موسوعة الرقائق والأدب - ياسر الحمداني

ياسر الحمداني

مقالات بديع الزمان الحمداني

[مَقَالاَتُ بَدِيعِ الزَّمَانِ الحَمَدَاني] ==================

أصون كرامتي من قبل قوتي

أَصُونُ كَرَامَتي مِنْ قَبْلِ قُوتي في ظِلِّ تَهْدِيدِ الاَتِّحَادِ الأُورُوبيّ بِقِيَادَةِ خَفِير سُولاَنَة، لِلشَّعْبِ الْفِلَسْطِينيِّ بِقَطْعِ الإِعَانَة، تَمَامَاً كَمَا فَعَلَ الرَّئِيس بُوش؛ تَمَثَّلْتُ بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ في أُوْلَئِكَ الْوُحُوش؛ الَّذِينَ يُرِيدُونَ إِذْلاَلَ الشَّعْبِ الْفِلَسْطِينيِّ بِهَذِهِ الْقُرُوش: مَا جُعْتُ حِينَ دَسَسْتَ كِسْرَتَكَ الْقَمِيئَةَ في ثِيَابِكْ مَا مُتُّ حِينَ ذَهَبْتَ عَنيِّ أَوْ نَدِمْتُ عَلَى ذَهَابِكْ أَغْرَتْكَ صُحْبَتُكَ اللِّئَامَ بِأَنْ تَدُوسَ عَلَى صِحَابِكْ {تَعْلِيق / يَاسِر الحَمَدَاني 0 وَالأَبْيَاتُ لِلشَّاعِر عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف}

أطيعوا الله والرسول

أَطِيعُواْ اللهَ وَالرَّسُول =========== بِسْمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} {الأَنْفَال/24} {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقَا} {النِّسَاء/69}

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَة: " أَنْ يُطَاعَ فَلاَ يُعْصَى، وَيُذْكَرَ فَلاَ يُنْسَى " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3159]

يَرْحَمُ اللهُ فَضِيلَةَ الشَّيْخ عَبْدِ الحَمِيد كِشْك؛ حَيْثُ كَانَ كَثِيرًا مَا يُكَرِّرُ هَذِهِ العِبَارَة: " ضَاعَتِ الأَخْلاَق؛ فَضَاقَتِ الأَرْزَاق " 0 إِنَّ الْعِبَادَة؛ هِيَ سِرُّ السَّعَادَة، وَطَاعَةُ اللهِ وَالرَّسُول؛ هِيَ مِفْتَاحُ الدُّخُول؛ لِكُلِّ بَابٍ مَقْفُول فَاللهُ يُدْنِي كُلَّ أَمْرٍ شَاسِعٍ * وَاللهُ يَفْتَحُ كُلَّ بَابٍ مُغْلَقِ يَا مَنْ تَدَّعِي حُبَّ اللهِ وَأَنْتَ تَعْصِيه 00

لَوْ كَانَ حُبُّكَ صَادِقَاً لأَطَعْتَهُ * إِنَّ المحِبَّ لِمَنْ يحِبُّ مُطِيعُ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كُلُّ أُمَّتي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ أَبى " 0 قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ وَمَنْ يَأْبى 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَن أَطَاعَني دَخَلَ الجَنَّة، وَمَن عَصَاني فَقَدْ أَبى " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِه]

حَدَّثَ فَيْضُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ وَقَدْ سَأَلَهُ: يَا أَبَا عَلِيّ [كُنيَةُ الْفُضَيْل] مَا الخَلاَصُ مِمَّا نَحْنُ فِيه 00؟ قَالَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه: أَخْبِرْني، مَن أَطَاعَ اللهَ عَزَّ وَجَلّ: هَلْ تَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ أَحَد 00؟ [أَيْ ذُنُوبُ أَحَد] قَالَ لاَ؛ قَالَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه: فَمَنْ يَعْصِي اللهَ عَزَّ وَجَلّ: هَلْ تَنْفَعُهُ طَاعَةُ أَحَد 00؟ قَال لاَ؛ قَالَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه: هُوَ الخَلاَص، إِن أَرَدْتَ الخَلاَص " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 427/ 8]

تَقُولُ المَلاَئِكَةُ لِلْعَبْدِ العَاصِي في قَبرِه: " هَذَا كَانَ مَنزِلَكَ وَمَا أَعَدَّ اللهُ لَكَ لَوْ أَطَعْتَهُ؛ فَيَزْدَادُ حَسْرَةً وَثُبُورَا " 0 [حَسَّنَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع 0 ص: (51/ 3)، وَالأَلبَانيُّ في التَّرْغِيب بِرَقم: (3561)، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط]

يُحْكَى أَنَّ رَجُلاً تَعَلَّقَ قَلْبُهُ بِامْرَأَةٍ شَغَفَتْهُ حُبَّا؛ فَخَرَجَتْ يَوْمَاً في إِحْدَى حَاجِيَاتِ أَهْلِهَا فَتَبِعَهَا، فَلمَّا خَلاَ الطَّرِيقُ مِنَ السَّابِلَةِ رَاوَدَهَا عَنْ نَفسِهَا فَقَالَتْ: انظُرْ أَنَامَ النَّاسُ أَمْ لاَ؛ فَفَرِحَ الرَجُلُ وَقَالَ قَدْ وَافَقَتْ؛ فَقَالَتْ: انظُرْ أَنَائِمٌ اللهُ أَمْ مُطَّلِعٌ عَلَيْنَا 00؟! فَاسْتَحْيى الرَّجُلُ مِنْ نَفْسِهِ وَانْصَرَف 00!! [مُكَاشَفَةُ القُلُوب لأَبي حَامِدٍ الغَزَالِيّ]

وَمرَّ نَبيُّ اللهِ مُوسَى عَلَيهِ السَّلاَمُ بِرَجُلٍ يَدْعُو وَيَتَضَرَّع؛ فَقَال: يَا رَبّ؛ ارْحَمْهُ فَإِنيِّ قَدْ رَحِمْتُه، فَأَوْحَى اللهُ جَلَّ جَلاَلهُ إِلَيْه: " لَو دَعَاني حَتىَّ تَنْقَطِعَ قُوَاهُ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حَتىَّ يَنْظُرَ في حَقِّي عَلَيْه " 0 [ابْنُ القَيِّمِ في إِغَاثَةِ اللَّهْفَان 0 الطَّبْعَةُ الثَّانِيَةُ لِدَارِ المَعْرِفَة 0 بَيرُوت: 88/ 1] فَأَظْلَمُ خَلْقِ اللهِ مَنْ بَاتَ عَاصِيَاً * لِمَن هُوَ في نَعْمَائِهِ يَتَقَلَّبُ

فَمَنِ اسْتَهَانَ بمحَارِمِ اللهِ هَانَ عَلَى الله، وَإِذَا كَانَ الإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاه: فَمِنَ الفُجُورِ أَنْ تَعْصِيَ اللهَ وَكَأَنَّكَ لاَ تَرَاه 00!! وَمِنْ كَلِمَاتِ أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ الخَالِدَةِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَوْلُه: " إِنَّ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ عُيُونَاً تَرَاك " 0 [مجْمَعُ الأَمْثَالِ لِلمَيْدَانيّ: 450/ 2]

وَقَالَ محَمَّدٌ الْبَاقِرُ لجَعْفَرَ الصَّادِقِ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا: " إِنَّ اللهَ خَبَّأَ ثَلاَثَةَ أَشْيَاءَ في ثَلاَثَة: خَبَّأَ رِضَاهُ في طَاعَتِه؛ فَلاَ تحْقِرَنَّ شَيْئَاً مِنَ الطَّاعَةِ فَلَعَلَّ رِضَاهُ فِيه 00!! وَخَبَّأَ سَخَطَهُ في مَعْصِيَتِه؛ فَلاَ تحْقِرَنَّ شَيْئَاً مِنَ المَعَاصِي فَلَعَلَّ سَخَطَهُ فِيه 00!! وَخَبَّأَ أَوْلِيَاءَهُ في خَلْقِه؛ فَلاَ تحْقِرَنَّ أَحَدَاً مِن خَلْقِهِ فَلَعَلَّهُ مِنهُمْ " 0 [مجْمَعُ الأَمْثَالِ لِلمَيْدَانيّ: 458/ 2]

وَقَالَ مَنْصُورُ بْنُ عَمَّار: " مَن أَبْصَرَ عَيْبَ نَفْسِهِ اشْتَغَلَ عَن عَيْبِ غَيرِه، وَمَنْ تَعَرَّى مِنْ لِبَاسِ التَّقْوَى لَمْ يَسْتُرْهُ شَيْءٌ مِنَ الدُّنيَا " 0 [مجْمَعُ الأَمْثَالِ لِلمَيْدَانيّ: 457/ 2] وَقَال ابْنُ السَّمَّاك: " خَفِ اللهَ حَتىَّ كَأَنَّكَ لَمْ تُطِعْه، وَارْجُ اللهَ حَتىَّ كَأَنَّكَ لَمْ تَعْصِهِ " 0 [مجْمَعُ الأَمْثَالِ لِلمَيْدَانيّ: 457/ 2]

كَتَبَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ إِلى أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنِ اكْتُبي إِليَّ كِتَابَاً تُوصِيني فِيهِ وَلاَ تُكْثِرِي عَلَيّ؛ فَكَتَبَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا إِلى مُعَاوِيَة: " سَلاَمٌ عَلَيْك، أَمَّا بَعْد 00 فَإِنيِّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَنِ الْتَمَسَ رِضَا اللهِ بِسَخَطِ النَّاس؛ كَفَاهُ اللهُ مُؤْنَةَ النَّاس، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ الله؛ وَكَلَهُ اللهُ إِلى النَّاس " 00 وَالسَّلاَمُ عَلَيْك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقم: 2414]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ عَن أَشْيَاءَ كَرِهَهَا؛ فَلَمَّا أُكْثِرَ عَلَيْهِ غَضِبَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ مَا في وَجْهِهِ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: يَا رَسُولَ الله؛ إِنَّا نَتُوبُ إِلى اللهِ عَزَّ وَجَلّ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامَانِ البُخَارِيُّ وَمُسْلِم] بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إعصار كاترينا

إِعْصَار كَاتْرِينَا ======== إِنَّ العِرَاقَ بَغَى عَلَى الكُوَيْت، وَأَمْرِيكَا بَغَتْ عَلَى العِرَاق، وَهَكَذَا يُسَلِّطُ اللهُ الظَّالمِينَ عَلَى الظَّالمِين، وَلِذَا كَمَا أَنَّهُ لَمْ يخْرُجِ العِرَاقُ مِنَ الكُوَيْتِ إِلاَّ بِالقُوَّة؛ فَلَنْ تخْرُجَ أَمْرِيكَا مِنَ الْعِرَاقِ إِلاَّ بِالقُوَّة 0 حَقَّاً: الضَّعِيفُ لَيْسَ لَهُ مَكَان، في هَذَا الزَّمَان؛ مَا دَامَتْ أَمْرِيكَا كَالحُوتِ الظَّمْآن 0 غُولٌ تَصُولُ تُرِيدُ مَنْ تَغْتَالُهُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر}

فَلَيْسَ وَرَاءهَا غَيرُ التَّجَنيِّ * وَلَيْسَ أَمَامَنَا غَيرُ الدُّعَاءِ وَانْفِجَارُ سَفَارَتيْ أَمْرِيكَا بِكِينيَا وَتَنزَانيَا، وَبِعَدَدٍ مِنَ الدُّوَل؛ يُؤَكِّدُ كَرَاهِيَةَ العَرَبِ وَغَيرِ العَرَبِ لأَمْرِيكَا 00 كُلُّ الصُّدُورِ تَغْلِي مِن أَفْعَالِهَا غَلَيَانَا

عَلَواْ فَتَعَالَواْ، وَكَبرُواْ فَتَكَبَّرُواْ، وَعَزُّواْ فَأَذَلُّواْ، لاَ يُرِيدُونَ بِأَيَّةِ حَالٍ مِنَ الأَحْوَالِ أَنْ تَقُومَ لِلْمُسْلِمِينَ قَائِمَة؛ فَبَعْدَمَا يَصْنَعُونَ هُمُ السِّلاَحَ النَّوَوِيّ؛ يَطْلُبُونَ مِنَّا نحْنُ التَّوْقِيعَ عَلَى مُعَاهَدَةِ حَظْرِ الأَسْلِحَة، وَهُمْ أَوَائِلُ دُوَلِ العَالَمِ في سِبَاقِ التَّسَلُّح 00!!

وَكُلُّنَا يَعْرِفُ كَيْفَ اغْتَالَ أُوْلَئِكَ الجُبَنَاءُ يحْيى المَشَدّ، وَسَمِيرَة مُوسَى، وَمُصْطَفَى مُشَرَّفَة، وَغَيرَهُمْ وَغَيرَهُمْ؛ وَمِن هُنَا بَادَرَتْ كُلٌّ مِنَ الهِنْدِ وَبَاكِسْتَانَ بِتَجَارِبهِمَا النَّوَوِيَّة، قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُمَا الغَرَقُ فَيَقُولاَ: أَلاَ لَيْتَنَا أُكِلْنَا يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَض 00 هَذَا هُوَ الغَرْب، وَهَكَذَا فَكَّرَ وَقَدَّر 00!! إِذَا رَأَيْتَ ثَنَايَا الذِّئْبِ بَادِيَةً * فَلاَ تَظُنَّنَّ أَنَّ الذِّئْبَ يَبْتَسِمُ {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف}

فَمِلَّةُ الكُفْرِ وَاحِدَة، إِنْ كَانَتْ أُورُوبَّا أَوْ أَمْرِيكَا 00 ذُرِّيَّةٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْض، وَكَأَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُواْ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَة؛ وَلِذَا يُسَلِّطُ اللهُ عَلَيْهِمْ بَينَ الحِينِ وَالحِين؛ أَعَاصِيرَ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا 00 {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيم} {الذَّارِيَات/42} كَإِعْصَار كَاتْرِينَا؛ الَّذِي رَاحَ فِيهِ عَشَرَاتُ الآلاَفِ مِنَ الأَمْرِيكِيِّين؛ وَكَأَنَّهُ قِصَاصُ عَدَالَةٍ مِنَ السَّمَاء 00 بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم:

{وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبَاً مِنْ دَارِهِمْ} {الرَّعْد/31} طَغَواْ وَبَغَواْ، وَقَالُواْ مَن أَشَدُّ مِنَّا قُوَّة 00!! لاَ تَغْتَرِّي يَا أَمْرِيكَا * بِعُلاَكِ لاَ تَغْتَرِّي فَالْقِمَامَةُ دائِمَاً * تَطْفُو فَوْقَ سَطْحِ البَحْرِ ******* رَبَّ رِزْقٍ يُصِيبُهُ الجُرَذُ الْيَقْ * ْظَانُ مِنْ شِدْقِ ضَيْغَمٍ مُتَثَائِبْ ******* قُلْ لِلأُلى بَدَأُواْ بِدَايَةَ هِتْلَرَا * سَتُجَرَّعُونَ غَداً نِهَايَةَ هِتْلَرَا

إِنَّا تَرَكْنَا الخَصْمَ يَضْحَكُ أَوَّلاً * حَتىَّ نَرَاهُ وَهُوَ يَبْكِي آخِرَا أَتُسَيْطِرُونَ عَلَى شُعُوبٍ حُرَّةٍ * وَعَلَيْكُمُ شَعْبُ اليَهُودِ تَسَيْطَرَا لَيْسَتْ لإِبْرَاهِيمَ نِسْبَتُهُمْ وَلاَ * لِبَنِيهِ لَكِنْ يُنْسَبُونَ لآزَرَا لَوْ تَسْأَلُونَ أَبَا البَرَايَا آدَماً * هَلْ مِنْ سُلاَلَتِكَ اليَهُودُ لأَنْكَرَا يَاسِر الحَمَدَاني 0

إنقاذ السودان؛ قبل فوات الأوان

إِنْقَاذُ السُّودَان؛ قَبْلَ فَوَاتِ الأَوَان =================== مِمَّا لاَ شَكَّ فِيهِ أَنَّ مِصْرَ قَدْ أَحْسَنَتْ عِنْدَمَا قَرَّرَتْ تَدَارُكَ الأَمْرِ، وَقَالَتْ بِيَدِي لاَ بِيَدِ عَمْرِو، وَلِذَا رَحَّبَتِ الخُرْطُوم؛ بِهَذَا الْقُدُوم؛ لِتَنْجُوَ مِنَ المُخَطَّطِ المَرْسُوم، قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهَا الْغَرَق، وَتَغِيبَ شَمْسُهَا وَرَاءَ الشَّفَق، كَالْعِرَاقِ الَّذِي كَانَ نجْمُهُ يَسُدُّ الأُفُق، لَعَلَّنَا نَنْجَحُ يَوْمَاً في حَلِّ مَشَاكِلِنَا بِأَيْدِينَا الْعَرَبِيَّة؛ فَعِلاَجُ مُشْكِلَةِ دَارْفُور عَلَى الطَّرِيقَةِ المِصْرِيَّة؛ أَرْحَمُ بِكَثِيرٍ مِن عِلاَجِهَا عَلَى الطَّرِيقَةِ الأَمْرِيكِيَّة 00 قَدْ يُلْحِقُ الخَيرَ بي خَصْمِي فَيُسْخِطُني * وَيُلْحِقُ الشَّرَّ بي قَوْمِي فَأَرْضَاهُ ذَكَّرَني كُلُّ هَذَا بِنَشِيدٍ جَمِيل؛ لِلأُسْتَاذِ الجَلِيل / هَاشِم الرِّفَاعِي، ذَلِكَ الشَّاعِرِ الرَّقِيق، قَالَهُ في الْوِحْدَةِ الَّتي كَانَتْ بَينَنَا وَبَينَ هَذَا الشَّعْبِ الشَّقِيق؛ أُهْدِيهِ إِلى الْقُوَّاتِ المِصْرِيَّةِ الَّتي ذَهَبَتْ إِلى دَارْفُور؛ لِتَدَارُكِ الأُمُور، وَلإِنْقَاذِ السُّودَان؛ قَبْلَ فَوَاتِ الأَوَان: أَيُّهَا الأَشْبَالُ في النِّيلِ السَّعِيدْ * جَدِّدُواْ الآمَالَ لِلشَّعْبِ الشَّرِيدْ وَاعْمَلُواْ بِالحَزْمِ وَالعَزْمِ الحَدِيدْ * مِصْرُ نَادَتْ فَاسْتَجِيبُواْ لِلنِّدَاءْ سَارِعُواْ لِلْمَجْدِ يَا كَنْزَ الأَمَلْ * بِاتحَادٍ وَنِظَامٍ وَعَمَلْ كُلُّ مَنْ سَارَ عَلَى الدَّرْبِ وَصَلْ * انهَضُواْ وَاللهُ يَرْعَى الأَوْفِيَاءْ جَاءَ عَهْدُ النِّيلِ وَانْجَابَ الظَّلاَمْ * وَتَعَالى ذِكْرُنَا بَينَ الأَنَامْ وَمِنَ اليَوْمِ سَنَمْضِي لِلأَمَامْ * في حِمَى الرَّحْمَنِ في ظِلِّ اللِّوَاءْ مِصْرُ وَالسُّودَانُ مِن عَهْدٍ بَعِيدْ * إِخْوَةٌ في الدِّينِ وَالنِّيلِ المجِيدْ لَهُمَا مجْدٌ عَلَى الدَّهْرِ تَلِيدْ * خَالِدُ العِزَّةِ مَوْفُورُ الإِبَاءْ سَنَخُوضُ الهَوْلَ بحْرَاً مِنْ دِمَاءْ * فَحَيَاةُ الذُّلِّ وَالمَوْتُ سَوَاءْ يَاسِر الحَمَدَاني 0

الإسلام هو الحل، وليس الإرهاب هو الحل

الإِسْلاَمُ هُوَ الحَلّ، وَلَيْسَ الإِرْهَابُ هُوَ الحَلّ ========================= إِنَّ حَلَّ كُلِّ مَشَاكِلِنَا في الْعَوْدَةِ إِلى الإِسْلاَم، وَفي يَقَظَةِ الضَّمِيرِ الَّذِي قَدْ نَام، وَلَيْسَ في الإِرْهَابِ وَالإِجْرَام، لاَ سِيَّمَا بَعْدَ إِعْلاَنِ الحُكُومَةِ بَدْءَ مَسِيرَةِ الإِصْلاَح، وَمَهْمَا كَانَ الوَضْعُ سَيِّئَاً؛ فَالحَلُّ مَا كَانَ وَلَنْ يَكُونَ قَطُّ في الإِرْهَاب 00

إِنَّكَ عِنْدَمَا تَذْهَبُ إِلى قِسْمِ شُرْطَةٍ وَتجِدُ ابْتِزَازَاً أَوْ سُوءَ مُعَامَلَة، وَعِنْدَمَا تَذْهَبُ إِلى إِحْدَى المُسْتَشْفَيَاتِ وَتجِدُ إِهْمَالاً جَسِيمَاً مِنْ طَاقَمِ التَّمْرِيضِ أَوِ الأَطِبَّاء؛ فَالعِلاَجُ لَيْسَ في الإِرْهَابِ وَقَتْلِ الأَبْرِيَاء، وَإِنَّمَا في يَقَظَةِ الضَّمِيرِ وَفي الْعَوْدَةِ إِلى الإِسْلاَم، فَهَذَا المُوَظَّفُ هُوَ أَنَا وَأَنْتَ، أَوْ أَخِي وَأَخُوك؛ فَلَوْ رَبَّيْنَا أَوْلاَدَنَا عَلَى الفَضِيلَةِ وَالدِّين؛ لَمَا صَارُواْ هَكَذَا 00

ثُمَّ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَ عَلَى المُتَدَيِّنِ الفَاضِلِ وَجَدْتَهُ لاَ يَعْمَلُ في الشُّرْطَة، وَلاَ يَعْمَلُ في المحَامَاة، وَلا يَعْمَلُ في كَذَا وَكَذَا؛ فَلاَ تَلُومَنَّ الفَاجِرَ إِذَن وَقَلِيلَ المُرُوءَ ةِ إِنْ شَغَلَ هَذِهِ الوَظَائِف 00

أَمَّا إِنْ كَانَ الهَدَفُ مِنْ وَرَاءِ هَذَا العَمَلِ شَجْبَاً لِلسِّيَاسَةِ الخَارِجِيَّةِ وَالاِسْتِفْزَازَاتِ الأَمْرِيكِيَّة؛ فَكَمَا أَنْ لَيْسَ كُلَّ مُتَدَيِّنٍ أُسَامَةَ بِن لاَدِن؛ فَلَيْسَ كُلُّ أَمْرِيكِيٍّ بُوشَاً، وَلا كُلُّ فَرَنْسِيٍّ يُوَافِقُ الرَّئِيسَ سَارْكُوزِيه عَلَى مُهَادَنَتِهِ لأَمْرِيكَا بِشَأْنِ الْقَضَايَا الْعَرَبِيَّة، وَالمُشْكِلَتَينِ السُّودَانِيَّة وَالإِيرَانِيَّة؛ فَالحَقُّ لاَ يَتَجَزَّأ، كَمَا أَنَّ كُلَّ يَهُودِيٍّ لَيْسَ شَارُونَاً؛ لَقَدْ جَاوَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَحَابَتُهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ وَالتَّابِعُونَ الكُفَّار؛ فَلَمْ يَفْعَلُواْ مَعَهُمْ هَذِهِ الأَفَاعِيلَ الحَمْقَاءَ وَلَمْ يَغْتَالُوهُمْ؛ أَيْضَاً لأَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أَنْ لَيْسَ كُلُّ كَافِرٍ أَبَا جَهْل؛

فَعَلاَمَ قَتْلُ الأَبْرِيَاء؛ مِنَ المُسْلِمِينَ أَوْ غَيرِهِمْ 00؟! بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: {لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ في الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُواْ إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ {8} إِنَّمَا يَنهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ في الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُواْ عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون} {المُمْتَحِنَة}

تَبًّا لِقَوْمٍ أَسَاءُواْ فَهْمَ دِينِهِمُ * فَحَاوَلُواْ ضَرْبَ أَدْيَانٍ بِأَدْيَانِ فَفِكْرَةُ القَتْلِ هَذِهِ وَاسْتِبَاحَةُ الدِّمَاء؛ تَرْجِعُ إِلى عَصْرِ الخَوَارِجِ الَّذِينَ اسْتَحَلُّواْ دِمَاءَ عَلِيّ، وَمِنْ قَبْلِهِ دِمَاءَ عُثْمَان؛ وَلاَ زَالَتِ الأُمَّةُ تَعِيثُ في الدِّمَاءِ حَتىَّ اليَوْم 00!!

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ حِينَ هَاجَ النَّاسُ عَلَى سَيِّدِِنَا عُثْمَان: " أَيُّهَا النَّاس؛ لاَ تَقْتُلُواْ هَذَا الشَّيْخَ وَاسْتَعْتِبُوه؛ فَإِنَّهُ لَنْ تَقْتُلَ أُمَّةٌ نَبِيَّهَا فَيَصْلُحُ أَمْرَهُمْ حَتىَّ يُرَاقَ دِمَاءُ سَبْعِينَ أَلْفَاً مِنهُمْ، وَلَنْ تَقْتُلَ أُمَّةٌ خَلِيفَتَهَا فَيَصْلُحَ أَمْرُهُمْ حَتىَّ يُرَاقَ دِمَاءُ أَرْبَعِينَ أَلْفَاً مِنهُمْ، فَلَمْ يَنْظُرُواْ فِيمَا قَالَ وَقَتَلُوه، وَالحَاصِلُ ـ أَيْ وَقَعَدَ ـ لِعَلِيٍّ في الطَّرِيق؛ فَقَالَ أَيْنَ تُرِيد 00؟

فَقَالَ أُرِيدُ أَرْضَ الْعِرَاق؛ قَالَ لاَ تَأْتِ الْعِرَاق، وَعَلَيْكَ بِمِنْبرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَوَثَبَ بِهِ أُنَاسٌ مِن أَصْحَابِ عَلِيٍّ وَهَمُّواْ بِه؛ فَقَالَ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ دَعُوه؛ فَإِنَّهُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْت؛ فَلَمَّا قُتِلَ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَعْقِل: هَذِهِ رَأْسُ الأَرْبَعِين، وَسَيَكُونُ عَلَى رَأْسِهَا صُلْح " [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: 92/ 9، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيّ]

وَلَمْ تَزَلِ الأُمَّةُ تَعِيثُ في دَمَاءِ الأَبْرِيَاءِ وَالأَوْلِيَاءِ حَتىَّ اليَوْم؛ وَلاَ سَبِيلَ لِلْخُرُوجِ مِن هَذَا الظَّلاَم؛ إِلاَّ بِالدُّخُولِ في أَحْضَانِ الإِسْلاَم، وَبِالفَهْمِ السَّلِيم؛ لِمَا فِيهِ مِنْ تَعَالِيم 00

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في رَجُلٍ فَظٍّ غَلِيظِ القَلْب: " إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمَاً؛ يَقْرَءُ ونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّة، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَم، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَان، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَاد " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7432 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1064 / عَبْد البَاقِي]

وَعَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَأْتي في آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ؛ حُدَثَاءُ الأَسْنَان، سُفَهَاءُ الأَحْلاَم ـ أَيْ جُهَلاَءُ الْعُقُول ـ يَقُولُونَ مِن خَيرِ قَوْلِ البَرِيَّة؛ يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّة، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ؛ فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ؛ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5057 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1066 / عَبْد البَاقِي]

وَعَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ؛ تَحْقِرُونَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ، وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ، وَيَقْرَءُونَ القُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ؛ يمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5058 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1064 / عَبْد البَاقِي]

وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ أَتَاهُ رَجُلانِ في فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْر؛ فَقَالا: إِنَّ النَّاسَ صَنَعُواْ؛ وَأَنْتَ ابْنُ عُمَرَ وَصَاحِبُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَمَا يمْنَعُكَ أَنْ تَخْرُج 00؟ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: يمْنَعُني أَنَّ اللهَ حَرَّمَ دَمَ أَخِي؛ فَقَالاَ: أَلَمْ يَقُلِ اللهُ وَقَاتِلُوهُمْ حَتىَّ لاَ تَكُونَ فِتْنَة؟

فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: قَاتَلْنَا حَتىَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ وَكَانَ الدِّينُ لله؛ وَأَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُقَاتِلُواْ حَتىَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِغَيْرِ الله " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 4515 / فَتْح]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضًا أَنَّهُ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَال: " يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَن؛ مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تَحُجَّ عَامَاً وَتَعْتَمِرَ عَامَاً وَتَتْرُكَ الجِهَادَ في سَبِيلِ اللهِ وَقَدْ عَلِمْتَ مَا رَغَّبَ اللهُ فِيه 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه:

قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: يَا ابْنَ أَخِي؛ بُنيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْس: إِيمَانٍ بِاللهِ وَرَسُولِه، وَالصَّلَوَاتِ الخَمْس، وَصِيَامِ رَمَضَان، وَأَدَاءِ الزَّكَاة، وَحَجِّ البَيْت؛ قَال: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَن؛ أَلاَ تَسْمَعُ مَا ذَكَرَ اللهُ في كِتَابِهِ: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُواْ الَّتي تَبْغِي حَتىَّ تَفِيءَ إِلى أَمْرِ الله} {الحُجُرَات/9} {وَقَاتِلُوهُمْ حَتىَّ لاَ تَكُونَ فِتْنَة} {البَقَرَة/193}

قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: فَعَلْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ الإِسْلاَمُ قَلِيلاً؛ فَكَانَ الرَّجُلُ يُفْتَنُ في دِينِهِ إِمَّا قَتَلُوهُ وَإِمَّا يُعَذِّبُونَه؛ حَتىَّ كَثُرَ الإِسْلاَمُ فَلَمْ تَكُنْ فِتْنَة؛ قَالَ فَمَا قَوْلُكَ في عَلِيٍّ وَعُثْمَان؟

قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: أَمَّا عُثْمَان؛ فَكَأَنَّ اللهَ عَفَا عَنْهُ [أَيْ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ اليَوْم] وَأَمَّا أَنْتُمْ؛ فَكَرِهْتُمْ أَنْ تَعْفُواْ عَنْهُ، وَأَمَّا عَلِيٌّ؛ فَابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَتَنُه " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 4515 / فَتْح] عَنِ القَاسِمِ بْنِ أَبي بَزَّةَ أَنَّهُ سَأَلَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنه: هَلْ لِمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنَاً مُتَعَمِّدَاً مِنْ تَوْبَة؟ فَقَال: " هَذِهِ مَكِّيَّةٌ نَسَخَتْهَا آيَةٌ مَدَنِيَّةٌ الَّتي في سُورَةِ النِّسَاءِ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4762 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3023 / عَبْد البَاقِي] وَآيَةُ النِّسَاءِ المَدَنِيَّةُ هِيَ: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنَاً مُتَعَمِدَاً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدَاً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابَاً عَظِيماً} {النِّسَاء/93}

" لَنْ يَزَالَ المُؤْمِنُ في فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6862 / فَتْح] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَرْجِعُواْ بَعْدِي كُفَّارَاً؛ يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْض " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6868، 7077 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 65 / عَبْد البَاقِي]

انْظُرْ يَرْحَمُكَ اللهُ كَيْفَ جَعَلَ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القَتْلَ كُفْرَاً 0 عَن أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى الحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَة، فَصَبَّحْنَا القَوْمَ فَهَزَمْنَاهُمْ، وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ رَجُلاً مِنْهُمْ؛ فَلَمَّا غَشِينَاهُ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله؛ فَكَفَّ عَنْهُ الأَنْصَارِيّ، فَطَعَنْتُهُ بِرُمْحِي حَتىَّ قَتَلْتُه؛ فَلَمَّا قَدِمْنَا بَلَغَ ذَلِكَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لي: " يَا أُسَامَة؛ أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ " 00؟

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّمَا كَانَ مُتَعَوِّذًا؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ الله " 00؟ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ حَتىَّ تَمَنَّيْتُ أَنيِّ لَمْ أَكُن أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ اليَوْم " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6872 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 96 / عَبْد البَاقِي] انْظُرْ يَرْحَمُكَ الله؛ هَذَا فِيمَنْ قَتَلَ كَافِرَاً قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله؛ فَكَيْفَ بِمَنْ قَتَلَ مُسْلِمًا يَقُولُهَا 00؟!

عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " ذَهَبْتُ لأَنْصُرَ هَذَا الرَّجُل [أَيِ ابْنَ الزُّبَير] فَلَقِيَني أَبُو بَكْرَةَ الثَّقَفِيُّ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: أَيْنَ تُرِيد؟ قُلْتُ: أَنْصُرُ هَذَا الرَّجُل؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: ارْجِعْ؛ فَإِني سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِذَا الْتَقَى المُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالقَاتِلُ وَالمَقْتُولُ في النَّار " 0 قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ هَذَا القَاتِل؛ فَمَا بَالُ المَقْتُول 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّهُ كَانَ حَرِيصَاً عَلَى قَتْلِ صَاحِبِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6875 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2888 / عَبْد البَاقِي] هَذَا عَمَّنْ قَتَلَ مُسْلِمًا؛ فَمَاذَا عَمَّنْ قَتَلَ وَافِدَاً عَلَى بِلاَدِ الإِسْلاَمِ مِن غَيرِ المُسْلِمِين 00؟

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدَاً؛ لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّة، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3166 / فَتْح]

يَقُولُ الإِمَامُ الشَّوْكَانيُّ في " نَيْلِ الأَوْطَار ": " المُعَاهِدُ هُوَ الرَّجُلُ مِن أَهْلِ دَارِ الحَرْبِ يَدْخُلُ إِلى دَارِ الإِسْلامِ بِأَمَانٍ ـ أَيْ بِوَعْدٍ بِحِمَايَتِهِ " تَأْشِيرَة " ـ فَيَحْرُمُ عَلَى المُسْلِمِينَ قَتْلُهُ بِلاَ خِلاَفٍ بَينَ أَهْلِ الإِسْلاَمِ حَتىَّ يَرْجِعَ إِلى مَأْمَنِه؛ وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا قَوْلُهُ جَلَّ وَعَلاَ: {وَإِن أَحَدٌ مِنَ المُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتىَّ يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَعْلَمُون} {التَّوْبَة/6} [الإِمَامُ الشَّوْكَانيُّ في نَيْلِ الأَوْطَارِ بَابِ القَتْل 0 طَبْعَةِ دَارِ الجِيل 0 بَيرُوت 0 ص: 155/ 7]

أَمَّا إِنْ كَانَ ثَمَّةَ تَقْصِيرٌ مِنْ بَعْضِ وُلاَةِ الأَمْر 00 عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُورَاً تُنْكِرُونَهَا " 0 قَالُواْ: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللهِ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَدُّواْ إِلَيْهِمْ، حَقَّهُمْ وَسَلُواْ اللهَ حَقَّكُمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7052 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1843 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئَاً فَلْيَصْبِرْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرَاً؛ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7053 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1849 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ رَأَى مِن أَمِيرِهِ شَيْئَاً فَكَرِهَهُ فَلْيَصْبرْ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يُفَارِقُ الجَمَاعَةَ شِبْرَاً فَيَمُوتُ إِلاَّ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7143 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1849 / عَبْد البَاقِي]

عَن حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لاَ يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ وَلاَ يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ في جُثْمَانِ إِنْس " 0 قَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللهُ عَنه: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ إِن أَدْرَكْتُ ذَلِك 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِير، وَإِنْ ضَرَبَ ظَهْرَكَ وَأَخَذَ مَالَكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1847 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنَّا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7070 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 98 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أَحَدِ التَّابِعِينَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ أَنَّهُ قَال: " إِنَّكُمْ مَعْشَرَ العَرَبِ لَنْ تَزَالُواْ بخَيْرٍ مَا كُنْتُمْ إِذَا هَلَكَ أَمِيرٌ تَأَمَّرْتُمْ في آخَر؛ فَإِذَا كَانَتْ بِالسَّيْفِ كَانُواْ مُلُوكَاً؛ يَغْضَبُونَ غَضَبَ المُلُوك، وَيَرْضَوْنَ رِضَا المُلُوك " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 4359 / فَتْح،، وَالإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِرَقم: 18739] [يَاسِر الحَمَدَاني 0 ]

البهائية، وادعاء الألوهية

الْبَهَائِيَّة، وَادعَاءُ الأُلُوهِيَّة ============== البهائية: نسبة إِلى بهاء الله، وهو حسين علي المازندراني، الذي سَمَّى نفسه بهاء الله، وكان له دور كبير في مساندة الحركة البابية، وتخطيطه لَها من وراءِ ستارٍ مستغلاَ لكل الظروف والشخصيات في دعمها لتحقيق مآربه، وهو مختفٍ حتى لاَ ينكشف أمره 0 وقد تعاون مع الروس وعملاَئهم عندما كان في إيران، ولما انتقل إلى تركيا ثم فلسطين أخذ في التعاون مع المؤسسات اليهودية العالمية، والاَستعمار الاَنجليزى 0 ولما وجد أن أخاه يزاحمه على زعامة الحركة بعد هلاَك الباب همّ بقتله، ودبر مذبحة من أشنع ما عرف في التاريخ، قضى فيها على أعوان أخيه قتلاَ بالسواطير والجنازير المسمومة في وحشية يندى لها جبين الإنسان خزيَاً وعارا 0 بعد أن هلك الباب ادعى البهاء أنه خليفة القائم (الباب) ثم ادعى أنه القائم نفسُه، ثم تقدم خطوة أخرى فادعى أن القائم (الباب) كان ممهدا له، فلهذا هو القيُّوم، ثُم انتحل مقام النبوة، وأخيرَاً ادعى الأُلُوهِيَّةَ وَالرُّبُوبِيَّة، وأنه مظهر الحقيقة الإلهية، التي لَمْ تصل إلى كمالها الأعظم إلاَّ حينما تجسدت فيه، وأن كل الظهورات الإلهية التي سبقت منذ آدم مرورا بالأنبياء جميعا؛ كانت درجاتٍ أدنى حتى وصلت إلى كمالها في تجسدها في شخصه؛ وذلك لأنهم يؤمنون بالحلول [أَيْ أَنَّ الرَّبَّ جَلَّ جَلاَلُهُ يَحُلُّ في جَسَدِه] 0 وكان البهاء يغطى وجهه بقناع؛ مُوهِمَاً من يلقاه أن بهاء الله يعلوه، وقد ترك البهاءُ بعضَ الكتب والرسائل منها: 1 ـ الإيقان، وقد كتبه لما كان في بغداد تأييدا لدعوى " الباب " 0 2 ـ وله عدة رسائل، بعضها كتبه بالعربية وبعضها بالفارسية، ومن أسماء هذه الرسائل: " الألواح "، " الاَشراقات "، " الهيكل "، " الكلمات الفردوسية "، " العهد " 0 3 ـ وأشهر كتبه " الأَقْدَس " 00 وقد كتبه في السنوات الأخيرة من حياته؛ ادعى أن الأحكام التي وردت فيه نزلت من سماء المشيئة الإلهية، وأن جميع ما نزل في الكتب المقدسة قد نسخ لعدم انسجامِهِ مع احتياجات الإنسان المعاصر، وَالْكِتَابُ " الأَقْدَسُ " مجموعةٌ من الخواطر تتحدث عن الإلهام والحلاَل والحرام، والمواعظِ ومخاطبةِ الملوك، وبعضِ الألغاز التي تشير إلى الحروف مثل قوله: يا أرض الطاء لاَ تحزني من شىء قد جعلك الله مطلع فرح العالمين يا أرض الخاء نسمع فيك صوت الرجال فى ذكر ربك الغني المتعال [كَلاَمٌ رَكِيكٌ لاَ يَرْقَى حَتىَّ لِدَرَجَةِ الشِّعْرِ الحُرِّ فَضْلاً عَنِ المُقَفَّى المَوْزُون] وبعد موته آل أمر الحركة إلى ابنه العباس عبد البهاء، ومن بعده إِلى حفيده شوقي رباني، ثم آل الأمر إلى أحد اليهود الأمريكان، وكان اسمه ميسون 0 ومن عقائدهم أنهم يعبدون البهاء، ويتوجهون إلى قبره بالعبادة، ويحجون إليه، ومن كلاَمه فى ذلك: " من تَوَجَّهَ إلىَّ فقد توجه إلى المعبود، أما الذين يتوجهون بعبادتهم إلى الله، فإنما يتوجهون بها إلى وهم أفك الظنون " 0 والصلاَة عندهم تسع ركعات في الصباح والزوال والآصال، أَوْقَاتُهَا طلوع الشمس وتوسطها ومغيبها، ويقدسون العدد (9) لأنه مجموع حروف (بهاء / بحِسَابِ الجُمَّل) 0 والقبلة كانت في حياة البهاء إلى قصره، وبعد موته إلى قبره، والصوم (19) يوما، والزكاة لمن يملك مائة مثقال من الذهب؛ يؤخذ منه 19 مثقالاَ 0 والحج إلى قصر البهاء في حياته، وإلى قبره بعد موته 0 والزواج للرجل أن يَتَزَوَّجَ بِامْرَأَتَين، ولم يحرم من النساء إلاَ الأمُّ فقط، وإذا اقترن الزوجان عاما ولم يتفقا انفصلاَ بالطلاَق، والربا مباح، والجهاد محرم، وهم يكفرون بالآخرة متابعة لأسلاَفهم مِنَ البابيَّةِ والباطنيَّة، ولهم تأويلاَت كثيرة ترجع جميعها إلى الكفر باليوم الآخر 0 هَذِهِ المَقَالَةُ هِيَ بحْثٌ مخْتَصَرٌ لِلدُّكْتُور / محَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الجُيُوشِيّ قَامَ بِتَهْذِيبِهِ وَاخْتِصَارِهِ وَالتَّعْلِيقِ الْيَسِيرِ عَلَيْهِ الْكَاتِب / يَاسِرٌ الحَمَدَانيّ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني

التريث والتأني

مَنْ تَأَنىَّ نَالَ مَا تَمَنىَّ: ============ مِن أَدَقِّ وَأَرَقِّ الحِكَمِ الَّتي قِيلَتْ في التَّأَنيِّ قَوْلُهُمْ: " مَنْ تَأَنىَّ نَالَ مَا تَمَنىَّ " 0 وَقَوْلُهُمْ: إِذَا أَتَاكَ أَحَدُ الخَصْمَينِ وَقَدْ فُقِئَتْ عَيْنُه؛ فَلاَ تَقْضِينَّ لَهُ حَتىَّ يَأْتِيَكَ الخَصْمُ الآخَر؛ فَلَعَلَّهُ فُقِئَتْ عَيْنَاه 00!! وَهَذَا مَا قَالَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر: عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: " إِذَا جَاءكَ الخَصْمَانِ فَلاَ تَقْضِ لِلأَوَّلِ حَتىَّ تَسْمَعَ مِنَ الآخَر؛ فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ يَبِينَ لَكَ القَضَاء " 0 وَمِنَ الْكَلِمَاتِ المَأْثُورَةِ الَّتي يَتَنَاقَلُهَا النَّاسُ عَنِ التَّأَنيِّ قَوْلُهُمْ: كُنْ كَالنَّجَّارِ المَاهِر، الَّذِي يَقِيسُ عَشْرَ مَرَّات؛ لِيَقْطَعَ مَرَّةً وَاحِدَة 00!! فَإِنَّ الشَّخْصَ الَّذِي يَتَّخِذُ قَرَارَهُ بِصُعُوبَة: محَالٌ أَنْ يَرْجِعَ فِيهِ بِسُهُولَة 0 وَمِن أَطْرَفِ الأَمْثَالِ الَّتي قِيلَتْ في مَدْحِ التَّأَنيِّ وَذَمِّ الْعَجَلَةِ قَوْلُهُمْ: أَيْنَ كُنْتِ يَا " لاَ " عِنْدَمَا قُلْتُ " نَعَمْ " 00؟! وَأَمَّا عَنِ الأَشْعَار؛ فَمِن أَجْمَلِ مَا قِيلَ في التَّأَنيِّ: قَوْلُ الشَّاعِرِ القَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيم الخُورِي: إِذَا رُمْتَ أَمْرَاً فَلاَ تَعْجَلَنَّ * وَإِلاَّ نَدِمْتَ عَلَى فِعْلِهِ فَمَا كَبْوَةُ المَرْءِ قَتَّالَةً * إِذَا كَانَ يَمْشِي عَلَى مَهْلِهِ وَقَوْلُ بَهَاءِ الدِّينِ الزُّهَير: احْسِبْ حِسَابَكَ لِلخُرُوجِ مُقَدَّمَاً قَبْلَ الدُّخُول وَمِمَّا يَنْبَغِي الإِشَارَةُ إِلَيْه: أَنَّ العَرَبَ قَدْ أَطْلَقُواْ مُسَمَّيَاتٍ كَثِيرَةً عَلَى الأَنَاةِ وَالتَّأَنيِّ: مِنهَا: التُّؤَدَةُ، وَالتَّرَيُّث، وَالرِّفْق، وَالتَّرَفُّق 0

أَمَّا عَنِ الأَدَبِ النَّبَوِيِّ الَّذِي جَرَى مجْرَى الحِكَمِ وَالأَمْثَالِ عَنِ الأَنَاةِ وَالتُّؤَدَةِ وَالرِّفْق: قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هَذَا الحَدِيثِ الَّذِي حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح: عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " التَّأَنيِّ مِنَ الله، وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَان " 0 وَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هَذَا الحَدِيثِ الَّذِي صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في غَايَةِ المَرَامِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيّ: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنَاً مَا؛ عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمَاً مَا، وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنَاً مَا؛ عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمَاً مَا " 0

وَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الهَيْثَمِيّ: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح: عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرَاً؛ أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الرِّفْق " 0 وَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هَذَا الحَدِيثِ الَّذِي صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُد، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين: عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " التُّؤَدَةُ في كُلِّ شَيْءٍ خَير، إِلاَّ في عَمَلِ الآخِرَة " 0 وَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحَدِيثِ الَّذِي حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيّ: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسٍ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " السَّمْتُ الحَسَنُ وَالتُّؤَدَةُ وَالاِقْتِصَاد: جُزْءٌ مِن أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءَاً مِنَ النُّبُوَّة " 0 [السَّمْتُ الحَسَن: لِينُ الجَانِبِ وَحُسْنُ المَعْشَر، وَالاِقْتَصَاد: الاِعْتِدَالُ وَالتَّوَسُّط] وَتَحِيَّاتي لِهَذَا البرْنَامجِ الهَادِفِ وَالمُفِيدِ، وَمِنْ نَجَاحٍ إِلى نَجَاحٍ لِلأُسْتَاذَة جِيهَانَ الرِّيدِي 0 يَاسِر الحَمَدَاني

التَّقْلِيدُ الأَعْمَى ======== إِنَّ شَبَابَنَا الْيَوْمَ نَظَرَ إِلى الْغَرْبِ بِطَرْفٍ مَفْتُون؛ وَلِذَا عِنْدَمَا أَخَذَ مِنهُ أَخَذَ أَسْوَأَ مَا عِنْدَهُ 00 نَظَرَ إِلى كُلِّ شَيْءٍ عَار: وَاتخَذَهُ شِعَار 00!! فَتَشَبَّهُواْ بِالغَرْبِ حَتىَّ أَوْشَكُواْ * أَنْ يَعْبُدُوهُ عِبَادَةَ الأَصْنامِ تَقْلِيدَ أَعْمَىً قَلَّدُواْ وَلِذَا فَقَدْ * تَبِعُواْ نِظَامَهُمُ بِغَيرِ نِظَامِ كُلَّ هَذَا لِيَكُونُواْ مِثْلَهُمْ، وَشَتَّانَ بَيْنَ جَرَّةِ الجُبْنِ القَدِيمِ وَجَرَّةِ العَسَل 00!!

فَلوْ لَبِسَ الحِمَارُ لَنَا حَرِيرَاً * لَقَالَ النَّاسُ يَا لَكَ مِن حِمَارِ حَتىَّ في اللَّعِبِ مِنْ شِدَّةِ خَيْبَتِنَا لاَ نَسْتَطِيعُ تَقْلِيدَهُمْ فِيه 00!! عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرَاً شِبْرَاً، وَذِرَاعَاً بِذِرَاع، حَتىَّ لَوْ دَخَلُواْ جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7320 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2669 / عَبْد البَاقِي]

وَهَذِهِ العِبَارَةُ الأَخِيرَة: بحَثْتُ عَنهَا في مَعَاجِمَ كَثِيرَة، حَتىَّ عَثَرْتُ عَلَيْهَا أَخِيرَاً في كُتُبِ الحَيَوَان، بَدَأْتُ أُفَكِّرُ مَا هُوَ السَّيِّئُ في حَيَاةِ الضَّبِّ حَتىَّ يَضْرِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ المَثَل 00؟!

اتَّضَحَ الآتي 00 أَوَّلاً: الضَّبُّ هَذَا حَيَوَانٌ كَالتِّمْسَاحِ في الشَّكْل، أَمَّا مِن حَيْثُ الطُّولِ فَهُوَ نِصْفُ مِتْرٍ تَقْرِيبًا، يُؤْكَلْ لَحْمُه، إِلاَّ أَنَّهُ حَيَوَانٌ ضَعِيف، لَيْسَ لَهُ فَكٌّ كَفَكِّ التِّمْسَاحِ وَلا مخَالِبُ كَمَخَالِبِ النَّمِرِ يُدَافِعُ بِهَا عَنْ نَفْسِه؛ فَمَاذا يَصْنَع 00؟! يَأْوِي إِلى جُحْرِهِ الحَيَّاتِ وَالعَقَارِبَ وَالثَّعَابِين؛ وَمِن هُنَا ضَرَبَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ المَثَل فَقَال: " حَتىَّ لَوْ دَخَلُواْ جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ " 0

وَذَلِكَ هُوَ الَّذِي يُسَمَّى التَّقْلِيدَ الأَعْمَى 00!! يَا أُمَّةً ضَحِكَت مِنْ جَهْلِهَا الأُمَمُ في كُلِّ يَوْمٍ نَرَى لِلْغَرْبِ خَارِقَةً وَلَيْسَ لِلشَّرْقِ إِلاَّ السَّمْعُ وَالبَصَرُ القَوْمُ يَبْتَكِرُونَ المُعْجِزَاتِ لَهُمْ وَنحْنُ نمْدَحُ مَا اخْتَرَعُواْ وَمَا ابْتَكَرُواْ فَهَلْ بِذَا الشَّرْقُ قَدْ أَدَّى رِسَالَتَهُ وَهَلْ تَرَى أَنْبِيَاءَ الغَرْبِ قَدْ ظَهَرُواْ وَاأَسَفَا عَلَى قَوْمِي 00

تَقَدَّمَ كُلُّ بَطِيءِ الخُطَا * وَهُمْ وَحْدَهُمْ رَجَعُواْ القَهْقَرَى أَذَلَّهُمُ كُلُّ شَعْبٍ ذَلِيلٍ * وَكَانَ لَهُمْ أَمْسِ مُلكُ الثَّرى وَمَن خَطَبَ المجْدَ شَدَّ الرِّحَالاَ * إِلَيْهِ وَخَاضَ الدَّمَ الأَحْمَرَا نَعَمْ نحْنُ أَبْنَاءُ حَضَارَةٍ عَاشَتْ خَمْسَةَ آلافِ سَنَة، وَوَهَبَنَا اللهُ حَضَارَةً أَعْظَمَ مِنهَا هِيَ الحَضَارَةُ الإِسْلاَمِيَّة، وَلَكِن هَلْ كُلُّ مَا نَمْلِكُهُ مِنَ المجْدِ هُوَ افْتِخَارُنَا بِالآبَاءِ وَالأَجْدَاد 00؟! مَنِ اتَّكَلَ عَلَى شَرَفِ آبَائِهِ فَقَدْ عَقَّهُمْ 00 مَنْ يَقْتَرِبْ مِن أَمْسِ يَبْعُدْ عَن غَدٍ * وَيَعِشْ مَعَ المَوْتَى وَيُصْبِحْ مِنهُمُ *************

إِنِ افْتَخَرْتُمْ بِآبَاءٍ ذَوِي حَسَبٍ * نِعْمَ الأَبَاءُ وَلَكِنْ بِئْسَ مَا وَلَدُواْ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِمْ؛ مَاتُواْ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُواْ الشَّهَوَات 00!! جَنَواْ لَكُمُ أَنْ تُمْدَحُواْ وَجَنَيْتُمُ * لَهُمْ أَنْتُمُ أَنْ يُشْتَمُواْ في المَقَابِرِ لأَنْ تَكُونَ أَحْسَابُنَا عَارَاً عَلَيْنَا؛ خَيرٌ مِن أَنْ نَكُونَ عَارَاً عَلَى أَحْسَابِنَا، بِئْسَ السَّالِفِينَ بَدَلا 0 وَهَكَذَا: جَعَلْنَا مِنَ القَدَرِ " شَمَّاعَةً " عَلَّقْنَا عَلَيْهَا تخُلُّفَنَا عَنْ سَائِرِ الأُمَم 00!!

نِمْنَا فَخِلْنَا كُلَّ طَرفٍ نَائِمَاً * مَا أَجْهَل الوسْنَانَ بِاليَقظَان تَعِسَ الَّذِى رَضِىَ الأَمَانِيَ ثَرْوَةً * إنَّ الأَمَانيَ ثَرْوَةُ الكَسْلاَنِ مَا بَالُ قَوْمِى نَائِمِين عَنِ العُلاَ * وَلَقَدْ تَنَبَّهَ لِلْعُلاَ الثَّقَلاَنِ لَوْ تَعْقِلُونَ عَمِلْتُمُ لِخَلاَصِكُمْ * مِنْ عَالَمِ الجَبَرُوتِ وَالطُّغْيَانِ حَرْبٌ تُلاحِقُنَا بِغَيرِ هَوَادَةٍ * يجْني الشُّيُوخُ بِهَا عَلَى الشُّبَّانِ وَمَدِينَةٍ زَهْرَاءَ آمِنَةِ الحِمَى * هُدِمَتْ مَنَازِلُهَا عَلَى السُّكَّانِ

خَرِسَتْ بَلاَبِلُهَا الشَّوَادِي في الرُّبى * وَعَلاَ صِيَاحُ البُومِ وَالغِرْبَانِ سَحَقَ القَوِيُّ بِهَا الضَّعِيفَ وَدَاسَهُ * وَمَشَى عَلَى أَرْضٍ مِنَ الأَبْدَانِ بِئْسَ الوَغَى يَجْني الجُنُودُ حُتُوفَهُمْ * في سَاحِهَا وَالفَخْرُ لِلتِّيجَانِ مَا بَالُكُمْ لاَ تَغْضَبُون لِدِينِكُمْ * غَضْبَاتِ مَلْطُومِ الجَبِينِ مُهَانِ يَا قَوْمُ هُبُّواْ وَانهَضُواْ نحْوَ الْعُلاَ * وَتَشَبَّهُواْ بِالصِّينِ وَاليَابَانِ يَا أُمَّةً لَعِبَتْ بِدِينِ نَبِيِّهَا * وَشَفِيعِهَا كَتَلاَعُبِ الصِّبْيَانِ

تَرَكَ المَسِيحِيُّونَ مَا أُمِرُواْ بِهِ * وَالمُسْلِمُونَ بَغَوْاْ عَلَى القُرْآنِ لاَ ذَنْبَ لِلأَقْدَارِ في إِذْلاَلِنَا * هَذَا جَزَاءُ الغَافِلِ المُتَوَانِي

الحياء شعبة من الإيمان

الحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَان: ============== مِن أَرْوَعِ مَا قَالَهُ اللهُ تَعَالى في ذَمِّ الَّذِينَ لاَ يَسْتَحُون، وَالَّذِينَ لا يَسْتَحْيُون [كِلاَهُمَا صَحِيح]: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ} {النِّسَاء/108} =============================== مِن أَرْوَعِ مَا قَالَهُ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحَيَاءِ مَا رَوَاهُ أَبُو 00000 عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الحَيَاءُ مِنَ الإِيمَان، وَالإِيمَانُ في الجَنَّة، وَالبَذَاءُ مِنَ الجَفَاء، وَالجَفَاءُ في النَّار " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ وَسُنَنيِ الإِمَامَينِ ابْنِ مَاجَةَ التِّرْمِذِيِّ وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقَاً، وَخُلُقُ الإِسْلاَمِ الحَيَاء " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (2149، 940)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4181] =============================== وَمِن أَرْوَعِ مَا قَالَهُ الشُّعَرَاءُ في الحَيَاءِ قَوْلُ بَاحِثَةِ البَادِيَة: إِنَّ الفَتَاةَ حَدِيقَةٌ وَحَيَاؤُهَا * كَالمَاءِ مَوْقُوفٌ عَلَيْهِ بَقَاؤُهَا لا خَيرَ في حُسْنِ الفَتَاةِ وَعِلْمِهَا * إِنْ كانَ مِن غَيْرِ الحَيَاءِ رِدَاؤُهَا =============================== وَمِن أَرْوَعِ مَا قِيلَ مِنَ الأَمْثَالِ في الحَيَاءِ المَذْمُوم ـ وَهُوَ الخَجَلُ المُفْرِطُ الَّذِي قَدْ يُضَيِّعُ حُقُوَقَ المَرْءِ قَوْلُ العَرَب: " جُعِلَتِ الخَيْبَةُ في الهَيْبَة " 0 =============================== وَلَمَّا كَانَ اسْمُ البَرْنَامج " أَمْثَالٌ وَأَشْعَار " قَرَّرْتُ أَن أَخْتِمَ هَذِهِ المُقْتَطَفَات: بِشَيْءٍ مِنَ الشِّعْرِ عَنِ الحَيَاء، لأَبي مَاضِي يَذُمُّ فِيهِ قِلَّةَ حَيَاءِ بَعْضِ الشُّعَرَاء، وَابْتِذَالِهِمْ بِالشِّعْرِ في طَلَبِ العَطَاء: يَقُولُ أَبُو مَاضِي: أَنَاْ لَمْ أَجِئْ بِقَصِيدَةٍ خَمْرِيَّةٍ * مَا لي وَلِلتَّشْبِيبِ بِالصَّهْبَاءِ لا تَسْأَلُوني مَدْحَ كُلِّ مُتَوَّجٍ * إِنِّي نَبَذْتُ سَفَاسِفَ الشُّعَرَاءِ بَاعُواْ لأَجْلِ المَالِ مَاءَ حَيَائِهِمْ * مَاذَا تَكُونُ النَّقْسُ دُونَ حَيَاءِ لَمْ يَفْهَمُواْ مَا الشِّعْرُ إِلاَّ أَنَّهُ * قَدْ بَاتَ مَرْقَاةً إِلى الإِثْرَاءِ وَلِذَاكَ مَا لاقَيْتَ غَيْرَ مُشَبِّبٍ * بِالغَانِيَاتِ وَطَالِبٍ لِعَطَاءِ ضَاقَتْ بِهِ الدُّنيَا الرَّحِيبَةُ فَانْثَنى * بِالشِّعْرِ يَسْتَجْدِي بَني حَوَّاءِ شَقِيَ القَرِيضُ بِهِمْ وَمَا سَعِدُواْ بِهِ * لَوْلاهُمُ لَغَدَا مِنَ السُّعَدَاءِ إِعْدَاد / يَاسِر الحَمَدَاني 0

_ [email protected]

الدين النصيحة

الدِّينُ النَّصِيحَة: ========== مِن أَجْمَلِ مَا قِيلَ في فَضْلِ النُّصْحِ وَالتَّوْجِيهِ وَأَجْرِ النَّاصِحِين؛ قَوْلُ رَبِّ الْعَالمِين: {إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ المُصْلِحِين} {الأَعْرَاف/170} وَمِنَ الأَمْثَالِ الْقُرْآنِيَّةِ الَّتي تُقَالُ عِنْدَ افْتِقَادِ المُسْتَمِعِ الْعَاقِلِ لِلنُّصْح: أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيد 00؟! وَمِنَ الأَمْثَالِ الْقُرْآنِيَّةِ الَّتي تُقَالُ لِلنَّاصِحِ الخَبِيث: إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِين أَوْ نَصَحْتَنَا نَصِيحَةَ إِبْلِيسَ لآدَم وَهَذِهِ بَعْضُ الأَبْيَاتِ الشِّعْرِيَّةِ الَّتي يَكْثُرُ الاِسْتِشْهَادُ بِهَا في النَّصَائِح، يَتَصَّدَّرُهَا قَوْلُ ابْنِ الرُّومِيّ: لاَ تَحْقِرَنَّ أَخَا ضَعْفٍ فَقَدْ نَفَدَتْ * مِنْ قَبْلُ في سَدِّ مَأْرِبَ حِيلَةُ الجُرَذِ وَقَوْلُ قَيْسِ بْنِ الخَطِيمِ بِتَصَرُّف: إِذَا أَنْتَ جِئْتَ الأَمْرَ مِن غَيْرِ بَابِهِ * ضَلَلْتَ وَإِنْ تَدْخُلْ مِنَ الْبَابِ تَهْتَدِ وَقَوْلُ الْقَائِل: وَيُمْكِنُ رَبْطُ الحَبْلِ بَعْدَ انْقِطَاعِهِ * وَلَكِنَّهُ تَبْقَى بِهِ عُقْدَةُ الرَّبْطِ وَقَوْلُ الإِمَامِ الشَّافِعِيّ، كَمَا وُجِدَ مَنْسُوبَاً أَيْضَاً لأَبي العَتَاهِيَة: تَبْغِي النَّجَاةَ وَلَمْ تَسْلُكْ مَسَالِكَهَا * إِنَّ السَّفِينَةَ لاَ تجْرِي عَلَى اليَبَسِ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ القَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيم الخُورِي: إِنَّ ابْنَ آدَمَ لاَ يُعْطِيكَ نَعْجَتَهُ * إِلاَّ لِيَأْخُذَ مِنْكَ الثَّوْرَ وَالجَمَلاَ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ المُعَاصِرِ عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف: أَخَافُ عَلَيْكَ مِنَ الأَخْطَبُوطْ * وَأَنْ تَتَعَقَّدَ كُلُّ الخُيُوطْ وَلاَ يَرْفُضُ نَصِيحَةَ الْعَاقِل؛ إِلاَّ امْرُؤٌ جَاهِل 00 عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا ذُكِّرْتُمْ بِاللهِ فَانْتَهُواْ " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 546، 1319] وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَبْغَضُ الْكَلاَمِ إِلىَ اللهِ عَزَّ وَجَلّ: أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ اتَّقِ الله؛ فَيَقُول: عَلَيْكَ بِنَفْسِك " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2598، رَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمَان] وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُون " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَفي الصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2257، 482، في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 380، رَوَاهُ أَحْمَد] فَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَتَقَبَّلَ نُصْحَ النَّاصِحِينَ بِقَبُولٍ حَسَن، وَلاَ يَقُولَ بِقَوْلِ أَبي نُوَاسٍ في فَتْرَةِ مجُونِه: مَا لي وَلِلنَّاسِ كَمْ يَلْحَوْنَني سَفَهَاً * دِيني لِنَفْسِي وَدِينُ النَّاسِ لِلنَّاسِ وَعَلَى النَّاصِحِ أَنْ لاَ يَحْزَنَ كَثِيرَاً عَلَى هَؤُلاَءِ وَأَنْ لاَ يُتْلِفَ بِالبُكَاءِ عَيْنَيْه؛ إِذَا مَا أَدَّى مَا عَلَيْه 00 فَلَقَدْ قِيلَ في الأَمْثَال: " دَعِ امْراَءً اوَمَا اخْتَار؛ وَإِن أَبى إِلاَّ النَّار " 0 وَعَلَيْهِ أَيْضَاً أَنْ يُسِرَّ بِهَا؛ وَأَنْ لاَ يَجْعَلَ مِنَ النَّصِيحَةِ فَضِيحَة، وَأَنْ يَعْمَلَ بِقَوْلِ الشَّافِعِيّ: تَعَهَّدْني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي * وَجَنِّبْني النَّصِيحَةَ في الجَمَاعَة فَإِنَّ النُّصْحَ بَينَ النَّاسِ نَوْعٌ * مِنَ التَّوْبِيخِ لاَ أَرْضَى اسْتِمَاعَه عَن عِيَاضِ بْنِ غُنمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ نَصِيحَةٌ لِذِي سُلْطَان؛ فَلْيَأْخُذْ بِيَدِهِ فَلْيَخْلُ بِهِ، فَإِنْ قَبِلَهَا قَبِلَهَا، وَإِنْ رَدَّهَا؛ كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في ظِلالِ الجَنَّةِ بِرَقْم: 1098] كَمَا أَنَّهُ لاَ يَنْبَغِي عَلَى الْعَاقِلِ تَكَلُّفُ النَّصِيحَة: أَيْ أَنْ يَتَصَيَّدَ الأَخْطَاءَ لِلآخَرِين؛ لِكَيْ يَقِفَ مِنهُمْ مَوْقِفَ المُوَجِّهِ وَالنَّاصِحِ الأَمِين 0 عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُبْصِرُ أَحَدُكُمُ الْقَذَى في عَينِ أَخِيهِ وَيَنْسَى الجِذْعَ في عَيْنِه " 00؟! [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (8013، 33)، رَوَاهُ الإِمَامُ ابْنُ حِبَّانَ وَأَبُو نُعَيْم] أَيْ تَقَعُ عَيْنُهُ عَلَى الخَطَإِ الصَّغِيرَ فِيمَن أَحَاطُواْ بِهِ؛ وَلاَ تَقَعُ عَيْنُهُ عَلَى عُيُوبِهِ 00!! وَلِذَلِكَ أَيْسَرُ مَا تَكُونُ النَّصِيحَةُ لِلأَطْفَالِ، لِسُرْعَةِ اسْتِجَابَتِهِمْ وَبُعْدِهِمْ عَنِ التَّعَالي 00 قَدْ يَنْفَعُ النُّصْحُ لِلأَطْفَالِ في الصِّغَرِ * وَلَيْسَ يَنْفَعُ بَعْدَ الشَّيْبِ وَالكِبَرِ كَالطِّينِ تَشْكِيلُهُ سَهْلٌ إِلى الصُّوَرِ * وَلَيْسَ سَهْلاً إِذَا مَا صَارَ كَالحَجَرِ * * * * * * * *

الشيطان الأكبر

الشَّيْطَانُ الأَكْبَرُ في هَذَا الْعَالَم ================= إِنَّ العِرَاقَ بَغَى عَلَى الكُوَيْت، وَأَمْرِيكَا بَغَتْ عَلَى العِرَاق، وَهَكَذَا يُسَلِّطُ اللهُ الظَّالمِينَ عَلَى الظَّالمِين، وَلِذَا كَمَا أَنَّهُ لَمْ يخْرُجِ العِرَاقُ مِنَ الكُوَيْتِ إِلاَّ بِالقُوَّة؛ فَلَنْ تخْرُجَ أَمْرِيكَا مِنَ الْعِرَاقِ إِلاَّ بِالقُوَّة 0 حَقَّاً وَاللهِ: الضَّعِيفُ لَيْسَ لَهُ مَكَان، في هَذَا الزَّمَان؛ مَا دَامَتْ أَمْرِيكَا كَالحُوتِ الظَّمْآن، وَتَقُولُ بِمِلْءِ فِيهَا لِلأَكْوَان: أَنَاْ أَمْرِيكَا مَلِكُ الْغَابَة * مَنْ يَمْلِكُ مِنْكُمْ إِغْضَابَه مَن خَاصَمَني لاَ أَرْحَمُهُ * وَحِصَارِي يُغْلِقُ أَبْوَابَه غُولٌ تَصُولُ تُرِيدُ مَنْ تَغْتَالُهُ فَلَيْسَ وَرَاءهَا غَيرُ التَّجَنيِّ * وَلَيْسَ أَمَامَنَا غَيرُ الدُّعَاءِ وَانْفِجَارُ سَفَارَتَيْ أَمْرِيكَا بِكِينيَا وَتَنزَانيَا ـ وَعَدَدٍ مِنَ الدُّوَل ـ يُؤَكِّدُ كَرَاهِيَةَ العَرَبِ وَغَيرِ العَرَبِ لأَمْرِيكَا 00 كُلُّ الصُّدُورِ تَغْلِي * عَلَيْهِمْ غَلَيَانَا عَلَواْ فَتَعَالَواْ، وَكَبرُواْ فَتَكَبَّرُواْ، لاَ يُرِيدُونَ بِأَيَّةِ حَالٍ مِنَ الأَحْوَالِ أَنْ تَقُومَ لِلْمُسْلِمِينَ قَائِمَة؛ فَبَعْدَمَا يَصْنَعُونَ هُمُ السِّلاَحَ النَّوَوِيّ؛ يَطْلُبُونَ مِنَّا نحْنُ التَّوْقِيعَ عَلَى مُعَاهَدَةِ حَظْرِ الأَسْلِحَة، وَهُمْ أَوَائِلُ دُوَلِ العَالَمِ في سِبَاقِ التَّسَلُّح 00!! وَكُلُّنَا يَعْرِفُ كَيْفَ اغْتَالَ أُوْلَئِكَ الجُبَنَاءُ يحْيى المَشَدّ، وَسَمِيرَة مُوسَى، وَمُصْطَفَى مُشَرَّفَة، وَغَيرَهُمْ وَغَيرَهُمْ؛ وَمِن هُنَا بَادَرَتْ كُلٌّ مِنَ الهِنْدِ وَبَاكِسْتَانَ بِتَجَارِبهِمَا النَّوَوِيَّة، قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُمَا الغَرَقُ فَيَقُولاَ: أَلاَ لَيْتَنَا أُكِلْنَا يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَض 00 لِمَا لَمْ تَكُنْ كُورْيَا كَبَغْدَادَ لُقْمَةً * وَمِصْرَ الَّتي سَاغَتْ لِمَن هُوَ آكِلُ فَهَيْهَاتَ مَا كُلُّ البِلاَدِ كِنَانَةً * وَلاَ شَعْبُهُمْ كَالشَّعْبِ في مِصْرَ غَافِلُ هَذَا هُوَ الغَرْب ـ بِاسْتِثْنَاءِ فَرَنْسَا وَأَلْمَانيَا ـ وَهَكَذَا فَكَّرَ وَقَدَّر 00!! فَمِلَّةُ الكُفْرِ وَاحِدَة، إِنْ كَانَتْ أُورُوبَّا أَوْ أَمْرِيكَا 00 ذُرِّيَّةٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْض، وَكَأَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُواْ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَة؛ وَلِذَا يُسَلِّطُ اللهُ عَلَيْهِمْ بَينَ الحِينِ وَالحِين؛ الأَعَاصِيرَ الَّتي تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا 00 {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيم} {الذَّارِيَات/42} كَإِعْصَارِ كَاتْرِينَا؛ الَّذِي رَاحَ فِيهِ آلاَفُ الأَمْرِيكِيِّين؛ وَكَأَنَّهُ قِصَاصُ عَدَالَةِ السَّمَاء؛ مِن هَؤُلاَء 00 بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبَاً مِنْ دَارِهِمْ} {الرَّعْد/31} وَكَأَنَّهَا رِسَالَةٌ تَقُولُ لأَمْرِيكَا: إِنْ قَهَرْتِ مَنْ في الأَرْض؛ فَلَنْ تَقْهَرِي مَنْ في السَّمَاء؛ وَانْطِلاَقَاً مِنْ كُلِّ مَا تُمَارِسُهُ مِنْ صُوَرِ الْعَدَاء ـ تِلْكَ الدَّوْلَةُ الشَّمْطَاء ـ كَتَبْتُ هَذِهِ الْقَصِيدَةَ الْعَصْمَاء؛ عَلَى سَبِيلِ الهِجَاء؛ لِرَئِيسِهَا الَّذِي تَعْكِسُ تَصَرُّفَاتُهُ الرَّعْنَاء؛ مَا يُكِنُّ في صَدْرِهِ مِنَ الْبَغْضَاء: يَا بُوشُ حَسْبُكَ تَلْفِيقَاً وَتَلْكِيكَا * إِبْلِيسُ في المَكْرِ أَمْسَى لاَ يُبَارِيكَا عَلِمْتُ حُبَّكَ لِلشِّعْرِ الطَّرِيفِ لِذَا * نَظَمْتُ يَا بُوشُ عِقْدَاً في أَهَاجِيكَا الْكُلُّ قَدْ بَاتَ مِنْ ظُلْمٍ تُمَارِسُهُ * يَدْعُو عَلَيْكَ بِصَارُوخٍ يُوَارِيكَا قَدْ قُلْتَ تَفْكِيكِيَ الإِرْهَابَ أَقْدَمَني * وَمَا أَرَدْتَ سِوَى لِلشَّرْقِ تَفْكِيكَا كَأَنَّ بَغْدَادَ إِرْثٌ لاَ تُفَارِقُهُ * أَوْ شَقَّةٌ كُتِبَتْ في الْعَقْدِ تَمْلِيكَا يَا بُوشُ هَلْ مَنْظَرُ الْقَتْلَى لَهُ طَرَبٌ * لَدَيْكَ أَمْ رُؤْيَةُ الأَشْلاَءِ تُسْلِيكَا لاَ الْعَقْلُ يَا بُوشُ يُجْدِي مَعْكَ قَطُّ وَلاَ * وَخْزُ الضَّمِيرِ وَلاَ الإِيمَانُ يُثْنِيكَا يَا مَنْ تُقَاضِي جَمِيعَ النَّاسِ إِنْ ظَلَمُواْ * لَقَدْ ظَلَمْتَ فَهَلْ قَاضٍ يُقَاضِيكَا لاَ بَارَكَ اللهُ في شَعْبٍ يُعِينُكَ في * ظُلْمِ الْوَرَى كُلَّمَا أَفْسَدْتَ يُعْلِيكَا كَأَنَّني بِكَ إِنْ قَدْ مُتَّ لاَ أَحَدٌ * تَلْقَاهُ يَا بُوشُ بَعْدَ المَوْتِ يَرْثِيكَا وَإِن غَرِقْتَ كَفِرْعَوْنٍ فَمَا أَحَدٌ * في النَّاسِ يَوْمَئِذٍ يَا بُوشُ يُنْجِيكَا مَنْ في الجَبَابِرِ طُولُ الظُّلْمِ خَلَّدَهُ * كَمَا طَوَى المَوْتُ هِتْلَرَ سَوْفَ يَطْوِيكَا لَوْ كُنْتَ تُبْدِي لِفِعْلِ الخَيرِ بَادِرَةً * يَا بُوشُ يَوْمَاً لَقُلْنَا اللهُ يَهْدِيكَا لَكِنْ نَقُولُ لَنَا رَبٌّ سَيَنْصُرُنَا * عَلَيْكَ يَا بُوشُ يَوْمَاً مَا وَيُخْزِيكَا غَدَاً تُحَاسَبُ لاَ تَلْقَى المَعُونَةَ في * ذَا الْيَوْمِ مِنْ دَوْلَةٍ أُخْرَى تُجَارِيكَا فَمِحْوَرُ الشَّرِّ لاَ كُورْيَا طَوَتْهُ وَلاَ * سُورْيَا وَلَكِنْ بِرِيطَانيَا وَأَمْرِيكَا يَاسِر الحَمَدَاني ـ

الفنانات التائبات

الفَنَّانَاتُ التَّائِبَاتُ الغَافِلاَت، وَمَا يُرْمَينَ بِهِ مِنَ الاَتِّهَامَات ==== ==== ==== ==== ==== ==== لَقَدْ كُنْتُ في لِقَاءٍ مَعَ بَعْضِ الشَّخْصِيَّات، مِنْ مُدِيرِي إِحْدَى القَنَوَات؛ فَتَطَرَّقُواْ في الحَدِيثِ عَنِ الفَنَّانَاتِ المحَجَّبَات، وَقَالُواْ كَلاَمَاً في غَايَةِ العَجَبِ، نَسَبُوهُ إِلى الدُكْتُورِ الشَّهِيرٍ {000000} الَّذِي يَكْتُبُ في الدِّينِ وَالأَدَبِ، وَفي كَيْفِيَّةِ إِعْدَادِ الرَّسَائِلِ وَالكُتُبِ 00 وَلَسْتُ أَقُولُ مَن هُوَ فَاعْرِفُوهُ وَهَلْ في الأَرْضِ غَيرُ الأَرْضِ أَرْضُ وَصَفَ هَذَا الدُّكْتُورُ المَشْهُور؛ الفَنَّانَاتِ التَّائِبَات؛ بِأَنَّهُنَّ في الدِّينِ مُحْدَثَات 00!! إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون، يُذَكِّرُني هَذَا بِقَوْلِ أَصْحَابِ لُوطٍ وَهُمْ يَتَهَكَّمُون: {أَخْرِجُواْ آلَ لُوطٍ مِن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} {النَّمْل/56} وَقَوْلِ المَلإِ مِن قَوْمِ فِرْعَوْن: {أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ في الأَرْض} {الأَعْرَاف/127} أُمُورٌ يَضْحَكُ السُّفَهَاءُ مِنهَا وَيَبْكِي مِن عَوَاقِبِهَا الحَكِيمُ ********* إِذَا وَصَفَ الطَّائِيَّ بِالبُخْلِ مَادِرٌ وَعَيَّرَ قُسَّاً بِالفَهَاهَةِ بَاقِلُ وَقَالَ الدُّجَى لِلشَّمْسِ مَا لَكِ قِيمَةٌ وَفَاخَرَتِ الشُّهْبَ الحَصَى والجَنَادِلُ فَهُبيِّ رِيَاحَ المَوْتِ هَيَّا وَأَطْفِئِي سِرَاجَ حَيَاةٍ هَانَ فِيهَا الأَفَاضِلُ وَالجَنَادِلُ: هِيَ الحِجَارَة 0 جَاءَ في كِتَابِ " العَائِدُونَ إِلى الله " لِلشَّيْخ عَبْدِ العَزيزِ المسْنَد، في قِصَّةِ رُجُوعِ الفَنَّانَة هَالَة فُؤَاد: " وَهَكَذَا عَادَتْ هَالَةُ إِلى رَبِّهَا، وَأَعْلَنَتْ قَرَارَهَا الأَخِيرَ بِاعْتِزَالِ التَّمْثِيل، تِلْكَ المِهْنَةِ المَهِينَة، الَّتي تَجْعَلُ مِنَ المَرْأَةِ دُمْيَةً رَخِيصَةً يَتَلاَعُبُ بِهَا أَصْحَابُ الشَّهَوَات، إِلاَّ أَنَّ هَذَا القَرَارَ لَمْ يَرُقْ لِكَثِيرٍ مِنَ تُجَّارِ أَصْحَابِ القَنَوَات، الَّذِينَ يُرَوِّجُونَ بِضَاعَتَهُمْ بِالجِنْسِ وَإِثَارَةِ الغَرَائِز ـ فَمِنهُمْ مَنْ رَمَاهَا بِالجُنُون، وَمِنهُمْ مَنِ ادَّعَى أَنَّهَا تَرَكَتِ التَّمْثِيلَ بِسَبَبِ مَرَضِهَا وَعَجْزِهَا عَنِ المُوَاصَلَة، وَتَرُدُّ عَلَى هَؤُلاَءِ وَتَقُول: إِنَّ هُنَاكَ مِن أَعْلاَمِ الفَنّ، مِمَّن هُمْ أَكْثَرُ مِني نجُومِيَّةً وَشُهْرَةً؛ قَدْ تَعَرَّضُواْ لِتَجَارِبَ أَقْسَى بِكَثِيرٍ مِمَّا تَعَرَّضْتُ لَهُ وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَتَّعِظُواْ 00!! ثُمَّ تُضِيفُ تِلْكَ الفَنَّانَةُ الفَاضِلَةُ وَتَقُول: وَالغَرِيبُ أَنَّ هَذَا الوَسَطَ قَدِ انْقَسَمَ إِزَاءَ قَرَارِيَ هَذَا إِلى قِسْمَين: فَبَعْضُهُمْ جَاءوْني يُهَنِّئُون، وَبَعْضُهُمْ اتَّهَمَني بِالجُنُون، وَهَؤُلاَءِ أَقُولُ لَهُمْ: إِذَا كَانَ الاَمْتِثَالُ لأَوَامِرِ اللهِ جُنُونَاً، فَإِنّيَ لاَ أَمْلِكُ إِلاَ أَن أَدْعُوَ لَكُمْ بِالجُنُون " 0 الَّتي تَرْتَدِي الحِجَابَ تَقُولُونَ عَلَيْهَا محْدَثَةُ دِين، بِئْسَمَا تَأْمُرُكُمْ بِهِ عُقُولُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ عَاقِلِين 0 وَصَدَقَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى إِذْ يَقُول: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمَا} {النِّسَاء/27} أَمَّا عَنْ كَوْنِ قَائِلِهَا دُكْتُورَاً شَهِيرَا، قَدْ كَانَ فِينَا مَرْجُوَّاً قَبْلَ هَذَا؛ فَأَرُدُّ عَلَى ذَلِكَ بِهَذَا الحَدِيثِ الشَّرِيف: عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ سَيِّدِنَا مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَاً: " إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ فِتَنَاً يَكْثُرُ فِيهَا المَال، وَيُفْتَحُ فِيهَا الْقُرْآنُ حَتى يَأْخُذَهُ المُؤْمِنُ وَالمُنَافِق، وَالرَّجُلُ وَالمَرْأَة، وَالصَّغِيرُ وَالْكَبِير، وَالْعَبْدُ وَالحُرّ، فَيُوشِكُ قَائِلٌ أَنْ يَقُول: مَا لِلنَّاسِ لاَ يَتَّبِعُونَني وَقَدْ قَرَأْتُ القُرْآن، مَا هُمْ بِمُتَّبِعِيَّ حَتى أَبْتَدِعَ لَهُمْ غَيْرَه؛ فَإِيَّاكُمْ وَمَا ابْتُدِع؛ فَإِنَّ مَا ابْتُدِعَ ضَلاَلَة، وَأُحَذِّرُكُمْ زَيْغَةَ الحَكِيمِ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَقُولُ كَلِمَةَ الضَّلاَلَةِ عَلَى لِسَانِ الحَكِيم، وَقَدْ يَقُولُ المُنَافِقُ كَلِمَةَ الحَقّ، قُلْتُ لِمُعَاذ: مَا يُدْرِيني رَحِمَكَ اللهُ أَنَّ الحَكِيمَ قَدْ يَقُولُ كَلِمَةَ الضَّلاَلَة، وَأَنَّ المُنَافِقَ قَدْ يَقُولُ كَلِمَةَ الحَقّ؟ قَالَ بَلَى ـ أَيْ بَلَى سَيَكُون ـ اجْتَنِبْ مِنْ كَلاَمِ الحَكِيمِ المُشْتَهِرَات، الَّتي يُقَالُ لَهَا: مَا هَذِهِ؟! وَلاَ يُثْنِيَنَّكَ ذَلِكَ عَنْهُ؛ فَإِنَّهُ لَعَلَّهُ أَنْ يُرَاجِع، وَتَلَقَّ الحَقَّ إِذَا سَمِعْتَه؛ فَإِنَّ عَلَى الحَقِّ نُورَاً " 0 صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: (4611) 0 {يَاسِرُ الحَمَدَاني} {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم} ـ الاَسْمُ الرَّسْمِي // يَاسِر أَحْمَد محْمُود أَحْمَد ـ الاَسْمُ الأَدَبي // يَاسِر الحَمَدَاني 0 ـ المُؤَهِّلُ الدِّرَاسِي: تخَرَّجْتُ مِن أَحَدِ مَعَاهِدِ الدُّعَاةِ التَّابِعَةِ لِلْجَمْعِيَّة الشَّرْعِيَّة، وَالَّتي اعْتُمِدَتْ مُؤَخَّرَاً مِنَ الحُكُومَةِ بِتَقْدِير جَيِّد 0 النَّشَاطُ الدِّيني وَالأَدَبي: طُبِعَتْ وَنُشِرَتْ لي عِدَّةُ مُؤَلَّفَات، وَهِيَ عَلَى التَّرْتِيب: 1 التَّبرُّجُ وَالسُّفُور، وَغَلاَءُ المُهُور، وَأَسْبَابُ تَفَشِّي الزِّنَا وَالفُجُور طُبِعَتْ مِنهُ الطَّبْعَةُ الأُولى عَلَى نَفَقَتي الشَّخْصِيَّة، وَنَفَدَتِ الكِمِّيَّة {2000م} 2 الرِّضَا بِالْقَضَاءِ وَالقَدَر: طُبِعَ عَلَى نَفَقَتي الشَّخْصِيَّة، وَنَفَدَتِ الطَّبْعَةُ مِنَ الأَسْوَاق {2001م} 3 التَّبرُّجُ وَالسُّفُور، وَغَلاَءُ المُهُور، وَأَسْبَابُ تَفَشِّي الزِّنَا وَالفُجُور طُبِعَتْ مِنهُ الطَّبْعَةُ الثَّانِيَةُ في دَارِ هَاشِم لِلتُّرَاث، وَنَفَدَتِ الكِمِّيَّة {2003م} 4 الرِّضَا بِقِسْمَةِ الأَرْزَاق: طُبِعَ في دَارِ الكُتُبِ العِلْمِيَّة 0 بَيرُوت العَامَ المَاضِي {2004م} " الرِّضَا بِقِسْمَةِ الأَرْزَاق " 00 طُبِعَ في دَارِ الكُتُبِ العِلْمِيَّة 0 بَيرُوت 0 العَامَ المَاضِي {2004م} اسْتَشْهَدْتُ فِيهِ بِأَكْثَرَ مِنْ سِتِّمِاْئَةِ بَيْتٍ مِنَ الشِّعْر، وَحَوَاليْ ثَلاَثِمِاْئَةِ أَثَرٍ نَادِرٍ مَا بَينَ حَدِيثٍ وَقِصَّةٍ وَقَوْلٍ مَأْثُورٍ مِن أَقْوَالِ الصَّالحِين، وَالأَنْبِيَاءِ السَّابِقِين، أَوِ الأُدَبَاءِ وَالعُلَمَاءِ وَالمُفَكِّرِين 0 وَأَنْشُرُ بِالصُّحُفِ مَقَالاَتٌ عَدِيدَة، وَيُمْكِنُكُمْ مُتَابَعَتُهَا في هَذِهِ الجَرِيدَة: " آفَاق عَرَبِيَّة " تَارَةً أَكْتُبُ عَنِ التَّعَصُّبِ في بَعْضِ الجَمَاعَات، وَتَارَةً عَنِ الظُّلْمِ وَالتَّنْدِيدِ بِالسَّلْبِيَّات، وَتَارَةً في الاَجْتِمَاعِيَّات، وَتَارَاتٍ كَثِيرَاتٍ في قَضَايَا الأَدَبِ وَاللُّغَوِيَّات، وَرِعَايَةِ المَوْهُوبِينَ وَالمَوْهُوبَات 0 يَاسِر الحَمَدَاني 0

أراذل الشعراء

{أَرَاذِلُ الشُّعَرَاء} ========== إِنَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلى السَّاحَة؛ سَيَرَاهَا مُسْتَبَاحَة؛ بَعْدَمَا أَصْبَحَ الشِّعْرُ اليَوْمَ مِهْنَةَ مَنْ لاَ مِهْنَةَ لَه، وَكُلُّ مَنْ دَقَّ مِسْمَار؛ زَعَمَ بِأَنَّهُ نَجَّار؛ وَلِذَا كَتَبْتُ هَذِهِ الأَفْكَار؛ عَلَى سَبِيلِ الإِنْكَار؛ لِهَذَا الْبَعْر؛ الَّذِي يَزْعُمُونَ بِأَنَّهُ شِعْر 00 جِيلٌ رَأَى التَّجْدِيدَ في إِعْجَامِهِ * لَمَّا أَحَسَّ العَجْزَ عَن إِعْرَابِهِ

وَمَا أَجْمَلَ مَا قَالَهُ الدُّكْتُور مُصْطَفَى السِّبَاعِي في كِتَابِ هَكَذَا عَلَّمَتْني الحَيَاة: " مَا كُلُّ مَن أَمْسَكَ بِالْقَلَمِ كَاتِبَاً، وَلاَ كُلُّ مَنْ سَوَّدَ الصُّحُفَ أَدِيبَاً، وَلا كُلُّ مَن أَبْهَمَ التَّعْبِيرَ فَيْلَسُوفَاً " 0 [الدُّكتُور مُصْطَفَى السِّبَاعِي في ((هَكَذَا عَلَّمَتْني الحَيَاة " طَبْعَةُ دَارِ السَّلامِ بِالْقَاهِرَة 0 بِرَقْم: 177]

وَعَجْزُهُمْ هَذَا هُوَ الَّذِي جَعَلَهُمْ يحَاوِلُونَ التَّقْلِيلَ مِنْ شَأْنِ الشِّعْرِ العَمُودِي، وَيَتَّهِمُونَ أَهْلَهُ بِالإِغْلاَقِ وَالجُمُودِ، مَثَلُهُمْ في ذَلِكَ مَثَلُ الثَّعْلَبِ وَالعُنْقُودِ، وَذَلِكَ أَنَّ الثَّعْلَبَ رَأَى عُنْقُودَاً فَأَعْجَبَهُ، فَظَلَّ يَقْفِزُ لِيَنَالَهُ فَلَمْ يَسْتَطِعْ؛ فَنَظَرَ إِلَيْهِ وَقَال: إِنَّهُ حَامِض 00!! وَلِذَا حَاوَلُواْ تَطْوِيرَهُ وَتَيْسِيرَهُ لِيَسْهُلَ عَلَيْهِم؛ فَأَفْسَدُوهُ عَلَيْنَا، وَلَمْ يَصِلُواْ إِلى شَيْء، وَللهِ مَنْ قَال:

يحَلِّلُونَ بِزَعْمٍ مِنهُمُ عُقَدَاً * وَبِالَّذِي وَضَعُوهُ زَادَتِ العُقَدُ فَلَهُمْ شِعْرٌ: لاَ يَفْهَمُهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسُخُونَ في العِلْمِ، بِرَغْمِ أَنَّ خَيرَ الشِّعْرِ السَّهْلُ المُمْتَنِع، وَشَاعِرُ الشُّعَرَاءِ الفُحُول؛ مَنْ نَفْهَمُ كُلُّنَا مِنْ شِعْرِهِ مَا يَقُول، فَهَؤُلاَءِ جِيلٌ مِنَ الشُّعَرَاء؛ العَبْقَرِيَّةُ عِنْدَهُمْ: أَنْ تَقُولَ مَا لا يُفْهَم، وَإِذَا سَأَلْتَهُمْ قَالُواْ: نحْنُ المجَدِّدُون 00 مجَدِّدُونَ الخَيْبَة 00!!

وَهَلْ في المَوْرُوثِ أَخْطَاء؛ حَتى تَكُونَ لَنَا فِيهِ آرَاء 00؟ وَهَلِ التَّجْدِيدُ بِالهَدْمِ أَمْ بِالبِنَاء 00؟ سَكَتْنَا فَقَالُواْ العِيُّ وَالْعَجْزُ دَاؤُهُمْ * وَأَكْبرُ مَا يُضْني مِنَ القَوْلِ فَاجِرُه وَلَيْسَ قَدِيمَاً مَا تجَدَّدَ نَفْعُهُ * وَلَيْسَ جَدِيدَاً مَا تَغُرُّ مَظَاهِرُه فَيَسْطَعُ نُورُ الشَّمْسِ وَهْيَ قَدِيمَةٌ * فَهَلْ كَانَ ضَوْءُ الكَهْرَبَاءِ يُنَاظِرُه {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} إِنَّ العَيْبَ لَيْسَ في التَّجْدِيد، وَلَكِنَّ العَيْبَ فِيمَنْ يَكْتُبُ وَلا يُجِيد 00!!

فَالجَدِيدُ غَيرُ الجَيِّد: لاَ يَسْتَحِقُّ ثَمَنَ الأَوْرَاقِ الَّتي فِيهَا يُقَيَّد 00 فَلَكَ اللهُ يَا أَمِيرَ الشُّعَرَاء، أَيْنَ أَنْتَ لِتَرُدَّ عَلَى هَؤُلاَء 00؟ أَيْنَ أَنْتَ صَفْقَةٌ لَمْ يَشْهَدْهَا حَاطِب 00 أَيْنَ أَنْتَ إِذْ تَقُول: الشِّعْرُ مِن غَيرِ مَا مَعْنىً يُزَيِّنُهُ * فَإِنَّمَا هُوَ تَقْطِيعٌ وَأَوْزَانُ لَيْتَ الشِّعْرَ كَمَا كَانَا * بِمَعْنَاهُ لا مَبْنَاهُ لا تَقْطِيعَاً وَأَوْزَانَا * مِثْلَمَا الْيَوْمَ نَرَاهُ

ضَيَّعُواْ المَبْنى مِن أَجْلِ المَعْنى، وَلَمَّا لَمْ يَصِلُواْ إِلى شَيْءٍ وَتَأَكَّدَ لَهُمْ ضَعْفُهُمْ؛ ضَيَّعُواْ الاِثْنَينِ مَعَاً 0 هَذَواْ بِشِعْرٍ لَهُمْ مَرِيضِ * فَذَاعَ ذَا عَنهُمُ وَطَارَا فَاسْتَحْسَنُواْ الهَذْيَ في الْقَرِيضِ * وَصَارَ في شِعْرِهِمْ شِعَارَا لِذَا انْزَوَى الشِّعْرُ في الحَضِيضِ * وَكَادَ أَنْ يَشْهَدَ احْتِضَارَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَهِيَ في الأَصْلِ فِكْرَةٌ لأَحَدِ الشُّعَرَاءِ قُمْتُ بِنَظْمِهَا وَالزِّيَادَةِ عَلَيْهَا} " وِبحَلْوَنَة في سَلْوَنَة * سَاقُواْ الهَبَلْ عَالشَّيْطَنَة " {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

جَاءَ في لِسَانِ الْعَرَب: " هَذى يَهْذي هَذْيَاً وَهَذَيَانَاً: أَيْ تَكَلَّمَ بِكَلاَمٍ غَيرِ مَعْقُولٍ في مَرَضٍ أََوْ غَيرِه، وَهَذَى: إِذَا هَذَرَ بِكَلاَمٍ لاَ يُفْهَم " 0 وَاللهِ لَوْ كَانَ خَيْرَاً مَا سَبَقُونَا إِلَيْه 00!! وَأَحْكِي لَكُمْ قِصَّتي مَعَ شِرْذِمَةٍ مِنْ سُفَهَائِهِمْ، أَتَوْني فَقَالَ قَائِلُهُمْ: أَنْتَ لَمْ تَتَقَبَّلِ الشِّعْرَ الحُرَّ أَصْلاً وَذَلِكَ الشِّعْرُ مِثْلُكَ لَيْسَ يَفْهَمُهُ * فَقُلْتُ لَسْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَا

آسِفْ يَا امْرَأَ التَّيْس 00 مَعِدَتي لاَ تَهْضِمُ * الحَامِضَ مِنَ الشِّعْرِ فَشِعْرُكُمْ مِنْ رُخْصِهِ * يُبَاعُ بِغَيرِ سِعْرِ وَعِنْدَ فَسَادِ الذَّوْقِ * يَسْتَوِي التُّرْبُ بِالتِّبرِ كَثْرَةٌ لاَ قَدْرَ لَها * فَأَلْفُ صِفْرٍ كَالصِّفْرِ شِعْرُنَا إِنْ كَانَ عَبْدَاً * فَضَّلُوهُ عَلَى الحُرِّ فَلْتَهْنَأْ خَفَافِيشُكُمْ * بِالدُّجَى أَهَلَّ فَجْرِي

فَتَشَنَّجُواْ وَقَالُواْ: أَفْكَارٌ مُتَسَلِّطَةٌ عَلَيْك 00 فَقُلْتُ: لاَ ضَيرَ مَا دَامَتْ صَحِيحَة، أَفَهَذَا خَيرٌ، أَمْ أَن أَتحَرَّرَ هَذَا التَّحَرُّرَ المُطْلَق 00 حَتىَّ مِنَ العَقْلِ وَالمَنْطِق، كَالبَعِيرِ الجَامِحِ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسّ 00؟! لَيْتَ شِعْرِي: أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ؛ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنَا 00؟!

فَالشِّعْرُ مِن غَيرِ مَا وَزْنٍ وَقَافِيَةٍ * خُنْثَى فَلاَ هُوَ بِالأَنْثَى وَلا الرَّجُلِ إِنْ صَحَّ عِنْدَكُمُ شِعْرٌ بِدُونِهِمَا * أَسْمَعْتُكُمْ أَلفَ بَيْتٍ مِنهُ مُرْتجَلِ فَتَاللهِ لَشَعْرُ ذَلِكَ الأَحْمَقِ المُتَشَاعِر، الَّذِي لَمَّا نَظَمَ بَيْتَينِ قَافِيَةُ الأَوَّلِ رَاء، وَقَافِيَةُ الآخَرِ زَاي؛ فَقِيلَ لَهُ: هَذَا شِعْرٌ فَاسِدٌ لاَ يَصْلُح، قَالَ وَلِمَ 00؟! قَالُواْ: لأَنَّ القَافِيَةَ الأُولى رَاء، بَيْنَمَا الأُخْرَى زَايْ؛ فَقَالَ بِعَبْقِرِيَّتِه: لاَ تَنْقُطْهَا 00!!

أَقُول: لَشِعْرُهُ وَاللهِ خَيرٌ وَأَحَبُّ إِليَّ مِنْ ذَلِكَ النَّثْر، الَّذِي اسْتَخَفُّواْ بِهِ عُقُولَ النَّاسِ وَأَوْهَمُوهُمْ أَنَّهُ شِعْر؛ وَلِذَا دَخَلَ في هَذِهِ الصِّنَاعَةِ كُلُّ مَنْ دَبَّ وَدَرَج؛ فَاسْوَدَّ وَجْهُهَا، وَكَسُفَ بَالُهَا، وَكَثُرَ فِيهَا الهَرَجُ وَالمَرَج؛ فَوَقَعَ الشِّعْرُ مِنهُمْ في بَلاَءٍ وَحَرَج 00 خَلَتِ المحَافِلُ مِنْ بَلاَبِلِهِ فَمَا * تَقَعُ العُيُونُ سِوَى عَلَى حَشَرَاتِهِ * * * * * * *

كَمْ بَيْنَنَا اليَوْمَ مِن حَيٍّ قَصَائِدُهُ * تُمِيتُ كُلَّ شُعُورٍ صَالِحٍ فِينَا هَلاَّ أَتَاكَ حَدِيثُ القَوْمِ حِينَ مَضَواْ * في مِصْرَ يَسْتَنْكِرُونَ الضَّادَ وَالدِّينَا مِن أَنْفُسٍ مَرِضَتْ لَمْ يَشْفِ عِلَّتَهَا * هَدْيُ السَّمَاءِ وَلاَ نُصْحُ النَّبِيِّينَا وَمحْنَةُ الضَّادِ لاَ زَالَتْ تُطَالِعُنَا * بهَا الصَّحَافَةُ حِينَاً قَدْ تَلاَ حِينَا شِعْرٌ إِذَا مَا انْتَقَدْنَا فِيهِ قَائِلَهُ * فَبِالجُمُودِ أَوِ الإِغْلاَقِ يَرْمِينَا لاَ تَسْتَبِينُ سَنَا الإِلهَامِ فِيهِ وَلاَ * يُرْضِي المَلاَئِكَ أَوْ يُرْضِي الشَّيَاطِينَا لَمَّا بَدَا قَلِقَ الأَوْزَانِ مُضْطَرِبَاً * فَرَّتْ عَلَى خَجَلٍ مِنهُ قَوَافِينَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف}

خَلاَ المَيْدَانُ إِلاَّ مِن نَقِيقٍ * بِهِ شُعَرَاؤُنَا طَلَعُواْ عَلَيْنَا فَلاَ الأَذْهَانُ تَفْهَمُ مَا قَرَأْنَا * وَلاَ الآذَانُ تهْضِمُ مَا سَمِعْنَا فَإِنَّا لاَ نَرَى التَّجْدِيدَ هَدْمَاً * لِمَا عَهِدَ الجُدُودُ بِهِ إِلَيْنَا وَلَكِنَّا نُؤَيِّدُهُ بِنَاءً * وَنُكْبِرُهُ إِذَا مَا كَانَ فَنَّا وَلَيْسَ تَطَاوُلاً في غَيْرِ نُضْجٍ * بِهِ تَعِبُواْ وَنحْنُ بِهِ تَعِبْنَا فَمَا تجْدِيدُهُمْ إِلاَّ انحِرَافَاً * وَلَمْ نَعْرِفْ مَنِ المَسْئُولُ مِنَّا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف}

أَمَّا قُرَّاءُ الشِّعْرِ فَأَقُولُ لَهُمْ: أَوَاشْتَبَهَ القُرْآنُ * عَلَيْكُمْ يَا هَؤُلاَءِ فَلَمْ تُفَرِّقُواْ بَينَ * الأَنعَامِ وَالشُّعَرَاءِ فَمَنْ لي بِذِي حِسٍّ رَفِيعٍ وَمُرْهَفِ * يُفَرِّقُ بَينَ الشِّعْرِ وَالهَذَيَانِ وَأَنْتَ أَيُّهَا الشِّعْر، لاَ تَبْتَئِسْ وَلاَ تحْزَن 00 مَا طَارَ طَيرٌ وَارْتفَعْ * إِلاَّ كَمَا طَارَ وَقَعْ

وَبَعْد إِنَّمَا الشِّعْرُ مَا تَدَفَّقَ عَذْبَاً * في بِنَاءٍ فَأَحْكَمُواْ بُنيَانَه أَسْمِعُونَا إِذَا اسْتَطَعْتُمْ قَرِيضَاً * لا خَيَالاتِ جَالِسٍ في حَانَة فَهَجَرْتُمْ قَوَافيَ المُتَنَبيِّ * وَأَبَنْتُمْ بِعِلْمِكُمْ نُقصَانَه إِنَّني مَا الْتَقَيْتُ في الرَّوْضِ يَوْمَاً * بِغُرَابٍ مُزَاحِمَاً كَرَوَانَه جَدِّدُواْ مَا اسْتَطَعْتُمُ في المَعَاني * وَقِفُواْ لاَ تحَطِّمُواْ أَوْزَانَه لَيْسَتِ الفِكْرَةُ الجَدِيدَةُ تَأْبَى * عَرْضَهَا في جَزَالَةٍ وَرَصَانَة رَبِّ إِنِّي عَلَى القَدِيمِ مُقِيمٌ * وَأَعُدُّ الخَلاَصَ مِنهُ خِيَانَة {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير}

فَقُولُواْ لأُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَبْغُونَهَا عِوَجَا: الشِّعْرُ حَيْثُ يُقَالُ مَنْ ذَا قَالَهُ * لاَ الشِّعْرُ حَيْثُ يُقَالُ مَنْ ذَا بَالَهُ * * * * * * * وَلَرُبَّ شِعْرٍ فَاتِرٍ مُبْتَذَلِ * لاَ هُوَ بِالنَّثْرِ وَلاَ بِالزَّجَلِ مِنَ القَوَافي وَمِنَ الْوَزْنِ خَلِي * بِهِ يُشَجُّ الرَّأْسُ لاَ بِالجَنْدَلِ مَنْ نَظَمَ الشِّعْرَ بِلاَ مُسْتَفْعِلِ * فَإِنَّمَا أَصَابَهُ في مَقْتَلِ

فَإِن أَبَيْتُمْ إِلاَّ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ فَلَكُمْ دِينُكُمْ وَليَ دِيِن، وَاعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُون، لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ، لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُم 00 فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً، وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ في الأَرْض 0 يَمُوتُ رَدِيءُ الشِّعْرِ مِنْ قَبْلِ أَهْلِهِ * وَجَيِّدُهُ يَبْقَى وَإِنْ مَاتَ صَاحِبُه {دِعْبِلٌ الخُزَاعِيّ} {بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني} يَاسِر الحَمَدَاني 0

ذكرى مولانا الشعراوي

في ذِكْرَى إِمَامِ الدُّعَاة / الإِمَام محَمَّد متْوَليِّ الشَّعْرَاوِي ============================== في نَفْسِ هَذَا التَّارِيخ {17/ 6 / 1998} رَحَلَ عَنْ دُنيَانَا إِمَامُ الدُّعَاة / الإِمَام محَمَّد متْوَليِّ الشَّعْرَاوِي 00 لَقَدْ كُنْتُ كَثِيرَاً مَا أَقُول: أَنَا دَعْوَةُ الرَّجُلِ الصَّالِح / الإِمَامِ الشَّعْرَاوِي: وَذَلِكَ أَنيِّ بَصُرْتُ بِهِ يَوْمَاً في إِحْدَى الإِشَارَاتِ فَأَشَرْتُ لأُمِّيَ عَلَيْه، ثُمَّ سَاقَتْني قَدَمَايَ مَسْرُورَاً إِلَيْه، فَإِذَا بِهِ يَفْتَحُ بَابَ سَيَّارَتِهِ وَيَضُمُّني بَيْنَ ذِرَاعَيْه، وَيَدْعُو لي بِالخَير 00!!

وَمِنْ بَرَكَاتِهِ عَلَيْهِ سَحَائِبُ الرَّحْمَةِ أَنْ يَكُونَ تَأْبِينيَ فِيهِ آنَذَاك؛ هُوَ أَوَّلَ شَيْءٍ نَشَرْتُهُ في حَيَاتي، وَكَانَ بجَرِيدَةِ لِوَاءِ الإِسْلاَم؛ وَهَا هِيَ ذِكْرَاهُ الْعَطِرَةُ تُهِلُّ عَلَيْنَا هَذَا الْعَام، وَلاَ يَنْبَغِي أَنْ نَتْرُكَهَا تَمُرُّ مُرُورَ الكِرَام، في الوَقْتِ الَّذِي يَهْتَزُّ عَرْشُ الإِعْلاَم؛ لِلْمُغَنِّينَ وَالمُمَثِّلِينَ وَأَبْطَالِ الأَفْلاَمِ، وَتُغْفَلُ ذِكْرَى هَذِهِ الأَعْلاَم 00!! عَلَيْهِ سَلاَمُ اللهِ كَمْ كَانَ ذَا تُقَىً * وَكَمْ كَانَ ذَا بِرٍّ وَكَمْ كَانَ حَانِيَا وَلَيْسَ لَعَمْرِي مَنْ يَبِيتُ عَلَى الهُدَى * كَمَنْ بَاتَ مِنْ ثَوْبِ الفَضَائِلِ عَارِيَا " كَان رَجُلاً بحَقّ؛ يَصدُقُ فِيهِ قَولُهُ تَعَالى: {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَّدُنَّا عِلْمَا} {الكَهْف/65}

كَانَ رَحِمَهُ اللهُ بحْرَاً لاَ سَاحِلَ لَه، حَدِيثُهُ تَطْرَبُ لَهُ النُّفُوس، وَلاَ تَنْفَدُ في شَرْحِهِ الدُّرُوس، يُشْفَى بِهِ مَنْ في قَلْبِهِ مَرَض 00 فَمُطَالِبٌ بِإِعَادَةٍ وَمُطَالِبٌ * بِزِيَادَةٍ وَمُكَبِّرٌ وَمُهَلِّلُ إِنْ تَقْصِدْهُ في الْفُتْيَا؛ فَعَلَى الخَبِيرِ سَقَطْت، وَإِنْ تَقْصِدْهُ في التَّفْسِيرِ فَهُوَ ابْنُ بجْدَتِهَا؛ فَتَبَارَكَ مَن آتَاهُ الحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ البَيَان 0 وَيَبِينُ عِتْقُ الخَيْلِ مِن أَصْوَاتهَا كَانَتْ تُعَدُّ بِلاَدُنَا بِكَ شَيْخَنَا * بَينَ المحَافِلِ زَهْرَةَ البُلْدَانِ لَوْ كَانَ لِلذِّكْر الحَكيمِ بَقِيَّةٌ * لَمْ تَأْتِ بَعْدُ رُثِيتَ في القُرآنِ

سَلاَمٌ عَلَى التَّفْسِيرِ بَعْدَ إِمَامِنَا * سَلاَمٌ عَلَى أَيَّامِهِ النَّضرَاتِ عَلَى الدِّينِ وَالدُّنيَا عَلَى العِلْمِ وَالحِجَا * عَلَى البرِّ وَالتَّقْوَي عَلَى الحَسَنَاتِ أَبَانَ لَنَا القُرْآنَ حُكْمَاً وَحِكْمَةً * وَفَرَّقَ بَينَ النُّورِ وَالظُّلُمَاتِ فَفِىالغَرْبِ مَهْمُومٌ وَفي الشَّرْقِ جَازِعٌ * وَفي مِصْرَ بَاك دَائِمُ الحَسَرَاتِ وَلَيْسَ البُكَا يُوفِيهِ حَقَّاً وَلَو بَكَتْ * عَلَيهِ عُيُون الشِّعْرِ بِالعَبَرَاتِ لَقَدْ كُنْتُ أَخْشَى عَادِيَ المَوْتِ بَعْدَهُ * فَأَصْبَحْتُ أَخْشَى أَنْ تَطُولَ حَيَاتي عَمَّرَ فِينَا عُمُرَاً طَوِيلاً حَتىَّ حَسَدَتِ السَّمَاءُ عَلَيْهِ الأَرْضَ فَاسْتَأْثَرَتْ بِه 00!! فَرَحِمَهُ اللهُ وَأَحسَنَ مَثوَاهُ، كَانَ وَلاَ زَالَ وَسَيَظَلُّ عِنْدَ النَّاسِ وَجِيهَا 00

إِلى اللهِ أَشْكُو أَنَّ كُلَّ قَبِيلَةٍ * مِنَ النَّاسِ أَفْني المَوْتُ خِيرَةَ أَهْلِهَا *********** فَلَمْ أَسَلْ قَطُّ عَنْ قَوْمٍ عَرَفْتُهُمُ * بِالجُودِ وَالفَضْلِ إِلاَ قِيلَ قَدْ زَالُواْ وَهَكَذَا بَكَيْنَا مَرَّتَين: مَرَّةً عَلَى الأَحْيَاءِ غَيرِ الأَوْفِيَاء، وَأُخْرَى عَلَى الأَوْفِيَاءِ غَيرِ الأَحْيَاء 0 وَمَا حَيَاةُ امْرِئٍ أَمْسَتْ مَدَامِعُهُ * مَقْسُومَةً بَينَ أَحْيَاءٍ وَأَمْوَاتِ

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: جَعَلَ الدُّنيَا كُلَّهَا قَلِيلاً، وَمَا بَقِيَ مِنهَا إِلاَّ الْقَلِيلُ مِنَ الْقَلِيل، وَمَثَلُ مَا بَقِيَ مِنهَا كَالثَّغَب [بَقِيَّةُ المَاء]، شُرِبَ صَفْوُهُ، وَبَقِيَ كَدَرُه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7904] عَنْ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَذْهَبُونَ الخَيِّرَ فَالخَيِّر " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2935، 1781، رَوَاهُ الحَاكِم]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: جَعَلَ الدُّنيَا كُلَّهَا قَلِيلاً، وَمَا بَقِيَ مِنهَا إِلاَّ الْقَلِيلُ مِنَ الْقَلِيل، وَمَثَلُ مَا بَقِيَ مِنهَا كَالثَّغَب [بَقِيَّةُ المَاء]، شُرِبَ صَفْوُهُ، وَبَقِيَ كَدَرُه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7904] عَنْ مِرْدَاسٍ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ الأَوَّلُ فَالأَوَّل، وَيَبْقَى حُفَالَةٌ كَحُفَالَةِ الشَّعِيرِ أَوِ التَّمْر: [أَيْ بَقِيَّةٌ لا خَيرَ فِيهَا]، لاَ يُبَالِيهِمُ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6434 / فَتْح)، وَالإِمَامُ أَحْمَدُ في ((مُسْنَدِهِ)) بِرَقْم: 17274]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَتُنْتَقَوُنَّ كَمَا يُنْتَقَى التَّمْرُ مِن أَغْفَالِه: [أَيْ: لَتُنْتَقَوُنَّ كَمَا يُنْتَقَى التَّمْرُ الجَيِّدُ مِنْ بَينِ التَّمْرِ الَّذِي اخْتَلَطَ فِيهِ الجَيِّدُ بِالرَّدِيء]؛ فَلَيَذْهَبَنَّ خِيَارُكُمْ، وَلَيَبْقَيَنَّ شِرَارُكُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4038]

أَفي كُلِّ يَوْمٍ لِلمَنِيَّةِ غَارَةٌ * تُغِيرُ عَلَى سِرْبِ النُّفُوسِ فَتَخْطَفُ لَئِنْ كَانَ فَقْدُ النَّاسِ للبَدْرِ مُؤْسِفَاً * فَيَزْدَادُ في اللَّيْلِ البَهِيمِ التَّأَسُّفُ لَقَدْ كُنْتَ حَقَّاً في حَيَاتِكَ كَعْبَةً * يُلاَذُ بِهَا وَاليَوْمَ ذِكْرُكَ مُصْحَفُ أَيْ: كُنْتَ في حَيَاتِكَ كَالكَعْبَةِ قِبْلَةً لِلْمُسْلِمِين، وَصَارَ ذِكْرُكَ ـ أَيْ تَفْسِيرُكَ الْيَوْمَ ـ مُصْحَفَاً مُفَسَّرَاً يَقْرَأُهُ وَيَسْمَعُهُ المُسْلِمُون 0

وَلَكن حَسْبنَا أَنَّهُ مَا مَاتَ إِلاَّ وَالعَالَمُ العَرَبيُّ [مِنَ الخَلِيجِ إِلى المحِيطِ] يَعْرِفُونَه كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهمْ فَبَعْضُ النَّاسِ يُدْفَنُ في تُرَابٍ * وَبَعْضُ النَّاسِ يُدْفَنُ في الحَشَايَا وَهَكَذَا: مَوْتُ الكَرِيمِ حَيَاةٌ لاَ نَفَادَ لَهَا * قَدْ مَاتَ قَوْمٌ وَهُمْ في النَّاسِ أَحْيَاءُ وَأَخِيرَاً لاَ يَسَعُني إِلاَّ أَن أَقُولَ لَه: ذِكْرَاكَ فِينَا رَغْمَ مَوْتِكَ حَيَّةٌ * مَهْمَا تَغِبْ عَنَّاً فَلَسْتَ بغَائِبِ يَاسِر الحَمَدَاني 0

الحلم الجميل

الحُلْمُ الجَمِيل: ======== إِنَّهُ بحَقٍّ حُلْمٌ جَمِيل، لاَ يَعِيبُهُ إِلاَّ أَنَّهُ مُسْتَحِيل: إِنَّهُ البَحْثُ عَنْ شَرِيكَةِ الحَيَاة، الَّذِي أَصْبَحَ أَمْرَاً صَعْبَاً في هَذَا الزَّمَان 00 نَشْرُ مُؤَلَّفَاتي، وَالبَحْثُ عَنْ شَرِيكَةِ حَيَاتي: لَقِيتُ الأَمَرَّيْنِ في هَذَيْنِ الأَمْرَيْن 00 قَدْ يَقُولُ قَائِل: لاَ تَبْتَئِسْ وَلاَ تحْزَن، إِنَّهَا فَقَطْ مَسْأَلَة وَقْت، أَنْتَ مُؤَلِّفٌ وَأَدِيبٌ كَبِير، وَحَصُلْتَ عَلَى الْكَثِيرِ وَالْكَثِير؛ مِنَ الإِعْجَابِ وَالتَّقْدِير، وَنُشِرَتْ لَكَ في الصُّحُفِ مَقَالاَت، وَطُبِعَتْ لَكَ عِدَّةُ مُؤَلَّفَات، وَأَصْبَحَ لَكَ مُعْجَبُونَ وَمُعْجَبَات، وَسَتَجِدُ بَدَلاً مِنَ الفَتَاةِ عَشْرَ فَتَيَات 00!!

لَيْسَ الأَمْرُ كَمَا تَظُنُّ يَا صَاحِبي؛ فَالمُعْجَبَاتُ قَلِيلاَت، وَيَكُنَّ إِمَّا مخْطُوبَات، أَوْ مُتَزَوِّجَات، أَوْ لاَ تَنْطَبِقُ عَلَيْهِنَّ المُوَاصَفَات، إِنَّ فَتَاةَ هَذَا الجِيل؛ قَدْ تَغَيرَتْ كَثِيرَاً عَنْ فَتَاةِ الزَّمَنِ الجَمِيل؛ الَّتي كَانَ فَتى أَحْلاَمِهَا زَعِيمَاً مُنَاضِلاً، أَوْ أَدِيبَاً فَاضِلاً، أَمَّا فَتَاةُ هَذِهِ الأَيَّام: فَكُلُّ مَا يَهُمُّهَا المُوضَةُ وَمُشَاهَدَةُ الأَفْلاَم؛ وَفَتى أَحْلاَمِهَا شَابٌّ عَلَى شَاكِلَة [فُلاَن] لاَعِبِ الكُرَةِ الشَّهِير، أَوْ [فُلاَن] المُغَنيِّ أَوِ المُمَثِّلِ الْكَبِير 00!! سَارَتْ مُغَرِّبةً وَسِرْتُ مُشَرِّقَاً * شَتَّانَ بَينَ مُشَرِّقٍ وَمُغَرِّبِ

دَعْني غَارِقَاً في أَحْلاَمِي يَا فَتى؛ فَالأَحْلاَمُ وَإِنْ كَانَتْ ضَرْبَاً مِنَ الخَيَال: إِلاَّ أَنهَا أَفْضَلُ مِنَ الوَاقِعِ عَلَى كُلِّ حَال 00 فَدَعْني وَحْدِي: أَحْيى عَلَى أَمَلِي وَكَمْ مِنْ شَاعِرٍ * يحْيى كَمَا أَحْيى عَلَى الأَوْهَامِ وَإِذَا الحَقِيقَةُ أَعْجَزَتْكَ فَرُبَّمَا * أَدْرَكْتَ مَا أَعْيَاكَ بِالأَحْلاَمِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر أَوْ محْمُود غُنيم} وَلاَ عَيْبَ في الأَحْلاَمْ * إِلاَّ أَنَّهَا أَحْلاَمْ فَالحُبُّ الحَقِيقِي لاَ * يُوجَدُ إِلاَّ في الأَفلاَمْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

إِنَّ الخَطَأَ الَّذِي تَقَعُ فِيهِ أَكْثَرُ الفَتَيَاتِ عِنْدَ الزَّوَاج؛ أَنهُنَّ يَبْحَثْنَ عَنِ السَّعَادَةِ في الزَّوْجِ الغَنيّ، أَوْ صَاحِبِ المَنْصِبِ أَوِ المَشْهُور، وَيَنْسَونَ أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى قَسَّمَ المَوَاهِبَ كَمَا قَسَّمَ الأَرْزَاق؛ فَالقَلْبُ الطَّيِّبُ نِعْمَة، حُرِمَ مِنهَا كَثِيرٌ مِن أَصْحَابِ النُّقُودِ وَالنُّفُوذ، وَالمُرُوءَ ةُ نِعْمَة، حُرِمَ مِنهَا كَثِيرٌ مِن أَصْحَابِ النُّقُودِ وَالنُّفُوذ، وَالدِّينُ أَكْبَرُ النِّعَم: حُرِمَ مِنهُ كَثِيرٌ مِن أَصْحَابِ النُّقُودِ وَالنُّفُوذ!!

لَقَدْ أَصْبَحَتِ المَادَّةُ هِيَ كُلَّ شَيْءٍ في الحَيَاة، لَعِبَتْ بِالرُّءوس؛ وَغَيرَتِ النُّفُوس 00!! كَلِمَةٌ لِلشَّيْخ كِشْك عَنْ سَيْطَرَةِ المَال يَرْحَمُ اللهُ فَضِيلَةَ الشَّيْخ عَبْد الحَمِيد كِشْك؛ حَيْثُ كَانَ يَقُول: " لَقَدْ لَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَوَّلهَا 00 إِنَّني أَقُولهَا بِبَالِغِ الأَسَى: لَقَدْ أَصْبَحَتِ الحَيَاةُ هِيَ المَادَّةُ وَالمَادَّةُ هِيَ الحَيَاة، وَأَصْبَحَ النَّاسُ إِذَا رَأَوُاْ الجُنَيْهَ يَقُولُونَ لَهُ:] إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين [

[فَضِيلَةُ الشَّيْخ / عَبْدِ الحَمِيد كِشْك في " الخُطَبُ المِنْبَرِيَّةُ " ص: 111/ 5]

تجِدُ الأُمَّ مِن هَؤُلاَءِ إِذَا مَا تَقَدَّمَ لاِبْنَتِهَا شَابٌّ تَسْأَلُ أَوَّلَ مَا تَسْأَل: مَيْسُورُ الحَالِ هُوَ أَمْ مَسْتُورُ الحَال 00؟! فَإِنْ كَانَ مَسْتُورَ الحَالِ تُسَرُّحُهُ سَرَاحَاً جمِيلا، وَرُبمَا تُعْطِيهَا لِرَجُلٍ في سِنِّ أَبِيهَا كَثِيرِ العِيَال؛ لمجَرَّدِ أَنَّهُ رَجُل أَعْمَال، صَاحِبُ نُفُوذٍ أَوْ مَال، وَرُبمَا أَيْضَاً يَكُونُ مُتَزَوِّجَاً عَلَيْهَا، فَتَقُولُ لاَ ضَيْرَ فَالشَّرْعُ حَلَّلَ لَهُ أَرْبَعَاً، إِنَّهُ يَلْعَبُ بِالمَلاَيِين 00 وَإِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعَى 00!!

المَالُ حَلَّلَ كُلَّ غَيْرِ محَلَّلٍ * حَتىَّ زَوَاجَ الشِّيْبِ بِالأَبْكَارِ سَحَرَ القُلُوبَ فرُبَّ أُمٍّ قَلْبُهَا * مِنْ سِحْرِهِ حَجَرٌ مِنَ الأَحْجَارِ دَفَعَتْ بُنَيَّتَهَا لأَشْأَمِ مَضْجَعٍ * وَرَمَتْ بِهَا في وَحْشَةٍ وضِرارِ وَتَعَلَّلَتْ بِالشَّرْعِ جَاهِلَةً بِهِ * مَا كَانَ شَرْعُ اللَّهِ بالجَزَّارِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} قِصَّةٌ أَغْرَبُ مِنَ الخَيَال لَقَدْ قَرَأْتُ بإحْدَى الصُّحُفِ حَادثَةً أَغْرَبَ مِنَ الخَيَال، نُشِرَتْ عَنْ فَتَاةٍ رَائِعَةِ الحُسْنِ وَالجَمَال،

كَانَ أَهْلُهَا كُلَّمَا تَقَدَّمَ إِلَيْهَا شَابٌّ مِنْ فُقَرَاءِ المُسْلِمِينَ رَفَضُوهُ لِرِقَّةِ الحَال، حَتىَّ أَتَاهَا " المَخْفي المُنْتَظَر " بِالسَّيَّارَةِ الشَّبَح، وَشَالِيهٍ في رَفَح، ومَلاَيِينَ إنْ تَعُدُّوهَا لاَ تحْصُوهَا، وَنحْنُ نَعْرِفُ مَدَى ما لَدَى النِّسَاءِ مِنَ الْوَلَعِ بِالذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالأَنعَامِ وَالحَرْث؛ وَلَعَلَّنَا نَذْكُرُ بَلْقِيسَ مَلِكَةَ سَبَأَ الَّتي كَانَتْ تَفْخَرُ عَلَى المُلُوكِ بمُلْكِهَا؛ مَا أَنْ رَأَتْ قُصُورَ سُلَيْمَانَ وَمُلْكَهُ وَقَالَ لهَا إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ

حَتىَّ قَالَتْ: رَبِّ إِنيِّ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُليْمَانَ للهِ رَبِّ العَالمِين 00!! فَوَافَقَ أَهْلُ تِلْكَ الفَتَاةِ على الزَّوَاج سَرِيعَاً، هَلْ تُصَدِّقونَ أَنَّ هَذَا الخَبِيثَ كَانَ يَعْرِضُهَا عَلَى رِجَالِ الأَعْمَال؛ لُزُومَ تخْلِيصِ المَسَائِلِ وَتَسْلِيكِ الأُمُور 00!! وَالمَعْنى وَاضِحٌ طَبْعَاً، مَنْ تَرضَى لِنَفْسِهَا أَنْ تُصْبِحَ هَكَذَا 00؟! إِنَّ المجْتَمَعَ الَّذِي يجِدُ فِيهِ أَمْثَالُ هَؤُلاَء؛ السَّعَادَةَ وَالهَنَاء؛ لَيْسَ عَجِيبَاً أَنْ يجِدَ فِيهِ أَمْثَاليَ التَّعَاسَةَ وَالشَّقَاء

لَيْتَ الفَتَاةَ المِصْرِيَّةَ كَمَا تُقَدِّرُ المَظَاهِرَ وَالمَادِّيَّات؛ تُقَدِّرُ المَبَادِئَ وَالقِيَمَ النَّبِيلَة 00!! فَمِنْ سُوءِ الحَظِّ أَنَّ الجَمِيلَةَ لَيْسَتْ أَصِيلَة، وَأَنَّ الأَصِيلَةَ لَيْسَتْ جَمِيلَة 00!! لَيْتَهَا تَعْرِفُ أَنَّ الحُبَّ يُسْعِدُ بِلاَ مَال، أَمَّا المالُ فَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُسْعِدَ بِلاَ حُبّ 00!! فَلَوْ كَانَ المَالُ يَنْفَعُ في كُلِّ شَيْءٍ لَنَفَعَتْ قَارُونَ أَمْوَالُه، وَلَوْ كَانَ المَالُ هُوَ كُلَّ شَيْءٍ لَقَبِلْنَا لِبَنَاتِنَا فِرْعَوْنَ وَهَامَان، وَرَفَضْنَا مُوسَى بْنَ عِمْرَان 00!!

كَمْ كُنْتُ أَتمَنىَّ فَتَاةً: عَاقِلَةً وَجَمِيلَةً وَأَصِيلَة، لِدَرَجَةٍ تجْعَلُني أَتَسَاءَ ل: مَا الذِي أَعْجَبَني فِيهَا؟! هَلْ أَصْلُهَا، أَمْ شَكْلُهَا، أَمْ عَقْلُهَا، أَمْ كُلُّهَا 00؟!! فَتَاةً: تَقِفُ بجَانبي وَأَنَا لاَ أَزَالُ في بِدَايَةِ الطَّرِيق، طَرِيقِ الإِصْلاَح، بِمَا فِيهِ مِنَ التَّعَبِ وَالْكِفَاح، وَالشَّوْكِ وَالعَذَاب، لاَ فَتَاةً تَأْتِيني بَعْدَ وُصُوليَ إِلى المجْدِ لِتَقُولَ إِنيِّ مُعْجَبَةٌ بِكَ وَبِأُسْلُوبِكَ الجَذَّاب!!

فَتَاةً حَسْنَاء، تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء، أَجِدُ فِيهَا الأُمَّ الحَنُون، وَالاِبْنَ البَارّ، وَالتِّلمِيذَ المُؤَدَّب، وَقَبْلَ كُلِّ هَذَا وَذَاكَ الزَّوْجَةَ الوَفِيَّة 00!! فَتَاةً: أَجِدُ فِيهَا القَلْبَ الكَبِير، وَالعَقْلَ الكَبِير، وَأَلْقَى مِنهَا كُلَّ احْترَامٍ وَتَقْدِير 00!! تِلْكَ هِيَ الَّتي أَنْتَظِرُهَا عَلَى أَحَرِّ مِنْ جَمْرِ الغَضَى، وَسَأَجْعَلُ يَوْمَ مجِيئِهَا عِيدَاً 00!! فَإِنَّ امْرَأَةً وَاحِدَةً: قَدْ تُسْعِدُ الرَّجُلَ طِيلَةَ حَيَاتِه، وَامْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ قَدْ تُتعِسُهُ طِيلَةَ حَيَاتِه 00!!

لَسْتُ الرَّجُلَ الَّذِي يَجْعَلُ مَصِيرَهُ مُتَوَقِّفَاً عَلَى مَصِيرِ امْرَأَةٍ قَدْ تُضَيِّعُه، وَلَكِنَّهُ مِنْ بَابِ أَنَّ وَرَاءَ كُلِّ رَجُلٍ عَظِيمٍ امْرَأَةً تَدْفَعُه؛ فَالجَمَالُ وَإِنْ لَمْ يَكُ كُلَّ شَيْء: إِلاَّ أَنَّهُ أَهَمُّ شَيْءٍ بَعْدَ الدِّين 00 ذَكَرَهُ اللهُ أَوَّلَ شَيْءٍ مِنْ زِينَةِ الحَيَاةِ الدُّنيَا فَقَالَ تَعَالى:] زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالبَنِينَ وَالقَنَاطِيرِ المُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالخَيْلِ المُسَوَّمَةِ وَالأَنعَامِ وَالحَرْث [{آلِ عِمْرَان}

وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " حُبِّبَ إِليَّ مِنْ دُنيَاكُمُ النِّسَاءُ وَالطِّيب، وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْني في الصَّلاَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: 3124، رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيُّ في سُنَنِهِ بِرَقْم: 13232] عِنْدَمَا تَبْكِي الشُّمُوعُ بِالدُّمُوع

وَالمُؤْلِمُ أَنيِّ عَلَى يَقِينٍ بِأَنَّ تِلْكَ الفَتَاةَ قَدْ تَكُونُ مَوْجُودَةً، بَلْ وَقَرِيبَةً جِدَّاً مِنيِّ، وَلَكِنْ لَيْتَ شِعْرِي؛ كَيْفَ السَّبِيلُ إِلَيْهَا 00؟! أَيْنَ أَنْتِ يَا مُهْجَةَ القَلْبِ وَبَهْجَةَ الرُّوح 00؟ فَبِالْيَأْسِ أَسْلُو عَنْكِ لاَ بِالتَّجَلُّدِ فَمَا صَبْرِي بِاخْتِيَارِي * لَكِن حُكْمُ الانْتِظَارِ أَمَّا صَبْرِي فَأَحْلاَهُ * أَمَرُّ مِنَ الصَّبَّارِ {فِكْرَةٌ لأَحَدِ الشُّعَرَاءِ قُمْتُ بِتَطْوِيرِهَا وَالزِّيَادَةِ عَلَيْهَا}

وَمَا كَانَ لِلأَحْزَانِ لَوْلاَكِ مَسْلَكٌ * إِلى القَلْبِ لَكِنَّ الهَوَى لِلضَّنى جِسْرُ {أَبُو فِرَاسٍ الحَمْدَانيّ} وَللهِ عُرْوَةُ بْنُ حِزَامٍ إِذْ يَقُول: وَلَمَّا رَأَيْتُ العَيْنَ فَاضَتْ جُفُونُهَا * بِدَمْعٍ عَلَى الخَدَّيْنِ أَحْمَرَ قَانِ تَبَيَّنْتُ أَنيِّ بِالصَّبَابَةِ هَالِكٌ * وَأَنَّ هَلاَكِي مُرْجَأٌ لأَوَانِ جَعَلْتُ لِعَرَّافِ اليَمَامَةِ حُكْمَهُ * وَعَرَّافِ نجْدٍ إِن هُمَا شَفَيَاني فَقَالاَ شَفَاكَ اللهُ وَاللهِ مَا لَنَا * بِمَا حُمِّلَتْ مِنْكَ الضُّلُوعُ يَدَانِ

فَمَا تَرَكَا مِنْ رُقْيَةٍ يَعْلَمَانِهَا * وَلاَ سُقْيَةٍ إِلاَّ وَقَدْ سَقَيَاني وَمَا شَفَيَا الدَّاءَ الَّذِي بيَ كُلَّهُ * وَلاَ ادَّخَرَا نُصْحَاً وَلاَ أَلَوَاني كَوَتْ كَبِدِي مِن حُبِّ عَفْراءَ لَوْعَةٌ * فَعَيْنَايَ مِنْ وَجْدِي بِهَا تَكِفَانِ كَأَنَّ قَطَاةً عُلِّقَتْ بجَنَاحِهَا * عَلَى كَبِدِي مِنْ شِدَّةِ الخَفَقَانِ فَعَفْرَاءُ أَرْجَى النَّاسِ عِنْدِي مَوَدَّةً * وَعَفْرَاءُ عَنيِّ المُعْرِضُ المُتَوَاني وَكُنْتُ وَإِيَّاهَا عَلَى رَفْرَفِ المُنى * لَنَا أَمَلٌ نَلْهُو بِهِ وَأَمَانِ

إِلى أَنْ دَهَتْنَا لِلْفِرَاقِ نَوَائِبٌ * فَصِرْتُ أَخَا هَمٍّ وَنَضْوَ هَوَانِ وَإِنيِّ لأَهْوَى الحَشْرَ إِنْ قِيلَ إِنَّني * وَعَفْرَاءَ يَوْمَ الحَشْرِ مُلْتَقِيَانِ فَيَا لَيْتَ كُلَّ اثْنَينِ بَيْنَهُمَا هَوَىً * مِنَ النَّاسِ وَالأَنعَامِ يَلْتَقِيَانِ فَيَقْضِي حَبِيبٌ مِن حَبِيبٍ لُبَانَةً * وَيَرْعَاهُمَا رَبي مِنَ الحَدَثَانِ {عُرْوَةُ بْنُ حِزَام 0 بِاسْتِثْنَاءِ الأَبْيَات 1، 2، 10، 11: فَهِيَ لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} يَلْتَقِيَانِ بِزَوَاجٍ شَرْعِيٍّ طَبْعَاً، آهٍ ثُمَّ آهٍ ثُمَّ آه؛ تَعَبٌ كُلُّهَا الحَيَاة 00

لَوْ كُلُّ مَا يَتَمَنىَّ المَرْءُ يُدْرِكُهُ * مَا كُنْتَ تَلْقَى امْرَأً في الكَوْنِ مَهْمُومَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} يَبْدُو أَنَّنَا مَعْشَرَ الأُدَبَاء: خُلِقْنَا لِنُسْعِدَ الآخَرِينَ لاَ لِنَسْعَد 00!! كَمُطْرِبَةٍ تُشْجِي الأَنَامَ بِصَوْتِهَا * وَقَدْ حَمَلَتْ بَينَ الضُّلُوعِ مَآسِيَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي} وَللهِ دَرُّ القَائِل: لاَ تحْسَبُواْ أَنَّ رَقْصِي بَيْنَكُمْ طَرَبَاً * فَالطَّيْرُ يَرْقُصُ مَذْبُوحَاً مِنَ الأَلَمِ حَقًّا وَاللهِ: " أَوَّلُ مَا يَضِيعُ العَالِمُ بَينَ أَهْلِه " 00!!

فَأَتْعَسُ الخَلْقِ حَظَّاً صَاحِبُ القَلَمِ * وَذُو المَبَادِئِ وَالأَخْلاَقِ وَالقِيَمِ لِكُلِّ ذِي مَبْدَإٍ في عَيْشِهِ أَمَلٌ * وَكُلُّ ذِي أَمَلٍ سَيَعِيشُ ذَا أَلَمِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} ثَلاَثَةُ أَعْوَامٍ وَأَنَا أَبحَثُ عَنْ تِلْكَ الفَتَاةِ حَتىَّ تَأَكَّدْتُ في النِّهَايَةِ أَنِّي أَسِيرُ في أَحَدِ طَرِيقَيْن: إِمَّا طَرِيقٍ مَسْدُودٍ أَوْ طَرِيقٍ لَيْسَ لَهُ آخِر00!!

فَلَقَدْ تَأَكَّدَ لي أَنيِّ حَتىَّ أَصِلَ إِلى مَا أُرِيد؛ فَإِنيِّ أَحْتَاجُ إِلى شَيْئَين: إِلى مَالِ قَارُون، وَإِلى عُمْرِ سَيِّدِنَا نُوح 00!! بَعْدَمَا قَطَعْنَا الأَرْضَا * كُلَّهَا طُولاً وَعَرْضَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} بحَثْنَا في المُدُنِ وَفي القُرَى؛ حَتىَّ بَلَغْنَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبَا 00!! فَقَدْ طَوَّفْتُ بِالآفَاقِ حَتىَّ * رَضِيتُ مِنَ الغَنِيمَةِ بِالإِيَابِ {امْرُؤُ القَيْس} ضَاقَتْ عَلَيَّ بِوُسْعِهَا الآفَاقُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

خَلِيلَيَ إِن أَجْزَعْ فَقَدْ ظَهَرَ العُذْرُ * وَإِن أَسْتَطِعْ صَبْرَاً فَمِنْ شِيمَتي الصَّبْرُ فَشَرَّقْتُ حَتىَّ لَمْ أَجِدْ بَعْدُ مَشْرِقَاً * وَغَرَّبْتُ حَتىَّ قِيلَ هَذَا هُوَ الخِضْرُ {البَيْتُ الأَوَّلُ لاِبْنِ زَيْدُون، وَالأَخِيرُ لأَبي الحَسَنِ التُّهَامِي} كَرَحَّالَةٍ طَافَ المَدَائِنَ وَالقُرَى كَسَتْهُ يَدُ الأَيَّامِ حُلَّةَ خَائِبِ يَبْدُو أَنَّ السَّعَادَةَ خُلِقَتْ لِغَيرِنَا وَلَمْ تُخْلَقْ لَنَا 00 بِيئَةٌ وَبِيئَة، وَمَعَادِنُ رَدِيئَة 00!! لي في الهَوَى قَلْبٌ حَزِين * قَدْ بَاتَ يُدْمِيهِ الأَنِين

كُتِبَ الشَّقَاءُ لَهُ وَكَمْ * سَعِدَتْ قُلُوبُ العَاشِقِين {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} قَطَعْتُكَ يَا رَبِيعَ العُمْرِ مَهْمُومَاً بِأَتْرَاحِي وَلَمْ أَمْلأْ كَغَيرِي مِنْ نَعِيمِ العَيْشِ أَقْدَاحِي نهَارِي كُلُّهُ تَعَبٌ وَلَيْلِي كُلُّهُ صَاحِ قَطَعْتُكَ يَا رَبِيعَ العُمْرِ لَمْ أَعْرِفْ بِكَ الحُبَّا فَمَا أَسْعَدْتَ لي رُوحَاً وَلاَ أَحْيَيْتَ لي قَلْبَا مَضَى السُّعَدَاءُ كُلُّهُمُ وَلَمْ أُدْرِكْ لَهُمْ رَكْبَا وَمَا ذَاقَ المُنى قَلْبي وَغَيرِي عَبَّهُ عَبَّا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي}

كَأَنَّ الغَنيَّ فَقَطْ هُوَ الَّذِي مِن حَقِّهِ أَنْ يَقْطِفَ مَا شَاءَ مِنَ الوُرُود، أَمَّا الفَقِيرُ فَلَوْ شَمَّ وَرْدَةً؛ لَقِيلَ لَهُ قَدْ جَاوَزْتَ الحُدُود 00!! لاَ تحْرِمَنِّيَ يَا رَبيِّ مِنِ امْرَأَةٍ * عَيْني تَقَرُّ بِهَا في الخَلْقِ وَالخُلُقِ أَنْسَى بِهَا مُرَّ مَا قَدْ مَرَّ مِنْ محَنٍ * وَيَكْتَسِي العُودُ بَعْدَ الجَدْبِ بِالوَرَقِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 بِاسْتِثْنَاءِ المِصْرَاعِ الأَخِيرِ مِنَ الْبَيْتِ الثَّاني فَهُوَ لأَبي محْجَن} لَعَلَّ يَدَ الأَيَّامِ تجْمَعُ بَيْنَنَا * وَتَرْحَمُ أَكْبَادًا تَكَادُ تَذُوبُ

{محَمَّدٌ الأَسْمَر} ] رَبِّ لاَ تَذَرْني فَرْدَاً وَأَنْتَ خَيرُ الوَارِثِين [{الأَنْبِيَاء/89} تَقَبَّلْ مِنيِّ دَعَوَاتي، وَحَقِّقْ لي أُمْنِيَّاتي، وَخَلِّصْني مِنَ الهُمُومِ الَّتي مَرَّرَتْ عَلَيَّ حَيَاتي 00 اللَّهُمَّ يَا جَامِعَ النَّاسِ إِلى يَوْمٍ لاَ رَيْبَ فِيه؛ اجْمَعْ بَيْني وَبَينَ ضَالَّتي 00 حَيَاةُ العُزَّاب: أَصْبَحَتْ في عَذَاب؛ فَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ زَوْجَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّاب، وَأَنْتَ عَلَى مَا تَشَاءُ قَدِير، وَبحَالِ الشَّبَابِ بَصِير، وَأَنْتَ نِعْمَ المَوْلى وَنِعْمَ النَّصِير 0

عَاقِبَةُ الصَّبرِ الجَمِيل وَلَمْ أَزَلْ عَلَى تِلْكَ الحَالِ حَتىَّ عَثَرْتُ في بَعْضِ قُرَى الفَيُّومِ عَلَى فَتَاةٍ طَيِّبَةٍ مِن أَصْلٍ طَيِّب، بَيْضَاءَ مِن غَيرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى، كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيّ 00!! قَدْ حَارَ فِكْرِي وَشِعْرِي فِيكِ يَا أَمَلِي * مِن أَيِّ جَوْهَرَةٍ قَدْ صَاغَكِ اللَّهُاهُ سُبْحَانَ مَنْ نَظَمَ الدُّنيَا وَجَمَّلَهَا * بَيْتًا مِنَ الشِّعْرِ في عَيْنَيْكِ مَعْنَاهُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر}

وَبَلَغَ مِنْ سَعَادَتي بِهَا أَنْ كَتَبْتُ هَذِهِ الْقِطْعَةَ الزَّجَلِيَّةَ عَلَى لحْن: " يَلَّلاَ نْقَضِّي أَجَازَة سَعِيدَة " وَ " خَلِيلٌ " المَذْكُورَةُ فيهَا: هِيَ اسْمُ البَلْدَةِ الَّتي مِنهَا تِلْكَ الفَتَاة، وَالعَمُّ عَبْد الرّحِيم وَامْرَأَتُهُ المَذْكُورَانِ همَا اللَّذَانِ سَعَيَا لي في هَذِهِ الزِّيجَةِ الَّتي أَسْأَلُ اللهَ أَنْ تَكُونَ مُبَارَكَة 0

أَمَّا عَطِيَّةُ فَهْوَ فَتىً نَزَلْتُ البَلْدَةَ فَلَمْ أَجِدْ لِلنَّاسِ حَدِيثَاً إِلاَّ عَنهُ وَعَنْ قِصَّةِ زَوَاجِه، فَسَأَلتُهُمْ عَن أَمْرِهِ فَقَالُواْ: لَقَدْ تَبَلَتْ عَقْلَهُ فَتَاةٌ لَطِيفَةٌ بِشَعْرِهَا الطَّوِيل، وَخَصْرِهَا النَّحِيل؛ حَتىَّ تَزَوَّجَهَا، وَكَانَ يحِبُّهَا حُبَّاً جَمَّا؛ لِدَرَجَةِ أَنَّ أُمَّهُ كَانَتْ تَقُولُ لَهُ أَيْقِظْ زَوْجَتَكَ حَتىَّ تُسَاعِدَني في حَلْبِ البَهَائِمِ وَالاِعْتِنَاءِ بهَا فَيَقُول: " أَنَا امْرَأَتي لاَ تَسْتَيْقِظُ قَبْلَ الحَادِيَةَ عَشْرة، أَتُرِيدِينَ لهَذِهِ اليَدِ البَيْضَاءِ

أَنْ تحْمِلَ القَاذُورَات " 00؟! فَلَمَّا أَن عَوَّدَهَا مِنهُ ذَلِكَ تَمَرَّدَتْ عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِك؛ فَكَانَتِ النَّتِيجَةُ الطَّبِيعِيَّةُ أَنْ تَزَوَّجَ عَلَيْهَا!! " عَرُوسِتْنَا قَمَرْ مِلاَلي * وِمِترَبِّيَّة عَالغَالي " " شُوفْتَهَا وِاتْغَيرْ حَالي * وِجَرَالي اللِّي جَرَالي " " غَاليَة عَلَيَّا غَاليَة عَلَيَّا * وَاغْلَى عَنْدِي مِن عِنَيَّا " " دَانَا لَفِّيتِ الدُّنيَا دِيَّة * مَا لْقِيتْشِي زَيِّكْ يَا صَبِيَّة " " جَمِيلَة وْأَمُّورَة وْحِلوَة * وَتِسْتَاهِلْ مِلْيُون غِنوَة "

" زَيِّ اخْوَاتْهَا نجْوَى وْنَشْوَى * وِأَجْمَلْ مِنهُمْ شِوَيَّة " " جِسْمِ مِتقَسِّمْ تَقسِيمْ * وِالرُّوحْ أَحْلَى مْنِ النَّسِيمْ " " وِالعُيُونْ زَيِّ البرْسِيمْ * بَايِنْ فِيهَا سَلاَمْةِ النِّيَّة " " طَيِّبَة وْقَنُوعَة جِدَّاً * وَبَاحِبَّهَا جِدَّاً جِدَّاً " " وِأَصِيلَة أَبَّاً عَنْ جِدَّاً * رَبِّنَا يخَلِّيهَا لِيَّا " " كُلَّهَا رِقَّة وْإِحْسَاسْ * وِبِتْحِبِّ تْسَاعِدِ النَّاسْ " " وِشَايْلاَني فُوقِ الرَّاسْ * رَبِّنَا يُسْترْ عَلَيَّا " " يَا أَبْيَضْ يَا أَبْيَضَاني * كُلِّ أَوْصَافَكْ عَجْبَاني "

" نَسِّيتْني هُمُومِي وْأَحْزَاني * وِالمَتَاعِبْ وِالأَسِيَّة " " دَا انَا مْشِيتْ مِشْوَارْ طَوِيلْ * أَدَوَّرْ عَلَى بِيتْ أَصِيلْ " " جِيتْ وَحَطِّيتْ في خَلِيلْ * مَرَاكْبي وِمَرَاسِيَّا " " وِانْسِي شْوَيَّة يَا جَمِيلَة * إِنِّي عَرِيسِكِ اللِّيلَة " " وِاعْتبرِيني وَاحِدْ مِالعِيلَة * هَيْقُولْ لِكِ الْكِلمَة الجَايَّة " " جُوزِكِ ان قَدِّمْلِكْ لُقْمَة * كُلِيهَا وِارْضِي بِالقِسْمَة " " مِشْ لاَزِمْ كُلِّ يُومْ لحْمَة * مَالُه الفُولْ مَالْهَا الطَّعَمِيَّة "

" وِعَشَانْ رَبِّنَا يْبَارِكْ * صُوني أَسْرَارُه وْأَسْرَارِكْ " " لاَ تِشْكِي لجَارْتِكْ وَلاَ جَارِكْ * أَحْوَالْكُمُ العَائِلِيَّة " " عَلَى قَدِّ مَا تِقْدَرِي حِبِّيهْ * وِاوْعِي فْيُومْ تِزَعَّلِيهْ " " أَوْ تِتْنَمْرَدِي عَلِيهْ * لاَحْسَن يِعْمِلْ زَيِّ عَطِيَّة " " وِآخِرْ حَاجَة هَاقُولْهَالِكْ * خَلِّيهَا دَايْمَاً في بَالِكْ " " أَوِّلْ مَا اللَّهْ يْعَدِّلْهَالِكْ * صَلِّي وْصُومِي يَا صَبِيَّة " " أَنَا مِشْ غَاوِي غَنَاوِي * وَلاَ بَاقْعُدْ عَالقَهَاوِي " " دَا أَنَا شَاعِرْ وِهَاوِي * وِالكِتَابَة عَنْدِي غِيَّة "

" بَادْعُوكْ يَا رَبِّ الأَرْبَابْ * تُرْزُقْ زَيِّي كِدَة الشَّبَابْ " " دَه حَيَاةِ العُزَّابْ عَذَابْ * وِجَرَّبْنَا العُزُوبِيَّة " " وِشُكْرَاً لِلْمَعَازِيمْ * وِلعَمِّ عَبْدِ الرِّحِيمْ " " الرَّجِلِ الشَّهْمِ الكَرِيمْ * وِامْرَاتُه السِّتِّ بَدْرِيَّة " وَهَكَذَا أَرَادَ اللهُ إِسْعَادَنَا، بَعْدَمَا أَحْرَقَ الحُزْنُ أَكْبَادَنَا 00!! فَقَرَّتْ عُيُونٌ كَانَ أَسْخَنَهَا البُكَا * وَسُرَّتْ قُلُوبٌ كَانَ أَضْنى بِهَا الحُزْنُ {ابْنُ زَيْدُون بِتَصَرُّف} إِلى رَبْوَةِ البِشْرِ يَا يَاسِرُ * فَقَدْ ضَاقَ بِالوِحْدَةِ الشَّاعِرُ

دَعِ الشِّعْرَ يَذْكُرُ فَضْلَ الزَّوَاجِ * وَيَكْشِفُ عَنْ سِرِّهِ الخَاطِرُ فَتَغْبِطُنَا في السَّمَاءِ النُّجُومُ * وَيحْسُدُنَا القَمَرُ السَّاهِرُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} يَا حَبَّذَا الأَمْسُ في ظِلاَلِ الكُرُومْ وَنَشْوَةِ السَّمَرْ إِذْ نَامَتِ الشَّمْسُ وَقَامَتِ النُّجُومْ تُغَازِلُ القَمَرْ لاَ زِلْتُ أَبحَثُ في المَدَائِنِ وَالقُرَى * حَتىَّ رَمَتْني الغَادَةُ الحَسْنَاءُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} وَفَاضَتْ عَلَى ثَغْرِ الحَزِينِ ابْتِسَامَةٌ * تَقُولُ بِأَنَّ الحُزْنَ لَيْسَ بِدَائِمِ

وَأُطْلِقَتِ البَسَمَاتُ بَعْدَ احْتِبَاسِهَا * فَأَسْمَعَتِ الأَكْوَانَ سَجْعَ الحَمَائِمِ فَلَمْ يَبْقَ فِينَا بَاسِمٌ غَيرَ دَامِعٍ * وَلَمْ يَبْقَ فِينَا دَامِعٌ غَيرَ بَاسِمِ الآنَ أَلْفَتِ الخَيْلُ فُرْسَانَهَا 00 قَدْ عِشْتُ في الدُّنيَا بِقَلْبٍ يَابِسٍ * حَتىَّ لَقِيتُ أَحِبَّتي فَاخْضَوْضَرَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي} اليَوْمَ تَمَّ لَنَا الَّذِي لَوْ لَمْ يَكُنْ * قَدْ تَمَّ مَا ذَاعَتْ لَنَا أَشْعَارُ أَنَا لاَ أَقُولُ لَقَدْ ظَفِرْتُ بِدُرَّةٍ * إِنَّ الجَوَاهِرَ كُلَّهَا أَحْجَارُ

{الْبَيْتُ الأَوَّلُ لِلشَّاعِر / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي، وَأَمَّا الآخَر: فَأَظُنُّهُ لِشَوْقِي} عِنْدَئِذٍ فَقَطْ: أَحْسَسْتُ بِالرَّاحَةِ الكُبرَى كَأَنِّيَ قَدْ * أَلْقَيْتُ في الْبَحْرِ عَنيِّ كُلَّ آثَامِي {الشَّاعِرُ القَرَوِي / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} فَلكَمْ سَهِرْتُ لَيَالِيًا وَلَيَالِيًا * حَتىَّ رَأَيْتُكِ يَا هِلاَلَ زَمَاني وَلَوْلاَ رَحْمَةُ الْغَفَّار، وَلُطْفُ مُقَدِّرِ الأَقْدَار؛ لَمَا صَارَ لهَذَا الصُّعْلُوكِ زَوْجَةٌ وَلاَ دَار 00!!

فَالحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِين؛ الَّذِي وَبِرَغْمِ سُنَنِهِ في ابْتِلاَءِ الدُّعَاةِ وَالمُصْلِحِين؛ فَإِنَّهُ يَغْمُرُنَا بجُودِهِ بَينَ الحِينِ وَالحِين 0 اللَّهُمَّ كَمَا قَرَّتْ بهَا عَيْني فَأَقِرَّ بي عَيْنَهَا، وَكَمَا أَسْعَدَتْني فَأَعِنيِّ عَلَى إِسْعَادِهَا 00!! بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فرات سلسبيل؛ أم رفات ودماء تسيل؟

فُرَاتٌ وَمَاءٌ سَلْسَبِيل؛ أَمْ رُفَاتٌ وَدِمَاءٌ تَسِيل 00؟! ============================= لَقَدْ تحَوَّل الفُرَات؛ إِلى مَقْبَرَةٍ لِلرُّفَات، وَصَارَ مَاؤُهُ السَّلْسَبِيل؛ دِمَاءً تَسِيل 00 كُلُّنَا يَعْرِفُ أَنَّ أَمْرِيكَا هِيَ الَّتي ضَلَّلَتِ العِرَاقَ وَشَجَّعَتْهَا عَلَى غَزْوِ الكُوَيْت، وَغَرَّرَتْ بِالعِرَاقِيِّينَ وَأَخَذَتْ تُمْلِي لَهُمْ: فَاسْتَغَلَّتِ الحِرْبَاءُ النِّزَاعَ الدَّائِرَ بَينَ الكُوَيْتِ وَالعِرَاق، عَلَى حَقْلٍ مِن حُقُولِ البِتْرُول، وَقَامَتْ بِدَوْرِ دِمْنَةَ ذِي الوَجْهَينِ بَينَ الثَّوْرِ وَالأَسَد؛ فَذَهَبَتْ لِلْكُوَيْتِ وَقَالَتْ لَهَا:

إِنَّ هَذَا الحَقْلَ مِن حَقِّكَ وَلَيْسَ لِلعِرَاقِ فِيهِ مِنْ قِطْمِير، وَذَهَبَتْ لِلْعِرَاقِ وَقَالَتْ لهَا: إِنَّ الكُوَيْت، تَقُولُ عَنْكِ كَيْتْ وَكَيْت، أَنْتِ الَّتي دَفَعْتِ عَنهَا خَطَرَ الإِيرَانِيِّين، في حَرْبٍ ذُقْتِ وَيْلاَتهَا بِضْعَ سِنِين، وَقَاسَمَتْهُمَا بِاللهِ أَنَّهَا لَهُمَا لَمِنَ النَّاصِحِين، وَغَمَزَتِ الْعِرَاقِيِّينَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَتْ لهُمْ: إِنَّا مَعَكُمْ، وَهِيَ أَكْذَبُ مِنْ مُسَيْلِمَةَ الكَذَّاب، وَأَغْدَرُ مِن عُرْقُوب ـ وَقَالَتْ لِصَدَّام: سَنُهَدِّدُكَ فَلاَ تَلْتَفِتْ إِلَيْنَا، سَنَتَوَعَّدُكَ فَلاَ تخَفْ مِنَّا، فَصَدَّقَهَا صَدَّام، جَاهِلاً بمَا أَزْمَعَ عَلَيْهِ اللِّئَام، وَمَا تخْفِيهِ لَهُ الأَيَّام، وَلِلأَسَف: فَسَلاَمَةُ الضَّمِير، بَلاَءٌ كَبِير، في زَمَنِ الشَّيَاطِينِ وَالخَنَازِير،

وَالمَكْرُ وَالخَدِيعَةُ هُمَا سَبِيلُ المجْدِ وَالرِّيَاسَة، في عَالَمِ السِّيَاسَة 00 وَهَكَذَا: خَدَعُوهُ الأَوْغَاد؛ لِيَفْتِكُواْ بِبَغْدَاد، حَتىَّ إِذَا مَا أَزِفَتِ الآزِفَة، الَّتي لَيْسَ لهَا مِنْ دُونِ اللهِ كَاشِفَة؛ قَالَتْ لَهُ: " أُمُّكَ في العُشِّ أَمْ طَارَتْ " 00؟ أَيْ: هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ مَا تُوعَدُون؛ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْن، وَرَكِبَتْ خَيْلَهَا وَخُيَلاَءهَا وَجَاسَتْ خِلاَلَ الدِّيَار 00!!

هَذِهِ هِيَ أَمِرِيكَا الَّتي كَانَتْ تُرِيدُ إِنْقَاذَ الْعِرَاقِيِّينَ مِنْ ظُلْمِ صَدَّام؛ سُرْعَانَ مَا تَكَشَّفَ الأَمْرُ وَانجَابَ الظَّلاَم، وَعَرَفَ الجَمِيعُ أَنَّ جَنَّةَ أَمْرِيكَا أَهْوَنُ مِنهَا نَارُ صَدَّام، لِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّ الأَمْرِيكَان، هُمْ تَتَارُ آخِرِ الزَّمَان 00 وَيُذَكِّرُني اسْتِنْجَادُ الكُوَيْتِ بِأَمْرِيكَا ـ وَالَّذِي كَانَ مِسْمَارَ جُحَا؛ لِدُخُولِ قُوَّاتٍ أَجْنَبِيَّةٍ في أَرَاضِينَا الْعَرَبِيَّة ـ ذَكَّرَني اسْتِنْجَادُهَا بِهَذَا الْغُول؛ بِأُسْطُورَةٍ تَقُول:

الكَبْشُ شَقَّ العَصَا يَوْمَاً عَلَى الرَّاعِي * وَقَالَ لِلشَّاءِ أَنْتُمْ بَعْضُ أَتْبَاعِي حَتىَّ أَحَسَّ عَصَا الرَّاعِي تُؤَدِّبُهُ * كَمَا يُؤَدَّبُ عَبْدٌ غَيرُ مِطْوَاعِ فَلاَذَ بِالذِّئْبِ يَدْعُوهُ لِنَجْدَتِهِ * وَمَنْ سِوَاهُ يُلَبيِّ دَعْوَةَ الدَّاعِي تَنَاوَلَ الذِّئْبُ قَرْنَيْهِ وَقَالَ لَهُ * أَقْبِلْ عَلَى الرَّحْبِ يَا رِيمَاً عَلَى القَاعِ

وَسَخَّرَ الكَبْشَ في صَيْدِ الشِّيَاهِ لَهُ * فَجَدَّ في السَّعْيِ خَابَ السَّعْيُ وَالسَّاعِي وَظَلَّ يَرْتَعُ حِينَاً تحْتَ رَايَتِهِ * وَيَأْكُلُ الحَبَّ بِالقِنْطَارِ لاَ الصَّاعِ حَتىَّ إِذَا الصَّيْدُ أَعْيى الكَبْشَ مَزَّقَهُ * بِمِخْلَبٍ مِثْلِ حَدِّ السَّيْفِ قَطَّاعِ فَلاَ القَطِيعُ بَكَاهُ يَوْمَ مَصْرَعِهِ * وَلاَ الذِّئَابُ نَعَاهُ مِنهُمُ نَاعِ وَهَكَذَا رَاحَ ذُو القَرْنَينِ مَوْعِظَةً * لِكُلِّ صَاحِبِ عَقْلٍ سَامِعٍ وَاعِ

وَلِذَا أَقُولُ لِكُلِّ مَنِ اسْتَنْجَدَ بِالأَمْرِيكَانِ عَلَى إِخْوَانِهِ مِنَ المُسْلِمِين: قُلْ لي بِرَبِّكَ هَلْ أَخَذْتَ مِنَ الْغَرِيبِ سِوَى المحَن وَفَرَاغِ جَيْبِكَ وَالْيَدَيْنِ وَقَتْلِ رُوحِكَ وَالْبَدَن كَانَتْ تُدِرُّ الشَّهْدَ أَرْضُكَ وَالسُّلاَفَةَ وَاللَّبَن فَغَدَا الْوُقُوفُ عَلَى بِلاَدِكَ كَالْوُقُوفِ عَلَى الدِّمَن وَالسُّلاَفَةَ هِيَ خُلاَصَةُ الْعُصَارَةِ وَالرَّحِيق، وَقِيلَ هِيَ أَوَّلُ مَا يَكُونُ مِنهُ 0 {لِسَانُ الْعَرَب}

هَذَا 00 فَضْلاً عَلَى أَنَّ الاَسْتِعَانَةَ عَلَى المُشْرِكِينَ بِالمُشْرِكِينَ في القِتَالِ لاَ يجُوز، مَهْمَا كَانَتِ المُلاَبَسَاتُ وَقُوَّةُ المُعْتَدِي؛ فَكَيْفَ بِمَنِ اسْتَعَانَ بِالمُشْرِكِينَ عَلَى ضَرْبِ المُسْلِمِين 00؟!

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنهَا قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ بَدْر، فَلَمَّا كَانَ بحَرَّةِ الوَبَرَةِ ـ أَيْ مَوْضِعٍ أَقْصَى المَدِينَة ـ أَدْرَكَهُ رَجُلٌ قَدْ كَانَ يُذْكَرُ مِنْهُ جُرْأَةٌ وَنجْدَة؛ فَفَرِحَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَأَوْهُ، فَلَمَّا أَدْرَكَهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: جِئْتُ لأَتَّبِعَكَ وَأُصِيبَ مَعَك 00؟ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " تُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِه " 00؟

قَالَ لاَ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَارْجِعْ، فَلَن أَسْتَعِينَ بمُشْرِك " 00 ثمَّ مَضَى، حَتىَّ إِذَا كُنَّا بِالشَّجَرَةِ أَدْرَكَهُ الرَّجُل، فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّة، فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّة: " فَارْجِعْ، فَلَن أَسْتَعِينَ بمُشْرِك " 00 ثمَّ رَجَع، فَأَدْرَكَهُ بِالبَيْدَاء، فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّة: " تُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِه " 00؟ قَالَ نَعَمْ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَانْطَلِقْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1817 / عَبْد البَاقِي]

وَبَعْد مِمَّا لاَ شَكَّ فِيِهِ أَنَّ العِرَاقَ أَخْطَأَ حِينَ هَاجَمَ الكُوَيْت، وَغَرَّرَ بِشَعْبِهِ وَأَوْرَدَهُمُ المَهَالِك؛ وَذَلِكَ بِوُقُوعِهِ في ذَلِكَ الشَّرَكِ الَّذِي نُصِبَ لَه، وَلَكِنَّهُ في نَفْسِ الوَقْتِ مجْنيٌّ عَلَيْه، فَلَوْ كَانَ صَدَّامٌ يَدْرِي بِمَا سَتَجْرِي بِهِ الأَحْدَاث؛ لَمَا أَقْدَمَ عَلَى غَزْوِ الكُوَيْت، وَلَكِنَّ الأُمُورَ تجْرِي بِمَقَادِير، وَالإِنْسَانُ عَلَى خُطَاهَا يَسِير، وَحَتىَّ إِنْ كَانَ قَدْ أَخْطَأَ بِعَدَمِ التَّرَوِّي؛ فَإِنَّ الخَطَأَ لاَ يُعَالجُ بِالخَطَأ: فَهَذَا لاَ يُعْطِينَا الحَقَّ في أَنْ نَقِفَ مَكْتُوفي الأَيْدِي،

وَنحْنُ نَرَاهُ غَارِقَاً في دِمَائِه، وَالأُخُوَّةُ تَقْتَضِي مِنَّا الوُقُوفَ بجَانِبِهِ وَمُسَاعَدَتَهُ حَتىَّ يَتَمَاثَلَ لِلشِّفَاء 00 أَمَّا أَطْفَالُ الْعِرَاق: فَلاَ قِبَلَ لَهُمْ بهَذَا الهُجُومِ الشَّرِس، مِنَ الْفَكِّ المُفْتَرِس 00 ضَاعَتِ الفُلْكُ وَهْيَ لَمْ تَجْنِ ذَنْبَاً * في اشْتِبَاكِ الرِّيَاحِ بِالأَمْوَاجِ ********* كَمْ شَرَّدَتْ سَنَوَاتُ الحَرْبِ أَطْفَالاَ * وَكَمْ طَوَتْ قَبْلَ هَذَا الجِيلِ أَجْيَالاَ

بَغْدَادُ يَا بَلَدَ الرَّشِيدْ * وَمَنَارَةَ المجْدِ التَّلِيدْ يَا بَسْمَةً لَمَّا تَزَلْ * زَهْرَاءَ في ثَغْرِ الخُلُودْ يَا مَوْطِنَ الحُبِّ القَدِ * يمِ وَمَضْرِبَ المَثَلِ الشَّرُودْ يَا سَطْرَ مجْدٍ لِلعُرُو * بَةِ خُطَّ في لَوْحِ الوُجُودْ لَيْتَ شِعْرِي؛ أَيْنَ ذَلِكَ الشَّاعِرُ الفَصِيحُ الَّذِي قَالَ في محْنَةِ الخَلِيج: وَعَلَى الخَلِيجِ تَمَزَّقَتْ أَوْصَالُنَا * عَادَ التَّتَارُ تَقُودُهُمْ بَغْدَادُ بَغْدَادُ تَفْتِكُ بِالكُوَيْتِ فَخُورَةً * صَدَّامُ يَفْخَرُ أَنَّهُ الجَلاَّدُ وَالنَّارُ تَأْكُلُ خَيرَهُمْ وَخِيَارَهُمْ * ضُرِبَ الشُّيُوخُ وَيُتِّمَ الأَوْلاَدُ

أَيْنَ هُوَ الآنَ لِيرَى بَغْدَادَ وَأَبْنَاءهَا الَّذِينَ يُعَانُونَ مِنْ نَقْصِ الأَغْذِيَةِ وَالأَدْوِيَة، وَالطَّوَاعِينُ وَالأَمْرَاضُ تَقِفُ لَهُمْ بِالمِرْصَاد، أَلاَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْكِ يَا بَغْدَاد 00 وَغَزْوُ بَلَدٍ مُسْلِمٍ مِنْ بَلَدٍ مُسْلِم؛ مِن عَلاَمَاتِ السَّاعَةِ الَّتي أَخْبرَ عَنهَا الصَّادِقُ المَصْدُوقُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَأَلْتُ رَبِّي ثَلاَثَاً، فَأَعْطَاني ثِنْتَينِ وَمَنَعَني وَاحِدَة: سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لاَ يُهْلِكَ أُمَّتي بِالسَّنَةِ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُهْلِكَ أُمَّتي بِالغَرَقِ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2890 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّ اللهَ زَوَى لي الأَرْض؛ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبهَا، وَإِنَّ أُمَّتي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ الكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ وَالأَبْيَض، وَإِنيِّ سَأَلْتُ رَبيِّ لأُمَّتي أَنْ لاَ يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّة، وَأَنْ لاَ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوَّاً مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ؛ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وَإِنَّ رَبِّي قَال: يَا محَمَّد، إِني إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لاَ يُرَدّ، وَإِنيِّ أَعْطَيْتُكَ لأُمَّتِكَ أَنْ لاَ أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّة، وَأَنْ لاَ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوَّاً مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ؛ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا، أَوْ مَنْ بَينَ أَقْطَارِهَا، حَتىَّ يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضَاً، وَيَسْبي بَعْضُهُمْ بَعْضَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2889 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ مَرْحُومَة؛ عَذَابُهَا بِأَيْدِيهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في (سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ) بِرَقْم: 4292] أَيْنَ صَدَّامٌ الَّذِي كَانَ يَقُولُ سَأَفْعَلُ بِأَمْرِيكَا وَأَفْعَل 00؟! مُلُوكٌ ظَنَنَّاهُمْ صُقُورَاً وَعِنْدَمَا * غُزِينَا وَجَدْنَا صَاحِبَ التَّاجِ هُدْهُدَا ********* حَسِبْنَاهُمْ إِذَا اعْتَرَكُواْ أُسُودَا * فَكَانُواْ في اعْتِرَكِهِمُ دُيُوكَا

إِنَّ العِرَاقَ بَغَى عَلَى الكُوَيْت، وَأَمْرِيكَا بَغَتْ عَلَى العِرَاق، وَهَكَذَا يُسَلِّطُ اللهُ الظَّالمِينَ عَلَى الظَّالمِين، وَلِذَا كَمَا أَنَّهُ لَمْ يخْرُجِ العِرَاقُ مِنَ الكُوَيْتِ إِلاَّ بِالقُوَّة؛ فَلَنْ تخْرُجَ أَمْرِيكَا مِنَ الْعِرَاقِ إِلاَّ بِالقُوَّة 0 حَقَّاً: الضَّعِيفُ لَيْسَ لَهُ مَكَان، في هَذَا الزَّمَان؛ مَا دَامَتْ أَمْرِيكَا كَالحُوتِ الظَّمْآن 0

غُولٌ تَصُولُ تُرِيدُ مَنْ تَغْتَالُهُ فَلَيْسَ وَرَاءهَا غَيرُ التَّجَنيِّ * وَلَيْسَ أَمَامَنَا غَيرُ الدُّعَاءِ وَانْفِجَارُ سَفَارَتيْ أَمْرِيكَا بِكِينيَا وَتَنزَانيَا، وَبِعَدَدٍ مِنَ الدُّوَل؛ يُؤَكِّدُ كَرَاهِيَةَ العَرَبِ وَغَيرِ العَرَبِ لأَمْرِيكَا 00 كُلُّ الصُّدُورِ تَغْلِي * عَلَيْهِمْ غَلَيَانَا عَلَواْ فَتَعَالَواْ، وَكَبرُواْ فَتَكَبَّرُواْ، وَعَزُّواْ فَأَذَلُّواْ، لاَ يُرِيدُونَ بِأَيَّةِ حَالٍ مِنَ الأَحْوَالِ أَنْ تَقُومَ لِلعَرَبِ قَائِمَة؛ فَبَعْدَمَا يَصْنَعُونَ هُمُ السِّلاَحَ النَّوَوِيّ؛ يَطْلُبُونَ مِنَّا نحْنُ التَّوْقِيعَ عَلَى مُعَاهَدَةِ حَظْرِ الأَسْلِحَة، وَهُمْ أَوَائِلُ دُوَلِ العَالَمِ في سِبَاقِ التَّسَلُّح 00!!

وَكُلُّنَا يَعْرِفُ كَيْفَ اغْتَالَ أُوْلَئِكَ الجُبَنَاءُ يحْيى المَشَدّ، وَسَمِيرَة مُوسَى، وَمُصْطَفَى مُشَرَّفَة، وَغَيرَهُمْ وَغَيرَهُمْ؛ وَمِن هُنَا بَادَرَتْ كُلٌّ مِنَ الهِنْدِ وَبَاكِسْتَانَ بِتَجَارِبهِمَا النَّوَوِيَّة، قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُمَا الغَرَقُ فَيَقُولاَ: أَلاَ لَيْتَنَا أُكِلْنَا يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَض 00 هَذَا هُوَ الغَرْب، وَهَكَذَا فَكَّرَ وَقَدَّر 00!!

إِذَا رَأَيْتَ ثَنَايَا الذِّئْبِ بَادِيَةً * فَلاَ تَظُنَّنَّ أَنَّ الذِّئْبَ يَبْتَسِمُ فَمِلَّةُ الكُفْرِ وَاحِدَة، إِنْ كَانَتْ أُورُوبَّا أَوْ أَمْرِيكَا 00 ذُرِّيَّةٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْض، وَكَأَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُواْ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَة؛ وَلِذَا يُسَلِّطُ اللهُ عَلَيْهِمْ بَينَ الحِينِ وَالحِين؛ أَعَاصِيرَ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا 0 {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيم} {الذَّارِيَات/42} بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبَاً مِنْ دَارِهِمْ} {الرَّعْد/31} طَغَواْ وَبَغَواْ، وَقَالُواْ مَن أَشَدُّ مِنَّا قُوَّة 00!!

لاَ تَغْتَرِّي يَا أَمْرِيكَا * بِعُلاَكِ لاَ تَغْتَرِّي فَالْقِمَامَةُ دائِمَاً * تَطْفُو فَوْقَ سَطْحِ البَحْرِ ********* رَبَّ رِزْقٍ يُصِيبُهُ الجُرَذُ الْيَقْ * ْظَانُ مِنْ شِدْقِ ضَيْغَمٍ مُتَثَائِبْ ********* أَتُسَيْطِرُونَ عَلَى شُعُوبٍ حُرَّةٍ * وَعَلَيْكُمُ شَعْبُ اليَهُودِ تَسَيْطَرَا لَيْسَتْ لإِبْرَاهِيمَ نِسْبَتُهُمْ وَلاَ * لِبَنِيهِ لَكِنْ يُنْسَبُونَ لآزَرَا لَوْ تَسْأَلُونَ أَبَا البَرَايَا آدَماً * هَلْ مِنْ سُلاَلَتِكَ اليَهُودُ لأَنْكَرَا

أَجْرَواْ مَرَاكِبَهُمْ مَشْحُونَةً قَذَرَاً * وَأَفْرَغُوهَا يَهُودَاً في فِلَسْطِينَا صَبرٌ جَمِيل؛ فَهَذِهِ سُنَّةُ اللهِ في الكَوْن: فَلَيْسَ بَعْدَ ارْتِفَاعِ الحَجَرِ إِلاَّ السُّقُوط، وَلَيْسَ بَعْدَ الإِقْلاَعِ إِلاَّ الهُبُوط، وَلَيْسَ بَعْدَ اكْتِمَالِ البَدْرِ إِلاَّ الهِلاَل؛ وَلِذَا فَطِنَ إِلى هَذِهِ الفِكْرَةِ هَذَا الشَّاعِرُ فَقَال: وَإِذَا غَلاَ شَيْءٌ عَلَيَّ تَرَكْتُهُ * فَيَكُونُ أَرْخَصَ مَا يَكُونُ إِذَا غَلاَ وَفي الذِّكْرِ الحَكِيم: {اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفَاً وَشَيْبَةً يخْلُقُ مَا يَشَاءوَهُوَ العَلِيمُ القَدِير} {الرُّوم/54}

أَتحْمِينَ الضِّعَافَ وَكُنْتِ قِدْمَاً * بِأَضْعَفِ أُمَّةٍ تَسْتَنْجِدِينَا وَالعَجِيبُ أَنْ تُلَقَّبَ بِرَاعِيَةِ السَّلاَم: وَرَاعِي الشَّاةَ يحْمِي الذِّئْبَ عَنهَا * فَكَيْفَ لَوِ الذِّئَابُ هُمْ الرُّعَاةُ

أَلَمْ يَأْنِ لَكَ الفِرَاق؛ يَا بُوشُ عَنِ العِرَاق؟! أَلَمْ يَكْفِكُمْ مَا سَفَكْتُمْ مِنَ الدِّمَاءِ يَا هَؤُلاَء 00؟! فَالذِّئْبُ يَتْرُكُ شَيْئَاً مِنْ فَرِيسَتِهِ * لِلْجَائِعِينَ وَأَهْلِ الأَرْضِ إِنْ شَبِعَا يَا بُوشُ أَقْصِرْ سَوْفَ تَلْبِسُ تَاجَ قَيْصَرَ في الظَّلاَمْ وَلىَّ زَمَانُ القَيْصَرِيَّةِ وَالأَكَاسِرَةِ العِظَامْ رُحْمَاكَ هَلْ شَكَتِ العِرَاقُ إِلَيْك مِنْ فَرْطِ الزِّحَامْ سَفَهَاً تحَدَّيْتَ الأَنَامَ فَكُنْتَ سُخْرِيَةَ الأَنَامْ عَجَبي عَلَى بَاغٍ يَقُولُ لِمَنْ بَغَى هَذَا حَرَامْ

قُلْ لِلأُلى بَدَأُواْ بِدَايَةَ هِتْلَرَا * سَتُجَرَّعُونَ غَداً نِهَايَةَ هِتْلَرَا إِنَّا تَرَكْنَا الخَصْمَ يَضْحَكُ أَوَّلاً * حَتىَّ نَرَاهُ وَهُوَ يَبْكِي آخِرَا ********* الحَقُّ مِنْكَ وَمِنْ جُنُودِكَ أَكْبَرُ * فَاحْسِبْ حِسَابَكَ أَيُّهَا المُتَجَبِّرُ فَلَقَدْ نَفُوزُ وَنحْنُ أَضْعَفُ أُمَّةٍ * وَتَئُوبُ مَغْلُوبَاً وَأَنْتَ الأَقْدَرُ فَلَكَمْ نجَا مُتَوَاضِعٌ بِسُكُوتِهِ * وَكَبَا بِفَضْلِ رِدَائِهِ المُتَكَبِّرُ

يُذَكِّرُني وَاللهِ تَوَسُّلُ الْعَرَبِ وَالمُسْلِمِين؛ إِلى هَؤُلاَءِ الظَّالِمِين؛ بِقَصِيدَةِ البَاشِقِ وَالعُصْفُورِ، الَّتي قَالَهَا الشَّاعِرُ الْعَبْقَرِيُّ سَلِيمٌ الخُورِي؛ في صُورَةِ حِوَارٍ بَينَ الْقَوِيِّ المُسْتَبِدِّ وَالضَّعِيفِ المَقْهُورِ: العُصْفُورُ وَقَدْ وَقَعَ بَينَ مخَالِبِ الْبَاشِق ـ أَيِ الصَّقْر: يَا بَاشِقُ ارْحَمْني وَرِقَّ لحَالَتي * دَعْني لأَفْرَاخِي الصِّغَارِ أَطِيرُ فَتُصَفِّقُ الأَوْرَاقُ عِنْدَ سَمَاعِهَا * صَوْتي وَيَهْتِفُ بِالخَرِيرِ غَدِيرُ مَاذَا جَنَيْتُ وَإِنَّني يَا سَيِّدِي * طَيرٌ ضَعِيفٌ جُنحُهُ مَكْسُورُ مَا في حَيَاتي لِلرُّبى ضَرَرٌ وَلاَ * جَوْرٌ وَيَكْفِي أَنَّني عُصْفُورُ مُتَنَقِّلٌ بَينَ الغُصُونِ كَأَنَّني * ظِلٌّ أَظَلُّ مَدَى النَّهَارِ أَدُورُ

إِنيِّ خَطِيبٌ وَالْغُصُونُ مَنَابِرِي * وَالسَّامِعُونَ جَدَاوِلٌ وَزُهُورُ رَدَّ الْبَاشِقُ عَلَيْهِ قَائِلاً: خَلِّ الْبُكَاءَ فَلَيْسَ دَمْعُكَ مُشْبِعَاً * جَوْفي وَنَارُ الجُوعِ فِيهِ سَعِيرُ أَنَا إِنْ رَثِيتُ لأَنَّةٍ أَوْ زَفْرَةٍ * أَيَسُدُّ جُوعِيَ أَنَّةٌ وَزَفِيرُ أَنْتَ الْكَبِيرُ عَلَى الْبَعُوضِ تَصِيدُهُ * وَأَنَا عَلَى هَذَا الْكَبِيرِ كَبِيرُ فَابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَانهَهَا عَن غَيِّهَا * أَوَلَسْتَ أَنْتَ عَلَى الضَّعِيفِ تجُورُ وَاصْبرْ عَلَى حُكْمِ الْقَضَاءِ فَإِنَّمَا * كَأْسُ الْقَضَاءِ عَلَى الجَمِيعِ تَدُورُ {فَصَبْرٌ جَمِيل} {يُوسُف/18}

كَمْ منْ مُلُوكٍ مَضَى رَيبُ المَنُون بهِمْ * قَدْ أَصبَحُواْ عِبَرَاً فِينَا وَأَمْثَالاَ أَمَّا جُنُودُ التَّحَالُف، فَحَسْبي أَنَّهُمْ جَعَلُواْ مِن أَنْفُسِهِمْ مِنْجَلاً، يحْصُدُ شَعْبَاً أَعْزَلاً: لاَ يُبْغِضُونَ عَدُوَّهُمْ أَوْ يَعْرِفُونَ عَلاَمَ عُودِي أَمَّا الشَّعْبُ العِرَاقِيُّ فَأَقَلُّ مَا نُقَدِّمُهُ لَهُ التَّبرُّعَات، واللهُ في عَوْنِ العَبْدِ مَا دَامَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيه، حَسْبُكَ أَنَّهُمْ:

يخَالُونَ الرَّغِيفَ كَقُرْصِ بَدْرٍ * وَأَمَّا اللَّحْمُ قَدْ أَمْسَى حَرَامَا فَإِنْ وَجَدُواْ الرَّغِيفَ بِلاَ هَوَانٍ * تُرَى هَلْ مِثْلُهُمْ يجِدُواْ الإِدَامَا شِرَاءُ القُوتِ كَالْيَاقُوتِ يَغْلُو * لِذَا قَدْ أَصْبَحُواْ دَوْمَاً صِيَامَا ********* يَا قَوْمِ إِنْ لَمْ تُسْعِفُواْ فُقَرَاءَكُمْ * فَلِمَ ادِّخَارُكُمُ إِذَنْ لِلْمَالِ أَوَلَسْتُمُ أَبْنَاءَ مَنْ سَارَتْ بِهِمْ * في المَكْرُمَاتِ رَوَائِعُ الأَمْثَالِ أَلَيْسَ هُوَ الَّذِي فَتَحَ لِلْمِصْرِيِّينَ بِلاَدَهُ، أَمْ أَنَّا لَيْسَ لَنَا صَاحِب، وَدَائِمَاً مَعَ الغَالِب 00!!

وَاللهِ مَا تجَرَّأَتْ أَمْرِيكَا عَلَى العِرَاقِ إِلاَّ وَهِيَ تَعْلَمُ أَنَّ الكُلَّ إِمَّا ضُعَفَاء، أَوْ جُبَنَاء، أَوْ عُمَلاَء 00!! عَلَى أَيِّ شَيْءٍ نجَامِلُ أَمْرِيكَا عَلَى حِسَابِ العِرَاق، أَمْ أَنَّا تَعَوَّدْنَا أَنْ نُنَافِقَ حَتىَّ وَإِنْ لَمْ تَكُ لَنَا مَصْلَحَةٌ في النِّفَاق 00؟! صَدَقَ فَضِيلَةُ الشَّيْخ / محَمَّد حَسَّان؛ عِنْدَمَا قَالَهَا كَلِمَةَ حَقٍّ مُدَوِّيَّة: " المُشْكِلَةُ هِيَ أَنَّنَا أَصْبَحْنَا نَثِقُ في قُوَّةِ أَمْرِيكَا أَكْثَرَ مِمَّا نَثِقُ في قُوَّةِ الله "!! {وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون} {يُوسُف/21}

وَسَيَظَلُّ شَعْبُ العِرَاقِ يَقُولُ لِلأَمْرِيكَان: أَبَدَاً لَنْ تَخْنُقَ آمَالي * لَنْ تَبْقَى في وَطَني الغَالي سَأُحَطِّمُ يَوْمَاً أَغْلاَلي فَعِرَاقِي مَا كَانَ صَبِيَّا * لِتَكُونَ عَلَى الأَرْضِ وَصِيَّا وَتُكَبِّلُ بِالقَيْدِ يَدَيَّا فَسَأَمْلأُ صَدْرَكَ بِالضِّيقِ * سَتَرَاني في كُلِّ طَرِيقِ أَسْحَقُ مَن حَاوَلَ تَمْزِيقِي بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني ،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛، ،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،

فضل حفظ القرآن وتجويده

فَضْلُ حِفْظِ الْقُرْآنِ وَتجْوِيدِه: ================ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في الحَدِيثِ الَّذِي صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَد: " إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي لَيْسَ في جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآن: كَالبَيْتِ الخَرِب " أَيُّنَا يحِبُّ أَنْ يَكُونَ كَالبَيْتِ الخَرِب 00؟! مَنْ مِنَّا يَسُرُّهُ أَنْ يَكُونَ قَلْبُهُ كَالبَيْتِ الخَرِب؟ [الجَسَدُ مُضْغَة] إِنَّهَا لَكَارِثَة: أَنْ يَكُونَ اهْتِمَامُ الأُمَّةِ بِالكُرَة: أَكْبَرَ مِنَ اهْتِمَامِهَا بِاللهِ وَالدَّارِ الآخِرَة، وَأَنْ يَكُونَ مَا يَحْفَظُهُ أَبْنَاؤُنَا مِنْ كَلِمَاتِ الأَغَاني: أَكْثَرَ مِمَّا يَحْفَظُونَهُ مِنَ الْقُرْآنِ 00!!

وَمِنْ بَرَكَاتِ الْقُرْآنِ أَنَّهُ يَشْفَعُ لِصَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَة: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في الحَدِيثِ الَّذِي صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيحِ وَفي مِشْكَاةِ المَصَابِيح: " الصِّيَامُ وَالقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ القِيَامَة، يَقُولُ الصِّيَام: أَيْ رَبّ؛ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْني فِيه، وَيَقُولُ القُرْآن: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْني فِيه؛ فَيُشَفَّعَان " 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَلأَنَّ الْقُرْآنَ هُوَ أَطْيَبُ الكَلاَم؛ فَمِنْ بَرَكَتِهِ أَيْضَاً أَنَّهُ يَهْدِي صَاحِبَهُ إِلى الْفِعَالِ الطَّيِّب 00!! {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَقُولُواْ قَوْلاًَ سَدِيدَا {70} يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيمَا} عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في الحَدِيثِ الَّذِي صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة الأَلْبَانيُّ في المِشْكَاةِ وَالصَّحِيحَة، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: " جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: إِنَّ فُلاَنَاً يُصَلِّي بِاللَّيْلِ فَإِذَا أَصْبَحَ سَرَق؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّهُ سَيَنهَاهُ مَا يَقُول " 0

عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في الحَدِيثِ الَّذِي صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَة: " إِنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاس " قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ مَن هُمْ؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هُمْ أَهْلُ القُرْآنِ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُه " 0 مَنْ مِنَّا يُفَرِّطُ في أَهْلِهِ؟ مَنْ مِنَّا يُفَرِّطُ في أَمِّهِ 00 أَبْنَائِهِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في الحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِم: " إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بهَذَا الكِتَابِ أَقْوَامَاً وَيَضَعُ بِهِ آخَرِين " 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَعَلَّمُواْ الْقُرْآنَ وَعَلِّمُوهُ أَبْنَاءكُمْ؛ رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ بِكِتَابِ الأَدَبِ المُفْرَدِ في الحَدِيثِ الَّذِي صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ عَنْ نَافِعٍ قَال: " كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَضْرِبُ وَلَدَهُ عَلَى اللَّحْن " °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَن عُثْمَانَ بْنِ عَفَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في الحَدِيثِ الَّذِي رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيّ: " خَيرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَه " 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَفي الحَالَتَينِ يَا إِخْوَتَاه؛ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ الأَمْرُ لله؛ عَلَّمْتَهُ أَوْ عَلَّمْتَهُ تَعَلَّمْتَهُ تَعَلَّمْهُ لله، لاَ لِتَنَالَ بِهِ السُّمْعَةَ وَالجَاه 00 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في الحَدِيثِ الَّذِي صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة الأَلْبَانيُّ في المِشْكَاةِ وَالصَّحِيحَة: " تَعَلَّمُواْ الْقُرْآنَ وَاسْأَلُواْ اللهَ بِهِ الجَنَّة، قَبْلَ أَنْ يَتَعَلَّمَهُ قَوْمٌ يَسْأَلُونَ بِهِ الدُّنيَا؛ فَإِنَّ الْقُرْآنَ يَتَعَلَّمُهُ ثَلاَثَةُ نَفَر: رَجُلٌ يُبَاهِي بِهِ، وَرَجُلٌ يَسْتَأْكِلُ بِهِ، وَرَجُلٌ يَقْرَأُهُ لله " 0 اللَّهُمَّ شَفِّعْ فِينَا الْقُرْآنَ في يَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَار، وَاجْعَلْهُ قَائِدَاً يَقُودُنَا إِلى الجَنَّةِ لاَ إِلى النَّار، وَاجْعَلْنَا مِنَ التَّالِينَ لَهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَار 0

فضل حفظ الحديث النبوي

فَضْلُ حِفْظِ الحَدِيثِ النَّبَوِيّ: ================ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " نَضَّرَ اللهُ امْرَأً؛ سَمِعَ مِنَّا حَدِيثَاً فَحَفِظَهُ؛ حَتىَّ يُبَلِّغَهُ غَيْرَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (6763، 404)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2656] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَنِ العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَيَحْسِبُ أَحَدُكُمْ مُتَّكِئَاً عَلَى أَرِيكَتِهِ قَدْ يَظُنُّ أَنَّ اللهَ لَمْ يُحَرِّمْ شَيْئَاً إِلاَّ مَا في هَذَا القُرْآن 00؟! 00000000

أَلاَ وَإِنيِّ وَاللهِ قَدْ وَعَظْتُ وَأَمَرْتُ وَنَهَيْتُ عَن أَشْيَاء؛ إِنَّهَا لَمِثْلُ القُرْآنِ أَوْ أَكْثَر " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 882، رَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في سُنَنِه] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° جَاءَ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ عَنِ الإِمَامِ البُخَارِيِّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَال: " مَا وَضَعْتُ في كِتَابي الصَّحِيحِ حَدِيثَاً إِلاَّ اغْتَسَلْتُ قَبْلَ ذَلِكَ وَصَلَّيْتُ رَكْعَتَين " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في " سِيَرِ أَعْلامِ النُّبَلاء " طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 402/ 12] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَنْ محَمَّدِ بْنِ أَبي حَاتمٍ الوَرَّاقِ عَن حَاشِدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَال:

" كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ البُخَارِيُّ يَخْتَلِفُ إِلى مَشَايِخِ البَصْرَة، وَهُوَ غُلاَمٌ فَلاَ يَكْتُبُ شَيْئَا، حَتىَّ أَتَى عَلَى ذَلِكَ أَيَّام؛ فَكُنَّا نَقُولُ لَهُ: إِنَّكَ تخْتَلِفُ مَعَنَا وَلاَ تَكْتُب؛ فَمَاذَا تَصْنَع 00؟!

فَقَالَ لَنَا بَعْدَ سِتَّةَ عَشَرَ يَوْمَاً: إِنَّكُمَا قَدْ أَكْثَرْتُمَا عَلَيَّ وَأَلحَحْتُمَا ـ أَيْ ضَايَقْتُمَاني بِسُؤَالِكُمَا، الَّذِي رُبَّمَا كَانَ يحْمِلُ سُخْرِيَةً بِالبُخَارِيّ، وَكَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ لَهُ بِلِسَانِ الحَال: مَا الَّذِي يجْعَلُكَ تُزَاحِمُنَا وَأَنْتَ لاَ تَزِيدُ عَلَى أَنْ تَلْهُوَ بِالغُدُوِّ وَالرَّوَاحِ إِلى مجَالِسِ العِلْم ـ فَقَالَ لَهُمَا الإِمَامُ البُخَارِيّ: فَاعْرِضَا عَلَيَّ مَا كَتَبْتُمَا؛ فَأَخْرَجْنَا إِلَيْهِ مَا كَانَ عِنْدَنَا فَزَادَ عَلَى خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيث، فَقَرَأَهَا كُلَّهَا عَنْ ظَهْرِ قَلْب؛ حَتىَّ جَعَلْنَا نَضْبِطُ كُتُبَنَا مِن حِفْظِهِ، ثُمَّ قَال: أَتَرَوْنَ أَنيِّ أَخْتَلِفُ هَدَرَاً وَأُضَيِّعُ وَقْتي سُدَىً 00؟

[أَيْ أَتَرَوْنَ أَنيِّ كُنْتُ أُهْدِرُ وَقْتي سُدَىً] فَعَرَفْنَا أَنَّهُ لاَ يَتَقَدَّمُهُ أَحَد " 0 [ذَكَرَهَا الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء وَفي تَذْكِرَةِ الحُفَّاظ] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَنْ محَمَّدِ بْنِ حَمْدَوَيْهِ قَال: " سَمِعْتُ الْبُخَارِيِّ يَقُول: أَحْفَظُ مِاْئَةَ أَلْفِ حَدِيثٍ صَحِيح، وَمِاْئَتيْ أَلْفِ حَدِيثٍ غَيرِ صَحِيح " 0 [تَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ لِلإِمَامِ الذَّهَبي، وَالشَّذَا الْفَيَّاح، وَمُقَدِّمَةُ ابْنِ الصَّلاَح 0 ص: 89/ 1] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَن أَبي أَحْمَدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَدِيٍّ الحَافِظِ أَنَّهُ قَالَ بِاخْتِصَار: " لَمَّا قَدِمَ محَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلُ الْبُخَارِيُّ بَغْدَاد؛ سَمِعَ بِهِ أَصْحَابُ الحَدِيث؛ فَاجْتَمَعُواْ وَعَمَدُوا إِلى مِاْئَةِ حَدِيثٍ فَقَلَبُواْ مُتُونَهَا وَأَسَانِيدَهَا، وَجَعَلُواْ مَتنَ هَذَا إِسْنَادَ هَذَا، وَإِسْنَادَ هَذَا مَتنَ هَذَا، وَدَفَعُواْ إِلى كُل وَاحِدٍ مِنهُمْ عَشْرَةَ أَحَادِيث؛ لِيُلْقُوهَا عَلَيْهِ في المجْلِس؛ فَاجْتَمَعَ النَّاس، وَانْتُدِبَ أَحَدُهُمْ فَسَأَلَ الْبُخَارِيَّ عَن حَدِيثٍ مِن عَشْرَتِه؟ فَقَالَ لاَ أَعْرِفُه، وَسَأَلَهُ عَن آخَر 00؟

فَقَالَ لاَ أَعْرِفُه، وَكَذَا حَتىَّ فَرَغَ مِن عَشَرَتِه، فَكَانَ الْفُقَهَاءُ يَلْتَفِتُ بَعْضُهُمْ إِلىَ بَعْضٍ وَيَقُولُون: الرَّجُلُ فَهِم، وَمَنْ كَانَ لاَ يَدْرِي مِنهُمْ كَانَ يَقْضِي عَلَى الْبُخَارِيِّ بِالْعَجْز، ثُمَّ انْتُدِبَ آخَرُ فَفَعَلَ كَمَا فَعَلَ الأَوَّل، وَالْبُخَارِيُّ في كُلِّ هَذَا يَقُولُ لاَ أَعْرِفُه، ثُمَّ الثَّالِثُ وَالرَّابِعُ إِلىَ تَمَامِ الْعَشَرَةِ نَفَر، وَهُوَ لاَ يَزِيدُهُمْ عَلَى قَوْلِهِ لاَ أَعْرِفُه؛ فَلَمَّا رَآهُمْ قَدْ فَرَغُواْ؛ الْتَفَتَ إلى الأول منهم فقال: أَمَّا حَدِيثُكَ الأَوَّل: فَكَذَا وَكَذَا، وَأَمَّا حَدِيثُكَ الثَّاني فَكَذَا وَكَذَا، وَأَمَّا حَدِيثُكَ الثَّالِثُ فَكَذَا وَكَذَا، حَتىَّ أَجَابَ الْعَشَرَةَ أَفْرَاد، وَرَدَّ كُلَّ مَتنٍ إِلىَ إِسْنَادِه؛ فَأَقَرَّ لَهُ النَّاسُ بِالحِفْظ؛

وَقَطَعَتْ جَهِيزَةُ قَوْلَ كُلِّ خَطِيب " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في " سِيَرِ أَعْلامِ النُّبَلاء " طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 408/ 12] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَنِ الإِمَامِ البُخَارِيِّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَال: " أَخْرَجْتُ هَذَا الكِتَابَ مِنْ زُهَاءِ سِتِّمِاْئَةِ أَلْفِ حَدِيث " 0 [مِنْ كِتَابِ تَهْذِيبِ الْكَمَال، وَكِتَابِ سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَقَالَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ قَال: " صَنَّفْتُ كِتَابَ الصَّحِيحِ سِتَّةَ عَشَرَ سَنَة، خَرَّجْتُهُ مِنْ سِتِّمِاْئَةِ أَلْفِ حَدِيث " 0 [مِنْ كِتَابِ تَهْذِيبِ الْكَمَال، وَكِتَابِ سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنَاقِبُ الإِمَامِ أَبي دَاوُد:

قَالَ الإِمَامُ أَبُو دَاوُد: " كَتَبْتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَمِاْئَةِ أَلْفِ حَدِيث انْتَخَبْتُ مِنهَا مَا ضَمَّنْتُهُ هَذَا الْكِتَاب ـ أَيِ السُّنَن ـ جَمَعْتُ فِيهِ أَرْبَعَةَ آلاَفِ وَثمَانِمِاْئَةِ حَدِيث " 0 [مِنْ كِتَابِ تَهْذِيبِ الْكَمَال، وَكِتَابِ سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء، وَكِتَابِ تَارِيخِ دِمَشْق] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَالَ يُونُسُ بْنُ حَبِيب: " قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو دَاوُدَ وَأَمْلَى عَلَيْنَا مِن حِفْظِهِ مِاْئَةَ أَلْفِ حَدِيث " 0 [مِنْ كِتَابِ تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ لِلإِمَامِ ابْنِ حَجَر] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَنَاقِبُ الإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَل: قَالَ الإِمَامُ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِي: " كَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ يَحْفَظُ أَلْفَ أَلْفِ حَدِيث " 0 [مِنْ كِتَابِ تَهْذِيبِ الْكَمَال] وَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَل: " صَحَّ مِنَ الحَدِيثِ سَبْعُمِاْئَةِ أَلْفِ حَدِيث وَكَسْر " 0 [مِنْ كِتَابِ تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ لِلإِمَامِ ابْنِ حَجَر] وَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَل: " إِنيِّ أَخْرَجْتُ هَذَا المُسْنَدَ مِنْ سَبْعِمِاْئَةِ أَلْفِ حَدِيث، وَلَمْ أَذْكُرْ فِيهِ مَا أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَى تَرْكِه " 0 [النُّكَتُ لاِبْنِ بَهَادِرَ الزَّرْكَشِيّ] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَنَاقِبُ أَبي زُرْعَةَ الرَّازِي / الرَّازِي2: قَالَ الإِمَامُ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِي: " أَحْفَظُ مِاْئَةَ أَلْفِ حَدِيثٍ كَمَا يَحْفَظُ الإِنْسَانُ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد " 0 [مِنْ كِتَابِ تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ لِلإِمَامِ ابْنِ حَجَر] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°مَنَاقِبُ يَحْيىَ بْنِ مَعِين: قَالَ يَحْيىَ بْنِ مَعِين: " كَتَبْتُ بِيَدِي: أَلْفَ أَلْفِ حَدِيث " 0 [مِنْ كِتَابِ سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَنَاقِبُ أَبي بَكْرِ بْنِ محَمَّدِ بْنِ الجَعَّابيّ: قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنِ محَمَّدِ بْنِ الجَعَّابيّ: " أَحْفَظُ أَرْبَعَمِاْئَةِ أَلْفِ حَدِيث، وَأُذَاكِرُ بِسِتِّمِاْئَةِ أَلْفِ حَدِيث " 0 [جَاءَ هَذَا في تَذْكِرَةِ الحُفَّاظِ لِلإِمَامِ الذَّهَبي، وَفي سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنَاقِبُ أَبي الْعَبَّاسِ بْنِ عُقْدَة: قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ ابْنُ عُقْدَة: " أَحْفَظُ بِالأَسَانِيدِ وَالمُتُونِ خَمْسِينَ وَمِاْئَتيْ أَلْفِ حَدِيث، وَأُذَاكِرُ بِسِتِّمِاْئَةِ أَلْفِ حَدِيث " 0 [مِنْ كِتَابِ لِسَانِ المِيزَانِ لِلإِمَامِ ابْنِ حَجَر] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَنَاقِبُ أَبي مَسْعُودٍ الرَّازِي / الرَّازِي2: قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ الرَّازِي: " كَتَبْتُ عَن أَلْفٍ وَسَبْعِمِائَةِ شَيْخ، وَكَتَبْتُ أَلْفَ أَلْفِ حَدِيث، وَخَمْسَمِاْئَةِ أَلْفِ حَدِيث " 0 [مِنْ كِتَابِ تَهْذِيبِ الْكَمَال، وَكِتَابِ سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء، وَكِتَابِ تَارِيخِ دِمَشْق] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَن أَبي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا سَمِعْتُمُ الحَدِيثَ عَنيِّ تَعْرِفُهُ قُلُوبُكُمْ، وَتَلِينُ لَهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ ـ أَيْ جُلُودُكُمْ ـ وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ قَرِيب؛ فَأَنَا أَوْلاكُمْ بِه، وَإِذَا سَمِعْتُمُ الحَدِيثَ عَنيِّ تُنْكِرُهُ قُلُوبُكُمْ، وَتَنْفِرُ مِنهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ، وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ بَعِيد؛ فَأَنَا أَبْعَدُكُمْ مِنْهُ " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 732، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " يَا رَسُولَ الله؛ إِنيِّ جِئْتُ أَطْلُبُ العِلْم؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَرْحَبَاً بطالِبِ العِلْم، إِنَّ طَالِبَ العِلْمِ لَتَحُفُّهُ المَلاَئِكَةُ وَتُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا، ثُمَّ يَرْكَبُ بَعْضُهُمْ بَعْضَاً حَتىَّ يَبْلُغُواْ السَّمَاءَ الدُّنْيَا مِن حُبِّهِمْ لِمَا يَطْلُب " 0 [حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 71، 3397، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير] ،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني ،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛

فضل بناء المساجد

** فَضْلُ بِنَاءِ المَسَاجِد ** ============== {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَن آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يخْشَ إِلاَّ اللهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُواْ مِنَ المُهْتَدِين} {التَّوْبَة/18} ======================================= عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في الحَدِيثِ الَّذِي صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَة: " إِنَّ اللهَ لَيُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَة: أَيْنَ جِيرَاني أَيْنَ جِيرَاني 00؟ فَتَقُولُ المَلاَئِكَة: رَبَّنَا؛ وَمَنْ يَنْبَغِي أَنْ يُجَاوِرَك 00؟ فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: أَيْنَ عُمَّارُ المَسَاجِد " 00؟ =======================================

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ في الحَدِيثِ الَّذِي حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَة: " إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ المُؤْمِنَ مِن عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِه: عِلْمَاً عَلَّمَهُ وَنَشَرَه، وَوَلَدَاً صَالحَاً تَرَكَه، وَمُصْحَفَاً وَرَّثَهُ أَوْ مَسْجِدَاً بَنَاه، أَوْ بَيْتَاً لاِبْنِ السَّبِيلِ بَنَاه، أَوْ نَهْرَاً أَجْرَاه " 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في الحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ: " أَحَبُّ البِلاَدِ إِلى اللهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ البِلاَدِ إِلى اللهِ أَسْوَاقُهَا " 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَن عُثْمَانَ بْنِ عَفَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في الحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ: " مَنْ بَنى مَسْجِدَاً لله؛ بَنى اللهُ لَهُ بَيْتَاً في الجَنَّة " وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى صَحِيحَة: " بَنىَ اللهُ لَهُ بَيْتَاً في الجَنَّةِ أَوْسَعَ مِنْهُ " 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فقراء، لكن ظرفاء

فُقَرَاء، لَكِنْ ظُرَفَاء =========== إِنَّ مَنْ كَثُرَ مَالُه؛ كَثُرَتْ همُومُه 00 كَمْ مِن غَنيٍّ عِنْدَهُ الأَمْوَالُ أَكْوَام، وَعَيْنُهُ لاَ تَنَام 00!! وَالسَّعَادَةُ الحَقِيقِيَّةُ لَيْسَتْ في المَال، إِنمَا هِيَ في رَاحَةِ البَال، وَاسْمَعُواْ مَعِي ـ يَا أَهْلَ العُقُول ـ لهَذَا الشَّاعِرِ مَاذَا يَقُول: إِنيِّ نَظَرْتُ إِلى الحَمَائِمِ في الرُّبَى * فَعَجِبْتُ مِن حَالِ الأَنَامِ وَحَالِهَا فَغَبطْتُهَا في أَمْنِهَا وَسَلاَمِهَا * وَوَدِدْتُ لَوْ أُعْطِيتُ رَاحَةَ بَالِهَا وَجَعَلْتُ مَذْهَبَهَا لِنَفْسِيَ مَذْهَبَاً * وَنَسَجْتُ أَخْلاَقِي عَلَى مِنوَالِهَا وَرُوِيَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ رَحِمَه اللهُ أَنَّهُ قَال: " اخْتَارَ الفُقَرَاء؛ ثَلاَثَةَ أَشْيَاء، وَاخْتَارَ الأَغْنِيَاء؛ ثَلاَثَة أَشْيَاء، اخْتَارَ الفُقَرَاء: رَاحَةَ البَدَن، وَفَرَاغَ القَلْب، وَخِفَّةَ الحِسَاب، وَاخْتَارَ الأَغْنِيَاء: تَعَبَ البَدَن، وَشُغْلَ القَلْب، وَشِدَّةَ الحِسَاب " 0 الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " بَابِ فَضِيلَةِ الفَقرِ عَلَى الغِني: (1561) 0 فَرَاحَة البَال؛ ثَرْوَةٌ لاَ تُقَدَّرُ بِمَال، أَبْصَرَهَا ذَلِكَ الشَّاعِرُ فَقَال: وَطَائِرٌ صَغِيرْ * يجْلِسُ فَوْقَ العُشّ كَأَنَّهُ أَمِيرْ * يجْلِسُ فَوْقَ العَرْش لاَ أَحَدَ يَقَعُ مِنْ فَوْقِ الحَصِيرَة وَمَا أَظْرَفَ قَوْلِ هَذَا الأَعْرَابيّ: خَرَجْتُ مِنَ المَنَازِلِ وَالقِبَابِ * فَلَمْ يَصْعُبْ عَلَي أَحَدٍ حِجَابِي وَمَا حَاسَبْتُ يَوْمَاً قَهْرَمَانَاً * محَاسَبَةً فَغَالَطَ في حِسَابِي وَلاَ خِفْتُ الذِّئَابَ عَلَى نِعَاجِي * وَلاَ خِفْتُ اللُّصُوصَ عَلَى دوابِّي فَمَنزِليَ الفَضَاءوَسَقْفُ بَيْتي * سَمَاءُ اللهِ أَوْ قِطَعُ السَّحَابِ فَأَنْتَ إِذَا أَرَدْتَ دَخَلْتَ بَيْتي * وَأَنْتَ إِذَا أَرَدْتَ قَرَعْتَ بَابِي فَهَذَا هُوَ حَالُ الفَقِير 00 يَبِيتُ مِلْءَ جُفُونِهِ؛ لأَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَهُ مَا يخَافُ عَلَيْه 00!! وَصَدَقَ مَنْ قَالَ في الأَمْثَال: " لاَ أَحَدَ يَقَعُ مِنْ فَوْقِ الحَصِيرَة " 00 أَيْ مَا جَلَبَ المَضَرَّة؛ إِلاَّ النَّوْمُ عَلَى الأَسِرَّة: وَهِيَ كِنَايَةٌ عَنِ التَّرَفِ وَالرَّفَاهِيَة، وَالفَخْفَخَةِ المُغَالِيَة 00!! وَقَالَ أَحَدُ الشُّعَرَاءِ؛ في بَائِسٍ مِنَ البُؤَسَاء: هَذَا الَّذِي عَهِدْنَاهُ * مِنْ يَوْمِهِ صِفْرَ اليَدِ كُلُّ مَا يَمْلِكُ صِفْرٌ * عَلَى شِمَالِ العَدَدِ تَرَاهُ دَوْمَاً غَارِقَاً * في دَيْنِهِ لِلأَبَدِ يُنْفِقُ كُلَّ مَالِهِ * وَلاَ يُبَالي بِالغَدِ وَبِرَغْمِ إِمْلاَقِهِ * قَدْ حَامَ حَوْلَ الفَرْقَدِ وَبَاتَ أَعْرَابِيٌّ هُوَ وَكَلبُهُ جَائِعَيْن، حَتى عَوَى كَلبُهُ طِوَالَ اللَّيْلِ مِنْ شِدَّةِ الجُوع، وَمَعَ ذَلِكَ رَأَى في نَفْسِهِ أَمِيرَاً لِلمُؤْمِنِينَ فَأَنْشَأَ يَقُول: تَشَكَّى إِليَّ الكَلبُ شِدَّةَ مَا بِهِ * وَبِي مِثْلُ مَا بِالكَلْبِ أَوْ بيَ أَكْثَرُ كَأَني أَمِيرُ المُؤْمِنِِينَ مِنَ الغِنى * وَأَنْتَ كَأَنَّكَ حِينَ تَسْأَلُ جَعْفَرُ أَيْ بِرَغْمِ فَقْرِنَا وَجُوعِنَا؛ فَإِنَّكَ جَعَلْتَني مِن حَيْثُ لاَ تَدْرِي أَمِيرَاً لِلْمُؤمِنِين؛ بِرَفْعِكَ إِليَّ حَاجَتَك، كَمَا يَرْفَعُ النَّاسُ حَوَائِجَهُمْ إِلَيْه " 0 وَتُذَكِّرُنِي هَذِهِ الحَادِثَةُ أَيْضَاً؛ بحَادِثَةٍ مُشَابِهَةٍ حَدَثَتْ مَعَ البُحْتُرِيِّ الشَّاعِر: كَانَ بِالصَّحْرَاءِ وَقَدِ اشْتَدَّ بِهِ الجُوع، وَبِيَدِهِ حَرْبَة، يَنْتَظِرُ أَنْ يَتَعَطَّفَ عَلَيْهِ غَزَالٌ فَيَقْتُلَهُ وَيَأْكُلَه، فَطَلَعَ عَلَيْهِ ذِئْبٌ يُرِيدُ أَنْ يَأْكُلَه، فَقَالَ في نَفْسِهِ: أَنَا جَائِعٌ أُرِيدُ غَزَالاً آكُلُه، وَأَنْتَ يَا ذِئْبُ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَني 00؟! فَطَعَنَهُ بِالحَرْبَةِ فَأَنْفَذَه، ثُمَّ رَقَّ إِلَيْهِ بَعْدَ قَتْلِهِ فَرَثَاهُ قَائِلاً: طَوَاهُ الطِّوَى حَتى لَقَدْ مَلَّ عَيْشَهُ * فَمَا فِيهِ إِلاَّ العَظْمُ وَالرُّوحُ وَالجِلدُ رَآنِي وَبِي مِنْ شِدَّةِ الجُوعِ مَا بِهِ * بِبَيْدَاءَ لَمْ تُعْرَفْ بِهَا عِيشَةٌ رَغْدُ فَمَا ازْدَادَ إِلاَّ جُرْأَةً وَصَرَامَةً * وَأَيْقَنْتُ أَنَّ الأَمْرَ مِنهُ هُوَ الجِدُّ فَأَوْغَرْتُهُ رُمحَاً فَجَاءَ بِمَقْتَلٍ * كَمَا كَوْكَبٍ يَنْقَضُّ وَاللَّيْلُ مُسْوَدُّ يَاسِر الحَمَدَاني 0

فقه الحج وروحانياته

فِقْهُ الحَجِّ وَرَوْحَانِيَّاتُه: ============= الحَجُّ في اللُّغَةِ هُوَ القَصْد، وَالحَجُّ حُجَّةٌ لِلمُسْلِمِ يَوْمَ القِيَامَة، وَسُمِّيَ بِاسْمِهِ شَهْرٌ مِنَ الأَشْهُرِ الحُرُم، وَمِن حِرْصِ الإِسْلاَمِ عَلَى رَبْطِ المُسْلِمِينَ بِالبَيْتِ الحَرَام: أَنْ جَعَلَ أَوَّلَ عَهْدِ المُسْلِمِ بِالحَجِّ الطَّوَاف (طَوَافُ الْقُدُوم)، وَآخِرَ عَهْدِ المُسْلِمِ بِالبَيْتِ الطَّوَاف (طَوَافُ الْوَدَاع) 0 يَا رَاحِلِينَ إِلى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ لَقَدْ * رُحْتُمْ جُسُومَاً وَرُحْنَا نحْنُ أَرْوَاحَا إِنَّا أَقَمْنَا لِعُذْرٍ قَدْ أَلَمَّ بِنَا * وَمَن أَقَامَ عَلَى عُذْرٍ فَقَدْ رَاحَا وَقَدْ رَأَيْتُ تَضَامُنَاً أَن أُقَدِّمَ في كُلِّ مَرَّة؛ تحْتَ هَذَا الْعُنوَانِ فَقْرَة، عَنْ فِقْهِ وَرَوْحَانِيَّاتِ الحَجِّ وَالْعُمْرَة: حَتىَّ لاَ تَتَكَرَّرَ مَأْسَاةُ رَمْيِ الجَمَرَاتِ؛ في مَوْسِمِ الحَجِّ الآتي، أُقَدِّمُ هَذِهِ الْبَاقَةَ مِنَ الأَحَادِيثِ التَّالِيَات: تَوْقِيتُ الإِفَاَضَة، وَبَيَانُ أَنَّ التَّبْكِيرَ بِهَا لَيْسَ فِيهِ غَضَاضَة: عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَن أَبِيهِ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ كَانَ يُقَدِّمُ ضَعَفَةَ أَهْلِهِ فَيَقِفُونَ عِنْدَ المَشْعَرِ الحَرَامِ بِالمُزْدَلِفَةِ بِاللَّيْل، فَيَذْكُرُونَ اللهَ مَا بَدَا لهُمْ، ثمَّ يَدْفَعُونَ قَبْلَ أَنْ يَقِفَ الإِمَامُ وَقَبْلَ أَنْ يَدْفَع، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقْدَمُ مِنىً لِصَلاَةِ الفَجْر، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْدَمُ بَعْدَ ذَلِك، فَإِذَا قَدِمُواْ رَمَوْا الجَمْرَة، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُول: أَرْخَصَ في أُولَئِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1295 / عَبْد البَاقِي] أَيْ رَخَّصَ في شَأْنِهِمْ 00 {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ في الدِّينِ مِنْ حَرَج} {الحَج/78} عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَدِّمُ ضُعَفَاءَ أَهْلِهِ بِغَلَس، وَيَأْمُرُهُمْ يَعْني لاَ يَرْمُونَ الجَمْرَةَ حَتىَّ تَطْلُعَ الشَّمْس " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُد " بِرَقْم: 1941] رَمْيُ الجِمَار، وًَمَا وَرَدَ في رُخَصِهِ مِنَ الآثَار جَوَازُ الرَّمْيِ مِنْ مَكَانٍ مُرْتَفِع: عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ العَامِرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَى الجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ صَهْبَاء، لاَ ضَرْبَ وَلاَ طَرْدَ وَلاَ إِلَيْكَ إِلَيْك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: (3035)، وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 903] جَوَازُ الرَّمْيِ في بِضْعَةِ أَيَّام: عَن عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ لِلرِّعَاءِ أَنْ يَرْمُوا يَوْمَاً وَيَدَعُوا يَوْمَاً " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: (3036)، وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُد " بِرَقْم: 1976] عَن عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرِعَاءِ الإِبِلِ في البَيْتُوتَةِ أَنْ يَرْمُواْ يَوْمَ النَّحْر، ثُمَّ يَجْمَعُوا رَمْيَ يَوْمَيْنِ بَعْدَ النَّحْرِ فَيَرْمُونَهُ في أَحَدِهِمَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 3037] تَوْقِيتُ الرَّمْي: يَبْدَأُ مِنْ بَعْدِ طُلُوعِ الشَّمْسِ إِلى وَقْتِ الزَّوَال 00 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قَدِمْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُغَيْلِمَةَ بَني عَبْدِ المُطَّلِبِ عَلَى حُمُرَاتٍ لَنَا مِنْ جَمْع، فَجَعَلَ يَلْطَحُ أَفْخَاذَنَا وَيَقُول ـ أَيْ يَضْرِبُ عَلَيْهَا تَنْبِيهَاً وَيَقُول: " أَيْ بَنيّ؛ لاَ تَرْمُوا الجَمْرَةَ حَتىَّ تَطْلُعَ الشَّمْس " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: (3025)، وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُد " بِرَقْم: 1940] عَنْ وَبَرَةَ قَال: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَتى أَرْمِي الجِمَار 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِذَا رَمَى إِمَامُكَ فَارْمِهْ، فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ المَسْأَلَة 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: كُنَّا نَتَحَيَّن، فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ رَمَيْنَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1746 / فَتْح] مَا يُمْكِنُ أَنْ يُسْتَنَدَ إِلَيْهِ في جَوَازِ الرَّمْيِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْس: عَن أَسْمَاءَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا رَمَتِ الجَمْرَة، قَالَ الرَّاوِي: " إِنَّا رَمَيْنَا الجَمْرَةَ بِلَيْل 00؟! قَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: إِنَّا كُنَّا نَصْنَعُ هَذَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُد " بِرَقْم: 1943] وَلِلأَمَانَةِ ثَمَّ احْتِمَالٌ ـ وَإِنْ كَانَ ضَعِيفَاً ـ أَنَّهَا قَصَدَتْ بِقَوْلِهَا " كُنَّا نَصْنَعُ هَذَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " 00 أَيِ الرَّمْيَ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْس: أَيْ أَنَّ المَقْصُودَ بِ " هَذَا " فِعْلُهَا لاَ فِعْلُ السَّائِلِ وَاللهُ أَعْلَم 0 أَرْجُو مِنْ فُقَهَاءِ الأُمَّةِ أَنْ يُوسِعُواْ هَذَا الأَمْرَ بِالبَحْثِ وَالاَهْتِمَام؛ لاَسْتِخْرَاجِ رُخْصَةٍ مَا أَمْكَنَ حَقْنَاً لِدِمَاءِ إِخْوَانِنَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ مِنْ شِدَّةِ وَالزِّحَام، كَمَا حَدَثَ في رَمْيِ الجَمَرَاتِ مُنْذُ عَام 0 *********

أَمَّا عَنْ رَوْحَانِيَّاتِ الحَجِّ فَأُقَدِّمُ لِلْقُرَّاءِ الأَعِزَّاء؛ أَفْضَلَ قَصِيدَةٍ في الحَجِّ سَطَّرَهَا الشُّعَرَاء، وَهيَ لِلشَّاعِرِ المِصْرِيِّ الْعَظِيم / محْمُود غُنَيْم، تَأَمَّلْ مَعِي أَبْيَاتِهَا، وَحُسْنَ مَعَانِيهَا وَكَلِمَاتِهَا، هَذَّبَ اللهُ أَرْوَاحَنَا بِرَوْحَانِيَّاتِهَا: كَيْفَ الوُقُوفُ عَلَى بَابِ الرَّسُولِ وَفي * يَدِي سِجِلاَّتٌ امْتَلأَتْ بِعِصْيَاني مَاذَا أَقُولُ أَقُولُ اللهُ قَدَّرَ لي * إِنْ شَاءَ أَسْعَدَني أَوْ شَاءَ أَشْقَاني أَمْ أَدَّعِي أَنْ نَفْسِي زَيَّنَتْ عَمَلِي * أَمْ هَلْ أَقُولُ لَهُ الشَّيْطَانُ أَغْوَاني أَسْتَغْفِرُ اللهَ ذَنْبي لَسْتُ أَجْحَدُهُ * لَكِن عَلَى الغَيرِ يُلْقِي التُّهْمَةَ الجَاني عِصْيَانُ رَبِّيَ ذَنْبٌ وَاحِدٌ فَإِذَا * يَئِسْتُ مِن عَفْوِهِ فَالذَّنْبُ ذَنْبَانِ يَا أَرْضَ يَثْرِبَ ذَنْبي مِنْكِ أَبْعَدَني * وَحُسْنُ ظَنيِّ بِرَبيِّ مِنْكِ أَدْنَاني لَبَّيْكَ يَا رَبِّ لاَ آلُوكَ تَلْبِيَةً * حَتىَّ تَمُنَّ عَلَى ذَنْبي بِغُفْرَانِ حَاشَاكَ رَبِّيَ في أُخْرَايَ تَحْرِمُني * أَمَا كَفَانيَ في دُنيَايَ حِرْمَاني أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ قَوْلٍ أَسَأْتُ بِهِ * بَلْ فَوْقَ مَا أَسْتَحِقُّ اللهُ أَعْطَاني أَلَمْ يجِدْني أَخَا غَيٍّ فَأَرْشَدَني * وَدُونَ مَأْوَى فَأَكْرَمَني وَآوَاني لَبَّيْكَ يَا رَبِّ في حِلِّي وَفي حَرَمِي * لَبَّيْكَ يَا رَبِّ مِنْ قَلْبي وَوِجْدَاني إِعْدَاد / يَاسِر الحَمَدَاني 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قصائد ابتهالية

قَصَائِدُ ابْتِهَالِيَّة: ========= تَبَارَكَ مَنْ لَهُ الحَمْدُ عَلَى الدَّوَام، تَبَارَكَ مَنْ لاَ يَغْفَلُ وَلاَ يَنَام، لَهُ الحَمْدُ في الأُولى وَالآخِرَة، وَلَهُ الحَمدُ دَائِمَاً وَأَبَدَا، سُبْحَانَه سُبحَانَه، لَهُ العِزَّةُ وَالجَبَرُوت، وَلَهُ المُلكُ وَالمَلَكُوت، يحْيى وَيمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لاَ يمُوت، يُسَبِّحُ بحَمْدِهِ كُلُّ مَنْ في الأَرْضِ وَالسَّمَاوَات، بَدْءً امِنَ الذّرَّاتِ وَحَتىَّ المجَرَّات!! إِلهِي لَكَ الحَمْدُ الَّذِي أَنْتَ أَهْلُهُ * علَى نِعَمٍ مَا كُنْتُ قَطُّ لهَا أَهْلاَ إِذَا زِدْتُّ عِصْيَانَاً تَزِدْني تَفَضُّلاَ * كَأَنيَ بِالعِصْيَانِ أَسْتوْجِبُ الفَضْلاَ نُسِيءُ إِلَيْهِ وَيحْسِنُ إِلَيْنَا؛ فَمَا قَطَعَ إِحْسَانَهُ وَلاَ نحْنُ اسْتَحْيَيْنَا 00!! اللهُمَّ خُذْ بِأَيْدِينَا؛ حَتى نُرْضِيَكَ كَمَا تُرْضِينَا 00!! أَنْتَ الَّذِي أَرْشَدْتَني مِنْ بَعْدِ مَا * في الكَوْنِ كُنْتُ أَتِيهُ كَالحَيرَانِ وَزَرَعْتَ لي بَينَ القُلُوبِ محَبَّةً * حَتىَّ أَحَبَّتْ يَاسِرَ الحَمَدَاني وَنَشَرْتَ لي في العَالمِينَ محَاسِنَاً * وَسَتَرْتَ عَن أَبْصَارِهِمْ عِصْيَاني وَاللهِ لَوْ عَلِمُواْ بمَا كَسَبَتْ يَدِي * لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَاني يَا رَبِّ سَاعِدْني عَلَى نَفْسِي بمَا * تَرْضَى وَسَاعِدْني عَلَى الشَّيْطَانِ * إِلهِي لَقَدْ أَحْسَنْتَ رَغْمَ إِسَاءَ تي * إِلَيْكَ فَلَمْ يَنهَضْ بِإِحْسَانِكَ الشُّكْرُ فَمَنْ كانَ مُعْتَذِرَاً إِلَيْكَ بحُجَّةٍ * فَعُذْرِيَ إِقْرَارِي بأَنْ لَيْسَ لي عُذْرُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه، وَأَشْهَدُ أَنَّ محَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُه، أَرْسَلَهُ اللهُ هَادِيَاً وَمُبَشِّرَاً وَنَذِيرَا، وَدَاعِيَاً إِلى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجَاً مُنِيرَا، اللهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى مَنْ سَارَ عَلَى دَرْبِهِ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا 00 أَنْتَ الَّذِي لَمَّا رُفِعْتَ إِلى السَّمَا * بِكَ قَدْ سَمَتْ وَتَزَيَّنَتْ لِلِقَاكَا أَنْتَ الَّذِي مِنْ نُورِكَ البَدْرُ اكْتَسَى * وَالشَّمْسُ قِنْدِيلٌ أَمَامَ ضِيَاكَا نَادَيْتَ أَشْجَارَاً أَتَتْكَ مُطِيعَةً * وَشَكَا الْبَعِيرُ إِلَيْكَ حِينَ رَآكَا وَالمَاءُ فَاضَ بِرَاحَتَيْكَ وَسَبَّحَتْ * صُمُّ الحَصَى للهِ في يُمْنَاكَا وَالجِذْعُ حَنَّ إِلَيْكَ حِينَ تَرَكْتَهُ * وَعَلَى سِوَاهُ أُوقِفَتْ قَدَمَاكَا مَاذَا يَقُولُ المَادِحُونَ وَمَا عَسَى * أَنْ يجْمَعَ الكُتَّابُ مِنْ مَعْنَاكَا صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا عَلَمَ الهُدَى * مَا اشْتَاقَ مُشْتَاقٌ إِلىَ رُؤْيَاكَا اللهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا محَمَّدٍ عَدَدَ أَورَاقِ الشَّجَر، وَعَدَدَ حَبَّاتِ المَطَر، وَعَدَدَ مَا خَلَقْتَ مِنَ البَشَر 00 ثمَّ أَمَّا بَعْد وَالشِّعْرُ لَهُ طَرِيقَةٌ يُقْرَأُ وَيُحْفَظُ بِهَا، فَلاَ يُقْرَأُ كَمَا تُقْرَأُ الصُّحُف، وَلاَ يُوزَنُ بِالطَّرِيقَةِ الْعَقِيمَةِ المُتَّبَعَةِ في الجَامِعَات، وَلِذَا قُمْنَا بِإِعْدَادِ وَإِنْشَادِ هَذِهِ الْبَاقَةِ المُخْتَارَةِ بِعِنَايَةٍ مِن عُيُونِ الشِّعْرِ الْعَرَبيّ؛ لِيَكُونَ عَوْنَاً لمحِبيِّ الشِّعْرِ عَلَى تَذَوِّقِهِ وَحِفْظِه 0 عَن أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6145 / فَتْح] وَعَنِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَرْدَفَني رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَاً، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبي الصَّلْتِ شَيْء " 00؟ قُلْتُ نَعَمْ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هِيهْ " 00 أَيْ أَسْمِعْني، فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتَاً، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هِيهْ " 00 ثمَّ أَنْشَدْتُهُ بَيْتَاً، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هِيهْ " 00 حَتىَّ أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْت " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2255 / عَبْد البَاقِي] مَتى يَعْرِفُ النَّاسُ أَنَّ الفَتى * بِلاَ أَدَبٍ صُورَةٌ مِن خَشَبْ فَمَا هُوَ شِعْرٌ وَنَثْرٌ وَلَكِن * هُوَ الرُّوحُ لِلْجِسْمِ وَهْوَ العَصَبْ يَقُولُ ابْنُ مَنْظُورٍ في لِسَانِ الْعَرَبِ عَنِ الأَدَب: " الأَدَب: الَّذِي يَتَأَدَّبُ بِهِ الأَدِيب؛ وَسُمِّيَ أَدَبَاً لأَنَّهُ يَأْدِبُ النَّاسَ إِلى المحَامِدِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المَقَابِح، وَالأَدَبُ هُوَ الظَّرْفُ وَحُسْنُ التَّنَاوُل " [ابْنُ مَنْظُورٍ بِاخْتِصَارٍ في " لِسَانِ العَرَب " ص: 206/ 1] لَعَمْرُكَ إِنَّ المَكْرُمَاتِ أَصَابِعٌ * وَأَشْعَارُنَا في المَكْرُمَاتِ خَوَاتِمُ وَلَوْلاَ خِلاَلٌ سَنَّهَا الشِّعْرُ مَا دَرَى * بُغَاةُ النَّدَى مِن أَيْنَ تُؤْتَى المَكَارِمُ وَللهِ دَرُّ محْمُود غُنيم حَيْثُ قَال: إِذَا لَمْ تَقُمْ لِلشِّعْرِ في الشَّعْبِ دَوْلَةٌ * تَيَقَّنْ بِأَنَّ الشَّعْبَ مَاتَتْ مَشَاعِرُه وَمَا أَقْبَحَ مَا قَالَهُ الشُّعَرَاءُ فِيمَنْ لاَ يَتَذَوَّقُونَ الشِّعْر: بَهَائِمُ أَلْهَاهَا قَدِيمَاً شَعِيرُهَا * عَنِ الشِّعْرِ تَسْتَوْفي الغِذَاءَ وَتُرْكَبُ أَلَمْ تَسْتَنْشِقْ نَسْمَةَ الصَّيْفِ البَارِدَةِ سَاعَةَ الفَجْرِ قَطّ 00؟ هِيَ أَنْفُسُ الشُّعَرَاءِ في غَسَقِ الدُّجَى تَتَنَفَّسُ وَيَكْفِيكَ عَنْ فَضْلِ الشُّعَرَاءِ أَيْضَاً قَوْلُ ابْنِ حَيُّوس: تَتَزَلْزَلُ الدُّنيَا إِذَا غَضِبُواْ فَإِنْ * بَلَغُواْ الرِّضَا أَمِنَتْ مِنَ الزِّلْزَالِ * وَاعْلَمْ بِأَنَّهُمُ إِذَا لَمْ يُنْصَفُواْ * حَكَمُواْ لأَنْفُسِهِمْ عَلَى الحُكَّامِ وَجِنَايَةُ الجَاني عَلَيْهِمْ تَنْقَضِي * وَهِجَاؤُهُمْ يَبْقَى مَعَ الأَيَّامِ * فَلِلشُّعَرَاءِ أَلْسِنَةٌ حِدَادٌ * عَلَى الأَعْرَاضِ وَطْأَتُهَا ثَقِيلَة وَمَنْ نَالَتْ صَوَاعِقُهُمْ حِمَاهُ * وَإِنْ كَذَبُواْ فَلَيْسَ لَهُنَّ حِيلَة فَأَحْسِنْ رِفْدَهُمْ وَاكْسَبْ رِضَاهُمْ * وَعَامِلْهُمْ مُعَامَلَةً جَمِيلَة * يَقُولُونَ عَمَّن أَخَذْتَ الْقَرِيضَ * وَمِمَّنْ تَعَلَّمْتَ نَظْمَ الدُّرَرْ وَأَيْنَ وَكَيْفَ دَرَسْتَ الْعَرُوضَا * وَشِعْرُكَ بَينَ البِلاَدِ اشْتَهَرْ وَمَا كُنْتَ يَوْمَاً بِصَاحِبِ شِعْرٍ * فَإِنَّا عَرَفْنَاكَ مُنْذُ الصِّغَرْ فَقُلْتُ أَخَذْتُ الْقَرِيضَ صَبِيَّاً * مِنَ الطَّيرِ في أُغْنِيَاتِ السَّحَرْ وَمِن عَبَرَاتِ الحَزَانى الثَّكَالى * فَفِي عَبَرَاتِ الحَزَانى عِبَرْ فَذَا الْكَوْنُ جَامِعَةُ الجَامِعَاتِ * وَذَا الدَّهْرُ أُسْتَاذُ كُلِّ الْبَشَرْ فَمَن عَاشَ مِن غَيْرِ أَنْ يَسْتَفِيدَ * فَأَعْمَى الْبَصِيرَةِ أَعْمَى الْبَصَرْ وَلَقَدْ قُمْنَا بِتَرْتِيبِ هَذَهِ الْقَصَائِدِ الاَبْتِهَالِيَّةِ مَا بَينَ تَضَرُّع، وَاسْتِغْفَار، وَاسْتِغَاثَة 000 إِلخ 0

وَهَا هِيَ قَصَائِدُ الاَسْتِغْفَار: يَا رَبِّ إِن عَظُمَتْ ذُنُوبِي كَثرَةً * فَلَقَدْ عَلِمْتُ بِأَنَّ عَفْوَكَ أَعْظَمُ إِنْ كَانَ لاَ يَرْجُوكَ إِلاَّ محْسِنٌ * فَبِمَنْ يَلُوذُ وَيَسْتَجِيرُ المجْرِمُ يَا رَبِّ عَامِلْني بجُودِكَ لاَ بِمَا كَسَبَتْ يَدِيدِ إِنْ كُنْتُ حِدْتُ عَنِ الطَّرِيقِ فَإِنَّني لَمْ أَبْعُدِ أَنَا العَبْدُ الَّذِي كَسَبَ الذُّنُوبَا * وَصَدَّتْهُ الأَمَاني أَنْ يَتُوبَا أَنَا العَبْدُ الَّذِي أَمْسَى حَزِينَاً * عَلَى زَلاَّتِهِ قَلِقَاً كَئِيبَا أَنَا العَبْدُ الَّذِي سُطِرَتْ عَلَيْهِ * صَحَائِفُ لَمْ يخَفْ فِيهَا الرَّقِيبَا أَنَا العَبْدُ المُفَرِّطُ ضَاعَ عُمْرِي * فَلَمْ أَرْعَ الشَّبِيبَةَ وَالمَشِيبَا أَنَا العَبْدُ الغَرِيقُ بِلُجِّ بحْرٍ * أَصِيحُ لَرُبمَا أَلْقَى مجِيبَا أَنَا العَبْدُ السَّقِيمُ مِنَ الخَطَايَا * وَقَدْ أَقْبَلْتُ أَلْتَمِسُ الطَّبِيبَا أَنَا العَبْدُ المُخَلَّفُ عَن أُنَاسٍ * حَوَواْ مِنْ كُلِّ مَعْرُوفٍ نَصِيبَا أَنَا العَبْدُ الفَقِيرُ إِلَيْكَ رَبي * فَيَسِّرْ مِنْكَ لي فَرَجَاً قَرِيبَا أَنَا العَبْدُ الشَّرِيدُ ظَلَمْتُ نَفْسِي * وَقَدْ أَقْبَلْتُ يَا رَبيِّ مُنِيبَا أَنَا الغَدَّارُ كَمْ عَاهَدْتُ عَهْدَاً * وَكُنْتُ عَلَى الوَفَاءِ بِهِ كَذُوبَا أَنَا المُضْطَرُّ أَرْجُو مِنْكَ عَفْوَاً * وَمَنْ يَرْجُو رِضَاكَ فَلَنْ يخِيبَا فَيَا أَسَفِي عَلَى عُمُرٍ تَقَضَّى * وَلَمْ أَكْسِبْ بِهِ إِلاَّ الذُّنُوبَا وَأَحْذَرُ أَنْ يُعَالجَني مَصِيرٌ * يحَيِّرُ هَوْلُ مَصْرَعِهِ اللَّبِيبَا وَيَا حَزَنَاهُ مِن حَشْرِي وَنَشْرِي * بِيَوْمٍ يجْعَلُ الوُلْدَانَ شِيبَا تَفَطَّرَتِ السَّمَاءُ بِهِ وَمَارَتْ * وَأَصْبَحَتِ الجِبَالُ بِهِ كَثِيبَا فَيَا خَجَلاَهُ مِنْ قُبْحِ اكْتِسَابي * إِذَا مَا أَبْدَتِ الصُّحُفُ العُيُوبَا وَذِلَّةَ مَوْقِفٍ وَحِسَابَ عَدْلٍ * أَكُونُ بِهِ عَلَى نَفْسِي حَسِيبَا وَيَا وَيْلاَهُ مِنْ نَارٍ تَلَظَّى * إِذَا زَفَرَتْ وَأَقْلَقَتِ القُلُوبَا تَكَادُ إِذَا بَدَتْ تَنْشَقُّ غَيْظَاً * عَلَى مَنْ كَانَ ظَلاَّمَاً مُرِيبَا فَيَا مَنْ مَدَّ في كَسْبِ الخَطَايَا * خُطَاهُ أَلَمْ يحِنْ لَكَ أَنْ تَتُوبَا أَلاَ أَقْلِعْ وَتُبْ وَاعْمَلْ فَإِنيِّ * رَأَيْتُ لِكُلِّ مجْتَهِدٍ نَصِيبَا وَكُنْ لِلصَّالحِينَ أَخَاً وَخِلاً * وَكُنْ في هَذِهِ الدُّنيَا غَرِيبَا وَكُن عَنْ كُلِّ فَاحِشَةٍ جَبَانَاً * وَكُنْ في الخَيرِ مِقْدَامَاً نجِيبَا وَلاَحِظْ زِينَةَ الدُّنيَا بِبُغْضٍ * تَكُن عَبْدَاً إِلى المَوْلى حَبِيبَا وَغُضَّ عَنِ المحَارِمِ مِنْكَ طَرْفَاً * لَعُوبَاً يَفْتِنُ القَلْبَ الأَرِيبَا فَخَائِنَةُ العُيُونِ كَأُسْدِ غَابٍ * إِذَا مَا أُهْمِلَتْ وَثَبَتْ وُثُوبَا وَمَنْ يَغْضُضْ فُضُولَ الطَّرْفِ عَنهَا * يجِدْ في قَلْبِهِ بَرْدَاً وَطِيبَا وَلاَ يَبرَحْ لِسَانُكَ كُلَّ وَقْتٍ * بِذِكْرِ اللهِ رَيَّانَاً رَطِيبَا وَكُن حَسَنَ السَّجَايَا ذَا حَيَاءٍ * طَلِيقَ الوَجْهِ لاَ شَكِسَاً غَضُوبَا تجِدْ مَا قَدَّمَتْهُ يَدَاكَ ظِلاًّ * إِذَا مَا شَاهَدَ النَّاسُ الخُطُوبَا وَهَا هِيَ قَصَائِدُ الاَسْتِغَاثَة: يَا رَبِّ نُسْبى هَكَذَا وَنُبَادُ * فَإِلى مَتى يَتَطَاوَلُ الأَوْغَادُ وَإِلى مَتى تُدْمِي الجِرَاحُ قُلُوبَنَا * وَإِلى مَتى تَتَقَرَّحُ الأَكْبَادُ نَصْحُو عَلَى صَوْتِ الرَّصَاصِ كَأَنَّنَا * بَقَرٌ يُسَاقُ لِذَبحِهِ وَيُقَادُ يَتَسَامَرُ الأَعْدَاءُ في أَوْطَانِنَا * وَنَصِيبُنَا التَّشْرِيدُ وَالإِبْعَادُ نُشْرَى كَأَنَّا في المحَافِلِ سِلْعَةٌ * وَنُبَاعُ كَيْ يَتَمَتَّعَ الأَسْيَادُ * يَا رَبِّ عِشْنَا في الكِنَانَةِ حِقْبَةً * نَهْبَ الكَوَارِثِ وَالخُطُوبِ النُّزَّلِ مَرَّتْ بِنَا الأَعْوَامُ فِيهَا كَالدُّجَى * نَنْجُو بهَا مِنْ وَحْلَةٍ لِلأَوْحَلِ وَاليَوْمَ وَالمَاضِي تَوَلىَّ وَانْقَضَى * بِصِعَابِهِ نَدْعُوكَ لِلْمُسْتَقْبَلِ وَهَا هِيَ قَصَائِدُ التَّضَرُّعِ في رِحَابِ الْكَعْبَة: كَيْفَ الوُقُوفُ عَلَى بَابِ الرَّسُولِ وَفي * يَدِي سِجِلاَّتٌ امْتَلأَتْ بِعِصْيَاني مَاذَا أَقُولُ أَقُولُ اللهُ قَدَّرَ لي * إِنْ شَاءَ أَسْعَدَني أَوْ شَاءَ أَشْقَاني أَمْ أَدَّعِي أَنْ نَفْسِي زَيَّنَتْ عَمَلِي * أَمْ هَلْ أَقُولُ لَهُ الشَّيْطَانُ أَغْوَاني أَسْتَغْفِرُ اللهَ ذَنْبي لَسْتُ أَجْحَدُهُ * لَكِن عَلَى الغَيرِ يُلْقِي التُّهْمَةَ الجَاني عِصْيَانُ رَبِّيَ ذَنْبٌ وَاحِدٌ فَإِذَا * يَئِسْتُ مِن عَفْوِهِ فَالذَّنْبُ ذَنْبَانِ يَا أَرْضَ يَثْرِبَ ذَنْبي مِنْكِ أَبْعَدَني * وَحُسْنُ ظَنيِّ بِرَبيِّ مِنْكِ أَدْنَاني لَبَّيْكَ يَا رَبِّ لاَ آلُوكَ تَلْبِيَةً * حَتىَّ تَمُنَّ عَلَى ذَنْبي بِغُفْرَانِ حَاشَاكَ رَبِّيَ في أُخْرَايَ تَحْرِمُني * أَمَا كَفَانيَ في دُنيَايَ حِرْمَاني أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ قَوْلٍ أَسَأْتُ بِهِ * بَلْ فَوْقَ مَا أَسْتَحِقُّ اللهُ أَعْطَاني أَلَمْ يجِدْني أَخَا غَيٍّ فَأَرْشَدَني * وَدُونَ مَأْوَى فَأَكْرَمَني وَآوَاني لَبَّيْكَ يَا رَبِّ في حِلِّي وَفي حَرَمِي * لَبَّيْكَ يَا رَبِّ مِنْ قَلْبي وَوِجْدَاني وَإِلى اللِّقَاءِ في عَمَلٍ آخَرَ إِنْ شَاءَ الله 0 بَدِيعُ الزَّمَانِ الحَمَدَاني

من قصص الأطفال

حِكَايَةُ الْعُصْفُور، مَعَ الْفِيلِ المَغْرُور: كَانَ بِإِحْدَى الغَابَاتِ فِيلٌ مَغْرُور، تَشْتَكِي مِنهُ الأَرَانِبُ وَالطُّيُور، الأَرَانِبُ قَتَلَ بَعْضَهَا، وَالطُّيُورُ كَسَرَ بَيْضَهَا: وَكَانَ لأَحَدِ العَصَافِير؛ عُشٌّ هَشٌّ صَغِير، بِمَقْرُبَةٍ مِن غَدِير، وَهُوَ بُحَيْرَةٌ صَغِيرَةٌ فِيهَا مَاءٌ كَثِير، وَكَانَ يَمُرُّ مِن هَذَا الطَّرِيقِ فِيلٌ كَبِير، فَمَرَّ ذَاتَ يَوْمٍ فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ المَكَانُ المَلِيءُ بِالأَشْجَارِ وَالْعُشْب؛ فَأَكَلَ مِنهَا وَشَرِبَ مِمَّا فِيهِ مِنَ المَاءِ الْعَذْب، فَانهَدَمَ عُشُّ هَذَا الْعُصْفُورِ المِسْكِينِ وَتَحَطَّم، وَسَقَطَ بَيْضُهُ عَلَى الأَرْضِ وَتَهَشَّم، فَذَهَبَ شَاكِيَاً بَاكِيَاً إِلى جَمَاعَةِ الطُّيُور؛ وَحَكَى مَا جَرَى مِنْ ذَلِكَ الْفِيلِ المَغْرُور؛ فَالْتَفُّواْ حَوْلَهُ يُوَاسُونَهُ وَيُنْسُونَه، ثُمَّ ذَهَبُواْ إِلى ذَلِكَ الْفِيلِ المَغْرُورِ يُعَاتِبُونَه؛ فَسَخِرَ مِنهُمْ وَخَاطَبَهُمْ بِاسْتَهْزَاء، وَلَمْ يُقَدِّمْ لِلْعُصْفُورِ أَيَّ اعْتِذَارٍ أَوْ عَزَاء؛ فَقَرَّرَتِ الطُّيُورُ أَنْ تَنْتَقِمَ لِهَذَا الْعُصْفُور؛ فَاجْتَمَعَتِ الْغِرْبَانُ وَالنُّسُورُ وَالصُّقُور، وَانْقَضُّواْ يَنْقُرُونَ عَينَ ذَلِكَ الْفِيلِ المَغْرُور؛ حَتىَّ صَارَ أَعْمَى لاَ يَرَى، يَأْكُلُ الثَّرَى، وَيَنْدَمُ لِمَا جَرَى، وَأَقْبَلَتِ الأَرَانِبُ في ابْتِهَاجٍ وَسُرُور [وَكَانَ الْفِيلُ قَدْ هَدَمَ لَهَا بَعْضَ الجُحُور، وَقَتَلَ مِنهَا أَعْدَادَاً كَثِيرَة] فَحَفَرَتْ في طَرِيقِهِ حُفْرَةً كَبِيرَة؛ حَتىَّ سَقَطَ فِيهَا أَعْمَى الْبَصَرِ وَالْبَصِيرَة 00!! [بِتَصَرُّفٍ وَاخْتِصَارٍ مِنْ كِتَاب كَلِيلَة ودِمْنَة] يَاسِر الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الدَّجَاجَةُ النَّشِيطَة كَانَتْ هَذِهِ الدَّجَاجَةُ تَسِيرُ ذَاتَ يَوْمٍ في الحَظِيرَة، فَأَبْصَرَتْ حَبَّةَ قَمْحٍ صَغِيرَة، فَدَارَتْ هَذِهِ الْفِكْرَةُ بِرَأْسِهَا، وَقَالَتْ لِنَفْسِهَا: إِذَا أَنَا أَكَلْتُهَا سَوْفَ أَجُوعُ بَعْدَ وَقْتٍ يَسِير، وَلَكِن إِذَا أَنَا زَرَعْتُهَا سَوْفَ يَكُونُ لَدَيَّ محْصُولٌ كَبِير؛ فَعَرَضَتْ هَذِهِ الخُطَّة؛ عَلَى الإِوَزَّةِ وَالبَطَّة، وَطَلَبَتْ مِنهُمَا أَنْ يُسَاعِدَاهَا في هَذَا الْعَمَل؛ فَقَالَتَا لَهَا إِنَّكِ طَوِيلَةُ الأَمَل، وَإِنَّ الْكَسَلَ أَحْلَى مِنَ العَسَل، فَقَامَتِ الدَّجَاجَةُ فَزَرَعَتْهَا، وَسَقَتْهَا وَرَعَتْهَا، حَتىَّ كَبِرَ المحْصُولُ وَتَرَعْرَع، وَأَصْبَحَ لاَ يَحْتَاجُ إِلاَّ أَنْ يُجْمَع؛ فَقَالَتْ لِلإِوَزَّةِ وَالبَطَّة: سَاعِدَاني في جَمْعِ الحِنْطَة؛ فَقَالَتَا لَهَا: دَعِينَا دَعِينَا؛ نَضْحَكُ مِمَّا تَصْنَعِينَا؛ فَجَمَعَتِ الْقَمْحَ وَحْدَهَا، وَهُمَا وَاقِفَتَانِ يَتَأَمَّلاَنِ نَشَاطَهَا وَجِدَّهَا، حَتىَّ جَمَعَتِ المحْصُول، فَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِمَا تَقُول: سَاعِدَاني في طَحْنِهِ، وَفي كَيْلِهِ وَوَزْنِهِ؛ فَقَالَتَا لَهَا: لَنْ نُسَاعِدَكِ في وَزْنِهِ وَلاَ في كَيْلِهِ، وَلَكِنْ سَنُسَاعِدُكِ في أَكْلِهِ؛ فَطَحَنَتِ الْبَعْضَ وَخَزَنَتِ الْبَعْض، لَمَّا رَأَتْ إِصْرَارَهُمَا عَلَى الرَّفْض، ثُمَّ قَعَدَتْ تَأْكُل، وَهُمَا يَنْظُرَانِ إِلى مَا تَفْعَل؛ فَاقْتَرَبَتَا مِنهَا في خَوْفٍ وَوَجَل، وَقَالَتَا: أَلاَ تُرِيدِينَ المُسَاعَدَةَ في هَذَا الْعَمَل 00؟ فَقَالَتْ لَهُمَا: مَنْ لاَ يَعْمَل؛ لاَ يَسْتَحِقُّ أَنْ يَأْكُل 00 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَاسِر الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لغتنا الجميلة

لُغَتُنَا الجَمِيلَة: ======== إِنَّ العَرَبِيَّةَ لَغَنِيَّةٌ، وَإِنَّمَا الفَقِيرُ هُوَ عِلْمُنَا بِهَا، وَمَا ضَاعَ العَرَبُ إِلاَّ يَوْمَ أَنْ ضَاعَتِ العَرَبِيَّة 00!! وَتحْضُرُني في ذَلِكَ قَصِيدَةٌ خَالِدَةٌ قَالَهَا شَاعِرُنَا العَظِيم هَاشِم الرِّفَاعِي؛ لِلرَّدِّ عَلَى يُوسُفَ السِّبَاعِي غَفَرَ اللهُ لَهُ؛ عِنْدَمَا نَادَى بِنِدَائِهِ الشَّهِير، الَّذِي اسْتَنْكَرَتْهُ عَلَيْهِ الجَمَاهِير / حَيْثُ دَعَا إِلى اللُّغَةِ الثَّالِثَة: وَهِيَ نُزُولُ الفُصْحَى لِدَرَجَةٍ تُدَاني العَامِّيَّة؛ بِرَغْمِ أَنَّهَا كَانَتْ آنَذَاكَ بِلاَ تَقَعِّرٍ وَلاَ تَشَدُّق؛ فَقَالَ لَهُ شَاعِرُنَا المُتَأَلِّق: أَشْعَلتَ حَرْبَاً لَمْ تَضَعْ أَوْزَارَهَا * تَرَكَتْ بِكُلِّ صَحِيفَةٍ آثَارَهَا وَحَمَلْتَ حَمْلَتَكَ الجَرِيئَةَ فَانْبرَتْ * أَقْلاَمُ مَن خَاضُواْ وَرَاءَكَ نَارَهَا عَجَبَاً أَتُحْيُونَ التُّرَاثَ بِقَتْلِهَا * وَتُقَوِّمُونَ بهَدْمِهَا مُنهَارَهَا قُلْتُمْ تَشَعَّبَ نَحْوُهَا وَبَيَانهَا * وَاسْتَصْعَبَتْ أَبْنَاؤُنَا أَشْعَارَهَا لاَ تَظْلِمُواْ النَّشْءَالصَّغِيرَ فَإِنَّهُ * مَا كَانَ يَوْمَاً يَكْرَهُ اسْتِظْهَارَهَا رِفْقَاً بِعَابِرَةِ القُرُونِ وَرَحْمَةً * أَتُرِيدُ مِنهَا أَنْ تُفَارِقَ دَارَهَا وَقَالَ هَاشِمٌ أَيْضَاً: تَعَاوَرَتْ لُغَةَ الآبَاءِ أَلسِنَةٌ * مُرِيبَةٌ وَأَثَارَتْ حَوْلهَا الجَدَلاَ لَوْلاَ الحُمَاةُ أَطَالَ اللهُ قَامَتَهُمْ * لأَصْبَحَ الشِّعْرُ في سَمْعِ الوَرَى زَجَلاَ ******** إِنَّ الَّذِي مَلأَ اللُّغَاتِ محَاسِنَاً * جَعَلَ المحَاسِنَ كُلَّهَا في الضَّادِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف} وَقُلْتُ أَنَا: كَمْ ذَا في اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة * مِنْ مَقْطُوعَاتٍ أَدَبِيَّة لَوْ دَخَلَتْ أَيَّ مُسَابَقَةٍ * فَازَتْ بِالْكَأْسِ الذَّهَبِيَّة أَحْيى اللهُ مَن أَحْيَاهَا * وَرَعَى كَوْكَبَةً تَرْعَاهَا لُغَةُ الحِكْمَةِ وَالأُدَبَاءِ * في كُلِّ مجَالٍ تَلْقَاهَا مَا الضَّعْفُ بِهَا بَلْ هُوَ فِينَا * حَفِظَتْ سُنَّتَنَا وَالدِّينَا مَا كَانَتْ يَوْمَاً عَاجِزَةً * حَتىَّ تحْتَاجَ التَّحْسِينَا قَالُواْ لُغَةٌ تَقْلِيدِيَّة * وَقَوَاعِدُهَا تَعْقِيدِيَّة وَإِذَا حَقَّقْنَا رَغْبَتَهُمْ * قَالُواْ لُغَةٌ تجْرِيدِيَّة قَالُواْ تَفْتَقِدُ الأَسْمَاءَا * لاَ بَلْ تَفْتَقِدُ الْعُلَمَاءَا لُغَةٌ فَائِقَةٌ عَظَمَتُهَا * وَلِذَا تحْتَاجُ الْعُظَمَاءَا يَاسِر الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مناسبة الهجرة

فِتْيَةٌ آمَنُواْ بِرَبِّهِمْ ========= يحْلُو لي أَن أُرَدِّدَ في مِثْلِ هَذَا المَقَامِ الكَرِيم؛ أَبْيَاتَاً لِشَاعِرِنَا العَظِيم / هَاشِم الرِّفَاعِي، قَالهَا في غُرَّةِ العَامِ الهِجْرِيِّ الجَدِيد، في فَترَةٍ سَادَ فِيهَا الظُّلْمُ وَالاَسْتِبْدَاد؛ فَأَنْشَدَ وَأَجَادَ الإِنْشَاد: عِيدٌ عَلَى الوَادِي أَتَى مخْتَالاَ * يحْكِي الرَّبِيعَ بَشَاشَةً وَجَمَالاَ إِنَّا لَنَذْكُرُ بِالمُحَرَّمِ فِتيَةً * بِكِفَاحِهِمْ ضَرَبُواْ لَنَا الأَمْثَالاَ خَرَجُواْ لِيَثرِبَ هَارِبِينَ بِدِينِهِمْ * قَدْ فَارَقُواْ أَصْحَابهُمْ وَالآلاَ وَلِنُصْرَةِ الحَقِّ الَّذِي خَرَجُواْ لَهِ * بَذَلُواْ النُّفُوسَ وَقَدَّمُواْ الأَمْوَالاَ وَمَنِ ابْتَغَى الإِصْلاَحَ في دُنيَا الوَرَى * رَكِبَ الشَّدَائِدَ وَامْتَطَى الأَهْوَلاَ كَمْ مَرَّ بِالوَادِي حَكِيمٌ ضَائِعٌ * يَبْكِي عُلاَهُ وَيَشْتَكِي الإِذْلاَلاَ فَالنِّيلُ عَبْدٌ وَالكِنَانَةُ في أَسَىً * وَالشَّعْبُ يَشْكُو الجُوعَ وَالإِقْلاَلاَ مَا أَنْتَ إِلاَّ عِيدُ كُلِّ مُعَذَّبٍ * في الأَرْضِ قَدْ ذَاقَ الضَّنى أَشْكَالاَ أَمْسَى وَأَصْبِحَ في القُيُودِ مُكَبَّلاً * وَقَدِ ارْتَدَى مِنْ بُؤْسِهِ سِرْبَالاَ وَمِنَ الدُّرُوسِ المُسْتَفَادَةِ مِن حَادِثِ الهِجْرَة؛ الصَّدَاقَةُ الصَّادِقَةُ وَالإِخَاء، وَالإِخْلاَصُ النَّادِرُ وَالوَفَاء، في جَمِيعِ مَوَاقِفِ أَبي بَكْرٍ الَّتي وَقَفَهَا، وَالمَشَاهِدِ الَّتي شَهِدَهَا 00 وَرُوِيَ في سِيرَةِ بْنِ هِشَامٍ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنهَا قَالَتْ: " فَوَاللهِ مَا شَعُرْتُ قَطُّ قَبْلَ ذَلِكَ اليَوْمِ أَنَّ أَحَدَاً يَبْكِي مِنَ الفَرَح؛ حَتى رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ يَبْكِي يَوْمَئِذٍ ـ أَيْ يَوْمَ بُشِّرَ بِالصُّحْبَة ـ ثُمَّ قَال: يَا نَبيَّ الله: إِنَّ هَاتَينِ رَاحِلَتَانِ قَدْ كُنْتُ أَعْدَدْتهُمَا لِهَذَا، فَاسْتَأْجَرَا عَبْدَ اللهِ بْنَ أُرَيْقِط " 0 [ابْنُ هِشَامٍ في " كِتَابِ السِّيرَةِ " طَبْعَةِ دَارِ الجِيل 0 بَيرُوت 0 ص: 11/ 3] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: قُلْتُ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا في الغَار: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تحْتَ قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنَا 00 فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا " 0 رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3653 / فَتْح) 0 {إِنَّهَا ذَاتُ النِّطَاقَين} عَن أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: " صَنَعْتُ سُفْرَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بَيْتِ أَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ [أَيْ طَعَامَاً لَهُ وَلأَبِيهَا]، حِينَ أَرَادَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلى المَدِينَة؛ فَلَمْ نَجِدْ لِسُفْرَتِهِ وَلاَ لِسِقَائِهِ مَا نَرْبِطُهُمَا بِهِ؛ فَقُلْتُ لأَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وَاللهِ مَا أَجِدُ شَيْئَاً أَرْبِطُ بِهِ إِلاَّ نِطَاقِي؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فَشُقِّيهِ بِاثْنَين؛ فَارْبِطِي بِوَاحِدٍ السِّقَاء، وَبِالآخَرِ السُّفْرَة؛ فَفَعَلْت؛ فَلِذَلِكَ سُمِّيتُ ذَاتَ النِّطَاقَين " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2979 / فَتْح] عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: " لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَرَجَ مَعَهُ أَبُو بَكْر؛ احْتَمَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ مَالَهُ كُلَّهُ مَعَهُ [خَمْسَةَ آلافِ دِرْهَمٍ أَوْ سِتَّةَ آلافِ دِرْهَم]، وَانْطَلَقَ بِهَا مَعَه، فَدَخَلَ عَلَيْنَا جَدِّي أَبُو قُحَافَةَ وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ فَقَال: وَاللهِ إِني لأَرَاهُ قَدْ فَجَعَكُمْ بِمَالِهِ مَعَ نَفْسِهِ، قُلْتُ كَلاَّ يَا أَبَتِ؛ إِنَّهُ قَدْ تَرَكَ لَنَا خَيْرًا كَثِيرَا؛ فَأَخَذْتُ أَحْجَارَاً فَتَرَكْتُهَا فَوَضَعْتُهَا في كُوَّةِ الِبَيْت؛ كَانَ أَبي رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَضَعُ فِيهَا مَالَه، ثُمَّ وَضَعْتُ عَلَيْهَا ثَوْبًا ثمَّ أَخَذْتُ بِيَدِهِ فَقُلْت: يَا أَبَتِ؛ ضَعْ يَدَكَ عَلَى هَذَا المَال، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ فَقَال: لا بَأْس، إِنْ كَانَ قَدْ تَرَكَ لَكُمْ هَذَا فَقَدْ أَحْسَن، وَفي هَذَا لَكُمْ بَلاَغ، قَالَتْ أَسْمَاءُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَعَنْ وَالِدَيْهَا: لا وَاللهِ مَا تَرَكَ لَنَا شَيْئَا، وَلَكِنيِّ قَدْ أَرَدْتُ أَنْ أُسْكِنَ الشَّيْخَ بِذَلِك " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيب الأَرْنَؤُوطُ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 27002، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم] انْتِقَامُ قُرَيْش يَقُولُ ابْنُ هِشَامٍ في سِيرَتِه: " لَمَّا خَرَجَ بَنُو جَحْشِ بْنُ رِئَابٍ مِنْ دَارِهِمْ؛ عَدَا عَلَيْهَا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ فَبَاعَهَا، فَلَمَّا بَلَغَ بَني جَحْشٍ مَا صَنَعَ أَبُو سُفْيَانَ بِدَارِهِمْ؛ ذَكَرَ ذَلِكَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَحْشٍ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَلاَ تَرْضَى يَا عَبْدَ اللهِ أَنْ يُعْطِيَكَ بهَا اللهُ دَارَاً خَيرَاً مِنهَا في الجَنَّة " 00؟ قَالَ بَلَى، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَذَلِكَ لَك " 0 [ابْنُ هِشَامٍ في " كِتَابِ السِّيرَةِ " طَبْعَةِ دَارِ الجِيل 0 بَيرُوت: 28/ 3] يَاسِر الحَمَدَاني

بمناسبة عيد الأم

سَيِّدَةُ الأَحِبَّة، وَأَغْلَى الغَالِيَات ================= عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَعْرَابِ لَقِيَهُ بِطَرِيقِ مَكَّة، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ وَحَمَلَهُ عَلَى حِمَارٍ كَانَ يَرْكَبُه، وَأَعْطَاهُ عِمَامَةً كَانَتْ عَلَى رَأْسِه، فَقُلْنَا لَهُ: أَصْلَحَكَ اللهُ؛ إِنَّهُمُ الأَعْرَابُ وَإِنَّهُمْ يَرْضَوْنَ بِاليَسِير 00؟! فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّ أَبَا هَذَا كَانَ وُدَّاً لِعُمَرَ بْنِ الخَطَّاب، وَإِني سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِنَّ أَبَرَّ البِرّ؛ صِلَةُ الوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2552 / عَبْد البَاقِي] وَفي رِوَايَةٍ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً أَنَّ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ لِلأَعْرَابِيّ: " أَلَسْتَ ابْنَ فُلاَنِ بْنِ فُلاَن 00؟ قَالَ بَلى؛ فَأَعْطَاهُ الحِمَارَ وَقَالَ ارْكَبْ هَذَا، وَالعِمَامَةَ قَالَ اشْدُدْ بِهَا رَأْسَك؛ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِه: غَفَرَ اللهُ لَك؛ أَعْطَيْتَ هَذَا الأَعْرَابيَّ حِمَارَاً كُنْتَ تَرَوَّحُ عَلَيْه، وَعِمَامَةً كُنْتَ تَشُدُّ بِهَا رَأْسَك 00؟! فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِني سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِنَّ مِن أَبَرِّ البرّ؛ صِلَةَ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيه، بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ ـ أَيْ بَعْدَ أَنْ يَمُوت ـ وَإِنَّ أَبَاهُ كَانَ صَدِيقَاً لِعُمَر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2552 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجَنَّة؛ فَأَضِعْ ذَلِكَ الْبَابَ أَوْ احْفَظْه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 3663] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ يُسْتَجَابُ لَهُنَّ لاَ شَكَّ فِيهِنّ: دَعْوَةُ المَظْلُوم، وَدَعْوَةُ المُسَافِر، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 3862] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُعْطِيَ الْعَطِيَّةَ ثُمَّ يَرْجِعَ فِيهَا؛ إِلاَّ الْوَالِدَ فِيمَا يُعْطِي وَلَدَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 2377] وَمَا أَجْمَلَ قَوْلَ عِصَام الْغَزَالي؛ في أَغْلَى الْغَوَالي: وَلي أُمٌّ إِذَا غَضِبَتْ فَثَارَتْ * عَلَيَّ تَلُومُني لَكِنْ بِلِينِ وَإِنْ رَضِيَتْ عَلَيَّ وَقَبَّلَتْني * تَأَلَّقَ تحْتَ قُبْلَتِهَا جَبِينيينِ وَقَوْلَ ابْنِ زَيْدُون؛ في قَلْبِهَا الحَنُون: خَفَضْتُ جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ رَحْمَتي بِهَا * وَهَانَ لأُمِّيَ أَن أَذِلَّ وَأَخْضَعَا أَرُوحُ أَمِيرَاً في البِلاَدِ محَكَّمَاً * وَأَغْدُو شَفِيعَاً في الذُّنُوبِ مُشَفَّعَا وَقَوْلَ هَاشِمٍ الرِّفَاعِي؛ في صَاحِبَةِ الأَمْرِ المُطَاعِ: عِيدُ الأُمُومَةِ وَالرَّبِيعِ تجَمَّعَا * عِيدَانِ قَدْ طَلَعَا عَلَى الدُّنيَا مَعَا أُمِّي غَرَسْتِ الحُبَّ في أَحْشَائِنَا * وَمَلأْتِ بِالقِيَمِ الرَّفِيعَةِ أَضْلُعَا يَا مَنْ سَهِرْتِ اللَّيْلَ في تمْرِيضِنَا * تَتَوَجَّعِينَ إِذَا سَمِعْتِ تَوَجُّعَا فَإِذَا فَرِحْنَا تُظْهِرِينَ بَشَاشَةً * وَإِذَا مَرِضْنَا تَذْرِفِينَ الأَدْمُعَا لَوْ كَانَ غَيرُ اللهِ يُعْبَدُ بَيْنَنَا * لَوَجَدْتِنَا يَا أُمُّ حَوْلَكِ رُكَّعَا يَاسِر الحَمَدَاني

أحقا قد مات؛ الشيخ أحمد ديدات00؟

أَحَقَّاً قَدْ مَات؛ الشّيخ أَحْمَد دِيدَات، حُجَّةُ المُنَاظَرَات؟! ============================== " كَان رَجُلاً بحَقّ؛ يَصدُقُ فِيهِ قَولُهُ تَعَالى: {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَّدُنَّا عِلْمَا} {الكَهْف/65} كَانَ رَحِمَهُ اللهُ صَاحِبَ أُسْلُوبٍ أَمْنَعَ مِن أَنْفِ الأَسَد، لاَ يَشُقُّ غُبَارَهُ أَحَد 00 إِنْ تَقْصِدْهُ في الْفِكْرِ الإِسْلاَمِيِّ فَعَلَى الخبِيرِ سَقَطْت، وَإِنْ تَقْصِدْهُ في الْعَقِيدَةِ فَهُوَ ابْنُ بجْدَتِهَا 0 وَيَبِينُ عِتْقُ الخَيْلِ مِن أَصْوَاتهَا فَتَبَارَكَ مَن آتَاهُ الحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ البَيَان 0 عَمَّرَ فِينَا عُمُرَاً طَوِيلاً حَتىَّ حَسَدَتِ السَّمَاءُ عَلَيْهِ الأَرْضَ فَاسْتَأْثَرَتْ بِه 00!! فَرَحِمَهُ اللهُ وَأَحسَنَ مَثْوَاهُ، كَانَ وَلاَ زَالَ وَسَيَظَلُّ عِنْدَ النَّاسِ وَجِيهَا 00 إِلى اللهِ أَشْكُو أَنَّ كُلَّ قَبِيلَةٍ * مِنَ النَّاسِ أَفْني المَوْتُ خِيرَةَ أَهْلِهَا * فَلَمْ أَسَلْ قَطُّ عَنْ قَوْمٍ عَرَفْتُهُمُ * بِالجُودِ وَالفَضْلِ إِلاَ قِيلَ قَدْ زَالُواْ {أَبُو العَتَاهِيَة} وَهَكَذَا بَكَيْنَا مَرَّتَين: مَرَّةً عَلَى الأَحْيَاءِ غَيرِ الأَوْفِيَاء، وَأُخْرَى عَلَى الأَوْفِيَاءِ غَيرِ الأَحْيَاء 00 وَمَا حَيَاةُ امْرِئٍ أَمْسَتْ مَدَامِعُهُ * مَقْسُومَةً بَينَ أَحْيَاءٍ وَأَمْوَاتِ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: جَعَلَ الدُّنيَا كُلَّهَا قَلِيلاً، وَمَا بَقِيَ مِنهَا إِلاَّ الْقَلِيلُ مِنَ الْقَلِيل، وَمَثَلُ مَا بَقِيَ مِنهَا كَالثَّغَب [بَقِيَّةُ المَاء]، شُرِبَ صَفْوُهُ، وَبَقِيَ كَدَرُه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7904] عَنْ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَذْهَبُونَ الخَيِّرَ فَالخَيِّر " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2935، 1781، رَوَاهُ الحَاكِم] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: جَعَلَ الدُّنيَا كُلَّهَا قَلِيلاً، وَمَا بَقِيَ مِنهَا إِلاَّ الْقَلِيلُ مِنَ الْقَلِيل، وَمَثَلُ مَا بَقِيَ مِنهَا كَالثَّغَب [بَقِيَّةُ المَاء]، شُرِبَ صَفْوُهُ، وَبَقِيَ كَدَرُه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7904] عَنْ مِرْدَاسٍ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ الأَوَّلُ فَالأَوَّل، وَيَبْقَى حُفَالَةٌ كَحُفَالَةِ الشَّعِيرِ أَوِ التَّمْر: [أَيْ بَقِيَّةٌ لا خَيرَ فِيهَا]، لاَ يُبَالِيهِمُ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6434 / فَتْح)، وَالإِمَامُ أَحْمَدُ في ((مُسْنَدِهِ)) بِرَقْم: 17274] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَتُنْتَقَوُنَّ كَمَا يُنْتَقَى التَّمْرُ مِنَ الجَفْنَة: [أَيْ: لَتُنْتَقَوُنَّ كَمَا يُنْتَقَى التَّمْرُ الجَيِّدُ مِنْ بَينِ التَّمْرِ الَّذِي اخْتَلَطَ فِيهِ الجَيِّدُ بِالرَّدِيء]؛ فَلَيَذْهَبَنَّ خِيَارُكُمْ، وَلَيَبْقَيَنَّ شِرَارُكُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 8337، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4038] أَهَاجَ لَنَا الحُزْنُ العُيُونَ البَوَاكِيَا * وَأَسْهَدَ مَوْتُ الشَّيْخِ مِنَّا المَآقِيَا طَلَبْنَا عَلَى البَلْوَى مُعِينَاً فَفَاتَنَا * يُوَاسِيكَ مَنْ يحْتَاجُ فِيكَ مُوَاسِيَا أُصِبْنَا مِنَ الدُّنيَا بِمَا لَوْ قَلِيلُهُ * أُصِيبَتْ بِهِ الأَيَّامُ صَارَتْ لَيَالِيَا وَمَنْ لَمْ تُضَرِّسْهُ المَنُونُ بِنَابهَا * يَظُنُّ شِكَايَاتِ النُّفُوسِ تَشَاكِيَا فَيَا مَنْ لِقَلْبٍ لاَ تَنَامُ همُومُهُ * وَيَا مَنْ لِعَينٍ لاَ تَنَامُ اللَّيَالِيَا تمُرُّ اللَّيَالي لَيْلَةٌ إِثْرَ لَيْلَةٍ * وَأَحْزَانُ قَلْبي بَاقِيَاتٌ كَمَا هِيَا فَمَا تُنْبِتُ الغَبرَاءُ غَيرَ مَصَائِبٍ * وَمَا تُمْطِرُ الأَفْلاَكُ إِلاَّ دَوَاهِيَا عَلَيْكَ سَلاَمُ اللهِ كَمْ كُنْتَ ذَا تُقَىً * وَكَمْ كُنْتَ ذَا بِرٍّ وَكَمْ كُنْتَ حَانِيَا وَلَيْسَ لَعَمْرِي مَنْ يَمُوتُ عَلَى الهُدَى * كَمَنْ مَاتَ مِنْ ثَوْبِ الفَضَائِلِ عَارِيَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَاسِر الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مقامات بديع الزمان الحمداني

مَقَامَاتُ بَدِيعِ الزَّمَانِ الحَمَدَاني: ==================

أنقذونا بالتغيير؛ فإنا في الرمق الأخير

أَنْقِذُونَا بِالتَّغْيِير؛ فَإِنَّا في الرَّمَقِ الأَخِير: ====================== إِنَّني في ظِلُّ مَا تَشْهَدُهُ مِصْرُ مِن هَذَا التَّحَرُّكِ المَيْمُون، وَالَّذِي نَرْجُو أَلاَّ يَكُون: ضِحْك عَلَى الذُّقُون، أَتَقَدَّمُ بِهَذِهِ الأُنْشُودَةِ رَاجِيَاً وَمُؤَمِّلاً أَنْ يَقْرَأَهَا المُرَشَّحُون، وَأَنْ يُحَقِّقُواْ مَا أَمَّلَهُ فِيهِمُ المِصْرِيُّون، وَهِيَ لِلشَّاعِرِ الثَّائِرِ الَّذِي يَسْتَحْوِذُ دَائِمَاً عَلَى الأَسْمَاعِ / الأُسْتَاذُ هَاشِم الرِّفَاعِي، وَالَّذِي اغْتَالُوهُ فِيمَا مَضَى، عَقِبَ الثَّوْرَةِ في ظُرُوفٍ غَامِضَة، وَهُوَ في رَيْعَانِ الصِّبَا لِتَنْدِيدِهِ بِالظُّلْمِ وَالاسْتِبْدَاد، وَالرِّشْوَةِ وَالْفَسَاد؛ فَاسْتُشْهِدَ في سَبِيلِ هَذَا الجِهَاد: أَيُّهَا الأَشْبَالُ في النِّيلِ السَّعِيدْ * جَدِّدُواْ الآمَالَ لِلشَّعْبِ الشَّرِيدْ ابْدَأُواْ وَاللهُ يَرْعَى الأَوْفِيَاءْ * في حِمَى الرَّحْمَنِ في ظِلِّ اللِّوَاءْ جَاءَ عَهْدُ النُّورِ وَانْجَابَ الظَّلاَمْ * وَتَعَالى ذِكْرُنَا بَينَ الأَنَامْ حَقِّقُواْ حُلْمَ الْعُرُوبَةِ في الرَّخَاءْ * مِصْرُ نَادَتْ فَاسْتَجِيبُواْ لِلنِّدَاءْ أَدْرِكُواْ الأَوْطَانَ يَا رَكْبَ الأَمَلْ * كُلُّ مَنْ سَارَ عَلَى الدَّرْبِ وَصَلْ أَنْقِذُواْ إِخْوَانَكُمْ مِن هَؤُلاَءْ * فَحَيَاةُ الذُّلِّ وَالمَوْتُ سَوَاءْ كَلِمَةُ شُكْر: إِنَّني بِالأَصَالَةِ عَنْ نَفْسِي، وَبِالنِّيَابَةِ عَنْ سَائِرِ الكُتَّاب؛ أَشْكُرُ القَائِمِينَ عَلَى هَذَا الْبَاب، الَّذِي يُبْرِزُ لَنَا مَوَاهِبَ مِنَ الشَّبَاب؛ جَدِيرَةً بِالإِعْجَاب 00 أَدَامَ اللهُ لَنَا حَفَاوَةَ الأُسْتَاذ عِصَام، بِهَذِهِ النُّخْبَةِ مِنَ الأَقْلاَم، الَّتي نجِدُ بِهَا مِنَ الاَبْتِسَام؛ مَا يخَفِّفُ مَا بِنَا مِن آلاَم؛ فَمَا طَفَا سُوءُ الأَدَب؛ إِلاَّ عِنْدَمَا اخْتَفَى سُوقُ الأَدَب، وَلَوْلاَ الْكِتَابَة، لَمَا احْتَمَلَ كُلُّ مُعَذَّبٍ عَذَابَه، فَنَشْكُرُ أُسْرَةَ التَّحْرِير؛ وَنَرْجُوهَا أَنْ لاَ يحْدُثَ لِهَذَا البَابِ المُثِير: أَيُّ تَأْجِيلٍ آخَرَ أَوْ تَأْخِير، وَأَعَانَكُمُ اللهُ عَلَى حَمْلِ الأَمَانَة، وَبَارَكَ لَنَا فِيكُمْ وَفي المُشَاغِب خَانَة 0 يَاسِر الحَمَدَاني:

إيران؛ بين المطرقة والسندان

إِيرَان؛ بَينَ المِطْرَقَةِ وَالسِّنْدَان إِنَّ إِيرَانَ الْيَوْمَ أَصْبَحَتْ حَدِيثَ السَّاعَة؛ فَكُلُّ الْعَالَمِ يُقَدِّرُهَا عَلَى هَذِهِ الشَّجَاعَة؛ حَيْثُ لَمْ تَفْزَعْ مِنَ الْفَزَّاعَة ـ وَلَمْ تَلْعَقِ الأَقْدَامَ بِالتَّمَلُّقِ مِثْلَ جَمَاعَة ـ بَلْ تُلْقِي بِتَهْدِيدَاتِ الْفَزَّاعَةِ في " الْبَلاَّعَة " لاَ تخْشَى الحِصَارَ وَلاَ المجَاعَة 00!! إِيرَانُ لاَ تَتَرَاجَعِي * فِيمَا مَضَيْتِ وَتَابِعِي إِنْ قِيلَ هَيَّا أَقْلِعِي * لاَ تُقْلِعِي بَلْ أَسْرِعِي وَعَلَى الطَّرِيقِ تَقَدَّمِي * قُولي لَهُمْ رَبيِّ مَعِي وَإِذَا أَخَافَكِ خَائِفٌ * فَلِمِثْلِهِ لاَ تَسْمَعِي إِنَّ المُوَحِّدَ لاَ يَخَا * فُ مِنَ الشُّجَاعِ الأَقْرَعِ هَيَّا اصْنَعِيهَا وَاصْفَعِي * أَقْفَاءهُمْ ثُمَّ اصْفَعِي لَكِ في قُلُوبِ المُسْلِمِينَ مَكَانَةٌ في الأَضْلُعِ الْقُدْسُ أَوْ بَغْدَادُ لَنْ * يُسْتَنْقَذَا بِالأَدْمُعِ إِنَّ الْعَرِينَ بِغَيْرِ مَا * أَسَدٍ بِهِ لَمْ يُمْنَعِ هَيَّا اثْأَرِي لِلْمُسْلِمِينَ مِنَ الْعَدُوِّ الأَبْقَعِ {يَاسِر الحَمَدَاني}

الدَّوْلَةُ الإِسْلاَمِيَّةُ الوَحِيدَةُ الَّتي لَهَا جَيْشٌ يحَارِبُ اليَهُودَ فَوْقَ أَرْضِ فِلَسْطِين: جَيْشُ حِزْبُ اللهِ المُوَالي لإِيرَان، إِيرَانُ الَّتي سَبَقَ مِنْ قبلُ أَنْ وَقَفَتْ في وَجْهِ زِمَمِ الأُمَمِ المُتَحَدَّةِ وَتحَدَّتِ العَالَمَ كُلَّهُ وَبَعَثَتْ بِالسِّلاَحِ إِلى أَبْنَاءِ البُوسْنَةِ العُزَّل؛ لِلتَّصَدِّي لمجْرِمِي الحَرْبِ مِنْ سَفَّاحِي الصِّرْب، هَذِهِ الشَّجَاعَةُ الَّتي جَلَبَتْ عَلَيْهَا المَتَاعِب، لَمْ تُبَالِ أَنْ يُقَالَ عَنهَا أَنَّهَا دوْلَةٌ تَرْعَى الإِرْهَابَ وَلاَ أَخْلَدَتْ إِلى الأَرْضِ وَآثَرَتِ السَّلاَمَةَ وَرَضِيَتِ الدَّنِيَّةَ في دِينِهَا ـ كَمَا فَعَلَ غَيرُهَا ـ بَلْ مَضَتْ في طَرِيقِهَا مُصْعِدَةً لاَ تَلْوِي عَلَى شَيْء 00!!

تِلْكَ هِيَ البُطُولَةُ النَّادِرَةُ الَّتي تَنحَني لَهَا الرِّقَاب، إِيتُوني بِدَوْلَةٍ عَرَبِيَّةٍ وَاحِدَةٍ عَمِلَتْ مِعْشَارَ مَا عَمِلَتْه 00؟! عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " النَّاسُ مَعَادِنُ كَمَعَادِنِ الفِضَّةِ وَالذَّهَب، خِيَارُهُمْ في الجَاهِليَّةِ خِيَارُهُمْ في الإِسْلاَمِ إِذَا فَقِهُواْ " 0 [رَوَاهُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2638 / عَبْد البَاقِي] وَتَعَالَ بِنَا اليَوْمَ وَانْظُرْ إِلى العَرَبِ كَيْفَ يَرُدُّونَ الجَمِيلَ لَهَا 00؟! فَمَا انْثنَتْ وَلاَ اسْتَحَواْ 00!!

بِأَفْعَالِنَا خَطَأٌ لُغَوِيٌّ * يُحَيِّرُ إِصْلاَحُهُ سِيبَوَيْه نُحَارِبُ أَعْدَاءَ أَعْدَاءِنَا * كَأَنَّ المُضَافَ المُضَافُ إِلَيْه {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} إِنَّ مَوَاقِفَهَا تَزِيدُ مِنْ قَدْرِهَا في عَيْني وَفي كُلِّ عَيْن، وَلَكَأَنيِّ بِهَا تَقُولُ بِلِسَانِ الحَالِ لِشَانِئِيهَا: خَلَتِ الدِّيَارُ فَسُدْتُ غَيرَ مُسَوَّدِ * وَمِنَ البَلاَءِ تَفَرُّدِي بِالسُّؤْدَدِ وَمِنَ العَجَب: تخَوِّفُنَا أَمْرِيكَا مِن إِيرَان 00!! يُخَوِّفُنَا مِن عَدُوٍّ بَعِيدٍ * عَدُوٌّ عَلَى صَدْرِنَا جَاثِمُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي}

بِاسْمِ الحَضَارَةِ وَالتَّعْمِيرِ قَدْ دَخَلُواْ * وَمَا هُمُ غَيرُ سَفَّاكٍ وَسَفَّاحِ اللِّصُّ أَصْبَحَ يَرْتَدِي في عَهْدِنَا ثَوْبَ المُقَاتِلْ إِنَّ أَمْرِيكَا هِيَ الشَّيْطَانُ الأَكْبَرُ في هَذَا الْعَالَم 00 العِرَاقُ بَغَى عَلَى الكُوَيْت، وَأَمْرِيكَا بَغَتْ عَلَى العِرَاق، وَهَكَذَا يُسَلِّطُ اللهُ الظَّالمِينَ عَلَى الظَّالمِين، وَلِذَا كَمَا أَنَّهُ لَمْ يَخْرُجِ العِرَاقُ مِنَ الكُوَيْتِ إِلاَّ بِالقُوَّة؛ فَلَنْ تخْرُجَ أَمْرِيكَا مِنَ الْعِرَاقِ إِلاَّ بِالقُوَّة 0

حَقَّاً وَاللهِ: الضَّعِيفُ لَيْسَ لَهُ مَكَان، في هَذَا الزَّمَان؛ مَا دَامَتْ أَمْرِيكَا كَالحُوتِ الظَّمْآن، وَتَقُولُ بِمِلْءِ فِيهَا لِلأَكْوَان: أَنَاْ أَمْرِيكَا مَلِكُ الْغَابَة * مَنْ يَمْلِكُ مِنْكُمْ إِغْضَابَه مَن خَاصَمَني لاَ أَرْحَمُهُ * وَحِصَارِي يُغْلِقُ أَبْوَابَه {عِصَام الْغَزَالي} غُولٌ تَصُولُ تُرِيدُ مَنْ تَغْتَالُهُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} فَلَيْسَ وَرَاءهَا غَيرُ التَّجَنيِّ * وَلَيْسَ أَمَامَنَا غَيرُ الدُّعَاءِ

وَانْفِجَارُ سَفَارَتَيْ أَمْرِيكَا بِكِينيَا وَتَنزَانيَا ـ وَعَدَدٍ مِنَ الدُّوَل ـ يُؤَكِّدُ كَرَاهِيَةَ العَرَبِ وَغَيرِ العَرَبِ لأَمْرِيكَا 00 كُلُّ الصُّدُورِ تَغْلِي عَلَيْهِمْ غَلَيَانَا عَلَواْ فَتَعَالَواْ، وَكَبرُواْ فَتَكَبَّرُواْ، لاَ يُرِيدُونَ بِأَيَّةِ حَالٍ مِنَ الأَحْوَالِ أَنْ تَقُومَ لِلْمُسْلِمِينَ قَائِمَة؛ فَبَعْدَمَا يَصْنَعُونَ هُمُ السِّلاَحَ النَّوَوِيّ؛ يَطْلُبُونَ مِنَّا نحْنُ التَّوْقِيعَ عَلَى مُعَاهَدَةِ حَظْرِ الأَسْلِحَة، وَهُمْ أَوَائِلُ دُوَلِ العَالَمِ في سِبَاقِ التَّسَلُّح 00!!

وَكُلُّنَا يَعْرِفُ كَيْفَ اغْتَالَ أُوْلَئِكَ الجُبَنَاءُ يحْيى المَشَدّ، وَسَمِيرَة مُوسَى، وَمُصْطَفَى مُشَرَّفَة، وَغَيرَهُمْ وَغَيرَهُمْ؛ وَمِن هُنَا بَادَرَتْ كُلٌّ مِنَ الهِنْدِ وَبَاكِسْتَانَ بِتَجَارِبهِمَا النَّوَوِيَّة، قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُمَا الغَرَقُ فَيَقُولاَ: أَلاَ لَيْتَنَا أُكِلْنَا يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَض 00 لِمَا لَمْ تَكُنْ كُورْيَا كَبَغْدَادَ لُقْمَةً * وَمِصْرَ الَّتي سَاغَتْ لِمَن هُوَ آكِلُ فَهَيْهَاتَ مَا كُلُّ البِلاَدِ كِنَانَةً * وَلاَ شَعْبُهُمْ كَالشَّعْبِ في مِصْرَ غَافِلُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف}

هَذَا هُوَ الغَرْب، هَكَذَا فَكَّرَ وَقَدَّر 00!! إِذَا رَأَيْتَ ثَنَايَا الذِّئْبِ بَادِيَةً * فَلاَ تَظُنَّنَّ أَنَّ الذِّئْبَ يَبْتَسِمُ {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} فَمِلَّةُ الكُفْرِ وَاحِدَة، إِنْ كَانَتْ أُورُوبَّا أَوْ أَمْرِيكَا 00 ذُرِّيَّةٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْض، وَكَأَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُواْ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَة؛ وَلِذَا يُسَلِّطُ اللهُ عَلَيْهِمْ بَينَ الحِينِ وَالحِين؛ الأَعَاصِيرَ الَّتي تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيم} {الذَّارِيَات/42}

كَإِعْصَارِ كَاتْرِينَا؛ الَّذِي رَاحَ فِيهِ آلاَفُ الأَمْرِيكِيِّين؛ وَكَأَنَّهُ قِصَاصُ عَدَالَةِ السَّمَاء؛ مِن هَؤُلاَء 00 بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبَاً مِنْ دَارِهِمْ} {الرَّعْد/31} وَكَأَنَّهَا رِسَالَةٌ تَقُولُ لأَمْرِيكَا: إِنْ قَهَرْتِ مَنْ في الأَرْض؛ فَلَنْ تَقْهَرِي مَنْ في السَّمَاء 00!!

مَلْحُوظَة: لِلْعِلْمِ فَإِيرَانُ لَيْسَتْ كُلُّهَا شِيعَة، وَالشِّيعَةُ لَيْسُواْ كُلُّهُمْ رَوَافِضَ يَلْعَنُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَر، وَلَيْسَ مِنَ المَعْقُولِ أَنْ نُسَوِّيَ بَينَ الغَرْبِ المُشْرِك، الَّذِي نُقَبِّلُ يَدَ مَنْ يَبْتَسِمُ لَنَا مِنهُ ابْتِسَامَة، وَبَينَ مَنْ يَقُولُونَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، إِنْ كَانُواْ كُفَّارَاً؛ فَهُمْ بِمَثَابَةِ الحُلَفَاء، وَقَدْ حَالَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اليَهُود، وَإِنْ كَانُواْ مُسْلِمِين: فَلْنَضَعْ أَيْدِيَنَا في أَيْدِيهِمْ لِقِتَالِ اليَهُود؛ وَفي الحَالَتَينِ لاَ يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لاَ يَشْكُرُ النَّاسَ، وَمَن أَسْدَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفَاً فَكَافِئُوه؛ هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَان 00؟!

فَرَّحْتَنَا يَا جَيْشَ حِزْبِ اللهِ * فَأَدِمْ عَلَيْنَا النَّصْرَ مِنْهُ إِلَهِي لاَ زَالَ يَقْصِفُ لِلْيَهُودِ حُصُونَهُمْ * بِبَسَالَةٍ جَلَّتْ عَنِ الأَشْبَاهِ وَلِذَا جُمُوعُ المُسْلِمِينَ تَرَاهُمُ * أَثْنَواْ عَلَيْهِ بِأَلْسُنٍ وَشِفَاهِ لِلصِّدْقِ وَالإِخْلاَصِ فِيهِ فَإِنَّهُ * لَمْ يَسْعَ قَطُّ لِمَنْصِبٍ أَوْ جَاهِ مَا لَمْ يَجِئْ بِالسِّلْمِ طَوْعَاً أَهْلَهُ * لاَ شَكَّ سَوْفَ يَجِيءُ بِالإِكْرَاهِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} وَأَيَّاً كَانَ الأَمْر؛ فَفَرَحُنَا بِانْتِصَارِهِمْ شَيْءٌ لاَ غُبَارَ عَلَيْه؛ فَلَقَدْ فَرِحَ الصَّحَابَةُ مِنْ قَبْلِنَا بِانْتِصَارِ الرُّومِ المُشْرِكِين؛ عَلَى الْفُرْسِ الْوَثَنِيِّين 00

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ في قَوْلِهِ تَعَالى: {غُلِبَتِ الرُّوم {2} في أَدْنى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُون {3} في بِضْعِ سِنِينَ للهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُون {4} بِنَصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيم} {الرُّوم} قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: غُلِبَتْ وَغَلَبَتْ، كَانَ المُشْرِكُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَرَ فَارِسُ عَلَى الرُّوم؛ لأَنَّهُمْ أَهْلُ أَوْثَان، وَكَانَ المُسْلِمُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَرَ الرُّومُ عَلَى فَارِس؛ لأَنَّهُمْ أَهْلُ كِتَاب، فَذَكَرُوهُ لأَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَمَا إِنَّهُمْ سَيَغْلِبُون " 0

فَذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لَهُمْ ـ أَيْ لِلْمُشْرِكِين ـ فَقَالُواْ: اجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ أَجَلاً؛ فَإِنْ ظَهَرْنَا كَانَ لَنَا كَذَا وَكَذَا، وَإِنْ ظَهَرْتُمْ كَانَ لَكُمْ كَذَا وَكَذَا؛ فَجَعَلَ أَجَلاً خَمْسَ سِنِين، فَلَمْ يَظْهَرُواْ؛ فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَلاَ جَعَلْتَهَا إِلى دُونِ العَشْر " 00 ثمَّ ظَهَرَتِ الرُّومُ بَعْد، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالى: {غُلِبَتِ الرُّوم {2} في أَدْنى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُون {3} في بِضْعِ سِنِينَ للهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُون {4} بِنَصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيم} {الرُّوم} " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْمَيْ: 2495، 2770، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

وَبَعْد إِنَّ اللهَ وَحْدَهُ القَادِرُ عَلَى تَوْحِيدِنَا تحْتَ رَايَةِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله؛ اللَّهُمْ كَمَا رَزَقْتَنَا كَلِمَةَ التَّوْحِيد؛ فَارْزُقْنَا تَوْحِيدَ الْكَلِمَة، وَانْزَعِ الْغِلَّ وَالتَّعَصُّبَ مِنْ نُفُوسِ هَذِهِ الأُمَّة 00 بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني: °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الأمين غير الأمين

الأَمِينُ غَيرُ الأَمِين غَضِبَ مِنيِّ بَعْضُ إِخْوَاني؛ وَفَسَّرُواْ مُهَاجَمَتي لِلْفَسَادِ وَالمُفْسِدِينَ بِأَنَّهُ سُلُوكٌ عُدْوَاني، وَالشَّرُّ لِلشَّرِّ خُلِق 00 يَقُولُ أَمِيرُ الشُّعَرَاءِ في نَهْجِ الْبُرْدَة: وَالشَّرُّ إِنْ تَلْقَهُ بِالخَيْرِ ضِقْتَ بِهِ * ذَرْعَاً وَإِنْ تَلْقَهُ بِالشَّرِّ يَنْصَرِمِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {لاَ يُحِبُّ اللهُ الجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ القَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِم} {النِّسَاء/148} عَنْ مجَاهِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " هُوَ الرَّجُلُ يَنْزِلُ بِالرَّجُلِ فَلاَ يُحْسِنُ ضِيَافَتَه؛ فَيَخْرُجُ مِن عِنْدِهِ فَيَقُول: أَسَاءَ ضِيَافَتي وَلَمْ يُحْسِن " 0 [الإِمَامُ الطَّبرِيُّ في تَفْسِيرِهِ لِهَذِهِ الآيَة] وَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في تَفْسِيرِ قَوْلِهِ {إِلاَّ مَنْ ظُلِم}: " إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ فَانْتَصَرَ يِجَهَرُ بِالسُّوء " 0 [الإِمَامُ الطَّبرِيُّ في تَفْسِيرِهِ لِهَذِهِ الآيَة] إِيَّاكَ وَطَرِيقَ الظَّالمِين هَذِهِ حِكَايَةُ أَمِينُ شُرْطَةٍ كَتَبْتُ أَحَثُّهُ عَلَى عَدَمِ الظُّلْم، وَهُوَ لَدَيْهِ ابْنٌ رَضِيعٌ اسْمُهُ أَدْهَم: إِذَا كُنْتَ تَخْشَى عَلَى أَدْهَمَا * فَإِيَّاكَ إِيَّاكَ أَنْ تَظْلِمَا فَيَحْصُدَ مَا قَدْ جَنَاهُ أَبُوهُ * وَيَلْقَاهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُفْطَمَا فَلاَ تَقْبِضَنَّ عَلَى أَيِّ شَخْصٍ * بِظَنِّكَ مِنْ دُونِ أَنْ تَفْهَمَا وَلاَ تَبْطِشَنَّ بِكُلِّ بَرِيءٍ * بِحُجَّةِ أَنَّكَ حَامِي الحِمَى حَتىَّ أَظْهَرَ اللهُ لَنَا كَذِبَ زَعَامَاتِه، وَأَبْدَتْ لَنَا الأَيَّامُ بَعْضَ كَرَامَاتِه؛ فَكَتَبْتُ فِيه؛ مُنَدِّدَاً بِسُلُوكِهِ غَيرِ النَّزِيه: في الحَيِّ شُرْطِيٌّ أَبَانَ اللهُ مِنهُ مَعَايِبَه فَضَحَتْهُ فِيمَا بَيْنَنَا أَخْطَاؤُهُ المُتَعَاقِبَة دَوْمَاً يُعَدِّدُ بَيْنَنَا سُلْطَاتِهِ وَمَنَاصِبَه وَيَظَلُّ يَدْهُنُ لِلْجَمِيعِ مِنَ الْوُعُودِ الْكَاذِبَة لِيُبَادِرُواْ وَيُحَقِّقُواْ أَغْرَاضَهُ وَمَآرِبَه حَتىَّ عَرَفْنَا بِالتَّتَبُّعِ مَكْرَهُ وَمَقَالِبَه وَبِأَنَّ كُلَّ ظُنُونِنَا بِالأَمْسِ كَانَتْ خَائِبَة وَكَتَبْتُ فِيهِ أَيْضَاً: نَذْلٌ خَبِيثٌ مَاكِرٌ وَمُخَادِعُ في الاَحْتِيَالِ عَلَى الخَلاَئِقِ بَارِعُ وَيُبَرِّرُ الْكِذْبَ الَّذِي قَدْ صَاغَهُ * بِالْكِذْبِ في الأَقْوَالِ وَهْوَ يُدَافِعُ يَنْسَلُّ كَالثُّعْبَانِ مُخْتَفِيَاً وَفي * أَحْشَائِهِ لِلْخَلْقِ سُمٌّ نَاقِعُ لَمْ يَسْعَ قَطُّ مَعَ امْرِئٍ في حَاجَةٍ * إِلاَّ إِذَا كَانَتْ لَدَيْهِ مَنَافِعُ إِنْ كَانَ فَرْدُ الأَمْنِ فِينَا هَكَذَا * أَخْلاَقُهُ فَالْعَدْلُ فِينَا ضَائِعُ هَذَا سُلُوكٌ في الْكِنَانَةِ سَائِدٌ * وَبِكُلِّ مُجْتَمَعٍ رَدِيءٍ شَائِعُ لَكِنَّ مِصْرَ الظُّلْمُ فِيهَا زَائِدٌ * وَبِبَحْرِهَا دُونَ الْبُحُورِ زَوَابِعُ يَاسِر الحَمَدَاني

الإرهاب والأسباب المؤدية إليه

الإِرْهَابُ وَالأَسْبَابُ المُؤَدِّيَةُ إِلَيْه، وَكَيْفِيَّةُ القَضَاءِ عَلَيْه إِنَّ الحُكُومَةَ بِصِفَةٍ عَامَّةٍ تُرِيدُ أَنْ تُلْقِيَ التَّبِعَةَ في هَذَا الأَمْرِ عَلَى الجَمَاعَات، مُتَجَاهِلَةً مَا بِدَاخِلِهَا مِنَ السَّلْبِيَّات، وَالجَمَاعَاتُ في المُقَابِلِ تُرِيدُ أَنْ تُلْقِيَ التَّبِعَةَ في هَذَا الأَمْرِ عَلَى الحُكُومَة 00!! فَالتَّيَّارُ الإِسْلاَمِيُّ يُرِيدُ مِمَّنْ يَتَعَرَّضُ لهَذِهِ المُشْكِلَةِ أَنْ يُهَاجِمَ الحُكُومَة، وَالحُكُومَةُ في المُقَابِلِ تُرِيدُ مِمَّنْ يَتَعَرَّضُ لهَذِهِ المُشْكِلَةِ أَنْ يُهَاجِمَ التَّيَّارَ الإِسْلاَمِيّ، وَلِكُلِّ فَرِيقٍ مِنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْم؛ فَأَحْبَبْتُ أَن أَتَعَرَّضَ بِإِنْصَافٍ لِهَذِهِ الْقَضِيَّة، وَلاَ أَكُونَ مُتَحَيِّزَاً إِلى فِئَة، لاَ إِلى هَؤُلاَءِ وَلاَ إِلى هَؤُلاَء 00 فَالحُكُومَةُ غَشُومَة * وَالجَمَاعَاتُ غَشِيمَة لَقَدْ كُنْتُ كَثِيرَاً مَا أَقُولُ لِلْمُتَدَيِّنِين: " أَسَأْتمْ الظَنَّ بِالحُكُومَة؛ فَأَسَاءتْ مُعَامَلَتَهَا لَكُمْ، وَمَنْ شَاتمَ القَوْمَ شَاتَمَوه " 00!! حَتىَّ رَأَيْتُ مِنَ الظُّلْمِ مَا لاَ يُطَاق، وَعَرَفْتُ أَنَّ الحُكُومَةَ فِيهَا مِنهُ مَا يَمْلأُ الآفَاق 00!! وَبَغَّضَنَا في عِلْيَةِ القَوْمِ أَنَّهُمْ * ثِيَابٌ بهَا مَا شِئْتَ مِنْ كُلِّ سَافِلِ وَهَذَا هُوَ مَا جَعَلَني أُعِيدُ النَّظَرَ في هَذِهِ المُلاَبَسَات؛ فَتَبَيَّنَ لي بَعْدَ التَّحَرِّيَّات: أَنَّ كَبْتَ الحُرِّيَّات، وَالزَّجَّ بِكُلِّ بِالمُتَدَيِّنِينَ في السُّجُونِ وَالمُعْتَقَلاَت؛ هُوَ الَّذِي أَدَّى إِلى كُلِّ هَذِهِ التَّوَتُّرَات 00 خَرَجَ أُنَاسٌ عَلَى أَحَدِ الخُلَفَاء؛ فَاسْتَفْتَوُاْ الإِمَامَ مَالِكَاً في صَلْبِ هَؤُلاَء: أَيَجُوزُ أَمْ لاَ 00؟! فَقَالَ نَعَمْ 00 إِن خَرَجُواْ عَلَى مِثْلِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيز 00!! فَسُئِلَ وَإِنْ لَمْ يَكُونُواْ مِثْلَه 00؟! فَقَالَ رَحِمَهُ الله: فَدَعِ الظَّالِمِينَ لِلظَّالِمِين؛ يَنْتَقِمُ اللهُ بِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْض 0 إِنَّ الإِرْهَابَ وَلِيدُ الظُّلْم؛ فَبِالظُّلْمِ يَسْتَحِيلُ المَظْلُومُ إِلى ظَالِم، لاَ يُفَكِّرُ إِلاَّ في الاَنْتِقَامِ وَالجَرَائِم، وَإِنَّ الَّذِي تَصْنَعُهُ حُكُومَاتُنَا الإِسْلاَمِيَّةُ مَعَ المُتَدَيِّنِينَ مِنَ الشَّبَاب؛ بحُجَّةِ الحَرْبِ عَلَى الإِرْهَاب؛ لاَ يخْتَلِفُ كَثِيرَاً عَمَّا تَصْنَعُهُ أَمْرِيكَا تحْتَ نَفْسِ الأَسْبَاب 00!! أَعْلَنُواْ عَلَى الإِسْلاَمْ * الحَرْبَ بِاسْمِ الإِرْهَابْ أَذَاقُواْ حَتىَّ الحَمَامْ * فِيهَا صُنُوفَ الْعَذَابْ صَدَقَ أَحَدُ الْكُتَّابِ عِنْدَمَا قَال: " يَقْبِضُونَ عَلَى طَارِق عَلِي وَطَارِق أَحْمَد وَطَارِق حسين؛ من حُبِّهِمْ في قَانُونِ الطَّوَارِق " 00!! المجْرِمُ وَاحِدٌ وَالمُتَّهَمُونَ عَشْرَة 00!! يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ بِمَلْءِ السُّجُونِ بِالْعِبَاد؛ سَيُعَالجُونَ أَزْمَةَ السُّكَّانِ وَالتَّعْدَاد 0 المُتَّهَمُ في كُلِّ مَكَانٍ بَرِيءٌ حَتىَّ تَثْبُتَ إِدَانَتُه، إِلاَّ في مِصْر: فَالبَرِيءُ بِهَا مُتَّهَمٌ حَتىَّ تَثْبُتَ بَرَاءتُه 0 تُذَكِّرُكَ أَفَاعِيلُهُمْ بِالثَّعْلَبِ الَّذِي كَانَ لاَ يُقَابِلُ الْقِرْدَ مِن غَيرِ أَنْ يَصْفَعَه، وَيَقُولُ لَهُ أَيْنَ الْقُبَّعَة 00؟! فَشَكَا الْقِرْدُ لِلأَسَدِ ظُلْمَ الثَّعْلَبِ وَإِرْهَابَه؛ فَقَالَ لَهُ مَلِكُ الْغَابَة: إِنَّهُ سَوْفَ يَلْقَاكَ بَعْدَ قَلِيل، وَسَوْفَ يَأْمُرُكَ بِصُعُودِ نخْلَةٍ مِن هَذَا النَّخِيل، وَسَيَقُولُ لَكَ هَاتِ لي تَمْرَة؛ وَإِنَّكَ لَوْ أَطَعْتَ أَمْرَه؛ وَجِئْتَهُ بِتَمْرَةٍ حَمْرَاء؛ سَيَضْرِبُكَ وَيَقُولُ لَكَ أُرِيدُهَا صَفْرَاء، وَلَوْ جِئْتَهُ بِتَمْرَةٍ صَفْرَاء؛ سَيَضْرِبُكَ وَيَقُولُ لَكَ أُرِيدُهَا حَمْرَاء؛ فَإِذَا مَا لَقِيتَهُ فَكُنْ مِنَ الأَذْكِيَاء؛ وَقُلْ لَهُ: تُرِيدُهَا صَفْرَاءَ أَمْ حَمْرَاء 00؟ فَلَقِيَهُ الثَّعْلَب، وَطَلَبَ مِنهُ ذَلِكَ المَطْلَب، فَقَالَ لَهُ الْقِرد: تُرِيدُهَا صَفْرَاءَ أَمْ حَمْرَاء 00؟ فَصَفَعَهُ صَفْعَةً مُوجِعَة؛ وَقَالَ لَهُ: أَيْنَ الْقُبَّعَة 00؟!! فَلَيْسَ وَرَاءهُمْ غَيْرُ التَّجَنيِّ * وَلَيْسَ أَمَامَنَا غَيْرُ الدُّعَاءِ

وَصَدَقَ أَيْضَاً وَاللهِ مَنْ قَالَ مُتَهَكِّمَاً: قَامَتْ مُظَاهَرَةٌ في أَحَدِ المَيَادِينِ احْتِجَاجَاً عَلَى الْفَسَاد؛ فَحَضَرَتِ الشُّرْطَةُ في لَمْحِ الْبَصَرِ عَلَى غَيرِ المُعْتَاد، فَفَرَّ المُوَاطِنُون؛ كَيْ لاَ يُرْمَى بِهِمْ في السُّجُون، فَصَادَفُواْ قِرْدَاً يجْرِي بَينَ الحُشُود؛ فَاسْتَوْقَفُوهُ وَسَأَلَهُ أَحَدُ الجُنُود: لِمَ تجْرِي وَنحْنُ لاَ نَقْبِضُ عَلَى الْقُرُود؛ فَقَال: حَتىَّ يَتَأَكَّدُواْ أَنيِّ قِرْدٌ سَتَكُونُ قَدْ مَرَّتْ سَنَة، وَنَسِيتُ مَن أَنَا 00!! إِنَّ زَبَانِيَةَ جَهَنَّمَ أَوْ زُوَّارَ الفَجْر: الَّذِينَ تَسْتَعْمِلُهُمُ الحُكُومَةُ في هَذَا الأَمْر؛ يَظُنُّونَ أَنَّ الحُكُومَةَ اخْتَارَتْهُمْ لِشَجَاعَتِهِمْ وَبَسَالَتِهِمْ؛ بَيْنَمَا تَمَّ اخْتِيَارُهُمْ في الحَقِيقَةِ لِبَشَاعَتِهِمْ وَنَذَالَتِهِمْ، وَلأَنَّهُمْ فِئَة؛ نِسْبَةُ الضَّمِيرِ فِيهَا وَاحِدٌ في المِئَة، لاَ يَتَوَرَّعُونَ عَنْ ظُلْمِ الأَبْرِيَاء، وَسَبِّ الشُّرَفَاء، وَضَرْبِ الْعُلَمَاء، وَلأَنَّهُمْ وَجَدُواْ فِيهِمُ الطَّاعَةَ الْعَمْيَاء؛ فَكَثِيرَاً مَا يَعْتَدِي مِنهُمْ مَنْ لَيْسَ لَهُ قَلْب؛ بِالشَّتْمِ وَالسَّبِّ وَالضَّرْب؛ عَلَى مَنْ لَيْسَ لَهُ ذَنْب؛ لِيُثْبِتُواْ لِلشَّعْب؛ أَنَّ الأَمْنَ مُسْتَتِبّ 00!! القَيْدُ يَعَضُّ عَلَى القَدَمَين * وَسَجَائِرُ تُطْفَأُ في العَيْنَين وَدَمٌ في الأَنْفِ وَفي الشَّفَتَين وَرُبَّ أُمُورٍ يخْجِلُ الحُرَّ ذِكْرُهَا * يَضِيقُ بِهَا الصَّدْرُ الفَسِيحُ وَتُكْتَمُ هَرَبَ أَحَدُ المَسَاجِينِ في زَحْمَةِ الزِّيَارَات، فَبَدَأَتْ حَالَةُ الطَّوَارِئِ في السِّجْنِ عَلَى أَشُدِّهَا، حَتىَّ إِنهُمْ بَعَثُواْ في طَلَبِ أُخْتِهِ وَأُمِّهِ وَأَخِيه، وَهَدَّدُواْ أَخَاهُ بِاغْتِصَابِ أُخْتِهِ إِنْ لَمْ يخْبِرْهُمْ بمَكَانِ أَخِيهِ الهَارِب، سَمِعَ بِذَلِكَ أَخُوه؛ فَقَرَّرَ تَسْلِيمَ نَفْسِهِ رَحْمَةً بِأَهْلِه؛ فَمَاذَا كَانَ مِن إِدَارَةِ السِّجْن 00؟ أَذَاقُوهُ أَلوَانَ العَذَاب، حَتىَّ إِذَا كَانَ بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّام؛ جَمَعُواْ كُلَّ المَسَاجِينِ في سَاحَةٍ وَاسِعَة، ثُمَّ أَخْرَجُوهُ عَارِيَ الجَسَدِ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّه، كَانَ جِسْمُهُ مُسْوَدَّاً مِنْ كَثرَةِ الضَّرْبِ وَالتَّعْذِيب، وَبَعْدَ يَوْمَينِ مَاتَ السَّجِينُ مِنْ شِدَّةِ مَا رَآهُ مِنَ التَّعْذِيب، فَوَضَعُواْ جُثَّتَهُ أَمَامَ أَعْينِ النَّاس، وَوَضَعُواْ بجُوَارِهَا زُجَاجَةَ سُمٍّ فَارِغَة، وَقَامُواْ بِالإِبْلاَغِ عَنِ انْتِحَارِه 00!! بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُواْ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ ثمَّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الحَرِيقِ} {البرُوج/10} عَن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَرَّ هِشَامُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ حِزَام؛ عَلَى أُنَاسٍ مِنَ الأَنْبَاطِ بِالشَّام، قَدْ أُقِيمُواْ في الشَّمْس؛ فَقَالَ مَا شَأْنُهُمْ 00؟! قَالُواْ: حُبِسُواْ في الجِزْيَة؛ فَقَالَ هِشَام: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِنَّ اللهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ في الدُّنْيَا " 0 وَلَمْ يَكْتَفِ هِشَامٌ بِإِنْكَارِ المُنْكَرِ بِاللِّسَانِ الفَصِيح؛ بَلْ يَقُولُ عُرْوَةُ في آخِرِ هَذَا الأَثَرِ الصَّحِيح: " فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَحَدَّثَهُ؛ فَأَمَرَ بِهِمْ فَخُلُّواْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2613 / عَبْد البَاقِي] وَالأَنْبَاطُ هُمْ أُنَاسٌ مِنَ الْعَجَم ـ أَيْ مِن غَيرِ الْعَرَب ـ كَانُواْ يَأْتُونَ لِيَعْمَلُواْ بِالأُجْرَةِ في الزِّرَاعَةِ بِبِلاَدِ الإِسْلاَم، أَيَّامَ كَانَ الإِسْلاَمُ دُسْتُورَنَا، الَّذِي نَسُوسُ بِهِ أُمُورَنَا 0 وَلَمْ تَكْتَفِ الحُكُومَةُ بِمَا سُقْنَاهُ مِنَ الْكَلاَم، بَلْ وَصَوَّرَتْنَا في المُسَلْسَلاَتِ وَالأَفْلاَم: أَنَّنَا إِرْهَابِيُّونَ وَمُتَطَرِّفُونَ وَأَئِمَّةٌ في الإِجْرَام، وَالرَّاقِصَةُ وَالعَاهِرَةُ مُوَاطِنَةٌ صَالحَةٌ تَعْمَلُ للهِ وَالوَطَنِ وَالإِسْلاَم، بَلْ وَأَشَدُّ مِنَّا حِرْصَا، وَالأَعْمَالُ في هَذَا أَكْثَرُ مِن أَنْ تُحْصَى 00 سَمَّمُواْ عُقُولَ النَّاسِ هُنَا وَهُنَاك؛ حَتىَّ صَارَ المُوَاطِنُ البَسِيطُ يخَافُ مِنْ كُلِّ ذِي لحْيَةٍ وَسِوَاك 0 أَمَّا إِنْ كَانَتْ بِنَا بَعْضُ العُيُوبِ فَنَحْنُ لَسْنَا مَلاَئِكَة، وَمِنَ الطَّبِيعِيِّ أَنْ يحْدُثَ لَنَا ذَلِكَا؛ فَلاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ لجِهَادِنَا هَذَا خَسَائِر، لاَ سِيَّمَا عِنْدَمَا نحْيى في مجْتَمَعٍ يُقَدِّسُ المَادِّيَّاتِ وَالمَظَاهِر، الدِّينُ فيهِ في وَادٍ، وَالنَّاسُ في وَادٍ آخَر 00!! بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني: °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الحاكم بأمر الشيطان

الحَاكِمُ بِأَمْرِ الشَّيْطَان إِنَّ مَنْ يُلاَحِظُ السِّينَارْيُوهَاتِ الَّتي يَسِيرُ عَلَيْهَا النِّظَامُ الأَمْرِيكِي ـ في التَّخْطِيطِ وَالتَّكْتِيكِ ـ يَكْتَشِفُ أَنَّ وَسِيلَتَهُمْ في الهَيْمَنَةِ وَالسَّيْطَرَة؛ وَاحِدَةٌ غَيرُ مُتَغَيِّرَة، فَمَا فَعَلُوهُ مَعَ الرَّئِيسِ الْعِرَاقِيِّ المخْلُوع؛ لاَ يخْتَلِفُ عَمَّا يُرِيدُونَ فِعْلَهُ مَعَ سُورِيَّا وَإِنِ اخْتَلَفَ المَوْضُوع: أَلاَ وَهُوَ الزَّجُّ بِالدَّوْلَةِ المُسْتَهْدَفَة؛ في دَائِرَةِ الخَطَإِ لأَخْذِهَا أَخْذَةً مُتَعَسِّفَة، فَكَمَا شَجَّعَتْ صَدَّامَاً في اعْتِدَائِهِ عَلَى الْكُوَيْت، ثُمَّ حَاسَبَتْهُ وَقَالَتْ لَهُ لِمَ اعْتَدَيْت؛ ظَلَّتْ تَضْغَطُ عَلَى سُورِيَّا حَتىَّ اضْطَرَّتْهَا فِيمَا يَبْدُو لِقَتْلِ الحَرِيرِي؛ لِتَسْهُلَ إِدَانَتُهَا بِهَذَا الحَدَثِ الخَطِيرِ، وَسَائِلُ الشَّيْطَانِ كَثِيرَة؛ لِلسَّيْطَرَةِ عَلَى الدُّوَلِ الْفَقِيرَة، وَهَكَذَا سَارَ بُوشُ الْوَجِيه؛ في الاَعْتِدَاءِ وَسَفْكِ الدِّمَاءِ عَلَى نَفْسِ طَرِيقِ أَبِيه، فَمِنْ تِلْكَ العَصَا هَذِهِ العُصَيَّة، وَلاَ تَلِدُ الحَيَّةُ إِلاَّ الحَيَّة، وَالْعِرَاقُ في الحَالَتَينِ هُوَ الضَّحِيَّة؛ وَلِذَا أَنْشَدْتُ أَقُول ـ في هَذَا الْغُول: يَا بُوشُ حَسْبُكَ بَلْطَجَةً وَتَلْكِيكَا * إِبْلِيسُ في المَكْرِ أَمْسَى لاَ يُبَارِيكَا عَلِمْتُ حُبَّكَ لِلشِّعْرِ الطَّرِيفِ لِذَا * نَظَمْتُ يَا بُوشُ عِقْدَاً في أَهَاجِيكَا الْكُلُّ قَدْ بَاتَ مِنْ ظُلْمٍ تُمَارِسُهُ * يَدْعُو عَلَيْكَ بِقُنْبُلَةٍ تُوَارِيكَا شَنَنْتَ حَرْبَاً عَلَى بَغْدَادَ ظَالِمَةً * بَدَا لِكُلِّ الْوَرَى فِيهَا تجَنِّيكَا وَقُلْتَ تَفْكِيكِيَ الإِرْهَابَ أَقْدَمَني * وَمَا أَرَدْتَ سِوَى لِلشَّرْقِ تَفْكِيكَا يَا بُوشُ هَلْ مَنْظَرُ الْقَتْلَى لَهُ طَرَبٌ * لَدَيْكَ أَمْ رُؤْيَةُ الأَشْلاَءِ تُسْلِيكَا لاَ الْعَقْلُ يَا بُوشُ يُجْدِي مَعْكَ قَطُّ وَلاَ * وَخْزُ الضَّمِيرِ وَلاَ الإِيمَانُ يُثْنِيكَا يَا مَنْ تُقَاضِي جَمِيعَ النَّاسِ إِنْ ظَلَمُواْ * لَقَدْ ظَلَمْتَ فَهَلْ قَاضٍ يُقَاضِيكَا لاَ بَارَكَ اللهُ في شَعْبٍ يُعِينُكَ في * ظُلْمِ الْوَرَى كُلَّمَا أَفْسَدْتَ يُعْلِيكَا كَأَنَّني بِكَ إِنْ قَدْ مُتَّ لاَ أَحَدٌ * تَلْقَاهُ يَا بُوشُ بَعْدَ المَوْتِ يَرْثِيكَا وَإِن غَرِقْتَ كَفِرْعَوْنٍ فَمَا أَحَدٌ * في النَّاسِ يَوْمَئِذٍ يَا بُوشُ يُنْجِيكَا مَنْ في الجَبَابِرِ طُولُ الظُّلْمِ خَلَّدَهُ * كَمَا طَوَى المَوْتُ هِتْلَرَ سَوْفَ يَطْوِيكَا لَوْ كُنْتَ تُبْدِي لِفِعْلِ الخَيرِ بَادِرَةً * يَا بُوشُ يَوْمَاً لَقُلْنَا اللهُ يَهْدِيكَا لَكِنْ نَقُولُ لَنَا رَبٌّ سَيَنْصُرُنَا * عَلَيْكَ يَا بُوشُ يَوْمَاً مَا وَيُخْزِيكَا غَدَاً تُحَاسَبُ لاَ تَلْقَى المَعُونَةَ في * ذَا الْيَوْمِ مِنْ دَوْلَةٍ أُخْرَى تُجَارِيكَا فَمِحْوَرُ الشَّرِّ لاَ كُورْيَا طَوَتْهُ وَلاَ * سُورْيَا وَلَكِنْ بِرِيطَانيَا وَأَمْرِيكَا بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني: °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الشاعر المغرور

الشَّاعِرُ المَغْرُور ======== إِنَّ الشِّعْرَ وَالأَدَب؛ لَيْسَ فَقَطْ كَلاَمَاً مِنْ ذَهَب، وَإِنَّمَا هُوَ فِكْرٌ وَإِصْلاَح، لاَ تَفَاهَةٌ وَفُكَاهَةٌ وَمُزَاح، وَقَوْلُنَا أَدْرَكَ شَهْرَزَادَ الصَّبَاح؛ وَلاَ انخِرَاطٌ في الْبُكَاءِ وَالنُّوَاح؛ فَالأُمَّةُ في حَاجَةٍ إِلى غَيرِ هَذَا الْكَلاَمِ المُبَاح 00 يَقُولُ ابْنُ مَنْظُورٍ في لِسَانِ الْعَرَب؛ عَنْ مَعْنى الأَدَب: " الأَدَب: الَّذِي يَتَأَدَّبُ بِهِ الأَدِيب؛ وَسُمِّيَ أَدَبَاً لأَنَّهُ يَأْدِبُ النَّاسَ إِلى المحَامِدِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المَقَابِح، وَالأَدَبُ هُوَ الظَّرْفُ وَحُسْنُ التَّنَاوُل " 0 [ابْنُ مَنْظُورٍ بِاخْتِصَارٍ في " لِسَانِ العَرَب " ص: 206/ 1] لَعَمْرُكَ إِنَّ المَكْرُمَاتِ أَصَابِعٌ * وَأَشْعَارُنَا في المَكْرُمَاتِ خَوَاتِمُ وَلَوْلاَ خِلاَلٌ سَنَّهَا الشِّعْرُ مَا دَرَى * بُغَاةُ النَّدَى مِن أَيْنَ تُؤْتَى المَكَارِمُ فَالشِّعْرُ لَيْسَ فَقَطْ حُسْنَ المَقَالِ، وَإِنَّمَا هُوَ أَيْضَاً حُسْنُ الْفِعَالِ؛ وَلِذَا كَتَبْتُ هَذِهِ الأَبْيَاتِ التَّالِيَاتِ لِلشَّاعِرٍ المُتَعَالي / 0000000، الَّذِي لَمْ يَصِلْ بِالمَوْهِبَةِ وَإِنَّمَا بِالمَالِ، الْعُلُوُّ لَيْسَ بِالتَّعَالي، يَا صَاحِبَ المَقَامِ الْعَالي، وَلاَ بِالْغِنى وَالتَّرَف؛ فَدَعْ عَنْكَ هَذَا الْقَرَف؛ فَمَهْمَا ادَّعَيْتَ الشَّرَف؛ فَمِثْلُكَ لاَ يُصَدَّقُ حَتىَّ وَإِن حَلَف 00!! عَلَيْكَ يُصِيبُنَا الأَسَفُ * وَمِنَّا الدَّمْعُ يَنْذَرِفُ عَلَى عِلْمٍ بِلاَ أَدَبٍ * وَعَقْلٍ حَشْوُهُ خَرَفُ فَثَوْبُكَ كُلُّهُ رُقَعٌ * وَشِعْرُكَ كُلُّهُ حَشَفُ وَبَيْتُكَ مِثْلُ بَيْتِ الْعَنْ * ْكَبُوتِ هَوَتْ بِهِ السُّقُفُ وَمَهْمَا قُلْتُ مِنْ كَلِمٍ * فَقَدْرُكَ دُونَ مَا أَصِفُ وَلَوْ صُوِّرْتَ مِنْ ذَهَبٍ * فَقَدْ أَزْرَى بِكَ الصَّلَفُ وَسَوْفَ تَظَلُّ محْتَقَرَاً * وَإِنْ نَشَرَتْ لَكَ الصُّحُفُ وَلَسْتُ أَقُولُ مَن أَعْني * فَكُلُّ النَّاسِ قَدْ عَرَفُواْ حَتىَّ اخْتِيَارَاتُهُ الَّتي يُرَصِّعُ بِهَا أَشْعَارَه؛ لَيْسَتْ جَوَاهِرَ بَلْ حِجَارَة، فَكَيْفَ يُوصَفُ بِالنُّبُوغِ شَاعِرٌ لاَ يُحْسِنُ حَتىَّ اخْتِيَارَه 00؟! ظَنَنْتُ بِأَنَّهُ صَدِيقٌ فَاضِل؛ فَرَحْمَةُ اللهِ عَلَى الْقَائِل: مَنِ اتَّخَذَ الْغُرَابَ لَهُ دَلِيلاً * سَيُنْزِلُهُ عَلَى جِيَفِ الْكِلاَبِ يَاسِر الحَمَدَاني: E :

الفساد الإداري والروتين في الدول المتخلفة

الْفَسَادُ الإِدَارِيُّ وَالرُّوتِينُ في الدُّوَلِ المُتَخَلِّفَة ======================== سَبَبُ الْكِتَابَةِ في هَذَا المَوْضُوع؛ أَنيِّ وَمُنْذُ أُسْبُوع: ذَهَبْتُ لاِسْتِخْرَاجِ كَعْبِ عَمَلْ؛ فَكِدْتُ لِثِقَلِ الرُّوتِينِ أَن أَفْقِدَ في الْوَظِيفَةِ الأَمَل، وَأَن أَتْرُكَ الجَمَلَ بِمَا حَمَل؛ حَيْثُ طَلَبُواْ مِنيِّ المجِيءَ بِرَقْمِي التَّأْمِيني؛ فَجَعَلْتُ أَسْأَلُ ذَاتَ الشِّمَالِ وَذَاتَ الْيَمِينِ؛ حَتىَّ انْتَهَى بِيَ بحْثِي وَتخْمِيني؛ إِلى مِشْوَارٍ سَاخِنٍ في الصَّيْفِ؛ فَكِدْتُ ـ وَكُنْتُ صَائِمًا ـ أَن أَلْقَى فِيهِ حَتْفِي، حَتىَّ وَصَلْتُ وَقَدْ وَقَعَ في ظَنيِّ أَنَّ وَزْني قَدْ قَلَّ إِلىَ النِّصْفِ، فَلَقِيتُ مجْمُوعَةً مِنَ المُوَظَّفِين: مُتَعَنِّتِينَ مُتَعَسِّفِين، يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ بِقَرَف، وَيَتَعَامَلُونَ مَعْكَ بِصَلَف 00!!

وَبَعْدَ طُولِ الاِنْتِظَار، وَسْطَ عُصْبَةٍ مِنَ الأَشْرَار، يُعَامِلُونَ المُوَاطِنَ بِمُنْتَهَى الاِسْتِهْتَار ـ وَكَأَنَّهُ أَحَدُ الخُدَّام ـ أَخَذْتُ رَقْمَاً مُكَوَّنَاً مِنْ سَبْعَةِ أَرْقَام؛ فَطَرَأَتْ عَلَى ذِهْني عَلاَمَةُ اسْتِفْهَام؛ تُشِيرُ إِلى جِهَازِنَا الإِدَارِيِّ بِأَصَابِعِ الاِتِّهَام: أَلَمْ يَكُ مِنَ الأَيْسَرِ الحُصُولُ عَلَيْهِ بِالتِّلِيفُون 00؟! بَدَلاً مِن هَذَا الْعَذَابِ الهُون، الَّذِي تَتَقَرَّحُ مِنهُ الجُفُون 00!! أَوِ الحُصُولُ عَلَيْهِ مِنْ شَبَكَةِ النِّتّ؛ لِتَيْسِيرِ الإِجْرَاءَاتِ وَسُرْعَةِ الْبَتّ 00؟! أَوْ كِتَابَتُهُ عَلَى بِطَاقَةِ الرَّقْمِ الْقَوْمِي؛ عَذَّبْتُمُونَا في الْفِطْرِ وَالصَّوْمِ؛

فَمَتى تُرِيحُونَ المُوَاطِنَ يَا قَوْمِي 00؟! وَلِذَا كَتَبْتُ هَذِهِ الأَبْيَات؛ مُنَدِّدَاً بِتِلْكَ السَّلْبِيَّات: أَحُكُومَةٌ مُتَخَلِّفَة * وَمُدِيرَةٌ مُتَعَجْرِفَة كُلٌّ تَسَبَّبَ في الْفَسَادِ مُوَظَّفٌ وَمُوَظَّفَة يَتَعَامَلُونَ بِصُورَةٍ لَيْسَتْ لِمِصْرَ مُشَرِّفَة وَعَلَى المَكَاتِبِ يَضْحَكُونَ كَأَنَّهُمْ في مَضْيَفَة وَلِذَاكَ يَبْحَثُ كُلُّ مَنْ يَحْتَاجُهُمْ عَنْ مَعْرِفَة مَا عَادَ يَكْفِي في الْعِمَالَةِ أَنْ تَكُونَ مُثَقَّفَة لاَ بُدَّ مِنْ أَهْلِ الأَمَانَةِ وَالْيَدِ المُتَعَفِّفَة

مَلْحُوظَة: كَلِمَةُ " مُتَعَجْرِفَة " كَلِمَةٌ صَحِيحَة؛ فَفي لِسَانِ الْعَرَب: " فُلاَنٌ يَتَعَجْرَفُ عَلَى فُلاَن: إِذَا كَانَ يُرْكِبُهُ بِمَا يَكْرَه، وَتَعَجْرَفَ فُلاَنٌ عَلَيْنَا: أَيْ تَكَبَّر، كَمَا يُقَال: رَجُلٌ فِيهِ تعَجْرُفٌ: أَيْ كِبْر " 0 {لِسَانُ الْعَرَب 0 بِتَصَرُّفٍ وَاخْتِصَار: 234/ 9} بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

القطط السمان

الْقِطَطُ السِّمَان ========= لَقَدْ كَثُرَ الحَدِيثُ عَنِ الْفَسَادِ في هَذَا الزَّمَان، وَإِنَّ أَوَّلَ مَا ذُكِرَ الْفَسَادُ ذُكِرَ في الْقُرْآن؛ فَقَالَ تَعَالى: {ظَهَرَ الفَسَادُ في البَرِّ وَالبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون} {الرُّوم/41} فَأَرَدْتُ أَن أَكْتُبَ شَيْئَاً في هَذِهِ الْقِطَطِ السِّمَان، الَّتي انْتَشَرَتْ في هَذَا الزَّمَان؛ بِأَعْدادٍ مخِيفَةٍ تَفُوقُ الحَصْر، حَتىَّ صَارَتْ صُورَةً لِمِصْر،

مَصُّواْ دِمَاءَ الْفُقَرَاء، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ محَاسَبَتَهُمْ لأَنَّهُمْ كُبَرَاء، تُطَالِعُنَا الصُّحُفُ بِسُقُوطِهِمْ بَينَ الحِينِ وَالآخَر، وَهَذَا الشَّعْبُ مَغْلُوبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَصَابِر؛ فَكَتَبْتُ مُوَبِّخَا؛ لِصَبْرِهِ عَلَى هَذَا الْفَسَادِ الَّذِي بَاضَ وَفَرَّخَا ـ وَبِالطَّبْعِ أَنَا لاَ أَقْصِدُ بِذَلِكَ الشُّرَفَاء ـ الَّذِينَ يخَافُونَ اللهَ في الْفُقَرَاءِ وَالضُّعَفَاء، كَمُحَافِظَيِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَقِنَا، اللَّذَيْنِ طَابَا أَصْلاً وَمَعْدِنَا، وَإِنَّمَا قَصَدْتُ الَّذِينَ أَدْرَكُواْ المُنى، وَلَمْ يَلْتَفِتُواْ لَنَا؛ وَبِدَوْرِي كَشَاعِرٍ كَتَبْتُ هَذِهِ الأَبْيَات؛ مُنَدِّدًا بِكُلِّ صُوَرِ الْفَسَادِ السَّلْبِيَّات:

أَرِيحُونَا فَقَدْ ظَهَرَ الْفَسَادُ * وَضَجَّتْ مِنهُ في مِصْرَ الْعِبَادُ مَضَتْ سَبْعُونَ عَامَاً في انْتِظَارٍ * وَلَمَّا تَنْتَهِي السَّبْعُ الشِّدَادُ قَرَاصِنَةٌ أَبَادُواْ خَيْرَ مِصْرٍ * كَأَنَّهُمُ احْتِلاَلٌ أَوْ جَرَادُ سِوَى أَنَّ الجَرَادَ يَسُدُّ جُوعَاً * وَلَكِنْ مَا لجُوعِهِمُ انْسِدَادُ يَظَلُّ الشَّعْبُ طُولَ الْعَامِ يَسْقِي * بِأَرْضٍ مَا لَهَا أَبَدَاً حَصَادُ أَرِيحُواْ شَعْبَ مِصْرَ وَفَارِقُوهُ * فَوَاللَّهِ لَقَدْ شَكَتِ الْبِلاَدُ إِذَا في قُرْبِكُمْ لَمْ يُرْجَ نَفْعٌ * فَحَتْمَاً سَوْفَ يَنْفَعُ الاِبْتِعَادُ

عَجِبْتُ لمِصْرَ تُسْرَقُ مِنْ قُرُونٍ * وَمَا لِكُنُوزِهَا أَبَدَاً نَفَادُ أَشِيرُواْ لِلْفَسَادِ وَحَاصِرُوهُ * فَأَوَّلُ صَحْوَةِ الشَّعْبِ انْتِقَادُ فَإِنَّهُمُ رَمَادٌ فَوْقَ جَمْرٍ * فَهَلْ يَبْقَى إِذَا نُفِخَ الرَّمَادُ يَاسِر الحَمَدَاني

الكل شعاره نفسي نفسي

الْكُلُّ شِعَارُهُ نَفْسِي نَفْسِي إِنَّ أَقْسَى مَا مَرَّ بي أَقْسَى هَذِهِ المحَاوَلاَتِ المَرِيرَة؛ صَدْمَتي في الشَّخْصِيَّاتِ الشَّهِيرَة، وَأَشَدُّ مَا يَكُونُ وَقْعُ الصَّدْمَةِ في الْقُلُوب؛ عِنْدَمَا تُصْدَمُ في الإِنْسَانِ المَوْهُوب 00 فَقُولُواْ لي بِاللهِ عَلَيْكُمْ: عَلَى أَيِّ بَابٍ أَطْلُبُ الإِذْنَ بَعْدَمَا * حُجِبْتُ عَنِ البَابِ الَّذِي أَنَا حَاجِبُه {التُّوتُ الْيَمَانيّ} بِالمِلْحِ نُصْلِحُ مَا نخْشَى تَغَيُّرَهُ * فَكَيْفَ بِالمِلْحِ لَوْ حَلَّتْ بِهِ الغِيرُ الْوَاحِدُ مِنهُمْ قَدْ يَعْتَذِرُ عَنْ بَعْضِ لِقَاءَاتِ التِّلِيفِزْيُون، وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يُفَكِّرْ في التَّنوِيهِ بِأَصْدِقَائِهِ رَغْمَ عِلْمِهِ أَنَّهُمْ مَوْهُوبُون؛ أَيْنَ مَا قَرَأْنَاهُ عَنْ شَهَامَةِ الْعَرَب، وَمَا عُرِفُواْ بِهِ مِنَ الإِيثَار 00؟! أَيْنَ مَا دَرَسْنَاهُ في كُتُبِ الأَدَب؛ عَنِ المُرُوءةِ مِنَ الأَخْبَارِ وَالأَشْعَار 00؟! يَرْحَمُ اللهُ ذَلِكَ الحَكِيمَ الَّذِي مَرَّ عَلَيْهِ صَدِيقَانِ كَانَا لاَ يَفْتَرِقَان؛ فَسَأَلَ رِفَاقَهُ: مَا بَالُهُمَا كَمُوسَى وَهَارُونَ لاَ يَفْتَرِقَان 00؟! فَقِيلَ لَهُ: صَدِيقَان؛ فَقَال: " فَمَا بَالي أَرَى أَحَدَهُمَا غَنِيَّاً وَالآخَرَ فَقِيرَا " 00؟!! يَرحَمُ اللهُ زَمَانَاً؛ كَانَ الأُدَبَاءُ فِيهِ ثَمَراً بِلاَ شَوْك؛ فَقَدْ أَصْبَحُواْ الْيَوْمَ شَوْكَاً بِلاَ ثَمَر، وَكَانَتْ قُلُوبهُمْ رَقِيقَةً؛ فَصَارَتْ أَقْسَى مِنَ الحَجَر، وَكَانَ شِعَارُهُمْ: لاَ عَاشَ مَن عَاشَ لِنَفْسِهِ فَقَطْ، أَمَّا شِعَارُهُمْ في هَذَا الزَّمَان: نَفْسِي نَفْسِي وَمِنْ بَعْدِيَ الطُّوفَان، فَنيَ الْعَصِيرُ وَبَقِيَ الثَّجِير 00!! وَكُنَّا نَسْتَطِبُّ إِذَا مَرِضْنَا * فَصَارَ سِقَامُنَا بِيَدِ الطَّبِيبِ اخْتَفَى سُوقُ الأَدَب، وَطَفَا سُوءُ الأَدَب 00 عَلَى مَنْ تَقْرَأُ مَزَامِيرَكَ يَا دَاوُد 00؟! غَزَلْتُ لهُمْ غَزْلاً رَقِيقَاً فَلَمْ أَجِدْ * لِغَزْليَ نَسَّاجَاً فَكَسَّرْتُ مِغْزَلي * وَلَوْ أَنَّ قَوْمِي أَنْطَقَتْني رِمَاحُهُمْ * نَطَقْتُ وَلَكِنَّ الرِّمَاحَ قِصَارُ {عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِب 0 بِتَصَرُّف} وَهَكَذَا: فَحِينَمَا ذَهَبْتُ أَتَلَفَّتُ ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَال؛ حَتىَّ أَجِدَ أَخَاً أَوْ نِصْفَ أَخٍ يَقِفُ بجَانِبي في محْنَتي ـ وَالمَرْءُ كَثِيرٌ بِأَخِيه، وَرُبَّ أَخٍ لَكَ لَمْ تَلِدْهُ أُمُّك ـ لَمْ أَجِدْ 00 وَلَوْ أَنىِّ عَثَرْتُ عَلَى صَدِيقٍ * لأَنْسَتْني الصَّدَاقَةُ بَعْضَ هَمِّي صَحِبْتُ بمِصْرَ بَعْضَ النَّاسِ جَهْلاً * بِهِ وَنَبَذْتُهُ مِنْ بَعْدِ عِلْمِ زَعَمْتُ بِأَنَّهُ خِلٌّ وَفىٌّ * فَكَذَّبَتِ اللَّيَالي فِيهِ زَعْمِي صَدَقَ المُتَنَبيِّ عِنْدَمَا قَال: شَرُّ البِلاَدِ مَكَانٌ لاَ صَدِيقَ بِهِ * وَشَرُّ مَا يَكْسِبُ الإِنْسَانُ مَا يَصِمُ وَلِذَا كَتَبْتُ قَائِلاً: أَيْنَ مَنْ كَانُواْ كِرَامَا * أَيْنَ أَخْلاَقُ الْقُدَامَى كَمْ رَأَيْنَا في بِلاَدِ النِّيلِ آلاَمَاً جِسَامَا مِن عَذَابٍ وَصِعَابٍ * كَسَّرَتْ مِنَّا الْعِظَامَا لَيْسَ يَلْقَى مُبْدِعُوهَا * مِن أُوْلي الأَمْرِ اهْتِمَامَا كَمْ لَيَالٍ قَدْ سَهِرْنَا * لَمْ نَذُقْ فِيهَا مَنَامَا لاَ تَلُمْني في كَلاَمِي * أَدْرَكَ الْبَدْرُ التَّمَامَا إِنَّهَا يَا صَاحِ سَاءتْ * مُسْتَقَرَّاً وَمُقَامَا يَاسِر الحَمَدَاني

الموهوبون والموهومون

المَوْهُوبُونَ وَالمَوْهُومُون لَقَدْ كَتَبْتُ هَذِهِ المَقَامَةَ المَيْمُونَة؛ مِن أَجْلِ المَوَاهِبِ المَدْفُونَة، وَالجَوَاهِرِ المَكْنُونَة؛ لأَقُولَ لِهَذِهِ الْعُقُولِ النَّيِّرَات: لاَ تَذْهَبْ أَنْفُسُكُمْ حَسَرَات 0 إِنَّ البَدْرَ دَائِمَاً لاَ يَظْهَرُ إِلاَّ في الظَّلاَم، وَالأَحْجَارُ الْكَرِيمَةُ لاَ تَكُونُ إِلاَّ تحْتَ الأَقْدَام 00!! {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُواْ شَيْئَاً وَيجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيرَاً كَثِيرَا} {النِّسَاء/19} وَالمحَنُ وَالشَّدَائِدُ هِيَ الَّتي تَصْنَعُ الرِّجَال، وَالأَجْسَامُ لاَ تَصِحُّ إِلاَّ بَعْدَ اعْتِلاَل 00!! فَطَرِيقُ الجَنَّةِ لَيْسَ مَفرُوشَاً بِالوُرُودِ وَالشُّمُوع، بَلْ بِالشَّوْكِ وَالدُّمُوع، وَمَن أَرَادَ أَكْلَ التِّينِ فَلْيَتَحَمَّلْ مَا تُسَبِّبُهُ لَهُ الأَشْوَاكُ مِنَ الجُرُوح؛ فَالرَّاحَةُ دَائِمَاً لاَ تَأْتِي إِلاَّ بَعْدَ طُلُوعِ الرُّوح، وَلاَ يُوجَدُ كَاتِبٌ وَلاَ أَدِيبٌ وَلاَ شَاعِر، أَبْدَعَ في التِّرَاجِيدْيَا وَالأَدَبِ السَّاخِر؛ مِن غَيرِ أَنْ يُعَانيَ مُرَّ المُعَانَاة، وَيَرَى المَوْتَ عَلَى قَيْدِ الحَيَاة، وَلَوْلاَ ظَلاَمُ الْفَجْر، لَمَا ظَهَرَ جَمَالُ الْبَدْر 00!! وَنجَاحُ المَوْهُومِين؛ لاَ يُقَلِّلُ أَبَدَاً مِنْ شَأْنِ المَوْهُوبِين؛ فَالبرْمِيلُ الْفَارِغُ هُوَ الَّذِي يحْدِثُ الرَّنِين!! {قُلْ لاَ يَسْتَوِي الخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الخَبِيث} {المَائِدَة/100} وَصَدَقَ الحُكَمَاء ـ عِنْدَمَا قَالُواْ في تجَاهُلِ الْعُلَمَاء: البَيْضُ الفَاسِدُ هُوَ الَّذِي يَطْفُو عَلَى سَطْحِ المَاء؛ وَلِذَا أَصْبَحَتْ مِصْر: أَشْبَهَ شَيْءٍ بِالْبَحْر 00 فَوْق الرَّأْسِ يَحْمِلُ * الأَقْذَارَ وَالأَعْفَان وَتَدُوسُ أَرْجُلُهْ * اليَاقُوتَ وَالمَرْجَان وَهَكَذَا يَسْفُلُ * الرَّاجِحُ في المِيزَان {أَفْكَارٌ جَيِّدَةٌ قَرَأْتُهَا في شِعْرِ ابْنِ الرُّومِيِّ فَقُمْتُ بِنَظْمِهَا وَتَهْذِيبِهَا} وَكَتَبْتُ أَيْضَاً هَذِهِ الأَبْيَاتِ عَلَى سَبِيلِ المُوَاسَاةِ لهَؤُلاَءِ الْعَبَاقِرَة، وَكَمَا قَالُواْ في الأَمْثَالِ السَّائِرَة: النَّائِحَةُ الثَّكْلَى لَيْسَتْ كَالمُسْتَأْجَرَة: زَمَنٌ بِهِ فِرَقُ الذُّبَابْ * قَدْ أَصْبَحَتْ فَوْقَ السَّحَابْ الرُّؤْيَةُ انعَدَمَتْ بِهِ وَبجَوِّهِ كَثُرَ الضَّبَابْ النَّاسُ تَرْغَبُ في الْقُشُورِ بِهِ وَتَزْهَدُ في اللُّبَابْ مَا فِيهِ أَرْخَصُ قَطُّ مِنْ دِيوَانِ شِعْرٍ أَوْ كِتَابْ زَمَنٌ بِهِ أَهْلُ التُّرَاثِ لِفَقْرِهِمْ أَكَلُواْ التُّرَابْ وَيُوَاجِهُ الأُدَبَاءُ فِيهِ كُلَّ أَنوَاعِ الصِّعَابْ حَقُّ المُؤَلِّفِ صَارَ بِالإِكْرَاهِ يُغْتَصَبُ اغْتِصَابْ أَمْسَى فَرِيسَةَ نَاشِرٍ فَظٍّ لَهُ ظُفْرٌ وَنَابْ زَمَنٌ عَجِيبٌ يَا صَدِيقِي مِنهُ شَعْرُ الرَّأْسِ شَابْ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني

بعض الاهتمام؛ يا هيئة النقل العام

بَعْضَ الاَهْتِمَام؛ يَا هَيْئَةَ النَّقْلِ الْعَامّ ==================== بَدَلاً مِن أَنْ تُيَسِّرَ هَيْئَةُ النَّقْلِ الْعَامِّ عَلَى النَّاس؛ وَبَدَلاً مِن أَنْ يَكُونَ لَدَيْهَا إِحْسَاس؛ بِمَا يُعَانِيهِ الشَّعْبُ مِنَ الإِفْلاَس؛ رَفَعَتْ قِيمَةَ التَّذْكَرَة، في سَيَّارَاتِ الْغَازِ المُطَوَّرَة، وَفي سَيَّارَاتِ المِيني بَاص، الَّتي لَيْسَ لِلْمُوَاطِنِ عَنهَا مَنَاص 00!! لَيْتَ هَؤُلاَءِ الخُبَرَاء؛ يَنْظُرُونَ بِعَينِ الرَّأْفَةِ إِلى الْفُقَرَاء، الَّذِينَ يَقِفُونَ بِالسَّاعَاتِ في الْعَرَاء، وَهُمْ تَصْطَكُّ أَسْنَانُهُمْ وَيَنْتَفِضُونَ رَعْشَا؛ في انْتِظَارِ المَرْكَبَةِ ذَاتِ الخَمْسَةِ وَالْعِشْرِينَ قِرْشَا، الَّتي يَوْمُهَا بخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة، وَإِذَا أَتَتْ تَأْتي مُتَهَالِكَةً مُدَخِّنَة، وَكَأَنَّهَا قَدْ مَرَّتْ عَلَيْهَا بِلاَ إِصْلاَحٍ سِنُون، وَتَأْتي كَالْفُلْكِ المَشْحُون، النَّازِلُ مِنهَا مَعْجُون، وَالرَّاكِبُ فِيهَا مجْنُون، وَلْيَتَحَمَّلِ المُوَاطِنُ المَطْحُون 00!! وَتَعْلِيقَاً مِنيِّ عَلَى تِلْكَ السَّلْبِيَّات؛ كَتَبْتُ هَذِهِ الأَبْيَات: طَالَتْ بِنَا التَّوَسُّلاَتْ * يَا هَيْئَةَ المُوَاصَلاَتْ كَمْ قَدْ شَكَوْنَا لَمْ نجِدْ * مِنْكُمْ سِوَى المُمَاطَلاَتْ مَتى يَكُونُ بَيْنَنَا * وَبَيْنَكُمْ تَفَاعُلاَتْ مَتى سَتَبْحَثُونَ مَا * يُصِيبُنَا مِنْ مُشْكِلاَتْ مَتى نَرَى قَرَارَكُمْ * يَخْلُو مِنَ المجَامَلاَتْ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني E :

ثمان سنوات؛ يا وزارة الاتصالات؟

ثَمَانِ سَنَوَات؛ يَا وَزَارَةَ الاتِّصَالات؟! إِنَّهَا حَادِثَة؛ عَلَى الطُّرَافَةِ أَكْثَرِ مِنَ الحُزْنِ بَاعِثَة؛ حَتىَّ إِنيِّ لأَعْذُرُ الْقَارِئَ لَوْ ظَنَّهَا قِصَّةً عَابِثَة: لَقَدْ قَدَّمْنَا مُنْذُ سَبْعَةِ أَعْوَامٍ أَوْ ثمَانِيَة؛ طَلَبَاً لِلْحُصُولِ عَلَى هَاتِفٍ مِنْ سِنْتِرَالٍ بمَدِينَةِ الزَّهْرَاءِ النَّائِيَة، وَلَمَّا لَمْ يَأْتِنَا رَدٌّ تَقَدَّمْنَا بِنَفْسِ الطَّلَبِ لِلْمَرَّةِ الثَّانِيَة؛ وَسَأَلْنَا أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ عَنْ سِرِّ هَذَا التَّأْخِير؛ فَلَمْ يُقَدَّمْ لَنَا تَفْسِير، تَارَةً يَقُولُونَ بَعْدَ دُخُولِ " المجَارِي "، وَتَارَةً يَقُولُونَ خِلاَلَ الْعَامِ الجَارِي، إِلى آخِرِ تِلْكَ الْوُعُود الْكَاذِبَة، وَالَّتي تُنْذِرُ بِسُوءِ الْعَاقِبَة، أَنَا وَاللهِ لا أَدْرِي: هَلْ أَتَكَلَّمُ عَن هَذَا الأَمْرِ، أَمْ عَنِ المُكَالمَاتِ الإِنْسَانِيَّةِ المجَّانِيَّة، كَطَلَبِ الْدَّلِيل، وَالَّذِي طَرَأَ عَلَيْهِ تَعْدِيل، وَلَكِنَّهُ تَعْدِيلٌ سَخِيفٌ وَثَقِيل: لَقَدِ اتَّصَلْتُ يَوْمَاً بِالدَّلِيلِ الأَغَرّ؛ لمَعْرِفَةِ هَاتِفِ إِحْدَى دُورِ النَّشْر، مِن إِحْدَى الْكَبَائِنِ المُنْتَشِرَة؛ فَكِدْتُ أُصَابُ بِالحَسْرَة؛ حَيْثُ تمَّ سَحْبُ سَبْعَةِ جُنَيْهَاتٍ مِنْ كَارْتيَ الْغَالي، وَسَمِعْتُ صَوْتَ النِّدَاءِ الآلي؛ يَشْكُرُني عَلَى اتِّصَالي 00!! لَيْتَ شِعْرِي؛ مَا الأَمْرُ يَا أُوْلي الأَمْرِ 00؟! هَلْ هَذَا مُقَدِّمَةٌ لجَعْلِ الْقِيمَةِ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ قِرْشَاً 00!! الشَّعْبُ يَا هَؤُلاَءِ لَمْ يَعُدْ يحْتَمِلُ بَطْشَاً وَلاَ هَبْشَاً وَلاَ نَهْشَاً 00؟! نحْنُ لَسْنَا مِنْ دُعَاةِ التَّشْهِير، وَلَكِنْ نُطَالِبُ الحُكُومَةَ بِالتَّغْيِير، وَبِالتَّيْسِيرِ عَلَى الْفَقِير، وَأَنْ يَكُونَ لَدَيْهَا شَيْءٌ مِنَ الرِّفْقِ بِالمُوَاطِن، لاَ سِيَّمَا أَنَّهَا هِيَ الَّتي أَبْطَأَتْ وَتَلَكَّأَتْ حَتىَّ اضْطُرِرْنَا لاِسْتِعْمَالِ الْكَبَائِن، أَتِلْكَ هِيَ التَّعْدِيلاَت؛ الَّتي نَنْتَظِرُهَا مِنْكِ يَا شَرِكَةَ الاِتِّصَالاَت 00؟! وَلِذَا كَتَبْتُ هَذِهِ الأَبْيَات؛ مُنَدِّدًا بِتِلْكَ السَّلْبِيَّات: لِمَ يَا وَزَارَةَ الاِتِّصَالْ * في بُطْئِكُمْ ضُرِبَ المِثَالْ فَتَقَرَّحَتْ أَقْدَامُنَا مِنْ مَشْيِهَا لِلسِّنْتِرَالْ كَمْ ذَا صَبَرْنَا في انْتِظَارِ حُقُوقِنَا وَالصَّبْرُ طَالْ حَتىَّ أُصِيبَتْ نَفْسُنَا بِالْيَأْسِ مِنْكُمْ وَالمَلاَلْ تَسْوِيفُكُمْ ظُلْمٌ مَرِيرُ الطَّعْمِ لَيْسَ لَهُ احْتِمَالْ مَرَّتْ سِنُونَ وَمَا أَخَذْنَا مِنْكُمُ غَيرَ المِطَالْ إِنيِّ أُنَاشِدُكُمْ بِرَبِّ الْعَرْشِ هَلْ هَذَا حَلاَلْ لِمَتى سَيَبْقَى بَيْنَكُمْ وَالنَّاسِ هَذَا الاِنْفِصَالْ وَمَتى يُعَالَجُ في الحُكُومَةِ مِثْلُ هَذَا الاِخْتِلاَلْ نَرْجُو الْعِنَايَةَ مِنْكُمُ وَالْبَتَّ في هَذَا المَقَالْ يَاسِر الحَمَدَاني:

جماعة الإخوان المحظوظة

جَمَاعَةُ الإِخْوَانِ المحْظُوظَة كَثُرَتْ عَلَيْنَا الحَمْلاَتُ الهُجُومِيَّة؛ مِنَ أَجْهِزَةِ الإِعْلاَمِ الحُكُومِيَّة، بَدَا هَذَا وَاضِحًا وُضُوحَ الشَّمْس، بِدُونِ أَيِّ غُمُوضٍ أَوْ لَبْس، وَكَأَنَّ جِهَازَنَا الإِعْلاَمِي؛ قَدْ دَأَبَ عَلَى النَّيْلِ مِنْ كُلِّ مَا هُوَ إِسْلاَمِي، ظَهَرَ هَذَا في كَلامِ رَئِيسِ إِحْدَى شَبَكَاتِ الإِذَاعَة / الأُسْتَاذ (0000)، وَالَّذِي أَتَى كَلامُهُ كَالمُعْتَاد؛ مُنَافِيًا لِلنَّزَاهَةِ وَالحِيَاد، تَارَةً بِرَمْيِ الإِخْوَانِ بِالتُّهَمِ الجِسَامِ، وَتَارَةً بِالطَّعْنِ في وَصْفِهِمْ بِالتَّيَّارِ الإِسْلاَمِي، بِكَلاَمٍ سَمِجٍ بِلاَ حُجَجٍ مَنْ سَمِعَهُ مَلّ، وَمَنْ تَبِعَهُ ضَلّ، وَتَارَةً بِالنَّيْلِ مِنْ شِعَارِ الإِسْلاَمِ هُوَ الحَلّ، وَالَّذِي أَقَرَّتْهُ محْكَمَةُ الْقَضَاءِ الإِدَارِي، بِرِئَاسَةِ المُسْتَشَارِ / فَارُوق عَبْد الْقَادِر، نَضَّرَ اللهُ وَجْهَهُ وَوَجْهَ المُخْلِصِينَ مِنَ الْكَوَادِر، وَكَأَنَّ كُلَّ مَن أَحَبَّ أَنْ تُلْتَقَطَ لَهُ صُورَة؛ يَقِفُ وَيَقُولُ جَمَاعَةُ الإِخْوَانِ المحْظُورَة، أَوْ أَنَّهَا شَجَاعَة؛ أَنْ يُهَاجِمَ الإِخْوَانُ في شَبَكَاتِ الإِذَاعَة؛ وَنَقُولُ لهَذِهِ النَّوْعِيَّةِ مِنَ الْبَشَرِ أَبْشِرُواْ؛ فَلِسُوءِ حَظِّكُمْ؛ عَرَفَ الجَمِيعُ النِّفَاقَ في لَفْظِكُمْ؛ فَمُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ 00!! يَا أَيُّهَا الأَوْبَاشُ لي مَلْحُوظَة * كَلِمَاتُكُمْ مَفْضُوحَةٌ محْفُوظَة قَدْ أَثْبَتَتْ كُلُّ النَّتَائِجِ فَوْزَنَا * كَجَمَاعَةٍ دِينِيَّةٍ محْظُوظَة تَيَّارُنَا مَا خَاضَ فَرْزَاً لَمْ يَنَلْ * فَوْزَاً بِهِ مَا لَمْ يُحَطْ " بِالْبُوظَة " تَهَانِينَا الحَارَّة؛ لِلإِخْوَانِ عَلَى هَذِهِ النَّتِيجَةِ السَّارَّة، وَلاَ تحْزَني يَا دُكْتُورَة مَكَارِم؛ لمَا تَعَرَّضْتِ لَهُ مِنْ سَيْلِ الاِنْتِهَاكَاتِ الْعَارِم؛ فَأَهْلُ الأَدَبِ وَالمَكَارِم؛ لَمْ تُرْعَ لهُمْ قَطُّ محَارِم؛ وَكَثِيرَاً مَا يَتَعَرَّضُونَ لِلظُّلْمِ وَالهَوَان؛ فَبَارَكَ اللهُ في كُلِّ مَن وَقَفَ بجَانِبِ الإِخْوَان ـ مِنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ إِلى أُسْوَان ـ وَالمِصْرِيُّونَ دَائِمًا عَلَى الخَيرِ أَعْوَان، وَلاَ بَارَكَ في كُلِّ مَنْ بَاعَ وَطَنَهُ مِن أَجْلِ بَطْنِه، وَأَعَانَ الحُكُومَةَ عَلَى طَحْنِه، وَجَعَلَ نَفْسَهُ كَالْكَبْشِ يُقَادُ مِنْ قَرْنِه، أَوْ كَالجَحْشِ يُرْكَبُ مِن أَجْلِ تِبْنِه 00 أَمَّا الدُّكْتُور عَبْد الحَيِّ الْفَرَمَاوِي ـ وَهُوَ مِن أَبْرَزِ الشَّخْصِيَّات؛ فَأُهْدِي لَهُ هَذِهِ الأَبْيَات: حَزِنَتْ جَمِيعُ النَّاسِ لِلْفَرَمَاوِي * فَالشَّيْخُ لِلإِصْلاَحِ فِعْلاً نَاوِي تَلْقَى بِهِ كَرَمَ الصَّعِيدِ وَجُودَهُ * رَغْمَ انَّهُ في أَصْلِهِ بَحْرَاوِي لَوْ أَنَّ تَوْزِيعَ المَنَاصِبِ في يَدِي * لجَعَلْتُهُ في مَقْعَدِ الطَّنْطَاوِي أَمَّا الدُّكْتُور جَمَال حِشْمَتْ وَمَا حَدَثَ في دَائِرَتِهِ مِنِ انْتِهَاكَات؛ فَأُهْدِي إِلَيْهِ هَذِهِ الأَبْيَات: الْيَوْمَ بِالتَّزْوِيرِ أَفْلَتُّمْ غَدَاً لَنْ تُفْلِتُواْ للَّهِ سَيْفٌ لِلْعَدَالَةِ في الخَلاَئِقِ مُصْلَتُ لاَ تَفْرَحُواْ أَوْ تَفْخَرُواْ أَوْ تَسْخَرُواْ أَوْ تَشْمَتُواْ لاَ تَأْسَ إِنْ قَدْ أَسْقَطُوكَ وَلاَ تَلِن يَا حِشْمَتُ مِنْ قَبْلُ كَمْ قَدْ أَسْقَطُواْ مِنْ فَائِزٍ وَتَعَنَّتُواْ كَالأُسْتَاذ حَازِم أَبي إِسْمَاعِيل، وَعَدَدٍ غَيرِ قَلِيل، وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل 0 يَاسِر الحَمَدَاني 0

دور النشل

دُورُ " النَّشْل " ======== دُورُ «النَّشْل» إِنَّ مَنْ يخْتَارُ صُحْبَةَ القَلَم؛ فَقَدِ اخْتَارَ صُحْبَةَ الأَلَم 00 صَدَقَ أَحَدُ الكُتَّابِ عِنْدَمَا قَال: ((الْكِتَابَةُ محْنَة، وَلَيْسَتْ مِهْنَة)) أَرْضُ الْكِنَانَةِ مُنْجِبَة كَمْ أَنْبَتَتْ مِنْ مَوْهِبَة لَكِنَّمَا تِلْكَ المَوَاهِبُ وَالْعُقُولُ مُعَذَّبَة {هَذَانِ الْبَيْتَانِ مِنْ تَأْلِيفِي} لَقَدْ تَعَامَلْتُ مَعَ صَاحِبِ دَار، يُقَالُ لَهُ {عَبْدُ 0000ار}، صَبَرْتُ عَلَيْهِ صَبْرَ المُعْتَمِدِ عَلَى ابْنِ عَمَّار؛ فَجَزَاني جَزَاءَ سِنِمَّار؛ كُنْتُ أَظُنُّهُ مِنَ الأَخْيَار، وَظَنَنْتُ بِهِ أَنيِّ فَقَدْتُ دِرْهَمَاً فَعَثَرْتُ عَلَى دِينَار؛ فَإِذَا بي كَالمُسْتَغِيثِ مِنَ الرَّمْضَاءِ بِالنَّار 00 فَمٌ يُسَبِّحُ وَيَدٌ تُذَبِّح 00!! ذِئْبٌ تَرَاهُ مُصَلِّيَاً لَمْ يَدْرِ كَمْ هُوَ قَدْ رَكَعْ يَدْعُو وَكُلُّ دُعَائِهِ مَا لِلْفَرِيسَةِ لاَ تَقَعْ وَلَسْتُ أَقُولُ مَن هُوَ فَاعْرِفُوهُ وَهَلْ في الأَرْضِ غَيرُ الأَرْضِ أَرْضُ أَعْطَواْ لأَنْفُسِهمُ الحَقَّ في حَمْلِ رَايَةِ الدِّين، وَتَسَمَّواْ بِأَسْمَاءِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِين، وَهُمْ في الحَقِيقَةِ عَقَارِبُ وَحَيَّاتٌ وَثَعَابِين، إِذَا رَأَوُاْ الدِّرْهَمَ قَالُواْ: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين 00!! أَلاَ لَيْتَ اللِّحَى كَانَتْ حَشِيشَاً فَتُعْلَفَهَا خيُولُ المُسْلِمِينَا لَوَ انَّ الدِّينَ كَانَ لحَىً طِوَالاً لَكَانَ التَّيْسُ خَيرَ النَّاسِ دِينَا {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لِيَزِيدَ بْنِ المُفَرِّغ، وَالأَخِيرُ لِيَاسِرٍ الحَمَدَاني / الْكَاتِب} ثمَّ خُدِعْتُ في آخَرَ بِشَارِعِ رَمْسِيس؛ غَرَّتْني مِنهُ في الْبِدَايَةِ مُعَامَلَةٌ طَيِّبَةٌ وَتَلْبِيسٌ كَتَلْبِيسِ إِبْلِيس!! وَلِذَا كَتَبْتُ هَذِهِ الأَبْيَات؛ في هَذِهِ الْعَقَارِبِ وَالحَيَّات: مَنَحْتُ كِتَابَاً لِدَارِ [ال00ومِ] كَعِقْدٍ وَحَبَّاتُهُ كَالنُّجُومِ وَأَحْسَنْتُ في صَاحِبِ الدَّارِ ظَنيِّ فَكَانَ مِثَالَ الْكَفِيلِ الظَّلُومِ ظَنَنْتُ بِأَنَّ فُؤَادِي سَيَخْلُو مِنَ الهَمِّ مَعْهُ فَزَادَتْ هُمُومِي {يَاسِر الحَمَدَاني / الْكَاتِب} فَأَكْثَرُ النَّاشِرِينَ الْعَرَب كَعَصَا مُوسَى في الاِلْتِهَامِ، وَحُوتِ يُونُسَ في الاِلْتِقَامِ 00!! مِلَّةُ القَوْمِ وَاحِدَة، ذُرِّيَّةٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْض؛ بِكُلِّ وَادٍ بَنُو سَعْد، تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ 00!! أُقَلِّبُ طَرْفي لاَ أَرَى غَيْرَ تَاجِرٍ يُفَكِّرُ في أَسْوَاقِهِ كَيْفَ يَكْسَبُ {محْمُود غُنَيْم بِتَصَرُّف} لَمْ أَلْقَ صَاحِبَ دَارِ نَشْرٍ لِلتُّرَاثِ وَغَيْرَ جَائِرْ فَيَظَلُّ يحْلِفُ لِلْمُؤَلِّفِ أَنَّهُ في السُّوقِ خَاسِرْ وَيَظَلُّ يَنْشُرُ فِيهِ قَدْ صَدَقَ الَّذِي سَمَّاهُ نَاشِرْ {يَاسِر الحَمَدَاني / الْكَاتِب} بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {لاَ يُحِبُّ اللهُ الجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِم} {النِّسَاء/148} عَنْ مجَاهِدٍ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَالَ في الآيَةِ الأُولى: " هُوَ الرَّجُلُ يَنْزِلُ بِالرَّجُلِ فَلاَ يُحْسِنُ ضِيَافَتَه؛ فَيَخْرُجُ مِن عِنْدِهِ فَيَقُول: أَسَاءَ ضِيَافَتي وَلَمْ يُحْسِن " 0 [الإِمَامُ الطَّبرِيُّ في تَفْسِيرِهِ لِهَذِهِ الآيَة] وَقَالَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ في تَفْسِيرِ قَوْلِهِ] إِلاَّ مَنْ ظُلِم: " إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ فَانْتَصَرَ يَجْهَرُ بِالسُّوء " 0 [الإِمَامُ الطَّبرِيُّ في تَفْسِيرِهِ لِهَذِهِ الآيَة] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَطْلُ الْغَنيِّ ظُلْم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2288 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2400 / عَبْد البَاقِي] عَنِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيُّ الْوَاجِد 00 [أَيْ مَطْلُهُ مَعَ قُدْرَتِهِ]: يُحِلُّ عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 7065، رَوَاهُ الحَاكِمُ في مُسْتَدْرَكِه] وَقَالَ تَعَالىَ: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ} {الشُّورَى/41} وَمِمَّا كَتَبْتُهُ أَيْضًا في تِلْكَ الْفِئَاتِ المُخَادِعَة؛ هَذِهِ الأَبْيَاتُ الأَرْبَعَة: لَمْ أَلْقَ صَاحِبَ دَارِ نَشْرٍ لِلتُّرَاثِ وَغَيْرَ جَائِرْ فَيَقُولُ رَغْمَ يَقِينِهِ في رِبحِهِ إِنيِّ مُغَامِرْ وَيَظَلُّ يحْلِفُ لِلْمُؤَلِّفِ أَنَّهُ في السُّوقِ خَاسِرْ وَيَظَلُّ يَنْشُرُ فِيهِ قَدْ صَدَقَ الَّذِي سَمَّاهُ نَاشِرْ وَتَأْتي هَذِهِ الْقَصِيدَةُ في قِمَّةِ كِتَابَاتي؛ عَن هَذِهِ المُعَانَاةِ: زَمَنٌ بِهِ فِرَقُ الذُّبَابْ * قَدْ أَصْبَحَتْ فَوْقَ السَّحَابْ الرُّؤْيَةُ انعَدَمَتْ بِهِ وَبجَوِّهِ كَثُرَ الضَّبَابْ النَّاسُ تَرْغَبُ في الْقُشُورِ بِهِ وَتَزْهَدُ في اللُّبَابْ مَا فِيهِ أَرْخَصُ قَطُّ مِنْ دِيوَانِ شِعْرٍ أَوْ كِتَابْ زَمَنٌ بِهِ أَهْلُ التُّرَاثِ لِفَقْرِهِمْ أَكَلُواْ التُّرَابْ وَيُوَاجِهُ الأُدَبَاءُ فِيهِ كُلَّ أَنوَاعِ الصِّعَابْ حَقُّ المُؤَلِّفِ صَارَ بِالإِكْرَاهِ يُغْتَصَبُ اغْتِصَابْ أَمْسَى فَرِيسَةَ نَاشِرٍ فَظٍّ لَهُ ظُفْرٌ وَنَابْ زَمَنٌ عَجِيبٌ يَا صَدِيقِي مِنهُ شَعْرُ الرَّأْسِ شَابْ يَاسِر الحَمَدَاني

رحيل إسرائيل عن غزة

حَتىَّ وَإِنْ رَحَل؛ مُكْرَهٌ شَارُونُ لاَ بَطَل ====================== إِنَّ اليَهُودَ شَعْبٌ جَبَان، وَلَمَّا رَأَى أَنَّ المَوْتَ يَأْتِيهِ مِنْ كُلِّ مَكَان، رَحَلَ مُرْغْمَ الأَنْفِ عَن غَزَّة؛ لاَ لأَجْلِ عُيُونِ لَيْلَى أَوْ عَزَّة؛ وَلَكِنْ لِيَهْرَبَ مِنْ جَمَاعَةِ حَمَاسَ وَكَتَائِبِ الأَقْصَى، اللَّتَينِ سَدَّدَتَا لَهُ ضَرَبَاتٍ لاَ تُعَدُّ وَلاَ تُحْصَى؛ وَلِذَا أَحَبَّ هَذَا الدَّخِيل؛ أَنْ يَظْهَرَ لِلْعَالَمِ بِهَذَا الرَّحِيل؛ أَنَّهُ مُتَفَضِلٌ وَصَاحِبُ جَمِيل؛ وَلَمَّا كَانَتِ البَلاَغَةُ الإِيجَاز؛ لاَ يَسَعُني إِلاَّ أَن أَقُولَ في هَذَا الإِنجَاز: خَسِئَ اللَّئِيمُ يجِيءُ جَيْئَةَ غَاصِبٍ * وَيَئُوبُ أَوْبَةَ محْسِنٍ مُتَفَضِّلِ لاَ تُخْدَعُواْ بِرَحِيلِهِ عَنْ غَزَّةٍ * مَا دَامَ عَن أَخَوَاتِهَا لَمْ يَرْحَلِ وَالْبَيْتَانِ لِلشَّاعِرِ القَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي بِتَصَرُّف وَلِذَا رَأَيْنَاهُ يُلَمِّحُ لِلْعَوْدَةِ مِنْ جَدِيد؛ لَمَّا رَأَى أَنَّ الرَّحِيلَ لاَ يُفِيد، قَوْمٌ أَشِحَّةٌ عَلَى الخَير، صَدَقَ وَاللهِ كَعْبُ بْنُ زُهَير: كَانَتْ مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ لَهُمْ مَثَلاَ وَصَدَقَ أَصْدَقُ الْقَائِلِينَ أَجْمَعِين؛ عِنْدَمَا قَالَ في أَمْثَالِ هَؤُلاَءِ المَلاَعِين: {وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِمْ مِن عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} {الأَعْرَاف/102} يَاسِر الحَمَدَاني: E :

شبابنا والقدوة في عيونهم

شَبَابُنَا وَالْقُدْوَةُ في عُيُونِهِمْ =============== لَقَدْ كَانَتِ الْقُدْوَةُ في عُيُونِ شَبَابِ الأَمْس: زَعِيمًا مُنَاضِلاً، أَوْ أَدِيبَاً فَاضِلاً، أَمَّا شَبَابُ الْيَوْم: فَقُدْوَتُهُمْ [فُلاَن] لاَعِبُ كُرَةٍ شَهِير، أَوْ مُمَثِّلٌ أَوْ مُغَنٍّ كَبِير؛ وَذَلِكَ لأَنَّ شَبَابَ هَذِهِ الأَيَّام؛ يَسْتَقُونَ قُدْوَتَهُمْ مِنَ المُسَلْسَلاَتِ وَالأَفْلاَم، ثمَّ يُقَلِّدُونَهَا تَقْلِيدَاً أَعْمَى، وَلَيْتَهُمْ يَقْتَدُونَ بِأَحْسَنِ مَا يَرَوْنَهُ، بَلْ إِنَّهُمْ يَقْتَدُونَ بِالْقَصَّةِ النَّكْرَاء، أَوْ بِالنَّظَّارَةِ السَّوْدَاء 00 إِلى آخِرِ هَذِهِ الأَشْيَاء،

بَلْ وَيُطَوِّرُونَ مِنْ تِلْكَ السَّلْبِيَّات؛ حَتىَّ أَتَواْ بِأَسْوَأَ مِنهَا، وَكَمَا قَالَ الْقَائِل: وَكُنْتُ امْرَءَاً مِنْ جُنْدِ إِبْلِيسَ فَارْتَقَى * بيَ الحَالُ حَتىَّ صَارَ إِبْلِيسُ مِنْ جُنْدِي وَلاَ يَقْتَصِرُ هَذَا التَّقْلِيدُ عَلَى مُطْرِبي وَفَنَّاني الْعَرَب، بَلْ يَمْتَدُّ إِلى المُطْرِبِينَ وَالمُطْرِبَاتِ الأَجَانِب 000 بَدْءَاً بِمَلاَبِسِهِمْ وَعَادَاتِهِمْ، وَانْتِهَاءً بِمُفْرَدَاتِ لُغَاتِهِمْ 00!!

وَمِنَ المُؤْسِفِ لَنَا وَالمُنْصِفِ لهُمْ أَنْ نَعْتَرِفَ أَنَّ شَبَابَ الْغَرْبِ لَيْسَ بهَذِهِ الصُّورَةِ الَّتي عَلَيْهَا شَبَابُنَا: مِنَ السَّلْبِيَّةِ وَلَفْتِ الأَنْظَارِ بِالصَّرَخَاتِ الْغَرِيبَةِ وَالتَّصَرُّفَاتِ الْعَجِيبَةِ الَّتي نَسْمَعُهَا بِالطُّرُقَات 00!! يُبَاهِي بَعْضُهُمْ بِالْفِسْقِ بَعْضَا فَفي الْوَقْتِ الَّذِي يَتَنَافَسُ فِيهِ شَبَابُ الْغَرْبِ عَلَى وَسَائِلِ المَعْرِفَة بِصُورَةٍ مُشَرِّفَة؛ تجِدُ في شَبَابِنَا السَّطْحِيَّةَ المَعْلُومَاتِيَّة، إِلاَّ إِنْ كَانَتْ عَن أَحْدَثِ الأَفْلاَمِ وَالأَغَاني، أَوْ عَنِ الَّلاعِبِ أَوِ المُمَثِّلِ الْفُلاَني، أَوْ عَنِ الجَدِيدِ في رَنَّاتِ المحْمُول، هَذَا هُوَ الَّذِي بِهِ شَبَابُنَا مَشْغُول،

في الْوَقْتِ الَّذِي فِيهِ شَبَابُ الْغَرْبِ مَشْغُولٌ بِالإِبْدَاعَاتِ وَالاِخْتِرَاعَات، وَكَيْفَ تَقَدَّمَتْ بِلاَدُهُمْ، وَكَيْفَ يحَافِظُونَ هُمْ عَلَى هَذَا التَّقَدُّم، لاَ تَكَادُ تَرَى بَينَ أُوْلَئِكَ الأَشْخَاصِ؛ مَنْ يَتَسَكَّعُ أَمَامَ المحِلاَّتِ أَوْ عَلَى النَّوَاصِي، بَلْ لاَ تَكَادُ تَسْتَقِلُّ هُنَاكَ حَافِلَةً أَوْ تَسِيرُ بِالشَّارِع؛ مِن غَيرِ أَنْ تَرَى الشَّبَابَ مُمْسِكَاً بِإِحْدَى الدَّوْرِيَّاتِ الْعِلْمِيَّةِ أَوْ بِأَحَدِ المَرَاجِع، في حِينِ أَنَّكَ قَلَّمَا تجِدُ شَابَّاً مِنْ شَبَابِنَا يَقْتَني مجَلَّةً شَهْرِيَّة؛ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ مجَلَّةً هَابِطَةً أَوْ جِنْسِيَّة 00!! لَيْتَنَا قَلَّدْنَاهُمْ في التَّقَدُّمِ الْعِلْمِيِّ أَوِ الطِّبّ، كَمَا قَلَّدْنَاهُمْ في المُوضَة وَالمِيني جِيبّ، لَيْتَنَا نَظَرْنَا إِلى محَاسِنِهِمْ فَنَقَلْنَاهَا إِلى بِلاَدِنَا 00 وَلَرُبَّمَا انْتَفَعَ الفَتى بِعَدُوِّهِ * كَالسُّمِّ أَحْيَانَاً يَكُونُ دَوَاءَا

فَشَبَابُنَا لِلأَسَفِ الشَّدِيد: أَخَذُواْ مِنَ الْغَرْبِ أَسْوَأَ مَا عِنْدَهُ، نَظَرُواْ إِلى كُلِّ شَيْءٍ عَار: وَاتخَذُوهُ شِعَار؛ وَمِمَّا كَتَبْتُهُ في ذَلِكَ مِنَ الأَشْعَار: نَظَرْتُ إِلى أُمُورِ شَبَا * بِنَا فَأُصِبْتُ بِالْيَأْسِ وَصِرْتُ أَقُولُ وَاأَسَفَا * وَحَزَّ الأَمْرُ في نَفْسِي لِسَاعَاتٍ مُضَيَّعَةٍ * عَلَى الأَفْلاَمِ وَالهَلْسِ وَفي شَاتٍ عَلَى نِتٍّ * وَبَيْنَ مَوَاقِعِ الجِنْسِ وَقَصَّاتٍ غَرِيبَاتٍ * وَنَفْسُ الشَّيْءِ في اللِّبْسِ يَاسِر الحَمَدَاني ـ

شعراء الفكاهة؛ بين الجدية والتفاهة

شُعَرَاءُ الْفُكَاهَة؛ بَيْنَ الجِدِّيَّةِ وَالتَّفَاهَة ===================== عِشْرُونَ في المِاْئَةِ فَقَطْ مِنَ المُبْدِعِين؛ هُمُ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِالجَامِعَةِ كَأَسَاتِذَةٍ فِيمَا يُبْدِعُون، وَأَرْبَعُونَ في المِاْئَةِ حَرَمَتْهُمْ مَكَاتِبُ التَّنْسِيقِ مِنَ الاِلْتِحَاقِ بِالْكُلِّيَّةِ الَّتي يُرِيدُونهَا، وَتخَصَّصُواْ وَأَبْدَعُواْ في عُلُومِهَا، وَأَرْبَعُونَ في المِاْئَةِ مِنَ المُبْدِعِين؛ لَمْ يَلْتَحِقُواْ بِالجَامِعَةِ أَصْلاً؛ وَهَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ تحِيطُ بهِمْ دَائِرَةُ الْفَقْر {كُلَّمَا أَرَادُواْ أَنْ يخْرُجُواْ مِنهَا أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُواْ} {السَّجْدَة/20}

وَلِذَا يَتَّجِهُ الكُتَّابُ وَالشُّعَرَاءُ المُبْدِعُون؛ إِلى الكِتَابَةِ لِلسِّينِمَا وَالتِّلِفِزْيُون، وَنَاهِيكَ عَنْ كَثْرَةِ التَّنَازُلاَتِ الَّتي يُقَدِّمُهَا الكَاتِبُ أَوِ الشَّاعِرُ في سَبِيلِ ذَلِكَ عَلَى حِسَابِ المَبَادِئِ وَالقِيَم، الَّتي تَذْهَبُ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ في يَوْمٍ عَاصِف؛ وَبَعْضُهُمْ يَلْجَأُ لِلْفُكَاهَةِ وَيَضْطَرُّ أَنْ يَلْعَبَ دَوْرَ القَرَاقُوز؛ حَتىَّ يحْظَى بِإِعْجَابِ النَّاسِ وَيَفُوز، وَإِذَا مَا أَنْكَرْتَ عَلَيْهِ هَذَا التَّغْيِير، وَقُلْتَ لَهُ إِنَّ الشِّعْرَ لَيْسَ فُكَاهَةً

فَقَطْ أَيُّهَا الشَّاعِرُ الكَبِير؛ فَلا تجْعَلْهُ لِلْفُكَاهَةِ وَسِيلَة؛ بَلْ وَظِّفْهُ لخِدْمَةِ القِيَمِ النَّبِيلَة، وَإِرْسَاءِ قَوَاعِدِ الفَضِيلَة، حَتىَّ لا تَكُونَ المَقْصُودَ يَا بَارِعَ القَصِيد؛ بهَذِهِ الآيَةِ شَدِيدَةِ الوَعِيد: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوَاً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِين} {لُقْمَان/6}

أَطَلَّ بِكَ عَلَى الوَاقِعِ إِطْلالَة، وَأَشَارَ لَكَ إِلى مَا فِيهِ مِنَ الجَهَالَة، الَّني أَحَاطَ بِنَا سُرَادِقُهَا وَقَالَ: فَسَادُ الذَّوْقِ وَالسَّطْحِيَّةُ وَالتَّفَاهَة؛ هِيَ الَّتي جَعَلَتْني أَتْرُكُ الفَضِيلَةَ وَأَكْتُبُ في الفُكَاهَة 00!! وَبِدَوْرِي أَنَا كَتَبْتُ هَذِهِ الأَبْيَاتِ التَّالِيَات؛ لأُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَتَفَكَّهُونَ وَشُعُوبُهُمْ تُكَابِدُ الْوَيْلاَت: يَا مَنْ تَرَى أَنَّ الْقَرِيضَ نَوَادِرُ * بَحْرُ الحَيَاةِ بِغَيْرِ هَزْلِكَ زَاخِرُ

إِنَّ الْقَرِيضَ وَسِيلَةٌ لا غَايَةٌ * فَعَلاَمَ بِالإِضْحَاكِ فِيهِ تُتَاجِرُ كَمْ في الْكَلامِ عَنِ الْفَضِيلَةِ مَسْلَكَاً * غَيْرَ الْفُكَاهَةِ فِيهِ فَنٌّ سَاحِرُ أَفَتَضْحَكُونَ وَكُلُّ شِبْرٍ حَوْلَكُمْ * تُؤْتَى محَارِمُ فَوْقَهُ وَكَبَائِرُ حَتىَّ كَأَنَّكُمُ أُقِيمَتْ بَيْنَكُمْ * وَمَتَاعِبِ الْوَطَنِ الجَرِيحِ سَتَائِرُ وَلَقَدْ نَرَى بَعْضَ اهْتِمَامٍ مِنْكُمُ * لَكِنَّهُ قَدْرٌ يَسِيرٌ فَاتِرُ هَلْ سَوْفَ تَنْفَعُكُمْ نَوَادِرُكُمْ إِذَا * سُدَّتْ عَلَيْكُمْ بِالتُّرَابِ مَقَابِرُ

وَمِنَ الْعَجَائِبِ أَنْ يُقَدِّمَهُمْ لَنَا * إِعْلاَمُنَا وَيَقُولُ تِلْكَ كَوَادِرُ وَهُمُ الَّذِينَ يُخَدِّرُونَ شُعُوبَهُمْ * وَكَأَنَّهُمْ لِلْمُصْلِحِينَ ضَرَائِرُ وَالشَّعْبُ كَالمُعْتَادِ يَلْهَثُ خَلْفَهُمْ * وَلَهُمْ تُقَامُ عَلَى الرُّءُ وسِ مَنَابِرُ وَالنَّاشِرُونَ يُشَجِّعُونَ هُرَاءَهُمْ * وَالرِّبْحُ أَقْصَى مَا يُرِيدُ النَّاشِرُ لَوْ أَنَّهُمْ قَدْ فَكَّرُواْ في قَوْمِهِمْ * وَهُمُومِهِمْ لأَجَادَ فِيهَا الخَاطِرُ أَنَّى سَتَنْجَحُ يَا تُرَى إِنْ لَمْ تَكُنْ * بِهُمُومِ قَوْمِكَ شَاعِرَاً يَا شَاعِرُ

أَمْ كَيْفَ يَنْجَحُ شَاعِرٌ وَفُؤَادُهُ * مِمَّا يُعَاني النَّاسُ مِنهُ شَاغِرُ مَا ضَرَّ لَوْ كَانَتْ قَصَائِدُ شِعْرِكُمْ * في كُلِّ طَاغٍ بِالْفَسَادِ يُجَاهِرُ أَوْ في صَبيٍّ ضِمْنَ أَبْنَاءِ الْقُرَى * جَاثٍ عَلَى ضَوْءِ الشُّمُوعِ يُذَاكِرُ كُونُواْ رِجَالاً وَانهَضُواْ وَاسْتَيْقِظُواْ * قَدْ أَحْدَقَتْ بِالمُسْلِمِينَ مخَاطِرُ أَعْدَاؤُنَا يَتَهَيَّئُونَ لِوَثْبَةٍ * وَلِفَتْكِهِمْ بِالمُسْلِمِينَ تَآمَرُواْ يَاسِر الحَمَدَاني:

صناديق شفافة، ونفوس غير شفافة

صَنَادِيقُ شَفَّافَة، وَنُفُوسٌ غَيرُ شَفَّافَة ==================== إِنَّ صُوَرَ الْبَلْطَجَةِ وَالإِجْرَامِ الَّتي وَقَعَتْ في المَرْحَلَةِ الأَخِيرَة؛ تُنْذِرُ المِصْرِيِّيِينَ بِعَوَاقِبَ خَطِيرَة؛ لَقَدْ وَصَلَ بِهِمُ الأَمْرُ لِتَفْوِيتِ الْفُرْصَةِ عَلَى الإِخْوَان؛ إِلى حَدِّ مَنعِ التَّصْوِيتِ في اللِّجَان، بَلْ وَالتَّطَاوُلِ عَلَى الْعُمَدِ وَالأَعْيَان؛ الَّذِينَ لَمْ يَنْضَمُّواْ إِلى حِزْبِ الشَّيْطَان، فَلَقَدْ فَتَحُواْ الأَبْوَابَ كَالمَزَادِ الْعَلَني؛ لِمَن أَرَادَ التَّصْوِيتَ لِصَالحِ الْوَطَني، بَلْ وَقُبِلَتِ الأَصْوَاتُ بِشَهَادَةِ المِيلادِ وَبِطَاقَةِ الرَّقْمِ الْقَوْمِي، بَلْ وَبِدُونِ أَيِّ مُسْتَنَدٍ رَسْمِي،

وَقِيلَ عَنهَا أَصْوَاتٌ صَحِيحَة؛ مِمَّا يُعَدُّ انْتِهَاكَاتٍ صَرِيحَة، تُمَثِّلُ لِمِصْرَ أَكْبَرَ فَضِيحَة، كَمَا حَدَثَ في دَائِرَةِ مَشْتُولِ السُّوق، فَلَقَدْ كَانَتْ غَايَةً في الْفُجُورِ وَالْفُسُوق، ثُمَّ يَتَّهِمُونَنَا بِقِلَّةِ الاِنْتِمَاء، وَهُمُ الَّذِينَ يجُرُّونَ الْبِلاَدَ إِلى بِرْكَةٍ مِنَ الدِّمَاء، فَمَا جَلَبَ إِلى المُسْلِمِينَ المحَن؛ إِلاَّ هَؤُلاءِ الَّذِينَ يُقَدِّمُونَ مَصْلَحَتَهُمْ عَلَى مَصْلَحَةِ الْوَطَن، نَعَمْ كَانَتْ صَنَادِيقُهُمْ شَفَّافَة؛ وَلَكِنْ نُفُوسُهُمْ لَمْ تَكُنْ شَفَّافَة؛

فَلَمْ تَمْنَعِ التَّزْوِيرَ الْكَبِيرَ الَّذِي وَصَلَ إِلى حَدِّ الخُرَافَة، وَالَّذِي نَدَّدَتْ بِهِ كُلُّ الْفَضَائِيَّاتُ وَالصَّحَافَة، وَنَعَمْ كَانَ هُنَاكَ حِيَادٌ مِنَ الشُّرْطَة؛ وَلَكِنَّهُ كَانَ حِيَادَاً سَلْبِيَّاً أَوْقَعَهَا في وَرْطَة، أَمَّا حِيَادُ الإِعْلاَم؛ فَقُلْ عَلَى ذَلِكَ السَّلاَم، أَخْبَارٌ مُلَفَّقَة، في عِبَارَاتٍ مُنَسَّقَة، وَلَكِنَّهَا غَيْرُ مُصَدَّقَة، وَانْظُرْ إِلى قَلْبِ الحَقَائِقِ تَرَى الْعَجَب: يَتَزَعَّمُ مُرَشَّحُوهُمْ قِيَادَةَ حَمَلاَتِ الْبَلْطَجَةِ وَالشَّغَب؛ وَإِذَا سُئِلُواْ عَن أَسْبَابِ هَذِهِ الهَمَجِيَّة؛ نَسَبُواْ إِلى الإِخْوَانِ حَشْدَ الْبَلْطَجِيَّة 00!!

وَإِذَا سُئِلُواْ عَمَّا حَدَثَ في التَّصْوِيتِ مِنْ وَضْعِ الْعَرَاقِيلِ وَالحَوَاجِز، أَوْ مِنَ التَّزْوِيرِ بِإِعْلاَنِ فَوْزِ السَّاقِطِ وَإِسْقَاطِ الْفَائِز، كَمَا حَدَثَ في الدُّقيِّ أَوْ دَمَنهُورَ أَوِ الحَالاتِ المُمَاثِلَة؛ قَالُواْ: إِنَّ الْقُضَاةَ هُمُ الَّذِينَ تَسَبَّبُواْ في هَذِهِ المُشْكِلَة، وَأَجْهِزَةُ الإِعْلامِ هِيَ الَّتي أَحْدَثَتْ هَذِهِ الْبَلْبَلَة؛ وَذَلِكَ بِسُرْعَةِ الْقَفْز؛ لإِعْلاَنِ الْفَوْز؛ قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ نَتَائِجُ الْفَرْز 00!!

وَإِذَا سُئِلُواْ عَنِ الْقُضَاةِ ذَوِي الضَّمَائِرِ الحَيَّة؛ قَالُواْ هَؤُلاَءِ كَانَتْ لَهُمْ أَغْرَاضٌ خَفِيَّة؛ فَبَعْضُهُمْ أَرَادَ أَنْ يَكْسَبَ حُبَّ الجَمَاهِير؛ وَذَلِكَ بِتحَيُّزِهِ إِلى جَمَاعَةِ الإِخْوَانِ الْفَاضِلَة، وَبَعْضُهُمْ كَانَ بِالْفِعْلِ مُنْتَمِيًا إِلى تِلْكَ الْقَافِلَة؛ وَلِذَا أَتَتْ نَتَائِجُهُ عَلَى سَبِيلِ المجَامَلَة 00!!

وَظَهَرَ هَذَا الْكَلاَم؛ بِشَبَكَةِ البرْنَامجِ الْعَام، عَلَى لِسَانِ كَثِيرٍ مِنَ الضُّيُوفِ الْكِرَام، كَمَا ظَهَرَتْ أَيْضًا حَمَلاَتُ التَّشْنِيع؛ في كَلاَمِ السَّيِّدِ المُذِيع / 0000، أَوِ الصَّحَفِيِّ شَدِيدِ الحُنْق، وَعَدُوِّ الحَقّ / 0000، إِنَّ مَنْ يُزَوِّرُ الاِنْتِخَابَاتِ يُزَوِّرُ الْكَلاَم ـ يَا خَفَافِيشَ الظَّلاَم ـ وَلَوْ كُنْتُمْ مُنْصِفِينَ لأَعْطَيْتُمُونَا حَقَّ الظُّهُورِ في تِلْكَ الْبرَامِج؛ لِلرَّدِّ عَلَى مَا تَوَصَّلَتْ إِلَيْهِ عُقُولُكُمْ مِنْ نَتَائِج، فَأَيْنَ هُوَ ذَلِكَ الإِنْصَاف؛ الَّذِي قَضَتْ بِهِ الشَّرِيعَةُ وَالْقَوَانِينُ وَالأَعْرَاف 00؟! وَحَوْلَ كُلِّ هَذِهِ السَّلْبِيَّات؛ كَتَبْتُ هَذِهِ الأَبْيَاتِ التَّالِيَات:

كَمْ وَاجَهَتْنَا مِنْ صِعَابْ عِنْدَ الخُرُوجِ لِلاِنْتِخَابْ زُورٌ وَتَزْوِيرٌ كَبِيرٌ مِنهُ شَعْرُ الرَّأْسِ شَابْ وَيَمُرُّ هَذَا دُونَ رَدٍّ أَوْ حِسَابٍ أَوْ عِقَابْ وَبَرَامجٌ لِيُضَلِّلُوكَ بِهَا تُصِيبُكَ بِاكْتِئَابْ وَيُطَالَبُ الشُّرَفَاءُ فِيهَا بِالخُرُوجِ وَالاِنْسِحَابْ كَيْ يُفْسِحُواْ بخُرُوجِهِمْ بَعْضَ الأَمَاكِنِ لِلذِّئَابْ أَيْنَ الحِيَادُ وَنَقْدُكُمْ عَن حِقْدِكُمْ كَشَفَ النِّقَابْ لَوْلاَ أَمَانَةُ حِزْبِنَا مَا اخْتَارَنَا كُلُّ الشَّبَابْ فُزْنَا بِحُبِّ النَّاسِ لَيْسَ بِمَنحِ وَجْبَاتِ الْكَبَابْ

أَمَّا عَنْ مَظَاهِرِ الْبَلْطَجَةِ الَّتي شَهِدْنَاهَا أَكْثَرَ مِنْ مَرَّة؛ فَلَوْ عُوقِبُواْ عَلَيْهَا في المَرْحَلَتَينِ السَّابِقَتَينِ لَمَا أَعَادُواْ الْكَرَّة، وَلِذَا كَتَبْتُ هَذِهِ الْفَقْرَة: أَحْشَاؤُنَا مُتَأَجِّجَة مِن حَادِثَاتِ الْبَلْطَجَة مِن عُصْبَةٍ لِلشَّرِّ كَانَتْ بِالسِّلاَحِ مُدَجَّجَة رَسَمُواْ لِمِصْرٍ صُورَةً في الدِّشِّ كَانَتْ مُبْهِجَة وَأَخْتِمُ كَلاَمِي؛ بِعَلامَةِ اسْتِفْهَامِ: أَلَيْسَ البَرْلَمَانُ هُوَ مجْلِسُ الشَّعْب00؟ إِذَنْ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ قَاصِرَاً عَلَى الشَّعْبِ فَحَسْب؛ كَيْفَ يَتَبَنىَّ مَتَاعِبَ الشَّعْبِ وَهُمُومَه؛ عُضْوٌ مِنَ الحُكُومَة، رُدُودُهُ وَتَسَاؤُلاَتُهُ محْفُوظَةٌ مَعْلُومَة، وَأَغْرَاضُهُ مِنْ وَرَائِهَا مَفْهُومَة 00؟!

وَأَخِيرًا يَا رَبِّ أَبْقِ جَرِيدَةَ الآفَاقِ * رَيَّانَةَ الأَغْصَانِ وَالأَوْرَاقِ وَاحْفَظْ إِدَارَتَهَا وَكُلَّ فَرِيقِهَا * مِنْ فُرْقَةٍ دَبَّتْ بِقَلْبِ رِفَاقِ لَمَّا تَزَلْ مُتَنَفَّسًا لِلشَّعْبِ مِن * هَذَا النِّظَامِ الْفَاسِدِ الخَنَّاقِ لَيْسَتْ مُنَافِقَةً وَلاَ زَمَّارَةً * حَتىَّ تَظَلُّمُهَا كَلاَمٌ رَاقِ يَاسِر الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

ضاعت الأخلاق؛ فضاقت الأرزاق

رَمَضَانِيَّات: ======= " المِيكْرُوبَاظ بَاظ مِنْ زَمَان، وِاللِّي كَان كَان " ============================ رَحْمَةُ اللهِ عَلَى الشَّيْخ كِشْك؛ الَّذِي كَانَ كَثِيرَاً مَا يَقُولُ في خُطَبِه: " ضَاعَتِ الأَخْلاَق؛ فَضَاقَتِ الأَرْزَاق " 00!! إِنَّا لَنَحْلُمُ بِالخَلاَصْ * مِنْ مُشْكِلاَتِ المِيكْرُوبَاصْ نَضْطَرُّ نَرْكَبَهُ لأَنَّا مَا لَنَا عَنهُ مَنَاصْ فَمَتىَ تُرِيحُواْ الشَّعْبَ مِنهُ يَا جِهَاتِ الإِخْتِصَاصْ بِالأَمْسِ كُنْتُ رَاكِبًا في المَيْكُرُوبَاظ ـ وَكَانَ مُكْتَظَّاً غَايةَ الاِكْتِظَاظ ـ فَحَدَثَتْ مُشَادَّةٌ بَيْنَ التَّبَّاعِ وَرَاكِبٍ بِالأَلْفَاظ، كَثُرَتْ فِيهَا المُهَاتَرَة، وَكَادَتْ تَنْتَهِي بِمُشَاجَرَة؛ فَتَدَخَّلَ رَجُلٌ مُسِنّ، فَحَدَثَ مَا كِدْنَا لَهُ نُجَنّ؛ حَيْثُ لَكَزَ التَّبَّاعُ الرَّجُلَ المُسِنَّ بِيَدِهِ لَكْزَة، وَلَمْ يُوَقِّرْ ضَعْفَهُ وَعَجْزَة، إِلاَّ أَنَّ المُفَاجَأَةَ الَّتي لَمْ تَكُنْ في الحُسْبَان؛ أَنَّ هَذَا الرَّجُلَ المُسِنَّ سَبَّ لَهُ الدِّينَ في رَمَضَان 00!! فَلَمْ نَدْرِ: أَنَلُومُ الشَّابَّ عَلَى هَذَا التَّبَجُّح؛ أَمْ نَلُومُ الشَّيْخَ وَفِعْلُهُ أَشْنَعُ وَأَقْبَح 00؟! فَلَمَّا نَفِدَ صَبْرِي وَأُوغِرَ صَدْرِي بِهِمَا وَضَاق؛ قَرَّرْتُ أَن أَكْتُبَ شَيْئًا عَنْ سَفَالَةِ الأَخْلاَق، وَتَبَجُّحِ الْفُسَّاق؛ فَكَتَبْتُ هَذِهِ الأَبْيَات؛ عَنْ تِلْكَ الْفِئَات: تَفَشَّتْ بَيْنَنَا صُوَرُ النَّذَالَة * وَزَادَ الْفُحْشُ فِينَا وَالسَّفَالَة وَضَاعَ السِّلْمُ بَينَ المُسْلِمِينَا * وَشَاعَ الظُّلْمُ وَاخْتَفَتِ الْعَدَالَة وَزَادَتْ عُصْبَةُ الأَشْرَارِ فُجْرَاً * فَعَجِّلْ يَا إِلَهِي بِالإِزَالَة وَخَلِّصْ يَا إِلَهِي الْكَوْنَ مِنهُمْ * لِكَيْ نَرْتَاحَ مِنْ تِلْكَ الحُسَالَة يَاسِر الحَمَدَاني 0

فتح وحماس؛ صرتم أضحوكة الناس

لاَ تجْعَلُواْ أَنْفُسَكُمْ أُضْحُوكَةَ لِلنَّاس؛ يَا فَتْحُ وَيَا حَمَاس =============================== إِنَّ الْقِتَالَ الدَّائِرَ بَينَ فَتْحٍ وَحَمَاس؛ قَدْ صَيَّرَ الاِثْنَينِ أُضْحُوكَةَ النَّاس 00!! حَيْثُ تَرَكُواْ عَدُوَّهُمْ وَرَاحُواْ يَقْتُلُونَ أَنْفُسَهُمْ؛ فَلاَ دَاعِيَ أَنْ نُلْقِيَ عَلَى إِسْرَائِيلَ بِالتُّهْمَة، وَإِنْ كَانَ لاَ يَخْفَى عَلَيْنَا أَنَّهَا هِيَ الَّتي تُشْعِلُ غَالِبَاً فَتِيلَ الأَزْمَة 00 وَلِذَا أَتَوَجَّهُ لحَمَاسَ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَين: مَاذَا جَرَى لَكِ يَا حَمَاسْ * هَلْ ذَاكَ حُبُّ الإِفْتِرَاسْ هَلْ كُلُّ شَيْءٍ في سَبِيلِ الحُكْمِ عِنْدَكُمُ يُدَاسْ وَأَتَوَجَّهُ لِفَتْحَ أَيْضَاً بِهَذَيْنِ الْبَيْتَين: لِمَاذَا الْبَغْيُ يَا فَتْحُ * مَتى يَتَلاَءمُ الصَّرْحُ دَعُواْ لحَمَاسَ فُرْصَتَهَا * وَكَمْ هُوَ حُلْوٌ الصَّفْحُ وَأَخِيرَاً أُهْدِي لِلْفَرِيقَين؛ هَذَيْنِ الحَدِيثَينِ الشَّرِيفَين: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنَهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (48، 6044 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 64 / عَبْد البَاقِي] وَالمُؤْسِفُ أَنَّهُمْ قَدْ يُبَرِّرُونَ مَا يَقُومُونَ بِهِ مِنْ قَتْلِ إِخْوَانِهِمُ الْفِلَسْطِينِيِّينَ بِقَوْلِهِمْ: إِنَّهُمُ اعْتَدَواْ وَبَغَواْ عَلَيْنَا، وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} {البَقَرَة/194} لِيُبَرِّرَ لَهُمْ إِبْلِيسُ الخُبِيثُ سَفْكَ دَمِ إِخْوَانِهِمُ المُسْلِمِين 00!! انْظُرْ يَرْحَمُكَ اللهُ إِلى جَهْلِهِمْ: يَقُولُ اللهُ " بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ " 00 هُوَ سَبَّكَ، أَكَلَ حَقَّكَ، لَكِنَّهُ لَمْ يَسْفِكْ دَمَك؛ وَلِذَا مَنَعَ الشَّرْعُ بِالأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ الْقِصَاصَ في الضَّرْبَةِ وَالشَّجَّةِ الَّتي قَدْ يُفْضِي الْقِصَاصُ فِيهَا إِلى المَوْت، وَأُقَدِّمُ لَهُمْ هَذَا الحَدِيث؛ لأَدْحَضَ بِهِ هَذَا الْفَهْمَ الخَبِيث: عَنِ المِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ رَضِيَ اللهُ عَنَهُ أَنَّهُ قَال: " يَا رَسُولَ الله؛ أَرَأَيْتَ إِنْ لَقِيتُ رَجُلاً مِنَ الكُفَّارِ فَقَاتَلَني ـ أَيْ حَارَبَني يُرِيدُ قَتْلِي ـ فَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيَّ بِالسَّيْفِ فَقَطَعَهَا، ثمَّ لاَذَ مِنيِّ بِشَجَرَةٍ فَقَالَ أَسْلَمْتُ لله؛ أَفَأَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ اللهِ بَعْدَ أَنْ قَالهَا 00؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ تَقْتُلْه " 0 فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله؛ إِنَّهُ قَدْ قَطَعَ يَدِي ثمَّ قَالَ ذَلِكَ بَعْدَ أَنْ قَطَعَهَا؛ أَفَأَقْتُلُهُ 00؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ تَقْتُلْهُ؛ فَإِنْ قَتَلْتَهُ فَإِنَّهُ بمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ ـ أَيْ بِمَنْزِلَةِ المُسْلِمِ يحْرُمُ عَلَيْكَ مَالُهُ وَعِرْضُهُ وَدَمُه ـ وَإِنَّكَ بمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ كَلِمَتَهُ الَّتي قَال " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 95 / عَبْد البَاقِي] أَيْ وَإِنَّكَ إِنْ قَتَلْتَهُ بَعْدَ أَنْ بَعْدَ أَنْ قَالَ أَسْلَمْتُ للهِ كُنْتَ بِمَنْزِلَةِ الْقَاتِلِ وَلَيْسَ المجَاهِد 00 إِنَّهَا عَظَمَةُ الإِسْلاَمِ الَّذِي يَصِفُونَهُ بِالْعُدْوَان، لَكِنَّهُ في بَلاَء؛ مِنْ تَصَرُّفِ بَعْضَِ الجُهَلاَء، الَّذِينَ يُعِيدُونَ إِلى الأَذْهَانِ وَقْعَةَ كَرْبِلاَء؛ اللهُمَّ جَنِّبِ الأُمَّةَ خَطَرَ المُنَافِقِينَ وَالْعُمَلاَء 00!! يَاسِر الحَمَدَاني

فتيات المدارس، وتحرش الأبالس

فَتَيَاتُ المَدَارِس، وَتَحَرُّشُ الأَبَالِس =================== إِنَّ مَنْ يَتَتَبَّعُ التَّغْيِير؛ الَّذِي طَرَأَ عَلَى الشَّعْبِ المِصْرِيِّ في الْعِقْدِ الأَخِير؛ يَتَأَكَّدُ أَنَّا سَائِرُونَ في مُنْزَلَقٍ خَطِير، وَأَعْرِضُ عَلَى حَضَرَاتِكُمْ حَادِثَةً وَقَعَتْ مَعَ صَدِيقٍ رَقِيق، وَشَاعِرٍ لِشِعْرِهِ بَرِيقٌ وَرَحِيق، وَهُوَ رَجُلٌ كَبِير، وَجَدِيرٌ بِكُلِّ احْتِرَامٍ وَتَقْدِير، يحْتَرِمُهُ كُلُّ الْعَامِلِينَ مِنَ المُدِيرِ إِلى الْغَفِير، وَنَظَرَاً لأَنَّ الشِّعْرَ لاَ يَفْتَحُ بَيْتَاً، وَلاَ يَشْتَرِي سَمْنَاً وَلا زَيْتَاً؛ وَلا يَكْسُو وَلَدَاً وَلا بِنْتَاً؛ لِذَا اشْتَرَى حَافِلَةً يَنْقِلُ عَلَيْهَا أَبْنَاءَ المَدَارِس، بَدَأَتِ المُشْكِلَةُ مِنْ شَهْرِ مَارِس،

عِنْدَمَا تجَمَّعَ عَلَيْهِ الأَبَالِس، الَّذِينَ يَنْقِلُونَ التِّلْمِيذَاتِ وَضَغَطُواْ عَلَيْهِ بِشِدَّة؛ لِيَرْفَعَ أُجْرَةَ الاِشْتِرَاكِ عِنْدَه، فَمَا كَانَ مِن أُسْتَاذِنَا الْفَاضِلِ إِلاَّ أَنَّهُ رَفَضَ الضَّغْط، وَلَمْ يَسْتَجِبْ لِرَغَبَاتِ أُوْلَئِكَ الرَّهْط؛ فَلَجَأُواْ إِلى الأُسْلُوبِ المُغْرِي [وَانْظُرْ إِلى الاِنحِدَارِ الَّذِي وَصَلَ إِلَيْهِ المجْتَمَعُ المِصْرِي] هَدَاهُمْ طَبْعُهُمُ الخَسِيس، وَزَيَّنَ لَهُمْ إِبْلِيس؛

فِكْرَةً غَايَةً في الْقَذَارَة، أَنْ يَشْتَرُواْ جِهَازَ فِيدْيُو لِعَرْضِ أَفْلاَمِ الإِثَارَة، بَلْ وَلَمْ يَكْتَفُواْ بهَذِهِ الحُلُول؛ حَتىَّ لجَأَ مِنهُمْ شَخْصٌ غَيرُ مَسْئُول، إِلى عَرْضِ مَنَاظِرَ أَقْذَرَ مِنهَا عَلَى المحْمُول، وَالمَمْنُوعُ مَرْغُوبٌ وَيَسْرِقُ الْعُقُول، لاَ سِيَّمَا عُقُولَ بَنَاتٍ في سِنِّ المُرَاهَقَة، وَلِيُظْهِرُواْ لَهُ المَزِيدَ مِن عَدَمِ المُوَافَقَة؛ بَدَأُواْ يَتَسَبَّبُونَ لَهُ في بَعْضِ المُضَايَقَة، إِلى أَن وَصَلَ الأَمْرُ بِهَؤُلاَءِ الذِّئَاب؛ إِلى التَّطَاوُلِ بِالضَّرْبِ عَلَى الأُسْتَاذ محَمَّد عَبْد الْوَهَاب، أَيْنَ أَجْهِزَةُ الرَّقَابَةِ وَشُرْطَةُ الآدَاب، أَيْنَ هُمْ مِن أُوْلَئِكَ الأَوْغَاد، الَّذِينَ يَعِيثُونَ في الأَرْضِ الْفَسَاد،

أَيْنَ شُرْطَةُ الجَوَازَاتِ لِيُرَحِّلُواْ مَنِ انْتَهَتْ إِقَامَتُهُ في الْبِلاَد، وَيَسْتَعْرِضُ عَلَى ابْنِ الْبَلَدِ الْفُتُوَّة، وَتَمْتَدُّ يَدُهُ عَلَى رَجُلٍ كَبِيرٍ لاَ حَوْلَ لَهُ وَلاَ قُوَّة 00؟! وَتَعْقِيبَاً مِنيِّ عَلَى تِلْكَ الحَادِثَةِ المُؤَثِّرَة؛ كَتَبْتُ هَذِهِ الْقَصِيدَةَ المُعَبِّرَة:

قَدْ كَانَ يَمْدَحُ أَهْلَ مِصْرَ الْعَالَمُ * وَيَقُولُ شَعْبٌ طَيِّبٌ وَمُسَالِمُ قَدْ كَانَ بَيْنَهُمُ إِخَاءٌ صَادِقٌ * وَكَأَنَّمَا أَبْنَاءُ مِصْرَ تَوَائِمُ كَانَتْ حُقُوقُ ذَوِي الحُقُوقِ مَصُونَةً * وَتُصَانُ لِلرَّجُلِ الْكَبِيرِ محَارِمُ وَالْيَوْمَ صَارَ أَخُو الْفَضِيلَةِ وَالتُّقَى * إِن عَاشَ بَيْنَ النَّاسِ لاَ يَتَلاَءمُ وَيُهَانُ بَيْنَهُمُ وَيُشْتَمُ عِرْضُهُ * وَبِدُونِ أَسْبَابِ الهُجُومِ يُهَاجَمُ لَوْ يَتْرُكُونَ الْعُنْفَ كَيْ يَتَفَاهَمُواْ * إِنَّ الْبَهَائِمَ يَا أَخِي تَتَفَاهَمُ فَتَرَاهُمُ حَوْلَ الضَّعِيفِ تَفَرْعَنُواْ * وَلِنَهْشِهِ مِثْلَ الذِّئَابِ تَزَاحَمُواْ أَمَعَ الْقَوِيِّ نَعَامَةٌ أَوْ أَرْنَبٌ * وَمَعَ الضَّعِيفِ ثَعَالِبٌ وَضَرَاغِمُ

الظُّلْمُ أَصْبَحَ سَائِدَاً حَتىَّ لَقَدْ * ضَاقَتْ بِظُلْمِ الظَّالمِينَ محَاكِمُ مِن عُصْبَةٍ لِلشَّرِّ تَفْتِكُ بِالْوَرَى * يَقْتَادُهَا فَظٌّ وَضِيعٌ ظَالِمُ رَكِبُواْ سَفِينَتَةَ بِكُلِّ حَمَاقَةٍ * حَتىَّ لَقَدْ غَرِقَتْ وَمَعْهَا الطَّاقَمُ مَنْ ظَنَّ أَنَّ الْعَفْوَ يُصْلِحُ مِنهُمُ * قُولُواْ لَهُ يَا صَاحِ إِنَّكَ وَاهِمُ لاَ بُدَّ مِنْ رَدٍّ وَرَدْعٍ صَارِمٍ * وَلمِثْلِهِمْ يجِبُ الْعِقَابُ الصَّارِمُ جُرْحُ الجُلُودِ لَهُ مَرَاهِمُ جَمَّةٌ * وَالْقَلْبُ مَا لِلْجُرْحِ فِيهِ مَرَاهِمُ المَدْرَسَةُ الَّتي شَهِدَتْ تِلْكَ الحَادِثَة: هِيَ مَدْرَسَة مِصْر الجَدِيدَة الثَّانَوِيَّة لِلْبَنَات بِنَفَقِ الْعُرُوبَة 0 يَاسِر الحَمَدَاني

قتلوا بداخلنا فرحة العيد

قَتَلُواْ بِدَاخِلِنَا فَرْحَةَ الْعِيد ============== لَقَدْ نَظَرْتُ إِلى أَحْوَالِ المُسْلِمِين؛ الَّتي يَنْدَى لَهَا الجَبِين؛ فَانْطَفَأَتْ بِدَاخِلِي الْفَرْحَة، وَكِدْتُ أُصَابُ في أَحْشَائِي بِقُرْحَة، فَلَمَّا رَأَيْتُ أَنيِّ أُوشِكُ عَلَى قَضَاءِ نحْبي؛ كَتَبْتُ هَذِهِ الأَبْيَاتِ مُعَارِضَاً بِهَا قَصِيدَةَ المُتَنَبيِّ، الَّتي تَعَلَّقَ بِهَا قَلْبي، رَاجِيَاً أَنْ يجِدَ الْقَارِئُ فِيهَا أَصْدَقَ تَعْبِير؛ عَن حَالِنَا المَرِير: عِيدٌ بِأَيَّ جَدِيدٍ جِئْتَ يَا عِيدُ * وَهَلْ لَدَيْكَ لجُرْحِ النَّاسِ تَضْمِيدُ قَلْبٌ تَعِيسٌ وَأَجْفَانٌ مُؤَرَّقَةٌ * في النَّفْسِ حُزْنٌ وَفي الأَنْفَاسِ تَنهِيدُ الْكُلُّ يَحْلُمُ بِالإِصْلاَحِ في غَدِنَا * فَهَلْ لَدَيْكَ لِهَذَا الأَمْرِ تَأْكِيدُ تُرِيدُ يَا عِيدُ تَغْرِيدَاً نُغَرِّدُهُ * فَهَلْ سَيُصْلِحُ مَا أَفْسَدْتَ تَغْرِيدُ لاَ لَنْ يُغَيِّرَكَ التَّغْرِيدُ يَا عِيدُ * إِنْ لَمْ يُغَيِّرْكَ تَكْبِيرٌ وَتَحْمِيدُ وَكَتَبْتُ أَيْضًا هَذِهِ الأَبْيَاتِ الأَرْبَعَة؛ الَّتي تَعْكِسُ مَا يَشْهَدُهُ أَبْنَاءُ الْعِرَاقِ وَفِلَسْطِينَ مِنَ الحَوَادِثِ وَالْكَوَارِثِ وَالْفَظَائِعِ وَالمَوَاجِع: كُنَّا إِذَا مَا جَاءتِ الأَعْيَادُ * غَمَرَ الجَمِيعَ الْبِشْرُ وَالإِسْعَادُ وَالْيَوْمَ فَوْقَ شِفَاهِنَا بَسَمَاتُنَا * مَاتَتْ وَعُذِّبَ في الضُّلُوعِ فُؤَادُ مِمَّا نَرَى في الْقُدْسِ أَوْ بَغْدَادَ مِنْ * ظُلْمٍ لَهُ تَتَفَطَّرُ الأَكْبَادُ هَلْ تُفْرِحُ الأَعْيَادُ مِن أَحَدٍ سِوَى * أَوْلاَدِنَا؟ يَا لَيْتَنَا أَوْلاَدُ يَاسِر الحَمَدَاني ـ

فرات وماء سلسبيل؛ أم رفات ودماء تسيل؟. . .

فُرَاتٌ سَلْسَبِيل؛ أَمْ رُفَاتٌ وَدِمَاءٌ تَسِيل؟ لَقَدْ تحَوَّل الفُرَات؛ إِلى مَقْبَرَةٍ لِلرُّفَات، وَصَارَ مَاؤُهُ السَّلْسَبِيل؛ دِمَاءً تَسِيل 00 كُلُّنَا يَعْرِفُ أَنَّ أَمْرِيكَا هِيَ الَّتي ضَلَّلَتِ العِرَاقَ وَشَجَّعَتْهَا عَلَى غَزْوِ الكُوَيْت، وَغَرَّرَتْ بِالعِرَاقِيِّينَ وَأَخَذَتْ تُمْلِي لَهُمْ: فَاسْتَغَلَّتِ الحِرْبَاءُ النِّزَاعَ الدَّائِرَ بَينَ الكُوَيْتِ وَالعِرَاق، عَلَى حَقْلٍ مِن حُقُولِ البِتْرُول، وَقَامَتْ بِدَوْرِ دِمْنَةَ ذِي الوَجْهَينِ بَينَ الثَّوْرِ وَالأَسَد؛ فَذَهَبَتْ لِلْكُوَيْتِ وَقَالَتْ لَهَا: إِنَّ هَذَا الحَقْلَ مِن حَقِّكَ وَلَيْسَ لِلعِرَاقِ فِيهِ مِنْ قِطْمِير، وَذَهَبَتْ لِلْعِرَاقِ وَقَالَتْ لهَا: إِنَّ الكُوَيْت، تَقُولُ عَنْكِ كَيْتْ وَكَيْت، أَنْتِ الَّتي دَفَعْتِ عَنهَا خَطَرَ الإِيرَانِيِّين، في حَرْبٍ ذُقْتِ وَيْلاَتهَا بِضْعَ سِنِين، وَقَاسَمَتْهُمَا بِاللهِ أَنَّهَا لَهُمَا لَمِنَ النَّاصِحِين، وَغَمَزَتِ الْعِرَاقِيِّينَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَتْ لهُمْ: إِنَّا مَعَكُمْ، وَهِيَ أَكْذَبُ مِنْ مُسَيْلِمَةَ الكَذَّاب، وَأَغْدَرُ مِن عُرْقُوب ـ وَقَالَتْ لِصَدَّام: سَنُهَدِّدُكَ فَلاَ تَلْتَفِتْ إِلَيْنَا، سَنَتَوَعَّدُكَ فَلاَ تخَفْ مِنَّا، فَصَدَّقَهَا صَدَّام، جَاهِلاً بمَا أَزْمَعَ عَلَيْهِ اللِّئَام، وَمَا تخْفِيهِ لَهُ الأَيَّام، وَلِلأَسَف: فَسَلاَمَةُ الضَّمِير، بَلاَءٌ كَبِير، في زَمَنِ الشَّيَاطِينِ وَالخَنَازِير، وَالمَكْرُ وَالخَدِيعَةُ هُمَا سَبِيلُ المجْدِ وَالرِّيَاسَة، في عَالَمِ السِّيَاسَة 00 وَهَكَذَا: خَدَعُوهُ الأَوْغَاد؛ لِيَفْتِكُواْ بِبَغْدَاد، حَتىَّ إِذَا مَا أَزِفَتِ الآزِفَة، الَّتي لَيْسَ لهَا مِنْ دُونِ اللهِ كَاشِفَة؛ قَالَتْ لَهُ: " أُمُّكَ في العُشِّ أَمْ طَارَتْ " 00؟ أَيْ: هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ مَا تُوعَدُون؛ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْن، وَرَكِبَتْ خَيْلَهَا وَخُيَلاَءهَا وَجَاسَتْ خِلاَلَ الدِّيَار 00!! هَذِهِ هِيَ أَمِرِيكَا الَّتي كَانَتْ تُرِيدُ إِنْقَاذَ الْعِرَاقِيِّينَ مِنْ ظُلْمِ صَدَّام؛ سُرْعَانَ مَا تَكَشَّفَ الأَمْرُ وَانجَابَ الظَّلاَم، وَعَرَفَ الجَمِيعُ أَنَّ جَنَّةَ أَمْرِيكَا أَهْوَنُ مِنهَا نَارُ صَدَّام، لِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّ الأَمْرِيكَان، هُمْ تَتَارُ آخِرِ الزَّمَان؛ وَلِذَا كَتَبْتُ هَذِهِ الأَبْيَاتِ السَّبْعَة؛ لأُعَبِّرَ بِهَا عَمَّا في الْقُلُوبِ مِنَ اللَّوْعَة، وَمَا في الْعُيُونِ مِنَ الدَّمْعَة: لَقَدْ أَوْجَعَ الْقَلْبَ حَالُ الْعِرَاقِ * وَكَأْسُ الهَزِيمَةِ مُرُّ المَذَاقِ وَمَا عَادَ يُغْني التَّأَسُّفُ شَيْئَاً * وَلاَ عَادَ يَنْفَعُ دَمْعُ المَآقِي فَقُبْحَاً لِمَا قَدْ جَنَاهُ عَلَى * أُوْلاَءِ الأَشِقَّاءِ طُولُ الشِّقَاقِ وَلَنْ يَأْتيَ النَّصْرُ حَتىَّ نُبِيدَ * خِصَالَ النِّفَاقِ وَسُوءَالخَلاَقِ وَإِنَّ الهِلاَلَ وَمَهْمَا اخْتَفَى * سَيَخْرُجُ مِنْ ظُلُمَاتِ المِحَاقِ فَيَا رَبِّ رُحْمَاكَ بِالمُسْلِمِينَا * فَقَدْ بَلَغَتْ رُوحُهُمْ لِلتَّرَاقِي فَلاَ زَالَ في الْبَعْضِ يَا رَبِّ خَيرٌ * وَدِينُكَ يَا رَبِّ في الأَرْضِ بَاقِ يَاسِر الحَمَدَاني ـ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قصيدة من نار؛ لمن يتهمني بسرقة الأشعار. . .

قَصِيدَةً مِنْ نَار؛ لِمَنْ يَتَّهِمُني بِسَرِقَةِ الأَشْعَار ========================= لَقَدْ أَبْلَغَتْني السَّيَّدَةُ " أُرْجُوحَة " إِحْدَى مُشْرِفَاتِ الشِّعْرِ الْفَصِيح: أَنَّ بَعْضَ الْقُرَّاءِ ـ حَسْبَ قَوْلِهَا ـ أَعْرَبُواْ عَنْ رَغْبَتِهِمْ في مَعْرِفَةِ مَا إِذَا كُنْتُ أَنَا صَاحِبَ هَذِهِ الأَشْعَارِ أَمْ أَنيِّ مُقْتَبِسُهَا، وَطَلَبَتْ مِنيِّ سُرْعَةَ الْفَصْلِ في هَذَا، وَإِلاَّ قَفَلَتْ عَلَيَّ بَابَ المُشَارَكَة 00!!

فَكَتَبْتُ هَذِهِ المَقَالَة ـ عَلَى سَبِيلِ الرِّسَالَة: أَرْجُو مِنَ السَّيِّد [طَرَزَان] وَبَائِعِ الْوَرْدِ أَنْ يَتَحَرَّكَا؛ لِفَضِّ هَذِهِ المَعْرَكَة!! كَمَا أَرْجُو مِنَ السَّيِّدَةِ أُرْجُوحَة؛ أَنْ لاَ تَدَعَ أُذُنَهَا مَفْتُوحَة؛ لِبَعْضِ الأَصْوَاتِ المَقْبُوحَة، الَّتي أَوْصَلَهَا ذَكَاؤُهَا في النَّقْد، وَرُبَّمَا الحَسَدُ وَالحِقْد؛

إِلى الطَّعْنِ في إِبْدَاعِي، وَاتِّهَامي بِالخِدَاعِ؛ وَلِذَا رَأَيْتُ أَن أُعَرِّفَهُمْ بِطُولِ بَاعِي؛ لِيَكُفُّواْ عَنْ نِزَاعِي، وَلاَ أَجِدُ رَدًّا أَبْلَغَ في الإِقْنَاعِ؛ مِنْ نَظْمِ هَذِهِ الْقَصِيدَةِ في ذَلِك؛ لِتَكُونَ بِمَثَابَةِ الضَّرْبَةِ الْقَاضِيَةِ في المَعَارِك؛ وَلِيَعْلَمَ كُلُّ مُشَارِك؛ أَنيِّ صَاحِبُ هَذِهِ السَّبَائِك ـ سَبَائِكِ الشِّعْرِ الذَّهَبِيَّةِ المُدْمَغَة؛ لِتَكُونَ بمَثَابَةِ الإِجَابَةِ الْبَالِغَة؛ وَالحُجَّةِ الدَّامِغَة؛ لِهَذِهِ الأَدْمِغَة:

إِنيِّ نَظَمْتُ قَصِيدَةً مِنْ نَارِ * لِتَنُوبَ عَنْ شَجْبي وَعَن إِنْكَارِي لاَ يَسْتَطِيعُ الذَّوْدَ عَن أَحْوَاضِهِ * بِالشِّعْرِ غَيْرُ الشَّاعِرِ المِغْوَارِ لَمَّا رَأَوْ شِعْرِي ضِيَاءً سَاطِعَاً * كَالْبَدْرِ يَظْهَرُ في دُجَى الأَسْحَارِ وَرَأَواْ رَدِيءَالشِّعْرِ عَمَّ المُنْتَدَى * وَقَصَائِدِي كَالصَّارِمِ البَتَّارِ

شَكُّواْ بِنِسْبَتِهَا إِليَّ كَأَنَّهُمْ * يَسْتَكْثِرُونَ بِأَنَّهَا أَشْعَارِي إِنيِّ لأَعْذُرُ مَنْ تَسَاءلَ جَاهِلاً * لَكِنَّ أَعْدَائِي بِلاَ أَعْذَارِ بَدَلاً مِنَ الحِقْدِ الَّذِي أَزْرَى بِهِمْ * وَالطَّعْنِ في أَدَبي وَفي آثَارِي يَا لَيْتَ مَنْ زَرَعُواْ لَنَا شَوْكَ الْغَضَى * يَسْتَبْدِلُونَ الشَّوْكَ بِالأَزْهَارِ يَا لَيْتَهُمْ نَظَرُواْ لِكَيْ يَتَعَلَّمُواْ * نَظْمَ الْقَرِيضِ وَوِحْدَةَ الأَفْكَارِ أَوْ حَاوَلُواْ في الشِّعْرِ سَلْكَ مَسَالِكِي * أَوْ أَبْحَرُواْ في المُنْتَدَى إِبْحَارِي فَقَصَائِدِي مِنْ لُؤْلُؤٍ مَنْظُومَةٌ * وَقَصَائِدُ الحُسَّادِ مِنْ فَخَّارِ قَطَرَاتُهُمْ معْدُودَةٌ في الشِّعْرِ هَلْ * سَتُؤَثِّرُ الْقَطَرَاتُ في أَمْطَارِي

شِعْرِي كَمَاءٍ سَلْسَلٍ لأَحِبَّتي * أَمَّا عَلَى الأَعْدَاءِ كَالإِعْصَارِ إِنْ لَمْ يَرَ الإِبْدَاعَ فِيهِ أَرْمَدٌ * فَلَكَمْ رَأَى هَذَا أُوْلُو الأَبْصَارِ وَلَكَمْ نَشَرْتُ قَصَائِدِي وَخَوَاطِرِي * في الْوَفْدِ وَالآفَاقِ وَالأَخْبَارِ لَكِنَّ مَوْهِبَتي هُنَا مَدْفُونَةٌ * في ظِلِّ مَنْ لَمْ يَعْرِفُواْ مِقْدَارِي إِنْ كَانَ أَغْضَبَني عَدُوٌّ وَاحِدٌ * مِنْ كُلِّ وَادٍ أَقْبَلَتْ أَنْصَارِي إِنيِّ لأَرْجُو الْعَدْلَ وَالإِنْصَافَ مِنْ * قُرَّاءِ أَشْعَارِي بِنَادِي سْتَارِ يَاسِر الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قناة فضائية تلفت الأنظار؛ بالطعن في نسب النبي المختار

قَنَاةٌ فَضَائِيَّةٌ تَلْفِتُ الأَنْظَار؛ بِالطَّعْنِ في نَسَبِ النَّبيِّ المخْتَار!! ================================== قَنَاةٌ فَضَائِيَّةٌ تَلْفِتُ الأَنْظَار؛ بِالطَّعْنِ في نَسَبِ النَّبيِّ المخْتَار!! إِنيِّ عَجِبْتُ وَغَضِبْتُ وَكِدْتُ أَن أَضِيقَا؛ عِنْدَمَا سَمِعْتُ في إِعْلاَمِنَا المِصْرِيِّ فَرِيقَا؛ يُنْكِرُ الْعِلاَجَ بِالْقُرْآنِ وَيُؤْمِنُ بِالْعِلاَجِ بِالمُوسِيقَى 00!!

ثُمَّ مَا لَبِثْتُ أَنْ سَمِعْتُ في ظِلِّ الْقَنَوَاتِ المَفْتُوحَة؛ مِنْ بَعْضِ الْفَضَائِيَّاتِ المَقْبُوحَةِ المَفْضُوحَة، قِسِّيسَاً خَسِيسَاً يُشَكِّكُ في نُبُوَّةِ المُصْطَفَى، وَيَقُولُ في حَقِّهِ كَلاَمَاً لَيْسَ مُنْصِفَا، وَيَسْتَشْهِدُ بِكَلاَمٍ بِلاَ إِسْنَادٍ وَقَدْ يَكُونُ محَرَّفَا، وَرَغْمَ ضَعْفِ وَجْهِ الاِحْتِجَاج، الَّذِي يَكْتَشِفُهُ حَتىَّ السُّذَّاج، وَوُضُوحِ التَّضْلِيلِ في المِنهَاج؛ فَإِنَّهُمْ يَتَحَدَّوْنَ شَيْخَ الأَزْهَرِ وَالمُفْتيَ قَائِلِينَ لَنْ نُغْلَبَ مِنْ قِلَّة، وَمِمَّا زَادَ الطِّينَ بِلَّة؛ أَنْ يَخْرُجَ عَلَيْنَا مَسْئُولٌ كَبِيرٌ وَيُصَرِّحُ في عَلاَنِيَّة؛ أَنَّ مِصْرَ في طَرِيقِهَا لِلْعَلْمَانِيَّة، فَقُلْتُ في نَفْسِي: إِلى أَيْنَ يَا مِصْر، إِلى أَيْنَ يَا دُرَّةَ الْعَصْر 00؟!

لاَ يَنْبَغِي إِذَن أَن نَلُومَ الْغَرْبَ في هُجُومِهِ عَلَى الإِسْلاَم، إِنْ كَانَ يُهَاجَمُ عِنْدَنَا في الإِعْلاَم، وَتَنْبَرِي لمحَارَبَتِهِ بَعْضُ الأَقْلاَم 00 وَلَكِن عَزَائِي في ذَلِكَ أَنَّهُمْ حُسَالَة؛ في غَايَةِ الضَّآلَة، وَسَيُجْزَى كُلٌّ عَمَّا قَالَه 00 وَيُثْلِجُ صَدْرِي أَنَّ الأَقْلاَمَ النَّظِيفَة؛ لاَ تخْلُو مِنهَا أَيَّةُ صَحِيفَة، وَأَنَّهَا تَرْمِيهِمْ بِالْقَذِيفَةِ تِلْوَ الْقَذِيفَة، حَتىَّ الْغَرْب ـ رَغْمَ مَا يُعْلِنُهُ عَلَى الإِسْلاَمِ مِنَ الحَرْب؛ فَإِنَّهُ يَظْهَرُ فِيهِ بَينَ الحِينِ وَالحِين، مِنْ رُوَّادِ الْفِكْرِ وَالمُسْتَشْرِقِين؛

مَنْ يَنْفُضُ هَذَا الزَّيْفَ عَنِ الإِسْلاَمِ وَالمُسْلِمِين، وَيَرْفَعُ رَايَةَ الإِسْلاَمِ خَفَّاقَةً نَاصِعَةَ الجَبِين، وَمِمَّا يُمِيتُ الأَعْدَاءَ كَمَدَاً وَغَيْظَا؛ ذَلِكَ الاِحْتِرَامُ الَّذِي يَنْفَرِدُ بِهِ الإِسْلاَمُ وَيَحْظَى؛ مِمَّا يَجْعَلُ مُعْتَنِقِيهِ يَزِيدُونَ يَوْمَاً بَعْدَ يَوْم؛ وَهَذَا هُوَ الَّذِي يُثِيرُ حَفِيظَةَ الْقَوْم؛ وَلِذَا أَقُولُ لِهَؤُلاَءِ الْبَعْض ـ الَّذِينَ لاَ يخْفَى عَلَيْنَا مَا في قُلُوبِهِمْ لَنَا مِنَ الْبُغْض: لَوْ عَرَفْتُمْ مَا الجَمَالُ لَمَا اعْتَدَيْتُمْ عَلَى الرَّوْض 00

وَرَدَّاً مِنيِّ عَلَى هَذِهِ السَّلْبِيَّات؛ الَّتي تُتْحِفُنَا بِهَا الْفَضَائِيَّات؛ كَتَبْتُ هَذِهِ الأَبْيَات: أَلاَ مَا الأَمْرُ يَا مِصْرُ * لَقَدْ طَفَحَتْ بِكِ الْقِدْرُ وَأَصْبَحَ كُلُّ مِصْرِيٍّ * لَدَيْهِ لَمْ يَعُدْ صَبْرُ لحَمْلاَتٍ خَبِيثَاتٍ * لَهَا يَتَصَدَّعُ الصَّخْرُ فَظَاهِرُهَا محَاوَرَةٌ * وَفي طَيَّاتِهَا الْكُفْرُ يُهَانُ بِهَا رَسُولُ اللهِ وَالْقُرْآنُ وَالذِّكْرُ كَأَنَّ الدِّينَ " مَزَّتَهُمْ " * إِذَا لَهُمُ حَلاَ السُّكْرُ

أَهَذَا يَا رُمُوزَ الْفِكْرِ عِنْدَكُمْ هُوَ الْفِكْرُ لِذَا إِعْلاَمُنَا دَرَجَاتُهُ بَيْنَ الْوَرَى صِفْرُ هَلاَ بَحَثُواْ لِمَا ظَهَرَ الْفَسَادُ وَأَحْدَقَ الْفَقْرُ هَلاَ سَأَلُواْ لِمَا في الأَرْ * ضِ عَمَّ الظُّلْمُ وَالْقَهْرُ سَبِيلُ المجْدِ يَا قَوْمِي * هُوَ الإِبْدَاعُ لاَ الْفُجْرُ أَمَا إِنيِّ لِكَثْرَةِ مَا * بِمِصْرَ طَغَى بِهَا الشَّرُّ عَلَيْهَا صِرْتُ أَخْشَى أَن * يحِينَ كَغَيْرِهَا الدَّوْرُ يَاسِر الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

متى سينصف الضعيف؛ في عهدك يا دكتور نظيف

مَتى سَيُنْصَفُ الضَّعِيف؛ في عَهْدِكَ يَا دُكْتُور نَظِيف 00؟ ================================= عَن أَبي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَزْدَادُ الأَمْرُ إِلاَّ شِدَّةً " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8359] لَقَدْ عَرَفْتُمُوني كَاتِبَاً، لَمْ أَكُ يَوْمَاً مُشَاغِبَاً، إِلى أَن حَدَثَ عَلَى غَيرِ الْعَادَة؛ وَجَرَتْ بَينَ وَالِدِي وَبَينَ أَحَدِ المجْرِمِينَ مُشَادَّةٌ حَادَّة؛ وَلأَنَّ هَذَا المجْرِمَ تَرْبِطُهُ عَلاَقَةٌ بِأَحَدِ وُلاَةِ الأَمْر، كَانَ مِنَ السَّهْلِ أَنْ يَزُورَني زُوَّارُ الْفَجْر؛

فَأُخِذْتُ مِنْ بَيْتي أَنَا وَأَخِي الثَّانِيَةَ صَبَاحَاً في جُنحِ الظَّلاَم، وَكَأَنَّنَا الجَنَاحُ الأَيْمَنُ لأَيْمَنَ الظَّوَاهْرِي أَوْ لِعَبْد الله عَزَّام، أَوْ مِنْ مُتَأَصِّلِي الإِجْرَام، كَمَا تَفْعَلُ تَمَامَاً إِسْرَائِيلُ مَعَ المَطْلُوبِين، وَجَمَعُواْ كُلَّ مَا طَالَتْهُ أَيْدِيهِمْ مِنْ دَفَاتِرَ وَدَوَاوِين، وَكُتُبٍ في الأَدَبِ وَالنَّحْوِ وَالدِّين، وَكَأَنَّ سَيبَوَيْهِ وَابْنَ زَيْدُون؛ مِنَ الخَارِجِينَ عِنْدَهُمْ عَلَى القَانُون؛ وَلَمْ يحْرِمُواْ أَنْفُسَهُمْ مِنْ كُلِّ مَا هُوَ ثَمِين، حَتىَّ إِنَّني كُنْتُ لاَ أَمْلِكُ إِلاَّ أَن أَقُول؛ لِهَذِهِ الْعُقُول: رُدُّواْ عَلَيَّ قَبِيحَاً عِنْدَكُمْ حَسَنَاً * عِنْدِي أَرَى مَا ازْدَرَيْتُمْ مِنهُ كُبَّارَا {ابْنُ الرُّومِي}

وَظَلُّواْ يَضْرِبُونَ فيَّ قُرَابَةَ السَّاعَة 00!! وَاسْتَعْذَبُواْ التَّعْذِيبَ لي بِضَرَاوَةٍ * وَسُقِيتُ مِنْ كَأْسِ الهَوَانِ المُتْرَعِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} هَذَا 00 بِالإِضَافَةِ إِلى تَهْدِيدَاتٍ أُخْرَى بِأَفْعَالٍ قَذِرَةٍ وَصَعْقٍ بِالكَهْرَبَاء 00!! إِنَّ مَنْ رُعْتَهُ وَإِن أَنْتَ لَمْ تَقْ * ـتُلْهُ فِعْلاً قَتَلْتَهُ تَعْذِيبَا حَقَّاً وَاللهِ: {إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى} {العَلَق: 6} كُلُّ هَذَا لأَكُفَّ عَنْ كِتَابَاتي، الَّتي هِيَ كُلُّ حَيَاتي؛ فَكُنْتُ أَقُولُ لهُمْ:

" وَمَاذَا يُضِيرُكُمْ مَا دُمْتُ لاَ أَكْتُبُ في السِّيَاسَة " 00؟! فَكَانُواْ كُلَّمَا قُلْتُ لهُمْ ذَلِك؛ يَشْتَدُّونَ في ضَرْبي وَيَقُولُونَ لي: أَتُرِيدُ أَنْ تُصْبِحَ أَنِيس مَنْصُور، أَمْ يُوسُف إِدْرِيس؟ يَا ابْنَ كَذَا وَكَذَا 00؟! وَمِمَّا شَفَّني وَجْدَاً كَرِيمٌ * يُحَاوِلُ قَهْرَهُ قِرْدٌ زَنِيمُ {ابْنُ حَيُّوس بِتَصَرُّف}

وَتَرَكُوني في الحَجْزِ عَشْرَةَ أَيَّامٍ عَلَى البَلاَطِ في شَهْرِ طُوبَة؛ حَتىَّ أُصِبْتُ في أَضْلُعِي بِالرُّطُوبَة، ثُمَّ أَخْرَجُوني بَعْدَ حَجْزٍ طَوِيل؛ حَتىَّ يَتَأَكَّدُواْ مِنْ زَوَالِ لَوْنِ الكَدَمَاتِ مِنْ جَسَدِيَ النَّحِيل، إِلاَّ أَنَّ أُصْبُعِي كَانَتْ قَدْ كُسِرَتْ وَأُصِيبَتْ بِعَاهَةٍ مُسْتَدِيمَة؛ تَشْهَدُ عَلَى هَذِهِ الجَرِيمَة 00!!

{وَلاَ تحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُون} {إِبْرَاهِيم: 42} مَاذَا جَنَيْتَ عَلَيْهِمْ أَيُّهَا القَلَمُ * وَاللهِ مَا فِيكَ إِلاَّ النُّصْحُ وَالحِكَمُ إِنيِّ لَيَحْزُنُني أَنْ يَسْجُنُوكَ وَهُمْ * لَوْلاَكَ في الأَرْضِ لَمْ تَثْبُتْ لَهُمْ قَدَمُ قَالُواْ لَقَدْ ظَلَمُواْ بِالدِّينِ أَنْفُسَهُمْ * وَاللهُ يَشْهَدُ أَنَّ الظَّالِمِينَ هُمُ فَإِنْ سَكَتْنَا يَظُنُّونَا نَكِيدُ لَهُمْ * وَإِنْ نَطَقْنَا يَقُولُواْ فِتْنَةٌ عَمَمُ {البَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لِشَاعِرٍ لاَ أَعْرِفُه، أَمَّا الآخَرَانِ فَلِحَافِظ إِبْرَاهِيم}

أَفَكُلَّمَا بَاحَ الضَّعِيفُ بِأَنَّةٍ أَمْسَى إِلى مَعْنى التَّعَصُّبِ يُنْسَبُ فَاجْعَلْ شِعَارَكَ رَحْمَةً وَمَوَدَّةً إِنَّ القُلُوبَ بمِثْلِ هَذَا تُكْسَبُ {حَافِظ إِبْرَاهِيم} وَأَثْنَاءَ تِلْكَ المحْنَةِ الشَّدِيدَة: قُمْتُ بِكِتَابَةِ هَذِهِ الْقَصِيدَة، وَكَمَا قَدْ قَالُواْ في الأَمْثَالِ السَّائِرَة: النَّائِحَةُ الثَّكْلَى لَيْسَتْ كَالمُسْتَأْجَرَة:

إِلىَ كَمْ بِمِصْرَ أَنَا أُظْلَمُ * إِلىَ كَمْ حُقُوقِي بِهَا تُهْضَمُ إِلىَ كَمْ أُهَانُ وَأَكْظِمُ غَيْظِي * كَأَنيَ أَخْرَسُ أَوْ أَبْكَمُ تَزِيدُ الهُمُومُ وَلاَ تَنْقُصُ * وَيَقْسُو الزَّمَانُ وَلاَ يَرْحَمُ وَيُنْبَذُ فِينَا التَّقِيُّ الكَرِيمُ * وَيَرْقَى اللَّئِيمُ وَيَسْتَحْكِمُ وَقَوْلُ الحَقِيقَةِ أَصْبَحَ مُرَّاً * وَمَنْ قَالهَا رُبَّمَا يُعْدَمُ فَخُضْنَا السِّيَاسَةَ نُؤْذَى وَإِنْ * تَرَكْنَا السِّيَاسَةَ لاَ نَسْلَمُ أَمِثْلِيَ إِصْبَعُهُ يُكْسَرُ * وَمِثْلِي عَلَى وَجْهِهِ يُلْطَمُ وَمَاذَا جَنَيْنَا لِيُجْنى عَلَيْنَا * وَنُضْرَبَ حَتىَّ يَسِيلَ الدَّمُ

وَفي أَيْنَ في بَلَدٍ مُسْلِمٍ * وَشَعْبٍ يَقُولُ أَنَا مُسْلِمُ فَيَا رَبِّ رُحْمَاكَ إِنَّا ضِعَافٌ * وَأَنْتَ بِأَحْوَالِنَا أَعْلَمُ إِلى مَتى هَذَا الإِرْهَابُ وَالتَّخْوِيف، وَمَتى يُنْصَفُ الضَّعِيف؛ في عَهْدِكَ يَا دُكْتُور نَظِيف 00؟ مَاذَا يَفْعَلُ المُوَاطِنُ وَهُوَ المحْدُودُ الدَّخْل؛ إِنْ كَانَتْ أَقْسَامُ الشُّرْطَةِ لاَ تَقُومُ بِالْفَصْل؛ إِلاَّ لِصَالِحِ مَنْ يَمُدُّ لَهُمْ حِبَالَ الْوَصْل، هَلْ يَتَحَمَّلُ المُوَاطِنُ إِيذَاءهُ بِالْقَوْلِ وَالْفِعْل؛ الَّذِي يُطَيِّرُ الْعَقْل، أَمْ يَلْجَأُ لِلْقَتْل، مَاذَا تُرِيدُونَ مِنَ المَظْلُومِ الَّذِي تَحَمَّلَ كُلَّ هَذَا الحِمْل 00؟! لَنْ يُصَدِّقَ الشَّعْبُ أَنَّ الإِصْلاَحَ في الخُطَّة؛ إِنْ لَمْ يَبْدَأْ مِن أَقْسَامِ الشُّرْطَة 0

ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ نَدَّعِي أَنَّا في أَحْسَنِ حَال، وَأَنَّ الْوَضْعَ عَالُ الْعَال 00 مِثْلُ الَّتي ذَهَبَتْ تُكَاتِمُ حَمْلَهَا وَالضَّرْعُ حَافِلْ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير} أَوْ كَالسُّلَحْفَاةِ الَّتي تَكْتَفِي بِإِدْخَالِ رَأَسِهَا في جِسْمِهِمَا إِذَا مَا أَحَسَّتْ بِالخَطَر، لَقَدْ سَأَلْتُهُ يَوْمَاً: أَلاَ يُرْضِيكَ أَنْ يَعُودَ إِلَيْكُمْ هَذَا الحَقُّ المَسْلُوب؛ الَّذِي حَدَثَ بِسَبَبِهِ كُلُّ هَذَا النِّزَاعِ الطَّوِيل 00؟! فَقَال: هَبْ أَنَّهُ كَانَ يُرْضِينَا: كَيْفَ نَنْسَى أَنَا وَأَبي وَأَخِي مَا فُعِلَ فِينَا 00؟!

وَهَبْ أَنَّهُ عَادَ إِلَيْنَا؛ فَمَنْ يُعِيدُ كَرَامَتَنَا إِلَيْنَا، وَيَرُدُّ حُقُوقَنَا وَهَيْبَتَنَا عَلَيْنَا، هَيْبَتَنَا الَّتي ضَاعَتْ بَينَ النَّاس، وَمِن أَيْنَ لَنَا تحْقِيقُ الأَمْنِ وَالأَمَان، بَعِيدَاً عَن هَذَا المَكَان 00!! أَصْبَحْتُ مِثْلَ الشُّعْلَةِ * وَتَرَكْتُ حُبَّ الْعُزْلَةِ لَمْ أَنْجُ رَغْمَ تَسَاهُلِي * مِنْ شَرِّ أَمْنِ الدَّوْلَةِ إِيذَاؤُهُمْ لِلْخَلْقِ لاَ * يَحْتَاجُ أَيَّ أَدِلَّةِ {يَاسِر الحَمَدَاني} نَشْكُو للَّهِ مَوَاجِعَنَا * الظُّلْمُ أَقَضَّ مَضَاجِعَنَا قَدْ مَلأَتْ لَيْلاً وَنَهَارَاً * صَرَخَاتُ النَّاسِ مَسَامِعَنَا في كُلِّ طَرِيقٍ نَسْلُكُهُ * نَتَخَيَّلُ فِيهِ مَصَارِعَنَا مِنْ زَمَنٍ نَبْكِي لَمْ يَمْسَحْ * أَحَدٌ في مِصْرَ مَدَامِعَنَا فَمَتى الإِعْلاَمُ سَيُنْصِفُنَا * كَيْ نَأْخُذَ فِيهِ مَوَاقِعَنَا {يَاسِر الحَمَدَاني}

إِنَّ الحِفَاظَ عَلَى أَمْنِ الْبِلاَد؛ لَيْسَ بِإِيذَاءِ الْعِبَاد يَتَّهِمُونَ الشَّبَابَ بِقِلَّةِ الاِنْتِمَاء؛ وَأَفْعَالهُمْ تَقْتُلُ كُلَّ انْتِمَاء؛ أَيْنَ العَدَالَةُ الَّتي تُعِيدُ حَقَّ هَؤُلاَء، إِنَّ القَضِيَّةَ تُنْظَرُ مُنْذُ عَشْرِ سِنِينَ أَمَامَ القَضَاء، وَيَبْدُو أَنَّ صُدُورَ الحُكْمِ لَنْ يَكُونَ وَهُمْ أَحْيَاء 00!! صَدَقَ أَحَدُ الكُتَّابِ عِنْدَمَا قَال: " الَّذِي نَفْعَلُهُ في أَنْفُسِنَا؛ أَشَدُّ مِمَّا يَفْعَلُهُ فِينَا أَعْدَاؤُنَا " وَبَعْد 00 أَمَا إِنِّي كُنْتُ في غِنىً عَمَّا قَدْ يجُرُّهُ عَلَيَّ هَذَا المَقَالُ السَّاخِن، وَلَكِن عُذْرِيَ في ذَلِكَ أَنيِّ أَنَا ذَلِكَ المُوَاطِن 00 بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

موسوسون لكن ظرفاء

مُوَسْوِسُونَ لَكِنْ ظُرَفَاء ============= لي صَدِيقٌ مُبْتَلَىً بِالْوَسْوَسَة، وَلَكِنَّهُ خَفِيفُ الظِّلِّ إِنْ جَالَسْتَهُ لاَ تُفَارِقُ مجْلِسَه، أَتَاني يَوْمَاً يَشْكُو لي مِنْ تِلْكَ الإِصَابَة، ثُمَّ طَلَبَ مِنيِّ مَطْلَبَاً في مُنْتَهَى الْغَرَابَة؛ حَيْثُ قَالَ عَلَى سَبِيلِ الدُّعَابَة: أَعْرِفُ أَنَّكَ تجِيدُ الْكِتَابَة؛ فَهَلاَّ كَتَبْتَ شَيْئَاً عَنْ تِلْكَ الخَصْلَةِ المَقِيتَة 00؟ فَكَتَبْتُ مُعْلِيَاً بَينَ المُوَسْوِسِينَ صِيتَه: لي صَاحِبٌ مُوَسْوِسُ * عَلَى الدَّوَامِ يَهْمِسُ يَظُنُّ بَعْدَ غُسْلِهِ * بِأَنَّهُ مُنَجَّسُ وَقَبْلَ بَدْئِهِ الصَّلاَ * ةَ في الهَوَاءِ يَلْحَسُ وَيَسْتَقِيءُ مَرَّةً * وَمَرَّتَيْنِ يَعْطَسُ وَلَوْ أَرَدْتَ نُصْحَهُ * في مَرَّةٍ سَتَيْأَسُ وَرَغْمَ ذَا فَإِنَّهُ * مُحَبَّبٌ وَمُؤْنِسُ يَاسِر الحَمَدَاني 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يتركون المشرفين؛ ويقدمون (المقرفين)

يَتْرُكُونَ المُشَرِّفِين؛ وَيُقَدِّمُونَ " المُقْرِفِين " ========================= إِنَّ الصَّحَافَةَ للهِ دَرُّهَا؛ بَدَلاً مِن أَنْ تَهْتَمَّ بِالمَوْهُوبِينَ وَالمَوْهُوبَات ـ مِنَ الشُّبَّانِ وَالفَتَيَات ـ ذَهَبَتْ تَلْهَثُ خَلْفَ أَخْبَارِ السَّاقِطِينَ وَالسَّاقِطَات، وَالتَّشْهِيرِ بحَالاَتِ الاَغْتِصَاب 00 فُلاَنَةٌ: ضَبَطُوهَا في شَقَّةٍ خَارِجَةٍ عَنِ الآدَاب، وَفُلاَنَةٌ: تَزَوَّجَتْ عُرْفِيَّاً مِنْ بَوَّاب، وَفُلاَنَةٌ: ضَرَبَتْ زَوْجَهَا بِالقُبْقَاب!! وَشَعْبُنَا وَالحَمْدُ لله ـ الَّذِي لاَ يحْمَدُ عَلَى مَكْرُوهٍ سِوَاه ـ عَاشِقٌ لِلفَضَائِحِ النَّكْرَاء، الَّتي تَأَلَّقَتْ فِيهَا الصَّحَافَةُ الصَّفْرَاء، وَإِذَا بحَثْتَ في ظِلِّ هَؤُلاَءِ عَنِ القُرَّاء؛ وَجَدْتَهُمْ: لاَ يَقْرَءونَ إِلاَّ لِلمَشَاهِير، تَسْأَلُ عَنِ الشُّهْرَةِ أَيْنَ مُسْتَقَرُّهَا وَمُسْتَوْدَعُهَا 00؟ فَيَقُولُونَ لَدَى أَجْهِزَةِ الإِعْلاَم، تَسْأَلُ أَجْهِزَةَ الإِعْلاَمِ عَن هَذَا الكَلاَم 00؟ فَيَقُولُونَ إِنَّ الشَّعْبَ لاَ يَقْرَأُ إِلاَّ لِلْمَشَاهِيرِ مِنَ الأَقْلاَم، وَهَكَذَا: يحَمِّلُ كُلٌّ مِنهُمَا المَسْئُولِيَّةَ لِلآخَر، وَالضَّحِيَّةُ: نحْنُ مَعْشَرَ الكُتَّاب 00!! يَبْدُو أَنَّنَا خُلِقْنَا لِنُسْعِدَ الآخَرِينَ لاَ لِنَسْعَد، أَوْ أَنَّ السَّعَادَةَ خُلِقَتْ لِغَيرِنَا وَلَمْ تخْلَقْ لَنَا 00!! مَنِ الَّذِي سَيَتَصَدَّى لإِسْرَائِيلَ إِنْ كَرَّرَتْ فِكْرَةَ الغَزْوِ لمِصْرَ مَرَّةً أُخْرَى 00؟! هَلْ {فُلاَنٌ}: لاَعِبُ الكُرَةِ الْوَجِيه، أَوْ {فُلاَنَةٌ}: رَاقِصَةُ الْبَالِيه؛ هُمُ الَّذِينَ سَيَتَصَدَّوْنَ لَهُمْ، أَمِ الأَسْمَاءُ المُشْرِقَة / كَالدُّكْتُور مُصْطَفَى مُشَرَّفَة، وَالإِمَامِ المُصْلِح محَمَّد عَبْدُه، وَالمَوْهُوبُونَ فِكْرِيَّاً وَإِدَارِيَّاً وَعِلْمِيَّاً وَعَسْكَرِيَّاً، كَمْ مِنْ مُبْدِعِينَ مِن أَمْثَالِ هَؤُلاَء؛ دَفَنَهُمُ الإِهْمَالُ وَهُمْ أَحْيَاء، عَاشُواْ وَمَاتُواْ في الظَّلاَم، جَهِلَتْهُمْ أَوْ قُلْ تجَاهَلَتْهُمْ أَجْهِزَةُ الإِعْلاَم 00!!! وَحَوْلَ أَحْوَالِ هَؤُلاَءِ المُبْدِعِينَ غَيرِ الأَكَادِيمِيِّين ـ الَّتي يَنْدَى لَهَا الجَبِين ـ وَحَوْلَ الْكَثِيرِ وَالمَرِيرِ مِن هَذِهِ الحِكَايَات المُبْكِيَات؛ كَتَبْتُ هَذِهِ الأَبْيَاتِ التَّالِيَات: يَا لَيْتَ إِعْلاَمَنَا يَهْتَمُّ بِالأَدَبِ * مِثْلَ اهْتِمَامَاتِهِ بِالرَّقْصِ وَالطَّرَبِ فَلَمْ يَضِعْ عَالِمٌ يَا صَاحِ في بَلَدٍ * كَمَا يَضِيعُ الْفَتى ذُو الْعِلْمِ في الْعَرَبِ تجَاهَلُواْ النَّابِغِينَ المُبْدِعِينَ وَلَمْ * يُقَدِّمُواْ غَيْرَ أَقْزَامٍ ذَوِي حَدَبِ كَالْبَحْرِ في الْقَعْرِ مُلْقَاةٌ لآلِؤُهُ * وَمَا عَلَى سَطْحِهِ يَطْفُو سِوَى الخَشَبِ فَلاَ تَغُرَّكَ أَضْوَاءٌ تُحِيطُ بِهِمْ * سُرْعَانَ مَا تخْتَفِي كَالنَّجْمِ ذِي الذَّنَبِ يَا رَبِّ هَيِّئْ لَنَا مِن أَمْرِنَا رَشَدَاً * فَكَمْ تَعِبْنَا وَلَمْ نَرْبحْ سِوَى التَّعَبِ وَكَمْ حُقُوقٍ لَنَا ضَاعَتْ بِلاَ عِوَضٍ * وَكَمْ ظُلِمْنَا بِلاَ ذَنْبٍ وَلاَ سَبَبِ مَنْ لِلأَدِيبِ سِوَاكَ يَصُونُ هَيْبَتَهُ * في ظِلِّ جِيلٍ بِلاَ دِينٍ وَلاَ أَدَبِ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يحفظ سبعة عشر ألف حديث ويعمل بناء

يحْفَظُ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيثٍ وَيَعْمَلُ بَنَّاءً ======================== لَقَدِ الْتَقَيْتُ بِشَابٍّ في إِحْدَى القُرَى وَالْبِلاَد؛ يحْفَظُ بِالإِضَافَةِ لِلْقُرْآنِ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيثٍ بِالإِسْنَاد، وَحَصِيلَتُهُ مِنَ الْكُتُبِ الَّتي قَرَأَهَا وَالمَرَاجِع: تَرْبُو عَلَى أَلْفِ مجَلَّدٍ وَكِتَابٍ جَامِع، وَبِرَغْمِ هَذَا المُسْتَوَى الرَّائِع ـ وَالَّذِي لاَ تَعْرِفُهُ الجَامِعَاتُ وَلاَ المجَامِع ـ فَإِنَّهُ يَعِيشُ هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ عَلَى دَخْلٍ مُتَوَاضِع؛ تُرَى مَاذَا يَعْمَلُ هَذَا المَوْهِبَةُ الضَّائِعَة، هَلْ يَعْمَلُ دُكْتُورَاً في الجَامِعَة 00؟ كَلاَّ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الأَعِزَّاء؛ إِنَّمَا يَعْمَلُ أُسْطَى بَنَّاءً في مَوَادِّ الْبِنَاء؛ أَيْنَ المَسْئُولُونَ مِن هَؤُلاَء، بَدَلاً مِن أَنْ يَسْتَفِيدُواْ مِنْ قُدُرَاتِهِ الجَبَّارَة؛ تَرَكُوهُ يَعْمَلُ في الأَسْمَنْتِ وَالحِجَارَة، نَعَمْ تُوجَدُ لِلثَّقَافَةِ وَزَارَة، لَكِنَّهَا مُهْتَمَّةٌ بِهَرَم خُوفُو وَهَرَم سَقَّارَة، وَالمَعَارِضِ التَّشْكِيلِيَّةِ وَفَنِّ الْعِمَارَة، أَسْأَلُ اللهَ لِهَذِهِ الْعُقُولِ المُبْدِعَةِ وَالمُبْتَكِرَة؛ أَنْ تجِدَ الإِنْصَافَ في ظِلِّ الإِصْلاَحَاتِ المُنْتَظَرَة 00!! لَوْ وَجَدَ هَؤُلاَءِ المُبْدِعُونَ العَبَاقِرَة؛ رِعَايَةً مِنَ المَسْئُولِينَ بِالقَاهِرَة؛ لَتَفَرَّغُواْ لِلبَحْثِ وَالعِلْمِ وَالتَّأْلِيف، وَلَمَا آثَرُواْ البَقَاءَ بِالرِّيف، وَلاَ قَعَدَ بَعْضُهُمْ عَلَى الرَّصِيف، وَلَكِنْ سُوءُ الحَال؛ وَقِلَّةُ المَال؛ اضْطَرَّهُمْ لِقَبُولِ هَذِهِ الأَعْمَال؛ وَمَن أَرَادَ وَمَنْ لَمْ يَرْكَبِ الأَهْوَالَ لَمْ يَنَلِ الرَّغَائِب 00!! وَمَنْ لَمْ يَبْكِ عَلَى نَفْسِهِ فَلَنْ يَبْكِيَ عَلَيْهِ أَحَد؛ قَالَ شَنْقٌ أَمْ خَنْقٌ 00؟ قَالَ كُلُّهُ في الرَّقَبَة 00!! قَدْ حَطَّمُونَا قَادَةُ التَّعْلِيمِ * في أَرْضِ مِصْرٍ أَيَّمَا تحْطِيمِ وَمَنَارَةُ التَّعْلِيمِ يَا وُزَرَاءنَا * أَوْلى مِنَ الآثَارِ بِالتَّرْمِيمِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} وَحَوْلَ أَحْوَالِ هَؤُلاَءِ المُبْدِعِينَ غَيرِ الأَكَادِيمِيِّين ـ الَّتي يَنْدَى لَهَا الجَبِين ـ وَحَوْلَ الْكَثِيرِ وَالمَرِيرِ مِن هَذِهِ الحِكَايَات المُبْكِيَات؛ كَتَبْتُ هَذِهِ الأَبْيَات، الْعَشْرَ التَّالِيَات: لَكَ اللهُ مِن عَالِمٍ يَا شِحَاتَة * قَضَى في عُلُومِ الحَدِيثِ حَيَاتَه أَيُتْرَكُ مِثْلُكَ دُونَ اهْتِمَامٍ * وَيُلْتَفُّ حَوْلَ خَيَالِ " المَآتَة " الذَّنْبُ يَرْجِعُ لِلصَّحَافَة * وَإِلى وَزَارَاتِ السَّخَافَة كَمْ قَدَّمُواْ لِلنَّاسِ فَنَّاً هَابِطَاً بِاسْمِ الثَّقَافَة كَمْ عَبْقَرِيٍّ ضَيَّعُوهُ كَانَ يُعْرَفُ بِالحَصَافَة مَا حَاوَلَتْ تِلْكَ الجِهَاتُ الْبَحْثَ عَنهُ وَاكْتِشَافَة أَكَلَ الْبُقُولَ وَغَيْرُهُ أَكَلَ الْقَطَائِفَ وَالْكُنَافَة كَمْ بَينَ مِصْرٍ وَالتَّقَدُّمِ يَا صَدِيقِي مِنْ مَسَافَة بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

شعر كاريكاتيري عن الرئيس بوش

فِكْرَةُ رَسْمِ كَارِيكَاتِير ============ يُرْسَمُ الرَّئِيس بُوش في صُورَةِ دِيكٍ يُنْتَفُ رِيشُهُ وَهُوَ يَقُول: " أَي، أَيْ " وَيُكْتَبُ أَسْفَلَ مِنهُ هَذَا الْبَيْتُ تَعْلِيقَاً: لاَ يُعْجِبَنَّكَ رِيشٌ فِيكَ مَنْفُوشُ * فَسَوْفَ يُنْتَفُ هَذَا الرِّيشُ يَا بُوشُ رَشَّحْتَ نَفْسَكَ لِلطُّغْيَانِ ثَالِثَةً * أَبْشِرْ فَأَنْتَ بِإِذْنِ اللهِ مَقْلُوشُ أَشْعَارُ وَأَفْكَار: يَاسِر الحَمَدَاني رِيشَةُ الْفَنَّان: عِصَام الشَّرْقَاوِي بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أشعار بديع الزمان الحمداني

أَشْعَار بَدِيعِ الزَّمَانِ الحَمَدَاني: =================

مقدمة الديوان

المُقَدِّمَة: ===== تَبَارَكَ مَنْ لَهُ الحَمْدُ عَلَى الدَّوَام، تَبَارَكَ مَنْ لاَ يَغْفَلُ وَلاَ يَنَام، لَهُ الحَمْدُ في الأُولى وَالآخِرَة، وَلَهُ الحَمدُ دَائِمَاً وَأَبَدَا، سُبْحَانَه سُبحَانَه، لَهُ العِزَّةُ وَالجَبَرُوت، وَلَهُ المُلكُ وَالمَلَكُوت، يحْيى وَيمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لاَ يمُوت، يُسَبِّحُ بحَمْدِهِ كُلُّ مَنْ في الأَرْضِ وَالسَّمَاوَات، بَدْءَاً مِنَ الذّرَّاتِ وَحَتىَّ المجَرَّات 00!! إِلهِي لَكَ الحَمْدُ الَّذِي أَنْتَ أَهْلُهُ * علَى نِعَمٍ مَا كُنْتُ قَطُّ لهَا أَهْلاَ إِذَا زِدْتُّ عِصْيَانَاً تَزِيدُ تَفَضُّلاَ * كَأَنيَ بِالعِصْيَانِ أَسْتوْجِبُ الفَضْلاَ نُسِيءُ إِلَيْهِ وَيحْسِنُ إِلَيْنَا؛ فَمَا قَطَعَ إِحْسَانَهُ وَلاَ نحْنُ اسْتَحْيَيْنَا 00!! اللهُمَّ خُذْ بِأَيْدِينَا؛ حَتىَّ نُرْضِيَكَ كَمَا تُرْضِينَا 00!!

أَنْتَ الَّذِي أَرْشَدْتَني مِنْ بَعْدِ مَا * في الكَوْنِ كُنْتُ أَتِيهُ كَالحَيرَانِ وَزَرَعْتَ لي بَينَ القُلُوبِ محَبَّةً * حَتىَّ أَحَبَّتْ يَاسِرَ الحَمَدَاني وَنَشَرْتَ لي في العَالمِينَ محَاسِنَاً * وَسَتَرْتَ عَن أَبْصَارِهِمْ عِصْيَاني {مِنْ نُونِيَّةِ ابْنِ الْقَيِّمِ بِتَصَرُّف} إِلهِي لَقَدْ أَحْسَنْتَ رَغْمَ إِسَاءَ تي * إِلَيْكَ فَلَمْ يَنهَضْ بِإِحْسَانِكَ الشُّكْرُ فَمَنْ كَانَ مُعْتَذِرَاً إِلَيْكَ بحُجَّةٍ * فَعُذْرِيَ إِقْرَارِي بأَنْ لَيْسَ لي عُذْرُ دَعَوْتُكَ مُفْتَقِرَاً إِلَيْكَ وَلَمْ يَكُنْ * لِيُعْجِبَني لَوْلاَ محَبَّتُكَ الفَقْرُ {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لأَبي نُوَاس / الحَسَنِ بْنِ هَانِئٍ بِتَصَرُّف، وَالأَخِيرُ لِلْبُحْتُرِيّ 0 أَيْضَاً بِتَصَرُّف}

وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه، وَأَشْهَدُ أَنَّ محَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُه، أَرْسَلَهُ اللهُ هَادِيَاً وَمُبَشِّرَاً وَنَذِيرَا، وَدَاعِيَاً إِلى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجَاً مُنِيرَا، اللهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى مَنْ سَارَ عَلَى دَرْبِهِ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا 00 أَنْتَ الَّذِي لَمَّا رُفِعْتَ إِلى السَّمَا * بِكَ قَدْ سَمَتْ وَتَزَيَّنَتْ لِلِقَاكَا أَنْتَ الَّذِي مِنْ نُورِكَ البَدْرُ اكْتَسَى * وَالشَّمْسُ قِنْدِيلٌ أَمَامَ ضِيَاكَا نَادَيْتَ أَشْجَارَاً أَتَتْكَ مُطِيعَةً * وَشَكَا الْبَعِيرُ إِلَيْكَ حِينَ رَآكَا وَالمَاءُ فَاضَ بِرَاحَتَيْكَ وَسَبَّحَتْ * صُمُّ الحَصَى للهِ في يُمْنَاكَا وَالجِذْعُ حَنَّ إِلَيْكَ حِينَ تَرَكْتَهُ * وَعَلَى سِوَاهُ أُوقِفَتْ قَدَمَاكَا

مَاذَا يَقُولُ المَادِحُونَ وَمَا عَسَى * أَنْ يجْمَعَ الكُتَّابُ مِنْ مَعْنَاكَا صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا عَلَمَ الهُدَى * وَأَدَامَ في أَذْهَانِنَا ذِكْرَاكَا {شِهَابُ الدِّينِ الأَبْشِيهِيُّ صَاحِبُ المُسْتَطْرَف، بِشَيْءٍ مِنَ التَّصَرُّف} اللهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا محَمَّدٍ عَدَدَ أَوْرَاقِ الشَّجَر، وَعَدَدَ حَبَّاتِ المَطَر، وَعَدَدَ مَا خَلَقْتَ مِنَ البَشَر ثمَّ أَمَّا بَعْد لَقَدْ عَرَفَني الْقُرَّاءُ كَاتِبَاً وَلَمْ يَعْرِفُوني شَاعِرَاً، وَلاَ أَقُولُ شَيْطَانُ الشِّعْرِ أَلْهَمَني، بَلْ أَقُولُ اللهُ عَلَّمَني وَفَهَّمَني 00!!

وَأَنَا إِنْ كُنْتُ أَكْتُبُ الْقَصَائِدَ الْقَصِيرَةَ وَالْبَيْتَ وَالْبَيْتَيْن؛ فَتِلْكَ هِيَ نَفْسُ طَرِيقَةِ الخَلِيلِ بْنِ أَحْمَدَ وَاضِعِ عِلْمِ العَرُوضِ في دِيوَانِه، وَنَفْسُ طَرِيقَةِ شَاعِرِ الفُقَهَاءِ وَفَقِيهِ الشُّعَرَاءِ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللهُ في دِيوَانِه 0 إِنَّ العِبْرَةَ عِنْدِي بِالكَيْفِ وَلَيْسَ الكَمّ، وَلأَن أَقُولَ بَيْتَاً أَوْ بَيْتَينِ يَتَمَثَّلُ بِهِمَا الأُلُوف؛ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ قَصِيدَةٍ طَوِيلَةٍ تُوضَعُ فَوْقَ الرُّفُوف 0 افْتَخَرَتْ أُمُّ الذِّئْبِ عَلَى أُمِّ الأَسَدِ بِأَنَّهَا تَلِدُ مَرَّتَين، بَيْنَمَا أُمُّ الأَسَدِ تَلِدُ مَرَّةً وَاحِدَة؛ فَقَالَتْ لَهَا أُمُّ الأَسَد: أَنَاْ فِعْلاً لاَ أَلِدُ كَمَا قُلْتِ إِلاَّ مَرَّةً وَاحِدَة، لَكِنَّهُ أَسَد 00!!

اللهُمَّ عُمَّنَا بِفَضْلِكَ الْوَافِر، وَبِرِّكَ الْكَامِل، وَفَرَجِكَ السَّرِيع، وَعَطَائِكَ المَدِيد، إِنَّكَ حَمِيدٌ مجِيد، فَعَّالٌ لِمَا يُرِيد 0 فَإِن أَهْلِكْ فَقَدْ أَبْقَيْتُ بَعْدِي * قَوَافيَ تُعْجِبُ المُتَمَثِّلِينَا رَصِينَاتٍ بَلِيغَاتٍ عِذَابٍ * لَوَ انَّ الشِّعْرَ يُلْبَسُ لاَرْتُدِينَا الفَقِيرُ إِلى عَفْوِ رَبِّهِ وَدُعَائِكُمْ / يَاسِر الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فضل الشعر والشعراء

فَضْلُ الشِّعْر وَالشُّعَرَاء ============ إِنَّني أَحْمَدُ اللهَ أَنْ وَرَدَ في أَقْوَالِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسُنَّتِهِ ذِكْرُ الشِّعْرِ عَلَى سَبِيلِ الاَسْتِحْسَان، وَإِلاَّ لَقَامَ أَقْوَامٌ مُتَشَدِّقُونَ، وَكَفَّرُواْ أَوْ فَسَّقُواْ الشُّعَرَاء!! عَن أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6145 / فَتْح] وَعَنِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَرْدَفَني رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَاً، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبي الصَّلْتِ شَيْء " 00؟

قُلْتُ نَعَمْ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيهْ " 00 أَيْ أَسْمِعْني، فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتَاً، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيهْ " 00 ثمَّ أَنْشَدْتُهُ بَيْتَاً، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيهْ " 00 حَتىَّ أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْت " [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2255 / عَبْد البَاقِي] وَعَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَرَاثَ الخَبرَ ـ أَيِ اسْتَبْطَأَهُ ـ تَمَثَّلَ فِيهِ بِبَيْتِ طَرَفَة: وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: 8794، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: 24610 / إِحْيَاءُ التُّرَاث]

مَتى يَعْرِفُ النَّاسُ أَنَّ الفَتى * بِلاَ أَدَبٍ صُورَةٌ مِن خَشَبْ فَمَا هُوَ شِعْرٌ وَنَثْرٌ وَلَكِن هُوَ الرُّوحُ لِلْجِسْمِ وَهْوَ العَصَبْ يَقُولُ ابْنُ مَنْظُورٍ في لِسَانِ الْعَرَبِ عَنِ الأَدَب: " الأَدَب: الَّذِي يَتَأَدَّبُ بِهِ الأَدِيب؛ وَسُمِّيَ أَدَبَاً لأَنَّهُ يَأْدِبُ النَّاسَ إِلى المحَامِدِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المَقَابِح، وَالأَدَبُ هُوَ الظَّرْفُ وَحُسْنُ التَّنَاوُل " [ابْنُ مَنْظُورٍ بِاخْتِصَارٍ في " لِسَانِ العَرَب " ص: 206/ 1] لَعَمْرُكَ إِنَّ المَكْرُمَاتِ أَصَابِعٌ * وَأَشْعَارُنَا في المَكْرُمَاتِ خَوَاتِمُ وَلَوْلاَ خِلاَلٌ سَنَّهَا الشِّعْرُ مَا دَرَى * بُغَاةُ النَّدَى مِن أَيْنَ تُؤْتَى المَكَارِمُ وَللهِ دَرُّ محْمُود غُنيم حَيْثُ قَال:

إِذَا لَمْ تَقُمْ لِلشِّعْرِ في الشَّعْبِ دَوْلَةٌ * تَيَقَّنْ بِأَنَّ الشَّعْبَ مَاتَتْ مَشَاعِرُه وَمِمَّا قُلْتُهُ أَنَا في فَضْلِ الرَّقَائِقِ وَالأَدَبِ وَالشِّعْر: كَمْ حِكْمَةٍ نُثِرَتْ في الدِّينِ وَالأَدَبِ وَشِعْرِنَا الْعَرَبي أَغْلَى مِنَ الذَّهَبِ وَمَا أَقْبَحَ مَا قَالَهُ الشُّعَرَاءُ فِيمَنْ لاَ يَتَذَوَّقُونَ الشِّعْر: بَهَائِمُ أَلْهَاهَا قَدِيمَاً شَعِيرُهَا عَنِ الشِّعْرِ تَسْتَوْفي الغِذَاءَ وَتُرْكَبُ أَلَمْ تَسْتَنْشِقْ نَسْمَةَ الصَّيْفِ البَارِدَةِ سَاعَةَ الفَجْرِ قَطّ 00؟ هِيَ أَنْفُسُ الشُّعَرَاءِ في غَسَقِ الدُّجَى تَتَنَفَّسُ

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الشِّعْرُ بِمَنْزِلَةِ الْكَلاَم؛ فَحَسَنُهُ كَحَسَنِ الْكَلاَم، وَقَبِيحُهُ كَقَبِيحِ الْكَلاَم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 3733، 447، وَصَحَّحَهُ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 865، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضَعُ لحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ مِنْبَرَاً في المَسْجِدِ يَقُومُ عَلَيْهِ قَائِمَاً يُفَاخِرُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلاَ يُؤَيِّدُ حَسَّانَ بِرُوحِ الْقُدُسِ مَا نَافَحَ أَوْ فَاخَرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 6058]

وَعَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَنْزَلَ في الشِّعْرِ مَا أَنْزَل ـ أَيْ مَا حُكْمُ الشِّعْرِ إِذَنْ في الإِسْلاَم، وَهَلْ هُوَ حَلاَلٌ أَمْ حَرَام 00؟! فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ المُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِسَيْفِهِ وَلِسَانِه، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه؛ لَكَأَنَّ مَا تَرْمُونَهُمْ بِهِ نَضْحُ النَّبْل " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعيب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان، وَقَالَ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الثَّمَرِ المُسْتَطَاب: سَنَدٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين: (797)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

حَدَّثَ ثَابِتٌ الْبُنَانيُّ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ أَنَّهُ دَخَلَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ شَرَّفَهَا اللهُ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ بَيْنَ يَدَيْهِ يَقُولُ الشُِّعْر؛ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنه: يَا ابْنَ رَوَاحَة؛ في حَرَمِ اللهِ وَبَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ هَذَا الشِّعْر؟! فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " خَلِّ عَنْهُ؛ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه: لَكَلاَمُهُ أَشَدُّ عَلَيْهِمْ مِنْ وَقْعِ النَّبْل " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 2893، وَقَالَ في الثَّمَرِ المُسْتَطَاب: سَنَدٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم: 797]

وَللهِ عِصَام الْغَزَالي حَيْثُ قَالَ في نَفْسِ المِنوَالِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ الحُرُوفُ أَسِنَّةٌ لَكِنْ رَقِيقَة وَيَكْفِيكَ عَنْ فَضْلِ الشُّعَرَاءِ أَيْضَاً قَوْلُ ابْنِ حَيُّوس: تَتَزَلْزَلُ الدُّنيَا إِذَا غَضِبُواْ فَإِنْ * بَلَغُواْ الرِّضَا أَمِنَتْ مِنَ الزِّلْزَالِ ********** وَاعْلَمْ بِأَنَّهُمُ إِذَا لَمْ يُنْصَفُواْ * حَكَمُواْ لأَنْفُسِهِمْ عَلَى الحُكَّامِ وَجِنَايَةُ الجَاني عَلَيْهِمْ تَنْقَضِي * وَهِجَاؤُهُمْ يَبْقَى مَعَ الأَيَّامِ ********** فَلِلشُّعَرَاءِ أَلْسِنَةٌ حِدَادٌ * عَلَى الأَعْرَاضِ وَطْأَتُهَا ثَقِيلَة وَمَنْ نَالَتْ صَوَاعِقُهُمْ حِمَاهُ * وَإِنْ كَذَبُواْ فَلَيْسَ لَهُنَّ حِيلَة فَأَحْسِنْ رِفْدَهُمْ وَاكْسَبْ رِضَاهُمْ * وَعَامِلْهُمْ مُعَامَلَةً جَمِيلَة بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

ديواني كاملا

أَشْعَار بَدِيعِ الزَّمَانِ الحَمَدَاني: ================= النَّاقِدُونَ الحَاقِدُون أَيَا مَنْ تَنَالُونَ مِنيِّ جِهَارَا * وَمِنْكُمُ دَوْمَاً أُلاَقِي الضِّرَارَا كَأَنَّ التَّفَوُّقَ في كُلِّ فَنٍّ * عَلَيْكُمُ يَا قَوْمُ صَارَ احْتِكَارَا إِذَا كُنْتُ أَبْدُو صَغِيرَاً لَكُمْ * كَذَلِكَ تَبْدُو النُّجُومُ صِغَارَا وَيَكْفِي بِأَنيَّ وَإِنيِّ صَغِيرٌ * فَلِي لاَ يَشُقُّ الْكِبَارُ غُبَارَا وَلاَ عَيْبَ لي غَيْرَ أَنَّ زَمَاني * تُعَاني الثَّقَافَةُ فِيهِ انحِدَارَا

زَعَمْتُمْ بِأَنَّكُمُ مُصْلِحُوهَا * وَإِصْلاَحُكُمْ لَيْسَ إِلاَّ شِعَارَا وَفي كُلِّ يَوْمٍ أُلاَقِي أَدِيبَاً * يُقَدِّمُ عَنْكُمْ إِليَّ اعْتِذَارَا وَلَوْ لَمْ أَكُنْ شَاعِرَاً لاَ يُبَارَى * لَمَا لَقِيَ الْيَوْمَ شِعْرِي انْتِشَارَا فَفِي عَيْنِنَا كِبْرُكُمْ لَمْ يَزِدْكُمْ * وَفي أَعْيُنِ الْكُلِّ إِلاَّ احْتِقَارَا سَيُعْرَفُ أَيُّ الْفَرِيقَينِ خَيْرٌ * إِذَا مَا الزَّمَانُ عَلَيْنَا اسْتَدَارَا

وَلاَ يَظُنَّنَّ قَصِيرُ النَّظَرِ أَنَّ البَيْتَ الثَّاني مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِ أَبي مَاضِي: فَإِذَا رَآني دُونَهُ مِنهُمْ غَبي * فَكَمَا يُرَى في المَاءِ ظِلُّ الكَوْكَبِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف} فَإِنَّ أَبَا مَاضِي يَتَحَدَّثُ عَنِ الدُّنُوّ، وَيُشَبِّهُهُ بِصُورَةِ الظِّلِّ في المَاء، بَيْنَمَا أَتحَدَّثُ أَنَا عَنِ الصِّغَر، وَأُشَبِّهُهُ بِصِغَرِ النَّجْمِ في السَّمَاء، وَكِلاَ البَيْتَينِ يَتَحَدَّثُ عَنْ صِنْفِ المُتَكَبِّرِينَ مِنْ بَني الإِنْسَان، وَمَا أَكْثَرَهُمْ في هَذَا الزَّمَان 00!!

طُبُولٌ جَوْفَاء رُءوسٌ ضِخَامٌ كَمِثْلِ العُجُولْ * سِوَى أَنَّهَا لَيْسَ فِيهَا عُقُولْ وَمِن عَجَبٍ أَنَّ إِعْلاَمَنَا * يَدُقُّ لأَمْثَالِهِمْ بِالطُّبُولْ يَبُثُّونَ أَفْكَارَهُمْ في فُصُولْ * وَأَغْلَبُ مَا تَحْتَوِيهِ فُضُولْ فَتَسْمَعُ مِنهُمْ كَلاَمَاً عَجِيبَاً * تَكَادُ الجِبَالُ لَهُ أَنْ تَزُولْ وَشَعْبُ الْكِنَانَةِ شَعْبٌ جَهُولْ * يُقَابِلُ إِسْفَافَهُمْ بِالْقَبُولْ فَلاَ تَعْجَبَنَّ إِذَا مَا رَأَيْتَ * بِهَا أَرْؤُسَاً في محِلِّ الرُّجُولْ

لِذَلِكَ شَمْسُ الحَضَارَةِ غَابَتْ * وَنجْمُ النُّبُوغِ ابْتَدَا في الأُفُولْ وَأَصْبَحْتُ في الشِّعْرِ أَبْكِي عَلَيْهِمْ * وَمَا عُدْتُ أَبْكِي كَغَيْرِي الطُّلُولْ كَمْ فُقِّئَتْ مِنَّا الْعُيُونُ وَنحْنُ نَنْظُرُ في الدَّفَاتِرْ دَهْرٌ مَضَى وَأَنَا في المَكْتَبَاتِ صَبي * قَصِيدَةُ الشِّعْرِ أُمِّي وَالْكِتَابُ أَبي بَيْنَ المَرَاجِعِ أَقْضِي الْيَوْمَ في نَهَمٍ * حَتىَّ لَقَدْ عَرَفَتْني أَرْفُفُ الْكُتُبِ أَمْتَصُّ ثَدْيَ المَرَاجِعِ غَيْرَ مُنْفَطِمٍ * حَتىَّ لَقَدْ عَرَفَتْني أَرْفُفُ الْكُتُبِ حَتىَّ لَقَدْ بَلَغَ مَا قَرَأْتُهُ أَكْثَرَ مِنْ رُبْعِ مِلْيُون بَيْتٍ مِنَ الشِّعْرِ الْعَرَبيّ، وَأَكْثَرَ مِنْ مِاْئَتيْ مجَلَّد 00

وَكَثِيرَاً مَا كَانَتْ تُعْجِبُني فِكْرَةٌ فَأَنْظِمُهَا، وَقَدْ أَزِيدُ عَلَيْهَا، وَكُنْتُ أُرَاعِي في ذَلِكَ الأَمَانَةَ الْعِلْمِيَّة، فَكُنْتُ أُحَدِّدُ مَوْضِعَهَا، ثُمَّ أُثْبِتُ نِسْبَتَهَا لِلشَّاعِرِ الأَصْلِيّ، وَللهِ دَرُّ الْقَائِل: وَلاَ أُغِيرُ عَلَى الأَشْعَارِ أَسْرِقُهَا * أَعُوذُ بِاللهِ شَرُّ النَّاسِ مَنْ سَرَقَا وَإِنَّ أَحْسَنَ بَيْتٍ أَنْتَ قَائِلُهُ * بَيْتٌ يُقَالُ إِذَا أَنْشَدْتَهُ صَدَقَا {طَرَفَةُ بْنُ العَبْد 0 بِتَصَرُّف} تَهَكُّمٌ عَلَى الشِّعْرِ النَّبَضِي وَأَنَا مُتَعَصِّبٌ لِلشِّعْرِ الْعَرَبيِّ تَعَصُّبَاً مَوْضُوعِيَّاً؛ حَتىَّ أَنيِّ قَرَأْتُ فِكْرَةً لأَحَدِ الشُّعَرَاءِ فَأَعْجَبَتْني فَنَظَمْتُهَا وَزِدْتُ عَلَيْهَا قَائِلاً: هَذَواْ بِشِعْرٍ لَهُمْ مَرِيضِ * فَذَاعَ ذَا عَنهُمُ وَطَارَا

فَاسْتَحْسَنُواْ الهَذْيَ في الْقَرِيضِ * وَصَارَ في شِعْرِهِمْ شِعَارَا لِذَا انْزَوَى الشِّعْرُ في الحَضِيضِ * وَكَادَ أَنْ يَشْهَدَ احْتِضَارَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَهِيَ في الأَصْلِ فِكْرَةٌ لأَحَدِ الشُّعَرَاءِ قُمْتُ بِنَظْمِهَا وَالزِّيَادَةِ عَلَيْهَا} وَحَتىَّ شُعَرَاءُ التَّفْعِيلَةِ ـ وَرَغْمَ اهْتِمَامِهِمْ بِبَعْضِ الْقَوَاعِدِ ـ فَإِنَّهُمْ لَمْ يُحَقِّقُواْ الإِبْدَاعَ المَطْلُوب، لأَنَّ الأَسَاسَ في الشِّعْرِ المَوْهِبَةُ قَبْلَ الأَوْزَانِ وَالْقَوَافي؛ وَحَوْلَ تِلِكَ الْفِكْرَةِ قُلْتُ أَيْضَاً مُقْتَبِسَاً: لَيْتَ الشِّعْرَ كَمَا كَانَا * بِمَعْنَاهُ لاَ مَبْنَاهُ لاَ تَقْطِيعَاً وَأَوْزَانَا * مِثْلَمَا اليَوْمَ نَرَاهُ {وَهِيَ في الأَصْلِ فِكْرَةٌ لأَمِيرِ الشُّعَرَاءِ قُمْتُ بِنَظْمِهَا بَعْدَ مُعَالجَتِهَا} نحْمَدُ اللهَ عَلَى مَا آتَانَا

سَلَلْتُ الصُّبْحَ مِن غِمْدِ الظَّلاَمِ * وَأَنجُمُهُ نَثَرْتُ بِهَا كَلاَمِي لِذَلِكَ صَفْوَةُ الْقُرَّاءِ صَارَتْ * تُفَتِّشُ عَنْ مَقَالي بِاهْتِمَامِ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ مِنَ الْبَيْتِ الأَوَّلِ لِشَاعِرٍ عَرَبيٍّ آخَرَ لاَ أَعْرِفُه} وَقُلْتُ أَيْضَاً: لنَا شِعْرٌ يَرُوقُ السَّامِعِينَا * كَخَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّاربينَا وَلَوْلاَ أَنَّهُ لَمْ يُعْطَ حَظَّاً * لأَضْحَي آيَةً لِلسَّائلينَا وَقُلْتُ أَيْضَاً: اللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِفَضْلِهِ * وَاللهُ يَعْلَمُ حَيْثُ يجْعَلُ رِزْقَهُ وَقُلْتُ أَيْضَاً بِتَصَرُّف: هَلْ يحْسُدُ النَّاسُ شَيْئَاً غَيرَ محْمُودِ * لاَ عَاشَ مَن عَاشَ يَوْمَاً غَيرَ محْسُودِ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرُ لِدِعْبِلٍ الخُزَاعِيّ} وَقُلْتُ في ثَنَايَا حِوَارٍ قَصَصِيّ: فَقَالَ أَنْتَ إِنْسَانٌ * أَمْثَالُكَ قَلِيلُونَا

فَقُلْتُ أَعْلَمُ لَكِنْ * لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَا جَرِيدَةُ آفَاق عَرَبِيَّة يَا رَبِّ أَبْقِ جَرِيدَةَ الآفَاقِ * رَيَّانَةَ الأَغْصَانِ وَالأَوْرَاقِ وَاحْفَظْ إِدَارَتَهَا وَكُلَّ فَرِيقِهَا * مِنْ فُرْقَةٍ دَبَّتْ بِقَلْبِ رِفَاقِ لَمَّا تَزَلْ مُتَنَفَّسَاً لِلشَّعْبِ مِن * هَذَا النِّظَامِ الْفَاسِدِ الخَنَّاقِ لَيْسَتْ مُنَافِقَةً وَلاَ زَمَّارَةً * حَتىَّ تَظَلُّمُهَا كَلاَمٌ رَاقِ قَنَاةُ الجَزِيرَة بَهَرْتِ الْوَرَى يَا قَنَاةَ الجَزِيرَة * وَأَنْتِ بِكُلِّ احْتِرَامٍ جَدِيرَة وَحُبُّكِ يَزْدَادُ يَوْمَاً فَيَوْمَاً * فَسِيرِي عَلَى نَفْسِ تِلْكَ الْوَتِيرَة بِكُلِّ الحَقَائِقِ تَأْتِينَ دَوْمَاً * وَفي كُلِّ دَرْبٍ نَرَاكِ الخَبِيرَة فَوَفَّقَكِ اللهُ كَيْمَا تُنِيرِي * طَرِيقَ الشُّعُوبِ بِتِلْكَ المَسِيرَة

مُذِيعَاتُهَا لَسْنَ مُسْتَرْجِلاَتٍ * وَلَكِن عُرِفْنَ بِطِيبِ السَّرِيرَة وَكَمْ ذَا المُرَاسِلُ فِيهَا يُعَاني * لِيَأْتيَ بِالخَبَطَاتِ المُثِيرَة بِرَغْمِ المخَاطِرِ مِن حَوْلِهِ * وَرَغْمِ حَرَارَةِ وَقْتِ الظَّهِيرَة تَطِيرُ إِلى كُلِّ قُطْرٍ وَتَأْتي * إِلَيْنَا بِأَخْبَارِهِ كَالسَّفِيرَة وَتَفْضَحُ تُوني بْلِيرَ وَبُوشَاً * إِذَا قَعَدَا يَقْسِمَانِ الْفَطِيرَة وَلِلْغَرْبِ أَبْدَتْ ضَحَايَا الحُرُوبِ * لِكَيْ مَا تُحَرِّكَ فِيهِ ضَمِيرَه تَقُولُ الحَقِيقَةَ مِن غَيرِ خَوْفٍ * وَلِلْحَقِّ دَوْمَاً تَكُونُ نَصِيرَة تُصَوِّرُ كَيْفَ تُعَاني الشُّعُوبُ * وَلاَ سِيَّمَا الطَّبَقَاتِ الْفَقِيرَة فَأَخْبَارُهَا صَعْقَةٌ لِلأَعَادِي * كَصَعْقَةِ بَرْقِ اللَّيَالي المَطِيرَة لِذَلِكَ تَلْتَفُّ مِن حَوْلِهَا * بِكُلِّ مَسَاءٍ جُمُوعٌ غَفِيرَة

وَصَارَتْ بِمَا حَقَّقَتْ مِنْ نَجَاحٍ * عَلَى رَأْسِ إِعْلاَمِنَا كَالأَمِيرَة لُغَتُنَا الجَمِيلَة كَمْ ذَا في اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة * مِنْ مَقْطُوعَاتٍ أَدَبِيَّة لَوْ دَخَلَتْ أَيَّ مُسَابَقَةٍ * فَازَتْ بِالْكَأْسِ الذَّهَبِيَّة أَحْيى اللهُ مَن أَحْيَاهَا * وَرَعَى كَوْكَبَةً تَرْعَاهَا لُغَةُ الحِكْمَةِ وَالأُدَبَاءِ * في كُلِّ مجَالٍ تَلْقَاهَا مَا الضَّعْفُ بِهَا بَلْ هُوَ فِينَا * حَفِظَتْ سُنَّتَنَا وَالدِّينَا مَا كَانَتْ يَوْمَاً عَاجِزَةً * حَتىَّ تحْتَاجَ التَّحْسِينَا قَالُواْ لُغَةٌ تَقْلِيدِيَّة * وَقَوَاعِدُهَا تَعْقِيدِيَّة وَإِذَا حَقَّقْنَا رَغْبَتَهُمْ * قَالُواْ لُغَةٌ تجْرِيدِيَّة قَالُواْ تَفْتَقِدُ الأَسْمَاءَا * لاَ بَلْ تَفْتَقِدُ الْعُلَمَاءَا لُغَةٌ فَائِقَةٌ عَظَمَتُهَا * وَلِذَا تحْتَاجُ الْعُظَمَاءَا الشِّعْرُ الْعَرَبي

كَمْ حِكْمَةٍ نُثِرَتْ في الدِّينِ وَالأَدَبِ * وَشِعْرِنَا الْعَرَبي أَغْلَى مِنَ الذَّهَبِ كَمْ كُنْتُ أُنْشِدُ ضَيْفِي مِنْ قَصَائِدِهِ * فَكَانَ فَاكِهَةً أَحْلَى مِنَ الرُّطَبِ وَقُلْتُ في دِيبَاجَةِ كِتَابٍ لي بِعُنوَان / هُمُومُ المُسْلِمِين: أُهْدِي لِقُرَّائِي كِتَابي عَن هُمُومِ المُسْلِمِين لِيَكُونَ كَالسُّلْوَانِ لِلإِنْسَانِ ذِي الْقَلْبِ الحَزِين وَلِكُلِّ مَظْلُومٍ يُعَاني أَوْ مَرِيضٍ أَوْ سَجِين آثَارُهُ مخْتَارَةٌ وَكَلاَمُهُ دُرٌّ ثَمِين اقْرَأْ بِهِ بَعْضَ السُّطُورِ تجِدْ بِهَا الخَبرَ الْيَقِين الْيَأْسُ مِفْتَاحُ الْفَشَلْ كُنْ ثَابِتَاً مِثْلَ الجَبَلْ * مَهْمَا تُوَاجِهُ يَا بَطَلْ لاَ تَنْدُبَنَّ مُصِيبَةً أَوْ تَبْكِيَنَّ عَلَى طَلَلْ أَوْ تَيْأَسَنَّ لِعَثْرَةٍ فَالْيَأْسُ مِفْتَاحُ الْفَشَلْ

وَكَأَنَّني بِكَ عَنْ قَرِيبٍ سَوْفَ تَرْفُلُ في الحُلَلْ إِنَّ بَعْدَ الْعُسْرِ يُسْرَا اصْبِرْ عَلَى الزَّمَنِ الْعَصِيبْ * فَلِكُلِّ مجْتَهِدٍ نَصِيبْ وَتَعَلَّمِ الصَّبْرَ الجَمِيلَ إِذَا نَظَرْتَ إِلى الحَبِيبْ سَتَجِيءُ أَيَّامٌ غَدَاً أَصْفَى مِنَ اللَّبَنِ الحَلِيبْ فَالصَّبْرُ يَأْتي دَائِمَاً مِنْ بَعْدِهِ فَرَجٌ قَرِيبْ مَنْ كَانَ في كَنَفِ الإِلَهِ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يخِيبْ وَكَتَبْتُ أَيْضَاً: الدَّهْرُ يحْزِنُنَا لِيَوْمِ سُرُورِنَا * وَاليُسْرُ لَنْ تَلْقَاهُ قَبْلَ عَسِيرِ اصْبِرْ إِنَّ العَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِين كُنْ مُسْتَقِيمَاً دَائِمَاً * مَهْمَا رَأَيْتَ مِنَ الْعِوَجْ وَاصْبِرْ قَلِيلاً يَا أَخِي * فَالصَّبْرُ مِفْتَاحُ الفَرَجْ أَمْ كَيْفَ تُصْبِحُ نَاقِدَاً * لَوْ لَمْ تَعِشْ بَيْنَ الهَمَجْ

{يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَالهَمَجُ هُمْ أَرَاذِلُ النَّاسِ الَّذِينَ لاَ عُقُولَ لَهُمْ وَلاَ مُرُوءة 0 لِسَانُ الْعَرَب} وَقُلْتُ أَيْضَاً: أَرَى الضِّيقَ مِن خَيْرِ البَشَائِرِ بِالفَرَجْ * وَيُوسُفُ لَوْ لَمْ يَدْخُلِ السِّجْنَ مَا خَرَجْ رُحْمَاكَ يَا رَبّ لَقَدْ جَاوَزَ الظَّالِمُونَ المَدَىَ * وَسَدُّواْ عَلَيْنَا سَبِيلَ الهُدَى وَآذَواْ عِبَادَكَ يَا رَبَّنَا * وَفي الأَرْضِ كَمْ أَغْلَقُواْ مَسْجِدَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 بِاسْتِثْنَاءِ المِصْرَاعِ الأَوَّلِ مِنَ الْبَيْتِ الأَوَّل} اللُّحْمُ الرَّخِيص لِمَاذَا لاَ تَزِيدُ بِنَا الشُّجُونُ * وَقَدْ زَادَ التَّفَسُّخُ وَالمجُونُ لِمَاذَا الْبِنْتُ إِن خَرَجَتْ تُعَرِّي * مَفَاتِنَهَا لِتَنهَشَهَا الْعُيُونُ لِمَاذَا يَا ابْنَني هَذَا الَّذِي قَدْ * تُظَنُّ لأَجْلِهِ فِيكِ الظُّنُونُ

كَفَى أَنَّ الحِجَابَ يَكُونُ دَوْمَاً * عَلَى الحَسْنَاءِ أَحْسَنَ مَا يَكُونُ وَلَوْ كَانَ الحِجَابُ قَلِيلَ نَفْعٍ * لَمَا جُعِلَتْ عَلَى الْعَيْنِ الجُفُونُ وَمِمَّا كَتَبْتُهُ في الحِجَابِ أَيْضَاً: أَلَبِسْتِ ثَوْبَاً ضَيِّقَا * قَدْ كَادَ أَنْ يَتَفَتَّقَا وَعَلَى الشَّبَابِ مَرَرْتِ مُعْجَبَةً بِهِ لِيُحَدِّقَا وَيَقُولَ قَائِلُهُمْ لَقَدْ طَلَعَ الصَّبَاحُ وَأَشْرَقَا وَيَقُولَ آخَرُ مَا لِغُصْنِكِ يَا صَبِيَّةُ أَوْرَقَا وَلَرُبَّمَا قَدْ سَارَ خَلْفَكِ ثَالِثٌ لِيُحَمْلِقَا مِثْلَ الحِمَارِ إِذَا رَأَى حُسْنَ الحِمَارَةِ نَهَّقَا إِنَّ الجَمِيلَةَ في تحَجُّبِهَا تَزِيدُ تَأَلُّقَا كَالْبَدْرِ إِن هُوَ بِالنُّجُومِ وَبِالْغُيُومِ تحَلَّقَا حَالٌ يَسُرُّ الْعَدُو، وَيُبْكِي الحَبِيب خُطُوَاتُنَا نحْوَ التَّقَدُّمِ أَصْبَحَتْ مُتَعَثِّرَة

وَالحَلُّ أَصْبَحَ عِنْدَنَا في الزَّارِ أَوْ في المَبْخَرَة كَمْ ذَا نُقَاسِي كَيْ نَرَى بَعْضَ الْعُقُولِ النَّيِّرَة فَشَبَابُنَا مُسْتَهْتِرٌ وَشُعُوبُنَا مُتَأَخِّرَة حَتىَّ مُعَارَضَةُ الْفَسَادِ فَصَائِلٌ مُتَنَاحِرَة وَلِذَاكَ أَصْبَحْنَا نُلَقَّبُ أُمَّةً مُتَأَخِّرَة أَوْضَاعُهَا في كُلِّ شِبْرٍ أَصْبَحَتْ مُتَفَجِّرَة أَعْدَاؤُهَا مِنْ جَهْلِهَا لَعِبُواْ بِهَا لِعْبَ الْكُرَة وَقُلْتُ في أَسْبَابِ ضَعْفِ المُسْلِمِين: تَرَكْتُمْ سُنَّةَ المَبْعُوثِ فِينَا * لِذَاكَ سَقَتْكُمُ الأَيَّامُ طِينَا وَقُلْتُ بِالتَّصَرُّفِ في تخَلُّفِ الشَّعْبِ الْعَرَبيِّ وَخُرُوجِهِ عَن أَوَامِرِ الله: إِلى السَّمَاءِ دُعَاهُ كَيْفَ يَرْتَفِعُ * وَكَيْفَ بِالصَّلَوَاتِ الخَمْسِ يَنْتَفِعُ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرُ لِلْنُّمَرِيّ}

حَالُ المُؤَلِّف؛ في المجْتَمَعِ المُتَخَلِّف نحْنُ الجُلُوسُ عَلَى الرَّصِيفْ * الْبَاحِثُونَ عَنِ الرَّغِيفْ الْعَاجِزُونَ عَنِ الْبَقَاءِ الْقَادِرُونَ عَلَى النَّزِيفْ ********** في كُلِّ وَادٍ نُظْلَمُ * وَقُلُوبُنَا تَتَحَطَّمُ لاَ تَضْحَكُ الدُّنيَا لَنَا * وَالحَظُّ لاَ يَتَبَسَّمُ ********* يَا مَن إِلَيْهِ المُشْتَكَى * أَشْكُو لِمَن إِلاَّ لَكَا ضَاقَتْ عَلَيَّ الأَرْضُ حَتىَّ لَمْ أَجِدْ لي مَسْلَكَا {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لِعِصَام الْغَزَالي 0 بِتَصَرُّف، وَالآخَرَانِ لِيَاسِرٍ الحَمَدَاني / صَاحِبِ الدِّيوَان} وَلِذَا قُلْتُ: تمَنىَّ أُنَاسٌ أَنْ يَنَالُواْ مَكَانَتي * وَلَمْ يَعْلَمُواْ كَيْفَ اجْتَرَعْتُ مَرِيرَهَا وَقُلْتُ أَيْضَاً: قَدْ عَانَيْتُ وَقَاسَيْتُ * مَا لَوْ قَصَصْتُ عَلَيْكَا لَتَحَدَّرَتْ دُمُوعِي * لِهَوْلِهِ مِن عَيْنَيْكَا

وَقُلْتُ أَيْضَاً: الْطُفْ بِحَالي يَا لَطِيفْ * وَاعْطِفْ عَلَى عَبْدٍ ضَعِيفْ نَزَفَتْ شَرَايِيني دَمَاً فَإِلىَ مَتىَ هَذَا النَّزِيفْ هَلْ سَوْفَ أَقْضِي طُولَ عُمْرِي بَائِعَاً فَوْقَ الرَّصِيفْ فَمَتىَ يَرَى أَمْثَالُنَا الإِنْصَافَ يَا دُكْتُورْ نَظِيف وَقُلْتُ أَيْضَاً: أَرْضُ الْكِنَانَةِ مُنْجِبَة * كَمْ أَنْبَتَتْ مِنْ مَوْهِبَة لَكِنَّمَا تِلْكَ المَوَاهِبُ وَالْعُقُولُ مُعَذَّبَة حَالَةُ الصَّحَافَةِ المُؤْسِفَة؛ في الدُّوَلِ المُتَخَلِّفَة كَمْ مِنْ كَوَادِرَ في الصُّحُفْ * لَيْسَتْ جَوَاهِرَ بَلْ صَدَفْ فَكَلاَمُهُمْ غَثٌّ وَمُضْطَرِبٌ وَأَكْثَرُهُ حَشَفْ وَيُقَالُ عَنهُمْ هَؤُلاَءِ هُمُ النَّوَابِغُ لِلأَسَفْ فَنُّ الْكِتَابَةِ كَانَ يُوجَدُ في الزَّمَانِ المُنْصَرِفْ أَيَّامَ كَانَ الشَّعْبُ يَنْتَظِرُ المَقَالَةَ في شَغَفْ

وَقُلْتُ في الخَوْفِ الَّذِي كَانَ يَنْتَابُني في أَحَدِ المَوَاقِف، فَكُنْتُ أَعْبرُهَا وَأَنَا خَائِف: أَنَاخَ بيَ الخَوْفُ حَتىَّ كَأَنِّي * أَسِيرُ عَلَى الحَبْلِ فَوْقَ المحِيطِ عِنْدَمَا يَنْتَصِرُ الشَّرُّ عَلَى أَهْلِ الخَير الشَّرُّ أَبْيَضُ زَاهِرٌ * وَالخَيْرُ أَسْوَدُ فَاحِمُ وَالْكَوْنُ بحْرٌ زَاخِرٌ * لَكِنَّهُ مُتَلاَطِمُ حَقِيقَةُ الدُّنيَا إِنَّمَا الدُّنيَا قَصِيرَة * في مَرَاحِلِهَا الأَخِيرَة مِثْلَمَا مَرَّتْ عَلَيْنَا * لَيْلَةٌ كَانَتْ مَطِيرَة طَالَمَا أَبْكَتْ عُيُونَاً * بَعْدَمَا كَانَتْ قَرِيرَة كَمْ أَذَلَّتْ بَعْدَ عِزٍّ * غَادَةً كَانَتْ أَمِيرَة فَهْيَ سِجْنٌ وَقُلُوبُ المُؤْمِنِينَ بِهِ أَسِيرَة أَلاَ مَا لي أَرَاكَ وَقَدْ فُتِنْتَا * وَبِالدُّنيَا وَزُخْرُفِهَا جُنِنْتَا

تُنَادِيكَ المَنَايَا كُلَّ يَوْمٍ * أَلاَ يَا صَاحِ أَنْتَ أُرِيدُ أَنْتَا بَلَغْتَ فَلاَ تَقُلْ إِنيِّ صَبيٌّ * وَفَكِّرْ كَمْ صَبيٍّ قَدْ دَفَنْتَا {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرَانِ لِشَاعِرٍ آخَرَ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَطَيَّرُواْ بِأَبِيكَ وَطَائِرُهُمْ مَعَهُمْ أَنَا وَابْني (شِعْرٌ تِرَاجِيدِي) أَسَمِعْتَ مَا قَدْ قَالَ عَنيِّ بَعْضُهُمْ يَا بَاسِمُ وَصَفُواْ أَبَاكَ بِأَنَّهُ في شِعْرِهِ مُتَشَائِمُ وَرَمَوْهُ قَوْلاً كَالرَّصَاصِ الْقَلْبُ مِنهُ وَارِمُ وَبِرَغْمِ صِدْقِ جِهَادِهِ في مِصْرَ صَارَ يُهَاجَمُ وَيُمَارِسُونَ ضُغُوطَهُمْ وَمَضَى أَبُوكَ يُقَاوِمُ وَتُدَاسُ قَبْلَ الْفَجْرِ حُرْمَةُ بَيْتِهِ وَيُدَاهَمُ وَيُقَالُ عَنهُ مُغْرِضٌ وَمحَرِّضٌ وَيُحَاكَمُ وَعَلَى محَبَّتِهِ لِمِصْرَ هُنَاكَ صَارَ يُسَاوَمُ

كَمْ قُلْتُ ظُلْمٌ يَنْقَضِي لَكِنَّهُ يَتَفَاقَمُ هَذَا زَمَانٌ لَيْسَ لِلْعُلَمَاءِ فِيهِ محَارِمُ فَيُطَاعُ فيهِ المُرْتَشِي وَيُضَاعُ فِيهِ الْعَالِمُ لَمْ يَنْجُ دَاعٍ مِنهُمُ أَوْ كَاتِبٌ أَوْ نَاظِمُ قَدْ ضَجَّ مِنهُمْ في الْقَصَائِدِ حَافِظٌ وَالجَارِمُ وَعَلَى يَدَيْهِمْ مَاتَ بِالسِّكِّينِ طَعْنَاً هَاشِمُ أَلأَجْلِ هَذَا بِالتَّشَاؤُمِ قَدْ رَمَاني وَاهِمُ أَفَكُلُّ مَنْ ذَمَّ المَفَاسِدَ قِيلَ عَنهُ نَاقِمُ أَنىَّ أُغَنيِّ وَالهَزَائِمُ حَوْلَنَا تَتَرَاكَمُ وَالْكَوْنُ فِيهِ عَقَارِبٌ أَمْثَالُكُمْ وَأَرَاقِمُ فَلَذَاتُ الأَكْبَاد أَنَا وَابْني (شِعْرٌ كُومِيدِي) لَكَمْ في حَيَاتي رَأَيْتُ عِيَالاَ * وَلَمْ أَرَ لاَبْنيَ قَطُّ مِثَالاَ فَلاَ أَعْرِفُ النَّوْمَ مِنْ لَعْبِهِ * وَلاَ أَسْتَطِيعُ أَخُطُّ مَقَالاَ

وَإِنْ قُلْتُ شَيْئَاً لَهُ ذَاتَ يَوْمٍ * إِلى خَارِجِ الْبَيْتِ شَدَّ الرِّحَالاَ فَأَمْضِي لأُمْسِكَهُ دُونَ جَدْوَى * كَأَنيِّ أُرِيدُ أَصِيدُ غَزَالاَ وَإِنْ قُلْتُ عَفْوَاً حَبِيبي تَعَالى * تَعَالى عَلَيَّ وَلَمْ يُلْقِ بَالاَ وَيُعْرِضُ عَنيِّ وَيَغْضَبُ مِنيِّ * كَأَنيِّ أَطْلُبُ مِنهُ محَالاَ فَأُوعِدُهُ ثُمَّ لَمْ يَلْقَ مِنيِّ * سِوَى الْقُبُلاَتِ تَكُونُ نَكَالاَ نُقَدِّمُ تَعْلِيقَنَا مُقَدَّمَاً (انْتِخَابَاتُ الرِّئَاسَةُ في أَمْرِيكَا) لاَ يُعْجِبَنَّكَ رِيشٌ فِيكَ مَنْفُوشُ * فَسَوْفَ يُنْتَفُ هَذَا الرِّيشُ يَا بُوشُ رَشَّحْتَ نَفْسَكَ لِلطُّغْيَانِ ثَالِثَةً * أَبْشِرْ فَأَنْتَ بِإِذْنِ اللهِ مَقْلُوشُ لَمْ نَكُنْ نَسْتَحِقُّ مِنْكِ هَذَا يَا مِصْر أَيْنَ مَنْ كَانُواْ كِرَامَا * أَيْنَ أَخْلاَقُ الْقُدَامَى

كَمْ رَأَيْنَا في بِلاَدِ النِّيلِ آلاَمَاً جِسَامَا مِن عَذَابٍ وَصِعَابٍ * كَسَّرَتْ مِنَّا الْعِظَامَا لَيْسَ يَلْقَى مُبْدِعُوهَا * مِن أُوْلي الأَمْرِ اهْتِمَامَا كَمْ لَيَالٍ قَدْ سَهِرْنَا * لَمْ نَذُقْ فِيهَا مَنَامَا لاَ تَلُمْني في كَلاَمِي * أَدْرَكَ الْبَدْرُ التَّمَامَا إِنَّهَا يَا صَاحِ سَاءتْ * مُسْتَقَرَّاً وَمُقَامَا وَقُلْتُ أَيْضَاً: تُهَانُ كَرَامَةُ الكُرَمَاءِ فِيهَا * وَتُكْرِمُ ذَا المجَانَةِ وَالسَّفِيهَا وَقُلْتُ مُتَصَرِّفَاً: وَلَوْ لَمْ أَكُنْ مِنْ مِصْرَ أَوْ كُنْتُ مُسْلِمَا * لَمَا كَانَ كُلُّ غَدٍ أَمَامِيَ مُظْلِمَا فَهُبيِّ رِيَاحَ المَوْتِ هَيَّا وَأَطْفِئي * سِرَاجَ حَيَاتي قَبْلَ أَنْ يَتَحَطَّمَا {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرُ لِشَاعِرِ النِّيلِ حَافِظ إِبْرَاهِيم}

وَقُلْتُ أَيْضَاً مُعَرِّضَاً بِرَغْبَتي في السَّفَرِ إِلى بَلَدٍ تُقَدِّرُ أُدَبَاءهَا وَمُبْدِعِيهَا: كَمْ قَدْ ظُلِمْتُ كَثِيرَاً فِيكِ يَا بَلَدِي * وَلَمْ أَجِدْ قَوْلَةَ الإِنْصَافِ مِن أَحَدِ وَقُلْتُ أَيْضَاً: فَتىً غَضَّ الإِهَابِ دَفَنْتُمُوهُ * بِآمَالٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدُ زَمَانٌ ضَاعَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِيهِ * فَلاَ المَأْمُونُ فِيهِ وَلاَ الرَّشِيدُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني، بِاسْتِثْنَاءِ المِصْرَاعِ الثَّاني مِنَ الْبَيْتِ الأَوَّلِ فَهُوَ لاَبْنِ الرُّومِي} وَقُلْتُ أَيْضَاً: في مِصْرَ قَدْ كَسَّرُواْ جَنَاحِي * وَأَمْعَنَ الْكُلُّ في جِرَاحِي وَحِينَ جِئْتُ 00000 طِرْتُ * لِفَرْطِ فَرْحِي بِلاَ جَنَاحِ وَمِمَّا قُلْتُهُ فِيمَنْ يَعِيشُونَ تحْتَ خَطِّ الْفَقْر؛ هَذَانِ الْبَيْتَانِ وَمَا بَعْدَهُمَا مِنَ الشِّعْر:

وَمَنْ يَكُ ذَا فَقْرٍ يَعِشْ طُولَ عُمْرِهِ * ذَلِيلاً وَلَنْ يَلْقَى مِنَ النَّاسِ رَاحِمَا فَإِمَّا يُقِيمُ عَلَى المَذَلَّةِ رَاضِيَاً * وَإِمَّا يُقِيمُ عَلَى المَذَلَّةِ رَاغِمَا خَيْطُ الْفَجْر؛ وَخَطُّ الْفَقْر إِلَهِي هَدَّنَا الْفَقْرُ * وَطَالَ بِعَبْدِكَ الصَّبْرُ وَلَمْ تَسْطَعْ لَهُ شَمْسٌ * وَلَمْ يَطْلُعْ لَهُ فَجْرُ فَكَمْ في مِصْرَ مِن عِبَرٍ * يحَارُ لِفَهْمِهَا الْفِكْرُ يُهَانُ المُبْدِعُونَ بِهَا * وَلَيْسَ لهُمْ بهَا سِعْرُ فَلَمْ يَنْفَعْهُمُ أَدَبٌ * وَلاَ نَثْرٌ وَلاَ شِعْرُ طَرِيقُهُمُ بِهَا وَعْرُ * كَبِئْرٍ مَا لَهُ قَعْرُ وَأَفْظَعُ مَا يَرَوْنَ بِهَا * هُوَ الإِذْلاَلُ وَالْقَهْرُ وَإِنْ مَاتُواْ وَإِنْ قُتِلُواْ * فَلَيْسَ لَهُمْ بِهَا ذِكْرُ أَهَذَا مِنْكِ مَا يَرْجُو * هُ أَهْلُ الْعِلْمِ يَا مِصْرُ

لِمَا يَشْكُو بَنُوكِ وَأَنْتِ أَرْضٌ كُلُّهَا خَيْرُ لِمَا دَوْمَاً تَفِرُّ بِمِصْرَ مِن أَعْشَاشِهَا الطَّيْرُ فَنَشْكُو أَوْلِيَاءَ أُمُو * رِ مِصْرَ لِمَنْ لَهُ الأَمْرُ أَمَا إِنيِّ لِكَثْرَةِ مَا بِمِصْرَ طَغَى بِهَا الشَّرُّ عَلَيْهَا صِرْتُ أَخْشَى أَن * يحِينَ كَغَيْرِهَا الدَّوْرُ حَالُ الشَّاعِرِ وَالأَدِيبِ وَالمُؤَلِّف؛ عِنْدَمَا يُمْنى بِمُجْتَمَعٍ جَاهِلٍ مُتَخَلِّف إِلَهِي تَعِبْتُ بِهَذِي الحَيَاةِ * وَقَدْ طَالَ صَبرِي وَطَالَ ثَبَاتي كَأَنَّ المَصَائِبَ تَبْحَثُ عَنيِّ * وَتَرْشُقُني مِنْ جَمِيعِ الجِهَاتِ زَمَانٌ بَغِيضٌ تَمَزَّقْتُ فِيهِ * وَقَبْلَ وَفَاتي سَمِعْتُ نُعَاتي فَهَلْ سَوْفَ تَجْمَعُ يَا رَبِّ يَوْمَاً * عَلَيَّ أُمُورِيَ بَعْدَ الشَّتَاتِ وَإِن أَغْرَقَ الأَرْضَ طُوفَانُ سُخْطٍ * فَهَلْ سَيُقَدَّرُ فِيهِ نجَاتي

فَقَدْ قُصِّفَتْ رِيشَتي دُونَ ذَنْبٍ * وَصُبَّ عَلَى الأَرْضِ حِبرُ دَوَاتي بِلاَدٌ بِهَا قَوْلُكَ الحَقَّ طَيْشٌ * وَطِيبَةُ قَلْبِكَ شَرُّ الصِّفَاتِ لَقَدْ صِرْتُ مِنْ كَثْرَةِ الجَوْرِ فِيهَا * أَوَدُّ الرَّحِيلَ لِعُرْضِ الْفَلاَةِ مَتى يَسْتَرِيحُ مَتى يَا إِلَهِي * عِبَادُكَ مِنْ ظُلْمِ هَذِي الْفِئَاتِ لَقَدْ صِرْتُ أَخْشَى عَلَى النِّيلِ مِن أَن * يُلاَقِيَ نَفْسَ مَصِيرِ الْفُرَاتِ فَقَدْ بَلَغَ السَّيْلُ فِيهِ الزُّبى * وَضَاقَ الجَمِيعُ بِظُلْمِ الطُّغَاةِ أَلاَ كَيْفَ تَفْنى حَضَارَةُ قَوْمٍ * وَهُمْ يَمْلِكُونَ عَرُوسَ اللُّغَاتِ فَيَا رَبِّ غِثْنَا فَإِنَّا يَئِسْنَا * مِنَ الْغَوْثِ عِنْدَ أُوْلاَءِ الرُّعَاةِ وَعَفْوَكَ يَا رَبِّ عَنيِّ لأَنيِّ * تَنَاوَلْتُ في الشِّعْرِ بَعْضَ شَكَاتي الشُّعَرَاءُ في مِصْر

كَمْ شَاعِرٍ في مِصْرَ فَذٍّ لَيْسَ يَمْلِكُ قُوتَ يَوْمِه فَتَرَاهُ لَيْلَ نَهَارَ يَشْكُو في الْقَصَائِدِ ظُلْمَ قَوْمِه النَّاسُ بَعْدَ الْعِيدِ تُفْطِرُ وَهْوَ مُضْطَرٌّ لِصَوْمِه إِلى اللهِ المُشْتَكَى يَا رَبِّ إِنيِّ مُمْتَعِضْ * لَكِنَّني لاَ أَعْتَرِضْ وَلَدَيْكَ يَا رَبيِّ سَنَحْتَسِبُ المَثُوبَةَ وَالْعِوَضْ كَمْ ذَا لَقِيتُ بِمِصْرَ مِن حُزْنٍ وَمِن أَمْرٍ مُمِضْ كَمْ كُنْتُ أُرْفَسُ تَارَةً فِيهَا وَتَارَاتٍ أُعَضْ كَمْ قَدْ مَرِضْتُ فَلَمْ أَجِدْ ثَمَنَ الدَّوَاءِ مِنَ المَرَضْ كَمْ بِتُّ يَوْمَاً جَائِعَاً مَعَ قُدْرَتي أَن أَقْتَرِضْ النِّيلُ يَا ابْنَ النِّيلِ فَاضَ بخَيْرِهِ لِمَ لَمْ تَفِضْ وَقُلْتُ أَيْضَاً في إِيثَارِ المَوْتِ عَلَى الحَيَاةِ في هَذَا الزَّمَنِ الْبَغِيض: فَلَلْمَوْتُ خَيْرٌ مِن حَيَاةٍ ذَمِيمَةٍ * إِذَا الْقِرْدُ كَانَ جَلاَلَةَ السُّلْطَانِ {المِصْرَاعُ الثَّاني لي، أَمَّا الأَوَّلُ فَهُوَ لاِبْنِ مَيَّادَة} وَقُلْتُ أَيْضَاً: يَا صَاحِبَ الأَمْرِ قَدْ ضَاقَتْ بِنَا الحَالُ * وَمَرَّرَتْ عَيْشَنَا في مِصْرَ أَنْذَالُ وَلَنْ يَزُولَ هَوَانُ الْعِلْمِ في بَلَدٍ * فِيهِ أُوْلَئِكَ إِلاَّ إِن هُمُ زَالُواْ

وَقُلْتُ أَيْضَاً مُبَرِّرَاً عَدَاوَتي مَعَ هَذَا الزَّمَان: فَلقَدْ رَمَانِي الدَّهْرُ * بِثَالِثَةِ الآثَافِي وَلاَ يَدْرِي مَا في الخُفِّ * إِلاَّ اللهُ وَالإِسْكَافِي وَقُلْتُ: فَكَمْ قَدْ حُرِمْنَا وَكَمْ قَدْ ظُلِمْنَا * وَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا مِنَ الحَادِثَاتِ أَرُوحُ وَأَغْدُو وَلَكِن حَزِينَاً * وَبَعْضُ الحَيَاةِ كَمِثْلِ المَمَاتِ فَكَمْ حُرِمْنَا وَكَمْ ظُلِمْنَا * وَكَمْ رَأَيْنَا مِنَ الحَوَادِثْ فَأَتْعَسُ الخَلْقِ فَيْلَسُوفٌ * وَكَاتِبٌ مُصْلِحٌ وَبَاحِثْ فَكَمْ قَدْ حُرِمْنَا وَكَمْ قَدْ ظُلِمْنَا * إِلى أَنْ نَسِينَا مَذَاقَ السَّعَادَة وَقُلْتُ: فَمَا لي ظُلِمْتُ وَمَا لي حُرِمْتُ * وَضُيِّعْتُ في زُمْرَةِ الضَّائِعِينَا {الشَّطْرَةُ الأُولى لي، وَالأَخِيرَةُ لإِيلِيَّا أَبي مَاضِي}

وَمِمَّا قُلْتُهُ أَيْضَاً في الشَّكْوَى وَالأَنِين، مِن هَذَا الزَّمَنِ اللَّعِين: وَليسَتْ دُمُوعِي مِثْلَ غَيْرِيَ مِنْ مَاءٍ * وَلَكِنْ مَزِيجٌ مِنْ دُمُوعٍ وَدِمَاءٍ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} وَقُلْتُ في الإِحْبَاطِ مِنَ الْفَشَلِ المُزْمِن: وَمَا سَعْيِي بِلاَ أَمَلٍ * سِوَى مَوْتٍ بِلاَ أَجَلٍ وَقُلْتُ أَيْضَاً: نَظَرْتُ إِلى أَمْوَالي * فَيَئِسْتُ مِن آمَالي فَطمُوحِيَ كَبِيرٌ * وَلَكنْ بَاعِي قَصِيرٌ وَقُلْتُ أَيْضَاً: الشِّعْرُ في زَمَنِ التَّحَدِّي مَاذَا سَتَفْعَلُ أَيُّهَا العُصْفُورُ في زَمَنِ الصُّقُورْ الشِّعْرُ وَلىَّ في زَمَانِكَ بَعْدَمَا انعَدَمَ الشُّعُورْ وَالقَطَّةُ الشَّقْرَاءُ لَنْ تَقْوَى عَلَى حَرْبِ النُّمُورْ وَقُلْتُ أَيْضَاً: لَقَدْ أَفْنَيْتُ عُمْرِيَ في الغِرَاسِ * وَمُتُّ لِشِقْوَتي يَوْمَ الحَصَادِ وَقُلْتُ أَيْضَاً: فَكُلَّ يَوْمٍ أَقُولُ * غَدَاً الضِّيقُ يَنْفَكُّ وَدَوْمَاً غَدِي وَأَمْسِي * وَيَوْمِي كُلُّهَا ضَنْكُ

وَمِمَّا قُلْتُهُ في الدُّوَلِ النَّامِيَةِ وَقَتْلِهَا لِكُلِّ مَعْنى الاَنْتِمَاء: فَتَاللهِ لَقَدْ كَانَا * بِأَيْدِيهِمْ أَنْ نَكُونَا كَخَاتَمِ سُلَيْمَانَا * لَكِنَّهُمْ جَعَلُونَا مِثْلَ عَصَا ابْنِ عِمْرَانَا * تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَا شَاعِرٌ مِصْرِيّ حَتىَّ مَتى بِدَمِي سَأَبْقَى في الْكِنَانَةِ نَازِفَا بَلَدِي وَلَكِنيِّ أَسِيرُ بِهَا رُوَيْدَاً خَائِفَا يَأْتِيكَ فِيهَا الشَّرُّ يُسْرِعُ طَائِرَاً أَوْ زَاحِفَا كَمْ سِرْتُ فِيهَا مُتْعَبَاً لَمْ أَلْقَ ظِلاًّ وَارِفَا لَكِنْ لَقِيتُ بِهَا مَصَاعِبَ جَمَّةً وَعَوَاصِفَا وَلِذَا تَرَاني بِالرَّبَابَاتِ الحَزِينَةِ عَازِفَا لَمْ أَلْقَ إِلاَّ في الْقَلِيلِ محَبَّةً وَتَعَاطُفَا مِنهُمْ رِفَاقٌ طَابَ مخْبَرُهُمْ وَمَعْدِنُهُمْ صَفَا وَكَأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُواْ طَبْعَاً لَهُمْ غَيْرَ الْوَفَا

يَا لَيْتَ كُلَّ الْكَوْنِ كَانَ كَمِثْلِهِمْ مُتَآلِفَا عِنْدَمَا تَبْكِي الشُّمُوع، وَتَسِيلُ مِنهَا الدُّمُوع حَتىَّ مَتى رَبيِّ تَسِيلُ مَدَامِعِي * وَأَنَا أَرَى تَهْمِيشَهُمْ لِبَدَائِعِي فَلَقَدْ لَقِيتُ بِمِصْرَ ظُلْمَاً بَيِّنَاً * وَإِلَيْكَ يَا رَبيِّ شَكَوْتُ مَوَاجِعِي وَلَرُبَّمَا لاَقَى فَظَائِعَ بَعْضُهُمْ * لَكِنَّهَا لَيْسَتْ كَمِثْلِ فَظَائِعِي فَامْنُن عَلَى نَهْرِي بِغَيْثٍ هَاطِلٍ * أُسْقَى بِهِ كَيْ لاَ تَجِفَّ مَنَابِعِي لَوْ كُنْتُ مِنْ بَلَدِي لَقِيتُ رِعَايَةً * لَحَظِيتُ مِنْ زَمَنٍ بِصِيتٍ ذَائِعِ لاَقَيْتُ مَا يَكْفِي لِقَتْلِ قَبِيلَةٍ * لَوْ لَمْ أُقَابِلْهُ بِصَدْرٍ وَاسِعِ فَمَتى سَيُنْشَرُ لي فَقَدْ تَعِبَتْ مِنَ الْـ * إِمْسَاكِ بِالأَقْلاَمِ رَبِّ أَصَابِعِي

وَتَمَقَّقَتْ عَيْني لِطُولِ قِرَاءتي * وَتَصَفُّحِي لِدَفَاتِرِي وَمَرَاجِعِي فَالنَّشْرُ سُوقٌ فِيهِ سُوءٌ وَاضِحٌ * وَلِذَا بِهِ كَسَدَتْ جَمِيعُ بَضَائِعِي نَقِمُواْ عَلَيَّ لأَنَّ شِعْرِي صَادِقٌ * وَلأَنَّهُ شِعْرٌ جَرِيءٌ وَاقِعِي كَثُرَ الْفَسَادُ بِبَرِّنَا وَبِبَحْرِنَا * وَلِذَا اتَّجَهْتُ لَهُ بِنَقْدِي اللاَّذِعِ إِنْ كَانَ قُدِّرَ أَن أَمُوتَ مُهَمَّشَاً * في مِصْرَ كَلاَّ لَنْ تَمُوتَ رَوَائِعِي إِنيِّ قَدِ اسْتَوْدَعْتُ عِنْدَكَ تِرْكَتي * وَلَدَيْكَ رَبيِّ لَنْ تَضِيعَ وَدَائِعِي الصَّلاَةَ الصَّلاَة؛ يَا مَنْ ضَيَّعْتَ الصَّلاَة لَقَدْ بُحَّ وَاللهِ صَوْتُ الدُّعَاةِ * لإِيقَاظِ مَنْ فَرَّطُواْ في الصَّلاَةِ وَمُنْذُ تَرَكْنَا الصَّلاَةَ فَقَدْنَا * مَهَابَتَنَا في عُيُونِ الْعُدَاةِ

وَأَوْشَكَ تَحْقِيقُ حُلْمِ الْيَهُودِ * مِنَ النِّيلِ حَتىَّ حُدُودِ الْفُرَاتِ وَصِرْنَا نُعَاني لجَوْرِ الزَّمَانِ * وَمِنْ قَسْوَةٍ في قُلُوبِ الطُّغَاةِ وَمَا ذَاكَ إِلاَّ بِذَنْبِ الْعُصَاةِ * وَتَرْكِ الصَّلاَةِ وَمَنعِ الزَّكَاةِ وَكَيْفَ سَنَهْنَأُ يَوْمَاً وَفِينَا * مَنَازِلُ تُبْنى لأَجْلِ الزُّنَاةِ مَفَاسِدُ لَوْ أَنَّنَا قَدْ أَرَدْنَا * لَهَا الحَصْرَ نَحْتَاجُ أَلْفَ دَوَاةِ مَعَ اللهِ شَأْنَكُمُ أَصْلِحُوهُ * سَيُصْلِحُ مَا بَيْنَكُمْ وَالرُّعَاةِ وَمُدُّواْ لِكُلِّ ضَّعِيفٍ أَتَاكُمْ * يَدَاً وَاضْرَبُواْ فَوْقَ أَيْدِي الجُنَاةِ فَعُودُواْ إِلى اللهِ يَا مُسْلِمُونَ * يَعُودُ إِلَيْكُمْ سُرُورُ الحَيَاةِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَهْلاً بِكَ يَا شَهْرَ الصِّيَام

أَطَلَّ عَلَى الْكَوْنِ شَهْرُ الصِّيَامْ * كَمَا عَوَّدَ النَّاسَ في كُلِّ عَامْ فَأَوْقَدَ رَبيِّ مَصَابِيحَهُ * فَأَوْمَتْ إِلَيْنَا السَّمَا بِابْتِسَامْ هِلاَلُكَ فِينَا أَهَمُّ هِلاَلٍ * وَأَنْتَ بِصَدْرِ الشُّهُورِ وِسَامْ يُتَابِعُ رُؤْيَتَهُ المُسْلِمُونَا * بِكُلِّ اشْتِيَاقٍ وَكُلِّ اهْتِمَامْ يُحَيِّرُنَا رَصْدُهُ كُلَّ عَامٍ * كَحَسْنَاءَ وَانْتَقَبَتْ بِالْغَمَامْ وَيَخْتَصِمُ الْفُقَهَاءُ عَلَيْهِ * مَعَ الْفَلَكِيِّينَ أَحْلَى اخْتِصَامْ فَإِنَّ الشُّهُورَ كَمِثْلِ النُّجُومِ * فَشَهْرُ الصِّيَامِ كَبَدْرِ التَّمَامْ وَتَزْدَادُ فِيهِ المَسَاجِدُ حُسْنَاً * وَتَمْتَدُّ بِالخَيْرِأَيْدِي الْكِرَامْ وَتَسْهَرُ فِيهِ الْقُرَى وَالْبَوَادِي * وَتَخْلَعُ في اللَّيْلِ ثَوْبَ الظَّلاَمْ وَيَلْتَمِسُ النَّاسُ مِن خَيْرِهِ * لِذَلِكَ يَزْدَادُ فِيهِ الزِّحَامْ

وَيَشْبَعُ فِيهِ الْيَتَامَى الَّذِينَ * يَبِيتُونَ لاَ يَجِدُونَ الإِدَامْ وَيَنْسَى الْعِبَادُ بِهِ كُلَّ بُغْضٍ * وَيَلْتَحِمُونَ أَشَدَّ الْتِحَامْ فَلِلْمُذْنِبِينَ بِهِ فُرْصَةٌ * لِتَرْكِ المَعَاصِي وَهَجْرِ الحَرَامْ يُرَبِّيِ النُفُوسَ عَلَى الصَّالِحَاتِ * فَإِنَّ الصِّيَامَ لَهَا كَاللِّجَامْ وَفي ضَبْطِ وَقْتِ الطَّعَامِ يُرَبِيِّ * عَلَى دِقَّةِ الْوَقْتِ وَالإِلْتِزَامْ وَيَنْتَظِرُ الْكُلُّ بَعْدَ الْعِشَاءِ * صَلاَةَ الْقِيَامِ وَرَاءَ الإِمَامْ وَمَهْمَا تَكَلَّمْتُ عَنْ فَضْلِهِ * فَلَنْ يُوفِيَ الحَقَّ فِيهِ الْكَلاَمْ فَمُذْ كَانَ شَهْرُ الصِّيَامِ عَظِيمَاً * لِذَا فِيهِ تَجْرِي الأُمُورُ الْعِظَامْ لَقَدْ كَانَ شَهْرَ انْتِصَارٍ لَنَا * لِمَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ شَهْرَ انهِزَامْ؟ *********

أَرِيحُواْ الْبُطُونَ قَلِيلاً بِهِ * وَلاَ تُطْلِقُواْ لِلأَيَادِي الزِّمَامْ شَرَاهَتُنَا فِيهِ لِلأَكْلِ شَيْءٌ * يَفُوقُ التَّشَفِّيَ وَالإِنْتِقَامْ فَفِي الأَكْلِ إِسْرَافُنَا قَدْ أَحَا * لَ شَهْرَ الصِّيَامِ لِشَهْرِالْتِهَامْ فَلاَ هَمَ لِلنَّاسِ يُذْكَرُ فِيهِ * سِوَى طَبْخِ كُلِّ صُنُوفِ الطَعَامْ أَنَا لَمْ أَقُلْ فِيهِ لاَ يَأْكُلُواْ * وَلَكِن أَقُولُ كُلُواْ بِانْتِظَامْ لِمَا بَعْدَهُ يَهْجُرُ الدِّينَ قَوْمٌ * كَأَنَّ اعْتَرَى طَبْعَهُمْ الاِنْفِصَامْ كَمَا يَفْعَلُ الطِّفْلُ مِنَّا رَضِيعَاً * فَأَبْغَضُ شَيْءٍ إِلَيْهِ الْفِطَامْ لِذَلِكَ نُوصَفُ في كُلِّ وَادٍ * بِأَنَّا شُعُوبٌ كُسَالى نِيَامْ إِذَا نَحْنُ لَمْ نَحْتَرِمْ دِينَنَا * فَكَيْفَ سَنَحْظَى إِذَنْ بِاحْتِرَامْ أَخْلاَقُنَا في رَمَضَان

رَمَضَانُ شَهْرٌ بَاسِمُ * وَتَفُوحُ فِيهِ نَسَائِمُ تَتَبَسَّمُ الدُّنيَا لَهُ * وَبِهِ يُسَرُّ الْعَالَمُ تَرْكُ الْمَظَالِمِ وَالْفَوَا * حِشِ فِيهِ شَيْءٌ لاَزِمُ فَمَعَ الصِّيَامِ الْفُحْشُ في الأَخْلاَقِ لاَ يَتَلاَءمُ وَالمُؤْمِنُ الحَقُّ الَّذِي * في صَوْمِهِ يَتَرَاحَمُ مَا بَالُنَا مِنْ دُونِ خَلْقِ اللهِ لاَ نَتَفَاهَمُ وَتَزِيدُ في رَمَضَانَ مِنَّا ثَوْرَةٌ وَشَتَائِمُ مَنْ قَالَ أَنَّا صَائِمُو * نَ فَذَاكَ شَخْصٌ وَاهِمُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} ـــــــــــــــــــــــ رِسَالَةٌ إِلَى المُفْطِرِينَ في رَمَضَان رَمَضَانُ أَقْبَلَ وَالجَمِيعُ اسْتَبْشَرُواْ * إِلاَّ الَّذِي مِن غَيْرِ عُذْرٍ يُفْطَرُ النَّاسُ فِيهِ عَلَى المَسَاجِدِ أَقْبَلُواْ * وَهُوَ الْوَحِيدُ عَنِ المَسَاجِدِ مُدْبِرُ

فَتَرَاهُ في رَمَضَانَ يُفْطِرُ عَامِدَاً * وَكَأَنَّهُ بِالْفِطْرِ فِيهِ يُؤْجَرُ وَمِنَ الْعَجَائِبِ أَنَّهُ يَشْكُو إِذَا * ذُكِرَتْ مَشَقَّاتُ الصِّيَامِ وَيُكْثِرُ يُبْدِي الظَّمَا لِلنَّاظِرِينَ وَإِن خَلاَ * في بَيْتِهِ الْتَقَفَ المِيَاهَ يُجَرْجِرُ وَيَزُجُّ بَيْنَ الصَّائِمِينَ بِنَفْسِهِ * عَنْ مَوْعِدِ الإِفْطَارِ لاَ يَتَأَخَّرُ مَهْمَا نَظَرْتَ مُوَبِّخَاً لِصَنِيعِهِ * لاَ يَسْتَحِي وَكَأَنَّهُ لاَ يُبْصِرُ يَدْرِي كَرَاهِيَةَ الْعُيُونِ لِفِعْلِهِ * وَبِأَنَّ كُلَّ النَّاسِ مِنهُ يَسْخَرُ وَإِذَا انْتَهَى رَمَضَانُ هَنَّأَ نَفْسَهُ * بِصِيَامِ شَهْرٍ لَمْ يَصُمْهُ وَيَفْخَرُ لَمْ يَسْتَطِعْ شَهْرَاً يُهَذِّبُ نَفْسَهُ * الْفُجْرُ مِن أَكْمَامِهِ يَتَفَجَّرُ مَنْ لَيْسَ يَصْبِرُ أَنْ يُغَالِبَ جُوعَهُ * فَعَلَى عَذَابِ اللهِ كَيْفَ سَيَصْبِرُ

يَكْفِي بِأَنَّ الصَّائِمِينَ إِذَا دَنَا * إِفْطَارُهُمْ فَرِحُواْ بِهِ وَاسْتَبْشَرُواْ وَالمُفْطِرُونَ إِذَا رَأَيْتَ وُجُوهَهُمْ * لَعَلِمْتَ كَيْفَ قُلُوبُهُمْ تَتَحَسَّرُ فَوُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ مِن خِزْيِهَا * لَكِنَّ وَجْهَ الصَّائِمِينَ مُنَوِّرُ إِنْ كَانَ أَغْلَبُنَا أَضَاعَ صَلاَتَهُ * وَصِيَامَهُ بِاللهِ كَيْفَ سَنُنْصَرُ الجَوُّ في رَمَضَانَ حُلْوٌ بَاسِمٌ * لَكِنَّهُ بِالمُفْطِرِينَ يُكَدَّرُ شَهْرٌ يَجُودُ بِهِ الْكِرَامُ بِمَالِهِمْ * لِيُصِيببَ مِنهُ المُعْدِمُونَ وَيَشْكُرُواْ مَا كَانَ أَحْرَى هَؤُلاَءِ إِذَا أَتَى * رَمَضَانُ لَوْ فِيهِ اتَّقَواْ وَتَطَهَّرُواْ

أَرْجُو مِمَّنْ يَقْرَأُ الْقَصِيدَةَ أَنْ يَنْشُرَهَا قَدْرَ الإِمْكَان، بَينَ أَهْلِ الأَمَانَةِ وَالإِيمَان؛ عَسَى أَنْ يُذَكِّرُواْ بِهَا مَنِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَان؛ فَأَضْمَرُواْ أَنْ يُفْطِرُواْ في رَمَضَان؛ وَالدَّالُّ عَلَى الخَيرِ كَفَاعِلِه "، " وَمَنْ دَعَا إِلى هُدَىً كَانَ لَهُ كَأَجْرِ مَن عَمِلَ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة "، وَ " مَثَلُ الَّذِي يَتَعَلَّمُ الْعِلْمَ وَلاَ يُعَلِّمُه؛ كَمَثَلِ الَّذِي يَكْنِزُ الْكَنْزَ وَلاَ يُنْفِقُ مِنهُ " (الْعِبَارَاتُ الثَّلاَثَةُ: أَحَادِيثُ صَحِيحَةٌ عَنِ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) 0 بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَتى نَصْرُ الله؟

حَتىَّ مَتى يَا رَبَّنَا نَتَأَلَّمُ * وَنَظَلُّ بِالنَّصْرِ المُؤَزَّرِ نَحْلُمُ أَفَنَصْرُنَا أَمْسَى لِبُعْدِ مَنَالِهِ * عَنَّا كَمَا ابْتَعَدَتْ عَلَيْنَا الأَنْجُمُ ظُلْمٌ وَتخْوِيفٌ وَفَقْرٌ مُدْقِعٌ * وَالهَمُّ جَمٌّ في الصُّدُورِ وَنَكْتُمُ لَمْ يَلْقَ ظُلْمَاً في الْوَرَى أَحَدٌ كَمَا * لَقِيَ المَظَالِمَ وَالهَوَانَ المُسْلِمُ كَلاَّ وَلاَ سَالَتْ دِمَاءٌ مِثْلَمَا * في أُمَّةِ الإِسْلاَمِ سَالَ بِهَا الدَّمُ وَكَأَنَّمَا الأَحْزَانُ قَدْ خُلِقَتْ لَنَا * أَوْ أَنَّ ذُلَّ المُسْلِمِينَ محَتَّمُ وَكَأَنَّمَا الأَيَّامُ حُبْلَى أَوْشَكَتْ * في بَطْنِهَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ تَوْأَمُ بِمَصَائِبِ النَّشَرَاتِ يَبْدَأُ يَوْمُنَا * وَبِمَا نَرَاهُ في الْكِنَانَةِ يُخْتَمُ هَذَا يَمُوتُ وَلَمْ يجِدْ ثَمَنَ الدَّوَا * ءِ وَذَاكَ مَاتَ بِهِ وَذَلِكَ يُظْلَمُ

وَيَظَلُّ يَجْرِي في المحَاكِمِ عُمْرَهُ * وَلَقَدْ يَمُوتُ بِسَاحِهَا أَوْ يَهْرَمُ كَمْ في سُجُونِ المُسْلِمِينَ فَظَائِعَاً * نَكْرَاءَ لَمْ يَنْطِقْ بِقَسْوَتِهَا فَمُ وَتَوَدُّ جُدْرَانُ السُّجُونِ لِمَا بِهَا * مِنْ شِدَّةِ التَّعْذِيبِ لَوْ تَتَكَلَّمُ كَمْ عَالِمٍ شَيْخٍ جَلِيلٍ لَمْ يُصِبْ * جُرْمَاً يُكَالُ لَهُ السِّبَابُ وَيُلْطَمُ وَيَجُرُّهُ في السِّجْنِ بَلْ وَيُذِيقُهُ * كَأْسَ المَذَلَّةِ تَامِرٌ أَوْ هَيْثَمُ وَفَظَائِعٌ أُخْرَى يَكَادُ لخُبْثِهَا * عَنْ ذِكْرِهَا يَنأَى اللِّسَانُ وَيُحْجِمُ اللِّصُّ فِيهِمْ سَيِّدٌ وَمُكَرَّمٌ * وَمحَاوِلُ الإِصْلاَحِ شَخْصٌ مجْرِمُ كَمْ مِن أَدِيبٍ قُصِّفَتْ أَقْلاَمُهُ * في بَيْتِهِ ثَاوٍ وَفَاهُ مُلْجَمُ لَوْ أَنَّهُمْ نَزَعُواْ الْكِمَامَةَ مَرَّةً * عَنهُ لأَصْغَى الْعَالَمُ المُتَقَدِّمُ

وَلِيَضْمَنُواْ حَتىَّ النِّهَايَةِ صَمْتَهُ * تُلْقَى لَهُ تُهَمٌ وَإِذْ بِهِ يُعْدَمُ أَوْ في السُّجُونِ يَظَلُّ فِيهَا عُمْرَهُ * الْعَظْمُ يُسْحَقُ وَالأَصَابِعُ تُفْرَمُ وَيُقَالُ في التَّبْرِيرِ إِنَّ بِدُونِ ذَا * كَ سَلاَمَةُ الأَوْطَانِ لَيْسَتْ تَسْلَمُ كَيْ يُقْنِعُوكَ وَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنَّهُ * كَذِبٌ بِأَلْوَانِ الخَدِيعَةِ مُفْعَمُ مَا أَن يُغَادِرَنَا لَئِيمٌ غَادِرٌ * حَتىَّ يَجِيءَ لَنَا الَّذِي هُوَ أَلأَمُ وَالشَّعْبُ يَظْلِمُ بَعْضُهُ بَعْضَاً كَمَا * في الْغَابِ تَنْقَضُّ الْوُحُوشُ وَتَلْقَمُ لَمْ يَبْقَ بَينَ النَّاسِ إِلاَّ ثَعْلَبٌ * أَوْ عَقْرَبٌ أَوْ حَيَّةٌ أَوْ أَرْقَمُ الحَقُّ فِيهِمْ ضَائِعٌ وَالْعَدْلُ مَفْـ * قُودٌ لَدَيْهِمْ وَالأَمَانَةُ مَغْنَمُ أَخْلاَقُهُمْ سَاءتْ وَسَاءَ سُلُوكُهُمْ * وَالشَّرُّ فِيهِمْ كُلَّ يَوْمٍ يَعْظُمُ

عَبَسَ الضَّرِيرُ إِلَيْهِمُ مِنْ قُبْحِهِمْ * وَبِفُحْشِهِمْ نَطَقَ اللِّسَانُ الأَبْكَمُ يَا رَبِّ إِنَّ قُلُوبَنَا مِمَّا بِهَا * مِنْ كَثْرَةِ الأَحْزَانِ كَادَتْ تَسْأَمُ إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ ذَا بِذُنُوبِنَا * وَبِأَنَّ عَيْنَ الْعَدْلِ فِيمَا تَحْكُمُ لَكِنَّنَا يَا رَبِّ رَغْمَ ذُنُوبِنَا * سُرْعَانَ مَا كُنَّا نَتُوبُ وَنَنْدَمُ لاَ زَالَ يَغْمُرُنَا يَقِينٌ قَاطِعٌ * يَا رَبِّ أَنَّكَ في النِّهَايَةِ تَرْحَمُ فَأَنِرْ طَرِيقَ المُسْلِمِينَ وَقَوِّهِمْ * فَطَرِيقُهُمْ وَعْرٌ طَوِيلٌ مُعْتِمُ تَعَبٌ كُلُّهَا الحَيَاة حَتىَّ مَتى يَا رَبَّنَا نَتَوَجَّعُ * أَكْبَادُنَا مِن حُزْنِهَا تَتَقَطَّعُ مَا أَنْ نَفِيقَ مِنَ الهُمُومِ إِفَاقَةً * حَتىَّ نَرَى هَمَّاً جَدِيدَاً يُسْرِعُ

حَتىَّ مَتى سَنَظَلُّ نَزْرَعُ في الْوَرَى * خَيْرَاً وَنحْنُ نَرَى سِوَانَا يَقْلَعُ رُحْمَاكَ بي وَبِأُسْرَتي وَأَحِبَّتي * إِنَّا إِلَيْكَ جَمِيعَنَا نَتَضَرَّعُ فَقَدِ ابْتُلِينَا هَاهُنَا بحُسَالَةٍ * عَنْ ظُلْمِ كُلِّ الخَلْقِ لاَ تَتَوَرَّعُ فَمَتى ظَلاَمُكِ يَا مَظَالِمُ يَنْقَضِي * وَمَتى بَشِيرُكِ يَا بَشَائِرُ يَسْطَعُ أَفَكُلَّمَا هَمٍّ فَظِيعٌ مَرَّ بي * يَنْتَابُني هَمٌّ جَدِيدٌ أَفْظَعُ فَزَمَانُنَا هُوَ فَتْرَةُ الْغُرَبَاءِ مَا * فِيهِ قَرِيبٌ أَوْ غَرِيبٌ يَنْفَعُ وَالدِّينُ بَينَ النَّاسِ صَارَ كَأَنَّهُ * ثَوْبٌ وَمِنْ كُلِّ الرِّقَاعِ مُرَقَّعُ هَجَرُواْ كِتَابَ اللهِ كَيْ يَتَقَدَّمُواْ * وَحَيَاتُهُمْ مِن غَيرِهِ مُسْتَنْقَعُ فَبَنَاتُهُمْ خَلَعَتْ رِدَاءَ حَيَائِهَا * وَمَعَ الشَّبَابِ عَلَى المَلاَ تَتَسَكَّعُ

وَرِجَالُهُمْ قَدْ أَهْمَلُواْ أَبْنَاءهُمْ * وَنِسَاؤُهُمْ لأَقَلِّ شَيْءٍ تخْلَعُ وَفَقِيرُهُمْ يَرْنُواْ لِمَالِ غَنِيِّهِمْ * وَغَنِيُّهُمْ مَهْمَا اغْتَنى لاَ يَشْبَعُ وَيُهَانُ بَيْنَهُمُ الضَّعِيفُ وَيُشْتَرَى * وَيُبَاعُ في أَسْوَاقِهِمْ وَيُرَوَّعُ كَمْ مِنْ قَصَائِدَ قُلْتُهَا في نُصْحِهِمْ * لَوْ فِيهِمُ مَنْ لِلنَّصَائِحِ يَسْمَعُ في الْبَحْرِ أَلْقَوْهَا فَحَلَّتْ قَاعَهُ * وَالدُّرُّ في قَاعِ الْبِحَارِ مُضَيَّعُ فَعَلَى هُمُومِ المُسْلِمِينَ وَهَمِّنَا * في الحَالَتَينِ تَسِيلُ مِنَّا الأَدْمُعُ يَا رَبِّ أَدْرِكْنَا بِنَصْرٍ عَاجِلٍ * كُلُّ الْقُلُوبِ إِلى السَّمَا تَتَطَلَّعُ مَتى يُنْصَفُ الضَّعِيف؛ في عَهْدِكَ يَا دُكْتُور نَظِيف؟! إِلى كَمْ بِمِصْرَ أَنَا أُظْلَمُ * إِلى كَمْ حُقُوقِي بِهَا تُهْضَمُ

إِلى كَمْ أُهَانُ وَأَكْظِمُ غَيْظِي * كَأَنيَ أَخْرَسُ أَوْ أَبْكَمُ تَزِيدُ هُمُومِي وَلاَ تَنْقُصُ * وَيَقْسُو زَمَاني وَلاَ يَرْحَمُ إِلى كَمْ يُعَذَّبُ فِينَا التَّقِيُّ * وَيَطْغَى اللَّئِيمُ وَيَسْتَحْكِمُ فَحَقُّ المُوَاطِنِ أَمْسَى مُبَاحَاً * لِمَنْ لاَ يَفِيقُ وَلاَ يَنْدَمُ وَقَوْلُ الحَقِيقَةِ أَصْبَحَ مُرَّاً * وَمَنْ قَالهَا رُبَّمَا يُعْدَمُ فَخُضْنَا السِّيَاسَةَ نُؤْذَى وَإِنْ * تَرَكْنَا السِّيَاسَةَ لاَ نَسْلَمُ أَمِثْلِيَ إِصْبَعُهُ يُكْسَرُ * وَمِثْلِي عَلَى وَجْهِهِ يُلْطَمُ وَمَاذَا جَنَيْنَا لِيُجْنى عَلَيْنَا * وَنُضْرَبَ حَتىَّ يَسِيلَ الدَّمُ وَفي أَيْنَ في بَلَدٍ مُسْلِمٍ * وَشَعْبٍ يَقُولُ أَنَا مُسْلِمُ فَيَا رَبِّ رُحْمَاكَ إِنَّا ضِعَافٌ * وَأَنْتَ بِأَحْوَالِنَا أَعْلَمُ

وَخَلِّصْ عِبَادَكَ مِنْ ظُلْمِ بَعْضٍ * فَبَعْضُ عِبَادِكَ لاَ يَرْحَمُ كَمِثْلِ الثَّعَابِينِ في عَضِّهَا * وَمِثْلِ التَّمَاسِيحِ إِذْ تَلْقَمُ إِلى مَنْ سَنَلْجَأُ يَا رَبِّ إِلاَّ * إِلَيْكَ فَخُذْ حَقَّنَا مِنهُمُ هَلْ يَفْرَحُ بِالعِيد؛ إِنْسَانٌ غَيرُ سَعِيد؟! كَمْ شَاعِرٍ في مِصْرَ فَذٍّ لَيْسَ يَمْلِكُ قُوتَ يَوْمِه فَتَرَاهُ لَيْلَ نَهَارَ يَشْكُو في الْقَصَائِدِ ظُلْمَ قَوْمِه النَّاسُ بَعْدَ الْعِيدِ تُفْطِرُ وَهْوَ مُضْطَرٌّ لِصَوْمِه رِسَالَةٌ إِلى أُمِّي وَكَتَبْتُ في الْغُرْبَةِ بُنَاءً عَلَى طَلَبِ أَحَدِ الأُخْوَةِ المُغْتَرِبِين: إِنيِّ أُسَافِرُ كَيْ أُحَقِّقَ رَغْبَتي * فَتَحَمَّلي يَا أُمُّ وَحْشَةَ غَيْبَتي أُمَّاهُ لاَ تَبْكِي عَلَيَّ وَتحْزَني * فَيَزِيدَ هَمِّي بِالْبُكَاءِ وَكُرْبَتي

وَإِذَا كَذَبْتُ عَلَيْكِ يَا أُمِّي لِكَيْ * مَا تَطْمَئِنيِّ فَاغْفِرِي لي كِذْبَتي لَقَدِ اسْتَقَرَّتْ حَالُنَا مِنْ بَعْدِ مَا * عِشْنَا هُنَا كُلَّ الظُّرُوفِ الصَّعْبَةِ وَغَدَاً أَعُودُ وَتَفْرَحِينَ بِعَوْدَتي * وَنَظَلُّ نحْكِي مَا جَرَى في غُرْبَتي حَالُ المُسْلِمِين؛ الَّذِي يَنْدَى لَهُ الجَبِين عَيْني أَطَلَّتْ لحَالِ المُسْلِمِينَ بَكَتْ * كَمْ بَينَ أُمَّتِنَا وَالنَّصْرِ مِن حِقَبِ إِنْ لَمْ يَكُنْ ليَ في ذَا النَّصْرِ مِنْ شَرَفٍ * فَاجْعَلْهُ يَا رَبِّ في نَسْلِي وَفي عَقِبي إِنيِّ رَجَوْتُكَ يَا رَبيِّ عَلَى ثِقَةٍ * بِأَنَّ مَنْ يَرْتجِي الرَّحْمَنَ لَمْ يَخِبِ يَا رَبِّ هَيِّئْ لَنَا مِن أَمْرِنَا رَشَدَاً * فَكَمْ تَعِبْنَا وَلَمْ نَرْبَحْ سِوَى التَّعَبِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 بِاسْتِثْنَاءِ المِصْرَاعِ الثَّاني مِنَ الْبَيْتِ الأَخِير}

وَمِمَّا قُلْتُهُ في حَالِ المُسْلِمِينَ أَيْضَاً: إِلى السَّمَاءِ دُعَاهُ كَيْفَ يَرْتَفِعُ * وَكَيْفَ بِالصَّلَوَاتِ الخَمْسِ يَنْتَفِعُ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، أَمَّا الثَّاني: فَهُوَ لِلْنُّمَرِيّ} حَالُ الأُدَبَاءِ وَالشُّعَرَاءِ الْفُقَرَاءِ في مِصْر الظُّلْمُ في مِصْرَ عَلَّمَنَا المَهَابَةَ مِنْ * كُلِّ الأُمُورِ وَكُنَّا قَبْلُ لَمْ نَهَبِ لِتَعْذُرُونيَ في الآهَاتِ إِنْ صَدَرَتْ * في الشِّعْرِ أَوْ في مَقَالاَتي وَفي كُتُبي النَّاسُ مُنْذُ زَمَان، وَالنَّاسُ الآن كَانَ الْوَرَى ثَمَرَاً لاَ شَوْكَ بَيْنَهُمُ * فَأَصْبَحُواْ الْيَوْمَ شَوْكَاً مَا بِهِ ثَمَرُ وَكَتَبْتُ أَيْضَاً مُضَمِّنَاً بَعْضَ أَبْيَاتي السَّابِقَةِ في الإِعْلاَم: كَانَتْ طِبَاعُ الْوَرَى أَحْلَى مِنَ الرُّطَبِ * فَأَصْبَحُواْ الْيَوْمَ أَشْرَارَاً ذَوِي شَغَبِ

فَكَمْ حُقُوقٍ لَنَا ضَاعَتْ بِلاَ عِوَضٍ * وَكَمْ ظُلِمْنَا بِلاَ ذَنْبٍ وَلاَ سَبَبِ مَنْ لِلأَدِيبِ سِوَاكَ يَصُونُ هَيْبَتَهُ * في ظِلِّ جِيلٍ بِلاَ دِينٍ وَلاَ أَدَبِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} وَقُلْتُ أَيْضَاً: قَضَيْتُ العُمْرَ في طَلَبِ الوِئَامِ * وَأَنىَّ لي بِهِ بَيْنَ اللِّئَامِ وَمِمَّا قُلْتُهُ أَيْضَاً في سُوءِ طِبَاعِ النَّاس: الأَرْضُ مِمَّا تَرَى * وَدَّتْ أَنْ تُطَهَّرَا * بِطُوفَانِ آخَرَا {وَأَظُنُّهَا في الأَصْلِ فِكْرَةً لِلْمَعَرِّيِّ قُمْتُ بِنَظْمِهَا} وَقُلْتُ في الطَّيِّبِينَ المُسْتَضْعَفِين: كَمْ ذَا رَأَيْتُ بِأَرْضِ مِصْرَ مِنَ الضِّعَافِ الطَّيِّبِين لَكِن إِذَا عَاشَ الضَّعِيفُ مَعَ الجَبَابِرِ لاَ يُبِين وَقُلْتُ أَيْضَاً: بِالأَمْسِ عَيْني اسْتَعْبَرَتْ * ثُمَّ الدُّمُوعُ تحَدَّرَتْ

أَسَفَاً عَلَى قَوْمٍ قُلُوبُهُمُ قَسَتْ وَتحَجَّرَتْ أَخْلاَقُهُمْ سَاءتْ بِشَكْلٍ مُلْفِتٍ وَتَدَهْوَرَتْ وَكَأَنَّ أَرْضَ النِّيلِ مِن أَهْلِ المُرُوءةِ أَقْفَرَتْ حَتىَّ نُفُوسُ الطَّيِّبِينَ تَغَيَّرَتْ وَتَنَكَّرَتْ وَقُلْتُ أَيْضَاً: بحْرُ الْكِنَانَةِ كَانَ دَوْمَاً هَادِئَاً * وَالْيَوْمَ أَصْبَحَ مَوْجُهُ مُتَلاَطِمَا مَاذَا أَصَابَ الشَّعْبَ في أَخْلاَقِهِ * قَدْ كَانَ شَعْبَاً طَيِّبَاً وَمُسَالِمَا وَقُلْتُ أَيْضَاً: لهُمْ صُورَةُ الإِنْسِ * وَلَكِنَّهُمْ جِنَّة فَبَاطِنُهُمْ نَارٌ * وَظَاهِرُهُمْ جَنَّة وَقُلْتُ أَيْضَاً: فَمَا أَرَى غَيرَ قُطْعَان تُسَاقُ عَلى * كُرْهٍ وَلوْلاَ سِيَاطُ رُعَاتِهِمْ فَجَرُواْ وَمِمَّا قُلْتُهُ في الطِّيبَةِ قَوْلي: سَلاَمَةُ قَلْبي أَوْرَدَتْني المَوَارِدَا وَقُلْتُ أَيْضَاً:

مَن عَاشَ بَينَ الْكِلاَبْ * لاَ بُدَّ لَهُ مِنْ نَابْ وَمَنْ لاَ ظُفْرَ لَهُ * تَظْفَرُ بِهِ الذِّئَابْ {الْبَيْتُ الأَخِيرُ فِكْرَةٌ لأَمِيرِ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي قُمْتُ بِنَظْمِهَا} وَقُلْتُ أَيْضَاً زَجَلاً: " الدُّنيَا بَقِتْ غَابَة * مَا فِيهَا غِيْرْ دِيَابَة " " الغُلْبِ مَا انْكَتَبْشِ * فِيهَا الاَ عَالغَلاَبَة " وَالْبَيْتُ الأَخِيرُ في الأَصْلِ فِكْرَةٌ أَعْجَبَتْني لأَمِيرِ الشُّعَرَاءِ يَقُولُ فِيهَا: وَمَنْ يَعْدِمِ الظُّفْرَ بَينَ الذِّئَابِ * فَإِنَّ الذِّئَابَ بِهِ تَظْفَرُ وَكَتَبْتُ في ذَلِكَ أَيْضَاً وَفي الإِحْبَاطِ المُتَرَتِّبِ عَلَيْه، وَالنَّاتِجِ عَن عَجْزِ الإِنْسَانِ في الْوُصُولِ إِلى مَا يَصْبُو إِلَيْه: لَوْ كُلُّ مَا يَتَمَنىَّ المَرْءُ يُدْرِكُهُ * مَا كُنْتَ تَلْقَى امْرَأً في الكَوْنِ مَهْمُومَا

حُرِمْتُ رَبيِّ كَثِيرَاً في الحَيَاةِ فَهَلْ * أَظَلُّ يَا رَبِّ بَعْدَ المَوْتِ محْرُومَا كَانَتْ حَيَاتيَ بِالأَحْزَانِ حَافِلَةً * وَعِشْتُ يَا رَبِّ في دُنيَايَ مَظْلُومَا تَغَيَّرَتْ مِصْرُ عَمَّا كُنْتُ أَعْهَدُهُ * حَتىَّ الهَوَاءُ بِهَا قَدْ صَارَ مَسْمُومَا الْفِسْقُ في أَرْضِهَا قَدْ صَارَ مُنْتَشِرَاً * وَالصِّدْقُ في أَهْلِهَا قَدْ صَارَ مَذْمُومَا لَمْ أَلْقَ دَاعِيَةً في مِصْرَ مجْتَهِدَاً * إِلاَّ وَكَانَ بِهَذَا الأَمْرِ مَغْمُومَا أَمَّا الرِّثَاء؛ فَلَمْ أَقُلْ فِيهِ إِلاَّ هَذَا الْبَيْت: بَكَتْ بِالدَّمْعِ لَعَمْرِي * عَلَيْكَ عُيُونُ الشِّعْرِ أَشْعَارُ المَدِيح كَتَبْتُ في أُخْتي الْغَالِيَة، وَأُمِّي الثَّانِيَة: للهِ أُخْتي فَاطِمَة * ذَاتُ الهُدُوءِ الحَالِمَة أُخْتٌ بِأُخْوَتِهَا وَأُسْرَتِهَا عَطُوفٌ رَاحِمَة

وَبِقَدْرِهَا بِنُفُوسِنَا وَقُلُوبِنَا هِيَ عَالِمَة يَا رَبَّنَا احْفَظْهَا لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ سَالِمَة عَطِّرْ مجَالِسَنَا بِهِمْ يَا رَاوِي * بِابْنِ الإِمَامِ محَمَّدِ الشَّعْرَاوِي رَجُلٌ أَدِيبٌ لاَ يُشَقُّ غُبَارُهُ * في الشِّعْرِ خِرِّيتٌ طَرُوبٌ هَاوِي يَهْفُو عَبِيرُ أَبِيهِ في تَعْبِيرِهِ * عَلاَّمَةٌ في النَّحْوِ كَالحَمَلاَوِي تَلْقَى بِهِ كَرَمَ الصَّعِيدِ وَجُودَهُ * رَغْمَ انَّهُ في أَصْلِهِ بَحْرَاوِي لَوْ أَنَّ تَوْزِيعَ المَنَاصِبِ في يَدِي * لجَعَلْتُهُ في مَقْعَدِ الطَّنْطَاوِي إِنَّ الدَّرَاهِمَ كَالمَرَاهِمِ دَاوِنَا * يَا شَيْخُ مِنْ تِلْكَ المَرَاهِمِ دَاوِي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 نَظَمْتُهَا في مَدْحِ الشَّيْخ سَامِي بْن الإِمَام محَمَّد متْوَليِّ الشَّعْرَاوِي} وَمِمَّا قُلْتُهُ في شَيْخِي وَأُسْتَاذِي / مُصْطَفَى عَبْدُه:

عَلَيْنَا أَيَادٍ لَكُمْ جَمَّةٌ * تَفِيضُ بخَيْرٍ أَسَارِيرُهَا الأُخُوَّةُ في الله وَهَذِهِ أَبْيَاتٌ كَتَبْتُهَا في الصَّدِيق / إِيهَابِ المُرْسِي جَبْر، وَهُوَ الَّذِي نَبَّهَني إِلى تِلْكَ المُسَابَقَةِ وَتَوَلىَّ بِنَفْسِهِ رَغْمَ ضِيقِ وَقْتِهِ إِرْسَالَهَا وَتَلَقِّي الرَّدِّ عَلَيْهَا، كَمَا يَفْعَلُ مَعِي في سَائِرِ كِتَابَاتي وَيَنْشُرُهَا لي عَلَى شَبَكَةِ الإِنْتَرْنِتّ: أَلاَ يَا لَيْتَ أَصْحَابي * جَمِيعَهُمُ كَإِيهَابِ فَكَمْ نُشِرَتْ عَلَى يَدِهِ * كِتَابَاتي وَآدَابي وَكَمْ بِالجُودِ مِنهُ أَزَا * حَ هَمَّ الْفَقْرِ عَنْ بَابي وَكَتَبْتُ فِيهِ أَيْضَاً: لي صَاحِبٌ مُهَنْدِسُ * في تُكْنُولُوجْيَا الطَّائِرَاتْ وَعَاقِلٌ وَفَاضِلٌ * لاَ يَعْرِفُ المُؤَامَرَاتْ تَحَارُ في ذَكَائِهِ * كَوَادِرُ المُخَابَرَاتْ

وَرَغْمَ نُضْجِ عَقْلِهِ * يُوَاصِلُ المُذَاكَرَاتْ يَا رَبِّ زِدْ بِشَعْبِنَا * مِنَ الْعُقُولِ النَّادِرَاتْ وَكَتَبْتُ فِيهِ لِطَابِعَةٍ جَدِيدَةٍ اشْتَرَاهَا لي ـ وَكَانَ قَدِ اشْتَرَى لي قَبْلَهَا هَارْدَاً: أَهْدَيْتَني يَا أَخِي جِهَازَا * مِن خَيْرِ مَا يُقْتَنى طِرَازَا فَجُودُكَ الْيَوْمَ لَيْسَ يُحْصَى * وَبِرُّكَ الْيَوْمَ لاَ يُجَازَى وَسَافَرَ هَذَا الصَّدِيقُ في مُهِمَّةِ عَمَلٍ إِلى إِنجِلْتِرَا؛ فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ بِهَذِهِ الْقَصِيدَة: إِنْ جُلْتَ في أَحْيَائِهَا فَحَذَارِ مِن حَسْنَائِهَا إِنيِّ أَخَافُ عَلَيْكَ مِن إِنْجِلْتِرَا وَنِسَائِهَا فَحَذَارِ مِنْ سَمْرَائِهَا وَحَذَارِ مِنْ شَقْرَائِهَا أَسَدُ الرِّجَالِ يَظَلُّ حَيرَانَاً أَمَامَ ظِبَائِهَا وَإِذَا تَزَوَّجْتَ الظِّبَاءَ احْتَرْتَ في إِرْضَائِهَا

فَتَنَحَّ عَنْ بَلَدٍ تَرَى الإِسْلاَمَ مِن أَعْدَائِهَا وَعَلَى مَدَى التَّارِيخِ لَوْ فَكَّرْتَ في أَخْطَائِهَا في حَقِّنَا يَا صَاحِبي لَتَعِبْتَ في إِحْصَائِهَا قَدْ أَشْعَلَتْ نَارَاً وَلَنْ تَقْوَى عَلَى إِطْفَائِهَا فَغَدَاً نُسُورُ المُسْلِمِينَ تُصِيبُ مِن أَشْلاَئِهَا وَلَسَوْفَ نُلْجِئُ هَامَةَ الأَفْعَى إِلى إِحْنَائِهَا وَلَسَوْفَ نَقْضِي بَعْدَ مَصْرَعهَا عَلَى حُلَفَائِهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَعِنْدَمَا تَزَوَّجَ ذَهَبْتُ إِلَيْهِ مُهَنِّئَاً بِهَذِهِ الْقَصِيدَة: هَا قَدْ دَخَلْتَ المَصْيَدَة * وَالحُبُّ نَارٌ مُوقَدَة صَادَتْ فُؤَادَكَ يَا عَزِيزِي قِطَّةٌ مُتَفَرِّدَة سِجْنٌ وَفِيهِ إِقَامَةُ الأَزْوَاجِ غَيرُ محَدَّدَة وَمِنَ النِّسَاءِ بِهِ الحِرَاسَةُ صَعْبَةٌ وَمُشَدَّدَة يَا حُسْنَ سَجَّانٍ عَلَيْكَ خُدُودُهُ مُتَوَرِّدَة

أَمَّا محَاوَلَةُ الهُرُوبِ فَإِنَّهَا مُسْتَبْعَدَة ذُقْ يَا صَدِيقِي فَالزَّوَاجُ جَرِيمَةٌ مُتَعَمَّدَة وَبِرَغْمِ ذَاكَ سَعَادَةُ الأَزْوَاجِ فِيهِ مُؤَكَّدَة أَبْشِرْ بِطُولِ إِقَامَةٍ وَسَعَادَةٍ مُتَجَدِّدَة وَهَذِهِ أَبْيَاتٌ كَتَبْتُهَا في الصَّدِيق / وَلِيد الشَّاذْلي ـ مُهَنْدِس كُمْبُيُوتَر، وَقَدْ كَانَ يَتَعَهَّدُني بَينَ الحِينِ وَالآخَرِ بِمَا أَحْتَاجُهُ مِنْ بَرَامِجِ الكُمْبُيُوتَرِ المُسَاعِدَة، كَمَا كَانَ يُرْسِلُ لي بَعْضَ الإِيمِيلاَت؛ في فَتَرَاتِ غِيَابِ المُهَنْدِس إِيهَابِ المُرْسِي جَبر، كَتَبْتُ أَقُولُ فِيه: لي صَاحِبٌ وَاسْمُهُ وَلِيدُ * حُبيِّ لَهُ دَائِمَاً يَزِيدُ أَخْلاَقُهُ عَذْبَةٌ وَفِيهِ * يُسْتَعْذَبُ المَدْحُ وَالْقَصِيدُ وَكُلُّ يَوْمٍ أَرَاهُ أَدْرِي * بِأَنَّهُ طَالِعٌ سَعِيدُ

وَكُلَّمَا أَبْصَرَتْهُ عَيْني * أَنْسَى بِهِ أَنَّني وَحِيدُ وَهَذِهِ الأَبْيَاتُ كَتَبْتُهَا في صَدِيق، شَاعِرٍ رَقِيق، لَهُ زَجَلٌ هَادِفٌ وَعَمِيق: يَا لَيْتَمَا كُلُّ الصِّحَابْ * كَمُحَمَّدٍ عَبْدِ الْوَهَابْ أَخْلاَقُهُ شَفَّافَةٌ * أَحْلَى مِنَ الشَّهْدِ المُذَابْ وَلَهُ قَصَائِدُ حُلْوَةٌ * غَنىَّ بِهَا كُلُّ الشَّبَابْ لاَ تَبْكِ عَيْنُكَ يَا حَبِيبي أَوْ تُصَبْ بِالإِكْتِئَابْ هَذَا زَمَانٌ مَا عَلَيْهِ قَطُّ لَوْمٌ أَوْ عِتَابْ لَوْ كَانَ فِيهِ مَنْ يُقَدِّرُ كَانَ قَدْرُكَ في السَّحَابْ زَمَنٌ بِهِ الشُّعَرَاءُ حَقَّاً يَشْعُرُونَ بِالاَغْتِرَابْ وَأَخُو الجَهَالَةِ صَارَ يَفْتَحُ بِالْوَسَاطَةِ أَلْفَ بَابْ الرُّؤْيَةُ انعَدَمَتْ بِهِ * وَبجَوِّهِ كَثُرَ الضَّبَابْ النَّاسُ تَرْغَبُ في الْقُشُورِ بِهِ وَتَزْهَدُ في اللُّبَابْ

مَا فِيهِ أَرْخَصَ قَطُّ مِنْ * دِيوَانِ شِعْرٍ أَوْ كِتَابْ زَمَنٌ عَجِيبٌ يَا صَدِيقِي مِنهُ شَعْرُ الرَّأْسِ شَابْ وَكَتَبْتُ أَخٍ لي مُدَرِّسٍ بِقَرْيَةِ أَصْهَارِي اسْمُهُ طَارِق، كَمَا أُهْدِيهَا أَيْضَاً لِصَدِيقِي الرَّقِيقِ الدُّكْتُور طَارِق سَعْد: أَنَا لي أَخٌ وَاسْمُهُ طَارِقُ * إِلى كُلِّ مَكْرُمَةٍ سَابِقُ إِذَا كَانَ لي عِنْدَهُ حَاجَةٌ * فَإِنيِّ بِتَحْقِيقِهَا وَاثِقُ وَيُعْجِبُني أَنَّهُ صَالحٌ * تَقِيٌّ لَبِيبُ الحِجَا حَاذِقُ وَلاَ عَيْبَ فِيهِ سِوَى أَنَّهُ * لِكُلِّ الْقُلُوبِ فَتىً سَارِقُ تَرَاهُ حَزِينَاً عَلَى المُسْلِمِينَا * وَفي الْفِكْرِ مِن أَجْلِهِمْ غَارِقُ صَحِبْتُ الْكَثِيرَ فَإِذْ بَيْنَهُمْ * وَبَيْنَ أَخِي طَارِقٍ فَارِقُ عَصَافِيرُ طَيْشٍ إِذَا قُورِنُواْ * وَلَكِنَّهُ فَوْقَهُمْ بَاشِقُ

وَإِنيِّ لأَهْلِ التُّقَى وَالصَّلاَحِ * وَكُلِّ الْكِرَامِ فَتىً عَاشِقُ مُنْتَدَى الأَدْرِيجِي وَكَتَبْتُ هَذِهِ الأَبْيَات؛ في مجَامَلَةِ بَعْضِ المُشْرِفِينَ وَالمُشْرِفَات بِمُنْتَدَى الأَدْرِيجِي، بِشَبَكَةِ الإِنْتَرْنِت: لي صُحْبَةٌ في مُنْتَدَى الأَدْرِيجِي * بِإِخَائِهِمْ قَدْ قَرَّرُواْ تَتْوِيجِي لَوْ أَنَّهُمْ سَمِعُواْ بِأَنيِّ عَازِبٌ * لَتَكَاتَفُواْ سَعْيَاً إِلى تَزْوِيجِي وَلَكَمْ نَسَجْتُ الشِّعْرَ لَمْ أَرَ قَارِئَاً * بي مُعْجَبَاً إِعْجَابَهُمْ بِنَسِيجِي فَلَمَسْتُ صِدْقَاً في صَدَاقَتِهِمْ مَعِي * وَرَأَيْتُ حُبَّاً لَيْسَ " بِالتَّهْرِيجِ " مجَالَسُ الصَّالحِين لَقَدْ كَتَبْتُ في مُنْتَدَيَاتٍ كَثِيرَة؛ لَمْ تُثَبَّتْ لي مَوَاضِيعُ إِلاَّ في الأَدِْيجِي 00!!

وَأُعْجِبَ بِأَعْمَالي وَأَثْنى عَلَيْهَا قُرَّاءٌ كَثِيرُون، بَيْدَ أَنَّ أَحَدَاً لَمْ يَتَّصِلْ بي تِلِيفُونِيَّاً مِنْ دَاخِلِ وَخَارِجِ مِصْرَ إِلاَّ في الأَدْرِيجِي!! وَلَمْ أَعْتَقِدْ أَن أُقَابِلَ ـ وَجْهَاً لِوَجْهٍ صَدِيقَاً بَلْ وَعُضْوَاً في مُنْتَدَىً قَطّ ـ وَلَكِنَّ ذَلِكَ حَدَثَ في الأَدْرِيجِي 00!! فَلَقَدْ دَعَاني الصَّدِيقُ الرَّقِيق / الأُسْتَاذ أَنِيق، وَفِرْعَوْني؛ لِلِقَاءٍ يجْمَعُ بَيْنَهُمْ وَبَيْني، فَجَاءَا وَاكْتَمَلَتِ الصُّحْبَةُ بِأَسِيرِ الذِّكْرَيَاتِ وَأَيْمَنَ الجَنَايْني؛ فَكَيْفَ يَمُرُّ هَذَا مُرُورَاً عَابِرَاً، وَقَدْ صَادَفَ أَدِيبَاً شَاعِرَاً 00؟! فَكَتَبْتُ بِطَبِيعَةِ الحَالِ هَذِهِ الْقَصِيدَة ـ وَالشِّعْرُ وَالأَدَبُ هُوَ ثَرْوَتُنَا الْوَحِيدَة: لَقَدْ أَصْبَحَ الْيَوْمَ لي أَصْدِقَاءْ

بِأَمْثَالِهِمْ يَحْسُنُ الإِقْتِدَاءْ فَأَكْثِرْ لَنَا رَبِّ مِن هَؤُلاَءْ لَدَيْهِمْ لمِصْرَ أَشَدُّ انْتِمَاءْ فَنَشْجُبُ حِينَاً ظُهُورَ الْغَلاَءْ وَنحْلُمُ حِينَاً بِعَصْرِ الرَّخَاءْ مجَالِسُ عِلْمٍ وَفِيهَا ثَرَاءْ وَفِيهَا لمَرْضَى الْقُلُوبِ الشِّفَاءْ فَمَا كَانَ أَجْمَلَهُ مِنْ لِقَاءْ وَيُعْجِبُني أَنَّهُمْ أَوْفِيَاءْ وَأَنَّهُمُ رِقَّةً كَالظِّبَاءْ بحُبٍّ وَصِدْقٍ وَلَيْسَ ادِّعَاءْ كَذَلِكَ دَوْمَاً يَكُونُ الإِخَاءْ الْكَرَمُ الحَاتِمِيّ وَهَذِهِ الْقِطْعَةُ الصَّغِيرَةُ كَتَبْتُهَا في صَدِيقٍ لي مُتَفَوِّقٍ بِكُلِّيَّةِ الْعُلُوم؛ لِوُقُوفِهِ بجَانِبي في إِحْدَى مَتَاعِبي: يَا أَيُّهَا الْعَالِمُ الصَّغِيرُ * لَدَيْكَ مُسْتَقْبَلٌ نَضِيرُ فَاذْكُرْ إِذَا مَا عَلَوْتَ يَوْمَاً * مُشَرَّدَاً حَالُهُ مَرِيرُ

فَلاَ غَدَاءٌ وَلاَ عَشَاءٌ * وَلاَ فُطُورٌ وَلاَ فَطِيرُ {اسْمُ هَذَا الصَّدِيق: أَحْمَد فَتْحِي غَانم / طَالِبٌ مِنَ المُتَفَوِّقِينَ بِكُلِّيَّةِ الْعُلُوم} وَكَتَبْتُ في أَحْمَدَ هَذَا أَيْضَاً ـ وَهُوَ مُتَفَوِّقٌ في دِرَاسَتِهِ وَحَاذِقٌ في بَرَامِجِ الكُمْبُيُوتَر ـ عَلَى سَبِيلِ الشُّكْرِ لإِصْلاَحِهِ جِهَازِي الْعَاطِل، بِدُونِ أَجْرٍ وَلاَ مُقَابِل: أَنَاْ لي صَدِيقٌ عَبْقَرِي * أَخْلاَقُهُ كَالْعَنْبَرِ فَلَهُ طِبَاعٌ حُلْوَةٌ * كَالْبُرْتُقَالِ السُّكَّرِي مُتَمَايِلٌ في مَشْيِهِ * مِثْلُ النَّبَاتِ الأَخْضَرِ وَيَدَاهُ بِالمَعْرُوفِ تَقْطُرُ كَالْغَمَامِ المُمْطِرِ

وَهَاتَانِ الْقَصِيدَتَانِ كَتَبْتُهَا في أَرْبَعَةِ أَصْدِقَاءَ كُلُّهُمُ اسْمُهُ أَحْمَد: الأَوَّلُ أَحْمَد فَتْحِي غَانِم، وَالثَّاني أَحْمَد صَادِق، وَالثَّالِث: أَحْمَد أَبُو غَالي: حَلَّ النَّدَى مِن أَحْمَدَا * في شَخْصِهِ وَتجَسَّدَا إِنْ شِئْتَ أَعْطَى فِضَّةً * أَوْ شِئْتَ أَعْطَى عَسْجَدَا أَبْشِرْ فَإِنَّكَ يَا فَتى * سَتَصِيرُ يَوْمَاً سَيِّدَا أَنْفِقْ وَلاَ تَخْشَ الرَّدَى * مَا ضَاعَ مَعْرُوفٌ سُدَى ********* * قُلْ لِلْكَحِيلَةِ لَيْسَ يُغْني الإِثْمِدُ * هَذَا الْفَتى مَنْ لاَ يَرَاهُ أَرْمَدُ مُتَلأْلئٌ كَالنَّجْمِ رَغْمَ عُلُوِّهِ * مُتَمَيِّزٌ بِسَخَائِهِ مُتَفَرِّدُ عَشِقَ السَّخَاءَ وَصُنعَ كُلِّ جَمِيلَةٍ * حَتىَّ وَإِنْ قَالُواْ عَلَيْهِ مُبَدِّدُ يُعْطِي الْفَقِيرَ إِذَا رَآهُ مَاشِيَاً * مِن غَيْرِ مَسْأَلَةٍ وَلاَ يَتَرَدَّدُ

وَعَطَاؤُهُ لاَ يَنْتَهِي في مَرَّةٍ * لَكِن عَلَى طُولِ المَدَى يَتَجَدَّدُ يَلْقَى الْفَقِيرُ البِرَّ دَاخِلَ بَيْتِهِ * وَيُهَانُ في بَيْتِ اللَّئَامِ وَيُطْرَدُ يَأْتي لِمَنْزِلِهِ بِوَجْهٍ شَاحِبٍ * وَيَعُودُ مِنهُ خُدُودُهُ تَتَوَرَّدُ يُعْطِي عَطَاءً فَاحِشَاً حَتىَّ لَقَدْ * كَادَ الْفَقِيرُ لجُودِهِ يَتَمَرَّدُ جُدْرَانُ مَنْزِلِهِ تَعَلَّمَتِ النَّدَى * فَغَدَتْ إِذَا رَأَتِ الْفَقِيرَ تُزَغْرِدُ النَّاسُ قَدْ حَصَدُواْ النُّقُودَ وَصَاحِبي * في الأَجْرِ وَالحَسَنَاتِ أَمْسَى يَحْصُدُ لاَ تَفْتَحِ الأَبْوَابَ لَيْلاً يَا فَتى * فَاللِّصُّ عَنْ كَثَبٍ لِبَابِكَ يَرْصُدُ عَيْنَاكَ لَوْ رَأَتِ المَلاَئِكَةَ الَّتي * تَرْقَى بِجُودِكَ لِلسَّمَاءِ وَتَصْعَدُ وَرَأَيْتَ أَنهَارَاً هُنَاكَ وَجَنَّةً * فِيهَا قُصُورٌ لِلْكِرَامِ تُشَيَّدُ

وَرَأَيْتَ حُورَاً في انْتِظَارِكَ حُسْنُهَا * يَسْبي الْقُلُوبُ عَلَى الأَسِرَّةِ تَرْقُدُ أَعْطَيْتَ لِلْفُقَرَاءِ مَالَكَ كُلَّهُ * وَجَمِيعَ مَا قَدْ ضُمِّنَتْ مِنْكَ الْيَدُ فَبِفَضْلِ رَبِّكَ جُدْ وَلاَ تَبْخَلْ بِهِ * أَبَدَاً فَيَسْلُبَ فَضْلَهُ يَا أَحْمَدُ أَمَّا هَذِهِ الأَبْيَاتُ فَكَتَبْتُهَا في صَدِيقِي الرَّقِيقِ / 00000000: لي صَاحِبٌ مُتَدَيِّنُ * أَثْنَتْ عَلَيْهِ الأَلْسُنُ يَطْوِي عَلَى الخَيرِ السَّرِيرَةَ لَيْسَ فِيهِ تَلَوُّنُ يَا لَيْتَهُ يَبْقَى عَلَى أَخْلاَقِهِ لاَ يَلْحَنُ لَمْ أَلْقَ مِنْ بَينِ الأَخِلَّةِ مَنْ بِهِ قَدْ يُوزَنُ فَالأَصْلُ مِنهُ طَيِّبٌ وَكَذَاكَ طَابَ المَعْدِنُ وَكَأَنَّهُ مِن حُبِّهِ لِلْجُودِ شَخْصٌ مُدْمِنُ وَالجُودُ مِنْ زَمَنٍ بَعِيدٍ بِالتَّدَيُّنِ يُقْرَنُ

مَا كَانَ يُخْرِجُ مِنْ قَوَارِيرِ الْوُعُودِ وَيُدْهِنُ كَالمَاءِ عَذْبٌ طَبْعُهُ لَكِنَّهُ لاَ يَأْسِنُ لاَ لَسْتَ مَاءً يَا فَتى بَلْ سُكَّرٌ أَوْ مَلْبَنُ يَا لَيْتَ كُلَّ النَّاسِ مِنْ تِلْكَ الصِّفَاتِ تَزَيَّنُواْ أَعْطَاكَ رَبُّكَ مِثْلَمَا أَعْطَيْتَنَا يَا أَيْمَنُ مَا دَامَ مِثْلُكَ بَيْنَنَا وَضْعُ الشَّبَابِ مُطَمْئِنُ وَقُمْتُ أَيْضَاً بِنَظْمِ بَعْضِ أَبْيَاتِهَا عَلَى بحْرِ المُتَقَارِب: لَنَا صَاحِبٌ وَاسْمُهُ أَيْمَنُ * وَلاَ خِلَّ عِنْدِي بِهِ يُوزَنُ صَدِيقٌ رَقِيقٌ سَخِيٌّ تَقِيٌّ * يَطِيبُ بِهِ الأَصْلُ وَالمَعْدِنُ عَدِيدُ الْعَطَاءِ شَدِيدُ الإِخَاءِ * وَأَشْبَهُ شَيْءٍ بِهِ المَلْبَنُ كَذَا لاَ يَكُونُ التَّدَيُّنُ إِلاَّ * وَغُصْنُ السَّخَاءِ بِهِ يُقْرَنُ يَقُولُ الَّذِينَ رَأَوْ حِرْصَهُ * عَلَى الجُودِ هَذَا الْفَتى مُدْمِنُ

وَمَا كَانَ مِن أَهْلِ جُودِ الْوُعُودِ * وَبِالْوَعْدِ بَيْنَ الْوَرَى يُدْهِنُ وَهَذِهِ كَتَبْتُهَا في الصَّدِيقِ الرَّقِيق / محَمَّد رَأْفَتْ عَلِي مُوسَى: محَمَّدُ بْنُ رَأْفَتِ * كَالْوَرْدِ وَسْطَ الْغُرْفَةِ مُهَذَّبٌ وَرُوحُهُ كَجِسْمِهِ في الخِفَّةِ وَعَاقِلٌ وَلاَ يَسِيرُ خَلْفَ كُلِّ زَفَّةِ وَقُلْتُ في صَدِيقٍ ليَ اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحِيم، مُثَقَّفٍ بِالسِّيَاسَةِ وَالْكِيمْيَاءِ عَلِيم، وَلَكِنَّهُ شَخْصٌ رَقِيقٌ وَحَسَّاس؛ وَلِذَا عَانىَ الأَمَرَّيْنِ مِنْ ظُلْمِ المجْتَمَعِ وَالنَّاس، فَأَرَدْتُ مُوَاسَاتَهُ عَلَى مَا يُوَاجِهُ مِنَ الصِّعَاب؛ فَكَتَبْتُ لَهُ مُشَجِّعَاً هَذِهِ الأَبْيَاتِ الْعِذَاب: بِمَعْرِفَتي لَكَ عَبْدَ الرَّحِيمْ * لَقَدْ صَارَ عِنْدِي صَدِيقٌ حَمِيمْ فَعَقْلُكَ صَافٍ وَعِلْمُكَ وَافٍ * وَنجْمُكَ خَافٍ بِلَيْلٍ بَهِيمْ

إِذَا قَلَّ قَدْرُكَ بَيْنَ الأَنَامِ * فَقَدْرُكَ عِنْدَ الإِلَهِ عَظِيمْ مَتىَ كَانَ في الْفَقْرِ عَارٌ عَلَيْكَا * إِذَا أَنْتَ كُنْتَ بِقَلْبٍ سَلِيمْ وَقُلْتُ في الأُسْتَاذ / أَحْمَدُ السَّقَّا ـ أَحَدِ شُرَكَاءِ مَعْرَضِ السَّقَّا: صَدِيقِي أَحْمَدُ السَّقَّا * صَدِيقٌ كُلُّهُ رِقَّة بَشُوشُ الْوَجْهِ مُبْتَسِمٌ * يُجَامِلُ كُلَّ مَنْ يَلْقَى يُؤَدِّي الحَقَّ أَضْعَافَاً * لِصَاحِبِهِ وَإِنْ دَقَّا وَلَيْسَ بِمَن إِذَا طَالَبْتَهُ يَوْمَاً لَوَى الشِّدْقَا وَقُلْتُ في قَرْيَةِ حيدَر بِمِنْطَقَةِ خَلِيلٍ الجِنْدِي (أَصْهَارِيَ الْكِرَام): صَاهَرْتُ بَيْتَاً في خَلِيلْ * مَا في الْبُيُوتِ لَهُ مَثِيلْ لَوْ زُرْتَهُمْ يَا صَاحِ يَوْمَاً لَنْ تُفَكِّرَ في الرَّحِيلْ فَلَهُمْ طِبَاعٌ عَذْبَةٌ شَفَّافَةٌ كَالسَّلْسَبِيلْ

قَلْبي لِغَيْبَتِهِمْ يَظَلُّ كَأَنَّهُ رَجُلٌ عَلِيلْ يَا رَبَّنَا احْفَظْهُمْ فَلَيْسَ لَنَا إِذَا فُقِدُواْ بَدِيلْ لِمَ دَائِمَاً أَمْثَالُهُمْ في هَذِهِ الدُّنيَا قَلِيلْ زَحْفُ الاَنحِرَاف؛ إِلى شَبَابِ الأَرْيَاف إِكْرَامُهُمْ لِضُيُوفِهِمْ شَيْءٌ يَفُوقُ المَقْدِرَة لاَ يَقْبَلُونَ مِنَ الضُّيُوفِ تَعَلُّلاً أَوْ مَعْذِرَة فَسَخَاءُ فَوْزِي صُورَةٌ في الجُودِ غَيْرُ مُكَرَّرَة وَلَكَمْ لَقِينَا في مِسَلَّمَ مِنْ وُجُوهٍ مُقْمِرَة لاَ يحْمِلُونَ شَهَادَةً وَلَهُمْ عُقُولٌ نَيِّرَة وَعَلَى الطَّرِيقِ مِنَ الشَّبَابِ حُسَالَةٌ مُسْتَهْتِرَة مِثْلُ الحَنُوتي وَاقِفُونَ عَلَى طَرِيقِ المَقْبَرَة لِيُحَدِّقُواْ النَّظَرَاتِ فِيمَنْ مَرَّ فَوْقَ الْقَنْطَرَة يَقِفُونَ مِثْلَ الْعَاطِلِينَ لِسَاعَةٍ مُتَأَخِّرَة

لَوْ كُنْتُ شُرْطِيَّاً حَجَزْتُ لَهُمْ مَكَانَاً في طُرَة وَقُلْتُ في صَدِيقِي الحَمِيم، الْقَارِئِ الْكَرِيم / محَمَّد عَبْد الْعَلِيم: مِصْرُ اسْمَعِي محَمَّدَا * مُرَتِّلاً مجَوِّدَا مُهَذَّبٌ وَطَيِّبٌ * عَذْبٌ كَحَبَّاتِ النَّدَى تَلْقَاهُ مُقْرِئَاً إِذَا * أَرَدْتَهُ أَوْ مُنْشِدَا لاَ لَسْتَ أَنْتَ مُقْرِئَاً * بَلْ طَائِرَاً مُغَرِّدَا الدَّرْبُ لِلنَّجَاحِ لَيْ * ْسَ دَائِمَاً مُمَهَّدَا إِنْ سِرْتَ فِيهِ يَا أَخِي * لاَ بُدَّ مِن أَنْ تَصْمُدَا فَإِنَّهُ مُلَغَّمٌ * بِالحَاسِدِينَ وَالْعِدَى وَإِنْ بَلَغْتَ في سَمَا * ءِ المُقْرِئِينَ لِلْمَدَى اذْكُرْ أَخَاكَ يَاسِرَاً * الْكَاتِبَ المُشَرَّدَا وَقُلْتُ في صَدِيقٍ آخَرَ جَمِيل / حَسَنُ الصَّوْتِ في التَّرْتِيل: أَمْتَعْتَنَا يَا فَيْصَلُ * حَقَّاً وَأَنْتَ تُرَتِّلُ

يَتْلُو المُفَصَّلَ خَاشِعَاً وَكَأَنَّهُ يَتَبَتَّلُ مَهْمَا أَطَالَ صَلاَتَهُ قَالُواْ عَلَيْهِ مُعَجِّلُ مُتَوَاضِعٌ وَرِعٌ بِهَدْيِ نَبِيِّنَا يَتَمَثَّلُ اصْبِرْ قَلِيلاً فَالصِّعَابُ سَرِيعَةً تَتَذَلَّلُ إِنَّ الْكَرِيمَ وَرَغْمَ كُلِّ هُمُومِهِ يَتَجَمَّلُ وَلِكُلِّ مَا يَلْقَاهُ مِنْ سُنَنِ الْبَلاَ يَتَأَوَّلُ وَلَسَوْفَ تَأْتي لاَ محَالَةَ فَتْرَةٌ هِيَ أَجْمَلُ تَتَحَسَّنُ الأَوْضَاعُ فِيهَا وَالأَسَى يَتَحَوَّلُ وَغَدَاً سَتَغْدُو في الرَّقِيقِ مِنَ الثِّيَابِ وَتَرْفُلُ وَقُلْتُ أَيْضَاً في صَدِيقٍ ثَالِثٍ حَسَنِ الصَّوْتِ أَيْضَاً: أَنْتَ امْرُؤٌ يَا يَاسِرُ * في كُلِّ شَيْءٍ نَادِرُ مَهْمَا أَقُلْ فِيكَ المَدِيحَ فَإِنَّ وَصْفِي قَاصِرُ يَا مِصْرُ يَا وَلاَّدَةٌ لاَ زَالَ فِيكِ جَوَاهِرُ ********* يَتْلُو بِصَوْتٍ خَاشِعٍ فِيهِ جَمَالٌ سَاحِرُ

وَبِصَوْتِهِ الرَّقْرَاقِ في الصَّلَوَاتِ لاَ يَتَظَاهَرُ مُتَبَتِّلٌ بِقِرَاءةِ الْقُرْآنِ لَيْسَ يُتَاجِرُ وَمُهَذَّبٌ وَالشَّهْدُ مِن أَخْلاَقِهِ يَتَقَاطَرُ وَكَأَنَّهُ في رِقَّةِ الإِحْسَاسِ شَخْصٌ شَاعِرُ ********* في عَالَمٍ فِيهِ نَقَاءُ الْقَلْبِ لاَ يَتَوَافَرُ الْكُلُّ فِيهِ عَلَى الْكِرَامِ الطَّيِّبِينَ تَآمَرُواْ مَا عَادَ فِيهِ مُرُوءةٌ أَوْ عَادَ فِيهِ ضَمَائِرُ وَقُلْتُ في صَدِيقٍ لي دَمْثِ الأَخْلاَقِ يُقَالُ لَهُ نَاصِر عَلِي؛ وَكَانَ قَدْ أَهْدَى لي بَعْضَ البَرَامِجِ المُفِيدَة: إِنَّ الطَّرِيقَ وَاعِرُ * تَحُفُّهُ المَخَاطِرُ إِنْ سِرْتَ فِيهِ فَاجْتَهِدْ * وَلاَ تَلِن يَا نَاصِرُ إِنيِّ إِلَيْكَ يَا أَخِي * عَلَى الدَّوَامِ شَاكِرُ سَبَرْتُ عِلْمَهُ فَمَا * بَدَا عَلَيْهِ آخِرُ لاَ بَلْ بَدَتْ لَنَا عَلَى * نُبُوغِهِ بَوَادِرُ

نَمُوذَجٌ مِنَ الشَّبَا * بِ مُفْرِحٌ وَنَادِرُ وَلَيْسَ بِالْفَتى الَّذِي * تَغُرُّهُ المَظَاهِرُ وَكَمْ بِمِصْرَ ضُيِّعَتْ * وَأُهْمِلَتْ كَوَادِرُ وَقُلْتُ في صَدِيقٍ رَقِيقٍ (يَمْلِكُ مَطْعَمَاً) أَعْجَبَني تَوَاضُعُهُ وَطِيبَتُهُ مَعَ المُسْلِمِينَ فَقُلْتُ فِيه: الْعَيْشُ مِثْلُ الْعَلْقَمِ * مِن غَيْرِ عَبْدِ المُنعِمِ يُعْطِيكَ مَا في جَيْبِهِ بحَفَاوَةٍ وَتَبَسُّمِ وَلَوِ اسْتَطَاعَ لجَادَ في إِكْرَامِهِ بِالأَنْجُمِ إِنَّ الْفَقِيرَ إِذَا رَآهُ وَاقِفَاً في المَطْعَمِ حَمِدَ الإِلَهَ وَقَالَ هَذَا الْيَوْمُ يَوْمُ المَوْسِمِ لَمَّا تَزَلْ بَعْضُ النُّفُوسِ رَقِيقَةً كَالْبَلْسَمِ وَطَبِيعَةُ الإِنْسَانِ تَظْهَرُ عِنْدَ صَرْفِ الدِّرْهَمِ وَطِبَاعُ أَهْلِ الجُودِ تَظْهَرُ في وُجُودِ الدِّرْهَمِ

وَقُلْتُ في صَدِيقٍ آخَرَ وَدُود / اسْمُهُ خَالِد أَبُو السُّعُود، كَمَا أُهْدِيهَا أَيْضَاً لِلصَّدِيق / خَالِد مِكَّاوِي: لَوْ أَنَّهُ يَتَوَاجَدُ * في مِصْرِنَا يَا خَالِدُ اثْنَانِ مِثْلُكَ لَمْ يَكُنْ فِيهَا فَقِيرٌ وَاحِدُ فَالظُّلْمُ فِيهَا سَيِّدٌ وَالْفَقْرُ فِيهَا سَائِدُ وَلِذَا ظَنَنْتُكَ لَسْتَ مِصْرِيَّاً وَأَنَّكَ وَافِدُ فَلأَنْتَ بَينَ ذِئَابِ هَذَا الْعَصْرِ ظَبيٌ شَارِدُ أَنَاْ لَمْ أُبَالِغْ أَنْتَ في أَهْلِ المُرُوء ةِ رَائِدُ فَالخَيْرُ فِيكَ طَبِيعَةٌ وَالجُودُ عِنْدَكَ زَائِدُ عُدْ لِلسَّخَاءِ فَإِنَّني لِلْمَدْحِ أَيْضَاً عَائِدُ لَوْ لَمْ أَقُلْ فِيكَ المَدِيحَ فَإِنَّ قَلْبي جَاحِدُ وَقُلْتُ في أَصْحَابِ مَعَارِضِ السَّقَّا: أَيَا مَنْ تَطْلُبُ الصِّدْقَا * عَلَيْكَ بِمَعْرَضِ السَّقَّا فَسَيَّارَاتُهُمْ لَيْسَتْ * بحَاجَاتٍ إِلى زَقَّة

وَلاَ تَلْقَى عَلَى كَنَبَا * تِهَا الأَكَلاَنَ وَالْبَقَّا وَلاَ تَلْقَى عَلَى عَجَلاَ * تِهَا فَتْقَاً وَلاَ رَتْقَا وَلاَ تَلْقَى عَلَى أَبْوَا * بِهَا خَدْشَاً وَلاَ خَرْقَا وَصَوْتُ كَلَكْسِهَا كَالنَّا * يِ لاَ تَلْقَى بِهِ نَعْقَا مُودِيللاَّتٌ جَمِيلاَتٌ * وَيَسْبِقُ جَرْيُهَا الْبَرْقَا فَسَائِقُهَا تَطِيرُ بِهِ * تَشُقُّ طَرِيقَهَا شَقَّا وَلَوْ جَرَّبْتَهَا يَوْمَاً * سَتَعْرِفُ عِنْدَهَا الْفَرْقَا أَرْجُو أَنْ يَكُونُواْ دَائِمَاً عِنْدَ حُسْنِ الظَّنّ؛ فَلاَ يَأْتِيَني يَوْمَاً مَا آتٍ فَيَقُول: وَلَكِنيِّ اشْتَرَيْتُ فَلَمْ * أَجِدْ مَا قُلْتَهُ حَقَّا وَقُلْتُ في الشَّاعِر يَاسِر قَطَامِش؛ لحَفَاوَتِهِ بي وَتَقْدِيرِهِ لي: " مَا اعْرَفْشِ يَاسِرْ قَطَامِشْ * رَغْمِ انُّه شَاعِرْ محْبُوب "

" لِيهْ بِيْقُولْ عَائِشْ عَالْهَامِشْ * وَهُوَ عَائِشْ في القُلُوبْ " وَهَذَانِ الْبَيْتَانِ قُلْتُهُمَا في مَدْحِ مَأْذُونٍ آخَرَ قَابَلْتُهُ فَأَعْجَبَتْني أَخْلاَقُهُ وَسَجَايَاه: في الحَيِّ لَدَيْنَا مَأْذُونُ * رَجُلٌ كَالْيُورُو مَضْمُونُ أَحْلَى مَا أَعْجَبَني فِيهِ * خُلُقٌ بِالْعَنْبَرِ مَدْهُونُ وَبِتَحْرِيفٍ ظَرِيفٍ في الْبَيْتَينِ قُلْتُهُمَا أَيْضَاً في هِجَاءِ مَأْذُونٍ آخَرَ قَابَلْتُهُ بِنَفْسِ الحَيّ: في الحَيِّ لَدَيْنَا مَأْذُونُ * لِصٌّ سَفَّاحٌ مجْنُونُ لاَ يَرْدَعُهُ دِينٌ أَوْ يَرْ * دَعُهُ خُلُقٌ أَوْ قَانُونُ وَقُلْتُ في إِحْدَى دُورِ النَّشْر: مَنَحْتُ كِتَابَاً لِدَارِ [00000] * كَعِقْدٍ وَحَبَّاتُهُ كَالنُّجُومِ وَأَحْسَنْتُ في صَاحِبِ الدَّارِ ظَنيِّ * فَكَانَ مِثَالَ الْكَفِيلِ الظَّلُومِ

ظَنَنْتُ بِأَنَّ فُؤَادِي سَيَخْلُو * مِنَ الهَمِّ مَعْهُ فَزَادَتْ هُمُومِي وَقُلْتُ في جَزَّار: [000] قَصَّابٌ جَزَرَ النَّاسَ كَمِثْلِ الشَّاةِ بِلاَ ذَنْبٍ بِغَلاَءِ اللَّحْمِ وَبَيْعِ الشَّحْمِ وَمَيْلِ الكَيْلِ عَلَى جَنْبٍ وَقُلْتُ بِتَصَرُّفٍ محَذِّرَاً مِن غَضْبَةِ الشُّعَرَاء: لِلْقَوَافي غَضْبَةٌ * تَفْعَلُ في الأَعْرَاضِ كَمِثْلِ فِعْلِ النَّبْلِ * تَمَامَاً في الأَغْرَاضِ أَعْذَرَ مَن أَنْذَرَ * فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني أَوِ ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} دُمُوعُ الشُّمُوع وَلَوْ أَنَّ البُكَاءَ يُفِيدُ شَيْئَاً * لَعِشْتُ العُمْرَ أَبْكِي سُوءَ حَالي وَدَمْعِي إِنَّمَا يجْرِي لِعِلْمِي * الَّذِي قَدْ صَارَ مَيْتَاً دُونَ مَالي ********* حَتىَّ لَقَدْ صِرْتُ كَالشُّمُوعِ * مِنِ احْتِرَاقِي وَمِنْ دُمُوعِي

وَكَتَبْتُ في فِكْرَةٍ جَاشَ بِهَا خَاطِرِي؛ إِثْرَ التَّمَعُّنِ في مَعَاني لاَمِيَّةِ صَرِيعِ الغَوَاني: بِالجَيْشِ أَسْرَعَ لِلأَعْدَاءِ كَالأَجَلِ * كَأَنَّهُ صَخْرَةٌ تَهْوِي مِنَ الجَبَلِ وَمِمَّا قُلْتُهُ فِيمَنْ لاَ يَتَذَوَّقُونَ الشِّعْر: لاَ يَصْلُحُ الشِّعْرُ لِلْحَمِيرْ * وَإِنَّمَا يَصْلُحُ الشَّعِيرْ رَدَّاً عَلَى بَعْضِ الأَفْكَارِ الْعُنْصُرِيَّة حَسْبُكُمْ عَنِ البَيَاضِ * بِأَنَّهُ بَعْضُ البَهَقْ فَهَلْ أَتَى بِالأَمْرَاضِ * السَّوَادُ فِيمَا سَبَقْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَهِيَ فِكْرَةٌ في الأَصْلِ لاَبْنِ الرُّومِيِّ قُمْتُ بِنَظْمِهَا} إِيَّاكَ وَطَرِيقَ الظَّالمِين وَقُلْتُ لِصَدِيقٍ لي يَعْمَلُ في الشُّرْطَة ـ لَدَيْهِ ابْنٌ رَضِيعٌ اسْمُهُ أَدْهَم ـ قُلْتُ أُوصِيهِ بِعَدَمِ الظُّلْم:

إِذَا كُنْتَ تَخْشَى عَلَى أَدْهَمَا * فَإِيَّاكَ إِيَّاكَ أَنْ تَظْلِمَا فَيَحْصُدَ مَا قَدْ جَنَاهُ أَبُوهُ * وَيَلْقَاهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُفْطَمَا فَلاَ تَقْبِضَنَّ عَلَى أَيِّ شَخْصٍ * بِظَنِّكَ مِنْ دُونِ أَنْ تَفْهَمَا وَلاَ تَبْطِشَنَّ بِكُلِّ بَرِيءٍ * بِحُجَّةِ أَنَّكَ حَامِي الحِمَى {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} وَقُلْتُ في مَدْحِ صَدِيقٍ اسْمُهُ سَيِّد: كُلُّ الطُّيُورِ تُغَرِّدُ * يَا سَيِّدِي يَا سَيِّدُ في النَّاسِ مِثْلُكَ في الشَّهَامَةِ لَيْسَ آخَرُ يُوجَدُ سَيْفٌ عَلَى الْبَاغِينَ أُشْهِرَ بَاتِرٌ لاَ يُغْمَدُ عَن أَيِّ شَيْءٍ في سَبِيلِ الحَقِّ لاَ يَتَرَدَّدُ في الخَيْرِ يَسْعَى جَاهِدَاً مُتَفَانِيَاً لاَ يَقْعُدُ إِنَّ المُرُوءةَ في الصَّعِيدِ وَأَهْلِهِ تَتَجَسَّدُ وَمِمَّا قُلْتُهُ في عِفَّةِ النَّفْسِ وَكَفِّهَا عَنْ سُؤَالِ النَّاس:

فَاطْلُبْ مِنَ اللهِ لاَ * تَطْلُبْ مِنَ الإِنْسَانِ فَالسَّخَاءُ عِنْدَهُ * تَمَامَاً كَالإِحْسَانِ وَقُلْتُ أَيْضَاً: أَرَدْتَ عَلَيَّ تَفْتَخِرُ * بمَالِكَ أَنْتَ غَبيُّ فَأَنْتَ إِلَيْهِ مفْتَقِرُ * وَإِنيِّ عَنهُ غَنيُّ وَقُلْتُ أَيْضَاً: فَلاَ تَسْأَلِ النَّاسَ مِنْ فَضْلِهِمْ * وَلَكِنْ سَلِ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ وَمِمَّا قُلْتُهُ في التَّبْكِيرِ بِالتَّعْلِيم: قَدْ يَنْفَعُ النُّصْحُ لِلأَطْفَالِ في الصِّغَرِ * وَلَيْسَ يَنْفَعُ بَعْدَ الشَّيْبِ وَالكِبَرِ كَالطِّينِ تَشْكِيلُهُ سَهْلٌ إِلى الصُّوَرِ * وَلَيْسَ سَهْلاً إِذَا مَا صَارَ كَالحَجَرِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} وَمِمَّا قُلْتُهُ في فَلْسَفَةِ المَوْتِ وَالحَيَاة: فَيَوْمَاً أُعَزِّي وَيَوْمَاً أُعَزَّى * وَيَوْمَاً عَلَيَّ يَكُونُ العَزَاءُ وَقُلْتُ أَيْضَاً:

لَئِنْ كُنْتُ لاَ أَدْرِي مَتى المَوْتُ فَاعْلَمِي * بِأَنيَ مَهْمَا عِشْتُ سَوْفَ أَمُوتُ وَقُلْتُ في الْعُمْرِ الَّذِي يجْرِي كَالْقِطَار: سَلَبْتَ عَهْدَ الصِّغَرْ * وَأَحْلَى ذِكْرَيَاتي وَأَتَيْتَ في الكِبَرْ * تَسْلُبُ أُخْرَيَاتي وَمِمَّا قُلْتُهُ في المُوَاسَاةِ قَوْلي لِصَدِيقٍ لي سُجِنَ أَحَدَ عَشَرَ عَامَاً في سُجُونِ مِصْر، وَكُنْتُ أَعْرِفُ عَنهُ الاَعْتِدَالَ في التَّفْكِيرِ وَحُسْنَ التَّدْبِير؛ فَقُلْتُ لَهُ مُوَاسِيَاً: لاَ تَبْتَئِسْ يَا خَالِدُ * هَذَا نِظَامٌ فَاسِدُ الْبَطْشُ فِيهِ سَيِّدٌ * وَالظُّلْمُ فِيهِ سَائِدُ كَمْ أُقْفِلَتْ بمَزَاعِمِ الإِرْهَابِ فِيهِ مَسَاجِدُ زَمَنُ الخِلاَفَةِ يَا صَدِيقِي عَنْ قَرِيبٍ عَائِدُ بُيُوتٌ عَامِرَة، وَنُفُوسٌ فَاجِرَة وَمِمَّا قُلْتُهُ في انْشِغَالِ النَّاسِ بِالْعُمْرَانِ وَقُلُوبُهُمْ خَرِبَة:

كُلُّ الْوَرَى يَتَفَنَّنُ * مِن أَجْلِ تَشْيِيدِ البُيُوتْ وَلَدَيْهِ قَلْبٌ أَوْهَنُ * مِنْ خَيْطِ بَيْتِ الْعَنْكَبُوتْ السَّجَائِر وَقُلْتُ في شُرْبِ السَّجَائِر: يَا مُدْمِنَاً شُرْبَ السَّجَائِرْ * وَتَقُولُ لَيْسَ مِنَ الْكَبَائِرْ وَلَقَدْ عَلِمْتَ بِمَا حَوَتْ تِلْكَ السُّمُومُ مِنَ المَخَاطِرْ وَكَتَبْتُ أَيْضَاً: لَوْ أَنَّهُمْ قَدْ قَنَّنُواْ * أَنَّ المُدَخِّنَ يُسْجَنُ مَا كُنْتَ تَلْقَى وَاحِدَاً بَيْنَ الأَنَامِ يُدَخِّنُ إِنَّ السَّجَائِرَ كَالمُخَدِّرِ وَالمُدَخِّنُ مُدْمِنُ فَيَكَادُ في شَهْرِ الصِّيَامِ بِدُونِهَا يَتَجَنَّنُ وَلِمَدْفَعِ الإِفْطَارِ طِيلَةَ يَوْمِهِ يَتَحَيَّنُ وَالْبَعْضُ يَشْرَبُهَا وَفي إِخْفَائِهَا يَتَفَنَّنُ يَا لَيْتَ كُلِّ مُدَخِّنٍ لأَذَى السَّجَائِرِ يَفْطِنُ يَا لَيْتَهُ فِيمَا كَتَبْتُ لأَجْلِهِ يَتَمَعَّنُ

وَمِمَّا قُلْتُهُ في الضُّيُوفِ الثُّقَلاَءِ وَالثَّرْثَارِين: نَاشَدْتُكَ اللهَ يَا مَنْ قَدْ أَتَيْتَ إِليّ * إِنْ كُنْتَ تَرْفُقُ بي أَنْ لاَ تُطِيلَ عَلَيّ وَقُلْتُ في الْعَفْوِ إِنْ لَمْ يَكُن عَنْ قُدْرَة: لسْتُ أَنَا الَّذِي يَعْفُو * عَنْكُمْ عَفْوَ الجُبَنَاءِ وَلاَ يَهُونُ الهَوَانُ * إِلاَّ عَلَى الأَذِلاَءِ وَقُلْتُ في الْكَسْبِ غَيرِ المَشْرُوع، في ظِلِّ مَنْ يَمُوتُونَ مِنَ الجُوع: " فِيهْ نَاسْ بِتِتْعَبْ مِن غِيرْ مَا تِكْسَبْ * وِنَاسْ بِتِكْسَبْ مِن غِيرْ مَا تِتْعَبْ "بْ وَقُلْتُ في حِكْمَةِ الشَّرِيعَةِ الإِسْلاَمِيَّةِ في الأَخْذِ بِالْقِصَاص: نَفْسٌ تُرَى بَينَ الوَرَى أَشْلاَؤُهَا * أَحْيَتْ نُفُوسَاً أَنْ تُرَاقَ دِمَاؤُهَا وَقُلْتُ أَيْضَاً مجِيزَاً: إِنَّ البِلاَدَ إِلى القِصَاصِ ظِمَاءُ * وَلَطَالَمَا حَقَنَ الدِّمَاءَ دِمَاءُ

{المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالمِصْرَاعُ الثَّاني لأَمِيرِ الشُّعَرَاء أَحْمَد شَوْقِي} وَقُلْتُ في رِضَى الْوَالِدَيْن: أَبي إِنَّ الحَيَاةَ رِضَاكَ عَنيِّ * فَكَيْفَ أَعِيشُ حِينَ غَضِبْتَ عَنيِّ وَقُلْتُ في طَاعَةِ الرَّسُول: فَمَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ * أَطَاعَ اللهَ يَا وَلَدِي وَقُلْتُ نَاظِمَاً أَحَدَ الأَمْثَالِ الْعَرَبِيَّة: بَيْتُكَ إِنْ كَانَ مِنْ زُجَاجٍ * لاَ تَقْذِفِ النَّاسَ بِالحِجَارَة وَقُلْتُ أَيْضَاً بِصِيَغٍ مخْتَلِفَةٍ في مَثَلٍ آخَر: أَرَى الجِذْلَ في عَيْنَيْكَ يَبْدُو فَأَسْتَحِي * وَتَغْضَبُ إِن أَبْصَرْتَ في عَيْنيَ الْقَذَى أَتَغْضَبُ إِن أَبْصَرْتَ في عَيْنيَ الْقَذَى * وَأَنْتَ تَرَى في عَيْنِكَ الجِذْلَ بَادِيَا أَتَغْضَبُ إِن أَبْصَرْتَ في عَيْنيَ الْقَذَى * وَأَنْتَ تَرَى في عَيْنِكَ الجِذْلَ يَا أَخِي

{يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَهُوَ في الأَصْلِ مَثَلٌ عَرَبيٌّ قُمْتُ بِنَظْمِهِ} وَهَذِهِ كَلِمَةٌ مِنَ الأَدَبِ الْعَرَبيِّ جَرَتْ مجْرَى المَثَلِ فَقُمْتُ بِنَظْمِهَا قَائِلاً: فَأَطِعْ أَخَاكَ وَإِن عَصَاكَ وَصِلْ أَخَاكَ وَإِنْ جَفَاكْ وَمِمَّا قُلْتُهُ في لَفْتِ الأَنْظَارِ إِلى أَدَبي: زَرَعْتُ لَكُمْ زَرْعَاً فَأَخْرَجَ شَطْأَهُ * فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمُ دَقَائِقَ شَطْرَهُ وَقُلْتُ في الظَّالمِين، الَّذِينَ يحَارِبُونَ الدِّين؛ بحُجَّةِ محَارَبَةِ الإِرْهَابِ وَالتَّطَرُّف: أَعْلَنُواْ عَلَى الإِسْلاَمْ * الحَرْبَ بِاسْمِ الإِرْهَابْ أَذَاقُواْ حَتىَّ الحَمَامْ * فِيهَا صُنُوفَ الْعَذَابْ وَقُلْتُ مُنْتَقِدَاً الحُكُومَةَ وَالمُتَدَيِّنِينَ في بَعْضِ السَّلْبِيَّات: فَالحُكُومَةُ غَشُومَة * وَالجَمَاعَاتُ غَشِيمَة

وَمِمَّا قُلْتُهُ في المُتَنَطِّعِينَ وَالمُتَعَصّبِينَ الحَاقِدِين: لَيْتَ عُقُولَهُمْ كَانَتْ * كَقُلُوبِهِمْ صَفَاءَا كَمْ حَاوَلْتُ أَن أَجْعَلَ * مِنهُمُ لي أَصْدِقَاءَا فَأَضْرَبُواْ عَنيِّ صَفْحَاً * وَأَبَواْ إِلاَّ الْعَدَاءَا وَقُلْتُ في هَذِهِ النَّوْعِيَّةِ أَيْضَاً: لَوَ انَّ الدِّينَ كَانَ لحَىً طِوَالاً * لَكَانَ التَّيْسُ خَيرَ النَّاسِ دِينَا وَقُلْتُ أَيْضَاً: إِنْ لَمْ تُشْبِهُواْ التُّيُوسْ * في اللِّحَى فَفِي الرُّءوسْ وَمِمَّا قُلْتُهُ في أَعْلاَمِ وَكُتَّابِ هَذَا الزَّمَان: كَمْ قَدْ رَأَيْتُ بِأَرْضِ مِصْرَ مِنَ القِمَمْ * يَتَحَدَّثُونَ عَنِ المَبَادِئِ وَالقِيَمْ وَبِلاَ ضَمَائِرَ هُمْ وَلَيْسَ لَهُمْ ذِمَمْ وَقُلْتُ أَيْضَاً: حَتىَّ النُّحَاةَ قَصَدْتُهُمْ فَوَجَدْتهُمْ * ذُرِّيَّةً هِيَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضِ

وَقُلْتُ مُقْتَبِسَاً الْفِكْرَةَ مِن أَشْعَارِ جُبرَان خَلِيل جُبرَان: وَكَمِ الأَرْضُ مَلاَهَا * شَجَرٌ بِلاَ ثَمَرْ وَكَمِ السَّمَا عَلاَهَا * غَمَامٌ بِلاَ مَطَرْ وَقُلْتُ مُبَرِّرَاً تخَاذُلَهُمْ: إِذَا لَمْ تَكُنْ لِلْمَرْءِ نَفْسٌ كَرِيمَةٌ * فَكَيْفَ سَتَسْعَى نَفْسُهُ لِلْمَكَارِمِ وَقُلْتُ حِينَ لَمْ أَجِدْ أَمَامِيَ إِلاَّ الأَحْلاَمَ أُخْلِدُ إِلَيْهَا: وَلاَ عَيْبَ في الأَحْلاَمْ * إِلاَّ أَنَّهَا أَحْلاَمْ فَالحُبُّ الحَقِيقِي لاَ * يُوجَدُ إِلاَّ في الأَفْلاَمْ وَقُلْتُ فِيمَنْ يَسْتَعْمِلُ هَذِهِ النَّوْعِيَّةِ مِن عُمَّالِ السِّكِيرْتَارْيَة: قَدْ جَعَلَتْكَ الحُجَّاب * كَسُورٍ وَلَهُ بَابْ في بَاطِنِهِ الرَّحْمَة * وَظَاهِرِهِ العَذَابْ وَقُلْتُ في مُدَرِّسَةٍ فَظَّةٍ في أَحَدِ المَعَاهِدِ الأَزْهَرِيَّة:

الكُلُّ يُبْلَى غَيْرَ أَنَّا نحْنُ بَلْوَتَنَا غَلِيظَة فَلَقَدْ حَوَتْ كُلَّ البَلاَوِي يَا حَفِيظُ " مِسِزْ " حَفِيظَة وَقُلْتُ ـ مِنَ الأَزْجَال ـ في أَحَدِ الرِّجَال: " بِيهْ وَنَزِيهْ وِبْرَغْمِ سِنُّه * لِسَانُه مِتْبرِّي مِنُّه " وَقُلْتُ في شَخْصٍ أَبخَر: لَوْ قَامَ حَدَّثَكُمْ لَقُلْتُمْ فِيهِ * أَمحَدِّثٌ أَمْ محْدِثٌ مِنْ فِيهِ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرُ لاَبْنِ المُعْتَزّ} وَقُلْتُ في نَفْسِ الشَّخْصِ أَيْضَاً: رَجُلٌ يَتَغَوَّطُ مِنْ فِيهِ * هَلْ مِن خَيرٍ يُرْجَى فِيهِ وَقُلْتُ في آخَرَ أَبخَر: لَهُ قِصَرٌ يُذَكِّرُنَا * بِأَطْفَالِ الأَنَابِيبِ وَقُلْتُ في الْبِيئَةِ الْوَبِيئَة، وَالمَعَادِنِ الرَّدِيئَة: وَمَنْ رَأَى مَا رَأَيْتُ * مِنهُمْ باللهِ اسْتَعَاذَا وَقَالَ إِنَّ الشَّيْطَانَ * لاَ يحْسِنُ مِثْلَ هَذَا

وذَاتَ يَوْمٍ قُلْتُ أَكْتُبُ شَيْئَاً في الفَخْر، فَنَظَرْتُ حَوْلي، وَقُلْتُ أَكْتُبُ في مِصْرَ وَالمِصْرِيِّينَ فَقُلْت: نحْنُ الَّذِينَ بِنَا الْوَرَى يَسْتَنْصِرُ * حَتىَّ البُغَاثُ بِأَرْضِنَا تَسْتَنْسِرُ فَلَمَّا مَرَّ بي مِنَ الأَعْوَامِ مَا مَرَّ، وَرَأَيْتُ فِيهِمْ مِنْ صُنُوفِ الأَذَى وَالضُّرّ، وَسُقِيتُ مِنَ المُرّ؛ مَا لَيْسَ لَهُ عَدٌّ وَلاَ حَصْر؛ عَلَى أَيْدِي الْكَثِيرِينَ في مِصْر؛ قُلْتُ في نَفْسِي: لَن أُكَفِّرَ عَنْ كَذِبي في مَدْحِ هَذِهِ النَّوْعِيَّةِ مِنَ الْبَشَر؛ إِلاَّ بِصِدْقِي في هِجَائِهِمْ؛ فَقُلْتُ مُرَاعِيَاً التَّصْرِيعَ وَلُزُومَ مَا لاَ يَلْزَم 00 بِقَافِيَةٍ مُعْضِلَة: [قُمْتُ بِشَطْبِ كُلِّ مَا كَتَبْتُهُ في ذَمِّهَا بَعْدَ ثَوْرَة 25 يَنَايِر 2011]

وَقُلْتُ في جِيرَةِ السَّوْء: جِيرَانُ سُوءٍ لاَ أَمَانَ لِجَارِهِمْ * إِنْ لَمْ تُشَاجِرْهُمْ تَضِقْ بِشِجَارِهِمْ وَمِمَّا قُلْتُهُ مُبرِّرَاً ذَلِكَ بِأَنيِّ عَهِدْتُ عَلَى نَفْسِي: بِأَن أَمْدَحَ الخَيْرَا * وَلَوْ كَانَ في خَصْمِي وَأَن أَذُمَّ الشَّرَّا * وَلَوْ كَانَ في قَوْمِي وَقُلْتُ أَيْضَاً مُعَقِّبَاً عَلَى أَحَدِهِمْ: وَكَيْفَ تُرِيدُ أَن أَدَعَ الأَهَاجِي * وَبَينَ النَّاسِ يُوجَدُ مِثْلُ هَذَا وَقُلْتُ في الأُمَمِ المُتَّحِدَة: الظُّلْمُ لِلْمُسْلِمِينَ لَدَيْهِمُ جِيزَا * وَاللهِ مَا تِلْكَ إِلاَّ قِسْمَةٌ ضِيزَى

وَمِمَّا قُلْتُهُ في هَزِيمَةِ الصِّرْب، بَعْدَمَا اقْتَرَفُوهُ في الْبُوسْنَةِ وَكُوسُوفُو مِنْ فَضَائِعِ الحَرْب: فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ * وَالأَرْضُ مِنهُمْ كُلُّهَا دِمَاءُ {وَالشَّطْرَةُ الأُولى اقْتِبَاسٌ قُرْآنيٌّ سَبَقَني إِلَيْهِ ابْنُ المُعْتَزّ} وَمِمَّا قُلْتُهُ في انْتِهَاءِ الحَرْبِ الأَنْجِلُوأَمِرِيكِيَّةِ عَلَى سُقُوطِ بَغْدَاد: أَوْزَارَهَا الحَرْبُ قَدْ وَضَعَتْ عَلَى ثِخَنٍ * فَتِلْكُمُ هُدْنَةٌ لَكِن عَلَى دَخَنٍ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرُ لاَبْنِ سَهْلٍ الأَنْدَلُسِيِّ بِتَصَرُّف} وَمِمَّا قُلْتُهُ النَّسِيبِ وَالْغَرَام، وَالحُسْنِ الَّذِي تَهْتَزُّ لَهُ الأَهْرَام، في غَيرِ الدُّخُولِ في دَائِرَةِ الحَرَام: أَيَا مَنْ لُمْتَني إِنَّ الحِسَانَا * أَسَرْنَ القَلْبَ أَطْلَقْنَ اللِّسَانَا

وَمِمَّا قُلْتُهُ أَيْضَاً في شَبَابي أَيَّامَ الْبَحْثِ عَن عَرُوس؛ في فَتَاةٍ رَأَيْتُهَا في كُلِّيَّةِ الآدَابِ فَأَعْجَبَتْني: وَخُصْلَةُ شَعْرٍ كَذَيْلِ الفَرَسْ * وَثَغْرٍ يُضِيءُ كَمِثْلِ الْقَبَسْ وَوَجْهٍ مُنِيرٍ كَبَدْرِ التَّمَامِ * تُحِيطُ بِهِ أَوْجُهٌ كَالْغَلَسْ ظَلَلْتُ أُرَاقِبُهُ في اشْتِيَاقٍ * مُرَاقَبَةَ الأَسَدِ المُفْتَرِسْ أُسَارِقُهُ نَظَرَاً كَالرَّصَاصِ * وَظَلَّ يَرَاني وَلاَ يَحْتَرِسْ وَقُلْتُ في فَتَاةٍ اسْمُهَا مُنى؛ كُنْتُ قَدْ أَحْبَبْتُهَا وَسَعَيْتُ لِلزَّوَاجِ مِنهَا فَلَمْ يُقَدَّرْ لي: قَدِ اتخَذْتِ فُؤَادِي يَا مُنى دَارَا * أَتُشْعِلِينَ دِيَارَكِ يَا مُنى نَارَا وَقُلْتُ أَيْضَاً: إِذَا مُنى ضَحِكَتْ ضَحِكَ الزَّمَانُ لَهَا * وَالْكَوْنُ وَالنَّيِّرَانِ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ

وَقُلْتُ في فَتَاةٍ أُخْرَى اسْمُهَا أُمْنِيَّة، أَعْجَبَني حُسْنُ أَخْلاَقِهَا فَسَعَيْتُ لِلزَّوَاجِ بِهَا في شَبَابي: أُمْنِيَّةُ الأُمْنِيَّةُ المَأْمُولَة * وَأَظُنُّهَا تُفَّاحَةٌ مَأْكُولَة وَقُلْتُ أَيْضَاً في ثَالِثَة: تَيَّمْتِني يَا مَارِيَة * عِشْقَاً وَلَيْتَكِ دَارِيَة رُحْمَاكِ بي يَا جَارِيَة * فَلَقَدْ كَوَتْني نَارِيَة وَقُلْتُ في زَوْجَتي وَأُمِّ أَوْلاَدِي: مَلأْتِ جَنْبيَّ يَا حَنَانُ * بِالحُبِّ وَالْوُدِّ وَالْوِئَامِ فَلَمْ يَعُدْ فِيهِمَا مَكَانُ * لِلبُغْضِ وَالحِقْدِ وَالخِصَامِ وَمِمَّا قُلْتُهُ فِيهَا مِنَ الزَّجَلِ اللَّطِيف؛ وَالْغَزَلِ الْعَفِيف: " شَعْرَهَا زَيِّ الكُنَافَة * وْوِسْطَهَا زَيِّ الجَوَّافَة " وَقُلْتُ أَيْضَاً: تَاللهِ لَوْ مَسَّتْ يَدَاهَا وَرْدَةً * لاَزْدَادَ طِيبَاً فَوْقَ طِيبٍ طِيبُهَا وَقُلْتُ أَيْضَاً:

فَهَلْ سَمِعْتُمْ بِأَشْجَانٍ كَأَشْجَاني * وَهَلْ سَمِعْتُمْ بِمِثْلِي في الهَوَى ثَانِ وَقُلْتُ أَيْضَاً بِصِيغَتَين: كَأَنَّ أَدْمُعَهَا مِنْ فَوْقِ وَجْنَتِهَا * رَمْضَاءُ مِن عَسْجَدٍ حَصْبَاؤُهَا دُرَرُ كَأَنَّ أَدْمُعَهَا مِنْ فَوْقِ وَجْنَتِهَا * رَمْضَاءُ مِنْ فِضَّةٍ حَصْبَاؤُهَا ذَهَبُ {وَهُوَ مُسْتَوْحَىً مِنْ فِكْرَةٍ لأَبي نُوَاسٍ قُمْتُ بِتَطْوِيرِهَا} وَبَيْتُ أَبي نُوَاسٍ هُوَ: كَأَنَّ صُغْرَى وَكُبْرَى مِنْ فَوَاقِعِهَا * حَصْبَاءُ دُرٍّ عَلَى أَرْضٍ مِنَ الذَّهَبِ وَقُلْتُ أَيْضَاً مجِيزَاً لِشِعْرِ غَيرِي: وَأَمْسَى صَيُودُ الغِيدِ صَيْدً لأَغْيَدَا * وَقَدْ يُقْنَصُ البَازِي وَإِنْ كَانَ أَصْيَدَا {محْمُود سَامِي البَارُودِي صَاحِبُ المِصْرَاعِ الثَّاني، وَأَجَزْتُهُ أَنَا بِالمِصْرَاعِ الأَوَّل} وَقُلْتُ أَيْضَاً في الْغَيرَةِ عَلَيْهَا:

أَغَارُ عَلَيْكِ مِن أَشْعَارِ غَيْرِي * فَمَا شَبَّبْتُ فِيكِ سِوَى بِشِعْرِي وَقُلْتُ أَيْضَاً: أَغَارُ عَلَيْكِ حَتىَّ مِن أَبِيكِ وَقُلْتُ في تَقَلُّبِ قُلُوبِ الشُّعَرَاءِ بُنَاءً: وَسُمِّيَ الْقَلْبُ قَلْبَاً مِنْ تَقَلُّبِهِ وَمِمَّا قُلْتُهُ في التَّهَاني: بِالرَّفَاءِ وَالبَنِين * يَا سَعْدُ أَنْتَ وَسَلْوَى عِشْتُمَا طُولَ السِّنِين * عَيْشَاً أَحْلَى مِنَ الحَلْوَى وَلِذَا عِنْدَمَا عَثَرْتُ عَلَى فَتَاةِ أَحْلاَمِي كَتَبْتُ فِيهَا لَيْلَةَ الْعُرْسِ هَذِهِ الرَّائِعَةَ الزَّجَلِيَّة: " عَرُوسِتْنَا قَمَرْ مِلاَلي * وِمِترَبِّيَّة عَالغَالي " " شُوفْتَهَا وِاتْغَيرْ حَالي * وِجَرَالي اللِّي جَرَالي " " غَاليَة عَلَيَّا غَاليَة عَلَيَّا * وَاغْلَى عَنْدِي مِن عِنَيَّا " " دَانَا لَفِّيتِ الدُّنيَا دِيَّة * مَا لْقِيتْشِي زَيِّكْ يَا صَبِيَّة "

" جَمِيلَة وْأَمُّورَة وْحِلوَة * وَتِسْتَاهِلْ مِلْيُون غِنوَة " " زَيِّ اخْوَاتْهَا نجْوَى وْنَشْوَى * وِأَجْمَلْ مِنهُمْ شِوَيَّة " " جِسْمِ مِتقَسِّمْ تَقسِيمْ * وِرُوحْ أَحْلَى مْنِ النَّسِيمْ " " وِالعُيُونْ زَيِّ البرْسِيمْ * بَايِنْ فِيهَا سَلاَمْةِ النِّيَّة " " طَيِّبَة وْقَنُوعَة جِدَّاً * وَبَاحِبَّهَا جِدَّاً جِدَّاً " " وِأَصِيلَة أَبَّاً عَنْ جِدَّاً * رَبِّنَا يخَلِّيهَا لِيَّا " " كُلَّهَا رِقَّة وْإِحْسَاسْ * وِبِتْحِبِّ تْسَاعِدِ النَّاسْ " " وِشَايْلاَني فُوقِ الرَّاسْ * رَبِّنَا يُسْترْ عَلَيَّا " " يَا أَبْيَضْ يَا أَبْيَضَاني * كُلِّ أَوْصَافَكْ عَجْبَاني " " نَسِّيتْني هُمُومي وْأَحْزَاني * وِالمَتَاعِبْ وِالأَسِيَّة " " دَا انَا مْشِيتْ مِشْوَارْ طَوِيلْ * أَدَوَّرْ عَلَى بِيتْ أَصِيلْ "

" جِيتْ وَحَطِّيتْ في خَلِيلْ * مَرَاكْبي وِمَرَاسِيَّا " " وِانْسِي شْوَيَّة يَا جَمِيلَة * إِنِّي عَرِيسِكِ اللِّيلَة " " وِاعْتبرِيني وَاحِدْ مِالعِيلَة * هَيْقُولْ لِكِ الكِلمَة الجَايَّة " " جُوزِكِ ان قَدِّمْلِكْ لُقْمَة * كُلِيهَا وِارْضِي بِالْقِسْمَة " " مِشْ لاَزِمْ كُلِّ يُومْ لحْمَة * مَالُه الفُولْ مَالْهَا الطَّعَمِيَّة " " وِعَشَانْ رَبِّنَا يْبَارِكْ * صُوني أَسْرَارُه وْأَسْرَارِكْ " " لاَ تِشْكِي لجَارْتِكْ وَلاَ جَارِكْ * أَحْوَالكُمُ العَائِلِيَّة " " عَلَى قَدِّ مَا تِقْدَرِي حِبِّيهْ * وِاوْعِي فْيُومْ تِزَعَّلِيهْ " " أَوْ تِتْنَمْرَدِي عَلِيهْ * لاَحْسَن يِعْمِلْ زَيِّ عَطِيَّة " " وِآخِرْ حَاجَة هَاقُولْهَالِكْ * خَلِّيهَا دَايْمَاً في بَالِكْ " " أَوِّلْ مَا اللهْ يْعَدِّلْهَالِكْ * صَلِّي وْصُومِي يَا صَبِيَّة "

" أَنَا مِشْ غَاوِي غَنَاوِي * وَلاَ بَاقْعُدْ عَالقَهَاوِي " " دَا أَنَا شَاعِرْ وِهَاوِي * وِالكِتَابَة عَنْدِي غِيَّة " " بَادْعُوكْ يَا رَبِّ الأَرْبَابْ * تُرْزُقْ زَيِّي كِدَة الشَّبَابْ " " دَه حَيَاةِ العُزَّابْ عَذَابْ * وِجَرَّبْنَا العُزُوبِيَّة " " وِشُكْرَاً لِلمَعَازِيمْ * وِلعَمِّ عَبْدِ الرِّحِيمْ " " الرَّجُلِ الشَّهْمِ الكَرِيمْ * وِامْرَاتُه السِّتِّ بَدْرِيَّة " وَقُلْتُ في الحَيرَة: هَذَانِ أَمْرَانِ لي بِكِلَيْهِمَا ضُرٌّ * خَيَّرْتَني وَالَّذِي أَحْلاَهُمَا مُرٌّ وَقُلْتُ في الهَدَايَا: قَدِ اشْتَرَيْنَا لَهُ قَمِيصَا * لاَ عَيْبَ فِيهِ وَلاَ رَخِيصَا وَفي الشُّكْرِ عَلَى الهَدَايَا: أَهْدَيْتَني يَا أَخِي قَمِيصَا * لاَ عَيْبَ فِيهِ وَلاَ رَخِيصَا

وَهَذَانِ الْبَيْتَانِ كَتَبْتُهُمَا في كَثِيرِي الثَّرْثَرَةِ بِالمَكْتَبَاتِ الْعَامَّة: تَرَكُواْ الكُتُبْ حَتىَّ اشْتَكَتْ * وَمِنْ تَصْدِيعِهَا بَكَتْ أَلاَ مَنْ لي بِمَنْ لَوْ نَسِيَ فَحَثَّهُ شَخْصٌ سَكَتْ طُرْفَةٌ مِنْبرِيَّة

كُنْتُ قَدْ حَضَرْتُ خُطْبَةً لِلشَّيْخِ محَمَّد حَسَّان، وَبَيْنَمَا هُوَ يخْطُب إِحْدَى الخُطَبِ الحَمَاسِيَّةِ السَّاخِنَة ـ وَكَانَ الحَدِيثُ فِيهَا عَنِ الهَوَى ـ وَحَوْلَهُ العَرَبَاتُ المُصَفَّحَة، بِصُورَةٍ مخِيفَةٍ مُفْزِعَة، وَبَيْنَمَا هُوَ في مُنْتَصَفِ الخُطْبَة؛ إِذْ سَمِعْنَا أَصْوَاتَ مَدَافِعَ أَوْ قَنَابِلَ مُتَفَجِّرَة ـ قَذَفَ اللهُ في قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ في الدُّنيَا وَالآخِرَة ـ فَفَرَرْنَا مَذْعُورِينَ حَذَرَ المَوْت، ثمَّ فُوجِئْنَا بِمَا لَمْ يَكُنْ يخْطُرُ لَنَا بِبَال، حَيْثُ اكْتَشَفْنَا أَنَّ هَذِهِ الأَصْوَات؛ لَمْ تَكُنْ سِوَى صَوْتِ المِظَلاَّت، أَحْدَثَهَا الهَوَاءُ في هَذَا القُمَاش؛ فَانْقَلَبَ الخَوْفُ وَالذُّعْرُ إِلى عَجَبٍ وَنِقَاش، وَكَتَبْتُ أَنَا هَذَا البَيْتَ الفَرْد:

غَضِبَ الهَوَا لَمَّا خَطَبْتَ عَنِ الهَوَى * فَحَذَارِ فِيمَا بَعْدُ مِن إِغْضَابِهِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} مَوَاهِبُ عَلَى الرَّصِيف؛ في حُكُومَةِ نَظِيف لَمَّا كَانَ التَّأْلِيفُ لاَ يَأْتِيني بِمَا يَكْفِيني؛ كُنْتُ أَبِيعُ الْكُتُبَ الدِّينِيَّةِ وَالمَصَاحِفَ أَمَامَ بَعْضِ المَسَاجِد؛ فَكَانَ إِمَامُ المَسْجِد [خَالِد عِزّ الدِّين] كَثِيرَاً مَا كَانَ يُدَاعِبُني قَائِلاً: حَمَدَاني سِنْتَر، الحَمَدَاني لِلصَّوْتِيَّات 000 إِلخ، وَكَانَ رَجُلاً مَعْرُوفَاً بِالصَّلاَح؛ وَكَانَ لَهُ صَاحِبٌ ظَرِيفٌ مَزَّاح 00 [اسْمُهُ مِعْبِد] 00 كَانَ كَثِيرَاً مَا كَانَ يُدَاعِبُني قَائِلاً: هَلْ تَأْخُذُ مِنهُ أَرْضِيَّةً يَا شَيخ خَالِد، أَيْنَ وَمَتى سَتَفْتَتِحُ الْفَرْعَ الثَّاني يَا حَمَدَاني 00؟

فَكُنْتُ أُجِيبُهُ الاَبْتِسَام؛ عَلَى مِثْلِ هَذَا الْكَلاَم، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ يُكَرِّرُ هَذَا دَائِمَاً وَكَأَنَّهُ يُرِيدُ إِجَابَة؛ رَدَدْتُ عَلَيْهِ بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ عَلَى سَبِيلِ الدُّعَابَة: عَلاَمَ النَّقُّ يَا مِعْبِدْ * وَهَلْ ذَا حَالُ مَنْ يُحْسَدْ وَلَيْسَ لَهُ سِوَى تِلْكَ الْوَظِيفَةِ وَحْدَهَا مَوْرِدْ فَهَلْ مَا قُلْتُهُ فِيهِ الْكِفَايَةُ أَمْ أَنَا أَسْرِدْ وَمَاذَا يَمْلِكُ الْكَرَوَانُ يُحْبَسُ غَيْرَ أَنْ يُنْشِدْ أَمَا إِنيِّ أَجَبْتُ فَقَطْ وَلَمْ أَغْضَبْ وَلَمْ أَحْقِدْ وَسَيْفُ هِجَائِيَ الْبَتَّارُ في أَثْوَابِهِ مُغْمَدْ الأُحَيْمِقُ السَّفِيه وَقُلْتُ زَجَلاً في إِنْسَانٍ لاَ يَتَحَمَّلُ أَيَّةَ مَسْئُولِيَّة: " وَاللهِ لَبْرِيقُهْ يِشْرَقْ * وِفي شِبرِ مَيَّة يِغْرَقْ "

" دَا اذَا شَبَّعْنَاهْ هَيِزْني * وِاذَا جَوَّعْنَاهْ هَيِسْرَقْ " " دَلُّوعِةِ ابُوهْ تَرْبِيةِ امُّهْ * إِذَا شَالِ الهَمِّ يِعْرَقْ " وَقُلْتُ في أُمَنَاءِ الشُّرْطَةِ الَّذِينَ يَسْتَغِلُّونَ مَنْصِبَهُمْ في إِجْبَارِ المُوَاطِنِ المِصْرِيِّ عَلَى دَفْعِ النُّقُود: " كُلِّ اللِّي مْعَايَا يَا بِيهْ * مَا يْكَمِّلْشِ ثَلاَثَة جْنِيه " " أَرَوَّحْ حَافي وَلاَّ إِيهْ " وَقُلْتُ في أَفْرَادِ الشُّرْطَةِ الَّذِينَ عَلَى نَفْسِ الشَّاكِلَة: مَرَدُواْ عَلَى الْبَطْشِ * وَاسْتَعْذَبُواْ التَّعْذِيبَا وَقُلْتُ في الطُّغَاة: ذَهَبَ الاَحْتِلاَلُ * وَخَلَّفَ الْعُمَلاَءْ لاَ يُقِيمُونَ العَدْلاَ * إِلاَّ عَلَى الضُّعَفَاءْ وَقُلْتُ في التَّشَفِّي بِهَلاَكِ الظَّالمِين: ذُوقُواْ فَإِنَّ سُقُوطَكُمْ يَشْفِي صُدُورَ المُؤْمِنِين أَمْرِيكَا

لاَ تَغْتَرِّي يَا أَمْرِيكَا * بِعُلاَكِ لاَ تَغْتَرِّي فَالْقِمَامَةُ دائِمَاً * تَطْفُو فَوْقَ سَطْحِ البَحْرِ كَتَائِبُ الأَقْصَى أُنْشُودَةٌ كَتَبْتُهَا لأُهْدِيَهَا لحَمَاسَ وَكَتَائِبِ الأَقْصَى، وَلمجَاهِدِي الاَحْتِلاَلِ الأَنجِلُوأَمْرِيكِيِّ فَوْقَ أَرْضِ الْعِرَاق، وَلِكُلِّ مجَاهِدٍ عَلَى أَرْضِ اللهِ الْوَاسِعَة: سَنَخُوضُ المَعْرَكَةُ الْكُبرَى * وَسَتُدْرِكُ أُمَّتُنَا النَّصْرَا لَنْ نَتْرُكَ مَسْجِدَنَا الأَقْصَى * سَنُحَرِّرُهُ شِبرَاً شِبرَا مِنْ زَمَنٍ مَرَّ وَأُمَّتُنَا * سَاهِرَةٌ تَنْتَظِرُ الْفَجْرَا لَنْ يَرْدَعَ أَمْرِيكَا إِلاَّ * مَنْ يَكْسِرُ شَوْكَتَهَا كَسْرَا لَنْ نُبْقِيَ في خَلَدِ الدُّنيَا * مِنْ سِيرَتِهَا إِلاَّ الذِّكْرَى وَسَنَجْعَلُ سُودَ أَفَاعِلِهَا * في أُمَّتِنَا حُمَمَاً حُمْرَا قَرْنٌ قَدْ مَرَّ وَكَوْكَبُنَا * لَمْ يَرَ مِنهَا قَطٌّ خَيرَا

إِلى مَسْئُول؛ في وَزَارَةِ الْبِتْرُول لَقَدْ وَصَلَ سِعْرُ الأُسْطُوَانَة إِلى ثمَانِيَةِ جُنَيْهَاتٍ وَنِصْفٍ بِعِزْبَةِ الهَجَّانَة، وَلاَ تُبَاعُ إِلاَّ بَعْدَ مُنْتَصَفِ اللَّيْل، فَإِلى مَتى نُعَاني هَذَا الْوَيْل 00؟! صَدَّعْتُمُ الآذَانَ بِالإِنْجَازِ * وَبِمَا اكْتَشَفْتُمْ مِن حُقُولِ الْغَازِ فَلِمَا يُعَاني الْبَعْضُ يَا قَوْمِي إِذَنْ * في الْبَحْثِ عَن أُنْبُوبَةِ البُوتجَازِ أَنىَّ سَيَطْبُخُ هَؤُلاَءِ طَعَامَهُمْ * هَلْ يَرْجِعُونَ إِلى وَبُورِ الجَازِ " المِيكْرُوبَاظ بَاظ مِنْ زَمَان، وِاللِّي كَان كَان " إِنَّا لَنَحْلُمُ بِالخَلاَصْ * مِنْ مُشْكِلاَتِ المِيكْرُوبَاصْ نَضْطَرُّ نَرْكَبَهُ لأَنَّا مَا لَنَا عَنهُ مَنَاصْ

فَمَتىَ تُرِيحُواْ الشَّعْبَ مِنهُ يَا جِهَاتِ الإِخْتِصَاصْ أَزْمَةُ التَّعْلِيم في مِصْر قَدْ حَطَّمُونَا قَادَةُ التَّعْلِيمِ * في أَرْضِ مِصْرٍ أَيَّمَا تحْطِيمِ وَمَنَارَةُ التَّعْلِيمِ يَا وُزَرَاءنَا * أَوْلى مِنَ الآثَارِ بِالتَّرْمِيمِ ********* أَزْمَةُ الإِعْلاَمِ؛ في مِصْر أَفَلَمْ يَجِدْ إِعْلاَمُنَا يَا لَلْهَوَان * شَيْئَاً يُحَدِّثُنَا بِهِ غَيرَ الخِتَان ********* قَدْ صِرْتُ مِثْلَ الشُّعْلَةِ * وَتَرَكْتُ حُبَّ الْعُزْلَةِ لَمْ أَنْجُ رَغْمَ تَسَاهُلِي * مِنْ شَرِّ أَمْنِ الدَّوْلَةِ إِيذَاؤُهُمْ لِلْخَلْقِ لاَ * يَحْتَاجُ أَيَّ أَدِلَّةِ الحُكُومَةُ وَقَضَايَا الشَّبَاب إِذَا مَا الشَّعْبُ عَدَّ لَنَا خُصُومَه * فَسَوْفَ يَكُونُ أَوَّلُهَا الحُكُومَة تُحَمِّلُ شَعْبَهَا الأَخْطَاءَ دَوْمَاً * تَظَلُّ تَلُومُهُ وَهْيَ المَلُومَة

وَأَهْمَلَتِ الشَّبَابَ وَأَحْبَطَتْهُ * لِمَنْ يَشْكُو الشَّبَابُ إِذَن هُمُومَه فَيَا لَيْتَ الحُكُومَةَ قَدْ رَعَتْنَا * كَمَا تَرْعَى الطُّفُولَةَ وَالأُمُومَة الرُّوتِينُ وَالْفَسَاد، الَّذِي اشْتَكَتْ مِنهُ الْبِلاَد كَمْ ذَا يُعَاني شَعْبُنَا الرُّوتِينَا * حَتىَّ لَهُ صَارَ الْعَنَاءُ قَرِينَا وَكَأَنَّمَا صُوَرُ الْفَسَادِ بِأَسْرِهَا * في أَرْضِ مِصْرَ تَوَطَّنَتْ تَوْطِينَا فَمَتىَ يَكُونُ الحَالُ في أَمْصَارِهَا * كَالحَالِ في بَارِيسَ أَوْ بَرْلِينَا إِنَّا لَنَرْقُبُ ذَلِكَ الْيَوْمَ الَّذِي * فِيهِ سَيَشْهَدُ وَضْعُنَا التَّحْسِينَا فَأَعِن إِلَهِي المُصْلِحِينَ وَقَوِّهِمْ * فِينَا وَمَكِّنْ دِينَهُمْ تَمْكِينَا وَأَرِحْ عِبَادَكَ مِنْ تَسَلُّطِ عُصْبَةٍ * عَاثَتْ فَسَادَاً في الْبِلاَدِ سِنِينَا زَادَتْ مَظَالِمُهَا وَزَادَ غَلاَؤُهَا * فَنَثُورُ أَحْيَانَاً وَنَصْبِرُ حِينَا لَيْتَ الحُكُومَةَ تَنْشُدُ الأَخْلاَقَ في * مَنْ قَدْ أَتَاهَا يَطْلُبُ التَّعْيِينَا

عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرَاً مِنْكُمْ إِنَّا إِلى رَبِّنَا رَاغِبُون أَرِيحُونَا فَقَدْ ظَهَرَ الْفَسَادُ * وَضَجَّتْ مِنهُ في مِصْرَ الْعِبَادُ مَضَتْ سَبْعُونَ عَامَاً في انْتِظَارٍ * وَلَمَّا تَنْتَهِي السَّبْعُ الشِّدَادُ قَرَاصِنَةٌ أَبَادُواْ خَيْرَ مِصْرٍ * كَأَنَّهُمُ احْتِلاَلٌ أَوْ جَرَادُ سِوَى أَنَّ الجَرَادَ يَسُدُّ جُوعَاً * وَلَكِنْ مَا لجُوعِهِمُ انْسِدَادُ يَظَلُّ الشَّعْبُ طُولَ الْعَامِ يَسْقِي * بِأَرْضٍ مَا لَهَا أَبَدَاً حَصَادُ أَرِيحُواْ شَعْبَ مِصْرَ وَفَارِقُوهُ * فَوَاللهِ لَقَدْ شَكَتِ الْبِلاَدُ إِذَا في قُرْبِكُمْ لَمْ يُرْجَ نَفْعٌ * فَحَتْمَاً سَوْفَ يَنْفَعُ الاَبْتِعَادُ عَجِبْتُ لمِصْرَ تُسْرَقُ مِنْ قُرُونٍ * وَمَا لِكُنُوزِهَا أَبَدَاً نَفَادُ أَشِيرُواْ لِلْفَسَادِ وَحَاصِرُوهُ * فَأَوَّلُ صَحْوَةِ الشَّعْبِ انْتِقَادُ فَإِنَّهُمُ رَمَادٌ فَوْقَ جَمْرٍ * فَهَلْ يَبْقَى إِذَا نُفِخَ الرَّمَادُ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الحُكُومَةُ المُسْتَبِدَّة، وَسِيَاسَةُ الشِّدَّة إِنَّ الْفَسَادَ بِكُلِّ يَوْمٍ يَظْهَرُ * فَمَتى الْكِنَانَةُ مِنهُ سَوْفَ تُطَهَّرُ مَا بَالُهُمْ إِصْلاَحُهُمْ مُتَبَاطِئٌ * في مَشْيِهِ وَإِذَا مَشَى يَتَعَثَّرُ إِنَّ الْقَطِيعَ وَإِنْ تَظَاهَرَ بِالرِّضَا * تحْتَ السِّيَاطِ فَإِنَّهُ يَتَذَمَّرُ عَيْبُ الحُكُومَةِ في الْكِنَانَةِ عِنْدَنَا * هُوَ أَنَّهَا بِالشَّعْبِ لَيْسَتْ تَشْعُرُ عَنْ صَرْخَةِ المَظْلُومِ تُغْلِقُ أُذْنَهَا * وَعَلَى الْفَسَادِ وَأَهْلِهِ تَتَسَتَّرُ قَدْ أَصْبَحَ الشَّعْبُ الضَّحُوكُ لِظُلْمِهَا * دَوْمَاً حَزِينَاً مُطْرِقَاً يَتَفَكِّرُ وَلِذَاكَ مَهْمَا غَيَّرَتْ في شَكْلِهَا * لِيُحِبَّهَا فَالشَّعْبُ مِنهَا يَنْفِرُ

أَفَكُلَّمَا اكْتَشَفَتْ مَصَادِرَ ثَرْوَةٍ * تَزْدَادُ شُحَّاً بَيْنَنَا وَتُقَتِّرُ وَتَظُنُّ أَنَّ الشَّعْبَ صَدَّقَ كِذْبَهَا * وَخِدَاعَهَا وَالشَّعْبُ مِنهَا يَسْخَرُ خَيرَاتُ مِصْرَ كَثِيرَةٌ فَلِمَا إِذَن * لَسْنَا نَرَى مِنْ فَائِضٍ يَتَوَفَّرُ نَهَبُواْ الْبِلاَدَ وَأَوْدَعُواْ ثَرَوَاتِهَا * بِحِسَابِهِمْ وَالشَّعْبُ عَارٍ يَنْظُرُ وَإِذَا اشْتَكَى المِصْرِيُّ كَثْرَةَ ظُلْمِهِمْ * قَالُواْ عَلَيْهِ إِنَّهُ يَتَبَطَّرُ

قِطَطٌ سِمَانٌ كُلَّمَا أَبْصَرْتُهَا * قُلْتُ الْبُغَاثُ بِأَرْضِنَا تَسْتَنْسِرُ تِسْعُونَ عَامَاً في الْكِنَانَةِ شَعْبُنَا * دَمُهُ يَسِيلُ عَلَى الطَّرِيقِ وَيَقْطُرُ إِنيِّ بِمِصْرٍ كُلَّمَا عَيْني رَأَتْ * ذَبْحَ الطُّيُورِ فَإِنَّني أَتَطَيَّرُ أَغْرَى الحُكُومَةَ بِالتَّمَادِي أَنَّهَا * قَدْ صَادَفَتْ في مِصْرَ شَعْبَاً يَغْفِرُ تَذَمَّرَ: أَيْ ثَارَ وَتَغَضَّبَ، الْبُغَاث: فِرَاخُ النُّسُور، وَتَسْتَنْسِرُ: أَيْ تُصْبِحُ نُسُورَاً كَبِيرَة 0 وَيَتَبَطَّرُ: فِعْلٌ صَحِيحٌ بِمَعْنىَ تَسَخَّطَ؛ وَمِنهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ الشَّاعِرِ الجَاهِلِيّ: " إِذا ما تَمَطَّى في الحِزامِ تَبَطَّرا "

نُفَوِّضُ أَمْرَنَا إِلىَ اللهِ في الإِعْلاَم نَشْكُو للَّهِ مَوَاجِعَنَا * الظُّلْمُ أَقَضَّ مَضَاجِعَنَا قَدْ مَلأَتْ لَيْلاً وَنَهَارَاً * صَرَخَاتُ النَّاسِ مَسَامِعَنَا في كُلِّ طَرِيقٍ نَسْلُكُهُ * نَتَخَيَّلُ فِيهِ مَصَارِعَنَا مِنْ زَمَنٍ نَبْكِي لَمْ يَمْسَحْ * أَحَدٌ في مِصْرَ مَدَامِعَنَا فَمَتى الإِعْلاَمُ سَيُنْصِفُنَا * كَيْ نَأْخُذَ فِيهِ مَوَاقِعَنَا

عَذَّبْتُمُ المُوَاطِنَ حَيَّاً وَمَيِّتَاً هَذِهِ قِصَّةُ حَادِثَةٍ خَطِيرَة، رَأَيْتُ أَنَّهَا بِالْكِتَابَةِ جَدِيرَة، تَدُورُ عَنْ فَتَاةٍ مِنَ الرِّيف، مِنْ بَيْتٍ مُتَدَيِّنٍ طَاهِرٍ وَشَرِيف، كَانَ لِلتَّعْلِيمِ لَدَيْهَا حُبٌّ عَنِيف، لَمْ تَلْتَحِقْ بِالمَكَانِ الَّذِي تُرِيدُهُ لِقَلَّةِ المجْمُوع؛ فَتحَطَّمَتْ آمَالُهَا بِخُصُوصِ هَذَا المَوْضُوع؛ فَقَرَّرَتِ الهُرُوبَ لَيْلاً مُفَارِقَةً الأَهْلَ وَالأَصْحَاب، جَاهِلَةً بِمَا سَتَلْقَاهُ بَعْدَ الهُرُوبِ مِنَ الْعَذَاب ـ وَكَانَتْ مَرِيضَةً بِالاَكْتِئَاب ـ فَجَاءَ الخَبرُ إِلى أَهْلِهَا كَالصَّاعِقَة، بِسُقُوطِهَا مِنْ فَوْقِ عِمَارَةٍ شَاهِقَة، وَلَكَ أَنْ تَتَخَيَّلَ حَجْمَ المَأْسَاة، الَّتي سَبَّبَتْهَا لأَبَوْيْهَا تِلْكَ الْفَتَاة، وَمِمَّا يجْعَلُ الْكَارِثَةَ شَدِيدَة؛ أَنَّهَا الاَبْنَةُ الْوَحِيدَة، حَيْثُ لَمْ يُنْجِبَا سِوَاهَا في سَنَوَاتٍ عَدِيدَة 0

لَمْ تَرْحَمِ الحُكُومَةُ المِصْرِيَّةُ أَهْلَ الْفَتَاة، حَيْثُ ظَلُّواْ شَهْرَاً يُسَافِرُونَ لاَسْتِخْرَاجِ شَهَادَةِ الْوَفَاة، وَلَمْ يَسْتَخْرِجُوهَا حَتىَّ هَذِهِ اللَّحْظَة؛ لِمَا تَتَحَلَّى بِهِ الإِجْرَاءَاتُ المِصْرِيَّةُ مِنَ الْبِيرُوقْرَاطِيَّةِ الْبَغِيضَةِ الْفَظَّة، وَالمحْضَرُ لاَ نَدْرِي هَلْ سَتَهْتَمُّ بِهِ النِّيَابَةُ أَمْ سَتُقَرِّرُ حِفْظَه، وَتُؤَيِّدُ الْقَضِيَّةَ ضِدَّ مجْهُول، وَيُفْلِتُ الْقَاتِلُ وَيُهْدَرُ دَمُ المَقْتُول، كَعَادَةِ تِلْكَ الحُكُومَةِ الْغَشُومَةِ في إِهْدَارِ حَقِّ المَسَاكِينِ وَمحْدُودِي الدُّخُول؛ وَتَعْلِيقَاً مِنيِّ عَلَى تِلْكَ المُنَغِّصَاتِ كَتَبْتُ أَقُول: كَانَتْ لَنَا بِنْتٌ وَمَاتَتْ في ظُرُوفٍ غَامِضَة كُلُّ الأَدِلَّةِ خَلْفَ قِصَّةِ مَوْتِهَا مُتَعَارِضَة كَانَتْ لِدُنيَانَا الْغَرُورَةِ وَالرَّخِيصَةِ رَافِضَة

قَالُواْ قَدِ انْتَحَرَتْ فَقُلْنَا مِثْلُهَا لاَ يَنْتَحِرْ قَالُواْ بَحَثْنَا لَمْ نَجِدْ خَلْفَ الْقَضِيَّةِ مِن أَثَرْ قُلْنَا المَبَاحِثُ لَيْسَ في إِمْكَانِهَا شَيْءٌ عَسِرْ ******** أَيُعَذَّبُ المِصْرِيُّ حَيَّاً عِنْدَنَا أَوْ مَيِّتَا فَلَقَدْ رَأَيْنَا مَا عَجَزْنَا بَعْدَهُ أَنْ نَصْمُتَا إِنَّ الحُكُومَةَ شُغْلُهَا في مِصْرَ أَنْ تَتَعَنَّتَا

عِزْبَةُ الهَجَّانَة وَقُلْتُ في مِنْطَقَتِي " عِزْبَةِ الهَجَّانَة " ـ عَلَى مَا لَقِينَا فِيهَا مِنَ الظُّلْمِ وَالإِهَانَة: فَعِزْبَتُنَا الحُكُومَةُ أَهْمَلَتْهَا * وَمِن إِصْلاَحِهَا نَفَضَتْ يَدَيْهَا فَيَا نُوَّابَ هَذَا الشَّعْبِ قُومُواْ * وَأَلْقُواْ نَظْرَةً مِنْكُمْ عَلَيْهَا

جَشَعُ بَعْضِ المُسْتَثْمِرِين مَا بَالُ قَوْمٍ عِنْدَهُمْ أَمْوَالُ * في مِصْرَ مِنهُمْ زَادَ الاِسْتِغْلاَلُ مَا دَامَ فِينَا هَؤُلاَءِ فَبَيْنَنَا * وَوُصُولِ مِصْرَ إِلىَ الْعُلاَ أَمْيَالُ لَمْ يَنْظُرُواْ لِشُعُوبِهِمْ تِلْكَ الَّتي * ثَقُلَتْ عَلَى أَعْنَاقِهَا الأَغْلاَلُ وَلَرُبَّمَا مَنَعُواْ الزَّكَاةَ وَأَظْهَرُواْ * إِفْلاَسَهُمْ بِبَرَاعَةٍ وَاحْتَالُواْ إِنيِّ نَظَرْتُ بِمِصْرَ لَمْ أَرَ مَصْنَعَاً * إِلاَّ وَفِيهِ يَشْتَكِي الْعُمَّالُ

كُلُّ الْبِلاَدِ غَنِيُّهَا مُتَعَاطِفٌ * إِلاَّ بِمِصْرَ غَنِيُّهَا مخْتَالُ وَلِذَا أَصَابَتْ شَعْبَ مِصْرَ مجَاعَةٌ * وَنحَافَةٌ في جِسْمِهِ وَهُزَالُ كَمْ فَوْقَ أَكْتَافِ الْفَقِيرِ مِنَ الأَسَى * قَدْ حُمِّلَتْ وَتَرَاكَمَتْ أَثْقَالُ وَالْفَقْرُ دَاءٌ في سَبِيلِ دَوَائِهِ * لاَ يَنْفَعُ التَّطْعِيمُ وَالأَمْصَالُ يَا رَبِّ لُطْفَاً بِالْعِبَادِ وَرَحْمَةً * فَتَدَهْوَرَتْ بِعِبَادِكَ الأَحْوَالُ

تَعْلِيقٌ أَخِيرٌ عَلَى تَصْرِيحَاتِ الْبَابَا أَرْجُو أَنْ يُسَامحَني عَلَى التَّأْخِيرِ كُلُّ قَارِئٍ وَقَارِئَة، فَلَقَدْ كَانَتْ عِنْدِي ظُرُوفٌ طَارِئَة، اسْتَدْعَتْ سَفَرِي بِصُورَةٍ مُفَاجِئَة 00!! أَقُولُ لِلْغَرْبِ الَّذِي أَطَلَّ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ الْقَبِيحِ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّة، وَلِلْبَابَا الَّذِي أَعَادَ الْكَرَّة، وَلِكُلِّ الحَاقِدِينَ عَلَى الإِسْلاَم، الَّذِينَ لاَ يَسْتَطِيعُونَ التَّعَايُشَ مَعَ الآخَرِ في سَلاَم:

بِقُلُوبِكُمْ لِلمُسْلِمِينَ ضَغَائِنُ * وَالحِقْدُ فِيكُمْ مُسْتَقِرٌّ كَامِنُ أَبْدَتْ لَنَا الأَحْقَادُ مَا بِنُفُوسِكُمْ * صَدَقَ الَّذِي قَالَ الشُّعُوبُ مَعَادِنُ إِنْ تَفْخَرُواْ بِالصِّدْقِ أَوْ لاَ تَفْخَرُواْ * لَنْ يَسْبِقَ الْفَرَسَ الأَصِيلَ بَرَاذِنُ كَذَبُواْ عَلَى الإِسْلاَمِ حِينَ تَيَقَّنُواْ * أَنْ لَيْسَ في الإِسْلاَمِ قَطُّ مَطَاعِنُ إِنْ كَانَ بَعْضُ المُسْلِمِينَ تَهَاوَنُواْ * بِالدِّينِ كَيْفَ الْغَرْبُ لاَ يَتَهَاوَنُ

تَجَاوُزَاتُ المُنْتَدَيَات، وَمَا يحْدُثُ بِهَا التَّعَدِّيَات إِنيِّ كَتَبْتُ مُنَدِّدَا * بِتَجَاوُزَاتِ المُنْتَدَى فَرَأَيْتُ فِيهِ مُصْلِحَاً * وَرَأَيْتُ فِيهِ المُفْسِدَا وَرَأَيْتُ فِيهِ فِضَّةً * وَرَأَيْتُ فِيهِ عَسْجَدَا وَرَأَيْتُ فِيهِ المُغْرِضِينَ الحَاقِدِينَ الحُسَّدَا ثُقَلاَءُ يَأْبى السَّيْفُ أَنْ * يَبْقَى عَلَيْهِمْ مُغْمَدَا

كَمْ كُنْتُ أَبْحَثُ فَتْرَةً * لأَرَى مَقَالاً جَيِّدَا وَرَأَيْتُ فِيهِ أَخَا المُرُوءةِ وَالشَّهَامَةِ وَالنَّدَى كَأَخِي السَّعَادَةِ بَلْ وَلَن * أَنْسَى الْفَتى المُتَمَرِّدَا وَكَمُشْرِفَاتٍ فُضْلَيَاتٍ مِثْلِ حَبَّاتِ النَّدَى أَنَاْ لَمْ أُجَامِلْهُمْ بِشِعْرِي قَبْلَ أَن أَتَأَكَّدَا

نمُوذَجٌ مِنْ تَصَرُّفَاتي الشِّعْرِيَّة لاَ تَظْلِمَنَّ إِذَا مَا كُنْتَ مُقْتَدِرَاً * الظُّلْمُ تَرْجِعُ عُقْبَاهُ إِلى النَّدَمِ تَنَامُ عَيْنَاكَ وَالمَظْلُومُ مُنْتَبِهٌ * يَدْعُو عَلَيْكَ وَعَيْنُ اللهِ لَمْ تَنَمِ {الإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِب} تَصَرَّفْتُ فِيهِمَا كَعَادَتي بِوَضْعِ تَصْرِيعٍ لَهُمَا، وَبِتَلاَفي اجْتِمَاعِ العَيْنَيْنِ المُتَتَالِيَتَيْنِ في كَلِمَتيْ: " تَرْجِعُ عُقْبَاه " 00 فَقُلْت: لاَ تَظْلِمَنَّ فَإِنَّ الظُّلْمَ كَالظُّلَمِ * الظُّلْمُ تُفْضِي عَوَاقِبُهُ إِلى النَّدَمِ تَنَامُ عَيْنَاكَ وَالمَظْلُومُ مُنْتَبِهٌ * يَدْعُو عَلَيْكَ وَعَيْنُ اللهِ لَمْ تَنَمِ

وَقُلْتُ في الاَعْتِذَار: أَتجْفُوني هَذِي الجَفْوَة * يَا خَيرَ النَّاسِ مِن هَفْوَة لِكُلِّ حِصَانٍ كَبْوَة * وَكُلِّ يَمَانٍ نَبْوَة وَقُلْتُ في قِلَّةِ الحِيلَة، الَّتي قَدْ تَدْفَعُ الشَّخْصِيَّةَ النَّبِيلَة؛ لِلرِّضَا في النِّهَايَةِ وَالتَّسْلِيم؛ لِلْوَضْعِ الْوَخِيم: وَنِصْفَ العَمَى يَرْضَاهُ مَنْ ضَاقَ حَظُّهُ * عَلَيْهِ وَبَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ وَقُلْتُ مُتَصَرِّفَاً في مَعْنى أَنَّ السَّابِقِين؛ لَمْ يَدَعُواْ شَيْئَاً لِلاَّحِقِين: فَمَا أَفْلَتَتْ صُغْرَى مِنَ المُتَقَدِّمِ * وَهَلْ تَرَكَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَرَدِّمِ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرُ لِعَنْتَرَة} وَمَا نُرْسِلُ بِالآَيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفَا

وَقُلْتُ في الأَنْفِلْوَانْزَا الَّتي اجْتَاحَتِ الْعَالَمَ سَنَة 2005: كُلُّ الْعَالَمِ يَشْكُو الْعَجْزَا * في مُشْكِلَةِ الأَنْفِلْوَانْزَا بَعَثَ اللهُ حِينَ عَصَيْنَا * هَذَا الطَّاعُونَ لَنَا رِجْزَا وَكَتَبْتُ أَيْضَاً: إِنَّا عَجِبْنَا مِنْ دَجَاجٍ يَعْطَسُ * وَيُصَابُ مِنهُ بِالأُلُوفِ وَيَفْطَسُ اللَّحْمُ غَالٍ وَالدَّجَاجُ مُقَارِبٌ * قَدْ كَانَ يَأْكُلُهُ الْفَقِيرُ المُفْلِسُ فَاللهُ في عَوْنِ الْفَقِيرِ فُطُورُهُ * وَغَدَاؤُهُ طَعْمِيَّةٌ وَمُدَمَّسُ

وَمِمَّا قُلْتُهُ في المُنَاخِ وَالطَّقْس: إِنَّ السَّمَا مَا أَمْطَرَتْ * لَكِنَّهَا تَتَبَوَّلُ فَوْقَ الرُّءوسِ وَقَدْ رَأَتْ * أَحْوَالَنَا " تَتَقَنْدَلُ " {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 فِكْرَةٌ صَاغَهَا قَبْلِي عَدَدٌ مِنَ الأُدَبَاءِ وَالشُّعَرَاء؛ قُمْتُ بِنَظْمِهَا وَتَطْوِيرِهَا}

مُتْعَةُ السَّفَرِ بِالْقِطَار أُفَضِّلُ أَن أُسَافِرَ بِالْقِطَارِ * يَشُقُّ طَرِيقَهُ بَينَ الصَّحَارِي أُحِبُّ رُكُوبَهُ مِن غَيْرِ شَرْطٍ * أَبِالْبَنْزِينِ سَارَ أَمِ الْبُخَارِ مُشَاهَدَةُ الحُقُولِ بِجَانِبَيْهِ * شِفَاءٌ لِلصِّغَارِ وَلِلْكِبَارِ وَطَوْرَاً تحْتَ وَجْهِ الأَرْضِ يَمْشِي * وَيَمْشِي تَارَةً فَوْقَ الْكَبَارِي تَرَاهُ مُسْرِعَاً دَوْمَاً كَلِصٍّ * يَلُوذُ مِنَ الحُكُوَمَةِ بِالْفِرَارِ وَيَجْرِي فَوْقَ خَطٍّ مُسْتَقِيمٍ * لِذَلِكَ لاَ يَحِيدُ عَنِ المَسَارِ وَطَوْرَاً تحْتَ وَجْهِ الأَرْضِ يَجْرِي * وَيَجْرِي تَارَةً فَوْقَ الْكَبَارِي فَيَبْلُغُ بِالمُسَافِرِ مُنْتَهَاهُ * وَحَيْثُ يُرِيدُ لَكِنْ في وَقَارِ

طَقْسٌ غَرِيب وَقُلْتُ في تَقَلُّبَاتِ الطَّقْسِ الحَادَّةِ وَالسَّرِيعَة: الصَّيْفُ يَلْعَبُ وَالشِّتَاءُ عَلَى حِسَابِ الصِّحَّةِ وَالشَّعْبُ لَمْ يَأْخُذْ مِنَ الخَصْمَينِ غَيْرَ " الكُحَّةِ " وَمِمَّا قُلْتُهُ في المَطَرِ أَيْضَاً: الأَرْضُ تَضْحَكُ وَالسَّمَاءُ تَبْكِي * وَالكُلُّ صُمٌّ وَالزَّمَانُ يَحْكِي وَقُلْتُ في السَّحَاب: جِبَالٌ فَوْقَنَا وَتَسِيرُ سَيرَا * إِذَا سَقَطَتْ عَلَيْنَا كَانَ خَيرَا

السِّكِيرْتِيرَةُ غَيرُ الحَسْنَاء وَهَذِهِ أَبْيَاتٌ كَتَبْتُهَا في سِكِيرْتِيرَةٍ ثَقِيلَة، لاَ هِيَ مُهَذَّبَةً وَلاَ جَمِيلَة: مَاذَا فَعَلْنَا يَا رِضَا * لِيَكُونَ وَجْهُكِ مُعْرِضَا أَيْنَ الَّتي يَأْبى الْفَتى مِنْ لُطْفِهَا أَنْ يَنهَضَا وَإِذَا رَآهَا قَالَ ذَا يَوْمٌ أَرَاهُ أَبْيَضَا في بَعْضِهِنَّ شَرَاسَةُ الأَسَدِ الَّذِي مَا رُوِّضَا وَتَكَادُ إِنْ كَلَّمْتَهَا مِنْ ثُقْلِهَا أَن تَمْرَضَا

كَفَاكِ يَا نَفْس وَمِمَّا قُلْتُهُ في الإِحْسَاسِ بِالنَّدَمِ عَلَى بَعْضِ الخَطَايَا، الَّتي اقْتَرَفْتُهَا أَيَّامَ صِبَايَا: أَفكُلَّمَا يَسَّرْتَ لي * سُبُلَ الهِدَايَةِ كَيْ أَتُوبْ لَطَّخْتُ نَفْسِي بِالخَطَا * يَا وَالمَعَاصِي وَالذُّنُوبْ وَقُلْتُ مُبْتَهِلاً إِلى الله؛ لِيُنْقِذَ المُسْلِمِينَ مِن هَذِهِ المُعَانَاة: أَفَتَنهَشُ فِينَا * يَا رَبي أَعَادِينَا وَكَأَنَّنَا لَسْنَا * لَنَا رَبٌّ يحْمِينَا

وَقُلْتُ أَيْضَاً: ارْحَمْ عِبَادَكَ يَا رَحِيمْ * وَاحْلُمْ عَلَيْهِمْ يَا حَلِيمْ إِنْ كَانَ قَصَّرَ بَعْضُهُمْ * نَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمْ فَأَنِرْ طَرِيقَ المُسْلِمِينَ بِذَلِكَ اللَّيْلِ الْبَهِيمْ ثَبِّتْ خُطَاهُمْ أَجْمَعِينَ عَلَى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمْ

وَقُلْتُ أَيْضَاً: أَلاَ هَلْ يُوَفَّقُ رَبِّ أَهْلُ البَاطِلِ * وَيُتْرَكُ مِثْلِي كَالقِطَارِ العَاطِلِ وَقُلْتُ أَيْضَاً: أَيَعُوقُ مِثْلِي عَنْ مَسِيرَتِهِ القَدَرْ * وَيَسِيرُ أَهْلُ الفِسْقِ في ضَوْءِ القَمَرْ إِنْ تُعَذِّبْنَا فَإِنَّا عِبَادُك نَتَوَسَّلُ إِلَيْك: حَنَايْكَ بِنَا حَنَايْك يَا رَبِّ فَضْلُكَ وَاسِعُ * وَلَدَيْكَ عَبْدٌ ضَائِعُ فَاعْذِرْهُ يَا رَبيِّ إِذَا * كَانَتْ لَدَيْهِ مَطَامِعُ

طَالَ بِنَا المَسْعَى وَقُلْتُ مُسْتَغِيثَاً بِاللهِ في بَعْضِ مَا مَرَّ بي مِنَ المحَنِ وَالْبَلْوَى، وَطُولِ السَّعْيِ بِدُونِ جَدْوَى: سَعَيْتُ بِلاَ جَدْوَى طَوِيلاً وَلاَ أَمَلْ * وَلاَقَيْتُ في مَسْعَايَ مَا لَيْسَ يُحْتَمَلْ لَقَدْ بَلِيَا خُفَّا حُنَينٍ مِنَ السُّرَى * بِلاَ نَاقَةٍ يَا رَبِّ عُدْنَا وَلاَ جَمَلْ ********* أَيَا رَبِّ إِنَّ النَّجْمَ يَتْعَبُ في الفَلَكْ * وَلَسْتُ بِنَجْمٍ لاَ يَئِنُّ وَلاَ مَلَكْ

تَطِيشُ النُّجُومُ عَنِ المَدَارِ وَلَمْ أَطِشْ * وَلَوْ وَاحِدٌ غَيرِي رَأَى بُؤْسِي هَلَكْ وَقُلْتُ أَيْضَاً: لَقَدْ أَصْبَحَ الإِحْبَاطُ يَا رَبِّ عَادَتي * وَأَوْشَكْتُ أَن أَنْسَى مَذَاقَ السَّعَادَةِ مَنْ لِلظَّالمِينَ غَيرُكَ يَا رَبّ عَظُمَتْ مُصِيبَتُنَا عَلَى أَنْ نَصْبرَا * وَيَصُونُنَا إِيمَانُنَا أَنْ نَضْجَرَا فَانْصِفْ عِبَادَكَ مِن عِبَادِكَ رَبَّنَا * وَاخْسِفْ بِكُلِّ مَنِ افْتَرَى وَتَجَبَّرَا تَفَرْعُنُ أَبْنَاءِ الْفَرَاعِنَة حَتىَّ مَتى يَا رَبِّ أَبْقَى هَكَذَا * وَأَظَلُّ أَحْتَمِلُ الأَذَى مِنْ ذَا وَذَا لَمْ أُمْنَ قَطُّ بِنَكْبَةٍ وَيَجِيئُني * أَحَدُ الأَحِبَّةِ في الْكِنَانَةِ مُنْقِذَا لَمْ أُمْنَ قَطُّ بِنَكْبَةٍ وَأُلاَقِ مَنْ * يَأْتي إِليَّ مِنَ الأَحِبَّةِ مُنْقِذَا

ابْنٌ لِفِرْعَوْنٍ يُرِيدُ تَفَرْعُنَاً * وَابْنٌ لِنُمْرُوذٍ يُرِيدُ تَنَمْرُذَا وَكِلاَهُمَا يَرْمِي السِّهَامَ غَزِيرَةً * نحْوِي لَيَقْتُلَني لِكَيْ يَتَتَلْمَذَا لَمْ يُجْدِ أَن أَلْقَاهُمَا مُتَدَرِّعَاً * أَوْ يُجْدِ أَن أَلْقَاهُمَا مُتَخَوِّذَا قَوْمٌ لَوِ الشَّيْطَانُ أَبْصَرَ فِعْلَهُمْ * لاَحْتَاطَ خَوْفَاً مِنهُمُ وَتَعَوَّذَا {الثَّاني بِالرَّفْع، وَالثَّالِثُ بِالجَزْم، يَاسِرٌ الحَمَدَاني} وَقُلْتُ أَيْضَاً: أَتُغْلِقُ في وَجْهِي بَابَكْ * وَتَقْطَعُ عَنيِّ أَسْبَابَكْ غَضِبْتَ عَلَيْنَا أَمْ مَاذَا * أَلَسْنَا رَبيِّ أَحْبَابَكْ محْنَةُ الْبَحْثِ عَن عَرُوس لاَ تَحْرِمَنِّيَ يَا رَبيِّ مِنِ امْرَأَةٍ * عَيْني تَقَرُّ بِهَا في الخَلْقِ وَالخُلُقِ أَنْسَى بِهَا مُرَّ مَا قَدْ مَرَّ مِنْ محَنٍ * وَيَكْتَسِي العُودُ بَعْدَ الجَدْبِ بِالوَرَقِ

وَقُلْتُ بَعْدَ زَوَاجِي: فَسُبْحَانَ مَن أَوْلاَني * فَرْحَةً بَعْدَ الأَحْزَاني فَكُنْتُ تحْتَ التُّرَابْ * وَصِرْتُ فَوْقَ السَّحَابْ

وَقُلْتُ مُسْتَغْفِرَاً وَمُبْتَهِلاً: رُحْمَاكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين لَن أَبْرَحَ بَابَكَ يَا رَبيِّ * إِلاَّ أَنْ تَغْفِرَ لي ذَنْبي أَنَاْ مُنْذُ عَصَيْتُكَ في نَدَمٍ * وَتَحُزُّ ذُنُوبيَ في قَلْبي وَقُلْتُ: أَفكُلَّمَا يَسَّرْتَ لي * سُبُلَ الهِدَايَةِ كَيْ أَتُوبْ لَطَّخْتُ نَفْسِي بِالخَطَا * يَا وَالمَعَاصِي وَالذُّنُوبْ وَقُلْتُ: اعْفُ يَا مَوْلاَيَ عَنيِّ * وَامْحُ مَا قَدْ كَانَ مِنيِّ لاَ تُعَاقِبْني فَإِنيِّ * فِيكَ قَدْ أَحْسَنْتُ ظَنيِّ

وَقُلْتُ: يَا رَبِّ عَامِلْني بجُودِكَ لاَ بِمَا كَسَبَتْ يَدِي قَدْ قِيلَ لي مَنْ جَاءَ بَابَكَ رَاجِيَاً لَمْ يُطْرَدِ وَلِذَا جَعَلْتُكَ وِجْهَتي يَا ذَا الجَلاَلِ وَمَقْصِدِي أَنَاْ مَا بَغَيْتُ وَلاَ اعْتَدَيْتُ وَلاَ أَعَنْتُ المُعْتَدِي كَلاَّ وَلاَ عِنْدِي صِفَاتُ الجَاحِدِ المُتَمَرِّدِ وَلِغَيْرِ وَجْهِكَ جَبْهَتي يَا خَالِقِي لَمْ تَسْجُدِ إِنْ كُنْتُ حِدْتُ عَنِ الطَّرِيقِ فَإِنَّني لَمْ أَبْعُدِ ذَلِّلْ لِعَبْدِكَ كُلَّ أَمْرٍ مُعْضِلٍ وَمُعَقَّدِ مَا بَالُ حَظِّي أَغْلَبَ الأَوْقَاتِ مِثْلَ الإِثْمِدِ

قَدْ طَالَ صَبرِي في الحَيَاةِ عَلَى الأَذَى وَتجَلُّدِي هَلْ سَوْفَ يَبْدَأُ بَعْدَ مَوْتي يَا إِلَهِي مَوْلِدِي وَقُلْتُ أَيْضَاً مُتَضَرِّعَاً: شَكَوْتُ هُمُومِي إِلى اللهِ رَبيِّ فَقَدْ كِدْتُ أَقْضِي مِنَ الهَمِّ نَحْبي وَمِنْ كَثْرَةِ الظُّلْمِ قَدْ ذَابَ قَلْبي وَبَلَّتْ دُمُوعِي رِدَائِي وَثَوْبي فَيَا رَبِّ فَرِّجْ هُمُومِي وَكَرْبي وَقُلْتُ أَيْضَاً مُتَضَرِّعَاً مُتَخَيِّلاً يَوْمَ الحِسَابِ وَمَا سَأَقُولُ فِيه: اغْفِرْ لِعَبْدِكَ يَا غَفُورْ * وَالْطُفْ بِهِ يَوْمَ النُّشُورْ أَكْرِمْ وِفَادَتَهُ عَلَيْكَ فَإِنَّهُ عَبْدٌ شَكُورْ قَدْ كَانَ في الدُّنيَا لَهُ أَعْمَالُ خَيرٍ كَالزُّهُورْ وَمُؤَلَّفَاتٌ في الْفَضِيلَةِ كُلُّهَا خَيرٌ وَنُورْ وَالخَيرُ عِنْدَكَ يَا إِلَهِي لاَ يَضِيعُ وَلاَ يَبُورْ وَقُلْتُ أَيْضَاً:

يَا رَبِّ إِنْ لَمْ أَكُن أَهْلاً لمَكْرُمَةٍ * فَأَنْتَ أَهْلٌ لإِعْطَائِي بِلاَ سَبَبِ في ذِكْرَى المَوْلِدِ النَّبَوِيّ الْيَوْمَ يَوْمُ المَوْلِدِ * وَالْكَوْنُ مِثْلُ الْعَسْجَدِ قَدْ جَاءَ شَهْرُ المَوْلِدِ * وَالْكَوْنُ مِثْلُ الْعَسْجَدِ قَدْ غَنَّتِ الْوَرْقَاءُ فِيهِ عَلَى الْغُصُونِ المُيَّدِ أَيْنَ الَّذِي شَتَمَ الرَّسُولَ وَكُلُّ وَغْدٍ مُلْحِدِ لِيرَى جُمُوعَ المُسْلِمِينَ وَحُبَّهَا لمحَمَّدِ مَا قَلَّ قَدْرُكَ بِالإِسَاءةِ مِنهُمُ يَا سَيِّدِي بَلْ زَادَ قَدْرُكَ في الْقُلُوبِ وَخَابَ سَعْيُ المُعْتَدِي لاَ خَيرَ في شِعْرِي إِذَا في المُصْطَفَى لَمْ يُنْشَدِ مَنْ لاَ يَرَى فِيهِ الْفَضِيلَةَ وَالتُّقَى كَالأَرْمَدِ صَلِّي عَلَيْهِ يَا أَخِي مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ تَسْعَدِ في ذِكْرَى الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاج

في حَادِثِ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ * الْكَوْنُ يَلْبَسُ حُلَّةَ الدِّيبَاجِ لِيَقُولَ لِلْمَبْعُوثِ فِينَا رَحْمَةً * الْقَوْمُ لاَ زَالُواْ عَلَى المِنهَاجِ فَسَفِينَةُ الإِسْلاَمِ تجْرِي كَالرَّحَى * في طَحْنِهَا لِلْبَحْرِ وَالأَمْوَاجِ وَالمُقْبِلُونَ عَلَى اعْتِنَاقِ طَرِيقِهَا * يَأْتُونَ مخْتَارِينَ بِالأَفْوَاجِ فَأَعِن إِلَهِي المُسْلِمِينَ وَقَوِّهِمْ * في ذَلِكَ اللَّيْلِ الْبَهِيمِ الدَّاجِي وَابْعَثْ إِلَيْهِمْ مَنْ يُوَحِّدُ صَفَّهُمْ * للهِ لاَ لِلْعَرْشِ أَوْ لِلتَّاجِ المَدِينَةُ المُنَوَّرَة (قَصِيدَةٌ عَمُودِيَّة) نُفُوسُنَا تَتُوقُ لِلْمَدِينَةِ المُنَوَّرَة وَدَائِمَاً تُحِبُّهَا * وَإِنْ تَكُنْ مُقَصِّرَة لِذَا لأَجْلِهَا كَتَبْتُ مِدْحَةً مُعَبِّرَة لِكَيْ تَكُونَ صُورَةً * لِحُبِّهَا مُصَغَّرَة *

نَسِيمُهَا تَفُوحُ مِنهُ السِّيرَةُ المُعَطَّرَة وَأَهْلُهَا وُجُوهُهُمْ * بَشُوشَةٌ وَمُقْمِرَة نُفُوسُهُمْ نَقِيَّةٌ * تَقِيَّةٌ وَخَيِّرَة لَيْسَتْ طِبَاعُهُمْ غَلِيظَةً وَلاَ مُنَفِّرَة * إِنْ كُنْتُ لَمْ أَزُرْكِ قَطُّ مَرَّةً فَمَعْذِرَة دَوْمَاً بِمِصْرَ حَالَةُ الأَدِيبِ غَيرُ مُوسِرَة لِذَا اكْتَفَيْتُ أَن أَرَاكِ في الرُّؤَى المُبَشِّرَة * وَمَكَّةُ المُكَرَّمَة * مَدِينَةٌ مُعَظَّمَة وَمَدْحُهَا يُحِبُّ كُلُّ شَاعِرٍ أَنْ يَنْظِمَه قُلُوبُنَا بِحُبِّهَا * مَلِيئَةٌ وَمُفْعَمَة وَحَوْلَ بَيْتِهَا الحَرَامِ رُوحُنَا مُحَوِّمَة اللهُمَّ عَلَيْكَ بِالْيَهُود إِذَا مَا بحَثْتَ بِهَذَا الْوُجُودْ * عَنِ الشَّرِّ كَانَ بِفِعْلِ الْيَهُودْ خِدَاعٌ وَمَطْلٌ وَقَتْلٌ وَبَطْشٌ * وَغِشٌّ وَغَدْرٌ بِكُلِّ الْعُهُودْ

وَمَا سَفْكُهُمْ لِلدِّمَاءِ غَرِيبَاً * فَكَمْ قَتَلَ الأَنْبِيَاءَ الجُدُودْ وَشَعْبُ فِلَسْطِينَ خَيْرُ دَلِيلٍ * عَلَى كُلِّ قَهْرٍ يَفُوقُ الحُدُودْ تَحَمَّلَ أَبْنَاؤُهُ في السُّجُونِ * عَذَابَاً لَهُ تَقْشَعِرُّ الجُلُودْ وَلَمَّا يَزَلْ صَامِدَاً وَاثِقَاً * بِتَحْرِيرِهِ الْقُدْسَ بَعْدَ الصُّمُودْ فَيَا شَعْبُ وَاصِلْ وَقَاتِلْ وَجَاهِدْ * فَحَتْمَاً سَتُؤْتي الثِّمَارَ الجُهُودْ فَلَمْ يَبْخَلِ اللهُ بِالنَّصْرِ يَوْمَاً * عَلَى أُمَّةٍ بِالدِّمَاءِ تَجُودْ وَحَتْمَاً سَتَرْحَلُ عَن أَرْضِنَا * خَفَافِيشُهُمْ وَتَسُودُ الأُسُودْ وَيَخْرُجُ مَهْدِيُّنَا عَنْ قَرِيبٍ * وَلِلدِّينِ عِزَّتُهُ سَتَعُودْ

وَمِمَّا كَتَبْتُهُ في الْيَهُودِ أَيْضَاً هَذَا النَّشِيد: نَشيدُ اليَهُود يَا يَهُودْ يَا يَهُود * جَيْشُ محَمَّدْ سَوْفَ يَعُودْ سَيَأْتي الْيَوْمُ المَوْعُود * وَسَتَلْتَقِي الجنُودْ بِالدَّمِ سَوْفَ نجُودْ * وَسَتَسُودُ الأُسُودْ وَنُعِيدُ لِلْيَهُودْ * مَا قَدْ مَضَى مِن عُهُودْ * * * * * * * *

يَا يَهُودْ يَا يَهُود * جَيْشُ محَمَّدْ سَوْفَ يَعُودْ مَهْمَا أُوتِيتُمْ مِنْ قُوَّة * فَإِنَّ اللهَ مَوْجُودْ يَا أَحْفَادَ الخَنَازِير * وَيَا أَحْفَادَ الْقُرُودْ غَدَرْتُمْ بِالمُسْلِمِينْ * كَمَا غَدَرَ الجُدُودْ فَلَمْ تُحْسِنُواْ الجِوَارْ * وَلَمْ تَفُواْ بِالْوُعُودْ رَغْمَ الضَّعْفِ رَغْمَ الخَوْفِ * لَمْ تَزَلْ فِينَا أُسُودْ سَنُوَحِّدُ الصُّفُوفْ * وَسَنَحْشُدُ الحُشُودْ سَنُعِيدُ لِلُبْنَانَ * وَالْقُدْسِ الحُلْمَ المَنْشُودْ إِنَّ المُسْلِمِينَ قَوْمٌ * لاَ يَعْرِفُونَ الْقُعُودْ بَلْ يَعْرِفُونَ الجِهَادَ * وَيَعْرِفُونَ الصُّمُودْ سَنُشْعِلُهَا نِيرَانَاً * أَنْتُمُ لَهَا وَقُودْ زَرَعْتُمْ في الأَرْضِ الشَّوْكَا * وَسَنَزْرَعُ الْوُرُودْ وَسَتَحْصُدُونَ مَا * قَدْ زَرَعْتُمْ في عُقُودْ

مَعَكَ الله؛ يَا جَيْشَ حِزْبِ الله فَرَّحْتَنَا يَا جَيْشَ حِزْبِ اللهِ * فَأَدِمْ عَلَيْنَا النَّصْرَ مِنْهُ إِلَهِي لاَ زَالَ يَقْصِفُ لِلْيَهُودِ حُصُونَهُمْ * بِبَسَالَةٍ جَلَّتْ عَنِ الأَشْبَاهِ وَلِذَا جُمُوعُ المُسْلِمِينَ تَرَاهُمُ * أَثْنَواْ عَلَيْهِ بِأَلْسُنٍ وَشِفَاهِ لِلصِّدْقِ وَالإِخْلاَصِ فِيهِ فَإِنَّهُ * لَمْ يَسْعَ قَطُّ لِمَنْصِبٍ أَوْ جَاهِ مَا لَمْ يَجِئْ بِالسِّلْمِ طَوْعَاً أَهْلَهُ * لاَ شَكَّ سَوْفَ يَجِيءُ بِالإِكْرَاهِ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني مَوْقِفُكُمُ المُتَخَاذِلُ يَدْعُو لِلْعَجَب؛ يَا حُكَّامَ الْعَرَب

إِنيِّ بَحَثْتُ فَمَا وَجَدْتُ سَبِيلاَ * إِلاَّ الجِهَادَ لِرَدْعِ إِسْرَائِيلاَ وَاللهِ إِنَّ صَنِيعَ هِتْلَرَ فِيهِمُ * قَدْ كَانَ حُكْمَاً عَادِلاً وَقَلِيلاَ أَيُحَرِّمُونَ عَلَى حَمَاسَ دِفَاعَهَا * وَيُحَلِّلُونَ لِغَيرِهَا التَّقْتِيلاَ فَتَفَرَّغُواْ لِلْقُدْسِ يَا حُكَّامَنَا * أَوْضَاعُهَا لاَ تَقْبَلُ التَّأْجِيلاَ للهِ هَارُونُ الرَّشِيدُ فَلَوْ رَأَى * أَحْوَالَهَا مَلأَ الْبِلاَدَ صَهِيلاَ فَتَعَجَّلُواْ يَا قَوْمِ في إِنْقَاذِهَا * فَالْكُلُّ يَرْجُو مِنْكُمُ التَّعْجِيلاَ الْغَرْبُ لَنْ يَرْضَى وَأَمْرِيكَا وَلَوْ * أَوْسَعْتُمُ كَفَّيْهِمَا تَقْبِيلاَ لَنْ يَسْتَرِدَّ الْقُدْسَ مُؤْتَمَرٌ وَلاَ * دُوَلٌ تُجِيدُ الزَّمْرَ وَالتَّطْبِيلاَ هَذِي السِّيَاسَةُ في التَّعَامُلِ مَعْهُمُ * تَحْتَاجُ يَا حُكَّامَنَا التَّعْدِيلاَ

شَعْبُ الْعُرُوبَةِ مُنْذُ كَانَ مُنَاضِلاً * فَلِمَ ارْتَضَيْتُمْ أَنْ يَكُونَ ذَلِيلاَ الحَقُّ مَعْكُمْ وَالشُّعُوبُ وَرَاءكُمْ * فَعَلاَمَ مَوْقِفُكُمْ يَكُونُ هَزِيلاَ إِنَّا شَبِعْنَا مِنْ شِعَارَاتٍ مَضَتْ * جَوْفَاءَ لَمْ نَعْرِفْ لَهَا تَأْوِيلاَ وَمُبَرِّرَاتٍ يَسْتَحِيلُ قَبُولُهَا * خَدَّاعَةً كَانَتْ لَنَا تَضْلِيلاَ إِنَّ الشُّعُوبَ تَحَمَّلَتْ بِسُكُوتِكُمْ * يَا قَوْمِ هَمَّاً في الصُّدُورِ ثَقِيلاَ وَعَلَى الْيَهُودِ تُرِيدُ نَصْرَاً فَاصِلاً * لِيَكُونَ فَوْقَ رُءوسِهَا إِكْلِيلاَ فَتَسَلَّحُواْ وَعَلَى الإِلَهِ تَوَكَّلُواْ * وَسَلُواْ المَعُونَةَ مِنهُ وَالتَّسْهِيلاَ حَتىَّ تُرِيحُواْ الْكَوْنَ مِنهُمْ إِنَّهُ * سَيَكُونُ مِن غَيْرِ الْيَهُودِ جَمِيلاَ وَثِقُواْ بِنَصْرِ اللهِ لاَ بِإِشَاعَةٍ * قَدْ هَوَّلَتْ في حَجْمِهِمْ تَهْوِيلاَ

وَاحْفَظْ لَنَا يَا رَبِّ كُلَّ مجَاهِدٍ * في الحقِّ لَمْ يَكُ بِالدِّمَاءِ بخِيلاَ وَمِمَّا قُلْتُهُ في رَئِيسِ الْوُزَرَاءِ الإِسْرَائِيلِيِّ المُتَغَطْرِسِ قَوْلي: بَهَرْتَ الْكُلَّ يَا أُولْمَرْت * بِبَحْرِ الدَّمِّ إِذْ أَبْحَرْتْ عَرَفْنَا حُبَّكَ الدَّمَ يَا * دِرَاكُولاَ وَإِن أَنْكَرْتْ وَقُلْتُ في الْيَهُودِ وَعَدَمِ وَفَائِهِمْ بِوُعُودِهِمْ لِلْفِلَسْطِينِيِّين: مِنْ يَوْمِهِ اليَهُودِي * خَائِنٌ لِلْعُهُودِ (النُّونِيَّةُ الْكُبْرَى) (شِعْرٌ عَمُودِيٌّ في لُبْنَانَ وَفِلَسْطِين) الْعَيْنُ دَامِعَةٌ وَالْقَلْبُ حَسْرَانُ * لِمَا تُلاَقِي فِلَسْطِينٌ وَلُبْنَانُ فَهَيْبَةُ المُسْلِمِينَ الْيَوْمَ ضَائِعَةٌ * وَلَمْ يَعُدْ لِدِمَاهُمْ قَطُّ أَثْمَانُ لُبْنَانُ دَامِيَةٌ وَالْقُدْسُ بَاكِيَةٌ * وَمَسْجِدُ الْقُدْسِ طُولَ اللَّيْلِ سَهْرَانُ

لَوْ أَنَّنَا قَدْ أَرَدْنَا وَصْفَ حَالَتِهَا * لَمْ يَسْتَطِعْ وَصْفَ حَالِ الْقُدْسِ سَحْبَانُ الْكُلُّ يُبْصِرُ في التِّلْفَازِ صُورَتَهُمْ * كَأَنَّهُ لَيْسَ فَوْقَ الأَرْضِ إِنْسَانُ مَآذِنُ الْقُدْسِ صَارَتْ تَسْتَغِيثُ بِنَا * وَالأَرْضُ فِيهَا لإِسْرَائِيلَ نُكْرَانُ قَدْ كَانَ يَمْلأُهَا الإِيمَانُ أَزْمِنَةً * وَالْيَوْمَ يَمْلأُهَا شِرْكٌ وَكُفْرَانُ كَانَتْ مَنَازِلُهَا بِالأَهْلِ عَامِرَةً * فَهَلْ يَعُودُ لَهَا يَا رَبِّ عُمْرَانُ فَظَائِعُ المُسْلِمِينَ الْيَوْمَ قَدْ كَثُرَتْ * فَهَلْ لَهَا بَعْدَ هَذَا الحَدِّ نِسْيَانُ الدِّشُّ يَكْشِفُهَا وَالْكُلُّ يَعْرِفُهَا * سَارَتْ بِهَا في رُبُوعِ الْكَوْنِ رُكْبَانُ فَالْعَالَمُ الْيَوْمَ مِثْلُ الْبَحْرِ مُضْطَرِبٌ * تَمَلَّكَتْهُ تَمَاسِيحٌ وَحِيتَانُ

النَّفْسُ مِنْ مَكْرِ أَمْرِيكَا عَلَى وَجَلٍ * وَالْقَلْبُ مِنْ بُغْضِ إِسْرَائِيلَ مَلآنُ قَدْ جَاوَزَا كُلَّ حَدٍّ في احْتِلاَلِهِمَا * فَكُلُّ بَيْتٍ بِهِ لِلسُّخْطِ بُرْكَانُ وَصَمْتُنَا عِنْدَهُمْ سِلْمٌ يُرِيحُهُمُ * وَرَدُّنَا عِنْدَهُمْ بَغْيٌ وَعُدْوَانُ لاَ تَعْجَبُواْ إِنْ بَغَى أَعْدَاؤُنَا وَطَغَواْ * أَلَيْسَ في دُوَلِ الإِسْلاَمِ طُغْيَانُ أَتَنْصُرُ الْقُدْسَ بُلْدَانٌ مُمَزَّقَةٌ * هَيْهَاتَ لَنْ يَكْسُوَ الْعُرْيَانَ عُرْيَانُ مَا بَالُ حُكَّامِنَا لِلْغَرْبِ لَمْ يَقِفُواْ * لَهُ كَمَا وَقَفَتْ كُورْيَا وَإِيرَانُ يَا مُسْلِمُونَ قِفُواْ صَفَّاً وَلاَ تَهِنُواْ * كَمَا تَقُولُ أَحَادِيثٌ وَقُرْآنُ إِلى مَتىَ الصَّمْتُ إِسْرَائِيلُ مَا بَرِحَتْ * لَمْ يَنْجُ مِنْ قَصْفِهَا مَرْضَى وَصِبْيَانُ

إِنَّ الْيَهُودَ شُعُوبٌ كُلُّهَا عُقَدٌ * نُفُوسُهُمْ مِلْؤُهَا حِقْدٌ وَأَضْغَانُ لَنْ يَأْمَنَ الْكَوْنُ مِنْ شَرِّ الْيَهُودِ سِوَى * إِنْ قُطِّعَتْ مِنهُمُ أَيْدٍ وَسِيقَانُ صَنِيعُ هِتْلَرَ فِيهِمْ لَمْ يَكُن خَطَأً * أَلَيْسَ في المُسْلِمِينَ الْيَوْمَ أَفْرَانُ حُيِّيتَ يَا جَيْشَ حِزْبِ اللهِ مِن أَسَدٍ * زَأَرْتَ فِيِهِمْ فَعَادُواْ مِثْلَمَا كَانُواْ دِمَاؤُهُ غَسَلَتْهُ عِنْدَ مَقْتَلِهِ * فَوْقَ الحِمَى وَدُرُوعُ الحَرْبِ أَكْفَانُ قَالُواْ كَأَنَّكَ مِنْ لُبْنَانَ قُلْتُ لَهُمْ * مِصْرٌ كَلُبْنَانَ عِنْدِي الْكُلُّ أَوْطَانُ أَمَا بِمِصْرَ إِذَا أَجْفَانُنَا سَهِرَتْ * فَلَيْسَ تُغْمَضُ في لُبْنَانَ أَجْفَانُ يَا رَبِّ وَحِّدْ صُفُوفَ المُسْلِمِينَ فَهُمْ * في ضَعْفِهِمْ قِطَطٌ في الثَّدْيِ عُمْيَانُ

فَلاَ يُعَرِّضَ بِالإِخْوَانِ دَاعِيَةٌ * وَلاَ يحِيدَ عَنِ المِنهَاجِ إِخْوَانُ وَنَجِّ عَبْدَكَ يَا رَبيِّ وَمَنْ مَعَهُ * إِن أَهْلَكَ الْعَالَمَ الْغَدَّارَ طُوفَانُ (النُّونِيَّةُ الصُّغْرَى) (شِعْرٌ عَمُودِيٌّ في لُبْنَانَ وَفِلَسْطِين) أَحْزَانُنَا سَارَتْ بِهَا الرُّكْبَانُ * وَدِمَاؤُنَا لَيْسَتْ لَهَا أَثْمَانُ تجْرِي بِنَا الأَمْوَاجُ دُونَ تَوَقُّفٍ * كَسَفِينَةٍ لَيْسَتْ بِهَا رُبَّانُ تجْرِي بِأُمَّتِنَا بِبَحْرٍ هَائِجٍ * مُتَلاَطِمٍ لَيْسَتْ لَهُ شُطْآنُ للهِ لُبْنَانٌ وَمُرْتَفَعَاتُهَا * للهِ ذَاكَ المَنْظَرُ الْفَتَّانُ صَارَتْ كَسِجْنٍ الاَحْتِلاَلُ بِهِ عَلَى * أَبْنَائِهَا الجَلاَّدُ وَالسَّجَّانُ فَكَأَنَّهَا مِنْ كَثْرَةِ الْقَتْلَى بِهَا * في كُلِّ شِبْرٍ تحْتَهُ أَبْدَانُ

كَانَ السُّرُورُ لِبَاسَهُمْ وَالْيَوْمَ قَدْ * خَلَعَتْ عَلَيْهِمْ ثَوْبَهَا الأَحْزَانُ وَنَسِيمُهَا مِنْ قَبْلُ كَانَ مُعَطَّرَاً * وَالْيَوْمَ فِيهِ حَرَائِقٌ وَدُخَانُ حَتىَّ المَسَاجِدُ مِنهُمُ لَمْ تَنْجُ بَلْ * قُصِفَتْ فَلَمْ يُسْمَعْ بِهَا آذَانُ هَذَا مَصِيرُ الْكَوْنِ إِن عَبِثَتْ بِهِ * أَيْدِي الْيَهُودِ وَبُوشٌ الشَّيْطَانُ الصَّمْتُ مِنْكُمْ طَالَ يَا حُكَّامَنَا * وَشُعُوبُكُمْ يَجْتَاحُهَا الْغَلَيَانُ إِنيِّ نَظَرْتُ لِصَمْتِكُمْ مُتَعَجِّبَاً * فَأَصَابَني الإِحْبَاطُ وَالْغَثَيَانُ فَقِفُواْ لإِسْرَائِلَ صَفَّاً وَاحِدَاً * فَيَهُودُهَا لَيْسَتْ لَهُمْ أَيْمَانُ هَيَّا انهَضُواْ بِبِلاَدِكُمْ وَتحَرَّكُواْ * لاَ يَسْتَرِدُّ حُقُوقَهُ خَيْبَانُ لِمَتى سَنَبْكِي مجْدَ أَزْمِنَةٍ مَضَتْ * هَلْ بِالْبُكَاءِ سَتَرْجِعُ الأَوْطَانُ

كُونُواْ كَحِزْبِ اللهِ مَنْ قُدَّامَهُ * يَجْرِي الْيَهُودُ كَأَنَّهُمْ فِئْرَانُ لَنْ يَسْتَرِيحَ المُسْلِمُونَ وَيَهْدَأُواْ * حَتىَّ يَعُودَ الْقُدْسُ وَالجُولاَنُ يَا رَبِّ وَحِّدْ صَفَّنَا بخِلاَفَةٍ * بَلَغَ الزُّبى في أَرْضِكَ الْفَيَضَانُ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني وَقُلْتُ في الرِّضَا وَالتَّسْلِيمِ بِقَضَاءِ الله: يَا رَبِّي إِنِّي رَاضٍ * فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ وَقُلْتُ في الاَعْتِرَافِ بِنِعْمَةِ اللهِ وَفَضْلِهِ عَلَى الْعِبَاد: إِلَهِي وَمَوْلاَيَ مَا أَعْظَمَكْ * وَمَنْ في الْوَرَى لاَ يَرَى أَنعُمَكْ وَقُلْتُ أَيْضَاً: يَا رَبِّ إِنَّكَ بِالمَعْرُوفِ مَعْرُوفُ * فَكُلُّنَا مِنْكَ بِالنَّعْمَاءِ محْفُوفُ يَاسِر الحَمَدَاني:

قِيلَ مَنِ الَّذِي رَمَى بِالنَّوَاة 00؟ قَالُواْ مَنْ في يَدِهِ الرُّطَب!! [مَثَلٌ مِنْ تَأْلِيفِي] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَتَعَفَّفُ عَنِ الْبَيْضَةِ وَيَسْرِقُ الجَمَل 00!! [مَثَلٌ مِنْ تَأْلِيفِي] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَمَّ بحَمْدِ اللهِ جَمْعُ أَشْعَارِي المُنْفَرِدَةِ كَامِلَةً في هَذَا المَلَفّ، بِتَارِيخ: 1/مِن غُرَّةِ ذِي الحِجَّةِ لِعَام/1426 0 هـ ـ المُوَافِق: 1/يَنَايِر لِعَام/2006 0 م وَيَلِيهِ الجُزْءُ الثَّاني مِن أَشْعَارِي، الَّتي ضَمَّنْتُهَا مَقَامَاتي 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مختارات من ديواني

مخْتَارَاتٌ مِنْ دِيوَاني: ============ حَالَةُ الصَّحَافَةِ المُؤْسِفَة؛ في الدُّوَلِ المُتَخَلِّفَة كَمْ مِنْ كَوَادِرَ في الصُّحُفْ * لَيْسَتْ جَوَاهِرَ بَلْ صَدَفْ فَكَلاَمُهُمْ غَثٌّ وَمُضْطَرِبٌ وَأَكْثَرُهُ حَشَفْ وَيُقَالُ عَنهُمْ هَؤُلاَءِ هُمُ النَّوَابِغُ لِلأَسَفْ فَنُّ الْكِتَابَةِ كَانَ يُوجَدُ في الزَّمَانِ المُنْصَرِفْ أَيَّامَ كَانَ الشَّعْبُ يَنْتَظِرُ المَقَالَةَ في شَغَفْ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني وَمَا نُرْسِلُ بِالآَيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفَا كُلُّ الْعَالَمِ يَشْكُو الْعَجْزَا * في مُشْكِلَةِ الأَنْفِلْوَانْزَا

بَعَثَ اللهُ حِينَ عَصَيْنَا * هَذَا الطَّاعُونَ لَنَا رِجْزَا وَكَتَبْتُ أَيْضَاً: إِنَّا عَجِبْنَا مِنْ دَجَاجٍ يَعْطَسُ * وَيُصَابُ مِنهُ بِالأُلُوفِ وَيَفْطَسُ اللَّحْمُ غَالٍ وَالدَّجَاجُ مُقَارِبٌ * قَدْ كَانَ يَأْكُلُهُ الْفَقِيرُ المُفْلِسُ فَاللهُ في عَوْنِ الْفَقِيرِ فُطُورُهُ * وَغَدَاؤُهُ طَعْمِيَّةٌ وَمُدَمَّسُ وَأَخْتِمُ بِهَذَيْنِ الحَدِيثَينِ الْكَرِيمَين: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال:

" يَا مَعْشَرَ المُهَاجِرِين، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنّ، وَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ في قَوْمٍ قَطُّ حَتىَّ يُعْلِنُوا بِهَا؛ إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُون، وَالأَوْجَاعُ الَّتي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ في أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا المِكْيَالَ وَالمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُواْ بِالسِّنِين؛ وَشِدَّةِ المَئُونَة، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ؛ إِلاَّ مُنِعُواْ الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاء، وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُواْ، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ وَعَهْدَ رَسُولِه؛ إِلاَّ سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِمْ عَدُوَّاً مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُواْ بَعْضَ مَا في أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ الله، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا

أَنْزَلَ الله؛ إِلاَّ جَعَلَ اللهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 4019] عَن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: أَتَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ في قُبَّةٍ مِن أَدَمٍ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" اعْدُدْ سِتَّاً بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَة: مَوْتي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِس، ثُمَّ مَوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَم، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ المَالِ حَتىَّ يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطَاً، ثُمَّ فِتْنَةٌ لاَ يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إِلاَّ دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَني الأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً ـ أَيْ رَايَةً ـ تحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلفَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3176 / فَتْح] قَالَ الإِمَامُ ابْنُ حَجَرَ الْعَسْقَلاَنيُّ في شَرْحِ هَذَا المَرَضِ المَذْكُور: " دَاءٌ يُصِيبُ الْغَنَمَ فَيَسِيلُ مِن أُنُوفِهَا شَيْءٌ فَتَمُوتُ فَجْأَة " 0

وَقَالَ ابْنُ مَنْظُورٍ في لِسَانِ الْعَرَب: " وَالقُعَاصُ دَاءٌ يأْخُذُ في الصَّدْرِ كَأَنَّهُ يَكْسِر الْعُنُق، والقُعَاصُ دَاءٌ يَأْخُذُ الدَّوَابَّ فيَسِيلُ مِن أُنُوفِهَا شَيْء، والقُعَاصُ دَاءٌ يَأْخُذُ في الْغَنَمِ لاَ يُلْبِثُهَا أَنْ تَمُوت " 0 وَكَأَنيِّ بِهَذَا الْقُعَاصِ هُوَ مَا نَعْرِفُهُ بِأَنْفِلْوَانْزَا الطُّيُور، وَلَكِنَّا نحَرِّفُ الْكَلاَمَ عَنْ مَوَاضِعِه 0 بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني النَّاقِدُونَ الحَاقِدُون أَيَا مَنْ تَنَالُونَ مِنيِّ جِهَارَا * وَمِنْكُمُ دَوْمَاً أُلاَقِي الضِّرَارَا كَأَنَّ التَّفَوُّقَ في كُلِّ فَنٍّ * عَلَيْكُمُ يَا قَوْمُ صَارَ احْتِكَارَا إِذَا كُنْتُ أَبْدُو صَغِيرَاً لَكُمْ * كَذَلِكَ تَبْدُو النُّجُومُ صِغَارَا

وَيَكْفِي بِأَنيَّ وَإِنيِّ صَغِيرٌ * فَلِي لاَ يَشُقُّ الْكِبَارُ غُبَارَا وَلاَ عَيْبَ لي غَيْرَ أَنَّ زَمَاني * تُعَاني الثَّقَافَةُ فِيهِ انحِدَارَا زَعَمْتُمْ بِأَنَّكُمُ مُصْلِحُوهَا * وَإِصْلاَحُكُمْ لَيْسَ إِلاَّ شِعَارَا وَفي كُلِّ يَوْمٍ أُلاَقِي أَدِيبَاً * يُقَدِّمُ عَنْكُمْ إِليَّ اعْتِذَارَا وَلَوْ لَمْ أَكُنْ شَاعِرَاً لاَ يُبَارَى * لَمَا لَقِيَ الْيَوْمَ شِعْرِي انْتِشَارَا فَفِي عَيْنِنَا كِبْرُكُمْ لَمْ يَزِدْكُمْ * وَفي أَعْيُنِ الْكُلِّ إِلاَّ احْتِقَارَا سَيُعْرَفُ أَيُّ الْفَرِيقَينِ خَيْرٌ * إِذَا مَا الزَّمَانُ عَلَيْنَا اسْتَدَارَا بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني طُبُولٌ جَوْفَاء رُءوسٌ ضِخَامٌ كَمِثْلِ العُجُولْ * سِوَى أَنَّهَا لَيْسَ فِيهَا عُقُولْ

وَمِن عَجَبٍ أَنَّ إِعْلاَمَنَا * يَدُقُّ لأَمْثَالِهِمْ بِالطُّبُولْ يَبُثُّونَ أَفْكَارَهُمْ في فُصُولْ * وَأَغْلَبُ مَا تَحْتَوِيهِ فُضُولْ فَتَسْمَعُ مِنهُمْ كَلاَمَاً عَجِيبَاً * تَكَادُ الجِبَالُ لَهُ أَنْ تَزُولْ وَشَعْبُ الْكِنَانَةِ شَعْبٌ جَهُولْ * يُقَابِلُ إِسْفَافَهُمْ بِالْقَبُولْ فَلاَ تَعْجَبَنَّ إِذَا مَا رَأَيْتَ * بِهَا أَرْؤُسَاً في محِلِّ الرُّجُولْ لِذَلِكَ شَمْسُ الحَضَارَةِ غَابَتْ * وَنجْمُ النُّبُوغِ ابْتَدَا في الأُفُولْ وَأَصْبَحْتُ في الشِّعْرِ أَبْكِي عَلَيْهِمْ * وَمَا عُدْتُ أَبْكِي كَغَيْرِي الطُّلُولْ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني تَهَكُّمٌ عَلَى الشِّعْرِ النَّبَضِي هَذَواْ بِشِعْرٍ لَهُمْ مَرِيضِ * فَذَاعَ ذَا عَنهُمُ وَطَارَا

فَاسْتَحْسَنُواْ الهَذْيَ في الْقَرِيضِ * وَصَارَ في شِعْرِهِمْ شِعَارَا لِذَا انْزَوَى الشِّعْرُ في الحَضِيضِ * وَكَادَ أَنْ يَشْهَدَ احْتِضَارَا بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني نحْمَدُ اللهَ عَلَى مَا آتَانَا سَلَلْتُ الصُّبْحَ مِن غِمْدِ الظَّلاَمِ * وَأَنجُمُهُ نَثَرْتُ بِهَا كَلاَمِيامِ لِذَلِكَ صَفْوَةُ الْقُرَّاءِ صَارَتْ * تُفَتِّشُ عَنْ مَقَالي بِاهْتِمَامِ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ مِنَ الْبَيْتِ الأَوَّلِ لِشَاعِرٍ عَرَبيٍّ آخَرَ لاَ أَعْرِفُه} وَقُلْتُ أَيْضَاً: لنَا شِعْرٌ يَرُوقُ السَّامِعِينَا * كَخَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّاربينَا وَلَوْلاَ أَنَّهُ لَمْ يُعْطَ حَظَّاً * لأَضْحَي آيَةً لِلسَّائلينَا بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني

جَرِيدَةُ آفَاق عَرَبِيَّة يَا رَبِّ أَبْقِ جَرِيدَةَ الآفَاقِ * رَيَّانَةَ الأَغْصَانِ وَالأَوْرَاقِ لَمَّا تَزَلْ مُتَنَفَّسَاً لِلشَّعْبِ مِن * هَذَا النِّظَامِ الْفَاسِدِ الخَنَّاقِ لَيْسَتْ مُنَافِقَةً وَلاَ زَمَّارَةً * حَتىَّ تَظَلُّمُهَا كَلاَمٌ رَاقِ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني قَنَاةُ الجَزِيرَة بَهَرْتِ الْوَرَى يَا قَنَاةَ الجَزِيرَة * وَأَنْتِ بِكُلِّ احْتِرَامٍ جَدِيرَة وَحُبُّكِ يَزْدَادُ يَوْمَاً فَيَوْمَاً * فَسِيرِي عَلَى نَفْسِ تِلْكَ الْوَتِيرَة بِكُلِّ الحَقَائِقِ تَأْتِينَ دَوْمَاً * وَفي كُلِّ دَرْبٍ نَرَاكِ الخَبِيرَة فَوَفَّقَكِ اللهُ كَيْمَا تُنِيرِي * طَرِيقَ الشُّعُوبِ بِتِلْكَ المَسِيرَة مُذِيعَاتُهَا لَسْنَ مُسْتَرْجِلاَتٍ * وَلَكِن عُرِفْنَ بِطِيبِ السَّرِيرَة

وَكَمْ ذَا المُرَاسِلُ فِيهَا يُعَاني * لِيَأْتيَ بِالخَبَطَاتِ المُثِيرَة بِرَغْمِ المخَاطِرِ مِن حَوْلِهِ * وَرَغْمِ حَرَارَةِ وَقْتِ الظَّهِيرَة تَطِيرُ إِلى كُلِّ قُطْرٍ وَتَأْتي * إِلَيْنَا بِأَخْبَارِهِ كَالسَّفِيرَة وَتَفْضَحُ تُوني بْلِيرَ وَبُوشَاً * إِذَا قَعَدَا يَقْسِمَانِ الْفَطِيرَة وَلِلْغَرْبِ أَبْدَتْ ضَحَايَا الحُرُوبِ * لِكَيْ مَا تُحَرِّكَ فِيهِ ضَمِيرَه تَقُولُ الحَقِيقَةَ مِن غَيرِ خَوْفٍ * وَلِلحَقِّ دَوْمَاً تَكُونُ نَصِيرَة تُصَوِّرُ كَيْفَ الشُّعُوبُ تُعَاني * وَلاَ سِيَّمَا الطَّبَقَاتِ الْفَقِيرَة فَأَخْبَارُهَا صَعْقَةٌ لِلأَعَادِي * كَصَعْقَةِ بَرْقِ اللَّيَالي المَطِيرَة لِذَلِكَ تَلْتَفُّ مِن حَوْلِهَا * بِكُلِّ مَسَاءٍ جُمُوعٌ غَفِيرَة وَصَارَتْ بِمَا حَقَّقَتْ مِنْ نَجَاحٍ * عَلَى رَأْسِ إِعْلاَمِنَا كَالأَمِيرَة

بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني لُغَتُنَا الجَمِيلَة كَمْ ذَا في اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة * مِنْ مَقْطُوعَاتٍ أَدَبِيَّة لَوْ دَخَلَتْ أَيَّ مُسَابَقَةٍ * فَازَتْ بِالْكَأْسِ الذَّهَبِيَّة أَحْيى اللهُ مَن أَحْيَاهَا * وَرَعَى كَوْكَبَةً تَرْعَاهَا لُغَةُ الحِكْمَةِ وَالأُدَبَاءِ * في كُلِّ مجَالٍ تَلْقَاهَا مَا الضَّعْفُ بِهَا بَلْ هُوَ فِينَا * حَفِظَتْ سُنَّتَنَا وَالدِّينَا مَا كَانَتْ يَوْمَاً عَاجِزَةً * حَتىَّ تحْتَاجَ التَّحْسِينَا قَالُواْ لُغَةٌ تَقْلِيدِيَّة * وَقَوَاعِدُهَا تَعْقِيدِيَّة وَإِذَا حَقَّقْنَا رَغْبَتَهُمْ * قَالُواْ لُغَةٌ تجْرِيدِيَّة قَالُواْ تَفْتَقِدُ الأَسْمَاءَا * لاَ بَلْ تَفْتَقِدُ الْعُلَمَاءَا لُغَةٌ فَائِقَةٌ عَظَمَتُهَا * وَلِذَا تحْتَاجُ الْعُظَمَاءَا

بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني الشِّعْرُ الْعَرَبي كَمْ حِكْمَةٍ نُثِرَتْ في الدِّينِ وَالأَدَبِ * وَشِعْرِنَا الْعَرَبي أَغْلَى مِنَ الذَّهَبِ كَمْ كُنْتُ أُنْشِدُ ضَيْفِي مِنْ قَصَائِدِهِ * فَكَانَ فَاكِهَةً أَحْلَى مِنَ الرُّطَبِ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني وَقُلْتُ في دِيبَاجَةِ كِتَابٍ لي بِعُنوَان / هُمُومُ المُسْلِمِين: أُهْدِي لِقُرَّائِي كِتَابي عَن هُمُومِ المُسْلِمِين لِيَكُونَ كَالسُّلْوَانِ لِلإِنْسَانِ ذِي الْقَلْبِ الحَزِين وَلِكُلِّ مَظْلُومٍ يُعَاني أَوْ مَرِيضٍ أَوْ سَجِين آثَارُهُ مخْتَارَةٌ وَكَلاَمُهُ دُرٌّ ثَمِين اقْرَأْ بِهِ بَعْضَ السُّطُورِ تجِدْ بِهَا الخَبرَ الْيَقِين الْيَأْسُ مِفْتَاحُ الْفَشَلْ

كُنْ ثَابِتَاً مِثْلَ الجَبَلْ * مَهْمَا تُوَاجِهُ يَا بَطَلْ لاَ تَنْدُبَنَّ مُصِيبَةً أَوْ تَبْكِيَنَّ عَلَى طَلَلْ أَوْ تَيْأَسَنَّ لِعَثْرَةٍ فَالْيَأْسُ مِفْتَاحُ الْفَشَلْ وَكَأَنَّني بِكَ عَنْ قَرِيبٍ سَوْفَ تَرْفُلُ في الحُلَلْ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني إِنَّ بَعْدَ الْعُسْرِ يُسْرَا اصْبِرْ عَلَى الزَّمَنِ الْعَصِيبْ * فَلِكُلِّ مجْتَهِدٍ نَصِيبْ وَتَعَلَّمِ الصَّبْرَ الجَمِيلَ إِذَا نَظَرْتَ إِلى الحَبِيبْ سَتَجِيءُ أَيَّامٌ غَدَاً أَصْفَى مِنَ اللَّبَنِ الحَلِيبْ فَالصَّبْرُ يَأْتي دَائِمَاً مِنْ بَعْدِهِ فَرَجٌ قَرِيبْ مَنْ كَانَ في كَنَفِ الإِلَهِ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يخِيبْ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني

اصْبِرْ إِنَّ العَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِين كُنْ مُسْتَقِيمَاً دَائِمَاً * مَهْمَا رَأَيْتَ مِنَ الْعِوَجْ وَاصْبِرْ قَلِيلاً يَا أَخِي * فَالصَّبْرُ مِفْتَاحُ الفَرَجْ أَمْ كَيْفَ تُصْبِحُ نَاقِدَاً * لَوْ لَمْ تَعِشْ بَيْنَ الهَمَجْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَالهَمَجُ هُمْ أَرَاذِلُ النَّاسِ الَّذِينَ لاَ عُقُولَ لَهُمْ وَلاَ مُرُوءة 0 لِسَانُ الْعَرَب} بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني رُحْمَاكَ يَا رَبّ لَقَدْ جَاوَزَ الظَّالِمُونَ المَدَىَ * وَسَدُّواْ عَلَيْنَا سَبِيلَ الهُدَى وَآذَواْ عِبَادَكَ يَا رَبَّنَا * وَفي الأَرْضِ كَمْ أَغْلَقُواْ مَسْجِدَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 بِاسْتِثْنَاءِ المِصْرَاعِ الأَوَّلِ مِنَ الْبَيْتِ الأَوَّل} بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني

اللُّحْمُ الرَّخِيص لِمَاذَا لاَ تَزِيدُ بِنَا الشُّجُونُ * وَقَدْ زَادَ التَّفَسُّخُ وَالمجُونُ لِمَاذَا الْبِنْتُ إِن خَرَجَتْ تُعَرِّي * مَفَاتِنَهَا لِتَنهَشَهَا الْعُيُونُ لِمَاذَا يَا ابْنَني هَذَا الَّذِي قَدْ * تُظَنُّ لأَجْلِهِ فِيكِ الظُّنُونُ كَفَى أَنَّ الحِجَابَ يَكُونُ دَوْمَاً * عَلَى الحَسْنَاءِ أَحْسَنَ مَا يَكُونُ وَلَوْ كَانَ الحِجَابُ قَلِيلَ نَفْعٍ * لَمَا جُعِلَتْ عَلَى الْعَيْنِ الجُفُونُ وَمِمَّا كَتَبْتُهُ في الحِجَابِ أَيْضَاً: أَلَبِسْتِ ثَوْبَاً ضَيِّقَا * قَدْ كَادَ أَنْ يَتَفَتَّقَا وَعَلَى الشَّبَابِ مَرَرْتِ مُعْجَبَةً بِهِ لِيُحَدِّقَا وَيَقُولَ قَائِلُهُمْ لَقَدْ طَلَعَ الصَّبَاحُ وَأَشْرَقَا وَيَقُولَ آخَرُ مَا لِغُصْنِكِ يَا صَبِيَّةُ أَوْرَقَا وَلَرُبَّمَا قَدْ سَارَ خَلْفَكِ ثَالِثٌ لِيُحَمْلِقَا

مِثْلَ الحِمَارِ إِذَا رَأَى حُسْنَ الحِمَارَةِ نَهَّقَا إِنَّ الجَمِيلَةَ في تحَجُّبِهَا تَزِيدُ تَأَلُّقَا كَالْبَدْرِ إِن هُوَ بِالنُّجُومِ وَبِالْغُيُومِ تحَلَّقَا بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني حَالٌ يَسُرُّ الْعَدُو، وَيُبْكِي الحَبِيب خُطُوَاتُنَا نحْوَ التَّقَدُّمِ أَصْبَحَتْ مُتَعَثِّرَة وَالحَلُّ أَصْبَحَ عِنْدَنَا في الزَّارِ أَوْ في المَبْخَرَة كَمْ ذَا نُقَاسِي كَيْ نَرَى بَعْضَ الْعُقُولِ النَّيِّرَة فَشَبَابُنَا مُسْتَهْتِرٌ وَشُعُوبُنَا مُتَأَخِّرَة حَتىَّ مُعَارَضَةُ الْفَسَادِ فَصَائِلٌ مُتَنَاحِرَة وَلِذَاكَ أَصْبَحْنَا نُلَقَّبُ أُمَّةً مُتَأَخِّرَة أَوْضَاعُهَا في كُلِّ شِبْرٍ أَصْبَحَتْ مُتَفَجِّرَة أَعْدَاؤُهَا مِنْ جَهْلِهَا لَعِبُواْ بِهَا لِعْبَ الْكُرَة

بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني عِنْدَمَا يَنْتَصِرُ الشَّرُّ عَلَى أَهْلِ الخَير الشَّرُّ أَبْيَضُ زَاهِرٌ * وَالخَيْرُ أَسْوَدُ فَاحِمُ وَالْكَوْنُ بحْرٌ زَاخِرٌ * لَكِنَّهُ مُتَلاَطِمُ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني حَقِيقَةُ الدُّنيَا إِنَّمَا الدُّنيَا قَصِيرَة * في مَرَاحِلِهَا الأَخِيرَة مِثْلَمَا مَرَّتْ عَلَيْنَا * لَيْلَةٌ كَانَتْ مَطِيرَة طَالَمَا أَبْكَتْ عُيُونَاً * بَعْدَمَا كَانَتْ قَرِيرَة كَمْ أَذَلَّتْ بَعْدَ عِزٍّ * غَادَةً كَانَتْ أَمِيرَة فَهْيَ سِجْنٌ وَقُلُوبُ المُؤْمِنِينَ بِهِ أَسِيرَة بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني تَطَيَّرُواْ بِأَبِيكَ وَطَائِرُهُمْ مَعَهُمْ

أَسَمِعْتَ مَا قَدْ قَالَ عَنيِّ بَعْضُهُمْ يَا بَاسِمُ وَصَفُواْ أَبَاكَ بِأَنَّهُ في شِعْرِهِ مُتَشَائِمُ وَرَمَوْهُ قَوْلاً كَالرَّصَاصِ الْقَلْبُ مِنهُ وَارِمُ وَبِرَغْمِ صِدْقِ جِهَادِهِ في مِصْرَ صَارَ يُهَاجَمُ وَيُمَارِسُونَ ضُغُوطَهُمْ وَمَضَى أَبُوكَ يُقَاوِمُ وَتُدَاسُ قَبْلَ الْفَجْرِ حُرْمَةُ بَيْتِهِ وَيُدَاهَمُ وَيُقَالُ عَنهُ مُغْرِضٌ وَمحَرِّضٌ وَيُحَاكَمُ وَعَلَى محَبَّتِهِ لِمِصْرَ هُنَاكَ صَارَ يُسَاوَمُ كَمْ قُلْتُ ظُلْمٌ يَنْقَضِي لَكِنَّهُ يَتَفَاقَمُ هَذَا زَمَانٌ لَيْسَ لِلْعُلَمَاءِ فِيهِ محَارِمُ فَيُطَاعُ فيهِ المُرْتَشِي وَيُضَاعُ فِيهِ الْعَالِمُ لَمْ يَنْجُ دَاعٍ مِنهُمُ أَوْ كَاتِبٌ أَوْ نَاظِمُ قَدْ ضَجَّ مِنهُمْ في الْقَصَائِدِ حَافِظٌ وَالجَارِمُ وَعَلَى يَدَيْهِمْ مَاتَ بِالسِّكِّينِ طَعْنَاً هَاشِمُ

أَلأَجْلِ هَذَا بِالتَّشَاؤُمِ قَدْ رَمَاني وَاهِمُ أَفَكُلُّ مَنْ ذَمَّ المَفَاسِدَ قِيلَ عَنهُ نَاقِمُ أَنىَّ أُغَنيِّ وَالهَزَائِمُ حَوْلَنَا تَتَرَاكَمُ وَالْكَوْنُ فِيهِ عَقَارِبٌ أَمْثَالُكُمْ وَأَرَاقِمُ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني فَلَذَاتُ الأَكْبَاد لَكَمْ في حَيَاتي رَأَيْتُ عِيَالاَ * وَلَمْ أَرَ لاَبْنيَ قَطُّ مِثَالاَ فَلاَ أَعْرِفُ النَّوْمَ مِنْ لَعْبِهِ * وَلاَ أَسْتَطِيعُ أَخُطُّ مَقَالاَ وَإِنْ قُلْتُ شَيْئَاً لَهُ ذَاتَ يَوْمٍ * إِلى خَارِجِ الْبَيْتِ شَدَّ الرِّحَالاَ فَأَمْضِي لأُمْسِكَهُ دُونَ جَدْوَى * كَأَنيِّ أُرِيدُ أَصِيدُ غَزَالاَ وَإِنْ قُلْتُ عَفْوَاً حَبِيبي تَعَالى * تَعَالى عَلَيَّ وَلَمْ يُلْقِ بَالاَ وَيُعْرِضُ عَنيِّ وَيَغْضَبُ مِنيِّ * كَأَنيِّ أَطْلُبُ مِنهُ محَالاَ

فَأُوعِدُهُ ثُمَّ لَمْ يَلْقَ مِنيِّ * سِوَى الْقُبُلاَتِ تَكُونُ نَكَالاَ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني نُقَدِّمُ تَعْلِيقَنَا مُقَدَّمَاً لاَ يُعْجِبَنَّكَ رِيشٌ فِيكَ مَنْفُوشُ * فَسَوْفَ يُنْتَفُ هَذَا الرِّيشُ يَا بُوشُ رَشَّحْتَ نَفْسَكَ لِلطُّغْيَانِ ثَالِثَةً * أَبْشِرْ فَأَنْتَ بِإِذْنِ اللهِ مَقْلُوشُ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني حَالُ المُؤَلِّف؛ في المجْتَمَعِ المُتَخَلِّف إِلَهِي تَعِبْتُ بِهَذِي الحَيَاةِ * وَقَدْ طَالَ صَبرِي وَطَالَ ثَبَاتي كَأَنَّ المَصَائِبَ تَبْحَثُ عَنيِّ * وَتَرْشُقُني مِنْ جَمِيعِ الجِهَاتِ زَمَانٌ بَغِيضٌ تَمَزَّقْتُ فِيهِ * وَقَبْلَ وَفَاتي سَمِعْتُ نُعَاتي

فَهَلْ سَوْفَ تَجْمَعُ يَا رَبِّ يَوْمَاً * عَلَيَّ أُمُورِيَ بَعْدَ الشَّتَاتِ وَإِن أَغْرَقَ الأَرْضَ طُوفَانُ سُخْطٍ * فَهَلْ سَيُقَدَّرُ فِيهِ نجَاتي فَقَدْ قُصِّفَتْ رِيشَتي دُونَ ذَنْبٍ * وَصُبَّ عَلَى الأَرْضِ حِبرُ دَوَاتي بِلاَدٌ بِهَا قَوْلُكَ الحَقَّ طَيْشٌ * وَطِيبَةُ قَلْبِكَ شَرُّ الصِّفَاتِ لَقَدْ صِرْتُ مِنْ كَثْرَةِ الجَوْرِ فِيهَا * أَوَدُّ الرَّحِيلَ لِعُرْضِ الْفَلاَةِ مَتى يَسْتَرِيحُ مَتى يَا إِلَهِي * عِبَادُكَ مِنْ ظُلْمِ هَذِي الْفِئَاتِ لَقَدْ صِرْتُ أَخْشَى عَلَى النِّيلِ مِن أَن * يُلاَقِيَ نَفْسَ مَصِيرِ الْفُرَاتِ فَقَدْ بَلَغَ السَّيْلُ فِيهِ الزُّبى * وَضَاقَ الجَمِيعُ بِظُلْمِ الطُّغَاةِ أَلاَ كَيْفَ تَفْنى حَضَارَةُ قَوْمٍ * وَهُمْ يَمْلِكُونَ عَرُوسَ اللُّغَاتِ

فَيَا رَبِّ غِثْنَا فَإِنَّا يَئِسْنَا * مِنَ الْغَوْثِ عِنْدَ أُوْلاَءِ الرُّعَاةِ وَعَفْوَكَ يَا رَبِّ عَنيِّ لأَنيِّ * تَنَاوَلْتُ في الشِّعْرِ بَعْضَ شَكَاتي حَالُ المُؤَلِّف؛ في المجْتَمَعِ المُتَخَلِّف نحْنُ الجُلُوسُ عَلَى الرَّصِيفْ * الْبَاحِثُونَ عَنِ الرَّغِيفْ الْعَاجِزُونَ عَنِ الْبَقَاءِ الْقَادِرُونَ عَلَى النَّزِيفْ ********* * في كُلِّ وَادٍ نُظْلَمُ * وَقُلُوبُنَا تَتَحَطَّمُ لاَ تَضْحَكُ الدُّنيَا لَنَا * وَالحَظُّ لاَ يَتَبَسَّمُ الشِّعْرُ في زَمَنِ التَّحَدِّي مَاذَا سَتَفْعَلُ أَيُّهَا العُصْفُورُ في زَمَنِ الصُّقُورْ الشِّعْرُ وَلىَّ في زَمَانِكَ بَعْدَمَا انعَدَمَ الشُّعُورْ ********* يَا مَن إِلَيْهِ المُشْتَكَى * أَشْكُو لِمَن إِلاَّ لَكَا ضَاقَتْ عَلَيَّ الأَرْضُ حَتىَّ لَمْ أَجِدْ لي مَسْلَكَا {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لِعِصَام الْغَزَالي 0 بِتَصَرُّف، وَالآخَرَانِ لِيَاسِرٍ الحَمَدَاني / صَاحِبِ الدِّيوَان} وَقُلْتُ أَيْضَاً:

الْطُفْ بِحَالي يَا لَطِيفْ * وَاعْطِفْ عَلَى عَبْدٍ ضَعِيفْ نَزَفَتْ شَرَايِيني دَمَاً فَإِلىَ مَتىَ هَذَا النَّزِيفْ هَلْ سَوْفَ أَقْضِي طُولَ عُمْرِي بَائِعَاً فَوْقَ الرَّصِيفْ فَمَتىَ يَرَى أَمْثَالُنَا الإِنْصَافَ يَا دُكْتُورْ نَظِيف يَاسِر الحَمَدَاني

إِلى اللهِ المُشْتَكَى يَا رَبِّ إِنيِّ مُمْتَعِضْ * لَكِنَّني لاَ أَعْتَرِضْ وَلَدَيْكَ يَا رَبيِّ سَنَحْتَسِبُ المَثُوبَةَ وَالْعِوَضْ كَمْ ذَا لَقِيتُ بِمِصْرَ مِن حُزْنٍ وَمِن أَمْرٍ مُمِضْ كَمْ كُنْتُ أُرْفَسُ تَارَةً فِيهَا وَتَارَاتٍ أُعَضْ كَمْ قَدْ مَرِضْتُ فَلَمْ أَجِدْ ثَمَنَ الدَّوَاءِ مِنَ المَرَضْ كَمْ بِتُّ يَوْمَاً جَائِعَاً مَعَ قُدْرَتي أَن أَقْتَرِضْ النِّيلُ يَا ابْنَ النِّيلِ فَاضَ بخَيْرِهِ لِمَ لَمْ تَفِضْ يَاسِر الحَمَدَاني وَقُلْتُ أَيْضَاً: يَا صَاحِبَ الأَمْرِ قَدْ ضَاقَتْ بِنَا الحَالُ * وَمَرَّرَتْ عَيْشَنَا في مِصْرَ أَنْذَالُ وَلَنْ يَزُولَ هَوَانُ الْعِلْمِ في بَلَدٍ * فِيهِ أُوْلَئِكَ إِلاَّ إِن هُمُ زَالُواْ

عِنْدَمَا تَبْكِي الشُّمُوع، وَتَسِيلُ مِنهَا الدُّمُوع حَتىَّ مَتى رَبيِّ تَسِيلُ مَدَامِعِي * وَأَنَا أَرَى تَهْمِيشَهُمْ لِبَدَائِعِي فَلَقَدْ لَقِيتُ بِمِصْرَ ظُلْمَاً بَيِّنَاً * وَإِلَيْكَ يَا رَبيِّ شَكَوْتُ مَوَاجِعِي وَلَرُبَّمَا لاَقَى فَظَائِعَ بَعْضُهُمْ * لَكِنَّهَا لَيْسَتْ كَمِثْلِ فَظَائِعِي فَامْنُن عَلَى نَهْرِي بِغَيْثٍ هَاطِلٍ * أُسْقَى بِهِ كَيْ لاَ تَجِفَّ مَنَابِعِي لَوْ كُنْتُ مِنْ بَلَدِي لَقِيتُ رِعَايَةً * لَحَظِيتُ مِنْ زَمَنٍ بِصِيتٍ ذَائِعِ لاَقَيْتُ مَا يَكْفِي لِقَتْلِ قَبِيلَةٍ * لَوْ لَمْ أُقَابِلْهُ بِصَدْرٍ وَاسِعِ فَمَتى سَيُنْشَرُ لي فَقَدْ تَعِبَتْ مِنَ الْـ * إِمْسَاكِ بِالأَقْلاَمِ رَبِّ أَصَابِعِي وَتَمَقَّقَتْ عَيْني لِطُولِ قِرَاءتي * وَتَصَفُّحِي لِدَفَاتِرِي وَمَرَاجِعِي

فَالنَّشْرُ سُوقٌ فِيهِ سُوءٌ وَاضِحٌ * وَلِذَا بِهِ كَسَدَتْ جَمِيعُ بَضَائِعِي نَقِمُواْ عَلَيَّ لأَنَّ شِعْرِي صَادِقٌ * وَلأَنَّهُ شِعْرٌ جَرِيءٌ وَاقِعِي كَثُرَ الْفَسَادُ بِبَرِّنَا وَبِبَحْرِنَا * وَلِذَا اتَّجَهْتُ لَهُ بِنَقْدِي اللاَّذِعِ إِنْ كَانَ قُدِّرَ أَن أَمُوتَ مُهَمَّشَاً * في مِصْرَ كَلاَّ لَنْ تَمُوتَ رَوَائِعِي إِنيِّ قَدِ اسْتَوْدَعْتُ عِنْدَكَ تِرْكَتي * وَلَدَيْكَ رَبيِّ لَنْ تَضِيعَ وَدَائِعِي يَاسِر الحَمَدَاني ==== ==== ==== ==== ==== ==== لَمْ نَكُنْ نَسْتَحِقُّ مِنْكِ هَذَا يَا مِصْر أَيْنَ مَنْ كَانُواْ كِرَامَا * أَيْنَ أَخْلاَقُ الْقُدَامَى كَمْ رَأَيْنَا في بِلاَدِ النِّيلِ آلاَمَاً جِسَامَا مِن عَذَابٍ وَصِعَابٍ * كَسَّرَتْ مِنَّا الْعِظَامَا

لَيْسَ يَلْقَى مُبْدِعُوهَا * مِن أُوْلي الأَمْرِ اهْتِمَامَا كَمْ لَيَالٍ قَدْ سَهِرْنَا * لَمْ نَذُقْ فِيهَا مَنَامَا لاَ تَلُمْني في كَلاَمِي * بَلَغَ الْبَدْرُ التَّمَامَا إِنَّهَا يَا صَاحِ سَاءتْ * مُسْتَقَرَّاً وَمُقَامَا يَاسِر الحَمَدَاني ==== ==== ==== ==== ==== ==== في مِصْرَ قَدْ كَسَّرُواْ جَنَاحِي * وَأَمْعَنَ الْكُلُّ في جِرَاحِي وَحِينَ جِئْتُ 00000 طِرْتُ * لِفَرْطِ فَرْحِي بِلاَ جَنَاحِ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني عَادَةُ الصَّوْمِ عِنْدَ فُقَرَاءِ الشُّعَرَاء كَمْ شَاعِرٍ في مِصْرَ فَذٍّ لَيْسَ يَمْلِكُ قُوتَ يَوْمِه فَتَرَاهُ لَيْلَ نَهَارَ يَشْكُو في الْقَصَائِدِ ظُلْمَ قَوْمِه

النَّاسُ بَعْدَ الْعِيدِ تُفْطِرُ وَهْوَ مُضْطَرٌّ لِصَوْمِه بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني إِلى اللهِ المُشْتَكَى يَا رَبِّ إِنيِّ مُمْتَعِضْ * لَكِنَّني لاَ أَعْتَرِضْ وَلَدَيْكَ يَا رَبيِّ سَنَحْتَسِبُ المَثُوبَةَ وَالْعِوَضْ كَمْ ذَا لَقِيتُ بِمِصْرَ مِن حُزْنٍ وَمِن أَمْرٍ مُمِضْ كَمْ كُنْتُ أُرْفَسُ تَارَةً فِيهَا وَتَارَاتٍ أُعَضْ كَمْ قَدْ مَرِضْتُ فَلَمْ أَجِدْ ثَمَنَ الدَّوَاءِ مِنَ المَرَضْ كَمْ بِتُّ يَوْمَاً جَائِعَاً مَعَ قُدْرَتي أَن أَقْتَرِضْ النِّيلُ يَا ابْنَ النِّيلِ فَاضَ بخَيْرِهِ لِمَ لَمْ تَفِضْ فَلقَدْ رَمَانِي الدَّهْرُ * بِثَالِثَةِ الآثَافِي وَلاَ يَدْرِي مَا في الخُفِّ * إِلاَّ اللهُ وَالإِسْكَافِي بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني

شَاعِرٌ مِصْرِيّ حَتىَّ مَتى بِدَمِي سَأَبْقَى في الْكِنَانَةِ نَازِفَا بَلَدِي وَلَكِنيِّ أَسِيرُ بِهَا رُوَيْدَاً خَائِفَا يَأْتِيكَ فِيهَا الشَّرُّ يُسْرِعُ طَائِرَاً أَوْ زَاحِفَا كَمْ سِرْتُ فِيهَا مُتْعَبَاً لَمْ أَلْقَ ظِلاًّ وَارِفَا لَكِنْ لَقِيتُ بِهَا مَصَاعِبَ جَمَّةً وَعَوَاصِفَا وَلِذَا تَرَاني بِالرَّبَابَاتِ الحَزِينَةِ عَازِفَا لَمْ أَلْقَ إِلاَّ في الْقَلِيلِ محَبَّةً وَتَعَاطُفَا مِنهُمْ رِفَاقٌ طَابَ مخْبَرُهُمْ وَمَعْدِنُهُمْ صَفَا وَكَأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُواْ طَبْعَاً لَهُمْ غَيْرَ الْوَفَا يَا لَيْتَ كُلَّ الْكَوْنِ كَانَ كَمِثْلِهِمْ مُتَآلِفَا بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني

الصَّلاَةَ الصَّلاَة؛ يَا مَنْ ضَيَّعْتَ الصَّلاَة لَقَدْ بُحَّ وَاللهِ صَوْتُ الدُّعَاةِ * لإِيقَاظِ مَنْ فَرَّطُواْ في الصَّلاَةِ وَمُنْذُ تَرَكْنَا الصَّلاَةَ فَقَدْنَا * مَهَابَتَنَا في عُيُونِ الْعُدَاةِ وَأَوْشَكَ تَحْقِيقُ حُلْمِ الْيَهُودِ * مِنَ النِّيلِ حَتىَّ حُدُودِ الْفُرَاتِ وَصِرْنَا نُعَاني لجَوْرِ الزَّمَانِ * وَمِنْ قَسْوَةٍ في قُلُوبِ الطُّغَاةِ وَمَا ذَاكَ إِلاَّ بِذَنْبِ الْعُصَاةِ * وَتَرْكِ الصَّلاَةِ وَمَنعِ الزَّكَاةِ وَكَيْفَ سَنَهْنَأُ يَوْمَاً وَفِينَا * مَنَازِلُ تُبْنى لأَجْلِ الزُّنَاةِ مَفَاسِدُ لَوْ أَنَّنَا قَدْ أَرَدْنَا * لَهَا الحَصْرَ نَحْتَاجُ أَلْفَ دَوَاةِ مَعَ اللهِ شَأْنَكُمُ أَصْلِحُوهُ * سَيُصْلِحُ مَا بَيْنَكُمْ وَالرُّعَاةِ وَمُدُّواْ لِكُلِّ ضَّعِيفٍ أَتَاكُمْ * يَدَاً وَاضْرَبُواْ فَوْقَ أَيْدِي الجُنَاةِ

فَعُودُواْ إِلى اللهِ يَا مُسْلِمُونَ * يَعُودُ إِلَيْكُمْ سُرُورُ الحَيَاةِ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني أَهْلاً بِكَ يَا شَهْرَ الصِّيَام أَطَلَّ عَلَى الْكَوْنِ شَهْرُ الصِّيَامْ * كَمَا عَوَّدَ النَّاسَ في كُلِّ عَامْ فَأَوْقَدَ رَبيِّ مَصَابِيحَهُ * فَأَوْمَتْ إِلَيْنَا السَّمَا بِابْتِسَامْ هِلاَلُكَ فِينَا أَهَمُّ هِلاَلٍ * وَأَنْتَ بِصَدْرِ الشُّهُورِ وِسَامْ يُتَابِعُ رُؤْيَتَهُ المُسْلِمُونَا * بِكُلِّ اشْتِيَاقٍ وَكُلِّ اهْتِمَامْ يُحَيِّرُنَا رَصْدُهُ كُلَّ عَامٍ * كَحَسْنَاءَ وَانْتَقَبَتْ بِالْغَمَامْ وَيَخْتَصِمُ الْفُقَهَاءُ عَلَيْهِ * مَعَ الْفَلَكِيِّينَ أَحْلَى اخْتِصَامْ فَإِنَّ الشُّهُورَ كَمِثْلِ النُّجُومِ * فَشَهْرُ الصِّيَامِ كَبَدْرِ التَّمَامْ

وَتَزْدَادُ فِيهِ المَسَاجِدُ حُسْنَاً * وَتَمْتَدُّ بِالخَيْرِأَيْدِي الْكِرَامْ وَتَسْهَرُ فِيهِ الْقُرَى وَالْبَوَادِي * وَتَخْلَعُ في اللَّيْلِ ثَوْبَ الظَّلاَمْ وَيَلْتَمِسُ النَّاسُ مِن خَيْرِهِ * لِذَلِكَ يَزْدَادُ فِيهِ الزِّحَامْ وَيَشْبَعُ فِيهِ الْيَتَامَى الَّذِينَ * يَبِيتُونَ لاَ يَجِدُونَ الإِدَامْ وَيَنْسَى الْعِبَادُ بِهِ كُلَّ بُغْضٍ * وَيَلْتَحِمُونَ أَشَدَّ الْتِحَامْ فَلِلْمُذْنِبِينَ بِهِ فُرْصَةٌ * لِتَرْكِ المَعَاصِي وَهَجْرِ الحَرَامْ يُرَبِّيِ النُفُوسَ عَلَى الصَّالِحَاتِ * فَإِنَّ الصِّيَامَ لَهَا كَاللِّجَامْ وَفي ضَبْطِ وَقْتِ الطَّعَامِ يُرَبِيِّ * عَلَى دِقَّةِ الْوَقْتِ وَالإِلْتِزَامْ وَيَنْتَظِرُ الْكُلُّ بَعْدَ الْعِشَاءِ * صَلاَةَ الْقِيَامِ وَرَاءَ الإِمَامْ

وَمَهْمَا تَكَلَّمْتُ عَنْ فَضْلِهِ * فَلَنْ يُوفِيَ الحَقَّ فِيهِ الْكَلاَمْ فَمُذْ كَانَ شَهْرُ الصِّيَامِ عَظِيمَاً * لِذَا فِيهِ تَجْرِي الأُمُورُ الْعِظَامْ لَقَدْ كَانَ شَهْرَ انْتِصَارٍ لَنَا * لِمَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ شَهْرَ انهِزَامْ؟ ********* أَرِيحُواْ الْبُطُونَ قَلِيلاً بِهِ * وَلاَ تُطْلِقُواْ لِلأَيَادِي الزِّمَامْ شَرَاهَتُنَا فِيهِ لِلأَكْلِ شَيْءٌ * يَفُوقُ التَّشَفِّيَ وَالإِنْتِقَامْ فَفِي الأَكْلِ إِسْرَافُنَا قَدْ أَحَا * لَ شَهْرَ الصِّيَامِ لِشَهْرِالْتِهَامْ فَلاَ هَمَ لِلنَّاسِ يُذْكَرُ فِيهِ * سِوَى طَبْخِ كُلِّ صُنُوفِ الطَعَامْ أَنَا لَمْ أَقُلْ فِيهِ لاَ يَأْكُلُواْ * وَلَكِن أَقُولُ كُلُواْ بِانْتِظَامْ لِمَا بَعْدَهُ يَهْجُرُ الدِّينَ قَوْمٌ * كَأَنَّ اعْتَرَى طَبْعَهُمْ الاِنْفِصَامْ

كَمَا يَفْعَلُ الطِّفْلُ مِنَّا رَضِيعَاً * فَأَبْغَضُ شَيْءٍ إِلَيْهِ الْفِطَامْ لِذَلِكَ نُوصَفُ في كُلِّ وَادٍ * بِأَنَّا شُعُوبٌ كُسَالى نِيَام إِذَا نَحْنُ لَمْ نَحْتَرِمْ دِينَنَا * فَكَيْفَ سَنَحْظَى إِذَنْ بِاحْتِرَامْ يَاسِر الحَمَدَاني 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَخْلاَقُنَا في رَمَضَان رَمَضَانُ شَهْرٌ بَاسِمُ * وَتَفُوحُ فِيهِ نَسَائِمُ تَتَبَسَّمُ الدُّنيَا لَهُ * وَبِهِ يُسَرُّ الْعَالَمُ تَرْكُ الْمَظَالِمِ وَالْفَوَا * حِشِ فِيهِ شَيْءٌ لاَزِمُ فَمَعَ الصِّيَامِ الْفُحْشُ في الأَخْلاَقِ لاَ يَتَلاَءمُ وَالمُؤْمِنُ الحَقُّ الَّذِي * في صَوْمِهِ يَتَرَاحَمُ مَا بَالُنَا مِنْ دُونِ خَلْقِ اللهِ لاَ نَتَفَاهَمُ وَتَزِيدُ في رَمَضَانَ مِنَّا ثَوْرَةٌ وَشَتَائِمُ

مَنْ قَالَ أَنَّا صَائِمُو * نَ فَذَاكَ شَخْصٌ وَاهِمُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رِسَالَةٌ إِلَى المُفْطِرِينَ في رَمَضَان رَمَضَانُ أَقْبَلَ وَالجَمِيعُ اسْتَبْشَرُواْ * إِلاَّ الَّذِي مِن غَيْرِ عُذْرٍ يُفْطَرُ النَّاسُ فِيهِ عَلَى المَسَاجِدِ أَقْبَلُواْ * وَهُوَ الْوَحِيدُ عَنِ المَسَاجِدِ مُدْبِرُ فَتَرَاهُ في رَمَضَانَ يُفْطِرُ عَامِدَاً * وَكَأَنَّهُ بِالْفِطْرِ فِيهِ يُؤْجَرُ وَمِنَ الْعَجَائِبِ أَنَّهُ يَشْكُو إِذَا * ذُكِرَتْ مَشَقَّاتُ الصِّيَامِ وَيُكْثِرُ يُبْدِي الظَّمَا لِلنَّاظِرِينَ وَإِن خَلاَ * في بَيْتِهِ الْتَقَفَ المِيَاهَ يُجَرْجِرُ وَيَزُجُّ بَيْنَ الصَّائِمِينَ بِنَفْسِهِ * عَنْ مَوْعِدِ الإِفْطَارِ لاَ يَتَأَخَّرُ مَهْمَا نَظَرْتَ مُوَبِّخَاً لِصَنِيعِهِ * لاَ يَسْتَحِي وَكَأَنَّهُ لاَ يُبْصِرُ

يَدْرِي كَرَاهِيَةَ الْعُيُونِ لِفِعْلِهِ * وَبِأَنَّ كُلَّ النَّاسِ مِنهُ يَسْخَرُ وَإِذَا انْتَهَى رَمَضَانُ هَنَّأَ نَفْسَهُ * بِصِيَامِ شَهْرٍ لَمْ يَصُمْهُ وَيَفْخَرُ لَمْ يَسْتَطِعْ شَهْرَاً يُهَذِّبُ نَفْسَهُ * الْفُجْرُ مِن أَكْمَامِهِ يَتَفَجَّرُ مَنْ لَيْسَ يَصْبِرُ أَنْ يُغَالِبَ جُوعَهُ * فَعَلَى عَذَابِ اللهِ كَيْفَ سَيَصْبِرُ يَكْفِي بِأَنَّ الصَّائِمِينَ إِذَا دَنَا * إِفْطَارُهُمْ فَرِحُواْ بِهِ وَاسْتَبْشَرُواْ وَالمُفْطِرُونَ إِذَا رَأَيْتَ وُجُوهَهُمْ * لَعَلِمْتَ كَيْفَ قُلُوبُهُمْ تَتَحَسَّرُ فَوُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ مِن خِزْيِهَا * لَكِنَّ وَجْهَ الصَّائِمِينَ مُنَوِّرُ إِنْ كَانَ أَغْلَبُنَا أَضَاعَ صَلاَتَهُ * وَصِيَامَهُ بِاللهِ كَيْفَ سَنُنْصَرُ الجَوُّ في رَمَضَانَ حُلْوٌ بَاسِمٌ * لَكِنَّهُ بِالمُفْطِرِينَ يُكَدَّرُ

شَهْرٌ يَجُودُ بِهِ الْكِرَامُ بِمَالِهِمْ * لِيُصِيببَ مِنهُ المُعْدِمُونَ وَيَشْكُرُواْ مَا كَانَ أَحْرَى هَؤُلاَءِ إِذَا أَتَى * رَمَضَانُ لَوْ فِيهِ اتَّقَواْ وَتَطَهَّرُواْ أَرْجُو مِمَّنْ يَقْرَأُ الْقَصِيدَةَ أَنْ يَنْشُرَهَا قَدْرَ الإِمْكَان، بَينَ أَهْلِ الأَمَانَةِ وَالإِيمَان؛ عَسَى أَنْ يُذَكِّرُواْ بِهَا مَنِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَان؛ فَأَضْمَرُواْ أَنْ يُفْطِرُواْ في رَمَضَان؛ وَالدَّالُّ عَلَى الخَيرِ كَفَاعِلِه "، " وَمَنْ دَعَا إِلى هُدَىً كَانَ لَهُ كَأَجْرِ مَن عَمِلَ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة "، وَ " مَثَلُ الَّذِي يَتَعَلَّمُ الْعِلْمَ وَلاَ يُعَلِّمُه؛ كَمَثَلِ الَّذِي يَكْنِزُ الْكَنْزَ وَلاَ يُنْفِقُ مِنهُ " (الْعِبَارَاتُ الثَّلاَثَةُ: أَحَادِيثُ صَحِيحَةٌ عَنِ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) 0

بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَتى نَصْرُ الله؟ حَتىَّ مَتى يَا رَبَّنَا نَتَأَلَّمُ * وَنَظَلُّ بِالنَّصْرِ المُؤَزَّرِ نَحْلُمُ أَفَنَصْرُنَا أَمْسَى لِبُعْدِ مَنَالِهِ * عَنَّا كَمَا ابْتَعَدَتْ عَلَيْنَا الأَنْجُمُ ظُلْمٌ وَتخْوِيفٌ وَفَقْرٌ مُدْقِعٌ * وَالهَمُّ جَمٌّ في الصُّدُورِ وَنَكْتُمُ لَمْ يَلْقَ ظُلْمَاً في الْوَرَى أَحَدٌ كَمَا * لَقِيَ المَظَالِمَ وَالهَوَانَ المُسْلِمُ كَلاَّ وَلاَ سَالَتْ دِمَاءٌ مِثْلَمَا * في أُمَّةِ الإِسْلاَمِ سَالَ بِهَا الدَّمُ وَكَأَنَّمَا الأَحْزَانُ قَدْ خُلِقَتْ لَنَا * أَوْ أَنَّ ذُلَّ المُسْلِمِينَ محَتَّمُ وَكَأَنَّمَا الأَيَّامُ حُبْلَى أَوْشَكَتْ * في بَطْنِهَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ تَوْأَمُ

بِمَصَائِبِ النَّشَرَاتِ يَبْدَأُ يَوْمُنَا * وَبِمَا نَرَاهُ في الْكِنَانَةِ يُخْتَمُ هَذَا يَمُوتُ وَلَمْ يجِدْ ثَمَنَ الدَّوَا * ءِ وَذَاكَ مَاتَ بِهِ وَذَلِكَ يُظْلَمُ وَيَظَلُّ يَجْرِي في المحَاكِمِ عُمْرَهُ * وَلَقَدْ يَمُوتُ بِسَاحِهَا أَوْ يَهْرَمُ كَمْ في سُجُونِ المُسْلِمِينَ فَظَائِعَاً * نَكْرَاءَ لَمْ يَنْطِقْ بِقَسْوَتِهَا فَمُ وَتَوَدُّ جُدْرَانُ السُّجُونِ لِمَا بِهَا * مِنْ شِدَّةِ التَّعْذِيبِ لَوْ تَتَكَلَّمُ كَمْ عَالِمٍ شَيْخٍ جَلِيلٍ لَمْ يُصِبْ * جُرْمَاً يُكَالُ لَهُ السِّبَابُ وَيُلْطَمُ وَيَجُرُّهُ في السِّجْنِ بَلْ وَيُذِيقُهُ * كَأْسَ المَذَلَّةِ تَامِرٌ أَوْ هَيْثَمُ وَفَظَائِعٌ أُخْرَى يَكَادُ لخُبْثِهَا * عَنْ ذِكْرِهَا يَنأَى اللِّسَانُ وَيُحْجِمُ اللِّصُّ فِيهِمْ سَيِّدٌ وَمُكَرَّمٌ * وَمحَاوِلُ الإِصْلاَحِ شَخْصٌ مجْرِمُ

كَمْ مِن أَدِيبٍ قُصِّفَتْ أَقْلاَمُهُ * في بَيْتِهِ ثَاوٍ وَفَاهُ مُلْجَمُ لَوْ أَنَّهُمْ نَزَعُواْ الْكِمَامَةَ مَرَّةً * عَنهُ لأَصْغَى الْعَالَمُ المُتَقَدِّمُ وَلِيَضْمَنُواْ حَتىَّ النِّهَايَةِ صَمْتَهُ * تُلْقَى لَهُ تُهَمٌ وَإِذْ بِهِ يُعْدَمُ أَوْ في السُّجُونِ يَظَلُّ فِيهَا عُمْرَهُ * الْعَظْمُ يُسْحَقُ وَالأَصَابِعُ تُفْرَمُ وَيُقَالُ في التَّبْرِيرِ إِنَّ بِدُونِ ذَا * كَ سَلاَمَةُ الأَوْطَانِ لَيْسَتْ تَسْلَمُ كَيْ يُقْنِعُوكَ وَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنَّهُ * كَذِبٌ بِأَلْوَانِ الخَدِيعَةِ مُفْعَمُ مَا أَن يُغَادِرَنَا لَئِيمٌ غَادِرٌ * حَتىَّ يَجِيءَ لَنَا الَّذِي هُوَ أَلأَمُ وَالشَّعْبُ يَظْلِمُ بَعْضُهُ بَعْضَاً كَمَا * في الْغَابِ تَنْقَضُّ الْوُحُوشُ وَتَلْقَمُ لَمْ يَبْقَ بَينَ النَّاسِ إِلاَّ ثَعْلَبٌ * أَوْ عَقْرَبٌ أَوْ حَيَّةٌ أَوْ أَرْقَمُ

الحَقُّ فِيهِمْ ضَائِعٌ وَالْعَدْلُ مَفْـ * قُودٌ لَدَيْهِمْ وَالأَمَانَةُ مَغْنَمُ أَخْلاَقُهُمْ سَاءتْ وَسَاءَ سُلُوكُهُمْ * وَالشَّرُّ فِيهِمْ كُلَّ يَوْمٍ يَعْظُمُ عَبَسَ الضَّرِيرُ إِلَيْهِمُ مِنْ قُبْحِهِمْ * وَبِفُحْشِهِمْ نَطَقَ اللِّسَانُ الأَبْكَمُ يَا رَبِّ إِنَّ قُلُوبَنَا مِمَّا بِهَا * مِنْ كَثْرَةِ الأَحْزَانِ كَادَتْ تَسْأَمُ إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ ذَا بِذُنُوبِنَا * وَبِأَنَّ عَيْنَ الْعَدْلِ فِيمَا تَحْكُمُ لَكِنَّنَا يَا رَبِّ رَغْمَ ذُنُوبِنَا * سُرْعَانَ مَا كُنَّا نَتُوبُ وَنَنْدَمُ لاَ زَالَ يَغْمُرُنَا يَقِينٌ قَاطِعٌ * يَا رَبِّ أَنَّكَ في النِّهَايَةِ تَرْحَمُ فَأَنِرْ طَرِيقَ المُسْلِمِينَ وَقَوِّهِمْ * فَطَرِيقُهُمْ وَعْرٌ طَوِيلٌ مُعْتِمُ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني

تَعَبٌ كُلُّهَا الحَيَاة حَتىَّ مَتى يَا رَبَّنَا نَتَوَجَّعُ * أَكْبَادُنَا مِن حُزْنِهَا تَتَقَطَّعُ مَا أَنْ نَفِيقَ مِنَ الهُمُومِ إِفَاقَةً * حَتىَّ نَرَى هَمَّاً جَدِيدَاً يُسْرِعُ حَتىَّ مَتى سَنَظَلُّ نَزْرَعُ في الْوَرَى * خَيْرَاً وَنحْنُ نَرَى سِوَانَا يَقْلَعُ رُحْمَاكَ بي وَبِأُسْرَتي وَأَحِبَّتي * إِنَّا إِلَيْكَ جَمِيعَنَا نَتَضَرَّعُ فَقَدِ ابْتُلِينَا هَاهُنَا بحُسَالَةٍ * عَنْ ظُلْمِ كُلِّ الخَلْقِ لاَ تَتَوَرَّعُ فَمَتى ظَلاَمُكِ يَا مَظَالِمُ يَنْقَضِي * وَمَتى بَشِيرُكِ يَا بَشَائِرُ يَسْطَعُ أَفَكُلَّمَا هَمٍّ فَظِيعٌ مَرَّ بي * يَنْتَابُني هَمٌّ جَدِيدٌ أَفْظَعُ فَزَمَانُنَا هُوَ فَتْرَةُ الْغُرَبَاءِ مَا * فِيهِ قَرِيبٌ أَوْ غَرِيبٌ يَنْفَعُ وَالدِّينُ بَينَ النَّاسِ صَارَ كَأَنَّهُ * ثَوْبٌ وَمِنْ كُلِّ الرِّقَاعِ مُرَقَّعُ

هَجَرُواْ كِتَابَ اللهِ كَيْ يَتَقَدَّمُواْ * وَحَيَاتُهُمْ مِن غَيرِهِ مُسْتَنْقَعُ فَبَنَاتُهُمْ خَلَعَتْ رِدَاءَ حَيَائِهَا * وَمَعَ الشَّبَابِ عَلَى المَلاَ تَتَسَكَّعُ وَرِجَالُهُمْ قَدْ أَهْمَلُواْ أَبْنَاءهُمْ * وَنِسَاؤُهُمْ لأَقَلِّ شَيْءٍ تخْلَعُ وَفَقِيرُهُمْ يَرْنُواْ لِمَالِ غَنِيِّهِمْ * وَغَنِيُّهُمْ مَهْمَا اغْتَنى لاَ يَشْبَعُ وَيُهَانُ بَيْنَهُمُ الضَّعِيفُ وَيُشْتَرَى * وَيُبَاعُ في أَسْوَاقِهِمْ وَيُرَوَّعُ كَمْ مِنْ قَصَائِدَ قُلْتُهَا في نُصْحِهِمْ * لَوْ فِيهِمُ مَنْ لِلنَّصَائِحِ يَسْمَعُ في الْبَحْرِ أَلْقَوْهَا فَحَلَّتْ قَاعَهُ * وَالدُّرُّ في قَاعِ الْبِحَارِ مُضَيَّعُ فَعَلَى هُمُومِ المُسْلِمِينَ وَهَمِّنَا * في الحَالَتَينِ تَسِيلُ مِنَّا الأَدْمُعُ يَا رَبِّ أَدْرِكْنَا بِنَصْرٍ عَاجِلٍ * كُلُّ الْقُلُوبِ إِلى السَّمَا تَتَطَلَّعُ

بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني مَتى يُنْصَفُ الضَّعِيف؛ في عَهْدِكَ يَا دُكْتُور نَظِيف؟! إِلى كَمْ بِمِصْرَ أَنَا أُظْلَمُ * إِلى كَمْ حُقُوقِي بِهَا تُهْضَمُ إِلى كَمْ أُهَانُ وَأَكْظِمُ غَيْظِي * كَأَنيَ أَخْرَسُ أَوْ أَبْكَمُ تَزِيدُ هُمُومِي وَلاَ تَنْقُصُ * وَيَقْسُو زَمَاني وَلاَ يَرْحَمُ إِلى كَمْ يُعَذَّبُ فِينَا التَّقِيُّ * وَيَطْغَى اللَّئِيمُ وَيَسْتَحْكِمُ فَحَقُّ المُوَاطِنِ أَمْسَى مُبَاحَاً * لِمَنْ لاَ يَفِيقُ وَلاَ يَنْدَمُ وَقَوْلُ الحَقِيقَةِ أَصْبَحَ مُرَّاً * وَمَنْ قَالهَا رُبَّمَا يُعْدَمُ فَخُضْنَا السِّيَاسَةَ نُؤْذَى وَإِنْ * تَرَكْنَا السِّيَاسَةَ لاَ نَسْلَمُ أَمِثْلِيَ إِصْبَعُهُ يُكْسَرُ * وَمِثْلِي عَلَى وَجْهِهِ يُلْطَمُ

وَمَاذَا جَنَيْنَا لِيُجْنى عَلَيْنَا * وَنُضْرَبَ حَتىَّ يَسِيلَ الدَّمُ وَفي أَيْنَ في بَلَدٍ مُسْلِمٍ * وَشَعْبٍ يَقُولُ أَنَا مُسْلِمُ فَيَا رَبِّ رُحْمَاكَ إِنَّا ضِعَافٌ * وَأَنْتَ بِأَحْوَالِنَا أَعْلَمُ وَخَلِّصْ عِبَادَكَ مِنْ ظُلْمِ بَعْضٍ * فَبَعْضُ عِبَادِكَ لاَ يَرْحَمُ كَمِثْلِ الثَّعَابِينِ في عَضِّهَا * وَمِثْلِ التَّمَاسِيحِ إِذْ تَلْقَمُ إِلى مَنْ سَنَلْجَأُ يَا رَبِّ إِلاَّ * إِلَيْكَ فَخُذْ حَقَّنَا مِنهُمُ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني هَلْ يَفْرَحُ بِالعِيد؛ إِنْسَانٌ غَيرُ سَعِيد؟! كَمْ شَاعِرٍ في مِصْرَ فَذٍّ لَيْسَ يَمْلِكُ قُوتَ يَوْمِه فَتَرَاهُ لَيْلَ نَهَارَ يَشْكُو في الْقَصَائِدِ ظُلْمَ قَوْمِه النَّاسُ بَعْدَ الْعِيدِ تُفْطِرُ وَهْوَ مُضْطَرٌّ لِصَوْمِه

بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني حَالُ المُسْلِمِين؛ الَّذِي يَنْدَى لَهُ الجَبِين عَيْني أَطَلَّتْ لحَالِ المُسْلِمِينَ بَكَتْ * كَمْ بَينَ أُمَّتِنَا وَالنَّصْرِ مِن حِقَبِ إِنْ لَمْ يَكُنْ ليَ في ذَا النَّصْرِ مِنْ شَرَفٍ * فَاجْعَلْهُ يَا رَبِّ في نَسْلِي وَفي عَقِبي إِنيِّ رَجَوْتُكَ يَا رَبيِّ عَلَى ثِقَةٍ * بِأَنَّ مَنْ يَرْتجِي الرَّحْمَنَ لَمْ يَخِبِ يَا رَبِّ هَيِّئْ لَنَا مِن أَمْرِنَا رَشَدَاً * فَكَمْ تَعِبْنَا وَلَمْ نَرْبحْ سِوَى التَّعَبِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 بِاسْتِثْنَاءِ المِصْرَاعِ الثَّاني مِنَ الْبَيْتِ الأَخِير} بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني حَالُ الأُدَبَاءِ وَالشُّعَرَاءِ الْفُقَرَاءِ في مِصْر

الظُّلْمُ في مِصْرَ عَلَّمَنَا المَهَابَةَ مِنْ * كُلِّ الأُمُورِ وَكُنَّا قَبْلُ لَمْ نَهَبِ لِتَعْذُرُونيَ في الآهَاتِ إِنْ صَدَرَتْ * في الشِّعْرِ أَوْ في مَقَالاَتي وَفي كُتُبي بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني النَّاسُ مُنْذُ زَمَان، وَالنَّاسُ الآن كَانَتْ طِبَاعُ الْوَرَى أَحْلَى مِنَ الرُّطَبِ * فَأَصْبَحُواْ الْيَوْمَ أَشْرَارَاً ذَوِي شَغَبِ يَا رَبِّ هَيِّئْ لَنَا مِن أَمْرِنَا رَشَدَاً * فَكَمْ تَعِبْنَا وَلَمْ نَرْبحْ سِوَى التَّعَبِ وَكَمْ حُقُوقٍ لَنَا ضَاعَتْ بِلاَ عِوَضٍ * وَكَمْ ظُلِمْنَا بِلاَ ذَنْبٍ وَلاَ سَبَبِ مَنْ لِلأَدِيبِ سِوَاكَ يَصُونُ هَيْبَتَهُ * في ظِلِّ جِيلٍ بِلاَ دِينٍ وَلاَ أَدَبِ

{يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 بِاسْتِثْنَاءِ المِصْرَاعِ الثَّاني مِنَ الْبَيْتِ الثَّاني فَهُوَ لِشَاعِرٍ آخَر} وَقُلْتُ في الطَّيِّبِينَ المُسْتَضْعَفِين: كَمْ ذَا رَأَيْتُ بِأَرْضِ مِصْرَ مِنَ الضِّعَافِ الطَّيِّبِين لَكِن إِذَا عَاشَ الضَّعِيفُ مَعَ الجَبَابِرِ لاَ يُبِين وَقُلْتُ أَيْضَاً: بِالأَمْسِ عَيْني اسْتَعْبَرَتْ * ثُمَّ الدُّمُوعُ تحَدَّرَتْ أَسَفَاً عَلَى قَوْمٍ قُلُوبُهُمُ قَسَتْ وَتحَجَّرَتْ وَكَأَنَّ أَرْضَ النِّيلِ مِن أَهْلِ المُرُوءةِ أَقْفَرَتْ حَتىَّ نُفُوسُ الطَّيِّبِينَ تَغَيَّرَتْ وَتَنَكَّرَتْ وَقُلْتُ أَيْضَاً: بحْرُ الْكِنَانَةِ كَانَ دَوْمَاً هَادِئَاً * وَالْيَوْمَ أَصْبَحَ مَوْجُهُ مُتَلاَطِمَا مَاذَا أَصَابَ الشَّعْبَ في أَخْلاَقِهِ * قَدْ كَانَ شَعْبَاً طَيِّبَاً وَمُسَالِمَا

وَكَتَبْتُ في ذَلِكَ أَيْضَاً وَفي الإِحْبَاطِ المُتَرَتِّبِ عَلَيْه، وَالنَّاتِجِ عَن عَجْزِ الإِنْسَانِ في الْوُصُولِ إِلى مَا يَصْبُو إِلَيْه: لَوْ كُلُّ مَا يَتَمَنىَّ المَرْءُ يُدْرِكُهُ * مَا كُنْتَ تَلْقَى امْرَأً في الكَوْنِ مَهْمُومَا حُرِمْتُ رَبيِّ كَثِيرَاً في الحَيَاةِ فَهَلْ * أَظَلُّ يَا رَبِّ بَعْدَ المَوْتِ محْرُومَا كَانَتْ حَيَاتيَ بِالأَحْزَانِ حَافِلَةً * وَعِشْتُ يَا رَبِّ في دُنيَايَ مَظْلُومَا تَغَيَّرَتْ مِصْرُ عَمَّا كُنْتُ أَعْهَدُهُ * حَتىَّ الهَوَاءُ بِهَا قَدْ صَارَ مَسْمُومَا الْفِسْقُ في أَرْضِهَا قَدْ صَارَ مُنْتَشِرَاً * وَالصِّدْقُ في أَهْلِهَا قَدْ صَارَ مَذْمُومَا لَمْ أَلْقَ دَاعِيَةً في مِصْرَ مجْتَهِدَاً * إِلاَّ وَكَانَ بِهَذَا الأَمْرِ مَغْمُومَا بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني

أَصْهَارِيَ الْكِرَام صَاهَرْتُ بَيْتَاً في خَلِيلْ * مَا في الْبُيُوتِ لَهُ مَثِيلْ لَوْ زُرْتَهُمْ يَا صَاحِ يَوْمَاً لَنْ تُفَكِّرَ في الرَّحِيلْ فَلَهُمْ طِبَاعٌ عَذْبَةٌ شَفَّافَةٌ كَالسَّلْسَبِيلْ قَلْبي لِغَيْبَتِهِمْ يَظَلُّ كَأَنَّهُ رَجُلٌ عَلِيلْ يَا رَبَّنَا احْفَظْهُمْ فَلَيْسَ لَنَا إِذَا فُقِدُواْ بَدِيلْ لِمَ دَائِمَاً أَمْثَالُهُمْ في هَذِهِ الدُّنيَا قَلِيلْ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني وَلِذَا عِنْدَمَا عَثَرْتُ عَلَى فَتَاةِ أَحْلاَمِي كَتَبْتُ فِيهَا لَيْلَةَ الْعُرْسِ هَذِهِ الرَّائِعَةَ الزَّجَلِيَّة: " عَرُوسِتْنَا قَمَرْ مِلاَلي * وِمِترَبِّيَّة عَالغَالي " " شُوفْتَهَا وِاتْغَيرْ حَالي * وِجَرَالي اللِّي جَرَالي "

" غَاليَة عَلَيَّا غَاليَة عَلَيَّا * وَاغْلَى عَنْدِي مِن عِنَيَّا " " دَانَا لَفِّيتِ الدُّنيَا دِيَّة * مَا لْقِيتْشِي زَيِّكْ يَا صَبِيَّة " " جَمِيلَة وْأَمُّورَة وْحِلوَة * وَتِسْتَاهِلْ مِلْيُون غِنوَة " " زَيِّ اخْوَاتْهَا نجْوَى وْنَشْوَى * وِأَجْمَلْ مِنهُمْ شِوَيَّة " " جِسْمِ مِتقَسِّمْ تَقسِيمْ * وِرُوحْ أَحْلَى مْنِ النَّسِيمْ " " وِالعُيُونْ زَيِّ البرْسِيمْ * بَايِنْ فِيهَا سَلاَمْةِ النِّيَّة " " طَيِّبَة وْقَنُوعَة جِدَّاً * وَبَاحِبَّهَا جِدَّاً جِدَّاً " " وِأَصِيلَة أَبَّاً عَنْ جِدَّاً * رَبِّنَا يخَلِّيهَا لِيَّا " " كُلَّهَا رِقَّة وْإِحْسَاسْ * وِبِتْحِبِّ تْسَاعِدِ النَّاسْ " " وِشَايْلاَني فُوقِ الرَّاسْ * رَبِّنَا يُسْترْ عَلَيَّا " " يَا أَبْيَضْ يَا أَبْيَضَاني * كُلِّ أَوْصَافَكْ عَجْبَاني "

" نَسِّيتْني هُمُومي وْأَحْزَاني * وِالمَتَاعِبْ وِالأَسِيَّة " " دَا انَا مْشِيتْ مِشْوَارْ طَوِيلْ * أَدَوَّرْ عَلَى بِيتْ أَصِيلْ " " جِيتْ وَحَطِّيتْ في خَلِيلْ * مَرَاكْبي وِمَرَاسِيَّا " " وِانْسِي شْوَيَّة يَا جَمِيلَة * إِنِّي عَرِيسِكِ اللِّيلَة " " وِاعْتبرِيني وَاحِدْ مِالعِيلَة * هَيْقُولْ لِكِ الكِلمَة الجَايَّة " " جُوزِكِ ان قَدِّمْلِكْ لُقْمَة * كُلِيهَا وِارْضِي بِالْقِسْمَة " " مِشْ لاَزِمْ كُلِّ يُومْ لحْمَة * مَالُه الفُولْ مَالْهَا الطَّعَمِيَّة " " وِعَشَانْ رَبِّنَا يْبَارِكْ * صُوني أَسْرَارُه وْأَسْرَارِكْ " " لاَ تِشْكِي لجَارْتِكْ وَلاَ جَارِكْ * أَحْوَالكُمُ العَائِلِيَّة " " عَلَى قَدِّ مَا تِقْدَرِي حِبِّيهْ * وِاوْعِي فْيُومْ تِزَعَّلِيهْ " " أَوْ تِتْنَمْرَدِي عَلِيهْ * لاَحْسَن يِعْمِلْ زَيِّ عَطِيَّة "

" وِآخِرْ حَاجَة هَاقُولْهَالِكْ * خَلِّيهَا دَايْمَاً في بَالِكْ " " أَوِّلْ مَا اللهْ يْعَدِّلْهَالِكْ * صَلِّي وْصُومِي يَا صَبِيَّة " " أَنَا مِشْ غَاوِي غَنَاوِي * وَلاَ بَاقْعُدْ عَالقَهَاوِي " " دَا أَنَا شَاعِرْ وِهَاوِي * وِالكِتَابَة عَنْدِي غِيَّة " " بَادْعُوكْ يَا رَبِّ الأَرْبَابْ * تُرْزُقْ زَيِّي كِدَة الشَّبَابْ " " دَه حَيَاةِ العُزَّابْ عَذَابْ * وِجَرَّبْنَا العُزُوبِيَّة " " وِشُكْرَاً لِلمَعَازِيمْ * وِلعَمِّ عَبْدِ الرِّحِيمْ " " الرَّجُلِ الشَّهْمِ الكَرِيمْ * وِامْرَاتُه السِّتِّ بَدْرِيَّة " بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني زَحْفُ الاَنحِرَاف؛ إِلى شَبَابِ الأَرْيَاف إِكْرَامُهُمْ لِضُيُوفِهِمْ شَيْءٌ يَفُوقُ المَقْدِرَة

لاَ يَقْبَلُونَ مِنَ الضُّيُوفِ تَعَلُّلاً أَوْ مَعْذِرَة فَسَخَاءُ فَوْزِي صُورَةٌ في الجُودِ غَيْرُ مُكَرَّرَة وَلَكَمْ لَقِينَا في مِسَلَّمَ مِنْ وُجُوهٍ مُقْمِرَة لاَ يحْمِلُونَ شَهَادَةً وَلَهُمْ عُقُولٌ نَيِّرَة وَعَلَى الطَّرِيقِ مِنَ الشَّبَابِ حُسَالَةٌ مُسْتَهْتِرَة مِثْلُ الحَنُوتي وَاقِفُونَ عَلَى طَرِيقِ المَقْبَرَة لِيُحَدِّقُواْ النَّظَرَاتِ فِيمَنْ مَرَّ فَوْقَ الْقَنْطَرَة يَقِفُونَ مِثْلَ الْعَاطِلِينَ لِسَاعَةٍ مُتَأَخِّرَة لَوْ كُنْتُ شُرْطِيَّاً حَجَزْتُ لَهُمْ مَكَانَاً في طُرَة بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني دُمُوعُ الشُّمُوع وَلَوْ أَنَّ البُكَاءَ يُفِيدُ شَيْئَاً * لَعِشْتُ العُمْرَ أَبْكِي سُوءَ حَالي وَدَمْعِي إِنَّمَا يجْرِي لِعِلْمِي * الَّذِي قَدْ صَارَ مَيْتَاً دُونَ مَالي

********* حَتىَّ لَقَدْ صِرْتُ كَالشُّمُوعِ * مِنِ احْتِرَاقِي وَمِنْ دُمُوعِي بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني رَدَّاً عَلَى بَعْضِ الأَفْكَارِ الْعُنْصُرِيَّة حَسْبُكُمْ عَنِ البَيَاضِ * بِأَنَّهُ بَعْضُ البَهَقْ فَهَلْ أَتَى بِالأَمْرَاضِ * السَّوَادُ فِيمَا سَبَقْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَهِيَ فِكْرَةٌ في الأَصْلِ لاَبْنِ الرُّومِيِّ قُمْتُ بِنَظْمِهَا} بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني بُيُوتٌ عَامِرَة، وَنُفُوسٌ فَاجِرَة كُلُّ الْوَرَى يَتَفَنَّنُ * مِن أَجْلِ تَشْيِيدِ البُيُوتْ وَلَدَيْهِ قَلْبٌ أَوْهَنُ * مِنْ خَيْطِ بَيْتِ الْعَنْكَبُوتْ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني السَّجَائِر

يَا مُدْمِنَاً شُرْبَ السَّجَائِرْ * وَتَقُولُ لَيْسَ مِنَ الْكَبَائِرْ وَلَقَدْ عَلِمْتَ بِمَا حَوَتْ تِلْكَ السُّمُومُ مِنَ المَخَاطِرْ وَكَتَبْتُ أَيْضَاً: لَوْ أَنَّهُمْ قَدْ قَنَّنُواْ * أَنَّ المُدَخِّنَ يُسْجَنُ مَا كُنْتَ تَلْقَى وَاحِدَاً بَيْنَ الأَنَامِ يُدَخِّنُ إِنَّ السَّجَائِرَ كَالمُخَدِّرِ وَالمُدَخِّنُ مُدْمِنُ فَيَكَادُ في شَهْرِ الصِّيَامِ بِدُونِهَا يَتَجَنَّنُ وَلِمَدْفَعِ الإِفْطَارِ طِيلَةَ يَوْمِهِ يَتَحَيَّنُ وَالْبَعْضُ يَشْرَبُهَا وَفي إِخْفَائِهَا يَتَفَنَّنُ يَا لَيْتَ كُلِّ مُدَخِّنٍ لأَذَى السَّجَائِرِ يَفْطِنُ يَا لَيْتَهُ فِيمَا كَتَبْتُ لأَجْلِهِ يَتَمَعَّنُ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني طُرْفَةٌ مِنْبرِيَّة

كُنْتُ قَدْ حَضَرْتُ خُطْبَةً لِلشَّيْخِ محَمَّد حَسَّان، وَبَيْنَمَا هُوَ يخْطُب إِحْدَى الخُطَبِ الحَمَاسِيَّةِ السَّاخِنَة ـ وَكَانَ الحَدِيثُ فِيهَا عَنِ الهَوَى ـ وَحَوْلَهُ العَرَبَاتُ المُصَفَّحَة، بِصُورَةٍ مخِيفَةٍ مُفْزِعَة، وَبَيْنَمَا هُوَ في مُنْتَصَفِ الخُطْبَة؛ إِذْ سَمِعْنَا أَصْوَاتَ مَدَافِعَ أَوْ قَنَابِلَ مُتَفَجِّرَة ـ قَذَفَ اللهُ في قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ في الدُّنيَا وَالآخِرَة ـ فَفَرَرْنَا مَذْعُورِينَ حَذَرَ المَوْت، ثمَّ فُوجِئْنَا بِمَا لَمْ يَكُنْ يخْطُرُ لَنَا بِبَال، حَيْثُ اكْتَشَفْنَا أَنَّ هَذِهِ الأَصْوَات؛ لَمْ تَكُنْ سِوَى صَوْتِ المِظَلاَّت، أَحْدَثَهَا الهَوَاءُ في هَذَا القُمَاش؛ فَانْقَلَبَ الخَوْفُ وَالذُّعْرُ إِلى عَجَبٍ وَنِقَاش، وَكَتَبْتُ أَنَا هَذَا البَيْتَ الفَرْد:

غَضِبَ الهَوَا لَمَّا خَطَبْتَ عَنِ الهَوَى * فَحَذَارِ فِيمَا بَعْدُ مِن إِغْضَابِهِ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني الأُحَيْمِقُ السَّفِيه " وَاللهِ لَبْرِيقُهْ يِشْرَقْ * وِفي شِبرِ مَيَّة يِغْرَقْ " " دَا اذَا شَبَّعْنَاهْ هَيِزْني * وِاذَا جَوَّعْنَاهْ هَيِسْرَقْ " " دَلُّوعِةِ ابُوهْ تَرْبِيةِ امُّهْ * إِذَا شَالِ الهَمِّ يِعْرَقْ " بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني أَمْرِيكَا لاَ تَغْتَرِّي يَا أَمْرِيكَا * بِعُلاَكِ لاَ تَغْتَرِّي فَالْقِمَامَةُ دائِمَاً * تَطْفُو فَوْقَ سَطْحِ البَحْرِ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني كَتَائِبُ الأَقْصَى

سَنَخُوضُ المَعْرَكَةُ الْكُبرَى * وَسَتُدْرِكُ أُمَّتُنَا النَّصْرَا لَنْ نَتْرُكَ مَسْجِدَنَا الأَقْصَى * سَنُحَرِّرُهُ شِبرَاً شِبرَا مِنْ زَمَنٍ مَرَّ وَأُمَّتُنَا * سَاهِرَةٌ تَنْتَظِرُ الْفَجْرَا لَنْ يَرْدَعَ أَمْرِيكَا إِلاَّ * مَنْ يَكْسِرُ شَوْكَتَهَا كَسْرَا لَنْ نُبْقِيَ في خَلَدِ الدُّنيَا * مِنْ سِيرَتِهَا إِلاَّ الذِّكْرَى وَسَنَجْعَلُ سُودَ أَفَاعِلِهَا * في أُمَّتِنَا حُمَمَاً حُمْرَا قَرْنٌ قَدْ مَرَّ وَكَوْكَبُنَا * لَمْ يَرَ مِنهَا قَطٌّ خَيرَا بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني

إِلى مَسْئُول؛ في وَزَارَةِ الْبِتْرُول لَقَدْ وَصَلَ سِعْرُ الأُسْطُوَانَة إِلى ثمَانِيَةِ جُنَيْهَاتٍ وَنِصْفٍ بِعِزْبَةِ الهَجَّانَة، وَلاَ تُبَاعُ إِلاَّ بَعْدَ مُنْتَصَفِ اللَّيْل، فَإِلى مَتى نُعَاني هَذَا الْوَيْل 00؟! صَدَّعْتُمُ الآذَانَ بِالإِنْجَازِ * وَبِمَا اكْتَشَفْتُمْ مِن حُقُولِ الْغَازِ فَلِمَا يُعَاني الْبَعْضُ يَا قَوْمِي إِذَنْ * في الْبَحْثِ عَن أُنْبُوبَةِ البُوتجَازِ أَنىَّ سَيَطْبُخُ هَؤُلاَءِ طَعَامَهُمْ * هَلْ يَرْجِعُونَ إِلى وَبُورِ الجَازِ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني أَزْمَةُ التَّعْلِيم في مِصْر قَدْ حَطَّمُونَا قَادَةُ التَّعْلِيمِ * في أَرْضِ مِصْرٍ أَيَّمَا تحْطِيمِ وَمَنَارَةُ التَّعْلِيمِ يَا وُزَرَاءنَا * أَوْلى مِنَ الآثَارِ بِالتَّرْمِيمِ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني

عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرَاً مِنْكُمْ إِنَّا إِلى رَبِّنَا رَاغِبُون أَرِيحُونَا فَقَدْ ظَهَرَ الْفَسَادُ * وَضَجَّتْ مِنهُ في مِصْرَ الْعِبَادُ مَضَتْ سَبْعُونَ عَامَاً في انْتِظَارٍ * وَلَمَّا تَنْتَهِي السَّبْعُ الشِّدَادُ قَرَاصِنَةٌ أَبَادُواْ خَيْرَ مِصْرٍ * كَأَنَّهُمُ احْتِلاَلٌ أَوْ جَرَادُ سِوَى أَنَّ الجَرَادَ يَسُدُّ جُوعَاً * وَلَكِنْ مَا لجُوعِهِمُ انْسِدَادُ يَظَلُّ الشَّعْبُ طُولَ الْعَامِ يَسْقِي * بِأَرْضٍ مَا لَهَا أَبَدَاً حَصَادُ أَرِيحُواْ شَعْبَ مِصْرَ وَفَارِقُوهُ * فَوَاللهِ لَقَدْ شَكَتِ الْبِلاَدُ إِذَا في قُرْبِكُمْ لَمْ يُرْجَ نَفْعٌ * فَحَتْمَاً سَوْفَ يَنْفَعُ الاَبْتِعَادُ عَجِبْتُ لمِصْرَ تُسْرَقُ مِنْ قُرُونٍ * وَمَا لِكُنُوزِهَا أَبَدَاً نَفَادُ أَشِيرُواْ لِلْفَسَادِ وَحَاصِرُوهُ * فَأَوَّلُ صَحْوَةِ الشَّعْبِ انْتِقَادُ فَإِنَّهُمُ رَمَادٌ فَوْقَ جَمْرٍ * فَهَلْ يَبْقَى إِذَا نُفِخَ الرَّمَادُ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الرُّوتِينُ وَالْفَسَاد، الَّذِي اشْتَكَتْ مِنهُ الْبِلاَد كَمْ ذَا يُعَاني شَعْبُنَا الرُّوتِينَا * حَتىَّ لَهُ صَارَ الْعَنَاءُ قَرِينَا وَكَأَنَّمَا صُوَرُ الْفَسَادِ بِأَسْرِهَا * في أَرْضِ مِصْرَ تَوَطَّنَتْ تَوْطِينَا فَمَتىَ يَكُونُ الحَالُ في أَمْصَارِهَا * كَالحَالِ في بَارِيسَ أَوْ بَرْلِينَا إِنَّا لَنَرْقُبُ ذَلِكَ الْيَوْمَ الَّذِي * فِيهِ سَيَشْهَدُ وَضْعُنَا التَّحْسِينَا فَأَعِن إِلَهِي المُصْلِحِينَ وَقَوِّهِمْ * فِينَا وَمَكِّنْ دِينَهُمْ تَمْكِينَا وَأَرِحْ عِبَادَكَ مِنْ تَسَلُّطِ عُصْبَةٍ * عَاثَتْ فَسَادَاً في الْبِلاَدِ سِنِينَا زَادَتْ مَظَالِمُهَا وَزَادَ غَلاَؤُهَا * فَنَثُورُ أَحْيَانَاً وَنَصْبِرُ حِينَا لَيْتَ الحُكُومَةَ تَنْشُدُ الأَخْلاَقَ في * مَنْ قَدْ أَتَاهَا يَطْلُبُ التَّعْيِينَا بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني

الحُكُومَةُ المُسْتَبِدَّة، وَسِيَاسَةُ الشِّدَّة إِنَّ الْفَسَادَ بِكُلِّ يَوْمٍ يَظْهَرُ * فَمَتى الْكِنَانَةُ مِنهُ سَوْفَ تُطَهَّرُ مَا بَالُهُمْ إِصْلاَحُهُمْ مُتَبَاطِئٌ * في مَشْيِهِ وَإِذَا مَشَى يَتَعَثَّرُ إِنَّ الْقَطِيعَ وَإِنْ تَظَاهَرَ بِالرِّضَا * تحْتَ السِّيَاطِ فَإِنَّهُ يَتَذَمَّرُ عَيْبُ الحُكُومَةِ في الْكِنَانَةِ عِنْدَنَا * هُوَ أَنَّهَا بِالشَّعْبِ لَيْسَتْ تَشْعُرُ عَنْ صَرْخَةِ المَظْلُومِ تُغْلِقُ أُذْنَهَا * وَعَلَى الْفَسَادِ وَأَهْلِهِ تَتَسَتَّرُ قَدْ أَصْبَحَ الشَّعْبُ الضَّحُوكُ لِظُلْمِهَا * دَوْمَاً حَزِينَاً سَاكِتَاً يَتَفَكِّرُ وَلِذَاكَ مَهْمَا غَيَّرَتْ في شَكْلِهَا * لِيُحِبَّهَا فَالشَّعْبُ مِنهَا يَنْفِرُ

أَفَكُلَّمَا اكْتَشَفَتْ مَصَادِرَ ثَرْوَةٍ * تَزْدَادُ شُحَّاً بَيْنَنَا وَتُقَتِّرُ وَتَظُنُّ أَنَّ الشَّعْبَ صَدَّقَ كِذْبَهَا * وَخِدَاعَهَا وَالشَّعْبُ مِنهَا يَسْخَرُ خَيرَاتُ مِصْرَ كَثِيرَةٌ فَلِمَا إِذَن * لَسْنَا نَرَى مِنْ فَائِضٍ يَتَوَفَّرُ نَهَبُواْ الْبِلاَدَ وَأَوْدَعُواْ ثَرَوَاتِهَا * بِحِسَابِهِمْ وَالشَّعْبُ عَارٍ يَنْظُرُ وَإِذَا اشْتَكَى المِصْرِيُّ كَثْرَةَ ظُلْمِهِمْ * قَالُواْ عَلَيْهِ إِنَّهُ يَتَبَطَّرُ

قِطَطٌ سِمَانٌ كُلَّمَا أَبْصَرْتُهَا * قُلْتُ الْبُغَاثُ بِأَرْضِنَا تَسْتَنْسِرُ تِسْعُونَ عَامَاً في الْكِنَانَةِ شَعْبُنَا * دَمُهُ يَسِيلُ عَلَى الطَّرِيقِ وَيَقْطُرُ إِنيِّ بِمِصْرٍ كُلَّمَا عَيْني رَأَتْ * ذَبْحَ الطُّيُورِ فَإِنَّني أَتَطَيَّرُ أَغْرَى الحُكُومَةَ بِالتَّمَادِي أَنَّهَا * قَدْ صَادَفَتْ في مِصْرَ شَعْبَاً يَغْفِرُ تَذَمَّرَ: أَيْ ثَارَ وَتَغَضَّبَ، الْبُغَاث: فِرَاخُ النُّسُور، وَتَسْتَنْسِرُ: أَيْ تُصْبِحُ نُسُورَاً كَبِيرَة 0 وَيَتَبَطَّرُ: فِعْلٌ صَحِيحٌ بِمَعْنىَ تَسَخَّطَ؛ وَمِنهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ الشَّاعِرِ الجَاهِلِيّ: " إِذا ما تَمَطَّى في الحِزامِ تَبَطَّرا "

بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني جَشَعُ بَعْضِ المُسْتَثْمِرِين مَا بَالُ قَوْمٍ عِنْدَهُمْ أَمْوَالُ * في مِصْرَ مِنهُمْ زَادَ الاَسْتِغْلاَلُ مَا دَامَ فِينَا هَؤُلاَءِ فَبَيْنَنَا * وَوُصُولِ مِصْرَ إِلى الْعُلاَ أَمْيَالُ لَمْ يَنْظُرُواْ لِشُعُوبِهِمْ تِلْكَ الَّتي * ثَقُلَتْ عَلَى أَعْنَاقِهَا الأَغْلاَلُ وَلَرُبَّمَا مَنَعُواْ الزَّكَاةَ وَأَظْهَرُواْ * إِفْلاَسَهُمْ بِبَرَاعَةٍ وَاحْتَالُواْ إِنيِّ نَظَرْتُ بِمِصْرَ لَمْ أَرَ مَصْنَعَاً * إِلاَّ وَفِيهِ يَشْتَكِي الْعُمَّالُ كُلُّ الْبِلاَدِ غَنِيُّهَا مُتَعَاطِفٌ * إِلاَّ بِمِصْرَ غَنِيُّهَا مخْتَالُ وَلِذَا أَصَابَتْ شَعْبَ مِصْرَ مجَاعَةٌ * وَنحَافَةٌ في جِسْمِهِ وَهُزَالُ

كَمْ فَوْقَ أَكْتَافِ الْفَقِيرِ مِنَ الأَسَى * قَدْ حُمِّلَتْ وَتَرَاكَمَتْ أَثْقَالُ وَالْفَقْرُ دَاءٌ في سَبِيلِ دَوَائِهِ * لاَ يَنْفَعُ التَّطْعِيمُ وَالأَمْصَالُ يَا رَبِّ لُطْفَاً بِالْعِبَادِ وَرَحْمَةً * فَتَدَهْوَرَتْ بِعِبَادِكَ الأَحْوَالُ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني الحُكُومَةُ وَقَضَايَا الشَّبَاب إِذَا مَا الشَّعْبُ عَدَّ لَنَا خُصُومَه * فَسَوْفَ يَكُونُ أَوَّلُهَا الحُكُومَة تُحَمِّلُ شَعْبَهَا الأَخْطَاءَ دَوْمَاً * تَظَلُّ تَلُومُهُ وَهْيَ المَلُومَة وَأَهْمَلَتِ الشَّبَابَ وَأَحْبَطَتْهُ * لِمَنْ يَشْكُو الشَّبَابُ إِذَن هُمُومَه فَيَا لَيْتَ الحُكُومَةَ قَدْ رَعَتْنَا * كَمَا تَرْعَى الطُّفُولَةَ وَالأُمُومَة بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني

عِزْبَةُ الهَجَّانَة وَقُلْتُ في مِنْطَقَتِي " عِزْبَةِ الهَجَّانَة " ـ عَلَى مَا لَقِينَا فِيهَا مِنَ الظُّلْمِ الإِهَانَة: فَعِزْبَتُنَا الحُكُومَةُ أَهْمَلَتْهَا * وَمِن إِصْلاَحِهَا نَفَضَتْ يَدَيْهَا فَيَا نُوَّابَ هَذَا الشَّعْبِ قُومُواْ * وَأَلْقُواْ نَظْرَةً مِنْكُمْ عَلَيْهَا بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني نمُوذَجٌ مِنْ تَصَرُّفَاتي الشِّعْرِيَّة لاَ تَظْلِمَنَّ إِذَا مَا كُنْتَ مُقْتَدِرَاً * الظُّلْمُ تَرْجِعُ عُقْبَاهُ إِلى النَّدَمِ تَنَامُ عَيْنَاكَ وَالمَظْلُومُ مُنْتَبِهٌ * يَدْعُو عَلَيْكَ وَعَيْنُ اللهِ لَمْ تَنَمِ {الإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِب}

تَصَرَّفْتُ فِيهِمَا كَعَادَتي بِوَضْعِ تَصْرِيعٍ لَهُمَا، وَبِتَلاَفي اجْتِمَاعِ العَيْنَيْنِ المُتَتَالِيَتَيْنِ في كَلِمَتيْ: " تَرْجِعُ عُقْبَاه " 00 فَقُلْت: لاَ تَظْلِمَنَّ فَإِنَّ الظُّلْمَ كَالظُّلَمِ * الظُّلْمُ تُفْضِي عَوَاقِبُهُ إِلى النَّدَمِ تَنَامُ عَيْنَاكَ وَالمَظْلُومُ مُنْتَبِهٌ * يَدْعُو عَلَيْكَ وَعَيْنُ اللهِ لَمْ تَنَمِ وَقُلْتُ في قِلَّةِ الحِيلَة، الَّتي قَدْ تَدْفَعُ الشَّخْصِيَّةَ النَّبِيلَة؛ لِلرِّضَا في النِّهَايَةِ وَالتَّسْلِيم؛ لِلْوَضْعِ الْوَخِيم: وَنِصْفَ العَمَى يَرْضَاهُ مَنْ ضَاقَ حَظُّهُ * عَلَيْهِ وَبَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ وَقُلْتُ مُتَصَرِّفَاً في مَعْنى أَنَّ السَّابِقِين؛ لَمْ يَدَعُواْ شَيْئَاً لِلاَّحِقِين: فَمَا أَفْلَتَتْ صُغْرَى مِنَ المُتَقَدِّمِ * وَهَلْ تَرَكَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَرَدِّمِ

بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني طَقْسٌ غَرِيب الصَّيْفُ يَلْعَبُ وَالشِّتَاءُ عَلَى حِسَابِ الصِّحَّةِ وَالشَّعْبُ لَمْ يَأْخُذْ مِنَ الخَصْمَينِ غَيْرَ " الكُحَّةِ " بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني مُتْعَةُ السَّفَرِ بِالْقِطَار أُفَضِّلُ أَن أُسَافِرَ بِالْقِطَارِ * يَشُقُّ طَرِيقَهُ بَينَ الصَّحَارِي أُحِبُّ رُكُوبَهُ مِن غَيْرِ شَرْطٍ * أَبِالْبَنْزِينِ سَارَ أَمِ الْبُخَارِ مُشَاهَدَةُ الحُقُولِ بِجَانِبَيْهِ * شِفَاءٌ لِلصِّغَارِ وَلِلْكِبَارِ وَطَوْرَاً تحْتَ وَجْهِ الأَرْضِ يَمْشِي * وَيَمْشِي تَارَةً فَوْقَ الْكَبَارِي تَرَاهُ مُسْرِعَاً دَوْمَاً كَلِصٍّ * يَلُوذُ مِنَ الحُكُوَمَةِ بِالْفِرَارِ

وَيَجْرِي فَوْقَ خَطٍّ مُسْتَقِيمٍ * لِذَلِكَ لاَ يَحِيدُ عَنِ المَسَارِ فَيَبْلُغُ بِالمُسَافِرِ مُنْتَهَاهُ * وَحَيْثُ يُرِيدُ لَكِنْ في وَقَارِ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني كَفَاكِ يَا نَفْس أَفكُلَّمَا يَسَّرْتَ لي * سُبُلَ الهِدَايَةِ كَيْ أَتُوبْ لَطَّخْتُ نَفْسِي بِالخَطَا * يَا وَالمَعَاصِي وَالذُّنُوبْ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني إِنْ تُعَذِّبْنَا فَإِنَّا عِبَادُك يَا رَبِّي هَلْ يَضِيعُ * عَبْدٌ لَكَ مُطِيعُ وَأَنْتَ عَلَى مَا أَعْ * ـجَزَهُ مُسْتَطِيعُ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني طَالَ بِنَا المَسْعَى

فَحَتىَّ مَتى يَا رَبِّ سَعْيِي بِلاَ أَمَلْ * وَمَا حِيلَتي فِيمَا أُلاَقِي وَمَا العَمَلْ لَقَدْ بَلِيَا خُفَّا حُنَيْنٍ مِنَ السُّرَى * بِلاَ نَاقَةٍ يَا رَبِّ عُدْنَا وَلاَ جَمَلْ ********* أَيَا رَبِّ إِنَّ النَّجْمَ يَتْعَبُ في الفَلَكْ * وَلَسْتُ بِنَجْمٍ لاَ يَضِلُّ وَلاَ مَلَكْ تَطِيشُ النُّجُومُ عَنِ المَدَارِ وَلَمْ أَطِشْ * وَلَوْ وَاحِدٌ غَيرِي رَأَى بُؤْسِي هَلَكْ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني مَنْ لِلظَّالمِينَ غَيرُكَ يَا رَبّ عَظُمَتْ مُصِيبَتُنَا عَلَى أَنْ نَصْبرَا * وَيَصُونُنَا إِيمَانُنَا أَنْ نَضْجَرَا فَانْصِفْ عِبَادَكَ مِن عِبَادِكَ رَبَّنَا * وَاخْسِفْ بِكُلِّ مَنِ افْتَرَى وَتَجَبَّرَا بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني

تَفَرْعُنُ أَبْنَاءِ الْفَرَاعِنَة حَتىَّ مَتى يَا رَبِّ أَبْقَى هَكَذَا * وَأَظَلُّ أَحْتَمِلُ الأَذَى مِنْ ذَا وَذَا لَمْ أُمْنَ قَطُّ بِنَكْبَةٍ وَيَجِيئُني * أَحَدُ الأَحِبَّةِ في الْكِنَانَةِ مُنْقِذَا لَمْ أُمْنَ قَطُّ بِنَكْبَةٍ وَأُلاَقِ مَنْ * يَأْتي إِليَّ مِنَ الأَحِبَّةِ مُنْقِذَا ابْنٌ لِفِرْعَوْنٍ يُرِيدُ تَفَرْعُنَاً * وَابْنٌ لِنُمْرُوذٍ يُرِيدُ تَنَمْرُذَا وَكِلاَهُمَا يَرْمِي السِّهَامَ غَزِيرَةً * نحْوِي لَيَقْتُلَني لِكَيْ يَتَتَلْمَذَا لَمْ يُجْدِ أَن أَلْقَاهُمَا مُتَدَرِّعَاً * أَوْ يُجْدِ أَن أَلْقَاهُمَا مُتَخَوِّذَا قَوْمٌ لَوِ الشَّيْطَانُ أَبْصَرَ فِعْلَهُمْ * لاَحْتَاطَ خَوْفَاً مِنهُمُ وَتَعَوَّذَا {الثَّاني بِالرَّفْع، وَالثَّالِثُ بِالجَزْم، يَاسِرٌ الحَمَدَاني} وَقُلْتُ أَيْضَاً:

بحْرُ الْكِنَانَةِ كَانَ دَوْمَاً هَادِئَاً * وَالْيَوْمَ أَصْبَحَ مَوْجُهُ مُتَلاَطِمَا مَاذَا أَصَابَ الشَّعْبَ في أَخْلاَقِهِ * قَدْ كَانَ شَعْبَاً طَيِّبَاً وَمُسَالِمَا بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني محْنَةُ الْبَحْثِ عَن عَرُوس لاَ تَحْرِمَنِّيَ يَا رَبيِّ مِنِ امْرَأَةٍ * عَيْني تَقَرُّ بِهَا في الخَلْقِ وَالخُلُقِ أَنْسَى بِهَا مُرَّ مَا قَدْ مَرَّ مِنْ محَنٍ * وَيَكْتَسِي العُودُ بَعْدَ الجَدْبِ بِالوَرَقِ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني

لَن أَبْرَحَ بَابَكَ يَا رَبيِّ * إِلاَّ أَنْ تَغْفِرَ لي ذَنْبي أَنَاْ مُنْذُ عَصَيْتُكَ في نَدَمٍ * وَتَحُزُّ ذُنُوبيَ في قَلْبي {يَاسِر الحَمَدَاني} أَفكُلَّمَا يَسَّرْتَ لي * سُبُلَ الهِدَايَةِ كَيْ أَتُوبْ لَطَّخْتُ نَفْسِي بِالخَطَا * يَا وَالمَعَاصِي وَالذُّنُوبْ {يَاسِر الحَمَدَاني} اعْفُ يَا مَوْلاَيَ عَنيِّ * وَامْحُ مَا قَدْ كَانَ مِنيِّ لاَ تُعَذِّبْني فَإِنيِّ * فِيكَ قَدْ أَحْسَنْتُ ظَنيِّ {يَاسِر الحَمَدَاني}

رُحْمَاكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين يَا رَبِّ عَامِلْني بجُودِكَ لاَ بِمَا كَسَبَتْ يَدِي قَدْ قِيلَ لي مَنْ جَاءَ بَابَكَ رَاجِيَاً لَمْ يُطْرَدِ وَلِذَا جَعَلْتُكَ وِجْهَتي يَا ذَا الجَلاَلِ وَمَقْصِدِي أَنَاْ مَا بَغَيْتُ وَلاَ اعْتَدَيْتُ وَلاَ أَعَنْتُ المُعْتَدِي كَلاَّ وَلاَ عِنْدِي صِفَاتُ الجَاحِدِ المُتَمَرِّدِ وَلِغَيْرِ وَجْهِكَ جَبْهَتي يَا خَالِقِي لَمْ تَسْجُدِ إِنْ كُنْتُ حِدْتُ عَنِ الطَّرِيقِ فَإِنَّني لَمْ أَبْعُدِ ذَلِّلْ لِعَبْدِكَ كُلَّ أَمْرٍ مُعْضِلٍ وَمُعَقَّدِ قَدْ طَالَ صَبرِي في الحَيَاةِ عَلَى الأَذَى وَتجَلُّدِي بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني

في ذِكْرَى المَوْلِدِ النَّبَوِيّ الْيَوْمَ يَوْمُ المَوْلِدِ * وَالْكَوْنُ مِثْلُ الْعَسْجَدِ قَدْ جَاءَ شَهْرُ المَوْلِدِ * وَالْكَوْنُ مِثْلُ الْعَسْجَدِ قَدْ غَنَّتِ الْوَرْقَاءُ فِيهِ عَلَى الْغُصُونِ المُيَّدِ أَيْنَ الَّذِي شَتَمَ الرَّسُولَ وَكُلُّ وَغْدٍ مُلْحِدِ لِيرَى جُمُوعَ المُسْلِمِينَ وَحُبَّهَا لمحَمَّدِ مَا قَلَّ قَدْرُكَ بِالإِسَاءةِ مِنهُمُ يَا سَيِّدِي بَلْ زَادَ قَدْرُكَ في الْقُلُوبِ وَخَابَ سَعْيُ المُعْتَدِي لاَ خَيرَ في شِعْرِي إِذَا في المُصْطَفَى لَمْ يُنْشَدِ مَنْ لاَ يَرَى فِيهِ الْفَضِيلَةَ وَالتُّقَى كَالأَرْمَدِ صَلِّي عَلَيْهِ يَا أَخِي مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ تَسْعَدِ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني

في ذِكْرَى الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاج في حَادِثِ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ * الْكَوْنُ يَلْبَسُ حُلَّةَ الدِّيبَاجِ لِيَقُولَ لِلْمَبْعُوثِ فِينَا رَحْمَةً * الْقَوْمُ لاَ زَالُواْ عَلَى المِنهَاجِ فَسَفِينَةُ الإِسْلاَمِ تجْرِي كَالرَّحَى * في طَحْنِهَا لِلْبَحْرِ وَالأَمْوَاجِ وَالمُقْبِلُونَ عَلَى اعْتِنَاقِ طَرِيقِهَا * يَأْتُونَ مخْتَارِينَ بِالأَفْوَاجِ فَأَعِن إِلَهِي المُسْلِمِينَ وَقَوِّهِمْ * في ذَلِكَ اللَّيْلِ الْبَهِيمِ الدَّاجِي فَابْعَثْ إِلَيْهِمْ مَنْ يُوَحِّدُ صَفَّهُمْ * للهِ لاَ لِلْعَرْشِ أَوْ لِلتَّاجِ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني المَدِينَةُ المُنَوَّرَة (قَصِيدَةٌ عَمُودِيَّة) نُفُوسُنَا تَتُوقُ لِلْمَدِينَةِ المُنَوَّرَة وَدَائِمَاً تُحِبُّهَا * وَإِنْ تَكُنْ مُقَصِّرَة لِذَا لأَجْلِهَا كَتَبْتُ مِدْحَةً مُعَبِّرَة لِكَيْ تَكُونَ صُورَةً * لِحُبِّهَا مُصَغَّرَة ********* نَسِيمُهَا تَفُوحُ مِنهُ السِّيرَةُ المُعَطَّرَة وَأَهْلُهَا وُجُوهُهُمْ * بَشُوشَةٌ وَمُقْمِرَة

نُفُوسُهُمْ نَقِيَّةٌ * تَقِيَّةٌ وَخَيِّرَة لَيْسَتْ طِبَاعُهُمْ غَلِيظَةً وَلاَ مُنَفِّرَة ********* إِنْ كُنْتُ لَمْ أَزُرْكِ قَطُّ مَرَّةً فَمَعْذِرَة دَوْمَاً بِمِصْرَ حَالَةُ الأَدِيبِ غَيرُ مُوسِرَة لِذَا اكْتَفَيْتُ أَن أَرَاكِ في الرُّؤَى المُبَشِّرَة ********* وَمَكَّةُ المُكَرَّمَة * مَدِينَةٌ مُعَظَّمَة وَمَدْحُهَا يُحِبُّ كُلُّ شَاعِرٍ أَنْ يَنْظِمَه قُلُوبُنَا بِحُبِّهَا * مَلِيئَةٌ وَمُفْعَمَة وَحَوْلَ بَيْتِهَا الحَرَامِ رُوحُنَا مُحَوِّمَة بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني " المِيكْرُوبَاظ بَاظ مِنْ زَمَان، وِاللِّي كَان كَان " إِنَّا لَنَحْلُمُ بِالخَلاَصْ * مِنْ مُشْكِلاَتِ المِيكْرُوبَاصْ نَضْطَرُّ نَرْكَبَهُ لأَنَّا مَا لَنَا عَنهُ مَنَاصْ

فَمَتىَ تُرِيحُواْ الشَّعْبَ مِنهُ يَا جِهَاتِ الإِخْتِصَاصْ أَزْمَةُ التَّعْلِيم في مِصْر قَدْ حَطَّمُونَا قَادَةُ التَّعْلِيمِ * في أَرْضِ مِصْرٍ أَيَّمَا تحْطِيمِ وَمَنَارَةُ التَّعْلِيمِ يَا وُزَرَاءنَا * أَوْلى مِنَ الآثَارِ بِالتَّرْمِيمِ الحُكُومَةُ وَقَضَايَا الشَّبَاب إِذَا مَا الشَّعْبُ عَدَّ لَنَا خُصُومَه * فَسَوْفَ يَكُونُ أَوَّلُهَا الحُكُومَة تُحَمِّلُ شَعْبَهَا الأَخْطَاءَ دَوْمَاً * تَظَلُّ تَلُومُهُ وَهْيَ المَلُومَة وَأَهْمَلَتِ الشَّبَابَ وَأَحْبَطَتْهُ * لِمَنْ يَشْكُو الشَّبَابُ إِذَن هُمُومَه فَيَا لَيْتَ الحُكُومَةَ قَدْ رَعَتْنَا * كَمَا تَرْعَى الطُّفُولَةَ وَالأُمُومَة الرُّوتِينُ وَالْفَسَاد، الَّذِي اشْتَكَتْ مِنهُ الْبِلاَد كَمْ ذَا يُعَاني شَعْبُنَا الرُّوتِينَا * حَتىَّ لَهُ صَارَ الْعَنَاءُ قَرِينَا

وَكَأَنَّمَا صُوَرُ الْفَسَادِ بِأَسْرِهَا * في أَرْضِ مِصْرَ تَوَطَّنَتْ تَوْطِينَا فَمَتىَ يَكُونُ الحَالُ في أَمْصَارِهَا * كَالحَالِ في بَارِيسَ أَوْ بَرْلِينَا إِنَّا لَنَرْقُبُ ذَلِكَ الْيَوْمَ الَّذِي * فِيهِ سَيَشْهَدُ وَضْعُنَا التَّحْسِينَا فَأَعِن إِلَهِي المُصْلِحِينَ وَقَوِّهِمْ * فِينَا وَمَكِّنْ دِينَهُمْ تَمْكِينَا وَأَرِحْ عِبَادَكَ مِنْ تَسَلُّطِ عُصْبَةٍ * عَاثَتْ فَسَادَاً في الْبِلاَدِ سِنِينَا زَادَتْ مَظَالِمُهَا وَزَادَ غَلاَؤُهَا * فَنَثُورُ أَحْيَانَاً وَنَصْبِرُ حِينَا لَيْتَ الحُكُومَةَ تَنْشُدُ الأَخْلاَقَ في * مَنْ قَدْ أَتَاهَا يَطْلُبُ التَّعْيِينَا الحُكُومَةُ المُسْتَبِدَّة، وَسِيَاسَةُ الشِّدَّة إِنَّ الْفَسَادَ بِكُلِّ يَوْمٍ يَظْهَرُ * فَمَتى الْكِنَانَةُ مِنهُ سَوْفَ تُطَهَّرُ

مَا بَالُهُمْ إِصْلاَحُهُمْ مُتَبَاطِئٌ * في مَشْيِهِ وَإِذَا مَشَى يَتَعَثَّرُ إِنَّ الْقَطِيعَ وَإِنْ تَظَاهَرَ بِالرِّضَا * تحْتَ السِّيَاطِ فَإِنَّهُ يَتَذَمَّرُ عَيْبُ الحُكُومَةِ في الْكِنَانَةِ عِنْدَنَا * هُوَ أَنَّهَا بِالشَّعْبِ لَيْسَتْ تَشْعُرُ عَنْ صَرْخَةِ المَظْلُومِ تُغْلِقُ أُذْنَهَا * وَعَلَى الْفَسَادِ وَأَهْلِهِ تَتَسَتَّرُ قَدْ أَصْبَحَ الشَّعْبُ الضَّحُوكُ لِظُلْمِهَا * دَوْمَاً حَزِينَاً سَاكِتَاً يَتَفَكِّرُ وَلِذَاكَ مَهْمَا غَيَّرَتْ في شَكْلِهَا * لِيُحِبَّهَا فَالشَّعْبُ مِنهَا يَنْفِرُ أَفَكُلَّمَا اكْتَشَفَتْ مَصَادِرَ ثَرْوَةٍ * تَزْدَادُ شُحَّاً بَيْنَنَا وَتُقَتِّرُ وَتَظُنُّ أَنَّ الشَّعْبَ صَدَّقَ كِذْبَهَا * وَخِدَاعَهَا وَالشَّعْبُ مِنهَا يَسْخَرُ خَيرَاتُ مِصْرَ كَثِيرَةٌ فَلِمَا إِذَن * لَسْنَا نَرَى مِنْ فَائِضٍ يَتَوَفَّرُ

نَهَبُواْ الْبِلاَدَ وَأَوْدَعُواْ ثَرَوَاتِهَا * بِحِسَابِهِمْ وَالشَّعْبُ عَارٍ يَنْظُرُ وَإِذَا اشْتَكَى المِصْرِيُّ كَثْرَةَ ظُلْمِهِمْ * قَالُواْ عَلَيْهِ إِنَّهُ يَتَبَطَّرُ قِطَطٌ سِمَانٌ كُلَّمَا أَبْصَرْتُهَا * قُلْتُ الْبُغَاثُ بِأَرْضِنَا تَسْتَنْسِرُ تِسْعُونَ عَامَاً في الْكِنَانَةِ شَعْبُنَا * دَمُهُ يَسِيلُ عَلَى الطَّرِيقِ وَيَقْطُرُ إِنيِّ بِمِصْرٍ كُلَّمَا عَيْني رَأَتْ * ذَبْحَ الطُّيُورِ فَإِنَّني أَتَطَيَّرُ أَغْرَى الحُكُومَةَ بِالتَّمَادِي أَنَّهَا * قَدْ صَادَفَتْ في مِصْرَ شَعْبَاً يَغْفِرُ تَذَمَّرَ: أَيْ ثَارَ وَتَغَضَّبَ، الْبُغَاث: فِرَاخُ النُّسُور، وَتَسْتَنْسِرُ: أَيْ تُصْبِحُ نُسُورَاً كَبِيرَة 0 وَيَتَبَطَّرُ: فِعْلٌ صَحِيحٌ بِمَعْنىَ تَسَخَّطَ؛ وَمِنهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ الشَّاعِرِ الجَاهِلِيّ: " إِذا ما تَمَطَّى في الحِزامِ تَبَطَّرا "

نُفَوِّضُ أَمْرَنَا إِلىَ اللهِ في الإِعْلاَم نَشْكُو للَّهِ مَوَاجِعَنَا * الظُّلْمُ أَقَضَّ مَضَاجِعَنَا قَدْ مَلأَتْ لَيْلاً وَنَهَارَاً * صَرَخَاتُ النَّاسِ مَسَامِعَنَا في كُلِّ طَرِيقٍ نَسْلُكُهُ * نَتَخَيَّلُ فِيهِ مَصَارِعَنَا مِنْ زَمَنٍ نَبْكِي لَمْ يَمْسَحْ * أَحَدٌ في مِصْرَ مَدَامِعَنَا فَمَتى الإِعْلاَمُ سَيُنْصِفُنَا * كَيْ نَأْخُذَ فِيهِ مَوَاقِعَنَا

عَذَّبْتُمُ المُوَاطِنَ حَيَّاً وَمَيِّتَاً هَذِهِ قِصَّةُ حَادِثَةٍ خَطِيرَة، رَأَيْتُ أَنَّهَا بِالْكِتَابَةِ جَدِيرَة، تَدُورُ عَنْ فَتَاةٍ مِنَ الرِّيف، مِنْ بَيْتٍ مُتَدَيِّنٍ طَاهِرٍ وَشَرِيف، كَانَ لِلتَّعْلِيمِ لَدَيْهَا حُبٌّ عَنِيف، لَمْ تَلْتَحِقْ بِالمَكَانِ الَّذِي تُرِيدُهُ لِقَلَّةِ المجْمُوع؛ فَتحَطَّمَتْ آمَالُهَا بِخُصُوصِ هَذَا المَوْضُوع؛ فَقَرَّرَتِ الهُرُوبَ لَيْلاً مُفَارِقَةً الأَهْلَ وَالأَصْحَاب، جَاهِلَةً بِمَا سَتَلْقَاهُ بَعْدَ الهُرُوبِ مِنَ الْعَذَاب ـ وَكَانَتْ مَرِيضَةً بِالاَكْتِئَاب ـ فَجَاءَ الخَبرُ إِلى أَهْلِهَا كَالصَّاعِقَة، بِسُقُوطِهَا مِنْ فَوْقِ عِمَارَةٍ شَاهِقَة، وَلَكَ أَنْ تَتَخَيَّلَ حَجْمَ المَأْسَاة، الَّتي سَبَّبَتْهَا لأَبَوْيْهَا تِلْكَ الْفَتَاة، وَمِمَّا يجْعَلُ الْكَارِثَةَ شَدِيدَة؛ أَنَّهَا الاَبْنَةُ الْوَحِيدَة، حَيْثُ لَمْ يُنْجِبَا

سِوَاهَا في سَنَوَاتٍ عَدِيدَة 0 لَمْ تَرْحَمِ الحُكُومَةُ المِصْرِيَّةُ أَهْلَ الْفَتَاة، حَيْثُ ظَلُّواْ شَهْرَاً يُسَافِرُونَ لاَسْتِخْرَاجِ شَهَادَةِ الْوَفَاة، وَلَمْ يَسْتَخْرِجُوهَا حَتىَّ هَذِهِ اللَّحْظَة؛ لِمَا تَتَحَلَّى بِهِ الإِجْرَاءَاتُ المِصْرِيَّةُ مِنَ الْبِيرُوقْرَاطِيَّةِ الْبَغِيضَةِ الْفَظَّة، وَالمحْضَرُ لاَ نَدْرِي هَلْ سَتَهْتَمُّ بِهِ النِّيَابَةُ أَمْ سَتُقَرِّرُ حِفْظَه، وَتُؤَيِّدُ الْقَضِيَّةَ ضِدَّ مجْهُول، وَيُفْلِتُ الْقَاتِلُ وَيُهْدَرُ دَمُ المَقْتُول، كَعَادَةِ تِلْكَ الحُكُومَةِ الْغَشُومَةِ في إِهْدَارِ حَقِّ المَسَاكِينِ وَمحْدُودِي الدُّخُول؛ وَتَعْلِيقَاً مِنيِّ عَلَى تِلْكَ المُنَغِّصَاتِ كَتَبْتُ أَقُول: كَانَتْ لَنَا بِنْتٌ وَمَاتَتْ في ظُرُوفٍ غَامِضَة كُلُّ الأَدِلَّةِ خَلْفَ قِصَّةِ مَوْتِهَا مُتَعَارِضَة

كَانَتْ لِدُنيَانَا الْغَرُورَةِ وَالرَّخِيصَةِ رَافِضَة * قَالُواْ قَدِ انْتَحَرَتْ فَقُلْنَا مِثْلُهَا لاَ يَنْتَحِرْ قَالُواْ بَحَثْنَا لَمْ نَجِدْ خَلْفَ الْقَضِيَّةِ مِن أَثَرْ قُلْنَا المَبَاحِثُ لَيْسَ في إِمْكَانِهَا شَيْءٌ عَسِرْ * أَيُعَذَّبُ المِصْرِيُّ حَيَّاً عِنْدَنَا أَوْ مَيِّتَا فَلَقَدْ رَأَيْنَا مَا عَجَزْنَا بَعْدَهُ أَنْ نَصْمُتَا إِنَّ الحُكُومَةَ شُغْلُهَا في مِصْرَ أَنْ تَتَعَنَّتَا اللهُمَّ عَلَيْكَ بِالْيَهُود إِذَا مَا بحَثْتَ بِهَذَا الْوُجُودْ * عَنِ الشَّرِّ كَانَ بِفِعْلِ الْيَهُودْ خِدَاعٌ وَمَطْلٌ وَقَتْلٌ وَبَطْشٌ * وَغِشٌّ وَغَدْرٌ بِكُلِّ الْعُهُودْ وَمَا سَفْكُهُمْ لِلدِّمَاءِ غَرِيبَاً * فَكَمْ قَتَلَ الأَنْبِيَاءَ الجُدُودْ وَشَعْبُ فِلَسْطِينَ خَيْرُ دَلِيلٍ * عَلَى كُلِّ قَهْرٍ يَفُوقُ الحُدُودْ

تَحَمَّلَ أَبْنَاؤُهُ في السُّجُونِ * عَذَابَاً لَهُ تَقْشَعِرُّ الجُلُودْ وَلَمَّا يَزَلْ صَامِدَاً وَاثِقَاً * بِتَحْرِيرِهِ الْقُدْسَ بَعْدَ الصُّمُودْ فَيَا شَعْبُ وَاصِلْ وَقَاتِلْ وَجَاهِدْ * فَحَتْمَاً سَتُؤْتي الثِّمَارَ الجُهُودْ فَلَمْ يَبْخَلِ اللهُ بِالنَّصْرِ يَوْمَاً * عَلَى أُمَّةٍ بِالدِّمَاءِ تَجُودْ وَحَتْمَاً سَتَرْحَلُ عَن أَرْضِنَا * خَفَافِيشُهُمْ وَتَسُودُ الأُسُودْ وَيَخْرُجُ مَهْدِيُّنَا عَنْ قَرِيبٍ * وَلِلدِّينِ عِزَّتُهُ سَتَعُودْ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني نَشيدُ اليَهُود يَا يَهُودْ يَا يَهُود * جَيْشُ محَمَّدْ سَوْفَ يَعُودْ سَيَأْتي الْيَوْمُ المَوْعُود * وَسَتَلْتَقِي الجنُودْ بِالدَّمِ سَوْفَ نجُودْ * وَسَتَسُودُ الأُسُودْ

وَنُعِيدُ لِلْيَهُودْ * مَا قَدْ مَضَى مِن عُهُودْ * يَا يَهُودْ يَا يَهُود * جَيْشُ محَمَّدْ سَوْفَ يَعُودْ مَهْمَا أُوتِيتُمْ مِنْ قُوَّة * فَإِنَّ اللهَ مَوْجُودْ يَا أَحْفَادَ الخَنَازِير * وَيَا أَحْفَادَ الْقُرُودْ غَدَرْتُمْ بِالمُسْلِمِينْ * كَمَا غَدَرَ الجُدُودْ فَلَمْ تُحْسِنُواْ الجِوَارْ * وَلَمْ تَفُواْ بِالْوُعُودْ رَغْمَ الضَّعْفِ رَغْمَ الخَوْفِ * لَمْ تَزَلْ فِينَا أُسُودْ سَنُوَحِّدُ الصُّفُوفْ * وَسَنَحْشُدُ الحُشُودْ سَنُعِيدُ لِلُبْنَانَ * وَالْقُدْسِ الحُلْمَ المَنْشُودْ إِنَّ المُسْلِمِينَ قَوْمٌ * لاَ يَعْرِفُونَ الْقُعُودْ بَلْ يَعْرِفُونَ الجِهَادَ * وَيَعْرِفُونَ الصُّمُودْ سَنُشْعِلُهَا نِيرَانَاً * أَنْتُمُ لَهَا وَقُودْ زَرَعْتُمْ في الأَرْضِ الشَّوْكَا * وَسَنَزْرَعُ الْوُرُودْ وَسَتَحْصُدُونَ مَا * قَدْ زَرَعْتُمْ في عُقُودْ

مَعَكَ الله؛ يَا جَيْشَ حِزْبِ الله فَرَّحْتَنَا يَا جَيْشَ حِزْبِ اللهِ * فَأَدِمْ عَلَيْنَا النَّصْرَ مِنْهُ إِلَهِي لاَ زَالَ يَقْصِفُ لِلْيَهُودِ حُصُونَهُمْ * بِبَسَالَةٍ جَلَّتْ عَنِ الأَشْبَاهِ وَلِذَا جُمُوعُ المُسْلِمِينَ تَرَاهُمُ * أَثْنَواْ عَلَيْهِ بِأَلْسُنٍ وَشِفَاهِ لِلصِّدْقِ وَالإِخْلاَصِ فِيهِ فَإِنَّهُ * لَمْ يَسْعَ قَطُّ لِمَنْصِبٍ أَوْ جَاهِ مَا لَمْ يَجِئْ بِالسِّلْمِ طَوْعَاً أَهْلَهُ * لاَ شَكَّ سَوْفَ يَجِيءُ بِالإِكْرَاهِ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني مَوْقِفُكُمُ المُتَخَاذِلُ يَدْعُو لِلْعَجَب؛ يَا حُكَّامَ الْعَرَب إِنيِّ بَحَثْتُ فَمَا وَجَدْتُ سَبِيلاَ * إِلاَّ الجِهَادَ لِرَدْعِ إِسْرَائِيلاَ وَاللهِ إِنَّ صَنِيعَ هِتْلَرَ فِيهِمُ * قَدْ كَانَ حُكْمَاً عَادِلاً وَقَلِيلاَ

أَيُحَرِّمُونَ عَلَى حَمَاسَ دِفَاعَهَا * وَيُحَلِّلُونَ لِغَيرِهَا التَّقْتِيلاَ فَتَفَرَّغُواْ لِلْقُدْسِ يَا حُكَّامَنَا * أَوْضَاعُهَا لاَ تَقْبَلُ التَّأْجِيلاَ للهِ هَارُونُ الرَّشِيدُ فَلَوْ رَأَى * أَحْوَالَهَا مَلأَ الْبِلاَدَ صَهِيلاَ فَتَعَجَّلُواْ يَا قَوْمِ في إِنْقَاذِهَا * فَالْكُلُّ يَرْجُو مِنْكُمُ التَّعْجِيلاَ الْغَرْبُ لَنْ يَرْضَى وَأَمْرِيكَا وَلَوْ * أَوْسَعْتُمُ كَفَّيْهِمَا تَقْبِيلاَ لَنْ يَسْتَرِدَّ الْقُدْسَ مُؤْتَمَرٌ وَلاَ * دُوَلٌ تُجِيدُ الزَّمْرَ وَالتَّطْبِيلاَ هَذِي السِّيَاسَةُ في التَّعَامُلِ مَعْهُمُ * تَحْتَاجُ يَا حُكَّامَنَا التَّعْدِيلاَ شَعْبُ الْعُرُوبَةِ مُنْذُ كَانَ مُنَاضِلاً * فَلِمَ ارْتَضَيْتُمْ أَنْ يَكُونَ ذَلِيلاَ الحَقُّ مَعْكُمْ وَالشُّعُوبُ وَرَاءكُمْ * فَعَلاَمَ مَوْقِفُكُمْ يَكُونُ هَزِيلاَ

إِنَّا شَبِعْنَا مِنْ شِعَارَاتٍ مَضَتْ * جَوْفَاءَ لَمْ نَعْرِفْ لَهَا تَأْوِيلاَ وَمُبَرِّرَاتٍ يَسْتَحِيلُ قَبُولُهَا * خَدَّاعَةً كَانَتْ لَنَا تَضْلِيلاَ إِنَّ الشُّعُوبَ تَحَمَّلَتْ بِسُكُوتِكُمْ * يَا قَوْمِ هَمَّاً في الصُّدُورِ ثَقِيلاَ وَعَلَى الْيَهُودِ تُرِيدُ نَصْرَاً فَاصِلاً * لِيَكُونَ فَوْقَ رُءوسِهَا إِكْلِيلاَ فَتَسَلَّحُواْ وَعَلَى الإِلَهِ تَوَكَّلُواْ * وَسَلُواْ المَعُونَةَ مِنهُ وَالتَّسْهِيلاَ حَتىَّ تُرِيحُواْ الْكَوْنَ مِنهُمْ إِنَّهُ * سَيَكُونُ مِن غَيْرِ الْيَهُودِ جَمِيلاَ وَثِقُواْ بِنَصْرِ اللهِ لاَ بِإِشَاعَةٍ * قَدْ هَوَّلَتْ في حَجْمِهِمْ تَهْوِيلاَ وَاحْفَظْ لَنَا يَا رَبِّ كُلَّ مجَاهِدٍ * في الحقِّ لَمْ يَكُ بِالدِّمَاءِ بخِيلاَ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني

(النُّونِيَّةُ الْكُبْرَى) (شِعْرٌ عَمُودِيٌّ في لُبْنَانَ وَفِلَسْطِين) الْعَيْنُ دَامِعَةٌ وَالْقَلْبُ حَسْرَانُ * لِمَا تُلاَقِي فِلَسْطِينٌ وَلُبْنَانُ فَهَيْبَةُ المُسْلِمِينَ الْيَوْمَ ضَائِعَةٌ * وَلَمْ يَعُدْ لِدِمَاهُمْ قَطُّ أَثْمَانُ لُبْنَانُ دَامِيَةٌ وَالْقُدْسُ بَاكِيَةٌ * وَمَسْجِدُ الْقُدْسِ طُولَ اللَّيْلِ سَهْرَانُ لَوْ أَنَّنَا قَدْ أَرَدْنَا وَصْفَ حَالَتِهَا * لَمْ يَسْتَطِعْ وَصْفَ حَالِ الْقُدْسِ سَحْبَانُ الْكُلُّ يُبْصِرُ في التِّلْفَازِ صُورَتَهُمْ * كَأَنَّهُ لَيْسَ فَوْقَ الأَرْضِ إِنْسَانُ مَآذِنُ الْقُدْسِ صَارَتْ تَسْتَغِيثُ بِنَا * وَالأَرْضُ فِيهَا لإِسْرَائِيلَ نُكْرَانُ قَدْ كَانَ يَمْلأُهَا الإِيمَانُ أَزْمِنَةً * وَالْيَوْمَ يَمْلأُهَا شِرْكٌ وَكُفْرَانُ

كَانَتْ مَنَازِلُهَا بِالأَهْلِ عَامِرَةً * فَهَلْ يَعُودُ لَهَا يَا رَبِّ عُمْرَانُ فَظَائِعُ المُسْلِمِينَ الْيَوْمَ قَدْ كَثُرَتْ * فَهَلْ لَهَا بَعْدَ هَذَا الحَدِّ نِسْيَانُ الدِّشُّ يَكْشِفُهَا وَالْكُلُّ يَعْرِفُهَا * سَارَتْ بِهَا في رُبُوعِ الْكَوْنِ رُكْبَانُ فَالْعَالَمُ الْيَوْمَ مِثْلُ الْبَحْرِ مُضْطَرِبٌ * تَمَلَّكَتْهُ تَمَاسِيحٌ وَحِيتَانُ النَّفْسُ مِنْ مَكْرِ أَمْرِيكَا عَلَى وَجَلٍ * وَالْقَلْبُ مِنْ بُغْضِ إِسْرَائِيلَ مَلآنُ قَدْ جَاوَزَا كُلَّ حَدٍّ في احْتِلاَلِهِمَا * فَكُلُّ بَيْتٍ بِهِ لِلسُّخْطِ بُرْكَانُ وَصَمْتُنَا عِنْدَهُمْ سِلْمٌ يُرِيحُهُمُ * وَرَدُّنَا عِنْدَهُمْ بَغْيٌ وَعُدْوَانُ لاَ تَعْجَبُواْ إِنْ بَغَى أَعْدَاؤُنَا وَطَغَواْ * أَلَيْسَ في دُوَلِ الإِسْلاَمِ طُغْيَانُ

أَتَنْصُرُ الْقُدْسَ بُلْدَانٌ مُمَزَّقَةٌ * هَيْهَاتَ لَنْ يَكْسُوَ الْعُرْيَانَ عُرْيَانُ مَا بَالُ حُكَّامِنَا لِلْغَرْبِ لَمْ يَقِفُواْ * لَهُ كَمَا وَقَفَتْ كُورْيَا وَإِيرَانُ يَا مُسْلِمُونَ قِفُواْ صَفَّاً وَلاَ تَهِنُواْ * كَمَا تَقُولُ أَحَادِيثٌ وَقُرْآنُ إِلى مَتىَ الصَّمْتُ إِسْرَائِيلُ مَا بَرِحَتْ * لَمْ يَنْجُ مِنْ قَصْفِهَا مَرْضَى وَصِبْيَانُ إِنَّ الْيَهُودَ شُعُوبٌ كُلُّهَا عُقَدٌ * نُفُوسُهُمْ مِلْؤُهَا حِقْدٌ وَأَضْغَانُ لَنْ يَأْمَنَ الْكَوْنُ مِنْ شَرِّ الْيَهُودِ سِوَى * إِنْ قُطِّعَتْ مِنهُمُ أَيْدٍ وَسِيقَانُ صَنِيعُ هِتْلَرَ فِيهِمْ لَمْ يَكُن خَطَأً * أَلَيْسَ في المُسْلِمِينَ الْيَوْمَ أَفْرَانُ حُيِّيتَ يَا جَيْشَ حِزْبِ اللهِ مِن أَسَدٍ * زَأَرْتَ فِيِهِمْ فَعَادُواْ مِثْلَمَا كَانُواْ

دِمَاؤُهُ غَسَلَتْهُ عِنْدَ مَقْتَلِهِ * فَوْقَ الحِمَى وَدُرُوعُ الحَرْبِ أَكْفَانُ قَالُواْ كَأَنَّكَ مِنْ لُبْنَانَ قُلْتُ لَهُمْ * مِصْرٌ كَلُبْنَانَ عِنْدِي الْكُلُّ أَوْطَانُ أَمَا بِمِصْرَ إِذَا أَجْفَانُنَا سَهِرَتْ * فَلَيْسَ تُغْمَضُ في لُبْنَانَ أَجْفَانُ يَا رَبِّ وَحِّدْ صُفُوفَ المُسْلِمِينَ فَهُمْ * في ضَعْفِهِمْ قِطَطٌ في الثَّدْيِ عُمْيَانُ فَلاَ يُعَرِّضَ بِالإِخْوَانِ دَاعِيَةٌ * وَلاَ يحِيدَ عَنِ المِنهَاجِ إِخْوَانُ وَنَجِّ عَبْدَكَ يَا رَبيِّ وَمَنْ مَعَهُ * إِن أَهْلَكَ الْعَالَمَ الْغَدَّارَ طُوفَانُ بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني (النُّونِيَّةُ الصُّغْرَى) (شِعْرٌ عَمُودِيٌّ في لُبْنَانَ وَفِلَسْطِين) أَحْزَانُنَا سَارَتْ بِهَا الرُّكْبَانُ * وَدِمَاؤُنَا لَيْسَتْ لَهَا أَثْمَانُ

تجْرِي بِنَا الأَمْوَاجُ دُونَ تَوَقُّفٍ * كَسَفِينَةٍ لَيْسَتْ بِهَا رُبَّانُ تجْرِي بِأُمَّتِنَا بِبَحْرٍ هَائِجٍ * مُتَلاَطِمٍ لَيْسَتْ لَهُ شُطْآنُ للهِ لُبْنَانٌ وَمُرْتَفَعَاتُهَا * للهِ ذَاكَ المَنْظَرُ الْفَتَّانُ صَارَتْ كَسِجْنٍ الاَحْتِلاَلُ بِهِ عَلَى * أَبْنَائِهَا الجَلاَّدُ وَالسَّجَّانُ فَكَأَنَّهَا مِنْ كَثْرَةِ الْقَتْلَى بِهَا * في كُلِّ شِبْرٍ تحْتَهُ أَبْدَانُ كَانَ السُّرُورُ لِبَاسَهُمْ وَالْيَوْمَ قَدْ * خَلَعَتْ عَلَيْهِمْ ثَوْبَهَا الأَحْزَانُ وَنَسِيمُهَا مِنْ قَبْلُ كَانَ مُعَطَّرَاً * وَالْيَوْمَ فِيهِ حَرَائِقٌ وَدُخَانُ حَتىَّ المَسَاجِدُ مِنهُمُ لَمْ تَنْجُ بَلْ * قُصِفَتْ فَلَمْ يُسْمَعْ بِهَا آذَانُ هَذَا مَصِيرُ الْكَوْنِ إِن عَبِثَتْ بِهِ * أَيْدِي الْيَهُودِ وَبُوشٌ الشَّيْطَانُ

الصَّمْتُ مِنْكُمْ طَالَ يَا حُكَّامَنَا * وَشُعُوبُكُمْ يَجْتَاحُهَا الْغَلَيَانُ إِنيِّ نَظَرْتُ لِصَمْتِكُمْ مُتَعَجِّبَاً * فَأَصَابَني الإِحْبَاطُ وَالْغَثَيَانُ فَقِفُواْ لإِسْرَائِلَ صَفَّاً وَاحِدَاً * فَيَهُودُهَا لَيْسَتْ لَهُمْ أَيْمَانُ هَيَّا انهَضُواْ بِبِلاَدِكُمْ وَتحَرَّكُواْ * لاَ يَسْتَرِدُّ حُقُوقَهُ خَيْبَانُ لِمَتى سَنَبْكِي مجْدَ أَزْمِنَةٍ مَضَتْ * هَلْ بِالْبُكَاءِ سَتَرْجِعُ الأَوْطَانُ كُونُواْ كَحِزْبِ اللهِ مَنْ قُدَّامَهُ * يَجْرِي الْيَهُودُ كَأَنَّهُمْ فِئْرَانُ لَنْ يَسْتَرِيحَ المُسْلِمُونَ وَيَهْدَأُواْ * حَتىَّ يَعُودَ الْقُدْسُ وَالجُولاَنُ يَا رَبِّ وَحِّدْ صَفَّنَا بخِلاَفَةٍ * بَلَغَ الزُّبى في أَرْضِكَ الْفَيَضَانُ أَشْعَار/يَاسِر الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الحماسة الحمدانية

الحَمَاسَةُ الحَمَدَانِيَّة: =========== الكَاتِبُ الإِسْلاَمِيُّ وَالشَّاعِر يَاسِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محْمُودٍ الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَكْثَرُ مِن [10000] بَيْتِ شِعْرٍكُلِّهَا نَادِرَة 00!! °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° $$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$ %%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%% ************************************************ @@@@@@@@@@@@@@@@@ &&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إهداء الحماسة الحمدانية

إِهْدَاءُ الحَمَاسَةِ الحَمَدَانِيَّة: =============== أُهْدِيهِ أَوَّلاً إِلى اللهِ تَعَالى قُرْبَانَاً، ثمَّ أُهْدِيهِ كَكِتَابٍ إِلى كُلِّ أَدِيبٍ وَخَطِيبٍ عَاشِق؛ لِلأَدَبِ وَالرَّقَائِق، كَالأُسْتَاذ أَحْمَد محَمَّد صَادِق، وَإِلى أُخْتيَ الغَالِيَة، وَأُمِّيَ الثَّانِيَة / شَقِيقَتي فَاطِمَة، الرَّقِيقَةِ المُسَالِمَة، وَالْكَاتِبِ المحْبُوب، وَالمُشَاغِبِ المَوْهُوب / عِصَامِ الشَّرْقَاوِي، وَالشّيخ سَامِي بْنِ الإِمَامِ الشَّعْرَاوِي، كَمَا يَسُرُّني أَن أُهْدِيَ هَذَا الكِتَابَ ضِمْنَ مَن أُهْدِي؛ إِلى أَغْلَى النَّاسِ عِنْدِي / أَهَالي حِيدَر بِقَرْيَةِ خَلِيل الجِنْدِي، بحَيِّ الغَرَقِ محَافَظَةِ الفَيُّوم، بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُور، وَمَنْ لَمْ يجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورَاً فَمَا لَهُ مِنْ نُور، وَأَخُصُّ في الإِهْدَاءِ مِن هَؤُلاَء: حَمَايَ الأَصِيل / إِسْمَاعِيل عَبْدَ الفَضِيل، وَجِيرَانَهُ الأَعِزَّاء، بَدْءً امِن عَمِّ فَوْزِي صَاحِبِ الحَفَاوَةِ وَالجُود، وَمُرُورَاً بِأَبي محْمُود، وَأَبي أَشْرَفَ وَسَائِرِ العُنْقُود، وَالأُسْتَاذ طَارِق الْوَدُود، وَانْتِهَاءً بِالشَّيخ سَيِّد وَعَمِّ مَسْعُود، أَكْثَرَ اللهُ مِنهُمْ في الوُجُود، وَإِلى أَخِي الْوَدُود / الشَّيْخِ محْمُود، وَإِلى الصَّدِيقِ الرَّقِيق / محْمُود محَمَّد رَمْزِي، وَإِلى المحَقِّقِ الشَّهِير، وَالبَاحِثِ القَدِير: الأَخِ الكَبِير / محْمُود نَصَّار، وَالحَاجِّ طَلْعَت السَّيِّد سُلَيْمَان 0 وَإِلى أَصْدِقَاءِ مَسْجِدِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ بمِصْرَ الجَدِيدَة، لاَ سِيَّمَا كُلَّ مَنْ رَبَطَتْني بِهِ عَلاَقَةٌ وَطِيدَة، كَالسَّادَةِ المُهَنْدِسِين / محَمَّد صَلاَح الدِّين، وَإِيهَاب المُرْسِي جَبر، وَعَبْد الله بخِيت بَدْر، وَالأُسْتَاذ صَلاَح سَيِّد سَالم، وَالصَّدِيق أَحْمَد فَتْحِي غَانم، وَالأُسْتَاذُ الدُّكْتُور / سَامِي عَبْد الْفَتَّاح، وَالدُّكْتُور طَارِق سَعْد، وَالأَصْدِقَاء / محَمَّد رَأْفَتْ عَلِي مُوسَى، وَالأُسْتَاذ سَامِي عَبْد الْغَني، وَرَامِي محَمَّد عَبْدِ السَّلاَم، كَمَا يَسُرُّني أَن أُهْدِيَ هَذَا العَمَل؛ إِلى الأُسْتَاذ يَاسِر العَفِيفِي، وَإِلى أَعَزِّ الأَحْبَاب: الأُسْتَاذِ الشَّاعِر / محَمَّد عَبْدِ الوَهَاب، وَأَخِيرَاً أُهْدِيهِ إِلى الحَاجِّ عُثْمَانَ وَحَمْدِي وَأَحْمَد 0 السَّقَّا؛ أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُوَفِّقَني وَإِيَّاهُمْ إِلى كُلِّ جَمِيل، وَأَنْ يُعِينَنَا في مِشْوَارِنَا الطَّوِيل، إِنَّهُ هُوَ المُوَفِّقُ وَالهَادِي إِلى سَوَاءِ السَّبِيل 0 وَفي النِّهَايَةِ أَقُولُ لِكُلِّ هَؤُلاَءِ الفُضَلاَء؛ الَّذِينَ ذَكَرْتُهُمْ بِصَفْحَةِ الإِهْدَاء: أَحْبَابَنَا مَا أَجْمَلَ الدُّنيَا بِكُمْ * لاَ تَقْبُحُ الدُّنيَا وَفِيهَا أَنْتُمُ {يَاسِر الحَمَدَاني}

مقدمة الحماسة

مُقَدِّمَةُ الحَمَاسَة: ========== تَبَارَكَ مَنْ لَهُ الحَمْدُ عَلَى الدَّوَام، تَبَارَكَ مَنْ لاَ يَغْفَلُ وَلاَ يَنَام، لَهُ الحَمْدُ في الأُولى وَالآخِرَة، وَلَهُ الحَمدُ دَائِمَاً وَأَبَدَا، سُبْحَانَه سُبحَانَه، لَهُ العِزَّةُ وَالجَبَرُوت، وَلَهُ المُلكُ وَالمَلَكُوت، يحْيى وَيمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لاَ يمُوت، يُسَبِّحُ بحَمْدِهِ كُلُّ مَنْ في الأَرْضِ وَالسَّمَاوَات، بَدْءً امِنَ الذَّرَّاتِ وَحَتىَّ المجَرَّات!! إِلهِي لَكَ الحَمْدُ الَّذِي أَنْتَ أَهْلُهُ * علَى نِعَمٍ مَا كُنْتُ قَطُّ لهَا أَهْلاَ إِذَا زِدْتُّ عِصْيَانَاً تَزِيدُ تَفَضُّلاً * كَأَنيَ بِالعِصْيَانِ أَسْتوْجِبُ الفَضْلاَ نُسِيءُ إِلَيْهِ؛ وَيحْسِنُ إِلَيْنَا، فَمَا قَطَعَ إِحْسَانَهُ، وَلاَ نحْنُ اسْتَحْيَيْنَا 00!!

اللهُمَّ خُذْ بِأَيْدِينَا؛ حَتى نُرْضِيَكَ كَمَا تُرْضِينَا 00!! إِلَهِي وَمَوْلاَيَ مَا أَعْظَمَكْ * وَمَنْ في الْوَرَى لاَ يَرَى أَنعُمَكْ {يَاسِر الحَمَدَاني} أَنْتَ الَّذِي أَرْشَدْتَني مِنْ بَعْدِ مَا * في الكَوْنِ كُنْتُ أَتِيهُ كَالحَيرَانِ وَزَرَعْتَ لي بَينَ القُلُوبِ محَبَّةً * حَتىَّ أَحَبَّتْ يَاسِرَ الحَمَدَاني وَنَشَرْتَ لي في العَالمِينَ محَاسِنَاً * وَسَتَرْتَ عَن أَبْصَارِهِمْ عِصْيَاني {مِنْ نُونِيَّةِ الْقَحْطَاني بِتَصَرُّف} إِلهِي لَقَدْ أَحْسَنْتَ رَغْمَ إِسَاءتي * إِلَيْكَ فَلَمْ يَنهَضْ بِإِحْسَانِكَ الشُّكْرُ فَمَنْ كَانَ مُعْتَذِرَاً إِلَيْكَ بحُجَّةٍ * فَعُذْرِيَ إِقْرَارِي بأَنْ لَيْسَ لي عُذْرُ أَتَيْتُكَ مُفْتَقِرَاً إِلَيْكَ وَلَمْ يَكُنْ * لِيُعْجِبَني لَوْلاَ محَبَّتُكَ الفَقْرُ {الأَوَّلاَنِ لأَبي نُوَاس، وَالأَخِيرُ لِلْبُحْتُرِيّ 0 بِتَصَرُّف}

وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه، وَأَشْهَدُ أَنَّ محَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُه، أَرْسَلَهُ اللهُ هَادِيَاً وَمُبَشِّرَاً وَنَذِيرَا، وَدَاعِيَاً إِلى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجَاً مُنِيرَا، اللهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى مَنْ سَارَ عَلَى دَرْبِهِ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا 00 صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ عَدَدَ أَوْرَاقِ الشَّجَر، وَعَدَدَ حَبَّاتِ المَطَر، وَعَدَدَ مَا خَلَقْتَ مِنَ البَشَر 00 أَنْتَ الَّذِي لَمَّا رُفِعْتَ إِلى السَّمَا * بِكَ قَدْ سَمَتْ وَتَزَيَّنَتْ لِلِقَاكَا أَنْتَ الَّذِي مِنْ نُورِكَ البَدْرُ اكْتَسَى * وَالشَّمْسُ قِنْدِيلٌ أَمَامَ ضِيَاكَا

نَادَيْتَ أَشْجَارَاً أَتَتْكَ مُطِيعَةً * وَشَكَا الْبَعِيرُ إِلَيْكَ حِينَ رَآكَا وَالمَاءُ فَاضَ بِرَاحَتَيْكَ وَسَبَّحَتْ * صُمُّ الحَصَى للهِ في يُمْنَاكَا وَالجِذْعُ حَنَّ إِلَيْكَ حِينَ تَرَكْتَهُ * وَعَلَى سِوَاهُ أُوقِفَتْ قَدَمَاكَا مَاذَا يَقُولُ المَادِحُونَ وَمَا عَسَى * أَنْ يجْمَعَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مَعْنَاكَا صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا عَلَمَ الهُدَى * مَا اشْتَاقَ مُشْتَاقٌ إِلىَ رُؤْيَاكَا {شِهَابُ الدِّينِ الأَبْشِيهِيُّ صَاحِبُ المُسْتَطْرَف، بِشَيْءٍ مِنَ التَّصَرُّف} ثمَّ أَمَّا بَعْد لَقَدْ قُمْتُ بِإِعْدَادِ هَذَا الْعَمَلِ الجَلَل؛ لِعِدَّةِ أَسْبَابٍ وَعِلَل، مِنهَا الْبَسِيطُ وَمِنهَا الطَّوِيل، وَمِنهَا الخَفِيفُ وَمِنهَا الثَّقِيل، وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيل 0

أَوَّلاً: لِلاَرْتِقَاءِ بِالذَّوْقِ الْعَامّ، ثَانِيَاً: لاِسْتِحْسَانِيَ المَعَانِيَ الَّتي تحَارُ في بَلاَغَتِهَا الأَفْهَام، رَابِعَاً: لِمَا في الشِّعْرِ مِنَ الشَّهَامَةِ وَالمُرُوءةِ وَسِيرِ الْكِرَام، خَامِسَاً: لِيُهْتَدَى بِمَعْرِفَةِ الْقَافِيَةِ وَالبَحْر ـ إِنْ تَيَسَّرَ الأَمْر ـ إِلى قَائِلِ الشِّعْر، سَادِسَاً: لِضَمِّ جَيِّدِ الشِّعْرِ بَعْضَهُ إِلى بَعْضٍ في نَسَقٍ مُتَمَاسِكِ الْبُنيَان، إِنِ اتَّفَقَ في المَعَاني وَالْقَوَافي وَالأَوْزَان، سَابِعَاً: لأُنَافِسَ بِهِ حَمَاسَةَ البُحْتُرِيِّ وَأَبي تَمَّام، وَأَخِيرَاً وَمِسْكُ الخِتَام: لِتَكُونَ لي ذُخْرَاً يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَام، أَسْأَلُ اللهَ ذَا الجَلاَلِ وَالإِكْرَام؛ أَنْ يَغْفِرَ لي مَا تخَلَّلَ حَمَاسَتي مِنْ كَلاَمِ الحُبِّ وَالهُيَام، وَأَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مَنْ

اسْتَعْمِلَهُ مَعَ غَيرِ زَوْجَتِهِ لِغَرْسِ أَزْهَارِ الْوِئَام، كَمَا أَبْرَأُ مِنْ كُلِّ مَنْ اسْتَعْمِلَ هِجَاءهَا في هَجْوِ الْكِرَام، أَوْ مَدِيحَهَا في مَدْحِ اللِّئَام، هَذَا 00 وَأَسْأَلُ اللهَ أَنْ تجِدُواْ فِيهِ الْفَنَّ وَالصَّنعَة، بجَانِبِ اللَّذَّةِ وَالمُتْعَة، لاَ سِيَّمَا أَنيِّ تَصَرَّفْتُ في قَافِيَةِ الْبَيْتِ الْوَاحِد؛ حَتىَّ أَدْخَلْتُهُ في عِدَّةِ قَصَائِد، مَعَ مُرَاعَاةِ جَوْدَةِ السَّبْك، وَإِتْقَانِ الحَبْك؛ حَتىَّ لاَ يُنْظَرَ إِلَيْهِ بِعَينِ الشَّكّ، وَذَلِكَ بِالْبُعْدِ التَّامٍّ عَنِ التَّكَلُّف ـ وَبمُرَاعَاةِ الدِّقَّةِ في التَّصَرُّف ـ حَتىَّ لاَ يَبْدُوَ مجَرَّدَ تَغْيِيرِ أَحْرُف، وَتَلْحَظُ هَذَا التَّصَرُّفَ أَيْضَاً في قَوَافي الأَبْيَاتِ وَفي صُدُورِهَا، بَلْ وَرُبَّمَا يَتَعَدَّى ذَلِكَ إِلى بحُورِهَا، وَإِعَادَةِ نَظْمِهَا في بَحْرٍ أَسْهَل، سَعْيَاً وَرَاءَ الأَفْضَل،

فَمِمَّا لاَ شَكَّ فِيهِ أَنَّ لحْنَ الخَفِيفِ وَالرَّجَزِ بِأَنوَاعِهِ بِاسْتِثْنَاءِ التَّامّ؛ لاَ يُقَارَنُ بِلَحْنِ الْوَافِرِ وَالبَسِيطِ وَالمُتَقَارِبِ وَمَا فِيهِمْ مِنَ الأَنغَام، فَلَيْسَ تَغْيِيرَاً لمجَرَّدِ التَّغْيِير، وَحُكْمُ الْقَارِئِ عِنْدِي أَصْدَقُ تَعْبِير، وَلاَ أُخْفِي عَلَيْكُمْ أَنيِّ تَرَدَّدْتُ كَثِيرَاً في الْفَاحِشِ مِنَ الهِجَاءِ وَالسِّبَاب، ثُمَّ قَرَّرْتُ أَخِيرَاً أَن أُدْرِجَهُ ضِمْنَ فُصُولِ وَأَبْوَابِ الْكِتَاب؛ لِتَعْلَمَ كُلُّ المِلَلِ وَالنِّحَلِ أَنَّ الْعَرَب؛ لَمْ يَتْرُكُواْ فَنَّاً مِنْ فُنُونِ الأَدَب؛ إِلاَّ وَأَتَواْ فِيهِ بِالْعَجَب 00 أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَتَقَبَّلَ هَذَا الْعَمَل، وَأَن يَغْفِرَ لَنَا مَا اعْتَرَاهُ مِنَ الزَّلَل، إِنَّهُ رَجَاؤُنَا في الخَطْبِ الْيَسِيرِ وَفي الخَطْبِ الجَلَل 00

اللهُمَّ عُمَّنَا بِفَضْلِكَ الْوَافِر، وَبِرِّكَ الْكَامِل، وَفَرَجِكَ السَّرِيع، وَعَطَائِكَ المَدِيد، إِنَّكَ حَمِيدٌ مجِيد، فَعَّالٌ لِمَا يُرِيد 0 فَإِن أَهْلِكْ فَقَدْ أَبْقَيْتُ بَعْدِي قَوَافيَ تُعْجِبُ المُتَمَثِّلِينَا رَصِينَاتٍ بَلِيغَاتٍ عِذَابٍ لَوَ انَّ الشِّعْرَ يُلْبَسُ لاَرْتُدِينَا {الفَقِيرُ إِلى عَفْوِ رَبِّهِ وَدُعَائِكُمْ / يَاسِر الحَمَدَاني} نَمُوذَجٌ مِنْ تَصَرُّفَاتي في صُدُورِ الأَبْيَات تَصَرَّفْتُ مَثَلاً في الْبَيْتَينِ الشَّهِيرَيْنِ الْقَائِلَيْن: لاَ تَظْلِمَنَّ إِذَا مَا كُنْتَ مُقْتَدِرَاً * فَالظُّلْمُ تَرْجِعُ عُقْبَاهُ إِلى النَّدَمِ تَنَامُ عَيْنَاكَ وَالمَظْلُومُ مُنْتَبِهٌ * يَدْعُو عَلَيْكَ وَعَيْنُ اللهِ لَمْ تَنَمِ فَجَعَلْتُهَا مُرَاعِيَاً التَّصْرِيع:

لاَ تَظْلِمَنَّ فَإِنَّ الظُّلْمَ كَالظُّلَمِ * الظُّلْمُ تُفْضِي عَوَاقِبُهُ إِلى النَّدَمِ تَنَامُ عَيْنَاكَ وَالمَظْلُومُ مُنْتَبِهٌ * يَدْعُو عَلَيْكَ وَعَيْنُ اللهِ لَمْ تَنَمِ نَمُوذَجٌ مِنْ تَصَرُّفَاتي في الْقَوَافي تَصَرَّفْتُ مَثَلاً في الْبَيْتَينِ الشَّهِيرَيْنِ الْقَائِلَيْن: لاَ تَسْأَلَنَّ بُنيَّ آدَمَ حَاجَةً * وَسَلِ الَّذِي أَبْوَابُهُ لاَ تحْجَبُ فَاللهُ يَغْضَبُ إِنْ تَرَكْتَ سُؤَالَهُ * أَمَّا ابْنُ آدَمَ حِينَ يُسْأَلُ يَغْضَبُ فَجَعَلْتُهَا: لاَ تَسْأَلَنَّ مِنِ ابْنِ آدَمَ حَاجَةً * وَسَلِ الَّذِي أَبْوَابُهُ لاَ تحْجَبُ فَاللهُ يَغْضَبُ إِنْ تَرَكْتَ سُؤَالَهُ * أَمَّا ابْنُ آدَمَ حِينَ يُسْأَلُ يَغْضَبُ وَجَعَلْتُهَا: لاَ تَطْلُبَنَّ مِنِ ابْنِ آدَمَ حَاجَةً * وَادْعُ الَّذِي أَبْوَابُهُ لاَ تُغْلَقُ

فَاللهُ يَغْضَبُ إِنْ تَرَكْتَ سُؤَالَهُ * أَمَّا ابْنُ آدَمَ حِينَ يُسْأَلُ يَحْنَقُ وَجَعَلْتُهَا أَيْضَاً: لاَ تَسْأَلَنَّ مِنِ ابْنِ آدَمَ حَاجَةً * وَسَلِ الَّذِي أَبْوَابُهُ لاَ تُقْفَلُ فَاللهُ يَغْضَبُ إِنْ تَرَكْتَ سُؤَالَهُ * أَمَّا ابْنُ آدَمَ حِينَ يُسْأَلُ يَبْخَلُ * نمَاذِجُ أُخْرَى مِنْ تَصَرُّفَاتي وَمِنْ نمَاذِجِ تَصَرُّفَاتي في التَّوْفِيقِ بَينَ الأَشْبَاهِ وَالنَّظَائِرِ عِنْدَ اتحَادِ البَحْرِ وَالْقَافِيَةِ هَذَانِ الْبَيْتَان: لَيْسَ التَّكَحُّلُ في العَيْنَيْنِ كَالكَحَلِ * وَلاَ الجَبَانُ إِذَا مَا كَرَّ كَالبَطَلِ فَالصُّبْحُ يُغْني عَنِ المِصْبَاحِ يَا وَلَدِي * وَفي ضِيَا الشَّمْسِ مَا يُغْنِيكَ عَنْ زُحَلِ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ وَالأَخِيرُ لِلْمُتَنَبيِّ، وَالثَّاني لِلشَّرِيفِ الرَّضِيِّ بِتَصَرُّف، وَالثَّالِثُ لاَبْنِ الرُّومِيّ}

وَهَا هُوَ بَيْتُ الشَّرِيفِ الرَّضِيِّ الَّذِي أَخَذْتُ مِنهُ ذَلِكَ المِصْرَاعَ وَتَصَرَّفْتُ فِيه: وَالخَيْلُ عَالِمَةٌ مَا فَوْقَ أَظْهُرِهَا * مِنَ الرِّجَالِ جَبَانٌ كَانَ أَمْ بَطَلُ {الشَّرِيفُ الرَّضِيُّ} سَخِيٌّ وَمَبْنيٌّ عَلَى الفَتْحِ كَفُّهُ * إِذَا بُنِيَتْ كَفُّ اللَّئِيمِ عَلَى الضَّمِّ وَتَاللهِ لَوْلاَ جُودُهُ في صِيَامِهِ * لَقُلْنَا كَرِيمٌ هَيَّجَتْهُ ابْنَةُ الكَرْمِ {البَيْتُ الأَوَّلُ لِصَفِيِّ الدِّينِ الحِلِّيّ، وَالثَّاني المُتَنَبيِّ} وَبَيْتُ ابْنِ حَيُّوسٍ الَّذِي يَقُولُ فِيه: مَسَاعِيكَ لاَ تُحْصَى فَتُدْرَكُ بِالعَدِّ * وَمجْدُكَ لاَ يَرْضَى الوُقُوفَ عَلَى الحَدِّ لَمْ أَكْتَفِ بِضَمِّهِ إِلى حَمَاسَتي بحَرْفِ الدَّالِ المَكْسُورَةِ فَحَسْب، وَإِنَّمَا في المَرْفُوعَةِ أَيْضَاً هَكَذَا:

أَيَادِيكَ لاَ تُحْصَى فَيُدْرَكُهَا العَدُّ * وَمجْدُكَ يَا [/5/ 5/] لَيْسَ لَهُ حَدُّ {ابْنُ حَيُّوس بِتَصَرُّف} وَمِنْ ذَلِكَ تَصَرُّفي في قَوْلِ عِصَامِ الْغَزَالي مُبْتَهِلاً: فَأَنْتَ الرَّقِيبُ وَأَنْتَ الحَبِيبُ * وَأَنْتَ المجِيبُ سَمِيعُ الدُّعَاءْ دَعَاكَ خُشُوعِي وَذَابَتْ شُمُوعِي * وَصَعَّدْتُ في اللَّيْلِ حَرَّ الْبُكَاءْ أَنِرْ لي طَرِيقِي وَكُنْ لي رَفِيقِي * وَصُنيِّ عَنِ الحِقْدِ وَالْكِبْرِيَاءْ فَتَصَرَّفْتُ فِيهَا مُضِيفَاً لَهَا بَيْتَاً مِن عِنْدِي قَائِلاً: عَلَيْكَ اعْتِمَادِي وَفِيكَ اعْتِقَادِي * وَحُبُّكَ زَادِي لِيَوْمِ اللِّقَاءْ فَأَنْتَ الْقَرِيبُ وَأَنْتَ الرَّقِيبُ * وَأَنْتَ المجِيبُ سَمِيعُ الدُّعَاءْ دَعَاكَ خُشُوعِي وَسَالَتْ دُمُوعِي * وَصَعَّدْتُ في اللَّيْلِ مُرَّ الْبُكَاءْ

أَنِرْ لي طَرِيقِي وَكُنْ لي رَفِيقِي * لَدَى كُلِّ ضِيقٍ وَكُلِّ بَلاَءْ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لي، وَالْبَاقِي لِعِصَامِ الْغَزَالي بِتَصَرُّف} وَهَلُمَّ جَرَّا 00 أَمَّا عَنْ دِقَّتي في الاَخْتِيَار، وَتحرِّي الجَيِّدَ مِنَ الأَشْعَار؛ فَحَسْبُ الْقَارِئِ الْغَالي: أَنْ يَعْلَمَ تجَاهُلِي لِلْبَيْتَينِ الْوَارِدَيْنِ في المِثَالِ التَّالي: بِرَغْمِ أَنَّهُمَا لي؛ لأَني رَأَيْتُ أَنَّهُمَا دُونَ المُسْتَوَى الْعَالي: وَلَوْ أَنَّ البُكَاءَ يُفِيدُ شَيْئَاً * لَعِشْتُ العُمْرَ أَبْكِي سُوءَ حَالي وَدَمْعِي إِنَّمَا يجْرِي لِعِلْمِي * الَّذِي قَدْ صَارَ مَيْتَاً دُونَ مَالي لَقَدْ عَرَفَني الْقُرَّاءُ كَاتِبَاً وَلَمْ يَعْرِفُوني شَاعِرَاً، وَلاَ أَقُولُ شَيْطَانُ الشِّعْرِ أَلْهَمَني، بَلْ أَقُولُ اللهُ عَلَّمَني وَفَهَّمَني 00!!

النِّسْبَةُ التَّقْرِيبِيَّةُ لِكُلِّ بَحْرٍ في الحَمَاسَةِ الحَمَدَانِيَّة {الكَامِلُ وَالطَّوِيل: 41.8 %، مجْزُوءُ الكَامِل: 7.8 %، البَسِيط: 15.9 %، مخْلَعُ البَسِيط: 0.65 %، الْوَافِر: 10.3 %، مجْزُوءُ الْوَافِر: 2.6 %، الرَّمَل: 1.14 %، مجْزُوءُ الرَّمَل: 1.65 %، المُتَقَارِب: 6 %، الخَفِيف: 1.3 %، مَنهُوكُ الرَّجَز: 0.48 %، مجْزُوءُ الرَّجَز: 8.84 %، الرَّجَز: 0.74 %، المُتَدَارَك: 0.7 %، البُحُورُ الأُخْرَى: 0.2 %، المجَازِيءُ الأُخْرَى: 0.35 %} عَدَدُ أَبْيَاتِ كُلِّ بَحْرٍ في الحَمَاسَةِ الحَمَدَانِيَّة

{الكَامِلُ وَالطَّوِيل: 3794، مجْزُوءُ الكَامِل: 864، البَسِيط: 1477، مخْلَعُ البَسِيط: 61، الْوَافِر: 941، مجْزُوءُ الْوَافِر: 252، الرَّمَل: 103، مجْزُوءُ الرَّمَل: 159، المُتَقَارِب: 574، الخَفِيف: 111، مَنهُوكُ الرَّجَز: 45، مجْزُوءُ الرَّجَز: 777، الرَّجَز: 86، المُتَدَارَك: 74، البُحُورُ الأُخْرَى: 17، المجَازِيءُ الأُخْرَى: 24، المجْمُوع: [9359] بَيْتَاً مِن عُيُونِ الشِّعْرِ العَرَبيّ} فَصْلٌ في فَضْلِ الشِّعْر إِنَّني أَحْمَدُ اللهَ أَنْ وَرَدَ في أَقْوَالِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسُنَّتِهِ ذِكْرُ الشِّعْرِ عَلَى سَبِيلِ الاَسْتِحْسَان، وَإِلاَّ لَقَامَ أَقْوَامٌ مُتَشَدِّقُونَ، وَكَفَّرُواْ أَوْ فَسَّقُواْ الشُّعَرَاء 00!!

عَن أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6145 / فَتْح] وَعَنِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَرْدَفَني رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَاً، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبي الصَّلْتِ شَيْء " 00؟ قُلْتُ نَعَمْ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيهْ " 00 أَيْ أَسْمِعْني، فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتَاً، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيهْ " 00 ثمَّ أَنْشَدْتُهُ بَيْتَاً، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيهْ " 00 حَتىَّ أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْت " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2255 / عَبْد البَاقِي] وَعَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَرَاثَ الخَبرَ ـ أَيِ اسْتَبْطَأَهُ ـ تَمَثَّلَ فِيهِ بِبَيْتِ طَرَفَة: وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: 8794، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: 24610 / إِحْيَاءُ التُّرَاث] مَتى يَعْرِفُ النَّاسُ أَنَّ الفَتى * بِلاَ أَدَبٍ صُورَةٌ مِن خَشَبْ فَمَا هُوَ شِعْرٌ وَنَثْرٌ وَلَكِن هُوَ الرُّوحُ لِلْجِسْمِ وَهْوَ العَصَبْ

يَقُولُ ابْنُ مَنْظُورٍ في لِسَانِ الْعَرَبِ عَنِ الأَدَب: " الأَدَب: الَّذِي يَتَأَدَّبُ بِهِ الأَدِيب؛ وَسُمِّيَ أَدَبَاً لأَنَّهُ يَأْدِبُ النَّاسَ إِلى المحَامِدِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المَقَابِح، وَالأَدَبُ هُوَ الظَّرْفُ وَحُسْنُ التَّنَاوُل " [ابْنُ مَنْظُورٍ بِاخْتِصَارٍ في " لِسَانِ العَرَب " ص: 206/ 1] لَعَمْرُكَ إِنَّ المَكْرُمَاتِ أَصَابِعٌ * وَأَشْعَارُنَا في المَكْرُمَاتِ خَوَاتِمُ وَلَوْلاَ خِلاَلٌ سَنَّهَا الشِّعْرُ مَا دَرَى * بُغَاةُ النَّدَى مِن أَيْنَ تُؤْتَى المَكَارِمُ وَللهِ دَرُّ محْمُود غُنيم حَيْثُ قَال: إِذَا لَمْ تَقُمْ لِلشِّعْرِ في الشَّعْبِ دَوْلَةٌ * تَيَقَّنْ بِأَنَّ الشَّعْبَ مَاتَتْ مَشَاعِرُه وَمِمَّا قُلْتُهُ أَنَا في فَضْلِ الرَّقَائِقِ وَالأَدَبِ وَالشِّعْر:

كَمْ حِكْمَةٍ نُثِرَتْ في الدِّينِ وَالأَدَبِ وَشِعْرِنَا الْعَرَبي أَغْلَى مِنَ الذَّهَبِ وَمَا أَقْبَحَ مَا قَالَهُ الشُّعَرَاءُ فِيمَنْ لاَ يَتَذَوَّقُونَ الشِّعْر: بَهَائِمُ أَلْهَاهَا قَدِيمَاً شَعِيرُهَا عَنِ الشِّعْرِ تَسْتَوْفي الغِذَاءَ وَتُرْكَبُ أَلَمْ تَسْتَنْشِقْ نَسْمَةَ الصَّيْفِ البَارِدَةِ سَاعَةَ الفَجْرِ قَطّ 00؟ هِيَ أَنْفُسُ الشُّعَرَاءِ في غَسَقِ الدُّجَى تَتَنَفَّسُ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الشِّعْرُ بِمَنْزِلَةِ الْكَلاَم؛ فَحَسَنُهُ كَحَسَنِ الْكَلاَم، وَقَبِيحُهُ كَقَبِيحِ الْكَلاَم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الأَدَبِ المُفْرَدِ وَفي الجَامِعِ " بِرَقْمَيْ: 865، 3733]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشِّعْر؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هُوَ كَلاَم؛ فَحَسَنُهُ حَسَن، وَقَبِيحُهُ قَبِيح " [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في مِشْكَاةِ المَصَابِيحِ بِرَقْم: (4807)، رَوَاهُ الإِمَامَانِ الدَّارُ قُطْنيّ، وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ حَسَن]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضَعُ لحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ مِنْبَرَاً في المَسْجِدِ يَقُومُ عَلَيْهِ قَائِمَاً يُفَاخِرُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلاَ يُؤَيِّدُ حَسَّانَ بِرُوحِ الْقُدُسِ مَا نَافَحَ أَوْ فَاخَرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 6058]

عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَنْزَلَ في الشِّعْرِ مَا أَنْزَل ـ أَيْ مَا حُكْمُ الشِّعْرِ إِذَنْ في الإِسْلاَم، وَهَلْ هُوَ حَلاَلٌ أَمْ حَرَام 00؟! فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ المُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِسَيْفِهِ وَلِسَانِه، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه؛ لَكَأَنَّ مَا تَرْمُونَهُمْ بِهِ نَضْحُ النَّبْل " [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعيب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان، وَقَالَ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الثَّمَرِ المُسْتَطَاب: سَنَدٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين: (797)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اهْجُواْ بِالشِّعْر؛ إِنَّ المُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِنَفْسِهِ وَمَالِه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 802، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه] عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه؛ لَكَأَنَّمَا تَنْضَحُونَهُمْ بِالنَّبْل؛ فِيمَا تَقُولُونَ لَهُمْ مِنَ الشِّعْر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 1949، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 15786]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " دَخَلَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ في عُمْرَةِ القَضَاءِ وَابْنُ رَوَاحَةَ بَيْنَ يَدَيْهِ يَقُول: خَلُّواْ بَني الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ * اليَوْمَ نَضْرِبْكُمْ عَلَى تَأْوِيلِهِ ضَرَبَاً يُزِيلُ الهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ * وَيُذْهِلُ الخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَا ابْنَ رَوَاحَة؛ في حَرَمِ اللهِ وَبَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ هَذَا الشِّعْر؟!

فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " خَلِّ عَنْهُ؛ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه: لَكَلاَمُهُ أَشَدُّ عَلَيْهِمْ مِنْ وَقْعِ النَّبْل " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 2893، وَقَالَ في الثَّمَرِ المُسْتَطَاب: سَنَدٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم: 797] وَللهِ عِصَام الْغَزَالي حَيْثُ قَالَ في نَفْسِ المِنوَالِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ الحُرُوفُ أَسِنَّةٌ لَكِنْ رَقِيقَة وَيَكْفِيكَ عَنْ فَضْلِ الشُّعَرَاءِ أَيْضَاً قَوْلُ ابْنِ حَيُّوس: تَتَزَلْزَلُ الدُّنيَا إِذَا غَضِبُواْ فَإِنْ * بَلَغُواْ الرِّضَا أَمِنَتْ مِنَ الزِّلْزَالِ * * * * * * * وَاعْلَمْ بِأَنَّهُمُ إِذَا لَمْ يُنْصَفُواْ * حَكَمُواْ لأَنْفُسِهِمْ عَلَى الحُكَّامِ وَجِنَايَةُ الجَاني عَلَيْهِمْ تَنْقَضِي * وَهِجَاؤُهُمْ يَبْقَى مَعَ الأَيَّامِ

* * * * * * * فَلِلشُّعَرَاءِ أَلْسِنَةٌ حِدَادٌ * عَلَى الأَعْرَاضِ وَطْأَتُهَا ثَقِيلَة وَمَنْ نَالَتْ صَوَاعِقُهُمْ حِمَاهُ * وَإِنْ كَذَبُواْ فَلَيْسَ لَهُنَّ حِيلَة فَأَحْسِنْ رِفْدَهُمْ وَاكْسَبْ رِضَاهُمْ * وَعَامِلْهُمْ مُعَامَلَةً جَمِيلَة أَمَّا إِنْ كَانَتْ لي قَدَمٌ في انْتِقَادِ الشِّعْرِ وَتخَيُّرِ الأَلْفَاظ؛ دُونَ أَنْ تَكُونَ لي في المُقَابِلِ مَكَانَةٌ مَرْمُوقَةٌ بَيْنَ الشُّعَرَاء؛ فَحَسْبي في ذَلِكَ قَوْلُ الْقَائِل: لَئِنْ كُنْتَ لَمْ تَنْظِمِ الشِّعْرَ قَطْعَاً * وَتَنْقُدُهُ عِنْدَمَا تَسْمَعُهْ فَأَنْتَ بِذَلِكَ مِثْلُ المِسَنِّ * يَحُدُّ الحَدِيدَ وَلاَ أَقطَعُهْ

وَقَدْ رَاعَيْتُ الأَمَانَةَ وَالدِّقَّةَ في ذَلِكَ النَّقْد، حَتىَّ إِنَّني كُنْتُ إِذَا مَا أَوْحَتْ لي فِكْرَةٌ في بَيْتٍ بِفِكْرَةِ بَيْتٍ آخَر؛ كُنْتُ أَذْكُرُ صَاحِبَ ذَلِكَ البَيْتِ وَبَيْتَهُ الَّذِي اسْتَلْهَمْتُ مِنهُ فِكْرَةَ بَيْتي 00 فَمَا سَطَوْتُ عَلَى الأَشْعَارِ أَسْرِقُهَا * أَعُوذُ بِاللهِ شَرُّ النَّاسِ مَنْ سَرَقَا وَإِنَّ أَحْسَنَ بَيْتٍ أَنْتَ قَائِلُهُ * بَيْتٌ يُقَالُ إِذَا أَنْشَدْتَهُ صَدَقَا * * * * * * * يَقُولُونَ عَمَّن أَخَذْتَ الْقَرِيضَ * وَمِمَّنْ تَعَلَّمْتَ نَظْمَ الدُّرَرْ وَأَيْنَ وَكَيْفَ دَرَسْتَ الْعَرُوضَا * وَشِعْرُكَ بَينَ البِلاَدِ اشْتَهَرْ وَمَا كُنْتَ يَوْمَاً بِصَاحِبِ شِعْرٍ * فَإِنَّا عَرَفْنَاكَ مُنْذُ الصِّغَرْ فَقُلْتُ أَخَذْتُ الْقَرِيضَ صَبِيَّاً * مِنَ الطَّيرِ في أُغْنِيَاتِ السَّحَرْ

وَمِن عَبَرَاتِ الحَزَانى الثَّكَالى * فَفِي عَبَرَاتِ الحَزَانى عِبَرْ فَذَا الْكَوْنُ جَامِعَةُ الجَامِعَاتِ * وَذَا الدَّهْرُ أُسْتَاذُ كُلِّ الْبَشَرْ فَمَن عَاشَ مِن غَيْرِ أَنْ يَسْتَفِيدَ * فَأَعْمَى الْبَصِيرَةِ أَعْمَى الْبَصَرْ * * * * * * * بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بحر الخفيف

بَحْرُ الخَفِيف: ======== {فِعَالُ/فِعَالِ/فِعَالاَ/فَعِيلُ/فَعِيلِ/فَعِيلاَ/فَعُولُ/فَعُولِ/فَعُولاَ} {فِعَاهُ/فَعِيهُ/فَعُوهُ/فِعَاهَا/فَعِيهَا/فَعُوهَا/} يَتَغَابى لِلنَّاسِ عَن غَيْرِ حُمْقٍ * وَلَكِنْ لِلُبٍّ يَفُوقُ لُبَّ اللَّبِيبِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا عَجِيبٌ فَنَاءُ شَعْبٍ ضَعِيفٍ * بَلْ بَقَاءُ الضَّعِيفِ شَيْءٌ عُجَابُ وَإِذَا كَانَتِ البِلاَدُ بِلاَ جَيْ * ْشٍ غَزَاهَا قَبْلَ النُّسُورِ الذُّبَابُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَمْ تَمَنَّيْتَ قُبْلَةً مِن [000] * وَهْوَ مِن [000] ذَاكَ دَامِي الجِرَاحِ إِنَّ مَنْ يَعْشَقِ النِّسَاءَ بِلاَ [00 * 0] كَمِثْلِ الغَازِي بِغَيرِ سِلاَحِ لَنْ يَكُونَ الطِّعَانُ إِلاَّ بِرُمحٍ * فَاتْرُكِ الطَّعْنَ لِلطِّوَالِ الرِّمَاحِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَطْعَمُ اللَّوْزَ وَالْفَطِيرَ وَيُسْقَى * عَسَلاً لَمْ يَشُبْهُ إِلاَّ الزُّلاَلُ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنْ يهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيْهِ * مَا لجُرْحٍ بِمَيِّتٍ إِيلاَمُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِذَا كَانَتِ النُّفُوسُ كِبَارَاً * تَعِبَتْ في مُرَادِهَا الأَجْسَامُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَنَعَ البُومَ أَنْ يُصَادَ وَيُرْمَى * كَوْنُهُ غَيْرَ صَالحٍ لِلطَّعَامِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَيْسَ يَدْرِي بِأَنَّهُ لَيْسَ يَدْرِي * إِنَّ بَعْضَ الأَنَامِ كَالأَنعَامِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ جَزَى اللهُ دَمْعَ عَيْنيَ خَيرَاً * وَجَزَى اللهُ كُلَّ خَيْرٍ لِسَاني كُنْتُ مِثْلَ الكِتَابِ أَخْفَاهُ طَيٌّ * فَاسْتَدَلُّواْ عَلَيْهِ بِالعُنوَانِ {العَبَّاسُ بْنُ الأَحْنَف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنْتَ نِعْمَ المَتَاعُ لَوْ كُنْتَ تَبْقَى * غَيْرَ أَنْ لاَ بَقَاءَ لِلإِنْسَانِ لَيْسَ مِمَّا بَدَا لَنَا فِيكَ عَيْبٌ * سَاءنَا مِنْكَ غَيْرَ أَنَّكَ فَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ذَهَبَ الصَّوْمُ وَهْوَ يحْكِيكَ نُسْكَاً * وَأَتَى الفِطْرُ وَهْوَ يحْكِيكَ جُودَا

{ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ضَاعَتِ الفُلْكُ وَهْيَ لَمْ تَجْنِ ذَنْبَاً * في اشْتِبَاكِ الرِّيَاحِ بِالأَمْوَاجِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ لَيْتَاً وَإِنَّ لَوَّاً عَنَاءُ {ابْنُ الرُّومِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَاللَّيَالي عَلَى الدَّوَامِ حَبَالى * مُثْقَلاَتٍ يَلِدْنَ كُلَّ عَجِيبِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ يَشِيبُ الفَتى وَلَيْسَ عَجِيبَاً * أَنْ يُرَى النَّوْرُ في فَوْقَ غُصْنٍ رَطِيبِ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِذَا كُنْتُ قَدْ لَقِيتُ كَرِيمَاً * فَمِنَ الحَزْمِ أَن أَهَابَ مَهِيبَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنَّ مَنْ رُعْتَهُ وَإِن أَنْتَ لَمْ تَقْ * ـتُلْهُ فِعْلاً قَتَلْتَهُ تَعْذِيبَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَتَغَنىَّ إِحْدَى نَواحِيهِ صَوْتَاً * فتَشُقُّ الأُخْرَى عَلَيْهِ الجُيُوبَا فَإِذَا مَا لُمْتُهُ قَالَ مَهْلاً * لاَ يَكُونُ الكَرِيمُ إِلاَّ طَرُوبَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° غَلَبَ الجَهْلُ وَالسَّفَاهُ عَلَيْهِمْ * فَتَرَاهُمْ يُحَمِّقُونَ الأَدِيبَا لَقَّبُواْ المُؤْمِنِينَ بِالْكُفْرِ ظُلْمَاً * وَأَطَالُواْ عَلَيْهِمُ التَّعْذِيبَا حَمَلُواْ حَمْلَةً عَلَى الدِّينِ تَحْكِي * حَمْلَةَ الرُّومِ حَامِلِينَ الصَّلِيبَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَسْرَعَ الرَّكْبُ يَوْمَ قَالُواْ الرَّحِيلاَ * مَا عَلَى الرَّكْبِ لَوْ أَقَامَ قَلِيلاَ

{إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيُّهَذَا الشَّاكِي وَمَا بِكَ دَاءٌ * كُنْ جَمِيلاً تَرَى الوُجُودَ جَمِيلاً إِنَّ شَرَّ الجُنَاةِ في الأَرْضِ نَفْسٌ * تَتَمَنىَّ قَبْلَ الرَّحِيلِ الرَّحِيلاَ فَتَرَى الشَّوْكَ في الغُصُونِ وَتَعْمَى * أَنْ تَرَى الزَّهْرَ فَوْقَهُ إِكْلِيلاَ هُوَ عِبْءٌ عَلَى الحَيَاةِ ثَقِيلٌ * مَنْ يَظُنُّ الحَيَاةَ عِبْئَاً ثَقِيلاَ أَعْقَلُ النَّاسِ في الحَيَاةِ أُنَاسٌ * عَلَّلُوهَا فَأَحْسَنُواْ التَّعْلِيلاَ قُلْ لِقَوْمٍ يَسْتَنْرِفُونَ المَآقِى * هَلْ شَفَيْتُمْ مَعَ البُكَاءِ غَلِيلاَ كُلُّ مَنْ يجْمَعُ الهُمُومَ عَلَيْهِ * أَخَذَتْهُ الهُمُومُ أَخْذَاً وَبِيلاَ كُنْ مَعَ الفَجْرِ نِسْمَةً تُوسِعُ الأَزْ * هَارَ شَمَّاً وَتَارَةً تَقْبِيلاَ

لاَ سَمُومَاً مِنَ السَّوَافي اللَّوَاتي * تَمْلأُ الأَرْضَ في الظَّلاَمِ عَوِيلاَ كُنْ بُلْبُلاً في عُشِّهِ يَتَغَنىَّ * وَمَعَ الكَبْلِ لاَ يُبَالي الكُبُولاَ لاَ غُرَابَاً يُطَارِدُ الجِيَفَ في الأَرْ * ضِ وَبَوْمَاً في اللَّيْلِ يَبْكِي الطُّلُولاَ أَدْرَكَتْ كُنهَهَا طُيُورُ الرَّوَابي * فَمِنَ العَارِ أَنْ تَظَلَّ جَهُولاَ تَتَغَنىَّ وَعُمْرُهَا بَعْضُ عَامٍ * أَفَتَبْكِي وَقَدْ تَعِيشُ طَوِيلاَ كُلَّمَا أَمْسَكَ الغُصُونَ سُكُونٌ * صَفَّقَتْ لِلْغُصُونِ حَتىَّ تَمِيلاَ فَتَعَلَّمْ حُبَّ الطَّبِيعَةَ مِنهَا * وَاتْرُكِ القَالَ لِلوَرَى وَالقِيلاَ فَالَّذِي يَتَّقِي العَوَاذِلَ يَلْقَى * دَائِمَاً في كُلِّ شَخْصٍ عَذُولاَ فَإِذَا مَا وَجَدْتَ في الرَّوْضِ ظِلاًّ * فَتَفَيَّأْ بِهِ إِلى أَنْ يحُولاَ

وَمَصِيرُ الوَرْدِ في الرِّيَاضِ ذُبُولٌ * كُن حَكِيمَاً وَاسْبِقْ إِلَيْهِ الذُّبُولاَ وَتَرَقَّبْ إِذَا السَّمَاءُ اكْفَهَرَّتْ * مَطَرَاً في السُّهُولِ يحْبي السُّهُولاَ كُلُّ نجْمٍ إِلى الأُفُولِ وَلَكِن * آفَةُ النَّجْمِ أَنْ يَخَافَ الأُفُولاَ مَا أَتَيْنَا إِلى الحَيَاةِ لِنَشْقَى * فَأَرِيحُواْ أَهْلَ العُقُولِ العُقُولاَ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَيْسَ مَنْ مَاتَ فَاسْتَرَاحَ بمَيْتٍ * إِنَّمَا ذَاكَ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ إِنَّمَا ذَاكَ مَنْ يَعِيشُ كَئِيبَاً * كَاسِفَاً بَالُهُ قَلِيلَ الرَّجَاءِ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ فَقَطْ لِلبُحْتُرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِكَلاَمٍ لَوَ انَّ لِلدَّهْرِ سَمْعَاً * مَالَ مِن حُسْنِهِ إِلى الإِصْغَاءِ

وَلَوَ انَّ البِحَارَ يُقْذَفُ فِيهَا * مِنهُ حَرْفٌ مَا أَجَّ طَعْمُ المَاءِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَزِئَتْ إِذْ رَأَتْ مَشِيبي وَمَا الشَّيْ * ْبُ في الرَّأْسِ إِلاَّ نجُومُ السَّمَاءِ لَمْ تَعِبْ بِقَوْلِهَا ذَاكَ إِلاَّ * عِمَّةً مِن عَمَائِمِ الحُكَمَاءِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَيْتَ شِعْرِي مَنْ نَاكَهُ بِهِجَائِي * مَن هَجَاني لَهُ مِنَ الشُّعَرَاءِ أَشْتَرَى بِاسْتِهِ هِجَائِي كَثِيرٌ * ذَلِكَ المَهْرُ في اسْتِهِ البَخْرَاءِ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَشَفَتْ مِنْكَ حَاجَتي عَنْ مَسَاوٍ * غُطِّيَتْ بُرْهَةً بحُسْنِ اللِّقَاءِ قُلْتُ لَمَّا بَدَتْ لِعَيْنيَ شُنعَاً * رُبَّ شَوْهَاءَ في حَشَا حَسْنَاءِ

يَا أَخِي هَبْكَ لَمْ تَهَبْ ليَ مِنْ سَعْ * يِكَ حَظَّاً كَسَائِرِ الأَصْدِقَاءِ أَفَلاَ كَانَ مِنْكَ رَدٌّ جَمِيلٌ * فِيهِ لِلنَّفْسِ رَاحَةٌ مِن عَنَاءِ أَنْتَ عَيْني وَلَيْسَ مِن حَقِّ عَيْني * غَضُّ أَجْفَانِهَا عَلَى الأَقْذَاءِ كُنْتَ سُنيَّ العَقِيدَةِ لَكِنْ * مِلْتَ في حَاجَتي إِلى الإِرْجَاءِ أَنْتَ أَدْوَيْتَ صَدْرَ خِلِّكَ فَاعْذُرْ * هُ عَلَى العَتْبِ إِنَّهُ كَالدَّوَاءِ قَدْ قَضَيْنَا لُبَانَةً مِن عِتَابٍ * وَجَمِيلٌ تَعَاتُبُ الأُدَبَاءِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رُبَّمَا هَالَني وَحَيَّرَ عَقْلِي * أَخْذُكَ الَّلاَعِبِينَ بِالْبَأْسَاءِ وَاحْتِرَاسُ الدُّهَاةِ مِنْكَ وَإِعْصَا * فُكَ بِالأَقْوِيَاءِ وَالضُّعَفَاءِ غَلِطَ النَّاسُ لَسْتَ تَلْعَبُ بِالشِّطْ * ـرَنْجِ لَكِنْ بِأَنْفُسِ اللُّعَبَاءِ

لَكَ مَكْرٌ يَدِبُّ في الحَرْبِ أَخْفَى * مِنْ دَبِيبِ الشَّمُولِ في الأَعْضَاءِ تَقْتُلُ الشَّاةَ حَيْثُ شِئْتَ مِنَ الرُّقْ * ـعَةِ طَبَّاً بِالقِتْلَةِ النَّكْرَاءِ رُبَّ قَوْمٍ رَأَوْكَ رِيعُواْ فَقَالُواْ * هَلْ تَكُونُ العُيُونُ في الأَقْفَاءِ وَالفُؤَادُ الذَّكِيُّ لِلْمُطْرِقِ المُعْ * ـرِضِ عَينٌ يَرَى بِهَا مِنْ وَرَاءِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَيْلَ أُمِّكَ الجَسُورَةِ مَا أَسْ * وَرَ هِمَّاتِهَا إِلى العَلْيَاءِ نَاقَضَتْ مَرْيَمَ العَفَافَ فَلَمَّا * قَاوَمَتْهَا سَمَتْ إِلى حَوَّاءِ كَيْفَ أَهْجُو امْرَأً حَسِيبَاً نَسِيبَاً * وَاحِدَ الأُمِّ جُمْلَةُ الآبَاءِ أَنَاْ هَاجِيكَ مَا سَكَتَّ وَمُعْفِيـ * كَ إِذَا بِالهِجَاءِ قَدْ رَدَدْتَ هِجَائِي

لَيْسَ يُنْجِيكَ مِنْ يَدَيَّ سِوَى ذَا * كَ وَلَوْ كُنْتَ في بُرُوجِ السَّمَاءِ وَيَمِينَاً لأَهْجُوَنَّكَ عُمْرِي * سَاعَةَ الإِصْبَاحِ وَالإِمْسَاءِ كَيْفَ أَهْجُو مُذَبْذَبَاً بَينَ شَتىَّ * لاَ إِلى هَؤُلاَءِ وَلاَ هَؤُلاَءِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِذَا كَانَتِ النُّفُوسُ كِبَارَاً * تَعِبَتْ في مُرَادِهَا الأَجْسَادُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سُوءُ حَظِّي أَنَالَني مِنْكِ هَجْرَاً * فَعَلَى الحَظِّ لاَ عَلَيْكِ الْعِتَابُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكَأَنيِّ بِهِمْ قَدْ أَتَوْني وَكُلٌّ * يَبْسُطُ العُذْرَ طَاوِيَاً شَحْنَاءَ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° جَعَلُواْ العَبْدَ كُفْءَ مَوْلاَهُ فَانْظُرْ * هَلْ تَرَاهُمْ لِعَاقِلٍ أَكْفَاءَ

مَا تَعَدَّواْ بِذَاكَ أَنْ وَزَنُوني * بِكَ ضَلَّتْ عُقُولُهُمْ عُقَلاَءَ غَفْلَةٌ فَوْقَ غَفْلَةٍ ثُمَّ سَهْوٌ * فَوْقَ سَهْوٍ عَدِمْتُهُمْ أَذْكِيَاءَ لاَ أُلاَقِي مُذْ تَعَيَّفْتَ طَيْرِي * غَيْرَ نَعْمَاءَ ظَاهَرَتْ نَعْمَاءَ أَيْنَ مِثْلِي محَبَّبٌ لَكَ أَيْ * ـنَ نَدِيمٌ تَعُدُّهُ نُدَمَاءَ لَوْ بَذَلْنَا فِدَاءَكَ الشَّمْسَ البَدْ * رَ لَقَالَ الزَّمَانُ زِيدُواْ فِدَاءَ قَدْ مَضَى أَكْثَرُ الشِّتَاءِ وَجَاءَ الصَّ * ـيْفُ يَعْدُو فَلاَ تَزِدْهُ الْتِظَاءَ يَا عَلِيمَاً بِمَا أُكَابِدُ فِيهِ * لاَ تُعَاوِنهُ إِنَّ فِيهِ اكْتِفَاءَ كَمْ أُعَنىَّ فَلاَ أُسِيءُ عِتَابَاً * كَمْ أُمَنىَّ فَلاَ أُسِيءُ اقْتِضَاءَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فِعَالَه/فَعِيلَه/فَعُولَه/} كَانَ في رِقَّةِ الحَمَامِ وَلَكِن * أَيُّ نَسْرٍ في الجَوِّ جَالَ مجَالَهْ

كُلَّمَا جَدَّدُواْ لَهُ سُوءَ فِعْلٍ * وَجَدُوهُ مجَدِّدَاً إِغْفَالَهْ سَائِرٌ في طَرِيقِهِ لاَ يُبَالى * وَذِئَابُ الفَلاَةِ تَعْوِي حِيَالَهْ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّمَا الشِّعْرُ مَا تَدَفَّقَ عَذْبَاً * في بِنَاءٍ فَأَحْكَمُواْ بُنيَانَه أَسْمِعُونَا إِذَا اسْتَطَعْتُمْ قَرِيضَاً * لاَ خَيَالاَتِ جَالِسٍ في حَانَة فَهَجَرْتُمْ قَوَافيَ المُتَنَبيِّ * وَأَبَنْتُمْ بِعِلْمِكُمْ نُقصَانَه إِنَّني مَا الْتَقَيْتُ في الرَّوْضِ يَوْمَاً * بِغُرَابٍ مُزَاحِمَاً كَرَوَانَه جَدِّدُواْ مَا اسْتَطَعْتُمُ في المَعَاني * وَقِفُواْ لاَ تحَطِّمُواْ أَوْزَانَه لَيْسَتِ الفِكْرَةُ الجَدِيدَةُ تَأْبَى * عَرْضَهَا في جَزَالَةٍ وَرَصَانَة رَبِّ إِنِّي عَلَى القَدِيمِ مُقِيمٌ * وَأَعُدُّ الخَلاَصَ مِنهُ خِيَانَة

{هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° في رُبُوعٍ ظِلاَلُهَا فَتَّانَة * يَبْسُطُ السِّحْرُ فَوْقَهَا ألوَانَه بَينَ تِلْكَ الرُّبَا وَهَذِهِ المَغَاني * وَالرُّؤَى وَالمَفَاتِنِ الفَتَّانَة قَدْ عَرَفتُ الوُجُودَ طِفْلاً بَرِيئَاً * حَظُّهُ مِنهُ أَنْ يَمَصَّ بَنَانَه وَرَأَيْتُ الدُّنى بِعَيْنيْ صَبيٍّ * لَمْ يَكُنْ بَعْدُ حَامِلاً أَحْزَانَه وَعَلَى الشَّاطِئِ المُقَابِلِ رَاعٍ * سَاقَ لِلرَّعْيِ فَوْقَهُ قُطْعَانَه وَإِذَا ضَمَّهُ عَلَى الشَّطِّ ظِلٌّ * دَاعَبَ النَّايَ مُرْسِلاً أَلحَانَه {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {أُخْرَى/} فَاحْمَدِ اللهَ قَدْ رُزِقْتَ هِجَاءً * بَعْدَ طُولِ الخُمُولِ نَوَّهَ بِاسْمِكْ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إنَّ مَنْ سَاءهُ الزَّمَانُ بِشَيْءٍ * لأَحَقُّ امْرِئٍ بِأَنْ يَتَسَلَّىْلاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رُبَّ يَوْمٍ بَكَيْتُ مِنهُ فَلَمَّا * صِرتُ في غَيْرِهِ بَكَيْتُ عَلَيْهِ {عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِب، وَقِيلَ لِيُونُسَ بْنِ مَيْسَرَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَبَّ رِزْقٍ يُصِيبُهُ الجُرَذُ الْيَقْ * ْظَانُ مِنْ شِدْقِ ضَيْغَمٍ مُتَثَائِبْ {الشَّاعِرُ القَرَوِي / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بحر البسيط

بَحْرُ الْبَسِيط: فَغَيِّرِ اسْمَكَ حَلَّتْ بِاسْمِكَ الْغِيَرُ * وَلاَ تَقُلْ عُمَرَاً يَغْضَبْ لَهَا {عُمَرُ} {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {أَفْعَالُ/أَفْعَالاَ/فَعَّالُ/تَفْعِيلُ/تَفْعِيلاَ/مَفْعُولُ/مَفْعُولاَ/مَفَاعِيلُ/أَفَاعِيلاَ/} يَا لاَئِمِي لاَ تَلُمْني لَسْتُ أَرْكَبُهَا * عِفْرِيتَةٌ هِيَ مِنْ شَرِّ العَفَارِيتِ كَأَنَّهَا حِينَمَا طَارَتْ بِمَن حَمَلَتْ * حِدَّاءةٌ خَطَفَتْ بَعْضَ الكَتَاكِيتِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا رَاحِلِينَ إِلى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ لَقَدْ * رُحْتُمْ جُسُومَاً وَرُحْنَا نحْنُ أَرْوَاحَا إِنَّا أَقَمْنَا لِعُذْرٍ قَدْ أَلَمَّ بِنَا * وَمَن أَقَامَ عَلَى عُذْرٍ فَقَدْ رَاحَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا أَهْلَ مِصْرَ لَقَدْ غِبْتُمْ بِأَجْمَعِكُمْ * لَمَّا حَوَى قَصَبَ السَّبْقِ المَسَامِيحُ أَمْوَالُكُمْ جَمَّةٌ وَالبُخْلُ أَفسَدَكُمْ * وَالنِّيلُ مَعْ جُودِهِ فِيهِ التَّمَاسِيحُ {أَبُو نُوَاس / الحَسَنُ بْنُ هَانِئ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَدْ قِيل ذَلِكَ إِنْ صِدْقَاً وَإِنْ كَذِبَاً * فَمَا اعْتِذَارُكَ مِنْ شَيْءٍ وَقَدْ قِيلاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ قِيلَ مَا قِيلَ إِنْ صِدْقَاً وَإِنْ كَذِبَاً * فَكَيْفَ تَبْرَأُ مِنْ شَيْءٍ وَقَدْ قِيلاَ قَدْ قِيلَ مَا قِيلَ إِنْ صِدْقَاً وَإِنْ كَذِبَاً * فَمَا اعْتِذَارُكَ مِنْ قَوْلٍ وَقَدْ قِيلاَ اغْرُبْ بِوَجْهِكَ عَنيِّ حَيْثُ شِئْتَ وَلاَ * تُكْثِرْ عَلَيَّ وَدَعْ عَنْكَ الأَبَاطِيلاَ {قَالَهُ النُّعْمَانُ بْنُ المُنْذِرِ أَوْ رُبَّمَا تَمَثَّلَ بِه} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَسْتَطِيلُواْ عَلَى ضَعْفي بِقُوَّتِكُمْ * فَالنَّمْلُ وَالنَّحْلُ قَدْ يَعْدُواْ عَلَى الفِيلِ {ابْنُ رَشِيق} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا مَن أَرَادَ هِجَائِي غَيرَ محْتَشِمٍ * اذْكُرْ قِيَامَكَ محْلُولَ السَّرَاوِيلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ كَانَ لِلْعِلْمِ مِنْ دُونِ التُّقَى شَرَفٌ * لَكَانَ أَشْرَفُ خَلْقِ اللهِ إِبْلِيسَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا طَائِرٌ كَانَ يَوْمَاً خَصْمَ إِبْلِيسِ * لاَ زَالَ صَاحِبَ تَنْقِيبٍ وَتَدْسِيسِ يُصْبي بِمَنْظَرِهِ يُعْبي بِمَخْبَرِهِ * يَحْتَالُ في أَمْرِهِ شَأْنَ الجَوَاسِيسِ قَدْ هَمَّ يَوْمَاً نَبيٌّ ذَبْحَهُ غَضَبَاً * لَوْلاَ سِعَايَةُ صَاحِبِنَا بِبَلْقِيسِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَأَنْتَ يَا رَبِّ بِالمَعْرُوفِ مَعْرُوفُ * فَكُلُّنَا مِنْكَ بِالنَّعْمَاءِ محْفُوفُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 بِتَصَرُّفٍ مِنَ الْبَيْتَيْنِ التَّالِيَين} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لأَشْكُرَنَّ لمَعْرُوفٍ هَمَمْتَ بِهِ * فَإِنَّ هَمَّكَ بِالمَعْرُوفِ مَعْرُوفُ وَلاَ أَلُومُكَ إِنْ لَمْ يُمْضِهِ قَدَرٌ * فَالشَّرُّ بي مِنْ قَدِيمِ العَهْدِ محْفُوفُ {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°خَلِّ العُلاَ لأَبي العَبَّاسِ يَا وَلَدِي * وَالْعَبْ فَحَسْبُ صَغِيرِ الحَيِّ خُذْرُوفُ فَتىً لَهُ عَزَمَاتٌ في مَذَاهِبِهِ * تُمْضَى فَتُقْضَى عَلَيْهِ المَدْحُ مَوْقُوفُ سَالِمْهُ تَسْلَمْ فَإِن خَالَفْتَ مَوْعِظَتي * فَأَنْتَ في مخْلَبِ العَنْقَاءِ مخْطُوفُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الظُّلْمُ لِلْمُسْلِمِينَ لَدَيْهِمُ جِيزَا * وَاللهِ مَا تِلْكَ إِلاَّ قِسْمَةٌ ضِيزَى {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° دَوْمَاً يَرَى مَالَهُ دَاءً يُؤَرِّقُهُ * وَلاَ يَرَاهُ كَعُضْوٍ مِنهُ محْزُوزِ يَلْقَى العُفَاةَ بِتَرْحِيبٍ إِذَا انْصَرَفُواْ * عَن غَيرِهِ بَينَ مَدْفُوعٍ وَمَوْكُوزِ حَوَى مِنَ المَالِ كَنْزَاً لَمْ يَكُن أَحَدٌ * يحْوِيهِ إِلاَّ بِمَالٍ غَيْرِ مَكْنُوزِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَنْ رَعَى غَنَمَاً في أَرْضِ مَسْبَعَةٍ * وَنَامَ عَنهَا تَوَلَّى رَعْيَهَا الذِّيبُ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي أَوِ لاَبْنِ الرُّومِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَبَّاً لِقَوْمٍ تحَدَّوْني بجَهْلِهِمُ * وَالجَهْلُ يُورِطُ قَوْمَاً شَرَّ إِيرَاطِ هَبْهُمْ أَدَلُّواْ عَلَى حِلْمِي بجَهْلِهِمُ * إِنَّ القَوَافيَ لاَ تَرْضَى بِإِسْخَاطِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا بِنْتَ خَيْرِ أَبٍ يَا أُخْتَ خَيْرِ أَخٍ * مِنْ بَيْتِ أَشْهَرِ مَعْرُوفٍ بِمَعْرُوفِ لَمْ أَمْتَدِحْكِ عَلَى حَسَبٍ وَلاَ نَسَبٍ * لَكِن عَلَى خُلُقٍ في النَّاسِ مَوْصُوفِ لَكُمْ عَلَيَّ أَيَادٍ لَسْتُ أُنْكِرُهَا * لاَ يُنْكِرُ النُّورَ إِلاَّ كُلُّ مَكْفُوفِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَبْدُو غَبِيَّاً إِذَا اسْتَغْبَيْتَهُ وَيُرَى * عِنْدَ انْتِقَادِ وُجُوهِ النَّاسِ صَرَّافَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° طَيْفٌ عَرَاني فَأَهْدَاني وَأَتحَفَني * بِالنرْجِسِ الغَضِّ وَالتُّفَّاحِ إِتحَافَا وَكَمْ أَلَمَّ فَأَهْدَتْ لي محَاسِنُهُ * مِنَ الفَوَاكِهِ وَالرَّيحَانِ أَصْنَافَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَفْرَدْتُهُ بِمَدِيحِي وَانْفَرَدْتُ بِهِ * وَظَلَّ قَوْمٌ عَلَى الأَوْثَانِ عُكَّافَا فَكَانَ مِن خَالِصِ اليَاقُوتِ جَوْهَرُهُ * وَقَدْ وَجَدْنَا الكَثِيرَ سِوَاهُ أَخْزَافَا المَالُ خَادِمُهُ وَالجُودُ قَائِدُهُ * يَرَى جَمِيعَ الْوَرَى قَدْ صِرْنَ أَضْيَافَا وَلاَ يَرَى الجُودَ إِسْرَافَاً وَحُقَّ لَهُ * لَكِن يَرَى البُخْلَ لِلإَعْرَاضِ مِتْلاَفَا إِنْ سَالَمَ اتَّخَذَ الأَرْزَاقَ مُنْقِذَةً * أَوْ حَارَبَ اتَّخَذَ الآجَالَ أَسْيَافَا إِذَا رَمَى الرُّومَ في إِحْدَى مَعَارِكِهِ * أَضْحَتْ مَقَاتِلُهُمْ لِلنَّبْلِ أَهْدَافَا وَوَقْعَةٍ مِنهُ في بَرْلِينَ قَدْ جَعَلَتْ * قِلاَعَهُمْ مِثْلَ قَوْلِ اللهِ أَحْقَافَا تحَالَفُواْ مُذْ تحَدَّاهُمْ فَإِذْ بِهِمُ * عَلَى الهَزِيمَةِ لاَ في النَّصْرِ أَحْلاَفَا قَتْلَى وَأَسْرَى وَمَنْ مِنهُمْ نجَا هَرَبَاً * يحْتَاطُ حَتىَّ مِنَ الطَّيرِ الَّذِي عَافَا

كَأَنَّمَا كُلُّ مَنْ في الأَرْضِ يَطْلُبُهُ * وَقَدْ أَعَدَّ لَهُ حَبْلاً وَخُطَّافَا فَأَرْضِهِ وَاسْتَعِذْ مِنْ شَرِّ غَضْبَتِهِ * فَالمَوْتُ فِيهَا إِذَا طُوفَانُهَا طَافَا {ابْنُ الرُّومِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَيَّاكَ مَنْ لَمْ تَكُنْ تَرْجُو تحِيَّتَهُ * لَوْلاَ الدَّنَانِيرُ مَا حَيَّاكَ مخْلُوقُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لِكُلِّ سَاقِطَةٍ في الأَرْضِ لاَقِطَةٌ * وَكُلُّ نَافِقَةٍ يَوْمَاً لَهَا سُوقُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَقَدْ تَفَكَّرْتُ في الدُّنيَا وَسَاكِنِهَا * فَأَحْدَثَ الْفِكْرُ أَشْجَانَاً وَتَأْرِيقَا {أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنْ كُنْتُ في الْبَيْتِ كَانَ الْعِلْمُ فِيهِ مَعِي * أَوْ كُنْتُ في السُّوقِ كَانَ الْعِلْمُ في السُّوقِ {الإِمَامُ الشَّافِعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لَمْ نَسْمَع بمَعشُوقٍ * غَزَا القُلُوبَ بِحُسْنٍ فِيهِ مَسْرُوقِ أُخْتَ المَسَاحِيقِ إِنَّ الحُسْنَ مَوْهِبَةٌ * لاَ يُشْتَرَى الحُسْنُ يَوْمَاً مَا مِنَ السُّوقِ أُخْتَ المَسَاحِيقِ أَعْيى القُبْحُ مُخْفِيَهُ * وَإِنْ تَأَنَّقَ فِيهِ كُلَّ تَأْنِيقِ كَبَاطِلِ القَوْلِ لاَ يَرْضَاهُ سامِعُهُ * حَتىَّ وَلوْ نَمَّقُوهُ كُلَّ تَنمِيقِ تَقَبَّلِي يَا أُخَيَّتَنَا نَصِيحَتَنَا * فَمَا وَضَعْنَا لَهَا بَعْضَ المَسَاحِيقِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَا كَانَ ذَاكَ الَّذِي قَدْ بَاعَ إِلْيَتَهُ * لِنَائِكِيهِ لِوَاطَاً بِالدَّوَانِيقِ يُقَدِّرُ المَدْحَ مَهْمَا كَانَ مُرْتَفِعَاً * وَهَلْ يُفَرِّطُ في هَذِي الدَّوَانِيقِ خُذْهَا قِصَاصَاً فَإِنَّ المَدْحَ أَرَّقَني * حَتىَّ تُلاَقِيَ تَأْرِيقَاً بِتَأْرِيقِ وَهَكَذَا كَمْ عَلاَ مِنْ طَائِرٍ وَعَلاَ * حَتىَّ هَوَى سَاقِطَاً مِنْ بَعْدِ تحْلِيقِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

محَنَّكٌ بَارِعٌ فِيمَا يُعَالِجُهُ * طَابَتْ سَرَائِرُهُ جَوَّابَ آفَاقِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إِلى خَمْرٍ فَأَشْرَبَهَا * أَمْ هَلْ سَبِيلٌ إِلى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيَا غَبِيَّاً عَلَى جَهْلٍ يُطَاوِلُنَا * وَرَّطْتَ نَفْسَكَ فَانْظُرْ كَيْفَ عُقْبَاهَا مَن أَنْتَ هَلْ أَنْتَ ذُو قَدْرٍ فَنَخْفِضَهُ * أَوْ حُرْمَةٍ تَتَأَذَّى إِن هَتَكْنَاهَا كَمْ مَرَّةٍ قَدْ دَنَتْ مِنَّا كَتَائِبُكُمْ * وَلَمْ تَصِلْ أَرْضَنَا حَتىَّ هَزَمْنَاهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أُنْبِئْتُ أَنَّ سُلَيْمَانَ الحَكِيمَ وَمَنْ * مَمَالِكُ الطَّيْرِ نَاجَتْهُ وَنَاجَاهَا أَعْطَى بَلاَبِلَهُ يَوْمَاً لخَادِمِهِ * وَقَالَ خُذْهَا لِرَاعِي الْبُومِ يَرْعَاهَا فَاشْتَاقَ سَيِّدُنَا يَوْمَاً لِرُؤْيَتِهَا * فَأَقْبَلَتْ وَهْيَ أَعْصَى الطَّيْرِ أَفْوَاهَا أَصَابَهَا الْعِيُّ حَتىَّ لاَ اقْتِدَارَ لَهَا * بِأَنْ تَبُثَّ نَبيَّ اللهِ شَكْوَاهَا فَجُنَّ سَيِّدُنَا مِمَّا رَآهُ بِهَا * وَوَدَّ لَوْ أَنَّهُ بِالذَّبْحِ دَاوَاهَا فَجَاءهُ الهُدْهُدُ المَعْهُودُ مُعْتَذِرَاً * عَنهَا يَقُولُ لِمَوْلاَهُ وَمَوْلاَهَا بَلاَبِلُ اللهِ لَمْ تَخْرَسْ وَلاَ وُلِدَتْ * خُرْسَاً وَلَكِنَّ بُومَ الشُّومِ رَبَّاهَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف}

فَهَلْ يُحَرِّكُهُمُ ظُلْمٌ إِذَا شَبِعُواْ * وَلَمْ يحَرِّكْهُمُ ظُلْمٌ جَاعُواْ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِاسْمِ الحَضَارَةِ وَالتَّعْمِيرِ قَدْ دَخَلُواْ * وَمَا هُمُ غَيرَ سَفَّاكٍ وَسَفَّاحِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ خُدِعْتُ وَكَمْ مِنْ زَهْرَةٍ حَسُنَتْ * لِلنَّاظِرِينَ وَسَاءتْ في الخَيَاشِيمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَالمُسْتَغِيثِ مِنَ الرَّمْضَاءِ بِالنَّار °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ عَلِمْتُ وَخَيرُ العِلْمِ أَنْفَعُهُ * أَنَّ السَّعِيدَ الَّذِي يَنْجُو مِنَ النَّارِ {فَرْوَةُ بْنُ نَوْفَل} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَحْسَسْتُ بِالرَّاحَةِ الكُبرَى كَأَنيَ قَدْ * أَلْقَيْتُ في الْبَحْرِ عَنيِّ كُلَّ أَوْزَارِي {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَمْ أَمْتَدِحْكَ لِعَيْبٍ فِيكَ أَسْتُرُهُ * لَكِنْ لِتَزْدَادَ نُورَاً فَوْقَ أَنوَارِ لاَ عَيْبَ في كَعْبَةِ الْبَيْتِ الحَرَامِ وَإِنْ * أَمْسَتْ وَقَدْ سُتِرَتْ عَنَّا بِأَسْتَارِ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لي مَهَّدْتُ بِهِ، وَالْبَيْتُ الثَّاني لاَبْنِ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَوْمٌ إِذَا جَلَسُواْ لِطَعَامِهِمْ هَمَسُواْ * وَأَغْلَقُواْ بَابَهُمْ وَنَوَافِذَ الدَّارِ حَتىَّ إِذَا لاَحَ عَنْ بُعْدٍ لَهُمْ أَحَدٌ * قَالُواْ لأُمِّهِمُ بُولي عَلَى النَّارِ فَتَمْنَعُ البَوْلَ شُحَّاً أَنْ تجُودَ بِهِ * حَتىَّ إِذَا مَا دَنَا بَالَتْ بِمِقْدَارِ فَتَمْنَعُ البَوْلَ شُحَّاً أَنْ تجُودَ بِهِ * فَإِنْ دَنَا ضَيْفُهُمْ بَالَتْ بِمِقْدَارِ وَالخُبْزُ كَالعَنْبَرِ الهِنْدِيِّ عِنْدَهُمُ * حَتىَّ الرَّوَائِحُ أَخْفَوْهَا عَنِ الجَارِ {الأَوَّلُ لِدِعْبِلٍ الخُزَاعِيِّ، وَالثَّاني لِلأَخْطَلِ، وَالثَّالِثُ وَالرَّابِعُ لجَرِير 0 وَكُلُّهَا بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

للهِ دَرُّكَ شَيْخَاً لَيْسَ يُشْبِعُهُ * نَهْرٌ مِنَ الخَمْرِ في أَحْشَائِهِ جَارِ حَمْرَاءُ سِحْنَتُهُ بَيْضَاءُ لحْيَتُهُ * لَكِنَّ صَفْحَتَهُ سَوْدَاءُ كَالقَارِ إِنَّ الشُّيُوخَ تَقُومُ اللَّيْلَ في حَرَمٍ * لَكِنَّمَا أَنْتَ تَقْضِي اللَّيْلَ في بَارِ تَرَاهُ يَمْشِي فَمَا يَدْرِي إِلى سَقَرٍ * تَقُودُهُ قَدَمَاهُ أَمْ إِلى النَّارِ خُذْ ذَاكَ مِنيَ صِيتَاً كُنْتَ تَطْلُبُهُ * فَأَدِّ عَنْ كُلِّ بَيْتٍ أَلْفَ دِينَارِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

اسْتغْنِ باللهِ عَمَّا في خَزَائِنِهِمْ * إِنَّ الغَنيَّ مَنِ اسْتَغْنى عَنِ النَّاسِ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرُ لأُحَيْحَةَ بْنِ الجَلاَّح، وَنُسِبَ أَيْضَاً لمحَمَّدِ بْنِ حَازِمٍ البَاهِلِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° اسْتغْنِ عَنْ كُلِّ ذِي قُرْبى وَذِي رَحِمٍ * إِنَّ الغَنيَّ مَنِ اسْتَغْنى عَنِ النَّاسِ {أُحَيْحَةُ بْنُ الجَلاَّح، وَنُسِبَ أَيْضَاً لمحَمَّدِ بْنِ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَن خَالَطَ النَّاسَ لَمْ يَسْلَمْ مِنَ النَّاسِ * وَضَرَّسُوهُ بِأَنيَابٍ وَأَضْرَاسِ {أَبُو العَتَاهِيَة بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا لي وَلِلنَّاسِ كَمْ يَلْحَوْنَني سَفَهَاً * دِيني لِنَفْسِي وَدِينُ النَّاسِ لِلنَّاسِ {أَبُو نُوَاس / الحَسَنُ بْنُ هَانِئ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° دَعِ المَكَارِمَ لاَ تَرْحَلْ لِبُغْيَتِهَا * وَاقْعُدْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الطَّاعِمُ الكَاسِي {الحُطَيْئَة}

مَنْ يَفعَلِ الخَيْرَ لاَ يَعْدِمْ مَثُوبَتَهُ * لاَ يَذْهَبُ الخَيْرُ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ {الحُطَيْئَةُ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنِّي مَدَحْتُكَ في صَحْبي وَجُلاَّسِي * لَكِنَّ فَقْرِيَ أَخْجَلَني مِنَ النَّاسِ إِنْ قِيلَ قَدْ كُنْتَ أَعْظَمَ شَاعِرٍ مِدَحَاً * طَأْطَأْتُ مِنْ سُوءِ حَالي عِنْدَهَا رَاسِي {أَبُو العَتَاهِيَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لاَ يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لاَ يَشْكُرُ النَّاسَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ يَرْحَمُ اللهُ مَنْ لاَ يَرْحَمُ النَّاسَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الحَاكِمُونَ بِلاَ سَمْعٍ وَلاَ بَصَرِ * وَلاَ لِسَانٍ فَصِيحٍ يُعْجِبُ النَّاسَا وَلاَ يجُورُونَ فى حُكْمٍ لَهُمْ أَبَدَاً * حَتىَّ غَدَا حُكْمُهُمْ في النَّاسِ مِقْيَاسَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَو حُزَّ بِالسَّيْفِ رَاسِي في سَبِيلِكُمُ * لَخَرَّ يَجْرِي سَرِيعَاً نحْوَكُمْ رَاسِي وَلَو ثَوَى تحْتَ أَطْبَاقِ الثَّرَى جَسَدِي * لَكُنْتُ أَبْلَى وَمَا قَلْبي لَكُمْ نَاسِ أَوْ يَقْبِضُ اللهُ رُوحِي صَارَ ذِكْرُكُمُ * رُوحَاً أَعِيشُ بِهَا مَا عِشْتُ في النَّاسِ لَوْلاَ الخَيَالاَتُ وَالأَحْلاَمُ تَطْرُقُني * لَمُتُّ محْتَرِقَاً مِن حَرِّ أَنْفَاسِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَبْنَاءَ آدَمَ مَا هَذَا التَّنَاحُرُ هَلْ * مِنْكُمْ لَهُ ابْنٌ وَمِنْكُمْ مَنْ تَبَنَّاهُ {محْمُود غُنَيْم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَدْ يُلْحِقُ الخَيرَ بي خَصْمِي فَيُسْخِطُني * وَيُلْحِقُ الشَّرَّ بي قَوْمِي فَأَرْضَاهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ يُلْحِقُ الخَيرَ بي غَيرِي فَيُسْخِطُني * وَتُلْحِقُ الشَّرَّ بي نَفْسِي فَأَرْضَاهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَلَى المَقَاعِدِ بَعْضٌ مِنْ مَلاَبِسِهِ * وَذَا كِتَابٌ مَعَاً كُنَّا قَرَأْنَاهُ {نِزَار قَبَّاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَأَرْجَحُ النَّاسِ عَقْلاً تَاهَ مِنْ طَرَبٍ * حَتىَّ الْقِيَادَاتُ في أَبْرَاجِهِمْ تَاهُواْ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ كُلُّ مَا يَتَمَنىَّ المَرْءُ يُدْرِكُهُ * رُبَّ امْرِئٍ حَتْفُهُ فِيمَا تَمَنَّاهُ {أَبُو العَتَاهِيَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَدْ حَارَ فِكْرِي وَشِعْرِي فِيكِ يَا أَمَلِي * مِن أَيِّ جَوْهَرَةٍ قَدْ صَاغَكِ اللهُ سُبْحَانَ مَنْ نَظَمَ الدُّنيَا وَجَمَّلَهَا * بَيْتَاً مِنَ الشِّعْرِ في عَيْنَيْكِ مَعْنَاهُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا لي وَلِلنَّجْم يَرْعَاني وَأَرْعَاهُ * أَمْسَى كِلاَنَا يَعَافُ الْغَمْضَ جَفْنَاهُ إِنيِّ تَذَكَّرْتُ وَالذِّكْرَى مُؤَرِّقَةٌ * مجْدَاً تَلِيدَاً بِأَيْدِينَا أَضَعْنَاهُ وَأُمَّةٍ حَكَمَتْ كَوْنَاً بِأَكْمَلِهِ * فَأَصْبَحَتْ تَتَوارَى في زَوَايَاهُ قَالُواْ تَعُودُ إِلى الإِسْلاَمِ كَبْوَتُنَا * وَيَظْلِمُ السَّيْفَ مَن خَانَتْهُ كَفَّاهُ

أَنَّى اتَّجَهْتَ إِلى الإِسْلاَمِ في بَلَدٍ * تجِدْهُ كَالطَّيرِ مَقْصُوصَاً جَنَاحَاهُ بِاللهِ سَلْ خَلْفَ بحْرِ الرُّومِ عَن عَرَبٍ * بِالأَمْسِ كَانُواْ هُنَا وَاليَوْمَ قَدْ تَاهُواْ وَطُفْ بِبَغْدَادَ وَاسْأَلْ عَنْ مَقَابِرِهَا * عَلَّ امْرَأً مِنْ بَني العبَّاسِ تَلْقَاهُ إِنيِّ لأَشْعُرُ إِذْ أَغْشَى مَعَالِمَهُمْ * بِأَنَّني رَاهِبٌ يَغْشَى مُصَلاَهُ تِلْكُمْ مَعَالِمُ خُرْسٌ كُلُّ وَاحِدَةٍ * مِنهُنَّ قَامَتْ خَطِيبَاً فَاغِرَاً فَاهُ اللهُ يشْهَدُ مَا قَلَّبْتُ سِيرَتَهُمْ * يَوْمَاً وَأَخْطَأَ دَمْعُ الْعَيْنِ مجْرَاهُ

أَيْنَ الرَّشِيدُ وَقَدْ مَرَّ الغَمَامُ بِهِ * فَحِينَ جَاوَزَهُ قُدُمَاً تحَدَّاهُ مَاضٍ تَعِيشُ عَلَى أَنْقَاضِهِ أُمَمٌ * وَتَسْتَمِدُّ القُوَى مِن وَحْيِ ذِكْرَاهُ لاَ دَرَّ دَرُّ امْرِئٍ يُطْرِي أَوَائِلَهُ * فَخْرَاً وَيُطْرِقُ إِنْ سَاءَ لْتَهُ مَا هُو اسْتَرْشَدَ الغَرْبُ مَاضِيَهُ فَأَرْشَدَهُ * وَنحْنُ كَانَ لَنَا مَاضٍ نَسِينَاهُ مَا بَال شَمْلِ بِلاَدِ العُرْبِ مُنْصَدِعَاً * رَبَّاهُ وَحِّدْ صُفُوفَ العُرْبِ رَبَّاهُ {محْمُود غُنَيْم 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الطَّيْرُ سَبَّحَهُ وَالحُوتُ نَادَاهُ * وَالنَّمْلُ في الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ نَاجَاهُ وَالعَبْدُ يَعْصِي وَرَبُّ العَرْشِ يَسْتُرُهُ * يَعْصِي وَيَنْسَى إِلاَهَاً لَيْسَ يَنْسَاهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَرَكْتَني وَأَنَا في أَسْوَأِ الحَالِ * إِنَّ الحَبِيبَ إِلى الإِخْوَانِ ذُو المَالِ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، لأُحَيْحَةَ بْنِ الجَلاَّح 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

* " يَا صَاحِبي إِنْ بِعْتِني خَلِّ الثَّمَن غَالي " °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ يحْبِسُ المَالَ إِلاَّ حَيْثُ يُنْفِقُهُ * وَهَّابُ مَا مَلَكَتْ يَدُهُ مِنَ المَالِ {عَبْدُ اللهِ بْنُ جُدْعَان} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِالْعِلْمِ وَالحِلْمِ يَبْني الناسُ مُلْكَهُمُ * لَمْ يُبْنَ مُلْكٌ عَلَى أَكْتَافِ جُهَّالِ {حَافِظ إِبْرَاهِيم بِتَصَرُّف؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَعِيشُ في وَطَني لَكِنْ كَمُغْتَرِبٍ * فِيهِ وَقَدْ قَلَّ في أَهْلِيهِ أَمْثَالي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَتىَّ مَتى أَنَا في حِلٍّ وَتَرْحَالِ * وَطُولِ سَعْيٍ وَإِدْبَارٍ وَإِقبَالِ بمَشْرِقِ الأَرْضِ طَوْرَاً ثُمَّ مَغْرِبِهَا * لاَ يخْطُرُ المَوْتُ مِن حِرْصِي عَلَى بَالي وَلَوْ قَنِعْتُ أَتَانِي الرِّزْقُ في دَعَةٍ * إِنَّ الغِنى في القُنُوعِ وَلَيْسَ في المَالِ {أَبُو الْعَتَاهِيَةِ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

حَتىَّ مَتى أَنْتَ في حِلٍّ وَتَرْحَالِ * وَطُولِ سَعْيٍ وَإِدْبَارٍ وَإِقبَالِ وَلَوْ قَنِعْتَ أَتَاكَ الرِّزْقُ في دَعَةٍ * إِنَّ الغِنى في القُنُوعِ وَلَيْسَ في المَالِ فَدَعْ أُمُورَكَ تجْرِي في أَعِنَّتِهَا * وَلاَ تَبِيتَنَّ إِلاَّ خَاليَ البَالِ مَا بَينَ غَمْضَةِ عَينٍ وَانْتِبَاهَتِهَا * يُبَدِّلُ اللهُ مِن حَالٍ إِلى حَالِ {أَبُو الْعَتَاهِيَةِ بِتَصَرُّف 0 بِتَصَرُّف، بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَخِيرِ فَهُوَ لآخَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَنْ يَبْلُغَ المجْدَ شَعْبٌ مَاتَ شَاعُرُهُ * فَبَاتَ يَشْكُو بَنُوهُ رِقَّةَ الحَالِ لَوْ كَانَ أَنْصَفَني دَهْرِي وَأَنْصَفَهُ * لَمْ يَشْكُ أَمْثَالُهُ بُؤْسَاً وَأَمْثَالي يَا شِعْرُ وَيحَكَ لاَ إِن عِشْتُ تَنْفَعُني * وَلاَ تَقُوتُ إِذَا مَا مُتُّ أَطْفَالي إِنْ رُمْتُ قُوتَاً فَإِنَّ الشِّعْر مِن خَزَفٍ * أَوْ رُمْتُ رِيَّاً فَإِنَّ الشِّعْرَ مِن آلِ مَنْ يَشْتَرِي برَغِيفٍ وَاحِدٍ أَدَبِي * مَنْ يَشْتَرِيهِ بِمَا يَرْضَى مِنَ المَالِ {محْمُود غُنيم بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

" شَافُوني بَاضْحَكْ في يُومْ حَسَدُوني عَلَى حَالي " " قَالُواْ يَا رِيتْنَا كِدَا يَا قَلبَكِ الخَالي " " مَكْتُوبْ لي أَحِبِّ القَمَرْ بَسِّ القَمَر عَالي " °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° طُوبَاكِ يَا شَهْرَزَادَ الحُسْنِ طُوبَاكِ * إِنْ كُنْتُ أَحْسُدُ مخْلُوقَاً فَإِيَّاكِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِاسْمِ الحَضَارَةِ وَالتَّعْمِيرِ قَدْ دَخَلُواْ * وَمَا هُمُ غَيرُ سَفَّاكٍ وَسَفَّاكِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَوْمٌ تَوَاصَواْ بِتَرْكِ البرِّ بَيْنَهُمُ * تَقُولُ ذَا شَرُّهُمْ بَلْ تِلْكَ بَلْ ذَاكَا {أَبُو نُوَاس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنْتَ النَّعِيمُ لِقَلْبي وَالشَّقَاءُ لَهُ * فَمَا أَمَرَّكَ في قَلْبي وَأَحْلاَكَا {الشَّرِيفُ الرَّضِيُّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° جِسْمُ البِغَالِ وَأَحْلاَمُ العَصَافِيرِ {حَسَّانُ بْنُ ثَابِت}

* لَمْ يَبْطِشُواْ قَطُّ إِلاَّ بِالدَّنَانِيرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ الأَمْرُ أَمْرِي وَلاَ التَّدْبِيرُ تَدْبِيرِي * وَلاَ الأُمُورُ الَّتي تجْرِي بِتَقْدِيرِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° اعْمَلْ بِعِلْمِي وَلاَ تَنْظُرْ إِلى عَمَلِي * يَنْفَعْكَ عِلْمِي وَلاَ يَضْرُرْكَ تَقْصِيرِي {الخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الفَرَاهِيدِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَاذَا تَبَقَّى لَنَا يَا رَبُّ مَا تَرَكَتْ * فِينَا المَصَائِبُ عَظْمَاً غَيرَ مَكسُورِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَاذَا تَبَقَّى لَنَا يَا مِصْرُ مَا تَرَكَتْ * فِينَا المَصَائِبُ عَظْمَاً غَيرَ مَكْسُورِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَلَيْكَ وَجْهٌ كَسَاهُ اللهُ لَعْنَتَهُ * كَأَنَّ خُرْطُومَهُ خُرْطُومُ خِنْزِيرٍ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَقُولُ هَذَا مُجَاجُ النَّحْلِ تَمْدَحُهُ * وَإِنْ تَعِبْ قُلْتَ ذَا قَيْءُ الزَّنَابِيرِ مَدْحَاً وَذَمَّاً فَمَا جَاوَزْتَ وَصْفَهُمَا * سِحْرُ البَيَانِ يَرَى الظَّلْمَاءَ كَالنُّورِ

لَوْ يَعْلَمُ الطَّيْرُ مَا في النَّحْوِ مِنْ شَرَفٍ * لاَنْقَضَّ رَأْسَاً عَلَيْهِ بِالمَنَاقِيرِ إِنَّ الْكَلاَمَ بِلاَ نحْوٍ يُشَابِهُهُ * صَوْتُ الْقُرُودِ وَأَصْوَاتُ الخَنَازِيرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلُقْمَةٌ بجَرِيشِ المِلْحِ آكُلُهَا * أَلَذُّ مِنْ تَمْرَةٍ تُحْشَى بِزُنْبُورِ كَمْ قُدِّمَتْ لُقْمَةٌ وَالمَوْتُ دَاخِلَهَا * كَحَبَّةِ الْفَخِّ دَقَّتْ عُنْقَ عُصْفُورِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا خَيْبَةً قَدَّرُوهَا بِالقَنَاطِيرِ * جَاءتْ لَنَا في نهَارٍ كَالدَّيَاجِيرِ إِنيِّ ذَهَبْتُ إِلى النَّادِي فَطَالَعَني * مُقَطِّبَ الوَجْهِ مُغْبَرَّ الأَسَارِيرِ يَبْكِي وَيَنْدُبُ مَن خَابُواْ بمَلعَبِهِ * وَفي المُبَارَاةِ صَارُواْ كَالطَّرَاطِيرِ لاَ بَأْسَ بِالْقَوْمِ مِنْ طُولٍ وَمِن غِلَظٍ * جِسْمُ البِغَالِ وَأَحْلاَمُ العَصَافِيرِ فَليَعْتَزِلْ كُلُّ شَحْطٍ مِنْكُمُ خَجَلاً * وَليَذْهَبنَّ إِلى جَرِّ الحَنَاطِيرِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف 0 أَمَّا الْبَيْتُ الرَّابِعُ فَهُوَ مِنْ مَشْهُورِ شِعِرِ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَوْ كَانَ مَا بيَ في صَخْرٍ لَفَتَّتَهُ * فَكَيْفَ يحْمِلُهُ خَلْقٌ مِنَ الطَّينِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ذُو نَفْخَةٍ وَكَأَنَّ اللهَ أَنْشَأَهُ * مِسْكَاً وَسَائِرُ خَلْقِ اللهِ مِنْ طِينِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي 0 وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِ ابْنِ حَيُّوس: {وَيَرَاكُمُ مِنْ طِينَةٍ مِسْكِيَّةٍ * لَمَّا يَرَى ذَا الخَلْقِ مِنْ صَلْصَالِ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَاللهِ لَوْ كَرِهَتْ زَوْجِي مُصَاحَبَتي * يَوْمَاً لَقُلْتُ لَهَا عَنْ صُحْبَتي بِيني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَنَحْنُ لاَ نَعْرِفُ الْكَذِبَ الَّذِي مَلأَتْ * مِنهُ الحُكُومَةُ آلاَفَ الدَّوَاوِينِ {إِلْيَاس فَرَحَات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا كَانَ هَمِّيَ في الدُّنيَا وَزُخْرُفِهَا * وَلاَ بَذَلْتُ لَهَا عِرْضِي وَلاَ دِيني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَغْتَابُني عِنْدَ أَقْوَامٍ وَتَمْدَحُني * في آخَرِينَ وَكُلٌّ عَنْكَ يَأْتِيني {صَالِحُ بْنُ عَبْدِ القُدُّوس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لاَ أَسْأَلُ النَّاسَ عَمَّا في ضَمَائِرِهِمْ * مَا في ضَمِيرِي لَهُمْ مِنيِّ سَيَأْتِيني لاَ أَسْأَلُ النَّاسَ عَمَّا في ضَمَائِرِهِمْ * مَا في ضَمِيرِي لَهُمْ مِنيِّ سَيُرْضِيني لاَ أَسْأَلُ النَّاسَ عَمَّا في ضَمَائِرِهِمْ * مَا في ضَمِيرِي لَهُمْ مِنيِّ سَيَكْفِيني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنيِّ مُعَزِّيكَ لاَ أَنيِّ عَلَى ثِقَةٍ * مِنَ البَقَاءِ وَلَكِنْ سُنَّةُ الدِّينِ فَمَا المُعَزِّي بِبَاقٍ بَعْدَ مَيِّتِهِ * وَلاَ المُعَزَّى وَلَوْ عَاشَا إِلى حِينِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَمْسَى أَبُو [/5//5] شَيْخَ الشَّيَاطِينِ * لاَ بَارَكَ اللهُ في بِضْعٍ وَسِتِّينِ لَمْ أَدْرِ كَيْفَ تُعَدُّ لَهُ بِلاَ خُلُقٍ * وَلاَ حَيَاءٍ وَلاَ عَقْلٍ وَلاَ دِينِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ النِّسَاءَ رَيَاحِينٌ خُلِقْنَ لَنَا * وَكُلُّنَا نَشْتَهِي شَمَّ الرَّيَاحِينِ إِنَّ النِّسَاءَ شَيَاطِينٌ خُلِقْنَ لَنَا * نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ الشَّيَاطِينِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَالَتْ أَرَاكَ جُنِنْتَ بِنَا فَقُلْتُ لَهَا * الْعِشْقُ أَعْظَمُ مِمَّا بِالمجَانِينِ لَوْ تَعْلَمِينَ إِذَا مَا غِبْتِ مُنْقَلَبي * وَكَيْفَ تَسْتَاءُ حَالي لَمْ تَلُومِيني فَسَكْرَةُ الْعِشْقِ لَيْسَ يَفِيقُ صَاحِبَهَا * وَإِنَّمَا يُصْرَعُ المجْنُونُ في الحِينِ {قَيْسُ بْنُ المُلَوَّحِ الْعَامِرِيّ / مَجْنُونُ لَيْلَى} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَالُواْ تخَيَّرْ سِوَاهَا فَهْيَ قَاسِيَةٌ * فَقُلْتُ مَن غَيرُ لَيْلَى سَوْفَ يُرْضِيني فَلَوْ جَمَعْتُمْ جَمَالَ الكَوْنِ في امْرَأَةٍ * أُخْرَى سِوَاهَا وَجَاءَ تني تُنَاجِيني لَكُنْتُ كَالصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ عَاطِفَةً * وَقُلْتُ هَذَا جَمَالٌ لَيْسَ يُغْنِيني إِنَّ العُيُونَ الَّتي بِالوَصْلِ تُضْحِكُني * هِيَ العُيُونُ الَّتي بِالهَجْرِ تُبْكِيني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَا طَائِرٌ كَانَ في بَيْدَاءَ مُوحِشَةٍ * فَسَاقَهُ اللهُ تِلْقَاءَ البَسَاتِينِ فَبَاتَ تُسْعِدُهُ فِيهَا بَلاَبِلُهُ * حِينَاً وَيُسْعِدُهَا بَعْضَ الأَحَايِينِ مِنيِّ بِأَسْعَدَ حَظَّاً مُذْ نَزَلْتُ بِكُمْ * يَا مَعْشَرَ السَّادَةِ الغُرِّ المَيَامِينِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لاَ يَمْلِكُ العَبْدُ مَنحَكَ نِصْفَ خَرْدَلَةٍ * إِلاَّ بِأَمْرِ الَّذِي سَوَّاكَ مِنْ طِينِ فَارْغَبْ إِلى الله مِمَّا في خَزَائِنِهِ * فَإِنَّمَا هُوَ بَينَ الكَافِ وَالنُّونِ أَمَا تَرَى كُلَّ مَنْ تَرْجُو وَتَسْأَلُهُ * مِنَ الخَلاَئقِ مِسْكِينَ ابْنَ مِسْكِينِ فَاسْتَغْنِ بِاللهِ عَنْ دُنيَا المُلُوكِ كَمَا * اسْتَغْنى المُلُوكُ بِدُنيَاهُمْ عَنِ الدِّينِ {الإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِب، وَالأَخِيرُ لأَبي الْعَتَاهِيَة، كَمَا يُنْسَبُ لاَبْنِ المُبَارَك، وَالأَوَّلُ لآخَرَ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَوْ كُلُّ مَا يَتَمَنىَّ المَرْءُ يُدْرِكُهُ * مَا كُنْتَ تَلْقَى امْرَأً في الكَوْنِ مَهْمُومَا حُرِمْتُ رَبيِّ كَثِيرَاً في الحَيَاةِ فَهَلْ * أَظَلُّ يَا رَبِّ بَعْدَ المَوْتِ محْرُومَا كَانَتْ حَيَاتيَ بِالأَحْزَانِ حَافِلَةً * وَعِشْتُ يَا رَبِّ في دُنيَايَ مَظْلُومَا تَغَيَّرَتْ مِصْرُ عَمَّا كُنْتُ أَعْهَدُهُ * حَتىَّ الهَوَاءُ بِهَا قَدْ صَارَ مَسْمُومَا الْفِسْقُ في أَرْضِهَا قَدْ صَارَ مُنْتَشِرَاً * وَالصِّدْقُ في أَهْلِهَا قَدْ صَارَ مَذْمُومَا لَمْ أَلْقَ دَاعِيَةً في مِصْرَ مجْتَهِدَاً * إِلاَّ وَكَانَ بِهَذَا الأَمْرِ مَغْمُومَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لهْفِي عَلَى حَاجَةٍ في النَّفْسِ هَامَ بِهَا * قَلْبي وَقَصَّرَ عَن إِدْرَاكِهَا بَاعِي {محْمُود سَامِي البَارُودِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا شُؤْمَ طَائِر أَخْبَارٍ مُبَرِّحَةٍ * يَطِيرُ قَلْبي لهَا مِنْ بَينِ أَضْلاَعِي لاَ زِلْتُ أَفْزَعُ مِنْ يَأْسٍ إِلى طَمَعٍ * حَتىَّ تَرَبَّع يَأْسِي فَوْقَ أَطْمَاعِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

اسْمَعْ نَفَائِسَ مَا يَأْتِيكَ مِنْ حِكَمِي * وَافْهَمْهُ فَهْمَ لَبِيبٍ نَاقِدٍ وَاعِ كَانَتْ عَلَى زَعْمِهِمْ فِيمَا مَضَى غَنَمٌ * بِأَرْضِ بَغْدَادَ يَرْعَى جَمْعَها رَاعِ قَدْ نَامَ عَنهَا فَنَامَتْ غَيرَ وَاحِدَةٍ * لَمْ يَدْعُهَا في الدَّيَاجِي لِلْكَرَى دَاعِ فَبَيْنَمَا هِيَ وَسْطَ اللَّيْلِ سَاهِرَةً * تُحْيِيهِ مَا بَينَ آهَاتٍ وَأَوْجَاعِ بَدَا لهَا الذِّئْبُ يَسْعَى في الظَّلاَمِ عَلَى * بُعْدٍ فَصَاحَتْ أَلاَ قُومُواْ إِلى السَّاعِي فَقَامَ رَاعِي الحِمَى المَرْعِيِّ في لَهَفٍ * يَقُولُ أَيْنَ كِلاَبي أَيْنَ مِقْلاَعِي وَضَاقَ بِالذِّئْبِ وَجْهُ الأَرْضِ مِنْ فَزَعٍ * فَانْسَابَ فِيهِ انْسِيَابَ الظَّبيِ في الْقَاعِ فَقَالَتِ الأُمُّ إِن عَينُ الرُّعَاةُ غَفَتْ * سَهِرْتُ مِن حُبِّ أَطْفَالي عَلَى الرَّاعِي {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف}

الكَبْشُ شَقَّ العَصَا يَوْمَاً عَلَى الرَّاعِي * وَقَالَ لِلشَّاءِ أَنْتُمْ بَعْضُ أَتْبَاعِي حَتىَّ أَحَسَّ عَصَا الرَّاعِي تُؤَدِّبُهُ * كَمَا يُؤَدَّبُ عَبْدٌ غَيرُ مِطْوَاعِ فَلاَذَ بِالذِّئْبِ يَدْعُوهُ لِنَجْدَتِهِ * وَمَنْ سِوَاهُ يُلَبيِّ دَعْوَةَ الدَّاعِي تَنَاوَلَ الذِّئْبُ قَرْنَيْهِ وَقَالَ لَهُ * أَقْبِلْ عَلَى الرَّحْبِ يَا رِيمَاً عَلَى القَاعِ وَسَخَّرَ الكَبْشَ في صَيْدِ الشِّيَاهِ لَهُ * فَجَدَّ في السَّعْيِ خَابَ السَّعْيُ وَالسَّاعِي

وَظَلَّ يَرْتَعُ حِينَاً تحْتَ رَايَتِهِ * وَيَأْكُلُ الحَبَّ بِالقِنْطَارِ لاَ الصَّاعِ حَتىَّ إِذَا الصَّيْدُ أَعْيى الكَبْشَ مَزَّقَهُ * بِمِخْلَبٍ مِثْلِ حَدِّ السَّيْفِ قَطَّاعِ فَلاَ القَطِيعُ بَكَاهُ يَوْمَ مَصْرَعِهِ * وَلاَ الذِّئَابُ نَعَاهُ مِنهُمُ نَاعِ وَهَكَذَا كَانَ ذُو القَرْنَينِ مَوْعِظَةً * لِكُلِّ صَاحِبِ عَقْلٍ سَامِعٍ وَاعِ {محْمُود غُنَيْم 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنْ قَامَ يُقْعِدُهُ غُلٌّ وَأَصْفَادُ {محْمُود غُنَيْم}

وَمَن أَرَادَ هِجَاءَ الحُسْنِ قَالَ لَنَا * الشَّمْسُ نَمَّامَةٌ وَاللَّيْلُ قَوَّادُ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرُ لاَبْنِ المُعْتزّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَنَّ العَدَاوَةَ أَجْدَادٌ لهُمْ سَلَفُواْ * وَلَنْ تَمُوتَ وَلِلأَجْدَادٌ أَحْفَادُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنْ يَزْرَعِ الشَّرَّ يحْصُدْ في عَوَاقِبِهِ * نَدَامَةً وَلِحَصْدِ الزَّرْعِ مِيعَادُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَلَمْ أَسَلْ قَطُّ عَنْ قَوْمٍ عَرَفتُهُمُ * بِالعِلْمِ وَالزُّهْدِ إِلاَ قِيلَ قَدْ بَادُواْ فَلَمْ أَسَلْ قَطُّ عَنْ قَوْمٍ عَرَفتُهُمُ * بِالجُودِ وَالفَضْلِ إِلاَ قِيلَ قَدْ بَادُواْ {أَبُو العَتَاهِيَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنيِّ لأُوشِكُ أَن أَعْتَدَّ وِحْدَتَنَا * دِينَاً وَأَنَّ افْتِرَاقَ الشَّمْلِ إِلحَادُ مَا عُذْرُنَا إِنْ بَقِينَا أُمَّةً شِيَعَاً * لِكُلِّ جَيْشٍ بِهَا جُنْدٌ وَقُوَّادُ في كُلِّ وَادٍ لِلاَسْتِعْمَارِ قَاعِدَةٌ * لَهَا أَسَاسَانِ تَدْمِيرٌ وَإِفْسَادُ عَجَائِبُ الدَّهْرِ لاَ تُحْصَى وَأَعْجَبُهَا * أَنْ يُخْلِيَ الْغَابَ لِلذُّؤْبَانِ آسَادُ كَادَ الأَعَادِي لَنَا يَوْمَ اللِّقَاءِ وَلَوْ * أَنَّا وَقَفْنَا لَهُمْ صَفَّاً لَمَا كَادُواْ الجُبنُ أَوْجَدَ إِسْرَائِيلَ مِن عَدَمٍ * وَلَنْ يَدُومُ لإِسْرَائِيلَ إِيجَادُ وَإِنَّمَا الْقَدَرُ المحْتُومُ لاَحِقُهُمْ * يَوْمَاً وَلِلقَدَرِ المحْتُومِ مِيعَادُ إِنيِّ أُسِيءُ إِلى الأَوْغَادِ قَاطِبَةً * إِنْ قُلْتُ عَن عُصْبَةِ الصِّهْيُونِ أَوْغَادُ

هُمْ أَحْرَزُواْ النَّقْصَ حَتىَّ مَا لِغَيرِهِمُ * في النَّقْصِ نُونٌ وَلاَ قَافٌ وَلاَ صَادُ أَبْنَاءَ يَعْرُبَ ذُودُواْ عَنْ محَارِمِكُمْ * إِنَّ الكَرِيمَ عَنِ الأَعْرَاضِ ذَوَّادُ الَّلاَجِئُونَ سِقَامٌ في مَفَاصِلِنَا * وَلاَ شِفَاءَ لَهُ إِلاَّ إِذَا عَادُواْ أَلقُواْ بِصِهْيُونَ في عُرْضِ الفَلاَةِ فَهُمْ * مِن عَهْدِ فِرْعَوْنَ أَفَّاقُونَ شُرَّادُ يَا يَوْمَ رَدِّ فِلَسْطِينَ السَّلِيبَةِ مَا * لِلْعُرْبِ غَيرُكَ في الأَيَّامِ أَعْيَادُ لاَ يحْسَبُ القَوْمُ أَنَّ نِسَاءنَا عَقِمَتْ * شَعْبُ العُرُوبَةِ لِلأَبْطَالِ وَلاَّدُ لاَ زَالَ فِينَا وَإِنْ طَالَ الزَّمَانُ بِنَا * لِخَالِدٍ وَصَلاَحِ الدِّينِ أَنْدَادُ في السِّلْمِ لَوْ سُئِلُواْ أَمْوَالَهُمْ بَذَلُواْ * في الحَرْبِ لَوْ سُئِلُواْ أَرْوَاحَهُمْ جَادُواْ {محْمُود غُنَيْم 0 بِتَصَرُّف}

الخَيرُ أَبْقَى وَإِنْ طَالَ الزَّمَانُ بِهِ * وَالشَّرُّ أَخْبَثُ مَا أَوْعَيْتَ مِنْ زَادِ {طَرَفَةُ بْنُ الْعَبْد 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَفي الخُدُورِ رَبَابَاتٌ ظَهَرْنَ لَنَا * حَتىَّ تَصَيَّدْنَنَا مِنْ كُلِّ مُصْطَادِ فَهُنَّ يَرْمِينَ مِنْ قَوْلٍ يُصِبْنَ بِهِ * مَوَاقِعَ المَاءِ مِنْ ذِي الْغُلَّةِ الصَّادِيادِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَوْ يَعْبُدُ النَّاسُ يَا [/5/ 5/] أَفْضَلَهُمْ * مَا كَانَ في النَّاسِ إِلاَّ أَنْتَ مَعْبُودُ أَضْحَتْ يَمِينُكَ مِنْ جُودٍ مُصَوَّرَةً * لاَ بَلْ يَمِينُكَ مِنهَا صُوِّرَ الجُودُ {الحُسَينُ بْنُ مَطِيرٍ الأَسَدِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° صَارَ الخَصِيُّ إِمَامَ المُتَّقِينَ بِهَا * فَالحُرُّ مُسْتَعْبَدٌ وَالعَبْدُ مَعْبُودُ نَامَتْ نَوَاطِيرُ مِصْرٍ عَنْ ثَعَالِبِهَا * حَتىَّ بَشِمْنَ وَمَا تَفْنى العَنَاقِيدُ {المُتَنَبيِّ 0 وَالنَّوَاطِيرُ جَمْعُ نَاطُور: وَهْوَ الحَارِس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

هَلْ يحْسُدُ النَّاسُ شَيْئَاً غَيرَ محْمُودِ * لاَ عَاشَ مَن عَاشَ يَوْمَاً غَيرَ محْسُودِ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرُ لِدِعْبِلٍ الخُزَاعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الحَمْدُ لاَ يُشْتَرَى إِلاَّ بِمَكْرُمَةٍ * فَهَلْ أَعِيشُ بِمَالي غَيرَ محْمُودِ {ابْنُ مَالِكٍ الْقُشَيْرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَنَاْ الْغَنيُّ وَأَمْوَالي المَوَاعِيدُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ المَنِيَّةَ عِنْدَ الضَّيْمِ قِنْدِيدُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَشْتَرِ الْعَبْدَ إِلاَّ وَالْعَصَا مَعَهُ * إِنَّ الْعَبِيدَ لأَنْجَاسٌ مَنَاكِيدُ {المُتَنَبيِّ}

عِيدٌ بِأَيَّةِ حَالٍ عُدْتَ يَا عِيدُ * بمَا مَضَى أَمْ بِأَمْرٍ فِيهِ تَجْدِيدُ أَتَيْتَ لِلنَّاسِ لاَ لي إِنَّني تَعِسٌ * قَسَتْ عَلَيْهِ صُرُوفُ الدَّهْرِ يَا عِيدُ وَكَيْفَ أَفْرَحُ وَالأَحْدَاثُ محْزِنَةٌ * في القَلْبِ هَمٌّ وَفي العَيْنَيْنِ تَسْهِيدُ مَا لي وَلِلْعِيدِ هَيَّا يَا زَمَانُ بِنَا * فَكَيْفَ يَشْهَدُهُ قَوْمٌ مَنَاكِيدُ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لِلْمُتَنَبيِّ، وَالْبَاقِي لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عِيدٌ بِأَيَّ جَدِيدٍ جِئْتَ يَا عِيدُ * وَهَلْ لَدَيْكَ لجُرْحِ النَّاسِ تَضْمِيدُ قَلْبٌ تَعِيسٌ وَأَجْفَانٌ مُؤَرَّقَةٌ * في النَّفْسِ حُزْنٌ وَفي الأَنْفَاسِ تَنهِيدُ الْكُلُّ يَحْلُمُ بِالإِصْلاَحِ في غَدِنَا * فَهَلْ لَدَيْكَ لِهَذَا الأَمْرِ تَأْكِيدُ تُرِيدُ يَا عِيدُ تَغْرِيدَاً نُغَرِّدُهُ * فَهَلْ سَيُصْلِحُ مَا أَفْسَدْتَ تَغْرِيدُ لاَ لَنْ يُغَيِّرَكَ التَّغْرِيدُ يَا عِيدُ * إِنْ لَمْ يُغَيِّرْكَ تَكْبِيرٌ وَتَحْمِيدُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَلَمْ أَسَلْ قَطُّ عَنْ قَوْمٍ عَرَفْتُهُمُ * بِالعِلْمِ وَالزُّهْدِ إِلاَ قِيلَ قَدْ مَاتُواْ فَلَمْ أَسَلْ قَطُّ عَنْ قَوْمٍ عَرَفْتُهُمُ * بِالجُودِ وَالفَضْلِ إِلاَ قِيلَ قَدْ مَاتُواْ {أَبُو العَتَاهِيَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنْ يَزْرَعِ الشَّرَّ يحْصُدْ في عَوَاقِبِهِ * نَدَامَةً وَلِحَصْدِ الزَّرْعِ مِيقَاتُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° صَبْرَاً فَمَنْ تَكُنِ العَليَاءُ هِمَّتَهُ * هَانَتْ عَلَيْهِ المَتَاعِبُ وَالمُعَانَاةُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَالنَّاسُ بِالنَّاسِ مَا دَامَ السَّخَاءُ بهِمْ * وَالعُسْرُ وَاليُسْرُ سَاعَاتٌ وَأَوْقَاتُ وَإِنَّ خَيرَ الوَرَى فَوْقَ الثَّرَى رَجُلٌ * تُقْضَى عَلَى يَدِهِ لِلنَّاسِ حَاجَاتُ كَمْ مَاتَ قَوْمٌ وَمَا مَاتَتْ فَضَائِلُهُمْ * وَعَاشَ قَوْمٌ وَهُمْ في النَّاسِ أَمْوَاتُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° انْظُرْ إِليَّ وَلاَ تُغْضِبْكَ فَلْسَفَتي * وَعُدَّهَا ليَ مِنْ بَعْضِ الحَمَاقَاتِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا حَيَاةُ امْرِئٍ أَمْسَتْ مَدَامِعُهُ * مَقْسُومَةً بَينَ أَحْيَاءٍ وَأَمْوَاتِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أُرِيدُ أَضْحَكُ لِلدُّنيَا وَيَمْنَعُني * أَن عَاقَبَتْني عَلَى بَعْضِ ابْتِسَامَاتياتِ وَمَا حَيَاةُ امْرِئٍ أَمْسَتْ مَدَامِعُهُ * مَقْسُومَةً بَينَ أَنَّاتٍ وَآهَاتِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا تحَدَّثْتَ في قَوْمٍ لِتُؤْنِسَهُمْ * بِمَا تحَدِّثُ في بَعْضِ اللِّقَاءَاتِ فَلاَ تَعُدْ لحَدِيثٍ قُلْتَهُ أَبَدَاً * طَبْعُ النُّفُوسِ مُعَادَاةُ المُعَادَاتِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا صَاحِبَ القَبرِ يَا مَنْ كَانَ يَنعَمُ بي * بَالاً وَيُكْثِرُ في الدُّنيَا مُوَاسَاتي قَدْ زُرْتُ قَبرَكَ في حَلْيٍ وَفي حُلَلٍ * كَأَنَّني لَسْتُ مِن أَهْلِ المُصِيبَاتِ قَدْ كُنْتَ تَفْرَحُ بي في زِينَتي وَلِذَا * أَتَيْتُ قَبرَكَ رَافِلَةً بِزِينَاتياتِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَرَفْتَ شَيْئَاً وَغَابَتْ عَنْكَ أَشْيَاءُ {أَبُو نُوَاس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَبُوكُمُ آدَمٌ وَالأُمُّ حَوَّاءُ {محْمُود غُنَيْم؟}

مَوْتُ الكَرِيمِ حَيَاةٌ لاَ نَفَادَ لَهَا * قَدْ مَاتَ قَوْمٌ وَهُمْ في النَّاسِ أَحْيَاءُ {مَعْرُوفٌ الْكَرْخِيّ، وَكُنيَتُهُ: أَبُو محْفُوظٍ الْكَرْخِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَالنَّاسُ صِنْفَانِ مَوْتَي في حَيَاتِهِمُ * وَآخَرُونَ بِبَطْنِ الأَرْضِ أَحْيَاءُ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَفُزْ بِعِلْمٍ تَعِشْ حَيَّاً بِهِ أَبَدَاً * النَّاسُ مَوْتَى وَأَهْلُ العِلْمِ أَحْيَاءُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَنَّ العَدَاوَةَ آبَاءٌ لهُمْ سَلَفُواْ * وَلَنْ تَمُوتَ وَلِلآبَاءِ أَبْنَاءُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قُلْ مَا بَدَا لَكَ مِنْ صِدقٍ وَمِنْ كَذِبٍ * حِلْمِي سَيُصْغِي وَأُذْني عَنْكَ صَمَّاءُ {بَشَّارُ بْنُ بُرْد بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

شِعْرٌ مِنَ النَّسَقِ الأَعْلَى يُؤَيِّدُهُ * مِنْ جَانِبِ اللهِ إِلْهَامٌ وَإِيحَاءُ بِكُلِّ مَعْنىً كَعِيسَى في محَاسِنِهِ * جَاءتْ بِهِ مِنْ بَنَاتِ الشِّعْرِ عَذْرَاءُ أَوْ قِصَّةٍ كَكِتَابِ الدَّهْرِ جَامِعَةٍ * كِلاَهُمَا فِيهِ إِضْحَاكٌ وَإِبْكَاءُ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا مَنْ بِهِ شَمْلُ أَهْلِ الفَضْلِ مجْمُوعُ * وَمَنْ لَهُ عَلَمٌ في الجُودِ مَرْفُوعُ {البُحْتُرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا حَبَّةَ القَلْبِ بِالأَرْوَاحِ نَفْدِيكِ * إِنَّ المُلُوكَ تُفَدَّى بِالمَمَالِيكِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا كَافيَ النَّاسِ بَعْدَ اللهِ أَمْرَهُمُ * النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى أَيْدِيكَ خِذْلاَنُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلَيْتَ شِعْرِي مَتى نخْلُو وَتُنْصِتُ لي * حَتىَّ أَقُولَ فَصَدْرِي مِنْكَ مَلآنُ {بَهَاءُ الدِّينِ الزُّهَير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لاَ يَعْلَمَنَّ مُعَاتَبَتي لَكُمْ أَحَدٌ * فَهُمْ يَقُولُونَ لِلْحِيطَانِ آذَانُ {بَهَاءُ الدِّينِ الزُّهَير بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَلَذُّ لي كُلُّ شَيْءٍ مِنهُ يُؤْلِمُني * إِنَّ الإِسَاءةَ عِنْدِي مِنْهُ إِحْسَانُ {بَهَاءُ الدِّينِ الزُّهَير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَذَرْتُكُمْ قَبْلَ أَنْ تُدْلُواْ بِمَعْذِرَةٍ * إِنَّ الإِسَاءةَ عِنْدِي مِنْكَ إِحْسَانُ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرُ لِبَهَاءِ الدِّينِ الزُّهَير}

إِنَّا لَفِي زَمَنٍ فِعْلُ القَبِيحِ بِهِ * مِن أَكْثَرِ النَّاسِ إِجْمَالٌ وَإِحْسَانُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَيَّاكَ مَنْ لَمْ تَكُنْ تَرْجُو تحِيَّتَهُ * لَوْلاَ الدَّنَانِيرُ مَا حَيَّاكَ إِنْسَانُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّا لَنَفْرَحُ بِالأَيَّامِ نَقْطَعُهَا * وَكُلُّ يَوْمٍ مَضَى لِلْعُمْرِ نُقْصَانُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الشِّعْرُ مِن غَيرِ مَا مَعْنىً يُزَيِّنُهُ * فَإِنَّمَا هُوَ تَقْطِيعٌ وَأَوْزَانُ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا سَادِنَ البَحْرِ قُمْ وَافْتَحْ خَزَائِنَهُ * بِالبَابِ لِلْبَحْرِ زُوَّارٌ وَضِيفَانُ {محْمُود غُنَيْم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَحْيى بِكَ اللهُ هَذَا الخَلْقَ كُلَّهُمُ * فَأَنْتَ رُوحٌ وَهَذَا الخَلْقُ جُثْمَانُ {ابْنُ الرُّومِي}

جُودُ البِحَارِ وَأَحْلاَمُ الجِبَالِ لَهُمْ * وَهُمْ لَدَى الرَّوْعِ آسَادٌ وَحِيتَانُ إِذَا رَأَيْتَهُمُ أَيْقَنْتَ أَنَّهُمُ * لِلدِّينِ وَالمُلْكِ أَعْلاَمٌ وَأَرْكَانُ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَسَاوَتِ النَّاسُ في البَلْوَى سوَى العَرَبِ * هَيْهَاتَ مَا هَانَ قَوْمٌ مِثْلَمَا هَانُواْ أَمَنْ يَمُوتُ وَلاَ سِتْرٌ يُظَلِّلُهُ * كَمَن عَليْهِ أَكَالَيلٌ وَتِيجَانُ لاَ تَضْحَكُواْ وَبِأَرْضِ الشَّامِ نَائِحَةٌ * وَلاَ تَنَامُواْ وَفي لُبْنَانَ سَهْرَانُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر أَوْ إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ}

يَا خَادِمَ الجِسْمِ كَمْ تَسْعَى لخِدْمَتِهِ * أَتَطْلُبُ الرِّبْحَ مِمَّا فِيهِ خُسْرَانُ أَقبِلْ عَلَى النَّفْسِ وَاسْتَكْمِلْ فَضَائِلَهَا * فَأَنْتَ بِالنَّفْسِ لاَ بِالجِسْمِ إِنْسَانُ أَحْسِن إِلى النَّاسِ تَسْتَعْبِدْ قُلُوبُهُمُ * فَطَالَمَا اسْتَعْبَدَ الإِنْسَانَ إِحْسَانُ مَنْ يَزْرَعِ الشَّرَّ يحْصُدْ في عَوَاقِبِهِ * نَدَامَةً وَلِحَصْدِ الزَّرْعِ إِبَّانُ {أَبُو الفَتْحِ البُسْتيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لِكُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا تَمَّ نُقْصَانُ * فَلاَ يَغَرَّ بِطِيبِ العَيْشِ إِنْسَانُ يَا غَافِلاً وَلَهُ في الدَّهْرِ مَوْعِظَةٌ * إِنْ كُنْتَ في سِنَةٍ فَالدَّهْرُ يَقْظَانُ هِيَ الخُطُوبُ كَمَا عَايَنْتَهَا دُوَلٌ * مَنْ سَرَّهُ زَمَنٌ سَاءتْهُ أَزْمَانُ وَهَذِهِ الدَّارُ لاَ تُبْقِي عَلَى أَحَدٍ * وَلاَ يَدُومُ عَلَى حَالٍ لَهَا شَانُ فَأَيْنَ مَا شَادَهُ شَدَّادُ في إِرَمٍ * وَأَيْنَ مَا سَاسَهُ في المُلْكِ سَاسَانُ دَارَ الزَّمَانُ عَلَى دَارَا فَشَرَّدَهُ * وَذَلَّ كِسْرَى فَمَا آوَاهُ إِيوَانُ تَبْكِي الحَنِيفِيَّةِ الغَرَّاءُ مِن أَسَفٍ * كَمَا بَكَى مِنْ فِرَاقِ الإِلْفِ هَيْمَانُ عَلَى دِيَارٍ مِنَ الإِسْلاَمِ خَاوِيَةٍ * قَدْ أَقْفَرَتْ وَلهَا بِالكُفْرِ عُمْرَانُ

حَيْثُ المَسَاجِدُ قَدْ صَارَتْ كَنَائِسَ مَا * فِيهِنَّ إِلاَّ قَسَاوِسَةٌ وَصُلْبَانُ تِلْكَ البَلِيَّةُ أَنْسَتْ مَا تَقَدَّمَهَا * وَمَا لَهَا رَغْمَ طُولِ الدَّهْرِ نِسْيَانُ لِكُلِّ فَاجِعَةٍ صَبرٌ يُهَوّنُهَا * وَمَا لِمَا حَلَّ بِالإِسْلاَمِ سُلْوَانُ أَعِنْدَكُمْ نَبَأٌ عَنْ مُسْلِمِي كُوسُوفُو * فَقَدْ مَضَى بحَدِيثِ القَوْمِ رُكْبَانُ كَمْ يَسْتَغِيثُ بهَا المُسْتَضْعَفُونَ وَهُمْ * قَتْلَى وَأَسْرَى فَمَا يَهْتَزُّ إِنْسَانُ أَيْنَ الحَمِيَّةُ فِيكُمْ أَيْنَ غَيرَتُكُمْ * أَمَا عَلَى الحَقِّ أَنْصَارٌ وَأَعْوَانُ يَا مَنْ لِذِلَّةِ قَوْمٍ بَعْدَ عِزِّهِمُ * أَبَادَ مُلْكَهُمُ كُفْرٌ وَطُغْيَانُ بِالأَمْسِ كَانُواْ مُلُوكَاً في بِلاَدِهُمُ * وَاليَوْمَ هُمْ فَوْقَ نَفْسِ الأَرْضِ عُبْدَانُ

فَلَوْ تَرَاهُمْ حَيَارَى لاَ دَلِيلَ لَهُمْ * عَلَيْهِمُ من عَذَابِ الصِّرْبِ أَلْوَانُ وَلَوْ رَأَيْتَهُمُ عِنْدَ ارْتِحَالِهِمُ * لَطَوَّفَتْ بِكَ أَحْزَانٌ وَأَشْجَانُ الحُزْنُ غَيَّرَهُمْ وَالحُسْنُ غَادَرَهُمْ * أَلَمْ يَعُدْ قَطُّ لِلإِنْسَانِ أَثْمَانُ يَا رَبِّ أُمٌّ وَطِفْلٌ حِيلَ بَيْنَهُمَا * كَمَا تُفَرَّقُ أَرْوَاحٌ وَأَبْدَانُ وَغَادَةٍ مِثْلِ حُسْنِ البَدْرِ مَنْظَرُهَا * كَأَنَّمَا هِيَ يَاقُوتٌ وَمَرْجَانُ يجُرُّهَا الْعِلْجُ لِلْفَحْشَاءِ مُرْغَمَةٌ * وَالعَينُ بَاكِيَةٌ وَالقَلْبُ حَسْرَانُ لِمِثْلِ هَذَا يَئِنُّ القَلْبُ مِنْ كَمَدٍ * إِنْ كَانَ في القَلْبِ إِسْلاَمٌ وَإِيمَانُ {صَالحُ بْنُ شَرِيفٍ الرَّنْدِيُّ بِتَصَرُّف}

الْعَيْنُ دَامِعَةٌ وَالْقَلْبُ حَسْرَانُ * لِمَا تُلاَقِي فِلَسْطِينٌ وَلُبْنَانُ فَهَيْبَةُ المُسْلِمِينَ الْيَوْمَ ضَائِعَةٌ * وَلَمْ يَعُدْ لِدِمَاهُمْ قَطُّ أَثْمَانُ لُبْنَانُ دَامِيَةٌ وَالْقُدْسُ بَاكِيَةٌ * وَمَسْجِدُ الْقُدْسِ طُولَ اللَّيْلِ سَهْرَانُ لَوْ أَنَّنَا قَدْ أَرَدْنَا وَصْفَ حَالَتِهَا * لَمْ يَسْتَطِعْ وَصْفَ حَالِ الْقُدْسِ سَحْبَانُ الْكُلُّ يُبْصِرُ في التِّلْفَازِ صُورَتَهُمْ * كَأَنَّهُ لَيْسَ فَوْقَ الأَرْضِ إِنْسَانُ مَآذِنُ الْقُدْسِ صَارَتْ تَسْتَغِيثُ بِنَا * وَالأَرْضُ فِيهَا لإِسْرَائِيلَ نُكْرَانُ قَدْ كَانَ يَمْلأُهَا الإِيمَانُ أَزْمِنَةً * وَالْيَوْمَ يَمْلأُهَا شِرْكٌ وَكُفْرَانُ كَانَتْ مَنَازِلُهَا بِالأَهْلِ عَامِرَةً * فَهَلْ يَعُودُ لَهَا يَا رَبِّ عُمْرَانُ

فَظَائِعُ المُسْلِمِينَ الْيَوْمَ قَدْ كَثُرَتْ * فَهَلْ لَهَا بَعْدَ هَذَا الحَدِّ نِسْيَانُ الدِّشُّ يَكْشِفُهَا وَالْكُلُّ يَعْرِفُهَا * سَارَتْ بِهَا في رُبُوعِ الْكَوْنِ رُكْبَانُ فَالْعَالَمُ الْيَوْمَ مِثْلُ الْبَحْرِ مُضْطَرِبٌ * تَمَلَّكَتْهُ تَمَاسِيحٌ وَحِيتَانُ النَّفْسُ مِنْ مَكْرِ أَمْرِيكَا عَلَى وَجَلٍ * وَالْقَلْبُ مِنْ بُغْضِ إِسْرَائِيلَ مَلآنُ قَدْ جَاوَزَا كُلَّ حَدٍّ في احْتِلاَلِهِمَا * فَكُلُّ بَيْتٍ بِهِ لِلسُّخْطِ بُرْكَانُ وَصَمْتُنَا عِنْدَهُمْ سِلْمٌ يُرِيحُهُمُ * وَرَدُّنَا عِنْدَهُمْ بَغْيٌ وَعُدْوَانُ لاَ تَعْجَبُواْ إِنْ بَغَى أَعْدَاؤُنَا وَطَغَواْ * أَلَيْسَ في دُوَلِ الإِسْلاَمِ طُغْيَانُ أَتَنْصُرُ الْقُدْسَ بُلْدَانٌ مُمَزَّقَةٌ * هَيْهَاتَ لَنْ يَكْسُوَ الْعُرْيَانَ عُرْيَانُ

مَا بَالُ حُكَّامِنَا لِلْغَرْبِ لَمْ يَقِفُواْ * لَهُ كَمَا وَقَفَتْ كُورْيَا وَإِيرَانُ يَا مُسْلِمُونَ قِفُواْ صَفَّاً وَلاَ تَهِنُواْ * كَمَا تَقُولُ أَحَادِيثٌ وَقُرْآنُ إِلى مَتىَ الصَّمْتُ إِسْرَائِيلُ مَا بَرِحَتْ * لَمْ يَنْجُ مِنْ قَصْفِهَا مَرْضَى وَصِبْيَانُ إِنَّ الْيَهُودَ شُعُوبٌ كُلُّهَا عُقَدٌ * نُفُوسُهُمْ مِلْؤُهَا حِقْدٌ وَأَضْغَانُ لَنْ يَأْمَنَ الْكَوْنُ مِنْ شَرِّ الْيَهُودِ سِوَى * إِنْ قُطِّعَتْ مِنهُمُ أَيْدٍ وَسِيقَانُ صَنِيعُ هِتْلَرَ فِيهِمْ لَمْ يَكُن خَطَأً * أَلَيْسَ في المُسْلِمِينَ الْيَوْمَ أَفْرَانُ

حُيِّيتَ يَا جَيْشَ حِزْبِ اللهِ مِن أَسَدٍ * زَأَرْتَ فِيِهِمْ فَعَادُواْ مِثْلَمَا كَانُواْ دِمَاؤُهُ غَسَلَتْهُ عِنْدَ مَقْتَلِهِ * فَوْقَ الحِمَى وَدُرُوعُ الحَرْبِ أَكْفَانُ قَالُواْ كَأَنَّكَ مِنْ لُبْنَانَ قُلْتُ لَهُمْ * مِصْرٌ كَلُبْنَانَ عِنْدِي الْكُلُّ أَوْطَانُ أَمَا بِمِصْرَ إِذَا أَجْفَانُنَا سَهِرَتْ * فَلَيْسَ تُغْمَضُ في لُبْنَانَ أَجْفَانُ يَا رَبِّ وَحِّدْ صُفُوفَ المُسْلِمِينَ فَهُمْ * في ضَعْفِهِمْ قِطَطٌ في الثَّدْيِ عُمْيَانُ فَلاَ يُعَرِّضَ بِالإِخْوَانِ دَاعِيَةٌ * وَلاَ يحِيدَ عَنِ المِنهَاجِ إِخْوَانُ وَنَجِّ عَبْدَكَ يَا رَبيِّ وَمَنْ مَعَهُ * إِن أَهْلَكَ الْعَالَمَ الْغَدَّارَ طُوفَانُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

يَا مُسْلِمُونَ قِفُواْ صَفَّاً وَلاَ تَهِنُواْ * كَمَا تَقُولُ أَحَادِيثٌ وَقُرْآنُ إِلى مَتىَ الصَّمْتُ إِسْرَائِيلُ مَا بَرِحَتْ * لَمْ يَنْجُ مِنْ قَصْفِهَا مَرْضَى وَصِبْيَانُ إِنَّ الْيَهُودَ شُعُوبٌ كُلُّهَا عُقَدٌ * نُفُوسُهُمْ مِلْؤُهَا حِقْدٌ وَأَضْغَانُ لَنْ يَأْمَنَ الْكَوْنُ مِنْ شَرِّ الْيَهُودِ سِوَى * إِنْ قُطِّعَتْ مِنهُمُ أَيْدٍ وَسِيقَانُ صَنِيعُ هِتْلَرَ فِيهِمْ لَمْ يَكُن خَطَأً * أَلَيْسَ في المُسْلِمِينَ الْيَوْمَ أَفْرَانُ حُيِّيتَ يَا جَيْشَ حِزْبِ اللهِ مِن أَسَدٍ * زَأَرْتَ فِيِهِمْ فَعَادُواْ مِثْلَمَا كَانُواْ دِمَاؤُهُ غَسَلَتْهُ عِنْدَ مَقْتَلِهِ * فَوْقَ الحِمَى وَدُرُوعُ الحَرْبِ أَكْفَانُ قَالُواْ كَأَنَّكَ مِنْ لُبْنَانَ قُلْتُ لَهُمْ * مِصْرٌ كَلُبْنَانَ عِنْدِي الْكُلُّ أَوْطَانُ

أَمَا بِمِصْرَ إِذَا أَجْفَانُنَا سَهِرَتْ * فَلَيْسَ تُغْمَضُ في لُبْنَانَ أَجْفَانُ يَا رَبِّ وَحِّدْ صُفُوفَ المُسْلِمِينَ فَهُمْ * في ضَعْفِهِمْ قِطَطٌ في الثَّدْيِ عُمْيَانُ فَلاَ يُعَرِّضَ بِالإِخْوَانِ دَاعِيَةٌ * وَلاَ يحِيدَ عَنِ المِنهَاجِ إِخْوَانُ وَنَجِّ عَبْدَكَ يَا رَبيِّ وَمَنْ مَعَهُ * إِن أَهْلَكَ الْعَالَمَ الْغَدَّارَ طُوفَانُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا مَن إِذَا قُلْتُ يَا مَوْلاَيَ لَبَّاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَمْدَحَنَّ امْرَأً مِن غَيْرِ تجْرِبَةٍ * وَلاَ تَذُمَّنَّهُ مِن غَيْرِ عِرْفَانِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَهَلْ سَمِعْتُمْ بِأَشْجَانٍ كَأَشْجَاني * وَهَلْ سَمِعْتُمْ بِمِثْلِي في الهَوَى ثَانِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَبَّاً لِقَوْمٍ أَسَاءواْ فَهْمَ رَبِّهِمُ * فَحَاوَلُواْ ضَرْبَ أَدْيَانٍ بِأَدْيَانِ {مَسْعُود سَمَاحَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَلْ تَعْلَمِينَ وَرَاءَ الحُبِّ مَنْزِلَةً * تُدْني إِلَيْكِ فَإِنَّ الحُبَّ أَقْصَاني {بَشَّارُ بْنُ بُرْد} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَقْرِرْ بِذَنْبِكَ ثمَّ اطْلُبْ تجَاوُزَنَا * عَنهُ فَإِنَّ جُحُودَ الذَّنْبِ ذَنْبَانِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا وَيْحَ قَوْمِي نَسُواْ اللهَ الكَبِيرَ فَلَمْ * يَذْكُرْهُمُ اللهُ نِسْيَانَاً بِنِسْيَانِ وَاليَوْمَ دَارَ عَلَيْنَا الدَّهْرُ دَوْرَتَهُ * حَتىَّ أُكِلنَا كَشَاةٍ بَينَ ذؤْبَانِ {محْمُود غُنَيْم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَنَا طَبِيبٌ يُدَاوِي النَّاسَ إِنْ مَرِضُواْ * بِالفَصْلِ مَا بَيْنَ أَرْوَاحٍ وَأَبْدَانِ وَمَنْ تجَرَّعَ كَأْسَ المَوْتِ مِنْ يَدِهِ * فَلَنْ يَمُرَّ عَلَى جَنَّاتِ رَضْوَانِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَدْ كَانَ يحْزِنُني شَيْبي فَصِرْتُ أَرَى * أَنَّ الَّذِي بَعْدَهُ أَوْلى بِأَحْزَاني وَهَوَّنَ الأَمْرَ عِنْدِي أَنَّ كُلَّ فَتىً * مَهْمَا تَنَعَّمَ في مَاءِ الصِّبَا فَاني وَكَمْ تَطِيشُ سِهَامُ المَوْتِ مخْطِئَةً * عَنيِّ وَتُصْمِي أَخِلاَّئِي وَإِخْوَاني {الْبَيْتُ الأَخِيرُ فَقَطْ لِلشَّرِيفِ المُرْتَضَى} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَيْفَ الوُقُوفُ عَلَى بَابِ الرَّسُولِ وَفي * يَدِي سِجِلاَّتٌ امْتَلأَتْ بِعِصْيَاني مَاذَا أَقُولُ أَقُولُ اللهُ قَدَّرَ لي * إِنْ شَاءَ أَسْعَدَني أَوْ شَاءَ أَشْقَانيانِ أَمْ أَدَّعِي أَنْ نَفْسِي زَيَّنَتْ عَمَلِي * أَمْ هَلْ أَقُولُ لَهُ الشَّيْطَانُ أَغْوَاني أَسْتَغْفِرُ اللهَ ذَنْبي لَسْتُ أَجْحَدُهُ * لَكِن عَلَى الغَيرِ يُلْقِي التُّهْمَةَ الجَاني عِصْيَانُ رَبيَ ذَنْبٌ وَاحِدٌ فَإِذَا * يَئِسْتُ مِن عَفْوِهِ فَالذَّنْبُ ذَنْبَانِ يَا أَرْضَ يَثْرِبَ ذَنْبي مِنْكِ أَبْعَدَني * وَحُسْنُ ظَنيِّ بِرَبيِّ مِنْكِ أَدْنَانيانِ

لَبَّيْكَ يَا رَبِّ لاَ آلُوكَ تَلْبِيَةً * حَتىَّ تَمُنَّ عَلَى ذَنْبي بِغُفْرَانِ حَاشَاكَ رَبيَ في أُخْرَايَ تَحْرِمُني * أَمَا كَفَانيَ في دُنيَايَ حِرْمَاني أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ قَوْلٍ أَسَأْتُ بِهِ * بَلْ فَوْقَ مَا أَسْتَحِقُّ اللهُ أَعْطَاني أَلَمْ يجِدْني أَخَا غَيٍّ فَأَرْشَدَني * وَدُونَ مَأْوَى فَأَكْرَمَني وَآوَانيانِ لَبَّيْكَ يَا رَبِّ في حِلِّي وَفي حَرَمِي * لَبَّيْكَ يَا رَبِّ مِنْ قَلْبي وَوِجْدَاني {محْمُود غُنَيْم 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وَإِنْ طَالَ الزَّمَانُ بِهِ * يَوْمَا عَلَى الآلَةِ الحَدْبَاءِ محْمُولُ {كَعْبُ بْنُ زُهَيْر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ الأَمَانيَ وَالأَحْلاَمَ تَضْلِيلُ {كَعْبُ بْنُ زُهَيْر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الحُكْمُ للهِ يَا مَنْ بَاعَ أُمَّتَهُ * بَخْسَاً لأَجْلِ بِرِيطَانيَا وَأَمْرِيكَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَغْنى عَنِ الدُّرِّ في القِيعَانِ قَاطِبَةً * دُرٌّ تُسَاقِطُهُ لِلنَّاسِ مِنْ فِيكَا وَكَانَ لِلسِّحْرِ تَأْثِيرٌ فَأَحْبَطَهُ * بِسِحْرِ مَا قَدْ سَمِعْنَا مِنْ قَوَافِيكَا ذَكَّرْتَنَا المُتَنَبيِّ عِنْدَ سَطْوَتِهِ * وَدَمْعُ خَنْسَاءَ يجْرِي في مَرَاثِيكَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي 0 بِتَصَرُّف؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا بُوشُ حَسْبُكَ بَلْطَجَةً وَتَلْكِيكَا * إِبْلِيسُ في المَكْرِ أَمْسَى لاَ يُبَارِيكَا أَلَيْسَ يَا بُوشُ بُغْضُ النَّاسِ يَكْفِيكَا * يَا تَيْسُ مَنْ ليَ بِالحَلاَّقِ يخْصِيكَا عَلِمْتُ حُبَّكَ لِلشِّعْرِ الطَّرِيفِ لِذَا * نَظَمْتُ يَا بُوشُ عِقْدَاً في أَهَاجِيكَا الْكُلُّ قَدْ بَاتَ مِنْ ظُلْمٍ تُمَارِسُهُ * يَدْعُو عَلَيْكَ بِقُنْبُلَةٍ تُوَارِيكَا شَنَنْتَ حَرْبَاً عَلَى بَغْدَادَ ظَالِمَةً * بَدَا لِكُلِّ الْوَرَى فِيهَا تجَنِّيكَا وَقُلْتَ تَفْكِيكِيَ الإِرْهَابَ أَقْدَمَني * وَمَا أَرَدْتَ سِوَى لِلشَّرْقِ تَفْكِيكَا يَا بُوشُ هَلْ مَنْظَرُ الْقَتْلَى لَهُ طَرَبٌ * لَدَيْكَ أَمْ رُؤْيَةُ الأَشْلاَءِ تُسْلِيكَا لاَ الْعَقْلُ يَا بُوشُ يُجْدِي مَعْكَ قَطُّ وَلاَ * وَخْزُ الضَّمِيرِ وَلاَ الإِيمَانُ يُثْنِيكَا

يَا مَنْ تُقَاضِي جَمِيعَ النَّاسِ إِنْ ظَلَمُواْ * لَقَدْ ظَلَمْتَ فَهَلْ قَاضٍ يُقَاضِيكَا لاَ بَارَكَ اللهُ في شَعْبٍ يُعِينُكَ في * ظُلْمِ الْوَرَى كُلَّمَا أَفْسَدْتَ يُعْلِيكَا كَأَنَّني بِكَ إِنْ قَدْ مُتَّ لاَ أَحَدٌ * تَلْقَاهُ يَا بُوشُ بَعْدَ المَوْتِ يَرْثِيكَا وَإِن غَرِقْتَ كَفِرْعَوْنٍ فَمَا أَحَدٌ * في النَّاسِ يَوْمَئِذٍ يَا بُوشُ يُنْجِيكَا مَنْ في الجَبَابِرِ طُولُ الظُّلْمِ خَلَّدَهُ * كَمَا طَوَى المَوْتُ هِتْلَرَ سَوْفَ يَطْوِيكَا لَوْ كُنْتَ تُبْدِي لِفِعْلِ الخَيرِ بَادِرَةً * يَا بُوشُ يَوْمَاً لَقُلْنَا اللهُ يَهْدِيكَا لَكِنْ نَقُولُ لَنَا رَبٌّ سَيَنْصُرُنَا * عَلَيْكَ يَا بُوشُ يَوْمَاً مَا وَيُخْزِيكَا غَدَاً تُحَاسَبُ لاَ تَلْقَى المَعُونَةَ في * ذَا الْيَوْمِ مِنْ دَوْلَةٍ أُخْرَى تُجَارِيكَا

فَمِحْوَرُ الشَّرِّ لاَ كُورْيَا طَوَتْهُ وَلاَ * سُورْيَا وَلَكِنْ بِرِيطَانيَا وَأَمْرِيكَا {وَقُلْتُ بَلْطَجَةً وَقُنْبُلَةً وَهِتْلَرَ وَلَمْ أَقُلْ تَلْفِيقَاً وَلاَ فِرْعَوْنَاً وَلاَ بِصَارُوخٍ؛ لأَنيِّ ذَهَبْتُ مَذْهَبَاً في عِلْمِ الْعَرُوضِ لاَ يخَالِفُ مَا أَقَرَّهُ الخَلِيلُ إِلاَّ في نِقَاطٍ: مِنهَا أَنَّ الْبَسِيطَ شَأْنُهُ في التَّفْعِيلَةِ الثَّالِثَةِ شَأْنُ الْكَامِلِ حَيْثُ يَقْبَلُ مُتَفَاعِلٌ، وَابْتَكَرْتُ لِذَلِكَ وَلأَشْهَرِ الْبُحُورِ أَلحَانَاً جَمِيلَةً وَثَابِتَةً أَفْضَلُ بِكَثِيرٍ مِنَ الأَلحَانِ الَّتي يُدَرَّسُ بِهَا في الجَامِعَاتِ المِصْرِيَّةِ وَغَيرِهَا 0 يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ الرَّسُولَ لَنُورٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ * مُهَنَّدٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ مَسْلُولُ {كَعْبُ بْنُ زُهَيْر}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُنْبِئْتُ أَنَّ رَسُولِ اللهِ أَوْعَدَني * وَالعَفْوُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ {كَعْبُ بْنُ زُهَيْر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُنْبِئْتُ أَنَّ أَخِي {سَعْدَاً} تَوَعَّدَني * وَالعَفْوُ عِنْدَ أَخِي المَأْمُونِ مَأْمُولُ {كَعْبُ بْنُ زُهَيْر 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° صَبْرَاً فَمَنْ تَكُنِ العَليَاءُ هِمَّتَهُ * هَانَتْ عَلَيْهِ المَتَاعِبُ وَالعَرَاقِيلُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلَمْ أَسَلْ قَطُّ عَنْ قَوْمٍ عَرَفْتُهُمُ * بِالعِلْمِ وَالزُّهْدِ إِلاَ قِيلَ قَدْ زَالُواْ فَلَمْ أَسَلْ قَطُّ عَنْ قَوْمٍ عَرَفْتُهُمُ * بِالجُودِ وَالفَضْلِ إِلاَ قِيلَ قَدْ زَالُواْ {أَبُو العَتَاهِيَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَلِلسُّيُوفِ كَمَا لِلنَّاسِ آجَالُ وَلِلْبِلاَدِ كَمَا لِلنَّاسِ آجَالُ وَلِلْبُيُوتِ كَمَا لِلنَّاسِ آجَالُ وَلِلثِّيَابِ كَمَا لِلنَّاسِ آجَالُ وَلِلرِّجَالِ كَمَا لِلنَّاسِ آجَالُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّا لَفِي زَمَنٍ فِعْلُ القَبِيحِ بِهِ * مِن أَكْثَرِ النَّاسِ إِحْسَانٌ وَإِجْمَالُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَبْقَيْتَ مَالَكَ مِيرَاثَاً لِوَارِثِهِ * فَلَيْتَ شِعْرِيَ مَا أَبْقَى لَكَ المَالُ وَصَارَ أَهْلُكَ في حَالٍ تَسُرُّهُمُ * فَكَيْفَ بَعْدَهُمُ صَارَتْ بِكَ الحَالُ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا صَاحِبَ الأَمْرِ قَدْ ضَاقَتْ بِنَا الحَالُ * وَمَرَّرَتْ عَيْشَنَا في مِصْرَ أَنْذَالُ وَلَنْ يَزُولَ هَوَانُ الْعِلْمِ في بَلَدٍ * فِيهِ أُوْلَئِكَ إِلاَّ إِن هُمُ زَالُواْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَبُو شُجَاعٍ أَبُو الشُّجْعَانِ قَاطِبَةً * لَيْثٌ نَمَتْهُ مِنَ الهَيْجَاءِ أَهْوَالُ قَدْ أَحْرَزَ المجْدَ حَتىَّ مَا لِمُفْتَخِرٍ * في المجْدِ مِيمٌ وَلاَ جِيمٌ وَلاَ دَالُ كَأَنَّ نَفْسَكَ لاَ تَرْضَاكَ صَاحِبَهَا * إِلاَّ وَأَنْتَ لَهَا في الرَّوْعِ بَذَّالُ وَلَمْ يُلَقِّبْهُ بِالمجْنُونِ حَاسِدُهُ * حَتىَّ رَأَى فَاتِكَاً بِالفَتْكِ يخْتَالُ لَوْلاَ المَشَقَّةُ سَادَ النَّاسُ كُلُّهُمُ * فَالجُودُ يُفْقِرُ وَالإِقْدَامُ قَتَّالُ وَإِنَّمَا يَبْلُغُ الإِنْسَانُ طَاقَتَهُ * مَا كُلُّ مَاشِيَةٍ بِالرِّجْلِ شِمْلاَلُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنَّ النِّسَاءَ كَأَشْجَارٍ نَبَتْنَ مَعَاً * فِيهِنَّ مُرٌّ وَبَعْضُ المُرِّ مَأْكُولُ إِنَّ النِّسَاءَ وَلَوْ صُوِّرْنَ مِنْ ذَهَبٍ * لاَ شَكَّ فِيهِنَّ مَقْبُولٌ وَمَرْذُولُ إِنَّ النِّسَاءَ مَتى يُنهَينَ عَن خُلُقٍ * فَإِنَّهُ وَاجِبٌ لاَ بُدَّ مَفعُولُ وَمَا وَعَدْنَكَ مِنْ شَرٍّ وَفَينَ بِهِ * وَمَا وَعَدْنَكَ مِن خَيرٍ فَمَمْطُولُ {الطُّفَيْلُ الغَنَوِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَأَنَّهَا جَنَّةٌ فِيهَا شَيَاطِينُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنْ كَانَ فَوْقَ محِلِّ الشَّمْسِ رُتْبَتُهُ * فَكَيْفَ تُدْرِكُهُ أَيْدِي أَعَادِيهِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَادَ الحَبِيبُ مِنَ المَنْفَى وَمَاتَ فَمَا * أَدْرِي أَأَبْكِي حَبِيبي أَمْ أُهَنِّيهِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَيُدْرِكُ الطِّفْلُ أَنَّ الحُبَّ أَنْفَعَهُ * مِمَّنْ يُرَبِّيهِ لاَ مِمَّنْ يُلَبِّيهِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَقُلْتَ بَيْتَاً غَدَا مِنْ بَعْدِهِ مَثَلاً * وَأَصْبَحَ الجِيلُ بَعْدَ الجِيلِ يَرْوِيهِ {حَافِظ إِبْرَاهِيم؟ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَالُواْ {//5/ 5} بِهِ بخَرٌ فَقُلْتُ لَهُمْ * يَا قَوْمِ قَدْ حَارَ فِكْرِي في مَسَاوِيهِ لاَ تَعْجَبُواْ مِنْ {//5/ 5} في نَتَانَتِهِ * فَالحِرُّ يَقْذِفُ مَا فِيهِ إِلى فِيهِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° صَاغَ الْقَرِيضَ بِإِتْقَانٍ مَتىَ سُمِعَتْ * صُدُورُهُ عُلِمَتْ مِنْهَا قَوَافِيهِ مهذبُ الطبعِ مَأْمُونُ الجَنَابِ إذا * بَلَوْتَهُ كَانَ بَادِيهِ كَخَافِيهِ وَيَعْرِفُ النَّاسُ مِنهُ حُسْنَ سِيرَتِهِ * فَلَسْتُ تنْعَتُهُ إِلاَّ بِمَا فِيهِ {رَبُّ السَّيْفِ وَالْقَلَم / محْمُود سَامي البَارُودِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَغْنى عَنِ الدُّرِّ في القِيعَانِ قَاطِبَةً * دُرٌّ يُسَاقِطُهُ لِلنَّاسِ مِنْ فِيهِ وَكَانَ لِلسِّحْرِ تَأْثِيرٌ فَأَحْبَطَهُ * بِسِحْرِ مَا قَدْ سَمِعْنَا مِنْ قَوَافِيهِ بَلاَغَةُ المُتَنَبيِّ في مَدَائِحِهِ * وَدَمْعُ خَنْسَاءَ يجْرِي في مَرَاثِيهِ لاَ يَعْذُبُ الشِّعْرُ إِلاَّ حِينَ يَنْظِمُهُ * أَوْ حِينَ يُنْشِدُهُ أَوْ حِينَ يَرْوِيهِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي 0 بِتَصَرُّف؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تُفَّاحَةٌ خَرَجَتْ بِالدُّرِّ مِنْ فِيهَا * أَشْهَى إِليَّ مِنَ الدُّنيَا وَمَا فِيهَا تُصْبِيكَ نَكْهَتُهَا تُغْرِيكَ حُمْرَتُهَا * كَأَنَّمَا قُطِفَتْ مِن خَدِّ مُهْدِيهَا أَلقَتْ بهَا يَدُ غَانِيَةٍ عَلَى عَجَلٍ * رُوحِي مِنَ السُّوءِ وَالمَكْرُوهِ تَفْدِيهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَوْ كَانَ يُهْدَى إِلى الإِنْسَانِ قِيمَتَهُ * لَمَا قَبِلْتُ وَلاَ الدُّنيَا وَمَا فِيهَا لَكِنْ تَقَبَّلتُ مِنْكَ النَّعْلَ مُعْتَقِدَاً * أَنَّ الهَدَايَا عَلَى مِقْدَارِ مُهْدِيهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الشَّمْسُ قَدْرَاً بَلِ الجَوْزَاءُ مَنْزِلَةً * بَلِ الثُّرَيَّا بَلِ الدُّنيَا وَمَا فِيهَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلَنْ تَعِيبَ سَدِيدَ الرَّأْيِ عَثْرَتُهُ * حَتىَّ يَعِيبَ سُيُوفَ الهِنْدِ نَابِيهَا {حَافِظ إِبْرَاهِيم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ يُسْتَطَبُّ بِهِ * إِلاَّ الخَسَاسَةَ أَعْيَتْ مَنْ يُدَاوِيهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ يُسْتَطَبُّ بِهِ * إِلاَّ الحَمَاقَةَ أَعْيَتْ مَنْ يُدَاوِيهَا

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَقَالَ قَوْلَةَ حَقٍّ أَصْبَحَتْ مَثَلاً * وَأَصْبَحَ الجِيلُ بَعْدَ الجِيلِ يَرْوِيهَا فَقُلْتَ قَوْلَةَ حَقٍّ أَصْبَحَتْ مَثَلاً * وَأَصْبَحَ الجِيلُ بَعْدَ الجِيلِ يَرْوِيهَا {حَافِظ إِبْرَاهِيم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ النِّسَاءَ إِذَا أَمْرَضْنَ نَفْسَ فَتى * فَلَيْسَ إِلاَّ تَدَانِيهِنَّ يَشْفِيهَا وَالْوَصْلُ أَجْمَلُهُ مَا كَانَ بَعْدَ نَوَىً * وَالشَّمْسُ بَعْدَ الدُّجَى أَشْهَى لِرَائِيهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تِلْكَ الرُّبُوعُ تَرَكْنَاهَا وَمَا تَرَكَتْ * قُلُوبُنَا حُبَّهَا أَوْ حُبَّ أَهْلِيهَا إِذَا دَعَتْنَا وَإِنْ طَالَ الطَّرِيقُ بِنَا * فَكُلُّ جَارِحَةٍ مِنَّا تُلَبِّيهَا {مَسْعُود سَمَاحَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَلِلنُّفُوسِ وَإِنْ كَانَتْ عَلَى وَجَلٍ * مِنَ المَقَادِيرِ آمَالٌ تُقَوِّيهَا فَالنَّفْسُ تَبْسُطُهَا وَالْبُؤْسُ يَقْبِضُهَا * وَالشِّعْرُ يَنْشُرُهَا وَالدَّهْرُ يَطْوِيهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيْنَ المُلُوكُ الَّتي عَن حَظِّهَا غَفَلَتْ * حَتىَّ سَقَاهَا بِكَأْسِ المَوْتِ سَاقِيهَا لاَ دَارَ لِلْمَرْءِ بَعْدَ المَوْتِ يَسْكُنُهَا * إِلاَّ الَّتي كَانَ قَبْلَ المَوْتِ يَبْنِيهَا فَإِنْ بَنَاهَا بخَيرٍ طَابَ مَسْكَنُهُ * وَإِنْ بَنَاهَا بِشَرٍّ خَابَ بَانِيهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَذَاكَ أَخْلاَقُهُمْ كانَتْ وَما عُهِدَتْ * بَعْدَ النُّبُوَّةِ أَخْلاَقٌ تحَاكِيهَا رَبَّاهُمُ المُصْطَفَى وَاللهُ أَدَّبهُمْ * مَا أَقْبَحَ النَّفْسَ إِنْ فَقَدَتْ مُرَبِّيهَا {حَافِظ إِبْرَاهِيم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

جُوعُ الخَلِيفَةِ وَالدُّنيَا بِقَبْضَتِهِ * في الزُّهْدِ مَأْثُرَةٌ سُبْحَانَ مُولِيهَا فَمَنْ يُبَارِي أَبَا حَفْصٍ وَسِيرَتَهُ * أَمْ مَنْ يُحَاوِلُ لِلْفَارُوقِ تَشْبِيهَا إِذِ اشْتَهَتْ زَوْجُهُ الحَلوَى فَقَالَ لَهَا * مِن أَيْنَ لي ثَمَنُ الحَلْوَى فَأَشْرِيهَا لاَ تَمْتَطِي شَهَوَاتِ النَّفْسِ جَامِحَةً * فَكَسْرَة الخُبْزِ عَن حَلْوَاكِ تَكْفِيهَا وَهَلْ يَفِي بَيْتُ مَالِ المسْلِمِينَ بِما * تُوحِي إِلَيْكِ إِذَا طَاوَعْتِ مُوحِيهَا قَالَتْ لَكَ اللهُ إِنِّي لَسْتُ أَرْزَؤُهُ * مَالاً لحَاجَةِ نَفْسٍ كُنْتُ أَبْغِيهَا دَعْني أُدَبِّرُ شَيْئَاً مِنْ مَعِيشَتِنَا * وَكُلَّ يَوْمٍ عَلَى حَالٍ أُسَوِّيهَا حَتىَّ إِذَا مَا مَلَكْنَا مَا يُقَيِّمُهَا * شَرَيْتُهَا ثُمَّ أَنِّي لاَ أُثَنِّيهَا

قَالَ اذْهَبي وَاعْلَمِي إِنْ كُنْتِ جَاهِلَةً * أَنَّ القَنَاعَةَ تُغْني نَفْسَ أَهْلِيهَا فَأَقْبَلَتْ بَعْدَ خَمْسٍ وَهْيَ حَامِلَةٌ * دُرَيْهِمَاتٍ لِتَقْضِيَ مِنْ تَشَهِّيهَا فَقَالَ نَبَّهَتِ مِنيِّ غَافِلاً فَدَعِي * هَذِي الدَّرَاهِمَ إِذْ لاَ حَقَّ لي فِيهَا مَا زَادَ عَنْ قُوتِنَا فَالمُسْلِمُونَ بِهِ * أَوْلي فَقُومِي لِبَيْتِ المَالِ رُدِّيها كَذَاكَ أَخْلاَقُهُ كَانَتْ وَمَا عُهِدَتْ * بَعْدَ النُّبُوَّةِ أَخْلاَقٌ تُضَاهِيهَا فمنْ يُبَارى أَبَا حَفْصٍ وَسِيرتَهُ * أَمْ مَنْ يحَاوِلُ لِلْفَارُوقِ تَشْبِيهَا {حَافِظ إِبْرَاهِيم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° جني الجمَالُ عَلَى نَصْرٍ فَغَرَّبَهُ * عَنِ المدِينَةِ تَبْكِيهِ وَيَبكِيهَا وَكمْ رَمَتْ قَسَمَاتُ الحسْنِ صَاحِبَهَا * وَأَتْعَبتْ قَصَبَاتُ السَّبْقِ حَاوِيهَا

وَزَهرَةُ الرَّوْضِ لَوْلاَ حُسْنُ مَنْظَرِهَا * لَمَا اسْتَطَالَتْ عَلَيْهَا كفُّ جَانِيهَا كانَتْ ذُؤَابَتُهُ فَيْنَانَةً عَجَبَاً * زِينَتْ بِنَاصيَةٍ كَانتْ تحَلِّيهَا فَزِلْتَهَا عَنهُ لَمَّا أَن أُتِيتَ بِهِ * فقامَتِ الجبْهَةُ الغَرَّاءُ ترْثِيهَا وَكَانَ أَنىَّ مَشَى شُغِفَتْ بِهِ امْرَأَةٌ * شوْقاً إِلَيهِ وَكادَ الحُسْنُ يُسْبِيهَا وَنِسْوَةٌ قلْنَ لَمَّا قَدْ شُغِفْنَ بِهِ * طِيبا بِنَصْرٍ هُنَا طَابَتْ لَيَالِيهَا فصِحْتَ فِيهِ تَحَوَّلْ عَنْ مَدِينَتِنَا * أَخْشى الزِّنَا يَتَفَشى في نوَاحِيهَا وَفِتْنَةُ الحُسْنِ إِن هَبَّتْ نَسَائِمُها * كَفِتْنَةِ الحرْبِ إِنْ لاَحَتْ بَوَادِيهَا {حَافِظ إِبْرَاهِيم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَمَّا العُيُونُ فَطُولُ الهَجْرِ يُبْكِيهَا * وَالدَّمْعُ يَلْمَعُ دُرَّاً في مَآقِيهَا

هَوِّن عَلَيْكَ فَمَا تُجْدِي الدُّمُوعُ وَلاَ * تَقْضِي لُبَانَةَ مَن قَدْ بَاتَ يَعْصِيهَا لَيْلُ المُحِبِّينَ آهَاتٌ يُرَدِّدُهَا * نَايُ الهَوَى وَلهِيبُ الشَّوْقِ يُذْكِيهَا يَا رَاكِبَ البِيدِ في اللَّيْلِ البَهِيمِ أَمَا * طَالَ السُّرَى يَا غَرِيبَاً في نَوَاحِيهَا مَا أَنْتَ أَوَّلَ عَانٍ في الغَرَامِ مَضَى * يَطْوِي البِلاَدَ وَيمْشِي في فَيَافِيهَا تَمْشِي تَحُثُّ الخُطَى وَالوَجْدُ مُسْتَعِرٌ * وَالنَّفْسُ فِيهَا مِنَ الآلاَمِ مَا فِيهَا لَقَدْ ذَكَرْتُ بِكَ الأَحْبَابَ فَانْبَعَثَتْ * ذِكْرَى الرَّسُولِ فَقُمْتُ اليَوْمَ أُحْيِيهَا هَذَا هُوَ الكَوْنُ في دَيْجُورِ ظُلْمَتِهِ * يَحْكِي ذِئَابَاً وَشَاةً نَامَ رَاعِيهَا فَذُو العَشِيرَةِ وَالأَنْصَارِ تَرْهَبُهُ * كُلُّ البَرِيَّةِ قَاصِيهَا وَدَانِيهَا

يَسْطُو عَلَى الخَلْقِ لاَ قَانُونَ يَمْنَعُهُ * وَلاَ شَرِيعَةَ يَخْشَى بَأْسَ قَاضِيهَا أَمَّا الضَّعِيفُ فَمَغْبُونٌ وَلَيْسَ لَهُ * في الأَرْضِ عَوْنٌ يَقِيهِ شَرَّ بَاغِيهَا كَانَتْ مَآثِمُهُمْ في عُرْفِهِمْ مَرَحَاً * وَالقَتْلُ في شَرْعِهِمْ لَهْوَاً وَتَرْفِيهَا هَذِي مَبَادِئُهُمْ أَيَّامَ دَوْلَتِهِمْ * الزُّورُ يَنْشُرُهَا وَالإِثْمُ يَطْوِيهَا حَتىَّ أَضَاءتْ بِمَوْلُودٍ لآمِنَةٍ * أَرْجَاءُ مَكَّةَ وَانجَابَتْ دَيَاجِيهَا وَمَنْ تَتَبَّعَ نَهْجَ الأَنْبِيَاءِ رَأَى * فِيهِ الجَلاَلَةَ في أَسْمَى مَعَانِيهَا مَا بَالُ قَوْمٍ بِدَارِ النَّدْوَةِ اجْتَمَعُواْ * بِبَطْنِ مَكَّةَ لَمَّا نَامَ سَارِيهَا يَقُولُ قَائِلُهُمْ وَالغَيْظُ يَقْتُلُهُ * قَدْ جَاءَ يَا قَوْمِ لِلأَصْنَامِ مخْزِيهَا

يَسُبُّ آبَاءنَا جَهْرَاً وَيَلعَنُهُمْ * وَيُوسِعُ الَّلاَتَ تَقْبِيحَاً وَتَسْفِيهَا وَلِلشَّرِيعَةِ كَادُواْ كَيْدَهُمْ وَنَسُواْ * أَنَّ الإِلَهَ مِنَ الآفَاتِ حَامِيهَا حَتىَّ أَصَرُّواْ فَقَالَ السَّيْفُ قَوْلَتَهُ * وَقَلْعَةُ الكُفْرِ قَدْ دُكَّتْ صَيَاصِيهَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكَيْفَ يَصْلُحُ أَمْرُ النَّاسِ في بَلَدٍ * حُكَّامُهُ لِبَنَاتِ اللَّيْلِ خُدَّامُ {رَبُّ السَّيْفِ وَالْقَلَم / محْمُود سَامي البَارُودِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمْ يَبْقَ بَعْدَكَ يَا إِسْلاَمُ إِسْلاَمُ * لَمْ تَبْقَ سِينٌ وَلاَ مِيمٌ وَلاَ لاَمُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ظَنيِّ بِهِ لَوْ فَتىً يَوْمَ الحِسَابِ أَتى * لَهُ لأَعْطَاهُ مَا صَلَّى وَمَا صَامَا

{المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَضْنَاكَ طُولُ السُّرَى وَالسَّيرِ يَا وَلَدِي * فَاخْلَعْ رِدَاءَكَ وَامْسَحْ جُرْحَكَ الدَّامِي {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَحْسَسْتُ بِالرَّاحَةِ الكُبرَى كَأَنيَ قَدْ * أَلْقَيْتُ في الْبَحْرِ عَنيِّ كُلَّ آثَامِي {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ يَرْفَعُ الضَّيْفُ طَرْفَاً بَينَ أُسْرَتِهِ * إِلاَّ إِلى ضَاحِكٍ مِنهُمْ وَبَسَّامِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ يَرْفَعُ الضَّيْفُ طَرْفَاً في مَنَازِلِهِمْ * إِلاَّ إِلى ضَاحِكٍ مِنهُمْ وَبَسَّامِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَمْ يخْلُقِ اللهُ مُتَّهَمَاً تُسَائِلُهُ * مَا بَالُ حَبْسِكَ إِلاَّ قَالَ مَظْلُومُ {الرِّيَاشِيُّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمْ يخْلُقِ اللهُ مِصْرِيَّاً تُسَائِلُهُ * مَا بَالُ قَلْبِكَ إِلاَّ قَالَ مَهْمُومُ {الرِّيَاشِيُّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمْ يخْلُقِ اللهُ مُتَّهَمَاً تُسَائِلُهُ * مَا بَالُ عِطْرِكَ إِلاَّ قَالَ مَغْشُوشُ {الرِّيَاشِيُّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمْ يخْلُقِ اللهُ مُتَّهَمَاً تُسَائِلُهُ * مَا بَالُ مِلْحِكَ إِلاَّ قَالَ مَغْشُوشُ {الرِّيَاشِيُّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمْ يخْلُقِ اللهُ مُتَّهَمَاً تُسَائِلُهُ * مَا بَالُ تَمْرِكَ إِلاَّ قَالَ مَغْشُوشُ {الرِّيَاشِيُّ بِتَصَرُّف}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ يُعْجِبَنَّكَ رِيشٌ فِيكَ مَنْفُوشُ * فَسَوْفَ يُنْتَفُ هَذَا الرِّيشُ يَا بُوشُ رَشَّحْتَ نَفْسَكَ لِلطُّغْيَانِ ثَالِثَةً * أَبْشِرْ فَأَنْتَ بِإِذْنِ اللهِ مَقْلُوشُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَبُوشٌ هَذَا هُوَ رَئِيسُ الْوِلاَيَاتِ المُتَّحِدَةِ الأَمْرِيكِيَّةِ الَّذِي قَامَ بِغَزْوِ الْعِرَاق} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمْ يخْلُقِ اللهُ مُتَّهَمَاً تُسَائِلُهُ * مَا بَالُ تِينِكَ إِلاَّ قَالَ مَضْرُوبُ {الرِّيَاشِيُّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَالُواْ بِأَنَّكَ لَوَّاطٌ فَقُلْتُ لَهُمْ * قُلْتُمْ بِظَنٍّ وَبَعْضُ الظَّنِّ مَكْذُوبُ قَالُواْ أَلَسْتَ تَرَى فِيلاً بجُبَّتِهِ * وَلاَ محَالَةَ أَنَّ الفِيلَ مَرْكُوبُ

وَدَّ المُخَنَّثُ لَوْ جُبَّتْ مَذَاكِرُهُ * وَأَنَّهَا بَابُ نَيْكٍ فِيهِ مَنْصُوبُ أَوْ أَنَّهُمْ كَتَبُواْ في ظَهْرِ جُبَّتِهِ * اضْرِبْ فَعَمْرٌو بحُكْمِ النَّحْوِ مَضْرُوبُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمْ يخْلُقِ اللهُ مُتَّهَمَاً تُسَائِلُهُ * مَا بَالُ خُوخِكَ إِلاَّ قَالَ مَغْشُوشُ {الرِّيَاشِيُّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمْ يخْلُقِ اللهُ مُتَّهَمَاً تُسَائِلُهُ * مَا بَالُ خُوخِكَ إِلاَّ قَالَ مَضْرُوبُ {الرِّيَاشِيُّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمْ يخْلُقِ اللهُ مِصْرِيَّاً تُسَائِلُهُ * مَا بَالُ فِكْرِكَ إِلاَّ قَالَ مَشْغُولُ {الرِّيَاشِيُّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَأَنَّهَا جَنَّةٌ فِيهَا خَنَازِيرُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا لِلطَّبِيبِ سِوَى عِلْمٍ يَقُولُ بِهِ * إِنْ كَانَ لِلْمَرْءِ في الأَيَّامِ تَأْخِيرُ حَتىَّ إِذَا مَا انتَهَتْ في الأَرْضِ مُدَّتُهُ * حَارَ الطَّبِيبُ وَخَانَتْهُ العَقَاقِيرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَالحُبُّ دَاءٌ عَيَاءٌ لاَ دَوَاءَ لَهُ * تَضِلُّ فِيهِ الأَطِبَّاءُ النَّحَارِيرُ قَدْ كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ الْعَاشِقِينَ غَلَواْ * في وَصْفِهِ فَإِذَا في الْوَصْفِ تَقْصِيرُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الحَمْدُ للهِ إِذْ لَمْ يَأْتِني أَجَلِي * حَتىَّ لَبِسْتُ مِنَ الإِسْلاَمِ سِرْبَالاَ {النَّابِغَةُ الجَعْدِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ منْ مُلُوكٍ مَضَى رَيبُ المَنُون بهِمْ * قَدْ أَصبَحُواْ عِبَرَاً فِينَا وَأَمْثَالاَ {أَبُو الْعَتَاهِيَة}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ شَرَّدَتْ سَنَوَاتُ الحَرْبِ أَطْفَالاَ * وَكَمْ طَوَتْ قَبْلَ هَذَا الجِيلِ أَجْيَالاَ فَرُبَّ حَرْبٍ بِغَيرِ العِلْمِ مَا اشْتَعَلَتْ * وَرُبَّ جَيْشٍ بِغَيرِ العِلْمِ مَا صَالاَ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ بِالْبَيْتِ الأَوَّلِ لي، وَالآخَرُ لِغَيْرِي، أَمَّا الْبَيْتُ الأَخِيرُ فَلِمَحْمُود غُنَيْم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قُودُواْ البُخَارَ وَسُوقُواْ الكَهْرَبَاءَ فَمَا * زِلْتُمْ بِأَسْرَارِ هَذَا الكَوْنِ جُهَّالاَ لَكمْ حَيَاة وَمَوْت ظَلَّ سِرُّهُمَا * مِن عَهْدِ فِرْعَونَ مَسْتورَاً وَمَا زَالاَ {محْمُود غُنَيْم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَالعَيْنُ تُظْهِرُ مَا في القَلبِ أَحْيَانَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَمْ نَلْقَ غَيرَكَ إِنْسَانَاً نَلُوذُ بِهِ * فَلاَ بَرِحْتَ لِعَينِ الدَّهْرِ إِنْسَانَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° صَلَّى وَصَامَ لأَمْرٍ كَانَ يَرْقُبُهُ * حَتىَّ أَتَاهُ فَلَمْ نَرَهُ كَمَا كَانَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَعْجَبَنَّ إِذَا جَادَتْ لَنَا يَدُهُ * فَالكَوْكَبُ النَّحْسُ يَسْقِي الأَرْضَ أَحْيَانَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ أَشْرَئبُّ إِلى مَا لَمْ يَفُتْ طَمَعَاً * وَلاَ أَبِيتُ عَلَى مَا فَاتَ حَسْرَانَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنيِّ أَرَى في الوَرَى مَنْ لاَ ثَرَاءَ لَهُ * وَلاَ فَدَادِينَ وَسْطَ النَّاسِ عُرْيَانَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ عَلِمْنَا لَوَ انَّ العِلْمَ يَنْفَعُنَا * أَنْ سَوْفَ يَلْحَقُ أُخْرَانَا بِأُولاَنَا

{أُمَيَّةُ بْنُ أَبي الصَّلْت} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَيْسَ الفَقِيرُ الَّذِي يَأْتِيكَ مُتَّزِرَاً * مِثْلَ الفَقِيرِ الَّذِي يَأْتِيكَ عُرْيَانَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيَّامَ لَقَّبْنَني الشَّيْطَانَ مِن غَزَلي * وَكُنَّ يَهْوَيْنَني إِذْ كُنْتُ شَيْطَانَا {جَرِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَمَا عَلِمْتَ بِأَنَّ الحُبَّ عَادَتُهُ * يُصْبي الحَلِيمَ وَيُبْكِي العَينَ أَحْيَانَا {جَرِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ليْسَ الأَذَانُ أَذَانَاً في مَنَارَتِهِ * إِذَا تَعَالى وَلاَ الآذَانُ آذَانَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الْعَيْنُ تُبْدِي الَّذِي في قَلْبِ صَاحِبِهَا * مِنَ المحَبَّةِ أَوْ بُغْضٍ إِذَا كَانَا

وَالْعَيْنُ تَنْطِقُ وَالأَفْوَاهُ سَاكِتَةٌ * حَتىَّ تَرَى في سُكُوتِ المَرْءِ تِبْيَانَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَوْدَى بِكَ السُّكَّرُ المُضْني وَلاَ عَجَبٌ * قَدْ يُورِثُ المُرَّ بَعْضُ الحُلْوِ أَحْيَانَا أَصَابَهُ السُّكَّرُ المُضْني وَلاَ عَجَبٌ * قَدْ يُورِثُ المُرَّ بَعْضُ الحُلْوِ أَحْيَانَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَصَابَني السُّكَّرُ المُضْني وَلاَ عَجَبٌ * قَدْ يُورِثُ المُرَّ بَعْضُ الحُلْوِ أَحْيَانَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَدَّمْتَ عُمْرَكَ لِلأَوْطَانِ قُرْبَانَا * عَنْ طِيبِ نَفْسٍ وَلَمْ تَسْتَوْفِ أَثْمَانَا كَمْ بِتَّ لَيْلَكَ وَالدَّهْمَاءُ هَاجِعَةٌ * مُسَهَّدَاً دَامِيَ العَيْنَينِ يَقْظَانَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ يَدْفَعُ اللهُ بِالسُّلْطَانِ مِن خَطَرٍ * عَنِ البِْلاَدِ لَوِ اسْتَشْرَى لآذَانَا لَوْلاَ الأَئِمَّةُ لَمْ تَأْمَنْ لَنَا سُبُلٌ * وَكَانَ أَضْعَفُنَا نَهْبَاً لأَقْوَانَا {عَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَك} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَحْسِن إِلى النَّاسِ تَسْتَعْبِدْ قُلُوبُهُمُ * فَطَالَمَا اسْتَعْبَدَ الإِحْسَانُ الإِنْسَانَا ازْرَعْ جَمِيلاً وَلَوْ في غَيرِ مَوْضِعِهِ * فَلاَ يَضِيعُ جَمِيلٌ أَيْنَمَا كَانَا إِنيِّ أَرَى في الوَرَى مَنْ لاَ تُقَاةَ لَهُ * وَلاَ مَكَارِمَ وَسْطَ النَّاسِ عُرْيَانَا {الْبَيْتُ الأَوَّلُ فَقَطْ لأَبي الفَتْحِ البُسْتيّ 0 وَالأَبْيَاتُ الثَّالِثَةُ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا لَيْتَ شِعْريَ ما تُبْدِي الفَتَاةُ غَدَاً * بَعْدَ الَّذِي قَدْ بَدَا مِنْ جِسْمِهَا الآنَا لَسْنا نَعُودُ إِلى المَاضِي بِغَادَتِنَا * وَلاَ نُرِيدُ لَهَا سِجْنَاً وَسَجَّانَا لَكِنَّ لِلذَّوْقِ حَدَّاً لاَ يجَاوِزُهُ * وَلِلشَّرِيعَةِ والأَخْلاَقِ مِيزَانَا قَدْ كُنْتُ أَحْلُمُ بِالحَسْنَاءِ لاَئِذَةً * بخِدْرِهَا فَبِمَاذَا أَحْلُمُ الآنَا {محْمُود غُنَيْم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا قَوْمِ أُذْني لِبَعْضِ الحَيِّ عَاشِقَةٌ * وَالأُذْنُ تَعْشَقُ قَبْلَ العَيْنِ أَحْيَانَا قَالُواْ بمَنْ لاَ تَرَى تَهْذِي فَقُلتُ لهُمْ * الحُبُّ أَعْمَى وَقَدْ كَانَ الَّذِي كَانَا إِنَّ العُيُونَ الَّتي في طَرْفِهَا حَوَرٌ * قَتَلْنَنَا ثُمَّ لَمْ يحْيِينَ قَتْلاَنَا يَصْرَعْنَ ذَا اللُّبِّ حَتىَّ لاَ حَرَاكَ بِهِ * وَهُنَّ أَضْعَفُ خَلْقِ اللهِ أَرْكَانَا لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ الحُبَّ يَقْتُلُني * أَعْدَدْتُ لي قَبْلَ أَن أَلْقَاهُ أَكْفَانَا {البَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ وَالبَيْتُ الأَخِيرُ لِبَشَّارِ بْنِ بُرْد، أَمَّا البَيْتَانِ الآخَرَانِ فَهُمَا لِجَرِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَدْ يَنْفَعُ الصَّبْرُ في المَكْرُوهِ أَحْيَانَا * وَكَيْفَ نَصْبِرُ فِيمَا نَالَ عُثْمَانَا ضَحَّواْ بِأَشْمَطَ عُنوَانُ السُّجُودِ بِهِ * يُقَطِّعُ اللَّيْلَ تَسْبِيحَاً وَقُرْآنَا {حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنِّي عَرَفْتُ مِنَ الإِنْسَانِ مَا كَانَا * فَلَسْتُ أَحْمَدُ بَعْدَ اليَوْمِ إِنْسَانَا وَجَدْتُهُ وَهْوَ مُشْتَدُّ القُوَى أَسَدَاً * صَعْبَ المِرَاسِ وَعِنْدَ الضَّعْفِ ثُعْبَانَا تَعَوَّدَ الشَّرَّ حَتىَّ لَوْ نَبَتْ يَدُهُ * عَنهُ إِلى الخَيرِ بَاتَ اللَّيْلَ حَسْرَانَا إِنَّ الحَدِيدَ إِذَا مَا لاَن صَارَ مُدَىً * فَكُن عَلَى حَذَرٍ مِنهُ إِذَا لاَنَا كَأَنَّمَا المجْدُ رَبٌّ لَنْ يُقِرَّ بِهِ * إِلاَّ إِذَا قَدَّمَ الأَرْوَاحَ قُرْبَانَا قَدْ حَارَبَ الدِّينَ خَوْفَاً مِنْ زَوَاجِرِهِ * كَأَنَّ بَينَ الوَرَى وَالدِّينِ عُدْوَانَا إِنِّي لَيَأْخُذُني مِن أَمْرِهِ عَجَبٌ * أَكُلَّمَا زَادَ عِلْمَاً زَادَ كُفْرَانَا لَيْسَ الكَفِيفُ الَّذِي أَمْسَى بِلاَ بَصَرٍ*صِرْنَا نَرَى مِنْ ذَوِي الأَبْصَارِ عُمْيَانَا {محَمَّدٌ الأَسْمَر أَوْ محْمُود غُنيم}

نَادَيْتُهُ قُمْ لَنَا نحْتَاجُكَ الآنَا * فَفِي غِيَابِكَ فَاضَ النَّهْرُ أَحْزَانَا وَأَقْفَرَ الرَّوْضُ وَارْتَاعَتْ بَلاَبِلُهُ * أَنَّى نَظَرْنَا نَرَى بُومَاً وَغِرْبَانَا مَرَارَةُ الذُّلِّ مَلَّتْ مِنْ بَلاَدَتِنَا * وَهَلْ يَحُسُّ بِطَعْمِ الذُّلِّ مَن هَانَا فَقَالَ هَبْ أَنَّني لَبَّيْتُ دَعْوَتَكُمْ * وَجِئتُ أَقْطَعُ تَارِيخَاً وَأَزْمَانَا وَقُمْتُ مِنْ مَرْقَدِي حَتىَّ أُعَاوِنَكُمْ * لِكَيْ نُعِيدَ مِنَ الأَمجَادِ مَا كَانَا هَلْ تَقْبَلُونَ مجِيئِي في بِلاَدِكُمُ * وَهَلْ أَعُودُ كَمَا قَدْ كُنْتُ سُلْطَانَا لأَبْنيَ الجَيْشَ بَدْءَاً مِن عَقِيدَتِهِمْ * وَأَشْحَذَ العَزْمَ إِخْلاَصَاً وَإِيمَانَا أُثِيرُ في النَّاسِ طَاقَاتٍ مُعَطَّلَةً * وَأَنْصِبُ العَدْلَ بَينَ النَّاسِ مِيزَانَا أُوَسِّدُ الأَمْرَ لِلأَتْقَى وَأُنْصِفُهُ * وَلاَ أُقِيمُ عَلَى الأَغْنَامِ ذُؤبَانَا

أَخْتَارُ حَاشِيَةً بِاللهِ مُؤْمِنَةً * فَلَسْتُ فِرْعَوْنَ كَيْ أَحْتَاجَ هَامَانَا وَقَالَ لي وَالأَسَى يَكْسُو مَلاَمحَهُ * وَلاَ يُطِيقُ لهَوْلِ الخَطْبِ كِتمَانَا مَنْ في المُلُوكِ سَيُعْطِيني دُوَيْلَتَهُ * وَهَلْ سَأَلْقَى عَلَى ذَا الأَمْرِ أَعْوَانَا وَلَوْ تَمَسَّكَ بي مِنْ بَيْنِكُمْ نَفَرٌ * وَأَصْبَحُواْ في سَبِيلِ القُدْسِ فُرْسَانَا هَلْ يَسْمَحُونَ بحِزْبٍ تِلكَ دَعْوَتُهُ * هَلْ يَقْبَلُونَ صَلاَحَ الدِّينِ عُنوَانَا وَقَالَ لي إِنَّكُمْ بِعْتُمْ قَضِيَّتَكُمْ * بِاسْمِ السَّلاَمِ فَذُوقُواْ الذُّلَّ أَلوَانَا سَيْفِي سَتُلقُونَهُ في مَتْحَفٍ لِيُرَى * أَمَّا حِصَاني فَلَنْ يَرْتَادَ مَيْدَانَا

وَرُبّمَا قَدْ دَفَعْتُمْ لِلسِّبَاقِ بِهِ * أَوْ بِعْتُمُوهُ لِشَرِّ الخَلْقِ إِنْسَانَا وَقَدْ يمُوتُ اكْتِئَابَاً في مَزَارِعِكُمْ * وَالعَجْزُ يَفْتِكُ بِالأَحْرَارِ أَحْيَانَا أَمَّا أَنَا رُبَّمَا قَامَتْ صَحَافَتُكُمْ * بحَمْلَةٍ تَزْدَرِي عَهْدِي الَّذِي كَانَا وَرُبمَا أَلْصَقُواْ بي أَيَّ مَنْقَصَةٍ * وَصَيَّرُوني أَمَامَ الكُلِّ خَوَّانَا فَهَلْ تُرِيدُ صَلاَحَ الدِّينِ يَا وَلَدِي * حَتىَّ يُقَدَّمَ لِلأَعْدَاءِ قُرْبَانَا {وَحِيد دَهْشَان بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَا لي أَرَى الكَوْنَ بِالأَفْرَاحِ مُزْدَانَا * وَمَا لجَوِّ الصَّفَا قَدْ بَاتَ يَغْشَانَا أَمِنْ بَشِيرٍ أَتى بِالْيُمْنِ بَشَّرَنَا * فَصَيَّرَ القَلْبَ مِنْ بُشْرَاهُ فَرْحَانَا أَمْ مِن هَنَاءٍ دَنَا أَمْ فَرْحَةٍ شَمَلَتْ * كُلَّ الأَحِبَّةِ إِخْوَانَاً وَجِيرَانَا أَرَى السَّعَادَةَ قَدْ فَاضَتْ مَنَابِعُهَا * تَرْوِي بمَاءِ المُنى مَنْ بَاتَ ظَمْآنَا وَالبِشْرُ شَاهَدْتُهُ لاَحَتْ بَشَائِرُهُ * تُضْفِي عَلَيْنَا مِنَ الإِسْعَادِ أَلْوَانَا في يَوْمِ عُرْسِكَ يَا [زَيْدُ بْنُ حَارِثَةٍ] * قَدْ غَرَّدَ الطَّيرُ طُولَ اللَّيْلِ أَلحَانَا في يَوْمِ عُرْسِكُمَا يَا سَعْدَ قَرْيَتِنَا * قَدْ غَرَّدَ الطَّيْرُ طُولَ اللَّيْلِ أَلحَانَا يَا كَاتِبَاً في الوَرَى عَمَّتْ فَضَائِلُهُ * نُبْلاً وَبِرَّاً وَإِصْلاَحَاً وَإِحْسَانَا

يَا شَاعِرَاً في الوَرَى عَمَّتْ فَضَائِلُهُ * نُبْلاً وَبِرَّاً وَإِصْلاَحَاً وَإِحْسَانَا يَا عَالِمَاً في الوَرَى عَمَّتْ فَضَائِلُهُ * نُبْلاً وَبِرَّاً وَإِصْلاَحَاً وَإِحْسَانَا يَا وَاحِدَاً في الوَرَى عَمَّتْ فَضَائِلُهُ * نُبْلاً وَبِرَّاً وَإِصْلاَحَاً وَإِحْسَانَا إِنْ قُلْتُ إِنَّكَ بحْرٌ في مَعَارِفِهِ * فَلَيْسَ قَوْليَ هَذَا عَنْكَ بهْتَانَا أَوْ قُلْتُ إِنَّكَ فَرْدٌ لَنْ يجُودَ لَنَا * بمِثْلِهِ الدَّهْرُ أَحْقَابَاً وَأَزْمَانَا فَقَوْلَتي رَغْمَ مَن أَمْسَى يُكَذِّبُهَا * حَقٌّ وَلاَ أَرْتَضِي لِلْحَقِّ كِتْمَانَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُمُّ عُرْوَة: ============ * عَرَّافُ نجْدٍ أَتَى؟ فَليَدْخُلِ الآنَا لَعَلَّ في يَدِهِ نَلْقَى الشِّفَاءَ لَهُ * وَلاَ نَبُثُّ سِوَى الرَّحْمَنِ شَكْوَانَا

{هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} العَرَّاف: أَيْنَ العَلِيلُ أَهَذَا مَن أَرَاهُ هُنَا * ==== ==== ==== ـ ـ أُمُّ عُرْوَة: ==== ==== * نَعَمْ أَلَيْسَ عَلَيْهِ السُّقْمُ قَدْ بَانَا بِاللهِ يَا مُبْرِئَ العَاني سَأَلتُكَ أَن * تُعِيرَ ثَوْبَ الصِّبَا مَنْ بَاتَ عُرْيَانَا قَدْ صَوَّحَتْهُ اللَّيَالي جَدُّ عَامِدَةً * وَكَانَ زَهْرَاً يفِيضُ نَدَىً وَرَيْعَانَا مَا غَادَرَ السُّهْدُ أَحْدَاقَاً لَهُ وَلَنَا * أَوْ كَحَّلَ النَّوْمُ في ذَا البَيْتِ أَجْفَانَا أَدْرِكْ شَقِيَّاً عَلِيلَ الجِسْمِ نَاحِلَهُ * مِنْ شِدَّةِ السُّقْمِ كَمْ قَاسَى وَكَمْ عَانى وَابْذُلْ هُدِيتَ لَهُ بِرَّاً وَعَافِيَةً * جَزَاكَ رَبُّكَ بِالإِحْسَانِ إِحْسَانَا

{هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° العَرَّاف: لاَ تَيْأَسِي مِنْ شِفَاءِ اللهِ إِنَّ لَهُ * لَرَحْمَةٌ مَلأَتْ أَرْجَاءَ دُنيَانَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} يَبْدَأُ العَرَّافُ ـ أَيِ الطَّبِيبُ ـ في فَحْصِهِ وَيَتَنَحَّى أَهْلُ البَيْتِ جَانِبَاً: أُمُّ عُرْوَة: لَعَلَّ طِبَّكَ يَا عَرَّافُ يُبْرِئُهُ * فَيَسْتَرِيحَ شَقِيٌّ ذَابَ أَشْجَانَا وَيَسْلَمَ البَائِسُ المِسْكِينُ مِنْ سَقَمٍ * قَدْ أَشْعَلَ الجِسْمَ آلاَمَاً وَنِيرَانَا إِنيِّ إِلى اللهِ بِالآمَالِ ضَارِعَةٌ * وَلَسْتُ أَشْكُو لِغَيْرِ اللهِ بَلوَانَا

مَا نَالَني مِن أَذَى أَوْ مَسَّني نَصَبٌ * إِلاَّ وَثِقْتُ بِهِ وَازْدَدْتُ إِيمَانَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} أُمُّ عَفْرَاء: هَا قَدْ تَرَاءَ ى لَنَا العَرَّافُ مُبْتَهِجَاً * وَقَدْ بَدَا وَجْهُهُ بِالبِشْرِ مُزْدَانَا لَعَلَّهُ قَدْ دَرَى طِبَّاً لِعِلَّتِهِ * فَيَبْلُغَ الرِّيَّ مَنْ قَدْ بَاتَ ظَمْآنَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} هُصَر: لَعَلَّهُ يَنْطِقُ الأَلفَاظَ تَرْضِيَةً * لَنَا فَنَمَّقَهَا زُورَاً وَبُهْتَانَا إِني لأَخْشَى خُرَافَاتٍ يَفُوهُ بهَا * قَدْ يخْطِئُ الطِّبُّ وَالعَرَّافُ أَحْيَانَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف}

العُرَّافُ مُقْبِلاً عَلَيْهِمْ: يَا قَوْمُ لاَ تجْزَعُواْ مَا نَالَهُ خَطَرٌ * وَلاَ تُرَاعُواْ فَإِنَّ الخَطْبَ قَدْ هَانَا فَمَا بِصَاحِبِكُمْ دَاءٌ يخَامِرُهُ * إِلاَّ غَرَامٌ لَهُ يُولِيهِ كِتْمَانَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} أُمُّ عُرْوَة: مَاذَا تَقُولُ هَوَىً في القَلبِ يَكْتُمُهُ * بِاللهِ لاَ تَرْمِهِ ظُلمَاً وَعُدْوَانَا يَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى وَلَدِي وَيَا نَكَدِي * مَا كَانَ أَغْنَاهُ عَن هَذَا وَأَغْنَانَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} العَرَّافُ في إِصْرَار: قَدْ شَفَّهُ الوَجْدُ حَتىَّ شَفَّ مُهْجَتَهُ * وَمَا اسْتَطَاعَ لَهُ في النَّاسِ إِعْلاَنَا

إِنيِّ أَرَى في عُيُونِ الصَّبِّ لَوْعَتَهُ * وَحَسْبُنَا إِن أَرَدْنَا ذَاكَ بُرْهَانَا هَذَا فَرِيقٌ مِنَ العُشَّاقِ أَعْرِفُهُ * يُقَدِّمُ النَّفْسَ دُونَ القَلبِ قُرْبَانَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ خَيرَ في لَذَّةٍ مِنْ بَعْدِهَا النَّارُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ خَيرَ في مَكْسَبٍ مِنْ بَعْدِهِ النَّارُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِنَّ زَيْدَاً لَتَأْتَمُّ الهُدَاةُ بِهِ * كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأْسِهِ نَارُ {الخَنْسَاء} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الأَرْضُ مُظْلِمَةٌ سَوْدَاءُ قَاتِمَةٌ * وَالنَّارُ مَعْبُودَةٌ مُذْ كَانَتِ النَّارُ {بَشَّارُ بْنُ بُرْد} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

القَبرُ بَابٌ وَكُلُّ النَّاسِ دَاخِلُهُ * يَا لَيْتَ شِعْرِيَ بَعْدَ المَوْتِ مَا الدَّارُ {أَبُو الْعَتَاهِيَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° دَلاَّهُمُ بِغُرُور ثُمَّ أَسْلَمَهُمْ * إِنَّ الخَبِيثَ لِمَنْ وَالاَهُ غَرَّارُ {حَسَّانُ بْنُ ثَابِت} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا رَأَتْني المَنِيَّةُ في عَسَاكِرِهَا * فَرَّتْ تُوَلْوِلُ قَائِلَةً أَغِيثُونَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا رَأَتْني المَنِيَّةُ في عَسَاكِرِهَا * فَرَّتْ وَفَرُّواْ أَمَامِي مُسْتَغِيثِينَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ يُبْعِدُ اللهُ أَسْلاَفَاً لَنَا سَبَقُواْ * وَلَوْ بَقُواْ لَلَقُواْ مَا لاَ يُحِبُّونَا

وَكُلُّ لَهْوٍ لَهَاهُ النَّاسُ مَشْغَلَةٌ * عَنْ ذِكْرِ مَا هُمْ مِنَ الأَحْدَاثِ لاَقُونَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ لَوْحَةٍ لَكَ يَا {/5/ 5/} رَائِعَةٌ * لَوْ قُدِّرَتْ ضَاقَ عَنهَا مَالُ قَارُونَا كَمْ لَوْحَةٍ لَكَ يَا {/5/ 5/} رَائِعَةٌ * لَيْسَتْ تُقَدِّرُهَا أَمْوَالُ قَارُونَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَنَّاكُمُ اللهُ بِالدُّنيَا وَمَتَّعَكُمْ * بِمَا تُحِبُّونَ يَا خَيرَ المُزَارِينَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا كَانَ هَمُّكَ في الدُّنيَا وَزُخْرُفِهَا * وَلاَ بَذَلْتَ لَهَا عِرْضَاً وَلاَ دِينَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا كَانَ هَمُّكُمُ الدُّنيَا وَزُخْرُفَهَا * وَلاَ بَذَلْتُمْ لَهَا عِرْضَاً وَلاَ دِينَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا رَبِّ لاَ تَسْلُبَنيِّ حُبَّهَا أَبَدَاً * وَيَرْحَمُ اللهُ عَبْدَاً قَالَ آمِينَا {قَيْسُ بْنُ المُلَوَّحِ الْعَامِرِيّ / مَجْنُونُ لَيْلَى} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنْ تُبْتَدَرْ غَايَةٌ يَوْمَاً لِمَكْرُمَةٍ * تَلْقَ السَّوَابِقَ مِنَّا وَالمُصَلِّينَا وَسَيِّدُ الْعُرْبِ يخْرُجُ مِنْ قَبِيلَتِنَا * وَخَيرُ نَادٍ رَآهُ النَّاسُ نَادِينَا {المُرَقِّشُ الأَكْبر 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° اسْكُتْ فَلَمْ تَرَ عَيْنَاكَ الَّذِي صَنَعَتْ * ذَاتُ الأَسَاطِيلِ مِن أَهْوَالهَا فِينَا أَجْرَتْ مَرَاكِبَهَا مَشْحُونَةً قَذَرَاً * وَأَفْرَغَتْهَا يَهُودَاً في فِلَسْطِينَا أَجْرَواْ مَرَاكِبَهُمْ مَشْحُونَةً قَذَرَاً * وَأَفْرَغُوهَا يَهُودَاً في فِلَسْطِينَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَيْسَ التَّصَوُّفُ لِبْسَ الصُّوفِ يَا وَلَدِي * وَلاَ صِيَاحَاً كَأَنَّكَ صِرْتَ مجْنُونَا لَكِنَّمَا هُوَ قَلْبٌ قَدْ صَفَا وَنَقَا * مِنَ الخَنَا وَالهَوَى شَكْلاً وَمَضْمُونَا وَأَنْ تُرَى خَاشِعَاً للهِ مُكْتَئِبَاً * عَلَى خَطَايَاكَ طُولَ الدَّهْرِ محْزُونَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمْ يَبْقَ شَيْءٌ مِنَ الدُّنيَا بِأَيْدِينَا * إِلاَّ بَقِيَّةُ دَمْعٍ في مَآقِينَا كانَتْ مَنَازِلُنَا بالعِزِّ شَامخَةً * لاَ تُشْرِقُ الشَّمْسُ إِلاَّ في مَغَانِينَا فَلمْ نَزَلْ وَصُرُوفُ الدَّهْرِ تَقْلِبُنَا * ظَهْرَاً لِبَطْنٍ هُنَا بَدَأَتْ مَآسِينَا حَتىَّ غَدَوْنَا لِمَنْ نُعْطِيهِ نَسْأَلُهُ * وَلاَ قَرِيبٌ وَلاَ خِلٌّ يُوَاسِينَا {حَافِظ إِبْرَاهِيم بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَضْحَى الشِّجَارُ بَدِيلاً عَن أَغَانِينَا * وَأَصْبَحَتْ في الهَوَى أَيَّامُنَا طِينَا تَقُولُ لي زَوْجَتي لَوْ قَلَّ خَرْدَلَةً * مُرَتَّبُ الشَّهْرِ أَحْرَقْتُ الدَّوَاوِينَا أَيْنَ الحَوَافِزُ يَا كَذَّابُ قَدْ ذَهَبَتْ * أَيْنَ العِلاَوَةُ قُلْتُ الحُبُّ يَكْفِينَا صَاحَتْ وَقَالَتْ وَكَادَ الغَيْظُ يَقْتُلُهَا * هَلْ يُطْعِمُ الحُبُّ أَوْلاَدِي وَيَسْقِينَا أَمْ هَلْ سَيَدْفَعُ لِلْبَقَّالِ أُجْرَتَهُ * وَبَعْدَ هَذَا تَرَاهُ هَلْ سَيُعْطِينَا إِيَّاكَ أَنْ تَكْتُبَ الأَشْعَارَ ثَانِيَةً * أَصْبَحْتَ مِن أَجْلِهَا لِلنَّاسِ مَدْيُونَا {يَاسِر قَطَامِش بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَمْ بَيْنَنَا اليَوْمَ مِن حَيٍّ قَصَائِدُهُ * تُمِيتُ كُلَّ شُعُورٍ صَالِحٍ فِينَا هَلاَّ أَتَاكَ حَدِيثُ القَوْمِ حِينَ مَضَواْ * في مِصْرَ يَسْتَنْكِرُونَ الضَّادَ وَالدِّينَا مِنْ جَانِبِ الخُلدِ في ظِلِّ النَّبِيِّينَا * رُوحٌ أَطَلَّتْ عَلَى أَرْجَاءِ وَادِينَا تَأَلَّقَتْ في رُبَا الإِسْلاَمِ مَعْرِفَةً * وَأَشْرَقَتْ في فَمِ الدُّنيَا عَنَاوِينَا قَدْ فَاتَ صَاحِبَهَا التَّكْرِيمُ عَن حَسَدٍ * حَيَّاً فَسُقْنَاهُ بَعْدَ المَوْتِ تَأْبِينَا كَانَتْ قَصَائِدُهُ أَنغَامَ عِزَّتِنَا * وَلَمْ تَزَلْ مُعْرِبَاتٍ عَن أَمَانِينَا تِلكَ الدَّوَاوِينُ قَدْ خَلَّفتَهَا قِمَمَاً * لِلْعَالَمِينَ جَلَتْ أَمْجَادَ مَاضِينَا لِلدِّينِ وَالشِّعْرِ أَعْمِدَةً محَصَّنَةً * حَتىَّ لَقَدْ أَصْبَحَا أَقْوَى صَيَاصِينَا يَا مُبْدِعَاً لمَعَاني الشِّعْرِ مُشْرِقَةً * قَدْ مَاتَ لَكِنَّهُ أَحْيى مَلاَيِينَا

كَمْ بَيْنَنَا اليَوْمَ مِن حَيٍّ قَصَائِدُهُ * تمِيتُ كُلَّ شُعُورٍ صَالِحٍ فِينَا هَلاَّ أَتَاكَ حَدِيثُ القَوْمِ حِينَ مَضَواْ * في مِصْرَ يَسْتَنْكِرُونَ الضَّادَ وَالدِّينَا مِن أَنْفُسٍ مَرِضَتْ لَمْ يَشْفِ عِلَّتَهَا * هَدْيُ السَّمَاءِ وَلاَ نُصْحُ النَّبِيِّينَا وَمحْنَةُ الضَّادِ لاَ زَالَتْ تُطَالِعُنَا * بِهَا الصَّحَافَةُ حِينَاً قَدْ تَلاَ حِينَا شِعْرٌ إِذَا مَا انْتَقَدْنَا فِيهِ قَائِلَهُ * فَبِالجُمُودِ أَوِ الإِغْلاَقِ يَرْمِينَا لاَ تَسْتَبِينُ سَنَا الإِلهَامِ فِيهِ وَلاَ * يُرْضِي المَلاَئِكَ أَوْ يُرْضِي الشَّيَاطِينَا لَمَّا بَدَا قَلِقَ الأَوْزَانِ مُضْطَرِبَاً * فَرَّتْ عَلَى خَجَلٍ مِنهُ قَوَافِينَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنْ كُنْتَ رِيحَاً فَقَدْ لاَقَيْتَ إِعْصَارَا

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° صَبْرَاً فَكَمْ قَدْ عَلاَ مِنْ بَعْدِ وَقْعَتِهِ * طَيْرٌ وَكَمْ قَدْ هَوَى طَيْرٌ وَقَدْ طَارَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رُدُّواْ عَلَيَّ قَبِيحَاً عِنْدَكُمْ حَسَنَاً * عِنْدِي أَرَى مَا ازْدَرَيْتُمْ مِنهُ كُبَّارَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا ابْنَ الوَزِيرِ الَّذِي تَمَّتْ وَزَارَتَهُ * لاَ تجْمَعَنَّ عَلَيَّ العَارَ وَالنَّارَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدِ اتخَذْتِ فُؤَادِي يَا مُنى دَارَا * أَتُشْعِلِينَ دِيَارَكِ يَا مُنى نَارَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَاتِ الحُسَامَ وَوَدِّعْ هَذِهِ الدَّارَا * فَالخَطْبُ أَشْعَلَ في أَحْشَائيَ النَّارَا

وَاثْأَرْ لِمَجْدِكَ يَا ابْنَ النِّيلِ مُقْتَحِمَاً * سَاحَ المَعَارِكِ وَامْحُ الذُّلَّ وَالعَارَا الحُكْمُ للهِ يَا مَنْ بَاعَ أُمَّتَهُ * كَيْ يَأْخُذَ الحُكْمَ مِنْ مَوْلاَهُ إِجْبَارَا يَا أَيُّهَا الحَاكِمُ الطَّاغِي بِقُوَّتِهِ * لاَ تُغْرِ بِالأَزْهَرِ المَعْمُورِ أَشْرَارَا إِنْ كَانَ في طَوْعِكَ البُولِيسُ إِنَّ لَنَا * يَوْمَ الجِهَادِ قُلُوبَاً تَلقَفُ النَّارَا هَذِي الكِنَانَةُ لَنْ تَنْسَى لَكُمْ أَبَدَاً * عَهْدَاً طَلَيْتُمْ لَنَا آفَاقَهُ قَارَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الأَزْهَرُ الْفَرْدُ تَيَّاهٌ بِقُوَّتِهِ * كَالسَّيْلِ يَقْتَحِمُ الآكَامَ مِغْزَارَا جَيْشُ الْبُطُولَةِ وَالإِيمَانِ تَكْلأُهُ * عِنَايَةُ اللهِ إِنْ قَدْ حَلَّ أَوْ سَارَا

كَهْفُ الشَّرِيعَةِ في الدُّنيَا وَمَا فَتِئَتْ * يَدَاهُ تُولي الْوَرَى عِلْمَاً وَأَسْرَارَا كَمْ بَثَّ في الْكَوْنِ هَدْيَاً مِنْ مَنَارَتِهِ * وَفَاضَ كَالشَّمْسِ آلاَءً وَأَنوَارَا وَقَادَ كَاللَّيْثِ وَالأَيَّامُ شَاهِدَةٌ * كَتَائِبَاً جَمَعَتْ في مِصْرَ أَحْرَارَا نُورُ النُّبُوَّةِ يَجْرِي في مَفَارِقِهِمْ * نُبْلاً وَعِلْمَاً وَإِبْدَاعَاً وَآثَارَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الفَأْرُ في حَانَةِ الخَمَّارِ إِنْ تَرَهُ * لأَلفِ هِرٍّ تَصَدَّى كَانَ مَعْذُورَا دَارَ الزَّمَانُ فَصَارَ العَبْدُ يَأْمُرُ أَوْ * يَنهَى وَمَوْلاَهُ مَنهِيَّاً وَمَأْمُورَا {محْمُود غُنَيْم 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَوْمٌ تَوَاصَواْ بِتَرْكِ البرِّ بَيْنَهُمُ * تَقُولُ ذَا شَرُّهُمْ بَلْ ذَاكَ بَلْ هَذَا

{أَبُو نُوَاس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَهْلاً بَني عَمِّنَا مَهْلاً مَوَالِينَا * لاَ تَنْبِشُواْ بَيْنَنَا مَا كَانَ مَدْفُونَا لاَ تَطْمَعُواْ أَنْ تُهِينُونَا وَنُكْرِمَكُمْ * وَأَنْ نَكُفَّ الأَذَى عَنْكُمْ وَتُؤذُونَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° طُوبى لأَعْينِ قَوْمٍ أَنْتَ بَيْنَهُمُ * الْقَوْمُ في نُزْهَةٍ مِنْكُمْ وَفي عِيدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَصْبَحْتُ في مَأْتَمٍ مِنْ طُولِ جَفْوَتِكُمْ * وَالنَّاسُ في فَرَحٍ مِنْكُمْ وَفي عِيدِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° البَيْتُ قَصْرٌ بِكُمْ لَوْ كَانَ في بِيدِ * وَالدِّينُ في جُمْعَةٍ مِنْكُمْ وَفي عِيدِ هَنَّاكُمُ اللهُ بِالدُّنيَا وَمَتَّعَكُمْ * بِمَا تُحِبُّونَ يَا خَيرَ الصَّنَادِيدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قُلْ لِلإِمَامِ جَزَاكَ اللهُ صَالحَةً * لاَ تجْمَعِ الدَّهْرَ بَيْنَ السَّخْلِ وَالذِّيبِ السَّخْلُ غِرٌّ وَهَمُّ الذِّيبِ غَفْلَتُهُ * وَالذِّيبُ يَعْلَمُ مَا في السَّخْلِ مِنْ طِيبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَمْدَحَنَّ امْرَأً مِن غَيْرِ تجْرِبَةٍ * وَلاَ تَذُمَّنَّهُ مِن غَيْرِ تجْرِيبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَهْدَتْ ليَ الطِّيبَ في بَعْضِ الأَكَاوِيبِ * يَا هِنْدُ رِيقُكِ أَشْهَى لي مِنَ الطِّيبِ {بَهَاءُ الدِّينِ الزُّهَير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° دَخَلَتِ امْرَأَةٌ تخْبِرُ بِقُدُومِ أَحَدِ العَرَّافِينَ {أَيِ الأَطِبَّاءِ} قَائِلَةً: عَرَّافُ نجْدٍ أَتَى بِبَابِ البَيْتِ يَنْتَظِرُ * ==== ==== ==== ـ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لأَنْتَ أَسْلَمُ يَا ابْنَ الصُّلبِ عَاقِبَةً * مِن أَنْفُسٍ مُلِئَتْ حِقْدَاً وَبَغْضَاءَا أَقسَمْتُ أَنَّكَ بَينَ النَّاسِ أَنْزَهُهُمْ * يَدَاً وَأَطْهَرُهُمْ قَلْبَاً وَأَحْشَاءَا حَيَّيْتُ فِيكَ فَتىً مَا قَالَ فَاحِشَةً * يَوْمَاً وَلاَ عَابَ إِنْسَانَاً وَلاَ سَاءَا {قَالَهَا في الإِنْسَانِ الآليّ: محَمَّدٌ الأَسْمَر؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلْقَاهُ في الْبَحْرِ مَكْتُوفَاً وَقَالَ لَهُ * إِيَّاكَ إِيَّاكَ أَنْ تَبْتَلَّ في المَاءِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هُوَ الوَزِيرُ وَلاَ أَزْرٌ يُشَدُّ بِهِ * مِثْلُ العَرُوضِ لَهُ بحْرٌ بِلاَ مَاءِ {أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيّ؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَدْ عَلَّمَ الغَيْثَ حُبَّ الجُودِ جُودُكُمُ * أَغْرَاهُ جُودُكَ حَتىَّ جَادَ بِالمَاءِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا حَيَاةُ امْرِئٍ أَمْسَتْ مَدَامِعُهُ * مَقْسُومَةً بَينَ أَمْوَاتٍ وَأَحْيَاءِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قُلْ مَا بَدَا لَكَ مِنْ صِدقٍ وَمِنْ كَذِبٍ * حِلْمِي سَيُصْغِي وَأُذْني غَيْرُ صَمَّاءِ {بَشَّارُ بْنُ بُرْد بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° محَنَّكٌ بَارِعٌ فِيمَا يُعَالِجُهُ * طَابَتْ سَرَائِرُهُ عَلَمِ الأَحَادِيثِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَيْلُ البرَاغِيثِ أَرَّقَني وَأَرْهَقَني * لاَ بَارَكَ اللهُ في لَيْلِ البرَاغِيثِ كَأَنَّهُنَّ وَجِسْمِي إِذْ خَلَوْنَ بِهِ * أَيْتَامُ سُوءٍ وَعَاثُواْ في المَوَارِيثِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فِعَالَة/فُعَالَة/أَفْعَالَه/أَفْعَالَة/فَعْلاَنَة/فَعُولَة/مَفْعُولَة/فَعْلُونَة/فَعِيلَة/فَعْلُونَة/} لَو أَنَّني كَانَ لي حَقْلٌ وَأَزْرَعُهُ * جَعَلْتُهَا وَسْطَهُ لِلطَّيْرِ فَزَّاعَة لَهَا حِرٌ وَاسِعٌ لاَ شَيْءَ يُشْبِعُهُ * وَتَبْتَغِي بَعْدَمَا قَدْ شَابَ إِرْضَاعَه بِالأَمْسِ أَسْمَعْتِنَا سُوءً ابِلاَ سَبَبٍ * وَالْيَوْمَ فَاسْتَمِعِي إِنْ كُنْتِ سَمَّاعَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَإِبْرَةٍ أَنْتَ تَكْسُو النَّاسَ عُرْيَانَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعَلُ/فَعَلاَ/فَعَلِ/فَعَلِي/مُفْتَعَلُ/فِعَلُ/فُعَلُ/} وَجُمْلَةٍ في طَرِيقِي خِفْتُ أَعْرِبُهَا * فَيُهْتَدَى لي فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَى الخَطَإِ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَفي السَّمَاءِ نجُومٌ مَا لَهَا عَدَدُ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَتىَّ عَلَوْتُهُمُ بِالسَّيْفِ فَانْتَبَهُواْ * مِنْ رَقْدَةٍ لَمْ يَنَمْهَا قَبْلَهُمْ أَحَدُ {أَبُو مُسْلِم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا اسْتَمَرَّ عَلَى حَمْلِ الأَذَى أَسَدٌ * تَنْسَى الكِلاَبُ وَيَنْسَى أَنَّهُ أَسَدُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنِ افْتَخَرْتُمْ بِآبَاءٍ ذَوِي حَسَبٍ * نِعْمَ الأَبَاءوَلَكِنْ بِئْسَ مَا وَلَدُواْ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يُحَلِّلُونَ بِزَعْمٍ مِنْهُمُ عُقَدَاً * وَبِالَّذِي وَضَعُوهُ زَادَتِ العُقَدُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ كُنْتُ أُسْرِفُ في مَالي وَتخْلِفُ لي * فَعَلَّمَتْني وَفَاتُكَ كَيْفَ أَقْتَصِدُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لاَ شَيْءَ مِمَّا تَرَى تَبْقَى نَضَارَتُهُ * يَبْقَى الإِلَهُ وَيَفْنى المَالُ وَالوَلَدُ لَمْ تُغْنِ عَن هُرْمُزٍ يَوْمَاً خَزَائِنُهُ * وَالخلْدَ قَدْ حَاوَلَتْ عَادٌ فَمَا خَلَدُواْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنْ يحْسُدُوني فَإِنيِّ غَيرُ لاَئِمِهِمْ * قَبْلِي مِنَ النَّاسِ أَهْلُ الفَضْلِ قَدْ حُسِدُواْ فَدَامَ لي وَلهُمْ مَا بي وَمَا بِهِمُ * وَمَاتَ أَكْثَرُهُمْ غَيْظَاً بِمَا يجِدُ {بَشَّارُ بْنُ بُرْد} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ كَلَّفَ اللهُ نَفْسَاً فَوْقَ طَاقَتِهَا * وَلاَ تجُودُ يَدٌ إِلاَّ بِمَا تجِدُ فَلاَ تَعِدْ عِدَةً إِلاَّ وَفَيْتَ بِهَا * وَاحْذَرْ مِنَ الْغَدْرِ دَوْمَاً عِنْدَمَا تَعِدُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا وَجَدْتُ لهِيبَ الحُبِّ في كَبِدِي * أَقْبَلْتُ نحْوَ سِقَاءِ الْقَوْمِ أَبْتَرِدُ

هَبْني بَرَدْتُ بِبَرْدِ المَاءِ ظَاهِرَهُ * فَمَنْ لِنَارٍ عَلَى الأَحْشَاءِ تَتَّقِدُ {عُرْوَةُ بْنُ أُذَيْنَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ أَدْرَكُواْ بَاطِنِ الدُّنيَا بِظَاهِرِهَا * وَعِلْمِ مَا غَابَ عَنهُمْ بِالَّذِي شَهِدُواْ كَأَنَّهُمْ في صُدُورِ النَّاسِ أَفْئِدَةٌ * تحِسُّ مَا أَخْطَأُواْ فِيهِ وَمَا قَصَدُواْ يُبْدُونَ لِلنَّاسِ مَا تُخْفِي ضَمَائِرَهُمْ * كَأَنَّهُمْ وَجَدُواْ مِنهَا الَّذِي وَجَدُواْ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَبِسْتُ ثَوْبَ الرَّجَا وَالنَّاسُ قَدْ رَقَدُواْ * وَبِتُّ أَشْكُو إِلى مَوْلاَيَ مَا أَجِدُ وَقُلْتُ يَا عُدَّتي في كُلِّ نَائِبَةٍ * وَمَن عَلَيْهِ لِكَشْفِ الضُّرِّ أَعْتَمَدُ أَشْكُو إِلَيْكَ أُمُورَاً أَنْتَ تَعْلَمُهَا * مَا لي عَلَى حِمْلِهَا صَبْرٌ وَلاَ جَلَدُ

وَقَدْ مَدَدْتُ يَدِي بِالذُّلِّ مُعْتَرِفَاً * إِلَيْكَ يَا خَيْرَ مَنْ مُدَّتْ إِلَيْهِ يَدُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ السَّمَاءَ وَإِنَّ الأَرْضَ شَاهِدَةٌ * وَالرِّيحُ تَشْهَدُ وَالأَيَّامُ وَالبَلَدُ لَقَدْ جَزَيْتَ بَني {/5/ 5} بِبَغْيِهِمُ * يَوْمَ الخَمِيسِ بِيَوْمٍ مَا لَهُ قَوَدُ لَقَدْ جَزَيْتَ بَني {/5/ 5} بِبَغْيِهِمُ * عَلَى الخِيَانَةِ يَوْمَاً مَا لَهُ قَوَدُ فَقَدْ عَلَوْتَهُمُ بِالسَّيْفِ فَانْتَبَهُواْ * مِنْ رَقْدَةٍ لَمْ يَنَمْهَا قَبْلَهُمْ أَحَدُ {الرَّاعِي النُّمَيْرِي، بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَخِيرِ فَهُوَ لأَبي مُسْلِم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عُدْ لِلأَحِبَّةِ أَوْ فَابْعَثْ لَنَا أَحَدَا * طَالَ السُّرَى وَفَقَدْنَا بَعْدَكَ الرَّشَدَا

هَا رُبْعُ قَرْنٍ تَقَضَّى مُذْ رَحَلتَ وَمَا * زَالَتْ سَفِينَتُنَا تجْرِي بِغَيرِ هُدَى لِلْمَوْتِ فِينَا سِهَامٌ وَهْيَ صَائِبَةٌ * مَنْ فَاتَهُ اليَوْمَ سَهْمٌ لَمْ يَفُتْهُ غَدَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنْ تَأَزَّمَ أَمْرٌ فَانْتَظِرْ فَرَجَاً * فَأَضْيَقُ الأَمْرِ أَدْنَاهُ مِنَ الفَرَجِ {المِصْرَاعُ الأَخِيرُ فَقَطْ لأَبي العَتَاهِيَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا كُنْتُ أُوثِرُ أَنْ يَمْتَدَّ بي زَمَني * حَتىَّ أَرَى دَوْلَةَ الأَوْغَادِ وَالهَمَجِ {الطِّغْرَائِيّ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الصُّبْحُ يُغْني عَنِ المِصْبَاحِ يَا وَلَدِي {ابْنُ الرُّومِيّ، كَمَا وَرَدَ بِنَحْوِهِ في بَيْتٍ لاَبْنِ زَيْدُونٍ يَقُولُ فِيه:

يَا مُرْشِدِي جَهْلاً إِلى غَيْرِهِ * أَغْنى عَنِ المِصْبَاحِ ضَوْءُ الصَّبَاحِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلاَ يُقَطِّعْ جَفَاءٌ مِنْكُمُ كَبِدِي * فَحُبُّكُمْ كَامِنٌ في تِلْكُمُ الْكَبِدِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° للهِ {/5/ 5/} مَا أَحْلَى عِبَارَتَهُ * عَلَى الأَذَانِ وَأَنْدَاهَا عَلَى الْكَبِدِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنمَا رَجُلُ الدُّنيَا وَوَاحِدُهَا * مَنْ لاَ يُعَوِّلُ في الدُّنيَا عَلَى أَحَدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَيَّاكَ مَنْ لَمْ تَكُنْ تَرْجُو تحِيَّتَهُ * لَوْلاَ الدَّنَانِيرُ مَا حَيَّاكَ مِن أَحَدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَرَاهُ مِنْ بخْلِهِ إِن حَانَ مَأْكَلُهُ * أَشَدَّ مِنْ وَالِدٍ خَوْفَاً عَلَى الوَلَدِ

رَغِيفُهُ عِنْدَمَا يَغْشَاهُ سَائِلُهُ * أَعَزُّ مِنْ مُهْجَةِ الجُبَنَاءِ في الجَسَدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنْ رُزِئْتَ فَلاَ تَرْكَن إِلى أَحَدِ * وَإِنْ رُزِقْتَ فَلاَ تَفْخَرْ عَلَى أَحَدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كُلُّ العَدَاوَاتِ قَدْ تُرْجَى إِزَالَتُهَا * إِلاَّ عَدَاوَةَ مَن عَادَى عَنِ الحَسَدِ {ابْنُ بِشْرٍ المَرْوَزِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَمْ قَدْ ظُلِمْتُ كَثِيرَاً فِيكِ يَا بَلَدِي * وَلَمْ أَجِدْ قَوْلَةَ الإِنْصَافِ مِن أَحَدِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا صَاحِبي قَدْ أَتَتْني مِنْكَ بَادِرَةٌ * فَإِنْ تَغَمَّدَهَا حِلْمِي فَلاَ تَعُدِ {أَبُو نُوَاس / الحَسَنُ بْنُ هَانِئ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا نجْمَةً في سَمَاءِ الحُسْنِ عَالِيَةً * عَيْني تَرَاكِ وَلَكِن أَيْنَ مِنْكِ يَدِي {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي}

مِمَّا يُزَهِّدُ قَلْبي فِيكِ يَا بَلَدِي * أَسْمَاءُ مُعْتَمِدٍ تَعْلُو وَمُعْتَضِدِ أَلْقَابُ ممْلَكَةٍ في غَيْرِ مَوْضِعِهَا * كَالقِطِّ يحْكِي انْتِفَاخَاً صُورَةَ الأَسَدِ هَلْ يحْسُدُوني عَلَى فَقْرِي فَيَا نَكَدِي * حَتىَّ عَلَى الفَقْرِ لاَ أَنجُو مِنَ الحَسَدِ أَلَيْسَ في مِصْرَ يَوْمٌ أَسْتَرِيحُ بِهِ * مِنْ شَرِّ ذِي حَسَدٍ أَوْ لُؤْمِ مُنْتَقِدِ وَيُنْكِرُ الفَمُ طَعْمَ المَاءِ مِنْ سَقَمٍ * وَتُنْكِرُ العَيْنُ ضَوْءَالشَّمْسِ مِنْ رَمَدِ {الرَّابِعُ لِلإِمَامِ الْبُوصِيرِي، وَرُبَّمَا كَانَ لِلشَّاعِرِ القَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي، وَأَمَّا الأَوَّلُ وَالثَّاني فَهُمَا لاَبْنِ رَشِيقٍ بِتَصَرُّف، وَيُنْسَبَانِ أَيْضَاً لاِبْنِ عَمَّار، وَيُنْسَبَانِ أَيْضَاً لِعَلِيٍّ الحُصَرِيّ}

قَالُواْ بَنُواْ أَسَدٍ غَضِبَتْ إِلى الأَبَدِ * فَقُلْتُ للهِ أَنْتُمْ مَنْ بَنُو أَسَدِ وَمَنْ تَمِيمٌ وَمَنْ قَيْسٌ وَشِيعَتُهُمْ * لَيْسَ الأَصَاغِرُ عِنْدَ اللهِ مِن أَحَدِ {أَبُو نُوَاس / الحَسَنُ بْنُ هَانِئ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَقَدْ صَحِبْتُ أُنَاسَاً فَائِقِي الْعَددِ * وَكنْتُ أَحْسِبُ أَنيِّ قَدْ مَلأْتُ يَدِي لَمَّا بَلَوْتُ أَخِلاَّئِي وَجَدْتُّهُمُ * كَالدَّهْرِ في الغَدْرِ لَمْ يُبْقُواْ عَلَى أَحَدِ إِن غِبْتُ عَنهُمْ فَشَرُّ النَّاسِ يَشْتُمُني * وَإِنْ مرِضْتُ فَخَيْرُ النَّاسِ لَمْ يَعُدِ وَإِنْ رَأَوني بخَيْرٍ سَاءهُمْ فَرَحِي * وَإِنْ رَأَوْني بِشَرٍّ سَرَّهُمْ نَكَدِي {الإِمَامُ الشَّافِعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لاَ مِصْرُ دَارِي وَلاَ هَذِي الرُّبا بَلَدِي * إِنِّي مِنَ الحَقِّ فِيهَا قَدْ نَفَضْتُ يَدِي أَمْسِي نِفَاقٌ وَيَوْمِي كُلُّهُ كَذِبٌ * فَكَيْفَ يَفْرَحُ قَلْبي بِانْتِظَارِ غَدِي شَعْبٌ تَلَذُّ لَهُ أَسْيَافُ قَاتِلِهِ * حُمْرَاً وَتُطْرِبُهُ تَرْنِيمَةُ الصَّفَدِ تَرَاهُ يَلْهُو وَسَوْطُ الذُّلِّ يُلْهِبُهُ * فَلاَ يَحُسُّ وَلاَ يَرْثَى لِمُضْطَهِدِ وَقَالَ جَلاَّدُهُ يَوْمَاً يُدَاعِبُهُ * اخْتَرْ رَئِيسَكَ لاَ تَرْهَبْ أَذَى أَحَدِ فَاخْتَارَ جَلاَّدَهُ مِنْ فَرْطِ طِيبَتِهِ * وَقَالَ إِنىِّ سَأَلْقَى الجَلْدَ بِالجَلَدِ وَقَائِلٌ ليَ يَنهَاني وَيَنْصَحُني * السِّجْنُ بَاتَ قَرِيبَاً مِنْكَ فَابْتَعِدِ

فَقُلْتُ فِكْرِي وَإِحْسَاسِي أَأَقْتُلُهُ * إِنْ يَسْجِنُوني فَلَنْ يَشْقَىسِوَىجَسَدِي {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَحْقِرَنَّ أَخَا ضَعْفٍ فَقَدْ نَفَدَتْ * مِنْ قَبْلُ في سَدِّ مَأْرِبَ حِيلَةُ الجُرَذِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلاَ يُقَطِّعْ جَفَاءٌ مِنْكُمُ كَبِدِي * فَحُبُّكُمْ كَامِنٌ في تِلْكُمُ الْفِلَذِ {ابْنُ الرُّومِي}

قَوْمٌ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفُ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا دَامَ مَنْ يَعْتَرِفْ تُغْفَرْ خَطِيئَتُهُ * مَاذَا عَلَى اللِّصِّ يَسْرِقُ ثُمَّ يَعْتَرِفُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَكُلُّ يَوْمٍ مَضَى أَوْ لَيْلَةٍ دَرَسَتْ * فِيهَا النُّفُوسُ إِلى الآجَالِ تَزْدَلِفُ {أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيُّ قَرِيبَاً مِنهُ}

يَا مَن إِذَا مَا عَلَيْهِ قُلْتُ صَالحَةً * أَقَرَّ أَعْدَاؤُهُ بِالصِّدْقِ وَاعْتَرَفُوا يَا أَبْعَدَ النَّاسِ غَوْرَاً حِينَ نَسْبرُهُ * وَأَقْرَبَ النَّاسِ مَاءً حِينَ يُغْتَرَفُ تَظَاهَرَتْ غُمَمٌ سُودٌ وَلَيْسَ لَهَا * إِلاَّ بِوَجْهِكَ بَعْدَ اللهِ مُنْكَشَفُ أَنْصِفْ أَخَاكَ فَإِنَّ الدَّهْرَ بَدَّدَهُ * إِنَّ الكِرَامَ إِذَا مَا اسْتُعْطِفُواْ عَطَفُواْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا مَن إِذَا مَا عَلَيْهِ قُلْتُ صَالحَةً * أَقَرَّ لي خَصْمُهُ بِالصِّدْقِ وَاعْتَرَفَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عِلْمُ الْعَلِيمِ وَعَقْلُ الْعَاقِلِ اخْتَلَفَا * مَنْ ذَا الَّذِي مِنهُمَا قَدْ أَحْرَزَ الشَّرَفَا فَالْعِلْمُ أَنَا أَحْرَزْتُ غَايَتَهُ * وَالْعَقْلُ قَالَ أَنَا الرَّحْمَنُ بي عُرِفَا فَأَفْصَحَ الْعِلْمُ إِفْصَاحَاً وَقَالَ لَهُ * بِأَيِّنَا اللهُ في قُرْآنِهِ اتَّصَفَا فَبَانَ لِلْعَقْلِ أَنَّ الْعِلْمَ سَيِّدُهُ * فَقَبَّلَ الْعَقْلُ رَأْسَ الْعِلْمِ وَانْصَرَفَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بحَثْتُ فِيكِ عَلَى عَيْبٍ يُبَغِّضُني * فَمَا وَجَدْتُ سِوَى مَا زَادَني شَغَفَا إِنيِّ لأَعْجَبُ مِنْ قَلبٍ يحِبُّكُمُ * وَمَا رَأَى مِنْكُمُ بِرَّاً وَلاَ عَرَفَا طَافَ الهَوَى بِعِبَادِ اللهِ كُلِّهِمُ * حَتىَّ إِذَا مَرَّ بي مِنْ بَيْنِهِمْ وَقَفَا فَمَا شَكَا عَاشِقٌ لي فَرْطَ لَوْعَتِهِ * إِلاَّ وَجَدْتُ الَّذِي بي فَوْقَ مَا وَصَفَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بحَثْتُ فِيكِ عَلَى عَيْبٍ يُبَغِّضُني * فَمَا وَجَدْتُ سِوَى مَا زَادَني شَغَفِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَمَّا إِذَا كُنْتُ أُنْشِدُ مِنْ قَصَائِدِهِ * فَاللُّؤْلُؤُ الحُرُّ يَأْتِينَا مِنَ الصَّدَفِ مَا كُنْتُ أُوثِرُ أَنْ يَمْتَدَّ بي زَمَني * حَتىَّ أَرَى دَوْلَةَ الجَبرُوتِ وَالصَّلَفِ مَا كُنْتُ أُوثِرُ أَنْ يَمْتَدَّ بي زَمَني * حَتىَّ أَرَى وَجْهَ أَقْزَامٍ ذَوِي وَالصَّلَفِ {الأَوَّلُ لي كَامِلاً ـ فِكْرَةً وَلَفْظَاً ـ وَالآخَرُ لِلطِّغْرَائِيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَدْ عَلَّمَ الغَيْثَ حُبَّ الجُودِ جُودُكُمُ * أَغْرَاهُ جُودُكَ حَتىَّ جَادَ في سَرَفِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا كُنْتُ أُوثِرُ أَنْ يَمْتَدَّ بي زَمَني * حَتىَّ أَرَى دَوْلَةَ الجَبرُوتِ وَالصَّلَفِ {الطِّغْرَائِيّ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنْ لَيْسَ يَخْشَى أُسُودَ الْغَابِ إِنْ زَأَرُواْ * فَلَيْسَ يخْشَى كِلاَبَ الحَيِّ إِنْ نَبَحُواْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَذَاكَ يَسْفُلُ في المِيزَانِ مَا رَجَحَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مُفَوَّهٌ كَلِمَاً وَمُفَوَّهٌ قَلَمَاً * إِنْ فَصَّلاَ أَجْمَلاَ أَوْ أَمْتَعَا شَرَحَا مَهْمَا أَتى بُلَغَاءُ الْكَوْنِ مِن أَدَبٍ * فَإِنَّمَا دَخَلُواْ الْبَابَ الَّذِي فَتَحَا وَلَوْ تجَاوَزَهُ المُدَّاحُ لَنْ يجِدُواْ * في الأَرْضِ عَنهُ وَلاَ في الْقَوْلِ مُنْتَدَحَا ذُو رَمْيَتَينِ مُفَدَّاتَينِ وَاحِدَةٌ * تَأْسُو الجِرَاحَ وَأُخْرَى تَمْنَحُ المِنَحَا {ابْنُ الرُّومِي}

مِنْ شِدَّةِ الضَّحِكِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° المَوْتُ فِيهِ جَمِيعُ الخَلْقِ مُشْتَرِكُ * لاَ سُوقَةٌ مِنهُمُ يَبْقَى وَلاَ مَلِكُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنَا الغَرِيقُ فَمَا خَوْفي مِنَ البَلَلِ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَرُبَّمَا صَحَّتِ الأَجْسَامُ بِالعِلَلِ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ يَسْكُنُ المَرْءُ في أَرْضٍ يُهَانُ بِهَا * إِلاَّ مِنَ العَجْزِ أَوْ مِنْ قِلَّةِ الحِيَلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّا لَنَفْرَحُ بِالأَيَّامِ نَقْطَعُهَا * وَكُلُّ يَوْمٍ مَضَى قُرْبٌ مِنَ الأَجَلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

اسْتَيْقَظُواْ وَأَرَادَ اللهُ غَفلَتَهُمْ * لِيَنزِلَ القَدَرُ المحْتُومُ بِالأَجَلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكَمْ رِجَالٍ بِلاَ أَرْضٍ لِكَثْرَتِهِمْ * تَرَكْتَهُمْ وَهُمُ أَرْضٌ بِلاَ رَجُلِ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أُعَلِّلُ النَّفْسَ بِالآمَالِ في غَدِهَا * مَا أَضْيَقَ العَيْشَ لَوْلاَ فُسْحَةُ الأَمَلِ {الطِّغْرَائِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِنَّمَا رَجُلٌ الدُّنيَا وَوَاحِدُهَا * مَنْ لاَ يُعَوِّلُ في الدُّنيَا عَلَى رَجُلِ {الطِّغْرَائِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَا كُنْتُ أُوثِرُ أَنْ يَمْتَدَّ بي زَمَني * حَتىَّ أَرَى دَوْلَةَ الأَوْغَادِ وَالسَّفَلِ {الطِّغْرَائِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حُبُّ السَّلاَمَةِ يُثْني عَزْمَ صَاحِبِهِ * عَن المَعَالي وَيُغْرِي المَرْءَ بِالكَسَلِ {الطِّغْرَائِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلاَ تَثِقْ بِوِدَادٍ قَبْلَ مَعْرِفَةٍ * فَالكُحْلُ أَشْبَهُ في العَيْنَيْنِ بِالكَحَلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَا كَانَ أَغْنى رِجَالاً ضَلَّ سَعْيُهُمُ * عَنِ الضِّرَارِ وَأَغْنَاهُمْ عَنِ الخَطَلِ {زَيْدُ بْنُ جُنْدُب 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَضَنَّ غَيْثُكَ عَنْ قَوْمٍ عَلَى ظَمَأٍ * وَاليَوْمَ جَادَ عَلَى قَوْمٍ بِلاَ أَمَلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَالخَيْلُ عَالِمَةٌ مَا فَوْقَ أَظْهُرِهَا * لَيْسَ الجَبَانُ إِذَا مَا كَرَّ كَالبَطَلِ {الشَّرِيفُ الرَّضِيُّ بِتَصَرُّفٍ غَيرِ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ يَنزِلُ المجْدُ إِلاَ في مَنَازِلِنَا * كَالنَّوْمِ لَيْسَ لَهُ مَأْوَىً سِوَى المُقَلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَمْ تُبْقِ يَا [/5/] لي شَيْئَاً أُؤَمِّلُهُ * تَرَكْتَني أَصْحَبُ الدُّنيَا بِلاَ أَمَلِ لَمْ يُبْقِ جُودُكَ لي شَيْئَاً أُؤَمِّلُهُ * تَرَكْتَني أَصْحَبُ الدُّنيَا بِلاَ أَمَلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ المَنَارَةَ لَمْ تَنْقَضَّ بَلْ هَبَطَتْ * مِن خَشْيَةِ اللهِ لاَ لِلضَّعْفِ وَالخَلَلِ كَمْ تحْتَهَا قُرِئَ القُرْآنُ خَاشِعَةً * حَتىَّ هَوَتْ فَجْأَةً مِنْ شِدَّةِ الوَجَلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

غَاضَ الوَفَاءُ وَفَاضَ الغَدْرُ وَاتَّسَعَتْ * مَسَافَةُ البَينِ بَينَ القَوْلِ وَالعَمَلِ وَشَانَ صِدْقَكَ بَينَ النَّاسِ كِذْبُهُمُ * وَهَلْ يُقَارَنُ مُعْوَجٌّ بِمُعْتَدِلِ {الطِّغْرَائِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا طَالِبَ الرِّزْقِ لَيْسَ الرِّزْقُ بِالحِيلِ * الرِّزْقُ في اللَّوْحِ مَكْتُوبٌ مَعَ الأَجَلِ فَلَوْ صَبَرْنَا لَكَانَ الرِّزْقُ يَطْلُبُنَا * لَكِنَّهُ خُلِقَ الإِنْسَانُ مِن عَجَلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَيْسَ التَّكَحُّلُ في العَيْنَيْنِ كَالكَحَلِ * وَلاَ الجَبَانُ إِذَا مَا كَرَّ كَالبَطَلِ فَالصُّبْحُ يُغْني عَنِ المِصْبَاحِ يَا وَلَدِي * وَفي ضِيَا الشَّمْسِ مَا يُغْنِيكَ عَنْ زُحَلِ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ وَالأَخِيرُ لِلْمُتَنَبيِّ، وَالثَّاني لِلشَّرِيفِ الرَّضِيِّ بِتَصَرُّف، وَالثَّالِثُ لاَبْنِ الرُّومِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَالشِّعْرُ مِن غَيرِ مَا وَزْنٍ وَقَافِيَةٍ * خُنْثَى فَلاَ هُوَ بِالأَنْثَى وَلاَ الرَّجُلِ إِنْ صَحَّ عِنْدَكُمُ شِعْرٌ بِدُونِهِمَا * أَسْمَعْتُكُمْ أَلْفَ بَيْتٍ مِنهُ مُرْتجَلِ {محْمُود غُنَيْم 0 بِتَصَرُّف؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنيِّ لَيُسْعِدُني مَا سَوْفَ يُسْعِدُكُمْ * وَإِنْ تَكُنْ كُتِبَتْ فِيهِ المَشَقَّةُ لي مَاذَا أُرِيدُ مِنَ الدُّنيَا وَقَدْ فَرَغَتْ * مِنهَا يَدِي وَقَرِيبَاً يَنْتَهِي أَجَلِي هَلْ لي مِنَ الغَدِ إِلاَّ أَنْ يُقَالَ سَعَى * لَمْ يَبْغِ رِبحَاً وَغَيرَ الحَقِّ لَمْ يَقُلِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بِالجَيْشِ أَسْرَعَ لِلأَعْدَاءِ كَالأَجَلِ * كَأَنَّهُ صَخْرَةٌ تَهْوِي مِنَ الجَبَلِ كَانُواْ رِجَالاً بِلاَ أَرْضٍ لِكَثْرَتِهِمْ * فَغُودِرُواْ وَهُمُ أَرْضٌ بِلاَ رَجُلِ لاَ يَنزِلُ النَّصْرُ إِلاَّ تحْتَ رَايَتِهِ * كَالنَّوْمِ لَيْسَ لَهُ مَأْوَىً سِوَى المُقَلِ قَدْ عَوَّدَ الطَّيْرَ عَادَاتٍ وَثِقْنَ بِهَا * فَهُنَّ يَتْبَعْنَهُ في كُلِّ مُرْتَحَلِ

يَقْرِي المَنِيَّةَ أَرْوَاحَ العَدُوِّ كَمَا * يُقْرَى الضُّيُوفُ لحُومَ الشَّاةِ وَالجَمَلِ فَلاَ تَرَى المَوْتَ إِلاَّ حَوْلَ مَوْضِعِهِ * كَالبَيْتِ يُفْضِي إِلَيْهِ مُنْتَهَى السُّبُلِ يَنَالُ بِالرِّفْقِ مَا يَعْيى الرِّجَالُ بِهِ * عَجْلاَنَ كَالفَلَكِ الدَّوَّارِ في مَهَلِ حَتىَّ اسْتَقَامَتْ بِفَضْلِ اللهِ دَوْلَتُهُ * كَأَنَّهَا غُرَّةٌ في جَبْهَةِ الدُّوَلِ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لي، وَالثَّاني لِلْمُتَنَبيِّ، وَالأَخِيرُ لِصَفِيِّ الدِّينِ الحِلِّيّ، وَالْبَاقِي لِصَرِيعِ الغَوَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنْ صَاحَ يَوْمَاً حَسِبْتَ الصَّخْرَ مُنحَدِرَاً * وَالرِّيحَ عَاصِفَةً وَالمَوْجَ مُلْتَطِمَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

رَأَى بُنيَّ صِغَارَ الحَيِّ قَدْ غَنِمُواْ * في لَيْلَةِ العِيدِ أَشْيَاءً وَمَا غَنِمَا فَجَاءَ يَطْلُبُ مَالاً لَسْتُ أَمْلِكُهُ * وَلَوْ أَتَى طَالِبَاً رُوحِي لَمَا حُرِمَا فَرُحْتُ في كُلِّ مَا يَرْجُو أُؤَمِّلُهُ * فَكَانَ قَوْلي لَهُ أَمَلاً وَلي أَلَمَا لَمَّا رَأَتْ أُمُّهُ حَالي وَحَالَتَهُ * مَالَتْ لِنَاحِيَةٍ تَبْكِي الدُّمُوعَ دَمَا {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° القَوْمُ في مِصْرَ حَاجَتُهُمْ إِلى هِمَمٍ * هَلْ أَنْتَ يَا صَاحِ مِمَّنْ يخْلُقُ الهِمَمَا وَاللهِ لَوْ كُنْتَ في الْقَوْلِ ابْنَ سَاعِدَةٍ * بَلاَغَةً أَوْ كَحَاتِمِ طَيِّئٍ كَرَمَا وَلَوْ سَلَبْتَ بحُورَ الأَرْضِ لُؤْلُؤَهَا * وَجِئْتَهُمْ مِنهُ بِالمَثْقُوبِ مُنْتَظِمَا مَا كُنْتَ يَا صَاحِ فِيهِمْ غَيرَ مُتَّهَمٍ * إِنيِّ وَجَدْتُ الكَرِيمَ الحُرَّ مُتَّهَمَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنَّ المَعَاذِيرَ فِيهَا يَكْثُرُ الْكَذِبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَفي الصَّدَاقَةِ مَا لاَ تَبْلُغُ النَّسَبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكَمْ قَصَدْتُ بِلاَدَاً كَيْ أَمُرَّ بِكُمْ * وَأَنْتُمُ القَصْدُ لاَ مِصْرٌ وَلاَ حَلَبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَأَنَّمَا النَّاسُ أَبْنَاءٌ وَأَنْتَ أَبُ * فَلاَ خَلَتْ مِنْكُمُ الأَشْعَارُ وَالخُطَبُ فَأَنْتُمُ بَيْنَ أَهْلِ الأَرْضِ أَبحُرُهَا * وَأَنْتُمُ في السَّمَاءِ السَّبْعَةُ الشُّهُبُ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ فَقَطْ لِصَفِيِّ الدِّينِ الحِلِّيّ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنْ قَلَّ ذُو الفَضْلِ في الدُّنيَا فَلاَ عَجَبُ * فَلَيْسَ كُلُّ تُرَابٍ تحْتَهُ ذَهَبُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ يحْمِلُ الحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ * وَلاَ يَنَالُ الْعُلاَ مَنْ طَبْعُهُ الْغَضَبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكَيْفَ أَصْبِرُ عَنْ تَحْقِيقِ أُمْنيَتي * وَالدَّهْرُ يَبْعُدُ وَالآجَالُ تَقْتَرِبُ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالمِصْرَاعُ الثَّاني لِصَفِيِّ الدِّينِ الحِلِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ يَنْفَعُ الأَدَبُ الصِّبْيَانَ في الصِّغَرِ * وَلَيْسَ يَنْفَعُ بَعْدَ الشَّيْبَةِ الأَدَبُ إِنَّ الْغُصُونَ إِذَا قَوَّمْتَهَا اعْتَدَلَتْ * وَلَنْ يَلِينَ إِذَا قَوَّمْتَهُ الخَشَبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَوْ تَعْلَمُ الأَرْضُ مَا أَفْعَالُ سَاكِنِهَا * لَطَالَ مِنهَا لِمَا يَأْتي بِهِ الْعَجَبُ لَوْ تَعْلَمُ الأَرْضُ مَا أَفْعَالُ سَاكِنِهَا * لَطَالَ مِنهَا عَلَى أَفْعَالِهِ الْعَجَبُ {أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ كَانَ لِلْمَرْءِ عَقْلٌ يَسْتضِيءُ بِهِ * في ظُلْمَةِ الشَّكِّ لَمْ تَعْلَقْ بِهِ النُّوَبُ {محْمُود سَامِي البَارُودِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا أَطْيَبَ النَّاسِ رِيقَاً عِنْدَ صَحْوَتِهِ * وَأَمْلَحَ النَّاسِ عَيْنَاً حِينَ يَنْتَقِبُ {ابْنُ مَيَّادَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَأَنَّ أَدْمُعَهَا مِنْ فَوْقِ وَجْنَتِهَا * رَمْضَاءُ مِنْ فِضَّةٍ حَصْبَاؤُهَا ذَهَبُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَهُوَ مُسْتَوْحَىً مِنْ فِكْرَةٍ لأَبي نُوَاسٍ قُمْتُ بِتَطْوِيرِهَا}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنْ يَعْلَمُواْ الخَيْرَ أَخْفَوْهُ وَإِن عَلِمُواْ * شَرَّاً أَذَاعُواْ وَإِنْ لَمْ يَعْلَمُواْ كَذَبُواْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° شَعْبٌ يُرَتِّلُ عِنْدَ جِهَادِهِ سُوَرَاً * وَفَوْقَهُمْ رَحْمَةُ الرَّحْمَنِ تَنْسَكِبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَذَا هُوَ الرَّدُّ لاَ شِعْرٌ وَلاَ خُطَبُ * وَإِنَّمَا ثَوْرَةٌ في الأَرْضِ تَلْتَهِبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَسَاكِنٌ لَوْ أَتَاهَا اللَّيْثُ قَالَ بِهَا * يَا نَفْسُ في مِثْلِ هَذَا يَلْزَمُ الأَدَبُ {صَفِيُّ الدِّينِ الحِلِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَكُلُّ يَوْمٍ مَضَى أَوْ لَيْلَةٍ دَرَسَتْ * فِيهَا النُّفُوسُ إِلى الآجَالِ تَقْتَرِبُ {أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيُّ قَرِيبَاً مِنهُ ـ تَزْدَلِفُ}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَغْضِبْ صَدِيقَكَ تَسْتَطْلِعْ سَرِيرَتَهُ * لِلسِّرِّ نَافِذَتَانِ السُّكْرُ وَالْغَضَبُ مَا أَفْصَحَ الحَوْضُ عَمَّا في قَرَارَتِهِ * مِنْ رَاسِبِ الطِّينِ إِلاَّ وَهْوَ مُضْطَرِبُ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا مجْلِسَ الأَمْنِ جِدٌّ أَنْتَ أَمْ لَعِبُ * وَصُورَةٌ حَيَّةٌ أَمْ هَيْكَلٌ خَشَبُ رُدُّواْ اعْتِبَارَكُمُ يَا قَوْمُ حَسْبُكُمُ * حِلْمَاً فَقَدْ فَقَدَتْ أَحْلاَمَهَا العَرَبُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر أَوْ محْمُود غُنيم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَالُواْ هُوَ الشَّمْسُ قُلْتُ الشَّمْسُ تحْتَجِبُ * قَالُواْ هُوَ اللَّيْثُ قُلْتُ اللَّيْثُ يُغْتَصَبُ

قَالُواْ هُوَ البَحْرُ قُلْتُ البَحْرُ يَضْطَرِبُ * قَالُواْ هُوَ الدَّهْرُ قُلْتُ الدَّهْرُ يَنْقَلِبُ كَأَنَّمَا النَّاسُ أَبْنَاءٌ وَأَنْتَ أَبُ * فَلاَ خَلَتْ مِنْكُمُ الأَشْعَارُ وَالخُطَبُ {صَفِيُّ الدِّينِ الحِلِّيّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّا فَقَدْنَاكَ فَقْدَ الأَرْضِ وَابِلَهَا * وَغَابَ مُذْ غِبْتَ عَنَّا الوَحْيُ وَالكُتُبُ فَلَيْتَ قَبْلَكَ كَانَ المَوْتُ صَادَفَنَا * فَقَدْ أَلَمَّتْ بِنَا مِنْ بَعْدِكَ الكُرَبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا قَائِمَ اللَّيْلِ مَا لِلدَّمْعِ يَنْسَكِبُ * مِمَّا تَسَاقَطَ هَذَا اللُّؤْلُؤُ الرَّطِبُ تَقْضِي الدُّجَى في خُشُوعٍ خَائِفَاً قَلِقَاً * وَقَلبُكَ الغَضُّ في جَنْبَيْكَ يَضْطَرِبُ سُهْدٌ وَدَمْعٌ وَأَفكَارٌ مُبَعْثرَةٌ * وَأَنجُمٌ نحْوَهَا تَرْنُو وَتَقترِبُ

وَكَمْ أَخَا النَّجْمِ في الأَنحَاءِ أَفئِدَةً * إِذَا أَتى ذِكْرُ طَهَ هَزَّهَا الطَّرَبُ أَتَى لِقَوْمٍ بِدِينِ اللهِ قَدْ كَفَرُواْ * وَبَعْضُهُمْ لِحُقُوقِ البَعْضِ يَغْتَصِبُ كَانُواْ حَيَارَى بِلَيْلٍ كُلُّهُ ظُلَمٌ * فَأَشْرَقَتْ شَمْسُ طَهَ وَاهْتَدَى العَرَبُ وَسَلْ خَدِيجَةَ لَمَّا رَاحَ يخْطُبُهَا * قَوْمٌ بِمَكَّةَ فِيهَا كُلُّهُمْ رَغِبُواْ رَدَّتْهُمُ أَجْمَعِينَ وَمَا ارْتَضَتْ رَجُلاً * غَيرَ الأَمِينِ لهَا زَوْجَاً فَمَا عَجِبُواْ وَيَنْظُرُ الصَّادِقُ الأَحْجَارَ آلِهَةً * وَالقَوْمَ في مَرْكَبِ الخُسْرَانِ قَدْ رَكِبُواْ أَيَصْنَعُ المَرْءُ أَصْنَامَاً وَيَعْبُدُهَا * هَذَا هُوَ الزُّورُ وَالبُهْتَانُ وَالكَذِبُ فَقَامَ يَدْعُو إِلى الرَّحْمَنِ أَفئِدَةً * يحُولُ بَينَ الهُدَى وَدُخُولُهَا حُجُبُ

فَمَا اسْتَجَابَ لَهُ مِنهُمْ سِوَى نَفَرٍ * في اللهِ مَا عُذِّبُواْ في اللهِ مَا ضُرِبُواْ بَاتُواْ وَبَاتَ الرَّدَى مِنهُمْ بِمَقْرُبَةٍ * وَمِنْ كُؤُوسِ العَذَابِ المُرِّ قَدْ شَرِبُواْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُعِدَّتِ الرَّاحَةُ الكُبْرَى لِمَنْ تَعِبَا * وَفَازَ بِالمجْدِ مَنْ لَمْ يَأْلُهُ طَلَبَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

جَرَّبْتُ أَهْلِي وَأَهْلِيهِمْ فَمَا تَرَكَتْ * ليَ التَّجَارِبُ في وُدِّ امْرِئٍ أَرَبَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا سَعْدُ لَوْ كُنْتُ دَمْعَاً فِيكَ مُنْسَكِبَا * قَضَيْتُ نَحْبي وَلَمْ أَقْضِ الَّذِي وَجَبَا {أَبُو طَالِبٍ المَأْمُونيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا زُلْزِلَتْ مِصْرُ مِنْ كَيْدٍ أُرِيدَ بِهَا * وَإِنَّمَا رَقَصَتْ مِنْ شِعْرِنَا طَرَبَا {أَمِينُ الدِّينِ المِصْرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَدْ يَنْبَحُ الْكَلْبُ مَا لَمْ يَلْقَهُ أَسَدٌ * فَإِنْ رَأَى أَسَدَاً يَوْمَاً جَرَى هَرَبَا {أَبُو طَالِبٍ المَأْمُونيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° السَّبْعُ سَبْعٌ وَإِنْ كَلَّتْ مخَالِبُهُ * وَالكَلْبُ كَلْبٌ وَإِنْ قَلَّدْتَهُ الذَّهَبَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَصْبَحْتُ شَيْخَاً لَهُ سَمْتٌ وَأُبَّهَةٌ * يَدْعُونيَ النَّاسُ عَمَّاً تَارَةً وَأَبَا وَتِلْكَ دَعْوَةُ إِجْلاَلٍ وَتَكْرُمَةٌ * وَدِدْتُ لَوْ أَنَّهَا كَانَتْ ليَ اللَّقَبَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قُولاَ لِزَيْنَبَ مَا تَقْضِينَ في رَجُلٍ * يَهْوَى هَوَاكِ وَمَا جَنَّبْتِهِ اجْتَنَبَا أُمْسِي مَعِي جَسَدِي وَالْقَلْبُ عِنْدَكُمُ * أَنَّى أَعِيشُ بِجِسْمٍ قَلْبُهُ ذَهَبَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَالُواْ حَبِيبُكَ محْمُومٌ فَقُلْتُ لَهُمْ * أَنَا الَّذِي كُنْتُ في حِمَّائِهِ السَّبَبَا عَانَقْتُهُ وَلَهِيبُ الحُبِّ في كَبِدِي * فَأَثَّرَتْ فِيهِ تِلْكَ النَّارُ فَالْتَهَبَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا وَتَرْتَ امْرَأً فَاحْذَرْ عَدَاوَتَهُ * مَنْ يَزْرَعِ الشَّوْكَ لاَ يحْصُدْ بِهِ عِنَبَا إِنَّ العَدُوَّ وَإِن أَبْدَى مُسَالَمَةً * إِذَا رَأَى مِنْكَ يَوْمَاً غَفْلَةً وَثَبَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قُلْ لِلأُلى جَعَلُواْ الدُّسْتُورَ مَهْزَلَةً * الدَّهْرُ يَضْحَكُ مِنْ دُسْتُورِكُمْ عَجَبَا شَرُّ الذُّنُوبِ لَدَيْكُمْ أَنْ يُقَالَ لَكُمْ * كُفُّواْ الأَذَى وَدَعُواْ التَّضْلِيلَ وَالْكَذِبَا كُنْتُمْ صَعَالِيكَ شَعْبٍ جَاهِلٍ رَفَعَتْ * أَهْوَاؤُهُ مِنْكُمُ الأَقْدَارَ وَالرُّتَبَا {أَبُو أَحْمَد محَرَّم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَفي المَعَارِيضِ مَا يُغْني عَنِ الكَذِبِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَأَنْتَ أَنْتَ الحَكِيمُ وَشَمْلَةُ الأَدَبِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تُفْضِي المَعَاذِيرُ كَثْرَتُهَا إِلى الْكَذِبِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا رَبِّ إِنْ لَمْ أَكُن أَهْلاً لمَكْرُمَةٍ * فَأَنْتَ أَهْلٌ لإِعْطَائِي بِلاَ سَبَبِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ لَمْ يَكُنْ لِبَني شَيْبَانَ مِن حَسَبٍ * سِوَى يَزِيدَ لَفَاتُواْ النَّاسَ بِالحَسَبِ {مَنْصُورُ بْنُ الْوَلِيد} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنْ يَدَّعِي الخَيرَ فَاقْصِدْهُ لِتَعْرِفَهُ * لاَ يُعْرَفُ المَرْءُ إِلاَّ سَاعَةَ الطَّلَبِ مَنْ يَدَّعِي الجُودَ فَاسْأَلْهُ لِتَعْرِفَهُ * لاَ يُعْرَفُ المَرْءُ إِلاَّ سَاعَةَ الطَّلَبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ حِكْمَةٍ نُثِرَتْ في الدِّينِ وَالأَدَبِ * وَشِعْرِنَا الْعَرَبي أَغْلَى مِنَ الذَّهَبِ كَمْ كُنْتُ أُنْشِدُ ضَيْفِي مِنْ قَصَائِدِهِ * فَكَانَ فَاكِهَةً أَحْلَى مِنَ الرُّطَبِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ حِكْمَةٍ نُثِرَتْ في الدِّينِ وَالأَدَبِ * وَشِعْرِنَا الْعَرَبي أَغْلَى مِنَ الذَّهَبِ كَمْ كُنْتُ أُنْشِدُ ضَيْفِي مِنْ قَصَائِدِهِ * فَكَانَ فَاكِهَةً أَحْلَى مِنَ الرُّطَبِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنْ يَدَّعِي الحِلْمَ أَغْضِبْهُ لِتَعْرِفَهُ * لاَ يُعْرَفُ الحِلْمُ إِلاَّ سَاعَةَ الغَضَبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَيْسَ اليَتِيمُ الَّذِي قَدْ مَاتَ وَالِدُهُ * إِنَّ اليَتِيمَ يَتِيمُ العِلْمِ وَالأَدَبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَبْكِي إِذَا غَضِبَتْ حَتىَّ إِذَا رَضِيَتْ * بَكَيْتُ بَعْدَ الرِّضَا خَوْفَاً مِنَ الغَضَبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

سَنَغْسِلُ القُدْسَ مِن أَوْسَاخِ أُمَّتِكُمْ * يَا أُمَّةَ الوَسَخِ المَطْلِيِّ بِالذَّهَبِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيَشْتَكِي الفَقْرَ غَادِينَا وَرَائِحُنَا * وَنَحْنُ نَمْشِى عَلَى أَرْضٍ مِنَ الذَّهَبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَأَنَّ أَدْمُعَهَا مِنْ فَوْقِ وَجْنَتِهَا * حَصْبَاءُ دُرٍّ عَلَى أَرْضٍ مِنَ الذَّهَبِ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالثَّاني لأَبي نُوَاس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تُلْقِي الْعَجِينَ لُجَيْنَاً فَوْقَ صَفْحَتِهَا * فَيَسْتَحِيلُ بِهَا قُرْصَاً مِنَ الذَّهَبِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ أَنَّ عِنْدِيَ مِنوَالاً نَسَجْتُ بِهِ * مَا رُحْتَ تَنْسِجُ لي مِنْ شِعْرِكَ الذَّهَبي

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأَلحَنُ النَّاسُ كُلِّ النَّاسِ قَاطِبَةً * وَكَانَ يُولَعُ بِالتَّشْدِيقِ في الخُطَبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا كَانَ أَغْنى رِجَالاً ضَلَّ سَعْيُهُمُ * عَنِ الضِّرَارِ وَأَغْنَاهُمْ عَنِ الخُطَبِ {زَيْدُ بْنُ جُنْدُب 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا كَانَ أَغْنى رِجَالاً ضَلَّ سَعْيُهُمُ * عَنِ الضِّرَارِ وَأَغْنَاهُمْ عَنِ الشَّغَبِ {زَيْدُ بْنُ جُنْدُب 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ هُدِيتُ لِشَيْءٍ عَنهُ لَمْ أَغِبِ * أَنَّ الَّذِي هُوَ رِزْقِي سَوْفَ يَلْحَقُ بي أَسْعَى إِلَيْهِ فَتُعْيِيني مَسَالِكُهُ * وَلَوْ قَعَدْتُ سَيَأْتِيني بِلاَ تَعَبِ {عُرْوَةُ بْنُ أُذَيْنَة بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَلَى جَبِينِكِ تَارِيخٌ صَحَائِفُهُ * مَكْتُوبَةٌ بحُرُوفِ النُّورِ وَالذَّهَبِ فَحَدِّثِيني عَنِ الأَجْدَادِ يَا بَلَدِي * فَفِي حَدِيثِكِ شَيْءٌ لَيْسَ في الْكُتُبِ {إِلْيَاس طِعْمَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَضَعْتُ عُمْرِيَ بَينَ العِلْمِ وَالأَدَبِ * وَلَيْتَهُ ضَاعَ بَيْنَ اللهْوِ وَاللَّعِبِ وَإِنْ لَقِيتُمْ أَدِيبَاً لاَ يُؤَيِّدُني * فِيمَا ذَكَرْتُ تَعَالَوْ وَاحْلَقُواْ " شَنَبي " {يَاسِر قَطَامِش بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° محَنَّكٌ بَارِعٌ فِيمَا يُعَالِجُهُ * طَابَتْ سَرَائِرُهُ عَلاَّمَةُ الأَدَبِ مَنْ كَانَ يَسْعَى إِلى الْغَايَاتِ يَطْلُبُهَا * فَقَدْ سَعَتْ نحْوِيَ الْغَايَاتُ بِالطَّلَبِ {الْبَيْتُ الثَّاني فَقَطْ لاَبْنِ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لاَ تَعْجَبُنَّ إِذَا مَا الاَسْمُ جَمَّعَنَا * فَالجِسْمُ يَجْمَعُ بَينَ الرَّأْسِ وَالذَّنَبِ لاَ غَرْوَ إِنْ كَانَ جَمَّعَ الاَسْمُ بَيْنَكُمَا * فَالجِسْمُ يَجْمَعُ بَينَ الرَّأْسِ وَالذَّنَبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَشَدَّقُواْ القَوْلَ وَالسَّاحَاتُ حَافِلَةٌ * وَحَبَّرُواْ خُطَبَاً نَاهِيكَ عَن خُطَبِ فَقَامَ مُرْتجِلاً تَغْلِي قَرِيحَتُهُ * كَمِرْجَلِ القَيْنِ لَمَّا حُفَّ بِاللهَبِ وَأَسْقَطَ الرَّاءَ لَمْ يَشْعُرْ بِهِ أَحَدٌ * دُونَ التَّصَفُّحِ وَالإِغْرَاقِ في الطَّلَبِ {بَشَّارُ بْنُ بُرْد} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° صَحَافَةُ الْيَوْمِ لاَ تَحْتَاجُ لِلأَدَبِ * صَحَافَةُ الْيَوْمِ في شَوْقٍ إِلى الْكَذِبِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الظُّلْمُ في مِصْرَ عَلَّمَنَا المَهَابَةَ مِنْ * كُلِّ الأُمُورِ وَكُنَّا قَبْلُ لَمْ نَهَبِ لِتَعْذُرُونيَ في الآهَاتِ إِنْ صَدَرَتْ * في الشِّعْرِ أَوْ في مَقَالاَتي وَفي كُتُبي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنْ كَانَ يَسْعَى إِلى الْغَايَاتِ يَطْلُبُهَا * فَقَدْ سَعَتْ نحْوِيَ الْغَايَاتُ بِالطَّلَبِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَيْسَ اليَتِيمُ الَّذِي قَدْ مَاتَ وَالِدُهُ * إِنَّ اليَتِيمَ يَتِيمُ العِلْمِ وَالأَدَبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° صَحَافَةُ الْيَوْمِ لاَ تَحْتَاجُ لِلأَدَبِ * صَحَافَةُ الْيَوْمِ في شَوْقٍ إِلى الْكَذِبِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° دَهْرٌ مَضَى وَأَنَا في المَكْتَبَاتِ صَبي * قَصِيدَةُ الشِّعْرِ أُمِّي وَالْكِتَابُ أَبي

بَيْنَ المَرَاجِعِ أَقْضِي الْيَوْمَ في نَهَمٍ * حَتىَّ لَقَدْ عَرَفَتْني أَرْفُفُ الْكُتُبِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَيني أَطَلَّتْ لحَالِ المُسْلِمِينَ بَكَتْ * كَمْ بَينَ أُمَّتِنَا وَالنَّصْرِ مِن حِقَبِ إِنْ لَمْ يَكُنْ ليَ في ذَا النَّصْرِ مِنْ شَرَفٍ * فَاجْعَلْهُ يَا رَبِّ في نَسْلِي وَفي عَقِبي إِنيِّ رَجَوْتُكَ يَا رَبيِّ عَلَى ثِقَةٍ * بِأَنَّ مَنْ يَرْتجِي الرَّحْمَنَ لَمْ يَخِبِ يَا رَبِّ هَيِّئْ لَنَا مِن أَمْرِنَا رَشَدَاً * فَكَمْ تَعِبْنَا وَلَمْ نَرْبحْ سِوَى التَّعَبِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 بِاسْتِثْنَاءِ المِصْرَاعِ الثَّاني مِنَ الْبَيْتِ الأَخِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا لَيْتَ إِعْلاَمَنَا يَهْتَمُّ بِالأَدَبِ * مِثْلَ اهْتِمَامَاتِهِ بِالرَّقْصِ وَالطَّرَبِ

فَلَمْ يَضِعْ عَالِمٌ يَا صَاحِ في بَلَدٍ * كَمَا يَضِيعُ الْفَتى ذُو الْعِلْمِ في الْعَرَبِ تجَاهَلُواْ النَّابِغِينَ المُبْدِعِينَ وَلَمْ * يُقَدِّمُواْ غَيْرَ أَقْزَامٍ ذَوِي حَدَبِ كَالْبَحْرِ في الْقَعْرِ مُلْقَاةٌ لآلِؤُهُ * وَمَا عَلَى سَطْحِهِ يَطْفُو سِوَى الخَشَبِ فَلاَ تَغُرَّكَ أَضْوَاءٌ تُحِيطُ بِهِمْ * سُرْعَانَ مَا تخْتَفِي كَالنَّجْمِ ذِي الذَّنَبِ يَا رَبِّ هَيِّئْ لَنَا مِن أَمْرِنَا رَشَدَاً * فَكَمْ تَعِبْنَا وَلَمْ نَرْبحْ سِوَى التَّعَبِ وَكَمْ حُقُوقٍ لَنَا ضَاعَتْ بِلاَ عِوَضٍ * وَكَمْ ظُلِمْنَا بِلاَ ذَنْبٍ وَلاَ سَبَبِ مَنْ لِلأَدِيبِ سِوَاكَ يَصُونُ هَيْبَتَهُ * في ظِلِّ جِيلٍ بِلاَ دِينٍ وَلاَ أَدَبِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 بِاسْتِثْنَاءِ المِصْرَاعِ الثَّاني مِنَ الْبَيْتِ السَّادِس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَانَتْ طِبَاعُ الْوَرَى أَحْلَى مِنَ الرُّطَبِ * فَأَصْبَحُواْ الْيَوْمَ أَشْرَارَاً ذَوِي شَغَبِ يَا رَبِّ هَيِّئْ لَنَا مِن أَمْرِنَا رَشَدَاً * فَكَمْ تَعِبْنَا وَلَمْ نَرْبحْ سِوَى التَّعَبِ وَكَمْ حُقُوقٍ لَنَا ضَاعَتْ بِلاَ عِوَضٍ * وَكَمْ ظُلِمْنَا بِلاَ ذَنْبٍ وَلاَ سَبَبِ مَنْ لِلأَدِيبِ سِوَاكَ يَصُونُ هَيْبَتَهُ * في ظِلِّ جِيلٍ بِلاَ دِينٍ وَلاَ أَدَبِ مَا كُنْتُ آمُلُ أَنْ يَمْتَدَّ بي زَمَني * حَتىَّ يُطَاوِلَني قِرْدٌ بِلاَ ذَنَبِ فَلاَ حَبَا اللهُ مِصْرِيَّاً بِرَحْمَتِهِ * أَوْلى بِرَحْمَتِهِ مِنهُ أَبُو لَهَبِ {الأَبْيَاتُ الأَرْبَعَةُ الأُولى لي 0 بِاسْتِثْنَاءِ المِصْرَاعِ الثَّاني مِنَ الْبَيْتِ الثَّاني، وَالأَخِيرَانِ لآخَرِين} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَلاَ حَبَا اللهُ نحْوِيَّاً بِرَحْمَتِهِ * أَوْلى بِرَحْمَتِهِ مِنهُ أَبُو لَهَبِ النَّحْوُ وَالصَّرْفُ وَالإِعْرَابُ أَجْمَعُهَا * سَفَاسِفٌ لَمْ تَكُنْ مِنْ قَبْلُ في العَرَبِ فَكَمْ رَوَواْ مِن أَحَادِيثٍ مُلَفَّقَةٍ * وَزَوَّرُواْ مِن حِكَايَاتٍ وَمِن خُطَبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمَّا رَأَتْ أُخْتَهَا بِالأَمْسِ قَدْ خَرِبَتْ * كَانَ الخَرَابُ لَهَا أَعْدَى مِنَ الجَرَبِ أَبِالسِّلاَحِ اسْتَعَدُّواْ في كُوسُوفُو وَلَمْ * يحْمُواْ بِذَلِكَ مِنْ ذَهَبٍ وَلاَ حَطَبِ كَالنَّخْلِ يَنْبُتُ شَوْكَاً لاَ يَذُودُ بِهِ * مَنْ يَعْتَدُونَ عَلَيْهِ أَوْ عَلَى الرُّطَبِ {الْبَيْتَانِ الأَخِيرَانِ فَقَطْ لاَبْنِ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَشْكو الضَّعِيفُ الْقَوِيَّ المسْتَبِدَّ وَإِنْ * يَقْوَ اسْتَبَدَّ وَمَا في ذَاكَ مِن عَجَبِ فَالخَيرُ في البَعْضِ بِالتَّهْذِيبِ مُكْتَسَبٌ * وَالشَّرُّ في الكُلِّ طَبْعٌ غَيرُ مُكْتَسَبِ لَمْ يخْلُقِ اللهُ أَنيَابَاً محَدَّدَةً * فَظَلَّ يسْعَى إِلَيْهَا المَرْءُ بِالطَّلَبِ {لِلشَّاعِرِ الْعَظِيم / محْمُود غُنيم، أَوْ لمحَمَّدٍ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَضَعْتُ عُمْرِيَ بَيْنَ اللهْوِ وَاللَّعِبِ * وَلَيْتَهُ ضَاعَ بَيْنَ العِلْمِ وَالأَدَبِ لَقدْ لَعِبْتُ وَجَدَّ المَوْتُ في طَلَبي * وَكَانَ في المَوْتِ لي شُغْلٌ عَنِ اللَّعِبِ وَلَوْ فَطِنْتُ إِلى مَا قَدْ خُلِقْتُ لَهُ * مَا اشْتَدَّ حِرْصِي عَلَى الدُّنيَا وَلاَ تَعَبي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا مُقْرِئَ الشَّرْقِ هَذَا الصَّوْتُ مِنْ ذَهَبِ * سَلِمْتَ لِلدَّينِ يَا قُمْرِيَّةَ العَرَبِ يَا مُرْسِلَ الصَّوْتِ تَهْتَزُّ القُلُوبُ لَهُ * وَتَسْبَحُ الرُّوحُ في دُنيَا مِنَ العَجَبِ لاَ زَالَ تَرْتِيلُنَا لِلذِّكْرِ في وَخَمٍ * حَتىَّ بَدَا مِنْكَ في أَثْوَابِهِ القُشُبِ جَعَلْتَ لِلذِّكْرِ وَالْقُرَّاءِ مَنْزِلَةً * في النَّاسِ تَسْمُو عَلَى الأَلْقَابِ وَالرُّتَبِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا مُطْرِبَ الشَّرْقِ هَذَا الصَّوْتُ مِنْ ذَهَبِ * سَلِمْتَ لِلدَّينِ يَا قِيثَارَةَ الطَّرَبِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَغْدٌ يَعَافُ مَدِيحَ النَّاسِ كُلِّهِمُ * وَيَطْلُبُ الشَّتْمَ مِنهُمْ غَايَةَ الطَّلَبِ

فَلاَ تُدَاوِ بِغَيرِ الهَجْوِ عِلَّتَهُ * كَمَا يُدَاوَى بِطَلْيِ الزِّفْتِ ذُو الجَرَبِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَظْهَرْتَ عِنْدَ جِدَالي سَيِّئَ الأَدَبِ * فَرُحْتَ بِالنَّارِ تَبْغِي أَخْطَرَ اللُّعَبِ مَا كَانَ أَغْنى رِجَالاً ضَلَّ سَعْيُهُمُ * عَنِ الضِّرَارِ وَأَغْنَاهُمْ عَنِ الشَّغَبِ لَمْ يَفْتَأِ الدَّهْرُ يُبْدِي مِن عَجَائِبِهِ * حَتىَّ غَدَا الرَّأْسُ مَذْمُومَاً مِنَ الذَّنَبِ النَّاسُ تَعْرِفُ عَلْيَائِي وَتجْحَدُهَا * مَنْ ذَا رَأَى قَبْلَ هَذَا أَعْجَبَ العَجَبِ لَمْ أَدْرِ كَيْفَ تُرِيدُ اليَوْمَ مَنْزِلَةً * فِينَا وَلَسْتَ أَخَا عِلْمٍ وَلاَ أَدَبِ إِنيِّ هَجَوْتُكَ مُضْطَرَّاً لِمَعْرِفَتي * أَنْ سَوْفَ يَكْسُوكَ شِعْرِي حُلَّةَ الذَّهَبِ

فِيمَ التَّطَاوُلُ يَا هَذَا عَلَى رَجُلٍ * قَدْ نَالَ مَا نَالَ مِنْ مجْدٍ وَمِنْ رُتَبِ لَوْ أَنَّ مِثْلَكَ يَبْغِي نَيْلَ رُتْبَتِهِ * لَضَيَّعَ العُمْرَ لَمْ يَبْلُغْ إِلى أَرَبِ وَغْدٌ تَعَافُ مَدِيحَ النَّاسِ كُلِّهِمُ * وَتَطْلُبُ الشَّتْمَ مِنهُمْ غَايَةَ الطَّلَبِ فَلَمْ أَجِدْ لِدَوَائِكَ غَيرَ أَسْلِحَتي * كَمَا يُدَاوَى بِطَلْيِ الزِّفْتِ ذُو الجَرَبِ هَذَا جَزَاءُ الَّذِي أَغْرَاهُ بي كَرَمِي * حَتىَّ رَمَاهُ رَذِيلُ الحِقْدِ بِاللهَبِ لاَ الخَوْفُ يَمْنَعُني لاَ اللُّؤْمُ يَرْدَعُني * لاَ اللُّؤْمُ يَدْفَعُني في شَرِّ مُنْقَلَبِ وَفي النِّهَايَةِ إِنيِّ لاَ أَقُولُ لَهُ * إِلاَّ كَمَا قَالَ قَبْلِي شَاعِرُ العَرَبِ قَدْ كُنْتَ تَعْرِفُ مِنيِّ في الرِّضَا رَجُلاً * حُلْوَ الشَّمَائِلِ فَاعْرِفْني لَدَى الغَضَبِ

{الثَّاني لِزَيْدِ بْنِ جُنْدُب، وَ [9]، [10] لاَبْنِ الرُّومِيّ، وَالْبَاقِي لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي 0 الْكُلُّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ * في حَدِّهِ الحَدُّ بَينَ الجَدِّ وَاللَّعِبِ بِيضُ الصَّفَائِحِ لاَ سُودُ الصَّحَائِفِ في * سُيُوفِهِمْ جَالِيَاتُ الشَّكِّ وَالرِّيَبِ وَالعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَةً * بَينَ الخَمِيسَيْنِ لاَ في السَّبْعَةِ الشُّهُبِ أَيْنَ النُّجُومُ وَأَصْحَابُ النُّجُومِ وَمَا * صَاغُوهُ مِنْ زُخْرُفٍ عَنهَا وَمِنْ كَذِبِ وَأَيْنَ قَوْلُهُمُ الأَيَّامُ مجْفِلَةٌ * عَنْ ذَاكَ في صَفَرِ الأَصْفَارِ أَوْ رَجَبِ قَدْ خَوَّفُواْ النَّاسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَةٍ * إِذَا بَدَا الكَوْكَبُ الغَرْبيُّ ذُو الذَّنَبِ

يَقْضُونَ بِالأَمْرِ عَنهَا وَهْيَ غَافِلَةٌ * مَا دَارَ في فَلَكٍ مِنهَا وَفي قُطُبِ فَتْحُ الفُتُوحِ تَسَامَى أَنْ يُحِيطَ بِهِ * نَظْمٌ مِنَ الشِّعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ الخُطَبِ فَتْحٌ تُفَتَّحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ لَهُ * وَتَبْرُزُ الأَرْضُ في أَثْوَابِهَا القُشُبِ يَا يَوْمَ وَقْعَةِ عَمُّورِيَّةَ انْصَرَفَتْ * عَنْكَ المُنى حُفَّلاً مَعْسُولَةَ الحَلَبِ أَتَتْهُمُ الكُرْبَةُ السَّوْدَاءِ مَشْأَمَةً * لَهُمْ وَكَانَتْ لَنَا فَرَّاجَةَ الكُرَبِ غَادَرْتَ فِيهَا بَهِيمًَ اللَّيْلِ مُشْرِقَةً * سَمَاؤُهُ في الدُّجَى شَمْسَاً مِنَ اللهَبِ حَتىَّ كَأَنَّ جَلاَلِيبَ الدُّجَى رَغِبَتْ * عَنْ لَوْنِهَا أَوْ كَأَنَّ الشَّمْسَ لَمْ تَغِبِ لَمَّا رَأَتْ أُخْتَهَا بِالأَمْسِ قَدْ خَرِبَتْ * كَانَ الخَرَابُ لَهَا أَعْدَى مِنَ الجَرَبِ

خَلِيفَةَ اللهِ جَازَى اللهُ سَعْيَكَ عَنْ * حِمَايَةِ الدِّينِ وَالإِسْلاَمِ وَالعَرَبِ وَحُسْنُ مُنْقَلَبٍ سَرَّتْ عَوَاقِبُهُ * جَاءتْ بَشَائِرُهُ مِنْ سُوءِ مُنْقَلَبِ {أَبُو تَمَّام} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا كَانَ أَغْنى رِجَالاً ضَلَّ سَعْيُهُمُ * عَنِ الضِّرَارِ وَأَغْنَاهُمْ عَنِ الْعَنَتِ {زَيْدُ بْنُ جُنْدُب 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا زُلْزِلَتْ مِصْرُ مِنْ كَيْدٍ أُرِيدَ بِهَا * وَإِنَّمَا رَقَصَتْ مِنْ عَدْلِكُمْ فَرَحَا {أَمِينُ الدِّينِ المِصْرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا قَوْمِ هَيَّا أَفِيقُواْ مِنْ سُبَاتِكُمُ * صَاحَ الأَذَانُ وَدَوَّتْ رَنَّةُ الجَرَسِ {محْمُود غُنَيْم 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِير؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَكَيْفَ تَفْرَحُ بِالدُّنيَا وَلَذَّتِهَا * يَا مَنْ يُعَدُّ عَلَيْهِ العُمْرُ بِالنَّفَسِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَرْجُو النَّجَاةَ وَلَمْ تَسْلُكْ مَسَالِكَهَا * إِنَّ السَّفِينَةَ لاَ تجْرِي عَلَى اليَبَسِ {هَذَا البَيْتُ وُجِدَ مَنْسُوبَاً لِلإِمَامِ الشَّافِعِيّ وَأَيْضَاً لأَبي العَتَاهِيَة، وَقَدْ عَاشَا في نَفْسِ الْفَتْرَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكُلُّنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ يَلْتَمِسُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ الحَبِيبَ مِنَ الإِخْوَانِ مخْتَلَسُ * لاَ يمْنَعُ المَوْتَ بَوَّابٌ وَلاَ حَرَسُ فَكَيْفَ تَفْرَحُ بِالدُّنيَا وَلَذَّتِهَا * يَا مَنْ يُعَدُّ عَلَيْهِ العُمْرُ وَالنَّفَسُ لاَ يَرْحَمُ المَوْتُ ذَا جَهْل لِغِرَّتِهِ * وَلاَ الَّذِي كَانَ مِنهُ العِلْمُ يُقْتَبَسُ كَمْ أَخْرَسَ المَوْتُ في قَبرٍ وَقَفْتُ بِهِ * عَنِ الجَوَابِ لِسَانَاً مَا بِهِ خَرَسُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَبْني وَنجْمَعُ وَالآثَارُ تَنْدَرِسُ * وَتَأْمَلُ الخُلْدَ وَالأَرْوَاحُ تُخْتَلَسُ حَتَّام يَا ذَا النُّهَي لاَ تَرْعَوِي سَفَهَاً * تَعْصِي الإِلَهَ وَفي الشَّهَوَاتِ تَنغَمِسُ فَكَيْفَ تَفْرَحُ بِالدُّنيَا وَلَذَّتِهَا * يَا مَنْ يُعَدُّ عَلَيْهِ العُمْرُ وَالنَّفَسُ أَيْنَ المُلُوكُ وَأَبْنَاءُ المُلُوكِ وَمَن * كَانُواْ إِذَا النَّاسُ قَامُواْ هَيْبَةً جَلَسُواْ وَمَنْ سُيُوفُهُمُ في كُلِّ مُعْتَرَكٍ * تُخْشَى وَدُونَهُمُ الحُجَّابُ وَالحَرَسُ طَوَاهُمُ حَدَثٌ وَحَوَاهُمُ جَدَثٌ * أَمْسَواْ وَهُمْ جُثَثٌ في الْقَبرِ قَدْ حُبِسُواْ كَأَنَّهُمْ قَطُّ مَا كَانُواْ وَمَا خُلِقُواْ * وَمَاتَ ذِكْرُهُمُ بَينَ الْوَرَى وَنُسُواْ وَاللهِ لَوْ نَظَرَتْ عَيْنَاكَ مَا صَنَعَتْ * يَدُ الْبِلَى فِيهِمُ وَالدُّودُ يَفْتَرِسُ

مِن أَوْجُهٍ نَاضِرَاتٍ حُسْنُ مَنْظَرِهَا * تحَارَ فِيهِ النَّوَاظِرُ كَيْفَ يَنْطَمِسُ وَأَلْسُنٍ نَاطِقَاتٍ زَانَهَا أَدَبٌ * مَا بَالُهَا سَكَتَتْ وَأَصَابَهَا الخَرَسُ لاَ يَرْحَمُ المَوْتُ ذَا جَهْل لِغِرَّتِهِ * وَلاَ الَّذِي كَانَ مِنهُ العِلْمُ يُقْتَبَسُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * قُلْتُمْ أَوْ قُلْنَا إِذَنْ شَطَطَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَالعَفْوُ مَا لَمْ يَكُن عَنْ قُدْرَةٍ خَوَرٌ * وَالصَّبرُ مَا لَمْ يُصَاحِبْهُ الرِّضَا سَخَطُ {رَبُّ السَّيْفِ وَالْقَلَم / محْمُود سَامي البَارُودِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا كُنْتُ أُوثِرُ أَنْ يَمْتَدَّ بي زَمَني * حَتىَّ أَرَى دَوْلَةَ الْفِئْرَانِ وَالقِطَطِ {الطِّغْرَائِيّ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَرَى امْرَأً لِلْمَكَارِمِ كُلِّهَا جَمَعَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ الكَرِيمَ إِذَا خَادَعْتَهُ انخَدَعَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ازْرَعْ جَمِيلاً وَلَوْ في غَيْرِ مَوْضِعِهِ * فَلاَ يَضِيعُ جَمِيلٌ أَيْنَمَا زُرِعَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَالذِّئْبُ يَتْرُكُ شَيْئَاً مِنْ فَرِيسَتِهِ * لِلْجَائِعِينَ وَأَهْلِ الأَرْضِ إِنْ شَبِعَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا زَيْدُ يَا خَيرَ فِتْيَانِ العَشِيرَةِ مَنْ * يُفْجَعْ بِمِثْلِكَ في الدُّنيَا فَقَدْ فُجِعَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° جَرَّبْتُ أَهْلِي وَأَهْلِيهِمْ فَمَا تَرَكَتْ * ليَ التَّجَارِبُ في وُدِّ امْرِئٍ طَمَعَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

جَرَّبْتُ أَهْلِي وَأَهْلِيهَا فَمَا تَرَكَتْ * ليَ التَّجَارِبُ في نَيْلِ المُنى طَمَعَا وَزَادَ مِنْ رَغْبَتي فِيهَا تَمَنُّعُهَا * أَحَبُّ شَيْءٍ إِلى الإِنْسَانِ مَا مُنِعَا {الْبَيْتُ الأَخِيرُ فَقَطْ لِقَيْسِ بْنِ المُلَوَّح / مَجْنُونُ لَيْلَى} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا ابْنَ الكِرَامِ أَلاَ تَدْنُو فَتُبْصِرَ مَا * قَدْ حَدَّثُوكَ فَمَا رَاءٍ كَمَنْ سَمِعَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الحَقُّ مَنْصُورَةٌ دَوْمَاً كَتَائِبُهُ * وَالكُلُّ يُمْسِي لأَهْلِ الحَقِّ مُتَّبِعَا فَمَن هَجَا مَاجِدَاً طَابَتْ مَغَارِسُهُ * فَلَيْسَ ذَاكَ سِوَى مِنْ نَفْسِهِ وَضَعَا فَوَالَّذِي سَجَدَتْ كُلُّ الجِبَاهِ لَهُ * مَا كَانَ في القَلْبِ مِن حُبٍّ لَكَ انْقَطَعَا

وَلَيْسَ حِلْمِيَ حِلْمَاً قَدْ يُبَلِّغُني * ذُلاًّ وَإِنْ كَانَ هَذَا الحِلْمُ مُتَّسِعَا وَلَيْسَ جَهْلِيَ جَهْلاً قَدْ يُبَلِّغُني * ظُلْمَاً وَإِنْ كَانَ هَذَا الجَهْلُ مُمْتَنِعَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ الطُّيُورَ عَلَى أَشْكَالِهَا تَقَعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنْ لَمْ يحَرِّكْهُمُ ظُلْمٌ يجَوِّعُهُمْ * أَنىَّ يحَرِّكُهُمُ ظُلْمٌ إِذَا شَبِعُواْ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنْ كَانَ فَوْقَ محِلِّ الشَّمْسِ رُتْبَتُهُ * فَلَيْسَ يَرْفَعُهُ شَيْءٌ وَلاَ يَضَعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَمْضِي البَلاَءوَإِنْ طَالَ الزَّمَانُ بِهِ * وَكُلُّ أَمْرٍ إِذَا مَا ضَاقَ يَتَّسِعُ {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ 0 بِتَصَرُّف}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِلى السَّمَاءِ دُعَاهُ كَيْفَ يَرْتَفِعُ * وَكَيْفَ بِالصَّلَوَاتِ الخَمْسِ يَنْتَفِعُ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرُ لِلْنُّمَرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَالعَفْوُ مَا لَمْ يَكُن عَنْ قُدْرَةٍ خَوَرٌ * وَالصَّبرُ مَا لَمْ يُصَاحِبْهُ الرِّضَا جَزَعُ {رَبُّ السَّيْفِ وَالْقَلَم / محْمُود سَامي البَارُودِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا كُنْتُ أَعْلَمُ قَبْلَ الْيَوْمِ يَا لُكَعُ * أَنَّ الْكِتَابَةَ عِنْدَكَ هَكَذَا تَقَعُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَهَا حِرٌ وَاسِعٌ لاَ شَيْءَ يُشْبِعُهُ * كَحُوتِ يُونُسَ مَهْمَا شَاءَ يَبْتَلِعُ تَفْسُو لِتَقْطَعَ عَنَّا نَتْنَ نَكْهَتِهَا * عِنْدَ الغِنَاءِ وَلَكِنْ لَيْسَ يَنْقَطِعُ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يُفْني البَخِيلُ بجَمْعِ المَالِ مُدَّتَهُ * تُعْمِي بَصِيرَتَهُ الأَمْوَالُ وَالطَّمَعُ كَدُودَةِ القَزِّ تَبْني مَا تُفَارِقُهُ * وَغَيرُهَا بِالَّذِي تَبْنِيهِ يَنْتَفِعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَن هَؤُلاَءِ وَمَا تِلْكَ الوُجُوهُ وَمِن * أَيِّ الخَلاَئِقِ هَذَا المَنْظَرُ البَشِعُ مِن أَيِّ جُحْرٍ بِبَطْنِ الأَرْضِ قَدْ طَلَعُواْ * مِن أَيِّ مُسْتَنْقَعٍ في جَوْفِهَا نَبَعُواْ سُبْحَانَ مَنْ زَيَّنَ الدُّنيَا وَشَوَّهَهُمْ * إِنَّ الخَلِيقَةَ ثَوْبٌ هُمْ بِهِ رُقَعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ يَجْهَلُونَ إِذَا أَوْغَرْتَ صَدْرَهُمُ * في فَضْلِ أَحْلاَمِهِمْ عَنْ ذَاكَ مُتَّسَعُ أُولُو المَكَارِمِ مِن {/5/ 5} وَمِنْ {///5} * قَدْ بَيَّنُواْ سُنَنَاً لِلنَّاسِ تُتَّبَعُ

لاَ يَجْهَلُونَ إِذَا أَوْغَرْتَ صَدْرَهُمُ * في فَضْلِ أَحْلاَمِهِمْ عَنْ ذَاكَ مُتَّسَعُ إِنْ كَانَ في النَّاسِ سَبَّاقُونَ بَعْدَهُمُ * فَكُلُّ سَبْقٍ لأَدْنى سَبْقِهِمْ تَبَعُ {حَسَّانُ بْنُ ثَابِت} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ الصَّحَابَةَ لاَ تُحْصَى فَضَائِلُهُمْ * أَخْلاَقُهُمْ سُنَنٌ لِلنَّاسِ تُتَّبَعُ لاَ يَجْهَلُونَ إِذَا أَوْغَرْتَ صَدْرَهُمُ * في فَضْلِ أَحْلاَمِهِمْ عَنْ ذَاكَ مُتَّسَعُ إِنْ كَانَ في النَّاسِ سَبَّاقُونَ بَعْدَهُمُ * فَكُلُّ سَبْقٍ لأَدْنى سَبْقِهِمْ تَبَعُ أَكْرِمْ بِقَوْمٍ رَسُولُ اللهِ قَائِدُهُمْ * إِذَا تَفَرَّقَتِ الأَهْوَاءُ وَالشِّيَعُ {حَسَّانُ بْنُ ثَابِت بِتَصَرُّفٍ يَسِيرٍ وَاخْتِصَار} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لاَ بِالمَلاَمِ وَلاَ بِالنُّصْحِ تَنْتَفِعُ * مَتى أَرَاكَ عَنِ التَّهْلِيسِ تَمْتَنِعُ رَأَيْتُ ذَقْنَكَ مِثْلَ الصُّوفِ مُنْتَفِشَاً * وَلَسْتَ عَنْ سَيرِكَ البَطَّالِ تَنْقَطِعُ كَيِّيفُ عَرْبَدَةٍ حَرِّيفُ مَسْخَرَةٍ * مِن غَيرِ مَعْرِفَةٍ في الطَّيْشِ تَنْدَفِعُ قَضَيْتَ خَمْسِينَ عَامَاً كُلُّهَا عَبَثٌ * حَتىَّ كَبرْتَ وَشَابَ الِّرْسُ يَا لُكَعُ وَقَدْ بَدَا رَغْمَ صَبْغَاتٍ تُلَطِّخُهَا * في رَأْسِكَ الأَبْيَضَانِ الشَّيْبُ وَالصَّلَعُ عَارٌ عَلَيْكَ وَقَدْ أَصْبَحْتَ مُنحَنِيَاً * وَفِيكَ كُلُّ صُنُوفِ الهَلْسِ تجْتَمِعُ فَكَمْ سَهِرْتَ بِكَازِينُو تُبَعْزِقُ في * مَصْرُوفِ بَيْتِكَ وَالأَوْلاَدُ مَا شَبِعُواْ وَإِنْ رَأَيْتَ " لهَالِيبُو " لَكَ ابْتَسَمَتْ * تَطُبُّ في حُبِّهَا كَالثَّوْرِ إِذْ يَقَعُ

لَكَ انْبِسَاطٌ وَكَرْكَرَةٌ وَفَرْفَشَةٌ * وَلِلْعِيَالِ وَأُمِّ عِيَالِكَ الوَجَعُ وَحِينَ تَطْلُبُ شَيْئَاً مِنْكَ تَطْبُخُهُ * أَرَاكَ تخْلُقُ أَعْذَارَاً وَتخْتَرِعُ اعْمَلْ بِنُصْحِيَ يَا هَذَا وَكُنْ رَجُلاً * ثَوْبُ الخَلاَعَةِ ثَوْبٌ كُلُّهُ رُقَعُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَالشَّرُّ إِنْ تَلقَهُ بِالخَيرِ ضِقْتَ بِهِ * ذَرْعَاً وَإِنْ تَلْقَهُ بِالشَّرِّ يَنْقَطِعِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا كُنْتُ أُوثِرُ أَنْ يَمْتَدَّ بي زَمَني * حَتىَّ أَرَى دَوْلَةَ الأَوْغَادِ وَالبُلَغِ {الطِّغْرَائِيّ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا هَارِبَاً مِنْ جُنُودِ المَوْتِ مُنهَزِمَاً * عَنهَا تَوَقَّفْ إِلى أَيْنَ المَفَرُّ لَكَا

هَبْ عِشْتَ أَكْثَرَ منْ نُوحٍ فَحِينَ نجَا * بِقُدْرَةِ اللهِ منْ طُوفَانِهِ هَلَكَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا كُلُّ مَا يَتَمَنىَّ المَرْءُ يُدْرِكُهُ * تَأْتي الرِّيَاحُ بِمَا لاَ تَشْتَهِي السُّفُنُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَلْقَ فَقْرَكَ إِلاَّ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ * مَا دُمْتَ حَيَّاً وَيَصْحَبُ رُوحَكَ البَدَنُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمْ أَلْقَ بَعْدَكُمُ يَوْمَاً أُسَرُّ بِهِ * كَأَنَّ كُلَّ سُرُورٍ بَعْدَكُمْ حَزَنُ {رَبُّ السَّيْفِ وَالْقَلَم / محْمُود سَامي البَارُودِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ لَمْ يَكُنْ لِلهَوَى سِرٌّ لَمَا ظَهَرَتْ * بِقُدْرَةِ اللهِ في ذَا العَالَمِ الفِتَنُ

{رَبُّ السَّيْفِ وَالْقَلَم / محْمُود سَامي البَارُودِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا مَنْ نُعِيتُ عَلَى بُعْدٍ بِمَجْلِسِهِ * كُلٌّ بِمَا زَعَمَ النَّاعُونَ مُرْتَهَنُ كَمْ قَدْ قُتِلْتُ وَكَمْ قَدْ مُتُّ عِنْدَكُمُ * ثُمَّ انْتَفَضْتُ فَزَالَ القَبْرُ وَالكَفَنُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلَيْسَ تجْمَعُنَا في ظِلِّهَا لُغَةٌ * أُمٌّ وَتَمْضِي بِنَا نَحْوَ المُنى سُنَنُ أَوَاصِرُ الدَّمِ وَالقُرْبى تُقَرِّبُنَا * فَكَيْفَ تُبْعِدُنَا الأَحْدَاثُ وَالمحَنُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ في الْبَيْتِ الثَّاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَلْقَ فَقْرَكَ إِلاَّ غَيرَ مُكْتَرِثٍ * مَا دُمْتَ رُوحُكَ فِيهِ تَصْحَبُ البَدَنَا {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَيْسَ الكَرِيمُ الذِي يَسْخُو بِنَادِيهِ * لأَجْلِ مَدْحٍ وَإِن أَغْلَى بِهِ الثَّمَنَا بَلِ الكَرِيمُ الَّذِي انْبَسَطَتْ أَيَادِيهِ * في النَّاسِ بِالخَيرِ لاَسْتِحْسَانِهِ الحَسَنَا {ابْنُ الرُّومِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَعِشْتُ أَبْكِي عَلَى زَمَنٍ وَمِنْ زَمَنٍ {ابْنُ الرُّومِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ الهَدَايَا تِجَارَاتُ اللِّئَامِ وَمَا * يَبْغِي الْكِرَامُ لِمَا يُهْدُونَ مِنْ ثَمَنِ {حَسَّانُ بْنُ ثَابِت} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَوْزَارَهَا الحَرْبُ قَدْ وَضَعَتْ عَلَى ثخَنٍ * فَتِلْكُمُ هُدْنَةٌ لَكِن عَلَى دَخَنٍ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرُ لاَبْنِ سَهْلٍ الأَنْدَلُسِيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

طُوبى لأَعْينِ قَوْمٍ أَنْتَ بَيْنَهُمُ * الْقَوْمُ في نُزْهَةٍ مِنْ وَجْهِكِ الحَسَنِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الْغُولُ وَالخِلُّ وَالْعَنْقَاءُ ثَالِثَةٌ * أَسْمَاءُ أَشْيَاءَ لَمْ تُوجَدْ وَلَمْ تَكُنِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

هِيَ القَنَاعَةُ فَالْزَمْهَا تَكُنْ ملِكَاً * لَوْ لَمْ يَكُنْ لَكَ إِلاَّ رَاحَةُ البَدَنِ وَانْظُر لِمَنْ مَلَكَ الدُّنيَا بِأَجْمَعِهَا * هَلْ رَاحَ منهَا بغَيرِ القَبْرِ وَالكَفَنِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَيْسَ الغَرِيبُ غَرِيبَ الشَّامِ وَاليَمَنِ * إِنَّ الغَرِيبَ غَرِيبُ اللَّحْدِ وَالكَفَنِ إِنَّ الغَرِيبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتِهِ * عَلَى المُقِيمِينَ في الأَوْطَانِ وَالسَّكَنِ لاَ تَنهَرَنَّ غَرِيبَاً حَالَ غُرْبَتِهِ * فَالدَّهْرُ يَنهَرُهُ بِالذُّلِّ وَالمحَنِ سَفْرِي بَعِيدٌ وَزَادِي لَنْ يُبَلِّغَني * وَقُوَّتي ضَعُفَتْ وَالمَوْتُ يَطلُبُني وَلي بَقَايَا ذُنُوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُهَا * اللهُ يَعْلَمُهَا في السِّرِّ وَالعَلَنِ

مَا أَحْلَمَ اللهَ عَنيِّ حَيْثُ أَمْهَلَني * وَقَدْ تمَادَيْتُ في ذَنْبي وَيَسْتُرُني تمُرُّ سَاعَاتُ أَيَّامِي بِلاَ نَدَمٍ * وَلاَ بُكَاءٍ وَلاَ خَوْفٍ وَلاَ حَزَنِ أَنَا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوَابَ مجْتَهِدَاً * عَلَى المَعَاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُني دَعْني أَنُوحُ عَلَى نَفْسِي وَأَنْدُبهَا * وَفي البُكَاءِ عَلَى مَا فَاتَ مِنْ زَمَني دَعْني أَسُحُّ دُمُوعَاً لاَ انْقِطَاعَ لهَا * لَعَلَّ رَبِّي بِدَمْعِ الْعَينِ يَرْحَمُني كَأَنَّني بَينَ تِلْكَ الأَهْلِ مُنْطَرِحَاً * عَلَى الْفِرَاشِ وَأَيْدِيهِمْ تُقَلِّبُني وَقَدْ تجَمَّعَ حَوْلي مَنْ يَنُوحُ وَمَنْ * يَبْكِي عَلَيَّ وَيَنعَاني وَيَنْدُبُني وَقَدْ أَتَواْ بِطَبِيبٍ كَيْ يُعَالجَني * وَلاَ طَبِيبَ أَرَاهُ اليَوْمَ يَنْفَعُني

وَاشْتَدَّ نَزْعِي وَصَارَ المَوْتُ يَجْذِبُهَا * مِنْ كُلِّ عِرْقٍ بِلاَ رِفْقٍ وَلاَ وَهَنِ وَجَاءَني رَجُلٌ مِنهُمْ فَجَرَّدَني * مِنَ الثِّيَابِ وَأَعْرَاني وَأَفرَدَني وَفَوْقَ مِغْسَلَةِ الأَمْوَاتِ غَسَّلَني * وَصَبَّ فَوْقِيَ مَاءً كَيْ يُنَظِّفَني وَأَخْرَجُوني مِنَ الدُنيَا فَوَاأَسَفَا * عَلَى رَحِيلٍ بِلاَ زَادٍ يُبَلِّغُني وَحَمَّلُوني عَلَى الأَكتَافِ أَرْبَعَةٌ * مِنَ الرِّجَالِ وَخَلْفِي مَنْ يُشَيِّعُني صَلُّواْ عَلَيَّ صَلاَةً لاَ رُكُوعَ لهَا * وَلاَ سُجُودَ لَعَلَّ اللهَ يَرْحَمُني وَأَنْزَلُوني إِلى قَبرِي عَلَى مَهَلٍ * وَقَدَّمُواْ وَاحِدَاً مِنهُمْ يُلَحِّدُني وَجَاءَني رَجُلٌ مِنهُمْ لِيَنْظُرَني * فَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِن عَيْنَيْهِ أَغْرَقَني وَقَالَ هُلُّواْ التُّرَابَ عَلَيْهِ وَاغْتَنِمُواْ * حُسْنَ الثَّوَابِ مِنَ الرَّحمَنِ ذِي المِنَنِ

في ظُلْمَةِ القَبرِ لاَ أُمٌّ هُنَاكَ وَلاَ * أَبٌ شَفِيقٌ وَلاَ خِلٌّ لِيُؤْنِسَني ذَا مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ مَا وَرَاءهُمَا * قَدْ هَالَني أَمْرُهُمْ جِدَّاً وَأَفْزَعَني وَأَقعَدَاني وَجَدَّا في مُسَاءَ لَتي * مَا لي سِوَاكَ إِلَهِي مَنْ يخَلِّصُني وَقَسَّمَ الأَهْلُ مَالي بَعْدَمَا انْصَرَفُواْ * وَصَارَ وِزْرِي عَلَى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني وَاسْتَبْدَلَتْ زَوْجَتي بَعْلاً لهَا بَدَلي * وَحَكَّمَتْهُ عَلَى الأَمْوَالِ وَالسَّكَنِ وَصَيَّرَتْ وَلَدِي عَبْدَاً لِيَخْدُمَهُ * وَصَارَ مَالي لَهُمْ حِلاًّ بِلاَ ثمَنِ فَلاَ تَغُرَّنَّكَ الدُّنيَا وَبهْجَتُهَا * وَانْظُرْ إِلى فِعْلِهَا في الأَهْلِ وَالوَطَنِ وَانْظُر لِمَنْ مَلَكَ الدُّنيَا بِأَجْمَعِهَا * هَلْ رَاحَ منهَا بغَيرِ القَبْرِ وَالكَفَنِ

تَرَى الأَحِبَّةَ صَرْعَى في تَعَشُّقِهِمْ * كَفِتْيَةِ الْكَهْفِ لاَ يَدْرُونَ كَمْ لَبِثُواْ قَوْمٌ إِذَا هُجِرُواْ يَوْمَاً بِلاَ سَبَبٍ * مَاتُواْ فَإِن عَادَ مَنْ يَهْوَوْنَهُ بُعِثُواْ تَاللهِ لَوْ أَقْسَمَ الْعُشَّاقُ أَنَّهُمُ * مَوْتىَ مِنَ الْوَجْدِ وَالهِجْرَانِ مَا حَنَثُواْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَمْ زَخْرَفَ الْقَوْلَ زِنْدِيقٌ وَلَبَّسَهُ * عَلَى الْعُقُولِ وَلَكِنْ قَلَّ مَا لَبِثَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَكْفِيكَ في العَفْوِ أَنَّ اللهَ قَرَّظَهُ * وَحْيَاً إِلى خَيْرِ مَنْ صَلَّى وَمَنْ بُعِثَا وَاسْتَشْفِ مِنيِّ بِصَفْحٍ أَوْ مُعَاتَبَةٍ * فَإِنَّمَا يَبْرَأُ المَصْدُورُ إِنْ نَفَثَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

هَذَا الحِمَارُ فَأَيْنَ الثَّوْرَ وَالجَمَلُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يحْكِي وَيَبْكِي وَمَا في جِسْمِهِ عِلَلُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا دَوْلَةٌ ضَحِكَتْ مِنْ جَهْلِهَا الدُّوَلُ {المِصْرَاعُ في أَصْلِهِ لِلْمُتَنَبيِّ 0 بِتَصَرُّفٍ مِنَ الشَّاعِرِ عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الحُبُّ أَعْظَمُ مَا يُبْلَى بِهِ الرَّجُلُ * وَالشِّعْرُ عَوْنٌ لِمَنْ ضَاقَتْ بِهِ الحِيَلُ {الشَّرِيفُ الرَّضِيُّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَى قَلْبي وَجَدْتَ بِهِ * مِنْ فِعْلِ عَيْنَيْكَ جُرْحَاً لَيْسَ يَنْدَمِلُ {أَبُو بَكْرٍ الْبَقَوِيّ}

وَالمَرْءُ يحْتَالُ إِن عَزَّتْ مَطَالِبُهُ * وَرُبَّمَا نَفَعَتْ أَرْبَابَهَا الحِيَلُ {بَهَاءُ الدِّينِ الزُّهَير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَالخَيْلُ عَالِمَةٌ مَا فَوْقَ أَظْهُرِهَا * مِنَ الرِّجَالِ جَبَانٌ كَانَ أَمْ بَطَلُ {الشَّرِيفُ الرَّضِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لاَ تَرْقُبِ النَّجْمَ في أَمْرٍ تحَاوِلُهُ * فَاللهُ يَفْعَلُ لاَ جَدْيٌ وَلاَ حَمَلُ {بَهَاءُ الدِّينِ الزُّهَير بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا مَن إِلَيْهِ جَمِيعُ الخَلْقِ يَبْتَهِلُ * أَنْتَ الدَّلِيلُ لِمَنْ ضَلَّتْ بِهِ السُّبُلُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمِ اسْتَغَاثَ بِكَ المَظْلُومُ في ظُلَمٍ * فَكُنْتَ مَلْجَأَ مَنْ ضَاقَتْ بِهِ الحِيَلُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

جَلَّ المُصَابُ وَخُيِّبَ فِيكُمُ الأَمَلُ * وَانهَارَ صَرْحُ العُلاَ وَاسْتَنوَقَ الجَمَلُ يَا ذَا الَّذِي كَانَ بِالأَمْسِ القَرِيبِ فَتىً * بِبَطْشِهِ بِالأَعَادِي يُضْرَبُ المَثَلُ يَا عَالِمَاً كَانَ بِالأَمْسِ القَرِيبِ فَتىً * بِبَطْشِهِ بِالأَعَادِي يُضْرَبُ المَثَلُ يَا مَعْهَدَاً كَانَ بِالأَمْسِ القَرِيبِ فَتىً * بِبَطْشِهِ بِالأَعَادِي يُضْرَبُ المَثَلُ أَضْحَى جُنُودُكَ بَعْدَ العِزِّ في ضَعَةٍ * وَأَصْبَحُواْ كَالنِّسَاءِ عَلَيْهِمُ الحُلَلُ أَضْحَى فَرِيقُكَ بَعْدَ العِزِّ في ضَعَةٍ * وَأَصْبَحُواْ كَالنِّسَاءِ عَلَيْهِمُ الحُلَلُ أَضْحَى فَرِيقُكَ بَعْدَ العِزِّ في ضَعَةٍ * وَأَصْبَحُواْ كَالنِّسَاءِ عَلَيْهِمُ الحُلَلُ

{هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيَرْتَجِي التُّرْكُ أَنْ تَعْلُو أَهِلَّتُهُمْ * هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ يَعْلُو رَأْسَنَا خَوَلُ أَيَرْتَجِي بُوشُ أَنْ تَعْلُو أَهِلَّتُهُ * هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ يَعْلُو رَأْسَنَا خَوَلُ يَا لَلْمَعَرَّةِ يَا بُهْتَانَ مَا زَعَمُواْ * مَتى أَسَاءَ إِلى ذِي المِخْلَبِ الحَمَلُ أَلْبَسْتَهُمْ ثَوْبَ عَارٍ لاَ تُطَهِّرُهُ * نَارُ الجَحِيمِ وَلَوْ في حَرِّهَا اغْتَسَلُواْ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ الشَّدَائِدَ فِيهَا يُعْرَفُ الرَّجُلُ {بَهَاءُ الدِّينِ الزُّهَير بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَزْدَادُ شِعْرِيَ حُسْنَاً حِينَ أَذْكُرُهَا * إِنَّ المَلِيحَةَ فِيهَا يحْسُنُ الْغَزَلُ

{بَهَاءُ الدِّينِ الزُّهَير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الحُبُّ أَعْظَمُ مَا يُبْلَى بِهِ الرَّجُلُ * وَالشِّعْرُ عَوْنٌ لِمَنْ ضَاقَتْ بِهِ الحِيَلُ {الشَّرِيفُ الرَّضِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مِنَ السُّجُونِ خَرَجْنَا كُلُّنَا أَمَلُ * وَكُلُّنَا أَلسُنٌ تَدْعُو وَتَبْتَهِلُ يَا مَنْ تَسَبَّبْتَ في هَذَا الخُرُوجِ لَنَا * سَلِمْتَ فِينَا وَلاَ مَرَّتْ بِكَ العِلَلُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَيَا رَسُولي إِلى مَنْ لاَ أَبُوحُ بِهِ * إِنَّ المُهِمَّاتِ فِيهَا يُعْرَفُ الرَّجُلُ سَابِقْ زَمَانَكَ خَوْفَاً مِنْ تَقَلُّبِهِ * فَكَمْ تَقَلَّبَتِ الأَيَّامُ وَالدُّوَلُ وَخُذْ سَلاَمِي لِمَنْ بِهَوَاهُ عَذَّبَني * وَقَبِّلِ الأَرْضَ عَنيِّ عِنْدَمَا تَصِلُ

بِاللهِ عَرِّفْهُ حَالي إِن خَلَوْتَ بِهِ * وَلاَ تُطِلْ فَحَبِيبي عِنْدَهُ مَلَلُ وَتِلْكَ أَعْظَمُ حَاجَاتي إِلَيْكَ فَإِنْ * تَنْجَحْ فَمَا خَابَ فِيكَ القَصْدُ وَالأَمَلُ {بَهَاءُ الدِّينِ الزُّهَير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَانَتْ مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ لَهُ مَثَلاَ {كَعْبُ بْنُ زُهَيْر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَالخَيْلُ عَالِمَةٌ مَا فَوْقَ أَظْهُرِهَا * مِنَ الرِّجَالِ جَبَانَاً كَانَ أَمْ بَطَلاَ {الشَّرِيفُ الرَّضِيُّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ضَيَّعْتُ عُمْرِيَ في نِسْيَانيَ الأَجَلاَ * فَمَا ارْعَوَيْتُ وَشَيْبَاً رَأْسِيَ اشْتَعَلاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° جَرَّبْتُ أَهْلِي وَأَهْلِيهِمْ فَمَا تَرَكَتْ * ليَ التَّجَارِبُ في وُدِّ امْرِئٍ أَمَلاَ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا كُنْتُ أُوثِرُ أَنْ يَمْتَدَّ بي زَمَني * حَتىَّ أَرَى دَوْلَةَ الأَوْغَادِ وَالْعُمَلاَ {الطِّغْرَائِيّ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ ابْنَ آدَمَ لاَ يُعْطِيكَ نَعْجَتَهُ * إِلاَّ لِيَأْخُذَ مِنْكَ الثَّوْرَ وَالجَمَلاَ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَعَاوَرَتْ لُغَةَ الآبَاءِ أَلسِنَةٌ * مُرِيبَةٌ وَأَثَارَتْ حَوْلهَا الجَدَلاَ لَوْلاَ الحُمَاةُ أَطَالَ اللهُ قَامَتَهُمْ * لأَصْبَحَ الشِّعْرُ في سَمْعِ الوَرَى زَجَلاَ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَسَوتَني حُلَّةً تَبْلَى محَاسِنُهَا * فَسَوْفَ أَكْسُوكَ مِن حُسْنِ الثَّنَا حُلَلاَ

إِنْ نِلْتَ حُسْنَ ثَنَائِي نِلْتَ مَكْرُمَةً * وَحُلَّةُ الشِّعْرِ لَنْ تَلقَى لَهَا بَدَلاَ إِنَّ الثَّنَاءَ لَيُحْيى ذِكْرَ صَاحِبِهِ * كَالْغَيْثِ يحْبي نَدَاهُ السَّهْلَ وَالجَبَلاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° دَارُ العُلُومِ وَقَدْ أَوْلَيْتَهَا أَمَلاَ * تُرِيدُ أَنْ تَشْرَحَ الأَوْصَابَ وَالعِلَلاَ وَإِن أَذِنْتَ فَإِني لاَ أُفَصِّلُهَا * بَلْ أَذْكُرُ الآنَ مِن آلاَمِهَا مَثَلاَ دَارُ العُلُومِ الَّتي أَبْلَى جَوَانِبَهَا * صَرْفُ اللَّيَالي فَأَصْبَحَ يُشْبِهُ الطَّلَلاَ اللهُ يَشْهَدُ أَني مَا جَلَسْتُ بهَا * فَوْقَ المَقَاعِدِ إِلاَّ خَائِفَاً وَجِلاَ وَلاَ لَقِيتُ صَدِيقَاً جَاءَ يَطْلُبُني * في المَتْحَفِ الرَّثِّ إِلاَّ مُطْرِقَاً خَجِلاَ لاَ تُصْلِحُوهُ فَإِنَّا لاَ نُرِيدُ بِذَا * تَوْكِيدَهِ بَلْ أَرَدْنَا مِنْكُمُ البَدَلاَ

{هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا لاَئِمِي لاَ تَلُمْ إِنَّ الهَوَى قَدَرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تِلْكَ الوُجُوهُ الَّتي يُسْقَى بِهَا المَطَرُ {جَرِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَالثَّوْرِ يُضْرَبُ لَمَّا عَافَتِ البَقَرُ {أَنَسُ بْنُ مُدْرَكٍ الخَثْعَمِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَالصَّبرُ مَا لَمْ يُصَاحِبْهُ الرِّضَا نَدَمٌ * وَالحِلْمُ مَا لَمْ يَكُن عَنْ قُدْرَةٍ خَوَرُ {رَبُّ السَّيْفِ وَالْقَلَم / محْمُود سَامي البَارُودِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَأَنَّ أَدْمُعَهَا مِنْ فَوْقِ وَجْنَتِهَا * رَمْضَاءُ مِن عَسْجَدٍ حَصْبَاؤُهَا دُرَرُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَهُوَ مُسْتَوْحَىً مِنْ فِكْرَةٍ لأَبي نُوَاسٍ قُمْتُ بِتَطْوِيرِهَا}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا مُنى ضَحِكَتْ ضَحِكَ الزَّمَانُ لَهَا * وَالكَوْنُ وَالنَّيِّرَانِ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هِنْدٌ إِذَا ضَحِكَتْ ضَحِكَ الزَّمَانُ لَهَا * وَالكَوْنُ وَالنَّيِّرَانِ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَكَمْ عَلَى الأَرضِ مِنْ شَجَرٍ بِلاَ ثَمَرٍ * وَفي السَّمَاءِ غَمَامٌ مَا بِهِ مَطَرُ {جُبرَان خَلِيل جُبرَان بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَغَيِّرِ اسْمَكَ حَلَّتْ بِاسْمِكَ الْغِيَرُ * وَلاَ تَقُلْ عُمَرَاً يَغْضَبْ لَهَا عُمَرُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِالمِلْحِ نُصْلِحُ مَا نخْشَى تَغَيُّرَهُ * فَكَيْفَ بِالمِلْحِ لَوْ حَلَّتْ بِهِ الغِيرُ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا محَاسِنيَ اللاَّتي أَتَيْتُ بِهَا * عُدَّتْ ذُنُوبَاً فَقُلْ لي كَيْفَ أَعْتَذِرُ {البُحْتُرِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَالَتْ أَرَاكَ جُنِنْتَ بِنَا فَقُلْتُ لَهَا * إِنَّ الشَّبَابَ جُنُونٌ بُرْؤُهُ الكِبَرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَمْسَى بَنُوهُ وَقَدْ جَلَّتْ مُصِيبَتُهُمْ * مِثْلَ النُّجُومِ هَوَى مِنْ بَيْنِهَا القَمَرُ {جَرِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَمَلْتَ أَمْرَاً عَظِيمَاً فَاصْطَبرْتَ لَهُ * وَسِرْتَ فِيهِ بحُكْمِ اللهِ يَا عُمَرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَانَ الْوَرَى ثَمَرَاً لاَ شَوْكَ بَيْنَهُمُ * فَأَصْبَحُواْ الْيَوْمَ شَوْكَاً مَا بِهِ ثَمَرُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لاَ تَحْسَبُوني غَنِيَّاً عَنْ مَوَدَّتِكُمْ * إِنيِّ إِلَيْكُمْ وَإِن أَيْسَرْتُ مُفْتَقِرُ ثَلاَثَةٌ تُشْرِقُ الدُّنيَا بِطَلْعَتِهِمْ [/5/] ابْنُ [/5///5] وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ ثَلاَثَةٌ تُشْرِقُ الدُّنيَا بِطَلْعَتِهِمْ [/5/] ابْنُ [/5/ 5//5] وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ ثَلاَثَةٌ تُشْرِقُ الدُّنيَا بِطَلْعَتِهِمْ [/5/ 5] أَبُو [/5//5] وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ ثَلاَثَةٌ تُشْرِقُ الدُّنيَا بِطَلْعَتِهِمْ [/5/ 5] أَبُو [///5] وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا [أَبُو قَاسِمٍ] جَادَتْ لَنَا يَدُهُ * لَمْ يُحْمَدِ الأَجْوَدَانِ البَحْرُ وَالمَطَرُ وَلَوْ أًضَاءتْ لَنَا أَنوَارُ غُرَّتِهِ * تَضَاءَ لَ النَّيِّرَانِ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَاذَا تَقُولُ لأَفْرَاخٍ تَرَكْتُهُمُ * زُغْبَ الحَوَاصِلِ لاَ مَاءٌ وَلاَ شَجَرُ وَقَدْ رَمَيْتَ بِقَعْرِ البِئْرِ وَالِدَهُمْ * فَاصْفَحْ عَلَيْكَ سَلاَمُ اللهِ يَا عُمَرُ لَمْ يُؤْثِرُوكَ بِهَا إِذْ قَدَّمُوكَ لَهَا * لَكِنْ لأَنْفُسِهِمْ كَانَتْ بِكَ الأُثَرُ {الحُطَيْئَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَالُواْ عَشِقْتَ فَتَاةً قُلْتُ أَرْتَعُ في * رَوْضِ الحِسَانِ إِلى أَنْ يُدْرِكَ الثَّمَرُ فَالحُبُّ كَاللِّصِّ يخْفِي عَنْكَ مَوْعِدَهُ * لَكِنَّهُ قَلَّمَا كَاللِّصِّ يَسْتَتِرُ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لِنَصْرِ بْنِ أَحْمَد / خَبَّازُ الأُرْز، وَالآخَرُ لإِيلِيَّا أَبي مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ كَانَ لِلْمَرْءِ عَقْلٌ يَسْتضِيءُ بِهِ * في ظُلْمَةِ الشَّكِّ لَمْ تَعْلَقْ بِهِ الْغِيَرُ

وَلَوْ تَبَيَّنَ مَا في الْغَيْبِ مِنْ قَدَرٍ * لَكَانَ يَعْلَمُ مَا يَأْتي وَمَا يَذَرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ مِن غَنيٍّ بخِيلٍ كُلَّمَا لَمَحَتْ * عَيْنَاهُ وَجْهَ فَقِيرٍ رَاحَ يَسْتَتِرُ تَرْنُواْ إِلى مَالِهِ الْوُرَّاثُ قَائِلَةً * لاَ يُؤْكَلُ الجَوْزُ إِلاَّ حِينَ يَنْكَسِرُ {إِلْيَاس فَرَحَات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَمِعْتُ عَنْكَ كَلاَمَاً كُلُّهُ دُرَرُ * في القَلْبِ مِنهُ مَعَانٍ مَا لَهَا صُوَرُ سَمِعْتُ مِنْكَ كَلاَمَاً كُلُّهُ دُرَرُ * في القَلْبِ مِنهُ مَعَانٍ مَا لَهَا صُوَرُ وَالنَّاسُ قَدْ ذَكَرُواْ مَا فِيكَ مِنْ شِيَمٍ * وَقَدْ تخَيَّلَ فِكْرِي فَوْقَ مَا ذَكَرُواْ حَتىَّ أَحَبَّكَ قَلْبي دُونَ مَعْرِفَةٍ * وَالقَلْبُ يَعْشَقُ في الشُّعَرَاءِ لاَ البَصَرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَحْيَاؤُهُمْ شَرُّ أَحْيَاءٍ وَأَلأَمُهُمْ * وَالأَرْضُ تَلْفِظُ مَوْتَاهُمْ إِذَا قُبِرُواْ جَاءَ الرَّسُولُ بِدِينِ الحَقِّ فَانْتَكَثُواْ * وَهَلْ يُضِيرُ رَسُولَ اللهِ إِذْ كَفَرُواْ لَمْ يَرْتَضُواْ الكُفْرَ سِرْبَالاً يَكُونُ لَهُمْ * حَتىَّ ارْتَدَواْ بِثِيَابِ اللُّؤْمِ وَاتَّزَرُواْ {جَرِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الخيرُ في النَّاسِ مَوْجُودٌ إِذَا جُبِرُواْ * وَالشَّرُّ في النَّاسِ لاَ يَفْنى وَلَوْ قُبرواْ فَمَا أَرَى غَيرَ قُطْعَان تُسَاقُ عَلى * كُرْهٍ وَلوْلاَ سِيَاطُ رُعَاتِهِمْ فَجَرُواْ وَأَكْثَرُ النَّاسِ آلاَتٌ تُحَرِّكُهَا * أَصَابِعُ الدَّهْرِ حِينَاً ثُمَّ تَنْكسِرُ وَالدِّينُ في النَّاسِ حَقْلٌ لَيْسَ يَزْرَعُهُ * غَيرُ الَّذِينَ لَهُمْ في زَرعِهِ وَطَرُ

كَأَنَّمَا الدِّينُ ضَرْبٌ مِنْ مَتَاجِرِهِم * بِدِينِهِمْ رَبحُواْ وَبِدُونِهِ خَسِرُواْ فَالقَوْمُ لَوْلاَ عِقَابُ اللهِ مَا عَبَدُواْ * رَبَّا وَلَوْلاَ الثَّوابُ المُرْتجَى كَفَرُواْ فَذَا يُعَرْبِدُ إِنْ صَلَّى وَذَاكَ إِذَا * أَثْرَى وَذَلِكَ بِالأَحْلاَمِ يخْتَمِرُ فَالأَرْضُ كَالبَارِ وَالإِنْسَانُ صَاحِبُهَا * وَلَيسَ يَرضَى بهَا غَيْرَ الأُلى سَكِرُواْ وَمَا السَّعَادَةُ في الدُّنيَا سِوَى شَبَحٍ * آتٍ فَإِنْ صَارَ جِسْمَاً مَلَّهُ البَشَرُ لَمْ يَسْعَدِ النَّاسُ إِلاَّ في تَشَوُّقِهِمْ * إِلى المَنِيعِ فَإِنْ صَارُواْ بِهِ بَطِرُواْ {جُبرَان خَلِيل جُبرَان بِتَصَرُّف، بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الثَّاني فَهُوَ لي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الخيرُ في مِصْرَ مَوْجُود إِذَا جُبِرُواْ * وَالشَّرُّ في النَّاسِ لاَ يَفْنى وَلَوْ قُبرواْ

وَالدِّينُ في مِصْرَ حَقْلٌ لَيْسَ يَزْرَعُهُ * غَيرُ الَّذِينَ لَهُمْ في زَرعِهِ وَطَرُ فَمِصْرُ كَالبَارِ وَالمِصْرِيُّ صَاحِبُهَا * وَلَيسَ يَرضَى بهَا غَيْرَ الأُلى سَكِرُواْ {جُبرَان خَلِيل جُبرَان بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا مَن أَمُرُّ وَقَدْ دَبَّتْ عَقَارِبُهُمْ * كَأَنَّني لَيْسَ لي سَمْعٌ وَلاَ بَصَرُ لاَ تَعْجَبُواْ مِن حُلُولي بَيْنَكُمْ زَمَنَاً * فَطَالَمَا حَلَّ بُرْجَ العَقْرَبِ القَمَرُ فَلَيْسَ يخْشَى كِلاَبَ الحَيِّ إِنْ نَبَحُواْ * مَنْ لَيْسَ يخْشَى أُسُودَ الْغَابِ إِنْ زَأَرُواْ يَا حُسَّدِي بَادِرُواْ بِالْعُذْرِ وَالْتَمِسُواْ * قَوْلاً يُبَرِّئُكُمْ لَنْ يَنْفَعَ الحَذَرُ أَوْلى لَكُمْ ثُمَّ أَوْلى أَنْ تُصِيبَكُمُ * مِنيِّ صَوَاعِقُ لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ

{الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ غَالِبَاً لِلشَّاعِرِ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيم الخُورِي، وَالأَخِيرُ لِزُهَيرِ بْنِ أَبي سُلْمَى} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَقُلْ لَهُمْ بَادِرُواْ بِالعُذْرِ وَالتَمِسُواْ * قَوْلاً يُبَرِّئُكُمْ لَنْ يَنْفَعَ الحَذَرُ أَوْلى لكُمْ ثُمَّ أَوْلى أَنْ تُصِيبَكُمُ * مِنيِّ صَوَاعِقُ لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ {البَيْتُ الأَخِيرُ فَقَطْ لِزُهَيرِ بْنِ أَبي سُلْمَى} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° في كُلِّ يَوْمٍ نَرَى لِلغَرْبِ خَارِقَةً * وَلَيْسَ لِلشَّرْقِ إِلاَّ السَّمْعُ وَالبَصَرُ القَوْمُ يَبْتَكِرُونَ المُعْجِزَاتِ لَهُمْ * وَنحْنُ نَمْدَحُ مَا اخْتَرَعُواْ وَمَا ابْتَكَرُواْ {محْمُود غُنَيْم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الفَصْلُ الأَوَّل مِنْ مَسْرَحِيَّةِ هَاشِمٍ الرِّفَاعِي الَّتي تَنَاوَلَ فِيهَا قِصَّةَ عُرْوَةَ بْنِ حِزَام إِنَّ ابْنَ عَفَّانَ قَدْ مَادَتْ خِلاَفَتُهُ * هَيْهَاتَ يَنْفَعُهُ الإِشْفَاقُ وَالحَذَرُ {محْمُود سَامِي البَارُودِي} المَنْظَر: سَاحَةٌ في بَني عُذْرَةَ أَمَامَ خِبَاءِ هُصَر، حَيْثُ يجْلِسُ مُتَوَسِّطَاً ثَلاَثَةً مِنْ رِجَالِ الحَيّ رَاشِد: لاَ زَالَ بِالفِتْنَةِ العَمْيَاءِ يُشْعِلُهَا * حَتىَّ تَرَاءَ ى لَهَا بَيْنَ الوَرَى شَرَرُ آلَتْ إِلَيْهِ مَقَالِيدُ الأُمُورِ فَمَا * سَاسَ الأُمُورَ كَمَا قَدْ سَاسَهَا عُمَرُ ذَوُو قَرَابَتِهِ صَارُواْ الوُلاَةَ الوُلاَةَ وَلاَ * تَرَى سِوَاهُمْ بِثَوْبِ الحُكْمِ يَتَّزِرُ مَا كَانَ هَذَا يُرَى مِنْ صَاحِبَيْهِ وَلاَ * جَاءتْ بِهِ عَنهُمُ الأَخْبَارُ وَالسِّيَرُ

لَكِنَّهَا بِدْعَةٌ مِنْ قَبْلُ لَمْ نَرَهَا * وَخَلفَهَا كَامِنُ الأَهْوَاءِ يَسْتَتِرُ هِيَ الطَّبِيعَةُ تَأْبى غَيْرَ خَلَّتِهَا * إِنَّ الخَلِيفَةَ مِنْ قَبْلِ التُّقَى بَشَرُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} هُصَر: يَا قَوْمِ لاَ تَظْلِمُواْ بِكَلاَمِكُمْ رَجُلاً * مِنَ الَّذِينَ لَهُمْ في دِينِنَا غُرَرُ مِمَّن أُعِزَّتْ بِهِمْ في الدِّينِ شِرْعَتُنَا * عَلَى يَدَيْهِمْ أَتَانَا النَّصْرُ وَالظَّفَرُ السَّابِقُونَ إِلى الإِسْلاَمِ لَيْسَ لَهُمْ * حِصْنٌ مِنَ البَغْيِ يَحْمِيهِمْ وَلاَ وَزَرُ هَذَا لَعَمْرِي حَدِيثُ الشَّرِّ فَاقْتَصِرُواْ * فَبَعْضُ مَا قِيلَ جُرْمٌ لَيْسَ يُغْتَفَرُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} أَبُو سَلمَى:

لاَ لاَ تَظُنُّواْ بِهِ سُوءً افَإِنَّ لَهُ * يَدَاً عَلَى الدِّينِ لاَ يخْفَى لَهَا أَثَرُ لَكِنَّهُ اللِّينُ في عُثْمَانَ أَفْسَدَهُ * وَاللِّينُ في الحُكْمِ مَعْهُ يحْدُثُ الضَّرَرُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} عَامِر: الحَقُّ مَا قَالَهُ: عُثْمَانُ نَعْرِفُهُ * أَخَا تُقَىً لاَ يُكَدِّرُ صَفْوَهُ كَدَرُ لَكِنَّ قَوْمَاً لَهُ صَارُواْ حُكُومَتَهُ * في النَّاسِ لَمْ يَرْضَهُمْ بَدْوٌ وَلاَ حَضَرُ بَنُو أُمَيَّةَ مُذْ كَانُواْ ذَوُو دَخَلٍ * لَمْ يُسْلِمُواْ عَنْ رِضَىً لَكِنَّهُ الخَوَرُ هَلْ كَانَ كَيْدُ أَبي سُفْيَانَ مُسْتَتِرَاً * لِلدِّينِ أَوْ كَانَ مِنهُ البَغْيُ يَنْحَسِرُ ذَاكَ الذِي تَعْرِفُ الدُّنيَا مَكِيدَتَهُ * إِذْ جَاءَ في أُحُدٍ لِلكُفْرِ يَنْتَصِرُ

الحَقُّ في قَوْلَةٍ يَا قَوْمِ وَاحِدَةٍ * إِنَّ الخَلِيفَةَ لِلتَّوْجِيهِ يَفْتَقِرُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} أَبُو سَلمَى: الحَقُّ في قَوْلَةٍ يَا قَوْمِ وَاحِدَةٍ * إِنَّ الخَلِيفَةَ لِلتَّوْجِيهِ يَفْتَقِرُ دَعُواْ المَقَادِيرَ تَأْتي مَا تَشَاءُ بِنَا * فَلِلمَقَادِيرِ في أَحْوَالهَا عِبَرُ عَلَّ الإِلَهَ بِلُطْفٍ مِنهُ يُنْقِذُنَا * فَإِنَّهَا فِتْنَةٌ في البِيدِ تَسْتَعِرُ نُبِّئْتُ أَنَّ لَنَا عِيرَاً تَسِيرُ غَدَاً * لِلشَّامِ هَلْ صَحَّ هَذَا القَوْلُ يَا هُصَرُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} هُصَر: عَجِبْتُ مِنْكَ أَبَا سَلمَى أَلَسْتَ تَرَى * مِن حَوْلِكَ القَوْمَ لِلأَحْمَالِ قَدْ بَكَرُواْ

الكُلُّ في الحَيِّ يَدْرِي أَمْرَ رِحْلَتِهَا * وَأَنْتَ لِلآنَ لَمْ يَبْلُغْ لَكَ الخَبَرُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} عَامِر: عُذْرَاً لَهُ يَا رِفَاقُ فَإِنَّ صَاحِبَنَا * قَدْ زَلزَلَتْ لُبَّهُ الأَحْدَاثُ وَالغِيَرُ نِسَاؤُهُ قَدْ أَضَعْنَ العَقْلَ مِنهُ أَمَا * تَرَوْنَهُ هَالِكَاً قَدْ هَدَّهُ الكِبَرُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} أَبُو سَلمَى: أَمَا لَكُمْ مِن حَدِيثٍ غَيرَ نَائِبَتي * أَخْزَاكُمُ اللهُ حَتىَّ يَعْلَمَ البَشَرُ هَذَا قَضَاءٌ مِنَ الرَّحْمَنِ سَطَّرَهُ * وَهَلْ يُرَدُّ قَضَاءُ اللهِ وَالقَدَرُ مَنْ سَوْفَ تُرْسِلُهُ في العِيرِ يَا هُصَرُ * وَهَلْ يَطُولُ بِهَا في الغَيْبَةِ السَّفَرُ

{هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} هُصَر: لَقَدْ جَعَلتُ عَلَيْهَا عُرْوَةَ ابْنَ أَخِي * نِعْمَ الفَتى إِنَّهُ لِلخَيرِ يُدَّخَرُ وَإِن أُرِيدَ بِعَوْنِ اللهِ مَرْجِعُهَا * تَعُودُ حِينَ يُرَى في تَمَّةِ القَمَرُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} رَاشِد: قَدْ سَرَّنَا مَا رَأَيْنَا مِنْ شَمَائِلِهِ * وَكُلُّ فَرْدٍ بِهِ لاَ زَالَ يَفْتَخِرُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ازْرَعْ جَمِيلاً وَلَوْ في غَيرِ مَوْضِعِهِ * فَلاَ يَضِيعُ جَمِيلٌ أَيْنَمَا بُذِرَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا صَاحِبَ السِّرِّ إِنَّ السِّرَّ قَدْ ظَهَرَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَعَاجِزُ الرَّأْيِ مِضْيَاعٌ لِفُرْصَتِهِ * حَتىَّ إِذَا فَاتَ أَمْرٌ عَاتَبَ القَدَرَا {الخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الفَرَاهِيدِيّ، وَقِيلَ لِلرِّيَاشِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا مَرِضْنَا أَتَيْنَاكُمْ نَعُودُكُمُ * وَتُذْنِبُونَ فَنَأْتِيكُمْ لِنَعْتَذِرَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَئُولُ تَاجُكَ مِنْ شَمْسٍ إِلى قَمَرٍ * إِن غَابَتِ الشَّمْسُ أَوْلَتْ تَاجَهَا القَمَرَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَنْ يُدْرِكَ المجْدَ مَنْ لَمْ يَرْكَبِ الخَطَرَا * وَلاَ يَنَالُ العُلاَ مَنْ قَدَّمَ الحَذَرَا وَمَن أَرَادَ العُلاَ عَفْوَاً بِلاَ تَعَبٍ * قَضَى الحَيَاةَ وَلَمْ يَقْضِي بِهَا الوَطَرَا {صَفِيُّ الدِّينِ الحِلِّيّ}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خِلٌّ إِذَا جِئْتَهُ يَوْمَاً لِتَسْأَلَهُ * أَعْطَاكَ مَا مَلَكَتْ كَفَّاهُ وَاعْتَذَرَا يخْفِي صَنَائِعَهُ وَاللهُ يُظهِرُهَا * إِنَّ الرَّحِيقَ إِذَا أَخْفَيْتَهُ ظَهَرَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَدَّ المُبَرِّدُ أَنَّ اللهَ أَبْدَلَهُ * عَنْ كُلِّ جَارِحَةٍ في جِسْمِهِ دُبُرَا وَدَّ الخَبِيثُ لَوَ انَّ اللهَ أَبْدَلَهُ * عَنْ كُلِّ جَارِحَةٍ في جِسْمِهِ دُبُرَا فَأَعْطِهِ يَا إِلَهَ النَّاسِ مُنيَتَهُ * وَلاَ تُغَادِرْ بِهِ سَمْعَاً وَلاَ بَصَرَا وَلَوْ وَهَبْتَ لَهُ ضِعْفَيْ جَوَارِحِهِ * مِنَ الفِقَاحِ لَمَا قَضَّى بِهَا الوَطَرَا {ابْنُ الرُّومِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° اقْبَلْ مَعَاذِيرَ مَنْ يَأْتِيكَ مُعْتَذِرَا * إِنْ بَرَّ عِنْدَكَ فِيمَا قَالَ أَوْ فَجَرَا

فَقَدْ أَطَاعَكَ مَنْ يُرْضِيكَ ظَاهِرُهُ * وَقَدْ أَجَلَّكَ مَنْ يَعْصِيكَ مُسْتَتِرَا {نُسِبَتْ لِلإِمَامِ الشَّافِعِيِّ وَلِلْبُحْتُرِيّ، وَكَانَتْ وَفَاةُ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ قَبْلَ مَوْلِدِ الْبُحْتُرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَيَّا إِلى الْغَابِ إِنيِّ قَدْ بَنَيْتُ لَنَا * مِنَ الرَّيَاحِينِ عُشَّاً لَيِّنَاً خَضِرَا لاَ تَصْحَبي مَعَنَا أَحَدَاً بِرِحْلَتِنَا * إِلاَّ الكِتَابَ وَإِلاَّ الكُورَةَ الكَفَرَا إِذَا سَئِمْنَا الأَسِرَّةَ في مَنَازِلِنَا * مَدَّتْ لَنَا الأَرْضُ مِن أَعْشَابِهَا حُصُرَا مَاذَا تُلاَقِينَ مِن حَلْيٍ وَمِن حُلَلٍ * في الْغَابِ تَفْتِنُ مِنْكِ السَّمْعَ وَالْبَصَرَا وَمِنْ مَعَارِضِ أَزْيَاءٍ سِوَى قِطَعٍ * مِنَ الرِّيَاضِ عَلَيْهَا اللُّؤْلُؤُ انْتَثَرَا

أَمَا تَرَيْنَ الدُّجَى لُمَّتْ غَدَائِرُهُ * سُودَاً فَحَوَّلَهَا نُورُ الضُّحَى شُقُرَا وَالرِّيحُ تَنْفُخُ نَايَاتِ الْغُصُونِ عَلَى * سَمْعِ الْوُرُودِ فَتُخْرِجُهُ نَدَىً عَطِرَا إِيَّاكِ أَنْ تَجْعَلِي في الحُبِّ خَمْرَتَنَا * خَلاًّ أَوَ انْ تَجْعَلِي فِرْدَوْسَنَا سَقَرَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنيِّ امْرُؤٌ مُغْرَمٌ بِالحُسْنِ يَا قَمَرِي * لاَ حَظَّ لي مِنهُ إِلاَّ لَذَّةَ النَّظَرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكُنْتُ أَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ كَالْبَشَرِ * فَصِرْتُ أَمْشِي عَلَى رِجْلٍ مِنَ الشَّجَرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ دَرَّ دَرُّ بَيَاضِ الشَّيْبِ إِنَّ لَهُ * في أَعْيُنِ الغِيدِ مِثْلَ الوَخْزِ بِالإِبَرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَكَمْ عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَجَرٍ بِلاَ ثَمَرٍ * وَفي السَّمَا كَمْ غَمَامَاتٍ بِلاَ مَطَرِ {جُبرَان خَلِيل جُبرَان بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنِّي رَأَيْتُ وَفي الأَيَّامِ تجْرِبَةٌ * لِلصَّبْرِ عَاقِبَةً محْمُودَةَ الأَثَرِ {محَمَّدُ بْنُ يَسِير أَوْ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِب} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ السََّمَاءَ إِذَا لَمْ تَبْكِ مُقْلَتُهَا * لَمْ تَضْحَكِ الأَرْضُ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الشَِّجَرِ {الْبُحْتُرِيّ، كَمَا يُنْسَبُ لِعَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ المُعَذَّل} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَالُواْ ارْتَقَى جَدُّنَا عَنْ جَدِّكُمْ وَهُمُ * أَحَطُّ مَا أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ مِنْ بَشَرِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَخُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ دُنيَاكَ مَا سَمَحَتْ * بِهِ إِلَيْكَ وَكُنْ مِنهَا عَلَى حَذَرِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَقَدْ ظَفِرْتُمْ بِمَنْ كَانَتْ أَنَامِلُهُ * تَقُومُ فِينَا مَقَامَ الرِّزْقِ في الْبَشَرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَرَى عُيُوبي وَلَكِنْ لاَ يُعَاتِبُني * كَأَنَّهُ غَيْرُ ذِي سَمْعٍ وَلاَ بَصَرِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَهُوَ في الأَصْلِ فِكْرَةٌ لأَحَدِ الشُّعَرَاءِ قُمْتُ بِنَظْمِهَا بَعْدَ تَطْوِيرِهَا} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَوْ قَدَرْتُ عَلَى نِسْيَانِ مَا اشْتَمَلَتْ * مِنيِّ الضُّلُوعُ مِنَ الأَسْرَارِ وَالخَبرِ لَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ يَنْسَى سَرَائِرَهُ * إِذْ كُنْتُ مِنْ نَشْرِهَا يَوْمَاً عَلَى خَطَرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَيَجْعَلُ البُرَّ قَمْحَاً في تَكَلُّمِهِ * وَجَانَبَ الرَّاءَ حَتى احْتَالَ لِلْقَمَرِ وَلَمْ يَسُغْ مَطَرَاً وَالقَوْلُ يُعْجِلُهُ * فَقَالَ بِالغَيْثِ تَنْكِيبَاً عَنِ المَطَرِ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ يَنْفَعُ النُّصْحُ لِلأَطْفَالِ في الصِّغَرِ * وَلَيْسَ يَنْفَعُ بَعْدَ الشَّيْبِ وَالكِبَرِ كَالطِّينِ تَشْكِيلُهُ سَهْلٌ إِلى الصُّوَرِ * وَلَيْسَ سَهْلاً إِذَا مَا صَارَ كَالحَجَرِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كُلُّ المَصَائِبِ مَبْدَأُهَا مِنَ النَّظرِ * وَمُعْظمُ النَّارِ مِنْ مُسْتصْغرِ الشرَرِ والمَرْءُ ما دَامَ ذَا عَينٍ يُقَلِّبُهَا * في أَوْجُهِ الغِيدِ مَوْقُوفٌ عَلَى خَطَرِ كَمْ نَظْرَةٍ فَعَلَتْ في قَلْبِ صَاحِبِهَا * فِعْلَ السِّهامِ بلاَ قَوْسٍ وَلاَ وَتَرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنْ كُنْتَ لَمْ تَرَهَا فَانْظُرْ إِلى الْقَمَرِ * إِنيِّ لأَحْسَبُهَا لَيْسَتْ مِنَ الْبَشَرِ

كَأَنَّمَا كَانَ في الْفِرْدَوْسِ مَسْكَنُهَا * فَجَاءتِ النَّاسَ لِلآيَاتِ وَالْعِبَرِ {الْعَبَّاسُ بْنُ الأَحْنَف، بِشَيْءٍ مِنَ التَّصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا ذَا الَّذِي عَن حَنَانَ طَفِفْتَ تخْبِرُني * بِاللهِ قُلْ وَأَعِدْ يَا طَيِّبَ الخَبرِ قَالَ اشْتَكَتْكَ وَقَالَتْ قَدْ شَقِيتُ بِهِ * أَرَاهُ مِن حَيْثُمَا أَقْبَلْتُ في أَثَرِي وَيُعْمِلُ الطَّرْفَ نحْوِي إِنْ مَرَرْتُ بِهِ * حَتىَّ لَيُخْجِلَني مِن حِدَّةِ النَّظَرِ وَإِنْ وَقَفْتُ لَهُ كَيْمَا يُكَلِّمَني * في المَوْضِعِ الخِلْو لَمْ يَنْطِقْ الحَصَرِ لاَ زَالَ يَفْعَلُ بى هَذَا وَيُدْمِنُهُ * حَتىَّ لَقَدْ صَارَ مِن هَمِّي وَمِن وَطَرِي {أَبُو نُوَاس / الحَسَنُ بْنُ هَانِئ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَاللهِ لَوْلاَ نِسَاءٌ أَنْتَ قَيِّمُهَا * عَفَّ الزُّنَاةُ وَطَابَتْ مِنهُمُ الحُجَزُ يَغِيبُ في حِرِّهِنَّ الفِيلُ مُنْزَلِقَاً * يَكَادُ يَسْبِقُ مِنهُ صَدْرَهُ العَجُزُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° صَوْتٌ سَيَشْفِي الَّذِي في قَلْبِهِ مَرَضُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° جَرَّبْتُ أَهْلِي وَأَهْلِيهِمْ فَمَا تَرَكَتْ * ليَ التَّجَارِبُ في وُدِّ امْرِئٍ غَرَضَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا أُمَّةٌ ضَحِكَت مِنْ جَهْلِهَا الأُمَمُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَشَرُّ مَا يَكْسِبُ الإِنْسَانُ مَا يَصِمُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ الغَرِيبَ لَدَى الأَعْيَانِ مُتَّهَمُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَفي الصَّدَاقَةِ مَا لاَ تَبْلُغُ الرَّحِمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَالحِلْمُ مَا لَمْ يَكُن عَنْ قُدْرَةٍ خَوَرٌ * وَالصَّبْرُ مَا لَمْ يُصَاحِبْهُ الرِّضَا نَدَمُ {رَبُّ السَّيْفِ وَالْقَلَم / محْمُود سَامي البَارُودِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَذَا عِتَابُكَ إِلاَّ أَنَّهُ مِقَةٌ * قَدْ ضُمِّنَ الدُّرَّ إِلاَّ أَنَّهُ كَلِمُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا رَأَيْتَ ثَنَايَا الذِّئْبِ بَادِيَةً * فَلاَ تَظُنَّنَّ أَنَّ الذِّئْبَ يَبْتَسِمُ {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَادَاتُ كُلِّ أُنَاسٍ مِنْ نُفُوسِهِمُ * وَسَادَةُ المُسْلِمِينَ البُهْمُ وَالغَنَمُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَا خَطْبُكُمْ لاَ أَقَرَّ اللهُ أَعْيُنَكُمْ * إِنَّ الكِنَانَةَ لاَ يُطْوَى لَهَا عَلَمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَأَدْبَرُواْ وَوُجُوهُ الأَرْضِ تَلْعَنُهُمْ * كَبَاطِلٍ مِنْ جَلاَلِ الحَقِّ يَنهَزِمُ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَوْمٌ إِذَا حَالَفُواْ خَانُواْ حَلِيفَهُمُ * وَلاَ تُصَانُ لِعَهْدٍ عِنْدَهُمْ حُرَمُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° النَّاسُ لِلنَّاسِ مِنْ بَدْوٍ وَمِن حَضَرٍ * بَعْضٌ لِبَعْضٍ وَإِنْ لَمْ يَشْعُرُواْ خَدَمُ {أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنْ صَاحَ يَوْمَاً حَسِبْتَ الصَّخْرَ مُنحَدِرَاً * وَالرِّيحَ عَاصِفَةً وَالمَوْجَ يَلْتَطِمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِن حَدَّثُواْ مَلأُواْ الأَسْمَاعَ مِن أَدَبٍ * هُمْ أَهْلُهُ وَإِذَا مَا أَنْصَتُواْ فَهِمُواْ {رَبُّ السَّيْفِ وَالْقَلَم / محْمُود سَامي البَارُودِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَكُلَّمَا قَعَدَتْ بي عَنْكَ مَعْذِرَةٌ * مَشَتْ إِليَّ الأَيَادِي مِنْكَ وَالنِّعَمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنَا الَّذِي نَظَرَ الأَعْمَى إِلى أَدَبي * وَأَسْمَعَتْ كَلِمَاتي مَنْ بِهِ صَمَمُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنيِّ امْرُؤٌ كَفَّني رَبيِّ وَشَرَّفَني * عَنِ الأُمُورِ الَّتي في غِبِّهَا وَخَمُ وَإِنَّمَا أَنَاْ إِنْسَانٌ أَعِيشُ كَمَا * عَاشَ الرِّجَالُ وَعَاشَتْ قَبْلِيَ الأُمَمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَمَا انْتِفَاعُ أَخِي الدُّنيَا بِنَاظِرِهِ * إِذَا اسْتَوَتْ عِنْدَهُ الأَنوَارُ وَالظُّلَمُ إِنْ كَانَ مَا قَالَهُ الوَاشُونَ سَرَّكُمُ * فَمَا لجُرْحٍ إِذَا أَرْضَاكُمُ أَلَمُ وَبَيْنَنَا لَوْ تَذَكَّرْتُمْ مُصَادَقَةٌ * إِنَّ الصَّدَاقَةَ في أَهْلِ التُّقَى ذِمَمُ {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَاذَا جَنَيْتَ عَلَيْهِمْ أَيُّهَا القَلَمُ * وَاللهِ مَا فِيكَ إِلاَّ النُّصْحُ وَالحِكَمُ إِنيِّ لَيَحْزُنُني أَنْ يَسْجُنُوكَ وَهُمْ * لَوْلاَكَ في الأَرْضِ لَمْ تَثْبُتْ لَهُمْ قَدَمُ قَالُواْ لَقَدْ ظَلَمُواْ بِالدِّينِ أَنْفُسَهُمْ * وَاللهُ يَشْهَدُ أَنَّ الظَّالِمِينَ هُمُ فَإِنْ سَكَتْنَا يَظُنُّونَا نَكِيدُ لَهُمْ * وَإِنْ نَطَقْنَا يَقُولُواْ فِتْنَةٌ عَمَمُ {البَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لِ 00000، أَمَّا الآخَرَانِ فَلِحَافِظ إِبْرَاهِيم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

نَارٌ عَلَى جَنَبَاتِ النِّيلِ تحْتَدِمُ * فَلْيُنْصِفِ السَّيْفُ إِنْ لَمْ يُنْصِفِ الكَلِمُ إِنيِّ رَأَيْتُ طِلاَبَ الحَقِّ مَضْيَعَةً * لِلْوَقْتِ إِنْ لَمْ تَذُدْ عَن حَوْضِهِ الهِمَمُ مَا خَطْبُكُمْ لاَ أَقَرَّ اللهُ أَعْيُنَكُمْ * إِنَّ الكِنَانَةَ لاَ يُطْوَى لَهَا عَلَمُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَخِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَرَّتْ عَلَيْنَا سِنُونٌ كُلُّهَا نِقَمُ * مَا كَانَ أَسْعَدَهَا لَوْ أَنَّهَا نِعَمُ كَأَنَّمَا خَصَّنَا بِالذُّلِّ بَارِئُنَا * أَوْ أَقْسَمَ الدَّهْرُ لاَ يَعْلُو لَنَا عَلَمُ وَالمَوْتُ أَجْمَلُ مِن عَيْشٍ عَلَى مَضَضٍ * إِنَّ الحَيَاةَ بِغَيرِ كَرَامَةٍ عَدَمُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَالنَّاسُ إِخْوَانُ مَنْ دَامَتْ لَهْ النِّعَمُ * وَالوَيْلُ لِلْمَرْءِ لَوْ زَلَّتْ بِهِ القَدَمُ فَالمَالُ كَالرُّوحِ مَنْ قَلَّتْ دَرَاهِمُهُ * حَيٌّ كَمَنْ مَاتَ إِلاَّ أَنَّهُ صَنَمُ لَمَّا رَأَيْتُ أَخِلاَئِي وَحَاشِيَتي * وَالْكُلُّ محْتَجِبُ عَنيِّ وَمحتَشِمُ أَبْدَواْ جَفَاءً وَهَجْرَاً لي فَقُلتُ لهُمُ * أَذْنبْتُ ذَنْبَاً فَقَالُواْ ذنْبُكَ الْعَدَمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا خَيرَ مَنْ دُفِنَتْ بِالقَاعِ أَعْظُمُهُ * فَطَابَ مِنْ طِيبِهِنَّ القَاعُ وَالأَكَمُ نَفْسِي الْفِدَاءُ لِقَبرٍ أَنْتَ سَاكِنُهُ * فِيهِ العَفَافُ وَفِيهِ الطُّهْرُ وَالكَرَمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَا قَالَ لاَ قطُّ إِلاَّ في تَشَهُّدِهِ * لَوْلاَ التَّشَهُّدُ كَانَتْ لاَؤُهُ نَعَمُ إِذَا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهُمْ * إِلى مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي الكَرَمُ فَمَبْلَغُ العِلْمِ فِيهِ أَنَّهُ بَشَرٌ * وَأَنَّهُ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ كُلِّهِمُ {الأَوَّلُ وَالرَّابِعُ لِلْفَرَزْدَق، وَالأَخِيرُ لِلْبُوصِيرِي، وَالثَّاني وَالثَّالِثُ قَالَهُمَا أَعْرَابيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَا السِّرُّ أَنَّكَ فَرْدٌ في نَظَافَتِهِ * لَكِن أَبُوكَ عَلاَهُ الطِّينُ وَالوَسَخُ فَقَالَ لاَ تَعْجَبُنَّ عَلَى تَفَاوُتِنَا * فَإِنَّنَا كُتُبٌ آبَاؤُنَا نُسَخُ وَقَالَ أَيْضَاً وَفي الأَقْوَالِ مُتَّسَعٌ * قَدْ يخْرِجُ الجَنَّةَ المَوْصُوفَةَ السَّبَخُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَتَى الزَّمَانَ بَنُوهُ في شَبِيبَتِهِ * فَسَرَّهُمْ وَأَتَينَاهُ عَلَى الهَرَمِ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ المَوَدَّةَ إِنْ صَحَّتْ غَدَتْ نَسَباً * بينَ الأَحِبَّةِ تُغْنِيهِمْ عنِ الرَّحِمِ {رَبُّ السَّيْفِ وَالْقَلَم / محْمُود سَامي البَارُودِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَالشَّرُّ إِنْ تَلقَهُ بِالخَيرِ ضِقْتَ بِهِ * ذَرْعَاً وَإِنْ تَلْقَهُ بِالشَّرِّ يَنْفَصِمِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَذِي عَصَايَ الَّتي فِيهَا مَآرِبُ لي * وَقَدْ أَهُشُّ بِهَا طَوْرَاً عَلَى غَنَمِي {صَفِيُّ الدِّينِ الحِلِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَتُنْكِرُ العَيْنُ ضَوْءَالشَّمْسِ مِنْ رَمَدٍ * وَيُنْكِرُ الفَمُ طَعْمَ المَاءِ مِنْ سَقَمِ {الإِمَامِ الْبُوصِيرِي، وَرُبَّمَا كَانَ لِلشَّاعِرِ القَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قُلْ للوَزِيرِ سَلِيلِ المَجْدِ وَالكَرَمِ * لأَنْتَ أَشْهَرُ مِنْ نَارٍ عَلَى عَلَمِ {أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ المُنَجِّم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَيْتَ الْكَوَاكِبَ تَدْنُو لي فَأَنْظِمَهَا * عُقُودَ مَدْحٍ فَمَا أَرْضَى لَكُمْ كَلمِي {عُمَارَةُ بْنُ عَلِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تحْسَبُواْ أَنَّ رَقْصِي بَيْنَكُمْ طَرَبَاً * فَالطَّيْرُ يَرْقُصُ مَذْبُوحَاً مِنَ الأَلَمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قُلْ مَا بَدَا لَكَ مِنْ صِدقٍ وَمِنْ كَذِبٍ * حِلْمِي سَيُصْغِي وَجَهْلِي عَنْكَ في صَمَمِ {بَشَّارُ بْنُ بُرْد بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ يُنعِمُ اللهُ بِالبَلْوَى وَإِن عَظُمَتْ * وَيَبْتَلِي اللهُ بَعْضَ القَوْمِ بِالنِّعَمِ {أَبُو تَمَّام} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَأَدْبَرُواْ وَوُجُوهُ الأَرْضِ تَلْعَنُهُمْ * كَبَاطِلٍ مِنْ جَلاَلِ الحَقِّ مُنهَزِمِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ القَنَاعَةَ مَالٌ لاَ نَفَادَ لَهُ * تُغْنِيكَ عَنْ كُلِّ ذِي قُرْبى وَذِي رَحِمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَيْسَ البُكَاءُ عَلَى مَا فَاتَ مِن خُلُقِي * وَلاَ الوُقُوفُ عَلَى الأَطْلاَلِ مِنْ شِيَمِي 0 {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَزِيزُ جَارٍ لَوِ اللَّيْلُ اسْتَجَارَ بِهِ * مِنَ الصَّبَاحِ لَعَاشَ النَّاسُ في الظُّلَمِ {الشَّرِيفُ الرَّضِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَرَى عُيُوبي وَلَكِنْ لاَ يُعَاتِبُني * كَأَنَّهُ لاَ يَرَى مِنْ شِدَّةِ الكَرَمِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَهُوَ في الأَصْلِ فِكْرَةٌ لأَحَدِ الشُّعَرَاءِ قُمْتُ بِنَظْمِهَا بَعْدَ تَطْوِيرِهَا} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

رَدَدْتَ مَالي وَلَمْ تَبْخَلْ عَلَيَّ بِهِ * وَقَبْلَ رَدِّكَ مَالي قَدْ حَقَنْتَ دَمِي فَإِن جَحَدْتُكَ مَا أَوْلَيْتَ مِنْ كَرَمٍ * لَكُنْتُ بِاللُّؤْمِ أَوْلى مِنْكَ بِالكَرَمِ {إِبْرَاهِيم بْنُ المَهْدِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَحْنى عَلَى الضَّيْفِ مِن أُمٍّ عَلَى وَلَدٍ * فَعِنْدَهَا الضَّيْفُ كَالوَرْقَاءِ في الحَرَمِ أَقْسَمْتُ بِاللهِ لَوْ مَا كَانَ سَفْكُ دَمِي * وَلاَ مُغَالاَةَ يُرْضِيهَا سَفَكْتُ دَمِي {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَقْسَمْتُ لَوْ عَرَّضَتْني فِيهِ خِدْمَتُهُ * يَوْمَاً لِسَفْكِ دَمِي فِيهَا سَفَكْتُ دَمِي {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ يَرْفَعُ الضَّيْفُ طَرْفَاً في مَنَازِلِهِمْ * إِلاَّ إِلى ضَاحِكٍ مِنهُمْ وَمُبْتَسِمِ أَقْسَمْتُ بِاللهِ لَوْ مَا كَانَ سَفْكُ دَمِي * وَلاَ مُغَالاَةَ يُرْضِيهِمْ سَفَكْتُ دَمِي إِنَّ المحَبَّةَ إِنْ صَدَقَتْ غَدَتْ نَسَبَاً * بَينَ الخَلاَئِقِ تُغْنِيهِمْ عَنِ الرَّحِمِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي، بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَخِيرِ فَهُوَ لِ 000} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَرَى عُيُوبي وَلَكِنْ لاَ يُعَاتِبُني * كَأَنَّهُ لاَ يَرَى مِنْ شِدَّةِ الكَرَمِ لاَ يحْبِسُ المَالَ إِلاَّ حَيْثُ يُنْفِقُهُ * وَهَّابُ مَا مَلَكَتْ يَدُهُ مِنَ النِّعَمِ أَحْنى عَلَى الضَّيْفِ مِن أُمٍّ عَلَى وَلَدٍ * فَعِنْدَهُ الضَّيْفُ كَالوَرْقَاءِ في الحَرَمِ لاَ يَرْفَعُ الضَّيْفُ طَرْفَاً بَينَ أُسْرَتِهِ * إِلاَّ إِلى ضَاحِكٍ مِنهُمْ وَمُبْتَسِمِ أَقْسَمْتُ بِاللهِ لَوْ مَا كَانَ سَفْكُ دَمِي * وَلاَ مُغَالاَةَ يُرْضِيهِ سَفَكْتُ دَمِي {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لي، وَالثَّاني لِعَبْدِ اللهِ بْنِ جُدْعَان، وَالْبَاقِي لأَبي مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

صَلاَحُ أَمْرِكَ لِلأَخْلاَقِ مَرْجِعُهُ * فَقَوِّمِ النَّفْسَ بِالأَخْلاَقِ تَسْتَقِمِ وَالنَّفْسُ كَالطِّفْلِ إِنْ تَتْرُكْهُ شَبَّ عَلَى * حُبِّ الرَّضَاعِ وَإِنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِمِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَظْلِمَنَّ فَإِنَّ الظُّلْمَ كَالظُّلَمِ * الظُّلْمُ تُفْضِي عَوَاقِبُهُ إِلى النَّدَمِ تَنَامُ عَيْنَاكَ وَالمَظْلُومُ مُنْتَبِهٌ * يَدْعُو عَلَيْكَ وَعَيْنُ اللهِ لَمْ تَنَمِ {الإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِب بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَأَتْعَسُ الخَلْقِ حَظَّاً صَاحِبُ القَلَمِ * وَذُو المَبَادِئِ وَالأَخْلاَقِ وَالقِيَمِ لِكُلِّ ذِي مَبْدَأٍ في عَيْشِهِ أَمَلٌ * وَكُلُّ ذِي أَمَلٍ سَيَعِيشُ ذَا أَلَمِ فَيَا لَهُ عَاشِقَاً طَابَتْ مَنِيَّتهُ * لَهُ وَذُو العِشْقِ مجْنُونٌ فَلاَ تَلُمِ أَبْقَى الزَّمَانُ بَني الدُّنيَا وَقَيَّدَهُ * وَالطَّيرُ يُحْبَسُ مِنهُ جَيِّدُ النَّغَم {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَالُواْ العِمَامَةُ زِيُّ الدِّينِ قُلْتُ لهُمْ * إِنَّ الشَّرِيعَةَ بِالأَزْيَاءِ لَمْ تَقُمِ كَمْ عِمَّةٍ فَوْقَ رَأْسٍ حَشْوُهُ خَرَفٌ * وَحَاسِرٌ في دُرُوبِ الْعِلْمِ كَالهَرَمِ مَا كَانَ أَتْفَهَهَا مِنْ فِكْرَةٍ مَلَكَتْ * عَلَيْكُمُ اللُّبَّ يَا أُضْحُوكَةَ الأُمَمِ كَأَنَّهُمْ أَرْجَعُواْ لِلدِّينِ عِزَّتَهُ * سِوَى تَوَحُّدِ زِيٍّ غَيرِ مُنْتَظِمِ

مَنْ لِلنِّفَاقِ وَمَنْ لِلْغِشِّ غَيرَكُمُ * يَا قَادَةَ الدِّينِ يَا نَارَاً عَلَى عَلَمِ أَقْسَمْتُ مَا عَرَفَ الإِسْلاَمُ غَيرَكُمُ * حَرْبَاً عَلَيْهِ وَمَا أَحْنَثْتُ في قَسَمِي وَلَوْ عَرَفْتُ لَكُمْ عَقْلاً نَصَحْتُكُمُ * لَكِن أَضِنُّ عَلَى الأَنعَامِ بِالنِّعَمِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف 0 بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَخِيرِ فَهُوَ لِشَاعِرٍ آخَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الكَبْشُ قَامَ خَطِيبَاً فَوْقَ رَابِيَةٍ * يَنعَى وَيَنهَى عَدَاءَ الذِّئبِ لِلغَنَمِ فَتَمْتَمَ الذِّئبُ في أُذْنَيْهِ أَنْتَ عَلَى * رَأْسِ القَطِيعِ أَمِيرٌ نَافِذُ الكَلِمِ فَقَبَّلَ الكَبْشُ رَأْسَ الذِّئبِ مُعْتَذِرَاً * عَمَّا رَمَاهُ بِهِ مِنْ سَالِفِ التُّهَمِ وَقَالَ لِلشَّاءِ خُوضُواْ وَارْتَعُواْ مَعَهُ * منْ لاَذَ بِالذِّئْبِ مِنْكُمْ لاَذَ بِالحَرَمِ وَإِنْ تُصِبْ أَحَدَاً مِنْكُمْ مخَالِبُهُ * فَإِنَّهَا بَلْسَمٌ يَشْفِي مِنَ السَّقَمِ {محْمُود غُنَيْم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَلاَ يَغُرَّكَ صَفْوٌ أَنْتَ شَارِبُهُ * فَرُبَّمَا كَانَ بِالتَّكْدِيرِ مُمْتَزِجَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَانَتْ لَيَالي عَذَابٍ كُلُّهَا قُرَحُ * أَلاَ يَحِقُّ لِقَلْبيَ بَعْدَهَا الْفَرَحُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَمْضِي البَلاَءوَإِنْ طَالَ الزَّمَانُ بِهِ * وَكُلُّ أَمْرٍ إِذَا مَا ضَاقَ يَنْفَرِجُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلاَ أُغِيرُ عَلَى الأَشْعَارِ أَسْرِقُهَا * أَعُوذُ بِاللهِ شَرُّ النَّاسِ مَنْ سَرَقَا فَمَا سَطَوْتُ عَلَى الأَشْعَارِ أَسْرِقُهَا * أَعُوذُ بِاللهِ شَرُّ النَّاسِ مَنْ سَرَقَا وَإِنَّ أَحْسَنَ بَيْتٍ أَنْتَ قَائِلُهُ * بَيْتٌ يُقَالُ إِذَا أَنْشَدْتَهُ صَدَقَا {طَرَفَةُ بْنُ العَبْد 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَيْسَ الوُقُوفُ عَلَى الأَطْلاَلِ مِنْ شِيَمِي * وَلاَ البُكَاءُ عَلَى مَا فَاتَ مِن خُلُقِي 0 {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَقَفْتُ بِالدَّوْحَةِ الغَرَّاءِ مُرْتَقِبَاً * في شُرْفَةِ الْقَصْرِ أُخْتَ الشَّمْسِ في الأُفُقِ أَشْكُو إِلَيْهَا تَبَارِيحَ الهَوَى عَلَنَاً * لاَ أَسْتَحِي مِن عُيُونِ النَّاسِ في الطُّرُقِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لاَ تَحْرِمَنِّيَ يَا رَبيِّ مِنِ امْرَأَةٍ * عَيْني تَقَرُّ بِهَا في الخَلْقِ وَالخُلُقِ لاَ تَحْرِمَنِّيَ يَا عَمِّي مِنِ امْرَأَةٍ * عَيْني تَقَرُّ بِهَا في الخَلْقِ وَالخُلُقِ أَنْسَى بِهَا مُرَّ مَا قَدْ مَرَّ مِنْ محَنٍ * وَيَكْتَسِي العُودُ بَعْدَ الجَدْبِ بِالوَرَقِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 لَكِنِ المِصْرَاعُ الأَخِيرِ مِنَ الْبَيْتِ الثَّاني فَهُوَ لأَبي محْجَن} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لاَ تَسْأَلِ عَنْ مَالي وَكَثْرَتِهِ * لَكنْ سَلِ النَّاسَ عَنْ دِيني وَعَن خُلُقِي قَدْ يَكثرُ المَالُ يَوْماً بَعْدَ قِلَّتِهِ * وَيَكْتَسِي العُودُ بَعْدَ الجدْبِ بالوَرَقِ {أَبُو محْجَن} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنْ يَعْلَمُواْ الخَيْرَ أَخْفَوْهُ وَإِن عَلِمُواْ * شَرَّاً أَذَاعُواْ وَإِنْ لَمْ يَعْلَمُواْ اخْتَلَقُواْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمْ يَبْقَ في النَّاسِ إِلاَّ المَكْرُ وَالمَلقُ * شَوْكٌ إِذَا لُمِسُواْ وَرْدٌ إِذَا رُمِقُواْ فَإِنْ دَعَتْكَ ضَرُورَاتٌ لِعِشْرَتِهِمْ * فَكُنْ جَحِيمَاً لَعَلَّ الشَّوكَ يحْتَرِقُ {الإِمَامُ الشَّافِعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَالُواْ تَغَاضَيْتَ عَنَّا إِذْ مَرَرْتَ بِنَا * أَمْ أَنْتَ ذُو مُقْلَةٍ إِغْضَاؤُهَا خُلُقُ قُلْتُ اكْتِحَالُ الجُفُونِ بِكُمْ سَيُسْقِمُهَا * إِنَّ الثَّقِيلَ قَذَىً تَشْقَى بِهِ الحَدَقُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا رَاحِلاً وَدُمُوعُ الْعَينِ تَسْتَبِقُ * هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إِلىَ لُقيَاكَ يَتَّفِقُ مَا أَنْصَفَتْكَ جُفُوني وَهِيَ دَامِيَةٌ * وَلاَ وَفى لَكَ قَلْبي وَهُوَ يَحْتَرِقُ {أَبُو الْعَبَّاسِ النَّفِيسُ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

ازْرَعْ جَمِيلاً وَلَوْ في غَيرِ مَوْضِعِهِ * فَلاَ يَضِيعُ جَمِيلٌ أَيْنَمَا غُرِسَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِالأَمْسِ هَنَّأتُهُ بِالْعَقْدِ إِذْ عُقِدَا * وَاليَوْمَ شَيَّعْتُهُ بِالدَّمْعِ إِذ فُقِدَا لِلْمَوْتِ فِينَا سِهَامٌ وَهْيَ صَائِبَةٌ * مَنْ فَاتَهُ اليَوْمَ سَهْمٌ لَمْ يَفُتْهُ غَدَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{أَفْعَلُهُ/يَفْعَلُهُ/أَفْعَلُهَا/مَفْعَلُهُ/مَفْعَلُهَا/} فَقَالَ قَوْلَةَ حَقٍّ أَصْبَحَتْ مَثَلاً * وَأَصْبَحَ الجِيلُ بَعْدَ الجِيلِ يَذْكُرُهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ رَأَى الكَبْشُ وَالجَزَّارُ يَسْحَبُهُ * إِذَا وَنَى خُطْوَةً بِالصَّوْتِ يَلْهَبُهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنْتُمْ أَصِحَّاءُ وَالمَرْضَى أَحَقُّ بِهِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَسُمِّيَ الْقَلْبُ قَلْبَاً مِنْ تَقَلُّبِهِ {يَاسِرٌ الحَمَدَانيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° شَرُّ البِلاَدِ مَكَانٌ لاَ صَدِيقَ بِهِ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَنْ يَزْرَعِ الشَّرَّ يحْصُدْ في عَوَاقِبِهِ * نَدَامَةً وَلِحَصْدِ الزَّرْعِ مَوْعِدُهُ {أَبُو الفَتْحِ الْبُسْتيُّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَظُنُّ أَنَّا عَنَيْنَاهَا بِمَنْطِقِنَا * ذُبَابَةٌ مِنْ ذُبَابٍ لَسْتُ أَعْرِفُهُ يَا هَذِهِ كَمْ ذُبَابٍ طَنَّ مَا ارْتَفَعَتْ * عَيْني إِلَيْهِ وَلاَ فَكَّرْتُ أَصْرِفُهُ أَبَتْ عَنَاكِبُ هَجْوِي أَنْ تَمُدَّ لَهُ * بَعْضَ الخُيُوطِ وَقَالَتْ لاَ أُشَرِّفُهُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَا قُلْتُ فِيهِ هِجَاءً خِلْتُهُ كَذِبَاً * إِلاَّ بَدَتْ مِنهُ سَوْءَاتٌ تُصَدِّقُهُ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِاللهِ ربِّكَ هَلْ شَبَّهْتَ صَلْعَتَهُ * بِرَأْسِ أَيْرٍ عَظِيمٍ كُنْتَ تَعْشَقُهُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

جمَعْتَ مَالاً فَقُلْ لي هَلْ جَمَعْتَ لَهُ * يَا جَامِعَ المَالِ أَيَّامَاً تُفَرِّقُهُ المَالُ عِنْدَكَ مَخْزُونٌ لِوَارِثِهِ * مَا المَالُ مَالُكَ إِلاَّ حِينَ تُنْفِقُهُ إِنَّ القَنَاعَةَ مَنْ يَحْلُلْ بِسَاحَتِهَا * لَمْ يَلْقَ في ظِلِّهَا هَمَّاً يُؤَرِّقُهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يا آلَ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ حُبَّكُمُ * فَرْضٌ مِنَ اللهِ في القُرآنِ أَنْزَلَهُ يَكْفِيكُمُ مِن عَظِيمِ الْفَخْرِ أَنَّكُمُ * مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْكُمْ لاَ صَلاَةَ لَهُ {الإِمَامُ الشَّافِعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فَاعِلُهُ/فَاعِلُهَا/} مَن عَاشَ مُنْتَبِهَاً قَلَّتْ مَصَائِبُهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا مَن أَلُوذُ بِهِ فِيمَا أُؤَمِّلُهُ * وَمَن أَعُوذُ بِهِ مِمَّا أُحَاذِرُهُ لاَ يجْبرُ النَّاسُ عَظْمَا أَنْتَ كَاسِرُهُ * وَلاَ يُصِيبُونَ عَظْمَا أَنْتَ جَابِرُهُ {المُتَنَبيِّ 0 وَالْبَيْتُ الأَخِيرُ مِصْرَاعُهُ الأَوَّلُ مَسْرُوقٌ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَا أَبْعَدَ الخَيْرَ في الدُّنيَا لِطَالِبِهِ * وَأَقْرَبَ الشَّرَّ مِنْ نَفْسٍ تحَاذِرُهُ {محْمُود سَامِي البَارُودِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° المَوْتُ كَأْسٌ وَكُلُّ النَّاسِ شَارِبُهُ * وَالقَبرُ بَابٌ وَكُلُّ النَّاسِ دَاخِلُهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمْ يَبْقَ لي بَعْدُ مِن أَمَلٍ أُؤَمِّلُهُ * في الذَّوْدِ عَنيِّ سِوَى مَا أَنْتَ عَامِلُهُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فَعْلَتُهُ/فَعْلَتُهَا/فِعَالَتُهُ/فِعِيلَتُهُ/فُعُولَتُهُ/} لِكُلِّ شَيْءٍ وَإِنْ طَالَتْ مَسِيرَتُهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فَعَلَة/فَعَلُه/افْتَعَلَه/مُفْتَعَلَة/مُنْفَعِلَة/} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا كُنْتُ أُوثِرُ أَنْ يَمْتَدَّ بي زَمَني * حَتىَّ أَرَى دَوْلَةَ الأَوْغَادِ وَالقِرَدَة {الطِّغْرَائِيّ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِن غَابَ عَنيِّ حَبِيبي هَمَّني خَبرُه °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ غَرْوَ في أَنْ يَهِيمَ بِعِشْقِ فَاجِرَةٍ * مَنِ اسْتُهُ بِالمَنيِّ تَظَلُّ مُنْفَجِرَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يُلاَحِظُ الضَّيْفَ حَتىَّ في لُقَيْمَتِهِ * كَأَنَّهَا مِن أَمَامِ يَدَيْهِ مخْتَلَسَة فَإِنْ يَدُ الضَّيْفِ قَدْ أَهْوَتْ إِلى فَمِهِ * سَمِعْتَهُ آخِذَاً مِن حَسْرَةٍ نَفَسَه إِنْ جِئْتَهُ تَبْتَغِي مِنْ نَارِهِ قَبَسَاً * تَرَى الَّتي عِنْدَهُ في الدَّارِ مُقْتَبَسَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنْ كَانَ فَوْقَ محِلِّ الشَّمْسِ رُتْبَتُهُ * فَلَيْسَ يَرْفَعُهُ شَيْءٌ وَلاَ يَضَعُه °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

شَهْرُ الصِّيَامِ وَإِن عَظَّمْتُ حُرْمَتَهُ * شَهْرٌ طَوِيلٌ ثَقِيلُ الظِّلِّ وَالحَرَكَة يَمْشِي الهُوَيْنى وَأَمَّا حِينَ يَطْلُبُنَا * فَلاَ السُّلَيْكُ يُدَانِيهِ وَلاَ السُّلَكَة قَدْ كَادَ لَوْلاَ دِفَاعُ اللهِ يُسْلِمُنَا * إِلى الرَّدَى وَيُؤَدِّينَا إِلى الهَلَكَة {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَا كُنْتُ أُوثِرُ أَنْ يَمْتَدَّ بي زَمَني * حَتىَّ أَرَى دَوْلَةَ الأَوْغَادِ وَالسَّفَلَة {الطِّغْرَائِيّ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الْكُلُّ عِنْدِي سَوَاءٌ في الجَرِيمَةِ مَن * خَانُواْ الْبِلاَدَ وَمَن أَبْقَواْ عَلَى الخَوَنَة {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَرَى امْرَأً لِلْمَكَارِمِ كُلِّهَا جَمَعَا * فَلَنْ تَرَى المجْدَ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَعَه {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{وَفَعَلْ/} نَاشَدْتُكَ اللهَ يَا مَنْ قَدْ أَتَيْتَ إِليّ * إِنْ كُنْتَ تَرْفُقُ بي أَنْ لاَ تُطِيلَ عَلَيّ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فَعَلَتْ/} شَمْسٌ إِذَا أَسْفَرَتْ بَدْرٌ إِذَا انْتَقَبَتْ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° للهِ ذُو السِّحْنَةِ السَّوْدَاءِ مِنْ رَجُلٍ * ثَبْتِ الجَنَانِ إِذَا مَا حُجَّةٌ عَزَبَتْ للهِ ذُو الصَّلْعَةِ الغَرَّاءِ مِنْ رَجُلٍ * ثَبْتِ الجَنَانِ إِذَا مَا حُجَّةٌ عَزَبَتْ للهِ ذُو السِّحْنَةِ السَّوْدَاءِ مِنْ رَجُلٍ * ثَبْتِ الجَنَانِ إِذَا مَا حُجَّةٌ عَزَبَتْ

عَاتَبْتُهُ في اسْتِهِ يَوْمَاً فَقُلْتُ لَهُ * يَا شَيْخُ وَيْحَكَ كَمِّمْهَا فَقَدْ تَعِبَتْ خَرَّبْتَهَا بِالأُيُورِ النَّازِلاَتِ بِهَا * فَقَالَ أَخْطَأْتَ بَلْ لَوْ عُطِّلَتْ خَرِبَتْ الإِسْتُ دَارُ خَرَاجٍ إِن هِيَ اجْتُبِيَتْ * تُفْلِسْ إِذَا لَمْ تُعَوَّضْ قَدْرَ مَا سُلِبَتْ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنْ لَيْسَ يخْشَى أُسُودَ الْغَابِ إِنْ زَأَرَتْ * فَلَيْسَ يخْشَى كِلاَبَ الحَيِّ إِنْ نَبَحَتْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَيْسَ يخْشَى كِلاَبَ الحَيِّ إِنْ نَبَحَتْ * مَنْ لَيْسَ يخْشَى أُسُودَ الْغَابِ إِنْ زَأَرَتْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فَعْلُ/فَعْلِ/فَعْلِي/فُعْلَى/فَعْلاَ/} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِالنُّبْلِ مَعْرُوفْ وِدِي مُشْ حَاجَة مِن عَنْدِي وِكُلِّنَا نْشِيلُه في العِينْ دِي وِفي العِينْ دِي " مَلاَكْ عَلَى الأَرْضِ مَاشِي وَامَّا بِنقَابْلُه في رَحْمِةِ الأَبِّ يَاخُذ مِنِّنَا وْيِدِّي " {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

هَذَانِ أَمْرَانِ لي بِكِلَيْهِمَا ضُرٌّ * خَيَّرْتَني وَالَّذِي أَحْلاَهُمَا مُرُّ حَتىَّ قَصَدْتُ ضَلاَلَ الشَّكِّ أَسْأَلُهُ * كَيْفَ السَّبِيلُ وَخَيرٌ ذَاكَ أَمْ شَرُّ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تحْسِبِ المجْدَ شَهْدَاً أَنْتَ شَارِبُهُ * لَنْ تَبْلُغَ المجْدَ حَتىَّ تجْرَعَ الصَّبْرَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَزَلْتُ مِنهُ بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنَّ المُلوكَ بَلاءٌ أَيْنَما حَلُّواْ * فَلاَ يَكُنْ لَكَ في أَبْوَابِهِمْ ظِلُّ مَاذَا تُؤَمِّلُ مِنْ قَوْمٍ إِذَا غَضِبواْ * جَارُواْ عَلَيْكَ وَإِن أَرْضَيْتَهُمْ مَلُّواْ فَاِسْتَغْنِ بِاللَّهِ عَن أَبْوابِهِم كَرَمَاً * إِنَّ الْوُقُوفَ عَلَى أَبْوَابِهِمْ ذُلُّ {الإِمَامُ الشَّافِعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنْ كُنْتَ مِنْ جَهْلِ حَقِّي غَيرَ مُعْتَذِرٍ * وَكُنْتَ مِنْ رَدِّ مَدْحِي غَيْرَ مَرْجُوِّ فَأَعْطِني ثَمَنَ الْوَرَقِ الَّذِي كُتِبَتْ * فِيهِ الْقَصِيدَةُ أَوْ كَفَّارَةَ اللَّغْوِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{مُنَوَّعَات/} " اللِّي اعْرَفُه رَاحَ اقُولُه لْكُمْ عَلَى المَكْشُوفْ * وِاللِّي يِقُولِ الحَقِيقَة لِيهْ يِكُونْ مَكْسُوفْ " " لاَ مُؤَاخْذَة يَا اهْلِ البَلَدْ إِنْ كُنْتِ هَاتْكَلِّمْ * وَاكْشِفْ عُيُوبْنَا كِدَة قُدَّامْ جمَاعَة ضْيُوفْ " " مِشْ رَاحَ اجَامِل وَلاَ اظْلِمْ حَدِّ أَوْ رَاحَ اكِشّ * وَاكُونْ مُنَافِقْ كِبِيرْ كَذَّابْ بِسِتِّين وِشّ " " وِاكْمِنُّكُمْ أَهْلِي يَعْني امْدَحْ مَعَايِبْكُمْ * وَاخْلَقْ لِكُمْ لحْمَة ضَاني مِالبَصَلْ وِالمِشّ "

" يَا مَا كَان في نِفْسِي أَمجِّدْ وَاكْتِبِ الأَزْجَالْ * وَاقُولْ بَلَدْنَا عَظِيمَة وْحَاجَة عَالِ العَالْ " " لَكِنَ اعْمِلِ ايهْ دَاحْنَا دَافْنِينُه سَوَا وِاللِّي * مِنْ بِنْتِ عَمُّهْ اخْتَشَى مَا يجِيبْشِ مِنهَا عْيَالْ " " خِيبْتِكْ يَا أَنْشَاص يَا غَاليَة خِيبَة مِشْ عَلَىحَدّ * حَقِيقَة دِي وِانْتي عَارْفَة الحَالَة مِشْ وَلاَ بُدّ " " لَوْ كَان حَدَايَا هِدُومْ غِيرْ دِي لَشَقِّيتَهَا * نِفْسِي أَعَيَّطْ وِخَايِفْ لاَ تْقُولُولي انْسَدّ " " الأَوِّلَة لِيهْ كِدَة فِيكِ الغَني مَفْجُوعْ * كِرْشُه اتمَلاَ وِالفَقِير قَرَّبْ يمُوتْ مِالجُوعْ " " يِسْتَخْسَرِ القِرْشِ في نَاسُه وِفي بَلَدُه * لاَ نَادِي نَافِعْ وَلاَ جَمْعِيَّة وَلاَ مَشْرُوع "

" اللِّي فُلُوسُه كِثِيرَة وْحَاجَة مَا لْهَا حْسَابْ * مِنْ بخْلُه دَايمَاً عَلَى نَفْسُه يِسُكِّ البَابْ " " وِانْ رُوحْنَا نُطْلُبْ تَبرُّعْ مِنُّه لِلإِصْلاَح * يِفْتَح لِنَا حَلْقُه وِيخَلِّي عِيشِيتْنَا هْبَابْ " " وِالثَّانيَة لِيهْ كُلِّنَا كِلمِتْنَا مِشْ وَاحْدَة * مِتْفَرَّقِين وِالبِلاَدْ حَوَالِينَا مُتَّحِدَة " " وِاكْمِنِّنَا نَاسْ أَقُولْ إِيهْ مِشْ بَني آدْمِين * ضَاعْ مِنِّنَا النَّادِي وِالمُسْتَشْفَى وِالوِحْدَة " " وِالثَّالْثَة حَاجَة سَخِيفَة بْعِيدْ عَنِ السَّامْعِين * دَايمَاً بَاشُوفِ انِّنَا في بَعْضِ مِشْ وَاثْقِين " " وِانْ رَبِّنَا قَدَّرِ الطَّلَبَة وْأَقَامُواْ لُهُمْ * جَمَاعَة قُلْتُمْ عَلِيهُمْ دُولْ عِيَالْ فَاضْيِين "

" وِنَاسْ كِثِيرْ رَأْسِ مَالْهَا التَّرْيَقَة وِالفَشْر * بِيِحْشُرُواْ نَفْسُهُمْ في كُلِّ مجْلِسْ حَشْر " " وِالرَّابْعَة دَاءْ مَا يْشُوفُوشْ يَا رَبِّ أَيِّ حَبِيبْ * لِيهِ الغَبي عَنْدِنَا يِعْمِلْ ذَكِي وِأَدِيبْ " " جَاهِلْ مَا يِعْرَفْشِ مِنْ فَنِّ الأَدَبْ حَاجَة * وِعَنْدُه دَايْمَاً بُرُودْ وَكَإِنُّه ثَلاَجَة " " وَلَوْ وَاحِدْ حَبِّ يُومْ إِنُّه يِفَوَّقْنَا * قُلْتُمْ عَلِيهْ بْتَرْيَقَا شُوفْ دَا عَامِلْ لي خَطِيبْ " " كِفَايَة وَلاَ نِكَمِّلْهُمْ لِكُمْ سِتَّة * وَلاَ مَا فِيشْ لُهْ لُزُومْ دَا احْنَا وِلاَدْ حِتَّة " " نهَايْتُه قُصْرِ الكَلاَمْ أَدْخُلْ في مَوْضُوعْنَا * قِلِّة عَمَلْنَا وْكَسَلْنَا اللِّي مِضَيَّعْنَا " " وَلاَ رَاحْ يِتِمِّ العَمَلْ إِلاَّ انْ تَبرَّعْنَا * وِهَاتْسَاعِدْنَا الحُكُومَة زَيِّ مَا اسْمِعْنَا "

" وِكُلِّ وَاحِدْ يجُودْ بِاللِّي عَلِيهْ يِقْدَرْ * وِالقِرْشْ عَالقِرْشِ يِبْقَى كْثِيرْ وِيِنْفَعْنَا " " مَا نِفْسِكُمْشِ انِّنَا يِرْكَبْ لِنَا فَوَانِيسْ * تخَلِّي أَنْشَاصْ جَمِيلَة وْأَحْلَى مِنْ بَارِيسْ " " وِتْعَلِّمِ اللِّي لاَ هُو بْيِقْرَا وَلاَ بْيِكْتِبْ * يَا رَبِّ وَفَّقْنَا وِابْعِدْ عَنِّنَا إِبْلِيسْ " {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " أُسْتَاذْ مَا يِرْضَاشْ عَنِ اللِّي يمْشِي بِالمَقْلُوبْ * طَلَّعْ كَلاَمْ سِيبَوِيهْ في النَّحْوِ كُلُّه عْيُوبْ " " وِتْنَاقْشُه في محَاضْرِتُه تِلقَاهْ شَرِسْ وَغَضُوبْ * وِانْ كُنْتِ غَالِبْ تمَلِّي يْطَلَّعَكْ مَغْلُوبْ " " محَاضْرِتُه في اللُّغَة أَحْلَى مِن التُّوفي * أَفْكَارْ وِأَشْعَارْ بِتِعْجِبْنَا جِدِيدَة نُوفي "

" مُؤَلَّفَاتُه كِثِيرْ جِدَّاً وِمَلْيَانَة * نُصُوصْ كِثِيرَة يَا خُوفي مِنهَا يَا خُوفي " " وِالنَّقْدِ بِيْدَرِّسُهْ بِطَرِيقَة عَالِ العَالْ * لَكِنِ احْنَا مَا بْنِفْهَمُوشْ وِالحَقِّ رَاحْ يِنقَالْ " " وِعَشَان مَا يِظْهَرْشِ مِنَّا الجَهْلِ قُدَّامُه * كُنَّا بِنُسْكُتْ وَلاَ نِسْأَلْشِ أَيِّ سُؤَالْ " " عَالِمْ وِعَقْلُه كِبِيرْ جِدَّاً وِدَا مِشْ فَشْر * وِمَعْلُومَاتُه عَظِيمَة تِسْتَحِقِّ النَّشْر " " جِهِ السَّنَا دِي جِدِيدْ وِادَّانَا بِالجُمْلَة * حَاجَاتْ كِثِيرَة ذَاكِرْنَا مِنهَا يِيجِي العُشْر " {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لِيهْ يَا لَيَالي الفَرَحْ عُمْرِكْ بِيِبْقَى قَلِيلْ * وِلِيهْ يِكُونِ انْتِظَارْنَا لْيُومْ لُقَاكِ طَوِيلْ "

دِي فَرْحِتِكْ في القُلُوبْ مَا لْهَا شَبِيهْ وِمَثِيلْ * غَنِّيتْ بِفِتْنَة جَمَالِكْ وِانْتِ عَارْفَاني " " وَانَا بَاحِبِّ الجَمَالْ وِبَامِيلْ لِكُلِّ جَمِيلْ " مَاْ احْلَى لَيَالي الهَنَا لَمَّا لِنَا بِتْعُودْ * وِنِسْمَعِ اللَّحْنِ يِسْحِرْ مِنْ كَمَانجَة وْعُودْ " وِالفَرْحِ يِسْقِينَا كَاسُه مِنْ صَفَا وِسْعُودْ * سَأَلْتِ فِينِ الهَنَا قَالُواْ بِتِسْأَلْ لِيهْ " " الفَرْحِ مَا هُو لِنَا دَا الفَرْحِ لِلمَوْعُودْ " وِالسَّعْدِ وَعْدِ وْنَصِيبَكْ غِيرُه مَا تْلاَقِي * وَالطَّيِّبِ اللِّي عَمَلْتُه في دُنيِتَكْ بَاقِي " لاَ تْقُولْ بِمَالي عِلِيتْ لَكِنْ بِأَخْلاَقِي * أَمَانَة لَوْ دُرْتِ يُومْ بِالسَّعْدِ تِسْقِيني النَّاس " " تِفُوتْ عَلَى حَيِّنَا وْتِسْقِينَا يَا سَاقِي "

لِيهْ يَا لَيَالي الهَنَا طَالِ الغِيَابْ عَنَّا * وِالقَلْبِ يَا مَا انْتَظَرْ رُؤْيَاكِ وِاسْتَنى " نِفْسِي أَزُورِ الحَبَايِبْ مَرَّة وَاتهَنى * وِلَمَّاْ اشُوفْهُمْ كِدَا فْي سَاحْةِ الْفَرَحْ قَاعْدِين " " نَذْرَاً عَلَيَّ لاَرُشِّ الوَرْدِ وِالحِنَّة " هَاتُواْ الوَدَعْ وِاسْأَلُوهْ يِمْكِن يِطَمِّنيِّ * فِينِ الحَبِيبِ اللِّي أَغْلَى عَنْدِي مِالنِّني " جَدَعْ حِلِيوَة صُغَيَّرْ كَفُّه مِتْحَني * بِدِّي أَبَارِكْ لُهْ لِيلْةِ الدُّخْلَة وِأَغَنيِّ " مَنْسُوبْ لِعِيلَة لَهَا رِفْعِة وْمَقَامْ عَالي * مَبرُوكْ عَلِيكْ يَا صَدِيقِ الكُلِّ يَا غَالي " يَا اللِّي تَرَكْتِ الأَعَادِي قَلبَهَا مَلْيَان * وِكُلِّ وَاحِدْ يِقُولْ يَا رَبِّ عُقْبَالي " فَرَّحْتِ قَلْبي مَعَ قْلُوبِ اللِّي بِيْحِبُّوكْ * وِالكُلِّ جُولَكْ يهَنُّواْ بَعْضِ وِيْهَنُّوكْ "

ادْعِي إِلهَكْ يِطَوِّلْ لَكْ في عُمْرِ أَبُوكْ * لَمَّا يِشُوفَكْ كِدَا في المَرْكَزِ العَالي " " وِيِفْتِخِرْ بِكْ وِأَهْلَكْ في العِينِين يِشِيلُوكْ " عَنْدِي جَوَازِ القَرِيبَة بِالقَرِيبْ مَطْلُوبْ * تِصْفَى مَا بِينهُمْ عَلَى مَرِّ اللَّيَالي قْلُوبْ " وِالعِرْقِ دَسَّاسْ وِبَعْضِ الخَلْقِ فِيهَا عْيُوبْ * لَكِنْ دِي قِسْمَة وِمِين يهْرَبْ مِنِ المَكْتُوبْ " قَالُواْ الأَصِيلْ لِلأَصِيلَة تْزِينُه وِتْزِينهَا * وِدِي بِنْتِ عَمُّه قَرِيبْتُه مِشْ غَرِيبْ عَنهَا " {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {الشَّطْرَة/الشَّطْر/المِصْرَاع/} لَمَّا ثَوَى عَافَ بَطْنُ الأَرْضِ جِيفَتَهُ {ابْنُ الرُّومِي} أَصْبَحْتُ في مَعْشَرٍ تَقْذَى العُيُونُ بهِمْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بحر الرجز

بَحْرُ الرَّجَز: ======= {فِعَالُ/فِعَالِ/فِعَالاَ/فَعِيلُ/فَعِيلِ/فَعِيلاَ/فَعُولُ/فَعُولِ/فَعُولاَ/} {فِعَاهُ/فَعِيهُ/فَعُوهُ/فِعَاهَا/فَعِيهَا/فَعُوهَا/} يَا قَمَرَاً فَوْقَ رَأْسِهِ تَاجُ * يخْجَلُ مِن حُسْنِ لَوْنِهِ الْعَاجُ إِنْ كُنْتَ قَدْ فُضِّلْتَ عَنيِّ بِالْغِنى * فَإِنَّ فَقْرِي لَكَ محْتَاجُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَلُومُونَ الشَّيْخَ أَنْ تَزَوَّجَهَا * وَالشَّيْخُ لَوْ يَعْلَمُونَ مَعْذُورُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الْعُشُّ بَينَ الغَابِ وَالآسِ في مَأْمَنٍ مِن أَعْيُنِ النَّاسِ قَدْ رَصَّعَتْهُ السُّحْبُ بِالمَاسِ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي أَوْ إِلْيَاس فَرَحَات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

" هَلْ أَنْتِ إِلاَّ إِصْبَعٌ دَمِيتِ * وَفي سَبِيلِ اللهِ مَا لَقِيتِ " {قَالَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غَزْوَةِ أُحُد} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ * وَالأَرْضُ مِنهُمْ كُلُّهَا دِمَاءُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فَعَلُ/فَعَلاَ/فَعَلِ/فَعَلِي/مُفْتَعَلُ/فِعَلُ/فُعَلُ/} وَلَرُبَّ شِعْرٍ فَاتِرٍ مُبْتَذَلِ * لاَ هُوَ بِالنَّثْرِ وَلاَ بِالزَّجَلِ مِنَ القَوَافي وَمِنَ الْوَزْنِ خَلِي * بِهِ يُشَجُّ الرَّأْسُ لاَ بِالجَنْدَلِ مَنْ نَظَمَ الشِّعْرَ بِلاَ مُسْتَفْعِلِ * فَإِنَّمَا أَصَابَهُ في مَقْتَلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعَلْ/افْتَعَلْ/انْفَعَلْ/} قَالُواْ فُلاَنٌ سَبَّكَ الْيَوْمَ عَلَى * مَسَامِعِ النَّاسِ بِقَوْلٍ مُمِضّ قُلْتُ اعْذُرُوهُ إِنَّني عَاذِرٌ * مَا يَصْنَعُ الْكَلْبُ إِذَا لَمْ يَعَضّ

{الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا زَهْرَةً تحْيي رَمِيمَ العِظَامْ * فُوحِي لأَشْقَى أُمَّةٍ في الأُمَمْ فُوحِي لأَنْفٍ لَمْ تَعْتَدْ أَنْ تُضَامْ * فَرُبَّمَا عَادَ إِلَيْهَا الشَّمَمْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلُ/فَعْلِ/فَعْلِي/فُعْلَى/فَعْلاَ/} عَشِقْتُ وَالْعِشْقُ ضَلاَلٌ يَهْدِي * صَغِيرَةً رَافَقْتُهَا في المَهْدِ وَعَدْتُهَا وَلَمْ أَحُلْ عَنْ وَعْدِي * لَكِنَّهَا خَانَتْ أَخِيرَاً عَهْدِي {الشَّاعِرُ القَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الأَرْضُ تَضْحَكُ وَالسَّمَاءُ تَبْكِي * وَالكُلُّ صُمٌّ وَالزَّمَانُ يَحْكِي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنيِّ وَإِنْ كُنْتُ صَغِيرَ السِّنِّ * وَمَا مِن عَيْنٍ إِلاَّ تَنْبُو عَني فَإِنَّ شَيْطَاني أَمِيرُ الجِنِّ * يَذْهَبُ بي في الشِّعْرِ كُلَّ فَنِّ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {عَلَيْهَا/عَلَيْهِ/إِلَيْهَا/إِلَيْكَا/لَدَيْهَا/لَدَيْهِ/يَدَيْهَا/يَدَيْهِ/عَلَيْنَا/إِلَيْنَا/لَدَيْكِ/يَدَيْنَا/} قَالُواْ أَتُمْطِرُ السَّمَاءُ صَيْفَاً * وَذَاكَ غَيْرُ مَعْرُوفٍ لَدَيْنَا قُلْتُ بَكَتْنَا إِذْ رَأَتْنَا مَوْتى * وَهَذَا دَمْعُهَا تَبْكِي عَلَيْنَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَاحْتَدَمَ السُّلطَانُ أَيَّ احْتِدَامْ * وَلاَحَ حُبُّ القَتْلِ في مُقْلَتَيْه وَصَاحَ بِالجَلاَّدِ هَاتِ الحُسَامْ * فَأَسْرَعَ الجَلاَّدُ يَسْعَى إِلَيْه فَقَالَ دَحْرِجْ رَأْسَ هَذَا الغُلاَمْ * فَرَأْسُهُ عِبْءٌ عَلَى مِنْكَبَيْه {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {يَفْعَلُ/مَفْعَلُ/يَفْعَلاَ/مَفْعَلاَ/تَفَعَّلُ/تَفَعَّلاَ/افْعَلُواْ/افْعَلِي/افْعَلِ/افْعَلاَ/} كَنِيسَةٌ صَارَتْ إِلى مَسْجِدٍ * هَدِيَّةَ السَّيِّدِ لِلسَّيِّدِ كَانَتْ لِعِيسَى حَرَمَاً فَانْتَهَتْ * بِنُصْرَةِ الرُّوحِ إِلى أَحْمَدِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° للهِ أَنْتَ مِنْ كَرِيمٍ فَاضِلِ * وَشَاعِرٍ مِنَ الطِّرَازِ الأَوَّلِ شِعْرُكَ يَا يَاسِرُ عَذْبُ المَنهَلِ * أَعْذَبُ مِنْ لاَمِيَّةِ السَّمَوْئَلِ فَلَرُبَّ شِعْرٍ فَاتِرٍ مُبْتَذَلِ * لاَ هُوَ بِالنَّثْرِ وَلاَ بِالزَّجَلِ مِنَ القَوَافي وَمِنَ الوَزْنِ خَلِي * بِهِ يُشَجُّ الرَّأْسُ لاَ بِالجَنْدَلِ مَنْ نَظَمَ الشِّعْرَ بِلاَ مُسْتَفْعِلِ * فَإِنَّمَا أَصَابَهُ في مَقْتَلِ

للهِ أَنْتَ يَا هَذَا مِنْ رَجُلِ * كَادَ يَكُونُ مَضْرِبَاً لِلمَثَلِ يَنْطِقُ لَكِنْ بِلِسَانِ العَجَلِ * وَهُوَ الفَصِيحُ قَوْلُهُ إِنْ يَقُلِ {محْمُود غُنَيْم 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {مَفَاعِلُ/أَفَاعِلُ/أَفَاعِلاَ/تَفَاعُلُ/فَاعِلُ/فَوَاعِلُ/فَوَاعِلاَ/فَعَائِلُ/فَعَائِلاَ/} يَا صَاحِبي وَأَنْتَ شَرُّ صَاحِبِ * بَيْتُكَ فِيهِ البَقُّ كَالعَقَارِبِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَقْسَمْتُ مَا اسْتَنْجَدَ بِلِحْيَتِهِ * إِلاَّ بَعْدَمَا أَصْبَحَ لي هَائِبَا لَوْ كَانَ حَقَّاً شَاعِرَاً كَمَا ادَّعَى * فَلْيَعْتَزِلْ لحْيَتَهُ جَانِبَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَأَنَّمَا كِيزَانُهَا أَنْجُمُ * دَائِرَةٌ في فَلَكٍ دَائِرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فَالُهُ/فِعَالُهُ/فِعَالُهَا/فُولُهُ/فَعُولُهُ/فَعُولُهَا/فُولُهَا/فَعِيلُهُ/فِيلُهُ/فَعِيلُهَا/فِيلُهَا/} فَهَذِهِ الضَّحَايَا في أَكْوَاخِهَا * بَلاَبِلٌ نَاحَتْ عَلَى أَفْرَاخِهَا * وَصُمَّتِ الآذَانُ عَنْ صُرَاخِهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلُهُ/فَعْلُهَا/فَعْلُنَا/فَعْلِهِ/فَعْلِهَا/فَعْلَهُ/فَعْلَهَا/فَعْلَنَا/فَعْلُهُ/فَعْلُهَا/فَعْلَنَا/} هَيْهَاتَ لاَ يَدْفَعُ عَن غَيرِهِ * مَن كَانَ لاَ يَدْفَعُ عَنْ نَفسِهِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَكَّرْتُ في خَمْسِينَ عَامَاً خَلَتْ * كَانَتْ أَمَامِي ثمَّ خَلَّفْتُهَا لَوْ أَنَّ عُمْرِي مِاْئَةٌ هَدَّني * تَذَكُّرِي أَنيَ نَصَّفْتُهَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلَة/فَعَلَة/}

قُلْ لِلَّذِي يُعْلِنُ عَنْ نَفْسِهِ * جَاءَكَ مَا تَهْوَى بِمَا تَكْرَه ثَلاَثَةٌ تَهْرَبُ مِنْ طَالِبِهَا * الظِّلُّ وَالمَرْأَةُ وَالشُّهْرَة {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فِعَالَة/فَعُولَة/فَعِيلَة/فِيلُهُ/فَعِيلُهَا/فِيلُهَا/} مَسَّهُ هِتْلَرٌ فَمَا أَطَاقَه * وَمجَّهُ مِنْ فِيهِ حِينَ ذَاقَه °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حِكَايَةُ الصَّيَّادُ وَالْعُصْفُورَة * صَارَتْ لِبَعْضِ الزَّاهِدِينَ صُورَة مَا هَزِءْتُ فِيهَا بِمُسْتَحِقِّ * وَلاَ أَرَدْتُ أَوْلِيَاءَ الحَقِّ مَا كُلُّ أَهْلِ الزُّهْدِ صَادِقِينَا * كَمْ بَينَ أَهْلِ الزُّهْدِ فَاسِقِينَا جَعَلْتُهَا شِعْرَاً لِتَلْفِتَ الْفِطَن * وَالشِّعْرُ لِلْحِكْمَةِ مُذْ كَانَ وَطَن

وَخَيرُ مَا يُنْظَمُ لِلأَدِيبِ * مَا دَوَّنَتْهُ أَلْسُنُ التَّجْرِيبِ أَلْقَى غُلاَمٌ شَرَكَاً يَصْطَادُ * وَكُلُّ مَنْ فَوْقَ الأَرْضِ صَيَّادُ فَانحَدَرَتْ عُصْفُورَةٌ مِنَ الشَّجَرْ * لَمْ يَنهَهَا النَّهْيُ وَلاَ الحَزْمُ زَجَرْ قَالَتْ سَلاَمٌ أَيُّهَا الْغُلاَمُ * قَالَ عَلَى الْعُصْفُورَةِ السَّلاَمُ قَالَتْ صَبيٌّ مُنحَني الْقَنَاةِ * قَالَ حَنَتْهَا كَثْرَةُ الصَّلاَةِ قَالَتْ أَرَاكَ بَادِيَ الْعِظَامِ * قَالَ بَرَتْهَا كَثْرَةُ الصِّيَامِ قَالَتْ فَمَا يَكُونُ هَذَا الصُّوفُ * قَالَ لِبَاسُ الزَّاهِدِ المَوْصُوفُ سَلِي إِذَا جَهِلْتِ عَارِفِيهِ * فَابْنُ أَدْهَمَ وَالْفُضَيْلُ فِيهِ قَالَتْ لِمَ الْعَصَا أَخَا الإِسْلاَمِ * قَالَ بِهَا أَمْشِي وَسْطَ الظَّلاَمِ أُخِيفُ الذِّئْبَ وَعَلَيْهَا أَتَّكِي * وَلاَ أَرُدُّ النَّاسَ عَنْ تَبَرُّكِي

قَالَتْ أَرَى فَوْقَ التُّرَابِ حَبَّا * مِمَّا اشْتَهَى الطَّيْرُ وَمَا أَحَبَّا قَالَ تَشَبَّهْتُ بِأَهْلِ الخَيرِ * وَبِهَا أَقْرِي بَائِسَاتِ الطَّيرِ فَإِن هَدَى اللهُ إِلَيْهَا جَائِعَا * لَمْ يَكُ قُرْبَاني الْقَلِيلُ ضَائِعَا قَالَتْ فَجُدْ لي يَا أَخَا التَّنَسُّكِ * قَالَ الْقُطِيهِ بَارَكَ اللهُ لَكِ فَصَلِيَتْ في الْفَخِّ نَارَ الْقَارِي * وَمَصْرَعُ الْعُصْفُورِ في المِنْقَارِ وَهَتَفَتْ تَقُولُ لِلأَغْرَارِ * مَقَالَةَ الْعَارِفِ بِالأَسْرَارِ إِيَّاكَ أَنْ تَغْتَرَّ بِالزُّهَّادِ * كَمْ تحْتَ ثَوْبِ الزُّهْدِ مِنْ صَيَّادِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {مُنَوَّعَات/مَتَعَدِّدَات/} كَانَ لِلسُّلْطَانِ نَدِيمٌ إِمَّعَة * لاَ يَقُولُ شَيْئَاً إِلاَّ كَانَ مَعَه

وَقَدْ يَزِيدُ في الثَّنَا عَلَيْهِ * إِذَا حَلاَ شَيْءٌ مَا في عَيْنَيْهِ وَكَانَ مَوْلاَهُ يَرَى وَيَعْلَمُ * وَيُبْصِرُ النِّفَاقَ لَكِنْ يَكْتُمُ فَجَلَسَا يَوْمَاً عَلَى الخِوَانِ * وَجِيءَ في الأَكْلِ بِبَاذِنجَانِ فَأَكَلَ السُّلْطَانُ مِنهُ مَا أَكَلْ * وَقَالَ بَاذِنجَانٌ هَذَا أَمْ عَسَلْ قَالَ النَّدِيمُ صَدَقَ السُّلْطَانُ * لاَ يَسْتَوِي شَهْدٌ وَبَاذِنجَانُ هَذَا الَّذِي غَنىَّ بِهِ الرَّئِيسُ * وَقَالَ فِيهِ الشِّعْرَ جَالِينُوسُ فِيهِ تِرْيَاقٌ يُعَالجُ السُّمَّا * وَيُسْتَخْدَمُ في عِلاَجِ الحُمَّى قَالَ وَلَكِنْ شَانَتْهُ مَرَارَة * وَمَا حَمِدْتُ مَرَّةً آثَارَه قَالَ نَعَمْ مُرٌّ وَهَذَا عَيْبُهُ * مُذْ كُنْتُ يَا مَوْلاَيَ لاَ أُحِبُّهُ هَذَا الَّذِي مَاتَ بِهِ بُقْرَاطُ * كَذَاكَ حَذَّرَ مِنهُ سُقْرَاطُ

فَالْتَفَتَ السُّلْطَانُ لِمَن حَوْلَهُ * وَقَالَ كَيْفَ تجِدُونَ قَوْلَهُ قَالَ النَّدِيمُ يَا سَيِّدَ النَّاسِ * دَعْ كَذِبي وَخُذْ مِنيِّ إِينَاسِي جُعِلْتُ كَيْ أُنَادِمَ السُّلْطَانَا * لاَ لِكَيْ أُنَادِمَ البَاذِنجَانَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي في أَسَاطِيرِهِ بِتَصَرُّف} ـــــــــــــــــــــــ رَأَيْتُ في بَعْضِ الرِّيَاضِ قُبَّرَة * تُطَيِّرُ ابْنَهَا بِأَعْلَى الشَّجَرَة وهْيَ تَقُولُ يَا عَرُوسَ العُشِّ * لاَ تَعْتَمِدْ عَلَى الجَنَاح الهَشِّ وَقِفْ عَلَى عُودٍ بِجَنْبِ عُودِ * وَافْعَلْ كَمَا أَفْعَلُ في الصُّعُودِ فَانْتَقَلَتْ مِنْ فَنَنٍ إِلى فَنَنْ * وَجَعَلَتْ لِكُلِّ نَقْلَةٍ زَمَنْ كَيْ يَسْتَرِيحَ الْفَرْخُ في الأَثْنَاءِ * فَلاَ يَمَلُّ ثِقَلَ الهَوَاءِ لَكِنَّهُ قَدْ خَالَفَ الإِشَارَة * لِكَيْ يُظْهِرَ لِلطَّيْرِ المَهَارَة

وَطَارَ في الفَضَاءِ حَتىَّ ارْتَفَعَا * فَخَانَهُ جَنَاحُهُ فَوَقَعَا فَانْكَسَرَتْ في الحَالِ رُكْبَتَاهُ * وَلَمْ يَنَلْ صَغِيرُنَا مُنَاهُ وَلَوْ تَأَنىَّ نَالَ مَا تَمنىَّ * وَعَاشَ طُولَ عُمْرِهِ مُهَنَّا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمْ يَتَّفِقْ مِمَّا جَرَى في المَرْكَبِ * كَكَذِبِ الْقِرْدِ عَلَى نُوحِ النَّبي فَإِنَّهُ كَانَ بِأَقْصَى السَّطْحِ * فَاشْتَاقَ مِن خِفَّتِهِ لِلْمَزْحِ وَصَاحَ يَا لَلطَّيْرِ وَالأَسْمَاكِ * لِمَوْجَةٍ تجِدُّ في إِهْلاَكِي فَبَعَثَ نُوحٌ لَهُ النُّسُورَا * فَوَجَدَتْهُ لاَهِيَاً مَسْرُورَا ثُمَّ أَتَى ثَانِيَةً يَصِيحُ * قَدْ ثُقِبَتْ مَرْكَبُنَا يَا نُوحُ فَأَرْسَل النَّبيُّ كُلَّ مَن حَضَرْ * فَلَمْ يَرَواْ لِذَاكَ الثُّقْبِ مِن أَثَرْ

وَبَيْنَمَا السَّفِيهُ يَوْمَاً يَلْعَبُ * جَادَتْ بِهِ عَلَى المِيَاهِ المَرْكَبُ فَسَمِعُوهُ في الدُّجَى يَنُوحُ * يَقُولُ إِنيِّ هَالِكٌ يَا نُوحُ سَقَطْتُ مِن حَمَاقَتي في المَاءِ * وَصِرْتُ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ فَلَمْ يُصَدِّقْ أَحَدٌ صِيَاحَهْ * وَقِيلَ حَقَّاً هَذِهِ وَقَاحَهْ قَدْ صَدَقَ لَعَمْرِي قَوْلُ مَنْ سَبَقْ * أَكْذَبُ مَا يُلْفَى الْكَذُوبُ إِنْ صَدَقْ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يُقَالُ إِنَّ اللَّيْثَ في ذِي الشِّدَّة * رَأَى مِنَ الذِّئْبِ صَفَا المَوَدَّة فَقَالَ يَا مَنْ صَانَ لي محِلِّي * في حَالَتَيْ وِلاَيَتي وَعَزْلي إِن عُدْتُ لِلأَرْضِ بِإِذْنِ اللهِ * وَعَادَ لي فِيهَا قَدِيمُ الجَاهِ أُعْطِيكَ عِجْليْنِ وَأَلْفَ شَاةِ * ثُمَّ تَكُونُ وَاليَ الْوُلاَةِ

وَصَاحِبَ اللِّوَاءِ في الذِّئابِ * وَقَاضِيَ الْوُحُوشِ في غِيَابي حَتىَّ إِذَا مَا تَمَّتِ الْكَرَامَةْ * وَوَطِئَ الأَرْضَ عَلَى السَّلاَمة سَعَى إِلَيْهِ الذِّئْبُ بَعْدَ شَهْرِ * وَهْوَ مُطَاعُ الرَّأْيِ مَاضِي الأَمْرِ فَقَالَ يَا مَنْ لاَ تُدَاسُ أَرْضُه * وَمَنْ لَهُ طُولُ الْفَضَا وَعَرْضُه قَدْ نِلْتَ مَا نِلْتَ مِنَ التَّكْرِيمِ * وَحَانَ وَقْتُ الْوَعْدِ وَالتَّسْلِيمِ قَالَ تجَرَّأْتَ وَسَاءَ زَعْمُكَا * فَمَنْ تَكُونُ يَا فَتى وَمَا اسْمُكَا أَجَابَهُ إِنْ كَانَ ظَنيِّ صَادِقَا * فَإِنَّني وَالي الْوُلاَةِ سَابِقَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حِكَايَةُ الكَلْبِ وَالحَمَامَة * تَشْهَدُ لِلجِنْسَيْنِ بِالكَرَامَة يُقَالُ كَانَ الكَلبُ ذَاتَ يَوْمِ * بَيْنَ الرِّيَاضِ غَارِقَاً في النَّوْمِ

فَجَاءَ مِنْ وَرَائِهِ الثُّعْبَانُ * مُنْتَفِخَاً كَأَنَّهُ الشَّيْطَانُ وَهَمَّ أَنْ يَغْدِرَ بِالأَمِينِ * فَرَقَّتِ الوَرْقَاءُ لِلمِسْكِينِ وَنَزَلَتْ حَتىَّ تُغِيثَ الكَلبَا * فَنَقَرَتْهُ نَقْرَةً فَهَبَّا فَحَمِدَ اللهَ عَلَى السَّلاَمَة * وَحَفِظَ الجَمِيلَ لِلحَمَامَة فَمَرَّ مَا مَرَّ مِنَ الزَّمَانِ * حَتىَّ أَتَى الصَّيَّادُ لِلمَكَانِ وَصَوَّبَ نحْوَ الحَمَامَةِ السِّلاَحْ * فَنَبَّهَ الكَلْبُ الوَرْقَاءَ بِالنُّبَاحْ فَأَسْرَعَتْ في الحَالِ بِالخَلاَصِ * وَسَلِمَتْ مِنْ طَائِشِ الرَّصَاصِ هَذَا هُوَ المَعْرُوفُ يَا أَهْلَ الفِطَن * النَّاسُ بِالنَّاسِ وَمَنْ يُعِن يُعَن {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي في أَسَاطِيرِهِ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَنَازَعَ الْغَزَالُ وَالخَرُوفُ * وَقَالَ كُلٌّ إِنَّهُ ظَرِيفُ

فَأَبْصَرَا التَّيْسَ فَظَنَّا أَنَّهُ * أَعْطَاهُ عَقْلاً مَن أَطَالَ ذِقْنَهُ فَكَلَّفَاهُ أَنْ يَبْحَثَ في الْفَلاَ * عَن حَكَمٍ لَهُ اعْتِبَارٌ في المَلاَ يَنْظُرُ في دَعْوَاهُمَا بِالدِّقَّة * عَسَاهُ يُعْطِي الحَقَّ مُسْتَحِقَّه فَسَارَ لِلْبَحْثِ بِلاَ تَوَاني * مُفْتَخِرَاً بِثِقَةِ الإِخْوَانِ يَقُولُ عِنْدِي نَظْرَةٌ كَبِيرَةْ * تَرْفَعُ شَأْنَ التَّيْسِ في الْعَشِيرَة وَذَاكَ أَنَّ أَفْضَلَ الثَّنَاءِ * مَا جَاءَ عَلَى أَلْسُنِ الأَعْدَاءِ لِذَا فَإِنيِّ إِنْ دَعَوْتُ الذِّيبَا * لاَ يَسْتَطِيعَانِ لَهُ تَكْذِيبَا فَجَاءَ لِلذِّيبِ وَقَالَ غَايَتي * أَنْتَ فَسِرْ مَعِي وَخُذْ بِلِحْيَتي وَقَادَهُ لِلْمَوْضِعِ المَعْرُوفِ * فَقَامَ بَيْنَ الظَّبيَ وَالخَرُوفِ وَقَالَ أَنَا لاَ أَقْضِي بِالظَّاهِرِ * فَمَزَّقَ الخَصْمَينِ بِالأَظَافِرِ

وَقَالَ لِلتَّيْسِ انْطَلِقْ لِشَأْنِكَا * مَا قَتَلَ الخَصْمَيْن غَيْرُ ذِقْنِكَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مِن أَعْجَبِ الأَخْبَارِ أَنَّ الأَرْنَبَا * لَمَّا رَأَى الدِّيكَ يَسُبُّ الثَّعْلَبَا وَهْوَ عَلَى الجِدَارِ في أَمَانِ * يَغْلِبُ بِالمَكَانِ لاَ الإِمْكَانِ دَاخَلَهُ الظَّنُّ بِأَنَّ المَاكِرَا * أَمْسَى مِنَ الضَّعْفِ يُطِيقُ السَّاخِرَا فَجَاءهُ يَلْعَنُ مِثْلَ الأَوَّلِ * عِدَادَ مَا في الأَرْضِ مِنْ مُغَفَّلِ فَعَصَفَ الثَّعْلَبُ بِالضَّعِيفِ * عَصْفَ أَخِيهِ الذِّيبِ بِالخَرُوفِ وَقَالَ لي في دَمِكَ المَسْفُوكِ * تَسْلِيَةٌ عَن خَيْبَتي في الدِّيكِ فَالْتَفَتَ الدِّيكُ إِلى الذَّبِيحِ * وَقَالَ قَوْلَ الْعَارِفِ الْفَصِيحِ مَا كُلَّنَا يَنْفَعُهُ لِسَانُهْ * في النَّاسِ مَنْ يُنْطِقُهُ مَكَانُهْ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بحر الرمل

بَحْرُ الرَّمَل: ======= {فَعِيلْ/فِعَالْ/فَعُولْ/} لاَحَ في الآفَاقِ جَبَّارُ السَّمَاءْ * كَانَ كَالمُخْتَالِ يحْتَلُّ الفَضَاءْ لَوْ تَرَاهُ قُلْتَ حُوتٌ طَائِرٌ * هَذِهِ الدُّنيَا لَهُ لجَّةُ مَاءْ أَبْيَضُ البَشْرَةِ فِضِّيٌّ إِذَا * لاَحَ ظَنَّتْهُ العُيُونُ ابْنَ ذُكَاءْ تَسْأَلُ الطَّيْرُ سِبَاعَ الجَوِّ عَنْ * ذَا الَّذِي يَسْبَحُ في جَوِّ السَّمَاءْ أَيُّهَا السَّائِلُ عَمَّا قَدْ رَأَى * لَكَ في مَمْلَكَةِ الجَوِّ العَزَاءْ آيَةٌ لَوْ أَنَّهُ فِيمَا مَضَى * قِيلَ إِحْدَى مُعْجِزَاتُ الأَنْبِيَاءْ أَبُسَاطٌ أَمْ بُرَاقٌ آخَرٌ * أَمْ خَيَالٌ مِن خَيَالِ الشُّعَرَاءْ مِثْلُهُ إِنْ كَانَ مَعْنىً لَمْ يَكُن * في المَعَاني غَيْرَ مَعْنى الكِبْرِيَاءْ مُعْجِزَاتُ الرُّسْلِ وَلىَّ عَصْرُهَا * وَتجَلَّتْ مُعْجِزَاتُ العُلَمَاءْ {ابْنُ ذُكَاء: أَيِ ابْنُ الشَّمْس 0 وَالْقَصِيدَةُ لمحَمَّدٍ الأَسْمَرِ في الطَّائِرَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَيُّهَا الأَشْبَالُ في النِّيلِ السَّعِيدْ * جَدِّدُواْ الآمَالَ لِلشَّعْبِ الشَّرِيدْ وَاعْمَلُواْ بِالحَزْمِ وَالعَزْمِ الحَدِيدْ * مِصْرُ نَادَتْ فَاسْتَجِيبُواْ لِلنِّدَاءْ سَارِعُواْ لِلْمَجْدِ يَا كَنْزَ الأَمَلْ * بِاتحَادٍ وَنِظَامٍ وَعَمَلْ كُلُّ مَنْ سَارَ عَلَى الدَّرْبِ وَصَلْ * انهَضُواْ وَاللهُ يَرْعَى الأَوْفِيَاءْ جَاءَ عَهْدُ النِّيلِ وَانْجَابَ الظَّلاَمْ * وَتَعَالى ذِكْرُنَا بَينَ الأَنَامْ وَمِنَ اليَوْمِ سَنَمْضِي لِلأَمَامْ * في حِمَى الرَّحْمَنِ في ظِلِّ اللِّوَاءْ مِصْرُ وَالسُّودَانُ مِن عَهْدٍ بَعِيدْ * إِخْوَةٌ في الدِّينِ وَالنِّيلِ المجِيدْ لَهُمَا مجْدٌ عَلَى الدَّهْرِ تَلِيدْ * خَالِدُ العِزَّةِ مَوْفُورُ الإِبَاءْ سَنَخُوضُ الهَوْلَ بحْرَاً مِنْ دِمَاءْ * فَحَيَاةُ الذُّلِّ وَالمَوْتُ سَوَاءْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف}

أَيُّهَا الأَشْبَالُ في النِّيلِ السَّعِيدْ * جَدِّدُواْ الآمَالَ لِلشَّعْبِ الشَّرِيدْ وَاعْمَلُواْ بِالحَزْمِ وَالعَزْمِ الحَدِيدْ * مِصْرُ نَادَتْ فَاسْتَجِيبُواْ لِلنِّدَاءْ سَارِعُواْ لِلْمَجْدِ يَا كَنْزَ الأَمَلْ * بِاتحَادٍ وَنِظَامٍ وَعَمَلْ كُلُّ مَنْ سَارَ عَلَى الدَّرْبِ وَصَلْ * انهَضُواْ وَاللهُ يَرْعَى الأَوْفِيَاءْ جَاءَ عَهْدُ النُّورِ وَانْجَابَ الظَّلاَمْ * وَتَعَالى ذِكْرُنَا بَينَ الأَنَامْ أَسْرِعُواْ مِن أَجْلِ تحْقِيقِ الرَّخَاءْ * في حِمَى الرَّحْمَنِ في ظِلِّ اللِّوَاءْ أَنْقِذُواْ إِخْوَانَكُمْ مِن هَؤُلاَءْ * فَحَيَاةُ الذُّلِّ وَالمَوْتُ سَوَاءْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} أَيُّهَا الأَشْبَالُ في النِّيلِ السَّعِيدْ * جَدِّدُواْ الآمَالَ لِلشَّعْبِ الشَّرِيدْ

ابْدَأُواْ وَاللهُ يَرْعَى الأَوْفِيَاءْ * في حِمَى الرَّحْمَنِ في ظِلِّ اللِّوَاءْ جَاءَ عَهْدُ النُّورِ وَانْجَابَ الظَّلاَمْ * وَتَعَالى ذِكْرُنَا بَينَ الأَنَامْ حَقِّقُواْ حُلْمَ الْعُرُوبَةِ في الرَّخَاءْ * مِصْرُ نَادَتْ فَاسْتَجِيبُواْ لِلنِّدَاءْ أَدْرِكُواْ الأَوْطَانَ يَا رَكْبَ الأَمَلْ * كُلُّ مَنْ سَارَ عَلَى الدَّرْبِ وَصَلْ أَنْقِذُواْ إِخْوَانَكُمْ مِن هَؤُلاَءْ * فَحَيَاةُ الذُّلِّ وَالمَوْتُ سَوَاءْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَنَّتِ الآذَانُ مِنْ لَفْظٍ لَهُ * وَاقْشَعَرَّتْ لِمَعَانِيهِ الجُلُود رَنَّتِ الآذَانُ مِنْ رُبْعٍ لَهُ * وَاقْشَعَرَّتْ لِمَعَانِيهِ الجُلُود {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَيْتَهُمْ كَانُواْ قُرُودَاً فَحَكَوْا * شِيَمَ الفَضْلِ كَمَا تحْكِي القُرُودْ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَدِّدُواْ الأَشْعَارَ في ذِكْرَى الشَّهِيدْ * وَارْفَعُواْ الأَعْلاَمَ في يَوْمِ الفَقِيدْ إِنَّ قَوْمَاً أَنْتَ عُنوَانٌ لَهُمْ * لَنْ يَنَالَ الدَّهْرُ مِنهُمْ مَا يُرِيدْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا فَتى الإِقْدَامِ يَا خَيْرَ الجُنُودْ * قَدْ جَرَى الدَّمْعُ دَمَاً فَوْقَ الخُدُودْ نمْ قَرِيرَ العَيْنِ قَدْ عَلَّمْتَنَا * كَيْفَ بِالرُّوحِ لَدَى الخَطْبِ نجُودْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَنْزِلُ البُؤْسُ عَلَى أَحْكَامِهِ * فَيَرَى أَحْكَامَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذْ

عَاذَ أَهْلُ الفَضْلِ مِنهُ بِفَتىً * ثَاقِبَ الزَّنْدِ وَلاَذُواْ بِمَلاَذْ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° اللَّيَالي غَادِيَاتٌ رَائِحَة * بِالدَّوَاهِي وَأَرَاكُمْ تَنْظُرُون مَا اتَّعَظْتُمْ بِمَا كَانَ البَارِحَة * لاَ وَلاَ أَنْتُمْ غَدَاً مُتَّعِظُون يَا لَهَوْلِ الخَطْبِ يَا لَلْفَادِحَة * أُمَّةٌ تَفْنى وَأَنْتُمْ تَلْعَبُون {أَبُو مَاضِي 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فِعَالُ/فِعَالِ/فِعَالاَ/فَعِيلُ/فَعِيلِ/فَعِيلاَ/فَعُولُ/فَعُولِ/فَعُولاَ} إِخْوَةٌ كَانَ أَبُوهُمْ صَالحَاً * فَهَدَاهُمْ رَبُّهُمْ لِلصَّالحَات {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كُنْتُ مِصْبَاحَاً فَصِرْتُ اليَوْمَ شَمْسَاً * أَطْفِئُواْ الشَّمْسَ إِذَا كُنْتُمْ رِجَالاَ {ابْنُ الرُّومِيّ}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° غَلَبَ القُوَّةَ بِالرِّفْقِ وَلَوْ * أَغْضَبُوهُ كَانَ جَبَّارَاً عَنِيدَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَتَظُنُّ اللهَ يَرْضَى عَنْكَ إِنْ * كُنْتَ خَوْفَ النَّقْدِ تُعْطِينَا النُّقُودَا أَعِدِ القُدْسَ إِلى أَبْنَائِهَا * وَأَعِدْ شَعْبَ فِلَسْطِينَ الشَّرِيدَا حَرَقُواْ الأَقْصَى وَلَوْ أَمْكَنَهُمْ * جَعَلُواْ الكَعْبَةَ لِلنَّارِ وَقُودَا {الشَّاعِرُ القَرَوِي / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنْتِ نِصْفِي الحُلْوُ قَالَتْ لَسْتُ نِصْفَاً * قُلْتُ أَنْتِ الْكُلُّ حُلْوٌ عَنْ يَقِينِ يَا مُنى قَلْبي أَقِلِّي في شِقَاقِي * إِنْ بَدَا رَأْسِي عَنِيدَاً أَنْتِ لِيني رَاحَتِ الحَسْنَاءُ تَبْكِي قُلْتُ أَهْلاً * قَدْ تَفَاهَمْنَا سَتَسْكُتُ بَعْدَ حِينِ

{عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعِيلَة/فِعَالَة/فُعَالَة/فُعُولَة/} مَاتَتِ الأَحْلاَمُ في أَرْضِ الحَقِيقَة * وَانْزَوَتْ في الْقَلْبِ آمَالٌ طَلِيقَة {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعَلْ/افْتَعَلْ/انْفَعَلْ/} كُلَّمَا سُرَّ بِهَا قَالَتْ لَهُ * زَادَكَ اللهُ سُرُورَاً وَفَرَحْ يَا حَبِيبي يَا مُنى * بِكَ زَادَ الْعَيْشُ طِيبَاً وَصَلُحْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ شِعْرِي سَارَ في كُلِّ بَلَدْ * وَاشْتَهَى إِنْشَادَهُ كُلُّ أَحَدْ {البُحْتُرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَلَّمَ الغَيْثَ النَّدَى حَتىَّ إِذَا * مَا وَعَاهُ عَلَّمَ البَأْسَ الأَسَدْ فَلَهُ الغَيْثُ مُقِرٌّ بِالنَّدَى * وَلَهُ اللَّيْثُ مُقِرٌّ بِالجَلَدْ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَشْرَبُ المَاءَ إِذَا مَا الْتَهَبَتْ * نَارُ أَحْشَائِي لإِطْفَاءِ اللهَبْ فَأَرَاهُ زَائِدَاً في حُرْقَتي * فَكَأَنَّ المَاءَ لِلنَّارِ حَطَبْ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° اطْلُبِ العِلْمَ وَلاَ تَكْسَلْ فَمَا * أَبْعَدَ الخَيْرَ عَلَى أَهْلِ الكَسَلْ لاَ تَقُلْ عَهْدٌ مَضَى أَرْبَابُهُ * كُلُّ مَنْ سَارَ عَلَى الدَّرْبِ وَصَلْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَلُمْني إِن أَنَا لُمْتُ القَضَا * وَلُمِ الدَّهْرَ الَّذِي أَخْنى عَلَيّ لَمْ تَدَعْ مِنيِّ اللَّيَالي غَرَضَا * وَالأَسَى لَمْ يُبْقِ مِنيِّ غَيرَ فيّ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ سَأَلْتَ عَن أُنَاسٍ هَلَكُواْ * شَرِبَ الدَّهْرُ عَلَيْهِمْ وَأَكَلْ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعَلُ/فَعَلاَ/فَعَلِ/فَعَلِي/مُفْتَعَلُ/فِعَلُ/فُعَلُ/} إِنَّهَا قِصَّةُ حُبٍّ كُتِبَتْ * بِحُرُوفِ الفِضَّةِ وَالذَّهَبِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَقُولُواْ نَحْنُ عُرْبٌ إِنَّنَا * لَهُمُ لاَ نَسْتَحِقُّ النَّسَبَا كَانَ هَذَا الشَّرْقُ في الدَّهْرِ فَتىً * حِينَ كَانَ الغَرْبُ طِفْلاً مَا حَبَا عَادَتِ الأَذْنَابُ رَأْسَاً في الوَرَى * وَغَدَا الرَّأْسُ لَدَيْهِمْ ذَنَبَا أَيْنَ نَحْنُ اليَوْمَ مِنْ رَكْبِ الأُلى * صَوَّرُوُاْ الأَقْمَارَ بَلْ وَالشُّهُبَا سَخَّرُواْ الذَّرَّةَ بَلْ قَدْ أَوْشَكُواْ * أَنْ يَنَالُواْ في السَّمَاءِ الكَوْكَبَا بَلَغُواْ لِلْبَحْرِ قَاعَاً وَانْثَنَواْ * في فَخَارٍ يَرْكَبُونَ السُّحُبَا

وَأَضَاءَ الكَوْنَ مَا جَاءواْ بِهِ * مِنْ فُنُونٍ أَثَارَتِ العَجَبَا قَدْ غَدَا العُرْبُ إِذَا مَا ضُرِبُواْ * لاَ يَهُبُّونَ إِلى مَنْ ضَرَبَا أَصْبَحُواْ مِثْلَ الدُّمَى عِنْدَ الْعِدَى * كَدَجَاجَاتٍ تَبِيضُ الذَّهَبَا فَفِلَسْطِينُ أُضِيعَتْ وَغَدَتْ * يَنْدُبُ اليَوْمَ بِهَا مَنْ نَدَبَا يَا بَني الإِسْلاَمِ هُبُّواْ وَانهَضُواْ * لاَ تَنَامُواْ بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبى رُبَّ سَيْفٍ صَارِمٍ يَوْمَاً نَبَا * وَجَوَادٍ سَابِقٍ يَوْمَاً كَبَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° شَاعِرٌ مِنْ يَوْمِهِ صِفْرُ اليَدِ * غَارِقٌ في دَيْنِهِ لِلأَبَدِ مَنْ رَآهُ قَالَ كَمْ ثَرْوَتُهُ * وَهْيَ صِفْرٌ عَنْ شِمَالِ العَدَدِ يُنْفِقُ في لَيْلَةٍ مَا عِنْدَهُ * تَارِكَاً للهِ تَدْبِيرَ الغَدِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأَرَى الأَيَّامَ لاَ تُدْني الَّذِي * أَرْتَجِي مِنْكِ وَتُدْني أَجَلِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {يَفْعَلُ/يَفْعَلاَ/افْعَلُواْ/افْعَلِي/افْعَلِ/افْعَلاَ/} إِنَّ لِلَّهِ جُنُودَاً لاَ تُرَى {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَيْسَ يَدْرِي الهَمَّ غَيْرُ المُبْتَلِي * طَالَ جُنحُ اللَّيْلِ أَوْ لَمْ يَطُلِ لاَ عَرَفْتُمْ مَا الهُمُومُ إِنَّهَا * شَيَّبَتْ رَأْسِي وَلَمْ أَكْتَهِلِ سَهِرَتْ مِثْلِي النُّجُومُ وَلَكِنْ * فَارِقٌ بَينَ المُعَنىَّ وَالخَلِي لَيْتَ شِعْرِي مَا الَّذِي أَعْجَبَهَا * فَهْيَ لاَ تَنْفَكُّ تَرْنُو مِن عَلِ أَنَا لاَ أَغْبِطُهَا خَالِدَةً * إِنَّمَا أَغْبِطُهَا لَمْ تَعْقِلِ أَيُّهَا القَلْبُ الَّذِي أَرْهَقَني * السَّلاَمَةُ في الجَهَالَةِ فَاجْهَلِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر أَوْ أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَصْدِقَاءُ عُرْوَةَ يَسْتَوْثِقُونَ مِنْ رَحِيلِهِ مَعَ الْقَافِلَة: عُرْوَ هَلْ تمْضِي مَعَ العِيرِ ==== عُرْوَة: ==== ==== ـ أَجَلْ * تَارِكَاً في الغَدِ هَذِي الأَرْبُعَا سَأَسُوقُ العِيرَ في عُرْضِ الفَلاَ * مُسْرِعَاً أَطْوِي بِهِنَّ البَلْقَعَا عَفْرَاء: في حِمَى الرَّحْمَنِ سَافِرْ رَاشِدَاً * حَفِظَ اللهُ فَتَانَا وَرَعَى عُرْوَة: لَسْتُ أَدْرِي كَيْفَ تَنأَى تَارِكَاً * بي سِهَامَاً يَخْتَرِمْنَ الأَضْلُعَا عَفْرَاء: لَمْ تَزَلْ بِالْقَلْبِ حَتىَّ قَدْ غَدَا * بِالأَنِينِ وَالحَنِينِ مُتْرَعَا فَحَنِيني في فُؤَادِي كَامِنٌ * يَبْعَثُ الشَّوْقَ إِلى أَنْ تَرْجِعَا وَأَنِيني مِنهُ عَيْني قَدْ غَدَتْ * طِيلَةَ اليَوْمِ تَفِيضُ أَدْمُعَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعَلْ/}

يَا رِجَالَ الدِّينِ يَا مِلْحَ الْبَلَدْ * مَنْ يُعِيدُ المِلْحَ إِن هُوَ قَدْ فَسَدْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلُ/فَعْلِ/فَعْلِي/فَعْلاَ/} أَيْنَ أَحْبَابٌ لَنَا يَا قَوْمُ أَيْنَا * فَارَقُونَا فَكَأَنَّا مَا الْتَقَيْنَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا ابْنَةَ الزَّهْرَاءِ يَا أَنْدَلُسِيَّة * لَمْ تَزَلْ فِيكِ مِنَ الْعُرْبِ بَقِيَّة حُرَّةٌ شَامخَةُ الرَّأْسِ أَبِيَّة * لَمْ تُفَرِّقْهَا مَسَاعٍ أَجْنَبِيَّة {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي أَوْ هَاشِمٌ الرِّفَاعِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {يَفْعَلُه/تَفْعَلُه/أَفْعَلُه/مَفْعَلَة/فَعْلُه/فَعْلَة/فَعْلِه/} هَزِئَ الشَّاعِرُ مِنهُمْ قَائِلاً * بَلَغَ السُّوسُ أُصُولَ الشَّجَرَة

إِنَّ مَنْ تَبْكُونَهُ يَا سَادَتي * كَالَّذِي تَشْكُونَ فِيكُمْ بَطَرَهْ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَاعِلُه/فَاعِلَة/فَاعِلُه/} {فَعِلُ/عَعَلاَ/فَعِلِي/} يَتَمَنىَّ المَرْءُ في الصَّيْفِ الشِّتَا * فَإِذَا جَاءَ الشِّتَا أَنْكَرَهُ فَهْوَ لاَ يَرْضَى بحَالٍ وَاحِدٍ * قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{مُنَوَّعَات/مَتَعَدِّدَات/} نَظَرَ اللَّيْثُ إِلى ثَوْرٍ سَمِينْ * كَانَ بِالْقُرْبِ عَلَى حَقْلٍ أَمِينْ فَاشْتَهَتْ مِنْ لحْمِهِ نَفْسُ الرَّئِيسْ * وَكَذَا الأَنْفُسُ يُصْبِيهَا النَّفِيسْ قَالَ لِلثَّعْلَبِ يَا ذَا الاِحْتِيَالْ * رَأْسُكَ المحْتَالُ أَوْ ذَاكَ الْغَزَالْ فَدَعَا لِلَّيْثِ بِالْعُمْرِ الطَّوِيلْ * وَمَضَى في الحَالِ لِلأَمْرِ الجَلِيلْ وَأَتَى الحَقْلَ وَقَدْ جَنَّ الظَّلامْ * فَرَأَى الْعِجْلَ فَأَهْدَاهُ السَّلاَمْ قَائِلاً يَا أَيُّهَا المَوْلى الْوَزِيرْ * أَنْتَ أَهْلُ الْعَفْوِ وَالبِرِّ الْغَزِيرْ حَمَلَ الذِّئْبَ عَلَى قَتْلِي الحَسَدْ * فَوَشَى بي عِنْدَ مَوْلانَا الأَسَدْ فَقَصَدْتُ صَاحِبَ الجَاهِ الرَّفِيعْ * وَهْوَ فِينَا لَمْ يَزَلْ نِعْمَ الشَّفِيعْ

فَبَكَى الثَّوْرُ لأَقْوَالِ الخَبِيثْ * وَدَنَا يَسْأَلُ عَنْ شَرْحِ الحَدِيثْ قَالَ هَلْ تَجْهَلُ يَا حُلْوَ الصِّفَاتْ * أَنَّ مَوْلانَا أَبَا الأَفْيَالِ مَاتْ فَرَأَى السُّلْطَانُ في الرَّأْسِ الْكَبِيرْ * مَوْطِنَ الحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ الْغَزِيرْ وَرَآكُمْ خَيْرَ مَنْ يُسْتَوْزَرُ * وَلأَمْرِ المُلْكِ رُكْنَاً يُذْخَرُ وَلَقَدْ عَدُّواْ لَكُمْ بَينَ الجُدُودْ * عِجْلُ آبِيسَ وَمَعْبُودَ الْيَهُودْ فَأَقَامُواْ لِمَعَالِيكُمْ سَرِيرْ * عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ مُزْدَانٍ كَبِيرْ وَاسْتَعَدَّ الطَّيْرُ وَالْوَحْشُ لِذَاك * في انْتِظَارِ السَّيِّدِ الْعَالي هُنَاك

فَإِذَا قُمْتُمْ بِأَعْبَاءِ الأُمُورْ * وَانْتَهَى الأُنْسُ إِلَيْكُمْ وَالسُّرُورْ بَرِّئُوني عِنْدَ سُلْطَانِ الزَّمَان * وَاطْلُبُواْ لي العَفْوَ مِنهُ وَالأَمَان وَأَنَا عَبْدٌ شَكُورٌ وَمُطِيعْ * أَخْدُمُ المُنعِمَ جُهْدَ المُسْتَطِيعْ فَأَحَدَّ الثَّوْرُ قَرْنَيْهِ وَقَالْ * أَنْتَ مُنْذُ الْيَومِ جَارِي لاَ تُنَالْ فَامْضِ وَاكْشِفْ لي إِلى اللَّيْثِ الطَّرِيقْ * أَنَا لاَ يَشْقَى بِصُحْبَتِهِ الصَّدِيقْ فمَضى الخِلاَّنِ تَوَّاً لِلفَلاَة * ذَا إِلى المَوْتِ وَهَذَا لِلنَّجَاة وَهُنَاكَ افْتَرَسَ اللَّيْثُ الْوَزِيرْ * وَحَبَا الثَّعْلَبَ مِنهُ بِالْيَسِيرْ فَانْثَنىَ يَضْحَكُ مِنْ طَيْشِ الْعُجُولْ * وَجَرى في حَلْبَةِ الفَخْرِ يَقُولْ سَلِمَ الثَّعْلَبُ بِالرَّأْسِ الصَّغِيرْ * فَفَدَاهُ كُلُّ ذِي رَأْسٍ كَبِيرْ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف}

بحر الوافر

بَحْرُ الوَافِر: ======= تَعَالى يَا فَرِيقُ هُنَا تَعَالى * فَذَمُّكَ بَيْنَنَا أَمْسَى حَلاَلاَ لِمَن أُهْدِي القَصِيدَةَ لَيْتَ شِعْرِي * أَأُهْدِيهَا {فُلاَنَاً} أَمْ {فُلاَنَاً} كِلاَ البَطَلَينِ فِرْقَتُهُ تَبَارَتْ * فَمَا سَاوَواْ بِلِعْبِهِمُ العِيَالاَ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَيُذْكَرُ سِيبَوَيْهِ وَنَحْنُ فِينَا * أَمِينُ تُرَاثِهِ عَبْدُ {السَّمِيعِ} إِذَا بَلَغَ الذُّرَى بِالضَّادِ قَوْمٌ * رَأَيْنَاهُ عَلَى رَأْسِ الجَمِيعِ مَتى يَنْطِقْ فَنَحْنُ لَهُ أُسَارَى * كَعَادَةِ كُلِّ نَابِغَةٍ ضَلِيعِ جَنَيْنَا مِنهُ زَهْرَ الرَّوْضِ حَتىَّ * ظَنَنَّا فَصْلَنَا فَصْلَ الرَّبِيعِ إِذَا مَا ذَاقَتِ الفُصْحَى اضْطِهَادَاً * تَلُوذُ لَدَيْهِ بِالحِصْنِ المَنِيعِ وَلَسْتُ لَهُ أُذِيعُ اليَوْمِ فَضْلاً * فَمَا احْتَاجَ النَّهَارُ إِلى مُذِيعِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لِيَذْهَبَ مَن أَرَادَ فَلَسْتُ آسَى عَلَى مَنْ مَاتَ بَعْدَكَ يَا [يَزِيدُ] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُطَوِّفُ مَا أُطَوِّفُ ثُمَّ آوِي إِلى بَيْتٍ كَبَيْتِ أَخِي [//5/] أُطَوِّفُ مَا أُطَوِّفُ ثُمَّ آوِي إِلى بَيْتٍ كَبَيْتِ أَبي [//5/] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا قَالَتْ [//5/] ُ فَصَدِّقُوهَا * فَإِنَّ الْقَوْلَ مَا قَالَتْ [//5/] ُ إِذَا قَالَ [//5/] ُ فَصَدِّقُوهَا * فَإِنَّ الْقَوْلَ مَا قَالَ [//5/] ُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا مَا الرِّزْقُ أَحْجَمَ عَنْكَ يَوْمَاً * وَأَلجَأَكَ الزَّمَانُ إِلى [//5/] فَسَوْفَ تَرَاهُ ذَا وَجْهٍ عَبُوسٍ * كَأَنَّ عَلَيْهِ أَرْزَاقَ العِبَادِ فَسَوْفَ تَرَاهُ ذَا وَجْهٍ عَبُوسٍ * كَأَنَّ عَلَيْهِ أَرْزَاقَ الأَنَامِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فِعَالُ/فِعَالِ/فِعَالاَ/فِعَاهُ/فِعَاهَا/} بِأَنْفَاسٍ كَأَنْفَاسِ الخُزَامَى * قُبَيْلَ الصُّبْحِ بَلَّتْهَا السَّمَاءُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنَّ أَبي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي * لِعِرْضِ محَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ {حَسَّانُ بْنُ ثَابِت} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَقَالُواْ لَوْ تَشَاءُ سَلَوْتَ عَنهَا * فَقُلْتُ لَهُمْ فَإِنيِّ لاَ أَشَاءُ {قَيْسُ بْنُ المُلَوَّحِ الْعَامِرِيّ / مَجْنُونُ لَيْلَى} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا نِيكَتْ بَنَاتُكَ صَاحَ دِيكٌ * وَصَوَّتَ في اسْتِ أُمِّكَ بَبَّغَاءُ {ابْنُ الرُّومِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لِسَاني صَارِمٌ لاَ عَيْبَ فِيهِ * وَبحْرِي لاَ تُكَدِّرُهُ الدِّلاَءُ {حَسَّانُ بْنُ ثَابِت} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا مَا المَدْحُ كَانَ بِلاَ ثَوَابٍ * مِنَ المَمْدُوحِ فَهْوَ لَهُ هِجَاءُ لأَنَّ النَّاسَ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِمْ * أَمَنْعٌ كَانَ مِنهُ أَمْ عَطَاءُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يُرِيدُ المَرْءُ أَنْ يُؤْتَى مُنَاهُ * وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ مَا يَشَاءُ وَما مِنْ شِدَّةٍ نَزَلَتْ بِقَوْمٍ * وَإِلاَّ سَوْفَ يَتْبَعُهَا الرَّخَاءُ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ يُنْسَبُ لِلإِمَامِ الشَّافِعِيّ، كَمَا نُسِبَ لِقَيْسِ بْنِ الخَطِيم، وَالآخَرُ لأَبي تَمَّام} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَأَعْرِضُ حَاجَتي أَمْ قَدْ كَفَانِي * حَيَائِي إِنَّ شِيمَتَكَ الحَيَاءُ إِذَا أَثْني عَلَيْكَ المَرْءُ يَوْمَاً * كَفَاهُ مِنْ تَعَرُّضِهِ الثَّنَاءُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَأَجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَرَ قَطُّ عَينٌ * وَأَكْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النِّسَاءُ خُلِقْتَ مُبَرَّءً امِنْ كُلِّ عَيْبٍ * كَأَنَّكَ قَدْ خُلِقْتَ كَمَا تَشَاءُ {حَسَّانُ بْنُ ثَابِت} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَبَعْضُ خَلاَئِقِ الأَقْوَامِ دَاءُ * كَدَاءِ الكَلْبِ لَيْسَ لَهُ شِفَاءُ وَبَعْضُ خَلاَئِقِ الأَقْوَامِ دَاءُ * كَدَاءِ الْبَطْنِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءُ {قَيْسُ بْنُ الخَطِيم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَأَمَّا الأَذْكِيَاءُ فَأَهْلُ مَكْرٍ * وَأَمَّا الأَتْقِيَاءُ فَأَغْبِيَاءُ {أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَتَهْزَأُ بِالدُّعَاءِ وَتَزْدَرِيْهِ * وَمَا تَدْرِي بِمَا صَنَعَ الدُّعَاءُ سِهَامُ اللَّيْلِ لاَ تُخْطِي وَلَكِنْ * لَهَا أَمَدٌ وَلِلأَمَدِ انْقِضَاءُ {الإِمَامُ الشَّافِعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَأَسْبَابُ العُلاَ في مِصْرَ شَتىَّ * وَأَبْرَزُهَا التَّمَلُّقُ وَالرِّيَاءُ فَكُنْ فِيهَا كَمَاءٍ كُلَّ حِينٍ * يُكَيِّفُهُ الإِنَاءُ كَمَا يَشَاءُ طُيُورُ الأَمْنِ طَارَتْ لَيْسَ إِلاَّ * نُسُورُ الظُّلْمِ طَابَ لهَا الْبَقَاءُ فَلاَ تَرْفَعْ إِلى الحُكَّامِ شَكْوَى * فَأُذْنُ العَدْلِ يُزْعِجُهَا النِّدَاءُ {البَيْتَانِ الأَوَّلاَن: لمحَمَّدٌ الأَسْمَر، وَالآخَرَانِ لِرَشِيد سَلِيم الخُورِي أَوْ إِلْيَاس فَرَحَات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

دَعِ الأَقْدَارَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ * وَطِبْ نَفْسَاً إِذَا حَكَمَ القَضَاءُ وَلاَ تجْزَعْ لحَادِثَةِ اللَّيَالي * فَمَا لحَوَادِثِ الدُّنيَا بَقَاءُ بَلَوْنَا مَا تَجِيءُ بِهِ اللَّيَالي * فَلاَ صُبْحٌ يَدُومُ وَلاَ مَسَاءُ وَأَتْعَبْنَا المَطَايَا في المَسَاعِي * فَمَا بَقِيَ النَّعِيمُ وَلاَ الشَّقَاءُ وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ المَنَايَا * فَلاَ أَرْضٌ تَقِيهِ وَلاَ سَمَاءُ وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ وَلكِن * إِذَا نَزَلَ القَضَا ضَاقَ الفَضَاءُ

نُعَلَّلُ بِالدَّوَاءِ إِذَا مَرِضْنَا * وَهَلْ يَشْفِي مِنَ المَوْتِ الدَّوَاءُ وَنَأْتي بِالطَّبِيبِ وَهَلْ طَبِيبٌ * يُؤَخِّرُ مَا يُقَدِّمُهُ القَضَاءُ أَرَى جَرْعَ الحَيَاةِ أَمَرَّ شَيْءٍ * فَشَاهِدْ صِدْقَ ذَلِكَ إِذ تُقَاءُ سَأَلْنَاهَا البَقَاءَ عَلَى أَذَاهَا * فَقَالَتْ عَنْكُمُ حُظِرَ البَقَاءُ {الأَوَّلُ وَالثَّاني، وَالخَامِسُ وَالسَّادِس: لِلإِمَامِ الشَّافِعِيّ، وَالثَّالِثُ وَالرَّابِعُ لِلشَّرِيفِ الرَّضِيّ 0 بِاسْتِثْنَاءِ الشَّطْرَةِ الأُولى مِنَ الْبَيْتِ الرَّابِعِ فَهْيَ لي، وَالْبَيْتَانِ الآخَرَانِ لأَبي العَلاَءِ المَعَرِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَأَنَّى تُمْطِر الأَرْضُ السَّمَاءَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يُحَرِّمُ بَيْنَنَا شُرْبَ الخُمُورِ * وَيَشْرَبُهَا عَلَى عَمْدٍ مَسَاءَ ا مَتى يُخْطِئْ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَا * فَمِنْ جِهَتَينِ لاَ جِهَةٍ أَسَاءَ ا {أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَبَعْضُ المَدْحِ أَشْبَهُ بِالهِجَاءِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° طَعَامُ الصَّالحِينَ دَوَاءُ دَاءٍ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأَصْبَحْنَا نَتُوقُ إِلى نَبيٍّ * وَقَدْ وَلىَّ زَمَانُ الأَنْبِيَاءِ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَلَيْسَ وَرَاءَهَا غَيْرُ التَّجَنيِّ * وَلَيْسَ أَمَامَنَا غَيْرُ الدُّعَاءِ فَلَيْسَ وَرَاءَهُمْ غَيْرُ التَّجَنيِّ * وَلَيْسَ أَمَامَنَا غَيْرُ الدُّعَاءِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَبِ الدُّنيَا تُقَادُ إِلَيْكَ عَفْوَاً * أَلَيْسَ مَصِيرُ ذَاكَ إِلى فَنَاءِ {أَبُو العَتَاهِيَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بِشِعْرٍ يَعْجَبُ الشُّعَرَاءُ مِتهُ * قَوِيٍّ في العِتَابِ وَفي الهِجَاءِ {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِشِعْرٍ يَعْجَبُ الشُّعَرَاءُ مِتهُ * قَوِيٍّ في الرِّثَاءِ وَفي الهِجَاءِ {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَرِيحُوني فَلَسْتُمْ أَصْدِقَائِي * وَلَكِنيِّ يَزِيدُ بِكُمْ شَقَائِي أَصَدِّقُكُمْ تُكَذِّبُني عُيُوني * وَأَسْتَغْبي فَيُنْكِرُني ذَكَائِي فَلاَ تَثِقَنَّ بِالحَمْقَى بَتَاتَاً * وَلَوْ كَانُواْ بَني مَاءِ السَّمَاءِ {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ فَقَطْ لِعِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَصَدِّقُهَا تُكَذِّبُني عُيُوني * وَأَسْتَغْبي فَيُنْكِرُني ذَكَائِي فَلاَ تَثِقَنَّ عُمْرَكَ بِالنِّسَاءِ * وَلَوْ كَانُواْ بَني مَاءِ السَّمَاءِ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ فَقَطْ لِعِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَمَا إِنَّ الزَّمَانَ بَرَى عِظَامِي * وَمَا لي كَالدَّرَاهِمِ مِنْ دَوَاءِ وَلَكِنَّ الزَّمَانَ بَرَى عِظَامِي * وَمَا لي كَالدَّرَاهِمِ مِنْ دَوَاءِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

دَعَوْتُ اللهَ تَعْلُو ثُمَّ تَعْلُو * عُلُوَّ النَّجْمِ في كَبِدِ السَّمَاءِ فَلَمَّا أَن عَلاَ عَنَّا تَعَالى * فَكَانَ إِذَن عَلَى نَفْسِي دُعَائِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يُسَبِّحُ لِلرِّيَالِ إِذَا رَآهُ * وَيَسْجُدُ في الصَّبَاحِ وَفي المَسَاءِ يَبِيعُ لأَجْلِهِ عِيسَى وَمُوسَى * وَأَحْمَدَ بَلْ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ إِذَا طَالَبْتَهُ يَوْمَاً بِفِلْسٍ * أُصِيبَ بِنَكْبَةٍ وَبِأَلْفِ دَاءِ {عَبْدُ اللَّطِيفِ الخَشِن} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا قَصَّرْتُ في يَوْمِ اللِّقَاءِ * فَعَطْفُ اللهِ أَرْجَى مِنْ دُعَائِي نَزَلْتُ بِأَكْرَمِ الْكُرَمَاءِ ضَيْفَاً * أَيُظْمِئُني لَدَيْهِ نَفَادُ مَائِي لَقَدْ لاَقَيْتُ في المَخْلُوقِ عَطْفَاً * أَلَن أَلْقَاهُ في رَبِّ السَّمَاءِ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

رَأَيْتُ الخَطْبَ جَلَّ عَنِ الْعَزَاءِ * فَفَاضَ الشِّعْرُ يَنْطِقُ بِالرِّثَاءِ وَفَاضَ الدَّمْعُ مِن عَيْني غَزِيرَاً * كَأَنَّ عُيُونَنَا يُنْبُوعُ مَاءِ فَيَا مَنْ قَدْ حَزِنْتَ لِفَقْدِ خَالٍ * تجَمَّلْ إِنَّهُ حُكْمُ القَضَاءِ وَدِدْنَا أَنْ يَعِيشَ النُّبْلُ دَهْرَاً * وَأَنْ تحْيى المَكَارِمُ في ارْتِقَاءِ وَكُنَّا نَبْتَغِي لِلْجُودِ عُمْرَاً * وَنَرْجُو لِلنَّدَى طُولَ البَقَاءِ وَلَكِنَّ المَنِيَّةَ عَاجَلَتْنَا * وَأَوْدَتْ بِالكَرِيمِ أَبي السَّخَاءِ وَأَصْبَحْنَا نَتُوقُ إِلى نَبيٍّ * وَقَدْ وَلىَّ زَمَانُ الأَنْبِيَاءِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف 0 بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَخِيرِ؛ فَهُوَ لِعِصَامِ الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَيَا مَنْ صَارَ ضُحْكَةَ كُلِّ رَاءِ * صَغُرْتَ وَصِرْتَ أَغْبى الأَغْبِيَاءِ صَغُرْتَ عَنِ المَدِيحِ فَقُلْتُ يُهْجَى * فَإِذْ بِكَ قَدْ صَغُرْتَ عَنِ الهِجَاءِ وَمَا فَكَّرْتُ قَبْلَكَ في محَالٍ * وَلاَ جَرَّبْتُ سَيْفِيَ هَبَاءِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

صُوَيْحِبَاتُ عَفْرَاء: فَيَا عَفْرَاءُ طَالَ بِنَا جُلُوسٌ * وَسَاعَاتُ السُّرُورِ إِلى انْقِضَاءِ وَآنَ لَنَا القِيَامُ فَطِبْتِ يَوْمَاً * وَهَيَّا يَا سُعَادُ إِلى اللِّقَاءِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} بَقِيَتْ عَفْرَاءُ وَحْدَهَا تحَدِّثُ نَفْسَهَا وَتَقُول: أَرَى في الغَيْبِ أَخْطَارَاً كِبَارَا * محُوطَاتٍ بِأَسْتَارِ الخَفَاءِ فَمَا نَطَقَتْ رَبَابُ بِغَيْرِ حَقٍّ * وَإِن أَمَّلتُ خَيْرَاً في القَضَاءِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَقَبْلَ الغَيْثِ يجْتَمِعُ السَّحَابُ {أَبُو مَاضٍ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° [//5] إِلاَّ إِذَا شَابَ الْغُرَابُ {عَامِرُ بْنُ طُفَيْلٍ الْعَامِرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَيَبْقَى الوُدُّ مَا بَقِيَ العِتَابُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَرَفَّقْ أَيُّهَا المَوْلى عَلَيْنَا * فَإِنَّ الرِّفْقَ بِالجَانِي عِتَابُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا نَدْرِي أَغَيَّرَهُمْ تَنَاءٍ * أَمِ الحَدَثَانُ أَمْ مَالاً أَصَابُواْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَجَوْتُكَ مَرَّةً وَعَتَبْتُ أُخْرَى * فَمَا أَغْنى الرَّجَاءُ وَلاَ العِتَابُ لَكَ اللهُ خَلِيلاً صَارَ ذِكْرَى * فَآخِرُ عَهْدِنَا هَذَا الكِتَابُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَتَنْبَحُ بَيْنَنَا هَذِي الكِلاَبُ * لَعَمْرُ اللهِ قَدْ جَلَّ المُصَابُ وَيَشْتُمُني دَنيءٌ ذُو غَبَاءٍ * فَلاَ وَاللهِ لاَ كَانَ العِتَابُ مَسِيخَ الدَّجْلِ قُمْتَ بِغَيْرِ وَقْتٍ * لَنَا تَهْذِي فَأَخْطَأَكَ الصَّوَابُ سَيَرْوِي النَّاسُ لي فِيكَ الأَهَاجِي * فَتَعْشَقُ أَنْ يُوَارِيَكَ التُّرَابُ إِذَا كَانَ الغُرَابُ دَلِيلَ قَوْمٍ * فَلاَ فَلَحُواْ وَلاَ فَلَحَ الغُرَابُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

محَجَّبَةٌ وَهَلْ يُغْني الحِجَابُ * وَيَكْمُنُ تحْتَهُ حُسْنٌ عُجَابُ جَمَالٌ وَالحِجَابُ لَهُ إِطَارٌ * وَقَصْرٌ حَوْلَهُ سُورٌ وَبَابُ أَلَمْ تَرَ أَنَّ وَجْهَ الْبَدْرِ أَحْلَى * إِذَا أَمْسَى يُحِيطُ بِهِ السَّحَابُ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَيْسَ بِعَامِرٍ بُنيَانُ قَوْمٍ * إِذَا أَخْلاَقُهُمْ كَانَتْ خَرَابَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي}

رُوَيْدَكِ أَمْسِكِي عَني العِتَابَا * وَقُولي إِن أَصَبْتُ لَقَدْ أَصَابَا {جَرِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَمْ أَرَ مِثْلَ حُكْمِ اللهِ حُكْمَاً * وَلَمْ أَرَ دُونَ بَابِ اللهِ بَابَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَعَدَّ اللهُ لِلشُّعَرَاءِ مِنيِّ * صَوَاعِقَ يُخْضِعُونَ لَهَ الرِّقَابَا {جَرِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا غَضِبَتْ عَلَيْكَ بَنُو تَمِيمٍ * حَسِبْتَ النَّاسَ كُلَّهُمُ غِضَابَا {جَرِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَلاَ لاَ دَرَّ دَرُّكَ مِنْ طَبِيبٍ * تُسَلِّطُ كَلْبَتَيْكَ عَلَى الغَزَالِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَغُضَّ الطَّرْفَ إِنَّكَ مِنْ نُمَيرٍ * فَلاَ كَعْبَاً بَلَغْتَ وَلاَ كِلاَبَا وَلَوْ وُزِنَتْ عُقُولُ بَني نُمَيْرٍ * بِمِيزَانٍ لَمَا بَلَغَتْ ذُبَابَا {جَرِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بِنَفْسِي مَن أَزُورُ فَلاَ أَرَاهُ * وَيَضْرِبُ دُونَهُ الخَدَمُ الحِجَابَا أَخَالِدَ لَوْ سَأَلْتِ عَلِمْتِ أَنِّي * لَقِيتُ بِحُبِّكِ الْعَجَبَ الْعُجَابَا {جَرير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَا اسْتَعْصَى عَلَى قَوْمٍ مَنَالٌ * إِذَا مَا الجِدُّ كَانَ لَهُمْ رِكَابَا وَمَا نَيْلُ المَطَامِحِ بِالتَّمَنيِّ * وَلَكِنْ تُؤْخَذُ الدُّنيَا غِلاَبَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَيَا وَطَني لَقِيتُكَ بَعْدَ يَأْسٍ * كَأَنيِّ قَدْ لَقِيتُ بِكَ الشَّبَابَا وَكُلُّ مُسَافِرٍ سَيَئُوبُ يَوْمَاً * إِذَا كَتَبَ الإِلَهُ لَهُ الإِيَابَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ وَلَدَتْهُ آمِنَةٌ ضِيَاءً * كَمَا تَلِدُ السَّمَاوَاتِ الشِّهَابَا فَكَانَ عَلَى سَمَاءِ الْبَيْتِ نُورَاً * يُضِيءُ جِبَالَ مَكَّةَ وَالهِضَابَا وَمَا عَرَفَ الْبَلاَغَةَ ذُو بَيَانٍ * إِذَا لَمْ يَتَّخِذْكَ لَهُ كِتَابَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

" شِبِينُ الكُومِ " تهْزِمُنَا وَطَنْطَا * يُقَصِّرُ يَوْمُهَا مِنَّا الرِّقَابَا وَفي الإِسْكَنْدَرِيَّةِ جَاءَ مِنهَا * وَقَدْ مَلأَتْ هَزِيمَتُهُ الجِرَابَا وَفِرْقَةُ الاَسْمَاْعِيلِي لاَعَبَتْنَا * وَقَدْ مَسَحَتْ بِسُمْعَتِنَا التُّرَابَا وَبَينَ الشَّوْطِ " يَطْفَحُ " بُرْتُقَالاً * شَرَوْهُ لَهُ بِأَمْوَالِ " الغَلاَبَة " وَلَوْ في الأَمْرِ كَانَ لَنَا اخْتِيَارٌ * لَقَدَّمْنَا بَلاَغَاً لِلنِّيَابَة أَرِيحُونَا فَإِنَّا قَدْ شَبِعْنَا * مخَازِيَ وَاكْسَبُواْ فِينَا ثَوَابَا عَلَيْكُمْ بِالشَّوَارِعِ " وَالحَوَارِي " * وَفِيهَا فَالْعَبُواْ كُرَةً شَرَابَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف}

تَمُرُّ بِنَا اللَّيَالي حَامِلاَتٍ * لِهَوْلٍ إِنْ رَآهُ الطِّفْلُ شَابَا فَكَمْ مِنْ مجْلِسٍ فِيهَا جَلَسْنَا * فَدَارَ حَدِيثُنَا شَهْدَاً مُذَابَا وَكَمْ أَمَلٍ حَلُمْنَا أَنْ نَرَاهُ * فَلَمْ نجِدِ المُنى إِلاَّ سَرَابَا وَمَا فَتِئَ الزَّمَانُ يَدُورُ حَتىَّ * أَعَادَ بَشَاشَةَ الوَجْهِ اكْتِئَابَا تَفَرَّقَ شَمْلُنَا بَعْدَ اجْتِمَاعٍ * وَعَامِرُ أُنْسِنَا أَمْسَى خَرَابَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ كَبِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أُثَالَة [ابْنُ عَمٍّ عَفْرَاء، رَآهَا فَسَلَبَتْ عَقْلَهُ فَطَلَبَ يَدَهَا وَأَمَّلَ في عَمِّهِ خَيْرَاً] فَأَنْشَأَ يَقُولُ لَهُ أُثَالَة: فَمَاذَا قُلْتَ لي يَا عَمُّ قُلْ لي * فَإِنَّ القَلبَ يَنْتَظِرُ الجَوَابَا أَتَيْتُكَ أَبْتَغِي رِيَّاً لِقَلبٍ * يحَمِّلُني عَلَى ظَمَئِي عَذَابَا تجَشَّمْتُ المَتَاعِبَ لاَ أُبَالي * بهَا وَرَكِبْتُ في البِيدِ الصِّعَابَا وَفي رَأْسِي مِنَ الأَفْكَارِ سَيْلٌ * يَفِيضُ بِهَا وَيَنْصَبُّ انْصِبَابَا تَمُوجُ بِهِ الخَوَاطِرُ لَسْتُ أَدْرِي * أَأَخْطَأَ في الخَوَاطِرِ أَمْ أَصَابَا وَمَا أَدْرِي أَأَرْجِعُ في هَنَاءٍ * وَقَدْ أَسْقَيْتَني شَهْدَاً مُذَابَا أَمِ الآمَالُ تخْدَعُ آمِلِيهَا * فَيَظْهَرُ مَاؤُهَا لَهُمُ سَرَابَا فَلاَ تَبْخَلْ بِمَا أَبْغِي وَإِلاَّ * فَقَدْ جَرَّعْتَني غُصَصَاً وَصَابَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ عُرْوَةَ بْنِ حِزَام بِتَصَرُّف}

هُصَر: عَزِيزٌ جَاءَ يَسْأَلُنَا عَزِيزَاً * يَرِفُّ عَلَى الحِمَى فِينَا شِهَابَا وَلَيْسَ لِرَفْضِ مَطْلَبِهِ سَبِيلٌ * وَلَوْ طَلَبَ النُّفُوسَ أَوِ الرِّقَابَا فَإِنْ تَكُ عِنْدَنَا عَفْرَاءُ تَاجَاً * يَزِينُ لَنَا المَنَازِلَ وَالقِبَابَا فَإِنَّكَ مُذْ وَطِئْتَ لَنَا دِيَارَاً * رَأَيْنَا مِنْ فَضَائِلِكَ العُجَابَا وَيَا وَلَدِي لَئِنْ فَتَّشْتُ أَبْغِي * مِنَ الفِتْيَانِ أَرْفَعَهُمْ نِصَابَا لمَا أَلفَيْتُ غَيْرَكَ خَيْرَ كُفْءٍ * لَهَا في البِيدِ قَدْ فَاقَ الشَّبَابَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف}

أُثَالَةُ في فَرَحٍ شَدِيد: فَدَتْكَ النَّفْسُ مِن عَمٍّ كَرِيمٍ * وَلجْتُ إِلى الهَنَاءِ لَدَيْهِ بَابَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَأَطْوَاقِ الحَمَائِمِ في الرِّقَابِ {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَقَدْ طَوَّفْتُ بِالآفَاقِ حَتىَّ * رَضِيتُ مِنَ الغَنِيمَةِ بِالإِيَابِ {امْرُؤُ القَيْس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَهُنَّ مَتى احْتَسَبنَ الشَّيْبَ ذَنْبَاً * عَلَى رَجُلٍ فَلَيْسَ بِمُسْتَتَابِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَعَمْرُكَ مَا الحَيَاةُ لِكُلِّ حَيٍّ * إِذَا فَقَدَ الشَّبَابَ سِوَى عَذَابِ {ابْنُ الرُّومِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَنِ اتخَذَ الغُرَابَ لَهُ دَلِيلاً * سَيُنْزِلُهُ عَلَى جِيَفِ الكِلاَبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ مَا لِلنِّعَاجِ ثَغَتْ بِشَتْمِي * وَفي زَمَعَاتِهِنَّ دَمُ الضِّرَابِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَأَيْتُ خَمِيلَةً غَنَّاءَ فَاضَتْ * بِهَا الْغُدْرَانُ كَالشَّهْدِ المُذَابِ {البَيْتُ الأَوَّلُ فَقَطْ لِلشَّاعِرِ القَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَكُنْتُ الدَّهْرَ لَسْتُ أُطِيعُ أُنْثَى * فَصِرْتُ الْيَوْمَ أَطْوَعَ مِنْ ثَوَابِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِشِعْرٍ يَعْجَبُ الشُّعَرَاءُ مِتهُ * قَوِيٍّ في الرِّثَاءِ وَفي العِتَابِ {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِشِعْرٍ يَعْجَبُ الشُّعَرَاءُ مِتهُ * قَوِيٍّ في الهِجَاءِ وَفي العِتَابِ {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَلَيْتَ اللَّيْلَ فِيهَا نَابِغِيٌّ * وَمَرَّ نَهَارُهَا مَرَّ السَّحَابِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَتَرْجُو أَنْ تَظَلَّ وَأَنْتَ شَيْخٌ * كَمَا قَدْ كُنْتَ أَيَّامَ الشَّبَابِ لَقَدْ كَذَبَتْكَ نَفْسُكَ لَيْسَ ثَوْبٌ * جَدِيدٌ كَالقَدِيمِ مِنَ الثِّيَابِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا شَيْءٌ أَحَبُّ إِلى اللَّئِيمِ * إِذَا سَبَّ الكِرَامَ مِنَ الجَوَابِ مُتَارَكَةُ اللَّئِيمِ بِلاَ جَوَابٍ * أَشَدُّ عَلَى اللَّئِيمِ مِنَ السِّبَابِ {الخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الفَرَاهِيدِيّ}

فَهَلْ نِلْتَ الغِنى مِنْ بَعْدِ فَقْرٍ * تَمَرَّغَ مِنهُ أَنْفُكَ في التُّرَابِ وَهَلْ بَدَّدْتَ بِالآمَالِ يَأْسَاً * تَلَبَّدَ في طَرِيقِكَ كَالضَّبَابِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لِدُواْ لِلْمَوتِ وَابنُواْ لِلْخَرَابِ * فَكُلُّكُمُ يَصِيرُ إِلى ذَهَابِ أَلاَ يَا مَوتُ لَمْ أَرَ مِنْكَ مَنْجَى * أَتَيْتَ وَمَا تخَافُ وَلاَ تحَابي أَرَاكَ وَقَدْ هَجَمْتَ عَلَى مَشيِبي * كَمَا هَجَمَ المَشِيبُ عَلَى شَبَابي {أَبُو العَتَاهِيَة}

خَرَجْتُ مِنَ المَنَازِلِ وَالقِبَابِ * فَلَمْ يَصْعُبْ عَلَي أَحَدٍ حِجَابي وَمَا حَاسَبْتُ يَوْمَاً قَهْرَمَانَاً * محَاسَبَةً فَغَالَطَ في حِسَابِي وَلاَ خِفْتُ الذِّئَابَ عَلَى نِعَاجِي * وَلاَ خِفْتُ اللُّصُوصَ عَلَى دوابِّي فَمَنزِليَ الفَضَاءُ وَسَقْفُ بَيْتي * سَمَاءُ اللهِ أَوْ قِطَعُ السَّحَابِ فَأَنْتَ إِذَا أَرَدْتَ دَخَلْتَ بَيْتي * وَأَنْتَ إِذَا أَرَدْتَ قَرَعْتَ بَابي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَرَاعِي الشَّاةَ يحْمِي الذِّئْبَ عَنهَا * فَكَيْفَ لَوِ الذِّئَابُ هُمْ الرُّعَاةُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَرَرْتُ عَلى المُروء ةِ وَهْيَ تَبْكِي * فَقُلْتُ عَلاَمَ تَنْتَحِبُ الفَتَاةُ فَقَالَتْ كَيْفَ لاَ أَبْكِي وَأَهْلِي * جَمِيعَاً دُونَ خَلْقِ اللهِ مَاتُواْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأَشْقَى النَّاسِ حَظَّاً في الحَيَاةِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَمَا لِلمَرْءِ خَيرٌ في الحَيَاةِ * إِذَا مَا عُدَّ ضِمْنَ المُهْمَلاَتِ {قَطَرِيُّ بْنُ الْفُجَاءَ ةِ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَسُبْحَانَ الَّذِي صَبَّ الصَّبَايَا * وَمَنْ سَكَبَ الحَلاَوَةَ في الْبَنَاتِ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تُرَوِّعُنَا الجَنَائِزُ مُقْبِلاَتٍ * وَنَلْهُو حِينَ تَذْهَبُ مُدْبِرَاتٍ كَذِئْبٍ أَوْسَعَ الأَغْنَامَ رُعْبَاً * فَلمَّا غَابَ عَادَتْ رَاتِعَاتٍ

رَأَتْ عَيْنَايَ مَوْتيَ في حَيَاتي * وَصَكَّ مَسَامِعِي نَعْيُ النُّعَاةِ نَعَمْ صَدَقَ النُّعَاةُ فَمِصْرُ قَبرِي * وَعَيْشِي في نَوَاحِيهَا مَمَاتي {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا حَطَّتْ بِأَرْضِهِمُ الْبُغَاثُ * خَرَواْ بِثِيَابِهِمْ إِنْ لَمْ يُغَاثُواْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَبِالْيَأْسِ اسْتَرَاحَ مَنِ اسْتَرَاحَا {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° صَدِيقٌ كَانَ يخْفِضُ لي الجَنَاحَا {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلَّسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ المَطَايَا * وَأَنْدَى الْعَالَمِينَ بُطُونَ رَاحِ {جَرِير}

أَتَذْكُرُ لَيْلَةً حِينَ اجْتَمَعْنَا * نُحَدِّثُ بَعْضَنَا حَتىَّ الصَّبَاحِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تُؤَمِّلُ أَنْ تُعَمَّرَ وَالمَنَايَا * يَثِبْنَ عَلَيْكَ مِنْ كُلِّ النَّوَاحِي فَلاَ تَغْتَرَّ إِن أَمْسَيْتَ حَيَّاً * فَعَلَّكَ لاَ تَعِيشُ إِلى الصَّبَاحِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يُعَرِّضُ عِرْضَهُ عَمْدَاً لِشِعْرِي * لِيَغْسِلَ عِرْضَهُ بَعْدَ اتِّسَاخِ لِكَيْ يُرْوَى لَهُ في النَّاسِ شِعْرٌ * وَهَلْ تُجْنى الثِّمَارُ مِنَ السِّبَاخِ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف}

أَرِيحُونَا فَقَدْ ظَهَرَ الْفَسَادُ * وَضَجَّتْ مِنهُ في مِصْرَ الْعِبَادُ مَضَتْ سَبْعُونَ عَامَاً في انْتِظَارٍ * وَلَمَّا تَنْتَهِي السَّبْعُ الشِّدَادُ قَرَاصِنَةٌ أَبَادُواْ خَيْرَ مِصْرٍ * كَأَنَّهُمُ احْتِلاَلٌ أَوْ جَرَادُ سِوَى أَنَّ الجَرَادَ يَسُدُّ جُوعَاً * وَلَكِنْ مَا لجُوعِهِمُ انْسِدَادُ يَظَلُّ الشَّعْبُ طُولَ الْعَامِ يَسْقِي * بِأَرْضٍ مَا لَهَا أَبَدَاً حَصَادُ أَرِيحُواْ شَعْبَ مِصْرَ وَفَارِقُوهُ * فَوَاللهِ لَقَدْ شَكَتِ الْبِلاَدُ إِذَا في قُرْبِكُمْ لَمْ يُرْجَ نَفْعٌ * فَحَتْمَاً سَوْفَ يَنْفَعُ الاَبْتِعَادُ

عَجِبْتُ لمِصْرَ تُسْرَقُ مِنْ قُرُونٍ * وَمَا لِكُنُوزِهَا أَبَدَاً نَفَادُ أَشِيرُواْ لِلْفَسَادِ وَحَاصِرُوهُ * فَأَوَّلُ صَحْوَةِ الشَّعْبِ انْتِقَادُ فَإِنَّهُمُ رَمَادٌ فَوْقَ جَمْرٍ * فَهَلْ يَبْقَى إِذَا نُفِخَ الرَّمَادُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَمْ يَبْعُدْ عَلَى نَفْسٍ مَرَامٌ * إِذَا رَكِبَتْ لَهُ الهِمَمَ البِعَادَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَمَا اسْتَعْصَى عَلَى قَوْمٍ مَنَالٌ * إِذَا رَكِبَتْ لَهُ الهِمَمَ البِعَادَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَوْ في غَيرِ مِصْرَ سَبَبْتَ ظِلِّي * لَقُلتُ ابْنَ الخَبِيثَةِ كُنْ رَمَادَا {أَبُو نُوَاس / الحَسَنُ بْنُ هَانِئ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يُرِيدُ المَرْءُ أَنْ يُؤْتَى مُنَاهُ * وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ مَا أَرَادَا يَقُولُ المَرْءُ أَمْلاَكِي وَمَالي * وَتَقْوَى اللهِ أَفْضَلُ مَا اسْتَزَادَا {الْبَيْتُ الأَوَّلُ يُنْسَبُ لِلشَّافِعِيّ، كَمَا نُسِبَ قَيْسُ بْنُ الخَطِيم، وَالآخَرُ لِلشَّافِعِيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَغَاظَ الغَيْثَ جُودُكُمُ فَجَادَا * وَلَكِنْ لَمْ يُحَقِّقْ مَا أَرَادَا لأَنَّ الجُودَ مِنْكُمْ كُلَّ يَوْمٍ * وَجُودُ الغَيْثِ أَيَّامَاً عِدَادَا وَيَسْقِي الغَيْثُ أَرْضَاً دُونَ أَرْضٍ * وَلَكِنْ جُودُكُمْ سَادَ البِلاَدَا {ابْنُ الرُّومِي}

إِذَا ثَارَتْ خُطُوبُ الدَّهْرِ يَوْمَاً * عَلَيْكَ فَكُنْ لَهَا ثَبْتَ الفُؤَادِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ أَفْنَيْتُ عُمْرِيَ في الغِرَاسِ * وَمُتُّ لِشِقْوَتي يَوْمَ الحَصَادِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ مَا لِلنِّعَاجِ ثَغَتْ بِشَتْمِي * وَفي زَمَعَاتِهِنَّ دَمُ السِّفَادِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَرِهْتُ لَكَ الْوُقُوفَ عَلَى الحِيَادِ * وَعُرْسُكَ لاَبِسٌ ثَوْبَ الحِدَادِ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقِيطٌ في الْكِتَابَةِ يَدَّعِيهَا * وَلاَ يجْرِي الحِمَارُ مَعَ الجِيَادِ فَدَعْ عَنْكَ الْكِتَابَةَ لَسْتَ مِنهَا * وَلَوْ لَطَّخْتَ وَجْهَكَ بِالمِدَادِ {لاَ أَدْرِي مَنْ صَاحِبُهَا، بَيْدَ أَنَّ المِصْرَاعَ الثّانيَ مِنَ الْبَيْتِ الأَوَّلِ لي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَقَدْ أَسْمَعْتُ لَوْ نَادَيْتُ حَيَّاً * وَلَكِنْ لاَ حَيَاةَ لِمَنْ تُنَادِي وَلَوْ نَارَاً نَفَخْتُ بهَا أَضَاءَتْ * وَلَكِنْ نحْنُ تَنْفُخُ في رَمَادِ {عَمْرُو بْنُ مَعْدِ يَكْرِب، وَقِيلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الحَكَم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِدَامُكَ دُونَهُ خَرْطُ القَتَادِ * وَخُبْزُكَ مِثْلُ نجْمٍ في البِعَادِ وَلَوْ أَبْصَرْتَ ضَيْفَاً في الرُّقَادِ * قَطَعْتَ اللَّيْلَ عُمْرَكَ بِالسُّهَادِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

حَسِبْتُهُمُ دُرُوعَاً لي تَقِيني * فَكَانُوهَا وَلكِنْ لِلأَعَادِي وَرِشْتُهُمُ سِهَامَاً صَائِبَاتٍ * فَكَانُوهَا وَلَكِنْ في فُؤَادِي وَقَالُواْ قَدْ صَفَتْ مِنَّا قُلُوبٌ * فَقُلتُ نَعَمْ وَلكِنْ مِنْ وِدَادِي {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

صَدِيقٌ لاَ يُعَادِلُهُ صَدِيقٌ * جَدِيرٌ بِالمحَبَّةِ وَالوِدَادِ صَحِبْتُ الدَّهْرَ في عِشْرِينَ عَامَاً * وَطُفْتُ بِكُلِّ أَنحَاءِ البِلاَدِ فَلَمْ أَرَ غَيْرَهُ خِلاً وَفِيَّاً * وَلَمْ أَرَ مِثْلَهُ بَينَ العِبَادِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَكَيْفَ تُرِيدُ أَن أَدَعَ الأَهَاجِي * وَبَينَ النَّاسِ يُوجَدُ مِثْلُ هَذَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَلاَمُ اللَّيْلُ يمْحُوهُ النَّهَارُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلاَ يَنْسَى لهِيبَ السَّوْطِ إِلاَّ * إِذَا مَا شَاهَدَ العَلَفَ الحِمَارُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَجُرْمٍ جَرَّهُ سُفَهَاءُ قَوْمٍ * فَحَلَّ عَلَى الجَمِيعِ بِهِ الدَّمَارُ {المُتَنَبي 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَقَالَ أَنَا المُدِيرُ فَصَفِّقُواْ لي * فَصَفَّقَتِ المَقَاعِدُ وَالجِدَارُ {عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَلاَ تَمْنَعْ كِتَابَاً مُسْتَعِيرَاً * فَإِنَّ الْبُخْلَ لِلإِنْسَانِ عَارُ أَلَمْ تَسْمَعْ حَدِيثَاً عَنْ ثِقَاتٍ * جَزَاءُ الْبُخْلِ عِنْدَ اللهِ نَارُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَا أُوتِيتُمُ إِلاَّ قَلِيلاً * عَلاَمَا بَعْدَ ذَلِكَ الاَغْتِرَارُ وَسِرُّ حَيَاتِكُمْ مَا زَالَ لُغْزَاً * عَوِيصَاً لَمْ يُزَحْ عَنهُ السِّتَارُ فَمَا تِلْك الحَيَاةُ وَكَيْفَ جِئْنَا * خِيَارٌ ذَا المجِيءُ أَمِ اضْطِرَارُ أُمُورٌ قَبْلَنَا اختَلَفُواْ عَلَيْهَا * وَطَالَ البَحثُ وَاتَّصَلَ الحِوَارُ سِوَى أَنيِّ أَرَى للكَوْنِ رَبَّاً * لَهُ في الكَوْنِ أَسْرَارٌ كِبَارُ {محْمُود غُنَيْم؟}

نَدِمْتُ نَدَامَةَ الكُسَعِيِّ لَمَّا * غَدَتْ مِنيِّ مُطَلَّقَةً نُوَارُ فَأَصْبَحْتُ الْغَدَاةَ أَلُومُ نَفْسِي * بِأَمْرٍ كَانَ لي فِيهِ اضْطِرَارُ وَكَانَتْ جَنَّتي فَخَرَجْتُ مِنهَا * كَآدَمَ حِينَ أَخْرَجَهُ الضِّرَارُ {الفَرَزْدَق} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَأَنَّ الْقَلْبَ عُصْفُورٌ حَبِيسٌ * تَرَقَّبَ غَفْلَةً مِنيِّ فَطَارَا {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلَسْتَ تَرَاهُمُ إِلاَّ حَيَارَى * كَأَنَّهُمُ يَهُودٌ أَوْ نَصَارَى {ابْنُ المُعْتَزِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَيَوْمَ غَدَا الحِصَانُ بِهَا وَطَارَا * وَكُنَّا نحْنُ مِنْ فَزَعٍ حَيَارَى فَكَادَ يَطِيرُ لُبُّ أَبِيكِ خَوْفَاً * وَقَدْ طَارَ الحِصَانُ بِكِ افْتِخَارَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلوْ لَبِسَ الحِمَارُ ثِيَابَ خَزٍّ * لَقَالَ النَّاسُ يَا لَكَ مِن حِمَارِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أُفَضِّلُ أَن أُسَافِرَ بِالْقِطَارِ * يَشُقُّ طَرِيقَهُ بَينَ الصَّحَارِي أُحِبُّ رُكُوبَهُ مِن غَيْرِ شَرْطٍ * أَبِالْبَنْزِينِ سَارَ أَمِ الْبُخَارِ مُشَاهَدَةُ الحُقُولِ بِجَانِبَيْهِ * شِفَاءٌ لِلصِّغَارِ وَلِلْكِبَارِ تَرَاهُ مُسْرِعَاً دَوْمَاً كَلِصٍّ * يَلُوذُ مِنَ الحُكُوَمَةِ بِالْفِرَارِ وَيَجْرِي فَوْقَ خَطٍّ مُسْتَقِيمٍ * لِذَلِكَ لاَ يَحِيدُ عَنِ المَسَارِ وَطَوْرَاً تحْتَ وَجْهِ الأَرْضِ يَجْرِي * وَيَجْرِي تَارَةً فَوْقَ الْكَبَارِي فَيَبْلُغُ بِالمُسَافِرِ مُنْتَهَاهُ * وَحَيْثُ يُرِيدُ لَكِنْ في وَقَارِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

أَلاَ مَا لِلنِّعَاجِ ثَغَتْ بِشَتْمِي * وَفي زَمَعَاتِهِنَّ دَمُ الغِرَاسِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَعَمْ لِذَوِي المَنَاصِبِ وَالْكَرَاسِي * طَرَاطِيرٌ عَلَى عَيْني وَرَاسِي {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَلِ الشُّعَرَاءَ هَلْ سَبَحُواْ كَسَبْحِي * بُحُورَ الشِّعْرِ أَوْ غَاصُواْ مَغَاصِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

شَكَوْتُ إلى وَكيعٍ سُوءَ حِفْظِي * فَأَرْشَدَنِي إِلى تَرْكِ المَعاصِي وَأَخْبرَنِي بِأَنَّ العِلْمَ نُورٌ * وَنُورُ اللهِ لاَ يُهْدَى لِعَاصِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَطَاعَ اللهَ قَوْمٌ فَاسْتَرَاحُواْ * وَلَمْ يَتَجَرَّعُواْ غُصَصَ المَعَاصِي {عَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَك} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَسْرَقُ مِنْ شِظَاظِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمِثْلِ الشَّمْسِ تَنأَى في سَمَاهَا * وَيَدْنُو الضَّوْءُ مِنهَا وَالشُّعَاعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُطَوِّفُ مَا أُطَوِّفُ ثُمَّ آوِي * إِلى بَيْتٍ قَعِيدَتُهُ لَكَاعُ {الحُطَيْئَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَضَاعُوني وَأَيَّ فَتىً أَضَاعُواْ * وَكَالْعَبْدِ اشْتَرَواْ فِيهِ وَبَاعُواْ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لأُمَيَّةَ بْنِ أَبي الصَّلْت، وَالآخَرُ لي أَنَا / يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلَمْ أَرَ دِينَهُمْ إِلاَّ نِفَاقَا * وَلَمْ أَرَ وُدَّهُمْ إِلاَّ خِدَاعَا {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِنَّ النَّفْسَ تَهْدَأُ بَعْدَ حِينٍ * إِذَا لَمْ تَلْقَ بِالجَزَعِ انْتِفَاعَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي؟}

وَإِنَّ النَّفْسَ تجْزَعُ بَعْدَ حِينٍ * إِذَا لَمْ تَلْقَ بِالصَّبْرِ انْتِفَاعَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا ثَارَتْ خُطُوبُ الدَّهْرِ يَوْمَاً * عَلَيْكَ فَكُنْ لَهَا رَجُلاً شُجَاعَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَا لِلمَرْءِ خَيرٌ في الحَيَاةِ * إِذَا مَا عُدَّ مِنْ سَقْطِ المَتَاعِ {قَطَرِيُّ بْنُ الْفُجَاءة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَإِنيِّ لَلْقَوِيُّ عَلَى المَعَالي * وَمَا أَنَا بِالقَوِيِّ عَلَى الصِّرَاعِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَصَابَتْني بِثَالِثَةِ الأَثَافي / أَتَتْني مِنهُ ثَالِثَةُ الأَثَافي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلَمْ أَرَ وُدَّهُمْ إِلاَّ خِدَاعَاً * وَلَمْ أَرَ دِينَهُمْ إِلاَّ نِفَاقَا {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَمَا أَدْرِي إِذَا سَافَرْتُ أَرْضَاً * أُرِيدُ العَيْشَ أَيَّهُمَا أُلاَقِي أَفَالعَيْشَ الَّذِي أَنَا أَرْتجِيهِ * أَمِ الفَقْرَ الَّذِي أَنَاْ فِيهِ بَاقِ {المُثَقِّبُ الْعَبْدِيّ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَسَاوٍ لَوْ قُسِمْنَ عَلَى النِّسَاءِ * لَمَا أُمْهِرْنَ إِلاَّ بِالطَّلاَقِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِلاَمَ {//5/} أَصْلَى نَارَ صَدْرِي * فَلَيْتَكِ تَعْلَمِينَ بِمَا أُلاَقِي صَبَرْتُ عَلَيْكِ حَتىَّ عِيلَ صَبْرِي * وَكَادَتْ تَبْلُغُ الرُّوحُ التَّرَاقِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَا في الأَرْضِ أَشْقَى مِنْ محِبٍّ * وَإِنْ وَجَدَ الهَوَى حُلْوَ المَذَاقِ تَرَاه بَاكِيَا في كُلِّ حَال * مخَافَةَ فُرْقَةٍ أَو لاَشْتِيَاقِ فَيَبْكِي إِنْ نَأَواْ شَوْقَاً إِلَيْهِم * وَيَبْكِي إِنْ دَنَواْ خَوْفَ الفِرَاقِ فَتَسْخَن عَيْنُهُ عِنْدَ التَّنَائِي * وَتَسْخَن عَيْنُهُ عِنْدَ التَّلاَقِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَعَالى اللهُ مَا أَحَدٌ ببَاقِ * وَلاَ مِمَّا أَرَادَ اللهُ وَاقِ سَتدْرِكُنَا المَنُونُ وَلَو رَكِبْنَا * جَنَاحَ البَرْق أَوْ مَتنَ البرَاقِ أَثَارَتْ بَيْنَنَا حَرْبَا عَوَانَا * أَقَامَتْهَا عَلَى قَدَمٍ وَسَاقِ فَلاَ مَاشٍ عَلَى قَدَمٍ بنَاجٍ * وَلاَ مَاضٍ عَلَى الخَيْل العتَاقِ وَمَا الدُّنيَا بِبَاقِيَةٍ لحَيٍّ * وَلاَ حَيٌّ عَلَى الدُّنيَا بِبَاقِ تَعَالى اللهُ يَفْنى كُلُّ حَيٍّ * وَيَبْقَى خَالِقُ السَّبْعِ الطِّبَاقِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَتَرْجُو أَنْ يُطِيعَكَ قَلْبُ لَيْلَى * وَتَعْلَمُ أَنَّ قَلْبَكَ قَدْ عَصَاكَا {الخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الفَرَاهِيدِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَرَاني مُقْبِلاً فَتَصُدَّ عَنيِّ * وَتَمْضِي مُسْرِعَاً كَيْ لاَ أَرَاكَا سَيُغْنِيني الَّذِي أَغْنَاكَ عَنيِّ * فَلاَ فَقْرِي يَدُومُ وَلاَ غِنَاكَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بِرُوحِي مَنْ تَذُوبُ عَلَيْهِ رُوحِي * وَذُقْ يَا قَلْبُ مَا صَنَعَتْ يَدَاكَا أَرَاكَ هَجَرْتَني هَجْرَاً طَوِيلاً * وَمَا عَوَّدْتَني مِنْ قَبْلُ ذَاكَا يَعَزُّ عَلَيَّ حِينَ أُدِيرُ عَيْني * أُفَتِّشُ في مَكَانِكَ لاَ أَرَاكَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَجُرْمٍ جَرَّهُ سُفَهَاءُ قَوْمٍ * فَحَلَّ عَلَى الجَمِيعِ بِهِ النَّكَالُ {المُتَنَبي 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَجُرْمٍ جَرَّهُ سُفَهَاءُ قَوْمٍ * فَحَلَّ عَلَى الجَمِيعِ بِهِ الوَبَالُ {المُتَنَبي 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَحِنُّ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ البَرَايَا * وَتَرْجُو كُلُّهَا مِنهُ الْوِصَالاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَوَعَّدَني مُقَلِّدُ نِفطَوَيْهِ * كَمَا تَتَوَعَّدُ الأُنْثَى الرِّجَالاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَجَابَ سُؤَالَنَا حَتىَّ مَلَلْنَا * إِجَابَتَهُ وَمَا مَلَّ السُّؤَالاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا سَأَلُواْ شَكَرْتَهُمُ لِهَذَا * وَإِنْ سَكَتُواْ سَأَلْتَهُمُ السُّؤَالاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَعَالى يَا فَرِيقُ هُنَا تَعَالى * فَذَمُّكَ بَيْنَنَا أَمْسَى حَلاَلاَ لِمَن أُهْدِي القَصِيدَةَ لَيْتَ شِعْرِي * أَأُهْدِيهَا {فُلاَنَاً} أَمْ {فُلاَنَاً} كِلاَ البَطَلَينِ فِرْقَتُهُ تَبَارَتْ * فَمَا سَاوَواْ بِلِعْبِهِمُ العِيَالاَ لَنَا في السَّاحِلِ اخْتَارُواْ فَرِيقَاً * يحَاكِي في ضَخَامَتِهِ البِغَالاَ فَفِي التَّرْسَانَةِ اخْتَارُواْ فَرِيقَاً * يحَاكِي في ضَخَامَتِهِ البِغَالاَ إِذَا هُمْ صَوَّبُواْ كُرَةً يمِينَاً * لِشِدَّةِ حُمْقِهِمْ صَارَتْ شِمَالاَ أَيَصْلُحُ لِلحِرَاسَةِ فِيلُ قَوْمٍ * إِذَا مَا سَارَ يَقْتَلِعُ الجِبَالاَ أَيَصْلُحُ لِلسِّبَاحَةِ فِيلُ قَوْمٍ * إِذَا مَا سَارَ يَقْتَلِعُ الجِبَالاَ

أَيَصْلُحُ لِلرِّمَايَةِ فِيلُ قَوْمٍ * إِذَا مَا سَارَ يَقْتَلِعُ الجِبَالاَ يحَرِّكُ جِسْمَهُ المُكْتَظَّ لحْمَاً * وَيحْسِبُ نَفْسَهُ فِينَا غَزَالاَ إِلى المحْرَاثِ شُدُّوهُمْ وَإِنيِّ * بِنَفْسِي سَوْفَ أَخْتَارُ الحِبَالاَ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَمَنْ طَلَبَ العُلاَ سَهِرَ اللَّيَالي {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَسَاغَ ليَ الشَّرَابُ وَكُنْتُ قَبْلاً * أَكَادُ أَغَصُّ بِالمَاءِ الزُّلاَلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَزَالَ اللهُ دَوْلَتَهُ سَرِيعَاً * فَقَدْ ثَقُلَتْ عَلَى عُنُقِ اللَّيَالي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنْ تَفُقِ الأَنَامَ وَأَنْتِ مِنهُمْ * فَإِنَّ المِسْكَ بَعْضُ دَمِ الغَزَالِ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

هَبِ الدُّنيَا تُقَادُ إِلَيْكَ عَفْوَاً * أَلَيْسَ مَصِيرُ ذَاكَ إِلى زَوَالِ {أَبُو العَتَاهِيَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° دَعِيني أُنْفِقُ الأَمْوَالَ حَتىَّ * أُعِفَّ الأَكْرَمِينَ عَنِ السُّؤَالِ {حَاتِمٌ الطَّائِيّ؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا لَعِبَ الرِّجَال بِكلِّ شَيْء * فَإِنَّ الحُبَّ يَلْعَبُ بِالرِّجَالِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَتَيْتُكَ رَاجِيَاً يَا ذَا الجَلاَلِ * فَفَرِّجْ مَا تَرَى مِنْ سُوءِ حَالي إِلى مَنْ يَشْتَكِي المَمْلُوكُ إِلاَّ * إِلى مَوْلاَهُ يَا مَوْلى المَوَالي {أَبُو إِسْحَاقَ الأَلْبِيرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لحَمْلُ الصَّخْرِ مِنْ قِمَمِ الجِبَالِ * أَحَبُّ إِليَّ مِنْ مِنَنِ الرِّجَالِ فَقَالُواْ لي نَرَى في ذَاكَ ذُلاً * وَكُلُّ الذُّلِّ يَكْمُنُ في السُّؤَالِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَلَوْ كَانَ النِّسَاءُ كَمَنْ فَقَدْنَا * لَفُضِّلَتِ النِّسَاءُ عَلَى الرِّجَالِ وَمَا تَأْنِيثُنَا لِلشَّمْسِ عَيْبَاً * وَلاَ التَّذْكِيرُ فَخْرَاً لِلْهِلاَلِ فَإِنْ فُقْتِ النِّسَاءَ وَأَنْتِ مِنهُمْ * فَإِنَّ المِسْكَ بَعْضُ دَمِ الغَزَالِ {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَجِبْني مَا وَرَاءَكَ يَا عِصَامُ وَلَكِنْ مَا وَرَاءَكَ يَا عِصَامُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَقَبْلَ الغَيْثِ يجْتَمِعُ الغَمَامُ {أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِلاَدٌ مَا اشْتَهَيْتَ رَأَيْتَ فِيهَا * فَلَمْ يَنْقُصْ بِهَا إِلاَّ الكِرَامُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَقَدْ وَلىَّ الأَعَادِي عَنْ بِلاَدِي * كَمَا وَلىَّ عَنِ الصُّبْحِ الظَّلاَمُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 أَشُكُّ أَنَّهُ بَيْتٌ لأَحَدِ الشُّعَرَاءِ تَصَرَّفْتُ فِيه} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَا كَانَ انْتِصَارُهُمُ افْتِخَارَاً * وَمَا كَانَ انْكِسَارُكَ فِيهِ ذَامُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَوْ مَا جِئْتَهُمْ في الحَشْرِ تَسْأَل * لأَعْطَوْكَ الَّذِي صَلَّى وَصَامُواْ {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف}

خُذُواْ الخُلُقَ الْكَرِيمَ مِنَ الْبَوَادِي * فَإِنَّ النَّفْسَ يُفْسِدُهَا الزُِّحَامُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَضَى عَهْدُ الصِّبَا وَخَرَجْتُ مِنهُ * كَمَا مِنْ جَفْنِهِ خَرَجَ الحُسَامُ وَوَلىَّ اللهْوُ وَالْقَيْنَاتُ عَنيِّ * كَمَا وَلىَّ عَنِ الصُّبْحِ الظَّلاَمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَرَرْتُمْ بِالدِّيَارِ فَلَمْ تُطِلُّواْ * كَلاَمُكُمُ عَلَيَّ إِذَن حَرَامُ مَرَرْتُمْ بِالدِّيَارِ فَلَمْ فَمَا دَنَيْتُمْ * كَلاَمُكُمُ عَلَيَّ إِذَن حَرَامُ

{رَشَادٌ} قِطْعَةٌ مِنيِّ وَإِنيِّ * أَبُوهُ وَعُمْرُهُ في الثَّدْيِ عَامُ وَقَدْ يحْلُو لَهُ التَّسْبِيحُ لَيْلاً * فَيُوقِظُني وَقَدْ نَامَ الأَنَامُ رُوَيْدَاً أَيُّهَا الرَّجُلُ الصَّغِيرُ * أَمَا أَدَبٌ لَدَيْكَ وَلاَ احْتِشَامُ تُبَخِّرُني بِعِطْرِكَ كُلَّ يَوْمٍ * وَعِطْرُكَ ذَا الصَّلاَةُ بِهِ حَرَامُ هَدَايَاكَ الثَّمِينَةُ أَحْرَجَتْني * وَضَاعَ بِهَا الْوَقَارُ وَالاَحْتِرَامُ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَلَمْ أَرَ في عُيُوبِ النَّاسِ عَيْبَاً * كَنَقْصِ الْقَادِرِينَ عَلَى التَّمَامِ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° دَعِيني أُنْفِقُ الأَمْوَالَ حَتىَّ * أُعِفَّ الأَكْرَمِينَ عَنِ اللِّئَامِ {حَاتِمٌ الطَّائِيّ؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَلَوْلاَ الْعِلْمُ مَا سَعِدَتْ نُفُوسٌ * وَلاَ عُرِفَ الحَلاَلُ مِنَ الحَرَامِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلَوْ رَضِيَ الأُسُودُ بِقُوتِ كَلْبٍ * فَليْسَ الفَضْلُ إِلاَّ في الأَسَامِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يُهَمْهِمُ لِلشَّعِيرِ إِذَا رَآهُ * وَيَعْبَسُ إِنْ رَأَى وَجْهَ اللِّجَامِ

فَبِتْنَ كَأَنَّهُنَّ مُصَرَّعَاتٍ * وَبِتُّ أَفُضُّ أَغْلاَقَ الخِتَامِ {الفَرَزْدَق} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَضَيْتُ العُمْرَ في طَلَبِ الوِئَامِ * وَأَنىَّ لي بِهِ بَيْنَ اللِّئَامِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

سَلَلتُ الصُّبْحَ مِن غِمْدِ الظَّلاَمِ * وَأَنجُمُهُ نَثَرْتُ بِهَا كَلاَمِي لِذَلِكَ صَفْوَةُ الْقُرَّاءِ صَارَتْ * تُفَتِّشُ عَنْ مَقَالي بِاهْتِمَامِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 بِاسْتِثْنَاءِ المِصْرَاعِ الأَوَّلِ مِنَ الْبَيْتِ الأَوَّلِ فَهُوَ لِغَيْرِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَصِرْتُ أَشُكُّ فِيمَن أَصْطَفِيهِ * لِعِلْمِي أَنَّهُ بَعْضُ الأَنَامِ وَآنَفُ مِن أَخِي لأَبي وَأُمِّي * إِذَا مَا لَمْ أَجِدْهُ مِنَ الكِرَامِ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَتَهْجُرُني وَتَبْخَلُ بِالسَّلاَمِ * وَكُنْتَ تَزُورُ حَتىَّ في المَنَامِ وَتَنْزِلُ كُلَّ يَوْمٍ دَارَ قَوْمٍ * وَدَارِي مَرَّةً في كُلِّ عَامِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ وَلىَّ الأَعَادِي عَنْ بِلاَدِي * كَمَا وَلَّتْ خَفَافِيشُ الظَّلاَمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَفي السَّبْعِينَ وَالدُّنيَا تَوَلَّتْ * وَلاَ يُرْجَى سِوَى حُسْنُ الخِتَامِ أَفي التِّسْعِينَ وَالدُّنيَا تَوَلَّتْ * وَلاَ يُرْجَى سِوَى حُسْنُ الخِتَامِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° شَفَى دَاءَ العَمَى عِيسَى وَضَاعَتْ * عَجَائِبُهُ لَدَى دَاءِ التَّعَامِي {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَرَاكَ بَقِيَّةً مِنْ قَوْمِ مُوسَى * فَهُمْ لاَ يَصْبرُونَ عَلَى طَعَامِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عُرْوَةُ قَبْلَ التَّأَهُّبِ لِلرَّحِيل: أَسُوقُ إِلَيْكِ يَا عَفْرَا سَلاَمِي عَفْرَاء: سَلاَمٌ يَا فَتى العَرَبِ الْكِرَامِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَبِيرَ السَّامِعِينَ مِنَ الكِرَامِ * بِرَغْمِي أَن أَنَالَكَ بِالمَلاَمِ لَقَدْ أَلْفَوْكَ مَبْهُورَاً فَقَالُواْ * خَرَجْتَ عَنِ الْوَقَارِ وَالاَحْتِشَامِ وَقَالَ الْبَعْضُ كَيْدُكَ غَيْرُ خَافٍ * وَقَالُواْ رَمْيَةٌ مِن غَيْرِ رَامِ وَقِيلَ شَطَطْتَ في الْكُفْرَانِ حَتىَّ * أَرَدْتَ المُنعِمِينَ بِالاَنْتِقَامِ غَمَرْتَ الْقَوْمَ إِطْرَاءً وَمَدْحَاً * وَهُمْ غَمَرُوكَ بِالمَالِ الحَرَامِ غَمَرْتَ الْقَوْمَ إِطْرَاءً وَمَدْحَاً * وَهُمْ غَمَرُوكَ بِالنِّعَمِ الجِسَامِ خَطَبْتَ فَكُنْتَ خَطْبَاً لاَ خَطِيبَاً * أُضِيفَ إِلى مَصَائِبِنَا الْعِظَامِ أَشَدْتَ بِالاَحْتِلاَلِ وَمَا جَنَاهُ * وَجُرْحُكَ مِنهُ لَوْ أَحْسَسْتَ دَامِ

فَمَا أَغْنَاهُ عَمَّا قِيلَ فِيهِ * وَمَا أَغْنَاكَ عَنْ مَدْحِ اللِّئَامِ أَتَحْبُوكَ البِلاَدُ بِكُلِّ خَيْرٍ * وَيُصْبِحُ حَظُّهَا شَرَّ الْكَلاَمِ وَفي السَّبْعِينَ وَالدُّنيَا تَوَلَّتْ * وَلاَ يُرْجَى سِوَى حُسْنُ الخِتَامِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَزَائِرَتي كَأَنَّ بِهَا حَيَاءً * فَلَيْسَ تَزُورُ إِلاَّ في الظَّلاَمِ وَلَمْ تُخْلِفْ مجِيئَاً حِينَ تَأْتي * عَشِيَّةَ كُلِّ يَوْمٍ بِانْتِظَامِ بَسَطْتُ لهَا النَّمَارِقَ وَالحَشَايَا * فَعَافَتْهَا وَبَاتَتْ في عِظَامِي أُرَاقِبُ وَقْتَهَا مِن غَيرِ شَوْقٍ * مُرَاقَبَةَ المَشُوقِ المُسْتَهَامِ فَيَصْدُقُ وَعْدُهَا وَالصِّدْقُ شَرٌّ * إِذَا أَلْقَاكَ في الكُرَبِ العِظَامِ

أَبِنْتَ الدَّهْرِ عِنْدِي كُلُّ بِنْتٍ * فَكَيْفَ وَصَلْتِ أَنْتِ مِنَ الزِّحَامِ أَصَبْتِ الجِسْمَ حَتىَّ لَيْسَ فِيهِ * مَكَانٌ لِلسُّيُوفِ وَلِلسِّهَامِ يَقُولُ ليَ الطَّبِيبُ أَكَلْتَ شَيْئَاً * وَدَاؤُكَ في الشَّرَابِ أَوِ الطَّعَامِ وَمَا في طِبِّهِ أَنِّي جَوَادٌ * أَضَرَّ بِجِسْمِهِ طُولُ الجَمَامِ {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّفٍ وَاخْتِصَار} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَمَنْ تَعْلَقْ بِهِ حُمَةُ الأَفَاعِي * يَعِشْ إِن عَاشَ مُعْتَلاًّ سَقِيمَا {أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيّ بِتَصَرُّف؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلاَ يَغْرُرْكَ طُولُ الحِلْمِ مِنيِّ * فَمَا أَبَدَاً تُصَادِفُني حَلِيمَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَحِنُّ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ البَرَايَا * وَتَرْجُو كُلُّهَا مِنهُ السَّلاَمَا وَلَوْ مَا جِئْتَهُ في الحَشْرِ تَسْأَل * لأَعْطَاكَ الَّذِي صَلَّى وَصَامَا {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف}

جَعَلْنَا الحُكْمَ تَوْلِيَةً وَعَزْلاً * بِأَهْوَاءِ النُّفُوسِ فَمَا اسْتَقَامَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَا رَاعَيْتُمُ فِينَا جِوَارَاً * وَلاَ رَاعَيْتُمُ فِينَا ذِمَامَا فَهَلْ في دِينِ أَحْمَدَ أَنْ تجُورُواْ * وَهَلْ في دِينِ أَحْمَدَ أَنْ نُضَامَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

جَعَلْتَ الحُكْمَ تَوْلِيَةً وَعَزْلاً * بِأَهْوَاءِ النُّفُوسِ فَمَا اسْتَقَامَا وَلَمْ تحْفَظْ لأَهْلِ الدِّينِ حَقَّاً * وَلَمْ تحْفَظْ لمِصْرِيٍّ ذِمَامَا فَهَلْ في دِينِ أَحْمَدَ أَنْ تجُورُواْ * وَهَلْ في دِينِ أَحْمَدَ أَنْ نُضَامَا {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لأَمِيرِ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي، وَالْبَيْتَانِ الآخَرَانِ لإِيلِيَّا أَبي مَاضٍ}

يخَالُونَ الرَّغِيفَ كَقُرْصِ بَدْرٍ * وَأَمَّا اللَّحْمُ قَدْ أَمْسَى حَرَامَا فَإِنْ وَجَدُواْ الرَّغِيفَ بِلاَ هَوَانٍ * تُرَى هَلْ مِثْلُهُمْ يجِدُ الإِدَامَا شِرَاءُ القُوتِ كَالْيَاقُوتِ يَغْلُو * لِذَلِكَ أَصْبَحُواْ دَوْمَاً صِيَامَا {حَافِظ إِبْرَاهِيم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَقَدْ يُرْجَى لجُرْحِ السَّيْفِ بُرْءٌ * وَلاَ يُرْجَى لِمَا جَرَحَ اللِّسَانُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا حُسْنُ الرِّجَالِ لَهُمْ بحُسْنٍ * إِذَا لَمْ يَصْحَبِ الحُسْنَ الْبَيَانُ كَفَى بِالمَرْءِ عَيْبَاً أَنْ تَرَاهُ * لَهُ وَجْهٌ وَلَيْسَ لَهُ لِسَانُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلَسْنَا قَدْ أَهَنَّاهُ فَهَانَا * وَقُلْنَا كُنْ فِرِنْجِيَّاً فَكَانَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي}

أَيَا مَنْ لُمْتَني إِنَّ الحِسَانَا * أَسَرْنَ القَلْبَ أَطْلَقْنَ اللِّسَانَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَعِيبُ زَمَانَنَا وَالْعَيْبُ فِينَا * وَمَا لِزَمَانِنَا عَيْبٌ سِوَانَا وَلَيْسَ الذِّئْبُ يَأْكُلُ لحْمَ ذِئْبٍ * وَيَأْكُلُ بَعْضُنَا بَعْضَاً عِيَانَا {الإِمَامُ الشَّافِعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَأَنَّ عِظَامَهَا مِن خَيْزُرَانِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَبُوكُمْ آدَمٌ سَنَّ المَعَاصِي * وَعَلَّمَكُمْ مُفَارَقَةَ الجِنَانِ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكُلُّ أَخٍ مُفَارِقُهُ أَخُوهُ * لَعَمْرُ أَبِيكَ إِلاَّ الفَرْقَدَانِ {عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِب}

إِلاَهِي لَيْسَ لي إِلاَكَ عَوْنَاً * فَكُن عَوْني عَلَى هَذَا الزَّمَانِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَرَاهُمْ خَشْيَةَ الضِّيفَانِ خُرْسَاً * يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ بِلاَ أَذَانِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا ثَارَتْ خُطُوبُ الدَّهْرِ يَوْمَاً * عَلَيْكَ فَكُنْ لَهَا ثَبْتَ الجَنَانِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أُعَلِّمُهُ الرِّمَايَةَ كُلَّ يَوْمٍ * فَلَمَّا اشْتَدَّ سَاعِدُهُ رَمَاني وَكَمْ عَلَّمْتُهُ نَظْمَ الْقَوَافي * فَلَمَّا قَالَ قَافِيَةً هَجَاني أَمِثْلُكَ يَبْتَغِي تَصْحِيحَ شِعْرِي * وَأَنْتَ جَهُولُ عَصْرِكَ وَالأَوَانِ أَتجْرُؤُ يَا أَقَلَّ النَّاسِ عِلْمَاً * عَلَى نَقْدِ الأَدِيبِ أَبي المَعَاني لَقَدْ دَنَتِ القِيَامَةُ إِذْ تخَطَّى * حُدُودَ الشِّعْرِ أَذْنَابُ الزَّمَانِ {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لمَعْنِ بْنِ أَوْس، كَمَا رُوِيَا لمَالِكِ بْنِ فَهْم 0 وَالثَّلاَثَةُ الأُخَرُ لِشَاعِرِنَا الْغَالي / هَاشِمٍ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف}

وَقَفْتُ عَلَى الأَحِبَّةِ حِين صُفَّتْ * قُبُورُهُمُ كَأَفْرَاسِ الرِّهَانِ فَمَاتَ القَلْبُ غَمَّاً عِنْدَمَا قَدْ * رَأَتْ عَيْنَايَ بَيْنَهُمُ مَكَاني وَقَفْتُ عَلَى الأَحِبَّةِ حِينَ صُفَّتْ * قُبُورُهُمُ كَأَفْرَاسِ الرِّهَانِ فَإِذْ بِالعَينِ تَبْكِي حِينَ قُلتُ * لِنَفْسِي أَيْنَ بَيْنَهُمُ مَكَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَرَأْتُ بَدِيعَ شِعْرِكَ في الزَّمَانِ * فَقُلتُ لأَنْتَ مُعْجِزَةُ الزَّمَانِ تَفَرَّدَ كُلُّ ذِي قَلَمٍ بحُسْنى * وَلَكِنْ تَمَّ فِيكَ الحُسْنَيَانِ بِرَبِّكَ نَبِّني هَلْ مِنْ نُضَارٍ * تَصُوغُ عُقُودَهُ أَمْ مِنْ جُمَانِ قَصِيدٌ يَتْرُكُ الأَلبَابَ نَشْوَى * وَإِنْ لَمْ تُسْقَ مِن خَمْرِ الدِّنَانِ أَمِن هَارُوتَ هَذَا السِّحْرَ تَأْتي * بِهِ أَمْ إِنَّهُ سِحْرُ المَعَاني {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف ـ بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الثَّاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَحِنُّ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ البَرَايَا * وَتَشْتَاقُ الخَلاَئِقُ أَنْ تَرَاهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَدِمْتُ نَدَامَةَ الكُسَعِيِّ لَمَّا * رَأَتْ عَيْنَاهُ مَا صَنَعَتْ يَدَاهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَا مِنْ كَاتِبٍ إِلاَّ سَيَفْنى * وَيُبْقِي الدَّهْرُ مَا كَتَبَتْ يَدَاهُ فَلاَ تَكْتُبْ لِنَفْسِكَ غَيْرَ شَيْءٍ * يَسُرُّكَ في الْقِيَامَةِ أَنْ تَرَاهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَعُبَّادَ المَسِيحِ لَنَا سُؤَالٌ * نُرِيدُ جَوَابَهُ مِمَّنْ وَعَاهُ إِذَا مَاتَ الإِلَهُ بِصُنعِ قَوْمٍ * أَمَاتُوهُ فَهَلْ هَذَا إِلَهُ وَهَلْ أَرْضَاهُ مَا نَالُوهُ مِنهُ * فَيَا بُشْرَى وَقَدْ نَالُواْ رِضَاهُ وَإِنْ سَخِطُواْ الَّذِي فَعَلُوهُ فِيهِ * فَقُوَّتُهُمْ إِذَنْ فَاقَتْ قُوَاهُ وَكَيْفَ تخَلَّتِ الأَمْلاَكُ عَنهُ * بِنُصْرَتِهِ وَقَدْ سَمِعُواْ بُكَاهُ وَكَيْفَ أَطَاقَتِ الخَشَبَاتُ حَمْلاً * لَهُ أَمْ كَيْفَ شُدَّ عَلَى قَفَاهُ وَكَيْفَ تَمَكَّنَتْ مِنهُ الأَعَادِي * وَكَيْفَ تُرَوْنَ خَانَتْهُ يَدَاهُ وَيَا عَجَبَاً لِقَبْرٍ ضَمَّ رَبَّاً * وَأَعْجَبُ مِنهُ بَطْنٌ قَدْ حَوَاهُ

وَفي الأَحْشَاءِ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ قَدْ * قَضَاهَا وَهْوَ مِن حَيْضٍ غِذَاهُ وَشَقَّ الْفَرْجَ مَوْلُودَاً صَغِيرَاً * ضَعِيفَاً فَاغِرَاً لِلثَّدْيِ فَاهُ وَيَأْكُلُ ثُمَّ يَشْرَبُ ثُمَّ يَخْرَا * كَكُلِّ النَّاسِ هَلْ هَذَا إِلَهُ أَعُبَّادَ الصَّلِيبِ لأَيِّ مَعْنىً * يُقَدَّسُ مِثْلَمَا فِيكُمْ أَرَاهُ وَهَلْ وُضِعَ الإِلَهُ عَلَيْهِ كُرْهَاً * وَقَدْ شُدَّتْ مُسَمَّرَةً يَدَاهُ أَتُعْبَدُ آلَةٌ يَا شَرَّ قَوْمٍ * عَلَيْهَا رَبُّكُمْ سَالَتْ دِمَاهُ فَهَلاَّ تَسْجُدُونَ إِلى الْقُبُورِ * لِضَمِّ الْقَبْرِ رَبَّاً في حَشَاهُ تَعَالى اللهُ عَن إِفْكِ النَّصَارَى * سَيُسْأَلُ كُلُّهُمْ عَمَّا افْتَرَاهُ

مَشَيْنَاهَا خُطَىً كُتِبَتْ عَلَيْنَا * وَمَنْ كُتِبَتْ عَلَيْهِ خُطَىً مَشَاهَا وَمَنْ كَانَتْ مَنِيَّتُهُ بِأَرْضٍ * فَلَيْسَ بِمَيِّتٍ فِيمَا سِوَاهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَبَعْضُ النَّاسِ يُدْفَنُ في تُرَابٍ * وَبَعْضُ النَّاسِ يُدْفَنُ في الحَشَايَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فَعُولُ/فَعُولِ/فَعُولاَ/فَعُوهُ/فَعُوهَا/فَعِيلُ/فَعِيلِ/فَعِيلاَ/فَعِيهُ/فَعِيهَا/} يَجِيءُ ليَ الْعُصَاةُ لِكَيْ يَتُوبُواْ * فَقُلْتُ أَنَا عَلَى يَدِ مِن أَتُوبُ {أَبُو المُظَفَّرِ محَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الدُّورِيُّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلَيْسَ وَعَدْتَني يَا قَلْبُ أَنيِّ * إِذَا مَا تُبْتُ عَنْ لَيْلَى تَتُوبُ فَهَا أَنَاْ تَائِبٌ مِن حُبِّ لَيْلَى * فَمَا لَكَ كُلَّمَا ذُكِرَتْ تَذُوبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَنَا العَبْدُ الَّذِي كَسَبَ الذُّنُوبَا * وَصَدَّتْهُ الأَمَاني أَنْ يَتُوبَا أَنَا العَبْدُ الَّذِي أَمْسَى حَزِينَاً * عَلَى زَلاَّتِهِ قَلِقَاً كَئِيبَا أَنَا العَبْدُ الَّذِي سُطِرَتْ عَلَيْهِ * صَحَائِفُ لَمْ يخَفْ فِيهَا الرَّقِيبَا أَنَا العَبْدُ المُفَرِّطُ ضَاعَ عُمْرِي * فَلَمْ أَرْعَ الشَّبِيبَةَ وَالمَشِيبَا أَنَا العَبْدُ الغَرِيقُ بِلُجِّ بحْرٍ * أَصِيحُ لَرُبَّمَا أَلْقَى مجِيبَا أَنَا العَبْدُ السَّقِيمُ مِنَ الخَطَايَا * وَقَدْ أَقْبَلْتُ أَلْتَمِسُ الطَّبِيبَا أَنَا العَبْدُ المُخَلَّفُ عَن أُنَاسٍ * حَوَواْ مِنْ كُلِّ مَعْرُوفٍ نَصِيبَا أَنَا العَبْدُ الفَقِيرُ إِلَيْكَ رَبي * فَيَسِّرْ مِنْكَ لي فَرَجَاً قَرِيبَا أَنَا العَبْدُ الشَّرِيدُ ظَلَمْتُ نَفْسِي * وَقَدْ أَقْبَلْتُ يَا رَبيِّ مُنِيبَا

أَنَا الْغَدَّارُ كَمْ عَاهَدْتُ عَهْدَاً * وَكُنْتُ عَلَى الوَفَاءِ بِهِ كَذُوبَا أَنَا المُضْطَرُّ أَرْجُو مِنْكَ عَفْوَاً * وَمَنْ يَرْجُو رِضَاكَ فَلَنْ يخِيبَا فَيَا أَسَفِي عَلَى عُمُرٍ تَقَضَّى * وَلَمْ أَكْسِبْ بِهِ إِلاَّ الذُّنُوبَا وَأَحْذَرُ أَنْ يُعَالجَني مَصِيرٌ * يحَيِّرُ هَوْلُ مَصْرَعِهِ اللَّبِيبَا وَيَا حَزَنَاهُ مِن حَشْرِي وَنَشْرِي * بِيَوْمٍ يجْعَلُ الوُلْدَانَ شِيبَا تَفَطَّرَتِ السَّمَاءُ بِهِ وَمَارَتْ * وَأَصْبَحَتِ الجِبَالُ بِهِ كَثِيبَا فَيَا خَجَلاَهُ مِنْ قُبْحِ اكْتِسَابي * إِذَا مَا أَبْدَتِ الصُّحُفُ العُيُوبَا وَذِلَّةَ مَوْقِفٍ وَحِسَابَ عَدْلٍ * أَكُونُ بِهِ عَلَى نَفْسِي حَسِيبَا وَيَا وَيْلاَهُ مِنْ نَارٍ تَلَظَّى * إِذَا زَفَرَتْ وَأَقْلَقَتِ القُلُوبَا

تَكَادُ إِذَا بَدَتْ تَنْشَقُّ غَيْظَاً * عَلَى مَنْ كَانَ ظَلاَّمَاً مُرِيبَا فَيَا مَنْ مَدَّ في كَسْبِ الخَطَايَا * خُطَاهُ أَلَمْ يحِنْ لَكَ أَنْ تَتُوبَا أَلاَ أَقْلِعْ وَتُبْ وَاعْمَلْ فَإِنيِّ * رَأَيْتُ لِكُلِّ مجْتَهِدٍ نَصِيبَا وَكُنْ لِلصَّالحِينَ أَخَاً وَخِلاً * وَكُنْ في هَذِهِ الدُّنيَا غَرِيبَا وَكُنْ عَنْ كُلِّ فَاحِشَةٍ جَبَانَاً * وَكُنْ في الخَيرِ مِقْدَامَاً نجِيبَا وَلاَحِظْ زِينَةَ الدُّنيَا بِبُغْضٍ * تَكُن عَبْدَاً إِلى المَوْلى حَبِيبَا

وَغُضَّ عَنِ المحَارِمِ مِنْكَ طَرْفَاً * لَعُوبَاً يَفْتِنُ القَلْبَ الأَرِيبَا فَخَائِنَةُ الْعُيُونِ كَأُسْدِ غَابٍ * إِذَا مَا أُهْمِلَتْ وَثَبَتْ وُثُوبَا وَمَنْ يَغْضُضْ فُضُولَ الطَّرْفِ عَنهَا * يَجِدْ في قَلْبِهِ بَرْدَاً وَطِيبَا وَلاَ يَبرَحْ لِسَانُكَ كُلَّ وَقْتٍ * بِذِكْرِ اللهِ رَيَّانَاً رَطِيبَا وَكُن حَسَنَ السَّجَايَا ذَا حَيَاءٍ * طَلِيقَ الْوَجْهِ لاَ شَكِسَاً غَضُوبَا تجِدْ مَا قَدَّمَتْهُ يَدَاكَ ظِلاًّ * إِذَا مَا شَاهَدَ النَّاسُ الخُطُوبَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَكُنَّا نَسْتَطِبُّ إِذَا مَرِضْنَا * فَصَارَ سِقَامُنَا بِيَدِ الطَّبِيبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِشِعْرٍ يَعْجَبُ الشُّعَرَاءُ مِنهُ * قَوِيٍّ في المَدِيحِ وَفي النَّسِيبِ {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنَّ غَدَاً لِنَاظِرِهِ قَرِيبُ {قُرَادُ بْنُ أَجْدَعَ الْكَلْبيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَغَيَّرَتِ الْبِلاَدُ وَمَن عَلَيْهَا * فَوَجْهُ الأَرْضِ مُسْوَدٌّ كَئِيبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا كَانَ الطِّبَاعُ طِبَاعَ سُوءٍ * فَلاَ أَدَبٌ يُفِيدُ وَلاَ أَدِيبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُمُورٌ يَضْحَكُ السُّفَهَاءُ مِنهَا * وَيَبْكِي مِن عَوَاقِبِهَا اللَّبِيبُ {ابْنُ الرُّومِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَمَا أَبْقَتْ لَكَ الأَيَّامُ عُذْرَاً * وَبِالأَيَّامِ يَتَّعِظُ اللَّبِيبُ فَمَا أَبْقَى لَكَ الإِسْلاَمُ عُذْرَاً * وَبِالإِسْلاَمِ يَتَّعِظُ اللَّبِيبُ فَمَا أَبْقَى لَكَ الْقُرْآنُ عُذْرَاً * وَبِالْقُرْآنِ يَتَّعِظُ اللَّبِيبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَيَدْعُوكَ الشَّبَابُ وَلاَ تُجِيبُ * مَتى نَكِرَ الغُصُونَ العَنْدَلِيبُ أَيَدْعُوني الشَّبَابُ وَلاَ أُجِيبُ * مَتى نَكِرَ الغُصُونَ العَنْدَلِيبُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بَكَيْتُ عَلَى الشَّبَابِ بِدَمْعِ عَيْني * فَمَا نَفَعَ البُكَاءُ وَلاَ النَّحِيبُ أَلاَ لَيْتَ الشَّبَابَ يَعُودُ يَوْمَاً * فَأُخْبِرُهُ بِمَا فَعَلَ المَشِيبُ {الْبَيْتَانِ لأَبي العَتَاهِيَةِ بِتَصَرُّفٍ يَسِيرٍ في الْبَيْتِ الأَوَّل} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَوَلىَّ العَيْشُ إِذْ وَلىَّ الشَّبَابُ * وَمَاتَ الحُبُّ إِذْ مَاتَ الحَبِيبُ نَصِيبي كَانَ مِنْ دُنيَايَ وَلىَّ * فَلاَ الدُّنيَا تَدُومُ وَلاَ النَّصِيبُ {البُحْتُرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَصَبرْ أَيُّهَا المَرْءُ اللَّبِيبُ * لَعَلَّكَ بَعْدَ صَبْرِكَ لاَ تخِيبُ إِذَا اشْتَمَلَتْ عَلَى اليَأْسِ القُلُوبُ * وَضَاقَ لِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيبُ وَعَمَّتْنَا المَصَائِبُ وَاسْتَقَرَّتْ * وَأَرْسَتْ في أَمَاكِنِهَا الخُطُوبُ وَلَمْ تَرَ لاَنْكِشَافِ الضُّرِّ وَجْهَاً * وَلاَ أَغْنى بِحِيلَتِهِ الأَرِيبُ أَتَاكَ عَلَى قُنُوطٍ مِنْكَ غَوْثٌ * يَمُنُّ بِهِ اللَّطِيفُ المُسْتَجِيبُ وَكُلُّ النَّائِبَاتِ إِذَا تَوَالَتْ * تَوَلَّتْ وَانجَلَى فَرَجٌ القَرِيبُ {أَبُو حَاتِم / هَكَذَا في المُسْتَطْرَف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يخَاطِبُني السَّفِيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ * فَأَكْرَهُ أَن أَكُونَ لَهُ مجِيبَا يَزِيدُ سَفَاهَةً فَأَزِيدُ حِلْمَاً * كَعُودٍ زَادَهُ الإِحْرَاقُ طِيبَا {الإِمَامُ الشَّافِعِيّ، وَقِيلَ النَّوَاجِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَأَنْطَقَتِ الدَّرَاهِمُ بَعْدَ صَمْتٍ * أُنَاسَاً بَعْدَمَا كَانُواْ سُكُوتَا فَمَا عَطَفُواْ عَلَى أَحَدٍ بِفَضْلٍ * وَلاَ عَرَفُواْ لمَكْرُمَةٍ ثُبُوتَا {الإِمَامُ الشَّافِعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَآكِلَةٍ بِغَيْرِ فَمٍ وَبَطْنٍ * لَهَا الأَشْجَارُ وَالحَيَوَانُ قُوتُ إِذَا أَطْعَمْتَهَا عَاشَتْ وَعَاثَتْ * وَإِن أَسْقَيْتَهَا مَاءً تَمُوتُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَرَاكَ يَزِيدُكَ الإِثْرَاءُ حِرْصَاً * عَلَى الدُّنيَا كَأَنَّكَ لاَ تَمُوتُ فَهَلْ لَكَ غَايَةٌ إِنْ صِرْتَ يَوْمَاً * إِلَيْهَا قُلْتَ حَسْبيَ قَدْ رَضِيتُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَجِبْتُ لِمَنْ يَقُولُ ذَكَرْتُ إِلْفِى * وَهَلْ أَنْسَى فَأَذْكُرُ مَا نَسِيتُ أَمُوتُ إِذَا ذَكَرْتُكَ ثُمَّ أَحْيَا * وَلَوْلاَ حُسْنُ ظَنىِّ مَا حَيِيتُ فَأَحْيَا بِالمُنىَ وَأَمُوتُ شَوْقَاً * فَكَمْ أَحْيَا عَلَيْكَ وَكَمْ أَمُوتُ شَرِبْتُ الحُبَّ كَأْسَاً بَعْدَ كَأْسٍ * فَمَا نَفِدَ الشَّرَابُ وَمَا رَوِيتُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَتحْتَ الرَّغْوَةِ اللَّبنُ الصَّرِيحُ {نَضْلَة، وَقِيلَ أَبُو محْجَنِ الثَّقَفِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَقُولُ النَّاسُ بحْتَ بِكُلِّ هَذَا * فَقُلْتُ وَمَنْ بِهَذَا لاَ يَبُوحُ {العَبَّاسُ بْنُ الأَحْنَف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِشِعْرٍ يَعْجَبُ الشُّعَرَاءُ مِتهُ * قَوِيٍّ في النَّسِيبِ وَفي المَدِيحِ {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَغَيَّرَتِ الْبِلاَدُ وَمَن عَلَيْهَا * فَوَجْهُ الأَرْضِ مُسْوَدٌّ قَبِيحُ تَغَيَّرَ كُلُّ ذِي طَعْمٍ وَلَوْنٍ * فَأَيْنَ بِرَبِّكَ الْعَيْشُ المَلِيحُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا مَا الشَّيْخُ عُوتِبَ زَادَ جَهْلاً * وَيُعْتَبُ في طُفُولَتِهِ الْوَلِيدُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَتىً غَضَّ الإِهَابِ دَفَنْتُمُوهُ * بِآمَالٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدُ زَمَانٌ ضَاعَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِيهِ * فَلاَ المَأْمُونُ فِيهِ وَلاَ الرَّشِيدُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني، بِاسْتِثْنَاءِ المِصْرَاعِ الثَّاني مِنَ الْبَيْتِ الأَوَّلِ فَهُوَ لاَبْنِ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أُمُورٌ يَضْحَكُ السُّفَهَاءُ مِنهَا * وَيَبْكِي مِن عَوَاقِبِهَا الرَّشِيدُ {ابْنُ الرُّومِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَتَنْسَى يَا أَمِيرَ الشِّعْرِ أَنيِّ * صَبَرْتُ فَسَاءني مِنْكَ المَزِيدُ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَكَاثَرَتِ الظِّبَاءُ عَلَى أَخِيكُمْ * فَمَا يَدْرِي أَخُوكُمْ مَا يَصِيدُ تَكَاثَرَتِ الظِّبَاءُ عَلَى [//5/ 5] * فَمَا يَدْرِي أَخُوكُمْ مَا يَصِيدُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَلَوْ كَانَ الخُلُودُ بِفَضْلِ قَوْمٍ * عَلَى قَوْمٍ لَكَانَ لَنَا الخُلُودُ {جَرِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلَمْ تَعْلَمْ أَخِي أَنَّ المَنَايَا * غَدَرْنَ بِهِ وَهُن لَهُ جُنُودُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° شَبَابَ الجِيلِ لِلإِسْلاَمِ عُودُواْ * فَأَنْتُمْ رُوحُهُ وَبِكُمْ يَسُودُ وَأَنْتُمْ سِرُّ نَهْضَتِهِ قَدِيمَاً * وَأَنْتُمْ فَجْرُهُ الزَّاهِي الجَدِيدُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَجَدْنَا الحُبَّ نِيرَانَاً تَلَظَّى * قُلُوبُ الْعَاشِقِينَ لَهَا وَقُودُ وَلَيْتَهُمُ إِذَا احْتَرَقُواْ تَلاَشَتْ * وَلَكِنْ كُلَّمَا احْتَرَقُواْ تَعُودُ كَأَهْلِ النَّارِ إِنْ نَضِجُواْ عَلَيْهَا * كَسَتْهُمْ مَرَّةً أُخْرَى جُلُودُ {قَيْسُ بْنُ المُلَوَّحِ الْعَامِرِيّ / مَجْنُونُ لَيْلَى} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا مَا كَانَ عِنْدِي قُوتُ يَوْمِي * فَخَلِّ الهَمَّ عَنيِّ يَا سَعِيدُ وَهَلْ تَأْتي هُمُومُ غَدٍ بِبَالي * وَكُلُّ غَدٍ لَهُ رِزْقٌ جَدِيدُ وَلَسْتُ أَرَى السَّعَادَةَ جَمْعَ مَالٍ * وَلَكِنَّ التَّقِيَّ هُوَ السَّعِيدُ فَتَقْوَى اللهِ خَيرُ الزَّادِ ذُخْرَاً * وَعِنْدَ اللهِ لِلأَتْقَى مَزِيدُ {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لِلإِمَامِ الشَّافِعِيِّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير، وَالآخَرَانِ لِلْحُطَيْئَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَعُدْ إِنَّ الكَرِيمَ لَهُ مَعَادٌ * وَظَنيِّ بِابْنِ أَرْوَى أَنْ يَعُودَا {لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَطَاعُوهُ فَأَقْنَعَهُمْ وَلَوْ أَن * عَصَوْهُ لَكَانَ جَبَّارَاً عَنِيدَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَوَلىَّ إِخْوَتي وَبِقِيتُ فَرْدَاً * وَحِيدَاً في دِيَارِهِمُ شَرِيدَا {الشَّرِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ الثَّقَفِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا ثَارَتْ خُطُوبُ الدَّهْرِ يَوْمَاً * عَلَيْكَ فَكُنْ لَهَا رَجُلاً شَدِيدَا إِذَا ثَارَتْ خُطُوبُ الدَّهْرِ يَوْمَاً * عَلَيْكَ فَكُنْ لَهَا رَجُلاً جَلِيدَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَفُوٌّ لَيْسَ يَصْدُقُ في الوَعِيدِ * وَفيٌّ لَيْسَ يَكْذِبُ في الوَعُودِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 فِكْرَةُ ابْنِ الرُّومِيِّ مَعَ شَيْءٍ مِنَ التَّطْوِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلَمَّا اسْتَنْكَرُواْ صَمْتي نَطَقْتُ * وُجُودِي بَيْنَكُمْ يخْفِي وُجُودِي {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَنْ وَاللهِ نَرْمِيهِمْ بحَرْبٍ * يَشِيبُ لِهَوْلِهَا رَأْسُ الوَلِيدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَبَكْنَاهُ وَنحْسَبُهُ لجَيْنَاً * فَأَبْدَى الكِيرُ عَن خَبَثِ الحَدِيدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَفيٌّ لَيْسَ يَكْذِبُ في الوَعُودِ * عَفُوٌّ لَيْسَ يَصْدُقُ في الوَعِيدِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 فِكْرَةُ ابْنِ الرُّومِيِّ مَعَ شَيْءٍ مِنَ التَّطْوِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَئِن خُلِقَ الأَنَامُ لحُبِّ كَأْسٍ * وَأُغْنِيَةٍ وَمِزْمَارٍ وَعُودِ فَلَمْ يُخْلَقْ بَنُو [حَمْدَانَ] إِلاَّ * لمجْدٍ أَوْ لِبَأْسٍ أَوْ لجُودِ {أَبُو فِرَاسٍ الحَمَدَانيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَهَلْ مِنْ بَعْدِ هَذَا العَارِ عَارٌ * لِشَعْبٍ يَسْتَجِيرُ مِنَ اليَهُودِ

لَقَد مِتْنَا أَجَلْ وَاللهِ مِتْنَا * فَغَيرُ المَيِّتِ لَمْ يخْضَعْ لِدُودِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَمَا يَكْفِي بِأَنَّكِ تَمْلِكِيني * وَأَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمُ عَبِيدِي وَأَنَّكِ لَوْ قَطَعْتِ يَدِي وَرِجْلِي * بِلاَ ذَنْبٍ لَقُلْتُ فِدَاكِ زِيدِي {الخَلِيفَةُ المَهْدِيّ، كَمَا نُسِبَتْ لاَبْنِ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَفُوٌّ لَيْسَ يَصْدُقُ في الوَعِيدِ * وَفيٌّ لَيْسَ يَكْذِبُ في الوُعُودِ بَصُرْتُ بِهِ يُنَقِّلُ رَاحَتَيْهِ * عَلَى الأَزْهَارِ مِن عُودٍ لِعُودِ فَيَنْزِعُ وَرْدَةً وَيَسُلُّ أُخْرَى * وَيَدْفِنُهَا لِتُولَدَ مِنْ جَدِيدِ يَدَاهُ عَلَى الْوُرُودِ وَمُقْلَتَاهُ * مُحَلَّقَتَانِ في الأَفُقِ الْبَعِيدِ

{البَيْتُ الأَوَّلُ لِيَاسِرٍ الحَمَدَانيّ 0 مِنْ فِكْرَةٍ لاَبْنِ الرُّومِيِّ تَصَرَّفْتُ فِيهَا، وَالْبَاقِي لِشَفِيق مَعْلُوف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَفُوٌّ لَيْسَ يَصْدُقُ في الوَعِيدِ * وَفيٌّ لَيْسَ يَكْذِبُ في الوُعُودِ بَصُرْتُ بِهِ يُنَقِّلُ رَاحَتَيْهِ * عَلَى الأَغْصَانِ مِن عُودٍ لِعُودِ فَيَنْزِعُ فَسْلَةً مِنْ كُلِّ غُصْنٍ * وَيَدْفِنُهَا لِتُولَدَ مِنْ جَدِيدِ يَدَاهُ عَلَى التُّرَابِ وَمُقْلَتَاهُ * مُحَلَّقَتَانِ في الأَفُقِ الْبَعِيدِ {البَيْتُ الأَوَّلُ لِيَاسِرٍ الحَمَدَانيّ 0 مِنْ فِكْرَةٍ لاَبْنِ الرُّومِيِّ تَصَرَّفْتُ فِيهَا، وَالْبَاقِي لِشَفِيق مَعْلُوف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَأَنْظُرُ نحْوَ دَارِكَ حِينَ أَخْشَى عَلَى كَبِدِي التَّفَتُّتَ مِنْ بَعِيدِ

كَمَا نَظَرَ الأَسِيرُ إِلى طَلِيقٍ * يَزُورُ بِلاَدَهُ في يَوْمِ عِيدِ وَلَسْتُ أَخَافُ إِنْ قَتَلَتْ فُؤَادِي * وَلَوْ أَنيِّ فُؤَادِي مِن حَدِيدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَئِنْ تَكُ عَاهِلَ الفُصْحَى المُفَدَّى * فَحَسْبُكَ أَنَّني بَعْضُ الجُنُودِ فَمَا أَنأَى سَمَاءَكَ عَن حِيَاضِي * وَمَا أَغْنى رِيَاضَكَ عَنْ وُرُودِي تَلَمَّسْتَ الفَضِيلَةَ في زَمَانٍ * بِهِ الإِنْسَانُ يُوزَنُ بِالنُّقُودِ تَغَنَّتْ بِاسْمِكَ الفُصْحَى فَقَالَتْ * ذَوَاتُ الطَّوْقِ لِلْفُصْحَى أَعِيدِي إِذَا شُعَرَاؤُهَا نَظَمُواْ قَصِيدَا * فَإِنَّكَ بَيْنَهُمْ بَيْتُ القَصِيدِ فَأَيُّ فَتىً تَكُونُ لَهُ ظَهِيرَاً * فَقَدْ آوَى إِلى رُكْنٍ شَدِيدِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَطُولُ بِقُرْبِكَ اليَوْمُ القَصِيرُ * وَيَرْحَلُ إِنْ مَرَرْتَ بِنَا السُّرُورُ {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَلِيلُ المَالِ تُصْلِحُهُ فَيَبْقَى * وَلاَ يَبْقَى مَعَ السَّرَفِ الْكَثِيرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَغَلْغَلَ حُبُّ {/5/ 5} في فُؤَادِي * فَبَادِيهِ مَعَ الخَافي يَسِيرُ تَغَلْغَلَ حَيْثُ لَمْ يَبْلُغْ شَرَابٌ * وَلاَ حُزْنٌ وَلَمْ يَبْلُغْ سُرُورُ أَكَادُ إِذَا ذَكَرْتُ لَهَا اشْتِيَاقِي * أَطِيرُ لَوَ انَّ إِنْسَانَاً يَطِيرُ {قَيْسُ بْنُ ذُرَيْح} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ذَرُونِي لِلْغِنى أَسْعَى فَإِنيِّ * رَأَيْتُ النَّاسَ شَرُّهُمُ الفَقِيرُ وَمِنهُ يَسْخَرُونَ إِذَا رَأَوْهُ * أَتَى وَلَوَ انَّهُ رَجُلٌ قَدِيرُ

فَيُقْصِيهِ الدَّنِيءُ وَتَزْدَرِيهِ * أَقَارِبُهُ وَيَنهَرُهُ الصَّغِيرُ وَتَلْقَى ذَا الْغِنى وَلَهُ جَلاَلٌ * يَكَادُ فُؤَادُ صَاحِبِهِ يَطِيرُ {عُرْوَةُ بْنُ الْوَرْد} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَدَقَّ بِرِجْلِهِ الأَرْضَ احْتِجَاجَاً * وَمَدَّ ذِرَاعَهُ سَهْمَاً يُشِيرُ وَبَالَغَ في الْبُكَاءِ بِغَيْرِ دَمْعٍ * لِيُرْغِمَ أَهْلَهُ الطَّاغِي الصَّغِيرُ وَصَاحَ أُرِيدُ مِن هَذَا فَهَاتُواْ * وَإِلاَّ لَن أَسِيرَ وَلَنْ تَسِيرُواْ وَوَالِدُهُ يَقُولُ لَهُ أَطِعْني * رُكُوبُ الرَّأْسِ شَرٌّ مُسْتَطِيرُ تَعَقَّلْ يَا بُنيَّ وَسِرْ وَعَيْبٌ * تجَمَّعَ حَوْلَنَا خَلْقٌ كَثِيرُ {عِصَام الْغَزَالي 0 بِاسْتِثْنَاءِ المِصْرَاعِ الأَوَّلِ مِنَ الْبَيْتِ الرَّابِعِ فَهُوَ لي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَعَمْرُكَ مَا الرَّزِيَّةُ فقْدُ مَالٍ * ولاَ فَرَسٌ يَمُوتُ ولاَ بَعِيرُ وَلَكِنَّ الرَّزيَّةَ فَقْدُنَا مَن * يَمُوتُ بِمَوْتِهِ خَلقٌ كَثِيرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ فَلْيَسْقُطُ العَبَثُ الحَقِيرُ * فَمَعْهَدُنَا لَهُ شَيْخٌ وَقُورُ يحَرِّمُ في الرِّيَاضَةِ مَا أَحَلَّتْ * شُعُوبُ الأَرْضِ إِنَّ العِلْمَ نُورُ إِذَا مَا شَاهَدَ الكُرَةَ اسْتَعَدَّتْ * تَبَدَّى مِنهُ تَصْرِيحٌ خَطِيرُ وَحَوْقَلَ وَاسْتَعَاذَ مِنَ المَعَاصِي * وَأُطْلِقَ فَوْقَ مَكْتَبِهِ البَخُورُ وَصَاحَ بِصَوْتِهِ الوَضَّاحِ ضَلُّواْ * فَغَيرُ العِلْمِ بُهْتَانٌ وَزُورُ أُمُورٌ يَضْحَكُ السُّفَهَاءُ مِنهَا * وَيَبْكِي مِن عَوَاقِبِهَا الخَبِيرُ حَلَفْتُ بِلِحْيَةٍ لِلشَّيْخِ تَبْدُو * كَفُرْشَاةٍ لَهَا شَعْرٌ غَزِيرُ

لَئِنْ لَمْ يُعْطِنَا حَقَّاً مُضَاعَاً * وَلَمْ تَرْجِعْ لِمَجْرَاهَا الأُمُورُ تَرَكْتُ يَرَاعَتي تُصْلِيهِ نَارَاً * لَهُ مِنْ لَفْحِهَا أَلَمٌ مَرِيرُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَذِي ضَعْفٍ كَفَفْتُ النَّفْسَ عَنهُ * وَكُنْتُ عَلَى النَّكَالِ بِهِ قَدِيرَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا ثَارَتْ خُطُوبُ الدَّهْرِ يَوْمَاً * عَلَيْكَ فَكُنْ لَهَا رَجُلاً صَبُورَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِحَقِّ صَدَاقَتي لاَ تَحْمِلُوني * عَلَى شَيْءٍ وَيَأْبَاهُ ضَمِيرِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا مَا مَاتَ أَصْحَابُ القُصُورِ * بَنَواْ فَوْقَ المَقَابِرِ بِالصُّخُورِ أَبَواْ إِلاَّ مُبَاهَاةً وَفَخْرَاً * عَلَى الفُقَرَاءِ حَتىَّ في القُبُورِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَيَا شَرَّ الوَرَى يَا نِصْفَ أَعْمَى * وَإِنْ تَفْخَرْ فَيَا نِصْفَ البَصِيرِ وَلَوْ كُنْتَ امْرَأً يُهْجَى هَجَوْنَا * وَلَكِنْ ضَاقَ شِبْرٌ عَنْ مَسِيرِ {المُتَنَبي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَتَذكُرُ إِذْ لحَافُكَ جِلْدُ شَاةٍ * وَإِذْ نَعْلاَكَ مِنْ جِلْدِ البَعِيرِ فَسُبْحَانَ الَّذِي أَعْطَاكَ مُلْكَاً * وَعَلَّمَكَ الجُلُوسَ عَلَى السَّرِيرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَزُورُ محَمَّدَاً فَإِذَا الْتَقَيْنَا * تَكَلَّمَتِ الضَّمَائِرُ بِالْكَثِيرِ فَأَرْجِعُ لَمْ أَلُمْهُ وَلَمْ يَلُمْني * وَقَدْ رَضِيَ الضَّمِيرُ عَنِ الضَّمِيرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُعِيذُكَ مِن إِخَافَةِ مُسْتَجِيرِ * وَلَيْسَ لَدَيْهِ غَيْرُكَ مِنْ مُجِيرِ وَمِن إِيقَاعِ ظُلْمٍ فَوْقَ نَفْسٍ * رَجَتْكَ لَدَى مخَاذَلَةِ النَّصِيرِ

أَسِيرَكَ فَاقْرِهِ وَاجْعَلْهُ ضَيْفَاً * فَمَا ضَيْفٌ بِأَحْوَجَ مِن أَسِيرِ وَلَيْسَ قِرَىً بِأَشْنَعَ مِنْ نَكَالٍ * يَكُونُ عَلَى الضَّعِيفِ مِنَ الْقَدِيرِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكَمْ مِنْ لِحْيَةٍ عَلِقَتْ بِوَجْهٍ * كَمَا عَلِقَ السُّخَامُ عَلَى الْقُدُورِ كَأَنَّ سَوَادَهَا رَمْزُ المَخَازِي * وَعُنْوَانٌ عَلَى سُوءِ الضَّمِيرِ لِكُلٍّ عَيْبُهُ الخَافي فَهَذَا * لَهُ أَمْرٌ وَذَاكَ لَهُ أُمُورُ وَلَوْلاَ سَتْرُ رَبِّكَ في كَثِيرٍ * مِنَ الأَحْوَالِ لاَفْتَضَحَ الْكَثِيرُ {محَمَّدٌ الأَسمَر 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ أَعْلَيْتَ قَدْرَ السِّجْنِ حَتىَّ * أَحَبَّ السِّجْنَ أَصْحَابُ القُصُورِ فَصَبرَاً يَا صَدِيقِي لَيْسَ يَخْلُو * ظَلاَمُ اللَّيْلِ مِنْ نُورِ البُدُورِ

وَإِنْ تَكُ قَدْ حُبِسْتَ وَأَنْتَ حُرٌّ * فَكَمْ في الحَبْسِ مِن أَسَدٍ هَصُورِ وَفي الأَقْفَاصِ هَلْ أَبْصَرْتَ شَيْئَاً * سِوَى الصَّوْتِ المُغَرِّدِ في الطُّيُورِ وَمَا في صُحْبَةِ الأَشْرَارِ عَيْبٌ * عَلَى الدَّاعِي إِلى تَرْكِ الشُّرُورِ وَحَسْبُكَ حُبُّ أَهْلِ الفَضْلِ فَخْرَاً * وَحَسْبُ عِدَاكَ تَأْنِيبُ الضَّمِيرِ كَبِيرُ القَوْمِ أَكْبرُهُمْ خُطُوبَاً * لِذَاكَ رُمِيتَ بِالخَطْبِ الكَبِيرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَا تحْلُو السُّجُونُ لِسَاكِنِيهَا * وَلَو فُرِشَتْ بِأَنوَاعِ الحَرِيرِ {نَبِيه سَلاَمَة بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ يَا صَاحِ إِنَّكَ يَا عَزِيزِي * بخِيلٌ بخْلُهُ بخْلٌ غَرِيزِي لَدَيْهِ قَهْوَةٌ مِن غَيرِ بُنٍّ * يحَلِّيهَا بِمِلْحٍ إِنْجِلِيزِي

{محْمُود غُنيم، أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر 0 عَلَيْهِمَا رَحْمَةُ الله} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَمَيْتُ فَلَمْ أُصِبْ وَرَمَتْ فَأَصْمَتْ * فَوَاعَجَبَاً لِسَهْمٍ لاَ يَطِيشُ حَوَاجِبُهَا القِسِيُّ وَمُقْلَتَاهَا * سِهَامُ الرَّمْيِ وَالأَهْدَابُ رِيشُ {محْمُود سَامِي البَارُودِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ كَانَ القَرِيضُ سَمِيرَ قَلْبي * فَأَلهَتْني القُرُوضُ عَنِ القَرِيضِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمِمَّا شَفَّني وَجْدَاً عَزِيزٌ * يُحَاوِلُ قَهْرَهُ قِرْدٌ سَلِيطُ {ابْنُ حَيُّوس بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فمَا يَدْرِي الفَقِيرُ مَتى غِنَاهُ * وَمَا يَدْرِي الغَنيُّ مَتى يجُوعُ {أُحَيْحَةُ بْنُ الجَلاَّح 0 ببِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا لَمْ تَسْتَطِعْ أَمْرَاً فَدَعْهُ * وَجَاوِزْهُ إِلى مَا تَسْتَطِيعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا ثَارَتْ خُطُوبُ الدَّهْرِ يَوْمَاً * عَلَيْكَ فَكُنْ لَهَا رَجُلاً مَنِيعَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَقَدْ طَوَّفْتُ بِالآفَاقِ حَتىَّ * رَضِيتُ مِنَ الغَنِيمَةِ بِالرُّجُوعِ {امْرُؤُ القَيْس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَدَائِحُ لَوْ مَدَحْتُ بِهَا اللَّيَالي * لَمَا دَارَتْ عَلَيَّ بِهَا صُرُوفُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خَفِيفُ الظِّلِّ بَسَّامٌ لَطِيفُ * عَفِيفٌ في مَكَاسِبِهِ نَظِيفُ وَلَمْ أَرَ خِلَّهُ إِلاَّ أَدِيبَاً * وَلَمْ يَهْزَأْ بِهِ إِلاَّ سَخِيفُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِمَامٌ كَانَ يُنْصِفُ في القَضَايَا * وَيَأْخُذُ لِلْقَوِيِّ مِنَ الضَّعِيفِ

{سِبْطُ بْنُ التَّعَاوِيذِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَبُو {/5/ 5} يُضَيِّعُ بِالأُلُوفِ * وَيَكْرَهُ أَنْ يُبَاغَتَ بِالضُّيُوفِ أَبُو {/5/ 5} لِمَطْبَخِهِ قُتَارٌ * وَلَكِنْ دُونَهُ سَلُّ السُّيُوفِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَتَذْكُرُني إِذَا جَرَّبْتَ غَيرِي * وَتَعْلَمُ أَنَّني نِعْمَ الصَّدِيقُ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ فَقَطْ لِصَفِيِّ الدِّينِ الحِلِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° صَعَالِيكٌ أَرَادُواْ كَسْبَ مَالٍ * مِنَ الجُهَّالِ فَاتَّخَذُوهُ سُوقَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَرِيقَاً مِنْ رُضَابِكِ أَمْ رَحِيقَا * رَشَفْتُ فَكَدْتُ أَلاَّ أَسْتَفِيقَا أَحَطْتُ بِكُلِّ أَسْمَاءِ الخُمُورِ إِلاَّ * بِأَنَّ لَهَا مِنَ الأَسْمَاءِ رِيقَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

جَزَى اللهُ النَّوَائِبَ كُلَّ خَيْرٍ * عَرَفْتُ بِهَا عَدُوِّي مِنْ صَدِيقِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكُنْتُ إِذَا الصَّدِيقُ سَلاَ بِضِيقِي * وَغَصَّصَني عَلَى ظَمَأٍ بِرِيقِي غَفَرْتُ ذُنُوبَهُ وَكَظَمْتُ غَيْظِي * مخَافَةَ أَن أَصِيرَ بِلاَ صَدِيقِ {أَبُو بَكْرٍ الصَّوْليّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَسِبْنَاهُمْ إِذَا اعْتَرَكُواْ أُسُودَا * فَكَانُواْ في اعْتِرَكِهِمُ دُيُوكَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° برَبِّكَ هَلْ جُزِيتَ عَنِ القَوَافي * بِغَيرِ أَجَدْتَ أَوْ لاَ فُضَّ فُوكَا جَزَاؤُكَ مِنْ كَرِيمٍ أَوْ بَخِيلٍ * رَقِيقَاً كَانَ شِعْرُكَ أَمْ رَكِيكَا كَلاَمٌ لَيْسَ يُغْني عَنْكَ شَيْئَاً * إِذَا لَمْ يَقْتُلِ الآمَالَ فِيكَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَغَارُ عَلَيْكِ حَتىَّ مِن أَبِيكِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَلاَمٌ يَا رِيَاضُ عَلَى ذَوِيكِ * وَحَسْبي أَنَّ شَطْرَ الدِّينِ فِيكِ سَلاَمٌ يَا رِيَاضُ عَلَى ذَوِيكِ * وَحَسْبي أَنَّ شَطْرَ الحُسْنِ فِيكِ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنَّكَ لِلزَّمَانِ يَدٌ تَصُولُ {ابْنُ حَيُّوس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَهِدْتُهُمُ تَخُونُهُمُ الأَمَاني * فَقَدْ صَارُواْ تَخُونُهُمُ العُقُولُ {ابْنُ حَيُّوس} ــــــــــــــــــــــــــــ وَكُلُّ أَخٍ يَقُولُ أَنَا وَفيٌّ * وَلَكِنْ لَيْسَ يَفْعَلُ مَا يَقُولُ {حَسَّانُ بْنُ ثَابِت} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكَانَ المَالُ يَأْتِينَا فَكُنَّا * تُبَذِّرُهُ وَلَيْسَ لَنَا عُقُولُ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمِمَّا شَفَّني وَجْدَاً عَزِيزٌ * يُحَاوِلُ قَهْرَهُ قِرْدٌ ذَلِيلُ {ابْنُ حَيُّوس بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا اعْتَادَ الْفَتى خَوْضَ المَنَايَا * فَأَيْسَرُ مَا يَمُرُّ بِهِ الوُحُولُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَهُ امْرَأَةٌ لَهُ شُرَكَاءُ فِيهَا * كَسَابِلَةٍ تَضُمُّهُمُ السَّبِيلُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَدَاعَاً أَيُّهَا الْبَلَدُ الجَمِيلُ * فَإِنَّ الْيَوْمَ قَدْ حَانَ الرَّحِيلُ وَلَمْ أَرْحَلْ لِزُهْدِي فِيكِ لَكِن * إِلى بَلَدٍ رُبِيتُ بِهِ أَمِيلُ {عَقْلُ الجُرّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِنَّ سِيَادَةَ الأَقْوَامِ فَاعْلَمْ * لَهَا صُعَدَاءُ مَطْلَبُهَا طَوِيلُ

أَتَرْجُو أَنْ تَسُودَ بِلاَ عَنَاءٍ * وَكَيْفَ يَسُودُ ذُو الدَّعَةِ البَخِيلُ {الهَذْليُّ الأَعْلَم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَقَمْتُ لِسُوءِ حَظِّي في بِلاَدٍ * تحَارُ لِفَهْمِ مَا فِيهَا العُقُولُ وَكَمْ في مِصْرَ تُبْصِرُ مِن أُمُورٍ * تحَارُ لَعَمْرُكُمْ فيهَا العُقُولُ كَرِهْتُ بِهَا جَمِيعَ النَّاسِ حَتىَّ * كَأَنَّ الطَّائِرَ الغِرِّيدَ غُولُ بِلاَدٌ لاَ يَعِيشُ بِهَا كَرِيمٌ * وَلاَ يَحْيى بِهَا إِلاَّ بخِيلُ وَبَاعُ المُصْلِحِينَ بِهَا قَصِيرٌ * وَبَاعُ المُفْسِدِينَ بِهَا طَوِيلُ وَلَيْسَ المَوْتُ فِيهَا مُسْتَحِيلاً * وَلَكِنَّ البَقَاءَ المُسْتَحِيلُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر بِتَصَرُّف، بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَخِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَرِقْتُ فَبَاتَ لَيْلِي لاَ يَزُولُ * وَلَيْلُ أَخِى المُصِيبَةِ فِيهِ طُولُ

وَلاَزَمَني البُكَاءُ وَذَاكَ فِيمَا * أُصِيبَ المُسْلِمُونَ بِهِ قَلِيلُ لَقَدْ عَظُمَتْ مُصِيبَتُنَا وَجَلَّتْ * عَشِيَّةَ قِيلَ قَدْ قُبِضَ الرَّسُولُ وَأَضْحَتْ أَرْضُنَا مِمَّا اعْتَرَاهَا * جَوَانِبُهَا بِنَا كَادَتْ تَمِيلُ فَقَدْنَا الوَحْيَ وَالتَّنْزِيلَ فِينَا * يَرُوحُ بِهِ وَيَغْدُو جِبرَئِيلُ وَذَاكَ أَحَقُّ مَا سَالَتْ عَلَيْهِ * نُفُوسُ النَّاسِ أَوْ كَادَتْ تَسِيلُ أَفَاطِمُ إِنْ جَزِعْتِ فَذَاكَ عُذْرٌ * وَإِنْ لَمْ تجْزَعِي فَهُوَ السَّبِيلُ {أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْب} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَهَلْ تَبْقَى النَّضَارَةُ في الفُرُوعِ * إِذَا مَا أَيْبَسَ المَوْتُ الأُصُولاَ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَلاَ يَا صَخْرُ إِن أَبْكَيْتَ عَيْني * فَكَمْ أَضْحَكْتَني زَمَنَاً طَوِيلاَ {الخَنْسَاء} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يُقَصِّرُ قُرْبُكِ اللَّيْلَ الطَّوِيلاَ * وَيَشْفِي وَصْلُكِ الْقَلْبَ الْعَلِيلاَ {ابْنُ زَيْدُون 0 بِتَصَرُّفٍ عَرُوضِيٍّ لي، حَيْثُ أَنَّهُ في الأَصْلِ مِنْ بَحْرِ المُتَقَارِب} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° دَهَاكَ المَوْت لَمْ يُمْهِلكَ حَتىَّ * تُعِدَّ حَقِيبَةَ السَّفَرِ الطَّوِيلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَأَسْكُنُ قُرْبَ دَارِكِ يَا حَيَاتي * وَلَيْسَ إِلى لِقَائِكِ مِنْ سَبِيلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَرَاكِ كَمَا يَرَى المحْتَاجُ مَالاً * وَقَدْ قَبَضَتْ عَلَيْهِ يَدُ البَخِيلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَمَا بَقِيَتْ مِنَ اللَّذَّاتِ إِلاَّ * مجَالَسَةُ الرِّجَالِ ذَوِي العُقُولِ وَقَدْ كَانُواْ إِذَا عُدُّواْ قَلِيلاً * فَقَدْ صَارُواْ أَقَلَّ مِنَ القَلِيلِ {الخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الفَرَاهِيدِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلاَ تَغْتَرَّ بِالأَمَلِ الطَّوِيلِ * فَلَيْسَ إِلى الإِقَامَةِ مِنْ سَبِيلِ فَدَعْ عَنْكَ التَّعَلُّلَ بِالأَمَاني * فَمَا بَعْدَ المَشِيبِ سِوَى الرَّحِيلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنَّ الظُّلْمَ مَرْتَعَهُ وَخِيمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَنَامُ وَلَمْ تَنَمْ عَنْكَ المَنَايَا * تَنَبَّهْ لِلْمَنِيَّةِ يَا نَئُومُ {أَبُو العَتَاهِيَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَمَا وَاللهِ إِنَّ الظُّلْمَ شُومُ * وَعِنْدَ اللهِ تَحْتَكِمُ الخُصُومُ {أَبُو العَتَاهِيَة بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُمُورٌ يَضْحَكُ السُّفَهَاءُ مِنهَا * وَيَبْكِي مِن عَوَاقِبِهَا الحَكِيمُ {ابْنُ الرُّومِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَمَا أَبْقَتْ لَكَ الأَيَّامُ عُذْرَاً * وَبِالأَيَّامِ يَتَّعِظُ الحَكِيمُ فَمَا أَبْقَى لَكَ الإِسْلاَمُ عُذْرَاً * وَبِالإِسْلاَمِ يَتَّعِظُ الحَكِيمُ فَمَا أَبْقَى لَكَ الْقُرْآنُ عُذْرَاً * وَبِالْقُرْآنِ يَتَّعِظُ الحَكِيمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِنْ قَالَ الحَكِيمُ فَصَدِّقُوهُ * فَخَيْرُ القَوْلِ مَا قَالَ الحَكِيمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَصُلتُ بِأَرْضِ مِصْرَ عَلَى عَبِيدٍ * كَأَنَّ الحُرَّ بَيْنَهُمُ يَتِيمُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلاَ يَأْتِيكَ مِنهُم أَيُّ خَيْرٍ * سِوَى وَوَرَاءهُ شَرٌ عَظِيمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمِمَّا شَفَّني وَجْدَاً عَزِيزٌ * يُحَاوِلُ قَهْرَهُ قِرْدٌ غَشُومُ وَمِمَّا شَفَّني وَجْدَاً حَكِيمٌ * يُحَاوِلُ قَهْرَهُ قِرْدٌ زَنِيمُ {ابْنُ حَيُّوس بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَنَاخَ اللُّؤْمُ في حَيِّ ال {//5/ 5} * مَطِيَّتَهُ فَأَقْسَمَ لاَ يَرِيمُ كَذَلِكَ كُلُّ ذِي سَفَرٍ إِذَا مَا * تَنَاهَى عِنْدَ بُغْيَتِهِ يُقِيمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَقَالُواْ لَوْ مَدَحْتَ فَتىً كَرِيمَاً * فَقُلْتُ وَأَيْنَ لي بِفَتىً كَرِيمِ {لمحَمَّدِ بْنِ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَأَيْتُكِ في السَّوَادِ فَقُلْتُ بَدْرٌ * بَدَا في ظُلْمَةِ اللَّيْلِ الْبَهِيمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَبَعْضُ النَّاسِ عِنْدَ الرَّجْمِ أَوْلى * بِهِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمِ {محْمُود غُنَيْم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° زَنِيمٌ لَيْسَ يُعْرَفُ مَن أَبُوهُ * بَغِيُّ الأُمِّ ذُو حَسَبٍ لَئِيمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِلَهِي لَسْتُ لِلْفِرْدَوْسِ أَهْلاً * وَلاَ أَقْوَى عَلَى نَارِ الجَحِيمِ فَمَغْفِرَةً وَمَرْحَمَةً إِلَهِي * فَمَن أَرْجُو سِوَى رَبِّي الرَّحِيمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تُسَائِلُ عَنْ فَتَاهَا كُلَّ رَكْبٍ * وَعِنْدَ جُهَيْنَةَ الخَبَرُ الْيَقِينُ {ابْنُ الرُّومِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لِمَاذَا لاَ تَزِيدُ بِنَا الشُّجُونُ * وَقَدْ زَادَ التَّفَسُّخُ وَالمجُونُ لِمَاذَا الْبِنْتُ إِن خَرَجَتْ تُعَرِّي * مَفَاتِنَهَا لِتَنهَشَهَا الْعُيُونُ لِمَاذَا يَا ابْنَتي هَذَا الَّذِي قَدْ * تُظَنُّ لأَجْلِهِ فِيكِ الظُّنُونُ كَفَى أَنَّ الحِجَابَ يَكُونُ دَوْمَاً * عَلَى الحَسْنَاءِ أَحْسَنَ مَا يَكُونُ وَلَوْ كَانَ الحِجَابُ قَلِيلَ نَفْعٍ * لَمَا جُعِلَتْ عَلَى الْعَيْنِ الجُفُونُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَمَتُّ مَطَامِعِي فَأَرَحْتُ نَفْسِي * فَإِنَّ النَّفْسَ مَا طمِعَتْ تَهُونُ وَأَحْيَيْتُ القُنُوعَ وَكَانَ مَيْتَاً * فَفِي إِحْيَائِهِ عِرْضٌ مَصُونُ إِذَا طَمَعٌ يحُلُّ بِقَلْبِ عَبْدٍ * كَسَتْهُ ذِلَّةٌ وَعَلاَهُ هُونُ {الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَبَعْدَكَ تَعْرِفُ الصَّبْرَ العُيُونُ * وَقَدْ ذَهَبَتْ بِزَهْرَتِكَ المَنُونُ رَمَتْكَ يَدُ الزَّمَانِ بِشَرِّ سَهْمٍ * فَلَمَّا أَنْ رَحَلْتَ بَكَى الخَئُونُ لَئِن عَمَّرْتَ فِينَا رُبْعَ قَرْنٍ * فَعَقْلُكَ لاَ تَجِيءُ بِهِ قُرُونُ سَتَبْكِيكَ الكَوَاكِبُ في الدَّيَاجِي * كَمَا تَبْكِيكَ في الرَّوْضِ الغُصُون وَمَا أَرْوَاحُنَا إِلاَّ أُسَارى * وَمَا أَجْسَادُنَا إِلاَّ سُجُونُ

وَمَا في الكَونِ مِثْلُ الكَوْنِ فَانٍ * كَمَا تَفْنى الدِّيَارُ كَذَا القَطِينُ سَيَبْكِي إِخْوَةٌ قَدْ غِبْتَ عَنهُمْ * وَأُمٌّ ثَاكِلٌ وَأَبٌ حَزِينُ قَدِ ازْدَانَتْ بِكَ الفِتيَانُ طِفْلاً * كَمَا يَزْدَانُ بِالتَّاجِ الجَبِينُ أَلاَ لاَ يَشْمَتِ الأَعْدَاءُ فِينَا * فَكُلُّ فَتىً بِمَصْرَعِهِ رَهِينُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَرَكْتُمْ سُنَّةَ المَبْعُوثِ فِينَا * لِذَاكَ سَقَتْكُمُ الأَيَّامُ طِينَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِنَّ الضَّغْنَ بَعْدَ الضَّغْنِ يَبْدُو * رُوَيْدَا بَاعِثَاً دَاءً دَفِينَا {عَمْرُو بْنُ كُلْثُوم 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَتحْمِينَ الضِّعَافَ وَكُنْتِ قِدْمَاً * بِأَضْعَفِ أُمَّةٍ تَسْتَنْجِدِينَا {إِلْيَاس فَرَحَات}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا مَا الهُونُ حَلَّ بِجَارِ قَوْمٍ * فَلَيْسَ لجَارِ مِثْلِكَ أَنْ يَهُونَا {أَبُو نُوَاس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أعِيدِي يَا طُيُورُ وَأَسْمِعِينَا * غِنَاءً يُسْعِدُ الْقَلْبَ الحَزِينَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قُلُوبُ الأَنْبِيَاءِ لَهَا عُيُونٌ * تَرَى مَا لاَ يُرَى لِلنَّاظِرِينَا قُلُوبُ المُؤْمِنِينَ لَهَا عُيُونٌ * تَرَى مَا لاَ يُرَى لِلنَّاظِرِينَا وَأَجْنِحَةٌ تَطِيرُ بِغَيْرِ رِيشٍ * إِلى مَلَكُوتِ رَبِّ الْعَالَمِينَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا مَا صَاحِبي يَوْمَاً جَفَاني * وَآثَرَ بِالمَوَدَّةِ آخَرِينَا صَدَدْتُ تَكَرُّمَاً عَنهُ بِنَفْسِي * وَإِنْ كَانَ الفُؤَادُ بِهِ ضَنِينَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَإِنَّ العَقْلَ لَمْ يَكُنِ احْتِكَارَاً * وَلَمْ يُقْسَمْ عَلَى عَدَدِ السِّنِينَا وَلَوْ أَنَّ السِّنِينَ تَقَاسَمَتْهُ * حَوَى الآبَاءُ أَنْصِبَةَ البَنِينَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمُسْتَشْفَى دَخَلْنَاهَا لأَمْرٍ * حَكَى سَقَرَاً وَفِيهَا المجْرِمُونَا قَدِ اصْطَرَخُواْ وَقَالُواْ أَخْرِجُونَا * فَإِن عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ لَيْتَ اللِّحَى كَانَتْ حَشِيشَاً * فَتُعْلَفَهَا خيُولُ المُسْلِمِينَا لَوَ انَّ الدِّينَ كَانَ لحَىً طِوَالاً * لَكَانَ التَّيْسُ خَيرَ النَّاسِ دِينَا {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لِيَزِيدَ بْنِ المُفَرِّغ، وَالأَخِيرُ لِيَاسِرٍ الحَمَدَاني / المُؤَلِّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيَا مَنْ جَمَّعَتْ كُلَّ الدَّنَايَا * أَرَاحَ اللهُ مِنْكِ العَالَمِينَا

أَغِرْبَالاً إِذَا اسْتُودِعْتِ سِرَّاً * وَجَاسُوسَاً عَلَى المُتَحَدِّثِينَا حَيَاتُكِ مَا عَلِمْتُ حَيَاةُ سُوءٍ * وَمَوْتُكِ قَدْ يَسُرُّ الصَّالحِينَا {الحُطَيْئَةُ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيَا مَنْ قَدْ حَوَى كُلَّ الدَّنَايَا * أَرَاحَ اللهُ مِنْكَ العَالَمِينَا أَغِرْبَالاً إِذَا اسْتُودِعْتَ سِرَّاً * وَجَاسُوسَاً عَلَى المُتَحَدِّثِينَا حَيَاتُكَ مَا عَلِمْتُ حَيَاةُ سُوءٍ * وَمَوْتُكَ قَدْ يَسُرُّ الصَّالحِينَا {الحُطَيْئَةُ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَنَا شِعْرٌ يَرُوقُ السَّامِعِينَا * كَخَمْرٍ لَذَّةٍ للشَّاربينَا وَلَوْلاَ أَنَّهُ لَمْ يُعْطَ حَظَّاً * لأَضْحَي آيَةً للسَّائلينَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بِهِ حِكَمٌ تَرُوقُ السَّامِعِينَا * كَخَمْرٍ لَذَّةٍ للشَّاربينَا وَلَوْلاَ أَنَّهُ لَمْ يُعْطَ حَظَّاً * لأَضْحَي آيَةً للسَّائلينَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني في وَصْفِ كِتَاب} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَهُ شِعْرٌ يَرُوقُ السَّامِعِينَا * كَخَمْرٍ لَذَّةٍ للشَّاربينَا وَلَوْلاَ أَنَّهُ لَمْ يُعْطَ حَظَّاً * لأَضْحَي آيَةً للسَّائلينَا فَإِن أَهْلِكْ فَقَدْ أَبْقَيْتُ بَعْدِي * قَوَافيَ تُعْجِبُ المُتَمَثِّلِينَا رَصِينَاتٌ بَلِيغَاتٌ عِذَابٌ * لَوَ انَّ الشِّعْرَ يُلْبَسُ لاَرْتُدِينَا {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لِيَاسِرٌ الحَمَدَاني، وَالْبَيْتَانِ الأَخِيرَانِ فَقَطْ لاَبْنِ مَيَّادَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَنَحَّيْ وَاجْلِسِي مِنَّا بَعِيدَاً * أَرَاحَ اللهُ مِنْكِ العَالمِينَا أَغِرْبَالاً إِذَا اسْتُودِعْتِ سِرَّاً * وَجَاسُوسَاً عَلَى المُتَحَدِّثِينَا {الحُطَيْئَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

شَكَى وَبَكَى إِليَّ فَتىً مُعَنىً * كَبَعْضِ شَبَابِنَا إِذْ تَعْلَمِينَا فَقَصَّ عَلَيَّ مَا يَلقَاهُ وَجْدَاً * فَذَكَّرَ بَعْضَ مَا كُنَّا نَسِينَا وَذُو الشَّوْقِ القَدِيمِ وَإِنْ تَعَزَّى * مَشُوقٌ حِينَ يَلْقَى العَاشِقِينَا {عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَتَلْتُمْ خَيرَنَا حَسَبَاً وَدِينَا * فَلاَ قَرَّتْ عُيُونُ الشَّامِتِينَا أَفي الشَّهْرِ الحَرَامِ فَجَعْتُمُونَا * بخَيرِ النَّاسِ طُرَّاً أَجْمَعِينَا قَتَلْتُمْ خَيرَ مَنْ رَكِبَ المَطَايَا * وَمَنْ قَرَأَ المَثَانيَ وَالمِئِينَا {أَبُو الأَسْوَدِ الدُّؤَليّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِأَيِّ مَشِيئَةٍ عَمْرَو ابْنَ هِنْدٍ * تُطِيعُ بِنَا الوُشَاةَ وَتَزْدَرِينَا تُهَدِّدُنَا وَتُوعِدُنَا رُوَيْدَاً * مَتى كُنَّا لأُمِّكَ خَادِمِينَا

إِذَا مَا المُلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفَاً * أَبَيْنَا أَنْ نُقِرَّ الذُّلَّ فِينَا وَإِنْ نحْمِلْ عَلَى قَوْمٍ رَحَانَا * يَكُونُواْ قَبْلَ رُؤْيَتِهَا طَحِينَا وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْوَاً * وَيَشْرَبُ غَيْرُنَا كَدِرَاً وَطِينَا إِذَا بَلَغَ الرَّضِيعُ لَنَا فِطَامَاً * تخِرُّ لَهُ الجَبَابِرُ سَاجِدِينَا {عَمْرُو بْنُ كُلْثُوم 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَفَوْقَ الرُّكْبَتَينِ تُشَمِّرِينَا * بِرَبِّكِ أَيُّ نَهْرٍ تَعْبُرِينَا مَضَى الخَلْخَالُ حِينَ السَّاقُ أَمْسَتْ * تُطَوِّقها عُيُونُ النَّاظِرِينَا تَظُنِّينَ الرِّجَالَ بِلاَ شُعُورٍ * لأَنَّكِ رُبَّمَا لاَ تَشْعُرِينَا كأَنَّ الثَّوْبَ في النُّقْصَانِ ظِلٌّ * يَزِيدُ تَقَلُّصَاً حِينَاً فَحِينَا وَلَيْسَ بِعَاصِمٍ عَقْلٌ وَدِينٌ * فَكَمْ سَلَبَ الهَوَى عَقْلاً وَدِينَا

{الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَأُسْبُوعٌ مَضَى أَمْ أَرْبَعُونَا * وَأَيَّامَاً نَأَيْتُمْ أَمْ قُرُونَا أَنَأْكُلُ عِنْدَنَا خُبْزَاً وَجُبْنَاً * وَتَأْكُلُ عِنْدَكَ البَطَّ السَّمِينَا فَيَا مَنْ بِنْتُمُ عَنَّا اذْكُرُونَا * إِذَا مَا قُدِّمَ اللَّحْمُ اذْكُرُونَا وَرِفْقَاً بِالَّذِينَ بِمِصْرَ رِفْقَاً * وَخَافُواْ اللهُ يَا أَحْبَابُ فِينَا {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَظَرْتُ لأَغْلَبِ المُسْتَخْدِمِينَا * فَلَمْ أَرَ فِيهِمُ حُرَّاً أَمِينَا وَلَوْلاَ ذَاكَ مَا لَبِسُواْ حَرِيرَاً * وَلاَ شَرِبُواْ خُمُورَ الأَنْدَرِينَا تَنَسَّكَ مَعْشَرٌ مِنهُمْ وَعُدُّواْ * مِنَ الزُّهَّادِ وَالمُتَوَرِّعِينَا

وَقِيلَ لَهُمْ دُعَاءٌ مُسْتَجَابٌ * وَقَدْ مَلَئُواْ مِنَ السُّحْتِ البُطُونَا وَأَصْبَحَ هَمُّهُمْ تحْصِيلَ تِبرٍ * وَكَانَتْ رَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ نُونَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° شَبَابٌ سَنَّ فِعْلَ الخَيْرِ فِينَا * وَمَا عَرَفُواْ سِوَى الإِسْلاَمِ دِينَا رِجَالٌ ذِكْرُهُمْ لاَ زَالَ فِينَا * يُخَلِّدُهُمْ عَلَى مَرِّ السّنِينَا إِذَا شَهِدُواْ الوَغَى كَانُواْ كُمَاةً * يَدُكُّونَ المَعَاقِلَ وَالحُصُونَا وَلَمْ تَشْهَدْهُمُ الأَقْدَاحُ يَوْمَاً * وَقَدْ مَلأُواْ نَوَادِيَهُمْ مجُونَا فَمَا عَرَفُواْ الخَلاَعَةَ في بَنَاتٍ * وَلاَ عَرَفُواْ التَّخَنُّثَ في بَنِينَا وَلَمْ يَتَشَدَّقُواْ بِقُشُورِ عِلْمٍ * عَوِيصٍ كَيْ يُقَالَ مُثَقَّفُونَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَبَارَكَتِ الحِجَارَةُ مِنْ سِلاَحٍ * وَبُورِكَ في الصِّغَارِ الرَّاجِمِينَا تَفَاقَمَتِ المَظَالِمُ مِنْ يَهُودٍ * وَمَا مِنْ رَادِعٍ لِلظَّالِمِينَا إِلى كَمْ سَوْفَ نَزْعَقُ أَنْ تَعَالَواْ * إِلَيْنَا يَا جُنُودَ المُسْلِمِينَا فَهَيَّا أَشْعِلُوهَا نَارَ حَرْبٍ * تُعِيدُ كَرَامَةً ضَاعَتْ سِنِينَا وَأَلْقُواْ عَنْكُمُ الأَحْلاَمَ جَنْبَاً * فَمَا تُجْدِي أَمَاني الخَامِلِينَا تَعَالَواْ فَالدِّيَارُ تَئِنُّ حُزْنَاً * فَهَيَّا يَا أَحِبَّةُ أَدْرِكُونَا فَمَا وَقَفَ الْيَهُودُ أَمَامَ جَيْشٍ * فَهُمْ جبَنَاءُ دَوْمَاً خَائِفُونَا إِلى الأَقْصَى الَّذِي نَرْنُو إِلَيْهِ * فَنُوشِكُ أَنْ نُجَنَّ لَهُ جُنُونَا يَحِيكُ لَهُ الْيَهُودُ مُؤَامَرَاتٍ * وَهَذَا حَالُهُ يُبْكِي الْعُيُونَا تَرَاهُ جَنَّةً في الحُسْنِ لَكِن * خَنَازِيرٌ عَلَيْهَا رَاتِعُونا

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَكَادُ قُبُورُهُمْ مِمَّا حَوَتْهُ * يُقَدِّسُها الوَرَى حَجَراً وَطِينَا كَسَواْ جَنَبَاتِها جُنْدَاً وَخَيْلاً * كَمَا مَلَئُواْ شَوَاطِئَهَا سَفِينَا فَسَلْ عَنهُمْ طُلَيْطِلَةً سَتَلْقَى * لَدَيْهَا عَنهُمُ الخَبرَ اليَقِينَا وَسَلْ كَمْ شَيَّدُواْ مِنْ جَامِعَاتٍ * بِقُرْطُبَةٍ فَكَانُواْ السَّابِقِينَا فَحَسْبُكِ أَرْضَ أَنْدُلُسَ افْتِخَارَاً * بِأَنَّكِ كُنْتِ مَهْدَ الخَالِدِينَا {شُكْرُ اللهِ الجُرّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَضَاءُ واْ هَذِهِ الدُّنيَا قُرُونَا * وَمَاتُواْ حِينَ مَاتُواْ خَالِدِينَا وَأَصْبَحَ لاَ يُرَى في الرَّكْبِ قَوْمِي * وَقَدْ عَاشُواْ أَئِمَّتَهُ سِنِينَا تُرَى هَلْ يَرْجِعُ المَاضِي فَإِنِّي * أَذُوبُ لِذَلِكَ المَاضِي حَنِينَا

فَسَطَّرْنَا صَحَائِفَ مِنْ ضِيَاءٍ * فَمَا نَسِيَ الزَّمَانُ وَلاَ نَسِينَا حَمَلْنَاهَا سُيُوفَاً لاَمِعَاتٍ * غَدَاةَ الرَّوْعِ تَأْبى أَنْ تَلِينَا إِذَا خَرَجَتْ مِنَ الأَغْمَادِ يَوْمَاً * رَأَيْتَ الهَوْلَ وَالفَتْحَ المُبِينَا وَكُنَّا حِينَ نُرْمَى مِن أُنَاسٍ * نُؤَدِّبُهُمْ أُبَاةً قَادِرِينَا وَكُنَّا حِينَ نَلْقَى مِن عَدُوٍّ * محَارَبَةً نَدُوسُ لَهُ الجَبِينَا تَفِيضُ سُيُوفُنَا حَرْبَاً وَضَرْبَاً * فَمَا نُغْضِي عَلَى الظُّلْمِ الجُفُونَا وَمَا فَتِئَ الزَّمَانُ يَدُورُ حَتىَّ * مَضَى بِالمجْدِ قَوْمٌ آخَرُونَا وَآلَمَني وَآلَمَ كُلَّ حُرٍّ * سُؤَالُ النَّاسِ أَيْنَ المُسْلِمُونَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَمُرُّ أَقَارِبي وَلَقَدْ نَسُوني * كَأَنَّ أَقَارِبي لَمْ يَعْرِفُوني

ذَوُو المِيرَاثِ يَقْتَسِمُونَ مَالي * عَلَيْهِمْ قَبْلَ أَنْ يَقْضُواْ دُيُوني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَتَمْدَحُ شِعْرَهُمْ وَتَذُمُّ شِعْرِي * أَلاَ للَّهِ أُمُّكَ مِن أَفِينِ وَلَوْ تُرِكَتْ عَلَيْكَ خُيُولُ شِعْرِي * عَرَفْتَ الذُّلَّ عِرْفَانَ الْيَقِينِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَتَمْدَحُ رَأْيَهُمْ وَتَذُمُّ نَقْدِي * أَلاَ للَّهِ أُمُّكَ مِن أَفِينِ وَلَوْ تُرِكَتْ عَلَيْكَ خُيُولُ نَقْدِي * عَرَفْتَ الذُّلَّ عِرْفَانَ الْيَقِينِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلي أُمٌّ إِذَا غَضِبَتْ فَثَارَتْ * عَلَيَّ تَلُومُني لَكِنْ بِلِينِ وَإِنْ رَضِيَتْ عَلَيَّ وَقَبَّلَتْني * تَأَلَّقَ تحْتَ قُبْلَتِهَا جَبِيني {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَيَنْشَأُ نَاشِئُ الفِتْيَانِ مِنَّا * عَلَى مَا كَانَ عَوَّدَهُ أَبُوهُ {أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُمُورٌ يَضْحَكُ الحُكَمَاءُ مِنهَا * وَيَبْكِي مِن عَوَاقِبِهَا السَّفِيهُ {ابْنُ الرُّومِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تُهَانُ كَرَامَةُ الكُرَمَاءِ فِيهَا * وَتُكْرِمُ ذَا المجَانَةِ وَالسَّفِيهَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَقَدْ يَقَعُ السَّفِيهُ عَلَى السَّفِيهِ {ابْنُ الرُّومِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تُهَانُ كَرَامَةُ الكُرَمَاءِ فِيهِ * وَيُكْرِمُ كُلَّ صُعْلُوكٍ سَفِيهِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا كَثُرَ الذُّبَابُ عَلَى طَعَامٍ * رَفَعْتُ يَدِي وَنَفْسِي تَشْتَهِيهِ

وَتَجْتَنِبُ الأُسُودُ وُرُودَ مَاءٍ * إِذَا رَأَتِ الكِلاَبَ وَلغْنَ فِيهِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ مَوْتٌ يُبَاعُ فَأَشْتَرِيهِ * فَعَيْشِي قَدْ غَدَا لاَ خَيْرَ فِيهِ أَلاَ رَحِمَ المُهَيْمِنُ نَفْسَ حُرٍّ * تَصَدَّقَ بِالوَفَاةِ عَلَى أَخِيهِ {المُهَلَّبُ بْنُ أَبي صُفْرَة بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فِعَالَة/فُعَالَة/فِعَالَه/فُعَالَه/} صَدِيقٌ ضَاقَ ذَرْعِي مِن حِجَابِه * فَلاَ يَرْعَى ذِمَامَ ذَوِي طِلاَبِهْ يُعَذِّبُني وَأَصْبرُ كُلَّ يَوْمٍ * فَيَنْقِمُ أَنْ صَبَرْتُ عَلَى عَذَابِهْ سَتَأْتِيهِ بِمَا اكْسَتَبَتْ يَدَاهُ * قَوَافٍ لَمْ تُدَوَّنْ في حِسَابِهْ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَعَزَّتْني القَنَاعَةُ كُلَّ عِزٍّ * وَأَيُّ غِنىً أَعَزُّ مِنَ القَنَاعَة

فَخُذْ مِنهَا لِنَفْسِكَ رَأْسَ مَالٍ * وَخُذْ مِنْ بَعْدِهَا التَّقْوَى بِضَاعَة {الإِمَامُ الشَّافِعِيّ؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° غَزِيرُ الْعِلْمِ يخْطُبُ نِصْفَ سَاعَة * وَيَنْزِلُ ثُمَّ يَتْلُو في وَدَاعَة وَهَذَا يَمْلأُ الدُّنيَا صِيَاحَاً * وَيَحْسِبُ أَنَّهُ نجْمُ الإِذَاعَة وَيحْسِبُ نَفْسَهُ في النَّاسِ كِشْكَاً * فَيُعْلِنُ عَنْ شَرَائِطِهِ المُبَاعَة فَمَنْ لِلْمُسْلِمِينَ يَقُولُ مَهْلاً * فَبَعْضُ الدَّاءِ في تِلْكَ الْبِضَاعَة {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَعَهَّدْني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي * وَجَنِّبْني النَّصِيحَةَ في الجَمَاعَة فَإِنَّ النُّصْحَ بَينَ النَّاسِ نَوْعٌ * مِنَ التَّوْبِيخِ لاَ أَرْضَى اسْتِمَاعَه {الإِمَامُ الشَّافِعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أُحِبُّ الصَّالحِينَ وَلَسْتُ مِنهُمْ * لَعَلِّي أَن أَنَالَ بِهِمْ شَفَاعَة وَأُبْغِضُ مَنْ تجَارَتُهُ المَعَاصِي * وَإِنْ كُنَّا سَوَاءً في البِضَاعَة {الإِمَامُ الشَّافِعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَفَشَّتْ بَيْنَنَا صُوَرُ النَّذَالَة * وَزَادَ الْفُحْشُ فِينَا وَالسَّفَالَة وَضَاعَ السِّلْمُ بَينَ المُسْلِمِينَا * وَشَاعَ الظُّلْمُ وَاخْتَفَتِ الْعَدَالَة وَزَادَتْ دَوْلَةُ الأَشْرَارِ فُجْرَاً * فَعَجِّلْ يَا إِلَهِي بِالإِزَالَة وَخَلِّصْ يَا إِلَهِي الْكَوْنَ مِنهُمْ * لِكَيْ نَرْتَاحَ مِنْ تِلْكَ الحُسَالَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ قُولُواْ خَسِئْتَ أَبَا دُلاَمَة * فَلاَ حُبَّاً حَظِيتَ وَلاَ كَرَامَة إِذَا لَبِسَ العِمَامَةَ كَانَ قِرْدَاً * وَنَسْنَاسَاً إِذَا خَلَعَ العِمَامَة

جَمَعْتَ دَمَامَةً وَجَمَعْتَ لُؤْمَاً * كَذَاكَ اللُّؤْمُ تَصْحَبُهُ الدَّمَامَة فَإِنْ تَكُ قَدْ أَصَبْتَ نَعِيمَ دُنيَا * فَلاَ تَفْرَحْ فَقَدْ دَنَتِ القِيَامَة {أَبُو دِلاَمَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَقَدْ طَوَّفْتُ بِالآفَاقِ حَتىَّ * رَضِيتُ مِنَ الغَنِيمَةِ بِالسَّلاَمَة {امْرُؤُ القَيْس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَزِيرَ الأَمْنِ مَاتَ النَّاسُ خَوْفَاً * وَضَجَّتْ مِصْرُ حَوْلَكَ بِالشِّكَايَة {أَبُو أَحْمَد محَرَّم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعِيلَة/فَعُولَة/فَعِيلَه/فَعُولَه/} كَذَا الأَيَّامُ لاَ تُبْقِي عَزِيزَاً * وَسَاعَاتُ السُّرُورِ بِهَا يَسِيرَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَبُوكَ أَبي وَأَنتَ أَخِي وَلَكِن * تَبَايَنَتِ الطَّبَائِعُ وَالسَّرِيرَة

وَأُمُّكَ حِينَ تُوصَفُ أُمُّ صِدْقٍ * وَلَكِنْ لاَبْنِهَا شِيَمٌ حَقِيرَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَذَا الأَيَّامُ لاَ تُبْقِي عَزِيزَاً * وَسَاعَاتُ السُّرُورِ بِهَا قَلِيلَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلِلشُّعَرَاءِ أَلْسِنَةٌ حِدَادٌ * عَلَى الأَعْرَاضِ وَطْأَتُهَا ثَقِيلَة وَمَنْ نَالَتْ صَوَاعِقُهُمْ حِمَاهُ * وَإِنْ كَذَبُواْ فَلَيْسَ لَهُنَّ حِيلَة فَأَحْسِنْ رِفْدَهُمْ وَاكْسَبْ رِضَاهُمْ * وَعَامِلْهُمْ مُعَامَلَةً جَمِيلَة {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنَا لَمْ أَنْسَ أَيَّامَ الطُّفُولَة * وَلَهْوِيَ تحْتَ أَشْجَارِ الخَمِيلَة أَلَسْتُ أَنَا الَّذِي قَدْ كَانَ يَعْدُو * وَرَاءَ فَرَاشَةٍ عَبَرَتْ حُقُولَه

وَحَوْليَ صِبْيَةٌ في مِثْلِ سِنيِّ * يُشَاطِرُ بَعْضُهُمْ بَعْضَاً مُيُولَه إِذَا مَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ اجْتَمَعْنَا * وَقَدْ بَسَطَ الهَنَاءُ لَنَا سَبِيلَه وَحِينَ نَرَى عَلَى بُعْدٍ زَمِيلاً * يُشَمِّرُ عِنْدَ رُؤْيَتِنَا ذُيُولَه إِلى أَنْ يَنْقَضِي في اللهْوِ شَطْرٌ * مِنَ اللَّيْلِ الَّذِي أَرْخَى سُدُولَه فَيَرْجِعُ ذَاكَ مَنْزِلَهُ وَحِيدَاً * وَيَرْجِعُ ذَاكَ مُصْطَحِبَاً زَمِيلَه وَهَذَا الشَّاطِئُ المَيْمُونُ كَمْ ذَا * جَلَسْتُ عَلَيْهِ سَاعَاتٍ جَمِيلَة وَكَمْ ذَا كُنْتُ لِلْكُتَّابِ أَمْضِي * لأَقْضِيَ فِيهِ أَوْقَاتٍ ثَقِيلَة أَمَامَ الشَّيْخِ أَجْلِسُ في خُشُوعٍ * فَمَا أَنجُو بِجِلْسَتيَ الذَّلِيلَة وَحِينَ أَجِيءُ لَمْ أَحْفَظْ دُرُوسِي * تُدَاعِبُني لَدَيْهِ عَصَاً طَوِيلَة

أَأَنْسَى الجَدَّةَ الشَّمْطَاءَ لَيْلاً * تَقُصُّ حِكَايَةً لِلأُمِّ غُولَة وَنَوْمِئُ بِالحَوَاجِبِ وَالْيَدَيْنِ * وَتحْكِي لي خُرَافَاتِ الكُهُولَة هِيَ الأَيَّامُ لاَ تُبْقِي عَزِيزَاً * وَسَاعَاتُ السُّرُورِ بِهَا قَلِيلَة إِذَا نَشَرَ الضِّيَاءَ عَلَيْكَ نَجْمٌ * فَقَبْلَ الْفَجْرِ سَوْفَ تَرَى أُفُولَه {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا مَا الشَّعْبُ عَدَّ لَنَا خُصُومَه * فَسَوْفَ يَكُونُ أَوَّلُهَا الحُكُومَة تُحَمِّلُ شَعْبَهَا الأَخْطَاءَ دَوْمَاً * تَظَلُّ تَلُومُهُ وَهْيَ المَلُومَة وَأَهْمَلَتِ الشَّبَابَ وَأَحْبَطَتْهُ * لِمَنْ يَشْكُو الشَّبَابُ إِذَن هُمُومَه وَيَبْدُو أَنَّهَا قَدْ أَهْمَلَتْنَا * لِكَيْ تَرْعَى الطُّفُولَةَ وَالأُمُومَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فَعْلُ/فَعْلِ/فَعْلِي/فُعْلَى/فَعْلاَ/} أَصُونُ كَرَامَتي مِنْ قَبْلِ حُبي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَزِيدُ تَفَضُّلاً وَأَزِيدُ شُكْرَاً * وَذَلِكَ دَأْبُهُ أَبَدَاً وَدَأْبي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ مَا لي أَرَاكَ وَقَدْ فُتِنْتَا * وَبِالدُّنيَا وَزُخْرُفِهَا جُنِنْتَا تُنَادِيكَ المَنَايَا كُلَّ يَوْمٍ * أَلاَ يَا صَاحِ أَنْتَ أُرِيدُ أَنْتَا كَبُرْتَ فَلاَ تَقُلْ إِنيِّ صَغِيرٌ * وَفَكِّرْ كَمْ صَغِيرٍ قَدْ دَفَنْتَا {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرَانِ لِشَاعِرٍ آخَرَ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أُرِيدُ حَيَاتَهُ وَيُرِيدُ مَوْتي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَتَرْتُ عَلَيْكَ ذَنْبَاً بَعْدَ ذَنْبٍ * فَلَوْ أَحْسَسْتَ كَانَ الهَجْوُ مَدْحَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلاَ تَرْكَن إِلى أَهْلِ الدَّنَايَا * فَإِنَّ خَلاَئِقَ السُّفَهَاءِ تُعْدِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يُهَمْهِمُ لِلشَّعِيرِ إِذَا رَآهُ * وَيَعْبَسُ إِنْ رَآني أَسْتَعِدُّ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَجِيءُ إِلَيْكَ بِالرَّغَبَاتِ وَفْدُ * وَيَرْحَلُ بِالرَّغَائِبِ عَنْكَ وَفْدُ يُحَدِّثُني بِجُودِكَ كُلُّ رَكْبٍ * وَكُلُّهُمُ بِشِعْرِي فِيكَ يَشْدُو أَكُدُّ وَلاَ أَنَالُ وَكُنْتُ أَرْجُو * بِجُودِكَ أَن أَنَالَ وَلاَ أَكُدُّ إِذَا إِنْجَازُ وَعْدِكَ كَانَ وَعْدَاً * فَيَكْفِيني مِنَ الْوَعْدَيْنِ وَعْدُ أَأَرْفُقُ كُلَّ رِفْقٍ في التَّقَاضِي * وَلَيْسَ لَدَيْكَ غَيْرُ المَطْلِ رَدُّ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلاَ تَعْجَلْ أَبَا {000} عَلَيْهِمْ * وَمُدَّ لَهُمْ خُيُوطَ الْعَفْوِ مَدَّا

{هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَتَعْلَمُ أَيُّنَا شَرٌّ مَكَانَاً * وَأَضْعَفُ نَاصِرَاً وَأَقَلُّ جُنْدَا عَجِبْتُ لِمَنْ يَرَاهُ النَّاسُ قِطَّاً * وَيجْعَلُ نَفْسَهُ لِلَّيْثِ نِدَّا فَلاَ تَعْجَلْ أَبَا {000} عَلَيْهِمْ * وَمُدَّ لَهُمْ خُيُوطَ الوَهْمِ مَدَّا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَلَوْتَ مَكَانَةً وَعَلَوْتَ مجْدَا * وَفَاضَ لَكَ الفُؤَادُ هَوَىً وَوُدَّا وَمَا العَليَاءُ تُدْرَكُ بِالتَّوَاني * وَلَكِنْ تُؤْخَذُ الْعَلْيَاءُ كَدَّا وَحَسْبي مِنْكَ أَنَّكَ مِنْ رِجَالٍ * عَهِدْنَاهُمْ لَدَى الهَيْجَاءِ أُسْدَا فَمَا لي لاَ أَصُوغُ لَكُمْ ثَنَاءً * تمُوتُ بِهِ العِدَا كَمَدَاً وَحِقْدَا وَأَنْتَ ابْنُ الكِرَامِ بَني الكِرَامِ * وَقَدْ كَرُمَتْ بَنُوكَ أَبَاً وَجَدَّا

{هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° جِبَالٌ فَوْقَنَا وَتَسِيرُ سَيرَا * إِذَا سَقَطَتْ عَلَيْنَا كَانَ خَيرَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَصَحْتُكَ فَالْتَمِسْ يَا صَاحِ غَيْرِي * فَلَحْمِي مِنْ قَدِيمِ العَهْدِ مُرُّ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° جَعَلْنَا الحُكْمَ تَوْلِيَةً وَعَزْلاً * بِأَهْوَاءِ النُّفُوسِ فَمَا اسْتَقَرَّا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنَّكَ رُمْتَ شَيْئَاً لَمْ يَرُمْهُ * سِوَاكَ فَلَمْ أُطِقْ يَا صَاحِ صَبرَا أَمِثْلِي يَا صَفِيقَ الوَجْهِ يُهْجَى * لَعَمْرُ أَبِيكَ قَدْ حَاوَلْتَ نُكْرَا {بِشْرُ بْنُ عَوَانَ العَبْدِيّ؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَخَرَّ مُضَرَّجَاً بِدَمٍ كَأَنيِّ * هَدَمْتُ بِهِ بِنَاءً مُشْمَخِرَّا وَقُلْتُ لَهُ يَعَزُّ عَلَيَّ أَنيِّ * قَتَلْتُ أَخِي مجَالَدَةً وَفَخْرَا وَلَكِنْ رُمْتَ شَيْئَاً لَمْ يَرُمْهُ * سِوَاكَ فَلَمْ أُطِقْ يَا لَيْثُ صَبْرَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَقَدْتُ تجَلُّدِي وَبَكَيْتُ دَهْرَا * وَعِشْتُ أُرَدِّدُ الأَنْفَاسَ حَرَّى وَمِثْلِي إِنْ بَكَتْ بَكَتِ المَآقِي * وَيُنْشَرُ دَمْعُهُ في النَّاسِ شِعْرَا وَمِثْلِي إِنْ بَكَتْ بَكَتِ المَآقِي * وَيُنْشَرُ دَمْعُهَا في الْكَوْنِ شِعْرَا وَلي فِيمَا تجِيءُ بِهِ اللَّيَالي * عَزَاءٌ يُلْهِمُ المَكْلُومَ صَبْرَا فَكُلُّ العُرْبِ لي أَهْلٌ كِرَامٌ * وَكُلُّ فَتىً أُطَالِعُ فِيهِ صَخْرَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَأَمَّا الأَتْقِيَاءُ فَأَغْبِيَاءُ * وَأَمَّا الأَذْكِيَاءُ فَأَهْلُ مَكْرٍ {أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَسَوْفَ يَزِيدُكُمْ ضَعَةً هِجَائِي * كَمَا وَضَعَ الهِجَاءُ بَني نُمَيْرٍ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكَمْ مِنْ كَادِحٍ يَهْفُو لأَمْرٍ * وَفِيهِ حَتْفُهُ لَوْ كَانَ يَدْرِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَغَارُ عَلَيْكِ مِن أَشْعَارِ غَيْرِي * فَمَا شَبَّبْتُ فِيكِ سِوَى بِشِعْرِي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا فَقَدَ الرَّغِيفَ بَكَى عَلَيْهِ * بُكَا الخَنْسَا وَقَدْ فُجِعَتْ بِصَخْرِ وَدُونَ رَغِيفِهِ قَلْعُ الثَّنَايَا * وَحَرْبٌ مِثْلُ وَقْعَةِ يَوْمِ بَدْرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

خُذِ التَّقْوَى وَلَوْ لَيْلاً أَتَدْرِي * فَقَدْ يَأْتِيكَ مَوْتُكَ قَبْلَ فَجْرِ فَكَمْ طِفْلٍ تَمَنىَّ عُمْرَ نُوحٍ * فَعَمَّرَ بَعْدَ مَوْتٍ أَلْفَ عُمْرِ وَكَمْ عَذْرَاءَ قَدْ زُفَّتْ مَسَاءً * وَزُفَّتْ في صَبِيحَتِهَا لِقَبْرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَا تحْلُو السُّجُونُ لِسَاكِنِيهَا * وَلَو فُرِشَتْ بِأَنوَاعِ الدِّمَقْسِ {نَبِيه سَلاَمَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هُمُ الجَبَلُ الَّذِي لَوْ زَالَ يَوْمَاً * لأَضْحَى المُلْكُ لاَ يُرْسِيهِ مُرْسِي وَإِنْ لاَقَيْتَهُمْ في يَوْمِ حَرْبٍ * لَقِيتَ الجِنَّ في مَسْلاَخِ إِنْسِ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هُوَ الجَبَلُ الَّذِي لَوْ زَالَ يَوْمَاً * لأَضْحَى المُلْكُ لاَ يُرْسِيهِ مُرْسِي

وَإِنْ لاَقَيْتَهُ في يَوْمِ حَرْبٍ * لَقِيتَ الجِنَّ في مَسْلاَخِ إِنْسِ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ يَا صَخْرُ لاَ أَنْسَاكَ حَتىَّ * أُفَارِقَ مُهْجَتي وَيُشَقُّ رَمْسِي يُذَكِّرُني طُلُوعُ الشَّمْسِ صَخْرَا * وَأَبْكِيهِ لِكُلِّ غُرُوبِ شَمْسِ وَلَوْلاَ كَثْرَةُ البَاكِينَ حَوْلي * عَلَى إِخْوَانهِمْ لَقَتَلْتُ نَفْسِي وَمَا يَبْكُونَ مِثْلَ أَخِي وَلَكِن * أُعَزِّي النَّفْسَ عَنهُ بِالتَّأَسِّي وَمَا يَبْكُونَ مِثْلَ أَبِي وَلَكِن * أُعَزِّي النَّفْسَ عَنهُ بِالتَّأَسِّي {الخَنْسَاء} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَا افْتَرَقَتْ لِغَضْبَتِه الثُّريَّا * ولاَ اجْتَمَعَتْ لِذَاك بَنَاتُ نَعْشٍ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَهَا صَوْتٌ نَشَاذٌ لاَ يُطَاقُ * لَهُ في الأُذْنِ إِزْعَاجٌ وَبَطْشُ فَإِن هِيَ رَقَّقَتْهُ ذَاتَ يَوْمٍ * ظَنَنْتَ بِأَنَّهُ قَمْحٌ يُجَشُّ تُنَاغِي عُودَهَا فَيَكُونُ صَوْتٌ * كَصَوْتِ الْكَلْبِ قَدْ نَاغَاهُ جَحْشُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ جَسَّ الطَّبِيبُ يَدَيْهِ يَوْمَاً * فَأَقْسَمَ مَا لجُودٍ فِيهِ نَبْضُ وَلَسْتُ أَقُولُ مَن هُوَ فَاعْرِفُوهُ * وَهَلْ في الأَرْضِ غَيرُ الأَرْضِ أَرْضُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يُبَاهِي بَعْضُهُمْ بِالْفِسْقِ بَعْضَا {عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَيَا لَيْتَ اليَرَاعَ يَصِيرُ فَأْسَاً * وَيَا لَيْتَ الطُّرُوسَ تَصِيرُ أَرْضَا {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا غَنَّتْ عَلَى مَلإٍ أَمَاتَتْ * فَمِنْ جُمْهُورِهَا قَتْلَى وَصَرْعَىْعَا يُلاَقِي الأَنْفُ مِنْ فَمِهَا عَذَابَاً * وَتَرْعَى العَينُ فِيهِ شَرَّ مَرْعَىْعَا أَكَادُ أَرَى لَعَمْرُ اللهِ فِيهِ * دَوَابَّ الأَرْضِ وَالدِّيدَانَ تَسْعَىْعَا وَإِنَّ سُكُوتَهَا عِنْدِي لَغُنمٌ * لأَنَّ غِنَاءَهَا عِنْدِي كَمَنعَىْعَا فَقَرِّطْهَا بِعَقْرَبَ إِنْ تَغَنَّتْ * وَإِنْ رَقَصَتْ فَطَوِّقْهَا بِأَفْعَىْعَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نُسَاقُ إِلى السُّجُونِ وَنُسْتَرَقُّ * بحُكْمٍ فِيهِ إِجْحَافٌ وَحُمْقُ وَذَلِكَ مَنْطِقِيٌّ حِينَ يَرْعَى * زِمَامَ الأَمْرِ مَنْ لاَ يَسْتَحِقُّ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَبَاتَ اللَّيْثُ مَقْهُورَاً وَأَعْطَواْ * زِمَامَ الأَمْرِ مَنْ لاَ يَسْتَحِقُّ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَمَا كَانَ انْتِصَارُهُمُ افْتِخَارَاً * وَمَا كَانَ انْكِسَارُكَ فِيهِ ذُلُّ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَلُومُ عَلَى الْقَطِيعَةِ مَن أَتَاهَا * وَأَنْتَ سَنَنْتَهَا لِلنَّاسِ قَبْلِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَدَتْكِ النَّفْسُ وَهْيَ أَقَلُّ بَذْلٍ * صِلِي حُسْنَ المَقَالِ بحُسْنِ فِعْلٍ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلَمْ تَعْلَمْ بِأَنَّ المُلْكَ مُفْضٍ * إِلى خَطَرَيْنِ مِنْ مَوْتٍ وَعَزْلِ وَإِنَّكَ إِنْ تَرَكْتَ قَضَاءَ حَقِّي * وَإِن أَمْعَنْتَ في جَحْدِي وَمَطْلِي سَتَحْيى نَادِمَاً أَبَدَاً مُعَزَّىً * عَلَى فَوْتِ الصَّنِيعَةِ عِنْدَ مِثْلِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُقَلِّبُ في الجَرَائِدِ كُلَّ يَوْمٍ {عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَوَاكِهُ كُلُّ وَاحِدَةٍ بِطَعْمِ {عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَوْ أَنىِّ عَثَرْتُ عَلَى صَدِيقٍ * لأَنْسَتْني الصَّدَاقَةُ بَعْضَ هَمِّي صَحِبْتُ بمِصْرَ بَعْضَ النَّاسِ جَهْلاً * بِهِ وَنَبَذْتُهُ مِنْ بَعْدِ عِلْمِ زَعَمْتُ بِأَنَّهُ خِلٌّ وَفىٌّ * فَكَذَّبَتِ اللَّيَالي فِيهِ زَعْمِي صَدِيقٌ لاَ يَوَدُّ لِغَيْرِ شَيْءٍ * وَلاَ يَسْعَى إِلَيْكَ لِغَيْرِ غُنمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَلَى الأَخْلاَقِ شِيدُواْ المجْدَ وَابْنُواْ * فَلَيْسَ وَرَاءَهَا لِلْمَجْدِ رُكْنُ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَبي إِنَّ الحَيَاةَ رِضَاكَ عَنيِّ * فَكَيْفَ أَعِيشُ حِينَ غَضِبْتَ عَنيِّ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَلاَ مَنْ يَشْتَرِي سَهَرَاً بِنَوْمٍ * سَعِيدٌ مَنْ يَبِيتُ قَرِيرَ عَيْنٍ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَهَلْ يُغْني إِذَا كَانَ الحِجَابُ * يَنُمُّ عَنِ المَفَاتِنِ بِالتَّثَنيِّ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكُلُّ أَخٍ مُفَارِقُهُ أَخُوهُ * لَعَمْرُ أَبِيكَ حَتىَّ الفَرْقَدَيْنِ {عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِب 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكَانَ المَالُ يَأْتِيني فَكُنْتُ * أُبَذِّرُهُ وَلَمْ يَكُ لي تَأَنيِّ فَلَمَّا أَنْ مَضَى عَهْدُ الشَّبَابِ * عَقَلْتُ وَوَلَّتِ الأَمْوَالُ عَنيِّ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَظُنُّ النَّاسُ بي خَيرَاً وَإِنيِّ * لَشَرُّ النَّاسِ إِنْ لَمْ تَعْفُ عَنيِّ إِلَهِي لاَ تُعَذِّبْني فَإِنيِّ * مُقِرٌّ بِالَّذِي قَدْ كَانَ مِنيِّ {أَبُو العَتَاهِيَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَوَدُّ حَيَاتَهُ وَيَوَدُّ مَوْتي * وَكَمْ بَيْنَ التَّمَنيِّ وَالتَّمَنيِّ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بُنيَّ أَنَا امْرُؤٌ لِلنَّاسِ ضِحْكِي * وَلي وَحْدِي تَبَارِيحِي وَحُزْني فَإِنِّي شَاعِرٌ لِلنَّاسِ فَنيِّ * وَلي وَحْدِي تَبَارِيحِي وَحُزْني إِذَا خِدْني شَكَوْتُ لَهُ هُمُومِي * وَفي وُسْعِي السُّكُوتُ ظَلَمْتُ خِدْني وَيَأْبىَ كِبْرِيَائِي أَنْ يَرَاني * فَتىً مُغْرَوْرِقَاً بِالدَّمْعِ جَفْني فَأَسْتُرُ عَبرَتي عَنهُ لِئَلاَّ * يَضِيقُ بِهَا وَإِن هِيَ أحْرَقَتْني وَيَبْكِي صَاحِبي فَإِخَالُ أَنيِّ * أَنَا الجَاني وَإِنْ لَمْ يَتَّهِمْني فَأَمْسَحُ أَدْمُعَاً عَنْ مُقْلَتَيْهِ * وَإِن هِيَ أَحْرَقَتْني أَوْ كَوَتْني لأَنيِّ كُلَّمَا سَرَّيْتُ عَنهُ * سَعِدْتُ كَأَنَّني سَرَّيْتُ عَنيِّ كَذَلِكَ كَانَ شَأْني بَينَ قَوْمِي * وَهَذَا بَينَ كُلِّ النَّاسِ شَأْني أَقُولُ لِكُلِّ نَوَّاحٍ رُوَيْدَاً * فَمَهْمَا طَالَ نَوْحُكَ لَيْسَ يُغْني {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

نَزَلْتُ رُبَاكِ يَسْبِقُني خَيَالي * وَقَدْ مَلئُوهُ تَزْيِيفَاً وَمَيْنَا فَهُمْ ظَلَمُوكِ إِذْ زَعَمُوكِ مَنْفَى * وَجَارَ عَلَيْكِ مَنْ يَدْعُوكِ سِجْنَا تَعَالى اللهُ بَارِئُ كُلِّ حُسْنٍ * لَقَدْ مَلأَ الجَزِيرَةَ فِيكِ حُسْنَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَهِدْتُكَ شَاعِرَاً فَذَّاً بَلِيغَاً * سَمَتْ أَشْعَارُهُ مَبْنىً وَمَعْنى فَمَا أَحْلَى قَصِيدَكَ في عِتَابٍ * يُسَاقُ إِلى الصَّدِيقِ وَقَدْ تجَنىَّ وَمَنْ قَرَأَ التَّغَزُّلَ مِنْكَ يَوْمَاً * يُحِسُّ بِلَوْعَةِ القَلْبِ المُعَنى

كَذَلِكَ كَانَ لِلشُّعَرَاءَ تَاجَاً * فَلَوْ نَطَقَ الزَّمَانُ عَلَيْهِ أَثْنى فَلَمْ يَتَمَلَّقِ الحُكَّامَ يَوْمَاً * وَلاَ بِمَدِيحِهِمْ يَوْمَاً تَغَنىَّ خَلاَ المَيْدَانُ إِلاَّ مِن نَقِيقٍ * بِهِ شُعَرَاؤُنَا طَلَعُواْ عَلَيْنَا فَلاَ الأَذْهَانُ تَفْهَمُ مَا قَرَأْنَا * وَلاَ الآذَانُ تَهْضِمُ مَا سَمِعْنَا فَإِنَّا لاَ نَرَى التَّجْدِيدَ هَدْمَاً * لِمَا عَهِدَ الجُدُودُ بِهِ إِلَيْنَا وَلَكِنَّا نُؤَيِّدُهُ بِنَاءً * وَنُكْبِرُهُ إِذَا مَا كَانَ فَنَّا وَلَيْسَ تَطَاوُلاً في غَيْرِ نُضْجٍ * بِهِ تَعِبُواْ وَنحْنُ بِهِ تَعِبْنَا فَمَا تجْدِيدُهُمْ إِلاَّ انحِرَافَاً * وَلَمْ نَعْرِفْ مَنِ المَسْئُولُ مِنَّا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَحَسْبُكَ مِن غِنىً شِبْعٌ وَرِيُّ {عَمْرُو بْنُ قُمَيْئَة}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَفِيمَا يَعْتَلِي عَنيِّ الثَّرِيُّ * وَحَسْبي مِن غِنىً شِبْعٌ وَرِيُّ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالثَّاني لِعَمْرِو بْنِ قُمَيْئَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمِمَّا شَفَّني وَجْدَاً عَزِيزٌ * يُحَاوِلُ قَهْرَهُ قِرْدٌ خَصِيُّ {ابْنُ حَيُّوس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بحُورُ الشِّعْرِ تخْضَعُ لِلْقَوِيِّ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَلاَمٌ بِالْغَدَاةِ وَبِالعَشِيِّ * لأَكْرَمَ مَنْ مَشَى بَعْدَ النَّبيِّ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمِمَّا زَادَني شَرَفَاً وَعِزَّاً * وَكِدْتُ بِأَخْمُصِي أَطَأُ الثُّرَيَّا دُخُولي تحْتَ قَوْلِكَ يَا عِبَادِي * وَأَن أَرْسَلْتَ أَحْمَدَ لي نَبِيَّا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَتَاني أَنَّ عَبْدَ اللهِ أَصْغَى * إِلى وَاشٍ فَغَيَّرَهُ عَلَيَّا وَلَوْ يَدْرِي مَكَانَتَهُ بِقَلْبي * لجَاءَ الْيَوْمَ مُعْتَذِرَاً إِلَيَّا {رَبُّ السَّيْفِ وَالْقَلَم / محْمُود سَامي البَارُودِي بِتَصَرُّفٍ في الْبَيْتِ الأَخِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُعَاودُ وُدَّهُ بِالصَّفْحِ عَنهُ * فَيُفْرِطُ في تجَنيهِ عَلَيَّا كَأْنيِّ قَدْ أَسَأْتُ إِلَيْهِ لَمَّا * صَبَرْتُ عَلَي إِسَائَتِهِ إِلَيَّا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ مَنْ لي بِأُنْسِكَ يَا أُخَيَّا * وَمَنْ لي أَن أَبُثَّكَ مَا لَدَيَّا كَفَى حُزْنَاً بمَوْتِكَ ثُمَّ أَنيِّ * نَفَضْتُ تُرَابَ قَبرِكَ عَنْ يَدَيَّا طَوَتْكَ خُطُوبُ دَهْرِكَ بَعْدَ نَشْرٍ * * كَذَاكَ خُطُوبُهُ نَشْرَاً وَطَيَّا

وَكَانَتْ في حَيَاتِكَ لي عِظَاتٌ * * فَأَنْتَ الْيَوْمَ أَوْعَظُ مِنْكَ حَيَّا دَعَوْتُكَ يَا أَخَيَّ فَلَم تجِبْني * * فَرُدَّتْ دَعْوَتي يَأْسَا عَلَيَّا بمَوْتِكَ مَاتَتِ اللَّذَّاتُ مِنيِّ * * وَكَانَت حَيَّةً إِذْ كُنْتَ حَيَّا فَوَاأَسَفَا عَلَيْكَ وَحَرَّ شَوْقِي * * إِلَيْكَ لَوَ انَّ ذَلِكَ رَدَّ شَيَّا {أَبُو العَتَاهِيَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلَة/فَعْلَه/} جَمَالُ الْوَرْدِ حَيَّرَنَا زَمَانَاً * فَنَهْوَى لَوْنَهُ وَشَذَاهُ وَاسْمَه {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {عَلَيْهَا/عَلَيْهِ/إِلَيْهَا/إِلَيْهِ/لَدَيْهَا/لَدَيْهِ/يَدَيْهَا/يَدَيْهِ/عَلَيْنَا/إِلَيْنَا/لَدَيْنَا/يَدَيْنَا/} أَرَى قَوْمَاً وُجُوهَهُمُ حِسَانَاً * إِذَا كَانَتْ حَوَائِجُهُمْ إِلَيْنَا

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَزَلْتُ رُبَاكِ يَسْبِقُني خَيَالي * وَقَدْ مَلئُوهُ تَزْيِيفَاً وَمَيْنَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خَلاَ المَيْدَانُ إِلاَّ مِن نَقِيقٍ * بِهِ شُعَرَاؤُنَا طَلَعُواْ عَلَيْنَا فَعِنْدَ أُوْلَئِكَ التَّجْدِيدُ هَدْمٌ * لِمَا عَهِدَ الجُدُودُ بِهِ إِلَيْنَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَرَفْنَاهَا فَهَانَتْ أَيَّ هَوْنٍ * عَلَيْنَا بَعْدَمَا عُرِفَتْ لَدَيْنَا فَطِنيِّ كَيْفَ شِئْتِ فَمَا نُبَالي * أَكَانَ لَنَا طَنِينُكِ أَمْ عَلَيْنَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ذَكَاءُ المَرْءِ محْسُوبٌ عَلَيْهِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَنَفْسُ المَرْءِ تَحْقِرُ مَا لَدَيْهَا * وَتَطْلُبُ كُلَّ مُمْتَنِعٍ عَلَيْهَا فَلاَ تَجْعَلْكَ عَبْدَاً في يَدَيْهَا * لِكُلِّ نَقِيصَةٍ تَدْعُو إِلَيْهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {مَفْعَلْ/أَفْعَلْ/تَفْعَلْ/} بُكَاءَا يجْعَلُ الأَفْرَاحَ مَأْتَمْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {الْوَافِرُ التَّامّ/} بِلاَدٌ كُلُّ مَا فِيهَا يُبَشِّرُني * بِأَنَّ النَّصْرَ مِنَّا لَيْسَ يَقْتَرِبُ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {أَشْعَارٌ/جَارِي الْبَحْثُ/عَنهَا/} {أَيَشْتُمُني سُلَيْمَانُ بْنُ فَوْزِي} مَرَاقِي ـ الوَافِر ـ شَوْقِي 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بحر المتدارك

بَحْرُ المُتَدَارَك: ======== {فِعَالُ/فِعَالِ/فِعَالاَ/فَعِيلُ/فَعِيلِ/فَعِيلاَ/فَعُولُ/فَعُولِ/فَعُولاَ/} {فِعَاهُ/فَعِيهُ/فَعُوهُ/فِعَاهَا/فَعِيهَا/فَعُوهَا/} في الأَعْيُنِ سِرٌّ يجْعَلُهَا * لُغَةً لجَمِيعِ الأَعْضَاءِ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَبَدَاً لَنْ تُخْنَقَ آمَالي * سَأُحَطِّمُ يَوْمَاً أَغْلاَلي {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَائِرَةٌ أَنْتِ وَخَائِفَةٌ * وَطَوِيلٌ جِدَّاً مُشْوَارِيارِ وَالحُبُّ مُوَاجَهَةٌ كُبْرَى * إِبحَارٌ ضِدَّ التَّيَّارِ {نِزَار قَبَّاني؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° في الأَعْيُنِ سِرٌّ يجْعَلُهَا * لُغَةً لجَمِيعِ الأَجْنَاسِ {عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لاَ شَيْءَ لَدَيَّ أُقَدِّمُهُ * لِضُيُوفي غَيْرَ كِتَابَاتي {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنَاْ شَاعِرُ حُبٍّ جَوَّالٌ * تَعْرِفُهُ كُلُّ الشُّرُفَاتِ عِنْدِي لِلحُبِّ تَعَابِيرٌ * مَا مَرَّتْ في بَالِ دَوَاةِ {نِزَار قَبَّاني؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° دَمُنَا لَوْ مُرٌّ مَا كَانَتْ * وَلَغَتْ في الجُرْحِ الدِّيدَانُ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° في الأَعْيُنِ سِرٌّ يجْعَلُهَا * لُغَةً لجَمِيعِ الْبُلْدَانِ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَكْسُو لِلْمَوْتَى أَضْرِحَةً بِثِيَابِ الحَيِّ الْعُرْيَانِ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لُعِنَ الفَاعِلُ وَالمَفعُولُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمُنِحْنَا الْوَرْدَ بِلاَ شَوْكٍ * فَزَرَعْنَا الشَّوْكَ بِأَيْدِينَا {صَدِيقٌ لي شَاعِرٌ مِنْ مِنْطَقَةِ الْقَلَج / يُقَالُ لَهُ وِسَام} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَأَنَا كَاْمْرَأَةٍ يَكْفِيني * أَن أَشْعُرَ أَنَّكَ تحْمِيني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ شَيْءَ لَدَيَّ أُقَدِّمُهُ * لِضُيُوفي غَيْرَ دَوَاوِيني {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَجُلٌ يَتَغَوَّطُ مِنْ فِيهِ * هَلْ مِن خَيرٍ يُرْجَى فِيهِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فِعَالَة/فُعَالَة/فَعِيلَة/فَعُولَة/فَعُولَة/فِعْلِيلَة/}

أَنَاْ أَمْرِيكَا مَلِكُ الْغَابَة * مَنْ يَمْلِكُ مِنْكُمْ إِغْضَابَه مَن خَاصَمَني لاَ أَرْحَمُهُ * وَحِصَارِي يُغْلِقُ أَبْوَابَه {عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأَرَادَ اللهُ نُصْرَتَهُ * لِيُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِه {يَاسِرٌ الحَمَدَاني؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " بَئَا هُوَّ الحُبّ يَا نَاسْ يَعْني * بِالشَّكْلِ دَه يِعْمِلْ مَا بَدَا لُه " " دَانَا يُومْ مَا قَابِلْتُهْ دَا كَانْ صُدْفَة * وَمَا كَانْشِ سَاعِتْهَا وَاخِدْ بَالُه " °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " مُشْ غَني جِدَّاً لَكِن يَعْني * الحَالَة عَالْ مُشْ بَطَّالَة " " عَاوْزَة إِيهْ مِني غِيرْ إِنيِّ * عَلَى أَهْلِي مِشْ عَايِشْ عَالَة " {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{أَفْعَالَك/مَفْعُولَك/فِعْلِيلَك/} فَقَرَأْتُ كَثِيرَاً لَمْ أَقرَأْ * أُسْلُوبَاً يُشْبِهُ أُسْلُوبَكْ {نِزَار قَبَّاني بِتَصَرُّف؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَقَرَأْتُ كَثِيرَاً لَمْ أَقرَأْ * أَشْعَارَاً تُشْبِهُ أَشْعَارَكْ {نِزَار قَبَّاني بِتَصَرُّف؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {يَفْعَلْ/أَفْعَلْ/تَفْعَلْ/} النِّيلُ الْعَذْبُ هُوَ الْكَوْثَر * وَالجَنَّةُ شَاطِئُهُ الأَخْضَر رَيَّانُ الصَّفْحَةِ وَالمَنْظَرْ * بِالسَّمَكِ وَبِالخَيْرِ الأَوْفَر الْبَحْرُ الْفَيَّاضُ الْقُدُسُ * السَّاقِي النَّاسَ وَمَا غَرَسُواْ وَهُوَ المِنوَالُ لِمَا لَبِسُواْ * وَبِهِ نَرْوِي الْقُطْنَ الأَزْهَر جَعَلَ الإِحْسَانَ لَهُ شَرْعَا * لَمْ يُخْلِ الْوَادِي مِنْ مَرْعَى فَتَرَى زَرْعَاً يَتْلُو زَرْعَاً * فَهُنَا يُجْنى وَهُنَا يُبْذَر

جَارٍ وَيُرَى لَيْسَ بجَارٍ * لأَنَاةٍ فِيهِ وَوَقَارٍ يَنْصَبُّ كَتَلٍّ مُنهَارٍ * وَيَثُورُ فَتَحْسَبُهُ يَزْأَر حَبَشِيُّ اللَّوْنِ كَجِيرَتِهِ * مِنْ مَنْبَعِهِ وَبُحَيْرَتِهِ وَكَسَا الشَّطَّينِ بِسُمْرَتِهِ * لَوْنَاً كَالمِسْكِ وَكَالْعَنْبَر {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف 0 قَالَهَا في نَهْرِ النِّيل} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° المَوْقِفُ صَعْبٌ لَكِنيِّ * لَن أَهْرَبَ مِن هَذَا المَوْقِفْ {عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلِيَّة/فِعْلِيَّة/} كَمْ ذَا في اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة * مِنْ مَقْطُوعَاتٍ أَدَبِيَّة لَوْ دَخَلَتْ أَيَّ مُسَابَقَةٍ * فَازَتْ بِالْكَأْسِ الذَّهَبِيَّة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° في الأَعْيُنِ سِرٌّ يجْعَلُهَا * لُغَةً لجَمِيعِ الْبَشَرِيَّة {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فَعَلْ/فَعِلْ/فُعَلْ/فِعَلْ/مُفْتَعَلْ/افْتَعَلْ/يَفْتَعِلْ/مُنْفَعِلْ/انْفَعِلْ/} تَرَكُواْ الكُتُبْ حَتىَّ اشْتَكَتْ * وَمِنْ تَصْدِيعِهَا بَكَتْ أَلاَ مَنْ لي بِمَنْ لَوْ نَسِيَ فَحَثَّهُ شَخْصٌ سَكَتْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فِعَالْ/} وَيَزُورُ الجِيزَةَ عِنْدَ الفَجْرِ لِيَلْثُمَ حَجَرَ الأَهْرَامَاتْ وَيُصَلِّي الجُمْعَةَ وَالعِيدَيْنِ وَيَقْضِي لِلنَّاسِ الحَاجَاتْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلُ/فَعْلاَ/فَعْلِ/فَعْلِي/فِعْلُ/فُعْلُ/} لَن أَبْرَحَ بَابَكَ يَا رَبيِّ * إِلاَّ أَنْ تَغْفِرَ لي ذَنْبي أَنَاْ مُنْذُ عَصَيْتُكَ في نَدَمٍ * وَتَحُزُّ ذُنُوبيَ في قَلْبي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

سَنَخُوضُ المَعْرَكَةَ الْكُبرَى * وَسَتُدْرِكُ أُمَّتُنَا النَّصْرَا لَنْ نَتْرُكَ مَسْجِدَنَا الأَقْصَى * سَنُحَرِّرُهُ شِبرَاً شِبرَا مِنْ زَمَنٍ مَرَّ وَأُمَّتُنَا * سَاهِرَةٌ تَنْتَظِرُ الْفَجْرَا لَنْ يَرْدَعَ أَمْرِيكَا إِلاَّ * مَنْ يَكْسِرُ شَوْكَتَهَا كَسْرَا لَنْ نُبْقِيَ في خَلَدِ الدُّنيَا * مِنْ سِيرَتِهَا إِلاَّ الذِّكْرَى وَسَنَجْعَلُ سُودَ أَفَاعِلِهَا * في أُمَّتِنَا حُمَمَاً حُمْرَا قَرْنٌ قَدْ مَرَّ وَكَوْكَبُنَا * لَمْ يَرَ مِنهَا قَطٌّ خَيرَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كُلُّ الْعَالَمِ يَشْكُو الْعَجْزَا * في مُشْكِلَةِ الأَنْفِلْوَانْزَا بَعَثَ اللهُ حِينَ عَصَيْنَا * هَذَا الطَّاعُونَ لَنَا رِجْزَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنْ جَاءكَ شَخْصٌ كَالبَغْلِ * أَعْيَاهُ البَحْثُ عَلَى شُغْلِ فَبِلاَ تَفْكِيرٍ أَرْسِلْهُ * لِيُعَذِّبَنَا في لاَظُوغْلِي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلُك/فَعْلُه/فَعْلَك/فَعْلَة/فَعْلِك/فَعْلِه/} الزَّهْرَةُ تَبْسِمُ لِلزَّهْرَة * وَالخُضْرَةُ تَعْتَنِقُ الخُضْرَة {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الكَوْثَرُ نَهَرٌ في الجَنَّة * يَشْرَبُ مِنهُ أَهْلُ السُّنَّة {يَاسِرٌ الحَمْدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " وِسَاعَاتْ أَحْلاَمِي بِتِضْحَكْ لي * بحَاجَاتْ مَا انْكِرْشِ انَّهَا حِلْوَة " " لَوْ كُنْتِ أَسَجِّلْ خَيَالاَتي * كُنْتَ اكْتِبْ مِنهَا مِيتْ غِنوَة " °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فَعَلُ/فَعَلاَ/فَعَلِ/فَعَلِي/مُفْتَعَلُ/فِعَلُ/فُعَلُ/} أَوْ سَلِّمْ مَعِيَ بِأَنَّ الْعِشْقَ جَحِيمُ الدُّنيَا يَا وَلَدِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {مُنَوَّعَات/مُتَعَدِّدَاتُ الْقَوَافي/} أَبَدَاً لَنْ تَخْنُقَ آمَالي * لَنْ تَبْقَى في وَطَني الغَالي * سَأُحَطِّمُ يَوْمَاً أَغْلاَلي فَعِرَاقِي مَا كَانَ صَبِيَّا * لِتَكُونَ عَلَى الأَرْضِ وَصِيَّا * وَتُكَبِّلَ بِالقَيْدِ يَدَيَّا فَسَأَمْلأُ صَدْرَكَ بِالضِّيقِ *وَتَرَاني فىكُلِّ طَرِيقِ* أَسْحَقُ مَن حَاوَلَ تَمْزِيقِي {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَمْ ذَا في اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة * مِنْ مَقْطُوعَاتٍ أَدَبِيَّة لَوْ دَخَلَتْ أَيَّ مُسَابَقَةٍ * فَازَتْ بِالْكَأْسِ الذَّهَبِيَّة أَحْيى اللهُ مَن أَحْيَاهَا * وَرَعَى كَوْكَبَةً تَرْعَاهَا لُغَةُ الحِكْمَةِ وَالأُدَبَاءِ * في كُلِّ مجَالٍ تَلْقَاهَا مَا الضَّعْفُ بِهَا بَلْ هُوَ فِينَا * حَفِظَتْ سُنَّتَنَا وَالدِّينَا مَا كَانَتْ يَوْمَاً عَاجِزَةً * حَتىَّ تحْتَاجَ التَّحْسِينَا قَالُواْ لُغَةٌ تَقْلِيدِيَّة * وَقَوَاعِدُهَا تَعْقِيدِيَّة وَإِذَا حَقَّقْنَا رَغْبَتَهُمْ * قَالُواْ لُغَةٌ تجْرِيدِيَّة قَالُواْ تَفْتَقِدُ الأَسْمَاءَا * لاَ بَلْ تَفْتَقِدُ الْعُلَمَاءَا لُغَةٌ فَائِقَةٌ عَظَمَتُهَا * وَلِذَا تحْتَاجُ الْعُظَمَاءَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{شَوَاذ/فَعِلٌ 3 مَرَّات/} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° جَلَسَتْ وَالخَوْفُ بِعَيْنَيْهَا * تَتَأَمَّلُ فِنْجَاني المَقْلُوبْ قَالَتْ يَا وَلَدِي لاَ تحْزَن * فَالحُبُّ عَلَيْكَ هُوَ المَكْتُوبْ سَتُحِبُّ كَثِيرَاً وَكَثِيرَاً * وَسَترْجِعُ كَالمَلِكِ المَغْلُوبْ بحَيَاتِكَ يَا وَلَدِي امْرَأَةٌ * عَيْنَاهَا سُبْحَانَ المَعْبُودْ فَمُهَا مَرْسُومٌ كَالعُنْقُودْ لَكِنَّ سَمَاءَكَ يَا مُمْطِرَةٌ * وَطَرِيقُكَ مَسْدُودٌ مَسْدُودْ فَقَرَأْتُ كَثِيرَاً لَمْ أَقْرَأْ * فِنْجَانَاً يُشْبِهُ فِنْجَانَكْ لَمْ أَعْرِفْ أَبَدَاً يَا وَلَدِي * أَحْزَانَاً تُشْبِهُ أَحْزَانَكْ {نِزَار قَبَّاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

القَيْدُ يَعُضُّ عَلَى القَدَمَين * وَسَجَائِرُ تُطْفَأُ في العَيْنَين وَدَمٌ في الأَنْفِ وَفي الشَّفَتَين {نِزَار قَبَّاني؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " مَنْفُوخْ عَلَى إِيهْ وَعَامِلْ لي أَدِيبْ وِبْتِفْهَمْ في التَّأْلِيف " " عُمْرَكْ مَا نَظَمْتِ زَجَلْ بِالذِّمَّة في يُومْ وَمَا كَانْشِ سَخِيفْ " " وِوَاخِدْهَا بْفَتْحِة صِدْرَكْ لَكِنْ فَنَّكْ لِسَّة ضَعِيفْ " " لَوْ إِنّ الأَمْرِ بْإِيدِي كُنْتَ ادِّيكْ دُبْلُومْ تخْرِيفْ " " مِنْ قِلَّة عَقْلَكْ دَايمَاً بَادْعِي وَاقُولْ أُلْطُفْ يَا لَطِيفْ " " فَتَّحْتِ يَا وَادْ مِن إِمْتى وْإِنْتَا عُمْرَكْ كُلُّه كَفِيفْ " {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

" عَلَى فِين وَاخْذَاني عْنِيكْ * يَا سَاقِيني الشُّوقْ بِإْدِيكْ " °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " اعْمِلْ مَا بَدَا لَكْ فِيَّا * حَقَّكْ يَا حَبِيبي عَلَيَّا " °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ أَنيِّ أَعْرِفُ أَنَّ البَحْرَ عَمِيقٌ جِدَّاً مَا أَبْحَرْت {نِزَار قَبَّاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " كُلِّ مجَاهِد هَيْنُوُول أَمَلُه * رَبِّنَا مُشْ هَيْضَيَّعْ عَمَلُه " {غَنَّتْهَا كَوْكَبُ الشَّرْقِ وَهِيَ مِنْ كَلِمَاتِ الشَّاعِر 000} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَشْكُو للهِ مَوَاجِعَنَا * الظُّلْمُ أَقَضَّ مَضَاجِعَنَا قَدْ مَلأَتْ لَيْلاً وَنَهَارَاً * صَرَخَاتُ النَّاسِ مَسَامِعَنَا في كُلِّ طَرِيقٍ نَسْلُكُهُ * نَتَخَيَّلُ فِيهِ مَصَارِعَنَا مِنْ زَمَنٍ نَبْكِي لَمْ يَمْسَحْ * أَحَدٌ في مِصْرَ مَدَامِعَنَا فَمَتى الإِعْلاَمُ سَيُنْصِفُنَا * كَيْ نَأْخُذَ فِيهِ مَوَاقِعَنَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

" وَالله اليُوم دَا بْنِتْمَنَّاه * مِنْ مُدَّة وِبْنِسْتَنَّاهْ " " يَا اهْلِ العِزِّ وْيَا اهْلِ الجَاهْ * يَا مَا كَامْ مَقْلَبْ وِشْرِبْنَاهْ " " سِيبُواْ الدَّايْرَةْ لأَهْلِ الله " " دِلْوَقْتي بْتِسْأَلُواْ عَن حَالْنَا * وِتْهِمُّكُواْ صِحِّة أَنجَالْنَا " " لَكِنْ دَا احْنَا خَلاَصْ فَتَّحْنَا * وِاللِّي نْسِينَا رَاحْ نِنْسَاهْ " " سِيبُواْ الدَّايْرَةْ لأَهْلِ الله " " لاَزِمْ يِبْقَى نَايِبْ دَايْرِتْنَا * نِعْرَفْ بِيتُه وْيِعْرَفْ بِيتْنَا " " وِاللِّي نحِبُّهْ: رَاحْ نِنْتِخْبُه * وِخَلاَصْ بِقْلُوبْنَا اخْتَرْنَاهْ " " سِيبُواْ الدَّايْرَةْ لأَهْلِ الله " " رَاجِلْ بَابُهْ مِشْ مَقْفُولْ * لِيلْ وِنهَارْ مَفْتُوحْ عَلَى طُولْ " " هُوَّا حَبِيبْنَا وْمِشْ هَايْسِيبْنَا * أَصْلُهْ عْرِفْنَا وِعْرِفْنَاهْ " " سِيبُواْ الدَّايْرَةْ لأَهْلِ الله " " بِنحِبُّه وْبِيْحِبِّنَا جِدَّاً * وِدِي حَاجَة أَبَّاً عَن جِدَّاً " " يَامَا هَنَّانَا وْيَامَا عَزَّانَا * وْبْنِعْرَفْ نِقْعُدْ وَيَّاهْ " {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بحر المتقارب

بَحْرُ المُتَقَارِب: ========= {فَعِيلْ/فِعَالْ/فَعُولْ/} وَيَوْمٌ عَلَيْنَا وَيَوْمٌ لَنَا * وَيَوْمٌ نُسَرُّ وَيَوْمٌ نُسَاءُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَيَوْمَاً مُعَزٍّ وَيَوْمَاً مُعَزَّىً * وَيَوْمَاً عَلَيَّ يَكُونُ العَزَاءُ فَيَوْمَاً أُعَزِّي وَيَوْمَاً أُعَزَّى * وَيَوْمَاً عَلَيَّ يَكُونُ العَزَاءُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَئِنْ شَرِبَ النَّاسُ مَاءَ الكُرُومِ * شَرِبْتُمْ عَلَى الصَّافِنَاتِ الدِّمَاءَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَئِنْ شَرِبَ النَّاسُ مَاءَ الكُرُومِ * شَرِبْنَا عَلَى الصَّافِنَاتِ الدِّمَاءَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكَمْ فِيكِ يَا مِصْرُ مِنْ مِضْحِكَاتٍ * وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكَاءِ {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَرُحْتُ أُنَادِي طَبِيبَ البَشَرْ * وَرُوحِي تُنَاجِي طَبِيبَ السَّمَاءْ فَهَذَا لِيَأْتِيَنَا بِالإِبَرْ * وَذَاكَ لِيَجْعَلَ فِيهَا الشِّفَاءْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَلَيْكَ اعْتِمَادِي وَفِيكَ اعْتِقَادِي * وَحُبُّكَ زَادِي لِيَوْمِ اللِّقَاءْ فَأَنْتَ الْقَرِيبُ وَأَنْتَ الرَّقِيبُ * وَأَنْتَ المجِيبُ سَمِيعُ الدُّعَاءْ دَعَاكَ خُشُوعِي وَسَالَتْ دُمُوعِي * وَصَعَّدْتُ في اللَّيْلِ مُرَّ الْبُكَاءْ أَنِرْ لي طَرِيقِي وَكُنْ لي رَفِيقِي * لَدَى كُلِّ ضِيقٍ وَكُلِّ بَلاَءْ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لِيَاسِرٍ الحَمَدَانيّ، وَالْبَاقِي لِعِصَامِ الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ أَصْبَحَ الْيَوْمَ لي أَصْدِقَاءْ بِأَمْثَالِهِمْ يَحْسُنُ الإِقْتِدَاءْ فَأَكْثِرْ لَنَا رَبِّ مِن هَؤُلاَءْ

لَدَيْهِمْ لمِصْرَ أَشَدُّ انْتِمَاءْ فَنَشْجُبُ حِينَاً ظُهُورَ الْغَلاَءْ وَنحْلُمُ حِينَاً بِعَصْرِ الرَّخَاءْ مجَالِسُ عِلْمٍ وَفِيهَا ثَرَاءْ وَفِيهَا لمَرْضَى الْقُلُوبِ الشِّفَاءْ فَمَا كَانَ أَجْمَلَهُ مِنْ لِقَاءْ وَيُعْجِبُني أَنَّهُمْ أَوْفِيَاءْ وَأَنَّهُمُ رِقَّةً كَالظِّبَاءْ بحُبٍّ وَصِدْقٍ وَلَيْسَ ادِّعَاءْ كَذَلِكَ دَوْمَاً يَكُونُ الإِخَاءْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ جِئْتَ يَا صَاحِ شَيْئَاً عُجَابَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَفْرَاء: تَعَاليْ سُعَادُ تَعَاليْ رَبَابْ * نَقُصُّ حَدِيثَ المُنى وَالشَّبَابْ فَمِنْ مُدَّةٍ مَا اجْتَمَعْنَا وَلاَ * عَرَضْنَا لِذِكْرِ الأَمَاني العِذَابْ لَعَمْرُكُمَا قَدْ تَبَدَّلتُمَا * وَإِلاَّ فَمَا بَالُ هَذَا الغِيَابْ

{هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} سُعَاد: وَحَقِّكِ يَا أُخْتُ أَنْتِ الَّتي * أَحَقُّ وَأَوْلى بِهَذَا العِتَابْ هَبي أَنَّنَا مَا سَعَيْنَا إِلَيْكِ * فَهَلْ عَزَّ مِنْكِ إِلَيْنَا الذَّهَابْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} رَبَاب: لَهَا العُذْرُ مَنْ يَلْقَ أَحْبَابَهُ * بِهِمْ سَوْفَ يَنْسَى لِقَاءَ الصِّحَابْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} عَفْرَاء: خَسِئْتِ فَمَا لِلغَرَامِ وَمَالي * أَمَا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} رَبَاب:

وَإِنيِّ لأَعْرِفُ أَنَّ الفُؤَادَ * لَهُ في الهَوَى خَفْقَةٌ وَاضْطِرَابْ يَوَدُّ تَكَتُّمَهُ العَاشِقُونَا * فَتَفْضَحُهُمْ زَفْرَةٌ وَاكْتِئَابْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} عَفْرَاء: إِذَا كَانَ حَقَّاً فَهَاتي الدَّلِيلَ * فَفِيهِ إِذَا شِئْتِ فَصْلُ الخِطَابْ وَقُولي بِمَن هِمْتُ حُبَّاً بِهِ * ================ رَبَاب: ======== * فَتىً في الدِّيَارِ رَفِيعِ النِّصَابْ يُرَى في الوَرَى أَجْسَرَ العَاشِقِينَا * عَلَى زَوْرَةٍ في الهَوَى وَاقْتِرَابْ يَجِيئُكِ في أَيِّ وَقْتٍ يَشَاءُ * وَلَمْ يخْشَ لِلنَّاسِ سُوءَارْتِيَابْ وَلَيْسَ يَضِيرُكِ أَنْ تَدْخُلِي * عَلَيْهِ الخِبَاءَ بِدُونِ النِّقَابْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف}

سُعَاد: بَنُو عُذْرَةٍ طَاهِرُونَ أُبَاة * كِرَامُ الشُّيُوخِ نُقَاةُ الشَّبَابْ إِذَا عَشِقُواْ كَانَ عِشْقَ تُقَاة * وَقَامَ مِنَ الدِّينِ فِيهِمْ حِجَابْ يَمُوتُونَ حُبَّاً لأَنَّ العَفَافَ * لَهُمْ سَاعَةَ العِشْقِ طَبْعٌ وَدَابْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} رَبَاب: أَعُرْوَةُ تَعْنِينَهُ يَا سُعَادُ * ============ سُعَاد: ========= * أَجَلْ هُوَ مَقْصِدُنَا يَا رَبَابْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} عَفْرَاء: فَمَا هُوَ غَيْرَ ابْنِ عَمٍّ لَهُ * حُقُوقُ القَرَابَةِ وَالإِنْتِسَابْ فَهَلْ تحْسَبِينَ وِدَادَ القَرِيبِ * غَرَامَاً لَقَدْ قُلتِ شَيْئَاً عُجَابْ

{هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} رَبَاب: رُوَيْدَكِ يَا أُخْتُ لاَ تُنْكِرِي * فَلَيْسَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ يُعَابْ أَلَمْ أَرَ عُرْوَةَ في لَيْلَةٍ * وَإِيَّاكِ فِيمَا وَرَاءَ القِبَابْ يَضُمُّكُمَا مجْلِسُ العَاشِقَينِ * إِذَا التَقَيَا بَعْدَ طُولِ الغِيَابْ فَمَا كَانَ مِنيِّ سِوَى أَنَّني * تَوَارَيْتُ يَا أُخْتُ خَلفَ الهِضَابْ إِذَا لَمْ يَكُنْ ذَاكَ عَيْنَ الهَوَى * فَمَاذَا يُسَمَّى أُرِيدُ الجَوَابْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " قَالُواْ اكْتِبْ قَصِيدَة لِكُلِّ الشَّبَابْ * وَيِنْفَعْ نِقُولْهَا في كَتْبِ الكِتَابْ "

" نِشَارِكْ في غِيبْتَكْ عَرِيسْنَا في فَرْحُهْ * وِنِسْمَعْ نَصِيحْتَكْ وِنَاخُذْ ثَوَابْ " " وِلاَ بُدَّ الَبي نِدَاءِ الحَبَايِبْ * وَاشَارِكْ مَعَاهُمْ وَلَوْ كُنْتِ غَايِبْ " " عَشَانْ يِبْقَى لِيَّا مِنَ الأَجْرِ نَايِبْ * وِيمْكِنْ نِصَبَّرْ عَرِيسْنَا اللِّي دَايِبْ " " دَا حُبِّ جَمَعْنَا وِرَبَّكْ يِدِيمُهْ * لاَ هُوَّ لِدُنيَا وَلاَ احْنَا قَرَايِبْ " {زَجَلٌ لِلأُسْتَاذ عَمْرو خَالِد} ثمَّ بَدَأَ يُعَدِّدُ صِفَاتِ المَرْأَةِ الصَّالحَة فَقَال: " يَا وَاخِد عَرُوسْتَكْ لِمَالهَا هَيِفْنى * وِتِدْفَعْ لِوَحْدَكْ فَاتُورْةِ الحِسَابْ " " يَا وَاخِد عَرُوسْتَكْ نَسِيبَة وْحَسِيبَة * قَوَام رَاحْ تِقُولْ لَكْ دَا إِيشْ جَابْ لجَابْ " " يَا وَاخِد عَرُوسْتَكْ وِسَاحْرَكْ جَمَالهَا * دَا عُمْرِ اليَمَامَة مَا حَبِّتْ غُرَابْ "

" يَا وَاخِد عَرُوسْتَكْ لِدِينهَا هَيِبْقَى * وِتِضْمَنْ سَعَادْتَكْ لِيُومِ الحِسَابْ " {زَجَلٌ لِلأُسْتَاذ عَمْرو خَالِد} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَكَمْ قَدْ حُرِمْنَا وَكَمْ قَدْ ظُلِمْنَا * وَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا مِنَ الحَادِثَاتِ أَرُوحُ وَأَغْدُو وَلَكِن حَزِينَاً * وَبَعْضُ الحَيَاةِ كَمِثْلِ المَمَاتِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ بُحَّ وَاللهِ صَوْتُ الدُّعَاةِ * لإِيقَاظِ مَنْ فَرَّطُواْ في الصَّلاَةِ وَمُنْذُ تَرَكْنَا الصَّلاَةَ فَقَدْنَا * مَهَابَتَنَا في عُيُونِ الْعُدَاةِ وَأَوْشَكَ تَحْقِيقُ حُلْمِ الْيَهُودِ * مِنَ النِّيلِ حَتىَّ حُدُودِ الْفُرَاتِ وَصِرْنَا نُعَاني لجَوْرِ الزَّمَانِ * وَمِنْ قَسْوَةٍ في قُلُوبِ الطُّغَاةِ

وَمَا ذَاكَ إِلاَّ بِذَنْبِ الْعُصَاةِ * وَتَرْكِ الصَّلاَةِ وَمَنعِ الزَّكَاةِ وَكَيْفَ سَنَهْنَأُ يَوْمَاً وَفِينَا * مَنَازِلُ تُبْنى لأَجْلِ الزُّنَاةِ مَفَاسِدُ لَوْ أَنَّنَا قَدْ أَرَدْنَا * لَهَا الحَصْرَ نَحْتَاجُ أَلْفَ دَوَاةِ مَعَ اللهِ شَأْنَكُمُ أَصْلِحُوهُ * سَيُصْلِحُ مَا بَيْنَكُمْ وَالرُّعَاةِ وَمُدُّواْ لِكُلِّ ضَّعِيفٍ أَتَاكُمْ * يَدَاً وَاضْرَبُواْ فَوْقَ أَيْدِي الجُنَاةِ فَعُودُواْ إِلى اللهِ يَا مُسْلِمُونَ * يَعُودُ إِلَيْكُمْ سُرُورُ الحَيَاةِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِلَهِي تَعِبْتُ بِهَذِي الحَيَاةِ * وَقَدْ طَالَ صَبرِي وَطَالَ ثَبَاتي كَأَنَّ المَصَائِبَ تَبْحَثُ عَنيِّ * وَتَرْشُقُني مِنْ جَمِيعِ الجِهَاتِ زَمَانٌ بَغِيضٌ تَمَزَّقْتُ فِيهِ * وَقَبْلَ وَفَاتي سَمِعْتُ نُعَاتي

فَهَلْ سَوْفَ تَجْمَعُ يَا رَبِّ يَوْمَاً * عَلَيَّ أُمُورِيَ بَعْدَ الشَّتَاتِ وَإِن أَغْرَقَ الأَرْضَ طُوفَانُ سُخْطٍ * فَهَلْ سَيُقَدَّرُ فِيهِ نجَاتي فَقَدْ قُصِّفَتْ رِيشَتي دُونَ ذَنْبٍ * وَصُبَّ عَلَى الأَرْضِ حِبرُ دَوَاتي بِلاَدٌ بِهَا قَوْلُكَ الحَقَّ طَيْشٌ * وَطِيبَةُ قَلْبِكَ شَرُّ الصِّفَاتِ لَقَدْ صِرْتُ مِنْ كَثْرَةِ الجَوْرِ فِيهَا * أَوَدُّ الرَّحِيلَ لِعُرْضِ الْفَلاَةِ مَتى يَسْتَرِيحُ مَتى يَا إِلَهِي * عِبَادُكَ مِنْ ظُلْمِ هَذِي الْفِئَاتِ لَقَدْ صِرْتُ أَخْشَى عَلَى النِّيلِ مِن أَن * يُلاَقِيَ نَفْسَ مَصِيرِ الْفُرَاتِ فَقَدْ بَلَغَ السَّيْلُ فِيهِ الزُّبى * وَضَاقَ الجَمِيعُ بِظُلْمِ الطُّغَاةِ أَلاَ كَيْفَ تَفْنى حَضَارَةُ قَوْمٍ * وَهُمْ يَمْلِكُونَ عَرُوسَ اللُّغَاتِ

فَيَا رَبِّ غِثْنَا فَإِنَّا يَئِسْنَا * مِنَ الْغَوْثِ عِنْدَ أُوْلاَءِ الرُّعَاةِ وَعَفْوَكَ يَا رَبِّ عَنيِّ لأَنيِّ * تَنَاوَلْتُ في الشِّعْرِ بَعْضَ شَكَاتي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَسُبْحَانَ مَن خَيْرُهُ لِلْجَمِيعِ * وَأَرْزَاقُهُ مَا لَهَا مِنْ نَفَادْ {عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيَا مَنْ تَنَالُونَ مِنيِّ جِهَارَا * وَمِنْكُمُ دَوْمَاً أُلاَقِي الضِّرَارَا كَأَنَّ التَّفَوُّقَ في كُلِّ فَنٍّ * عَلَيْكُمُ يَا قَوْمُ صَارَ احْتِكَارَا إِذَا كُنْتُ أَبْدُو صَغِيرَاً لَكُمْ * كَذَلِكَ تَبْدُو النُّجُومُ صِغَارَا وَيَكْفِي بِأَنيَّ وَإِنيِّ صَغِيرٌ * فَلِي لاَ يَشُقُّ الْكِبَارُ غُبَارَا وَلاَ عَيْبَ لي غَيْرَ أَنَّ زَمَاني * تُعَاني الثَّقَافَةُ فِيهِ انحِدَارَا

زَعَمْتُمْ بِأَنَّكُمُ مُصْلِحُوهَا * وَإِصْلاَحُكُمْ لَيْسَ إِلاَّ شِعَارَا وَفي كُلِّ يَوْمٍ أُلاَقِي أَدِيبَاً * يُقَدِّمُ عَنْكُمْ إِليَّ اعْتِذَارَا وَلَوْ لَمْ أَكُنْ شَاعِرَاً لاَ يُبَارَى * لَمَا لَقِيَ الْيَوْمَ شِعْرِي انْتِشَارَا فَفِي عَيْنِنَا كِبْرُكُمْ لَمْ يَزِدْكُمْ * وَفي أَعْيُنِ الْكُلِّ إِلاَّ احْتِقَارَا سَيُعْرَفُ أَيُّ الْفَرِيقَينِ خَيْرٌ * إِذَا مَا الزَّمَانُ عَلَيْنَا اسْتَدَارَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هُوَ الحُبُّ فَالْتَمِسِي قَبْلَمَا * يَلُفُّ عَلَيْكِ الشِّبَاكَ مَنَاصَا فَقَدْ تَتَمَنَّيْنَ مِنهُ غَدَاً * خَلاَصَاً فَلاَ تجِدِينَ الخَلاَصَا وَمَنْ كَاَنَ مِثْلَكِ يجْهَلُ بحْر الْـ * ـغَرَامِ إِذَا جَاوَزَ الشَّطَّ غَاصَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

نَظَمْتُ قَوَافيَّ في مَدْحِهِ * مِئِينَ وَقَدْ صِرْنَ بَعْدُ رُبَاعَا فَهَلاَّ اجْتَبَاني كَسَيْفٍ صَقِيلٍ * أَصَابَ لَهُ فِيهِ كَفَّاً صَنَاعَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَأَلْتُكَ مَا لاَ يُسَمَّى سُؤَالاً * بخِلْتَ وَبُخْلُكَ لَيْسَ بِخَافي كَأَنيِّ سَأَلْتُكَ قُوتَ الْعِبَادِ * وَفي سَنَةِ الْبَقَرَاتِ الْعِجَافِ وَتَعْرِفُني أَنَّني شَاعِرٌ * مَنِ اعْوَجَّ قَوَّمْتُهُ بالقَوافي {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ أَوْجَعَ الْقَلْبَ حَالُ الْعِرَاقِ * وَكَأْسُ الهَزِيمَةِ مُرُّ المَذَاقِ وَمَا عَادَ يُغْني التَّأَسُّفُ شَيْئَاً * وَلاَ عَادَ يَنْفَعُ دَمْعُ المَآقِي فَقُبْحَاً لِمَا قَدْ جَنَاهُ عَلَى * أُوْلاَءِ الأَشِقَّاءِ طُولُ الشِّقَاقِ

وَلَنْ يَأْتيَ النَّصْرُ حَتىَّ نُبِيدَ * خِصَالَ النِّفَاقِ وَسُوءَالخَلاَقِ وَإِنَّ الهِلاَلَ وَمَهْمَا اخْتَفَى * سَيَخْرُجُ مِنْ ظُلُمَاتِ المِحَاقِ فَيَا رَبِّ رُحْمَاكَ بِالمُسْلِمِينَا * فَقَدْ بَلَغَتْ رُوحُهُمْ لِلتَّرَاقِي فَلاَ زَالَ في الْبَعْضِ يَا رَبِّ خَيرٌ * وَدِينُكَ يَا رَبِّ في الأَرْضِ بَاقِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنَّ لِكُلِّ زَمَانٍ رِجَالاَ * وَإِنَّ لِكُلِّ مَقَامٍ مَقَالاَ {الحُطَيْئَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَكَمْ في حَيَاتي رَأَيْتُ عِيَالاَ * وَلَمْ أَرَ لاَبْنيَ قَطُّ مِثَالاَ فَلاَ أَعْرِفُ النَّوْمَ مِنْ لَعْبِهِ * وَلاَ أَسْتَطِيعُ أَخُطُّ مَقَالاَ وَإِنْ قُلْتُ شَيْئَاً لَهُ ذَاتَ يَوْمٍ * إِلى خَارِجِ الْبَيْتِ شَدَّ الرِّحَالاَ

فَأَمْضِي لأُمْسِكَهُ دُونَ جَدْوَى * كَأَنيِّ أُرِيدُ أَصِيدُ غَزَالاَ وَإِنْ قُلْتُ عَفْوَاً حَبِيبي تَعَالى * تَعَالى عَلَيَّ وَلَمْ يُلْقِ بَالاَ وَيُعْرِضُ عَنيِّ وَيَغْضَبُ مِنيِّ * كَأَنيِّ أَطْلُبُ مِنهُ محَالاَ فَأُوعِدُهُ ثُمَّ لَمْ يَلْقَ مِنيِّ * سِوَى الْقُبُلاَتِ تَكُونُ نَكَالاَ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَاطْمَئِنُّواْ وَنَامُواْ * وَلاَ تَقْلَقُواْ كُلُّ شَيْءٍ تَمَامُ وَلاَ تَنْظُرُواْ لِلَّذِي فَوْقَكُمْ * فَإِنَّ الأُمُورَ عَلَى مَا يُرَامُ وَإِنَّ الحُكُومَةَ تَرْعَى الْبِلاَدَ * وَلَمْ يَنْفَرِطْ مِنْ يَدَيْهَا الزِّمَامُ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَطَلَّ عَلَى الْكَوْنِ شَهْرُ الصِّيَامْ * كَمَا عَوَّدَ النَّاسَ في كُلِّ عَامْ وَأَوْقَدَ رَبيِّ مَصَابِيحَهُ * فَأَوْمَتْ إِلَيْنَا السَّمَا بِابْتِسَامْ هِلاَلُكَ فِينَا أَهَمُّ هِلاَلٍ * وَأَنْتَ بِصَدْرِ الشُّهُورِ وِسَامْ يُتَابِعُ رُؤْيَتَهُ المُسْلِمُونَا * بِكُلِّ اشْتِيَاقٍ وَكُلِّ اهْتِمَامْ يُحَيِّرُنَا رَصْدُهُ كُلَّ عَامٍ * كَحَسْنَاءَ وَانْتَقَبَتْ بِالْغَمَامْ وَيَخْتَصِمُ الْفُقَهَاءُ عَلَيْهِ * مَعَ الْفَلَكِيِّينَ أَحْلَى اخْتِصَامْ فَإِنَّ الشُّهُورَ كَمِثْلِ النُّجُومِ * وَشَهْرُ الصِّيَامِ كَبَدْرِ التَّمَامْ وَتَزْدَادُ فِيهِ المَسَاجِدُ حُسْنَاً * وَتَمْتَدُّ بِالخَيْرِأَيْدِي الْكِرَامْ وَتَسْهَرُ فِيهِ الْقُرَى وَالْبَوَادِي * وَتَخْلَعُ في اللَّيْلِ ثَوْبَ الظَّلاَمْ وَيَلْتَمِسُ النَّاسُ مِن خَيْرِهِ * لِذَلِكَ يَزْدَادُ فِيهِ الزِّحَامْ وَيَشْبَعُ فِيهِ الْيَتَامَى الَّذِينَ * يَبِيتُونَ لاَ يَجِدُونَ الإِدَامْ

وَيَنْسَى الْعِبَادُ بِهِ كُلَّ بُغْضٍ * وَيَلْتَحِمُونَ أَشَدَّ الْتِحَامْ فَلِلْمُذْنِبِينَ بِهِ فُرْصَةٌ * لِتَرْكِ المَعَاصِي وَهَجْرِ الحَرَامْ يُرَبِّيِ النُفُوسَ عَلَى الصَّالِحَاتِ * فَإِنَّ الصِّيَامَ لَهَا كَاللِّجَامْ وَفي ضَبْطِ وَقْتِ الطَّعَامِ يُرَبِيِّ * عَلَى دِقَّةِ الْوَقْتِ وَالإِلْتِزَامْ وَيَنْتَظِرُ الْكُلُّ بَعْدَ الْعِشَاءِ * صَلاَةَ الْقِيَامِ وَرَاءَ الإِمَامْ وَمَهْمَا تَكَلَّمْتُ عَنْ فَضْلِهِ * فَلَنْ يُوفِيَ الحَقَّ فِيهِ الْكَلاَمْ فَمُذْ كَانَ شَهْرُ الصِّيَامِ عَظِيمَاً * لِذَا فِيهِ تَجْرِي الأُمُورُ الْعِظَامْ لَقَدْ كَانَ شَهْرَ انْتِصَارٍ لَنَا * لِمَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ شَهْرَ انهِزَامْ؟ *********

أَرِيحُواْ الْبُطُونَ قَلِيلاً بِهِ * وَلاَ تُطْلِقُواْ لِلأَيَادِي الزِّمَامْ شَرَاهَتُنَا فِيهِ لِلأَكْلِ شَيْءٌ * يَفُوقُ التَّشَفِّيَ وَالإِنْتِقَامْ فَفِي الأَكْلِ إِسْرَافُنَا قَدْ أَحَا * لَ شَهْرَ الصِّيَامِ لِشَهْرِالْتِهَامْ فَلاَ هَمَ لِلنَّاسِ يُذْكَرُ فِيهِ * سِوَى طَبْخِ كُلِّ صُنُوفِ الطَعَامْ أَنَا لَمْ أَقُلْ فِيهِ لاَ يَأْكُلُواْ * وَلَكِن أَقُولُ كُلُواْ بِانْتِظَامْ لِمَا بَعْدَهُ يَهْجُرُ الدِّينَ قَوْمٌ * كَأَنَّ اعْتَرَى طَبْعَهُمْ الاِنْفِصَامْ كَمَا يَفْعَلُ الطِّفْلُ مِنَّا رَضِيعَاً * فَأَبْغَضُ شَيْءٍ إِلَيْهِ الْفِطَامْ لِذَلِكَ نُوصَفُ في كُلِّ وَادٍ * بِأَنَّا شُعُوبٌ كُسَالى نِيَامْ إِذَا نَحْنُ لَمْ نَحْتَرِمْ دِينَنَا * فَكَيْفَ سَنَحْظَى إِذَنْ بِاحْتِرَامْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بِشِعْرٍ يُقَطِّعُ أَقْسَى القُلُوبْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيَذْبُلُ وَجْهُكِ كَالوَرْدَةِ * وَكَالشَّمْسِ قَدْ آذَنَتْ بِالْغُرُوبْ وَتَبْكِينَ مِنْ وَحْشَةِ الوِحْدَةِ * بُكَاءً يُقَطِّعُ أَقْسَى القُلُوبْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَكَمْ لَيْلَةٍ بِتَّ في كُرْبَةٍ * يَكَادُ الرَّضِيعُ لَهَا أَنْ يَشِيبْ فَمَا أَصْبَحَ الصُّبْحُ حَتىَّ أَتَى * مِنَ اللهِ نَصْرٌ وَفَتْحٌ قَرِيبْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَمِنْ قَبْلُ دَاوَى الطَّبِيبُ المَرِيضَا * فَعَاشَ المَرِيضُ وَمَاتَ الطَّبِيبُ {الخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الفَرَاهِيدِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَدَارَكَ {/5/ 5} كَلاَمُ اسْتِهِ * وَقَدْ كَادَ مِن عِيِّهِ أَنْ يَمُوتَا وَأُقْسِمُ بِاللهِ لَوْ أَنَّهُ * كَفَاهَا الْكَلاَمَ كَفَتْهُ السُّكُوتَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لِكُلِّ حَادِثٍ حَدِيث °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° صِفَاتُكَ قَدْ عَلَّمَتْني المَدِيحَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

جَرَتْ سُنَّةُ اللهِ مِن عَهْدِ نُوحْ * شُعُوبٌ تجِيءوَأُخْرَى تَرُوحْ وَدُنيَا تَضِجُّ بِسُكَّانِهَا * فَهَذَا يُغَنيِّ وَهَذَا يَنُوحْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا مَا مَدَحْتَ أَبَا {/5//5} * فَجَهِّزْ لَهُ الشَّتْمَ قَبْلَ المَدِيحِ فَإِني ضَمِينُكَ عَنْ لُؤْمِهِ * بِبُخْلٍ أَكِيدٍ وَرَدٍّ قَبِيحِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا مَا بحَثْتَ بِهَذَا الْوُجُودْ * عَنِ الشَّرِّ كَانَ بِفِعْلِ الْيَهُودْ خِدَاعٌ وَمَطْلٌ وَقَتْلٌ وَبَطْشٌ * وَغِشٌّ وَغَدْرٌ بِكُلِّ الْعُهُودْ وَمَا سَفْكُهُمْ لِلدِّمَاءِ غَرِيبَاً * فَكَمْ قَتَلَ الأَنْبِيَاءَ الجُدُودْ وَشَعْبُ فِلَسْطِينَ خَيْرُ دَلِيلٍ * عَلَى كُلِّ قَهْرٍ يَفُوقُ الحُدُودْ تَحَمَّلَ أَبْنَاؤُهُ في السُّجُونِ * عَذَابَاً لَهُ تَقْشَعِرُّ الجُلُودْ وَلَمَّا يَزَلْ صَامِدَاً وَاثِقَاً * بِتَحْرِيرِهِ الْقُدْسَ بَعْدَ الصُّمُودْ فَيَا شَعْبُ وَاصِلْ وَقَاتِلْ وَجَاهِدْ * فَحَتْمَاً سَتُؤْتي الثِّمَارَ الجُهُودْ فَلَمْ يَبْخَلِ اللهُ بِالنَّصْرِ يَوْمَاً * عَلَى أُمَّةٍ بِالدِّمَاءِ تَجُودْ وَحَتْمَاً سَتَرْحَلُ عَن أَرْضِنَا * خَفَافِيشُهُمْ وَتَسُودُ الأُسُودْ وَيَخْرُجُ مَهْدِيُّنَا عَنْ قَرِيبٍ * وَلِلدِّينِ عِزَّتُهُ سَتَعُودْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَمَا أَنَّ بَدْأَ الفَتى كَانَ كَانَ * كَذَاكَ إِلى كَانَ أَيْضَاً يَعُودُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمَا أَنَّ بَدْأَ الفَتى كَانَ كَانَ * كَذَاكَ إِلى كَانَ أَيْضَاً يَعُودُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا الْكُحْلُ إِنْ كَانَ في غَيرِ عَينٍ * وَمَا الْعِقْدُ إِنْ كَانَ في غَيْرِ جِيدِ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَيَا مَنْ تَعَوَّدَ يَنْسَى الوَعِيدَا * وَلَكِنَّهُ لَيْسَ يَنْسَى الوُعُودَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 فِكْرَةُ ابْنِ الرُّومِيِّ مَعَ شَيْءٍ مِنَ التَّطْوِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنِّي إِذَا مَا هَجَاني اللَّئِيـ * ـمُ أُرْهِقُهُ مِن هِجَائِي صَعُودَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنَّ البُكَاءَ يُعَزِّي الحَزِينَا * وَلكِنَّهُ لاَ يَرُدُّ الفَقِيدَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

صَدِيقٌ أَظَلُّ إِذَا زَارَني * كَأَنيَ أُنْشَأُ خَلْقَاً جَدِيدَا وَإِنْ كَثُرَ الجُلَسَاءُ لَدَيَّ * وَلَمْ يَكُ فِيهِمْ أَرَاني وَحِيدَا بَلَوْتُ سَجَايَاهُ في النَّائِبَاتِ * فَلَمْ أَبْلُ مِنهُنَّ إِلاَّ الحَمِيدَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بَكَيْتُ وَصَارَتْ دُمُوعِيَ بَحْرَاً * وَلَنْ تُشْبِعَ الفُقَرَاءَ البُحُورْ فَيَا آكِلَ الجَوْزِ وَاللَّوْزِ مَهْلاً * أَكَلْتَ اللُّبَابَ فَجُدْ بِالقُشُورْ بُطُونُ خَزَائِنِكُمْ أُتْخِمَتْ * وَبَطْنُ الفَقِيرِ كَجَيْبِ الفَقِيرْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يُلاَمُ أَبُو ال {/5/} في جُودِهِ * وَهَلْ يَمْلِكُ البَحْرُ أَنْ لاَ يَفِيضَا

يُلاَمُ {//5/} عَلَى جُودِهِ * وَهَلْ يَمْلِكُ البَحْرُ أَنْ لاَ يَفِيضَا يَلُومُونَ {/5/} عَلَى جُودِهِ * وَهَلْ يَمْلِكُ البَحْرُ أَنْ لاَ يَفِيضَا يَلُومُونَ {/5/ 5/} في جُودِهِ * وَهَلْ يَمْلِكُ البَحْرُ أَنْ لاَ يَفِيضَا {دِعْبِلٌ الخُزَاعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ تِلْكَ {/5//} قَدْ أَقْبَلَتْ * تُصَوِّبُ نحْوِيَ طَرْفَاً غَضِيضَا تَقُولُ مَرِضْنَا فَمَا عُدْتَنَا * وَكَيْفَ يَعُودُ مَرِيضٌ مَرِيضَا {مِسْعَرُ بْنُ كِدَام؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنَاخَ بيَ الخَوْفُ حَتىَّ كَأَنِّي * أَسِيرُ عَلَى الحَبْلِ فَوْقَ المحِيطِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَخَافُ عَلَيْكَ مِنَ الأَخْطَبُوطْ * وَأَنْ تَتَعَقَّدَ كُلُّ الخُيُوطْ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَثَوْبُكَ أَمْسَى مِنَ الضِّيقِ لَوْلاَ * بُرُوزُ النُّهُودِ عَدَدْنَا الضُّلُوعَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَيَوْمَ أَتَيْتُ بِتُفَّاحَةٍ * وَأَطْعَمْتُكِ فَأَسَأْتِ الصَّنِيعَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَدِمْتُ الحَيَاةَ وَلاَ نِلْتُهَا * إِذَا كُنْتَ في القَبْرِ قَدْ أَلحَدُوكَا وَكَيْفَ يَطِيبُ لجَفْنيَ نَوْمٌ * وَأَنْتَ بِيُمْنَاكَ قَدْ وَسَّدُوكَا وَكَيْفَ يَطِيبُ لجَفْني مَنَامٌ * وَأَنْتَ بِيُمْنَاكَ قَدْ وَسَّدُوكَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رُءوسٌ ضِخَامٌ كَمِثْلِ الْعُجُولْ * سِوَى أَنَّهَا لَيْسَ فِيهَا عُقُولْ وَمِن عَجَبٍ أَنَّ إِعْلاَمَنَا * يَدُقُّ لأَمْثَالِهِمْ بِالطُّبُولْ فَتَسْمَعُ مِنهُمْ كَلاَمَاً عَجِيبَاً * تَكَادُ الجِبَالُ لَهُ أَنْ تَزُولْ وَشَعْبُ الْكِنَانَةِ شَعْبٌ جَهُولْ * يُقَابِلُ إِسْفَافَهُمْ بِالْقَبُولْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَمَا أَنَّ بَدْأَ الفَتى كَانَ كَانَ * كَذَاكَ إِلى كَانَ أَيْضَاً يَئُولُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ذَهَابٌ إيَابٌ حَيَاةُ الوَرَى * وَدَمْعٌ يجِفُّ وَدَمْعٌ يَسِيلُ {صَدِيقٌ لي شَاعِرٌ مِنْ مِنْطَقَةِ الْقَلَج / يُقَالُ لَهُ وِسَام} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَصَوَّرْتُ حُبَّكِ طَفْحَاً خَفِيفَاً * عَلَى سَطْحِ جِلدِي دَوَاهُ الكُحُولْ وَعَلَّلتُهُ بِاخْتِلاَفِ المَنَاخِ * وَبَرَّرْتُهُ بِاخْتِلاَفِ الفُصُولْ وَلَيْسَ فَحَسْبُ وَلَكِنَّني * إِذَا سَأَلُونيَ كُنْتُ أَقُولْ

هَوَاجِسُ نَفْسٍ وَضَرْبَةُ شَمْسٍ * وَجُرْحٌ خَفِيفٌ غَدَاً سَيَزُولْ وَلَكِنَّهُ اجْتَاحَ بَرَّ حَيَاتي * وَأَغْرَقَ كُلَّ القُرَى وَالسُّهُولْ {نِزَار قَبَّاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يُقَصِّرُ قُرْبُكِ لَيْلي الطَّوِيلاَ * وَيَشْفِي وِصَالُكِ قَلْبي الْعَلِيلاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَمِ الشَّمْسُ قَدْ مُسِخَتْ كَوْكَبَاً * فَجَاءتْ لَنَا في عِدَادِ النُّجُومِ {ابْنُ المُعْتَزّ 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنَحْتُ كِتَابَاً لِدَارِ [ال00ومِ] * كَعِقْدٍ وَحَبَّاتُهُ كَالنُّجُومِ وَأَحْسَنْتُ في صَاحِبِ الدَّارِ ظَنيِّ * فَكَانَ مِثَالَ الْكَفِيلِ الظَّلُومِ ظَنَنْتُ بِأَنَّ فُؤَادِي سَيَخْلُو * مِنَ الهَمِّ مَعْهُ فَزَادَتْ هُمُومِي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كُلُواْ وَاشْرَبُواْ أَيُّها الأَغْنيَاءُ * وَإِنْ مَلأَ السِّكَكَ الجَائِعُون وَلاَ تَلْبِسُواْ الثَّوْبَ إِلاَّ جَدِيدَاً * وَإِنْ لَبِسَ الخِرَقَ البَائِسُون وَحُوطُواْ قُصُورَكُمُ بِالرِّجَالِ * وَحُوطُواْ رِجَالَكُمُ بِالحُصُون فَلاَ يَنْظُرُواْ لِلجِيَاعِ الضِّيَاعِ * وَلاَ يَنْظُرُواْ للَّذِي تَصْنَعُون وَإِنْ سَاءَكُمْ أَنهُمْ في الوُجُودِ * وَأَزْعَجَكُمْ أَنَّهُمْ يَصْرُخُون مُرُواْ فَتَصُولَ الجنُودُ عَلَيْهِمْ * تُعَلِّمُهُمْ كَيْفَ فَتْكُ المَنُون فَهُمْ مُعْتَدُونَ وَهُمْ مجْرِمُونَ * وَهُمْ مُقْلِقُونَ وَهُمْ مُزْعِجُون إِذَا الجُنْدُ لَمْ يَحْرُسُوكُمْ وَأَنْتُمْ * كِرَامُ البِلاَدِ فَمَنْ يحْرُسُون وَإِن هُمُ لَمْ يَقْتُلُواْ الأَشْقِيَاءَ * فَيَا لَيْتَ شِعْرِيَ مَنْ يَقْتُلُون وَلاَ يُحْزِنَنَّكُمُ مَوْتهُمْ * فَإِنَّهُمُ لِلشَّقَا يُخْلَقُون

وَيَا فُقَرَاءُ لِمَاذَا التَّشَكِّي * دَعُواْ الأَغْنِيَاءَ وَمَا يَكْنِزُون فَكَنزُ القَنَاعَةِ يَكْفِيكُمُ * أَلاَ تَسْتَحُونَ أَلاَ تخْجَلُون {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَا لي ظُلِمْتُ وَمَا لي حُرِمْتُ * وَضُيِّعْتُ في زُمْرَةِ الضَّائِعِينَا {الشَّطْرَةُ الأُولى لِيَاسِرٍ الحَمَدَاني، وَالأَخِيرَةُ لإِيلِيَّا أَبي مَاضِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَا لي ظُلِمْتُ وَمَا لي حُرِمْتُ * وَضُيِّعْتُ في زُمْرَةِ الضَّائِعِينَا أَيَشْبَعُ مَوْلىً وَعَبْدٌ لَهُ * مُطِيعٌ يجُوعُ مَعَ الجَائِعِينَا فَصِلْني بجُودِكَ يَا سَيِّدِي * لأَهْجَعَ لَيْلِي مَعَ الهَاجِعِينَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا نحْنُ في إِثْرِ كُلِّ عَزِيزٍ * بَكَيْنَا قَضَيْنَا الحَيَاةَ أَنِينَا

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تُرَى هَلْ أَسُوقُ إِلَيْكمْ عَزَائِي * وَكَيْفَ يُعَزِّي حَزِينٌ حَزِينَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَحَسْبُكَ مِنْ نَكْبَةٍ بِامْرِئٍ * تَرَى حَاسِدِيهِ لَهُ رَاحِمِينَا وَحَسْبُكَ مِنْ نَكْبَةٍ بِامْرِئٍ * تَرَى حَاسِدِيهِ لَهُ مُشْفِقِينَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكُنْتُ أَبَا سَبْعَةٍ كَالبُدُورِ * أُفَقِّي بِهِمْ أَعْيُنَ الحَاسِدِينَا فَمَرُّواْ عَلَى حَادِثَاتِ الزَّمَانِ * إِلى أَن أَبَادَتْهُمُ أَجْمَعِينَا وَحَسْبُكَ مِنْ نَكْبَةٍ بِامْرِئٍ * تَرَى حَاسِدِيهِ لَهُ رَاحِمِينَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لنَا شِعْرٌ يَرُوقُ السَّامِعِينَا * كَخَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّاربينَا وَلَوْلاَ أَنَّهُ لَمْ يُعْطَ حَظَّاً * لأَضْحَي آيَةً لِلسَّائلينَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَكَ الحَمْدُ أَنيِّ مِنَ المُسْلِمِين * تَسَلَّحْتُ مِنْ صِغَرِي بِالْيَقِين وَفَتَّحْتُ عَيْني عَلَى خَيْرِ دِين أَتَيْنَا وَمِنْ قَبْلِنَا النُّورُ جَاء * وَأَلْقَتْ إِلَيْنَا هُدَاهَا السَّمَاء تَبِعْنَا خُطَى أَشْرَفِ الأَنْبِيَاء {عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خُذِ الْعَفْوَ وَاأْمُرْ بِعُرْفٍ كَمَا * أُمِرْتَ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِين وَلِنْ في الْكَلاَمِ لِكُلِّ الأَنَامِ * فَأَجْمَلُ شَيْءٍ لِذِي الجَاهِ لِين {أَبُو الْفَتْحِ الْبُسْتيُّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير؛ في المِصْرَاعِ الأَخِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعِيلُ/فَعِيلِي/فَعِيلاَ/فَعِولُ/فَعُولاَ/فَعَالُ/فَعَالِ/فَعَالي/فَعَالاَ/} سَأَلْتُ الرَّئِيسَ مُبَارَكَ يَوْمَاً * أَرَاكَ حَزِينَ الفُؤَادِ لِمَاذَا

فَقَالَ مُشِيرَاً إِلى وَاحِدٍ * لأَنيِّ جَعَلْتُ عَلَى النَّاسِ هَذَا {أَسْعَد رُسْتُم بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَأَلْتُ وَزِيرَ الزِّرَاعَةِ يَوْمَاً * أَرَاكَ حَزِينَ الفُؤَادِ لِمَاذَا فَقَالَ مُشِيرَاً إِلى وَاحِدٍ * لأَنيِّ جَعَلْتُ عَلَى النَّاسِ هَذَا {أَسْعَد رُسْتُم بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فِعَالَة/إِفَالَة/مَفَالَة/فِيَالَة/} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَكَ اللهُ مِن عَالِمٍ يَا شِحَاتَة * قَضَى في عُلُومِ الحَدِيثِ حَيَاتَه أَيُتْرَكُ مِثْلُكَ دُونَ اهْتِمَامٍ * وَيُلْتَفُّ حَوْلَ " خَيَالِ المَآتَة " {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَكَمْ قَدْ حُرِمْنَا وَكَمْ قَدْ ظلِمْنَا * إِلى أَنْ نَسِينَا مَذَاقَ السَّعَادَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا كُنْتُ أَعْلَمُ عِلْمَاً يَقِينَاً * بِأَنَّ جَمِيعَ حَيَاتي كَسَاعَةْ فَلاَ بُدَّ أَنْ لاَ تَضِيعَ هَبَاءً * لِيُحْسَبَ لي كُلُّ عُمْرِيَ طَاعَة {أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيُّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فَعِيلَة/فَعُولَة/فُعُولَة/} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بَهَرْتِ الْوَرَى يَا قَنَاةَ الجَزِيرَة * وَأَنْتِ بِكُلِّ احْتِرَامٍ جَدِيرَة وَحُبُّكِ يَزْدَادُ يَوْمَاً فَيَوْمَاً * فَسِيرِي عَلَى نَفْسِ تِلْكَ الْوَتِيرَة بِكُلِّ الحَقَائِقِ تَأْتِينَ دَوْمَاً * وَفي كُلِّ دَرْبٍ نَرَاكِ الخَبِيرَة فَوَفَّقَكِ اللهُ كَيْمَا تُنِيرِي * طَرِيقَ الشُّعُوبِ بِتِلْكَ المَسِيرَة مُذِيعَاتُهَا لَسْنَ مُسْتَرْجِلاَتٍ * وَلَكِن عُرِفْنَ بِطِيبِ السَّرِيرَة وَكَمْ ذَا المُرَاسِلُ فِيهَا يُعَاني * لِيَأْتيَ بِالخَبَطَاتِ المُثِيرَة

بِرَغْمِ المخَاطِرِ مِن حَوْلِهِ * وَرَغْمِ حَرَارَةِ وَقْتِ الظَّهِيرَة تَطِيرُ إِلى كُلِّ قُطْرٍ وَتَأْتي * إِلَيْنَا بِأَخْبَارِهِ كَالسَّفِيرَة وَتَفْضَحُ تُوني بْلِيرَ وَبُوشَاً * إِذَا قَعَدَا يَقْسِمَانِ الْفَطِيرَة وَلِلْغَرْبِ أَبْدَتْ ضَحَايَا الحُرُوبِ * لِكَيْ مَا تُحَرِّكَ فِيهِ ضَمِيرَه تَقُولُ الحَقِيقَةَ مِن غَيرِ خَوْفٍ * وَلِلْحَقِّ دَوْمَاً تَكُونُ نَصِيرَة تُصَوِّرُ كَيْفَ تُعَاني الشُّعُوبُ * وَلاَ سِيَّمَا الطَّبَقَاتُ الْفَقِيرَة فَأَخْبَارُهَا صَعْقَةٌ لِلأَعَادِي * كَصَعْقَةِ بَرْقِ اللَّيَالي المَطِيرَة لِذَلِكَ تَلْتَفُّ مِن حَوْلِهَا * بِكُلِّ مَسَاءٍ جُمُوعٌ غَفِيرَة وَصَارَتْ بِمَا حَقَّقَتْ مِنْ نَجَاحٍ * عَلَى رَأْسِ إِعْلاَمِنَا كَالأَمِيرَة وَصَارَتْ بِمَا حَقَّقَتْ مِنْ نَجَاحٍ * يُشَارُ إِلَيْهَا كَمِثْلِ الأَمِيرَة

{يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فِعَالُهُ/أَفْعَالُهُ/أَفْعَالُهَا/إِفْعَالِهَا/مِفْعَالَهَا/فَعُولُهُ/فَعُولُهَا/فَعِيلُهُ/فَعِيلُهَا/} سَلِيمُ الزَّمَانِ كَمَنْكُوبِهِ * وَمَكْسُوُّهُ مِثْلُ مَسْلُوبِهِ أَمَا في الزَّمَانِ فَتىً مَاجِدٌ * يُنَفِّسُ كُرْبَةَ مَكْرُوبِهِ وَآكِلُ أَطْعِمَةِ الأَدْنيَا * ءِ رَهْنٌ بِأَنْ يَسْتَخِفُّواْ بِهِ يخَالُونَ أَنَّهُمُ بَلَّغُو * هُ بِالْقُوتِ أَفْضَلَ مَطْلُوبِهِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا النَّذْلُ جَادَ وَلَوْ مَرَّةً * رَأَيْنَا النَّذَالَةَ في جُودِهِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ مَا لعَيْني أَلاَ مَالهَا * لَقَدْ أَخْضَلَ الدَّمْعُ سِرْبَالهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَكَابُولُ هَلْ حَانَ وَقتُ النُّشُورِ * وَزُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالهَا وَهَلْ بَعَثَ اللهُ مَنْ في القُبُورِ * وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثقَالهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَتَتْهُ الخِلاَفَةُ مُنْقَادَةً * إِلَيْهِ تجَرْجِرُ أَذْيَالَهَا وَلَمْ تَكُ تَصْلُحُ إِلاَّ لَهُ * وَلَمْ يَكُ يَصْلُحُ إِلاَّ لَهَا وَلَوْ رَامَهَا أَحَدٌ غَيْرُهُ * لَزُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَلَوْ لَمْ تُطِعْهُ القُرَى وَالبَوَادِي * لَمَا قَبِلَ اللهُ أَعْمَالَهَا وَإِنَّ الخَلِيفَةَ مِنْ بُغْضِ لاَ * إِلَيْهِ لَيُبْغِضُ مَنْ قَالَهَا {أَبُو العَتَاهِيَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ أَنْشَبَتْ حَادِثَاتُ الزَّمَانِ * مخَالِبَهَا بي وَأَنيَابَهَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَلَيْنَا أَيَادٍ لَكُمْ جَمَّةٌ * تَفِيضُ بخَيْرٍ أَسَارِيرُهَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلاَ تَجْزَعَنَّ عَلَى أَيْكَةٍ * أَبَتْ أَنْ تُظِلَّكَ أَغْصَانُهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَرِفْقَاً بِقَلْبٍ صَرِيعِ الأَسَى * كَفَاهُ الزَّمَانُ وَعُدْوَانُهُ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّهُ وَاتِرِي * وَمَا انْفَكَّ تَنْزِلُ أَحْزَانُهُ وَإِنَّ الزَّمَانَ كَمَا تَعْلَمُونَ * يَمُوتُ وَلَمْ يُرْوَ ظَمْآنُهُ يَلِينُ فَتُنْسَى إِسَاءَاتُهُ * وَيَقْسُو فَيُنْكَرُ إِحْسَانُهُ كَتَمْتُ الشِّكَاةَ عَلَى أَنَّهَا * لَرَاحَةُ قَلْبي وَسُلْوَانُهُ وَأَمْسَكْتُ عَيْنيَّ أَنْ تَدْمَعَا * وَفي القَلْبِ قَدْ ثَارَ بُرْكَانُهُ أَقُولُ لَهُ خَشْيَةَ الشَّامِتِينَا * تجَلَّدْ فَلِلْمَجْدِ أَثْمَانُهُ تمَاسَكْ قَلِيلاً فَلَسْتَ الَّذِي * تَلِينُ لَدَى الخَطْبِ عِيدَانُهُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فَعَلْ/فَعِلْ/فُعَلْ/فِعَلْ/مُفْتَعَلْ/افْتَعَلْ/يَفْتَعِلْ/مُنْفَعِلْ/انْفَعِلْ/}: ================================= وَقِيلَتْ أَقَاوِيلُ في مَوْتِهِ * فَمِنهَا الصَّوَابُ وَمِنهَا الخَطَأْ وَقِيلَتْ أَقَاوِيلُ في ضَعْفِهِ * فَمِنهَا الصَّوَابُ وَمِنهَا الخَطَأْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كِتَابُ الأَمِيرِ أَمِيرُ الكُتُبْ $ كِتَابُ الزَّعِيمِ زَعِيمُ الكُتُبْ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَرَبَّيْتُ فِيهِ لرَيْبِ الزَّمَانِ * فَللَّهِ تَرْبِيَتي وَالتَّعَبْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَصْنَعْ لَهُ * وَيَرْزُقْهُ مِن حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبْ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° طَعَامُ الفَقِيرِ وَحَلْوَى الغَنيّ * وَزَادُ المُسَافِرِ وَالمُغْتَرِبْ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا سَأَلَ الْقُوتَ قَالُواْ أَسَاءَ * وَإِنْ وَصَفَ الْفَقْرَ قَالُواْ كَذَبْ وَإِنْ قَالَ قَدْ بَادَ عَهْدُ الْكِرَامِ * يُقَالُ لَهُ قَدْ أَسَأْتَ الأَدَبْ {أَحْمَد محَرَّم بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° = مَتى يَعْرِفُ النَّاسُ أَنَّ الفَتى * بِلاَ أَدَبٍ صُورَةٌ مِن خَشَبْ فَمَا هُوَ شِعْرٌ وَنَثْرٌ وَلَكِن * هُوَ الرُّوحُ لِلْجِسْمِ وَهْوَ العَصَبْ {محْمُود غُنَيْم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَحُلْوِ الدَّلاَلِ مَلِيحِ الغَضَبْ * يَشُوبُ مَوَاعِيدَهُ بِالكَذِبْ وَيَسْخُو بِمَا قَدْ حَوَتْ كَفُّهُ * وَلاَ يَعْرِفُ المَنَّ فِيمَا وَهَبْ فَكَمْ فِضَّةٍ فَضَّهَا في سَخَاءٍ * عَلَيْنَا وَكَمْ ذَهَبٍ قَدْ ذَهَبْ {ابْنُ المُعْتَزّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَنَوْمُكَ مَوْتٌ قَرِيبُ النُّشُورِ * وَمَوْتُكَ نَوْمٌ بَعِيدُ الأَمَدْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَأَنَّكَ أَعْمَى عَدِمْتَ النَّظَرْ {الْوَلِيدُ بْنُ بَكْرٍ النَّحْوِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِلى الحَقْلِ تَسْعَى لجَنيِ الثَّمَرْ * وَلَيْسَ يَجِيءُ إِلَيْكَ الشَّجَرْ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَيَا ضَاربَاً حَجَرَاً بِالْعَصَا * ضَرَبْتَ عَصَاكَ وَلَيْسَ الحَجَرْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

حِسَانٌ قَدِ اعْتَدْنَ خَطْفَ الْبَصَر * وَحَظِّي مِنَ الْفَاتِنَاتِ النَّظَرْ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَدَعْ كُلَّ طَاغِيَةٍ لِلزَّمَانِ * فَإِنَّ الزَّمَانَ يُقِيمُ الصَّعَرْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِحَسْبِكَ مِنْ صُحْبَتي مَا ظَهَرْ * وَلَيْسَ الْعِيَانُ كَمِثْلِ الخَبَرْ فَدَعْ عَنْكَ مَا لَفَّقَتْهُ الأَعَادِي * فَتِلْكَ أَقَاوِيلُ فِيهَا نَظَرْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَمَا تَذْكُرِينَ لَهُ وَقْفَةً * تحَدَّى بِهَا الجَوْرَ في المُؤْتمَرْ فَلَمْ تَكُ مِنهُ سِوَى صَيْحَةٍ * وَكَانَ صَدَاهَا انْدِلاَعُ الشَّرَرْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَرَارُ الذَّبَائِحِ لَمَّا صَدَرْ * بَكَاهُ {فُلاَنٌ} بِدَمْعِ المَطَرْ هَلِ الكَبْشُ يَأْكُلُ لحْمَ الشِّيَاهِ * أَوِ الثَّوْرُ يَأْكُلُ لحْمَ البَقَرْ فَمَا لَكَ وَاللَّحْمِ يَا صَاحِ دَعْهُ * بحَسْبِكَ أَكْلُ لحُومِ البَشَرْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إذَا الشَّعْبُ يَوْمَاً أَرَادَ الحَيَاةَ * فَلاَ بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ القَدَرْ وَلاَ بُدَّ لِلَّيْلِ أَنْ يَنْجَلِي * وَلاَ بُدَّ لِلقَيْدِ أَنْ يَنْكَسِرْ وَيَوْمٌ عَلَيْنَا وَيَوْمٌ لَنَا * وَيَوْمٌ نُسَاءُ وَيَوْمٌ نُسَرّْ {أَبُو الْقَاسِمِ الشَّابي 0 بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَخِيرِ فَهُوَ لِشَاعِرٍ آخَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَتَيْتُ القُبُورَ فَنَادَيْتُهَا * فَأَيْنَ المعَظَّمُ وَالمحْتَقَرْ وَأَيْنَ المُدِلُّ بِسُلْطَانِهِ * وَأَيْنَ المُمَجَّدُ بَينَ البَشَرْ وَأَيْنَ قُصُورُهُمُ الشَّامخَاتُ * وَأَيْنَ محَاسِنُ تِلْكَ الصُّوَرْ تَفَانَواْ جَمِيعَاً فَمَا مُخْبرٌ * وَمَاتُواْ جمِيعَاً وَمَاتَ الخَبرْ فَيَا سَائِلي عَن أُنَاسٍ مَضَواْ * أَمَا لَكَ فِيمَا تَرَى مُعْتَبرْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَخَلْقُ الغَزَالِ وَخُلُقُ النَّمِرْ * وَقَلْبُ الذِّئَابِ وَوَجْهُ القَمَرْ وَكَيْفَ يَتِمُّ جَمَالُ الزُّهُورِ * إِذَا لَمْ تَفُحْ بِأَرِيجِ الزَّهَرْ هِيلاَري تجُرُّ عَلَى زَوْجِهَا * مَآتِمَ تَبْقَى طِوَالَ العُمُرْ فَيَخْلَعُ فِيهَا رِدَاءِ الشَّبَابِ * وَيَلْبِسُ فِيهَا رِدَاءَ الكِبرْ وَبَعْضُ النِّسَاءِ شَبِيهُ السِّبَاعِ * وَبَعْضُ الرِّجَالِ شَبِيهُ الحُمُرْ {محْمُود غُنيم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَنِمْتُ عَلَى نَغَمٍ حَالِمٍ * فَأَيْقَظَني صَوْتُ شَيْخِ الغَفَرْ أَتَى يَطْرُقُ البَابَ في لَهْفَةٍ * فَأَحْسَسْتُ بِالخَطَرِ المُنْتَظَرْ فَلَمْ تَكُ مِنهُ سِوَى صَيْحَةٍ * وَكَانَ صَدَاهَا انْدِلاَعُ الشَّرَرْ وَمَا كُنْتُ لَوْلاَ سُجُونٌ طَغَى * بِهَا البَطْشُ في قَسْوَةٍ بَلْ فَجَرْ بِمُغْتَنِمٍ فُرْصَةً لِلْفِرَارِ * وَلَكِنَّ مَنْ جَرَّبَ السِّجْنَ فَرّْ وَلَيْسَ الشَّجِيُّ كَمَنْ قَلْبُهُ * خَلِيٌّ وَلاَ الصَّفْوُ مِثْلَ الكَدَرْ فَلَمْ نَدْرِ إِن أَخَذُونَا سَنَأْتي * أَمِ الظُّلْمُ يُلْقِي بِنَا في سَقَرْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَمِنَّا الَّذِي قَدْ دَعَاهُ تُقَاهُ * فَصَامَ وَمِنَّا الَّذِي قَدْ فَطَرْ أَتَذْكُرُ إِفْطَارَنَا إِذْ أُعِدَّ * عَلَى سُرْعَةٍ مِنْ شَهِيِّ الخُضَرْ نضُمُّ بِأَفْوَاهِنَا بَارِدَاً * إِلى سَاخِنٍ لاَ نخَافُ الضَّرَرْ وَلاَ زَادَ نُبْقِيهِ حَتىَّ السُّحُورِ * فَنَأْكُلَ مِنْ قُوتِنَا المُدَّخَرْ وَإِنْ ضَاقَ بِالفُولِ جَوْفُ الوَعَاءِ * فَآنِيَةُ الشَّايِ لاَ تَعْتَذِرْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِيرٍ في الْبَيْتِ الأَوَّل} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَقُولُونَ عَمَّن أَخَذْتَ الْقَرِيضَ * وَمِمَّنْ تَعَلَّمْتَ نَظْمَ الدُّرَرْ وَأَيْنَ وَكَيْفَ دَرَسْتَ الْعَرُوضَا * وَشِعْرُكَ بَينَ البِلاَدِ اشْتَهَرْ وَمَا كُنْتَ يَوْمَاً بِصَاحِبِ شِعْرٍ * فَإِنَّا عَرَفْنَاكَ مُنْذُ الصِّغَرْ فَقُلْتُ أَخَذْتُ الْقَرِيضَ صَبِيَّاً * مِنَ الطَّيرِ في أُغْنِيَاتِ السَّحَرْ وَمِن عَبَرَاتِ الحَزَانى الثَّكَالى * فَفِي عَبَرَاتِ الحَزَانى عِبَرْ فَذَا الْكَوْنُ جَامِعَةُ الجَامِعَاتِ * وَذَا الدَّهْرُ أُسْتَاذُ كُلِّ الْبَشَرْ فَمَن عَاشَ مِن غَيْرِ أَنْ يَسْتَفِيدَ * فَأَعْمَى الْبَصِيرَةِ أَعْمَى الْبَصَرْ {إِلْيَاس فَرَحَات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَئِنُّ فَتَشْعُرُ في صَدْرِهَا * كَأَنَّ أَنِينيَ وَخْزُ الإِبَرْ فَتُلْهِبُ خَدِّيَ مِنْ لَثْمِهَا * وَتمْسَحُ مِن أَدْمُعِي مَا انحَدَرْ تَوَدُّ لَوَ انَّ الفِدَا مُمْكِنٌ * فَتَفْدِي حَيَاتِي بِنُورِ البَصَرْ وَدَارَ الزَّمَانُ بِأَحْدَاثِهِ * وَمَرَّ عَلَى عِقْدِنَا فَانْتَثَرْ وَجَرَّدَ أُمِّيَ مِنيِّ كَمَا * تُجَرِّدُ كَفُّ الخَرِيفِ الشَّجَرْ

وَرُحْتُ أَخُوضُ غُمَارَ الحَيَاةِ * وَدُونَ الحَيَاةِ زِحَامُ البَشَرْ فَأَعْثُرُ بِالمَكْرِ وَالإِحْتِيَالِ * وَأُمْنى عَلَى عِفَّتي بِالضَّرَرْ حَيَاةٌ بِأَيَّامِهَا مَا يَسُوءُ * عَلَى أَنَّ في بَعْضِهَا مَا يَسُرْ بَلَوْنَا بِهَا خُلُقَ الأَصْدِقَاءِ * وَكَمْ قَدْ وَجَدْنَا بهَا مِن عِبَرْ خَبرْنَا الأَسَى كَيْفَ يُدْمِي القُلُوبَا * وَيَعْصِرُهَا قَبْلَ أَنْ يَنحَسِرْ إِذَا مَا تمَنىَّ رُجُوعَ الشَّبَابِ * أُنَاسٌ تمَنَّيْتُ عَهْدَ الصِّغَرْ {الأَبْيَاتُ الزَّرْقَاء: لِعَقْلِ الجُرّ، وَالأَبْيَاتُ الحَمْرَاء: لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَرُحْنَا إِلى النِّيلِ نَشْكُو إِلَيْهِ * فَأَبْدَى حَنَانَ الرَّحِيمِ الأَبَرْ نَبُثُّ أَبَا مِصْرَ مَا نَالَنَا * فَيَغْرَقُ في دَمْعِهِ المُنحَدِرْ وَأَنْشَدْتُهُ الشِّعْرَ في الظَّالِمِينَا * مَرِيرَاً فَمَا بَاحَ يَوْمَاً بِسِرْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَأَمَّلْتُ مَا قَدْ مَضَى مِن عُمُرْ * وَنَقَّلْتُ في ذِكْرَيَاتي البَصَرْ حَيَاةٌ بِأَيَّامِهَا مَا يَسُوءُ * عَلَى أَنَّ في بَعْضِهَا مَا يَسُرْ بَلَوْنَا بِهَا خُلُقَ الأَصْدِقَاءِ * وَكَمْ قَدْ وَجَدْنَا بهَا مِن عِبَرْ خَبرْنَا الأَسَىكَيْفَ يُدْمِي القُلُوبَا * وَيَعْصِرُهَا قَبْلَ أَنْ يَنحَسِرْ وَدَارَ الزَّمَانُ بِأَحْدَاثِهِ * وَمَرَّ عَلَى عِقْدِنَا فَانْتَثَرْ

وَرُحْتُ أَخُوضُ غُمَارَ الحَيَاةِ * وَدُونَ الحَيَاةِ زِحَامُ البَشَرْ فَأَعْثُرُ بِالمَكْرِ وَالإِحْتِيَالِ * وَأُمْنى عَلَى عِفَّتي بِالضَّرَرْ مَوَاجِعُ مَا أَدْرَكَتْهَا الشُّيُوخُ * مَرَرْنَا بِهَا في رَبِيعِ العُمُرْ وَلَيْسَ الخَلِيُّ كَمِثْلِ الشَّجِيِّ * كَمَا الصَّفْوُ لَيْسَ كَمِثْلِ الكَدَرْ إِذَا مَا تمَنىَّ رُجُوعَ الشَّبَابِ * أُنَاسٌ تمَنَّيْتُ عَهْدَ الصِّغَرْ {الأَبْيَاتُ الزَّرْقَاء: لِعَقْلِ الجُرّ، وَالحَمْرَاء: لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ كَبِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَخُصْلَةُ شَعْرٍ كَذَيْلِ الفَرَسْ * وَثَغْرٍ يُضِيءُ كَمِثْلِ الْقَبَسْ وَوَجْهٍ مُنِيرٍ كَبَدْرِ التَّمَامِ * تُحِيطُ بِهِ أَوْجُهٌ كَالْغَلَسْ ظَلَلْتُ أُرَاقِبُهُ في اشْتِيَاقٍ * مُرَاقَبَةَ الأَسَدِ المُفْتَرِسْ أُسَارِقُهُ نَظَرَاً كَالرَّصَاصِ * وَظَلَّ يَرَاني وَلاَ يَحْتَرِسْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

صِفَاتُكِ قَدْ عَلَّمَتْني الغَزَلْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَبَاتَ يُرَوِّي أُصُولَ الفَسِيلِ * فَعَاشَ الفَسِيلُ وَمَاتَ الرَّجُلْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بَيَانٌ يُبَيِّنُ لِلقَارِئِينَا * بِأَنَّ مِنَ السِّحْرِ مَا يُسْتَحَلّ فَمِنهُ المَنَارُ إِذَا النَّجْمُ طَاشَا * وَفِيهِ الدَّلِيلُ إِذَا النَّجْمُ ضَلّ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَلاَ قُلْ لهُمْ قَوْلَ عَبْدٍ نَصُوحٍ * وَحَقُّ النَّصِيحَةِ أَنْ تُسْتَمَعْ مَتى عَلِمَ النَّاسُ في دِينِنَا * بِأَنَّ الغِنَا سُنَّةٌ تُتَّبَعْ وَأَنْ يَنهَقَ المَرْءُ مِثْلَ الحِمَارِ * وَيَرْقُصُ في الجَمْعِ حَتىَّ يَقَعْ وَيُسْكِرُهُ النَّايُ ثُمَّ الغِنَاءُ * وَيَسِ لَوْ تُلِيَتْ مَا اسْتَمَعْ وَقَالُواْ سَكِرْنَا بحُبِّ الإِلَهِ * وَمَا أَسْكَرَ القَوْمَ إِلاَّ البِدَعْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

سَخِيٌّ يَرَى المَالَ مِثْلَ الْقَذَى * أُمِيطَ وَلَيْسَ كَأَنْفٍ جُدِعْ وَحَسْبُ الكَرِيمِ إِذَا مَا حَبَا * وَحَسْبُ اللَّئِيمِ إِذَا مَا شَبِعْ أَطَاعَ السَّمَاحَةَ في مَالِهِ * فَأَيُّ الثَّنَاءِ لَهُ لَمْ يُطِعْ إِلى أَن غَدَا كُلُّ ذِي فَاقَةٍ * بِمَا ضَرَّ أَمْلاَكَهُ يَنْتَفِعْ قَرِيبُ النَّوَالِ بَعِيدُ المَنَالِ * فَيَقْرُبُ رَغْمَ انَّهُ مُرْتَفِعْ كَمِثْلِ السَّحَابِ نَأَى شَخْصُهُ * وَلَمْ يَنأَ بِالمَاءِ عَمَّنْ زَرَعْ

وَمَا ضَرَّني فَوْتُ مَا فَاتَني * وَإِنْ كَانَ كَالْعُضْوِ مِنيِّ نُزِعْ وَلَمْ أَلُمِ الدَّهْرَ في غَدْرِهِ * بِإِخْوَانِهِ فَعَلَيْهِ طُبِعْ لأَنيِّ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّني * إِذَا مَا سَأَلْتُكَ لَمْ تَمْتَنِعْ فَمَا فَاتَني فَكَأَنْ لَمْ يَفُتْ * وَمَا ضَاعَ مِنيِّ كَأَنْ لَمْ يَضِعْ وَرِثْتَ المَكَارِمَ عَنْ سَادَةٍ * يَرَوْنَ المَكَارِمَ دِينَاً شُرِعْ بَنَواْ في الأَنَامِ جِبَالَ الْعُلاَ * فَتِلْكَ الجِبَالُ بِهِمْ تَمْتَنِعْ هِي الدَّهْرَ تَاجٌ عَلَى رَبِّهَا * وَقُرْطَانِ في أُذْنيْ مُسْتَمِعْ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَلاَ فَارْجُهُ وَاخْشَهُ إِنَّهُ * هُوَ البَحْرُ فِيهِ الغِنى وَالغَرَقْ هُوَ السَّيْفُ إِن أَنْتَ أَدْنَيْتَهُ * لِرَأْسِكَ عَن غَيرِ قَصْدٍ فَرَقْ هُوَ المَاءُ فَارْوَ بِهِ وَاحْتَرِسْ * فَمِنهُ ارْتِوَاءٌ وَمِنهُ شَرَقْ هُوَ النَّارُ فَاصْطَلْ بِهَا وَاسْتَضِئْ * بِهَا في الدُّجَى وَتَوَقَّ الحَرَقْ وَقُلْ إِن أَشَارَ بَيْنَمَا يَوْمَاً * إِلَيْكَ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقْ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

حَبِيبي تَعَالَ تجِدْ مَنْزِلَكْ * مُعَدَّاً كَمَا كَانَ مِنْ قَبْلُ لَكْ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَنْ رَامَ نَيْلَ العُلاَ لَمْ يَنَمْ {المُتَنَبيِّ؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنْ كُنْتَ في نِعْمَةٍ فَارْعَهَا * فَإِنَّ المَعَاصِي تُزِيلُ النِّعَمْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يُرِيكَ البَشَاشَةَ عِنْدَ اللِّقَاءِ * وَيَبْرِيكَ في السِّرِّ بَرْيَ القَلَمْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَعِيُّ الفِعَالِ كَعِيِّ المَقَالِ * وَفي الصَّمْتِ عِيٌّ كَعِيِّ الكَلِمْ {بَشَّارُ بْنُ بُرْد} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا ذَلِكَ الشَّحْمُ إِلاَّ وَرَمْ * وَهَلْ يَعْرِفُ العُظَمَاءُ الوَخَمْ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لِلْمُتَنَبيِّ، وَالآخَرُ لي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عُيُونُ الخَلاَئِقِ قَدْ أَحْدَقَتْ * بِكُمْ وَالمُؤَرِّخُ سَنَّ القَلَمْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَتَبْتُ إِلَيْكِ وَلَمْ أَحْتَشِمْ * فَشَوْقُ المحِبِّينَ لاَ يَنْكَتِمْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنْ كَانَ بَعْضُ النَّوَاطِيرِ نَامُواْ * فَإِنَّ الَّذِي في السَّمَا لَمْ يَنَمْ {عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

ضَحِكْتُ فَقَالُواْ أَلاَ تَحْتَشِمْ * بَكَيْتُ فَقَالُواْ أَلاَ يَبْتَسِمْ سَكَتُّ فَقَالُواْ ثَقِيلُ اللِّسَانِ * نَطَقْتُ فَقَالُواْ كَثِيرُ الْكَلِمْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَكَمْ غَفَرَ النَّاسُ ذَنْبَ الغَنيِّ * وَكَمْ أَلْصَقُواْ بِالفَقِيرِ التُّهَمْ وَأَقْسِمُ لَنْ يَتَسَاوَى الأَنَامُ * فَمَا هُمْ سِوَى سَادَةٍ أَوْ خَدَمْ {محْمُود غُنَيْم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَقُلْ لِلْخَلِيفَةِ عَنيِّ مَقَالاً * يَعِيهِ وَفِيهِ الرَّخَاءُ الأَعَمْ إِذَا أَيْقَظَتْكَ حُرُوبُ العِدَا * فَنَبِّهْ لَهَا عُمَرَاً ثُمَّ نَمْ فَتىً لاَ يَنَامُ عَلَى ثَأْرِهِ * وَلاَ يَشْرَبُ المَاءَ إِلاَّ بِدَمْ يَطُوفُ العُفَاةُ بِأَبْوَابِهِ * طَوَافَ الحَجِيجِ بِسَاحِ الحَرَمْ {بَشَّارُ بْنُ بُرْد 0 بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَخِيرِ فَهُوَ لِلأَعْشَى، وَقَدْ ضَمَّنَهُ بَشَّارٌ في شِعْرِهِ وَلَيْسَ لَه} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَحَوْرَاءَ يَضْحَكُ مَاءُ الشَّبَابِ * بِوَجْنَتِهَا لَكَ إِذْ تَبْتَسِمْ لَعَمْرُكَ لَمْ أَرَ في حُسْنِهَا * كَأَنَّ النِّسَاءَ لَدَيْهَا خَدَمْ {بَشَّارُ بْنُ بُرْد} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبي عَتِيقٍ ـ صَدِيقُ عُرْوَةَ ـ يَدْخُلُ عَلَيْهِ لِيَعُودَهُ: سَلاَمٌ عَلَى الكُرَمَاءِ الأُبَاةِ * ==== ==== ==== ـ ـ أُمُّ عُرْوَة: ==== ==== ==== ـ * سَلاَمٌ عَلَى ذِي النَّدَى وَالكَرَمْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

ابْنُ أَبي عَتِيق: لَقَدْ جِئْتُ هَذَا الحِمَى بَعْدَمَا * نَمَا لي حَدِيثٌ يُثِيرُ الأَلَمْ فَجِئْتُ أَعُودُ العَلِيلَ الَّذِي * كَسَاهُ الأَسَى وَبَرَاهُ السَّقَمْ وَدِدْتُ لَهُ لَوْ بَدَا كَاذِبَاً * أَصِدْقٌ حَدِيثُهُمُ أَمْ 000000000 أُمُّ عُرْوَة: 00000000 * 00000000000000 نَعَمْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عُرْوَةُ بِصَوْتٍ تَشُوبُهُ المَرَارَةُ وَالأَلَم: لَقَدْ قَسَمَ اللهُ لي حَالَتي * رَضِيتُ لَعَمْرِي بِمَا قَدْ قَسَمْ أَضَاعَتْ بِإِلْفِي صُرُوفُ الزَّمَانِ * وَرُكْنُ هَنَائِي وَهَى وَانهَدَمْ وَكُلُّ جَرِيحٍ يَنَالُ الشِّفَاءَ * وَجُرْحُ الصَّبَابَةِ لاَ يَلْتَئِمْ أُقَضِّي نهَارِي طَرِيحَ الفِرَاشِ * وَإِنْ جَنَّ لَيْلِي بِهِ لَمْ أَنَمْ أُحَاوِلُ كَتْمَ دُمُوعِ الغَرَامِ * وَدَمْعُ الهَوَى لَيْسَ بِالمُنْكَتِمْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَمَا شِئْتَ يَجْرِي وَإِنْ لَمْ أَشَأْ * وَمَا شِئْتُ ما لَمْ تَشَأْ لَمْ يَكُن فَسُبْحَانَ رَبِّى عَلَى حِكْمَةٍ * يحَارُ لَهَا كُلُّ إِنْسٍ وَجِنّ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{يَفْعَلُه/تَفْعَلُه/أَفْعَلُه/مَفْعَلَة/} أُحَدِّقُ فِيهِ وَفي المَكْتَبَة * كَمَا تَفْعَلُ الْقِطَّةُ الطَّيِّبَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَئِنْ كُنْتَ لَمْ تَنْظِمِ الشِّعْرَ قَطْعَاً * وَتَنْقُدُهُ عِنْدَمَا تَسْمَعُهْ فَأَنْتَ بِذَلِكَ مِثْلُ المِسَنِّ * يَحُدُّ الحَدِيدَ وَلاَ أَقطَعُهْ {لاَ أَدْرِي مَنْ قَائِلُهُمَا، وَلَكِنَّهُمَا مَأْخُوذَانِ مِن عِبَارَةٍ قَالَهَا الجَاحِظ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَئِنْ كُنْتُ لَمْ أَنْظِمِ الشِّعْرَ قَطْعَاً * وَأَنْقُدُهُ عِنْدَمَا تَسْمَعُهْ فَإِنيِّ بِذَلِكَ مِثْلُ المِسَنِّ * أَحُدُّ الحَدِيدَ فَلاَ أَقْطَعُهْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا المَرْءُ لَمْ يَتَحَرَّكْ لجُوعٍ * فَيَسْعَى إِلى لُقْمَةٍ تُشْبِعُهْ فَهَلْ يَتَحَرَّكُ شَخْصٌ كَهَذَا * لِبَيْتٍ مِنَ الشِّعْرِ إِذْ يَسْمَعُهْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَتُسْلِمُنَا لِلرَّدَى عَشْرَةً * وَقَدْ كُنْتَ تَرْحَمُنَا أَرْبَعَة {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَرَاكَ اتَّهَمْتَ أَخَاكَ الثِّقَة * وَعِنْدَكَ مَقْتٌ وَعِنْدِي مِقَة وَأُثْني عَلَيْكَ وَتَغْتَابُني * كَمَا طَيَّبَ العُودُ مَن أَحْرَقَه °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا مَا سَأَلْتُكَ مَن هَذِهِ * تَقُولُ فَتَاةٌ لَهَا مُشْكِلَة وَتَزْعُمُ أَنَّكَ فَاعِلُ خَيرٍ * وَتَضْرِبُ لي أَغْرَبَ الأَمْثِلَة أُحَاوِلُ إِطْفَاءهَذَا اللهِيبِ * وَأَنْتَ تحَاوِلُ أَنْ تُشْعِلَه وَإِنَّكَ في عِيدِ مِيلاَدِهَا * ذَهَبْتَ وَأَهْدَيْتَهَا سِلْسِلَة وَرُحْتَ إِلى بَيْتِهَا مَرَّةً * وَدَرْبُ الغِوَايَةِ مَا أَسْهَلَه وَأَنْتَ اسْتَجَبْتَ لإِغْرَائِهَا * إِلى أَنْ تَعَقَّدَتِ المَسْأَلَة وَتُنْكِرُ أَحْدَاثَ هَذَا اللِّقَاءِ * وَتخْفِي تَفَاصِيلَهُ المُخْجِلَة مُرَاهَقَةُ الأَرْبَعِينَ اسْتَبَدَّتْ * بِقَلْبِكَ في هَذِهِ المَرْحَلَة

أَتَشْكُو لَهَا أَنَّ عَقْلِي صَغِيرٌ * وَإِنيِّ مُبَذِّرَةٌ مُهْمِلَة لِمَاذَا تُهَدِّدُ عَرْشِي لِمَاذَا * تُزَلْزِلُني هَذِهِ الزَّلْزَلَة أَفِقْ يَا حَبِيبي وَدَعْ عَنْكَ هَذَا * لِكَيْ تَنْتَهِي هَذِهِ المَهْزَلَة {سَمِير الْقَاضِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا مَا أَهَانَ امْرُؤٌ نَفْسَهُ * فَلاَ أَكْرَمَ اللهُ مَنْ يُكْرِمُهْ فَلاَ تحْسُدِ الكَلْبَ أَكْلَ العِظَامِ * فَعِنْدَ تَغَوُّطِهِ تَرْحَمُهْ تَرَاهُ وَشِيكَاً شَكَا إِسْتَهُ * وَمَا بِاسْتِهِ قَد جَنَاهُ فَمُهْ {دِعْبِلٌ الخُزَاعِيُّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلَتي/فَعْلَتُه/فَعْلَتُك/} أَتَيْتُ إِلى هَذِهِ الرِّحْلَةِ * أَتَيْتُ تُصَاحِبُني شِلَّتي وَقَدْ لَبِسَ الكُلُّ مَا عِنْدَهُمْ * مِنَ البَنْطَلُونِ إِلى البَدْلَةِ

غُمُوسِيَ أَكْثَرُ مَا قَدْ حَمَلْتُ * وَخُبْزِي تَضِيقُ بِهِ شَنْطَتي وَمَا يَنْفَعُ الخُبْزُ في شَنْطَةٍ * وَقَدْ كَانَ يُوضَعُ في القُفَّةِ وَلاَ زَادَ يَا صَاحِ فِيهَا لَنَا * سِوَى الخُبْزِ وَالمِلْحِ وَالجُبْنَةِ وَأَمجَدُ جَاءَ لَنَا عَامِدَاً * يحَنِّسُنَا اليَوْمَ بِالفَرْخَةِ وَمَا قَالَ أَمجَدُ خُذْ حِتَّةً * وَقَدْ كَانَ نِفْسِيَ في حِتَّةِ وَمَا قَالَ يَا عَمْرُو خُذْ حِتَّةً * وَقَدْ كَانَ نِفْسِيَ في حِتَّةِ فَأُقْسِمُ إِنْ لَمْ أَجِدْ في غَدِي * لحُومَاً تُقَطَّعُ في قَصْعَتي سَأُعْلِنُهَا ثَوْرَةً لاَ تَلِينُ * وَكَمْ أَشْعَلَ الجُوعُ مِنْ ثَوْرَةِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلُهُ/فَعْلُهَا/فَعْلُنَا/فَعْلِهِ/فَعْلِهَا/فَعْلَهُ/فَعْلَهَا/فَعْلَنَا/فَعْلُهُ/فَعْلُهَا/فَعْلَنَا/}

تجَنَّبْ سُلَيْمَانَ قُفْلَ السَّخَاءِ * فَقَدْ يَئِسَ النَّاسُ مِنْ فَتْحِهِ وَلَوْ كَانَ يَمْلِكُ أَمْرَ اسْتِهِ * لَمَا طَمِعَ الحُشُّ في سَلْحِهِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا كُنْتَ في حَاجَةٍ مُرْسِلاً * فأَرْسِلْ حَكِيماً وَلاَ تُوصِهِ وَإِنْ بَابُ أَمْرٍ عَلَيْكَ الْتَوَى * فَشَاوِرْ لَبِيباً وَلاَ تَعْصِهِ وَإِنْ نَاصِحٌ مِنْكَ يَوْماً دَنَا * فَلاَ تَنأَ عَنْه وَلاَ تُقْصِهِ وَذَا الحَقِّ لاَ تَنْتَقِصْ حَقَّهُ * فَإِنَّ الْقَطِيعَةَ في نَقْصِهِ وَلاَ تَذْكُرِ الدَّهْرَ في مجْلِسٍ * بِسُوءٍ إِذَا أَنْتَ لَمْ تُحْصِهِ لَبِسْتُ اللَّيَالي فَأَفْنَيْتُهَا * وَتَاجَرْتُ بِالدَّهْرِ في رُخْصِهِ {طَرَفَةُ بْنُ الْعَبْد بِتَصَرُّف} ===============================

فَلاَ تَسْأَلِ النَّاسَ مِنْ فَضْلِهِمْ * وَلَكِنْ سَلِ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا رُمْتَ أَمْرَاً فَلاَ تَعْجَلَنَّ * وَإِلاَّ نَدِمْتَ عَلَى فِعْلِهِ وَمَا كَبْوَةُ المَرْءِ قَتَّالَةً * إِذَا كَانَ يَمْشِي عَلَى مَهْلِهِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلُ/فَعْلِ/فَعْلِي/فَعْلاَ/} شَكَوْتُ هُمُومِي إِلى اللهِ رَبيِّ * فَقَدْ ضَاقَ مِنْ كَثْرَةِ الهَمِّ قَلْبي وَبَلَّتْ دُمُوعِي رِدَائِي وَثَوْبي * فَيَا رَبِّ فَرِّجْ هُمُومِي وَكَرْبي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَيَوْمٌ عَلَيْنَا وَيَوْمٌ لَنَا * وَيَوْمٌ نُسَاءوَيَوْمٌ نُسَرُّ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَعَارٌ عَلَى الشِّعْرِ أَنْ لاَ يُقَفَّى * وَبَعْضُ الْقَوَافي قُيُودٌ وَذُلُّ وَهَلْ جَاءَ بِالشِّعْرِ في الْوَحْيِ شَيْءٌ * فَحَرَّمْتُمُ فِيهِ مَا يُسْتَحَلُّ لَقَدْ وُجِدَ الْفَنُّ قَبْلَ المَقَايِيـ * ـِسِ إِنَّ المَقَايِيسَ قَيْدٌ وَثُقْلُ دَعُواْ المُبْدِعِينَ وَلاَ تَخْنُقُوهُمْ * لِيَقْوَى بِهِمْ شِعْرُنَا المُضْمَحِلُّ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا الْعِقْدُ إِنْ كَانَ في غَيْرِ جِيدٍ * وَمَا الْكُحْلُ إِنْ كَانَ في غَيرِ عَينِ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَيَا صَاحِ هُزَّ جُذُوعَ الْقَوَافي * تُسَاقِطْ عَلَيْنَا كَلاَمَاً نَدِيَّا لَقَدْ كُنْتَ تُصْغِي وَإِنيِّ أُغَنيِّ * فَأَصْغِ إِذَا مَا بَكَيْتُ مَلِيَّا {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَبُوكَ امْرُؤٌ ضِمْنَ أَهْلِ الكَلاَمِ * فَكُن أَنْتَ يَا ابْنِ امْرَأً عَمَلِيَّا فَمَا احْتَقَرَ النَّاسُ مِثْلَ الأَدِيبِ * وَلاَ احْتَرَمَ النَّاسُ إِلاَّ الغَنِيَّا وَكُنْ رَجُلاً رِجْلُهُ في الثَّرَى * وَهَامَةُ هِمَّتِهِ في الثُّرَيَّا وَإن أَعْطَشَتْكَ أَكُفُّ الوَرَى * كَفَتْكَ القَنَاعَةُ شِبْعَاً وَرِيَّا {الْبَيْتَانِ الأُولاَنِ فَقَطْ لمحْمُود غُنَيْم، وَالآخَرَانِ لأَبي الحَسَنِ النُّعَيْمِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأَطْيَبُ وَقْتٍ يَكُونُ لَدَيَّا * عَشِيَّةَ أَخْلُو إِلى وَلَدَيَّا فَأُجْلِسُ هَذَا إِلى جَانِبي * وَأُجْلِسُ هَذَا عَلَى رُكْبَتَيَّا هُنَالِكَ أَنْسَى مَتَاعِبَ يَوْمِي * كَأَنيَ لَمْ أَلْقَ في اليَوْمِ شَيَّا وَأَحْسَبُني بَيْنَ طِفْلَيَّ شَاهَاً * وَأَحْسَبُ كُوخِيَ قَصْرَاً عَلِيَّا وَكُلُّ طَعَامٍ أَرَاهُ لَذِيذَاً * وَكُلُّ شَرَابٍ أَرَاهُ هَنِيَّا وَأَيَّةُ نجْوَى كَنَجْوَايَ طِفْلِي * يَقُولُ أَبي وَأَقُولُ بُنَيَّا

هُنَا أَسْتَعِيدُ قَدِيمَ حَيَاتي * وَأَرْجِعُ أَطْوِي اللَّيَاليَ طَيَّا فَأَنْسَى عِذَارِي وَأَنْسَى وَقَارِي * وَأَحْسِبُ أَنيَ عُدْتُ صَبِيَّا أَيَا ابْنيَّ أَحْبِبْ بِمَا تُتْلِفَانِ * وَأَهْوِنْ بمَا تَكْسِرَانِ عَلَيَّا وَيَكْفِيكُمَا اللهُ شَرَّ البُكَاءِ * وَيحْفَظُ مِنْ وَقْعِهِ أُذُنَيَّا أَبُوكَ امْرُؤٌ ضِمْنَ أَهْلِ الكَلاَمِ * فَكُن أَنْتَ يَا ابْنِ امْرَأً عَمَلِيَّا فَمَا احْتَقَرَ النَّاسُ مِثْلَ الأَدِيبِ * وَلاَ احْتَرَمَ النَّاسُ إِلاَّ الغَنِيَّا {محْمُود غُنَيْم 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{أَفْعَلُ/يَفْعَلُ/تَفْعَلُ/نَفْعَلُ/مَفْعَلُ/مُفْعَلُ/افْعَلِي/افْعَلُواْ/افْعَلاَ/} نَمُوتُ وَأَيَّامُنَا تَذْهَبُ * وَنَلْعَبُ وَالمَوْتُ لاَ يَلْعَبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِلاَدٌ تَفِرُّ مِنَ الصَّالحَاتِ * فِرَارَ السَّلِيمِ مِنَ الأَجْرَبِ يُهَانُ بِهَا العَبْقَرِيُّ الأَدِيبُ * وَيُكْرَمُ فِيهَا الحَقِيرُ الغَبي {حَافِظ إِبْرَاهِيم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكَمْ قَدْ عَبِثْتُ بِأَوْرَاقِهِ * وَنِمْتُ عَلَى صَدْرِهِ المُتْعَبِ وَمَكْتَبُهُ بَلْ وَفِنْجَالُهُ * عَلَى حَالِهِ بَعْدُ لَمْ يُشْرَبِ وَحُجْرَتُهُ مُوقَدٌ نُورُهَا * كَأَنَّ أَبي بَعْدُ لَمْ يَذْهَبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَأَمَّلْتُهَا أُنمُلاً أُنمُلاً * فَلَمْ أَقْضِ مِنْ نَظْرَتي مَأْرَبي وَأُسْكِتُّ لَمْ أَدْرِ مَا حَاجَتي * وَلاَ مَا أَتَى بي وَمَا مَطْلَبي {عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ جَاوَزَ الظَّالِمُونَ المَدَىَ * وَسَدُّواْ عَلَيْنَا سَبِيلَ الهُدَى وَآذَواْ عِبَادَكَ يَا رَبَّنَا * وَفي الأَرْضِ كَمْ أَغْلَقُواْ مَسْجِدَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 بِاسْتِثْنَاءِ المِصْرَاعِ الأَوَّلِ مِنَ الْبَيْتِ الأَوَّل} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَخِي جَاوَزَ الظَّالِمُونَ المَدَىَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلَمْ يَكُ أَيْرِيَ يَوْمَاً لَهُ * وَيَوْمَاً لِزَوْجَتِهِ مِرْوَدَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَيَا مَنْ تَعَوَّدَ أَنْ يَرْقُبَ * مِنَ العَيْشِ جَانِبَهُ الأَسْوَدَا

إِذَا نَعَبَ الْبُومُ فَوْقَ الرُّبى * فَكَمْ بُلْبُلٍ فَوْقَهَا غَرَّدَا {نِعْمَةُ الحَاجّ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَعيْنيَّ جُودَا وَلاَ تجْمُدَا * أَلاَ تَبْكيَان لِصَخْرِ النَّدَى أَلاَ تبْكِيَانِ الجَرِيءَالجَوَادَ * أَلاَ تَبْكِيَانِ الفَتى السَّيِّدَا {الخَنْسَاء} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا قِيلَ أَنيِّ أُحِسُّ كَفَاني * وَلاَ أَطْلُبُ الشَّاعِرَ الجَيِّدَا شَعُرْتُ بِشَيْءٍ فَكَوَّنْتُ * بِعَفْوِيَّةٍ دُونَ أَن أَقْصِدَا تخَيَّلْتُ حَتىَّ جَعَلْتُ الخَيَالَ * يُرَى وَيُشَمُّ اهْتِزَازُ الصَّدَى طَرِبْتُ وَلَمْ أَطْلُبِ النَّجْمَ بَيْتَاً * وَلاَ كَانَ حُلْمِيَ أَن أَخْلُدَا {نِزَار قَبَّاني 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَلَوْ أَنَّ مَوْلىً بِعَبْدٍ فُدِي * لَقَدَّمْتُ رُوحِي وَمَا في يَدِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° غَسَلْتُ بِمَائِكِ عَيْني فَعُدْتُ * فَأَبْصَرْتُ مَا النَّاسُ لاَ تُبْصِرُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° غَسَلْتُ بِزَمْزَمَ عَيْني فَعُدْتُ * فَأَبْصَرْتُ مَا النَّاسُ لاَ تُبْصِرُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَوْلاَ البَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُواْ {عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَنْ يَعْدِمِ الظُّفْرَ بَينَ الذِّئَابِ * فَإِنَّ الذِّئَابَ بِهِ تَظْفَرُ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° دَوَاؤُكَ فِيكَ وَلاَ تُبْصِرُ * وَدَاؤُكَ مِنْكَ وَلاَ تَشْعُرُ

وَتحْسِبُ أَنَّكَ جُرْمٌ صَغِيرٌ * وَفِيكَ انْطَوَى العَالَمُ الأَكْبرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَمِنِّي تَخَافُ انْتِشَارَ الحَدِيثِ * وَلَسْتُ أَنَا بِالَّذِي يُخْبِرُ وَلَوْ لَمْ أَصُنْهُ لِبُقْيَا عَلَيْكَا * نَظَرْتُ لِنَفْسِي كَمَا تَنْظُرُ {العَبَّاسُ بْنُ الأَحْنَف بِاسْتِثْنَاءِ الشَّطْرَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ الْبَيْتِ الأَوَّلِ فَهِيَ لي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنِ اعْتَادَ نَبْشَ عُيُوبِ الوَرَى * رَأَى غَيْرُهُ مِنهُ مَا لاَ يَرَى {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرُ لِلمُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَقَدَّمَ كُلُّ بَطِيءِ الخُطَا * وَهُمْ وَحْدَهُمْ رَجَعُواْ القَهْقَرَى أَذَلَّهُمُ كُلُّ شَعْبٍ ذَلِيلٍ * وَكَانَ لَهُمْ أَمْسِ مُلكُ الثَّرى

وَمَن خَطَبَ المجْدَ شَدَّ المَطَايَا * إِلَيْهِ وَخَاضَ الدَّمَ الأَحْمَرَا {محْمُود غُنَيْم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَشَيَّدَ في سَاعَةٍ دَوْلَةً * يَنُوءُ بِهَا الغَيرُ في أَشْهُرِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِثَدْيٍ تَدَلىَّ عَلَى صَدْرِهَا * وَلَوْنٍ كَلَوْنِ القَطَا الأَبْرَشِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَرُوحُ وَنَمْضِي لِحَاجَاتِنَا * وَحَاجَةُ مَن عَاشَ لاَ تَنْقَضِي {الصَّلَتَانُ الْعَبْدِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَقِيلَتْ أَقَاوِيلُ في مَوْتِهِ * فَمِنهَا الصَّوَابُ وَمِنهَا الخَطَا وَقِيلَتْ أَقَاوِيلُ في ضَعْفِهِ * فَمِنهَا الصَّوَابُ وَمِنهَا الخَطَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَتَسْعَوْنَ بِالصُّلْحِ مَا بَيْنَنَا * وَمَا بَيْنَنَا الدَّمُ بَلْ أَفْظَعُ فَيَا طَالِبَ الصُّلْحِ لِلْمُعْتَدِينْ * نَظَارِ سَتَحْصُدُ مَا تَزْرَعُ قَرِيبَاً سَنَضْحَدُ عُدْوَانَكُمْ * بِصُلحٍ تَشِيبُ لَهُ الرُّضَّعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَأَنْتَ الرَّحِيقُ الَّذِي يُنْتَشَى * وَأَنْتَ الْبَرِيقُ الَّذِي يَلْمَعُ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَرِيبَاً سَنَضْحَدُ عُدْوَانَكُمْ * بِصُلحٍ تَشِيبُ لَهُ الرُّضَّعُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَضُمُّ الْكِتَابَ إِلى أَضْلُعِي * كَأَنيِّ مَلَكْتُ الثُّرَيَّا مَعِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَتَأْكُلُ يَا [/5/] لَحْمَ الوَرَى * وَتَبْغِي المَزِيدَ وَلَمْ تَشْبَعِ

تَقُولُ رَأَيْتُ وَإِنْ لَمْ تَرَ * تَقُولُ سَمِعْتُ وَلَمْ تَسْمَعِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ سَرَقُواْ كُلَّ زَادٍ مَعِي * وَجَاعَ صَغِيرِي مَعَ الجُوَّعِ تَدُورُ اللَّيَالي عَلَى مَنْ بَغَى * وَتَأْتي الدَّعَاوَى عَلَى المُدَّعِي {الْبَيْتُ الأَوَّلُ بِتَصَرُّف، وَالثَّاني بِالنَّصّ 0 عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَحَسْبُكَ مِنْ نَكْبَةٍ بِامْرِئٍ * تَرَى حَاسِدِيهِ لَهُ تَأْسَفُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا النَّوْمُ إِلاَّ التِقَاءَ الجُفُونِ * فَكَيْفَ أَنَامُ وَلاَ تَلْتَقِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَدَاكَ يَدٌ خَيْرُهَا يُرْتجَى * وَأُخْرَى غَوَائِلُهَا تُتَّقَى °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَشَرُّ البَلِيَّةِ مَا يُضْحِكُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكَمْ فِيكِ يَا مِصْرُ مِنْ مِضْحِكَاتٍ * وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكَا {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَجِبْنَا عَلَيْهِ لِطُولِ اللِّسَانِ * فَقَالُواْ لَنَا يَدُهُ أَطْوَلُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° شِعَارُكَ عِنْدَ لِقَاءِ الأَعَادِي * إِذَا انهَزَمُواْ عَجِّلُواْ عَجِّلُواْ فَأَنْتَ الأَخِيرُ إِذَا مَا الْتَقَواْ * وَأَنْتَ إِذَا انْسَحَبُواْ الأَوَّلُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَهُمْ في الشَّرَابِ الَّذِي نَحْتَسِي * وَهُمْ في الطََّعَامِ الَّذِي نَأْكُلُ وَهُمْ في القُلُوبِ وَهُمْ في العُقُولِ * وَفِيمَا نَقُولُ وَمَا نَفْعَلُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَكَمْ قَدْ عَبِثْتُ بِأَوْرَاقِهِ * وَنِمْتُ عَلَى صَدْرِهِ المُثْقَلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِلى كَمْ بِمِصْرَ أَنَا أُظْلَمُ * إِلى كَمْ حُقُوقِي بِهَا تُهْضَمُ إِلى كَمْ أُهَانُ وَأَكْظِمُ غَيْظِي * كَأَنيَ أَخْرَسُ أَوْ أَبْكَمُ تَزِيدُ هُمُومِي وَلاَ تَنْقُصُ * وَيَقْسُو زَمَاني وَلاَ يَرْحَمُ إِلى كَمْ يُعَذَّبُ في مِصْرَ مِثْلِي * وَيَطْغَى اللَّئِيمُ وَيَسْتَحْكِمُ فَحَقُّ المُوَاطِنِ أَمْسَى مُبَاحَاً * لِمَنْ لاَ يَفِيقُ وَلاَ يَنْدَمُ وَقَوْلُ الحَقِيقَةِ أَصْبَحَ مُرَّاً * وَمَنْ قَالهَا رُبَّمَا يُعْدَمُ أَمِثْلِيَ إِصْبَعُهُ يُكْسَرُ * وَمِثْلِي عَلَى وَجْهِهِ يُلْطَمُ وَمَاذَا جَنَيْنَا لِيُجْنى عَلَيْنَا * وَنُضْرَبَ حَتىَّ يَسِيلَ الدَّمُ وَفي أَيْنَ في بَلَدٍ مُسْلِمٍ * وَشَعْبٍ يَقُولُ أَنَا مُسْلِمُ

فَخُضْنَا السِّيَاسَةَ نُؤْذَى وَإِنْ * تَرَكْنَا السِّيَاسَةَ لاَ نَسْلَمُ فَيَا رَبِّ رُحْمَاكَ إِنَّا ضِعَافٌ * وَأَنْتَ بِأَحْوَالِنَا أَعْلَمُ وَخَلِّصْ عِبَادَكَ مِنْ ظُلْمِ بَعْضٍ * فَبَعْضُ عِبَادِكَ لاَ يَرْحَمُ كَمِثْلِ الثَّعَابِينِ في عَضِّهَا * وَمِثْلِ التَّمَاسِيحِ إِذْ تَلْقَمُ إِلى مَنْ سَنَلْجَأُ يَا رَبِّ إِلاَّ * إِلَيْكَ فَخُذْ حَقَّنَا مِنهُمُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَزِيدُ الهُمُومُ وَلاَ تَنْقُصُ * وَيَقْسُو الزَّمَانُ وَلاَ يَرْحَمُ وَيَضْعُفُ فِينَا التَّقِيُّ الكَرِيمُ * وَيَقْوَى اللَّئِيمُ وَيَسْتَحْكِمُ وَقَوْلُ الحَقِيقَةِ أَصْبَحَ مُرَّاً * وَمَنْ قَالهَا رُبَّمَا يُعْدَمُ فَخُضْنَا السِّيَاسَةَ نُؤْذَى وَإِنْ * تَرَكْنَا السِّيَاسَةَ لاَ نَسْلَمُ

أَمِثْلِيَ إِصْبَعُهُ يُكْسَرُ * وَمِثْلِي عَلَى وَجْهِهِ يُلْطَمُ وَمَاذَا جَنَيْنَا لِيُجْنى عَلَيْنَا * وَنُضْرَبَ حَتىَّ يَسِيلَ الدَّمُ وَفي أَيْنَ في بَلَدٍ مُسْلِمٍ * وَشَعْبٍ يَقُولُ أَنَا مُسْلِمُ فَيَا رَبِّ رُحْمَاكَ إِنَّا ضِعَافٌ * وَأَنْتَ بِأَحْوَالِنَا أَعْلَمُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَقُلْتُ لِصَدِيقٍ لي يَعْمَلُ في الشُّرْطَة ـ لَدَيْهِ ابْنٌ رَضِيعٌ اسْمُهُ أَدْهَم ـ قُلْتُ أُوصِيهِ بِعَدَمِ الظُّلْم: إِذَا كُنْتَ تَخْشَى عَلَى أَدْهَمَا * فَإِيَّاكَ إِيَّاكَ أَنْ تَظْلِمَا فَيَحْصُدَ مَا قَدْ جَنَاهُ أَبُوهُ * وَيَلْقَاهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُفْطَمَا فَلاَ تَقْبِضَنَّ عَلَى أَيِّ شَخْصٍ * بِظَنِّكَ مِنْ دُونِ أَنْ تَفْهَمَا وَلاَ تَبْطِشَنَّ بِكُلِّ بَرِيءٍ * بِحُجَّةِ أَنَّكَ حَامِي الحِمَى

{يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ مَنْ مُعِيني عَلَى صَاحِبٍ * جَرَعْتُ بِصُحْبَتِهِ العَلْقَمَا يَلُومُ أَخَاهُ بِلاَ سَوْأَةٍ * وَيَغْضَبُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَفْهَمَا فَإِنْ قُلْتُ مَهْلاً لَوَى شِدْقَهُ * وَإِنْ لَمْ أُجِبْ قَوْلَهُ بَرْطَمَا {رَبُّ السَّيْفِ وَالْقَلَم / محْمُود سَامي البَارُودِي بِتَصَرُّفٍ في الْبَيْتِ الثَّاني فَقَطْ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بَرَاغِيثُ محْجُوبَ لَمْ أَنْسَهَا * وَلَمْ أَنْسَ مَا طَعِمَتْ مِنْ دَمِي {أَحْمَد شَوْقِي / أَمِيرُ الشُّعَرَاء} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَلاَنِيَةً صُلِبَتْ كَالمَسِيحِ * وَبِيعَتْ كَيُوسُفَ بِالدِّرْهَمِ فَقُلْ لي بِرَبِّكَ يَا صَاحِ كَيْفَ * تجَرَّأَ ذِئْبٌ عَلَى القَشْعَمِ {نِعْمَةُ الحَاجّ 0 بِتَصَرُّف}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَاعِلُ/} بِقَدْرِ محَبَّتِهِ لِلْمَدِيحِ * يُرَاوِغُ في صِلَةِ المَادِحِ كَبِنْتٍ تُرِيدُ لِتُصْبِحَ أُمَّاً * وَتَهْرَبُ مِنْ صَوْلَةِ النَّاكِحِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَلَيْلِ الشِّتَاءِ طَوِيلٌ وَبَارِدْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَيْسَ عَلَى اللهِ مُسْتَبْعَدَاً * إِذَا جَمَعَ الخَلْقَ في وَاحِدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ إِنَّنَا كلَّنَا بَائِدُ * وَأَيُّ بَني آدَمَ الخَالِدُ فَيَفْنى السَّقِيمُ وَيَفْنى السَّلِيمُ * وَكُلٌّ إِلى رَبِّهِ عَائِدُ فَيَا عَجَبَاً كَيْفَ يُعْصَى الإِلَ * هُ أَمْ كَيْفَ يجْحَدُهُ الجَاحِدُ وَفي كُلِّ شَيْءٍ لَهُ آيَةٌ * تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ الْوَاحِدُ {أَبُو العَتَاهِيَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِلَهِي أَقِلْ عَثْرَةَ العَاثِرِ * فَمَا أَجْمَلَ العَفْوَ بِالقَادِرِ بَلِيتُ فَأَبْقِ عَلَى سَائِرِي * فَإِنِّيَ في الرَّمَقِ الآخِرِ فَكَمْ قَدْ حُرِمْتُ وَكَمْ قَدْ ظُلِمْتُ * مِنَ النَّاسِ وَالزَّمَنِ الغَادِرِ {الْبَيْتَانِ الأَوَّلُ وَالثَّاني لاَبْنِ الرُّومِيّ 0 بِتَصَرُّف، وَالْبَيْتُ الثَّالِثُ لي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِلهِي أَقِلْ عَثْرَةَ العَاثِرِ * فَمَا أَجْمَلَ العَفْوَ بِالقَادِرِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَتىً كَانَ أَنعَمَ مِنْ جَاهِلٍ * فَأَصْبَحَ أَتْعَسَ مِنْ شَاعِرِ أَضَاعَ الغِنى وَأَضَاعَ الصِّحَابَا * وَرُبَّ مَرِيضٍ بِلاَ زَائِرِ أَشَدُّ مِنَ الدَّهْرِ مَكْرَاً بَنُوهُ * فَوَيْلٌ لِمَنْ لَيْسَ بِالمَاكِرِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر أَوْ محْمُود سَامِي البَارُودِي}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ كُنْتُ أَنعَمَ مِنْ جَاهِلٍ * فَأَصْبَحْتُ أَتْعَسَ مِنْ شَاعِرِ أَضَعْتُ الغِنى وَأَضَعْتُ الصِّحَابَا * وَرُبَّ مَرِيضٍ بِلاَ زَائِرِ أَشَدُّ مِنَ الدَّهْرِ مَكْرَاً بَنُوهُ * فَوَيْلٌ لِمَنْ لَيْسَ بِالمَاكِرِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر أَوْ محْمُود سَامِي البَارُودِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَقَدْ يَنْفَعُ الْعُذْرُ لِلْعَاذِرِ * وَلاَ يَنْفَعُ الْعُذْرُ لِلشَّاعِرِ فَيَا صَاحِبي إِنَّ حَبْلَ المِطَالِ * إِذَا مُدَّ كَانَ بِلاَ آخِرِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا جَاءَ مُوسَى وَأَلْقَى الْعَصَا * فَقَدْ بَطَلَ السِّحْرُ وَالسَّاحِرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِلى رَبْوَةِ البِشْرِ يَا يَاسِرُ * فَقَدْ ضَاقَ بِالوِحْدَةِ الشَّاعِرُ دَعِ الشِّعْرَ يَذْكُرُ حُسْنَ الزَّوَاجِ * وَيَكْشِفُ عَنْ سِرِّهِ الخَاطِرُ فَتَغْبِطُنَا في السَّمَاءِ النُّجُومُ * وَيحْسُدُنَا القَمَرُ السَّاهِرُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِلى كَمْ تخُونُ وَأَصْفَحُ عَنْكَ * لَقَدْ طَفَحَ الكَيْلُ يَا غَادِرُ لَئِنْ كَانَ صَبْرِي لَهُ آخِرٌ * فَغَدْرُكَ لَيْسَ لَهُ آخِرُ لَقَدْ صَدَقَ النَّاصِحُونَ لَعَمْرِي * فَأَكْذَبُ أَهْلِ الهَوَى الشَّاعِرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

شَكَوْتِ إِليَّ الهَوَى وَلَعَلَّ * هُيَامَكِ بِالشِّعْرِ لاَ الشَّاعِرِ فَإِنِّيَ لي قَلَمٌ سَاحِرٌ * وَلَكِنَّني لَسْتُ بِالسَّاحِرِ وَكَمْ طَائِرٍ غَرِدٍ قَدْ حَلاَ * بِسَمْعِيَ لَمْ يحْلُ في النَّاظِرِ أَيَا قِطَّتي رَحْمَةً بِصِبَاكِ * وَخَلِّ هَوَى شَاعِرٍ بَائِسِ فَإِنيِّ أَضِنُّ بِطَيْرِ الأَراكِ * يُغَنيِّ عَلَى طَلَلٍ دَارِسِ وَكَيْفَ يَطِيبُ لِهَذَا المَلاَكِ * مُعَانَقَةُ الحَطَبِ اليَابِسِ هُوَ الحُبُّ فَالْتَمِسِي قَبْلَمَا * يَلُفُّ عَلَيْكِ الشِّبَاكَ مَنَاصَا فَقَدْ تَتَمَنَّيْنَ مِنهُ غَدَاً * خَلاَصَاً فَلاَ تجِدِينَ الخَلاَصَا

وَمَنْ كَاَنَ مِثْلَكِ يجْهَلُ بحْر الْـ * ـغَرَامِ إِذَا جَاوَزَ الشَّطَّ غَاصَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يُخَوِّفُنَا مِن عَدُوٍّ بَعِيدٍ * عَدُوٌّ عَلَى صَدْرِنَا جَاثِمُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَاعِلَة/} إِذَا مَلِكٌ لَمْ يَكُنْ ذَا هِبَة * فَدَعْهُ فَدَوْلَتُهُ ذَاهِبَة {أَبُو الْفَتْحِ الْبُسْتيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يُخَالِفُ إِخْوَانَهُ في الطَّرِيقِ * إِلى أَنْ تَضُمَّهُمُ المَائِدَة يَلِينُ الطَّعَامُ عَلَى ضِرْسِهِ * وَإِنْ كَانَ مِنْ صَخْرَةٍ جَامِدَة فَلَوْ عَايَنَتْهُ جَحِيمُ الإِلَهِ * لَخَرَّتْ لِمِعْدَتِهِ سَاجِدَة {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

رُوَيْدَكِ أَيَّتُهَا السَّائِرَة * عَلَى الخُضْرَةِ الْغَضَّةِ النَّاضِرَة رُوَيْدَكِ أَيَّتُهَا السَّائِرَة * عَلَى أَسْطُحِ الخُضْرَةِ النَّاضِرَة مَرَرْتِ عَلَى الشَطِّ مَرَّ الهُوَيْنى * كَمَا مَرَّتِ النَّسْمَةُ العَاطِرَة فَمَا هِيَ مِنْكِ سِوَى نَظْرَةٍ * مِنَ الْعَينِ في لَفْتَةٍ سَاحِرَة وَبِتُّ أَسِيرَ عُيُونِ المَهَا * فَللهِ مُقْلَتُكِ الْغَادِرَة عَشِقْتُكِ أَيَّتُهَا الْفَاتِنَة * وَلَسْتُ أَظُنُّكِ بي شَاعِرَة {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا فَازَ في دَارِنَا فَائِزٌ * فَإِنَّكِ مِنْ قَبْلِهِ فَائِزَة وَإِنَّ تحِيَّاتِكِ العَاطِرَاتِ * لأَفْضَلُ عِنْدِي مِنَ الجَائِزَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأُخْرِسَتِ الأَلْسُنُ النَّاطِقَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِلى إِخْوَةٍ كَفِرَاخِ الْقَطَا * وَأُمٍّ عَلَى أَمْرِهِمْ قَائِمَة إِذَا عَبِسَ الدَّهْرُ في وَجْهِهَا * تَظَلُّ لَهُمْ أَبَدَاً بَاسِمَة فَيَا رَبِّ رِفْقَاً بِهَذِي الْفِرَاخِ * وَأَبْقِ لَهُمْ أُمَّهُمْ سَالِمَة {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَصُمُّ السَّمِيعَ وَتُعْمِي البَصِيرَ * وَيُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهَا العَافِيَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° جُيُوبيَ قَدْ أَصْبَحَتْ خَالِيَة * وَتَبْغِينَ سَيَّارَةً ثَانِيَة أَلاَ تَقْنَعِينَ حَبِيبَةَ قَلْبي * بِسَيَّارَةِ السَّنَةِ المَاضِيَة لِمَاذَا تُرِيدِينَ تَغْيِيرَهَا * بِرَغْمِ كَفَاءتِهَا العَالِيَة تُرِيدِينَ سَيَّارَةً كُلَّ عَامٍ * وَأَرْصِدَتي لَمْ تَعُدْ كَافِيَة {سَمِير الْقَاضِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أُهَنِّيكِ يَا ابْنَتيَ الغَالِيَة * أُهِنِّيكِ بِالسَّنَةِ الثَّانِيَة وَأَسْأَلُ رَبِّيَ أَنْ تَسْلَمِي * وَأَنْ تُرْزَقِي الْعَقْلَ وَالْعَافِيَة وَلَكِنْ سَأَلْتُكِ بِالْوَالِدَيْنِ * وَنَاشَدْتُكِ اللُّعَبَ الْغَالِيَة أَتَدْرِينَ مَا مَرَّ مِن حَادِثٍ * وَمَا كَانَ في السَّنَةِ المَاضِيَة وَكَمْ بُلْتِ في حُلَلٍ مِن حَرِيرٍ * وَكَمْ قَدْ كَسَرْتِ مِنَ الآنِيَة وَكَمْ سَهِرَتْ في رِضَاكِ الجُفُونُ * وَأَنْتِ عَلَى غَضَبٍ جَافِيَة وَكَمْ قَدْ خَلَتْ مِن أَبِيكِ الجُيُوبُ * وَلَيْسَتْ جُيُوبُكِ بِالخَالِيَة وَكَمْ قَدْ شَكَا المُرَّ مِن عَيْشِهِ * وَأَنْتِ وَحَلْوَاكِ في نَاحِيَة وَكَمْ قَدْ مَرِضْتِ فَأَسْقَمْتِهِ * وَقُمْتِ فَكُنْتِ لَهُ شَافِيَة وَيَضْحَكُ إِنْ جِئْتِهِ تَضْحَكِينَا * وَيَبْكِي إِذَا جِئْتِهِ بَاكِيَة

وَمِن عَجَبٍ مَرَّتِ الحَادِثَاتُ * وَأَنْتِ لأَحْدَثِهَا نَاسِيَة فَلَوْ حَسَدَ الأَبُ بِنْتَاً لَهُ * حَسَدْتُكِ مِنْ طِفْلَةٍ لاَهِيَة {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَسَاكَ الإِلَهُ ثِيَابَ الشِّفَاءِ * وَمَدَّكَ رَبُّكَ بِالعَافِيَة وَنجَّاكَ مِنْ شَرِّ أَقْدَارِهِ * وَمِن هَذِهِ المحْنَةِ القَاسِيَة مَلأْتَ بِعَفْرَاءَ كُلَّ البَوَادِي * قَصَائِدَ يَا شَاعِرَ البَادِيَة وَهَذَا لَعَمْرِي الخُلُودُ المُضِيءُ * وَتِلْكَ هِيَ السِّيرَةُ البَاقِيَة أَعُرْوَةُ ذُقْتَ نَعِيمَ الحَيَاةِ * وَعِشْتَ بِهَا عِيشَةً رَاضِيَة وَفَاضَتْ عَلَيْكَ بِسَيْلِ الهِبَاتِ * كَأُمٍّ عَلَى طِفْلِهَا حَانِيَة {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ حَبَّذَا جِلْسَةُ الرَّابِيَة * عَلَى شَاطِئِ التِّرْعَةِ الجَارِيَة وَقَدْ لَبِسَ الرِّيفُ ثَوْبَ الرَّبِيعِ * فَنَبَّهَ جَنَّاتِهِ الغَافِيَة وَظَلَّتْ عَلَى الأَيْكِ فَوْقَ الغُصُونِ * طُيُورٌ بِأَلحَانِهَا شَادِيَة تَهَامَسَ بِالحُبِّ عُشَّاقُهَا * عَلَى وَجَلِ النِّسْمَةِ الوَاشِيَة إِذَا جَاءَ عَهْدُ الرَّبِيعِ الجَمِيلِ * رَأَيْتَ قُرَى الرِّيفِ كَالغَانِيَة زُهُورٌ تُكَلِّلُ هَامَ الرُّبى * فَتُكْسِبُهَا فِتنَةً طَاغِيَة هُنَاكَ مُكِبٌّ عَلَى أَرْضِهِ * سَعِيدَاً بِغَلَّتِهَا النَّامِيَة وَمَنْ رَاحَ يَسْعَى إِلى جَدْوَلٍ * لِتَشْرَبَ مِنْ مَائِهِ المَاشِيَة وَمِنْ فَوْقِهِ نِسْوَةٌ قَدْ جَلَسْنَ * لِغَسْلِ الثِّيَابِ أَوِ الآنِيَة حَيَاةٌ بِهَا البِشْرُ فِيهَا الهُدُوءُ * وَفِيهَا السَّلاَمَةُ وَالعَافِيَة

هُنَاكَ وَفي ظِلِّ جُمَّيْزَةٍ * تَرَى طِفْلَةً أَخَذَتْ نَاحِيَة رَأَتْ لَذَّةَ العَيْشِ في قِطْعَةٍ * مِنَ الطِّينِ ظَلَّتْ بِهَا لاَهِيَة وَطِفْلٌ تَسَلَّقَ إِحْدَى النَّخِيلِ * لِيَنْظُرَ لِلحَقْلِ مِن عَالِيَة فَتَهْتَزُّ بِالطِّفْلِ مَسْرُورَةً * كَأُمٍّ عَلَى طِفْلِهَا حَانِيَة {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَاعَلَك/فَاعِلَك/} يجُودُ البَخِيلُ إِذَا مَا رَآكَا * وَيَسْطُو الجَبَانُ إِذَا شَاهَدَكْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بَذِيءُ الكَلاَمِ إِذَا حَاوَرَكْ * مُسِيءُ الجِوَارِ إِذَا جَاوَرَكْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِلَهِي وَمَوْلاَيَ مَا أَعْظَمَكْ * وَمَنْ في الْوَرَى لاَ يَرَى أَنعُمَكْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{عَلَيْهَا/عَلَيْهِ/إِلَيْهَا/إِلَيْكَا/لَدَيْهَا/لَدَيْهِ/يَدَيْهَا/يَدَيْهِ/عَلَيْنَا/إِلَيْنَا/لَدَيْكِ/يَدَيْنَا/} أَلَسْتَ تَرَى حَوْلَنَا الثُّقَلاَءَ * تُقَرِّحُ أَشْكَالُهُمْ نَاظِرَيْكَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِأَفْعَالِنَا خَطَأٌ لُغَوِيٌّ * يُحَيرُ إِصْلاَحُهُ سِيبَوَيْهِ نُحَارِبُ أَعْدَاءَ أَعْدَاءنَا * كَأَنَّ المُضَافَ المُضَافُ إِلَيْهِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {أَفْعَلْ/يَفْعَلْ/مَفْعَلْ/تَفْعَلْ/} وَبَعْضُ القُلُوبِ كَطَقْسِ الشِّتَاءِ * فَفي كُلِّ ثَانِيَةٍ يَتَقَلَّبْ يُسِيءُ إِلَيْكَ وَيَغْضَبُ مِنْكَ * وَكَمْ مِنْ صَدِيقٍ يُسِيءوَيَغْضَبْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَاعِلْ/}

" وِلاَ بُدَّ الَبي نِدَاءِ الحَبَايِبْ * وَاشَارِكْ مَعَاهُمْ وَلَوْ كُنْتِ غَايِبْ " " عَشَانْ يِبْقَى لِيَّا مِنَ الأَجْرِ نَايِبْ * وِيمْكِنْ نِصَبَّرْ عَرِيسْنَا اللِّي دَايِبْ " " دَا حُبِّ جَمَعْنَا وِرَبَّكْ يِدِيمُهْ * لاَ هُوَّ لِدُنيَا وَلاَ احْنَا قَرَايِبْ " {زَجَلٌ لِلأُسْتَاذ عَمْرو خَالِد} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنْ كَانَ بَعْضُ النَّوَاطِيرِ نَامُواْ * فَإِنَّ الَّذِي في السَّمَا غَيْرُ نَائِمْ {عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {مُنَوَّعَات/مُتَعَدِّدَاتُ الْقَوَافي/} الزَّوْجَةُ: إِلى كَمْ تخُونُ وَأَصْفَحُ عَنْكَ * لَقَدْ طَفَحَ الكَيْلُ يَا غَادِرُ لَئِنْ كَانَ صَبْرِي لَهُ آخِرٌ * فَغَدْرُكَ لَيْسَ لَهُ آخِرُ لَقَدْ صَدَقَ النَّاصِحُونَ لَعَمْرِي * فَأَكْذَبُ أَهْلِ الهَوَى الشَّاعِرُ

الزَّوْج: لَعَمْرِيَ لَمْ تَسْلُكِ الرُّوحُ قَطُّ * وَلاَ حَالَ قَلْبي عَن عَهْدِهِ فَمَا هُنَّ أَكْثَرَ مِنْ مُعْجَبَاتٍ * وَلاَ زَالَ قَلْبي عَلَى وُدِّهِ فَأَخْمَدَ بُرْكَانَهَا نَفْحَةٌ * مِنَ الشِّعْرِ نَمَّتْ بِهَا شَفَتَايَا وَأَطْفَأَ نِيرَانهَا قَطْرَةٌ * مِنَ الدَّمْعِ هَمَّتْ بِهَا مُقْلَتَايَا وَرُحْتُ مِنَ الوَجْدِ أَلْثُمُ فَاهَا * فَرَاحَتْ مِنَ الغَيْظِ تَأْكُلُ فَايَا وَأَحْلِفُ لَسْتُ أُحِبُّ سِوَاهَا * وَتحْلِفُ لَيْسَتْ تُحِبُّ سِوَايَا

بحر الكامل والطويل ــ 1

[الكَامِلُ وَالطَّوِيل ـ 1]: =============== {أَسْمَاءٌ وَأَلْقَابٌ قَابِلَةٌ لِلتَّغْيِيرِ في مَوْضِعِ الْقَافِيَة} سَأَلْتُ النَّدَى وَالجُودَ حُرَّانِ أَنْتُمَا * فَقَالاَ جَمِيعَاً إِنَّنَا لَعَبِيدُ فَقُلْتُ وَمَنْ مَوْلاَكُمَا فَتَبَسَّمَا * إِليَّ وَقَالاَ {/5//5} وَ {//5/} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَصَحُّ وَأَقْوَى مَا سَمِعْنَاهُ في النَّدَى * مِنَ الخَبرِ المَأْثُورِ مُنْذُ قَدِيمِ أَحَادِيثُ تَرْوِيهَا السُّيُولُ عَنِ الحَيَا * عَنِ البَحْرِ عَنْ كَفِّ الأَمِيرِ {//5/} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَشَارَتْ إِلَيْنَا بِالبَنَانِ [حَنَانُ] * وَأَتْرَابُهَا مِثْلُ الظِّبَاءِ حِسَانُ {عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَهْلاً وَسَهْلاً مَرْحَبَاً رَمَضَانُ 0000000000000000 مَا زِلْتُ أُعْرَفُ بِالإِسَاءةِ دَائِمَاً * وَيَكُونُ مِنْكَ الصَّفْحُ وَالغُفرَانُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° في وَفَاةِ مَنْصُورٍ الطَّيِّب، وَمحَمَّدٍ الظَّالِم: لَوْلاَ وَفَاةُ محَمَّدٍ لَتَصَدَّعَتْ * أَكْبَادنَا أَسَفَاً عَلَى [مَنْصُور] في نجَاةِ محَمَّدٍ الطَّيِّب، وَوَفَاةِ مَنْصُورٍ الطَّيِّب: لَوْلاَ نجَاةُ محَمَّدٍ لَتَصَدَّعَتْ * أَكْبَادنَا أَسَفَاً عَلَى [مَنْصُور] لَوْلاَ نجَاةُ محَمَّدٍ لَتَصَدَّعَتْ * أَكْبَادنَا أَسَفَاً عَلَى [الحَمَدَاني] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَأَلْنَا عَنْ ثُمَالَةَ كُلَّ حَيٍّ * فَقَالَ القَائِلُونَ وَمَنْ ثُمَالَةَ فَقُلْتُ فُلاَنٌ بْنُ فُلاَنَ مِنهَا * فَقَالُواْ زِدْتَنَا بهِمُ جَهَالَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

زَعَمَ الفُوَيْسِقُ أَنْ سَيْقْتُلُ [يَاسِرَاً] * أَبْشِرْ بِطُولِ سَلاَمَةٍ يَا [يَاسِرُ] {جَرِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَتَحِيَّةً وَكَرَامَةً يَا [مُصْعَبُ] * وَمَعَ التَّحِيَّةِ وَالْكَرَامَةِ مَرْحَبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إَذِا لَمْ أَكُنْ لَكَ وَالزَّمَانُ شُرُمْ بُرُمْ * فَمَا فيَّ خَيْرٌ وَالزَّمَانُ تَرَللَّلِي وَإِنْ يَكُ أَقْوَامٌ أَضَاعُوكَ إِنَّني * حَفِظْتُ الَّذِي بَيْني وَبَيْنَكَ يَا [عَلِي] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنْ يَكُ أَقْوَامٌ أَضَاعُوكَ إِنَّني * حَفِظْتُ الَّذِي بَيْني وَبَيْنَكَ يَا [رِضَا] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَإِذَا تَكُونُ كَريهَةٌ أُدْعَى لَهَا * وَإِذَا الغَنَائِمُ قُسِّمَتْ يُدْعَى [عَلِي] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَرَى سَيْفَهُ دَوْمَاً يُرَافِقُ غِمْدَهُ * وَلَيْسَ يُرَافِقُ نَطْعَهُ {0000} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ المُرُوءةَ وَالشَّهَامَةَ وَالنَّدَى * في قُبَّةٍ ضُرِبَتْ عَلَى ابْنِ {قَطَامِشِ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَأَلْتُ النَّدَى هَلْ أَنْتَ حُرٌّ فَقَالَ لاَ * وَلَكِنَّني عَبْدٌ لِ {/5/} بْنِ {/5//5} فَقُلْتُ ابْتِيَاعَاً قَالَ لاَ بَلْ وِرَاثَةً * تَوَارَثَني عَنْ وَالِدٍ بَعْدَ وَالِدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فِعَالُ/فِعَالِ/فِعَالاَ/فَعِيلُ/فَعِيلِ/فَعِيلاَ/فَعُولُ/فَعُولِ/فَعُولاَ/} {فِعَاهُ/فَعِيهُ/فَعُوهُ/فِعَاهَا/فَعِيهَا/فَعُوهَا/} * وَبِضِدِّهَا تُتَبَيَّنُ الأَشْيَاءُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ضَحِكَتْ وَقَالَتْ هَكَذَا الشُّعَرَاءُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قُبْحَاً لِذَا الْعِلْمِ الَّذِي تَدَّعُونَهُ * إِذَا كَانَ في عِلْمِ النُّفُوسِ فَنَاءُ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَمَمْتَ المَشَارِقَ وَالمَغَارِبَ بِالنَّدَى * كَأَنَّهُمُ أَرْضٌ وَأَنْتَ سَمَاءُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ البِلاَدَ إِلى القِصَاصِ ظِمَاءُ * وَلَطَالَمَا حَقَنَ الدِّمَاءَ دِمَاءُ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالمِصْرَاعُ الثَّاني لأَمِيرِ الشُّعَرَاء أَحْمَد شَوْقِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا سَيِّدِي إِنَّا نَسِيرُ بِقَفْرَةٍ * طَالَ الطَّرِيقُ بِهَا وَقَلَّ المَاءُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ زِلْتَ تَلْهُو في شَبَابِكَ عَابِثَاً * حَتىَّ رَمَتْكَ الغَادَةُ الحَسْنَاءُ

{هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ زِلْتُ أَبحَثُ في المَدَائِنِ وَالقُرَى * حَتىَّ رَمَتْني الغَادَةُ الحَسْنَاءُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حِجَارَةُ بخْلٍ مَا تجُودُ وَرُبمَا * تَفَجَّرَ مِنْ صُمِّ الحِجَارَةِ مَاءُ فَلو أَنَّ مُوسَى جَاءَ يَضْرِبُ بالعَصَا * لَمَا انبَجَسَتْ مِنْ ضَرْبِهِ البُخَلاَءُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَخْجَلتَني بِنَدَى يَدَيْكَ فَسَوَّدَتْ * مَا بَيْنَنَا تِلْكَ اليَدُ البَيْضَاءُ فَغَدَوْتَ يحْسُدُكَ الكِرَامُ الغُرُّ بي * وَغَدَوْتُ يحْسُدُني بِكَ الشُّعَرَاءُ {البُحْتُرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنَاْ لَسْتُ مَنْ يَنْسَى وِدَادَاً سَابِقَاً * لأَحِبَّةٍ قَدْ أَحْسَنُواْ وَأَسَاءواْ

وَلَرُبَّ ذَنْبٍ أَسْوَدٍ شَفَعَتْ لَهُ * فِيمَا مَضَى عِنْدِي يَدٌ بَيْضَاءُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° شَكَتْ قَبْلَكُمْ في شِعْرِهَا الشُّعَرَاءُ * فَصَبرَاً جَمِيلاً أَيُّهَا الأُدَبَاءُ أَلُو الْفَضْلِ في أَوْطَانِهِمْ غُرَبَاءُ * تَفِرُّ وَتَنأَى عَنهُمُ القُرَبَاءُ {البَيْتُ الأَوَّلُ لمحَمَّدٍ الأَسْمَر، وَالأَخِيرُ لأَبي العَلاَءِ المَعَرِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° شَكَتْ قَبْلَكُمْ في شِعْرِهَا الشُّعَرَاءُ * فَصَبرَاً جَمِيلاً أَيُّهَا الأُدَبَاءُ رُوَيْدَكُمُ لاَ تَتْرُكُونَا فَإِنَّكُمْ * حَقِيقَتُنَا وَالكُلُّ بَعْدُ هَبَاءُ وَعيشُواْ كَمَا عِشْنَا بِمِصْرَ فإِنَّنَا * وَنحْنُ بَنُوهَا فَوْقَهَا غُرَبَاءُ وَإِنَّا لَنَنْسَى مَا بِنَا مِنْ تَعَاسَةٍ * إِذَا كَانَ خَلْفَ سِتَارِهَا سُعَدَاءُ

وَمَا ضَرَّنَا أَنْ يُنْكِرَ النَّاسُ فَضْلَنَا * إِذَا كَانَ فَضْلاً لَيْسَ فِيهِ خَفَاءُ لَقَدْ كَانَ ظَني أَنَّكُمْ أَسْعَدُ الوَرَى * وَمَا لِلأَدِيبِ بِغَيرِ مِصْرَ شَقَاءُ وَلَم أَدْرِ أَنَّ الشَّرْقَ وَالغَرْبَ وَاحِدٌ * وَأَنَّا لَدَى كُلِّ البِقَاعِ سَوَاءُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وُلِدَ الهُدَى فَالكَائِنَاتُ ضِيَاءُ * وَفَمُ الزَّمَانِ تَبَسُّمٌ وَثَنَاءُ اللهُ قَدْ أَثْنى عَلَيْكَ فَهَلْ لِمَن * أَثْنى عَلَيْهِ إِلَهُهُ إِطْرَاءُ دَاوَيْتَ مُتَّئِدَاً وَدَاوَواْ طَفْرَةً * وَأَخَفُّ مِنْ بَعْضِ الدَّوَاءِ الدَّاءُ أَنْصَفْتَ أَهْلَ الْفَقْرِ مِن أَهْلِ الْغِنى * فَالْكُلُّ في حَقِّ الحَيَاةِ سَوَاءُ لَوْ أَنَّ إِنْسَانَاً تَخَيَّرَ مِلَّةً * مَا اخْتَارَ إِلاَّ دِينَكَ الْفُقَرَاءُ

لَيْسَ الغَنيُّ عَلَى الفَقِيرِ بِسَيِّدٍ * الاِثْنَانِ بَيْنَهُمَا اسْتَقَرَّ إِخَاءُ وَالمُسْلِمُونَ جَمِيعُهُمْ جَسَدٌ إِذَا * عُضْوٌ شَكَا سَهِرَتْ لَهُ الأَعْضَاءُ اللهُ لِلأَمْرِ الجَلِيلِ أَعَدَّهُ * إِنَّ العَظَائِمَ كُفْؤُهَا العُظَمَاءُ مَا بَالُهُ لَمْ يَعْرِفِ اللهْوَ الَّذِي * يَلْهُو بِهِ مِن حَوْلِهِ القُرَنَاءُ ظَنُّواْ بِهِ كُلَّ الظُّنُّونِ وَإِنَّهُ * مِنْ كَلِّ مَا ظَنُّوهُ فِيهِ بَرَاءُ قَالُواْ عَلَيْهِ شَاعِرٌ أَوْ سَاحِرٌ * يَا إِفْكَ مَا نَادَى بِهِ السُّفَهَاءُ إِنْ كَانَ حَقَّاً مَا افْتَرَوْهُ فَكَيْفَ لَمْ * تَنْطِقْ بِمِثْلِ حَدِيثِهِ الشُّعَرَاءُ سَلْ مَن عَلَى بَابِ الرَّسُولِ تَرَبَّصُواْ * وَالكُلُّ يحْرِصُ أَنْ تُرَاقَ دِمَاءُ نَثَرَ التُّرَابَ عَلَى الوُجُوهِ فَأَصْبَحُواْ * حَتىَّ كَأَنَّ عُيُونهُمْ عَمْيَاءُ

وَمَشَى إِلى الصِّدِّيقِ يَصْحَبُهُ إِلى * بَلَدٍ كَرِيمٍ أَهْلُهُ كُرَمَاءُ مَا دَارَ في خَلَدِ اللِّئَامِ وُجُودُهُ * في الغَارِ لَمَّا بَاضَتِ الوَرْقَاءُ مَا مِنْ طَعَامٍ يُرْزَقَانِ سِوَى الَّذِي * لِلْغَارِ قَدْ جَاءتْ بِهِ أَسْمَاءُ {الأَبْيَاتُ [1]، [3]، [4]، [7] لأَمِيرِ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي، وَالبَاقِي لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَعِدَتْ بِطَلْعَتِكَ السَّمَاوَاتُ الْعُلاَ * وَالأَرْضُ صَارَتْ جَنَّةً خَضْرَاءَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَرُبَّمَا انْتَفَعَ الْفَتى بِعَدُوِّهِ * كَالسُّمِّ أَحْيَانَاً يَكُونُ دَوَاءَا {الطِّغْرَائِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَمْشِي بِهَا مُتَعَثِّرَاً وَكَأَنَّهُ * أَعْمَى يجُرُّ وَرَاءهُ عَمْيَاءَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَمْشِي بِهَا مُتَعَثِّرَاً وَكَأَنَّهُ * أَعْمَى يَجُرُّ وَرَاءهُ عَمْيَاءَا وَلَرُبَّمَا انْتَفَعَ الفَتى بِعَدُوِّهِ * كَالسُّمِّ أَحْيَانَاً يَكُونُ دَوَاءَا {الْبَيْتُ الأَوَّلُ فَقَطْ لِلشَّاعِرِ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيَا رَبِّ لَوْ سَوَّيْتَ بَيْني وَبَيْنَهُ * لَمَا كَانَ عَدْلاً أَنْ نَكُونَ سَوَاءَا فَحَمْدَاً عَلَى أَنْ نَالَ كُلٌّ مَقَامَهُ * فَكُنْتُ لَهُ أَرْضَاً وَكَانَ سَمَاءَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِبْلِيسُ وَالدُّنيَا وَنَفْسِي وَالهَوَى * كَيْفَ النَّجَاةُ وَكُلُّهُمْ أَعْدَائِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَنَا في زَمَانٍ غَادِرٍ أَصْحَابُهُ * يَتَلَوَّنُونَ تَلَوُّنَ الحِرْبَاءِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كُلُّ المَصَائِبِ قَدْ تَمُرُّ عَلَى الفَتى * فَتَهُونُ غَيْرَ شَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ {ابْنُ أَبي عُيَيْنَة؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا انْفَكَّ سَيْفُكَ غَادِيَاً بِكَ رَائِحَاً * في حَصْدِ هَامَاتٍ وَسَفْكِ دِمَاءِ {الْبُحْتُرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا كُلُّ ذِي وَلَدٍ يُقَالُ لَهُ أَبٌ * كَمْ وَالِدٍ كَالصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يُخْفِي الزُّجَاجَةَ لَوْنُهَا وَكَأَنَّهَا * في الكَفِّ قَائِمَةٌ بِغَيْرِ إِنَاءِ {البُحْتُرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَقَالُواْ بِهِ دَاءٌ عُضَالٌ أَصَابَهُ * وَقَدْ عَلِمَتْ نَفْسِي مَكَانَ دَوَائِي {قَيْسُ بْنُ المُلَوَّحِ الْعَامِرِيّ / مَجْنُون لَيْلَى} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَمَّا المُصَابُ فَكَانَ شَرَّ مُصَابِ * يَا فَجْعَةَ الْقُرَبَاءِ وَالْغُرَبَاءِ مَاتَتْ أَمَانِينَا الحِسَانُ أَجِنَّةً * لَمْ تَكْتَحِلْ أَجْفَانُهَا بِضِيَاءِ {الْبَيْتُ الأَوَّل: لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف، وَالثَّاني إِيلِيَّا أَبي مَاضِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَفَكُلَّمَا نَصَرَ الحَقِيقَةَ عَاقِلٌ * قَامَتْ عَلَيْهِ قِيَامَةُ السُّفَهَاءِ أَفَكُلَّمَا جَاءَ الزَّمَانُ بِمُصْلِحٍ * قَامَتْ عَلَيْهِ قِيَامَةُ السُّفَهَاءِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا أَيُّهَا البَطَلُ الشَّهِيدُ تَحِيَّتي * أُهْدِيكَهَا أَوْ إِنْ تَشَأْ فَرِثَائِي وَأَنَا الَّذِي أُرْثِي النُّجُومَ إِذَا هَوَتْ * فَتَعُودُ لِلدَّوَرَانِ بِالجَوْزَاءِ

{الْبَيْتُ الأَوَل لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف، وَالثَّاني لأَمِيرِ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا أَيُّهَا البَطَلُ الشَّهِيدُ تَحِيَّتي * أُهْدِيكَهَا أَوْ إِنْ تَشَأْ فَرِثَائِي مَا كُنْتُ أَعْلَمُ قَبْلَ مَوْتِكَ أَنمَا * شَمْسُ الأَصِيلِ غُرُوبهَا في المَاءِ {الأَوَّلُ فَقَطْ لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° للهِ دَرُّكَ أَيُّ صَاحِبِ حِيلَةٍ * أَصْبَحْتَ فِيهَا وَاحِدَ الحُكَمَاءِ عَرَّضْتَ لِلشُّعَرَاءِ عِرْضَكَ عَامِدَاً * كَيْمَا تُعَدَّ بجُمْلَةِ الشُّعَرَاءِ لاَ يُعْجِبَنَّكَ مَا صَنَعْتَ فَإِنَّمَا * دَاوَيْتَ دَاءَكَ يَا شَقِيُّ بِدَاءِ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّفٍ في الْبَيْتِ الثَّاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَنَاْ لَمْ أَجِئْ بِقَصِيدَةٍ خَمْرِيَّةٍ * مَا لي وَلِلتَّشْبِيبِ بِالصَّهْبَاءِ لاَ تَسْأَلُوني مَدْحَ كُلِّ مُتَوَّجٍ * إِنِّي نَبَذْتُ سَفَاسِفَ الشُّعَرَاءِ بَاعُواْ لأَجْلِ المَالِ مَاءَ حَيَائِهِمْ * مَاذَا تَكُونُ النَّقْسُ دُونَ حَيَاءِ لَمْ يَفْهَمُواْ مَا الشِّعْرُ إِلاَّ أَنَّهُ * قَدْ بَاتَ مَرْقَاةً إِلى الإِثْرَاءِ وَلِذَاكَ مَا لاَقَيْتَ غَيْرَ مُشَبِّبٍ * بِالغَانِيَاتِ وَطَالِبٍ لِعَطَاءِ ضَاقَتْ بِهِ الدُّنيَا الرَّحِيبَةُ فَانْثَنى * بِالشِّعْرِ يَسْتَجْدِي بَني حَوَّاءِ شَقِيَ القَرِيضُ بِهِمْ وَمَا سَعِدُواْ بِهِ * لَوْلاَهُمُ أَضْحَى مِنَ السُّعَدَاءِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° المَنْظَر: عُرْوَةُ عَلَى فِرَاشِ المَرَضِ وَبجَانِبِهِ عَمُّهُ هُصَرُ يُوَاسِيهِ وَعُرْوَةُ يَقُولُ لَه:

يَا عَمُّ أَيْنَ رِعَايَةُ الآبَاءِ * وَحُقُوقُ عَهْدٍ بَيْنَنَا وَوَفَاءِ لاَ كَانَ مِنْكَ الوَعْدُ مَأْتِيَّاً وَلاَ * جَادَتْ يَدَاكَ لِظَامِئٍ بِالمَاءِ صَيَّرْتَني ذَا عِلَّةٍ وَتَرَكْتَني * أَبْغِي العَزَاءَ وَلاَتَ حِينَ عَزَاءِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} هُصَر: يَا عُرْوَةُ اسْتَمْسِكْ بِأَهْدَابِ النُّهَى * وَالصَّبْرِ لاَ تَعْجَلْ لَنَا بجَفَاءِ إِنَّ الأُمُورَ جَمِيعَهَا تَجْرِي عَلَى * قَدَرٍ مُطَاعٍ حُكْمُهُ وَقَضَاءِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} عُرْوَة: سَعِدَتْ بهَا رُوحِي زَمَانَاً لَيْتَهُ * لَمْ يُرْمَ مِنْكَ بِنَكْبَةٍ نَكْبَاءِ يَا طُولَ آهَاتِ الفُؤَادِ غَدَاةَ أَن * عَصَفَتْ بجَنَّاتي يَدُ الأَنوَاءِ

وَاعَدْتَني بِزَوَاجِهَا في عَوْدَتي * فَإِذَا بِصَوْتِ العُرْسِ صَوْتُ بُكَاءِ يَا مُنيَةً عَادَتْ إِليَّ مَنِيَّةً * هَلْ مِنْ سَبِيلٍ بَيْنَنَا لِلِقَاءِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيَا جُودَ [/5/ 5] نَاجِ [/5/ 5] بحَاجَتي * فَلَيْسَ إِلى [/5/ 5] سِوَاكَ وَسِيطُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَأَكثَرُهُمْ عَاشَرْتُهُمْ فَإِذَا هُمُ * ذِئَابٌ عَلَى أَجْسَادِهِنَّ ثِيَابُ {أَبُو فِرَاسٍ الحَمَدَانيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلِلسِّرِّ مِنيِّ مَوْضِعٌ لاَ يَنَالُهُ * نَدِيمٌ وَلاَ يُفْضِي إِلَيْهِ شَرَابُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

خَاطِرْ بِنَفْسِكَ كَيْ تُصِيبَ غَنِيمَةً * إنَّ القُعُودَ مَعَ النِّسَاءِ يُعَابُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَخُذْ عِبْرَةً بمُغَفَّلٍ بَاتَ عِرْضُهُ * مُعَافىً وَأَمَّا مَالُهُ فَمُصَابُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° للهِ لُبْنَانٌ وَمُرْتَفَعَاتُهَا * للهِ ذَاكَ المَنْظَرُ الخَلاَّبُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلَيْتَكَ تَحْلُو وَالحَيَاةُ مَرِيرَةٌ * وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُ غِضَابُ وَلَيْتَ الَّذِي بَيْني وَبَيْنَكَ عَامِرٌ * وَبَيْني وَبَينَ العَالَمِينَ خَرَابُ إِذَا نِلْتُ مِنْكَ الْوُدَّ فَالكُلُّ هَينٌ * وَكُلُّ الَّذِي فَوْقَ التُّرَابُ تُرَابُ {أَبُو فِرَاسٍ الحَمَدَانيّ، بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَخِيرِ فَهْوَ لِلْمُتَنَبيُّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَارٌ إِذَا أَنْشَبْتُ فِيكَ مخَالِبي * إِذْ لَيْسَ مِن خُلُقِي افْتِرَاسُ كِلاَبِ لَيْسَ الغَبيُّ بِسَيِّدٍ في قَوْمِهِ * لَكِنَّ سَيِّدَ قَوْمِهِ المُتَغَابِي {الْبَيْتُ الثَّاني فَقَطْ لأَبي تَمَّام} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَمَّا المُصَابُ فَكَانَ شَرَّ مُصَابِ * يَا فَجْعَةَ الإِخْوَانِ وَالأَصْحَابِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَتَصَارُعُ الأَعْدَاءِ فِيمَا بَيْنَهُمْ * شَيْءٌ يَسُرُّ خَوَاطِرَ الأَحْبَابِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا رَبِّ رِفْقَاً بي وَخَلِّ شَبَابي * وَارْحَمْ قُلُوبَ أَحِبَّتي وَصِحَابي أَنعِمْ عَلَيَّ مِنَ السَّمَاءِ بِنَجْدَةٍ * رُكْني ضَعِيفٍ وَالعَدُوُّ بِبَابي {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَلَرُبَّمَا كَانَ السُّكُوتُ جَوَابَا {مَثَلٌ عَرَبيٌّ أَوَّلُ مَنْ قَالَهُ 000} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا دَامَ لِلْمَرْءِ السَّوَادُ وَلَمْ تَدُمْ * نَضَارَتُهُ ظَنَّ السَّوَادَ خِضَابَا فَكَيْفَ يَظُنُّ المَرْءُ أَنَّ خِضَابَهُ * يُظَنُّ سَوَادَاً أَوْ يُخَالُ شَبَابَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حُورٌ سَحَرْنَ وَمَا نَفَثْنَ بِرُقْيَةٍ * فَبَلَغْنَ مَا لاَ يَبْلُغُ النَّفَّاثُ أَلحَاظُهُنَّ مَتى نَظَرْنَ إِلى الْفَتى * لاَ شَيْءَ إِلاَّ رِيقُهُنَّ غِيَاثُ كَمْ بِتُّ في أَحْضَانِهِنَّ مُقَسَّمَاً حَتىَّ كَأَنيِّ بَيْنَهُمْ مِيرَاثُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَعَابٌ يَسُرُّ العَينَ مِن حُسْنِ خَطْوِهَا * تَثَنٍّ بِأَعْطَافٍ وَلِينُ حَدِيثِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَلاَ يَا حَمَامَ الأَيْكِ إِلْفُكَ حَاضِرٌ * وَغُصْنُكَ مَيَّادٌ فَفِيمَ تَنُوحُ {محْمُود سَامِي البَارُودِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا لَيْلُ دُمْ لي لاَ أُرِيدُ بَرَاحَا * حَسْبي بِبَهْجَةِ وَجْهِهَا إِصْبَاحَا حَسْبي بِهَا شَمْسَاً وَحَسْبي رِيقُهَا * خَمْرَاً وَحَسْبي خَدُّهَا تُفَّاحَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا فِتيَةَ النِّيلِ المُبَارَكِ إِنَّنَا * نَأْبى وَنَرْفُضُ أَنْ نُسَاقَ قَطِيعَا حُبُّ الجِهَادِ عَقِيدَةٌ أُشْرِبْتُهَا * مِنْ ثَدْيِ أُمِّي مُنْذُ كُنْتُ رَضِيْعَا فَإِذَا دَعَتْني لِلْجِهَادِ شَرِيعَتي * لَبَّيْتُ دَاعِيَهَا الكَرِيمَ سَرِيعَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَاذَا سَتَفْعَلُ أَيُّهَا المَغْرُورُ * يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاءُ تَمُورُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ الْقَلِيلَ إِلى الْقَلِيلِ كَثِيرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ذَهَبَ الْفَرَزْدَقُ بِالمَكَارِمِ وَالْعُلاَ * وَابْنُ المَرَاغَةِ بِالمُنى مَسْجُورُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا قَدَرُ الإِنْسَانِ كَانَ بِبَلدَةٍ * دَعَتْهُ إِلَيْهَا حَاجَةٌ فَيَطِيرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَتىً يَشْتَرِي حُسْنَ الثَّنَاءِ بِمَالِهِ * وَيَعْلَمُ أَنَّ الدَّائِرَاتِ تَدُورُ {أَبُو نُوَاس / الحَسَنُ بْنُ هَانِئ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلاَ خَيْرَ فِيمَنْ لاَ يُرَوِّضُ نَفْسَهُ * عَلَى نَائِبَاتِ الدَّهْرِ حِينَ تُغِيرُ {أَبُو الْعَتَاهِيَة 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

النَّاسُ دَمْعُهُمُ عَلَيْكَ غَزِيرُ * وَالحُزْنُ في كُلِّ الْقُلُوبِ كَبِيرُ فَجَمِيعُهُمْ يُثْني وَإِنْ لَمْ تُولِهِمْ * خَيْرَاً لأَنَّكَ بِالثَّنَاءِ جَدِيرُ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لي، وَالثَّاني لِكُثَيِّر عَزَّة بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَرَى الحُبَّ ذُلاًّ وَالشِّكَايَةَ ذِلَّةً * وَإِنيِّ بِسَتْرِ الذِّلَّتَينِ جَدِيرُ وَلاَ خَيْرَ فِيمَنْ لاَ يُرَوِّضُ نَفْسَهُ * عَلَى بَادِرَاتِ الحُبِّ حِينَ تُغِيرُ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ فَقَطْ لحَافِظ إِبْرَاهِيم؟، وَالثَّاني لأَبي الْعَتَاهِيَة 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَتَتْني تَقُولُ أَفي مَشِيبِكَ صَبْوَةٌ * وَأَنْتَ خَلِيقُ بِالعَفَافِ جَدِيرُ فَقُلْتُ دَعِيني إِن أَمُتْ بِصَبَابَتي * فَقَلْبيَ في العُشَّاقِ مَاتَ كَثِيرُ {بَهَاءُ الدِّينِ الزُّهَير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا كُنْتَ لَوْ دَامَ السَّوَادُ وَأَخْلَقَتْ * محَاسِنَكَ الأَيَّامَ قِيلَ كَبِيرُ أَتخْدَعُ نَفْسَكَ يَا فَتى بخِضَابِهِ * وَأَنْتَ كَبِيرٌ كَيْ يُقَالَ صَغِيرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يُعَيِّرُني الأَعْدَاءُ دَوْمَاً بِأَنَّني * وَلاَ ذَنْبَ لي فِيمَا ابْتُلِيتُ ضَرِيرُ وَمَنْ قَدْ رَأَى سُبُلَ المُرُوءةَ وَالتُّقَى * فَإِنَّ عَمَى عَيْنَيْهِ لَيْسَ يَضِيرُ بَلاَءُ العَمَى أَجْرٌ وَذُخْرٌ وَعِصْمَةٌ * وَإِنيِّ إِلى تِلْكَ الثَّلاَثِ فَقِيرُ {بَشَّارُ بْنُ بُرْد} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَقُولُ حَذَارِ الْقَوْمَ إِنَّ صُدُورَهُمْ * وَعَيْنُ أَبي حِقْدَاً عَلَيْكَ تَفُورُ فَقُلْتُ لَهَا قَدْ يُؤْخَذُ الظَّبيُ غِرَّةً * وَنَصْطَادُهُ بِالْكَلْبِ وَهْوَ عَقُورُ {ابْنُ مَيَّادَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَالَتْ وَقَدْ هَدَّ ابْتِسَامَتَهَا الأَسَى * صَدَقَ الَّذِي قَالَ الحَيَاةُ غُرُورُ أَكَذَا نمُوتُ وَتَنْقَضِي أَحْلاَمُنَا * في لحْظَةٍ وَإِلى التُّرَابِ نَصِيرُ فَتَفَتَّتَتْ أَكْبَادُنَا بِكَلاَمِهَا * إِنَّ البُكَاءَ عَلَى الشَّبَابِ مَرِيرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَادَ السُّرُورُ لِمِصْرِنَا وَالنُّورُ * وَتَدَفَّقَتْ لِلْخَيْرِ فِيهِ بحُورُ لاَ أَرْجَعَ الرَّحْمَنُ أَيَّامَاً مَضَتْ * كَانَتْ عَلَيْنَا بِالشَّقَاءِ تَدُورُ لَمَّا أَتَيْتَ لَنَا كَغَيْثٍ هَاطِلٍ * سَارَ الرِّضَا وَالخَيْرُ حَيْثُ تَسِيرُ سَوَّيْتَ بَينَ ضَعِيفِنَا وَقَوِيِّنَا * لَمْ يَبْقَ فِينَا خَادِمٌ وَأَمِيرُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° العُصْفُور: يَا بَاشِقُ ارْحَمْني وَرِقَّ لحَالَتي * دَعْني لأَفْرَاخِي الصِّغَارِ أَطِيرُ فَتُصَفِّقُ الأَوْرَاقُ عِنْدَ سَمَاعِهَا * صَوْتي وَيَهْتِفُ بِالخَرِيرِ غَدِيرُ مَاذَا جَنَيْتُ وَإِنَّني يَا سَيِّدِي * طَيرٌ ضَعِيفٌ جُنحُهُ مَكْسُورُ مَا في حَيَاتي لِلرُّبى ضَرَرٌ وَلاَ * جَوْرٌ وَيَكْفِي أَنَّني عُصْفُورُ

مُتَنَقِّلٌ بَينَ الغُصُونِ كَأَنَّني * ظِلٌّ أَظَلُّ مَدَى النَّهَارِ أَدُورُ إِنيِّ خَطِيبٌ وَالْغُصُونُ مَنَابِرِي * وَالسَّامِعُونَ جَدَاوِلٌ وَزُهُورُ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} رَدَّ الْبَاشِقُ عَلَيْهِ قَائِلاً: خَلِّ الْبُكَاءَ فَلَيْسَ دَمْعُكَ مُشْبِعَاً * جَوْفي وَنَارُ الجُوعِ فِيهِ سَعِيرُ أَنَا إِنْ رَثِيتُ لأَنَّةٍ أَوْ زَفْرَةٍ * أَيَسُدُّ جُوعِيَ أَنَّةٌ وَزَفِيرُ أَنْتَ الْكَبِيرُ عَلَى الْبَعُوضِ تَصِيدُهُ * وَأَنَا عَلَى هَذَا الْكَبِيرِ كَبِيرُ فَابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَانهَهَا عَن غَيِّهَا * أَوَلَسْتَ أَنْتَ عَلَى الضَّعِيفِ تجُورُ وَاصْبرْ عَلَى حُكْمِ الْقَضَاءِ فَإِنَّمَا * كَأْسُ الْقَضَاءِ عَلَى الجَمِيعِ تَدُورُ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عُرْوَةُ في الرَّمَقِ الأَخِير يهْذِي وَيَقُول: البُعْدُ قَاسٍ وَالفِرَاقُ مَرِيرُ * وَالدَّهْرُ عُدْوَانَاً عَلَيَّ يجُورُ رَقَّتْ ليَ البَيْدَاءُ حِينَ رَكِبْتُهَا * أَمْشِي بِغَيْرِ هُدَىً بِهَا وَأَسِيرُ عَفْرَاءُ قَدْ حَانَ القَضَاءوَلَيْسَ لي * إِنْ جَاءَ ني مِنهُ الغَدَاةَ مُجِيرُ قَسَمَاً بحُبِّكِ وَالمَوَاثِقُ في دَمِي * تَطْفُو بِقَلْبِ مُعَذَّبٍ وَتمُورُ بِالشَّوْقِ يحْرِقُ في الفُؤَادِ وَإِنَّهُ * لَتَنُوءُ أَضْلاَعٌ بِهِ وَصُدُورُ مَا كُنْتُ إِنْ نَزَلَ القَضَاءُ بجَازِعٍ * فَلَقَدْ تُرِيحُ مِنَ العَنَاءِ قُبُورُ

وَلَقَدْ عَلِمْتُ لَتَأْتِيَنَّ مَنِيَّتي * إِنَّ المَنَايَا غَايَةٌ وَمَصِيرُ لَكِن أَمُوتُ عَنِ المَنَازِلِ نَائِيَاً * قَدْ فَاتَني خِلٌّ وَعَزَّ نَصِيرُ لَمْ يَبْكِني أَهْلٌ وَلَمْ يَنْدُبْ عَلَى * قَبْرِي بَوَاكٍ دَمْعُهُنَّ غَزِيرُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَرُبَّمَا انْتَفَعَ الفَتى بِعَدُوِّهِ * كَالسُّمِّ أَحْيَانَاً يَكُونُ عِلاَجَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عِيدُ المَسِيحِ وَعِيدُ أَحْمَدَ أَقْبَلاَ * يَتَبَارَيَانِ وَضَاءةً وَجَمَالاَ مِيلاَدُ إِحْسَانٍ وَهِجْرَةُ سُؤْدُدٍ * قَدْ غَيَّرَا وَجْهَ الْبَسِيطَةِ حَالاَ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَصْرٌ يُقِرُّ العَينَ مِنهُ مجْلِسٌ * بَهِجُ الجَوَانِبِ لَوْ مَشَى لاَخْتَالاَ لاَ زِلْتَ تَفْتَرِشُ السُّرُورَ بِصَحْنِهِ * بُسُطَاً وَتَلْتَحِفُ النَّعِيمَ ظِلاَلاَ {ابْنُ زَيْدُون} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنيِّ لَبِسْتُ مِنَ الغِنى سِرْبَالاَ * لَمَّا مَدَدْتُ إِلى الأَمِيرِ حِبَالاَ لَوْ يَسْتَطِيعُ النَّاسُ مِن إِجْلاَلِهِ * وَهَبُوهُ مِنْ جِلْدِ الوُجُوهِ نِعَالاَ إِنَّ المَطَايَا قَدْ شَكَوْنَ لأَنَّهَا * قَطَعَتْ إِلَيْهِ مَفَازَةً وَجِبَالاَ فَإِذَا نَزَلْنَ بِهِ نَزَلْنَ مخِفَّةً * وَإِذَا رَجَعْنَ بَنَا رَجَعْنَ ثِقَالاَ {أَبُو العَتَاهِيَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَئِنْ كُنْتُ مَعْرُوفَاً بحُسْنِ صَحَابَتي * فَفي غَضْبَتي لاَ أَعْرِفُ الإِنْصَافَا فَخُذْ عِبْرَةً بمُغَفَّلٍ بَاتَ عِرْضُهُ * مُصَابَاً وَأَمَّا مَالُهُ فَمُعَافى °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَارٌ إِذَا أَنْشَبْتُ فِيكَ مخَالِبي * إِذْ لَيْسَ مِن خُلُقِي افْتِرَاسُ خِرَافِ وَلَرُبَّمَا عَوَتِ الكِلاَبُ فَأَرْشَدَتْ * نحْوَ الكِرَامِ شَوَارِدَ الأَضْيَافِ {الْبَيْتُ الثَّاني فَقَطْ لِصَفِيِّ الدِّينِ الحِلِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَخْلاَقُهُ جَلَّتْ عَنِ الأَوْصَافِ * وَكَذَا تَكُونُ طَبِيعَةُ الأَشْرَافِ الحَاكِمُ الْفَرْدُ الَّذِي شَهِدَتْ لَهُ * أَعْدَاؤُهُ بِالعَدْلِ وَالإِنْصَافِ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لِسِبْطِ بْنِ التَّعَاوِيذِي، وَالآخَرُ لِصَفِيِّ الدِّينِ الحِلِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَخْلاَقُهُ جَلَّتْ عَنِ الأَوْصَافِ * وَكَذَا تَكُونُ طَبِيعَةُ الأَشْرَافِ الْعَالِمُ الْفَرْدُ الَّذِي شَهِدَتْ لَهُ * أَعْدَاؤُهُ بِالعَدْلِ وَالإِنْصَافِ وَإِذَا تَشَعَّبَتِ المَسَائِلُ مَرَّةً * في الفِقْهِ أَقْبَلَ بِالجَوَابِ الشَّافي طُبِعَ الفَقِيهُ عَلَى الخِلاَفِ وَجُودُهُ * في النَّاسِ مَسْأَلَةٌ بِغَيْرِ خِلاَفِ لاَ عَيْبَ فِيهِ غَيْرَ أَنَّ سَخَاءهُ * في النَّاسِ مَنْسُوبٌ إِلى الإِسْرَافِ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لِسِبْطِ بْنِ التَّعَاوِيذِي، وَالْبَاقِي لِصَفِيِّ الدِّينِ الحِلِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَئِنْ كُنْتُ مَعْرُوفَاً بِطُولِ تَمَهُّلِي * فَفي غَضْبَتي لاَ أَعْرِفُ الإِمْهَالاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِذَا خَطَبتَ عَلَى الرجَال فَلاَ تَكن * غَثَّ الْكَلاَمِ تَقُولُهُ مختَالاَ وَاعْلَمْ بِأَنَّ مِنَ السُّكُوتِ بَلاَغَةً * وَمِنَ التَّكَلُّمِ مَا يَكُونُ خَبَالاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

هَذَا مجَالٌ لِلْفَتى كَيْ يَزْدَهِي * فِيهِ وَلِلْحَسْنَاءِ كَيْ تخْتَالاَ ظَنَّ المَغُولُ جُنُودَهُمْ تحْمِيهِمُ * وَالقِرْدُ يحْسَبُهُ أَبُوهُ غَزَالاَ فَتَجَحْفَلُواْ وَتَهَدَّدُواْ وَتَوَعَّدُواْ * حَتىَّ طَلَعْتَ فَأَجْفَلُواْ إِجْفَالاَ سِيقَتْ إِلَيْكَ خِفَافُهُمْ وَثِقَالُهُمْ * تَبَعَاً وَسُقْتَ إِلَيْهِمُ الآجَالاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَنْ كَانَ يملِكُ ثَرْوَةً أَوْ مَالاَ * مَلَكَ الرِّقَابَ بمَالِهِ وَتَعَالى وَعَلاَ رُءوسَ القَوْمِ وَاسْتَمَعُواْ لَهُ * وَرَأَيْتَهُ بَيْنَ الوَرَى مخْتَالاَ لَوْلاَ دَرَاهِمُهُ الَّتي في جَيْبِهِ * لَرَأَيْتَهُ شَرَّ البَريَّةِ حَالاَ فَإِذَا تَكَلَّمَ كَاذِبَاً قَالُواْ لَهُ * لاَ فُضَّ فُوكَ لَقَدْ صَدَقْتَ مَقَالاَ وَإِذَا الفَقِيرُ أَصَابَ قَالُواْ لَمْ تُصِبْ * وَكَذَبْتَ يَا هَذَا وَقُلْتَ ضَلاَلاَ إِنَّ الدَّرَاهِمَ في البِلاَدِ بِأَسْرِهَا * تَكْسُو الرِّجَالَ مَهَابَةً وَجَلاَلاَ فَهِيَ اللِّسَانُ لِمَن أَرَادَ فَصَاحَةً * وَهِيَ السِّلاَحُ لِمَن أَرَادَ قِتَالاَ {محَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الهَاشمي}

عَامٌ جَدِيدٌ قَدْ أَتَى مخْتَالا * مَلأَ الْوُجُودَ بَشَاشَةً وَجَمَالا فَأَهِلَّهُ بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ يَا * رَبِّي وَأَصْلِحْ في الْبِلاَدِ الحَالاَ إِنَّا لَنَذْكُرُ بِالمُحَرَّمِ فِتيَةً * بِكِفَاحِهِمْ ضَرَبُواْ لَنَا الأَمْثَالاَ خَرَجُواْ لِيَثرِبَ هَارِبِينَ بِدِينِهِمْ * قَدْ فَارَقُواْ أَصْحَابهُمْ وَالآلاَ وَلِنُصْرَةِ الحَقِّ الَّذِي خَرَجُواْ لَهِ * بَذَلُواْ النُّفُوسَ وَقَدَّمُواْ الأَمْوَالاَ وَمَنِ ابْتَغَى الإِصْلاَحَ في دُنيَا الوَرَى * رَكِبَ الشَّدَائِدَ وَامْتَطَى الأَهْوَلاَ كَمْ مَرَّ بِالوَادِي حَكِيمٌ ضَائِعٌ * يَبْكِي عُلاَهُ وَيَشْتَكِي الإِذْلاَلاَ فَالنِّيلُ عَبْدٌ وَالكِنَانَةُ في أَسَىً * وَالشَّعْبُ يَشْكُو الجُوعَ وَالإِقْلاَلاَ

مَا أَنْتَ إِلاَّ عِيدُ كُلِّ مُعَذَّبٍ * في الأَرْضِ قَدْ ذَاقَ الضَّنى أَشْكَالاَ أَمْسَى وَأَصْبِحَ في القُيُودِ مُكَبَّلاً * وَقَدِ ارْتَدَى مِنْ بُؤْسِهِ سِرْبَالاَ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ يُدْرِكُ المجْدَ الفَتى وَلَوَ انَّهُ * صِفْرُ اليَدَيْنِ وَثَوْبُهُ مَرْقُوعُ {ابْنُ هَرْمَةَ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَيَا جُودَ [/5/ 5] نَاجِ [/5/ 5] بحَاجَتي * فَلَيْسَ إِلى [/5/ 5] سِوَاكَ شَفِيعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَعْصِي إِلَهَكَ ثُمَّ تَزْعُمُ حُبَّهُ * إِنَّ المحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ كَانَ حُبُّكَ صَادِقَاً لأَطَعْتَهُ * إِنَّ المحِبَّ لِمَنْ يحِبُّ مُطِيعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَقَادَ لَنَا كَلْبَاً بِكَلْبٍ وَلَمْ يَدَعْ * دِمَاءَ كِلاَبِ المُسْلِمِينَ تَضِيعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكَيْفَ أُطِيعُ الْعَاذِلاَتِ وَحُبُّهَا * يُؤَرِّقُني وَالْعَاذِلاَتُ هُجُوعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا آلَ طَاهِرٍ المُطَهَّرِ كَاسْمِهِ * كَمْ فِيكُمُ لِلْخَيرِ مِنْ يُنْبُوعِ يَا آلَ كَارِمٍ المُكَرَّمِ كَاسْمِهِ * كَمْ فِيكُمُ لِلْخَيرِ مِنْ يُنْبُوعِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَصُونُ عِرْضِي بِمَالي لاَ أُدَنِّسُهُ * لاَ بَارَكَ اللهُ بَعْدَ العِرْضِ في المَالِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِذَا الغَبيُّ رَأَيْتَهُ مُسْتغْبِيَاً * أَعْيى الطَّبيب وَحِيلَةُ المحْتَالِ {بِشْرُ بْنُ المُعْتَمِر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَتَزَلْزَلُ الدُّنيَا إِذَا غَضِبُواْ فَإِنْ * بَلَغُواْ الرِّضَا أَمِنَتْ مِنَ الزِّلْزَالِ {ابْنُ حَيُّوس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

العِلْمُ عُنوَانُ السَّلاَمِ وَإِنَّمَا * هُمْ أَفْسَدُوهُ بِسُوءِ الاَسْتِعْمالِ {محْمُود غُنَيْم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مُتَفَرِّدٌ بجَرَاءةِ الأَبْطَالِ * بِبَرَاءةٍ كَبَرَاءةِ الأَطْفَالِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكَثِيرَةُ الأَمْثَالِ إِلاَّ أَنَّهَا * في ذَا الزَّمَانِ قَلِيلَةُ الأَمْثَالِ {ابْنُ حَيُّوس}

وَإِذَا نَظَرْتَ إِلى الذَّخَائِرِ لَمْ تجِدْ * ذُخْرَاً يَكُونُ كَصَالحِ الأَعْمَالِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَعَابٌ يَسُرُّ العَينَ مِن حُسْنِ خَطْوِهَا * تَثَنٍّ بِأَعْطَافٍ وَلِينُ مَقَالِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَوْ أَنَّمَا أَسْعَى لأَدْنى مَعِيشَةٍ * كَفَانيَ مَا لَمْ يَكْفِ غَيرِي مِنَ المَالِ وَلَكِنَّمَا أَسْعَى لمجْدٍ مُؤَثَّلٍ * وَقَدْ يُدْرِكُ المجْدَ المُؤَثَّلَ أَمْثَالي {امْرُؤُ القَيْس}

مَا كَانَ قَبْلَكَ في الزَّمَانِ الخَالي * مَنْ يَسْبِقُ الأَقْوَالَ بِالأَفْعَالِ جَادَتْ سَمَاؤُكَ لي وَمَا اسْتَسْقَيْتُهَا * وَمَنَحْتَني مَا لَمْ أَقُلْ بِسُؤَالي فَأَرَى القَوَافيَ إِن أَتَتْ بِبَدَائِعٍ * لَكَ بَعْدَ رَبيِّ الفَضْلُ فِيهَا لاَ لي {ابْنُ حَيُّوس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَمَّا وَقَفْتَ عَنِ البِلاَدِ محَامِيَاً * أَبْدَعْتَ في التَّفْصِيلِ وَالإِجْمَالِ هِيَ وَقْفَةٌ لَكَ مَا عَرَفْنَا مِثْلَهَا * لِسِوَاكَ فَهْيَ عَدِيمَةُ الأَمْثَالِ سُلْطَانُ وَالسُّلْطَانُ أَنْتَ صَنَعْتَ مَا * تَبْقَى مَآثِرُهُ عَلَى الأَجْيَالِ مَمْدُوحُ وَالمَمْدُوحُ أَنْتَ صَنَعْتَ مَا * تَبْقَى مَآثِرُهُ عَلَى الأَجْيَالِ محْمُودُ وَالمحْمُودُ أَنْتَ صَنَعْتَ مَا * تَبْقَى مَآثِرُهُ عَلَى الأَجْيَالِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَالمحْسِنُونَ لَهُمْ عَلَى إِحْسَانهِمْ * يَوْمَ القِيَامَةِ عَشْرَةُ الأَمْثَالِ وَجَزَاءُ رَبِّ المحْسِنِينَ يجِلُّ عَن * عَدٍّ وَعَنْ وَزْنٍ وَعَنْ مِكْيَالِ {حَافِظ إِبْرَاهِيم} يَا قَوْمِ إِنْ لَمْ تُسْعِفُواْ فُقَرَاءَكُمْ * فَلِمَ ادِّخَارُكُمُ إِذَنْ لِلْمَالِ أَوَلَسْتُمُ أَبْنَاءَ مَنْ سَارَتْ بِهِمْ * في المَكْرُمَاتِ رَوَائِعُ الأَمْثَالِ إِنيِّ نَظَرْتُ إِلى الذَّخَائِرِ لَمْ أَجِدْ * ذُخْرَاً يَكُونُ كَصَالحِ الأَعْمَالِ وَجَزَاءُ رَبِّ المحْسِنِينَ يجِلُّ عَن * عَدٍّ وَعَنْ وَزْنٍ وَعَنْ مِكْيَالِ {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لإِيلِيَّا أَبي مَاضِي، وَالثَّالِثُ لِلأَخْطَلِ بِتَصَرُّف، وَالأَخِيرُ لحَافِظ إِبْرَاهِيم؟}

أَفَتِلْكَ عَاقِبَتي وَذَاكَ مَآلي * خُطُّواْ المَضَاجِعَ وَادْفِنُواْ آمَالي لاَ تَخْدَعُوني بِالمُنى وَحَدِيثِهَا * قَدْ كَانَ ذَلِكَ في الزَّمَانِ الخَالي فَلَقَدْ بَرِمْتُ بِمِصْرَ حِينَ وَجَدْتُّهَا * قَبرَ النُّبُوغِ وَمَسْرَحَ الجُهَّالِ بَلَدٌ تَسَرْبَلَ بِالحَرِيرِ جَهُولُهُ * وَمَشَى الأَدِيبُ بِهِ بِلاَ سِرْبَالِ إِنْ شِئْتَ أَنْ تحْيَا بِمِصْرَ فَلاَ تَكُن * حَيَّ الضَّمِيرِ تَعِشْ خَلِيَّ البَالِ وَاظْفَرْ بِذِي جَاهٍ فَعِشْ في ظِلِّهِ * أَوْ عِشْ بِلاَ جَاهٍ وَلاَ أَمْوَالِ اللهُ يَشْهَدُ لَوْ أَرَدْتُّ بَلَغْتُهُ * لَكِنَّ مَاءَ الوَجْهِ عِنْدِي غَالي {حَافِظ إِبْرَاهِيم}

انْظُرْ إِلى هَدْيِ الصَّحَابَةِ وَالَّذِي * كَانُواْ عَلَيْهِ في الزَّمَانِ الخَالي تَاللهِ مَا اخْتَارُواْ لأَنْفُسِهِمْ سِوَى * سُبُلِ الهُدَى في القَوْلِ وَالأَفْعَالِ دَرَجُواْ عَلَى نهْجِ الرَّسُولِ وَهَدْيِهِ * وَبِهِ اقْتَدَواْ في سَائِرِ الأَعْمَالِ أَهْوَاؤُهُمْ تَبَعٌ لِدِينِ نَبِيِّهِمْ * وَسِوَاهُمُ تَبَعٌ لِكُلِّ ضَلاَلِ مَا شَابَهُمْ في دِينِهِمْ نَقْصٌ وَلاَ * في قَوْلهِمْ شَطْحُ الجَهُولِ الغَالي فَهُمُ النُّجُومُ هِدَايَةً وَإِضَاءةً * وَعُلُوِّ مَنْزِلَةٍ وَبُعْدِ مَنَالِ في اللَّيْلِ رُهْبَانٌ وَعِنْدَ جِهَادِهِمْ * لِعَدُوِّهِمْ مِن أَشْجَعِ الأَبْطَالِ وَإِذَا دَعَا لِلْخَيْرِ دَاعٍ شَمَّرُواْ * يَتَسَابَقُونَ بِصَالِحِ الأَعْمَالِ

قَالُواْ الجَلاَءُ فَقُلْتُ حُلمَ خَيَالِ * لاَ تَطْمَعُواْ في نَيْلِ الاَسْتِقْلاَلِ لَيْسَ الجَلاَءُ رَحِيلَ جَيْشٍ غَاصِبٍ * إِنَّ الجَلاَءَ تحَطُّمُ الأَغْلاَلِ إِنْ يَتْرُكِ الدُّخَلاَءُ مِصْرَ فَإِنَّنَا * نَحْيى بِمِصْرَ فَرِيسَةَ الإِذْلاَلِ مَا كَانَ هَذَا الأَجْنَبيُّ بِبَالِغٍ * في البَطْشِ مَبْلَغَ سَالِمٍ وَجَمَالِ يَا نِيلُ إِنَّ السَّيْلَ قَدْ بَلَغَ الزُّبى * وَغَدَتْ بِلاَدُكَ دُمْيَةَ الأَطْفَالِ طَعَنُواْ جَبَابِرَةَ الكِفَاحِ وَأَلْصَقُواْ * لَقَبَ الخَؤُونِ بجَبْهَةِ الأَبْطَالِ هُمْ أَخْرَسُواْ الأَصْوَاتَ حَتىَّ كَبَّلُواْ * حُرِّيَّةَ الآرَاءِ وَالأَقْوَالِ

جِئْ يَا جَمَالُ بِمَا تَشَاءُ مُظَفَّرَاً * إِنَّ الطُّغَاةَ قَصِيرَةُ الآجَالِ وَاظْلِمْ كَمَا تَهْوَى وَظُلْمُكَ وَاسِعٌ * قَدْ آذَنَتْ شَمْسٌ لَكُمْ بِزَوَالِ لَمْ يَعْرِفِ " البَاسْتِيلُ " يَوْمَاً بَعْضَ مَا * في سِجْنِكَ الحَرْبيِّ مِن أَهْوَالِ مِصْرُ الأَمَانِ غَدَتْ لِكَثْرَةِ ظُلْمِكُمْ * سِجْنَاً كَبِيرَاً مُحْكَمَ الأَقْفَالِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} وَ " البَاسْتِيلُ " سِجْنَاً في فَرَنْسَا لَمْ يَكُن عَادِيَّاً، كَانَتْ تمَارَسُ فِيهِ أَبْشَعُ أَنوَاعِ التَّعْذِيبِ حَتىَّ هَاجَمَهُ جَمَاهِيرُ الشَّعْبِ الفَرَنْسِيِّ وَهَدَمُوهُ في الثَّوْرَةِ الفَرَنْسِيَّة، وَكَانَ لِسُقُوطِهِ دَوِيَّاً عَظِيمَاً دَاخِلَ وَخَارِجَ فَرَنْسَا 00!!

وَيْحَ الَّذِينَ اسْتَعْذَبُواْ أَوْهَامَهُمْ * وَمَشَواْ وَرَاءَ زَخَارِفِ الأَقْوَالِ هَلاَّ سَمِعْتُمْ أَوْ رَأَيْتُمْ أُمَّةً * نَالَتْ مَآرِبَهَا بِغَيرِ قِتَالِ قَالُواْ اسْتَقَلَّ النِّيلُ قُلتُ كَذَبْتُمُ * يَا نِيلُ هَلْ أَحْسَسْتَ بِاسْتِقْلاَلِ مَا كُلُّ شَعْبٍ مُسْتَقِلٍّ مُطْلَقَاً * بَلْ بَعْضُ الاَسْتِقْلاَلِ طَيْفُ خَيَالِ بِالجَيْشِ تَمْتَنِعُ البِلاَدُ وَهَلْ تَرَى * مِن غَابَةٍ عَزَّتْ بِلاَ رِئْبَالِ فَابْنُواْ مِنَ الأَفْعَالِ أَعْظَمَ دَوْلَةٍ * وَدَعُواْ المَقَالَ فَلاَتَ حِينَ مَقَالِ ضُمُّواْ الصُّفُوفَ إِلى الصُّفُوفِ وَجَنِّبُواْ * أَرْضَ العُرُوبَةِ ثَوْرَةَ الجُهَّالِ لَمْ يجْلِبِ المُتَظَاهِرُونَ عَلَى الحِمَى * شَيْئَاً سِوَى الفَوْضَى وَسُوءَ الحَالِ

النَّصْرُ في الأَسْوَاقِ لاَ في غَيرِهَا * وَأَرَى قِتَالَ السُّوقِ خَيرَ قِتَالِ ظَهَرَتْ مَيَادِينُ القِتَالِ فَحَارِبُواْ * أَعْدَاءَكُمْ فِيهَا بِسَيْفِ المَالِ وَدَعُواْ تجَارَتهُمْ فَلاَ تَتَعَامَلُواْ * مَعْهُمْ بِقِنْطَارٍ وَلاَ مِثْقَالِ فَشِلَ الجِدَالُ فَهَيِّؤُواْ لِبِلاَدِكُمْ * عَمَلاً نُؤَدِّيهِ بِغَيْرِ جِدَالِ لَوْ أَنَّ قَوْمَاً أَدْرَكُواْ آمَالَهُمْ * بِالقَوْلِ نِلْنَا أَعْظَمَ الآمَالِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنْ قُلْتَ قَالَ اللهُ قَالَ رَسُولُهُ * وَصَفُوكَ بِالمُتَشَدِّدِ المُتَغَالي أَوْ قُلْتَ قَالَ الشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدٌ * وَأَبُو حَنِيفَةٍ الإِمَامُ الغَالي قَالُواْ لَقَدْ كَانُواْ شُيُوخَ تَصَوُّفٍ * لَكِنَّهُمْ ضَلُّواْ عَنِ المِنوَالِ تَاللهِ مَا ظَفِرَ العَدُوُّ بِمِثْلِهَا * مِنْ مِثْلِهِمْ يَا خَيْبَةَ الآمَالِ فَرَأَواْ سَمَاعَ الشِّعْرِ أَنْفَعَ لِلْفَتى * مِنْ سَعْيِهِ لِلعِلْمِ وَالتَّرْحَالِ حَتىَّ إِذَا قَامَ المُغَنيِّ فِيهِمُ * خَشَعَتْ لَهُ الأَصْوَاتُ بِالإِجْلاَلِ

يَا أُمَّةً لَعِبَتْ بِدِينِ نَبِيِّهَا * فَغَوَتْ وَصَارَتْ مَضْرِبَ الأَمْثَالِ أَشْمَتُّمُ أَهْلَ الكِتَابِ بِدِينِكُمْ * وَاللهِ قَدْ سَخِرُواْ بِذِي الأَفْعَالِ مَا شِئْتَ مِنْ بِدَعٍ وَمِن خِدَعٍ تَرَى * مِنهُمْ وَتَلْبِيسٍ عَلَى الجُهَّالِ مُتَصَوِّفُونَ يُلَقَّبُونَ أَئِمَّةً * بِتَلاَعُبِ الأَسْمَاءِ وَالأَقْوَالِ إِنْ كُنْتَ تَقْبَلُ ذَا ظَفِرْتَ بِكُلِّ مَا * تهْوَى مِنَ الآمَالِ وَالأَمْوَالِ فَاحْتَلْ عَلَى شُرْبِ الخُمُورِ وَسَمِّهَا * غَيرَ اسْمِهَا ذَاتِ المَقَامِ العَالي وَبمِثْلِهِ فَاحْتَلْ عَلَى أَكْلِ الرِّبَا * مَا أَحْوَجَ الفُقَهَاءَ لِلمُحْتَالِ

وَاحْتَلْ عَلَى المِيرَاثِ فَأْكُلْ نِصْفَهُ * بِالجَوْرِ ثُمَّ ابْلَعْ جَمِيعَ المَالِ وَاحْتَلْ عَلَى مَالِ اليَتِيمِ فَإِنَّهُ * رِزْقٌ يُصَادِفُ مِنْكَ سُوءَالحَالِ فَالمَالُ مَالٌ ضَائِعٌ أَرْبَابُهُ * هَلَكُواْ فَخُذْ مِنهُ بِلاَ مِكْيَالِ وَقُضَاتُنَا وَشُهُودُنَا في طَوْعِنَا * فَاسْأَل بهِمْ ذَا خِبرَةٍ بِرِجَالِ أَمَّا الشُّهُودُ فَهُمْ عُدُولٌ كُلُّهُمْ * إِنْ لَمْ يَكُنْ في الأَمْرِ ذَاتُ جَمَالِ يَنْسَى شَهَادَتَهُ وَيحْلِفُ أَنَّهُ * نَاسٍ لهَا مِنْ كَثْرَةِ الأَشْغَالِ فَإِذَا رَأَى الدِّينَارَ قَالَ ذَكَرْتُهَا * يَا لَلْحَيَاةِ وَشِدَّةَ الأَثْقَالِ ثَقِّلْ ليَ المِيزَانَ إِنَّ شَهَادَتي * سَتَقِيكَ حَرَّ القَيْدِ وَالأَغْلاَلِ

أَمَّا القُضَاةُ فَقَدْ تَوَاتَرَ عَنهُمُ * مَا قَدْ سَمِعْنَاهُ مِنَ الأَهْوَالِ مَاذَا تَقُولُ لِمَنْ يَقُولُ حَكَمْتُ في * هَذَا بِأَنَّكَ كَافِرٌ في الحَالِ فَإِذَا اسْتَغَثْتَ أُغِثْتَ بِالسَّوْطِ الَّذِي * لَكَ طَوَّلُوهُ أَوْ بِضَرْبِ نِعَالِ فَيَقُولُ طَقْ فَتَقُولُ قَطْ فَتَعَارَضَا * وَيَقُولُ صَوْتُ السَّوْطِ خَيرَ مَقَالِ هَذَا وَنِسْبَةُ ذَاكَ أَجْمَعِهِ إِلى * دِينِ الرَّسُولِ وَذَاكَ عَينُ محَالِ للهِ أَحْكَامُ الرَّسُولِ وَعَدْلُهَا * بَينَ العِبَادِ وَنُورُهَا المُتَلاَلي لَوْ كَانَ دِينُ اللهِ فِينَا قَائِمَاً * لَرَأَيْتَنَا في أَحْسَنِ الأَحْوَالِ

انْظُرْ إِلى هَدْيِ الصَّحَابَةِ وَالَّذِي * كَانُواْ عَلَيْهِ في الزَّمَانِ الخَالي تَاللهِ مَا اخْتَارُواْ لأَنْفُسِهِمْ سِوَى * سُبُلِ الهُدَى في القَوْلِ وَالأَفْعَالِ دَرَجُواْ عَلَى نهْجِ الرَّسُولِ وَهَدْيِهِ * وَبِهِ اقْتَدَواْ في سَائِرِ الأَعْمَالِ أَهْوَاؤُهُمْ تَبَعٌ لِدِينِ نَبِيِّهِمْ * وَسِوَاهُمُ تَبَعٌ لِكُلِّ ضَلاَلِ مَا شَابَهُمْ في دِينِهِمْ نَقْصٌ وَلاَ * في قَوْلهِمْ شَطْحُ الجَهُولِ الغَالي فَهُمُ النُّجُومُ هِدَايَةً وَإِضَاءةً * وَعُلُوِّ مَنْزِلَةٍ وَبُعْدِ مَنَالِ في اللَّيْلِ رُهْبَانٌ وَعِنْدَ جِهَادِهِمْ * لِعَدُوِّهِمْ مِن أَشْجَعِ الأَبْطَالِ وَإِذَا دَعَا لِلْخَيْرِ دَاعٍ شَمَّرُواْ * يَتَسَابَقُونَ بِصَالِحِ الأَعْمَالِ

صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا عَلَمَ الهُدَى * صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا المَدْحُ مَسْرُوقٌ لَكُمْ مِن غَيرِكُمْ * بَلْ مِنْكُمُ أَنْتُمْ لَهُمْ مَسْرُوقُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا أَنْتَ لَمْ تَدْفَعْ عَنِ النَّفْسِ ضَيْمَهَا * فَليْسَ إِلى حُسْنِ الثَّنَاءِ طَرِيقُ {السَّمَوْءل} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَعَمْرُكَ مَا ضَاقَتْ بِلاَدٌ بِأَهْلِهَا * وَلَكِنَّ أَخْلاَقَ الرِّجَالِ تَضِيقُ {عَمْرُو بْنُ الأَهْتَمِ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَمْسَى مجَاوِرُكُمْ يحُلُّ بِرَبْوَةٍ * مَا لِلزَّمَانِ بِهَا إِلَيْهِ طَرِيقُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الشَّيْبُ أَيَّهَ بِالشَّبَابِ كَأَنَّهُ * لَيْلٌ يَصِيحُ بجَانِبَيْهِ نَهَارُ {الفَرَزْدَق} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَلَوْ أَنَّ قَوْمِي أَنْطَقَتْني رِمَاحُهُمْ * نَطَقْتُ وَلَكِنَّ الرِّمَاحَ قِصَارُ {عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِب 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ النُّفُوسَ تَضِيقُ وَهْيَ صَغِيرَةٌ * وَيَضِيقُ عَنهَا الكَوْنُ وَهْيَ كِبَارُ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي أَوْ عَلِي الجَارِم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

اليَوْمَ تَمَّ لَنَا الَّذِي لَوْ لَمْ يَكُنْ * قَدْ تَمَّ مَا طَابَتْ لَنَا الأَشْعَارُ أَنَا لاَ أَقُولُ لَقَدْ ظَفِرْتُ بِدُرَّةٍ * إِنَّ الجَوَاهِرَ كُلَّهَا أَحْجَارُ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لِلشَّاعِر // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي، وَأَمَّا الآخَر: فَأَظُنُّهُ لِشَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَعْرَابيّ: عُدِّي السِّنِينَ لِغَيْبَتي وَتَصَبرِي * وَدَعِي الشُّهُورَ فَإِنَّهُنَّ قِصَارُ زَوْجَتُه: فَاذكُرْ صَبَابَتَنَا إِلَيْكَ وَشَوْقَنَا * وَارْحَمْ بَنَاتَكَ إِنَّهُنَّ صِغَارُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° دِينُ النَّبيِّ محَمَّدٍ أَخْبَارُ * نِعْمَ المَطِيَّةُ لِلفَتى الآثَارُ لاَ تَرْغَبَنَّ عَنِ الحَدِيثِ وَأَهْلِهِ * فَالرَّأْيُ لَيْلٌ وَالحَدِيثُ نَهَارُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنْ جَمَّعَتْنَا يَا أَخِي الأَقْدَارُ * بِالرَّغْمِ أَنَّكَ في الْغَبَاءِ حِمَارُ لاَ بُدَّ لِلْيُمْنى تَكُونُ يَسَارُ * وَكَذَا الأَدِيبُ تُحِيطُهُ الأَشْرَارُ {ابْنُ الرُّومِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°إِنَّ الصُّدُورَ خَزَائِنُ الأَسْرَارِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ثَوْبُ الرِّيَاءِ يَشِفُّ عَمَّا تحْتَهُ * فَإِذَا الْتَحَفْتَ بِهِ فَإِنَّكَ عَارِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَمْ أَلْقَ أَعْدَلَ مِنْ قَذِيفَةِ مِدْفَعٍ * حُكْمَاً وَأَخْطَبَ مِنْ لِسَانِ النَّارِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا ضَيْفَنَا لَوْ زُرْتَنَا لَوَجَدْتَنَا * نحْنُ الضُّيُوفُ وَأَنْتَ رَبُّ الدَّارِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°أَرِنِي الَّذِي عَاشَرْتَهُ فَوَجَدْتَهُ * مُتَغَاضِيَاً لَكَ عَن أَقَلَّ عِثَارِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلَقَدْ قَتَلْتُكَ بِالهِجَاءِ فَلَمْ تمُتْ * إِنَّ الكِلاَبَ طَوِيلَةُ الأَعْمَارِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا كَوْكَبَاً مَا كَانَ أَقَصَرَ عُمْرَهُ * وَكَذَاكَ عُمْرُ كَوَاكِبِ الأَسْحَارِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ كَانَ مِثْلُكَ في زَمَانِ محَمَّدٍ * مَا جَاءَ في القُرْآنِ حَقُّ الجَارِ {ابْنُ الرُّومِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنْ يَلْقَ مَا لاَقَيْتُ بَيْنَ رِيَاضِهَا * مِنَ الشَّوْكِ يَزْهَدْ طَيِّبَ الأَثمَارِ مَنْ يَلْقَ مَا لاَقَيْتُ مِن أَشْوَاكِهَا * يَيْأَسْ وَيَزْهَدْ طَيِّبَ الأَثمَارِ {ابْنُ الرُّومِي 0 بِتَصَرُّف}

نَظَرُواْ صَنِيعَ اللهِ بي فَعُيُونهُمْ * في جَنَّةٍ وَقُلُوبهُمْ في نَارِ مَنْ يَلْقَ مَا لاَقَيْتُ مِن أَشْوَاكِهِمْ * يَيْأَسْ وَيَزْهَدْ طَيِّبَ الأَثمَارِ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لمحَمَّدٍ التِّهَامِيّ، وَالآخَرُ لاَبْنِ الرُّومِي 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنْ جَمَّعَتْنَا قُدْرَةُ الأَقْدَارِ * بِالرَّغْمِ أَنَّكَ في غَبَاءِ حِمَارِي لَمْ تُغْنِ يُمْنى قَطُّ دُونَ يَسَارِ * وَكَذَا الأَدِيبُ يُحَاطُ بِالأَشْرَارِ {ابْنُ الرُّومِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَلَقَدْ ظَنَنْتُ مِنَ النَّتَانَةِ أَنَّهَا * مخْضُوبَةٌ بِالزِّفْتِ أَوْ بِالقَارِ فَإِذَا النَّتَانَةُ بِاسْتِهَا وَبحِرِّهَا * قَبُحَا مَعَاً مِنْ جَارَةٍ كَالجَارِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حُكْمُ المَنِيَّةِ في البَريَّةِ جَارٍ * مَا هَذِهِ الدُّنيَا بِدَارِ قَرَارِ دَارٌ إِذَا مَا أَضْحَكَتْ في يَوْمِهَا * أَبْكَتْ غَدَاً تَبَّاً لَهَا مِنْ دَارِ وَدَعُواْ الإِقَامَةَ تحْتَ ظِلٍّ زَائِلٍ * أَعْمَارُكُمْ سَفَرٌ مِنَ الأَسْفَارِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

ظَهَرَتْ خِيَانَاتُ الثِّقَاتِ وَغَيرِهِمْ * حَتىَّ اتَّهَمْنَا رُؤْيَةَ الأَبْصَارِ نَظَرواْ صَنِيعَ اللهِ بي فَعُيُونُهُمْ * في جنَّة وقُلُوبُهُمْ في نَار لاَ ذَنْبَ لي كَمْ رُمْتُ كَتْمَ فَضَائِلِي * فَكَأَنَّمَا بَرقَعْتُ وَجْهَ نهَارِ {أَبُو الحَسَنِ التِّهَامِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمَّا سَكَنْتي بَعْدَ مَوْتِكِ جَنَّةً * فَاضَتْ عَلَيْكِ العَينُ بِالأَنهَارِ عَجَبَاً لأُمٍّ تَسْتَقِرُّ بجَنَّةٍ * قَدْ غَادَرَتْ أَبْنَاءهَا في النَّارِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَأَنْتِ سَكَنْتِ مِنَ السَّمَاءِ بجَنَّةً * فَفَاضَتْ عَلَيْكِ العَينُ بِالأَنهَارِ عَجِبْنَا لأُمٍّ تَسْتَقِرُّ بجَنَّةٍ * وَقَدْ غَادَرَتْ أَبْنَاءهَا في النَّارِ لَمَّا سَكَنْتِ مِنَ السَّمَاءِ بجَنَّةٍ * فَاضَتْ عَلَيْكِ العَينُ بِالأَنهَارِ عَجَبَاً لأُمٍّ تَسْتَقِرُّ بجَنَّةٍ * قَدْ غَادَرَتْ أَبْنَاءهَا في النَّارِ {حَافِظ إِبْرَاهِيم0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنْ شَوَّهُوكَ فَحَسْبُهُمْ أَنْ شَوَّهُواْ * بِكَ وَاحِدَاً مِن خِيرَةِ الأَخْيَارِ لاَ تجْزَعَنَّ فَلَسْتَ أَوَّلَ كَاتِبٍ * كَذَبَتْ عَلَيْهِ صَحِيفَةُ الأَخْبَارِ رَسَمُواْ بِمَا قَدْ لَفَّقُواْ لَكَ جَنَّةً * محْفُوفَةً بِمَكَارِهِ الأَشْعَارِ وَتَقَوَّلُواْ عَنْكَ القَبِيحَ وَهَكَذَا * يُمْنى التَّقِيُّ بِثَوْرَةِ الفُجَّارِ {حَافِظ إِبْرَاهِيم 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

المَالُ حَلَّلَ كُلَّ غَيْرِ محَلَّلٍ * حَتىَّ زَوَاجَ الشِّيْبِ بِالأَبْكَارِ سَحَرَ القُلُوبَ فرُبَّ أُمٍّ قَلْبُهَا * مِنْ سِحْرِهِ حَجَرٌ مِنَ الأَحْجَارِ دَفَعَتْ بُنَيَّتَهَا لأَشْأَمِ مَضْجَعٍ * وَرَمَتْ بِهَا في وَحْشَةٍ وضِرارِ وَتَعَلَّلَتْ بِالشَّرْعِ جَاهِلَةً بِهِ * مَا كَانَ شَرْعُ اللهِ بالجَزَّارِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنيِّ نَظَمْتُ قَصِيدَةً مِنْ نَارِ لِتَنُوبَ عَنْ شَجْبي وَعَن إِنْكَارِي لاَ يَسْتَطِيعُ الذَّوْدَ عَن أَحْوَاضِهِ بِالشِّعْرِ غَيْرُ الشَّاعِرِ المِغْوَارِ لَمَّا رَأَوْ شِعْرِي ضِيَاءً سَاطِعَاً كَالْبَدْرِ يَظْهَرُ في دُجَى الأَسْحَارِ وَرَأَواْ رَدِيءَالشِّعْرِ عَمَّ المُنْتَدَى وَقَصَائِدِي كَالصَّارِمِ البَتَّارِ شَكُّواْ بِنِسْبَتِهَا إِليَّ كَأَنَّهُمْ يَسْتَكْثِرُونَ بِأَنَّهَا أَشْعَارِي إِنيِّ لأَعْذُرُ مَنْ تَسَاءلَ جَاهِلاً لَكِنَّ أَعْدَائِي بِلاَ أَعْذَارِ بَدَلاً مِنَ الحِقْدِ الَّذِي أَزْرَى بِهِمْ وَالطَّعْنِ في أَدَبي وَفي آثَارِي

يَا لَيْتَهُمْ نَظَرُواْ لِكَيْ يَتَعَلَّمُواْ * نَظْمَ الْقَرِيضِ وَوِحْدَةَ الأَفْكَارِ أَوْ حَاوَلُواْ في الشِّعْرِ سَلْكَ مَسَالِكِي * أَوْ أَبْحَرُواْ في المُنْتَدَى إِبْحَارِي قَطَرَاتُهُمْ معْدُودَةٌ في الشِّعْرِ هَلْ سَتُؤَثِّرُ الْقَطَرَاتُ في أَمْطَارِي فَقَصَائِدِي مِنْ لُؤْلُؤٍ مَنْظُومَةٌ وَقَصَائِدُ الحُسَّادِ مِنْ فَخَّارِ

شِعْرِي كَمَاءٍ سَلْسَلٍ لأَحِبَّتي * أَمَّا عَلَى الأَعْدَاءِ كَالإِعْصَارِ إِنْ لَمْ يَرَ الإِبْدَاعَ فِيهِ أَرْمَدٌ * فَلَكَمْ رَأَى هَذَا أُوْلُو الأَبْصَارِ وَلَكَمْ نَشَرْتُ قَصَائِدِي وَخَوَاطِرِي * في الْوَفْدِ وَالآفَاقِ وَالأَخْبَارِ لَكِنَّ مَوْهِبَتي هُنَا مَدْفُونَةٌ * في ظِلِّ مَنْ لَمْ يَعْرِفُواْ مِقْدَارِي يَا لَيْتَ مَنْ زَرَعُواْ لَنَا شَوْكَ الْغَضَى * يَسْتَبْدِلُونَ الشَّوْكَ بِالأَزْهَارِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

صَدَّعْتُمُ الآذَانَ بِالإِنْجَازِ * وَبِمَا اكْتَشَفْتُمْ مِن حُقُولِ الْغَازِ فَلِمَا يُعَاني الْبَعْضُ يَا قَوْمِي إِذَنْ * في الْبَحْثِ عَن أُنْبُوبَةِ البُوتجَازِ أَنىَّ سَيَطْبُخُ هَؤُلاَءِ طَعَامَهُمْ * هَلْ يَرْجِعُونَ إِلى وَبُورِ الجَازِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَلَى الشِّعْرِ عِبْءٌ هَذِهِ الحَشَرَاتُ * إِذَا كَانَ لاَ ظِلٌّ وَلاَ ثَمَرَاتُ اليَوْمَ تَمَّ لَنَا الَّذِي لَوْ لَمْ يَكُنْ * قَدْ تَمَّ مَا طَابَتْ لَنَا أَوْقَاتُ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ مِنَ الْبَيْتِ الأَوَّلِ لِيَاسِرٍ الحَمَدَاني، وَالآخَرُ لِشَاعِرٍ آخَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَحْيَاؤُنَا لاَ يُرْزَقُونَ بِدِرْهَمٍ * وَبِأَلْفِ أَلْفٍ يُرْزَقُ الأَمْوَاتُ مَنْ لي بحَظِّ النَّائِمِينَ بحُفْرَةٍ * حَطَّتْ عَلَى أَعْتَابهَا البرَكَاتُ {حَافِظ إِبْرَاهِيم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

حَمَامَاتُ يُمْنٍ مَا تَسَاقَطْنَ مَرَّةً * عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ اخْضَرَّتِ الجَنَبَاتُ يَلُومُونَني في مَدْحِهِنَّ جَهَالَةً * وَتَمْدَحُهُنَّ الأَرْضُ وَالسَّمَوَاتُ هَبُوني مِنَ العُمْيَانِ تَخْفَى محَاسِنٌ * عَلَيَّ أَلَيْسَتْ تَظْهَرُ الحَسَنَاتُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنْ يَكُنِ الفِعْلُ الَّذِي سَاءَ وَاحِدَاً * فَأَفْعَالُهُ الَّلاَئِي سَرَرْنَ مِئَاتُ فَإِنْ يَكُنِ الفِعْلُ الَّذِي سَاءَ وَاحِدَاً * فَأَفْعَاليَ الَّلاَئِي سَرَرْنَ مِئَاتُ {المُتَنبيِّ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يجُودُ عَلَيْنَا الخَيِّرُونَ بِمَالِهِمْ * وَنحْنُ بِمَالِ الخَيِّرِينَ نجُودُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°إِنَّ الجَوَاهِرَ في التُّرَابِ جَوَاهِرٌ * وَالأُسْدُ في القَفَصِ الحَدِيدِ أُسُودُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا لي مَرِضْتُ فَلَمْ يَعُدْنيَ عَائِدٌ * مِنْكُمْ وَيَمْرَضُ كَلْبُكُمْ فَأَعُودُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِذَا بَدَا فَكَأَنَّمَا هُوَ يُوسُفٌ * وَإِذَا تَلاَ فَكَأَنَّهُ دَاوُدُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَإِذَا بَدَا فَكَأَنَّمَا هُوَ يُوسُفٌ * وَإِذَا شَدَا فَكَأَنَّهُ دَاوُدُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنَا ابْنُ الَّذِي لاَ يُنْزِلُ الدَّهْرَ قِدْرَهُ * وَإِنْ نَزَلَتْ يَوْمَاً فَسَوْفَ تَعُودُ تَرَى النَّاسَ أَفْوَاجَاً عَلَى ضَوْءِ نَارِهِ * فَمِنهُمْ قِيَامٌ حَوْلَهَا وَقُعُودُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَاذَا لَقِيتُ بِهِ عَلَى شَغَفِي بِهِ * لاَ شَيْءَ إِلاَّ أَنَّني محْسُودُ هَذَا زَمَانٌ لِلأَوائِلِ شَمْسُهُ * وَلَنَا بِآخِرِهِ لَيَالٍ سُودُ يَا مِصْرُ ضِقْتِ بِنَا وَأَنْتِ بِلاَدُنَا * وَصَفَا لِقَوْمٍ وِرْدُكِ المَوْرُودُ {محْمُود غُنَيْم؟، بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الثَّاني فَهُوَ لإِيلِيَّا أَبي مَاضِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

طَالَتْ شِكَاتُكَ أَيُّهَا الغِرِّيدُ * فَانعَبْ إِذَا لَمْ يَنْفَعِ التَّغْرِيدُ عِشْرُونَ عَامَاً في الكِنَانَةِ صبْحُنَا * فِيهَا الأَنِينُ وَلَيْلُنَا التَّسْهِيدُ سُبْحَانَكَ اللهُمَّ كَمْ مِن حِكْمَةٍ * لَكَ ضَلَّ فِيهَا الرَّأْيُ وَهْوَ سَدِيدُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر أَوْ محْمُود غُنيم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَسَاقِيَةٍ بَاتَتْ تَئِنُّ فَخِلْتُهَا * لَدَى اللَّيْلِ ثَكْلَى وَالفِرَاقُ شَدِيدُ بَدَا مَاؤُهَا يَنْسَابُ حَتىَّ ظَنَنْتُهَا * بِأَدْمُعِهَا الحَرَّى عَلَيَّ تجُودُ بَدَا مَاؤُهَا يَنْسَابُ حَتىَّ ظَنَنْتُهَا * عَلَى مِصْرَ بِالدَّمْعِ الغَزِيرِ تجُودُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

رَبِيعٌ أَظَلَّتْهُ لَيَالٍ سُودُ * وَمَاتَ لَهُ فَوْقَ الشِّفَاهِ نَشِيدُ فَلاَ النِّيلُ بَسَّامَاً بِيَوْمِ وُرُودِهِ * وَلاَ عِيدُهُ بَينَ المَصَائِبِ عِيدُ وَقَدْ صَارَ تَغْرِيدُ البَلاَبِلِ صَرْخَةً * مِنَ الظُّلمِ في الوَادِي لَهَا تَرْدِيدُ وَأَصْبَحَ تَغْرِيدُ الطُّيُورِ تَوَجُّعَاً * لِكُلِّ بَرِيءٍ أَثْقَلَتْهُ قُيُودُ وَسَاقِيَةٍ بَاتَتْ تَئِنُّ فَخِلتُهَا * عَلَى مِصْرَ بِالدَّمْعِ الغَزِيرِ تَجُودُ

ثَلاَثَةُ أَعْوَامٍ رَأَيْنَا خِلاَلَهَا * لَيَاليَ كَالخَرُّوبِ أَغْلَبُهَا سُودُ ثَلاَثَةُ أَعْوَامٍ رَأَيْنَا خِلاَلَهَا * مِنَ الهَوْلِ شَيْئَاً مَا رَأَتْهُ ثَمُودُ وَذُقْنَا مِنَ الإِرْهَابِ مَا لاَ نُطِيقُهُ * وَلَيْسَ لَهُ مَهْمَا يَطُولُ حُدُودُ أَفي مِصْرَ نحْيى اليَوْمَ أَمْ في جَهَنَّمٍ * فَقَدْ نَضِجَتْ مِنَّا بِمِصْرَ جُلُودُ بِنَا مِنْ زُكَامِ الفَقْرِ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ * يُشَمُّ نَسِيمٌ أَوْ تُشَمُّ وُرُودُ

أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ نَعِيشُ لِمَرَّةٍ * وَلَيْسَ لِبَطْشِ الحَاكِمِينَ وُجُودُ حَلُمْنَا بِأَنْ نَحْيى بِمَنأَىً عَنِ الأَذَى * فَحَطَّ بِنَا في مِصْرَ مِنهُ مَزِيدُ وَلَوْ كَانَ ظُلْمَاً يَنْتَهِي خَفَّ أَمْرُهُ * وَلَكِنَّهُ ظُلْمٌ لَهُ تجْدِيدُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِذَا خَشِيتَ مِنَ الأُمُورِ مُقَدَّرَاً * فَفَرَرْتَ مِنهُ فَنَحْوَهُ تَنْقَادُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَكَلَّمْ وَسَدِّدْ مَا اسْتَطَعْتَ فَإِنَّمَا * كَلاَمُكَ حَيٌّ وَالسُّكُوتُ جَمَادُ فَإِنْ لَمْ تجِدْ قَوْلاً سَدِيدَاً تَقُولُهُ * فَصَمْتُكَ عَنْ غَيرِ السَّدَادِ سَدَادُ {أَبُو الْفَتْحِ البُسْتيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَعَلَى الخَلِيجِ تَمَزَّقَتْ أَوْصَالُنَا * عَادَ التَّتَارُ تَقُودُهُمْ بَغْدَادُ بَغْدَادُ تَفْتِكُ بِالكُوَيْتِ فَخُورَةً * صَدَّامُ يَفْخَرُ أَنَّهُ الجَلاَّدُ وَالنَّارُ تَأْكُلُ خَيرَهُمْ وَخِيَارَهُمْ * ضُرِبَ الشُّيُوخُ وَيُتِّمَ الأَوْلاَدُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كُنَّا إِذَا مَا جَاءتِ الأَعْيَادُ * غَمَرَ الجَمِيعَ الْبِشْرُ وَالإِسْعَادُ وَالْيَوْمَ فَوْقَ شِفَاهِنَا بَسَمَاتُنَا * مَاتَتْ وَعُذِّبَ في الضُّلُوعِ فُؤَادُ مِمَّا نَرَى في الْقُدْسِ أَوْ بَغْدَادَ مِن * ظُلْمٍ لَهُ تَتَفَطَّرُ الأَكْبَادُ هَلْ تُفْرِحُ الأَعْيَادُ مِن أَحَدٍ سِوَى * أَوْلاَدِنَا يَا لَيْتَنَا أَوْلاَدُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا رَبِّ نُسْبى هَكَذَا وَنُبَادُ * فَإِلى مَتى يَتَطَاوَلُ الأَوْغَادُ وَإِلى مَتى تُدْمِي الجِرَاحُ قُلُوبَنَا * وَإِلى مَتى تَتَقَرَّحُ الأَكْبَادُ نَصْحُو عَلَى صَوْتِ الرَّصَاصِ كَأَنَّنَا * بَقَرٌ يُسَاقُ لِذَبحِهِ وَيُقَادُ يَتَسَامَرُ الأَعْدَاءُ في أَوْطَانِنَا * وَنَصِيبُنَا التَّشْرِيدُ وَالإِبْعَادُ نُشْرَى كَأَنَّا في المحَافِلِ سِلْعَةٌ * وَنُبَاعُ كَيْ يَتَمَتَّعَ الأَسْيَادُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

جَالاَ بمُعْتَرَكِ الصِّدَامِ فَلَمْ يُطِقْ * جَبُلُ الحَدِيدِ مَعَ الجَلِيدِ جِلاَدَا لاَ تَسْتَخِفُّواْ بِالضَّعِيفِ وَحَاذِرُواْ * زَمَنَاً يَصِيرُ المَاءُ فِيهِ جَمَادَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°مَنْ ذَا الَّذِي رَكِبَ الْفَسَادَ فَسَادَا {أَبُو الْفَتْحِ الْبُسْتيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

خُلِعَتْ عَلَيْكَ مِنَ الْقُلُوبِ محَبَّةٌ * كَمَحَبَّةِ الآبَاءِ لِلأَوْلاَدِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ الَّذِي مَلأَ اللُّغَاتِ محَاسِنَاً * جَعَلَ المحَاسِنَ كُلَّهَا في الضَّادِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنْ كُنْتَ لاَ تُرْجَى لِدَفْعِ مَنِيَّتي * فَدَعْني أُلاَقِيهَا بِكُلِّ عَتَادِي {طَرَفَةُ بْنُ الْعَبْد 0 بِتَصَرُّف}

إِنَّ الأَبَالِسَ عِنْدَمَا ضَاقُواْ بِنَا * جَاءواْ لَنَا في صُورَةِ الزُّهَّادِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنْ تَسْأَلُوني مَا الخِضَابُ فَإِنَّني * لَبِسْتُ عَلَى فَقْدِ الشَّبَابِ حِدَادِي {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا لِلزَّمَانِ جَنى عَلَيَّ كَأَنَّمَا * لَمْ يَدْرِ أَنَّ نَدَاكَ بِالمِرْصَادِ {أَبُو تَمَّامٍ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا زَائِرَاً قَبْرَ الحَبِيبِ الهَادِي * أَبْلِغْ رَسُولَ اللهِ شَوْقَ فُؤَادِي إِنيِّ بِحُبِّكَ يَا رَسُولُ مُتَيَّمٌ * وَزِيَارَتي إِيَّاكَ كُلُّ مُرَادِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا مَوْتُ فِيمَ فَجَعْتَني في زَوْجَةٍ * كَانَتْ خُلاَصَةَ عُدَّتي وَعَتَادِي إِنْ كُنْتَ لَمْ تَرْحَمْ صِبَايَ بِفَقْدِهَا * هَلاَّ رَحِمْتَ بِفَقْدِهَا أَوْلاَدِي {رَبُّ السَّيْفِ وَالْقَلَم / محْمُود سَامِي البَارُودِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الْغَثُّ غَثٌّ وَالسَّمِينُ سَمِينُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَبَاتَ يُرِيني الْفَقْرُ كَيْفَ اعْتِدَاؤُهُ * وَبِتُّ أُرِيهِ الصَّبْرَ كَيْفَ يَكُونُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَبَاتَتْ تُرِيني الهَجْرَ كَيْفَ اعْتِدَاؤُهُ * وَبِتُّ أُرِيهَا الصَّبْرَ كَيْفَ يَكُونُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خَاطِرْ بِنَفْسِكَ كَيْ تُصِيبَ غَنِيمَةً * إنَّ القُعُودَ مَعَ النِّسَاءِ مُشِينُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَقَدْ يَبِيتُ عَلَى الطِّوَى طَوْعَاً وَلاَ * يَنْسَى رَغِيفَ الجَائِعِ المِسْكِينِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بُنيَّ لَئِنْ ضَنَّتْ جُفُونٌ بِمَائهَا * فَكَمْ قَرِحَتْ مِنيِّ عَلَيْكَ جُفُونُ دَفَنْتُ بِكَفِّي بَعْضَ نَفْسِي فَأَصْبَحَتْ * وَلِلنَّفْسِ مِنهَا دَافِنٌ وَدَفِينُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بَلَدِي إِذَا جَارَتْ عَلَيَّ تَهُونُ * مِن حِقْبَةٍ وَأَنَا بِهَا مَدْفُونُ ظَهَرَ الْفَسَادُ بِبَرِّهَا وَبِبَحْرِهَا * فَإِلاَمَ تَصْبِرُ أَيُّهَا المَطْحُونُ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَفْرَاءُ مَالِكَةَ الفُؤَادِ أَرَى المُنى * قَدْ ذَاقَهَا بَعْدَ الشَّقَاءِ حَزِينُ هَذِي أَمَانيُّ الشَّبَابِ أَتَى بِهَا * قَدَرٌ بِتَحْقِيقِ الرَّجَاءِ ضَنِينُ قَدْ يجْمَعُ الشَّمْلَ المُفَرَّقَ جَامِعٌ * وَالدَّهْرُ مِنْ بَعْدِ الجَفَاءِ يَلِينُ الآنَ يَا قَلْبي هَدَأْتَ وَطَالَمَا * قَدْ أَرَّقَتْكَ مِنَ العَذَابِ شُجُونُ قَدْ ذُقْتُ طَعْمَاً لِلهَنَاءِ بِهِ لَقَدْ * قُضِيَتْ لَنَا في الْعَاشِقِينَ دُيُونُ عَفْرَاءُ إِنَّ غَدَاً تُفَرِّقُ بَيْنَنَا * بِيدٌ وَطُرْقٌ وَعْرَةٌ وَحُزُونُ صُوني زِمَامَ الحُبِّ وَارْعَيْ عَهْدَهُ * إِنَّ الْكَرِيمَةَ لِلعُهُودِ تَصُونُ

وَتَرَقَّبي بَيْنَ المَنَازِلِ عَوْدَتي * إِنيِّ عَلَى عَهْدِ الهَوَى لأَمِينُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} عَفْرَاء: يَا عُرْوَ تخْشَى البُعْدَ يَصْدَعُ بَيْنَنَا * هَيْهَاتَ وُدُّكَ في الْفُؤَادِ مَكِينُ العَهْدُ لاَ يُنْسَى وَإِنْ طَالَ النَّوَى * إِنَّ الوَفَاءَ لَدَى الحَرَائِرِ دِينُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

سُبْحَانَ مَنْ يَرِثُ الطَّبِيبَ وَطِبَّهُ * وَيُرِي المَرِيضَ مَصَارِعَ الآسِينَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ الَّذِي حَرَمَ اليَهُودَ الدِّينَا * جَعَلَ الخِلاَفَةَ وَالنُّبُوَّةَ فِينَا {جَرِير بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مُضَرٌ أَبي جَدُّ المُلُوكِ فَهَلْ لَكُمْ * يَا شَرَّ قَوْمٍ مِن أَبٍ كَأَبِينَا {جَرِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَصَلُواْ إِلى مَوْلاَهُمُ وَبَقِينَا * وَتَنَعَّمُواْ بِوُصُولِهِمْ وَشَقِينَا فَتَجَمَّعُواْ يَا مُسْلِمُونَ إِلى مَتى * نَبْكِي شُهُورَاً قَدْ مَضَتْ وَسِنِينَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ الَّذِينَ بهِمْ شُغِفْتَ صَبَابَةً * فَجَفَوْكَ مَكْلُومَ الْفُؤَادِ حَزِينَا غَيَّضْنَ مِن عَبَرَاتهِنَّ وَقُلْنَ لي * مَاذَا لَقِيتَ مِنَ الهَوَى وَلَقِينَا {جَرِير بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنْ تُطْعِمُواْ الرِّئْبَالَ مِنْ فَضَلاَتِكُمْ * شَهْدَاً تجَرَّعَ شَهْدَكُمْ غِسْلِينَا فَدَعُوهُ يَجْمَعُ زَادَهُ وَلَوَ انَّهُ * يَشْكُو الطِّوَى حِينَاً وَيَشْبَعُ حِينَا لاَ طَابَ عَيْشٌ يَا صَدِيقِ لَنَا وَلاَ * لَكَ إِنْ رَضِيتَ بِذِلَّةٍ وَرَضِينَا {محْمُود غُنَيْم 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَمْ ذَا يُعَاني شَعْبُنَا الرُّوتِينَا * حَتىَّ لَهُ صَارَ الْعَنَاءُ قَرِينَا وَكَأَنَّمَا صُوَرُ الْفَسَادِ بِأَسْرِهَا * في أَرْضِ مِصْرَ تَوَطَّنَتْ تَوْطِينَا فَمَتىَ يَكُونُ الحَالُ في أَمْصَارِهَا * كَالحَالِ في بَارِيسَ أَوْ بَرْلِينَا إِنَّا لَنَرْقُبُ ذَلِكَ الْيَوْمَ الَّذِي * فِيهِ سَيَشْهَدُ وَضْعُنَا التَّحْسِينَا فَأَعِن إِلَهِي المُصْلِحِينَ وَقَوِّهِمْ * فِينَا وَمَكِّنْ دِينَهُمْ تَمْكِينَا وَأَرِحْ عِبَادَكَ مِنْ تَسَلُّطِ عُصْبَةٍ * عَاثَتْ فَسَادَاً في الْبِلاَدِ سِنِينَا زَادَتْ مَظَالِمُهَا وَزَادَ غَلاَؤُهَا * فَنَثُورُ أَحْيَانَاً وَنَصْبِرُ حِينَا

لَيْتَ الحُكُومَةَ تَنْشُدُ الأَخْلاَقَ في * مَنْ قَدْ أَتَاهَا يَطْلُبُ التَّعْيِينَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا أَيُّهَا المَلِكُ السَّعِيدُ قَضِيَّتي * أَنيِّ ابْتُلِيتُ بِعَهْدِكَ المَيْمُونِ {عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَا بَالُ عَيْنِكَ لاَ تَرَى أقْذَاءَهَا * وَتَرَى الخَفِيَّ مِنَ الْقَذَى بِعُيُوني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَهُونُ عَلَيْنَا أَنْ تُصَابَ جُسُومُنَا * وَتَسْلَمُ أَعْرَاضٌ لَنَا وَعُقُولُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نُسَوِّدُ أَعْلاَنَا وَتَأْبى أُصُولُنَا * وَلَيْسَ إِلى رَدِّ الشَّبَابِ سَبِيلُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً * بِوَادٍ وَحَوْلي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ

وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمَاً مِيَاهَ مِجَنَّةٍ * وَهَلْ تَبْدُوَنْ لي شَامَةٌ وَطَفِيلُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لِكُلِّ اجْتِمَاعٍ مِن خَلِيْلَينِ فُرْقَةٌ * وَكُلُّ الَّذِي دُونَ المَمَاتِ قَلِيلُ وَإِنَّ افْتِقَادِي وَاحِدَاً بَعْدَ وَاحِدٍ * دَلِيلٌ عَلَى أَلاَّ يَدُومَ خَلِيلُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا أَنْتَ لَمْ تَدْفَعْ عَنِ النَّفْسِ ضَيْمَهَا * فَليْسَ إِلى حُسْنِ الثَّنَاءِ سَبِيلُ إِذَا أَنَا لَمْ أَدْفَعْ عَنِ النَّفْسِ ضَيْمَهَا * فَليْسَ إِلى حُسْنِ الثَّنَاءِ سَبِيلُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَن عَفَّ خَفَّ عَلَى الصَّدِيقِ لِقَاءُ هُ * وَأَخُو الحَوَائِجِ وَجْهُهُ مَمْلُولُ {ثَعْلَب} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَاليَأْسُ مَوْتٌ غَيرَ أَنَّ صَرِيعَهُ * يَبْقَى وَأَمَّا نَفْسُهُ فَتَزُولُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلاَ خَيْرَ فِيمَنْ لاَ يُرَوِّضُ نَفْسَهُ * عَلَى غَائِلاَتِ الدَّهْرِ حِينَ تَغُولُ {أَبُو الْعَتَاهِيَة 0 بِتَصَرُّف}

فَلَمْ أَرَ كَالمَعْرُوفِ أَمَّا مَذَاقُهُ * فَحُلْوٌ وَأَمَّا وَجْهُهُ فَجَمِيلُ {هُذَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ الْفَزَارِيّ أَوْ أَبُو العَيْنَاء} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°ذَهَبَ الْفَرَزْدَقُ بِالمَكَارِمِ وَالْعُلاَ * وَابْنُ المَرَاغَةِ بِالمُنى مَشْغُولُ {سُرَاقَةُ الْبَاقِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيَا جُودَ [/5/ 5] نَاجِ [/5/ 5] بحَاجَتي * فَلَيْسَ إِلى [/5/ 5] سِوَاكَ رَسُولُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَمِنَ العَجَائِبِ وَالعَجَائِبُ جَمَّةٌ * قُرْبُ الدَّوَاءِ وَمَا إِلَيْهِ وُصُولُ كَالنُّوقِ في البَيْدَاءِ يَقْتُلُهَا الظَّمَا * وَالمَاءُ فَوْقَ ظُهُورِهَا محْمُولُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَذِي حَاجَةٍ قُلْنَا لَهُ لاَ تَبُحْ بِهَا * فَلَيْسَ إِلَيْهَا مَا حَيِيتَ سَبِيلُ لَنَا صَاحِبٌ لاَ يَنْبَغِي أَنْ نخُونَهُ * وَأَنْتَ لأُخْرَى صَاحِبٌ وَخَلِيلُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَكُلُّ صَدِيقٍ هَكَذَا غَيرُ مُنْصِفٍ * وَكُلُّ زَمَانٍ بِالْكِرَامِ بخِيلُ وَمَا أَكْثَرَ الإِخْوَانَ حِينَ تَعُدُّهُمْ * وَلكنَّهُمْ في النَّائِبَات قَلِيلُ وَلاَ خَيرَ في وُدِّ امْرِئٍ مُتَمَلِّقٍ * إِذَا الرِّيحُ مَالَتْ مَالَ حَيْثُ تَمِيلُ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لأَبي فِرَاسٍ الحَمَدَانيّ، وَالآخَرَانِ لِلشَّافِعِيِّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَاتِلْ وَلاَ تخْفِضْ جَنَاحَكَ ذِلَّةً * إِنَّ العَدُوَّ سِلاَحُهُ مَفْلُولُ قَاتِلْ فَخَلْفَكَ أُمَّةٌ قَدْ أَقْسَمَتْ * أَنْ لاَ تَنَامَ وَفي البِلاَدِ دَخِيلُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا المَرْءُ لَمْ يَدْنَسْ مِنَ اللُّؤْمِ ثَوْبُهُ * فَكُلُّ رِدَاءٍ يَرْتَدِيهِ جَمِيلُ وَإِن هُوَ لَمْ يَدْفَعْ عَنِ النَّفْسِ ضَيْمَهَا * فَليْسَ إِلى حُسْنِ الثَّنَاءِ سَبِيلُ تُعيِّرِّنَا أَنَّا قَلِيلٌ عَدِيدُنَا * فَقُلْتُ لَهَا إِنَّ الْكِرَامَ قَلِيلُ وَمَا ضَرَّنَا أَنَّا قَلِيلٌ وَجَارُنَا * عَزِيزٌ وَجَارُ الأَكْثَرِينَ ذَلِيلُ وَإِنَّا أُنَاسٌ لاَ نَرَى الْقَتْلَ سُبَّةً * إِذَا مَا رَأَتْهُ عَامِرٌ وَسَلُولُ يُقَرِّبُ حُبُّ المَوْتِ آجَالَنَا لَنَا * وَتَكْرَهُهُ آجَالُهُمْ فَتَطُولُ

وَنُنْكِرُ إِنْ شِئْنَا عَلَى النَّاسِ قَوْلَهُمْ * وَلاَ يُنْكِرُونَ الْقَوْلَ حِينَ نَقُولُ سَلِي إِنْ جَهِلْتِ النَّاسَ عَنَّا وَعَنهُمُ * فَلَيْسَ سَوَاءً عَالِمٌ وَجَهُولُ {السَّمَوْءل} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لاَ تَفْخَرُواْ بِعُقُولِكُمْ وَنِتَاجِهَا * كَانَتْ لَكُمْ قَبْلَ الحُرُوبِ عُقُولُ في كُلِّ يَوْمٍ مِنْكُمُ أَوْ عَنْكُمُ * نَبَأٌ تجِيءُ بِهِ الرُّوَاةُ مَهُولُ يَا أَرْضَ أُورُوبَّا وَيَا أَبْنَاءهَا * في عُنْقِ مَن هَذَا الدَّمُ المَطْلُولُ في الشَّرْقِ قَوْمٌ لَمْ يَسُلُّواْ شَفْرَةً * وَالسَّيْفُ فَوْقَ رُءوسِهِمْ مَسْلُولُ أَكْبَادُهُمْ مَقْرُوحَةٌ كَجُفُونهِمْ * وَزَفِيرُهُمْ بِأَنِينِهِمْ مَوْصُولُ أَمَّا الرَّجَاءوَطَالَمَا عَاشُواْ بِهِ * فَالدَّمْعُ يَشْهَدُ أَنَّهُ مَقْتُولُ

وَاليَأْسُ مَوْتٌ غَيرَ أَنَّ صَرِيعَهُ * يَبْقَى وَأَمَّا نَفْسُهُ فَتَزُولُ إِنْ كَانَ هَذَا مَا يُسَمَّى عِنْدَكُمْ * عِلْمَاً فَكَيْفَ الجَهْلُ وَالتَّضْلِيلُ في اللهِ وَالوَطَنِ المُعَزَّزِ أُمَّةٌ * نُكِبُواْ فَذَا عَانٍ وَذَاكَ قَتِيلُ لَوْ لَمْ يَمُتْ شَمَمُ النُّفُوسِ بِمَوْتِهِمْ * ثَارَ العِرَاقُ لِمَوْتهِمْ وَالنِّيلُ رَبَّاهُ قَدْ بَلَغَ البَلاَءُ أَشُدَّهُ * رُحْمَاكَ إِنَّ الرَّاحِمِينَ قَلِيلُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

هُصَر: أَبُنيَّ مَا قَدْ رُمْتَهُ فَأَخَذْتَهُ * حَقٌّ فَلَيْسَ إِلى الثَّنَاءِ سَبِيلُ مَا كُنْتُ يَا وَلَدِي لأَمْنَعَهَا فَتىً * كُفْئَاً لَهَا إِنيِّ إِذَنْ لَبَخِيلُ سِرْ يَا بُنيَّ فَإِنَّ قَوْمَكَ سَادَةٌ * لَهُمُ فُرُوعٌ في النَّدَى وَأُصُولُ وَاغْفِرْ لَهَا بَدَرَاتِهَا وَهَنَاتِهَا * ضَعُفَتْ لِرَبَّاتِ الحِجَالِ عُقُولُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أُثَالَة: هِيَ في رِعَايَتِنَا فَطِبْ نَفْسَاً لَهَا * وَالوُدُّ مِنيِّ وَافِرٌ مَبْذُولُ لَوْ لَمْ يَكُنْ مِن أَجْلِهَا فَلأَنَّهَا * بِنْتُ الَّذِي مِنهُ إِليَّ جَمِيلُ فَلَهَا السَّعَادَةُ جَمَّةٌ بِدِيَارِنَا * وَمَبِيتُ عِزٍّ هَانِئٍ وَمَقِيلُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فِتيَانُ الحَيِّ لِرَكْبِ أُثَالَةَ وَعَرُوسِه: شِدُّواْ الحُمُولَ عَلَى المَطِيِّ فَإِنَّهُ * قَدْ حَانَ لِلرَّكْبِ السَّعِيدِ رَحِيلُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} أُثَالَةُ مُوَدِّعَاً عَمَّهُ هُصَرَ وَشَاكِرَاً لَه: عَمَّاهُ قَلْبي وَاللِّسَانُ وَخَاطِرِي * أَهْدَواْ إِلَيْكَ الشُّكْرَ وَهْوَ جَزِيلُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَا كَانَ يخْلِطُ عَسْجَدَاً بِنُحَاسِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْلاَ محَبَّتُكُمْ لَمَا عَاتَبْتُكُمْ * وَلَكُنْتُمُ عِنْدِي كَبَعْضِ النَّاسِ {العَبَّاسُ بْنُ الأَحْنَف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَيَعِيبُ مَشْيِي جَاهِلٌ لَوْ أَنَّهُ * يمْشِي لأَصْبَحَ ضُحْكَةً لِلنَّاسِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَجْهٌ عَلَيْهِ منَ الحَيَاءِ سَكِينَةٌ * وَمحَبَّةً تَجْرِي مَعَ الأَنْفَاسِ وَإذَا أَحَبَّ الله يَوْمَاً عَبْدَه * أَلْقَى لَهُ في الأَرْضِ حُبَّ النَّاسِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

جَمَعَ المُرُوءةَ وَالشَّهَامَةَ وَالنَّدَى * أَخْلاَقُهُ نَارٌ بِغَيْرِ نحَاسِ يَنْسَى صَنِيعَتَهُ وَيَذْكُرُ وَعْدَهُ * أَكْرِمْ بِهِ مِنْ ذَاكِرٍ أَوْ نَاسٍ وَلِذَا تَبَوَّأَ في الْقُلُوبِ مَكَانَةً * وَمحَبَّةً تَجْرِي مَعَ الأَنْفَاسِ وَإذَا أَحَبَّ الله يَوْمَاً عَبْدَه * أَلْقَى لَهُ في الأَرْضِ حُبَّ النَّاسِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الفَقْرُ يَقْتُلُني وَيَمْلأُ كَاسِي * وَبَدَأْتُ أُشْهِرُ في الْوَرَى إِفْلاَسِي لاَ الجَيْبُ يَعْمُرُ بِالنُّقُودِ وَلاَ يَدِي * فِيهَا فُلُوسٌ مِثْلَ كُلِّ النَّاسِ

الفُولُ أَكْلِي مَا حَيِيتُ وَإِنَّني * مُتَحَرِّقٌ شَوْقَاً إِلى القُلْقَاسِ قَدْ كِدْتُ يَا قَوْمِي أَصِيحُ مُنَهِّقَاً * وَتخَلَّعَتْ مِن أَكْلِهِ أَضْرَاسِي البَطْنُ خَالٍ كَالجُيُوبِ وَأَشْتَهِي * مَا في المَسَامِطِ مِنْ لحُومِ الرَّاسِ وَإِذَا مَشَيْتُ رَأَيْتَني مُتَهَالِكَاً * وَأَكَادُ أَلفِظُ جَائِعَاً أَنْفَاسِي وَأَمُرُّ بِالحَاتي فَأَهْتِفُ قَائِلاً * كَمْ ذَا يُكَابِدُ مُفْلِسٌ وَيُقَاسِي وَيَظَلُّ يَنخَلِعُ الحِذَاءُ بمِشْيَتي * فَمَقَاسُ صَاحِبِهِ خِلاَفُ مَقَاسِي لَوْ كَانَ هَذَا الفَقْرُ شَخْصَاً مِثْلَنَا * لَقَطَعْتُ مِنهُ رَأَسَهُ بِالفَاسِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف}

لَعِبَ البِلاَ بِمَعَالمِي وَرُسُومِي * وَقُبِرْتُ حَيَّاً تحْتَ رَدْمِ هُمُومِي {أَبُو الْعَتَاهِيَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ حَطَّمُونَا قَادَةُ التَّعْلِيمِ * في أَرْضِ مِصْرٍ أَيَّمَا تحْطِيمِ وَمَنَارَةُ التَّعْلِيمِ يَا وُزَرَاءنَا * أَوْلى مِنَ الآثَارِ بِالتَّرْمِيمِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَلَقَدْ سَمِعْتُ {//5//5} مُتَبَتِّلاً * فَسَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمِ إِنيِّ اسْتَمَعْتُ لِصَوْتِهِ فَكَأَنَّني * لاَقَيْتُ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمِ حَتىَّ كَأَنيِّ سَيِّدٌ في قَوْمِهِ * وَكَأَنَّ هَارُونَ الرَّشِيدَ نَدِيمِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَعِدَتْ جَمِيعُ مَرَاكِزِ الفَيُّومِ * بِقُدُومِكَ المَيْمُونِ خَيرَ قُدُومِ هَذِي الوُفُودُ عَلَى هَوَاكَ تجَمَّعَتْ * وَرَنَتْ إِلَيْكَ بِمُقْلَةِ التَّعْظِيمِ

أَوَلَسْتَ مِنْ قَوْمٍ كِرَامٍ أَقْسَمُواْ * لَيُبَدِّلُنَّ شَقَاءنَا بِنَعِيمِ مِنْ فِتْيَةٍ وَهَبُواْ لِمِصْرَ حَيَاتَهُمْ * وَعَلَى الوُجُوهِ دَلاَئِلُ التَّصْمِيمِ يَا رَائِدَ التَّعْلِيمِ إِنَّ بِنَفْسِنَا * بَعْضَ الأَسَى يَا رَائِدَ التَّعْلِيمِ فَارْفَعْ رَعَاكَ اللهُ ضَيْمَاً نَالَنَا * وَافْسَحْ لِمَا نَرْجُوهُ صَدْرَ حَلِيمِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَاللَّبِيبُ لَبِيبُ {ابْنُ مَيَّادَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خَاطِرْ بِنَفْسِكَ كَيْ تُصِيبَ غَنِيمَةً * إنَّ القُعُودَ مَعَ النِّسَاءِ مَعِيبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَرِيصٌ عَلَى أَلاَّ تُرَى بي كَآبَةٌ * فَيَفْرَحَ وَاشٍ أَوْ يُسَاءَ حَبِيبُ {الإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِبٍ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَإِنيِّ لأَسْتَحْيِيكِ حَتىَّ كَأَنَّمَا * عَلَيَّ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مِنْكِ رَقِيبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَأَلْتُ حَمَامَ الأَيْكِ مَا لَكَ بَاكِيَاً * أَفَارَقْتَ إِلْفَاً أَمْ جَفَاكَ حَبِيبُ فَوَيْلِي عَلَى الْعُذَّالِ مَا يَتْرُكُونَني * وَشَأْني أَمَا في الْعَاذِلِينَ لَبِيبُ يَقُولُونَ لَوْ عَزَّيْتَ قَلْبَكَ لاَرْعَوَى * فَقُلْتُ وَهَلْ لِلْعَاشِقِينَ قُلُوبُ {قَيْسُ بْنُ المُلَوَّحِ الْعَامِرِيّ / مَجْنُونُ لَيْلَى} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

هَدَايَاكَ في بَيْتي وَذِكْرُكَ في فَمِي * وَحُبُّكَ في قَلْبي فَكَيْفَ تَغِيبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَذِكْرَاكَ في قَلْبي وَذِكْرُكَ في فَمِي * وَشِعْرُكَ في رَأْسِي فَكَيْفَ تَغِيبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَأَنَّكَ مِنْ كُلِّ النُّفُوسِ مُرَكَّبٌ * فَأَنْتَ إِلى كُلِّ الأَنَامِ حَبِيبُ {ابْنُ أَبي جُهَيْنَةَ المُهَلَّبيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِنَّ امْرَاً يَسْعَى ثَلاَثِينَ حَجَّةً * إِلى مَنهَلٍ مِنْ وِرْدِهِ لَقَرِيبُ {أَبُو الْعَتَاهِيَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تُقَطَّعُ مِن حُزْني عَلَيْهِ قُلُوبُ {ابْنُ مَيَّادَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلاَ خَيْرَ فِيمَنْ لاَ يُرَوِّضُ نَفْسَهُ * عَلَى نَائِبَاتِ الدَّهْرِ حِينَ تَنُوبُ {أَبُو الْعَتَاهِيَة 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَفي دُونِ مَا نَلْقَاهُ مِن غُصَصِ الهَوَى * تُشَقُّ جُيُوبٌ بَلْ تُشَقٌّ قُلُوبُ صُدُودَاً وَإِعْرَاضَاً كَأَنِّيَ مُذْنِبٌ * وَهَلْ كَانَ لي إِلاَّ هَوَاكِ ذُنُوبُ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لاَبْنِ الرُّومِي، وَالْبَيْتُ الثَّاني لِعَبْدِ اللهِ بْنِ الدُّمَيْنَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَعَلَّ يَدَ الأَيَّامِ تجْمَعُ بَيْنَنَا * وَتَرْحَمُ أَكْبَادَاً تَكَادُ تَذُوبُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَعَلَّ يَدَ الأَيَّامِ تجْمَعُ بَيْنَنَا * وَتَرْحَمُ أَكْبَادَاً عَلَيْهِ تَذُوبُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَتىً يَشْتَرِي حُسْنَ الثَّنَاءِ بِمَالِهِ * وَيَعْلَمُ أَنَّ النَّائِبَاتِ تَنُوبُ {أَبُو نُوَاس / الحَسَنُ بْنُ هَانِئ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بِنَفْسِي وَأَهْلِي مَن إذَا الْقَوْمُ أَلْصَقُواْ * بِهِ تُهْمَةً لَمْ يَدْرِ كَيْفَ يُجِيبُ وَلَمْ يَعْتَذِرْ عُذْرَ الْبرِيءِ وَلَمْ يَزَلْ * لَهُ سَكْتَةٌ حَتىَّ يُقَالَ مُرِيبُ {ابْنُ مَيَّادَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَئِنْ كَانَتِ الأَبْدَانُ مِنَّا تَبَاعَدَتْ * فَقَلْبُ المحِبِّ عَلَى البِعَادِ قَرِيبُ لَعَلَّ يَدَ الأَيَّامِ تجْمَعُ بَيْنَنَا * وَتَرْحَمُ أَكْبَادَاً تَكَادُ تَذُوبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

سَهِّلْ حِجَابَكَ أَيُّهَا المحْجُوبُ * وَاعْلَمْ بِأَنَّ النَّائِبَاتِ تَنُوبُ وَتَلَقَّ إِنعَامَ الإِلَهِ بِشُكْرِهِ * فَأَخُو الجُحُودِ مُنَغَّصٌ مَنْكُوبُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَإِنْ تَسْأَلُوني بِالنِّسَاءِ فَإِنَّني * خَبِيرٌ بِأَدْوَاءِ النِّسَاءِ طَبِيبُ مَتىَ شَابَ شَعْرُ المَرْءِ أَوْ قَلَّ مَالُهُ * فَلَيْسَ لَهُ مِنْ وُدِّهِنَّ نَصِيبُ {عَلْقَمَةُ الْفَحْل} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَهَشُّ لِضَيْفِي قَبْلَ إِنْزَالِ رَحْلِهِ * وَيَخْصُبُ وَجْهِي وَالمَكَانُ جَدِيبُ وَمَا الخِصْبُ لِلأَضْيَافِ أَنْ يَكْثُرَ الْقِرَى * وَلَكِنَّمَا وَجْهُ الكَرِيمِ خَصِيبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَبَيْنَمَا قَدْ بَدَأُواْ في وَضْعِ أَقْدَامِهِمْ بِالعَرُوسِ عَلَى الطَّرِيقِ إِلى دِيَارِ أُثَالَةَ إِذْ بِعُرْوَةَ قَدْ بَدَا قَادِمَاً مِنْ بَعِيد، فَتَرَجَّلَ عَنْ فَرَسِهِ قَائِلاً وَلَمْ يَكُ قَدْ عَلِمَ بِالأَمْر: عَلَيْكِ سَلاَمُ اللهِ دَارَ أَحِبَّتي * لَقَدْ طَالَ بي يَا دَارُ عَنْكِ مَغِيبُ وَمَهْمَا تَنَاءَ ى بِالبَعِيدِ تَفَرُّقٌ * فَلاَ بُدَّ يَوْمَاً أَنَّهُ سَيَئُوبُ فَيَا لَهْفَ رُوحِي كَمْ يُعَذَّبُ نَازِحٌ * إِلى الأَهْلِ شَوْقَاً أَوْ يحِنُّ غَرِيبُ

وَيَا نَفْسُ هَذَا مَوْطِنُ الأَهْلِ فَاسْعَدِي * وَيَا قَلْبُ مِن عَفْرَاءَ أَنْتَ قَرِيبُ فَلاَ تُشْقِيَاني بَعْدَ هَذَا بِلَوْعَةٍ * فَقَدْ ضَمَّني صَحْبٌ هُنَا وَحَبِيبُ وَلَكِنَّ مَا لِلعَيْنِ تَقْطُرُ بِالأَسَى * وَمَا لِفُؤَادِي يَعْتَرِيهِ وَجِيبُ وَمَا بَالُ هَذَا الجَمْعِ في الحَيِّ عِنْدَنَا * وُقُوفُهُمُ حَوْلَ الدِّيَارِ عَجِيبُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} سَمِعَهُ صَبيٌّ مِنَ الحَيِّ كَانَ قَدْ أَقْبَل نحْوَهُ حِينَ رَآهُ فَرَدَّ عَلَى عُرْوَةَ قَائِلاً: أَلَمْ تَدْرِ أَنَّ اليَوْمَ عَفْرَاءَ زُوِّجَتْ * فَبِالحَيِّ ثَوْبٌ لِلزِّفَافِ قَشِيبُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف}

عُرْوَةُ لِرَفِيقِهِ الَّذِي جَاءَ مَعَه: أَتَسْمَعُ مَا قَالَ الصَّبيُّ أَزُوِّجَتْ * لِغَيْرِيَ عَفْرَا إِنَّهُ لَكَذُوبُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف}

فَأَقْبَلَ تِلْقَاءَ الهَوْدَجِ حَتى أَبْصَرَهَا فَانْقَلَبَ إِلَيْهِ البَصَرُ خَاسِئَاً وَهُوَ حَسِير؛ فَأَنْشَأَ يَقُولُ في حُزْنٍ مَرِير: إِذَنْ صَحَّ مَا قَدْ قِيلَ يَا نَفْسُ فَأْذَني * بِطُولِ شَقَاءٍ لِلفُؤَادِ يُذِيبُ وَإِنيِّ لَتَعْرُوني لِذِكْرَاكِ رِعْدَةٌ * لَهَا بَيْنَ جِسْمِي وَالعِظَامُ دَبِيبُ أَعَفْرَاءُ هَلْ بَعْدَ التَّفَرُّقِ نَلْتَقِي * عَلَى العَهْدِ أَمْ أَنَّ الْفِرَاقَ سَلُوبُ تُعَاهَدُني أَلاَّ يُفَرَّقَ بَيْنَنَا * وَمَا عَلِمَتْ أَنَّ الخُطُوبَ تَنُوبُ فَأَيُّ سُرُورٍ يُسْعِدُ النَّفْسَ بَعْدَهَا * وَأَيُّ هَنَاءٍ لِلفُؤَادِ يَطِيبُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف}

عُرْوَة: تحَمَّلْتُ يَا عَفْرَاءُ حُبَّاً كَأَنَّهُ * بِقَلْبي عَلَى مَرِّ الزَّمَانِ لَهِيبُ فُؤَادِي فُؤَادٌ مِلْؤُهُ البَثُّ وَالضَّنى * يَكَادُ مِنَ الوَجْدِ الشَّدِيدِ يَذُوبُ نَشَأْنَا سَوِيَّاً يَجْمَعُ الشَّمْلَ بَيْنَنَا * عَلَى القُرْبِ بَيْتٌ وَاسِعٌ وَرَحِيبُ وَمَاذَا يُفِيدُ القُرْبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَنَا * مِنَ القُرْبِ في ظِلِّ الزَّوَاجِ نَصِيبُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف}

عَفْرَاء: تَكَلَّمْتَ عَن حُبٍّ تُقَاسِي عَذَابَهُ * وَإِنَّ عَذَابي مِثْلُهُ لَرَهِيبُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} عُرْوَة: لَنَا اللهُ مَا كَانَ الغَرَامُ بِبَالِغٍ * بِنَا ذَاكَ لَوْ أَنَّ الوَليَّ لَبِيبُ سَأُفْضِي إِلَيْهِ اليَوْمَ بِالأَمْرِ عَلَّهُ * يُلَبي نِدَاءً لِلهَوَى وَيجِيبُ وَأَطْلُبُ مِن عَمِّي زَوَاجَكِ رُبَّمَا * أَتَى البِشْرُ مَحْزُونَاً وَسُرَّ كَئِيبُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف}

وَالدَّهْرُ يحْزِنُنَا لِيَوْمِ سُرُورِنَا * وَاليُسْرُ لَنْ تَلْقَاهُ قَبْلَ عَسِيرِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ كُنْتَ شَمْسَاً نُورُهَا مِنْ طِبَاعِهَا * فَكَيْفَ بِأَنْ نَلْقَاكَ غَيرَ مُنِيرِ وَكُنْتَ سَحَابَاً ضَاقَ بِالمَاءِ ذَرْعُهُ * فَكَيْفَ بِأَنْ نَلْقَاكَ غَيرَ مَطِيرِ وَمَا بي غِنىً عَمَّا لَدَيْكَ وَلَوْ غَدَتْ * مَفَاتِيحُ مَا مُلِّكْتُ حِمْلَ بَعِيرِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

نَبْعُ الجِهَادِ يَفِيضُ مِنْ وَادِيكِ * وَسَنَا الخُلُودِ يَشِعُّ مِنْ مَاضِيكِ وَإِلَيْكِ يَنْتَسِبُ الفَخَارُ وَكَيْفَ لاَ * يَا مِصْرُ وَالنِّيلُ العَظِيمُ أَبُوكِ شَيَّدْتِ لِلدُّنيَا صُرُوحَ حَضَارَةٍ * وَأَنَارَ لَيْلَ العَالَمِينَ بَنُوكِ وَبِصَفْحَةِ التَّارِيخِ كَمْ لَكِ أَحْرُفٍ * قَدْ سَطَّرُوهَا بِالدَّمِ المَسْفُوكِ لَكِ في سِجِلِّ المجْدِ ذِكْرٌ مُشْرِقٌ * سَيَظَلُّ تَاجَاً خَالِدَاً يَعْلُوكِ لَوْ تَنْطِقُ الأَهْرَامُ يَوْمَاً لاَنْبرَتْ * تَرْوِي حَدِيثَ المجْدِ عَن أَهْلِيكِ فَإِلاَمَ نَخْضَعُ أَوْ نَلِينُ لِعُصْبَةٍ * يَا مِصْرُ في الأَغْلاَلِ قَدْ وَضَعُوكِ

إِنَّا لَنَأْبى أَنْ نَعِيشَ أَذِلَّةً * وَيَظَلُّ وَادِي النِّيلِ كَالمَمْلُوكِ لعِصَابَةٍ لِلسُّوءِ عَاشُواْ عَالَةً * في كُلِّ قُطْرٍ عِيشَةَ الصُّعْلُوكِ أَوَلَيْسَ في " دِنْكَرْكَ " فِتْيَةُ هِتْلَرٍ * يَا دَوْلَةَ الجُبَنَاءِ قَدْ صَفَعُوكِ لَوْلاَ مُؤَازَرَةٌ مِنَ الحُلَفَاءِ مَا * نِلتِ المُنى يَا لَيْتَهُمْ تَرَكُوكِ يَا مِصْرُ لَمْ تَكُنِ المُعَاهَدَةُ الَّتي * قُطِعَتْ سِوَى قَيْدٍ لَنَا محْبُوكِ حَتىَّ اسْتَبَانَ النُّورُ وَانْقَشَعَ الدُّجَى * وَعَرَفْتِ أَنَّ القَوْمَ قَدْ خَدَعُوكِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَالرَّوْضِ أَضْحَكَهُ الغَمَامُ البَاكِي {ابْنُ زَيْدُون} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ الأَبَالِسَ عِنْدَمَا ضَاقُواْ بِنَا * جَاءواْ لَنَا في صُورَةِ النُّسَّاكِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

خُضْنَا البِحَارَ عَلَى المَعَاشِ فَلَيْتَني * أَلْقَيْتُ نَفْسِي فِيهِ لِلأَسْمَاكِ أَنْفَقْتِ عُمْرَكِ تَطْلُبِينَ رُجُوعَنَا * وَتجُولُ كُلَّ سَفِينَةٍ عَيْنَاكِ مَا مَرَّتِ النَّسَمَاتُ بي وَقْتَ الدُّجَى * إِلاَّ عَرَفْتُ بِطِيبِهَا رَيَّاكِ وَالبَدْرُ لَمْ يَظْهَرْ لِعَيْنيَ مَرَّةً * إِلاَّ ذَكَرْتُ بِوَجْهِهِ رُؤْيَاكِ أَشْقَى البَرِيَّةِ كُلِّهَا أُمٌّ قَضَتْ * أَيَّامَهَا في وِحْدَةِ النُّسَّاكِ

أَشْقَى البَرِيَّةِ كُلِّهَا زَوْجَةٌ قَدْ أَنفَقَتْ * أَيَّامَهَا في وِحْدَةِ النُّسَّاكِ مَاتَتْ مُلَوَّعَةَ الفُؤَادِ وَعَيْنُهَا * تجْتَالُ بَينَ البَابِ وَالشُّبَّاكِ وَأَنَا الَّذِي أُرْثِي النُّجُومَ إِذَا هَوَتْ * فَتَعُودُ لِلدَّوَرَانِ بِالأَفْلاَكِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لاَ تَهْجُرِيهِ بحَقِّ مَن أَوْلاَكِ * عَرْشَ الجَمَالِ فَإِنَّهُ يَهْوَاكِ وَأَرَاهُ قَدْ مَلَكَ الغَرَامُ زِمَامَهُ * مَا عَادَ يَرْغَبُ في البَنَاتِ سِوَاكِ فَلَقَدْ رَمَيْتِ مِنَ العُيُونِ بِأَسْهُمٍ * وَجَعَلْتِ مِنْ قَلْبِ الفَتى مَرْمَاكِ فَمَضَى وَأَدْرَكَهُ الذُّبُولُ مُبَكِّرَاً * مَا كَانَ ضَرَّكِ لَوْ رَحِمْتِ فَتَاكِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

[بَحْرُ الكَامِلِ وَالطَّوِيل ـ 2]: °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {يَفْعَلُ/مَفْعَلُ/يَفْعَلاَ/مَفْعَلاَ/تَفَعَّلُ/تَفَعَّلاَ/افْعَلُواْ/افْعَلِي/افْعَلِ/افْعَلاَ/} لاَ تَفْرَحُواْ أَوْ تَفْخَرُواْ أَوْ تَشْمَتُواْ * الْيَوْمَ أَفْلَتُّمْ غَدَاً لَنْ تُفْلِتُواْ إِن أَسْقَطُوكَ فَلاَ تَلِن يَا حِشْمَتُ * كَمْ أَسْقَطُواْ مِنْ فَائِزٍ وَتَعَنَّتُواْ إِن أَسْقَطُوكَ فَلاَ تَلِن يَا حِشْمَتُ * للهِ سَيْفٌ لِلْعَدَالَةِ مُصْلَتُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَلَمَّا رَأَيْتُ الْقَوْمَ شَدُّواْ رِحَالَهُمْ * إِلى بحْرِكَ الطَّامِي أَتَيْتُ بجَرَّتي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَنَفْسِيَ كَانَتْ لاَ تَزَالُ عَزِيزَةً * فَلِمَّا رَأَتْ صَبْرِي عَلَى الذُّلِّ ذَلَّتِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَأَى فَاقَتي مِن حَيْثُ يخْفَى مَكَانُهَا * فَكَانَتْ قَذَى عَيْنَيْهِ حَتىَّ تجَلَّتِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

سَقَوْني وَقَالُواْ لاَ تُغَنِّ وَلَوْ سَقَواْ * جِبَالَ حُنَينٍ مَا سَقَوْني لَغَنَّتِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَمَنَّيْتُهَا حَتىَّ إِذَا مَا رَأَيْتُهَا * رَأَيْتُ المَنَايَا شُرَّعَاً قَدْ أَظَلَّتِ وَمَا سَاءهَا إِلاَّ كِتَابٌ كَتَبْتُةُ * فَلَيْتَ يَمِيني بَعْدَ ذَلِكَ شُلَّتِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْصِ الهَوَى قَادَكَ الهَوَى * إِلىَ بَعْضِ مَا فِيهِ عَلَيْكَ مَقَالُ {يُنْسَبُ لهِشَامِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ مَرْوَان} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

نهَايَةُ بحْثِي في الكَلاَمِ ضَلاَلُ * وَحَاصِلُ مَطْلَبِهِ أَذَىً وَوَبَالُ فَلَمْ نَسْتَفِدْ مِنْ بحْثِنَا طُولَ عُمْرِنَا * سِوَى أَنْ جَمَعْنَا فِيهِ قِيلَ وَقَالُواْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكَمْ مِنْ جِبَالٍ قَدْ عَلاَ شُرُفَاتِهَا * رِجَالٌ فَزَالُواْ وَالجِبَالُ جِبَالُ كَمْ مِنْ جِبَالٍ قَدْ عَلاَ شُرُفَاتِهَا * قَوْمٌ فَزَالُواْ وَالجِبَالُ جِبَالُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خَاطِرْ بِنَفْسِكَ كَيْ تُصِيبَ غَنِيمَةً * إنَّ القُعُودَ مَعَ النِّسَاءِ خَبَالُ خَاطِرْ بِنَفْسِكَ كَيْ تُصِيبَ غَنِيمَةً * إنَّ القُعُودَ مَعَ النِّسَاءِ وَبَالُ

مَا بَالُ قَوْمٍ عِنْدَهُمْ أَمْوَالُ * في مِصْرَ مِنهُمْ زَادَ الاَسْتِغْلاَلُ مَا دَامَ فِينَا هَؤُلاَءِ فَبَيْنَنَا * وَوُصُولِ مِصْرَ إِلى الْعُلاَ أَمْيَالُ لَمْ يَنْظُرُواْ لِشُعُوبِهِمْ تِلْكَ الَّتي * ثَقُلَتْ عَلَى أَعْنَاقِهَا الأَغْلاَلُ وَلَرُبَّمَا مَنَعُواْ الزَّكَاةَ وَأَظْهَرُواْ * إِفْلاَسَهُمْ بِبَرَاعَةٍ وَاحْتَالُواْ إِنيِّ نَظَرْتُ بِمِصْرَ لَمْ أَرَ مَصْنَعَاً * إِلاَّ وَفِيهِ يَشْتَكِي الْعُمَّالُ كُلُّ الْبِلاَدِ غَنِيُّهَا مُتَعَاطِفٌ * إِلاَّ بِمِصْرَ غَنِيُّهَا مخْتَالُ

وَلِذَا أَصَابَتْ شَعْبَ مِصْرَ مجَاعَةٌ * وَنحَافَةٌ في جِسْمِهِ وَهُزَالُ كَمْ فَوْقَ أَكْتَافِ الْفَقِيرِ مِنَ الأَسَى * قَدْ حُمِّلَتْ وَتَرَاكَمَتْ أَثْقَالُ وَالْفَقْرُ دَاءٌ في سَبِيلِ دَوَائِهِ * لاَ يَنْفَعُ التَّطْعِيمُ وَالأَمْصَالُ يَا رَبِّ لُطْفَاً بِالْعِبَادِ وَرَحْمَةً * فَتَدَهْوَرَتْ بِعِبَادِكَ الأَحْوَالُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَلْقَتْ مَرَاسِيَهَا بِذِي رَمْرَامِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَعِيدِي قَلْبي وَاذْهَبي بِسَلاَمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَلَكُواْ أَذِمَّةَ كُلِّ عِلْمٍ سَامِي * وَالحَرْبُ تَمْلِكُهُمْ بِغَيرِ زِمَامِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

للهِ دَرُّكَ مِنْ فَتى فَجَعَتْ بِهِ * يَومَ الخَمِيسِ حَوَادِثُ الأَيَّامِ {ابْنُ هِرْمَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَتَنَاوَشُونَ إِذَا الْتَقَوْ في مَعْرَكٍ * شَزْرَاً يُزِيلُ مَوَاقِعَ الأَقْدَامِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِنَّا لَنُقْرِي الضَّيْفَ قَبْلَ نُزُولِهِ * وَنُشْبِعُهُ بِشْرَاً بِغَيرِ سَلاَمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَعَابٌ يَسُرُّ العَينَ مِن حُسْنِ خَطْوِهَا * تَثَنٍّ بِأَعْطَافٍ وَلِينُ كَلاَمِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا سَامَحَ الأَعْمَى الأَنَامُ لِكَبْوَةٍ * فَلَنْ يَسْمَحُواْ لِلْمُبْصِرِ المُتَعَامِي إِذَا عَذَرَ الأَعْمَى الأَنَامُ لِكَبْوَةٍ * فَلاَ يَعْذُرُونَ المُبْصِرَ المُتَعَامِي {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَاعْلَمْ بِأَنَّهُمُ إِذَا لَمْ يُنْصَفُواْ * حَكَمُواْ لأَنْفُسِهِمْ عَلَى الحُكَّامِ وَجِنَايَةُ الجَاني عَلَيْهِمْ تَنْقَضِي * وَهِجَاؤُهُمْ يَبْقَى مَعَ الأَيَّامِ {الخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الفَرَاهِيدِيّ، كَمَا وَجَدْتُهَا مَنْسُوبَةً لاَبْنِ الرُّومِيِّ في دِيوَانِهِ بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَعَلَى عَدُوِّكَ يَا ابْنَ {/5///5//5} * رَصَدَانِ ضَوْءُ الصُّبْحِ وَالإِظْلاَمِ فَإِذَا تَنَبَّهَ رُعْتَهُ وَإِذَا غَفَا * سَلَّتْ عَلَيْهِ سُيُوفَهَا الأَحْلاَمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَرَكَ المَسِيحِيُّونَ مَا أُمِرُواْ بِهِ * وَالمُسْلِمُونَ بَغَوْاْ عَلَى الإِسْلاَمِ كَانُواْ بَني أُمٍّ فَفَرَّقَ شَمْلَهُمْ * خُبْثُ القُلُوبِ وَخِفَّةُ الأَحْلاَمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَتَشَبَّهُواْ بِالغَرْبِ حَتىَّ أَوْشَكُواْ * أَنْ يَعْبُدُوهُ عِبَادَةَ الأَصْنامِ تَقْلِيدَ أَعْمَىً قَلَّدُواْ وَلِذَا فَقَدْ * تَبِعُواْ نِظَامَهُمُ بِغَيرِ نِظَامِ {محْمُود غُنَيْم بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

هَشٌ إِذَا نَزَلَ الوفُودُ بِبَابِهِ * سَهْلُ الحِجَابِ مُؤَدَّبُ الخُدَّامِ وَإِذَا رَأَيْتَ صَدِيقَهُ وَشَقِيقَهُ * لَمْ تَدْرِ أَيَّهُمَا أَخَا الأَرْحَامِ تَتَيَقَّنُ الأَمْوَالُ حِينَ تحِلُّ في * يَدِهِ بِأَنْ لَيْسَتْ بِدَارِ مُقَامِ {ابْنُ هِرْمَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عِشْرُونَ عَامَاً في طَريقِيَ سَائِرٌ * وَالمَرْءُ قَدْ يَبْلَى مَعَ الأَيَّامِ وَحَسِبْتُ آلاَمِي انْتَهَتْ لَمَّا انْتَهَى * فَإِذَا النِّهَايَةُ أَعْظَمُ الآلاَمِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر}

أَحْيى عَلَى أَمَلِي وَكَمْ مِنْ شَاعِرٍ * يحْيى كَمَا أَحْيى عَلَى الأَوْهَامِ وَإِذَا الحَقِيقَةُ أَعْجَزَتْكَ فَرُبَّمَا * أَدْرَكْتَ مَا أَعْيَاكَ بِالأَحْلاَمِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر أَوْ محْمُود غُنيم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَيْتَاً خُلِقْتُ وَلَمْ أَكُنْ مِنْ قَبْلِهَا * شَيْئَاً يَمُوتُ فَمُتُّ حِينَ حَيِيتُ {السَّمَوْءَ ل 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَاليَأْسُ مَوْتٌ غَيرَ أَنَّ صَرِيعَهُ * يَبْقَى وَأَمَّا نَفْسُهُ فَتَزُولُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَئِنْ كُنْتُ لاَ أَدْرِي مَتى المَوْتُ فَاعْلَمِي * بِأَنيَّ مَهْمَا عِشْتُ سَوْفَ أَمُوتُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لي صُحْبَةٌ في مُنْتَدَى الأَدْرِيجِي * بِإِخَائِهِمْ قَدْ قَرَّرُواْ تَتْوِيجِي لَوْ أَنَّهُمْ سَمِعُواْ بِأَنيِّ عَازِبٌ * لَتَكَاتَفُواْ سَعْيَاً إِلى تَزْوِيجِي وَلَكَمْ نَسَجْتُ الشِّعْرَ لَمْ أَرَ قَارِئَاً * بي مُعْجَبَاً إِعْجَابَهُمْ بِنَسِيجِي فَلَمَسْتُ صِدْقَاً في صَدَاقَتِهِمْ مَعِي * وَرَأَيْتُ حُبَّاً لَيْسَ " بِالتَّهْرِيجِ " {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خَاطِرْ بِنَفْسِكَ كَيْ تُصِيبَ غَنِيمَةً * إنَّ القُعُودَ مَعَ النِّسَاءِ قَبِيحُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَلَرُبَّمَا مَنَعَ اللَّبِيبُ لِسَانَهُ * مِن أَنْ يجِيبَ وَإِنَّهُ لَفَصِيحُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَقُبْحَاً لِذَا الْعِلْمِ الَّذِي تَدَّعُونَهُ * إِذَا كَانَ في عِلْمِ النُّفُوسِ هَلاَكُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَسَى بَعْدَ بَينٍ أَنْ يَكُونَ تَلاَقِي {ابْنُ مَيَّادَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا زَادَ مَاءُ النِّيلِ إِلاَّ لأَنَّني * وَقَفْتُ بِهَا أَبْكِي فِرَاقَ رِفَاقِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الأُمُّ مَدْرَسَةٌ إِذَا أَعْدَدْتَهَا * أَعْدَدْتَ شَعْبَاً طَيَّبَ الأَعْرَاقِ الأُمُّ أُسْتَاذُ الأَسَاتِذَةِ الأُلى * بَلَغَتْ مَآثِرُهُمْ مَدَى الآفَاقِ {حَافِظ إِبْرَاهِيم}

إِنِّي لأَفْرَحُ بِالمَكَارِمِ وَالتُّقَى * فَرَحَ الغَرِيبِ بِعَوْدَةٍ وَتَلاَقِ فَإِذَا رُزِقْتَ خَلِيقَةً محْمُودَةً * فَقَدِ اصْطَفَاكَ مُقَسِّمُ الأَرْزَاقِ {حَافِظ إِبْرَاهِيم بِتَصَرُّف} كَمْ ذَا يُكَابِدُ عَاشِقٌ وَيُلاَقِي * في حُبِّ مِصْرَ كَثِيرَةِ العُشَّاقِ كَمْ ذَا يُكَابِدُ عَاشِقٌ وَيُلاَقِي * في حُبِّ جَدَّةَ جَمَّةَ العُشَّاقِ إِنيِّ لأَحْمِلُ في هَوَاكِ صَبَابَةً * يَا شَمْسَ صَيْفٍ سَاعَةَ الإِشْرَاقِ لَهْفِي عَلَيْكِ مَتى أَرَاكِ طَلِيقَةً * مِثْلَ الحَمَامِ يَطِيرُ لِلآفَاقِ {حَافِظ إِبْرَاهِيم}

يَا رَبِّ أَبْقِ جَرِيدَةَ الآفَاقِ رَيَّانَةَ الأَغْصَانِ وَالأَوْرَاقِ وَاحْفَظْ إِدَارَتَهَا وَكُلَّ فَرِيقِهَا مِنْ فُرْقَةٍ دَبَّتْ بِقَلْبِ رِفَاقِ لَمَّا تَزَلْ مُتَنَفَّسَاً لِلشَّعْبِ مِن هَذَا النِّظَامِ الْفَاسِدِ الخَنَّاقِ لَيْسَتْ مُنَافِقَةً وَلاَ زَمَّارَةً حَتىَّ تَظَلُّمُهَا كَلاَمٌ رَاقِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَمْ أَلْقَ عَيْبَاً فِيهِ إِلاَّ أَنَّهُ * يَسْتَعْبِدُ الأَحْرَارَ بِالإِعْتَاقِ فَإِذَا أَصَابَكَ مِنهُ رِقُّ صَنِيعَةٍ * فَكَطَوْقِ حُلْيٍ لاَ كَغُلِّ وَثَاقِ فَلَرُبَّ أَسْرَى لِلزَّمَانِ أَعَدْتَهُمْ * مِنْ بَعْدِ عِتْقِهِمُ إِلى اسْتِرْقَاقِ يُسْدِي الجَمِيلَ إِلَيْكُمُ مُتَجَمِّلاً * بِذَكَاءِ رَائِحَةٍ وَطِيبِ مَذَاقِ كَالشَّمْسِ في كَبِدِ السَّمَاءِ محِلُّهَا * وَشُعَاعُهَا في سَائِرِ الآفَاقِ قَبِّلْ أَنَامِلَهُ فَلَسْنَ أَنَامِلاً * لَكِنَّهُنَّ مَفَاتِحُ الأَرْزَاقِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنَّ النُّفُوسَ وَدِيعَةٌ وَكَذَا الفَتى * هَدْيٌ إِلى سَاحِ المَنُونِ يُسَاقُ فَإِذَا النُّفُوسَ وَدِيعَةٌ وَكَذَا الفَتى * هَدْيٌ إِلى سَاحِ المَنُونِ يُسَاقُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ضَاقَتْ عَلَيَّ بِوُسْعِهَا الآفَاقُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَابُواْ عَلَى سُخْرِيَّتي وَلُذُوعِهَا * وَالنَّارُ لَيْسَ يَعِيبُهَا الإِحْرَاقُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَاليَوْمُ نَوْمٌ وَالتَّحِيَّةُ قُبْلَةٌ * بَيْني وَبَيْنَكَ وَالسَّلاَمُ عِنَاقُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تخْفِ مَا فَعَلَتْ بِكَ الأَشْوَاقُ * وَاكْشِفْ هَوَاكَ فَكُلُّنَا عُشَّاقُ فَعَسَى يُصِيبُكَ مَنْ شَكَوْتَ لَهُ الهَوَى * مِنْ طِبِّهِ فَالعَاشِقُونَ رِقَاقُ لاَ تجْزَعَنَّ فَلَسْتَ أَوَّلَ عَاشِقٍ * فَتَكَتْ بِهِ الوَجَنَاتُ وَالأَحْدَاقُ {محَمَّدٌ التِّلْمِسَانيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

هَذَا وَكَمْ لَكَ وَقْفَةٌ مَشْهُورَةٌ * أَرْضَيْتَ فِيهَا اللهَ وَالإِسْلاَمَا {ابْنُ حَيُّوس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِن أَشْعَلَ الأَعْدَاءُ نَارَاً جِئْتَنَا * فَجَعَلْتَهَا بَرْدَاً لَنَا وَسَلاَمَا {ابْنُ حَيُّوس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا وَيحَهُمْ قَدْ شَبَّهُوكَ بمِنْجَلٍ * مَاذَا حَصَدْتَ أَتحْصُدُ الأَيَّامَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° للهِ قَوْمٌ أَخْلَصُواْ في حُبِّهِ * فَأَحَبَّهُمْ وَاخْتَارَهُمْ خَدَّامَا قَوْمٌ إِذَا جَنَّ الظَّلاَمُ عَلَيْهِمُ * قَامُواْ هُنَالِكَ سُجَّدَاً وَقِيَامَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَضْبُ اللِّسَانِ يَكَادُ يَهْجُو نَفْسَهُ * وَيجَرِّحُ الأَخْوَالَ وَالأَعْمَامَا إِنْ لَمْ يَجِدْ حُرَّاً يُمَزِّقُ عِرْضَهُ * أَمْسَى كَئِيبَاً لاَ يَذُوقُ مَنَامَا إِنْ نَأْكُلِ الأَنعَامَ نحْنُ فَإِنَّهُ * أَمْسَى لَهُ لحْمَ الأَنَامِ طَعَامَا شُكْرَاً لِقَوْمٍ كَرَّمُوهُ فَإِنَّمَا * تَرَكُواْ الفُحُولَ وَشَجَّعُواْ الأَقْزَامَا إِنَّ الخَبِيثَ لِسَانُهُ سَيَكُونُ في * أَيْدِي زَبَانِيَةِ الجَحِيمِ زِمَامَا لَنْ يَغْفِرَ المَوْلى لَهُ مَا قَالَهُ * وَلَوَ انَّهُ صَلَّى وَطَافَ وَصَامَا {حَافِظ إِبْرَاهِيم، أَوْ محْمُود غَنيم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَوْمِي عَلاَمَ تُهَلِّلُونَ عَلاَمَا * وَلِمَنْ نَصَبْتُمْ هَذِهِ الأَعْلاَمَا هَلْ قَامَ مِنْ بَعْدِ التَّحَيُّزِ نَائِبٌ * في البرْلَمَانِ يُحَاسِبُ الحُكَّامَا هَلْ أَصْبَحَ الإِسْلاَمُ دُسْتُورَاً لَنَا * مِنْ بَعْدِ أَنْ ذُقْنَا الأَسَى أَعْوَامَا قَدْ خِلْتُ مَنْ دَقُّواْ البَشَائِرِ أَنَّهُمْ * نَزَعُواْ القُيُودَ وَحَرَّرُواْ الأَقْلاَمَا وَظَنَنْتُ أَنَّ هُتَافَ مَن هَتَفُواْ عَلَى * أَنْقَاضِ سِجْنٍ فَارَقُوهُ حُطَامَا

يَا أُمَّةً مُنِيَتْ بِأَفْدَحِ نَكْبَةٍ * زَادَتْ شَقَاءَ حَيَاتهَا آلاَمَا أَوْلى بِهَا لَوْ أَنَّهَا مِن خِزْيِهَا * بَينَ الوَرَى خَفَضَتْ لِذَاكَ الهَامَا أَوَلَيْسَ يُنْكِرُ كُلَّ صَوْتٍ غَيرَهُ * وَلَوِ اسْتَطَاعَ لأَنْكَرَ الإِسْلاَمَا هُوَ لَعْنَةٌ نَزَلَتْ بِنَا وَكَأَنَّهُ * ذِئْبٌ رَأَى في جُوعِهِ أَغْنَامَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لِكُلِّ جَدِيدٍ لَذَّةٌ غَيرَ أَنَّني * وَجَدْتُ جَدِيدَ المَوْتِ غَيرَ لَذِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا قَدَرُ الإِنْسَانِ كَانَ بِبَلدَةٍ * دَعَتْهُ إِلَيْهَا حَاجَةٌ فَيَجِيءُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا لي مَرِضْتُ فَلَمْ يَعُدْنيَ عَائِدٌ * مِنْكُمْ وَيَمْرَضُ كَلْبُكُمْ فَأَجِيءُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلاَ خَيْرَ فِيمَنْ لاَ يُرَوِّضُ نَفْسَهُ * عَلَى بَادِرَاتِ الحُبِّ حِينَ تجِيءُ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لأَبي الْعَتَاهِيَة 0 وَالثَّاني لي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{/5/ 5/} سَيْلٌ لَمْ يُلاَقِ مَسِيلاَ {ابْنُ حَيُّوس بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * طَلَعَ الصَّبَاحُ فَأَطْفِئُواْ القِنْدِيلاَ * هَذَا الصَّبَاحُ فَأَطْفِئُواْ القِنْدِيلاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَعْدَى الزَّمَانَ سَخَاؤُهُ فَسَخَا بِهِ * وَبِمِثْلِهِ كَانَ الزَّمَانُ بخِيلاَ {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ كَانَ عِلْمُكَ بِالإِلَهِ مُقَسَّمَاً * في النَّاسِ مَا بَعَثَ الإِلَهُ رَسُولاَ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَإِذَا أُصِيبَ القَوْمُ في أَخْلاَقِهِمْ * فَأَقِمْ عَلَيْهِمْ مَأْتَمَاً وَعَوِيلاَ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِذَا تَمَلَّكَتِ الصَّبَابَةُ في امْرِئٍ * لَمْ يجْدِ عَذْلُ العَاذِلِينَ فَتِيلاَ وَإِذَا تَمَلَّكَتِ الصَّبَابَةُ في امْرِئٍ * لَمْ يجْدِ لَوْمُ الَّلاَئِمِينَ فَتِيلاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الحُبُّ مَصْدَرُهُ العُيُونُ وَرُبَّمَا * اتخَذَ اللِّسَانُ إِلى القُلُوبِ سَبيلاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ الْكَلاَمَ لَفِي الْقُلُوبِ وَإِنَّمَا * جُعِلَ اللِّسَانُ عَلَى الْقُلُوبِ دَلِيلاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَشْجَى مِنَ العُودِ المُرَنِّمِ مَنْطِقَاً * وَأَرَقُّ مِن أَوْتَارِهِ تَرْتِيلاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَوْمٌ إِذَا وَجَدَتْ عَلَيْكَ صُدُورُهُمْ * فَخَصِيمُهُمْ سَيَكُونُ عِزْرَائِيلاَ أَعْدَى الزَّمَانَ سَخَاؤُهُمْ فَسَخَا بِهِ * وَبِمِثْلِهِمْ بخِلَ الزَّمَانُ طَوِيلاَ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرُ لِلْمُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَصْبَحْتُ بَيْنَ خَصَاصَةٍ وَتجَمُّلٍ * وَالمَرْءُ بَيْنَهُمَا يَمُوتُ هَزِيلاَ فَامْدُدْ إِليَّ يَدَاً تَعَوَّد بَطْنُهَا * بَذْلَ النَّوَالِ وَظَهْرُهَا التَّقْبِيلاَ وَوَسِيلَتي أَنيِّ قَصَدْتُكَ لاَ أَرَى * إِلاَّ عَلَيْكَ لحَاجَتي تَعْوِيلاَ {ابْنُ الرُّومِي}

مَا سَوَّلَتْ نَفْسٌ لِصَاحِبِهَا الْغِنى * إِلاَّ انْبَرَيْتَ تُصَدِّقُ التَّسْوِيلاَ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَظَرُ العُيُونِ إِلى العُيُونِ هُوَ الَّذِي * جَعَلَ الهَلاَكَ إِلى القُلُوبِ سَبيلاَ وَإِذَا تَمَلَّكَتِ الصَّبَابَةُ في امْرِئٍ * لَمْ يُجْدِ عَذْلُ العَاذِلِينَ فَتِيلاَ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ فَقَطْ لإِيلِيَّا أَبي مَاضِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَثَلاَثَةٍ لَمَّا ضَمَمْتُهُمُ إِلى * صَدْرِي شَفَيْتُ مِنَ الفُؤَادِ غَلِيلاَ يَتَسَابَقُونَ إِليَّ حِينَ أَعُودُ مِنْ * سَفَرٍ قَصِيرٍ قَدْ رَأَوْهُ طَوِيلاَ مَا بَالُ قَلْبي كُلَّمَا أَعْطيْتُهُمُ * أَضْعَافَ مَا طَلَبُواْ يَرَاهُ قَلِيلاَ وَعْدِي لَهُمْ أَمَلٌ فَإِنْ قَصُرَتْ يَدِي * عَنْ مَطْلَبٍ فَرِحُواْ بِهِ تَعْلِيلاَ لَوْلاَهُمُ مَا كَانَ ضَعْفِي قُوَّةً * وَالْعُسْرُ يُسْرَاً وَالبَقَاءُ جَمِيلاَ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَمِن أَجْمَلِ وَأَرَقَّ مَا قَالَهُ أَمِيرُ الشُّعَرَاءِ في الظَّالِمِينَ قَوْلُهُ في أَحَدِ حُكَّامِ هَذِهِ الأَيَّام: أَيَّامُكُمْ أَمْ عَهْدُ إِسْمَاعِيلاَ * أَمْ أَنْتَ فِرْعَوْنٌ يَسُوسُ النِّيلاَ يَا مَنْ مَلَكْتَ أَذَى الْعِبَادِ وَضُرَّهُمْ * هَلاَّ اتَّخَذْتَ إِلى الْقُلُوبِ سَبِيلاَ أَوْسَعْتَنَا يَوْمَ الْوَدَاعِ إِهَانَةً * أَدَبٌ لَهُ لَمْ نَلْقَ قَطُّ مَثِيلاَ دَخَلُواْ دُخُولَ الْفَاتحِينَ بِلاَدَنَا * مِصْرَاً فَكَانُواْ كَالمَغُولِ دُخُولاَ هَدَمُواْ مَعَالِمَهَا وَهَدُّواْ رُكْنَهَا * وَتَنَاسَوُا اسْتِقْلاَلَهَا المَأْمُولاَ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قُلنَا وَأَصْغَى السَّامِعُونَ طَوِيلاَ * خَلُّواْ المَنَابِرَ لِلسُّيُوفِ قَلِيلاَ لُغَةُ الأَعَادِي مِنْ دَمٍ أَحْبَارُهَا * فَلتَقْرَءواْ دِيوَانَ إِسْرَائيلاَ قَالُواْ مُفَاوَضَةٌ فَقُلْتُ لَهُمْ مَتى * أَجْدَتْ مُفَاوَضَةُ اللِّئَامِ فَتِيلاَ سَئِمَ الفُؤَادُ الزُّورَ وَالتَّضْلِيلاَ * لاَ نَرْتَضِي غَيْرَ الجِهَادِ سَبِيلاَ سَبْعُونَ عَامَاً بِالمَذَلَّةِ قَدْ مَضَتْ * نَشْكُو عَدُوَّاً في البِلاَدِ نَزِيلاَ كِدْنَا إِذَا ذَكَرَ الجَلاَءَ تَكَرُّمَاً * نَجْرِي لِنُوسِعَ كَفَّهُ تَقْبِيلاَ قَتَلُواْ الشُّيُوخَ العَاجِزِينَ وَأَعْمَلُواْ * في النِّسْوَةِ التَّعْذِيبَ وَالتَّنْكِيلاَ يَا رُبَّ طِفْلٍ مُزِّقَتْ أَوْصَالُهُ * قَدْ أَمْطَرُوهُ بِالرَّصَاصِ سُيُولاَ

يَا أُخْتَ عَمُّورِيَّةٍ لَبَّيْكِ قَدْ * دَقَّتْ حُمَاتُكِ لِلْحُرُوبِ طُبُولاَ نَادَيْتِ مُعْتَصِمَاً فَكَانَ جَوَابُهُ * جَيْشَاً شَرُوبَاً لِلدِّمَاءِ أَكُولاَ يَتَسَابَقُونَ إِلى الطِّعَانِ كَأَنَّمَا * يَجِدُونَ مُرَّ مَذَاقِهِ مَعْسُولاَ الطَّعْنَةُ النَّجْلاَءُ تَحْكِى عِنْدَهُمْ * طَرْفَاً غَضِيضَاً جَفْنُهُ مَكْحُولاَ وَيَكَادُ يَحْسِبُهَا الجَرِيحُ بِجِسْمِهِ * ثَغْرَاً فَيُومِئُ نَحْوَهُ تَقْبِيلاَ مَا كَانَ بِالأَلْفَاظِ جَرْسُ جَوَابِهِ * بَلْ كَانَ قَعْقَعَةً وَكَانَ صَلِيلاَ

فَلَقَدْ بَحَثْتُ عَنِ السَّلاَمِ فَلَمْ أَجِدْ * كَإِرَاقَةِ الدَّمِ بِالسَّلاَمِ كَفِيلاَ يَا قَوْمِ جِدُّواْ وَاعْمَلُواْ فَعَدُوُّنَا * لاَ يَعْرِفُ التَّصْفِيقَ وَالتَّهْلِيلاَ قُمْ يَا زَعِيمَ النِّيلِ جَدِّدْ مجْدَهُ * وَاطْرُدْ عَدُوَّاً بِالبِلاَدِ دَخِيلاَ السَّيْفُ مِفتَاحُ الطَّرِيقِ إِلى العُلاَ * تَعِسَ الَّذِي يَبْغِي سِوَاهُ بَدِيلاَ مَنْ يَسْتَدِلُّ عَلَى الحُقُوقِ فَلَنْ يَرَى * مِثْلَ السُّيُوفِ عَلَى الحُقُوقِ دَلِيلاَ {أَكْثَرُ مِنْ نِصْفِهَا لمحْمُود غُنيم بِتَصَرُّف، وَالْبَاقِي لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي أَيْضَاً بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنيِّ بَحَثْتُ فَمَا وَجَدْتُ سَبِيلاَ * إِلاَّ الجِهَادَ لِرَدْعِ إِسْرَائِيلاَ وَاللهِ إِنَّ صَنِيعَ هِتْلَرَ فِيهِمُ * قَدْ كَانَ حُكْمَاً عَادِلاً وَقَلِيلاَ أَيُحَرِّمُونَ عَلَى حَمَاسَ دِفَاعَهَا * وَيُحَلِّلُونَ لِغَيرِهَا التَّقْتِيلاَ فَتَفَرَّغُواْ لِلْقُدْسِ يَا حُكَّامَنَا * أَوْضَاعُهَا لاَ تَقْبَلُ التَّأْجِيلاَ للهِ هَارُونُ الرَّشِيدُ فَلَوْ رَأَى * أَحْوَالَهَا مَلأَ الْبِلاَدَ صَهِيلاَ فَتَعَجَّلُواْ يَا قَوْمِ في إِنْقَاذِهَا * فَالْكُلُّ يَرْجُو مِنْكُمُ التَّعْجِيلاَ الْغَرْبُ لَنْ يَرْضَى وَأَمْرِيكَا وَلَوْ * أَوْسَعْتُمُ كَفَّيْهِمَا تَقْبِيلاَ لَنْ يَسْتَرِدَّ الْقُدْسَ مُؤْتَمَرٌ وَلاَ * دُوَلٌ تُجِيدُ الزَّمْرَ وَالتَّطْبِيلاَ

هَذِي السِّيَاسَةُ في التَّعَامُلِ مَعْهُمُ * تَحْتَاجُ يَا حُكَّامَنَا التَّعْدِيلاَ شَعْبُ الْعُرُوبَةِ مُنْذُ كَانَ مُنَاضِلاً * فَلِمَ ارْتَضَيْتُمْ أَنْ يَكُونَ ذَلِيلاَ الحَقُّ مَعْكُمْ وَالشُّعُوبُ وَرَاءكُمْ * فَعَلاَمَ مَوْقِفُكُمْ يَكُونُ هَزِيلاَ إِنَّا شَبِعْنَا مِنْ شِعَارَاتٍ مَضَتْ * جَوْفَاءَ لَمْ نَعْرِفْ لَهَا تَأْوِيلاَ وَمُبَرِّرَاتٍ يَسْتَحِيلُ قَبُولُهَا * خَدَّاعَةً كَانَتْ لَنَا تَضْلِيلاَ إِنَّ الشُّعُوبَ تَحَمَّلَتْ بِسُكُوتِكُمْ * يَا قَوْمِ هَمَّاً في الصُّدُورِ ثَقِيلاَ وَعَلَى الْيَهُودِ تُرِيدُ نَصْرَاً فَاصِلاً * لِيَكُونَ فَوْقَ رُءوسِهَا إِكْلِيلاَ

فَتَسَلَّحُواْ وَعَلَى الإِلَهِ تَوَكَّلُواْ * وَسَلُواْ المَعُونَةَ مِنهُ وَالتَّسْهِيلاَ حَتىَّ تُرِيحُواْ الْكَوْنَ مِنهُمْ إِنَّهُ * سَيَكُونُ مِن غَيْرِ الْيَهُودِ جَمِيلاَ وَثِقُواْ بِنَصْرِ اللهِ لاَ بِإِشَاعَةٍ * قَدْ هَوَّلَتْ في حَجْمِهِمْ تَهْوِيلاَ وَاحْفَظْ لَنَا يَا رَبِّ كُلَّ مجَاهِدٍ * في الحقِّ لَمْ يَكُ بِالدِّمَاءِ بخِيلاَ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَيَا أَيُّهَا الشَّاكِي وَمَا بِكَ عِلَّةٌ * تجَمَّلْ تَرَى كُلَّ الوُجُودِ جَمِيلاَ فَشَرُّ عِبَادِ اللهِ نَفْسٌ كَئِيبَةٌ * قَدِ اسْتَعْجَلَتْ قَبْلَ الرَّحِيلِ رَحِيلاَ تَرَى الشَّوْكَ مَا بَينَ الغُصُونِ وَلاَ تَرَى * زُهُورَاً حِسَانَاً فَوْقَهُ إِكْلِيلاَ فَمَنْ قَدْ رَأَى أَنَّ الحَيَاةَ ثَقِيلَةٌ * رَأَتْهُ بِعَيْنَيْهَا الحَيَاةُ ثَقِيلاَ وَأَعْقَلُ نَاسٍ في الحَيَاةِ هُمُ الأُلى * إِذَا عَلَّلُوهَا أَحْسَنُواْ التَّعْلِيلاَ وَسَلْ مَن أَضَرُّواْ بِالبُكَاءِ عُيُونَهُمْ * وَقُلْ هَلْ شَفَيْتُمْ بِالبُكَاءِ غَلِيلاَ مَنِ اسْتَسْلَمُواْ لِلْهَمِّ سَوْفَ يُبِيدُهُمْ * وَيَأْخُذُهُمْ أَخْذَاً يَكُونُ وَبِيلاَ

فَكُنْ نِسْمَةً في الْفَجْرِ تُوسِعُ كُلَّ مَا * تَرَى مِنْ وُرُودٍ في الرُّبى تَقْبِيلاَ وَلاَ تَكُ رِيحَاً كَالسَّمُومِ الَّتي إِذَا * أَتَتْ مَلأَتْ كُلَّ الفَضَاءِ عَوِيلاَ وَكُنْ بُلْبُلاً دَوْمَاً تَرَاهُ مُغَرِّدَاً * وَلَوْ كَبَّلُوهُ بِالحَدِيدِ كُبُولاَ وَلَيْسَ غُرَابَاً نَاعِقَاً فَوْقَ جِيفَةٍ * وَبُومَاً يَرَى كُلَّ الْبِقَاعِ طُلُولاَ لَقَدْ أَخَذَ الطَّيْرُ الحَيَاةَ تَفَاؤُلاً * فَعَارٌ لِمِثْلِكَ أَنْ يَكُونَ مَلُولاَ يُغَنيِّ وَأَعْمَارُ الطُّيُورِ قَصِيرَةٌ * أَتَنْدُبُ يَا مَنْ قَدْ تَعِيشُ طَوِيلاَ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا أَيُّهَا الشَّيْخُ الَّذِي يَبْدُو التُّقَى * وَالنُّورُ فَوْقَ جَبِينِهِ إِكْلِيلاَ وَإِذَا رَآهُ مِنْ بَعِيدٍ طَالِبٌ * يجْرِي لِيُوسِعَ كَفَّهُ تَقْبِيلاَ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا وَيْلَ مَعْهَدِنَا وَيَا لَشَقَائِهِ * مِنْ قَوْمٍ اتَّخَذُواْ النِّفَاقَ سَبِيلاَ إِنْ جَاءهُمْ شَيْخٌ جَدِيدٌ ظَالِمٌ * أَبْدَواْ لَهُ التَّعْظِيمَ وَالتَّبْجِيلاَ وَلَرُبَّ نُصْحٍ قَدَّمُوهُ إِلَيْهِ قَدْ * شَاءواْ بِهِ التَّمْوِيهَ وَالتَّضْلِيلاَ وَالحَارِقُونَ وَفَوْقَ مَكْتَبِهِ لَهُ * عُودَ البُخُورِ عَشِيَّةً وَأَصِيلاَ وَالسَّاكِبُونَ لَهُ مِيَاهَ وُجُوهِهِمْ * إِن هُمْ أَرَادُواْ مَأْرَبَاً مَأْمُولاَ

القَوْمُ نَعْرِفُهُمْ وَنَعْرِفُ طَبْعَهُمْ * سَاءواْ نُفُوسَاً بَيْنَنَا وَعُقُولاَ فَاحْذَرْ دَسَائِسَهُمْ وَلاَ تَسْمَعْ لَهُمْ * إِنْ قَدَّمُواْ لِلْمُشْكِلاَتِ حُلُولاَ قُلْ لِلَّذِي يَبْغِي التَّمَلُّقَ خِسَّةً * لَنْ تَسْتَطِيعَ لِمَا تُرِيدُ وُصُولاَ سَارَ الجَمِيعُ إِلى الأَمَامِ وَشَعْبُنَا * لاَ زَالَ مِنْ بَينِ الشُّعُوبِ خَمُولاَ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بِالْقَوْلِ تَأْسِرُني كَأَنَّ لِسَانَهَا * عِقْدٌ تَحَدَّرَ دُرُّهُ مَنْثُورَا {جَمِيل بُثَيْنَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَبْدَ {/5//5/} تحِيَّةً مِنْ شَاعِرٍ * مَا قَالَ إِلاَّ أَطْرَبَ الجُمْهُورَا إِنْ شَاءَ زَفَّ لَكَ الَّلآلئَ أَحْرُفَاً * أَوْ شَاءَ سَاقَ لَكَ النُّجُومَ سُطُورَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَلَدَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ آدَمَ بَاكِيَاً * وَالنَّاسُ حَوْلَكَ يَضْحَكُونَ سُرُورَا فَاعْمَلْ بخَيرٍ كَيْ تَكُونَ إِذَا بَكَواْ * في يَوْمِ مَوْتِكَ ضَاحِكَاً مَسْرُورَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَارٌ إِذَا أَنْشَبْتُ فِيكَ مخَالِبي * إِذْ لَيْسَ مِن خُلُقِي افْتِرَاسُ نِعَاجِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

في حَادِثِ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ * الْكَوْنُ يَلْبَسُ حُلَّةَ الدِّيبَاجِ لِيَقُولَ لِلْمَبْعُوثِ فِينَا رَحْمَةً * الْقَوْمُ لاَ زَالُواْ عَلَى المِنهَاجِ فَسَفِينَةُ الإِسْلاَمِ تجْرِي كَالرَّحَى * في طَحْنِهَا لِلْبَحْرِ وَالأَمْوَاجِ وَالمُقْبِلُونَ عَلَى اعْتِنَاقِ طَرِيقِهَا * يَأْتُونَ مخْتَارِينَ بِالأَفْوَاجِ فَأَعِن إِلَهِي المُسْلِمِينَ وَقَوِّهِمْ * في ذَلِكَ اللَّيْلِ الْبَهِيمِ الدَّاجِي فَابْعَثْ إِلَيْهِمْ مَنْ يُوَحِّدُ صَفَّهُمْ * للهِ لاَ لِلْعَرْشِ أَوْ لِلتَّاجِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَمَتى بَنى بَانٍ حَقِيقَةَ أَمْرِنَا * جَعَلَ المَآتِمَ حَائِطَ الأَفْرَاحِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنْ ذَا يُغِيرُ عَلَى الأُسُودِ بِغَابِهَا * أَمْ مَنْ يَعُومُ بِمَسْبَحِ التِّمْسَاحِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وُلِدَ الهَوَى وَالشِّعْرُ لَيْلَةَ مَوْلِدِي * وَسَيُحْمَلاَنِ مَعِي عَلَى أَلْوَاحِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَبَبْتُ عَلَى دُرِّ الثَّنَايَا أَمَصُّهُ * وَأَطْلَقْتُ كَفِّي بَيْنَ وَرْدٍ وَتُفَّاحِ كَأَنَّ وَلِيدَاً يَلْقَمُ الثَّدْيَ جَائِعَاً * تَلَقَّفَهُ بِالْعَينِ وَالْفَمِ وَالرَّاحِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَنْ كَانَ في يَوْمِ اللِّقَاءِ مُقَصِّرَاً * عِنْدَ الهَزِيمَةِ يَظْلِمُ الأَقْدَارَا عَرَفَتْ لَنَا أَرْضُ المَلاَعِبِ فِتْيَةً * مَلَئُواْ القُلُوبَ وَمَتَّعُواْ الأَنْظَارَا حَتىَّ إِذَا رَاحُواْ رَأَيْنَا بَعْدَهُمْ * صَرْحَ الرِّيَاضَةِ عِنْدَنَا مُنهَارَا في عَامِنَا المَاضِي عَلَى أَيْدِيكُمُ * نِلْنَا المَهَانَةَ مِنهُمُ وَالعَارَا فَإِذَا أَرَدْتُمْ رَدَّ هَيْبَتِنَا لَنَا * كُونُواْ أُسُودَاً يُدْرِكُونَ الثَّارَا فَإِنِ انْتَصَرْتُمْ تُوِّجَتْ هَامَاتُكُمْ * مِنيِّ بِشِعْرٍ في المَلاَعِبِ سَارَا أَوْ كَانَتِ الأُخْرَى صَفَعْتُ وُجُوهَكُمْ * وَفَضَحْتُكُمْ بَينَ الوَرَى أَشْعَارَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف}

وَرُبَّ جَوَابٍ عَنْ كِتَابٍ بَعَثْتَهُ * وَعُنوَانُهُ لِلنَّاظِرِينَ قَتَامُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكَيْفَ أُطِيعُ الْعَاذِلاَتِ وَحُبُّهَا * يُؤَرِّقُني وَالْعَاذِلاَتُ نِيَامُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَإِذَا تَقَوَّتْ هَذِهِ الأَجْسَامُ * قَوِيَتْ بِفَضْلِ نَشَاطِهَا الأَفْهَامُ {مَعْرُوفٌ الرَّصَافي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا أُمَّةُ الإِسْلاَمِ إِلاَ أُمَّةٌ * كَمِثْلِ القَطَا لَوْ يُتْرَكُونَ لَنَامُواْامُ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرُ لآخَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَعْوَامُ وَصْلٍ كَادَ يُنْسِي طُولَهَا * ذِكْرُ النَّوَى فَكَأَنَّهَا أَيَّامُ ثُمَّ انْبَرَتْ أَيَّامُ هَجْرٍ بَيْنَنَا * فَكَأَنَّهَا مِنْ ثُقْلِهَا أَعْوَامُ ثُمَّ انْقَضَتْ تِلْكَ السِّنُونَ وَأَهْلُهَا * فَكَأَنَّهَا وَكَأَنَّهُمْ أَحْلاَمُ {أَبُو تَمَّامٍ بِتَصَرُّفٍ في الْبَيْتِ الثَّاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَامٌ تَوَلىَّ في الكَلاَمِ وَعَامُ * فَعَلَى المَطَالِبِ رَحْمَةٌ وَسَلاَمُ يَا أَوْلِيَاءَ أُمُورِنَا رِفْقَاً بِنَا * فَلَنَا عَلَيْكُمْ حُرْمَةٌ وَزِمَامُ هَذِي المُمَاطَلَةُ الَّتي تُبْدُونَهَا * لاَ الشَّعْبُ يَرْضَاهَا وَلاَ الإِسْلاَمُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} عِيسَى شِعَارُكَ في الحَيَاةِ مَحَبَّةٌ * لِلْعَالَمِينَ وَرَحْمَةٌ وَسَلاَمُ مَا كُنْتَ سَفَّاكَ الدِّمَاءِ وَلاَ امْرَأً * هَانَ الضِّعَافُ عَلَيْهِ وَالأَيْتَامُ يَا حَامِلَ الآلاَمِ عَن هَذَا الوَرَى * كَثُرَتْ عَلَيْهِ بِاسْمِكَ الآلاَمُ أَنْتَ الَّذِي جَعَلَ العِبَادَ جَمِيعَهُمْ * رَحِمَاً وَبِاسْمِكَ تُقْطَعُ الأَرْحَامُ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي}

حِكَمَ الشَّرِيعَةِ ذَمَّهَا أَقْوَامُ * وَعَلَى الرَّسُولِ تَطَاوَلَتْ أَقْزَامُ الحُزْنُ يَمْلأُ يَا حَبِيبُ جَوَانِحِي * وَأَرِقْتُ وَحْدِي وَالأَنَامُ نِيَامُ أَرْجُو لِقَاءَكَ يَا حَبِيبَ اللهِ فِي * شَوْقٍ وَتُثْني عَزْمَتي الآثَامُ أَدْنُو فَأَذْكُرُ مَا جَنَيْتُ فَأَنْزَوِي * خَجَلاً وَتَأْبىَ طَاعَتي الأَقْدَامُ كَيْفَ الدُّخُولُ إِلىَ رِحَابِ المُصْطَفَى * وَالنَّفْسُ حَيْرَى وَالذُّنُوبُ جِسَامُ

يَا مَنْ وُلِدْتَ فَأَشْرَقَتْ بِرُبُوعِنَا * نَفَحَاتُ نُورِكَ وَانْجَلَى الإِظْلاَمُ إِنيِّ وَقَفْتُ أَمَامَ قَبْرِكَ بَاكِيَاً * فَتَدَفَّقَ الإِحْسَاسُ وَالإِلْهَامُ حُورِبْتَ لم تخْضَعْ وَلم تخْشَ الْعِدَى * مَنْ يَحْمِهِ الرَّحْمَنُ كَيْفَ يُضَامُ وَمَلأْتَ هَذَا الْكَوْنَ نُورَاً فَاخْتَفَتْ * ظُلُمَاتُهُ وَتَقَوَّضَتْ أَصْنَامُ يَا هَادِيَ الثَّقَلَيْنِ هَلْ مِنْ دَعْوَةٍ * تَدْعُو بِهَا يَسْتِيْقِظُ النُّوَّامُ [نِزَار قَبَّاني بِتَصَرُّف] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قِفْ أَيُّهَا الغَادِي عَلَيْكَ سَلاَمُ * بِأَبي المَكَارِمِ تَذْهَبُ الأَيَّامُ بَكَتِ المُرُوءةُ بَعْدَ مَوْتِكَ سَيِّدَاً * وَهَوَى بِفَقْدِكَ لِلوَفَاءِ إِمَامُ وَطَوَى الرَّدَى عَلَمَاً بِنُبْلِ خِصَالِهِ * وَفِعَالِهِ تَتَفَاخَرُ الأَعْلاَمُ لِمَنِ العَزَاءُ أَسُوقُهُ وَالكُلُّ في * جَنْبَيْهِ لِلْخَطْبِ الأَلِيمِ سِهَامُ حَرُّ الأَسَى بَيْنَ الضُّلُوعِ كَأَنَّهُ * في القَلْبِ مِن هَوْلِ المُصَابِ ضِرَامُ وَالعَيْنُ تهْمِي وَالدُّمُوعُ ذَوَارِفٌ * وَالنَّاسُ خَلْفَكَ شَفَّهَا الإِيلاَمُ إِنيِّ رَأَيْتُ غَدَاةَ فَقْدِكَ مَوْكِبَاً * تَبْدُو عَلَيْهِ مَرَارَةٌ وَزِحَامُ فَلَئِن حَنَواْ هَامَاتهِمْ فَلَطَالَمَا * خُفِضَتْ لِمِثْلِكَ في الحَيَاةِ الهَامُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير}

إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيكُنَّ ظِلٌّ وَلاَ جَنىً * فَأَبْعَدَكُنَّ اللهُ مِنْ شَجَرَاتِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ الأَمَانِيَّ الحِسَانَ جَمِيلَةٌ * لو أَنَّني أَدْرَكْتُ أُمْنِيَّاتي [عَلِي الجَارِم بِتَصَرُّف] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

خُلِقَ السُّرُورُ لِمَعْشَرٍ خُلِقُواْ لَهُ * وَخُلِقْتُ لِلأَحْزَانِ وَالعَبَرَاتِ مَنْ يَلْقَ مَا لاَقَيْتُ مِن شَوْكِ الغَضَا * يَيْأَسْ وَيَزْهَدْ طَيِّبَ الثَّمَرَاتِ مَنْ يَلْقَ مَا لاَقَيْتُ بَيْنَ رِيَاضِهَا * مِنَ الشَّوْكِ يَزْهَدْ طَيِّبَ الثَّمَرَاتِ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ فَقَطْ لِبَكْرِ بْنِ النَّطَّاحِ بِتَصَرُّف، وَالآخَرُ لاَبْنِ الرُّومِي 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

خُلِقَ السُّرُورُ لِمَعْشَرٍ خُلِقُواْ لَهُ * وَخُلِقْتُ لِلأَحْزَانِ وَالعَبَرَاتِ مَنْ يَلْقَ مَا لاَقَيْتُ مُنْذُ طُفُولَتي * يَيْأَسْ وَيَزْهَدْ طَيِّبَ الثَّمَرَاتِ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ فَقَطْ لِبَكْرِ بْنِ النَّطَّاحِ بِتَصَرُّف، وَالآخَرُ لاَبْنِ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلَمْ تَرَ أَنِّي مِنْ ثَلاَثِينَ حَجَّةً * أَرُوحُ وَأَغْدُو دَائِمَ الحَسَرَاتِ {دِعْبِلٌ الخُزَاعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَرَى القَوْمَ في شَرْقِ البِلاَدِ وَغَرْبهَا * كَأَصْحَابِ كَهْفٍ في عَمِيقِ سُبَاتِ بِأَيْدِيهِمُ نُورَانِ ذِكْرٌ وَسُنَّةٌ * فَمَا بَالُهُمْ في حَالِكِ الظُّلُمَاتِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنيِّ تَرَكْتُ لَكُمْ كِتَابَاً جَامِعَاً * هُوَ خَيرُ دُسْتُورٍ لخَيرِ قُضَاةِ قَسَمَاً بِرَبيِّ لَنْ تَضِلُّواْ طَالَمَا * هُوَ بَيْنَكُمْ بمَثَابَةِ المِشْكَاةِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا سَاعَةً مَا أَنْتِ أَوَّلَ سَاعَةٍ * ضَيَّعْتُهَا في أُولَيَاتِ حَيَاتي مَا دُمْتُ ضَيَّعْتُ السِّنِينَ فَمَا أَنَا * بِمُعَاتِبٍ نَفْسِي عَلَى السَّاعَاتِ {محْمُود غُنَيْم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° في ذِكْرِ رَبيِّ تَنْقَضِي أَوْقَاتي * وَبِهِ وَجَدْتُ الأُنْسَ في خَلَوَاتي مُتَفَرِّدٌ بِكَمَالِهِ وَجَمَالِهِ * وَبِلُطْفِهِ امْتَلأَتْ جَمِيعُ جِهَاتي يَا مَنْ لَهُ خَرَّ الخَلاَئِقُ سُجَّدَاً * يَا وَاحِدَاً في الحُسْنِ وَالحَسَنَاتِ [الشَّابُّ الظَّرِيف بِتَصَرُّف]

مِنْ مُقْلَتيَّ تَدَفَّقَتْ عَبَرَاتي * فَنَظَمْتُ مِن حَبَّاتِهَا أَبْيَاتي أَقْسَمْتُ لاَ حُبَّاً شَكَوْتُ وَلاَ هَوَىً * يُدْمِي القُلُوبَ فَيُرْسِلُ الآهَاتِ كَلاَّ فَلَسْتُ مِنَ الَّذِينَ شَقَاؤُهُمْ * وَهَنَاؤُهُمْ بمَشِيئَةٍ لِفَتَاةِ لَكِنَّني أَبْكِي وَحُقَّ ليَ البُكَا * مَجْدَاً أَضَعْنَاهُ بِطُولِ سُبَاتِ مَنْ لي بِقَبرِ ابْنِ الوَلِيدِ أَبُثُّهُ * حُزْني وَأُسْمِعُهُ أَنِينَ شَكَاتي يَا قَوْمِ بَعْضَاً مِنْ صَوَابٍ إِنَّنَا * نَمْشِي بِلَيْلٍ حَالِكِ الظُّلُمَاتِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف}

سَلاَمٌ عَلَى التَّفْسِيرِ بَعْدَ إِمَامِنَا * سَلاَمٌ عَلَى أَيَّامِهِ النَّضرَاتِ عَلَى الدِّينِ وَالدُّنيَا عَلَى العِلْمِ وَالحِجَا * عَلَى البرِّ وَالتَّقْوَي عَلَى الحَسَنَاتِ أَبَانَ لَنَا القُرْآنَ حُكْمَاً وَحِكْمَةً * وَفَرَّقَ بَينَ النُّورِ وَالظُّلُمَاتِ فَفِىالغَرْبِ مَهْمُومٌ وَفي الشَّرْقِ جَازِعٌ * وَفي مِصْرَ بَاك دَائِمُ الحَسَرَاتِ وَلَيْسَ البُكَا يُوفِيهِ حَقَّاً وَلَو بَكَتْ * عَلَيهِ عُيُون الشِّعْرِ بِالعَبَرَاتِ لَقَدْ كُنْتُ أَخْشَى عَادِيَ المَوْتِ بَعْدَهُ * فَأَصْبَحْتُ أَخْشَى أَنْ تَطُولَ حَيَاتي نجَوْتَ مِنَ الدُّنيَا وَمِن حَدَثَانهَا * وَمِنْ فِتَنٍ في الأَرْضِ مُسْتَعرَاتِ فَمَا كَانَ ظَنيِّ أَنَّ رحْلَتَكَ الَّتي * نَهَضْتَّ إِلَيْها آخِرَ الرَّحَلاَتِ {حَافِظ إِبْرَاهِيم 0 بِتَصَرُّف}

أَلاَ أَيُّهَا المَوْتُ الَّذِي لَيْسَ تَارِكِي * أَرِحْنى فَقَدْ أَفْنَيتَ كُلَّ خَلِيلِ أَرَاكَ بَصِيرَاً بالَّذِينَ أُحِبُّهُمْ * كَأَنَّكَ تَنْحُو نَحْوَهُمْ بِدَلِيلِ {الإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِب} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مِنَ النَّاسِ مَنْ يَغْشَى الأَبَاعِدَ نَفْعُهُ * وَيَشْقَى بِهِ حَتىَّ المَمَاتِ بَنُوهُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَوْ قَامَ حَدَّثَكُمْ لَقُلْتُمْ فِيهِ * أَمحَدِّثٌ أَمْ محْدِثٌ مِنْ فِيهِ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرُ لاَبْنِ المُعْتَزّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° للهِ عَهْدٌ مَرَّ لي في ظِلِّهَا * أَبْكِي عَلَيْهِ وَتَارَةً أَبْكِيهَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَلاَ فَضِيلَةَ إِلاَّ أَنْتَ لاَبِسُهَا * وَلاَ رَعِيَّةَ إِلاَّ أَنْتَ رَاعِيهَا {البُحْتُرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° النَّفْسُ تَجْزَعُ أَنْ تَكُونَ فَقِيرَةً * وَالفَقْرُ خَيرٌ مِن غِنىً يُطْغِيهَا وَغِنى النُّفُوسِ هُوَ العَفَافُ فَإِن أَبَتْ * فَجَمِيعُ مَا في الأَرْضِ لاَ يَكْفِيهَا {الإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِب} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَكُلُّ امْرِئٍ يَدْرِي مَوَاقِعَ رُشْدِهِ * وَلَكِنَّهُ أَعْمَى أَسِيرُ هَوَاهُ هَوَى نَفْسِهِ يُعْمِيهِ عَنْ قُبْحِ عَيْبِهِ * وَيَفْحَصُ بِالمِنْظَارِ عَيْبَ سِوَاهُ {ابْنُ المَغْرِبيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَدَحْنَاهُ لَمْ نَعْرِفْ حَقِيقَةَ أَمْرِهِ * وَلَمْ نَتَبَيَّنْ شَرَّهُ وَأَذَاهُ فَجَاءَ إِلَيْنَا غَاضِبَاً سُوءُ فِعْلِهِ * يُعَنِّفُنَا في مَدْحِهِ وَهِجَاهُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قُبْحَاً لِذَا الْعِلْمِ الَّذِي جِئْتُمْ بِهِ * إِذَا كَانَ في عِلْمِ النُّفُوسِ رَدَاهَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَقُبْحَاً لِذَا الْعِلْمِ الَّذِي تَدَّعُونَهُ * إِذَا كَانَ في عِلْمِ النُّفُوسِ رَدَاهَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

نَذَرْتُ عَلَى نَفْسِي الشَّهَادَةَ في الْوَغَى * أَشُدُّ عَلَيْهَا لاَ أُرِيدُ سِوَاهَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَوْمٌ إِذَا وَجَدَتْ عَلَيْكَ صُدُورُهُمْ * لَمْ تَرْضَ عَنْكَ مَنِيَّةٌ تَلْقَاهَا {أَبُو نُوَاس / الحَسَنُ بْنُ هَانِئ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَحِبَّاءنَا بِنْتُمْ عَنِ الدَّارِ فَاشْتَكَتْ * لِبُعْدِكُمُ آصَالَهَا وَضُحَاهَا وَفَارَقْتُمُ البَلَدَ المُبَارَكَ فَاسْتَوَتْ * رُسُومُ مَبَانِيهَا وَخِصْبُ كَلاَهَا كَأَنَّكُمُ يَوْمَ الرَّحِيلِ رَحَلتُمُ * بِنَوْمِي فَعَيْني لاَ تُصِيبُ كَرَاهَا وَكَانَتْ دُمُوعِي في البُكَاءِ عَزِيزَةً * فَسَحَّتْ دُمُوعِي بَعْدَكُمْ بِدِمَاهَا يَرَاني خَلِيلِي بَاسِمَاً فَيَظُنُّني * سَعِيدَاً وَأَحْشَائِي الأَنِينُ كَوَاهَا رَعَى اللهُ أَيَّامَاً بِطِيبِ جِوَارِكُمْ * تَقَضَّتْ وَحَيَّاهَا الحَيَا وَسَقَاهَا فَمَا قُلْتُ إِيهٍ بَعْدَهَا لِمُسَامِرٍ * مِنَ النَّاسِ إِلاَّ قَالَ قَلْبيَ آهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تُلِيَ الْكِتَابُ فَأَطْرَقُواْ لاَ خِيفَةً * لَكِنَّهُ إِطْرَاقُ سَاهٍ لاَهِ وَأَتَى الْغِنَاءُ فَكَالْحَمِيرِ تَنَاهَقُواْ * وَاللهِ مَا رَقَصُواْ لأَجْلِ اللهِ دُفٌّ وَمِزْمَارٌ وَمَعْهُمْ مُنْشِدٌ * فَمَتىَ رَأَيْتَ عِبَادَةً بِمَلاَهِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَرَّحْتَنَا يَا جَيْشَ حِزْبِ اللهِ * فَأَدِمْ عَلَيْنَا النَّصْرَ مِنْهُ إِلَهِي لاَ زَالَ يَقْصِفُ لِلْيَهُودِ حُصُونَهُمْ * بِبَسَالَةٍ جَلَّتْ عَنِ الأَشْبَاهِ وَلِذَا جُمُوعُ المُسْلِمِينَ تَرَاهُمُ * أَثْنَواْ عَلَيْهِ بِأَلْسُنٍ وَشِفَاهِ لِلصِّدْقِ وَالإِخْلاَصِ فِيهِ فَإِنَّهُ * لَمْ يَسْعَ قَطُّ لِمَنْصِبٍ أَوْ جَاهِ مَا لَمْ يَجِئْ بِالسِّلْمِ طَوْعَاً أَهْلَهُ * لاَ شَكَّ سَوْفَ يَجِيءُ بِالإِكْرَاهِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا لَمْ يَكُن بِيَدَيَّ مَالٌ هَجَرْتَني * وَإِنْ كَانَ لي مَالٌ فَأَنْتَ صَدِيقِي {أَصْلُهُ مَأْخُوذٌ مِنْ بَيْتٍ لِلْبُحْتُرِيّ؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمَّا صَدِيقي صَارَ مِن أَهْلِ الغِنى * أَيْقَنْتُ أَنِّي صِرتُ دُونَ صَدِيق {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا لَيْتَ شِعْرِي وَالحَوَادِثُ جَمَّةٌ * هَلْ أَشْتَكِي دَهْرِي وَأَنْتَ صَدِيقِي {ابْنُ الرُّومِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا اخْتَبَرَ الدُّنيَا لَبِيبٌ تَكَشَّفَتْ * لَهُ عَن عَدُوٍّ في ثِيَابِ صَدِيقِ {أبُو نُواس 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَخِي وَحَبِيبي أَيُّ رُزْءٍ أَصَابَني * فَجَفَّ لِوَقْعَتِهِ بحَلْقِيَ رِيقِي وَصِرْتُ كَأَنيِّ في جَحِيمٍ مِنَ الأَسَى * وَإِنْ كُنْتُ مِنْ دَمْعِي شَبِيهَ غَرِيقِ أَظَلُّ كَأَنيِّ في جَحِيمٍ مِنَ الأَسَى * وَإِنْ كُنْتُ مِنْ دَمْعِي شَبِيهَ غَرِيقِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَيْتَ النِّقَابَ عَلَى النِّسَاءِ محَرَّمٌ * كَيْ لاَ تَغُرَّ قَبِيحَةٌ مخْلُوقَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنْزِلْ قَضَاكَ عَلَى الرِّضَى مِنيِّ بِهِ * إِنيِّ وَجَدْتكَ في البَلاَءِ رَفِيقَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَشْجَى مِنَ العُودِ المُرَنِّمِ مَنْطِقَاً * وَأَرَقُّ مِن أَوْتَارِهِ تَغْرِيدَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا {/5/} مِثلُكَ في المجَامِعِ نَادِرٌ * يحْكِي طُرَازَاً في الرِّجَالِ فَرِيدَا وَلَرُبَّ غَاشِيَةٍ عَلَيْنَا أَظْلَمَتْ * لَمَّا أَتَيْتَ تَبَدَّدَتْ تَبْدِيدَا أَقْسَمْتُ أَنَّكَ إِذْ سَمِعْتُكَ لَمْ تَقُلْ * كَلِمَاً وَلَكِنْ لُؤْلُؤَاً مَنْضُودَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنَّا لَنَذْكُرُ بِالفَخَارِ وَبِالمُنى * يَوْمَاً سَيَبْقَى لِلْكِنَانَةِ عِيدَا مِن أَجْلِ مِصْرَ تَقُولُ قَدْ وَقَّعْتُهَا * وَلأَجْلِ مِصْرَ أَرَى لَهَا التَّبْدِيدَا مَنْ كَانَ مِثْلَكَ في صَلاَبَةِ عَزْمِهِ * لاَ يَرْهَبُ الإِنْذَارَ وَالتَّهْدِيدَا قُمْ يَا زَعِيمَ النِّيلِ جَدِّدْ مجْدَهُ * وَاطْرُدْ عَدُوَّاً لِلبِلاَدِ لَدُودَا ضِقْنَا بِهِ ذَرْعَاً وَوَاسِعُ صَدْرِنَا * قَدْ مَلَّ تَغْرِيرَاً لَهُ وَوُعُودَا بَدِّدْ وَأَنْتَ زَعِيمُنَا أَحْلاَمَ مَن * قَدْ بَاتَ يَطْمَعُ أَنْ نَظَلَّ عَبِيدَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي0قَالهَا في مُصْطَفَى النَّحَّاسِ حِينَ قَامَ بِإِلْغَاءِ مُعَاهَدَة1936} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا نِيلُ هَلْ لاَقَيْتَ إِلاَّ سَاخِطَاً * يَبْكِي وَيَنْدُبُ مجْدَنَا المَفْقُودَا ذُقْنَا المَرَارَةَ مِنْ كُئُوسٍ عِدَّةٍ * عِشْنَا مِنَ اللَّيْلِ البَهِيمِ عُهُودَا وَلَرُبَّ شِرْذِمَةٍ بِمِصْرَ تحَكَّمَتْ * لَمَّا أَتَيْتَ تَبَدَّدَتْ تَبْدِيدَا أَطْمَعْتَنَا فِيمَا وَعَدْتَ شَبَابَنَا * في أَنْ نَنَالَ عَلَى يَدَيْكَ مَزِيدَا أَطْمَعْتَنَا بَعْدَ الَّذِي قَدَّمْتَهُ * في أَنْ نَنَالَ عَلَى يَدَيْكَ مَزِيدَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَدْ كَانَ مَعْهَدُنَا لَعَمْرُكَ بَاكِيَاً * بَينَ المَدِينَةِ مَجْدَهُ المَفْقُودَا ذَاقَ المَرَارَةَ مِنْ كُئُوسِ شُيُوخِهِ * وَرَأَى مِنَ اللَّيْلِ البَهِيمِ عُهُودَا مَلَكَ الأَزِمَّةَ فِيهِ قَبْلَكَ مَنْ بِهِمْ * عَجْزُ الغَبيِّ فَأَوْسَعُوهُ قُيُودَا وَلَرُبَّ غَاشِيَةٍ عَلَيْهِ تَجَمَّعَتْ * لَمَّا أَتَيْتَ تَبَدَّدَتْ تَبْدِيدَا أَطْمَعْتَنَا بَعْدَ الَّذِي قَدَّمْتَهُ * في أَنْ نَنَالَ عَلَى يَدَيْكَ مَزِيدَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَرَى كُلَّ شَيْءٍ عَكْسَ مَا تَنْظُرُونَهُ * وَتَكْرَهُ نَفْسِي كُلَّ مَا تَعْشَقُونَهُ وَذَلِكَ أَمْرٌ وَاضِحٌ تَعْرِفُونَهُ * فَقُولُواْ فُلاَنٌ قَدْ أَذَاعَ جُنُونَهُ أَجُوعُ فَآبى أَن أَذُوقَ غِذَائِي * وَأُثْقِلُ في الحَرِّ الشَّدِيدِ رِدَائِي وَأَنْقُرُ قُدَّامَ الجِنَازَةِ عُودَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا رَائِدَ التَّعْلِيمِ إِنَّ بِنَفْسِنَا * بَعْضَ الأَسَى يَا رَائِدَ التَّعْلِيمِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَسْرَقُ مِنْ شِظَاظِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَارَتْ بِهِ الرُّكْبَانُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خَلِيلِيَ إِنَّ العِلْمَ صَعْبٌ مِرَاسُهُ * وَإِنَّ عَزِيزَ الْقَوْمِ فِيهِ يُهَانُ {جَاءَ في المُسْتَطْرَف؛ فَتَصَرَّفْتُ فِيهِ بَعْضَ التَّصَرُّف، حَيْثُ وَرَدَ خَلِيلِيَ إِنَّ الحُبَّ 000 إِلخ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَفَلَمْ يَجِدْ إِعْلاَمُنَا يَا لَلْهَوَان * شَيْئَاً يُحَدِّثُنَا بِهِ غَيرَ الخِتَان {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِذَا العِنَايَةُ لاَحَظَتْكَ عُيُونُهَا * نَمْ فَالمَخَاوِفُ كُلُّهُنَّ أَمَانُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا زِلْتُ أُعْرَفُ بِالإِسَاءةِ دَائِمَاً * وَيَكُونُ مِنْكَ الصَّفْحُ وَالغُفْرَانُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَمَضَانُ أَهْلاً مَرْحَبَاً رَمَضَانُ * لَكَ في قُلُوبِ الصَّالحِينَ مَكَانُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَوْ أَنَّني وَفَّيْتُ وَصْفَكَ حَقَّهُ * فَنيَ الكَلاَمُ وَضَاقَتِ الأَوْزَانُ {صَفِيُّ الدِّينِ الحِلِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَرِبَتْ يَمِينُكَ أَيُّهَا اللُّؤْمَانُ * مَا كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّكُمْ ذُؤْبَانُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ كُنْتُ مُطْرَانَاً لَثَمْتُ تَبَرُّكَاً * خَدَّيْكِ فَلْيَتَبَرَّكِ المُطْرَانُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَشَارَتْ إِلَيْنَا بِالبَنَانِ حَنَانُ * وَأَتْرَابُهَا مِثْلُ الظِّبَاءِ حِسَانُ {عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَمَضَانُ أَهْلاً مَرْحَبَاً رَمَضَانُ * الذِّكْرُ فِيكَ يَطِيبُ وَالقُرْآنُ بِالنُّورِ جِئْتَ وَبِالسُّرُورِ وَلَمْ يَزَلْ * لَكَ في قُلُوبِ الصَّالحِينَ مَكَانُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° احْذَرْ لِسَانَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ * لاَ يَلْدَغَنَّكَ إِنَّهُ ثُعْبَانُ كَمْ في المَقَابِرِ مِنْ صَرِيعِ لِسَانِهِ * كَانَتْ تَهَابُ لِقَاءهُ الشُّجْعَانُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَحْزَانُنَا سَارَتْ بِهَا الرُّكْبَانُ * وَدِمَاؤُنَا لَيْسَتْ لَهَا أَثْمَانُ تجْرِي بِنَا الأَمْوَاجُ دُونَ تَوَقُّفٍ * كَسَفِينَةٍ لَيْسَتْ بِهَا رُبَّانُ تجْرِي بِأُمَّتِنَا بِبَحْرٍ هَائِجٍ * مُتَلاَطِمٍ لَيْسَتْ لَهُ شُطْآنُ للهِ لُبْنَانٌ وَمُرْتَفَعَاتُهَا * للهِ ذَاكَ المَنْظَرُ الْفَتَّانُ صَارَتْ كَسِجْنٍ الاَحْتِلاَلُ بِهِ عَلَى * أَبْنَائِهَا الجَلاَّدُ وَالسَّجَّانُ فَكَأَنَّهَا مِنْ كَثْرَةِ الْقَتْلَى بِهَا * في كُلِّ شِبْرٍ تحْتَهُ أَبْدَانُ كَانَ السُّرُورُ لِبَاسَهُمْ وَالْيَوْمَ قَدْ * خَلَعَتْ عَلَيْهِمْ ثَوْبَهَا الأَحْزَانُ وَنَسِيمُهَا مِنْ قَبْلُ كَانَ مُعَطَّرَاً * وَالْيَوْمَ فِيهِ حَرَائِقٌ وَدُخَانُ حَتىَّ المَسَاجِدُ مِنهُمُ لَمْ تَنْجُ بَلْ * قُصِفَتْ فَلَمْ يُسْمَعْ بِهِنَّ أَذَانُ

هَذَا مَصِيرُ الْكَوْنِ إِن عَبِثَتْ بِهِ * أَيْدِي الْيَهُودِ وَبُوشٌ الشَّيْطَانُ الصَّمْتُ مِنْكُمْ طَالَ يَا حُكَّامَنَا * وَشُعُوبُكُمْ يَجْتَاحُهَا الْغَلَيَانُ إِنيِّ نَظَرْتُ لِصَمْتِكُمْ مُتَعَجِّبَاً * فَأَصَابَني الإِحْبَاطُ وَالْغَثَيَانُ فَقِفُواْ لإِسْرَائِيلَ صَفَّاً وَاحِدَاً * فَيَهُودُهَا لَيْسَتْ لَهُمْ أَيْمَانُ هَيَّا انهَضُواْ بِبِلاَدِكُمْ وَتحَرَّكُواْ * لاَ يَسْتَرِدُّ حُقُوقَهُ خَيْبَانُ لِمَتى سَنَبْكِي مجْدَ أَزْمِنَةٍ مَضَتْ * هَلْ بِالْبُكَاءِ سَتَرْجِعُ الأَوْطَانُ

كُونُواْ كَحِزْبِ اللهِ مَنْ قُدَّامَهُ * يَجْرِي الْيَهُودُ كَأَنَّهُمْ فِئْرَانُ لَنْ يَسْتَرِيحَ المُسْلِمُونَ وَيَهْدَأُواْ * حَتىَّ يَعُودَ الْقُدْسُ وَالجُولاَنُ يَا رَبِّ وَحِّدْ صَفَّنَا بخِلاَفَةٍ * بَلَغَ الزُّبى في أَرْضِكَ الْفَيَضَانُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * أَعْمَى يجُرُّ وَرَاءهُ عُمْيَانَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَمْشِي بِهِمْ مُتَعَثِّرَاً وَكَأَنَّهُ * أَعْمَى يجُرُّ وَرَاءهُ عُمْيَانَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي 0 بِتَصَرُّف}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَكْفِي بِنَا شَرَفَاً عَلَى مَنْ بَعْدَنَا * حُبُّ النَّبيِّ محَمَّدٍ إِيَّانَا {حَسَّانُ بْنُ ثَابِت} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°ـ لَيْتَ النِّقَابَ عَلَى النِّسَاءِ محَرَّمٌ * كَيْ لاَ تَغُرَّ قَبِيحَةٌ إِنْسَانَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° اليَوْمَ تَمَّ لَنَا الَّذِي لَوْ لَمْ يَكُنْ * قَدْ تَمَّ مَا طَابَتْ لَنَا دُنيَانَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَعْدَى الزَّمَانَ سَخَاؤُهُ فَسَخَا بِهِ * وَبِمِثْلِهِ بخِلَ الزَّمَانُ زَمَانَا {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * إِنَّ النِّسَاءَ حَبَائِلُ الشَّيْطَانِ {رَبُّ السَّيْفِ وَالْقَلَم / محْمُود سَامي البَارُودِي}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَسَأَلْتُهَا لَكِنْ بِغَيرِ تَكَلُّمٍ * فَتَكَلَّمَتْ لَكِنْ بِغَيرِ لِسَانِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الحُبُّ لاَ يخْفَى وَإِن أَخْفَيْتَهُ * وَالبُغْضُ تُبْدِيهِ لَكَ العَيْنَانِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ارْفَعْ لِنَفْسِكَ بَعْدَ مَوْتِكَ ذِكْرَهَا * فَالذِّكْرُ لِلإِنْسَانِ عُمْرٌ ثَاني {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ زَالَ هَذَا العِلْجُ يحْسِبُ أَنَّنَا * بَقَرٌ تُدِرُّ عَلَيْهِ بِالأَلْبَانِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَتى يَتَكَلَّمْ يَهْزَئُواْ بِكَلاَمهِ * وَإِنْ لَمْ يَقُلْ قَالُواْ عَدِيمُ بَيَانِ {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيِّ بِتَصَرُّف}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلكَمْ سَهِرْتُ لَيَالِيَاً وَلَيَالِيَاً * حَتىَّ رَأَيْتُكِ يَا هِلاَلَ زَمَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلَلْمَوْتُ خَيْرٌ مِن حَيَاةٍ ذَمِيمَةٍ * إِذَا الْقِرْدُ كَانَ جَلاَلَةَ السُّلْطَانِ {المِصْرَاعِ الثَّاني لي، أَمَّا الأَوَّلُ فَهُوَ لاَبْنِ مَيَّادَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا لِلمَنَازِلِ أَصْبَحَتْ لاَ أَهْلُهَا * أَهْلِي وَلاَ جِيرَانُهَا جِيرَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَن عَاشَ في جُحْرِ الأَفَاعِي حِقْبَةً * غَلَبَتْ عَلَيْهِ طَبِيعَةُ الثُّعْبَانِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمْ يحْظَ هَارُونُ الرَّشِيدُ بِكَسْرَةٍ * مِنهُ وَلاَ كِسْرَى أَنُوشِرْوَانِ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَمَنْ لي بِذِي حِسٍّ رَفِيعٍ وَمُرْهَفٍ * يُفَرِّقُ بَينَ الشِّعْرِ وَالهَذَيَانِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَهِن {/5//5} تَكْرُمْ عَلَيْهِ فَإِنَّمَا * أَخُو {/5//5} مَنْ مَسَّهُ بِهَوَانِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَاحْذَرْ مِنَ الدُّنْيَا إِذَا هِيَ أَقْبَلَتْ * بِالْبِشْرِ فَهْيَ كَثِيرَةُ الألْوَانِ {رَبُّ السَّيْفِ وَالْقَلَم / محْمُود سَامي البَارُودِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَا تَرَكَ الشُّعَرَاءُ فِيكَ بَقِيَّةً * يَدُورُ عَلَيْهَا في الهِجَاءِ لِسَاني حَوَيْتَ مِنَ السَّوْءَاتِ مَا لَوْ خَلَعْتَهُ * عَلَى الشَّمْسِ لَمْ تَطْلُعْ عَلَى الأَكْوَانِ {رَبُّ السَّيْفِ وَالْقَلَم / محْمُود سَامي البَارُودِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَوْمٌ تُذَكِّرُهُمْ فَضَائِلُ غَيرِهِمْ * فَيَرَوْنَ مَا فِيهِمْ مِنَ النُّقْصَانِ فَإِذَا مَدَحْتَهُمُ فَتَحْتَ عَلَيْهِمُ * بَابَاً مِنَ الحَسَرَاتِ وَالأَحْزَانِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَهْلَ الفَسَادِ وَزُمْرَةَ الشَّيْطَانِ * كَمْ تَدَّعُونَ محَبَّةَ الأَوْطَانِ وَاسْتَلَّ صَارِمَهُ وَطَاحَ بِرَأْسِهِ * وَرَمَى بجُثَّتِهِ إِلى الغِرْبَانِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَدُوُّكَ مَذْمُومٌ بِكُلِّ لِسَانِ * وَإِنْ كَانَ مِن أَعْدَائِكَ القَمَرَانِ كَاللَّيْثِ إِلاَّ أَنَّ جَارَكَ آمِنٌ * وَاللَّيْثُ لَيْسَ بِآمِنِ الجِيرَانِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَالمَاءِ أَعْذَبُ مَا يَكُونُ وَإِنَّهُ * لأَشَدُّ مَا يَسْطُو عَلَى النِّيرَانِ

لَمْ أَلْقَ عَيْبَاً فِيهِ إِلاَّ أَنَّهُ * يَسْتَعْبِدُ الأَحْرَارَ بِالإِحْسَانِ {الشَّاعِرُ القَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَالمَاءِ أَعْذَبُ مَا يَكُونُ وَإِنَّهُ * لأَشَدُّ مَا يَسْطُو عَلَى النِّيرَانِ يَنْفُخْنَ في أَشْبَالهِنَّ حَمَاسَةً * تَثِبُ الصُّدُورُ لَهَا مِنَ الغَلَيَانِ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيَعُوقُهُ عَن أَنْ يجِيءَ لِمَنْزِلي * يَا لَلْعُجَابِ يَدَاهُ لاَ القَدَمَانِ كَمْ عَالَجَ الدَّاءَ يْنِ دَاءَ النَّفْسِ بِالْ * حُسْنى وَدَاءَ الجَيْبِ بِالإِحْسَانِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِذَا خَلَوْتَ بِرِيبَةٍ في ظُلْمَةٍ * وَالنَّفْسُ دَاعِيَةٌ إِلى العِصْيَان

فَاسْتَحْيِ مِنْ نَظَرِ الإِلَهِ وَقلْ لهَا * إِنَّ الَّذِي خَلَقَ الظَّلاَمَ يَرَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُعَانِقُهَا وَالنَّفْسُ بَعْدُ مَشُوقَةٌ إِلَيْهَا وَهَلْ بَعْدَ الْعِنَاقِ تَدَاني فَأَلْثُمُ فَاهَا كَيْ أُبَرِّدَ لَوْعَتي فَيَشْتَدُّ مَا أَلْقَى مِنَ الهَيَمَانِ كَأَنَّ فُؤَادِي لَيْسَ يَشْفِي غَلِيلَهُ * سِوَى أَنْ يَرَى الرُّوحَيْنِ يَمْتَزِجَانِ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيَا مَنْ تَسَلْ عَنْ سِرِّ حُزْنيَ إِنَّني * رَهِينَةُ هَذَا القَبرِ يَا فَتَيَانِ وَمَا ليَ لاَ أَبْكِي عَلَى مَنْ لَوَ انَّهُ * تَقَدَّمَ يَوْمِي يَوْمَهُ لَبَكَاني وَإِنيِّ لأَسْتَحْيِيهِ وَالتُّرْبُ بَيْنَنَا * كَمَا كُنْتُ أَسْتَحْيِيهِ حِينَ يَرَاني {الْبَيْتُ الثَّاني فَقَطْ لِلْخَنْسَاءِ بِتَصَرُّف}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَذُؤْبَانُهُمْ يَدْعُونَهَا أُسُدَ الشَّرَى * وَقَدْ مَنَحُواْ اسْمَ الحُوتِ لِلسَّرَطَانِ أَسَامٍ وَأَلقَابٌ يَغُرُّ سَرَابُهَا * وَلَيْسَ بِهَا شَيْءٌ سِوَى اللَّمَعَانِ فَلَلْمَوْتُ خَيرٌ مِن حَيَاةٍ ذَمِيمَةٍ * إِذَا الْقِرْدُ كَانَ جَلاَلَةَ السُّلْطَانِ {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لمحَمَّدٍ الأَسْمَر بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنْتَ الَّذِي أَرْشَدْتَني مِنْ بَعْدِ مَا * في الكَوْنِ كُنْتُ أَتِيهُ كَالحَيرَانِ وَزَرَعْتَ لي بَينَ القُلُوبِ محَبَّةً * حَتىَّ أَحَبَّتْ يَاسِرَ الحَمَدَاني وَنَشَرْتَ لي في العَالمِينَ محَاسِنَاً * وَسَتَرْتَ عَن أَبْصَارِهِمْ عِصْيَاني وَاللهِ لَوْ عَلِمُواْ بِمَا كَسَبَتْ يَدِي * لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلقَاني

يَا رَبِّ سَاعِدْنِي عَلَى نَفْسِي بِمَا * تَرْضَى وَسَاعِدْني عَلَى الشَّيْطَانِ {مِنْ نُونِيَّةِ ابْنِ الْقَيِّمِ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا سُبَّةَ الشُّعَرَاءِ فِيمَ هَجَوْتَني * أَعْطَوْكَ كَمْ حَتىَّ تَعِيبَ بَيَاني عَبَثَاً تحَاوِلُ يَا فُلاَنُ إِثَارَتي * لِيَقُولَ عَنْكَ النَّاسُ خَصْمَ فُلاَنِ لَنْ يَسْتَحِقَّ عَدَاوَتي إِلاَّ الَّذِي * عَادَيْتُهُ أَنَاْ لاَ الَّذِي عَادَاني وَلَرُبَّمَا عَوَتِ الكِلاَبُ فَأَرْشَدَتْ * نحْوَ الكِرَامِ شَوَارِدَ الضِّيفَانِ {الْبَيْتُ الأَخِيرُ فَقَطْ لِصَفِيِّ الدِّينِ الحِلِّيّ 0 وَكُلُّهَا بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° المَشْرِقَانِ عَلَيْكَ يَنْتَحِبَانِ * قَاصِيهِمَا في مَأْتَمٍ وَالدَّاني

قَدْ صَارَ ضَيْفَ اللهِ في دَارِ الرِّضَا * وَعَلَى الكَرِيمِ كَرَامَةُ الضِّيفَانِ تَعْفُو المُلُوكُ عَنِ النَّزِيلِ بِسَاحِهَا * كَيْفَ النُّزُولُ بِسَاحَةِ الرَّحْمَن كَانَتْ تُعَدُّ بِلاَدُنَا بِكَ شَيْخَنَا * بَينَ المحَافِلِ زَهْرَةَ البُلْدَانِ لَوْ كَانَ لِلذِّكْر الحَكيمِ بَقِيَّةٌ * لَمْ تَأْتِ بَعْدُ رُثِيتَ في القُرآنِ وَأَنَا الَّذِي أُرْثِي النُّجُومَ إِذَا هَوَتْ * فَتَعُودُ بِالأَفْلاَكِ لِلدَّوَرَانِ {البَيْتَانِ الأَوَّلُ وَالأَخِيرُ فَقَطْ لأَمِيرِ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا قَلْبُ رِفْقَاً بِالجَوَانحِ وَاتَّئِدْ * فَلَشَدَّ مَا أَمْعَنْتَ في الخَفَقَانِ أَوَكُلَّمَا جَاءتْ إِلَيْكَ مَسَاءةٌ * مِن أَصْدِقَائِكَ بِتَّ في بُرْكَانِ

عَذَّبْتَني مِن غَيرِ ذَنْبٍ فَاتَّئِدْ * هَذَا الْعَذَابُ يَهُدُّ في أَرْكَاني رِفْقَاً بِنَفْسِكَ لَسْتَ أَوَّلَ مَنْ شَكَا * خِلاًّ وَرَدَّدَ حِكْمَةَ الذُّبْيَاني مَضَتِ السِّنُونَ وَلَمْ تَجِئْ بِمُهَذَّبٍ * إِنَّ الْكَمَالَ المحْضَ لِلرَّحْمَنِ وَلَقَدْ يَسُوؤُكَ محْسِنٌ في خَصْلَةٍ * فَدَعِ الإِسَاءةَ مِنهُ لِلإِحْسَانِ قَصِيدَةٌ طَوِيلَة 0000000000 إِلخ 000 وَرَاجِعِ التَّعْدِيل 0 {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° النَّاسُ جَارٌ في الحَيَاةِ لِغَايَةٍ * وَمُضَلَّلٌ يجْرِي بِغَيرِ عِنَانِ وَالمجْدُ في الدُّنيَا وَلَيْسَ بِهَيِّنٍ * عُلْيَا المَرَاتِبِ لَمْ تُتَحْ لجَبَانِ دَقَّاتُ قَلْبِ المَرْءِ قَائِلَةٌ لَهُ * إِنَّ الحَيَاةَ دَقَائِقٌ وَثَوَانِ

فَارْفَعْ لِنَفْسِكَ بَعْدَ مَوْتِكَ ذِكْرَهَا * فَالذِّكْرُ لِلإِنْسَانِ عُمْرٌ ثَانِ لِلْمَرْءِ في الدُّنيَا وَجَمِّ شُؤُونِهَا * مَا شَاءَ مِنْ رِبْحٍ وَمِن خُسْرَانِ فَهِيَ الفَضَاءُ لِمَنْ يُؤَمِّلُ مَأْرَبَاً * وَهِيَ المَضِيقُ لِمُؤْثِرِ السُّلْوَانِ فَاصْبرْ عَلَى نُعْمَى الحَيَاةِ وَبُؤْسِهَا * نُعْمَى الحَيَاةِ وَبُؤْسُهَا سِيَّانِ خُلِقَ السُّرُورُ لِمَعْشَرٍ خُلِقُواْ لَهُ * وَخُلِقْتَ لِلعَبَرَاتِ وَالأَحْزَانِ وَمنَعَّمٍ لَمْ يَلْقَ إِلاَّ لَذَّةً * في طَيِّهَا شَجَنٌ مِنَ الأَشْجَانِ وَالنَّاسُ غَادٍ في الشَّقَاءِ وَرَائِحٌ * يَشْقَى لَهُ الرُّحَمَاءوَهْوَ يُعَاني {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف، بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الثَّامِنِ فَهُوَ لِبَكْرِ بْنِ النَّطَّاح} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَدْ جَمَّعُواْ مَالاً وَقَالُواْ لِلهُدَى * فَإِذَا بِهِ قَدْ رَاحَ لِلشَّيْطَانِ شَاهَتْ وُجُوهُ القَوْمِ هَذِي دَعْوَةٌ * لِلْجَيْبِ لاَ للهِ وَالقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَغْرُورٍ يَظُنُّ بِأَنَّهُ * مَلِكُ البَدِيعِ وَسَيِّدُ الأَوْزَانِ وَتَرَاهُ قِطَّاً في مَقَالَتِهِ إِذَا * مَا قِيسَ يَوْمَ القَوْلِ بِالأَقْرَانِ هُوَ في حَمَاقَتِهِ لَعَمْرُكَ بَاقِلٌ * وَيَكَادُ يحْسِبُ نَفْسَهُ الذُّبْيَاني وَإِذَا تَنَاهَى الْفُحْشُ بَينَ جَمَاعَةٍ * ذَاقَ الجَمِيعُ مَرَارَةَ الخِذْلاَنِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نِمْتُم فَخِلتُمْ كُلَّ طَرْفٍ نَائِمَاً * مَا أَجْهَلَ الوسْنَانَ بِالْيَقظَانِ نِمْنَا فَخِلْنَا كُلَّ طَرْفٍ نَائِمَاً * مَا أَجْهَلَ الْوسْنَانَ بِالْيَقظَانِ

تَعِسَ الَّذِى رَضِىَ الأَمَانِيَ ثَرْوَةً * إنَّ الأَمَانيَ ثَرْوَةُ الكَسْلاَنِ مَا بَالُ قَوْمِى نَائِمِين عَنِ العُلاَ * وَلَقَدْ تَنَبَّهَ لِلْعُلاَ الثَّقَلاَنِ لَوْ تَعْقِلُونَ عَمِلْتُمُ لِخَلاَصِكُمْ * مِن عَالَمِ الجَبَرُوتِ وَالطُّغْيَانِ حَرْبٌ تُلاَحِقُنَا بِغَيرِ هَوَادَةٍ * يجْني الشُّيُوخُ بِهَا عَلَى الشُّبَّانِ وَمَدِينَةٍ زَهْرَاءَ آمِنَةِ الحِمَى * هُدِمَتْ مَنَازِلُهَا عَلَى السُّكَّانِ خَرِسَتْ بَلاَبِلُهَا الشَّوَادِي حَسْرَةً * وَعَلاَ صِيَاحُ البُومِ وَالغِرْبَانِ سَحَقَ القَوِيُّ بِهَا الضَّعِيفَ وَدَاسَهُ * وَمَشَى عَلَى أَرْضٍ مِنَ الأَبْدَانِ بِئْسَ الْوَغَى يَجْني الجُنُودُ حُتُوفَهُمْ * في سَاحِهَا وَالفَخْرُ لِلتِّيجَانِ مَا بَالُكُمْ لاَ تَغْضَبُون لِدِينِكُمْ * غَضَبَاتِ مَلْطُومِ الجَبِينِ مُهَانِ

قُومُواْ عَلَيْهِمْ طَالِبُواْ بِحُقُوكِمْ * وَتَشَبَّهُواْ بِالصِّينِ وَاليَابَانِ يَا أُمَّةً لَعِبَتْ بِدِينِ نَبِيِّهَا * مِنْ بَعْدِهِ كَتَلاَعُبِ الصِّبْيَانِ تَرَكَ المَسِيحِيُّونَ مَا أُمِرُواْ بِهِ * وَالمُسْلِمُونَ بَغَوْاْ عَلَى القُرْآنِ لاَ ذَنْبَ لِلأَقْدَارِ في إِذْلاَلِنَا * هَذَا جَزَاءُ الْغَافِلِ المُتَوَاني {محَمَّدٌ الأَسْمَرُ وَآخَرُون 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنْزِلْ بِهَذَا الشَّعْبِ كُلَّ هَوَانِ * وَأَعِدْ عُهُودَ الرِّقِّ لِلأَذْهَانِ وَاقْتُلْ كَرَامَتَهُ وَعِزَّةَ نَفْسِهِ * وَافْرِضْ عَلَيْهِ شَرِيعَةَ القُرْصَانِ أَطْلِقْ زَبَانِيَةَ الجَحِيمِ عَلَيْهِ مِن * بُولِيسِكَ الحَرْبيِّ وَالأَعْوَانِ وَاصْنَعْ بِهِ مَا شِئْتَ غَيرَ محَاسَبٍ * فَالسَّوْطُ لَمْ يخْلَقْ لِغَيرِ جَبَانِ

أَلَّهْتَ نَفْسَكَ يَا جَمَالُ فَهَلْ لَنَا * مِنْ جَنَّةٍ في جَانِبِ النِّيرَانِ هَدَّمْتَ صَرْحَ فَسَادِهِ لَكِن عَلَى * حُرِّيَّةِ الأَرْوَاحِ وَالأَبْدَانِ هَبْني خُدِعْتُ بِكُلِّ مَا زَيَّفْتَهُ * عَنْ سَادَةِ الأَحْزَابِ وَالإِخْوَانِ هَلْ خَانَ قَائِدُنَا نَجِيبٌ عَهْدَنَا * أَمْ رَاحَ نَهْبَ الحِقْدِ وَالأَضْغَانِ لَمْ يَرْضَ بِالدِّكْتَاتُورِيَّةِ شِرْعَةً * بَعْدَ العُهُودِ وَبَيْعَةِ الرِّضْوَانِ أَوَكُلُّ حُرٍّ يَرْفُضُ اسْتِعْبَادَهُمْ * يُمْسِي لَدَيْهِمْ خَائِنَ الأَوْطَانِ مَاذَا أَفَادَ النِّيلُ مِنْ كُورْنِيشِهِ * إِنْ كَانَ يَشْكُو ذِلَّةً وَيُعَاني مَا سَدَّ جُوعَاً أَوْ كَسَا عُرْيَاً بَدَا * تَحْدِيدُهُمْ مِلكِيَّةَ الأَطْيَانِ المَالُ أَفْنَوْهُ وَإِنْ سُئِلُواْ ادَّعَواْ * إِنْفَاقَهُ في الدَّعْمِ وَالعُمْرَانِ

قَدْ أُبْدِلَ المَلِكُ العَظِيمُ بحَاكِمٍ * وَالشَّعْبُ يَشْقَى مِنهُمَا وَيُعَاني إِنَّ السَّجِينَ قُيُودُهُ لَوْ أَنَّهَا * ذَهَبٌ فَلاَ يَرْتَاحُ لِلسَّجَّانِ خَدَعُواْ المُوَاطِنَ بِالتَّوَدُّدِ عِنْدَمَا * لَبِسُواْ مُسُوحَ الزُّهْدِ وَالرُّهْبَانِ فَإِذَا بِهِ شَعْبٌ ذَلِيلٌ صَاغِرٌ * نحْوَ السُّجُونِ يُسَاقُ كَالقُطْعَانِ وَمُعَذَّبٍ سَمِعَ الدُّجَى أَنَّاتِهِ * مُتَعَلِّلاً بِالصَّبرِ وَالإِيمَانِ يَسْتَعْمِلُ الأَشْرَارُ في تَعْذِيبِهِ * مَا فَاقَ كُلَّ وَسَائِلِ الشَّيْطَانِ مِن أَيِّ غَابٍ قَدْ أَتَيْتَ بِشِرْعَةٍ * لَيْسَتْ يُسَاسُ بِهَا سِوَى الحَيَوَانِ يَكْفِيكَ عَرْضُ الجَيْشِ في حَفَلاَتِهِ * وَالكَشْفُ عَمَّا ضَمَّ مِنْ شُجْعَانِ لَوْ كَانَ عَهْدُكَ قَبْلَ عَهْدِ مُحَمَّدٍ * لَلُعِنْتَ يَا جَبَّارُ في القُرْآنِ

" نِيرُونُ " لَوْ قِيسَتْ بِكُمْ أَفْعَالُهُ * سَيَكُونُ رَمْزَ البِرِّ وَالإِحْسَانِ جَلاَدَ مِصْرَ وَيَا كَبِيرَ طُغَاتِهَا * مَهْلاً فَأَيَّامُ الخَلاَصِ دَوَاني إِنَّ احْتِدَامَ النَّارِ في جَوْفِ الثَّرَى * أُولى الخُطَى لإِثَارَةِ البرْكَانِ فَيَمُوجُ يَقْتَلِعُ الطُّغَاةَ مُزَمْجِرَاً * أَقْوَى مِنَ الجَبرُوتِ وَالسُّلطَانِ وَتَتَابُعُ القَطَرَاتِ يَنْزِلُ بَعْدَهُ * سَيْلٌ يَلِيهِ تَدَفُّقُ الفَيَضَانِ كَمْ مِنْ قَوِيٍّ ظَالِمٍ قَدْ نَالَهُ * مِنْ شَعْبِهِ مَا لَيْسَ في الحُسْبَانِ فَارُوقُ مَنْ مِنَّا تَخَيَّلَ أَنَّهُ * مُتَنَازِلٌ يَوْمَاً عَنِ السُّلطَانِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَهَذِهِ أَشْهَرُ قَصِيدَةٍ كُتِبَتْ مِنْ وَرَاءِ الْقُضْبَان: قَالَهَا الشَّاعِرُ هَاشِم الرِّفَاعِي؛ رَدَّاً رِسَالَةٍ تَلَقَّاهَا مِنْ مُعْتَقَلٍ سِيَاسِيٍّ حَكَمَ الطُّغَاةُ عَلَيْهِ بِالإِعْدَام؛ طَلَبَ مِنَ الشَّاعِرِ فيهَا أَنْ يُوَاسِيَ أَبَاه؛ فَكَتَبَ هَذِهِ القَصِيدَةَ عَلَى لِسَانِ ابْنِهِ قَائِلاً: أَبَتَاهُ مَاذَا قَدْ يخُطُّ بَنَاني وَالسَّوْطُ وَالجَلاَّدُ مُنْتَظِرَانِ هَذَا الكِتَابُ إِلَيْكَ مِنْ زِنْزَانَةٍ * مَوْبُوءةٍ صَخْرِيَّةِ الجُدْرَانِ لَمْ تَبْقَ إِلاَّ لَيْلَةٌ أَحْيى بِهَا * وَأُحِسُّ أَنَّ ظَلاَمَهَا أَكْفَاني سَتَمُرُّ يَا أَبَتَاهُ لَسْتُ أَشُكُّ في * هَذَا وَتحْمِلُ بَعْدَهَا جُثْمَاني اللَّيْلُ مِن حَوْلي هُدُوءٌ قَاتِلٌ * وَالذِّكْرَيَاتُ تَمُرُّ في وِجْدَاني

وَيهُدُّني فَزَعِي فَأَنْشُدُ هَدْأَتي * في بِضْعِ آيَاتٍ مِنَ القُرْآنِ وَالنَّفسُ بَينَ جَوَانِحِي خَفَّاقَةٌ * الخَوْفُ دَبَّ بِهَا فَهَزَّ كِيَاني قَدْ عِشْتُ أُومِنُ بِالإِلَهِ وَلَمْ أَذُقْ * إِلاَّ أَخِيرَاً لَذَّةَ الإِيمَانِ وَمُعَذَّبٍ سَمِعَ الدُّجَى أَنَّاتِهِ * مُتَعَلِّلاً بِالصَّبرِ وَالسُّلْوَانِ يَسْتَعْمِلُ الأَشْرَارُ في تَعْذِيبِهِ * مَا فَاقَ كُلَّ وَسَائِلِ الشَّيْطَانِ شُكْرَاً لهُمْ أَنَاْ لاَ أُرِيدُ طَعَامَهُمْ * فَليَرْفَعُوهُ فَلَسْتُ بِالجَوْعَانِ هَذَا الطَّعَامُ المُرُّ مَا صَنَعَتهُ لي * أُمِّي وَلاَ وَضَعُوهُ فَوْقَ خِوَانِ مَدُّواْ إِليَّ بِهِ يَدَاً مَصْبُوغَةً * بِدَمِي وَهَذَا غَايَةُ الإِحْسَانِ إِنَّ السُّجُونَ وَلَوْ طَلَوْ جُدْرَانَهَا * بِالمِسْكِ فَهْيَ كَرِيهَةُ الْبُنيَانِ

وَالصَّمْتُ يَقْطَعُهُ رَنِينُ سَلاَسِلٍ * عَبِثَتْ بِهِنَّ أَصَابِعُ السَّجَّانِ مِنْ كُوَّةٍ بِالبَابِ يَرْقُبُ صَيْدَهُ * وَيَعُودُ في أَمْنٍ إِلى الدَّوَرَانِ أَنَاْ لاَ أُحِسُّ بِأَيِّ حِقْدٍ نَحْوَهُ * مَاذَا جَنى فَتَمَسَّهُ أَضْغَاني هُوَ طَيِّبُ الأَخْلاَقِ مِثْلُكَ يَا أَبي * لَمْ يَبْدُ في ظَمَأٍ إِلى العُدْوَانِ فَلَرُبَّمَا وَهُوَ المُرَوِّعُ سِحْنَةً * لَوْ كَانَ مِثْلِي شَاعِرَاً لَرَثَاني وَعَلَى الجِدَارِ تُطِلُّ نَافِذَةٌ بِهَا * مَعْنى الحَيَاةِ غَلِيظَةُ القُضْبَانِ فَلَطَالَمَا شَارَفتُهَا مُتَأَمِّلاً * في الثَّائِرِينَ عَلَى الأَسَى اليَقْظَانِ فَأَرَى وُجُومَاً في الوُجُوهِ مُصَوِّرَاً * مَا في قُلُوبِ النَّاسِ مِن غَلَيَانِ نَفْسُ الشُّعُورِ لَدَى الجَمِيعِ وَإِن هُمُ * كَتَمُواْ لأَنَّ المَوْتَ في الإِعْلاَنِ

أَوَكُلُّ حُرٍّ يَرْفُضُ اسْتِعْبَادَهُمْ * يُمْسِي لَدَيْهِمْ خَائِنَ الأَوْطَانِ خَدَعُواْ المُوَاطِنَ بِالتَّوَدُّدِ عِنْدَمَا * لَبِسُواْ مُسُوحَ الزُّهْدِ وَالرُّهْبَانِ المَالُ أَفْنَوْهُ وَإِنْ سُئِلُواْ ادَّعَواْ * إِنْفَاقَهُ في الدَّعْمِ وَالعُمْرَانِ مَاذَا أَفَادَ النِّيلُ مِنْ كُورْنِيشِهِ * إِنْ كَانَ يَشْكُو ذِلَّةً وَيُعَاني هَلْ سَدَّ جُوعَاً أَوْ كَسَا عُرْيَاً بَدَا * تَحْدِيدُهُمْ مِلكِيَّةَ الأَطْيَانِ قَدْ أُبْدِلَ المَلِكُ العَظِيمُ بحَاكِمٍ * وَالشَّعْبُ يَشْقَى مِنهُمَا وَيُعَاني إِنَّ السَّجِينَ قُيُودُهُ لَوْ أَنَّهَا * ذَهَبٌ فَلاَ يَرْتَاحُ لِلسَّجَّانِ وَيَدُورُ هَمْسٌ في الجَوَانحِ مَا الَّذِي * بِالثَّوْرَةِ الحَمْقَاءِ قَدْ أَغْرَاني أَوَلَمْ يَكُن خَيرَاً لِنَفْسِيَ أَن أُرَى * بَينَ الْقَطِيعِ أَسِيرُ في إِذْعَانِ

مَا ضَرَّني لَوْ أَنْ سَكَتُّ وَكُلَّمَا * غَلَبَ الأَسَى بَالَغْتُ في الكِتْمَانِ هَذَا دَمِي سَيَسِيلُ يَجْرِي مُطْفِئَاً * مَا ثَارَ في جَنْبيَّ مِنْ نِيرَانِ وَالظُّلْمُ بَاقٍ لَنْ يَرِقَّ إِليَّ لَوْ * في يَوْمِ شَنْقِي مَرَّ بي وَرَآني هَذَا حَدِيثُ النَّفْسِ في أَعْمَاقِهَا * يُنْبِيكَ عَنْ وَحْشِيَّةِ الإِنْسَانِ هَذَا هُوَ الحُلْمُ الَّذِي عَاشَتْ لَهُ * يَا حُسْنَ أَحْلاَمٍ لهَا وَأَمَاني وَيَرُدُّ قَلْبي بَلْ تَمُوتُ لِغَايَةٍ * أَسْمَى مِنَ التَّصْفِيقِ لِلطُّغْيَانِ دَمْعُ السَّجِينِ بمِصْرَ في أَغْلاَلِهِ * وَدَمُ الشَّهِيدِ هُنَاكَ يَلْتَقِيَانِ إِنَّ احْتِدَامَ النَّارِ في جَوْفِ الثَّرَى * أُولى الخُطَى لإِثَارَةِ البرْكَانِ فَيَمُوجُ يَقْتَلِعُ الطُّغَاةَ مُزَمْجِرَاً * أَقْوَى مِنَ الجَبرُوتِ وَالسُّلطَانِ

وَتَتَابُعُ القَطَرَاتِ يَنْزِلُ بَعْدَهُ * سَيْلٌ مِنَ الأَمْطَارِ كَالفَيَضَانِ كَمْ مِنْ ظَلُومٍ غَاشِمٍ قَدْ نَالَهُ * مِنْ شَعْبِهِ مَا لَيْسَ في الحُسْبَانِ فَارُوقُ مَنْ مِنَّا تخَيَّلَ أَنَّهُ * مُتَنَازِلٌ يَوْمَاً عَنِ السُّلطَانِ أَنَاْ لَسْتُ أَدْرِي هَلْ سَتُذْكَرُ قِصَّتي * أَمْ سَوْفَ يَطْوِيهَا دُجَى النِّسْيَانِ أَوْ أَنَّهُ سَيُقَالُ عَنيِّ خَائِنٌ * بَاعَ البِلاَدَ لأَجْلِ مَالٍ فَانِ كُلُّ الَّذِي أَدْرِيهِ أَنَّ تجَرُّعِي * كَأْسَ المَذَلَّةِ لَيْسَ في إِمْكَاني أَهْوَى الحَيَاةَ كَرِيمَةً لاَ قَيْدَ لاَ * إِرْهَابَ لاَ اسْتِخْفَافَ بِالإِنْسَانِ فَإِذَا سَقَطْتُ سَقَطْتُ أَحْمِلُ عِزَّتي * يَغْلِي دَمُ الأَحْرَارِ في وِجْدَاني أَبَتَاهُ إِنْ طَلَعَ الصَّبَاحُ عَلَى الوَرَى * وَأَضَاءَ نُورُ الشَّمْسِ كُلَّ مَكَانِ

وَاسْتَقبَلَ العُصْفُورُ بَينَ غُصُونِهِ * يَوْمَاً جَدِيدَاً مُشْرِقَ الأَلوَانِ سَأَكُونُ وَقْتَئِذٍ هُنَا مُتَعَلِّقَاً * في الحَبْلِ مَشْدُودَاً عَلَى العِيدَانِ أَنَاْ لاَ أُرِيدُكَ أَنْ تَعِيشَ محَطَّمَاً * أَوْ عُرْضَةَ الآلاَمِ وَالأَشْجَانِ وَاذْكُرْ كَلاَمَكَ لي وَمَا عَلَّمْتَني * وَأَنَا صَغِيرٌ عَن هَوَى الأَوْطَانِ وَإِذَا سمِعْتَ نَشِيجَ أُمِّيَ في الدُّجَى * تَبْكِي شَبَابَاً ضَاعَ في الرَّيْعَانِ وَتُكَاتِمُ الأَحْزَانَ في أَعْمَاقِهَا * وَعُيُونُهَا عَجَزَتْ عَنِ الْكِتْمَانِ اطْلُبْ لَدَيْهَا الصَّفْحَ عَنيَ إِنَّني * لاَ أَبْتَغِي مِنهَا سِوَى الرُّضْوَانِ لاَ زَالَ في سَمْعِي تَرِنُّ وَصِيَّةٌ * كَانَتْ تُرَدِّدُهَا عَلَى آذَاني أَبُنيَّ أَيَّامِي غَدَتْ مَعْدُودَةً * لَمْ يَبْقَ لي جَلَدٌ عَلَى الأَحْزَانِ

فَأَذِقْ فُؤَادِي فَرْحَةً بِالبَحْثِ عَنْ * بِنْتِ الحَلاَلِ وَدَعْكَ مِن عِصْيَاني هَذَا هُوَ الحُلْمُ الَّذِي عَاشَتْ لَهُ * يَا حُسْنَ أَحْلاَمٍ لهَا وَأَمَاني غَزَلَتْ خُيُوطَ السَّعْدِ نَاعِمَةً وَلَمْ * يَكُنِ انْتِقَاضُ الغَزْلِ في الحُسْبَانِ هَذَا الَّذِي سَطَّرْتُهُ لَكَ يَا أَبي * بَعْضُ الَّذِي يَجْرِي بِفِكْرِي الْعَاني لَكِن إِذَا انْتَصَرَ الضِّيَاءوَمُزِّقَتْ * بِيَدِ الإِلَهِ شَرِيعَةُ القُرْصَانِ فَلَسَوْفَ يَذْكُرُني وَيُكْبرُ هِمَّتي * مَنْ كَانَ في الدُّنيَا حَلِيفَ هَوَانِ وَإِلى لِقَاءٍ تحْتَ ظِلٍّ عَدَالَةٍ * قُدْسِيَّةِ الأَحْكَامِ وَالمِيزَانِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ابْنُ أَبي عَتِيق ـ صَدِيقُ عُرْوَةَ: سَلِمْتَ مِنَ الأَدْوَاءِ يَا خَيْرَ عَاشِقٍ * وَأُلبِسْتَ ثَوْبيْ صِحَّةٍ وَأَمَانِ

تجَلَّدْ فَذَاكَ الدَّهْرُ شَتىَّ صُرُوفُهُ * يَرِيشُ لَنَا سَهْمَاً بِكُلِّ مَكَانِ وَكُلُّ حَبِيبٍ قَدْ دَنَا مِن حَبِيبِهِ * فَإِنَّهُمَا لاَ بُدَّ مُفْتَرِقَانِ وَلَسْتَ مِنَ العُشَّاقِ أَوَّلَ بَائِسٍ * بَكَتْهُ عُيُونُ النَّاسِ وَالمَلَوَانِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} عُرْوَةُ يجِيبَه: جَعَلْتُ لِعَرَّافِ اليَمَامَةِ حُكْمَهُ * وَعَرَّافِ نجْدٍ إِن هُمَا شَفَيَاني فَمَا تَرَكَا مِنْ رُقْيَةٍ يَعْلَمَانِهَا * وَلاَ سُقْيَةٍ إِلاَّ وَقَدْ سَقَيَاني فَمَا شَفَيَا الدَّاءَ الَّذِي قَدْ أَصَابَني * وَلاَ ادَّخَرَا نُصْحَاً وَلاَ أَلَوَاني وَقَالاَ شَفَاكَ اللهُ وَاللهِ مَا لَنَا * بِمَا حُمِّلَتْ مِنْكَ الضُّلُوعُ يَدَانِ {عُرْوَةُ بْنُ حِزَام 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِير}

وَلَمَّا رَأَيْتُ العَيْنَ فَاضَتْ جُفُونُهَا * بِدَمْعٍ عَلَى الخَدَّيْنِ أَحْمَرَ قَانِ تَبَيَّنْتُ أَنيِّ بِالصَّبَابَةِ هَالِكٌ * وَأَنَّ هَلاَكِي مُرْجَأٌ لأَوَانِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} كَوَتْ كَبِدِي مِن حُبِّ عَفْراءَ لَوْعَةٌ * فَعَيْنَايَ مِنْ وَجْدِي بِهَا تَكِفَانِ كَأَنَّ قَطَاةً عُلِّقَتْ بجَنَاحِهَا * عَلَى كَبِدِي مِنْ شِدَّةِ الخَفَقَانِ فَعَفْرَاءُ أَرْجَى النَّاسِ عِنْدِي مَوَدَّةً * وَعَفْرَاءُ عَنيِّ المُعْرِضُ المُتَوَاني {عُرْوَةُ بْنُ حِزَام} وَكُنْتُ وَإِيَّاهَا عَلَى رَفْرَفِ المُنى * لَنَا أَمَلٌ نَلْهُو بِهِ وَأَمَانِ إِلى أَنْ دَهَتْنَا لِلْفِرَاقِ نَوَائِبٌ * فَصِرْتُ أَخَا هَمٍّ وَنَضْوَ هَوَانِ

{هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} وَإِنيِّ لأَهْوَى الحَشْرَ إِنْ قِيلَ إِنَّني * وَعَفْرَاءَ يَوْمَ الحَشْرِ مُلْتَقِيَانِ فَيَا لَيْتَ كُلَّ اثْنَينِ بَيْنَهُمَا هَوَىً * مِنَ النَّاسِ وَالأَنعَامِ يَلْتَقِيَانِ فَيَقْضِي حَبِيبٌ مِن حَبِيبٍ لُبَانَةً * وَيَرْعَاهُمَا رَبي مِنَ الحَدَثَانِ {عُرْوَةُ بْنُ حِزَام} فَيَفْرَحُ محْزُونٌ وَيهْنَأَ بَائِسٌ * يُقَاسِي عَذَابَاً في الهَوَى وَيُعَاني {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَطِّرْ مجَالِسَنَا بِهِمْ يَا رَاوِي * بِابْنِ الإِمَامِ محَمَّدِ الشَّعْرَاوِي رَجُلٌ أَدِيبٌ لاَ يُشَقُّ غُبَارُهُ * في الشِّعْرِ خِرِّيتٌ طَرُوبٌ هَاوِي

يَهْفُو عَبِيرُ أَبِيهِ في تَعْبِيرِهِ * عَلاَّمَةٌ في النَّحْوِ كَالحَمَلاَوِي تَلْقَى بِهِ كَرَمَ الصَّعِيدِ وَجُودَهُ * رَغْمَ انَّهُ في أَصْلِهِ بَحْرَاوِي لَوْ أَنَّ تَوْزِيعَ المَنَاصِبِ في يَدِي * لجَعَلْتُهُ في مَقْعَدِ الطَّنْطَاوِي إِنَّ الدَّرَاهِمَ كَالمَرَاهِمِ دَاوِنَا * يَا شَيْخُ مِنْ تِلْكَ المَرَاهِمِ دَاوِي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 نَظَمْتُهَا في مَدْحِ الشَّيْخ سَامِي بْن الإِمَام محَمَّد متْوَليِّ الشَّعْرَاوِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَزِنَتْ جَمِيعُ النَّاسِ لِلْفَرَمَاوِي * فَالشَّيْخُ لِلإِصْلاَحِ فِعْلاً نَاوِي تَلْقَى بِهِ كَرَمَ الصَّعِيدِ وَجُودَهُ * رَغْمَ انَّهُ في أَصْلِهِ بَحْرَاوِي لَوْ أَنَّ تَوْزِيعَ المَنَاصِبِ في يَدِي * لجَعَلْتُهُ في مَقْعَدِ الطَّنْطَاوِي

{يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 أَضَفْتُ لَهَا بَيْتَاً وَأَهْدَيْتُهَا لِلشَّيْخ عَبْدِ الحَيِّ الْفَرَمَاوِي لِرُسُوبِهِ في الاَنْتِخَابَات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * فَكَفَى بِنَفْسِكَ لي عَلَيْكَ حَسِيبَا {صَفِيُّ الدِّينِ الحِلِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَغْنَيْتَ بِالجُودِ الفَقِيرَ وَذَا الغِنى * وَالغَيْثُ يَسْقِي مجْدِبَاً وَخَصِيبَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْلاَ عُيُونُكِ يَا جَمِيلَةُ لَمْ أَكُنْ * مُسْتَعْذِبَاً في حُبِّكِ التَّعْذِيبَا {ابْنُ زَيْدُونٍ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ أَثْخَنَتْ قَوْمِي جِرَاحٌ جَمَّةٌ * فَمَتى يُتِيحُ لَهَا الإِلَهُ طَبِيبَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَسَلِ الحَمَائِمَ حِينَ تَشْدُواْ في الرُّبىَ * فَأَنَا الَّذِي عَلَّمْتُهَا التَّطْرِيبَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مُتَمَرِّسٌ بِالدَّهْرِ يَقْعُدُ صَرْفُهُ * إِنْ قَامَ في نَادِي الخُطُوبِ خَطِيبَا أَغْنى الفَقِيرَ بجُودِهِ وَأَخَا الْغِنى * وَالغَيْثُ يَسْقِي مجْدِبَاً وَخَصِيبَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَذِي حِكَايَةُ أُمَّةٍ في ثَوْرَةٍ * أَحْيى بَنُوهَا بِالجِهَادِ شُعُوبَا قَدْ أَثْخَنَتْ قَوْمِي جِرَاحٌ جَمَّةٌ * حَتىَّ أَتَاحَ لَهَا الإِلَهُ طَبِيبَا {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَدْرِكْ بِفَجْرِكَ عَالَمَاً مَكْرُوبَا * عَوَّذْتُ فَجْرَكَ أَنْ يَكُونَ كَذُوبَا لَمْ تَبْقَ في مجْرَى الدِّمَاءِ بَقِيَّةٌ * شَكَتِ العُرُوقُ مِنَ الدِّمَاءِ نُضُوبَا

طَحَنَتْ بِقَرْنَيْهَا الوَغَى أَبْنَاءهَا * لاَ غَالِبَاً رَحِمَتْ وَلاَ مَغْلُوبَا رِيحٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ حَوْلَهَا * وَتُخَلِّفُ البُرْجَ الأَشَمَّ كَثِيبَا مَلأُواْ الكُئُوسَ وَكُلَّمَا هَمُّواْ بِهَا * ذَكَرُواْ بحُمْرَتهَا الدَّمَ المَسْكُوبَا يَا أَيُّهَا السِّلْمُ المُطِلُّ عَلَى الوَرَى * طُوبى لِعَهْدِكَ إِنْ تحَقَّقَ طُوبى مَنْ فَارَقَتْهُ يَدَاهُ في سَاحِ الوَغَى * أَنَّى يُصَفِّقُ لِلسَّلاَمِ طَرُوبَا {محْمُود غُنَيْم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خُلِقَتْ يَدَاهُ يَدٌ لِتَجْرَحَ في العِدَا * وَيَدٌ لِتَأْسُوَ جَرْحَ كُلِّ جَرِيحِ مِن أَلْفِ عَامٍ قَالَ مَا هُوَ كَائِنٌ * بِالوَحْيِ لاَ بِالرِّئيِ مِثْلَ سَطِيحِ لَمْ أَمْتَدِحْهُ لخَصْلَةٍ مَقْبُوحَةٍ * أَزْرَتْ بِهِ فَسَدَدْتُهَا بِمَدِيحِي

لَكِن أُزَيِّنُ بِاسْمِهِ شِعْرِي انَّهُ * في الشِّعْرِ كَالتَّمْجِيدِ وَالتَّسْبِيحِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا لَمْ تَكُونُواْ مِثْلَهُمْ فَتَشَبَّهُواْ * فَإِنَّ التَّشَبُّهَ بِالرِّجَالِ فَلاَحُ إِنْ لَمْ تَكُونُواْ مِثْلَهُمْ فَتَشَبَّهُواْ * إِنَّ التَّشَبُّهَ بِالرِّجَالِ فَلاَحُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° شَيْخَ القَوَافي مَا لقَوْمِكَ أَصْبَحُواْ * لاَ الحُزْنُ يجْمَعُهُمْ ولاَ الأَفْرَاحُ عَبِثَتْ بِهِمْ أَهْوَاؤُهُمْ فَتَفَرَّقُواْ * شِيَعَاً ولَيْسَ مَعَ الخِلاَفِ نجَاحُ صَارُواْ وَهُم لاَ يمْلِكُونَ زِمَامَهُمْ * كَالفُلِكِ تجْرِي مَا لهَا مَلاَحُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ الغِيدُ تُصْبِيني وَلاَ الأَقْدَاحُ * مَهْمَا تَغَالى فِيهِمَا المُدَّاحُ

إِنيِّ امْرُؤٌ كَلِفٌ بِإِدْرَاكِ العُلاَ * دَأْبي الجِهَادُ وَغَايَتي الإِصْلاَحُ أَهْوَى الكِتَابَةَ قَاعِدَاً أَوْ قَائِمَاً * أَعَلَيَّ في هَذَا الكَلاَمِ جَنَاحُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا أَبْقَتِ الدُّنيَا عَلَى المَرْءِ دِينَهُ * فَمَا فَاتَهُ مِنهَا فَلَيْسَ كَبِيرَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَوْ أَنَّنَا كُنَّا رِجَالاً وَكُنْتُمُ * نِسَاءً لأَنْكَرْنَا عَلَيْهِ كَثِيرَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الحُبُّ لاَ يخْفَى وَإِن أَخْفَيْتَهُ * وَالبُغْضُ تُبْدِيهِ لَكَ الأَنْفَاسُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَسَلِ الحَمَائِمَ حِينَ تَشْدُواْ في الرُّبىَ * فَأَنَا الَّذِي عَلَّمْتُهَا التَّرْجِيعَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَلَمْ تَرَ أَنْفَاسَ المَزَارِعِ وَالرُّبى * تَطِيبُ وَأَنْفَاسُ الأَنَامِ خُلُوفُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° شُكْرَاً لِمَعْرُوفٍ لَنَا أَسْدَيْتَهُ * يَا أَيُّهَا المَعْرُوفُ بِالمَعْرُوفِ {الشَّطْرَةُ الأُولى لاَبْنِ الرُّومِيّ، وَالأُخْرَى لِلْعَبْدِ الْفَقِير / يَاسِرٍ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمْ أَلْقَ عَيْبَاً فِيهِ إِلاَّ أَنَّهُ * يَسْتَعْبِدُ الأَحْرَارَ بِالمَعْرُوفِ {الشَّاعِرُ القَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لِذَا لَمْ تَجِدْ يَا صَاحِ لي فِيهِ طُرْفَةً * لأَنيَ لَمْ أُنْكِرْ بِهِ غَيْرَ مَعْرُوفِ وَلَمْ آتِ في هَجْوِي لَهُ بجَدِيدَةٍ * لأَنيَ لَمْ أُنْكِرْ بِهِ غَيْرَ مَعْرُوفِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بِبَابِكَ دُونَ النَّاسِ أَنْزَلْتُ حَاجَتي * وَأَقْبَلْتُ أَسْعَى حَوْلَهُ وَأَطُوفُ أَتَيْتُكَ مِن أَقْصَى الْبِلاَدِ فَمَرَّ بي * بِبَابِكَ مِنْ ضَرْبِ الْعَبِيدِ صُنُوفُ يَدُورُونَ حَوْلي عَابِسِينَ كَأَنَّهُمْ * ذِئَابٌ جِيَاعٌ بَيْنَهُنَّ خَرُوفُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَالنِّيلُ عَبْدٌ وَالكِنَانَةُ في أَسَىً * وَالشَّعْبُ يَشْكُو الجُوعَ وَالإِمْلاَقَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَيَّا وَقُلْ لي قَدْ أَثَرْتَ شُجُوني / هَيَّا أَجِبْني قَدْ أَثَرْتَ شُجُوني قُلْ لي قَدْ أَثَرْتَ شُجُوني / قُلْ لي فَإِنَّكَ قَدْ أَثَرْتَ شُجُوني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * فَثَارَتْ شَيَاطِيني وَجُنَّ جُنُوني {ابْنُ مَيَّادَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَيَا رَبِّ إِنَّ النَّاسَ لاَ يُنْصِفُونَني * وَحَتىَّ إِذَا أَنْصَفْتُهُمْ ظَلَمُوني وَإِنْ كَانَ لي شَيْءٌ تَصَدَّواْ لأَخْذِهِ * وَلَوْ جِئْتُ أَبْغِي شَيْئَهُمْ مَنَعُوني وَإِنْ نَالَهُمْ بِرِّي فَلاَ شُكْرَ عِنْدَهُمْ * وَإِن أَنَاْ لَمْ أَعْبَأْ بِهِمْ شَتَمُوني وَإِنْ وَجَدُوني في رَخَاءٍ تجَمَّعُواْ * وَإِنْ نَزَلَتْ بي فَاقَةٌ تَرَكُوني وَإِنْ طَرَقَتْني نَكْبَةٌ فَكِهُواْ بِهَا * وَإِنْ صَحِبَتْني نِعْمَةٌ حَسَدُوني يَقُولُونَ لي أَهْلاً وَسَهْلاً وَمَرْحَبَاً * وَلَوْ ظَفِرُواْ بي مُفْرَدَاً قَتَلُوني {الأَبْيَاتُ كُلُّهَا لأَبي العَتَاهِيَةَ بِتَصَرُّف، بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَخِيرِ فَهُوَ لِ00} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِنَّ امْرَأً يُمْسِي وَيُصْبِحُ سَالِمَاً * مِنَ النَّاسِ إِلاَّ مَا جَنى لَسَعِيدُ {حَسَّانُ بْنُ ثَابِت} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَطَعَتْ جَهِيزَةُ قَوْلَ كُلِّ خَطِيبٍ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الْعِلْمُ يَنهَضُ بِالخَسِيسِ إِلى الْعُلاَ * وَالجَهْلُ يَقْعُدُ بِالْفَتى المَنْسُوبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا حَسْرَةً لِقَصِيدَةٍ حَبَّرْتُهَا * بِالمَدْحِ وَاسْتَهْلَلْتُهَا بِنَسِيبِ لأُبَدِّلَنَّ مَدِيحَهُ بِهِجَائِهِ * وَلأَجْعَلَنَّ بِأُمِّهِ تَشْبِيبي {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنْ يَكُنِ الفِعْلُ الَّذِي سَاءَ وَاحِدَاً * فَأَفْعَالُهُ الَّلاَئِي سَرَرْنَ أُلُوفُ فَإِنْ يَكُنِ الفِعْلُ الَّذِي سَاءَ وَاحِدَاً * فَأَفْعَاليَ الَّلاَئِي سَرَرْنَ أُلُوفُ {المُتَنبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَظَرِي إِلى وَجْهِ الرَّسُولِ نَعِيمُ

لَعَلَّ لَهُ عُذْرَاً وَأَنْتَ تَلُومُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَظَرِي إِلى وَجْهِ الحَبِيبِ نَعِيمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَلَمٌ وَمِن أَدَبِ العُلُومِ عَدِيمُ * مَا كُلُّ مَنْ شَرِبَ المُدَامَ نَدِيمُ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرُ لِ 000} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَيَا رَبِّ هَبْ لي مِنْكَ حِلْمَاً فَإِنَّني * أَرَى الحِلْمَ لَمْ يَنْدَمْ عَلَيْهِ حَلِيمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِنَّ امْرَاً ضَنَّتْ يَدَاهُ عَلَى امْرِئٍ * بِنَيْلِ يَدٍ مِن غَيرِهِ لَلَئِيمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتَأْتيَ مِثْلَهُ * عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

خَاطِرْ بِنَفْسِكَ كَيْ تُصِيبَ غَنِيمَةً * إنَّ القُعُودَ مَعَ النِّسَاءِ وَخِيمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خَاطِرْ بِنَفْسِكَ كَيْ تُصِيبَ غَنِيمَةً * إنَّ القُعُودَ مَعَ النِّسَاءِ مَشُومُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الصَّبْرُ يحْمَدُ في المَوَاطِنِ كُلِّهَا * إِلاَّ عَلَيْكِ فَإِنَّهُ لاَ مَذْمُومُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَأَتْرُكُ إِنْ قَلَّتْ دَرَاهِمُ خَالِدٍ * زِيَارَتَهُ إِنيِّ إِذَنْ لَلَئِيمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَضَرَائِرِ الحَسْنَاءِ قُلْنَ لِوَجْهِهَا * حَسَدَاً وَحِقْدَاً إِنَّهُ لَدَمِيمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رُوحِي بِحُبِّكَ يَا رَسُولُ تَهِيمُ * وَالشَّوْقُ في قَلْبي إِلَيْكَ عَظِيمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ زِلْتُ أَهْذِي بِالمَكَارِمِ يَافِعَاً * حَتىَّ أُشِيعَ بِأَنَّني محْمُومُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَلْبي مِنَ الطَّرْفِ السَّقِيمِ سَقِيمُ * لَوْ أَنَّ مَن أَشْكُو إِلَيْهِ رَحِيمُ مِنْ وَجْهِهَا أَبَدَاً نَهَارٌ وَاضِحٌ * مِنْ شَعْرِهَا لَيْلٌ عَلَيْهِ بَهِيمُ نَعِمَتْ بِهَا عَيْني فَطَالَ عَذَابُهَا * وَلَكَمْ عَذَابٍ قَدْ جَنَاهُ نَعِيمُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِلى اللهِ أَشْكُو حُبَّ لَيْلَى كَمَا شَكَا * إِلى اللهِ فَقْدَ الْوَالِدَيْنِ يَتِيمُ يَتِيمٌ جَفَاهُ الأَقْرَبُونَ فَعَظْمُهُ * كَسِيرٌ وَفَقْدُ الْوَالِدَيْنِ عَظِيمُ {قَيْسُ بْنُ المُلَوَّحِ الْعَامِرِيّ / مَجْنُونُ لَيْلَى} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَأَنْتِ الَّتي أَخْلَفْتِني مَا وَعَدْتِني * وَأَشْمَتِّ بي مَنْ كَانَ فِيكِ يَلُومُ فَلَوْ أَنَّ قَوْلاً يَكْلَمُ الجِسْمَ أَصْبَحَتْ * بِجِسْمِيَ مِنْ قَوْلِ الْوُشَاةِ كُلُومُ

{قَيْسُ بْنُ المُلَوَّحِ الْعَامِرِيّ / مَجْنُون لَيْلَى} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَضَرَائِرِ الحَسْنَاءِ قُلْنَ لِوَجْهِهَا * حَسَدَاً وَحِقْدَاً إِنَّهُ لَدَمِيمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَمَا وَالَّذِي لاَ يَعْلَمُ الغَيْبَ غَيْرُهُ * وَيحيى رُفَاتَ العَظْمِ وَهْوَ رَمِيمُ لَكَمْ مِنْ لَيَالٍ بِتُّ فِيهِنَّ طَاوِيَاً * مخَافَةَ يَوْمَاً أَنْ يُقَالَ لَئِيمُ {حَاتِمٌ الطَّائِيُّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ زَالَ بَيْتُكَ كَعْبَةً محْجُوجَةً * وَالنَّاسُ مِنْ كُلِّ البِقَاعِ مُقِيمُ حَتىَّ يُنَادَى في البِقَاعِ بِأَسْرِهَا * هَذَا المَقَامُ وَأَنْتَ إِبْرَاهِيمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هُصَر: مَهْلاً فَمَا أَنْصَفْتَني وَوَصَمْتَني * بِالغَدْرِ يَا وَلَدِي وَأَنْتَ مُلِيمُ

وَكَسَوْتَني ثَوْبَ الظَّلُومِ وَطَالَمَا * ثَارَ الظَّلُومُ وَأَذْعَنَ المَظْلُومُ لَوْ قَدْ عَلِمْتَ بِمَا رَمَيْتُ إِلَيْهِ مِن * أَمْرِي لَمَا كُنْتَ الغَدَاةَ تَلُومُ وَرَأَيْتَ مَا أَنَاْ قَدْ رَأَيْتُ لَهَا وَإِن * أَضْنى الفُؤَادَ فِرَاقُهَا المحْتُومُ أَرَأَيْتَ لَوْ أَحْبَبْتَ يَا وَلَدِي امْرَاً * أَفَلاَ تَوَدُّ هَنَاءهُ وَتَرُومُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} عُرْوَة: أَظَنَنْتَ أَن أَرْضَى الحَيَاةَ بِدُونهَا * وَسِوَايَ مَعْهَا في الهَنَاءِ يُقِيمُ إِنْ لَمْ يُبِلَّ الغَيْثُ لي أَرْضَاً فَلاَ * هَطَلَتْ بِأَرْضٍ في البِلاَدِ غُيُومُ لاَ تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتَأْتيَ مِثْلَهُ * عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ

{هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} هُصَر: أَسْرَفْتَ في غَمْطٍ لِعَمِّكَ فَاتَّئِدْ * فَلَرُبَّمَا تَرَكَ الهُدُوءَ حَلِيمُ مُتَعَمِّدَاً لأَذَاكَ مَا زَوَّجْتُهَا * فَرِضَاكَ مَا أَرْجُو وَأَنْتَ عَلِيمُ أَنَاْ لاَ أَقُولُ أُثَالَةٌ خَيْرٌ لَهَا * مِن عُرْوَةٍ إِنيِّ إِذَنْ لَلَئِيمُ لَكِنَّني أَبْغِي السَّعَادَةَ لاَبْنَتي * وَلَهَا أَرَدْتُ العَيْشَ وَهْوَ نَعِيمُ شِئْتُ الهَنَاءَ لهَا وَإِنَّ أُثَالَةً * بِهَنَائِهَا بَينَ الوَرَى لَزَعِيمُ مَا كَانَ يَفْضُلُكَ ابْنُ عَمِّكَ عِنْدَنَا * لَوْلاَ ثَرَاءٌ وَافِرٌ وَعَمِيمُ لَوْ كُنْتَ تهْوَاهَا لَشِئْتَ هَنَاءهَا * وَلَوَ انهَا بحِمَى سِوَاكَ تُقِيمُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَارٌ إِذَا أَنْشَبْتُ فِيكَ مخَالِبي * إِذْ لَيْسَ مِن خُلُقِي افْتِرَاسُ ضَعِيفِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَانَتْ جَارَاتُ عَفْرَاءَ وَصَدِيقَاتهَا وَفَتَيَاتُ الحَيِّ يُعَرِّجْنَ عَلَيْهِ في مَسِيرِهِنَّ، فَلَمَّا رَأَيْنَهُ عَلَى تِلْكَ الحَالِ وَرَأَيْنَ الظَّبيَ قَدِ اسْتَأنَسَ بِهِ فَلَمْ يُرَعْ سَأَلنَهُ عَنِ الخَبَر، فَقَال: رَثَى لي فَأَمْسَى بِالحَنَانِ يمُدُّني * وَصَارَ أَلِيفِي حِينَ غَابَ أَلِيفِي وَمَنْ كَانَ في الدُّنيَا أَخَا الحُبِّ لَمْ يَزَلْ * تُطَالِعُهُ أَقْدَارُهَا بِصُرُوفِ إِذَا شَرُفَتْ أَحْسَابُهُ قِيلَ قَدْ غَوَى * وَإِنْ كَانَ عَفَّاً قِيلَ غَيْرَ عَفِيفِ بَرَا اللهُ لي نَفْسَاً يَفِيضُ عَفَافُهَا * فَلَمْ يَكُ ثَوْبي قَطُّ غَيْرَ نَظِيفِ

وَقَدْ عَلِمُواْ أَصْلِي يَشِعُّ طَهَارَةً * فَكَيْفَ يَكُونُ الفَرْعُ غَيْرَ شَرِيفِ أَقَضِّي اللَّيَاليَ في الهُمُومِ وَلَمْ أَكُن * وَحِيدَاً فَقَدْ كَانَ الشَّقَاءُ حَلِيفِي إِلى أَنْ يُرَى وَجْهُ الغَزَالَةِ مُشْرِقَاً كَعَفْرَاءَ مُسْفِرَةً بِغَيْرِ نَصِيفِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} ثمَّ سَأَلنَهُ: وَكَيْفَ لَقِيتَ الهَجْرَ ==== ـ ـ * ==== ==== ==== ـ ـ عُرْوَة: ==== ـ ـ مُرٌّ مَذَاقُهُ * لَهُ في صَمِيمِ القَلبِ وَقْعُ سُيُوفِ فَيَا فَاتِنَاتِ الحَيِّ إِنيَ عَاشِقٌ * يَطُولُ عَلَى دَارِ الحَبِيبِ وُقُوفي إِلى أَنْ يَشَاءَ اللهُ أَمْرَاً وَإِنَّني * وَثِقْتُ بِرَبٍّ في القَضَاءِ لَطِيفِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا لَمْ تَكُونُواْ قَوْمَ لُوطٍ بِعَيْنِهِمْ * فَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمُ بِبَعِيدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا لَمْ تَكُونُواْ لِلْخَوَارِجِ صُورَةً * فَلَيْسَ الخَوَارِجُ مِنْكُمُ بِبَعِيدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {/5/ 5/} ممْدُوحٌ وَأَنْتَ مُذَمَّمٌ * عَجَبَاً لِذَاكَ وَأَنْتُمَا مِن عُودِ وَلَرُبَّ عُودٍ قَدْ يُشَقُّ لمَسْجِدٍ * نِصْفَاً وَسَائِرَهُ لحُشِّ يَهُودِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° طَرَأَتْ عَلَى رَوْضِي ذُبَابَةُ بِيدِ * مَرْذُولَةُ التَّرْجِيعِ وَالتَّرْدِيدِ رُدُّواْ ذُبَابَتَكُمْ عَلَيْكُمْ إِنَّنَا * في الرَّوْضِ مَشْغُولُونَ بِالتَّغْرِيدِ صَغُرَتْ وَهَانَتْ عَنْ مجِيءِ مَذَبَّتي * قُولُواْ لَهَا بِيدِي مَكَانَكِ بِيدِي {محَمَّدٌ الأَسْمَر}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيَا ذِكْرَيَاتي في الطُّفُولَةِ عُودِي * فَقَدْ أَذْبَلُواْ عُودِي هُنَا وَوُرُودِي وَمَاتَ شَبَابي الْغَضُّ مِنْ كَثْرَةِ الأَسَى * وَمَاتَ عَلَى ثَغْرِي بِمِصْرَ نَشِيدِي {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَيَالِيَنَا عِنْدَ الخَمِيلَةِ عُودِي * فَقَدْ أَذْبَلَ الهِجْرَانُ نَاضِرَ عُودِي سَقَى اللهُ عَهْدَاً قَدْ قَضَيْنَاهُ في الهَوَى * وَمَا بَيْنَنَا مِن عَاذِلٍ وَحَسُودِ جَرَى الدَّهْرُ بِالتَّفْرِيقِ بَيْني وَبَيْنَهَا * وَآلَمَنَا بِالنَّحْسِ بَعْدَ سُعُودِ فَقَطَّفَ أَزْهَارِي وَكَانَتْ نَدِيَّةً * وَمَاتَ عَلَى ثَغْرِي الغَدَاةَ نَشِيدِي

أَقُولُ لَهَا وَالقَلبُ يَقْطُرُ حَسْرَةً * أَحَقَّاً بِعَادِي مِنْكِ غَيْرُ بَعِيدِ وَمَوْقِفُنَا يَوْمَ الوَدَاعِ وَقَدْ بَدَا * لهَا لُؤْلُؤٌ يَنْسَابُ فَوْقَ وُرُودِ مُصَدَّقَةٌ لاَ تُخْلِفُ الوَعْدَ مَرَّةً * وَزِينَةُ ذَاتِ الدَّلِّ صِدْقُ وُعُودِ كَعَابٌ يَسُرُّ العَينَ مِن حُسْنِ خَطْوِهَا * تَثَنٍّ بِأَعْطَافٍ وَوَرْدُ خُدُودِ فَيَشْقَىالفَتىَ النِّحْرِيرُ مِنهَا بِنَظْرَةٍ * وَيُمْسِي بِقَلْبٍ في الغَرَامِ شَهِيدِ فَمَا لِفُؤَادِي بَعْدَهَا مِنْ مَسَرَّةٍ * وَمَا المَوْتُ مِنيِّ بَعْدَهَا بِبَعِيدِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا آلَ وَهْبٍ جُدْتُمُ بِضِرَاطِكُمْ * عَفْوَاً وَدِرْهَمُكُمْ يُشَدُّ رِبَاطَا صُرُّواْ ضُرَاطَكُمُ المُبَذِّرَ صَرَّكُمْ * عِنْدَ السُّؤَالِ الفِلْسَ وَالقِيرَاطَا

أَوْ فَاسْمَحُواْ بِضُرَاطِكُمْ وَنَوَالِكُمْ * هَيْهَاتَ لَسْتُمْ لِلنَّوَالِ نِشَاطَا لَوْ كُنْتُمُ قَدْ جُدْتُمُ بِهِمَا مَعَاً * فَرَشَا لَكُمْ عِنْدَ الرِّجَالِ بِسَاطَا لَكِنَّكُمْ فَرَّطْتُمُ في وَاحِدٍ * وَهُوَ الضُّرَاطُ فَعَدِّلُواْ الإِفْرَاطَا يَا وَهْبُ وَيْحَكَ قَدْ عَلِمْتَ بِوَهْيِهَا * أَفَلاَ دَعَوْتَ لِرَتْقِهَا خَيَّاطَا عَطِسَتْ وَحُقَّ لَهَا العُطَاسُ لأَنَّهَا * مَزْكُومَةٌ أَبَدَاً تَسِيلُ مُخَاطَا هَبَّتْ عَلَيْنَا كَالسَّمُومِ رِيَاحُهُ * فَاقَتْ بِشِدَّتِهَا رِيَاحَ شُبَاطَا لَوْ أَنَّهَا هَبَّتْ بِأَرْضِ مُعَسْكَرٍ * لَمْ تُبْقِ شِدَّتُهَا بِهِ فُسْطَاطَا دَعْ خِدْمَةَ الخُلَفَاءِ لاَ تَعْرِضْ لَهَا * وَتَعَاطَ وَيْحَكَ غَيْرَ مَا تَتَعَاطَا لَوْ كُنْتُ مِثْلَكَ ثمَّ جِئْتُ بِمِثْلِهَا * لَضَرَبْتُ فَاضِحَتي بِهَا أَسْوَاطَا

قَدْ أَحْدَثَتْ جُرْمَاً فَعَجِّلْ ضَرْبَهَا * وَاجْعَلْ لَهَا غَيرَ الأُيُورِ سِيَاطَا مَا احْتَاطَ لِلْخُلَفَاءِ في سُلْطَانِهِمْ * مَنْ لَيْسَ في أَمْرِ اسْتِهِ محْتَاطَا كُنَّا نَقُولُ إِذَا مَرَرْتَ بِبَابِنَا * للهِ دَرُّكَ كَاتِبَاً خَطَّاطَا وَاليَوْمَ أَصْبَحْنَا نَقُولُ جَمِيعُنَا * للهِ دَرُّكَ كَاتِبَاً ضَرَّاطَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° شِدَادٌ عَلَى الأَخِ وَالحَبِيبِ غِلاَظُ * وَلَيْسَ لِعَهْدٍ يُبْرِمُونَ حِفَاظُ أُغَاظُ لِمَا يَأْتُونَهُ مِنْ جَهَالَةٍ * وَذُو الحِلْمِ بَينَ الجَاهِلِينَ يُغَاظُ {أَبُو هِلاَلٍ العَسْكَرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِذَا الضَّلاَلُ طَغَى عَلَى صَوْتِ الهُدَى * فَالسَّيْفُ بَعْضُ وَسَائِلِ الإِقْنَاعِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مِثْلُ النَّعِيمِ فَلَيْسَ فِيهِ قَنَاعَةٌ * بَلْ فِيهِ تحْمَدُ كَثْرَةُ الأَطْمَاعِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° دِينٌ بَنىَ الإِنْسَانَ كَرَّمَ شَأْنَهُ * وَأَقَامَ رُكْنَ خَلاَقِهِ المُتَدَاعِي وَإِذَا تَقَنَّعَتِ الحَقَائِقُ كُلُّهَا * ظَهَرَتْ حَقِيقَتُهُ بِغَيرِ قِنَاعِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَغْرَاكَ بِال {إِخْوَانِ} مَا أُشْرِبْتَهُ * مِنْ شَرِّ تَنْشِئَةٍ وَخُبْثِ طِبَاعِ وَرَمَاكَ في السِّجْنِ اغْترَارُكَ بِالَّذِي * مُلِّكْتَهُ مِنْ ثَرْوَةٍ وَضِيَاعِ هَذَا هُوَ السِّجْنُ الرَّهِيبُ فَذُقْ بِهِ * كَأْسَ الهَوَانِ بِطَعْمِهَا اللَّذَّاعِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فِعَاكَ/فَعِيكَ/فَعُوكَ/فِعَاكِ/فَعِيكِ/فَعُوكِ/}

فَلْيَرْضَ عَنيِّ النَّاسُ أَوْ فَلْيَسْخَطُواْ * أَنَاْ لَمْ أَعُدْ أَسْعَى لِغَيرِ رِضَاكَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِبْلِيسُ وَالدُّنيَا وَنَفْسِي وَالهَوَى * يَا رَبِّ قَدْ نَصَبُواْ عَلَيَّ شِرَاكَا يَا رَبِّ أَدْرِكْني بِغَوْثِكَ إِنَّني * أَصْبَحْتُ لاَ أَرْجُو لَهُنَّ سِوَاكَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِكَ أَسْتَجِيرُ وَمَنْ يُجِيرُ سِوَاكَا * فَارْحَمْ ضَعِيفَاً يحْتَمِي بحِمَاكَا يَا رَبِّ تُبْتُ إِلَيْكَ فَاقْبَلْ تَوْبَتي * أَنْتَ المجِيبُ لِكُلِّ مَنْ نَادَاكَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° للهِ آيَاتٌ لَعَلَّ أَقَلَّهَا * هُوَ أَنَّهُ لِلمَكْرُمَاتِ هَدَاكَا وَالكَوْنُ مَمْلُوءٌ بِآيَاتٍ إِذَا * حَاوَلْتَ تَفْسِيرَاً لهَا أَعْيَاكَا

قُلْ لِلطَّبِيبِ تخَطَّفَتْهُ يَدُ الرَّدَى * يَا شَافيَ الأَمْرَاضِ مَن أَرْدَاكَا قُلْ لِلصَّحِيحِ يَمُوتُ لاَ مِن عِلَّةٍ * مَنْ بِالمَنَايَا يَا صَحِيحُ دَهَاكَا قُلْ لِلمَرِيضِ نجَا وَعُوفيَ بَعْدَمَا * عَجَزَتْ فُنُونُ الطِّبِّ مَن عَافَاكا بَلْ وَاسْأَلِ الأَعْمَىخَطَا بَينَ الزِّحَا * مِ بِلاَ اصْطِدَامٍ مَنْ يَقُودُ خُطَاكَا وَانْظُرْ إِلى الثُّعْبَانِ يَنْفُثُ سُمَّهُ * فَاسْأَلهُ مَنْ ذَا بِالسُّمُومِ حَشَاكَا وَاسْأَلهُ كَيْفَ تَعِيشُ يَا ثُعْبَانُ أَوْ * تحْيى وَهَذَا السُّمُّ يَمْلأُ فَاكَا وَاسْأَلْ بُطُونَ النَّحْلِ كَيْفَ تَقَاطَرَتْ * شَهْدَاً وَقُلْ لِلشَّهْدِ مَن حَلاَّكَا بَلْ وَاسْأَلِ اللَّبَنَ المُصَفَّى كَانَ بَيـ * ـنَ دَمٍ وَفَرْثٍ مَا الَّذِي صَفَّاكَا وَإِذَا رَأَيْتَ النَّخْلَ مَشْقُوقَ النَّوَى * فَاسْأَلهُ مَنْ يَا نخْلُ شَقَّ نَوَاكَا

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنْتَ الَّذِي لَمَّا رُفِعْتَ إِلى السَّمَا * بِكَ قَدْ سَمَتْ وَتَزَيَّنَتْ لِلِقَاكَا أَنْتَ الَّذِي مِنْ نُورِكَ البَدْرُ اكْتَسَى * وَالشَّمْسُ قِنْدِيلٌ أَمَامَ ضِيَاكَا نَادَيْتَ أَشْجَارَاً أَتَتْكَ مُطِيعَةً * وَشَكَا الْبَعِيرُ إِلَيْكَ حِينَ رَآكَا وَالمَاءُ فَاضَ بِرَاحَتَيْكَ وَسَبَّحَتْ * صُمُّ الحَصَى للهِ في يُمْنَاكَا وَالجِذْعُ حَنَّ إِلَيْكَ حِينَ تَرَكْتَهُ * وَعَلَى سِوَاهُ أُوقِفَتْ قَدَمَاكَا مَاذَا يَقُولُ المَادِحُونَ وَمَا عَسَى * أَنْ يجْمَعَ الكُتَّابُ مِنْ مَعْنَاكَا صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا عَلَمَ الهُدَى * وَأَدَامَ في أَذْهَانِنَا ذِكْرَاكَا صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا عَلَمَ الهُدَى * مَا اشْتَاقَ مُشْتَاقٌ إِلىَ رُؤْيَاكَا

{شِهَابُ الدِّينِ الأَبْشِيهِيُّ صَاحِبُ المُسْتَطْرَف، بِشَيْءٍ مِنَ التَّصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَصْرَ الأَحِبَّةِ مَا أَعَزَّ حِمَاكَا * وَأَجَلَّ في العَلْيَاءِ بَدْرَ سَمَاكَا يَا مُلْتَقَى القَمَرَيْنِ مَا أَبْهَاكَ بَلْ * يَا مجْمَعَ البَحْرَيْنِ مَا أَصْفَاكَا إِنَّ الأَمَانَةَ وَالجَلاَلَةَ وَالعُلاَ * في هَالَةٍ دَارَتْ عَلَى مَغْنَاكَا مَا العِزُّ إِلاَّ في ثَرَى القَدَمِ الَّتي * حَسَدَتْ عَلَيْهَا النَّيِّرَاتُ ثَرَاكَا التُّرْكُ تَقْرَأُ بِاسْمِ جَدِّكَ في الوَغَى * وَالعُرْبُ تَذْكُرُ في الكِتَابِ أَبَاكَا نَسَبٌ لَوِ انْتَمَتِ النُّجُومُ لِعِقْدِهِ * لَتَرَفَّعَتْ أَنْ تَسْكُنَ الأَفْلاَكَا الدَّهْرُ مُعْتَرِفٌ بِأَنَّا لَمْ نَكُنْ * لِنُسَرَّ مِنهُ بِسَاعَةٍ لَوْلاَكَا

أَوَ كُلَّمَا جَاءتْكَ مِني دُرَّةٌ * سَبَقَتْ ثَنَايَ بِالاَرْتجَالِ يَدَاكَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فِعَالَة/فُعَالَة/أَفْعَالَه/أَفْعَالَة/فَعْلاَنَة/فَعُولَة/مَفْعُولَة/فَعْلُونَة/فَعِيلَة/فَعْلُونَة/} * أَسَدٌ عَلَيَّ وَفي الحُرُوبِ نَعَامَة {غَزَالَةُ الحَرُورِيَّة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° للهِ لُبْنَانُ الجَرِيح وَأَهْلُهُ * للهِ مُرْتَفَعَاتُهُ الْفَتَّانَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا أَيُّهَا الأَوْبَاشُ لي مَلْحُوظَة * كَلِمَاتُكُمْ مَفْضُوحَةٌ محْفُوظَة قَدْ أَثْبَتَتْ كُلُّ النَّتَائِجِ فَوْزَنَا * كَجَمَاعَةٍ دِينِيَّةٍ محْظُوظَة تَيَّارُنَا مَا خَاضَ فَرْزَاً لَمْ يَنَلْ * فَوْزَاً بِهِ مَا لَمْ يُحَطْ " بِالْبُوظَة " {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُمْنِيَّةُ الأُمْنِيَّةُ المَأْمُولَة * وَأَظُنُّهَا تُفَّاحَةٌ مَأْكُولَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا أَنْتَ لَمْ تَدْفَعْ عَنِ النَّفْسِ ضَيْمَهَا * فَليْسَ إِلى حُسْنِ الثَّنَاءِ وسِيلَة {السَّمَوْءل} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بحر الكامل والطويل ــ 2

[بَحْرُ الكَامِلِ وَالطَّوِيل ـ 2]: ================== {يَفْعَلُ/مَفْعَلُ/يَفْعَلاَ/مَفْعَلاَ/تَفَعَّلُ/تَفَعَّلاَ/افْعَلُواْ/افْعَلِي/افْعَلِ/افْعَلاَ/} للهِ سَيْفٌ لِلْعَدَالَةِ مُصْلَتُ لاَ تَفْرَحُواْ أَوْ تَفْخَرُواْ أَوْ تَشْمَتُواْ * الْيَوْمَ أَفْلَتُّمْ غَدَاً لَنْ تُفْلِتُواْ إِن أَسْقَطُوكَ فَلاَ تَلِن يَا حِشْمَتُ * مِنْ قَبْلُ أَقْصَواْ حَازِمَاً وَتَعَنَّتُواْ إِن أَسْقَطُوكَ فَلاَ تَلِن يَا حِشْمَتُ * كَمْ أَسْقَطُواْ مِنْ فَائِزٍ وَتَعَنَّتُواْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَمَّا رَأَيْتُ الْقَوْمَ شَدُّواْ رِحَالَهُمْ * إِلى بحْرِكَ الطَّامِي أَتَيْتُ بجَرَّتي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَنَفْسِيَ كَانَتْ لاَ تَزَالُ عَزِيزَةً * فَلِمَّا رَأَتْ صَبْرِي عَلَى الذُّلِّ ذَلَّتِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَأَى فَاقَتي مِن حَيْثُ يخْفَى مَكَانُهَا * فَكَانَتْ قَذَى عَيْنَيْهِ حَتىَّ تجَلَّتِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَقَوْني وَقَالُواْ لاَ تُغَنِّ وَلَوْ سَقَواْ * جِبَالَ حُنَينٍ مَا سَقَوْني لَغَنَّتِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَمَنَّيْتُهَا حَتىَّ إِذَا مَا رَأَيْتُهَا * رَأَيْتُ المَنَايَا شُرَّعَاً قَدْ أَظَلَّتِ وَمَا سَاءهَا إِلاَّ كِتَابٌ كَتَبْتُةُ * فَلَيْتَ يَمِيني بَعْدَ ذَلِكَ شُلَّتِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنيِّ أُسَافِرُ كَيْ أُحَقِّقَ رَغْبَتي * فَتَحَمَّلي يَا أُمُّ وَحْشَةَ غَيْبَتي أُمَّاهُ لاَ تَبْكِي عَلَيَّ وَتحْزَني * فَيَزِيدَ هَمِّي بِالْبُكَاءِ وَكُرْبَتي وَإِذَا كَذَبْتُ عَلَيْكِ يَا أُمِّي لِكَيْ * مَا تَطْمَئِنيِّ فَاغْفِرِي لي كِذْبَتي لَقَدِ اسْتَقَرَّتْ حَالُنَا مِنْ بَعْدِ مَا * عِشْنَا هُنَا كُلَّ الظُّرُوفِ الصَّعْبَةِ وَغَدَاً أَعُودُ وَتَفْرَحِينَ بِعَوْدَتي * وَنَظَلُّ نحْكِي مَا جَرَى في غُرْبَتي {يَاسِر الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَصْبَحْتُ في الدُّنيَا أَرُوحُ وَأَغْتَدِي * وَإِخَالُني في غَيرِ أَرْضِي أَحْرُثُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ صِرْتُ في الدُّنيَا أَرُوحُ وَأَغْتَدِي * كَأَنيِّ بِهَا في غَيرِ أَرْضِيَ أَحْرُثُ {ابْنُ الرُّومِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَتى يَسْتَقِيمُ الظِّلُّ وَالعُودُ أَعْوَجُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَفي الأَرْضِ مَنأَىً لِلْكَرِيمِ عَنِ الأَذَى * وَفِيهَا لِمَن عَانَى مِنَ الظُّلْمِ مخْرَجُ {الشَّنْفَرَى بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُوْلَئِكَ قَوْمٌ يَنْكَحُونَ بِمَالِهِمْ * وَلَوْ خَطَبُواْ بِأُصُولِهِمْ لَمْ يُزَوَّجُواْ أُوْلَئِكَ قَوْمٌ يَنْكَحُونَ بِمَالِهِمْ * وَلَوْ خَطَبَتْ أَحْسَابهُمْ لَمْ يُزَوَّجُواْ {ابْنُ مَيَّادَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَرُبَّ دَاهِيَةٍ يَضِيقُ بِهَا الفَتى * ذَرْعَاً وَعِنْدَ اللهِ مِنهَا المَخْرَجُ ضَاقَتْ فَلَمَّا اسْتَحْكَمَتْ حَلَقَاتُهَا * فُرِجَتْ وَكَانَ يَظُنُّهَا لاَ تُفْرَجُ {الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ الله} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَئِنْ كُنْتُ مُحْتَاجَا إِلى العِلْمِ إِنَّني * إِلى الجَهْلِ في بَعْضِ المجَالِسِ أَحْوَجُ وَمَا كُنْتُ أَرْضَى العَيْشَ بِالجَهْلِ صَاحِبَاً * وَلَكِنَّني أَرْضَى بِهِ حِينَ أُحْرَجُ فَلِي فَرَسٌ لِلْعِلْمِ في البَيْتِ مُلْجَمٌ * وَلى فَرَسٌ لِلجَهْلِ في النَّاسِ مُسْرَجُ فَمَنْ شَاءَ تَقْويمِي فَإِنِّي مُقَوَّمٌ * وَمَنْ شَاءَ تَعْويجِي فَإِنِّي مُعَوَّجُ {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَرَى الجِذْلَ في عَيْنَيْكَ يَبْدُو فَأَسْتَحِي * وَتَغْضَبُ إِن أَبْصَرْتَ في عَيْنيَ الْقَذَى {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَهُوَ في الأَصْلِ مَثَلٌ عَرَبيٌّ قُمْتُ بِنَظْمِهِ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَيَا لَكَ مِن إِبْلِيسِ إِنْسٍ إِذَا بَدَا * لإِبْلِيسَ يَوْمَاً خَافَهُ وَتَعَوَّذَا

وَلَسْتُ أُسَمِّيهِ فَمَا عَادَ خَافِيَاً * عَلَى أَحَدٍ في عَالَمِ الشَّرِّ وَالأَذَى هُوَ الشَّيْخُ بِئْسَ المَاكِرُ الفَاجِرُ الَّذِي * ظَنَنَّاهُ دَهْرَاً أَنَّهُ الشَّيْخُ حَبَّذَا {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَتىَّ مَتى يَا رَبِّ أُصْبِحُ هَكَذَا * وَأَظَلُّ أَحْتَمِلُ الأَذَى مِنْ ذَا وَذَا لَمْ أُمْنَ قَطُّ بِنَكْبَةٍ وَأُلاَقِ مَنْ * يَأْتي إِليَّ مِنَ الأَحِبَّةِ مُنْقِذَا قَوْمٌ لَوِ الشَّيْطَانُ أَبْصَرَ فِعْلَهُمْ * لاَحْتَاطَ خَوْفَاً مِنهُمُ وَتَعَوَّذَا لَمْ يُجْدِ أَن أَلْقَاهُمُ مُتَدَرِّعَاً * أَوْ يُجْدِ أَن أَلْقَاهُمُ مُتَخَوِّذَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلَسْتَ تُلاَقِي عَالِمَاً ذَا بَرَاعَةٍ * بِأَرْسَخَ مِنهُ في العُلُومِ وَأَعْمَقَا {ابْنُ الرُّومِي}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنْ يَكُ أَقْوَامٌ أَضَاعُوكَ إِنَّني * حَفِظْتُ الَّذِي بَيْني وَبَيْنَكَ يَا رِضَا {الأَخْطَل} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ حَاوَلَ البرْغُوثُ يَمْشِي فَوْقَهُ * لَمْ يَأْمَنِ البُرْغُوثُ أَنْ يَتزَحْلَقَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° في عَينِ جَالُوتٍ غَضِبْنَا غَضْبَةً * كَشَفَتْ عَنِ الشَّرْقِ البَلاَءَ المحْدِقَا حِطِّينُ تَشْهَدُ أَنَّنَا عَرَبٌ إِذَا * فَرِقَ الأُسُودُ مِنَ الرَّدَى لَنْ نَفْرَقَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَخَافُ وَرَاءَ القَبرِ إِنْ لَمْ تُعَافِني * أَشَدَّ مِنَ القَبرِ التِهَابَاً وَأَضْيَقَا إِذَا جَاءَ ني يَوْمَ القِيَامَة قَائِدٌ * عَنِيفٌ وَسَوَّاقٌ يَسُوقُ الفَرَزْدَقَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَجْرٌ أَطَلَّ عَلَى الكِنَانَةِ مُشْرِقَا * يَجْلُو بِطَلْعَتِهِ الظَّلاَمَ المُطْبِقَا أَرْضُ الكِنَانَةِ جَنَّةُ اللهِ الَّتي * مَنْ مَسَّهَا بِالسُّوءِ خَابَ وَأَخْفَقَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَطَنٌ رَفَعْنَاهُ لأَعْلَى مُرْتَقَى * فَأَبَى سِوَى أَنْ يَسْتَكِينَ إِلى الشَّقَا أَفَكُلَّمَا جَاءَ الزَّمَانُ بمُصْلِحٍ * لأُمُورِهِمْ قَالُواْ عَلَيْهِ تَزَنْدَقَا فَكَأَنمَا لَمْ يَكْفِهِمْ مَا قَدْ جَنَواْ * وَكَأَنَّمَا لَمْ يَكْفِهِ أَن أَخْفَقَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيَاسِرُ لي في النَّابِغِينَ فَرَاسَةٌ * تَعَوَّدْتُ مِنهَا أَنْ تَقُولَ فَتَصْدُقَا وَقَدْ خَبرَتْني عَنْكَ أَنَّكَ مَاجِدٌ * سَتَرْقَى إِلى العَلْيَاءِ أَبْعَدَ مُرْتَقَى

فَوَفَّيْتُكَ التَّكْرِيمَ قَبْلَ أَوَانِهِ * وَقُلْتُ أَطَالَ اللهُ لِلسَّيِّدِ البَقَا وَأَضْمَرْتُ مِنهُ لَفْظَةً لَمْ أَبُحْ بِهَا * إِلى أَن أَرَى إِظْهَارَهَا لي مُطْلَقَا فَإِن عِشْتُ أَو إِنْ مُتُّ فَاذْكُرْ بِشَارَتي * وَأَوجِبْ بِهَا وَعْدَاً عَلَيْكَ محَقَّقَا وَكُنْ ليَ في الأَوْلاَدِ وَالأَهْلِ حَافِظَاً * وَلاَ تُنْسِكَ النَّعْمَاءُ أَيَّامَ الشَّقَا {الشَّرِيفُ الرَّضِيُّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * وَكُلُّ لَبِيبٍ بِالإِشَارَةِ يُدْرِكُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° جُودٌ كَجُودِ السَّيْلِ إِلاَّ أَنَّ جُو * دَ السَّيْلِ يُهْلِكُ بَيْنَمَا لاَ تُهْلِكُ {أَبُو تَمَّام بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ خَيرَ في الجُهَلاَءِ حَتىَّ يَعْلَمُواْ * لاَ خَيرَ في العُلَمَاءِ حَتىَّ يَعْمَلُواْ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُنَاسٌ أَمِنَّاهُمْ فَبَاحُواْ بِسِرِّنَا * فَلَمَّا كَتَمْنَا السِّرَّ عَنهُمْ تَقَوَّلُواْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمُوسَى الَّذِي رَبَّاهُ جِبْرِيلُ كَافِرٌ * وَمُوسَى الَّذِي رَبَّاهُ فِرْعَوْنُ مُرْسَلُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ذَهَبَ الْفَرَزْدَقُ بِالمَكَارِمِ وَالْعُلاَ * وَابْنُ المَرَاغَةِ بِالمُنى يَتَعَلَّلُ {سُرَاقَةُ الْبَاقِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا أَمْطَرَتْ هَذِي السَّمَاءوَإِنَّمَا * مِنْ سُخْطِهَا بِرُءوسِنَا تَتَبَوَّلُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 فِكْرَةٌ صَاغَهَا الشُّعَرَاءِ وَالأُدَبَاءِ قُمْتُ بِنَظْمِهَا وَتَطْوِيرِهَا} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمُطَالِبٌ بِإِعَادَةٍ وَمُطَالِبٌ * بِزِيَادَةٍ وَمُكَبِّرٌ وَمُهَلِّلُ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَفي الأَرْضِ مَنأَىً لِلكَرِيمِ عَنِ الأَذَى * وَفِيهَا لِمَنْ رَامَ الْعُلاَ مُتَحَوَّلُ {الشَّنْفَرَى بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ عَنَّفُونَا في الهَوَى وَاسْتَرْسَلُواْ * لَوْ أَنَّهُمْ عَرَفُواْ الهَوَى لَمْ يَعْذِلُواْ لَوْ أَنَّهُمْ ذَاقُواْ كَمَا ذُقْنَا الهَوَى * شَبِعُواْ بِهِ مِن غَيْرِ مَا أَنْ يَأْكُلُواْ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَا فِيكَ خَيرٌ أَوْ لِنَفْعٍ تُؤَمَّلُ * وَمَا أَنْتَ حُلْوٌ بَلْ صَدِيدٌ وَحَنْظَلُ وَإِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِاللَّوْمِ شَاعِرٌ * يَلُومُ عَلَى البُخْلِ الرِّجَالَ وَيَبْخَلُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيْنَ الهُدَى يَا مَنْ يُبَشِّرُ بِالهُدَى * أَيْنَ التُّقَى يَا أَيُّهَا المُزَّمِّلُ

أَيبِيتُ قَوْمُكَ فَوْقَ أَشْوَاكِ الغَضَى * وَتَبِيتُ تَخْطِرُ في الحَرِيرِ وَتَرْفُلُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَسْأَلَنَّ مِنِ ابْنِ آدَمَ حَاجَةً * وَسَلِ الَّذِي أَبْوَابُهُ لاَ تُقْفَلُ فَاللهُ يَغْضَبُ إِنْ تَرَكْتَ سُؤَالَهُ * أَمَّا ابْنُ آدَمَ حِينَ يُسْأَلُ يَبْخَلُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكَأَنمَا الدُّنيَا لِفَرْطِ غُرُورِهِ * كَمُلَتْ بِهِ وَبِغَيْرِهِ لاَ تَكْمُلُ وَيَظُنُّ أَنَّ الوَرْدَ يَنْشُرُ عِطْرَهُ * مِن أَجْلِهِ وَلَهُ يُغَنيِّ البُلبُلُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا لَيْتَمَا رَجَعَ الزَّمَانُ الأَوَّلُ * زَمَنُ الشَّبَابِ الضَّاحِكُ المُتَهَلِّلُ

عَهْدٌ تَرَحَّلَتِ البَشَاشَةُ إِذْ مَضَى * وَأَتَى الأَسَى فَأَقَامَ لاَ يَتَرَحَّلُ لَوْ كَانَتِ الأَيَّامُ تَعْقِلُ مِثْلَنَا * عَاتَبْتُهَا لَكِنَّهَا لاَ تَعْقِلُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي 0 بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَخِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِذَا اضْمَحَلَّ النُّورُ وَاعْتَكَرَ الدُّجَى * فَالخَوْفُ يَعْلُو في الصُّدُورِ وَيَسْفُلُ يَتَوَسَّلُونَ إِلى الظَّلُومِ وَطَالَمَا * كَانَ الظَّلُومُ إِلَيْهِمُ يَتَوَسَّلُ صَرَفَ الجُنُودَ عَنِ الرَّوِيَّةِ وَالهُدَى * قَوْلُ المُلُوكِ لَهُمْ جُنُودٌ بُسَّلُ أَمْسَى الدَّخِيلُ كَأَنَّهُ رَبُّ الحِمَى * وَابْنُ البِلاَدِ كَأَنَّهُ مُتَطَفِّلُ قَدْ كَانَ قَتْلُ النَّفْسِ شَرَّ جَرِيمَةٍ * وَاليَوْمَ يُقْتَلُ كُلُّ مَنْ لاَ يَقْتُلُ

تَتَحَوَّلُ الأَفْلاَكُ عَنْ دَوَرَانِهَا * وَالشَّرُّ في الإِنْسَانِ لاَ يَتَحَوَّلُ لاَ تَبْسُطُواْ لِلْغَرْبِ يَا قَوْمِي يَدَاً * لِلْغَرْبِ طَرْفٌ في السِّيَاسَةِ أَحْوَلُ لاَ كَانَ مِنَّا مَن إِذَا انْتُهِكَ الحِمَى * بِالدَّمْعِ جَادُواْ بِاللِّسَانِ وَحَوْقَلُواْ لاَ كَانَ مِنَّا مَن عَلَى أَوْطَانِهِ * بِأَعَزِّ مَا مَلَكَتْ يَدَاهُ يَبْخَلُ لاَ كَانَ مِنَّا مَنْ بِأُمٍّ أَوْ أَبٍ * أَوْ طِفْلَةٍ في مَهْدِهَا يَتَعَلَّلُ عَرَفَ اليَهُودَ محَمَّدٌ فَأَبَادَهُمْ * مَا ضَرَّ لَوْ بِمُحَمَّدٍ نَتَمَثَّلُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر أَوْ محْمُود غُنَيْم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * سَحَابَةُ صَيْفٍ عَنْ قَلِيلٍ سَتَنْجَلِي {ابْنُ شَبْرَمَة بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا ضَيْفَنَا لَوْ زُرْتَنَا لَوَجَدْتَنَا * نحْنُ الضُّيُوفُ وَأَنْتَ رَبُّ المَنْزِلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيلُ أَلاَ انجَلِ * بِصُبْحٍ وَمَا الإِصْبَاحُ مِنْكَ بِأَمْثَلِ {امْرُؤُ القَيْس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ مَا أَقُولُ فَإِنَّني * حَتْمَاً سَأُخْبِرُهُمْ وَإِنْ لَمْ أُسْأَلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَسْبُ الفَتى حَسَرَاتُهُ في قَوْلِهِ * مَعَ نَفْسِهِ يَا لَيْتَني لَمْ أَفْعَلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَكْفِي الظَّلُومَ أَنِينُهُ مَعَ نَفْسِهِ * في قَوْلِهِ يَا لَيْتَني لَمْ أَفْعَلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنْ يَكُ أَقْوَامٌ أَضَاعُوكَ إِنَّني * حَفِظْتُ الَّذِي بَيْني وَبَيْنَكَ يَا عَلِي

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إَذِا لَمْ تَكُنْ لي وَالزَّمَانُ شُرُمْ بُرُمْ * فَمَا فِيكَ خَيرٌ وَالزَّمَانُ تَرَللَّلِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إَذِا لَمْ أَكُنْ لَكَ وَالزَّمَانُ شُرُمْ بُرُمْ * فَمَا فيَّ خَيْرٌ وَالزَّمَانُ تَرَللَّلِي وَإِنْ يَكُ أَقْوَامٌ أَضَاعُوكَ إِنَّني * حَفِظْتُ الَّذِي بَيْني وَبَيْنَكَ يَا [عَلِي] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعَاً * كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِن عَلِ {امْرُؤُ القَيْس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° غَزَلْتُ لَهُمْ غَزْلاً رَقِيقَاً فَلَمْ أَجِدْ * لِغَزْليَ نَسَّاجَا فَكَسَّرْتُ مِغزَلي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنْزِلْ فُؤَادَكَ حَيْثُ شِئْتَ مِنَ الهَوَى * مَا الحُبُّ إِلاَّ لِلحَبِيبِ الأَوَّلِ

كَمْ مَنْزِلٍ في الأَرْضِ يَأْلَفُهُ الْفَتى * وَحَنِينُهُ دَوْمَاً لأَوَّلِ مَنْزِلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَغَرَّكِ مِنيِّ أَنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي * وَأَنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَلِ {امْرُؤُ القَيْس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَاذَا لَقِيتُ مِنَ الهَوَى وَنَعِيمُهُ * نَارٌ وَحُلْوُ مَذَاقِهِ كَالحَنْظَلِ أَمَّا الحَسُودُ فَإِنَّهُ لي لاَئِمٌ * تَبَّاً لِهَذَا الَّلاَئِمِ المُتَطَفِّلِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا قَلْبُ فَاهْدَأْ يَا زَمَانُ فَهَنِّنَا * يَا عَيْنُ قَرِّي يَا سَعَادَةُ أَقْبِلِي {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَلَقَدْ أَبِيتُ عَلَى الطِّوَى مُسْتَعْفِفَاً * حَتىَّ أَنَالَ بِهِ كَرِيمَ المَأْكَلِ {عنْتَرَةُ بْنُ شَدَّاد بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَصَاحَةُ بَشَّارٍ وَخَطُّ ابْنِ مُقْلَةٍ * وَحِنْكَةُ عَمْرٍو في وَفَاءِ السَّمَوْءَلِ {المِصْرَاعُ الأَخِيرُ فَقَطْ هُوَ الَّذِي لي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِذَا نَظَرْتَ إِلى أَسِرَّةِ وَجْهِهِ * بَرَقَتْ كَبَرْقِ العَارِضِ المُتَهَلِّلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَجَعَلْتُ أَطْلُبُ وَصْلَهَا بِتَذَلُّلِي * وَالشَّيْبُ يَغْمِزُهَا بِأَنْ لاَ تَفْعَلِي {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خَسِئَ اللَّئِيمُ يجِيءُ جَيْئَةَ غَاصِبٍ * وَيَئُوبُ أَوْبَةَ محْسِنٍ مُتَفَضِّلِ

لاَ تُخْدَعُواْ بِرَحِيلِهِ عَنْ جِلَّقٍ * إِنْ كَانَ عَنْ بَغْدَادَ لَمْ يَتَرَحَّلِ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خَسِئَ اللَّئِيمُ يجِيءُ جَيْئَةَ غَاصِبٍ * وَيَئُوبُ أَوْبَةَ محْسِنٍ مُتَفَضِّلِ لاَ تُخْدَعُواْ بِرَحِيلِهِ عَنْ غَزَّةٍ * مَا دَامَ عَن أَخَوَاتِهَا لَمْ يَرْحَلِ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ أَنَّ دَارَكَ أَنْبَتَتْ لَكَ أَرْضُهَا * إِبَرَاً يَضِيقُ بِهَا فِنَاءُ المَنْزِلِ وَأَتَاكَ يُوسُفُ يَسْتَعِيرُكَ إِبْرَةً * لِيَخِيطَ قَدَّ قَمِيصِهِ لَمْ أَفْعَلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا رَبِّ عِشْنَا في الكِنَانَةِ حِقْبَةً * نَهْبَ الكَوَارِثِ وَالخُطُوبِ النُّزَّلِ

مَرَّتْ بِنَا الأَعْوَامُ فِيهَا كَالدُّجَى * نَنْجُو بهَا مِنْ وَحْلَةٍ لِلأَوْحَلِ وَاليَوْمَ وَالمَاضِي تَوَلىَّ وَانْقَضَى * بِصِعَابِهِ نَدْعُوكَ لِلْمُسْتَقْبَلِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ كَبِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ارْكَبْ إِلَيْهِمْ زَائِرَاً لِترَى القِرَى * وَبِبَابِ أَرْبَابِ السَّخَاءِ تَرَجَّلِ تِلْكَ المَنَازِلُ قَدْ أَقَامَ بهَا النَّدَى * وَأَنَاخَ نَاقَتَهُ وَلَمْ يَتَحَوَّلِ كَمْ مَرَّةٍ قَدْ زُرْتُهُمْ فَوَجَدْتُهُمْ * أَنْدَى عَلَيَّ مِنَ الغَمَامِ المُثْقَلِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ كَبِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَفْرَاء: يَا رَبِّ هَيِّئْ وَالِدِي لِقَبُولِهِ * وَابُؤْسَ أَيَّامِي إِذَا لَمْ يَقْبَلِ

{هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} عُرْوَةُ وَقَدْ وَصَلَ إِلى عَمِّهِ وَهَا هُوَ ذَا يَبْدَأُ في مُفَاتحَتِه: عَمِّي لَقَدْ أَكْرَمْتَني وَحَبَوْتَني * حَتىَّ كَبِرْتُ وَفَيْضُ بِرِّكَ مَنهَلِي قَدْ مَاتَ عَنيِّ في الطُّفُولَةِ وَالِدِي * فَشَمَلتَني بِرِعَايَةِ المُتَفَضِّلِ لَكِنَّ لي يَا عَمُّ عِنْدَكَ حَاجَةٌ * ضَاقَ الفُؤَادُ بهَا وَلَمَّا يَسْأَلِ أَخْشَى إِذَا أَنَاْ قَدْ سَأَلتُكَ حَاجَتي * أَلاَّ تجُودَ بِمِثْلِهَا لِمُؤَمِّلِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} هُصَر: إِنِّي أَرَاكَ ظَلَمْتَ عَمَّكَ يَا فَتى * هَلْ كُنْتُ يَوْمَاً فِيكُمُ بِمُبَخَّلِ كُلُّ الَّذِي تهْوَاهُ فَهْوَ مُحَقَّقٌ * سَلَفَاً فَقُلْ مَا شِئْتَهُ لاَ تَخْجَلِ

{هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} عُرْوَة: عَفْرَاءُ يَا عَمِّي رَفِيقَةُ نَشْأَتي * في مُهْجَتي هِيَ بِالمَكَانِ الأَفْضَلِ أَحْبَبْتُهَا وَأُرِيدُهَا ليَ زَوْجَةً * إِنيِّ أَحَقُّ بِهَا فَمَاذَا قُلْتَ لي {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} هُصَر: أَفَذَاكَ مَا تَبْغِيهِ إِنيِّ خِلْتُهُ * أَمْرَاً عَسِيرَ النَّيْلِ غَيْرَ مُذَلَّلِ أَبُنيَّ تَعْلَمُ أَنَّني لَكَ مُكْبرٌ * وَرِضَاكَ عِنْدِي في المَقَامِ الأَوَّلِ قَدْ نِلْتَ عِنْدَ الكُلِّ حُبَّاً وَافِرَاً * وَحَلَلْتَ مِنْ قَلْبي بِأَكْرَمِ مَنْزِلِ عَفْرَاءُ زَوْجُكَ يَا بُنيَّ فَسِرْ غَدَاً * وَبِهَا عَلَيْكَ مَتىَ تَعُدْ لَمْ أَبْخَلِ

{هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} عُرْوَةُ في فَرَحٍ شَدِيد: عَمِّي جَزَاكَ اللهُ خَيْرَ جَزَائِهِ * وَحَبَاكَ بِالعُمْرِ المَدِيدِ الأَطْوَلِ طَيَّبْتَ نَفْسِي وَالفُؤَادَ وَخَاطِرِي * وَأَنَرْتَ مِنْ بَعْدِ الدُّجَى مُسْتَقْبَلِي يَا قَلْبُ فَاهْدَأْ يَا زَمَانُ فَهَنِّنَا * يَا عَيْنُ قَرِّي يَا سَعَادَةُ أَقْبِلِي {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكُلُّ لَبِيبٍ بِالإِشَارَةِ يَفْهَمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَحْبَبْتُ أَعْدَائِي لأَنَّكِ مِنهُمُ {ابْنُ زَيْدُون بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَحْبَبْتُ أَعْدَائِي لأَنَّكَ مِنهُمُ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكُلُّ لَبِيبٍ بِالإِشَارَةِ يَفْهَمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَرَى فَيْئَنَا فِيمَنْ سِوَانَا يُقَسَّمُ أَرَى فَيْئَهُمْ فِيمَنْ سِوَاهُمْ يُقَسَّمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِنَّ بَلاَءً أَنْ تُعَلِّمَ جَاهِلاً * فَيَحْسِبُ جَهْلاً أَنَّهُ مِنْكَ أَعْلَمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِذَا أَشَارَ محَدِّثَاً فَكَأَنَّهُ * قِرْدٌ يُقَهْقِهُ أَوْ عَجُوزٌ تَلْطِمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَطَاعَتْ مَعَاني الشِّعْرِ فِيهِ وَأَقْبَلَتْ * قَوَافِيهِ حَتىَّ قِيلَ لي أَنْتَ مُلْهَمُ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنْ يَقْتَرِبْ مِن أَمْسِ يَبْعُدْ عَن غَدٍ * وَيَعِشْ مَعَ المَوْتَى وَيُصْبِحْ مِنهُمُ

{إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَشْكُوَنَّ إِلى العِبَادِ فَإِنَّمَا * تَشْكُو الرَّحِيمَ إِلى الَّذِي لاَ يَرْحَمُ {وَرَدَ بِنَحْوِهِ في شِعْرِ الشَّرِيفِ الرَّضِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَحْبَابَنَا مَا أَجْمَلَ الدُّنيَا بِكُمْ * لاَ تَقْبُحُ الدُّنيَا وَفِيهَا أَنْتُمُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَتى يَبْلُغُ البُنيَانُ يَوْمَاً تَمَامَهُ * إِذَا كُنْتَ تَبْنِيهِ وَآخَرُ يَهْدِمُ {صَالِحُ بْنُ عَبْدِ القُدُّوس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَالظُّلْمُ مِنْ شِيَمِ النُّفُوسِ فَإِنْ تجِدْ * ذَا عِفَّةٍ فَلِعِلَّةٍ لاَ يَظْلِمُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَقَسَا لِيَزْدَجِرُواْ وَمَنْ يَكُ حَازِمَاً * فَلْيَقْسُ أَحْيَانَاً عَلَى مَنْ يَرْحَمُ {أَبُو تَمَّام} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنْ كَانَ عَصْرُ العِلْمِ هَذَا فِعْلُهُ * فِينَا فَعَصْرُ الجَاهِلِيَّةِ أَرْحَمُ {حَافِظ إِبْرَاهِيم 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَئِنْ كُنْتَ لاَ تَدْرِي فَتِلْكَ مُصِيبَةٌ * وَإِنْ كُنْتَ تَدْرِي فَالمُصِيبَةُ أَعْظَمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلأَنْتَ آخِرُ مَن أُوَدِّعُ حِينَمَا * أَمْضِي وَأَوَّلُ مَن عَلَيْهِ أُسَلِّمُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَفِيضُ لِسَانُ المَرْءِ إِنْ ضَاقَ صَدْرُهُ * وَيَطْفَحُ مَا بِالقِدْرِ وَالقِدْرُ مُفْعَمُ {محْمُود غُنَيْم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَمَا كُلُّ مَنْ نَظَمَ القَصَائِدَ شَاعِرٌ * وَلاَ كُلُّ مَنْ قَالَ النَّسِيبَ مُتَيَّمُ {رَبُّ السَّيْفِ وَالْقَلَم / محْمُود سَامي البَارُودِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا كُنْتَ في فِكْرِي وَقَلْبي وَمُقْلَتي * فَأَيُّ مَكَانٍ مِنْ مَكَانِكَ أَكْرَمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا هِيَ زَادَتْ في النَّوَى زَادَ في الهَوَى * فَلاَ هُوَ يَسْلُوهَا وَلاَ هِيَ تَرْحَمُ {قَيْسُ بْنُ المُلَوَّحِ الْعَامِرِيّ الْعَامِرِيّ / مَجْنُونُ لَيْلَى} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° صَبَا يُوسُفٌ وَاسْتَشْعَرَ الحُبُّ قَلْبُهُ * وَمَا كَادَ دَاوُدٌ مِنَ الحُبِّ يَسْلَمُ {قَيْسُ بْنُ المُلَوَّحِ الْعَامِرِيّ الْعَامِرِيّ / مَجْنُونُ لَيْلَى} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

هُوَ المَوْتُ لاَ مَنْجَى مِنَ المَوْتِ وَالَّذِي * نُلاَقِيهِ بَعْدَ المَوْتِ أَنْكَى وَأَعْظَمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ يَسْلَمُ الشَّرَفُ الرَّفِيعُ مِنَ الأَذَى * حَتىَّ يُرَاقَ عَلَى جَوَانِبِهِ الدَّمُ {المُتَنَبي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَئِنْ كَانَ ذَا سَيْفٍ عَلَى النَّاسِ حَاكِمٍ * فَإِنَّ لَهُ عَفْوَاً عَلَى السَّيْفِ يَحْكُمُ {أَبُو تَمَّام 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأَظْلَمُ خَلْقِ اللهِ مَنْ كَانَ عَاصِيَاً * لِمَن هُوَ في آلاَئِهِ يَتَنَعَّمُ {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأَظْلَمُ خَلْقِ اللهِ مَنْ كَانَ حَاسِدَاً * لِمَن هُوَ في آلاَئِهِ يَتَنَعَّمُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَسَأَلْتُهُ مُسْتَفْهِمَاً وَلَرُبَّمَا * سَأَلَ العَلِيمُ سِوَاهُ عَمَّا يَعْلَمُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَعَلَّ يَدَ الأَيَّامِ تجْمَعُ بَيْنَنَا * وَتَرْحَمُ أَكْبَادَاً تَكَادُ تُفَصَّمُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر بِتصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَصَيْنَا وَأَجْرَمْنَا فَعَاقَبْتَ عَادِلاً * وَحَكَّمْتَ فِينَا اليَوْمَ مَنْ لَيْسَ يَرْحَمُ عَصَيْنَا وَأَجْرَمْنَا فَعَاقَبَ عَادِلاً * وَحَكَّمَ فِينَا اليَوْمَ مَنْ لَيْسَ يَرْحَمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا رَبِّ إِن عَظُمَتْ ذُنُوبِي كَثرَةً * فَلَقَدْ عَلِمْتُ بِأَنَّ عَفْوَكَ أَعْظَمُ إِنْ كَانَ لاَ يَرْجُوكَ إِلاَّ محْسِنٌ * فَبِمَنْ يَلُوذُ وَيَسْتَجِيرُ المجْرِمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَجَيْشٍ بِهِ أُسْدُ الكَرِيهَةِ غُضَّبُ * وَإِنْ شِئْتَ عِقْبَانُ المَنِيَّةِ حُوَّمُ يَعِفُّونَ عَنْ كَسْبِ المَغَانِمِ في الوَغَى * فَلَيْسَ لَهُمْ إِلاَّ الفَوَارِسُ مَغْنَمُ إِذَا قَاتَلُواْ كَانُواْ سُكُوتَاً شَجَاعَةً * وَلَكِنْ تَظَلُّ سُيُوفُهُمْ تَتَكَلَّمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَعَمْ إِنَّ كِتْمَاني هُمُومِيَ مُؤْلِمُ * وَلَكِنَّ إِظْهَارِي هُمُومِيَ أَعْظَمُ فَبي كُلُّ مَا يُبْكِي العُيُونَ أَقَلُّهُ * وَإِنْ كُنْتُ مِنهُ دَائِمَاً أَتَبَسِّمُ وَتَضْحَكُ سِنُّ المَرْءِ وَالقَلْبُ مُوجَعٌ * وَيَرْضَى الفَتى عَنْ دَهْرِهِ وَهْوَ مُفْعَمُ {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لِتَمِيمِ بْنِ المُعِزِّ المِصْرِيّ 0 بِتَصَرُّف، الأَخِيرُ فَقَطْ لِدِيكِ الجِنّ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لاَ أَرْتَضِيكَ وَإِنْ صَفَوْتَ لأَنَّني * أَدْرِي بِأَنَّكَ لاَ تَدُومُ عَلَى الصَّفَا زَمَنٌ إِذَا أَعْطَى اسْتَرَدَّ عَطَاءهُ * وَإِذَا قَسَا هَيْهَاتَ أَنْ يَتَعَطَّفَا {تَمِيمُ بْنُ المُعِزِّ المِصْرِيّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * إِنَّ السَّعِيدَ الْيَوْمَ مَنْ يَتَقَدَّمُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَتجَلُّدِي لِلشَّامِتِينَ أُرِيهُمُ * أَنِّي لِرَيْبِ الدَّهْرِ لاَ أَسْتَسْلِمُ فَبَكَى الأَحِبَّةُ حَوْلَنَا وَجُفُونُنَا * تَعْصِي البُكَا حُزْنُ الجَبَابِرِ أَبْكَمُ وَكَذَا الحَيَاةُ قَدِيمُهَا وَجَدِيدُهَا * ذِكْرَى نُسَرُّ بِهَا وَأُخْرَى تُؤْلِمُ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ فَقَطْ لأَبي ذُؤَيْبٍ الهَذَليّ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَامٌ مَضَى لَوْ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ * لَرَوَى لَنَا عَجَبَ العَجَائِبِ عَنْكُمُ المجْدُ مَطْلَبُكُمْ وَأَنْتُمْ سُهَّدٌ * وَالمجْدُ حُلْمُكُمُ وَأَنْتُمْ نُوَّمُ وَحَسِبْتُمُ شُمَّ الجِبَالِ سَلاَلِمَاً * نُصِبَتْ لَكُمْ كَيْ تَصْعَدُواْ فَصَعَدْتُمُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَقَطَ الحِمَارُ مِنَ السَّفِينَةِ في الدُّجَى * فَبَكَى الرِّفَاقُ لِفَقْدِهِ وَتَأَلَّمُواْ حَتىَّ إِذَا طَلَعَ النَّهَارُ أَتَتْ بِهِ * نحْوَ السَّفِينَةِ مَوْجَةٌ تَتَقَدَّمُ قَالَتْ خُذُوهُ كَمَا أَتَانِي سَالِمَاً * لَمْ أَبْتَلِعْهُ لأَنَّهُ لاَ يُهْضَمُ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَقَدَّمْ فَأَنْتَ اليَوْمَ مَنْ يَتَقَدَّمُ * بَرِمْنَا بِهَا فَوْضَى وَطَالَ التَّبرُّمُ قَضِيَّةُ وَادِي النِّيلِ ضَيَّعَهَا الهَوَى * وَأَنْتَ لهَا هَيَّا فَفي النِّيلِ مَأْتَمُ دَعَوْنَاكَ لِلجُلَّى وَمِثْلُكَ يُرْتجَى * وَوَجْهُ اللَّيَالي عَابِسٌ مُتَجَهِّمُ فَمَنْ شَاءَ فَرْدَاً غَيْرَكَ اليَوْمَ خَائِنٌ * يُقَصِّرُ في حَقِّ البِلاَدِ وَيجْرِمُ تَفَاوَضْتَ حَتى قَدْ سَئِمْتَ مِطَالَهُمْ * وَضِقْتَ بهِمْ حَتىَّ تَبرَّأْتَ مِنهُمُ فَأَشْعَلتَهَا نَارَاً تَلَظَّى وَثَوْرَةً * عَلَيْهِمْ وَإِنَّ الشَّرَّ بِالشَّرِّ يحْسَمُ غَدَا النِّيلُ مَكْلُومَ الفُؤَادِ مُرَوَّعَاً * وَأَنْتَ لِجُرْحِ النِّيلِ طِبٌّ وَبَلْسَمُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَتىَّ مَتى يَا رَبَّنَا نَتَأَلَّمُ * وَنَظَلُّ بِالنَّصْرِ المُؤَزَّرِ نَحْلُمُ

أَفَنَصْرُنَا أَمْسَى لِبُعْدِ مَنَالِهِ * عَنَّا كَمَا ابْتَعَدَتْ عَلَيْنَا الأَنْجُمُ ظُلْمٌ وَتخْوِيفٌ وَفَقْرٌ مُدْقِعٌ * وَالهَمُّ جَمٌّ في الصُّدُورِ وَنَكْتُمُ لَمْ يَلْقَ ظُلْمَاً في الْوَرَى أَحَدٌ كَمَا * لَقِيَ المَظَالِمَ وَالهَوَانَ المُسْلِمُ كَلاَّ وَلاَ سَالَتْ دِمَاءٌ مِثْلَمَا * في أُمَّةِ الإِسْلاَمِ سَالَ بِهَا الدَّمُ وَكَأَنَّمَا الأَحْزَانُ قَدْ خُلِقَتْ لَنَا * أَوْ أَنَّ ذُلَّ المُسْلِمِينَ محَتَّمُ وَكَأَنَّمَا الأَيَّامُ حُبْلَى أَوْشَكَتْ * في بَطْنِهَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ تَوْأَمُ بِمَصَائِبِ النَّشَرَاتِ يَبْدَأُ يَوْمُنَا * وَبِمَا نَرَاهُ في الْكِنَانَةِ يُخْتَمُ هَذَا يَمُوتُ وَلَمْ يجِدْ ثَمَنَ الدَّوَا * ءِ وَذَاكَ مَاتَ بِهِ وَذَلِكَ يُظْلَمُ وَيَظَلُّ يَجْرِي في المحَاكِمِ عُمْرَهُ * وَلَقَدْ يَمُوتُ بِسَاحِهَا أَوْ يَهْرَمُ

كَمْ في سُجُونِ المُسْلِمِينَ فَظَائِعَاً * نَكْرَاءَ لَمْ يَنْطِقْ بِقَسْوَتِهَا فَمُ وَتَوَدُّ جُدْرَانُ السُّجُونِ لِمَا بِهَا * مِنْ شِدَّةِ التَّعْذِيبِ لَوْ تَتَكَلَّمُ كَمْ عَالِمٍ شَيْخٍ جَلِيلٍ لَمْ يُصِبْ * جُرْمَاً يُكَالُ لَهُ السِّبَابُ وَيُلْطَمُ وَيَجُرُّهُ في السِّجْنِ بَلْ وَيُذِيقُهُ * كَأْسَ المَذَلَّةِ تَامِرٌ أَوْ هَيْثَمُ وَفَظَائِعٌ أُخْرَى يَكَادُ لخُبْثِهَا * عَنْ ذِكْرِهَا يَنأَى اللِّسَانُ وَيُحْجِمُ اللِّصُّ فِيهِمْ سَيِّدٌ وَمُكَرَّمٌ * وَمحَاوِلُ الإِصْلاَحِ شَخْصٌ مجْرِمُ كَمْ مِن أَدِيبٍ قُصِّفَتْ أَقْلاَمُهُ * في بَيْتِهِ ثَاوٍ وَفَاهُ مُلْجَمُ لَوْ أَنَّهُمْ نَزَعُواْ الْكِمَامَةَ مَرَّةً * عَنهُ لأَصْغَى الْعَالَمُ المُتَقَدِّمُ وَلِيَضْمَنُواْ حَتىَّ النِّهَايَةِ صَمْتَهُ * تُلْقَى لَهُ تُهَمٌ وَإِذْ بِهِ يُعْدَمُ

أَوْ في السُّجُونِ يَظَلُّ فِيهَا عُمْرَهُ * الْعَظْمُ يُسْحَقُ وَالأَصَابِعُ تُفْرَمُ وَيُقَالُ في التَّبْرِيرِ إِنَّ بِدُونِ ذَا * كَ سَلاَمَةُ الأَوْطَانِ لَيْسَتْ تَسْلَمُ كَيْ يُقْنِعُوكَ وَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنَّهُ * كَذِبٌ بِأَلْوَانِ الخَدِيعَةِ مُفْعَمُ مَا أَن يُغَادِرَنَا لَئِيمٌ غَادِرٌ * حَتىَّ يَجِيءَ لَنَا الَّذِي هُوَ أَلأَمُ وَالشَّعْبُ يَظْلِمُ بَعْضُهُ بَعْضَاً كَمَا * في الْغَابِ تَنْقَضُّ الْوُحُوشُ وَتَلْقَمُ لَمْ يَبْقَ بَينَ النَّاسِ إِلاَّ ثَعْلَبٌ * أَوْ عَقْرَبٌ أَوْ حَيَّةٌ أَوْ أَرْقَمُ الحَقُّ فِيهِمْ ضَائِعٌ وَالْعَدْلُ مَفْـ * قُودٌ لَدَيْهِمْ وَالأَمَانَةُ مَغْنَمُ أَخْلاَقُهُمْ سَاءتْ وَسَاءَ سُلُوكُهُمْ * وَالشَّرُّ فِيهِمْ كُلَّ يَوْمٍ يَعْظُمُ عَبَسَ الضَّرِيرُ إِلَيْهِمُ مِنْ قُبْحِهِمْ * وَبِفُحْشِهِمْ نَطَقَ اللِّسَانُ الأَبْكَمُ

يَا رَبِّ إِنَّ قُلُوبَنَا مِمَّا بِهَا * مِنْ شِدَّةِ الأَوْجَاعِ كَادَتْ تَسْأَمُ إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ ذَا بِذُنُوبِنَا * وَبِأَنَّ عَيْنَ الْعَدْلِ فِيمَا تَحْكُمُ لَكِنَّنَا يَا رَبِّ رَغْمَ ذُنُوبِنَا * سُرْعَانَ مَا كُنَّا نَتُوبُ وَنَنْدَمُ لاَ زَالَ يَغْمُرُنَا يَقِينٌ قَاطِعٌ * يَا رَبِّ أَنَّكَ في النِّهَايَةِ تَرْحَمُ فَأَنِرْ طَرِيقَ المُسْلِمِينَ وَقَوِّهِمْ * فَطَرِيقُهُمْ وَعْرٌ طَوِيلٌ مُعْتِمُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَكَ لاَ تَشْكُو وَلاَ تَتَبَرَّمُ * وَصَدْرُكَ فَيَّاضٌ وَفَمُّكَ مُلْجَمُ يَفِيضُ لِسَانُ المَرْءِ إِنْ ضَاقَ صَدرُهُ * وَيَطْفَحُ مَا بِالقِدْرِ وَالقِدْرُ مُفْعَمُ فَلَمْ أَرَ مِثْلَكَ بَينَ لحيَيْهِ جَنَّةٌ * وَبَينَ حَشَاهُ وَالتَّرَاقِي جَهَنَّمُ

لَقَدْ كَانَ في شَكْوَى مَآسِيكَ رَاحَةٌ * وَلَكِنَّمَا تَشْكُو لِمَنْ لَيْسَ يَرْحَمُ لَعَمْرِي بِقَلْبي مِثْلُ مَا أَنْتَ وَاجِدٌ * فنَمْ عَلَّنَا في النَّومِ بِالمجْدِ نحْلُمُ فَقُلْتُ هَدَاك يَا عَمْرُو مِن أَخٍ * فَذَلِكَ لاَ يُغْني فَلَيْتَكَ دِرْهَمُ فَمَا أَنَاْ مِمَّنْ تخْطِئُ العَينُ مِثْلَهُ * وَلكِنْ تَعَامَى القَوْمُ عَنِّيَ أَوْ عَمُواْ سَلَوْتُ عَنِ العَلْيَاءِ رَغْمَ الَّذِي مَضَى * فَمَا ليَ بَعْدَ سُلُوِّهَا لَسْتُ أَنعَمُ وَعُدْتُ لِرُشْدِي وَاتَّهَمْتُ فَضَائِلِي * عَلَى أَنَّهَا شَمْسٌ تُضِيءوَأَنجُمُ وَطَلَّقْتُ آمَالي وَقُلْتُ لَهَا انهَضِي * فَإِنَّ سَبِيلَ اليَأْسِ أَهْدَى وَأَقْوَمُ لَعَمْرُكَ مَا أَدْرِي بِأَيَّةِ مَنْطِقٍ * بمِصْرَ حُظُوظُ النَّابِغِينَ تُقَسَّمُ

فكَمْ رَصَدَ الأَفْلاَكَ في مِصْرَ أَكْمَهٌ * وَزَلْزَلَ أَعْوَادَ المَنَابِرِ أَبْكَمُ دَفَنْتُ بِهَا أَحْلى سِنِينيَ سَاكِنَاً * كَمَا سَكَنَتْ أَهْرَامُهَا وَالمُقَطَّمُ تَعَللَّتُ دَهْرَاً بِالمُنى فَإِذَا بِهَا * قَوَارِيرُ مِنْ مَسِّ الصِّبَا تَتَحَطَّمُ شُهُورَاً وَأَيَّامَاً مَشَيْتُ وَأَخْمُصِي * عَلَى الشَّوْكِ مِنْ طُولِ السُّرَى تَتَوَرَّمُ كَأَنِّي إِطَارٌ دَائِرٌ حَوْلَ نَفسِهِ * يَطُولُ بِهِ المَسْعَى وَلاَ يَتَقَدَّمُ فُصُولاً بَدَأَنَاهَا وَسَوْفَ نُعِيدُهَا * دَوَالَيْكَ وَاللَّحْنُ المُكََرَّرُ يُسْأَمُ وَمَنْ يَكُ ذَا قُرْبَى وَصِهْرٍ فَإِنَّني * بِمِصْرَ غَرِيبٌ لاَ قَرِيبٌ وَلاَ حَمُو أَيُذْوَى شَبَابي بَينَ جُدْرَانِ حُجْرَةٍ * إِذَا قُورِنَتْ فَغَيَابَةُ الجُبِّ أَرْحَمُ

أَكَادُ مِنَ الصَّمْتِ المُخَيِّمِ فَوْقَهَا * إِذَا حُسِبَ الأَحْيَاءُ لَمْ أَكُ مِنهُمُ أُصَاحِبُ مَنْ لاَ يُصْحَبُونَ وَإِنَّني * بَعِيدٌ بِإِحْسَاسِي وَرُوحِيَ عَنهُمُ أَلاَ سَاعَةً يَمْحُو بِهَا الدَّهْرُ ذَنْبَهُ * فَقَدْ طَالَمَا أَشْكُو وَمَا أَتَأَلَّمُ وَمَا صَدَّعَ القَلْبَ العَظِيمُ وَإِنَّمَا * تَصَدَّعَ قَلْبي بِالَّذِي هُوَ أَعْظَمُ حَمَلْنَا عَلَى الأَقْدَارِ وَهْيَ بَرِيئَةٌ * وَقُلْنَا هِيَ الأَقْدَارُ تُعْطِي وَتَحْرِمُ وَرُبَّ أُمُورٍ يخْجِلُ الحُرَّ ذِكْرُهَا * يَضِيقُ بِهَا صَدْرِي الفَسِيحُ وَأَكْتُمُ فَيَا لَيْتَني أَغْضَيْتُ جَفْني عَلَى القَذَى * وَعَلَّمْتُ نَفْسِي بَعْضَ مَا ليْسَ تَعْلَمُ {66 % مِنَ الْقَصِيدَةِ لمحْمُود غُنَيْم، وَ 22 % مِنهَا للأَسْمَر، 6 % لاَبْنِ زَيْدُون} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَكَ لاَ تَشْكُو وَلاَ تَتَبَرَّمُ * وَصَدْرُكَ فَيَّاضٌ وَفَمُّكَ مُلْجَمُ يَفِيضُ لِسَانُ المَرْءِ إِنْ ضَاقَ صَدرُهُ * وَيَطْفَحُ مَا بِالقِدْرِ وَالقِدْرُ مُفْعَمُ فَلَمْ أَرَ مِثْلَكَ بَينَ لحيَيْهِ جَنَّةٌ * وَبَينَ حَشَاهُ وَالتَّرَاقِي جَهَنَّمُ {محْمُود غُنَيْم} لَقَدْ كَانَ في شَكْوَى مَآسِيكَ رَاحَةٌ * وَلَكِنَّمَا تَشْكُو لِمَنْ لَيْسَ يَرْحَمُ {ابْنُ زَيْدُون} قَدْ كَانَ في شَكْوَى المَآسِي رَاحَةٌ * لَوْ أَنَّمَا تَشْكُو إِلى مَنْ يَرْحَمُ {ابْنُ زَيْدُون بِتَصَرُّف} لَعَمْرِي بِقَلْبي مِثْلُ مَا أَنْتَ وَاجِدٌ * فنَمْ عَلَّنَا في النَّومِ بِالمجْدِ نحْلُمُ فَقُلْتُ هَدَاك يَا عَمْرُو مِن أَخٍ * فَذَلِكَ لاَ يُغْني فَلَيْتَكَ دِرْهَمُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} فَمَا أَنَاْ مِمَّنْ تخْطِئُ العَينُ مِثْلَهُ * وَلكِنْ تَعَامَى القَوْمُ عَنيَ أَوْ عَمُواْ

{محْمُود غُنَيْم} سَلَوْتُ عَنِ العَلْيَاءِ رَغْمَ الَّذِي مَضَى * فَمَا ليَ بَعْدَ سُلُوِّهَا لَسْتُ أَنعَمُ وَعُدْتُ لِرُشْدِي وَاتَّهَمْتُ فَضَائِلِي * عَلَى أَنَّهَا شَمْسٌ تُضِيءوَأَنجُمُ وَطَلَّقْتُ آمَالي وَقُلْتُ لَهَا انهَضِي * فَإِنَّ سَبِيلَ اليَأْسِ أَهْدَى وَأَقْوَمُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} لَعَمْرُكَ مَا أَدْرِي بِأَيَّةِ مَنْطِقٍ * بمِصْرَ حُظُوظُ النَّابِغِينَ تُقَسَّمُ فكَمْ رَصَدَ الأَفْلاَكَ في مِصْرَ أَكْمَهٌ * وَزَلْزَلَ أَعْوَادَ المَنَابِرِ أَبْكَمُ دَفَنْتُ بِهَا أَحْلى سِنِينيَ سَاكِنَاً * كَمَا سَكَنَتْ أَهْرَامُهَا وَالمُقَطَّمُ تَعَللَّتُ دَهْرَاً بِالمُنى فَإِذَا بِهَا * قَوَارِيرُ مِنْ مَسِّ الصِّبَا تَتَحَطَّمُ شُهُورَاً وَأَيَّامَاً مَشَيْتُ وَأَخْمُصِي * عَلَى الشَّوْكِ مِنْ طُولِ السُّرَى تَتَوَرَّمُ

كَأَنِّي إِطَارٌ دَائِرٌ حَوْلَ نَفسِهِ * يَطُولُ بِهِ المَسْعَى وَلاَ يَتَقَدَّمُ فُصُولاً بَدَأَنَاهَا وَسَوْفَ نُعِيدُهَا * دَوَالَيْكَ وَاللَّحْنُ المُكََرَّرُ يُسْأَمُ وَمَنْ يَكُ ذَا قُرْبَى وَصِهْرٍ فَإِنَّني * بِمِصْرَ غَرِيبٌ لاَ قَرِيبٌ وَلاَ حَمُو أَيُذْوَى شَبَابي بَينَ جُدْرَانِ حُجْرَةٍ * إِذَا قُورِنَتْ فَغَيَابَةُ الجُبِّ أَرْحَمُ أَكَادُ مِنَ الصَّمْتِ المُخَيِّمِ فَوْقَهَا * إِذَا حُسِبَ الأَحْيَاءُ لَمْ أَكُ مِنهُمُ أُصَاحِبُ مَنْ لاَ يُصْحَبُونَ وَإِنَّني * بَعِيدٌ بِإِحْسَاسِي وَرُوحِيَ عَنهُمُ {محْمُود غُنَيْم} أَلاَ سَاعَةً يَمْحُو بِهَا الدَّهْرُ ذَنْبَهُ * فَقَدْ طَالَمَا أَشْكُو وَمَا أَتَأَلَّمُ وَمَا صَدَّعَ القَلْبَ العَظِيمُ وَإِنَّمَا * تَصَدَّعَ قَلْبي بِالَّذِي هُوَ أَعْظَمُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر}

حَمَلْنَا عَلَى الأَقْدَارِ وَهْيَ بَرِيئَةٌ * وَقُلْنَا هِيَ الأَقْدَارُ تُعْطِي وَتَحْرِمُ وَرُبَّ أُمُورٍ يخْجِلُ الحُرَّ ذِكْرُهَا * يَضِيقُ بِهَا صَدْرِي الفَسِيحُ وَأَكْتُمُ فَيَا لَيْتَني أَغْضَيْتُ جَفْني عَلَى القَذَى * وَعَلَّمْتُ نَفْسِي بَعْضَ مَا ليْسَ تَعْلَمُ {محْمُود غُنَيْم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ تَشْتَكِي وَتَقُولُ إِنَّكَ مُعْدِمُ * وَالأَرْضُ مِلْكُكَ وَالسَّمَا وَالأَنجُمُ وَلَكَ الحُقُولُ وَزَهْرُهَا وَأَرِيجُهَا * وَنَسِيمُهَا وَالبُلْبُلُ المُتَرَنِّمُ وَالمَاءُ حَوْلَكَ فِضَّةٌ رَقْرَاقَةٌ * وَالشَّمْسُ فَوْقَكَ عَسْجَدٌ يَتَضَرَّمُ وَالنُّورُ يَرْسِمُ في السُّفُوحِ وَفي الذُّرَى * صُوَرَاً مُزَخْرَفَةً وَحِينَاً يَهْدِمُ وَكَأَنَّهُ الفَنَّانُ يَعْرِضُ عَابِثَاً * آيَاتِهُ قُدَّامَ مَنْ يَتَعَلَّمُ

وَكَأَنَّهُ بِصَفَائِهِ وَبَرِيقِهِ * بَحْرٌ تَحُومُ بِهِ الطُّيُورُ الحُوَّمُ لاَ تَشْكُوَنَّ إِلى العِبَادِ فَإِنَّمَا * تَشْكُو الرَّحِيمَ إِلى الَّذِي لاَ يَرْحَمُ هَشَّتْ لَكَ الدُّنيَا فَمَا لَكَ وَاجِمَاً * وَتَبَسَّمَتْ فَعَلاَمَ لاَ تَتَبَسَّمُ إِنْ كُنْتَ مُكْتَئِبَاً لِعِزٍّ قَدْ مَضَى * هَيْهَاتَ يُرْجِعُهُ إِلَيْكَ تَوَجُّمُ أَوْ كُنْتَ تُشْفِقُ مِن حُلُولِ مُصِيبَةٍ * هَيْهَاتَ يَمْنَعُ أَنْ تَحُلَّ تَجَهُّمُ أَوْ كُنْتَ جَاوَزْتَ الشَّبَابَ فَلاَ تَقُلْ * شَاخَ الزَّمَانُ فَإِنَّهُ لاَ يَهْرَمُ

انْظُرْ فَمَا زَالَتْ تُطِلُّ عَلَى الوَرَى * صُوَرٌ تَكَادُ لِحُسْنِهَا تَتَكَلَّمُ مَا بَينَ أَشْجَارٍ كَأَنَّ غُصُونَهَا * أَيْدٍ تُصَفِّقُ تَارَةً وَتُسَلِّمُ وَعُيُونِ مَاءٍ دَافِقَاتٍ في الثَّرَى * تَشْفِي السَّقِيمَ كَأَنَّمَا هِيَ زَمْزَمُ بِحَدِيقَةٍ فُتنَ النَّسِيمُ بِحُسْنِهَا * فَغَدَا يُدَنْدِنُ تَارَةً وَيُرَنِّمُ وَكَأَنَّهُ صَبٌّ بِبَابِ جَمِيلَةٍ * مُتَوَسِّلٌ مُسْتَعْطِفٌ مُسْتَرْحِمُ وَالجَدْوَلُ الجَذْلاَنُ يَضْحَكُ لاَهِيَاً * وَالنَّرٌجِسُ الوَلْهَانُ مُغْفٍ يَحْلُمُ وَعَلَى الصَّعِيدِ خَمِيلَةٌ مِنْ سُنْدُسٍ * وَعَلَى الهِضَابِ لِكُلِّ حُسْنٍ مَبْسِمُ

صُوَرٌ وَآيَاتٌ تَفِيضُ بَشَاشَةً * وَكَأَنَّ بَارِئَهَا بِهَا يَتَبَسَّمُ أَتَزُورُ رُوحُكَ جَنَّةً فَتَجُوزَهَا * كَيْ مَا تَزُورَكَ بِالظُّنُونِ جَهَنَّمُ وَتَرَى الحَقِيقَةَ مُشْرِقَاً إِصْبَاحُهَا * فَتَعَافُهُ سَفَهَاً لِمَا تَتَوَهَّمُ يَا مَنْ يُؤَرِّقُهُ غَدٌ في يَوْمِهِ * قَدْ بِعْتَ مَا تَدْرِي بِمَا لاَ تَعْلَمُ قُمْ بَادِرِ اللَّذَّاتِ قَبْلَ فَوَاتِهَا * مَا كُلُّ يَوْمٍ مِثْلَ هَذَا مَوْسِمُ أَحْبَابَنَا مَا أَجْمَلَ الدُّنيَا بِكُمْ * لاَ تَقْبُحُ الدُّنيَا وَفِيهَا أَنْتُمُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَكُلُّ لَبِيبٍ بِالإِشَارَةِ يَفْطِنُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا مَن إِذَا نُشِرَ الثَّنَاءُ عَلَى امْرِئٍ * بُدِئَ الثَّنَاءُ بِذِكْرِهِ وَبِهِ انْتَهَى {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَبِعُواْ الهَوَى فَهَوَى بِهِمْ وَكَذَا الهَوَى {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَبِالصَّبْرِ أَسْلُو عَنْكِ لاَ بِالتَّجَلُّدِ {كُثَيِّرُ عَزَّة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَعَمْرُكَ مَا الأَيَّامُ إِلاَّ مُعَارَةٌ * فَمَا اسْطَعْتَ مِنْ مَعْرُوفِهَا فَتَزَوَّدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

خَلَتِ الدِّيَارُ فَسُدْتُ غَيرَ مُسَوَّدِ * وَمِنَ الْبَلاَءِ تَفَرُّدِي بِالسُّؤْدَدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَا حَمَلَتْ مِنْ نَاقَةٍ فَوْقَ ظَهْرِهَا * أَبَرَّ وَأَوْفى ذِمَّةً مِنْ محَمَّدِ {سَارِيَةُ الدَّيْلِيّ: وَهُوَ سَارِيَةُ الجَبَل} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَظُلْمُ ذَوِي الْقُرْبى أَشَدُّ مَضَاضَةً * عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّدِ {طَرَفَةُ بْنُ الْعَبْد} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَفَى زَاجِرَاً لِلْمَرْءِ أَيَّامُ دَهْرِهِ * تَرُوحُ لَهُ بِالْوَاعِظَاتِ وَتَغْتَدِي إِذَا لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنَ الكَأْسِ وَالطِّلَى * فَفِي غَيرِ بَيْتٍ كَانَ بِالأَمْسِ مَعْبَدِي إِذَا لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنَ الكَأْسِ وَالطِّلَى * فَفِي مَنْزِلٍ غَيرَ الَّذِي كَانَ مَعْبَدِي {عَبَّاس محْمُود العَقَّاد}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا مُتُّ فَانعِيني بِمَا أَنَاْ أَهْلُهُ * وَشُقِّي عَلَيَّ الجَيْبَ يَا ابْنَةَ مَعْبَدِ {طَرَفَةُ بْنُ الْعَبْد} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا الدِّينُ وَالأَخْلاَقُ إِلاَّ تجَارَةٌ * فَمَا اسْطَعْتَ مِن أَرْبَاحِهَا فَتَزَوَّدِ {قَيْسُ بْنُ الخَطِيم 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِنيِّ لأَغْنى النَّاسِ عَنْ مُتَفَيْهِقٍ * يَرَى النَّاسَ ضُلاَّلاً وَلَيْسَ بِمُهْتَدِ {قَيْسُ بْنُ الخَطِيم 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِنيِّ غَنيٌّ عَن عَدَاوَةِ حَاقِدِ * يَرَى النَّاسَ ضُلاَّلاً وَلَيْسَ بِمُهْتَدِ {قَيْسُ بْنُ الخَطِيم 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَإِنْ كُنْتَ لاَ تُرْجَى لِدَفْعِ مَنِيَّتي * فَدَعْني أُلاَقِيهَا بِمَا مَلَكَتْ يَدِي {طَرَفَةُ بْنُ الْعَبْد 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا أَنْتَ جِئْتَ الأَمْرَ مِن غَيْرِ بَابِهِ * ضَلَلْتَ وَإِنْ تَدْخُلْ مِنَ الْبَابِ تَهْتَدِ {قَيْسُ بْنُ الخَطِيم 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا أَنْتَ جِئْتُ إِلى اللَّئِيمِ لحَاجَةٍ * فَإِنَّكَ قَدْ أَسْنَدْتَهَا شَرَّ مَسْنَدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا أَنْتَ حَمَّلْتَ الخَؤُونَ أَمَانَةً * فَإِنَّكَ قَدْ أَسْنَدْتَهَا شَرَّ مَسْنَدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا لاَمَ نَفْسِي مِثْلُهَا ليَ لاَئِمٌ * وَلاَ سَدَّ فَقْرِي مِثْلُ مَا مَلَكَتْ يَدِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَمَّ الْفَسَادُ وَأَصْبَحَتْ طُرُقُ الغِنى * وَقْفَاً عَلَى مَنْ يَرْتَشِي أَوْ يَعْتَدِي {محَمَّدٌ الأَسمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا مَن إِذَا نُشِرَ الثَّنَاءُ عَلَى امْرِئٍ * خُتِمَ الثَّنَاءُ بِذِكْرِهِ وَبِهِ بُدِي لَوْ يَعْلَمُ الفُقَرَاءُ كَمْ لَكَ في النَّدَى * مِنْ لَذَّةٍ أَوْ فَرْحَةٍ لَمْ تُحْمَدِ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لاَبْنِ الرُّومِيّ، وَالثَّاني لأَبي تَمَّام 0 وَكِلاَهُمَا بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمِنْ سُوءِ حَظِّي أَنَّ نَفْسِي طَمُوحَةٌ * وَلَكِنَّهَا مُنِيَتْ بحَظٍّ أَسْوَدِ فَمِنْ سُوءِ حَظِّي أَنَّني ذُو عَزِيمَةٍ * وَلَكِنَّني أُمْنى بِحَظٍّ أَسْوَدِ فَيَا لَيْتَ شعْرِي كَمْ أَقُولُ لهَا انهَضِي * وَتَأْتي عَرَاقِيلٌ تَقُولُ لهَا اقْعُدِي ـــــ

مِنْ سُوءِ حَظِّي أَنَّ نَفْسِيَ لاَ تَني * لَكِنَّهَا مُنِيَتْ بِحَظٍّ أَسْوَدِ يَا لَيْتَ شعْرِي كَمْ أَقُولُ لهَا انهَضِي * وَتَقُولُ أَحْدَاثُ الزَّمَانِ لهَا اقْعُدِي {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر بِتَصَرُّف؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَتُبْدِي لَكَ الأَيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِلاً * وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ وَلَمْ أَرَ كَالأَيَّامِ لِلْمَرْءِ وَاعِظَاً * تَرُوحُ لَهُ بِالْوَاعِظَاتِ وَتَغْتَدِي {الأَوَّلُ فَقَطْ: لِطَرَفَةَ بْنِ الْعَبْد} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° اصْبر لِكُلِّ مُصِيبَةٍ وَتجَلَّدِ * وَاعْلَمْ بِأَنَّ المَرْءَ غَيرُ مخَلَّدِ وَإِذَا ذَكَرْتَ مُصِيبَةً تَشْجُو بِهَا * فَاذْكُرْ مُصَابَكَ في الحَبِيبِ محَمَّدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

جَزَى اللهُ رَبُّ النَّاسِ خَيرَ جَزَائِهِ * رَفِيقَينِ حَلاَّ خَيْمَتي أُمَّ مَعْبَدِ همَا نَزَلاَ بِالبِرِّ ثُم تَرَوَّحَا * فَأَفْلَحَ مَن أَمْسَى رفِيقَ محمَّدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا وَرْدَةً حَمَلَتْ إِلَيْنَا وَرْدَةً * يَا غُصْنَ بَانٍ في الغُصُونِ المُيَّدِ لَوْ تَرْتَضِينَ بِأَن أُقَدِّمَ مُهْجَتي * ثَمَنَاً لِمَا قَدَّمْتِ لَمْ أَتَرَدَّدِ فَتَقَبَّلِي مِنيِّ القَلِيلَ فَإِنَّهُ * لَوْ تَعْلَمِينَ جَمِيعُ مَا مَلَكَتْ يَدِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قُلْ لِلصَّبِيحَةِ في الخِمَارِ الأَسْوَدِ * مَاذَا فَعَلْتِ بِرَاهِبٍ مُتَعَبِّدِ قَدْ كَانَ شَمَّرَ لِلصَّلاَةِ إِزَارَهُ * حَتىَّ قَعَدْتِ لَهُ بِبَابِ المَسْجِدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَا فَتَّ في عَضُدِ الحَزِينِ وَهَدَّهُ * شَيْءٌ كَقَوْلِكَ لِلْحَزِينِ تجَلَّدِ وَإِذَا الفَتى لَبِسَ الأَسَى فَكَأَنَّمَا * بِصَنِيعِهِ قَدْ قَالَ لِلْبُؤْسِ اقْعُدِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ مِن أَدِيبٍ قَدْ أَتَاني قَائِلاً * يَا أَيُّهَا السَّارِي مَكَانَكَ تحْمَدِ يَا مُنْشِدَ الشِّعْرِ المَلِيءِ مَرَارَةً * أَهْوَاكَ إِنْ تُنْشِدْ وَإِنْ لَمْ تُنْشِدِ مَا دُمْتَ في الدُّنيَا فَلاَ تَكُ يَائِسَاً * إِنَّ اليَؤُوسَ كَمَيِّتٍ لَمْ يُلْحَدِ لاَ تَيْأَسَنَّ مِنَ النَّجَاحِ لِعَثْرَةٍ * مَا لاَ يُنَالُ اليَوْمَ يُدْرَكُ في الْغَدِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° للهِ دَرُّكَ شَاعِرَاً لاَ يَنْتَهِي * مِنْ جَيِّدٍ إِلاَّ صَبَا لِلأَجْوَدِ

يَا مُنْشِدَ الشِّعْرِ المَلِيءِ مَرَارَةً * أَهْوَاكَ إِنْ تُنْشِدْ وَإِنْ لَمْ تُنْشِدِ مَا أَنْتَ بِالمحْسُودِ لَكِنْ فَوْقَهُ * إِنَّ الشَّهِيرَ بِفَضْلِهِ لَمْ يُحْسَدِ يَتَحَاسَدُ الْقَوْمُ الَّذِينَ تَقَارَبَتْ * دَرَجَاتُهُمْ وَتَقَارَبُواْ في السُّؤْدَدِ فَإِذَا تَقَدَّمَ وَاحِدٌ وَبَدَا لَهُمْ * تَبْرِيزُهُ في فَضْلِهِ لَمْ يُحْسَدِ فَإِذَا تَقَدَّمَ وَاحِدٌ وَبَدَا لَهُمْ * إِبْدَاعُهُ بَيْنَ الوَرَى لَمْ يُحْسَدِ {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَن: لإِيلِيَّا أَبي مَاضِي أَوْ لمحَمَّدٍ الأَسْمَر، وَالثَّلاَثَةُ التَّالُونَ لاَبْنِ الرُّومِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَأَلْتُ النَّدَى وَالجُودَ مَا لي أَرَاكُمَا * تَبَدَّلتُمَا عِزَّاً بِذُلٍّ مُؤَبَّدِ وَمَا بَالُ رُكْنِ المجْدِ أَمْسَى مُهَدَّمَاً * فَقَالاَ أُصِبْنَا في ابْنِ سَعْدٍ محَمَّدِ

فَقُلْتُ فَهَلاَّ مُتُّمَا بَعْدَ مَوْتِهِ * وَقَدْ كُنْتُمَا عَبْدَيْهِ في كُلِّ مَشْهَدِ فَقَالاَ أَقَمْنَا كَيْ نُعَزَّى بِفَقْدِهِ * ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ نَتْلُوهُ في الغَدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا ابْنَ الظَّلاَمِ أَمَا تَعِبْتَ مِنَ السُّرَى أَبَدَاً تَرُوحُ عَلَى الأَنَامِ وَتَغْتَدِي شَيَّبْتَ نَاصِيَةَ القُرُونِ وَلَمْ تَزَلْ * طِفْلاً تُطَالِعُنَا بِوَجْهٍ أَمْرَدِ قَالُواْ عَجِبْنَا مَا لِشِعْرِكَ نَائِحَاً * في العِيدِ مَا هَذَا بحَالِ مُعَيِّدِ مَا حِيلَةُ العُصْفُورِ قَصُّواْ رِيشَهُ * وَرَمَوْهُ في قَفَصٍ وَقَالُواْ غَرِّدِ {محْمُود غُنَيْم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَمْرَانِ مَا اجْتَمَعَا لِقَائِدِ أُمَّةٍ * إِلاَّ جَنى بِهِمَا ثِمَارَ السُّؤْدَدِ

جَمْعٌ يَكُونُ الأَمْرُ شُورَى بَيْنَهُمْ * هَذَا وَجُنْدٌ لِلْعَدُوِّ بِمَرْصَدِ فَالحَزْمُ لاَ يَمْضِي بِدُونِ عَزِيمَةٍ * وَالْعَزْمُ لاَ يَمْضِي بِدُونِ مُهَنَّدِ {حَافِظ إِبْرَاهِيم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِتْنَا نُشِيدُ بِذِكْرَيَاتِ جُدُودِنَا * هَيْهَاتَ لَيْسَ الحُرُّ كَالمُسْتَعْبَدِ قَدْ كَانَ هَمُّهُمُ الفُتُوحَ وَهَمُّنَا * مَا نَغْتَذِي أَوْ نَرْتَوِي أَوْ نَرْتَدِي يَا مَنْ رَأَى أَرْضَاً أُبِيحَ دَمَارُهَا * بِالأَمْسِ كَانَتْ في قَدَاسَةِ مَعْبَدِ وَلَقَدْ تُهَانُ أَمَامَنَا جَارَاتُنَا * وَبُكَاؤُهُنَّ يُذِيبُ قَلْبَ الجَلْمَدِ فَنَرَى وَنَسْمَعُ صَامِتِينَ كَأَنَّنَا * لَمْ نَسْتَمِعْ وَكَأَنَّنَا لَمْ نَشْهَدِ فَإِذَا تحَمَّسْنَا مَدَدْنَا نحْوَهُمْ * كَفَّ الدُّعَاءِ وَغَيرُهَا لَمْ نَمْدُدِ

عُذْرَاً بَني أَعْمَامِنَا أَغْلاَلُنَا * قَعَدَتْ بِنَا عَنْ نجْدَةِ المُسْتَنْجِدِ أَعْزِزْ عَلَيْنَا أَنْ نَرَى جِيرَانَنَا * يُتَخَطَّفُونَ وَنحْنُ مَكْتُوفُو اليَدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ الكَرِيمَ إِلى المَكَارِمِ يُنْسَبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * كَأَنَّيَ مَطْلِيٌّ بِهِ القَارُ أَجْرَبُ {النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَعَلاَمَ لاَ نَبْكِي لإِنْسَانِيَّةٍ * دَوْمَاً تُرَى بَيْنَ الْوَرَى تَتَعَذَّبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَئِنْ كَانَ إِكْرَامِي صَدِيقِيَ وَاجِبَاً * فَإِكْرَامُ نَفْسِي لاَ محَالَةَ أَوْجَبُ {أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَفي الأَرْضِ مَنأَىً لِلكَرِيمِ عَنِ الأَذَى * وَفِيهَا لِمَنْ رَامَ الْعُلاَ مَهْرَبُ

{الشَّنْفَرَى بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَفَى زَاجِرَاً لِلْمَرْءِ أَيَّامُ دَهْرِهِ * تَرُوحُ لَهُ بِالْوَاعِظَاتِ وَتَذْهَبُ فَيَنهَضُ بِالْعِلْمِ الخَسِيسُ إِلى الْعُلاَ * وَيَقْعُدُ بِالجَهْلِ الْوَجِيهُ المحَسَّبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنْ كَانَ صَبْرُكَ فِيهِ أَجْرٌ فَلاَ يَكُن * فَقِيدُكَ لاَ يَأْتي وَأَجْرُكَ يَذْهَبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلاَ تحْسُدَنَّ الأَغْنِيَاءَ فَإِنَّهُمْ * عَلَى قَدْرِ مَا يُعْطِيهِمُ الدَّهْرُ يَسْلُبُ {ابْنُ الرُّومِي 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَنْ تَكُنِ العَلْيَاءُ هِمَّةَ نَفْسِهِ * فَكُلُّ الَّذِي يَلْقَاهُ فِيهَا محَبَّبُ {محْمُود سَامِي الْبَارُودِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا كُنْتَ في فِكْرِي وَقَلْبي وَمُقْلَتي * فَأَيُّ مَكَانٍ مِنْ مَكَانِكَ أَقْرَبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَتَحِيَّةً وَكَرَامَةً يَا مُصْعَبُ * وَمَعَ التَّحِيَّةِ وَالْكَرَامَةِ مَرْحَبُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا سُمِّيَ الإِنْسَانُ إِلاَّ لأُنْسِهِ * وَلاَ القَلْبُ إِلاَّ أَنَّهُ يَتَقَلَّبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَخُطُّ مُؤَلَّفَاً * وَلاَ أَشْتَكِي فِيهِ وَلاَ أَتَعَتَّبُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَزُورُكَ مَرَّةً * وَلاَ أَشْتَكِي فِيهَا وَلاَ أَتَعَتَّبُ {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أُقَلِّبُ طَرْفي لاَ أَرَى غَيْرَ نَاشِرٍ * يُفَكِّرُ في أَسْوَاقِهِ كَيْفَ يَكْسَبُ {محْمُود غُنَيْم بِتَصَرُّف؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تُقَلِّبُ طَرْفَكَ لاَ تَرَى غَيرَ تَاجِرٍ * يُفَكِّرُ في أَسْوَاقِهِ كَيْفَ يَكْسَبُ أُقَلِّبُ طَرْفي لاَ أَرَى غَيْرَ تَاجِرٍ * يُفَكِّرُ في أَسْوَاقِهِ كَيْفَ يَكْسَبُ {محْمُود غُنَيْم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا اعْتَذَرَ الجَاني محَا الذّنْبَ عُذْرُهُ * وَكُلُّ امْرِئٍ لاَ يَقْبَلُ الْعُذْرَ مُذْنِبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَيْسَ بِنَحْوِيٍّ يَلُوكُ لِسَانَهُ * وَلَكِنْ سَلِيقِيٌّ يَقُولُ فَيُعْرِبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأَظْلَمُ خَلْقِ اللهِ مَنْ بَاتَ عَاصِيَاً * لِمَن هُوَ في نَعْمَائِهِ يَتَقَلَّبُ {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَأَظْلَمُ خَلْقِ اللهِ مَنْ بَاتَ حَاسِدَاً * لِمَن هُوَ في نَعْمَائِهِ يَتَقَلَّبُ {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَوْمٌ إِذَا ضُرِبَ الحِذَاءُ بِوَجْهِهِمْ * صَاحَ الحِذَاءُ بِأَيِّ ذَنْبٍ أُضْرَبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَجُلٌ إِذَا ضُرِبَ الحِذَاءُ بِوَجْهِهِ * صَاحَ الحِذَاءُ بِأَيِّ ذَنْبٍ أُضْرَبُ لَوْ أَنَّ خِفَّةَ عَقْلِهِ في رِجْلِهِ * سَبَقَ الغَزَالَ وَلَمْ يَفُتْهُ الأَرْنَبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَكُنْتُ أَرَى أَنْ قَدْ تَنَاهَى بِيَ الهَوَى * إِلى غَايَةٍ مَا بَعْدَهَا ليَ مَذْهَبُ فَلَمَّا تَلاَقَيْنَا وَعَايَنْتُ حُسْنَهَا * تَيَقَّنْتُ أَنيِّ إِنَّمَا كُنْتُ أَلْعبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بَهَائِمُ أَلْهَاهَا قَدِيمَاً شَعِيرُهَا * عَنِ الشِّعْرِ تَسْتَوْفي الغِذَاءَ وَتُرْكَبُ فَمَا آفَتي شِعْرٌ إِلَيْهِمْ مُبَغَّضٌ * وَلَكِنَّهُ مَنعٌ لَدَيْهِمْ محَبَّبُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَفَكُلَّمَا بَاحَ الضَّعِيفُ بِأَنَّةٍ * أَمْسَى إِلى مَعْنى التَّعَصُّبِ يُنْسَبُ فَاجْعَلْ شِعَارَكَ رَحْمَةً وَمَوَدَّةً * إِنَّ القُلُوبَ بمِثْلِ هَذَا تُكْسَبُ {حَافِظ إِبْرَاهِيم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَسْأَلَنَّ مِنِ ابْنِ آدَمَ حَاجَةً * وَسَلِ الَّذِي أَبْوَابُهُ لاَ تحْجَبُ فَاللهُ يَغْضَبُ إِنْ تَرَكْتَ سُؤَالَهُ * أَمَّا ابْنُ آدَمَ حِينَ يُسْأَلُ يَغْضَبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَإِنَّكَ شَمْسٌ وَالمُلُوكُ كَوَاكِبُ * إِذَا طَلَعَتْ لَمْ يَبْدُ مِنهُنَّ كَوْكَبُ فَأَسْمَاءُ شَمْسٌ وَالنِّسَاءُ كَوَاكِبُ * إِذَا طَلَعَتْ لَمْ يَبْدُ مِنهُنَّ كَوْكَبُ {فَأَحْمَدُ} شَمْسٌ وَالرِّجَالُ كَوَاكِبُ * إِذَا مَا بَدَتْ لَمْ يَبْدُ مِنهُنَّ كَوْكَبُ فَإِنَّكَ شَمْسٌ وَالرِّجَالُ كَوَاكِبُ * إِذَا مَا بَدَتْ لَمْ يَبْدُ مِنهُنَّ كَوْكَبُ فَإِنَّكِ شَمْسٌ وَالنِّسَاءُ كَوَاكِبُ * إِذَا مَا بَدَتْ لَمْ يَبْدُ مِنهُنَّ كَوْكَبُ فَبَغْدَادُ شَمْسٌ وَالبِلاَدُ كَوَاكِبُ * إِذَا طَلَعَتْ لَمْ يَبْدُ مِنهُنَّ كَوْكَبُ فَكَلْبيَ شَمْسٌ وَالكِلاَبُ كَوَاكِبُ * إِذَا مَا بَدَتْ لَمْ يَبْدُ مِنهُنَّ كَوْكَبُ فَإِنَّكَ شَمْسٌ وَالحَمِيرُ كَوَاكِبُ * إِذَا طَلَعَتْ لَمْ يَبْدُ مِنهُنَّ كَوْكَبُ {النَّابِغَةُ الذُّبْيَانيُّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

رَأَيْتُ رِجَالاً يَضْرِبُونَ نِسَاءهُمْ * فَشُلَّتْ يَمِيني يَوْمَ تُضْرَبُ زَيْنَبُ فَزَيْنَبُ شَمْسٌ وَالنِّسَاءُ كَوَاكِبُ * إِذَا طَلَعتْ لَمْ يَبْدُ مِنهُنَّ كَوْكَبُ {شُرَيْحٌ الْقَاضِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خُذِي الْعَفْوَ مِنيِّ تَسْتَدِيمِي مَوَدَّتي * وَلاَ تَنْطِقِي في ثَوْرَتي حِينَ أَغْضَبُ وَلاَ تُكْثِرِي الشَّكْوَى فَتَقْتَلِعَ الهَوَى * وَيَنْفُرَ قَلْبي وَالْقُلُوبُ تَقَلَّبُ

فَإِنيِّ رَأَيْتُ الحُبَّ في الْقَلْبِ وَالأَذَى * إِذَا اجْتَمَعَا لَمْ يَلْبَثِ الحُبُّ يَذْهَبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَلَفْتُ فَلَمْ أَتْرُكْ لِنَفْسِكَ رِيبَةً * وَلَيْسَ وَرَاءَ اللهِ لِلْمَرْءِ مَذْهَبُ فَلاَ تَتْرُكَني بِالجَفَاءِ كَأَنَّني * إِلى النَّاسِ مَطْلِيٌّ بِهِ القَارُ أَجْرَبُ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَعْطَاكَ هَيْبَةً * لَهَا كُلُّ نجْمٍ في السُّهَا يَتَهَيَّبُ فَإِنَّكَ شَمْسٌ وَالمُلُوكُ كَوَاكِبُ * إِذَا طَلَعَتْ لَمْ يَبْدُ مِنهُنَّ كَوْكَبُ {النَّابِغَةُ الذُّبْيَانيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ زَالَ فَوْقَ الأَرْضِ بَكْرٌ وَتَغْلِبُ * فَحَتىَّ مَتى هَذَا الدَّمُ المُتَصَبِّبُ فَيَا لَكَ شَرَّاً لَمْ يَزَلْ في طِبَاعِنَا * وَيَا لَكِ إِنْسَانِيَّةً تَتَعَذَّبُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَأَنَّكَ مِنْ كُلِّ النُّفُوسِ مُرَكَّبٌ * فَأَنْتَ إِلى كُلِّ الأَنَامِ محَبَّبُ فَإِنَّكَ شَمْسٌ وَالرِّجَالُ كَوَاكِبُ * إِذَا مَا بَدَتْ لَمْ يَبْدُ مِنهُنَّ كَوْكَبُ {الأَوَّلُ لاَبْنِ أَبي جُهَيْنَةَ المُهَلَّبيّ، وَالآخَرُ لِلنَّابِغَةِ الذُّبْيَانيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلَقَدْ ضَرَبْنَا في البِلاَدِ فَلَمْ نجِدْ * أَحَدَاً سِوَاهُ إِلى المَكَارِمِ يُنْسَبُ كَمْ مَرَّةٍ جَرَّبْتُهُ فَوَجَدْتُهُ * كَالْبَحْرِ مَهْمَا يُغْتَرَفْ لاَ يَنْضُبُ {الْبَيْتُ الأَخِيرُ فَقَطْ لاَبْنِ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَاللهِ مَا نَدْرِي إِذَا مَا فَاتَنَا * طَلَبٌ إِلَيْكَ مَنِ الَّذِي نَتَطَلَّبُ فَلَقَدْ ضَرَبْنَا في البِلاَدِ فَلَمْ نجِدْ * أَحَدَاً سِوَاكَ إِلى المَكَارِمِ يُنْسَبُ

فَلتَقْضِ حَاجَتَنَا إِلَيْكَ فَلَمْ نَعُدْ * نَدْرِي لِمَنْ في النَّاسِ بَعْدَكَ نَذْهَبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُعَاشِرُ مَنْ لَوْ عَاشَرَ القِرْدُ بَعْضَهُمْ * لَمَا رَدَّ عَنْ دَرْوِينَ مَا كَانَ يخْطُبُ وَأُنْصِتُ مُضْطَرَّاً إِلى كُلِّ أَبْلَهٍ * كَأَنَّي بِأَسْرَارِ البَلاَهَةِ مُعْجَبُ وَأَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُ البُهْمُ مَرَّةً * وَأُخْرَى تَعَافُ البُهْمُ مِمَّا أَشْرَبُ {إِلْيَاس فَرَحَات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَحُكُومَةٍ ظَلَمَتْ وَتَسْأَلُ شَعْبَهَا * إِنيِّ رَضِيتُ فَمَا لِعَبْدِي يَغْضَبُ يَا قَالِبي عَرْشِ المَظَالِمِ قَلْبُنَا * لاَ زَالَ في رَمْضَائِهِ يَتَقَلَّبُ فَخُصُومُنَا حُكَّامُنَا فَلِمَنْ تُرَى * نَشْكُو وَأَيْنَ مِنَ الْقَضَاءِ المَهْرَبُ

قَامُواْ لحِفْظِ بِلاَدِنَا مِنْ نَهْبِهَا * فَإِذَا هُمُ فِينَا لُصُوصٌ تَنهَبُ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي أَوْ إِلْيَاس فَرَحَات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِذَا الصَّدِيقُ لَقِيتَهُ مُتَمَلِّقَاً * فَهُوَ العَدُوُّ وَمِثْلُهُ يُتَجَنَّبُ لاَ خَيرَ في وُدِّ امْرِئٍ مُتَمَلِّقٍ * حُلْوِ اللِّسَانِ وَقَلْبُهُ يَتَلَهَّبُ يُعْطِيكَ مِنْ طَرَفِ اللِّسَانِ حَلاَوَةً * وَيَرُوغُ مِنْكَ كَمَا يَرُوغُ الثَّعْلَبُ يَلْقَاكَ يَحْلِفُ أَنَّهُ بِكَ وَاثِقٌ * وَإِذَا تَوَارَى عَنْ سَوَادِكَ عَقْرَبُ وَصِلِ الكِرَامَ وَإِنْ رَمَوْكَ بِجَفْوَةٍ * فَالصَّفْحُ عَن أَهْلِ المَكَارِمِ أَصْوَبُ وَاخْترْ قَرِينَكَ يَا فَتى بِعِنَايَةٍ * إِنَّ القَرِينَ إِلى المُقَارِنِ يُنْسَبُ

وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلأَقَارِبِ وَالْقَهُمْ * بحَفَاوَةٍ وَاسْمَحْ لَهُمْ إِن أَذْنَبُواْ وَاحْذَرْ مُصَاحَبَةَ اللَّئِيمِ فَإِنَّهُ * يُعْدِي كَمَا يُعْدِي الصَّحِيحَ الأَجْرَبُ وَدَعِ الكَذُوبَ فَلاَ يَكُنْ لَكَ صَاحِبَاً * قَدْ قِيلَ لَيْسَ بِمُؤْمِنٍ مَنْ يَكْذِبُ وَابْدَأْ عَدُوَّكَ بِالتَّحِيَّةِ وَلْتَكُن * مِنهُ زَمَانَكَ خَائِفَاً تَتَرَقَّبُ إِنَّ العَدُوَّ وَإِنْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ * فَالحِقْدُ بَاقٍ في حَشَاهُ مُغَيَّبُ وَزِنِ الكَلاَمَ إِذَا نَطَقْتَ وَلاَ تَكُن * ثَرْثَارَةً في كُلِّ وَادٍ تخْطُبُ وَاحْفَظْ لِسَانَكَ وَاحْتَرِزْ مِنْ لَفْظِهِ * فَالمَرْءُ يَسْلَمُ بِاللِّسَانِ وَيَعْطَبُ وَالسِّرَّ فَاكْتُمْهُ وَلاَ تَنْطِقْ بِهِ * إِنَّ الزُّجَاجَةَ كَسْرُهَا لاَ يُشْعَبُ

وَارْعَ الأَمَانَةَ في أُمُورِكَ كُلِّهَا * وَاعْدِلْ وَلاَ تَظْلِمْ يَطِبْ لَكَ مَكْسَبُ وَاحْذَرْ مِنَ المَظْلُومِ سَهْمَاً صَائِبَاً * وَاعْلَمْ بِأَنَّ دُعَاءهُ لاَ يُحْجَبُ وَاضْرَعْ لِرَبِّكَ إِنَّهُ أَدْنى لِمَنْ * يَدْعُوهُ مِن حَبْلِ الوَرِيدِ وَأَقْرَبُ فَلَقَدْ نَصَحْتُكَ إِنْ قَبِلْتَ نَصِيحَتي * وَالنُّصْحُ أَغْلَى مَا يُبَاعُ وَيُوهَبُ {صَالحُ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَإِذَا بَغَى بَاغٍ عَلَيْكَ أَوِ اعْتَدَى * فَاقْتُلْهُ بِالمَعْرُوفِ لاَ بِالمُنْكَرِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِذَا بُلِيتَ بِمُصْلِتٍ لِلسَانِهِ * فَأَجِبْهُ بِالمَعْرُوفِ لاَ بِالمُنْكَرِ {ابْنُ الرُّومِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ يُضْمِرُ الفَحْشَاء تحْتَ ردَائِهِ * حُلْوٌ شَمَائِلُهُ عَفِيفُ المِئْزَرِ {مُتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَة}

لَوْ يَعْلَمُ الفُقَرَاءُ كَمْ لَكَ في النَّدَى * مِنْ لَذَّةٍ أَوْ فَرْحَةٍ لَمْ تُشْكَرِ {أَبُو تَمَّام بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِذَا تُبَاعُ كَرِيمَةٌ أَوْ تُشْتَرَى * فَسِوَاكَ بَائِعُهَا وَأَنْتَ المُشْتَرِيرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

رَأَيْتُكَ تُعْطِي المَالَ إِعْطَاءَ وَاهِبٍ * إِذَا المَرْءُ أَعْطَى المَالَ إِعْطَاءَ مُشْتَرِي وَفي النَّاسِ مَنْ يُعْطِي عَطَاءَ مُتَاجِرٍ * وَآخَرُ يُعْطي كَالسَّحَابِ المُسَخَّرِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَتَتْنَا بَقَايَا مِنْ سُلاَلَةِ حَاتِمٍ * فَيَا طِيبَ أَخْبَارٍ وَيَا حُسْنَ مَنْظَرِ فَمَا صَلُحَتْ إِلاَّ لجُودٍ أَكُفُّهُمْ * وَأَرْجُلُهُمْ إِلاَّ لأَعْوَادِ مِنْبَرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنَّ المُرُوءةَ وَالشَّهَامَةَ وَالنَّدَى * في قُبَّةٍ ضُرِبَتْ عَلَى ابْنِ الْفَنْجَرِي جُودٌ كَجُودِ السَّيْلِ إِلاَّ أَنَّ ذَا * كَدِرٌ وَجُودُكَ أَنْتَ غَيرُ مُكَدَّرِ لَوْ يَعْلَمُ الفُقَرَاءُ كَمْ لَكَ في النَّدَى * مِنْ لَذَّةٍ أَوْ فَرْحَةٍ لَمْ تُشْكَرِ {أَبُو تَمَّام بِتَصَرُّف 0 بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَوَّل} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَيْحَ الَّتي حَمَلَتْكَ تِسْعَةَ أَشْهُرِ * كَانَتْ تُنَادِي النَّاسَ عِنْدَ المَشْعَرِ أَنَاْ كَعْبَةٌ لِلنَّيْكِ قَدْ نُصِبَتْ لَكُمْ * مَنْ شَاءَ في إِسْتي أَتَاني أَوْ حِرِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَابْدَأْ عَدُوَّكَ بِالتَّحِيَّةِ وَلْتَكُن * مِنهُ زَمَانَكَ خَائِفَاً تَتَرَقَّبُ إِنَّ العَدُوَّ وَإِنْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ * فَالحِقْدُ بَاقٍ في حَشَاهُ مُغَيَّبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا زِلْتَ تَرْكَبُ كُلَّ شَيْءٍ عَاتِيَاً * حَتىَّ اجْتَرَأْتَ عَلَى رُكُوبِ المِنْبَرِ لاَ زَالَ مِنْبَرُكَ الَّذِي دَنَّسْتَهُ * مُنْذُ امْتَطَيْتَهُ حَائِضَاً لَمْ يَطْهُرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أُحِبُّ أَنَا لَيْلَى وَلَيْلَى تحِبُّني * وَلَكِن أَبُو لَيْلَى عَنِيدٌ وَمُفْتَرِي فَيَطْلُبُ مَهْرَاً لاَ سَبِيلَ لِدَفْعِهِ * وَيَقْصِمُ ظَهْرِي عِنْدَ ذِكْرِ المُؤَخَّرِ أَيَرْفُضُني عَمِّي لأَنِّي مُوَظَّفٌ * وَأُنْفِقُ أَمْوَالي عَلَى حُسْنِ مَظْهَرِي وَعَمِّيَ جَزَّارٌ وَيَمْلِكُ مَطْعَمَاً * وَيَأْكُلُ بُفْتِيكَاً وَيَأْكُلُ جَمْبرِي يَقِيسُ نجَاحَ المَرْءِ بِالمَالِ وَحْدَهُ * وَلَوْ جَمَعَ الأَمْوَالَ مِن أَيِّ مَصْدَرِ أَيَهْزَأُ بي عَمِّي وَيَكْرَهُ سِيرَتي * وَيَبْحَثُ عَنْ زَوْجٍ ثَرِيٍّ وَفَنْجَرِي

وَقَدْ قَالَ إِنيِّ لَسْتُ أَمْلِكُ مَنْزِلاً * وَأَسْكُنُ في بَيْتٍ قَدِيمٍ مُؤَجَّرِ وَلاَ أَحْمِلُ المحْمُولَ كَالنَّاسِ في يَدِي * وَلاَ مَالَ عِنْدِي كَيْ أَبِيعَ وَأَشْتَرِي وَيَزْعُمُ عَمِّي أَنَّني صِرْتُ صَائِعَاً * وَيَغْضَبُ جِدَّاً عِنْدَ رُؤْيَةِ مَنْظَرِي تجَاهَلَ أَخْلاَقِي وَعِلْمِي وَحِكْمَتي * وَقَالَ بِأَني فَاشِلٌ غَيرُ عَبْقَرِي وَمَا كَانَ مِنهُمْ بَعْدَ طُولِ تَرَدُّدِي * سِوَى أَنَّ لَيْلَى زَوَّجُوهَا لِسَمْكَرِي {سَمِير الْقَاضِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا لَيْتَهَا نَفْسٌ تَمُوتُ وَحِيدَةً * لَكِنَّهَا نَفْسٌ تُسَاقِطُ أَنْفُسَا {امْرُؤُ القَيْس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِنْ سَاءَ فِعْلُ المَرْءِ سَاءتْ ظُنُونُهُ * وَصَدَّقَ مَا يَنْتَابُهُ مِنْ تَوَجُّسِ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَلْقِ الصَّحِيفَةَ يَا فَرَزْدَقُ إِنَّهَا * نَكْرَاءُ مِثْلُ صَحِيفَةِ المُتَلَمِّسِ {الفَرَزْدَق} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا سَاءَ حَظُّكَ إِنَّ خَسِرْتَ وَزَارَةً * لَكِنَّهُ مِنْ سُوءِ حَظِّ المجْلِسِ إِنْ كُنْتَ لَمْ تجْلِسْ عَلَى كُرْسِيِّهِمْ * يَكْفِيكَ تجْلِسُ فَوْقَ عَرْشِ الأَنْفُسِ إِنيِّ لأَعْجَبُ وَالعَجَائِبُ جَمَّةٌ * مِن أَرْجُلٍ حَلَّتْ محَلَّ الأَرْؤُسِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

* ثِمَارُ الأَمَاني مِن أَيَادِيهِ تَسْقُطُ {صَفِيُّ الدِّينِ الحِلِّيّ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَبِثَتْ بِصَلْعَتيَ ابْنَتي في مَرَّةٍ * لَمَّا رَأَتْني لِلتَّمَشُّطِ أَنْشَطُ فَمَضَتْ عَلَى عَجَلٍ تَقُولُ لأُمِّهَا * أَرَأَيْتِ مَامَا أَقْرَعَاً يَتَمَشَّطُ {إِلْيَاس فَرَحَات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

ثِمَارُ الأَمَاني مِن أَيَادِيهِ تُقْطَفُ {صَفِيُّ الدِّينِ الحِلِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ المَعَادِنَ في الشَّدَائِدِ تُعْرَفُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا كُنْتَ في فِكْرِي وَقَلْبي وَمُقْلَتي * فَأَيُّ مَكَانٍ مِنْ مَكَانِكَ أَشْرَفُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَزُورُكَ مَرَّةً * وَلاَ أَشْتَكِي فِيهَا وَلاَ أَتَأَسَّفُ {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَقُولُ قَصِيدَةً * وَلاَ أَشْتَكِي فِيهَا وَلاَ أَتَأَسَّفُ {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَخُطُّ مُؤَلَّفَاً * وَلاَ أَشْتَكِي فِيهِ وَلاَ أَتَأَسَّفُ {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

القَلْبُ يحْلِفُ أَنْ سَيَسْلُو ثُمَّ لاَ * يَسْلُواْ وَيحْلِفُ أَنَّهُ لَمْ يحْلِفِ {ابْنُ سَنَاءِ المُلْك} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ قُلْتُ إِذْ مَدَحُواْ الحَيَاةَ وَأَسْرَفُواْ * في المَوْتِ أَلْفُ فَضِيلَةٍ لاَ تُعْرَفُ مِنهَا أَمَانُ لِقَائِهِ بِلِقَائِهِ * وَبِهِ نُفَارِقُ كُلَّ مَنْ لاَ يُنْصِفُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَفي كُلِّ يَوْمٍ لِلمَنِيَّةِ غَارَةٌ * تُغِيرُ عَلَى سِرْبِ النُّفُوسِ فَتَخْطِفُ لَئِنْ كَانَ فَقْدُ النَّاسِ للبَدْرِ مُؤْسِفَاً * فَيَزْدَادُ في اللَّيْلِ البَهِيمِ التَّأَسُّفُ لَقَدْ كُنْتَ حَقَّاً في حَيَاتِكَ كَعْبَةً * يُلاَذُ بِهَا وَاليَوْمَ ذِكْرُكَ مُصْحَفُ {الْبَيْتَانِ الأَوَّلُ وَالأَخِيرُ لِصَفِيِّ الدِّينِ الحِلِّيِّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنْتَ الْقَتِيلُ بِكُلِّ مَن أَحْبَبْتَهُ * فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ في الهَوَى مَنْ تَصْطَفِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَتَأَسَّفِينَ إِذَا قَضَى وَجْدَاً وَمَا * يُجْدِيهِ أَوْ يُجْدِيكِ أَنْ تَتَأَسَّفِي هُوَ شَمْعَةٌ أَذْكَى هَوَاكِ لَهِيبَهَا * إِنْ لَمْ تُدَارِيهَا بِقُرْبِكِ تَنْطَفِي قَدْ كَانَ يَعْرِفُهُ الْوَرَى بِنُحُولِهِ * فَغَدَا لِفَرْطِ نُحُولِهِ لَمْ يُعْرَفِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَالكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ بَيْنَ الأَنجُمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَكْفِي بِأَنَّكُمُ وَقُودُ جَهَنَّمِ {عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الْكَوْكَبُ الأَرْضِيُّ حِينَ وَطِئْتَهُ * أَمْسَى حَصَاهُ يَطِيرُ فَوْقَ الأَنْجُمِ

وَمَنْ لاَ يَذُدْ عَن حَوْضِهِ بِسِلاَحِهِ * يُهَدَّمْ وَمَنْ لاَ يَظْلِمِ النَّاسِ يُظْلَمِ {زُهَيرُ بْنُ أَبي سُلْمَى} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَهْمَا تَكُن عِنْدَ امْرِئٍ مِن خَلِيقَةٍ * وَإِن خَالهَا تخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَمِ {زُهَيرُ بْنُ أَبي سُلْمَى} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ في غَيْرِ أَهْلِهِ * يَكُن حَمْدُهُ ذَمَّاً عَلَيْهِ وَيَنْدَمِ {زُهَيرُ بْنُ أَبي سُلْمَى} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِنْ سَاءَ فِعْلُ المَرْءِ سَاءتْ ظُنُونُهُ * وَصَدَّقَ مَا يَنْتَابُهُ مِنْ تَوَهُّمِ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَتىً أَضْمَرَتْ كُلُّ الْفَوَاحِشِ هَجْرَهُ * فَلَمْ تَخْتَلِطْ مِنهُ بِلَحْمٍ وَلاَ دَمِ {ابْنُ مَيَّادَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَاسْتَعْذَبُواْ تَعْذِيبَ مَنْ لَمْ يجْرِمِ * وَسَقَوْهُ مِنْ كَأْسِ الهَوَانِ المُفْعَمِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَلْ طَاوَعَتْكُمْ عِنْدَ ذَاكَ قُلُوبُكُمْ * يَا لَلْقَرَارِ المُدْلَهِمِّ الأَشْأَمِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي}

فَلاَ تَكْتُمُنَّ اللهَ مَا في قُلُوبِكُمْ * لِيَخْفَى وَمَهْمَا يُكْتَمِ اللهُ يَعْلَمِ {زُهَيرُ بْنُ أَبي سُلْمَى} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَا أَفْلَتَتْ صُغْرَى مِنَ المُتَقَدِّمِ * وَهَلْ تَرَكَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَرَدِّمِ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرُ لِعَنْتَرَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَسَاكِينُ أَهْلُ العِشْقِ مَا كُنْتُ أَشْتَرِي * حَيَاةَ جَمِيعِ العَاشِقِينَ بِدِرْهَمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَلْ كَانَ وَادِي النِّيلِ إِلاَّ ضَيْعَةً * يَلْقَى بِهَا الحُكَّامُ كُلَّ المَغْنَمِ فَإِلاَمَ وَادِي النِّيلِ يَفْقِدُ خَيرَهُ * يجْرِي الفَسَادُ بجِسْمِهِ مجْرَى الدَّمِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَامٌ وَهَذَا البَيْتُ يَفْقِدُ فَرْحَةً * تجْرِي الهُمُومُ بِجِسْمِهِ مجْرَى الدَّمِ عَامٌ وَهَذَا النِّيلُ يَفْقِدُ فَرْحَةً * تجْرِي الهُمُومُ بِجِسْمِهِ مجْرَى الدَّمِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَشَارَتْ بِطَرْفِ العَينِ خِيفَةَ أَهْلِهَا * إِشَارَةَ مَلْهُوفٍ وَلَمْ تَتَكَلَّمِ فَأَيْقَنْتُ أَنَّ القَلْبَ قَدْ قَالَ مَرْحَبَاً * وَأَهْلاً وَسَهْلاً بِالحَبِيبِ المُتَيَّمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَصَاحَةُ بَشَّارٍ وَخَطُّ ابْنِ مُقْلَةٍ * وَحِكْمَةُ لُقْمَانٍ وَزُهْدُ ابْنِ أَدْهَمِ لَوِ اجْتَمَعُواْ في المَرْءِ وَالمَرْءُ مُفْلِسٌ * وَنَادَواْ عَلَيْهِ لاَ يُبَاعُ بِدِرْهَمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ * تمِتْهُ وَمَنْ تُخْطِئ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ وَمَن هَابَ أَسْبَابَ المَنَايَا يَنَلْنَهُ * وَإِنْ يَرْقَ أَسْبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّمِ {زُهَيرُ بْنُ أَبي سُلْمَى} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَقَدْ أَبِيتُ عَلَى الطِّوَى مُسْتَعْفِفَاً * حَتىَّ أَنَالَ بِهِ كَرِيمَ المَطْعَمِ

يخبرْكِ مَنْ شَهِدَ الوَقِيعَةَ أَنَّني * أَغْشَى الوَغَى وَأَعَفُّ عِنْدَ المَغْنَمِ فَأَرَى مَغَانِمَ لَوْ أَشَاءُ غَنِمْتُهَا * فَيَصُدُّني عَنهَا الحَيَا وَتَكَرُّمِي {عنْتَرَةُ بْنُ شَدَّاد} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عِفُّواْ تَعِفَّ نِسَاؤُكُمْ في المحْرَمِ * وَتَجَنَّبُواْ مَا لاَ يَلِيقُ بِمُسْلِمِ مَنْ يَزْنِ في بَيْتٍ بدِرْهَمَ وَاحِدٍ * في بَيْتِهِ يُزْنَى بِدُونِ دَرَاهِمِ مَنْ يَزْنِ يُزْنَ بِهِ وَلَوْ بجِدَارِهِ * إِنْ كُنْتَ يَا هَذَا لَبِيبَاً فَافْهَمِ إِنَّ الزِّنَا دَيْنٌ إِنِ اسْتَقْرَضْتهُ * كَانَ الوَفَا مِن أَهْلِ بَيْتِكَ فَاعْلَمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَقَدْ أَيْقَظَ الإِسْلاَمُ لِلْمَجْدِ وَالعُلاَ * بَصَائِرَ أَقْوَامٍ عَنِ المجْدِ نُوَّمِ فَأَشْرَقَ نُورُ العِلْمِ مِن حُجُرَاتِهِ * عَلَى وَجْهِ عَصْرٍ بِالجَهَالَةِ مُظْلِمِ وَدَكَّ حُصُونَ الجَاهِلِيَّةِ بِالهُدَى * وَقَوَّضَ أَرْكَانَ الضَّلاَلِ المُخَيِّمِ وَنَبَّهَ بِالعِلْمِ العَزَائِمَ وَابْتَنى * لأَهْلِيهِ مجْدَاً لَيْسَ بِالمُتَهَدِّمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَفِطْرٌ وَأَطْفَالُ العِرَاقِ بِمَأْتَمِ * وَعِيدٌ وَهُمْ يُسْقَوْنَ مُرَّ الْعَلْقَمِ بِلاَدُكَ قَدِّمْهَا عَلَى كُلِّ مَوْسِمِ * وَمِن أَجْلِهَا أَفْطِرْ وَمِن أَجْلِهَا صُمِ لَقَدْ صَامَ هِنْدِيٌّ فَجَوَّعَ أُمَّةً * فَهَلْ ضَرَّ عِلْجَاً صَوْمُ مِلْيَارِ مُسْلِمِ فَهَلاَّ جَعَلْتُمْ عِيدَكُمْ يَوْمَ نَصْرِكُمْ * وَصُمْتُمْ إِلى أَنْ يُفْطِرَ السَّيْفُ بِالدَّمِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

هَلْ بَاتَ يُغْني أَنْ يُقَالَ لَهَا اسْلَمِي * إِنْ صَحَّ ذَلِكَ فَاسْلَمِي ثُمَّ اسْلَمِي يَا مِصْرُ إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ * لاَ يَسْتَجِيبُ إِلى دُعَاءِ النُّوَّمِ اليَوْمَ أَلْسِنَةُ المَدَافِعِ وَحْدَهَا * مَقْبُولَةُ الدَّعَوَاتِ طَاهِرَةُ الفَمِ وَالأَرْضُ لِلأَقْوَى المُنَاضِلِ وَحْدَهُ * لَيْسَتْ لأَتْقَاهُمْ وَلاَ لِلأَعْلَمِ وَالحَقُّ لَيْسَ بِبَالِغٍ جُودِيَّهُ * حَتىَّ نجُودَ لَهُ بِطُوفَانِ الدَّمِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا مِصْرُ أَدِّي لِلْعُرُوبَةِ حَقَّهَا * هِيَ قَدَّمَتْكِ لأَمْرِهَا فَتَقَدَّمِي ظَلَمَ اليَهُودُ النَّاسَ ثُمَّ تَظَلَّمُواْ * مِنهُمْ فَمَنْ لِلظَّالِمِ المُتَظَلِّمِ أَيْنَ السَّمَوْءلُ كَيْ يُشَاهِدَ غَدْرَهُمْ * بِوُعُودِهِمْ وَمِطَالَهُمْ لِلْمُسْلِمِ

أَمْ مَنْ لَنَا بِقُضَاةِ عَدْلٍ مَا إِذَا * حَكَمَتْ محَاكِمُهُمْ أَتَتْ بِالمحْكَمِ فَدَعِ الْكَلاَمَ فَمَا الْكَلاَمُ بِنَافِعٍ * وَاسْتَلَّ سَيْفَكَ ثُمَّ قُمْ فَتَكَلَّمِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * وَكُلُّ إِنَاءٍ بِالَّذِي فِيهِ يَنْضَحُ {صَفِيُّ الدِّينِ الحِلِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تُقَلِّبُ طَرْفَكَ لاَ تَرَى غَيرَ تَاجِرٍ * يُفَكِّرُ في أَسْوَاقِهِ كَيْفَ يَرْبَحُ {محْمُود غُنَيْم بِتَصَرُّف؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَجَوْتُ {//5/ 5} ثُمَّ أَنِّي مَدَحْتُهُ * وَمَا زَالَتِ الأَشْرَافُ تُهْجَى وَتُمْدَحُ {الأَخْطَل} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ مَرَّةٍ جَرَّبْتُهُ فَوَجَدْتُهُ * كَالْبَحْرِ مَهْمَا يُغْتَرَفْ لاَ يُنْزَحُ {ابْنُ الرُّومِي}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَحْبَابَنَا مَا أَجْمَلَ الدُّنيَا بِكُمْ * مَا دُمْتُمُ مَعَنَا بِهَا لاَ تَقْبُحُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَحِيقُ الأَمَاني مِن أَيَادِيهِ يَنْضَحُ * يَمُنُّ بِلاَ مَنٍّ وَلاَ يَتَنَحْنَحُ فَلَيْسَ بِمُحْتَاجٍ إِلى مَدْحِ مَادِحٍ * مَكَارِمُهُ تُثْني عَلَيْهِ وَتَمْدَحُ فَكَمْ مَرَّةٍ جَرَّبْتُهُ فَوَجَدْتُهُ * كَمَا الْبَحْرُ مَهْمَا يُغْتَرَفْ لَيْسَ يُنْزَحُ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ مِنَ الْبَيْتِ الأَوَّلِ لي، وَالمِصْرَاعُ الثَّاني أَصْلُهُ لصَفِيِّ الدِّينِ الحِلِّيّ، وَلَقَدْ قُمْتُ فِيهِ بِتَصَرُّفٍ غَيرِ يَسِير، وَأَمَّا الْبَيْتُ الثَّاني فَلِبَهَاءِ الدِّينِ الزُّهَير، وَالْبَيْتُ الأَخِيرُ لاَبْنِ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَهَا جِسْمٌ بُرْغُوثٍ وَسَاقُ بَعُوضَةٍ * وَوَجْهٌ كَوَجْهِ القِرْدِ بَلْ هُوَ أَقْبَحُ تحَمْلِقُ عَيْنَيْهَا إِذَا مَا رَأَيْتَهَا * وَتَعْبَسُ في وَجْهِ الضَّجِيعِ وَتَكْلَحُ وَصُورَتُهَا كَالنَّارِ تحْسَبُ أَنَّهَا * إِذَا ضَحِكَتْ في أَوْجُهِ النَّاسِ تَلْفَحُ إِذَا مَا رَأَى الشَّيْطَانُ صُورَةَ وَجْهِهَا * تَعَوَّذَ مِنهَا حِينَ يُمْسِي وَيُصْبِحُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ لُمْتُهُ في أُخْتِهِ وَبِغَائِهَا * فَقَالَ صَهٍ وَجْهُ المحَرِّشِ أَقْبَحُ لَهَا أَجْرُهَا إِن أَحْسَنَتْ فَلِنَفْسِهَا * وَمِيزَانُهَا يَوْمَ القِيَامَةِ أَرْجَحُ أَتَعْجَبُ مِن أُنْثَى تُنَاكُ بحَقِّهَا * وَهَا أَنَاْ ذَا شَيْخٌ أُكَبُّ وَأُنْكَحُ فَقُلْتُ لَهُ لاَ زِلْتُمَا خَيْرَ قُدْوَةٍ * وَسَامِحْ أَخَاكَ فَإِنَّهُ كَانَ يَمْزَحُ {ابْنُ الرُّومِي؟}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِنَّ اجْتِهَادَ المَرْءِ يُوجِبُ حَقَّهُ * وَإِن هُوَ أَخْطَأَ في الَّذِي نحْوَهُ نحَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَدِيحِي عَصَا مُوسَى وَذَلِكَ أَنَّني * ضَرَبْتُ بِهِ بحْرَ النَّدَى فَتَضَحْضَحَا فَيَا لَكَ بحْرَاً لَمْ أَجِدْ فِيهِ مَشْرَبَاً * وَإِنْ كَانَ غَيرِي وَاجِدَاً فِيهِ مَسْبَحَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ مَرَّةٍ قَدْ جِئْتُهُ فَوَجَدْتُهُ * كَالبَحْرِ مَهْمَا يُغْتَرَفْ لَنْ يُنْزَحَا وَرَأَيْتُهُ كَالطَّوْدِ لَيْسَ بِنَاطِحٍ * لَكِنَّهُ يُوهِي الرُّءوسَ النُّطَّحَا أَإِذَا أَبى المَسْئُولُ إِلاَّ قَوْلَ لاَ * لِلسَّائِلِ اسْتَحْيَيْتَ أَنْ تَتَنَحْنَحَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَرَأَيْتُهُ كَالطَّوْدِ لَيْسَ بِنَاطِحٍ * لَكِنَّهُ يُوهِي رُءوسَ النُّطَّحِ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ يَعْلَمُ الفُقَرَاءُ كَمْ لَكَ في النَّدَى * مِنْ لَذَّةٍ أَوْ فَرْحَةٍ لَمْ تُمْدَحِ {أَبُو تَمَّام بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلَسْتَ تُلاَقِي عَالِمَاً ذَا بَرَاعَةٍ * بِأَعْمَقَ مِنهُ في العُلُومِ وَأَرْسَخَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * ثِمَارُ الأَمَاني مِن أَيَادِيهِ تُؤْخَذُ {صَفِيُّ الدِّينِ الحِلِّيّ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنَّ الْغَنيُّ عَلَيَّ فَانْتَفَضَتْ لَهُ * شَعَرَاتُ نَاصِيَتي كَمِثْلِ الْقُنْفُذِ وَرَمَيْتُهُ بِسِهَامِ قَوْلٍ إِنْ تَقَعْ * يَوْمَاً عَلَى صُمِّ الجَنَادِلِ تَنْفُذِ

أَنَاْ لاَ أُطِيقُ المَنَّ مِنْ تِلْكَ الَّتي * رَدَّتْ صِبَايَ فَكَيْفَ مِن هَذَا الَّذِي لَوْ مَنَّ يَوْمَاً بِالمُرَتَّبِ صَاحِبي * لَرَمَيْتُ رَاتِبَهُ وَقُلْتُ لَهُ خُذِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * عِنْدَ الصَّبَاحِ سَيَحْمَدُ الْقَوْمُ السُّرَى °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° السَّيْفُ أَفْصَحُ مِنْ زِيَادٍ خُطْبَةً * في الحَرْبِ إِنْ كَانَتْ يَمِينُكَ مِنْبَرَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَالُواْ السَّلاَمُ فَقُلْتُ لَفْظٌ لَمْ أَجِدْ * عَنهُ كَأَلْسِنَةِ اللهِيبِ مُعَبِّرَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَالأُمَّهَاتُ تَنُوحُ بِالدَّمِ هَذِهِ * تَبْكِي الصَّغِيرَ وَتِلْكَ تَبْكِي الأَصْغَرَا {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي أَوْ شَوْقِي في المجْهُولِ مِنَ الشَّوْقِيَّات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَلاَ خَيْرَ في حِلْمٍ إِذَا لَمْ تَكُنْ لَهُ * بَوَادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَطْرُوفَةٌ عَيْنَاهُ رَغْمَ الَّذِي بِهِ * إِذَا مَا رَأَتْ عَيْنَاهُ عَيْبَاً تَبَصَّرَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَتُرْكِيَّةٍ تَرَكَتْ قُلُوبَ ذَوِي الهَوَى * هَوَاءً وَأَعْيُنَهُمْ غَمَامَاً مُمْطِرَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا المَرْءُ إِلاَّ حَيْثُ يجْعَلُ نَفْسَهُ * فَاعْرِفْ لِنَفْسِكَ قَدْرَهَا بَينَ الوَرَى °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ عِشْتُ في الدُّنيَا بِقَلْبٍ يَابِسٍ * حَتىَّ لَقِيتُ أَحِبَّتي فَاخْضَوْضَرَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَفَاضَتْ أَحَادِيثُ الفُكَاهَةِ بَيْنَنَا * كَأَحْسَنِ مَا فَاضَ الحَدِيثُ وَأَنْضَرَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا لِلطَّبِيبِ يمُوتُ بِالدَّاءِ الَّذِي * قَدْ كَانَ يُبرِئ مِثْلَهُ بَينَ الوَرَى هَلَكَ المُدَاوِي وَالمُدَاوَى وَالَّذِي * جَلَبَ الدَّوَاءَ وَبَاعَهُ وَمَنِ اشْتَرَى °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَرَى كُلَّ مَنْ مَدَحَ النَّبيَّ مُقَصِّرَا * وَإِنْ بَالَغَ المَدَّاحُ فِيهِ وَأَكْثَرَا إِذَا كَانَ في الْقُرْآنِ جَاءَ مَدِيحُهُ * فَهَلْ سَتُشَرِّفُهُ أَمَادِيحُ الْوَرَى °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَظُمَتْ مَصَائِبُنَا عَلَى أَنْ نَصْبرَا * وَيَصُونُنَا إِيمَانُنَا أَنْ نَضْجَرَا فَانْصِفْ عِبَادَكَ مِن عِبَادِكَ رَبَّنَا * وَاخْسِفْ بِكُلِّ مَنِ افْتَرَى وَتَجَبَّرَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَتَانَا {//5/ 5} بِالطَّعَامِ مُبَشِّرَا * وَكُنَّا حَسِبْنَاهُ دَجَاجَاً محَمَّرَا لَقَدْ جَاءَ {/5/ 5} بِالطَّعَامِ مُبَشِّرَا * وَكُنَّا حَسِبْنَاهُ دَجَاجَاً محَمَّرَا بَكَى صَاحِبي لَمَّا رَأَى المِشَّ دُونَهُ * وَأَيْقَنَ أَنَّ الجُوعَ صَارَ مُقَدَّرَا فَقُلْتُ لَهُ لاَ تَبْكِ عَيْنُكَ إِنَّنَا * سَنَأْكُلُ مِشَّاً أَوْ نَمُوتَ فَنُعْذَرَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَقْسَمْتُ أَنِّي لَمْ أَجِدْكَ مُقَصِّرَا * بَلْ كُنْتَ مِثْلِيَ في السَّخَاءِ وَأَكْثَرَا لَكِنَّ بخْلَكَ لاَ يَزُولُ بِدَعْوَةٍ * يَا صَاحِ بَلْ لاَ بُدَّ أَنْ تَتَكَرَّرَا {محْمُود غُنيم أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر 0 عَلَيْهِمَا رَحْمَةُ الله} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قِفْ في رُبُوعِ المجْدِ وَابْكِ الأَزْهَرَا * وَانْدُبْهُ رَوْضَاً لِلْمَكَارِمِ أَقْفَرَا وَاكْتُبْ رِثَاءَكَ فِيهِ نَفثَةَ مُوجَعٍ * وَاجْعَلْ مِدَادَكَ دَمْعَكَ المُتَحَدِّرَا الجَامِعُ الفَرْدُ الَّذِي بجِهَادِهِ * وَصَلَتْ بِلاَدُ المُسْلِمِينَ إِلى الذُّرَا كُلُّ الوَرَى نحْوَ الأَمَامِ تَقَدَّمُواْ * وَالأَزْهَرُ المَيْمُونُ سَارَ القَهْقَرَى {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَأَزْهَارُ مَا قَدْ عَادَ لِلزَّهْرِ مَفْخَرٌ * سِوَاكِ وَلَوْلاَ أَنْتِ مَا عُدَّ مَفْخَرَا فَفَخَّمْتِهِ لَمَّا تَسَمَّيْتِ بِاسْمِهِ * وَكَبَّرْتِ مِنْ مِقْدَارِهِ فَتَكَبَّرَا فَفِيمَ الحُلِيُّ وَأَنْتِ أَحْلَى بِدُونِهِ * وَحُسْنُكِ لَيْسَ بحَاجَةٍ أَنْ يُزَوَّرَا

تُضِيءُ نجُومُ اللَّيْلِ عِنْدَ ظَلاَمِهِ * وَلَيْسَ لَهَا ضَوْءٌ إِذَا الصُّبْحُ نَوَّرَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَدُرِّيَّةٌ مَا عَادَ لِلدُّرِّ مَفْخَرٌ * سِوَاكِ وَلَوْلاَ أَنْتِ مَا عُدَّ مَفْخَرَا فَفَخَّمْتِهِ لَمَّا تَسَمَّيْتِ بِاسْمِهِ * وَكَبَّرْتِ مِنْ مِقْدَارِهِ فَتَكَبَّرَا فَفِيمَ الحُلِيُّ وَأَنْتِ أَحْلَى بِدُونِهِ * وَحُسْنُكِ لَيْسَ بحَاجَةٍ أَنْ يُزَوَّرَا تُضِيءُ نجُومُ اللَّيْلِ عِنْدَ ظَلاَمِهِ * وَلَيْسَ لَهَا ضَوْءٌ إِذَا الصُّبْحُ نَوَّرَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَوَرْدَةُ مَا قَدْ عَادَ لِلْوَرْدِ مَفْخَرٌ * سِوَاكِ وَلَوْلاَ أَنْتِ مَا عُدَّ مَفْخَرَا فَفَخَّمْتِهِ لَمَّا تَسَمَّيْتِ بِاسْمِهِ * وَكَبَّرْتِ مِنْ مِقْدَارِهِ فَتَكَبَّرَا

فَفِيمَ الحُلِيُّ وَأَنْتِ أَحْلَى بِدُونِهِ * وَحُسْنُكِ لَيْسَ بحَاجَةٍ أَنْ يُزَوَّرَا تُضِيءُ نجُومُ اللَّيْلِ عِنْدَ ظَلاَمِهِ * وَلَيْسَ لَهَا ضَوْءٌ إِذَا الصُّبْحُ نَوَّرَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قُلْ {لِلْفَرَنْسِيِّينَ} لاَ تَتَصَاهَرُواْ * بَلْ صَاهِرُواْ شَتىَّ القَبَائِلِ وَالْقُرَى اللهُ بِالمجْدِ المُؤَثَّلِ خَصَّكُمْ * مَا ضَرَّ لَوْ وَزَّعْتُمُوهُ عَلَى الْوَرَى قَدْ عِشْتُ في الدُّنيَا بِقَلْبٍ يَابِسٍ * حَتىَّ أَتَيْتُ بِلاَدَكُمْ فَاخْضَوْضَرَا {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لأَبي مَاضِي، وَالْبَاقِي لِهَاشِمٍ الرِّفَاعِي، بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتَينِ الآخَرَيْن} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قُلْ {لِلسُّعُودِيِّينَ} لاَ تَتَصَاهَرُواْ * بَلْ صَاهِرُواْ شَتىَّ القَبَائِلِ وَالْقُرَى

اللهُ بِالمجْدِ المُؤَثَّلِ خَصَّكُمْ * مَا ضَرَّ لَوْ وَزَّعْتُمُوهُ عَلَى الْوَرَى قَدْ عِشْتُ في الدُّنيَا بِقَلْبٍ يَابِسٍ * حَتىَّ أَتَيْتُ بِلاَدَكُمْ فَاخْضَوْضَرَا بِصُدُورِهِمْ وَقَوُاْ الشَّرِيعَةَ عُزَّلاً * لَمْ يَلْبِسُواْ غَيرَ الشَّجَاعَةِ مِغْفَرَا مَا قَامَرُواْ بِالدِّينِ في سُبُلِ الهَوَى * كَلاَّ وَلاَ اتَّخَذُواْ الشَّرِيعَةَ مَتْجَرَا عَاشُواْ حُمَاةَ الدِّينِ مِن أَعْدَائِهِ * لاَ يَسْمَحُونَ بِأَنْ يُبَاعَ وَيُشْترَى {الْبَيْتَانِ الأَوَّلُ وَالثَّاني لأَبي مَاضِي، وَالْبَاقِي لِهَاشِمٍ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قُلْ لِلأُلى بَدَأُواْ بِدَايَةَ هِتْلَرَا * سَتُجَرَّعُونَ غَداً نِهَايَةَ هِتْلَرَا إِنَّا تَرَكْنَا الخَصْمَ يَضْحَكُ أَوَّلاً * حَتىَّ نَرَاهُ وَهُوَ يَبْكِي آخِرَا

أَتُسَيْطِرُونَ عَلَى شُعُوبٍ حُرَّةٍ * وَعَلَيْكُمُ شَعْبُ اليَهُودِ تَسَيْطَرَا لَيْسَتْ لإِبْرَاهِيمَ نِسْبَتُهُمْ وَلاَ * لِبَنِيهِ لَكِنْ يُنْسَبُونَ لآزَرَا لَوْ تَسْأَلُونَ أَبَا البَرَايَا آدَماً * هَلْ مِنْ سُلاَلَتِكَ اليَهُودُ لأَنْكَرَا {محْمُود غُنَيْم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِنَّ اجْتِهَادَ المَرْءِ يُوجِبُ حَقَّهُ * وَإِن هُوَ أَخْطَأَ في الَّذِي نحْوَهُ مَشَى {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * سَحَابَةُ صَيْفٍ عَنْ قَلِيلٍ سَتُقْشَعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قُبْحَاً لِوَجْهِكَ يَا زَنِيمُ فَإِنَّهُ * وَجْهٌ بِهِ مِنْ كُلِّ لَوْنٍ بُرْقُعُ قُبْحَاً لِوَجْهِكِ يَا خَبَاثُ فَإِنَّهُ * وَجْهٌ بِهِ مِنْ كُلِّ لَوْنٍ بُرْقُعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَتَرَكْتَهُ يَمْشِي يجُرُّ ثِيَابَهُ * بِقَفَاً يَصِيحُ بِنَا أَلاَ مَنْ يَصْفَعُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ يُدْرِكُ المجْدَ الفَتى وَلَوَ انَّهُ * صِفْرُ اليَدَيْنِ وَثَوْبُهُ مُتَقَطِّعُ {ابْنُ هَرْمَةَ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَصْبَحْتُ في الدُّنيَا أَرُوحُ وَأَغْتَدِي * وَإِخَالُني في غَيرِ أَرْضِي أَزْرَعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ صِرْتُ في الدُّنيَا أَرُوحُ وَأَغْتَدِي * كَأَنيِّ بِهَا في غَيْرِ أَرْضِيَ أَزْرَعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا كُنْتَ في فِكْرِي وَقَلْبي وَمُقْلَتي * فَأَيُّ مَكَانٍ مِنْ مَكَانِكَ أَرْفَعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا كَانَ هَذَا فِعْلُهُ بِمُحِبِّهِ * فَمَاذَا تَرَاهُ في أَعَادِيهِ يَصْنَعُ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلاَ بُدَّ مِنْ شَكْوَى إِلى ذِي مُرُوءةٍ * يُوَاسِيكَ أَوْ يُسْلِيكَ أَوْ يَتَوَجَّعُ {بَشَّارُ بْنُ بُرْد} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَالنَّفْسُ رَاغِبَةٌ إِذَا رَغَّبْتَهَا * وَإِذَا تُرَدُّ إِلى قَلِيلٍ تَقْنَعُ {أَبُو ذُؤَيْبٍ الهَذَليّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَقُولُ قَصِيدَةً * وَلاَ أَشْتَكِي فِيهَا وَلاَ أَتَوَجَّعُ {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَزُورُكَ مَرَّةً * وَلاَ أَشْتَكِي فِيهَا وَلاَ أَتَوَجَّعُ {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِنيِّ بحَمْدِ اللهِ لاَ ثَوْبَ غَادِر * لَبِسْتُ وَلاَ مِن خِزْيَةٍ أَتَقَنَّعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَتجَلُّدِي لِلشَّامِتِينَ أُرِيهُمُ * أَنِّي لِرَيْبِ الدَّهْرِ لاَ أَتَضَعْضَعُ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ فَقَطْ لأَبي ذُؤَيْبٍ الهَذَليّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَقُولُ لنَفْسِي وَيحَكِ المَالُ نَافعٌ * فَتُقْسِمُ أَنَّ الأَجْرَ وَالزُّهْدَ أَنْفَعُ لَعَمْرُكَ مَهْمَا يَرْتَفِعْ صَاحِبُ الغِنى * فَإِنَّ أُولي الإِخْلاَصِ وَالزُّهْدِ أَرْفَعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ثِيَابي ثِيَابُ الضَّيْفِ وَالبَيْتُ بَيْتُهُ * وَكُلُّ الَّذِي يَرْجُو يُطَاعُ وَيُسْمَعُ أُحَدِّثُهُ إِنَّ الحَدِيثَ مِنَ القِرَى * وَتَعْلَمُ نَفْسِي أَنَّهُ سَوْفَ يَهْجَعُ {عُرْوَةُ بْنُ الوَرْد} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَكُنَّا وَكُنَّا غَيرَ أَنَّا تَضَعْضَعَتْ * قُوَانَا وَأَيُّ النَّاسِ لاَ يَتَضَعْضَعُ

تَقَضَّتْ خَيَالاَتٌ وَجَاءتْ حَقِيقَةٌ * تُصَدِّعُ مِن أَكْبَادِنَا مَا تُصَدِّعُ أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَخُطُّ مُؤَلَّفَاً * وَلاَ أَشْتَكِي فِيهِ وَلاَ أَتَوَجَّعُ {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لمحَمَّدٍ الأَسْمَر، وَالأَخِيرُ لِلْمُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ إِنَّمَا الدُّنيَا عَلَى فَرْطِ حُبِّهَا * سَحَابَةُ صَيْفٍ عَنْ قَلِيلٍ تَقَشَّعُ تَرَى أَشْقيَاءَ النَّاسِ لاَ يَسْأَمُونَهَا * عَلَى أَنَّهُمْ فِيهَا عُرَاةٌ وَجُوَّعُ وَإِنْ كَانَ هَذَا فِعْلُهَا بِمُحِبِّهَا * فَمَاذَا تَرَاهَا في الأَعَادِي سَتَصْنَعُ نُرَقِّعُ دُنيَانَا بِإِفْسَادِ دِينِنَا * فَلاَ الدِّينَ أَصْلَحْنَا وَلاَ مَا نُرَقِّعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَذُوبُ حُشَاشَاتُ العَوَاصِمِ حَسْرَةً * إِذَا دَمِيَتْ مِنْ كَفِّ بَغْدَادَ إِصْبَعُ

وَلَوْ صُدِّعَتْ مِنْ سَفحِ لُبْنَانَ صَخْرَةٌ * لَدَكَّ ذُرَا الإِسْلاَمِ هَذَا التَّصَدُّعُ لَقَدْ كَانَ حُلْمَاً أَنْ نَرَى الشَّرْقَ وَحْدَةً * وَمِنْ جُمْلَةِ الأَحْلاَمِ مَا يُتَوَقَّعُ فَلَيْسَتْ حُدُودُ الأَرْضِ تَفْصِلُ بَيْنَنَا * لَنَا الشَّرْقُ حَدٌّ وَالعُرُوبَةُ مَوْضِعُ {عَلِي الجَارِم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا كُنْتَ في فِكْرِي وَقَلْبي وَمُقْلَتي * فَأَيُّ مَكَانٍ مِنْ مَكَانِكَ أَرْفَعُ فَلاَ تَسْأَلِيني في هَوَاكِ زِيَادَةً * فَأَيْسَرُهُ مُرْضٍ وَأَدْنَاهُ مُقْتِعُ لَوْ انَّ نَصِيبي في الهَوَى يُنْقِصُ الَّذِي * لِغَيرِي خَلاَ مِنهُ المحِبُّونَ أَجْمَعُ كِلاَنَا ادَّعَى أَنَّ الفَضِيلَةَ في الهَوَى * لَهُ وَكِلاَنَا صَادِقٌ لَيْسَ يُدْفَعُ يحُسُّ كِلاَنَا مَا بِهِ دُونَ غَيرِهِ * وَكُلُّ بَلاَءٍ عِنْدَ لاَقِيهِ أَوْجَعُ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا رَاعَني في اللَّيْلِ إِلاَّ أَن أَرَى * شَبَحَاً بِأَثْوَابِ الدُّجَى يَتَلَفَّعُ يَمْشِي الهُوَيْنى شَاكِيَاً وَكَأَنَّهُ * صَبٌّ عَلَى قَبرِ الحَبِيبَةِ يُصْرَعُ فَدَنَوْتُ مِنهُ محَاذِرَاً فَإِذَا بِهِ * حَسْنَاءُ مِنْ فَرْطِ الْبُكَا تَتَقَطَّعُ فَهَتَفْتُ مَا بَالُ الفَتَاةِ أَرَى لَهَا * قَلْبَاً يَفِيضُ أَسَىً وَعَيْنَاً تَدْمَعُ مَن أَنْتِ يَا أُخْتَاهُ قَالَتْ يَا فَتىً * إِنيِّ أَنَا مِصْرُ الَّتي تَتَوَجَّعُ أَبْكِي عَلَى مجْدِي وَأَنْدُبُ عِزَّتي * هَذَانِ فَقْدُهُمَا مُصَابٌ مُوجِعُ يَا وَيْحَ قَوْمِي قَدْ أَضَاعُواْ دِينَهُمْ * فَإِذَا بِهِمْ شَعْبٌ ذَلِيلٌ خَاضِعُ وَلَوُ اهْتَدَواْ رُشْدَاً لَظَلُّواْ سَادَةً * وَلَهُمْ مِنَ القُرْآنِ حِصْنٌ مَانِعُ

لاَ يَسْتَوِي هَدْيٌ وَبَغْيٌ إِنَّمَا * بَينَ الهُدَى وَالبَغْيِ فَرْقٌ شَاسِعُ تَاللهِ مَا اتَّقَتِ المَمَالِكُ بَأْسَنَا * إِلاَّ وَنَحْنُ بِهَدْيِهِ نَتَدَرَّعُ كَلاَّ وَلاَ هَانَتْ عَلَيْهِمْ رِيحُنَا * إِلاَّ وَدِينُ اللهِ فِينَا ضَائِعُ فَالأَغْنِيَاءُ قُلُوبُهُمْ مُسْوَدَّةٌ * لَمْ يَبْقَ فِيهَا لِلتَّرَحُّمِ مَوْضِعُ شَغَلَتْهُمُ الأَمْوَالُ عَن أَهْلِيهِمُ * لاَ عَاشَ ذُو مَالٍ يَضِنُّ وَيَمْنَعُ وَالنَّاسُ قَدْ ضَلُّواْ الطَّرِيقَ فَرَاعَني * في كُلِّ يَوْمٍ لِلْفَضِيلَةِ مَصْرَعُ وَالجَهْلُ يَضْرِبُ في القُرَى أَطْنَابَهُ * وَالفَقْرُ في شَتى المَنَازِلِ يَقْبَعُ نَادَيْتُهَا نَفْسِي فِدَاؤُكِ لاَ البُكَا * يجْدِي وَلاَ طُولُ التَّحَسُّرِ يَنْفَعُ إِنْ كَانَ سَاءَ كِ أَنَّ أَرْضَكِ قَدْ غَدَتْ * مَرْعَىً بِهِ ذِئْبُ الغِوَايَةِ يَرْتَعُ

فَهُنَاكَ جُنْدٌ قَامَ يَسْعَى جَاهِدَاً * في الدِّينِ يَقْتَلِعُ الفَسَادَ وَيَنْزِعُ " اللهُ أَكْبرُ " في الحَيَاةِ شِعَارُهُ * يَمْشِي بِهَا نحْوَ الجِهَادِ وَيُسْرِعُ وَلَقَدْ أَذَاقَهُمُ الطُّغَاةُ مِنَ الأَذَى * لَوْنَاً يَشِيبُ لَهُ الصِّغَارُ الرُّضَّعُ فَلَوِ اطَّلَعْتَ لَدَى السُّجُونِ عَلَيْهِمُ * لَرَأَيْتَ مَا يُدْمِي الفُؤَادَ وَيَخْلَعُ فَفَتى العَقِيدَةِ مُثْخَنٌ بِجِرَاحِهِ * وَالشَّيْخُ يُضْرَبُ بِالسِّيَاطِ وَيُصْرَعُ فَمَتىَ دُجَى تِلْكَ اللَّيَالي يَنْقَضِي * وَمَتىَ النَّهَارُ عَلَى الْكِنَانَةِ يَسْطَعُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَمِنَ المَنُونِ وَرَيْبِهَا تَتَوَجَّعُ * وَالدَّهْرُ لَيْسَ بِمُعْتِبٍ مَنْ يجْزَعُ

هَذِي الدُّمُوعُ أَرَاكَ تَذْرِفُهَا سُدَىً * كَفْكِفْ دُمُوعَكَ لاَ تُفِيدُ الأَدْمُعُ أَبُنيَّ شِعْرِي لَسْتُ أَمْلِكُ غَيْرَهُ * مَاذَا عَسَايَ سِوَى الرِّثَاءِ سَأَصْنَعُ أَبَتَاهُ شِعْرِي لَسْتُ أَمْلِكُ غَيْرَهُ * مَاذَا عَسَايَ سِوَى الرِّثَاءِ سَأَصْنَعُ وَإِذَا المَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفَارَهَا * أَلْفَيْتَ كُلَّ تَمِيمَةٍ لاَ تَنْفَعُ وَاحَرَّ قَلْبي كَيْفَ يخْطَفُكَ الرَّدَى * وَيَضُمُّ مِنْكَ الجِسْمَ هَذَا البَلْقَعُ قَالُواْ العُيُونُ يَضُرُّهَا حُزْنُ الفَتى * وَالحُزْنُ أَقْسَى في القُلُوبِ وَأَوْجَعُ تِلْكُمْ هِيَ الدُّنيَا وَهَذَا دَأْبهَا * تَغْتَالُ مِنَّا مَنْ تَشَاءوَتَنزِعُ إِنْ تُضْحِكِ اليَوْمَ الفَتى وَتَسُرَّهُ * فَغَدَاً إِلَيْهِ المُبْكِيَاتُ سَتُسْرِعُ

وَإِذَا سَقَتْهُ الشَّهْدَ يَوْمَاً في غَدٍ * يَأْتِيهِ كَأْسُ النَّائِبَاتِ المُتْرَعُ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ وَالخَامِس: لأَبي ذُؤَيْبٍ الهَذَليّ، وَالْبَاقِي لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي 0 وَالْكُلُّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَتىَّ مَتى يَا رَبَّنَا نَتَوَجَّعُ * أَكْبَادُنَا مِن حُزْنِهَا تَتَقَطَّعُ مَا أَنْ نَفِيقَ مِنَ الهُمُومِ إِفَاقَةً * حَتىَّ نَرَى هَمَّاً جَدِيدَاً يُسْرِعُ حَتىَّ مَتى سَنَظَلُّ نَزْرَعُ في الْوَرَى * خَيْرَاً وَنحْنُ نَرَى سِوَانَا يَقْلَعُ رُحْمَاكَ بي وَبِأُسْرَتي وَأَحِبَّتي * إِنَّا إِلَيْكَ جَمِيعَنَا نَتَضَرَّعُ فَقَدِ ابْتُلِينَا هَاهُنَا بحُسَالَةٍ * عَنْ ظُلْمِ كُلِّ الخَلْقِ لاَ تَتَوَرَّعُ فَمَتى ظَلاَمُكِ يَا مَظَالِمُ يَنْقَضِي * وَمَتى بَشِيرُكِ يَا بَشَائِرُ يَسْطَعُ

أَفَكُلَّمَا هَمٍّ فَظِيعٌ مَرَّ بي * يَنْتَابُني هَمٌّ جَدِيدٌ أَفْظَعُ فَزَمَانُنَا هُوَ فَتْرَةُ الْغُرَبَاءِ مَا * فِيهِ قَرِيبٌ أَوْ غَرِيبٌ يَنْفَعُ وَالدِّينُ بَينَ النَّاسِ صَارَ كَأَنَّهُ * ثَوْبٌ وَمِنْ كُلِّ الرِّقَاعِ مُرَقَّعُ هَجَرُواْ كِتَابَ اللهِ كَيْ يَتَقَدَّمُواْ * وَحَيَاتُهُمْ مِن غَيرِهِ مُسْتَنْقَعُ فَبَنَاتُهُمْ خَلَعَتْ رِدَاءَ حَيَائِهَا * وَمَعَ الشَّبَابِ عَلَى المَلاَ تَتَسَكَّعُ وَرِجَالُهُمْ قَدْ أَهْمَلُواْ أَبْنَاءهُمْ * وَنِسَاؤُهُمْ لأَقَلِّ شَيْءٍ تخْلَعُ وَفَقِيرُهُمْ يَرْنُواْ لِمَالِ غَنِيِّهِمْ * وَغَنِيُّهُمْ مَهْمَا اغْتَنى لاَ يَشْبَعُ وَيُهَانُ بَيْنَهُمُ الضَّعِيفُ وَيُشْتَرَى * وَيُبَاعُ في أَسْوَاقِهِمْ وَيُرَوَّعُ كَمْ مِنْ قَصَائِدَ قُلْتُهَا في نُصْحِهِمْ * لَوْ فِيهِمُ مَنْ لِلنَّصَائِحِ يَسْمَعُ

في الْبَحْرِ أَلْقَوْهَا فَحَلَّتْ قَاعَهُ * وَالدُّرُّ في قَاعِ الْبِحَارِ مُضَيَّعُ فَعَلَى هُمُومِ المُسْلِمِينَ وَهَمِّنَا * في الحَالَتَينِ تَسِيلُ مِنَّا الأَدْمُعُ يَا رَبِّ أَدْرِكْنَا بِنَصْرٍ عَاجِلٍ * كُلُّ الْقُلُوبِ إِلى السَّمَا تَتَطَلَّعُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * فَأَعْجَلَهَا الإِشْفَاقُ أَنْ تَتَسَمَّعَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بَكَتْ عَيْنيَ اليُمْنى فَلَمَّا هَجَرْتُهَا * عَلَى العِشْقِ بَعْدَ الشَّيْبِ أَسْبَلَتَا مَعَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَكْذِبي إِنيِّ رَأَيْتُكُمَا مَعَا * فَدَعِي الْبُكَاءَ فَقَدْ كَرِهْتُ الأَدْمُعَا {كَامِلُ الشِّنَّاوِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَإِنَّ اجْتِهَادَ المَرْءِ يُوجِبُ حَقَّهُ * وَإِن هُوَ أَخْطَأَ في الَّذِي نحْوَهُ سَعَى {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ أَمِنَتْ نَفْسِي المَصَائِبَ بَعْدَهُ * فَأَصْبَحْتُ مِنهَا آمِنَاً أَن أُرَوَّعَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خَفَضْتُ جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ رَحْمَتي بِهَا * وَهَانَ لأُمِّيَ أَن أَذِلَّ وَأَخْضَعَا أَرُوحُ أَمِيرَاً في البِلاَدِ محَكَّمَاً * وَأَغْدُو شَفِيعَاً في الذُّنُوبِ مُشَفَّعَا {ابْنُ زَيْدُون} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَأَحْجَمَ لَمَّا لَمْ يجِدْ فِيهِ مَطْمَعَاً * وَأَقْدَمَ لَمَّا لَمْ يجِدْ عَنهُ مَفْزَعَا فَلَمْ يُغْنِهِ أَنْ كَرَّ نَحْوَكَ مُسْرِعَا * وَلَمْ يُنْجِهِ أَنْ فَرَّ مِنْكَ مُرَوَّعَا {البُحْتُرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَكُنَّا كَنَدْمَانيْ جُذَيمَةَ حِقْبَةً * مِنَ الدَّهْرِ حَتىَّ قِيلَ لَنْ نَتَصَدَّعَا فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كَأَنِّي وَمَالِكَاً * لِطُولِ اجْتِمَاعٍ لَمْ نَبِتْ لَيْلَةً مَعَا {مُتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عِيدُ الأُمُومَةِ وَالرَّبِيعِ تجَمَّعَا * عِيدَانِ قَدْ طَلَعَا عَلَى الدُّنيَا مَعَا أُمِّي غَرَسْتِ الحُبَّ في أَحْشَائِنَا * وَمَلأْتِ بِالقِيَمِ الرَّفِيعَةِ أَضْلُعَا يَا مَنْ سَهِرْتِ اللَّيْلَ في تمْرِيضِنَا * تَتَوَجَّعِينَ إِذَا سَمِعْتِ تَوَجُّعَا فَإِذَا فَرِحْنَا تُظْهِرِينَ بَشَاشَةً * وَإِذَا مَرِضْنَا تَذْرِفِينَ الأَدْمُعَا لَوْ كَانَ غَيرُ اللهِ يُعْبَدُ بَيْنَنَا * لَوَجَدْتِنَا يَا أُمُّ حَوْلَكِ رُكَّعَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَحَتىَّ المُزَكُّون؛ لاَ يَسْلَمُونَ مِنْ بَعْضِ الْعُيُوب: كَالْكِبرِ أَوِ الرِّيَاءِ وَأَمْرَاضِ الْقُلُوب 00!! وَصَدَقَ جَلَّ جَلاَلُهُ إِذْ يَقُول: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِين} {يُوسُف/103} وَلَمْ يَكَدِ الْقُرْآنُ يُقَرِّرْ هَذِهِ الحَقِيقَةَ حَتىَّ قَالَ بَعْدَهَا: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُم مُشْرِكُون} {يُوسُف/106} أُقَلِّبُ طَرْفي لاَ أَرَى غَيرَ تَاجِرٍ * يُفَكِّرُ في أَرْبَاحِهِ كَيْفَ تَزْدَادُ {محْمُود غُنَيْم بِتَصَرُّف}

وَأَسَدَّ آرَاءً وَأَثْقَبَ فِكْرَةً * وَأَشَدَّ عَارِضَةً وَأَقْرَبَ مَوْضِعَا وَلَكَمْ لَيَالٍ بِتُّ في دَيْجُورِهَا * للهِ أَدْعُو خَاشِعَاً مُتَضَرِّعَا حَتى رَأَيْتُكَ فَوْقَ كِسْرَى عِزَّةً * وَرَأَيْتُ دُونَكَ في الجَلاَلَةِ تُبَّعَا فَعَلاَمَ أُنْبَذُ بَعْدَمَا أَكْرَمْتَني * نَبْذَ النَّوَاةِ بِقَوْلِ وَاشٍ قَدْ سَعَى وَسَمِعْتَ في حَقِّي كَلاَمَ حُسَالَةٍ * أَقْصَى مُنَاهُمْ أَن أَبِيتَ مُضَيَّعَا إِنْ كُنْتُ خُنْتُكَ ظَاهِرَاً أَوْ بَاطِنَاً * فَخَسِرْتُ دُنيَايَا وَآخِرَتي مَعَا أَصُونُكُمْ في عُنْفُوَانِ شَبِيبَتي * وَأَخُونُكُمْ لَمَّا شَبَابي وَدَّعَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَبىَ اللهُ إِلاَّ أَنْ تَذِلَّ وَتَخْضَعَا * وَشَاءَ لِرُكْنِ البَغْيِ أَنْ يَتَصَدَّعَا

فَفَارَقْتَ دَسْتَ الحُكْمِ وَالأَنْفُ رَاغِمٌ * فَمُتْ بِالأَسَى أَوْ عِشْ ذَلِيلاً مُضَيَّعَا فَيَا طُولَ مَا أَفزَعْتَ في مِصْرَ آمِنَاً * فَبِتْ مِثْلَ مَنْ قَدْ بَاتَ بِالأَمْسِ مُفْزَعَا هَوَى غَيرَ مَأْسُوفٍ عَلَيْهِ فَلَمْ يَدَعْ * بِأَيِّ فُؤَادٍ لِلتَّرَحُّمِ مَوْضِعَا وَكَانَ سُقُوطُ الْفَرْدِ مَصْدَرَ فَرْحَةٍ * فَكَيْفَ يَكُونُ الأَمْرُ لَوْ سَقَطُواْ مَعَا وَجُرْتُمْ عَلَيْنَا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ * وَجَرَّعْتُمُونَا الكَأْسَ بِالذُّلِّ مُتْرَعَا أَرَى مِصْرَ وَالسُّودَانَ مِنْ بَعْدِ وِحْدَةٍ * تَفَرَّقَ مِنْ شَمْلَيْهِمَا مَا تَجَمَّعَا فَعُدْوَانُكُمْ قَدْ أَلبَسَ النِّيلَ فُرْقَةً * وَأَسْخَطْتُمُ مِنهُ مَصَبَّاً وَمَنْبَعَا وَمَا نَالَ أَقْطَارَ العُرُوبَةِ غَيرَ أَن * تَقَطَّعَ مِنْ مِيثَاقِهَا مَا تَقَطَّعَا

{هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * وَمِنَ الْعَجَائِبِ حَالِمٌ لَمْ يَهْجَعِ {محْمُود سَامِي البَارُودِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَاسْتَعْذَبُواْ تَعْذِيبَهُ بِضَرَاوَةٍ * وَسَقَوْهُ مِنْ كَأْسِ الهَوَانِ المُتْرَعِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنْ لاَحَ طَيْفٌ قُلتُ يَا عَينُ انْظُرِي * أَوْ عَمَّ صَمْتٌ قُلْتُ يَا أُذُنُ اسْمَعِي {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَسْتُ أُبَالي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمَاً * عَلَى أَيِّ جَنْبٍ كَانَ في اللهِ مَصْرَعِي {خُبَيْبُ بْنُ عَدِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا أَنْتَ حَمَّلْتَ الخَؤُونَ أَمَانَةً * فَإِنَّكَ قَدْ أَوْدَعْتَهَا شَرَّ مَوْضِعِ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° طَرْفٌ أَطَلْتُ عِنَانَهُ لِيُصِيبَ لي * بَعْضَ المُنى فَأَصَابَني في أَضْلُعِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَأَقْسِمُ دَمْعِي مِنْ فِعَالِكَ دَمْعَةٌ * عَلَى مِدَحٍ قَدْ قُلْتُهَا فِيكَ ضُيَّعِ وَأُخْرَى عَلَى مَا فِيكَ مِن حُسْنِ مَنْظَرٍ * بِفِعْلِكَ قَدْ صَيَّرْتَهَا قُبْحَ مَسْمَعِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَنْزِلُ {/5/ 5} لِلمَسَاكِينِ قِبْلَةٌ * وَمَأْوَى رِجَالٍ بَائِسِينَ وَجُوَّعِ فَبَيْتُ {//5/ 5} لِلمَسَاكِينِ قِبْلَةٌ * وَمَأْوَى رِجَالٍ بَائِسِينَ وَجُوَّعِ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالثَّاني لحَازِمِ بْنِ طَرَفَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يُهْنِيكَ مَوْتُكَ يَا بُنيَّ كَأَنَّهُ * نَوْمُ الرَّضِيعِ عَلَى ذِرَاعِ المُرْضِعِ

كَمْ قُبْلَةٍ ذَهَبَتْ إِلى شَفَتَيْكَ مِنْ * قَلْبي الحَزِينِ الْوَالِهِ المُتَقَطِّعِ حَتىَّ إِذَا وَجَدَتْ مِهَادَكَ خَالِيَاً * عَادَتْ فَصَارَتْ جَمْرَةً في أَضْلُعِي {إِلْيَاس فَرَحَات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِنَّكَ لَمْ يَفْخَرْ عَلَيْكَ كَفَاخِرٍ * ضَعِيفٍ وَلَمْ يَغْلِبْكَ مِثْلُ مُغَلَّبِ {امْرُؤُ القَيْس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَارَتْ مُغَرِّبةً وَسِرْتُ مُشَرِّقَاً * شَتَّانَ بَينَ مُشَرِّقٍ وَمُغَرِّبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِذَا رَآني دُونَهُ مِنهُمْ غَبي * فَكَمَا يُرَى في المَاءِ ظِلُّ الكَوْكَبِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ قُبْلَةٍ لَكِ نِلْتُهَا في الحُلْمِ لَمْ * أَخْشَ الحِسَابَ لأَنَّهَا لَمْ تُكْتَبِ

كَمْ قُبْلَةٍ قَبَّلْتُهَا لَكِ لَمْ أَخَفْ * مِنهَا الحِسَابَ لأَنَّهَا لَمْ تُكْتَبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قُل لِلْمَلِيحَةِ في الخِمَارِ المَغْرَبي * أَفْسَدْت نُسْكَ أَخي التُّقَي المُتَرَهِّبِ نَارُ الخِمَارِ وَنُورُ وَجْهِكِ وَسْطَهُ * عَجَبَاً لِوَجْهِكِ كَيْفَ لَمْ يَتَلَهَّبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلاَ تُسْلِمَنيِّ لِلأَعَادِي فَيَهْتِفُواْ * أَلاَ مَنْ رَأَى صَقْرَاً فَرِيسَةَ أَرْنَبِ فَلِلْمَرْءِ ذَبَّ اللَّيْثِ عَنْ ظُلْمِ ثَعْلَبٍ * وَلَيْسَ لَهُ إِذْلاَلُ لَيْثٍ لِثَعْلَبِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بَخْرَاءُ فَاحَتْ رِيحُهَا كَالجَوْرَبِ * بَلْ رِيحُهَا كَفُسَاءِ كَلْبٍ أَجْرَبِ فَكَّرْتُ يَوْمَاً في نَتَانَتِهَا فَلَمْ * أَسْطَعْ تَنَاوُلَ مَأْكَلٍ أَوْ مَشْرَبِ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الصَّبْرُ يحْمَدُ في المَوَاطِنِ كُلِّهَا * إِلاَّ عَلَيْكِ فَإِنَّهُ لاَ يُحْمَدُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا أُمَّةَ الإِسْلاَمِ هَذَا دِينُكُمْ * وَنَبِيُّكُمْ فَتَمَسَّكُواْ وَتَوَحَّدُواْدُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° النَّاس تُفْسِدُ كُلَّ شَيءٍ صَالحٍ * وَالْفَضْلُ تُصْلِحُ كُلَّ مَا قَدْ أَفسَدُوا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَاعْلَمْ بِأَنَّ وَرَاءَكَ الأُسْدُ الَّتي عَن خَوْضِ بحْرِ المَوْتِ لاَ تَترَدَّدُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَاعْلَمْ بِأَنَّ بِشَعْبِكَ الأُسْدُ الَّتي عَن خَوْضِ بحْرِ المَوْتِ لاَ تَترَدَّدُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا مَا أَرَادَ اللهُ إِهْلاَكَ نَمْلَةٍ * سَمَتْ بجَنَاحَيْهَا إِلى الجَوِّ تَصْعَدُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَصْحَبِ الفُسَّاقَ مَهْمَا اسْتُحْسِنُواْ * كَمْ صَالِحٍ بِفَسَادِ آخَرَ يَفْسُدُ عَدْوَى السَّقِيمِ إِلى السَّلِيمِ سَرِيعَةٌ * كَالجَمْرِ يُوضَعُ في الرَّمَادِ فَيَخْمُدُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كُن حَيْثُ شِئْتَ تَسِرْ إِلَيْكَ رِكَابُنَا * فَالأَرْضُ وَاحِدَةٌ وَأَنْتَ الأَوْحَدُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَجَرَّدْ مِنَ الدُّنيَا فَإِنَّكَ إِنَّمَا * أَتَيْتَ إِلى الدُّنيَا وَأَنْتَ مجَرَّدُ {أَبُو العَتَاهِيَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خَلِيلِيَ هَلْ طَالَ الدُّجَى أَمْ تَقَيَّدَتْ * كَوَاكِبُهُ أَمْ ضَلَّ عَنْ نَهْجِهِ الْغَدُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَرَى الْعُمْرَ كَنْزَاً نَاقِصَاً كُلَّ لَيْلَةٍ * وَمَا تَنْفَدُ الأَيَّامُ وَالدَّهْرُ يَنْفَدُ {طَرَفَةُ بْنُ الْعَبْد 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَأَسَّ أَطَالَ اللهُ عُمْرَكَ بِالأُلى * مَضَوْاْ وَلَهُمْ ذِكْرٌ جَمِيلٌ مخَلَّدُ فَلَوْ لَمْ يَكُنْ في المَوْتِ خَيرٌ لِمَنْ مَضَى * لَمَا مَاتَ خَيرُ الأَنْبِيَاءِ محَمَّدُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا إِخْوَتي مَا لي أُذَادُ عَنِ الَّذِي * أَبْغِي وَأُسْعَطُ بِالَّذِي لاَ يُحْمَدُ أَإِذَا تَكُونُ كَريهَةٌ أُدْعَى لَهَا * وَإِذَا الغَنَائِمُ قُسِّمَتْ أُسْتَبْعَدُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمَا بِأَبي العَبَّاسِ أُنْشِئَ مُلْكُكُمْ * كَذَا بِأَبي العَبَّاسِ أَيْضَاً يُجَدَّدُ

إِمَامٌ يَظَلُّ الأَمْسُ يَبْكِي مُوَدِّعَاً * لَهُ وَيَظَلُّ عَلَى اشْتِيَاقٍ لَهُ الغَدُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَعَزَّ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ * لِمَا قَدْ تَرَى يَغْدُو الصَّغِيرُ وَيُولَدُ وَمَا لاَمْرِئٍ طُولُ الخُلُودِ وَإِنَّمَا * يُخَلِّدُهُ طُولُ الثَّنَاءِ فَيَخْلُدُ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ فَقَطْ لاَبْنِ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِيوَانُ كِسْرَى مَا لَهُ مُتَصَدِّعٌ * نَارُ المجُوسِ وَمَا لَهَا لاَ تُوقَدُ فَمُحَمَّدٌ يَا بِنْتَ وَهْبٍ قَدْ غَدَا * وَهْوَ الْيَتِيمُ لَهُ عَلَى الدُّنيَا يَدُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَكَمَ الطُّغَاةُ فَمَا رَأَيْتُ بِعَهْدِهِمْ * غَيرَ الرَّصَاصِ إِلى الصُّدُورِ يُسَدَّدُ

يَا مِصْرُ قَدْ عَاثَتْ بِأَرْضِكِ عُصْبَةٌ * بِاسْمِ الحِمَايَةِ وَالتَّطَوُّرِ أَفْسَدُواْ سَيُسَجِّلُ التَّارِيخُ أَنَّ بِعَهْدِكُمْ * ظُلْمٌ وَعُدْوَانٌ وَحُكْمٌ أَسْوَدُ رَغْمَ الحُرُوبِ وَرَغْمَ مَا كُنَّا بِهِ * مِنْ ضَيْعَةٍ كَانَ الفَقِيرُ يُزَغْرِدُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الشَّمْلُ مِنْ بَعْدِ الحُسَينُ مُبَدَّدُ * كَثُرَتْ أَعَادِيهِ وَقَلَّ المُسْعِدُ لَمْ يَحْفَظُواْ حَقَّ النَّبيِّ محَمَّدٍ * بَلْ جَرَّعُوهُ حَرَارَةً لاَ تَبْرُدُ قَتَلُواْ الحُسَيْنَ وَأَثْكَلُوهُ بِسِبْطِهِ * فَالدِّينُ يَبْكِي فَقْدَهُ وَالسُّؤْدَدُ كَيْفَ القَرَارُ وَفي السَّبَايَا زَيْنَبٌ * تَدْعُو بِفَرْطِ حَرَارَةٍ يَا أَحْمَدُ يَا جَدُّ قَدْ مُنِعُواْ الفُرَاتَ وَقُتِّلُواْ * عَطْشَى فَلَيْسَ لَهُمْ هُنَالِكَ مَوْرِدُ

هَذَا حُسَينٌ بِالسُّيُوفِ مُقَطَّعٌ * وَمُلَطَّخٌ بِدِمَائِهِ مُسْتَشْهَدُ يَا جَدُّ إِنَّ الكَلْبَ يَشْرَبُ آمِنَاً * وَبَنُوكَ مِنْ بَينِ البَرَايَا طُرِّدُواْدُ يَا جَدُّ ذَا صَدْرُ الحُسَينِ مُمَزَّقٌ * وَالخَيْلُ تَنْزِلُ مِن عَلَيْهِ وَتَصْعَدُ فَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ المُنِيرُ كِلاَهُمَا * حَوْلَ النُّجُومِ بَكَيْنَهُ وَالفَرْقَدُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قُلْ لِلْكَحِيلَةِ لَيْسَ يُغْني الإِثْمِدُ * هَذَا الْفَتى مَنْ لاَ يَرَاهُ أَرْمَدُ مُتَلأْلئٌ كَالنَّجْمِ رَغْمَ عُلُوِّهِ * مُتَمَيِّزٌ بِسَخَائِهِ يَتَفَرِّدُ عَشِقَ السَّخَاءَ وَصُنعَ كُلِّ جَمِيلَةٍ * حَتىَّ وَإِنْ قَالُواْ عَلَيْهِ مُبَدِّدُ يُعْطِي الْفَقِيرَ إِذَا رَآهُ مَاشِيَاً * مِن غَيْرِ مَسْأَلَةٍ وَلاَ يَتَرَدَّدُ

وَعَطَاؤُهُ لاَ يَنْتَهِي في مَرَّةٍ * لَكِن عَلَى طُولِ المَدَى يَتَجَدَّدُ يَلْقَى الْفَقِيرُ البِرَّ دَاخِلَ بَيْتِهِ * وَيُهَانُ في بَيْتِ اللَّئَامِ وَيُطْرَدُ يَأْتي لِمَنْزِلِهِ بِوَجْهٍ شَاحِبٍ * وَيَعُودُ مِنهُ خُدُودُهُ تَتَوَرَّدُ يُعْطِي عَطَاءً فَاحِشَاً حَتىَّ لَقَدْ * كَادَ الْفَقِيرُ لجُودِهِ يَتَمَرَّدُ جُدْرَانُ مَنْزِلِهِ تَعَلَّمَتِ النَّدَى * فَغَدَتْ إِذَا رَأَتِ الْفَقِيرَ تُزَغْرِدُ النَّاسُ قَدْ حَصَدُواْ النُّقُودَ وَصَاحِبي * في الأَجْرِ وَالحَسَنَاتِ أَمْسَى يَحْصُدُ لاَ تَفْتَحِ الأَبْوَابَ لَيْلاً يَا فَتى * فَاللِّصُّ عَنْ كَثَبٍ لِبَابِكَ يَرْصُدُ عَيْنَاكَ لَوْ رَأَتِ المَلاَئِكَةَ الَّتي * تَرْقَى بِجُودِكَ لِلسَّمَاءِ وَتَصْعَدُ وَرَأَيْتَ أَنهَارَاً هُنَاكَ وَجَنَّةً * فِيهَا قُصُورٌ لِلْكِرَامِ تُشَيَّدُ

وَرَأَيْتَ حُورَاً في انْتِظَارِكَ حُسْنُهَا * يَسْبي الْقُلُوبُ عَلَى الأَسِرَّةِ تَرْقُدُ أَعْطَيْتَ لِلْفُقَرَاءِ مَالَكَ كُلَّهُ * وَجَمِيعَ مَا قَدْ ضُمِّنَتْ مِنْكَ الْيَدُ فَبِفَضْلِ رَبِّكَ جُدْ وَلاَ تَبْخَلْ بِهِ * أَبَدَاً فَيَسْلُبَ فَضْلَهُ يَا أَحْمَدُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 في كُلٍّ مِنَ الصَّدِيقَين: أَحْمَد فَتْحِي غَانم، وَأَحْمَد إِبْرَاهِيم محَمَّد} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَجَعْنَا وَخَابَ المُنْذِرُ المُتَوَعِّدُ * وَعُدْنَا بحَمْدِ اللهِ وَالعَوْدُ أَحْمَدُ ظُلِمْنَا فَمَا لاَنَتْ لِظُلْمٍ قَنَاتُنَا * وَعُدْنَا وَنحْنُ اليَوْمَ أَقْوَى وَأَجْمَدُ أُخِذْنَا رِجَالاً يَعْرِفُ الكُلُّ بَأْسَهُمْ * وَعُدْنَا وَفي أَضْلاَعِنَا العَزْمُ مُوقَدُ

فَقُولُواْ لِرَأْسِ الظُّلمِ لاَ بُورِكَ اسْمُهُ * وَلاَ عَاشَ بِاسْمِ الدِّينِ فِينَا يُقَيَّدُ تَرَى بَيْنَهُمْ مَنْ يَرْتَدِي زِيَّ عَالِمٍ * فَقِيهٍ وَفي أَثْوَابِهِ الجَهْلُ يَرْقُدُ وَتَحْسَبُهُ فَوْقَ المَنَابِرِ مُصْلِحَاً * وَلَكِنَّهُ فَسْلٌ خَبِيثٌ وَمُفْسِدُ فَيَنْصُبُ فَوْقَ الرَّأْسِ مِنهُ عِمَامَةً * تشِعُّ بَيَاضَاً بَيْنَمَا القَلبُ أَسْوَدُ أَفي شِرْعَةِ الإِسْلاَمِ هَذَا الَّذِي نَرَى * مِنَ الجَوْرِ أَوْ هَذَا الأَذَى المُتَعَمَّدُ لَئِنْ كَانَ هَذَا اليَوْمَ قَدْ سَاءَ حَظُّنَا * فَصَبرَاً إِلى مَا سَوْفَ يَأْتي بِهِ الغَدُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَالنُّورِ لِلمُسْتَبْصِرِينَ كَثِيرُهُ * فِيهِ العَمَى وَقَلِيلُهُ فِيهِ الشِّفَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَسِفْنَا عَلَى مَا ضَاعَ لَوْ كَانَ مُجْدِيَاً * لِطَالِبِ مجْدٍ ضَاعَ أَنْ يَتَأَسَّفَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا أَنَاْ عَاتَبْتُ الصَّدِيقَ فَإِنَّمَا * أَخُطُّ بِأَقْلاَمِي عَلَى المَاءِ أَحْرُفَا وَهَبْهُ ارْعَوَى بَعْدَ العِتَابِ أَلَمْ تَكُنْ * مَوَدَّتُهُ طَبْعَاً فَصَارَتْ تَكَلُّفَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا المَرْءُ لاَ يَرْعَاكَ إِلاَّ تَكَلُّفَا * فَدَعْهُ وَلاَ تُكْثِرْ عَلَيْهِ التَّأَسُّفَا فَمَا كُلُّ مَنْ تهْوَاهُ يَهْوَاكَ قَلْبُهُ * وَلاَ كُلُّ مَنْ صَافَيْتَهُ لَكَ قَدْ صَفَا إِذَا أَنْتَ عَاتَبْتَ الصَّدِيقَ فَإِنَّمَا * تخُطُّ بِأَقْلاَمٍ عَلَى المَاءِ أَحْرُفَا وَهَبْهُ ارْعَوَى بَعْدَ العِتَابِ أَلَمْ تَكُنْ * مَوَدَّتُهُ طَبْعَاً فَصَارَتْ تَكَلُّفَا

{الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ فَقَطْ لِلإِمَامِ الشَّافِعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * أَرَى فَيْئَهُمْ فِيمَنْ سِوَاهُمْ مُقَسَّمَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَنَفْسَكَ أَكْرِمْهَا فَإِنَّكَ إِنْ تَهُن * عَلَيْكَ فَلَنْ تَلْقَى لهَا قَطُّ مُكْرِمَا {حَاتِمٌ الطَّائِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَضَاءَ طَرِيقَ النَّاسِ بالنُّورِ وَالهُدَى * وَفَاضَ عَلَى البَيْدَاءِ كَالغَيْثِ إِذ همَى °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَا كَانَ [/5/ 5] مَوْتُهُ مَوْتَ وَاحِدٍ * وَلَكِنَّهُ بُنيَانُ قَوْمٍ تهَدَّمَا {عَبْدَةُ بْنُ الطَّبِيب} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَيَا لَيْتَهُ إِذ مَاتَ قَدْ مَاتَ وَاحِدَاً * وَلَكِنَّهُ بُنيَانُ قَوْمٍ تهَدَّمَا {عَبْدَةُ بْنُ الطَّبِيب 0 بِتَصَرُّف}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا مَنْ لجُودِ يَدَيْهِ في أَمْوَالِهِ * نِقَمٌ تَعُودُ عَلَى البَرَايَا أَنعُمَا {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَعِدْ لي حَدِيثَاً في فَمِ الدَّهْرِ عَاطِرٍ * أَضَاءَ لَهُ وَجْهُ الزَّمَانِ تَبَسُّمَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَامَ الرُّعَاةُ عَنِ الخِرَافِ وَلَمْ تَنَمْ * فَإِلَيْكَ نَشْكُو الهَاجِعِينَ النُّوَّمَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَهَلَّ الرَّبِيعُ الطَّلْقُ يخْتَالُ ضَاحِكَاً * مِنَ الحُسْنِ حَتى كَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَا {البُحْتُرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَعَابِدَةٍ لَكِنْ تُصَلِّي عَلَى القَفَا * وَتَدْعُو بِرِجْلَيْهَا إِذَا اللَّيْلُ أَظْلَمَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَكَانَ رَجَائِي أَن أَعُودَ مُمَتَّعَاً * فَصَارَ رَجَائِي أَن أَعُودَ مُسَلَّمَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فُؤَادِي يَذُوبُ مِنَ التَّحَسُّرِ عِنْدَمَا * أَرَى فَيْئَنَا فِيمَنْ سِوَانَا مُقَسَّمَا نَدِمْنَا عَلَى مَا ضَاعَ لَوْ كَانَ مُجْدِيَاً * لِطَالِبِ مجْدٍ ضَاعَ أَنْ يَتَنَدَّمَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَطَني طَرِيحٌ كَالمُصَابِ بِفَرْشِهِ * وَالدَّاءُ يَطْلُبُ مِبْضَعَاً لاَ مَرْهَمَا قَالُواْ السَّلاَمُ فَقُلْتُ لَفْظٌ لَمْ أَجِدْ * عَنهُ كَأَلْسِنَةِ اللهِيبِ مُتَرْجِمَا {الْبَيْتُ الأَوَّلُ أَوِ الثَّاني فَقَطْ لِلشَّاعِرِ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَمَّا قَسَا قَلْبي وَضَاقَتْ مَذَاهِبي * جَعَلْتُ رَجَائِي نحْوَ عَفْوِكَ سُلَّمَا

تَعَاظَمَني ذَنْبي فَلَمَّا قَرَنْتُهُ * بعَفْوِكَ رَبيِّ كَانَ عَفْوُكَ أَعْظَمَا {الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ المُعَلِّمَ وَالطَّبِيبَ كَلَيْهِمَا * لاَ يَنْصَحَانِ إِذَا هُمَا لَمْ يُكْرَمَا فَاصْبِرْ لِدَائِكَ إِن أَهَنْتَ طَبِيبَهُ * وَاصْبِرْ لجَهْلِكَ إِن أَهَننْتَ مُعَلِّمَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَئِنْ قُدِّمَتْ قَبْلِي رِجَالٌ فَطَالَمَا * مَشَيْتُ عَلَى رِسْلِي فَكُنْتُ المُقَدَّمَا وَلَكِنْ صُرُوفُ الدَّهْرِ دَوْمَاً تَنُوشُنَا * فَتُبْرِمُ مَنْقُوضَاً وَتَنْقُضُ مُبْرَمَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَئِنْ كَانَ كِتْمَاني هُمُومِيَ مُؤْلِمَا * لإِعْلاَنُهَا عِنْدِي أَرَاهُ أَعْظَمَا

فَبي كُلُّ مَا يُبْكِي العُيُونَ أَقَلُّهُ * وَإِنْ كُنْتُ مِنهُ دَائِمَاً مُتَبَسِّمَا {تَمِيمُ بْنُ المُعِزِّ المِصْرِيّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنْ كَانَ كِتْمَانِي هُمُومِيَ مُؤْلمَا * إِظْهَارُهَا عِنْدِي أَرَاهُ أَعْظَمَا فَبيَ الَّذِي مَا يُبْكِي العُيُونَ أَقَلُّهُ * وَأَظَلُّ مِنهُ دَائِمَاً مُتَبَسِّمَا {تَمِيمُ بْنُ المُعِزِّ المِصْرِيّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَوْ لَمْ أَكُنْ مِنْ مِصْرَ أَوْ كُنْتُ مُسْلِمَا * لَمَا كَانَ كُلُّ غَدٍ أَمَامِيَ مُظلِمَا فَهُبي رِيَاحَ المَوْتِ هَيَّا وَأَطْفِئي * سِرَاجَ حَيَاتي قَبْلَ أَنْ يَتَحَطَّمَا {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرُ لِشَاعِرِ النِّيلِ حَافِظ إِبْرَاهِيم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَعَمْرُكَ مَا وَارَى التُّرَابُ خِصَالَهُ * وَلَكِنَّهُ وَارَى تُرَابَاً وَأَعْظُمَا لَعَمْرُكَ مَا وَارَى التُّرَابُ محَمَّدَاً * وَلَكِنَّهُ وَارَى تُرَابَاً وَأَعْظُمَا فَمَا كَانَ زَيْدٌ مَوْتُهُ مَوْتَ وَاحِدٍ * وَلَكِنَّهُ بُنيَانُ قَوْمٍ تهَدَّمَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَبَدُواْ الإِلَهَ لِمَغْنَمٍ يَرْجُونَهُ * وَعَبَدْتَ رَبَّكَ لَسْتَ تَطْلُبُ مَغْنَمَا كَمْ عَذَّبُواْ بجَهَنَّمٍ أَرْوَاحُنَا * فَتَأَلَّمَتْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَتَأَلَّمَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَكُنَّا نُرَجِّي فَرْحَةً بِزِفَافِهِ * فَوَاحَسْرَتَا قَدْ أَصْبَحَ العُرْسُ مَأْتمَا وَصَارَتْ بِهِ تِلْكَ التَّهَاني تَعَازِيَاً * وَنَاحَ الَّذِي قَدْ جَاءَ كَيْ يَتَرَنمَا

فَأَيُّ فُؤَادٍ لاَ يَذُوبُ لِمِثْلِهِ * وَأَيُّ سُرُورٍ لاَ يَكُونُ محَرَّمَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَا هُمْ كَمَا تَهْوَى فَحَرِّكْهُمْ دُمَى * لاَ يَفْتَحُونَ بِغَيرِ مَا تَهْوَى فَمَا إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّهُمْ قَدْ جُمِّعُواْ * لِيُصَفِّقُواْ إِنْ شِئْتَ أَنْ تَتَكَلَّمَا وَهُمُ الَّذِينَ إِذَا صَبَبْتَ لَنَا الأَسَى * هَتَفُواْ بِأَنْ تَحْيى لِمِصْرَ وَتَسْلَمَا وَسَطَوْتَ قَبْلَ اليَوْمِ تَحْذَرُ لاَئِمَاً * فَالآنَ تَسْطُو لاَ تَخَافُ اللُّوَّمَا وَدَعَوْتَنَا لِنُقِيمَ مَجْلِسَ أُمَّةٍ * حُرَّاً فَصَدَّقْنَا وَقُلْنَا رُبَّمَا قَدْ كُنْتَ مَكْشُوفَ النَّوَايَا فَاتخِذْ * مَنْ شِئْتَ في نَيْلِ المَطَامِعِ سُلَّمَا فَأَبَيْتَ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ كَعَهْدِنَا * بِكَ في النُّعُومَةِ وَالضَّرَاوَةِ أَرْقَمَا

مِن أَيْنَ جِئْتَ بِفِكْرَةٍ جَعَلَتْكَ في * إِحْكَامِ تَدْبِيرِ المَكِيدَةِ مُلْهَمَا فَخَدَعْتَنَا يَوْمَ القَنَالِ وَكُنْتَ لاَ * تَنْفَكُّ إِنْ ذُكِرَ العِدَا مُتَهَكِّمَا وَظَلَلْتَ تَنْسِجُ في وُعُودِكَ جَنَّةً * حَتىَّ وَجَدْنَا مَا تَقُولُ جَهَنَّمَا كَلِمَاتُكَ الجَوْفَاءُ كَانَ طَنِينُهَا * كَعُوَاءِ ذِئْبٍ في إِهَابِكَ قَدْ نمَا تَنْسَابُ في آذَانِنَا مَعْسُولَةً * وَإِذَا جَلاَهَا العَقْلُ كَانَتْ عَلقَمَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَالَ السَّمَاءُ كَئِيبَةٌ مُتَجَهِّمَا * قُلْتُ ابْتَسِمْ يَكْفِي التَّجَهُّمُ في السَّمَا قَالَ الَّتي كَانَتْ بِقَلْبي جَنَّةً * قَدْ صَيرَتْهُ بِالصُّدُودِ جَهَنَّمَا قُلْتُ ابْتَسِمْ وَاهْنَأْ فَلَوْ قَارَنْتَهَا * قَضَّيْتَ عُمْرَكَ كُلَّهُ مُتَأَلِّمَا

قَالَ العِدَى في ظُلْمِنَا بَلَغُواْ المَدَى * أَأُسَرُّ وَالأَعْدَاءُ حَوْليَ في الحِمَى قُلْتُ ابْتَسِمْ مَا دَامَ بَيْنَكَ وَالرَّدَى * شِبرٌ فَإِنَّكَ بَعْدُ لَنْ تَتَبَسَّمَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قُلْتُ السَّمَاءُ كَئِيبَةٌ مُتَجَهِّمَا * قَالَ ابْتَسِمْ يَكْفِي التَّجَهُّمُ في السَّمَا قُلْتُ الَّتي كَانَتْ بِقَلْبي جَنَّةً * قَدْ صَيرَتْهُ بِالصُّدُودِ جَهَنَّمَا قَالَ ابْتَسِمْ وَاهْنَأْ فَلَوْ قَارَنْتَهَا * قَضَّيْتَ عُمْرَكَ كُلَّهُ مُتَأَلِّمَا قُلْتُ العِدَى في ظُلْمِنَا بَلَغُواْ المَدَى * أَأُسَرُّ وَالأَعْدَاءُ حَوْليَ في الحِمَى قَالَ ابْتَسِمْ مَا دَامَ بَيْنَكَ وَالرَّدَى * شِبرٌ فَإِنَّكَ بَعْدُ لَنْ تَتَبَسَّمَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كُنْ بَلْسَمَاً إِنْ صَارَ غَيرُكَ أَرْقَمَا * وَتُرُجَّةً إِنْ صَارَ غَيرُكَ عَلْقَمَا لاَ تَطْلُبنَّ محَبَّةً مِن أَحْمَقٍ * فَالمَرْءُ لَيْسَ يحِبُّ حَتىَّ يَفْهَمَا أَحْسِنْ وَإِنْ لَمْ تَلْقَ عُمْرَكَ شَاكِرَاً * أَيَّ الجَزَاءِ الغَيْثُ يَبْغِي إِن هَمَى كَرِهَ الدُّجَى فَاسْوَدَّ إِلاَّ شُهْبَهُ * بَقِيَتْ لِتَضْحَكَ مِنهُ كَيْفَ تجَهَّمَا لَوْ تَعْشَقُ البَيْدَاءُ أَمْسَتْ أَرْضُهَا * زَهْرَاً وَصَارَ سَرَابُهَا الخَدَّاعُ مَا فَالْهُ بِوَرْدِ الرَّوْضِ عَن أَشْوَاكِهِ * وَانْسَ العَقَارِبَ إِنْ رَأَيْتَ الأَنجُمَا لاَحَ الجَمَالُ لِعَاقِلٍ فَأَحَبَّهُ * وَرَآهُ ظِنِّينٌ فَظَنَّ وَرَجَّمَا فَارْفُقْ بِإِخْوَانِ الحَمَاقَةِ إِنَّهُمْ * مَرْضَى فَإِنَّ الحُمْقَ شَيْءٌ كَالعَمَى

وَاعْمَلْ لإِسْعَادِ الوَرَى وَهَنَائِهِمْ * إِنْ شِئْتَ تَسْعَدْ في الحَيَاةِ وَتَنعَمَا مَنْ ذَا يُكَافِئُ زَهْرَةً فَوَّاحَةً * أَمْ مَنْ يُثِيبُ البُلْبُلَ المُتَرَنِّمَا لَوْ لَمْ يَكُنْ في الأَرْضِ إِلاَّ حَاقِدٌ * لَتَبَرَّمَتْ بِوُجُودِهِ وَتَبرَّمَا يَا صَاحِ خُذْ رُوحَ المحَبَّةِ عَنهُمَا * إِنيِّ وَجَدْتُ الحُبَّ شَيْئَاً قَيِّمَا لَوْ مَا شَذَتْ هَذِي وَهَذَا مَا شَدَا * عَاشَتْ مُذَمَّمَةً وَعَاشَ مُذَمَّمَا أَحْبِبْ يَصِيرُ الكُوخُ قَصْرَاً نَيرا * أَبْغِضْ يَصِيرُ القَصْرُ سِجْنَاً مُظْلِمَا أَيْقِظْ شُعُورَكَ بِالمحَبَّةِ إِن غَفَا * لَوْلاَ الشُّعُورُ النَّاسُ كَانُواْ كَالدُّمَى مَا الكَأْسُ لَوْلاَ الخَمْرُ غَيرَ زُجَاجَةٍ * وَالصَّدْرُ لَوْلاَ الحُبُّ إِلاَّ أَعْظُمَا

لاَ تحْقِدَنَّ عَلَى الغَنيِّ لِفَاقَةٍ * مَاتَ الرَّسُولُ وَلَمْ يُوَرِّثْ دِرْهَمَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُثَالَة: فَدَعْكَ أَخِي مِن عَاذِلٍ مُتَوَهِّمٍ * يُصَدِّقُ فِينَا عَاذِلاً مُتَوَهِّمَا وَأَقْبِلْ إِلى دَارِ ابْنِ عَمِّكَ لاَ تَكُن * عَنِ الدَّارِ دَارِ الأَهْلِ يَا عُرْوَ محْجِمَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} عُرْوَة: أَلاَ إِنَّني مَا كُنْتُ عَنْ ذَاكَ رَاغِبَاً * وَلَكِنَّنيِّ خِفْتُ المجِيءَ مُذَمَّمَا أُثَالَةُ سِرْ نحْوَ الدِّيَارِ مُوَدِّعَاً * وَإِنيِّ سَآتِيكُمْ إِذَا اللَّيْلُ أَظْلَمَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} أُثَالَة:

إِذَنْ في أَمَانِ اللهِ يَا عُرْوَ هَاهُنَا * سَلاَمٌ وَإِنيِّ في انْتِظَارِكَ في الحِمَى {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} عُرْوَةُ يَتَضَرَّعُ إِلى الله: حَنَانَيْكَ رَحْمَنَ السَّمَاءِ إِلى مَتى * أَعَبُّ كُئُوسَ الهَمِّ صَابَاً وَعَلْقَمَا سَئِمْتُ حَيَاتي أَيُّ عَيْشٍ لِوَالِهٍ * تَكَبَّدَ أَهْوَالَ الهَوَى وَتجَشَّمَا يُقِيمُ غَرِيبَ الدَارِ لاَ أَهْلَ عِنْدَهُ * يُعَالِجُ وَجْدَاً في الفُؤَادِ مُكَتَّمَا فَإِن أَشْكُ لَمْ أَشْكُ الهَوَانَ بَلِ الهَوَى * وَإِن أَبْكِ لَمْ أَبْكِ الدُّمُوعَ بَلِ الدَّمَا فَلَمْ يَعِشِ الهَوْلَ الَّذِي عِشْتُ عَاشِقٌ * وَلَمْ يُصِبِ البُؤْسُ الَّذِي ذُقْتُ مُغْرَمَا فَيَا أَرْضَهَا هَذَا فِرَاقٌ فَبَلِّغِي * تحِيَّةَ عَانٍ عَاشَ صَبَّاً مُتَيَّمَا

فَبَعْدَ الَّذِي شَاهَدْتُ مِنْ نُبْلِ زَوْجِهَا * مُقَامِي بِوَادِيهَا يَصِيرُ محَرَّمَا وَكُنْتُ أَرَى بِالْقُرْبِ مِنهَا سَعَادَةً * فَمَا ضَحِكَ المحْزُونُ حَتىَّ تجَهَّمَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا كُنْتَ ذَا رَأْيٍ فَكُنْ ذَا عَزِيمَةٍ * فَإِنَّ فَسَادَ الرَّأْيِ أَنْ تَتَرَدَّدَا {؟؟؟؟؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَدْحٌ رِدَاءُ الرَّوْضِ بَعْضُ جَمَالِهِ * أَهْدَيْتُهُ جَهْلاً لِشَرِّ مَنِ ارْتَدَى {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مُلُوكٌ ظَنَنَّاهُمْ صُقُورَاً وَعِنْدَمَا * غُزِينَا وَجَدْنَا صَاحِبَ التَّاجِ هُدْهُدَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَكَانَ مِثَالَ الزُّهْدِ عَن غَيرِ فَاقَةٍ * إِذَا خرَّ بَعْضُ النَّاسِ لِلْمَالِ سُجَّدَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَأَنْتَ مِثَالُ الزُّهْدِ عَن غَيرِ فَاقَةٍ * إِذَا خرَّ بَعْضُ النَّاسِ لِلْمَالِ سُجَّدَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَتَتَبَّعُ الأُدَبَاءَ أَكْتُبُ عَنهُمُ * كَيْ مَا أُسَامِرَ مَنْ يُحِبُّ فَيَسْعَدَا {أَبُو نُوَاس / الحَسَنُ بْنُ هَانِئ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا أَنْتَ لَمْ تَرْحَلْ بِزَادٍ مِنَ التُّقَى * نَدِمْتَ إِذَا أَبْصَرْتَ مَنْ قَدْ تَزَوَّدَا {الأَعْشَى بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَأَمَّلْ طِبَاعَ النَّاسِ مَا بَيْنَهُمْ تجِدْ * تَشَاحُنَ أَطْمَاعٍ ولُؤْمَاً مُجَسَّدَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَجَفْنٍ كَغِمْدِ السَّيْفِ لاَ بَلْ كَحَدِّهِ * إِذَا سُلَّ أَصْمَى العَابِدَ المُتَزَهِّدَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَأَمْسَى صَيُودُ الغِيدِ صَيْدً لأَغْيَدَا * وَقَدْ يُقْنَصُ البَازِي وَإِنْ كَانَ أَصْيَدَا {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالثَّاني لمحْمُود سَامِي البَارُودِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِن أَنْتَ لَمْ تَرْكَبْ لِتَأْتِيَنَا غَدَاً * قَدِمْنَا عَلَيْكَ الْيَوْمَ يَا {/5/} أَوْ غَدَا فَإِن هُوَ لَمْ يَرْكَبْ لِتَأْتِيَنَا غَدَاً * قَدِمْنَا عَلَيْهِ نحْنُ في دَارِهِ غَدَا {ابْنُ مَيَّادَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَقُولُونَ لي أَهْلَكْتَ مَالَكَ فَاقْتَصِدْ * وَمَا كُنْتُ لَوْلاَ مَا تَقُولُونَ سَيِّدَا {حَاتِمٌ الطَّائِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مُتَدَيِّنٌ دَوْمَاً يُرَى في المَسْجِدِ * عَمَّتْ مَكَارِمُهُ الأَقَارِبَ وَالعِدَى يُهْدِي المَسَابِحَ لِلْوَرَى مِن عَسْجَدِ * كَيْ لاَ تُعَطِّلَهُ الصَّلاَةُ عَنِ النَّدَى °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمجَاهِدٍ دَوْمَاً يُرَى في المَسْجِدِ * عَمَّتْ مَكَارِمُهُ الأَقَارِبَ وَالعِدَى حَتىَّ السِّهَامُ يَصُوغُهَا مِن عَسْجَدِ * كَيْ لاَ يُعَطِّلَهُ الجِهَادُ عَنِ النَّدَى

وَمِنْ قَالَ في الدُّنيَا يَرَاهُ بِعَيْنِهِ * فَذَلِكَ زِنْدِيقٌ طَغَى وَتَمَرَّدَا وَخَالَفَ قَوْلَ اللهِ وَالرُّسْلَ كُلَّهُمْ * وَزَاغَ عَنِ الشَّرْعِ الشَّرِيفِ وَأَبْعَدَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا قَتَلَ الأَحْرَارَ كَالعَفْوِ عَنهُمُ * وَمَنْ لَكَ بِالحُرِّ الَّذِي يَحْفَظُ اليَدَا إِذَا أَنْتَ أَكْرَمْتَ الكَرِيمَ مَلَكْتَهُ * وَإِن أَنْتَ أَكْرَمْتَ اللَّئِيمَ تمَرَّدَا {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أُوْلَئِكَ تُجَّارُ الحُرُوبِ إِذَا مَحَواْ * بِتَضْلِيلِهِمْ لِلنَّاسِ شَرَّاً تَجَدَّدَا تَرَنَّحَ رُكْنُ الأَمْنِ تحْتَ لِوَائِهِمْ * وَإِنْ شَغَلُواْ في مجْلِسِ الأَمْنِ مَقْعَدَا تَتَبَّعْ طِبَاعَ الغَرْبِ في غيْرِهِ تجِدْ * تَشَاحُنَ أَطْمَاعٍ ولُؤْمَاً مُجَسَّدَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا ابْنَ الكِرَامِ الغُرِّ مَن سَنُّواْ لَنَا * عِلْمَ المُرُوءةِ وَالشَّهَامَةِ وَالنَّدَى يَا صَاحِبَ الأَدَبِ الغَزِيرِ وَمَنْ لَهُ * خَرَّتْ جَبَابِرَةُ البَلاَغَةِ سُجَّدَا اسْلُكْ طَرِيقَكَ لِلنَّجَاحِ مجَاهِدَاً * لَيْسَ الطَّرِيقُ إِلى النَّجَاحِ مُعَبَّدَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° جِئْنَا إِلى رَجُلِ التُّقَى عَلَمِ الهُدَى * وَإِلى الَّذِي قَدْ قَبَّلُواْ مِنهُ اليَدَا جِئْنَا بِأَشْعَارٍ لَنَا في مَدْحِهِ * لاَ الخَوْفُ أَقْدَمَنَا وَلاَ طَلَبُ النَّدَى يَا لَيْتَهُ في وُسْعِنَا تَدْوِينُهَا * لَكَ فَوْقَ خَدِّ الوَرْدِ مِنْ قَطْرِ النَّدَى

بمِدْفَعِهِ المَغْرُورُ قَدْ صَالَ وَاعْتَدَى * وَرَاحَ عَلَيْنَا بِالقَذَائِفِ وَاغْتَدَى وَحِينَ كَشَفْنَا لِلأَنَامِ قِنَاعَهُ * وَعُرِّيَ عَنْ ثَوْبِ الدَّهَاءِ الَّذِي ارْتَدَى أَقَامَ لَنَا النِّيرَانَ في كُلِّ مَوْطِنٍ * وَإِنْ تَكُ نَارَاً قَدْ أَضَاءتْ لَنَا الغَدَا وَحَاوِلَ بِالتَّهْدِيدِ إِذْلاَلَ أُمَّةٍ * وَإِلْقَاءَ شَعْبٍ في الهَوَانِ وَفي الرَّدَى تخَاذُلُنَا وَلَّى مَعَ الأَمْسِ لَمْ نَعُدْ * عَبِيدَاً وَكَمْ ذَا يَصْنَعُ الخَوْفُ سَيِّدَا قَنَاتي وَفي أَرْضِي وَجَدِّي لحَفْرِهَا * أَكَبَّ عَلَى الصَّحْرَاءِ بِالفَأْسِ مجْهَدَا وَفَوْقَ ثَرَاهَا فَاضَ مَاءُ جَبِينِهِ * وَأَدْمَى لَهُ جَلاَدُهُ الظَّهْرَ وَاليَدَا فَلاَ صَلُحَتْ هَذِي القَنَاةُ وَلاَ جَرَتْ * لِصَالِحِ قَوْمٍ لاَ يَمُرُّونَ سُجَّدَا

كَذَلِكَ نَحْمِي النِّيلَ مِنْ كُلِّ طَامِعٍ * وَنَسْعَى إِلى الهَيْجَاءِ كَهْلاً وَأَمْرَدَا طَلَبْنَا حَيَاةً في سَلاَمٍ فَلَمْ نجِدْ * مجَالاً لِكَيْ يَبْقَى لَنَا السَّيْفُ مُغْمَدَا وَوَضْعُ النَّدَى في مَوْضِعِ السَّيْفِ مُفْسِدٌ * تَمَامَاً كَوَضْعِ السَّيْفِ في مَوْضِعِ النَّدَى {الْقَصِيدَةُ لِلشَّاعِر هَاشِم الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف، بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَخِيرِ فَهُوَ لِلْمُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ مَرَّةٍ جَرَّبْتُهُ فَوَجَدْتُهُ * كَالْبَحْرِ مَهْمَا يُغْتَرَفْ لاَ يَفْرَغُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَرَى الْعُمْرَ كَنْزَاً نَاقِصَاً كُلَّ لَيْلَةٍ * وَمَا تَنْقَضِي الأَيَّامُ وَالدَّهْرُ يَنْقَضِي {طَرَفَةُ بْنُ الْعَبْد 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَرَى الْعُمْرَ كَنْزَاً نَاقِصَاً كُلَّ لَيْلَةٍ * وَمَا تَفْرَغُ الأَيَّامُ وَالدَّهْرُ يَفْرَغُ {طَرَفَةُ بْنُ الْعَبْد 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

رَحِيقُ الأَمَاني مِن أَيَادِيهِ يَعْبَقُ {صَفِيُّ الدِّينِ الحِلِّيّ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ الأُسُودَ بِصَيْدِهَا تَتَصَدَّقُ [أَحْمَد مُحَرَّم] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَعَلَّ يَدَ الأَيَّامِ تجْمَعُ بَيْنَنَا * وَتَرْحَمُ أَكْبَادَاً تَكَادُ تُحَرَّقُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر بِتصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَدْ يُدْرِكُ المجْدَ الفَتى وَلَوَ انَّهُ * صِفْرُ اليَدَيْنِ وَثَوْبُهُ مُتَمَزِّقُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُنَاسٌ أَمِنَّاهُمْ فَبَاحُواْ بِسِرِّنَا * فَلَمَّا كَتَمْنَا السِّرَّ عَنهُمْ لفَّقُواْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَفْزَعِي أَوْ تجْزَعِي يَا زَوْجَتي * فَالتِّينُ يحْلُو عِنْدَمَا يَتَشَقَّقُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَمَطْرُوفَةٌ عَيْنَاهُ رَغْمَ الَّذِي بِهِ * إِذَا مَا رَأَتْ عَيْنَاهُ عَيْبَاً يُحَدِّقُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَصَفْتَ التُّقَى حَتىَّ كَأَنَّكَ ذُو تُقَىً * وَرِيحُ الخَطَايَا مِنْ ثِيَابِكَ تَعْبَقُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَصَفْتُ التُّقَى حَتىَّ كَأَنيَ ذُو تُقَىً * وَرِيحُ الخَطَايَا مِنْ ثِيَابيَ تَعْبَقُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَمَّ الْفَسَادُ وَأَصْبَحَتْ طُرُقُ الغِنى * وَقْفَاً عَلَى مَنْ يَرْتَشِي أَوْ يَسْرِقُ {محَمَّدٌ الأَسمَر 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِير}

فَمُطَالِبٌ بِإِعَادَةٍ وَمُطَالِبٌ * بِزِيَادَةٍ وَمُهَلِّلٌ وَمُصَفِّقُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَلُومُونَنَا جَهْلاً بحُبِّ انْجِلْتِرَا * وَنحْنُ لَعَمْرِي اليَوْمَ بِالحُبِّ أَخْلَقُ أَمِنَّا اللُّصُوصَ بِهَا عَلَى أَوْطَانِنَا * فَمَا تَرَكَتْ شَيْئَاً بِبَغْدَادَ يُسْرَقُ {إِلْيَاس فَرَحَات؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَالبَحْرِ إِلاَّ أَنَّهُ لاَ يُغْرِقُ * وَالنَّارِ إِلاَّ أَنَّهُ لاَ يحْرِقُ وَالشَّمْسِ إِلاَّ أَنَّهُ لاَ يخْتَفِي * وَالبَدْرِ إِلاَّ أَنَّهُ لاَ يَمْحَقُ {صَفِيُّ الدِّينِ الحِلِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا النَّاسُ إِلاَّ العَاشِقُون ذَوُو الهَوَى * لاَ خَيرَ فِيمَنْ لاَ يحِبُّ وَيَعْشَقُ {قَيْسُ بْنُ المُلَوَّحِ الْعَامِرِيّ / مَجْنُون لَيْلَى} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَالَ العَذُولُ وَقَدْ رَآهَا مَرَّةً * عَجَبَاً لِقَلْبِكَ كَيْفَ لاَ يَتَمَزَّقُ {لِصَفِيِّ الدِّينِ الحِلِّيّ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلَمَّتْ فَحَيَّتْ ثُمَّ قَامَتْ فَوَدَّعَتْ * فَلَمَّا تَوَلَّتْ كَادَتِ النَّفْسُ تَزْهَقُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِلى مَتى يُلْحَى الأَحِبَّةُ في الهَوَى * وَأَحَقُّ بِاللَّوْمِ الَّذِي لاَ يَعْشَقُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

سَفَّهْتُ أَهْلَ الْعِشْقِ حَتىَّ ذُقْتُهُ * فَعَجِبْتُ كَيْفَ يَمُوتُ مَنْ لاَ يَعْشَقُ فَعَذَرْتُهُمْ وَعَرَفْتُ ذَنْبيَ أَنَّني * عَيَّرْتُهُمْ فَلَقِيتُ مِمَّا قَدْ لَقُواْ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَمحَمَّدٌ يَا خَيرَ ظِئْرِ كَرِيمَةٍ * مِنْ قَوْمِهِ وَالْفَحْلُ فَحْلٌ مُعْرِقُ مَا كَانَ ضَرَّكَ لَوْ مَنَنْتَ وَرُبَّمَا * مَنَّ الْفَتى وَهْوَ المَغِيظُ المحْنِقُ فَالنَّضْرُ أَقْرَبُ مَن أَسَرْتَ قَرَابَةً * وَأَحَقُّهُمْ إِنْ كَانَ عِتْقَاً يُعْتَقُ ظَلَّتْ سُيُوفُ بَني أَبِيهِ تَنُوشُهُ * للهِ أَرْحَامٌ هُنَاكَ تَشَقَّقُ {قُتَيْلَةُ بِنْتُ الحَارِث} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° العَينُ بَعْدَ غِيَابِهِمْ تَتَحَرَّقُ * وَالقَلْبُ مِنْ نَارِ الهَوَى يَتَمَزَّقُ عَاهَدْتهُمْ عَهْدَاً وَإِنيِّ في النَّوَى * بَاقٍ عَلَيْهِ وَلَنْ يُحَلَّ المَوْثِقُ

هُمْ نَبْعُ كُلِّ كَرِيمَةٍ وَأَسَاسُهَا * وَبِفَضْلِهِمْ غُصْنُ المُرُوءةِ مُورِقُ هُمْ سَرْحَةٌ طَابَتْ مَغَارِسُ أَرْضِهَا * إِنْ جَفَّ أَصْلٌ قَامَ فَرْعٌ مُعْرِقُ سُوقَاً أَقَامُواْ كُلُّ سِلعَتِهِ نَدَىً * يُعْطَى الفَقِيرُ بِهِ العَطَاءَ وَيُرْزَقُ يَا قَوْمِ إِنيِّ قَدْ وَقَفْتُ بِبَابِكُمْ * أَهْلُ المُرُوءةِ بَابُهُمْ لاَ يُغْلَقُ عَطْفَاً عَلَيَّ وَلَسْتُ أَنْشُدُ غَيرَهُ * فَالعَطْفُ أَجْدَرُ بِالكِرَامِ وَأَليَقُ وَدَّعْتُ قَوْمِي وَانْطَلَقْتُ يَسُوقُني * أَمَلٌ وَيَدْفَعُني رَجَاءٌ صَادِقُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا مَنْ لَهُ عِنْدَ الشُّيُوخِ مَكَانَةٌ * وَبِهِ الشَّبَابُ قُلُوبُهُمْ تَتَعَلَّقُ في كُلِّ عَامٍ أَنْتَ دُرَّةُ حَفْلِنَا * تُضْفِي عَلَيْنَا مِنْ سَنَاكَ وَتُغْدِقُ وَإِذَا الوُجُوهُ رَأَتْ بهَاكَ جَرَى بهَا * مَاءُ النَّضَارَةِ صَافِيَاً يَتَرَقْرَقُ إِنيِّ أَرَاكَ لَدَى السَّلاَمِ مُسَالِمَاً * وَأَرَاكَ سَيْفَاً في الشَّدَائِدِ تَصْعَقُ فَإِذَا رَضِيتَ فَأَنْتَ نُورٌ مُشْرِقٌ * وَإِذَا غَضِبْتَ فَأَنْتَ نَارٌ تَحْرَقُ إِنَّ البَيَانَ بِخَيْلِهِ وَبِرَجْلِهِ * في المَدْحِ وَالإِطْرَاءِ لَيْسَ يُوَفَّقُ إِنْ كَانَ ثَمَّةَ مَنْ يَقُولُ بِأَنَّهُ * يَعْلُوكَ قَدْرَاً فَهْوَ شَخْصٌ أَحْمَقُ عَوَّذْتُ وَجْهَكَ بِالإِلَهِ فَإِنَّني * أَخْشَى عَلَيْكَ مِنَ الحَسُودِ وَأُشْفِقُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف}

المَرْءُ يجْمَعُ وَالزَّمَانُ يُفَرِّقُ * وَيَظَلُّ يَرْقَعُ وَالخُطُوبُ تُمَزِّقُ وَلأَنْ يُعَادِيَ عَاقِلاً خَيْرٌ لَهُ * مِن أَنْ يَكُونَ لَهُ صَدِيقٌ أَحْمَقُ فَارْغَبْ بِنَفْسِكَ أَنْ تُصَادِقَ أَحْمَقَاً * إِنَّ الصَّدِيقَ عَلَى الصَّدِيقِ مُصَدِّقُ وَإِنِ امْرُؤٌ لَسَعَتْهُ أَفْعَى مَرَّةً * تَرَكَتْهُ حِينَ يُجَرُّ حَبْلٌ يَفْرَقُ

فَارْغَبْ بِنَفْسِكَ أَنْ تُصَادِقَ أَحْمَقَاً * إِنَّ الصَّدِيقَ عَلَى الصَّدِيقِ مُصَدِّقُ وَزِنِ الكَلاَمَ إِذَا نَطَقْتَ فَإِنَّمَا * يُبْدِي عُيُوبَ ذَوِي العُقُولِ المَنْطِقُ وَمِنَ الرِّجَالِ إِذَا اسْتَوَتْ أَحْلاَمُهُمْ * مَن إِنْ تُشَاوِرْهُ تَجِدْهُ يُطْرِقُ حَتىَّ يَجُولَ بِكُلِّ وَادٍ عَقْلُهُ * فَيَرَى المَغَارِبَ تَارَةً وَيُشَرِّقُ وَالنَّاسُ في طَلَبِ المَعَاشِ وَإِنَّمَا * بِالحَظِّ يُرْزَقُ مِنهُمُ مَنْ يُرْزَقُ كَمْ ضَيِّقٍ في العَقْلِ رِزْقُهُ وَاسِعٌ * كَمْ وَاسِعٍ في العَقْلِ رِزْقُهُ ضَيِّقُ

لاَ تَطْلُبَنَّ مِنِ ابْنِ آدَمَ حَاجَةً * وَادْعُ الَّذِي أَبْوَابُهُ لاَ تُغْلَقُ فَاللهُ يَغْضَبُ إِنْ تَرَكْتَ سُؤَالَهُ * أَمَّا ابْنُ آدَمَ حِينَ يُسْأَلُ يَحْنَقُ مَا النَّاسُ إِلاَّ عَامِلاَنِ فَعَامِلٌ * قَدْ مَاتَ مِن عَطَشٍ وَآخَرُ يَغْرَقُ لَوْ سَارَ أَلْفُ مُدَجَّجٍ في حَاجَةٍ * لَمْ يَقْضِهَا إِلاَّ الَّذِي يَتَرَفَّقُ {صَالحُ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَنْظَرٌ في الخِبَاءِ حَيْثُ هُصَرُ وَأُمُّ عَفْرَاء وَأُثَالَةُ وَعَفْرَاء: هُصَر: عَفْرَاءُ قُومِي لاَبْنِ عَمِّكِ إِنَّهُ * قَدْ سَرَّهُ مِنْكِ القَبُولُ الأَصْدَقُ اليَوْمَ يَزْهُو بِاقْتِرَانِكُمَا الحِمَى * وَيُظِلُّ شَمْلَكُمَا زَمَانٌ مُورِقُ وَتَرِفُّ فَوْقَ الحَيِّ أَطْيَارُ المُنى * مُتَرَنمَاتٍ بِالغِنَاءِ تُحَلِّقُ شَمْسٌ وَبَدْرٌ أَنْتُمَا لَسْنَا نَرَى * لِلشَّمْسِ غَيْرَ البَدْرِ كُفْئَاً يُلحَقُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف}

أُثَالَة: عَفْرَاءُ عِيشِي في ظِلاَلِ مَحَبَّتي * أَهْلِي ذَوُو كَرَمٍ وَبَيْتي شَيِّقُ تجِدِينَ إِن أَقْبَلتِ نحْوَ دِيَارِنَا * وَجْهَ المَنَازِلِ بِالسَّعَادَةِ يُشْرِقُ مَعْرُوفَةٌ بَيْنَ الدِّيَارِ يَزِينُهَا * نُورُ البَشَائِرِ سَاطِعَاً يَتَأَلَّقُ دَارُ ابْنِ عَمِّكِ لاَ الهَوَانُ بِنَازِلٍ * فِيهَا وَلاَ بَابُ المَذَلَّةِ يُطْرَقُ لَكِنَّ فِيهَا لِلمَعَامِعِ ضَيْغَمَاً * وَبهَا لِيَوْمِ البَذْلِ غَيْثٌ مُغْدِقُ إِنْ قِيلَ مَنْ لِلحَرْبِ أَوْ مَنْ لِلنَّدَى * أَلفَيْتَني نحْوَ المَكَارِمِ أَسْبِقُ هَذَا شِعَارِي في الحَيَاةِ وَإِنَّهُ * خُلُقٌ وَمَا هُوَ في الخِصَالِ تخَلُّقُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف}

أُمُّ عَفْرَاء: أَدْرَكْتُ يَا عَفْرَاءُ مَا أَمَّلْتُهُ * لَكِ في الحَيَاةِ فَبِشْرُنَا مُتَدَفِّقُ وَحَلَلتِ أَكْرَمَ مَنْزِلٍ بِفُؤَادِ مَن * يَهْفُو لَهُ قَلبُ الحِسَانِ وَيَخْفِقُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف}

عَفْرَاءُ مُنَاجِيَةً نَفْسَهَا: لَهْفِي مِنَ الدَّهْرِ الخَئُونِ وَأَهْلِهِ * وَظَلاَمِ لَيْلٍ بِالتَّعَاسَةِ يُطْبِقُ ظَنُّواْ الفُؤَادَ بِهِ الهَنَاءوَلَوْ دَرَواْ * مَا يَحْتَوِيهِ مِنَ الشَّقَاءِ لأَشْفَقُواْ لَمْ يَبْقَ لي غَيْرَ اضْطِرَابِ مُعَذَّبٍ * بَيْنَ الضُّلُوعِ وَعَبْرَةٍ تَتَرَقْرَقُ والنَّفْسُ أَضْنَاهَا الأَسَى وَأَصَابهَا * سَهْمَانِ شَوْقٌ دَائِمٌ وَتَفَرُّقُ مَنْ سَوْفَ يُبْلِغُكَ السَّلاَمَ وَلَوْعَتي * يَا نَازِحَاً وَبِهِ الفُؤَادُ مُعَلَّقُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنَّ الْبَلاَءَ مُوَكَّلٌ بِالمَنْطِق °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَالجِدُّ يُدْنِي كُلَّ أَمْرٍ شَاسِعٍ * وَالجِدُّ يَفْتَحُ كُلَّ بَابٍ مُغْلَقِ {الإِمَامُ الشَّافِعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَارَتْ مُغَرِّبةً وَسِرْتُ مُشَرِّقَاً * شَتَّانَ بَينَ مُغَرِّبٍ وَمُشَرِّقِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَمِنَ الدَّلِيلِ عَلَى القَضَاءِ وَحُكْمِهِ * بُؤْسُ اللَّبِيبِ وَطِيبُ عَيْشِ الأَحْمَقِ {الإِمَامُ الشَّافِعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الرِّزْقُ يَتْرُكُ طَرْقَ بَابِ أُولي النُّهَى * وَيَبِيتُ بَوَّابَاً بِبَابِ الأَحْمَقِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا كُنْتُ مِمَّنْ يَدْخُلُ الْعِشْقُ قَلْبَهُ * وَلَكِنَّ مَنْ يُبْصِرْ عُيُونَكِ يَعْشَقِ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

رَوَّعْتَ كُلَّ الخَلْقِ حَتىَّ إِنَّهُ * لَتَهَابُكَ النُّطَفُ الَّتي لَمْ تُخْلَقِ {أَبُو نُوَاس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلاَ تُبْلِغُوهُ مَا أَقُولُ فَإِنَّمَا * أَخُونَا مَتى يُذْكَرْ لَهُ الطَّعْنُ يَشْتَقِ وَلاَ تُبْلِغُوهُ مَا أَقُولُ فَإِنَّهُ * شُجَاعٌ مَتى يُذْكَرْ لَهُ الطَّعْنُ يَشْتَقِ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أعْمَلْتُ أَقْلاَمِي وَحِينَاً مَنْطِقِي * في النُّصْحِ والمَأْمُولُ لَمْ يَتَحَقَّقِ أَيَسُوؤُكُمْ أَنْ تسْمَعُواْ لِبَنَاتِكُمْ * صَوْتاً يَهُزُّ صَدَاهُ عِطْفَ المَشْرِقِ أَيَسُرُّكُمْ أَنْ تَسْتمِرَّ بَنَاتُكُمْ * رَهْنَ الإِسَارِ وَرَهْنَ جَهْلٍ مُطْبِقِ هَلْ تَطْلبُونَ مِنَ الفَتَاةِ سُفُورَهَا * حَسَنَاً وَلَكِن أَيْنَ بَيْنَكُمُ التَّقِي لاَ تَتَّقِي الفَتَيَاتُ كَشْفَ وُجُوهِهَا * لَكِنْ فَسَادَ الطبْعِ مِنْكُمْ تَتَّقِي فدَعُواْ النِّسَاءَ وَشَأْنَهُنَّ فَإِنَّمَا * يَدْرِي الخَلاَصَ مِنَ الشَّقاوَةِ مَنْ شَقِي ليْسَ السُّفورُ مَعَ العَفَافِ بضَائِرٍ * وَبدُونِهِ فَرْطُ التَّحَجُّبِ لاَ يَقِي {بَاحِثَةُ الْبَادِيَة / مَلَك حِفْني نَاصِف}

لَعَمْرِي وَمَا عَمْرِي عَلَيَّ بِهَيِّنٍ * سَعَيْنَا فَلَمْ نَرَ مِثْلَ قَوْلٍ لَينٍ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لِلْخَنْسَاء، وَالمِصْرَاعُ الثَّاني لي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خَلَّفْتَ زَيْدَاً ثَاوِيَاً وَأَتَيْتَني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَطَعْتُكِ حَتىَّ أَبْغَضَتْني عَشِيرَتي * وَرَامَيْتُ فِيكِ النَّفْسَ حَتىَّ رَمَيْتِني {عَبْدُ اللهِ بْنُ الدُّمَيْنَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

هِيَ دَعْوَةٌ أَدْعُو بِهَا لَكَ يَا رِضَا * يُرْضِيكَ رَبِّي مِثْلَ مَا أَرْضَيْتَني {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° النَّحْوُ يُصْلِحُ مِنْ لِسَانِ الأَلْكَنِ * وَالمَرْءُ تُكْرِمُهُ إِذَا لَمْ يَلْحَنِ فَإِذَا طَلَبْتَ مِنَ الْعُلُومِ أَجَلَّهَا * فَأَجَلُّهَا قَدْرَاً مُقِيمُ الأَلْسُنِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الصَّبْرُ شَهْدٌ عِنْدَمَا أَقْصَيْتِني * وَالنَّارُ بَرْدٌ عِنْدَمَا أَصْلَيْتِني هَلاَّ وَقَدْ أَعْلَقْتِني شَرَكَ الهَوَى * عَلَّلْتِني بِالْوَصْلِ أَوْ سَلَّيْني كُنْتِ المُنى فَأَذَقْتِني غُصَصَ الضَّنى * يَا لَيْتَني مَا فُهْتُ فِيكِ بِلَيْتي {ابْنُ زَيْدُون} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَرَى الْعُمْرَ كَنْزَاً نَاقِصَاً كُلَّ لَيْلَةٍ * وَمَا تَنْتَهِي الأَيَّامُ وَالدَّهْرُ تَنْتَهِي {طَرَفَةُ بْنُ الْعَبْد 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَمِنَ الصَّداقَةِ مَا يَضُرُّ وَيُوجِعُ * وَمِنَ الْعَدَاوَةِ مَا يَسُرُّ وَيَنْفَعُ وَمِنَ الصَّداقَةِ مَا يَضُرُّ وَيُوجِعُ * وَمِنَ الْعَدَاوَةِ مَا يَسُرُّ وَيَنْفَعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُنَاسٌ أَمِنَّاهُمْ فَبَاحُواْ بِسِرِّنَا * فَلَمَّا كَتَمْنَا السِّرَّ عَنهُمْ تجَسَّسُواْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَأَيْتُ خِضَابَ المَرْءِ عِنْدَ مَشِيبِهِ * حِدَادَاً عَلَى شَرْخِ الشَّبِيبَةِ يُلْبَسُ وَهَبْ أَنَّهُ وَارَى بِهِ لَوْنَ شَيْبِهِ * فَأَيْنَ أَدِيمٌ لِلشَّبِيبَةِ أَمْلَسُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنَّا عَجِبْنَا مِنْ دَجَاجٍ يَعْطَسُ * وَيُصَابُ مِنهُ بِالأُلُوفِ وَيَفْطَسُ اللَّحْمُ غَالٍ وَالدَّجَاجُ مُقَارِبٌ * قَدْ كَانَ يَأْكُلُهُ الْفَقِيرُ المُفْلِسُ فَاللهُ في عَوْنِ الْفَقِيرِ فُطُورُهُ * وَغَدَاؤُهُ طَعْمِيَّةٌ وَمُدَمَّسُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُنَاسٌ أَمِنَّاهُمْ فَبَاحُواْ بِسِرِّنَا * فَلَمَّا كَتَمْنَا السِّرَّ عَنهُمْ تخَرَّصُواْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَلُومُونَني أَنْ بِعْتُ بِالرُّخْصِ مَنْزِلي * وَمَا أَبْصَرُواْ جَارَاً هُنَاكَ يُنَغِّصُ فَقُلْتُ لَهُمْ كُفُّواْ المَلاَمَ فَإِنَّمَا * بجِيرَانِهَا تَغْلُو الدِّيَارُ وَتَرْخُصُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلَمْ تَرَ أَنَّ السَّيْفَ أَنْتَ أَهَنْتَهُ * إِذَا قُلْتَ إِنَّ السَّيْفَ أَمْضَى مِنَ الْعَصَا أَلَمْ تَرَ أَنَّ السَّيْفَ يُزْرِي بِقَدْرِهِ * إِذَا قِيلَ إِنَّ السَّيْفَ أَمْضَى مِنَ الْعَصَا أَلَمْ تَرَ أَنَّ السَّيْفَ قَدْ هَانَ قَدْرُهُ * إِذَا قِيلَ إِنَّ السَّيْفَ أَمْضَى مِنَ الْعَصَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَعَمْرُكُمُ مَا جَادَ [/5/ 5] بِأُرْزِهِ * وَلَكِنَّهُ مِن أُرْزِهِ قَدْ تخَلَّصَا لَعَمْرُكَ مَا أَهْدَى إِلى النَّاسِ أُرْزَهُ * وَلَكِنَّهُ مِن أُرْزِهِ قَدْ تخَلَّصَا يُسَمِّيهِ بَينَ النَّاسِ أُرْزَاً مُغَالِطَاً * وَلَمْ أَدْرِ أَيْنَ الأُرْزُ فِيهِ مِنَ الحَصَى أَصَرَّ عَلَى إِهْدَائِهِ ليَ مُقْسِمَاً * وَبَعْضُ هَدَايَا الْقَوْمِ تُؤْخَذُ بِالعَصَا {محْمُود غُنَيْم 0 بِتَصَرُّف؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَقُلْتُ لَهُ أَهْلاً وَسَهْلاً وَمَرْحَبَا {المُثَقَّبُ العَبْدِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَمَا زَادَ عَن أَهْلاً وَسَهْلاً وَمَرْحَبَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَحِنُّ إِلَيْكُمْ كُلَّمَا هَبَّتِ الصِّبَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ الَّذِي وَهَبَ النُّفُوسَ خِلاَلهَا * جَعَلَ الْوَفَاءَ إِلى الْكِرَامِ محَبَّبَا {أَبُو أَحْمَد محَرَّم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَذَكَّرْتُ عِطْرَكَ حِينَمَا هَبَّتِ الصِّبَا * فَقُلْتُ لَهَا أَهْلاً وَسَهْلاً وَمَرْحَبَا تَذَكَّرْتُ شِعْرَكَ حِينَمَا هَبَّتِ الصِّبَا * فَقُلْتُ لَهَا أَهْلاً وَسَهْلاً وَمَرْحَبَا تَذَكَّرْتُ شِعْرَكَ حِينَمَا هَبَّتِ الصِّبَا * فَقُلْتُ لَهَا أَهْلاً وَسَهْلاً وَمَرْحَبَا {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي؟، وَالثَّاني لِلْمُثَقَّبِ العَبْدِيّ 0 وَكِلاَهُمَا بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَذَكَّرْتُ شَعْرَكِ حِينَمَا هَبَّتِ الصِّبَا * فَقُلْتُ لَهَا أَهْلاً وَسَهْلاً وَمَرْحَبَا {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي؟، وَالثَّاني لِلْمُثَقَّبِ العَبْدِيّ 0 وَكِلاَهُمَا بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَأَحْجَمَ لَمَّا لَمْ يجِدْ فِيهِ مَطْمَعَاً * وَأَقْدَمَ لَمَّا لَمْ يجِدْ عَنهُ مَهْرَبَا {البُحْتُرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَهْلاً وَسَهْلاً بِالصَّبَاحِ وَمَرْحَبَا * طِفْلاً تُنَاغِيهِ عَصَافِيرُ الرُّبىَ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَغْنَتْهُ عَنْ لِبْسِ الحُلِيِّ حَلاَوَةٌ * وَكَفَاهُ ذَاكَ الطِّيبُ أَنْ يَتَطَيَّبَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَلَكَ الخِدَاعُ طِبَاعَهُ فَتَثَعْلَبَا * وَأَبى الشَّجَاعَةَ جُبْنُهُ فَاسْتَكْلَبَا فَأَحْجَمَ لَمَّا لَمْ يجِدْ فيَّ مَطْمَعَاً * وَأَقْدَمَ لَمَّا لَمْ يجِدْ قَطُّ مَهْرَبَا {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لاَبْنِ الرُّومِيّ، وَالآخَرُ البُحْتُرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ: {وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامَاً {68} يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيخْلُدْ فِيهِ مُهَانَاً {69} إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحَاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورَاً رَّحِيمَاً} {الفُرْقَان} فَقَالَ سَعِيدٌ رَضِيَ اللهُ عَنه: قَرَأْتُهَا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ كَمَا قَرَأْتَهَا عَلَيَّ فَقَال:

وَكَمْ حَاوَلَ الأَنْذَالُ إِطْفَاءَ نُورِهِ * فَلاَ شَمْسُهُ غَابَتْ وَلاَ ضَوْءُ هُ خَبَا وَكَمْ حَاوَلُواْ في الغَرْبِ إِطْفَاءَ نُورِهِ * فَلاَ شَمْسُهُ غَابَتْ وَلاَ ضَوْءُ هُ خَبَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

رَأَيْتُ رِجَالاً يَضْرِبُونَ نِسَاءهُمْ * فَشُلَّتْ يَمِيني يَوْمَ أَضْرِبُ زَيْنَبَا فَأَحْبَبْتُهَا حَتىَّ رَأَيْتُ عُيُوبَهَا * محَاسِنَ زَادَتْهَا لِقَلْبي تحَبُّبَا وَمَا عَذَّبَتْني بِالعُيُوبِ كَغَيْرِهَا * وَلَكِنَّني اسْتَعْذَبْتُ فِيهَا التَّعَذُّبَا {شُرَيْحٌ الْقَاضِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَجَفْنٍ كَغِمْدِ السَّيْفِ لاَ بَلْ كَحَدِّهِ * إِذَا سُلَّ أَصْمَى العَابِدَ المُتَرَهِّبَا وَجِسْمٍ كَطَيْفِ النُّورِ يَنْضَحُ فِتْنَةً * مَشَتْ فِيهِ نِيرَانُ الصِّبَا فَتَلَهَّبَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَمَنَّاهُ طَيْفِي بِالْكَرَى فَتَعَتَّبَا * وَقَبَّلْتُ يَوْمَاً ظِلَّهُ فَتَغَيَّبَا وَقَالُواْ لَهُ أَنيِّ مَرَرْتُ بِبَابِهِ * لأَسْرِقَ مِنهُ نَظْرَةً فَتَحَجَّبَا وَقَدْ حَمَلَتْ يَوْمَاً لَهُ الرِّيحُ سِيرَتي * فَظَلَّ لَسَبَّ الرِّيحَ ثمَّ تَغَضَّبَا وَمَا زَادَهُ عِنْدِي قَبِيحُ فِعَالِهِ * وَلاَ الصَّدُّ وَالإِعْرَاضُ إِلاَّ تحَبُّبَا {أَبُو نُوَاس / الحَسَنُ بْنُ هَانِئ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَدِيرَا عَلَى سَمْعِي اليَرَاعَ المُثَقَّبَا * وَلاَ تَمْنَعَاني أَن أَلَذَّ وَأَطْرَبَا بَكَتْ فَوْقَ غُصْنِ التُّوتِ وَرْقَاءُ إِلْفَهَا * ذَكَرْتُ بِهَا عَهْدَ الصَّبَابَةِ وَالصِّبَا أُفَدِّي بِرُوحِي مَنْ يَرِيشُ جُفُونَهُ * وَيُرْسِلُهَا سَهْمَاً لِقَلْبي مُصَوَّبَا رَمَى إِذْ رَنَا قَلْبي بِفَاتِكِ لحْظِهِ * فَأَضْرَمَ في جَنْبيَّ نَارَاً وَأَلْهَبَا

أُحَاوِلُ كِتْمَانَاً فَتَظْهَرُ لَوْعَتي * بِدَمْعٍ عَلَى الخَدَّيْنِ مِنيِّ تَصَبَّبَا وَيَعْذِلُني في الْعِشْقِ قَوْمِي وَعَطْفُهُمْ * إِلى الْعَدْلِ مِن عَذْلي سَيُصْبِحُ أَقْرَبَا وَيَعْذِلُني في الْعِشْقِ قَوْمِي وَإِنَّني * أَرَى الْعَطْفَ مِنهُمْ لي مِنَ الْعَدْلِ أَقْرَبَا فَمَا رَحِمُواْ الجِسْمَ النَّحِيلَ مِنَ الضَّنى * وَلاَ رَحِمُواْ القَلْبَ الحَزِينَ المُعَذَّبَا فَحَسْبي عَزَاءً أَنَّ مَا سَالَ مِنْ دَمِي * يُذَكِّرُني خَدَّاً لَهُ قَدْ تخَضَّبَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا اجْتَازَ بحْرَاً كَادَ يُنْزَحُ مَاؤُهُ * وَإِنْ بَاعَ أَرْضَاً كَادَتِ الأَرْضُ تُنْبِتُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا وَطِئَتْ قَدَمَاهُ أَيَّةَ بَلْدَةٍ * رَأَيْتَ بِهَا كُلَّ المَوَاطِنِ تُنْبِتُ فَلَيْسَ بِسَعَّالٍ لِمَنْ يَقْصِدُونَهُ * وَلاَ بِمُكِبٍّ في ثَرَى الأَرْضِ يَنْكُتُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَرَى المَوْتَ بَينَ السَّيْفِ وَالنِّطْعِ كَامِنَاً * يُلاَحِظُنى مِن حَيْثُمَا أَتَلَفَّتُ وَأَكْبَرُ ظَنى أَنَّكَ اليَوْمَ قَاتِلِي * وَأَيُّ امْرِئٍ مِمَّا قَضَى اللهُ يُفْلِتُ وَمَن أَيْنَ لي أُدْلي بِعُذْرٍ وَحُجَّةٍ * وَسَيْفُ المَنَايَا فَوْقَ رَأْسِيَ مُصْلَتُ يَعَزُّ عَلَيَّ الشُّجْعَانِ بَعْدِيَ مَوْقِفُ * يُسَلُّ عَلَيَّ السَّيْفُ فِيهِ وَأَسْكُتُ وَمَا جَزَعِي مِن أَن أَمُوتَ وَإِنَّنى * لأَعْلَمُ أَنَّ المَوْتَ شَيْءٌ مُؤَقَّتُ وَلَكِنَّ خَلْفِي صِبْيَةٌ قَدْ تَرَكْتُهُمْ * وَأَكْبَادُهُمْ مِن حَسْرَةٍ تَتَفَتَّتُ

كَأَنيِّ أَرَاهُمْ حِينَ أُنعَى إِلَيْهِمُ * وَقَدْ خَمَشُواْ تِلْكَ الوُجُوهَ وَصَوَّتُواْ {تَمِيمُ بْنُ جَمِيلٍ السُّدُوسِيُّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ثِمَارُ الأَمَاني مِن أَيَادِيهِ تُجْتَنى {صَفِيُّ الدِّينِ الحِلِّيّ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا أَنَاْ لَمْ أَعْرِفْ لِذِي الحَقِّ حَقَّهُ * فَلاَ أَسْتَحِقُّ الْفَضْلَ مِنْكُمْ وَلاَ الثَّنَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الذَّنْبُ لي فِيمَا جَنَاهُ لأَنَّني * مَكَّنْتُهُ مِنْ مُهْجَتي فَتَمَكَّنَا {أَبُو فِرَاسٍ الحَمَدَانيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَتَاني هَوَاهَا قَبْلَ أَن أَعْرِفَ الهَوَى * فَصَادَفَ قَلْبَاً فَارِغَاً فَتَمَكَّنَا {قَيْسُ بْنُ المُلَوَّحِ الْعَامِرِيّ / مَجْنُون لَيْلَى} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَفَاضَتْ أَحَادِيثُ الفُكَاهَةِ بَيْنَنَا * كَأَحْسَنِ مَا فَاضَ الحَدِيثُ وَأَحْسَنَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَزَيْنَبُ لَوْ أَنَّ النِّسَاءَ بِبَلْدَةٍ * وَأَنْتِ بِأُخْرَى لاَتَبَعْتُكِ ظَاعِنَا أَزَيْنَبُ مَا شَمْسُ النَّهَارِ إِذَا بَدَتْ * بِأَحْسَنَ مِمَّا بَيْنَ عَيْنَيْكِ مِنْ سَنَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَأَمَّلْ طِبَاعَ النَّاسِ مَا بَيْنَهُمْ تجِدْ * فَسَادَاً وَأَطْمَاعَاً ولُؤْمَاً مُؤَصَّلاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَإِذَا الخُصُومُ تَنَازَعُواْ في مَرَّةٍ * كَانَتْ لَهُمْ مِنْكَ الإِشَارَةُ فَيْصَلاَ {ابْنُ حَيُّوس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَفَاضَتْ أَحَادِيثُ الفُكَاهَةِ بَيْنَنَا * كَأَحْسَنِ مَا فَاضَ الحَدِيثُ وَأَجْمَلاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خَلِيلَيَّ هَذَا مَنزِلُ البُؤْسِ فَارْحَلاَ * فَلاَ طَابَ أَهْلُوهُ وَلاَ طَابَ مَنزِلاَ أَلَيْسَ فَطَرْنَا فِيهِ فُولاً مُدَمَّسَاً * وَإِنَّا تَسَحَّرْنَا خِيَارَاً مخَلَّلاَ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ في الْبَيْتِ الأَوَّل} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنَّ المَعَادِنَ في الشَّدَائِدِ تَظْهَرُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَمُنُّ بِلاَ مَنٍّ وَلاَ يَتَعَذَّرُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلَمْ تَرَ أَنْفَاسَ المَزَارِعِ وَالرُّبى * تَطِيبُ وَأَنْفَاسُ الأَنَامِ تَغَيَّرُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَبَيْنَا يُرَى عِنْدَ الصَّبَاحِ مُغَرِّدَاً * إِذَا هُوَ عِنْدَ الحَرْبِ وَالضَّرْبِ يَزْأَرُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَنْ ليَ بِالعَينِ الَّتي كُنْتَ دَائِمَاً * إِليَّ بِهَا في سَالِفِ الدَّهْرِ تَنْظُرُ {أَبُو العَتَاهِيَة بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنَّ الأُمُورَ إِذَا بَدَتْ لِزَوَالِهَا * فَعَلاَمَةُ الإِدْبَارِ فِيهَا تَظْهَرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلَئِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ فَاصْبرْ لهَا * عَظُمَتْ مُصِيبَةُ مُبْتَلَىً لاَ يَصْبِرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَيْسَ الَّذِي يَهْمِي مِنَ الْعَيْنِ دَمْعُهَا * وَلَكِنَّهُ قَلْبٌ يَذُوبُ فَيَقْطُرُ {قَيْسُ بْنُ المُلَوَّح} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تُقَلِّبُ طَرْفَكَ لاَ تَرَى غَيرَ تَاجِرٍ * يُفَكِّرُ في أَرْبَاحِهِ كَيْفَ تَكْثُرُ {محْمُود غُنَيْم بِتَصَرُّف؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَلأْنَا لَكَ الأَقْدَاحَ يَا مَنْ بِحُبِّهِ * سَكِرْنَا كَمَا الصُّوفيُّ في اللهِ يَسْكَرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُقَلِّبُ طَرْفي لاَ أَرَى غَيْرَ تَاجِرٍ * يُفَكِّرُ في أَرْبَاحِهِ كَيْفَ تَكْثُرُ نُعَمِّرُ دُنيَانَا بِإِفْسَادِ دِينِنَا * فَلاَ الدِّينَ أَصْلَحْنَا وَلاَ مَا نُعَمِّرُ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ فَقَطْ لمحْمُود غُنَيْم بِتَصَرُّف؟}

يُعْطِي الكَثِيرَ فَيَسْتَقِلُّ كَثِيرَهُ * وَقَلِيلُهُ مِن غَيْرِهِ مُسْتَكْثَرُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نحْنُ الَّذِينَ بِنَا الْوَرَى يَسْتَنْصِرُ * حَتىَّ البُغَاثُ بِأَرْضِنَا تَسْتَنْسِرُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَظَرْتُ كَأَنيِّ مِنْ وَرَاءِ زُجَاجَةٍ * إِلى الخِدْرِ مِنْ فَرْطِ الصَّبَابَةِ أَنْظُرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَعَلَّ يَدَ الأَيَّامِ تجْمَعُ بَيْنَنَا * وَتَرْحَمُ أَكْبَادَاً تَكَادُ تَفَطَّرُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر بِتصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَلأْنَا بِكَ الأَسْمَاعَ يَا مَنْ بِقَوْلِهِ * سَكِرْنَا كَمَا الصُّوفيُّ في اللهِ يَسْكَرُ فَمُطَالِبٌ بِإِعَادَةٍ وَمُطَالِبٌ * بِزِيَادَةٍ وَمُهَلِّلٌ وَمُكَبِّرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَلاَ الشَّيْبُ رَأْسِي بَعْدَمَا كَانَ أَسْوَدَاً * وَفي الشَّيْبِ آيَاتٌ لِمَنْ يَتَفَكَّرُ تَمُرُّ بِنَا الأَيَّامُ تَتْرَى وَإِنَّمَا * نُسَاقُ إِلى الآجَالِ وَالعَيْنُ تَنْظُرُ فَمَا عَائِدٌ ذَاكَ الشَّبَابُ الَّذِي مَضَى * وَلاَ زَائِلٌ هَذَا المَشِيبُ المُعَمَّرُ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ فَقَطْ لحَسَّانِ بْنِ ثَابِت} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَبَتْ حَرْبَكَ الحِنَّاءُ يَا شَيْبُ حِينَمَا * رَأَتْ أَنَّ لَوْنَكَ في النِّهَايَةِ يَقْهَرُ إِذَا كُنْتَ تَمْحُو صِبْغَةَ اللهِ قَادِرَاً * فَأَنْتَ عَلَى مَا يَصْبُغُ النَّاسُ أَقْدَرُ {ابْنُ الرُّومِيّ؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُقَلِّبُ طَرْفي لاَ أَرَى غَيرَ تَاجِرٍ * يُفَكِّرُ في أَرْبَاحِهِ كَيْفَ تَكْثُرُ تحَاصِرُنَا كَالمَوْتِ أَلفُ مُصِيبَةٍ * بِبَغْدَادَ هُولاَكُو وَبِالقُدْسِ هِتْلَرُ {محْمُود غُنيم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَشَكَّى إِليَّ الكَلبُ شِدَّةَ مَا بِهِ * وَبي مِثْلُ مَا بِالكَلْبِ أَوْ بيَ أَكْثَرُ كَأَنيِّ أَمِيرُ المُؤْمِنِِينَ مِنَ الغِنى * وَأَنْتَ كَأَنَّكَ حِينَ تَسْأَلُ جَعْفَرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَعَلَّ الَّذِي ذَهَبَتْ لَهُ عُرْيَانَةً * كَسَاهَا مِنَ اللَّحْدِ الَّذِي هُوَ أَسْتَرُ وَإِنْ كَانَ في المَاءِ الطَّهَارَةُ كُلُّهَا * فَلَلتُّرْبُ أَحْيَانَاً مِنَ المَاءِ أَطْهَرُ {ابْنُ الرُّومِيّ؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَعَقِّبْ تَعَارُفَنَا بِخَيْرٍ فَإِنَّمَا * بِدَايَتُهُ تُنْسَى وَعُقْبَاهُ تُذْكَرُ وَلاَ تَجْعَلِ الحِرْمَانَ أَمْرَاً مُقَدَّرَاً * فَيَلْقَاكَ مِنْ شِعِرِي هِجَاءٌ مُقَدَّرُ وَمَنْ كَانَ في جَحْدِ المَوَاعِيدِ شَاعِرَاً * فَإِنِّي عَلَى نَظْمِ الهِجَاءِ لأَشْعَرُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا مَصْدَرَ الكَذِبِ الَّذِي مَا بَعْدَهُ * كَذِبٌ تَعَالى اللهِ عَمَّا تَنْشُرُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الحَقُّ مِنْكَ وَمِنْ جُنُودِكَ أَكْبَرُ * فَاحْسِبْ حِسَابَكَ أَيُّهَا المُتَجَبِّرُ فَلَقَدْ نَفُوزُ وَنحْنُ أَضْعَفُ أُمَّةٍ * وَتَئُوبُ مَغْلُوبَاً وَأَنْتَ الأَقْدَرُ فَلَكَمْ نجَا مُتَوَاضِعٌ بِسُكُوتِهِ * وَكَبَا بِفَضْلِ رِدَائِهِ المُتَكَبِّرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَهُ قِصَّةٌ غَيْرَ الَّتي هُوَ يُظْهِرُ * بِبَعْضِ الفُتُوحِ كَمَا يَقُولُ وَيخْبِرُ وَمَا ضَرَبَتْهُ الزِّنْجُ في الوَجْهِ بَلْ رَأَى * فَيَاشِلَهُمْ فَانْشَقَّ في وَجْهِهِ حِرُ فَنَاكُوهُ في وَجْهٍ قَلِيلٍ حَيَاؤُهُ * وَفي دُبُرٍ يَلْقَى الطِّعَانَ وَيَصْبِرُ وَمَا ذَاكَ مِنْ طِيبِ اسْتِهِ بَلْ أَنَّهُ * يَزِيدُ عَطَايَا مَن عَلاَهُ وَيُكْثِرُ {ابْنُ الرُّومِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَادَتْ دَجَاجَتُهُ تَكُونُ إِوَزَّةً * فَقُتَارُهَا مِنْ بُعْدِ مِيلٍ يَظْهَرُ كُنَّا نُقَشِّرُ جِلْدَهَا عَنْ لحْمِهَا * وَكَأَنَّ تِبْرَاً عَنْ لُجَيْنٍ يُقْشَرُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° دَجَاجَتُهُ كَادَتْ تَكُونُ إِوَزَّةً * تَوَابِلُهَا مِنْ بُعْدِ مِيلَيْنِ تَظْهَرُ ظَلَلْنَا نُقَشِّرُ جِلْدَهَا قَبْلَ أَكْلِهَا * كَأَنْ ذَهَبٌ عَنْ فِضَّةٍ يَتَقَشَّرُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَمَا اسْمٌ سُدَاسِيٌ إِذَا مَا قَرَأْتَهُ * تَرَى فِيهِ مَا قَدْ يُسْتَطَابُ وَيُنْكَرُ لَهُ ثُلُثَاً يَأْتِيكَ بِالمَوْتِ فَجْأَةً * وَثُلْثٌ مَعَ الكُتَّابِ يُطْوَى وَيُنْشَرُ وَثُلْثٌ وَقَاكَ اللهُ مِمَّنْ دَعَا بِهِ * إِلى اللهِ أَمْسَى ذَنْبُهُ لاَ يُغْفَرُ وَفي الشَّطْرَةِ اليُمْنى دَلِيلٌ عَلَى الهَوَى * حَدِيثٌ شَجِيٌّ بِاللَّيَالي مُعَطَّرُ وَفي شَطْرِهِ البَاقِي إِذَا مَا أَكَلْتَهُ * يُقَصِّرُ عَنهُ في الحَلاَوَةِ سُكَّرُ فَأَوِّلْ لَنَا ذَا اللُّغْزِ إِنْ كُنْتَ ذَا حِجَا * فَلُغْزِي عَلَى ذِي اللُّبِّ لُغْزٌ مُيَسَّرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَعَزَّ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ * لِمَا قَدْ تَرَى يَغْدُو الصَّغِيرُ وَيَكْبُرُ تَعَذَّرَ أَنْ نَعْتَاضَ عَن أُمَّهَاتِنَا * وَآبَائِنَا وَالنَّسْلُ لاَ يَتَعَذَّرُ فَمَاتَ أَبٌ لَكَ لاَ يُعَوَّضُ مِثْلُهُ * وَلِلدَّهْرِ مَعْرُوفٌ وَلِلدَّهْرِ مُنْكَرُ تَعَزَّيْتَ عَمَّن أَثْمَرَتكَ حَيَاتُهُ * وَوَشْكُ التَّعَزِّي عَنْ ثَمَارِكَ أَجْدَرُ فَصَبْرَاً عَلَى مَا قَدْ أُصِبْتَ فَإِنَّمَا * تَجَلَّتْ مُصِيبَةُ مُبْتَلٍ لَيْسَ يَصْبِرُ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ فَقَطْ لاَبْنِ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَيَا بْنَ الَّتي كَانَتْ تحِيضُ مِنَ اسْتِهَا يَدَ الدَّهْرِ لَمْ يَطْهُرْ لَهَا قَطُّ مِئْزَرُ إِذَا مَا وَنى عَنهَا الزُّنَاةُ دَعَتْهُمُ * شَقَاشِقُ مِن أَرْحَامِهَا تَتَدَرْدَرُ تَبِيتُ قِرَى ضِيفَانِهَا كُلَّ لَيْلَةٍ * بَغِيٌّ وَخِنْزِيرٌ وَخَمْرٌ وَمَيْسِرُ أَتحْسَبُ مَا تَأْتي مِنَ الخِزْيِ خَافِيَاً * عَلَى النَّاسِ رِيحُ الفِسْقِ لاَ بُدَّ تَظْهَرُ يُرِيدُ هِجَائِي كَيْ يُنَوِّهَ بِاسْمِهِ * وَفي السَّبِّ ذِكْرٌ لِلَّئِيمِ وَمَفْخَرُ أَخَالِدُ لَمْ أُنْكِرْ عَلَيْكَ نَقِيصَةً * بَدَتْ فِيكَ بَلْ مَعْرُوفُ مِثْلِكَ يُنْكَرُ أَحَاطَتْ بِكَ السَّوْءَاتُ حَيَّاً وَمَيِّتَاً * وَتُبْعَثُ مَقْرُونَاً بِهَا يَوْمَ تحْشَرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنَّ الْفَسَادَ بِكُلِّ يَوْمٍ يَظْهَرُ * فَمَتى الْكِنَانَةُ مِنهُ سَوْفَ تُطَهَّرُ مَا بَالُهُمْ إِصْلاَحُهُمْ مُتَبَاطِئٌ * في مَشْيِهِ وَإِذَا مَشَى يَتَعَثَّرُ إِنَّ الْقَطِيعَ وَإِنْ تَظَاهَرَ بِالرِّضَا * تحْتَ السِّيَاطِ فَإِنَّهُ يَتَذَمَّرُ عَيْبُ الحُكُومَةِ في الْكِنَانَةِ عِنْدَنَا * هُوَ أَنَّهَا بِالشَّعْبِ لَيْسَتْ تَشْعُرُ عَنْ صَرْخَةِ المَظْلُومِ تُغْلِقُ أُذْنَهَا * وَعَلَى الْفَسَادِ وَأَهْلِهِ تَتَسَتَّرُ

قَدْ أَصْبَحَ الشَّعْبُ الضَّحُوكُ لِظُلْمِهَا * دَوْمَاً حَزِينَاً مُطْرِقَاً يَتَفَكِّرُ وَلِذَاكَ مَهْمَا غَيَّرَتْ في شَكْلِهَا * لِيُحِبَّهَا فَالشَّعْبُ مِنهَا يَنْفِرُ أَفَكُلَّمَا اكْتَشَفَتْ مَصَادِرَ ثَرْوَةٍ * تَزْدَادُ شُحَّاً بَيْنَنَا وَتُقَتِّرُ وَتَظُنُّ أَنَّ الشَّعْبَ صَدَّقَ كِذْبَهَا * وَخِدَاعَهَا وَالشَّعْبُ مِنهَا يَسْخَرُ خَيرَاتُ مِصْرَ كَثِيرَةٌ فَلِمَا إِذَن * لَسْنَا نَرَى مِنْ فَائِضٍ يَتَوَفَّرُ نَهَبُواْ الْبِلاَدَ وَأَوْدَعُواْ ثَرَوَاتِهَا * بِحِسَابِهِمْ وَالشَّعْبُ عَارٍ يَنْظُرُ وَإِذَا اشْتَكَى المِصْرِيُّ كَثْرَةَ ظُلْمِهِمْ * قَالُواْ عَلَيْهِ إِنَّهُ يَتَبَطَّرُ

قِطَطٌ سِمَانٌ كُلَّمَا أَبْصَرْتُهَا * قُلْتُ الْبُغَاثُ بِأَرْضِنَا تَسْتَنْسِرُ تِسْعُونَ عَامَاً في الْكِنَانَةِ شَعْبُنَا * دَمُهُ يَسِيلُ عَلَى الطَّرِيقِ وَيَقْطُرُ إِنيِّ بِمِصْرٍ كُلَّمَا عَيْني رَأَتْ * ذَبْحَ الطُّيُورِ فَإِنَّني أَتَطَيَّرُ أَغْرَى الحُكُومَةَ بِالتَّمَادِي أَنَّهَا * قَدْ صَادَفَتْ في مِصْرَ شَعْبَاً يَغْفِرُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} تَذَمَّرَ: أَيْ ثَارَ وَتَغَضَّبَ، الْبُغَاث: فِرَاخُ النُّسُور، وَتَسْتَنْسِرُ: أَيْ تُصْبِحُ نُسُورَاً كَبِيرَة 0 وَيَتَبَطَّرُ: فِعْلٌ صَحِيحٌ بِمَعْنىَ تَسَخَّطَ؛ وَمِنهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ الشَّاعِرِ الجَاهِلِيّ: " إِذا ما تَمَطَّى في الحِزامِ تَبَطَّرا "

رَمَضَانُ أَقْبَلَ وَالجَمِيعُ اسْتَبْشَرُواْ * إِلاَّ الَّذِي مِن غَيْرِ عُذْرٍ يُفْطَرُ النَّاسُ فِيهِ عَلَى المَسَاجِدِ أَقْبَلُواْ * وَهُوَ الْوَحِيدُ عَنِ المَسَاجِدِ مُدْبِرُ فَتَرَاهُ في رَمَضَانَ يُفْطِرُ عَامِدَاً * وَكَأَنَّهُ بِالْفِطْرِ فِيهِ يُؤْجَرُ وَمِنَ الْعَجَائِبِ أَنَّهُ يَشْكُو إِذَا * ذُكِرَتْ مَشَقَّاتُ الصِّيَامِ وَيُكْثِرُ يُبْدِي الظَّمَا لِلنَّاظِرِينَ وَإِن خَلاَ * في بَيْتِهِ الْتَقَفَ المِيَاهَ يُجَرْجِرُ وَيَزُجُّ بَيْنَ الصَّائِمِينَ بِنَفْسِهِ * عَنْ مَوْعِدِ الإِفْطَارِ لاَ يَتَأَخَّرُ مَهْمَا نَظَرْتَ مُوَبِّخَاً لِصَنِيعِهِ * لاَ يَسْتَحِي وَكَأَنَّهُ لاَ يُبْصِرُ يَدْرِي كَرَاهِيَةَ الْعُيُونِ لِفِعْلِهِ * وَبِأَنَّ كُلَّ النَّاسِ مِنهُ يَسْخَرُ

وَإِذَا انْتَهَى رَمَضَانُ هَنَّأَ نَفْسَهُ * بِصِيَامِ شَهْرٍ لَمْ يَصُمْهُ وَيَفْخَرُ لَمْ يَسْتَطِعْ شَهْرَاً يُهَذِّبُ نَفْسَهُ * الْفُجْرُ مِن أَكْمَامِهِ يَتَفَجَّرُ مَنْ لَيْسَ يَصْبِرُ أَنْ يُغَالِبَ جُوعَهُ * فَعَلَى عَذَابِ اللهِ كَيْفَ سَيَصْبِرُ يَكْفِي بِأَنَّ الصَّائِمِينَ إِذَا دَنَا * إِفْطَارُهُمْ فَرِحُواْ بِهِ وَاسْتَبْشَرُواْ وَالمُفْطِرُونَ إِذَا رَأَيْتَ وُجُوهَهُمْ * لَعَلِمْتَ كَيْفَ قُلُوبُهُمْ تَتَحَسَّرُ فَوُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ مِن خِزْيِهَا * لَكِنَّ وَجْهَ الصَّائِمِينَ مُنَوِّرُ

إِنْ كَانَ أَغْلَبُنَا أَضَاعَ صَلاَتَهُ * وَصِيَامَهُ بِاللهِ كَيْفَ سَنُنْصَرُ الجَوُّ في رَمَضَانَ حُلْوٌ بَاسِمٌ * لَكِنَّهُ بِالمُفْطِرِينَ يُكَدَّرُ شَهْرٌ يَجُودُ بِهِ الْكِرَامُ بِمَالِهِمْ * لِيُصِيببَ مِنهُ المُعْدِمُونَ وَيَشْكُرُواْ مَا كَانَ أَحْرَى هَؤُلاءِ إِذَا أَتَى * رَمَضَانُ لَوْ فِيهِ اتَّقَواْ وَتَطَهَّرُواْ {يَاسِر الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَكُنَّا كَنَدْمَانيْ جُذَيمَةَ حِقْبَةً * مِنَ الدَّهْرِ حَتىَّ قِيلَ لَنْ نَتَصَدَّعَا فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كَأَنِّي وَمَالِكَاً * لِطُولِ اجْتِمَاعٍ لَمْ نَبِتْ لَيْلَةً مَعَا {مُتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عِيدُ الأُمُومَةِ وَالرَّبِيعِ تجَمَّعَا * عِيدَانِ قَدْ طَلَعَا عَلَى الدُّنيَا مَعَا أُمِّي غَرَسْتِ الحُبَّ في أَحْشَائِنَا * وَمَلأْتِ بِالقِيَمِ الرَّفِيعَةِ أَضْلُعَا يَا مَنْ سَهِرْتِ اللَّيْلَ في تمْرِيضِنَا * تَتَوَجَّعِينَ إِذَا سَمِعْتِ تَوَجُّعَا فَإِذَا فَرِحْنَا تُظْهِرِينَ بَشَاشَةً * وَإِذَا مَرِضْنَا تَذْرِفِينَ الأَدْمُعَا لَوْ كَانَ غَيرُ اللهِ يُعْبَدُ بَيْنَنَا * لَوَجَدْتِنَا يَا أُمُّ حَوْلَكِ رُكَّعَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَحَجَّاجُ إِمَّا أَنْ تَمُنَّ بِرَدِّهِ * عَلَيَّ وَإِلاَّ الآنَ فَاقْتُلْني مَعَهْ أَحَجَّاجُ لاَ تَفْجَعْ بِهِ إِنْ قَتَلْتَهُ * أَبَاهُ وَزَوْجَتَهُ وَأَبْنَاءَ أَرْبَعَة أَحَجَّاجُ لاَ تَتْرُكْ عَلَيْهِ جَمَاعَةً * مِنَ الأَهْلِ وَالجِيرَانِ يَبْكُونَ مَصْرَعَه {بِنْتُ عَبَّادِ بْنِ أَسْلَمَ البَكْرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَهْلاً أَبَيْتَ اللَّعْنَ لاَ تَأْكُلْ مَعَهْ * إِنَّ اسْتَهُ مِنْ بَرَصٍ مُلَمَّعَهْ وَإِنَّهُ يُدْخِلُ فِيهَا إِصْبَعَهْ * يُدْخِلُهَا حَتىَّ يُوَارِي أَشْجَعَهْ وَكَأَنَّمَا يَطْلُبُ شَيْئَاً ضَيَّعَهْ {لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَتى يَبْلُغُ البُنيَانُ يَوْمَاً تَمَامَهُ * إِذَا كُنْتَ تَبْنِيهِ وَغَيْرُكَ يَهْدِمُه {صَالِحُ بْنُ عَبْدِ القُدُّوس؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فَعْلُهُ/فَعْلُهَا/فَعْلُنَا/فَعْلِهِ/فَعْلِهَا/فَعْلَهُ/فَعْلَهَا/فَعْلَنَا/فَعْلُهُ/فَعْلُهَا/فَعْلَنَا/} فَلاَ أَحَدٌ في النَّاسِ قَطُّ يُحِبُّهُ * وَلَوْ خُطَّ في المَاءِ اسْمُهُ عِيفَ شُرْبُهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يُفَارِقُني مَنْ لاَ أُحِبُّ فِرَاقَهُ * وَيَصْحَبُني في النَّاس مَنْ لاَ أُحِبُّهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأَغْرَبُ مَا لاَقَيْتُ في مِصْرَ حَاقِدٌ * هَجَانيَ بِالفُصْحَى وَدَوْمَاً يَسُبُّهَا لَعَمْرُكُمُ إِنيِّ وَإِنْ لَمْ أُحِبَّهُ * فَإِنيِّ أُسَامِحُهُ لأَنيِّ أُحِبُّهَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَبَتْ عَيْنُهَا عَن عَاشِقٍ قَبَّحَتْ لَهُ * محَاسِنَهُ الغَرَّءَ آثَارُ حُبِّهِ

فَقَالَتْ لَهَا أَتْرَابُهَا بَعْدَ هَجْرِهِ * بِذَنْبِكِ عَاقَبْتِ الْفَتى لاَ بِذَنْبِهِ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * العِلْمُ صَيْدٌ وَالكِتَابَةُ قَيْدُهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الْوَرْدُ أَصْبَحَ في الرَّوَائِحِ عَبْدَهُ * وَالنَّرْجِسُ النِّيلِيُّ خَادِمُ عَبْدِهِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلَمْ أَرَ مِثْلِي صَارَ عَبْدَا لِمِثْلِهَا * وَلاَ مِثْلَهَا يَوْمَاً أَضَرَّ بِعَبْدِهِ {أَبُو نُوَاس / الحَسَنُ بْنُ هَانِئ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَتُفَّاحَةٍ أَلقَتْ بِهَا ليَ غَادَةٌ * جَنَتْهَا مِنَ الغُصْنِ الَّذِي مِثلُ قَدِّهَا تُصَوِّرُ نَهْدَيْهَا وَطِيبَ أَرِيجِهَا * وَشَهْدَ ثَنَايَاهَا وَحُمْرَةَ خَدِّهَا

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمِنَ الصَّداقَةِ مَا يُصِيبُكَ شَرُّهُ * وَمِنَ الْعَدَاوَةِ مَا يَنَالُكَ خَيْرُهُ {المُتَنَبي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° صَبْرَاً عَلَى حُلْوِ الْقَضَاءِ وَمُرِّهِ * مَنْ لَمْ يَمُتْ بِالسَّيْفِ مَاتَ بِغَيْرِهِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ كَانَ يَدْرِي المَيْتُ مَاذَا بَعْدَهُ * بِالحَيِّ مِنهُ بَكَى لَهُ في قَبْرِهِ لَوْ كَانَ يَدْرِي المَيْتُ مَاذَا بَعْدَهُ * بِالحَيِّ قَالَ عَجِبْتُ مِنهُ وَصَبْرِهِ غُصَصٌ تَكَادُ تَفِيضُ مِنهَا نَفْسُهُ * وَتَكَادُ يخْرُجُ قَلْبُهُ مِنْ صَدْرِهِ {دِيكُ الجِنّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° اغْسِلْ يَدَيْكَ مِنَ الزَّمَانِ وَغَدْرِهِ * وَعَنِ الْوَرَى كُنْ رَاهِبَاً في دَيْرِهِ

إِنيِّ اطَّلَعْتُ فَلَمْ أَجِدْ لي صَاحِبَاً * أَصْحَبْهُ في دَهْرِي وَلاَ في غَيْرِهِ فَتَرَكْتُ أَسْفَلَهُمْ لِكَثْرَةِ شَرِّهِ * وَتَرَكْتُ أَعْلاَهُمْ لِقِلَّةِ خَيْرِهِ {الإِمَامُ الشَّافِعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَاللهِ لَوْ مَسَّتْ يَدَاهَا وَرْدَةً * لاَزْدَادَ عِطْرَاً فَوْقَ عِطْرٍ عِطْرُهَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَمَنىَّ أُنَاسٌ أَنْ يَنَالُواْ مَكَانَتي * وَلَمْ يَعْلَمُواْ ذُقْتُهُ مِنْ مُرِّهَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° زَرَعْتُ لَكُمْ زَرْعَاً فَأَخْرَجَ شَطْأَهُ * فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمُ دَقَائِقَ شَطْرَهُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * مَا المَرْءُ إِلاَّ حَيْثُ يجْعَلُ نَفْسَهُ {أَبُو فِرَاسٍ الحَمَدَاني}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ جِئْتَني وَرَأَيْتَني لَظَنَنْتَني * مَيْتَاً وَمِن عَيْنَيْهِ سَالَتْ نَفْسُهُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمِنَ الصَّداقَةِ مَا يَنَالُكَ شَرُّهُ * وَمِنَ الْعَدَاوَةِ مَا يَنَالُكَ نَفْعُهُ {المُتَنَبي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَفيٌّ أَمِينٌ يَأْمَنُ الغَدْرَ غَادِرُه * حَبيٌّ عَفِيفٌ يجْرَحُ الفُحْشُ سَمْعَهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمُرَافِقُ السُّلْطَانِ مِثْلُ سَفِينَةٍ * في الْبَحْرِ تَرْجُفُ دَائِمَاً مِن خَوْفِهِ إِن أَدْخَلَتْ مِنْ مَائِهِ في جَوْفِهَا * يَغْتَالُهَا مَعَ مَائِهَا في جَوْفِهِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لاَقَيْتَنَا لُقْيَا السَّخِيِّ لِضَيْفِهِ * وَضَمَمْتَنَا ضَمَّ الكَمِيِّ لِسَيْفِهِ وَجَعَلْتَ بَيْتَكَ لِلْمُؤَمِّلِ كَعْبَةً * هِيَ رِحْلَةٌ لِشِتَائِهِ وَلِصَيْفِهِ {صَفِيُّ الدِّينِ الحِلِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° اللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِفَضْلِهِ * وَاللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يجْعَلُ رِزْقَهُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° شَقَاءٌ هِيَ الدُّنيَا وَلَكِنْ نُحِبُّهَا * فَعِشْهَا عَلَى مَا كَانَ مِنهَا أَوِ اشْقَهَا وَلاَ تُظْهِرَنَّ الزُهْدَ فِيهَا فَكُلُّنَا * شُهُودٌ بِأَنَّ الْقَلْبَ يُدْمِنُ عِشْقَهَا {أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° صَيُودٌ وَآلَةُ صَيْدِهِ هِيَ كَفُّهُ * إِذَا جَاعَ يَوْمَاً وَالذِّرَاعَانِ حَبْلُهُ

قَلِيلُ ادِّخَارِ المَالِ يَعْلَمُ أَنَّهُ * مَتى مَا يُعَايِنْ مَطْمَعَاً فَهْوَ أَكْلُهُ {الشَّرِيفُ الرَّضِيُّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° اللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِفَضْلِهِ * وَاللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يجْعَلُ فَضْلَهُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ عَيَّرُوني أَنَّ شَكْلِي كَشَكْلِهِ * وَمَا ضَرَّني إِنْ كَانَ عَقْلِي كَعَقْلِهِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 عَلَى لِسَانِ ابْنِ رَجُلٍ حَكِيمٍ وَرِثَ عَنهُ القُبْحَ وَالحِكْمَةَ مَعَاً} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° اصْبِرْ أَبَا أَيُّوبَ صَبْرَاً طَيِبَاً * فَإِذَا جَزِعْتَ عَنِ الهُمُومِ فَمَنْ لهَا صَبَّرْتَني وَوَعَظْتَني وَأَنَا لهَا * وَسَتَنْجَلِي بَلْ لاَ أَقُولُ لَعَلَّهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِلى اللهِ أَشْكُو أَنَّ كُلَّ قَبِيلَةٍ * مِنَ النَّاسِ أَفْني المَوْتُ خِيرَةَ أَهْلِهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَيْهَاتَ تَبْخَلُ بِالحَلاَوَةِ مَن حَبَا * هَا مُسْبِلُ النِّعَمِ الحَلاَوَةَ كُلَّهَا لَكِ يَا حَنَانُ حَلاَوَتَانِ فَهَذِهِ * لِلنَّاظِرِينَ وَتِلْكَ نَبْغِي أَكْلَهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَمَنىَّ أُنَاسٌ أَنْ يَنَالُواْ مَكَانَتي * وَلَمْ يَعْلَمُواْ ذُقْتُهُ مِنْ سُمِّهَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَرَى لَكِ وَجْهَاً فَتَّتَ القَلْبَ حُسْنُهُ * فَعَيْنَايَ في سَعْدٍ وَفي القَلْبِ حُزْنُهُ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لأَبي نُوَاس، وَالثَّاني لي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنيِّ كَتَمْتُ حَدِيثَ أَسْمَا لَمْ أَبُحْ * يَوْمَاً بِظَاهِرِهِ وَلاَ بِخَفِيِّهِ

وَحَفِظْتُ عَهْدَ وِصَالِهَا بِوِدَادِهِ * وَسُهَادِهِ وَشَجِيِّهِ وَهَنِيِّهِ وَلَهَا سَرَائِرُ في الضَّمِيرِ طَوَيْتُهَا * حَتىَّ نَسِيتُ بِأَنَّهَا في طَيِّهِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعَلْتُهُ/فَعَلْتَهُ/فَعَلْتُهَا/فَعَلْتَهَا/أَفْعَلْتُهُ/أَفْعَلْتَهُ/أَفْعَلْتُهَا/أَفْعَلْتَهَا/} بِرَبِّكَ أَخْبِرْني عَنِ اسْمِ مَدِينَةٍ * يَكُونُ رُبَاعِيَّاً إِذَا مَا عَدَدْتَهُ عَلَى أَنَّهُ حَرْفَانِ حِينَ تَقُولُهُ * وَمَعْنَاهُ حَرْفٌ وَاحِدٌ إِنْ وَجَدْتَهُ {بَهَاءُ الدِّينِ الزُّهَير ـ في مَدِينَةِ الطَّا} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِرَبِّكَ أَخْبِرْني عَنِ اسْمِ مَدِينَةٍ * يَكُونُ رُبَاعِيَّاً إِذَا مَا عَلِمْتَهُ عَلَى أَنَّهُ حَرْفَانِ حِينَ تَقُولُهُ * وَمَعْنَاهُ حَرْفٌ وَاحِدٌ إِنْ قَسَمْتَهُ

{بَهَاءُ الدِّينِ الزُّهَير ـ في مَدِينَةِ الطَّا} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا مَن إِذَا نُشِرَ الثَّنَاءُ عَلَى امْرِئٍ * بُدِئَ الثَّنَاءُ بِذِكْرِهِ وَبِهِ انْتَهَىتَهَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بحر الكامل والطويل ــ 3

[بَحْرُ الكَامِلِ وَالطَّوِيل ـ 3]: ================== {أَفْعَالُكَ/فِعَالُكَا/فِعَالُكِ/فَعُولُكَا/فَعُولُكِ/فَعِيلُكَا/فَعِيلُكِ/فَعِيلُكَا/} وَكُنْتُ إِذَا مَا قُلْتُ فِيكَ قَصِيدَةً * فَأَتْمَمْتُهَا اسْتَغْفَرْتُ رَبيِّ هُنَالِكَا فَيَحْسِبُ قَوْمِي ذَاكَ مِنيِّ تَأَثُّمَاً * وَمِن خَشْيَةِ التَّقْصِيرِ أَفْعَلُ ذَلِكَا {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَلِ المَدْحُ إِلاَّ تَرْكُكَ المَدْحَ مُلْقِيَاً * عَلَى كَرَمِ المَسْئُولِ عِبْءَ اتِّكَالِكَا فَتَأْخُذَ مَا تَبْغِي بِغَيْرِ وَسِيلَةٍ * كَمَا أَخَذَتْ يُمْنَاكَ ما في شِمالكا مُدِلاًّ عَلَيْهِ وَاثِقاً في سَخَائِهِ * تَرَى مَالَهُ دَلاًّ عَلَيْهِ كَمَالِكَا تَرَى جُودَهُ يُغْنِيكَ عَنْ كُلِّ مِدْحَةٍ * وَعَنْ كُلِّ ما تُدْلي بِهِ مِن حِبَالِكَا {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{أَفْعَالُهُ/فِعَالُهَا/فِعَالُنَا/فَعُولُهُ/فَعُولُهَا/فَعُولُنَا/فَعِيلُهُ/فَعِيلُهَا/فَعِيلُنَا/} نَفْسٌ تُرَى بَينَ الوَرَى أَشْلاَؤُهَا * أَحْيَتْ نُفُوسَاً أَنْ تُرَاقَ دِمَاؤُهَا {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالمِصْرَاعُ الثَّاني لأَمِيرِ الشُّعَرَاء أَحْمَد شَوْقِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ الفَتَاةَ حَدِيقَةٌ وَحَيَاؤُهَا * كَالمَاءِ مَوْقُوفٌ عَلَيْهِ بَقَاؤُهَا لاَ خَيرَ في حُسْنِ الفَتَاةِ وَعِلْمِهَا * إِنْ كانَ مِن غَيْرِ الحَيَاءِ رِدَاؤُهَا {بَاحِثَةُ البَادِيَة؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قُبْحَاً لِذَا الْعِلْمِ الَّذِي تَدَّعُونَهُ * إِذَا كَانَ في عِلْمِ النُّفُوسِ فَنَاؤُهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الشِّعْرُ حَيْثُ يُقَالُ مَنْ ذَا قَالَهُ * لاَ الشِّعْرُ حَيْثُ يُقَالُ مَنْ ذَا قَاءهُ

{شَكِيب أَرْسِلاَن 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كُلُّ امْرُئٍ مَدَحَ امْرَأً لِنَوَالِهِ * وَأَطَالَ فِيهِ فَقَدْ أَرَادَ هِجَاءهُ لَوْ لَمْ يُقَدِّرْ فِيهِ بُعْدَ المُسْتَقَى * عِنْدَ الوُرُودِ لَمَا أَطَالَ رِشَاءهُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَأَنْتَ حَبِيبي فَوْقَ كُلِّ أَحِبَّتي * وَإِنيِّ حَبِيبٌ لاَ يَخُونُ حَبِيبَهُ لَئِنْ كَانَ حُبُّ الغَيرِ فَرْضَاً عَلَى الفَتى * فَكَمْ هُوَ فَرْضٌ أَنْ يُحِبَّ قَرِيبَهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِذَا أَرَدْتَّ بِأَنْ تُحَقِّرَ صَالِحَاً * يَكْفِيكَ بَينَ النَّاسِ ذِكْرُ صَلاَحِهِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَأَنَّ عَلَى قَلْبي قَطَاةً تَذَكَّرَتْ * عَلَى ظَمَإٍ وِرْدَاً فَهَزَّتْ جَنَاحَهَا {دِيكُ الجِنّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * أَرَى أَرْؤُسَاً قَدْ أَيْنَعَتْ لحَصَادِهَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَهِيَ كَلِمَةٌ كَانَ يَقُولُهَا الحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ الثَّقَفِيُّ لأَهْلِ الْعِرَاقِ نَظَمْتُهَا} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يُفَارِقُني مَنْ لاَ أُرِيدُ فِرَاقَهُ * وَيَصْحَبُني في النَّاس مَنْ لاَ أُرِيدُهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَخِيٌّ وَفيٌّ لَيْسَ يَنْسَى وُعُودَهُ * وَلَكِنَّهُ يَنْسَى كَثِيرَاً وَعِيدَهُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 فِكْرَةُ ابْنِ الرُّومِيِّ مَعَ شَيْءٍ مِنَ التَّطْوِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَخِيٌّ وَذُو جُودٍ وَتُرْجَى وُعُودُهُ * قَوِيٌّ وَذُو بَأْسٍ وَيُخْشَى وَعِيدُهُ

قَوِيٌّ وَذُو بَأْسٍ وَيُخْشَى وَعِيدُهُ * سَخِيٌّ وَذُو جُودٍ وَتُرْجَى وُعُودُهُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا ذَلَّ في الدُّنيَا الأَعِزَّةُ وَاكْتَسَتْ * أَذِلَّتُهَا عِزَّاً وَسَادَ مَسُودُهَا هُنَالِكَ لاَ جَادَتْ سَمَاءٌ بِصَوْبِهَا * وَلاَ أَخْصَبَتْ أَرْضٌ وَلاَ اخْضَرَّ عُودُهَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِلى اللهِ أَشْكُو ثُمَّ أَشْكُو إِلَيْكُمُ * وَهَلْ تَنْفَعُ الشَّكْوَى إِلى مَنْ يَزِيدُهَا لُبَانَاتِ حُبٍّ في الْفُؤَادِ وَأَدْمُعَاً * أَظَلُّ بِأَطْرَافِ الْبَنَانِ أَذُودُهَا يَحِنُّ فُؤَادِي مِنْ قَسَاوَةِ بُعْدِكُمْ * حَنِينَ المُزَجَّى وِجْهَةً لاَ يُرِيدُهَا {عَبْدُ اللهِ بْنُ الدُّمَيْنَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَوْ شَاعَ في الفِرْدَوْسِ أَنَّكَ بَيْنَنَا * لَمَشَتْ إِلَيْنَا سَافِرَاتٍ حُورُهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَهُ مَنْطِقٌ يُنْبِيكَ عَنْ بَأْسِهِ كَمَا * يَدُلُّكَ عَنْ بَأْسِ الأُسُودِ زَئِيرُهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلي مَنْطِقٌ يُنْبِيكَ عَنْ بَأْسِهِ كَمَا * يَدُلُّكَ عَنْ بَأْسِ الأُسُودِ زَئِيرُهَا فَإِنْ تَكُنِ الخَنْسَاءَ إِنيَ صَخْرُهَا * وَإِنْ تَكُنِ الزَّبَّاءَ إِنيِّ قَصِيرُهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَقَدْ تَغْدِرُ الدُّنيَا فَيُمْسِي غَنِيُّهَا * فَقِيرَاً وَيَغْنى بَعْدَ بُؤْسٍ فَقِيرُهَا فَلاَ تَقْرَبِ المُتَعَ الحَرَامَ فَإِنَّمَا * حَلاَوَتُهَا تَفْنى وَيَبْقَى مَرِيرُهَا {الحُسَينُ بْنُ مَطِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فِرَقٌ مِنَ الأَسْمَاكِ نَاطِقَةٌ إِذَا * مَا جَاعَتِ ابْتَلَعَ الكَبِيرُ صَغِيرَهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَمَنىَّ أُنَاسٌ أَنْ يَنَالُواْ مَكَانَتي * وَلَمْ يَعْلَمُواْ كَيْفَ اجْتَرَعْتُ مَرِيرَهَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَالُواْ أَضَرَّ بِكَ الهَوَى فَأَجَبْتُهُمْ * يَا حَبَّذَاهُ وَحَبَّذَا أَضْرَارُهُ لاَ تَطْلُبُواْ في الحُبِّ عِزَّاً إِنَّمَا الْعُبْدَانُ مِن أَهْلِ الهَوَى أَحْرَارُهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * كَمَا تُكْسِبُ الحُمَّى الخُدُودَ احْمِرَارَهَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فِرَقٌ مِنَ الأَسْمَاكِ نَاطِقَةٌ إِذَا * مَا جَاعَتِ ابْتَلَعَ الكِبَارُ صِغَارَهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَوْطَانُنَا في الأَرْضِ خَالِصَةٌ لَنَا * نحْنُ الطُّيُورُ وَهَذِهِ أَوْكَارُنَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَشْعَلتَ حَرْبَاً لَمْ تَضَعْ أَوْزَارَهَا * تَرَكَتْ بِكُلِّ صَحِيفَةٍ آثَارَهَا وَحَمَلْتَ حَمْلَتَكَ الجَرِيئَةَ فَانْبرَتْ * أَقْلاَمُ مَن خَاضُواْ وَرَاءَكَ نَارَهَا عَجَبَاً أَتُحْيُونَ التُّرَاثَ بِقَتْلِهَا * وَتُقَوِّمُونَ بِهَدْمِهَا مُنهَارَهَا قُلْتُمْ تَشَعَّبَ نَحْوُهَا وَبَيَانهَا * وَاسْتَصْعَبَتْ أَبْنَاؤُنَا أَشْعَارَهَا لاَ تَظْلِمُواْ النَّشْءَالصَّغِيرَ فَإِنَّهُ * مَا كَانَ يَوْمَاً يَكْرَهُ اسْتِظْهَارَهَا رِفْقَاً بِعَابِرَةِ القُرُونِ وَرَحْمَةً * أَتُرِيدُ مِنهَا أَنْ تُفَارِقَ دَارَهَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 بِاَصَرُّفٍ كَبِيرٍ في الْبَيْتِ الرَّابِع، كَتَبَهَا شَاعِرُنَا الْعَظِيمُ في يُوسُفَ السِّبَاعِي}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا ضَاعَ شَيْءٌ بَيْنَ أُمٍّ وَبِنْتِهَا * فَإِحْدَاهُمَا لاَ شَكَّ خَلْفَ ضَيَاعِهِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * يَا لَيْتَ مَنْ جَهِلَ الصَّبَابَة ذَاقَهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا قِيلَ شِعْرٌ قَطُّ في تَقْرِيظِهِ * إِلاَّ وَفي أَخْلاَقِهِ مِصْدَاقُهُ قُولُواْ لِمَنْ جَارَاهُ كَيْفَ سَيَسْتَوِي * صَهَّالُ وَادٍ جَاءهُ نَهَّاقُهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَطَالَمَا كَانَ الهَلاَكُ مِنَ الغِنى * وَسَلاَمَةُ الإِنْسَانِ في إِمْلاَقِهِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يُنَادِمُ في سَاحِ الوَغَى أَعْدَاءهُ * صَبُوحَ المَنَايَا تَارَةً وَغَبُوقَهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا ارْتَحَلُواْ عَنْ دَارِ ضَيْمٍ تَلاَوَمُواْ * عَلَيْهَا وَرَدُّواْ وَفْدَهُمْ يَسْتَقِيلُهَا {عُمَيرَةُ بْنُ جُعْل، وَقَدْ سَرَقَهُ الشَّرِيفُ الرَّضِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأَحْسَنُ شَيْءٍ في المَصَائِبِ أَنَّهَا * تُذَكِّرُنَا بِاللهِ عِنْدَ نُزُولِهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * غُولٌ تَصُولُ تُرِيدُ مَنْ تَغْتَالُهُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الشِّعْرُ حَيْثُ يُقَالُ مَنْ ذَا قَالَهُ * لاَ الشِّعْرُ حَيْثُ يُقَالُ مَنْ ذَا بَالَهُ {شَكِيب أَرِسْلاَن 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * لَمْ تَدْرِ أَيْنَ يَمِينُهَا وَشِمَالُهَا {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَعَلَّهَا مِن أَجْلِ أُنْثَى أُوقِدَتْ * فَذَكَتْ وَشَبَّتْ وَالوَقُودُ رِجَالُهَا

وَمِنَ العَجَائِبِ أَنْ يُقَالَ عَنِ الأُلى * هُمْ مجْرِمُوهَا أَنَّهُمْ أَبْطَالُهَا صَدَقَتْ نُبُوءَاتُ المَلاَئِكِ عِنْدَمَا * خَافَتْ عَلَى الأَرْضِ الفَسَادَ يَنَالُهَا فَعَلاَمَ لاَ نَبْكِي لإِنْسَانِيَّةٍ * بَيْنَ الأَنَامِ تَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهَا {محَمَّدٌ الأَسْمَر، بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَخِيرِ فَهُوَ لإِيلِيَّا أَبي مَاضِي أَوْ لمحْمُود غُنيم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ الوَقِيعَةَ لاَ تَعُودُ بِشُؤْمِهَا * وَوَبَالِهَا إِلاَّ عَلَى مَنْ قَالَهَا {رَبُّ السَّيْفِ وَالْقَلَم / محْمُود سَامي البَارُودِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَأَى فَاقَتي مِن حَيْثُ يخْفَى مَكَانُهَا * فَكَانَتْ قَذَى عَيْنَيْهِ حَتىَّ أَزَالَهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

ومَشَى إلىَّ بَعْيبِ عَزَّةَ نِسْوَةٌُ * جَعَلَ الإِلَهُ خُدُودَهُنَّ نِعالَهَا لَوَ أَنَّ عَزَّةَ خاصَمَتْ شَمْسَ الضُّحَى * في الحُسْنِ عنْدَ مُوَفَّق لَقَضَى لَهَا {كُثَيُِّرُ عَزَّة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ قِيلَ {لِلْعَبَّاسِ يَا ابْنَ محَمَّدٍ} * قُلْ لاَ بِغَيْرِ غَضَاضَةٍ مَا قَالَهَا مَا أَن أَعُدَّ مِنَ المَكَارِمِ خَصْلَةً * إِلاَّ وَجَدْتُكَ عَمَّهَا أَوْ خَالَهَا وَإِذَا المُلُوكُ تَفَاخَرُواْ في بَلْدَةٍ * كَانُواْ جَلاَمِدَهَا وَكُنْتَ جِبَالَهَا إِنَّ المَكَارِمَ لَمْ تَزَلْ محْبُوسَةً * حَتىَّ حَلَلْتَ بِمَا فَعَلْتَ عِقَالَهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنيِّ نَظَرْتُ إِلى الحَمَائِمِ في الرُّبَى * فَعَجِبْتُ مِن حَالِ الأَنَامِ وَحَالِهَا فَتُحِبُّ حَتىَّ مَن أَتَى يَصْطَادُهَا * فَاعْجَبْ لِمُحْسِنَةٍ إِلى مُغْتَالِهَا فَغَبطْتُهَا في أَمْنِهَا وَسَلاَمِهَا * وَوَدِدْتُ لَوْ أُعْطِيتُ رَاحَةَ بَالِهَا وَجَعَلْتُ مَذْهَبَهَا لِنَفْسِيَ مَذْهَبَا * وَنَسَجْتُ أَخْلاَقِي عَلَى مِنوَالِهَا

مَنْ لَجَّ في ضَيْمِي تَرَكْتُ سَمَاءهُ * تَبْكِي عَلَيَّ بِشَمْسِهَا وَهِلاَلِهَا وَهَجَرْتُ رَوْضَتَهُ فَأَمْسَى وَرْدُهَا * بِالحِقْدِ كَالأَشْوَاكِ في أَدْغَالِهَا نِسْيَانُكَ الجَاني عَلَيْكَ فَضِيلَةٌ * وَخُمُودُ نَارٍ جَدَّ في إِشْعَالِهَا رِفْقَاً بِنَفْسِكَ فَوْقَ مَا حَمَّلْتَهَا * أَنْ تَجْعَلَ الأَضْغَانَ مِن أَحْمَالِهَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رِفْقَاً بِنَفْسِكَ فَوْقَ مَا حَمَّلْتَهَا * أَنْ تجْعَلَ الأَضْغَانَ مِنَ أَحْزَانِهَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَيْني تَوَدُّ لحُبِّهَا لِرِجَالِهَا * لَوْ أَنَّهَا اكْتَحَلَتْ وَلَوْ بِرِمَالِهَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَمَنْ يحْمَدِ الدًّنيَا لِشَيْءٍ يَسُرُّهُ * فَسَوْفَ لَعَمْرِي عَنْ قَلِيلٍ يَلُومُهَا إِذَا أَدْبَرَتْ كَانَتْ عَلَى المَرْءِ حَسْرَةً * وَإِن أَدْبَرَتْ كَانَتْ كَثِيرَاً هُمُومُهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِن أَكْرَمَتْكَ نُفُوسُنَا في لَيْلَةٍ * فَلَكَمْ قَضَيْتَ العُمْرَ في تَكْرِيمِهَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَضَى كُلُّ ذِي دَيْنٍ فَوَفَّى غَرِيمَهُ * وَزَيْنَبُ مَمْطُولٌ مُعَنىًّ غَرِيمُهَا {كُثَيِّر عَزَّة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا المَرْءُ إِلاَّ حَيْثُ يجْعَلُ نَفْسَهُ * فَاعْرِفْ لِنَفْسِكَ قَدْرَهَا بَينَ وَمَكَانَهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَرْجُوَنَّ مِنَ الطَّبِيعَةِ رَحْمَةً * إِنَّ الطَّبِيعَةَ دِينُهَا قَانُونُهَا

سَقَطَ الرَّضِيعُ فَمَا وَقَتْهُ سَمَاؤُهَا * تَلَفَاً وَلاَ ذَرَفَتْ عَلَيْهِ عُيُونُهَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَجُدْتُ بِنَفْسٍ لاَ يجَادُ بمِثْلِهَا * وَقُلْتُ اطْمَئِنيِّ حِينَ سَاءتْ ظُنُونُهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَهَنْتُ لَهُمْ نَفْسِي لأُكْرِمَهَا بِهِمْ * وَلَنْ يُكْرِمَ النَّفْسَ الَّذِي لاَ يُهِينُهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَدِي يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين أُعِيذُهَا * بِعَفْوِكَ أَنْ تَلْقَى هُنَا مَا يُشِينُهَا فَلاَ خَيرَ في الدُّنيَا وَلَمْ أَرَ خَيْرَهَا * إِذَا مَا شِمَالي فَارَقَتْهَا يَمِينُهَا فَلاَ خَيرَ في الدُّنيَا وَلاَ في الحَيَاةِ لي * إِذَا مَا شِمَالي فَارَقَتْهَا يَمِينُهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَمِ الدَّهْرُ أَبْكَى قَبْلَ عَيْنِكَ شَاعِرَاً * وَأَضْحَكَهُ وَالحُكْمُ للهِ دُونَهُ وَمَنْ سَبَّهُ قَدْ صَارَ بِاللهِ كَافِرَاً * وَمَن عَانَدَ الأَيَّامَ أَبْدَى جُنُونَهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَرَى كُلَّ شَيْءٍ عَكْسَ مَا تَنْظُرُونَهُ * وَتَكْرَهُ نَفْسِي كُلَّ مَا تَعْشَقُونَهُ وَذَلِكَ أَمْرٌ وَاضِحٌ تَعْرِفُونَهُ * فَقُولُواْ فُلاَنٌ قَدْ أَذَاعَ جُنُونَهُ أَجُوعُ فَآبى أَن أَذُوقَ غِذَائِي * وَأُثْقِلُ في الحَرِّ الشَّدِيدِ رِدَائِي وَأَنْقُرُ قُدَّامَ الجِنَازَةِ عُودَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَتىَّ يُغَيَّبَ بَعْدَ ذَاكَ بحُفْرَةٍ * لاَ أَهْلُهُ فِيهَا وَلاَ جِيرَانُهُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

ضُرِبَ المِثَالُ بِجُبْنِكُمْ بَينَ الوَرَى * قُتِلَ الزُّبَيرُ وَأَنْتُمُ جِيرَانُهُ {جَرِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَصَفَ الزَّمَانَ لَنَا وَجَادَ بِنَفسِهِ * لِتَكُونَ بُرْهَانَاً عَلَى حَدَثَانِهِ قَالَ احْذَرُواْ غَدْرَ الزَّمَانِ مُؤَكِّدَاً * بِوَفَاتِهِ مَا قَالَهُ بِلِسَانِهِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يخْتَالُ بَينَ النَّاسِ مُتَّئِدَ الخُطَى * رِيحُ الغُرُورِ تَهُبُّ مِن أَرْدَانِهِ كَمْ صَكَّ مَسْمَعَنَا بجَنْدَلِ لَفْظِهِ * وَأَطَالَ محْنَتَنَا بِطُولِ لِسَانِهِ فَأَتَى بِمَا لَمْ يَأْتِهِ مُتَقَدِّمٌ * أَوْ تَطْمَعُ الأَذْهَانُ في إِتْيَانِهِ هَذَا امْرُؤٌ قَدْ جَاءَ قَبْلَ أَوَانِهِ * إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ جَاءَ بَعْدَ أَوَانِهِ إِنْ قَالَ شِعْرَاً أَوْ تَسَنَّمَ مِنْبرَاً * فَتَعَوَّذُواْ بِاللهِ مِنْ شَيْطَانِهِ

{حَافِظ إِبْرَاهِيم، أَوْ محْمُود غَنيم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَا ضَرَّهُمْ لَوْ أَنهُمْ سَمِعُواْ لَهُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * أَيَنَامُ قَلْبٌ لاَ تَنَامُ همُومُهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَمَنىَّ أُنَاسٌ أَنْ يَنَالُواْ مَكَانَتي * وَلَمْ يَعْلَمُواْ مَا ذُقْتُهُ مِنْ سُمُومِهَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ جِئْتَني وَرَأَيْتَني لَظَنَنْتَني * مَيْتَاً وَمِن عَيْنَيْهِ سَالَتْ رُوحُهُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي 0 بِتَصَرُّف؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَاللهِ لَوْ مَسَّتْ يَدَاهَا وَرْدَةً * لاَزْدَادَ طِيبَاً فَوْقَ طِيبٍ طِيبُهَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

صَحَّتْ نُبُوءَاتُ المَلاَئِكِ عِنْدَمَا * خَافَتْ عَلَى الأَرْضِ الفَسَادَ يُصِيبُهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَتُضْرَبُ لَيْلَى كُلَّمَا النَّاسُ أَكْثَرُواْ * وَقَالُواْ إِذَا مَا جِئْتُ هَذَا حَبِيبُهَا {قَيْسُ بْنُ المُلَوَّحِ الْعَامِرِيّ / مَجْنُون لَيْلَى} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا هَجَرَتْهَا النَّفْسُ مِنْ قِلَّةِ الهَوَى وَلَكِنَّهُ قَدْ قَلَّ مِنْكِ نَصِيبُهَا فَلَيْتَ الَّذِي أَرْجُو لَهَا قَدْ أَصَابَني * وَلَيْتَ الَّذِي تَرْجُوهُ لي لاَ يُصِيبُهَا أَهَابُ أُكَلِّمُهَا وَلَيْسَ لأَنَّني * عَييٌّ وَلَكِنْ مِلْءُ عَيْنٍ حَبِيبُهَا {قَيْسُ بْنُ المُلَوَّحِ الْعَامِرِيّ / مَجْنُون لَيْلَى} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَتَوَرَّدَتْ وَتَعَصْفَرَتْ وَجَنَاتُهَا

{الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * وَيَبِينُ عِتْقُ الخَيْلِ مِن أَصْوَاتهَا {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَنْ لَمْ يَذُقْ مُرَّ التَّعَلُّمِ سَاعَةً * تجَرَّعَ ذُلَّ الجَهْلِ طُولَ حَيَاتِهِ {الإِمَامُ الشَّافِعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° العَيْشُ حُلْوٌ في سَبِيلِ رُقِيِّهِ * وَالمَوْتُ أَحْلَى في سَبِيلِ حَيَاتِهِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° صَفْحَاً لِصَرْفِ الدَّهْرِ عَن هَفَوَاتِهِ * إِنْ كَانَ هَذَا اليَوْمُ مِن حَسَنَاتِهِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ المُلُوكَ تُحَبُّ خَشْيَةَ بَأْسِهَا * لَكِنَّ {/5/ 5/5} يُحَبُّ لِذَاتِهِ

لاَ قَلْبَ إِلاَّ أَحْرُفُ اسْمِكَ لَحْنُهُ * إِنْ دَقَّ تَسْمَعُ ذَاكَ في دَقَّاتِهِ مَنْ يُرْضِ رَبَّ العَرْشِ في مَلَكُوتِهِ * عَنهُ تَفَانى النَّاسُ في مَرْضَاتِهِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ أَعْجَزَ الشُّعَراءَ طُولَ حَيَاتِهِ * وَاليَوْمَ أَعْجَزَهُمْ بِنَدْبِ وَفَاتِهِ هَيْهَاتَ يُوجَدُ في العُرُوبَةِ شَاعِرٌ * كُفْؤٌ لِيُرْثيَهُ بِمِثْلِ لُغَاتِهِ لَوْ كَانَ وَحْيٌ بَعْدَ وَحْيِ محَمَّدٍ * لاَنْشَقَّ ذَاكَ الوَحْيُ عَن آيَاتِهِ السِّحْرُ في نَفَثَاتِهِ وَالزَّهْرُ في * نَفَحَاتِهِ وَالدَّهْرُ بَعْضُ رُوَاتِهِ مَا رَامَ شَارِدَ حِكْمَةٍ في نَظْمِهِ * إِلاَّ أَصَابَ صَمِيمَهَا بِحَصَاتِهِ وَلَكَمْ مَرَرْتُ بحَاسِدِيهِ لِفَضْلِهِ * رغْمَ القِلَي يَرْوُونَ مِن أَبْيَاتِهِ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خَلَتِ المحَافِلُ مِنْ بَلاَبِلِهِ فَمَا * تَقَعُ العُيُونُ سِوَى عَلَى حَشَرَاتِهِ خَلَتِ المحَافِلُ مِنْ بَلاَبِلِهِ فَمَا * تَقَعُ العُيُونُ سِوَى عَلَى حَشَرَاتِهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَضَتِ الَّتي كَانَتْ كَزَنْبَقَةِ الرُّبَى * في طُهْرِهَا وَأَرِيجِهَا وَصِفَاتهَا فَكَأَنَّمَا الأَغْصَانُ أَثْقَلَهَا الأَسَى * أَفَمَا تَرَاهَا قَوَّسَتْ هَامَاتهَا وَمَشَى النَّسِيمُ إِلى الزُّهُورِ مُعَزِّيَاً * يَبْكِي وَتَمْسَحُ كَفُّهُ عَبَرَاتهَا وَاللهِ لَنْ تَفِيَ النُّفُوسُ بِحُبِّهَا * حَتىَّ تَفِيضَ اليَوْمَ مِن حَسَرَاتهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِنْ لَمْ تَكُن إِلاَّ الأَسِنَّةُ مَركَبَاً * فَمَا حِيلَةُ المضْطَرِّ إِلاَّ رُكُوبُهَا {الْكُمَيْتُ بْنُ زَيْدٍ الأَسَدِيّ}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قُبْحَاً لِذَا الْعِلْمِ الَّذِي تَدَّعُونَهُ * إِذَا كَانَ في عِلْمِ النُّفُوسِ هَلاَكُهَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَدَعِ الهَوَى أَوْ مُتْ بِدَائِكَ إِنَّ مِنْ * شَأْنِ المُتَيَّمِ أَنْ يَمُوتَ بِدَائِهِ {ابْنُ الرُّومِيّ، كَمَا نُسِبَا أَيْضَاً لِلبُحْتُرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَادَى يُطَالِبُ بِالحُقُوقِ فَلَمْ يَكُن * غَيرُ الرَّصَاصِ لَهُ جَوَابَ نِدَائِهِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَجَمْعٍ سَقَيْنَا أَرْضَهُ مِنْ دِمَائِهِ * بِسَيْلٍ فَصَارَتْ في غِنىً عَنْ سَمَائِهِ {ابْنُ المُعْتَزّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

العَيْشُ حُلْوٌ في سَبِيلِ رُقِيِّهِ * وَالمَوْتُ أَحْلَى في سَبِيلِ بَقَائِهِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَا الفَقْرُ عَيْبَاً مَا تجَمَّلَ أَهْلُهُ * وَلَمْ يَسْأَلُواْ إِلاَّ مُدَاوَاةَ دَائِهِ وَمَا العَيْبُ إِلاَّ عَيْبُ مَنْ يَمْلِكُ الغِنى * وَيَمْنَعُ أَهْلَ الفَقْرِ فَضْلَ رِدَائِهِ {البُحْتُرِيّ؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَتىً يُتَّقَى في السِّلْمِ حَشْوُ دَوَاتِهِ * كَمَا يُتَّقَى في الحَرْبِ حَشْوُ جِرَابِهِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° غَضِبَ الهَوَا لَمَّا خَطَبْتَ عَنِ الهَوَى * فَحَذَارِ فِيمَا بَعْدُ مِن إِغْضَابِهِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَجُلٌ قُصَارَى القَوْلِ فِيهِ أَنَّهُ * رَجُلٌ أَعَادَ إِلى العِرَاقِ شَبَابَهُ

{محَمَّدٌ الأَسْمَر} رَجُلٌ قُصَارَى القَوْلِ فِيهِ أَنَّهُ * قَدْ رَدَّ لِلإِسْلاَمِ عَهْدَ شَبَابِهِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} رَجُلٌ قُصَارَى القَوْلِ فِيهِ أَنَّهُ * رَجُلٌ أَعَادَ إِلى البِلاَدِ شَبَابَهَا {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يمْشِي الفَقِير مُطَأْطِئَاً مِن رَأْسِهِ * وَالنَّاسُ تُغْلِقُ دُونَهُ أَبْوَابَهَا وَتَرَاهُ مجْفُوَّاً بِغَيرِ جِنَايَةٍ * وَيَرَى العَدَاوَةَ لاَ يَرَى أَسْبَابَهَا حَتىَّ الكِلاَبُ إِذَا رَأَتْ أَهْلَ الغِنى * رَفَعَتْ لَهُمْ بِتَحِيَّةٍ أَذْنَابَهَا وَإِذَا رَأَتْ يَوْمَاً فَقِيرَاً مَاشِيَاً * نَبَحَتْ عَلَيْهِ وَكَشَّرَتْ أَنيَابَهَا {تُنْسَبُ لِلْعَبَّاسِ بْنِ الأَحْنَف 0 بِشَيْءٍ مِنَ التَّصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * فَلَسْتُ أُبَالي أَنْ يَطِنَّ ذُبَابُه/ذُبَابُهَا

{ابْنُ مَيَّادَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِلى كَمْ مُقَامِي في بِلاَدٍ كَهَذِهِ * تَسَاوَى بِهَا آسَادُهَا وَكِلاَبُهَا أُقَلِّدُهَا الدُّرَّ الثَّمِينَ وَإِنَّهُ * لَعَمْرُكَ شَيْءٌ أَنْكَرَتْهُ رِقَابُهَا {بَهَاءُ الدِّينِ الزُّهَير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَمَنىَّ أُنَاسٌ أَنْ يَنَالُواْ مَكَانَتي * وَلَمْ يَعْلَمُواْ مَا ذُقْتُهُ مِنْ صِعَابِهَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَيْني تَوَدُّ لحُبِّهَا لِرِحَابهَا * لَوْ أَنَّهَا اكْتَحَلَتْ وَلَوْ بِتُرَابِهَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° المَرْءُ يَقْضِي الْعُمْرَ في طَلَبِ المُنى * وَخُطَى المَنِيَّةِ مِنْ وَرَاءِ طِلاَبِهِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَهْطٌ رَأَى التَّجْدِيدَ في إِعْجَامِهِ * لَمَّا أَحَسَّ العَجْزَ عَن إِعْرَابِهِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَيْفَ السُّلوُّ وَكَيْفَ أَنْسَى ذِكْرَهُ * وَإِذَا دُعِيتُ فَإِنَّمَا أُدْعَى بِهِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هُوَ الضَّيْمُ لَوْ غَيْرُ القَضَاءِ أَتَى بِهِ * لَكَانَ لَهُ شَأْنٌ مَعِي في عِتَابِهِ {ابْنُ زَيْدُون صَاحِبُ المِصْرَاعِ الأَوَّل، وَأَجَزْتُهُ أَنَا بِالمِصْرَاعِ الثَّاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا ظَالِمَاً مُتَمَرِّدَاً * يَرَى النَّجْمَ تِيهَاً تحْتَ ظِلِّ رِكَابِهِ وَعَمَّا قَلِيلٍ وَهْوَ في غَفَلاَتِهِ * وَإِذْ بِالْقَوَاصِمِ قَدْ أَنَاخَتْ بِبَابِهِ {الإِمَامُ الشَّافِعِيّ}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بَلَوْتُ لَعَمْرِي النَّاسَ لَمْ أَرَ بَيْنَهُمْ * سِوَى مَن غَدَا وَالبُخْلُ مِلْءُ إِهَابِهِ فَلاَ ذَا يَرَانِي قَاعِدَاً في طَرِيقِهْ * وَلاَ ذَا يَرَاني وَاقِفَاً عِنْدَ بَابِهِ غَنيٌّ بِلاَ مَالٍ عَنِ النَّاسِ كُلِّهِمْ * وَلَيْسَ الغِنى إِلاَّ عَنِ الشَّيْءِ لاَ بِهِ {الإِمَامُ الشَّافِعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَللهِ سَيفٌ لاَ يُفَلُّ سِطَامُهُ * وَللهِ قَوسٌ لاَ تَطِيشُ سِهَامُهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكَأَنَّني لَمْ أَلْقَ مَن أَعْطَيْتُهُ * عُمْرِي وَلَمْ أَسْكَرْ بخَمْرِ كَلاَمِهِ أَفَتَطْمَعُونَ بِأَن أَعُودَ إِلى الهَوَى * بَعْدَ الَّذِي عَانَيْتُ مِن آلاَمِهِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَكَأَنَّهُ لَمْ يَلْقَ مِنْ محْبُوبِهِ * وَصْلاً وَلَمْ يَسْكَرْ بخَمْرِ كَلاَمِهِ أَفَتَطْمَعُونَ بِأَنْ يَعُودَ إِلى الهَوَى * بَعْدَ الَّذِي عَانَاهُ مِن آلاَمِهِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * إِنَّ المَنَايَا لاَ تَطِيشُ سِهَامُهَا {لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَمَا إِنَّ أَوْصَافَ الأَمِيرِ جَوَاهِرٌ * وَلَيْسَ مَدِيحِي فِيهِ إِلاَّ نِظَامُهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يُفَارِقُني مَنْ لاَ أَطِيقُ فِرَاقَهُ * وَيَصْحَبُني في النَّاس مَنْ لاَ أَطِيقُهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الكَوْنُ أَشْرَقَ أَرْضُهُ وَسَمَاؤُهُ * وَالبِشْرُ فَوْقَ الوَجْهِ يَقْطُرُ مَاؤُهُ وَالبُلبُلُ الصَّدَّاحُ مِنْ تَرْحِيبِهِ * أَسَرَ المَشَاعِرَ وَالقُلُوبَ غِنَاؤُهُ

{هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ... ... ... ... ... لِسَانُ الْفَتى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُؤَادُهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَالُكَا/فِعَالُكَا/فَعُولُكَا/فَعِيلُكَا/فِيلُكَا/فَعِيلُكَا/} * يَمُنُّ بِلاَ مَنٍّ بِمَا هُوَ مَالِكُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ يَعْتَرِيكَ السُّقمُ فِيهَا مَرَّةً * كَلاَّ وَلاَ تَرِدُ الهُمُومُ بِبَالِكَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَبُوكَ أَبُو سُوءٍ وَخَالُكَ مِثْلُهُ * وَلَسْتَ بخَيْرٍ مِن أَبِيكَ وَخَالِكَ وَإِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ أَنْ لاَ تَلُومَهُ * عَلَى اللُّؤْمِ مَن أَلْفَى أَبَاهُ كَذَلِكَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَئِنْ سَاءَ ني أَنْ نِلْتِ مِنِّيَ غِيبَةً * فَقَدْ سَرَّني أَنيِّ خَطَرْتُ بِبَالِكِ

{عَبْدُ اللهِ بْنُ الدُّمَيْنَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَهَلْ أَنَاْ في يُمْنى يَدَيْكِ جَعَلْتِني * فَأَسْعَدَ أَمْ صَيَّرْتِني في شِمَالِكِ وَوَاللهِ لَوْ قُلْتِ الَّذِي لاَ يَسُرُّني * سَيُسْعِدُني أَنيِّ خَطَرْتُ بِبَالِكِ {عَبْدُ اللهِ بْنُ الدُّمَيْنَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {مَفَاعِلُ/أَفَاعِلُ/أَفَاعِلاَ/تَفَاعُلُ/فَاعِلُ/فَوَاعِلُ/فَوَاعِلاَ/فَعَائِلُ/فَعَائِلاَ/} * كَفَانيَ قَوْلُ النَّاسِ أَنَّكَ كَاذِبُ {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° النَّاسُ فِيمَا يَعْشَقُونَ مَذَاهِبُ {أَبُو فِرَاسٍ الحَمَدَانيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ ذَلَّ مَنْ بَالَتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَتَضْحَكُ سِنُّ المَرْءِ وَالقَلْبُ مُوجَعٌ * وَيَرْضَى الفَتى عَنْ دَهْرِهِ وَهْوَ عَاتِبُ {دِيكُ الجِنّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ زِدْتُ بِالأَيَّامِ وَالنَّاسِ خِبْرَةً * وَجَرَّبْتُ حَتىَّ هَذَّبَتْني التَّجَارِبُ {أَبُو فِرَاسٍ الحَمَدَانيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مِنَ النَّاسِ مَنْ يَغْشَى الأَبَاعِدَ نَفْعُهُ * وَتَشْقَى بِهِ حَتىَّ المَمَاتِ الأَقَارِبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَجِبْتُ لِصَبْرِي بَعْدَهُ وَهْوَ مَيِّتٌ * وَكُنْتُ امْرَأً أَبْكِي دَمَاً وَهْوَ غَائِبُ سِوَى أَنَّهَا الأَيَّامُ قَدْ صِرْنَ كُلُّهَا * عَجَائِبَ حَتىَّ لَيْسَ فِيهَا عَجَائِبُ بَكَاكَ أَخٌ لَمْ يَتَّصِلْ بِقَرَابَةٍ * أَلاَ إِنَّ إخْوَانَ الصَّفَاءِ أَقَارِبُ {الْبَيْتُ الأَخِيرُ لِدِيكِ الجِنّ}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا قُلْتَ في شَيْءٍ نَعَمْ فَأَتِمَّهُ * فَإِنَّ نَعَمْ دَيْنٌ عَلَى الحُرِّ وَاجِبُ وَإِلاَّ فَقُلْ لاَ تَسْتَرِحْ وَتُرِحْ بِهَا * لِئَلاَّ يَقُولَ النَّاسُ أَنَّكَ كَاذِبُ {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَارٌ لَوِ ابْتُلِيَ الخَلِيلُ بِمِثْلِهَا * أَسْتَغْفِرُ اللهَ لَوَلَّى هَارِبَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا شِئْتَ إِحْصَاءً لحُسْنِ صِفَاتِهِ * فَكُنْ كَاتِبَاً أَوْ فَاتَّخِذْ لَكَ كَاتِبَا {أَبُو تَمَّام} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَلَيْنَا بِقُرْبِكُمُ مِنَ اللهِ أَنعُمٌ * فَلاَ تجْعَلُوهَا بِالجَفَاءِ مَصَائِبَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَمَا تُنْبِتُ الغَبرَاءُ غَيرَ كَوَارِثٍ * وَمَا تُمْطِرُ الأَفْلاَكُ إِلاَّ مَصَائِبَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ حَوَّلَ المَنُّ الجَمِيلَ إِسَاءةً * وَالحَمْدَ ذَمَّاً وَالمحِبَّ محَارِبَاً °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * وَمَا ليَ لاَ أَبْكي وَتَبْكِي صَوَاحِبي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَرَحَّالَةٍ طَافَ المَدَائِنَ وَالقُرَى * كَسَتْهُ يَدُ الأَيَّامِ حُلَّةَ خَائِبِ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لِيَاسِرٍ الحَمَدَاني، وَالآخَرُ لأَبي تَمَّامٍ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأَحْسَنُ شَيْءٍ في المَقَادِيرِ أَنَّهَا * تُذَكِّرُنَا بِاللهِ عِنْدَ المَصَائِبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَنْ صَحِبَ الدُّنيَا بِعِفَّةِ رَاهِبِ * فَأَيَّامُهُ محْفُوفَةٌ بِالمَصَائِبِ

{إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوِ الشَّاعِرُ الْقَرَوِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بَني عَمِّنَا إِنَّ الْعَدَاوَةَ شَأْنَهَا * ضَغَائِنُ تَبْقَى في نُفُوسِ الأَقَارِبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَرُبَّمَا مَنَعَ الْكَرِيمُ وَمَا بِهِ * بخْلٌ وَلَكِنْ سُوءُ حَظِّ الطَّالِبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ذِكْرَاكَ فِينَا رَغْمَ مَوْتِكَ حَيَّةٌ * مَهْمَا تَغِبْ عَنَّاً فَلَسْتَ بغَائِبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° غُلاَمٌ أَتَاهُ اللُّؤْمُ مِنْ شَطْرِ نَفْسِهِ * وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ شَطْرِ أُمٍّ وَلاَ أَبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُعَزِّيكَ لاَ أَنيِّ أَظُنُّكَ جَازِعَاً * عَلَيْهِ وَلَكِنىِّ أَقُومُ بِوَاجِبي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

رَمَتْني اللَّيَالي عَنْ قِسِيِّ النَّوَائِبِ * فَمَا أَخْطَأَتْني مُرْسَلاَتُ المَصَائِبِ أُقَضِّي نَهَارِي بِالأَمَاني الكَوَاذِبِ * وَآوِي إِلى لَيْلٍ بَطِيئِ الكَوَاكِبِ {ابْنُ زَيْدُون} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَزَهَّدَني في النَّاسِ مَعْرِفَتي بِهِمْ * وَطُولُ اخْتِبَارِي صَاحِبَاً بَعْدَ صَاحِبِ فَلَمْ تُرِني الأَيَّامُ خِلاًّ تَسُرُّني * بَوَادِيهِ إِلاَّ سَاء ني في الْعَوَاقِبِ {ابْنُ الرُّومِي 0 غَيرَ أَنَّ المِصْرَاعَ الأَوَّلَ مِنَ الْبَيْتِ الأَوَّلِ؛ لأَبي الْعَلاَءِ المَعَرِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكَيُفَ أُعَزِّي مَنْ بَرَى الدَّهْرَ خِبرَةً * وَأَدْرَكَ مَا في طِبِّهِ مِن عَجَائِبِ فَلاَ تَأْسَ مِن وَقْعِ الخُطُوبِ وَإِنْ جَنَتْ * عَلَيْكَ فَإِنَّ النَّاسَ مَرْعَى النَّوَائِبِ

إِذَا مَا الرَّدَى أَوْدَى بِآدَمَ قَبْلَنَا * فَمَنْ بَعْدَهُ مِنْ نَسْلِهِ غَيرَ ذَاهِبِ وَمَا مَاتَ مَن أَبْقَاكَ تَهْتِفُ بِاسْمِهِ * وَتَذْكُرُ عَنهُ صَالحَاتِ المَنَاقِبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يُمِيتُ وَيُحْيى وَهْوَ شَيْءٌ مُسَخَّرٌ * وَيَمْشِي بِلاَ رِجْلٍ إِلى كُلِّ جَانِبِ يُرَى في حَضِيضِ الأَرْضِ طَوْرَاً وَتَارَةً * يُرَى كَامِنَاً كَالرُّوحِ بَينَ السَّحَائِبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَكَانَ فَنَاءُ الكَوْنِ مَبْدَؤُهُ قِنَا * وَقَدْ صَدَقَتْ فِيهِ نُبُوءةُ كَاذِبِ وَهَلْ تِلْكَ لِلْيَوْمِ العَظِيمِ دَلاَئِلٌ * سَيَتْبَعُهَا بَعْدُ انْتِثَارُ الكَوَاكِبِ فَلَمْ أَدْرِ هَلْ سَيْلُ المِيَاهِ الَّذِي بَدَا * يُهَدِّدُنَا أَمْ ذَاكَ سَيْلُ المَصائِبِ

قِنَا هَلْ رَأَيْتِ الحَشْرَ كَيْفَ لِهَوْلِهِ * يَفِرُّ الفَتى عَنْ صَحْبِهِ وَالأَقَارِبِ قَضَواْ لَيْلَهُمْ قَدْ كَحَّلَ النَّوْمُ جَفْنَهُمْ * عَلَى أَمَلٍ بِالخَيْرِ لاَ بِالنَّوَائِبِ فَمَا طَلَعَتْ شَمْسُ النَّهَارِ عَلَيْهِمُ * سِوَى وَهُمُ مَا بَينَ مَيْتٍ وَهَارِبِ يَكَادُ وَهَوْلُ النَّائِبَاتِ يُحِيطُهُ * تَضِيقُ عَلَيْهِ الأَرْضُ ذَاتُ المَنَاكِبِ وَكَادُواْ وَهَوْلُ النَّائِبَاتِ يَلُفُّهُمْ * عَلَيْهِمْ تَضِيقُ الأَرْضُ ذَاتُ المَنَاكِبِ حَنَانَيْكَ رَبَّ العَالَمِينَ فَقَدْ كَفَى * لَنَا وَلَهُمْ مَا هَدَّنَا مِنْ مَتَاعِبِ فَلَيْسَ لَهُمْ مِن أَمْرِكَ اليَوْمَ عَاصِمٌ * سِوَى رَحْمَةٍ تَجْلُو ظَلاَمَ الغَيَاهِبِ وَمَا قَوْمُ نُوحٍ هُمْ فَمَا بَالُ مَوْتهِمْ * عَلَى يَدِ طُوفَانٍ مِنَ المَاءِ سَاكِبِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يُرِيكَ الرِّضَا وَالغِلُّ حَشْوُ جُفُونِهِ * وَقَدْ تَنْطِقُ العَيْنَانِ وَالفَمُ سَاكِتُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° طَرْفٌ أَطَلْتُ عِنَانَهُ لِيُصِيبَ لي * بَعْضَ المُنى فَأَصَابَني لَمَّا أَتَىَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنَاةٌ فَإِنْ لَمْ تُغْنِ أُتْبِعُ بَعْدَهَا * وَعِيدَاً فَإِنْ لَمْ يُغْنِ أَغْنَتْ كَوَارِثُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَا تُنْبِتُ الغَبرَاءُ غَيرَ مَصَائِبٍ * وَمَا تُمْطِرُ الأَفْلاَكُ إِلاَّ كَوَارِثَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَضِيقُ عَلَى الحَمْقَى أُمُورٌ كَثِيرَةٌ * وَفِيهَا لأَرْبَابِ العُقُولِ مخَارِجُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا صَبَّرَ المَرْءَ اللَّبِيبَ كَنَفْسِهِ * وَالمَرْءُ يُصْلِحُهُ الجَلِيسُ الصَّالِحُ

{لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَأَنْ لَمْ يمُتْ حَيٌّ سِوَاكَ وَلَمْ تَقُمْ * عَلَى أَحَدٍ إِلاَّ عَلَيْكَ النَّوَائِحُ لَئِن حَسُنَتْ فِيكَ المَرَاثِي وَذِكْرُهَا * لَقَدْ حَسُنَتْ مِنْ قَبْلُ فِيكَ المَدَائِحُ {أَشْجَعُ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ المُرِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَرَى الدَّهْرَ يَا قَلْبي تَأَذَّنَ صَرْفُهُ * بخَطْبٍ أَلِيمِ الوَقْعِ في النَّفْسِ فَادِحِ سَأَرْكَبُ لِلآلاَمِ يَدْفَعُني أَبي * تِجَاهَ طَرِيقٍ مُظْلِمٍ غَيْرِ وَاضِحِ وَمَا حِيلَةُ العُشَّاقِ فَاضَتْ عُيُونهُمْ * بِدَمْعٍ عَلَى الخَدَّيْنِ لِلحُبِّ فَاضِحِ فَيَا رَاكِبَاً وَالوَجْدُ يُضْني فُؤَادَهُ * أُفَدِّيكَ مِنْ نَاءٍ عَنِ الدَّارِ نَازِحِ تَوَالَتْ عَلَيَّ النَّائِبَاتُ كَأَنَّهَا * دَيَاجِيرُ لَيْلٍ صُبْحُهُ غَيْرُ لاَئِحِ

وَبِتُّ يُؤَرِّقُني وَقَدْ شَطَّ بي النَّوَى * تَأَجُّجُ نَارٍ لِلهَوَى في الجَوَانِحِ فَيَا عَيْنُ هَذَا مَوْطِنُ الدَّمْعِ فَاسْفَحِي * لِمَا شِئْتِ مِن غَيْثِ الدُّمُوعِ السَّوَافِحِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَتَغْضَبُ إِن أَبْصَرْتَ في عَيْنيَ الْقَذَى * وَأَنْتَ تَرَى في عَيْنِكَ الجِذْلَ يَا أَخِي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَهُوَ في الأَصْلِ مَثَلٌ عَرَبيٌّ قُمْتُ بِنَظْمِهِ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَصَائِبُ قَوْمٍ عِنْدَ قَوْمٍ فَوَائِدُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَئِنْ كَانَ لَمْ يُعْطَ الخُلُودَ فَإِنَّهُ * بِسِيرَتِهِ الغَرَّاءِ في النَّاسِ خَالِدُ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَزَارَتْكُمُ بِالمَدْحِ كُلُّ قَصِيدَةٍ * وَلاَ قَصَدَتْكُمْ بِالهِجَاءِ القَصَائِدُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَنْ لَمْ يَمُتْ بِالسَّيْفِ مَاتَ بِغَيرِهِ * تَعَدَّدَتِ الأَسْبَابُ وَالمَوْتُ وَاحِدُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَوْ عَلِمَ الإِنْسَانُ مَا هُوَ وَاقِعُ * لَمَا نَامَ سُمَّارٌ وَلاَ هَبَّ رَاقِدُ {محْمُود سَامِي البَارُودِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكُلٌّ يَرَى طُرُقَ الشَّجَاعَةِ وَالنَّدَى * وَلَكِنَّ طَبْعَ النَّفْسِ لِلنَّفْسِ قَائِدُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ يَصْبرُونَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدِ {أَوَّلُ مَنْ فَكَّرَ في تَضْمِينِهَا الشِّعْرَ عَلَى حَدِّ عِلْمِي هُوَ دِعْبِلٌ الخُزَاعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

* هُنَا وَقَفَ التَّارِيخُ وَقْفَةَ شَاهِدِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأَحْسَنُ شَيْءٍ في المَقَادِيرِ أَنَّهَا * تُذَكِّرُنَا بِاللهِ عِنْدَ الشَّدَائِدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَرُبَّمَا مَنَعَ الْكَرِيمُ وَمَا بِهِ * بخْلٌ وَلَكِنْ سُوءُ حَظِّ الْوَافِدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَنْجِزْ مَوَاعِدَكَ الَّتي قَدَّمْتَهَا * يَا مُنْجِزَ النُّعْمَى بِدُونِ مَوَاعِدِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ كَانَ مِثْلُكَ في زَمَانِ محَمَّدٍ * مَا جَاءَ في القُرْآنِ بِرُّ الوَالِدِ {ابْنُ الرُّومِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا لاَمْرِئٍ طُولُ الخُلُودِ وَإِنَّمَا * يُخَلِّدُهُ ذِكْرُ اسْمِهِ في الْقَصَائِدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَرْنُو إِلَيْكَ بِمُقْلَةٍ مَكْسُورَِة * فِيهَا مِنَ الْعَبَرَاتِ أَصْدَقُ شَاهِدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَعَيْنيَ مَاذَا قَدْ أَخَذْتِ بِنَظْرَةٍ * فَأَوْرَدْتُ قَلْبي مِنْكِ شَرَّ مَوَارِدِ أَعَيْنيَ كُفِّي عَنْ فُؤَادِي فَإِنَّهُ * مِنَ البَغْيِ سَعْيُ اثنَيْنِ في قَتْلِ وَاحِدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ كُنْتُ عُدَّتيَ الَّتي أَسْطُو بِهَا * وَيَدِي إِذَا اشْتَدَّ الزَّمَانُ وَسَاعِدِي فَرُمِيتُ مِنْكَ بِغَيرِ مَا أَمَّلْتُهُ * وَالمَرْءُ يَشْرَقُ بِالزُّلاَلِ الْبَارِدِ {الأَوَلُ فَقَطْ لاَبْنِ الرُّومِي}

يَا ابْنَ اللَّيَالي يَا ابْنَ أَلْفَيْ وَالِدِ * يَا ابْنَ الطَّرِيقِ لِصَادِرٍ وَلِوَارِدِ مَا فِيكَ مَوْضِعُ لَسْعَةٍ لِبَعُوضَةٍ * إِلاَّ وَفِيهَا نُطْفَةٌ مِنْ وَاحِدِ لَوْ لَمْ تَكُنْ في صُلْبِ آدَمَ نِطْفَةً * لَغَدَا لَهُ إِبْلِيسُ أَوَّلَ سَاجِدِ {ابْنُ الرُّومِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا زَقْزَقَ العُصْفُورُ طَارَ فُؤَادُهُ * وَلَيْثٌ حَدِيدُ النَّابِ فَوْقَ المَوَائِدِ فَلاَ تَهْجُني حَسْبي مِنَ الخِزْيِ أَنَّني * وَإِيَّاكَ ضَمَّتْنَا أُبُوَّةُ وَالِدِ فَلَوْ لَمْ تَكُنْ في صُلْبِ آدَمَ نِطْفَةً * لخَرَّ لَهُ إِبْلِيسُ أَوَّلَ سَاجِدِ {ابْنُ الرُّومِي 0 بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَوَّل} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

سَلاَمَةُ قَلْبي أَوْرَدَتْني المَوَارِدَا فَطِيبَةُ قَلْبي أَوْرَدَتْني المَوَارِدَا محَبَّةُ لَيْلَى أَوْرَدَتْني المَوَارِدَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°وَلَوْ أَنَّمَا اسْمُ الشَّيْءِ وَصْفٌ لِذَاتِهِ * لَمَا مَاتَ مَنْ سَمَّوهُ بِاللَّفْظِ خَالِدَا {صَفِيُّ الدِّينِ الحِلِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَوْلَيْتَني نِعَمَاً وَفَضْلاً زَائِدَا * وَحَبَوْتَني حَتىَّ حَسِبْتُكَ وَالِدَا أَقسَمْتُ لَوْ جَازَ السُّجُودُ لِمُنعِمٍ * مَا كُنْتُ إِلاَّ رَاكِعَاً لَكَ سَاجِدَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَتىَّ مَتى يَا رَبِّ نَبْقَى هَكَذَا * وَنَظَلُّ نحْتَمِلُ الأَذَى مِنْ ذَا وَذَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَلَى الْبَاغِي تَدُورُ الدَّوَائِرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَقَدْ يُقْطَعُ الْعُضْوُ النَّفِيسُ لِغَيرِهِ * وَتَصْغُرُ لِلأَمْرِ الْكَبِيرِ الْكَبَائِرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَفَاخَرْتُمُ شَرْقَاً وَغَرْبَاً عَلَى الْوَرَى * وَلَيْسَ لَكُمْ إِلاَّ الدَّنَايَا مَآثِرُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَهَلْ يخْرِجُ الأَمْوَاتَ مِن أَجْدَاثِهِمْ * إِذَا سُمِّيَتْ بِاسْمِ القُصُورِ المَقَابِرُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمُوسَى الَّذِي رَبَّاهُ فِرْعَوْنُ مُرْسَلٌ * وَمُوسَى الَّذِي رَبَّاهُ جِبْرِيلُ كَافِرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَمُوسَى الَّذِي رَبَّاهُ فِرْعَوْنُ مُرْسَلُ * وَمُوسَى الَّذِي رَبَّاهُ جِبْرِيلُ كَافِرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° شَكَرْتُكَ قَبْلَ السُّؤْلِ أَنْ كُنْتُ وَاثِقَاً * بِأَنِّيَ بَعْدَ السُّؤْلِ لاَ شَكَّ شَاكِرُ وَمَا ليَ لاَ أُثْني بِمَا قَدْ عَلِمْتُهُ * وَإِنيِّ عَلَى حُسْنِ الثَّنَاءِ لَقَادِرُ {الْبَيْتُ الثَّاني فَقَطْ لِبَهَاءِ الدِّينِ الزُّهَير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَغُرُّ الْفَتى مَرُّ اللَّيَالي هَنِيئَةً * وَهُنَّ بِهِ عَمَّا قَلِيلٍ غَوَادِرُ وَمَن أَبْصَرَ الدُّنيَا بِعَيْنٍ بَصِيرَةٍ * رَأَى أَنَّهَا بَيْنَ الأَنَامِ تُقَامِرُ {البَيْتُ الثَّاني لمحْمُود سَامِي البَارُودِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر، وَالآخَرُ لِ 000} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا المَرْءُ لَمْ يَرْكَن إِلى اللهِ في الَّذِي * يحَاذِرُهُ مِنْ دَهْرِهِ فَهْوَ خَاسِرُ وَإِن هُوَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ اللهَ نَاصِرَاً * فَلَيْسَ لَهُ في غُرْبَةِ الحَقِّ نَاصِرُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر أَوْ محْمُود سَامِي البَارُودِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَفي كُلِّ يَوْمٍ تَلْتَقِيني بِعِلَّةٍ * وَعُذْرٍ أَمَا ضَاقَتْ عَلَيْكَ المَعَاذِرُ أَمَا تَسْتَحِي مِنْ فَرْطِ مَا أَنْتَ مَاطِلٌ * لِوَعْدِي وَلاَ مِنْ طُولِ مَا أَنَاْ صَابِرُ أَمَا تَسْتَحِي وَالدَّيْنُ رِقٌّ لأَهْلِهِ * فَتَأْنَفَ مِن أَنْ يَسْتَرِقَّكَ شَاعِرُ {سِبْطُ بْنُ التَّعَاوِيذِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

طَوَى المَوْتُ مَا بَيْني وَبَينَ أَحِبَّتي * وَلَيْسَ لِمَا تَطْوِي المَنِيَّةُ نَاشِرُ وَكُنْتُ أُحَاذِرُ أَن أَرَى المَوْتَ قَبْلَهُمْ * فَلَمْ يَبْقَ لي شَيْءٌ عَلَيْهِ أُحَاذِرُ لَئِن عَمُرَتْ دُورٌ بِمَنْ لاَ أُحِبُّهُ * لَقَدْ عَمُرَتْ مِمَّن أُحِبُّ المَقَابِرُ يَغُرُّ الْفَتى مَرُّ اللَّيَالي هَنِيئَةً * وَهُنَّ بِهِ عَمَّا قَلِيلٍ غَوَادِرُ {أَبُو نُوَاسٍ بِتَصَرُّف 0 بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الرَّابِعِ فَهُوَ لآخَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا مَنْ يَرَى أَنَّ الْقَرِيضَ نَوَادِرُ * بَحْرُ الحَيَاةِ بِغَيْرِ هَزْلِكَ زَاخِرُ إِنَّ الْقَرِيضَ وَسِيلَةٌ لاَ غَايَةٌ * فَعَلاَمَ بِالإِضْحَاكِ فِيهِ نُتَاجِرُ أَفَتَضْحَكُونَ وَكُلُّ شِبْرٍ حَوْلَكُمْ * تُؤْتَى محَارِمُ فَوْقَهُ وَكَبَائِرُ حَتىَّ كَأَنَّكُمُ أُقِيمَتْ بَيْنَكُمْ * وَمَتَاعِبِ الْوَطَنِ الجَرِيحِ سَتَائِرُ هَلْ سَوْفَ تَنْفَعُكُمْ نَوَادِرُكُمْ إِذَا * سُدَّتْ عَلَيْكُمْ بِالتُّرَابِ مَقَابِرُ وَمِنَ الْعَجَائِبِ أَنْ يُقَدِّمَهُمْ لَنَا * إِعْلاَمُنَا وَيَقُولُ تِلْكَ كَوَادِرُ وَهُمُ الَّذِينَ يُخَدِّرُونَ شُعُوبَهُمْ * وَكَأَنَّهُمْ لِلْمُصْلِحِينَ ضَرَائِرُ وَالشَّعْبُ كَالمُعْتَادِ يَلْهَثُ خَلْفَهُمْ * وَلَهُمْ تُقَامُ عَلَى الرُّءوسِ مَنَابِرُ

وَالنَّاشِرُونَ يُشَجِّعُونَ هُرَاءهُمْ * وَالرِّبْحُ أَقْصَى مَا يُرِيدُ النَّاشِرُ مِن أَيْنَ تَنْجَحُ يَا تُرَى إِنْ لَمْ تَكُنْ * بِهُمُومِ قَوْمِكَ شَاعِرَاً يَا شَاعِرُ أَمْ كَيْفَ يَنْجَحُ شَاعِرٌ وَفُؤَادُهُ * مِمَّا يُعَاني النَّاسُ مِنهُ شَاغِرُ كُونُواْ رِجَالاً وَانهَضُواْ وَاسْتَيْقِظُواْ * قَدْ أَحْدَقَتْ بِالمُسْلِمِينَ مخَاطِرُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَتَغْضَبُ إِن أَبْصَرْتَ في عَيْنيَ الْقَذَى * وَأَنْتَ تَرَى في عَيْنِكَ الجِذْلَ ظَاهِرَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَهُوَ في الأَصْلِ مَثَلٌ عَرَبيٌّ قُمْتُ بِنَظْمِهِ}

إِذَا المَرْءُ لَمْ يَرْكَن إِلى اللهِ في الَّذِي * يحَاذِرُهُ مِنْ دَهْرِهِ كَانَ خَاسِرَا {محَمَّدٌ الأَسْمَر أَوْ محْمُود سَامِي البَارُودِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا شِئْتَ إِحْصَاءً لحُسْنِ صِفَاتِهِ * فَكُنْ شَاعِرَاً أَوْ فَاتَّخِذْ لَكَ شَاعِرَا {أَبُو تَمَّام} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خُرَافَاتُ مجْنُونٍ وَأَوْهَامُ شَاعِرٍ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي}

وَذُو الحِلْمِ إِنْ يَغْضَبْ فَغَضْبَةُ ثَائِرٍ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لأَسْتَسْهِلَنَّ الصَّعْبَ أَوْ أُدْرِكَ المُنى * فَمَا انْقَادَتِ الآمَالُ إِلاَّ لِصَابِرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَسَاكِينُ أَهْلُ العِلْمِ حَتىَّ قُبُورُهُمْ * عَلَيْهَا تُرَابُ الذُّلِّ بَينَ المَقَابِرِ مَسَاكِينُ أَهْلُ الفَقْرِ حَتىَّ قُبُورُهُمْ * عَلَيْهَا تُرَابُ الذُّلِّ بَينَ المَقَابِرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

جَنَواْ لَكُمُ أَنْ تُمْدَحُواْ وَجَنَيْتُمُ * لَهُمْ أَنْتُمُ أَنْ يُشْتَمُواْ في المَقَابِرِ {ابْنُ الرُّومِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأَوْتَادُ أَرْضِ اللهِ في كُلِّ بَلْدَةٍ * وَمَوْضِعُ فُتْيَاهَا وَعِلْمِ التَّنَاظُرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ظَلَمْتَ امْرَأً كَلَّفْتَهُ غَيْرَ طَبْعِهِ * وَهَلْ كَانَتِ الأَخْلاَقُ إِلاَّ غَرَائِزُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

حَقٌّ بِأَقْصَى العَالَمِينَ وَقُوَّةٌ * يَتَنَازَعَانِ فَمَن هُنَاكَ الفَائِزُ قَالُواْ السَّلاَمُ فَقُلتُ بِضْعَةُ أَحْرُفٍ * أَمَّا طِبَاعُ النَّاسِ فَهْيَ غَرَائِزُ مَا دُمْتَ في دُنيَاكَ صَاحِبَ قُوَّةٍ * فَجَمِيعُ مَا تَهْوَاهُ شَيْءٌ جَائِزُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَأَحْبَابَنَا بِاللهِ كَيْفَ تَغَيَّرَتْ * خَلاَئِقُ غُرٌّ مِنْكُمُ وَغَرَائِزُ لَقَدْ سَاءَ ني العَتْبُ الَّذِي جَاءَ مِنْكُمُ * وَإِنيَ عَنْ تَقْدِيمِ عُذْرٍ لَعَاجِزُ

لَكُمْ عُذْرُكُمْ أَنْتُمْ سَمِعْتُمْ فَقُلْتُمُ * وَمحْتَمَلٌ مَا قَدْ سَمِعْتُمْ وَجَائِزُ هَبُواْ أَنَّني أَذْنَبْتُ ذَنْبَاً بحَقِّكُمْ * فَهَلْ ضَاقَ عَنهُ حِلْمُكُمْ وَالتَّجَاوُزُ سَيَذْكُرُ مَا يَجْرِي لَنَا مِنْ تَعَاتُبٍ * مَشَايِخُ تَأْتي بَعْدَنَا وَعَجَائِزُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنَا عَرَبيُّ الأَصْلِ جَدِّي محَمَّدٌ * وَأُمِّي حَصَانٌ أَخْلَصَتْهَا الْفَوَارِسُ {ابْنُ مَيَّادَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَبَى اللهُ إِلاََّ رَفْعَهُ وَعُلُوَّهُ * وَلَيْسَ لِمَا يُعْلِيهِ ذُو الْعَرْشِ خَافِضُ {ابْنُ دُرَيْدٍ الأَزْدِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَإِنيِّ لأَرْجُو أَن أَنَالَ بِشَتْمِهِمْ * مِنَ اللهِ أَجْرَاً مِثْلَ أَجْرِ المُرَابِطِ {بَشَّارُ بْنُ بُرْد} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ يُمْسَخُ الخِنْزِيرُ مَسْخَاً ثَانِيَاً * مَا كَانَ إِلاَّ دُونَ قُبْحِ الجَاحِظِ رَجُلٌ يَنُوبُ عَنِ الجَحِيمِ بِوَجْهِهِ * فَهُوَ العَمَى في عَيْنِ كُلِّ مُلاَحِظِ لَوْ أَنَّ مِرْآةً جَلَتْ تِمْثَالَهُ * فَرَآهُ كَانَ لَهُ كَأَعْظَمِ وَاعِظِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَبَى اللهُ إِلاََّ رَفْعَهُ وَعُلُوَّهُ * وَلَيْسَ لِمَا يُعْلِيهِ ذُو الْعَرْشِ وَاضِعُ {ابْنُ دُرَيْدٍ الأَزْدِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُوْلَئِكَ آبَائِي فَجِئْني بِمِثْلِهِمْ * إِذَا جَمَعَتْنَا يَا جَرِيرُ المجَامِعُ {الفَرَزْدَق} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَوْ عَلِمَ الإِنْسَانُ مَا هُوَ وَاقِعُ * لَمَا نَامَ سُمَّارٌ وَلاَ قَامَ هَاجِعُ {محْمُود سَامِي البَارُودِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَمَا المَالُ وَالأَهْلُونَ إِلاَّ وَدَائِعُ * وَلاَ بُدَّ يَوْمَا أَنْ تُرَدَّ الوَدَائِعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَعَمْرُكَ مَا يَدْرِي الضَّوَارِبُ بِالحَصَى * وَلاَ زَاجِرَاتُ الطَّيْرُ مَا اللهُ صَانِعُ {لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ظَلَمْتَ امْرَأً كَلَّفْتَهُ غَيْرَ طَبْعِهِ * وَهَلْ كَانَتْ الأَخْلاَقُ إِلاَّ طَبَائِعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سُرُورِيَ أَنْ تَبْقَى بخَيرٍ وَنِعْمَةٍ * وَإِنيِّ مِنَ الدُّنيَا بِذَلِكَ قَانِعُ فَعِشْتَ لَنَا في غِبْطَةٍ وَسَلاَمَةٍ * وَأَمْنٍ إِذَا فَجَعَتْ سِوَاكَ الفَجَائِعُ فَأَنْتَ لَنَا وَادٍ خَصِيبٌ مُبَارَكٌ * وَأَنتَ لَنَا طَوْدٌ مِنَ العِزِّ فَارِعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَلَسْتُ بِعَلاَّمِ الغُيُوبِ وَإِنَّمَا * أَرَى بِلِحِاظِ الرَّأْيِ مَا هُوَ وَاقِعُ وَإِنيِّ لأَرْجُو اللهَ حَتىَّ كَأَنَّني * أَرَى بجَمِيلِ الظَّنَّ مَا هُوَ صَانِعُ {البَيْتُ الأَوَّلُ لمحْمُود سَامِي الْبَارُودِي، وَالأَخِيرُ فَقَطْ لمحَمَّدِ بْنِ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَذْلٌ خَبِيثٌ مَاكِرٌ وَمُخَادِعُ * في الاَحْتِيَالِ عَلَى الخَلاَئِقِ بَارِعُ وَيُبَرِّرُ الْكِذْبَ الَّذِي قَدْ صَاغَهُ * بِالْكِذْبِ في الأَقْوَالِ وَهْوَ يُدَافِعُ يَنْسَلُّ كَالثُّعْبَانِ مُخْتَفِيَاً وَفي * أَحْشَائِهِ لِلْخَلْقِ سُمٌّ نَاقِعُ لَمْ يَسْعَ قَطُّ مَعَ امْرِئٍ في حَاجَةٍ * إِلاَّ إِذَا كَانَتْ لَدَيْهِ مَنَافِعُ إِنْ كَانَ فَرْدُ الأَمْنِ فِينَا هَكَذَا * أَخْلاَقُهُ فَالْعَدْلُ فِينَا ضَائِعُ هَذَا سُلُوكٌ في الْكِنَانَةِ سَائِدٌ * وَبِكُلِّ مُجْتَمَعٍ رَدِيءٍ شَائِعُ لَكِنَّ مِصْرَ الظُّلْمُ فِيهَا زَائِدٌ * وَبِبَحْرِهَا دُونَ الْبُحُورِ زَوَابِعُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَأَحْبِبْ إِذَا أَحْبَبْتَ حُبَّاً مُقَارِبَاً * فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَتى أَنْتَ نَازِعُ

وَأَبْغِضْ إِذَا أَبْغَضْتَ بُغْضَاً مُقَارِبَاً * فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَتى أَنْتَ رَاجِعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِذَا دَخَلْتَ عَلَى الكَرِيمِ بخِدْعَةٍ * فَرَأَيْتَهُ فِيمَا تَقُولُ يُسَارِعُ فَاعْلَمْ بِأَنَّكَ لَمْ تخَادِعْ جَاهِلاً * إِنَّ الكَرِيمَ بِفِعْلِهِ يَتَخَادَعُ {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإنْ تَفْعَل الحُسْنى فَشكْرِيَ نَاصِعُ * وَإنْ تَفْعَل الأُخْرَى فَعُذْرِيَ وَاسِعُ وَمثْلُكَ مَنْ لَمْ يُلْقَ في ثَوْب ذِلَّةٍ * وَلاَ مَلْبَسٍ قَدْ دَنَّسَتْهُ المَطَامِعُ وَإِنيِّ لأَرْجُو اللهَ حَتىَّ كَأَنَّني * أَرَى بجَمِيلِ الظَّنَّ مَا أَنْتَ صَانِعُ {البَيْتُ الأَخِيرُ فَقَطْ لمحَمَّدِ بْنِ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَمَا تُنْبِتُ الغَبرَاءُ غَيرَ مَصَائِبٍ * وَمَا تُمْطِرُ الأَفْلاَكُ إِلاَّ فَجَائِعَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَظُلْمُ ذَوِي الْقُرْبى أَشَدُّ مَضَاضَةً * عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ السُّيُوفِ الْقَوَاطِعِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَتىَّ مَتى رَبيِّ تَسِيلُ مَدَامِعِي * وَأَنَا أَرَى تَهْمِيشَهُمْ لِبَدَائِعِي فَلَقَدْ لَقِيتُ بِمِصْرَ ظُلْمَاً بَيِّنَاً * وَإِلَيْكَ يَا رَبيِّ شَكَوْتُ مَوَاجِعِي وَلَرُبَّمَا لاَقَى فَظَائِعَ بَعْضُهُمْ * لَكِنَّهَا لَيْسَتْ كَمِثْلِ فَظَائِعِي فَامْنُن عَلَى نَهْرِي بِغَيْثٍ هَاطِلٍ * أُسْقَى بِهِ كَيْ لاَ تَجِفَّ مَنَابِعِي لَوْ كُنْتُ مِنْ بَلَدِي لَقِيتُ رِعَايَةً * لَحَظِيتُ مِنْ زَمَنٍ بِصِيتٍ ذَائِعِ لاَقَيْتُ مَا يَكْفِي لِقَتْلِ قَبِيلَةٍ * لَوْ لَمْ أُقَابِلْهُ بِصَدْرٍ وَاسِعِ

فَمَتى سَيُنْشَرُ لي فَقَدْ تَعِبَتْ مِنَ الْـ * إِمْسَاكِ بِالأَقْلاَمِ رَبِّ أَصَابِعِي وَتَمَقَّقَتْ عَيْني لِطُولِ قِرَاءتي * وَتَصَفُّحِي لِدَفَاتِرِي وَمَرَاجِعِي فَالنَّشْرُ سُوقٌ فِيهِ سُوءٌ وَاضِحٌ * وَلِذَا بِهِ كَسَدَتْ جَمِيعُ بَضَائِعِي نَقِمُواْ عَلَيَّ لأَنَّ شِعْرِي صَادِقٌ * وَلأَنَّهُ شِعْرٌ جَرِيءٌ وَاقِعِي كَثُرَ الْفَسَادُ بِبَرِّنَا وَبِبَحْرِنَا * وَلِذَا اتَّجَهْتُ لَهُ بِنَقْدِي اللاَّذِعِ إِنْ كَانَ قُدِّرَ أَن أَمُوتَ مُهَمَّشَاً * في مِصْرَ كَلاَّ لَنْ تَمُوتَ رَوَائِعِي إِنيِّ قَدِ اسْتَوْدَعْتُ عِنْدَكَ تِرْكَتي * وَلَدَيْكَ رَبيِّ لَنْ تَضِيعَ وَدَائِعِي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا هُوَ حَازَاهُ يَقُولُ سَبَقْتُهُ * وَذَاكَ يَرُدُّ عَلَيْهِ بَلْ أَنَاْ سَابِقُ {ابْنُ مَيَّادَة}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنَاةٌ فَإِنْ لَمْ تُغْنِ أَتْبَعْتُ بَعْدَهَا * وَعِيدَاً فَإِنْ لَمْ يُغْنِ أَغْنَتْ صَوَاعِقُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنَاةٌ فَإِنْ لَمْ تُغْنِ أُتْبِعُ بَعْدَهَا * وَعِيدَاً فَإِنْ لَمْ يُغْنِ أَغْنَتْ صَوَاعِقِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا صَفْصَفَ العُصْفُورُ طَارَ فُؤَادُهُ * وَلَيْثٌ حَدِيدُ النَّابِ عِنْدَ الْعَقَائِقِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * وَذُو الحِلْمِ إِنْ يَغْضَبْ تَقُومُ زَلاَزِلُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا أَنْتَ لَمْ تُعْرِضْ عَنِ الجَهْلِ وَالخَنَا * أَصَبْتَ حَلِيمَاً أَوْ أَصَابَكَ جَاهِلُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلاَ اللهَ بَاطِلُ * وَكُلُّ نَعِيمٍ لاَ محَالَةَ زَائِلُ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ إِنَّمَا الأَيَّامُ تَجْرِي عَلَى الْوَرَى * فَيُحْرَمُ ذُو كَدٍّ وَيُكْرَمُ خَامِلُ {محْمُود سَامِي البَارُودِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا كَانَ بَيْني لَوْ لَقِيتُكَ سَالِمَاً * وَبَينَ الْغِنى إِلاَّ لَيَالٍ قَلاَئِلُ {نُسِبَ لِلْحُطَيْئَةِ كَمَا نُسِبَ أَيْضَاً لحَسَّان} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا كَانَ بَيْني لَوْ لَقِيتُكَ {وَائِلُ} * وَبَينَ الْغِنى إِلاَّ لَيَالٍ قَلاَئِلُ {نُسِبَ لِلْحُطَيْئَةِ كَمَا نُسِبَ أَيْضَاً لحَسَّان 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا أَكْثَرَ الإِخْوَانَ حِينَ تَعُدُّهُمْ * وَلكنَّهُمْ في النَّائِبَات قَلاَئِلُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

خَلِيلِيَ قُمْ نحْوَ المَعَالي مُسَارِعَاً * إِلَيْهَا فَأَيَّامُ الشَّبَابِ قَلاَئِلُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا {/5/} إِنَّ النَّاسَ فِيكَ ثَلاَثَةٌ * مُسْتَعْظِمٌ أَوْ حَاسِدٌ أَوْ جَاهِلُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِذَا أَتَتْكَ مِذَمَّتي مِنْ نَاقِصٍ * فَهِيَ الشَّهَادَةُ لي بِأَنِّيَ كَامِلُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِذَا أَتَتْكَ مِذَمَّتي مِنْ نَاقِصٍ * فَهِيَ الشَّهَادَةُ لي بِأَنِّيَ فَاضِلُ {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَتَثَاقَلَتْ لَمَّا رَأَتْ كَلَفِي بِهَا * نَفْسِي فِدَاؤُكَ أَيُّهَا المُتَثَاقِلُ {جَمِيل بُثَيْنَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَخَيْرُكَ مَأْمُولٌ وَفَضْلُكَ وَاسِعٌ * وَظِلُّكَ مَمْدُودٌ وَعَدْلُكَ شَامِلُ {رَبُّ السَّيْفِ وَالْقَلَم / محْمُود سَامي البَارُودِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا أَنَا لَمْ أَقْبَلْ إِسَاءَةَ إِخْوَتي * وَجَازَيْتُهُمْ بِالمِثْلِ أَيْنَ التَّفَاضُلُ إِذَا كُلُّ عُضْوٍ قَدْ أُصِيبَ قَطَعْتُهُ * بَقِيتُ قَعِيدَاً لَيْسَ عِنْدِي مَفَاصِلُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا مَا أَتَاني الذَّمُّ مِن عِنْدِ نَاقِصٍ * فَتِلْكَ الشَّهَادَةُ لي بِأَنِّيَ فَاضِلُ أَنَا عَرَبيُّ الأَصْلِ جَدِّي محَمَّدٌ * وَأُمِّي حَصَانٌ أَخْلَصَتْهَا الْقَبَائِلُ وَإِنيِّ وَإِنْ كُنْتُ الأَخِيرَ زَمَانُهُ * أَتَيْتُ بِمَا لَمْ تَسْتَطِعْهُ الأَوَائِلُ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لِلْمُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف، وَالثَّاني لاَبْنِ مَيَّادَة، وَالثَّالِثُ لأَبي العَلاَءِ المَعَرِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا طَيِّبَ الأَسْمَاءِ مَنْ يَقْصِدْ إِلى * أَبْوَابِ غَيْرِكَ فَهْوَ غِرٌّ جَاهِلُ

وَمَنِ اسْتَظَلَّ بِغَيْرِ ظِلِّكَ رَاجِيَاً * أَحَدَاً سِوَاكَ فَذَاكَ ظِلٌّ زَائِلُ قَدْ أَثْقَلَتْ ظَهْرِي الذُّنُوبُ وَسَوَّدَتْ * وَجْهِي المَعَاصِي ثُمَّ ذَا أَنَاْ سَائِلُ فَإِذَا عَفَوْتَ فَحُسْنُ ظَنيَ صَائِبٌ * وَالظَّنُّ كُلُّ الظَّنِّ أَنَّكَ فَاعِلُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنيِّ رَأَيْتُ الحَقَّ إِنْ لَمْ تُتَحْ لَهُ * كَتَائِبُ يخْشَى بَأْسُهَا فَهْوَ بَاطِلُ فَلاَ تحْسَبنَّ الحَقَّ يَنْفَعُ وَحْدَهُ * إِذَا مِلْتَ عَنهُ فَهْوَ لاَ شَكَّ مَائِلُ لَعَمرُكَ لَوْ أَغْنى عَنِ الحَقِّ أَنَّهُ * هُوَ الحَقُّ مَا قَامَ الرَّسُولُ يُقَاتِلُ مِنَ العَقْلِ أَنْ لاَ يَطْلُبَ الحَقَّ عَاجِزٌ * فَلَيْسَ عَلَى وَجْهِ البَسِيطَةِ عَادِلُ فَهَلاَ نَهَضْتُمْ كُلُّكُمْ وَكَأَنَّمَا * سَيَقْتُلْكُمُ الأَعْدَاءُ إِنْ لَمْ تُقَاتِلُواْ

{محَمَّدٌ الأَسْمَر 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ إِنَّمَا الأَيَّامُ تَجْرِي عَلَى الْوَرَى * فَيُحْرَمُ ذُو كَدٍّ وَيُكْرَمُ خَامِلُ وَلَمَّا رَأَيْتُ الجَهْلَ في النَّاسِ فَاشِيَاً * تجَاهَلتُ حَتىَّ قِيلَ عَنيَ جَاهِلُ فَوَاعَجَبَاً كَمْ يَدَّعِي العَقْلَ نَاقِصٌ * وَوَاأَسَفَاً كَمْ يُظْهِرُ النَّقْصَ عَاقِلُ إِذَا وَصَفَ الطَّائِيَّ بِالبُخْلِ مَادِرٌ * وَعَيَّرَ قُسَّاً بِالفَهَاهَةِ بَاقِلُ وَقَالَ الدُّجَى لِلشَّمْسِ مَا لَكِ قِيمَةٌ * وَفَاخَرَتِ الشُّهْبَ الحَصَى والجَنَادِلُ فَهُبيِّ رِيَاحَ المَوْتِ هَيَّا وَأَطْفِئِي * سِرَاجَ حَيَاةٍ هَانَ فِيهَا الأَفَاضِلُ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لِلبَارُودِي، وَالأَخِيرُ لحَافِظ إِبْرَاهِيم، وَالْبَاقِي لِلْمَعَرِّيّ 0 وَكُلُّهَا بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

هُوَ الظُّلمُ يَا ابْنَ النِّيلِ بِالنِّيلِ نَازِلٌ * تَمُرُّ بِكَ الأَيَّامُ وَالظُّلْمُ شَامِلُ صَبَاحُكَ دَيْجُورٌ وَحَقُّكَ ضَائِعٌ * وَعَهْدُكَ مَخْفُورٌ فَمَا أَنْتَ فَاعِلُ عَهِدْتُكَ لاَ تَسْتَعْذِبُ الضَّيْمَ مَوْرِدَاً * وَلَوْ أُحْكِمَتْ حَوْلَ اليَدَينِ السَّلاَسِلُ أَرَى كُلَّ يَوْمٍ لِلطُّغَاةِ مَكِيدَةً * فَلاَ الحَقُّ مَنْصُورٌ وَلاَ الجَوْرُ زَائِلُ وَلاَ هُمْ عَنِ الغَيِّ الَّذِي عَمَّ أَقْصَرُواْ * فَيَسْكُتُ مَوْتُورٌ وَتَهْدَأَ ثَاكِلُ كَأَنيِّ بهَذَا الشَّعْبِ قَدْ ثَارَ ثَوْرَةً * وَإِخْمَادَهَا لاَ تَسْتَطِيعُ القَنَابِلُ فَمَا بَيْنَهُمْ لَوْ يَصْدُقُ الظَّنُّ فِيهِمُ * وَبَينَ الرَّدَى إِلاَّ لَيَالٍ قَلاَئِلُ وَلَنْ يَأْمَنَ القَتْلَ المُدَبَّرَ جَائِرٌ * كَمَا لاَ يَخَافُ القَتْلَ إِنْ سَارَ عَادِلُ

فَذَلِكَ عَهْدٌ لاَ رَأَتْ مِصْرُ مِثْلَهُ * وَذَلِكَ حُكْمٌ بِالإِسَاءَاتِ حَافِلُ فَقَدْ نَصَبُواْ فَوْقَ الرُّؤُوسِ مَشَانِقَاً * لِمَنْ يَبْتَغِي دَفْعَاً لَهُمْ أَوْ يحَاوِلُ سُجُونٌ قَدِ اكْتُظَّتْ بِمَنْ نَزَلُواْ بِهَا * وَمُعْتَقَلاَتٌ أَفْعَمَتْهَا الجَحَافِلُ وَأَنىَّ مَشَواْ في كُلِّ وَادٍ فَحَوْلَهُمْ * يُصَفِّقُ مَأْجُورٌ وَيهْتِفُ جَاهِلُ عَلَى دُبْلُومَاسِيِّ العُرُوبَةِ رَحْمَةٌ * فَقَدْ لَفَظَتْهُ كَالنَّوَاةِ المحَافِلُ مَهَازِلُ مَا زِلْنَا نُقَاسِي جَحِيمَهَا * وَقَدْ كَثُرَتْ في ذَا الزَّمَانِ المَهَازِلُ لِمَا لَمْ تَكُنْ كُورْيَا كَبَغْدَادَ لُقْمَةً * وَمِصْرَ الَّتي سَاغَتْ لِمَن هُوَ آكِلُ فَهَيْهَاتَ مَا كُلُّ البِلاَدِ كِنَانَةً * وَلاَ شَعْبُهُمْ كَالشَّعْبِ في مِصْرَ غَافِلُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَبَّهْتَ مِنيِّ غَافِلاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا أَقْبَلَتْ كَادَتْ تُقَادُ بِشَعْرَةٍ * وَإِن أَدْبَرَتْ كَادَتْ تَقُدُّ السَّلاَسِلاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِذَا غَلاَ شَيْءٌ عَلَيَّ تَرَكْتُهُ * فَيَكُونُ أَرْخَصَ مَا يَكُونُ إِذَا غَلاَ {محْمُود الوَرَّاق} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَا تُنْبِتُ الغَبرَاءُ غَيرَ مَصَائِبٍ * وَمَا تُمْطِرُ الأَفْلاَكُ إِلاَّ النَّوَازِلاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ هَلْ يُوَفَّقُ رَبِّ أَهْلُ البَاطِلِ * وَيُتْرَكُ مِثْلِي كَالقِطَارِ العَاطِلِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأَحْسَنُ شَيْءٍ في المَقَادِيرِ أَنَّهَا * تُذَكِّرُنَا بِاللهِ عِنْدَ النَّوَازِلِ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الغَمَامُ بِوَجْهِهِ * ثِمَالُ اليَتَامَى عِصْمَةٌ لِلأَرَامِلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُظَنُّ بِرِيبَةٍ * وَتُصْبِحُ غَرْثى مِنْ لُحُومِ الغَوَافِلِ {حَسَّانُ بْنُ ثَابِت} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَرُبَّمَا مَنَعَ الْكَرِيمُ وَمَا بِهِ * بخْلٌ وَلَكِنْ سُوءُ حَظِّ السَّائِلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَبَغَّضَني في عِلْيَةِ القَوْمِ أَنَّهُمْ * ثِيَابٌ بِهَا مَا شِئْتَ مِنْ كُلِّ سَافِلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنَاةٌ فَإِنْ لَمْ تُغْنِ أُتْبِعُ بَعْدَهَا * وَعِيدَاً فَإِنْ لَمْ يُغْنِ أَغْنَتْ زَلاَزِلي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَلَيْسَ ابْنُ {عَبْدِ اللهِ} عَنهُمْ بِنَائِمٍ * وَلاَ اللهُ عَمَّا يَفْعَلُونَ بِغَافِلِ {ابْنُ الرُّومِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَالَتْ لَقَدْ ظَهَرَتْ ليَ الْعَذْرَاءُ في * جُنحِ الظَّلاَمِ فَنِلْتُ أَعْظَمَ نَائِلِ فَأَجَبْتُهَا إِنَّ الحِكَايَةَ كُلَّهَا * في أَنَّهُمْ لاَ يَظْهَرُونَ لِعَاقِلِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذاَ مَا تَمَشَّتْ في عِظَامِ ابْنِ شَيْبَةٍ مَشَى لَيِّنَ الأَوْصَالِ رِخْوَ المَفَاصِلِ تَرُدُّ لَهُ غُصْنَ الشَّبَابِ وَقَدْ زَوَى رَطِيبَاً كَغُصْنِ الْبَانَةِ المُتَمَايِلِ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيْنَ الجَوَابُ وَأَيْنَ رَدُّ رَسَائِلِي * قَالَتْ تَرَقَّبْ رَدَّهَا في الْقَابِلِ

فَمَدَدْتُ كَفِّي ثمَّ قُلْتُ تَصَدَّقِي * قَالَتْ نَعَمْ بحِجَارَةٍ وَجَنَادِلِ إِنْ كُنْتَ مِسْكِينَاً فَمُرَّ بِبَابِنَا * قُدُمَاً فَمَا لَكَ عِنْدَنَا مِن نَائِلِ يَا ناهِرَ المِسْكِينَ عِنْدَ سُؤَالِهِ * قَدْ حَرَّمَ اللهُ انْتِهَارَ السَّائِلِ {أَبُو نُوَاس / الحَسَنُ بْنُ هَانِئ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ الَّذِي بَعَثَ النَّبيَّ محَمَّدَاً * جَعَلَ الخِلاَفَةَ لِلأَمِيرِ العَادِلِ حَكَمَ الوَرَى بِعَدَالَةٍ وَأَمَانَةٍ * في عِفَّةٍ وَأَقَامَ مَيْلَ المَائِلِ إِنيِّ لأَرْجُو مِنْكَ خَيْرَاً عَاجِلاً * وَالنَّفْسُ مُولَعَةٌ بحُبِّ العَاجِلِ وَاللهُ أَنْزَلَ في الكِتَابِ فَرِيضَةً * لاَبْنِ السَّبِيلِ وَلِلْفَقِيرِ السَّائِلِ {جَرِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَتَبْكِي وَأَبْكِي رَحْمَةً لِبُكَائِهَا * إِذَا مَا بَكَتْ دَمْعَاً بَكَيْتُ أَنَا دَمَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَئِنْ كَانَ ذَا سَيْفٍ عَلَى النَّاسِ حَاكِمٍ * فَإِنَّ لَهُ عَفْوَاً عَلَى السَّيْفِ حَاكِمَا {أَبُو تَمَّام 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَمْ أَرَ كَالأَيَّامِ لِلْمَرْءِ وَاعِظَاً * وَلاَ كَصُرُوفِ الدَّهْرِ لِلظَّهْرِ قَاصِمَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَنْ يَكُ ذَا فَقْرٍ يَعِشْ طُولَ عُمْرِهِ * ذَلِيلاً وَلَنْ يَلْقَى مِنَ النَّاسِ رَاحِمَا فَإِمَّا يُقِيمُ عَلَى المَذَلَّةِ رَاضِيَاً * وَإِمَّا يُقِيمُ عَلَى المَذَلَّةِ رَاغِمَا {يَاسِرٌ الحَمَدَانيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بحْرُ الْكِنَانَةِ كَانَ دَوْمَاً هَادِئَاً * وَالْيَوْمَ أَصْبَحَ مَوْجُهُ مُتَلاَطِمَا

مَاذَا أَصَابَ الشَّعْبَ في أَخْلاَقِهِ * قَدْ كَانَ شَعْبَاً طَيِّبَاً وَمُسَالِمَا {يَاسِرٌ الحَمَدَانيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَوْ كَانَتِ الأَرْزَاقُ بِالعَقْلِ قَدْرُهَا * هَلَكْنَ إِذَنْ مِنْ جَهْلِهِنَّ البَهَائِمُ {أَبُو تَمَّام 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * عَلَى قَدْرِ أَهْلِ العَزْمِ تَأْتِي العَزَائِمُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأَصْمُتُ عَنْ بَعْضِ الأُمُورِ وَإِنْ يَكُنْ * بِقَلْبيَ مِنهَا ثَوْرَةٌ وَزَمَازِمُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمِنْ سَالِفِ الأَيَّامِ وَالظُّلْمُ في الوَرَى * فَمَا مَاتَ مَظْلُومٌ وَلاَ عَاشَ ظَالِمُ {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَئِنْ كَانَ ذَا سَيْفٍ عَلَى النَّاسِ حَاكِمٍ * فَإِنَّ لَهُ عَفْوَاً عَلَى السَّيْفِ حَاكِمُ {أَبُو تَمَّام 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَتى يَا كِرَامَ الحَيِّ عَيْني تَرَاكُمُ * وَأَسْمَعُ مِنْ تِلْكَ الدِّيَارِ نِدَاكُمُ أَمُرُّ عَلَى الأَبْوَابِ مِن غَيرِ حَاجَةٍ * لَعَلِّي أَرَاكُمْ أَوْ أَرَى مَنْ يَرَاكُمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَفي كُلِّ يَوْمٍ يَقْدُمُ الأَبْعَدُ الشَّقِي * قَفَاهُ عَلَى الإِقْدَامِ لِلْوَجْهِ لاَئِمُ نَثَرْتَهُمُ فَوْقَ الأُحَيْدِبِ نَثْرَةً * كَمَا نُثِرَتْ فَوْقَ العَرُوسِ الدَّرَاهِمُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا كَانَ بَعْضُ المَالِ رَبًّ لأَهْلِهِ * فَإِنيِّ بِحَمْدِ اللهِ مَاليَ خَادِمُ

أَفُكُّ بِهِ العَاني وَآكُلُ طَيِّبَاً * وَكَمْ أَصْلَحَتْ بَينَ الخُصُومِ الدَّرَاهِمُ أَفُكُّ بِهِ العَاني وَآكُلُ طَيِّبَاً * وَمِنهُ وَفي رَمَضَانَ يُفْطِرُ صَائِمُ {حَاتِمٌ الطَّائِيُّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَعِيشُ النَّدَى مَا عَاشَ [/5/ 5] بَيْنَنَا * فَإِنْ مَاتَ قَامَتْ لِلسَّخَاءِ مَآتِمُ إِذَا كَانَ بَعْضُ المَالِ رَبًّ لأَهْلِهِ * فَ [/5/ 5] بِحَمْدِ اللهِ مَالُهُ خَادِمُ يَفُكُّ بِهِ العَاني وَيَأْكُلُ طَيِّبَاً * وَكَمْ أَصْلَحَتْ بَينَ الخُصُومِ الدَّرَاهِمُ يَفُكُّ بِهِ العَاني وَيَأْكُلُ طَيِّبَاً * وَمِنهُ وَفي رَمَضَانَ يُفْطِرُ صَائِمُ {حَاتِمٌ الطَّائِيّ، بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَوَّلِ فَهُوَ لأَبي جُبَيْلٍ البرْجمِيّ 0 وَالأَبْيَاتُ الأَرْبَعَةُ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَلَوْلاَ خِلاَلٌ سَنَّهَا {الْفَضْلُ} مَا دَرَى * أَفَاضِلُنَا مِن أَيْنَ تُؤتَى المَكَارِمُ {أَبُو تَمَّام} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَشُكْرَاً عَلَى الدُّرِّ الَّذِي ليَ لَفْظُهُ * فَإِنَّكَ مُعْطِيهِ وَإِنِّيَ نَاظِمُ لَعَمْرُكَ إِنَّ الأَكْرَمِينَ أَصَابِعٌ * وَأَشْعَارُنَا في الأَكْرَمِينَ خَوَاتِمُ وَلَوْلاَ خِلاَلٌ سَنَّهَا الشِّعْرُ مَا دَرَى * أَفَاضِلُنَا مِن أَيْنَ تُؤتَى المَكَارِمُ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لِلْمُتَنَبيِّ، وَالْبَيْتَانِ الثَّاني وَالثَّالِثُ لأَبي تَمَّام} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَعَمْرُكَ إِنَّ المَكْرُمَاتِ أَصَابِعٌ * وَأَشْعَارُنَا في المَكْرُمَاتِ خَوَاتِمُ وَلَوْلاَ خِلاَلٌ سَنَّهَا الشِّعْرُ مَا دَرَى * أَفَاضِلُنَا مِن أَيْنَ تُؤتَى المَكَارِمُ {أَبُو تَمَّام}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَوْ عَلِمَ الإِنْسَانُ مَا هُوَ وَاقِعُ * لَمَا نَامَ سُمَّارٌ وَلاَ قَامَ نَائِمُ {محْمُود سَامِي البَارُودِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَقَفْتُ وَمَا في المَوْتِ شَكٌّ لِوَاقِفٍ * كَأَنَّكَ في جَفْنِ الرَّدَى وَهْوَ نَائِمُ دَخَلْتُ وَمَا في المَوْتِ شَكٌّ لِدَاخِلٍ * كَأَنَّكَ في جَفْنِ الرَّدَى وَهْوَ نَائِمُ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنَاةٌ فَإِنْ لَمْ تُغْنِ أَتْبَعْتُ بَعْدَهَا * وَعِيدَاً فَإِنْ لَمْ يُغْنِ أَغْنَتْ عَزَائِمُ وَمَنْ يَمْتَلِكْ قَلْبَاً شُجَاعَاً وَصَارِمَاً * وَأَنْفَاً أَبِيَّاً تجْتَنِبْهُ المَظَالِمُ {الأَخِيرُ فَقَطْ عَمْرُو بْنُ بَرَّاقَة بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَئِنْ كَانَ ذَا سَيْفٍ عَلَى النَّاسِ حَاكِمٍ * فَإِنَّ لَهُ عَفْوَاً عَلَى السَّيْفِ حَاكِمُ أَنَاةٌ فَإِنْ لَمْ تُغْنِ أَتْبَعَ بَعْدَهَا * وَعِيدَاً فَإِنْ لَمْ يُغْنِ أَغْنَتْ عَزَائِمُ وَمَنْ يَمْتَلِكْ قَلْبَاً شُجَاعَاً وَصَارِمَاً * وَأَنْفَاً أَبِيَّاً تجْتَنِبْهُ المَظَالِمُ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لأَبي تَمَّام، وَالأَخِيرُ لِعَمْرِو بْنِ بَرَّاقَة 0 وَكِلاَهُمَا بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَفَضْنَا غُبَارَ الذُّلِّ في أَوْجِهِ الأُلى * عَلَى يَدِهِمْ حَلَّتْ عَلَيْنَا المَظَالِمُ أَحَطْنَا بِهِمْ ثُمَّ انْقَضَضْنَا بِوَثْبَةٍ * عَلَى دَرْبِهَا سَارَتْ طَوِيلاً ضَرَاغِمُ {إِلْيَاس فَرَحَات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَعَلَّكِ يَا وَرْقَاءُ في خَيْرِ أَيْكَةٍ * تُغَنِّينَ لَمْ يَظْلِمْكِ في الحُبِّ ظَالِمُ

وَلَوْ أَنَّ مَا بي كَانَ عِنْدَكِ بَعْضُهُ * كَرِهْتِ لَهُ الدُّنيَا وَأَنْفُكِ رَاغِمُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَهَارُكَ يَا مَغْرُورُ سَهْوٌ وَغَفلَةٌ * وَلَيْلُكَ نَوْمٌ وَالرَّدَى لَكَ لاَزِمُ تُسَرُّ بِمَا يَفْني وَتَفْرَحُ بِالمُني * كَمَا سُرَّ بِالَّذَّاتِ في النَّوْمِ حَالِمُ وَتَسْعَى إِلى مَا سَوْفَ تَكرَهُ غِبَّهُ * كَذَلِكَ في الدُّنيَا تَعِيشُ البَهَائِمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ كَانَ يَمْدَحُ أَهْلَ مِصْرَ الْعَالَمُ * وَيَقُولُ شَعْبٌ طَيِّبٌ وَمُسَالِمُ قَدْ كَانَ بَيْنَهُمُ إِخَاءٌ صَادِقٌ * وَكَأَنَّمَا أَبْنَاءُ مِصْرَ تَوَائِمُ كَانَتْ حُقُوقُ ذَوِي الحُقُوقِ مَصُونَةً * وَتُصَانُ لِلرَّجُلِ الْكَبِيرِ محَارِمُ

وَالْيَوْمَ صَارَ أَخُو الْفَضِيلَةِ وَالتُّقَى * إِن عَاشَ بَيْنَ النَّاسِ لاَ يَتَلاَءَ مُ وَيُهَانُ بَيْنَهُمُ وَيُشْتَمُ عِرْضُهُ * وَبِدُونِ أَسْبَابِ الهُجُومِ يُهَاجَمُ لَوْ يَتْرُكُونَ الْعُنْفَ كَيْ يَتَفَاهَمُواْ * إِنَّ الْبَهَائِمَ يَا أَخِي تَتَفَاهَمُ فَتَرَاهُمُ حَوْلَ الضَّعِيفِ تَفَرْعَنُواْ * وَلِنَهْشِهِ مِثْلَ الذِّئَابِ تَزَاحَمُواْ أَمَعَ الْقَوِيِّ نَعَامَةٌ أَوْ أَرْنَبٌ * وَمَعَ الضَّعِيفِ ثَعَالِبٌ وَضَرَاغِمُ هَلْ في سِوَى الضُّعَفَاءِ وَالْشُّرَفَاءِ أَوْ * أَهْلِ التُّقَى دَوْمَاً تَكُونُ جَرَائِمُ الظُّلْمُ أَصْبَحَ سَائِدَاً حَتىَّ لَقَدْ * ضَاقَتْ بِظُلْمِ الظَّالمِينَ محَاكِمُ مِن عُصْبَةٍ لِلشَّرِّ تَفْتِكُ بِالْوَرَى * يَقْتَادُهَا فَظٌّ وَضِيعٌ ظَالِمُ

رَكِبُواْ سَفِينَتَةَ بِكُلِّ حَمَاقَةٍ * حَتىَّ لَقَدْ غَرِقَتْ وَمَعْهَا الطَّاقَمُ مَنْ ظَنَّ أَنَّ الْعَفْوَ يُصْلِحُ مِنهُمُ * قُولُواْ لَهُ يَا صَاحِ إِنَّكَ وَاهِمُ لاَ بُدَّ مِنْ رَدٍّ وَرَدْعٍ صَارِمٍ * وَلمِثْلِهِمْ يجِبُ الْقَرَارُ الصَّارِمُ جُرْحُ الجُلُودِ لَهُ مَرَاهِمُ جَمَّةٌ * وَالْقَلْبُ مَا لِلْجُرْحِ فِيهِ مَرَاهِمُ {يَاسِرٌ الحَمَدَانيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° صَحَّتْ نُبُوءَاتُ المَلاَئِكِ عِنْدَمَا * خَافَتْ عَلَى الأَرْضِ الفَسَادَ الآدَمِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَصَابَتْ نُبُوءَاتُ المَلاَئِكِ عِنْدَمَا * عَلَى الأَرْضِ خَافَتْ مِنْ فَسَادِ ابْنِ آدَمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَتَصْبرُ لِلْبَلْوَى احْتِسَابَاً وَحِكْمَةً * فَتُؤْجَرَ أَمْ تَسْلُو سُلُوَّ البَهَائِمِ

{أَبُو تَمَّام 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا لَمْ تَكُنْ لِلْمَرْءِ نَفْسٌ كَرِيمَةٌ * فَكَيْفَ سَتَسْعَى نَفْسُهُ لِلْمَكَارِمِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَتىً أَضْمَرَتْ كُلُّ الْفَوَاحِشِ هَجْرَهُ * فَلَمْ تَخْتَلِطْ مِنهُ بِلَحْمٍ وَلاَ دَمِ {ابْنُ مَيَّادَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَتىً أَضْمَرَتْ كُلُّ المَكَارِمِ هَجْرَهُ * فَلَمْ تَخْتَلِطْ مِنهُ بِلَحْمٍ وَلاَ دَمِ إِذَا صَفْصَفَ العُصْفُورُ طَارَ فُؤَادُهُ * وَلَيْثٌ حَدِيدُ النَّابِ عِنْدَ الوَلاَئِمِ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ فَقَطْ لاَبْنِ مَيَّادَةَ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَهَوِيْتُهُ مِنْ قَبْلِ قَطْعِ تمَائِمِي * مُتَمَايِسَاً مِثْلَ القَضِيبِ النَّاعِمِ

وَكَأَنَّ نُورَ البَدْرِ غُرَّةُ وَجْهِهِ * يُومِي وَيُصْعِدُ في ذُؤَابَةِ هَاشِمِ وَأَنَا الَّتي لَعِبَ الغَرَامُ بِقَلْبِهَا * فَبَكَتْ لحُبِّ محَمَّدِ بْنِ القَاسِمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَفَاضَتْ عَلَى ثَغْرِ الحَزِينِ ابْتِسَامَةٌ * تُخَبرُ أَنَّ الحُزْنَ لَيْسَ بِدَائِمِ وَأُطْلِقَتِ البَسَمَاتُ بَعْدَ احْتِبَاسِهَا * فَأَسْمَعَتِ الأَكْوَانَ سَجْعَ الحَمَائِمِ فَلَمْ يَبْقَ فِينَا بَاسِمٌ غَيرَ دَامِعٍ * وَلَمْ يَبْقَ فِينَا دَامِعٌ غَيرَ بَاسِمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنَاةٌ فَإِنْ لَمْ تُغْنِ أُتْبِعُ بَعْدَهَا * وَعِيدَاً فَإِنْ لَمْ يُغْنِ أَغْنَتْ عَزَائِمِي وَمَنْ ضَمَّ في جَنْبَيْهِ قَلْبَ نَعَامَةٍ * فَلاَ يَنْتَظِرْ إِلاَّ وُثُوبَ الضَّرَاغِمِ {الْبَيْتُ الأَخِيرُ فَقَطْ لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا كَانَ بَعْضُ المَالِ رَبَّاً لأَهْلِهِ * فَإِنيِّ بِحَمْدِ اللهِ مَاليَ خَادِمِي أَفُكُّ بِهِ العَاني وَآكُلُ طَيِّبَاً * وَكَمْ أَصْلَحَتْ بَينَ الخُصُومِ دَرَاهِمِي أَفُكُّ بِهِ العَاني وَآكُلُ طَيِّبَاً * وَمِنهُ وَفي رَمَضَانَ إِفْطَارُ صَائِمِ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لِلْمَرْءِ نَفْسٌ كَرِيمَةٌ * فَكَيْفَ سَتَسْعَى نَفْسُهُ لِلْمَكَارِمِ {حَاتِمٌ الطَّائِيّ، بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَخِيرِ فَهُوَ لي 0 وَالأَبْيَاتُ الأَرْبَعَةُ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَأَمَّلتُ في هَذِي الحَيَاةِ فَلَمْ أَجِدْ * سِوَى ذُلِّ مَظْلُومٍ وَطُغْيَانِ ظَالِمِ وَمَن عَرَفَ الأَيَّامَ مَعْرِفَتي بِهَا * وَبِالنَّاسِ رَوَّى رُمحَهُ غَيْرَ رَاحِمِ

{الْبَيْتُ الأَوَّلُ لِلشَّاعِر / هَاشِمٍ الرِّفَاعِي، وَالأَخِيرُ فَقَطْ لِلمُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَتى تَنْتَظِرْ مِنْ دَوْلَةٍ أَوْ جَمَاعَةٍ * مُؤَازَرَةً تُمْسِكْ بِأَوْهَامِ حَالِمِ فَكُلُّهُمُ في الخِزْيِ غَرْبٌ وَتحْتَهُمْ * يُعَالِجُ محْكُومٌ سَلاَسِلَ حَاكِمِ لُصُوصٌ عَلَى أَدْنى خِلاَفٍ تَرَاهُمُ * عَلاَ صَوْتهُمْ حَوْلَ اقْتِسَامِ الغَنَائِمِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 بِتَصَرُّفٍ في الْبَيْتِ الأَخِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَيَاةٌ مِنَ الْغَابِ اسْتَعَارَتْ شَرِيعَةً * فَلاَ يَلْتَقِي فِيهَا الضَّعِيفُ بِرَاحِمِ وَذِي قُوَّةٍ يَسْطُو بِنَابٍ وَمخْلَبٍ * عَلَى كُلِّ ذِي ضَعْفٍ وَدِيعٍ مُسَالِمِ وَمَا مِنْ يَدٍ إِلاَّ يَدُ اللهِ فَوْقَهَا * وَلاَ ظَالِمٍ إِلاَّ سَيُبْلَى بِظَالِمِ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَتى تَنْتَظِرْ مِنْ دَوْلَةٍ أَوْ جَمَاعَةٍ * مُؤَازَرَةً تُمْسِكْ بِأَوْهَامِ حَالِمِ تَأَمَّلتُ في هَذِي الحَيَاةِ فَلَمْ أَجِدْ * سِوَى ذُلِّ مَظْلُومٍ وَطُغْيَانِ ظَالِمِ وَذِي قُوَّةٍ يَسْطُو بِنَابٍ وَمخْلَبٍ * عَلَى كُلِّ ذِي ضَعْفٍ وَدِيعٍ مُسَالِمِ حَيَاةٌ مِنَ الْغَابِ اسْتَعَارَتْ شَرِيعَةً * فَلاَ يَلْتَقِي فِيهَا الضَّعِيفُ بِرَاحِمِ وَمَنْ ضَمَّ في جَنْبَيْهِ قَلْبَ نَعَامَةٍ * فَلاَ يَنْتَظِرْ إِلاَّ وُثُوبَ الضَّرَاغِمِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَأَمَّلتُ في هَذِي الحَيَاةِ فَلَمْ أَجِدْ * سِوَى ذُلِّ مَظْلُومٍ وَطُغْيَانِ ظَالِمِ وَذِي قُوَّةٍ يَسْطُو بِنَابٍ وَمخْلَبٍ * عَلَى كُلِّ ذِي ضَعْفٍ وَدِيعٍ مُسَالِمِ

حَيَاةٌ مِنَ الْغَابِ اسْتَعَارَتْ شَرِيعَةً * فَلاَ يَلْتَقِي فِيهَا الضَّعِيفُ بِرَاحِمِ غَرَائِبُ لَمْ تخْطُرْ عَلَى الْبَالِ مَرَّةً * وَلاَ خَطَرَتْ يَوْمَاً بِأَحْلاَمِ نَائِمِ أَصَابَتْ نُبُوءَاتُ المَلاَئِكِ عِنْدَمَا * عَلَى الأَرْضِ خَافَتْ مِنْ فَسَادِ ابْنِ آدَمِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الرَّابِعِ فَهُوَ لمحَمَّدٍ الأَسْمَر، وَالأَخِيرُ لمحْمُود غُنيم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خَرَجَتْ إِلى النَّهْرِ الوَدِيعِ الحَالِمِ * كَالزَّهْرِ أَيْنَعَ بِالرَّبِيعِ البَاسِمِ خَرَجَتْ إِلَيْهِ يَزِينُهَا بُرْدُ الصِّبَا * تَخْتَالُ كَالرَّشَأِ الرَّبِيبِ النَّاعِمِ هَلْ تَذْكُرِينَ عَلَى الضِّفَافِ مجَالِسَاً * مَرَّتْ عَلَيْنَا مِثْلَ حُلْمِ النَّائِمِ

لَمْ أَخْشَ يَوْمَاً في هَوَاكِ وِشَايَةً * أَوْ خِفْتُ في لُقْيَاكِ لَوْمَةَ لاَئِمِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يُعَتِّقُ خَمْرَاً مِنْ دِمَاءٍ أَبَاحَهَا * وَيَصْنَعُ كَأْسَاً مِن عِظَامِ الجَمَاجِمِ وَيَسْكُبُ في الأَسْمَاعِ لَفظَاً مُنَمَّقَاً * لِنَسْبَحَ في حُلْمٍ مِنَ الأَمْنِ وَاهِمِ يَدَاهُ يَدٌ بِإِشَارَةٍ لجُنُودِهِ * تحَوِّلُ لَيْلَ العُرْسِ لَيْلَ مَآتِمِ وَأُخْرَى تُنِيلُ المُعْوِزِينَ مَعُونَةً * تُشَابُ إِذَا سِيقَتْ بِسُمِّ الأَرَاقِمِ أَصَابَتْ نُبُوءَاتُ المَلاَئِكِ عِنْدَمَا * عَلَى الأَرْضِ خَافَتْ مِنْ فَسَادِ ابْنِ آدَمِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف 0 مَا عَدَا الْبَيْتِ الأَخِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بِقُلُوبِكُمْ لِلمُسْلِمِينَ ضَغَائِنُ * وَالحِقْدُ فِيكُمْ مُسْتَقِرٌّ كَامِنُ أَبْدَتْ لَنَا الأَحْقَادُ مَا بِنُفُوسِكُمْ * صَدَقَ الَّذِي قَالَ الشُّعُوبُ مَعَادِنُ إِنْ تَفْخَرُواْ بِالصِّدْقِ أَوْ لاَ تَفْخَرُواْ * لَنْ يَسْبِقَ الْفَرَسَ الأَصِيلَ بَرَاذِنُ كَذَبُواْ عَلَى الإِسْلاَمِ حِينَ تَيَقَّنُواْ * أَنْ لَيْسَ في الإِسْلاَمِ قَطُّ مَطَاعِنُ إِنْ كَانَ بَعْضُ المُسْلِمِينَ تَهَاوَنُواْ * بِالدِّينِ كَيْفَ الْغَرْبُ لاَ يَتَهَاوَنُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لِذَا اللهُ أَنْشَأَ في السَّمَوَاتِ جَنَّةً * وَمِن أَجْلِ هَذَا حَفَّهَا بِالمَكَارِهِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * وَمَن عَرَفَ البَحْرَ اسْتَقَلَّ السَّوَاقِيَا {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

* عَلَى مِثْلِهَا فَليَبْكِ مَنْ كَانَ بَاكِيَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * لِيَبْكِ عَلَى الإِسْلاَمِ مَنْ كَانَ بَاكِيَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَعَمْرُكَ مَا يَدْرِي الْفَتى كَيْفَ يَتَّقِي * إِذَا هُوَ لَمْ يجْعَلْ لَهُ اللهَ وَاقِيَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَيَا أَيُّهَا العُلَمَاءُ إِنَّ بِلاَدَكُمْ * تُنَادِيكُمُ لَوْ تَسْمَعُونَ المُنَادِيَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَتَغْضَبُ إِن أَبْصَرْتَ في عَيْنيَ الْقَذَى * وَأَنْتَ تَرَى في عَيْنِكَ الجِذْلَ بَادِيَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَهُوَ في الأَصْلِ مَثَلٌ عَرَبيٌّ قُمْتُ بِنَظْمِهِ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَعَيْنُ الرِّضَا عَنْ كُلِّ عَيْبٍ كَلِيلَةٌ * وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدِي المَسَاوِيَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَتىً كُلُّ مُا فِيهِ يَسُرُّ صَدِيقَهُ * وَلَكِنَّ فِيهِ مَا يَسُوءُ الأَعَادِيَا {النَّابِغَةُ الجَعْدِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَكَمْ مَرَّةٍ قَدْ أَحْسَنَتْ فِيهِ ظَنَّهَا * فَكَلَّفَهَا إِحْسَانُهَا الظَّنَّ غَالِيَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِأَفْعَالِهِمْ كَمْ أَحْسَنَتْ مِصْرُ ظَنَّهَا * فَكَلَّفَهَا إِحْسَانُهَا الظَّنَّ غَالِيَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُحَادِثُهَا مَا نِلْتُ مِنهَا مُحَرَّمَاً * وَحَاجَاتُ نَفْسِي بَاقِيَاتٌ كَمَا هِيَا {ابْنُ مَيَّادَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَحَادَثْتُهَا مَا نِلْتُ مِنهَا مُحَرَّمَاً * وَحَاجَاتُ نَفْسِي بَاقِيَاتٌ كَمَا هِيَا {ابْنُ مَيَّادَة 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَأَنِّي بِهِمْ أُخْرِجُواْ مِنْ دِيَارِهِمْ * حُفَاةً عُرَاةً جَائِعِينَ صَوَادِيَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° صُبَّتْ عَلَيَّ مَصَائِبٌ لَوْ أَنَّهَا * صُبَّتْ عَلَى الأَيَّامِ صَارَتْ لَيَالِيَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَشَكَّى زُهَيرٌ مِن ثمَانِينَ حَجَّةً * وَإِنيِّ لأَشْكُو مُذْ بَلَغْتُ ثمَانِيَا فَيَا مَنْ لِقَلْبٍ لاَ تَنَامُ همُومُهُ * وَيَا مَنْ لِعَينٍ لاَ تَنَامُ اللَّيَالِيَا كَمْ حَوَّلَ المَنُّ الجَمِيلَ إِسَاءةً * وَالحَمْدَ ذَمَّاً وَالمحِبَّ مُعَادِيَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

هِجَاؤُكَ يَشْفِيني وَإِنْ لَمْ تُبَالِه * وَحَسْبيَ حَظَّاً أَن أَنَالَ شِفَائِيَا {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَتَعْلَمُ نَفْسِي أَنَّهُمْ مِثْلُ غَيرِهِمْ * وَلَكِنَّني أَسْتَدْفِعُ اليَأْسَ رَاجِيَا فَكَمْ مَرَّةٍ أَحْسَنْتُ ظَنيَ فِيهِمُ * فَكَلَّفَني إِحْسَانيَ الظَّنَّ غَالِيَا {الأَوَّلُ لإِيلِيَّا أَبي مَاضِي، وَالأَخِيرُ لهَاشِمٍ الرِّفَاعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا المَرْءُ لَمْ يَلْبَسْ ثِيَابَاً مِنَ التُّقَى * تجَرَّدَ عُرْيَانَاً وَإِنْ كَانَ كَاسِيَا وَخَيرُ لِبَاسِ المَرْءِ طَاعَةُ رَبِّهِ * وَلاَ خَيرَ فِيمَنْ بَاتَ للهِ عَاصِيَا {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لأَبي الْعَتَاهِيَة، وَالآخَرُ لاَبْنِ الْفَارِض} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَلَمَّا مَضَيْنَا في طَرِيقِ جِهَادِنَا * بِعَزْمٍ وَكِدْنَا أَنْ نَنَالَ الأَمَانِيَا تَبَيَّنَ مَا أَخْفَى لَنَا مِنْ مَكِيدَةٍ * وَأَبْدَتْ لَنَا الأَيَّامُ مَا كَانَ خَافِيَا إِذَا عَذَرَ الأَعْمَى الأَنَامُ لِكَبْوَةٍ * فَلاَ يَعْذُرُونَ المُبْصِرَ المُتَعَامِيَا {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي، وَالأَخِيرُ لإِيلِيَّا أَبي مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَرَى المَالَ مِثْلَ المَاءِ يَفْسَدُ رَاكِدَاً * وَيَبْقَى صَلاَحُ المَاءِ مَا دَامَ جَارِيَا فَلاَ تَتْرُكُوهُ آسِنَاً يَنْقَلِبْ إِلى * مَبَاءةَ أَمْرَاضٍ وَقَدْ كَانَ شَافِيَا أَغِيثُواْ بِهِ مَن أُخْرِجُواْ مِنْ دِيَارِهِمْ * حُفَاةً عُرَاةً جَائِعِينَ صَوَادِيَا

{الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لمحَمَّدٍ الأَسْمَرِ أَوْ لمحْمُود غُنيم، وَالْبَيْتُ الأَخِيرُ فَقَطْ لإِيلِيَّا أَبي مَاضِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَظَرْتُ لِمَنْزِلِهَا فَلَمْ أَمْلِكِ الْبُكَا * فَقُلْتُ ارْحَمِي ضَعْفِي وَشِدَّةَ مَا بِيَا مُعَذِّبَتي لَوْلاَكِ مَا صِرْتُ سَائِلاً * أَدُورُ عَلَى بَابِ الخَلاَئِقِ حَافِيَا وَإِنيِّ لأَخْشَى أَن أَمُوتَ صَبَابَةً * وَفي النَّفْسِ حَاجَاتٌ إِلَيْكِ كَمَا هِيَا وَإِنيِّ لَيُنْسِيني لِقَاؤُكِ كُلَّمَا * لَقِيتُكِ يَوْمَاً أَن أَبُثَّكِ مَا بِيَا {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لِقَيْسِ بْنِ المُلَوَّحِ الْعَامِرِيّ 0 بِتَصَرُّف، وَالْبَيْتَانِ الأَخِيرَانِ لجَمِيل بُثَيْنَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَيَا أَيُّهَا البَطَلُ الشَّهِيدُ تَحِيَّتي * أُقَدِّمُهَا أَوْ إِنْ تَشَأْ فَرِثَائِيَا

فَإِنْ تَكُ أَفنَتْكَ اللَّيَالي سَرِيعَةً * فَذِكْرَاكَ فِينَا سَوْفَ تُفْني اللَّيَالِيَا عَلَيْهِ سَلاَمُ اللهِ كَمْ كَانَ ذَا تُقَىً * وَكَمْ كَانَ ذَا بِرٍّ وَكَمْ كَانَ حَانِيَا {الْبَيْتَانِ الأَوَّلُ وَالثَّاني لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي، وَالأَخِيرُ لإِيلِيَّا أَبي مَاضِي 0 وَكُلُّهَا بِتَصَرُّف؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَنْ لي بِلَيْلَى أَوْ فَمَنْ ذَا لَهَا بِيَا * عَسَاهَا تَرِقُّ إِذَا رَأَتْ سُوءَ حَالِيَا وَقَدْ يجْمَعُ اللهُ الشَّتِيتَينِ بَعْدَمَا * يَظُنَّانِ كُلَّ الظَّنِّ أَنْ لاَ تَلاَقِيَا قَضَى اللهُ بِالمَعْرُوفِ مِنهَا لِغَيرِنَا * وَبِالشَّوْقِ وَالحِرْمَانِ مِنهَا قَضَى لِيَا قَضَاهَا لِغَيْرِي وَابْتَلاَني بحُبِّهَا * فَهَلاَّ بِشَيْءٍ غَيْرِ لَيْلَى ابْتَلاَنِيَا

وَلَسْتُ أَخَا غِيٍّ وَلَكِن إِذَا الهَوَى * أَصَابَ حَلِيمَ القَوْمِ أَصْبَحَ غَاوِيَا وَمَاذَا الَّذِي تجْدِي عَلَيَّ فَضَائِلِي * إِذَا كُنَّ في عَيْنِ الحَبِيبِ مَسَاوِيَا لَقَدْ كُنْتُ أَعْلُو الحُبَّ قِدْمَاً فَلَمْ يَزَلْ * بِلَيْلَى يَدِبُّ الحُبُّ حَتىَّ عَلاَنِيَا أَرَى أَهْلَ لَيْلَي لاَ يُرِيدُونَني لَهَا * كَمَا أَنَّ أَهْلِي لاَ يُرِيدُونَهَا لِيَا فَيَا أَهْلَ لَيْلَى أَكْثَرَ اللهُ فِيكُمُ * مَثِيلاَتِهَا حَتىَّ تَجُودُواْ بِهَا لِيَا فَمَا مَسَّ ثَوْبي الأَرْضَ إِلاَّ ذَكَرْتُهَا * وَإِلاَّ وَجَدْتُ أَرِيجَهَا في ثِيَابِيَا وَإِنيِّ لأَخْشَى أَن أَمُوتَ صَبَابَةً * وَفي النَّفْسِ حَاجَاتٌ إِلَيْهَا كَمَا هِيَا يَقُولُونَ بي دَاءٌ عُضَالٌ أَصَابَني * وَقَدْ عَلِمَتْ نَفْسِي مَكَانَ دَوَائِيَا

أَتُعْرِضُ لَيْلَى عَنْ رَسُولي كَأَنَّني * قَتَلْتُ لِلَيْلَى إِخْوَةً وَمَوَالِيَا فَلَلْمَوْتُ خَيْرٌ مِن عَذَابي فَأَحْضِرُواْ * ليَ النَّعْشَ وَالأَكْفَانَ وَاسْتَغْفِرُواْ لِيَا فَمَا سَوْفَ أَرْجُوهُ مِنَ الْعَيْشِ بَعْدَمَا * أَرَى حَاجَتي بِيعَتْ لِغَيْرِي أَمَامِيَا دَعُوني أَمُتْ غَمَّاً وَهَمَّاً بحَسْرَتي * فَيَا وَيْحَ قَلْبي مَنْ بِهِ مِثْلُ مَا بِيَا أَرَى الْعُمْرَ وَالأَيَّامَ تجْرِي كَمَا الرَّحَى * وَحُبِّيَ لاَ يَزْدَادُ إِلاَّ تَمَادِيَا فَيَا رَبِّ إِذْ صَيَّرْتَ لَيْلَى هِيَ المُنى * فَزَيِّنْ لَهَا حُبيِّ كَمَا زِنْتَهُ لِيَا وَإِلاَّ فَبَغِّضْهَا إِليَّ وَأَهْلَهَا * فَإِنيِّ بِلَيْلَى قَدْ لَقِيتُ الدَّوَاهِيَا هِيَ السِّحْرُ إِلاَّ أَنَّ لِلسِّحْرِ رُقْيَةً * وَإِنِّيَ لاَ أَلْقَى لَهَا قَطُّ رَاقِيَا

عَدَدْتُ اللَّيَالي لَيْلَةً إِثْرَ لَيْلَةٍ * إِلى أَنْ جَزِعْتُ فَلَمْ أَعُدَّ اللَّيَالِيَا بِنَفْسِي وَأَهْلِي مَنْ لَوَ انيِّ أَتَيْتُهُ * عَلَى الْبَحْرِ أَشْكُوهُ الظَّمَا مَا سَقَانِيَا وَمَنْ لَوْ رَآني وَالْعِدَى يجْعَلُونَني * لَهُمْ غَرَضَاً يَرْمُونَني لَرَمَانِيَا وَمَنْ لَوْ سَمِعْتُهُمُ يُنَادُونَ بِاسْمِهِ * وَنُودِيَ لَيْلَى بَلَّ دَمْعِي رِدَائِيَا خَلِيلَيَّ لَوْ أَنيِّ مُعَافىً وَأَنْتُمَا * سَقِيمَانِ لَمْ أَفْعَلْ كَفِعْلِكُمَا بِيَا لَعَمْرُكُمَا وَاللهِ لاَ أَمْلِكُ الْبُكَا * إِذَا أَحَدٌ مِن أَهْلِ لَيْلَى بَدَا لِيَا أُصَلِّي فَمَا أَدْرِي إِذَا مَا ذَكَرْتُهَا * أَثِنْتَينِ صَلَّيْتُ الضُّحَى أَمْ ثَمَانِيَا وَمِن أَجْلِهَا سُمِّيتُ مجْنُونَ عَامِرٍ * وَلَوْ كُنْتُ مجْنُونَاً لَعَافُواْ كَلاَمِيَا

{قَيْسُ بْنُ المُلَوَّحِ الْعَامِرِيّ 0 بِتَصَرُّف، بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الخَامِسِ وَالسَّادِسِ فَهُمَا لِلْبَارُودِي، وَبِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الحَادِيَ عَشَرَ فَهُوَ لجَمِيل بُثَيْنَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُصِبْنَا مِنَ الدُّنيَا بِمَا لَوْ قَلِيلُهُ * أُصِيبَتْ بِهِ الأَيَّامُ صَارَتْ لَيَالِيَا تمُرُّ اللَّيَالي لَيْلَةٌ إِثْرَ لَيْلَةٍ * وَأَحْزَانُ قَلْبي بَاقِيَاتٌ كَمَا هِيَا فَمَا تُنْبِتُ الغَبرَاءُ غَيرَ مَصَائِبٍ * وَمَا تُمْطِرُ الأَفْلاَكُ إِلاَّ دَوَاهِيَا وَمَنْ لَمْ يُعَانِ الظُّلْمَ طُولَ حَيَاتِهِ * يَظُنُّ شِكَايَاتِ النُّفُوسِ تَشَاكِيَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَيَا لَيْتَ مَنْ بَاعَ البِلاَدَ وَأَهْلَهَا * بِفِلْسَينِ لَمْ يَخْتَرْ لَهُا البُؤْسَ شَارِيَا

فَيَا أُمَّةً قَدْ طَالَ عَهْدُ سُبَاتِهَا * مَتى يَكْشِفُ الإِصْبَاحُ عَنْكِ الدَّيَاجِيَا إِلى كَمْ تَوَدِّينَ الوَفَاءَ لِمَعْشَرٍ * بَقَاؤُهُمُ يُدْني إِلَيْكِ التَّلاَشِيَا ثَلاَثَةُ أَجْيَالٍ تَقَضَّتْ وَأَنْتُمُ * تُسَامُونَ فِيهَا مَا تُسَامُ المَوَاشِيَا أَمَا آنَ أَنْ يَسْتَرْجِعَ التَّاجَ أَهْلُهُ * وَيَسْتَرْجِعَ التَّاجُ المَهَابَةَ ثَانِيَا مَتى كَانَ جَنْكِيزٌ لِقَحْطَانَ سَيِّدَاً * فَيُمْسِي بَنُو هَذَا لِذَاكَ مَوَالِيَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ يَا رَسُولَ اللهِ كُنْتَ رَجَاءنَا * وَكُنْتَ بِنَا بَرَّاً وَلَمْ تَكُ جَافِيَا وَكُنْتَ قَرِيبَاً لِلْقُلُوبِ محَبَّبَاً * لِيَبْكِ عَلَيْكَ الْيَوْمَ مَنْ كَانَ بَاكِيَا لَعَمْرُكَ ما أَبْكِي النَّبي وَإِنَّمَا * لِقَتْلٍ سَيُصْبِحُ في الصَّحَابَةِ فَاشِيَا

تَدُورُ عَلَى قَلْبي لِفَقْدِ محَمَّدٍ * هُمُومٌ ثِقَالٌ ذَكَّرَتْني السَّوَاقِيَا أَفَاطِمُ صَلَّى اللهُ رَبُّ محَمَّدٍ * عَلَى جَدَثٍ أَمْسَى بِيَثْرِبَ ثَاوِيَا فِدَاً لِرَسُولِ اللهِ أُمِّي وَوَالِدِي * وَنَفْسِي وَأَهْلِي كُلُّهُمْ وَعِيَالِيَا صَبَرْتَ وَبَلَّغْتَ الرِّسَالَةَ صَادِقَاً * وَمُتَّ قَرِيرَ الْعَينِ فِينَا وَرَاضِيَا فَلَوْ أَنَّ رَبَّ الْعَرْشِ أَبْقَاكَ بَيْنَنَا * سَعِدْنَا وَلَكِن أَمْرُهُ كَانَ مَاضِيَا عَلَيْكَ سَلاَمُ الله يَا خَيرَ مُرْسَلٍ * وَأَسْكَنَكَ اللهُ القُصُورَ العَوَالِيَا {صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِب} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَرَى المَوْتَ خَيْرَاً مِن حَيَاةٍ شَرِيدَةٍ * وَدَاءٍ عَلَى الأَيَّامِ أَدْمَى فُؤَادِيَا وَآلاَمِ شَوْقٍ في الجَوَانحِ وَالحَشَا * شَقِيتُ بهَا وَالدَّمْعُ يَنهَلُّ جَارِيَا

سَلاَمٌ عَلَى الدُّنيَا سَلاَمٌ عَلَى الصِّبَا * سَلاَمٌ عَلَى القَلبِ الَّذِي بَاتَ دَامِيَا سَلاَمٌ عَلَى العُشَّاقِ عَاشُواْ عَلَى الظَّمَا * وَمَاتُواْ فَلَمْ يَلْقَواْ مِنَ النَّاسِ حَانِيَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَفَكَّرْتُ في حَشْرِي وَيَوْمِ وَفَاتِيَا * وَدَفْني وَتَرْكِي في المَقَابِرِ ثَاوِيَا فَرِيدَاً وَحِيدَاً بَعْدَ عِزٍّ وَمَنعَةٍ * رَهِينَ ذُنُوبي وَالتُّرَابُ وِسَادِيَا تَفَكَّرْتُ في طُولِ الحِسَابِ وَعَرْضِهِ * وَذُلِّ مَقَامِي حِينَ أُعْطَى كِتَابِيَا لَعَمْرُكَ مَا يَدْرِي الْفَتى كَيْفَ يَتَّقِي * إِذَا هُوَ لَمْ يجْعَلْ لَهُ اللهَ وَاقِيَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

هَذِهِ الْقَصِيدَةُ صُغْتُهَا مَرَّتَين / مَرَّةً عَلَى اعْتِبَارِهَا قَصِيدَةَ رِثَاءٍ ـ وَهُوَ الأَصْل ـ وَأُخْرَى بِاعْتِبَارِهَا قَصِيدَةَ مَدِيح، وَذَلِكَ بحَذْفِ أَبْيَاتِ الحُزْنِ مِنهَا وَاسْتِبْدَالِهَا بِتَشْبِيبٍ اسْتِهْلاَليّ، وَهَا هُمَا القَصِيدَتَان: أَهَاجَ لَنَا الحُزْنُ العُيُونَ البَوَاكِيَا وَأَسْهَدَ مَوْتُ الشَّيْخِ مِنَّا المَآقِيَا أَلاَ قَاتَلَ اللهُ البُكَاءَ فَإِنَّهُ بمَا في فُؤَادِي كَانَ لِلقَوْمِ وَاشِيَا لَقَدْ بِتُّ يُضْنِيني حَدِيثُ أَقَارِبي إِذَا مَا رَأَواْ دَمْعِي عَلَى الخَدِّ جَارِيَا سَيَرْثَى لِحَالي اللاَّئِمُونَ عَلَى الْبُكَا إِذَا حَمَلُواْ في قَلْبِهِمْ بَعْضَ مَا بِيَا أَأَسْلُو وَفي السُّلْوَانِ نَارٌ وَلَوْعَةٌ وَأَكْتُمُ وَالكِتْمَانُ يُدْمِي فُؤَادِيَا

طَلَبْنَا عَلَى البَلْوَى مُعِينَاً فَفَاتَنَا يُوَاسِيكَ مَنْ يحْتَاجُ فِيكَ مُوَاسِيَا أَيَا مَوْتُ لَوْ تَدْرِي فَجِيعَتَنَا بِهِ لَقَدْ كُنْتَ جَبَّارَاً وَقَدْ كُنْتَ قَاسِيَا بَكَيْنَاهُ بِالآلاَمِ مِلْءَ نُفُوسِنَا وَبِالحُزْنِ قَتَّالاً وَبِالدَّمْعِ جَارِيَا جفَأَبْكِي عَلَيْهِ تَارَةً إِنْ ذَكَرْتُهُ وَأَبْكِي إِذَا أَبْصَرْتُ في النَّاسِ بَاكِيَا وَمَا ليَ لاَ أَبْكِي عَلَى مَنْ لَوَ انَّهُ * تَقَدَّمَ يَوْمِي يَوْمَهُ لَبَكَانِيَا أُصِبْنَا مِنَ الدُّنيَا بِمَا لَوْ قَلِيلُهُ * أُصِيبَتْ بِهِ الأَيَّامُ صَارَتْ لَيَالِيَا وَمَنْ لَمْ تُضَرِّسْهُ المَنُونُ بِنَابهَا * يَظُنُّ شِكَايَاتِ النُّفُوسِ تَشَاكِيَا فَيَا مَنْ لِقَلْبٍ لاَ تَنَامُ همُومُهُ * وَيَا مَنْ لِعَينٍ لاَ تَنَامُ اللَّيَالِيَا

تمُرُّ اللَّيَالي لَيْلَةٌ إِثْرَ لَيْلَةٍ * وَأَحْزَانُ قَلْبي بَاقِيَاتٌ كَمَا هِيَا فَمَا تُنْبِتُ الغَبرَاءُ غَيرَ مَصَائِبٍ * وَمَا تُمْطِرُ الأَفْلاَكُ إِلاَّ دَوَاهِيَا لَعَمْرُكَ مَا يَدْرِي الْفَتى كَيْفَ يَتَّقِي * إِذَا هُوَ لَمْ يجْعَلْ لَهُ اللهَ وَاقِيَا أَحَقَّاً خَطِيبَ العَصْرِ لَسْتَ بِعَائِدٍ * إِلَيْنَا وَأَلاَّ مُلْتَقَى بِكَ ثَانِيَا أَحَقَّاً إِمَامَ الفِقْهِ لَسْتَ بِعَائِدٍ * إِلَيْنَا وَأَلاَّ مُلْتَقَى بِكَ ثَانِيَا أَحَقَّاً إِمَامَ الجُودِ لَسْتَ بِعَائِدٍ * إِلَيْنَا وَأَلاَّ مُلْتَقَى بِكَ ثَانِيَا تَقِيٌّ عَهِدْنَاهُ إِلى البِرِّ مُسْرِعَاً * إِذَا غَيرُهُ في البِرِّ أَبْدَى تَوَانِيَا سَخِيٌّ إِذَا ضَاقَ الزَّمَانُ عَلَى الفَتى * وَجَاءَ لَهُ يَلْقَى المُنى وَالأَمَانِيَا

يَجُودُ إِذَا ضَنَّ الأَنَامُ بِمَالِهِمْ وَإِن عُدْتَ مِنْ دَارٍ لَهُ عُدْتَ رَاضِيَا وَلَيْسَ لَعَمْرِي مَنْ يَبِيتُ عَلَى الهُدَى * كَمَنْ بَاتَ مِنْ ثَوْبِ الفَضَائِلِ عَارِيَا قَضَى عُمْرَهُ يَسْعَى لِكُلِّ فَضِيلَةٍ * وَيَعْشَقُ في صُنعِ الجَمِيلِ التَّفَانِيَا قَضَى عُمْرَهُ مِثْلَ الزُّهُورِ فَعُمْرُهَا * قَصِيرٌ وَلَكِنْ تَتْرُكُ العِطْرَ زَاكِيَا لَئِنْ شِئْتَ إِحْصَاءً لِكُلِّ صِفَاتِهِ * لأَعْجَزْتَ عَنْ سَرْدِ الصِّفَاتِ المَعَانِيَا فَإِنْ يَكُ أَفنَتْهُ اللَّيَالي بِمَوْتِهِ * فَذِكْرَاهُ فِينَا سَوْفَ تُفْني اللَّيَالِيَا عَلَيْهِ سَلاَمُ اللهِ كَمْ كَانَ ذَا تُقَىً * وَكَمْ كَانَ ذَا بِرٍّ وَكَمْ كَانَ حَانِيَا {بَعْضُهَا لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي، وَأَكْثَرُهَا لإِيلِيَّا أَبي مَاضِي، وَالْبَيْتُ الْعَاشِرُ لِلْخَنْسَاء} وَفي المَدْح:

دَعَاني إِلى الإِنْشَادِ شَوْقٌ سَمَا بِيَا وَمَا كُنْتُ لَوْلاَ هِزَّةُ الشَّوْقِ شَادِيَا أَأُخْفِي وَفي الإِخْفَاءِ نَارٌ وَلَوْعَةٌ وَأَكْتُمُ وَالكِتْمَانُ يُدْمِي فُؤَادِيَا كَمُطْرِبَةٍ تُشْجِي الأَنَامَ بِصَوْتِهَا وَقَدْ حَمَلَتْ بَينَ الضُّلُوعِ مَآسِيَا لَقَدْ بِتُّ يُضْنِيني حَدِيثُ عَوَاذِلي * إِذَا مَا رَأَواْ دَمْعِي عَلَى الخَدِّ جَارِيَا أَلاَ قَاتَلَ اللهُ البُكَاءَ فَإِنَّهُ * بمَا في فُؤَادِي كَانَ لِلقَوْمِ وَاشِيَا سَيَرْثَى لِحَالي مَن أَطَالُواْ مَلاَمَهُمْ * إِذَا حَمَلُواْ في قَلْبِهِمْ بَعْضَ مَا بِيَا دَعِ الوَجْدَ وَاتْرُكْ ذِكْرَكَ العِشْقَ جَانِبَاً * وَكُفَّ عَنِ التَّشْبِيبِ وَاسْلُ الغَوَانِيَا وَسِرْ بِالقَوَافي نَحْوَ قَوْمٍ أَعِزَّةٍ * وَجَمِّلْ بِذِكْرِ الأَكْرَمِينَ القَوَافِيَا

تَقِيٌّ عَهِدْنَاهُ إِلى البِرِّ مُسْرِعَاً * إِذَا غَيرُهُ في البِرِّ أَبْدَى تَوَانِيَا سَخِيٌّ إِذَا ضَاقَ الزَّمَانُ عَلَى الفَتى * وَجَاءَ لَهُ يَلْقَى المُنى وَالأَمَانِيَا يَجُودُ إِذَا ضَنَّ الأَنَامُ بِمَالِهِمْ * وَإِن عُدْتَ مِنْ دَارٍ لَهُ عُدْتَ رَاضِيَا فَتىً كُلُّ مُا فِيهِ يَسُرُّ صَدِيقَهُ * وَلَكِنَّ فِيهِ مَا يَسُوءُ الأَعَادِيَا قَضَى عُمْرَهُ يَسْعَى لِكُلِّ فَضِيلَةٍ * وَيَعْشَقُ في صُنعِ الجَمِيلِ التَّفَانِيَا لَئِنْ شِئْتَ إِحْصَاءً لِكُلِّ صِفَاتِهِ * لأَعْجَزْتَ عَنْ سَرْدِ الصِّفَاتِ المَعَانِيَا {بَعْضُهَا لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي، وَأَكْثَرُهَا لأَبي مَاضِي، أَمَّا بَيْتُ " الأَعَادِيَا " فَهُوَ لِلنَّابِغَةِ الجَعْدِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فِعَالَتي/فِعَالَةِ/فِعَالَةُ/فِعَالَةِ/}

إِيَّاكَ أَعْني وَاسْمَعِي يَا جَارَتي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ أَصْبَحَ الإِحْبَاطُ يَا رَبِّ عَادَتي * وَأَوْشَكْتُ أَن أَنْسَى مَذَاقَ السَّعَادَةِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {مَفَاعِلُه/أَفَاعِلُه/أَفَاعِلَة/تَفَاعُلُه/فَاعِلُه/فَاعِلَة/فَوَاعِلُه/فَعَائِلُه/} فَكُلُّكُمُ رَاعٍ وَنحْنُ رَعِيَّةٌ * وَكُلٌّ سَيَلْقَى رَبَّهُ فَيُحَاسِبُه {حَافِظ إِبْرَاهِيم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَلَى أَيِّ بَابٍ أَطْلُبُ الإِذْنَ بَعْدَمَا * حُجِبْتُ عَنِ البَابِ الَّذِي أَنَا حَاجِبُه {التُّوتُ الْيَمَانيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَكْفِيكَ أَنَّ المَوْتَ لَمْ يَقِ صَاحِبَاً * وَيَقِي الَّذِي يَدْرِي بِأَنَّكَ صَاحِبُه {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَلَيْسَ عِتَابُ النَّاسِ لِلْمَرْءِ نَافِعَاً * إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْمَرْءِ لُبٌّ يُعَاتِبُه °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مِنَ النَّاسِ مَنْ يَغْشَى الأَبَاعِدَ نَفْعُهُ * وَتَشْقَى بِهِ حَتىَّ المَمَاتِ أَقَارِبُه °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَهَوَّنَ حُزْني عَن خَلِيلِيَ أَنَّني * إِذَا شِئْتُ لاَقَيْتُ الَّذِي مَاتَ صَاحِبُه {نَهْشَلُ بْنُ حَرَّى بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَيَفْنى رَدِيءُ الشِّعْرِ مِنْ قَبْلِ مَوْلِدٍ * وَجَيِّدُهُ يَبْقَى وَإِنْ مَاتَ صَاحِبُه يمُوتُ رَدِيءُ الشِّعْرِ مِنْ قَبْلِ مَوْلِدٍ * وَجَيِّدُهُ يَحْيَا وَإِنْ مَاتَ صَاحِبُه يمُوتُ رَدِيءُ الشِّعْرِ مِنْ قَبْلِ مَوْلِدٍ * وَجَيِّدُهُ يَحْيَا وَإِنْ مَاتَ صَاحِبُه {دِعْبِلٌ الخُزَاعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا قَتْلُ بَعْضِ الحَيِّ بَعْضَاً بِنَاهِكٍ * قُوَاهُ إِذَا مَا جَاءَ خَصْمٌ يُحَارِبُهْ وَمَا لَطْمُ بَعْضِ المَوْجِ في الْبَحْرِ بَعْضَهُ * بِمَانِعِهِ إِغْرَاقَ مَن هُوَ رَاكِبُهْ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

رَغِيفُ {//5/ 5} عِنْدَهُ عِدْلُ نَفْسِهِ * يُقَلِّبُهُ طَوْرَاً وَطَوْرَاً يُلاَعِبُه وَيُخْرِجُهُ مِنْ كُمِّهِ فَيَشُمُّهُ * وَيجْلِسُهُ في حِجْرِهِ وَيُخاطِبُه وَإِنْ جَاءهُ المِسْكِينُ يَطْلُبُ كِسْرَةً * فَقَدْ ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ وَأَقَارِبُه يَصُبُّ عَلَيْهِ السَّوْطَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * وَتُكْسَرُ رِجْلاَهُ وَيُنْتَفُ شَارِبُه °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا لاَمْرِئٍ طُولُ الخُلُودِ وَإِنَّمَا * يُخَلِّدُهُ ذِكْرٌ جَمِيلٌ يُصَاحِبُه رَأَى فِيهِ الاَسْتِعْمَارُ رُوحَاً وَجِسْمَهَا * فَصَاغَهُمَا حَتىَّ تَتِمَّ رَغَائِبُه فَأَصْبَحَ لِلمُحْتَلِّ كَفَّاً وَسَاعِدَاً * لِيَنعَبَ فِينَا بِالمَكِيدَةِ نَاعِبُه {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَخَيرُ صَدِيقٍ أَنْتَ يَوْمَاً مُصَاحِبُه * كَرِيمٌ إِذَا عاتَبْتَهُ لاَنَ جَانِبُه فَلاَ تُنْكِرَن عَتْبي عَلَيْكَ فَإِنَّهُ * جَمِيلٌ وَشَرُّ النَّاسِ مَنْ لاَ تُعَاتِبُه {ابْنُ المُقَرَّبِ الْعُيُونيّ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَوَاللهِ ما أَدري أَأُغْضِي لِذَنْبِهِ * كَأَنِّيَ لَمْ أَعْلَمْ بِهِ أَمْ أُعَاتِبُه إِذَا مَا جَنىَ ذَنْبَاً ظَلَلْتُ كَأَنَّني * أَنَا صَاحِبُ الذَّنْبِ الَّذِي هُوَ صاحِبُه {العَبَّاسِ بنِ الأَحنَف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا كُنْتَ في كُلِّ الأُمُورِ مُعَاتِبًا * أَخَاكَ فَلَنْ تَلْقَى الَّذِي سَتُعَاتِبُه فَعِشْ وَاحِدًا أَوْ صِلْ أَخَاكَ تَكَرُّمَاً * فَيَوْمًا جَنى ذَنْبًا وَيَوْمًا يجَانِبُه فَعِشْ وَاحِدًا أَوْ غَاضِبًا أَوْ أَخَاكَ صِلْ * فَيَوْمًا جَنى ذَنْبًا وَيَوْمًا يجَانِبُه فَإِن أَنْتَ لَمْ تَشْرَبْ مِرَارًا عَلَى القَذَى * ظَمِئْتَ وَأَيُّ النَّاسِ تَصْفُو مَشَارِبُه وَمَنْ ذَا الَّذِي تُرْضَى سَجَايَاهُ كُلُّهَا * كَفَى المَرْءَ نُبْلاً أَنْ تُعَدَّ مَعَايِبُه {لِبَشَّارِ بْنِ بُرْدٍ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَوَاللهِ ما أَدري أَأُغْضِي لِذَنْبِهِ * كَأَنِّيَ لَمْ أَعْلَمْ بِهِ أَمْ أُعَاتِبُه إِذَا مَا جَنىَ ذَنْبَاً ظَلَلْتُ كَأَنَّني * أَنَا صَاحِبُ الذَّنْبِ الَّذِي هُوَ صاحِبُه إِذَا كُنْتُ في كُلِّ الأُمُورِ مُعَاتِبًا * صَدِيقِي فَلَنْ أَلْقَى الَّذِي سَأُعَاتِبُه وَإِن أَنَاْ لَمْ أَشْرَبْ مِرَارًا عَلَى القَذَى * ظَمِئْتُ وَأَيُّ النَّاسِ تَصْفُو مَشَارِبُه وَمَنْ ذَا الَّذِي تُرْضَى سَجَايَاهُ كُلُّهَا * كَفَى المَرْءَ نُبْلاً أَنْ تُعَدَّ مَعَايِبُه {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لِلْعَبَّاسِ بْنِ الأَحْنَف، وَالْبَاقِي لِبَشَّارِ بْنِ بُرْدٍ بِتَصَرُّف، وَأَمَّا الْبَيْتُ الأَخِيرُ فَيُنْسَبُ لِعَلِيِّ بْنِ الجَهْم، كَمَا يُنْسَبُ وَلِيَزِيدَ المُهَلَّبيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا ضَاعَ شَيْءٌ بَيْنَ أُمٍّ وَبِنْتِهَا * فَإِحْدَاهُمَا لاَ شَكَّ في ذَاكَ آخِذُه °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأَوْتَادُ أَرْضِ اللهِ في كُلِّ بَلْدَةٍ * وَمَوْضِعُ فُتْيَاهَا وَعِلْمِ المُنَاظَرَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَرْكَنَنَّ إِلى الْقُصُورِ الْفَاخِرَة * وَاذْكُرْ عِظَامَكَ حِينَ تُمْسِي نَاخِرَة وَإِذَا رَأَيْتَ زَخَارِفَ الدُّنيَا فَقُلْ * يَا رَبِّ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الآخِرَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَبيٌّ عَفِيفٌ يجْرَحُ الفُحْشُ سَمْعَهُ * وَفيٌّ أَمِينٌ يَأْمَنُ الغَدْرَ غَادِرُه °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا لَمْ تَقُمْ لِلشِّعْرِ في الشَّعْبِ دَوْلَةٌ * تَيَقَّنْ بِأَنَّ الشَّعْبَ مَاتَتْ مَشَاعِرُه {محْمُود غُنَيْم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلَمْ تَرَ أَنَّ المَرْءَ تَدْوَى يَمِينُهُ * فَيَقْطَعُهَا عَمْدَاً لِيَسْلَمَ سَائِرُه °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَذَلِكَ جُودٌ مِنهُ أَمْ ذَاكَ وَاجِبٌ * إِذَا هُوَ أَدَّاهُ اسْترَاحَتْ ضَمَائِرُهْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

سَكَتْنَا فَقَالُواْ العِيُّ وَالجَهْلُ دَاؤُهُمْ * وَأَكْبرُ مَا يُضْني مِنَ القَوْلِ فَاجِرُه وَلَيْسَ قَدِيمَاً مَا تجَدَّدَ نَفْعُهُ * وَلَيْسَ جَدِيدَاً مَا تَغُرُّ مَظَاهِرُه فَيَسْطَعُ نُورُ الشَّمْسِ وَهْيَ قَدِيمَةٌ * فَهَلْ كَانَ ضَوْءُ الكَهْرَبَاءِ يُنَاظِرُه {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَقَضَّتْ عَلَيْهِ الأَلْفُ يَنْشُرُ هَدْيَهُ * مَآذِنُهُ مَرْفُوعَةٌ وَمَنَائِرُه مَنَارَاتُ يُمْنٍ مَا رَأَى الدَّهْرُ مِثْلَهَا * وَلاَ عَهِدَتْهَا في الْقَدِيمِ غَوَابِرُه يَفِيضُ بِهِ الْقُرْآنُ وَالْعِلْمُ وَالهُدَى * تَدَفَّقَ مَاضِيهِ وَأَشْرَقَ حَاضِرُه أَمَا أَرَّقَ المحْتَلَّ لَيْلاً خَطِيبُهُ * وَأَفْزَعَ الاَسْتِعْمَارَ في مِصْرَ ثَائِرُه أَتَتْهُ حَضَارَاتٌ وَلاَ زَالَ صَامِدَاً * يُسَايِرُهَا في رَكْبِهِ وَتُسَايِرُه {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَلَوْ يَدُهُ مَرَّتْ عَلَى الصَّخْرِ أَخْرَجَتْ * جَوَانِبُهُ مَاءً وَأَوْرَقَ يَابِسُه °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَطِيبُ مجَانِيهِ جَمِيعَاً وَإِنَّمَا * تَطِيبُ مجَاني مَنْ تَطِيبُ مَغَارِسُه {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا لاَمْرِئٍ طُولُ الخُلُودِ وَإِنَّمَا * يُخَلِّدُهُ مَعْرُوفُهُ وَصَنَائِعُه °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنَاةٌ فَإِنْ لَمْ تُغْنِ أَتْبَعْتُ بَعْدَهَا * وَعِيدَاً فَإِنْ لَمْ يُغْنِ أَغْنَتْ صَوَاعِقُه °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا لاَمْرِئٍ طُولُ الخُلُودِ وَإِنَّمَا * يُخَلِّدُهُ مَعْرُوفُهُ وَجَمَائِلُه °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنَاةٌ فَإِنْ لَمْ تُغْنِ أَتْبَعْتُ بَعْدَهَا * وَعِيدَاً فَإِنْ لَمْ يُغْنِ أَغْنَتْ زَلاَزِلُه °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَمَن هَابَني في كُلِّ شَيءٍ وَهِبْتُهُ * فَلاَ هُوَ مُعْطِيني وَلاَ أَنَا سَائِلُه {يَزِيدُ بْنُ الطِّثْرِيَّة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ أَنْ يَكْثُرَ البُكَا * عَلَيْهِ قَتِيلٌ لَيْسَ يُعْرَفُ قَاتِلُه °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَبَتْ شَفَتَايَ اليَوْمَ إِلاَّ تَكَلَّمَا * بِسُوءٍ فَمَا أَدْرِي لِمَن أَنَا قَائِلُه أَرَى ليَ وَجْهَاً قَبَّحَ اللهُ خَلْقَهُ * فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ وَقُبِّحَ حَامِلُه {الحُطَيْئَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَرَى لَكَ وَجْهَاً قَبَّحَ اللهُ خَلْقَهُ * فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ وَقُبِّحَ حَامِلُه {الحُطَيْئَة بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَقُولُونَ {مَعْنٌ} لاَ زَكَاةَ لِمَالِهِ * وَكَيْفَ يُزَكِّي المَالَ مَن هُوَ بَاذِلُه إِذَا حَالَ حَوْلٌ لَمْ تجِدْ في دِيَارِهِ * مِنَ المَالِ إِلاَّ ذِكْرُةُ وَجَمَائِلُه

تَرَاهُ إِذَا مَا جِئْتَهُ مُتَهَلِّلاً * كَأَنَّكَ تُعْطِيهِ الَّذِي أَنْتَ سَائِلُه يَفِيضُ كَبَحْرٍ حَيْثُمَا تَأْتِهِ يَفِضْ * عَلَيْكَ بِمَا فِيهِ مِنَ الخَيْرِ سَاحِلُه تَعَوَّدَ بَسْطَ الكَفِّ حَتىَّ لَوِ ابْتَغَى * لِيَقْبِضَهَا يَوْمَاً عَصَتْهُ أَنَامِلُه فَلَوْ لَمْ يَكُنْ في كَفِّهِ غَيرُ نَفْسِهِ * لَجَادَ بِهَا فَلْيَتَّقِ اللهَ سَائِلُه {أَبُو تَمَّام} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَقَدْ يَتَزَيَّا بِالهَوَى غَيرُ أَهْلِهِ * وَيَسْتَصْحِبُ الإِنْسَانُ مَنْ لاَ يُلاَئِمُه {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنَاةٌ فَإِنْ لَمْ تُغْنِ أَتْبَعْتُ بَعْدَهَا * وَعِيدَاً فَإِنْ لَمْ يُغْنِ أَغْنَتْ عَزَائِمُه °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * يَمُنُّ بِلاَ مَنٍّ بِمَا في خَزَائِنِه {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَأَرْبَعَةٌ لاَ بُدَّ أَنْ تُدْرِكَ الْفَتى * سُرُورٌ وَأَحْزَانٌ وَسُقْمٌ وَعَافِيَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ ذُقْتُ أَنوَاعَ الطَّعَامِ فَلَمْ أَجِدْ * فِيهِنَّ طَعْمَاً مِثْلَ طَعْمِ الْعَافِيَةْ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَذَا زَمَانٌ لِلأَوائِلِ شَمْسُهُ * عَرَفُواْ القَصِيدَ بحُورَهُ وَقَوَافِيَه أَيَّامَ كَانَ لِكُلِّ حُسْنٍ شَاعِرٌ * كَلِفٌ بِهِ وَلِكُلِّ شِعْرٍ رَاوِيَة {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° صَلُّواْ عَلَيْهِ أَوِ الْعَنُوهُ فَقَدْ هَوَى * في رَحْمَةِ الرَّحْمَنِ أَوْ في دَاهِيَة الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَوْدَى بِهِ * هَيَّا لِنَصْنَعَ مِنْ جَدِيدٍ طَاغِيَة {عِصَام الْغَزَالي}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَاتَ الجَمِيعُ فَمَا لَهُمْ مِنْ بَاقِيَة * فَكَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نخْلٍ خَاوِيَة قَبِلُواْ المَذَلَّةَ سَاكِتِينَ كَأَنمَا * كَبُرَتْ عَلَى أَحْنَاكِهِمْ لاَ النَّاهِيَة أَتُذِلُّ أَعْنَاقَ المُلُوكِ جُدُودُنَا * وَتَسُومُنَا خَسْفَاً رُعَاةُ المَاشِيَة {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ الحَيَاةَ قَصِيدَةٌ أَبْيَاتُهَا * أَعْمَارُنَا وَالمَوْتُ فِيهَا القَافِيَة أَيْنَ القُصُورُ الشَّامِخَاتُ وَأَهْلُهَا * بَادَ الجَمِيعُ فَهَلْ لَهُمْ مِنْ بَاقِيَة لَوْ أَنَّ حَيَّاً خَالِدٌ بَينَ الوَرَى * مَا مَاتَ هَارُونٌ وَمَاتَ مُعَاوِيَة اجْتَاحَتِ الأَيَّامُ أَكْرَمَ أَهْلِهَا * فَكَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فَعْلُ/فَعْلِ/فَعْلِي/فُعْلَى/فَعْلاَ/} بَني أُمَّ إِنَّ الكُلَّ في الحَيِّ عَاتِبٌ * عَلَيْكُمْ وَبَعْضُ العَتْبِ في أَصْلِهِ حُبُّ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلاَ يَسْتَوِي {/5/ 5} وَلاَ مَنْ يَعِيبُهُ * إِلَيْنَا كَمَا لاَ يَسْتَوِي المِلْحُ وَالْعَذْبُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَقَرَّتْ عُيُونٌ كَانَ أَسْخَنَهَا البُكَا * وَقَرَّتْ عُقُولٌ كَانَ زَلْزَلَهَا الرُّعْبُ {ابْنُ زَيْدُون بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَقُلْتُ لِعَيْني يَوْمَ غُصَّتْ بِدَمْعِهَا * شَكَوْتِ وَهَذَا مَا أَمَرْتِ بِهِ الْقَلْبَا أَمَا رَقَصَتْ في وَجْهِهَا مِنْكِ نَظْرَةٌ * فَكَلَّفْتِني أَمْرَاً شَقِيتُ بِهِ صَعْبَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إذا لُمُْتُ عَيْنيَّ اللَّتَيْنِ أَضَرَّتَا * بِسَائِرِ جِسْمِي قَالَتَا لي لُمِ الْقَلْبَا فَإِنْ لُمُْتُ قَلْبي قَالَ عَيْنَاكَ جَرَّتَا * عَلَيْكَ الَّذِي تَلْقَى وَلي تجْعَلُ الذَّنْبَا فَقُلْتُ لِعَيْني أَنْتِ يَا عَيْنيَ الَّتي * جَلَبْتِ عَلَيَّ الهَمَّ وَالحُزْنَ وَالْكَرْبَا وَصَوَّرْتِ لي النِّيرَانَ في الحُبِّ جَنَّةً * فَكَانَ عَذَابَاً مَا وَصَفْتِينَهُ عَذْبَا فَقَالَتْ كِلاَنَا لِلْجَمَالِ ضَحِيَّةٌ * وَلَكِنْ جَنى غَيْرِي فَحَمَّلْتَني الذَّنْبَا مَشَى القَلْبُ في دَرْبِ الْغَرَامِ وَسَاقَني * فَمَا كُنْتُ إِلاَّ النُّورَ يَكْتَنِفُ الدَّرْبَا وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَلْقَى دَلِيلَ بَرَاءَ تي * فَقُمْ وَاسْأَلِ الأَعْمَى أَلاَ يَعْرِفُ الحُبَّا فَعُدْتُ إِلى الخَفَّاقِ بَينَ جَوَانحِي * فَأَلفَيْتُهُ يَرْجُو لِعِلَّتِهِ طَبَّا

فَقُلْتُ لَهُ يَا قَلْبُ أَشْقَيْتَني أَسَىً * وَأَوْشَكْتُ أَن أَلْقَى بِمَا جِئْتَهُ نحْبَا فَرَدَّدَ في هَمْسٍ وَعُتْبى ظَلَمْتَني * وَمَا كُنْتُ أَرْجُو أَنْ تُحَمِّلَني الذَّنْبَا كَذَلِكَ دَأْبُ العَاشِقِينَ إِذَا اشْتَكَواْ * تَوَالى عَلَى القَلْبِ التَّهَكُّمُ وَانْصَبَّا وَهَلْ أَنَا إِلاَّ نَابِضٌ صِيغَ مِنْ دَمٍ * وَلحْمٍ جَرَتْ فِيهِ أَحَاسِيسُكُمْ حُبَّا هِيَ الرُّوحُ يمْشِي القَلْبُ تحْتَ لِوَائِهَا * مُطِيعَاً إِذَا نَادَتْ بِعَاطِفَةٍ لَبَّى فَقُلْتُ لَهَا يَا رُوحُ أَنْتِ الَّتي جَنَتْ * عَلَى جَسَدِي العَاني فَصَيرْتِهِ صَبَّا فَقَالَتْ أَنَا في رَوْضَةِ العِشْقِ طَائِرٌ * جَمِيلٌ يحِبُّ المَاءَ وَالزَّهْرَ وَالعُشْبَا خُلِقْتُ لأَطيَافِ الجَمَالِ أَسِيرَةً * تجِيءُ عَذَارَى الحُبِّ مَوْرِدَهُ سِرْبَا

{هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير 0 بِاسْتِثْنَاءِ الأَبْيَاتِ الثَّلاَثَةِ الأُولى فَهِيَ لِشُعَرَاءَ آخَرِين} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَعَمْرِيَ مَا أَدْرِي أَقَلْبي أَلُومُهُ * عَلَى الحُبِّ أَمْ عَيْني المَلُومَةُ في الحُبِّ فَإِنْ لمْتُ قَلْبي قَالَ لي العَيْنُ أَبْصَرَتْ * وَإِنْ لمْتُ عَيْني قَالَتِ العِشْقُ في القَلْبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَوَجْهُكِ في عَيْني وَرِيقُكِ في فَمِي * وَهَمْسُكِ في سَمْعِي وَحُبُّكِ في قَلْبي {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَقَشَّعَ غَيْمُ الهَجْرِ عَنْ قَمَرِ الحُبِّ * وَأَشْرَقَ نُورُ الصُّلْحِ في ظُلْمَةِ العُتْبِ {نَصْرُ بْنُ أَحْمَد / خَبَّازُ الأُرْز} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَمِن أَعْجَبِ الأَشْيَاءِ أَنيَ مُسْلِمٌ * حَنِيفٌ وَلَكِن خَيرُ أَيَّامِيَ السَّبْتُ وَحَبَّبَ يَوْمَ السَّبْتِ عِنْدِيَ أَنَّني * تُنَادِمُني فيهِ الَّتي أَنَاْ أَحْبَبْتُ {ابْنُ الرُّومِي، كَمَا تُنْسَبُ أَيْضَاً لاَبْنِ الزَّقَّاق} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * وَأَقْبَحُ مِنْ قِرْدٍ إِذَا عَمِيَ القِرْدُ {بَشَّارُ بْنُ بُرْد} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيَادِيكَ لاَ تُحْصَى فَيُدْرَكُهَا العَدُّ * وَمجْدُكَ يَا [/5/ 5/] لَيْسَ لَهُ حَدُّ {ابْنُ حَيُّوس بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بَني أُمَّ إِنَّ الكُلَّ في الحَيِّ عَاتِبٌ * عَلَيْكُمْ وَبَعْضُ العَتْبِ في أَصْلِهِ وُدُّ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} أَوْ: {محَمَّدُ} إِنَّ الكُلَّ في الحَيِّ عَاتِبٌ * عَلَيْكَ وَبَعْضُ العَتْبِ في أَصْلِهِ وُدُّ

{هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} أَوْ: {محَمَّدُ} إِنَّ أَخَاكَ أَحْمَدَ عَاتِبٌ * عَلَيْكَ وَبَعْضُ العَتْبِ في أَصْلِهِ وُدُّ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمِنْ سُوءِ حَظِّ المَرْءِ في العَيْشِ أَنْ يَرَى * عَدُوَّاً لَهُ مَا مِنْ صَدَاقَتِهِ بُدُّ {المُتَنَبيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأَعْلَنَهَا حَرْبَاً ضَرُوسَاً عَلَيْهِمُ * وَلَمْ يُثْنِهِ عَنهُمْ وَعِيدٌ وَلاَ وَعْدُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا رَدَّ عَنيِّ عَارَ قَوْمِي تَأَمْرُكِي * فَهَلْ أَنَاْ حَقَّاً سَيِّدٌ وَأَخِي عَبْدُ وَمَنْ شَبَّتِ النِّيرَانُ في إِخْوَةٍ لَهُ * فَلَيْسَ لَهُ مِن خَوْضِ لُجَّتِهَا بُدُّ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَفي السَّاحَةِ الكُبْرَى أُقِيمَ مُخَيَّمٌ * يُرَى عِنْدَهُ الإِكْرَامُ وَالخَيرُ وَالرِّفْدُ وَأَفْئِدَةٌ مِنْ كُلِّ صَوْبٍ تَجَمَّعَتْ * عَلَى طَاعَةِ الرَّحْمَنِ يُمْسِكُهَا عَهْدُ وَقَدٍْ لَبِسُواْ بُرْدَ المَكَارِمِ في الوَرَى * زَمَانَاً فَزَانُوهُ وَزَانَهُمُ البُرْدُ نُفُوسٌ بِهَا الإِيمَانُ وَالطُّهْرُ سَاكِنٌ * يَفِيضُ بِهَا حُبٌّ وَيَمْلأُهَا وُدُّ فَلاَ تَنْزِلُ العَليَاءُ إِلاَّ بِدَارِهِمْ * وَفي النَّاسِ عَاشُواْ وَالزَّمَانُ لَهُمْ عَبْدُ كِرَامٌ إِذَا أَعْطَواْ شُمُوسٌ إِذَا بَدَواْ * كَثِيرٌ إِذَا نُودُواْ قَلِيلٌ إِذَا عُدُّواْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قِفَا حَدِّثَاني هَلْ أَصَابَكُمَا وَجْدُ * وَهَلْ أَسْهَدَتْ في الحُبِّ عَيْنَكُمَا هِنْدُ

وَهَلْ ذُقْتُمَا نَارَ الهَوَى وَلَهِيبَهُ * كَمَا ذَاقَهَا صَبٌّ أَضَرَّ بِهِ السُّهْدُ فَإِنْ لَمْ تَكُونَا تَعْرِفَانِ مِنَ الهَوَى * سِوَى لَفْظِهِ بُشْرَى فَذَاكَ هُوَ السَّعْدُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَقَبْرُكَ فِيهِ العِلْمُ وَالزُّهْدُ يَا جَدُّ * إِلى كُلِّ رُكْنٍ في المَكَارِمِ يمْتَدُّ وَقَائِلَةٍ وَالدَّمْعُ يمْلأُ جَفْنَهَا * أَمِثْلُكَ يَبْكِي أَيُّهَا الرَّجُلُ الجَلْدُ وَمَا نحْنُ في الأَيَّامِ إِلاَّ سَفِينَةٌ * فَيَخْفِضُنَا جَزْرٌ وَيَرْفَعُنَا مَدُّ {البَيْتُ الأَوَّلُ لِلشَّاعِرِ الْعَظِيم / هَاشِمٍ الرِّفَاعِي، وَالبَيْتَانِ الأَخِيرَانِ لمحَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَحَقَّاً خَلاَ مِن عَزْمِ سَيِّدِهِ الوَفْدُ * وَبَاتَ بَعِيدَاً عَنهُ ضَيْغَمُهُ الجَلْدُ

فَكَيْفَ نَنَالُ النَّصْرَ بَلْ كَيْفَ نجْتَني * ثِمَارَ المَعَالي أَوْ يَتِمُّ لَنَا قَصْدُ وَقَائِلَةٍ وَالدَّمْعُ يمْلأُ جَفْنَهَا * أَمِثْلُكَ يَبْكِي أَيُّهَا الرَّجُلُ الجَلْدُ وَمَا نحْنُ في الأَيَّامِ إِلاَّ سَفِينَةٌ * فَيَخْفِضُنَا جَزْرٌ وَيَرْفَعُنَا مَدُّ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَضَاقَتْ بِآمَالي بِلاَدٌ عَرِيضَةٌ * فَيَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ يَضِيقُ بِها اللَّحْدُ عَرَفْتُ نُجُومَ الأُفْقِ وَهْيَ كَثِيرَةٌ * وَحُبِّبَ لي وَجْهُ الدُّجَى وَهْوَ مُسْوَدُّ وَقَائِلَةٍ وَالدَّمْعُ يَمْلأُ جَفْنَهَا * أَمِثْلُكَ يَبْكِي أَيُّهَا الرَّجُلُ الجَلْدُ وَمَا نحْنُ في الأَيَّامِ إِلاَّ سَفِينَةٌ * فَيَخْفِضُهَا جَزْرٌ وَيَرْفَعُهَا مَدُّ بِلاَدٌ تَرَبَّى المجْدُ في حُجُرَاتِهَا * صَغِيرَاً فَلَمَّا شَبَّ مَاتَ بِهَا المجْدُ

وَإِنْ سَاءَ عَيْشُ المَرْءِ في أَوَّلِ الصِّبَا * فَأَغْلَبُ ظَنيِّ أَنَّهُ سَيِّءٌ بَعْدُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° طَوَاهُ الطِّوَى حَتىَّ لَقَدْ مَلَّ عَيْشَهُ * فَمَا فِيهِ إِلاَّ العَظْمُ وَالرُّوحُ وَالجِلدُ رَآنِي وَبِي مِنْ شِدَّةِ الجُوعِ مَا بِهِ * بِبَيْدَاءَ لَمْ تُعْرَفْ بِهَا عِيشَةٌ رَغْدُ فَمَا ازْدَادَ إِلاَّ جُرْأَةً وَصَرَامَةً * وَأَيْقَنْتُ أَنَّ الأَمْرَ مِنهُ هُوَ الجِدُّ فَأَعْلَنْتُهَا حَرْبَاً ضَرُوسَاً وَصَيْحَةً * وَلَمْ يُثْنِني عَنهُ وَعِيدٌ وَلاَ وَعْدُ وَأَوْغَرْتُهُ رُمحِي فَجَاءَ بِمَقْتَلٍ * كَمَا كَوْكَبٍ يَنْقَضُّ وَاللَّيْلُ مُسْوَدُّ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

هُصَرُ يُرِيدُ الْغَدْرَ بِعُرْوَةَ بَعْدَمَا رَأَى لاَبْنَتِهِ زَوْجَاً آخَرَ مِن أَبْنَاءِ عُمُومَتِهِ لَهُ مَالٌ وَفِير؛ فَقَالَ لعَفْرَاء: أَعَفْرَاءُ يَا عَفْرَاءُ 00000000 ـ عَفْرَاء: 0000000000000000 لَبَّيْكَ يَا أَبي * 000000000000000000 ـ هُصَرُ: * تَعَاليْ فَعِنْدِي في الحَدِيثِ لَكِ السَّعْدُ حَدِيثُ المُنى وَالقَلْبِ في زَهْرَةِ الصِّبَا * وَحُلْمُ العَذَارَى قَدْ تَنَدَّى بِهِ الوَرْدُ بِبُشْرَاهُ نَاجَتْ رَبَّةُ الخِدْرِ نَفْسَهَا * لَدَى رَوْضَةِ الأَحْلاَمِ وَاللَّيْلُ مُسْوَدُّ أَرَى العُودَ أُثْقِلَ بِالثِّمَارِ وَأَيْنَعَتْ * وَلَيْسَ لَهُ مِنْ جَني أَثْمَارِهِ بُدُّ فَتىً مِنْ بَني الأَعْمَامِ بِالأَمْسِ زَارَنَا * فَضَائِلُهُ كَالسَّيْلِ لَيْسَ لَهَا حَدُّ أَتَى يَبْتَغِي جَنيَ الثِّمَارِ وَلاَ أَرَى * سِوَى أَنَّهُ أَوْلى بهَا وَلَهَا نِدُّ

{هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} عَفْرَاءُ تَرُدُّ عَلَى أَبِيهَا: ـ أَبي لَسْتُ أَدْرِي الأَمْرَ 000000000 أَبُوهَا: 000000 بَلْ قَدْ عَرَفْتِهِ * وَأَدْرَكْتِ مَا أَرْمِي إِلَيْهِ فَمَا الرَّدُّ عَفْرَاء: أَبي إِنَّ هَذَا غَيرُ مَا أَنْتَ قُلْتَهُُ * لِعُرْوَةَ مِنْ وَعْدٍ فَأَيْنَ هُوَ العَهْدُ لَعَمْرِي لَقَدْ حَطَّمْتَ مَا كُنْتَ بَانِيَاً * وَمَا شِدْتَهُ بِالأَمْسِ هَا هُوَ يَنهَدُّ فَمَاذَا يَكُونُ القَوْلُ لَوْ عَادَ غَائِبٌ * مِنَ الشَّامِ تَحْدُوهُ المَوَاثِيقُ وَالوَعْدُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} هُصَر: جَنَحْتُ لأَمْرٍ مَا أَرَدْتُ بِهِ سِوَى * مُجَارَاةِ جَارٍ حُقَّ مِنَّا لَهُ الوُدُّ

وَمَا كُنْتُ أَعْني مَا لُعُرْوَةَ قُلْتُهُ * أَذَلِكَ يَا عَفْرَاءُ خَيْرٌ أَمِ الصَّدُّ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} عَفْرَاء: أَبي لَيْسَ بِالإِنْصَافِ مَا قَدْ رَأَيْتَهُ * لَعَمْرِي وَلاَ يَرْضَاهُ بَيْنَ الوَرَى فَرْدُ أَنهْضِمُ حَقَّاً لِلقَرِيبِ الذِي نَأَتْ * بِهِ العِيسُ في البَيْدَاءِ مُسْرِعَةً تَعْدُو كَأَنيِّ بِهِ قَدْ عَادَ هَيْمَانَ طَامِعَاً * فَآلَمَهُ رَفْضٌ وَعَذَّبَهُ رَدُّ فَيَا أَبَتَاهُ عِشْتَ في النَّاسِ عَادِلاً * فَهَلْ يَنْزِلَنَّ اليَوْمَ سَاحَتَكَ الجَحْدُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} هُصَرُ وَهُوَ يُحَاوِلُ إِثْنَاءهَا عَن حُبِّ عُرْوَةَ وَإِقْنَاعَهَا بِأُثَالَة:

تَكَلَّمْتِ يَا عَفرَاءُ قَوْلاً رَأَيْتُهُ * حَدِيثَ هَوَىً قَدْ غَابَ عَنْ طَيْشِهِ الرُّشْدُ أَكُنْتِ سِوَى أُنْثَى اعْتَرَى النَّقْصُ عَقْلَهَا * تَقُولُ بِقَلبٍ قَدْ تمَلَّكَهُ الوَجْدُ وَإِنيِّ لأَدْرِي أَنَّ في القَلبِ وَالحَشَا * لِعُرْوَةَ وُدَّاً ثَائِرَ الشَّوْقِ يحْتَدُّ وَلَكِنْ بِذَاكَ البَيْتِ خَيْرٌ وَنِعْمَةٌ * وَعَيْشٌ عَلَى الأَيَّامِ مُبْتَسِمٌ رَغْدُ وَهَذَا ابْنُ عَمٍّ وَافِرُ المَالِ مَاجِدٌ * حَرِيرٌ مَلاَبِسُهُ وَمَطْعَمُهُ شَهْدُ فَلَيْسَ الذِي تَلقَيْنَهُ غَيْرَ نَزْوَةٍ * وَحُلمِ شَبَابٍ لاَ يَطُولُ بِهِ الخُلدُ وَإِنيِّ لأَرْجُو أَنْ يَعُودَ الَّذِي نَأَى * وَفي صَدْرِهِ الأَشْوَاقُ بَدَّدَهَا البُعْدُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف}

عَفْرَاءُ تُحَاوِلُ إِقْنَاعَهُ بِصِحَّةِ مَوْقِفِهَا وَبِصِدْقِ حُبِّهَا لِعُرْوَةَ بْنِ عَمِّهَا: أَبي إِنَّ في قَلْبي لِعُرْوَةَ قَدْ نَمَتْ * تَبَارِيحُ وَجْدٍ في الجَوَانحِ تَشْتَدُّ وَلَيْسَ إِلى السُّلوَانِ مَا دُمْتُ حَيَّةً * سَبِيلٌ فَمَا يَخْبُو لِنَارِ الهَوَى وَقْدُ فَإِنْ شِئْتَ عَذِّبْني وَإِنْ شِئْتَ هَنِّني * إِذَا حَكَمَ المَوْلى فَمَا يَفْعَلُ العَبْدُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} بَدَأَ يَحْتَدُّ عَلَيْهَا وَيُمَارِسُ جَبَرُوتَ الأَبِ في إِجْبَارِهَا عَلَى مَا يُرِيد: أَرَى الحِلمَ لاَ يجْدِي وَدُونَكِ غَيرَهُ * وَكُلُّ احْتِمَالٍ لِلْحَلِيمِ لَهُ حَدُّ فَلاَ الشَّمْسُ يَا عَفْرَاءُ غَابَتٍْ عَنِ الحِمَى * وَجَاءَ غَدٌ حَتىَّ يَضُمَّكُمَا عَقْدُ

وَبَعْدَ زَوَاجِكِ سَوْفَ تَدْرِينَ أَنَّ مَا * قَضَيْتُ بِهِ حَقٌّ وَيُدْرِكُني الحَمْدُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا كَانَ رَبُّ البَيْتِ بِالطَّبْلِ ضَارِبَاً * فَلاَ تَلُمِ الصِّبْيَانَ فِيهِ عَلَى الرَّقْصِ {سِبْطُ بْنُ التَّعَاوِيذِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا كَانَ لِلأَحْزَانِ لَوْلاَكِ مَسْلَكٌ * إِلى القَلْبِ لَكِنَّ الهَوَى لِلضَّنى يُفْضِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَنِصْفَ العَمَى يَرْضَاهُ مَنْ ضَاقَ حَظُّهُ * عَلَيْهِ وَبَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرُ لِطَرَفَة، وَيُنْسَبُ لأَبي خِرَاشٍ الهَذَليّ 0 وَكِلاَهُمَا جَاهِلِيّ}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا لَمْ يَكُن عِنْدِي سِوَى قَدْرِ حَاجَتي * فَحِرْصِي عَلَيْهِ مِثْلُ حِرْصِي عَلَى عِرْضِي لأَنيِّ مَتىَ أَتْلَفْتُهُ احْتَجْتُ مُؤْنَةً * تُزِيلُ مَصُونَ العِرْضِ في طَلَبِ الْقَرْضِ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَضِيتُ بِرُزْئِي بَعْدَ سَعْدٍ إِذَا نجَا * سَعِيدٌ وَبَعْضُ الشَّرَّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ وَلَمْ يَكُ يُنْسِيني مُصَابٌ أُصِبْتُهُ * مُصِيبَةَ سَعْدٍ مَا مَشَيْتُ عَلَى الأَرْضِ {أَبُو خِرَاشٍ الهَذَليُّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَبَا {/5//5} أَفْنَيْتَ فَاسْتَبْقِ بَعْضَنَا * حَنَانَيْكَ بَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ حَنَانَيْكَ قَدْ أَفْنَيْتَ فَاسْتَبْقِ بَعْضَنَا * حَنَانَيْكَ بَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ

{المِصْرَاعُ الأَخِيرُ لِطَرَفَةَ بْنِ الْعَبْد} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ يَا شَبِيهَ الدُّبِّ مَا لَكَ مُعْرِضَاً * وَقَدْ جَعَلَ الرَّحْمَنُ طُولَكَ في العَرْضِ وَأُقْسِمُ لَوْ خَرَّتْ مِنِ اسْتِكَ بَيْضَةٌ * لمَا انْكَسَرَتْ مِنْ قُرْبِ بَعْضِكَ مِنْ بَعْضِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَئِن عَابَني الأَعْدَاءُ أَنِّيَ نَاحِلٌ * وَأَنيِّ وَضِيعُ الجِسْمِ في نَظَرِ الْبَعْضِ فَإِنَّ مَضَاءَ السَّيْفِ مَا رَقَّ حَدُّهُ * وَمَا قِيمَةُ الإِنْسَانِ بِالطُّولِ وَالْعَرْضِ وَمَا حَطَّ مِنْ قَدْرِي التَّوَاضُعُ إِنَّني * أَرَى الْبَحْرَ في أَدْنى مَكَانٍ مِنَ الأَرْضِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَظَلُّ بَأَبْوَابِ اللِّئَامِ مُدَفَّعَاً * يحِبُّ سُؤَالَهُمُ اشْتِيَاقَاً إِلى المَنعِ يَظَلُّ بَأَبْوَابِ اللِّئَامِ مُرَابِضَاً * يحِبُّ سُؤَالَهُمُ اشْتِيَاقَاً إِلى المَنعِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِن أَنْتَ لَمْ تَزْرَعْ وَأَبْصَرْتَ حَاصِدَاً * نَدِمْتَ عَلَى التَّفْرِيطِ في زَمَنِ الزَّرْعِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا أَنَاْ لَمْ أَعْرِفْ لِذِي الحَقِّ حَقَّهُ * فَلاَ خَيرَ فيَّ وَلاَ يحِقُّ لَكُمْ سَمْعِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَوَجْهُكِ في عَيْني وَرِيقُكِ في فَمِي * وَحُبُّكِ في قَلْبي وَهَمْسُكِ في سَمْعِي {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأُقْسِمُ إِنْ ذَاقَ العِدَى بَعْدَكَ الكَرَى * فَلَنْ يَحْلُمُواْ إِلاَّ بِأَعْلاَمِكَ الزُّرْقِ

{بَهَاءُ الدِّينِ الزُّهَير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَبَا {/5//5} هَلْ أَنْتَ قَابِلُ شَاعِرٍ * كَذُوبٍ يُؤَمِّلُ الاَنْقِيَادَ إِلى الصِّدْقِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ غَيْرَ مَدْحِهِ * كَرِيمَاً ذَكِيَّ الفَرْعِ مِثْلَكَ وَالعِرْقِ فَأَعْتِقْهُ مِنْ رِقِّ المَذَلَّةِ إِنَّهُ * عَلَى ثِقَةٍ في نَفْسِهِ مِنْكَ بِالعِتْقِ {ابْنُ الرُّومِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَقَرَّتْ عُيُونٌ كَانَ أَسْخَنَهَا البُكَا * وَقَرَّتْ عُقُولٌ كَانَ يَسْكُنُهَا الحُزْنُ {ابْنُ زَيْدُون بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَقَرَّتْ عُيُونٌ كَانَ أَسْخَنَهَا البُكَا * وَقَرَّتْ عُقُولٌ كَانَ لاَزَمَهَا الحُزْنُ {ابْنُ زَيْدُون بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَقَرَّتْ عُيُونٌ كَانَ أَسْخَنَهَا البُكَا * وَقَرَّتْ عُقُولٌ كَانَ أَضْنى بِهَا الحُزْنُ {ابْنُ زَيْدُون بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا كَانَ لِلأَحْزَانِ لَوْلاَكِ مَسْلَكٌ * إِلى القَلْبِ لَكِنَّ الهَوَى لِلْهَوَانِ ابْنُ فَقَرَّتْ عُيُونٌ كَانَ أَسْخَنَهَا البُكَا * وَسُرَّتْ قُلُوبٌ كَانَ أَضْنى بِهَا الحُزْنُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلاَ يَفْرَحِ الأَعْدَاءُ أَنِّيَ في السِّجْنِ * أَرَى الحَبْسَ زَادَ الشَّمْسَ حُسْنَاً عَلَىحُسْنِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلاَ تَرْهَبِ الأَخْطَارَ في طَلَبِ الْعُلاَ * فَمَنْ هَابَ لَسْعَ النَّحْلِ عَادَ وَلَمْ يَجْنِ {رَبُّ السَّيْفِ وَالْقَلَم / محْمُود سَامي البَارُودِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَيَكْفِي بِأَنيِّ صِرْتُ كَالسَّيْفِ في الجَفْنِ أَوِ المِسْكِ في كِيسٍ أَوِ الصَّقْرِ في الوَكْنِ {ابْنُ زَيْدُونٍ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَدِيبٌ إِذَا حَدَّثتَ تَلْقَاهُ شَاعِرَاً * لَبِيبَاً رَفِيعَ الحِسِّ وَالذَّوْقِ وَالفَنِّ فَلاَ يجِدُ المُصْغِي إِلَيْهِ سَآمَةً * وَلَمْ يُصْغِ إِلاَّ قَالَ مِنْ طَرَبٍ زِدْني وَفَضَّلَهُ في النَّثْرِ وَالشِّعْرِ أَنَّهُ * يَقُولُ بِمَا يَهْوَى وَيَعْرِفُ مَا يَعْني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكُنْتَ إِذَا حَدَّثتَ نَلْقَاكَ شَاعِرَاً * لَبِيبَاً رَفِيعَ الحِسِّ وَالذَّوْقِ وَالفَنِّ فَلاَ يجِدُ المُصْغِي إِلَيْكَ سَآمَةً * وَمَا قُلْتَ إِلاَّ قَالَ مِنْ طَرَبٍ زِدْني أَبي خَانَني فِيكَ الرَّدَى فَتَقَوَّضَتْ * بِمَوْتِكَ أَحْلاَمِي كَبَيْتٍ مِنَ التِّبْنِ

فَأَرْفَعُ مجْدِي كَانَ أَنَّكَ لي أَبٌ * وَأَعْظَمُ فَخْرِي كَانَ قَوْلُكَ لي يَا ابْني عَلَى ذَلِكَ القَبْرِ السَّلاَمُ فَذِكْرُهُ * أَرِيجٌ بِهِ نَفْسِي عَنِ العِطْرِ تَسْتَغْني نَظُنُّ لَنَا الدُّنيَا وَمَا فَوْقَ ظَهْرِهَا * وَلَيْسَتْ لَنَا إِلاَّ كَمَا البَحْرُ لِلسُّفْنِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا شَرِبَ الْعُشَّاقُ إِلاَّ بَقِيَّتي * وَلاَ وَرَدُواْ في الْعِشْقِ إِلاَّ عَلَى وِرْدِي {الشَّرِيفُ الرَّضِيُّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا مَا صَنَعْتِ الزَّادَ فَالْتَمِسِي لَهُ * أَكِيلاً فَإِنيِّ لَسْتُ آكُلُهُ وَحْدِي وَإِنيِّ لَعَبْدُ الضَّيْفِ مَا حَلَّ مَنزِلي * وَمَا بيَ إِلاَّ تِلْكَ مِنْ شِيمَةِ العَبْدِ {حَاتِمٌ الطَّائِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَسَاعِيكَ لاَ تُحْصَى فَتُدْرَكُ بِالعَدِّ * وَمجْدُكَ لاَ يَرْضَى الوُقُوفَ عَلَى الحَدِّ {ابْنُ حَيُّوس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكُنْتُ امْرَأً مِنْ جُنْدِ إِبْلِيسَ فَارْتَقَى * بيَ الحَالُ حَتىَّ صَارَ إِبْلِيسُ مِنْ جُنْدِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَسَسْتُ بِكَفِّي كَفَّهُ أَبْتَغِي الغِنى * وَلَمْ أَدْرِ أَنَّ الجُودَ مِنْ كَفِّهِ يُعْدِي أَصَابَتْ يَدِي عَدْوَى السَّخَاءِ بِلَمْسِهِ * فَعُدْتُ إِلى بَيْتي فَأَتْلَفْتُ مَا عِنْدِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَطَلْتُمْ وُقُوفي بَينَ يَأْسٍ وَمَطْمَعٍ * أَبُخْلٌ بِبَرْدِ الْيَأْسِ عَنيِّ وَبِالرِّفْدِ وَلَوْ كَانَ مَنعَاً شَامِلاً لَعَذَرْتُكُمْ * وَلَكِنَّهُ شَيْءٌ خُصِصْتُ بِهِ وَحْدِي {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

غَدَرْتِ وَلَمْ أَغْدِرْ وَخُنْتِ وَلَمْ أَخُن * فَأَنْتِ قَطَعْتِ الْوُدَّ مِنَّا عَلَى عَمْدِ غَدَرْتِ وَلَمْ أَغْدِرْ وَخُنْتِ وَلَمْ أَخُن * فَأَنْتِ الَّتي لَمْ تحْفَظِي سَالِفَ الْعَهْدِ وَقَدْ زَعَمُواْ أَنَّ المحِبَّ إِذَا دَنَا * يَمَلُّ وَأَنَّ الْبُعْدَ يُبْقِي عَلَى الْوُدِّ بِكُلٍّ تَدَاوَيْنَا فَلَمْ يَشْفِ مَا بِنَا * عَلَى أَنَّ قُرْبَ الدَّارِ خَيْرٌ مِنَ الْبُعْدِ {عَبْدُ اللهِ بْنُ الدُّمَيْنَة أَوِ ابْنُ الرُّومِيِّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بُكَاؤُكُمَا يَشْفِي وَإِنْ كَانَ لاَ يجْدِي * فَيَا رَوْعَةَ المُهْدَى وَيَا لَوْعَةَ المُهْدِي أُلاَمُ لِمَا أُبْدِي عَلَيْهِ مِنَ الأَسَى * وَإِنيِّ لأُخْفِي مِنهُ أَضْعَافَ مَا أُبْدِي أَيخْطَفُ مِني المَوْتُ أَوْسَطَ صِبْيَتي * كَأَنْ قَدْ تَعَمَّدَ خَطْفَ وَاسِطَةِ العِقْدِ

وَهَلْ أَغْنَتِ العَينُ الفَتى بَعْدَ سَمْعِهِ * أَوِ السَّمْعُ بَعْدَ العَينِ يَهْدِي كَمَا تَهْدِي لَقَدْ أَنْجَزَتْ فِيهِ المَنَايَا وَعِيدَهَا * وَأَخْلَفَتِ الآمَالُ مَا كَانَ مِنْ وَعْدِ طَوَاهُ الرَّدَى عَني فَأَضْحَى مَزَارُهُ * بَعِيدَاً عَلَى قُرْبٍ قَرِيبَاً عَلَى بُعْدِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا أَنَاْ لَمْ أَعْرِفْ لِذِي الحَقِّ حَقَّهُ * فَلاَ أَسْتَحِقُّ الْفَضْلَ مِنْكُمْ وَلاَ الحُبَّا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خَلِيلِيَ هَلْ طَالَ الدُّجَى أَمْ تَقَيَّدَتْ * كَوَاكِبُهُ أَمْ ضَلَّ عَنْ نَهْجِهِ الصُّبْحُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا أَنَاْ لَمْ أَعْرِفْ لِذِي الحَقِّ حَقَّهُ * فَلاَ أَسْتَحِقُّ الحَمْدَ مِنْكُمْ وَلاَ المَدْحَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا صَفَحْتَ فَلاَ تُفْسِدْ بمَعْتَبَةٍ * فَالعُتْبُ يُفْسِدُ مَا قَدْ كَانَ مِنْ صَفْحِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَنْ سَرَّهُ أَلاَ يَرَى مَا يَسُوءُ هُ * فَلاَ يَتَّخِذْ شَيْئَاً يخَافُ لَهُ فَقْدَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا أَنَاْ لَمْ أَعْرِفْ لِذِي الحَقِّ حَقَّهُ * فَلاَ أَسْتَحِقُّ المَدْحَ مِنْكُمْ وَلاَ الحَمْدَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مُنىً إنْ تَكُن حَقَّا تَكُن أَحْسَنَ المُنى * وَإِلاَّ فَقَدْ عِشْنَا بِهَا زَمَنَاً رَغْدَا {ابْنُ مَيَّادَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا الرِّيحُ مَرَّتْ ظَنَّهَا رِيحَ صَرْصَرٍ * وَإِن غَرَّدَ العُصْفُورُ يَحْسِبُهُ الرَّعْدَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا مَرَّتِ النَّسَمَاتُ خِلْتُ عَوَاصِفَاً * وَإِن غَرَّدَ العُصْفُورُ أَحْسِبُهُ الرَّعْدَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْرِفْ لِذِي الحَقِّ حَقَّهُ * فَلاَ تَسْتَحِقُّ المَدْحَ مِنَّا وَلاَ الحَمْدَا وَإِن أَنْتَ حَمَّلْتَ الخَؤُونَ أَمَانَةً * فَلاَ تَنْتَظِرْ مِنهُ حِفَاظَاً وَلاَ رَدَّا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَوَرُّدُ خَدَّيْهِ يُذَكِّرُني الْوَرْدَا * فَلَمْ أَرَ أَحْلَى مِنهُ شَكْلاً وَلاَ قَدَّا وَأُبْصِرُ في عَيْنَيْهِ مَاءً وَخُضْرَةً * فَمَا أَخْصَبَ المَرْعَى وَمَا أَعْذَبَ الْوِرْدَا كَأَنَّ الثُّرَيَّا عُلِّقَتْ في جَبِينِهِ * وَبَدْرُ الدُّجَى في النَّحْرِ صِيغَ لَهُ عِقْدَا وَأَهْدَتْ لَهُ شَمْسُ النَّهَارِ ضِيَاءهَا * فَيَا حُسْنَهُ ثَوْبَاً وَيَا حُسْنَهَا بُرْدَا

وَلَمْ أَرَ مِثْلِي في شَقَائِي بِمِثْلِهِ * رَضِيتُ بِهِ مَوْلىً وَلَمْ يَرْضَ بي عَبْدَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * أُمُورٌ وَأَشْيَاءٌ يَضِيقُ بِهَا الصَّدْرُ {ابْنُ مَيَّادَة 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * وَفي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ يَنْبَلِجُ الفَقْرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا الْبُلْبُلُ الغِرِّيدُ فَارَقَ رَوْضَهُ * فَكُلُّ رِيَاضِ الكَوْنِ في عَيْنِهِ قَفْرُ {جُورْج صَيْدَح} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَيَذْكُرُني قَوْمِي إِذَا عِيبَ جَهْلُهُمْ * وَفي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ يُفْتَقَدُ البَدْرُ {أَبُو فِرَاسٍ الحَمَدَانيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلاَ تُكْثِرُواْ شَوْكَ الأَذَى في غُصُونِكُمْ * فَيَكْثُرَ مِنهُمْ فِيكُمُ الخَبْطُ وَالكَسْرُ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَيَا صَاحِ إِن حُمَّ القَضَاءُ عَلَى امْرِئٍ * فَلَيْسَ يَقِيهِ مِنهُ بَرٌّ وَلاَ بَحْرُ {أَبُو فِرَاسٍ الحَمَدَانيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَقَرَّتْ عُيُونٌ كَانَ أَسْخَنَهَا البُكَا * وَقَرَّتْ عُقُولٌ كَانَ أَتْعَبَهَا الفِكْرُ {ابْنُ زَيْدُون بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَقَرَّتْ عُيُونٌ كَانَ أَسْخَنَهَا البُكَا * وَقَرَّتْ عُقُولٌ كَانَ زَلْزَلَهَا الذُّعْرُ {ابْنُ زَيْدُون بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَجَرْتُكِ حَتىَّ قُلْتِ قَدْ لَذَّ بِالْقِلَى * وَزُرْتُكِ حَتىَّ قُلْتِ لَيْسَ لَهُ صَبْرُ {أَبُو صَخْرٍ الهَذَليّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا مَا انْقَضَى سِحْرُ الَّذِينَ بِبَابِلٍ * فَعَيْنُكِ لي سِحْرٌ وَرِيقُكِ لي خَمْرُ

{دِيكُ الجِنّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَيُعْجِبُني فَقْرِي إِلَيْكِ وَلَمْ يَكُنْ * لِيُعْجِبَني لَوْلاَ محَبَّتِكَ الفَقْرُ {البُحْتُرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَيَا صَاحِبي هَوِّن عَلَى نَفْسِكَ الأَسَى * فَفِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ يَنْبَلِجُ الفَجْرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَلَى المَرْءِ أَنْ يَسْعَى بِمَا يَسْتَطِيعُهُ * وَلَيْسَ عَلَيْهِ أَنْ يُسَاعِدَهُ الدَّهْرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَكُنْ رَجُلاً كَالضِّرْسِ يَرْسُو مَكَانَهُ * لِيَمْضُغَ لاَ يَعْنِيهِ حُلْوٌ وَلاَ مُرُّ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَيَا صَاحِ إِنَّ المَالَ غَادٍ وَرَائِحٌ وَيَبْقَى مِنَ المَالِ الأَحَادِيثُ وَالأَجْرُ

وَمَا لاَمْرِئٍ طُولُ الخُلُودِ وَإِنَّمَا * يُخَلِّدُهُ حُسْنُ الشَّمَائِلِ وَالذِّكْرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِلهِي لَقَدْ أَحْسَنْتَ رَغْمَ إِسَاءَ تي * إِلَيْكَ فَلَمْ يَنهَضْ بِإِحْسَانِكَ الشُّكْرُ فَمَنْ كَانَ مُعْتَذِرَاً إِلَيْكَ بحُجَّةٍ * فَعُذْرِيَ إِقْرَارِي بأَنْ لَيْسَ لي عُذْرُ دَعَوْتُكَ مُفْتَقِرَاً إِلَيْكَ وَلَمْ يَكُنْ * لِيُعْجِبَني لَوْلاَ محَبَّتُكَ الفَقْرُ {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لأَبي نُوَاس / الحَسَنِ بْنِ هَانِئٍ، وَالأَخِيرُ لِلْبُحْتُرِي 0 وَكُلُّهَا بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَأُقْسِمُ إِنْ لَمْ تُغْنِني أَهْنَأَ الغِني * لأَمْتَطِيَنَّ الصَّبْرَ إِذ حَرَنَ الدَهْرُ أَلاَ فَامْتَعِضْ مِنْ قَوْلَتي لَكَ حِينَهَا * رَوِيتُ بِرِيقِي حِينَ أَظمَأَنِي البَحْرُ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَجُوزٌ تَمَنَّتْ أَنْ تَعُودَ صَبِيَّةً * وَقَدْ سَقَطَتْ أَسْنَانُهَا وَانحَنى الظَّهْرُ فَرَاحَتْ إِلى العَطَّارِ تَطْلُبُ وَصْفَةً * وَهَلْ يُصْلِحُ العَطَّارُ مَا أَفْسَدَ الدَّهْرُ وَكَيْفَ يَرُدُّ الطِّبُّ أَمْرَاً مُقَدَّرَاً * إِذَا كَانَ ذَاكَ الأَمْرُ مِمَّنْ لَهُ الأَمْرُ {المِصْرَاعُ الثَّاني مِنَ الْبَيْتِ الثَّاني فَقَطْ وَرَدَ في شِعْرِ صَفِيِّ الدِّينِ الحِلِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَحَلَّ العِرَاقِيُّ النَّبِيذَ وَشُرْبَهُ * وَقَالَ المحَرَّمُ إِنَّمَا الكَأْسُ وَالسُّكْرُ وَقَالَ الحِجَازِيُّ الشَّرَابَانِ وَاحِدٌ * فَحَلَّتْ لَنَا بَيْنَ اخْتِلاَفِهِمَا الخَمْرُ سَآخُذُ مِنْ قَوْلَيْهِمَا طَرَفَيْهِمَا * وَأَشْرَبُهَا وَعَلَى الَّذِي اخْتَلَفَ الوِزْرُ {ابْنُ الرُّومِي}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° صَبَرْنَا إِلى أَنْ مَلَّ مِنْ صَبْرِنَا الصَّبْرُ * وَقُلْنَا غَدَاً أَوْ بَعْدَهُ يَنْجَلِي الأَمْرُ سَلاَمٌ عَلَى الدُّنيَا سَلاَمٌ عَلَى الوَرَى * إِذَا مَا عَلاَ العُصْفُورُ وَانخَفَضَ النَّسْرُ سَيَذْكُرُني قَوْمِي إِذَا عِيبَ جَهْلُهُمْ * وَفي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ يُفْتَقَدُ البَدْرُ {البَيْتُ الأَخِيرُ فَقَطْ لأَبي فِرَاسٍ الحَمَدَانيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خَلِيلَيَ إِن أَجْزَعْ فَقَدْ ظَهَرَ العُذْرُ * وَإِن أَسْتَطِعْ صَبرَاً فَمِنْ شِيمَتي الصَّبْرُ فَشَرَّقْتُ حَتىَّ لَمْ أَجِدْ بَعْدُ مَشْرِقَاً * وَغَرَّبْتُ حَتىَّ قِيلَ هَذَا هُوَ الخِضْرُ {البَيْتُ الأَوَّلُ لاِبْنِ زَيْدُون، وَالأَخِيرُ لأَبي الحَسَنِ التُّهَامِي}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَبى الله إِلاَّ أَنْ يَكُونَ لَنَا الأَمْرُ * وَتحْيى بِنَا الدُّنيَا وَيَفْتَخِرُ العَصْرُ وَتخْضَعُ أَعْنَاقُ المُلُوكِ لِعِزِّنَا * وَيُرْهِبُهَا مِنَّا عَلَى بُعْدِنَا الذِّكْرُ جَعَلْنَا المَغَازِيَ هَمَّنَا وَاشْتِغَالَنَا * وَلَمْ يُلْهِنَا عَنهَا سَمَاعٌ وَلاَ خَمْرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَرَى الدَّهْرَ إِنْ يَبْطِشْ فَأَنْتَ يَمِينُهُ * وَإِنْ تَضْحَكِ الدُّنيَا فَأَنْتَ لَهَا ثَغْرُ نَظَمْتُ مِنَ الأَشْعَارِ فِيكَ قِلاَدَةً * فَقَالَتْ نُجُومُ اللَّيْلِ يَا لَيْتَني نَحْرُ نَظَمْتُ مِنَ الأَشْعَارِ فِيكَ قِلاَدَةً * فَقَالَتْ نُجُومُ اللَّيْلِ يَا لَيْتَني شِعْرُ أَتَيْتُكَ مُفْتَقِرَاً إِلَيْكَ وَلَمْ يَكُنْ * لِيُعْجِبَني لَوْلاَ محَبَّتُكَ الفَقْرُ

{الْبَيْتُ الأَوَّل لاَبْنِ زَيْدُون، وَالثَّاني لِصَفِيِّ الدِّينِ الحِلِّيّ 0 بِتَصَرُّف، أَمَّا الأَخِيرُ فَلِلْبُحْتُرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَتىً مَاتَ بَينَ الطَّعْنِ وَالضَّرْبِ مِيتَةً * تَقُومُ مَقَامَ النَّصْرِ لَوْ فَاتَهُ النَّصْرُ تَرَدَّى ثِيَابَ المَوْتِ حُمْرَاً فَمَا دَجَى * لهَا اللَّيْلُ إِلاَّ وَهْيَ مِنْ سُنْدُسٍ خُضْرُ وَلَمَّا دَعَوْتُ الصَّبرَ بَعْدَكَ وَالأَسَى * أَجَابَ الأَسَى طَوْعَاً وَلَمْ يجِبِ الصَّبرُ فَأَنْظُرُ حَوْلي لاَ أَرَى غَيرَ قَبرِهِ * كَأَنَّ جمِيعَ الأَرْضِ عِنْدِي لَهُ قَبرُ فَتىً يَشْتَرِي حُسْنَ الثَّنَاءِ بِمَالِهِ * إِذَا السَّنَةُ الشَّهْبَاءُ قَلَّ بِهَا القَطْرُ تَرَى القَوْمَ حِينَ البَأْسِ يَنْتَظِرُونَهُ * إِذَا شَتَّ رَأْيُ القَوْمِ أَوْ حَزَبَ الأَمْرُ

حُسَينُ عَلَيْكَ سَلاَمُ رَبِّي فَإِنَّني * رَأَيْتُ الكَرِيمَ الحُرَّ لَيْسَ لَهُ عُمْرُ {الأَوَّلُ وَالثَّاني وَالأَخِيرُ لأَبي تمَّام، وَالثَّالِثُ لِلْعَبَّاسِ بْنِ الأَحْنَف، وَالخَامِسُ لِلرَّاعِي النُّمَيرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِمَوْتِكَ صِرْنَا يَا أَخِي وَكَأَنَّنَا * نجُومُ سَمَاءٍ خَرَّ مِنْ بَيْنِهَا البَدْرُ فَلَيْتَكَ كُنْتَ الحيَّ في النَّاسِ يَا أَخِي * وَكُنْتُ أَنَا المَيْتُ الَّذِي ضَمَّهُ القَبرُ فَإِنْ يَنْقَطِعْ مِنْكَ الرَّجَاءُ فَإِنَّمَا * بِقَلْبي عَلَيْكَ الحُزْنُ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ حُسَينُ عَلَيْكَ سَلاَمُ رَبِّي فَإِنَّني * رَأَيْتُ الكَرِيمَ الحُرَّ لَيْسَ لَهُ عُمْرُ إِذَا المَوْتُ أَمْسَى مُنْتَهَى طُولِ عَيْشِنَا * فَإِنَّ سَوَاءً طَالَ أَوْ قَصُرَ العُمْرُ

لَنَا في سِوَانَا عِبْرَةٌ غَيْرَ أَنَّنَا * نُغَرُّ بِأَطْمَاعِ الأَمَاني فَنَغْتَرُّ لَعَمْرُكَ مَا يُغْنى الثَّرَاءُ عَنِ الفَتى * إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمَاً وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ {الْبَيْتَانِ الخَامِسُ وَالسَّادِسُ لاَبْنِ زَيْدُون} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَفَيْتُ وَفي بَعْضِ الوَفَاءِ مَذَلَّةٌ * لِجَارِيَةٍ في الحَيِّ شِيمَتُهَا الغَدْرُ وَقُورٌ وَرَيْعَانُ الصِّبَا يَسْتَفِزُّهَا * فَتَأْرَنُ أَحْيَانَاً كَمَا يَأْرَنُ المُهْرُ تُسَائِلُني مَن أَنْتَ قُلْتُ الَّذِي غَدَا * قَتِيلَكِ قَالَتْ أَيُّهُمْ فَهُمُ كُثْرُ فَقُلْتُ لَهَا لَوْ شِئْتِ لَمْ تَتَعَنَّتي * وَلَمْ تَسْأَلي عَنيِّ وَعِنْدَكِ بي خُبْرُ فَقَالَتْ لَقَدْ أَزْرَى بِكَ الدَّهْرُ بَعدَنَا * فَقُلْتُ مَعَاذَ اللهِ بَلْ أَنْتِ لاَ الدَّهْرُ

وَمَا كَانَ لِلأَحْزَانِ لَوْلاَكِ مَسْلَكٌ * إِلى القَلْبِ لَكِنَّ الهَوَى لِلضَّنى جِسْرُ {أَبُو فِرَاسٍ الحَمَدَانيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * أُمُورٌ وَأَشْيَاءٌ تَضِيقُ بِهَا صَدْرَا {ابْنُ مَيَّادَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * يَمُنُّ بِلاَ مَنٍّ وَلاَ يَدَّعِي عُذْرَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمُسْتَوْدِعِي سِرَّاً تحَفَّظْتُ سِرَّهُ * وَأَوْدَعْتُهُ مِنْ مُسْتَقَرِّ الحَشَا قَبْرَا وَمَا السِّرُّ في قَلْبي كَثَاوٍ بحُفْرَةٍ * لأَنيِّ أَرَى المَقْبُورَ يَنْتَظِرُ النَّشْرَا وَلَكِنَّني أُخْفِيهِ عَنيِّ كَأَنَّني * مِنَ الدَّهْرِ يَوْمَاً مَا أَحَطْتُ بِهِ خُبْرَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَمَا آنَ لاَبْنِ النِّيلِ أَنْ يُدْرِكَ النَّصْرَا * وَآنَ لِهَذَا اللَّيْلِ أَنْ يُظْهِرَ الفَجْرَا فَكُنْتُ إِذَا مَا ذَاقَتِ الظُّلمَ دَوْلَةٌ * عَلَى يَدِ محْتَلٍّ ذَكَرْتُ بِهَا مِصْرَا بَذَلنَا لَهَا الأَرْوَاحَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ * وَجُزْنَا لأَجْلِ بِلاَدِنَا الصَّعْبَ وَالوَعْرَا وَمَرَّتْ بِنَا الأَعْوَامُ وَالنِّيلُ حَانِقٌ * يُعَاني مِنَ الضِّيقِ الَّذِي يَمْلأُ الصَّدْرَا شُيُوخٌ وَشُبَّانٌ مَضَواْ في سَبِيلِهِ * وَفي نَيْلِ الاَسْتِقْلاَلِ قَدْ أَفنَوُاْ العُمْرَا فَمَا نَامَ هَذَا الشَّعْبُ عَنْ نَيْلِ مَأْرَبٍ * وَلَكِنَّهُ عُدْوَانُ مَنْ سَكَنَ القَصْرَا فَكَمْ مِنْ زَعِيمٍ أُودِعَ السِّجْنَ مَا جَنى * فَسَارَ إِلَيْهِ رَافِعَاً رَأْسَهُ فَخْرَا وَثَوْرَاتِ أَبْطَالٍ أَثَارُواْ لَهِيبَهَا * فَأَخْمَدَهَا مَن أَضْمَرُواْ الحِقْدَ وَالغَدْرَا

فَحَيِّ الَّذِي بَاعَ الكِنَانَةَ نَفسَهُ * وَفَوْقَ قُبُورِ الخَالِدِينَ ضَعُواْ الزَّهْرَا وَإِنْ يُدْرِكِ الوَادِي الجَلاَءَ فَجَدِّدُواْ * مَدَى الدَّهْرِ في عِيدِ الجَلاَءِ لهُمْ ذِكْرَى {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * وَلاَ خَيْرَ في شِعْرٍ يَرِيشُ وَلاَ يَبْرِي {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * يُنَادِي عَلَى السَّارِي هَلُمَّ إِلى قِدْرِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَأَلْتُ عَنِ الأَسْبَابِ في قِلَّةِ الخَيْرِ * فَقَالُواْ {//5} لَمْ يُبْقِ في الخَيرِ لِلغَيْرِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأُقْسِمُ إِنْ ذَاقَ العِدَى بَعْدَكَ الكَرَى * فَلَنْ يَحْلُمُواْ إِلاَّ بِأَعْلاَمِكَ الحُمْرِ {بَهَاءُ الدِّينِ الزُّهَير بِتَصَرُّف}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأُقْسِمُ إِنْ ذَاقَ العِدَى بَعْدَكَ الكَرَى * فَلَنْ يَحْلُمُواْ إِلاَّ بِأَعْلاَمِكَ الحُمْرِ {بَهَاءُ الدِّينِ الزُّهَير بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَهُ لَوْعَةُ الخَنْسَاءِ في حَالِ حُزْنِهِ * وَلَكِنَّ مَعْنَاهُ أَشَدُّ مِنَ الصَّخْرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَنْ ليَ بِالعَينِ الَّتي كُنْتَ دَائِمَاً * تَرَاني بِهَا قَبْلَ الَّذِي كَانَ مِن أَمْرِي {أَبُو العَتَاهِيَة بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلَمْ تَرَ أَنَّ الحُزْنَ لِلْحُزْنِ مَاحِيَاً * كَمَا قَدْ يَخُطُّ المَرْءُ سَطْرَاً عَلَى سَطْرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° جَهِلْتَ وَلَمْ تَعْلَمْ بِأَنَّكَ جَاهِلٌ * فَمَنْ لي بِأَنْ تَدْرِي بِأَنَّكَ لاَ تَدْرِي

{الخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الفَرَاهِيدِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمِن أَعْجَبِ الأَشْيَاءِ أَنَّكَ لاَ تَدْرِي * وَأَنَّكَ لاَ تَدْرِي بِأَنَّكَ لاَ تَدْرِي {أَبُو الْقَاسِمِ الآمِدِي 0 صَاحِبُ المُوَازَنَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مِنَ النَّاسِ مَنْ تَلْقَاهُ في ثَوْبِ زَاهِدٍ * وَلِلْغَدْرِ في أَحْشَائِهِ عَقْرَبٌ تَسْرِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ إِنَّ قَوْمَاً لَمْ يحَرِّكْ إِبَاءهُمْ * هَوَانٌ وَذُلٌّ هَلْ يحَرِّكُهُمْ شِعْرِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَدَفْعُهُمُ عَنْ جَارِهِمْ وَاسِعُ الذِّكْرِ * يُحَاكِيهِ دَفْعُ الإِسْكَتَينِ عَنِ الْبَظْرِ {ابْنُ مَيَّادَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَدَفْعُهُمُ عَنْ صَاحِبِ الحَقِّ ضَائِعٌ * يُحَاكِيهِ دَفْعُ الإِسْكَتَينِ عَنِ الْبَظْرِ {ابْنُ مَيَّادَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلَمْ تَرَ أَنَّ الفَقْرَ يُرْجَى لَهُ الغِنى * وَأَنَّ الغِنى يُخْشَى عَلَيْهِ مِنَ الفَقْرِ {دِعْبِلٌ الخُزَاعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا أَنْتَ لَمْ تَزْرَعْ وَأَبْصَرْتَ حَاصِدَاً * نَدِمْتَ عَلَى التَّفْرِيطِ في زَمَنِ البَذْرِ {دِعْبِلٌ الخُزَاعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° دَعَتْني بِشَيْخٍ بِنْتُ [/5/ 5] وَمَا أَنَا * بِشَيْخٍ وَلَكِنْ شَابَ في حُبِّهَا شَعْرِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَئِنْ كُنْتُ لاَ أَدْرِي مَتى المَوْتُ فَاعْلَمِي * بِأَنِّيَ لَن أَحْيى إِلى آخِرِ الدَّهْرِ {يَاسِر الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَرَدَّى ثِيَابَ المَوْتِ حُمْرَاً فَمَا انْتَهَى * بِهِ اللَّيْلُ إِلاَِّ وَهْوَ مِنْ سُنْدُسٍ خُضْرُ {أَبُو تَمَّام} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَخِطْتُّ عَلَى عَمْرٍو فَلَمَّا هَجَرْتُهُ * وَجَرَّبْتُ أَقْوَامَاً بَكَيْتُ عَلَى عَمْرِو سَخِطْتُّ عَلَى عَمْرٍو فَمَا أَن هَجَرْتُهُ * إِلى غَيرِهِ حَتىَّ بَكَيْتُ عَلَى عَمْرِو °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَسْتَ بِنَاجٍ مِنْ مَقَالَةِ طَاعِنٍ * وَلَوْ كُنْتَ في غَارٍ عَلَى جَبَلٍ وَعْرِ وَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْجُو مِنَ النَّاسِ سَالِمَاً * وَلَوْ غَابَ عَنهُمْ بَيْنَ أَجْنِحَةِ النَّسْرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° شَكَوْتُ إِلى بَدْرِي هَوَاهُ فَقَالَ لي * أَلَسْتَ تَرَى بَدْرَ السَّمَاءِ الَّذِي يَسْرِي فَقُلْتُ بَلَى قَالَ الْتَمِسْهُ فَإِنَّهُ * نَظِيرِي وَشِبْهِي في عُلُوِّيّ وَفي قَدْرِي

{ابْنُ الرُّومِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا مَرَّ بي يَوْمٌ وَلَمْ أَتخِذْ يَدَاً * وَلَمْ أَكْتَسِبْ عِلْمَاً فَمَا ذَاكَ مِن عُمْرِي وَإِن أَنَاْ لَمْ أَزْرَعْ وَأَبْصَرْتُ حَاصِدَاً * نَدِمْتُ عَلَى التَّفْرِيطِ في زَمَنِ البَذْرِ {الأَخِيرُ لِدِعْبِلٍ الخُزَاعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَرَقَّبْ إِذَا جَنَّ الظَّلاَمُ زِيَارَتي * فَإِنيِّ رَأَيْتُ اللَّيْلَ أَكْتَمَ لِلسِّرِّ فَبي مِنْكَ مَا لَوْ كَانَ بِالبَدْرِ لَمْ يُنِرْ * وَبِاللَّيْلِ لَمْ يُظْلِمْ وَبِالنَّجْمِ لَمْ يَسْرِ {وَلاَدَةُ بِنْتُ المُسْتَكْفِي 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° طَبِيبَايَ لَوْ دَاوَيْتُمَاني أُجِرْتُمَا * فَمَا لَكُمَا تَسْتَغْنِيَانِ عَنِ الأَجْرِ فَقَالاَ دَوَاءُ الْعِشْقِ غَالٍ وَدَاؤُهُ * رَخِيصٌ فَمُتْ أَوْ عَزِّ نَفْسَكَ بِالصَّبْرِ

وَلَمْ يَبْرَحَا حَتىَّ كَتَبْتُ وَصِيَّتي * وَنَشَّرْتُ أَكْفَاني وَقُلْتُ احْفُرَا قَبْرِي {قَيْسُ بْنُ المُلَوَّحِ الْعَامِرِيّ / مَجْنُونُ لَيْلَى} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَتىً وَجْهُهُ كَالهَجْرِ لاَ وَصْلَ بَعْدَهُ * يُذَكِّرُنَا قُبْحَ المَزَابِلِ وَالبَعْرِ أَتُرْغِمُ أَنْفِي وَهْوَ أَنْفٌ مُكَرَّمٌ * وَأَنْفُكَ أَوْلى بِالخِتَانِ مِنَ البَظْرِ فَدُونَكَهَا عِقْدَاً يَزِيدُكَ خِسَّةً * وَفَاكِهَةً تَكْفِيكَ فَاكِهَةَ الشَّهْرِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِكَ اهْتَزَّ عِطْفُ الدِّينِ في حُلَلِ النَّصْرِ * وَرُدَّتْ عَلَى أَعْقَابِهَا مِلَّةُ الكُفْرِ ضَفَادِعُ في ظَلْمَاءِ لَيْلٍ تجَاوَبَتْ * فَدَلَّ عَلَيْهَا صَوْتُهَا حَيَّةَ البَحْرِ

عَلَى غَيرِ إِسْلاَمٍ أَتَوْكَ وَبَايَعُواْ * لأَنَّهُمُ سِيقُواْ إِلَيْكَ عَلَى صُغْرِ وَأُقْسِمُ إِنْ ذَاقَ العِدَى بَعْدَكَ الكَرَى * فَلَنْ يَحْلُمُواْ إِلاَّ بِأَعْلاَمِكَ الصُّفْرِ فَإِنْ كُنْتَ مِنْ جِنْسِ المُلُوكِ وَفُقْتَهُمْ * فَلِلْمِسْكِ نَشْرٌ لَيْسَ يُوجَدُ في العِطْرِ بِحِكْمَةِ لُقْمَانٍ وَصُورَةِ يُوسُفٍ * وَمُلْكِ سُلَيْمَانٍ وَصِدْقِ أَبي بَكْرِ عَطَاءٌ بِلاَ مَنٍّ وَحُكْمٍ بِلاَ هَوَىً * وَحِلْمٌ بِلاَ عَجْزٍ وَعِزٌّ بِلاَ كِبْرِ {الثَّاني وَالثَّالِثُ لِلأَخْطَل، وَالْبَاقِي لِبَهَاءِ الدِّينِ الزُّهَير بِتَصَرُّف 0 وَالأَخِيرُ لاَبْنِ زَيْدُون} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيَا ابْنَ {//5/ 5} جُزْتَ بي غَايَةَ البِرِّ * وَحَمَّلْتَني مَا لاَ أُطِيقُ مِنَ الشُّكْرِ

أَقُولُ وَتُعْطِيني وَلَمْ تَخْشَ فَاقَةً * فَأَنحَتُ مِنْ صَخْرٍ وَتَغْرِفُ مِنْ بَحْرِ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لمحَمَّدِ بْنِ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ، وَالآخَرُ لاَبْنِ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلاَئِمَةٍ لاَمَتْكَ يَا {/5/} في النَّدَى * فَقُلْتُ لَهَا هَلْ أَثَّرَ اللَّوْمُ في البَحْرِ أَتَنهَينَ {/5/} أَنْ يجُودَ عَلَى الْوَرَى * وَمَنْ ذَا الَّذِي يَنهَى السَّحَابَ عَنِ القَطْرِ كَأَنَّ وُفُودَ النَّاسِ مِنْ كُلِّ بَلْدَةٍ * أَصَابُواْ عَلَى أَعْتَابِهِ لَيْلَةَ القَدْرِ فَقَوْسُكَ قَوْسَ الجُودِ هَيَّا أَعِدَّهَا * وَسَهْمُكَ سَهْمُ المَوْتِ فَاقْتُلْ بِهِ فَقْرِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَغَانِيَةٍ جَاءتْ بِأَخْرَسَ نَاطِقٍ * بِدُونِ لِسَانٍ ظَلَّ يَنْطِقُ بِالسِّحْرِ

لِتَكْشِفَ سِرَّ العَاشِقِينَ بِنُطْقِهِ * كَمَا تَكْشِفُ الأَقْلاَمُ مِنهُمْ عَنِ السِّرِّ إِذَا مَا لَوَتْ يَوْمَاً بِهِ إِصْبَعَاً لَهَا * غَلاَ الحُبُّ في سُوقِ الأَحِبَّةِ في السِّعْرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَعَوَّدْتُ أَن أَلْقَى الإِسَاءةَ مِنْ دَهْرِي * إِلى أَن هَدَاني طُولُ يَأْسِي إِلى الصَّبْرِ وَوَسَّعَ صَدْرِي لِلأَذَى كَثْرَةُ الأَذَى * وَقَدْ كُنْتُ أَحْيَانَاً يَضِيقُ بِهِ صَدْرِي وَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْجُو مِنَ النَّاسِ سَالِمَاً * وَلَوْ كَانَ في غَارٍ عَلَى جَبَلٍ وَعْرِ {أَبُو العَتَاهِيَةِ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ إِنْ كُنْتَ لاَ تَدْرِي * سَيَأْتِيكَ بِالأَرْزَاقِ مِن حَيْثُ لاَ تَدْرِي وَكَيْفَ تخَافُ الفَقْرَ وَاللهُ رَازِقٌ * وَقَدْ رَزَقَ الإِنْسَانَ وَالحُوتَ في البَحْرِ

وَلَوْ كَانَتِ الأَرْزَاقُ تَأْتِي بِقُوَّةٍ * لَمَا أَكَلَ العُصْفُورُ شَيْئَاً مَعَ النَّسْرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَزَوَّدْ مِنَ التَّقوَى فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِي * إِذَا جَنَّ لَيْلٌ هَلْ تَعِيشُ إِلى الفَجْرِ فَكَمْ مِنْ طَبِيبٍ مَاتَ في زَهْرَةِ العُمْرِ * وَكَمْ مِنْ مَرِيضٍ عَاشَ حِينَاً مِنَ الدَّهْرِ فَكَمْ مِنْ سَلِيمٍ مَاتَ مِن غَيرِ عِلَّةٍ * وَكَمْ مِنْ سَقِيمٍ عَاشَ حِينَاً مِنَ الدَّهْرِ وَكَمْ مِن عَرُوسٍ زَيَّنُوهَا لِزَوْجِهَا * وَقَدْ نُسِجَتْ أَكْفَانُهَا وَهْيَ لاَ تَدْرِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيَا صَاحِ طَالَ اللَيْلُ أَمْ خَانَني صَبْرِي * فَخَيَّلَ لي أَنَّ الكَوَاكِبَ لاَ تَسْرِي فَبي مِنْكَ مَا يُوهِي القُوَى غَيرَ أَنَّني * بُنِيتُ كَمَا يُبْنى الكِرَامُ عَلَى الصَّبْرِ

محَاكَ الرَّدَى مِنْ نَاظِرَيَّ وَمَا محَا * خَيَالَكَ مِنْ قَلْبي وَذِكْرَاكَ مِنْ فِكْرِي وَإِنيِّ لَبَاكٍ مَا حَيِيتُ وَلَوْ بَكَى * عَلَى المَيْتِ مَيْتٌ جُدْتُ بِالدَّمْعِ في قَبرِي {الْبَيْتُ الأَخِيرُ فَقَطْ لحَسَّانِ بْنِ ثَابِت} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَقَائِلَةٍ وَالنَّعْشُ قَدْ فَاتَ خَطْوَهَا * لِتُدْرِكَهُ يَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى صَخْرِ أَلاَ ثَكِلَتْ أُمُّ الَّذِينَ غَدواْ بِهِ * إِلى القَبرِ مَاذَا يحْمِلونَ إِلى القَبرِ وَمَا ليَ لاَ أَبْكي وَتَبْكِي صَوَاحِبي * وَقَدْ ذَهَبَتْ عَنَّا فُضُولُ أَبي عَمْرٍو °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * يَمُنُّ بِلاَ مَنٍّ بِأَشْيَاءَ لاَ تُحْصَى {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَلاَ تُكْثِرُواْ شَوْكَ الأَذَى في غُصُونِكُمْ * فَيَكْثُرَ مِنهُمْ فِيكُمُ الكَسْرُ وَالخَبْطُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَمِدْتُ إِلَهِي حِينَ عُدْتَ بِصِحَّةٍ * إِلَيْنَا وَكَمْ للهِ في الخَلْقِ مِنْ نُعْمَى وَإِنَّ امْرَأً قَدْ وَدَّ رُؤْيَاكَ مُوجَعَاً * وَدِدْتُ لَهُ لَوْ كَانَ بَينَ الْوَرَى أَعْمَى {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * وَأُوثِرُ بِالزَّادِ الرَّفِيقَ عَلَى نَفْسِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَقَنَّعْ مِنَ الدُّنيَا بِزَادِ مُسَافِرٍ أَتَدْرِي إِذَا مَا أَنْتَ أَصْبَحْتَ هَلْ تُمْسِي تَقَنَّعْ مِنَ الدُّنيَا بِزَادِ مُسَافِرٍ * فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِي أَتُصْبِحُ أَمْ تُمْسِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَعَبٌ يَطُولُ مَعَ الرَّجَاءِ لِكَادِحٍ * خَيْرٌ لَهُ مِنْ رَاحَةٍ في اليَأْسِ {الْعَبَّاسُ بْنُ الأَحْنَف 0 بِشَيْءٍ مِنَ التَّصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُمُّ عُرْوَة: فَيَا أَيُّهَا العَاني فِدَاؤُكَ مُهْجَتي * بِرُوحِي أَقِيكَ النَّائِبَاتِ وَبِالنَّفْسِ لَقَدْ حَالَ مِنْكَ اللَّوْنُ بَعْدَ احْمِرَارِهِ * لِشِدَّةِ مَا تَلْقَى إِلى صُفْرَةِ الوَرْسِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} عُرْوَةُ يَنْدُبُ نَفْسَه: وَكَمْ قَدْ رَقَوْني بِالتَّعَاوِيذِ وَالرُّقَى * وَصَبُّواْ عَلَيَّ المَاءَ مِن أَلَمِ النُّكْسِ وَقَالُواْ بِهِ مِن أَعْيُنِ الجِنِّ نَظْرَةٌ * وَلَوْ فَقِهُواْ قَالُواْ بِهِ أَعْيُنُ الإِنْسِ

أَأُصْبِحُ في هَمٍّ مَرِيرٍ وَشِقْوَةٍ * وَفي أَلَمٍ مِنْ لَوْعَتي بِالهَوَى أُمْسِي وَفي النَّفْسِ آلاَمٌ وَبِالقَلْبِ مِثْلُهَا * أَلاَ شَدَّ مَا أَلقَاهُ في الدَّهْرِ مِنْ بُؤْسِ وَكَيْفَ يَطِيبُ العَيْشُ وَالدَّهْرُ جَائِرٌ * أَطَاحَ بِآمَالي وَبَدَّدَ لي أُنْسِي {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنْ كَانَ رَبُّ البَيْتِ بِالطَّبْلِ ضَارِبَاً * فَلاَ تَلُمِ الصِّبْيَانَ فِيهِ عَلَى الرَّقْصِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَيُمْكِنُ رَبْطِ الحَبْلِ بَعْدَ انْقِطَاعِهِ * وَلَكِنَّهُ تَبْقَى بِهِ عُقْدَةُ الرَّبْطِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَقَرَّتْ عُيُونٌ كَانَ أَسْخَنَهَا البُكَا * وَقَرَّتْ عُقُولٌ كَانَ زَلْزَلَهَا الخَوْفُ

{ابْنُ زَيْدُون بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَأُثْني بِنُعْمَاكَ الَّتي لَوْ كَفَرْتُهَا * لأَثْنَتْ عَلَيْكَ بِهَا شَوَاهِدُ لاَ تَخْفَى هَبِ الرَّوْضَ لاَ يُثْني عَلَى الغَيْثِ فَضْلَهُ * أَمَنْظَرُهُ يُخْفِي مَآثِرَهُ الحُسْنى °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَلَيْسَ لَهُ عَقْلُ * كَمَنْ كَانَ ذَا نَعْلٍ وَلَيْسَ لَهُ رِجْلُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رِجَالٌ أُوْلُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَنجْدَةٍ * فَقَوْلُهُمُ قَوْلٌ وَفِعْلُهُمُ فِعْلُ {رَبُّ السَّيْفِ وَالْقَلَم / محْمُود سَامي البَارُودِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَجَارِيَةٍ لاَ تَسْتَرِيحُ إِذَا جَرَتْ * أُشَاهِدُهَا تجْرِي وَلَيْسَ لَهَا رِجْلُ

وَتُرْضِعُ أَطْفَالاً وَمَا هِيَ أُمُّهُمْ * وَلَيْسَ لَهَا ثَدْيٌ وَلَيْسَ لَهَا بَعْلُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِلى ذِرْوَةِ العَلْيَاءِ سَارَ بيَ الفِعْلُ * وَمِثْلِي لِلْعَلْيَاءِ بَينَ الوَرَى أَهْلُ سَمَوْتُ بِفَضْلِ اللهِ ثُمَّ فَضَائِلِي * وَلَيْسَ أَخُو جِدٍّ كَمَنْ طَبْعُهُ الهَزْلُ وَعِشْتُ بِدَفْعِ الضَّيْمِ وَالذُّلِّ مُغْرَمَاً * وَأَبْذُلُ فِيهِ الرُّوحَ لَوْ وَجَبَ البَذْلُ وَإِنيِّ لأُبْدِي الوُدَّ لِلخِلِّ صَادِقَاً * إِذَا كَانَ في إِخْلاَصِهِ صَدَقَ الخِلُّ إِذَا أَنَاْ لَمْ أَعْرِفْ لِذِي الحَقِّ حَقَّهُ * فَلاَ زَانَني طِيبُ المَكَارِمِ وَالأَصْلُ وَلَكِنَّ قَوْمَاً لاَ عَفَا اللهُ عَنهُمُ * رَأَواْ مِن عُيُوبي أَنْ يُزَيِّنَني النُّبْلُ

تحَمَّلتُ مِنهُمْ كُلَّ مَا يُؤْلِمُ الفَتى * وَعِنْدَ امْتِلاَءِ الكَيْلِ قَدْ يَطْفَحُ الكَيْلُ أُوْلُواْ حَسَدٍ قَدْ سَاءهُمْ مَا بَلَغْتُهُ * فَحِقْدُهُمُ وَارٍ وَفي صَدْرِهِمْ غِلُّ إِذَا رُمْتَ أَنْ تُسْقَى مِنَ الوُدِّ مِثْلَهُمْ * فَكُنْ مِثْلَهُمْ في النَّاسِ شِيمَتُكَ الجَهْلُ يُرِيدُونَ بَينَ النَّاسِ مَجْدَاً وَرِفْعَةً * يَظُنُّونَ أَنَّ المجْدَ إِدْرَاكُهُ سَهْلُ وَدُونَ بُلُوغِ المجْدِ عَزْمٌ وَفِطْنَةٌ * وَمَا لَهُمُ بَاعٌ بِذَاكَ وَلاَ حَوْلُ وَكَمْ بَذَلُواْ لِلنَّيْلِ مِنيِّ جُهُودَهُمْ * فَمَا بَلَغُواْ قَصْدَاً وَفَاتَهُمُ النَّيْلُ وَمِثْلِيَ لَوْ شَاءواْ بُلُوغَ مَكَانِهِ * لأَقْعَدَهُمْ جُبْنٌ وَأَعْجَزَهُمْ عَقْلُ وَآخَرُ ذُو وَجْهَيْنِ يَلْقَاكَ بَاسِمَاً * عَلَيْهِ ثِيَابُ الصَّيْدِ رَقَّ بِهَا الغَزْلُ

وَآخَرُ ذُو وَجْهَيْنِ يَلْقَاكَ بَاسِمَاً * عَلَيْهِ ثِيَابُ الدِّينِ رَقَّ بِهَا الغَزْلُ وَآخَرُ ذُو وَجْهَيْنِ يَلْقَاكَ بَاسِمَاً * عَلَيْهِ ثِيَابُ الظُّلمِ رَقَّ بِهَا الغَزْلُ وَآخَرُ ذُو وَجْهَيْنِ يَلْقَاكَ بَاسِمَاً * عَلَيْهِ الثِّيَابُ البِيضُ رَقَّ بِهَا الغَزْلُ فَشَفَّتْ عَنِ الأَخْلاَقِ وَاللُّؤْمُ تحْتَهَا * فَمَظْهَرُهُ حُبٌّ وَفي بُرْدِهِ صِلُّ وَكَمْ لاَمَهُمْ في غَيِّهِمْ كُلُّ مُصْلِحٍ * فَلَمْ يهْدِهِمْ لَوْمٌ وَلَمْ يُثْنِهِمْ عَذْلُ فَيَا أَيُّهَا القَوْمُ الَّذِينَ بَلَوْتُهُمْ * فَأَغْرَقَني مِن خُبْثِ أَخْلاَقِهِمْ سَيْلُ لَقَدْ جَاءَكُمْ مِنيِّ سُلَيْمَانُ فَادْخُلُواْ * مَسَاكِنَكُمْ في الأَرْضِ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَيَا لَكِ دُنيَا حُسْنُهَا بَعْضُ قُبْحِهَا * وَيَا لَكَ كَوْنَا قَدْ حَوَى بَعْضُهُ الكُلاَّ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا ابْتَسَمَ ابْني لي شَعُرْتُ بِأَنَّني * رَأَيْتُ بَشَاشَاتِ الزَّمَانِ الَّذِي وَلىَّ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا ابْتَسَمَتْ يَوْمَاً شَعُرْتُ بِأَنَّني * رَأَيْتُ بَشَاشَاتِ الزَّمَانِ الَّذِي وَلىَّ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا أَنَاْ لَمْ أَعْرِفْ لِذِي الحَقِّ حَقَّهُ * فَلاَ أَسْتَحِقُّ الحُبَّ مِنْكُمْ وَلاَ الْفَضْلاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِلهِي لَكَ الحَمْدُ الَّذِي أَنْتَ أَهْلُهُ * علَى نِعَمٍ مَا كُنْتُ قَطُّ لهَا أَهْلاَ

إِذَا زِدْتُّ عِصْيَانَاً تَزِيدُ تَفَضُّلاَ * كَأَني بِالعِصْيَانِ أَسْتوْجِبُ الفَضْلاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَيَبْلَى الصِّبَا مَهْمَا حَرِصْتَ عَلَى الصِّبَا * فَدَعْهُ يَذُوقُ الحُبَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَبْلَى أَتُلْجِمُ مَاءَ النَّهْرِ عَنْ جَرَيَانِهِ * مخَافَةَ أَنْ يَفْنى إِذَنْ فَاشْرَبِ الوَحْلاَ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَعَوَّدْتُ أَعْشَقُ كُلَّ مَا يُطْلِقُ العَقْلاَ * وَأَتْبَعُ أَقْوَالَ الأَئِمَّةِ وَالنَّقْلاَ وَسَائِلَةٍ أَيُّ المَذَاهِبِ مَذْهَبي * وَهَلْ كَانَ فَرْعَاً في الدِّيَانَاتِ أَمْ أَصْلاَ فقُلْتُ لَهَا لَمْ يَقْتنِ المَرْءُ مَذْهَبَاً * وَإِنْ جَلَّ إِلاَّ كَانَ في عُنْقِهِ غُلاَّ أَنَا آدَمِيٌّ كَانَ يحْسِبُ أَنَّهُ * هُوَ الكَائِنُ الأَسْمَى وَشِرْعَتُهُ الفُضْلَى

وَأَنَّ لَهُ الدُّنيَا الَّتي هُوَ بَعْضُهَا * وَأَنَّ لَهُ الأُخْرَى إِذَا صَامَ أَوْ صَلَّى تَتَلْمَذْتُ لِلإِنْسَانِ حِينَاً قَدِ انْقَضَى * فَلَقَّنَني غَيَّاً وَعَلَّمَني جَهْلاَ إِلى أَنْ رَأَيْتُ البَدْرَ يَسْطَعُ في الدُّجَى * لِذِي مُقْلَةٍ حَسْرَى وَذِي مُقْلَةٍ جَذْلى وَعَايَنْتُ كَيْفَ النَّهْرُ يَبْذُلُ مَاءهُ * فَمَا يَبْتَغِي شُكْرَاً وَلاَ يَدَّعِي فَضْلاَ وَكَيْفَ تُغَذِّي الأَرْضُ الأَمَ نَبْتِهَا * وَأَقْبَحَهُ شَكْلاً كَأَحْسَنِهِ شَكْلاَ وَهِمْتُ بِمَا اخْتَارَ الغَدِيرُ لِنَفْسِهِ * وَيَا حُسْنَ مَا اخْتَارَ الغَدِيرُ وَيَا أَحْلَى تجِئُ إِلَيْهِ الطَّيرُ ظَمْئَى فَتَرْتَوِي * وَإِنْ وَرَدَتْهُ الإِبْلُ لَمْ يَزْجُرِ الإِبْلاَ وَيَطَّهَّرُ الذِّئْبُ الأَثِيمُ بِمَائِهِ * فَلَمْ يُعْدِهِ إِثْمٌ وَلاَ طُهْرُهُ يَبْلَى {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا أَنْتَ حَمَّلْتَ الخَؤُونَ أَمَانَةً * فَأَنْتَ الَّذِي ضَيَّعْتَهَا مِنْكَ بِالجَهْلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَنْ ليَ بِالعَينِ الَّتي كُنْتَ دَائِمَاً * تَرَاني بِهَا قَبْلَ الَّذِي كَانَ مِنْ جَهْلِي {أَبُو العَتَاهِيَة بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَا لَبِسَ الْعُشَّاقُ مِن حُلَلِ الهَوَى * وَلاَ خَلَعُواْ غَيْرَ الثِّيَابِ الَّتي أُبْلِي وَلاَ شَرِبُواْ كَأْسَاً مِنَ الْعِشْقِ حُلْوَةً * وَلاَ مُرَّةً إِلاَّ وَمَا شَرِبُواْ فَضْلِي {الْبَيْتُ الأَخِيرُ مُقْتَبَسٌ مِن أَوْ مُقْتَبَسٌ مِنهُ بَيْتٌ لِلشَّرِيفِ الرَّضِيّ 0 رَوِيُّهُ: وِرْدِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكَمْ قَائِلٍ قَدْ قَالَ لي فِيكَ مَرَّةً * أَتَصْحَبُ ذَا بُخْلٍ وَلَسْتَ بِذِي بُخْلِ

فَقُلْتُ أَنَا المِفْتَاحُ وَالْقُفْلُ صَاحِبي * وَهَلْ يُوجَدُ المِفْتَاحُ إِلاَّ مَعَ القُفْلِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَقَدْ قَالَ لي أَهْلِي كَمَا قَالَ أَهْلُهَا * لَهَا غَيرَ أَنيِّ لَمْ أُطِعْ في الهَوَى أَهْلِي يَقُولُونَ لي وَاصِلْ سِوَاهَا لَعَلَّهَا * تَغَارُ وَإِلاَّ كَانَ في ذَاكَ مَا يُسْلِي وَوَاللهِ مَا في الْقَلْبِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ * لأُخْرَى سِوَاهَا إِنَّ قَلْبي لَفِي شُغْلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَقَرَّتْ عُيُونٌ كَانَ أَسْخَنَهَا البُكَا * وَقَرَّتْ عُقُولٌ كَانَ يَمْلأُهَا الهَمُّ {ابْنُ زَيْدُون بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَتىَّ الشَّيْبُ عُودِي فَاسْتَوَتْ ليَ حِنْكَتي * وَلَوْلاَ انحِنَاءُ القَوْسِ مَا اخْتَرَقَ السَّهْمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَإِنِّيَ مِنْ قَوْمٍ كَأَنَّ نُفُوسَهُمْ * بِهَا أَنَفٌ أَنْ تَسْكُنَ العَظْمَ وَاللَّحْمَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَطَاوِي ثَلاَثٍ مُرْمِلٌ نَذَرَ الصَّوْمَا * بِبَيْدَاءَ لَمْ يَعْرِفْ بِهَا سَاكِنٌ رَسْمَا أَخِي جَفْوَةٍ فِيهِ مِنَ الإِنْسِ وَحْشَةٌ * يَرَى البُؤْسَ فِيهَا مِنْ شَرَاسَتِهِ نُعْمَى وَغَادَرَ في شِعْبٍ عَجُوزَاً إِزَاءهَا * ثَلاَثَةُ أَشْبَاحٍ تَخَالُهُمُ بُهْمَا رَأَى شَبَحَاً وَسْطَ الظَّلاَمِ فَرَاعَهُ * فَلَمَّا بَدَا ضَيْفَاً تَكَدَّرَ وَاهْتَمَّا فَقَالَ ابْنُهُ لَمَّا رَأَى سُوءَ حَالِهِ * أَيَا أَبَتِ اذْبحْني وَيَسِّرْ لَهُ طُعْمَا وَلاَ تَعْتَذِرْ بِالعُدْمِ عَلَّ الَّذِي أَتى * يَظُنُّ لَنَا مَالاً فَيُوسِعُنَا ذَمَّا فَرَوَّى قَلِيلاً ثُمَّ أَحْجَمَ بُرْهَةً * وَإِن هُوَ لَمْ يَذْبَحْ فَتَاهُ فَقَدْ هَمَّا

فَبَيْنَا هُمَا عَنَّتْ عَلَى البُعْدِ عَانَةٌ * قَدِ انْتَظَمَتْ مِن خَلْفِ مِسْلَحِهَا نَظْمَا عِطَاشَاً تُرِيدُ المَاءَ فَانْسَابَ نحْوَهَا * عَلَى أَنَّهُ مِنهَا إِلى دَمِهَا أَظْمَا فَأَمْهَلَهَا حَتىَّ تَرَوَّتْ عِطَاشُهَا * فَأَرْسَلَ فِيهَا مِنْ كِنَانَتِهِ سَهْمَا فَخَرَّتْ نحُوصٌ ذَاتُ جَحْشٍ سَمِينَةً * قَدِ اكْتَنَزَتْ لحْمَاً وَقَدْ طُبِّقَتْ شَحْمَا فَيَا بِشْرَهُ إِذْ جَرَّهَا نحْوَ دَارِهِ * وَيَا بِشْرَهُمْ لَمَّا رَأَواْ كَلْمَهَا يَدْمَى فَبَاتُواْ كِرَامَاً قَدْ قَضَواْ حَقَّ ضَيْفِهِمْ * فَلَمْ يَغْرَمُواْ غُرْمَاً وَقَدْ غَنِمُواْ غُنمَا وَبَاتَ أَبُوهُمْ مِنْ بَشَاشَتِهِ أَبَاً * لِضَيْفِهِمُ وَالأُمُّ مِنْ بِشْرِهَا أُمَّا {الحُطَيْئَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِذَا اتَّخَذَ العِلْمُ التَّوَاضُعَ صَاحِبَاً * فَصَاحِبْ رَفِيقَ العِلْمِ إِنْ فَاتَكَ العِلْمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * مِنَ الْقَوْمِ إِلاَّ كَانَ خَاليَ أَوْ عَمِّي {صَفِيُّ الدِّينِ الحِلِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * فَيُقْدِمُ عَن عَزْمٍ وَيُحْجِمُ عَن حَزْمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا مَا قَضَيْتَ الدَّيْنَ بِالدَّيْنِ لَمْ يَكُنْ * قَضَاءٌ وَلَكِنْ ذَاكَ غُرْمٌ عَلَى غُرْمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَخِيٌّ وَمَبْنيٌّ عَلَى الفَتْحِ كَفُّهُ * إِذَا بُنِيَتْ كَفُّ اللَّئِيمِ عَلَى الضَّمِّ وَتَاللهِ لَوْلاَ جُودُهُ في صِيَامِهِ * لَقُلْنَا كَرِيمٌ هَيَّجَتْهُ ابْنَةُ الكَرْمِ {البَيْتُ الأَوَّلُ لِصَفِيِّ الدِّينِ الحِلِّيّ، وَالثَّاني المُتَنَبيِّ}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ لاَ تَلُومِيني لِفَرْطِ سَخَاوَتي * وَإِنْ بَخِلَتْ يَوْمَاً يَدِي أَكْثِرِي لَوْمِي أَعُوذُ بِرَبيِّ أَن أُرَى قَطُّ حَامِلاً * هُمُومَ غَدِي مَهْمَا اعْتَرَاني إِلى يَوْمِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * وَأَشْبَعَني مَنَّاً وَأَشْبَعْتُهُ سَلْوَى °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَسْتُ أَنَا مَنْ يَسْتَغِلُّ صَبِيَّةً * لِيَجْعَلَهَا في النَّاسِ أُحْدُوثَةً تُرْوَىْ فَمَا زَالَ عِنْدِي رَغْمَ كُلِّ مَسَاوِئِي * بَقِيَّةُ أَخْلاَقٍ وَشَيْءٌ مِنَ التَّقْوَى {نِزَار قَبَّاني 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بَكَيْتُ عَلَى الدُّنيَا وَأَيْقَنْتُ أَنَّمَا * نِهَايَةُ كُلِّ فَتىً مُفَارَقَةُ الدُّنيَا {دِعْبِلٌ الخُزَاعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {أَفْعَالُ2/}

وَليسَتْ دُمُوعِي مِثْلَ غَيْرِيَ مِنْ مَاءٍ * وَلَكِنْ مَزِيجٌ مِنْ دُمُوعٍ وَدِمَاءِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأَوْتَادُ أَرْضِ اللهِ في كُلِّ بَلْدَةٍ * وَمَوْضِعُ فُتْيَاهَا وَعِلْمِ الأَحَادِيثِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَذَلِكُمُ الدُّنيَا اجْتِمَاعٌ وَفُرْقَةٌ * وَفَرْحٌ وَأَحْزَانٌ وَمَوْتٌ وَمِيلاَدُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تُقَلِّبُ طَرْفَكَ لاَ تَرَى غَيرَ تَاجِرٍ * يُفَكِّرُ في أَرْبَاحِهِ كَيْفَ تَزْدَادُ {محْمُود غُنَيْم بِتَصَرُّف؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأُقْسِمُ إِنْ ذَاقَ العِدَى بَعْدَكَ الكَرَى * فَلَنْ يَحْلُمُواْ إِلاَّ بِأَعْلاَمِكَ السُّودِ {بَهَاءُ الدِّينِ الزُّهَير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَمَا عَاشَ بِالبُخْلِ امْرُؤٌ فَوْقَ عُمْرِهِ * وَلاَ مَاتَ أَهْلُ الجُودِ مِنْ كَثْرَةِ الجُودِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا اتَّخَذَ الجُودُ التَّوَاضُعَ صَاحِبَاً * فَصَاحِبْ رَفِيقَ الجُودِ إِنْ فَاتَكَ الجُودُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * ثِيَابُ بَني عَوْفٍ طَهَارَى نَقِيَّاتُ {امْرُؤُ القَيْس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَمْ أَرَ كَالأَيَّامِ لِلْمَرْءِ وَاعِظَاً * وَلاَ كَصُرُوفِ الدَّهْرِ لِلْمَرْءِ أُسْتَاذَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَصَدْتُكُمُ أَرْجُو انْتِصَارَاً عَلَى العِدَى * حَسِبْتُكُمُ نَاسَاً فَمَا كُنْتُمُ نَاسَا فَلَمْ تَمْنَعُواْ جَارَاً وَلَمْ تَنْفَعُواْ أَخَاً * وَلَمْ تَدْفَعُواْ ضَيْمَاً وَلَمْ تَرْفَعُواْ رَاسَا {بَهَاءُ الدِّينِ الزُّهَير}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَثَرْتَهُمُ فَوْقَ الأُحَيْدِبِ نَثْرَةً * كَمَا نُثِرَتْ فَوْقَ العَرُوسِ الدَّنَانِيرُ {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأُقْسِمُ إِنْ ذَاقَ العِدَى بَعْدَكَ الكَرَى * فَلَنْ يَحْلُمُواْ إِلاَّ بِأَعْلاَمِكَ الْبِيضِ {بَهَاءُ الدِّينِ الزُّهَير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَوْ أَنَّنَا كُنَّا رِجَالاً وَكُنْتُمُ * نِسَاءً لأَنْكَرْنَا عَلَيْهِمْ أَفَاعِيلاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا مَا رَآني عَاشِقٌ قَالَ شَامِتَاً * أَلاَ عِمْ صَبَاحَاً أَيُّهَا الطَّلَلُ الْبَالي {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ أَظُنُّهُ تَصَرُّفَاً لي، وَالآخَرُ لاَمْرِئِ الْقَيْس} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِلى اللهِ أَشْكُو أَنَّني كُلَّ لَيْلَةٍ * إِذَا نِمْتُ لَمْ أَعْدِمْ طَوَارِقَ أَوْهَامِي فَإِنْ كَانَ شَرَّاً فَهْوَ لاَ بُدَّ وَاقِعٌ * وَإِنْ كَانَ خَيرَاً فَهْوَ أَضْغَاثُ أَحْلاَمِ {أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ التُّنُوخِيّ؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَيَوْمُ وِشَاحٍ مِنْ تَعَاجِيبِ رَبِّنَا * أَلاَ إِنَّهُ مِنْ دَوْلَةِ الْكُفْرِ أَنْجَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَيَا لَشَجَا حَلْقٍ بِهِ المُرُّ عَالِقٌ * وَيَا لأَسَى قَلْبٍ مِنَ الحُزْنِ مَلآنِ تَعَوَّضْتُ مِنْ ضِحْكٍ بِضَنْكٍ وَمِن هَوَىً * بِهُونٍ وَمِن إِخْوَانِ صِدْقٍ بِخَوَّانِ {ابْنُ خَفَاجَةَ الأَنْدَلَسِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * لقَدْ نَامَ آسَادٌ وَرُوِّعَ غِزْلاَنُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ إِنَّمَا الأَيَّامُ تَجْرِي عَلَى الْوَرَى * فَيُحْرَمُ ذُو كَدٍّ وَيُكْرَمُ كَسْلاَنُ {محْمُود سَامِي البَارُودِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَذَلِكُمُ الدُّنيَا اجْتِمَاعٌ وَفُرْقَةٌ * وَمَوْتٌ وَمِيلاَدٌ وَفَرْحٌ وَأَحْزَانُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تحَيِّيكَ يَا نَسْرَ القَرِيضِ بَلاَبِلٌ * يَعِيبُ عَلَيْهَا الشَّدْوَ بُومٌ وَغِرْبَانُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَفَيْتَ بهَذَا القَوْلِ أَنَّكَ كَاذِبٌ * وَأَثْبَتَّ يَا مَغْرُورُ أَنَّكَ خَرْفَانُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَفَيْتَ بهَذَا القَوْلِ أَنَّكَ صَادِقٌ * وَأَثْبَتَّ يَا مَغْرُورُ أَنَّكَ خَرْفَانُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

نَفَيْتَ بهَذَا القَوْلِ أَنَّكَ عَالِمٌ * وَأَثْبَتَّ يَا مَغْرُورُ أَنَّكَ خَرْفَانُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَفَيْتَ بِصَبْغِ الشَّعْرِ أَنَّكَ شَيْبَةٌ * وَأَثْبَتَّ يَا مَغْرُورُ أَنَّكَ خَرْفَانُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تحَيِّيكَ يَا نَسْرَ القَرِيضِ بَلاَبِلٌ * يَعِيبُ عَلَيْهَا الشَّدْوَ بُومٌ وَغِرْبَانُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الغَمَامُ بِوَجْهِهِ * ثِمَالُ اليَتَامَى قِبْلَةٌ لِلْمَسَاكِينِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلاَ تُهْمِلَن أَمْرَاً وَهَى مِنهُ جَانِبٌ * سَيَتْبَعُهُ في الْوَهْيِ لاَ شَكَّ بَاقِيهِ إِذَا طَرَفٌ مِن حَبْلِكَ انحَلَّ عِقْدُهُ * هَلِ الحَبْلُ تَبْقَى بَعْدُ مِن عُقْدَةٍ فِيهِ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فَعَلْ/افْتَعَلْ/انْفَعَلْ/} أَهْلُ المُرُوءةِ وَالأَدَبْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ إِنَّ قَوْمَاً لَمْ يحَرِّكْ إِبَاءهُمْ * هَوَانٌ وَذُلٌّ هَلْ يحَرِّكُهُمْ أَدَبْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَيَنهَضُ بِالْعِلْمِ الخَسِيسُ إِلى الْعُلاَ * وَيَقْعُدُ بِالجَهْلِ الْفَتى صَاحِبُ الحَسَبْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَمْحُو وَيُثْبِتُ أَرْزَاقَ العِبَادِ بِهِ * فَمَا المَقَادِيرُ إِلاَّ مَا محَا وَكَتَبْ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا الحَسَبُ المَوْرُوثُ مِن غَيرِ مَا تَعَبْ * بِمُحْتَسَبٍ إِلاَّ بِآخَرَ مُكْتَسَبْ فَلاَ تَفْتَخِرْ إِلاَّ بِمَا قَدْ فَعَلْتَهُ * وَلاَ تحْسَبنَّ المجْدَ يُورَثُ كَالنَّسَبْ

فَلَيْسَ يَسُودُ المَرْءُ إِلاَّ بِفِعْلِهِ * وَإِن عَدَّ آبَاءً كِرَامَاً ذَوِي حَسَبْ إِذَا الْعُودُ لَمْ يُثْمِرْ وَإِنْ كَانَ نَوْعُهُ * مِنَ المُثْمِرَاتِ يُقَالُ عَنهُ مِنَ الحَطَبْ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَرَى الضِّيقَ مِن خَيْرِ البَشَائِرِ بِالفَرَجْ * وَيُوسُفُ لَوْ لَمْ يَدْخُلِ السِّجْنَ مَا خَرَجْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا مَن إِذَا نُشِرَ الثَّنَاءُ عَلَى امْرِئٍ * بُدِئَ الثَّنَاءُ بِذِكْرِهِ وَبِهِ فُتِحْ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا أَقْبَلَتْ بَاضَ الحَمَامُ عَلَى الوَتَدْ * وَإِن أَدْبَرَتْ بَصَقَ الحِمَارُ عَلَى الأَسَدْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَمُنُّ بِلاَ مَنٍّ عَلَيْكَ وَيَعْتَذِرْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَيَعُوقُ مِثْلِي عَنْ مَسِيرَتِهِ القَدَرْ * وَيَسِيرُ أَهْلُ الفِسْقِ في ضَوْءِ القَمَرْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° صَحَّتْ نُبُوءَاتُ المَلاَئِكِ عِنْدَمَا * خَافَتْ عَلَى الأَرْضِ الْفَسَادَ مِنَ الْبَشَرْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمِنْ شِيَمِ الحُجَّابِ أَنَّ قُلُوبَهُمْ * قُلُوبٌ عَلَى مَنْ جَاءَ أَقْسَى مِنَ الحَجَرْ وَلَوْ مَلَكُواْ أَمْرَ السَّمَوَاتِ أَوْ وَلُو * خَزَائِنَهَا خَافُواْ النَّفَادَ عَلَى المَطَرْ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَقُومَا فَقُولاَ بِالَّذِي قَدْ عَلِمْتُمَا * وَلاَ تخْمِشَا وَجْهَا وَلاَ تحْلِقَا شَعَرْ وَقُولاَ هُوَ المَرْءُ الَّذِي لاَ صَدِيقَهُ * أَضَاعَ وَلاَ خَانَ الأَمِينَ وَلاَ غَدَرْ إِلى الحَوْلِ ثُمَّ اسْمُ السَّلاَمِ عَلَيْكُمَا * وَمَنْ يَبْكِ حَوْلاً كَامِلاً فَقَدِ اعْتَذَرْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

سَحَابَةُ صَيْفٍ عَنْ قَلِيلٍ سَتَنْقَشِعْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَسْتَوْجِبُ الْعَفْوَ الصَّدِيقُ إِذَا اعْتَرَفْ * وَأَنَابَ مِمَّا قَدْ جَنَاهُ وَاقْتَرَفْ أَفَمَا سَمِعْتُمْ قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ * إِنْ يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ {ابْنُ غُلْبُونَ الصُّورِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَمُنُّ بِلاَ مَنٍّ بِكُلِّ الَّذِي مَلَكْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَهُ لحْيَةٌ كَثَّاءُ في الشَّعْرِ كَالشَّبَكْ * لَوِ اصْطَادَ في بحْرٍ بِهَا أَنْفَدَ السَّمَكْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيَا رَبِّ إِنَّ النَّجْمَ يَتْعَبُ في الفَلَكْ * وَلَسْتُ بِنَجْمٍ لاَ يَضِلُّ وَلاَ مَلَكْ تَطِيشُ النُّجُومُ عَنِ المَدَارِ وَلَمْ أَطِشْ * وَلَوْ وَاحِدٌ غَيرِي رَأَى بُؤْسِي هَلَكْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَبْصَرْتُ وَرْدَاً أَصْفَرَاً وَسْطَ الْبِرَكْ * فَسَأَلْتُهُ في المَاءِ مَنْ قَدْ غَمَّرَكْ فَأَجَابَني هَذِي الدُّمُوعُ مِنَ الهَوَى * فَسَأَلْتُهُ مَنْ بِاصْفِرَارٍ غَيَّرَكْ فَأَجَابَ هَذَا اللَّوْنُ مِن آثَارِهِ * لَوْ ذُقْتَهُ أَبْكَاكَ أَنْتَ وَصَفَّرَكْ {تَمِيمُ بْنُ المُعِزِّ المِصْرِيّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَرَى العُمْرَ يجْرِي كَالرَّحَى بي عَلَى عَجَلْ * فَمَا حِيلَتي في بُؤْسِ حَالي وَمَا العَمَلْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَعَيْتُ بِلاَ جَدْوَى طَوِيلاً وَلاَ أَمَلْ * وَلاَقَيْتُ في مَسْعَايَ مَا لَيْسَ يُحْتَمَلْ لَقَدْ بَلِيَا خُفَّا حُنَينٍ مِنَ السُّرَى * بِلاَ نَاقَةٍ يَا رَبِّ عُدْنَا وَلاَ جَمَلْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * ذِئْبٌ بَدَا في شَكْلِ رَاعٍ لِلْغَنَمْ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * فَفِي جَسَدِي حُمَّى وَفي كَبِدِي حُمَمْ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَتَحَدَّثُونَ عَنِ المَبَادِئِ وَالقِيَمْ * وَبِلاَ ضَمَائِرَ هُمْ وَلَيْسَ لهُمْ ذِمَمْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ قَدْ رَأَيْتُ بِأَرْضِ مِصْرَ مِنَ القِمَمْ * يَتَحَدَّثُونَ عَنِ المَبَادِئِ وَالقِيَمْ وَبِلاَ ضَمَائِرَ هُمْ وَلَيْسَ لهُمْ ذِمَمْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَتىً أَضْمَرَتْ كُلُّ الْفَوَاحِشِ هَجْرَهُ * فَلَمْ تَخْتَلِطْ مِنهُ بِلَحْمٍ وَلاَ بِدَمْ {ابْنُ مَيَّادَة}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا مَن إِذَا نُشِرَ الثَّنَاءُ عَلَى امْرِئٍ * بُدِئَ الثَّنَاءُ بِذِكْرِهِ وَبِهِ خُتِمْ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° شَمْسُ الضُّحَى زُفَّتْ إِلى بَدْرِ الدُّجَى فَتَكَشَّفَتْ بِهِمَا عَنِ الدُّنيَا الظُّلَمْ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قُلْ {لِلْفَرَنْسِيِّينَ} لاَ تَتَصَاهَرُواْ * بَلْ صَاهِرُواْ شَتىَّ القَبَائِلِ وَالأُمَمْ اللهُ بِالمجْدِ المُؤَثَّلِ خَصَّكُمْ * مَا ضَرَّ لَوْ وَزَّعْتُمُوهُ عَلَى الأُمَمْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَرَى الشَّيْبَ مُذْ أَدْرَكْتُ خمْسِينَ حَجَّةً * يَدِبُّ دَبِيبَ الصُّبْحِ في غَسَقِ الظُّلَمْ هُوَ السُّمُّ إِلاَّ أَنَّهُ غَيْرُ مُؤْلِمٍ * وَلَمْ أَرَ مِثْلَ الشَّيْبِ سُمَّاً بِلاَ أَلَمْ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَانَتْ لَنَا دَارٌ وَكَانَ لَنَا وَطَن أَلقَتْ بِهِ أَيْدِي الخِيَانَةِ في المحَن وَبَذَلْتُ في إِنْقَاذِهِ أَغْلَى ثَمَن بِيَدِي دَفَنْتُ بَنيَّ فِيهِ بِلاَ كَفَن {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {مُنَوَّعَات/مَتَعَدِّدَات/} الشَّمْسُ تُلْقِي فَوْقَنَا أَحْبَالَهَا * وَتَظَلُّ تَنْظُرُ في الغَدِيرِ جَمَالَهَا أَمَّا أَنَا فَإِذَا وَقَفْتُ حِيَالَهَا * أَبْصَرْتُ نُورَ الشَّمْسِ في خَدَّيْهَا وَالطَّوْدُ يَقْرَأُ في السَّمَاءِ الصَّافِيَة * شِعْرَاً جَمِيلاً وَزْنُهُ وَالْقَافِيَة أَمَّا أَنَا فَإِذَا نَظَرْتُ أَمَامِيَة * أَلْقَى جَمِيعَ الحُسْنِ في عَيْنَيْهَا وَالطَّيرُ إِنْ ظَمِئَتْ وَلَجَّ بهَا الظَّمَا * نَزَلَتْ عَلَى الأَنهَارِ مِنْ كَبِدِ السَّمَا

أَمَّا أَنَا فَإِذَا ظَمِئْتُ فَإِنَّمَا * ظَمَئِي الشَّدِيدُ إِلى جَنى شَفَتَيْهَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنيِّ مَرَرْتُ عَلَى الرِّيَاضِ النَّادِيَة وَسَمِعْتُ تَغْرِيدَ الطُّيُورِ الشَّادِيَة فَطَرِبْتُ لَكِنْ مَا أَحَبَّ فُؤَادِيَه كَطُيُورِ أَرْضِي أَوْ زُهُورِ بِلاَدِي وَشَرِبْتُ مَاءَ النِّيلِ شَيْخِ الأَنهُرِ فَكَأَنَّني قَدْ ذُقْتُ مَاءَ الكَوْثَرِ نَهْرٌ تَبَارَكَ مِنْ قَدِيمِ الأَعْصُرِ عَذْبٌ وَلَكِنْ لاَ كَمَاءِ بِلاَدِي وَقَرَأْتُ في كُتُبِ المُرُوءةِ وَالسِّيَرْ * فَظَنَنْتُهَا شَيْئَاً تَلاَشَى وَانْدَثَرْ أَوْ أَنَّهَا وَهْمٌ وَلَيْسَ لَهُ أَثَرْ * فَإِذَا المُرُوءةُ في رِجَالِ بِلاَدِي وَرَسَمْتُ يَوْمَاً صُورَةً في خَاطِرِي * لِلحُسْنِ إِنَّ الحُسْنَ رَبُّ الشَّاعِرِ

وَمَضَيْتُ أَطْلُبُهَا فَلَمْ يَرَ نَاظِرِي * حُسْنَاً كَمَا هُوَ في بَنَاتِ بِلاَدِي قَالُواْ أَلَيْسَ الحُسْنُ في كُلِّ الدُّنى * فَعَلاَمَ لَمْ تَعْشَقْ سِوَاهَا مَوْطِنَا فَأَجَبْتُهُمْ إِنيِّ أُحِبُّ الأَحْسَنَا * دَوْمَاً وَأَحْسَنُ مَا رَأَيْتُ بِلاَدِي قَالُواْ تَأَمَّلْ أَيَّ حَالٍ حَالَهَا * هَدَمَ الدَّمَارُ سُهُولَهَا وَجِبَالَهَا سَتَمُوتُ إِنَّ الدَّهْرَ شَاءَ زَوَالَهَا * كَلاَّ وَرَبيِّ لَنْ تَمُوتَ بِلاَدِي الكَوْكَبُ الْوَضَّاءُ يَبْقَى كَوْكَبَا * وَلَئِنْ تَسَتَّرَ بِالدُّجَى وَتحَجَّبَا لَيْسَ الضَّبَابُ بِسَالِبٍ حُسْنَ الرُّبى * وَالبُؤْسُ لاَ يَمْحُو جَمَالَ بِلاَدِي كَمْ أَمَّلَتْ عَيْني لِفَرْطِ جَمَالِهَا * لَوْ أَنَّهَا اكْتَحَلَتْ وَلَوْ بِرِمَالِهَا سَأَظَلُّ أَفْخَرُ دَائِمَاً بِنِضَالِهَا * وَأَقُولُ عَاشَتْ لِلْبَقَاءِ بِلاَدِي

{أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الطِّفْلُ مُلْقَىً تَحْتَ أَرْجُلِ مُجْرِمِه * وَالرَّمْلُ يحْسِرُ مَا تَدَفَّقَ مِنْ دَمِه قَتَلُواْ أَنَاشِيدَ الرَّجَاءِ عَلَى فَمِه * وَخَبَا عَلَى الصَّحْرَاءِ نُورُ تَبَسُّمِه {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} وَقَدِ انحَنَتْ أُمُّ الشَّهِيدِ عَلَى الجِرَاحْ تَبْكِي شَبَابَاً ضَاعَ في حَمْلِ السِّلاَحْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} هَذِي القِلاَعُ القَائِمَاتُ عَلَى الجَبَلْ وَرَصَاصُهَا المَجْنُونُ في صَدْرِ البَطَلْ لَنْ يُغْلِقَ الأَبْوَابَ في وَجْهِ الأَمَلْ فَحَمَاسُ تَزْحَفُ نَحْوَهَا زَحْفَ الأَجَلْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} اليَوْمَ كُنْتُ مَعَ الرِّفَاقِ أَسِيرُ في المُسْتَعْمَرَة شَاكِي السِّلاَحِ وَكُلُّ شِبرٍ تحْتَ رِجْلِي مَقْبرَة

فَتَفَجَّرُواْ مِنْ جَوْفِ أَكْوَاخٍ هُنَاكَ مُبَعْثَرَة طَلَعُواْ عَلَيْنَا في بَنَادِقِهِمْ وَكَانَتْ مجْزَرَة {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} فَإِذَا نَفَضْتَ غُبَارَ قَبرِي عَنْ يَدِكْ وَمَضَيْتَ تَلْتَمِسُ الطَّرِيقَ إِلى غَدِكْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} فَاذْكُرْ وَصِيَّةَ لاَجِئٍ تَحْتَ التُّرَابْ سَلَبُوهُ آمَالَ الكُهُولَةِ في الشَّبَابْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} هُمْ أَخْرَجُوكَ فَعُدْ إِلى مَن أَخْرَجُوكْ * فَهُنَاكَ أَرْضٌ كَانَ يَزْرَعُهَا أَبُوكْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} كَانَتْ لَنَا دَارٌ وَكَانَ لَنَا وَطَن * أَلقَتْ بِهِ أَيْدِي الخِيَانَةِ في المحَن وَبَذَلْتُ في إِنْقَاذِهِ أَغْلَى ثَمَن * بِيَدِي دَفَنْتُ بَنيَّ فِيهِ بِلاَ كَفَن {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير}

مَأْسَاتُنَا مَأْسَاةُ قَوْمٍ أَبْرِيَاءْ حَمَلَتْ إِلى الآفَاقِ رَائِحَةَ الدِّمَاءْ وَجَرِيمَتي كَانَتْ مُحَاوَلَةَ البَقَاءْ أَنَاْ مَا اعْتَدَيْتُ وَلَمْ أُفَكِّرْ في اعْتِدَاءْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {تَفَاعَلَتْ/} فَلَوْ أَنَّ قَوْمِي أَنْطَقَتْني رِمَاحُهُمْ نَطَقْتُ وَلَكِنَّ الرِّمَاحَ تخَاذَلَتْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° انْظُرْ إِلى الأَطْلاَلِ كَيْفَ تَغَيَّرَتْ * مِنْ بَعْدِ سَاكِنِهَا وَكَيْفَ تَنَكَّرَتْ سَحَبَ الْبِلَى أَذْيَالَهُ مِنْ فَوْقِهَا * فَتَصَدَّعَتْ أَرْكَانُهَا وَتَكَسَّرَتْ أَكَلَ التُّرَابُ لحُومَ مَنْ كَانُواْ بِهَا * وَعِظَامَهُمْ فَتَفَتَّتَتْ وَتَنَاثَرَتْ لَمَّا نَظَرْتُ لحَالهِمْ وَمَآلهِمْ * سَحَّتْ جُفُوني وَالدُّمُوعُ تحَدَّرَتْ

نَصَبَتْ لَنَا الدُّنيَا زَخَارِفَ حُسْنِهَا * مَكْرَاً بِنَا وَخَدِيعَةً مَا قَصَّرَتْ لَمْ تحْلُ قَطُّ لِذَائِقٍ قَدْ ذَاقَهَا * إِلاَّ تَغَيَّرَ طَعْمُهَا وَتَمَرَّرَتْ خَدَّاعَةٌ بجَمَالِهَا إِن أَقْبَلَتْ * فَجَّاعَةٌ بِزَوَالهَا إِن أَدْبَرَتْ وَهَّابَةٌ سَلاَّبَةٌ لهِبَاتِهَا * خَرَّابَةٌ لجَدِيدِ مَا قَدْ عَمَّرَتْ كَمْ ذَا مِنَ الأُمَمِ السَّوَالِفِ أَهْلَكَتْ * لَوْ أَنَّهَا نَطَقَتْ بِذَاكَ لأَخْبَرَتْ يَا رَبِّ فِيكَ وَإِن عَصَيْتُكَ مَطْمَعِي * فَاسْتُرْ عَلَيَّ إِذَا الذُّنُوبُ تَكَاثَرَتْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {عَلَيْهَا/عَلَيْهِ/إِلَيْهَا/إِلَيْكَا/لَدَيْهَا/لَدَيْهِ/يَدَيْهَا/يَدَيْهِ/عَلَيْنَا/إِلَيْنَا/لَدَيْكِ/يَدَيْنَا/}

سَيَأْتِيكَ يَوْمٌ لَسْتَ فِيهِ بمُكْرَمٍ * بِأَكْثَرَ مِن حَثْوِ التُّرَابِ عَلَيْكَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمَّا سَأَلْتُ عَنِ الحَقِيقَةِ قِيلَ لي * الحَقُّ مَا اتَّفَقَ السَّوَادُ عَلَيْهِ فَعَجِبْتُ كَيْفَ ذَبحْتُ ثَوْرِيَ في الضُّحَى * وَالهِنْدُ سَاجِدَةٌ هُنَاكَ لَدَيْه أَنُجِيزُ حُكْمَ الأَكْثَرِيَّةِ مِثْلَمَا * يَرْضَى الصَّغِيرُ الظُّلْمَ مِن أَبَوَيْهِ إِمَّا لِغُنمٍ يَرْتجِيهِ مِنهُمَا * أَوْ خِيفَةً مِن أَنْ يُسَاءَ إِلَيْهِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلَة/فَعْلَه/} مِن غَيرِ ذَاتِ شَوْكَةِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خَاطِرْ بِنَفْسِكَ كَيْ تُصِيبَ غَنِيمَةً * إنَّ القُعُودَ مَعَ النِّسَاءِ مَعَرَّة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَإِنَّا لَنُقْرِي الضَّيْفَ قَبْلَ نُزُولِهِ * وَنُشْبِعُهُ بِشْرَاً بِغَيْرِ تحِيَّة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلُ2/} فَلَقَدْ جَهِلْتَ مَقَالَتي فَعَذَلْتَني * وَعَلِمْتُ أَنَّكَ جَاهِلٌ فَعَفَوْتُ {الخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الفَرَاهِيدِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا ضَيْفَنَا لَوْ زُرْتَنَا لَوَجَدْتَنَا * نحْنُ الضُّيُوفُ وَأَنْتَ رَبُّ البَيْتِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ حَوَّلَ المَنُّ الجَمِيلَ إِسَاءةً * وَالحَمْدَ ذَمَّاً وَالتَّوَاضُعَ كِبرَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَرَى سَيْفَهُ دَوْمَاً يُرَافِقُ غِمْدَهُ * وَلَيْسَ يُرَافِقُ نَطْعَهُ كَالغَيْرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَعَبٌ يَطُولُ مَعَ الرَّجَاءِ لِكَادِحٍ * خَيْرٌ لَهُ مِنْ رَاحَةٍ في اليَأْسِ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَتىَّ النُّحَاةَ قَصَدْتُهُمْ فَوَجَدْتُهُمْ * ذُرِّيَّةً هِيَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ حَوَّلَ المَنُّ الجَمِيلَ إِسَاءةً * وَالحَمْدَ ذَمَّاً وَالمحَبَّةَ بُغْضَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيَعِيبُ مَشْيِي جَاهِلٌ لَوْ أَنَّهُ * يَمْشِي لأَصْبَحَ ضُحْكَةً لِلْخَلْقِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَيَأْتِيكَ يَوْمٌ لَسْتَ فِيهِ بِمُكْرَمٍ * بِأَكْثَرَ مِن حَثْوِ التُّرَابِ عَلَيْكَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ حَوَّلَ المَنُّ الجَمِيلَ إِسَاءةً * وَالحَمْدَ ذَمَّاً وَالمحَبَّةَ بخْلاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا لي أَرَى أَبْوَابَهُمْ مَهْجُورَةً * وَكَأَنَّ بَابَكَ مجْمَعُ البَحْرَيْنِ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ حَوَّلَ المَنُّ الجَمِيلَ إِسَاءةً * وَالحَمْدَ ذَمَّاً وَالمحَبَّةَ كُرْهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ حَوَّلَ المَنُّ الجَمِيلَ إِسَاءةً * وَالحَمْدَ ذَمَّاً وَالصَّدِيقَ عَدُوَّا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ كَانَ عِلْمُكَ بِالإِلَهِ مُقَسَّمَاً * في النَّاسِ مَا بَعَثَ الإِلَهُ نَبِيَّا {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعَائِل2/فَوَاعِل2/مَفَاعِلْ2/} عَارٌ إِذَا أَنْشَبْتُ فِيكَ مخَالِبي * إِذْ لَيْسَ مِن خُلُقِي افْتِرَاسُ دَوَاجِن °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فِعَالْ/} إِنَّا سَمِعْنَا أُخْتَنَا شَيْئَاً عُجَابْ * قَالُواْ كَلاَمَاً لاَ يَسُرُّ عَنِ الحِجَابْ

قَالُواْ خِيَامَاً عُلِّقَتْ فَوْقَ الرِّقَابْ * قَالُواْ سَوَادٌ حَالِكٌ بَينَ الشَّبَابْ فَدَعِي كَلاَمَ الحَاقِدِينَ مِنَ الذِّئَابْ * لاَ يُبْتَلَى الإِنْسَانُ إِلاَّ في الصِّعَابْ وَالصَّابِرُونَ لَهُمْ غَدَاً حُسْنُ الثَّوَابْ * وَالجَنَّةُ المَأْوَى لَهُمْ يَوْمَ الحِسَابْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعَلْتُكَ/} فَلَقَدْ جَهِلْتَ مَقَالَتي فَعَذَلْتَني * وَعَلِمْتُ أَنَّكَ جَاهِلٌ فَعَذَرْتُكَ {الخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الفَرَاهِيدِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فِعَالُهُمْ/} جِيرَانُ سُوءٍ لاَ أَمَانَ لِجَارِهِمْ * إِنْ لَمْ تُشَاجِرْهُمْ تَضِقْ بِشِجَارِهِمْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَيْني تَوَدُّ لحُبِّهَا لِرِجَالِهِمْ * لَوْ أَنَّهَا اكْتَحَلَتْ وَلَوْ بِرِمَالِهِمْ عَيْني تَوَدُّ لحُبِّهَا لِشَبَابِهِمْ * لَوْ أَنَّهَا اكْتَحَلَتْ وَلَوْ بِتُرَابِهِمْ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَاعِلاَتْ/فَاعِلَين/فَاعِلاَن/} لَوْ كَانَ مِثْلُكَ في زَمَانِ محَمَّدٍ * مَا جَاءَ في القُرْآنِ بِرُّ الوَالِدَيْن {ابْنُ الرُّومِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ كَانَ مِثْلُكَ في زَمَانِ محَمَّدٍ * مَا جَاءَ في القُرْآنِ بِرُّ الوَالِدَيْن {ابْنُ الرُّومِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَفي الأَرْضِ مَنأَىً لِلكَرِيمِ عَنِ الأَذَى * وَفِيهَا لِمَنْ رَامَ الْعُلاَ مُنْدُوحَة {الشَّنْفَرَى} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مجزوء الرمل

مجْزُوءُ الرَّمَل: ======== {فَعِيلْ/فِعَالْ/فَعُولْ/} دَمْعُهَا كَاللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ عَلَى الخَدِّ يَسِيلْ لَهْفَ نَفْسِي حِينَ تَهْمِي أَدْمُعُ الجَفْنِ الكَحِيلْ إِنَّمَا يَفْتَضِحُ الْعُشَّاقُ سَاعَاتِ الرَّحِيلْ {عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاهِر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَرَكَ الدُّنيَا صَلاَحْ * وَمَضَى عَنَّا وَرَاحْ عَصَفَ المَوْتُ بِنَجْمٍ * في سَمَاءِ الدِّينِ لاَحْ يُعْلِنُ الحَقَّ قَوِيَّاً * لَيْسَ يخْشَى لَوْمَ لاَحْ بُلبُلٌ بِالذِّكْرِ شَادٍ * طَارَ مَبْسُوطَ الجَنَاحْ مَا عَلاَ في الجَوِّ حَتىَّ * خَرَّ مخْضُوبَ الجِرَاحْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَقْبَلَ الثَّعْلَبُ يَوْمَاً * في ثِيَابِ الْوَاعِظِينَا وَمَشَى في الأَرْضِ يَهْدِي * وَيَسُبُّ المَاكِرِينَا وَيَقُولُ الحَمْدُ للهِ إِلَهِ الْعَالَمِينَا يَا عِبَادَ اللهِ تُوبُواْ * فَهْوَ حِصْنُ التَّائِبِينَا وَازْهَدُواْ في الطَّيْرِ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الزَّاهِدِينَا وَاطْلُبُواْ الدِّيكَ يُؤَذِّنْ * لِصَلاَةِ الصُّبْحِ فِينَا فَأَتى الدِّيكَ رَسُولٌ * مِن إِمَامِ الزَّاهِدِينَا فَأَجَابَ الدِّيكُ عُذْرَاً * يَا أَضَلَّ المُهْتَدِينَا بَلِّغِ الثَّعْلَبَ عَنيِّ * عَنْ جُدُودِي الصَّالحِينَا أَنَّهُمْ قَالُواْ وَخَيْرُ الْقَوْلِ قَوْلُ الْعَارِفِينَا مخْطِئٌ مَنْ ظَنَّ يَوْمَاً * أَنَّ لِلثَّعْلَبِ دِينَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فِعَالُ/فِعَالِ/فِعَالاَ/فَعِيلُ/فَعِيلِ/فَعِيلاَ/فَعُولُ/فَعُولِ/فَعُولاَ} أَيْنَ مَنْ كَانُواْ كِرَامَا * أَيْنَ أَخْلاَقُ الْقُدَامَى كَمْ رَأَيْنَا في بِلاَدِ النِّيلِ آلاَمَاً جِسَامَا مِن عَذَابٍ وَصِعَابٍ * كَسَّرَتْ مِنَّا الْعِظَامَا لَيْسَ يَلْقَى مُبْدِعُوهَا * مِن أُوْلي الأَمْرِ اهْتِمَامَا كَمْ لَيَالٍ قَدْ سَهِرْنَا * لَمْ نَذُقْ فِيهَا مَنَامَا لاَ تَلُمْني في كَلاَمِي * أَدْرَكَ الْبَدْرُ التَّمَامَا إِنَّهَا يَا صَاحِ سَاءتْ * مُسْتَقَرَّاً وَمُقَامَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ بَعْضَ الْقَوْلِ زُورُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خُلِقَ النَّاسُ عَبِيدَاً لِلَّذِي يَأْبى الخُضُوعَا {جُبرَان خَلِيل جُبرَان} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

غَنِّنَا حَتىَّ نَمِيلاَ * مِثْلَ أَغْصَانِ الأَرَاكِ كُلُّنَا أَمْسَى عَلِيلاَ * لاَ يُدَاوِيهِ سِوَاكِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عِيسَوِيٌّ في السَّخَاءِ * مِثْلُ عِيسَى الأَنْبِيَاءِ فَكِلاَ الاَثْنَينِ يَشْفِي * النَّاسَ مِن غَيرِ دَوَاءِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا عَظِيمَ الأُدَبَاءِ * وَأَدِيبَ العُظَمَاءِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا أَمِيرَ الأُدَبَاءِ * وَأَمِيرَ العُظَمَاءِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بَعْلُهَا شَيْخٌ جَلِيلٌ * لَوْ تَرَاهُ قُلْتَ قَاضِ نِكْتُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ * وَافْتَرَقْنَا عَنْ تَرَاضِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَفِّنُوهُ وَادْفِنُوهُ * دَاخِلَ القَبْرِ العَمِيقِ

وَانْدُبُوه وَهْوَ حَيٌّ * مِثْلَ مَيْتٍ لاَ يَفِيقُ رُبَّ عَارٍ رُبَّ نَارٍ * حَرَّكَتْ قَلبَ الجَبَانِ لَمْ تحَرِّكْ في بِلاَدِي * مِنهُمُ غَيْرَ اللِّسَانِ {نَسِيب عَرِيضَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° دَعْكَ مِنْ نَظْمِ الْقَوَافي * ضَعْفُهَا لَيْسَ بخَافي فَاشْتَغِلْ يَا صَاحِ في رَعْيِ المَوَاشِي وَالخِرَافِ كُنْتَ أَغْنى النَّاسِ عَمَّا جَرَّهُ طُولُ الخِلاَفِ لاَ تُنَاطِحْ يَا صَغِيرِي النَّاسَ بِالْبَقَرِ الْعِجَافِ وَحَذَارِ يَا حِمَارِي أَنْ تُنَهِّقَ في ضِفَافي هَاكَ شِعْرِي فِيهِ رَدٌّ قَاطِعُ المَعْنى وَشَافي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ لِلَّيْلِ دُمُوعَاً * لاَ تَرَاهَا المُقْلَتَانِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كُلُّ نَارٍ غَيْرَ نَارِ الْعِشْقِ بَرْدٌ وَسَلاَمُ لاَ تَسَلْ في الْعِشْقِ غَيرِي * إِنَّني فِيهِ إِمَامُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّمَا سَامِي رَامِي * رَمْيَةٌ مِن غَيْرِ رَامِي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ حَظِّي كَدَقِيقٍ * فَوْقَ شَوْكٍ نَثرُوهُ ثُمَّ قَالُواْ لِحُفَاةٍ * يَوْمَ رِيحٍ اجْمَعُوهُ فَلَمَّا لَمْ يَسْتَطِيعُواْ * قَالَ قَوْمٌ اتْرُكُوهُ إِنَّ مَنْ كَانَ شَقِيَّاً * أَنْتُمُ لَنْ تُسْعِدُوهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ مَشَى فِيهِمْ نَبيٌّ * سَائِلاً مَا وَصَلُوهُ وَهُمُ لَوْ طَمِعُواْ في * زَادِ كَلْبٍ أَكَلُوهُ {أَبُو العَتَاهِيَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَهْوَ أَسْرَقُ مِنْ شِظَاظِ {أَوْ} أَنْتَ أَسْرَقُ مِنْ شِظَاظِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَيْتَنا كُنَّا طُيُورَا * نَرْعَ نَهْرَاً أَوْ غَدِيرَا نَرْشُفِ المَاءَ النَّمِيرَا * نَلْقُطِ الحَبَّ النَّثِيرَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي، أَوْ جُبرَان خَلِيل جُبرَان} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنْ تَطُلْ مِنهُمْ لِحَاهُمْ * فَالمَخَالي لِلْحَمِيرِ بَيْنَمَا تِلْكَ المَخَالي * خَالِيَاتٌ مِنْ شَعِيرِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيْنَ حُبيِّ وَغَرَامِي * في رُبىَ الرَّوْضِ النَّضِيرِ أَيْنَ عِشْقِي وَهُيَامِي * في حِمَى البَدْرِ المُنِيرِ أَيْنَ ضِحْكِي وَابْتِسَامِي * لِلْهَوَى عِنْدَ الغَدِيرِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّمَا النَّاسُ سُطُورٌ * كُتِبَتْ لَكِنْ بِمَاءِ {جُبرَان خَلِيل جُبرَان} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَتَأَسَّ إِنَّ ذَاكَ الخَطبَ غَالَ الأَنْبِيَاءَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَغَلاَءٌ وَبَلاَءٌ * ثُمَّ يحْكُمُنَا ضَرُوطُ كَيْفَ لاَ تَضْرِطُ إِسْتٌ * وَهِيَ الدَّهْرَ تَلُوطُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَطَّمَ المَوتُ الدُّرُوعَا * وَكَوَى الحُزْنُ الضُّلُوعَا * وَبَكَى جَفْنُ القَلَمْ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ثَكِلَ الشَّرْقُ فَتَاهُ * لَيْتَني كُنْتُ فِدَاهُ لَيْتَني كُنْتُ أَصَمَّاً * عِنْدَمَا النَّاعِي نَعَاهُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَفُّ {/5/ 5/} دَوَاءُ الْقَلْ * ْبِ إِن عَزَّ دَوَاهُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَفُّ {/5/ 5/} دَوَاءُ العَيْ * ْنِ إِن عَزَّ دَوَاهَا {محَمَّدٌ الأَسْمَر}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ كُؤُوسٍ مُتْرَعَاتٍ * هَاهُنَا الحُبُّ سَقَانَا فَشَرِبْنَا وَطَرِبْنَا * وَسَخِرْنَا مِنْ سِوَانَا لاَ نُبَالي بِعَذُولٍ * أَوْ رَقِيبٍ قَدْ رَآنَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رُبَّ لَيْلٍ يَا حَبِيبي * مَرَّ كَالحُلْمِ الجَمِيلِ يُؤْنِسُ البَدْرُ عَلَيْنَا * وَحْشَةَ اللَّيْلِ الطَّوِيلِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ لِلحَقِّ رِجَالاَ * صَدَقُواْ اللهَ تَعَالى {يَاسِرٌ الحَمَدَاني؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * احْمَدِ اللهَ تَعَالى °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلَقَدْ أَهْزَلْتُ حَتىَّ * محَتِ الشَّمْسُ خَيَالي وَلَقَدْ أَفْلَسْتُ حَتىَّ * حَلَّ أَكْلِي لِعِيَالي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَشْرَفَ البَدْرُ عَلَى الغَابَاتِ في إِحْدَى اللَّيَالي فَرَأَى الثَّعْلَبَ يَمْشِي خِلسَةً بَينَ الدَّوَالي كُلَّمَا لاَحَ خَيَالٌ فَرَّ مِنْ ذَاكَ الخَيَالِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَرَأَى لَيْثَاً هَصُورَاً وَاقِفَاً عِنْدَ الغَدِيرْ كُلَّمَا اسْتَشْعَرَ حِسَّاً مَلأَ الوَادِي زَئِيرْ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَهْدٌ الإِنْسَانُ فِيهِ * عَاشَ في ذُلِّ الْعَبِيدِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ضَيَّعَ اللهُ بِلاَدَاً * ضَيَّعَتْ مِنَّا سِنِينَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّمَا القَلْبُ كِتَابٌ * ==== ==== ـ ـ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * لاَ يَرُدُّ السَّائِلِينَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنَّمَا الدُّنيَا فَنَاءٌ * لَيْسَ لِلدُّنيَا ثُبُوتُ إِنَّمَا الدُّنيَا كَبَيْتٍ * نَسَجَتْهُ العَنْكَبُوتُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَاحْمَدِ اللهَ عَلَى أَنْ * رَدَّ كَيْدَ المُعْتَدِينَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * هَلْ أَرَاكُمْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ عَذَرْنَا الجَاهِلِينَا * وَلَيْتَهُمْ عَذَرُونَا كَمْ أَعْمَى مِنَّا أَبْصَرَ * مَا أَنْتُمْ لاَ تبْصِرُونَا وَلاَ زِلْتُمْ حَتىَّ اليَوْمَا * بِنُورِهِمْ تَهْتَدُونَا إِنَّا دَوْمَاً يَتَجَلَّى * سِرُّ النُّبُوةِ فِينَا كَمْ أَمِيرٍ وَدَّ لَوْ أَنْ * صَارَ شَاعِرَاً مِسْكِينَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

ثمَّ تَسْتَاءُ حَالَتُهُ جِدَّاً وَلاَ يجِدُ مَنْ يَسْقِيهِ شَرْبَةَ مَاء، فَيُرْسِلُ اللهُ إِلَيْهِ اثْنَينِ كَانَا عَلَى الطَّرِيقِ فَمَرَّا بِهِ وَسَقَيَاه، فَشَكَرَ لهُمَا صَنِيعَهُمَا بِصَوْتٍ مُتَهَتِّكٍ وَعَهِدَ إِلَيْهِمَا بِوَصِيَّتِهِ قَائِلاً: لَكَ شُكْرِي يَا إِلَهِي * يَا عَظِيمَ المَكْرُمَاتِ جِئْتُمَا كَيْ تَحْفُرَا لي * حُفْرَتي بَعْدَ المَمَاتِ فَأَقِيمَا بجُوَارِي * إِنَّني حَانَتْ وَفَاتي فَإِذَا أَسْلَمْتُ رُوحِي * بَعْدَ نَزْعِ السَّكَرَاتِ فَاغْسِلاَني بِطَهُورٍ * مِنْ دُمُوعِي الهَاطِلاَتِ وَادْرُجَاني في ثِيَابي * ثُمَّ قُومَا لِلصَّلاَةِ وَابْكِيَا صَبَّاً غَرِيبَاً * كَانَ يَشْقَى في الحَيَاةِ وَاطْلُبَا لي عِنْدَ عَمِّي * بَعْدَ مَوْتي بِالتِّرَاتِ وَاقْصِدَا حَيَّاً بَعِيدَاً * فِيهِ عَاشَتْ أُمْنِيَاتي

خَلِيلَيَ إِن أَجْزَعْ فَقَدْ ظَهَرَ العُذْرُ * وَإِن أَسْتَطِعْ صَبْرَاً فَمِنْ شِيمَتي الصَّبْرُ فَشَرَّقْتُ حَتىَّ لَمْ أَجِدْ بَعْدُ مَشْرِقَاً * وَغَرَّبْتُ حَتىَّ قِيلَ هَذَا هُوَ الخِضْرُ {البَيْتُ الأَوَّلُ لاِبْنِ زَيْدُون، وَالأَخِيرُ لأَبي الحَسَنِ التُّهَامِي} كَرَحَّالَةٍ طَافَ المَدَائِنَ وَالقُرَى * كَسَتْهُ يَدُ الأَيَّامِ حُلَّةَ خَائِبِ يَبْدُو أَنَّ السَّعَادَةَ خُلِقَتْ لِغَيرِنَا وَلَمْ تخْلَقْ لَنَا 00 بِيئَةٌ وَبِيئَة، وَمَعَادِنُ رَدِيئَة 00!! لي في الهَوَى قَلْبٌ حَزِين * قَدْ بَاتَ يُدْمِيهِ الأَنِين كُتِبَ الشَّقَاءُ لَهُ وَكَمْ * سَعِدَتْ قُلُوبُ العَاشِقِين {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} قَطَعْتُكَ يَا رَبِيعَ العُمْرِ مَهْمُومَاً بِأَتْرَاحِي وَلَمْ أَمْلأْ كَغَيرِي مِنْ نَعِيمِ العَيْشِ أَقْدَاحِي نهَارِي كُلُّهُ تَعَبٌ وَلَيْلِي كُلُّهُ صَاحِي

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيُّهَا المَظْلُومُ صَبْرَاً * إِنَّ بَعْدَ العُسْرِ يُسْرَاً °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كُلَّمَا طَيْرُ السَّعَادَة * بِالقُرْبِ مِنيِّ اسْتَقَرَّا وَأَرَدْتُ أَن أَصْطَادَه * نَفَرَ مِنيِّ وَفَرَّا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَكُلُّ نَاعٍ سَيُنعَى * وَكُلُّ بَاكٍ سَيُبْكَى لَيْسَ غَيْرُ اللهِ يَبْقَى * مَن عَلاَ فَاللهُ أَعْلَى {أَبُو نُوَاس / الحَسَنُ بْنُ هَانِئ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيُّهَا المَغْرُورُ مَهْلاَ * لَسْتَ لِلتَّكْرِيمَ أَهْلاَ {رَبُّ السَّيْفِ وَالْقَلَم / محْمُود سَامي البَارُودِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * سَفَهَاً بِغَيْرِ عِلْمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَوْلاَ أَنْتَ يَا صَدِيقِي * لَمْ أَكُنْ وَقَّعْتُ لَحْنَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا مُنى قَلْبي وَعَيْني * يَا ضِيَاءَ المُقْلَتَينِ قَدُّكِ المَيَّاسُ غُصْنٌ * عَلَّمَ الغُصْنَ التَّثَنيِّ {محَمَّدٌ الأَسْمَر 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهَا أَحْمَدُ اللهَ عَلَيْهَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} ـــــــــــــــــــــــ {فَعْلُه/فَعْلَة/فَعْلِه/} مَا هُوَ إِلاَّ عَجُوزٌ * ضَيَّعَتْ في البَحْرِ إِبْرَة {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عِنْدَنَا شَيْخٌ عَجِيبٌ * بِدْعَةٌ أَيَّةُ بِدْعَةْ مَا لَهُ وَالشِّعْرِ هَلاَّ * لَزِمَ الأُسْتَاذُ وَضْعَهْ لَيْسَ يَدْرِي بحْرَهُ الطَّا * مِي وَلاَ يَعْرِفُ نَبْعَهْ

كُلُّ مَا قَدْ نَالَ مِنهُ * جُرْعَةٌ أَوْ شِبْهُ جُرْعَةْ فَهْوَ في نَقْدِ القَوَافي * يَفْحَصُ الشَّمْسَ بِشَمْعَةْ بَارِدٌ لاَ يَنْثَني حَتَّ * ـتى وَلَوْ كَرَّرْتَ صَفْعَهْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَانَ ذِئْبٌ يَتَغَدَّى * فَجَرَتْ في الزَّوْرِ عَظْمَة أَلْزَمَتْهُ الصَّوْمَ حَتىَّ * أَنحَلَتْ بِالجُوعِ جسْمَه فَأَتىَ الثَّعْلَبُ يَبْكِي * ويُعَزِّي فِيهِ أُمَّه قَالَ يَا أُمَّ صَدِيقي * بي لِفَقْدِ الذِّئْبِ غُمَّهْ فَاصْبرِي صَبْرَاً جَمِيلاً * إِنَّ صَبْرَ الأُمِّ رَحْمَة فَأَجَابَتْ يَا ابْنَ أُخْتي * كُلُّ مَا قَدْ قُلْتَ حِكْمَة لَمْ يَفُلَّ الْقَلْبَ إِلاَّ * قَوْلُهُم مَاتَ بِعَظْمَة لَيْتَهُ مِثْلَ أَخِيهِ * مَاتَ محْسُودَاً بِتُخْمَة {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فَعْلُك/فَعْلَك/فَعْلِك/} لاَ أَلُومُكَ في انْتِقَادِي * قَدْ عَرَفْتُ ضِيقَ فَهْمِكْ قَدْ أَرَدْتُ العَفْوَ يَوْمَاً * لاَ جُنُوحَاً نحْوَ سِلْمِكْ غَيْرَ أَنَّ ذُنُوبَ شِعْرِي * لَنْ تَزولَ بِغَيْرِ شَتْمِكْ فَاحْمَدِ اللهَ لأَنيِّ * شِدْتُ بَينَ النَّاسِ بِاسْمِكْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَاعِل/مَفَاعِلْ/أَفَاعِلْ/تَفَاعُلْ/فَاعِلْ/فَوَاعِلْ/فَعَائِلْ/} * عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِك °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعَلْ/فَعِلْ/فُعَلْ/فِعَلْ/مُفْتَعَل/افْتَعَل/يَفْتَعِل/مُنْفَعِل/انْفَعِل/} هَلْ جَلَسْتَ الْعَصْرَ مِثْلِي * بَينَ جَفْنَاتِ الْعِنَبْ وَالْعَنَاقِيدُ تَدَلَّتْ * كَثُرَيَّاتِ الذَّهَبْ هَلْ فَرَشْتَ الْعُشْبَ لَيْلاً * وَتَلَحَّفْتَ الْفَضَا زَاهِدَاً فِيمَا سَيَأْتي * نَاسِيَاً مَا قَدْ مَضَى {جُبرَان خَلِيل جُبرَان}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * وَبَكَى جَفْنُ القَلَمْ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَكُنْ رَطْبَاً فَتُعْصَر * أَوْ تَكُنْ جَدْبَاً فَتُكْسَرْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {أَفْعَلْ/يَفْعَلْ/تَفْعَلْ/} لاَ تَكُنْ رَطْبَاً فَتُعْصَرْ * أَوْ تَكُنْ جَدْبَاً فَتُكْسَرْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنْتَ في التَّدْبِيرِ ثَعْلَبْ * أَنْتَ في الإِفْلاَتِ أَرْنَبْ في ظَلاَمِ اللَّيْلِ تَسْعَى * أَسْفَلَ الجُدْرَانِ تَنْقُبْ وَإِذَا أَحْسَسْتَ صَوْتَاً * فَإِلى جُحْرِكَ تَهْرَبْ أَيُّهَا الصُّعْلُوكُ أَبْشِرْ * غَابَتِ الْقِطَّةُ فَالْعَبْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {قَوَافي مُتَنَوِّعَة} كَمْ كُؤُوسٍ مُتْرَعَاتٍ * هَاهُنَا الحُبُّ سَقَانَا فَشَرِبْنَا وَطَرِبْنَا * وَسَخِرْنَا مِنْ سِوَانَا لاَ نُبَالي بِعَذُولٍ * أَوْ رَقِيبٍ قَدْ رَآنَا رُبَّ لَيْلٍ يَا حَبِيبي * مَرَّ كَالحُلْمِ الجَمِيلِ يُؤْنِسُ البَدْرُ عَلَيْنَا * وَحْشَةَ اللَّيْلِ الطَّوِيلِ أَيْنَ حُبيِّ وَغَرَامِي * في رُبىَ الرَّوْضِ النَّضِيرِ أَيْنَ عِشْقِي وَهُيَامِي * في حِمَى البَدْرِ المُنِيرِ أَيْنَ ضِحْكِي وَابْتِسَامِي * لِلْهَوَى عِنْدَ الغَدِيرِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مجزوء الرجز

مجْزُوءُ الرَّجَز: ======== لاَ يَتَّسِعُ الْغِمْدُ * لِسَيْفَينِ يَا {سَعْدُ} {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّمَا أَنْتَ يَا [رَامِي] * رَمْيَةٌ مِن غَيْرِ رَامِي وَمَهْمَا قُلْتُ هِجَائِي * فِيكَ لَسْتُ بِمُلاَمِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَتَشَابَهَ الأَمْرُ * عَلَيْكِ يَا {/5/ 5/} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمِن أَلحَانِ الكَامِلِ مِنهُ أَيْضَاً [مَفْعُولاَتٌ مَفْعُولاَتٌ] أُغْنِيَّة شَادْيَة: " الله الله عَالمُسْتَقْبَل * بَايِنْ في عْيُونْ كُلِّ وْلاَدْنَا " °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " سَالْمَة يَا سَلاَمَة * رُوحْنَا وْجِينَا بِالسَّلاَمَة " °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " خُذْني مْعَاكَ اذَا كُنْتِ مْسَافِرْ * خُذْني مْعَاكَ اذَا كُنْتِ مْسَافِرْ " °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فِعَالْ/فَعِيلْ/فَعُولْ/} أَخْبِرْني إِلى أَيْنَا * تَذْهَبُ هَذَا المَسَاء {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَتَكُونُ غَنِيَّاً * وَلاَ تُعْطِي الفُقَرَاءْ أَتَكُونُ قَوِيَّاً * وَلاَ تحْمِي الضُّعَفَاءْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " يِخْلَقْ مِالْفِسِيخْ شَرْبَات " °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° *" المَيَّة تْكَذِّبِ الغَطَّاس " °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَهَلْ يَفْرَحُ بِالْعِيدْ * إِنْسَانٌ غَيْرُ سَعِيدْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا يَهُودْ يَا يَهُود * جَيْشُ محَمَّدْ سَوْفَ يَعُودْ سَيَأْتي الْيَوْمُ المَوْعُود * وَسَتَلْتَقِي الجنُودْ بِالدَّمِ سَوْفَ نجُودْ * وَسَتَسُودُ الأُسُودْ وَنُعِيدُ لِلْيَهُودْ * مَا قَدْ مَضَى مِن عُهُودْ *

يَا يَهُودْ يَا يَهُود * جَيْشُ محَمَّدْ سَوْفَ يَعُودْ مَهْمَا أُوتِيتُمْ مِنْ قُوَّة * فَإِنَّ اللهَ مَوْجُودْ يَا أَحْفَادَ الخَنَازِير * وَيَا أَحْفَادَ الْقُرُودْ غَدَرْتُمْ بِالمُسْلِمِينْ * كَمَا غَدَرَ الجُدُودْ فَلَمْ تُحْسِنُواْ الجِوَارْ * وَلَمْ تَفُواْ بِالْوُعُودْ رَغْمَ الضَّعْفِ رَغْمَ الخَوْفِ * لَمْ تَزَلْ فِينَا أُسُودْ سَنُوَحِّدُ الصُّفُوفْ * وَسَنَحْشُدُ الحُشُودْ سَنُعِيدُ لِلُبْنَانَ * وَالْقُدْسِ الحُلْمَ المَنْشُودْ إِنَّ المُسْلِمِينَ قَوْمٌ * لاَ يَعْرِفُونَ الْقُعُودْ بَلْ يَعْرِفُونَ الجِهَادَ * وَيَعْرِفُونَ الصُّمُودْ سَنُشْعِلُهَا نِيرَانَاً * أَنْتُمُ لَهَا وَقُودْ زَرَعْتُمْ في الأَرْضِ الشَّوْكَا * وَسَنَزْرَعُ الْوُرُودْ وَسَتَحْصُدُونَ مَا * قَدْ زَرَعْتُمْ في عُقُودْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَأْمَنَنَّ الأَمِيرْ * إِذَا غَشَّكَ الْوَزِيرْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَهُوَ في الأَصْلِ مَثَلٌ عَرَبيٌّ قُمْتُ بِوَزْنِه} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ يحْتَقِرُ الأَدْيَا * نَ إِلاَّ امْرُؤٌ حَقِيرْ أَنجَسُ مِنَ الكًلْبِ * وَأَخْزَى مِنَ الخِنزِيرْ أَشْأَمُ عِنْدَ النَّاسِ * مِنْ مُنْكَرٍ وَنَكِيرْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " بِالوَاسْطَة وِبِالفُلُوسْ * تِشْترِي وِتْبِيعْ في الفُلُوسْ " {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنْ لَمْ تُشْبِهُواْ التُّيُوسْ * في اللِّحَى فَفِي الرُّءوسْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تُشِيدُواْ بالمَصُون * وَتَذُمُّواْ في المَكشُوفْ

فَالحُسنُ بِلاَ عُيُون * كَالشَّذَا بِلاَ أُنُوفْ " الشَّذَا مِلْكُ الكُلِّ * وَالمَرْأَةُ مِلْكُ الزَّوْجْ " " وَمَا يِرْضَاشِ تْكُونِ اللِّي * مَا يِشْتِرِي يِتفَرَّجْ " °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَفَتَهْزَأُ بِالدِّين * أَيُّهَا الدِّيكُ اللَّعِين تُصَفِّقُ في التَّأْذِين * مَنْ لي الآنَ بِالسِّكِّين °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَجْهٌ كَالبْدْرِ لَكِن * في لَيْلَةِ الثَّلاَثِين وَفَمٌ في الصِّغَرِ * كَقَصْعَةِ المَسَاكِين وَفي طِيبِ النَّكْهَةِ * يُشْبِهُ أَبْوَالَ العِين وَلِسَانٌ فَصِيحٌ * كَأَلْسُنِ المَوَازِين وَخُصْلَةٌ مِنْ شَعْرٍ * كَقَدِيمِ العَرَاجِين وَجِيدُ نَعَامَةٍ * لاَ بَلْ جِيدُ الثَّعَابِين °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ دَعَوْنَاكَ حَتىَّ * تَعِبْنَا مِنَ الدُّعَاءْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ذَهَبَ الاَحْتِلاَلُ * وَخَلَّفَ الْعُمَلاَءْ لاَ يُقِيمُونَ العَدْلاَ * إِلاَّ عَلَى الضُّعَفَاءْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ عَيْبَ في الشُّرَفَاء * إِلاَ انَّهُمْ ضُعَفَاء {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَقَدْ يَكُونُ الْعِقَابْ * أَنْفَعَ مِنَ الْعِتَابْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ جَعَلَتْكَ الحُجَّاب * كَسُورٍ وَلَهُ بَابْ في بَاطِنِهِ الرَّحْمَة * وَظَاهِرِهِ العَذَابْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَن عَاشَ بَينَ الكِلاَبْ * لاَ بُدَّ لَهُ مِنْ نَابْ وَمَنْ لاَ ظُفْرَ لَهُ * تَظْفَرُ بِهِ الذِّئَابْ

{الْبَيْتُ الأَخِيرُ فِكْرَةٌ لأَمِيرِ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي قُمْتُ بِنَظْمِهَا} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَعْلَنُواْ عَلَى الإِسْلاَمْ * الحَرْبَ بِاسْمِ الإِرْهَابْ أَذَاقُواْ حَتىَّ الحَمَامْ * فِيهَا صُنُوفَ الْعَذَابْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وُحُوشٌ لهَا أَنيَابْ * تخْتَفِي تحْتَ الثِّيَابْ تَتَعَلَّمُ مِنهُمْ * كَيْفَ تَفْتِكُ الذئَابْ {أَفْكَارٌ لمحْمُود غُنَيْم قُمْتُ بِإِعَادَةِ نَظْمِهَا وَالزِّيَادَةِ عَلَيْهَا 0 يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَهَؤُلاَءِ الرِّفَاقْ * لاَ يَعْرِفُونَ النِّفَاقْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَلُمْ عَلَى الْعُشَّاقْ * فَتَكْفِيهِمُ الأَشْوَاقْ

تَكْفي لِجَعْلِ الصَّدْرِ * تَنُّورَاً غَيْرَ مُطَاقْ لاَ يُطْفِئُهُ المَاءُ * أَوْ حتىَّ الدَّمْعُ المُرَاقْ وَلَوْمُهُمْ كَالرِّيحِ * تُغْرِي النَّارَ بِالإِحْرَاقْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَبَّاً لِقَوْمٍ أَسَاءواْ * في فَهْمِهِمْ لِلإِسْلاَمْ {مَسْعُود سَمَاحَة 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلاَ عَيْبَ في الأَحْلاَمْ * إِلاَّ أَنَّهَا أَحْلاَمْ فَالحُبُّ الحَقِيقِي لاَ * يُوجَدُ إِلاَّ في الأَفْلاَمْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلاَ عَيبَ في الأَحْلاَمْ * إِلاَّ أَنَّهَا أَحْلاَمْ فَالمُرُوءةُ شَيْءٌ لاَ * يُوجَدُ إِلاَّ في الأَفْلاَمْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَحَاوَلُواْ أَنْ يَضْرِبُواْ * الأَدْيَانَ بِالأَدْيَانِ {مَسْعُود سَمَاحَة 0 بِتَصَرُّف}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَوْق الرَّأْسِ يَحْمِلُ * الأَقْذَارَ وَالأَعْفَان وَتَدُوسُ أَرْجُلُهْ * اليَاقُوتَ وَالمَرْجَان وَهَكَذَا يَسْفُلُ * الرَّاجِحُ في المِيزَان {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 أَقْكَارٌ جَيِّدَةٌ قَرَأْتُهَا في شِعْرِ ابْنِ الرُّومِيِّ فَقُمْتُ بِنَظْمِهَا وَتَهْذِيبِهَا} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " مِنَّكْ للَّه يَا زَمَان * وَرِّيتْني العَذَاب أَلْوَان " " زَمَان يَامَا دَغْدَغْنَا * وِادَّانَا عَلَى دْمَاغْنَا " °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " وَالله اليُوم دَا بْنِتْمَنَّاه * مِنْ مُدَّة وِبْنِسْتَنَّاهْ " " يَا اهْلِ العِزِّ وْيَا اهْلِ الجَاهْ * يَا مَا كَامْ مَقْلَبْ وِشْرِبْنَاهْ " *" سِيبُواْ الدَّايْرَةْ لأَهْلِ الله "

" دِلْوَقْتي بْتِسْأَلُواْ عَن حَالْنَا * وِتْهِمُّكُواْ صِحِّة أَنجَالْنَا " " لَكِنْ دَا احْنَا خَلاَصْ فَتَّحْنَا * وِاللِّي نْسِينَا رَاحْ نِنْسَاهْ " *" سِيبُواْ الدَّايْرَةْ لأَهْلِ الله " " لاَزِمْ يِبْقَى نَايِبْ دَايْرِتْنَا * نِعْرَفْ بِيتُه وْيِعْرَفْ بِيتْنَا " " وِاللِّي نحِبُّهْ: رَاحْ نِنْتِخْبُه * وِخَلاَصْ بِقْلُوبْنَا اخْتَرْنَاهْ " *" سِيبُواْ الدَّايْرَةْ لأَهْلِ الله " " رَاجِلْ بَابُهْ مِشْ مَقْفُولْ * لِيلْ وِنهَارْ مَفْتُوحْ عَلَى طُولْ " " هُوَّا حَبِيبْنَا وْمِشْ هَايْسِيبْنَا * أَصْلُهْ عْرِفْنَا وِعْرِفْنَاهْ " *" سِيبُواْ الدَّايْرَةْ لأَهْلِ الله " " بِنحِبُّه وْبِيْحِبِّنَا جِدَّاً * وِدِي حَاجَة أَبَّاً عَن جِدَّاً " " يَامَا هَنَّانَا وْيَامَا عَزَّانَا * وْبْنِعْرَفْ نِقْعُدْ وَيَّاهْ " {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تخَلَّى عَنيِّ الصَّدِيقْ * وَطَالَ بىَ الطَّرِيقْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَن أَسْقَمَهُ الحَبِيبْ * لَنْ يَنْفَعَهُ الطَّبِيبْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا أَدرَاكَ يَا صَغِيرْ * بِأَنَّ أَبَاكَ ذِيبْ لاَ يجْدِي مَعَ الحَقِيرْ * أَدَبٌ * وَلاَ * أَدِيبْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " مَا اعْرَفْشِ يَاسِرْ قَطَامِشْ * رَغْمِ انُّه شَاعِرْ محْبُوب " " لِيهْ بِيْقُولْ عَائِشْ عَالْهَامِشْ * وَهُوَ عَائِشْ في القُلُوبْ " {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 كَتَبْتُهَا في الشَّاعِر يَاسِر قَطَامِش في بِدَايَةِ مَعْرِفَتي بِه} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَالغَنيُّ مِنهُمُ * يَنهَبُ حَقَّ الْفَقِيرْ والكَبيرُ مِنهُم * يَهْضِمُ حَقَّ الصَّغِيرْ

حَتىَّ الزَّاهِدُ مِنهُمْ * بِالْفِلْسِ بَاعَ الضَّمِيرْ وَالشَّعْبُ وَرَاءهُم * يَرْكُضُ رَكْضَ الحَمِيرْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأَنْ تَسِفَّ التُّرَابْ * خَيرٌ مِنْ ذُلِّ الأَبْوَابْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَن عَاشَ بَينَ الكِلاَبْ * لاَ بُدَّ لَهُ مِنْ نَابْ وَمَنْ لاَ ظُفْرَ لَهُ * تَظْفَرُ بِهِ الذِّئَابْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَاتَّقُواْ غَضْبَةَ الشِّعْرِ * وَاسْمَعُواْ لِمَا أَقُولْ فَوَصْمَةُ الشُّعَرَاءِ * مِثْلُ الْوَشْمِ لاَ تَزُولْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنْ نَطَقْنَا فَغَا * يَتُنَا إِلى السُّجُون وَإِنْ سَكَتْنَا فَلاَ * تَنَامُ مِنَّا العُيُون {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِنْ كَانَتْ لي أَشْعَارْ * أَعْذَبَ مِنَ الأَنهَارْ

فَمَهْمَا كَانَ المَاءُ * عَذْبَاً يَفْتِكُ بِالنَّارْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " يَا حَالُوللِّي يَا حَالُوللِّي * أَنَا عَنْدِي ثَلاَثْ فَوَانِيسْ " " جَابْهُمْ لي بَابَا وِقَاللِّي * عُقْبَالْ مَا يجِيكِ عَرِيسْ " °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنْ يُدَاوِي مجْرُوحَاً * حَارَ الأَطِبَّاءُ فِيهْ كَلَوْحٍ مِنْ زُجَاجٍ * كُسِرَ مَنْ يَشْتَرِيهْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فِعَالُ/فِعَالي/فِعَالاَ/فَعِيلُ/فَعِيلِ/فَعِيلاَ/فَعُولُ/فَعُولِ/فَعُولاَ/} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنْتَ أَطْهَرُ أَحْشَاءَا * مِنْ مَنْ مُلِئُواْ بَغْضَاءَا حَيَّيْتُ فِيكَ إِنْسَانَا * في عُمْرِهِ مَا أَسَاءَا {قَالَهَا في الإِنْسَانِ الآليّ: محَمَّدٌ الأَسْمَر؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تحْرِمُ الفُقَرَاءَا * وَتُعْطِي الأَغْنِيَاءَا فَتَحْرِمُ الْفُقَرَاءَا * وَتُكْرِمُ الأَغْنِيَاءَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 كَتَبْتُهَا في الدُّنيَا وَمِيزَانِهَا الخَاسِر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَفَتَكُونُ غَنِيَّاً * وَلاَ تُعْطِي الفُقَرَاءَا أَفَتَكُونُ قَوِيَّاً * وَلاَ تحْمِي الضُّعَفَاءَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَيْتَ عُقُولَهُمْ كَانَتْ * كَقُلُوبِهِمْ صَفَاءَا كَمْ حَاوَلْتُ أَن أَجْعَلَ * مِنهُمُ لي أَصْدِقَاءَا فَأَضْرَبُواْ عَنيِّ صَفْحَاً * وَأَبَواْ إِلاَّ الْعَدَاءَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كُلٌّ يَتَفَنَّن * في تَشْيِيدِ البُيُوتِ وَقَلْبُهُ أَوْهَنُ * مِنْ بَيْتِ الْعَنْكَبُوتِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * لَيْسَ عَلَيْكَ جَنَاحُ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ كَسَّرُواْ جَنَاحِي * وَأَمْعَنُواْ في جِرَاحِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُمُّهُ مُسَاحِقَةْ * وَأَبُوهُ لَوَّاطُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيْنَ كُنْتَ يَا صَدِيقِي * وَأَنَا في وَقْتِ الضِّيقِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° صَارَ حِرُّهَا طَرِيقَا * خَرَجْتُ مِنهُ غَرِيقَا قَالَتْ لي يَوْمَاً أَغِثْني * وَطَفِّ بيَ الحَرِيقَا فَقُلْتُ أُطِيقُ المَوْتَ * وَلَكِ لَسْتُ مُطِيقَا فَأَتَتِ الفِيلَ بَعْدِي * وَقَالَتْ كُنْ لي عَشِيقَا فَخَافَ الغَرَقَ فِيهَا * لاَ أَنْ يَمُوتَ خَنِيقَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَقَزَّزْتَ بِشِعْرِي * وَمَا كَانَ رَكِيكَا وَذِكْرُكَ يُصْدِئُ * الذَّهَبَ السَّبِيكَا هَلْ كَانَتْ تَقَزَّزَتْ * أُمُّكَ مِن أَبِيكَا

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّا سَنُلْقِي يَا {/5/} * عَلَيْكَ أَمْرَاً ثَقِيلاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * وَشَدَدْتُ حَيَازِيمي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ أَجُورُ عَلَى جَارِي * وَلاَ يَنْدَمُ نَدِيمِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنْ يَفْعَلْ هَذَا فَقَدْ * فَازَ فَوْزَاً عَظِيمَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عُرُوقُهَا إِذَا غَنَّتْ * كَأَنَّهَا ثَعَابِينُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَيَّا قُلْ لي إِنَّكَ * قَدْ أَثَرْتَ شُجُوني {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ الشَّكَّ أَوَّلُ * مَرَاتِبِ الْيَقِينِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° المَاسُ لاَ يُوجَدُ * دَوْمَاً إِلاَّ في الطِّينِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَفَتَنهَشُ فِينَا * يَا رَبيِّ أَعَادِينَا وَكَأَنَّنَا لَسْنَا * لَنَا رَبٌّ يحْمِينَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمَّا رَأَيْتُ رِفَاقِي * يُغَازِلُونَ الصَّبَايَا جَلَسْتُ وَحْدِي حَزِينَاً * أَبْكِي أَيَّامَ صِبَايَا أَيَّامَ كُنْتُ أَمِيرَاً * وَكُنَّ هُنَّ الرَّعَايَا يَحُمْنَ كَالنَّحْلِ حَوْلي * وَيَلْتَمِسْنَ رِضَايَا وَمَا كَبِرْتُ وَلَكِن * أَبْلَتْ شَبَابي البَلاَيَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مِنْ يَوْمِهِ اليَهُودِي * خَائِنٌ لِلْعُهُودِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° احْتَاجُواْ لِلْيَهُودِي * فَقَالَ الْيَوْمَ عِيدِي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَأَيُّ عَارٍ بَعْدَمَا * اسْتَجَرْنَا بِاليَهُودِ لَقَد مِتْنَا فَلَمْ يخْضَعْ * غَيرُ المَيِّتِ لِلدُّودِ

{الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَنْ رَأَى مَا رَأَيْتُ * مِنهُمْ باللهِ اسْتَعَاذَا وَقَالَ إِنَّ الشَّيْطَانَ * لاَ يحْسِنُ مِثْلَ هَذَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنْ لَمْ تَأْخُذْ بِالحَلْقِ * فَلْتَأْخُذْ بِالتَّقْصِيرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوِ اتَّعَظْنَا بِالأَجَلْ * لَتَابَ أَهْلُ الْغُرُورِ وَكَانَ أَزْهَدَ رَجُلْ * فِينَا حَفَّارُ الْقُبُورِ {فِكْرَةٌ لأَحَدِ الشُّعَرَاءِ قُمْتُ بِنَظْمِهَا 0 وَالكَلِمَتَانِ الزَّرْقَاوَانِ في الْبَيْتِ الأَصْلِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَانَ في طِبَاعِهِ * نَارَاً بِلاَ نحَاسِ ذَاكِرٌ لِوَعْدِهُ * وَلِلْوَعِيدِ نَاسِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَصْبَحْتَ وَبخْلُكَ * مَرْئِيٌّ وَمَسْمُوعُ لاَ يَتْخَمُ ضَيْفُكَ * بَلْ يَقْتُلُهُ الجُوعُ الدِّينَارُ عِنْدَكَ * بِقَلْبِكَ مَطْبُوعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا رَبِّي هَلْ يَضِيعُ * عَبْدٌ لَكَ مُطِيعُ وَأَنْتَ عَلَى مَا أَعْ * ـجَزَهُ مُسْتَطِيعُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا رَبِّي إِنِّي رَاضٍ * فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لِلْقَوَافي غَضْبَةٌ * تَفْعَلُ في الأَعْرَاضِ كَمِثْلِ فِعْلِ النَّبْلِ * تَمَامَاً في الأَغْرَاضِ أَعْذَرَ مَن أَنْذَرَ * فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني أَوِ ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قِصَّةُ الأُمِّ وَالرَّاعِي * عِبْرَةٌ لِكُلِّ وَاعِ

نَامَ الْقَطِيعُ كُلُّهُ يَشْتَكِي مِنَ الأَوْجَاعِ إِلاَّ هَذِي النَّعْجَةُ لَمْ يَدْعُهَا لِلنَّوْمِ دَاعِ أَبْصَرَتِ الذِّئْبَ يَسْعَى * فَنَبَّهَتْهُمْ لِلسَّاعِي فَوَلىَّ مِنهُمْ مَذْعُورَاً * وَهْوَ خَائِبُ الأَطْمَاعِ وَقَالَ قَوْلاً يَرِنُّ * حَتىَّ الآنَ في أَسْمَاعِي إِنْ نَامَ الرَّاعِي يَسْهَرُ * قَلْبُ الأُمِّ عَلَى الرَّاعِي {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي في أَسَاطِيرِهِ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الْطُفْ بِنَا يَا لَطِيفُ يَا رَبِّ لُطْفَكَ يَا لَطِيف فَإِلىَ مَتىَ هَذَا النَّزِيفْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَهُ أَنْفٌ مخِيفُ * كَأَنَّهُ كَنِيفُ لاَ بَلْ مِثْلُ الجَبَلِ * فَكُلُّهُ كُهُوفُ كَأَنْفِ اَبي الهَوْلِ * لَكِنْ في حَجْمِ خُوفُو °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فُقْتُمْ وَاللهِ يَا قَوْمِي * أَصْحَابَ الكَهْفِ في النَّوْمِ

بأَيْدِيكُمُ نُورَانِ * في السُّنَّةِ وَالقُرْآنِ فَمَا الَّذِي أَدَّى بِكُمْ * إِلى غَيَابَاتِ الظُّلَمْ {فِكْرَتَانِ لأَمِيرِ الشُّعَرَاءِ قُمْتُ بِنَظْمِهِمَا} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّمَا القَلْبُ كِتَابٌ * وَالعَيْنَانِ كَالعُنوَانِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلاَ فَرْقَ بَينَ الَّذِي * يُغَطِّيهِ وَالعُرْيَانِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَاطْلُبْ مِنَ اللهِ لاَ * تَطْلُبْ مِنَ الإِنْسَانِ فَالسَّخَاءُ عِنْدَهُ * تَمَامَاً كَالإِحْسَانِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمِنْ دُونِ إِخْوَاني * لَمْ يَكُنْ بِالخَوَّانِ لَهُ قَلْبٌ طَيِّبٌ * خِلْوٌ مِنَ الأَضْغَانِ تَرْتِيبُهُ دَائِمَاً * الأَوَّلُ لاَ الثَّاني

{بِتَصَرُّفٍ لأَحَدِ الشُّعَرَاء} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَفَشُكْرُ الشَّبْعَانِ * يَسْتَوِي في المِيزَانِ * مَعَ صَبْرِ الجَوْعَانِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَسُوهُ فَنَسِيَهُمْ * وَالنِّسْيَانُ بِالنِّسْيَانِ فَصَارواْ اليَوْمَ أَضْيَعَ * منْ شَاة بَينَ ذؤْبَانِ {محْمُود غُنَيْم بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَالنَّحْسُ أَمْرٌ مُؤَكَّدْ * وَالسَّعْدُ إِحْدَى الأَمَاني لاَ ذُو الصَّلاَحِ مخَلَّدْ * وَلاَ أَخُو الشَّرِّ فَاني {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * اخْسَأْ يَا عَدُوَّ اللهِاهِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " لاَمُوني لِيشْ بِيهَا بَاغَنيِّ * قَالُواْ لي شُو عَاجْبَكْ فِيهَا "

" قُلْتِ لِلِّي زِعْلُواْ مِني * خُذُواْ عِيني شُوفُواْ بِيهَا " °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَالحَظُّ حِينَ يُوَاتي * يَعْمَلُ الأَعْمَى سَاعَاتي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَهُوَ في أَصْلِهِ مَثَلٌ محْدَث} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَتىَّ رَكِبْتُ المَوْتَا * في سَبِيلِ الحَيَاةِ وَمَنْ ضَاقَ ذَرْعُهُ * رَكِبَ المُعْجِزَاتِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَفي حَتىَّ لَوْ كَانَ * في الوَفَاءِ وَفَاتي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَمَنىَّ أُنَاسٌ أَنْ * يَبْلُغُواْ دَرَجَاتي وَلَم يُعَانُواْ حَتىَّ * مِعْشَارَ مُعَانَاتي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَلَبْتَ عَهْدَ الصِّغَرْ * وَأَحْلَى ذِكْرَيَاتي وَأَتَيْتَ في الكِبَرْ * تَسْلُبُ أُخْرَيَاتي

{يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَعِشْتُ لآمَالي * وَاسْتَعْذَبْتُ التَّعْذِيبَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَرَدُواْ عَلَى الْبَطْشِ * وَاسْتَعْذَبُواْ التَّعْذِيبَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * هَلْ أَرَاكُمْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَذَاقُواْ لِبَاسَ الجُوعِ * بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَقَالَ أَنْتَ إِنْسَانٌ * أَمْثَالُكَ قَلِيلُونَا فَقُلْتُ أَعْلَمُ لَكِنْ * لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّا للَّه وَإِنَّ * ـا لَهُ رَاجِعُونَا وَقَالَ لِمَن حَوْلَه * أَلاَ تَسْتَمِعُونَا

أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ * أَنْتُمْ لاَ تُبْصِرُونَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَتَاللهِ لَقَدْ كَانَا * بِأَيْدِيهِمْ أَنْ نَكُونَا كَخَاتَمِ سُلَيْمَانَا * لَكِنَّهُمْ جَعَلُونَا مِثْلَ عَصَا ابْنِ عِمْرَانَا * تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأَصْبَحْنَا مُهَانِينَا * وَقَدْ كُنَّا مُهَابِينَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رُبَّ يَوْمٍ أَوْشَكْتُ أَن * أَقْطَعَ فِيهِ الوَتِينَا وَأَعْدَدْتُ لاَنْتِحَارِي * حَبْلَ سُفُنٍ مَتِينَا فَذَكَرْتُ طُمُوحَاتي * فَجَرَى دَمْعِي سَخِينَا لهْفِي يَا مِصْرُ لَمْ أَجِدْ * فِيكِ دُنيَا وَلاَ دِينَا كِدْتُ آذُوقُ مِرَارَاً * قَبْلَ المَنُونِ مَنُونَا الاَنْتِحَارُ فِيكِ رُشْدٌ * وَإِن عَدُّوهُ جُنُونَا {محَمَّدٌ الأَسْمَر؟}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَسَأَشْطُبُ اسْمَكَا * مِنْ سِجِلِّ الأَحْيَاءِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه * مَا عَرَفْتُ أَصْدِقَائِي إِلاَّ عِنْدَمَا اعْصَوْصَبَا * عَلَيَّ كُلُّ أَعْدَائِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لسْتُ أَنَا الَّذِي يَعْفُو * عَنْكُمْ عَفْوَ الجُبَنَاءِ وَلاَ يَهُونُ الهَوَانُ * إِلاَّ عَلَى الأَذِلاَءِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَوَاشْتَبَهَ القُرْآنُ * عَلَيْكُمْ يَا هَؤُلاَءِ فَلَمْ تُفَرِّقُواْ بَينَ * الأَنعَامِ وَالشُّعَرَاءِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ حَادَ بِالشِّعْرِ قَوْمٌ * عَنِ الطَّرِيقِ السَّوَاءِ لَمْ أَلْقَ غَيْرَكَ طَيرَاً * محَلِّقَاً في سَمَائِي

أُحِبُّ شِعْرَكَ حَتىَّ * لَوْ قُلْتَهُ في هِجَائِي {محْمُود غُنَيْم 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لِلْحُبِّ كَهْرَبَاءُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَالقَدِيمُ وَالجَدِيدُ * غَيْرُ الجَيِّدِ هَبَاءُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَحَسْبُ الفُقَرَاءِ * أَنَّهُمْ فُقَرَاءُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَالْعِشْقُ دَاءٌ عَيَاءُ * حَارَ فِيهِ الأَطِبَّاءُ لاَ يُجْدِي مَعْهُ دَوَاءُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه * مَا عَرَفْتُ أَصْدِقَائِي إِلاَّ عِنْدَمَا اعْصَوْصَبَا * عَلَيَّ كُلُّ أَعْدَائِي تَخَلَّواْ عَنيِّ جَمِيعَاً * بِاسْتِثْنَاءِ هَؤُلاَءِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَحْيَيْتُمْ هَذَا الشَّهْرَا * قِيَامَاً لاَ هُجُوعَا وَأَمَتُّمُ الفَقْرَا * وَقَتَلْتُمُ الجُوعَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بَكَيْتُكَ بِشِعْرِي * أَكْثَرَ مِنْ دُمُوعِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حِمْلِي لَهَا حَطَّ عَنيِّ * حِمْلَ السِّنِينَ الثِّقَالِ {جُورْج صَيْدَح} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° *" المَيَّة مَا تجْرِيشْ في العَالي " °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * أَحْسِن وَأَنْتَ مُعَانُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَسِلاَحُنَا مَوْجُودٌ * وَلَكِن أَيْنَ الفُرْسَانُ فَلقَدْ نَام الأُسُودُ * وَرُوِّعَتِ الغِزْلاَنُ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كُلُّ الصُّدُورِ تَغْلِي * عَلَيْهِمْ غَلَيَانَا

{يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° زُهْدُ أَبي الدَّرْدَاءِ * وَحِكْمَةُ سَلْمَانَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَاليَوْمَ شَأْنُ الرِّجَالِ * شَأْن رَبَّاتِ الحِجَالِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَظَرْتُ إِلى أَمْوَالي * فَيَئِسْتُ مِن آمَالي فَطُمُوحِيَ كَبِيرٌ * وَلَكِنْ بَاعِي قَصِيرُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الشِّعْرُ لَيْسَ يَصْلُحُ * لَكَ أَيُّهَا البَعِيرُ إِنَّمَا الَّذِي يَصْلُحُ * لأَمْثَالِكَ الشَّعِيرُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فِبِهِ مِنَ الْكَلاَمِ * مَا يُضِيءُ في الظَّلاَمِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنَّمَا أَنْتَ يَا [رَامِي] * رَمْيَةٌ مِن غَيْرِ رَامِي وَمَهْمَا قُلْتُ هِجَائِي * فِيكَ لَسْتُ بِمُلاَمِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَيُمَزِّقُ الفَجْرُ * جَلاَبِيبَ الظَّلاَمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَالبَدْرُ لاَ يَظْهَرُ * إِلاَّ وَسْطَ الظَّلاَمِ وَكَرِيمُ الأَحْجَارِ * دَوْمَاً تحْتَ الأَقْدَامِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَلأْتِ يَا حَنَانُ * فُؤَادِي بِالْوِئَامِ فَلَمْ يَعُدْ مَكَانٌ * لِلبُغْضِ وَالخِصَامِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حُرِمْتُ وَظُلِمْتُ * حَتىَّ اسْوَدَّتْ أَيَّامِي وَالحِرْمَانُ يَا رَبي * يَدْفَعُ لِلْحَرَامِ كَمَا يَدْفَعُ الجُوعُ * لأَرْدَأِ الطَّعَامِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلقَدْ رَمَانِي الدَّهْرُ * بِثَالِثَةِ الآثَافِي وَلاَ يَدْرِي مَا في الخُفِّ * إِلاَّ اللهُ وَالإِسْكَافِي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَكَمْ قَدْ عِشْتُ أَيَّامَا * جَعَلْتُ فِيهَا العِظَامَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مِنْ فَرْطِ القَحْطِ إِدَامَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الدُّهْنُ في العَتَاقِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خَطَبَ السَّيْفُ عَلَى * مَنَابِرِ الأَعْنَاقِ وَارْتَوَتِ الرِّمَاحُ * مِنَ الدَّمِ الدَّفَّاقِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَهِيَ في الأَصْلِ فِكْرَةٌ عَرَبِيَّةٌ قُمْتُ بِنَظْمِهَا} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَانْطِلاَقِ البُرَاقِ * مِنْ مِصْرَ لِلْعِرَاقِ

{يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَرَهْطٍ مِنَ العِرَاقِ * تَفَنَّنُواْ في شِقَاقِي لاَ أَرْضَاهُمْ أَنْ يَكُونُواْ * حَتىَّ مَوْضِعَ بُصَاقِي فَبَصَقْتُ في أَرْحَامِ * نِسَائِهِمْ بِمِزْرَاقِي مجَّةً وَجَدْنَ لَهَا * مِنيِّ أَلَذَّ مَذَاقِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَفِي حَتىَّ لَوْ كَانَ * في الوَفَاءِ وَفَاتُه {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَفي حَتىَّ لَوْ كَانَ * في الوَفَاءِ الْوَفَاةُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° القُرْبُ مِنْكِ نُورٌ * وَالبُعْدُ عَنْكِ نَارُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بَكَيْتُكَ بِدَمْعِي * أَكْثَرَ مِن أَشْعَارِي أَيْنَ مُؤنِسُ الدَّارِ * وَصَاحِبُ أَسْرَارِي

مَنْ وَقَفَ جَانِبي * حِينَ قَلَّتْ أَنصَارِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَا صَبْرِي بِاخْتِيَارِي * لَكِن حُكْمُ الاَنْتِظَارِ أَمَّا صَبْرِي فَأَحْلاَهُ * أَمَرُّ مِنَ الصَّبَّارِ {فِكْرَةٌ لأَحَدِ الشُّعَرَاءِ قُمْتُ بِتَطْوِيرِهَا وَالزِّيَادَةِ عَلَيْهَا} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ يَرْحَمُ صَغيرَاً * وَلاَ يُعْفِي كَبِيرَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَمَتْني عَلَى التَّصَابي * بَعْدَ ذَهَابِ شَبَابي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يحَلِّقُ الأَحْمَقُ * فِيهِ فَوْقَ السَّحَابِ وَالحَكِيمُ مَدْفُونٌ * فِيهِ تَحْتَ التُّرَابِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " عَرُوسِتْنَا قَمَرْ مِلاَلي * وِمِترَبِّيَّة عَالغَالي "

" شُوفْتَهَا وِاتْغَيرْ حَالي * وِجَرَالي اللِّي جَرَالي " " غَاليَة عَلَيَّا غَاليَة عَلَيَّا * وَاغْلَى عَنْدِي مِن عِنَيَّا " " دَانَا لَفِّيتِ الدُّنيَا دِيَّة * مَا لْقِيتْشِي زَيِّكْ يَا صَبِيَّة " " جَمِيلَة وْأَمُّورَة وْحِلوَة * وَتِسْتَاهِلْ مِلْيُون غِنوَة " " زَيِّ اخْوَاتْهَا نجْوَى وْنَشْوَى * وِأَجْمَلْ مِنهُمْ شِوَيَّة " " جِسْمِ مِتقَسِّمْ تَقسِيمْ * وِرُوحْ أَحْلَى مْنِ النَّسِيمْ " " وِالعُيُونْ زَيِّ البرْسِيمْ * بَايِنْ فِيهَا سَلاَمْةِ النِّيَّة " " طَيِّبَة وْقَنُوعَة جِدَّاً * وَبَاحِبَّهَا جِدَّاً جِدَّاً " " وِأَصِيلَة أَبَّاً عَنْ جِدَّاً * رَبِّنَا يخَلِّيهَا لِيَّا " " كُلَّهَا رِقَّة وْإِحْسَاسْ * وِبِتْحِبِّ تْسَاعِدِ النَّاسْ " " وِشَايْلاَني فُوقِ الرَّاسْ * رَبِّنَا يُسْترْ عَلَيَّا "

" يَا أَبْيَضْ يَا أَبْيَضَاني * كُلِّ أَوْصَافَكْ عَجْبَاني " " نَسِّيتْني هُمُومي وْأَحْزَاني * وِالمَتَاعِبْ وِالأَسِيَّة " " دَا انَا مْشِيتْ مِشْوَارْ طَوِيلْ * أَدَوَّرْ عَلَى بِيتْ أَصِيلْ " " جِيتْ وَحَطِّيتْ في خَلِيلْ * مَرَاكْبي وِمَرَاسِيَّا " " وِانْسِي شْوَيَّة يَا جَمِيلَة * إِنِّي عَرِيسِكِ اللِّيلَة " " وِاعْتبرِيني وَاحِدْ مِالعِيلَة * هَيْقُولْ لِكِ الكِلمَة الجَايَّة " " جُوزِكِ ان قَدِّمْلِكْ لُقْمَة * كُلِيهَا وِارْضِي بِالقِسْمَة " " مِشْ لاَزِمْ كُلِّ يُومْ لحْمَة * مَالُه الفُولْ مَالْهَا الطَّعَمِيَّة " " وِعَشَانْ رَبِّنَا يْبَارِكْ * صُوني أَسْرَارُه وْأَسْرَارِكْ " " لاَ تِشْكِي لجَارْتِكْ وَلاَ جَارِكْ * أَحْوَالكُمُ العَائِلِيَّة " " عَلَى قَدِّ مَا تِقْدَرِي حِبِّيهْ * وِاوْعِي فْيُومْ تِزَعَّلِيهْ "

" أَوْ تِتْنَمْرَدِي عَلِيهْ * لاَحْسَن يِعْمِلْ زَيِّ عَطِيَّة " " وِآخِرْ حَاجَة هَاقُولْهَالِكْ * خَلِّيهَا دَايْمَاً في بَالِكْ " " أَوِّلْ مَا اللهْ يْعَدِّلْهَالِكْ * صَلِّي وْصُومِي يَا صَبِيَّة " " أَنَا مِشْ غَاوِي غَنَاوِي * وَلاَ بَاقْعُدْ عَالقَهَاوِي " " دَا أَنَا شَاعِرْ وِهَاوِي * وِالكِتَابَة عَنْدِي غِيَّة " " بَادْعُوكْ يَا رَبِّ الأَرْبَابْ * تُرْزُقْ زَيِّي كِدَة الشَّبَابْ " " دَه حَيَاةِ العُزَّابْ عَذَابْ * وِجَرَّبْنَا العُزُوبِيَّة " " وِشُكْرَاً لِلمَعَازِيمْ * وِلعَمِّ عَبْدِ الرِّحِيمْ " " الرَّجُلِ الشَّهْمِ الكَرِيمْ * وِامْرَاتُه السِّتِّ بَدْرِيَّة " {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَذَواْ بِالشِّعْرِ زَمَانَا * فَذَاعَ عَنهُمْ وَطَارَا فَاسْتَحْسَنُواْ الهَذَيَانَا * وَاتخَذُوهُ شِعَارَا {فِكْرَةٌ أَظُنُّهَا لِلشَّاعِرِ الْقَرَوِيّ، قُمْتُ بِنَظْمِهَا وَالزِّيَادَةِ عَلَيْهَا} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَيْتَ الشِّعْرَ كَمَا كَانَا * بِمَعْنَاهُ لاَ مَبْنَاهُ لاَ تَقْطِيعَاً وَأَوْزَانَا * مِثْلَمَا اليَوْمَ نَرَاهُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° واللهِ مَا مَدَحْنَاهُ * وَلَكنَّا وَصَفْنَاهُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° زَرْعٌ وَزَرَعْنَاهُ * وَغَيرُنَا جَنَاهُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنْ يَنْصُرُ العَبْدَ إِن * خَذَلَهُ مَوْلاَهُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

هِيَ وَاللهِ جَوْهَرَة * وَهَبَهَا ليَ اللهُ فَسُبْحَانَ مَنْ صَوَّرَا * يَرَاهَا دنيَاهُ بَيْتَ شِعْرٍ محَبرَا * وَفي عَيْنَيْهَا مَعْنَاهُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°وَاللهِ مَا مَدَحْنَاهَا * وَلَكِنَّا وَصَفْنَاهَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَالأُسُودِ في أَذَاهَا * وَالوُرُودِ في شَذَاهَا {لمحَمَّدٍ الأَسْمَرِ أَوْ لي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَرَّضْتُمْ بِأَقْوَالٍ * لاَ نجْهَلُ مَعْنَاهَا وَجِئْتُمْ بِأَفْعَالٍ * حَرَّفْتُمْ مُسَمَّاهَا وَنَبَشْتُمْ أَشْيَاءً * كُنَّا قَدْ دَفَنَّاهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَنْ كَانَ يَسْعَى في الوَرَى * لَوْ يَأْتي الرِّزْقُ القُعُودَا لَوْلاَ الجَنَّةُ لَمْ نَرَ * رُكَّعَاً وَلاَ سُجُودَا {محْمُود غُنَيْم 0 بِتَصَرُّف؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَيَزْحَفُ كَالجُيُوشِ * وَيَفْتِكُ كَالوُحُوشِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَاللهِ مَا مَدَحْنَاكَا * وَلَكِنَّا وَصَفْنَاكَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَا * لَطَابَتْ لَكَ دُنيَاكَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ يَكُونُ شَيْطَانَا * أَوْ يَكُونُ مَلاَكَا وَلَرُبَّمَا كَانَا * بَيْنَ هَذَا وَذَاكَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَخٌ يُضْربُ بِهِ الـ * ـمثَلُ في إِخَاكَا فَإِذا أَغْفَلَتْهُ * في يَوْمٍ مَا عَيْنَاكَا أَكَلَ في لحْمِكَ * وَارْتَوَى بِدِمَاكَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَعِيبُ كُلَّ شَيْءٍ * وَكُلُّهُ عُيُوبُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَقَرَعْتُ ظُنْبُوبي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا لاَقَيْتُ مِنْ محْبُوبي * دُونَهُ شَقُّ الجُيُوبِ لاَ بَلْ قُلْ شَقُّ القُلُوبِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * وَجَمَعْتُ جَرَامِيزي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَقَدْ جِئْتُهُمْ نُورَا * فَصَيَّرُوني نَارَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمِثْلِ القَطَاة قَامُواْ * لَوْ يُتْرَكُون لَنَامُواْامُ تَعَلَّلْنَا بِالسَّلاَمِ * وَسَلاَمُنَا اسْتِسْلاَمُ مَن هَانُواْ هَانَ عَلَيْهِمْ * أَنْ يُذَلُّواْ أَوْ يُضَامُواْامُ مَا لجُرْح بِمَيِّت * كَمَا قَدْ قَالُواْ إِيلاَمُ {أَفْكَارٌ بَعْضُهَا مُقْتَبَسٌ مِنَ المُتَنَبيِّ، وَبَعْضُهَا مِنِ ابْنِ زَيْدُون، قُمْتُ بِنَظْمِهَا وَتَطْوِيرِهَا} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَطَيِّبُهُمْ غَشِيمُ * وَذَكِيُّهُمْ لَئِيمُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَذَا زَمَانٌ مَشُومُ * فِيهِ المحِقُّ مَلُومُ وَالجَهْلُ فِيهِ مَمْدُوحٌ * وَالعِلْمُ فِيهِ مَذْمُومُ وَالمَالُ طَيْفٌ وَلَكِن * حَوْلَ اللِّئَامِ يحُومُ {بَدِيعُ الزَّمَانِ الهَمَذَانيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَغْتَرُّواْ بِبَأْسِكُمْ * فَتَعْسِفُواْ بِالضَّئِيلِ أَلَمْ تَرَوُا النَّحْلَةَ * كَيْفَ تَعْدُو عَلَى الْفِيلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَأَصْبَحْتُ الْيَوْمَ شَمْسَاً * بَعْدَمَا كُنْتُ هِلاَلاَ فَأَطْفِئُواْ نُورَ الشَّمْسِ * إِذَا كُنْتُمُ رِجَالاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمْ يُطِقْ صُلْبُ الحَدِيدِ مَعَ * الجَلِيدِ جِلاَدَا فَحَاذِرُواْ مِنْ زَمَان * يُصْبِحُ المَاءُ جَمَادَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يحَلِّقُ الأَحْمَقُ * فِيهِ فَوْقَ السَّحَابِ وَالحَكِيمُ مَدْفُونٌ * فِيهِ تحْتَ التُّرَابِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° المَاسُ لاَ يُوجَدُ * دَوْمَاً إِلاَّ في الطِّين {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فِعَالَه/فَعِيلَه/فَعُولَه/} تُمْتَطَى في كُلِّ عُشٍّ * وَتَفْقِسُ في أَعْشَاشِكْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " بمُوتُهْ مَاتِ الكَلاَمْ * وِيَامَا أَمْتَعْنَا كَلاَمُه " " وِمِين دَامِتْ لُهْ أَيَّامْ * لَمَّا تِدُومْ أَيَّامُهْ " {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرُ لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فِعَالَة/فَعِيلَة/فِعْليلَة/فَعُولَة/مَفْعُولَة/} يَا كَعْبَةً لِلنَّيْكِ * وَلَيْسَتْ بِمَحْجُوجَة {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

" بَنُّوتَة حِلْوَة وْأَمُّورَة * تِسْتَاهِلْ تِتْحَطِّ فْصُورَة " " بَنُّوتَة حِلْوَة وْأَمُّورَة * تِسْتَاهِلْ مِيتْ مِلْيُون صُورَة " {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَهُ آرَاءٌ سَدِيدَة * في مَوَاقِفَ عَدِيدَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بَغِيٌّ وَعَيْنُهَا * بِالبِغَاءِ قَرِيرَة حِرُهَا مِن عُمْقِهِ * بحْرٌ بِلاَ جَزِيرَة فِيهِ لِلجَرَاثِيمِ * وَلِلذُّبَابِ مِيرَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كُلُّ هَذَا وَأَخَانَا * يَغَطُّ في سَرِيرِهِ حَتى أَزْعَجَ الجِيرَانَا * بِشِدَّةِ شَخِيرِهِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " مِين يِشْهَدْ لِلعَرُوسَة " °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَبُورِكَ لِلتَّيْسِ * في لحْيَةٍ كَاللِّيفَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَالحُكُومَةُ غَشُومَة * وَالجَمَاعَاتُ غَشِيمَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°" الدُّنيَا بَقِتْ غَابَة * مَا فِيهَا غِيرْ دِيَابَة " " الغُلْبِ مَا انْكَتَبْشِ * فِيهَا الاَّ عَالغَلاَبَة " {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَبِعْ جِلْْدَ الدُّبِّ * مِنْ قَبْلِ أَنْ تَصْطَادَه {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 حِكْمَةٌ عَرَبِيَّةٌ قُمْتُ بِنَظْمِهَا} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " بَطَّلُواْ دَهْ وِاسْمَعُواْ دَهْ * مَا بَقَاشْ نَاقِصِ الاَ دَهْ " °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَعَمْ إِنَّكَ يَا هَذَا * تَسُرُّنَا بِالزِّيَارَة وَلَكِنَّكَ لِمَاذَا * تَضُرُّنَا بِالسِّيجَارَة مِن حَقِّكَ أَنْ تُدَخِّن، وَلَكِنْ لَيْسَ مِن حَقِّكَ أَنْ تخْنُقَني 00!! {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " شَعْرَهَا زَيِّ الكُنَافَة * وْوِسْطَهَا زَيِّ الجَوَّافَة "

{يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَسْأَلُ اللهَ السَّلاَمَة * قَامَتْ وَاللهِ القِيَامَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِن أَرَادُواْ السَّلاَمَة * كَانَ لَهُمْ حَمَامَة أَوْ أَرَادُواْ الحُرُوبَا * كَانَتْ لَهُ الزَّعَامَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمْ آخُذْ مِنْ صُحْبَتي * لَكَ غَيْرَ النَّدَامَة لاَ تَنْفَعُ في الدُّنيَا * وَلاَ يَوْمَ القِيَامَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنْ ذَا عَرَّفَ المِسْكِين * فَضِيلَةَ الأَمَانَة أَمِنْ صَاحِبي الأَمِين * تَتَأَتَّى الخِيَانَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {مَفْعَلْ/يَفْعَلْ/} " جَاتِ الحَزِينَة تِفْرَحْ * مَا لاَقِيتْلَهَاشْ مَطْرَحْ "

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَفَكَّرَ وَقَدَّر * ثُمَّ أَبى وَاسْتَكْبر °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " وَاللهِ لَبْرِيقُهْ يِشْرَقْ * وِفي شِبرِ مَيَّة يِغْرَقْ " " دَا اذَا شَبَّعْنَاهْ هَيِزْني * وِاذَا جَوَّعْنَاهْ هَيِسْرَقْ " " دَلُّوعِةِ ابُوهْ تَرْبِيةِ امُّهْ * إِذَا شَالِ الهَمِّ يِعْرَقْ " {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تُشِيدُواْ بالمَصُون * وَتَذُمُّواْ في المَكشُوفْ فَالحُسنُ بِلاَ عُيُون * كَالشَّذَا بِلاَ أُنُوفْ " الشَّذَا مِلْكُ الكُلِّ * وَالمَرْأَةُ مِلْكُ الزَّوْجْ " " وَمَا يِرْضَاشِ تْكُونِ اللِّي * مَا يِشْتِرِي يِتفَرَّجْ " °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَطَائِرٌ صَغِيرْ * يجْلِسُ فَوْقَ العُشّ كَأَنَّهُ أَمِيرْ * يجْلِسُ فَوْقَ العَرْش

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَأَوَّلُ الْعِشْقِ شَهْدٌ * وَآخِرُهُ عَلْقَمْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني؟ ـ وَقَدْ تَكُونُ مِنْ مَوَّالِ أُمِّ كُلْثُوم: أَبُو الوَفَا} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ جَرَّبْنَا كُلَّ شَيّ * بِمَا في الدَّوَاءِ الْكَيّ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلِ/فَعْلُ/فُعْلَى/فَعْلِي/فَعْلاَ/} ظَنَنْتَ بي ظَنَّ السَّوْءِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * تِلْكَ كَهْرَبَاءُ الحُبِّ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° اغْفِرْ ذَنْبي وَاسْتُرْ عَيْبي * وَطَهِّرْ يَا رَبِّ قَلْبي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ بِتُّ مَا في بَيْتي * غَيْرُ المِلْحِ وَالزَّيْتِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا مَسْطَرْتي يَا مَسْطَرْتي * بِأَيِّ ذَنْبٍ كُسِرْتِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بَينَ أَهْلِ الجُودِ غَيْثٌ * وَبَيْنَ الجُنُودِ لَيْثٌ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنْ يَصْحَبِ الدَّهْرَ يَأَكُلْ * فِيهِ سَمِينَاً وَغَثَّا فَالْبِسْهُ يَوْمَاً جَدِيدَاً * وَيَوْمَاً آخَرَ رَثَّا {بَدِيعُ الزَّمَانِ الهَمَذَانيّ؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَعَشَّقْتُهَا في المَهْدِ * وَالْعِشْقُ ضَلاَلٌ يَهْدِي تَعَهَّدَتْ بِانْتِظَارِي * لَكِنَّهَا خَانَتْ عَهْدِي فَبَاعَتْني بِالدِّينَارِ * وَجَرَتْ وَرَاءَ المجْدِ وَبِكُلٍّ تَدَاوَيْنتُ * بِالتَّقَرُّبِ وَالْبُعْدِ فَلَمْ أُشْفَ بَلْ بِالْبُعْدِ * زِدْتُ وَجْدَاً عَلَى وَجْدِي أَفَتَزْهَدُ يَا رَبيِّ * فيَّ أَغْلَى النَّاسِ عِنْدِي

{هَذِهِ الأَبْيَاتُ مخْتَصَرَةٌ مِنْ قَصِيدَةٍ لِلْقَرَوِيّ، وَأُخْرَى لاَبْنِ الرُّومِيِّ أَوِ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ الدُّمَيْنَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَالبَخِيلُ إِذَا أَعْطَى * أَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ قَوْلَ لهُمْ إِلاَّ * فُلاَنٌ بِهِ كَذَا فَإِنْ جَاءَ بَغْتَةً * طَارَحُوهُ النُّبَذَا فَالبِسْ لحَرْبِهِمُ الدُّ * رُوعَ وَالخُوَذَا {أَفْكَارُ محَمَّدٍ الأَسْمَر، نَظْمُ يَاسِرٍ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * رَغْمَ أَنْفِ أَبي ذَرِّ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا لَكِ مِنْ دُونِ الزَّهْرِ * لاَ تَفُوحِينَ بِالعِطْرِ فَوَجْهُكِ قَمَرٌ * وَقَلْبُكِ حَجَرٌ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَبِّ اكْفِني شَرَّ نَفْسِي * وَشَرَّ كُلِّ ذِي شَرِّ

{يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بَلَغُواْ منْ طَمَعِهِمْ * فِيمَا في أَيَادِي الغَيْرِ أَنْ لو تَمَكَّنُواْ يَومَا * سَطَواْ عَلَى رِزْقِ الطَّيْرِ لَم أَرَ مِثْلَهُمْ قَوْمَاً * أَشِحَّةً عَلَى الخَيْرِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * لَقَدْ جِئْتَ شَيْئَاً نُكْرَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَلْ تُحِسُّ مِنهُمْ بَأْسَاً * أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° صَهٍ صَهٍ لاَ أُرِيدُ * أَن أَسْمَعَ إِلاَّ هَمْسَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَاضِحٌ وُضُوحَ الشَّمْسِ * بِلاَ غُمُوضٍ أَوْ لَبْسِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَسُبْحَانَ مَن أَوْلاَني * نِعْمَةً مِنْ بَعْدِ بُؤْسِ

فَكُنْتُ تحْتَ التُّرَابْ * وَصِرْتُ فَوْقَ السَّحَابْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ وَتَرْتُهُ في بِنْتٍ * جَعَلْتُهَا غِمْدَ بَعْضِي أَوْلجْتُ في ثُقْبَتَيْهَا * أَيْرَاً بِطُولي وَعَرْضِي كُنْتُ فَوْقَهَا سَمَاءً * وَكَانَتْ تحْتي كَالأَرْضِ هَلْ لَهَا قَدْ كُنْتُ بَظْرَاً * فَاسْتَعْذَبْتَ في مِعَضِّي {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَقَدْ يُقَالُ بِاللَّحْظِ * مَا لاَ يُقَالُ بِاللَّفْظِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَهُوَ في الأَصْلِ حِكْمَةٌ عَرَبِيَّةٌ قُمْتُ بِنَظْمِهَا} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَبَدَاً وَلَوْ عَادَ الْ * ْلَّبنُ إِلى الضَّرْعِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَبَّنَا إِنَّ هَذَا * وَاحِدُ النَّاسِ حَقَّا فَرِفْقَاً يَا رَبَّنَا * بِالقَوَارِيرِ رِفْقَا

لَعَمْرِي مَا أَنْزَلَ * رَبُّكَ بِكَ رِقَّا إِلاَّ لِيُجَدِّدَا * بَعْدَهُ لَكَ العِتْقَا وَتَرَى فَضْلَ اللهِ * وَيَرَى اللهُ الصِّدْقَا عُوفِيتَ فَمِثْلُكَ * أَحَقُّ بِأَنْ يَبْقَى °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كُنْ وَاثِقَاً بِالمَوْلى * إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا مَنْ دَنَا فَتَدَلىَّ * ثُمَّ عَنيَ تَخَلَّى إِنيِّ إِذَا الخِلُّ وَلىَّ * وَلَّيْتُهُ مَا تَوَلىَّ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكَأَنَّمَا الشَّقَاءُ * لَمْ يخْلَقْ إِلاَّ لأَجْلِي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بحَارُ الدُّنيَا مِنْ سَيْلِي * وَلاَ تَسَعُ الأَرْضُ خَيْلِي أَكِيلُ لَكُمْ أَلْفَ كَيْلِ * فَوَيْلَكُمُ حَيَّ الوَايْلِي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِلى مَتى يَا غَرْبُ * تَزِنُ بِمِكْيَالَينِ وَلَوْ أُخِذَتِ الصِّرْبُ * لَمَا عَادَتْ مَرَّتَينِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَكُلُّ نَاعٍ سَيُنعَى * وَكُلُّ بَاكٍ سَيُبْكَى لَيْسَ غَيْرُ اللهِ يَبْقَى * مَن عَلاَ فَاللهُ أَعْلَى {أَبُو نُوَاس / الحَسَنُ بْنُ هَانِئ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَكُلَّ يَوْمٍ أَقُولُ * غَدَاً الضِّيقُ يَنْفَكُّ وَدَوْمَاً غَدِي وَأَمْسِي * وَيَوْمِي كُلُّهَا ضَنْكُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِن حَقَّقْتُ هَذَا الحُلْمَا * وَبَلَغْتُ المجْدَ يَوْمَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَغْمَ انيِّ صَغِيرُ السِّنِّ * وَالعُيُونُ تَنْبُو عَنيِّ شَيْطَاني أَمِيرُ الجِنِّ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لِمَ تَخَلَّيْتَ عَنيِّ * وَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنيِّ * إِن غِبْتَ قَرَعْتُ سِنيِّ {المِصْرَاعُ الثَّالِثُ لِيَاسِرٍ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَتىَّ انْقَلَبَ عَلَيْنَا * أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَيْنَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِالرَّفَاءِ وَالبَنِين * يَا سَعْدُ أَنْتَ وَسَلْوَى عِشْتُمَا طُولَ السِّنِين * عَيْشَاً أَحْلَى مِنَ الحَلْوَى {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَالمَالُ مِنَ العِلْمِ * كَالمَاءِ مِنَ الزَّرْعِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَهْرُ المجْدِ غَالٍ * وَبَعْضُ المَهْرِ مَوْتُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَبْكَيْتِني فَبَكَيْتُ * مِن غَيْرِ ذَنْبٍ جَنَيْتُ

أَطَعْتِ فيَّ الأَعَادِي * وَكُلُّهُمْ قَدْ عَصَيْتُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " لَوْ كَانِ الزَّمَانْ بِيْعُودْ * كُنْتِ أَفْرَحْ وَاتهَنىَّ " " لَكِن عُمْرُهْ مَا بِيْجُودْ * وِيْرَجَّعْ مَا رَاحْ مِنَّا " {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * سَفَهَاً بِغَيْرِ عِلْمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَبَعْضُ النَّاسِ أَوْلى * مِن إِبْلِيسَ بِالرَّجْمِ {أَظُنُّ فِكْرَتَهُ لمحْمُود غُنَيْم، وَقُمْتُ بِنَظْمِهَا مخْتَصِرَاً} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِأَن أَمْدَحَ الخَيْرَا * وَلَوْ كَانَ في خَصْمِي وَأَن أَذُمَّ الشَّرَّا * وَلَوْ كَانَ في قَوْمِي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فُقْتُمْ وَاللهِ يَا قَوْمِي * أَصْحَابَ الكَهْفِ في النَّوْمِ

بأَيْدِيكُمُ نُورَانِ * في السُّنَّةِ وَالقُرْآنِ فَمَا الَّذِي أَدَّى بِكُمْ * إِلى غَيَابَاتِ الظُّلَمْ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَثَقِيلٍ بَرِحْنَا * نَطْلُبُ البُعْدَ عَنهُ فَقَامَ فَفَرِحْنَا * جَاءَ أَثقَلُ مِنهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ذَنْبي إِنْ كَانَ عَظِيمَاً * فَأَنْتَ أَعْظَمُ مِنهُ فَخُذْ بحَقِّكَ أَوْ لاَ * فَاصْفَحْ بِعَفْوِكَ عَنهُ إِنْ لَمْ أَكُنْ في فِعَالي * مِنَ الكِرَامِ فَكُنهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنْ لَمْ تَمُتْ أُمُّكَا * غَمَّاً فَاعْذُرِ الأُمَّا قَدْ أَشْفَقَتْ بَعْدَكَا * أَنْ تخْتَصِرَ الهَمَّا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بَعْدَمَا قَطَعْتُ الأَرْضَا * كُلَّهَا طُولاً وَعَرْضَا

{يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَا * وَلاَ تَنِيَا في الأَمْرِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بَكَتْ بِالدَّمْعِ لَعَمْرِي * عَلَيْك عُيُونُ الشِّعْرِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ أَلْقَيْنَا نِصْفَ سَطْرِ * مِنْ كَلاَمِهِ في البَحْرِ * لَصَارَ عَذْبَاً مِثْلَ النَّهْرِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَغْتَرِّي يَا أَمْرِيكَا * بِعُلاَكِ لاَ تَغْتَرِّي فَالْقِمَامَةُ دائِمَاً * تَطْفُو فَوْقَ سَطْحِ البَحْرِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَعِدَتي لاَ تَهْضِمُ * الحَامِضَ مِنَ الشِّعْرِ فَشِعْرُكُمْ مِنْ رُخْصِهِ * يُبَاعُ بِغَيرِ سِعْرِ

وَعِنْدَ فَسَادِ الذَّوْقِ * يَسْتَوِي التُّرْبُ بِالتِّبرِ كَثْرَةٌ لاَ قَدْرَ لَها * فَأَلْفُ صِفْرٍ كَالصِّفْرِ شِعْرُنَا إِنْ كَانَ عَبْدَاً * فَضَّلُوهُ عَلَى الحُرِّ فَلْتَهْنَأْ خَفَافِيشُكُمْ * بِالدُّجَى أَهَلَّ فَجْرِي {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَهَلْ يَضِيرُ الشَّاةَ * السَّلْخُ بَعْدَ الذَّبْحِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَضَتْ عِدَّةُ أَشْهُرْ * عَلَى الفِطْرِ وَالأَضْحَى وَلي وَعْدٌ لَمْ يُفطِرْ * فَاسْتَقبِلْهُ وَقُلْ مَرْحَى °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِن أَخْطَأَهُ الذِّكْرُ * لَنْ يخْطِئَهُ الأَجْرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَعْطَاهُ عَنْ يَقِينٍ * مِنهُ بِالبِلَى المحْضِ فَجَاءَ مِنهُ يَبْكِي * بَعْضُهُ عَلَى بَعْضِ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تُكْثِرْ شَوْكَ الإِيذَاءِ * في غُصْنِكَ مَعِي قَطُّ حَتىَّ لاَ يَكْثُرَ مِنيِّ * فِيكَ الْكَسْرُ وَالخَبْطُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تُكْثِرُواْ شَوْكَ الإِيذَاءِ * في غُصْنِكُمْ مَعِي قَطُّ حَتىَّ لاَ يَكْثُرَ مِنيِّ * فِيكُمُ الْكَسْرُ وَالخَبْطُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَالمَوْتُ عِنْدَ الحُرِّ * أَهْوَنُ مِنَ الضَّيْمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ يُلْدَغُ المُؤْمِنُ * مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَفْسِي فِدَاؤُكَ خِلاً * قَرَّتْ بِكَ اليَوْمَ عَيْني وَلَيْسَ كُلُّ صَدِيقٍ * في الوُدِّ يَصْدُقُ سَلْني وَإِن أَكُنْ في ثَنَائِي * عَلَيْكَ أَرْهَقْتُ ذِهْني فَأَنْتَ فِينَا كَبِيرٌ * وَفَوْقَ مَا أَنَا أُثْني

يَا آلَ {000} عَهِدْنَا * فِيكُمْ سَمَاحَةَ المُزْنِ تُبْدُونَ لِلضَّيْفِ جُودَاً * بِلاَ ضَنٍّ وَلاَ مَنِّ فَأَيْنَ مَا قَدْ طَبَخْتُمْ * تَاقَتْ إِلى الأَكْلِ بَطْني أُرِيدُ أُرْزَاً وَخُبْزَاً * عَلَيْهِ مِنْ لَحْمِ الضَّأْنِ وَمَعْهُ زَوْجُ حَمَامٍ * يَعُومُ في شِبرِ سَمْنِ مَدَحْتُ فِيكُمْ وَإِنيِّ * أَسْهَدْتُ في النَّظْمِ جَفْني فَإِن أَرَ اليَوْمَ بخْلاً * هَدَمْتُ مَا كُنْتُ أَبْني فَاتَّقُواْ شَرِّي وَإِلاَّ * قَلَبْتُ ظَهْرَ المجَنِّ وَوَيْلَكُمْ مِنْ لِسَاني * لَوْ خَابَ في الأَكْلِ ظَنيِّ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {يَفْعَلُ/مَفْعَلُ/يَفْعَلاَ/مَفْعَلاَ/تَفَعَّلُ/تَفَعَّلاَ/افْعَلُواْ/افْعَلِي/افْعَلِ/افْعَلاَ/} ذا عَصْرُكِ الذَّهَبي * يَا أُمَّةَ العَرَبِ {سَيِّد حِجَاب}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نِكْتُ أُمَّهُ لأَرَى * أَرْضَهَا كَيْفَ تُحْرَثُ فَكَانَتْ مِن أَيْرِ غَيرِي * تَتَلَظَّى وَتَلْهَثُ خُذْهَا يَا أَيُّهَا الَّذِي * عَنْ مخَازِيهِ يَبْحَثُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الأَرْضُ مِمَّا تَرَى * وَدَّتْ أَنْ تُطَهَّرَا * بِطُوفَانِ آخَرَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَأَظُنُّهَا في الأَصْلِ فِكْرَةً لِلْمَعَرِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الفَرْقُ بَيْنَهُمَا * كَالثُّرَيَّا وَالثَّرَىَ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَالآمَالُ لاَ تُنَالُ * إِلاَّ بِشِقِّ الأَنْفُسِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَهُونُ جَمْرُ الغَضَى * إِنْ نِلْتُ مِنْكَ الرِّضَى {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

حُكُومَةٌ ظَلَمَتْنَا وَقَامَتْ فِينَا تخْطُبُ تَقُولُ إِني رَضِيتُ فَمَا لِعَبْدِي يَغْضَبُ فَلِمَنْ نَشْكُو وَأَيْنَا مِنَ القَضَاءِ المَهْرَبُ قَامَ وَصِيَّاً عَلَيْنَا فَظَلَّ فِينَا يَنهَبُ قَلْبُنَا لاَ زَالَ مِنهُمْ في نَارٍ يَتقَلَّبُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنْ كَانَ لِلْقُبْحِ رَمْزٌ * فَهْيَ في القُبْحِ يُوسُفُ يَشِينُ قُبْحُهَا الشَّتْمَ * وَهْيَ بِالشَّتْمِ تَشْرُفُ إِذَا غَنَّتْ وَلَمْ تَفْسُ * فَأَنْفَاسُهَا تخْلُفُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَرَأَيْتَ الأَنْجُمَا * إِذَا اللَّيْلُ أَظْلَمَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَقَدْ صَارَ مَنْ يَهْوَى * بِإِدَامَةِ الشَّكْوَى أَحَقَّ بِأَنْ يُبْكَى * وَاللهِ مِنَ المَوْتَى {يَاسِرٌ الحَمَدَاني؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

صَدِيقٌ مُهَذَّبُ * يَقُولُ فَيَصْدُقُ بَحْرٌ لَكِن أَعْذَبُ * وَبَدْرٌ لاَ يَمْحَقُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " كُلِّ اللِّي مْعَايَا يَا بِيهْ * مَا يْكَمِّلْشِ ثَلاَثَة جْنِيه " *" أَرَوَّحْ حَافي وَلاَ إِيهْ " {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " بَقَا كِدَة يَا بُولاَق أَبُو العِلاَ * جَاكِي البَلاَءِ وَالبَلاَ " " دَاهْيَة تَاخُدْكُمْ مَا تخَلِّي * لاَ بِتِّ مِنْكُمْ وَلاَ وَلاَ " {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَاكِمٌ لاَ يَظْلِمُ * فى النَّاسِ محَكَّمُ لِسَانُهُ طَوِيلٌ * وَلَكِنْ لاَ يَشْتُمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلُهُ/فَعْلُهَا/فَعْلُنَا/فَعْلِهِ/فَعْلِهَا/فَعْلَهُ/فَعْلَهَا/فَعْلَنَا/فَعْلُهُ/فَعْلُهَا/فَعْلَنَا/} * يَا رَبَّنَا رِفقَاً بِنَا

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَغَارُواْ عَلَى خَيرِنَا * وَأَعْطَوْهُ لِغَيرِنَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الدُّنيَا في يَدِهِ * وَلَيْسَتْ في قَلْبِهِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَوَّاهُ لَوْ أَنَّهُ * بَاقٍ وَلَكِنَّهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فِعَالَيْهَا/فِعْلَيْهَا/} مَاتَتْ مَنْ كُنْتُ لَدَيهَا * أَعَزَّ مِنْ وَلَدَيْهَا كَانَتْ بحَقٍّ مَلاَكَاً * رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلِيَّا/فِعَالَيَّا/} أَعَلَى مِثْلِي تَفْتَخِرُ * بِمَالِكَ يَا غَبيُّ أَنْتَ إِلَيْهِ مفْتَقِرُ * وَأَنَا عَنهُ غَنيُّ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَكَمْ لَدَيْكِ يَا مِصْرُ * مِنْ شَاعِر عَبْقَرِيِّ

لَوْ أَطْلَقُوهُ تَغَنىَّ * مِنَ الشِّعْرِ بمَا يُعْبيِ وَالشِّعْرُ وَحْي وَلَكِنْ * يُوحَى لغَيْر نَبيِّ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَسَرْتُ عَنْ ذرَاعَيَّا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَشَمَّرْتُ عَنْ سَاقَيَّا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° اسْتَعَذْتُ بِالرَّحْمَنِ * مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيَّا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِنيِّ الْيَوْمِ بَلَغْتُ * مِنَ الْكِبَرِ عِتِيَّا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا جَرَّأَني عَلَيْكَ * إِلاَّ حِلْمُكَ عَلَيَّا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَبْدَ ال {//5/} رُوَيْدَاً * حَبَّبْتَ مَوْتي إِلَيَّا فَقُلْتُ عَلِّيَ يَوْمَاً * بِبَعْضِ قَوْلِكَ أَحْيى

صَيَّرْتَ أَبْغَضَ شَيْءٍ * إِلى النُّفُوسِ شَهِيَّا {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلَة/فِعْلَة/فُعْلَة/} قَدْ قَبِلْتُ مِنْكَ هَذَا * وَأَوَّلُ الغَيْثِ قَطْرَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَأَمَّا حُسْنُ الخَلْقِ * أَعْيَتْني فِيهِ الْكَثْرَة وَأَمَّا حُسْنُ الخُلُقْ * لَمْ أَجِدْهُ بِالمَرَّة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° " يَا أَقْرَعْ يَا زَلَبَطَّة * يَا اللِّي عَامِلْ زَيِّ القُطَّة " °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَمَّا قَفَاهُ فَشُنعَة * يَصِيحُ في كُلِّ جُمْعَة للهِ يَا محْسِنِينَا * مَنْ يَصَّدَّقُ بِصَفْعَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * مِن غَيْرِ ذَاتِ الشَّوْكَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَالبَدْرُ لاَ يَظهَرُ * دَوْمَاً إِلاَّ في العَتْمَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَشَمْ إِبْلِيس في الجَنَّة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لهُمْ صُورَةُ الإِنْسِ * وَلَكِنَّهُمْ جِنَّة فَبَاطِنُهُمْ نَارٌ * وَظَاهِرُهُمْ جَنَّة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَتجْفُوني هَذِي الجَفْوَة * يَا خَيرَ النَّاسِ مِن هَفْوَة لِكُلِّ حِصَانٍ كَبْوَة * وَكُلِّ يَمَانٍ نَبْوَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قُلُوبُهُمْ كَالحِجَارَة * أَوْ أَشَدُّ مِنهَا قَسْوَة مَفَاتِيحُهُمْ تَنُوءُ * بِالْعُصْبَةِ أُوْلي القُوَّة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلِيَّة} وَشَرٌّ مِنَ المَنِيَّة * مَا تُمْسِي بِهِ أُمْنِيَّة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{يَفْعَلِ/يَفْعَلُ/يَفْعَلاَ/} " فَتَثَائَبَ الْفَجْرُ * عَنْ صَبَاحٍ أَسْوَدِ " °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَدَّدُواْ وَتَوَعَّدُواْ * وَأَبْرَقُواْ وَأَرْعَدُواْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَرُبَّ أَخٍ لَكَ * لَمْ تَلِدْهُ أُمُّكَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَأَشْعَبَ إِذْ يَلْدَغُ * وَالسُّلَيْكِ إِذْ يَفرَغُ وَلَمَّا قُلْتُ يَا بَقُّ * دَعْني أَنَا ضَيْفٌ لَكَ يَا سَيِّدِي لاَ يحِقُّ * تجْعَلُ الضَّيْفَ أَكْلَكَ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَالَ حَاوَلتُ إِنَّمَا * مَا وَجَدْتُ فِيهِ دَمَا {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعَائِلْ/مَفَاعِلْ/أَفَاعِلْ/مُفَاعِلْ/فَوَاعِلْ/} لَقَدْ قَامَ كُلُّ العَالَمْ * وَلاَ زِلْتَ أَنْتَ نَائِمْ

{فِكْرَةٌ لأَحَدِ الشُّعَرَاءِ قُمْتُ بِنَظْمِهَا} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعَائِلُ/مَفَاعِلُ/أَفَاعِلُ/مُفَاعِلُ/فَوَاعِلُ/} يَسْتَقْبِلُونَ الزُّوَّارَا * كَاسْتِقْبَالِهِمْ غَائِبَا وَكَأَنَّ الضَّيْفَ صَارَا * لِفُنْدُقِهِمْ صَاحِبَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَكَ بَيْتٌ يَا صَاحِبي * بَقُّهُ كَالعَقَارِبِ مِلْ إِلى هَذَا الجَانِبِ * وَعَلَيْكَ بِصَاحِبي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَانُواْ كالعَقَارِبِ * في زيِّ الأَقَارِبِ فَلَمْ يُفَارِقُوني * إِلاَّ في المصَائِبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° في الشَّكْلِ كَالأَصَابِعِ * مَوْزُونٌ عِنْدَ البَائِعِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ذَاتُ صَوْتٍ كَأَنَّهُ * صَوْتُ إِحْدَى الضَّفَادِعِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَاسْمُهُ الطَّلْحُ المَنْضُودُ * وَهُوَ في اللُّغْزِ مَوْجُودُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° طَلَبْتُ فِيهِمْ زَاهِدَاً * فَمَا أَصَبْتُ وَاحِدَا مَا أَزْهَدَ مَنْ لَمْ يجِدْ * وَمَا أَبخَلَ الوَاجِدَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَجَّرَتْ في يُنْبُوعَا * مِنَ الأَشْعَارِ صَافِيَا فَذَابَ شِعْرِيَ فِيهَا * أَلْفَاظَاً وَمَعَانِيَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَيْلِي عَلَى الصَّوَادِحِ * في قَبْضَةِ الجَوَارِحِ مَكْسُورَةَ الجَوَانِحِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلَلَة} " وِبحَلْوَنَة في سَلْوَنَة * سَاقُواْ الهَبَلْ عَالشَّيْطَنَة " {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعَلْ/افْتَعَلْ/انْفَعَلْ/} إِنْ صَحَّ هَذَا النَّبَأْ * فَصَاحِبُكُمْ صَبَأْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لسَانُهُمْ مِنْ رُطَبْ * وَقَلْبُهُم من حَطَبْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّمَا الْعِشْقُ كَالحَطَبْ * يَزْدَادُ مِنهُ مَنْ شَرِبْ فَوْقَ لَهَبِهِ لَهَبْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَأَعْمِلِ الْبَصِيرَة * قَبْلَ إِعْمَالِ الْبَصَرْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكَمِ الأَرْضُ مَلاَهَا * شَجَرٌ بِلاَ ثَمَرْ وَكَمِ السَّمَا عَلاَهَا * غَمَامٌ بِلاَ مَطَرْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَأَيْنَا إِعْجَازَ الْغَرْبِ * عَلَى مَسْمَعٍ وَبَصَرْ حَتىَّ لَمْ نَعُد نَسْتَبْعِدْ * إِنْ نَبيٌّ فِيهِ ظَهَرْ وَقُصَارَى مَا فَعَلْنَا * أَثّنَيْنَا عَلَى مَا ابْتَكَرْ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° *" كِدَة بَرْدُو يَا نَوَرْ " 00؟! °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° *" كِدَة بَرْدُو يَا قَمَرْ " 00؟! °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلتَكُنْ مِثْلَ الشَّجَرْ * يُكَافِئُ بِالثَّمَرْ * مَنْ رَمَاهُ بِالحَجَرْ كَانُواْ في لَمْحِ الْبَصَرْ * كَجَرَادٍ مُنْتَشِرْ " وِمِشْ كُلِّ الطِّيرِ اللِّي * تَاكْلُواْ لحْمُهْ يَا نَوَرْ " °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَامَ بِالأَمْرِ كَمَا * قَامَ بِالزَّرْعِ المَطَرْ لَيْسَ كَالحَجَّاجِ في الحُكْمِ وَلَكِنْ كَعُمَرْ فَهْوَ مَاءٌ سَلْسَلٌ * وَهْوَ نَارٌ تَسْتَعِرْ فَإِذَا شَاءَ شَدَا * وَإِذَا شَاءَ زَأَرْ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° شِعْرِي مَاءٌ سَلْسَلٌ * شِعْرِي نَارٌ تَسْتَعِرْ

فَإِذَا شِئْتُمْ شَدَا * وَإِذَا شِئْتُمْ زَأَرْ {محَمَّدٌ الأَسْمَر بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَبْدُو أَنيِّ لِلأَبَدْ * سَأَعِيشُ في كَبَدْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نِمْتُ وَالدَّمْعُ حِينَهَا * عَلَى خَدَّيَّ يَستَبِقْ أَطْبَقْتُ للنَّوْم جَفنَاً * لاَ يُريدُ أَنْ يَنطَبِقْ وَكَيفَ يَعْرفُ طَعْمَاً * لِلرَّاحَةِ جسْمُ الأَرِقْ كَمْ قُلْتُ قَلْبي مَا كُلُّ * مَا تَشْتَهِيهِ يَتَّفِقْ فَإِلى مَتى يَا قَلْبي * هَا التَّوَترُ وَالقَلَقْ لَقَد كِدْتَ واللهِ مِن * طُولِ حُزْنِكَ تحتَرِقْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَنْ صَحِبَ القَلَمْ * فَقَدْ صَحِبَ الأَلَمْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا خَطَّ حِكْمَةً * هَنَّتْهَا كُلُّ الحِكَمْ أَوْشَكَتْ لَوْحَاتُهُ * مِن حُسْنِهَا تَبْتَسِمْ

شَرُفْنَا بِفَنِّهِ * أَمَامَ كُلِّ الأُمَمْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيَّامٌ كُلُّهَا نِقَمْ * مَا ضَرَّ لَو كَانَتْ نِعَمْ كَأَنَّ الدَّهْرَ أَقْسَما * أَلاَ يَعْلُو لَنَا عَلَم لَلمَوتُ وَاللهِ خَيرٌ * لَنَا مِن عَيْشٍ كَالعَدَمْ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا طَارَ طَيْرٌ وَارْتفَعْ * إِلاَّ كَمَا طَارَ وَقَعْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَسْبي مِنَ الْقِلاَدَة * مَا أَحَاطَ بِالْعُنُقْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَسْبُكُمْ عَنِ البَيَاضِ * بِأَنَّهُ بَعْضُ البَهَقْ فَهَلْ أَتَى بِالأَمْرَاضِ * السَّوَادُ فِيمَا سَبَقْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَهِيَ فِكْرَةٌ في الأَصْلِ لاَبْنِ الرُّومِيّ 0 وَأَرْجُو التَّحَقُّقَ مِنْ ذَلِك} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تُظْهِرُ لَنَا عِفَّةً * وَحِرُّهَا دَوْمَاً شَبِقْ لَعَمْرِي لَوْ كَانَ بحْرَاً * لَكَانَ كَثِيرَ الغَرَقْ وَلَوْ كَانَ يَوْمَاً بَرَّاً * لَكَانَ كَثِيرَ الطُّرُقْ يخُوضُ أَيْرُ اللَّئِيمِ * غُمَارَهُ وَيَخْتَرِقْ تَضْحَكُ دَوْمَاً شِفَاهُ * لِلزُّنَاةِ لاَ تَنْطَبِقْ تَقُولُ لِمَنْ نَاكَهَا * لَسْنَا لَعَمْرِي نَفْتَرِقْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَالمَرْءُ بِلاَ أَدَبْ * صُورَةٌ مِنَ الخَشَبْ فَمَا هُوَ بِشِعْرٍ * أَوْ نَثْرٍ أَوْ خُطَبْ إِنَّمَا هُوَ رُوحٌ * لِلأَبْدَانِ وَعَصَبْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَالَتِ العَيْنُ لي أَجَلْ * ثُمَّ أَطْرَقَتْ في خَجَلْ أَنْتَ أَحْبَبْتَني وَلَمْ * تَترُكِ الحُبَّ يَكْتَمِلْ لاَ تَقُولي تَدَلُّلٌ * وَغُرُورٌ مِنَ الرَّجُلْ أَنَا في النَّاسِ مِثْلُهُمْ * لي فُؤَادٌ وَلي أَمَلْ

أَنَا أَرْضَى بِمَنْ لَهَا * سِحْرُ عَيْنَيْكِ أَوْ أَقَلّ لَكِنَّ الهَوَى * يَقُودُ صَاحِبَهُ إِلى الفَشَلْ كُنْتُ قَادِرَاً أَن أَمُدَّ * شِبَاكَاً مِنَ الحِيَلْ وَأَصُبُّ الخِدَاعَ في * لَفْظَةٍ تَنْضَحُ العَسَلْ كَمْ تَسَاءَ لتُ مَا الَّذِي * يَمْنَعُ المَرْءَ لَوْ فَعَلْ مَا ضَرَّ لَوْ تَنَعَّمْتُ * في رَوْضَةٍ مِنَ القُبَلْ سَاخِرَاً مِنْ قُيُودِنَا * وَالرَّقِيبِ الَّذِي غَفَلْ مِثْلَمَا تَعْرِفِينَ مِن * فِعْلِ الذِّئْبِ مَعَ الحَمَلْ يَسْتَطِيعُ كُلَّ هَذَا * مَن أَرَادَ فِعْلَ الزَّلَلْ فَدَعِيني لأَنَّنَا * إِذَا بَدَأْنَا لَنْ نَصِلْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ضِقْنَا بِهِ فَقُلْنَا * لَهُ أَلاَ تَنْتَقِلْ فَقَالَ بِبرُودٍ * هَلْ يَنْتَقِلُ الجَبَلْ إِني امْرُؤٌ أَشْبَهُ * بِالدَّاءِ إِذَا نَزَلْ فَفِي حَجْمِي نَمْلَةٌ * وَفي ثُقْلِيَ جَمَلْ

مَنْ ذَا قَبْلِي أَبْدَعَا * كَإِبْدَاعِي في الثِّقَلْ آذُوقُ مُرَّ الشَّتمِ * وَكَأَنَّهُ عَسَلْ وَإِنْ سَاءَ ني فِعْلٌ * قُلْتُ هَبْهُ مَا فُعِلْ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعَلُ/فَعَلاَ/} هَذَا الَّذِي عَهِدْنَاهُ * مِنْ يَوْمِهِ صِفْرَ اليَدِ كُلُّ مَا يَمْلِكُ صِفْرٌ * عَلَى شِمَالِ العَدَدِ تَرَاهُ دَوْمَاً غَارِقَاً * في دَيْنِهِ لِلأَبَدِ يُنْفِقُ كُلَّ مَالِهِ * وَلاَ يُبَالي بِالغَدِ وَبِرَغْمِ إِمْلاَقِهِ * قَدْ حَامَ حَوْلَ الفَرْقَدِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قُلْنَا إِذَنْ شَطَطَا * أَوْ * قُلْتُمْ إِذَنْ شَطَطَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ * وَجَفَّتِ الصُّحُفُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَاخْتَلَسْتُ نَظْرَةً * مِنهَا عَلَى وَجَلٍ

بَدْؤُهَا مُنْتَهَاهَا * مِنْ شِدَّةِ العَجَلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَاعِلُه/فَاعِلَة/يَفْعَلُه/تَفْعَلُه/مَفْعَلَة/} وَالشِّعْرُ أَعْذَبُهُ * في المَدْحِ أَكْذَبُهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يُولِجُ في زَوْجَتِه * أَيْرَ الغَيْرِ بِيَدِهْ {ابْنُ الرُّومِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَالنَّائِحَةُ الثَّكْلَى * لَيْسَتْ كَالمُسْتَأْجَرَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ذُو لحْيَةٍ مُنْكَرَة * كَثَّاءَ مُبَعْثَرَةْ بحَثْتُ عَنْ وَجْهِهِ * وَسْطَهَا فَلَمْ أَرَهْ {بَهَاءُ الدِّينِ الزُّهَير بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَذَا وَبَاطِنُهُ * أَجْمَلُ مِنْ ظَاهِرِه {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} هَذَا وَبَاطِنُهُ * أَقْبَحُ مِنْ ظَاهِرِه {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

هَذَا وَبَاطِنُهُ * أَجْمَلُ مِنْ ظَاهِرِه {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَأَبُوكَ لَوَّاطٌ * وَأُمُّكَ فَاجِرَة كَمْ بَاتَ أَيْرِي فِيهَا * كَمَرْكَزِ الدَّائِرَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° دَعْني أَضِلُّ يَوْمَاً * فَالزُّهْدُ مَا أَثْقَلَه مَا أَنَا بِرَاهِبٍ * أَوْ بِذَقْنٍ مُرْسَلَة فَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا ذَا * عِفَّةٍ مُفْتَعَلَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَالوَردَةِ الصناعِية مَهْمَا أَحسَنُواْ شَكْلَهَا فَصَارَتْ كَالطَّبِيعِية وَرْدَةٌ لاَ رِيحَ لَهَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَبِلُواْ حُكْمَ الطَّاغِيَة * وَاسْتَصْعَبُواْ لاَ النَّاهِيَة لَمْ يُنْسِهِمْ طُولُ العَهْدِ * ذُلَّ رُعَاةِ المَاشِيَة خَضَعُواْ وَكَأَنَّهُمْ * أَعْجَازُ نخْلٍ خَاوِيَة

{إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَسَجَدَ مَن أَسْجُدُ * قُدَّامَهُ قُدَّامِيَه فَزَمَانُنَا جَائِرٌ * وَأَحْكَامُهُ قَاسِيَة لاَ يَغْفِرُ لِلْقَبِيحَة * وَيَغْفِرُ لِلزَّانِية لَئِن أَخْطَأَ الخَزَّافُ * أَيُّ ذَنْبٍ لِلآنِيَة {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° غِرْنَاطَةُ يَا غِرْنَاطَة * أَيْنَ أَنْتَ مِنْ صَوْلَتِكْ مَا نَهْرُكِ الجَارِي سِوَى * بُكَاءٍ عَلَى دَوْلَتِكْ وَمَا النِّسْمَةُ الرَّائِحَة * إِلاَّ عَلَيْكِ نَائِحَة {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ يَصْدُرُ الشَّرُّ قَطُّ * إِلاَّ إِذَا كَانَ عَنهُمْ أَمَّا إِنْ جَاءواْ بخَيْرٍ * فَهُوَ خَطَأٌ مِنهُمْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعِلَة/فَعَلَه/مُفْتَعَلَة/}

أُمُّكَ مَعْرِفَةٌ * وَأَبُوكَ نَكِرَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلَكْ/فِعْلَكْ/فُعْلَكْ/} نُجُومُ السَّمَا اقْرَبْ لَك °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {مُنَوَّعَات/مَتَعَدِّدَات/} وَمَا أَنْ تَرَكْتُ الحَارَة * حَتى مَرَّتْ بي سَيَّارَة أَسْرَعُ مِنْ سَهْمٍ خَارِقْ * وَفي خِفَّةِ الزَّوَارِقْ وَبَيْنَمَا هِيَ تجْرِي * خَاضَتْ بِرْكَةً كَالبَحْرِ فَأَفْسَدَتْ لي قَمِيصَا * لَيْتَهُ كَانَ رَخِيصَا أَفَكُلُّ هَذَا الوَيْلِ * أَلْقَاهُ في حَيِّ الوَيْلِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَيَزْحَفُ كَالجُيُوشِ * وَيَفْتِكُ كَالوُحُوشِ كَأَشْعَبَ إِذْ يَلْدَغُ * وَالسُّلَيْكِ إِذْ يَفرَغُ وَلَمَّا قُلْتُ يَا بَقُّ * دَعْني أَنَا ضَيْفٌ لَكَ يَا سَيِّدِي لاَ يحِقُّ * تجْعَلُ الضَّيْفَ أَكْلَكَ

مِلْ إِلى هَذَا الجَانِبِ * وَعَلَيْكَ بِصَاحِبي قَالَ حَاوَلتُ إِنَّمَا * مَا وَجَدْتُ فِيهِ دَمَا كُلُّ هَذَا وَأَخَانَا * يَغَطُّ في سَرِيرِهِ حَتى أَزْعَجَ الجِيرَانَا * بِشِدَّةِ شَخِيرِهِ أَقْسَمْتُ لاَ ذُقْتُ النَّوْمَا * في مَكَانٍ غَيرِ بَيْتي وَلاَ تَأَدَّمْتُ يَوْمَا * بِغَيرِ مِلْحِي وَزَيْتي {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {عَلَيْهَا/عَلَيْهِ/إِلَيْهَا/إِلَيْهِ/لَدَيْهَا/لَدَيْهِ/يَدَيْهَا/يَدَيْهِ/عَلَيْنَا/إِلَيْنَا/لَدَيْنَا/يَدَيْنَا/} فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ جُنَاحَ عَلَيْكَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لاَ لَبَّيْكَ وَلاَ سَعْدَيْكَا * لَعْنَةُ اللهِ عَلَيْكَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ عَانَيْتُ وَقَاسَيْتُ * مَا لَوْ قَصَصْتُ عَلَيْكَا لَتَحَدَّرَتْ دُمُوعِي * لِهَوْلِهِ مِن عَيْنَيْكَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَيْفَ أُهْدِي إِسْوِرَة * يَا حَبِيبي إِلَيْكَا لاَ أُطِيقُ أَن أَرَى * القَيْدَ في يَدَيْكَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ لَبَّيْكَ وَلاَ سَعْدَيْكَا * لَعْنَةُ اللهِ عَلَيْكَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ يَظُنُّكَ مَن أَتَاكَا * طَامِعَاً فِيمَا لَدَيْكَا أَنْتَ تَسْأَلُ إِذْ رَآكَا * بَاسِطَاً دَوْمَاً يَدَيْكَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَاتَ مَنْ كُنْتُ لَدَيْهِ * أَعَزَّ مِنْ وَلَدَيْهِ كَانَ بحَقٍّ مَلاَكَاً * رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مجزوء الوافر

مجْزُوءُ الْوَافِر: ======== {1 ـ مَفَاعِيلٌ / مُعْتَلُّ الْيَاء، 2 ـ مُفَاعَلَةٌ، 3 ـ مَفَاعِيلٌ / غَيرُ مُعْتَلِّ الْيَاء، الرَّوِيُّ الشَّاذّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {أَفْعَالُ/أَفْعَالاَ/فَعَّالُ/تَفْعِيلُ/تَفْعِيلاَ/مَفْعُولُ/مَفْعُولاَ/مَفَاعِيلُ/أَفَاعِيلاَ/} لَهُ قِصَرٌ يُذَكِّرُنَا * بِأَطْفَالِ الأَنَابِيبِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * خَرَا النَّاسُ عَلَى رَاسِي {أَبُو العَتَاهِيَة بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلاَ يَا لَيْتَ أَصْحَابي * جَمِيعَهُمُ كَإِيهَابِ فَكَمْ نُشِرَتْ عَلَى يَدِهِ * كِتَابَاتي وَآدَابي وَكَمْ بِالجُودِ مِنهُ أَزَا * حَ هَمَّ الْفَقْرِ عَنْ بَابي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 في الصَّدِيق: إِيهَابِ المُرْسِي جَبْر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * تَفَشَّى الجَهْلُ في النَّاسِ * تَفَشَّى الظُّلْمُ في النَّاسِ * تَفَشَّى الحُمْقُ في النَّاسِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلَوْ كَانَ النَّدَى جَسَدَاً * لَكُنْتَ لَهُ كَمَا الرُّوحُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَشُيِّدَتِ الْقُصُورُ لَهُ * وَكَانَتْ قَبْلُ أَكْوَاخَا وَكَانَ أَقَلُّ مَنْ مَعَهُ * لَهُ عِشْرُونَ طَبَّاخَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * فَإِنَّهُمُ صَعَالِيكُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَبِ الدُّنيَا تُوَاتِيكَا * أَلَيْسَ المَوْتُ يَأْتِيكَا فَمَا تَرْجُو مِنَ الدُّنيَا * وَظِلُّ المِيلِ يَكْفِيكَا {أَبُو العَتَاهِيَة 0 وَهُمَا مَأْخُوذَانِ مِن آخِرِ بَيْتَينِ قَالَهُمَا الإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِبٍ قَبْلَ مَوْتِه} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَبِ الدُّنيَا تُوَاتِيكَا * أَلَيْسَ المَوْتُ يَأْتِيكَا فَلاَ تجْزَعْ مِنَ المَوْتِ * إِذَا مَا حَلَّ وَادِيكَا {الإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِب بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أُحِبُّ لأَجْلِكَ الدُّنيَا * وَأَعْشَقُ كُلَّ أَهْلِيهَا فَحُبُّكَ كُلُّ أَيَّامِي * بِمَنْ فِيهَا وَمَا فِيهَا فَيَوْمُ الوَصْلِ يَنْشُرُهَا * وَيَوْمُ الهَجْرِ يَطْوِيهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَجَرْتَ أُنَاسَاً القَدَرُ * يُعَادِيهِمْ فَعَادَاكَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَطَعْتُكَ يَا رَبِيعَ العُمْرِ مَهْمُومَاً بِأَتْرَاحِي وَلَمْ أَمْلأْ كَغَيْرِي مِن نَعِيمِ العَيْشِ أَقْدَاحِي نَهَارِي كُلُّهُ تَعَبٌ وَلَيْلِي كُلُّهُ صَاحِي {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا مَا قَالَ لي رَبِّي * أَمَا اسْتَحْيَيْتَ تعْصِيني وَتُخْفِي الذَّنبَ مِن خَلْقِي * وَبالعِصْيانِ تَأْتِيني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَعِيثُونَ مَعَ الذِّئْبِ * وَيَبْكُونَ مَعَ الرَّاعِي {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا شَيْءٌ يُرَى في السُّو * قِ مَعْدُودَاً مَوْزُونَا إِذَا مَا زِدْتَهُ وَاوَاً * وَنُونَاً صَارَ مَوْزُونَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلاَ تَصْحَبْ أَخَا الجَهْلِ * وَإِيَّاكَ وَإِيَّاهُ فَكَمْ مِنْ جَاهِلٍ أَرْدَى * حَلِيمَاً حِينَ آخَاهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيْفٌ * وَلَكِن كَانَ مِنْشَارَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ وَصَفُوكَ بِالسَّيْفِ * وَلَكِن أَنْتَ مِنْشَارُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَضَى لِلنَّوْمِ سُمَّارٌ * قَدِ افْتَقَدَتهُمُ الدَّارُ

فَلَمْ يُسْمَعْ لَهُمْ نَثْرٌ * وَلاَ أَدَبٌ وَأَشْعَارُ فَعُدْتُ بمُهْجَةٍ حَرَّى * وَقَلبٍ مِلْؤُهُ نَارُ وَحَوْلي مِنْ سُكُونِ اللَّيْ * ـلِ وَالأَوْهَامِ أَسْتَارُ تُعَذِّبُني أَحَاسِيسٌ * لَهَا في القَلْبِ أَظْفَارُ وَفي رَأْسِي خَيَالاَتٌ * تَمُوجُ بِهِ وَأَفكَارُ كَذَلِكَ في رُبَا الوَادِي * يَذُوقُ المُرَّ أَحْرَارُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سُعَاد: هَبِيهَا قَدْ أَحَبَّتْهُ * أَفي عَفِّ الهَوَى عَارُ أَقِلِّي اللَّوْمَ وَاتَّئِدِي * فَإِنَّ الوَجْدَ قَهَّارُ وَلاَ تُلْقِي المَلاَمَ إِذَا * جَرَتْ بِالحُبِّ أَقْدَارُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} عَفْرَاءُ في خَجَل:

وَمَاذَا في تَكَتُّمِنَا * فَإِنَّ الحُبَّ أَسْرَارُ وَحُبيِّ لَمْ تُدَنِّسْهُ * خَطِيئَاتٌ وَأَوْزَارُ لَقَدْ كَانَتْ تُجَمِّعُنَا * عَلَى عَهْدِ التُّقَى دَارُ فَمَا رُفِعَتْ عَلَى رِيَبٍ * لَنَا في الحُبِّ أَسْتَارُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} رَبَاب: أَخَافُ عَلَيْكُمَا أَلَمَاً * لَنَا مِنْ مَسِّهِ نَارُ كَأَنيِّ بِالغَرَامِ وَشَتْ * بِهِ في النَّاسِ أَشْعَارُ وَغَنى في البِلاَدِ بِهَا * عَلَى الأَيَّامِ مِزْمَارُ هُنَاكَ تَحُولُ بَيْنَكُمَا * تَقَالِيدٌ وَأَفْكَارُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَأَيْتُ النَّاسَ مَن أَلْقَى * عَلَيْهِمْ نَفْسَهُ هَانَا

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَهَيَّا أَطْعِمُواْ الجَوْعَا * نَ إِكْرَامَاً وَإِحْسَانَا وَكُلُّ قَبِيلَةٍ تُدْعَى * وَأَشْيَاخَاً وَشُبَّانَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَمِعْتُ بِأَنَّ طَاوُوسَاً * أَتَى يَوْمَاً سُلَيْمَانَا يَرَى مِنْ كِبْرِهِ مَن حَوْ * لَهُ قَدْ صِرْنَ عُبْدَانَا يَرَى مِنْ كِبْرِهِ النَّاسَا * لَهُ يَا صَاحِ عُبْدَانَا فَقَالَ لَدَيّ مَسْأَلَةٌ * أَظُنُّ أَوَانَهَا آنَا وَهَا قَدْ جِئْتُ أَعْرِضُهَا * لأَعْرِفَ رَأْيَ مَوْلاَنَا أَلَمْ أُصْبِحْ بِبَابِكُمُ * لجَمْعِ الطَّيْر سلطانَا فَكَيْفَ يكُونُ حُسْنِ الصَّوْ * تِ حَظِّي مِنهُ حِرْمَانَا فَمَا تَيَّمْتُ أَفْئِدَةً * وَلاَ أَسْكَرْتُ آذَانَا

وَبَعْضُ الطَّيْرِ أُبْصِرُهُ * يُغَنيِّ الصَّوْتَ أَلحَانَا فَقَالَ لَه سُلَيْمَانُ * لَقَدْ كَانَ الَّذِي كَانَا وَقَدْ صَيَّرْتَ يَا * مَغْرُورُ نُعْمَى اللهِ كُفْرَانَا فَلَوْ أَصْبَحْتَ ذَا صَوْتٍ * لَمَا كَلَّمْتَ إِنْسَانَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي في أَسَاطِيرِهِ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° دَرَى بِهِ أُثَالَةُ بْنُ سَعِيدٍ زَوْجُ عَفْرَاءَ فَأَتَاهُ مُرَحِّبَاً بِهِ قَائِلاً: سَلاَمَاً أَيُّهَا الدَّاني * عَلَيْنَا طَابَ مَمْشَاهُ أَخِي ابْنُ العَمِّ في دَارِي * قَرِيبٌ لَسْتُ أَلقَاهُ يُقِيمُ بِأَرْضِنَا زَمَنَاً * وَلاَ أَحْظَى بِرُؤْيَاهُ أَخِي إِنْ كُنْتَ عَن هَذَا * رَضِيتَ فَمَا رَضِينَاهُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف}

عُرْوَةُ في لَوْمٍ وَتَثْرِيبٍ وَتَأْنِيب: أُثَالَةُ عِشْتَ ذَا كَرَمٍ * لَكَ العَليَاءوَالجَاهُ مَتى وَالنَّاسُ أَقْدَارُ * يَزُورُ العَبْدَ مَوْلاَهُ فَدَارُكَ لَسْتُ أَدْخُلُهَا * وَحَيُّكَ لَسْتُ أَغْشَاهُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} أُثَالَةُ يجِيبُه: أَظَنُّكَ بِابْنِ عَمِّكَ يَا * أَخِي هَذَا 00!؟ لَكَ اللهُ فَدَتْكَ النَّفْسُ مِنْ قَالٍ * لَنَا وَالقَلْبُ يهْوَاهُ فَلَوْلاَ مَن أَتى يَسْعَى * وَلَمْ يَعْرِفْكَ إِلاَّهُ وَقَالَ رَأَيْتُ عُرْوَةَ قَدْ * دَعَاهُ هَوَىً فَلَبَّاهُ فَيَا ابْنَ العَمِّ إِنَّ لَكُمْ * لَدَيْنَاً مَا قَضَيْنَاهُ أَقَمْتُ بِدَارِكُمْ حِينَاً * وَعَهْدَاً لَسْتُ أَنْسَاهُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف}

عُرْوَة: أُثَالَةُ إِنَّني عَانٍ * رَمَاهُ الدَّهْرُ أَصْمَاهُ غَرِيمِي في الوَرَى عَمِّي * أَلاَ مَا كَانَ أَقْسَاهُ وَأَوَّاهُ إِذَا كَانَتْ * تُفِيدُ المَرْءَ أَوَّاهُ أُثَالَةُ إِنَّ مَن عَانى * تَضِيقُ عَلَيْهِ دُنيَاهُ أَلاَ إِنَّ الغَرَامَ إِذَا * أَصَابَ القَلْبَ أَرْدَاهُ يُؤَرِّقُهُ السُّهَادُ وَلاَ * يَذُوقُ الغَمْضَ جَفْنَاهُ عَلَيْهِ المَوْتُ مِن أَلَمٍ * يحَلِّقُ فَاغِرَاً فَاهُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} أُثَالَة: أَخِي لَوْ قَدْ عَرَفْتَ هَوَىً * بِقَلبِكَ ثُمَّ أَضْنَاهُ لَسُرَّ اليَوْمَ محْزُونٌ * وَأَدْرَكَ مَا تَمَنَّاهُ فَهَيَّا لِلدِّيَارِ أَخِي * وَحَسْبُكَ مَا أَضَعْنَاهُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف}

عُرْوَة: كَفَى المِسْكِينَ قُرْبُكُمُ * فَإِنَّ القُرْبَ أَحْيَاهُ فَدَعْهُ في شَقَاوَتِهِ * يَبُثُّ البِيدَ شَكْوَاهُ وَإِنيِّ لَسْتُ بِالمَاضِي * حَدِيثُ النَّاسِ أَخْشَاهُ فَكَمْ ظَنُّواْ بِنَا ظَنَّاً * وَهُمْ في الوَهْمِ أَشْبَاهُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَرِفْقَاً بِالْقَوَارِيرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {أَفْعَالَه/أَفْعَالَك/} أَتُغْلِقُ في وَجْهِي بَابَكْ * وَتَقْطَعُ عَنيِّ أَسْبَابَكْ غَضِبْتَ عَلَيْنَا أَمْ مَاذَا * أَلَسْنَا رَبيِّ أَحْبَابَكْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَالُهُ/فِعَالُهُ/فِعَالُهَا/فُولُهُ/فَعُولُهُ/فَعُولُهَا/فُولُهَا/فَعِيلُهُ/فِيلُهُ/فَعِيلُهَا/فِيلُهَا/}

أَحْوَجَهُ اللهُ يَوْمَاً {//5} لِسُؤَالِ أَمْثَالِه لِيَرَى قُبْحَ البُخْلِ * كَيْ يُجْزَى بِأَفْعَالِه °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعَلُ/فَعَلاَ/فَعَلِ/فَعَلِي/مُفْتَعَلُ/فِعَلُ/فُعَلُ/} فَإِنَّ المجْدَ في الدُّنيَا لِمَنْ زَرَعُواْ كَمَا يجِبُ فَإِنَّ المجْدَ في الدُّنيَا لِمَنْ جَدُّواْ وَمَنْ تَعِبُواْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَلَى الأَخْلاَقِ وَالإِسْلاَمِ لاَ تَبْكُواْ وَتَنْتَحِبُواْ وَلاَ تَبْكُواْ لأَلْسِنَةٍ بحَرْفِ الضَّادِ تَضْطَرِبُ فَمَنْ يَبْكُونَ كُلَّ مُصِيبَةٍ مَرَّتْ بِهِمْ تَعِبُواْ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

000000 * تَعَالَوْ وَاحْلَقُواْ " شَنَبي " {يَاسِر قَطَامِش بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بُلِيتُ بِهِمْ وَهُمْ قَوْمٌ * بِلاَ عَقْلٌ وَلاَ أَدَبِ فَمِنهُمْ مَنْ يُنَافِقُني * وَيحْلِفُ لي عَلَى الْكَذِبِ وَمَنْ لَمْ أَلْقَ أَخْبَثَ مِن * هُ في عَجَمٍ وَلاَ عَرَبِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَنْ يَبْكِي لِكُلَّ مُصِيبَةٍ مَرَّتْ بِهِ تَعِبَا {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا شَيْءٌ إِذَا فَسَدَا * تحَوَّلَ غَيُّهُ رَشَدَا وَإِن هُوَ ظَلَّ في دَعَةٍ * أَثَارَ الشَّرَّ حَيْثُ بَدَا ذَكِيُّ العِرْقِ وَالِدُهُ * وَلَكِنْ بِئْسَ مَا وَلَدَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَيَّا أَشْعِلُواْ النَّارَا * هَيَّا وَانحَرُواْ الجُزُرَا هَيَّا وَافْتَحُواْ الدَّارَا * دَاعِبُواْ بِهَا الوَتَرَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

زِنَا الْعَيْنَينِ في النَّظَرِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَمَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ * أَطَاعَ اللهَ يَا وَلَدِي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ شَيَّدْتُمُ هَرَمَاً * غَدَاً يَبْقَى وَبَعْدَ غَدِ وَحَقَّقْتُمْ لَنَا أَمَلاً * سَنَذْكُرُهُ إِلى الأَبَدِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° جَزَاهَا اللهُ مِن أُمٍّ * إِذَا مَا أَنجَبَتْ تَئِدُ تُغَذِّي الجِسْمَ بِالجِسْمِ * وَتَأْكُلُ لحْمَ مَا تَلِدُ {عَبَّاس محْمُود العَقَّاد} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلَيْلي كُلُّهُ سَهَرٌ * وَصَحْوِي كُلُّهُ أَسَفُ وَمَا أُخْفِيهِ مِنْ وَجْدِي * وَحُزْني فَوْقَ مَا أَصِفُ إِذَا كَانَ الهَوَى خَصْمِي * فَقُلْ لي كَيْفَ أَنْتَصِفُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَلَيْكَ يُصِيبُنَا الأَسَفُ * وَمِنَّا الدَّمْعُ يَنْذَرِفُ عَلَى عِلْمٍ بِلاَ أَدَبٍ * وَعَقْلٍ حَشْوُهُ خَرَفُ فَثَوْبُكَ كُلُّهُ رُقَعٌ * وَشِعْرُكَ كُلُّهُ حَشَفُ وَبَيْتُكَ مِثْلُ بَيْتِ الْعَنْ * ْكَبُوتِ هَوَتْ بِهِ السُّقُفُ وَمَهْمَا قُلْتُ مِنْ كَلِمٍ * فَقَدْرُكَ دُونَ مَا أَصِفُ وَلَوْ صُوِّرْتَ مِنْ ذَهَبٍ * فَقَدْ أَزْرَى بِكَ الصَّلَفُ وَسَوْفَ تَظَلُّ محْتَقَرَاً * وَإِنْ نَشَرَتْ لَكَ الصُّحُفُ وَلَسْتُ أَقُولُ مَن أَعْني * فَكُلُّ النَّاسِ قَدْ عَرَفُواْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 قُلْتُهَا في 00000؛ حَيْثُ كُنْتُ أُقَدِّرُهُ وَأَحْتَرِمُه؛ حَتىَّ نَاقَشْتُهُ بمُنْتَهَى الْوُدِّ في شَيْءٍ مِنْ شِعْرِهِ فَرَدَّ عَلَيَّ رَدَّاً سَيِّئَاً كَانَ فِيهِ مِنَ الجَهْلِ وَالصَّلَفِ مَا فِيه}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°ــ وَعَاقَبَ كُلَّ مَنْ جَمَعَ * بَيْنَ التَّطْفِيفِ وَالحَشَفِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَتِلْكَ مَكَارِمُ الأَخْلاَقِ سُدَّتْ دُونَهَا الطُّرُقُ وَأَصْبَحْنَا لِغَدْرِ النَّاسِ لاَ نَدْرِي بمَن أَثِقُ فَلاَ عِلْمٌ لاَ أَدَبٌ وَلاَ دِينٌ وَلاَ خُلُقُ {محَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الهَاشمي 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَعَمْ هُوَ أَسْوَدُ الخَلْقِ * وَلَكِن أَبْيَضُ الخُلُقِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَهِيَ في الأَصْلِ كَلِمَةٌ تُنْسَبُ لِلُقْمَانَ الحَكِيمِ قُمْتُ بِنَظْمِهَا} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَعَمْ هُوَ أَبْيَضُ الخَلْقِ * وَلَكِن أَسْوَدُ الخُلُقِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَهِيَ في الأَصْلِ كَلِمَةٌ تُنْسَبُ لِلُقْمَانَ الحَكِيمِ قُمْتُ بِنَظْمِهَا}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * مِنْ شِدَّةِ الضَّحِكِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِنْ سُئِلَتْ عَنِ الحَبَلِ * أَتَتْ بِغَرَائِبِ الحِيَلِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلَتُهُ/فَعْلَتُهَا/فَعِيلَتُهُ/فِعَالَتَهُ/يَفْعَلُهُ/أَفْعَلُهُ/فَاعِلُهُ/فِعَالَتَهُ/} أَبي رَجُلٌ أَنَانيٌّ * بَرِمْنا منْ تَعَنُّتِهِ يَثُورُ إِذَا رَأَى صَدْري * تمَادَى في اسْتِدَارَتِهِ يَثُورُ إِذَا رَأَى رَجُلاً * تجَوَّلَ مِن إِمَارَتِهِ أَبي لَنْ يَمْنَعَ التُّفَّا * حَ مِن إِكْمَالِ دَوْرَتِهِ سَيَأْتي أَلْفُ عُصْفُورٍ * لِيسرِقَ مِن حَدِيقَتهِ وَهَا أُختي تُعَاني مَا * أُعَانِيهِ هِيَ الأُخرَى تجُولُ حَزينَةً دَوْماً * كَنهْرٍ لَمْ يجِدْ مجْرَى {نِزَار قَبَّاني؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعَلَتْ/}

تُغَلُّ يَدِي إِلى عُنُقِي * وَمَا خَانَتْ وَلاَ سَرَقَتْ وَبَينَ جَوَانحِي كَبِدٌ * أُحِسُّ بِهَا قَدِ احْتَرَقَتْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلُ/فَعْلِ/فَعْلِي/فَعْلاَ/} أَرَدْتَ عَلَيَّ تَفْتَخِرُ * بمَالِكَ أَنْتَ غَبيُّ فَأَنْتَ إِلَيْهِ مفْتَقِرُ * وَإِنيِّ عَنهُ غَنيُّ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لِمَاذَا الْبَغْيُ يَا فَتْحُ * مَتى يَتَلاَءمُ الصَّرْحُ دَعُواْ لحَمَاسَ فُرْصَتَهَا * وَكَمْ هُوَ حُلْوٌ الصَّفْحُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَقَالَتْ سَوْفَ تَنْسَاني * وَتَعْشَقُ مَوْجَةً أُخْرَى °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَهَا أُختي تُعَاني مَا * أُعَانِيهِ هِيَ الأُخرَى تجُولُ حَزينَةً دَوْماً * كَنهْرٍ لَمْ يجِدْ مجْرَى {نِزَار قَبَّاني؟}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَقَالَتْ سَوْفَ تَنْسَاني * وَشَيْبيَ قَدْ عَلَى رَأْسِي فَقُلْتُ هَوَاكِ أَحْيَاني * وَأَحْيَا النُّورَ في نَفْسِي {الشَّاعِرُ المُهَنْدِسُ المُعَاصِر / صَلاَح سَالِم عُرْوَة بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَظَرْتُ إِلى أُمُورِ شَبَا * بِنَا فَأُصِبْتُ بِالْيَأْسِ وَصِرْتُ أَقُولُ وَاأَسَفَا * وَحَزَّ الأَمْرُ في نَفْسِي لِسَاعَاتٍ مُضَيَّعَةٍ * عَلَى الأَفْلاَمِ وَالهَلْسِ وَفي شَاتٍ عَلَى نِتٍّ * وَبَيْنَ مَوَاقِعِ الجِنْسِ وَقَصَّاتٍ غَرِيبَاتٍ وَنَفْسُ الشَّيْءِ في اللِّبْسِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ أَنْزَلْتُ حَاجَاتي * بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَيَا مَنْ تَطْلُبُ الصِّدْقَا * عَلَيْكَ بِمَعْرَضِ السَّقَّا فَسَيَّارَاتُهُمْ لَيْسَتْ * بحَاجَاتٍ إِلى زَقَّة وَلاَ تَلْقَى عَلَى كَنَبَا * تِهَا الأَكَلاَنَ وَالْبَقَّا وَلاَ تَلْقَى عَلَى عَجَلاَ * تِهَا فَتْقَاً وَلاَ رَتْقَا وَلاَ تَلْقَى عَلَى أَبْوَا * بِهَا خَدْشَاً وَلاَ خَرْقَا وَصَوْتُ كَلَكْسِهَا كَالنَّا * يِ لاَ تَلْقَى بِهِ نَعْقَا مُودِيللاَّتٌ جَمِيلاَتٌ * وَيَسْبِقُ جَرْيُهَا الْبَرْقَا فَسَائِقُهَا تَطِيرُ بِهِ * تَشُقُّ طَرِيقَهَا شَقَّا وَلَوْ جَرَّبْتَهَا يَوْمَاً * سَتَعْرِفُ عِنْدَهَا الْفَرْقَا أَرْجُو أَنْ يَكُونُواْ دَائِمَاً عِنْدَ حُسْنِ الظَّنّ؛ فَلاَ يَأْتِيَني يَوْمَاً مَا آتٍ فَيَقُول: وَلَكِنيِّ اشْتَرَيْتُ فَلَمْ * أَجِدْ مَا قُلْتَهُ حَقَّا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

صَدِيقِي أَحْمَدُ السَّقَّا * صَدِيقٌ كُلُّهُ رِقَّة بَشُوشُ الْوَجْهِ مُبْتَسِمٌ * يُجَامِلُ كُلَّ مَنْ يَلْقَى يُؤَدِّي الحَقَّ أَضْعَافَاً * لِصَاحِبِهِ وَإِنْ دَقَّا وَلَيْسَ بِمَن إِذَا طَالَبْتَهُ يَوْمَاً لَوَى الشِّدْقَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيَا مَن عَادَةُ النَّقْصِ * تجِلُّ بِهِ عَنِ الفَحْصِ فَكُلُّ نَقِيصَةٍ خُلِقَتْ * تُصَوَّرُ مِنهُ في شَخْصِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِلاَمَ الفَخْرُ بِالجَهْلِ * عَلاَمَ الكِبْرُ يَا أَهْلِي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُسَائِلُ أُمَّنَا الأَرْضَا * سُؤَالَ الطِّفلِ لِلأُمِّ فَتُخْبِرُني بِمَا أَفْضَى * إِلى إِدْرَاكِهِ عِلْمِي {عَبَّاس محْمُود العَقَّاد} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

غَفَرْتُ لِظَالِمِي ظُلْمِي * غَفَرْتُ لَهُ بِلاَ لَوْمِ فَعَظَّمَ ظُلْمُهُ أَجْرِي * وَعَوَّدَني عَلَى الحِلْمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَعَالى نَقْطَعُ الأَيَّامَ في حُلْمٍ عَلَى النَّهْرِ عَلَى شَطٍّ مِنَ الأَنغَامِ وَالأَزْهَارِ وَالعِطْرِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° شَقِيقَ النَّفْسِ {/5//} قَدْ * سَعِدْتَ بِفَرْحَةِ العُمْرِ شَقِيقِي يَا {//5//} قَدْ * سَعِدْتَ بِفَرْحَةِ العُمْرِ أُحَاوِلُ فِيكَ إِطْرَاءً ا * فَأَتْرُكُهُ وَلي عُذْرِي وَأَرْجُو ذِكْرَ مَكْرُمَةٍ * فَمَا أَقْوَى عَلَى الذِّكْرِ فَإِنَّ قَرَابَتي لَكَ قَدْ * ثَنَتْ قَلَمِي فَمَا يُطْرِي وَهَلْ أُثْني عَلَى نَفسِي * وَأَلْبَسُ حُلَّةَ الفَخْرِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَرَبُّ العَرْشِ لاَ يَنْسَى °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَبَيْتُ جِوَارَهَا أَرْضَا * بِغَيرِ الظُّلْمِ لاَ تَرْضَى بِلاَدٌ ظُلْمُهَا أَمْسَى * عَلَى أَبْنَائِهَا فَرْضَا فَلَوْ عَرَضَ الزَّمَانُ عَلَى * رِجَالِ بِلاَدِنَا عَرْضَا وَقَالَ مَنَحْتُكُمْ يَا قَوْ * مُ طُولَ الأَرْضِ وَالعَرْضَا بِشَرْطٍ وَاحِدٍ أَنْ لاَ * يُنَازِعَ بَعْضُكُمْ بَعْضَا لَكَانَ جَوَابهُمْ في صَوْ * تِ رَجُلٍ وَاحِدٍ رَفْضَا نَظَرْتُ فَلمْ أَجِدْ في مِصْـ * ـرَ إِلاَّ الحِقْدَ وَالبُغْضَا فَدَاءُ عَدَائِنَا اسْتَعْصَى * وَبَيْتُ إِخَائِنَا انْقَضَّا وَشَرُّ بَلاَئِنَا حَسَدٌ * يَمُضُّ نُفُوسَنَا مَضَّا يُصَافِحُني الأَسَى ضَمَّاً * وَيَلْثُمُني الضَّنى عَضَّا عَجِيبٌ أَنَّني مَيْتٌ * وَعيْنيَ لَمْ تَذُقْ غَمْضَا أَأَمْطَرَتِ السَّمَا سُمَّاً * فَأَمْسَى رَوْضُنَا رَمْضَا

مَسَكْتُ يَدَ الإِخَاءِ فَمَا * وَجَدْتُ بِقَلْبِهِ نَبْضَا هُمُومٌ في نَوَاحِي الصَّدْرِ * يَزْحَمُ بَعْضُهَا بعْضَا فَقَلْبي صَارَ مُسْتَشْفَى * وَكُلُّ جَوَارِحي مَرْضَى {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَطَعْتُكَ يَا رَبِيعَ العُمْرِ لَمْ أَعْرِفْ بِكَ الحُبَّا فَمَا أَسْعَدْتَ لي رُوحَاً وَلاَ أَحْيَيْتَ لي قَلْبَا مَضَى السُّعَدَاءُ كُلُّهُمُ وَلَمْ أُدْرِكْ لَهُمْ رَكْبَا وَمَا ذَاقَ المُنى قَلْبي وَغَيرِي عَبَّهَا عَبَّا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَعَمْ هُوَ أَبْيَضُ الوَجْهِ * وَلَكِن أَسْوَدُ القَلْبِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَهِيَ في الأَصْلِ كَلِمَةٌ تُنْسَبُ لِلُقْمَانَ الحَكِيمِ قُمْتُ بِنَظْمِهَا} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

نَعَمْ هُوَ أَسْوَدُ الوَجْهِ * وَلَكِن أَبْيَضُ القَلْبِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَهِيَ في الأَصْلِ كَلِمَةٌ تُنْسَبُ لِلُقْمَانَ الحَكِيمِ قُمْتُ بِنَظْمِهَا} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِمَا أَهْجُوهُ لاَ أَدْرِي * لِسَاني فِيهِ لاَ يَجْرِي إِذَا صَفَّحْتُ سِيرَتَهُ * خَشِيتُ أَنَا عَلَى شِعْرِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَأَى الأَحْبَابُ عَنْ بَيْتي * فَبَيْتي بَعْدَهُمْ قَفْرُ وَعَيْني مِنْ شُخُوصِهِمُ * إِذَا مَا اسْتَيْقَظَتْ صِفْرُ فَلاَ عَينٌ تُرَاعِيني * وَلاَ يَفْتَرُّ لي ثَغْرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا عُدَّتْ مخَازِيهِمْ * فَمَا تَفْنى وَلاَ تُحْصَى °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا عُدَّتْ مخَازِيهِمْ * فَمَا تُحْصَى وَلاَ تَفْنى تَأَمَّلْنَاهُمُ زَمَنَاً * بِعَيْنٍ لَمْ تَكُن وَسْنى

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تُنَادِيكَ: أَنِ اجْعَلْني * كَأُمٍّ لاَ تَمِلْ عَنيِّ وَلاَ تَفْزَعْ كَمَأْخُوذٍ * مِنَ البَيْتِ إِلى السِّجْنِ كَأَنِّي وَجْهُ صَيَّادٍ * وَأَنْتَ الطَّيرُ في الغُصْنِ وَلاَ بُدَّ لَكَ اليَوْمَ * وَإِلاَّ فَغَدَاً مِنيِّ أَوِ اسْتَغْنِ عَنِ العَقْلِ * إِذَن عَنيِّ سَتَسْتَغْني أَنَاْ المِصْبَاحُ لِلْفِكْرِ * أَنَاْ المِفْتَاحُ لِلذِّهْنِ أَنَاْ البَابُ إِلى المجْدِ * تَعَالَ ادْخُلْ عَلَى اليُمْنِ غَدَاً سَتَجُولُ في حَوْشِي * وَتَقْضِي الْيَوْمَ في حُضْني وَتَلْقَى فيَّ إِخْوَانَاً * كَمِثْلِكَ أَنْتَ في السِّنِّ تُنَادِيهِمْ بِيَا مجْدِي * وَيَا فِكْرِي وَيَا حُسْني وَآبَاءٍ أَحَبُّوكَ * وَمَا أَنْتَ لَهُمْ بِابْنِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي في مجْمُوعَتِهِ بِقَصَائِدِ الأَطْفَالِ بِالشَّوْقِيَّات}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَذِي أُذُنٍ بِلاَ سَمْعٍ * وَلاَ بَصَرٍ وَلاَ وَعْيِ وَمَنْ يُبْصِرْهُ عَنْ ظَمَأٍ * يَنَلْ مَا شَاءَ مِنْ رِيِّ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {يَفْعَلْ/تَفْعَلْ/أَفْعَلْ/مَفْعَلْ/} فَلاَ تَغْتَمَّ أَوْ تَهْتَمّ * أَوْ تَنْدَمْ عَلَى مَا تَمّ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَحُبُّكِ بَاضَ في كَبِدِي * فَيَا وَيْلِي إِذَا فَرَّخْ وَلاَ مَنْجَاةَ مِن حُبيِّ * إِذَا لَمْ أَغْسِلِ الْبَرْبَخْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَتى تَفْهَمْ مَتى تَفْهَمْ * مَتى يَا سَيِّدِي تَفْهَمْ بِأَنِّي لَسْتُ وَاحِدَةً * كَغَيْرِي مِنْ صَدِيقَاتِكْ وَلاَ فَتْحَاً نِسَائِيَّاً * يُضَافُ إِلى فُتُوحَاتِكْ وَلاَ رَقْمَاً قِيَاسِيَّاً * يُسَجَّلُ في سِجِلاَّتِكْ

مَتى تَفْهَمْ مَتى تَفْهَمْ * مَتى يَا سَيِّدِي تَفْهَمْ بِأَنِّي لَسْتُ مَنْ يَهْتَمّ * بِنَارِكَ أَوْ بجَنَّاتِكْ أَيَا مَنْ صَارَتِ الفَحْشَا * ءُ بَعْضَاً مِن هِوَايَاتِكْ تَغُوصُ القُدْسُ في دَمِهَا * وَأَنْتَ صَرِيعُ شَهْوَاتِكْ {نِزَار قَبَّاني؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° دَعِ الحِرْصَ عَلَى الدُّنيَا * وَفي العَيْشِ فَلاَ تَطْمَعْ وَلاَ تجْمَعْ مِنَ المَالِ * فَمَا تَدْرِي لِمَنْ تجْمَعْ فَإِنَّ الرِّزْقَ مَقْسُومٌ * وَسُوءُ الظَّنِّ لاَ يَنْفَعْ فَقِيرٌ كُلُّ ذِي حِرْصٍ * غَنيٌّ كُلُّ مَنْ يَقْنَعْ {الإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِب} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعَلِك/فَعَلُك/فَعَلَك/فَعِلَك/فَعَلِه/فَعَلُه/فَعَلَه/} فَمَهْمَا زِدْتَ في طَلَبِكْ * فَرِزْقُكَ سَوْفَ يَلْحَقُ بِكْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فَعْلِك/فَعْلُك/فَعْلَك/فَعْلَك/فَعْلِه/فَعْلُه/فَعْلَه/} أَحَقٌّ ذَاكَ نَبِّئْني * بِمَا أَخْفَيْتَ مِن أَمْرِكْ وَهَلْ لِلوَجْدِ آلاَمٌ * تُثِيرُ النَّارَ في صَدْرِكْ إِذَا لَمْ أَدْرِ سِرَّكَ مَن * سَتُطْلِعُهُ عَلَى سِرِّكْ فَكَمْ مِنْ لَيْلَةٍ بِتْنَا * وَبِتُّ عَلَى أَسَى جَمْرِكْ عَدَاكَ السُّوءُ يَا وَلَدِي * وَمَدَّ اللهُ في عُمْرِكْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَاعِلْ/} وَكَانَ بهَامِشِ التَّارِيخِ شَعْبٌ يَائِسٌ ضَائِع °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {مُنَوَّعَات/مَتَعَدِّدَات/} هُنَالِكَ في رُبُوعِ الرِّيفِ حَيْثُ مَنَازِلُ الأَهْلِ وَحَيْثُ خَمَائِلُ التُّفَّاحِ وَالجُمَّيْزِ وَالنَّخْلِ

وَحَيْثُ يَظَلُّ مُمْتَدَّاً بِسَاطُ العُشْبِ وَالظِّلِّ وَحَيْثُ النَّاسُ قَدْ عَاشُواْ بِلاَ حِقْدٍ وَلاَ غِلِّ وَحَيْثُ مَلاَعِبُ الأَطْفَالِ في زَمَنِ الصِّبَا الغَضِّ كَأَنهُمُ وَقَدْ سَارُواْ مَلاَئِكَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَزَادُهُمُ بِأَيْدِيهِمْ رَغِيفُ الجُبنِ وَالبَيْضِ يَسُرُّ الدَّهْرُ بَعْضَهُمُ وَقَدْ يَقْسُو عَلَى البَعْضِ قَطَعْتُكَ يَا رَبِيعَ العُمْرِ مَهْمُومَاً بِأَتْرَاحِي وَلَمْ أَمْلأْ كَغَيْرِي مِن نَعِيمِ العَيْشِ أَقْدَاحِي نَهَارِي كُلُّهُ تَعَبٌ وَلَيْلِي كُلُّهُ صَاحِي قَطَعْتُكَ يَا رَبِيعَ العُمْرِ لَمْ أَعْرِفْ بِكَ الحُبَّا فَمَا أَسْعَدْتَ لي رُوحَاً وَلاَ أَحْيَيْتَ لي قَلْبَا مَضَى السُّعَدَاءُ كُلُّهُمُ وَلَمْ أُدْرِكْ لَهُمْ رَكْبَا وَمَا ذَاقَ المُنى قَلْبي وَغَيْرِي عَبَّهَا عَبَّا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مجزوء الكامل

مجْزُوءُ الْكَامِل: ========= {فَعِيلْ/فِعَالْ/فَعُولْ/} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَسْتُ الغَبيَّ وَإِنَّمَا * مَثَّلْتُ دَوْرَ الأَغْبِيَاء °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قِفْ نَبْكِ أَعْلاَمَ الهُدَى * وَنُوفِّهِمْ حَقَّ الرِّثَاءِ لاَ صَوْتَ بَعْدُ وَلاَ صَدَى * غَيْرَ التَنَهُّدِ وَالبُكَاءِ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° المجْدُ لاَ يَبْنِيهِ بَانِيهِ بِأَسْمَنْتٍ وَمَاءْ يُبْنى بِأَشْلاَءِ الضَّحَايَا ثُمَّ يُطْلَى بِالدِّمَاءْ {محْمُود غُنَيْم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَشْدُو بِأُغْنِيَتي الحَزِينَةِ ثُمَّ يَغْلِبُني البُكَاءْ وَأَمُدُّ كَفِّي لِلسَّمَاءِ لأَسْتَحِثَّ خُطَى السَّمَاءْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 انْظُرِ المُتَنَوِّعَات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خِلٌّ وَفيٌّ في زَمَانٍ قَلَّ فِيهِ الأَوْفِيَاءْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنَاْ قَدْ أُصَدِّقُ كِذْبَ بُوشَ وَلاَ أُصَدِّقُ هَؤُلاَءْ الْكَاذِبِينَ عَلَى الْعِبَادِ مِنَ الصَّبَاحِ إِلى المَسَاءْ {عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَوَتِ الذِّئَابُ إِلى مَضَاجِعِكُمْ وَأَنْتُمْ بِالْعَرَاء وَعُيُونُكُمْ حَيْرَى تُفَتِّشُ عَنْ مَفَاتِيحِ الرَّجَاء وَقُلُوبُكُمْ وَلْهَى مُسَعَّرَةٌ تَفُورُ بِهَا الدِّمَاء صَدَّقْتُمُ بَعْضَ الْوُعُودِ وَمَا الْوُعُودُ سِوَى هُرَاء {إِلْيَاس فَرَحَات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِلاَّ إِذَا شَابَ الْغُرَابْ {عَامِرُ بْنُ طُفَيْلٍ الْعَامِرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَعِسَ الأَنَامُ فَمِنهُمُ تَتَعَلَّمُ الفَتْكَ الذِّئَابْ {محْمُود غُنَيْم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الْعَبْدُ يُقْرَعُ بِالْعَصَا * وَالحُرُّ يَكْفِيهِ الْعِتَابْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ كَانَ هَذَا الشَّيْبُ عَيْبَاً يَا أَخِي مَنْ لاَ يُعَابْ أَوْ أَنَّهُ مُدِحَ السَّوَادُ فَمَنْ تُرَى مَدَحَ الغُرَابْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الغَابَةُ السَّمْرَاءُ مِن حَوْلي يُغَلِّفُهَا الضَّبَابْ تَهَبُ السِّيَادَةَ لِلْقَوِيِّ وَمَنْ لَهُ ظُفْرٌ وَنَابْ وَأَنَا وَرَاءَ الغِيلِ تَطْلُبُني الأَسِنَّةُ وَالحِرَابْ مُتَرَقِّبٌ لِلْهَوْلِ يَرْعَشُ في يَدِي هَذَا الكِتَابْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° زَمَنٌ بِهِ فِرَقُ الذُّبَابْ * قَدْ أَصْبَحَتْ فَوْقَ السَّحَابْ الرُّؤْيَةُ انعَدَمَتْ بِهِ وَبجَوِّهِ كَثُرَ الضَّبَابْ النَّاسُ تَرْغَبُ في الْقُشُورِ بِهِ وَتَزْهَدُ في اللُّبَابْ مَا فِيهِ أَرْخَصَ قَطُّ مِنْ دِيوَانِ شِعْرٍ أَوْ كِتَابْ زَمَنٌ بِهِ أَهْلُ التُّرَاثِ لِفَقْرِهِمْ أَكَلُواْ التُّرَابْ وَيُوَاجِهُ الأُدَبَاءُ فِيهِ كُلَّ أَنوَاعِ الصِّعَابْ حَقُّ المُؤَلِّفِ صَارَ بِالإِكْرَاهِ يُغْتَصَبُ اغْتِصَابْ

أَمْسَى فَرِيسَةَ نَاشِرٍ فَظٍّ لَهُ ظُفْرٌ وَنَابْ زَمَنٌ عَجِيبٌ يَا صَدِيقِي مِنهُ شَعْرُ الرَّأْسِ شَابْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بَلَدٌ بِهِ فِرَقُ الذُّبَابْ * قَدْ أَصْبَحَتْ فَوْقَ السَّحَابْ وَيُوَاجِهُ الْعُلَمَاءُ فِيهِ كُلَّ أَنوَاعِ الصِّعَابْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا لَيْتَمَا كُلُّ الصِّحَابْ * كَمُحَمَّدٍ عَبْدِ الْوَهَابْ أَخْلاَقُهُ شَفَّافَةٌ أَحْلَى مِنَ الشَّهْدِ المُذَابْ وَلَهُ قَصَائِدُ حُلْوَةٌ غَنىَّ بِهَا كُلُّ الشَّبَابْ لاَ تَبْكِ عَيْنُكَ يَا حَبِيبي أَوْ تُصَبْ بِالإِكْتِئَابْ هَذَا زَمَانٌ مَا عَلَيْهِ قَطُّ لَوْمٌ أَوْ عِتَابْ لَوْ كَانَ فِيهِ مَنْ يُقَدِّرُ كَانَ قَدْرُكَ في السَّحَابْ زَمَنٌ بِهِ الشُّعَرَاءُ حَقَّاً يَشْعُرُونَ بِالاِغْتِرَابْ

وَأَخُو الجَهَالَةِ صَارَ يَفْتَحُ بِالْوَسَاطَةِ أَلْفَ بَابْ الرُّؤْيَةُ انعَدَمَتْ بِهِ وَبجَوِّهِ كَثُرَ الضَّبَابْ النَّاسُ تَرْغَبُ في الْقُشُورِ بِهِ وَتَزْهَدُ في اللُّبَابْ مَا فِيهِ أَرْخَصَ قَطُّ مِنْ دِيوَانِ شِعْرٍ أَوْ كِتَابْ زَمَنٌ عَجِيبٌ يَا صَدِيقِي مِنهُ شَعْرُ الرَّأْسِ شَابْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَتَمُرُّ أَعْوَامٌ طِوَالٌ في الأَنِينِ وَفي العَذَابْ وَأَرَاكَ يَا وَلَدِي قَوِيَّ الجِسْمِ مَوْفُورَ الشَّبَابْ وَهُنَاكَ تَسْأَلُني كَثِيرَاً عَن أَبِيكَ وَكَيْفَ غَابْ هَذَا سُؤَالٌ يَا صَغِيرِي لَمْ أُعِدَّ لَهُ جَوَابْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 انْظُرِ المُتَنَوِّعَات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ وَاجَهَتْنَا مِنْ صِعَابْ عِنْدَ الخُرُوجِ لِلاِنْتِخَابْ

زُورٌ وَتَزْوِيرٌ كَبِيرٌ مِنهُ شَعْرُ الرَّأْسِ شَابْ وَبَرَامجٌ لِيُضَلِّلُوكَ بِهَا تُصِيبُكَ بِاكْتِئَابْ وَيُطَالَبُ الشُّرَفَاءُ فِيهَا بِالخُرُوجِ وَالاَنْسِحَابْ كَيْ يُفْسِحُواْ بخُرُوجِهِمْ بَعْضَ الأَمَاكِنِ لِلذِّئَابْ أَيْنَ الحِيَادُ وَنَقْدُكُمْ عَن حِقْدِكُمْ كَشَفَ النِّقَابْ لَوْلاَ أَمَانَةُ حِزْبِنَا مَا اخْتَارَنَا كُلُّ الشَّبَابْ فُزْنَا بِحُبِّ النَّاسِ لَيْسَ بِمَنحِ وَجْبَاتِ الْكَبَابْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ التَّأَمُّلَ في الحَيَاةِ يَزِيدُ أَوْجَاعَ الحَيَاة فَدَعِي الكَآبَةَ وَالأَسَى وَاسْتَرْجِعِي مَرَحَ الفَتَاة {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

نَمْ كَيْ أَنَالَ عَلَى يَدَيْكَ مُنىً وَهَبْتُ لَهَا الحَيَاة يَا مَنْ رَأَى الدُّنيَا وَلَكِنْ مَا رَأَى فِيهَا أَبَاه {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 انْظُرِ المُتَنَوِّعَات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِذَا عَرَفْتَ جَرِيمَةَ الجَانِي وَمَا اقْتَرَفَتْ يَدَاهْ فَانْثُرْ عَلَى قَبْرِي وَقَبْرِ أَبِيكَ بَعْضَاً مِنْ دِمَاهْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 انْظُرِ المُتَنَوِّعَات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَهُمُ الَّذِينَ يُقَدِّسُونَ الفَرْدَ مِنْ دُونِ الإِلَهْ وَيُسَبِّحُونَ بِحَمْدِهِ وَيُقَدِّمُونَ لَهُ الصَّلاَةْ فَإِلى مَتى وَالظَّالِمُونَ نِعَالُهُمْ فَوْقَ الجِبَاه كَشِيَاهِ جَزَّارٍ وَهَلْ تَسْتَنْكِرُ الذَّبْحَ الشِّيَاه مَاتَ الشَّهِيدُ بِنَا فَلَمْ نَسْمَعْ بِصَوْتٍ قَدْ بَكَاهْ

وَسَعَواْ إِلى الشَّاكِي الحَزِينِ فَأَلجَمُواْ بِالرُّعْبِ فَاهْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 انْظُرِ المُتَنَوِّعَات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنَاْ خَيْرُ لحْنٍ في الشِّفَاه * وَأَبي مِنَ العَرَبِ الأُبَاة أَنَاْ بِنْتُ مِصْرَ تَلِيدَةِ الأَمْجَادِ مَقْبَرَةِ الغُزَاة أَنَاْ زَهْرَةٌ لَيْسَتْ تَفُوحُ شَذَىً عَلَى أَيْدِي الجُنَاة وَحَمَامَةٌ تَرْجُو السَّلاَمَ أَثَارَهَا ظُلْمُ الطُّغَاة أَحْمِي البِلاَدَ وَأَسْتَمِدُّ العَوْنَ مِنْ نُورِ الإِلَه {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَعَلَيْكَ أَنْ تَسْعَى وَلَيْسَ عَلَيْكَ إِدْرَاكُ النَّجَاحْ {بَدِيعُ الزَّمَانِ الهَمَذَانيّ؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَسَرَ الأَسَى جُنحِي وَحِينَ رَجَعْتِ طِرْتُ بِلاَ جَنَاحْ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ضَحِكَ الصَّبَاحُ فَقُلْتُ لَوْلاَهَا لَمَا ضَحِكَ الصَّبَاحْ {زَكِي قُنْصُل بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلَهَا وَلاَ ذَنْبٌ لَهَا * لَحْظٌ كَأَطْرَافِ الرِّمَاحْ في الْقَلْبِ يَجْرَحُ دَائِمَاً * فَالْقَلْبُ مخْضُوبُ الجِرَاحْ {أَبُو نُوَاس / الحَسَنُ بْنُ هَانِئ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَذَا أَخِي حَمَلَ السِّلاَحْ * لَمَّا دَعَا دَاعِي الكِفَاحْ وَوَرَاءهُ في الصَّفِّ أُخْتي لاَ تُبَالي بِالرِّمَاحْ تَأْسُو الجِرَاحَ إِذَا هَوَى في الحَرْبِ مخْضُوبُ الجِرَاحْ وَالأُمُّ تَشْحَذُ عَزْمَنَا بِدُعَائِهَا لاَ بِالنُّوَاحْ لاَ بُدَّ لِلَّيْلِ الَّذِي عَمَّ العُرُوبَةَ مِنْ صَبَاحْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَالْقَلْبُ مَزْرَعَةُ الهَوَى وَثِمَارُهُ خَرْطُ الْقَتَادِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

خُلِقَ الفَقِيرُ لخِدْمَةِ الأَغْنى وَلَيْسَ لَهُ اخْتِيَارْ مَا لاَبْنِ آدَمَ زَادَ في جَبَرُوتِهِ فَطَغَى وَجَارْ {محْمُود غُنَيْم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَاذَا جَرَى لَكِ يَا حَمَاسْ * هَلْ ذَاكَ حُبُّ الإِفْتِرَاسْ هَلْ كُلُّ شَيْءٍ في سَبِيلِ الحُكْمِ عِنْدَكُمُ يُدَاسْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّا لَنَحْلُمُ بِالخَلاَصْ * مِنْ مُشْكِلاَتِ المِيكْرُوبَاصْ نَضْطَرُّ نَرْكَبَهُ لأَنَّا مَا لَنَا عَنهُ مَنَاصْ فَمَتىَ تُرِيحُواْ الشَّعْبَ مِنهُ يَا جِهَاتِ الإِخْتِصَاصْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَذَا الَّذِي قَالُوهُ في الإِعْلاَمِ مَسْمُومُ المَذَاقْ لَمْ يَبْقَ مَسْمُوعَاً سِوَى صَوْتِ التَّمَلُّقِ وَالنِّفَاقْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 انْظُرِ المُتَنَوِّعَات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَأَطِعْ أَخَاكَ وَإِن عَصَاكَ وَصِلْ أَخَاكَ وَإِنْ جَفَاكْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَرْحَمِ الجَاني إِذَا ظَفِرَتْ بِهِ يَوْمَاً يَدَاكْ فَهْوَ الَّذِي جَلَبَ الشَّقَاءَ لَنَا وَلَمْ يَرْحَمْ أَبَاكْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 انْظُرِ المُتَنَوِّعَات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنْ كَانَ ذَا أَدَبٍ وَظُرْفٍ قِيلَ عَنهُ أَخُو ضَلاَلْ أَوْ كَانَ ذَا نُسُكٍ وَدِينٍ قِيلَ عَنهُ مِنَ الثِّقَالْ {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِنُبُوغِكُمْ ضُرِبَ المِثَالْ * يَا مَن إِلَيْهِ القَلبُ مَالْ

يَا أَيهَا الشَّيْخُ الَّذِي * قَدْ زَانَهُ حُسْنُ الخِصَالْ وَالعَزْمُ مِنْكَ رَأَيْتُهُ * في الحَقِّ يَثْبُتُ كَالجِبَالْ فَاهْنَأْ بِهَا قَدْ نِلْتَهَا * مِن غَيرِ شَكٍّ أَوْ جِدَالْ وَأَرَى التَّوَاضُعَ مَذْهَبَاً * لَكَ لاَ افْتِخَارَ وَلاَ اخْتِيَالْ عَبْدَ العَظِيمِ مَلَكْتَهَا * مِن غَيرِ شَكٍّ أَوْ جِدَالْ سَيَنُوبُ عَنَّا نَائِبٌ * عَرَفَ الحَرَامَ مِنَ الحَلاَلْ ظَهَرَ الفَسَادُ بمِصْرَ مِنْ * زَمَنٍ وَعَهْدُ البَغْيِ طَالْ حَكَمَ الطُّغَاةُ فَعَهْدُهُمْ * عَهْدُ المَذَلَّةِ وَالوَبَالْ ضَاعَتْ كَرَامَتُنَا بِهِ * وَدَمٌ بَرِيءٌ فِيهِ سَالْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لِمَ يَا وَزَارَةَ الاِتِّصَالْ * في بُطْئِكُمْ ضُرِبَ المِثَالْ فَتَقَرَّحَتْ أَقْدَامُنَا مِنْ مَشْيِهَا لِلسِّنْتِرَالْ

كَمْ ذَا صَبَرْنَا في انْتِظَارِ حُقُوقِنَا وَالصَّبْرُ طَالْ حَتىَّ أُصِيبَتْ نَفْسُنَا بِالْيَأْسِ مِنْكُمْ وَالمَلاَلْ تَسْوِيفُكُمْ ظُلْمٌ مَرِيرُ الطَّعْمِ لَيْسَ لَهُ احْتِمَالْ مَرَّتْ سِنُونَ وَمَا أَخَذْنَا مِنْكُمُ غَيرَ المِطَالْ إِنيِّ أُنَاشِدُكُمْ بِرَبِّ الْعَرْشِ هَلْ هَذَا حَلاَلْ لِمَتى سَيَبْقَى بَيْنَكُمْ وَالنَّاسِ هَذَا الاِنْفِصَالْ وَمَتى يُعَالَجُ في الحُكُومَةِ مِثْلُ هَذَا الاِخْتِلاَلْ أَفَلَمْ يَحِنْ بَعْدُ الْقَضَاءُ بِهَا عَلَى تِلْكَ الخِصَالْ نَرْجُو الْعِنَايَةَ مِنْكُمُ وَالْبَتَّ في هَذَا المَقَالْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 نَظَمْتُهَا كَشَكْوَى ذَيَّلْتُ بهَا مَقَالاً لي 0 انْظُرْ مَقَامَاتِ بَدِيعِ الزَّمَانِ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الْعَبْدُ يُقْرَعُ بِالْعَصَا * وَالحُرُّ يَكْفِيهِ المَلاَمْ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كُلٌّ تَطَلَّعَ لِلسَّلاَمِ بِعَيْنِ ذِئْبٍ لاَ تَنَامْ وَالذِّئْبُ كَالإِنْسَانِ لَوْ يَتَعَلَّمُ الذِّئْبُ النِّظَامْ {محْمُود غُنَيْم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَتَعَلَّمُ الذُّؤْبَانُ كَيْفَ الفَتْكُ مِنْ فَتْكِ الأَنَامْ فَالذِّئْبُ كَالإِنْسَانِ لَوْ يَتَعَلَّمُ الذِّئْبُ النِّظَامْ {محْمُود غُنَيْم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنيِّ لأَعْمَلُ لِلسَّلاَمْ * وَلِغَرْسِ أَزْهَارِ الوِئَامْ اللهُ يَشْهَدُ مَا بَذَرْتُ بُذُورَ شَرٍّ في الظَّلاَمْ لَكِنَّني آبى لأَرْضِيَ أَنْ تَذِلَّ وَأَنْ تُضَامْ هَذِي يَدِي فِيهَا الإِخَاءوَفي يَدِي الأُخْرَى سِهَامْ فَالوُدُّ مِنيِّ لِلصَّدِيقِ وَلِلْعِدَى المَوْتُ الزُّؤَامْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف}

{هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سِرُّ النَّجَاحِ إِلى الأَمَامْ * فَإِلى الأَمَامِ عَلَى الدَّوَامْ وَإِلى الأَمَام أَكَانَ عَصْرُكَ عَصْرَ حَرْبٍ أَوْ سَلاَمْ نِعْمَ الشِّعَارُ لِمَن أَرَادَ لِنَفْسِهِ عَيْشَ الكِرَامْ زَاحِمْ وَسِرْ نحْوَ الأَمَامِ فَإِنَّمَا الدُّنيَا زِحَامْ هِيَ مَوْكِبٌ مَنْ نَامَ فِيهِ فَلَنْ يَكُونَ لَهُ قِيَامْ {محَمَّدٌ الأَسْمَر بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ذَهَبَ الَّذِينَ أُحِبُّهُمْ * فَعَلَيْكِ يَا دُنيَا السَّلاَمْ مَهْمَا بَسَطْتِ العَيْشَ لي * فَالعَيْشُ بَعْدَهُمُ حَرَامْ إِنيِّ رَضِيعُ وِصَالهِمْ * وَالطِّفْلُ يُؤْلِمُهُ الفِطَامْ {عُمَرَ بْنَ الخَطَّاب} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

زَعْزَعْتَ أَرْكَانَ السَّلاَمِ فَذُقْ مَرَارَةَ الاَنهِزَامْ وَلىَّ زَمَانُ القَيْصَرِيَّةِ وَالأَكَاسِرَةِ العِظَامْ سَفَهَاً تحَدَّيْتَ الأَنَامَ فَكُنْتَ سُخْرِيَةَ الأَنَامْ {محْمُود غُنَيْم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا بُوشُ أَقْصِرْ سَوْفَ تَلْبِسُ تَاجَ قَيْصَرَ في الظَّلاَمْ وَلىَّ زَمَانُ القَيْصَرِيَّةِ وَالأَكَاسِرَةِ العِظَامْ رُحْمَاكَ هَلْ شَكَتِ العِرَاقُ إِلَيْك مِنْ فَرْطِ الزِّحَامْ رُحْمَاكَ هَلْ تَشْكُو إِلَيْكَ الأَرْضُ مِنْ فَرْطِ الزِّحَامْ عَجَبي عَلَى بَاغٍ يَقُولُ لِمَنْ بَغَى هَذَا حَرَامْ {محْمُود غُنَيْم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ضَحِكَ الزَّمَانُ فَقُلْتُ لَوْلاَهَا لَمَا ضَحِكَ الزَّمَان {زَكِي قُنْصُل بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لُومُواْ السِّيَاسَةَ لاَ تَلُومُواْ الشِّعْرَ لَيْسَ هُوَ المُدَان الشِّعْرُ لَيْسَ هُوَ الَّذِي جَلَبَ التَّعَاسَةَ وَالهَوَان الشِّعْرُ كَانَ لَكُمْ صَدِيقَاً مخْلِصَاً في كُلِّ آن الشِّعْرُ مَا فَتَحَ السُّجُونَ وَأَفْقَدَ النَّاسَ اللِّسَان الشِّعْرُ مَا أَعْطَى الْيَهُودَ دِيَارَنَا وَالأَمْرِكَان الشِّعْرُ مَا أَعْطَى الْقُرُوضَ لِكُلِّ لِصٍّ أُلْعُبَان {عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَبَّيْكَ غَفَّارَ الذُّنُوب {الأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ قَيْسٍ أَبُو عَمْرٍو النَّخَعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سِيقَ العِجَافُ لَنَا وَسِيقَ لِغَيرِنَا البَقَرُ الحَلُوبْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ التَّبَاعُدَ لاَ يَضِيرُ إِذَا تَقَارَبَتِ الْقُلُوبْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَفكُلَّمَا يَسَّرْتَ لي * سُبُلَ الهِدَايَةِ كَيْ أَتُوبْ لَطَّخْتُ نَفْسِي بِالخَطَا * يَا وَالمَعَاصِي وَالذُّنُوبْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِنيِّ كَفَرْتُ بمِصْرَ بِالأَهْرَامِ بِالنِّيلِ الحَبِيبْ في أَرْضِ آبَائِي أَعِيشُ كَأَنَّني فِيهَا غَرِيبْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 انْظُرِ المُتَنَوِّعَات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° اصْبِرْ عَلَى الزَّمَنِ الْعَصِيبْ فَلِكُلِّ مجْتَهِدٍ نَصِيبْ وَتَعَلَّمِ الصَّبْرَ الجَمِيلَ إِذَا نَظَرْتَ إِلى الحَبِيبْ سَتَجِيءُ أَيَّامٌ غَدَاً أَصْفَى مِنَ اللَّبَنِ الحَلِيبْ فَالصَّبْرُ يَأْتي دَائِمَاً مِنْ بَعْدِهِ فَرَجٌ قَرِيبْ مَنْ كَانَ في كَنَفِ الإِلَهِ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يخِيبْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كُلُّ الْوَرَى يَتَفَنَّنُ * مِن أَجْلِ تَشْيِيدِ البُيُوتْ وَلَدَيْهِ قَلْبٌ أَوْهَنُ * مِنْ خَيْطِ بَيْتِ الْعَنْكَبُوتْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَسْعَى لِتَقْتِيلِ الشُّيُوخْ * في كُلِّ زَاوِيَةٍ وَكُوخْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الأَرْضُ تحْتَ القَوْمِ كَادَتْ مِنْ مظَالمِهِمْ تَمِيدْ عَهْدٌ بِهِ الرَّجُلُ الشَّرِيفُ يَعِيشُ في ذُلِّ العَبِيدْ عَهْدٌ بِهِ العُلَمَاءُ قَدْ صَارُواْ أَذَلَّ مِنَ الْعَبِيدْ {محْمُود غُنَيْم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وِبِقُبْلَةٍ تُغْوِي المُرَاهِقَ يَنْتَهِي الْفِيلْمُ السَّعِيدْ {عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنْ لَيْسَ يَصْدُقُ في الوُعُودِ فَلَيْسَ يَصْدُقُ في الوَعِيدْ {أَبُو تَمَّام أَوْ ابْنُ الرُّومِيّ؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَتَزَاحَمَ المُتَسَائِلُونَ هُنَاكَ عَن هَذَا الشَّهِيدْ ذِي السِّحْنَةِ العَرَبِيَّةِ السَّمْرَاءِ وَالبَأْسِ الشَّدِيدْ أَتُرَاهُ مِن أَهْلِ المحَلَّةِ أَمْ تُرَاهُ مِنَ الصَّعِيدْ وَجَرَى الجَوَابُ عَلَى الشِّفَاهِ يَفُلُّ جُدْرَانَ الحَدِيدْ قَدْ جَاءَ مِنْ سَيْنَاءَ أَوْ مَطْرُوحَ أَوْ أَعْلَى رَشِيدْ لِيُضِيفَ عِدَّةَ أَسْطُرٍ بِيضٍ إِلى الأَمَلِ الوَلِيدْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَدَنَتْ تُقَبِّلُهُ فَقَالُواْ مُلْتَقَاكُمْ في الخُلُودْ قَالَتْ وَدَمْعُ الفَرْحَةِ الكُبْرَى تَلأْلأَ في الخُدُودْ حَسْبي إِذَا ذُكِرَ الشَّهِيدُ بِأَنَّني أُمُّ الشَّهِيدْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنَاْ يَا أَخِي في مِصْرَ أَرْسُفُ في السَّلاَسِلِ وَالقُيُودِ قَدْ ضِقْتُ ذَرْعَاً يَا أَخِي بِالمجْدِ وَالعَهْدِ الجَدِيدِ بِالنَّارِ يحْكُمُنَا الطُّغَاةُ وَبِالمَشَانِقِ وَالحَدِيدِ نَصَبُواْ لَنَا أَغْلاَلَهُمْ فَمَضَتْ تُطَوِّقُ كُلَّ جِيدِ لاَ نَرْتَضِي هَذَا الهَوَانَ وَلاَ مُعَامَلَةَ بِالعَبِيدِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا بُوشُ أَقْصِرْ خَابَ قَبْلَكَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدْ يَا شَاهِرَاً لحِمَايَةِ الإِسْلاَمِ سَيْفَ ابْنِ الوَلِيدْ قَدْ رُحْتَ تَقْتَنِصُ الطُّيُورَ فَصِرْتَ مِن حَبِّ الحَصِيدْ قَدْ جِئْتَ في ثَوْبِ الحُسَينِ وَأَنْتَ أَشْقَى مِنْ يَزِيدْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بَغْدَادُ يَا بَلَدَ الرَّشِيدْ * وَمَنَارَةَ المجْدِ التَّلِيدْ

يَا بَسْمَةً لَمَّا تَزَلْ زَهْرَاءَ في ثَغْرِ الخُلُودْ يَا مَوْطِنَ الحُبِّ القَدِيمِ وَمَضْرِبَ المَثَلِ الشَّرُودْ يَا سَطْرَ مجْدٍ لِلْعُرُوبَةِ خُطَّ في لَوْحِ الوُجُودْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمْ يحْفُرُواْ لَكَ إِنًّمَا هِيَ كُوَّةُ الأَمَلِ البَعِيدْ فَاذْكُرْ بهَا الوَطَنَ الشَّقِيَّ وَأَنْتَ في الوَطَنِ السَّعِيدْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَنْ يَرْجِعَ المَاضِي وَلَنْ يَتَحَقَّقَ الأَمَلُ البَعِيدْ فَانْسَ الحَدِيثَ عَنِ الأَحِبَّةِ وَاللَّيَالي وَالصَّعِيدْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 بِتَصَرُّفٍ في الْقَافِيَتَين} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مُتَمَلِّقُونَ يُصَفِّقُونَ وَيخْدَعُونَكَ بِالصِّفِيرْ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا صَاحِ لي أُمْنِيَّةٌ تحْقِيقُهَا أَمْرٌ يَسِيرْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَحْبَابَ قَلْبي إِنْ دَعَا دَاعِي المَنُونِ إِلى المَسِيرْ وَرَوَيْتُمُ الأَزْهَارَ حَوْلَ الْقَبْرِ بِالدَّمْعِ الغَزِيرْ لي عِنْدَكُمْ أُمْنِيَّةٌ تحْقِيقُهَا أَمْرٌ يَسِيرْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِالأَمْسِ وَدَّعَهَا وَهَبَّ يَحُثُّ لِلسَّاحِ المَسِيرْ وَعَلَى الأَعَادِي قَالَ سَوْفَ أُحَقِّقُ النَّصْرَ الكَبِيرْ أَتُرَاهُ وَفَّى نَذْرَهُ أَمْ أَنَّهُ فِيهِمْ أَسِيرْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لِمَ ذَلِكَ الحِقْدُ الْغَزِيرْ * أَفَلَيْسَ عِنْدَكُمُ ضَمِيرْ لَمْ يَحْتَقِرْ شَخْصَ النَّبيِّ محَمَّدٍ إِلاَّ حَقِيرْ وَأَشَدُّ شُؤْمَاً في الْوَرَى مِنْ مُنْكَرٍ أَوْ مِنْ نَكِيرْ أَتُرِيدُ يَا خِنْزِيرُ شَتْمَ نَبِيِّنَا في الْكَارْكَتِيرْ

مَاذَا جَنَاهُ الْمُسْلِمُونَ لِيَحْصُدُواْ الحِقْدَ المَرِيرْ مَاذَا جَنى يَا هَؤُلاَءِ المُصْطَفَى الهَادِي الْبَشِيرْ وَهُوَ الَّذِي مَنْ لَيْسَ يُبْصِرُ فَضْلَهُ شَخْصٌ ضَرِيرْ أَثْنى عَلَى أَخْلاَقِهِ مِنْ بَيْنِكُمْ خَلْقٌ كَثِيرْ وَبِعَفْوِهِ في فَتْحِ مَكَّةَ يُضْرَبُ المَثَلُ الْكَبِيرْ مَاذَا جَنَاهُ زَاهِدٌ وَرِعٌ يَنَامُ عَلَى الحَصِيرْ حَتىَّ يُلاَقِيَ مِثْلُهُ مِنْ مِثْلِكُمْ هَذَا المَصِيرْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° اصْبرْ عَلَى سُنَنِ الْبَلاَءِ فَهَكَذَا مَضَتِ الدُّهُورْ فَرَحٌ وَحُزْنٌ يَنْقَضِي لاَ الحُزْنُ دَامَ وَلاَ السُّرُورْ {أَبُو العَتَاهِيَةِ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° جَارَتْ يَد البَاغي عَلَيَّ وَكَمْ يَدُ البَاغِي تجُورْ {محْمُود غُنَيْم أَوْ الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَصَفَعْتَ وَجْهَ الأَرْضِ حَتىَّ كَادَ مِرْجَلُهَا يَثُورْ أَقْسَمْتُ لَوْلاَ أَنَّهَا دَارَتْ لَكَادَتْ أَنْ تَدُورْ {محْمُود غُنَيْم أَوْ الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَاذَا سَتَفْعَلُ أَيُّهَا العُصْفُورُ في زَمَنِ الصُّقُورْ الشِّعْرُ وَلىَّ في زَمَانِكَ بَعْدَمَا انعَدَمَ الشُّعُورْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا وَاحِدَ العَرَبِ الَّذِي مَا في البِلاَدِ لَهُ نَظِيرْ لَوْ كَانَ مِثْلَكَ آخَرٌ مَا كَانَ في الدُّنيَا فَقِيرْ يَوْمَاكَ يَوْمُ نَدَىً وَيَوْمُ رَدَىً عَبُوسٌ قَمْطَرِيرْ في ذَا وَذَاكَ كِلَيْهِمَا خَيْرٌ وَشَرٌّ مُسْتَطِير قُولُواْ لِكُلِّ مُنَافِسٍ لَنْ تُدْرِكَ الخَيْلَ الحَمِيرْ {ابْنُ الرُّومِيّ 0 بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتَينِ الأَوَّلَين} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَمْ بِالْقُرَى مِن غَادَةٍ حَسْنَاءَ كَالرَّشَأِ الْغَرِيرْ الحَافِظَاتِ لِكُلِّ مَا قَدْ يَقتَضِي حَقُّ الْعَشِيرْ الحَامِلاَتِ جِرَارَهُنَّ وَقَدْ سَعَينَ إِلى الْغَدِيرْ النَّائِمَاتِ مِنَ الْعَشِيِّ الْقَائِمَاتِ مِنَ الْبُكُورْ يَبْدُو لَنَا مَعَ فَقْرِهِنَّ حَيَاءُ رَبَّاتِ الخُدُورْ سُقْيَاً لِعَهْدٍ قَدْ تَوَلىَّ كُلُّهُ بِشْرٌ وَنُورْ أَيَّامَ أَلْهُو في الرُّبَى خَلْفَ الْفَرَاشِ لِكَيْ يَطِيرْ لاَ الطِّفْلُ طِفْلٌ في الحُقُولِ وَلاَ الصَّغِيرُ بهَا صَغِيرْ وَعَلَى ضِفَافِ النَّهْرِ سَاقِيَةٌ لَهَا صَوْتٌ تَدُورْ يَمْشِي بهَا ثَوْرٌ تَغَشَّاهُ الْوَقَارُ فَلاَ يخُورْ

وَهُنَاكَ فَوْقَ الأَرْضِ قَوْمٌ يَعْمَلُونَ بِلاَ فُتُورْ وَعَلَى الْفُؤُوسِ قَدِ انحَنَتْ مِنهُمْ وَقُوِّسَتِ الظُّهُورْ الْكَادِحُونَ وَمَا اشْتَكَواْ حَرَّ الظَّهِيرَةِ وَالهَجِيرْ وَالشَّارِبُونَ لَدَى انْبِلاَجِ الْفَجْرِ كَأْسَ الزَّمْهَرِيرْ يَا رِيفُ يَا مَهْدَ الجَمَالِ وَمَصْدَرَ الخَيرِ الْوَفِيرْ حُيِّيتَ يَا حِصْنَ الْفَضِيلَةِ يَا حِمَى الشَّرَفِ الْغَيُورْ مَنْ لَمْ تُدَنِّسْ أَرْضَهُ مَدَنِيَّةٌ كَذِبٌ وَزُورْ كَمْ أَهْمَلُواْ الإِصْلاَحَ فِيكَ وَأَنْتَ عَانٍ لاَ تَثُورْ كَمْ أَخْلَفَ الْوَعْدَ الَّذِي أَعْطَاكَهُ مِنهُمْ وَزِيرْ فَاخْلَعْ رِدَاءَ الجَهْلِ إِنَّ الْعِلْمَ بَيْنَ النَّاسِ نُورْ وَالْبِسْ رِدَاءَ الْعِلْمِ أَنْتَ بِثَوْبِهِ أَبَدَاً جَدِيرْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَيْسَتْ مُصِيبَتُكَ الَّتي بِكَ بَلْ مُصِيبَتُكَ القُنُوطْ فَلَطَالَمَا سَقَطَ الشُّجَاعُ وَقَامَ مِنْ بَعْدِ السُّقُوطْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وِبِقُبْلَةٍ تُغْوِي المُرَاهِقَ يَنْتَهِي الْفِيلْمُ " الْعَبِيط " {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° احْسِبْ حِسَابَكَ لِلنُّزُولِ مُقَدَّمَاً قَبْلَ الطُّلُوعْ {بَهَاءُ الدِّينِ الزُّهَير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ضَحِكَ الرَّبِيعُ فَقُلْتُ لَوْلاَهَا لَمَا ضَحِكَ الرَّبِيعْ {زَكِي قُنْصُل} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلَكَمْ بَلَغْتُ بِحِيلَتي مَا لَيْسَ يُبْلَغُ بِالسُّيُوفْ وَلَكَمْ فَتَكْتُ وَكَمْ سَفَكْتُ وَكَمْ هَتَكْتُ حِمَى أَنُوفْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بِاللهِ يَا قَمَرَ الدُّجَى * كُنْ لي إِلى قَمَرِي شَفِيعَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نحْنُ الجُلُوسُ عَلَى الرَّصِيفْ * الْبَاحِثُونَ عَنِ الرَّغِيفْ الْعَاجِزُونَ عَنِ الْبَقَاءِ الْقَادِرُونَ عَلَى النَّزِيفْ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّفٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الْطُفْ بِحَالي يَا لَطِيفْ * وَاعْطِفْ عَلَى عَبْدٍ ضَعِيفْ نَزَفَتْ شَرَايِيني دَمَاً فَإِلىَ مَتىَ هَذَا النَّزِيفْ هَلْ سَوْفَ أَقْضِي طُولَ عُمْرِي بَائِعَاً فَوْقَ الرَّصِيفْ فَمَتىَ يَرَى أَمْثَالُنَا الإِنْصَافَ يَا دُكْتُورْ نَظِيف {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَكَ في سَمَاءِ الشِّعْرِ بَيْتٌ يَا {//5/} لَهُ بَرِيقْ وَمِنَ العَجَائِبِ لَفْظُهُ حُرٌّ وَمَعْنَاهُ عَتِيقْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° احْسِبْ حِسَابَكَ لِلخُرُوجِ مُقَدَّمَاً قَبْلَ الدُّخُولْ

{بَهَاءُ الدِّينِ الزُّهَير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا مَاءَ مُزْنٍ يَا شِهَابَ دُجُنَّةٍ يَا لَيْثَ غِيلْ يَا مَن عَجِبْنَا أَنْ يجُودَ بِمِثْلِهِ الزَّمَنُ البَخِيلْ {ابْنُ زَيْدُون} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا رَبِّ خُذْ بِيَدِ الصَّبِيَّةِ وَاهْدِهَا خَيرَ السَّبِيلْ كَيْ لاَ أَمُوتَ حَزِينَةً * لَمْ يَبْقَ لي إِلاَّ الْقَلِيلْ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° صَاهَرْتُ بَيْتَاً في خَلِيلْ مَا في الْبُيُوتِ لَهُ مَثِيلْ لَوْ زُرْتَهُمْ يَا صَاحِ يَوْمَاً لَنْ تُفَكِّرَ في الرَّحِيلْ فَلَهُمْ طِبَاعٌ عَذْبَةٌ شَفَّافَةٌ كَالسَّلْسَبِيلْ قَلْبي لِغَيْبَتِهِمْ يَظَلُّ كَأَنَّهُ رَجُلٌ عَلِيلْ يَا رَبَّنَا احْفَظْهُمْ فَلَيْسَ لَنَا إِذَا فُقِدُواْ بَدِيلْ

لِمَ دَائِمَاً أَمْثَالُهُمْ في هَذِهِ الدُّنيَا قَلِيلْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا نَفْسُ قَدْ أَزِفَ الرَّحِيلْ وَأَظَلَّكِ الخَطْبُ الجَلِيلْ إِنيِّ أُعِيذُكَ أَنْ يَمِيلَ بِكِ الهَوَى فِيمَنْ يَمِيلْ لاَ تَعْمُرِي الدُّنيَا فَلَيْسَ إِلى الْبَقَاءِ بِهَا سَبِيلْ كُلٌّ يُفَارِقُهَا وَفي أَحْشَائِهِ مِنهَا غَلِيلْ فَتَأَهَّبي يَا نَفْسُ لاَ يَلْعَبْ بِكِ الأَمَلُ الطَّوِيلْ فَلَتَنْزِلِنَّ بِمَنْزِلٍ يَنْسَى الخَلِيلُ بِهِ الخَلِيلْ وَلَيُوضَعَنَّ عَلَيْكَ فِيهِ مِنَ الثَّرَى ثِقَلٌ ثَقِيلْ قُرِنَ الْفَنَاءُ بِنَا فَمَا يَبْقَى الْعَزِيزُ وَلاَ الذَّلِيلْ وَالمَوْتُ آخِرُ عِلَّةٍ يَعْتَلُّهَا الْبَدَنُ الْعَلِيلْ وَلَرُبَّ جِيلٍ قَدْ مَضَى يَتْلُوهُ بَعْدَ الجِيلِ جِيلْ وَلَرُبَّ بَاكِيَةٍ عَلَيَّ بَقَاؤُهَا بَعْدِي قَلِيلْ

{أَبُو العَتَاهِيَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * فَالظُّلْمُ مَرْتَعُهُ وَخِيمْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَتَنَافَسُونَ عَلَى الثَّرَاءِ فَخَلِّهِمْ يَتَنَافَسُون سِيَّانِ مَن أَنهَى الحَيَاةَ بِتَلِّ مَالٍ أَوْ بِدُون {عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ذُوقُواْ فَإِنَّ هَوَانَكُمْ * يَشْفِي صُدُورَ المُؤْمِنِين ذُوقُواْ فَإِنَّ رُسُوبَكُمْ * يَشْفِي صُدُورَ المُؤْمِنِين ذُوقُواْ فَإِنَّ سُقُوطَكُمْ * يَشْفِي صُدُورَ المُؤْمِنِين {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَيَدَاهُ تُغْمَسُ كُلَّ يَوْمٍ في دَمِ المُسْتَضْعَفِين الثَّائِرِينَ عَلَى القُيُودِ وسَطْوَةِ المُتَجَبِّرِين {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَمْ ذَا رَأَيْتُ بِأَرْضِ مِصْرَ مِنَ الضِّعَافِ الطَّيِّبِين لَكِن إِذَا عَاشَ الضَّعِيفُ مَعَ الجَبَابِرِ لاَ يُبِين {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لي في الهَوَى قَلْبٌ حَزِين * قَدْ بَاتَ يُدْمِيهِ الأَنِين كُتِبَ الشَّقَاءُ لَهُ وَكَمْ * سَعِدَتْ قُلُوبُ العَاشِقِين {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَيِّ الشَّبَابَ المُصْلِحِين * خَيرَ الكَتَائِبِ أَجْمَعِين مَنْ شَيَّدُواْ صَرْحَ الرَّشَادِ لِيرْفَعُواْ للهِ دِين مَنْ قَدْ أَبَواْ إِلاَّ الجِهَادَ فَدَيْتُهُمْ مِنْ مخْلِصِين لاَ يَعْمَلُونَ لِغَايَةٍ إِلاَّ فَلاَحَ المُسْلِمِين {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُهْدِي لِقُرَّائِي كِتَابي عَن هُمُومِ المُسْلِمِين أُهْدِي لَكُمْ أَثْرَى كِتَابٍ عَن هُمُومِ المُسْلِمِين

لِيَكُونَ كَالسُّلْوَانِ لِلإِنْسَانِ ذِي الْقَلْبِ الحَزِين وَلِكُلِّ مَظْلُومٍ يُعَاني أَوْ مَرِيضٍ أَوْ سَجِين آثَارُهُ مخْتَارَةٌ وَكَلاَمُهُ دُرٌّ ثَمِين اقْرَأْ بِهِ بَعْضَ السُّطُورِ تجِدْ بِهِ الخَبرَ الْيَقِين {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بَلَدٌ بِهِ شَبَحُ الرَّدَى في كُلِّ زَاوِيَةٍ كَمِين قَدْ كَانَ مبْكَىً لِلْيَهُودِ فَصَارَ مَبْكَى المُسْلِمِين لَهْفِي عَلَى الشُّمِّ الأُبَاةِ عَنِ الدِّيَارِ مُشَرَّدِين قَدْ أَوْشَكَتْ شُرُفاتُهَا تُومِي إِلَيْهِمْ بِالْيَمِين يَرْنُو إِلَيْهِمْ صَخْرُهَا فَيَذُوبُ مِنْ فَرْطِ الحَنِين وَيَظَلُّ يَدْعُوهُمْ بِصَوْتٍ في القُلُوبِ لَهُ أَنِين سَكَنُواْ العَرَاءَ وَدُورُهُمْ مِنهُمْ عَلَى مَرْأَى العُيُون قَرَّحْتِ مَنَّا يَا فِلَسْطِينُ الحَشَا قَبْلَ الجُفُون

قَسَمَاً بِمَن أَجْلَى قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرَ عَنِ الحُصُون وَبِمَن أَتَاحَ لِجُنْدِهِ في خَيْبرَ النَّصْرَ المُبِين لَنُرَتِّلَنَّ لَهُمْ غَدَاً كُونُواْ قُرُودَاً خَاسِئِين وَلَنَدْخُلَنَّ مُحَلِّقِينَ رُءوسَنَا وَمُقَصِّرِين وَلَنُنْقِذَنَّ المَسْجِدَ الأَقْصَى مِنَ الشَّعْبِ اللَّعِين وَلَنَحْمِلَنَّ لِكُلِّ مَن عَبِثُواْ بِهِ الحِقْدَ الدَّفِين حِقْدٌ نَعِيشُ بِهِ فَإِنْ مُتْنَا نُوَرِّثُهُ البَنِين لَنْ يَعْرِفَ العَرَبيُّ بَعْدَ اليَوْمِ إِحْنَاءَ الجَبِين أَبْنَاءَ يَعْرُبَ لَسْتُمُ نَسْلَ الكُمَاةِ الفَاتحِين لَسْنَا إِلى المَأْمُونِ يَوْمَ الفَخْرِ نُنْسَبُ وَالأَمِين إِنْ لَمْ نخَضِّبْ أَرْضَ يَعْرُبَ مِنْ دِمَاءِ الغَاصِبِين مَنْ رَوَّعَوا البَلَدَ البَلَدَ الحَرامَ وَدَنَّسُواْ البَلَدَ الأَمِين العُرْبُ لاَ يَنْسَوْنَ ثَأْرَهُمُ عَلَى مَرِّ السِّنِين فَلْتَثْأَرُواْ يَا قَوْمِ لِلشَّيْخِ المُحَطَّمِ وَالجَنِين {محْمُود غُنيم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لاَ تُصْغِ يَا وَلَدِي إِلى مَا لَفَّقُوهُ وَزَوَّرُوهْ مِن أَنَّهُمْ جَاءواْ إِلى الوَطَنِ الذَّلِيلِ فَحَرَّرُوهْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 انْظُرِ المُتَنَوِّعَات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعِيلُ/فِعَالُ/فِعَالي/فَعُولُ/} لاَ يُبْغِضُونَ عَدُوَّهُمْ أَوْ يَعْرِفُونَ عَلاَمَ عُودِي {محْمُود غُنَيْم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَأُحِبُّهَا وَتحِبُّني وَيُحِبُّ نَاقَتَهَا بَعِيرِي {المُنَخَّلُ الْيَشْكُرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَتَعَاهَدَا أَنْ سَوْفَ يَكْتُبُ بِالدَّمِ النَّصْرَ الكَبِيرَا أَتُرَاهُ وَفَّى نَذْرَهُ أَمْ أَنَّهُ أَمْسَى أَسِيرَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بِاللهِ يَا قَمَرَ الدُّجَى * كُنْ لي إِلى قَمَرِي شَفِيعَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَشْكُو الْفِرَاقَ إِلى التَّلاَقِي * وَإِلى الْكَرَى سَهَرَ المَآقِي وَإِلى الصَّبَايَا صَبْوَتي * وَإِلى الأَحِبَّةِ مَا أُلاَقِي {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَبِّ الفَتَاةَ وَأَلْقِهَا بَيْنَ الذّئَاب وَلاَ تُبَالِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَالذَّنْبُ لِلأَيَّامِ لاَ لي * فَاعْتِبْ عَلَى صَرْفِ اللَّيَالي بِالحُمْقِ أَدْرَكْتُ المُنى * وَرَفَلْتُ في الحُلَلِ الغَوَالي {بَدِيعُ الزَّمَانِ الهَمَذَانيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَجَفَوْتَني فِيمَنْ جَفَاني * وَجَعَلْتَ شَانَكَ غَيْرَ شَاني وَلَطَالَمَا أَمَّنْتَني * مِمَّا أَرَى كُلَّ الأَمَانِ

حَتىَّ إِذَا انْقَلَبَ الزَّمَا * نُ عَلَيَّ صِرْتَ مَعَ الزَّمَانِ {أَبُو العَتَاهِيَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعِيهُ/فِعَاهُ/فَعُوهُ/فَعِيهَا/فِعَاهَا/فَعُوهَا/} ذَهَبَتْ تُسَائِلُ عَنْ فَتَاهَا * لَهْفَى يُسَابِقُهَا أَسَاهَا السُّهْدُ أَضْنَاهَا وَنَارُ الشَّوْقِ يَحْرِقُهَا لَظَاهَا وَتَكَادُ لَوْلاَ الصَّبْرُ وَالإِيمَانُ تَهْمِي مُقْلَتَاهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعِيلُهُ/فِعَالُهُ/فَعُولُهُ/فَعِيلُهَا/فِعَالُهَا/فَعُولُهَا/} هَرَّتْ كِلاَبُ الْغَرْبِ تَشْكُو الوَيْلَ مِمَّا انْتَابَهَا عَضَّتْ حِذَاءَ المُسْلِمِينَ فَحَطَّمَتْ أَنيَابَهَا عَضَّتْ حِذَاءَكَ يَا [جَمَالُ] فَحَطَّمَتْ أَنيَابَهَا {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي، وَرُبَّمَا كَانَتْ لِنِزَار قَبَّاني؟}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَتَأَلَّفَتْ دَارُ الْقَضَاءِ وَكَانَ مِنْ مَأْسَاتِهَا أَنَّ الأُلى ارْتَكَبُواْ الجَرِيمَةَ مِنْ كِبَارِ قُضَاتِهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَكَمُواْ بِمَا شَاءُجواْ وَسِيقَ أَبُوكَ في أَصْفَادِهِ قَدْ كَانَ يَرْجُو رَحْمَةً بِبَنِيهِ مِنْ جَلاَدِهِ مَا كَانَ يَا وَلَدِي أَبُوكَ يَخُونُ حُبَّ بِلاَدِهِ لَكِنَّهُ حُكْمُ المُدِلِّ بِجُنْدِهِ وَعَتَادِهِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 انْظُرِ المُتَنَوِّعَات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَاعِلُ/فَاعِلُواْ/فَاعِلِي/فَاعِلاَ/} لاَ تَبْتَئِسْ يَا خَالِدُ * هَذَا نِظَامٌ فَاسِدُ الْبَطْشُ فِيهِ سَيِّدٌ * وَالظُّلْمُ فِيهِ سَائِدُ كَمْ أُقْفِلَتْ بمَزَاعِمِ الإِرْهَابِ فِيهِ مَسَاجِدُ زَمَنُ الخِلاَفَةِ يَا صَدِيقِي عَنْ قَرِيبٍ عَائِدُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ّلَوْ أَنَّهُ يَتَوَاجَدُ * في مِصْرِنَا يَا خَالِدُ ّاثْنَانِ مِثْلُكَ لَمْ يَكُنْ فِيهَا فَقِيرٌ وَاحِدُ ّفَالظُّلْمُ فِيهَا سَيِّدٌ وَالْفَقْرُ فِيهَا سَائِدُ ّوَلِذَا ظَنَنْتُكَ لَسْتَ مِصْرِيَّاً وَأَنَّكَ وَافِدُ ّفَلأَنْتَ بَينَ ذِئَابِ هَذَا الْعَصْرِ ظَبيٌ شَارِدُ ّأَنَاْ لَمْ أُبَالِغْ أَنْتَ في أَهْلِ المُرُوء ةِ رَائِدُ ّفَالخَيْرُ فِيكَ طَبِيعَةٌ وَالجُودُ عِنْدَكَ زَائِدُ ّعُدْ لِلسَّخَاءِ فَإِنَّني لِلْمَدْحِ أَيْضَاً عَائِدُ ّلَوْ لَمْ أَقُلْ فِيكَ المَدِيحَ فَإِنَّ قَلْبي جَاحِدُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا ابْنَ اللِّئَامِ بَني اللِّئَامِ بَني اللِّئَامِ فَصَاعِدَا لَوْ أَن عَلَوْتَ عُلُوَّ كِبْرِكَ صِرْتَ شَيْخَاً مَاجِدَا {ابْنُ الرُّومِي}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنْ شَاءَ بَعْدَكَ فَليَمُتْ فَعَلَيْكَ كُنْتُ أُحَاذرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنْتَ امْرُؤٌ يَا يَاسِرُ * في كُلِّ شَيْءٍ نَادِرُ مَهْمَا أَقُلْ فِيكَ المَدِيحَ فَإِنَّ وَصْفِي قَاصِرُ يَا مِصْرُ يَا وَلاَّدَةٌ لاَ زَالَ فِيكِ جَوَاهِرُ ********* يَتْلُو بِصَوْتٍ خَاشِعٍ فِيهِ جَمَالٌ سَاحِرُ وَبِصَوْتِهِ الرَّقْرَاقِ في الصَّلَوَاتِ لاَ يَتَظَاهَرُ مُتَبَتِّلٌ بِقِرَاءةِ الْقُرْآنِ لَيْسَ يُتَاجِرُ وَمُهَذَّبٌ وَالشَّهْدُ مِن أَخْلاَقِهِ يَتَقَاطَرُ وَكَأَنَّهُ في رِقَّةِ الإِحْسَاسِ شَخْصٌ شَاعِرُ ********* في عَالَمٍ فِيهِ نَقَاءُ الْقَلْبِ لاَ يَتَوَافَرُ الْكُلُّ فِيهِ عَلَى الْكِرَامِ الطَّيِّبِينَ تَآمَرُواْ مَا عَادَ فِيهِ مُرُوءةٌ أَوْ عَادَ فِيهِ ضَمَائِرُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَتَّامَ تَشْكُو الضِّيقَ يَا هَذَا وَرِزْقُكَ وَاسِعُ كَالتَّيْسِ يَثْغُو وَهْوَ في ظِلِّ الخَمَائِلِ رَاتِعُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَالَتْ يَمَامَةُ قَبرِهِ * وَلَرُبَّ أَخْرَسَ نَاطِقُ فَارَقتَهُ وَلَزِمْتُهُ * فَأَنَا الصَّدِيقُ الصَّادِقُ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَبَّهْتَ مِنيِّ غَافِلاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الشَّرُّ أَبْيَضُ زَاهِرٌ * وَالخَيْرُ أَسْوَدُ فَاحِمُ وَالْكَوْنُ بحْرٌ زَاخِرٌ * لَكِنَّهُ مُتَلاَطِمُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَمَضَانُ شَهْرٌ بَاسِمُ * وَتَفُوحُ فِيهِ نَسَائِمُ تَتَبَسَّمُ الدُّنيَا لَهُ * وَبِهِ يُسَرُّ الْعَالَمُ

تَرْكُ الْمَظَالِمِ وَالْفَوَا * حِشِ فِيهِ شَيْءٌ لاَزِمُ فَمَعَ الصِّيَامِ الْفُحْشُ في الأَخْلاَقِ لاَ يَتَلاَءمُ وَالمُؤْمِنُ الحَقُّ الَّذِي * في صَوْمِهِ يَتَرَاحَمُ مَا بَالُنَا مِنْ دُونِ خَلْقِ اللهِ لاَ نَتَفَاهَمُ وَتَزِيدُ في رَمَضَانَ مِنَّا ثَوْرَةٌ وَشَتَائِمُ مَنْ قَالَ أَنَّا صَائِمُو * نَ فَذَاكَ شَخْصٌ وَاهِمُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَسَمِعْتَ مَا قَدْ قَالَ عَنيِّ بَعْضُهُمْ يَا بَاسِمُ وَصَفُواْ أَبَاكَ بِأَنَّهُ في شِعْرِهِ مُتَشَائِمُ وَبِرَغْمِ صِدْقِ جِهَادِهِ في مِصْرَ صَارَ يُهَاجَمُ وَيُمَارِسُونَ ضُغُوطَهُمْ وَمَضَى أَبُوكَ يُقَاوِمُ وَتُدَاسُ قَبْلَ الْفَجْرِ حُرْمَةُ بَيْتِهِ وَيُحَاكَمُ وَعَلَى محَبَّتِهِ لِمِصْرَ هُنَاكَ صَارَ يُسَاوَمُ هَذَا زَمَانٌ لَيْسَ لِلْعُلَمَاءِ فِيهِ محَارِمُ

فَيُطَاعُ فيهِ المُرْتَشِي وَيُضَاعُ فِيهِ الْعَالِمُ أَفَكُلُّ مَنْ ذَمَّ المَفَاسِدَ قِيلَ عَنهُ نَاقِمُ أَنىَّ أُغَنيِّ وَالهَزَائِمُ حَوْلَنَا تَتَرَاكَمُ وَالْكَوْنُ فِيهِ عَقَارِبٌ أَمْثَالُكُمْ وَأَرَاقِمُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَبَاسِمٌ المَذْكُورُ هُوَ ابْني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَطَّمْتُ عِزَّتَكِ المَنِيعَةَ كُلَّهَا بِدَرَاهِمِي وَبمَا حَمَلْتُ مِنَ النَّفَائِسِ وَالحَرِيرِ الحَالِمِ فَأَطَعْتِني وَتَبِعْتِني وَرَضِيتِ كُلَّ مَآثِمِي كَالقِطَّةِ العَمْيَاءِ مُؤْمِنَةً بِكُلِّ مَزَاعِمِي فَإِذَا بِصَدْرِكَ ذَلِكَ المَغْرُورِ ضِمْنَ غَنَائِمِي لَمْ يَبْقَ شَيْءٌ مِنْكِ إِلاَّ اسْتَعْبَدَتْهُ دَرَاهمِي {نِزَار قَبَّاني؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {أَفْعَلُ/يَفْعَلُ/أَفْعَلِي/افْعَلُواْ/افْعَلاَ/}

* فَعَلَى عَصَاكَ تَوَكَّأُواْ {عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * فَعَلَى عَصَايَ تَوَكَّأُواْ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا دَوْحَةً كُلُّ الوَرَى بِظِلاَلِهَا تَتَفَيَّأُ مَا أَنْتَ إِلاَّ كَرْمَةٌ مِنهَا الكِرَامُ تجَزَّأُواْ {صَفِيُّ الدِّينِ الحِلِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَالْفَيْءُ في غَيْرِ الْعُيُونِ السُّودِ لاَ يُتَفَيَّأُ {عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَعَجِبْتُ مِمَّا قَدْ سَمِعْتُ وَحُقَّ لي أَن أَعْجَبَا {بَهَاءُ الدِّينِ الزُّهَير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَيْثٌ بِهِ في كُلِّ جَارِحَةٍ وَعُضْوٍ مخْلَبُ لَكِن خَلاَئِقُهُ تَكَادُ مِنَ العُذُوبَةِ تُشْرَبُ {ابْنُ الرُّومِي}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الْيَوْمَ بِالتَّزْوِيرِ أَفْلَتُّمْ غَدَاً لَنْ تُفْلِتُواْ للهِ سَيْفٌ لِلْعَدَالَةِ في الخَلاَئِقِ مُصْلَتُ لاَ تَفْرَحُواْ أَوْ تَفْخَرُواْ أَوْ تَسْخَرُواْ أَوْ تَشْمَتُواْ لاَ تَأْسَ إِنْ قَدْ أَسْقَطُوكَ وَلاَ تَلِن يَا حِشْمَتُ مِنْ قَبْلُ كَمْ قَدْ أَسْقَطُواْ مِنْ فَائِزٍ وَتَعَنَّتُواْ مِنْ قَبْلُ أَقْصَواْ حَازِمَاً وَمَكَارِمَاً وَتَعَنَّتُواْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ الذَّلِيلَ إِذَا تحَكَّمَ في بِلاَدٍ ذَلَّتِ أَسْقَمْتَ مِصْرَ لِذَاكَ حِينَ تَقَيَّئَتْكَ أَبَلَّتِ شَرَّدْتَنَا كَسِنيِّ يُوسُفَ أَزْمَةً وَتجَلَّتِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَالطَّوْدِ لَيْسَ بِنَاطِحٍ * وَيَفُلُّ رَأْسَ النَّاطِحِ {ابْنُ الرُّومِي 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَالطَّوْدِ لَيْسَ بِنَاطِحٍ * وَيَفُلُّ رَأْسَ النُّطَّحِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمْ أَنْسَ مِنهُ ضَرْطَةً أَحْسَسْتُهَا في بَرْبخِي قَدْ أَزْعَجَتْ مَنْ كَانَ حَيَّاً وَالَّذِي في البَرْزَخِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كُلُّ الطُّيُورِ تُغَرِّدُ * يَا سَيِّدِي يَا سَيِّدُ في النَّاسِ مِثْلُكَ في الشَّهَامَةِ لَيْسَ آخَرُ يُوجَدُ سَيْفٌ عَلَى الْبَاغِينَ أُشْهِرَ بَاتِرٌ لاَ يُغْمَدُ إِنَّ المُرُوءةَ في الصَّعِيدِ وَأَهْلِهِ تَتَجَسَّدُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

حَلَّ النَّدَى مِن أَحْمَدَا * في شَخْصِهِ وَتجَسَّدَا إِنْ شِئْتَ أَعْطَى فِضَّةً * أَوْ شِئْتَ أَعْطَى عَسْجَدَا أَبْشِرْ فَإِنَّكَ يَا فَتى * سَتَصِيرُ يَوْمَاً سَيِّدَا أَنْفِقْ وَلاَ تَخْشَ الرَّدَى * مَا ضَاعَ مَعْرُوفٌ سُدَى {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 في الصَّدِيق: أَحْمَد فَتْحِي غَانم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَجَاوُزَاتُ المُنْتَدَيَات، وَمَا يحْدُثُ بِهَا التَّعَدِّيَات إِنيِّ كَتَبْتُ مُنَدِّدَا * بِتَجَاوُزَاتِ المُنْتَدَى فَرَأَيْتُ فِيهِ مُصْلِحَاً * وَرَأَيْتُ فِيهِ المُفْسِدَا وَرَأَيْتُ فِيهِ فِضَّةً * وَرَأَيْتُ فِيهِ الْعَسْجَدَا وَرَأَيْتُ فِيهِ المُغْرِضِينَ الحَاقِدِينَ الحُسَّدَا ثُقَلاَءُ يَأْبى السَّيْفُ أَنْ يَبْقَى عَلَيْهِمْ مُغْمَدَا كَمْ كُنْتُ أَبْحَثُ فَتْرَةً لأَرَى مَقَالاً جَيِّدَا وَرَأَيْتُ فِيهِ أَخَا المُرُوءةِ وَالشَّهَامَةِ وَالنَّدَى

كَأَخِي السَّعَادَةِ بَلْ وَلَن أَنْسَى الْفَتى المُتَمَرِّدَا وَكَمُشْرِفَاتٍ فُضْلَيَاتٍ مِثْلِ حَبَّاتِ النَّدَى أَنَاْ لَمْ أُجَامِلْهُمْ بِشِعْرِي قَبْلَ أَن أَتَأَكَّدَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَوْ كَانَ أَمْرِي في يَدِي * لَوَدِدْتُ لَوْ لَمْ أُولَدِ {لِلشَّاعِرِ الْعَظِيم / محْمُود غُنيم، أَوْ لِصَدِيقِهِ محَمَّدٍ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° غَيْدَاءُ فَاضَ بِوَجْهِهَا مَاءُ الشَّبَابِ الأَغْيَدِ يَا لَيْتَ إِذْ قَبَّلْتُهَا لاَ تَتَّقِينَا بِاليَدِ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لاَبْنِ الرُّومِي، وَالآخَرُ لِلنَّابِغَةِ الذُّبْيَانيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا رَبِّ عَامِلْني بجُودِكَ لاَ بِمَا كَسَبَتْ يَدِي إِنيِّ جَعَلْتُكَ وِجْهَتي يَا ذَا الجَلاَلِ وَمَقْصِدِي

أَنَاْ مَا بَغَيْتُ وَلاَ اعْتَدَيْتُ وَلاَ أَعَنْتُ المُعْتَدِي إِنْ كُنْتُ حِدْتُ عَنِ الطَّرِيقِ فَإِنَّني لَمْ أَبْعُدِ ذَلِّلْ لِعَبْدِكَ كُلَّ أَمْرٍ مُعْضِلٍ وَمُعَقَّدِ قَدْ طَالَ صَبرِي في الحَيَاةِ عَلَى الأَذَى وَتجَلُّدِي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الْيَوْمَ يَوْمُ المَوْلِدِ * وَالْكَوْنُ مِثْلُ الْعَسْجَدِ قَدْ جَاءَ شَهْرُ المَوْلِدِ * وَالْكَوْنُ مِثْلُ الْعَسْجَدِ قَدْ غَنَّتِ الْوَرْقَاءُ فِيهِ عَلَى الْغُصُونِ المُيَّدِ أَيْنَ الَّذِي شَتَمَ الرَّسُولَ وَكُلُّ وَغْدٍ مُلْحِدِ لِيَرَى جُمُوعَ المُسْلِمِينَ وَحُبَّهَا لمحَمَّدِ مَا قَلَّ قَدْرُكَ بِالإِسَاءةِ مِنهُمُ يَا سَيِّدِي بَلْ زَادَ قَدْرُكَ في الْقُلُوبِ وَخَابَ سَعْيُ المُعْتَدِي لاَ خَيْرَ في شِعْرِي إِذَا في المُصْطَفَى لَمْ يُنْشَدِ

مَنْ لاَ يَرَى فِيهِ الْفَضِيلَةَ وَالتُّقَى كَالأَرْمَدِ صَلِّي عَلَيْهِ يَا أَخِي مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ تَسْعَدِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * لَمْ يحْمَدِ القَوْمُ السُّرَىَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَاحَ الَّذِي كُنَّا نَعِيشُ بجُودِهِ بَيْنَ الوَرَى ّوَأَتَى الَّذِينَ حَيَاتُهُمْ وَوُجُودُهُمْ مِثْلُ الخَرَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَنَاْ لي صَدِيقٌ عَبْقَرِي * أَخْلاَقُهُ كَالْعَنْبَرِ فَلَهُ طِبَاعٌ حُلْوَةٌ * كَالْبُرْتُقَالِ السُّكَّرِي مُتَمَايِلٌ في مَشْيِهِ * مِثْلُ النَّبَاتِ الأَخْضَرِ وَيَدَاهُ بِالمَعْرُوفِ تَقْطُرُ كَالْغَمَامِ المُمْطِرِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هِيَ أَنْفُسُ العُشَّاقِ في غَسَقِ الدُّجَى تَتَنَفَّسُ

هِيَ أَنْفُسُ الشُّعَرَاءِ في غَسَقِ الدُّجَى تَتَنَفَّسُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عِشْنَا فَلَمْ نَرَ عَاطِسَاً بِأَبي قُبَيْسٍ يَعْطَسُ إِنْ كَانَ أَنْفُكَ هَكَذَا فَالفِيلُ عِنْدَكَ أَفْطَسُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَلَقَدْ تُصِيبُكَ شِدَّةٌ لَكَ في عَوَاقِبِهَا رِضَا وَلَرُبَّمَا اتَّسَعَ المَضِيقُ وَرُبَّمَا ضَاقَ الْفَضَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَاذَا فَعَلْنَا يَا رِضَا * لِيَكُونَ وَجْهُكِ مُعْرِضَا أَيْنَ الَّتي يَأْبى الْفَتى مِنْ لُطْفِهَا أَنْ يَنهَضَا وَإِذَا رَآهَا قَالَ ذَا يَوْمٌ أَرَاهُ أَبْيَضَا في بَعْضِهِنَّ شَرَاسَةُ الذِّئْبِ الَّذِي مَا رُوِّضَا وَتَكَادُ إِنْ كَلَّمْتَهَا مِنْ ثُقْلِهَا أَن تَمْرَضَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا صَاحِ عَرَّفَني المَشِيبُ وَحُقَّ لي أَن أَعْرِفَا {ابْنُ المُعْتَزّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلَبِسْتِ ثَوْبَاً ضَيِّقَا * قَدْ كَادَ أَنْ يَتَفَتَّقَا وَعَلَى الشَّبَابِ مَرَرْتِ مُعْجَبَةً بِهِ لِيُحَدِّقَا وَيَقُولَ قَائِلُهُمْ لَقَدْ طَلَعَ الصَّبَاحُ وَأَشْرَقَا وَيَقُولَ آخَرُ مَا لِغُصْنِكِ يَا صَبِيَّةُ أَوْرَقَا وَلَرُبَّمَا قَدْ سَارَ خَلْفَكِ ثَالِثٌ لِيُحَمْلِقَا مِثْلَ الحِمَارِ إِذَا رَأَى حُسْنَ الحِمَارَةِ نَهَّقَا إِنَّ الجَمِيلَةَ في تحَجُّبِهَا تَزِيدُ تَأَلُّقَا كَالْبَدْرِ إِن هُوَ بِالنُّجُومِ وَبِالْغُيُومِ تحَلَّقَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ثُلُثَاهُ مِنْقَارٌ وَرَأْسٌ وَالأَظَافِرُ مَا بَقِي ضَخْمُ الدِّمَاغِ عَلَى الخُلُوِّ مِنَ الحِجَى وَالمَنْطِقِ

مِن أُمِّهِ لَقِيَ الصَّغِيرُ مِنَ الْبَلِيَّةِ مَا لَقِي فُتِنَتْ بِهِ فَتَوَهَّمَتْ فِيهِ قُوَىً لَمْ تُخْلَقِ قَالَتْ كَبِرْتَ فَثِبْ كَمَا وَثَبَ الْكِبَارُ وَحَلِّقِ وَرَمَتْ بِهِ في الجَوِّ لَمْ تَحْذَرْ وَلَمْ تَسْتَوْثِقِ فَهَوَى فَمُزِّقَ كُلُّ عُضْوٍ فِيهِ شَرَّ مُمَزِّقِ فَرَأَيْتُ غِرْبَانَاً تُحَلِّقُ في السَّمَاءِ وَتَلْتَقِي وَعَرَفْتُ رَنَّةَ أُمِّهِ في النَّائِحَاتِ النُّعَّقِ فَأَشَرْتُ فَالْتَفَتَتْ فَقُلْتُ لَهَا مَقَالَةَ مُشْفِقِ أَطْلَقْتِهِ وَلَوِ اخْتَبَرْتِ جَنَاحَهُ لَمْ تُطْلِقِ وَكَمَا تَرَفَّقَ وَالِدَاكِ عَلَيْكِ لَمْ تَتَرَفَّقِي {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف 0 قَالَهَا في غُرَابٍ صَغِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°ــــــ إِنَّ السَّمَا مَا أَمْطَرَتْ * لَكِنَّهَا تَتَبَوَّلُ

فَوْقَ الرُّءوسِ وَقَدْ رَأَتْ * أَحْوَالَنَا تَتَقَنْدَلُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 فِكْرَةٌ صَاغَهَا الشُّعَرَاءِ وَالأُدَبَاءِ قُمْتُ بِنَظْمِهَا وَتَطْوِيرِهَا} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَمْتَعْتَنَا يَا فَيْصَلُ * حَقَّاً وَأَنْتَ تُرَتِّلُ يَتْلُو المُفَصَّلَ خَاشِعَاً وَكَأَنَّهُ يَتَبَتَّلُ مَهْمَا أَطَالَ صَلاَتَهُ قَالُواْ عَلَيْهِ مُعَجِّلُ مُتَوَاضِعٌ وَرِعٌ بِهَدْيِ نَبِيِّنَا يَتَمَثَّلُ اصْبِرْ قَلِيلاً فَالصِّعَابُ سَرِيعَةً تَتَذَلَّلُ إِنَّ الْكَرِيمَ وَرَغْمَ كُلِّ هُمُومِهِ يَتَجَمَّلُ وَلِكُلِّ مَا يَلْقَاهُ مِنْ سُنَنِ الْبَلاَ يَتَأَوَّلُ وَلَسَوْفَ تَأْتي لاَ محَالَةَ فَتْرَةٌ هِيَ أَجْمَلُ تَتَحَسَّنُ الأَوْضَاعُ فِيهَا وَالأَسَى يَتَحَوَّلُ وَغَدَاً سَتَغْدُو في الرَّقِيقِ مِنَ الثِّيَابِ وَتَرْفُلُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خُلِقَ الجَمَالُ مُفَصَّلاَ * إِلاَّ بِوَجْهِكِ مجْمَلاَ لَمْ أَلْقَ قَطُّ جَمِيلَةً * إِلاَّ وَجَدْتُكِ أَجْمَلاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا نَهْرُ ذَا قَلْبي أَرَاهُ كَمَا أَرَاكَ مُكَبَّلاَ وَالفَرْقُ أَنَّكَ سَوْفَ تَنْشَطُ مِن عِقَالِكَ وَهْوَ لاَ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَإِذَا نَزَلتَ المَنيَلاَ * وَلَقِيتَ فيهِ مُغَفَّلاَ فَاعْلَمْ بِأَنَّ {//5//5} * ذَاكَ الَّذِي لَكَ قَابَلاَ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا مِصرُ قَدَّمَكِ الأَحِبَّةُ كُلُّهُمْ فَتَقَدَّمِي فَدَعِ الكَلاَمَ وَخُذْ سِلاَحَكَ ثُمَّ قُمْ فَتَكَلَّمِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَتَقَدَّمِي يَا قِطَّتي الصُّغْرَى إِليَّ تَقَدَّمِي

لاَ تَفْزَعِي فَاللَّثْمُ لِلشُّعَرَاءِ غَيْرُ محَرَّمِ نهْدَاكِ مَا خُلِقَا لِلَثْمِ الثَّوْبِ لَكِنْ لِلْفَمِ {نِزَار قَبَّاني 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الْعَيْشُ مِثْلُ الْعَلْقَمِ * مِن غَيْرِ عَبْدِ المُنعِمِ يُعْطِيكَ مَا في جَيْبِهِ بحَفَاوَةٍ وَتَبَسُّمِ وَلَوِ اسْتَطَاعَ لجَادَ في إِكْرَامِهِ بِالأَنْجُمِ إِنَّ الْفَقِيرَ إِذَا رَآهُ وَاقِفَاً في المَطْعَمِ حَمِدَ الإِلَهَ وَقَالَ هَذَا الْيَوْمُ يَوْمُ المَوْسِمِ لَمَّا تَزَلْ بَعْضُ النُّفُوسِ رَقِيقَةً كَالْبَلْسَمِ وَطَبِيعَةُ الإِنْسَانِ تَظْهَرُ عِنْدَ صَرْفِ الدِّرْهَمِ وَطِبَاعُ أَهْلِ الجُودِ تَظْهَرُ في وُجُودِ الدِّرْهَمِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° النَّاسُ في غَفَلاَتهِمْ * وَرَحَى المَنِيَّةِ تَطْحَنُ {أَبُو العَتَاهِيَة}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنَّ السَّجَائِرَ كَالمُخَدِّرِ وَالمُدَخِّنُ مُدْمِنُ فَيَكَادُ في شَهْرِ الصِّيَامِ بِدُونِهَا يَتَجَنَّنُ وَلِمَدْفَعِ الإِفْطَارِ طِيلَةَ يَوْمِهِ يَتَحَيَّنُ وَالْبَعْضُ يَشْرَبُهَا وَفي إِخْفَائِهَا يَتَفَنَّنُ يَا لَيْتَ كُلِّ مُدَخِّنٍ لأَذَى السَّجَائِرِ يَفْطِنُ يَا لَيْتَهُ فِيمَا كَتَبْتُ لأَجْلِهِ يَتَمَعَّنُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لي صَاحِبٌ مُتَدَيِّنُ * أَثْنَتْ عَلَيْهِ الأَلْسُنُ يَطْوِي عَلَى الخَيْرِ السَّرِيرَةَ لَيْسَ فِيهِ تَلَوُّنُ يَا لَيْتَهُ يَبْقَى عَلَى أَخْلاَقِهِ لاَ يَلْحَنُ لَمْ أَلْقَ مِنْ بَيْنِ الأَخِلَّةِ مَنْ بِهِ قَدْ يُوزَنُ فَالأَصْلُ مِنهُ طَيِّبٌ وَكَذَاكَ طَابَ المَعْدِنُ وَكَأَنَّهُ مِن حُبِّهِ لِلْجُودِ شَخْصٌ مُدْمِنُ

وَالجُودُ مِنْ زَمَنٍ بَعِيدٍ بِالتَّدَيُّنِ يُقْرَنُ مَا كَانَ يُخْرِجُ مِنْ قَوَارِيرِ الْوُعُودِ وَيُدْهِنُ كَالمَاءِ عَذْبٌ طَبْعُهُ لَكِنَّهُ لاَ يَأْسِنُ لاَ لَسْتَ مَاءً يَا فَتى بَلْ سُكَّرٌ أَوْ مَلْبَنُ يَا لَيْتَ كُلَّ النَّاسِ مِنْ تِلْكَ الصِّفَاتِ تَزَيَّنُواْ أَعْطَاكَ رَبُّكَ مِثْلَمَا أَعْطَيْتَنَا يَا أَيْمَنُ مَا دَامَ مِثْلُكَ بَيْنَنَا وَضْعُ الشَّبَابِ مُطَمْئِنُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا رَبِّ قَدْ عَذَّبْتَني * مَا ضَرَّ لَوْ هَذَّبْتَني هَلاَّ إِذَا مَا كُنْتُ حِدْتُ عَنِ الطَّرِيقِ جَذَبْتَني {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا {سَعْدُ} قَدْ عَذَّبْتَهُ * مَا ضَرَّ لَوْ هَذَّبْتَهُ هَلاَّ إِذَا مَا كَانَ حَادَ عَنِ الطَّرِيقِ جَذَبْتَهُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِالأَمْسِ كُنْتُ إِذَا أَتَيْتُكَ بَاكِيَاً أَضْحَكْتَني وَاليَوْمَ صِرْتُ إِذَا أَتَيْتُكَ ضَاحِكَاً أَبْكَيْتَني {حُسْني الغُرَاب} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ثمَّ تُوَجِّهُ الحَدِيثَ إِلى كُلِّ مُسْلِمٍ وَعَرَبيّ: سَأَظَلُّ أَذْكُرُ صَرْخَةَ المحْزُونِ وَالمُسْتَنْجِدِ وَهُنَاكَ في فَصْلِ الشِّتَاءِ وَحَوْلَ دِفْءِ المَوْقِدِ أَرْوِي لأَوْلاَدِي الصِّغَارِ حَدِيثَ حُكْمٍ أَسْوَدِ مَلأَتْ مَرَارَتُهُ فَمِي وَطَوَتْ سَلاَسِلُهُ يَدِي أَأَظَلُّ أَمْضِي في الحَيَاةِ بِلاَ لِسَانٍ أَوْ فَمِ أَبْكِي عَلَى حُرِّيَّتي بِالدَّمْعِ أَقْطُرُ وَالدَّمِ وَأَعِيشُ عَيْشَ الذُّلِّ عَيْشَ العَبْدِ عَيْشَ الأَبْكَمِ أَلقَى الهَوَانَ وَأَنحَني لِلمُسْتَبِدِّ المجْرِمِ وَأَرَى البِلاَدَ ذَلِيلَةً وَأَقُولُ يَا مِصْرُ اسْلَمِي

{هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 انْظُرِ المُتَنَوِّعَات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَأْتي الطَّعَامُ إِلى فَمِي * مُرَّاً تَلَوَّثَ بِالدَّمِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ زَالَ بِضْعَةُ أَرْؤُسٍ * قَدْ أَيْنَعَتْ لَمْ تُقْطَفِ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ زَالَ بِضْعَةُ أَرْؤُسٍ * قَدْ أَيْنَعَتْ لَمْ تُقْطَعِ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ذَهَبَ الشِّتَاءُ بِكُلِّ خَيْرَاتِ الْفُصُولِ الأَرْبَعِ {عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الغِيدُ قَدْ دَلَّعْنَهُ أَفْدِيهِ مِنْ مُتَدَلِّعِ قَدْ كَانَ يَبْدُو الأَزْهَرِيُّ لَهُنَّ مِثْلَ البُعْبُعِ

حَتىَّ أَتَى هَذَا فَقُوبِلَ بِالفُؤَادِ المُولَعِ يَا صَاحِ يَا مَلِكَ الفُكَاهَةِ يَا أَمِيرَ الهَيْهَعِ أَصْبَحْتَ تجْتَذِبُ القُلُوبَ بِمِشْيَةِ المُتَسَكِّعِ وَيُشَارُ نحْوَكَ إِنْ مَرَرْتَ عَلَيْهِمُ بِالإِصْبَعِ أَنَسِيتَ مَا حَوَتِ المُتُونُ وَمَا رَوَاهُ الأَصْمَعِي أَنَسِيتَ يَوْمَ تَقَرَّحَتْ عَيْنَاكَ مِن جَخْلَنْجَعِ اليَوْمَ تَأْنَسُ بِالفَتَاةِ وَلاَ تَقُولُ افْرَنْقِعِي فَإِذَا اسْتَطَعْتَ خِدَاعَهُنَّ فَإِنَّنَا لَمْ نخْدَعِ إِنيِّ أَرَى أَثَرَ العِمَامَةِ في جَبِينِ المجْدَعِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَأْتي الطَّعَامُ إِلى فَمِي * مُرَّاً تَلَوَّثَ بِالدَّمِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تحْقِرَنَّ صَغِيرَةً * إِنَّ الجِبَالَ مِنَ الحَصَى °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

السَّعْدُ مِنيِّ قَدْ دَنَا * وَتَبَسَّمَتْ كُلُّ الدُّنَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّةٍ شِعْرِيَّةٍ عَن عُرْوَةَ بْنِ حِزَام 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَمْسَى الحَكِيمُ مُشَرَّدَاً * في الأَرْضِ يَنْشُدُ مَسْكَنَا {محْمُود غُنيم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° زَعَمُواْ سَلَوْتُكِ لَيْتَهُمْ نَسَبُواْ إِليَّ المُمْكِنَا أَنَاْ ذَلِكَ الْوَلَدُ الَّذِي دُنيَاهُ كَانَتْ هَاهُنَا فَلَكَمْ تَشَيْطَنَ كَيْ يَقُولَ النَّاسُ عَنهُ تَشَيْطَنَا لاَ يَتَّقِي نَظَرَ العُيُونِ وَلاَ يخَافُ الأَلْسُنَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَبَيْنَمَا عُرْوَةٌ عَلَى هَذَا النَّحْوِ إِذْ مَرَّ بِهِ ظَبيٌ فَاسْتَأْنَسَ بِهِ؛ فَأَنْشَأَ يَقُول: يَا ظَبيُ هَلْ بِكَ مِثْلَمَا بِالقَلْبِ مِن أَلَمِ الضَّنى

تَبْغِي لِقَاءَ أَحِبَّةٍ لِتَنَالَ عِنْدَهُمُ المُنى فَأَتَيْتَ تُطْفِئُ لِلفُؤَادِ هَوَىً بِهِ مُتَمَكِّنَا لِظِبَاءِ هَذَا الحَيِّ هَذَا مَوْرِدٌ فَلْتَأْتِنَا يَمْشِينَ نحْوَ سِقَائِهِ يُبْدِينَ حُسْنَاً فَاتِنَا يَا شِبْهَهَا إِنَّا تَشَابَهَ في الأَسَى مَا نَالَنَا إِنْ كُنْتَ مِثْلِي فَاتَّبِعْني تَلْقَ إِلْفَكَ هَاهُنَا مَنْ ذَاقَ مَا قَدْ ذُقْتُهُ ضَاقَتْ بِعَيْنَيْهِ الدُّنَا إِنيِّ تَقَصَّدَني الزَّمَانُ فَنِلْتُ ظُلْمَاً بَيِّنَا وَأَرَادَ لي ثَوْبَ الشَّقَاءِ وَلَمْ يُرِدْ ثَوْبَ الهَنَا آهٍ لَقَدْ نَالَ الجَمِيعُ هَنَاءهُمْ إِلاَّ أَنَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّتِةِ الشِّعْرِيَّةِ " عُرْوَةَ بْنِ حِزَام " بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° في كُلِّ وَادٍ نُظْلَمُ * وَقُلُوبُنَا تَتَحَطَّمُ

لاَ تَضْحَكُ الدُّنيَا لَنَا * وَالحَظُّ لاَ يَتَبَسَّمُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا قَوْمُ لاَ تَتَكَلَّمُواْ * إِنَّ الكَلاَمَ محَرَّمُ أَوْ قَالَ إِنَّ نَهَارَكُمْ كَاللَّيْلِ قَالُواْ مُظْلِمُ أَوْ قَالَ إِنَّ الشَّهْدَ مُرُّ الطَّعْمِ قَالُواْ عَلْقَمُ أَوْ قَالَ مَا هُوَ حَقُّكُمْ يَا قَوْمُ قَالُواْ نُعْدَمُ {مَعْرُوفٌ الرَّصَافي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعَلْ/فِعَلْ/} يَا خَادِمَ الحَرَمَينِ هَلْ * خَدَمَ الحَجِيجَ أَبُو لَهَبْ {عِصَام الْغَزَالي 0 بِإِخْرَاجِ المَعْنى مِنْ بَطْنِ الشَّاعِرِ حَيْثُ قَال: يَا خَادِعَ اللَّقَبَينِ 000 إِلخ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَلِكُ المُلُوكِ إِذَا وَهَبْ * لاَ تَسْأَلَنَّ عَنِ السَّبَبْ

مَلِكُ المُلُوكِ إِذَا سَلَبْ * لاَ تَسْأَلَنَّ عَنِ السَّبَبْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَارَحْمَتا لِلنَّازِحِينَ عَنِ الْبِلاَدِ بِلاَ سَبَبْ يَا لَهْفَ نَفْسِي لِلأَدِيبِ يَرَى الهَوَانَ بِلاَ سَبَبْ كَمْ سَهْرَةٍ كُنَّا مَعَاً أَسْمَعْتَني فِيهَا الْعَجَبْ وَلَكَمْ جَلَسْتُ إِلَيْكَ كَالتِّلْمِيذِ أُصْغِي عَنْ كَثَبْ حَتىَّ ثَمِلْتُ بِلاَ مُدَامٍ وَاسْتَخَفَّنيَ الطَّرَبْ تُغْني جَلِيسَكَ عَنْ مُرَاجَعَةِ الدَّفَاتِرِ وَالْكُتُبْ ذِهْنٌ عَجِيبٌ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ أَيَّامِ الْعَرَبْ وَوَعَى فُنُونَ الشِّعْرِ وَالحِكَمَ الْبَلِيغَةَ وَالخُطَبْ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَثُرَ الأُلى يَهْجُونَهُ * جِدَّاً وَقَلَّ المُمْتَدِحْ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

هَذَا جَنَاهُ أَبى عَلَيَّ وَمَا جَنَيْتُ عَلَى أَحَدْ {أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا كَادَ عَمْرٌو في الوِلاَيَةِ يَسْتَوِي حَتىَّ قَعَدْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا مَن إِذَا مَدَحَ امْرُؤٌ شِعْرِي يُؤَرِّقُهُ الحَسَدْ يَا صَاحِ عُذْرَاً لَيْسَ لي فِيمَا يَقُولُ النَّاسُ يَدْ فَذَمَمْتُهُ لَهُمُ كَثِيرَاً لَمْ يُصَدِّقْني أَحَدْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا رَبِّ إِنيِّ مُمْتَعِضْ * لَكِنَّني لاَ أَعْتَرِضْ وَلَدَيْكَ يَا رَبيِّ سَنَحْتَسِبُ المَثُوبَةَ وَالْعِوَضْ كَمْ ذَا لَقِيتُ بِمِصْرَ مِن حُزْنٍ وَمِن أَمْرٍ مُمِضْ كَمْ كُنْتُ أُرْفَسُ تَارَةً فِيهَا وَتَارَاتٍ أُعَضْ كَمْ قَدْ مَرِضْتُ فَلَمْ أَجِدْ ثَمَنَ الدَّوَاءِ مِنَ المَرَضْ

كَمْ بِتُّ يَوْمَاً جَائِعَاً مَعَ قُدْرَتي أَن أَقْتَرِضْ النِّيلُ يَا ابْنَ النِّيلِ فَاضَ بخَيْرِهِ لِمَ لَمْ تَفِضْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَبَّلْتُهَا عَشْرَاً فَقَالَتْ إِنَّهَا سَبْعٌ فَقَطْ أَسْقَطْتَ في نَحْرِي ثَلاَثَاً كَيْفَ تُحْصِي مَا سَقَطْ {عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ مِنْ كَوَادِرَ في الصُّحُفْ * لَيْسَتْ جَوَاهِرَ بَلْ صَدَفْ فَكَلاَمُهُمْ غَثٌّ وَمُضْطَرِبٌ وَأَكْثَرُهُ حَشَفْ وَيُقَالُ عَنهُمْ هَؤُلاَءِ هُمُ النَّوَابِغُ لِلأَسَفْ فَنُّ الْكِتَابَةِ كَانَ يُوجَدُ في الزَّمَانِ المُنْصَرِفْ أَيَّامَ كَانَ الشَّعْبُ يَنْتَظِرُ المَقَالَةَ في شَغَفْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * في بَيْتِهِ يُؤْتى الحَكَمْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَلْقَى الشَّجَاعَةَ في الحُرُوبِ وَبَعْدَهَا تَلْقَى الكَرَمْ دَوْمَاً تَرَانَا بَيْنَ مَن يَقْرِي دَمَاً وَيُرِيقُ دَمْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 أَشُكُّ أَنَّهُمَا بَيْتَانِ لأَحَدِ الشُّعَرَاءِ قُمْتُ بِنَظْمِهِمَا وَتَطْوِيرِهِمَا} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا صَاحِ مَا لَكَ وَالكَرَمْ وَالبُخْلُ طَبْعُكَ مِنْ قِدَمْ شَهِدَتْ بِبُخْلِكَ لَيْلَةٌ قَمْرَاءُ في سَفْحِ الهَرَمْ تَبَّاً لِدِيكِكَ يَا أَخِي هُضِمَ الحَدِيدُ وَمَا انهَضَمْ في دَوْلَةِ الأَدْيَاكِ كَانَ مِنَ السُّعَاةِ أَوِ الخَدَمْ دِيكٌ هَزِيلُ الجِسْمِ تَرْكُلُهُ الدَّجَاجَةُ بِالقَدَمْ جِلْدٌ يُحِيطُ بِأَعْظُمٍ لاَ لَحْمَ فِيهِ وَلاَ دَسَمْ زَعَمُوهُ رُومِيَّاً وَمِنهُ العُرْبُ تَبْرَأُ وَالعَجَمْ

{محْمُود غُنيم، أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر 0 عَلَيْهِمَا رَحْمَةُ الله} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا بَبَّغَاءَ مَنَابِرٍ جَهِلَ الْفُرُوضَ مِنَ السُّنَن {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نحْنُ الجُنُودُ إِذَا دَعَا الدَّاعِي نَهَضْنَا لِلْوَطَن مِنْ كُلِّ فَجٍّ كَالسُّهُولِ أَوِ الحُقُولِ أَوِ المُدُن لِنَذُودَ عَن أَوْطَانِنَا إِنْ لَمْ نَذُدْ عَنهُ فَمَن °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ تَصْبُوَنَّ إِلى وَطَن فِيهِ تُضَامُ وَتُمْتَهَن وَارْبَأْ بِنَفْسِكَ أَنْ تُقِيمَ بِحَيْثُ يَغْشَاكَ الدَّرَن وَارْحَلْ عَنِ الدَّارِ الَّتي قَدْ تَعْتَرِيكَ بِهَا المحَن وَطُفِ البِلاَدَ فَأَيُّهَا أَرْضَاكَ فَاخْتَرْهُ سَكَن {الحَرِيرِي صَاحِبُ المَقَامَات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَاصْبِرْ قَلِيلاً يَا أَخِي فَالصَّبْرُ مِفْتَاحُ الفَرَجْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قُلْ لي بِرَبِّكَ هَلْ أَخَذْتَ مِنَ الْغَرِيبِ سِوَى المحَن وَفَرَاغِ جَيْبِكَ وَالْيَدَيْنِ وَقَتْلِ رُوحِكَ وَالْبَدَن كَانَتْ تُدِرُّ الشَّهْدَ أَرْضُكَ وَالسُّلاَفَةَ وَاللَّبَن فَغَدَا الْوُقُوفُ عَلَى بِلاَدِكَ كَالْوُقُوفِ عَلَى الدِّمَن {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ذَنْبُ المَنِيَّةِ في اغْتِيَالِ شَبَابهَا لاَ يُغْتَفَرْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ يَنْفَعُ الإِصْلاَحُ وَالتَّأْدِيبُ في عَهْدِ الصِّغَرْ وَالنَّشْءُ إِن أَهْمَلْتَهُ طِفْلاً تَعَثَّرَ في الْكِبَرْ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَا غَادَرَتْني نَكْبَةٌ إِلاَّ وَأَتْبَعَهَا أُخَرْ هَمٌّ يَزُولُ بِمِثْلِهِ كَالشَّوْكِ يُنْزَعُ بِالإِبَرْ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° اصْبِرْ عَلَى مَا قَدْ بُلِيـ * ـتَ فَهَكَذَا شَاءَ القَدَرْ فَالعُمْرُ يجْرِي كَالرَّحَى * وَالعَيْشُ سَاعَاتٌ تَمُرّ فَاقْنَعْ بِعَيْشِكَ تَرْضَهُ * وَاتْرُكْ هَوَاكَ تَعِيشُ حُرّ فَلَرُبَّ حَتْفٍ سَاقَهُ * ذَهَبٌ وَيَاقُوتٌ وَدُرّ {أَبُو الْعَتَاهِيَة 0 بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَوَّلِ فَهُوَ لِزَكِي قُنْصُل 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا فَقْرُ جُرْ وَافْعَلْ مَعِي مَا شِئْتَهُ لَن أَنْتَحِرْ مَنْ كَانَ يَا فَقْرِي بِقَعْرِ البِئْرِ كَيْفَ سَيَنحَدِرْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

شِعْرٌ تَغَنىَّ العَاشِقُونَ بِهِ عَلَى ضَوْءِ القَمَرْ العِشْقُ فَاض بِهِ كَمَا بِضِفَافِهِ فَاضَ النَّهَرْ {محْمُود غُنيم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَيَسِيلُ فَيْضُ الذِّكْرَيَاتِ إِذَا جَلَسْنَا لِلسَّمَرْ هَذَا يحَدِّثُنَا عَنِ العُشَّاقِ في ضَوْءِ القَمَرْ وَسِوَاهُ يَسْخَرُ مِن أَسَى الدُّنيَا وَأَطْمَاعِ البَشَرْ وَأَنَا أَحِنُّ إِلى لَيَالِينَا وَمَا قَبْلَ السَّفَرْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا هِنْدُ هَلْ أَحْلَى مِنَ اسْمِكِ بَيْنَ أَسْمَاءِ الْبَشَرْ أَسُعَادُ هَلْ أَحْلَى مِنَ اسْمِكِ بَينَ أَسْمَاءِ الْبَشَرْ أَسْمَاءُ هَلْ أَحْلَى مِنَ اسْمِكِ بَينَ أَسْمَاءِ الْبَشَرْ {زَكِي قُنْصُل} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَزْمُ الشَّبَابِ هُوَ القَضَاءوَمُبْتَغَاهُ هُوَ القَدَرْ

فَارْفَعْ جَبِينَكَ لِلحَيَاةِ وَلاَ تَذِلَّ لِمُقْتَدِرْ الكَوْنُ مِلْكُكَ وَالحَيَاةُ بِعَزْمِ أَمْرِكَ تَأْتَمرْ مَا شِئْتَ مِن حَقٍّ فَلاَ تَنهَضْ إِلَيْهِ عَلَى حَذَرْ تَسْعَى الذِّئَابُ لِصَيْدِهَا وَسْطَ الظَّلاَمِ المُنْتَشِرْ أَمَّا الأُسُودُ فَلاَ تخَافُ المَوْتَ أَو تخْشَى الخَطَرْ كُنْ كَالصُّقُورِ مُقَامُهَا فَوْقَ السَّحَابِ مَعَ القَمَرْ لاَ كَالغُرَابِ يُطَارِدُ الجِيَفَ الحَقِيرَةَ في الحُفَرْ مَنْ ذَلَّ تَدْهَكُهُ السَّنَابِكُ في مَتَاهَاتِ العُمُرْ وَتَلِينُ غَّطْرَسَةُ الزَّمَانِ إِلى الأَبيِّ مِنَ البَشَرْ {مُصْطَفَى عِكْرِمَة، أَوْ عِيسَى النَّاعُورِي؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ذِئْبٌ تَرَاهُ مُصَلِّيَاً * لَمْ يَدْرِ كَمْ هُوَ قَدْ رَكَعْ يَدْعُو وَكُلُّ دُعَائِهِ * مَا لِلفَرِيسَةِ لاَ تَقَعْ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * الحُبُّ عَلَّمَني الغَزَلْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا مَنْ بِدُنيَاهُ اشْتَغَلْ * قَدْ غَرَّهُ طُولُ الأَمَلْ المَوْتُ يَأْتي بَغْتَةً * وَالْقَبرُ صُنْدُوقُ العَمَلْ {عَلِي بْنُ أَبي طَالِب} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كُنْ ثَابِتَاً مِثْلَ الجَبَلْ * مَهْمَا تُوَاجِهُ يَا بَطَلْ لاَ تَنْدُبَنَّ مُصِيبَةً أَوْ تَبْكِيَنَّ عَلَى طَلَلْ أَوْ تَيْأَسَنَّ لِعَثْرَةٍ فَالْيَأْسُ مِفْتَاحُ الْفَشَلْ وَكَأَنَّني بِكَ عَنْ قَرِيبٍ سَوْفَ تَرْفُلُ في الحُلَلْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * فَاهْدَأْ قَلِيلاً يَا بُنيّ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا زَالَ يَعْتَنِقُ اليَرَاعَةَ بِالْغَدَاةِ وَبِالعَشِيّ

حَتىَّ انْتَهَى السَّفَرُ الطَّوِيلُ وَفَازَ بِالنَّوْمِ الهَنيّ فَرَثَاهُ بِالْعَبَرَاتِ كُلُّ أَخٍ أَدِيبٍ عَبْقَرِيّ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَمْ يَا بُنيَّ وَلاَ تُشَارِكْني المَرَارَةَ وَالمحَن نَمْ يَا بُنيَّ فَسَوْفَ أُرْضِعُكَ الجِرَاحَ مَعَ اللَّبن {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 انْظُرِ المُتَنَوِّعَات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فِعَالَتُه/فِعَالَتِه/فِعَالَتَه/فُعُولَتَه/فُعُولَتُه/فُعُولَتِه/فَعِيلَتُه/فَعِيلَتَه/فَعِيلَتِه/} لاَ تَأْمَنِ الأَجَلَ الخَئُونَ وَخَفْ بَوَادِرَ آفَتِه فَالمَوْتُ سَهْمٌ مُرْسَلٌ وَالْعُمْرُ قَدْرُ مَسَافَتِه {فَعَيْه/فَعَيْهِ/فَعَوْه/فَعَوْهُ/} لاَ تغْضَبَنَّ عَلَى امْرِئٍ * مَنَعَ الَّذِي مَلَكَتْ يَدَيْه وَاغْضَبْ عَلَى الطَّمَعِ الَّذِي * أَغْرَى بِعَيْنِكَ مَا لَدَيْه

{أَبُو العَتَاهِيَة 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلُ/فَعْلاَ/فَعْلِ/فَعْلِي/} [000] قَصَّابٌ جَزَرَ النَّاسَ كَمِثْلِ الشَّاةِ بِلاَ ذَنْبٍ بِغَلاَءِ اللَّحْمِ وَبَيْعِ الشَّحْمِ وَمَيْلِ الكَيْلِ عَلَى جَنْبٍ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَالَتْ سَأَسْأَلُ مَن أَرَاهُ لِيَطْمَئِنَّ الآنَ قَلْبي قَالُواْ أَتَعْنِينَ الفَتى المِغْوَارَ قَالَتْ إِي وَرَبيِّ قَالُواْ رَأَيْنَاهُ بِوَجْهِكِ إِنَّ وَجْهَكِ عَنهُ يُنْبي رَأَتِ الجِرَاحَ بِصَدْرِهِ فَاسْتَبْشَرَتْ تخْتَالُ كِبْرَا كَانَتْ جِرَاحُ الصَّدْرِ تَهْتِفُ إِنَّني وَفَّيْتُ نَذْرَا إِنىِّ وَرَبِّكِ لَمْ أُدِرْ يَا أُمُّ لِلأَعْدَاءِ ظَهْرَا فَدَنَتْ تُقَبِّلُهُ فَقَالُواْ مُلْتَقَاكُمْ في الخُلُودْ

قَالَتْ وَدَمْعُ الفَرْحَةِ الكُبْرَى تَلأْلأَ في الخُدُودْ حَسْبي إِذَا ذُكِرَ الشَّهِيدُ بِأَنَّني أُمُّ الشَّهِيدْ {مُصْطَفَى عِكْرِمَة؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ مِن أَخٍ لي صَالِحٍ * بَوَّأْتُهُ بِيَدَيَّ لَحْدَا ذَهَبَ الَّذِينَ أُحِبُّهُمْ * وَبَقِيتُ مِثْلَ السَّيْفِ فَرْدَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَسْنَاءَ إِنْ نَظَرَتْ إِلَيْكَ سَقَتْكَ بِالعَيْنَيْنِ خَمْرَا {بَشَّارُ بْنُ بُرْد} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° زَهِدَتْ حَنَانٌ في الَّذِي تَاقَتْ إِلَيْهَا مِنهُ نَفْسِيْسِ فَزَهِدْتُ في الدُّنيَا وَصَارَتْ مُنيَتي في حَفْرِ رَمْسِيْسِ وَأَشَحْتُ وَجْهِي أَنْ تَرَاهُ عَيْنُهَا وَأَدَرْتُ رَأْسِيْسِ كَيْ لاَ يُرَوِّعَ ذَلِكَ المَلَكَ الجَمِيلَ سَمَاعُ حِسِّيْسِ

{أَبُو نُوَاس / الحَسَنُ بْنُ هَانِئ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَقْسَمْتُ لَوْ كَانَ الوَرَى في الشِّعْرِ لَفْظَاً كُنْتَ مَعْنىْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَالُواْ حَلَقْتَ الشَّارِبَينِ وَيَا ضَيَاعَ الشَّارِبَينِ الشَّاغِلَينِ المُزْعِجَينِ الطَّالِعَينِ النَّازِلَينِ وَيْلِي إِذَا مَا قَوَّسَا ذَنَبَيْهِمَا كَالْعَقْرَبَينِ إِنْ يَنْزِلاَ لَجَمَا فَمِي أَوْ يَصْعَدَا ارْتَطَمَا بِعَيْني وَإِذَا هُمَا بُسِطَ الخِوَانُ تَرَاهُمَا بَسَطَا الْيَدَيْنِ فَإِذَا أَرَدْتُ الأَكْلَ يَقْتَسِمَاهُ بَيْنَهُمَا وَبَيْني وَإِذَا أَرَدْتُ الشُّرْبَ يمْتَصَّانِ كَالإِسْفِنْجَتَينِ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا عُدْنَ يَرْهَبنَ الرَّصَاصَ وَلاَ النِّضَالَ وَلاَ الأَسِنَّة

أبَدَاً وَلاَ عَادَتْ حَيَاةُ الغَانِيَاتِ تَهُمُّهُنَّه وَرَأَيْتُهُنَّ وَلاَ أُصَدِّقُ مَا عَلَيْهِ رَأَيْتُهُنَّه يَهْجِمْنَ في وَضَحِ النَّهَارِ عَلَى الجُنُودِ وَفي الدُّجُنَّة يَصْفَعْنَهُمْ يَرْجُمْنَهُمْ يَضْرِبْنَهُمْ بِنِعَالِهِنَّه وَإِذَا الشَّهِيدُ رَأَيْنَهُ يَهْوِي صَرِيعَاً بَيْنَهُنَّه يُطْلِقْنَ مَا يُزْكِي حَمَاسَ الشَّعْبِ مِن أَلحَانِهِنَّه أَمَّا الزَّغَارِيدُ الَّتي تَنْسَابُ مِن أَفْوَاهِهِنَّه فَتَرِنُّ إِنْ نَالَ الشَّهَادَةَ وَاحِدٌ مِن أَهْلِهِنَّه فَلَقَدْ نَشَأْنَ عَلَى العَفَافِ يَرَيْنَهُ فَرْضَاً وَسُنَّة وَسِلاَحُهُنَّ عَفَافُهُنَّ وَدِينُهُنَّ وَعِرْضُهُنَّه وَلَكَمْ صَبَرْنَ عَلَى الرَّصَاصِ يَئِزُّ فَوْقَ رُؤُوسِهِنَّه وَعَلَى مُجَابَهَةِ الشَّدَائِدِ لاَعْتِقَالِ رِجَالِهِنَّه

وَعَلَى سُقُوطِ قَوافِلِ الشُّهَدَاءِ مِن أَبْنَائِهِنَّه وَلَكَمْ شَهِدْنَ مِنَ المَوَاقِفِ مَا تَشِيبُ لَهُ الأَجِنَّة فَلَهُنَّ أَلْفُ تَحِيَّةٍ وَتَحِيَّةٍ لِجِهَادِهِنَّه °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلَك/فَعْلُك/فَعْلُه/فَعْلَك/فَعْلَة/فَعْلِك/فَعْلِه/} مِثْلُ المُغَنيِّ أَنْبَأَتْ عَن حِذْقِهِ نَغَمَاتُ صَوْتِه {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * مَا حَكَّ جِلْدَكَ مِثْلُ ظُفْرِك °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مِثْلُ المُغَنيِّ أَنْبَأَتْ عَن حِذْقِهِ نَغَمَاتُ حِسِّه {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° احْذَر عَدُوَّكَ مَرَّةً وَاحْذَرْ صَدِيقَكَ أَلْفَ مَرَّة فَلَرُبَّمَا انْقَلَبَ الصَّدِيقُ فَكَانَ أَعْلَمَ بِالمَضَرَّة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَأَنَا بِقَلْبِ حَبِيبَتي كَفَرَاشَةٍ في قَلْبِ وَرْدَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا مَاتَ إِلاَّ مَنْ تَطَاوَلَ عُمْرُهُ فَأُذِيقَ ثُكْلَكْ لاَ ذَاقَ ثُكْلَكَ ذَائِقٌ حَتىَّ نَرَى في النَّاسِ مِثْلَكْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° * مِن غَيْرِ ذَاتِ الشَّوْكَةِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ شَاعِرٍ في مِصْرَ فَذٍّ لَيْسَ يَمْلِكُ قُوتَ يَوْمِه فَتَرَاهُ لَيْلَ نَهَارَ يَشْكُو في الْقَصَائِدِ ظُلْمَ قَوْمِه النَّاسُ بَعْدَ الْعِيدِ تُفْطِرُ وَهْوَ مُضْطَرٌّ لِصَوْمِه {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلُكَا/فَعْلُهُ/فَعْلَكَا/فَعْلَةُ/فَعْلِكَا/فَعْلِهِ/} الصَّيْفُ يَلْعَبُ وَالشِّتَاءُ عَلَى حِسَابِ الصِّحَّةِ وَالشَّعْبُ لَمْ يَأْخُذْ مِنَ الخَصْمَينِ غَيْرَ الكُحَّةِ

{يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ صِرْتُ مِثْلَ الشُّعْلَةِ * وَتَرَكْتُ حُبَّ الْعُزْلَةِ لَمْ أَنْجُ رَغْمَ تَسَاهُلِي * مِنْ شَرِّ أَمْنِ الدَّوْلَةِ إِيذَاؤُهُمْ لِلْخَلْقِ لاَ * يَحْتَاجُ أَيَّ أَدِلَّةِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {مَفَاعِلْ/أَفَاعِلْ/تَفَاعُلْ/فَاعِلْ/فَوَاعِلْ/فَعَائِلْ/} قَسَمَاً بِمَن خَلَقَ الخَلاَئِقَ وَالخَوَارِقَ وَالكَوَاكِبْ سَأَقُولُ في كُتُبي عَنِ العَرَبِ الغَرَائِبَ وَالعَجَائِبْ {نِزَار قَبَّاني؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِيرَانُ لاَ تَتَرَاجَعِي * فِيمَا مَضَيْتِ وَتَابِعِي إِنْ قِيلَ هَيَّا أَقْلِعِي * لاَ تُقْلِعِي بَلْ أَسْرِعِي وَعَلَى الطَّرِيقِ تَقَدَّمِي * قُولي لَهُمْ رَبيِّ مَعِي وَإِذَا أَخَافَكِ خَائِفٌ * فَلِمِثْلِهِ لاَ تَسْمَعِي

إِنَّ المُوَحِّدَ لاَ يَخَا * فُ مِنَ الشُّجَاعِ الأَقْرَعِ هَيَّا اصْنَعِيهَا وَاصْفَعِي * أَقْفَاءهُمْ ثُمَّ اصْفَعِي لَكِ عِنْدَ كُلِّ المُسْلِمِينَ مَكَانَةٌ في الأَضْلُعِ الْقُدْسُ أَوْ بَغْدَادُ لَنْ * يُسْتَنْقَذَا بِالأَدْمُعِ إِنَّ الْعَرِينَ بِغَيْرِ مَا * أَسَدٍ بِهِ لَمْ يُمْنَعِ هَيَّا اثْأَرِي لِلْمُسْلِمِينَ مِنَ الْعَدُوِّ الأَبْقَعِ {يَاسِر الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مِثْلُ الَّتي ذَهَبَتْ تُكَاتِمُ حَمْلَهَا وَالضَّرْعُ حَافِلْ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° اللِّصُّ أَصْبَحَ يَرْتَدِي في عَهْدِنَا ثَوْبَ المُقَاتِلْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَيْنَ السَّمَوْءَ لُ وَالمُهَلْهَلُ وَالجَهَابِذَةُ الأَوَائِلْ

أَكَلَ القَوِيُّ ضَعِيفَهُمْ وَقَبَائِلٌ أَكَلَتْ قَبَائِلْ {نِزَار قَبَّاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَرْعِدْ وَأَبْرِقْ يَا جَبَانُ فَمَا وَعِيدُكَ لي بِضَائِرْ {الكُمَيْتُ بْنُ زَيْدٍ الأَسَدِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ فُقِّئَتْ مِنَّا الْعُيُونُ وَنحْنُ نَنْظُرُ في الدَّفَاتِرْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمْ أَلْقَ صَاحِبَ دَارِ نَشْرٍ لِلتُّرَاثِ وَغَيْرَ جَائِرْ فَيَقُولُ رَغْمَ يَقِينِهِ في رِبحِهِ إِنيِّ مُغَامِرْ وَتَرَاهُ يحْلِفُ لِلْمُؤَلِّفِ أَنَّهُ في السُّوقِ خَاسِرْ وَيَظَلُّ يَنْشُرُ فِيهِ قَدْ صَدَقَ الَّذِي سَمَّاهُ نَاشِرْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَهْلَ الجَزَائِرِ أَنْتُمُ مِلْءُ الخَوَاطِرِ وَالنَّوَظِرْ

أَهْلَ الجَزِيرَةِ أَنْتُمُ مِلْءُ الخَوَاطِرِ وَالنَّوَظِرْ أَهْلَ الصَّعِيدِ لأَنْتُمُ مِلْءُ الخَوَاطِرِ وَالنَّوَظِرْ لَوْ قُلْتُ كُلَّ مَشَاعِرِي شَكَتِ الدَّفَاتِرُ وَالمحَاجِرْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° النَّاسُ مِنهُمْ إِنْ طَلَبْتَ وِدَادَهُمْ بَرٌ وَفَاجِرْ أَوَّاهُ مِن غَدْرِ الصَّدِيقِ وَآهِ مِنْ مَوْتِ الضَّمَائِرْ فَإِذَا ظَفِرْتَ بِصَاحِبٍ لَكَ في الحَيَاةِ وَلَيْسَ غَادِرْ فَاحْرِصْ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ في هَذِهِ الأَيَّامِ نَادِرْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° في الذَّاهِبِينَ الأَوَّلِينَ مِنَ القُرُونِ لَنَا بَصَائِرْ لَمَّا رَأَيْتُ مَوَارِدَاً لِلْمَوْتِ لَيْسَ لهَا مَصَادِرْ أَيْقَنْتُ أَنيِّ لاَ محَالَةَ حَيْثُ صَارَ القَوْمُ صَائِرْ

هَذِي الحَيَاةُ فَهَلْ بَدَا لِشَقَائِهَا يَا صَاحِ آخِرْ أَمْسَى بهَا صَوْتُ النَّوَادِبِ مِثْلَ دَقَّاتِ المَزَاهِرْ تَمْضِي بِنَا وَالأُمَّهَاتُ يَلِدْنَ سُكَّانَ المَقَابِرْ عَرَفَ الأَوَائِلُ مُرَّهَا وَلَسَوْفَ يَعْرِفُهُ الأَوَاخِرْ فَالمَرْءُ فَانٍ لَيْسَ يَبْقَى خَالِدَاً إِلاَّ المَآثِرْ فَاعْمَلْ عَلَى كَسْبِ الثَّوَابِ فَإِنَّهُ زَادُ المُسَافِرْ وَالكُلُّ حَوْلَكَ سَائِرُونَ وَلِلْمَنِيَّةِ أَنْتَ سَائِرْ فِيمَ البُكَاءوَإِنْ مَضَواْ بِالأَمْسِ تَمْضِي أَنْتَ بَاكِرْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف 0 بِاسْتِثْنَاءِ الأَبْيَاتِ الثَّلاَثَةِ الأُولى} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَالُواْ اليَهُودُ فَقُلْتُ شَعْبٌ مِنْ قَدِيمِ الدَّهْرِ فَاجِرْ لاَ تَطْلُبُواْ إِنْصَافَكُمْ مِنْ مجْلِسٍ لِلأَمْنِ جَائِرْ

حُكَّامُهُ في النُّطْقِ بِالأَحْكَامِ لَيْسَ لَهُمْ ضَمَائِرْ لاَ تَبْسُطُواْ الأَعْذَارَ مَا في النَّاسِ لِلضُّعَفَاءِ عَاذِرْ لاَ تُوسِعُواْ الأَقْدَارَ لَوْمَاً أَوْ تَقُولُواْ الحَظُّ عَاثِرْ شَرٌّ صَنَعْنَاهُ بِأَيْدِينَا فَمَا ذَنْبُ المَقَادِرْ الجَوُّ لاَ يَصْفُو لَنَا إِلاَّ إِذَا صَفَتِ السَّرَائِرْ لاَ تَيْأَسوا يَا قَوْمِ سَوْفَ تُدَقُّ لِلنَّصْرِ البَشَائِرْ أَنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَسَوْفَ يَعُودُ لِلْوَطَنِ المُسَافِرْ دُكُّواْ المَدَافِعَ بِالفُئُوسِ وَبِالعِصِيِّ وَبِالخَنَاجِرْ الحَقُّ يُؤْخَذُ بِالخَنَاجِرِ لاَ بِصَيْحاتِ الحَنَاجِرْ النَّاسُ أَنْصَارُ القَوِيِّ وَلَيْسَ لِلضُّعَفَاءِ نَاصِرْ وَقَصَائِدُ البَارُودِ أَبْلَغُ مِنْ قَصَائِدِ أَلْفِ شَاعِرْ العُرْبُ نحْنُ وَلَيْسَ يُفْلِتُ مِنْ يَدِ العَرَبيِّ وَاتِرْ

مَا مَاتَ مِنَّا وَاحِدٌ بِرَصَاصَةٍ مِنْ كَفِّ غَادِرْ إِلاَّ وَطَالَبَكُمْ بِثَأْرٍ أَلْفُ ثَائِرَةٍ وَثَائِرْ لَوْ مَاتَ مِنَّا تِسْعَةٌ لَمْ يَرْهَبِ الإِقْدَامَ عَاشِرْ لَوْ لَمْ يجِدْ حَجَرَاً لِيَرْمِيَكُمْ لحَارَبَ بِالأَظَافِرْ بِالرُّوحِ تَسْمَحُ نَفْسُهُ وَبِعِرْضِهِ في بخْلِ مَادِرْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَاعِلُه/فَاعِلَة/يَفْعَلُه/تَفْعَلُه/مَفْعَلَة/} أَرْضُ الْكِنَانَةِ مُنْجِبَة * كَمْ أَنْبَتَتْ مِنْ مَوْهِبَة لَكِنَّمَا تِلْكَ المَوَاهِبُ وَالْعُقُولُ مُعَذَّبَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَعِنْدَمَا تَزَوَّجَ ذَهَبْتُ إِلَيْهِ مُهَنِّئَاً بِهَذِهِ الْقَصِيدَة: هَا قَدْ دَخَلْتَ المَصْيَدَة * وَالحُبُّ نَارٌ مُوقَدَة صَادَتْ فُؤَادَكَ يَا عَزِيزِي قِطَّةٌ مُتَفَرِّدَة

سِجْنٌ وَفِيهِ إِقَامَةُ الأَزْوَاجِ غَيرُ محَدَّدَة وَمِنَ النِّسَاءِ بِهِ الحِرَاسَةُ صَعْبَةٌ وَمُشَدَّدَة يَا حُسْنَ سَجَّانٍ عَلَيْكَ خُدُودُهُ مُتَوَرِّدَة أَمَّا محَاوَلَةُ الهُرُوبِ فَإِنَّهَا مُسْتَبْعَدَة ذُقْ يَا صَدِيقِي فَالزَّوَاجُ جَرِيمَةٌ مُتَعَمَّدَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ سُقْتَنَا في مجْزَرَة * لِيُقَالَ إِنَّكَ عَنْتَرَة {عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° خُطُوَاتُنَا نحْوَ التَّقَدُّمِ أَصْبَحَتْ مُتَعَثِّرَة وَالحَلُّ أَصْبَحَ عِنْدَنَا في الزَّارِ أَوْ في المَبْخَرَة كَمْ ذَا نُقَاسِي كَيْ نَرَى بَعْضَ الْعُقُولِ النَّيِّرَة فَشَبَابُنَا مُسْتَهْتِرٌ وَشُعُوبُنَا مُتَأَخِّرَة وَلِذَاكَ أَصْبَحْنَا نُلَقَّبُ أُمَّةً مُتَأَخِّرَة

أَوْضَاعُهَا في كُلِّ شِبْرٍ أَصْبَحَتْ مُتَفَجِّرَة أَعْدَاؤُهَا مِنْ جَهْلِهَا لَعِبُواْ بِهَا لِعْبَ الْكُرَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِكْرَامُهُمْ لِضُيُوفِهِمْ شَيْءٌ يَفُوقُ المَقْدِرَة لاَ يَقْبَلُونَ مِنَ الضُّيُوفِ تَعَلُّلاً أَوْ مَعْذِرَة فَسَخَاءُ فَوْزِي صُورَةٌ في الجُودِ غَيْرُ مُكَرَّرَة وَلَكَمْ لَقِينَا في مِسَلَّمَ مِنْ وُجُوهٍ مُقْمِرَة لاَ يحْمِلُونَ شَهَادَةً وَلَهُمْ عُقُولٌ نَيِّرَة وَعَلَى الطَّرِيقِ مِنَ الشَّبَابِ حُسَالَةٌ مُسْتَهْتِرَة مِثْلُ الحَنُوتي وَاقِفُونَ عَلَى طَرِيقِ المَقْبَرَة لِيُحَدِّقُواْ النَّظَرَاتِ فِيمَنْ مَرَّ فَوْقَ الْقَنْطَرَة يَقِفُونَ مِثْلَ الْعَاطِلِينَ لِسَاعَةٍ مُتَأَخِّرَة لَوْ كُنْتُ شُرْطِيَّاً حَجَزْتُ لَهُمْ مَكَانَاً في طُرَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلَهَا جَمَالٌ رَائِعٌ سُبْحَانَ مَنْ قَدْ أَبْدَعَه {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ذَهَبَ الشِّتَاءُ بِكُلِّ خَيْرَاتِ الْفُصُولِ الأَرْبَعَة {عِصَام الْغَزَالي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَحُكُومَةٌ مُتَخَلِّفَة * وَتَحَكُّمَاتٌ مُقْرِفَة كُلٌّ تَسَبَّبَ في الْفَسَادِ مُوَظَّفٌ وَمُوَظَّفَة يَتَعَامَلُونَ بِصُورَةٍ لَيْسَتْ لِمِصْرَ مُشَرِّفَة وَعَلَى المَكَاتِبِ يَضْحَكُونَ كَأَنَّهُمْ في مَضْيَفَة وَلِذَاكَ يَبْحَثُ كُلُّ مَنْ يَحْتَاجُهُمْ عَنْ مَعْرِفَة مَا عَادَ يَكْفِي في الْعِمَالَةِ أَنْ تَكُونَ مُثَقَّفَة لاَ بُدَّ مِن أَهْلِ الأَمَانَةِ وَالْيَدِ المُتَعَفِّفَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

صَلَّى الْوُجُودُ مُزَقْزِقَاً فَاجْعَلْ صَلاَتَكَ زَقْزَقَة فَاللهُ في أَكْوَانِهِ نَشَرَ الجَمَالَ وَنَمَّقَه الطَّيْرُ هَنْدَسَ عُشَّهُ وَسْطَ الْغُصُونِ وَعَلَّقَه وَالدِّيكُ قَدْ سَبَقَ المُؤَذِّنَ لِلأَذَانِ فَأَقْلَقَه {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَهْدَيْتَني أُعْجُوبَةً بَينَ العَجَائِبِ نَادِرَة فَرَسَاً كَمَا الصَّارُوخِ في الإِسْرَاعِ أَوْ كَالطَّائِرَة في لَيْلَةٍ قَطَعَ المَسَافَةَ مُسْرِعَاً لِلآخِرَة {البُحْتُرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° اصْبِرْ عَلَى كَيْدِ الحَسُودِ فَإِنَّ صَبرَكَ قَاتِلُه فَالنَّارُ تَأْكُلُ بَعْضَهَا إِنْ لَمْ تجِدْ مَا تَأْكُلُهْ {ابْنُ المُعْتَزّ، وَتُنْسَبُ أَيْضَاً اِلإِمَامِ الشَّافِعِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَانَ الخَرِيفُ يُظِلُّ أَحْلاَمَ الرِّيَاضِ النَّائِمَة وَالبَحْرُ يُدْرِكُ أَنَّ أَحْدَاثَاً سَتَجْرِي حَاسِمَة وَأَطَلَّتِ الآمَالُ في صَدْرِ الجُمُوعِ القَادِمَة النَّصْرُ وَالفَتْحُ المُبِينُ وَأُمْنِيَاتٌ حَالِمَة وَتَحَرَّكَ الأُسْطُولُ يَزْهُو بِالحُشُودِ العَارِمَة رَجَعُواْ وَلَمْ تَرْجِعْ كَتَائِبُهُمْ إِلَيْهِمْ سَالِمَة {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° تَيَّمْتِني يَا مَارِيَة * عِشْقَاً وَلَيْتَكِ دَارِيَة رُحْمَاكِ بي يَا جَارِيَة * فَلَقَدْ كَوَتْني نَارِيَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا مَنْ يَوَدُّ ليَ الرَّدَى * يَكْفِيكَ مِنيِّ مَا بِيَة فَكَأَنَّنَا مِمَّا بِنَا * أَعْجَازُ نخْلٍ خَاوِيَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فِعَالَكْ/فَعِيلُكْ/فَعِيلَكْ/فُعُولَكْ/فَعُولُكْ/فِعَالُكْ/} مَا جُعْتُ حِينَ دَسَسْتَ كِسْرَتَكَ الْقَمِيئَةَ في ثِيَابِكْ مَا مُتُّ حِينَ ذَهَبْتَ عَنيِّ أَوْ نَدِمْتُ عَلَى ذَهَابِكْ أَغْرَتْكَ صُحْبَتُكَ اللِّئَامُ بِأَنْ تَدُوسَ عَلَى صِحَابِكْ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَلَّبْتُ عَيْنيَ في النِّسَاءِ فَمَا وَقَعْتُ عَلَى مِثَالِك بِفَمٍ تَحُضُّ عَلَى الذُّنُوبِ لَهُ ابْتِسَامَاتٌ هُنَالِك {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° اللهُ يَشْهَدُ إِنَّني لأُجِلُّ وَجْهَكَ عَنْ فِعَالِكْ لَوْ كَانَ وَجْهُكَ مِثْلَ فِعْلِكَ كُنْتُ مُكْتَفِيَاً بِذَلِكْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا رَبِّ إِنَّ الْعَبْدَ يَمْنَعُ رَحْلَهُ فَامْنَعْ رِحَالَكْ لاَ يَغْلِبَنَّ صَلِيبُهُمْ وَمحَالُهُمْ أَبَدَاً محَالَكْ {جَدُّ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدُ المُطَّلِب} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا ابْنَ الحُفَاةِ وَمَا تَزَالُ خُطَى الرُّعَاةِ عَلَى رِمَالِكْ أَتَقُولُ لي أَنْتَ الأَجِيرُ نَعَمْ صَدَقْتَ أَنَا كَذَلِكْ أَنَاْ مَنْ تَضِيقُ بِكَ الحَيَاةُ وَلاَ تَضِيقُ بيَ المَسَالِكْ سَأُعَلِّمُ الأَقْزَامَ مِثْلَكَ أَنَّ وَجْهَ الْكِبْرِ هَالِكْ فَأَنَاْ الَّذِي الأَهْرَامُ بَعْضُ حَضَارَتي قَبْلَ المَمَالِكْ وَأَنَاْ الَّذِي قَاوَمْتُ إِقْبَالَ التَّتَارِ لِسَبيِ آلِكْ وَغَدَاً سَتَطْلُبُ نجْدَتي فَأَذُودُ عَنْكَ وَعَن عِقَالِكْ تِهْ مَا اسْتَطَعْتَ فَلَيْسَ يَخْفَى لِلْبَرِيَّةِ أَصْلُ حَالِكْ

تِهْ مَا اسْتَطَعْتَ فَلَسْتَ تخْرُجُ يَا [//5/ 5] عَنْ مجَالِكْ تِهْ مَا اسْتَطَعْتَ فَلَسْتَ تخْرُجُ يَا ابْنَ [/5/ 5] عَنْ مجَالِكْ فَامْسَحْ غُرُورَكَ بِالتُّرَابِ وَحُكَّ إِسْتَكَ في رِيَالِكْ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°ــــــ {فِعَالَة/فَعِيلُه/فَعِيلَة/فُعُولَة/فَعُولُه/فِعَالُه/} يَرْجُو العَطَاءَ مِنَ الشَّحِيحِ وَكَانَ مَرْجُوَّاً عَطَاؤُهْ هَيْهَاتَ يُومِئُ بِالسُّؤَالِ وَلَمْ يُطَاوِعْهُ إِبَاؤُهْ مَا مَدَّ كَفَّا نَحْوَهُمْ إِلاَّ ثَنَتْهَا كِبرِيَاؤُهْ {محْمُود غُنَيْم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَلَرُبَّ وَجْهٍ مُشْرِقٍ تحْتَ الرُّكَامِ خَبَا ضِيَاؤُهْ وَلَرُبَّ صَخْرٍ أَحْمَرٍ منْ دَمِّ غَانِيَةٍ طِلاَؤُهْ وَلَرُبَّ طِفْلٍ تحْتَهُ نَادَى فَلَم يسْمَع نِدَاؤُهْ

وَلَرُبَّ شَيْخٍ طَاعِنٍ في السِّنِّ قَدْ سَالتْ دِمَاؤُهْ أَثْوَابُهُ منْ فَوْقِهِ كَفَنٌ وَمَدْفَنُهُ خِبَاؤُهْ {محْمُود غُنَيْم بِتَصَرُّف؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَلِمٌ إِذَا مَسَّ الحَدِيدَ سَعِيرُ أَيْسَرِهِ أَذَابَه {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مُتَدَيِّنٌ لَمْ يجْتَنِبْ رَجُلٌ حِمَى الدِّينِ اجْتِنَابَه {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مُتَوَاضِعٌ مَا قَامَ يُعْلِنُ ذَاتَ يَوْمٍ عَنْ جَنَابِه آثَارُهُ نَمَّتْ عَلَيْهِ وَجَرَّدَتْهُ مِنْ نِقَابِه كَالطِّيبِ يَشْذُو بَيْنَنَا عِطْرَاً عَلَى رَغْمِ احْتِجَابِه وَالسَّيْفُ سَيْفٌ مُصْلَتَاً أَوْ مُسْتَكِنَّاً في جِرَابِه {محْمُود غُنَيْم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

حَيَّيْتُ فِيهِ طَالِبَاً لِلْعِلْمِ أَمْعَنَ في طِلاَبِهْ أَعْيىَ عَلَى قُرَّائِهِ عَن أَنْ يَسِيرُواْ في رِكَابِهْ رِفْقَاً بِقَارِئِكَ الدَّءوبِ فَقَدْ شَكَا مِنْ فَرْطِ مَا بِهْ للهِ دَرُّكَ كَاتِبَاً لَمْ يَبْغِ رِبحَاً مِنْ كِتَابِهْ وَلَرُبَّمَا امْتَلأَتْ جُيُوبُ النَّاشِرِينَ عَلَى حِسَابِهْ وَلَرُبَّمَا كَانَ الدُّعَاءُ لَهُ فَقَطْ أَقْصَى ثَوَابِهْ اللهُ يَشْهَدُ لَمْ أُجَامِلْهُ بِمَدْحِي أَوْ أُحَابِهْ فَخُصُومُهُ اعْتَرَفُواْ لَهُ بِالفَضْلِ أَكْثَرَ مِنْ صِحَابِهْ {محْمُود غُنَيْم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° في النَّاسِ أَقْوَامٌ تَسِيرُ بدُونِ رَأَيٍ أَو إِرَادَة {محْمُود غُنَيْم؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نَشْكُو إِلى اللهِ الصَّحَافَة نَشْكُو وَزَارَاتِ السَّخَافَة

الذَّنْبُ يَرْجِعُ لِلصَّحَافَة وَإِلى وَزَارَاتِ السَّخَافَة كَمْ قَدَّمُواْ لِلنَّاسِ فَنَّاً هَابِطَاً بِاسْمِ الثَّقَافَة كَمْ عَبْقَرِيٍّ ضَيَّعُوهُ كَانَ يُعْرَفُ بِالحَصَافَة مَا حَاوَلَتْ تِلْكَ الجِهَاتُ الْبَحْثَ عَنهُ وَاكْتِشَافَة أَكَلَ الْبُقُولَ وَغَيْرُهُ أَكَلَ الْقَطَائِفَ وَالْكُنَافَة كَمْ أَكَّدُواْ مِن حَادِثَاتٍ لَكْ تَكُن إِلاَّ خُرَافَة كَمْ بَينَ مِصْرٍ وَالتَّقَدُّمِ يَا صَدِيقِي مِنْ مَسَافَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الكُلُّ يُبْلَى غَيْرَ أَنَّا نحْنُ بَلْوَتَنَا غَلِيظَة فَلَقَدْ حَوَتْ كُلَّ البَلاَوِي يَا حَفِيظُ " مِسِزْ " حَفِيظَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا أَيُّهَا النَّاسُ الحُرُوفُ أَسِنَّةٌ لَكِنْ رَقِيقَة {عِصَام الْغَزَالي}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ضَنَّتْ عَلَيْهِ بِالبُكَاءِ عُيُونُهُ فَبَكَى جَبِينُه {شَفِيق مَعْلُوف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الفَقْرُ في زَمَنِ اللِّئَامِ لأَهْلِ صَنعَتِنَا عَلاَمَة رَغِبَ الكِرَامُ إِلى اللِّئَامِ وَتِلْكَ أَشْرَاطُ القِيَامَة {بَدِيعُ الزَّمَانِ الهَمَذَانيّ 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَذَبُواْ وَقَالُواْ يَا بُنيَّ عَلَى بُطُولَتِهِ خِيَانَة وَأَمَامَنَا التَّقْرِيرُ هَا هُوَ عَنهُ يَنْطِقُ بِالإِدَانَة {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 انْظُرِ المُتَنَوِّعَات} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الْعَبْدُ يُقْرَعُ بِالْعَصَا * وَالحُرُّ تَكْفِيهِ المَلاَمَة الْعَبْدُ يُقْرَعُ بِالْعَصَا * وَالحُرُّ تَكْفِيهِ الإِشَارَة الْعَبْدُ يُقْرَعُ بِالْعَصَا * وَالحُرُّ تَكْفِيهِ الإِمَاءة

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا قَوْمَنَا لاَ تَسْمَعُواْ فِينَا النَّمِيمَةَ وَالْوِشَايَة لاَ تَغضَبُواْ أَنَّا شَكَوْنَا لَيْسَتِ الشَّكْوَى جِنَايَة إِنَّا بَلَغْنَا رُشْدْنَا وَالرُّشْدُ تَسْبِقُهُ الْغِوَايَة {حَافِظ إِبْرَاهِيم} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلَهَا/فَعْلُهَا/فَعْلَهُ/فَعْلُهُ/} مَاذَا جَنَتْ حَتىَّ تَصَيَّدَهَا الرَّدَى في مَهْدِهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَإِذَا الْفَتى عَرَفَ الهَوَى عَرَفَ الحَيَاةَ وَسِرَّهَا قَدْرُ الْفَتى في حُبِّهِ فَاعْرِفْ لِنَفْسِكَ قَدْرَهَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَنَظَرْتُ إِذْ بحَدِيقَةٍ * غنَّاءَ تَنْشُرُ ظِلَّهَا لَوْ جَالَ فِيهَا الطَّرْفُ عُمْ * ــرَاً كَامِلاً مَا مَلَّهَا قَضَّيْتُ فِيهَا سَاعَةً * أَنْسَتْ حَيَاتي كُلَّهَا

{الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا مَنْ تجَنَّنَ عَامِدَاً وَأُرِيدُ أُذْهِبُ جِنَّهُ وَعَلِمْتُ مَا قَدْ قَالَهُ عَني وَمَا قَدْ ظَنَّهُ وَسَمَعْتُ عَنهُ بِأَنَّهُ يَغْتَابُني وَبِأَنَّهُ لَوْ كَانَ أَهْلاً لِلْجَمِيلِ تَرَكْتُهُ لَكِنَّهُ فَلأَكْوِيَنَّ جَبِينَهُ كَيَّاً وَأَقْطَعُ أُذْنَهُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {مَفْعَلَه/يَفْعَلَه/} قَلْبي عَلَيْهِمْ يَا أَخِي * قِطْعَةُ جَمْرٍ مُوقَدَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {أَفْعَلَتْ/} بِالأَمْسِ عَيْني اسْتَعْبَرَتْ * ثُمَّ الدُّمُوعُ تحَدَّرَتْ أَسَفَاً عَلَى قَوْمٍ قُلُوبُهُمُ قَسَتْ وَتحَجَّرَتْ أَخْلاَقُهُمْ سَاءتْ بِشَكْلٍ مُلْفِتٍ وَتَدَهْوَرَتْ

وَكَأَنَّ أَرْضَ النِّيلِ مِن أَهْلِ المُرُوءةِ أَقْفَرَتْ حَتىَّ نُفُوسُ الطَّيِّبِينَ تَغَيَّرَتْ وَتَنَكَّرَتْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {أَفْعَلْ/مَفْعَلْ/يَفْعَلْ/} لَوْ كُنْتَ مجْبُولَ السَّخَاءِ لَكُنْتَ كَالشَّيْءِ المُسَخَّرْ أَوْ كُنْتَ تَبْتَاعَ المَدِيحَ لَكَانَ جُودُكَ جُودَ مَتْجَرْ لَكِنْ رَأَيْتَ الجُودَ أَحْسَنَ حُلَّةً وَأَجَلَّ مَنْظَرْ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {عَلَيْهَا/عَلَيْهِ/إِلَيْهَا/إِلَيْكَا/لَدَيْهَا/لَدَيْهِ/يَدَيْهَا/يَدَيْهِ/عَلَيْنَا/إِلَيْنَا/لَدَيْكِ/يَدَيْنَا/} حَسْبُ الْكَذُوبِ مِنَ الْبَلِيَّةِ بَعْضُ مَا يُحْكَى عَلَيْه فَإِذَا سَمِعْنَا كِذْبَةً مِن غَيْرِهِ نُسِبَتْ إِلَيْه °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَن خَاطَبَ الجُهَلاَءَ لاَ * يَغْضَبْ إِذَا جَهِلُواْ عَلَيْه {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَن جَاوَرَ الجُهَلاَءَ لاَ * يَغْضَبْ إِذَا جَهِلُواْ عَلَيْه {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَن حَاوَرَ الجُهَلاَءَ لاَ * يَغْضَبْ إِذَا جَهِلُواْ عَلَيْه {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَن جَالَسَ الجُهَلاَءَ لاَ * يَغْضَبْ إِذَا جَهِلُواْ عَلَيْه {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {مُنَوَّعَات/مَتَعَدِّدَات/} كَانَتْ لَنَا بِنْتٌ وَمَاتَتْ في ظُرُوفٍ غَامِضَة كُلُّ الأَدِلَّةِ خَلْفَ قِصَّةِ مَوْتِهَا مُتَعَارِضَة كَانَتْ لِدُنيَانَا الْغَرُورَةِ وَالرَّخِيصَةِ رَافِضَة ********* قَالُواْ قَدِ انْتَحَرَتْ فَقُلْنَا مِثْلُهَا لاَ يَنْتَحِرْ

قَالُواْ بَحَثْنَا لَمْ نَجِدْ خَلْفَ الْقَضِيَّةِ مِن أَثَرْ قُلْنَا المَبَاحِثُ لَيْسَ في إِمْكَانِهَا شَيْءٌ عَسِرْ ********* أَيُعَذَّبُ المِصْرِيُّ حَيَّاً عِنْدَنَا أَوْ مَيِّتَا فَلَقَدْ رَأَيْنَا مَا عَجَزْنَا بَعْدَهُ أَنْ نَصْمُتَا إِنَّ الحُكُومَةَ شُغْلُهَا في مِصْرَ أَنْ تَتَعَنَّتَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نحْنُ الجُلُوسُ عَلَى الرَّصِيفْ * الْبَاحِثُونَ عَنِ الرَّغِيفْ الْعَاجِزُونَ عَنِ الْبَقَاءِ الْقَادِرُونَ عَلَى النَّزِيفْ ********* * في كُلِّ وَادٍ نُظْلَمُ * وَقُلُوبُنَا تَتَحَطَّمُ لاَ تَضْحَكُ الدُّنيَا لَنَا * وَالحَظُّ لاَ يَتَبَسَّمُ ********* يَا مَن إِلَيْهِ المُشْتَكَى * أَشْكُو لِمَن إِلاَّ لَكَا ضَاقَتْ عَلَيَّ الأَرْضُ حَتىَّ لَمْ أَجِدْ لي مَسْلَكَا

{الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لِعِصَام الْغَزَالي 0 بِتَصَرُّف، وَالآخَرَانِ لِيَاسِرٍ الحَمَدَاني / صَاحِبِ الدِّيوَان} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَهَذِهِ أُنْشُودَةُ أُمٍّ قَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا؛ فَقَالَتْ تُوصِي وَلِيدَهَا وَهِيَ تُرْضِعُهُ وَتُهَدْهِدُهُ كَيْ يَنَام: أَشْدُو بِأُغْنِيَتي الحَزِينَةِ ثُمَّ يَغْلِبُني البُكَاءْ وَأَمُدُّ كَفِّي لِلسَّمَاءِ لأَسْتَحِثَّ خُطَى السَّمَاءْ نَمْ يَا بُنيَّ وَلاَ تُشَارِكْني المَرَارَةَ وَالمحَن نَمْ يَا بُنيَّ فَسَوْفَ أُرْضِعُكَ الجِرَاحَ مَعَ اللَّبن نَمْ كَيْ أَنَالَ عَلَى يَدَيْكَ مُنىً وَهَبْتُ لَهَا الحَيَاة يَا مَنْ رَأَى الدُّنيَا وَلَكِنْ مَا رَأَى فِيهَا أَبَاه سَتَمُرُّ أَعْوَامٌ طِوَالٌ في الأَنِينِ وَفي العَذَابْ وَأَرَاكَ يَا وَلَدِي قَوِيَّ الجِسْمِ مَوْفُورَ الشَّبَابْ

وَهُنَاكَ تَسْأَلُني كَثِيرَاً عَن أَبِيكَ وَكَيْفَ غَابْ هَذَا سُؤَالٌ يَا صَغِيرِي لَمْ أُعِدَّ لَهُ جَوَابْ فَإِذَا عَرَفْتَ جَرِيمَةَ الجَانِي وَمَا اقْتَرَفَتْ يَدَاهْ فَانْثُرْ عَلَى قَبْرِي وَقَبْرِ أَبِيكَ بَعْضَاً مِنْ دِمَاهْ لاَ تَرْحَمِ الجَاني إِذَا ظَفِرَتْ بِهِ يَوْمَاً يَدَاكْ فَهْوَ الَّذِي جَلَبَ الشَّقَاءَ لَنَا وَلَمْ يَرْحَمْ أَبَاكْ لاَ تُصْغِ يَا وَلَدِي إِلى مَا لَفَّقُوهُ وَرَدَّدُوهْ مِن أَنَّهُمْ جَاءواْ إِلى الوَطَنِ الذَّلِيلِ فَحَرَّرُوهْ كَذَبُواْ وَقَالُواْ يَا بُنيَّ عَلَى بُطُولَتِهِ خِيَانَة وَأَمَامَنَا التَّقْرِيرُ هَا هُوَ عَنهُ يَنْطِقُ بِالإِدَانَة وَهُمُ الَّذِينَ يُقَدِّسُونَ الفَرْدَ مِنْ دُونِ الإِلَهْ وَيُسَبِّحُونَ بِحَمْدِهِ وَيُقَدِّمُونَ لَهُ الصَّلاَةْ فَإِلى مَتى وَالظَّالِمُونَ نِعَالُهُمْ فَوْقَ الجِبَاه

كَشِيَاهِ جَزَّارٍ وَهَلْ تَسْتَنْكِرُ الذَّبْحَ الشِّيَاه مَاتَ الشَّهِيدُ بِنَا فَلَمْ نَسْمَعْ بِصَوْتٍ قَدْ بَكَاهْ وَسَعَواْ إِلى الشَّاكِي الحَزِينِ فَأَلجَمُواْ بِالرُّعْبِ فَاهْ حَكَمُواْ بِمَا شَاءُجواْ وَسِيقَ أَبُوكَ في أَصْفَادِهِ قَدْ كَانَ يَرْجُو رَحْمَةً بِبَنِيهِ مِنْ جَلاَّدِهِ مَا كَانَ يَا وَلَدِي أَبُوكَ يَخُونُ حُبَّ بِلاَدِهِ لَكِنَّهُ حُكْمُ المُدِلِّ بِجُنْدِهِ وَعَتَادِهِ هَذَا الَّذِي قَالُوهُ في الإِعْلاَمِ مَسْمُومُ المَذَاقْ لَمْ يَبْقَ مَسْمُوعَاً سِوَى صَوْتِ التَّمَلُّقِ وَالنِّفَاقْ ثمَّ تُوَجِّهُ الحَدِيثَ إِلى كُلِّ مُسْلِمٍ وَعَرَبيٍّ قَائِلاً: سَأَظَلُّ أَذْكُرُ صَرْخَةَ المحْزُونِ وَالمُسْتَنْجِدِ وَهُنَاكَ في فَصْلِ الشِّتَاءِ وَحَوْلَ دِفْءِ المَوْقِدِ أَرْوِي لأَوْلاَدِي الصِّغَارِ حَدِيثَ حُكْمٍ أَسْوَدِ

مَلأَتْ مَرَارَتُهُ فَمِي وَطَوَتْ سَلاَسِلُهُ يَدِي أَنَاْ يَا أَخِي في مِصْرَ أَرْسُفُ في السَّلاَسِلِ وَالقُيُودِ قَدْ ضِقْتُ ذَرْعَاً يَا أَخِي بِالمجْدِ وَالعَهْدِ الجَدِيدِ بِالنَّارِ يحْكُمُنَا الطُّغَاةُ وَبِالمَشَانِقِ وَالحَدِيدِ نَصَبُواْ لَنَا أَغْلاَلَهُمْ فَمَضَتْ تُطَوِّقُ كُلَّ جِيدِ لاَ نَرْتَضِي هَذَا الهَوَانَ وَلاَ مُعَامَلَةَ بِالعَبِيدِ ثمَّ قَالَتْ تُنَدِّدُ بِهَؤُلاَءِ الطُّغَاةِ الَّذِينَ حَكَمُواْ مِصْرَ في هَذِهِ الأَثْنَاء: إِنيِّ كَفَرْتُ بِمِصْرَ بِالأَهْرَامِ بِالنِّيلِ الحَبِيبْ في أَرْضِ آبَائِي أَعِيشُ كَأَنَّني فِيهَا غَرِيبْ

أَأَظَلُّ أَمْضِي في الحَيَاةِ بِلاَ لِسَانٍ أَوْ فَمِ أَبْكِي عَلَى حُرِّيَّتي بِالدَّمْعِ أَقْطُرُ وَالدَّمِ وَأَعِيشُ عَيْشَ الذُّلِّ عَيْشَ العَبْدِ عَيْشَ الأَبْكَمِ أَلقَى الهَوَانَ وَأَنحَني لِلمُسْتَبِدِّ المجْرِمِ وَأَرَى البِلاَدَ ذَلِيلَةً وَأَقُولُ يَا مِصْرُ اسْلَمِي {الأُنْشُودَةُ بِأَكْمَلِهَا لِلشَّاعِرِ الْعَظِيم / هَاشِمٍ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مخلع البسيط

مُخَلَّعُ الْبَسِيط: ========= {فَعِيلْ/فِعَالْ/فَعُولْ/} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ مُبْصِرٍ لاَ يَرَى وَأَعْمَى * يَرَى وَيَدْرِي الَّذِي يَكُون يَا وَيْحَ مَنْ لاَ يَرَوْنَ شَيْئَاً * إِلاَّ إِذَا فَتَّحُواْ الْعُيُون {نَسِيب عَرِيضَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فِعَالُ/فِعَالِ/فِعَالاَ/فَعِيلُ/فَعِيلِ/فَعِيلاَ/فَعُولُ/فَعُولِ/فَعُولاَ/} {فِعَاهُ/فَعِيهُ/فَعُوهُ/فِعَاهَا/فَعِيهَا/فَعُوهَا/} يُعْطِيكَ لاَ رَغْبَةَ الثَّنَاءِ * وَلَيْسَ مِنْ رَهْبَةِ الهِجَاءِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنْ يحْمَدِ النَّاسَ يحْمَدُوهُ * وَالنَّاسُ مَن عَابَهُمْ يُعَابُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

في مِصْرَ قَدْ كَسَّرُواْ جَنَاحِي * وَأَمْعَنَ الْكُلُّ في جِرَاحِي وَحِينَ جِئْتُ الْكُوَيْتَ طِرْتُ * لِفَرْطِ فَرْحِي بِلاَ جَنَاحِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لي الْيَوْمَ أَن أَسْتَبِيحَ مِنْكِ * مَا لَيْسَ مِنْكِ بِمُسْتَبَاحِ مِنْ رَشْفِ ثَغْرٍ وَقَطْفِ نَهْدٍ * وَعَضِّ خَدِّ وَشُرْبِ رَاحِ بِلاَ نِفَارٍ وَلاَ نِقَارٍ * وَلاَ حِرَانٍ وَلاَ جِمَاحِ كَمْ مِنْ سِلاَحٍ حَمَلْتُ حَتىَّ * سَبَيْتِ قَلْبى بِلاَ سِلاَحِ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَأَنَّهُمْ رِقَّةً حَمَامُ * كَأَنَّهُمْ كَثْرَةٌ جَرَادُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَا بَالُ حَظِّ الجَمِيعِ وَرْدٌ * وَحَظُّنَا وَحْدَهُ قَتَادُ يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ هُبُّواْ * فَإِنَّهُ قَدْ دَنَا الحَصَادُ

زَمَانُكُمْ كُلُّهُ وُحُوشٌ * إِنْ لَمْ تَصِيدُواْ بِهِ تُصَادُواْ وَحَّدْتمُ اللهَ مِنْ قَدِيمٍ * فَأَيْنَ يَا قَوْمِ الاَتحَادُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَبَيْنَ أَصْحَابِهِمْ حَمَامٌ * وَبَيْنَ أَعْدَائِهِمْ آسَادُ فَهُمْ سُوَيْدَاءُ كُلِّ قَلْبٍ * وَهُمْ مِنَ الأَعْيُنِ السَّوَادُ بِمَدْحِهِمْ تَشْرُفُ القَوَافي * وَيَشْرُفُ الطِّرْسُ وَالمِدَادُ لَمْ يُوفِهِمْ قَطُّ أَيُّ مَدْحٍ * بِمَا اسْتَحَقُّواْ وَمَا أَرَادُواْ مَهْمَا يُقَالُ المَدِيحُ فِيهِمْ * فَإِنَّهُ يَنْبَغِي يُزَادُ فَكُلُّ مَدْحٍ يُقَالُ فِيهِمْ * محَاوَلاَتٌ أَوِ اجْتِهَادُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمَا عَلاَ شَأْنُهُ لجُودٍ * كَلاَّ وَلَكِن عَلاَ فَجَادَا

مِثْلُ السَّمَا بَعْدَمَا تَسَامَتْ * تَكَفَّلَتْ تُمْطِرُ العِبَادَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ يَصْبرُ الحُرُّ تحْتَ ضَيْمٍ * وَإِنَّمَا يَصْبرُ الحِمَارُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هَذَواْ بِشِعْرٍ لَهُمْ مَرِيضِ * فَذَاعَ ذَا عَنهُمُ وَطَارَا فَاسْتَحْسَنُواْ الهَذْيَ في الْقَرِيضِ * وَصَارَ في شِعْرِهِمْ شِعَارَا لِذَا انْزَوَى الشِّعْرُ في الحَضِيضِ * وَكَادَ أَنْ يَشْهَدَ احْتِضَارَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَهِيَ في الأَصْلِ فِكْرَةٌ لأَحَدِ الشُّعَرَاءِ قُمْتُ بِنَظْمِهَا وَالزِّيَادَةِ عَلَيْهَا} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَمَيْتُهُ ثَالِثَ الأَثَافي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَهُ خِلاَلٌ تَفُوحُ طِيبَاً * وَلَيْسَ فِيهَا أَيُّ اخْتِلاَلٍ

قَدْ نَزَّهَتْهُ عَن أَيِّ عَيْبٍ * يَكُونُ فِيهَا كَمِثْلِ خَالٍ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَأَنَّهُمْ كَثْرَةٌ جَرَادُ * كَأَنَّهُمْ رِقَّةً حَمَامُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° دُنيَا رَأَيْنَا بِهَا الهَوَانَا * بِالأَمْسِ كَانَتْ عَلَى هَوَانَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنْ يَسْأَلِ النَّاسَ يحْرِمُوهُ * وَسَائِلُ اللهِ لاَ يخِيبُ {عُبَيْدُ بْنُ الأَبْرَص} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنْ كَانَ لِلوَحْشِ مِنْ نُيُوبِ * فَالنَّاسُ أَنيَابُهُمْ حَدِيدُ مَا كَانَ وَاللهِ لِلحُرُوبِ * لَوْلاَ بَنُو آدَمٍ وُجُودُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لي صَاحِبٌ وَاسْمُهُ وَلِيدُ * حُبيِّ لَهُ دَائِمَاً يَزِيدُ

أَخْلاَقُهُ عَذْبَةٌ وَفِيهِ * يُسْتَعْذَبُ المَدْحُ وَالْقَصِيدُ وَكُلُّ يَوْمٍ أَرَاهُ أَدْرِي * بِأَنَّهُ طَالِعٌ سَعِيدُ وَكُلَّمَا أَبْصَرَتْهُ عَيْني * أَنْسَى بِهِ أَنَّني وَحِيدُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَهَكَذَا المجْرِمُ الخَطِيرُ * في عُرْفِهِمْ فَاتِحٌ كَبِيرُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا أَيُّهَا الْعَالِمُ الصَّغِيرُ * لَدَيْكَ مُسْتَقْبَلٌ نَضِيرُ فَاذْكُرْ إِذَا مَا عَلَوْتَ * يَوْمَاً مُشَرَّدَاً حَالُهُ مَرِيرُ فَلاَ غَدَاءٌ وَلاَ عَشَاءٌ * وَلاَ فُطُورٌ وَلاَ فَطِيرُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° حَتىَّ لَقَدْ صِرْتُ كَالشُّمُوعِ * مِنِ احْتِرَاقِي وَمِنْ دُمُوعِي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَشَدُّ مِنْ فَاقَةٍ وَجُوعٍ * إِغْضَاءُ حُرٍّ عَلَى خُضُوعٍ {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا قَوْمِ مَا هَذِهِ الجَهَالَة * قَدْ حَانَ أَنْ تُنْصِفُواْ الضَّعِيفَا أَيَدَّعِي الفَضْلَ وَالنَّبَالَة * مَنْ يَسْلُبُ المُعْدِمَ الرَّغِيفَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَجْهُكَ يَا عَمْرُو فِيهِ طُولٌ * وَفي وُجُوهِ الكِلاَبِ طُولُ وَالكَلْبُ وَافٍ وَفِيكَ غَدْرٌ * فَفِيكَ عَنْ قَدْرِهِ سُفُولُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الشَّرُّ في النَّاسِ مِنْ قَدِيمِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا بَدَا وَجْهُهُ لِقَوْمٍ * لاَذَتْ بِأَجْفَانِهَا الْعُيُونُ

كَأَنَّهُ عِنْدَهُمْ غَرِيمٌ * حلَّتْ عَلَيْهِ لَهُمْ دُيُونُ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فِعَالَة/فَعِيلُه/فَعِيلَة/فُعُولَة/فَعُولُه/فِعَالُه/} بَيْتُكَ إِنْ كَانَ مِنْ زُجَاجٍ * لاَ تَقْذِفِ النَّاسَ بِالحِجَارَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 أَحَدُ الأَمْثَالِ الْعَرَبِيَّةِ قُمْتُ بِنَظْمِه} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَنْ لَمْ يَعُدْنَا إِذَا مَرِضْنَا * إِنْ مَاتَ لَمْ نَشْهَدِ الجِنَازَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {مَفَاعِلْ/أَفَاعِلْ/تَفَاعُلْ/فَاعِلْ/فَوَاعِلْ/فَعَائِلْ/} مجِيءُ هَذَا كَمَوْتِ هَذَا * فَلَيْسَ نَخْلُو مِنَ المَصَائِبْ {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَكَمْ حُرِمْنَا وَكَمْ ظُلِمْنَا * وَكَمْ رَأَيْنَا مِنَ الحَوَادِثْ

فَأَتْعَسُ الخَلْقِ فَيْلَسُوفٌ * وَكَاتِبٌ مُصْلِحٌ وَبَاحِثْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَالحُبُّ يُعْمِي عَنِ المَسَاوِي * وَالبُغْضُ يُعْمِي عَنِ المحَاسِن °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {أَفْعَلْ/يَفْعَلْ/تَفْعَلْ/} "فِيهْ نَاسْ بِتِتْعَبْ مِن غِيرْ مَا تِكْسَبْ *وِنَاسْ بِتِكْسَبْ مِن غِيرْ مَا تِتْعَبْ" {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مِنْ وَاجِبِ النَّاسِ أَنْ يَتُوبُواْ * لَكِنَّ تَرْكَ الذُّنُوبِ أَوْجَبْ وَالدَّهْرُ في صَرْفِهِ عَجِيبٌ * وَغَفلَةُ النَّاسِ عَنهُ أَعْجَبْ وَالصَّبْرُ في النَّائِبَاتِ صَعْبٌ * لَكِنْ فَوَاتُ الثَّوَابِ أَصْعَبْ وَكُلُّ مَا تَرْتجِي قَرِيبٌ * وَالمَوْتُ مِنْ دُونِ ذَاكَ أَقرَبْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَأَنْتَ حُرٌّ إِذَا قَنِعْتَ * وَأَنْتَ عَبْدٌ إِذَا طَمِعْتَ الحُرُّ عَبْدٌ إِذَا طَمِعْ * وَالْعَبْدُ حُرٌّ إِذَا قَنِعْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلُ/فَعْلِ/فَعْلِي/فُعْلَى/فَعْلاَ/} أَيُّهَا المَظْلُومُ صَبْرَاً إِنَّ بَعْدَ العُسْرِ يُسْرَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنيِّ وَإِنْ كُنْتُ ذَا عِيَالٍ * قَلِيلَ مَالٍ كَثِيرَ دَيْنِ لأَحْمَدُ اللهَ حَيْثُ صَارَتْ * حَوَائِجِي بَيْنَهُ وَبَيْني {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَقَلْعُ ضِرْسٍ وَضرْبُ حَبْسٍ * وَنَزْعُ نَفْسٍ وَرَدُّ أَمْسٍ وَيَوْمُ كَرْبٍ وَحَمْلُ ضَرْبٍ * وَخَوْضُ حَرْبٍ بِغَيرِ تُرْسٍ وَأَكْلُ ضَبٍّ وَصَيْدُ دُبٍّ * وَصَرْفُ حَبٍّ بِأَرْضِ خِرْسٍ وَحَرُّ نَارٍ وَشَرُّ جَارٍ * وَبَيْعُ دَارٍ بِرُبْعِ فِلْسٍ أَحَبُّ مِنْ وَقْفَةِ الكَرِيمِ * لنَيْلِ شَيْءٍ بِبَابِ نحْسٍ {اِلإِمَامُ الشَّافِعِيُّ بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ كَانَ يَوْمُ الفِرَاقِ يَوْمَاً * لَمْ يَعْرِفِ الجَفْنُ فِيهِ نَوْمَا شَتَّتَ مِنيِّ وَمِنْكِ شَمْلاً * فَسَرَّ قَوْمَاً وَسَاءَ قَوْمَا مَا لاَمَني النَّاسُ فِيهِ إِلاَّ * بَكَيْتُ كَيْ أَسْتَزِيدَ لَوْمَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلَة/فُعْلَة/فِعْلَه/فَعْلَه/فَعْلاَ/} فَإِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

منهوك الرجز

الحَمَاسَةُ الحَمَدَانِيَّة [مَنهُوكُ الرَّجَز 0 لحْنُ مُونُولُوج أُهُو أَنَا أُهُو أَنَا]: ======================================= طَالَتْ بِنَا التَّوَسُّلاَتْ * يَا هَيْئَةَ المُوَاصَلاَتْ كَمْ قَدْ شَكَوْنَا لَمْ نجِدْ * مِنْكُمْ سِوَى المُمَاطَلاَتْ مَتى يَكُونُ بَيْنَنَا * وَبَيْنَكُمْ تَفَاعُلاَتْ مَتى سَتَبْحَثُونَ مَا * يُصِيبُنَا مِنْ مُشْكِلاَتْ مَتى نَرَى قَرَارَكُمْ * يَخْلُو مِنَ المجَامَلاَتْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَنَعْبُرُ المُضَايَقَاتِ كَيْفَمَا تَكُون {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {أَفْعَلُ/يَفْعَلُ/} لي جَدَّةٌ تَرْأَفُ بي أَحْنى عَلَيَّ مِن أَبي وَكُلُّ شَيْءٍ سَرَّني تَذْهَبُ فِيهِ مَذْهَبي إِن غَضِبَ الأَهْلُ عَلَيَّ كُلُّهُمْ لَمْ تَغْضَبِ مَشَى أَبي يَوْمَاً إِليَّ مِشْيَةَ المُؤَدِّبِ غَضْبَانَ قَدْ هَدَّدَ بِالضَّرْبِ وَإِنْ لَمْ يَضْرِبِ فَلَمْ أَجِدْ لي مِنه غَيْرَ جَدَّتي مِنْ مَهْرَبِ فَأَوْقَفَتْني خَلْفَهَا أَنْجُو بِهَا وَأَخْتَبي وَهْيَ تَقُولُ لأَبي بِلَهْجَةِ المُؤَنِّبِ وَيْحٌ لَهُ وَيْحٌ لَهُ ذَا الْوَلَدِ المُعَذَّبِ أَلَمْ تَكُنْ تَصْنَعُ مَا يَصْنَعُ إِذْ أَنْتَ صَبي {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مِصْرُ اسْمَعِي محَمَّدَا * مُرَتِّلاً مجَوِّدَا مُهَذَّبٌ وَطَيِّبٌ * عَذْبٌ كَحَبَّاتِ النَّدَى تَلْقَاهُ مُقْرِئَاً إِذَا * أَرَدْتَهُ أَوْ مُنْشِدَا لاَ لَسْتَ أَنْتَ مُقْرِئَاً * بَلْ طَائِرَاً مُغَرِّدَا الدَّرْبُ لِلنَّجَاحِ لَيْ * ْسَ دَائِمَاً مُمَهَّدَا إِنْ سِرْتَ فِيهِ يَا أَخِي * لاَ بُدَّ مِن أَنْ تَصْمُدَا فَإِنَّهُ مُلَغَّمٌ * بِالحَاسِدِينَ وَالْعِدَى وَإِنْ بَلَغْتَ في سَمَا * ءِ المُقْرِئِينَ لِلْمَدَى اذْكُرْ أَخَاكَ يَاسِرَاً * الْكَاتِبَ المُشَرَّدَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° هُمُ أُسُودٌ في الأَذَى * هُمُ وُرُودٌ في الشَّذَى {لمحَمَّدٍ الأَسْمَرِ أَوْ لي بِتَصَرُّف؟} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا بَائِعَ الوُدِّ اسْتَرِحْ * مَا في الوَرَى مِنْ مُشْتَرِ

فَهَلْ رَأَيْتَ حَيَّةً * رَأَتْ فَتىً لَمْ تَنْفِرِ وَسَاءني أَنيِّ أَنَا * وَحْشٌ وَإِنْ لَمْ أَزْأَرِ فَاحْذَرْ فَإِنيِّ ثَعْلَبٌ * وَالوَيْلُ إِنْ لَمْ تَحْذَرِ طَبْعٌ وَرِثْنَاهُ فَمَنْ * مِنَّا كَرِيمُ العُنْصُرِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَمَا كَفَى هَذَا الجَفَا * رُحْمَاكَ بي قَلْبي انْكَوَى لِكُلِّ شَيْءٍ آفَةٌ * وَآفَةُ القَلْبِ الهَوَى {رَبُّ السَّيْفِ وَالْقَلَم / محْمُود سَامي البَارُودِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَاعِلُ/تَفَاعُلُ/} إِنَّ الطَّرِيقَ وَاعِرُ * تَحُفُّهُ المَخَاطِرُ إِنْ سِرْتَ فِيهِ فَاجْتَهِدْ * وَلاَ تَلِن يَا نَاصِرُ إِنيِّ إِلَيْكَ يَا أَخِي * عَلَى الدَّوَامِ شَاكِرُ سَبَرْتُ عِلْمَهُ فَمَا * بَدَا عَلَيْهِ آخِرُ

لاَ بَلْ بَدَتْ لَنَا عَلَى * نُبُوغِهِ بَوَادِرُ نَمُوذَجٌ مِنَ الشَّبَا * بِ مُفْرِحٌ وَنَادِرُ وَلَيْسَ بِالْفَتى الَّذِي * تَغُرُّهُ المَظَاهِرُ وَكَمْ بِمِصْرَ ضُيِّعَتْ * وَأُهْمِلَتْ كَوَادِرُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا وَاحَةً ظَلِيلَةً * وَيَا مَهْدَ الشَّرَائِعِ يَا طِفْلَةً جَمِيلَةً * محْرُوقَةَ الأَصَابِعِ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلُ/فَعْلَى/} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {أَفْعَلَكْ/يَفْعَلَكْ/} بِكُلِّ حُسْنٍ جَمَّلَكْ * وَكُلِّ حُسْنى كَمَّلَكْ يَا سَيِّدِي مَا أَجْمَلَكْ * أَنْتَ مَلِيكٌ أَمْ مَلَكْ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعْلتي/فَعْلَةِ/}

محَمَّدُ بْنُ رَأْفَتِ كَالْوَرْدِ وَسْطَ الْغُرْفَةِ مُهَذَّبٌ وَرُوحُهُ كَجِسْمِهِ في الخِفَّةِ وَعَاقِلٌ وَلاَ يَسِيرُ خَلْفَ كُلِّ زَفَّةِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَلْفَيْتُهَا عُرْيَانَةً * لَمْ تَسْتَتِرْ بحُلَّةِ قَبَّلْتُهَا فَقَهْقَهَتْ * تَضْحَكُ لي مِنْ قُبْلَتي وَلَمْ أَزَلْ مُقَبِّلاً * حَتىَّ رَوَيْتُ غُلَّتي حَبِيبَتي تِلْكَ وَمَا * قَصَدْتُ غَيرَ {000} {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَمْ أَنْسَ قَطُّ لَيْلَةً مِنْ رَمَضَانَ مَرَّتِ إِذِ انْفَلَتُّ مِنْ سُحُورِي فَدَخَلْتُ حُجْرَتي فَلَمْ يَرُعْني غَيْرُ صَوْتٍ كَمُوَاءِ الهِرَّةِ فَقُمْتُ أُلْقِي السَّمْعَ في السُّتُورِ وَالأَسِرَّةِ حَتىَّ ظَفِرْتُ بِالَّتي عَلَيَّ قَدْ تجَرّتِ فَمُذْ بَدَتْ لي وَالْتَقَتْ نَظْرَتُهَا بِنَظْرَتي

عَادَ بَرِيقُ لحْظِهَا مِثْلَ بَصِيصِ الجَمْرَةِ ثُمَّ ارْتَقَتْ عَنِ المُوَاءِ فَعَوَتْ وَهَرَّتِ وَرَدَّدَتْ فَحِيحَهَا كَحَيَّةٍ بِقَفْرَةِ بَلْ وَاكْتَسَتْ لي مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ جِلْدَ النِّمْرَةِ كَرَّتْ وَلَكِنْ كَالجَبَانِ قَاعِدَاً وَفَرَّتِ وَانْتَفَضَتْ شَوَارِبَاً عَنْ مِثْلِ بَيْتِ الإِبْرَةِ لَمْ أَجْزِهَا بِسَوْءةٍ لأَجْلِ تِلْكَ الثَّوْرَةِ وَلاَ غَبِيتُ ضَعْفَهَا وَلاَ نَسِيتُ قُدْرَتي وَلاَ رَأَيْتُ غَيْرَ أُمٍّ بِالصِّغَارِ بَرَّةِ فَيَا لَجِدِّ الأُمَّهَاتِ في بِنَاءِ الأُسْرَةِ وَلَمْ أَزَلْ حَتىَّ اطْمَأَنَّ جَأْشُهَا وَقَرَّتِ فَجِئْتُهَا بِشَرْبَةٍ مِنْ لَبَنٍ وَكِسْرَةِ وَلَوْ وَجَدْتُ مِصْيَدَاً لَجِئْتُهَا بِفَأْرَةِ فَاضْطَجَعَتْ تحْتَ ظِلاَلِ الأَمْنِ وَاسْتَقَرَّتِ وَقَرَأَتْ أَوْرَادَهَا وَمَا دَرَتْ مَا قَرَتِ

وَعَسْعَسَ الصِّغَارُ في ثُدِيِّهَا فَدَرَّتِ فَاخْتَلَطُواْ وَعَيَّثُواْ كَالْعُمْيِ حَوْلَ السُّفْرَةِ تحْسَبُهُمْ ضَفَادِعَاً قَدْ خَرَجَتْ مِنْ جَرَّةِ فَقُلْتُ لاَ بَأْسَ عَلَى طِفْلِكِ يَا جُوَيْرَتي تمَخَّضِي عَن خَمْسَةٍ إِنْ شِئْتِ أَوْ عَن عَشْرَةِ أَنْتِ وَأَوْلاَدُكِ حَتىَّ يَكْبَرُواْ في جِيرَتي {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {مَفْعَلَة/فَعْلَلَة/يَفْعَلُه/} وَقَدْ يَقُولُ قَائِلٌ * غَرْبِيَّةٌ مُعَرَّبَة فَاعْجَبْ لَهُ مِن حَاقِدٍ * وَالحِقْدُ يُرْدِي صَاحِبَه لَوْ حَاوَلَ الدَّعِيُّ أَن * يَسْلُكَ فِيهَا مَذْهَبَه أَعْيَاهُ جَهْلٌ وَبَدَتْ * أَشْعَارُهُ مُضْطَرَبَة {عَبْدَ ال//5/} أَنْتَ لِلشِّ * ـعْرِ مِنَ اللهِ هِبَة {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَاذَا هُوَ الشَّيْءُ الَّذِي * أَوْسَعُ مَا فِيهِ فَمُهْ وَطِفْلُهُ في بَطْنِهِ * يَرْفُسُهُ وَيَلْكُمُهْ دَوْمَاً تَرَاهُ صَارِخَاً * وَلَمْ يجِدْ مَنْ يَرْحَمُهْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° نُفُوسُنَا تَتُوقُ لِلْمَدِينَةِ المُنَوَّرَة وَدَائِمَاً تُحِبُّهَا * وَإِنْ تَكُنْ مُقَصِّرَة لِذَا لأَجْلِهَا كَتَبْتُ مِدْحَةً مُعَبِّرَة لِكَيْ تَكُونَ صُورَةً * لِحُبِّهَا مُصَغَّرَة ********* نَسِيمُهَا تَفُوحُ مِنهُ السِّيرَةُ المُعَطَّرَة وَأَهْلُهَا وُجُوهُهُمْ * بَشُوشَةٌ وَمُقْمِرَة نُفُوسُهُمْ نَقِيَّةٌ * تَقِيَّةٌ وَخَيِّرَة لَيْسَتْ طِبَاعُهُمْ غَلِيظَةً وَلاَ مُنَفِّرَة ********* إِنْ كُنْتُ لَمْ أَزُرْكِ قَطُّ مَرَّةً فَمَعْذِرَة دَوْمَاً بِمِصْرَ حَالَةُ الأَدِيبِ غَيرُ مُوسِرَة

لِذَا اكْتَفَيْتُ أَن أَرَاكِ في الرُّؤَى المُبَشِّرَة * وَمَكَّةُ المُكَرَّمَة * مَدِينَةٌ مُعَظَّمَة وَمَدْحُهَا يُحِبُّ كُلُّ شَاعِرٍ أَنْ يَنْظِمَه قُلُوبُنَا بِحُبِّهَا * مَلِيئَةٌ وَمُفْعَمَة وَحَوْلَ بَيْتِهَا الحَرَامِ رُوحُنَا مُحَوِّمَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° فَاتِنَةٌ مُهَذَّبَة * مِنْ نَشْوَةٍ مُرَكَّبَة تَوَسَّدَتْ أَنَامِلِي * وَاسْتَسْلَمَتْ مُلْتَهِبَة وَعَرْبَدَتْ عَلَى فَمِي * أَنْفَاسُهَا المُضْطَرِبَة تَظَلُّ وَهْيَ في يَدِي * مُبْعَدَةً مُقَرَّبَة وَكُلَّمَا أَدْنَيْتُهَا * لِلَّحْظَةِ المُسْتَعْذَبَة تحْمَرُّ مِن حَيَائِهَا * وَجْنَتُهَا المُخَضَّبَة وَهَبْتُهَا لِصَاحِبي * فَلَمْ يَرُدَّ لي الهِبَة تجِيئُني فِضِّيَّةً * وَتَارَةً مُذَهَّبَة كَمْ شُغِلَتْ بِقُبْلَتي * عَنْ رُوحِهَا المُغْتَصَبَة

في كُلِّ حِينٍ أَصْبَحَتْ * خَفِيفَةً مُصْطَحَبَة أَرْشُفُهَا حَتىَّ إِذَا * قَضَى الْفُؤَادُ أَرَبَه أَدُوسُهَا بِقَدَمِي * ذَلِيلَةً مُكْتَئِبَة فَهَلْ عَرَفْتَ يَا أَخِي * مَن هَذِهِ المُعَذَّبَة {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف 0 في السِّيجَارَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعَلْ/مُنْفَعِلْ/} يَا صَاحِبَ الشُّغْلِ ابْتَلِعْ * حَقِّي وَلي لاَ تَعْتَذِرْ هَلْ خِفْتَ مِن أَن أَغْتَني * أَمْ خِفْتَ مِن أَنْ تَفْتَقِرْ فَافْعَلْ مَعِي مَا شِئْتَهُ * مِن خِسَّةٍ لَن أَنْتَحِرْ مَنْ كَانَ مِثْلِي عِنْدَ قَعْ * ْرِ البِئْرِ كَيْفَ يَنحَدِرْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

هَذَا الدَّخِيلُ فَانْظُرُواْ * مِن أَمْرِهِ لِمَا بَطَن إِيَّاكُمُ إِيَّاكُمُ * فِيهِ وَخَضْرَاءَ الدِّمَن أَيَشْتَرِي مَا عِنْدَنَا * وَنحْنُ نَدْفَعُ الثَّمَن {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فَاعِلُه/فَاعِلَة/يَفْعَلُه/تَفْعَلُه/مَفْعَلَة/} لاَ تَنْقَضِي عَجَائِبُه {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {فَعِيلْ/فَعُولْ/ فِعَالْ/} لِكُلِّ حَادِثٍ حَدِيث °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{مُنَوَّعَات/مُتَعَدِّدَاتُ الْقَوَافي/} يَا مِصْرُ يَا كَنْزَ الوُجُودْ * نحْنُ عَلَى الكَنْزِ جُنُودْ نحْنُ كَمَا كَانَ الجُدُودْ * نَفْنى وَنُعْطِيكِ الخُلُودْ إِلى الأَمَامِ يَا جُنُودْ * هَيَّا انهَضُواْ تحْتَ العَلَمْ مِصْرُ تُنَادِي فَارْفَعُواْ * لِوَاءهَا بَيْنَ الأُمَمْ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الفِقْهُ لاَ أُذَاكِرُهْ * وَالنَّحْوُ لَسْتُ أَذْكُرُهْ يَا صَاحِ مَاذَا نَصْنَعُ * نَغُشُّ أَمْ نُضَيَّعُ فَسَوْفَ نَفْتَحُ الكِتَابْ * إِنْ لَمْ نَصِلْ إِلى الجَوَابْ وَنَضْرِبُ المُرَاقِبَا * لِنَأْخُذَ المَطَالِبَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

البُحُورُ الشَّاذَّةُ الأُخْرَى: الكَأْسُ رَقَّ وَرَاقَتِ الحَمْرُ * فَتَشَابَهَا وَتَشَاكَلَ الأَمْرُ فَكَأَنَّمَا خَمْرٌ وَلاَ قَدَحٌ * وَكَأَنَّمَا قَدَحٌ وَلاَ خَمْرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَامَتْ تُظَلِّلُني مِنَ الشَّمْسِ * شَمْسٌ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْ نَفْسِيسِ قَامَتْ تُظَلِّلُني وَمِن عَجَبٍ * شَمْسٌ تُظَلِّلُني مِنَ الشَّمْسِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

البحور الشاذة الأخرى

مَنَعَ البَقَاءَ تَقَلُّبُ الشمْسِ * وَطُلُوعُهَا مِن حَيْثُ لاَ تُمْسِي وَطُلُوعُهَا بَيْضَاءَ صَافِيَةً * وَغُرُوبهَا صَفْرَاءَ كَالوَرْسِ تجْرِي عَلَى كَبِدِ السَّمَاءِ كَمَا * يجْرِي الحِمَامُ المَوْتَ في النَّفسِ الَيَومَ تَعْلَمُ مَا يجِيءُ بِهِ * وَمَضَى بِفَصْلِ قَضَائِهِ أَمْسِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بحْرُ المُنْسَرِح: سُبْحَانَ مَنْ يَهْدِي بَصَائِرَنَا * كَمْ مِنْ بَصِيرٍ قَلْبُهُ أَعْمَىمَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الخَيرُ لاَ يَأْتِيكَ مُتَّصِلاً * وَالشَّرُّ يَسْبِقُ غَيْثَهُ سَيْلَه °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَمْ قَائِلٍ حِينَ جَاءهُ خَبَرِي * بِاللهِ مَا قُدِّرَتْ لَهُ الخِيَرُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° قَدْ كُنْتُ مِثْلَكَ أَيُّهَا الحَبَقُ * لي مَنْظَرٌ حُلْوٌ وَلي عَبَقُ كَمْ كَانَ لي وَرَقٌ وَلي زَهَرٌ * وَالْيَوْمَ لاَ زَهَرٌ وَلاَ وَرَقُ بَلْ كُنْتُ كَالْكَرَوَانُ مَسْرَحُهُ * بَينَ النُّجُومِ وَعُشُّهُ الأُفُقُ إِنْ صَاحَ في أَعْيَادِهِ طَرَبَاً * خَلَتِ البُيُوتُ وَغُصَّتِ الطُّرُقُ وَالْيَوْمَ زَقْزَقَتي الأَنِينُ وَأَجْـ * نِحَتي الحَنِينُ وَمَهْدِيَ الأَرَقُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

" لَعِيبْ لَكِنِ ايهْ يَا سَلاَمْ سَلِّمْ * الكُورَة في رِجْلُه بْتِتْكَلِّم " °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° المجَازِيءُ الشَّاذَّة: " مُشْ غَني جِدَّاً لَكِن يَعْني * الحَالَة عَالْ وْمُشْ بَطَّالَة " " عَاوْزَة إِيهْ مِنيِّ غِيرْ إِنيِّ * عَلَى أَهْلِي مِشْ عَايِشْ عَالَة " °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا أَخِي يَا شَفِيقْ * أَنَسِيتَ الصَّدِيقْ لاَ أُطِيقُ الجَفَا * يَا أَخِي لاَ أُطِيقْ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا حَبَّذَا الأَمْسُ * في ظِلاَلِ الكُرُومْ * وَنَشْوَةِ السَّمَرْ إِذْ نَامَتِ الشَّمْسُ * وَقَامَتِ النُّجُومْ * تُغَازِلُ القَمَرْ ودَقَّ الْفَجْرُ البَابْ * فَهَزْهَزَ الغُصُون * وَأَيْقَظَ الأَطْيَارْ

فَنَفَضْتُ التُّرَابْ * خَوْفَاً مِنَ العُيُون * وَصِحْتُ يَا سَتَّارْ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أُمُّ عُرْوَة: لَسْتُ أَدْرِي إِلى مَتى * ذَلِكَ الدَّاءُ يَسْتَمِرْ أَشْهُرٌ وَهَذَا الدَّاءُ * عَن عُرْوَةَ لاَ يَنحَسِرْ قَدَّرْتَهُ يَا إِلَهِي * فَامْنَحِ اللُّطْفَ في القَدَرْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّةٍ شِعْرِيَّةٍ عَن عُرْوَةَ بْنِ حِزَام 0 بِتَصَرُّف} هُصَر: لاَ تُرَاعِي فَإِنَّهَا * وَعْكَةٌ مِنْ طُولِ السَّفَرْ وَغَدَاً لاَ نَرَى لَهَا * بِإِذْنِ اللهِ مِن أَثَرْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّةٍ شِعْرِيَّةٍ عَن عُرْوَةَ بْنِ حِزَام 0 بِتَصَرُّف} عُرْوَةُ يَرُدُّ عَلَيْهِ في نَفْسِهِ حَيْثُ لاَ يَقْدِرُ عَلَى إِجَابَتِهِ مِنَ المَرَض: وَعْكَةٌ آهِ إِنَّهَا * طَعْنَةُ الدَّهْرِ وَالعُمُرْ

قَدْ دَرَى سِرَّ شِقْوَتي * إِنَّهُ كَذَّابٌ أَشِرْ يمْلِكُ رُوحَاً فَظَّةً * وَلَهُ قَلبٌ كَالحَجَرْ جُرْمُهُ مهْمَا الزَّمَانُ * طَالَ بي لَيْسَ يُغْتَفَرْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّةٍ شِعْرِيَّةٍ عَن عُرْوَةَ بْنِ حِزَام 0 بِتَصَرُّف} ثمَّ يَتَوَجَّهُ بِالحَدِيثِ إِلى صُورَةِ عَفْرَاءَ الَّتي في مخَيِّلَتِهِ قَائِلاً: يَا مُنى خَاطِرِي وَعَيْني * إِنَّ قَلْبي لَمُنْفَطِرْ وَفُؤَادِي مِنَ الأَسَى * دَائِمُ البَثِّ مُسْتَعِرْ إِنْ سَتَرْتُ الَّذِي بِهِ * لَيْسَ دَمْعِي بِمُسْتَتِرْ هَلْ عَنِ السُّقْمِ وَالضَّنى * عِنْدَكِ اليَوْمَ مِن خَبَرْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّةٍ شِعْرِيَّةٍ عَن عُرْوَةَ بْنِ حِزَام 0 بِتَصَرُّف}

ثمَّ انْصَرَفْنَ وَوَدَّعْنَهُ قَبْلَ انْصِرَافِهِنَّ بهَذَيْنِ البَيْتَيْنِ فَقُلنَ لَهُ: يَا أَيُّهَا العَاني * لاَ تَنْتَحِرْ وَجْدَا مَرْآكَ أَبْكَاني * بِاللهِ كُنْ جَلْدَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي / في مَسْرَحِيَّةٍ شِعْرِيَّةٍ عَن عُرْوَةَ بْنِ حِزَام 0 بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كتاب الرضا بالقليل

كِتَابُ الرِّضَا بِالقَلِيل: =============

غلافة الرضا بالقليل

الرِّضَا بِالقَلِيل الكَاتِبُ الإِسْلاَمِيّ يَاسِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محْمُودٍ الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَكْثَرُ مِن [1200] أَثَرٍ وَحَدِيثٍ وَبَيْتِ شِعْرٍكُلِّهَا نَادِرَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° $$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$ %%%%%%%%%%%%%%%%%% ************************************************ @@@@@@@@@@@@@@@@@ &&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ قُمْتُ بمُوَافَقَةِ آثَارِ هَذَا الكِتَابِ عَلَى مَا صَحَّحَهُ الشِّيْخُ الأَلبَانيّ، وَأَحْكَامِ الإِمَامِ الذَّهَبيّ، وَالإِمَامِ الهَيْثَمِيّ، وَهُوَ خَالٍ تَمَامَاً مِمَّا قَالُواْ بِأَنَّهُ مَوْضُوعٌ أَوْ ضَعِيف، اللهُمَّ إِلاَّ حَدِيثَاً أَوْ حَدِيثَينِ ضَعِيفَينِ وَقَدْ نَبَّهْتُ عَلَى ضَعْفِهِمَا، وَاللهَ أَسْأَل: أَنْ يُوَفِّقَنَا إِلى مَا هُوَ أَفْضَل 0 المُؤَلِّف °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إهداء الرضا بالقليل

إِهْدَاءُ الكِتَاب: ========= يَسُرُّني أَن أُهْدِيَ هَذَا الكِتَابَ إِلى كُلِّ أَدِيبٍ وَخَطِيبٍ عَاشِق؛ لِلأَدَبِ وَالرَّقَائِق، كَمَا أُهْدِيهِ إِلى أُخْتيَ الغَالِيَة، وَأُمِّيَ الثَّانِيَة / شَقِيقَتي فَاطِمَة، الطَّيِّبَةِ المُسَالِمَة، وَالحَنُونِ الحَالِمَة، وَإِلى الشَّيخ سَامِي؛ بْنِ الإِمَام محَمَّد متوَليِّ الشَّعْرَاوِي، وَإِلى الْكَاتِبِ المحْبُوب، وَالمُشَاغِبِ المَوْهُوب / عِصَام الشَّرْقَاوِي؛ كَمَا يَسُرُّني أَن أُهْدِيَ هَذَا الكِتَابَ ضِمْنَ مَن أُهْدِي؛ إِلى أَغْلَى النَّاسِ عِنْدِي / أَهَالي شَارِع حِيدَر بِقَرْيَةِ خَلِيل الجِنْدِي، بحَيِّ الغَرَقِ محَافَظَةِ الفَيُّوم، بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُور، وَمَنْ لَمْ يجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورَاً فَمَا لَهُ مِنْ نُور، وَأَخُصُّ في الإِهْدَاءِ مِن هَؤُلاَء: حَمَايَ الأَصِيل / إِسْمَاعِيل عَبْدَ الفَضِيل، وَجِيرَانَهِ الأَعِزَّاء، بَدْءَاً مِن عَمِّ فَوْزِي صَاحِبِ الحَفَاوَةِ وَالجُود، وَمُرُورَاً بِأَبي محْمُود، وَأَبي أَشْرَفَ وَسَائِرِ العُنْقُود، وَالأُسْتَاذ طَارِق وَكُلِّ وَدُود، وَانْتِهَاءً بِالشَّيخ سَيِّد وَعَمِّ مَسْعُود، أَكْثَرَ اللهُ مِنهُمْ في الوُجُود، كَمَا أُهْدِيهِ إِلى كُلِّ مَنْ وَقَفَ بجَانِبي، وَلَوْ بمُوَسَاتي في بَعْضِ مَتَاعِبي، كَالمحَقِّقِ الشَّهِير، وَالبَاحِثِ القَدِير، وَالأَخِ الكَبِير / محْمُود نَصَّار، وَإِلى الحَاجّ طَلْعَت السَّيِّد سُلَيْمَان، كَمَا أُهْدِيهِ لِرُوَّادِ مَسْجِدِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ بمِصْرَ الجَدِيدَة، لاَ سِيَّمَا كُلَّ مَنْ رَبَطَتْني بِهِ عَلاَقَةٌ وَطِيدَة، كَالسَّادَةِ المُهَنْدِسِين / محَمَّد صَلاَح الدِّين، وَوَلِيد الشَّاذْلي، وَعَلاَء مُصْطَفَى، وَإِيهَاب المُرْسِي جَبر، وَعَبْد الله بخِيت بَدْر، وَالكِيمْيَائِيّ / أَحْمَد فَتْحِي غَانم، وَالسَّادَةِ الدَّكَاتِرَة / سَامِي عَبْد الْفَتَّاح، وَالدُّكْتُور طَارِق سَعْد، وَالأَصْدِقَاء / محَمَّد رَأْفَتْ عَلِي مُوسَى، وَبَسَّام سَيِّد فَهْمِي، وَعَبْدُه سَعْد؛ عَاشِقُ الْوَرْد، وَالأُسْتَاذ سَامِي وَرِفَاقِه، وَالصَّدِيقِ الرَّقِيق / محْمُود محَمَّد رَمْزِي؛ أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُوَفِّقَني وَإِيَّاهُمْ إِلى كُلِّ جَمِيل، وَأَنْ يُعِينَنَا في مِشْوَارِنَا الطَّوِيل، وَأَنْ يَتَقَبَّلَ مِنيِّ جُهْدَ المُقِلِّ في " الرِّضَا بِالقَلِيل " 00 إِنَّهُ هُوَ المُوَفِّقُ وَالهَادِي إِلى سَوَاءِ السَّبِيل 00 كَمَا يَسُرُّني أَن أُهْدِيَ هَذَا الْكِتَاب؛ إِلى أَعَزِّ الأَحْبَاب، وَشَاعِرِ الشَّبَاب / الأُسْتَاذ محَمَّد عَبْدِ الوَهَاب، وَأَخِيرَاً أُهْدِيهِ إِلى عَائِلَةِ السَّقَّا / بِدَايَةً بِالإِخْوَةِ الأَرْبَعَة / الحَاجِّ عُثْمَانَ وَالحَاجِّ حَمْدِي وَالأُسْتَاذَان / أَحْمَد وَمحَمَّد السَّقَّا، وَإِلى سَائِرِ مَنْ تَبَقَّى 0 وَفي النِّهَايَةِ أَقُولُ لِكُلِّ هَؤُلاَءِ الفًضَلاَء؛ الَّذِينَ ذَكَرْتُهُمْ بِصَفْحَةِ الإِهْدَاء: أَحْبَابَنَا مَا أَجْمَلَ الدُّنيَا بِكُمْ * لاَ تَقْبُحُ الدُّنيَا وَفِيهَا أَنْتُمُ **$@$** يَاسِر الحَمَدَاني **$@$**

مقدمة الرضا بالقليل

مُقَدِّمَةُ الرِّضَا بِالقَلِيل تَبَارَكَ مَنْ لَهُ الحَمْدُ عَلَى الدَّوَام، تَبَارَكَ مَنْ لاَ يَغْفَلُ وَلاَ يَنَام، لَهُ الحَمْدُ في الأُولى وَالآخِرَة، وَلَهُ الحَمدُ دَائِمَاً وَأَبَدَا، سُبْحَانَه سُبحَانَه، لَهُ العِزَّةُ وَالجَبَرُوت، وَلَهُ المُلكُ وَالمَلَكُوت، يحْيى وَيمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لاَ يمُوت، يُسَبِّحُ بحَمْدِهِ كُلُّ مَنْ في الأَرْضِ وَالسَّمَاوَات، بَدْءً امِنَ الذّرَّاتِ وَحَتىَّ المجَرَّات!! إِلهِي لَكَ الحَمْدُ الَّذِي أَنْتَ أَهْلُهُ * علَى نِعَمٍ مَا كُنْتُ قَطُّ لهَا أَهْلاَ إِذَا زِدْتُّ عِصْيَانَاً تَزِيدُ تَفَضُّلاَ * كَأَنيَ بِالعِصْيَانِ أَسْتوْجِبُ الفَضْلاَ نُسِيءُ إِلَيْهِ وَيحْسِنُ إِلَيْنَا؛ فَمَا قَطَعَ إِحْسَانَهُ وَلاَ نحْنُ اسْتَحْيَيْنَا 00!! اللهُمَّ خُذْ بِأَيْدِينَا؛ حَتى نُرْضِيَكَ كَمَا تُرْضِينَا 00!! أَنْتَ الَّذِي أَرْشَدْتَني مِنْ بَعْدِ مَا * في الكَوْنِ كُنْتُ أَتِيهُ كَالحَيرَانِ وَزَرَعْتَ لي بَينَ القُلُوبِ محَبَّةً * حَتىَّ أَحَبَّتْ يَاسِرَ الحَمَدَاني وَنَشَرْتَ لي في العَالمِينَ محَاسِنَاً * وَسَتَرْتَ عَن أَبْصَارِهِمْ عِصْيَاني {مِنْ نُونِيَّةِ ابْنِ الْقَيِّمِ بِتَصَرُّف} إِلهِي لَقَدْ أَحْسَنْتَ رَغْمَ إِسَاءَ تي * إِلَيْكَ فَلَمْ يَنهَضْ بِإِحْسَانِكَ الشُّكْرُ فَمَنْ كَانَ مُعْتَذِرَاً إِلَيْكَ بحُجَّةٍ * فَعُذْرِيَ إِقْرَارِي بأَنْ لَيْسَ لي عُذْرُ دَعَوْتُكَ مُفْتَقِرَاً إِلَيْكَ وَلَمْ يَكُنْ * لِيُعْجِبَني لَوْلاَ محَبَّتُكَ الفَقْرُ {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لأَبي نُوَاس / الحَسَنِ بْنِ هَانِئٍ بِتَصَرُّف، وَالأَخِيرُ لِلْبُحْتُرِيّ 0 أَيْضَاً بِتَصَرُّف} وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه، وَأَشْهَدُ أَنَّ محَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُه، أَرْسَلَهُ اللهُ هَادِيَاً وَمُبَشِّرَاً وَنَذِيرَا، وَدَاعِيَاً إِلى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجَاً مُنِيرَا، اللهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى مَنْ سَارَ عَلَى دَرْبِهِ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا 00 أَنْتَ الَّذِي لَمَّا رُفِعْتَ إِلى السَّمَا * بِكَ قَدْ سَمَتْ وَتَزَيَّنَتْ لِلِقَاكَا أَنْتَ الَّذِي مِنْ نُورِكَ البَدْرُ اكْتَسَى * وَالشَّمْسُ قِنْدِيلٌ أَمَامَ ضِيَاكَا نَادَيْتَ أَشْجَارَاً أَتَتْكَ مُطِيعَةً * وَشَكَا الْبَعِيرُ إِلَيْكَ حِينَ رَآكَا وَالمَاءُ فَاضَ بِرَاحَتَيْكَ وَسَبَّحَتْ * صُمُّ الحَصَى للهِ في يُمْنَاكَا وَالجِذْعُ حَنَّ إِلَيْكَ حِينَ تَرَكْتَهُ * وَعَلَى سِوَاهُ أُوقِفَتْ قَدَمَاكَا مَاذَا يَقُولُ المَادِحُونَ وَمَا عَسَى * أَنْ يجْمَعَ الكُتَّابُ مِنْ مَعْنَاكَا صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا عَلَمَ الهُدَى * وَأَدَامَ في أَذْهَانِنَا ذِكْرَاكَا {شِهَابُ الدِّينِ الأَبْشِيهِيُّ صَاحِبُ المُسْتَطْرَف، بِشَيْءٍ مِنَ التَّصَرُّف} اللهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا محَمَّدٍ عَدَدَ أَوْرَاقِ الشَّجَر، وَعَدَدَ حَبَّاتِ المَطَر، وَعَدَدَ مَا خَلَقْتَ مِنَ البَشَر ثمَّ أَمَّا بَعْد فَسَوْفَ أَتَعَرَّضُ في هَذَا العَمَلِ لِقَضِيَّةٍ شَغَلتْ كَثِيرَاً مِنَ البَشَر، أَلاَ وَهِيَ قَضِيَّةُ القَضَاءِ وَالقَدَر؛ فَكُلُّ النَّاسِ يَرْضَوْنَ بِحُلْوِهِ أَمَّا المُرُّ فَيَسْتَقبِلُونَهُ بِالتَّبَرُّمِ وَالضَّجَر، تَنَاوَلْتُ فِيهِ كُلَّ مَا يُؤَرِّقُ بَني آدَمَ مِنَ المَصَائِبِ وَالآفَاتِ وَالضَّرَر 00 وَأَبْدَأُ هَذِهِ السِّلسِلَةَ بِقَضِيَّةِ ضِيقِ الرِّزْق، الَّتي قَلَّمَا ابْتُلِيَ بِهَا إِنسَانٌ فَصَبَر 00 فَأَكْثَرُ النَّاسِ إِذَا أَعْطَاهُ اللهُ آمَنَ وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ اللهُ كَفَر، نُرَغِّبُ الفَقِيرَ في القَنَاعَةِ وَنَنهَى الغَنيَّ عَنِ البَطَر؛ وَنَتَعَلَّمُ أَنَّ الرِّزْقَ لَيْسَ بِالحِيَل، وَأَنَّهُ أَشَدُّ طَلَبَاً لِلعَبْدِ مِنَ الأَجَل، وَلَكِنَّهُ خُلِقَ الإِنسَانُ مِن عَجَل 00 هَذَا 00 وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيل، عَلَيْهِ تَوَكَّلنَا وَهُوَ نِعْمَ الوَكِيل 0 ،؛، الفَقِيرُ إِلى عَفْوِ رَبِّهِ وَدُعَائِكُمْ / يَاسِر الحَمَدَاني،؛، °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تمهيد الرضا بالقليل

تَمْهِيدُ الرِّضَا بِالقَلِيل: ============ هَذَا الكِتَابُ مُوَجَّهٌ إِلى الَّذِينَ يَكُدُّونَ في طَلَبِ المَعِيشَة، ثمَّ لاَ يجِدُونَ في نِهَايَةِ الشَّهْرِ مَا يَكْفِيهِمْ وَيَكْفِي بَنِيهِمْ، لاَ إِلى العَاطِلِينَ الَّذِينَ لاَ يَعْمَلُونَ ثمَّ يَشْكُونَ مِنْ كَثرَةِ العِيَالِ وَقِلَّةِ المَالِ وَسُوءِ الحَال إِنَّ النَبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاشَ فَقِيرَاً وَمَاتَ فَقِيرَاً، إِلاَّ أَنَّ فَقْرَهُ كَانَ أَسْمَى بِكَثِيرٍ مِنْ فَقرِنَا، فَلَقَدْ كَانَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُمُسُ الغَنَائِمِ كَمَا كَانَ يُهْدَى لَه، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَتَصَدَّقُ بِكُلِّ هَذَا في سَبِيلِ اللهِ وَيَعِيشُ عِيشَةَ الفُقَرَاء!!

وَذَلِكَ رَغْبَةً مِنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ثَوَابِ الفَقْرِ لاَ في الفَقْرِ ذَاتِه، فَلَقَدْ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ مِنَ الاَسْتِعَاذَةِ مِنه، قَدْ يَقُولُ قَائِلٌ كَيْفَ مَعَ فَضْلِه 00!!؟ وَأَقُولُ لَهُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق: الفَقْرُ يَا أَخِي لَيْسَ خَيرَاً في ذَاتِه، إِنمَا الخَيرُ في ثَوَابِه، وَالصَّبْرِ عَلَى عَذَابِه 0

هَلِ الفَقْرُ خَيرٌ أَمْ شَرّ 00؟ أَمَّا اسْتِعَاذَتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنهُ فَكَاسْتِعَاذَتِهِ مِنَ البَلاَءِ عَلَى مَا فِيهِ مِنَ الثَّوَابِ العَظِيمْ، وَكَقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبي أَوْفَى رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَيُّهَا النَّاس، لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوّ، وَسَلُواْ اللهَ العَافِيَة، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُواْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقم: (2966 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1742 / عَبْد البَاقِي]

انْظُرْ يَرْحَمُكَ الله: نَهَانَا عَنْ تَمَنيِّ الجِهَاد؛ وَإِنْ كَانَ أَمَرَنَا في الْوَقْتِ نَفْسِهِ بِتَمَنيِّ الشَّهَادَة 0 فَالاسْتِعَاذَةُ مِنَ الْفَقْرِ محْمُولَةٌ في الحَقِيقَةِ عَلَى أَنهَا اسْتِعَاذَةٌ مِنْ ذُلِّه، وَالترْغِيبُ فِيهِ محْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ تَرْغِيبٌ في الكَفَافِ وَالعَفَاف؛ وَكَمَا أَسْلَفْنَا فَالفَقْرُ: الخَيرُ في ثَوَابِه، وَالشَّرُّ في عَذَابِه 0 اسْتِعَاذَتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ شَرِّ الفَقْرِ وَمِنْ شَرِّ الغِنى عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَات: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّار، وَعَذَابِ النَّار، وَمِنْ شَرِّ الْغِنى وَالفَقْر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 1543]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُول: " اللهُمَّ إِنيِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّار، وَمِن عَذَابِ النَّار، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْغِنى، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْفَقْر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقم: (6376 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 589 / عَبْد البَاقِي] هَلِ الفِرَارُ مِنَ الفَقْرِ فِرَارٌ مِنْ قَدَرِ الله 00؟ فَكَوْنُ الفَقْرِ قَدَرَ اللهِ لاَ يَمْنَعُ أَبَدَاً مِنْ مُدَافَعَتِه وَمحَاوَلَةِ الخُرُوجِ مِنهُ، مَثَلُهُ في ذَلِكَ مَثَلُ المَرَض 0

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ خَرَجَ إِلى الشَّام، حَتىَّ إِذَا كَانَ بِسَرْغَ ـ أَيْ مَوْضِعٌ بَينَ الشَّامِ وَالحجَاز ـ لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الأَجْنَادِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ وَأَصْحَابُه، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِأَرْضِ الشَّام؛ فَقَالَ عُمَر ـ أَيْ لاَبْنِ عَبَّاس ـ ادْعُ ليَ المُهَاجِرِينَ الأَوَّلِين، فَدَعَاهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ، وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ الوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّام، فَاخْتَلَفُواْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ خَرَجْتَ لأَمْرٍ وَلاَ نَرَى أَنْ تَرْجِعَ عَنْهُ 00!! وَقَالَ بَعْضُهُمْ مَعَكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلاَ نَرَى أَنْ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الوَبَاء 00!!

فَقَالَ ارْتَفِعُواْ عَنيِّ، ثُمَّ قَالَ ادْعُواْ ليَ الأَنْصَارَ فَدَعَوْتُهُمْ، فَاسْتَشَارَهُمْ فَسَلَكُواْ سَبِيلَ المُهَاجِرِينَ وَاخْتَلَفُواْ كَاخْتِلاَفِهِمْ؛ فَقَالَ ارْتَفِعُواْ عَنيِّ، ثمَّ قَالَ ادْعُ ليَ مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ مَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الفَتْحِ فَدَعَوْتُهُمْ، فَلَمْ يخْتَلِفْ مِنْهُمْ عَلَيْهِ رَجُلاَن ـ أَيِ اتَّفَقُواْ عَلَى كَلِمَةٍ سَوَاء ـ فَقَالُواْ نَرَى أَنْ تَرْجِعَ بِالنَّاسِ وَلاَ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الوَبَاء؛ فَنَادَى عُمَرُ في النَّاسِ إِنيِّ مُصَبِحٌ عَلَى ظَهْرٍ فَأَصْبِحُواْ عَلَيْه ـ أَيْ إِني مُرْتحِلٌ في الصَّبَاحِ فَتَهَيَّئُواْ ـ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاح: أَفِرَارَاً مِنْ قَدَرِ الله 00!؟ فَقَالَ عُمَر: لَوْ غَيْرُكَ قَالهَا يَا أَبَا عُبَيْدَة 00!!!

نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ إِلى قَدَرِ الله: أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ إِبِلٌ هَبَطَتْ وَادِيَاً، لَهُ عُدْوَتَان ـ أَيْ حَافَّتَان ـ إِحْدَاهُمَا خَصِبَةٌ وَالأُخْرَى جَدْبَة، أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللهِ وَإِنْ رَعَيْتَ الجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ الله؟ فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَكَانَ مُتَغَيِّبَاً في بَعْضِ حَاجَتِه، فَقَالَ إِنَّ عِنْدِيَ في هَذَا عِلْمَاً: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ ـ أَيْ بِالطَّاعُونِ ـ بِأَرْضٍ فَلاَ تَقْدَمُواْ عَلَيْه، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بهَا فَلاَ تخْرُجُواْ فِرَارَاً مِنْهُ؛ فَحَمِدَ اللهَ عُمَرُ ثمَّ انْصَرَف " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5729 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2219 / عَبْد البَاقِي]

فَالخَيرُ وَالشَّرُّ فِتنَة، وَكُلٌّ مِن عِنْدِ الله، وَهَذَا كَمَا قُلْنَا لاَ يمْنَعُ مِنْ كَرَاهِيَةِ الشَّرِّ وَمُدَافَعَةِ أذَاه 00!! وَمِن أَطْرَفِ مَا يحْكَى في ذَلِكَ أَيْضَاً: أَنَّ طَاعُونَاً آخَرَ ضَرَبَ أَرْضَ الخِلاَفَةِ في عَهْدِ الخَلِيفَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ المَلِك؛ فَأَرَادَ الخُرُوجَ مِنهَا، فَقَالَ لَهُ النَّاس: يَقُولُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُه: {لَنْ يَنْفَعَكُمُ الفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ المَوْتِ أَوِ القَتْلِ وَإِذَاً لاَ تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاَ} {الأَحْزَاب: 16} فَقَالَ لهُمْ وَكَانَ حَاضِرَ البَدِيهَة: ذَلِكَ القَلِيلَ أَطْلُب 00!!

[ابْنُ عَبْدِ رَبِّهِ في " العِقدُ الفَرِيد " ص: (142/ 3)، الدُّكتُور نَايِف في " نَفَائِسُ اللَّطَائِف " 0 بَيرُوت 0 ص: 113] الفَرْقُ بَيْنَ الفَقِيرِ وَالمِسْكِين إِنَّ الفَقْرَ لُغَةً هُوَ الحَاجَةُ وَالعَوَز؛ وَلِذَا كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَعِيذُ بِاللهِ مِنه، لأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ السِّدَادَ لاَ العَوَز: أَيْ مَا يَسُدُّ الحَاجَة؛ وَلِذَا جَاءَ في الصَّحِيح: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اللهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ محَمَّدٍ قُوتَاً " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (6460)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 1055]

لاَحِظ يَا أَخِي أَصْلحَكَ اللهُ أَنَّهُ قَالَ " قُوتَاً " وَلَمْ يَقُلْ ضَيِّقَاً، وَلاَ قَالَ أَيْضَاً وَاسِعَاً 0 عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خَيرُ الرِّزْقِ الْكَفَاف " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (5586)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في كِتَابِ الزُّهْد] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُول: " اللهُمَّ أَحْيِني مِسْكِينَاً وَأَمِتْني مِسْكِينَاً وَاحْشرنِي في زُمْرةِ المَسَاكِينِ يَومَ القِيَامَة " 00 فَتَسْأَلُهُ أُمُّ المُؤمِنِينَ عَائشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا لِمَ يَا رَسُولَ الله 00!؟

فَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّهُمْ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ قَبْلَ الأَغْنِيَاءِ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفَاً، يا عَائِشَة: لاَ تَرُدِّي المَسَاكِينَ وَلَوْ بِشِق تمْرَة، يَا عَائِشَة: أَحِبيّ المَسَاكِينَ وَقَرِّبِيهِمْ؛ فَإِنَّ اللهَ يُقَرِّبُكِ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2352، وَالإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ مُخْتَصَرَاً بِرَقْم: 7911] وَالمِسْكِينُ هُوَ الفَقِيرُ القَانِع، المُخْبِتُ الخَاشِعُ المُتَوَاضِع، الَّذِي جَمَعَ إِلى الفَقْرِ المَسْكَنَةَ وَالحَيَاء، وَهَذَا مَا طَلَبَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: حَيْثُ طَلَبَ السَّلاَمَةَ مِنَ الدُّنيَا في غَيرِ حَاجَةٍ مُذِلَّة، وَلاَ كَثرَةٍ مُضِلَّة، لاَ سِيَّمَا أَنَّ كَثِيرَاً مِن أَهْلِ اللُّغَةِ قَالُواْ: إِنَّ المِسْكِينَ أَحْسَنُ حَالاً مِنَ الفَقِير،

غَيرَ أَنَّهُ وَبِرَغْمِ رِقَّةِ حَالِهِ [لاَ أَقُولُ سُوءَ حَالِهِ] كَالْفَقِيرِ لاَ يَسْأَلُ النَّاسَ كَالفَقِير، غَيرَ أَنَّهُ وَبِرَغْمِ رِقَّةِ حَالِهِ [لاَ أَقُولُ سُوءَ حَالِهِ] كَالْفَقِير؛ فَإِنَّهُ لاَ يَسْأَلُ النَّاسَ كَالفَقِير، فَهُوَ قَانِعٌ خَاشِعٌ مُتَوَاضِع 0 عَن أَبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيسَ المِسْكِينُ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَان، وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَان، وَلَكِنَّ المِسْكِينَ الَّذِي لاَ يجِدُ غِنىً يُغْنِيهِ وَلاَ يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْه، وَلاَ يَقُومُ فَيَسْأَلُ النَّاس " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (1479)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 1039]

عَن أَبي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " أَمَرَني صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحُبِّ المَسَاكِينِ وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 21415] وَفي رِوَايَةٍ: " أَرْحَمَ المَسَاكِينَ وَأُجَالِسَهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 21517]

زُهْدُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَحَابَتُهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ في الغِنى وَعَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عَرَضَ عَلَيَّ رَبِّي لِيجْعَلَ لي بَطْحَاءَ مَكَّةَ ذَهَبَاً 00؟ قُلْتُ لاَ يَا رَبّ، وَلَكِن أَشْبَعُ يَوْمَاً وَأَجُوعُ يَوْمَاً، قَالَهَا ثَلاَثَاً؛ فَإِذَا جُعْتُ تَضَرَّعْتُ إِلَيْكَ وَذَكَرْتُك، وَإِذَا شَبِعْتُ شَكَرْتُكَ وَحَمِدْتُك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيّ " بِرَقْم: (3980)، وَالعَلاَّمَة أَحْمَدْ شَاكِر في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: (22090)، وَهُوَ في " الشُّعَب " بِرَقْم: 10410]

عَن أُمِّ أَيْمَنَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا غَرْبَلَتْ دَقِيقَاً، فَصَنَعَتْهُ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَغِيفَاً، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا هَذَا " 00؟ قَالَتْ طَعَامٌ نَصْنَعُهُ بِأَرْضِنَا؛ فَأَحْبَبْتُ أَن أَصْنَعَ مِنْهُ لَكَ رَغِيفَاً؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " رُدِّيهِ فِيهِ ثُمَّ اعْجِنِيه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 3336]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لَسْتُ مِنَ الدُّنيَا وَلَيْسَتْ مِنيِّ؛ إِنيِّ بُعِثْتُ وَالسَّاعَةَ نَسْتَبِق " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " صَحِيحِ الجَامِعِ " بِرَقْم: (5080)، أَخْرَجَهُ الحَافِظُ الضِّيَاءُ في مخْتَارَاتِه]

إِنَّ خَزَائِن الأَرْضِ حُمِلَتْ إِلى رسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبي بَكْرٍ وَعُمَر، فَأَخَذُوهَا وَوَضَعُوهَا في مَوَاضِعِهَا، كَانَتِ الدُّنيَا في أَيْدِيهِمْ وَلَمْ تَكُ في قُلُوبِهِمْ: فَهَذَا أَبُو بَكْرٍ الَّذِي كَانَ يملِكُ مِنَ الذَّهَبِ مَا كَانَ يُقطَعُ بِالفُئُوس: أَيْنَ ذَهَبَ ذَهَبُكَ يَا أَبَا بَكْر 00!؟ أَنْفَقَهُ كُلَّهُ في الدَّعْوَةِ وَعَلَى عِتْقِ العَبِيدِ وَالإِمَاءِ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ: كَبِلاَلِ الحَبَشِيِّ الَّذِي اشْتَرَاهُ بِوَزْنِهِ ذَهَبَاً، لَكَ اللهُ يَا أَبَا بَكْر 00!!

أَمَّا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فَلاَ أَجِدُ فِيهِ أَجْمَلَ وَلاَ أَرْوَعَ مِمَّا قَالَهُ الشّيخُ عَبْدُ الحَمِيد كِشْكٌ رَحِمَهُ الله: " كَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَنَامُ عَلَى الحَصِير، لَمْ تَكُنْ في بَيْتِهِ سُرُرٌ مَرْفُوعَة، وَلاَ أَكْوَابٌ مَوْضُوعَة، وَلاَ نمَارِقُ مَصْفُوفَة، وَلاَ زَرَابِيُّ مَبْثُوثَة 00 كَانَ يَنَامُ عَلَى الحَصِير، وَلَيْسَ عَلَى الحَرِير " 0 [الشِّيخ عَبْدِ الحَمِيد كِشْك في " الخُطَبُ المِنْبَرِيَّةُ " ص: 62/ 3] وَفي النِّهَايَةِ يُمْكِنُ الْقَوْل: إِنَّ الْغِنى إِنْ كَانَ عَلَى هَذَا النَّحْوِ فَلاَ ضَير، وَإِنْ لَمْ يَكُن؛ فَمَا فِيهِ خَير 0

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ عَن أَخِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ بَأْسَ بِالْغِنى لِمَنِ اتَّقَى، وَالصِّحَّةُ لِمَنْ اتَّقَى خَيرٌ مِنَ الْغِنى، وَطِيبُ النَّفْسِ مِنَ النَّعِيم " [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ وَفي المِشْكَاةِ وَفي الأَدَبِ المُفْرَد] ،؛، الكَاتِبُ الإِسْلاَمِي / يَاسِرُ الحَمَدَاني،؛، °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الفقير الصابر

الفَقِيرُ الصَّابِر: ======== أَوَّلاً: مَنْزِلَةُ الفَقِيرِ عِنْدَ النَّاس إِنَّ الفَقِيرَ هُوَ الفَقِيرُ في كُلِّ زَمَان، كُتِبَتْ عَليْهِ المَذَلَّةُ وَالهَوَان إِنْ كَانَ ذَا أَدَبٍ وَظُرْفٍ قِيلَ عَنهُ أَخُو ضَلاَلْ أَوْ كَانَ ذَا نُسُكٍ وَدِينٍ قِيلَ عَنهُ مِنَ الثِّقَالْ {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ} فَإِذَا كَانَ كَرِيمَاً قالُواْ مُسْرِف، وَإِذَا كَانَ حَكِيمَاً قالُوا مُتَفَلْسِف، وَإِذَا كَانَ مُتَدَيِّنَاً قَالُواْ مُتَطَرِّف 00!! مَتى يَتَكَلَّمْ يَهْزَئُواْ بِكَلاَمهِ * وَإِنْ لَمْ يَقُلْ قَالُواْ عَدِيمُ بَيَانِ {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيُّ بِتَصَرُّف}

وَلَمْ يَزَالُواْ بِهِ لاَ يَدَعُونَه وَشُؤُونَه حَتىَّ إِنَّهُ لَيَتَمَنى أَنْ يجِدَ نَفَقَاً في الأَرْضِ أَوْ سُلَّمَاً في السَّمَاء؛ لِيَنْجُوَ بِهِ مِن هَذَا العَنَاء، وَلَوِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَضَعَ إِصْبَعَهُ بِفَمِ الحَيَّةِ فيُخرِجَهَا سُمَّاً فيَبْتَلِعَهُ؛ كَانَ ذَلِكَ أَهْوَنَ عَلَيهِ مِن بعْضِ مَا يَسْمَعُ وَيَرَى، وَإِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعَى00!! فَالفَقِيرُ لَيْسَ لَهُ مَكَان، في هَذَا الزَّمَان؛ مُصَافَحَتُهُ تُنْقِضُ الوُضُوء، وَالقُرْبُ مِنهُ عَدوَى، وَالبُعْدُ عَنهُ غَنِيمَة 00!! إِذَا سَأَلَ الْقُوتَ قَالُواْ أَسَاءَ * وَإِنْ وَصَفَ الْفَقْرَ قَالُواْ كَذَبْ وَإِنْ قَالَ قَدْ بَادَ عَهْدُ الْكِرَامِ * يُقَالُ لَهُ قَدْ أَسَأْتَ الأَدَبْ {أَحْمَد محَرَّم بِتَصَرُّف} عَن أَبي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الصَّدَقَة: كُنَّا نُحَامِلُ ـ أَيْ نَتَحَامَلُ عَلَى أَنْفُسِنَا ـ فَجَاءَ رَجُلٌ فَتَصَدَّقَ بِشَيْءٍ كَثِير، فَقَالُواْ مُرَاءٍ، وَجَاءَ رَجُلٌ فَتَصَدَّقَ بِصَاعٍ فَقَالُواْ: إِنَّ اللهَ لَغَنيٌّ عَنْ صَاعِ هَذَا؛ فَنَزَلَت: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ المُطَّوِّعِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ في الصَّدَقَات، وَالَّذِينَ لاَ يجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ؛ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ الآيَةَ} {التَّوْبَة/79} " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (1415)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 1018] وَهَكَذَا الفَقِير: فَإِن أَحْسَنَ قِيلَ مُرَاءٍ كَذَّاب، وَإِن أَسَاءَ ضُوعِفَ لَهُ العَذَاب 00

وَحَسْبُ الفُقَرَاءِ أَنَّهُمْ فُقَرَاء، أَلاَ صَدَقَ أَحَدُ الشُّعَرَاء: الفَقْرُ مَوْتٌ غَيْرَ أَنَّ صَرِيعَهُ * يَبْقَى وَأَمَّا نَفْسُهُ فَتَزُولُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي} وَهَكَذَا الفَقْرُ مُذْ كَانَ وَهُوَ مَوْتُ الأَحْيَاء؛ فَيَا مَنْ رَأَى مَوْتَى عَلَى قَيْدِ الحَيَاة 00؟!! وَالنَّاسُ صِنْفَانِ مَوْتَي في حَيَاتِهِمُ * وَآخَرُونَ بِبَطْنِ الأَرْضِ أَحْيَاءُ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} لَوْ لَمْ يَكُ في الفَقْرِ إِلاَّ أَنَّهُ يُلْجِئُ الكِرَامَ إِلى اللِّئَامِ لَكَفَى؛ وَلِذَا جَاءَ ذَمُّهُ عَلَى لِسَانِ النَّاسِ كَافَّة؛ أَلَيْسَ هُوَ الَّذِي يجْعَلُ العَفِيفَ يَسْرِق 00؟! وَالأَمِينَ يخُون 00؟! وَالكَرِيمَ يَبْخَل 00؟! نَزَلَ قَوْمٌ ضُيُوفَاً عَلَى رَجُل، فَلَمْ يجِدْ في بَيْتِهِ مَا يَقْرِيهِمْ بِهِ؛ فَبَخَّلُوه، فَقَالَ لَهُمْ:

" بَيْتي يَبْخَلُ لاَ أَنَا " 0 مَسَاكِينُ أَهْلُ الفَقْرِ حَتىَّ قُبُورُهُمْ * عَلَيْهَا تُرَابُ الذُّلِّ بَينَ المَقَابِرِ حَتىَّ الكِلاَبُ تَرْفَعُ أَذْيَالَهَا لِلغَنيِّ وَتَنْبَحُ عَلَى الفَقِير يمْشِي الفَقِير مُطَأْطِئَاً مِن رَأْسِهِ * وَالنَّاسُ تُغْلِقُ دُونَهُ أَبْوَابَهَا وَتَرَاهُ مجْفُوَّاً بِغَيرِ جِنَايَةٍ * وَيَرَى العَدَاوَةَ لاَ يَرَى أَسْبَابَهَا حَتىَّ الكِلاَبُ إِذَا رَأَتْ أَهْلَ الغِنى * رَفَعَتْ لَهُمْ بِتَحِيَّةٍ أَذْنَابَهَا وَإِذَا رَأَتْ يَوْمَاً فَقِيرَاً مَاشِيَاً * نَبَحَتْ عَلَيْهِ وَكَشَّرَتْ أَنيَابَهَا {تُنْسَبُ لِلْعَبَّاسِ بْنِ الأَحْنَف 0 بِشَيْءٍ مِنَ التَّصَرُّف}

وَهَذَا هُوَ حَالُ الْفَقِيرِ في كُلِّ زَمَان: إِن خَرَجَ لِلْعَمَلِ عَانى مِنَ الظُّلْمِ وَالطُّغْيَان، وَإِنْ قَعَدَ في بَيْتِهِ عَانى مِنَ الجُوعِ وَالحِرْمَان؛ فَلاَ تُفَارِقُهُ الأَحْزَان، وَكَأَنَّ بَيْنَهُ وَبَينَ السَّعَادَةِ مَا بَينَ المِطْرَقَةِ وَالسِّنْدَان فَالغَنيُّ فَقَطْ: هُوَ الَّذِي مِن حَقِّهِ أَنْ يَقْطِفَ مَا شَاءَ مِنَ الوُرُود، أَمَّا الفَقِيرُ فَلَوْ شَمَّ وَرْدَةً؛ لَقِيلَ لَهُ قَدْ جَاوَزْتَ الحُدُود!! فَهْوَ أَضْيَعُ مِنَ الأَيْتَام في مَأْدُبَةِ اللِّئَام، وَمَهْمَا قُلْنَا مِنَ الكَلاَم؛ فَلَنْ يُعَبِّرَ عَمَّا يَنْتَابُهُ مِن آلاَم 00!! وَمَنْ يَكُ ذَا فَقْرٍ يَعِشْ طُولَ عُمْرِهِ * ذَلِيلاً وَلَنْ يَلْقَى مِنَ النَّاسِ رَاحِمَا فَإِمَّا يُقِيمُ عَلَى المَذَلَّةِ رَاضِيَاً * وَإِمَّا يُقِيمُ عَلَى المَذَلَّةِ رَاغِمَا

{يَاسِرٌ الحَمَدَانيّ} ظُلْمُ المجْتَمَعِ لِلفَقِير عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَمْ يَتَكَلَّمْ في المَهْدِ إِلاَّ ثَلاَثَة: عِيسَى ابْنُ مَرْيم، وَصَاحِبُ جُرَيْج، وَكَانَ جُرَيْجٌ رَجُلاً عَابِدَاً، فَاتَّخَذَ صَوْمَعَةً فَكَانَ فِيهَا، فَأَتَتْهُ أُمُّهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ يَا جُرَيْج، فَقَالَ يَا رَبّ، أُمِّي وَصَلاَتي 00؟! فَأَقْبَلَ عَلَى صَلاَتِهِ فَانْصَرَفَتْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ يَا جُرَيْج، فَقَالَ يَا رَبّ، أُمِّي وَصَلاَتي 00؟! فَأَقْبَلَ عَلَى صَلاَتِه، فَانْصَرَفَتْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ يَا جُرَيْج، فَقَالَ أَيْ رَبّ، أُمِّي وَصَلاَتي؟!

فَأَقْبَلَ عَلَى صَلاَتِهِ فَقَالَت: اللهُمَّ لاَ تُمِتْهُ حَتىَّ يَنْظُرَ إِلى وُجُوهِ المُومِسَات ـ وَفي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ: وَلَوْ دَعَتْ عَلَيْهِ أَنْ يُفْتَنَ لَفُتِن ـ فَتَذَاكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ جُرَيْجَاً وَعِبَادَتَه، وَكَانَتِ امْرَأَةٌ بَغِيٌّ يُتَمَثَّلُ بحُسْنِهَا، فَقَالَتْ: إِنْ شِئْتُمْ لأَفْتِنَنَّهُ لَكُمْ 00 فَتَعَرَّضَتْ لَهُ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا، فَأَتَتْ رَاعِيَاً كَانَ يَأْوِي إِلى صَوْمَعَتِهِ ـ أَيْ صَوْمَعَةِ جُرَيْجٍ ـ فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا، فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ، فَلَمَّا وَلَدَتْ قَالَتْ: هُوَ مِنْ جُرَيْجٍ؛ فَأَتَوْهُ فَاسْتَنْزَلُوهُ وَهَدَمُواْ صَوْمَعَتَه، وَجَعَلُواْ يَضْرِبُونَهُ؛ فَقَالَ مَا شَأْنُكُمْ 00؟! قَالُواْ زَنَيْتَ بهَذِهِ البَغِيِّ فَوَلَدَتْ مِنْك، فَقَالَ أَيْنَ الصَّبيُّ 00؟

فَجَاءواْ بِهِ، فَقَالَ ـ أَيْ جُرَيْج ـ دَعُوني حَتىَّ أُصَلِّي، فَصَلَّى، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَتَى الصَّبيَّ، فَطَعَنَ في بَطْنِهِ وَقَال: يَا غُلاَمُ مَن أَبُوك 00؟ قَالَ فُلاَنٌ الرَّاعِي؛ فَأَقْبَلُواْ عَلَى جُرَيْجٍ يُقَبِّلُونَهُ وَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ وَقَالُواْ: نَبْني لَكَ صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَب، قَالَ لاَ، أَعِيدُوهَا مِنْ طِينٍ كَمَا كَانَتْ فَفَعَلُواْ، وَبَيْنَا صَبِيٌّ يَرْضَعُ مِن أُمِّه، فَمَرَّ رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى دَابَّةٍ فَارِهَةٍ وَشَارَةٍ ـ أَيْ هَيْئَةٍ ـ حَسَنَة؛ فَقَالَتْ أُمُّهُ: اللهُمَّ اجْعَلِ ابْني مِثْلَ هَذَا، فَتَرَكَ الثَّدْيَ وَأَقْبَلَ إِلَيْه، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَال: اللهُمَّ لاَ تَجْعَلْني مِثْلَه،

ثمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهِ فَجَعَلَ يَرْتَضِع " 00 قَالَ ـ أَيْ أَبُو هُرَيْرَة: فَكَأَنيِّ أَنْظُرُ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يحْكِي ارْتِضَاعَهُ بِإِصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ في فَمِه، فَجَعَلَ يَمُصُّهَا، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَمَرُّواْ بجَارِيَةٍ وَهُمْ يَضْرِبُونهَا وَيَقُولُون: زَنَيْتِ، سَرَقْتِ، وَهِيَ تَقُول: حَسْبيَ اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيل؛ فَقَالَتْ أُمُّهُ: اللهُمَّ لاَ تَجْعَلِ ابْني مِثْلَهَا، فَتَرَكَ الرَّضَاعَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا فَقَال: اللهُمَّ اجْعَلْني مِثْلَهَا، فَهُنَاكَ تَرَاجَعَا الحَدِيثَ ـ أَيِ الأُمُّ وَوَلَدُهَا ـ فَقَالَتْ: حَلْقَى ـ أَيْ أَوْجَعَ اللهُ حَلقَكَ ـ مَرَّ رَجُلٌ حَسَنُ الهَيْئَةِ فَقُلْتُ اللهُمَّ اجْعَلِ ابْني مِثْلَه، فَقُلْتَ اللهُمَّ لاَ تَجْعَلْني

مِثْلَه، وَمَرُّواْ بِهَذِهِ الأَمَةِ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا، وَيَقُولُونَ زَنَيْتِ، سَرَقْتِ؛ فَقُلْتُ اللهُمَّ لاَ تَجْعَلِ ابْني مِثْلَهَا، فَقُلْتَ اللهُمَّ اجْعَلْني مِثْلَهَا 00؟! قَالَ ـ أَيِ الغُلاَم ـ إِنَّ ذَاكَ الرَّجُلَ كَانَ جَبَّارَاً؛ فَقُلْتُ اللهُمَّ لاَ تَجْعَلْني مِثْلَهُ، وَإِنَّ هَذِهِ يَقُولُونَ لَهَا زَنَيْتِ وَلَمْ تَزْنِ، وَسَرَقْتِ وَلَمْ تَسْرِقْ؛ فَقُلْتُ اللهُمَّ اجْعَلْني مِثْلَهَا " 0 [رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ نَحْوَهُ بِرَقْم: (3436 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ بِنَصِّهِ نُسْخَةِ فُؤَاد عَبْد البَاقِي بِرَقْم: 2550] خُلِقَ الفَقِيرُ لخِدْمَةِ الأَغْنى وَلَيْسَ لَهُ اخْتِيَارْ مَا لاِبْنِ آدَمَ زَادَ في جَبَرُوتِهِ فَطَغَى وَجَارْ {محْمُود غُنَيْم}

فَكَمْ غَفَرَ النَّاسُ ذَنْبَ الغَنيِّ * وَكَمْ أَلْصَقُواْ بِالفَقِيرِ التُّهَمْ وَأَقْسِمُ لَنْ يَتَسَاوَى الأَنَامُ * فَمَا هُمْ سِوَى سَادَةٍ أَوْ خَدَمْ {محْمُود غُنَيْم} وَأَحْوَالُ الفُقَرَاء؛ هِيَ الَّتي جَعَلَتِ النَّاسَ يَطْلُبُونَ الأَغْنِيَاء؛ انْظُرْ إِلى عُرْوَةَ بْنِ الوَرْدِ وَهُوَ يَقُول: ذَرُونِي لِلْغِنى أَسْعَى فَإِنيِّ * رَأَيْتُ النَّاسَ شَرُّهُمُ الفَقِيرُ وَمِنهُ يَسْخَرُونَ إِذَا رَأَوْهُ * أَتَى وَلَوَ انَّهُ رَجُلٌ قَدِيرُ فَيُقْصِيهِ الدَّنِيءوَتَزْدَرِيهِ * أَقَارِبُهُ وَيَنهَرُهُ الصَّغِيرُ وَتَلْقَى ذَا الْغِنى وَلَهُ جَلاَلٌ * يَكَادُ فُؤَادُ صَاحِبِهِ يَطِيرُ {عُرْوَةُ بْنُ الْوَرْد} حَقَّاً وَاللهِ صَدَقَ مَنْ قَال: " الدَّرَاهِمُ مَرَاهِم " 00!! عَدْوَى الفَقْر

عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَيْمَنَ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحدِّثُ أَصْحَابهُ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الفُقَرَاء، فَجَلَسَ إِلى جَنْبِ رَجُلٍ مِنَ الأَغْنِيَاء، فَكَأَنَّهُ قَبَضَ مِنْ ثِيَابِهِ عَنه؛ فَتَغَيرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَال: " أَخَشِيتَ يَا فُلاَنُ أَنْ يَعْدُوَ غِنَاكَ عَلَيْه، أَوْ أَنْ يَعْدُوَ فَقْرُهُ عَلَيْك "؟! قَال: يَا رَسُولَ الله، أَوَشَرٌّ الغِنى 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ؛ إِنَّ غِنَاكَ يَدْعُوكَ إِلى النَّار، وَإِنَّ فَقْرَه يَدْعوهُ إِلى الجنَّة " 0 قَالَ ـ أَيِ الغَنيّ: فَمَا ينْجِيني مِنهُ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " تُوَاسِيه " 00 قَالَ إِذَن أَفْعَل " 0 [ابْنُ القَيِّمِ في عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِينَ بِالبَابِ الثَّالِثِ وَالعِشْرِين]

وَسِيروا في الأَرْضِ وَانظرُواْ: مَنْ كَانَ يملِكُ ثَرْوَةً أَوْ مَالاَ * مَلَكَ الرِّقَابَ بمَالِهِ وَتَعَالى وَعَلاَ رُءوسَ القَوْمِ وَاسْتَمَعُواْ لَهُ * وَرَأَيْتَهُ بَيْنَ الْوَرَى مخْتَالاَ لَوْلاَ دَرَاهِمُهُ الَّتي في جَيْبِهِ * لَرَأَيْتَهُ شَرَّ البَريَّةِ حَالاَ فَإِذَا تَكَلَّمَ كَاذِبَاً قَالُواْ لَهُ * لاَ فُضَّ فُوكَ لَقَدْ صَدَقْتَ مَقَالاَ وَإِذَا الفَقِيرُ أَصَابَ قَالُواْ لَمْ تُصِبْ * وَكَذَبْتَ يَا هَذَا وَقُلْتَ ضَلاَلاَ إِنَّ الدَّرَاهِمَ في البِلاَدِ بِأَسْرِهَا * تَكْسُو الرِّجَالَ مَهَابَةً وَجَلاَلاَ فَهِيَ اللِّسَانُ لِمَن أَرَادَ فَصَاحَةً * وَهِيَ السِّلاَحُ لِمَن أَرَادَ قِتَالاَ {محَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الهَاشمي}

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَات، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِب، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِق، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الخَائِن، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِين، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَة " 00 قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَة 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الرَّجُلُ التَّافِهُ في أَمْرِ الْعَامَّة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4036، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَد]

أَثَرُ الغِنى وَالإِفْلاَس؛ في الحُبِّ بَينَ النَّاس فَأَنْطَقَتِ الدَّرَاهِمُ بَعْدَ صَمْتٍ * أُنَاسَاً بَعْدَمَا كَانُواْ سُكُوتَا فَمَا عَطَفُواْ عَلَى أَحَدٍ بِفَضْلٍ * وَلاَ عَرَفُواْ لمَكْرُمَةٍ ثُبُوتَا {الإِمَامُ الشَّافِعِيّ}

وَللهِ مَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ وَقَدِ اغْتَنى عَنهُ؛ فَبَدَأَ يَتَهَرَّبُ مِنهُ؛ فَقَالَ لَهُ وَكَانَ شَاعِرَاً: تَرَاني مُقْبِلاً فَتَصُدَّ عَنيِّ * وَتمْضِي مُسْرِعَاً كَيْ لاَ أَرَاكَا سَيُغْنِيني الَّذِي أَغْنَاكَ عَنيِّ * فَلاَ فَقْرِي يَدُومُ وَلاَ غِنَاكَا وَلِذَا قَالَ الآخَرُ بمُجَرَّدِ أَنْ رَأَى الدُّنيَا تجْرِي في يَدِ صَاحِبِه: لَمَّا صَدِيقي صَارَ مِن أَهْلِ الغِنى * أَيْقَنْتُ أَنِّي صِرتُ دُونَ صَدِيق {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي؟} وَقَالَ الآخَر: إِذَا لَمْ يَكُن بِيَدَيَّ مَالٌ هَجَرْتَني * وَإِنْ كَانَ لي مَالٌ فَأَنْتَ صَدِيقِي {أَصْلُهُ مَأْخُوذٌ مِنْ بَيْتٍ لِلْبُحْتُرِيّ} أَلاَ صَدَقَ مَنْ قَال: {إِنَّ الحَبِيبَ إِلى الإِخْوَانِ ذُو المَالِ} {أُحَيْحَةُ بْنُ الجَلاَّح 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِير}

فَصَاحَةُ بَشَّارٍ وَخَطُّ ابْنِ مُقْلَةٍ * وَحِكْمَةُ لُقْمَانٍ وَزُهْدُ ابْنِ أَدْهَمِ لَوِ اجْتَمَعُواْ في المَرْءِ وَالمَرْءُ مُفْلِسٌ * وَنَادَواْ عَلَيْهِ لاَ يُبَاعُ بِدِرْهَمِ ********* فَالنَّاسُ إِخْوَانُ مَنْ دَامَتْ لَهْ النِّعَمُ * وَالوَيْلُ لِلْمَرْءِ لَوْ زَلَّتْ بِهِ القَدَمُ فَالمَالُ كَالرُّوحِ مَنْ قَلَّتْ دَرَاهِمُهُ * حَيٌّ كَمَنْ مَاتَ إِلاَّ أَنَّهُ صَنَمُ لَمَّا رَأَيْتُ أَخِلاَئِي وَحَاشِيَتي * وَالْكُلُّ محْتَجِبُ عَنيِّ وَمحتَشِمُ أَبْدَواْ جَفَاءً وَهَجْرَاً لي فَقُلتُ لهُمُ * أَذْنبْتُ ذَنْبَاً فَقَالُواْ ذنْبُكَ الْعَدَمُ {ابْنُ كَثِير بِتَصَرُّف، وَرَدَتْ في كِتَابِ المُسْتَطْرَف} ثَانِيَاً: مَنْزِلَةُ الفَقِيرِ عِنْدَ الله عَن أَبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ:

" يَا أَبَا ذَرّ: انْظُرْ إِلى أَرْفَعِ ـ أَيْ أَشْرَفِ ـ رَجُلٍ في المسْجِدِ في عَيْنَيْك " 00؟ فَنَظَرْتُ فَإذَا رَجُلٌ عَليْهِ حُلَّةٌ ـ أَيْ عَبَاءةٌ ـ فَقُلتُ هَذَا يَا رَسُولَ الله، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " انْظُرْ إِلى أَوْضَعِ رجُلٍ في المَسْجِد " 0 فَنَظَرْتُ فَإِذَا رَجُلٌ عَليْهِ أَخْلاَق ـ أَيْ ثِيَابٌ بَالِيَة ـ فَقُلتُ هَذَا يَا رَسُولَ الله، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه: لهَذَا عِنْدَ اللهِ يَوْمَ القِيَامَة؛ خَيرٌ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِن هَذَا " 0 [قَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: 258، 265/ 10، وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيبِ بِرَقْم: 3204]

عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيْسَ شَيْءٌ خَيْرٌ مِن أَلْفٍ مِثْلِهِ إِلاَّ الإِنْسَان " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (5394، 2183)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير] عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " مَا تَقُولُونَ في هَذَا " 00؟ قَالُواْ: حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَح، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّع، وَإِنْ قَالَ أَنْ يُسْتَمَع، ثمَّ سَكَتَ فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ المُسْلِمِينَ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا تَقُولُونَ في هَذَا " 00؟

قَالُواْ: حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ لاَ يُنْكَح، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ لاَ يُشَفَّع، وَإِنْ قَالَ أَنْ لاَ يُسْتَمَع؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثْلَ هَذَا " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِتَرْقِيمِ فَتْحِ البَارِي بِرَقْم: 5091] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَيَأْتي أُنَاسٌ مِن أُمَّتي يَوْمَ القِيَامَة: نُورُهُمْ كَضَوْءِ الشَّمْس " 0 قُلْنَا: مَن أُولَئِكَ يَا رَسُولَ الله 00؟! فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فُقَرَاءُ المُهَاجِرِين، وَالَّذِينَ تُتَّقَى بِهِمُ المَكَارِه، يَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ في صَدْرِه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6650، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه] عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَحَبُّ العِبَادِ إِلى اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: الفَقِيرُ القَانِعُ بِرِزْقِهِ، الرَّاضِي عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ " 0 [الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " مُكَاشَفَةُ القُلُوب " بَابِ فَضْلِ الفُقَرَاء]

البَطَرُ في بَعْضِ الأَغْنِيَاء عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنْتُ في أَصْحابِ الصُّفَّة، فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا مِنَّا إِنْسَان عَلَيْهِ ثَوْبٌ تَامّ، وَأَخَذَ العَرَقُ في جُلُودِنَا طُرُقَا؛ مِن الغُبَارِ وَالوَسَخ، إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " ليُبْشِرْ فُقَرَاءُ المُهَاجِرِين " 00 إِذ أَقْبَلَ رَجُلٌ عَلَيْهِ شَارَةٌ حَسَنَة، فَجَعَلَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمٍ إِلاَّ كَلَّفَتْهُ نَفْسُهُ أَنْ يَأْتي بِكَلاَمٍ يَعْلُو كَلاَمَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ هَذَا وَضَرْبَه ـ أَيْ وَشَاكِلَتَهُ ـ يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ كَلَيِّ البَقَرِ بِلِسَانهَا المَرْعَى ـ أَيِ العُشْبَ ـ كَذَلِكَ يَلْوِي اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى أَلْسِنَتَهُمْ وَوُجُوهَهُمْ في النَّار " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (261/ 10)، أَخْرَجَهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيّ] مَنزِلَةُ الفَقِيرِ القَانِع وَأَوحَى اللهُ إِلى سَيِّدِنَا إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنِ اطلُبْني عِنْدَ المنْكَسِرَةِ قُلُوبهُمْ 00!! قالَ وَمَن هُمْ 00؟ قَالَ جَلَّ جَلاَلُه: " الفُقَرَاءُ الصَّادِقُون " 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ في كِتَابِ " فَضِيلَةِ الفُقَرَاءِ الرَّاضِينَ القَانِعِين " 0 ص: 1556]

وَقَالَ أَيْضَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَقُولُ اللهُ يَومَ القِيَامَة: أَينَ صَفْوتي مِن خَلقِي 00؟ فَتَقُولُ المَلاَئِكَة: وَمَن هُمْ يَا رَبَّنَا 00؟ فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: " فُقَرَاءُ المُسْلِمِين، القَانِعُون بِعَطَائِي، الرَّاضُونَ بِقَدَرِي، أَدْخِلُوهُمُ الجنَّة، فَيَدْخُلُونهَا فَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُون، وَالنَّاسُ في الحِسَابِ يَتَرَدَّدُون " 0 [الغَزَاليُّ في الإِحْيَاء: (1556)، وَفي المُكَاشَفَة 0 ص: (120)، وَالقَزْوِينيُّ بِنَحْوِهِ في أَخْبَارِ قَزْوِينَ 0 ص: 326/ 2]

عَن أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَغْبَطُ أَوْلِيَائِي عِنْدِي لمُؤْمِنٌ خَفِيفُ الحَاذ ـ أَيْ قَلِيلُ المَتَاع ـ ذُو حَظٍّ مِنَ الصَّلاَة، أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ وَأَطَاعَهُ في السِّرّ، وَكَانَ غَامِضَاً في النَّاسِ لاَ يُشَارُ إِلَيْهِ بِالأَصَابِع، وَكَانَ رِزْقُهُ كَفَافَاً فَصَبرَ عَلَى ذَلِك، ثمَّ نَقَدَ بِيَدِهِ ـ أَيْ حَفَرَ بِيَدِهِ في الأَرْضِ ـ فَقَال: عُجِّلَتْ مَنِيَّتُه، قَلَّتْ بَوَاكِيه، قَلَّ تُرَاثُه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " المِشْكَاةِ " بِرَقْم: (5189)، وَالحَدِيثُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: 21663، 21693] الفُقَرَاءُ المُسْتَضْعَفُونَ وَهَذِهِ بُشْرَى لِلْفُقَرَاءِ المُسْتَضْعَفِينَ وَالمَظْلُومِين:

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " رُبَّ أَشْعَثَ مَدْفُوعٍ بِالأَبْوَاب؛ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّه " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْمَي: 2622، 2854] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " كَمْ مِن أَشْعَثَ أَغْبرَ ذِي طِمْرَيْنِ لاَ يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّه، مِنْهُمْ البَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: (3854)، وَفي " صَحِيحِ الجَامِعِ " بِرَقْم: 4573] أَهْلُ الجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّار

عَن حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الجَنَّة 00؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّف، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّه، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّار؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِر " 00 وَالجَوَّاظ: هُوَ عَظِيمُ الجِسْم 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (4918)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 2853]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَهْلَ النَّار: كُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِر، جَمَّاعٍ مَنَّاع [أَيْ صَاحِبُ ثَرْوَةٍ بخِيل] وَأَهْلُ الجَنَّة: الضُّعَفَاءُ المَغْلُوبُون " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7010، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَالجَامِع، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، [وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم] الجَعْظَرِيّ: هُوَ الفَظُّ الغَلِيظ، وَالجَوَّاظ: هُوَ عَظِيمُ الجِسْم 0

شَرُّ عِبَادِ اللهِ وَخَيْرُ عِبَادِ الله عَن حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ عِبَادِ الله 00؟ الفَظُّ المُسْتَكْبِر، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بخَيْرِ عِبَادِ الله 00؟ الضَّعِيفُ المُسْتَضْعَفُ ذُو الطِّمْرَيْن ـ أَيْ مَنْ لاَ يَمْلُكُ إِلاَ ثَوْبَينِ قَدِيمَينِ ـ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّ اللهُ قَسَمَه " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيب بِرَقْم: (3198)، وَهُوَ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 22360]

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " أَلاَ أُخْبِرُكَ عَنْ مُلُوكِ الجَنَّة " 00؟ قُلْتُ بَلَى، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " رَجُلٌ ضَعِيفٌ مُسْتَضْعَف، ذُو طِمْرَيْنِ لاَ يُؤْبَهُ لَه ـ أَيْ لاَ يَمْلُكُ إِلاَّ ثَوْبَينِ قَدِيمَينِ لاَ أَحَدَ يَهْتَمُّ بِه ـ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّه " 0 [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " صَحِيحِ الجَامِعِ " وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 4115]

وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ لَيْسَتْ دَعْوَةً لِلضَّعْفِ كَمَا يُفَسِّرُهَا العِلمَانِيُّونَ وَالمُسْتَشْرِقُون، وَلَكِنَّهَا دِفَاعٌ عَنِ الضُّعَفَاء، وَبمَثَابَةِ العَزَاءِ لَهُمْ عَمَّا ابْتَلاَهُمُ اللهُ بِهِ مِنَ الضَّعْف 0 كَرَامَةُ الفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ يَوْمَ القِيَامَة عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تجْتَمِعُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيُقَال: أَيْنَ فُقَرَاءُ هَذِهِ الأُمَّةُ وَمَسَاكِينُهَا 00؟ فَيَقُومُون، فَيُقَالُ لَهُمْ: مَاذَا عَمِلْتُمْ 00؟

فَيَقُولُون: رَبَّنَا، ابْتَلَيْتَنَا فَصَبرْنَا، وَوَلَّيْتَ الأَمْوَالَ وَالسُّلْطَانَ غَيرَنَا، فَيُقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: صَدَقْتُمْ، فَيَدْخُلُونَ الجَنَّةَ قَبْلَ النَّاس، وَتَبْقَى شِدَّةُ الحِسَابِ عَلَى ذَوِي الأَمْوَالِ وَالسُّلْطَان " قَالُواْ: فَأَيْنَ المُؤْمِنُونَ يَوْمَئِذٍ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " تُوضَعُ لَهُمْ كَرَاسِيُّ مِنْ نُور، وَيُظَلَّلُ عَلَيْهِمُ الغَمَام، يَكُونُ ذَلِكَ اليَوْمُ أَقْصَرَ عَلَى المُؤْمِنِينَ مِنْ سَاعَةٍ مِنْ نَهَار " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " التَّرْغِيب " بِرَقْم: (3590)، أَخْرَجَهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ وَابْنُ حِبَّانَ في صَحِيحِه]

عَن سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ الجُمَحِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: " إِنَّ فُقَرَاءَ المسْلِمِينَ يَزِفُّون كَمَا يَزُفُّ الحَمَام، فَيُقَالُ لَهُمْ قِفُواْ للحِسَاب، فَيَقُولُون: وَاللهِ مَا تَرَكْنَا شَيْئَاً نحَاسَبُ بِه؛ فَيَقُولُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُه: صَدَقَ عبَادي؛ فَيَدْخُلُونَ الجَنَّةَ قَبْلَ النَّاسِ بِسَبْعِينَ عَامَا 00!! [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ ": رِجَالُهُ ثِقَاتٌ بِاسْتِثْنَاءِ يَزِيدَ بْنِ أَبي زِيَاد، وَقَدْ وُثِّقَ عَلَى ضَعْفِه 0 ص: (261/ 10)، أَخْرَجَهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في " الكَبِيرِ " بِرَقْم: (5508)، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 16615]

وَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَزُفُّون كَمَا يَزِفُّ الحَمَام " 00 أَيْ يُسْرِعُونَ في جَمَاعَات؛ وَمِنهُ قَوْلُهُ جَلَّ جَلاَلُه: {فَأَقبَلُواْ إِلَيْهِ يَزِفُّون} {الصَّافات: 94} عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " طُوبى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ في سَبِيلِ اللهِ أَشْعَثَ رَأْسُه، مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاه، إِنْ كَانَ في الحِرَاسَةِ كَانَ في الحِرَاسَة، وَإِنْ كَانَ في السَّاقَةِ كَانَ في السَّاقَة، إِنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَه، وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: 2887]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَلَعَتِ الشَّمْس؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَأْتي اللهَ قَوْمٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نُورُهُمْ كَنُورِ الشَّمْس " 00 فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنه: أَنَحْنُ هُمْ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لا وَلَكُمْ خَيْرٌ كَثِير، وَلَكِنَّهُمْ الفُقَرَاءُ وَالمُهَاجِرُونَ، الَّذِينَ يحْشَرُونَ مِن أَقْطَارِ الأَرْض، طُوبى لِلْغُرَبَاء، طُوبى لِلْغُرَبَاء، طُوبى لِلْغُرَبَاء " 00 فَقِيل: مَنِ الْغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَاسٌ صَالحُونَ في نَاسِ سَوْءٍ كَثِير، مَنْ يَعْصِيهِمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7072، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيب: 3188، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح]

حَتىَّ أَهْلُ الجَنَّة لاَ يُسَوَّى بَينَ فُقَرَائِهِمْ وَأَغْنِيَائِهِمْ عَن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " قُمْتُ عَلَى بَابِ الجَنَّة، فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا المَسَاكِين، وَأَصْحَابُ الجَدِّ ـ أَيِ الغِنى ـ محْبُوسُون، غَيرَ أَنَّ أَصْحَابَ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلى النَّار ـ أَيْ أَنَّ المحْبُوسِينَ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ فَقَطْ، الَّذِينَ كَانُواْ فُقَرَاءَ في الدُّنيَا ـ وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّار، فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (6547)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 2736]

حَدَّثَ محَمَّدُ بْنُ محَمَّدِ بْنِ أَبي الْوَرْدِ عَنْ مُؤَذِّنِ بِشْرِ بْنِ الحَارِثِ قَال: " رَأَيْتُ بِشْرَاً رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ في المَنَامِ فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِك 00؟ قَال: غَفَرَ لي؛ قُلْتُ: فَمَا فُعِلَ بِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَل 00؟ قَال: غُفِرَ لَهُ؛ فَقُلْتُ: مَا فُعِلَ بِأَبي نَصْرٍ التَّمَّار؟ [وَكَانَ قَدْ ضَعُفَ في محْنَةِ خَلْقِ الْقُرْآنِ فَوَافَقَهُمْ] قَال: هَيْهَاتَ، ذَاكَ في عِلِّيِّين؛ فَقُلْتُ: بِمَاذَا نَالَ مَا لَمْ يَنَالاِه 00؟ فَقَال: بِفَقْرِهِ وَصَبْرِهِ عَلَى بُنَيَّاتِه " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 574/ 10]

يَوْمَ يَقُولُ الغَنيُّ يَا لَيْتَني كُنْتُ فَقِيرَا عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أَحَدِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَدْخُلُ فُقَرَاءُ المُؤْمِنِينَ الجَنَّةَ قَبْلَ أَغنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِمِائَةِ عَام؛ حَتىَّ يَقُولَ الغَنيّ: يَا ليْتَني كُنْتُ عَيْلاً ـ أَيْ فَقِيرَاً ـ فَقَالَ الصَّحَابَة: يَا رَسُولَ اللهِ، سَمِّهِمْ لَنَا بِأَسْمَائِهِمْ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هُمُ الَّذِينَ إِذَا كَانَ مَكْرُوهٌ بُعِثُوا لَه، وَإِذَا كَانَ مَغْنَم؛ بُعِثَ إِلَيْهِ سِوَاهُمْ، وَهُمُ الَّذِينَ يحْجَبُونَ عَنِ الأَبْوَاب " 0 [حَسَّنَهُ حَمْزَةُ الزَّيْنُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: (22997)، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ: رِجَالُهُ رِجَالُ أَبي زَيْدٍ الحُوَارِيّ، وَقَدْ وُثِّقَ عَلَى ضَعْفِه 0 ص: (260/ 10)، وَفي الكَنْز: 16628]

وَعَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيِّ صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " يَدْخُلُ فُقَرَاءُ المُسْلِمِينَ الجَنَّةَ قَبْلَ أَغنِيَائِهِمْ بخَمْسِمِاْئَةِ عَام " 00 قُلْنَا وَمَن هُمْ يَا رَسُولَ الله 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هُمُ الَّذِينَ إِذَا كَانَ مَهْلَكٌ بُعِثُوا لَه، وَإِذَا كَانَ مَغْنَمٌ بُعِثَ إِلَيْهِ غَيرُهُمْ، وَهُمُ الَّذِينَ يحْجَبُونَ عَلَى أَبْوَابِ السُّلْطَان " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ ": فِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُ، وَمَنْ وُثِّقَ عَلَى ضَعْفِه 0 ص: (260/ 10)، أَخْرَجَهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيّ] أَيْ كَمَا قَالَ الشَّاعِر: يَا إِخْوَتي مَا لي أُذَادُ عَنِ الَّذِي * أَبْغِي وَأُسْعَطُ بِالَّذِي لاَ يُحْمَدُ أَإِذَا تَكُونُ كَريهَةٌ أُدْعَى لَهَا * وَإِذَا الغَنَائِمُ قُسِّمَتْ أُسْتَبْعَدُ

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَدْخُلُ فُقَرَاءُ المُؤْمِنِينَ الجَنَّةَ قَبْلَ الأَغْنِيَاء؛ بِخَمْسِمِائَةِ عَام " 0 [صحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2353، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (7933)، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {وَإِنَّ يَوْمَاً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّون} {الحَجّ: 47} عَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " اشْتَكَى فُقَرَاءُ المُهَاجِرِينَ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ عَلَيْهِمْ أَغْنِيَاءَهُمْ؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا مَعْشَرَ الْفُقَرَاء؛ أَلا أُبَشِّرُكُمْ 00؟ أَنَّ فُقَرَاءَ المُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْم: خَمْسِمِائَةِ عَام " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (7976/ 13936)، رَوَاهُ الإِمَامُ ابْنُ مَاجَة]

الفُقَرَاءُ هُمْ أَوَلُ النَّاسِ دُخُولاً الجَنَّةَ يَوْمَ القِيَامَةِ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " هَلْ تَدْرُونَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِن خَلْقِ الله "؟! قَالُواْ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِن خَلْقِ الله: الفُقَرَاءُ وَالمُهَاجِرُون، الَّذِينَ تُسَدُّ بِهِمُ الثُّغُور، وَيُتَّقَى بِهِمُ المَكَارِه، وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ في صَدْرِهِ لاَ يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً؛ فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ مَلاَئِكَتِه: إِيتُوهُمْ فَحَيُّوهُمْ؛ فَتَقُولُ المَلاَئِكَة: نَحْنُ سُكَّانُ سَمَائِكَ وَخِيرَتُكَ مِن خَلْقِك؛ أَفَتَأْمُرُنَا أَنْ نَأْتِيَ هَؤُلاَءِ فَنُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ 00؟!

قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى: إِنَّهُمْ كَانُواْ عِبَادَاً يَعْبُدُونَني لاَ يُشْرِكُونَ بي شَيْئَا، وَتُسَدُّ بِهِمُ الثُّغُور، وَيُتَّقَى بِهِمُ المَكَارِه، وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ في صَدْرِهِ لاَ يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً؛ فَتَأْتِيهِمُ المَلاَئِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبى الدَّار " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6570، وَالإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَة الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَالصَّحِيحَة]

قَدْ يَقُولُ قَائِل: أَمَّا " الفُقَرَاء " فَتَنْطَبِقُ عَلَيْنَا وَالحَمْدُ لله، وَأَمَّا " المُهَاجِرُون " فَأَنىَّ لَنَا بهَا؟! غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا أَخِي؛ أَمَا سَمِعْتَ قَطُّ قَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: وَعَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِه، وَالمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نهَى اللهُ عَنْه " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (10)، وَأَصْحَابُ السُّنَن، وَالحَدِيثُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: 6767]

عَنْ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المُؤْمِنُ مَن أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَالمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الخَطَايَا وَالذُّنُوب " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 3934]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَوَّلَ ثُلَّةٍ ـ أَيْ جَمَاعَةٍ ـ تَدْخُلُ الجَنَّةَ الفُقَرَاءُ المُهَاجِرُون: الَّذِينَ تُتَّقَى بِهِمُ المَكَارِه، وَإِذَا أُمِرُواْ سَمِعُواْ وَأَطَاعُواْ، وَإِذَا كَانَتْ لِرَجُلٍ مِنْهُمْ حَاجَةٌ إِلى السُّلْطَان؛ لَمْ تُقْضَ لَهُ، حَتىَّ يمُوتَ وَهِيَ في صَدْرِه، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجّلَّ يَدْعُو يَوْمَ القِيَامَةِ الجَنَّةَ فَتَأْتِي بِزُخْرُفِهَا وَزِينَتِهَا، فَيَقُول: أَيْ عِبَادِيَ الَّذِينَ قَاتَلُواْ في سَبِيلِي وَقُتِلُوا، وَأُوذُواْ في سَبِيلِي وَجَاهَدُواْ في سَبِيلِي؛ ادْخُلُواْ الجَنَّة، فَيَدْخُلُونَهَا بِغَيرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَاب، وَتَأْتي المَلاَئِكَةُ فَيَسْجُدُونَ فَيَقُولُون: رَبَّنَا، نحْنُ نُسَبِّحُ بحَمْدِكَ الليْلَ وَالنَّهَارَ وَنُقَدِّسُ لَك؛ مَن هَؤُلاَءِ الَّذِينَ آثَرْتهُمْ عَلَيْنَا 00؟! فَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلّ: هَؤُلاَءِ عِبَادِي الَّذِينَ قَاتَلواْ في سَبِيلِي وَأُوذُواْ في سَبِيلِي؛ فَتَدْخُلُ عَلَيْهِم المَلاَئِكَةُ مِنْ كُلِّ بَاب، سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بمَا صَبرْتمْ فَنِعْمَ عُقْبى الدَّار " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ وَالتَّرْغِيب بِرَقْم: 1373، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ ص: 259/ 10، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ، وَأَحْمَد]

وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: " أَتَعْلَمُ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الجَنَّةَ مِن أُمَّتي 00؟ قَال: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " المُهَاجِرُونَ يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلىَ بَابِ الجَنَّةِ وَيَسْتَفْتِحُون؛ فَيَقُولُ لَهُمُ الخَزَنَة ـ أَيْ خَزَنَةُ الجَنَّة ـ أَوَ قَدْ حُوسِبْتُمْ 00؟ فَيَقُولُون: بِأَيِّ شَيْءٍ نُحَاسَب؛ وَإِنَّمَا كَانَتْ أَسْيَافُنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا في سَبِيلِ اللهِ حَتىَّ مِتْنَا عَلَى ذَلِك؛ فَيُفْتَحُ لَهُمْ، فَيَقِيلُونَ فِيهِ أَرْبَعِينَ عَامَاً قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَهَا النَّاس " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 2389]

وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ أَيْضَاً: " تَدْخُلُ فُقَرَاءُ أُمَّتي الجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا " 00 فَقِيلَ صِفْهُمْ لَنَا 00؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الدَّنِسَةُ ثِيَابهُمْ، الشَّعِثَةُ رُءُوسُهُمْ، الَّذِينَ لاَ يُؤْذَنُ لهُمْ عَلَى السُّدَّات ـ أَيْ لاَ تُفْتَحُ لهُمُ الأَبْوَاب ـ وَلاَ يَنْكِحُونَ الْمُتَنَعِّمَات، تُوكَلُ بهِمْ مَشَارِقُ الأَرْضِ وَمَغَارِبهَا ـ أَيْ تَعْرِفُهُمْ وَتحِبُّهُمْ ـ يُعْطُونَ كُلَّ الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَلاَ يُعْطَونَ الَّذِي لَهُمْ " [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ ص: 260/ 10، وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 3823، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " حَوْضِي: كَمَا بَيْنَ عَدَنَ وَعَمَّان، أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْج، وَأَحْلَى مِنَ العَسَل، وَأَطْيَبُ رِيحَاً مِنَ المِسْك، أَكْوَابُهُ مِثْلُ نُجُومِ السَّمَاء، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدَاً، أَوَّلُ النَّاسِ عَلَيْهِ وُرُودَاً: صَعَالِيكُ المُهَاجِرِين " 0 قَالَ قَائِل: وَمَن هُمْ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الشَّعِثَةُ رُءوسُهُمْ، الشَّحِبَةُ وُجُوهُهُمْ، الدَّنِسَةُ ثِيَابُهُمْ، لاَ يُفْتَحُ لَهُمُ السُّدَد، وَلاَ يَنْكِحُونَ المُتَنَعِّمَات، الَّذِينَ يُعْطُونَ كُلَّ الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَلاَ يَأْخُذُونَ الَّذِي لَهُمْ " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6162، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " تَدْخُلُ فُقَرَاءُ أُمَّتي الجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفَاً " 00 فَقِيلَ صِفْهُمْ لَنَا 00؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الدَّنِسَةُ ثِيَابُهُمْ، الشَّعِثَةُ رُءوسُهُمْ، الَّذِينَ لاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ عَلَى السُّدَّات ـ أَيْ لاَ تُفْتَحُ لهُمُ الأَبْوَاب ـ وَلاَ يَنْكِحُونَ الْمُتَنَعِّمَات، تُوكَلُ بهِمْ مَشَارِقُ الأَرْضِ وَمَغَارِبهَا ـ أَيْ تَعْرِفُهُمْ وَتحِبُّهُمْ ـ يُعْطُونَ كُلَّ الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَلاَ يُعْطَونَ الَّذِي لَهُمْ " [وَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ ص: 260/ 10، وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (3823)، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط]

الفُقَرَاءُ هُمْ أَوَلُ النَّاسِ وُرُودَاً عَلَى الحَوْضِ يَوْمَ القِيَامَة عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " حَوْضِي: كَمَا بَيْنَ عَدَنَ وَعَمَّان، أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْج، وَأَحْلَى مِنَ العَسَل، وَأَطْيَبُ رِيحَاً مِنَ المِسْك، أَكْوَابُهُ مِثْلُ نُجُومِ السَّمَاء، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدَاً، أَوَّلُ النَّاسِ عَلَيْهِ وُرُودَاً: صَعَالِيكُ المُهَاجِرِين "، قَالَ قَائِل: وَمَن هُمْ يَا رَسُولَ الله 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الشَّعِثَةُ رُءوسُهُمْ، الشَّحِبَةُ وُجُوهُهُمْ، الدَّنِسَةُ ثِيَابُهُمْ، لاَ يُفْتَحُ لَهُمُ السُّدَد، وَلاَ يَنْكِحُونَ المُتَنَعِّمَات، الَّذِينَ يُعْطُونَ كُلَّ الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَلاَ يَأْخُذُونَ الَّذِي لَهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 7374، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6162، وَالْعَلاَّمَة الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4303]

أُمُّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا وَحُبُّهَا لِلمَسَاكِين عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: أَنَّهَا كَانَتْ تُفَرِّقُ في اليَوْمِ الوَاحِد؛ مِاْئَةَ أَلفِ دِرْهَمٍ يُوَجِّهُهَا إِلَيْهَا مُعَاوِيَة، وَإِنَّ ثَوْبَهَا لمَرْقُوع، فَتَقُولُ لهَا الجَارِيَة: لَوِ اشْتَرَيْتِ لَكِ بِدِرْهَمٍ لحْمَا تُفْطِرِينَ عَلَيْه 00؟ فتَقُولُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: لَوْ ذَكَّرْتِني لَفَعَلْت " 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في الإِحْيَاءِ الطَّبْعَةُ الأُولى لِدَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة: 1555، أَخْرَجَهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 6745]

وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ قَد أَوصَاهَا قَائِلاً: عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " قَالَ لي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِن أَرَدتِ اللُّحُوقَ بي؛ فَليَكْفِكِ مِنَ الدُّنيَا كَزَادِ الرَّاكِب، وَإِيَّاكِ وَمجَالسَةَ الأَغْنِيَاء، وَلاَ تَنْزِعِي دِرْعَكِ [أَيْ ثَوْبَكِ] حَتىَّ تَرْقَعِيه " 0 [صَحَّحَهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7867، وَالحَدِيثُ في الكَنْزِ بِرَقْم: 7094، وَفي شُعَبِ الإِيمَانِ بِرَقْم: 6181]

مَكَانَةُ الفُقَرَاءِ وَالضُّعَفَاءِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ** صلى الله عليه وسلم ** عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُول: " ابْغُوني الضُّعَفَاءَ ـ أَيِ اخْلُفُوني فِيهِمْ بخَير ـ فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 2594، وَفي سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 1702، وَهُوَ في الكَنْزِ بِرَقْم: 17107]

عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتي ضُعَفَاءَ المُسْلِمِينَ وَيَزُورُهُمْ، وَيَعُودُ مَرْضَاهُمْ وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3735] وَعَن أُمَيَّةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ رَسُولُ اللهِ جَلَّ جَلاَلُهُ يَسْتَفْتِحُ ـ أَيْ يَلْتَمِسُ البرَكَةَ ـ بِصَعَالِيكِ المُسْلِمِين " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (262/ 10)، رَوَاهُ الطَّبَرَانيّ]

يَقُولُ المَنَاوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ في كِتَابِهِ الشَّهِير / فَيْضِ القَدِير: " أَيْ بِدُعَاءِ فُقَرَائِهِمُ الَّذِينَ لاَ مَالَ لهُمْ وَلاَ جَاه، تَيَمُّنَا بهِمْ، وَلأَنهُمْ لاَنْكِسَارِ خَوَاطِرِهِمْ؛ يَكُونُ دُعَاؤُهُمْ أَقْربَ للإِجَابَة، وَالصُّعْلُوكُ مَنْ لاَ مَالَ لَه " 0 [المَنَاوِيُّ في فَيْضِ القَدِيرِ ص: 219/ 5]

وَصِيَّةُ الإِسْلاَمِ بِالفَقِير وَكَانَ ابنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُول: " مَلْعُونٌ مَن أَكْرَمَ بِالغِنى وَأَهَانَ بِالفَقْر " 00!! [الغَزَاليُّ في الإِحْيَاءِ طَبْعَةِ دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 ص: 1555، وَهُوَ في الكَنْزِ بِرَقْم: 7091، نَوَادِرُ الأُصُول 0 بِرَقْم: 84]

وَقَالَ يحيى بْنُ مُعَاذ: " حُبُّكَ الفُقَرَاءَ مِن أَخْلاَقِ المُرْسَلِين، وَإِيثَارُكَ مُجَالَسَتَهُمْ مِن عَلاَمَةِ الصَّالحِين، وَفِرَارُكَ مِنْ صُحْبَتِهِمْ مِن عَلاَمَةِ المُنَافِقِين " 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في الإِحْيَاءِ 0 ص: 1555، مُكَاشَفَةُ القُلُوبِ 0 بَابُ فَضْلِ الفُقَرَاء، فَيْضُ القَدِيرِ لِلمَنَاوِيّ: 208/ 2]

بِضُعَفَائِكُمْ تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُون عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلاَّ بِضُعَفَائِكُمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2896 / فَتْح] عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّمَا يَنْصُرُ اللهُ هَذِهِ الأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا: بِدَعَوَتِهِمْ وَصَلاَتِهِمْ وَإِخْلاَصِهِمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانِيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: 3178]

مَكَانَةُ الفُقَرَاءِ عِنْدَ التَّابِعِين جَاءَ فَقِيرٌ إلى مجْلِسِ سُفْيَانَ الثَّوْريِّ رَحِمَهُ اللهُ فَقَالَ لَهُ تخطَّ ـ أَيْ تخَطَّ الرِّقَابَ ـ لَوْ كُنْتَ غَنِيَّاً لَمَا قَرَّبتُك، وَكَانَ الأَغْنِيَاءُ مِن أَصْحَابِهِ يَوَدُّونَ أَنهُمْ كَانُواْ فُقَرَاءَ لِكَثْرَةِ تَقْرِيبِهِ لِلفُقَرَاءِ وإِعْرَاضِهِ عَنِ الأَغْنِيَاء؛ حَتىَّ أَنَّ أَحَدَهُمْ قَال: مَا رَأَيْتُ الغَنيَّ في مجْلِسٍ أَذَلَّ وَلاَ أَحْقَرَ مِنه في مجْلِسِ الثَّوْرِيّ، وَلاَ رَأَيْتُ الفَقِيرَ في مجْلِسٍ أَعَزَّ مِنهُ في مجْلِسِه " 00 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " دَارِ الوَثَائِق: 1555، الجَرْحُ وَالتَّعْدِيل 0 دَار إِحْيَاءِ التُّرَاثِ العَرَبي: 100/ 1]

ثَرْوَةُ الفَقِيرِ هِيَ أَخْلاَقُه وَحَسْبُكُمْ عَنْ فَضْلِ الفَقْرِ عَلَى الغِنى أَيْضَاً؛ أَنَّ الفَقِيرَ إِذَا أَحَبَّهُ النَّاسُ فَإِنهُمْ يحِبُّونَهُ لِذَاتِهِ وَصفَاتِهِ، وَجَمِيلِ خِصَالِهِ، أَمَّا الغَنيُّ فَأَكثَرُ مَنْ يحِبُّونَهُ يحِبُّونَهُ مِن أَجْلِ مَالِه 00!! فَالفَقِيرُ يَرَى النَّاسَ عَلَى حَقَائِقِهَا، أَمَّا الغَنيُّ فَيَلبَسُونَ لَهُ أَلْفَ قِنَاعٍ وَقِنَاع 00!! وَحَسْبُكُمْ عَنْ فَضْلِ الفَقِيرِ أَيْضَاً مَا وَضَعَهُ اللهُ في نَفسِهِ مِنَ الطِّيبَةِ وَحُبِّ الخَيرِ لِلغَير؛ حتى أَنَّ الأَمْثَالَ العَامِّيةَ صَوَّرَتْ هَذَا؛ فجَاءَ فِيهَا مَثَلٌ سَائِرٌ في ذَلِكَ يَقُولُونَ فِيه: " طَلَبَ الغَنيُّ شَقْفَةً؛ كَسَرَ الفَقِيرُ لَهُ زِيرَه " 0

عِنْدَمَا يَكُونُ وَالي المُسْلِمِينَ أَفْقَرَهُمْ نَزَلَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ بَلْدَةَ حِمْصٍ بِالشَّام، فَقَالَ اكْتُبُواْ لي فُقَرَاءَكُمْ؟ فَرَفَعُواْ إِلَيْهِ رُقْعَةً فِيهَا اسْمُ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ الوَالي؛ فَتَعَجَّبَ عُمَرُ وَسَأَلهُمْ: كَيْفَ يَكُونُ أَمِيرُكُمْ فَقِيرَاً 00؟! قَالُواْ إِنَّهُ لاَ يمْسِكُ مَالاً ـ أَيْ يُنْفِقُ كُلَّ مَا يحْصُلُ عَلَيْهِ أَوَّلاً بِأَوَّل عَلَى الفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِين ـ فَبَكَى عُمَرُ ثمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ بِأَلفِ دِينَار؛ فَجَاءَ مكْتَئِبَاً حَزينَاً؛ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ أَحَدَثَ أَمْر 00؟!

قَالَ أَشَدُّ مِنْ ذَلك، ثُمَّ جَعَلَهَا صُرَرَاً وَفَرَّقَهَا وَقَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقُول: " يَدْخُلُ فُقَراءُ المُسْلِمينَ الجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ، بخَمْسِمِائَةِ سَنَة، حَتىَّ إِنَّ الرَّجُلَ مِنَ الأَغْنِيَاءِ لَيَدْخُلُ في غُمَارِهِمْ ـ أَيْ في جُمُوعِهِمْ ـ فَيُؤْخَذُ بِيَدِهِ فيُسْتَخْرَج " 0 [صَحَّحَ الأَلبَانيُّ الْعِبَارَةَ الأُولى مِنهُ في سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2351، ذَكَرَهُ الغَزَاليُّ في الإِحْيَاء: 1554، الكَنْز: 16625]

أَكْثَرُ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الفُقَرَاء، وَأَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ مِنَ الأَغْنِيَاءِ وَالنِّسَاء عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اطَّلَعْتُ في الجَنَّةِ ـ أَيِ اطَّلَعْتُ في رِحْلَةِ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ ـ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الفُقَرَاء، وَاطَّلَعْتُ في النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاء " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (6449)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 2737]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اطَّلَعْتُ في الجَنَّة ـ أَيْ في رِحْلَةِ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاج ـ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الفُقَرَاء، وَاطَّلَعْتُ في النَّار؛ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الأَغْنِيَاءَ وَالنِّسَاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6611، قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: إِسْنَادُهُ جَيِّد0ص: 261/ 10]

غَنيٌّ وَفَقِيرٌ عَلَى بَابِ الجَنَّة وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الْتَقَى مُؤْمِنَانِ عَلَى بَابِ الجَنَّة: مُؤْمِنٌ غَنيٌّ وَمُؤْمِنٌ فَقِير، كَانَا في الدُّنيَا، فأُدْخِلَ الفَقِيرُ الجَنَّةَ وَحُبِسَ الغَنيُّ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يحْبَس، ثمَّ أُدْخِلَ الجَنَّة، فَلَقِيَهُ الفَقِيرُ فَيَقُول: أَيْ أَخِي: مَاذَا حَبَسَك؛ وَاللهِ لَقَدْ احْتُبِسْتَ حَتىَّ خِفْتُ عَلَيْك 00؟!

الحَمَاسَةُ الحَمَدَانِيَّة [مَنهُوكُ الرَّجَز 0 لحْنُ مُونُولُوج أُهُو أَنَا أُهُو أَنَا]: ======================================= طَالَتْ بِنَا التَّوَسُّلاَتْ * يَا هَيْئَةَ المُوَاصَلاَتْ كَمْ قَدْ شَكَوْنَا لَمْ نجِدْ * مِنْكُمْ سِوَى المُمَاطَلاَتْ مَتى يَكُونُ بَيْنَنَا * وَبَيْنَكُمْ تَفَاعُلاَتْ مَتى سَتَبْحَثُونَ مَا * يُصِيبُنَا مِنْ مُشْكِلاَتْ مَتى نَرَى قَرَارَكُمْ * يَخْلُو مِنَ المجَامَلاَتْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَنَعْبُرُ المُضَايَقَاتِ كَيْفَمَا تَكُون {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {أَفْعَلُ/يَفْعَلُ/} لي جَدَّةٌ تَرْأَفُ بي أَحْنى عَلَيَّ مِن أَبي وَكُلُّ شَيْءٍ سَرَّني تَذْهَبُ فِيهِ مَذْهَبي إِن غَضِبَ الأَهْلُ عَلَيَّ كُلُّهُمْ لَمْ تَغْضَبِ مَشَى أَبي يَوْمَاً إِليَّ مِشْيَةَ المُؤَدِّبِ غَضْبَانَ قَدْ هَدَّدَ بِالضَّرْبِ وَإِنْ لَمْ يَضْرِبِ فَلَمْ أَجِدْ لي مِنه غَيْرَ جَدَّتي مِنْ مَهْرَبِ فَأَوْقَفَتْني خَلْفَهَا أَنْجُو بِهَا وَأَخْتَبي وَهْيَ تَقُولُ لأَبي بِلَهْجَةِ المُؤَنِّبِ وَيْحٌ لَهُ وَيْحٌ لَهُ ذَا الْوَلَدِ المُعَذَّبِ أَلَمْ تَكُنْ تَصْنَعُ مَا يَصْنَعُ إِذْ أَنْتَ صَبي {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَهْلُ الشِّبَعِ في الدُّنيَا عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " تَجَشَّأَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " كُفَّ جُشَاءَكَ عَنَّا؛ فَإِنَّ أَطْوَلَكُمْ جُوعَاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ أَكْثَرُكُمْ شِبْعَاً في دَارِ الدُّنْيَا " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: 2487، 3350، وَفي الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 4491، 343]

عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَطْوَلُ النَّاسِ شِبْعَاً في الدُّنيَا: يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ أَكْثَرُكُمْ جُوعَاً في دَارِ الدُّنْيَا " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: غَرِيبٌ صَحِيحُ الإِسْنَاد، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 6545] وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَكْثَرُ النَّاسِ شِبْعَاً في الدُّنْيَا؛ أَطْوَلُهُمْ جُوعَاً في الآخِرَة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1199، 343، رَوَاهُ أَبُو نُعَيْم، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 16578]

الرَّجُلُ الَّذِي طَلَبَ مِنهُ سَيِّدُنَا مُوسَى أَنْ يَدْعُوَ لَه وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَان، مَرَّ بِرَجُلٍ وَهُوَ يَضْطَرِب؛ فَقَامَ يَدْعُو اللهَ لَهُ أَنْ يُعَافِيَهُ، فَقَالَ لَهُ يَا مُوسَى: إِنَّهُ لَيْسَ الَّذِي يُصِيبُهُ خَبْطٌ مِن إِبْلِيس، وَلَكنَّهُ جَوَّعَ نَفْسَهُ لي فَهُوَ الَّذِي تَرَى، أَنْظُرُ إِلَيْهِ في كُلِّ يَوْمٍ مَرَّاتٍ أَتَعَجَّبُ مِنْ طَاعَتِه؛ فَمُرْهُ فَليَدْعُ لَك؛ فَإِنَّ لَهُ عِنْدِي كُلَّ يَوْمٍ دَعْوَة " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " ص: (266/ 10)، أَخْرَجَهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيّ]

عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِن أُمَّتي مَنْ لَوْ جَاءَ أَحَدَكُمْ يَسْأَلُهُ دِينَارَاً لَمْ يُعْطِهِ، وَلَوْ سَأَلَهُ دِرْهَمَاً لَمْ يُعْطِهِ، وَلَوْ سَأَلَهُ فِلْسَاً لَمْ يُعْطِهِ، وَلَوْ سَأَلَ اللهَ الجَنَّةَ أَعْطَاهُ إِيَّاهَا، ذُو الطِّمْرَيْن ـ أَيْ لاَ يَمْلُكُ إِلاَ ثَوْبَينِ قَدِيمَينِ ـ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّه " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (264/ 10)، أَخْرَجَهُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ]

قَالَ خَالِدٌ الفَزْر: " كَانَ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ مِنَ البَكَّائِين، وَكَانَ ضَيِّقَ الحَالِ جِدَّاً ـ أَيْ كَانَ فَقِيرَاً مِسْكِينَاً ـ فَجَلَسْتُ وَهُوَ مُتَخَلٍّ يَدْعُو فَقُلْتُ: لَوْ دَعَوتَ اللهَ أَنْ يُوسِّعَ عَلَيْك 00؟! فَالْتَفَتَ يَمِينَاً وَشِمَالاً، فَلَمْ يَرَ أَحَدَاً، فَأَخَذَ حَصَاةً، فَرَمَى بِهَا إِلَيّ؛ فَإِذَا هِيَ تِبرَةٌ في كَفِّي ـ أَيْ قِطْعَةٌ مِنْ ذَهَب ـ وَاللهِ مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنهَا، ثمَّ قَالَ رَحِمَهُ الله: هُوَ أَعْلَمُ بِمَا يُصْلِحُ عِبَادَه؛ فَقُلْتُ: مَا أَصْنَعُ بِهَذِهِ 00؟ قَالَ رَحِمَهُ الله: اسْتَنْفِقْهَا " 00 أَيْ أَنْفِقْهَا عَلَى نَفْسِك 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 406/ 6]

يَرَاهُ النَّاسُ هَيِّنَاً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ المُزَنيّ: " ثَلاَثَةٌ يحِبُّهُمُ الله: رَجُلٌ قَلِيلُ النَّوْم ـ أَيْ كَثِيرُ القِيَام ـ قَلِيلُ الطَّعَام، قَلِيلُ الكَلاَم " 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " بِتَصَرُّف طَبْعَةِ الحَافِظِ العِرَاقِي 0 لِدَارِ الوَثَائِقْ المِصْرِيَّةِ بَابُ فَضِيلَةِ الجُوع: 964]

حَقِيرٌ عِنْدَ النَّاسِ عَظِيمٌ عِنْدَ المَلاَئِكَة عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ في بَعْضِ سِكَكِ المَدينَة، فَرَأَى رَجُلاً أَسْوَدَ مَيِّتَاً قَدْ رَمَواْ بِهِ في الطَّرِيق؛ فَسَأَلَ بَعْضَ مَنْ ثَمَّ عَنهُ ـ أَيْ سَأَلَ مَنْ كَانَ هُنَاكَ عَنهُ ـ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَمْلُوكُ مَن هَذَا " 00؟ قَالُواْ ممْلُوكٌ لآلِ فُلاَن، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَكُنْتُم تَرَوْنَهُ يُصَلِّي " 00؟

قَالُواْ كُنَّا نَرَاهُ أَحْيَانَا يُصَلِّي وَأَحْيَانَا لاَ يُصَلِّي، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قُومُواْ فَاغْسِلُوهُ وَكَفِّنُوه " فَقَامُواْ فَغَسَّلُوهُ وَكَفَّنُوه، وَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى عَلَيْه، فَلَمَّا كَبَّرَ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " سُبْحَانَ الله، سُبْحَانَ الله " 00 فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَتَه؛ قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: يَا رَسُولَ الله، سَمِعْنَاكَ لَمَّا كَبَّرتَ تَقُول: " سُبْحَانَ اللهِ سُبْحَانَ الله " 00 فَلِمَ قُلْتَ " سُبْحَانَ اللهِ سُبْحَانَ الله "؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " كَادَتِ المَلاَئِكَةُ أَنْ تحُولَ بَيْني وَبَيْنَه؛ مِنْ كَثْرَةِ مَا صَلُّواْ عَلَيْه " 0

[قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " إِسْنَادُهُ جَيِّد 0 ص: (266/ 10)، أَخْرَجَهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ] وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " ثَلاَثَةٌ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بغَيرِ حِسَاب: رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَغْسِلَ ثَوْبَهُ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ خَلَقٌ يَلْبِسُه ـ أَيْ ثَوْبٌ آخَرُ يُغَيِّرُ فِيه ـ وَرَجُلٌ لَمْ يَنْصُبْ عَلَى مُسْتَوْقَدٍ قِدْرَيْن ـ أَيْ مَا وَضَعَ قِدْرَيْنِ عَلَى النَّارِ لِفَقْرِهِ وَقِلَّةِ طَعَامِه ـ وَرَجُلٌ دَعَا بِشَرَابٍ فَمَا قِيلَ لَهُ أَيُّهَا تُرِيد " 00 أَيْ: لَمْ يخَيِّرُوهُ لِهَوَانِهِ عَلَيْهِمْ 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " ص: 1555] حَتىَّ الصَّحَابَةُ يَدْخُلُ فُقَرَاؤُهُمْ الجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ

حَتىَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ـ وَكَانَ مِن أَغْنِيَاءِ الصَّحَابَة ـ رَغْمَ كَوْنِهِ مِنَ العَشَرَةِ المُبَشَّرِينَ بِالجَنَّةِ لَمْ يَسْلَمْ مِنْ مَالِهِ وَغِنَاه: عَن أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَسَمِعْتُ فِيهَا خَشْفَةً بَينَ يَدَيَّ ـ أَيْ صَوْتَ مِشْيَةٍ ـ فَقُلْتُ مَا هَذَا 00؟ قَالَ بِلاَل، فَمَضَيْتُ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِ الجَنَّةِ فُقَرَاءُ المُهَاجِرِينَ وَذَرَارِيُّ المُسْلِمِين ـ أَيْ أَوْلاَدُهُمْ وَأَهْلُوهُمْ ـ وَلَمْ أَرَ أَحَدَاً أَقَلَّ مِنْ الأَغْنِيَاءِ وَالنِّسَاء 00؟!!

قِيلَ لي: أَمَّا الأَغْنِيَاء؛ فَهُمْ هَاهُنَا بِالبَابِ يُحَاسَبُونَ وَيُمَحَّصُون ـ أَيْ يُطَهَّرُونَ وَيخَلَّصُونَ مِنْ ذُنُوبهِمْ ـ وَأَمَّا النِّسَاء: فَأَلْهَاهُنَّ الأَحْمَرَان: الذَّهَبُ وَالحَرِير، ثُمَّ خَرَجْنَا مِن أَحَدِ أَبْوَابِ الجَنَّةِ الثَّمَانِيَة، فَلَمَّا كُنْتُ عِنْدَ الْبَابِ أُتِيتُ بِكِفَّة، فَوُضِعْتُ فِيهَا وَوُضِعَتْ أُمَّتي في كِفَّة، فَرَجَحْتُ بِهَا، ثُمَّ أُتيَ بِأَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَوُضِعَ في كِفَّة، وَجِيءَ بجَمِيعِ أُمَّتي في كِفَّةٍ فَوُضِعُواْ، فَرَجَحَ أَبُو بَكْرٍ، وَجِيءَ بِعُمَرَ فَوُضِعَ في كِفَّة، وَجِيءَ بجَمِيعِ أُمَّتي فَوُضِعُواْ، فَرَجَحَ عُمَر، وَعُرِضَتْ أُمَّتي رَجُلاً رَجُلاً، فَجَعَلُوا يَمُرُّون، فَاسْتَبْطَأْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْف، ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ الإِيَاس؛ فَقُلْتُ:

عَبْدُ الرَّحْمَن 00؟! فَقَال: بِأَبي وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله ـ أَيْ أَفْدِيكَ بِأَبي وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله ـ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ؛ مَا خَلَصْتُ إِلَيْكَ حَتىَّ ظَنَنْتُ أَنِّي لاَ أَنْظُرُ إِلَيْكَ أَبَدَا، إِلاَّ بَعْدَ المُشَيِّبَات ـ أَيْ إِلاَّ بَعْدَ أَنْ ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُؤْمَرُ بي إِلى النَّارِ مِنْ شِدَّةِ الحِسَاب ـ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: وَمَا ذَاك " 00؟! قَالَ مِنْ كَثْرَةِ مَالي 00 أُحَاسَبُ وَأُمحَّص " 0 وَفي بَعْضِ الأَثَر: " رَأَيْتُهُ ـ أَيْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْف ـ يَدْخُلُ الجَنَّةَ زَحْفَاً " 0 [صَحَّحَهُ حَمْزَةُ الزَّيْنُ بِالمُسْنَد: 24723، الإِحْيَاء: 1553، وَالزِّيَادَةُ لِلسِّيُوطِيِّ في تَدْرِيبِ الرَّاوِي 0 الرِّيَاض: 173/ 1]

فَانْظُرْ إِلى عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَهُوَ أَحَدُ العَشْرَةِ المُبَشَّرِينَ بِالجَنَّة: كَيْفَ شُدِّدَ عَلَيْهِ الحِسَابُ لاَ لِمَكْرُوهٍ بَيْدَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الأَغْنِيَاء 00!! وَقَدْ تُكُلِّمَ في هَذَا الحَدِيثِ الأَخِير؛ فَإِنْ كَانَ الكَلاَمُ في سَنَدِهِ فَمَرَدُّ الأَمْرِ في ذَلِكَ إِلى عُلَمَاءِ الأُصُول، بَيْدَ أَني لَمْ أَقْرَأْ لأَحَدٍ مِمَّنْ يُعْتَدُّ بِقَوْلِهِ عِنْدِي كَالهَيْثَمِيِّ وَالأَلبَانيِّ أَنَّهُ كَذَّبَهُ أَوْ أَنْكَرَهُ، لاَ هُوَ وَلاَ الَّذِي بَعْدَه؛ وَإِلاَّ لَحَذَفْتُهُ كَغَيرِه، وَهُوَ قَيْدُ البَحْثِ وَالمُرَاجَعَة 0

أَمَّا إِنْ كَانَ الكَلاَمُ في مَعْنَاه؛ فَقَدْ تَقَدَّمَ الرَّدُّ عَلَى ذَلِك: فَأَيٌّ مِنَ الحَدِيثَيْنِ لَمْ يَقُلْ بِعَدَمِ دُخُولِهِ الجَنَّة، بَيْدَ أَنهُمَا نَصَّا فَقَطْ عَلَى شِدَّةِ الحِسَابِ وَصُعُوبَةِ الوُصُول، وَاللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ أَعْلَى وَأَعْلَم 0 حَتىَّ الأَنْبِيَاءُ يَدْخُلُ فُقَرَاؤُهُمُ الجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:

" الأَنْبِيَاءُ كُلُّهُمْ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ قَبْلَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِأَرْبَعِينَ عَامَاً، وَإِنَّ فُقَرَاءَ المُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ عَامَا " 0 [وَافَقَهُ الذَّهَبيُّ وَابْنُ يُونُس، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع ": رِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَفي بَعْضِهِمْ خِلاَف، وَفِيهِ رَاوٍ لَيِّن: 105/ 8، 262/ 10، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ، وَهُوَ في " الكَنْزِ ": 16622] وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " آخِرُ الأَنْبِيَاءِ دُخُولاً الجَنَّةَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَم؛ لمَكَانِ مُلكِه، وَآخِرُ أَصْحَابي دُخُولاً الجَنَّةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْف؛ لأَجْلِ غِنَاه " 0

وَلاَ غَضَاضَةَ مِنْ ذَلِكَ عَلَى هَذَا النَّبيِّ الكَرِيم، وَلاَ يَتَعَارَضُ هَذَا مَعَ قَوْلِهِ جَلَّ جَلاَلُه: {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} {ص/25} [الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ في كِتَابِ " الفَقْرِ وَالزُّهْدِ بَابِ فَضِيلَةِ الفَقْرِ مُطْلَقَاً " 0 ص: 1551]

أَحَجَّاجُ إِمَّا أَنْ تَمُنَّ بِرَدِّهِ * عَلَيَّ وَإِلاَّ الآنَ فَاقْتُلْني مَعَهْ أَحَجَّاجُ لاَ تَفْجَعْ بِهِ إِنْ قَتَلْتَهُ * أَبَاهُ وَزَوْجَتَهُ وَأَبْنَاءَ أَرْبَعَة أَحَجَّاجُ لاَ تَتْرُكْ عَلَيْهِ جَمَاعَةً * مِنَ الأَهْلِ وَالجِيرَانِ يَبْكُونَ مَصْرَعَه {بِنْتُ عَبَّادِ بْنِ أَسْلَمَ البَكْرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَهْلاً أَبَيْتَ اللَّعْنَ لاَ تَأْكُلْ مَعَهْ * إِنَّ اسْتَهُ مِنْ بَرَصٍ مُلَمَّعَهْ وَإِنَّهُ يُدْخِلُ فِيهَا إِصْبَعَهْ * يُدْخِلُهَا حَتىَّ يُوَارِي أَشْجَعَهْ وَكَأَنَّمَا يَطْلُبُ شَيْئَاً ضَيَّعَهْ {لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَتى يَبْلُغُ البُنيَانُ يَوْمَاً تَمَامَهُ * إِذَا كُنْتَ تَبْنِيهِ وَغَيْرُكَ يَهْدِمُه {صَالِحُ بْنُ عَبْدِ القُدُّوس؟}

بَل وَحَتى أَغْنِيَاءُ الكُفَّارِ يَدْخُلونَ النَّارَ قَبْلَ فُقَرَائِهِمْ: عَن أَبي بَرْذَةَ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ فُقَرَاءَ المُسْلِمِينَ لَيَدْخُلُونَ الجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِمِقْدَارِ أَرْبَعِينَ عَامَا؛ حَتىَّ يَتَمَنىَّ أَغْنِيَاءُ المُسْلِمِينَ يَوْمَ القِيَامَةِ لَوْ كَانُواْ فُقَرَاءَ في الدُّنيَا، وَإِنَّ أَغْنِيَاء الكُفَّارِ لَيَدْخُلُونَ النَّارَ قَبْلَ فُقَرَائِهِم بِمِقْدَارِ أَرْبَعِينَ عَامَا؛ حَتىَّ يَتَمَنىَّ أَغْنِيَاءُ الكُفَّارِ لَوْ كَانُواْ فُقَرَاءَ في الدُّنيَا " 0 [الرَّوْيَانيُّ وَالدَّيْلَمِيُّ في مُسْنَدِهِمَا بِرَقْمَيْ: (770، 883)، الكَنْزُ بِرَقْم: 16620]

وَعَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُؤْتَى بِالعَبْدِ يَوْمَ القِيَامَة، فَيَعْتَذِرُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ إِليْهِ كَمَا يَعْتَذِرُ الرَّجُلُ للرَّجُلِ في الدُّنيَا: فَيَقُول: وَعِزَّتي وَجَلاَلي، مَا زَوَيْتُ عَنْكَ الدُّنيَا لهَوَانِك عَليّ، وَلكِنْ لِمَا أَعْدَدْتُ لَكَ مِنَ الكَرَامَةِ وَالفَضِيلَة، اخْرُجْ يَا عَبْدِي إِلي هَذِهِ الصُّفُوف: فَمَن أَطْعَمَكَ فيَّ أَوْ كَسَاكَ فيَّ يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهِي؛ فَخُذْ بِيَدِهِ فَهُوَ لَك، وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ قَدْ أَلجَمَهُمُ العَرَق، فَيَتَخَلَّلُ الصُّفُوفَ وَيَنْظُرُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ؛ فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ وَيُدْخِلُهُ الجَنَّة " 0

[قَالَ الزَّرْعِيُّ في نَقْدِ المَنْقُولِ لاَ أَصْلَ لَهُ: (223)، وَفي كَشْفِ الخَفَاءِ بِرَقْم: (68)، ذَكَرَهُ الغَزَاليُّ في الإِحْيَاء: 1552] وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَكْثِرُواْ مَعْرِفَةَ الفُقَرَاءِ وَاتخِذُواْ عِنْدَهُمْ الأَيَادِيَ؛ فَإِنًّ لَهُمْ دَوْلَةً يَوْمَ القِيَامَة " 00 قَالواْ: وَمَا دَوْلتُهُمْ يَا رَسُولَ الله 00؟!! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِذَا كَان يَوْم القِيَامَةِ قِيلَ لهُم: انْظُرُواْ مَن أَطْعَمَكُمْ كِسْرَة أَوْ سَقَاكُمْ شَرْبَةً أَوْ كَسَاكُمْ ثَوْباً؛ فخُذُواْ بِيَدِهِ ثُمَّ امْضُواْ بِهِ إِلي الجَنَّة " 0

[أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ 0 " الكَنْزُ " بِرَقْم: (16582)، وَقَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ في لِسَانِ المِيزَانِ هَذَا مَوْضُوع: (128/ 6)، وَكَذَلِكَ قَالَ الزَّرْعِيُّ في " نَقْدِ المَنْقُولِ " بِرَقْم: (223)، وَقَالَ الحَافِظُ العِرَاقِيُّ في " الإِحْيَاءِ " ضَعِيف: 1553] وَرَوَى حُجَّةُ الإِسْلاَمِ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في الإِحْيَاءِ بَابِ فَضِيلَةِ الفَقْرِ وَالجُوعِ حَدِيثَاً عَظِيمَاً عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذَلِك، وَهَذَا الحَدِيثُ وَإِنْ كَانَ فِيهِ كَلاَمٌ كَثِير 00 {وَقِيلَتْ أَقَاوِيلُ في ضَعْفِهِ} إِلاَّ أَنيِّ ذَكَرْتُهُ لأَنَّهُ حِكْمَةٌ بَالِغَة، وَالحِكْمَةُ ضَالَّةُ المُؤْمِنِ حَيْثُمَا وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا:

عَن سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ أَنَّهُ أَقْبَلَ عَلَى أُسَامَةَ يَوْمَاً فَقَال:

" إِنَّ أَقَرَبَ النَّاسِ مِنَ اللهِ جَلَّ جَلاَلُهُ يَومَ القِيَامَة مَنْ طَالَ جُوعُهُ وَعَطَشُهُ وَحُزْنُهُ في الدُّنيَا، الأَحْفيَاءُ الأَتْقِيَاء الَّذِينَ إِنْ شُهِدُواْ لَمْ يُعْرَفُواْ، وَإِن غَابُواْ لَمْ يُفْتَقَدُواْ، تَعْرِفُهُمْ بِقَاعُ الأَرْض، وَتحُفُّ بِهِمْ مَلاَئِكَةُ السَّمَاء، نَعِمَ النَّاسُ بِالدُّنيَا وَنَعِمُواْ بِطَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ، افْتَرَشَ النَّاسُ الفُرُشَ الوَثِيرَةَ وَافْتَرَشُواْ الجِبَاهَ وَالرُّكَب ـ كِنَايَةً عَنْ كَثرَةِ قِيَامِهِمُ اللَّيْل ـ ضَيَّعَ النَّاسُ فِعْلَ النَّبيّينَ وَأَخْلاَقَهُمْ وَحَفِظُوهَا هُمْ، تَبْكِي الأَرْضُ إِذَا فُقِدُواْ، وَيَسْخَطُ الجَبَّارُ عَلَى كُلِّ بَلْدَةٍ لَيْسَ فِيهَا مِنهُمْ أَحَد، لَمْ يَتَكَالَبُواْ عَلَى الدُّنيَا تَكَالُبَ الكِلاَبِ عَلَى الجِيف، أَكَلُواْ العَلَق،

وَلَبِسُواْ الخِرَق، شُعْثاً غُبرَاً، يَرَاهُمُ النَّاسُ فَيَظُنُّونَ أَنَّ بِهِمْ دَاءً وَمَا بِهِمْ دَاء، وَيُقَالُ قَدْ خُولِطُواْ فَذَهَبَتْ عُقُولهُمْ، وَمَا ذَهَبَتْ عُقُولهُمْ، وَلَكِنْ نَظَرَ القَوْمُ بِقُلُوبِهِمْ إِلى أَمْرِ اللهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنهُمْ الدُّنيَا؛ فَهُمْ عِنْدَ أَهْلِ الدُّنيَا يَمْشُونَ بِلاَ عُقُول، عَقَلُواْ حِينَ ذَهَبَتْ عُقُولُ النَّاس، لَهُمُ الشَّرَفُ في الآخِرَة، يَا أُسَامَة: إِذَا رَأَيتَهُمْ في بَلْدَةٍ فَاعْلَمْ أَنَّهُمْ أَمَانٌ لأَهْلِ تِلكَ البَلْدَة، وَلاَ يُعَذِّبُ اللهُ قَوْمَاً هُمْ فِيهِمْ، الأَرْضُ بِهِمْ فَرِحَة، وَالجبَّارُ عَنهُمْ رَاضٍ، اتخِذْهُمْ لنَفْسِكَ إِخْوَانَاً عَسَى أَنْ تَنجُوَ بِهِمْ " 0 وَيُؤَيِّدُ قَوْلَهُ: " فَاعْلَمْ أَنَّهُمْ أَمَانٌ لأَهلِ تِلْكَ البَلْدَة " هَذَا الحَدِيثُ الشَّرِبف: [الحَارِثُ في " مُسْنَدِهِ " بِرَقْم: 347]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أَرَادَ اللهُ بِأَهْلِ الأَرْضِ عَذَابَاً، فَنَظَرَ إِلى مَا بِهِمْ مِنَ الجُوعِ وَالعَطَش؛ صَرَفَ عَنهُم العَذَاب " 0 [الدَّيْلَمِيُّ في " الفِرْدَوْسِ " في الحَدِيثِ الَّذِي بِرَقْم: (8392)، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 16641]

الفُقَرَاءُ عَاتَبَ اللهُ فِيهِمْ نَبِيَّهُ مَرَّتَيْن عَن خَبَّابٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " جَاءَ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ الْفَزَارِيّ؛ فَوَجَدَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ صُهَيْبٍ وَبِلالٍ وَعَمَّارٍ وَخَبَّابٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَاعِدَاً في نَاسٍ مِنَ الضُّعَفَاءِ مِنَ المُؤْمِنِين، فَلَمَّا رَأَوْهُمْ حَوْلَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقَرُوهُمْ؛ فَأَتَوْهُ فَخَلَوْا بِهِ وَقَالُواْ: إِنَّا نُرِيدُ أَنْ تجْعَلَ لَنَا مِنْكَ مجْلِسَاً تَعْرِفُ لَنَا بِهِ العَرَبُ فَضْلَنَا؛ فَإِنَّ وُفُودَ الْعَرَبِ تَأْتِيكَ فَنَسْتَحْيِي أَنْ تَرَانَا الْعَرَبُ مَعَ هَذِهِ الأَعْبُد؛ فَإِذَا نحْنُ جِئْنَاكَ فَأَقِمْهُمْ عَنْكَ فَإِذَا نحْنُ فَرَغْنَا فَاقْعُدْ مَعَهُمْ إِنْ شِئْت؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَعَمْ "؛ قَالُواْ:

فَاكْتُبْ لَنَا عَلَيْكَ كِتَابَاً؛ فَدَعَا بِصَحِيفَةٍ وَدَعَا عَلِيَّاً كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ لِيَكْتُبَ وَنحْنُ قُعُودٌ في نَاحِيَةٍ؛ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَال: {وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِن حِسَابِهِمْ مِن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ {52} وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِّيَقُولُواْ أَهَؤُلاَءِ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ {53} وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَة} {الأَنعَام}

فَدَنَوْنَا مِنْهُ حَتىَّ وَضَعْنَا رُكَبَنَا عَلَى رُكْبَتِه، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجْلِسُ مَعَنَا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ قَامَ وَتَرَكَنَا؛ فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا}: أَيْ وَلاَ تجَالِسِ الأَشْرَاف 0 {تُرِيدُ زِينَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا} يَعْني عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ وَالأَقْرَعَ بْنَ حَابِس 0

{وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطَا} {الكَهْف/28} أَيْ هَلاكَاً 00 أَمْرُ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَع، ثمَّ ضَرَبَ لهُمْ مَثَلَ الرَّجُلَيْنِ وَمَثَلَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا؛ يَقُولُ خَبَّاب: " فَكُنَّا نَقْعُدُ مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَإِذَا بَلَغْنَا السَّاعَةَ الَّتي يَقُومُ فِيهَا؛ قُمْنَا وَتَرَكْنَاهُ حَتىَّ يَقُوم " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4127]

هَكَذَا كَانَتْ نَظْرَةُ الغَنيِّ الكَافِرِ إِلى فُقَرَاءِ المُسْلِمِين، وَلاَ عَجَبَ أَنْ يُفَكِّرَ الكَافِرُونَ بِهَذِهِ العَقْلِيَّة؛ فَكَمَا قِيل: " لَيْسَ بَعْدَ الكُفرِ ذَنْب " 00 فَلَقَدْ قَالُواْ ـ لُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ ـ قَالُواْ أَكْبرَ مِنْ ذَلِك 00 قَالُواْ: كَيْفَ يَتَقَدَّمُ عَلَيْنَا غُلاَمٌ يَتِيمٌ وَنُطَأْطِئُ رُءوسَنَا لَه 00؟!! وَقَالَ الوَلِيدُ بْنُ المُغِيرَة: " أَيُنزَلُ عَلَى محَمَّدٍ وَأُتْرَكُ وَأَنَا كَبِيرُ قُرَيشٍ وَسَيِّدُهَا 00؟! وَيُترَكُ أَبُو مَسْعُودٍ عَمْرُو بنُ عُمَيرٍ الثَّقَفِيّ، سَيِّدُ ثَقِيف؛ وَنحْنُ عُظَمَاءُ القَرْيَتَين 00؟!

فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَة: {وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا القُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ القَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ {31} أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ، نحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَات؛ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضَاً سُخْرِيَّاً وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يجْمَعُونَ} {الزُّخْرُف} [ابْنُ هِشَامٍ في سِيرَتِهِ 0 دَارُ الجِيل 0 بَيْرُوت: 207/ 2] ـ وَالفُقَرَاءُ أَيْضَاً؛ عَاتَبَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ أَبَا بَكْر 00

عَن عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو المُزَنيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَتَى عَلَى سَلْمَانَ وَصُهَيْبٍ وَبِلاَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ في نَفَرٍ فَقَالُواْ: وَاللهِ مَا أَخَذَتْ سُيُوفُ اللهِ مِن عُنُقِ عَدُوِّ اللهِ مَأْخَذَهَا؛ فَقَالَ أَبُو بَكْر: أَتَقُولُونَ هَذَا لِشَيْخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهِمْ 00؟ فَأَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا أَبَا بَكْر، لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ 00 لَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّك " 00 فَأَتَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ فَقَال: يَا إِخْوَتَاه، أَغْضَبْتُكُمْ 00؟ قَالُواْ لاَ، يَغْفِرُ اللهُ لَكَ يَا أَخِي " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2504 / عَبْد البَاقِي]

وَكُلُّنَا يَعْرِفُ مَا حَكَاهُ القُرْآنُ في شَأْنِ عَبْدِ اللهِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ الصَّحَابيِّ الأَعْمَى، حَيْثُ اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ نَفَرٌ مِن أَشْرَافِ قُرَيْشٍ يَدْعُوهُمْ إِلى الإِسْلاَم، فَشَقَّ ذَلكَ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَتَرَكَهُ بِالبَابِ بُرْهَةً؛ حَتىَّ يَفْرُغَ مِمَّا في يَدَيْه؛ فَعَاتَبَهُ اللهُ في ذَلِكَ وَأَنْزَلَ قَوْلَهُ جَلَّ جَلاَلُه: {عَبَسَ وَتَوَلي {1} أَنْ جَاءهُ الأَعْمَى {2} وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى {3} أَو يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكرَى {4} أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى {5} فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى {6} وَمَا عَلَيْكَ أَلاَ يَزَّكَّى {7} وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى {8} وَهُوَ يخْشَى {9} فَأَنْتَ عَنهُ تَلَهَّى {10} كَلاَّ إِنهَا تَذْكِرَة {11} فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَه} {عَبَسَ}

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: " أُنْزِلَ عَبَسَ وَتَوَلى في ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ الأَعْمَى؛ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ يَقُول: يَا رَسُولَ اللهِ أَرْشِدْني، وَعِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ عُظَمَاءِ المُشْرِكِين؛ فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْرِضُ عَنهُ وَيُقْبِلُ عَلَى الآخَرِ وَيَقُول: " أَتَرَى بِمَا أَقُولُ بَأْسَاً " 00؟ فَيَقُولُ لاَ 00 فَفِي هَذَا أُنْزِل " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3331، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ لاَ يَصْرِفُ الدُّنيَا عَنِ العَبْدِ إِلاَّ إِذَا كَانَ يحِبُّه عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدَاً حَمَاهُ الدُّنيَا، كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يحْمِي سَقِيمَهُ المَاء " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في النَّلْخِيصِ بِرَقْم: (7464)، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2036]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلاَ لَيَحْمِي عَبْدَهُ المُؤْمِنَ الدُّنْيَا وَهُوَ يُحِبُّه؛ كَمَا تَحْمُونَ مَرِيضَكُمْ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ تَخَافُونَ عَلَيْه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في النَّلْخِيصِ بِرَقْم: (7465)، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 23622، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ وَفي التَّرْغِيب] وَعَن حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ يحْمِي عَبْدَهُ المُؤْمِن؛ كَمَا يحْمِي الرَّاعِي الشَّفِيقُ غَنَمَهُ عَنْ مَرَاتِعِ الهَلَكَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2036، وَهُوَ في الشُّعَب بِرَقْم: 10451، وَفي الكَنْزِ بِرَقْم: 6826]

لَوْ يَعْلَمُ الفُقَرَاءُ مَا في الفَقْرِ مِنَ الأَجْر 00!! عَنِ العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ تَعْلَمُونَ مَا ادُّخِرَ لَكُمْ: مَا حَزِنْتُمْ عَلَى مَا زُوِيَ عَنْكُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَالجَامِعِ بِرَقْمَيْ: 3208، 9392، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في مُسْنَدِ الشَّامِيِّين] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ المُؤْمِنَ حَسَنَةً؛ يُثَابُ عَلَيْهَا الرِّزْقَ في الدُّنيَا، وَيُجْزَى بِهَا في الآخِرَة، فَأَمَّا الْكَافِر: فَيُطْعَمُ بحَسَنَاتِهِ في الدُّنيَا، فَإِذَا أَفْضَى إِلىَ الآخِرَةِ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُعْطَى بهَا خَيْرَاً " [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ وَفي المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لاَ يُصِيبُ عبْدٌ مِنَ الدُّنيَا شَيْئاً؛ إِلاَّ نَقَصَ مِنْ دَرَجَاتِهِ ثَمَّ الله ـ أَيْ عِنْدَ الله ـ وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ كَرِيمَا " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في " التَّرْغِيب " بِرَقم: (3220)، ابْنُ أَبي الدُّنيَا وَالبَيْهَقِيُّ في " الشُّعَبِ " بِرَقْم: 10676] عَن عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ أَنَّ رَجُلاً يُجَرُّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلىَ يَوْمِ يَمُوتُ هَرِمَاً، في مَرْضَاةِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ؛ لَحَقَرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَة " 0 [صَحَّحهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ الصَّحِيحَة، قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: إِسْنَادُهُ جَيِّد]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن محَمَّدِ بْنِ أَبي عُمَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ أَنَّ عَبْدَاً خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلى يَوْمِ يمُوتُ هَرِمَاً، في طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ؛ لحَقَّرَهُ ذَلِكَ اليَوْم، وَلَوَدَّ أَنَّهُ يُرَدُّ إِلى الدُّنيَا كَيْمَا يَزْدَادَ مِنَ الأَجْرِ وَالثَّوَاب " 0 [رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 المجْمَع: 225/ 10، وَصَحَّحهُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيب: 3597، الكَنْز: 43120، المُسْنَد: 17198] وَعَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيِّ صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَال: أَيْ رَبّ، عَبْدُكَ المُؤْمِنُ مُقَتَّرٌ عَلَيْهِ في الدُّنْيَا 00؟!

فَيُفْتَحُ لَهُ بَابُ الجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا؛ قَالَ جَلَّ جَلاَلُه: يَا مُوسَى، هَذَا مَا أَعْدَدْتُ لَهُ؛ فَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم: أَيْ رَبّ، وَعِزَّتِكَ وَجَلاَلِك؛ لَوْ كَانَ أَقْطَعَ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْن، يُسْحَبُ عَلَى وَجْهِهِ مُنْذُ يَوْمِ خَلَقْتَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَة، وَكَانَ هَذَا مَصِيرَهُ؛ لَمْ يَرَ بُؤْسَاً قَطّ، ثُمَّ قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم: أَيْ رَبّ، عَبْدُكَ الْكَافِرُ تُوَسِّعُ عَلَيْهِ في الدُّنْيَا 00؟!

فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ النَّارِ فَيُقَال: يَا مُوسَى، هَذَا مَا أَعْدَدْتُ لَهُ؛ فَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم: أَيْ رَبّ، وَعِزَّتِكَ وَجَلاَلِك؛ لَوْ كَانَتْ لَهُ الدُّنْيَا مُنْذُ يَوْمِ خَلَقْتَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَة، وَكَانَ هَذَا مَصِيرَه؛ كَأَنْ لَمْ يَرَ خَيرَاً قَطّ " 0 [قَالَ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ ": فِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ وَدَرَّاجٌ وَقَدْ وُثِّقَا عَلَى ضَعْفِهِمَا 0 ص: (266/ 10)، وَهُوَ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: (11358)، وَفي " الكَنْزِ " بِرَقْم: 16666] وَعَن عَبدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَقُولُ المَلاَئِكَةُ يَا رَبّ: عَبْدُكَ المؤْمِنُ تَزْوِي عَنهُ الدُّنيَا وَتعَرِّضُهُ للبَلاَء وَهُوَ مُؤْمِنٌ بِكَ؟!

فَيَقُول: اكْشِفُواْ عَنْ ثَوَابِه؛ فَإِذَا رَأَواْ ثَوَابَهُ تَقُولُ المَلاَئِكَةُ يَا رَبّ؛ مَا يَضُرُّهُ مَا أَصَابَهُ في الدُّنيَا، وَتَقُولُ المَلاَئِكَةُ يَا رَبّ: عَبْدُكَ الكَافِرُ تَبْسُطُ لَهُ الدُّنيَا وَتَزْوِي عَنهُ البَلاَءَ وَقَدْ كَفَرَ بِك؟! [الحِليَةُ لأَبي نُعَيْم، جَامِعُ الأَحَادِيثِ القُدُسِيَّةِ بِرَقْم: (318)، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 16667] فَيَقُولُ اكْشِفُواْ عَن عِقَابه؛ فَإِذَا رَأَواْ عِقَابَهُ قَالُواْ يَا رَبّ، مَا يَنْفَعُهُ مَا أَصَابَهُ في الدُّنيَا "؟ وَعَن عَطَاءٍ الخُرَاسَانِيِّ أَنَّهُ قَال: " مَرَّ نَبيٌّ مِنَ الأَنْبيَاءِ بِسَاحِلٍ، فَإِذَا هُوَ برَجُلٍ يَصْطَاد، فَقَالَ بِسْمِ اللهِ وَأَلقَى الشَّبَك، فَلَمْ يخْرجْ فِيهِ شَيْء 00!!

ثمَّ مَرَّ بِآخَرَ فَوَجَدَهُ يَقُولُ باسْمِ الشَّيْطَانِ وَيُلْقي بِالشَّبَك، فَيَخْرُجُ وَبِهِ مِنَ السَّمَك: مَا كَانَ يَتَقَاعَسُ مِنْ كَثْرَتِه 00!! فَقَالَ هَذَا النَّبيُّ عَلَيْهِ السَّلاَم: يَا رَبّ، مَا هَذَا وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ كُلَّ ذَلِكَ بِيَدِك 00؟! فَقَالَ جَلَّ جَلاَلُهُ لمَلاَئِكَتِهِ: " اكْشِفُواْ لِعَبْدي عَنْ مَنْزِلَتَيْهِمَا، فَلَمَّا رَأَى مَا أَعَدَّ اللهُ لِهَذَا منَ الكَرَامَة، وَلِذَاكَ مِنَ الهَوَان؛ قَالَ رَضِيتُ يَا رَبّ " 0 [الزُّهْدُ لاَبْنِ المُبَارَكِ بِرَقْم: (621)، الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةُ دَارِ الوَثَائِقْ 0 بَابُ فَضِيلَةِ الفَقر: 1555]

أَيُّهُمَا أَفْضَل: الغَنيُّ الشَّاكِرُ أَمِ الفَقِيرُ الصَّابِر 00؟! وَاللهِ يَا أَخِي مِنْ قَدِيمٍ وَالنَّاسُ مخْتَلِفُونَ حَوْلَ هَذَا الأَمْر ـ أَعْني المُفَاضَلَةَ بَينَ الشُّكْرِ وَالصَّبر ـ فَمِنهُمْ مَنْ يَرَى أَنَّ الشَّاكِرَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الصَّابِر، وَمِنهُمْ مَنْ يَرَى أَنَّ الصَّابِرَ أَعْظَمُ دَرَجَة 0 أُمُورٌ قَبْلَنَا اختَلَفُواْ عَلَيْهَا * وَطَالَ البَحثُ وَاتَّصَلَ الحِوَارُ {محْمُود غُنَيْم}

نَعَمْ يَا أَخِي، كِلاَهُمَا نِصْفُ الإِيمَان ـ كَمَا نَصَّتْ عَلَى ذَلِكَ الأَحَادِيثُ في مَوَاطِنَ كَثِيرَة ـ لَكِنْ نَاهِيكَ في ذَلِكَ أَنَّ كَلِمَةَ الصَّبْر [بِدُونِ مُشْتَقَّاتِهَا]: ذَكَرَهَا القُرْآنُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّة، أَمَّا كَلِمَةُ الشُّكْر: فَلَمْ تَرِدْ في القُرْآنِ الكَرِيمِ إِلاَّ مَرَّةً وَاحِدَة، وَجَاءتْ نَكِرَة 00‍‍!! لَكَ اللهُ يَا أَخِي، أَفَمَنْ يَصْبِرُ وَهُوَ مُضْطَرّ، وَيَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ مَفَرَّ مِنَ الصَّبْر: كَمَنْ يُسَلِّكُ أَسْنَانَهُ بِالشُّكْر 00؟! إِنَّكَ لأَنتَ الحَلِيمُ الرَّشِيد 00!! أَفَشُكْرُ الشَّبْعَانِ * يَسْتَوِي في المِيزَانِ مَعَ صَبْرِ الجَوْعَانِ

فَقُدْرَةُ الغَنيِّ عَلَى الشُّكْر: أَيْسَرُ بِكَثِيرٍ مِنْ قُدْرَةِ الفَقِيرِ عَلَى الصَّبر 0 عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لأَصْحَابِهِ يَوْمَاً: " أَيُّ النَّاسِ خَير " 00؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مُوسِرٌ غَنيٌّ يُعْطِي حَقَّ نَفْسِهِ وَمَالِه، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نِعْمَ الرَّجُلُ هَذَا وَلَيْسَ بِه، وَلَكِن خَيرُ النَّاسِ مُؤْمِنٌ؛ وَالحَاصِلُ ـ أَيْ وَقَعَدَ ـ يُعْطِي جُهْدَه " 0 [ابْنُ عَدِيٍّ في " الضُّعَفَاءِ " طَبْعَةِ دَارِ الفِكْر 0 بَيرُوت 0 ص: 238/ 4] وَجُهْدُ الفَقِيرِ المُقِلِّ هَذَا لاَ يُسْتَهَانُ بِه؛ فَهْوَ عِنْدَ اللهِ خَيرٌ مِنَ الأُلُوفِ المُؤَلَّفَة، الَّتي قَدْ لاَ تُسَاوِي شَيْئَاً بِالنِّسْبَةِ إِلى ثَرْوَةِ صَاحِبِهَا 00!!

وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَبَقَ دِرْهَمٌ مِائَةَ أَلْف " 0 قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ وَكَيْف 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " رَجُلٌ لَهُ دِرْهَمَان، فَأَخَذَ أَحَدَهُمَا فَتَصَدَّقَ بِه، وَرَجُلٌ لَهُ مَالٌ كَثِير، فَأَخَذَ مِن عُرْضِ مَالِهِ مِائَةَ أَلْفٍ فَتَصَدَّقَ بِهَا " 0 [حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 2528، وَفي مُشْكِلَةِ الْفَقْرِ بِرَقْم: (119)، وَفي الجَامِعِ بِرَقْم: 5919، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان]

سُئِلَ المَسِيحُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ رَجُلَيْنِ مَرَّا بِلَبِنَةٍ مِنْ ذَهَبٍ أَيُّهُمَا أَفْضَل 00 أَمَّا أَحَدُهُمَا: فَتَخَطَّاهَا وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا، وَأَمَّا الآخَرُ فَأَخَذَهَا وَأَنْفَقَهَا في طَاعَةِ الله 00؟! فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: الَّذِي تخَطَّاهُ وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْه " 0 [ابْنُ القَيِّمِ في " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِينَ " بِالبَابِ العِشْرِين]

وَيَقُولُ ابْنُ القَيِّمِ في كِتَابِهِ القَيِّمِ " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِين " مَا مخْتَصَرُه: " وَلَقَدْ رَأَيْنَا كَيْفَ كَانَتِ الدُّنيَا تُعْرَضُ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَوْ قَبِلَهَا لأَنْفَقَهَا كُلَّهَا في سَبِيلِ الله، وَلَكِنَّهُ كَانَ يُؤْثِرُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَعِيشَ عِيشَةَ الفُقَرَاء؛ لِمَا في الصَّبْرِ عَلَيْهَا مِنَ المَثُوبَةِ وَالجَزَاء، وَلَوْ كَانَ الشُّكْرُ أَعْظَمَ أَجْرَاً لَفَعَل " 0 [ابْنُ القَيِّمِ في " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِينَ " بِتَصَرُّف 0 البَابُ العِشْرُون]

وَبِالطَّبْعِ أَنَا لاَ يخْفَى عَلَيَّ أَنَّ هُنَاكَ فِئَةً مِمَّنْ تَنَاوَلُواْ المَسْأَلَة؛ الفَضْلُ عِنْدَهَا لَيْسَ بِالفَقْرِ وَلاَ الغِنى، إِنمَا هُوَ بحَسَبَ التَّقْوَى وَالإِيمَان، وَطَاقَةِ كُلِّ إِنْسَان، وَهَذِهِ الفِئَةُ ـ مَعَ احْترَامِنَا لهَا الشَّدِيد ـ لَمْ تَأْتِنَا بجَدِيد، ثمَّ أَنهَا احْتَجَّتْ عَلَى كَلاَمِهَا بِشَاهِدٍ بَعِيد؛ إِذْ أَنَّهُ مَعْلُومٌ بِالضَّرُورَةِ أَنَّ التَّقْوَى مِقْيَاسُ التَّفَاضُلِ بَينَ النَّاسِ عُمُومَاً، وَلَيْسَ بَينَ الفُقَرَاءِ وَالأَغْنِيَاءِ فَقَطْ؛ يَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ} {الحُجُرَات/13} فَنُقْطَةُ الخِلاَفِ هِيَ: إِذَا اسْتَوَى فَقِيرٌ وَغَنيٌّ في التَّقْوَى وَالعِبَادَات؛ أَيُّهُمَا أَفْضَل 00؟

وَلَن أُجِيبَ أَنَا، لَكِنْ سَيُجِيبُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَدْخُلُ الفُقَرَاءُ الجَنَّةَ قَبْلَ الأَغْنِيَاء؛ بخَمْسِمِائَةِ عَام 00 نِصْفِ يَوْمٍ " 0 [صحَّحَهُ الأَلبَانِيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: (2353)، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 16592] بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {وَإِنَّ يَوْمَاً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} {الحَجّ: 47}

هَذَا 00 وَكُلُّ الأَحَادِيثِ الَّتي قَدَّمْنَاهَا سَالِفَاً يُسْتَشْهَدُ بهَا في ذَلِك؛ لإِثْبَاتِ فَضْلِ أَهْلِ الفَقْرِ عَلَى أَهْلِ الغِنى، إِنَّ الأَحَادِيثَ الَّتي ثَوَّبَتْ فَضْلَ فَقْرِ الفَقِيرِ أَكْثَرُ مِن أَنْ تحْصَى، وَأَكْثَرُهَا لَمْ يجْعَلْ صَبرَهُ شَرْطَاً، وَإِنمَا جَاءَ التَّثْوِيبُ لِمَا يخْتَصُّ بِهِ الفَقْرُ مِنَ البَلاَء، في حِينِ أَنَّهُ لاَ تُوجَدُ أَحَادِيثُ عَلَى الإِطْلاَقِ مَدَحَتْ غِنى الغَنيّ ـ اللهُمَّ إِلاَ مَشْرُوطَاً بِالإِنْفَاقِ في سَبِيلِ الله ـ بَلْ عَلَى العَكْس تَمَامَاً؛ ذَمَّتِ الغِنى وَحَذَّرَتْ مِنهُ 0

ثمَّ إِنَّهُمْ لَمَّا أَعْيَتْهُمُ الحِيلَةُ في الرَّدّ؛ بَدَأُواْ يَبْحَثُونَ عَنْ كُلِّ مَا ثَوَّبَ الشُّكْرَ وَقَدَّمُوهُ لَنَا، وَهَذَا خَلطٌ آخَر، فَالشَّاكِرُ لاَ غُبَارَ عَلَيْه، لَكِنَّ الَّذِي يَعْنِينَا هُنَا كَمَا نَقُول: هُوَ الفَضْلُ بَينَ الفَقْرِ وَالغِنى وَفي أَيِّهِمَا الأَجْر، وَلَيْسَ عَنْ فَضْلِ الشُّكْرِ وَالصَّبر 0 وَمِمَّا قَدْ قَالُوهُ: إِنَّ الصَّبرَ دَرَجَاتٌ وَالشُّكْرَ دَرَجَات؛ وَفَضْلُ كُلِّ صَابِرٍ أَوْ شَاكِرٍ بحَسْبِ دَرَجَتِه، وَهَذَا كَلاَمٌ لاَ يُعَدُّ تَأْوِيلاً وَلاَ يَسُدُّ غَلِيلاً: فَكُلُّ عِبَادَةٍ يَنْطَبِقُ عَلَيْهَا هَذَا الكَلاَم، وَلَيْسَ الصَّبرُ وَالشُّكْرُ فَقَطْ: فَالذَّاكِرُونَ دَرَجَات، وَالمُصَلُّونَ دَرَجَات، وَالصَّائِمُونَ دَرَجَات، وَكَذَا كُلُّ العِبَادَات 00!!

وَاسْتَشْهَدَ بَعْضُهُمْ بِقَوْلِهِ جَلَّ جَلاَلُه: {إِنْ يَكُن غَنِيَّاً أَوْ فَقِيرَاً فَاللهُ أَوْلى بهِمَا} {النِّسَاء: 135} وَقَالُواْ: إِنَّ الآيَةَ لَمْ تُفَرِّقْ بَينَ فَقِيرٍ وَغَنيّ 0 وَنَسُواْ أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ جَاءتْ في مَعْرِضِ الكَلاَمِ عَنِ القَضَاء، حَيْثُ أَمَرَتْ بِالتَّسْوِيَةِ بَينَ الفَقِيرِ وَالغَنيّ: فَلاَ نجَامِلُ الغَنيَّ لأَجْلِ غِنَاه، وَلاَ نحْكُمُ لِلْفَقِيرِ شَفَقَةً عَلَيْه 00

يَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالقِسْطِ شُهَدَاءَ للهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الوَالِدَيْنِ وَالأَقرَبِين، إِنْ يَكُن غَنِيَّاً أَوْ فَقِيرَاً فَاللهُ أَوْلى بِهِمَا؛ فَلاَ تَتَّبِعُواْ الهَوَى أَنْ تَعْدِلُواْ، وَإِنْ تَلوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللهَ كَانَ بمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرَا} [النِّسَاء: 135] {أَ: هـ} [الإِمَامُ القُرْطُبيُّ في " تَفْسِيرِهِ " طَبْعَةِ دَارُ الشَّعْبِ 0 القَاهِرَة: 413/ 5] وَأَقُول: إِنَّهُ وَإِنْ كَانَ ظَاهِرُ القَضِيَّةِ نِزَاعَاً بَينَ الفَقِيرِ وَالغَنيّ؛ إِلاَ أَنَّ البَصِيرَ لاَ يخْفَى عَلَيْهِ أَنَّ بَاطِنَهَا نِزَاعٌ بَينَ الفَقْرِ وَالغِنى، وَالبَحْثُ عَن أَيِّهُمَا أَفْضَل 00؟ وَمِمَّا لاَ شَكَّ فِيهِ أَنَّ الفَقْرَ أَفْضَلُ لِسَبَبَين:

أَوَّلُهُمَا: أَنَّ الفَقْرَ لاَ يُعَرِّضُ صَاحِبَهُ لِفِتْنَةِ الدُّنيَا كَالغِنى 00 عَن عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: حِينَ قَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالِ البَحْرَيْنِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ فَوَافَاهُ الأَنْصَارُ لِيَأْخُذُواْ مِنهُ ـ تَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَآهُمْ ثُمَّ قَال: " أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِشَيْءٍ " 00؟

قَالُواْ أَجَلْ يَا رَسُولَ الله، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَأَبْشِرُواْ وَأَمِّلُواْ مَا يَسُرُّكُمْ، فَوَاللهِ مَا الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِني أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا؛ وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: 4015] وَعَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " ابْتُلِينَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالضَّرَّاءِ فَصَبَرْنَا، ثُمَّ ابْتُلِينَا بِالسَّرَّاءِ بَعْدَهُ فَلَمْ نَصْبِرْ " 00!! [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 2464]

ثَانِيهِمَا: أَنَّ الفَقْرَ قَاسٍ لاَ يُطَاقُ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنْفُس، بخِلاَفِ الغِنى، وَالأَجْرُ عَلَى قَدْرِ المَشَقَّة؛ وَلِذَا كَانَتْ لِلفَقِيرِ الفَاقِدِ في الإِسْلاَمِ خُصُوصِيَّةٌ لَيْسَتْ لِلغَنيِّ الوَاجِد 00 رَأْيٌ قَيِّم لاَبْنِ القَيِّم يَقُولُ الإِمَامُ ابْنُ القَيِّمِ في كِتَابِهِ القَيِّم / عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِين: " شَرَعَ اللهُ سُبْحَانَهُ قِتَالَ الكُفَّار، وَشَرَعَ الكَفَّ عَنِ الرُّهْبَان؛ لاَعْتِزَالهِمْ عَنِ الدُّنيَا وَزُهْدِهِمْ فِيهَا، فَمَضَتِ السُّنَّةُ بِأَن لاَ يُقَاتَلواْ وَلاَ تُضْرَبَ عَلَيْهِمُ الجِزْيَة 00

هذا 00 وَهُمْ أَعْدَاؤُهُ وَأَعْدَاءُ رَسُولِهِ وَدِينِهِ؛ فَاعْلَم أَنَّ الزُّهْدَ فِيهَا عِنْدَ اللهِ بمَكَان، وَكَذَلِكَ اسْتَقَرَّت حِكْمَتُهُ في شَرْعِهِ عَلَى أَنَّ عُقُوبَةَ الوَاجِدِ أَعْظَمُ مِن عُقُوبَةِ الفَاقِد: فَهَذَا الزَّاني المحْصَنُ عُقُوبَتُهُ الرَجْم، وَعُقُوبَةُ مَنْ لَمْ يُحْصَنِ الجَلْدُ وَالتَّغْرِيب 00 وَهَكَذَا يَكُونُ ثَوَابُ الفَاقِدِ أَعْظَمَ مِنْ ثَوَابِ الوَاجِد " 0 [الإِمَامُ ابْنُ القَيِّمِ في " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِينَ " بِالبَابِ الثَّالِثِ وَالعِشْرِين] عَنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ في أَصْحَابِهِ إِلى بَقِيعِ الغَرقَد ـ أَيِ المَقَابِر ـ فَقَال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ القُبُور، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا نجَّاكُمُ اللهُ مِنهُ مِمَّا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ " 00؟! ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَال: " هَؤُلاَءِ خَيرٌ لي مِنْكُمْ " 00 فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ إِخوَانُنَا، أَسلَمْنَا كَمَا أَسْلَمُوا، وَهَاجَرْنَا كَمَا هَاجَرُواْ، وَجَاهَدْنَا كَمَا جَاهَدُواْ، وَأَتَواْ عَلَى آجَالهِمْ، فَمَضَواْ فِيهَا وَبَقِينَا في آجَالِنَا؛ فَمَا بجْعَلُهُمْ خَيرَا مِنَّا 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ هَؤُلاَءِ خَرَجُواْ مِنَ الدُّنيَا وَلَمْ يَأْكُلُواْ مِن أُجُورِهِمْ شَيْئَا، وَخَرَجُواْ وَأَنَا الشَّهِيدُ عَلَيْهِمْ ـ أَيْ شَهِيدٌ عَلَى حُسْنِ خَاتِمَتِهِمْ ـ وَإِنَّكُمْ قَدْ أَكَلتُمْ مِن أُجُورِكُمْ، وَلاَ أَدْرِي مَا تُحْدِثُونَ بَعْدِي " 0

فَلَمَّا سَمِعَهَا القَوْمُ وَاللهِ عَقَلُوهَا وَانْتَفَعُواْ بِهَا، قَالواْ: وَإِنَا لمحَاسَبُونَ بِمَا أَصَبْنَا مِنَ الدُّنيَا، وَإِنَهُ لَيُنْقِصُ بِهِ مِن أُجُورِنَا 00؟! فَأَكَلُواْ وَاللهِ طَيِّبَاً، وَأَنْفَقُواْ قَصْدَاً، وَقَدَّمُواْ فَضْلاَ " 0 [ابْنُ القَيِّمِ في " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِينَ " بِالبَابِ رَقم: (23)، وَابْنِ المُبَارَكِ في " الزُّهْد " بِرَقم: 498] انْظُرْ مَا جَرَّتْهُ كَثْرَةُ الأَمْوَالِ عَلَى أَهْلِ الغِنى: حَمَلَهُمْ حُبُّ المَالِ عَلَى أَنْ قَطَعُواْ أَرْحَامَهُمْ، وَأَكَلُواْ الحُقُوقَ وَظَلَمُواْ العِبَاد 00!!

أَلاَ تَرَى كَيْفَ رَبَطَ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ بَينَ البَغْيِ وَالغِنى فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَواْ في الأَرْض، وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاء، إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِير} {الشُّورَى: 27} رَأْيٌ لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة وَقَالَ أَيْضَاً شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الفَتَاوَى الكُبرَى:

" إِنَّ الصَّلاَحَ في الفُقَرَاءِ أَكْثَرُ مِنهُ في الأَغْنِيَاء، كَمَا أَنَّهُ إِذَا كَانَ في الأَغْنِيَاءِ فَهُوَ أَكْمَلُ مِنهُ في الفُقَرَاء، فَهَذَا في هَؤُلاَءِ أَكْثَر، وَفي هَؤُلاَءِ أَكْثَر ـ أَيْ كَثِيرٌ أَيْضَاً ـ لأَنَّ فِتْنَةَ الغِنى أَعْظَمُ مِنْ فِتْنَةِ الفَقْر؛ فَالسَّالِمُ مِنهَا أَقَلّ، وَمَنْ سَلِمَ مِنهَا: كَانَ أَفْضَلَ مِمَّنْ سَلِمَ مِنْ فِتْنَةِ الفَقْرِ فَقَطْ؛ وَلِهَذَا صَارَ النَّاسُ يَطْلُبُونَ الصَّلاَحَ في الفُقَرَاء؛ لأَنَّ المَظَنَّةَ فِيهِمْ أَكْثَر، وَاللهُ أَعْلَم " 0 [شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في " الفَتَاوَى الكُبرَى " 0 ص: 131 ـ 132/ 11] هَذَا 00 وَلَطَالَمَا كَانَ الهَلاَكُ مِنَ الغِنى * وَسَلاَمَةُ الإِنْسَانِ في إِمْلاَقِهِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي}

إِذَا مَا أَرَادَ اللهُ إِهْلاَكَ نَمْلَةٍ * سَمَتْ بجَنَاحَيْهَا إِلى الجَوِّ تَصْعَدُ إِنَّ الصَّحَابَةَ مَا فَتَحُواْ الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا إِلاَّ بِالجُوع، ولاَ طُوِيَتْ لهُمُ الأَرْضُ إِلاَّ بِالجُوع، وَلاَ اجْتَبَاهُمُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ إِلاَّ بِه 0 فَضْلُ الجُوعِ وَالحِرْمَانِ يَوْمَ القِيَامَة عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في قَولِهِ جَلَّ جَلاَلُه: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الخَوْفِ وَالجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَات، وَبَشِّرِ الصَّابِرِين} {البَقَرَة/155}

قَال رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " أَخْبَرَ جَلَّ جَلاَلُهُ المُؤْمِنينَ أَنَّ الدُّنيَا دَارُ بَلاَء، وَأَنَّهُ مُبْتَلِيهِمْ فِيهَا، وَأَمَرَهُمْ بِالصَّبر، وَبَشَّرَهُمْ فَقَالَ جَلَّ جَلاَلُه: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِين} {البَقَرَة/155} ثمَّ أَخْبرَهمْ أَنَّهُ هَكَذَا فَعَلَ بِأَنْبِيَائِهِ وَصَفْوَتهِ؛ يُطَيِّبُ نُفُوسَهُمْ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {مَسَّتْهُمُ البَأْسَاءوَالضَّرَّاءوَزُلْزِلواْ} {البَقَرَة/214} أَمَّا البَأْسَاءُ فَالفَقْر، وَأَمَّا الضَّرَّاءُ فالسَّقَم، وَزُلْزِلْواْ بِالفِتنِ وَأَذَى النَّاسِ إِيَّاهُمْ " 0 [الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " بِرَقْم: (9687)، وَالطَّبرِيُّ في تَفْسِيرِهِ 0 طَبْعَةُ دَارِ الفِكْر 0 ص: 61/ 26]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُواْ الجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَواْ مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ البَأْسَاءوَالضَّرَّاءوَزُلزِلواْ حَتىَّ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتى نَصْرُ الله، أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيب} {البَقَرَة: 214}

دَعْوَةُ الفَقِيرِ المُضْطَرّ قَالَ رَجُلٌ لِبِشْرِ بْنِ الحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ادْعُ اللهَ لي فَقَدْ أَضَرَّ بي العِيَال 00؟ فَقَالَ لَهُ بِشْر: إِذَا قَالَ لَكَ عِيَالُكَ لَيْسَ عِنْدَنَا دَقِيقٌ وَلاَ خُبز؛ فَادْعُ اللهَ لي أَنْتَ عِنْدَئِذٍ؛ فَإِنَّ دُعَاءَكَ أَفْضَلُ مِنْ دُعَائي 00!! [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " الطَبْعَةِ الأُولى لِدَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 ص: 1561] ذَلِكَ لأَنَّهُ مُضْطَرّ، وَاللهُ يجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاه 0

بُشْرَاهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلفُقَرَاء عَن عِمْرَانَ بْنِ الحُصَين رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ يحِبُّ عَبْدَهُ المُؤْمِنَ الفَقِيرَ المُتَعَفِّفَ أَبَا العِيَال " 0 [ضَعَّفَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: (4121)، ذَكَرَهُ الغَزَاليُّ في الإِحْيَاء: (1548)، وَهُوَ في الكَنْزِ بِرَقْم: 7091]

فُقَرَاءُ الصُّفَّة [الصُّفَّةُ: ظُلَّةٌ كَالخَيْمَةِ كَانَتْ في المَسْجِدِ النَّبَوِيّ، يَأْوِي إِلَيْهَا مَنْ لاَ مَأْوَى لَهُ مِنْ فُقَرَاءِ المُسْلِمِين] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " لَقَدْ كَانَ أَصْحَابُ الصُّفَّةِ سَبْعِينَ رَجُلاً " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4292]

عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرو النَّضْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَذَكَرَ قُدُومَهُ لِلمَدِينَةِ فَقِيرَاً فَقَال: " فَنَزَلتُ في الصُّفةِ مَعَ رَجُل، فَكَانَ بَيْني وَبَيْنَه كُلَّ يَومٍ مُدٌّ مِنَ التَّمْر، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ بَعْضَ الصَّلوات، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ رَجُلٌ مِن أَهْلِ الصِّفَّة: يَا رَسُولَ الله، أَحْرَقَ بُطُونَنَا التَّمْرُ وَتخَرَّقَتْ عَنَّا الخُنُف ـ أَيْ جَمْعُ خَنِيف: وَهُوَ رِدَاءٌ رَدِيءٌ غَلِيظ ـ فَصَعَدَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المِنْبرَ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنى عَلَيْه، وَذَكَرَ مَا لَقِيَ مِنْ قَوْمِهِ مِنَ الشِّدَّةِ وَالأَذَى، حَتىَّ قَال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" لَقَدْ مَكَثْتُ أَنَا وَصَاحِبي ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمَاً وَلَيْلَة، وَمَا طَعَامُنا إِلاَّ البرِير ـ أَيْ ثَمَرُ شَجَرِ الآرَاك: أَيِ السِّوَاك، وَقِيلَ الآرَاكُ نَفْسُه ـ حَتىَّ قَدِمْنَا المَدِينَةَ عَلَى إِخْوَانِنَا مِنَ الأَنْصَار، فَوَاسَوْنَا في طَعَامِهِمْ، وَعِظَمُ طَعَامِهِمْ هَذَا ـ أَيْ وَمُعْظَمُه ـ التَّمْر، وَاللهِ لَوْ وَجَدْتُ اللَّحْمَ وَالخبْزَ لأَطْعَمْتُكُمُوه، وَلَكِنْ لَعَلَّكُمْ أَنْ تُدْرِكُواْ زَمَانَاً تَلْبِسُونَ فِيهِ مِثْلَ أَسْتَارِ الكَعْبة، وَيُغْدَى عَلَيْكُمْ وَيُرَاحُ بِالجِفَان، أَنْتُمْ ـ أَيِ اليَوْمَ ـ خَيرٌ مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ؛ أَنْتُمُ اليَوْمَ إِخْوَان، وَأَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْض " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 4290، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2486]

الجفان: جَمْعُ جَفنَة، وَهِيَ القَصْعَةُ الَّتي يُوضَعُ فِيهَا الطَّعَام 0 بِأَبي أَنْتَ وَأُمِّي يَا سَيِّدِي رَسُولَ الله؛ كَأَنَّكَ تَنْظُرُ بِعَينِ النُّبُوَّةِ إِلى حَالِ أُمَّتِكَ مِنْ بَعْدِك 00!! وَسُبْحَانَ القَائِل: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى إِن هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} {النَّجْم: 3}

الحَالُ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ المَسْجِدُ النَّبَوِيّ عَن أَبي سَلَمَةَ بِنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ؛ عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ أَنَّهُ قَال: " جَاءتْ سَحَابَةٌ فَمَطَرَتْ؛ حَتىَّ سَالَ السَّقْف ـ وَكَانَ مِنْ جَرِيدِ النَّخْل ـ فَأُقِيمَتِ الصَّلاَة؛ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ في المَاءِ وَالطِّين؛ حَتىَّ رَأَيْتُ أَثَرَ الطِّينِ في جَبْهَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 669 / فَتْح]

فَقْرُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضِيقُ بَيْتِه وَعَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " كُنْتُ أَمُدُّ رِجْلي في قِبْلَةِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي، فَإِذَا سَجَدَ غَمَزَني فَرَفَعْتُهَا، فَإِذَا قَامَ مَدَدْتُهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1209 / فَتْح]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " كُنْتُ أَنَامُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِجْلاَيَ في قِبْلَتِه، فَإِذَا سَجَدَ غَمَزَني فَقَبَضْتُ رِجْلَيّ، فَإِذَا قَامَ بَسَطْتُهُمَا، وَالبُيُوتُ يَوْمَئِذٍ لَيْسَ فِيهَا مَصَابِيح " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (513)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 512]

رَوَى حُرَيْثُ بْنُ السَّائِب عَنِ الحَسَنِ الْبَصْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنْتُ أَدْخُلُ بُيُوتَ أَزْوَاجِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خِلاَفَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَأَتَنَاوَلُ سُقُفَهَا بِيَدِي " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 450] انْظُرْ إِلى ضِيقِ بَيْتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَارِنهُ بِسَعَةِ بُيُوتِ أُمَّتِه، وَمَعَ ذَلِكَ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا 00!!

الإِضَاءةُ في بَيْتِ النَّبيِّ ** صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ** يَا مَنْ لاَ يَسْتَطِيعُ الحَيَاةَ بِدُونِ كَهْرَبَاء: هَلاَّ ذَكَرْتَ بُيُوتَ الأَنْبِيَاء 00؟! هَلاَّ تَفَكَّرْتَ في بَيْتِ النَّبيِّ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَم، وَكَيْفَ كَانَتْ تَمُرُّ عَلَيْهِ اللَّيَالي وَالأَيَّام، وَهُوَ يخَيِّمُ في جَنَبَاتِهِ الظَّلاَم 00؟! تَقُولُ أُمُّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: " لَوْ كَانَ عِنْدَنَا دُهْنُ مِصْبَاحٍ لأَكَلْنَاه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " التَّرْغِيب " بِرَقْم: 3276]

حَدَّثَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: " كَانَتْ تَأْتي عَلَيْنَا أَرْبَعُونَ لَيْلَةً؛ مَا يُوقَدُ في بَيْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِصْبَاحٌ وَلاَ غَيْرُه " [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7080]

عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَتَى فَاطِمَةَ بِعَبْدٍ كَانَ قَدْ وَهَبَهُ لَهَا، وَعَلَى فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ثَوْبٌ إِذَا قَنَّعَتْ بِهِ رَأْسَهَا لَمْ يَبْلُغْ رِجْلَيْهَا، وَإِذَا غَطَّتْ بِهِ رِجْلَيْهَا لَمْ يَبْلُغْ رَأْسَهَا؛ فَلَمَّا رَأَى النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا تَلْقَى قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكِ بَأْس؛ إِنَّمَا هُوَ أَبُوكِ وَغُلاَمُك " 00 أَيْ لاَ تَتَكَلَّفِي الحِجَابَ مِنهُ [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ وَفي الإِرْوَاءِ بِرَقْمَيْ: 4106، 1799] عَن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الجُهَنيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَمْنَعُ أَهْلَهُ الحِلْيَةَ وَالحَرِيرَ وَيَقُول: " إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ حِلْيَةَ الجَنَّةِ وَحَرِيرَهَا فَلاَ تَلْبَسُوهَا في الدُّنيَا " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 5486]

**كَيْفَ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْيَانَاً** **يُصَلِّي جَالِسَاً مِنْ شِدَّةِ الجُوع** عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " دَخَلتُ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي جَالِسَاً؛ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله، أَرَاكَ تُصَلِّي جَالسَاً فَمَا أَصَابَك 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الجُوعُ يَا أَبَا هُرَيْرَة " 00 فَبَكَيْت، فَقَالَ " لاَ تَبْكِ يَا أَبَا هُرَيْرَة؛ فَإِنَّ شِدَّةَ الحِسَابِ يَوْمَ القِيَامَة، لاَ تُصِيبُ الجَائِعَ إِذَا احْتَسَبَ في دَارِ الدُّنيَا " 0 [احْتَسَبَ: أَيْ وَثِقَ في أَجْرِهِ وَحِسَابِه، وَحُسْنِ ثَوَابِه 0 رَوَاه ابْنُ الخَطِيبِ وَأَبُو نُعَيمٍ وَالبَيْهَقِيُّ في " الشُّعَب " بِرَقْم: (10425)، وَهُوَ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 18628]

وَكانَت أُمُّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا تَقُول: " إِنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَمْتَلِئْ قَطُّ شِبْعَاً، وَرُبمَا بَكَيْتُ رَحْمَةً مِمَّا أَرَى بِهِ مِنَ الجُوع؛ فَأَمْسَحُ بَطْنَهُ بِيَدِي وَأَقُول: نَفْسِي لَكَ الفِدَاء، لَوْ تَبَلَّغْتَ مِنَ الدُّنيَا بقَدْرِ مَا يُقَوِّيكَ وَيَمْنَعُكَ مِنَ الجُوع 00؟! فَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا عَائِشَة: إِخْوَاني مِن أُولي العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ قَدْ صَبرُواْ عَلَى مَا هُوَ أَشَدُّ مِن هَذَا، مَضَواْ عَلَى حَالهِمْ فَقَدِمُواْ عَلَى رَبِّهِمْ فَأَكْرَمَ مَآبَهُمْ وَأَجْزَلَ ثَوَابَهُم؛

فَأَجِدُنِي أَسْتَحِيي إِنْ تَرَفَّهْتُ في مَعِيشَتي أَنْ يُقَصِّرَ بي غَدَاً دُونَهُمْ، فَالَّصَّبرُ أَيَّامَاً يَسِيرَة: أَحَبُّ إِليَّ مِن أَنْ يَنْقُصَ حَظِّي غَدَاً في الآخِرَة، وَمَا مِنْ شَيْء أَحَبُّ إِليَّ مِنَ اللُّحُوقِ بِأَصْحَابي وَإِخْوَاني "؛ قَالتْ أُمُّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَة: فَوَاللهِ مَا اسْتَكمَلَ بَعْدَ ذَلِكَ جُمُعَةً حَتىَّ قَبَضَهُ اللهُ إِلَيْه " 0 [أَخرَجَه أَبُو مُوسَى المدَنِي: أَحَدُ شُيُوخِ الإِمَامِ البُخَارِيّ، الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ ": 962]

عَنْ مَسْرُوقٍ الهَمَدَانيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَا عَائِشَة: إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ لَمْ يَرْضَ مِن أُولي العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ إِلاَّ بِالصَّبرِ عَلَى مَكْرُوهِهَا، وَالصَّبرِ عَنْ محْبوبِهَا، ثُمَّ لَمْ يَرْضَ مِنيِّ إِلاَّ أَنْ يُكَلِّفَني ما كَلَّفَهُمْ؛ فَقَالَ جَلَّ جَلاَلُه: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبرَ أُولُو العَزْمِ مِنَ الرُّسُل} {الأَحْقَاف: 35} " 0 [ابْنُ كَثِيرٍ في تَفْسِيرِه 0 طَبْعَةُ دَارِ الفِكْر 0 بَيرُوت 0 ص: 173/ 4]

جُوعُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاليَوْمَينِ وَالثَّلاَثَة عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَتَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَيْتُهُ مُتَغَيرَاً؛ فَقُلْتُ بِأَبي أَنْتَ مَا لي أَرَاكَ مُتَغَيرَاً 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا دَخَلَ جَوْفي مَا يَدْخُلُ جَوْفَ ذَاتِ كَبِدٍ مُنْذُ ثَلاَث " فَذَهَبْتُ فَإِذَا يَهُودِيٌّ يَسْقِي إِبِلاً لَهُ، فَسَقَيْتُ لَهُ عَلَى كُلِّ دَلْوٍ بِتَمْرَة، فَجَمَعْتُ تَمْرَاً، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " مِن أَيْنَ لَكَ يَا كَعْب " 00؟

فَأَخْبرْتُهُ، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَتحِبُّني يَا كَعْب " 00؟ قُلْتُ بِأَبي أَنْتَ نَعَمْ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ الفَقْرَ أَسْرَعُ إِلى مَنْ يُحِبُّني مِنَ السَّيْلِ إِلى مَعَادِنِهِ ـ أَيْ إِلى مُسْتَقَرِّه ـ وَإِنَّهُ سَيُصِيبُكَ بَلاَء؛ فَأَعِدَّ لَهُ تجْفَافَاً " 00 أَيْ عُدَّةً 0 فَفَقَدَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " مَا فَعَلَ كَعْب " 00؟

قَالُواْ مَرِيض؛ فَخَرَجَ يَمْشِي حَتىَّ دَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَه: " أَبْشِرْ يَا كَعْب " 00 فَقَالَتْ أُمُّه: هَنِيئَاً لَكَ الجَنَّةُ يَا كَعْب؛ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَن هَذِهِ المُتَأَلِّيَةُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلّ " 00؟ قُلتُ هِيَ أُمِّي يَا رَسُولَ الله، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا يُدْرِيكِ يَا أُمَّ كَعْب 00؟ لَعَلَّ كَعْبَاً قَالَ مَا لاَ يَنْفَعُه، وَمَنَعَ مَا لاَ يُغْنِيه " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: إِسْنَادُهُ جَيِّد، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 3103، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط]

وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا جَاءتْ بِكِسْرَةٍ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " مَا هَذَا " 00؟ قَالَتْ قُرْصٌ خَبَزْتُهُ فَلَمْ تَطِبْ نَفْسِي حَتىَّ آتِيَكَ بهَذِهِ الكِسْرَة، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَمَا إِنَّهُ أَوَّلُ طَعَامٍ دَخَلَ فَمَ أَبِيكِ مِنْ ثَلاَثَةِ أَيَّام " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " ص: (312/ 10)، وَصَحَّحَهُ حَمْزَةُ الزَّيْنُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: 13156، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في " الكَبِيرِ " بِرَقْم: 750، وَهُوَ في الإِحْيَاء: (963)، وَفي " الشُّعَب " بِرَقْم: 10430]

وَعَن عِمْرَانَ بنِ الحُصَينِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَتْ لي منْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلَةٌ وَجَاه؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا عِمْرَان، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا مَنزِلَةً وَجَاهَاً؛ فَهَلْ لَكَ في عِيَادةِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 00؟ قُلْتُ نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله، فَقَامَ وَقُمْتُ مَعَهُ حَتىَّ وَقَفَ بِبَاب فَاطِمَة، فَقَرَعَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البَابَ وَقَال: " السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، أَأَدْخُل " 00؟ قَالَتِ ادْخُلْ يَا رَسُولَ الله، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَنَا وَمَنْ مَعِي " 00؟ قالتْ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: ومنْ مَعَكَ يَا رَسولَ الله 00؟

قَالَ عِمْرَان؛ فَارْتَدَتْ حِجَابَهَا ثُم أَذِنَتْ لَه، فَدَخَلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " السَّلاَمُ عَليْكمْ يا ابْنَتَاه، كَيْفَ أَصْبَحْت " 00؟ قَالَتْ: أَصبَحْتُ وَاللهِ وَجِعَةً يَا رَسُولَ الله، وَزَادَني وَجَعَاً عَلى مَا بي؛ أَنِّي لَسْتُ أَقْدِر عَلي طَعَامٍ آكُلُه، فَقَدْ أَضَرَّ بيَ الجوع؛ فَبَكَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَال: " لاَ تجْزَعِي يَا ابْنَتَاه؛ فَوَاللهِ ما ذُقْتُ طعَامَاً مُنْذُ ثَلاَثٍ وَإِني لأَكْرَمُ عَلَى اللهِ مِنْكِ، وَلوْ سَأَلْتُ رَبي لأَطْعَمَني، وَلَكِني آثَرْتُ الآخِرَةَ عَلَى الدُّنيَا، ثمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلى مَنْكِبِهَا وَقَالَ لهَا: أَبْشِرِي؛ فَوَاللهِ إِنَّكَ لَسَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّة " 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " بَابُ فَضِيلَةِ الفَقْر: 1554]

وَعَنِ أُمِّ المُؤمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " مَا شَبِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ تِبَاعَاً مِنْ خُبْزِ بُرّ، حَتىَّ مَضَى لِسَبِيلِه " [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: (2970)، وَرَوَاهُ البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " بِرَقْم: 5637] وَعَنِ أُمِّ المُؤمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا قَالَتْ: " مَا شَبِعَ آلُ محَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خُبْزِ البرِّ ـ أَيِ القَمْحِ ـ ثَلاَثَاً، حَتىَّ مَضَى لِسَبِيلِه " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 2970]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَا شَبِعَ آلُ محًمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ طَعَامٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ حَتىَّ قُبِض " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (5374)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 2970] عَن أُمِّ المُؤمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا قَالَتْ: " مَا شَبِعَ آلُ محَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ يَوْمَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ حَتىَّ قُبِض " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 2970] مَعَ العِلْمِ أَنَّ خُبْزَ الشَّعِير: أَقَلُّ في الجَوْدَةِ مِن خُبْزٍ القَمْحِ بِكَثِير 00!!

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَبِيتُ اللَّيَاليَ المُتَتَابِعَةَ طَاوِيَاً وَأَهْلُهُ لاَ يَجِدُونَ عَشَاءً " 0 [صَحَّحَهُ أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2303، وَالأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ وَفي مُخْتَصَرِ الشَّمَائِلِ بِرَقْمَيْ: 2360، 126] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسُ أَبي هُرَيْرَةَ بِيَدِه: مَا أَشْبَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ تِبَاعَاً مِنْ خُبْزِ حِنْطَةٍ ـ أَيْ قَمْحٍ ـ حَتىَّ فَارَقَ الدُّنْيَا " [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 2976]

عَن أَبي حَازِمٍ رَحِمَهُ اللهُ قال: " سَأَلْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدِ السَّاعِدِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقُلْتُ: هَلْ أَكَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّقِيَّ 00؟ [الدَّقِيقُ المَنخُولُ جَيِّدَاً 0 الْفَاخِر] قَالَ سَهْلٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: مَا رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّقِيَّ مِن حِينِ ابْتَعَثَهُ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ حَتىَّ قَبَضَهُ، فَقُلْتُ: هَلْ كَانَ لَكُمْ في عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنَاخِل 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: مَا رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنخُلاً مِن حِينِ ابْتَعَثَهُ حَتىَّ قَبَضَهُ؛ فَقُلْتُ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ الشَّعِيرَ غَيْرَ مَنخُول 00؟! قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: كُنَّا نَطْحَنُهُ " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 ح / ر: 6347]

حَتىَّ الخُبزُ وَالزَّيْتُ لَمْ يَشْبَعْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنهُمَا عَن أُمِّ المُؤمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " لَقَدْ مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا شَبِعَ مِنْ خُبْزٍ وَزَيْتٍ في يَوْمٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْن " [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ (فُؤَاد عَبْد البَاقِي) بِرَقْم: 2974] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَمْ يَشْبَعْ شِبْعَتَيْنِ في يَوْمٍ حَتىَّ مَاتَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 6371]

حَدَّثَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: " مَا أَكَلَ محَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في يَوْمٍ أَكْلَتَيْنِ إِلاَّ إِحْدَاهُمَا تَمْر " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7078] وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ بَينَ أَيْدِيهِمْ شَاةٌ مَصْلِيَّة ـ أَيْ مَشْوِيَّة ـ فَدَعَوْهُ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَقَال: " خَرَجَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الدُّنيَا وَلَمْ يَشْبَع مِن خُبزِ الشَّعِير " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: 5414]

فَيَا مَنْ لاَ تَنْفَدُ مِنْ بَيْتِكَ اللَّحْمَة؛ انْظُرْ إِلى الْفَقِيرِ بِعَينِ الرَّحْمَة، وَتَذَكَّرْ مَا كَانَ عَلَيْهِ رَسُولُ الله؛ مِنَ الْفَقْرِ وَالحِرْمَانِ وَالمُعَانَاة: عَنْ قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنَّا نَأْتي أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَخَبَّازُهُ قَائِم، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: كُلُواْ؛ فَمَا أَعْلَمُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَغِيفَاً مُرَقَّقَاً حَتىَّ لَحِقَ بِالله، وَلاَ رَأَى شَاةً سَمِيطَاً بِعَيْنِهِ قَطّ " 0 [سَمِيطَاً: أَيْ مَشْوِيَّةً 0 رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5421 / فَتْح]

حَتىَّ التَّمْرُ الرَّدِيءُ لَمْ يجِدْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَسُدَّ بِهِ جُوعَهُ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: ذَكَرَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ مَا أَصَابَ النَّاسَ مِنَ الدُّنيَا فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَظَلُّ اليَوْمَ يَتَلَوَّى؛ مَا يجِدُ دَقَلاً ـ أَيْ تَمْرَاً رَدِيئَاً ـ يمْلأُ بِهِ بَطنَه " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ (فُؤَاد عَبْد البَاقِي) بِرَقْم: 2978]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنيِّ لأَنْقَلِبُ إِلى أَهْلي؛ فَأَجِدُ التَّمْرَةَ سَاقِطَةً عَلَى فِرَاشِي، فَأَرْفَعُهَا لآكُلَهَا ثمَّ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً فَأُلْقِيهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2432 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1070 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَقَدْ أُخِفْتُ في اللهِ وَمَا يخَافُ أَحَد، وَلَقَدْ أُوذِيتُ في اللهِ وَمَا يُؤْذَى أَحَد، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلاَثُونَ مِنْ بَينِ يَوْمٍ وَلَيْلَة؛ وَمَا لي وَلِبِلاَلٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ؛ إِلاَّ شَيْءٌ يُوَارِيهِ إِبْطُ بِلاَل " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 9256، وَصَحَّحَهُ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2472، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ] وَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِلاَّ شَيْءٌ يُوَارِيهِ إِبْطُ بِلاَل ": أَيْ إِلاَّ مَا يُهْدِيهِ لَنَا الجِيرَان 00!!

هَذَا هُوَ طَعَامُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أَكْثَرِ أَيَّامِه عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَكَلَ خَشِنَاً، وَلَبِسَ خَشِنَاً " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7925] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنْتُ جَالِسَاً في دَارِي، فَمَرَّ بي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَشَارَ إِليّ، فَقُمْتُ إِلَيْه، فَأَخَذَ بِيَدِي فَانْطَلَقْنَا، حَتىَّ أَتَى بَعْضَ حُجَرِ نِسَائِهِ فَدَخَل، ثمَّ أَذِنَ لي، فَدَخَلْتُ الحِجَابَ عَلَيْهَا فَقَال: " هَلْ مِنْ غَدَاء " 00؟!

فَقَالُواْ نَعَمْ، فَأُتيَ بِثَلاَثَةِ أَقْرِصَةٍ فَوُضِعْنَ عَلَى نَبيٍّ ـ أَيْ عَلَى صَحْنٍ ـ فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرْصَاً فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْه، وَأَخَذَ قُرْصَاً آخَرَ فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيّ، ثُمَّ أَخَذَ الثَّالِثَ فَكَسَرَهُ بِاثْنَيْن، فَجَعَلَ نِصْفَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَنِصْفَهُ بَيْنَ يَدَيّ، ثمَّ قَال: " هَلْ مِن أُدْم "؟ قَالُواْ لا، إِلاَّ شَيْءٌ مِنْ خَلّ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((هَاتُوه، فَنِعْمَ الأُدْمُ هُوَ)) 00!! [وَالأُدْمُ: هُوَ مَا يُغْمَسُ بِالخُبز 0 الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2052 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ قَتَادَةَ عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَا عَلِمْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ عَلَى سُكُرُّجَةٍ قَطّ ـ أَيْ لَمْ يَأْكُلْ مخَلَّلاً قَطّ ـ وَلاَ خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ قَطّ ـ أَيِ رُقَاقٌ ـ وَلاَ أَكَلَ عَلَى خِوَانٍ قَطّ " 00!! [وَالخِوَانُ أَيِ المِنْضَدَة، أَيْ مَا كَانَ يَأْكُلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ عَلَى الأَرْض 0 الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: 5386]

كَيْفَ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يجِدُ حَتىَّ ثمَنَ الثَّوْبِ الَّذِي يحْتَاجُ إِلَيْه عَن أُمِّ المُؤمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " كَانَ عَلَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَانِ قِطْرِيَّانِ غَلِيظَانِ ـ أَيْ بُرْدَتَانِ غَلِيظَتَان ـ فَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَعَدَ فَعَرِقَ ثَقُلاَ عَلَيه؛ فَقدِمَ بَزٌّ مِنَ الشَّامِ لِفُلاَنٍ الْيَهُودِيّ ـ أَيْ قَافِلَةٌ لَهُ فِيهَا ثِيَاب ـ فَقُلْتُ: لَوْ بَعَثْتَ إِليْهِ فَاشْتَرَيْتَ مِنهُ ثَوْبَينِ إِلى المَيْسَرَة؛ فَأَرْسَلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْه؛ فَقَالَ ـ أَيِ الْيَهُودِيّ: قَدْ عَلِمْتُ مَا يُرِيد، إِنَّمَا يُرِيدُ أَنْ يَذْهَبَ بِمَالي أَوْ بِدَرَاهِمِي؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " كَذَبَ 00 قَدْ عَلِمَ أَنيِّ مِن أَتْقَاهُمْ للهِ وَآدَاهُمْ لِلأَمَانَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ التِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيِّ بِرَقْمَيْ: 1213، 4628]

عَاشَ وَمَاتَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيرَاً عَن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مَرَّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاَثٌ مِنَ الدَّهْر: إِلاَّ وَالَّذِي عَلَيْهِ أَكْثَرُ مِنَ الَّذِي لَهُ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7881] عَن عَمْرِو بنِ الحَارِثِ الخُزَاعِيِّ أَخِي أُمِّ المؤْمِنِينَ جُويرِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " مَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِينَارَاً وَلاَ دِرْهَمَاً، وَلاَ عَبْدَاً وَلاَ أَمَةً، إِلاَّ بَغْلَتَهُ البَيْضَاءَ الَّتي كَانَ يَرْكَبُهَا وَسِلاَحَه، وَأَرْضَاً جَعَلَهَا لاَبْنِ السَّبِيلِ صَدَقَة " [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: 4461]

وَفي رِوَايَةٍ: " مَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ مَوْتِهِ دِرْهَمَاً وَلاَ دِينَارَاً، وَلاَ عَبْدَاً وَلاَ أَمَةً، وَلاَ شَيْئَاً، إِلاَّ بَغْلتَهُ البَيْضَاءَ وَسِلاَحَه، وَأَرْضَاً جَعَلَهَا صَدَقَة " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: 2739]

عَن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبيرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ أَرَدْنَ أَنْ يَبْعَثْنَ عُثْمَانَ إِلى أَبي بَكْرٍ يَسْأَلْنَهُ مِيرَاثَهُنّ؛ فَقَالَتْ أُمُّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6730 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1758 / عَبْد البَاقِي]

وَعَن أُمِّ المُؤمِنِينَ عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا في بَيْتي مِنْ شَيْءٍ يأْكُلُهُ ذُو كَبِد، إِلاَّ شَطْرُ شَعِيرٍ في رَفٍّ لي ـ أَيْ إِلاَّ نِصْفُ وَسَقٍ في كُوَّةٍ لَنَا ـ فَأَكَلْتُ مِنهُ حَتىَّ طَالَ عَلَيّ ـ أَيْ حَتىَّ اسْتَطَلْتُ بَقَاءهُ ـ فَكِلْتُهُ فَفَني " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (3097)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 2973]

عَن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبيرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا قَالَتْ: " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَنَا شَطْرٌ مِنْ شَعِير، فَأَكَلْنَا مِنْهُ مَا شَاءَ الله، ثُمَّ قُلْتُ لِلْجَارِيَةِ كِيلِيهِ فَكَالَتْهُ؛ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ فَنيَ؛ قَالَتْ: فَلَوْ كُنَّا تَرَكْنَاهُ لأَكَلْنَا مِنْهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 2467] وَهَذَا هُوَ كَنْزُ الفُقَرَاءِ الَّذِي لاَ يَعْرِفُهُ الأَغْنِيَاء: إِنَّهُ البَرَكَة 00 انْظُرْ يَرْحَمُكَ الله؛ ظَلَّتْ تَأْكُلُ مِنهُ زَمَانَاً، حَتىَّ طَالَ ذَلِكَ عَليْهَا؛ فَتَعَجَّبَتُ مِن عَدَمِ نَفَادِه فَكَالَتهُ ـ أَيْ وَزَنَتهُ ـ فَنَفَد 00!!

مَاتَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ في ثَلاَثِينَ صَاعَاً مِنْ شَعِير عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قالتْ: " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِثَلاَثِينَ صَاعَاً مِنْ شَعِير " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2916 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1603 / عَبْد البَاقِي] حَدَّثَ قَتَادَةُ رَحِمَهُ اللهُ عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " رَهَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِرْعَاً لَهُ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِدِينَار؛ فَمَا وَجَدَ مَا يَفْتَكُّهَا بِهِ حَتىَّ مَات " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 5937]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قُبِضَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ مِنْ يَهُودَ عَلَى ثَلاثِينَ صَاعَاً مِنْ شَعِير؛ أَخَذَهَا رِزْقَاً لِعِيَالِه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2109، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] وَرَوَى الإِمَامُ الطَّبَرَانيُّ عَن أَبي رَافِعٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ خَادِمِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " جَاءَ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَيْف، فَلَمْ يجِدْ عِنْدَهُ مَا يُصْلحُه؛ فَأَرْسَلَني إلى رَجُلٍ منْ يَهُودِ خَيْبر، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قُلْ لهُ: يَقُولُ لَكَ محَمَّد: أَسْلِفْني أَوْ بِعْني دَقِيقَاً إِلي هِلاَلِ رَجَب " 00

فَأَتَيْتُهُ فَقَال: لاَ وَاللهِ إِلاَّ بِرَهْن، فَأَخْبرْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فَقَال: " أَمَا وَاللهِ إِنيِّ لأَمِينٌ في أَهلِ السَّمَاء، أَمِينٌ في أَهْلِ الأَرْض، وَلوْ بَاعَني أَوْ أَسْلَفَني لأَدَّيْت إِلَيْه، اذْهَبْ بِدِرْعِي هَذَا فَارْهِنه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانِي في " صَحِيحِ الجَامِعِ " بِرَقْم: (1337)، الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ ": 1550] فَحَسْبُكَ أَخِي الفَقِيرَ أَنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الفُقَرَاء، وَأَنَّ الفَقْرَ مِنْ صِفَاتِ الأَنْبِيَاء 00!!

مَاتَ الرَّسُولُ وَلَمْ يُوَرِّثْ دِرْهَمَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي} عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَقْتَسِمُ وَرَثَتي دِينَارَاً، مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي وَمَئُونَةِ عَامِلي؛ فَهُوَ صَدَقَةٌ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6729 / فَتْح] يَا أُمَّةَ الإِسْلاَمِ هَذَا دِينُكُمْ * وَنَبِيُّكُمْ فَتَمَسَّكُواْ وَتَوَحَّدُواْ

إِحْسَاسُ جِيرَانِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحَالِهِ في بَيْتِه عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنهَا قَالَتْ لِعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " ابْنَ أُخْتي: إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلى الهِلاَلِ ثمَّ الهِلاَل، ثَلاَثَةِ أَهِلَّةٍ في شَهْرَيْن، وَمَا أُوقِدَتْ في أَبْيَاتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَار: [أَيْ لَمْ نَطْبُخْ فِيهَا]؛ فَقُلْتُ يَا خَالَة، مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ 00؟! قَالَتِ الأَسْوَدَان: التَّمْرُ وَالمَاء، إِلاَّ أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَار، كَانَتْ لهُمْ مَنَائِح ـ أَيْ إِبِل ـ وَكَانُواْ يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن أَلْبَانِهِمْ فَيَسْقِينَا " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (2567)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 2973]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " جَاءَ رَجُلٌ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: إِنيِّ مجْهُود ـ أَيْ جَائِعٌ في غَايَةِ الإِعْيَاء ـ فَأَرْسَلَ إِلى بَعْضِ نِسَائِهِ فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ؛ مَا عِنْدِي إِلاَّ مَاء، ثمَّ أَرْسَلَ إِلى أُخْرَى فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِك، حَتىَّ قُلْنَ كُلُّهُنَّ مِثْلَ ذَلِك: لاَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ مَا عِنْدِي إِلاَ مَاء؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَنْ يُضِيفُ هَذَا اللَّيْلَةَ رَحِمَهُ الله " 00؟

فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ أَنَا يَا رَسُولَ الله؛ فَانْطَلَقَ بِهِ إِلى رَحْلِهِ فَقَالَ لاَمْرَأَتِهِ هَلْ عِنْدَكِ شَيْء 00؟ قَالَتْ لاَ إِلاَّ قُوتُ صِبْيَاني؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فَعَلِّلِيهِمْ بِشَيْء، فَإِذَا دَخَلَ ضَيْفُنَا فَأَطْفِئِي السِّرَاجَ وَأَرِيهِ أَنَّا نَأْكُل، فَإِذَا أَهْوَى لِيَأْكُلَ فَقُومِي إِلى السِّرَاجِ حَتىَّ تُطْفِئِيه، فَقَعَدُواْ وَأَكَلَ الضَّيْف، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قَدْ عَجِبَ اللهُ مِنْ صَنِيعِكُمَا بِضَيْفِكُمَا اللَّيْلَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 4889 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ وَاللَّفْظُ لَهُ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2054 / عَبْد البَاقِي]

غَيرَ أَنَّ الإِمَامَ الْبُخَارِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ رِوَايَتِه: " فَبَاتَا طَاوِيَين " 00 وَأَجْمَعَتِ الرِّوَايَتَانِ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الحَادِثَةَ هِيَ الَّتي نَزَلَ فِيهَا قَوْلُهُ تَعَالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ} {الحَشْر/9} [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3798 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2054 / عَبْد البَاقِي]

آلُ البَيْت: وَقَدْ أَخْرَجَهُمُ الجُوعُ مِنَ البَيْت أَتَى رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ يَوْمَا فَقَال: " أَيْنَ أَبْنَائِي " 00 يَعْني حَسَنَاً وَحُسَيْنَا 00؟ قَالَتْ: أَصْبَحْنَا وَلَيْسَ في بَيْتِنَا شَيْءٌ يَذُوقُهُ ذَائِق؛ فَقَالَ عَلِيٌّ: أَذْهَبُ بهِمَا؛ فَإِني أَتخَوَّف أَنْ يَبْكِيَا عَلَيْكِ وَليْسَ عِنْدَكِ شَيْء، فَذَهَبَ إِلى فُلاَنٍ اليَهُودِيّ، فَتَوَجَّهَ إِلَيهِ النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَهمَا يَلْعَبَان في مَشْرَبَة ـ أَيْ في حَوْضِ مَاءٍ صَغِير ـ بَينَ أَيْدِيهِمَا فَضْلٌ مِنْ تَمْر،

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا عَليّ: أَلاَ تَقْلِبُ ابْنيَّ قَبْلَ أَنْ يَشْتَدَّ الحَرّ ـ أَيْ أَلاَ تَنْقَلِبُ بِهِمَا إِلى البَيْتِ قَبْلَ أَنْ يَشْتَدَّ الحَرّ " 00 قَالَ عَلِيّ: أَصْبَحْنَا وَلَيْسَ في بَيْتِنَا شَيْء؛ فَلَوْ جَلَسْتَ يَا رَسُولَ اللهِ حَتىَّ أَجْمَعَ لِفَاطِمَةَ تَمَرَات، وَالحَاصِلُ ـ أَيْ وَقَعَدَ ـ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتىَّ اجْتَمَعَ لِفَاطِمَةَ شَيْءٌ مِنْ تمْر، فَجَعَلَهُ في صُرَّتِهِ ثُمَّ أَقْبَل، فَحَمَلَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدَهمَا وَعَليٌّ الآخَرَ حَتىَّ أَقْلَبَهُمَا " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " ص: (316/ 10)، أَخْرَجَهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في " الكَبِيرِ " بِرَقْم: 1040]

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَتَذَكَّرُ جُوعَ أَصْحَابِهِ وَيَبْكِي عَن إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ؛ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أُتيَ بِطَعَام، وَكَانَ صَائِمَاً فَقَال: " قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَكَانَ خَيْرَاً مِنيِّ؛ فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مَا يُكَفَّنُ فِيهِ إِلاَّ بُرْدَة، وَقُتِلَ حَمْزَةُ أَوْ رَجُلٌ آخَرُ خَيْرٌ مِنيِّ، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مَا يُكَفَّنُ فِيهِ إِلاَ بُرْدَة، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ قَدْ عُجِّلَتْ لَنَا طَيِّبَاتُنَا في حَيَاتِنَا الدُّنْيَا، ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ الكَفَنُ مِنْ جَمِيعِ المَال بِرَقْم: 1274]

وَفي رِوَايَةٍ: " ثُمَّ بُسِطَ لَنَا مِنَ الدُّنْيَا مَا بُسِطَ، أَوْ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أُعْطِينَا مِنَ الدُّنْيَا مَا أُعْطِينَا، وَقَدْ خَشِينَا أَنْ تَكُونَ حَسَنَاتُنَا عُجِّلَتْ لَنَا، ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي حَتىَّ تَرَكَ الطَّعَام " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ إِذَا لَمْ يُوجَدْ إِلاَ ثَوْبٌ وَاحِد بِرَقْم: 1275] عَن أَبي إِسْحَقَ الْفَزَارِيِّ عَن حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن خَبَّابُ بْنُ الأَرَتِّ أَنَّهُ قال: " لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَذْهَبَ بِأُجُورِنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَصَبْنَا بَعْدَهُ مِنَ الدُّنيَا " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 5644]

الحِرْمَانُ الَّذِي رَآهُ الرَسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَر عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ لَيْلَةٍ فَإِذَا هُوَ بِأَبي بَكْرٍ وَعُمَر؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا أَخْرَجَكُمَا مِنْ بُيُوتِكُمَا هَذِهِ السَّاعَة " 00؟!

قَالاَ الجُوعُ يَا رَسُولَ الله، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَأَنَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه: لأَخْرَجَني الَّذِي أَخْرَجَكُمَا، قُومُواْ " 00 فَقَامُواْ مَعَه، فَأَتَى رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ فَإِذَا هُوَ لَيْسَ في بَيْتِه، فَلَمَّا رَأَتْهُ المَرْأَةُ قَالَتْ: مَرْحَبَاً وَأَهْلاً، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَيْنَ فُلاَن " 00؟

قَالَتْ: ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ المَاء ـ أَيْ يَبْحَثُ لَنَا عَنْ مَاءٍ عَذْب ـ إِذْ جَاءَ الأَنْصَارِيّ، فَنَظَرَ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبَيْهِ ثُمَّ قَال: الحَمْدُ للهِ؛ مَا أَحَدٌ اليَوْمَ أَكْرَمَ أَضْيَافَاً مِنيِّ، فَانْطَلَقَ فَجَاءهُمْ بِعِذْقٍ فِيهِ بُسْرٌ وَتَمْرٌ وَرُطَب ـ وَالبُسْرُ هُوَ التَّمْرُ الأَخْضَرُ أَوَّلَ مَا يُؤْكَل ـ فَقَالَ كُلُواْ مِنْ هَذِه، وَأَخَذَ المُدْيَةَ ـ أَيِ السِّكِّينَ ـ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِيَّاكَ وَالحَلُوب " فَذَبَحَ لهُمْ، فَأَكَلُواْ مِنَ الشَّاةِ وَمِنْ ذَلِكَ العِذْقِ وَشَرِبُواْ، فَلَمَّا أَنْ شَبِعُواْ وَرَوُواْ؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبي بَكْرٍ وَعُمَر: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه:

لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا النَّعِيمِ يَوْمَ القِيَامَة؛ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمُ الجُوع، ثمَّ لَمْ تَرْجِعُواْ حَتىَّ أَصَابَكُمْ هَذَا النَّعِيم " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 2038] انْظُرْ ـ يَرْحَمُكَ اللهُ ـ كَيْفَ عَدَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الوَجْبَهَ المُشْبِعَةَ نَعِيمَاً يُسْأَلُ عَنهُ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَة؛ كَمْ أَكَلْنَا مِنْ وَجْبَاتٍ مُشْبِعَاتٍ لَمْ نُؤَدِّ شُكْرَهَا 00؟!! وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى مُطَوَّلَةٍ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " خَرَجَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سَاعَةٍ لاَ يخْرُجُ فِيهَا وَلاَ يَلْقَاهُ فِيهَا أَحَد، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْر، فَقَال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا جَاءَ بِكَ يَا أَبَا بَكْر " 00؟

فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: خَرَجْتُ أَلْقَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْظُرُ في وَجْهِهِ وَالتَّسْلِيمَ عَلَيْه ـ أَيْ وَرَجَاءَ التَّسْلِيمَ عَلَيْه ـ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا جَاءَ بِكَ يَا عُمَر " 00؟ قَالَ الجُوعُ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَأَنَا قَدْ وَجَدْتُ بَعْضَ ذَلِك " 00 فَانْطَلَقُواْ إِلى مَنْزِلِ أَبي الهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ الأَنْصَارِيّ، وَكَانَ رَجُلاً كَثِيرَ النَّخْلِ وَالشَّاء، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ خَدَم ـ أَيْ يَرْعَوْنَ ذَلِك ـ فَلَمْ يجِدُوه، فَقَالُواْ لاَمْرَأَتِهِ: أَيْنَ صَاحِبُك 00؟

فَقَالَت: انْطَلَقَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا المَاء، فَلَمْ يَلْبَثُواْ أَنْ جَاءَ أَبُو الهَيْثَمِ بِقِرْبَةٍ يَزْعَبُهَا ـ أَيْ يحْمِلُهَا ـ فَوَضَعَهَا ثُمَّ جَاءَ يَلْتَزِمُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ أَيْ يُعَانِقُهُ ـ وَيُفَدِّيهِ بِأَبِيهِ وَأُمِّه، ثُمَّ انْطَلَقَ بِهِمْ إِلى حَدِيقَتِهِ فَبَسَطَ لَهُمْ بِسَاطَاً ـ أَيْ يجْلِسُونَ عَلَيْه ـ ثمَّ انْطَلَقَ إِلى نَخْلَةٍ فَجَاءَ بِقِنْوٍ فَوَضَعَهُ، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَفَلاَ تَنَقَّيْتَ لَنَا مِنْ رُطَبِه " 00؟!

فَقَالَ يَا رَسُولَ الله، إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ تَخْتَارُواْ أَوْ قَالَ تَخَيَّرُواْ، مِنْ رُطَبِهِ وَبُسْرِه، فَأَكَلُواْ وَشَرِبُواْ مِنْ ذَلِكَ المَاء، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَذَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ: مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ يَوْمَ القِيَامَة؛ ظِلٌّ بَارِد، وَرُطَبٌ طَيِّب، وَمَاءٌ بَارِد " 00 فَانْطَلَقَ أَبُو الهَيْثَمِ لِيَصْنَعَ لَهُمْ طَعَامَاً، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: لاَ تَذْبَحَنَّ ذَاتَ دَرٍّ ـ أَيِ الَّتي تُرْضِع ـ فَذَبَحَ لَهُمْ عَنَاقَاً ـ أَيْ نَاقَةً ـ أَوْ جَدْيَاً، فَأَتَاهُمْ بِهَا فَأَكَلُواْ، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَلْ لَكَ خَادِم " 00؟

قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لاَ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَإِذَا أَتَانَا سَبْيٌ فَأْتِنَا " 00 فَأُتيَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَأْسَيْنِ لَيْسَ مَعَهُمَا ثَالِث، فَأَتَاهُ أَبُو الهَيْثَم، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخْتَرْ مِنْهُمَا، فَقَالَ يَا نَبيَّ اللهِ اخْتَرْ لي، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ المُسْتَشَارَ مُؤْتَمَن، خُذْ هَذَا؛ فَإِنِّي رَأَيْتُهُ يُصَلِّي، وَاسْتَوْصِ بِهِ مَعْرُوفَا " 00

فَانْطَلَقَ أَبُو الهَيْثَمِ إِلى امْرَأَتِه، فَأَخْبرَهَا بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَقَالَتِ امْرَأَتُه: مَا أَنْتَ بِبَالِغٍ مَا قَالَ فِيهِ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ أَنْ تَعْتِقَه؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فَهُوَ عَتِيق، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ أَيْ حِينَ بَلَغَهُ ذَلِك: " إِنَّ اللهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيَّاً وَلاَ خَلِيفَةً إِلاَ وَلَهُ بِطَانَتَان: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَاهُ عَنِ المُنْكَر ـ أَيْ إِشَارَةً إِلى زَوْجَتِهِ الصَّالحَة ـ وَبِطَانَةٌ لاَ تَأْلُوهُ خَبَالاً ـ أَيْ لاَ تُقَصِّرُ في إِهْلاَكِه ـ وَمَنْ يُوقَ بِطَانَةَ السَّوءِ فَقَدْ وُقِي " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2369]

وَفي رِوَايَةٍ ثَالِثَةٍ عَن أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " فَاتَني العِشَاءُ ذَاتَ لَيْلَة؛ فَأَتَيْتُ أَهْلِي، فَقُلْتُ هَلْ عِنْدَكُمْ عَشَاء 00؟ قَالُواْ لاَ وَاللهِ مَا عِنْدَنا عَشَاء؛ فَاضْطَجَعتُ عَلَى فِرَاشِي فَلَمْ يَأْتِني النَّومُ مِنَ الجُوع؛ فَقُلتُ لَوْ خَرَجْتُ إِلى المَسْجِدِ فَصَليْتُ وَتَعَلَّلتُ حَتىَّ أُصْبَح، فَخَرَجْتُ إِلى المَسْجِدِ فَصَليْتُ مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ تَسَانَدْتُ إِلى نَاحِيَةٍ بِالمَسْجِد، فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عُمَرُ فَقَالَ مَن هَذَا 00؟! قُلْتُ أَبُو بَكْر؛ قَالَ مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَة 00؟!

فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ القِصَّةَ فَقَال: وَاللهِ مَا أَخْرَجَني إِلاَّ الَّذِي أَخْرَجَك، وَجَلَسَ إِلى جَنْبي، فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذلِكَ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْكَرَنَا؛ فَقَالَ " مَن هَذَا " 00؟! فَبَادَرَني عُمَرُ فَقَال: هَذَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَر؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا أَخْرَجَكُمَا هَذِهِ السَّاعَة " 00؟! فَذَكَرَ عُمَرُ الَّذِي كَان، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَأَنَا وَاللهِ مَا أَخْرَجَني إِلاَّ الَّذِي أَخْرَجَكُمَا؛ فَانْطَلِقُواْ بِنَا إِلى الوَافِفِيِّ أَبي الهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ فَعَلَّنَا نجِدُ عِنْدَهُ شَيْئَاً يُطْعِمُنَا "

فَخَرَجْنَا نمْشِي، وَانْطَلقْنَا إِلى الحَائِطِ في القَمَر ـ أَيْ إِلى البُسْتَانِ في ضَوْءِ القَمَر ـ فَقَرَعْنَا البَابَ فَقَالَتِ المَرأَةُ مَن هَذَا 00؟! فَقَالَ عُمَر: هَذَا رَسُولُ اللهِ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَر؛ فَفَتَحَتِ البَابَ فَدَخَلْنَا، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَيْنَ زَوْجُك "؟

قَالَتْ: ذَهَبَ يَسْتَعذبُ لنَا مِنَ المَاء، مِن حُشِّ ـ أَيْ بِئْرِ ـ بَني حَارِثَة، الآنَ يَأْتِيكُمْ، فَجَاءَ يحْمِلُ قِرْبَة، حَتىَّ أَتَى بِهَا نخْلة، وَعَلَّقَهَا عَلَى كِرْنَافَةٍ مِنْ كَرَانِفِهَا، ثمَّ أَقبَلَ عَلَيْنَا وَقَال: مَرْحَبَاً وَأَهْلاً، مَا زَارَ نَاسٌ أَحَدَاً قَطُّ مِثْلَ مَنْ زَارَني، ثُمَّ قَطَعَ لَنَا عِذْقَاً فَأَتَانَا بِه، فَجَعَلنَا نَنْتَقِي مِنهُ في القَمَرِ وَنَأْكُل، ثُمَّ أَخَذَ الشَّفْرَةَ فَجَال في الغَنَم؛ فَقَال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِيَّاكَ وَالحَلُوب " 00

فَأَخَذَ شَاةً فَذَبحَهَا وَسَلَخَهَا، وَقَالَ لاَمْرَأَتهِ قُومِي، فَطَبَخَتْ وَخَبَزَتْ، وَجَعَلَتْ تَقْطَعُ في القِدْرِ مِنَ اللَّحْمِ وَتُوقِدُ تحْتَهَا، حَتىَّ بَلَغَ الخُبزُ وَاللَّحْم ـ أَيْ طَابَ وَاسْتَوَى ـ فَثَرَّدَ ـ أَيْ فَتَّ وَصَنَعَ ثَرِيدَاً ـ وَغَرَفَ لنَا عَلَيْهِ مِنَ المَرَقِ وَاللَّحْم، ثُمَّ أَتَانَا بِهِ فَوَضَعَه بَين أَيْدِينَا، فَأَكَلْنَا حَتىَّ شَبِعْنَا، ثمَّ قَامَ إِلى القِرْبَةِ وَقَدْ شَفَّفَتْهَا الرِّيحُ فَبرَدَتْ، فَصَبَّ في الإِنَاء، ثمَّ نَاوَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَرِب، ثُمَّ نَاوَلَني فَشَربْت، ثُمَّ نَاوَلَ عُمَرَ فَشَرِب، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الحَمْدُ لله؛ خَرَجْنَا لَمْ يُخْرِجْنَا إِلاَّ الجُوع، ثمَّ رَجَعْنَا وَقَدْ أَصَبْنَا هَذَا، لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَ

القِيَامَةِ عَن هَذَا النَّعِيم " 00 ثمَّ قَالَ لِلوَاقِفِيّ ـ أَيْ أَبي الهَيْثَمِ التَّيِّهَان: " أَمَا لَكَ خَادِم يَسْقِيكَ المَاء " 00؟! قَالَ لاَ واللهِ يَا رَسُولَ الله، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِذَا أَتَانَا سَبيٌ؛ فَأْتِنَا حَتىَّ نَأْمُرَ لَكَ بخَادِم " 00 فَلَمْ يَلْبَثْ إِلاَّ يَسِيرَاً حَتىَّ أَتَاهُ سَبي، فَأَتَاهُ الوَاقِفِيّ، فَقَالَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا جَاءَ بِك " 00؟! قَالَ يَا رَسُولَ الله، وَعْدُكَ الَّذِي وَعَدْتَني، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَذَا سَبيٌ، فَقُمْ فَاخْتَرْ منه " 00 فَقَالَ ـ أَيِ الوَاقِفِيّ ـ كُن أَنْتَ تَخْتَارُ لي يَا رَسُولَ الله، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" خُذْ هَذَا الغُلاَمَ وَأَحْسِن إِلَيْه " 00 فَأَخَذَهُ وَانْطَلقَ بِهِ إِلى امْرَأَتِه؛ فَقَالَتْ مَا هَذَا 00؟! فَقَصَّ عَلَيْهَا القِصَّة، فَقَالَتْ فَأَيَّ شَيْءٍ قُلْتَ لَه 00؟! قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: قُلتُ لَهُ كُن أَنْتَ الَّذِي تخْتَارُ لي، فَقَالتِ المَرْأَةُ: أَحْسَنْت، وَقَالَ لَكَ أَحْسِن إِليْه؛ فَأَحْسِن إِلَيْه، فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وَمَا الإِحْسَانُ إِليْه 00؟! قَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: أَن تُعْتِقَه؛ فَقَال: هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ الله " [أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى وَابنُ مَرْدَوَيْه 0 وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 18618]

وَبَعْد: فَهَذِهِ رِوَايَةُ أَبي بَكْرٍ ـ وَكَمَا رَأَيْنَا كَانَتْ لَيْلاً ـ وَلاَبْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً رِوَايَةٌ ثَالِثَةٌ عَن عُمَرَ إِلاَّ أَنَّهَا كَانَتْ نهَارَاً، وَلَعَلَّ هَذَا هُوَ السَّبَبُ في قَوْلِ مُسْلِمٍ في يَوْمٍ أَوْ لَيْلَة، أَوْ رُبَّمَا نَفْسُ الحَادِثَةِ تَكَرَّرَتْ مَرَّتَين: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " خَرَجَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الظَّهِيرة، فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ في المَسْجِد، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَة " 00؟! فَقَال: أَخْرَجَني الَّذِي أَخْرَجَكَ يَا رَسُولَ الله، فَجَاءَ عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَقَالَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا أَخْرَجَكَ يَا ابْنَ الخَطَّاب " 00؟!

قال: أَخْرَجَني الَّذِي أَخْرَجَكُمَا، فَقَعَدَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقْبَلَ يحَدِّثُهُمَا، ثُمَّ قَال: " هَلْ بِكُمَا قُوَّة؛ تَنْطَلِقَانِ إِلى هَذَا النَّخْلِ فَتُصِيبَانِ طَعَامَاً وَشَرَابَاً وَظِلاَّ " 00؟ قَالُواْ نعمْ؛ فَقالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " سِيرُواْ بِنَا إِلى مَنزِلِ أَبِي الهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ الأَنْصَارِيّ " 00

فَتَقَدَّمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَسَلَّمَ وَاسْتَأْذَنَ ثَلاَثَ مَرَّات، وَأُمُّ الهَيْثَمِ وَرَاءَ البَابِ تَسْمَعُ الكَلاَم، فَلَمَّا أَن أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِف؛ خَرَجَتْ أُمُّ الهَيْثَمِ خَلفَهُ فَقَالتْ: قدْ سَمِعْتُ وَاللهِ تَسْلِيمَكَ يَا رَسُولَ الله، وَلَكِن أَرَدْتُ أَنْ تَزِيدَنَا منْ صَلاَتِكَ ـ أَيْ مِنْ دُعَائِكَ وَتَسْلِيمَكَ ـ فَقَالَ لهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " خَيرَاً، أَيْنَ أَبُو الهَيْثَم " 00؟

قَالَتْ: هُوَ قَرِيبٌ ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لنَا المَاء، ادْخُلُوا فَإِنَّهُ يَأْتي السَّاعَةَ إِنْ شَاءَ الله، فَبَسَطَتْ لَهُمْ بسَاطَاً تحْتَ شَجَرَة، فَجَاءَ أَبُو الهَيْثَم، وَفَرِحَ بِهِمْ وَقَرَّتْ عَيْنُه، فَصَعَدَ عَلَى نخْلَةٍ فَصَرَمَ ـ أَيْ قَطَفَ ـ عِذْقَاً، فَقَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " حَسْبُكَ يَا أَبَا الهَيْثَم " 00 قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَا رَسُولَ الله، تَأْكُلُونَ منْ رُطَبِهِ وَمِنْ بُسْرِه، ثمَّ أَتَاهُمْ بِمَاءٍ فَشَرِبُواْ عَلَيْه؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تَسْأَلُونَ عَنه " 00 وَقَامَ أَبُو الهَيْثَمِ لِيَذْبَحَ لهُمْ شَاة، فقالَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" إِيَّاكَ وَاللَّبُون " 00 وَقَامَتْ أُمُّ الهَيْثَمِ تَعْجِنُ لَهُمْ وَتخْبِز، وَوَضَعُواْ رُؤُوسَهُمْ لِلقَائِلَة، فَانْتَبَهواْ وَقَدْ أَدْرَكَ طَعَامُهُمْ ـ أَيْ طَابَ وَاسْتَوَى ـ فَوُضِعَ الطَّعَامُ بَينَ أَيْدِيهِمْ فَأُكَلُواْ وَشَبِعُواْ، وَحَمِدُواْ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى، وَرَدَّتْ عَلَيْهِمْ أَمُّ الهيْثَمِ بَقِيَّةَ العِذْقِ فَأَكَلُواْ مِنْ رُطَبِه، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعَا لهُمْ بخَير، ثمَّ قَالَ لأَبي الهَيْثَم: إِذَا بَلَغَكَ أَنْ قَدْ أَتَانا رَقِيقٌ فَأْتِنَا، فَقَالَتْ لَهُ أُمُّ الهَيْثَم: لَوْ دَعَوْتَ لَنَا 00؟!

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُون، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبْرَار، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ المَلاَئِكَة " قَالَ أَبُو الهيْثَم: فَلَمَّا بَلَغَني أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَقِيقٌ أَتَيْتُه، فَأَعْطَانِي رَأْسَاً، فَكَاتَبْتُهُ عَلَى أَرْبَعينَ أَلْفَ دِرْهَم، فَمَا رَأَيْتُ رَأْسَاً أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنه " 0 [الإِمَامُ البَزَّارُ وَأَبُو يَعْلَى وَالبَيْهَقِيّ 0 وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 18621] وَالمُكَاتَبَة: أَنْ يَدْفَعَ العَبْدُ إِلى سَيِّدِهِ قَدْرَاً مِنَ المَالِ يَتَّفِقَانِ عَلَيْه؛ في نَظِيرِ أَنْ يُعْتِقَه 0 صُورَةٌ لِمَا كَانَ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ مِنَ الفَقْر عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" كُنَّا جُلُوسَاً مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، إِذْ جَاءهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَسَلَّمَ عَلَيْه، ثمَّ أَدْبَرَ الأَنْصَارِيّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا أَخَا الأَنْصَار، كَيْفَ أَخِي سَعْدُ بْنُ عُبَادَة " 00؟ فَقَالَ صَالِح ـ أَيْ بخَير ـ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَنْ يَعُودُهُ مِنْكُمْ " 00؟ فَقَامَ وَقُمْنَا مَعَه، وَنحْنُ بِضْعَةَ عَشَرَ مَا عَلَيْنَا نِعَالٌ وَلاَ خِفَافٌ وَلاَ قَلاَنِسُ وَلاَ قُمُص، نَمْشِي في تِلْكَ السِّبَاخِ حَتىَّ جِئْنَاه، فَاسْتَأْخَرَ قَوْمُهُ مِنْ حَوْلِه، حَتىَّ دَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ الَّذِينَ مَعَه " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 925]

وَالقَلَنْسُوَة: مِنْ مَلاَبِسِ الرَّأْسِ كَالطَّوَاقِي الثَّخِينَةِ، كَالَّتي تَكُونُ مُلْصَقَةً بِأَقْفَاءِ المَلاَبِس 0 الحِرْمَانُ الَّذِي رَآهُ أَئِمَّةُ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِين رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ أَجْمَعِين عَنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّحَابَةُ عَن أَشْيَاءَ يَشْتَهُونهَا وَلاَ يَقْدِرُونَ عَلَيْهَا: فَقَالُواْ: أَلَنَا فِيهَا أَجْر 00؟! فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَفِيمَ تُؤْجَرُونَ إِذَا لَمْ تُؤْجَرُواْ عَلَى ذَلِك " 00؟! [الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في الزُّهْدِ الكَبِيرِ بِرَقْم: (425)، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 16656]

وَرَوَى الطَّبَرَانيُّ عَن عَصَمَةَ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنهُمْ سَأَلُوهُ فَقَالُواْ: " يَا رَسُولَ اللهِ، نَرَى الفَوَاكِهَ في السُّوقِ فَنَشْتَهِيهَا وَلَيْسَ مَعَنَا نَاضٍ نَشْتَرِي بِه ـ أَيْ وَلَيْسَ مَعَنَا دِرْهَمٌ نَشْتَرِي بِه ـ فَهَلْ لَنَا في ذَلِكَ أَجْر 00؟! فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَهَلِ الأَجْرُ إِلاَّ في ذَلِك "؟! [ضَعَّفَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " ص: (18/ 5)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ، وَالحَدِيثُ في الكَنْزِ بِرَقْم: 16657] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَا شَبِعْنَا حَتىَّ فَتَحْنَا خَيْبَر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 4243 / فَتْح] الحِرْمَانُ الَّذِي رَآهُ سَيِّدُنَا أَبُو هُرَيْرَة

عَن محَمَّدِ بْنِ سيرينَ عَن أَبِي هرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قال: " لَقَدْ رَأَيْتُني وَإِني لأَخِرُّ فِيمَا بَيْنَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى حُجْرَةِ عَائِشَةَ مَغْشِيَّاً عَلَيّ، فَيَجِيءُ الجَائِي فَيَضَعُ رِجْلَهُ عَلَى عُنُقِي، وَيَرَى أَنيِّ مجْنُونٌ وَمَا بيَ مِنْ جُنُون، مَا بيَ إِلاَّ الجُوع " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: 7324] وَعَن أَبي حَازِمٍ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال:

" أَصَابَني جَهْدٌ شَدِيد ـ أَيْ تَعَبٌ شَدِيدٌ مِنْ شِدَّةِ الجُوع ـ فَلَقِيتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ فَاسْتَقْرَأْتُهُ آيَةً مِنْ كِتَابِ الله، فَدَخَلَ دَارَهُ وَفَتَحَهَا عَلَيّ ـ أَيْ دَخَلَ دَارَهُ وَذَكَّرَني بهَا مِنْ دَاخِلِ الدَّار ـ فَمَشَيْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ فَخَرَرْتُ لِوَجْهِيَ مِنَ الجَهْدِ وَالجُوع، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِي، [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: 5375] فَقُلْتُ لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْك 00؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا أَبَا هُرَيْرَة " 00؟

فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَقَامَني، وَعَرَفَ الَّذِي بي؛ فَانْطَلَقَ بي إِلى رَحْلِهِ فَأَمَرَ لي بِعُسٍّ مِنْ لَبَن، فَشَرِبْتُ مِنْهُ، ثمَّ قَال: " عُدْ يَا أَبَا هِرّ " 00 فَعُدْتُ فَشَرِبْت، ثمَّ قَالَ " عُدْ " 00 فَعُدْتُ فَشَرِبْت، حَتىَّ اسْتَوَى بَطْني فَصَارَ كَالقَدَح ـ أَيْ مَلآنَاً ـ فَلَقِيتُ عُمَرَ وَذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي كَانَ مِن أَمْرِي، وَقُلْتُ لَهُ: فَوَلَّى اللهُ ذَلِكَ مَنْ كَانَ أَحَقَّ بِهِ مِنْكَ يَا عُمَر، وَاللهِ لَقَدِ اسْتَقْرَأْتُكَ الآيَةَ وَلأَنَا أَقْرَأُ لهَا مِنْكَ، قَالَ عُمَر: وَاللهِ لأَن أَكُونَ أَدْخَلْتُك؛ أَحَبُّ إِليَّ مِن أَنْ يَكُونَ لي مِثْلُ حُمْرِ النَّعَمِ " وَعَنْ مجَاهِدٍ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال:

" آللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ـ أَيْ وَاللهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ـ إِنْ كُنْتُ لأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلَى الأَرْضِ مِنَ الجُوع ـ أَيْ يَنْبَطِحُ عَلَى الأَرْضِ وَهُوَ يَضْغَطُ عَلَى كَبِدِهِ بِوَرِكِهِ مِنْ شِدَّةِ الجُوع ـ وَإِنْ كُنْتُ لأَشُدُّ الحَجَرَ عَلَى بَطْني مِنَ الجُوع، وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمَاً عَلَى طَرِيقِهِمُ الَّذِي يخْرُجُونَ مِنْهُ، فَمَرَّ أَبُو بَكْر، فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَا سَأَلْتُهُ إِلاَّ لِيُشْبِعَني: فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ، ثُمَّ مَرَّ بي عُمَر، فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَا سَأَلْتُهُ إِلاَّ لِيُشْبِعَني: فَمَرَّ فَلَمْ يَفْعَلْ، ثُمَّ مَرَّ بي أَبُو القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآني، وَعَرَفَ مَا في نَفْسِي وَمَا في وَجْهِي، ثمَّ قَال:

" يَا أَبَا هِرّ " 00 قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ الحَقْ ـ أَيِ اتْبَعْني ـ وَمَضَى، فَتَبِعْتُهُ، فَدَخَلَ فَاسْتَأْذَنَ ـ أَيْ فَاسْتَأْذَنَ لي ـ فَأُذِنَ لي، فَدَخَلَ فَوَجَدَ لَبَنَاً في قَدَح، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مِن أَيْنَ هَذَا اللَّبَن " 00؟ قَالُواْ: أَهْدَاهُ لَكَ فُلاَنٌ أَوْ فُلاَنَة، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَبَا هِرّ " 00؟ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الحَقْ إِلى أَهْلِ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ لي " 00 وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الإِسْلاَم، لاَ يَأْوُونَ إِلى أَهْلٍ وَلاَ مَالٍ وَلاَ عَلَى أَحَد، إِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ وَلَمْ يَتَنَاوَلْ مِنْهَا شَيْئَاً، وَإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ وَأَصَابَ مِنْهَا وَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا؛ فَسَاءَ ني ذَلِكَ ـ أَيْ لِكَثْرَتِهِمْ وَقِلَّةِ مَا عِنْدَنَا مِنَ اللَّبن ـ فَقُلْتُ ـ أَيْ في نَفْسِي ـ وَمَا هَذَا اللَّبَنُ في أَهْلِ الصُّفَّة 00؟! كُنْتُ أَحَقَّ أَنَا أَن أُصِيبَ مِنْ هَذَا اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا، فَإِذَا جَاءَ ـ أَيْ أَهْلُ الصُّفَّة ـ أَمَرَني فَكُنْتُ أَنَا أُعْطِيهِمْ: وَمَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَني مِنْ هَذَا اللَّبَن؟!

وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ بُدّ، فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ فَأَقْبَلُواْ، فَاسْتَأْذَنُواْ فَأُذِنَ لهُمْ، وَأَخَذُواْ مجَالِسَهُمْ مِنَ البَيْت، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا أَبَا هِرّ " 00 قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " خُذْ فَأَعْطِهِمْ " فَأَخَذْتُ القَدَح، فَجَعَلْتُ أُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتىَّ يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ القَدَح، فَأُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتىَّ يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ القَدَح، حَتىَّ انْتَهَيْتُ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ رَوِيَ القَوْمُ كُلُّهُمْ؛ فَأَخَذَ القَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ، فَنَظَرَ إِليَّ فَتَبَسَّم، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" أَبَا هِرّ " 00 قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " بَقِيتُ أَنَا وَأَنْت " 00 قُلْتُ صَدَقْتَ يَا رَسُولَ الله، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اقْعُدْ فَاشْرَبْ " فَقَعَدْتُ فَشَرِبْت، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اشْرَبْ " 00 فَشَرِبْت، فَمَا زَالَ يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اشْرَبْ " حَتىَّ قُلْتُ: لاَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ، مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكَاً، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَأَرِني " ـ أَيْ فَأَعْطِني ـ فَأَعْطَيْتُهُ القَدَح، فَحَمِدَ اللهَ وَسَمَّى، وَشَرِبَ الفَضْلَة " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: 6452] الجُوعُ وَالحِرْمَانُ الَّذِي رَآهُ الصَّحَابَةُ ** رضي الله عنهم **

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " بَيْنَمَا نحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَقْبَلَتْ عِيرٌ تحْمِلُ طَعَامَاً، فَالْتَفَتُواْ إِلَيْهَا حَتىَّ مَا بَقِيَ مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً؛ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَة: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لهْوَاً انْفَضُّواْ إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمَا} {الجُمُعَة/11} " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (936)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 863]

عَنِ المِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَقْبَلْتُ أَنَا وَصَاحِبَانِ لي، وَقَدْ ذَهَبَتْ أَسْمَاعُنَا وَأَبْصَارُنَا مِنَ الجَهْدِ ـ أَيْ مِنَ الجُوعِ وَالمِقْدَاد ـ فَجَعَلْنَا نَعْرِضُ أَنْفُسَنَا عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ أَيْ لِنَنْزِلَ ضُيُوفَاً عَلَيْهِمْ ـ فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَقْبَلُنَا؛ فَأَتَيْنَا النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَانْطَلَقَ بِنَا إِلى أَهْلِهِ، فَإِذَا ثَلاَثَةُ أَعْنُز، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " احْتَلِبُواْ هَذَا اللَّبَنَ بَيْنَنَا " 00 فَكُنَّا نحْتَلِبُ فَيَشْرَبُ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا نَصِيبَه، وَنَرْفَعُ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَصِيبَه، فَيَجِيءُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ فَيُسَلِّمُ

تَسْلِيمَاً لاَ يُوقِظُ نَائِمَاً وَيُسْمِعُ اليَقْظَان، ثمَّ يَأْتي المَسْجِدَ فَيُصَلِّي، ثمَّ يَأْتي شَرَابَهُ فَيَشْرَب، فَأَتَاني الشَّيْطَانُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَقَدْ شَرِبْتُ نَصِيبي فَقَال: محَمَّدٌ يَأْتي الأَنْصَارَ فَيُتْحِفُونَهُ وَيُصِيبُ عِنْدَهُمْ، مَا بِهِ حَاجَةٌ إِلى هَذِهِ الجُرْعَة؛ فَأَتَيْتُهَا فَشَرِبْتُهَا، فَلَمَّا أَنْ وَغَلَتْ ـ أَيْ نَزَلَتْ ـ في بَطْني؛ وَعَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ إِلَيْهَا سَبِيل؛ نَدَّمَني الشَّيْطَانُ فَقَال: وَيْحَك؛ مَا صَنَعْت 00؟ أَشَرِبْتَ شَرَابَ محَمَّد؛ فَيَجِيءُ فَلاَ يَجِدُهُ فَيَدْعُو عَلَيْكَ فَتَهْلِك؛ فَتَذْهَبُ دُنْيَاكَ وَآخِرَتُك 00؟

وَعَلَيَّ شَمْلَةٌ إِذَا وَضَعْتُهَا عَلَى قَدَمَيَّ خَرَجَ رَأْسِي، وَإِذَا وَضَعْتُهَا عَلَى رَأْسِي خَرَجَ قَدَمَاي، وَجَعَلَ لاَ يَجِيئُني النَّوْم، وَأَمَّا صَاحِبَايَ فَنَامَا وَلَمْ يَصْنَعَا مَا صَنَعْت، فَجَاءَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ كَمَا كَانَ يُسَلِّم، ثُمَّ أَتَى المَسْجِدَ فَصَلَّى، ثُمَّ أَتَى شَرَابَه، فَكَشَفَ عَنْهُ فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئَا؛ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلى السَّمَاء؛ فَقُلْتُ الآنَ يَدْعُو عَلَيَّ فَأَهْلِك، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اللهُمَّ أَطْعِمْ مَن أَطْعَمَني، وَاسْقِ مَنْ سَقَاني " 00 فَعَمَدْتُ إِلى الشَّمْلَةِ فَشَدَدْتُهَا عَلَيّ، وَأَخَذْتُ الشَّفْرَةَ فَانْطَلَقْتُ إِلى الأَعْنُز، أَيُّهَا أَسْمَنُ فَأَذْبَحُهَا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ أَيْ

لِيُطْعِمَهُ فَيُصِيبَ دَعْوَتَهُ فَيُطْعِمَهُ الله عَزَّ وَجَلّ ـ فَإِذَا هِيَ حَافِلَة ـ أَيْ مُمْتَلِئَةُ الضُّرُوع ـ وَإِذَا هُنَّ حُفَّلٌ كُلُّهُنّ؛ فَعَمَدْتُ إِلى إِنَاءٍ لآلِ محَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانُواْ يَطْمَعُونَ أَنْ يحْتَلِبُواْ فِيه ـ أَيْ لِكِبَرِهِ وَسَعَتِه ـ فَحَلَبْتُ فِيهِ حَتىَّ عَلَتْهُ رَغْوَة، فَجِئْتُ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " أَشَرِبْتُمْ شَرَابَكُمُ اللَّيْلَة " 00؟

قُلْتُ يَا رَسُولَ الله؛ اشْرَبْ، فَشَرِبَ ثمَّ نَاوَلَني، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ اشْرَبْ؛ فَشَرِبَ ثمَّ نَاوَلَني، فَلَمَّا عَرَفْتُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَوِيَ وَأَصَبْتُ دَعْوَتَهُ؛ ضَحِكْتُ حَتىَّ أُلْقِيتُ إِلى الأَرْض؛ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِحْدَى سَوْآتِكَ يَا مِقْدَاد " 00 فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ كَانَ مِن أَمْرِي كَذَا وَكَذَا، وَفَعَلْتُ كَذَا؛ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا هَذِهِ إِلاَّ رَحمَةٌ مِنَ الله؛ أَفَلاَ كُنْتَ آذَنْتَني فَنُوقِظَ صَاحِبَيْنَا فَيُصِيبَانِ مِنْهَا " 00؟ فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ؛ مَا أُبَالي إِذَا أَصَبْتَهَا وَأَصَبْتُهَا مَعَكَ مَن أَصَابهَا مِنَ النَّاس " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2055 / عَبْد البَاقِي]

الحِرْمَانُ الَّذِي رَآهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيّ قَالَ أَبُو شِهَابٍ الحَنَّاط: " بَعَثَتْ أُخْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ رَحِمَهَا اللهُ بِجِرَابٍ مَعِي إِلىَ سُفْيَانَ وَهُوَ بِمَكَّة، فِيهِ كَعْكٌ وَخُشْكَنَان [هُوَ مَا نُسَمِّيهِ في مِصْرَ بِالْكِشْك] فَقَدِمْتُ، فَسَأَلْتُ عَنهُ؛ فَقِيلَ لي: رُبَّمَا قَعَدَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ مِمَّا يَلِي الحَنَّاطِين؛ فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ مُسْتَلْقِيَاً، فَسلَّمْتُ عَلَيْه، فَلَمْ يُسَائِلْني تِلْكَ المُسَاءلَة، وَلَمْ يُسلِّمْ عَلَيَّ كَمَا كُنْتُ أَعْرِفُه؛ فَقُلْتُ: إِنَّ أُخْتَكَ بَعثَتْ مَعِي بِجِرَاب؛ فَاسْتَوَى جَالِسَاً وَقَال: عَجِّلْ بِهَا؛ فَكَلَّمْتُهُ في ذَلِكَ فَقَال: يَا أَبَا شِهَابٍ لاَ تَلُمْني؛ فَلِي ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ لَمْ أَذُقْ فِيهَا ذوَاقَاً؛ فَعَذَرْتُه " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 246/ 7]

الحِرْمَانُ الَّذِي رَآهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ حَدَّثَ حَرْملَةُ بْنُ يحْيىَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ قَالَ لَهُ مُشِيرَاً إِلىَ خُبْز الشَّعِير: " هَذَا طَعَامِي مُنْذُ سِتِّينَ سَنَة " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 462/ 8]

خَيرُ طَعَامِ الصَّحَابَة عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَكَانَ لهَا مَزْرَعَة، فَكَانَتْ تَأْخُذُ جُذُورَ نَبَاتِ السَّلْق، فَتَجْعَلُهُ في قِدْر، ثمَّ تَجْعَلُ عَلَيْهِ قَبْضَةً مِنْ شَعِيرٍ تَطْحَنُهَا، يَقُولُ سَهْل: " وَكُنَّا نَنْصَرِفُ مِنْ صَلاَةِ الجُمُعَةِ فَنُسَلِّمُ عَلَيْهَا، فَتُقَرِّبُ ذَلِكَ الطَّعَامَ إِلَيْنَا فَنَلْعَقُه، وَكُنَّا نَتَمَنىَّ يَوْمَ الجُمُعَةِ لِطَعَامِهَا ذَلِك " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: 938] وَالسَّلْقُ نَبَاتٌ أَخْضَرُ مُتَطَفِّلٌ شَأْنُهُ شَأْنُ الرِّجْلَة: البَقْلَةِ الحَمْقَاء 0

وَعَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال؛ يَصِفُ طَعَامَ الصَّحَابَةِ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُمْ يحْفِرُونَ الخَنْدَقَ: " يُؤْتَوْنَ بمِلْءِ كَفٍّ مِنَ الشَّعِير؛ فَيُصْنَعُ لهُمْ بِإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ ـ أَيْ بِقِطْعَةِ دُهْنٍ مُتَغَيِّرَةِ الرَّائِحَة ـ تُوضَعُ بَيْنَ يَدَيِ القَوْم، وَالقَوْمُ جِيَاع، وَهِيَ بَشِعَةٌ في الحَلْق، وَلَهَا رِيحٌ مُنْتِن " 00!! [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 4100 / فَتْح]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ سَائِلاً سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: عَنِ الصَّلاَةِ في ثَوْبٍ وَاحِد 00؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَوَلِكُلِّكُمْ ثَوْبَان " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (358)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 515]

عَنْ محَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " صَلَّى جَابِرٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في إِزَارٍ قَدْ عَقَدَهُ مِنْ قِبَلِ قَفَاه، وَثِيَابُهُ مَوْضُوعَةٌ عَلَى المِشْجَب، قَالَ لَهُ قَائِل: تُصَلِّي في إِزَارٍ وَاحِد 00؟! فَقَال: إِنَّمَا صَنَعْتُ ذَلِكَ لِيَرَاني أَحْمَقٌ مِثْلُك؛ وَأَيُّنَا كَانَ لَهُ ثَوْبَانِ عَلَى عَهْدِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [المِشْجَبُ وَالشِّجَاب: هَمَا عِيدَانٌ تُنْصَبُ لِتَعْلِيقِ الثِّيَابِ عَلَيْهَا أَوِ الْقُلَل، كَالشَّمَّاعَة 0 رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 352 / فَتْح]

حَدَّثَ مُعَلَّى الْوَرَّاقُ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ رَحِمَهُ اللهُ أَنَّهُ قَال: " خَلَطْتُ دَقِيقِي بِالرَّمَاد؛ فَضَعُفْتُ عَنِ الصَّلاَة " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 365/ 5] انْظُرْ: هَذَا هُوَ كُلُّ مَا يَشْغَلُه؛ لاَ الأَمْرَاضُ الَّتي يُمْكِنُ أَنْ تُصِيبَ مَنْ يَأْكُلُه 00!!

إِحْسَاسُ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفُقَرَاءِ المُسْلِمِين عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أَنَّهُ كَانَ إِذَا صَلَّى بالنَّاسِ يخِرُّ رِجَالٌ مِنْ قَامَتِهِمْ في الصَّلاَة، مِنَ الخَصَاصَةِ ـ أَيْ مِنَ الفَقْرِ وَالجُوع ـ وَهُمْ أَصْحَابُ الصُّفَّة؛ حَتىَّ يَقُولَ الأَعْرَاب: هَؤُلاَءِ مجَانِين، فَإِذَا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصَرَفَ إِلَيْهِمْ فَقَال: " لَوْ تَعْلَمُونَ مَا لَكُمْ عِنْدَ الله؛ لأَحْبَبْتُمْ أَنْ تَزْدَادُواْ فَاقَةً وَحَاجَة " 00 وَفَاقَةً: أَيْ فَقرَاً 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانِيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5265، 2169، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2368، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان]

عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ بَعَثَ مَعَهُ لَمَّا زَوَّجَهُ فَاطِمَةَ بِخَمِيلَةٍ وَوِسَادَةٍ مِن أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيف، وَرَحَيَيْنِ وَسِقَاءٍ وَجَرَّتَيْن؛ فَقَالَ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ لِفَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا ذَاتَ يَوْم: وَاللهِ لَقَدْ سَنَوْتُ حَتىَّ لَقَدْ اشْتَكَيْتُ صَدْرِي ـ أَيْ أَصَابَني بَرْدٌ مِنْ سِقَايَةِ المَاء ـ وَقَدْ جَاءَ اللهُ أَبَاكِ بِسَبي؛ فَاذْهَبي فَاسْتَخْدِمِيهِ ـ أَيِ اطْلُبي مِنهُ خَادِمَاً ـ فَقَالَتْ: وَأَنَا وَاللهِ قَدْ طَحَنْتُ حَتىَّ مَجَلَتْ يَدَاي ـ أَيْ تَفَقَّأَتَا ـ فَأَتَتِ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " مَا جَاءَ بِكِ أَيْ بُنَيَّة " 00؟

قَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: جِئْتُ لأُسَلِّمَ عَلَيْكَ وَاسْتَحْيَتْ أَنْ تَسْأَلَهُ وَرَجَعَتْ؛ فَقَالَ ـ أَيْ زَوْجُهَا كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ: مَا فَعَلْتِ 00؟ قَالَت: اسْتَحْيَيْتُ أَن أَسْأَلَهُ؛ فَأَتَيْنَاهُ جَمِيعَاً، فَقَالَ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ: يَا رَسُولَ الله؛ وَاللهِ لَقَدْ سَنَوْتُ حَتىَّ اشْتَكَيْتُ صَدْرِي، وَقَالَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: قَدْ طَحَنْتُ حَتىَّ مَجَلَتْ يَدَاي، وَقَدْ جَاءكَ اللهُ بِسَبيٍ وَسَعَة؛ فَأَخْدِمْنَا؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَاللهِ لاَ أُعْطِيكُمَا وَأَدَعُ أَهْلَ الصُّفَّةِ تَطْوَى بُطُونُهُمْ لاَ أَجِدُ مَا أُنْفِقُ عَلَيْهِمْ، وَلَكِنيِّ أَبِيعُهُمْ وَأُنْفِقُ عَلَيْهِمْ أَثْمَانَهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 596، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

كَيْفَ كَانَ أَحْيَانَاً طَعَامُهُمْ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ في اليَوْمِ تَمْرَة عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " خَرَجْنَا وَنحْنُ ثَلاَثُ مِاْئَة، نحْمِلُ زَادَنَا عَلَى رِقَابِنَا، فَفَنيَ زَادُنَا، حَتىَّ كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا يَأْكُلُ في كُلِّ يَوْمٍ تَمْرَة، قَالَ رَجُل: يَا أَبَا عَبْدِ الله، وَأَيْنَ كَانَتِ التَّمْرَةُ تَقَعُ مِنَ الرَّجُل 00؟! قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لَقَدْ وَجَدْنَا فَقْدَهَا حِينَ فَقَدْنَاهَا، حَتىَّ أَتَيْنَا البَحْرَ فَإِذَا حُوتٌ قَدْ قَذَفَهُ البَحْر؛ فَأَكَلْنَا مِنْهُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمَاً مَا أَحْبَبْنَا " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (2983)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 1935]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً قَال: " سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ قُوتُ كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا في كُلِّ يَوْمٍ تَمْرَة، فَكَانَ يَمَصُّهَا ثمَّ يَصُرُّهَا في ثَوْبِه، وَكُنَّا نخْتَبِطُ بِقِسِيِّنَا وَنَأْكُلُ ـ أَيْ أَوْرَاقَ الشَّجَر ـ حَتىَّ قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا، فَأُقْسِمُ أُخْطِئَهَا رَجُلٌ مِنَّا يَوْمَاً؛ فَانْطَلَقْنَا بِهِ نَنْعَشُه ـ أَيْ نُسْنِدُهُ كَمَا يُسْنَدُ مَن أَشْرَفَ عَلَى المَوْت ـ فَشَهِدْنَا أَنَّهُ لَمْ يُعْطَهَا فَأُعْطِيَهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3014 / عَبْد البَاقِي]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً قَال: " بَعَثنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَّرَ عَلَيْنَا أَبَا عبَيْدَةَ نَتَلقَّى عِيرَاً لِقُرَيْش، وَزَوَّدَنَا جِرَابَاً مِنْ تمْرٍ لَمْ يجِدْ لَنَا غَيرَه، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ يُعْطِينَا تمْرَة تمْرَة ـ أَيْ يُعْطِينَا كُلَّ وَاحِدٍ تَمْرَة ـ فَقِيلَ كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ بهَا 00؟!! قَالَ نَمَصُّهَا كَمَا يَمَصُّ الصَّبيّ، ثُمَّ نَشْرَبُ عَلَيْهَا مِنَ المَاءِ فَتَكْفِينَا يَوْمَنَا إِلى اللَّيْل، وَكُنَّا نَضْرِبُ بِعِصِيِّنَا الخَبَط [أَيْ وَرَقَ الشَّجَرِ]، ثمَّ نَبُلُّهُ بِالمَاءِ فَنَأْكُلُه، وَانْطَلَقْنَا عَلَى سَاحِلِ البَحْر، فَرُفِعَ لَنَا عَلَى سَاحِلِ البَحْرِ كَهَيْئَةِ الكَثِيبِ الضَّخْم، فَأَتَيْنَاهُ فَإِذَا هِيَ دَابَّةٌ تُدْعَى العَنْبَر،

قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: مَيْتَة، ثمَّ قَال: لاَ بَلْ نحْنُ رُسُلُ رَسُولِ اللهِ وَفي سَبِيلِ الله، وَقَدِ اضْطُرِرْتُمْ فَكُلُواْ، فَأَقَمْنَا عَلَيْهِ شَهْرَاً، وَنحْنُ ثَلاَثُ مِائَةٍ حَتىَّ سَمِنَّا، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا نَغْتَرِفُ مِنْ وَقْبِ عَيْنِهِ ـ أَيْ مِنْ نُقرَةِ عَيْنِهِ ـ بِالقِلاَلِ الدُّهْن، وَنَقْتَطِعُ مِنْهُ الفِدَرَ ـ أَيْ قِطَعَ اللَّحْمِ ـ كَالثَّوْرِ أَوْ كَقَدْرِ الثَّوْر، فَلَقَدْ أَخَذَ مِنَّا أَبُو عُبَيْدَةَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ رَجُلاً فَأَقْعَدَهُمْ في وَقْبِ عَيْنِه، وَأَخَذَ ضِلَعَاً مِن أَضْلاَعِهِ فَأَقَامَهَا، ثُمَّ رَحَلَ أَعْظَمَ بَعِيرٍ مَعَنَا فَمَرَّ مِنْ تحْتِهَا ـ وَفي رِوَايَةٍ: نَظَرَ إِلى أَطْوَلِ رَجُلٍ في الجَيْشِ وَأَطْوَلِ جمَلٍ فَحَمَلَهُ عَلَيْهِ فَمَرَّ تحْتَه ـ وَتَزَوَّدْنَا مِنْ لحْمِهِ وَشَائِق

[أَيْ مَلَّحْنَاهُ وَجَفَّفْنَاهُ وَاتخَذْنَاهُ زَادَاً] فَلَمَّا قَدِمْنَا المَدِينَة؛ أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَه، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هُوَ رِزْقٌ أَخْرَجَهُ اللهُ لَكُمْ، فَهَلْ مَعَكُمْ مِنْ لحْمِهِ شَيْءٌ فَتُطْعِمُونَا " 00 فَأَرْسَلْنَا إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ فَأَكَلَه " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: (1935)، وَالبُخَارِيُّ نَحْوَهِ بِرَقْم: 4360، 4361، 4362 / فَتْح]

كَيْفَ كَانَ بَعْضُهُمْ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ يَمُوتُ وَلاَ يُوجَدُ لَهُ كَفَن عَن خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبْتَغِي وَجْهَ الله، وَوَجَبَ أَجْرُنَا عَلَى الله، فَمِنَّا مَنْ مَضَى لَمْ يَأْكُلْ مِن أَجْرِهِ شَيْئَا، مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْر،

قُتِلَ يَوْمَ أُحُد، فَلَمْ نَجِدْ مَا نُكَفِّنُهُ فِيهِ إِلاَّ نَمِرَة ـ أَيْ عَبَاءةً ـ كُنَّا إِذَا غَطَّيْنَا بِهَا رَأْسَهُ؛ خَرَجَتْ رِجْلاَه، فَإِذَا غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ خَرَجَ رَأْسُه؛ فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُغَطِّيَ رَأْسَهُ بِهَا، وَنَجْعَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ مِن إِذْخِر، وَمِنَّا مَن أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يَهْدِبُهَا " 0 يَهْدِبهَا: أَيْ يُهَذِّبهَا، وَالإِذْخِر: نَبَاتٌ طَيِّبُ الرَّائِحَة 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: 3914]

وَعَن خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سَبِيلِ الله، نَبْتَغِي وَجْهَ الله، فَوَجَبَ أَجْرُنَا عَلَى الله، فَمِنَّا مَنْ مَضَى لَمْ يَأْكُلْ مِن أَجْرِهِ شَيْئَا، مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْر، قُتِلَ يَوْمَ أُحُد، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ شَيْءٌ يُكَفَّنُ فِيه؛ إِلاَّ نَمِرَة ـ أَيْ عَبَاءةٌ ـ فَكُنَّا إِذَا وَضَعْنَاهَا عَلَى رَأْسِه؛ خَرَجَتْ رِجْلاَه، وَإِذَا وَضَعْنَاهَا عَلَى رِجْلَيْه؛ خَرَجَ رَأْسُه؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ضَعُوهَا مِمَّا يَلِي رَأْسَه، وَاجْعَلُواْ عَلَى رِجْلَيْهِ الإِذْخِر " 00 وَمِنَّا مَن أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُه، فَهُوَ يَهْدِبُهَا " 00 أَيْ: يُهَذِّبُهَا وَيُشَذِّبُهَا 0

[الإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 940] إِحْسَاسُ الغَنيِّ بِالفَقِير عَنْ نَافِعٍ قَال: " كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لاَ يَأْكُلُ حَتىَّ يُؤْتَى بمِسْكِينٍ يَأْكُلُ مَعَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5393 / فَتْح] وَرُوِيَ عَنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال:

" واللهِ لَقَدْ أَدْرَكْنَا أَقْوَامَاً، وَصَحِبْنَا طَوَائِف؛ إِنْ كَانَ الرَّجُلُ مِنهُمْ لَيُمْسِي وَعِنْدَهُ مِنَ الطَّعَامِ مَا يَكْفِيه، وَلوْ شَاءَ لأَكَلَه، فَيَقُول: وَاللهِ لاَ أَجْعَلُ هَذَا كُلَّهُ في بَطْني، حَتىَّ أَجْعَلَ بَعْضَهُ لله؛ فَيَتَصَدَّقُ بِبَعْضِه، وَاللهِ لَقَدْ أَدْرَكْنَا أَقْوَامَاً وَصَحِبْنَا طَوَائِفَ: مَا كَانُواْ يُبَالُونَ أَشَرَّقَتِ الدُّنيَا أَمْ غَرَّبَتْ، وَاللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيرُه: لَهِيَ أَهْوَنُ عَلَيْهِمْ مِنَ التُّرَابِ الَّذِي يَمْشُونَ عَلَيْه " 0 [الحِليَةُ لأَبي نُعَيم 0 دَارُ الكِتَابِ العَرَبي 0 بَيرُوت 0 ص: 272/ 6]

وَعَن عَبْدِ اللهِ المُزَنيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: يَا رَسُولَ الله، وَاللهِ إِنيِّ لأُحِبُّك؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " انْظُرْ مَاذَا تَقُول " 00 قَالَ وَاللهِ إِنِّي لأُحِبُّك، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " انْظُرْ مَاذَا تَقُول " قَالَ وَاللهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ، ثَلاَثَ مَرَّات؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنْ كُنْتَ تُحِبُّني؛ فَأَعِدَّ لِلْفَقْرِ تَجْفَافَاً [أَيْ عُدَّةً] فَإِنَّ الفَقْرَ أَسْرَعُ إِلى مَنْ يحِبُّني، مِنَ السَّيْلِ إِلى مُنْتَهَاه " [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْن0المُسْتَدْرَك: 7944، وَهُوَ في الكَنْزِ بِرَقْم: 16646، وَفي الشُّعَبِ بِرَقْم: 1471]

وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَال: إِنِّي أُحِبُّك؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اسْتَعِدَّ لِلْفَاقَة " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " ص: (274/ 10)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ البَزَّار]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ شَكَا إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَتَه؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اصْبرْ أَبَا سَعِيد؛ فَإِنَّ الْفَقْرَ إِلى مَنْ يحِبُّني مِنْكُمْ؛ أَسْرَعُ مِنَ السَّيْلِ عَلَى أَعْلَى الوَادِي، وَمِن أَعْلَى الجَبَلِ إِلى أَسْفَلِه " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقم: 2828، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح: 274/ 10، رَوَاهُ أَحْمَد]

وَعَن أَبي الحُوَارِيِّ عَن أَبي سُلَيْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " الجُوعُ عِنْدَ اللهِ في خَزَائِنِه، لاَ يُعْطِيهِ إِلاَّ مَن أَحَبّ " 00!! [رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ في " الشُّعَبِ " بِرَقْم: 5714، وَأَوْرَدَهُ الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ ": 963، رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ في الحِليَةُ]

عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اللَّهُمَّ مَن آمَنَ بِكَ، وَشَهِدَ أَنيِّ رَسُولُك: فَحَبِّبْ إِلَيْهِ لِقَاءَك، وَسَهِّلْ عَلَيْهِ قَضَاءَك، وَأَقْلِلْ لَهُ مِنَ الدُّنيَا، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِكَ، وَلَمْ يَشْهَدْ أَنيِّ رَسُولُك: َفلاَ تُحَبِّبْ إِلَيْهِ لِقَاءَك، وَلاَ تُسَهِّلْ عَلَيْهِ قَضَاءَك، وَأَكْثِرْ لَهُ مِنَ الدُّنيَا " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 208، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2191، 1338]

كَيْفَ كَانُواْ يَكْرَهُونَ الغِنى لِمَا يَعْرِفُونَهُ مِنْ ثَوَابِ الفَقْرِ يَوْمَ القِيَامَة وَصَفَ أَحَدُ الحُكَمَاءِ الزَّاهِدَ فَقَال: " إِذَا جَاعَ لَيْلَةً؛ سَأَلَ اللهَ أَنْ يجْعَلهَا لَيْلَتَين " 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةُ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة الأُولى 0 بَابُ فَضِيلَةِ الجُوعِ وَذَمِّ الشِّبَع: 964]

وَرَجَعَ فَتحٌ المَوْصِلِي إِلى أَهْلِهِ بَعْدَ العَتَمَةِ وَكَانَ صَائِمَاً، فَقَالَ عَشُّوني 00؟ قالُواْ: مَا عِنْدَنَا مِنْ شَيْءٍ نُعَشِّيكَ بِه، قَال: فَمَا لَكُمْ جُلُوسٌ في الظُّلْمَة 00؟! قَالُواْ: مَا عِنْدَنَا زَيْتٌ نُسْرِجُ به؛ وَالحَاصِلُ ـ أَيْ وَقَعَدَ ـ يَبْكِي مِنَ الفَرَحِ فَقَال: " يَا إِلهِي: مِثْلِي يُتْرَكُ بِلاَ عَشَاءٍ وَلاَ سِرَاج 00؟! بِأَيِّ يَدٍ كَانَتْ مِنيِّ إِلَيْك ـ أَيْ بِأَيِّ طَاعَةٍ بَلَغْتَ بي مِن أَجْلِهَا هَذِهِ المَنْزِلَة؟! فَمَا زَالَ يَبْكِي إِلى الصُّبْح " 0 [البَيْهَقِيُّ في الشُّعَب: 10119]

قَالَ الإِمَامُ الغَزَاليّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " كَانَ لَنَا جَارٌ إِذَا أَمْسَى وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ شَيْءٌ أَمْسَى فَرِحَاً، وَإِذَا أَمْسَى وَعِنْدَهُمْ شيْءٌ أَمْسَى مَغْمُومَاً؛ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُه: يَا فُلاَن، خَالَفْتَ النَّاس؟! فَقَالَ لَهَا: أَفْرَحُ لأَنيِّ أُمْسِي وَأَنَا لي بِآلِ محَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسْوَة، وَإِذَا كَانَ عِنْدَنَا شَيْءٌ أُصْبِحُ مَغْمُومَاً؛ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَنَا بِآلِ محَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسْوَة " 0 [الحَدِيثُ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " بِرَقْم: 10120، وَفي " الإِحْيَاءِ " بَابُ ذَمِّ الغِنى وَمَدْحِ الفَقْر: 1171]

وَكَانَ الفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُولُ لِنَفْسِه: أَيَّ شَيْء تخَافِين 00 أَتخَافِين أَنْ تجُوعِي؟! لاَ تخَافي؛ أَنْتِ أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ ذَلِك، إِنَّمَا يجُوعُ محَمَّدٌ وَأَصْحَابُه 00!! [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في الإِحْيَاءِ الطَبْعَة الأُولى لِدَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة بَابُ فَضِيلَةِ الجُوع: 963]

وَقَالَ بِشْرُ بْنُ الحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " مَا سَأَلتُ أَحَدَاً قَطُّ شَيْئَاً إِلاَّ سَرِيَّاً السَّقْطِيّ؛ لأَنَّهُ قَدْ صَحَّ عِنْدِي زُهْدُهُ في الدُّنيَا: فَهُوَ يَفْرَحُ بخُرُوجِ الشَّيْءِ مِنْ يَدِهِ وَيَتَبرَّمُ بِبَقَائِهِ عِنْدَه؛ فَأَكُونَ عَوْنَاً لَهُ عَلَى مَا يحِبّ " 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " بَابُ آدَابِ الفَقِيرِ في قَبُولِ العَطَاء 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة: 1565]

بَعَثَ عَمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ إِلى أُمِّ المُؤْمِنِينَ زَيْنَبَ بِعَطَائِهَا فَقَالتْ: مَا هَذَا؟ قَالواْ: بَعَثَ إِلَيْكِ بِهِ عُمَرُ بْنُ الخَطَّاب؛ قَالتْ: غَفَرَ اللهُ لهُ، ثُمَّ اسْتَلَمَتْ سِتْرَاً كَانَ لَهَا، فَقَطَّعَتْهُ وَجَعَلَتْهُ صُرَرَاً، وَقَسَّمَتهُ في أَهْلِ بَيْتِهَا وَرَحِمِهَا وَأَيْتَامِهَا، ثُمَّ رَفَعَتْ يَدَيْهَا وَقَالتْ: " اللهُمَّ لاَ يُدْرِكْني عَطَاءُ عُمَرَ بَعْدَ عَامِي هَذَا؛ فَكَانَتْ أَوَّلَ نِسَاءِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحَاقَاً بِه " 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في الإِحْيَاءِ بَابِ ذَمِّ المَال: (1133)، الحِليَةُ لأَبي نُعَيم 0 طَبْعَةُ دَارِ الكِتَابِ العَرَبي ص: 54/ 2]

كَيْفَ كَانُواْ يَفْرَحُونَ بِالبَلاَء عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " دَخَلْتُ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَك؛ فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَيْه، فَوَجَدْتُ حَرَّهُ بَينَ يَدِي فَوْقَ اللِّحَاف، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَشَدَّهَا عَلَيْك!!

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّا ـ أَيْ مَعْشَرَ الأَنْبِيَاءِ ـ كَذَلِك، يُضَعَّفُ لَنَا البَلاَء، وَيُضَعَّفُ لَنَا الأَجْر " قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاَءً 00؟ قَالَ الأَنْبِيَاء، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ ثُمَّ مَنْ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ثمَّ الصَّالحُون؛ إِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيُبْتَلَى بِالفَقْر؛ حَتىَّ مَا يجِدُ أَحَدُهُمْ إِلاَّ العَبَاءةَ يحْوِيهَا ـ أَيْ يَمْلِكُهَا ـ وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيَفْرَحُ بِالبَلاَءِ كَمَا يَفْرَحُ أَحَدُكُمْ بِالرَّخَاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: (4024)، وَفي " الصَّحِيحَةِ " بِرَقْم: 144]

قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه: " لاَ يَبلُغُ الْعَبْدُ حَقِيقَةَ الإِيمَان: حَتىَّ يَعُدَّ الْبَلاَءَ نِعمَةً، وَالرَّخَاءَ مُصِيبَةً، وَحَتىَّ لاَ يُحِبَّ أَنْ يُحْمَدَ عَلَى عِبَادَةِ الله " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 435/ 8]

أَبُو الدَّرْدَاء، وَحَيَاةُ الفُقَرَاء عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ وَرَاءكُمْ عَقَبَةً كَؤُودَاً، لاَ يَجُوزُهَا المُثْقَلُون " 0 وَفي رِوَايَةٍ: " لاَ يَنْجُو مِنهَا إِلاَّ كُلُّ مُخِفّ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَفي الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2001، 2480]

يَعْني أَنَّ الدُّنيَا كَالعَقَبَةِ المُرْتَفِعَة: مَن خَفَّفَ حِمْلَهُ اجْتَازَهَا، وَمَن أَثْقَلَ حِمْلَهُ عَجَزَ عَنْ صُعُودِهَا، أَوْ كَالبَحْر: مَن خَفَّفَ حِمْلَهُ اجْتَازَهُ وَمَن أَثْقَلَ حِمْلَهُ غَرِق 00 عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّكُمْ في زَمَانٍ، يُغْبَطُ الرَّجُلُ فِيهِ عَلَى كَثْرَةِ مَالِهِ وَكَثْرَةِ عِيَالِه، وَسَيَأْتي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ؛ يُغْبَطُ الرَّجُلُ فِيهِ عَلَى قِلَّةِ عِيَالِه " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (285/ 7)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِيرِ]

صَفْحَةٌ مِنَ المَجَاعَاتِ الَّتي مَرَّ بِهَا المُسْلِمُونَ في الدَّوْلَةِ الْفَاطِمِيَّةِ وَالأَيُّوبِيَّة ضَرَبَ أَرْضَ مِصْرَ قَحْطٌ وَمجَاعَةٌ في عَهْدِ الخَلِيفَةِ الْعُبَيْدِيِّ المُسْتَنْصِرِ بِالله؛ حَتىَّ أَكَلَ النَّاسُ الجِيَفَ بَلْ وَلُحُومَ الآدَمِيِّيِنَ وَالْقِطَطَ وَالْكِلاَب، وَكَانَ مِن أَغْرَبِ عَمَّا أَفْضَى إِلَيْهِ أَمْرُ النَّاسِ في تِلْكَ الْفَتْرَةِ مَا قَرَأْنَاهُ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ لِلإِمَامِ الذَّهَبيِّ حَيْثُ قَال: " خَرَجَتِ امْرَأَة وَبِيَدِهَا مُدُّ لُؤْلُؤ لِتَشْتَرِيَ بِهِ مُدَّ قَمْح؛ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا أَحَد؛ فَرَمَتْهُ وَقَالَتْ: مَا نَفَعْتَني وَقْتَ الحَاجَة؛ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ يَلْتَقِطُه " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 191/ 15، 316/ 18]

وَقَالَ ابْنُ الأَثِيرِ في نَفْسِ الْفَتْرَةِ أَيْضَاً: اشْتَدَّ الْغلاَءُ حَتىَّ حُكِيَ أَنَّ امْرَأَةً أَكَلَتْ رَغِيفَاً بِأَلْفِ دِينَار، بَاعَتْ مَا قِيمَتُهُ أَلفُ دِينَارٍ بِثَلاَثمِاْئَةِ دِينَار؛ فَاشْتَرَتْ بِهَا جُوَالِقَ قَمْح؛ فَانْتَهَبَهُ النَّاس؛ فَنَهَبَتْ هِيَ مِنهُ فَحَصَلَ لَهَا مَا خَبَزَ رَغِيفَاً " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 192/ 15] وَفي عَهْدِ الصَّالِحِ إِسْمَاعِيلَ ضَرَبَ المَدِينَةَ قَحْطٌ شَدِيدٌ حَتىَّ أَكَلُواْ الجِيَف؛ حَتىَّ قِيلَ إِنَّ رَجُلاً مَاتَ في الحَبْسِ فَأَكَلُوه " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 190/ 23]

النِّعْمَةُ قَدْ تَكُونُ بَلاَءً، وَالبَلاَءُ قَدْ يَكُونُ نِعْمَة إِنَّ الغِنى لَيْسَ مُكَافَأَةً مِنَ اللهِ يُعْطِيهَا مَن أَحَبّ، وَإِلاَّ كَانَ أَوْلى النَّاسِ بهَذَا الحُبِّ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، كَمَا أَنَّ الفَقرَ لَيْسَ غَضَبَاً يُسَلِّطُهُ اللهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِن عِبَادِهِ كَلاَّ 00 فَالغِنى قَدْ يَكُونُ نِقْمَةً، وَالفَقْرُ قَدْ يَكُونُ نِعْمَة 00!! يَعْتَرِضُونَ عَلَى الفَقْرِ {وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيرَاً لأَسْمَعَهُمْ} {الأَنفَال: 23}

عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبُّ العِزَّةِ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِن عِبَادِي المُؤْمِنِينَ مَنْ لاَ يُصْلِحُهُ إِلاَّ الفَقْر، وَلَوْ أَغْنَيْتُهُ لأَفْسَدَهُ ذَلِك، وَإِنَّ مِن عِبَادِي المُؤْمِنِينَ مَنْ لاَ يُصْلِحُهُ إِلاَّ الغِنى، وَلَوْ أَفْقَرْتُهُ لأَفْسَدَهُ ذَلِك " 0 [ضَعَّفَهُ الأَلبَانيُّ في الضَّعِيفِ بِرَقْم: 75، وَابْنُ الجَوْزِيِّ في العِلَلَ المُتَنَاهِيَة: 45/ 1] {وَرُبمَا صَحَّتِ الأَجْسَامُ بِالعِلَلِ}

فَبِرَغْمِ أَنَّ الفَقْرَ مُذْ كَان، عَدُوُّ الإِنْسَان، إِلاَّ أَنَّهُ هُنَا: قَامَ مَقَامَ الصَّدِيقِ في المَنْفَعَة 00!! وَلَرُبَّمَا انْتَفَعَ الفَتى بِعَدُوِّهِ * كَالسُّمِّ أَحْيَانَاً يَكُونُ دَوَاءَا {الطِّغْرَائِيّ} وَرُبَّ امْرِئٍ إِذَا قُلْتَ لَهُ: " قَلِيلٌ يَكْفِيكَ خَيرٌ مِنْ كَثِيرٍ يُطْغِيكَ " قَال: " لَن أَتْرُكَ الطُّغْيَانَ يَسْتَبِدُّ بي، وَلكِنْ سَأُنْفِقُ مِنهُ عَلَى الفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِين 00؟! مَا أَدْرَاكَ يَا مِسْكِين 00 {إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُون} {النَّحْل: 74}

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {وَمِنْهُم مَّن عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ {75} فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَهُمْ مُعْرِضُون {76} فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقَاً في قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ {77} أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللهَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ} {التَّوْبَة} {فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ القَوْمُ الخَاسِرُون} {الأَعْرَاف: 99} أَمَّا إِنِ احْتَجَّ محْتَجٌّ بِقَوْلِهِ جَلَّ جَلاَلُهُ في نَفْسِ الحَدِيثِ السَّابِق: " وَإِنَّ مِن عِبَادِي المُؤْمِنِينَ مَنْ لاَ يُصْلِحُهُ إِلاَّ الغِنى، وَلَوْ أَفْقَرْتُهُ لأَفْسَدَهُ ذَلِك " 0

فَمَا أَدْرَاكَ أَنَّ اللهَ أَرَادَ بِالغِنى إِصْلاَحَك؟ فَرُبمَا أَغْنَاكَ لِتُفْسِدَ في الأَرْضِ وَاللهُ لاَ يحِبُّ الفَسَاد؛ أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَهُ جَلَّ جَلاَلُه: {إِنمَا نمْلِي لهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثمَاً} {آل عِمْرَان: 178} عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اللهُمَّ مَن آمَنَ بِكَ وَشَهِدَ أَنيِّ رَسُولُك؛ فَحبِّبْ إِلَيْهِ لِقَاءَك، وَسَهِّلْ عَلَيْهِ قَضَاءَك، وَأَقلِلْ لهُ مِنَ الدُّنيَا، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِكَ وَيَشْهَدْ أَنيِّ رَسُولُك؛ فَلاَ تحَبِّبْ إِلَيْهِ لِقَاءَك، وَلاَ تُسَهِّلْ عَلَيْهِ قَضَاءَك، وَكَثِّرْ لَهُ مِنَ الدُّنيَا " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (286/ 10)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ]

وَعَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الكَافِرَ إِذَا عَمِلَ حَسَنَةً؛ أُطْعِمَ بِهَا طُعْمَةً مِنَ الدُّنْيَا، وَأَمَّا المُؤْمِن: فَإِنَّ اللهَ يَدَّخِرُ لَهُ حَسَنَاتِهِ في الآخِرَة، وَيُعْقِبُهُ رِزْقَاً في الدُّنْيَا عَلَى طَاعَتِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2808 / عَبْد البَاقِي]

قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى في سُورَةِ الوَاقِعَةِ عَن أَصْحَابِ الشِّمَال: {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَال {41} في سَمُومٍ وَحَمِيم {42} وَظِلٍّ مِنْ يحْمُوم {43} لاَ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيم {44} إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُترَفِين} {الوَاقِعَة} وَعِنْدَمَا تَكَلَّمَ اللهُ عَنِ الإِفْسَادِ في الأَرْضِ ذَكَرَ أَوَّلَ مَا ذَكَرَ المُتْرَفِين فَقَالَ جَلَّ جَلاَلُه: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرَا} {الإِسْرَاء: 16}

الغِنى قَدْ يَكُونُ اسْتِدْرَاجَاً مِنَ الله عَن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا رَأَيْتَ اللهَ يُعْطِي العَبْدَ مِنْ الدُّنْيَا عَلَى مَعَاصِيهِ مَا يحِبّ؛ فَإِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاج " 00 ثُمَّ تَلاَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتىَّ إِذَا فَرِحُواْ بمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً} {الأَنعَام: 44} [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة بِرَقْمَيْ: 561، 413، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 17311]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّهُ لَيَأْتي الرَّجُلُ العَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ القِيَامَةِ لاَ يَزِنُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَة؛ اقْرَأُواْ: {فَلاَ نُقِيمُ لهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَزْنَا} {الكَهْف/105} [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (4729)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 2785] إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدَاً ابْتَلاَه قَدْ يُنعِمُ اللهُ بِالبَلْوَى وَإِن عَظُمَتْ * وَيَبْتَلِي اللهُ بَعْضَ النَّاسِ بِالنِّعَمِ {أَبُو تَمَّام}

وَسُبْحَانَ القَائِل: {فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبيِّ أَكْرَمَن {15} وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ {16} كَلاَّ} {الفَجْر} قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ في هَذِهِ الآيَة: " يَقُولُ جَلَّ جَلاَلُهُ مُنْكِرَاً عَلَى الإِنْسَانِ في اعْتِقَادِهِ إِذَا وَسَّعَ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ عَلَيْهِ في الرِّزْقِ لِيَخْتَبرَهُ في ذَلِك؛ فَيَعْتَقِدُ أَنَّ ذَلِكَ مِنَ اللهِ إِكْرَامٌ لَه، وَلَيْسَ كَذَلِك 00

وَإِذَا ابْتَلاَهُ اللهُ وَامْتَحَنَهُ، وَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ: أَيْ ضَيَّقَهُ؛ يَعْتَقِدُ العَبْدُ أَنَّ ذَلِكَ مِنَ اللهِ إِهَانَةٌ لَهُ، ثُمَّ قَالَ جَلَّ جَلاَلُه: " كَلاَّ " 00 أَي لَيْسَ الأَمْرُ كَمَا زَعَم، لاَ في هَذَا وَلاَ في ذَاك؛ فَإِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ يُعْطِي المَالَ مَن أَحَبَّ وَمَنْ لاَ يحِبّ " 0 [ابْنُ كَثِيرٍ في تَفْسِيرِهِ لِسُورَةِ الفَجْر 0 طَبْعَةُ دَارِ الفِكْر 0 بَيرُوت: 510/ 4]

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلاَقَكُمْ كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يحِبُّ وَمَنْ لاَ يحِبّ، وَلاَ يُعْطِي الدِّينَ إِلاَّ لمَن أَحَبّ، فَمَن أَعْطَاهُ اللهُ الدِّينَ فَقَدْ أَحَبَّه، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه؛ لاَ يُسْلِمُ عَبْدٌ حَتىَّ يَسْلَمَ قَلْبُهُ وَلِسَانُه، وَلاَ يُؤْمِنُ حَتىَّ يَأْمَنَ جَارُهُ بَوَائِقَه " 00 قَالُواْ: وَمَا بَوَائِقُهُ يَا نَبيَّ الله 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " غَشَمُهُ وَظُلْمُه، وَلاَ يَكْسِبُ عَبْدٌ مَالاً مِنْ حَرَامٍ فَيُنْفِقَ مِنْهُ؛ فَيُبَارَكَ لَهُ فِيه، وَلاَ يَتَصَدَّقُ بِهِ؛ فَيُقْبَلَ مِنْه، وَلاَ يَتْرُكُ خَلْفَ ظَهْرِهِ؛ إِلاَّ كَانَ زَادَهُ إِلى النَّار؛ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلّ: لاَ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالسَّيِّئ، وَلَكِنْ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالحَسَن، إِنَّ الخَبِيثَ لاَ يَمْحُو الخَبِيث " 0 [قَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ وَفي بَعْضِهِمْ خِلاَف: 228/ 10، وَصَحَّحَهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7301، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ وَأَحْمَدُ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3490، وَالبَيْهَقِيُّ في " الشُّعَب " بِرَقْم: 5524] إِقْبَالُ الدُّنيَا عَلَى العَبْدِ لَيْسَ لِرِضَى اللهِ عَلَيْه

عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال ـ حِينَ فَتَحَ اللهُ عَلَى المُسْلِمِينَ مَمْلَكَةَ الفُرْسِ بِمَا فِيهَا مِنْ قُصُورٍ وَخَزَائِن: " اللهُمَّ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَكَ كَانَ يحِبُّ أَنْ يُصِيبَ مَالاً، فَيُنْفِقَهُ في سَبِيلِكَ وَعَلَى عِبَادِكَ، فَزَوَيْتَ ذَلِكَ عَنهُ نَظَرَاً مِنْكَ لَهُ وَاخْتِيَارَا، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ يَكُونَ هَذَا مَكْرَاً مِنْكَ بِعُمَر، ثُمَّ بَكَى وَتَلاَ قَوْلَهُ جَلَّ جَلاَلُه: {أَيحْسَبُونَ أَنَّمَا نمِدُّهُمْ بِهِ مِن أَمْوَالٍ وَبَنِينَ {55} نُسَارِعُ لهُمْ في الخَيرَاتِ بَلْ لاَ يَشْعُرُون} {المُؤْمِنُون} [ابْنُ القَيِّمِ في " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِينَ " بِالبَابِ الثَّالِثِ وَالعِشْرِين، البَيْهَقِيُّ في سُنَنِهِ بِرَقْم: 12815]

إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ قَدْ يَرْضَى عَن عَبْدِهِ؛ فَيَحْرِمُهُ في الدُّنيَا لِيُعْطِيَهُ في الآخِرَة، وَقَدْ يَغْضَبُ عَلَى عَبْدِهِ؛ فَيُعْطِيهُ في الدُّنيَا لِيَحْرِمَهُ في الآخِرَة؛ فَلاَ تَنْظُرَنَّ إِلى الغَنيِّ فَتَسْتَكْثِرَ عَليْهِ مِنَ النِّعَم؛ فَإِنَّ اللهَ سَائِلُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِن أَيْنَ اكْتَسَبَهَا 00؟ وَفِيمَا أَنْفَقَهَا 00؟ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ؛ فَرَّقَ اللهُ عَلَيْهِ أَمْرَه، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَينَ عَيْنَيْه، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا كُتِبَ لَه، وَمَنْ كَانَتْ الآخِرَةُ نِيَّتَه؛ جَمَعَ اللهُ لَهُ أَمْرَه، وَجَعَلَ غِنَاهُ في قَلْبِه، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ " 0 [صَحَّحهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: (4105)، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 680]

وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَنْ كَانَتْ الآخِرَةُ هَمَّهُ: جَعَلَ اللهُ غِنَاهُ في قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَه، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَة، وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ: جَعَلَ اللهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْه، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَه، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا قُدِّرَ لَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: (2465)، وَفي الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 11456، 949]

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ جَعَلَ الهُمُومَ هَمَّاً وَاحِدَاً: هَمَّ المَعَاد؛ كَفَاهُ اللهُ هَمَّ دُنْيَاه، وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الهُمُومُ في أَحْوَالِ الدُّنْيَا؛ لَمْ يُبَالِ اللهُ في أَيِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَك " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (11134)، كَمَا حَسَّنَهُ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: 257، 4106] بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ {15} أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ في الآَخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} {هُود}

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِن أَصَابَهُ خَيرٌ اطْمَأَنَّ بِه، وَإِن أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ؛ خَسِرَ الدُّنيَا وَالآخِرَة، ذَلِكَ هُوَ الخُسْرَانُ المُبِين} {الحَجّ: 11} عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في هَذِهِ الآيَة: " كَانَ الرَّجُلُ يَقْدَمُ المَدِينَة، فَإِنْ وَلَدَتِ امْرَأَتُهُ غُلاَمَاً وَنُتِجَتْ خَيْلُهُ ـ أَيْ وَلَدَتْ ـ قَال: هَذَا دِينٌ صَالِح، وَإِنْ لَمْ تَلِدِ امْرَأَتُهُ وَلَمْ تُنْتَجْ خَيْلُه: قَالَ هَذَا دِينُ سَوء " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: 4742] لاَ حِيلَةَ في الرِّزْق

وَمِن عَجَائِبِ الرِّزْقِ وَالأَجَل؛ أَنَّ كِلاَهمَا لاَ تَنْفَعُ فِيهِ الحِيَل، فَلاَ حِيلَةَ في الرِّزقِ وَلاَ شَفَاعَةَ في المَوْت؛ وَإِلاَّ مَاتَ عَاجِزُ الرَّأْيِ مِنْ قِلَّةِ الحِيلَة، وَلَمَا انهَالَتْ عَلَى أَهْلِ الحُمْقِ وَالفِسْقِ شَآبِيبُه!! فَمِنَ الدَّلِيلِ عَلَى القَضَاءِ وَحُكْمِهِ * بُؤْسُ اللَّبِيبِ وَطِيبُ عَيْشِ الأَحْمَقِ {الإِمَامُ الشَّافِعِيّ} الرِّزْقُ يَتْرُكُ طَرْقَ بَابِ أُولي النُّهَى * وَيَبِيتُ بَوَّابَاً بِبَابِ الأَحْمَقِ ********* فَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِفَضْلِهِ * وَاللهُ يَعْلَمُ حَيْثُ يجْعَلُ رِزْقَهُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} وَلَوْ كَانَتِ الأَرْزَاقُ بِالعَقْلِ قَدْرُهَا * هَلَكْنَ إِذَنْ مِنْ جَهْلِهِنَّ البَهَائِمُ {أَبُو تَمَّام 0 بِتَصَرُّف} مَلِكُ المُلُوكِ إِذَا وَهَبْ * لاَ تَسْأَلَنَّ عَنِ السَّبَبْ

فَسُبْحَانَ مَنْ يُدَبِّرُ شُؤُونَ عِبَادِهِ وَيُقَسِّمُ أَرْزَاقَهُمْ، حَتىَّ المَلَكُ المُوَكَّلُ بِالأَرْزَاق؛ لَيْسَ لَهُ مِنَ الأَمْرِ شَيْء، وَلَوْ أُذِنَ لَهُ لَقَال: لاَ الأَمْرُ أَمْرِي وَلاَ التَّدْبِيرُ تَدْبِيرِي * وَلاَ الأُمُورُ الَّتي تجْرِي بِتَقْدِيرِي تَبَارَكْتَ يَا رَبّ 00 فَمَا شِئْتَ يَجْرِي وَإِنْ لَمْ أَشَأْ * وَمَا شِئْتُ ما لَمْ تَشَأْ لَمْ يَكُن فَسُبْحَانَ رَبِّى عَلَى حِكْمَةٍ * يحَارُ لَهَا كُلُّ إِنْسٍ وَجِنّ ********* حِوَارٌ بَينَ العَقْلِ وَالحَظّ وَمِمَّا قِيلَ في ذَلِكَ مِنَ الأَمْثَالِ وَالأَسَاطِير: " اسْتَأْذَنَ العَقْلُ عَلَى الحَظِّ فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ؛ فَقَال العَقْل: لِمَ لَمْ تَأْذَنْ لي 00؟! قَالَ الحَظّ: لأَنَّكَ تحْتَاجُ إِليَّ وَلاَ أَحْتَاجُ إِلَيْك " 0

[لمَيْدَانيُّ في " مجْمَعِ الأَمْثَالِ " بِطَبْعَةِ دَارِ المَعْرِفَة 0 بَيرُوت 0 ص: 459/ 2] وَالنَّاسُ في طَلَبِ المَعَاشِ وَإِنَّمَا * بِالحَظِّ يُرْزَقُ مِنهُمُ مَنْ يُرْزَقُ كَمْ ضَيِّقٍ في العَقْلِ رِزْقُهُ وَاسِعٌ * كَمْ وَاسِعٍ في العَقْلِ رِزْقُهُ ضَيِّقُ {صَالحُ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوس} يَا طَالِبَ الرِّزْقِ لَيْسَ الرِّزْقُ بِالحِيلِ * الرِّزْقُ في اللَّوْحِ مَكْتُوبٌ مَعَ الأَجَلِ فَلَوْ صَبَرْنَا لَكَانَ الرِّزْقُ يَطْلُبُنَا * لَكِنَّهُ خُلِقَ الإِنْسَانُ مِن عَجَلِ ********* فَلوْ كَانَتِ الأَرْزَاقُ تَأْتِي بِقُوَّةٍ * لَمَا أَكَلَ العُصْفُورُ شَيْئَاً مَعَ النَّسْرِ الطُّيُورُ وَالبَهَائِمُ تَعْمَل، وَابْنُ آدَمَ يُرِيدُ أَنْ يُرْزَقَ مِن غَيرِ أَنْ يَعْمَل

وَيُرْوَى أَنَّ رَجُلاً كَانَ يَعْمَلُ حَطَّابَاً، يَكُدُّ وَيَتْعَبُ وَيَعْرَق؛ لِيَأْتيَ آخِرَ اليَوْمِ إِلى أَوْلاَدِهِ بِالقُوتِ وَقَدْ هَدَّهُ التَّعَب، فَمَكَثَ أَيَّامَاً لاَ يخْرُجُ إِلى عَمَلِه؛ حَتىَّ جَاعَ أَوْلاَدُهُ وَبَدَتْ عَلَيْهِمْ أَمَارَاتُ الفَاقَةِ وَالجُوع؛ فَشَكَا أَقْرِبَاؤُهُ إِلى رَجُلٍ حَكِيمٍ كَانَ يَتَرَدَّدُ عَلَيْه، فَأَتَاهُ وَقَالَ لَه: مَا الَّذِي أَقْعَدَكَ في البَيْتِ يَا فُلاَن 00؟!

قَالَ كُنْتُ أَحْتَطِبُ ذَاتَ يَوْمٍ كَعَادَتي، فَرَأَيْتُ في أَحَدِ الأَمَاكِنِ البَعِيدَةِ عَنِ العُمْرَان، غرَابَاً جَنَاحَاهُ مَكْسُورَان، مُقَطَّعَ السِّيقَان، عَاجِزاً عَنِ الطَّيرَان، يَبْدُو كَالمَيِّتِ وَمَا هُوَ بِمَيِّت، لَكِني كُنْتُ عَلَى يَقِينٍ مِن أَنَّهُ سَيَمُوتُ إِن عَاجِلاً أَوْ آجِلاً، فَمَضَى بي مِنَ الأَيَّامِ مَا مَضَى، ثمَّ أَتَيْتُ إِلى ذَلِكَ المَكَان؛ فَقُلتُ أَنْظُرُ مَا فَعَلَ الغُرَاب، فَوَجَدْتُهُ كَمَا هُوَ عَلَى قَيْدِ الحَيَاةِ لَمْ يمُتْ؛

فَقُلْتُ في نَفْسِي: إِنَّ لِهَذَا الغُرَابِ لَشَأْناً؛ فَقَعَدْتُ مِنهُ غيرَ بَعِيدٍ، وَقُلْتُ أَنْظُرُ حَالَهُ العَجِيب، فَبَيْنَمَا شَمْسُ الأَصِيلِ قَدْ آذَنَتْ بِالمَغِيبِ؛ إِذْ بَعَثَ اللهُ غُرَابَاً يَبْحَثُ في الأَرْض، فَأَعْطَى ذَلِكَ الغُرَابَ العَاجِزَ كِسْرَةً مِنَ الخُبْز، كَانَ يَقْضِمُ عَلَيْهَا بِفَمِه؛ فَقُلْتُ في نَفْسِي: وَاللهِ إِنَّ الَّذِي رَزَقَ هَذَا الغُرَابَ العَاجِز؛ لَقَادِرٌ عَلَى أَنْ يَرْزُقَني، فَرَجَعْتُ إِلى بَيْتي وَقَعَدْتُ فِيهِ كَمَا تَرَى 00!!! هُنَا قَالَ لَه الحَكِيم، وَقَدِ اسْتَوْعَبَ تمَامَاً مَا سَمِعَ: وَلِمَ اخْتَرْتَ لِنَفْسِكَ أَنْ تَكُونَ الغُرَابَ العَاجِز؟! وَلِمَ تخْتَرْ أَنْ تَكُونَ الغُرَابَ القَوِيّ 00؟!! شَاعِرٌ وَأَمِير

أَمَا تَرَيْنَ الدُّجَى لُمَّتْ غَدَائِرُهُ * سُودَاً فَحَوَّلَهَا نُورُ الضُّحَى شُقُرَا وَالرِّيحُ تَنْفُخُ نَايَاتِ الْغُصُونِ عَلَى * سَمْعِ الْوُرُودِ فَتُخْرِجُهُ نَدَىً عَطِرَا إِيَّاكِ أَنْ تَجْعَلِي في الحُبِّ خَمْرَتَنَا * خَلاًّ أَوَ انْ تَجْعَلِي فِرْدَوْسَنَا سَقَرَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِنيِّ امْرُؤٌ مُغْرَمٌ بِالحُسْنِ يَا قَمَرِي * لاَ حَظَّ لي مِنهُ إِلاَّ لَذَّةَ النَّظَرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَكُنْتُ أَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ كَالْبَشَرِ * فَصِرْتُ أَمْشِي عَلَى رِجْلٍ مِنَ الشَّجَرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لاَ دَرَّ دَرُّ بَيَاضِ الشَّيْبِ إِنَّ لَهُ * في أَعْيُنِ الغِيدِ مِثْلَ الوَخْزِ بِالإِبَرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَالَ بَلَى يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين، فَقَالَ لَهُ: مَا أَرَاكَ إِلاَّ قَدْ سَعَيْتَ لَهُ؛ فَكَرِهَ عُرْوَةُ أَنْ يُكَذِّبَ شِعْرَه؛ فَخَرَجَ مِن عِنْدِه، فَأَرْسَلَ الخَلِيفَةُ في إِثْرِهِ رَسُولاً يَلْحَقُ بِهِ فَلَمْ يُدْرِكْهُ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِأَلفِ دِينَار، فَلَمَّا أَتَاهُ الرَّسُول قَالَ لَهُ عُرْوَة: قُل لأَمِيرِ المُؤْمِنِين: الأَمْرُ عَلَى مَا قُلْتُ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين؛ قَدْ سَعَيْتُ إِلَيْهِ فَأَعْيَتْني مُطَالَبَتي، وَقَعَدْتُ عَنهُ فَأَتَاني بِلاَ تَعَبِ 00!! [الأَبْشِيهِيُّ في " المُسْتَطْرَفِ مِنْ كُلِّ فَنٍّ مُسْتَظْرَف " بِشَيْءٍ مِنَ التَّصَرُّف 0 الفَصْلُ الثَّاني في القَنَاعَةِ وَالرِّضَا بِمَا قَسَمَ الله] فَمَهْمَا زِدْتَ في طَلَبِكْ * فَرِزْقُكَ سَوْفَ يَلْحَقُ بِكْ

وَشَكَا رَجُلٌ إِلى أَحَدِ الصَّالحِينَ كَثْرَةَ عِيَالِهِ فَقَالَ لَه: انْظُرْ مِن عِيَالِكَ مَنْ كَانَ رِزْقُهُ لَيْسَ عَلَى اللهِ فَحَوِّلهُ إِلى مَنزِلي00!! وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِر وَأُصِيبَ أَعْرَابيٌّ في نَاقَتِهِ الَّتي مِنهَا قُوتُهُ وَقُوتُ عِيَالِه؛ فَرَفَعَ يَدَيْهِ إِلى السَّمَاءِ وَقَال: أَيْ رَبّ، رِزْقِي أَنَا وَعِيَالي عَلَيْك؛ فَاصْنَعْ مَا شِئْت 00!! وَيَرْحَمُ اللهُ مَنْ قَال: حَتىَّ مَتى أَنْتَ في حِلٍّ وَتَرْحَالِ * وَطُولِ سَعْيٍ وَإِدْبَارٍ وَإِقبَالِ وَلَوْ قَنِعْتَ أَتَاكَ الرِّزْقُ في دَعَةٍ * إِنَّ الغِنى في القُنُوعِ وَلَيْسَ في المَالِ فَدَعْ أُمُورَكَ تجْرِي في أَعِنَّتِهَا * وَلاَ تَبِيتَنَّ إِلاَ خَاليَ البَالِ مَا بَينَ غَمْضَةِ عَينٍ وَانْتِبَاهَتِهَا * يُبَدِّلُ اللهُ مِن حَالٍ إِلى حَالِ

{وَفي دَعَةٍ: أَيْ في رَاحَةٍ بِدُونِ تَعَب 0 أَبُو الْعَتَاهِيَةِ بِتَصَرُّف، بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَخِير} لَوْ كَانَ المَالُ يَنْفَعُ في كُلِّ شَيْءٍ لَنَفَعَتْ قَارُونَ أَمْوَالُه

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ، وَآتَيْنَاهُ مِنَ الكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتحَهُ لَتَنُوءُ بِالعُصْبَةِ أُولي القُوَّة إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفرَحْ إِنَّ اللهَ لاَ يحِبُّ الفَرِحِين {76} وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنيَا، وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْك، وَلاَ تَبْغِ الفَسَادَ في الأَرْض؛ إِنَّ اللهَ لاَ يحِبُّ المُفْسِدِين {77} قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي، أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَن هُوَ أَشَدُّ مِنهُ قُوَّةً وَأَكثَرُ جَمْعَا، وَلاَ يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ المجْرِمُون {78} فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ في زِينَتِه، قَالَ الذِينَ يُرِيدُونَ الحَيَاةَ الدُّنيَا

يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيم {79} وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ العِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللهِ خَيرٌ لمَن آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً، وَلاَ يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُون {80} فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنْتَصِرِين {81} وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمِنْ يَشَاءُ مِن عِبَادِهِ وَيَقْدِر، لَوْلاَ أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا لخَسَفَ بِنَا، وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الكَافِرُون {82} تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوَّاً في الأَرْضِ وَلاَ فَسَادَا، وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِين} {القَصَص}

فَيَا إِخْوَانِي حَفِظَكُمُ اللهُ؛ لَوْ كَانَ المَالُ يَنْفَعُ في كُلِّ شَيْءٍ لنَفَعَتْ قَارُونَ أَمْوَالُهُ حِينَ خَسَفَ اللهُ بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ عِنْدَمَا طَغَى وَبَغَى 00!! أَحْفَادُ قَارُون وَلاَ زَالَتْ تَعِيشُ بَيْنَنَا بَقِيَّةٌ مِن أَبْنَاءِ قَارُون، يَأْكُلُونَ مَا تَشْتَهِي النُّفُوس، وَيَلْبِسُون أَحْسَنَ مَلْبُوس، وَيُعَلِّقُونَ فَقْرَ النَّاسِ عَلَى أَوْتَادٍ؛ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا في السَّمَاء 00!! إِنِ اسْتَوَواْ فَسِكِّين، وَإِنِ اعْوَجُّواْ فَمِنْجَل، يَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَل 00!! وَذَلِكَ لأَنَّهُمُ اتخَذُواْ الدُّنيَا مُسْتَعْمَرَة، وَلَمْ يَتَّخِذُوهَا قَنْطَرَة، إِلى بَرِّ الآخِرَة 0 يَقُولُ ابْنُ القَيِّمِ في كِتَابِهِ القَيِّم / عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِين:

" وَقَدْ عُرِضَتْ الدُّنيَا عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحَذَافِيرِهَا، فَوَكَزَهَا في صَدْرِهَا بِاليَدَينِ وَردَّهَا عَلَى عَقِبَيْهَا، ثمَّ عُرِضتْ بعْدهُ عَلَى أَصْحَابِهِ وَتَعَرَّضَتْ لهُمْ؛ فَمِنهُمْ مَنْ سَلَكَ سَبيلَهُ وَأَمَاطَهَا عَنهُ وَهُمُ القَلِيل، وَمِنهُمْ مَنِ استَعْرَضَهَا وَقَالَ مَا فِيكِ 00؟

قَالَتْ فيَّ الحَلاَلُ وَالشُّبهَةُ وَالمَكرُوهُ وَالحَرَام 00 فَقَالُواْ: هَاتي حَلاَلَكِ وَلاَ حَاجَةَ لَنَا في البَاقِي، فَأَخَذُواْ حَلاَلَهَا، ثمَّ تَعَرَّضَتْ لِمَنْ بَعدَهُمْ، فَطَلَبُواْ حَلاَلَهَا فَلَمْ يَجِدُوه، فَطَلَبُواْ مَكرُوهَهَا وَشُبَهَهَا فَقَالَتْ: قَدْ أَخَذَهُ مَنْ قَبلَكُمْ، فَقَالواْ: هَاتي حَرَامَكِ، فَأَخَذُوه، فَطَلَبَهُ مَنْ بَعْدَهُمْ فَقَالَتْ: هُوَ في أَيْدِي الظَّلَمَةِ قَدِ اسْتَأَثَرواْ بِهِ عَلَيْكُمْ، فَتَحَيَّلواْ عَلَى تحْصِيلِهِ مِنهُمْ بِالرَّغبَةِ وَالرَّهبَة؛ فَلاَ يمُدُّ فَاجِرٌ يَدَهُ إِلى شَيْءٍ مِنَ الحرَام؛ إِلاَّ وَجَدَ أَفْجَرَ مِنهُ وَأَقْوَى قَدْ سَبَقَهُ إِلَيْه " 00!! [ابْنُ القَيِّمِ في " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِينَ " بِالبَابِ الثَّالِثِ وَالعِشْرِين]

عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ـ قَالَهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثَاً ـ ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَهُمْ قَوْمٌ؛ يَشْهَدُونَ وَلاَ يُسْتَشْهَدُون ـ أَيْ يَشْهَدُونَ وَلَيْسُواْ أَهْلاً لِلشَّهَادَة ـ وَيخُونُونَ وَلاَ يُؤْتَمَنُون، وَيَنْذِرُونَ وَلاَ يَفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَن " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6428، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2535، وَالحَدِيثُ في الكَنْزِ بِرَقْم: 32453، 32457] يَشْهَدُونَ وَلاَ يُسْتَشْهَدُون: أَيْ يَشْهَدُونَ وَلَيْسُواْ أَهْلاً لِلشَّهَادَة، أَوْ يَعْرِضُونَ الشَّهَادَةَ مِن غَيرِ أَنْ يُطْلَبَ مِنهُمْ 0

وَهَذِهِ الفِئَةُ مِنْ شِرَارِ الأَغْنِيَاء، سَمَّاعُونَ لِلكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْت ـ أَيِ الكَسْبِ الحَرَام ـ عَصَا مُوسَى الْتِهَامَا، وَحُوتُ يُونُسَ الْتِقَامَا 00!! أَيَشْتَكِي الفَقْرَ غَادِينَا وَرَائِحُنَا * وَنحْنُ نمْشِى عَلَى أَرْضٍ مِنَ الذَّهَبِ رَحِمَ اللهُ الفارُوقَ عُمَر، الَّذِي مَا كَانَ يَشْبَعُ وَفي المُسْلِمِينَ جَائِع، وَلاَ يَكْتَسِي وَفي المسْلِمِينَ حُفاةٌ عُرَاةٌ مُشرَّدُونَ بِالشَّوَارِع، يَنَامُونَ عَلى الأَرْصِفَة، أَجْسَادُهُمْ عَارِيَة، وَبُطُونُهُمْ خَاوِيَة، وَثِيَابُهُمْ بَالِيَة، فَالأَثْرِيَاءُ اليَوْمَ يَزْدَادُونَ ثَرَاءً، وَالفُقَرَاءُ يَزْدَادُونَ فَقْرَاً 00!! قَوْمٌ يَبْحَثُونَ عَنِ المَلاَلِيمِ وَلاَ يجِدُونَهَا، وَقَوْمٌ مَعَهُمُ المَلاَيِينُ وَيُبَدِّدُونَهَا 00!!

فِئَةٌ تَبْحَثُ بِكُلِّ وَسِيلَةٍ عَنِ المَالِ مِنْ شِدَّةِ الفَاقَة، وَأُخْرَى تُرِيدُ بِكُلِّ وَسِيلَةٍ إِنْفَاقَة 00!! تَبَّاً لهَا مِنْ دُنيَا 00 تحْرِمُ الفُقَرَاءَ وَتُعْطِي الأَغْنِيَاء 00!! أَلاَ إِنمَا الأَيَّامُ تجْرِي عَلَى الوَرَى * فَتَحْرِمُ ذَا كَدٍّ وَتُكْرِمُ مَنْ تَرَى {محْمُود سَامِي البَارُودِي بِتَصَرُّف} " فِيهْ نَاسْ بِتِتْعَبْ مِن غِيرْ مَا تِكْسَبْ * وِنَاسْ بِتِكْسَبْ مِن غِيرْ مَا تِتْعَبْ " {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} مَا النَّاسُ إِلاَّ عَامِلاَنِ فَعَامِلٌ * قَدْ مَاتَ مِن عَطَشٍ وَآخَرُ يَغْرَقُ {صَالحُ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوس} جَرَتْ سُنَّةُ اللهِ مِن عَهْدِ نُوحْ * شُعُوبٌ تجِيءوَأُخْرَى تَرُوحْ وَدُنيَا تَضِجُّ بسُكَّانهَا * فَهَذَا يُغَني وَهَذَا يَنُوحْ *********

فَمَتى بَنى بَانٍ حَقِيقَةَ أَمْرِنَا * جَعَلَ المَآتِمَ حَائِطَ الأَفْرَاحِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} يَقُولُ صَاحِبُ الإِحْيَاء، في أَمْثَالِ هَؤُلاَء، مِنَ الأَغْنِيَاءِ الأَغْبِيَاء: " فَقَدْ رَأَيْنَاهُمْ وَاللهِ اشْتَرَوا الأَمَانَةَ بِأَمْوَالهمْ، فَأَصَابُواْ آلاَفَاً، مَاذَا صَنَعُواْ بِهَا 00؟! وَسَّعُواْ بهَا دُورَهُمْ، وَضَيَّقُواْ قُبُورَهُمْ، أَسْمَنُواْ بَرَاذِينَهُمْ، وَأَهزَلُواْ دِينَهُمْ ـ بَرَاذِينُهُمْ أَيْ بِغَالهُمْ ـ وَأَتعَبُواْ أَنْفُسَهُمْ بِالغُدُوِّ وَالرَّوَاح إِلى بَابِ السُّلطَان، يَتَعَرَّضُونَ للبَلاَء، وهُمْ مِنَ اللهِ في عَافِيَة، يَقُولُ أَحَدُهُمْ: تَبِيعُني أَرْضَ كَذَا؛ وَأَزِيدُكَ كَذَا وَكَذَا 00؟

يَتَّكِئُ عَلَى شِمَالِه، وَيَأْكُلُ مِن غَيرِ مَالِه، حَدِيثُهُ سُخْرَة، وَمَالُهُ حَرَام، حَتىَّ إِذَا أَخَذَتْهُ الكِظَّةُ ـ أَيِ التُّخْمَةُ ـ وَنَزَلَتْ بِهِ البِطْنَة؛ قَالَ يَا غُلاَم؛ ائْتِني بِشَيْءٍ أَهْضِمُ بِهِ طَعَامِي، يا لُكَع 00 أَطَعَامَكَ تَهْضِمُ أَمْ دِينَك 00؟! أَيْنَ حَقُّ الفَقِير، أَيْنَ حَقُّ الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِين، أَيْنَ حَقُّ اليَتِيمِ الَّذِي أَوْصَاكَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ خَيْرَا "؟ [الإِحْيَاءُ بَابُ فَوَائِدِ الجُوع: 969] الحَدِيثُ عَنِ الفَقِيرِ وَالمحْتَاج؛ يَتَسَبَّبُ لِبَعْضِ الأَغْنِيَاءِ في إِزْعَاج كُلُواْ وَاشْرَبُواْ أَيُّها الأَغْنيَاءُ * وَإِنْ مَلأَ السِّكَكَ الجَائِعُون وَلاَ تَلْبِسُواْ الثَّوْبَ إِلاَّ جَدِيدَاً * وَإِنْ لَبِسَ الخِرَقَ البَائِسُون

وَحُوطُواْ قُصُورَكُمُ بِالرِّجَالِ * وَحُوطُواْ رِجَالَكُمُ بِالحُصُون فَلاَ يَنْظُرُواْ لِلجِيَاعِ الضِّيَاعِ * وَلاَ يَنْظُرُواْ للَّذِي تَصْنَعُون وَإِنْ سَاءَكُمْ أَنهُمْ في الوُجُودِ * وَأَزْعَجَكُمْ أَنَّهُمْ يَصْرُخُون مُرُواْ فَتَصُولَ الجنُودُ عَلَيْهِمْ * تُعَلِّمُهُمْ كَيْفَ فَتْكُ المَنُون فَهُمْ مُعْتَدُونَ وَهُمْ مجْرِمُونَ * وَهُمْ مُقْلِقُونَ وَهُمْ مُزْعِجُون إِذَا الجُنْدُ لَمْ يَحْرُسُوكُمْ وَأَنْتُمْ * كِرَامُ البِلاَدِ فَمَنْ يحْرُسُون وَإِن هُمُ لَمْ يَقْتُلُواْ الأَشْقِيَاءَ * فَيَا لَيْتَ شِعْرِيَ مَنْ يَقْتُلُون وَلاَ يُحْزِنَنَّكُمُ مَوْتهُمْ * فَإِنَّهُمُ لِلشَّقَا يُخْلَقُون وَيَا فُقَرَاءُ لِمَاذَا التَّشَكِّي * دَعُواْ الأَغْنِيَاءَ وَمَا يَكْنِزُون فَكَنزُ القَنَاعَةِ يَكْفِيكُمُ * أَلاَ تَسْتَحُونَ أَلاَ تخْجَلُون

{إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف} فُقَرَاء، لَكِنْ ظُرَفَاء وَاسْتمِعْ مَعِي لِهَذَا الشَّاعِرِ الَّذِي بَلَغَ مِنْْ فَرْطِ قَنَاعَتِهِ أَنْ مَدَحَ الفَقْرَ عَلَى عِلاَتِهِ وَذَمَّ الْغِنى فَقَال: أَقُولُ لنَفْسِي وَيحَكِ المَالُ نَافعٌ * فَتُقْسِمُ أَنَّ الأَجْرَ وَالزُّهْدَ أَنْفَعُ لَعَمْرُكَ مَهْمَا يَرْتَفِعْ صَاحِبُ الغِنى * فَإِنَّ أُولي الإِخْلاَصِ وَالزُّهْدِ أَرْفَعُ بَلْ وَصَارَ يَفْخَرُ ـ رَغْمَ فَقْرِهِ ـ عَلَى الغَنيِّ وَيَقُولُ لَه: أَرَدْتَ عَلَيَّ تَفْتَخِرُ * بمَالِكَ أَنْتَ غَبيُّ فَأَنْتَ إِلَيْهِ مفْتَقِرُ * وَأَنَا عَنهُ غَنيُّ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} غَنيٌّ بِلاَ مَالٍ عَنِ النَّاسِ كُلِّهِمْ * وَليْسَ الغِنى إِلاَّ عَنِ الشَّيْءِ لاَ بِهِ مَنْ كَثُرَ مَالُهُ؛ كَثُرَتْ همُومُه

إِنَّ مَنْ كَثُرَ مَالُه؛ كَثُرَتْ همُومُه 00 كَمْ مِن غَنيٍّ عِنْدَهُ الأَمْوَالُ أَكْوَام، وَعَيْنُهُ لاَ تَنَام 00!! وَالسَّعَادَةُ الحَقِيقِيَّةُ لَيْسَتْ في المَال، إِنمَا هِيَ في رَاحَةِ البَال، وَاسْمَعُواْ مَعِي ـ يَا أَهْلَ العُقُول ـ لهَذَا الشَّاعِرِ مَاذَا يَقُول: إِني نَظَرْتُ إِلى الحَمَائِمِ في الرُّبَى * فَعَجِبْتُ مِن حَالِ الأَنَامِ وَحَالِهَا فَغَبطْتُهَا في أَمْنِهَا وَسَلاَمِهَا * وَوَدِدْتُ لَوْ أُعْطِيتُ رَاحَةَ بَالِهَا وَجَعَلْتُ مَذْهَبَهَا لِنَفْسِيَ مَذْهَبَاً * وَنَسَجْتُ أَخْلاَقِي عَلَى مِنوَالِهَا رَاحَةُ البَال: خَيرٌ مِنْ كَثْرَةِ المَال

وَرُوِيَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ رَحِمَه اللهُ أَنَّهُ قَال: " اخْتَارَ الفُقَرَاء؛ ثَلاَثَةَ أَشْيَاء، وَاخْتَارَ الأَغْنِيَاء؛ ثَلاَثَة أَشْيَاء، اخْتَارَ الفُقَرَاء: رَاحَةَ البَدَن، وَفَرَاغَ القَلْب، وَخِفَّةَ الحِسَاب، وَاخْتَارَ الأَغْنِيَاء: تَعَبَ البَدَن، وَشُغْلَ القَلْب، وَشِدَّةَ الحِسَاب " 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " بَابِ فَضِيلَةِ الفَقرِ عَلَى الغِني: 1561] فَرَاحَة البَال؛ ثَرْوَةٌ لاَ تُقَدَّرُ بِمَال، أَبْصَرَهَا ذَلِكَ الشَّاعِرُ فَقَال: وَطَائِرٌ صَغِيرْ * يجْلِسُ فَوْقَ العُشّ كَأَنَّهُ أَمِيرْ * يجْلِسُ فَوْقَ العَرْش ********* لاَ أَحَدَ يَقَعُ مِنْ فَوْقِ الحَصِيرَة وَمَا أَظْرَفَ قَوْلِ هَذَا الأَعْرَابيّ: خَرَجْتُ مِنَ المَنَازِلِ وَالقِبَابِ * فَلَمْ يَصْعُبْ عَلَي أَحَدٍ حِجَابِي

وَمَا حَاسَبْتُ يَوْمَاً قَهْرَمَانَاً * محَاسَبَةً فَغَالَطَ في حِسَابِي وَلاَ خِفْتُ الذِّئَابَ عَلَى نِعَاجِي * وَلاَ خِفْتُ اللُّصُوصَ عَلَى دوابِّي فَمَنزِليَ الفَضَاءوَسَقْفُ بَيْتي * سَمَاءُ اللهِ أَوْ قِطَعُ السَّحَابِ فَأَنْتَ إِذَا أَرَدْتَ دَخَلْتَ بَيْتي * وَأَنْتَ إِذَا أَرَدْتَ قَرَعْتَ بَابِي فَهَذَا هُوَ حَالُ الفَقِير 00 يَبِيتُ مِلْءَ جُفُونِهِ؛ لأَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَهُ مَا يخَافُ عَلَيْه 00!! وَصَدَقَ مَنْ قَالَ في الأَمْثَال: " لاَ أَحَدَ يَقَعُ مِنْ فَوْقِ الحَصِيرَة " 00 أَيْ مَا جَلَبَ المَضَرَّة؛ إِلاَّ النَّوْمُ عَلَى الأَسِرَّة: وَهِيَ كِنَايَةٌ عَنِ التَّرَفِ وَالرَّفَاهِيَة، وَالفَخْفَخَةِ المُغَالِيَة 00!! صَعَالِيكُ الشُّعَرَاء وَقَالَ أَحَدُ الشُّعَرَاءِ؛ في بَائِسٍ مِنَ البُؤَسَاء:

شَاعِرٌ مِنْ يَوْمِهِ صِفْرُ اليَدِ * غَارِقٌ في دَيْنِهِ لِلأَبَدِ مَنْ رَآهُ قَالَ كَمْ ثَرْوَتُهُ * وَهْيَ صِفْرٌ عَنْ شِمَالِ العَدَدِ يُنْفِقُ في يَوْمِهِ مَا عِنْدَهُ * تَارِكَاً للهِ تَدْبِيرَ الغَدِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} وَبَاتَ أَعْرَابِيٌّ هُوَ وَكَلبُهُ جَائِعَيْن، حَتىَّ عَوَى كَلْبُهُ طِوَالَ اللَّيْلِ مِنْ شِدَّةِ الجُوع، وَمَعَ ذَلِكَ رَأَى في نَفْسِهِ أَمِيرَاً لِلمُؤْمِنِينَ فَأَنْشَأَ يَقُول: تَشَكَّى إِليَّ الكَلبُ شِدَّةَ مَا بِهِ * وَبي مِثْلُ مَا بِالكَلْبِ أَوْ بيَ أَكْثَرُ كَأَنيِّ أَمِيرُ المُؤْمِنِِينَ مِنَ الغِنى * وَأَنْتَ كَأَنَّكَ حِينَ تَسْأَلُ جَعْفَرُ أَيْ بِرَغْمِ فَقْرِنَا وَجُوعِنَا؛ فَإِنَّكَ جَعَلْتَني مِن حَيْثُ لاَ تَدْرِي أَمِيرَاً لِلْمُؤمِنِين؛ بِرَفْعِكَ إِليَّ حَاجَتَك، كَمَا يَرْفَعُ النَّاسُ حَوَائِجَهُمْ إِلَيْه " 0

البُحْتُرِيُّ الشَّاعِر وَتُذَكِّرُنِي هَذِهِ الحَادِثَةُ أَيْضَاً؛ بحَادِثَةٍ مُشَابِهَةٍ حَدَثَتْ مَعَ البُحْتُرِيِّ الشَّاعِر: كَانَ بِالصَّحْرَاءِ وَقَدِ اشْتَدَّ بِهِ الجُوع، وَبِيَدِهِ حَرْبَة، يَنْتَظِرُ أَنْ يَتَعَطَّفَ عَلَيْهِ غَزَالٌ فَيَقْتُلَهُ وَيَأْكُلَه، فَطَلَعَ عَلَيْهِ ذِئْبٌ يُرِيدُ أَنْ يَأْكُلَه، فَقَالَ في نَفْسِهِ: أَنَا جَائِعٌ أُرِيدُ غَزَالاً آكُلُه، وَأَنْتَ يَا ذِئْبُ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَني 00؟! فَطَعَنَهُ بِالحَرْبَةِ فَأَنْفَذَه، ثُمَّ رَقَّ إِلَيْهِ بَعْدَ قَتْلِهِ فَرَثَاهُ قَائِلاً: طَوَاهُ الطِّوَى حَتىَّ لَقَدْ مَلَّ عَيْشَهُ * فَمَا فِيهِ إِلاَّ العَظْمُ وَالرُّوحُ وَالجِلدُ رَآنِي وَبِي مِنْ شِدَّةِ الجُوعِ مَا بِهِ * بِبَيْدَاءَ لَمْ تُعْرَفْ بِهَا عِيشَةٌ رَغْدُ

فَمَا ازْدَادَ إِلاَّ جُرْأَةً وَصَرَامَةً * وَأَيْقَنْتُ أَنَّ الأَمْرَ مِنهُ هُوَ الجِدُّ فَأَعْلَنْتُهَا حَرْبَاً ضَرُوسَاً وَصَيْحَةً * وَلَمْ يُثْنِني عَنهُ وَعِيدٌ وَلاَ وَعْدُ وَأَوْغَرْتُهُ رُمحِي فَجَاءَ بِمَقْتَلٍ * كَمَا كَوْكَبٍ يَنْقَضُّ وَاللَّيْلُ مُسْوَدُّ {البُحْتُرُيّ} فَخَرَّ مُضَرَّجَاً بِدَمٍ كَأَنيِّ * هَدَمْتُ بِهِ بِنَاءً مُشْمَخِرَّا وَقُلْتُ لَهُ يَعَزُّ عَلَيَّ أَنيِّ * قَتَلْتُ أَخِي مجَالَدَةً وَفَخْرَا وَلَكِنْ رُمْتَ شَيْئَاً لَمْ يَرُمْهُ * سِوَاكَ فَلَمْ أُطِقْ يَا لَيْثُ صَبْرَا عِلاَجُ الفَقْرِ مِنَ القُرْآنِ وَالسُّنَّة أَوَّلاً بِالتَّقْوَى: وَهِيَ مخَافَةُ اللهِ تَعَالى وَمُرَاقَبَتُهُ وَاتِّقَاءُ غَضَبِه، وَقُلْتُ بِأَنَّ فِيهَا عِلاَجَاً لِلْفَقْرِ لأَنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ يَقُول:

عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتْلُو هَذِهِ الآيَة: {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مخْرَجَا {2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرَا} {الطَّلاَق} ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا أَبَا ذَرّ؛ لَوْ أَنَّ النَّاسَ أَخَذُواْ بِهَا لَكَفَتْهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3819]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مُطِرَ قَوْمٌ إلاَ بِرَحْمَة، وَلاَ قُحِطُواْ إِلاَّ بِسَخْطَة " 0 [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الضَّعِيفِ " وَفي " الضَّعِيفَةِ " بِرَقْم: (4467)، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 21592]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنَّهُ قَال: " لَوْ أَنَّ عِبَادِي أَطَاعُوني: لأَسْقَيْتُهُمُ المَطَرَ بِاللَّيْل، وَأَطْلَعْتُ عَلَيْهِمُ الشَّمْسَ بِالنَّهَار، وَلَمَا أَسْمَعْتُهُمْ صَوْتَ الرَّعْد " [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 8695، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " يَا مَعْشَرَ المُهَاجِرِين، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنّ، وَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ في قَوْمٍ قَطُّ حَتىَّ يُعْلِنُوا بِهَا؛ إِلاَّ فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُون، وَالأَوْجَاعُ الَّتي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ في أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا المِكْيَالَ وَالمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِين؛ وَشِدَّةِ المَئُونَة، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ؛ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاء، وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُواْ، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ؛ إِلاَّ سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِمْ عَدُوَّاً مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُواْ بَعْضَ مَا في أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ الله، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ الله؛ إِلاَّ جَعَلَ اللهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 4019]

فَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَصْنَعْ لَهُ * وَيَرْزُقْهُ مِن حَيْثُ لاَ يحْتَسِبْ وَخَيرُ مَثَلٍ لَنَا في ذَلِكَ الصَّحَابَة، انْظُرْ كَيْفَ صَبرُواْ عَلَى الْفَقْرِ حَتىَّ أَنعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ بِالْغِنى 00 عَن أَبي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِالصَّدَقَةِ فَيحْتَالُ أَحَدُنَا حَتىَّ يَجِيءَ بِالمُدّ ـ أَيْ لاَ يَجِيءُ بِهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنْفُس ـ وَإِنَّ لأَحَدِهِمُ اليَوْمَ مِائَةَ أَلْف " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 4669 / فَتْح]

قَالَ الإِمَامُ أَبُو دَاوُدَ رَحِمَهُ اللهُ في " سُنَنِهِ ": " شَبَّرْتُ قِثَّاءةً بِمِصْرَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ شِبْرَاً، وَرَأَيْتُ أُتْرُجَّةً عَلَى بَعِيرٍ بِقِطْعَتَيْن، قُطِّعَتْ وَصُيِّرَتْ عَلَى مِثْلِ عِدْلَيْن " 00 أَيْ خُرْجَين 0 [الإِمَامُ الإِمَامُ أَبُو دَاوُدَ في " سُنَنِهِ " بِرَقْم: 1599] عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ إِنْ كُنْتَ لاَ تَدْرِي * سَيَأْتِيكَ بِالأَرْزَاقِ مِن حَيْثُ لاَ تَدْرِي وَكَيْفَ تخَافُ الفَقْرَ وَاللهُ رَازِقٌ * وَقَدْ رَزَقَ الإِنْسَانَ وَالحُوتَ في البَحْرِ وَلَوْ كَانَتِ الأَرْزَاقُ تَأْتِي بِقُوَّةٍ * لَمَا أَكَلَ العُصْفُورُ شَيْئَاً مَعَ النَّسْرِ ********* هَلْ آيَةُ الدُّخَان؛ في آخِرِ الزَّمَان، أَمْ هِيَ شَيْءٌ قَدْ كَان عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" إِنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَأَى مِنَ النَّاسِ إِدْبَارَاً قَال: " اللهُمَّ سَبْعٌ كَسَبْعِ يُوسُف " 0 فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ ـ أَيْ أَبَادَتْ ـ كُلَّ شَيْء؛ حَتىَّ أَكَلُواْ الجُلُودَ وَالمَيْتَةَ وَالجِيَف، وَيَنْظُرَ أَحَدُهُمْ إِلى السَّمَاءِ فَيَرَى الدُّخَانَ مِنَ الجُوع؛ فَأَتَاهُ أَبُو سُفْيَانَ فَقَال: يَا محَمَّد، إِنَّكَ تَأْمُرُ بِطَاعَةِ اللهِ وَبِصِلَةِ الرَّحِم، وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُواْ؛ فَادْعُ اللهَ لهُمْ 00 يَقُولُ عَبْدُ اللهُ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: قَالَ اللهُ تَعَالى:

{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ {10} يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ {11} رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا العَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ {12} أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ {13} ثُمَّ تَوَلَّواْ عَنْهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ {14} إِنَّا كَاشِفُو العَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ {15} يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} {الدُّخَان} فَالبَطْشَةُ: يَوْمَ بَدْرٍ، وَقَدْ مَضَتِ الدُّخَانُ وَالبَطْشَة، وَاللِّزَامُ وَآيَةُ الرُّوم " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: 1007]

وَاللِّزَامُ اخْتُلِفَ في تَفْسِيرِه، وَمِن أَرْجَحِ مَا قِيلَ فِيهِ أَنَّهُ؛ القَتْلُ الَّذِي كَانَ في المُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْر، وَيُرَجِّحُ هَذَا عِنْدِي؛ الحَدِيثُ التَّالي، وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامَاً} {الفُرْقَان/77}

عَنْ مَسْرُوقٍ الهَمَدَانيِّ قَال: بَيْنَمَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ في كِنْدَة ـ أَيْ في اليَمَنِ ـ فَقَال: يجِيءُ دُخَانٌ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَأْخُذُ بِأَسْمَاعِ المُنَافِقِينَ وَأَبْصَارِهِمْ، يَأْخُذُ المُؤْمِنَ كَهَيْئَةِ الزُّكَام؛ فَفَزِعْنَا، فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَكَانَ مُتَّكِئَاً؛ فَغَضِبَ فَجَلَسَ فَقَال: مَن عَلِمَ؛ فَلْيَقُلْ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ؛ فَلْيَقُلْ: اللهُ أَعْلَم؛ فَإِنَّ مِنَ العِلْمِ أَنْ يَقُولَ لمَا لاَ يَعْلَمُ لاَ أَعْلَم، فَإِنَّ اللهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِن أَجْر، وَمَا أَنَا مِنَ المُتَكَلِّفِينَ} {ص} وَإِنَّ قُرَيْشَاً أَبْطَأُواْ عَنِ الإِسْلاَم؛ فَدَعَا عَلَيْهِمُ النَّبيُّ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَم؛ فَقَال:

" اللهُمَّ أَعِنيِّ عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُف " 00 فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ ـ أَيْ قَحْطٌ ـ حَتىَّ هَلَكُواْ فِيهَا، وَأَكَلُواْ المَيْتَةَ وَالعِظَام، وَيَرَى الرَّجُلُ مَا بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَان؛ فَجَاءهُ أَبُو سُفْيَانَ فَقَال: يَا محَمَّد، جِئْتَ تَأْمُرُنَا بِصِلَةِ الرَّحِم، وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُواْ؛ فَادْعُ الله، فَقَرَأَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ {10} يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ {11} رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا العَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ {12} أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ {13} ثمَّ تَوَلَّواْ عَنْهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ مجْنُونٌ {14} إِنَّا كَاشِفُو العَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} {الدُّخَان}

يَقُولُ ابْنُ مَسْعُود: أَفَيُكْشَفُ عَنْهُمْ عَذَابُ الآخِرَةِ إِذَا جَاء 00؟! ثمَّ عَادُواْ إِلى كُفْرِهِمْ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} {الدُّخَان: 16} يَوْمَ بَدْر، وَ {لِزَامَاً} يَوْمَ بَدْر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4774 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2798 / عَبْد البَاقِي] عَنْ مَسْرُوقٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" بَيْنَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ في المَسْجِدِ الأَعْظَمِ قَال: إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَة؛ نَزَلَ دُخَانٌ مِنَ السَّمَاء؛ فَأَخَذَ بِأَسْمَاعِ المُنَافِقِينَ وَأَبْصَارِهِمْ، وَأَخَذَ المُؤْمِنِينَ مِنْهُ كَهَيْئَةِ الزُّكَام؛ قَالَ مَسْرُوقٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فَدَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، وَكَانَ مُتَّكِئَاً فَاسْتَوَى جَالِسَاً؛ فَأَنْشَأَ يُحَدِّث، فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَا أَيُّهَا النَّاس؛ مَنْ سُئِلَ مِنْكُمْ عَن عِلْمٍ هُوَ عِنْدَهُ فَلْيَقُلْ بِه، فَإِنْ لَمْ يَكُن عِنْدَهُ فَلْيَقُلْ: اللهُ أَعْلَم؛ فَإِنَّ مِنَ العِلْمِ أَنْ تَقُولَ لِمَا لاَ تَعْلَم: اللهُ أَعْلَم؛ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لِنَبيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِن أَجْرٍ وَمَا

أَنَا مِنَ المُتَكَلِّفِين} {ص} إِنَّ قُرَيْشَاً لَمَّا غَلَبُواْ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَعْصَوْا عَلَيْه؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اللهُمَّ أَعِنيِّ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُف " 0 فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ أَكَلُواْ فِيهَا العِظَامَ وَالمَيْتَةَ مِنَ الجَهْد؛ حَتىَّ جَعَلَ أَحَدُهُمْ يَرَى بَيْنَهُ وَبَينَ السَّمَاءِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ مِنَ الجُوع؛ فَقَالُواْ: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا العَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُون} {الدُّخَان}

فَقِيلَ لَهُ ـ أَيْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: إِنَّا إِنْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَادُواْ؛ فَدَعَا رَبَّهُ فَكَشَفَ عَنْهُمْ فَعَادُواْ؛ فَانْتَقَمَ اللهُ مِنْهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِين {10} يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيم {11} رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا العَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُون {12} أَنىَّ لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُبِين {13} ثمَّ تَوَلَّواْ عَنْهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ مجْنُون {14} إِنَّا كَاشِفُو العَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُون {15} يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبرَى إِنَّا مُنْتَقِمُون} {الدُّخَان} فَقَالَ عَبْدُ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " فَلَوْ كَانَ يَوْمَ القِيَامَةِ مَا كُشِفَ عَنْهُمْ " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 4104، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

لاَحِظْ يَرْحَمُكَ الله؛ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ لَمْ يُنْكِرْ آيَةَ الدُّخَان، وَإِنَّمَا أَنْكَرَ فَقَطْ؛ أَنْ تَكُونَ هِيَ المَقْصُودَةَ بِهَذِهِ الآيَة، لاَ سِيَّمَا أَنَّهُ تُوجَدُ أَحَادِيثُ صَحِيحَةٌ تَنُصُّ عَلَى ثُبُوتِ مجِيءِ الدُّخَان، في آخِرِ الزَّمَان إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمَ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُه عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَزِيدُ في العُمْرِ إِلاَّ البرّ، وَلاَ يَرُدُّ القَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاء، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمَ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُه " 0 [حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4022، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 731]

الغَلاَءُ غَضَبٌ مِنَ الله عَن عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ إِذَا غَضِبَ عَلَى أُمَّةٍ لَمْ يُنزِلْ بهَا عَذَابَ خَسْفٍ وَلاَ مَسْخ، غَلَتْ أَسْعَارُهَا، وَتحْبَسُ أَمْطَارُهَا، وَيَلِي عَلَيْهَا أَشْرَارُهَا " 0 [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الضَّعِيفِ " بِرَقْم: (1549)، رَوَاهُ ابْنُ عَسَاكِرْ، وَهُوَ في " الْكَنْزِ " بِرَقْم: 21597] وَفي رِوَايَةٍ: " غَلَتْ أَسْعَارُهَا وَقَصُرَتْ أَعْمَارُهَا " 0

[ضَعَّفَهَا الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الضَّعِيفَةِ بِرَقْم: (1837)، وَرَوَاهَا الدَّيْلَمِيُّ في الفِرْدَوْس، وَهِيَ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 21611] ضَاعَتِ الأَخْلاَق؛ فَضَاقَتِ الأَرْزَاق يَرْحَمُ اللهُ فَضِيلَةَ الشَّيْخ عَبْدِ الحَمِيد كِشْك؛ حَيْثُ كَانَ كَثِيرَاً مَا يَقُولُ في خُطَبِهِ المِنْبرِيَّة: " ضَاعَتِ الأَخْلاَق؛ فَضَاقَتِ الأَرْزَاق " 0 [الشِّيخ عَبْدُ الحَمِيد كِشْك في الخُطَبُ المِنْبرِيَّةِ] ثَانِيَاً بِالاَسْتِغْفَار:

وَذَلِكَ بِاسْتِنْبَاطِهِ مِنَ الحَدِيثِ السَّابِق، فَمَا دَامَتِ الذُّنُوبُ تُضَيِّقُ الأَرْزَاق؛ فَتَوْسِيعُهَا يَكُونُ بِالتَّوْبَةِ وَالاَسْتِغْفَار، أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَهُ جَلَّ جَلاَلُه: {اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارَا {10} يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارَا {11} وَيمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيجْعَلْ لَكُمْ أَنهَارَا} {نُوح} وَسَمَاءٌ مِدْرَار: أَيْ كَثِيرَةُ الأَمْطَار 0

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَكْثَرَ مِنَ الاِسْتِغْفَار؛ جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجَاً، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مخْرَجَاً، وَرَزَقَهُ مِن حَيْثُ لاَ يَحْتَسِب " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2234، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] فَإِنْ كُنتَ في نِعْمَةٍ فَارْعَهَا * فَإِنَّ المَعَاصِي تُزِيلُ النِّعَمْ {الإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِب} أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَهُ جَلَّ جَلاَلُه: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير} {الشُّورَى: 30} وَقَوْلَهُ جَلَّ جَلاَلُه: {فَأَهْلَكنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ} {الأَنعام: 6} ثَالِثَاً بِالدُّعَاء: لاَ يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاء

هَكَذَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحَدِيثِ سَالِفِ الذِّكْرِ أَيْضَاً 0 عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ مِنْ بَابٍ كَانَ وِجَاهَ المِنْبر، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يخْطُب، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمَاً فَقَال: يَا رَسُولَ الله، هَلَكَتِ المَوَاشِي، وَانْقَطَعَتِ السُّبُل؛ فَادْعُ اللهَ يُغِيثُنَا 00؟ فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ فَقَال: " اللهُمَّ اسْقِنَا، اللهُمَّ اسْقِنَا، اللهُمَّ اسْقِنَا " 00 قَالَ أَنَس:

وَلاَ وَاللهِ، مَا نَرَى في السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ وَلاَ قَزَعَةً ـ أَيْ وَلاَ قِطْعَةً ـ وَلاَ شَيْئَاً، وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ ـ أَيْ جَبَلٍ بِالمَدِينَة ـ مِنْ بَيْتٍ وَلاَ دَار، فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْس ـ أَيْ مُسْتَدِيرَةً كَمَا قَالَ ابْنُ حَجَر ـ فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاء انْتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ، وَاللهِ مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتَّاً ـ أَيْ سِتَّ لَيَاليَ وَأَيَّام ـ ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ البَابِ في الجُمُعَةِ المُقْبِلَة، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُب، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمَاً فَقَال: يَا رَسُولَ الله، هَلَكَتِ الأَمْوَال، وَانْقَطَعَتِ السُّبُل؛ فَادْعُ اللهَ يُمْسِكْهَا 00؟

فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَال: " اللهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالجِبَالِ ـ أَيْ عَلَى التِّلاَلِ وَالجِبَال ـ وَالآجَامِ وَالظِّرَاب ـ أَيِ الغَابَاتِ وَالمُرْتَفَعَات ـ وَالأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَر " 00 فَانْقَطَعَتْ، وَخَرَجْنَا نمْشِي في الشَّمْس " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (1013)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 897] وَفي رِوَايَةٍ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخْطُبُ يَوْمَ الجُمُعَة؛ إِذْ جَاءهُ رَجُلٌ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ، قُحِطَ المَطَر ـ أَيِ احْتُبِسَ ـ فَادْعُ اللهَ أَنْ يَسْقِيَنَا 00؟

فَدَعَا فَمُطِرْنَا، فَمَا كِدْنَا أَنْ نَصِلَ إِلى مَنَازِلِنَا ـ أَيْ مِنْ شِدَّةِ المَطَر ـ فَمَا زِلْنَا نُمْطَرُ إِلى الجُمُعَةِ المُقْبِلَة؛ فَقَامَ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَوْ غَيْرُهُ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَصْرِفَهُ عَنَّا 00؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اللهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا " 00 فَلَقَدْ رَأَيْتُ السَّحَابَ يَتَقَطَّعُ يَمِينَاً وَشِمَالاً، يُمْطَرُونَ ـ أَيْ سُكَّانُ المُدُنِ المجَاوِرَة ـ وَلاَ يُمْطَرُ أَهْلُ المَدِينَة " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: 1015]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: هَلَكَتِ المَوَاشِي، وَتَقَطَّعَتِ السُّبُل؛ فَدَعَا فَمُطِرْنَا مِنَ الجُمُعَةِ إِلى الجُمُعَة، ثُمَّ جَاءَ فَقَال: تَهَدَّمَتِ البُيُوتُ وَتَقَطَّعَتِ السُّبُل، وَهَلَكَتِ المَوَاشِي فَادْعُ اللهَ يُمْسِكْهَا؛ فَقَامَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " اللهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَاب، وَالأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَر " 00 فَانْجَابَتْ عَنِ المَدِينَةِ انْجِيَابَ الثَّوْب " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: 1016] وَانْجَابَتِ انْجِيَابَ الثَّوْب: أَيِ انْسَحَبَتْ كَمَا يُسْحَبُ الثَّوْبُ مِنْ فَوْقِ الشَّيْءِ المُغَطَّى 0

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ ـ أَيْ شِدَّةٌ وَقَحْطٌ ـ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَبَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخْطُبُ عَلَى المِنْبَرِ يَوْمَ الجُمُعَة؛ قَامَ أَعْرَابيٌّ فَقَال: يَا رَسُولَ الله، هَلَكَ المَالُ وَجَاعَ العِيَال؛ فَادْعُ اللهَ لَنَا أَنْ يَسْقِيَنَا 00؟

فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ وَمَا في السَّمَاءِ قَزَعَة ـ أَيْ قِطْعَةُ سَحَاب ـ فَثَارَ سَحَابٌ أَمْثَالُ الجِبَال، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتىَّ رَأَيْتُ المَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لحْيَتِه، فَمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ وَفي الغَد، وَمِنْ بَعْدِ الغَدِ وَالَّذِي يَلِيهِ إِلى الجُمُعَةِ الأُخْرَى، فَقَامَ ذَلِكَ الأَعْرَابيّ أَوْ رَجُلٌ غَيْرُهُ فَقَال: يَا رَسُولَ الله، تَهَدَّمَ البِنَاءوَغَرِقَ المَال؛ فَادْعُ اللهَ لَنَا 00؟

فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ وَقَال: " اللهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا " 00 فَمَا جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلى نَاحِيَةٍ مِنَ السَّمَاء؛ إِلاَ تَفَرَّجَتْ، حَتىَّ صَارَتِ المَدِينَةُ في مِثْلِ الجَوْبَة " 0 [وَالجَوْبَةُ: هِيَ الفَجْوَةُ وَالفَرَاغُ يَكُونُ حَوْلَ الشَّيْء 0 الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: 1033]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَتَى رَجُلٌ أَعْرَابيٌّ مِن أَهْلِ البَدْوِ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الجُمُعَةِ فَقَال: يَا رَسُولَ الله، هَلَكَتِ المَاشِيَة، هَلَكَ العِيَال، هَلَكَ النَّاس، فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ يَدْعُو، وَرَفَعَ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ مَعَهُ يَدْعُون، فَمَا خَرَجْنَا مِنَ المَسْجِدِ حَتىَّ مُطِرْنَا، فَمَا زِلْنَا نُمْطَرُ حَتىَّ كَانَتِ الجُمُعَةُ الأُخْرَى، فَأَتَى الرَّجُلُ إِلى نَبيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ، بَشِقَ المُسَافِر، وَمُنِعَ الطَّرِيق " 0 [بَشِقَ المُسَافِر: أَيْ لَقِيَ عَنَاءً وَمَشَقَّة 0 البُخَارِيُّ في فَتْحِ البَارِي بِرَقْم: 1029]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " شَكَا النَّاسُ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُحُوطَ المَطَر؛ فَأَمَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنْبَرٍ فَوُضِعَ لَهُ في المُصَلَّى، وَوَعَدَ النَّاسَ يَوْمَاً يَخْرُجُونَ فِيه، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَدَا حَاجِبُ الشَّمْس، فَقَعَدَ عَلَى المِنْبرِ فَكَبَّرَ وَحَمِدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ثمَّ قَال: " إِنَّكُمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ دِيَارِكُمْ، وَاسْتِئْخَارَ المَطَرِ عَنْ إِبَّانِ زَمَانِهِ عَنْكُمْ، وَقَدْ أَمَرَكُمْ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ تَدْعُوه، وَوَعَدَكُمْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَكُمْ " 00 ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِين، الرَّحْمَنِ الرَّحِيم، مَلِكِ يَوْمِ الدِّين، لاَ

إِلَهَ إِلاَّ اللهُ يَفْعَلُ مَا يُرِيد، اللهُمَّ أَنْتَ اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْغَنيُّ وَنحْنُ الْفُقَرَاء؛ أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْث، وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لَنَا قُوَّةً وَبَلاَغَاً إِلى حِين " 00 ثمَّ رَفَعَ يَدَيْه، فَلَمْ يَزَلْ في الرَّفْعِ حَتىَّ بَدَا بَيَاضُ إِبِطَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ثمَّ حَوَّلَ إِلى النَّاسِ ظَهْرَه، وَقَلَبَ أَوْ حَوَّلَ رِدَاءهُ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْه، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ وَنَزَلَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْن؛ فَأَنْشَأَ اللهُ سَحَابَةً فَرَعَدَتْ وَبَرَقَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ بِإِذْنِ الله، فَلَمْ يَأْتِ مَسْجِدَهُ حَتىَّ سَالَتِ السُّيُول، فَلَمَّا رَأَى سُرْعَتَهُمْ إِلى الْكِنِّ ضَحِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتىَّ بَدَتْ نَوَاجِذُهُ فَقَال: " أَشْهَدُ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ

شَيْءٍ قَدِير، وَأَنِّي عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُه " [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الْكَلِمِ الطَّيِّبِ " بِرَقْم: 152، وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 1173] وَمِمَّا وَرَدَ أَيْضَاً في فَضْلِ الدُّعَاء، وَأَثَرِهِ في الأَرْزَاق؛ هَذَا الحَدِيثُ التَّالي: عَن أَبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خَرَجَ نَبيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ يَسْتَسْقِي، فَإِذَا هُوَ بِنَمْلَةٍ رَافِعَةٍ بَعْضَ قَوَائِمِهَا إِلى السَّمَاءِ فَقَال: ارْجِعُواْ فَقَدِ اسْتُجِيبَ لَكُمْ مِن أَجْلِ هَذِهِ النَّمْلَة " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في المِشْكَاةِ بِرَقْم: 1510، وَالحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 1215، وَهْوَ في الكَنْزِ بِرَقْم: 21589]

عَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول، وَجَاءهُ رَجُلٌ فَقَال: اسْتَسْقِ اللهَ لمُضَر؛ فَقَال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّكَ لجَرِيء، أَلِمُضَر " 00؟

قَالَ يَا رَسُولَ الله، اسْتَنْصَرْتَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَنَصَرَك، وَدَعَوْتَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَأَجَابَك؛ فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ يَقُول: " اللهُمَّ اسْقِنَا غَيْثَاً مُغِيثَاً، مَرِيعَاً مَرِيئَاً، طَبَقَاً غَدَقَاً، عَاجِلاً غَيْرَ رَائِث، نَافِعَاً غَيرَ ضَارّ " 00 فَأُحْيُوا ـ أَيْ فَمُطِرُواْ ـ فَمَا لَبِثُوا أَن أَتَوْهُ فَشَكَواْ إِلَيْهِ كَثْرَةَ المَطَرِ فَقَالُواْ: قَدْ تهَدَّمَتْ الْبُيُوت؛ فَرَفَعَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ وَقَال: " اللهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا؛ فَجَعَلَ السَّحَابُ يَتَقَطَّعُ يَمِينَاً وَشِمَالاً " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: (1269)، وَالحَدِيثُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: 27689]

وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُمْ أَصَابَهُمْ قَحْطٌ فَخَرَجَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَسْقِي اللهَ فَقَال:

" اللهُمَّ صَاحَتْ بِلاَدُنَا، وَاغْبرَّت أَرْضُنَا، وَهَامَتْ دَوَابُّنَا، اللهُمَّ مُنزَلَ البرَكَاتِ مِن أَمَاكِنِهَا، وَنَاشِرَ الرَّحْمَةِ مِن مَعَادِنِهَا بِالغَيْثِ المُغِيث، أَنْتَ المُسْتَغْفَرُ لِلآثَام؛ فَنَسْتَغْفِرُكَ للجَمَّاتِ مِنْ ذُنُوبِنَا ـ أَيِ العَظِيمِ مِنهَا ـ وَنَتُوبُ إِلَيْكَ مِن عِظَمِ خَطَايَانَا، اللهُمَّ أَرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَارَاً، وَاكْفَاً مَغْزُورَاً ـ أَيْ تَهْطِلُ غَزِيرَةً ـ مِنْ تحْتِ عَرْشِك، من حَيْثُ يَنْفَعُنَا غَيْثَاً مغيثَاً دَارِعَاً رَائِعَاً مُمْرِعَاً ـ أَيْ يَعُمُّنَا فَنَرْتَعَ فِيهِ وَنَمْرَع ـ طَبَقَاً غَدَقَاً خِصْبَاً، تُسْرِعُ لنَا بِهِ النَّبَات، وَتُكثِرُ لنَا بِهِ البرَكَات، وَتَقْبَلُ بِهِ الخَيرَات، اللهُمَّ أَنْتَ قُلْتَ في كِتَابِك: {وَجَعَلْنَا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيّ}

{الأَنبِيَاء: 30} اللهُمَّ فَلاَ حَيَاة لِشَيْءٍ خُلِقَ مِنَ المَاء إِلاَّ بِالمَاء، اللهُمَّ وقَدْ قَنِط النَّاسُ وَسَاءَ ظَنُّهُمْ، وَهَامَتْ بَهَائِمُهُمْ وَعَجَّتْ عَجِيجَ الثَّكْلَى عَلَى أَوْلاَدِهَا، إِذْ حَبَسْتَ عَنَّا قَطْرَ السَّمَاءِ فَدَقَّ لِذَلِكَ عَظْمُهَا، وَذَهَبَ لحْمُهَا، وَذَابَ شَحْمُهَا؛ اللهُمَّ ارْحَمْ أَنِينَ الآنَّة، وَحَنِينَ الحَآنَّة، وَمَنْ لاَ يحْمِلُ رِزْقَهُ غَيرُك، اللهُمَّ ارْحَمِ البَهَائِمَ الحَائِمَة، وَالأَنعَامَ السَّائِمَة، وَالأَطْفَالَ الصَّائِمَة، اللهُمَّ ارحَمِ المشَايِخَ الرُّكَّع، وَالأَطْفَالَ الرُّضَّع، وَالبَهَائِمَ الرُّتَّع، اللهُمَّ زِدْنَا قُوَّةً إِلى قُوَّتِنَا، وَلاَ تَرُدَّنَا محْرُومِين، إِنَّك سَمِيعُ الدُّعَاء، بِرَحْمَتكَ يَا أَرْحَمْ الرَّاحِمِين " 0

[ابْنُ عَسَاكِرَ، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 21600] صَلاَةُ الاَسْتِسْقَاء عَن أَبي إِسْحَاقَ الهَمَدَانيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " خَرَجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الأَنْصَارِيّ، وَخَرَجَ مَعَهُ البَرَاءُ بْنُ عَازِب، وَزَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ، فَاسْتَسْقَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ بِهِمْ عَلَى رِجْلَيْه، عَلَى غَيرِ مِنْبر، فَاسْتَغْفَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ يجْهَرُ بِالقِرَاءة، وَلَمْ يُؤَذِّنْ وَلَمْ يُقِمْ " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: 1022]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " خَرَجَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَسْقِي، فَتَوَجَّهَ إِلى القِبْلَةِ يَدْعُو، وَحَوَّلَ رِدَاءهُ ـ أَيْ أَلْقَى طَرَفَيْهِ عَلَى مِنْكَبَيْه ـ ثمَّ صَلَّى رَكْعَتَينِ جَهَرَ فِيهِمَا بِالقِرَاءةِ " [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: 1024] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ لاَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ في شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِلاَّ في الاَسْتِسْقَاء، فَإِنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتىَّ يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3565 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 895 / عَبْد البَاقِي]

وَثَبُتَ عَنهُ أَيْضَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَوَازُ محَازَاةِ الوَجْهِ لِلْكَفَّين 00 عَن عُمَيْرٍ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ رَأَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمَاً يَدْعُو يَسْتَسْقِي، رَافِعَاً يَدَيْهِ قِبَلَ وَجْهِهِ لاَ يُجَاوِزُ بِهِمَا رَأْسَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 1168] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَسْقَى قَال: " اللهُمَّ اسْقِ عِبَادَكَ وَبَهَائِمَك، وَانْشُرْ رَحْمَتَك، وَأَحْيِ بَلَدَكَ المَيِّت " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: (1176)، كَمَا حَسَّنَهُ في صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: 4666]

إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيرِ حِسَاب عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى أَهْلِهِ، فَلَمَّا رَأَى مَا بِهِمْ مِنْ الحَاجَةِ خَرَجَ إِلى البَرِيَّة ـ أَيْ إِلى الصَّحْرَاء ـ فَلَمَّا رَأَتِ امْرَأَتُهُ قَامَتْ إِلى الرَّحَى فَوَضَعَتْهَا، وَإِلى التَّنُّورِ فَسَجَرَتْهُ ثمَّ قَالَتْ: اللهُمَّ ارْزُقْنَا؛ فَنَظَرَتْ فَإِذَا الجَفْنَةُ قَدْ امْتَلأَتْ، وَذَهَبَتْ إِلى التَّنُّورِ فَوَجَدَتْهُ مُمْتَلِئَاً، فَرَجَعَ الزَّوْجُ قَال: أَصَبْتُمْ بَعْدِي شَيْئَاً 00؟

قَالَتِ امْرَأَتُهُ: نَعَمْ، مِنْ رَبِّنَا، قَامَ إِلى الرَّحَى، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " أَمَا إِنَّهُ لَوْ لَمْ يَرْفَعْهَا؛ لَمْ تَزَلْ تَدُورُ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَة " 00 وَفي رِوَايَةِ البزَّارِ أَنهَا قَالَتْ: " اللهُمَّ ارْزُقْنَا مَا نَطْحَنُ وَمَا نَعْجنُ وَنخْبز؛ فَإذَا الجَفْنَةُ مَلأَى خُبْزَاً، وَالرَّحَا تَطْحَن، وَالتَّنُّورُ مَلأَى " 0 [وَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: (256/ 10)، وَأَخْرَجَهُ البَزَّارُ وَأَحْمَدُ في مُسْنَدِه: (10280)، وَالبَيْهَقِيُّ بِنَحْوِهِ في الشُّعَبِ بِرَقْم: (1339)، أَمَّا الرِّوَايَةُ الأُخْرَى فَانْفَرَدَ بِهَا البزَّارُ وَالطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ، وَوَثَّقَهَا الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: 256/ 10]

رَابِعَاً بِالتَّوَكُّل: وَهُوَ الاَعْتِمَادُ عَلَى اللهِ وَالاَسْتِعَانَةُ بِهِ في طَلَبِ الرِّزْقِ وَفي الصِّعَاب، مَعَ الأَخْذِ بِالأَسْبَاب 0 عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِه؛ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْر، تَغْدُو خِمَاصَاً، وَتَرُوحُ بِطَانَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: 2344، 4164، وَفي الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5254، 310، رَوَاهُ أَحْمَد] خِمَاصَاً: أَيْ خَاوِيَةَ الْبُطُون، وَبِطَانَاً: أَيْ ممْتَلِئَةً شِبْعَاً 0

خَامِسَاً بِصِلَةِ الرَّحِم: حَدَّثَ سَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ رَحِمَهُ اللهُ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ في رِزْقِه [أَيْ يُوَسَّعَ رِزْقُه]، وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ في أَثَرِه [أَيْ يَطُولَ عُمُرُه]: فَلْيَصِلْ رَحِمَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5985 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2557 / عَبْد البَاقِي] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَحَبَّ أَنْ يُمَدَّ لَهُ في عُمْرِه، وَأَنْ يُزَادَ لَهُ في رِزْقِه: فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْه، وَلْيَصِلْ رَحِمَه " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في تحْقِيقِهِ لِلْمُسْنَدِ بِرَقْم: 13401]

سَادِسَاً بِالجِهَاد: عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الجَعْدِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الخَيْلُ مَعْقُودٌ في نَوَاصِيهَا الخَيْرُ إِلى يَوْمِ القِيَامَة " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ / فَتْح بِرَقْم: 2850، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ / عَبْد البَاقِي بِرَقْم: 1873]

هَذَا الْفَصْلُ بمَثَابَةِ بُشْرَى؛ لأَهْلِ الجُوعِ وَالحِرْمَان، إِنْ تحَلَّوْ بِالرِّضَا وَالصَّبرِ وَالسُّلْوَان: خَطَبَ عُتْبَةُ بن غَزْوَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ خُطْبَةً ـ وَكَانَ أَمِيرَاً عَلَى الْبَصْرَة ـ قَالَ في آخِرِهَا: " وَلَقَدْ رَأَيْتُني وَإِنيِّ لَسَابِعُ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، مَا لَنَا طَعَامٌ إِلاَّ وَرَقُ الشَّجَر؛ حَتىَّ قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا، وَإِنيِّ التَقَطْتُ بُرْدَةً فَشَقَقْتُهَا بَيْني وَبَينَ سَعْدِ بْن أَبي وَقَّاص، فَارِسِ الإِسْلاَم، فَاتَّزَرْتُ بِنِصْفِهَا، وَاتَّزَرَ سَعْدٌ بِنِصْفِهَا، وَمَا أَصْبَحَ مِنَّا اليَوْمَ أَحَدٌ حَيَّاً؛ إِلاَّ أَصْبَحَ أَمِيرَ مِصْرٍ مِنَ الأَمْصَار، وَإِنِّي أَعُوذُ بِاللهِ أَن أَكُونَ في نَفْسِي عَظِيمَاً وَعِنْدَ اللهِ صَغِيرَاً، وَإِنَّهَا لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةٌ قَطُّ إِلاَّ تَنَاقَصَتْ، حَتىَّ يَكُونَ عَاقِبَتُهَا مُلْكَاً، وَسَتُجَرِّبُونَ أَوْ سَتَبْلُونَ الأُمَرَاءَ بَعْدِي " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في مخْتَصَرِ الشَّمَائِلِ بِرَقْم: 116]

الرَّخَاءُ الَّذِي سَيَشْهَدُهُ المُسْلِمُونَ في زَمَنِ المَهْدِي المُنْتَظَر عَن عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " بَيْنَا أَنَا عِنْدَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَشَكَا إِلَيْهِ الفَاقَة، ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ فَشَكَا إِلَيْهِ قَطْعَ السَّبِيل؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا عَدِيّ؛ هَلْ رَأَيْتَ الحِيرَة " 00؟

قُلْتُ لَمْ أَرَهَا، وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ؛ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ ـ أَيِ المَرْأَةَ ـ تَرْتَحِلُ مِنَ الحِيرَةِ حَتىَّ تَطُوفَ بِالكَعْبَة؛ لاَ تَخَافُ أَحَدَاً إِلاَّ الله "!! قُلْتُ فِيمَا بَيْني وَبَيْنَ نَفْسِي: فَأَيْنَ دُعَّارُ طَيِّئٍ الَّذِينَ قَدْ سَعَّرُواْ البِلاَدَ 00؟ [أَيْ مَلأُوهَا شَرَّاً] " وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ؛ لَتُفْتَحَنَّ كُنُوزُ كِسْرَى " 00 قُلْتُ كِسْرَى بْنِ هُرْمُز 00؟

قَالَ: " كِسْرَى بْنِ هُرْمُز، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ؛ لَتَرَيَنَّ الرَّجُلَ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّة، يَطْلُبُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنْه؛ فَلاَ يَجِدُ أَحَدَاً يَقْبَلُهُ مِنْه، وَلَيَلْقَيَنَّ اللهَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ لَه، فَلَيَقُولَنَّ لَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: أَلَمْ أَبْعَثْ إِلَيْكَ رَسُولاً فَيُبَلِّغَك 00؟ فَيَقُولُ بَلَى، فَيَقُولُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: أَلَمْ أُعْطِكَ مَالاً وَأُفْضِلْ عَلَيْك 00؟ فَيَقُولُ بَلَى؛ فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلاَ يَرَى إِلاَّ جَهَنَّم، وَيَنْظُرُ عَنْ يَسَارِهِ فَلاَ يَرَى إِلاَّ جَهَنَّم "

قَالَ عَدِيّ: " فَرَأَيْتُ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الحِيرَةِ حَتىَّ تَطُوفَ بِالكَعْبَةِ لاَ تَخَافُ إِلاَّ اللهَ، وَكُنْتُ فِيمَنِ افْتَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُز، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكُمْ حَيَاةٌ لَتَرَوُنَّ مَا قَالَ النَّبيُّ أَبُو القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ 000 " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3595 / فَتْح] عَن عَدِيِّ بْنِ حَاتمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " فَإِنيِّ لاَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ الفَاقَة؛ فَإِنَّ اللهَ نَاصِرُكُمْ وَمُعْطِيكُمْ، حَتىَّ تَسِيرَ الظَّعِينَةُ ـ أَيِ المَرْأَةُ ـ فِيمَا بَيْنَ يَثْرِبَ وَالحِيرَةِ أَوْ أَكْثَر؛ مَا تخَافُ عَلَى مَطِيَّتِهَا السَّرَق "

يَقُولُ عَدِيُّ بْنُ حَاتم: فَجَعَلْتُ أَقُولُ في نَفْسِي: فَأَيْنَ لُصُوصُ طَيِّيءٍ " 00!! [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " صَحِيحِ الجَامِعِ " بِرَقْم: (8147)، وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 2953] وَطَيِّئٌ بَلْدَةُ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ الطَّائِيّ، وَالحِيرَةُ مَوْضِعٌ قُرْبَ الكُوفَةِ بِالعِرَاق أَسْأَلُ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالى أَنْ يَقِيَنَا شَرَّ فِتْنَةِ الغِنى يَوْمَئِذٍ 0

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّكُمْ مَنْصُورُون، وَمُصِيبُون، وَمَفْتُوحٌ لَكُمْ؛ فَمَن أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَتَّقِ اللهَ وَلْيَأْمُرْ بِالمَعْرُوف " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 2257] عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَزْدَادُ الأَمْرُ إِلاَّ شِدَّة، وَلاَ المَالُ إِلاَّ إِفَاضَة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8359]

عَنِ الزُّبَيرِ بْنِ العَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: لَمَّا نَزَلَتْ: {لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم} {التَّكَاثُر/8} قَالَ الزُّبَيْر رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَيْ رَسُولَ الله؛ أَيُّ نَعِيمٍ نُسْأَلُ عَنْهُ وَإِنَّمَا يَعْني هُمَا الأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالمَاء؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَمَا إِنَّ ذَلِكَ سَيَكُون " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 1405، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَقِيءُ الأَرْضُ أَفْلاَذَ كَبِدِهَا، أَمْثَالَ الأُسْطُوَانِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّة، فَيَجِيءُ القَاتِلُ فَيَقُول: في هَذَا قَتَلْت، وَيَجِيءُ القَاطِعُ فَيَقُول: في هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي، وَيَجِيءُ السَّارِقُ فَيَقُول: في هَذَا قُطِعَتْ يَدِي، ثمَّ يَدَعُونَهُ فَلاَ يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئَاً " 0 [رَوَاهُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1013 / عَبْد البَاقِي]

وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يَكْثُرَ المَالُ وَيَفِيض، حَتىَّ يخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِه؛ فَلاَ يَجِدُ أَحَدَاً يَقْبَلُهَا مِنْه، وَحَتىَّ تَعُودَ أَرْضُ العَرَبِ مُرُوجَاً وَأَنهَارَا " 00 أَيْ حَدَائِقَ وَأَنهَارَا 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: (157)، وَالحَدِيثُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: 9129]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيَأْتِينَّ عَلَى النَّاسِ زَمَان؛ يَطُوفُ الرَّجُلُ فِيهِ بِالصَّدَقَةِ مِنَ الذَّهَب؛ ثمَّ لاَ يجِدُ أَحَدَاً يَأْخُذُهَا مِنْهُ، وَيُرَى الرَّجُلُ الوَاحِدُ يَتْبَعُهُ أَرْبَعُونَ امْرَأَةً يَلُذْنَ بِهِ؛ مِنْ قِلَّةِ الرِّجَالِ وَكَثْرَةِ النِّسَاء " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1414 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1012 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَقِيءُ الأَرْضُ أَفْلاَذَ كَبِدِهَا، أَمْثَالَ الأُسْطُوَانِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّة، فَيَجِيءُ القَاتِلُ فَيَقُول: في هَذَا قَتَلْت، وَيَجِيءُ القَاطِعُ فَيَقُول: في هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي، وَيَجِيءُ السَّارِقُ فَيَقُول: في هَذَا قُطِعَتْ يَدِي، ثمَّ يَدَعُونَهُ فَلاَ يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1013 / عَبْد البَاقِي]

عَن حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ الخُزَاعِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَصَدَّقُواْ؛ فَسَيَأْتي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ: يَمْشِي الرَّجُلُ بِصَدَقَتِهِ: [أَيْ يَبْحَثُ عَن أَحَدٍ يَقْبَلُهَا]؛ فَيَقُولُ الرَّجُل: لَوْ جِئْتَ بهَا بِالأَمْسِ لقَبِلْتُهَا مِنْك، فَأَمَّا اليَوْمَ فَلاَ حَاجَةَ لي فِيهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1424 / فَتْح]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يَكْثُرَ فِيكُمُ المَال، فَيَفِيضَ حَتىَّ يُهِمَّ رَبَّ المَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ: [أَيْ يَحْمِلُ هَمَّ إِخْرَاجِهَا]، وَحَتىَّ يَعْرِضَهُ فَيَقُولَ الَّذِي يَعْرِضُهُ عَلَيْه: لا أَرَبَ لي " 00 أَيْ لا حَاجَةَ لي فِيه 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1412 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1012/ 157]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيِّ صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " يَكُونُ في أُمَّتي المَهْدِيّ، إِنْ قَصَّرَ فَسَبْعٌ وَإِلاَّ فَتِسْع، فَتَنْعَمُ فِيهِ أُمَّتي نِعْمَةً لَمْ يَنْعَمُوا مِثْلَهَا قَطّ، تُؤْتَى أُكُلَهَا وَلاَ تَدَّخِرُ مِنْهُ شَيْئَاً، وَالمَالُ يَوْمَئِذٍ كُدُوس ـ أَيْ أَكْوَام ـ فَيَقُومُ الرَّجُلُ فَيَقُولُ يَا مَهْدِيُّ أَعْطِني؛ فَيَقُولُ خُذْ " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 4083] وَلَسَوْفَ يَسْتَمِرُّ هَذَا الرَّخَاءُ بَعْدَ المَهْدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ؛ وَحَتىَّ مَوْتِ المَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلاَم 0

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلاَّت ـ أَيْ أَبْنَاءُ أُمَّهَاتٍ مِنْ رَجُلٍ وَاحِد ـ أُمَّهَاتُهُمْ شَتىَّ وَدِينُهُمْ وَاحِد، وَأَنَا أَوْلى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَم؛ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْني وَبَيْنَهُ نَبيّ، وَإِنَّهُ نَازِل، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوه: رَجُلاً مَرْبُوعَاً إِلى الحُمْرَةِ وَالبَيَاض، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَان، كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَل، فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الخِنْزِير، وَيَضَعُ الجِزْيَةَ وَيَدْعُو النَّاسَ إِلى الإِسْلاَم، فَيُهْلِكُ اللهُ في زَمَانِهِ المِلَلَ كُلَّهَا إِلاَّ الإِسْلاَم، وَيُهْلِكُ اللهُ في زَمَانِهِ المَسِيحَ الدَّجَّال، وَتَقَعُ الأَمَنَةُ عَلَى الأَرْض ـ

أَيِ الأَمْنُ وَالسَّكِينَة ـ حَتىَّ تَرْتَعَ الأُسُودُ مَعَ الإِبِل، وَالنِّمَارُ مَعَ البَقَر، وَالذِّئَابُ مَعَ الغَنَم، وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ بِالحَيَّاتِ لاَ تَضُرُّهُمْ، فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ سَنَة، ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّي عَلَيْهِ المُسْلِمُون " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَقَالَ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في قِصَّةِ المَسِيحِ الدَّجَّال: إِسْنَادُهُ صَحِيح، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

وَلَنْ يَكُونَ هَذَا الرَّخَاءُ إِلاَّ في الخِلاَفَةِ العَادِلَة، الَّتي تَكُونُ في آخِرِ الزَّمَان، وَالَّتي لاَ تَكُونُ إِلاَّ بَعْدَ خُرُوجِ الجَيْشِ الَّذِي يُرِيدُ هَدْمَ الكَعْبَة، وَالَّذِي لاَ يَكُونُ إِلاَّ بَعْدَ مُوَاجَهَةٍ عَسْكَرِيَّةٍ وَقِتَالٍ عَنِيف، بَينَ المُسْلِمِينَ وَتحَالُفِ الغَرْبِ الْكَافِر، يخْرُجُ لَهُ جَيْشٌ مُسْلِم ـ كَمَا في صَحِيحِ الإِمَامِ مُسْلِم ـ جُنْدُهُ مِن خَيرِ أَجْنَادِ الأَرْض، وَلاَ يَفْرَحُ المِصْرِيُّونَ كَثِيرَاً؛ فَهَذَا الشَّرَفُ المُعَظَّم، وَهَذَا الجَيْشُ العَرَمْرَم؛ سَيَخْرُجُ مِنَ المَمْلَكَةِ العَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّة، وَبِالتَّحْدِيدِ مِنَ المَدِينَةِ المُنَوَّرَة، أَحْفَادِ الأَنْصَار، بَيَّضَ اللهُ وُجُوهَهُمْ وَأَسْكَنَهُمُْ الجَنَّةَ مَعَ الأَبْرَار 0

[ارْجِعْ إِلى كِتَابي المُسَمَّى بِهُمُومِ المُسْلِمِين، بَابِ مَلاَحِمِ آخِرِ الزَّمَانِ وَقِصَّةِ خُرُوجِ المَهْدِي] بَعْدَ كُلِّ هَذِهِ الأَحْدَاثِ الجِسَام، سَوْفَ تَكْثُرُ الأَمْوَالُ في أُمَّةِ الإِسْلاَم، اللهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِن خَيرِ هَذِهِ الأَيَّام، وَنَعُوذُ بِكَ مِمَّا فِيهَا مِنَ الآثَام 00 نَصِيحَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلأَغْنِيَاء وَلاَ يَفُوتُني أَن أُبَيِّنَ لِلأَغْنِيَاءِ كَيْفَ السَّبِيلُ إِلى مَرْضَاةِ اللهِ وَالفَوْزِ بِثَوَابِه، وَالنَّجَاةِ مِن عَذَابِه؛ لِذَا سَوَفَ أَسُوقُ إِلَيْهِمْ هَذَيْنِ الحَدِيثَينِ العَظِيمَين؛ لِنَعْلَمَ أَنَّ رَحْمَةَ اللهِ وَاسِعَة، وَأَنَّ الغَنيَّ بِإِمْكَانِهِ رَغْمَ غِنَاهُ أَنْ يُدْرِكَ الدَّرَجَاتِ العُلَى:

عَن أَبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حَرَّةِ المَدِينَة ـ أَيْ في أَرْضٍ بِالمَدِينَةِ ذَاتِ حِجَارَةٍ سُود ـ فَاسْتَقْبَلَنَا أُحُد، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا أَبَا ذَرّ " 00 قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا يَسُرُّني أَنَّ عِنْدِيَ مِثْلَ أُحُدٍ هَذَا ذَهَبَاً، تَمْضِي عَلَيَّ ثَالِثَةٌ؛ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَار، إِلاَّ شَيْئَاً أَرْصُدُهُ لِدَيْن، إِلاَّ أَن أَقُولَ ـ أَيْ أَفْعَلَ ـ بِهِ في عِبَادِ اللهِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا ـ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ خَلْفِه ـ ثمَّ مَشَى فَقَال: إِنَّ الأَكْثَرِينَ هُمُ الأَقَلُّونَ يَوْمَ القِيَامَة، إِلاَّ مَنْ قَالَ ـ أَيْ فَعَلَ ـ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا 00 عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِن خَلْفِه ـ أَيْ تَصَدَّقَ بِه يَمِينَاً وَشِمَالاً ـ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ، ثُمَّ قَالَ لي: مَكَانَكَ لاَ تَبْرَحْ حَتىَّ آتِيَك " 00 ثُمَّ انْطَلَقَ في سَوَادِ اللَّيْلِ حَتىَّ تَوَارَى، فَسَمِعْتُ صَوْتَاً قَدِ ارْتَفَع؛ فَتَخَوَّفْتُ أَنْ يَكُونَ قَدْ عُرِضَ

لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَأَرَدْتُ أَنْ آتِيَهُ، فَذَكَرْتُ قَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لي: " لاَ تَبرَحْ حَتىَّ آتِيَكَ " فَلَمْ أَبْرَحْ حَتىَّ أَتَاني، قُلْتُ يَا رَسُولَ الله، لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَاً تَخَوَّفْتُ، فَذَكَرْتُ لَه 00؟! فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَهَلْ سَمِعْتَه " 00؟ قُلْتُ نَعَمْ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ذَاكَ جِبرِيل، أَتَاني فَقَال: مَنْ مَاتَ مِن أُمَّتِكَ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئَاً؛ دَخَلَ الجَنَّة " 00 قُلْتُ وَإِنْ زَنى وَإِنْ سَرَق 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَإِنْ زَنى وَإِنْ سَرَق " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (6444)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 991]

عَن أَبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " خَرَجْتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالي، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي وَحْدَه، وَلَيْسَ مَعَهُ إِنْسَان، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَكْرَهُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَهُ أَحَد؛ فَجَعَلْتُ أَمْشِي في ظِلِّ القَمَر، فَالْتَفَتَ فَرَآني؛ فَقَالَ " مَنْ هَذَا " 00؟! قُلْتُ أَبُو ذَرٍّ جَعَلَني اللهُ فِدَاءَك، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا أَبَا ذَرّ، تَعَال " 00 فَمَشَيْتُ مَعَهُ سَاعَةً فَقَال: " إِنَّ المُكْثِرِينَ هُمُ المُقِلُّونَ يَوْمَ القِيَامَة، إِلاَ مَن أَعْطَاهُ اللهُ خَيرَاً، فَنَفَحَ فِيهِ ـ أَيْ تَصَدَّقَ مِنهُ ـ يَمِينَهُ وَشِمَالَهُ وَبَينَ يَدَيْهِ وَوَرَاءه، وَعَمِلَ فِيهِ خَيرَاً " 00 فَمَشَيْتُ مَعَهُ سَاعَةً فَقَالَ لي:

" اجْلِسْ هَا هُنَا " 00 يَقُولُ أَبُو ذَر: فَأَجْلَسَني في قَاعٍ ـ أَيْ وَادٍ وَاسِعٍ مُنخَفِضٍ ـ حَوْلَهُ حِجَارَة، فَقَالَ لي: " اجْلِسْ هَا هُنَا حَتىَّ أَرْجِعَ إِلَيْك " 00 فَانْطَلَقَ في الحَرَّةِ حَتىَّ لاَ أَرَاه، فَلَبِثَ عَنيِّ فَأَطَالَ اللُّبْث، ثمَّ إِني سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُقْبِلٌ وَهُوَ يَقُول: " وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنى "؟! فَلَمَّا جَاءَ لَمْ أَصْبِرْ حَتىَّ قُلْتُ: يَا نَبيَّ الله، جَعَلَني اللهُ فِدَاءَك، مَنْ تُكَلِّمُ في جَانِبِ الحَرَّة 00؟ مَا سَمِعْتُ أَحَدَاً يَرْجِعُ إِلَيْكَ شَيْئَاً 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ذَلِكَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَم، عَرَضَ لي في جَانِبِ الحَرَّةِ ـ أَيْ تِلْكَ الأَرْضِ ـ قَال:

بَشِّرْ أُمَّتَكَ أَنَّهُ مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئَاً دَخَلَ الجَنَّة، قُلْتُ يَا جِبْرِيل، وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنى؟! قَالَ نَعَمْ، قُلْتُ وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنى 00؟! قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ نَعَمْ، وَإِنْ شَرِبَ الخَمْر " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (6443)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 991] وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَا يَسُرُّني أَنَّ لي أُحُدَاً ذَهَبَاً، تَأْتي عَلَيَّ ثَالِثَةٌ ـ أَيْ لَيْلَةٌ ثَالِثَةٌ ـ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَار، إِلاَّ دِينَارٌ أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 991]

عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " جَلَسْتُ إِلى مَلإٍ مِنْ قُرَيْش، فَجَاءَ رَجُلٌ خَشِنُ الشَّعَرِ وَالثِّيَابِ وَالهَيْئَة، حَتىَّ قَامَ عَلَيْهِمْ فَسَلَّمَ ثمَّ قَال: بَشِّرِ الكَانِزِينَ بِرَضْفٍ ـ أَيْ بحِجَارَةٍ ـ يُحْمَى عَلَيْهِ في نَارِ جَهَنَّم، ثُمَّ يُوضَعُ عَلَى حَلَمَةِ ثَدْيِ أَحَدِهِمْ، حَتىَّ يخْرُجَ مِنْ نُغْضِ كَتِفِهِ ـ أَيْ مِنْ لَوْحِ كَتِفِه ـ وَيُوضَعُ عَلَى نُغْضِ كَتِفِهِ حَتىَّ يخْرُجَ مِنْ حَلَمَةِ ثَدْيِهِ، يَتَزَلْزَل، ثمَّ وَلَّى فَجَلَسَ إِلى سَارِيَة ـ أَيْ عَمُودٍ مِن أَعْمِدَةِ المَسْجِد ـ وَتَبِعْتُهُ وَجَلَسْتُ إِلَيْه، وَأَنَا لاَ أَدْرِي مَنْ هُوَ، فَقُلْتُ لَهُ: لاَ أُرَى القَوْمَ إِلاَّ قَدْ كَرِهُواْ الَّذِي قُلْت 00؟!

قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنَّهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئَا؛ قَالَ لي خَلِيلي 00 قُلْتُ مَنْ خَلِيلُك 00؟ قَال: النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00: " يَا أَبَا ذَرّ؛ أَتُبْصِرُ أُحُدَاً " 00؟ فَنَظَرْتُ إِلى الشَّمْسِ مَا بَقِيَ مِنَ النَّهَارِ ـ أَيْ أُبْصِرُهُ وَهُوَ جِهَةَ الشَّمْس ـ وَأَنَا أَرَى أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرْسِلُني في حَاجَةٍ لَه، قُلْتُ نَعَمْ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا أُحِبُّ أَنَّ لي مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبَاً، أُنْفِقُهُ كُلَّهُ إِلاَّ ثَلاَثَةَ دَنَانِير " 00 وَإِنَّ هَؤُلاَءِ لاَ يَعْقِلُون، إِنَّمَا يجْمَعُونَ الدُّنْيَا، لاَ وَاللهِ لاَ أَسْأَلُهُمْ دُنْيَا، وَلاَ أَسْتَفْتِيهِمْ عَنْ دِين، حَتىَّ أَلْقَى الله " 0

[الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: 1048] عَن أَبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: انْتَهَيْتُ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ في ظِلِّ الكَعْبَة، فَلَمَّا رَآني قَال: " هُمُ الأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الكَعْبَة " 00 فَجِئْتُ حَتىَّ جَلَسْت، فَلَمْ أَتَقَارَّ ـ أَيْ فَلَمْ أَسْتَقِرَّ ـ أَنْ قُمْتُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله، فِدَاكَ أَبي وَأُمِّي ـ أَيْ أَفْدِيكَ بِأَبي وَأُمِّي ـ مَنْ هُمْ 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هُمُ الأَكْثَرُونَ أَمْوَالاَ، إِلاَّ مَنْ قَالَ ـ أَيْ فَعَلَ ـ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا ـ أَيْ أَنْفَقَهُ ـ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِه، وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِه، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ، مَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ وَلاَ بَقَرٍ وَلاَ غَنَمٍ لاَ يُؤَدِّي زَكَاتَهَا؛ إِلاَّ جَاءتْ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْظَمَ مَا كَانَتْ وَأَسْمَنَه، تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا، وَتَطَؤُهُ بِأَظْلاَفِهَا، كُلَّمَا نَفِدَتْ أُخْرَاهَا عَادَتْ عَلَيْهِ أُولاَهَا، حَتىَّ يُقْضَى بَيْنَ النَّاس " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 990]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ كَانَ لي مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبَاً: لَسَرَّنِي أَنْ لاَ تَمُرَّ عَلَيَّ ثَلاَثُ لَيَالٍ؛ وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْء، إِلاَّ شَيْءٌ أُرْصِدُهُ لِدَيْن " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (6445)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 991] عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قَدِمْتُ المَدِينَة، فَبَيْنَا أَنَا في حَلْقَةٍ فِيهَا مَلأٌ مِنْ قُرَيْش؛ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ أَخْشَنُ الثِّيَابِ أَخْشَنُ الجَسَدِ أَخْشَنُ الوَجْه، فَقَامَ عَلَيْهِمْ فَقَال: [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 992]

بَشِّرِ الكَانِزِينَ بِرَضْفٍ ـ أَيْ حِجَارَةٍ ـ يُحْمَى عَلَيْهِ في نَارِ جَهَنَّم، فَيُوضَعُ عَلَى حَلَمَةِ ثَدْيِ أَحَدِهِمْ، حَتىَّ يخْرُجَ مِنْ نُغْضِ كَتِفَيْه ـ أَيْ مِنْ لَوْحِ كَتِفِهِ النَّاتِئِ في ظَهْرِهِ مِنَ الخَلْف ـ وَيُوضَعُ عَلَى نُغْضِ كَتِفَيْه، حَتىَّ يخْرُجَ مِنْ حَلَمَةِ ثَدْيَيْهِ، يَتَزَلْزَل، فَوَضَعَ القَوْمُ رُءوسَهُمْ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدَاً مِنْهُمْ رَجَعَ إِلَيْهِ شَيْئَا ـ أَيْ رَدَّ عَلَيْه ـ فَأَدْبَرَ وَاتَّبَعْتُه، حَتىَّ جَلَسَ إِلى سَارِيَة ـ أَيْ إِلى عَمُودٍ مِن أَعْمِدَةِ المَسْجِد ـ فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ هَؤُلاَءِ إِلاَّ كَرِهُواْ مَا قُلْتَ لهُمْ 00؟!

قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنَّ هَؤُلاَءِ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئَا، إِنَّ خَلِيليَ أَبَا القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَاني فَأَجَبْتُه، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَتَرَى أُحُدَاً " 00؟ فَنَظَرْتُ مَا عَلَيَّ مِنَ الشَّمْس، وَأَنَا أَظُنُّ أَنَّهُ يَبْعَثُني في حَاجَةٍ لَه، فَقُلْتُ أَرَاه، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا يَسُرُّني أَنَّ لي مِثْلَهُ ذَهَبَاً، أُنْفِقُهُ كُلَّهُ إِلاَّ ثَلاَثَةَ دَنَانِير " 00 ثمَّ هَؤُلاَءِ يجْمَعُونَ الدُّنْيَا لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئَا، قُلْتُ ـ أَيِ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْس: مَا لَكَ وَلإِخْوَتِكَ مِنْ قُرَيْشٍ لاَ تَعْتَرِيهِمْ وَتُصِيبُ مِنْهُمْ 00؟! قَالَ لاَ وَرَبِّك، لاَ أَسْأَلُهُمْ عَنْ دُنْيَا وَلاَ أَسْتَفْتِيهِمْ عَنْ دِين، حَتىَّ أَلحَقَ بِاللهِ وَرَسُولِه " 00!!

وَمِنْ سِيَاقِ الحَدِيثِ وَبَعْضِ عِبَارَاتِه، وَالرِّوَايَاتِ السَّابِقَةِ لَهُ يَتَّضِحُ لَنَا: أَنَّ هَذَا الرَّجُلَ هُوَ هُوَ أَبُو ذَرٍّ الغِفَارِيّ، الرَّاوِي العُمْدَةُ لِهَذِهِ الأَحَادِيثِ وَأَشْبَاهِهَا، وَتُؤَيِّدُني في ذَلِكَ هَذِهِ الرِّوَايَةُ الصَّحِيحَة: عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: كُنْتُ في نَفَرٍ مِنْ قُرَيْش، فَمَرَّ أَبُو ذَرٍّ وَهُوَ يَقُول: " بَشِّرِ الكَانِزِينَ بِكَيٍّ في ظُهُورِهِمْ، يخْرُجُ مِنْ جُنُوبِهِمْ، وَبِكَيٍّ مِنْ قِبَلِ أَقْفَائِهِمْ، يخْرُجُ مِنْ جِبَاهِهِمْ " 00 ثمَّ تَنَحَّى فَقَعَد، قُلْتُ مَنْ هَذَا 00؟! قَالُواْ: هَذَا أَبُو ذَرّ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: مَا شَيْءٌ سَمِعْتُكَ تَقُولُ قُبَيْل 00؟!

قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: مَا قُلْتُ إِلاَّ شَيْئَاً قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، قُلْتُ: مَا تَقُولُ في هَذَا العَطَاء 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: خُذْهُ؛ فَإِنَّ فِيهِ اليَوْمَ مَعُونَة، فَإِذَا كَانَ ثَمَنَاً لِدِينِكَ فَدَعْه " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 992] غَنِيَّانِ وَفَقِيرَانِ في مَوْقِفِ الحِسَاب عَنِ الإِمَامِ عَليٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تُوُفِّيَ غَنِيَّانِ وَفَقِيرَان، فَقَالَ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ لأَحَدِ الغَنِيَّين: مَا قَدَّمْتَ لنَفْسِكَ وَمَا تَرَكْتَ لِعيَالِك 00؟ فَقَالَ يَا رَبّ: خَلَقْتَني وَإِيَّاهُمْ سَوَاءً، وَتَكَفَّلْتَ بِرِزْق كُلِّ دَابَّة، وَقُلْتَ:

{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضَاً حَسَنَاً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافَاً كَثِيرَة} {البَقَرَة: 245} فَقَدَّمْتُ لِهَذَا، وَعَلِمْتُ أَنَّكَ رَازِقٌ عِيَالي مِنْ بَعْدِي؛ فَقَالَ لَهُ جَلَّ جَلاَلُه: اذْهَبْ؛ فَلَوْ تَعْلمُ مَالَكَ عِنْدِي لَضَحِكْتَ كَثِيرَاً وَلبَكَيْتَ قَلِيلاً، ثُمَّ قَالَ لِلغَنيِّ الآخَر: مَا قَدَّمْتَ لِنَفْسِكَ وَمَا تَرَكْتَ لِعِيَالِك 00؟ فَقَالَ يَا رَبّ؛ كَانَ لي عِيَالٌ تخَوَّفْتُ عَليْهِمُ العَيْلَة، فَقَالَ لَهُ: أَلَمْ أَخْلُقْكَ وَإِيَّاهُمْ سَوَاءً، وَتَكَفَّلْتُ بِرِزْقِ كُلِّ دَابَّة 00؟!

قَالَ بَلَى، وَلَكِنْ تخَوَّفْتُ عَلَيْهِمُ العَيْلَة ـ أَيِ الفَقْر ـ فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُهُ لَهُ: قَدْ أَصَابَهُمْ مَا حَذَرْتَ عَلَيْهِمْ، فَاذْهَبْ، فَلوْ تَعْلَمُ مَالَكَ عِنْدِي؛ لَضَحِكْتَ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتَ كَثِيرَا، ثمَّ قَالَ لأَحَدِ الفَقِيرَين: مَا قَدَّمْتَ لِنَفْسِكَ وَمَا تَرَكْتَ لِعيَالِك 00؟ فَقَالَ يَا رَبّ: قَدْ خَلَقْتَني صَحِيحَاً فَصِيحَاً، وَعَلَّمْتَني أَسْمَاءَكَ وَدُعَاءَك، وَلوْ كُنْتَ أَكْثَرْتَ لي؛ لخَشِيتُ أَنْ يُشْغِلَني عَنْ طَاعَتِك، قَدْ رَضِيتُ عَنْكَ يَا رَبّ؛ فَيَقُولُ اللهُ لَهُ: وَأَنَا رَاضٍ عَنْكَ فَاذْهَبْ، فَلَوْ تَعْلَمُ مَالَكَ عِنْدِي؛ لَضَحِكْتَ كَثِيرَاً وَلبَكَيْتَ قَلِيلاَ، وَقِيلَ لِلفَقِيرِ الآخَر: مَا قَدَّمْتَ لِنَفْسِكَ وَمَا تَرَكْتَ لعِيَالِك 00؟

فَقَالَ يَا رَبّ، مَا أَعْطَيْتَني شَيْئَاً تَسْأَلُني عَنه؛ فَيَقُولُ لَهُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُه: أَلَمْ أَخْلُقْكَ صَحِيحَاً فَصِيحَاً، وَخَلَقْتُكَ سَمِيعَاً بَصِيرَا، وَقُلْتُ ادْعُوني أَسْتَجِبْ لَكمْ 00؟! فَيَقُولُ بَلَى يَا رَبّ، وَلَكِني نَسِيت؛ فَيَقُولُ لَهُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُه: وَأَنَا أَنْسَاكَ اليَوْمَ فَاذْهَبْ؛ فَلَوْ تَعْلَمُ مَالَكَ عِنْدِي؛ لَضَحِكْتَ قَلِيلاً وَلبَكَيْتَ كَثِيرَا " 0 [ضَعَّفَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " ص: (123/ 3)، أَخْرَجَهُ الطَّبرَانيُّ، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 17109] جَانِبٌ مِن حَيَاةِ البُؤَسَاء

وَهَذِهِ مجْمُوعَةٌ مِنَ القِصَصِ الوَاقِعِيَّة، الَّتي تَعْكِسُ جَانِبَاً مِن حَيَاةِ بَعْضِ الفُقَرَاءِ المُعَذَّبِينَ في الأَرْض، الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الشَّقَاءُ مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدَا، حَتىَّ نَشْعُرَ بِمَا هُمْ فِيهِ مِنَ الهُمُومِ وَالأَحْزَان، وَالجُوعِ وَالحِرْمَان، وَالذُّلِّ وَالهَوَان: الَّذِي تَقْشَعِرُّ مِنهُ الأَبْدَان، وَتَشِيبُ لَهُ الوُلدَان 00!! وَمنَعَّمٍ لَمْ يَلْقَ إِلاَّ لَذَّةً * في طَيِّهَا شَجَنٌ مِنَ الأَشْجَانِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} لَوْ وَجَدَ الوَاحِدُ مِنهُمْ مَا يَأْكُلُهُ في يَوْمِهِ؛ لَنَغَّصَ عَلَيْهِ طَعَامَهُ الخَوْفُ مِنَ غَدِهِ وَالتَّفْكِيرُ فِيه 00!! وَصَدَقَ مَنْ قَال:

" لَئِنْ كَانَ بِالأَمْسِ ذِكْرُ الأَمْواتِ حَيَاةَ القُلُوب؛ فَقَدْ صَارَ اليَوْمَ ذِكْرُ الأَحْيَاءِ مَمَاتَ القُلُوب " وَالنَّاسُ صِنْفَانِ مَوْتَي في حَيَاتِهِمُ * وَآخَرُونَ بِبَطْنِ الأَرْضِ أَحْيَاءُ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} صَدَقَتْ لَعَمْرِي نُبُوءةُ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُول: يَا لَيْتَني مَكَانَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7115 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2907/ 157/ عَبْد البَاقِي]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه: لاَ تَذْهَبُ الدُّنْيَا؛ حَتىَّ يَمُرَّ الرَّجُلُ عَلَى القَبر، فَيَتَمَرَّغُ عَلَيْهِ وَيَقُولُ: يَا لَيْتَني كُنْتُ مَكَانَ صَاحِبِ هَذَا القَبْر؛ وَلَيْسَ بِهِ الدِّينُ ـ أَيْ دَاء ـ إِلاَّ البَلاَء " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2907/ 157/ عَبْد البَاقِي] قِصَّةٌ وَاقِعِيَّةٌ حَدَثَتْ مَعَ الشَّيْخ كِشْك رَحِمَهُ الله اسْتَمِعْ إِلى الشَّيْخِ رَحْمَهُ اللهُ وَهْوَ يحْكِيهَا بِنَفْسِهِ عَلَى المِنْبرِ فَيَقُول:

" وَاللهِ لَقَدْ فَتَّ في عَضُدِيَ الأَسَى؛ عِنْدَمَا أَرْسَلَتْ إِليَّ أُسْرَةٌ مُسْلِمَةٌ تَدْعُوني لِزِيَارَتِهَا، وَرَبُّ هَذِهِ الأُسْرَةِ رَجُلٌ طَرِيحُ الفِرَاش، وَكُنْتُ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذِهِ الأُسْرَةَ بحَاجَةٍ إِلى طَبِيب، لَكِنَّهَا لاَ تجِدُ مَا تُعْطِيهِ لِلطَّبِيب؛ فَصَحِبْتُ مَعِي طَبِيبَاً مُسْلِمَاً، وَذَهَبْنَا لِعِيَادَةِ هَذَا الرَّجُل، الأُسْرَةُ مُكَوَّنَةٌ مِنْ سَبْعَةِ أَفرَادٍ يَعِيشُونَ في حُجْرَةٍ وَاحِدَة، دَخَلنَا عَلَى المَرِيضِ فَحَيَّيْنَاهُ بِتَحِيَّةِ الإِسْلاَمِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْنَا؛ فَأَعَدْنَا عَلَيْهِ الكَلاَمَ وَأَلقَيْنَا عَلَيْهِ السَّلاَمَ فَرَدَّ بِصُورَةٍ غَيرِ مَفْهُومَة، وَهُوَ لاَ يَكَادُ يُسْمِعُنَا ممَّا كَانَ يخَالِطُهَا مِنَ البُكَاء، فَسَأَلنَا: لِمَ يَرُدُّ هَكَذَا 00؟!

فَقَالُواْ: إِنَّهُ كَانَ قَدْ أُصِيبَ بِضَغْطٍ في الدَّم، ثُمَّ تَفَاقَمَ الأَمْرُ فَأُصِيبَ بِشَلَلٍ نِصْفِيٍّ في الفَم؛ فَقَدَ إِثْرِهِ الكَلاَم؛ وَلِذَا يَتَكَلَّمُ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ المُتَعَثِّرَة، فَسَأَلَهُمُ الطَّبِيب: لمَاذَا لَمْ تُعْطُوهُ دَوَاءَ ارْتِفَاعِ ضَغْطِ الدَّم 00؟! فَقَالُواْ بِلِسَانِ الأَسَى: ظَلَلْنَا نُعْطِيهِ الدَّوَاءَ حَوْلَينِ كَامِلَين، فَقَالَ لهُمْ: وَمُنْذُ كَمْ وَهُوَ مَرِيض 00؟ قَالُواْ: مُنْذُ أَرْبَعِ سَنَوَات، فَسَأَلهُمْ عَنْ سَبَبِ الاَنْقِطَاع؛ حَتىَّ آلَ بِهِ الأَمْرُ إِلى هَذِهِ الحَالَةِ الحَرِجَة: مِنَ الشَّلَلِ وَفُقْدَانِ الكَلاَم 00؟!

فَقَالُواْ بِبَالِغِ الأَسَف: وَاللهِ مَا بخِلْنَا عَلَيْه، وَلَقَدْ بِعْنَا مَا يُمْكِنُ بَيْعُهُ مِن أَثَاثِ البَيْت، حَتىَّ عَجَزْنَا عَنِ مُوَاصَلَةِ العِلاَج؛ لأَنَّا لاَ نمْلِكُ ثمَنَ الدَّوَاء 00!! مَنِ المَسْئُولُ عَن هَؤُلاَء 00؟!! ثُمَّ انخَرَطَ الشَّيخُ وَالنَّاسُ في البُكَاء " 0 وَسُبْحَانَ الله 00 مَنْ لاَ يَمْلِكُ ثَمَنَ اللُّقْمَة؛ فَكَيْفَ يَمْلِكُ ثَمَنَ الدَّوَاء 00؟! [الشِّيخ عَبْدُ الحَمِيد كِشْك في " الخُطَبِ المِنْبرِيَّةِ " بِتَصَرُّف 0 ص: 164/ 3] قِصَّةٌ وَاقِعِيَّةٌ حَدَثَتْ مَعَ الشَّيْخِ الشَّعْرَاوِي رَحِمَهُ الله وَهَذِهِ قِصَّةٌ ذَكَرَهَا الشِّيخ الشَّعْرَاوِي في تَفسِيرِهِ لِلآيَةِ الثَّالِثَةِ مِنْ سُورَةِ الأَحْزَابِ فَقَال:

" عِنْدَمَا كُنَّا طَلَبَةً في الجَامِعَة؛ رَأَى أَحَدُنَا شَيْخَاً كَبِيرَاً طَاعِنَاً في السِّنِّ كَفِيفَ البَصَر، يُرِيدُ أَنْ يَعْبرَ الطَّرِيقَ مُعَرِّضَاً حَيَاتَهُ لِلخَطَر؛ فَذَهَبَ إِلَيْهِ هَذَا الصَّدِيقُ الرَّفِيق، وَعَبرَ بِهِ الطَّرِيق، ثُمَّ سَأَلَهُ قَائِلاً: أَيْنَ تُرِيدُ يَا جَدِّي 00؟ قَال: أَرِيدُ البَيْتَ الفُلاَنيّ، فَقَامَ هَذَا الشَّابُّ بِتَوْصِيلَهِ إِلى حَيْثُ يُرِيد، حَتىَّ أَوْقَفَهُ عَلَى بَابِ الشَّقَّةِ الَّتي يُرِيدُهَا، وَقَبْلَ أَنْ يَضْغَطَ لَهُ عَلَى الجَرَس؛ أَخْرَجَ مِنْ جَيْبِهِ عَشْرَةَ جُنَيْهَاتٍ وَوَضَعَهَا في يَدِ الرَّجُل؛ فَإِذَا بِهِ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِلى السَّمَاءِ وَيَقُول: " أَلاَ يُعْجِزُكَ شَيْءٌ أَبَدَا " 00؟

ثُمَّ قَالَ لِهَذَا الشَّابّ: خُذْ بِيَدِي يَا بُنيَّ إِلى المَكَانِ الَّذِي رَأَيْتَني فِيهِ أَوَّلَ مَرَّة وَلَمْ يَطْرُقِ البَاب، وَكَأَنَّهُ مَا ذَهَبَ إِلى هُنَاكَ إِلاَّ لِيَقْترِضَ هَذَا المَبْلَغ 00!! [الإِمَامُ الشَّعْرَاوِيُّ في " تَفسِيرُ " للآيَةِ " 3 " مِنْ سُورَةِ الأَحْزَاب بِاخْتِصَار] بَعْضُ نَوَادِرِ الْفُقَرَاء

عَنْ سَلَمَةَ بْنِ صَخْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنْتُ امْرَأً أُصِيبُ مِنَ النِّسَاءِ مَا لاَ يُصِيبُ غَيرِي، فَلَمَّا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ خِفْتُ أَن أُصِيبَ مِنْ امْرَأَتي شَيْئَاً يُتَابَعُ بي حَتىَّ أُصْبِح ـ أَيْ فَيَسْتَمِرُّ بيَ الجِمَاعُ حَتىَّ الصُّبْح ـ فَظَاهَرْتُ مِنْهَا حَتىَّ يَنْسَلِخَ شَهْرُ رَمَضَان، فَبَيْنَا هِيَ تَخْدُمُني ذَاتَ لَيْلَةٍ؛ إِذْ تَكَشَّفَ لي مِنْهَا شَيْء؛ فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ نَزَوْتُ عَلَيْهَا، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ خَرَجْتُ إِلى قَوْمِي فَأَخْبَرْتُهُمْ الخَبر، وَقُلْتُ امْشُوا مَعِي إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ قَالُوا لاَ وَاللهِ؛ فَانْطَلَقْتُ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَنْتَ بِذَاكَ يَا سَلَمَة " 00؟

ـ أَيْ تَتَحَمَّلُ عَاقِبَةَ ذَلِكَ يَا سَلَمَة ـ قُلْتُ أَنَا بِذَاكَ يَا رَسُولَ الله 00 مَرَّتَينِ وَأَنَا صَابِرٌ لأَمْرِ الله؛ فَاحْكُمْ فيَّ مَا أَرَاكَ الله؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " حَرِّرْ رَقَبَة " 00 قُلْتُ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ مَا أَمْلِكُ رَقَبَةً غَيْرَهَا: وَضَرَبْتُ صَفْحَةَ رَقَبَتي؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَين " 00 قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وَهَلْ أَصَبْتُ الَّذِي أَصَبْتُ إِلاَّ مِنَ الصِّيَام 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَأَطْعِمْ وَسْقَاً مِنْ تَمْرٍ بَينَ سِتِّينَ مِسْكِينَاً " 00 قُلْتُ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ؛ لَقَدْ بِتْنَا وَحْشَيْنِ مَا لَنَا طَعَام؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَانْطَلِقْ إِلى صَاحِبِ صَدَقَةِ بَني زُرَيْق، فَلْيَدْفَعْهَا إِلَيْك؛ فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينَاً، وَسْقَاً مِنْ تَمْر، وَكُلْ أَنْتَ وَعِيَالُكَ بَقِيَّتَهَا " 00 فَرَجَعْتُ إِلى قَوْمِي فَقُلْتُ: وَجَدْتُ عِنْدَكُمْ الضِّيقَ وَسُوءَالرَّأْي، وَوَجَدْتُ عِنْدَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّعَةَ وَحُسْنَ الرَّأْي، وَقَدْ أَمَرَني أَوْ أَمَرَ لي بِصَدَقَتِكُمْ " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 2213]

وَفي رِوَايَةٍ أَخْرَى عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَال: " فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَمْرٍ فَأَعْطَاهُ إِيَّاه، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ خَمْسَةِ عَشَرَ صَاعَاً، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " تَصَدَّقْ بِهَذَا " 00 قَالَ يَا رَسُولَ الله؛ عَلَى أَفْقَرَ مِنيِّ وَمِن أَهْلِي 00؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " كُلْهُ أَنْتَ وَأَهْلُك " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 2217] عَن عَبْدِ اللهِ الهَوْزَنِيِّ قَال: لَقِيتُ بِلاَلاً مُؤَذِّنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَلَب، فَقُلْتُ يَا بِلاَل؛ حَدِّثْني كَيْفَ كَانَتْ نَفَقَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00؟

قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: مَا كَانَ لَهُ شَيْء، كُنْتُ أَنَا الَّذِي أَلي ذَلِكَ مِنْهُ مُنْذُ بَعَثَهُ اللهُ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ، وَكَانَ إِذَا أَتَاهُ الإِنْسَانُ مُسْلِمَاً فَرَآهُ عَارِيَاً؛ يَأْمُرُنِي فَأَنْطَلِقُ فَأَسْتَقْرِضُ فَأَشْتَرِي لَهُ الْبُرْدَةَ فَأَكْسُوهُ وَأُطْعِمُه، حَتىَّ اعْتَرَضَني رَجُلٌ مِنَ المُشْرِكِينَ فَقَال: يَا بِلاَل؛ إِنَّ عِنْدِي سَعَةً؛ فَلاَ تَسْتَقْرِضْ مِن أَحَدٍ إِلاَّ مِنيِّ فَفَعَلْت، فَلَمَّا أَنْ كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ؛ تَوَضَّأْتُ ثمَّ قُمْتُ لأُؤَذِّنَ بِالصَّلاَة، فَإِذَا المُشْرِكُ قَدْ أَقْبَلَ في عِصَابَةٍ مِنَ التُّجَّار، فَلَمَّا أَنْ رَآني قَالَ يَا حَبَشِيّ؛ قُلْتُ يَا لَبَّاه، فَتَجَهَّمَني وَقَالَ لي قَوْلاَ غَلِيظَاً ـ أَيِ اسْتَقْبَلَني بِوَجْهٍ عَبُوسٍ وَقَالَ لي قَوْلاَ غَلِيظَاً ـ وَقَالَ لي:

أَتَدْرِي كَمْ بَيْنَكَ وَبَينَ الشَّهْر 00؟

قُلْتُ قَرِيب، قَال: إِنَّمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ أَرْبَع ـ أَيْ أَرْبَعُ لَيَالٍ ـ فَآخُذُكَ بِالَّذِي عَلَيْك؛ فَأَرُدُّكَ تَرْعَى الْغَنَمَ كَمَا كُنْتَ قَبْلَ ذَلِك؛ فَأَخَذَ في نَفْسِي مَا يَأْخُذُ في أَنْفُسِ النَّاس ـ أَيْ دَخَلَني الخَوْفُ مِمَّا سَمِعْت ـ حَتىَّ إِذَا صَلَّيْتُ الْعَتَمَةَ رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى أَهْلِه، فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ فَأَذِنَ لي، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله؛ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، إِنَّ المُشْرِكَ الَّذِي كُنْتُ أَتَدَيَّنُ مِنْهُ قَالَ لي كَذَا وَكَذَا، وَلَيْسَ عِنْدَكَ مَا تَقْضِي عَنيِّ، وَلاَ عِنْدِي، وَهُوَ فَاضِحِي؛ فَأْذَنْ لي أَنْ آبَقَ إِلى بَعْضِ هَؤُلاَءِ الأَحْيَاءِ الَّذِينَ قَدْ أَسْلَمُواْ ـ أَيْ فَأْذَنْ لي في الهُرُوبِ إِلى إِخْوَانِنَا الَّذِينَ أَسْلَمُواْ

بِالمَدِينَة ـ حَتىَّ يَرْزُقَ اللهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَقْضِي عَنيِّ، فَخَرَجْتُ حَتىَّ إِذَا أَتَيْتُ مَنْزِلي؛ فَجَعَلْتُ سَيْفِي وَجِرَابي وَنَعْلِي وَمِجَنيِّ عِنْدَ رَأْسِي، حَتىَّ إِذَا انْشَقَّ عَمُودُ الصُّبْحِ الأَوَّلِ أَرَدْتُ أَن أَنْطَلِق؛ فَإِذَا إِنْسَانٌ يَسْعَى يَدْعُو: " يَا بِلاَل، أَجِبْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 00 فَانْطَلَقْتُ حَتىَّ أَتَيْتُه، فَإِذَا أَرْبَعُ رَكَائِبَ مُنَاخَاتٌ عَلَيْهِنَّ أَحْمَالُهُنّ، فَاسْتَأْذَنْتُ؛ فَقَالَ لي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَبْشِرْ؛ فَقَدْ جَاءَكَ اللهُ بِقَضَائِك " 00 ثمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَلَمْ تَرَ الرَّكَائِبَ المُنَاخَاتِ الأَرْبَع " 00؟

فَقُلْتُ بَلَى، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ لَكَ رِقَابَهُنَّ وَمَا عَلَيْهِنّ، فَإِنَّ عَلَيْهِنَّ كِسْوَةً وَطَعَامَاً، أَهْدَاهُنَّ إِليَّ عَظِيمُ فَدَك؛ فَاقْبِضْهُنَّ وَاقْضِ دَيْنَك " 00 فَفَعَلْت، فَذَكَرَ الحَدِيثَ 000 ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلى المَسْجِد، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ في المَسْجِد، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا فَعَلَ مَا قِبَلَك " 00؟

قُلْتُ: قَدْ قَضَى اللهُ كُلَّ شَيْءٍ كَانَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَلَمْ يَبْقَ شَيْء ـ أَيْ مِنَ الدَّيْن ـ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَفَضَلَ شَيْء " 00 قُلْتُ نَعَمْ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " انْظُرْ أَنْ تُرِيحَني مِنْهُ؛ فَإِنيِّ لَسْتُ بِدَاخِلٍ عَلَى أَحَدٍ مِن أَهْلِي حَتىَّ تُرِيحَني مِنْه " 00 فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَتَمَةَ دَعَاني فَقَال: " مَا فَعَلَ الَّذِي قِبَلَك " 00؟

قُلْتُ هُوَ مَعِي، لَمْ يَأْتِنَا أَحَد ـ أَيْ مِنَ السَّائِلِينَ أَوْ فُقَرَاءِ المُسْلِمِين ـ فَبَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المَسْجِدِ وَقَصَّ الحَدِيث، حَتىَّ إِذَا صَلَّى الْعَتَمَةَ ـ أَيْ مِنَ الْغَدِ ـ دَعَاني قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا فَعَلَ الَّذِي قِبَلَك " 00؟ قُلْتُ: قَدْ أَرَاحَكَ اللهُ مِنْهُ يَا رَسُولَ الله؛ فَكَبَّرَ وَحَمِدَ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى؛ شَفَقَاً مِن أَنْ يُدْرِكَهُ المَوْتُ وَعِنْدَهُ ذَلِك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 3055] التَّاجِرُ المَوْصِلِيّ

وَعَن أَبي القَاسِمِ بْنِ حُبَيْشٍ قَال: لَقَدْ جَرَتْ في هَذِهِ الدَّار ـ وَأَشَارَ إِلى دَار ـ قَضِيَّةٌ عَجِيبَة: " كَانَ يَسْكُنُ هَذِهِ الدَّار؛ رَجُلٌ مِن التُّجَّار، مِمَّنْ يُسَافِرُ إِلى الكُوفَةِ في تجَارَةِ الخَزّ ـ أَيِ الحَرِير ـ فَاتَّفَقَ أَنَّهُ جَعَلَ جَمِيعَ مَا مَعَهُ مِنَ الخَزِّ في خُرْج ـ أَيْ في كِيسَينِ مُتَدَلِّيَينِ عَلَى ظَهْرِ حِمَار ـ وَسَارَ مَعَ القَافِلَة، فَلَمَّا نَزَلَتِ القَافِلَة؛ أَرَادَ إِنْزَالَ الخُرْجِ عَنِ الحِمَارِ، فَثَقُلَ عَلَيْه؛ فَرَآهُ شَابٌّ كَانَ بجَانِبِهِ فَأَعَانَه عَلَى إِنْزَالِه، ثُمَّ جَلَسَ يَأْكُل، فَاسْتَدْعَى ذَلِكَ الشَّابَّ لِيَأْكُلَ مَعَهُ، فَسَأَلَهُ عَن أَمْرِه؛ فَأَخْبرَهُ أَنَّهُ مِن أَهْلِ الكُوفَة، وَأَنَّهُ خَرَجَ لحَاجَةٍ عَرَضَتْ لَهُ بِغَيرِ نَفَقَةٍ وَلاَ زَاد،

فَقَالَ لَهُ الرَّجُل: أَنَا تَاجِرٌ مِنَ المَوْصِل، فَكُنْ رَفِيقِي؛ آنَسُ بِكَ وَتُعِينُني عَلَى سَفَرِي، وَنَفَقَتُكَ وَمُؤْنَتُكَ عَلَيّ 00؟ فَقَالَ لَهُ الشَّابّ: وَأَنَا أَيْضَاً أَخْتَارُ صُحْبَتَكَ، وَأَرْغَبُ في مُرَافَقَتِك، فَسَارَ مَعَه في سَفَرِهِ وَخَدَمَهُ أَحْسَنَ خِدْمَة، إِلى أَنْ وَصَلاَ إِلى تِكْرِيت، فَنزَلَتِ القَافِلَةُ خَارِجَ المَدِينَة، وَدَخَلَ النَّاسُ إِلى قَضَاءِ حَوَائِجِهِمْ، فَقَالَ التَّاجِرُ لِذَلِكَ الرَّجُل: احْفَظْ حَوَائِجَنَا حَتىَّ أَدْخُلَ المَدِينَةَ وَأَشْتَرِيَ مَا نحْتَاجُ إِلَيْه، فَدَخَلَ المَدِينَةَ وَقَضَى جَمِيعَ حَوَائِجِهِ، ثُمَّ رَجَعَ فَلَمْ يجِدِ القَافِلَةَ وَلاَ الشَّابّ؛ فَظَنَّ أَنَّهُ لَمَّا رَحَلَتْ القَافِلَةُ رَحَلَ مَعَهُمْ؛ فَلَمْ يَزَلْ يَسِيرُ وَيُجِدُّ في السَّيرِ إِلى أَن

أَدْرَكَ القَافِلَةَ بَعْدَ جَهْدٍ عَظِيم، فَسَأَلهُمْ عَنْ صَاحِبِهِ فَقَالُواْ: مَا رَأَيْنَاهُ وَلاَ جَاءَ مَعَنَا، وَلَكِنَّهُ رَحَلَ عَلَى أَثَرِكَ حِينَ أَطَلْتَ المَغِيب، فَظَنَنَّا أَنَّكَ أَمَرْتَهُ، فَكَرَّ الرَّجُلُ رَاجِعَاً إِلى تِكْرِيت، وَسَأَلَ في الطَّرِيقِ عَنِ الشَّابِّ فَلَمْ يجِدْ لَهُ أَثَرَاً، وَلاَ سَمِعَ لَهُ خَبرَاً، فَيَئِسَ مِنهُ وَرَجَعَ إِلى المَوْصِل ـ بَلَدِهِ ـ مَسْلُوبَ المَال، فَوَصَلَهَا نَهَارَاً فَقِيرَاً جَائِعَاً حَرَضَاً في شِدَّةِ الإِعْيَاء، فَاسْتَحْيَا أَنْ يَدْخُلَهَا نَهَارَاً فَتَشْمَتَ بِهِ الأَعْدَاء، نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَمَاتَتِهِمْ 00 كُلُّ المَصَائِبِ قَدْ تَمُرُّ عَلَى الفَتى * فَتَهُونُ غَيرَ شَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ {ابْنُ أَبي عُيَيْنَة}

وَخَشِيَ أَنْ يحْزَنَ الصَّدِيقُ إِذَا رَآهُ عَلَى تِلْكَ الحَالَة؛ فَاسْتَخْفَى إِلى اللَّيْلِ ثُمَّ عَادَ إِلى دَارِه، فَطَرَقَ البَابَ فَقِيلَ مَن هَذَا 00؟

قَالَ فُلاَن ـ يَعْني نَفْسَه ـ فَأَظْهَرُواْ لَهُ سُرُورَاً عَظِيمَاً بِمَقْدِمِه، وَقَالُواْ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَاءَ بِكَ في هَذَا الوَقْت؛ فَإِنَّكَ أَخَذْتَ مَالَكَ مَعَكَ وَمَا تَرَكْتَ لَنَا نَفَقَةً كَافِيَة، وَأَطَلْتَ سَفَرَكَ وَاحْتَجْنَا إِلى مَالٍ فَلَمْ نجِدْ، وَقَدْ وَضَعَتْ زَوْجَتُكَ اليَوْم، وَاللهِ مَا وَجَدْنَا مَا نَشْتَرِي بِهِ شَيْئَاً لِلنُّفَسَاء، فَأْتِنَا بِدَقِيقٍ وَدُهْنٍ نُسْرِجُ بِهِ عَلَيْنَا، فَإِنَّهُ لاَ سِرَاجَ عِنْدَنَا، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ ازْدَادَ غَمَّا عَلَى غَمّ، وَكَرِهَ أَنْ يخْبرَهُمْ بحَالِهِ فَيُحْزِنَهُمْ بِذَلِك، فَأَخَذَ وِعَاءً لِلدُّهْن، وَوِعَاءً لِلدَّقِيق، وَخَرَجَ إِلى حَانُوتٍ أَمَامَ دَارِه، وَكَانَ فِيهِ رَجُلٌ يَبِيعُ الدَّقِيقَ وَالزَّيْتَ وَالعَسَل، وَكَانَ البَائِعُ قَدْ أَطْفَأَ

سِرَاجَهُ وَأَغْلَقَ حَانُوتَهُ وَنَام، فَنَادَاهُ فَعَرَفَه، فَخَرَجَ إِلَيْهِ وَعَانَقَهُ وَحَمِدَ اللهَ عَلَى سَلاَمَتِه، فَقَالَ لَهُ: افْتَحْ حَانُوتَكَ وَأَعْطِنَا مَا نحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنْ دَقِيقٍ وَعَسَلٍ وَدُهْن، فَنزَلَ البَائِعُ إِلى حَانُوتِهِ وَأَوْقَدَ المِصْبَاح، وَوَقَفَ يَزِنُ لَهُ مَا طَلَب، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ حَانَتْ مِنَ التَّاجِرِ الْتِفَاتَة، فَرَأَى خُرْجَهُ الَّذِي هَرَبَ بِهِ خَادِمُه، فَلَمْ يَمْلِكْ نَفْسَهُ أَنِ انْقَضَّ عَلَيْهِ وَقَال: ادْفَعْ إِليَّ مَالي يَا عَدُوَّ الله، فَقَالَ لَهُ البَائِعُ مَا هَذَا يَا فُلاَن 00؟!

قَالَ هَذَا خُرْجِي، هَرَبَ بِهِ خَادِمِي وَأَخَذَ حِمَارِي وَجَمِيعَ مَالي، فَقَالَ البَائِع: وَاللهِ مَا لي عِلْم، غَيرَ أَنَّ رَجُلاً وَرَدَ عَلَيَّ بَعْدَ العِشَاءِ وَاشْتَرَى مِنيِّ عَشَاءه، وَأَعْطَاني هَذَا الخُرْجَ فَجَعَلْتُهُ في حَانُوتي وَدِيعَةً إِلى أَنْ يُصْبِح، وَالحِمَارُ في دَارِي، وَالرَّجُلُ في المَسْجِدِ نَائِم، فَحَمَلاَ الخُرْجَ وَمَضَيَا إِلى الرَّجُل، فَإِذَا الشَّابُّ نَائِمٌ في المَسْجِد، فَوَكَزَهُ التَّاجِرُ المَوْصِلِيُّ صَاحِبُ المَالِ بِرِجْلِه، فَقَامَ الشَّابُّ فَزِعَاً، فقال لَهُ التَّاجِرُ المَوْصِلِيّ: أَيْنَ مَالي يَا خَائِن 00؟ قَالَ هَا هُوَ في خُرْجِك، فَوَاللهِ مَا أَخَذْتُ مِنهُ ذَرَّة، قَالَ فَأَيْنَ الحِمَارُ وَآلَتُه 00؟

قَالَ هُوَ عِنْدَ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي مَعَك، فَسَأَلَهُ التَّاجِرُ أَيْنَ كُنْت 00!؟ قَالَ الرَّجُل: لَقَدِ انْتَظَرْنَاكَ طَوِيلاً فَلَمْ تجِئْ، حَتىَّ هَمَّتِ القَافِلَةُ بِمُوَاصَلَةِ السَّير، فَانْطَلَقْتُ في أَثَرِكَ فَلَمْ أَعْثُرْ عَلَيْك، ثمَّ نَظَرْتُ فَإِذَا القَافِلَةُ قَدْ سَارَتْ؛ فَعُدْتُ أَدْرَاجِيَ حَتىَّ أُؤَدِّيَ الأَمَانَةَ إِلى أَهْلِ بَيْتِك،

فَوَصَلْتُ إِلى المَوْصِلِ في ظُلْمَةِ اللَّيْل، فَقُلْتُ أَنَامُ في المَسْجِدِ إِلى الصُّبْحِ ثمَّ أَمْضِي لأَهْلِ بَيْتِك، فَعَفَا عَنهُ التَّاجِرُ المَوْصِلِيُّ وَخَلَّى سَبِيلَه، ثُمَّ مَضَى بخُرْجِهِ إِلى دَارِهِ فَوَجَدَ مَتَاعَهُ سَالِمَاً، فَوَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ وَأَخْبرَهُمْ بِقِصَّتِهِ؛ فَازْدَادُواْ سُرُورَاً عَلَى سُرُور، وَتَبرَّكُواْ بِذَلِكَ المَوْلُود، فَسُبْحَانَ مَنْ لاَ يخِيبُ مَنْ يَقْصِدُه، وَلاَ يَنْسَى مَنْ يَعْبُدُه " 0 [الأَبْشِيهِيُّ في كِتَابِ " المُسْتَطْرَف " بِشَيْءٍ مِنَ التَّصَرُّف، البَابُ السَّابِعُ وَالخَمْسُون: بَابِ اليُسْرِ بَعْدَ العُسْرِ] ارْحَمُواْ عَزِيزَ قَوْمٍ ذَلّ وَحَكَى أَبُو بَكْرٍ الطَّرْطُوشِيُّ في كِتَابِهِ " سِرَاجِ المُلُوكِ " عَن أَحَدِ الصَّالحِينَ قَال:

" كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَى الشَّيْخِ أَبي حَفْصٍ جُزْءً امِنَ الحَدِيث، في حَانُوتِ رَجُلٍ عَطَّار، فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ مَعَهُ في الحَانُوت؛ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الطَّوَّافِين، مِمَّنْ يَبِيعُ العِطْرَ في طَبَقٍ يحْمِلُهُ عَلَى يَدِه، فَدَفَعَ إِلَيْهِ عَشْرَةَ دَرَاهِمَ وَقَالَ لَه: أَعْطِني بهَا أَشْيَاءَ سَمَّاهَا لَهُ مِنَ العِطْر، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا فَأَخَذَهَا، ثُمَّ هَمَّ العَطَّارُ بِالقِيَامِ لِشَأْنِه؛ فَسَقَطَ الطَّبَقُ مِنْ يَدِه، فَانْسَكَبَ جَمِيعُ مَا فِيه، فَبَكَى وَجَزِعَ حَتىَّ رَحِمْنَاه؛ فَقَالَ أَبُو حَفْصٍ لِصَاحِبِ الحَانُوت: لَعَلَّكَ تُعِينُهُ عَلَى بَعْضِ هَذِهِ الأَشْيَاء 00؟

فَقَالَ سَمْعَاً وَطَاعَة، فَنزَلَ وَجَمَعَ لَهُ مَا قَدَرَ عَلَى جَمْعِه، وَأَقْبَلَ الشَّيْخُ عَلَى الطَّوَّافِ يُصَبِّرُهُ وَيَقُولُ لَه: لاَ تجْزَعْ، إِنَّ أَمْرَ الدُّنيَا أَيْسَرُ مِنْ ذَلِك، فَقَالَ الطَّوَّاف: أَيُّهَا الشَّيْخ، لَيْسَ جَزَعِي لِضَيَاعِ مَا ضَاع، لَقَدْ عَلِمَ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ أَني كُنْتُ في القَافِلَةِ الفُلاَنِيَّة، فَضَاعَ لي هِمْيَانٌ فِيهِ أَرْبَعَةُ آلاَفِ دِينَار، وَمَعَهَا فُصُوصٌ قِيمَتُهَا كَذَلِكَ فَمَا جَزِعْت؛ حَيْثُ كَانَ لَدَيَّ مِنْ رَأْسِ المَالِ مَا يَصْلُحُ بِهِ حَالي، وَأُنْفِقُ مِنهُ عَلَى عِيَالي، وَلَكِنْ وُلِدَ لي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَلَد، فَاحْتَجْنَا لأُمِّهِ مَا يُحْتَاجُ لِلنُّفَسَاء، وَلَمْ يَكُن عِنْدِي بَعْدَ ذَهَابِ تجَارَتي غَيرُ مِاْئَةِ دِرْهَم، فَخَشِيتُ أَن أَشْتَرِيَ بهَا حَاجَةَ

النُّفَسَاءِ فَأَبْقَى بِلاَ رَأْسِ مَال، وَأَنَا قَدْ صِرْتُ شَيْخَاً كَبِيرَاً لاَ أَقْدِرُ عَلَى الكَسْب؛ فَقُلْتُ في نَفْسِي: أَشْتَرِي بِهَا شَيْئَاً مِنَ العِطْر، فَأَطُوفُ بِهِ صَدْرَ النَّهَارِ عَسَى أَنْ يُرْبحَني اللهُ شَيْئَاً أَسُدُّ بِهِ رَمَقَ زَوْجَتي، وَيَبْقَى رَأْسُ المَالِ كَمَا هُوَ، فَاشْتَرَيْتُ هَذَا العِطْر، فَحِينَ انْسَكَبَ الطَّبَقُ عَلِمْتُ أَنَّه لَمْ يَبْقَ لي إِلاَ الفِرَارُ مِنهُم؛ فَهَذَا هُوَ الَّذِي أَدَّى إِلى جَزَعِي، وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الجُنْدِ جَالِسَاً إِلى جَانِبي يَسْمَعُ الحَدِيث، فَقَالَ لأَبي حَفْص: يَا سَيِّدِي، أُرِيدُ أَنْ تَأْتيَ بهَذَا الرَّجُلِ إِلى مَنزِلي، فَأَتَيْنَاهُ فَأَدْخَلَنَا إِلى مَنزِلِه، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الطَّوَّافِ وَقَالَ لَه: عَجِبْتُ مِنْ جَزَعِك 00؟!

فَأَعَادَ عَلَيْهِ القِصَّة، فَقَالَ لَهُ الجُنْدِيّ: وَكُنْتَ في تِلْكَ القَافِلَة 00؟ قَالَ نَعَمْ، وَكَانَ مَعِي فِيهَا فُلاَنٌ وَفُلاَن، فَعَلِمَ الجُنْدِيُّ صِحَّةَ قَوْلِه؛ فَقَالَ لَهُ: وَمَا عَلاَمَةُ هِمْيَانِك؟ وَفي أَيِّ مَوْضِعٍ سَقَطَ مِنْك 00؟ فَوَصَفَ لَهُ المَكَانَ وَالعَلاَمَة، فَقَالَ لَهُ الجُنْدِيّ: إِذَا رَأَيْتَهُ تَعْرِفُه 00؟

قَالَ نَعَمْ، فَأَخْرَجَ الجُنْدِيُّ لَهُ هِمْيَانَاً وَوَضَعَهُ بَينَ يَدَيْه، فَصَاحَ الشَّيْخُ حِينَ رَآهُ وَقَال: هَذَا هِمْيَاني وَاللهِ، وَعَلاَمَةُ صِحَّةِ قَوْلي؛ أَنَّ فِيهِ مِنَ الفُصُوصِ كَيْتَ وَكَيْت، فَفَتَحَ الهِمْيَانَ فَوَجَدَهُ كَمَا ذَكَر، فَسَجَدَ الرَّجُلُ للهِ شُكْرَاً، ثمَّ قَامَ فَقَبَّلَ رَأْسَ الجُنْدِيِّ وَشَكَرَهُ عَلَى أَمَانَتِه، وَعَرَضَ عَلَيْهِ بَعْضَ المَالِ فَقَال: خُذْ مَالَكَ بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيه، فَقَالَ الطَّوَّاف: إِنَّ هَذِهِ الفُصُوصَ قِيمَتُهَا مِثْلُ الدَّنَانِيرِ وَأَكْثَر، فَخُذْهَا عَنْ طِيبِ نَفْسٍ بِذَلِك 00؟

فَقَالَ الجُنْدِيّ: مَا كُنْتُ لآخُذَ عَلَى أَمَانَتي أَجْرَاً، وَلَقَدْ تحَسَّسْتُ الأَخْبَار؛ رَجَاءَ أَن أَسْمَعَ مَنْ يُنْشِدُهَا فَلَمْ أَجِدْ، فَتَرَكْتُهَا كَمَا هِيَ، حَتىَّ يَأْتيَ صَاحِبُهَا، وَهَا أَنْتَ ذَا قَدْ أَتَيْت، وَأَبى أَنْ يَأْخُذَ شَيْئَا، ثمَّ دَفَعَهَا لِلطَّوَّافِ كَامِلَةً فَأَخَذَهَا وَمَضَى، فَسُبْحَانَ الله 00 دَخَلَ الطَّوَّافُ وَهُوَ مِنَ الفُقَرَاءِ المَسَاكِين، وَخَرَجَ وَهُوَ مِنَ الأَغْنِيَاءِ المَتْرَفِين، وَكَانَ رَبُّك قَدِيرَا " 0 [الأَبْشِيهِيُّ في كِتَابِ " المُسْتَطْرَف " بِشَيْءٍ مِنَ التَّصَرُّف، البَابُ السَّابِعُ وَالخَمْسُون: بَابِ اليُسْرِ بَعْدَ العُسْرِ]

جَاءَ في دُرَّةِ الْغَوَّاصِ لأَبي محَمَّدٍ الْقَاسِمِ بْنِ عَلِيٍّ الحَرِيرِيِّ صَاحِبِ المَقَامَاتِ أَنَّ أَبَا الْعَبَّاسِ المُبَرِّدَ رَوَى أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ الذِّمَّةِ سَأَلَ أَبَا عُثْمَانَ المَازِنيَّ في قِرَاءَةِ كِتَابِ سِيبَوَيْهِ عَنهُ، وَبَذَلَ لَهُ مِاْئَةَ دِينَارٍ في تَدْرِيسِهِ إِيَّاه؛ فَامْتَنَعَ المَازِنيُّ رَحِمَهُ اللهُ مِنْ ذَلِك؛ فَقَالَ لَهُ المُبَرِّد: جُعِلْتُ فِدَاك؛ أَتَرُدُّ هَذِهِ النَّفَقَةَ مَعَ فَاقَتِكَ وَاحْتِيَاجِكَ إِلَيْهَا 00؟!

فَقَالَ لَهُ المَازِنيّ: هَذَا الْكِتَابُ يَشْتَمِلُ عَلَى ثَلاَثِمِاْئَةِ حَدِيث، وَكَذَا آيَةً مِنْ كِتَابِ الله جَلَّ وَعَلاَ؛ فَلَسْتُ أَرَى أَن أُمَكِّنَ مِنهَا ذِمِّيَّاً؛ غَيْرَةً عَلَى كِتَابِ الله تَبَارَكَ وَتَعَالىَ وَحَمِيَّةً لَهُ 00!! فَاتَّفَقَ أَن غَنَّتْ جَارِيَةٌ بِحَضْرَةِ الْوَاثِقِ مِنْ شِعْرِ الْعَرْجِيّ: أَظَلُومُ إِنَّ مُصَابَكُمْ رَجُلاً * أَهْدَى السَّلاَمَ تَحِيَّةً ظُلْمُ

فَاخْتَلَفَ مَنْ بِالحَضْرَةِ في إِعْرَابِ رَجُلاً؛ فَمِنهُمْ مَنْ نَصَبَهُ وَجَعَلَهُ اسْمَ إِنَّ، وَمِنهُمْ مَنْ رَفَعَهُ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُهَا، وَالجَارِيَةُ مُصِرَّةٌ عَلَى أَنَّ شَيْخَهَا أَبَا عُثْمَانَ المَازِنيَّ لَقَّنَهَا إِيَّاهُ بِالنَّصْب؛ فَأَمَرَ الْوَاثِقَ بِإِشْخَاصِهِ؛ قَالَ أَبُو المَازِنيّ: فَلَمَّا مَثُلْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ قَال: مِمَّنِ الرَّجُل 00؟ قُلْتُ: مِنْ مَازِنٍ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين، قَال: أَيِّ المَوَازِن 00؟ قُلْتُ: مَنْ مَازِنِ رَبِيعَة؛ فَكَلَّمَني بِكَلاَمِ قَوْمِي وَقَال: بِاسْمُكَ 00؟

لأَنَّهُمْ يَقْلِبُونَ المِيمَ بَاءً وَالْبَاءَ مِيمَاً إِذَا كَانَتْ في الاِسْتِفْهَامِ أَوْ في الأَسْمَاء؛ فَكَرِهْتُ أَن أُجِيبَهُ عَلَى لُغَةِ قَوْمِي [لأَنَّ اسْمَهُ بَكْر]؛ لِئَلاَّ أُوَاجِهَ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ بِالمَكْر؛ فَقُلْتُ: بَكْرٌ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين؛ فَفَطِنَ لِمَا قَصَدْتُهُ فَأَعْجَبَهُ مِنيِّ ذَلِك، ثُمَّ قَال: مَا تَقُولُ في قَوْلِ الشَّاعِر: أَظَلُومُ إِنَّ مُصَابَكُمْ رَجُلاً * أَهْدَى السَّلاَمَ تَحِيَّةً ظُلْمُ أَتَرْفَعُ رَجُلاً أَمْ تَنْصِبُهُ 00؟

فَقُلْتُ: الْوَجْهُ: النَّصْبُ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين؛ قَالَ وَلِمَ 00؟! فَقُلْتُ: إِنَّ " مُصَابَكُمْ " مَصْدَرٌ بِمَعْنىَ إِصَابَتَكُمْ؛ فَأَخَذَ الزَّيْدِيُّ في مُعَارَضَتي؛ فَقُلْتُ: هُوَ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ: إِنَّ ضَرْبَكَ زَيْدَاً ظُلْمٌ فَالرَّجُلُ مَفْعُولُ " مُصَابَكُمْ "؛ فَهُوَ مَنْصُوبٌ بِهِ؛ فَاسْتَحْسَنَهُ الْوَاثِقُ وَأَمَرَ لي بِأَلْفِ دِينَار؛ قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ المُبَرِّد: فَلَمَّا عَادَ المَازِنيُّ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ إِلىَ الْبَصْرَةِ قَالَ لي: كَيْفَ رَأَيْتَ 00؟ رَدَدْنَا للهِ مِاْئَةً؛ فَعَوَّضَنَا أَلْفَاً " 0 [ابْنُ حَجَّةَ الحَمَوِيُّ في ثَمَرَاتِ الأَوْرَاق]

رَوَى ابْنُ النَّجَّارِ عَن أَبي بَكْرٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَصْرٍ التَّيْمِيِّ قَال: سَمِعْتُ عَبْدَ الْقَادِرِ الجِيلاَنيَّ يَقُول: " بَلَغَتْ بي الضَّائِقَةُ في الْغِلاَءِ إِلىَ أَنْ بَقِيْتُ أَيَّامَاً لاَ آكُلُ طَعَامَاً، بَلْ أَتَّبَّعُ المَنْبُوذَات؛ فَخَرَجْتُ يَوْمَاً إِلىَ الشَّطّ؛ فَوَجَدْتُ قَدْ سَبَقَني الْفُقَرَاء، فَضَعُفْتُ وَعَجَزْتُ عَنِ التَّمَاسُك؛ فَدَخَلْتُ مَسْجِدَاً وَقَعَدْتُ وَكِدْتُ أُصَافِحُ المَوْت، فَدَخَلَ شَابٌّ أَعْجَمِيٌّ وَمَعَهُ خُبْزٌ وَشِوَاء، وَجَلَسَ يَأْكُل، فَكُنْتُ أَكَادُ كُلَّمَا رَفَعَ لُقْمَةً أَن أَفْتَحَ فَمِي؛ فَالْتَفَتَ فَرَآني؛ فَقَال: " بِاسْمِ الله ": [أَيْ كُلْ مَعِي] فَأَبَيْتُ، فَأَقْسَمَ عَلَيَّ؛

فَأَكَلْتُ مُقَصِّرَاً، وَأَخَذَ يَسْأَلُني: مَا شُغْلُكَ وَمِن أَيْنَ أَنْت 00؟ فَقُلْتُ: مُتَفَقِّهٌ مِنْ جِيلاَن؛ قَال: وَأَنَا مِنْ جِيلاَن، فَهَلْ تَعْرِفُ لي شَابَّاً جِيلاَنِيَّاً اسْمُهُ عَبْدُ الْقَادِر، يُعْرَفُ بِسِبْطِ أَبي عَبْدِ اللهِ الصَّوْمعِيِّ الزَّاهِد؟ فَقُلْتُ: أَنَا هُو؛ فَاضْطَّرَبَ لِذَلِكَ وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ وَقَال: وَاللهِ يَا أَخِي لَقَدْ وَصلْتُ إِلىَ بَغْدَادَ وَمعِي بَقِيَّةُ نَفَقَةٍ لي؛ فَسَأَلْتُ عَنْكَ فَلَمْ يُرْشِدْني أَحَد،

إِلىَ أَنْ نَفِذَتْ نَفَقَتي، وَبَقِيتُ بَعْدَهَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ أَجِدُ ثَمَنَ قُوتي إِلاََّ مِنْ مَالِك؛ فَلَمَّا كَانَ هَذَا اليَوْمُ الرَّابِعُ قُلْتُ: قَدْ تجَاوَزَتْني ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ وَحَلَّتْ ليَ المَيْتَة، فَأَخَذْتُ مِنْ وَدِيعَتِكَ ثَمَنَ هَذَا الخُبْزِ وَالشِّوَاء؛ فُكُلْ طَيِّبَاً فَإِنَّمَا هُوَ لَكَ وَأَنَا ضَيْفُكَ الآن؛ فَقُلْتُ: وَمَا ذَاك 00؟! قَال: أُمُّكَ وَجَّهَتْ مَعِي ثَمَانِيَةَ دَنَانِيرَ لأُسْلِمَهَا إِلَيْك، وَاللهِ مَا خُنْتُكَ فِيهَا إِلىَ اليَوْم؛ فَسَكَّنْتُهُ وَطَيَّبْتُ نَفْسَهُ وَدَفَعْتُ إِلَيْهِ مِنهَا شَيْئَا " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 445/ 20]

وَقَالَ الإِمَامُ الحَافِظُ محَمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ المَقْدِسِيِّ يَحْكِي عَنْ نَفْسِهِ: " أَقَمْتُ بِتَنِّيسَ مُدَّةً [وَهِيَ جَزِيرَةٌ صَغِيرَةٌ كَانَتْ آنَذَاكَ تَقَعُ شَمَالَ دِمْيَاطَ بِالْقُرْبِ مِنْ سَاحِلِ الْبَحْر] عَلَى أَبي محَمَّدٍ بنِ الحَدَّادِ وَنُظَرَائِه، فَضَاق بي ـ أَيْ مَرَرْتُ بِضَائِقَةٍ شَدِيدَة ـ فَلَمْ يَبْقَ مَعِي غَيْرُ دِرْهَمٍ، وَكُنْت أَحْتَاجُ إِلىَ حِبْرٍ وَكَاغَد ـ الْكَاغَدُ نَوْعٌ مِنَ الأَلْوَاحِ الْوَرَقِيَّةِ كَانَ يُكْتَبُ عَلَيْهِ آنَذَاك ـ فَتَرَدَّدْتُ في صَرْفِهِ في الحِبْرِ أَوِ الْكَاغَدِ أَوِ الخُبْز،

وَمَضَى عَلَى هَذَا ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ لَمْ أَطْعَمْ فِيهَا؛ فَلَمَّا كَانَ بُكْرَةَ الْيَوْمِ الرَّابِعِ قُلْتُ في نَفْسِي: لَوْ كَانَ ليَ الْيَوْمَ كَاغَدٌ: لَمْ يُمْكِنيِّ أَن أَكْتُبَ مِنَ الجُوع، فَجَعَلْتُ الدِّرْهَمَ في فَمِي، وَخَرَجْتُ لأَشْتَرِيَ خُبْزَاً، فَبَلَعْتُهُ؛ وَوَقَعَ عَلَيَّ الضَّحِك؛ فَلَقِيَني صَدِيقٌ وَأَنَا أَضْحَكُ فَقَال: مَا أَضْحَكَك 00؟ قُلْتُ: خَيْر، فَأَلَحَّ عَلِيّ، وَأَبَيْتُ أَن أُخْبِرَهُ؛ فَحَلَفَ بِالطَّلاَقِ لَتَصْدُقَنيِّ، فَأَخْبَرتُهُ؛ فَأَدْخَلَني مَنْزِلَهُ وَتَكَلَّفَ أَطْعِمَةً، فَلَمَّا خَرَجْنَا لِصَلاَةِ الظُّهْر؛ اجْتَمَع بِهِ بَعْضُ وُكَلاَءِ عَامِلِ تَنِّيسِ بْنِ قَادُوسَ فَسَأَلَهُ عَنيِّ [أَيْ سَأَلَ صَاحِبي عَنيِّ] 00؟

فَقَالَ هُوَ هَذَا، قَال: إِنَّ صَاحِبي [أَيْ رَيِّسِي صَاحِبُ تَنِّيس] مُنْذُ شَهْرٍ أَمَرَ بي أَن أُوَصِّلَ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ عَشْرَةَ دَرَاهمَ قِيمَتُهَا رُبْعُ دِينَار، وَسَهَوْتُ عَنهُ، فَأَخَذَ مِنهُ ثَلاَثَمِاْئَة " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 368/ 19] بَكَيْتُ وَصَارَتْ دُمُوعِيَ بَحْرَاً * وَلَنْ تُشْبِعَ الفُقَرَاءَ البُحُورْ فَيَا آكِلَ الجَوْزِ وَاللَّوْزِ مَهْلاً * أَكَلْتَ اللُّبَابَ فَجُدْ بِالقُشُورْ بُطُونُ خَزَائِنِكُمْ أُتْخِمَتْ * وَبَطْنُ الفَقِيرِ كَجَيْبِ الفَقِيرْ نَعُوذُ بِكَ اللهُمَّ مِنْ فَقْرٍ يُذِلُّنَا، أَوْ غِنىً يُضِلُّنَا 00

الرضا بالقليل

الرِّضَا بِالقَلِيل: ========= تَعْرِيفُ القَنَاعَةِ وَالرِّضَا إِنَّ الرِّضَى لُغَةً هُوَ القَبُول، أَمَّا القَنَاعَةُ فَهِيَ مِنَ الأَضْدَاد: فَتَأَتي بِمَعْني الرِّضَى وَالتَّسْلِيم ـ وَمِنهُ أُخِذَ الاَقْتِنَاع ـ كَمَا تَأْتِي بِمَعْنيً آخَرَ مُنَافٍ لِلرِّضَى وَالتَّسْلِيم: تَأْتِي بِمَعْني المَسْأَلَة، فَالَّذِي يَرْضَى بِقِسْمَةِ اللهِ يُقَالُ لَهُ قَانِع، وَالَّذِي يَسْأَلُ النَّاسَ أَيْضَاً يُقَالُ لَهُ قَانِع؛ وَمِنهُ قَوْلُهُ جَلَّ جَلاَلُه: {وَأَطْعِمُواْ القَانِعَ وَالمُعْتَرّ} [الحَجّ: 36]

فَالقَانِعُ هُنَا هُوَ السَّائِل، أَمَا المُعْتَرّ: فَهْوَ الْفَقِيرُ الَّذِي لاَ يَسْأَلُ النَّاسَ وَلَكِنْ يَعْتَرِيهِمْ، أَيْ: يَتَعَرَّضُ لَهُمْ حَتىَّ يَفْطِنُواْ إِلَيْهِ فَيُعْطُوه 0 {لِسَانُ العَرَب: 297/ 8} أَحِبَّتي الكِرَام: كَمَا أَنَّ الغَنيَّ لاَ سَبِيلَ أَمَامَهُ لِلنَّجَاة؛ إِلاَّ بِالإِنْفَاقِ في سَبِيلِ الله؛ فَالفَقِيرُ أَيْضَاً لاَ سَبِيلَ أَمَامَهُ لِلنَّجَاة؛ إِلاَّ بِالصَّبرِ عَلَى قَضَاءِ الله 00!!

وَهَذَا مَا سَوْفَ نَتَعَرَّضُ لَهُ في هَذَا البَابِ إِنْ شَاءَ الله 0 الرِّضَا بِالمَقْسُومِ عِبَادَة عَن أُسَامَةَ بْنِ عُمَيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ يَبْتَلِي عَبْدَهُ بمَا أَعْطَاه؛ فَمَنْ رَضِيَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَهُ؛ بَارَكَ لَهُ فِيهِ وَوَسَّعَه، وَمَنْ لَمْ يرْضَ؛ لَمْ يُبَارَكْ لَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1869، 1658، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 20279]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَا أَبَا هُرَيْرَة؛ كُنْ وَرِعَاً تَكُن أَعْبَدَ النَّاس، وَكُنْ قَنِعَاً تَكُن أَشْكَرَ النَّاس، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُؤْمِنَاً، وَأَحْسِنْ مجَاوَرَةَ مَنْ جَاوَرَكَ تَكُنْ مُسْلِمَاً، وَأَقِلَّ الضَّحِك؛ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْب " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (8709)، أَخْرَجَهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " بِرَقْم: 5750] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اتَّقِ المحَارِمَ تَكُن أَعْبَدَ النَّاس، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُن أَغْنى النَّاس، وَأَحْسِنْ إِلى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنَاً، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمَاً، وَلاَ تُكْثِرْ الضَّحِك؛ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْب " 0 [حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2305، وَفي الجَامِعِ بِرَقْم: 100، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بِرَقْم: 8034]

وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " يَا مَعْشَرَ الفُقَرَاء؛ أَعْطُواْ اللهَ الرِّضَا مِن قُلُوبِكُمْ؛ تَظْفَرُواْ بِثَوَابِ فَقْرِكُمْ، وَإِلاَّ فَلاَ " 0 [رَوَاهُ الدَّيْلَمِيُّ في مُسْنَدِهِ بِرَقْم: 8216، وَالغَزَاليُّ في المُكَاشَفَةِ وَالإِحْيَاء: 1555، وَهُوَ في الكَنْزِ بِرَقْم: 16655] فَعَلَى المُسْلِمِ أَنْ يحْمَدَ اللهَ عَلَى مَا أَعْطَاه، قَلَّ أَوْ كَثُر، وَقَدِيمَاً قَالُواْ في الأَمْثَال: " الرِّضَا بِالمَقْسُومِ عِبَادَة " 0 تُرِيدُ أَنْ يَرْضَى اللهُ عَنْكَ وَأَنْتَ غَيرُ رَاضٍ عَنِ الله 00؟! سَمِعَ سُفيَانُ الثَّوْرِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ رَجُلاً يَقُول: " اللهُمَّ ارْضَ عَنيّ " 0 فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا؛ لَوْ رَضِيتَ عَنِ الله؛ لَرَضِيَ عَنْكَ الله 00!!

فَقَالَ الرَّجُل: وَكَيْفَ أَرْضَى عَنِ اللهِ يَا إِمَام 00؟!! قَالَ لَهُ سُفيَانُ الثَّوْرِيّ: " يَوْمَ تُسَرُّ بِالضَّرَّاء؛ سُرُورَكَ بِالنَّعْمَاء؛ فَقَدْ رَضِيتَ عَنِ الله " 0 وَفي أَخْبَارِ بَني إِسْرَائِيل: أَنَّهُمْ سَأَلُواْ نَبيَّ اللهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم؛ فَقَالُواْ: سَلْ رَبَّكَ أَمْرَاً؛ إِذَا نحْنُ فَعَلْنَاهُ يَرْضَى بِهِ عَنَّا 00؟ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: إِلَهِي؛ قَدْ سَمِعْتَ مَا قَالُواْ 00؟ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: " قُلْ لهُمْ يَا مُوسَى؛ يَرْضَوْنَ عَنيِّ حَتىَّ أَرْضَى عَنهُمْ " 0 [أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " مُكَاشَفَةِ القُلُوب " بِالبَابِ الثَّالِثِ وَالسَّبْعُون 0 ص: 231] وَعَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" مَنْ رَضِيَ عَنِ الله؛ رَضِيَ اللهُ عَنه " 0 [ضَعَّفَهُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (5600)، أَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِر 0 وَفي الكَنْز: 5956، كَشْفُ الخَفَاءِ بِرَقْم: 2582] وَقَالَ أَحَدُ الصَّالحِين: " مَنْ قَرَّتْ عَيْنُهُ بِاللهِ تَعَالى؛ قَرَّتْ بِهِ كُلُّ عَين، وَمَنْ لَمْ تَقَرَّ عَيْنُهُ بِالله؛ تَقَطَّعَ قَلْبُهُ عَلَى الدُّنيَا حَسَرَات " 00 [ابْنُ القَيِّمِ في " إِغَاثَةِ اللهْفَان " بِالطَّبْعَةِ الثَّانِيَةِ لِدَارِ المَعْرِفَة 0 بَيرُوت 0 ص: 72/ 1] وَجَاءَ رَجُل إِلى يُونُسَ بن عُبَيْد؛ يَشْكُو إِلَيْهِ ضِيقَ حَالِه؛ فَقَالَ لَهُ يُونُس: " أَيَسُرُّكَ أَنَّ بِبَصَرِكَ هَذَا ـ أَيْ تُعْطَى فِيه ـ مِائَةَ أَلفِ دِرْهَم 00؟ قَالَ الرَّجُلُ لاَ، قَالَ فَبِيَدَيْك 00؟ قَالَ لاَ، قَالَ فَبرِجْلَيْك 00؟

قَالَ لاَ، فَذَكَّرَهُ نِعَمَ اللهِ عَلَيْه، وَهُوَ يَقُولُ لاَ؛ فَقَالَ لَهُ يُونُس: أَرَى عِنْدَكَ مِئَاتِ الأُلُوفِ وَأَنْتَ تَشْكُو الحَاجَة " 0 [ابْنُ القَيِّمِ في " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِينَ " الشَّاكِرِينَ بِالبَابِ العِشْرِين] مَنْ رَضِيَ بِالقَلِيلِ مِنَ الرِّزْق؛ رَضِيَ اللهُ مِنهُ القَلِيلَ مِنَ العَمَل عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " قَدْ أَفْلَحَ مَن أَسْلَمَ وَكَانَ رِزْقُهُ كَفَافَاً وَقَنَّعَهُ الله " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (129)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2348]

وَعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " طُوبى لِمَن هُدِيَ إِلى الإسْلاَمِ وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافَا " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2349، في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة بِرَقْمَيْ: 3931، 3931، وَفي مُشْكِلَةِ الفَقْر] وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ لاَبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ: " يَا بُنيّ؛ إِذَا طَلَبْتَ الغِنى فَاطْلُبْهُ بِالقَنَاعَة؛ فَإِنَّهُ مَنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ قَنَاعَة؛ لَمْ يُغْنِهِ مَال " 0 [أَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرْ 0 وَهُوَ في " كَنْزِ الْعُمَّالِ " بِرَقْم: 8743] وَصَدَقَ مَنْ قَال: " مَنْ لَمْ يُغْنِهِ مَا يَكْفِيه؛ أَعْيَاهُ مَا يُغْنِيه " 0

وَرَوَى الإِمَامُ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه؛ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ رَضِيَ مِنَ اللهِ بِالقَلِيلِ مِنَ الرِّزْق؛ رَضِيَ اللهُ مِنهُ بِالْقَلِيلِ مِنَ العَمَل " 0 [ضّعَّفَهُ الحَافِظُ العِرَاقِيُّ وَالذَّهَبيُّ في فَيْضِ القَدِير: 137/ 6، الكَنْزِ بِرَقْم: 6508، شُعَبُ الإِيمَانِ بِرَقْم: 10003] عَن عُبَيْدِ اللهِ الخَطْمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنَاً في سِرْبِه ـ أَيْ في أَهْلِه ـ مُعَافىً في جَسَدِه، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِه: فَكَأَنمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنيَا بحَذَافِيرِهَا " 0

[حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ ابْنِ مَاجَةَ وَالتِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: (4141، 2346)، وَفي الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم:300] [حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4141، وَفي التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2346، وَفي الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 300، وَفي الجَامِعِ بِرَقْم: 10986، الكَنْز: 7083] السِّرْبُ أَيِ النَّفْسُ وَالأَهْلُ وَالمَال، فَيُقَال: آمِنُ السِّرْب وَآمِنٌ في سِرْبِه: أَيْ آمِنٌ في أَهْلِهِ وَمَالِه، وَتَأْتي أَيْضَاً بمَعْنى الصَّدْرِ فَيُقَال: آمِنُ السِّرْبِ أَيْ: طَيِّبٌ لاَ خُبْثَ فِيه 0

أَمَّا السَّرْب: فَهُوَ المَالُ وَالأَنعَام، فَيُقَال: آمِنُ السَّرْبِ وَآمِنٌ في سَرْبِهِ: أَيْ في مَالِهِ وَنَعَمِه: أَيْ لاَ يُغْزَى، وَالسَّرْبُ أَيْضَاً تَأْتي بِمَعْنى الطَّرِيقِ أَوِ المَسْلَك، وَتَأْتي أَيْضَاً بِمَعْنى القَطِيع، وَلاَ تَأْتي بمَعْنى النَّفْس 0 {لِسَانُ العَرَب: 463، 464/ 1} وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ زَادَ قَوْلَه: " يَكْفِيكَ مِنهَا مَا سَدَّ جَوْعَتَك، وَوَارَى عَوْرَتَك، وَإِنْ كَانَ فَذَاك، وَإِنْ كَانَتْ دَابَّةٌ تَرْكَبُهَا فَبَخٍ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ ": رِجَالُهُ وُثِّقُواْ عَلَى ضَعْفٍ فِيهِم 0 ص: (289/ 10)، أَخْرَجَهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ]

مَنْ رَضِيَ مِنَ الدُّنيَا بهَذَا لَمْ يحْتَجْ إِلى أَحَد إِنَّ القَنَاعَةَ مَالٌ لاَ نَفَادَ لَهُ * تُغْنِيكَ عَنْ كُلِّ ذِي قُرْبى وَذِي رَحِمِ وَالنَّفْسُ كَالطِّفْلِ إِنْ تَتْرُكْهُ شَبَّ عَلَى * حُبِّ الرَّضَاعِ وَإِنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِمِ اصْبِرْ عَلَى مَا قَدْ بُلِيـ * ـتَ فَهَكَذَا شَاءَ القَدَرْ فَالعُمْرُ يجْرِي كَالرَّحَى * وَالعَيْشُ سَاعَاتٌ تَمُرّ فَاقْنَعْ بِعَيْشِكَ تَرْضَهُ * وَاتْرُكْ هَوَاكَ تَعِيشُ حُرّ فَلَرُبَّ حَتْفٍ سَاقَهُ * ذَهَبٌ وَيَاقُوتٌ وَدُرّ {أَبُو الْعَتَاهِيَة 0 بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَوَّلِ فَهُوَ لِزَكِي قُنْصُل 0 بِتَصَرُّف}

وَكَانَ محَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ؛ يخْرِجُ خُبْزَاً يَابِسَاً فَيَبُلُّهُ بِالماءِ وَيَأْكُلُ وَيَقُول: " مَنْ رَضِيَ مِنَ الدُّنيَا بِهَذَا؛ لَمْ يحْتَجْ إِلى أَحَد " 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ في كِتَابِ " فَضِيلَةِ الفُقَرَاءِ الرَّاضِينَ القَانِعِين " 0 ص: 1557] فَحَسْبُكَ مِن غِنىً شِبْعٌ وَرِيُّ {عَمْرُو بْنُ قُمَيْئَة}

قَلِيلٌ يَكْفِيك؛ خَيرٌ مِنْ كَثِيرٍ لاَ تَقْدِرُ عَلَى حِسَابِه عَن أَبي طَلحَةَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مِاْئَةً: كَتَبَ اللهُ لَهُ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَأَرْبَعَاً وَعِشْرِينَ حَسَنَة " 0 قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ إِذَنْ لاَ يَهْلِكُ مِنَّا أَحَد؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " بَلَى إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَجِيءُ بِالحَسَنَاتِ لَوْ وُضِعَتْ عَلَى جَبَلٍ أَثْقَلَتْهُ ثُمَّ تَجِيءُ النِّعَمُ فَتَذْهَبُ بِتِلْكَ الحَسَنَات، ثُمَّ يَتَطَاوَلُ الرَّبُّ بَعْدَ ذَلِكَ بِرَحْمَتِه " 00 أَيْ يَتَفَضَّلُ جَلَّ جَلاَلُهُ بَعْدَ ذَلِك [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7638]

وَقَدْ وُجِدَ مَكْتُوبَاً في التَّوْرَاة: " يَا ابْنَ آدَم؛ إِنَّ الدُّنيَا كُلَّهَا لَوْ كَانَتْ لَك؛ لَمْ يَكُنْ لَكَ مِنهَا إِلاَّ القُوتُ الَّذِي تُقِيمُ بِهِ أَوَدَك، وَالثَّوبُ الَّذِي تَسْتُرُ بِهِ بَدَنَك؛ فَمَا بَالُكَ لاَ تَرْضَى بمَا يَكْفِيك، وَتُرِيدُ مَا لاَ تَقْدِرُ عَلَى حِسَابِه " 00؟! وَهَذَا المَعْني قَدْ وَرَدَ أَيْضَاً في حَدِيثٍ قُدُسِي، يَقُولُ فِيهِ رَبُ العِزَّةِ جَلَّ جَلاَلُه: " يَا ابْنَ آدَم: إِنَّ الدُّنيَا كُلَّهَا لَوْ كَانَتْ لَك؛ لَمْ يَكُنْ لَكَ مِنهَا إِلاَّ القُوت، وَإِذَا أَنَا أَعْطَيْتُكَ مِنهَا القُوت، وَجَعَلْتُ حِسَابَهَا عَلَى غَيرِك؛ فَأَنَا إِلَيْكَ محْسِن " 00!! [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ في كِتَابِ " فَضِيلَةِ الفُقَرَاءِ الرَّاضِينَ القَانِعِين " 0 ص: 1557]

وَعَن عَبْدِ اللهِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِن أَحَدٍ؛ إِلاَّ وَهُوَ يَتَمَنى يَوْمَ القِيَامَةِ أَنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ في الدُّنيَا قُوتَاً " 0 [ابْنُ الخَطِيبِ، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 7134] قَلِيلٌ يَكْفِيك؛ خَيرٌ مِنْ كَثِيرٍ يُطْغِيك وَسُبْحَانَ اللهِ يَا ابْنَ آدَم؛ لِمَ لاَ تَكُونُ كَالنَّمْلَةِ الَّتي لاَ تجْمَعُ مِن حُطَامِ الدُّنيَا إِلاَّ قُوتَهَا، تَمْشِي عَلَى الذَّهَبِ كَمَا تمْشِي عَلَى التُّرَاب، هَلْ رَأَيْتَ نمْلَةً؛ تحْمِلُ قِطْعَةً مِنَ الذَّهَب؟!

إِنمَا كُلُّ مَا تحْمِلُهُ المِسْكِينَة؛ قِطعَةٌ مِنَ الخبْزِ اليَابِسِ أَوْ حُبَيْبَةٌ مِنَ السُّكَّر 00!! هِيَ القَنَاعَةُ فَالْزَمْهَا تَكُنْ ملِكَاً * لَوْ لَمْ يَكُنْ لَكَ إِلاَّ رَاحَةُ البَدَنِ وَانْظُر لِمَنْ مَلَكَ الدُّنيَا بِأَجْمَعِهَا * هَلْ رَاحَ منهَا بِغَيرِ القَبرِ وَالكَفَنِ وَمن أَجْمَلَ مَا قَالَهُ أَجْدَادُنَا في ذَلِكَ قَوْلهُمْ: " فَقْرٌ بِلاَ دَيْن؛ هُوَ الغِنى الكَامِل " 0 وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ يَوْم؛ إِلاَّ وَمَلَكٌ يُنَادِي مِن تحْتِ العَرْش: يَا ابْنَ آدَم؛ قَلِيلٌ يَكْفِيك؛ خَيرٌ مِنْ كَثِيرٍ يُطْغِيك " 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ في بَابِ " فَضِيلَةِ الفُقَرَاءِ الرَّاضِينَ القَانِعِين " 0 ص: 1556]

أَنْصِفْ نَفْسَكَ مِنْ نَفْسِك وَعَنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُول: " مِسْكِينٌ ابْنُ آدَم؛ رَضِيَ بِدَارٍ حَلاَلُهَا حِسَاب، وَحَرَامُهَا عَذَاب، إِن أَخَذَهُ مِن حِلِّهِ؛ حُوسِبَ بِه، وَإِن أَخَذَهُ مِن حَرَام؛ عُذِّبَ بِه، يَسْتَقِلُّ مَالَهُ، وَلاَ يَسْتَقِلُّ عَمَلَه، يَفْرَحُ بمُصِيبَتِهِ في دِينِهِ، وَيجْزَعُ مِنْ مُصِيبَتِهِ في دُنيَاه " [المَكَاشَفَة 0 بَابُ تَرْكِ الدُّنيَا وَذَمِّهَا 0 وَقِيلَ أَنَّهُ مِنْ كَلاَمِ الإِمَامِ عَلِيّ، وَرَفَعَهُ بَعْضُهُمْ لِسَيِّدِنَا النَّبيّ]

دَعِ الحِرْصَ عَلَى الدُّنيَا * وَفي العَيْشِ فَلاَ تَطْمَعْ وَلاَ تجْمَعْ مِنَ المَالِ * فَمَا تَدْرِي لِمَنْ تجْمَعْ فَإِنَّ الرِّزْقَ مَقْسُومٌ * وَسُوءُ الظَّنِّ لاَ يَنْفَعْ فَقِيرٌ كُلُّ ذِي حِرْصٍ * غَنيٌّ كُلُّ مَنْ يَقْنَعْ {الإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِب}

فَانهَ النَّفْسَ عَنِ الهَوَى 00 {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوء} {يُوسُف/53} فَالنَّفْسُ رَاغِبَةٌ إِذَا رَغَّبْتَهَا * وَإِذَا تُرَدُّ إِلى قَلِيلٍ تَقْنَعُ {أَبُو ذُؤَيْبٍ الهَذَليّ} أَلَمْ تَرَ أَنَّ الفَقْرَ يُرْجَى لَهُ الغِنى * وَأَنَّ الغِنى يُخْشَى عَلَيْهِ مِنَ الفَقْرِ {الإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِب}

وَلاَ تَنْدَمْ عَلَى فَوْتِ مَا قَدْ فات، وَلاَ تَأْخِيرِ مَا تَأَخَّر 0 فَلاَ تَغْتَمَّ أَوْ تَهْتَمّ * أَوْ تَنْدَمْ عَلَى مَا تَمّ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} وَكُنْ كَمَا قَالَ فَيْلَسُوفُ العَرَبِ المُتَنَبي: لاَ أَشْرَئبُّ إِلى مَا لَمْ يَفُتْ طَمَعَاً * وَلاَ أَبِيتُ عَلَى مَا فَاتَ حَسْرَانَا

وَحَسْبُكُمْ مَعْشَرَ الفُقَرَاء؛ أَنَّ الفَقْرَ مِنْ صِفَاتِ الأَنْبِيَاء 00 عَن أَبي عَمْروٍ الشَّيْبَانيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ؛ أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ سَأَلَ رَبَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: أَيُّ عِبَادِكَ أَغْنى 00؟ قال: " أَقْنَعُهُمْ بِمَا أَعْطَيْتُه " 00 قَال: فَأَيُّهُمْ أَعْدَل 00؟ قال: " مَن أَنْصَفَ نَفْسَهُ مِنْ نَفْسِه " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ بِنَحْوِهِ في الصَّحِيحَة: 3350، الغَزَاليُّ في الإِحْيَاءِ بَابُ ذَمِّ الحِرْصِ وَالطَّمَع 0 وَابْنُ هَنَّادٍ في الزُّهْد: 489]

تَقَنَّعْ مِنَ الدُّنيَا بِزَادِ مُسَافِرٍ * فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِي أَتُصْبِحُ أَمْ تُمْسِي عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَوْصِني وَأَوْجِزْ؛ فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " عَلَيْكَ بِالإِيَاس: مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاس، وَإِيَّاكَ وَالطَّمَع؛ فَإِنَّهُ الْفَقْرُ الحَاضِر، وَصَلِّ صَلاَتَكَ وَأَنْتَ مُوَدِّع، وَإِيَّاكَ وَمَا تَعْتَذِرُ مِنهُ " [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7928]

الحُرُّ عَبْدٌ إِذَا طَمِعْ * وَالْعَبْدُ حُرٌّ إِذَا قَنِعْ عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلا في غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِن حِرْصِ المَرْءِ عَلَى المَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيّ، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ وَشُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: إِسْنَادُهُ صَحِيح]

المَعْرَكَةُ الَّتي خَسِرَهَا الإِسْكَنْدَرُ الأَكْبرُ بِسَبَبِ الطَّمَع بَعَثَ الإِسْكَنْدَرُ الأَكْبرُ يَوْمَاً جَيْشَهُ غَازِيَاً، وَأَوْصَى جُنُودَهُ إِنْ ظَفِرُواْ بِعَدُوِّهِمْ أَنْ يَتْرُكُواْ جِهَةَ الجَنُوبِ خَالِيَة؛ لِيَفِرَّ مِنهَا العَدُوّ؛ فَيَسْهُلَ بِالتَّالي دُخُولُ أَرْضِه، بِأَقَلِّ خَسَائِرَ ممْكِنَة، دُونَ الدُّخُولِ مَعْهُ في مُوَاجَهَة، وَبِالفِعْل 00 نجَحَتْ خُطَّةُ الإِسْكَنْدَر، وَكَادَتْ قُوَّاتُهُ أَنْ تَسْتَوْليَ عَلَى تِلْكَ البَلَد، لَوْلاَ الطَّمَع 00!!

لَمَّا رَأَى قَادَةُ الجَيْشِ سُهُولَةَ الاَسْتِيلاَء؛ قَرَّرُواْ غَلْقَ الجَنُوبِ حَتىَّ يجْهِزُواْ عَلَى عَدُوِّهِمْ عَنْ بَكْرَةِ أَبِيهِمْ، وَغَرَّتهُمْ كَثْرَتهُمْ فَفَعَلُوهَا، فَلَمَّا رَأَى أُوْلَئِكَ أَنهُمْ قَدْ أُحِيطَ بهِمْ؛ نَظَّمُواْ صُفُوفَهُمْ وَقَاتَلُواْ بِبَسَالَةٍ عَدُوَّهُمْ قِتَالاً شَدِيدَاً، وَأَبْلَواْ بَلاَءً حَسَنَاً حَتىَّ كُتِبَ لهُمُ النَّصْر، وَكَانَتْ تِلْكَ المَعْرَكَة؛ مِنَ المَعَارِكِ القَلِيلَةِ الَّتي هُزِمَ فِيهَا جَيْشُ الإِسْكَنْدَر 00!! وَقَدْ قِيلَ الأَمثَال: " إِيَّاك وَالطَّمَع؛ فَإِنَّه قَلَّمَا جَمَع، وَإِذَا مَا جَمَع؛ فَقَلَّمَا نَفَع " 0 وَقَالُواْ أَيْضَاً: " مَنْ يُطَارِدْ عُصْفُورَيْنِ يَفْقِدْهُمَا " 0

مَصَارِعُ الرِّجَالِ تحْتَ بُرُوقِ الطَّمَع قَالَ سُمَيْطُ بْنُ عُجْلاَن: " إِنمَا بَطْنُكَ يَا ابْنَ آدَمَ شِبرٌ في شِبر؛ فَلِمَ يُدْخِلُكَ النَّار "؟! [مَكَاشَفَةُ القُلُوب طَبْعَةِ الإِرْشَاد 0 دَارُ البَيَان 0 ص: 113] فَإِيَّاكَ وَالطَّمَع؛ فَمَصَارِعُ الرِّجَالِ تحْتَ بُرُوقِ الطَّمَع، وَاعْلَمْ أَنَّ قَلِيلاً يَكْفِي؛ خَيرٌ مِنْ كَثِيرٍ يُطْغِي عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيِّ صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَا قَلَّ وَكَفَى؛ خَيرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: (5653/ 10590)، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ ص: (256/ 10)، أَبُو يَعْلَى] وَذَلِكَ لأَنَّ المَالَ كَمَا قَالَ الشَّاعِر: كَالنُّورِ لِلمُسْتَبْصِرِينَ كَثِيرُهُ * فِيهِ العَمَى وَقَلِيلُهُ فِيهِ الشِّفَا

أَيْ: مَثَلُهُ كَمَثَلِ البَرْق؛ يَكَادُ ضَوْءُ هُ يخْطَفُ بِالأَبْصَار، أَوْ كَضَوْءِ الشَّمْسِ الَّذِي إِن أَدْمَنْتَ النَّظَرَ إِلَيْه؛ أَضْعَفَ بَصَرَك 00‍‍!! تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَم عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الخَمِيصَة؛ إِن أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِط، تَعِسَ وَانْتَكَس، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَش " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2887 / فَتْح] أَيْ: وَإِذَا أَصَابَتْهُ شَوْكَةٌ؛ فَلا أَخْرَجَهَا اللهُ مِنهُ 0

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لُعِنَ عَبْدُ الدِّينَارِ، لُعِنَ عَبْدُ الدِّرْهَم " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة: هَذَا حَدِيثٌ صَالِحُ الإِسْنَاد 0 ص: 302/ 8] وَمَا أَجْمَلَ قَوْلَ الشَّاعِر: إِذَا مَا كَانَ عِنْدِي قُوتُ يَوْمِي * فَخَلِّ الهَمَّ عَنيِّ يَا سَعِيدُ وَهَلْ تَأْتي هُمُومُ غَدٍ بِبَالي * وَكُلُّ غَدٍ لَهُ رِزْقٌ جَدِيدُ {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لِلإِمَامِ الشَّافِعِيِّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير، وَالآخَرَانِ لِلْحُطَيْئَة}

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ قَحْطَاً؛ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاء: يَا أَمْعَاءُ اتَّسِعِي، وَيَا عَيْنُ لاَ تَشْبَعِي، وَيَا بَرَكَةُ ارْتَفِعِي " 0 [ضَعَّفَهُ الأَلبَانيُّ في " صَحِيحِ الجَامِعِ " بِرَقْم: (346)، الدَّيْلَمِيُّ وَابْنُ النَّجَّارِ وَأَبُو نُعَيْم، كَمَا في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 21594]

الغِنى غِنى النَّفْس وَيُؤَيِّدُ هَذَا أَيْضَاً مَا رَوَاهُ أَبُو هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيْسَ الغِنى عَنْ كَثْرَةِ العَرَض، وَلَكِنَّ الغِنى غِنى النَّفْس " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في (فَتْحِ البَارِي) بِرَقْم: (6446)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ (فُؤَاد عَبْد البَاقِي) بِرَقْم: 1051] وَالعَرَض: كُلُّ مَا يمْتَلِكُهُ الإِنسَانُ مِنْ مَتَاع 0

عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: " يَا أَبَا ذَرّ؛ أَتَرَى كَثْرَةَ المَالِ هُوَ الْغِنىَ " 00؟ قُلْتُ نَعَمْ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَتَرَى أَنَّ قِلَّةَ المَالِ هُوَ الْفَقْر " 00؟ قُلْتُ نَعَمْ يَا رَسُولَ الله، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَيْسَ كَذَلِك، إِنَّمَا الْغِنىَ غِنىَ الْقَلْب، وَالْفَقْرُ فَقْرُ الْقَلْب " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيّ، وَقَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في ابْنِ حِبَّان: عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " إِنَّمَا الْغِنى غِنى الْقَلْب، وَالْفَقْرُ فَقْرُ الْقَلْب، مَنْ كَانَ الْغِنى في قَلْبِهِ فَلاَ يَضُرُّهُ مَا لَقِيَ مِنَ الدُّنيَا، وَمَنْ كَانَ الْفَقْرُ في قَلْبِهِ فَلاَ يُغْنِيهِ مَا أُكْثِرَ لَهُ في الدُّنيَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِع]

قِيلَ لأَحَدِ الحُكَمَاء: مَا الْغِنى 00؟ فَقَال: " هُوَ قِلَّةُ تَمَنِّيك، وَرِضَاكَ بِمَا يَكْفِيك " 0 [مُكَاشَفَةُ القُلُوب 0 بَابُ فَضْلِ الفُقَرَاء، فَيْضُ القَدِير 0 المَكْتَبَةُ التِّجَارِيَّةِ 0 ص: 282/ 4] وَيَرْحَمُ اللهُ شَاعِرَ الفُقَهَاءِ وَفَقِيهَ الشُّعَرَاءِ الإِمَامَ الشَّافِعِيَّ حَيْثُ يَقُول: أَعَزَّتْني القَنَاعَةُ كُلَّ عِزٍّ * وَأَيُّ غِنىً أَعَزُّ مِنَ القَنَاعَة فَخُذْ مِنهَا لِنَفْسِكَ رَأْسَ مَالٍ * وَخُذْ مِنْ بَعْدِهَا التَّقْوَى بِضَاعَة {الإِمَامُ الشَّافِعِيّ}

وَهُوَ القَائِلُ أَيْضَاً: أَمَتُّ مَطَامِعِي فَأَرَحْتُ نَفْسِي * فَإِنَّ النَّفْسَ مَا طمِعَتْ تَهُونُ وَأَحْيَيْتُ القُنُوعَ وَكَانَ مَيْتَاً * فَفِي إِحْيَائِهِ عِرْضٌ مَصُونُ إِذَا طَمَعٌ يحُلُّ بِقَلْبِ عَبْدٍ * كَسَتْهُ ذِلَّةٌ وَعَلاَهُ هُونُ {الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ بِتَصَرُّف} وَالطَّامِعُ مَثَلُهُ مَثَلُ الكَلْبِ الَّذِي مَرَّ عَلَى نَهْر، وَفي فَمِهِ ضِلْعُ شَاة، فَرَأَى خَيَالَهُ في المَاء؛ فَلَعِبَ بِرَأْسِهِ الطَّمَع؛ فَنَبَحَ عَلَى صُورَتِه؛ فَسَقَطَ مَا كَانَ بِفَمِه، وَلَمْ يجِدْ في المَاءِ شَيْئَا 00!!

حَتىَّ الغَنَمُ؛ فِيهَا مِثْلُ أَشْعَبَ في الطَّمَع عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " كَانَ في بَني إِسْرَائِيلَ جَدْيٌ في غَنَمٍ كَثِيرَة، تُرْضِعُهُ أُمُّه، فَانْفَلَتَ ـ أَيْ بِيعَتْ أُمُّهُ أَوْ مَاتَتْ ـ فَرَضَعَ الغَنَمَ كُلَّهَا، ثُمَّ لَمْ يَشْبَعْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ نَبِيَّهُمْ فَقَال: " إِنَّ هَذَا مِثْلُ قَوْمٍ يَأْتُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ، يُعْطَى الرَّجُلُ مِنهُمْ مَا يَكْفِي القَبِيلَةَ أَوِ الأُمَّة، ثمَّ لاَ يَشْبَع " [قَالَ الهَيْثَمِيُّ رِجَالُهُ وُثِّقُواْ إِلاَّ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ اخْتَلَطَ قَبْلَ مَوْتِه: 243/ 10] وَكَأَنَّهُ يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ لأُمَّتِه: فَلاَ تَكُونُنَّ هَذِهِ الأُمَّة 00!!

ابْنُ آدَمَ وَحُبُّهُ لِلمَال عَنْ محْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اثْنَتَانِ يَكْرَهُهُمَا ابْنُ آدَم: المَوْت، وَالمَوْتُ خَيْرٌ لِلْمُؤْمِنِ مِنَ الْفِتْنَة، وَيَكْرَهُ قِلَّةَ المَال، وَقِلَّةُ المَالِ أَقَلُّ لِلْحِسَاب " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح ص: 257/ 10، وَقَالَ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: إِسْنَادُهُ جَيِّد 0 ح / ر: 23625]

وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " يَكْبَرُ ابْنُ آدَمَ وَيَكْبَرُ مَعَهُ اثْنَان: حُبُّ المَال، وَطُولُ العُمُر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6421 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1046 / عَبْد البَاقِي] وَفي رِوَايَةٍ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَتَشِبُّ مِنْهُ اثْنَتَان: الحِرْصُ عَلَى المَال، وَالحِرْصُ عَلَى العُمُر " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 1047]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَزَالُ قَلْبُ الكَبِيرِ شَابَّاً في اثْنَتَيْن: في حُبِّ الدُّنْيَا، وَطُولِ الأَمَل " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: 6420] وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " يَهْرَمُ ابنُ آدَمَ وَتَبْقَى مِنهُ اثْنَتَان: الحِرْص، وَطُولُ الأَمَل " 0 [الشَّيْخَانِ بِنَحْوِهِ 0 وَصَحَّحَهُ الأَلبَانِيُّ في " الصَّحِيحَة " بِرَقْم: (1906)، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 7437]

حَدَّثَ الزُّهْرِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَتَيْن: طُولُ الحَيَاة، وَحُبُّ المَال " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1046 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " بَيْنَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانَاً؛ فَخَرَّ عَلَيْهِ جَرَادٌ مِنْ ذَهَب، وَفي رِوَايَةٍ رِجْلُ جَرَادٍ مِنْ ذَهَب، فَجَعَلَ أَيُّوبُ يحْتَثِي في ثَوْبِه؛ فَنَادَاهُ رَبُّهُ يَا أَيُّوب؛ أَلَمْ أَكُن أَغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى 00؟! قَالَ بَلَى وَعِزَّتِك، وَلَكِنْ لاَ غِنى بي عَنْ بَرَكَتِك " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (279 / فَتْح)، أَمَّا الرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ رَوَاهَا بِرَقْم: 3391 / فَتْح]

طَمَعُ ابْنِ آدَم عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لَوْ أَنَّ لاَبْنِ آدَمَ وَادِيَاً مِنْ ذَهَب؛ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَادِيَان، وَلَنْ يمْلأَ فَاهُ إِلاَّ التُّرَاب، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَاب " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (6439)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 1048]

وَفي رِوَايَةٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ أَنَّ لاَبْنِ آدَمَ مِثْلَ وَادٍ مَالاَ؛ لأَحَبَّ أَنَّ لَهُ إِلَيْهِ مِثْلَه، وَلاَ يمْلأُ عَينَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَاب، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَاب " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (6437)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 1049]

وَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ كَانَ لاَبْنِ آدَمَ وَادٍ مِنْ نَخْل؛ لَتَمَنىَّ مِثْلَه، ثُمَّ تَمَنىَّ مِثْلَه، حَتىَّ يَتَمَنىَّ أَوْدِيَةً، وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَاب " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 9420، وَالعَلاَّمَةُ أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 14600، وَهُوَ في الكَنْزِ بِرَقْم: 7435]

عَن عَبْدِ اللهِ العَامِرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَتَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْرَأُ: {أَلهَاكُمُ التَّكَاثُر} قَال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَقُولُ ابْنُ آدَم: مَالي مَالي، وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِك؛ إِلاَّ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْت، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْت، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْت " 00؟! [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " في كِتَابِ الزُّهْدِ وَالرَّقَائِقِ بِرَقْم: 2958] وَهَذَا هُوَ شَأْنُ الإِنْسَان؛ كَالحُوتِ الظَّمْآن؛ مَهْمَا أُعْطِيَ لاَ يَشْبَع 00!! نَرُوحُ وَنَمْضِي لِحَاجَاتِنَا * وَحَاجَةُ مَن عَاشَ لاَ تَنْقَضِيضِ {الصَّلَتَانُ الْعَبْدِيّ}

وَذَكَرَ هَذِهِ الحَقِيقَةَ القُرْآن؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى في سُورَةِ فُصِّلَتْ: {لاَ يَسْأَمُ الإِنسَانُ مِنْ دُعَاء الخَير، وَإِنْ مَسَّهُ الشَرُّ فَيئُوسٌ قَنُوط} {فُصِّلَتْ: 49} فَنَفْسُ المَرْءِ تَحْقِرُ مَا لَدَيْهَا * وَتَطْلُبُ كُلَّ مُمْتَنِعٍ عَلَيْهَا فَلاَ تَجْعَلْكَ عَبْدَاً في يَدَيْهَا * لِكُلِّ نَقِيصَةٍ تَدْعُو إِلَيْهَا

وقال أَحَدُ الحُكَمَاءِ: " مِسْكِينٌ ابْنُ آدَم؛ لَوْ خَافَ مِنَ النَّارِ كَمَا يخَافُ مِنَ الفَقْر؛ لَنَجَا مِنهُمَا جَمِيعَا، وَلَوْ رَغِبَ في الجَنَّةِ كَمَا يَرْغَب في الغِنى؛ لَفَازَ بهِمَا جَمِيعَا " 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 الطَّبْعَةُ الأُولى لِدَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 طَبْعَةِ الحَافِظِ العِرَاقِي: 1555]

نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَع عَنْ كَعْبِ بْنِ عِيَاضٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَة، وَإِنَّ فِتْنَةَ أُمَّتي المَال " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (3911)، كَمَا صَحَّحَهُ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 2336]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَلاَ يَزْدَادُ النَّاسُ عَلَى الدُّنيَا إِلاَّ حِرْصَاً، وَلاَ يَزْدَادُونَ مِنَ اللهِ إِلاَّ بُعْدَاً " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (1146، 1510)، وَلَكِنْ قَالَ فِيهِ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: هَذَا مُنْكَر، رَوَاهُ الحَاكِم]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا مَرِجَ الدِّين [أَيْ قَلَِّ بَينَ النَِّاس] وَظَهَرَتِ الرَّغْبَة، وَاخْتَلَفَتِ الإِخْوَان، وَحُرِّقَ البَيْتُ العَتِيق " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: (26872)، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

وَهَذِهِ رِوَايَةٌ أُخْرَى عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا إِلاَّ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِيهَا: " مَا أَنْتُمْ إِذَا مَرِجَ الدِّين، وَسُفِكَ الدَّمُ، وَظَهَرَتِ الزِّينَة، وَشَرُفَ البُنْيَان، وَاخْتَلَفَ الأَخَوَان، وَحُرِّقَ البَيْتُ العَتِيق " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (2744)، وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُول: " اللهُمَّ إِنيِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَل، وَالجُبْنِ وَالبُخْل، وَالهَرَمِ وَعَذَابِ القَبْر، اللهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا، اللهُمَّ إِنيِّ أَعُوذُ بِكَ مِن عِلْمٍ لاَ يَنْفَع، وَمِنْ قَلْبٍ لاَ يخْشَع، وَمِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَع، وَمِنْ دَعْوَةٍ لاَ يُسْتَجَابُ لَهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2722 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِن أَرْبَع: مِن عِلْمٍ لاَ يَنْفَع، وَمِنْ قَلْبٍ لاَ يَخْشَع، وَدُعَاءٍ لاَ يُسْمَع، وَنَفْسٍ لاَ تَشْبَع " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 5442]

حَدَّثَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو فَيَقُول: " اللَّهُمَّ قَنِّعْني بِمَا رَزَقْتَني، وَبَارِكْ لي فِيه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3360] إِذَا أَعْطَشَتْكَ أَكُفُّ الوَرَى * كَفَتْكَ القَنَاعَةُ شِبْعَاً وَرِيَّا وَكُنْ رَجُلاً رِجْلُهُ في الثَّرَى * وَهَامَةُ هِمَّتِهِ في الثُّرَيَّا {أَبُو الحَسَنِ النُّعَيْمِيّ}

تَسَلَّلَ أَشْعَبُ ـ كَعَادَتِهِ ـ إِلى إِحْدَى الوَلاَئِم، وَكَانَ عَلَى المَائِدَةِ جَدْيٌ مَشْوِيّ، فَأَكَبَّ عَلَيْهِ لاَ يَرْقُبُ فِيهِ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّة، فَقَالَ لَهُ أَحَدُ المَدْعُوِّين: " لَكَ اللهُ يَا أَشْعَب؛ تَنْتَقِمُ مِنَ الجَدْي؛ كَأَنَّ أُمَّهُ قَدْ نَطَحَتْك 00؟! فَقَالَ لَهُ: وَأَنْتَ تَرْفُقُ بِهِ؛ كَأَنَّ أُمَّهُ قَدْ أَرْضَعَتْك " 00؟!! [الأَبْشِيهِيُّ في " المُسْتَطْرَفُ مِنْ كُلِّ فَنٍّ مُسْتَظْرَف " بِشَيْءٍ مِنَ التَّصَرُّف 0 بَابِ مَا جَاءَ في آدَابِ الأَكْل]

وَلاَحِظ يَرْحَمُكَ اللهُ؛ أَنَّ المحْمُودَ مِنْ قِصَصِ أَشْعَبَ لَيْسَ طَمَعَه، إِنمَا خِفَّةُ ظِلِّهِ وَفُكَاهَتُهُ المَلِيحَة، وَقُدْرَتُهُ الفَائِقَةُ عَلَى التَّخَلُّصِ مِنَ المَوَاقِفِ الحرِجَة، بِالأَجْوِبَةِ المُسْكِتَة 0 {أَ 0 هـ}

ثُمَّ إِنَّ مَنْ لَمْ يرْضَ بحُكْمِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم؛ رَضِيَ بحُكمِ فِرعَونَ عَلَيْهِ لَعْنَةُ الله ـ أَيْ مَنْ لَمْ يَرْضَ بِالفَقْرِ بِاعْتِبَارِهِ قَدَرَ الله، وَالمُسْلِمُ مُطَالَبٌ بِالرِّضَا بِالقَدَرِ خَيرِهِ وَشَرِّه، حُلوِهِ وِمُرِّه؛ رَضِيَ بِهِ؛ لأَنَّ ظُرُوفهُ لاَ تَسْمَحُ بِغَيْرِ ذَلِك 00!! إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَتَصْبرُ لِلبَلْوَى احْتِسَابَاً وَحِكْمَةً * فَتُؤْجَرَ أَمْ تَسْلُو سُلُوَّ الْبَهَائِمِ {أَبُو تَمَّام 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِير} اصْبِرْ عَلَى مَا قَدْ بُلِيتَ فَهَكَذَا شَاءَ القَدَرْ {زَكِي قُنْصُل 0 بِتَصَرُّف} لِذَا اللهُ أَنْشَأَ في السَّمَوَاتِ جَنَّةً * وَمِن أَجْلِ هَذَا حَفَّهَا بِالمَكَارِهِ وَفي الأَثَر: " عَجَبَاً لأَمْرِكَ يَا ابْنَ آدَم؛ لاَ بِاليَسِيَر تَقْنَع، وَلاَ بِالكَثِير تَشْبَع " 0

حَقَّاً وَاللهِ: {إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى} {العَلَق: 6} يَشْكو الضَّعِيفُ الْقَوِيَّ المسْتَبِدَّ وَإِنْ * يَقْوَ اسْتَبَدَّ وَمَا في ذَاكَ مِن عَجَبِ فَالخَيرُ في البَعْضِ بِالتَّهْذِيبِ مُكْتَسَبٌ * وَالشَّرُّ في الكُلِّ طَبْعٌ غَيرُ مُكْتَسَبِ لَمْ يخْلُقِ اللهُ أَنيَابَاً محَدَّدَةً * فَظَلَّ يسْعَى إِلَيْهَا المَرْءُ بِالطَّلَبِ ********* طَلَبْتُ فِيهِمْ زَاهِدَاً * فَمَا أَصَبْتُ وَاحِدَا مَا أَزْهَدَ مَنْ لَمْ يجِدْ * وَمَا أَبخَلَ الوَاجِدَا

الفَقِيرُ القَنُوع وَاسْتمِعْ مَعِي لاَبْنِ المُقَفَّعِ وَهُوَ يحْكِي عَنْ صَدِيقٍ لَهُ فَيَقُول: " إِنِّي مخْبرُكَ عَنْ صَاحِبٍ لي؛ كَانَ أَعْظَمَ النَّاسِ في عَيْني؛ وَكَانَ رَأْسَ مَا عَظَّمَهُ في عَيْني؛ صِغَرُ الدُّنيَا في عَيْنَيْه، كَانَ خَارِجَاً منْ سُلْطَانِ بَطْنِه؛ فَلاَ يَشْتَهِي مَا لاَ يجِد، وَلاَ يكْثرُ إذَا وَجَد، وَكَانَ خَارجَاً منْ سلْطَانِ لِسَانِه؛ فَلاَ يَتَكَلَّم فِيمَا لاَ يَعْلَم، وَلاَ يمَارِي فِيمَا عَلِم ـ أَيْ لاَ يجَادِل ـ وَكَانَ خَارِجَاً مِنْ سُلطَانِ الجَهَالَة؛ فَلاَ يَتَقَدَّمُ إِلاَّ عَلَى ثِقَةٍ بمَنْفَعَة " 0 [الأَدَبُ الصَّغِير لاَبْنِ المُقَفَّع]

وَعَنْ شَقِيقٍ البَلْخِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قَالَ النَّاسُ ثَلاَثَةَ أَقوَال، وَخَالَفُوهَا بِأَفْعَالِهِمْ: " قَالُواْ: نحْنُ عَبِيدُ اللهِ؛ وَعَمِلُواْ عَمَلَ الأَحْرَار 00!! وَقَالُواْ: المَوْتُ حَقّ؛ وَهُمْ يَعْمَلُونَ أَعْمَالَ مَنْ لاَ يَظُنُّ أَنَّهُ سَيَمُوت 00!! وَقَالُواْ: إِنَّ اللهَ كَفِيلٌ بِأَرْزَاقِنَا؛ وَلَمْ تَطْمَئِنَّ قُلُوبُهُمْ إِلاَّ بِالدُّنيَا وَحُطَامِهَا " 0 [مُكَاشَفَةُ القُلُوبِ لِلإِمَامِ الغَزَّاليِّ بِتَصَرُّف 0 بَابُ الغَفْلَة] وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى في حَدِيثٍ قُدُسِيّ: " مَنْ لَمْ يَرْضَ بِقَضَائِي، وَلَمْ يَصْبِرْ عَلَى بَلاَئِي، وَلَمْ يَشْكُرْ عَلَى نَعْمَائِي، وَلَمْ يَقْنَعْ بِعَطَائِي: فَلْيَطلُبْ رَبَّاً سِوَاي " 0 [ضَعَّفَهُ المَنَاوِيُّ وَالأَلبَانيُّ في " الضَّعِيفِ وَالضَّعِيفَة، مُكَاشَفَةُ القُلُوبِ 0 بَابُ الغَفْلَة]

النَّفْسُ تَجْزَعُ أَنْ تَكُونَ فَقِيرَةً * وَالفَقْرُ خَيرٌ مِن غِنىً يُطْغِيهَا وَغِنى النُّفُوسِ هُوَ العَفَافُ فَإِن أَبَتْ * فَجَمِيعُ مَا في الأَرْضِ لاَ يَكْفِيهَا {الإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِب} حَتَّامَ تَشْكُو الضِّيقَ يَا هَذَا وَرِزْقُكَ وَاسِعُ كَالتَّيْسِ يَثْغُو وَهْوَ في ظِلِّ الخَمَائِلِ رَاتِعُ

فِتْنَةُ المَال عَنْ كَعْبِ بْنِ عِيَاضٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَة، وَإِنَّ فِتْنَةَ أُمَّتي المَال " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7896] أَرَاكَ يَزِيدُكَ الإِثْرَاءُ حِرْصَاً * عَلَى الدُّنيَا كَأَنَّكَ لاَ تمُوتُ فَهَلْ لَكَ غَايَةٌ إِنْ صِرْتَ يَوْمَاً * إِلَيْهَا قُلْتَ حَسْبيَ قَدْ رَضِيتُ مَاذَا تُرِيدُ يَا ابْنَ آدَم؟ كَمَا يَقُولُون: " الطَّعَامُ مخْبُوز، وَالمَاءُ في الكُوز " وَللهِ دَرُّ مَنْ قَال:

يُرِيدُ المَرْءُ أَنْ يُؤْتَى مُنَاهُ * وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ مَا أَرَادَا يَقُولُ المَرْءُ أَمْلاَكِي وَمَالي * وَتَقْوَى اللهِ أَفْضَلُ مَا اسْتَزَادَا {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لِلشَّافِعِيّ، وَنُسِبَ أَيْضَاً لِقَيْسِ بْنِ الخَطِيم، وَالآخَرُ لِلشَّافِعِيِّ بِتَصَرُّف} الشَّيْءُ الَّذِي يحْمَدُ فِيهِ الطَّمَع إِنَّ الطَّمَعَ لاَ يحْمَدُ إِلاَّ في العِلْم؛ فَإِنَّهُ كَمَا قَالَ الشَّاعِر: مِثْلُ النَّعِيمِ فَلَيْسَ فِيهِ قَنَاعَةٌ * بَلْ فِيهِ تحْمَدُ كَثْرَةُ الأَطْمَاعِ

وَعَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنهُومَانِ لاَ يَشْبَعَان: طَالِبُ عِلْمٍ وَطَالِبُ مَال " 0 [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين0كَذَا قَالَ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك، وَالذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في المِشْكَاةِ بِرَقْم: 260] وَتحْضُرُني في هَذَا قَوْلَةٌ جَمِيلةٌ لاَبْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ يقُولُ فِيهَا: " العِلمُ عَشْرَةُ أَجْزَاء، اسْتَحْوَذَ مِنهَا ابْنُ أَبى طَالِبٍ عَلَى تِسْعَة، وَزَاحَمَنَا في العَاشِر " 0

مَوْقِفٌ لِلفَارُوقِ عُمَرَ يُعَلِّمُنَا القَنَاعَة وَقَدْ كَانَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ؛ مَثَلاً أَعلَى في التَّقَشُّفِ وَالزُّهْد 00 فَكَانَ مِثَالَ الزُّهْدِ عَن غَيرِ فَاقَةٍ * إِذَا خرَّ بَعْضُ النَّاسِ لِلْمَالِ سُجَّدَا اشْتَهَتِ امْرَأَتَهُ يَوْمَاً الحَلَوَى فَقَالَ لهَا ـ وَكَانَ أَمِيرَاً لِلمُؤْمِنِين: إِنَّ رَاتِبي لاَ يَكْفِي لِشِرَاءِ الحَلْوَى، فَادَّخَرَتْ مِنْ مَصْرُوفِ بَيْتِهَا كُلَّ يَوْمٍ دِرْهَمَاً، حَتىَّ اجْتَمَعَ لَدَيْهَا ثَمَنُ الحَلوَى فَاشْتَرَتْهَا، فَلَمَّا فُوجِئَ بِهَا عُمَرُ وَقَدِ اشْتَرَتْهَا، وَعَلِمَ أَنَّهَا ادَّخَرَتْ مِنْ مَصْرُوفِ بَيْتِهَا كُلَّ يَوْمٍ دِرْهَمَاً؛ قَلَّلَ مِنْ رَاتِبِهِ الشَّهْرِيِّ ثَلاَثِينَ دِرْهمَاً، وَكَأَنَّهُ يَقُولُ بِلِسَانِ الحَالِ لَهَا: مَا دُمْنَا قَدِ اسْتَطَعْنَا العَيْشَ كُلَّ يَوْمٍ بِدُونِ هَذَا الدِّرْهَم؛ فَبَيْتُ مَالِ المُسْلِمِينَ أَوْلى بِهِ 00!!

اسْمَعْ مَعِي لِمَا قَالَهُ حَافِظٌ إِبْرَاهِيم، مُعَلِّقَاً عَلَى هَذَا المَوْقِفِ العَظِيم: جُوعُ الخَلِيفَةِ وَالدُّنيَا بِقَبْضَتِهِ * في الزُّهْدِ مَأْثُرَةٌ سُبْحَانَ مُولِيهَا فَمَنْ يُبَارِي أَبَا حَفْصٍ وَسِيرَتَهُ * أَمْ مَنْ يُحَاوِلُ لِلْفَارُوقِ تَشْبِيهَا إِذِ اشْتَهَتْ زَوْجُهُ الحَلوَى فَقَالَ لَهَا * مِن أَيْنَ لي ثَمَنُ الحَلْوَى فَأَشْرِيهَا لاَ تَمْتَطِي شَهَوَاتِ النَّفْسِ جَامِحَةً * فَكَسْرَة الخُبْزِ عَن حَلْوَاكِ تَكْفِيهَا وَهَلْ يَفِي بَيْتُ مَالِ المسْلِمِينَ بِما * تُوحِي إِلَيْكِ إِذَا طَاوَعْتِ مُوحِيهَا

قَالَتْ لَكَ اللهُ إِنِّي لَسْتُ أَرْزَؤُهُ * مَالاً لحَاجَةِ نَفْسٍ كُنْتُ أَبْغِيهَا دَعْني أُدَبِّرُ شَيْئَاً مِنْ مَعِيشَتِنَا * وَكُلَّ يَوْمٍ عَلَى حَالٍ أُسَوِّيهَا حَتىَّ إِذَا مَا مَلَكْنَا مَا يُقَيِّمُهَا * شَرَيْتُهَا ثُمَّ أَنِّي لاَ أُثَنِّيهَا قَالَ اذْهَبي وَاعْلَمِي إِنْ كُنْتِ جَاهِلَةً * أَنَّ القَنَاعة تُغْني نَفْسَ أَهْلِيهَا فَأَقْبَلَتْ بَعْدَ خَمْسٍ وَهْيَ حَامِلَةٌ * دُرَيْهِمَاتٍ لِتَقْضِيَ مِنْ تَشَهِّيهَا

فَقَالَ نَبَّهَتِ مِنيِّ غَافِلاً فَدَعِي * هَذِي الدَّرَاهِمَ إِذْ لاَ حَقَّ لي فِيهَا مَا زَادَ عَنْ قُوتِنَا فَالمُسْلِمُونَ بِهِ * أَوْلي فَقُومِي لِبَيْتِ المَالِ رُدِّيها كَذَاكَ أَخْلاَقُهُ كَانَتْ وَمَا عُهِدَتْ * بَعْدَ النُّبُوَّةِ أَخْلاَقٌ تُضَاهِيهَا {دِيوَانُ الشَّاعِرِ العَظِيم / حَافِظ إِبْرَاهِيم}

وَانْظُرْ إِلى الصَّحَابَةِ كَيْفَ كَانُواْ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ يَتَوَاصَوْنَ بِالْقَنَاعَةِ وَالرِّضَا: وَعَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُول: أَلَسْتُمْ في طَعَامٍ وَشَرَابٍ مَا شِئْتُمْ 00؟ لَقَدْ رَأَيْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا يجِدُ مِنَ الدَّقَلِ ـ أَيْ مِنْ رَدِيءِ التَّمْرِ ـ مَا يمْلأُ بِهِ بَطْنَه " 00 وَزَادَ في رِوَايَةٍ: " وَمَا تَرْضَوْنَ دُونَ أَلْوَانِ التَّمْرِ وَالزُّبْد " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2977 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي عَبْدِ الرَّحمَنِ العَدَوِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَال: أَلَسْنَا مِنْ فُقَرَاءِ المُهَاجِرِين 00؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الله رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَلَكَ امْرَأَةٌ تَأْوِي إِلَيْهَا 00؟ قَالَ نَعَمْ، قَالَ أَلَكَ مَسْكَنٌ تَسْكُنُه 00؟ قَالَ نَعَمْ؛ قَالَ فَأَنْتَ مِنَ الأَغْنِيَاء، قَالَ فَإِنَّ لي خَادِمَاً؛ قَالَ فَأَنْتَ مِنَ المُلُوك " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2979 / عَبْد البَاقِي]

فَاقْنَعْ يَا أَخِي بِمَا قَسَمَ اللهُ لَك؛ تَكُن أَغْنى النَّاس 00!! لاَ تَنْشَغِلْ بِمَا خُلِقَ لَك؛ عَمَّا خُلِقْتَ لَه وَعَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَه: " يَا أَبَا الحَسَن، أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؛ خَمْسُمِاْئَةِ شَاةٍ وَرِعَاؤُهَا، أَمْ خَمْسُ كَلِمَاتٍ أُعَلِّمُكَهُنَّ تَدْعُو بِهِنّ " 00؟! فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ، بَلِ الخَمْسُ كَلِمَات 00!!

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " تَقُول: اللهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبي، وَطَيِّبْ لي كَسْبي، وَوَسِّعْ لي في خُلُقِي، وَقَنِّعْني بِمَا قَضَيْت، وَلاَ تُذْهِبْ نَفْسِي إِلى شَيْءٍ صَرَفْتَهُ عَنيّ " 0 [هَذَا الحَدِيثُ في " كَنْزِ الْعُمَّالِ " بِرَقْم: 7146] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمَاً، ثمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِك، ثمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِك، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ مَلَكَاً فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَات، وَيُقَالُ لَهُ: اكْتُبْ عَمَلَهُ، وَرِزْقَهُ، وَأَجَلَهُ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيد، ثمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوح " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3208 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2643 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " وَكَّلَ اللهُ بِالرَّحِمِ مَلَكَاً فَيَقُول: أَيْ رَبّ؛ نُطْفَة ـ أَيَ يَا رَبّ؛ صَارَتْ نُطْفَة ـ أَيْ رَبّ؛ عَلَقَة، أَيْ رَبّ؛ مُضْغَة، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقَهَا؛ قَالَ أَيْ رَبّ؛ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى 00؟ أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ 00؟ فَمَا الرِّزْقُ 00؟ فَمَا الأَجَلُ 00؟ فَيُكْتَبُ كَذَلِكَ في بَطْنِ أُمِّه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6595 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2646 / عَبْد البَاقِي]

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَدْخُلُ المَلَكُ عَلَى النُّطْفَةِ بَعْدَ مَا تَسْتَقِرُّ في الرَّحِمِ بِأَرْبَعِينَ أَوْ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَيَقُول: يَا رَبّ؛ أَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيد 00؟ فَيُكْتَبَان، فَيَقُول: أَيْ رَبّ؛ أَذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى 00؟ فَيُكْتَبَان، وَيُكْتَبُ عَمَلُهُ وَأَثَرُهُ وَأَجَلُهُ وَرِزْقُه، ثمَّ تُطْوَى الصُّحُفُ فَلاَ يُزَادُ فِيهَا وَلاَ يُنْقَص " [وَأَثَرُهُ: أَي خُطُوَاتُهُ في الدُّنيَا، أَوْ أَثَرُهُ فِيمَن حَوْلَهُ بِالسَّلْبِ أَوْ بِالإِيجَاب 0 رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2644 / عَبْد البَاقِي]

فَلاَ حِيلةَ في الرِّزق، وَلاَ شَفَاعَةَ في المَوْت 00!! إِنَّ العَبْدَ عِنْدَمَا يمُوتُ يَشْتَدُّ بِهِ العَطَش؛ فَيَقُولُ لَهُ المَلَكُ المُوَكَّلُ بِالأَرْزَاق: يَا ابْنَ آدَم؛ جُبْتُ لَكَ المَشَارِقَ وَالمغَارِبَ فَلَمْ أَجدْ لَكَ شَرْبةَ مَاء، يَا ابْنَ آدَم؛ جُبْتُ لَكَ المَشَارِقَ وَالمغَارِبَ فَلَمْ أَجِدْ لَكَ لُقْمَةً وَاحِدَة، لَقَدِ اسْتَنْفَذْتَ كُلَّ رِزْقِكَ عِنْدِي 00!!

وَفى الحَدِيثِ القُدُسِيِّ العَظِيم: " يَا ابْنَ آدم؛ لاَ تخَفْ مِنْ ذِي سُلطَانٍ مَا دَامَ سُلْطانِي بَاقِيَا، وَسُلْطَاني لاَ يَزُولُ أَبَدَا، يَا ابْنَ آدَم؛ لاَ تخْشَ مِنْ ضِيقِ الرِّزْقِ مَا دَامَتْ خِزائِني ملأَى، وَخَزَائِني لاَ تَنْفَدُ أَبَدَا، يَا ابْنَ آدَم؛ خَلَقْتُ الأَشْيَاءَ مِن أَجْلِك، وَخَلَقْتُكَ مِن أَجْلِي؛ فَلاَ تَنْشَغلْ بمَا خُلِقَ لَكَ عَمَّا خُلِقْتَ لَه، يَا ابْنَ آدَم؛ خَلَقْتُكَ لِعبَادَتي؛ فَلاَ تَلعَبْ، وَقَدَّرْتُ لَكَ رِزْقَك؛ فَلاَ تَتْعَبْ، وفي أَكْثَرَ مِنهُ؛ لاَ تَطْمَعْ، وَبِأَقَلَّ مِنه؛ لاَ تجْزَعْ، فَإِنْ رَضِيتَ بِمَا قَسَمْتُهُ لَك؛ أَرَحْتُ بَالَكَ وَكُنْتَ عِنْدِي محْمُودَا، وَإِن أَنْتَ لَمْ تَرْضَ بِمَا قَسَمْتُهُ لَك؛ فَوَعِزَّتِي وَجَلاَلي؛ لأُسَلِّطَنَّ عَلَيْكَ الدُّنيَا فَتَرْكْضَ فِيهَا رَكْضَ الوُحُوشِ في البرَارِي، وَلَنْ تأْخُذَ في النِّهَايَةِ مِنهَا؛ إِلاَّ مَا قَسَمْتُهُ لَك، وَكُنْتَ عِنْدِي مَذْمُومَا " 0

لَوْ كَانَ شَيْءٌ يَسْبقُ القَدَرَ لَسَبَقَتْهُ العَين وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " العَينُ حَقّ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابِقَاً القَدَرَ سَبَقَتْهُ العَين " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: (2188)، وَالحَدِيثُ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " بِرَقْم: 11222] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اسْتَعِيذُواْ بِاللهِ تَعَالى مِنَ الْعَين؛ فَإِنَّ الْعَينَ حَقّ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 938، 737، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَكْثَرُ مَنْ يَمُوتُ مِن أُمَّتي بَعْدَ قَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ؛ بِالعَين " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " وَفي " ظِلاَلِ الجَنَّةِ " بِرَقْمَيْ: 2086، 311، رَوَاهُ الإِمَامَانِ البَزَّارُ وَالطَّيَالِسِيّ] عَن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " العَينُ تُدْخِلُ الرَّجُلَ القَبر، وَتُدْخِلُ الجَمَلَ القدْر " 0 [ابْنُ عَدِيّ، وَالدَّيْلَمِيّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ في الحِليَة، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيحِ بِرَقْم: 4144]

وَعَن أَبى ذَر رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ العَينَ لَتُولِعُ الرَّجُلَ بِإِذْنِ الله؛ حَتىَّ يَصْعَدَ حَالِقَاً ـ أَيْ جَبَلاً ـ ثُمَّ يَتَرَدَّى مِنه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في السِّلسِلةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (889)، وَفي الجَامِعِ الصَّحِيحِ بِرَقْم: (2561)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُني أَنْ أَسْتَرْقِيَ مِنَ العَين " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2195 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " يَا محَمَّد؛ اشْتَكَيْت 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: نَعَمْ؛ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: بِسْمِ اللهِ أَرْقِيك، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيك: مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ وَعَيْنِ حَاسِد، بِسْمِ اللهِ أَرْقِيك، وَاللهُ يَشْفِيك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 972] عَن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ جِبْرِيلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ وَهُوَ يُوعَكُ فَقَال: " بِسْمِ اللهِ أَرْقِيك: مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيك، مِنْ كُلِّ حَسَدٍ وَحَاسِد، وَكُلِّ غَمٍّ وَسُمٍّ: اللهُ يَشْفِيك " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8268]

عَن عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ الزُّرَقِيِّ عَن أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله؛ إِنَّ بَني جَعْفَرَ تُصِيبُهُمْ الْعَين؛ فَأَسْتَرْقِي لَهُمْ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ؛ فَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَاً الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَين " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 3510، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 27470]

عَن عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ أَوْ مِن أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَة؛ فَإِنَّ الْعَينَ حَقّ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: (7499)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 556، 2572]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ غَفَرَ اللهُ لَهُ قَال: " خَرَجَ سَهْلُ بْنُ حُنَيفٍ وَمَعَهُ عَامِرُ بن رَبِيعَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يُرِيدَانِ الْغُسْل؛ فَانْتَهَيَا إِلىَ غَدِير؛ فَخَرَجَ سَهْلٌ يُرِيدُ الخَمْر [يَعْني السَّتْر]؛ حَتىَّ إِذَا رَأَى [أَيْ رَبِيعَةُ] أَنَّهُ [أَيْ سَهْلٌ] قَدْ نَزَعَ جُبَّةً عَلَيْهِ مِنْ صُوفٍ فَوَضَعَهَا ثُمَّ دَخَلَ المَاء: قَالَ رَبِيعَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَأَصَبْتُهُ بِعَيْني؛ فَسَمِعْتُ لَهُ قَرْقَفَةً في الماء [أَيْ أَخَذَ يَنْتَفِضُ وَيَرْتَعِد]؛ فَأَتَيْتُهُ فَنَادَيْتُهُ ثَلاَثَاً فَلَمْ يُجِبْني؛ فَأَتَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَجَاءَ يَمْشِي،

فَخَاضَ المَاءَ حَتىَّ كَأَنيِّ أَنْظُرُ إِلىَ بَيَاضِ سَاقَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَضَرَبَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدْرَهُ ثمَّ قَال: " اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنهُ حَرَّهَا وَبَرْدَهَا، وَوَصَبَهَا " 0 فَقَامَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ؛ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ أَوْ أَخِيهِ مَا يُحِبّ: فَلْيُبَرِّكْ؛ فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقّ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7500]

عَن أَسْعَدَ بنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَرَّ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بِسَهْلِ بْنِ حُنَيفٍ وَهُوَ يَغْتَسل؛ فَقَال: لَمْ أَرَ كَاليَوْمِ وَلا جِلدَ مخَبَّأَة ـ أَيْ وَلا جِلْدَ الفَتَاةِ الغَضَّةِ البَضَّةِ، الَّتي يخَبِّؤُهَا أَهْلُهَا لِحُسْنِهَا وَبَيَاضِهَا ـ فَمَا لَبِثَ أَنْ لُبِطَ بِه: [أَيْ صُرِعَ وَسَقَطَ عَلَى الأَرْض]؛ فَأَتَوُاْ النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُواْ: أَدْرِكْ سَهْلاً صَرِيعَاً 00؟! فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَنْ تَتَّهِمُونَ بِه " 00؟

قَالُواْ: عَامِرَ بْنَ رَبِيعَة؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " عَلاَمَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاه 00؟! إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِن أَخِيهِ مَا يُعْجِبُه: فَليَدْعُ لَهُ بِالبرَكَة " 0 ثُمَّ دَعَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ؛ فَأَمَرَ عَامِرَاً أَنْ يَتَوَضَّأ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيهِ إِلىَ المِرْفَقَين، وَرُكْبَتَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِه، وَأَمَرَهُ أَنْ يَصُبَّ عَلَيْه " 0 [وَدَاخِلَةُ الإِزَار: الجُزْءُ الدَّاخِلِيُّ مِنهُ مِمَّا يَلِي الجَسَد، وَالَّذِي يُلَفُّ عَلَيْهِ سَائِرُ الإِزَار 0 لِسَانُ العَرَب: 240/ 11، صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَة وَفي الجَامِعِ الصَّحِيحِ وَمِشْكَاةِ المَصَابِيحِ، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ وَفي المُسْنَد]

وَعَن أُمِّ المُؤمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا قَالَتْ: " كَانَ العَائِنُ يُؤْمَرُ أَنْ يَتَوَضَّاَ فَيَغْتَسِلَ بِهِ المَعِين " 00!! [العَائِنُ هُوَ الحَاسِد، وَالمَعِينُ وَالمَعْيُونُ هُوَ المحْسُود 0 لِسَانُ العَرَب: (301/ 13)، أَخْرَجَهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " الشُّعَب " بِرَقْم: (11224)، وَذَكَرَهُ وَشَرَحَهُ أَبُو المحَاسِنِ في " مُعْتَصَرُ المُخْتَصَرِ " عِنْدَ شَرْحِ هَذَا الحَدِيث 0 بَيرُوت 0 ص: 222/ 2]

التَّعَاوِيذُ وَالرُّقَى عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: دَخَلَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَ صَوْتَ صَبيٍّ يَبْكِي؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا لِصَبِيِّكُمْ هَذَا يَبْكِي؛ فَهَلاَّ اسْتَرْقَيْتُمْ لَهُ مِنَ الْعَين " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (10599)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 23921 / إِحْيَاءُ التُّرَاث]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا وَيَقُول: " إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاق: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّة، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّة، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3371 / فَتْح]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الجَانّ، وَعَينِ الإِنْسَان؛ حَتىَّ نَزَلَتِ المُعَوِّذَتَان؛ فَلَمَّا نَزَلَتَا: أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا " 0 [حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2058، وَفي الْكَلِمِ الطَّيِّبِ وَفي الجَامِعِ بِرَقْمَيْ: 247، 9033] عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِن عَينِ الجَانّ، وَعَينِ الإِنْس؛ فَلَمَّا نَزَلَتِ المُعَوِّذَتَان؛ أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَى ذَلِك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: (5494)، وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 3511]

وَكَانَ لِعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ بُسْتَان؛ فَكَانَ يُرَدِّدُ إِذَا دَخَلَهُ قَوْلَهُ جَلَّ جَلاَلُه: {وَلَوْلاَ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله} [الكَهْف: 39] [الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " الشُّعَب " رَقْم: 11226] وَتُقْيَةُ الحَسَدِ يَا إِخْوَتَاهُ لَيْسَ بِتَعْلِيقِ الْكَفِّ وَلاَ الأَحْذِيَة؛ فَإِنَّهَا تَمَائِم 00 عَن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الجُهَنيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ أَشْرَك " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 6394، 492، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

عَن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الجُهَنيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن عَلَّقَ تَمِيمَةً فَلاَ أَتَمَّ اللهُ لَهُ، وَمَن عَلَّقَ وَدَعَةً فَلاَ وَدَعَ اللهُ لَهُ " 0 [أَيْ لاَ حَفِظَ اللهُ لَهُ] [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7501] إِنَّ لِنِعَمِ اللهِ أَعْدَاءً وَلِذَا رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اسْتَعِينُواْ عَلَى إِنجَاحِ الحَوَائِجِ بِالكِتْمَان، فَإِنَّ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ محْسُود " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانِيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (1453)، وَرَوَاهُ البَيْهَقِيُّ وَابْنُ الخَطِيب، وَهُوَ في الكَنْزِ بِرَقْم: 16800]

وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ لِنِعَمِ اللهِ أَعْدَاءً " 00 قِيل: وَمَن هُمْ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الَّذِينَ يحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِه " 0 [أَخْرَجَهُ الإِمَامُ الطَّبرِيُّ 0 وَالقُرْطُبيُّ بِنَحْوِهِ في " تَفْسِيرِهِ " لِسُورَةِ النِّسَاء 0 آيَة: 54] وَعَنْ سَيِّدِنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنِ امْرِئٍ عَلَيْهِ مِنْ نِعَمِ الله؛ إِلاَّ وَلَهُ عَلَيْهَا مِنَ النَّاسِ حَاسِد " 0 [أَبُو نُعَيْمٍ التُّرْسِيُّ في " أُنْسِ العَاقِلِ وَتَذْكِرَةُ الغَافِل " 0 وَالحَدِيثُ في الكَنْزِ بِرَقْم: 8834]

حُرْمَةُ الحَسَد عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَجْتَمِعُ في جَوْفِ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ غُبَارٌ في سَبِيلِ اللهِ وَفَيْحُ جَهَنَّم، وَلاَ يَجْتَمِعُ في جَوْفِ عَبْدٍ: الإِيمَانُ وَالحَسَد " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: (2886)، رَوَاهُ الإِمَامُ ابْنُ حِبَّانَ في صَحِيحِه] عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنّهُ قَال: " الحَسَدُ يَأْكُلُ الحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الحَطَب، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيئَة، كَمَا يُطْفِئُ المَاءُ النَّار، وَالصَّلاَةُ نُور، وَالصِّيَامُ جُنَّة " 0 [ضَعَّفَهُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: (4210)، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 7438]

وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنّهُ قَال: " لاَ تَبَاغَضُواْ، وَلاَ تحَاسَدُواْ، وَلاَ تَدَابَرُواْ، وَكُونُواْ عِبَادَ اللهِ إِخْوَانَا، وَلاَ يَحِلُّ لمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثَةِ أَيَّام " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (6065)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ " نُسْخَةُ فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 2559] وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنّهُ قَال: لاَ تحَاسَدُواْ، وَلاَ تَبَاغَضُواْ، وَلاَ تَقَاطَعُواْ، وَكُونُواْ عِبَادَ اللهِ إِخْوَانَا " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ (فُؤَاد عَبْد البَاقِي) بِرَقْم: 2559]

تَرْكُهُ لِلْحَسَدِ أَدْخَلَهُ الجَنَّة عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنَّا جُلُوسَاً مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الآنَ رَجُلٌ مِن أَهْلِ الجَنَّة " 00 فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَار، تَنْطِفُ لحْيَتُهُ مِنْ وُضُوئِه ـ أَيْ تَقْطُرُ مَاءً ـ قَدْ تَعَلَّقَ نَعْلَيْهِ في يَدِهِ الشِّمَال، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِك، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِثْلَ المَرَّةِ الأُولى، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِث؛ قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ أَيْضَاً، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ الأُولى، فَلَمَّا قَامَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛

تَبِعَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاص، فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنِّي لاَحَيْتُ أَبي ـ أَيْ تَشَاجَرْتُ مَعَه ـ فَأَقْسَمْتُ أَنْ لاَ أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلاَثَاً؛ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَني إِلَيْكَ حَتىَّ تَمْضِيَ فَعَلْت؟ قَالَ نَعَمْ، وَكَانَ عَبْدُ اللهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ تِلْكَ اللَّيَالي الثَّلاَث، فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ شَيْئَا، غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا تَعَارَّ ـ أَيِ انْتَبَهَ مِنْ نَوْمِهِ ـ وَتَقَلَّبَ عَلَى فِرَاشِه؛ ذَكَرَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَبَّر، حَتىَّ يَقُومَ لِصَلاَةِ الفَجْر، غَيرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ إِلاَّ خَيرَاً، فَلَمَّا مَضَتِ الثَّلاَثُ لَيَالٍ، وَكِدْتُ أَن أَحْتَقِرَ عَمَلَهُ قُلْتُ: يَا عَبْدَ الله؛ إِنِّي لَمْ يَكُنْ بَيْني وَبَينَ أَبي غَضَبٌ وَلاَ هَجْرٌ ثَمَّ ـ أَيْ هُنَالِك ـ وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ ثَلاَثَ مِرَار: " يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الآنَ رَجُلٌ مِن أَهْلِ الجَنَّة " 0

فَطَلَعْتَ أَنْتَ الثَّلاَثَ مِرَار؛ فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ لأَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ فَأَقْتَدِيَ بِه، فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَثِيرَ عَمَل، فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00؟! فَقَال: مَا هُوَ إِلاَّ مَا رَأَيْت، فَلَمَّا وَلَّيْت؛ دَعَانِي فَقَال: مَا هُوَ إِلاَّ مَا رَأَيْت، غَيْرَ أَنِّي لاَ أَجِدُ في نَفْسِي لأَحَدٍ مِنْ المُسْلِمِينَ غِشَّاً، وَلاَ أَحْسُدُ أَحَدَاً عَلَى خَيرٍ أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاه، فَقَالَ عَبْدُ الله: هَذِهِ الَّتي بَلَغَتْ بِك، وَهِيَ الَّتي لاَ نُطِيق " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في بِدَايَةِ السِّلْسِلَةِ الضَّعِيفَةِ بِرَقْم: 1، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِرَقْم: 12720، وَقَالَ فِيهِ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

وَفي رِوَايَةٍ لِلبَزَّارِ قَال: " مَا هُوَ إِلاَّ مَا رَأَيْتَ يَا ابْنَ أَخِي، إِلاَّ أَني لَمْ أَبِتْ ضَاغِنَاً عَلَى مسْلِم، أَوْ كَلِمَةً نحْوَهَا " 0 [وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ ": رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ، إِلاَّ وَاحِدَاً اخْتَلَفَ فِيه 0 ص: (78/ 8)، رَوَاهُ البَزَّار]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَجْتَمِعَانِ في النَّار: مُسْلِمٌ قَتَلَ كَافِرَاً ثُمَّ سَدَّدَ وَقَارَب، وَلاَ يَجْتَمِعَانِ في جَوْفِ مُؤْمِنٍ غُبَارٌ في سَبِيلِ اللهِ وَفَيْحُ جَهَنَّم، وَلاَ يَجْتَمِعَانِ في قَلْبِ عَبْدٍ الإِيمَانُ وَالحَسَد " [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: 3109]

وَرُوِيَ أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَمَّا تَعَجَّلَ إِلى رَبِّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى؛ رَأَى في ظِلِّ العَرْشِ رَجُلاً، فَغَبَطَهُ بمَكَانِهِ وَقال: إِنَّ هَذَا لَكَرِيمٌ عَلَى رَبِّه؛ فَسَأَلَ رَبَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى أَنْ يخْبرَهُ بِاسْمِهِ فَلَمْ يخبرْه، وَقَال: أُحَدِّثُكَ مِن عَمَلِهِ بِثَلاَث: " كَانَ لاَ يحْسُدُ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِه، وَكَانَ لاَ يَعُقُّ وَالِدَيْه، وَلاَ يمْشِي بِالنَّمِيمَة " 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " بَابُ ذَمِّ الحَسَد: (1083)، ابْنُ أَبي عَاصِمٍ في " الزُّهْدِ " طَبْعَةِ الرَّيَّان 0 ص: 67/ 1] الإِمَامُ ابْنُ سِيرِينَ وَفَلْسَفَةُ الرِّضَى

وَقَالَ الإِمَامُ ابْنُ سِيرِينَ رَحِمَهُ الله: " مَا حَسَدْتُ أَحَدَاً عَلَى شَيْءٍ مِن أَمْرِ الدُّنيَا؛ لأَنَّهُ إِنْ كَانَ مِن أَهْلِ الجَنَّة؛ فَكَيْفَ أَحْسُدُهُ عَلَى مَا أَعْطَاهُ اللهُ وَهُوَ حَقِيرٌ بجَانِبِ الجَنَّة 00؟! وَإِنْ كانَ مِن أَهْلِ النَّار؛ فَكَيْفَ أَحْسُدُهُ عَلَى مَا أَعْطَاهُ اللهُ وَهْوَ يَصِير إِلى النَّار " 00؟! [الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " الزُّهْدِ الكَبِيرِ " بِرَقْم: 845]

الدُّنيَا أَهْوَنُ مِنْ تحَاسُدِ الحَاسِدِين جمَعْتَ مَالاً فَقُلْ لي هَلْ جَمَعْتَ لَهُ * يَا جَامِعَ المَالِ أَيَّامَاً تُفَرِّقُهُ المَالُ عِنْدَكَ مَخْزُونٌ لِوَارِثِهِ * مَا المَالُ مَالُكَ إِلاَّ حِينَ تُنْفِقُهُ إِنَّ القَنَاعَةَ مَنْ يَحْلُلْ بِسَاحَتِهَا * لَمْ يَلْقَ في ظِلِّهَا هَمَّاً يُؤَرِّقُهُ *********

يُرِيدُ المَرْءُ أَنْ يُؤْتَى مُنَاهُ * وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ مَا يَشَاءُ وَما مِنْ شِدَّةٍ نَزَلَتْ بِقَوْمٍ * وَإِلاَّ سَوْفَ يَتْبَعُهَا الرَّخَاءُ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ يُنْسَبُ لِلإِمَامِ الشَّافِعِيّ، كَمَا نُسِبَ لِقَيْسِ بْنِ الخَطِيم، وَالآخَرُ لأَبي تَمَّام} فمَا يَدْرِي الفَقِيرُ مَتى غِنَاهُ * وَمَا يَدْرِي الغَنيُّ مَتى يجُوعُ {أُحَيْحَةُ بْنُ الجَلاَّح 0 ببِتَصَرُّف} فَلاَ تحْسُدَنَّ الأَغْنِيَاءَ فَإِنَّهُمْ * عَلَى قَدْرِ مَا يُعْطِيهِمُ الدَّهْرُ يَسْلُبُ {ابْنُ الرُّومِي 0 بِتَصَرُّف} وَقَدْ تَغْدِرُ الدُّنيَا فَيُمْسِي غَنِيُّهَا * فَقِيرَاً وَيَغْنى بَعْدَ بُؤْسٍ فَقِيرُهَا

فَلاَ تَقْرَبِ المُتَعَ الحَرَامَ فَإِنَّمَا * حَلاَوَتُهَا تَفْنى وَيَبْقَى مَرِيرُهَا {الحُسَينُ بْنُ مَطِير} الحَسَدُ هُوَ الَّذِي وَلَّدَ الكِبرَ الَّذِي بِسَبَبِهِ طُرِدَ إِبْلِيسُ مِنَ الجَنَّة كُلُّ العَدَاوَاتِ قَدْ تُرْجَى إِزَالَتُهَا * إِلاَّ عَدَاوَةَ مَن عَادَى عَنِ الحَسَدِ {ابْنُ بِشْرٍ المَرْوَزِيّ} عَنْ ضَمُرَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَزَالُ النَّاسُ بخَيْر؛ مَا لَمْ يَتَحَاسَدُواْ " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (2887، 3386)، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

وَيَكْفِيكَ عَنِ الحَسَدِ يَا أَخِي: أَنَّهُ الَّذِي وَلَّدَ الكِبرَ الَّذِي بِسَبَبِهِ طُرِدَ إِبْلِيسُ مِن الجَنَّةِ وَلَعَنَهُ الله، فَهْوَ أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللهُ بِهِ في السَّمَاء ـ عِنْدَمَا حَسَدَ إِبْلِيسُ آدَم ـ وَهُوَ أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللهُ بِهِ في الأَرْض 00 عِنْدَمَا حَسَدَ قَابِيلُ هَابِيل 00!! مَاذَا فَعَلَ الحَسَدُ بِنَبيِّ اللهِ يَعْقُوب حَتىَّ نَبيُّ اللهِ يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلاَم؛ كَانَ يخْشَى عَلَى بَنِيهِ مِن أَعْيُنِ النَّاس 00!!

وَذَلِكَ عِنْدَمَا قَالَ لهُمْ: {يَا بَنيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِن أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَة، وَمَا أُغْني عَنْكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْء، إِنِ الحُكْمُ إِلاَّ للهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُتَوَكِّلُون {67} وَلَمَّا دَخَلُواْ مِن حَيْثُ أَمَرَهُمْ أبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْني عَنهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً في نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا، وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون} {يُوسُف}

إِلاَّ أَنَّ الحَسَدَ كَانَ أَسْرَعَ إِلى يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مِمَّا يَظُنُّ بِكَثِير، فَاكْتَوَى بِنَارِهِ مِن هَؤُلاَءِ الأَبْنَاءِ مِنْ قَبْلُ في يُوسُف ـ عِنْدَمَا حَسَدُوه ـ وَمَعَ ذَلِكَ كَانَ يخْشَى عَلَيْهِمْ مِن الحَسَد، لَكَ اللهُ يَا يَعْقُوب، إِنَّكَ لأَنْتَ الحَلِيمُ الرَّشِيد، تحْتَاطُ مِنَ الحَسَدِ وَتَنْظُرُ إِلى بَعِيد، وَلَقَدْ كَانَ الحَسَدُ أَقرَبَ إِلَيْكَ مِن حَبْلِ الوَرِيد 00!! فَبِسَبَبِهِ حُرِمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مِنَ ابْنِهِ وَفِلْذَةِ كَبِدِهِ يُوسُفَ الصِّدِّيقِ وَبِنيَامِين: هَلْ كَانَ ذَلِكَ إِلاَّ بِسَبَبِ الحَسَد 00؟!

{إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينَا مِنَّا وَنحْنُ عُصْبَة، إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَل مُبِين {8} اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضَاً يخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ، وَتَكُونُواْ مِنْ بَعْدِهِ قَوْمَاً صَالحِين} {يُوسُف} مَاذَا فَعَلَ الحَسَدُ بِإِخْوَةِ يُوسُف فَلَمَّا كَرِهُوا حُبَّ أَبِيهِمْ لَهُ وَسَاءهُم ذَلِكَ أَحَبُّوا زَوَالَهُ عَنه 00!! يَقُولُ الإِمَامُ الطَّبرِيُّ في تَفْسِيرِهِ لهَذِهِ الآيَات: " فَحَسَدَهُ إِخْوَتُهُ لَمَّا رَأَواْ حُبَّ أَبِيهِ لَه " حَتىَّ إِنَّهُمْ قَالُواْ في الرُّؤْيَةِ الَّتي رَآهَا: مَا رَضِيَ أَنْ يَسْجُدَ لَهُ إِخْوَتُهُ حَتىَّ سَجَدَ لَهُ أَبَوَاه 0 [الإِمَامُ الطَّبرِيُّ في " تَفْسِيرِهِ " لِسُورَةِ يُوسُفَ بِاخْتِصَار 0 الآيَة: 5، 6 ـ 153/ 12] مَاذَا فَعَلَ الحَسَدُ بِكُفَّارِ قُرَيْش

وَأَيْضَاً بِسَبَبِهِ جَحَدَ مُشرُكُواْ مَكَّةَ بِآيَاتِ اللهِ بَعْدَمَا اسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمَاً وَعُلُوَّاً فَقَالُواْ ـ لُعِنُواْ بمَا قَالُواْ ـ كَيْفَ يَتَقَدَّم عَلَيْنَا غُلاَمٌ يَتِيمٌ وَنُطَأْطِئُ رُءوسَنَا لَه 00؟! {وَقَالُواْ: لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا القُرْءَانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ القَرْيَتَينِ عَظِيم} [الزُّخْرُف: 31] قَالَ الوَلِيدُ بْنُ المُغِيرَة: " لَوْ كَانَ مَا يَقُولُ محَمَّدٌ حَقَّاً؛ أُنْزِلَ عَلَيَّ هَذَا، أَوْ عَلَى أَبي مَسْعُودٍ الثَّقَفِيّ " 0 [الإِمَامُ الطَّبرِيُّ في " تَفْسِيرِهِ " لِسُورَةِ الزُّخْرُف: 33] وَفي رِوَايَةِ ابْنِ هِشَامٍ أَنَّهُ قَال:

" أَيَنزِلُ هَذَا عَلَى محَمَّدٍ وَأُتْرَكُ وَأَنَا كَبِيرُ قُرَيْشٍ وَسَيِّدُهَا، وَيُتْرَكُ أَبُو مَسْعُودٍ عَمْرُو بنُ عُمَيرٍ الثَّقَفِيّ ـ سَيِّدُ ثَقِيف ـ وَنحْنُ عَظِيمَا القَرْيَتَينِ 00؟!! فَأَنزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَة 00!! وَآفَةُ أُوْلَئِكَ المُغَفَّلِينَ أَنهُمْ نَسُواْ ـ أَوْ قُلْ تَنَاسَواْ ـ أَنَّ اخْتِيَارَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى حَيْثُ يجْعَلُ رِسَالَتَهُ لاَ يَقُومُ عَلَى الفَقْرِ وَالغِنى، إِنما عَلَى مَعْدِنِ الشَّخْصِ وَمِقْدَارِ مَا في نَفْسِهِ مِن خَير 00!! وَصَدَقَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنهُمْ أَنْ يُؤتَى صُحُفَاً مُنَشَّرَة} {المُدَّثِّر: 52} وَممَّا يُؤَكِّدُ حَسَدَهُمُ الشَّدِيدَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَه؛ مَا أَخرَجَهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيّ:

[السِّيرَةُ النَّبَوِيَّةُ لاَبْنِ هِشَام 0 دَارُ الجِيل 0 بَيرُوت 0 ص: 207/ 8] عَنِ المغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّ أَوَّلَ يَوْمٍ عَرَفْتُ فِيهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أَني كُنْتُ أَمْشِي أَنَا وَأَبُو جَهْلِ بْنِ هِشَام، في بَعْضِ أَزِقَّةِ مَكَّة، إِذْ لَقِيَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لأَبي جَهْل: " يَا أَبَا الحَكَم؛ هَلُمَّ إِلى اللهِ وَإِلى رَسُولِهِ أَدْعُوكَ إِلى الله " 00؟ فَقَالَ أَبُو جَهْل: يَا محَمَّد، هَلْ أَنْتَ مُنْتَهٍ عَنْ سَبِّ آلهَتِنَا 00؟ هَلْ تُرِيدُ إِلاَّ أَنْ نَشْهَدَ أَنْ قَدْ بَلَّغْت 00؟ فَنَحْن نَشْهَدُ أَنْ قَدْ بَلَّغْت؛ فَوَاللهِ لَوْ أَني أَعْلَمُ أَنَّ مَا تَقُولُ حَقٌّ لاَتَّبَعْتُك 00!!

قَالَ المُغِيرَة: فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ أَبُو جَهْلٍ فَقَال: وَاللهِ إِنِّي لأَعْلَمُ أنَّ مَا يَقُولُهُ حَقّ، وَلَكِنْ يَمْنَعُني شَيْء: أَنَّ بَني قُصَيٍّ قَالُواْ: فِينَا الحِجَابَة ـ أَيْ مَفَاتِيحُ الكَعْبَة ـ فَقُلنَا نَعَمْ، ثمَّ قَالُواْ: وَفِينَا السِّقايَة ـ أَيْ سِقَايَةُ الحَجِيج ـ فَقُلنَا نَعَمْ، ثُمَّ قَالُواْ: وَفِينَا النَّدْوَة ـ كَالعُمُدِيَّةِ في الرِّيف ـ فَقُلْنَا نَعَمْ، ثُمَّ قَالُواْ: وَفِينَا اللِّوَاء ـ أَيْ رَايَةُ الحَرْب ـ فَقُلْنَا نَعَمْ، ثُمَّ أَطْعَمُواْ فَأَطْعَمْنَا، حَتىَّ إِذَا تحَاكَّتِ الرُّكَب ـ أَيْ حَتىَّ إِذَا تَسَاوَيْنَا في الشَّرَفِ وَالسُّؤْدَد؛ قَالُواْ: مِنَّا نَبيٌّ يَأْتِيهِ الوَحْيُ مِنَ السَّمَاء؛ فَمَتى نُدْرِكُ هَذِه، وَاللهِ لاَ أَفْعَل

)) 0 [البَيْهَقِيُّ وَابْنُ أَبي شَيْبَةَ في " مُصَنَّفِهِ " بِرَقْم: (35829)، حَيَاةُ الصَّحَابَةِ طَبْعَةُ دَارِ الحَدِيث 0 مِصْر 0 ص: 70/ 1] مَاذَا فَعَلَ الحَسَدُ بِاليَهُود وَهْوَ الَّذِي بِسَبَبِهِ جَحَدَ اليَهُودُ بِآيَاتِ اللهِ حَسَدَاً مِن عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ 00 عَن أُمِّ المُؤمِنِينَ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُبيِّ بْنِ أَخْطَبَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنهَا قَالَتْ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " جَاءَ أَبي وَعَمِّي مِن عِنْدِكَ يَوْمَاً ـ وَكَانَا مِنْ زُعَمَاءِ اليَهُود ـ فقالَ أَبي لِعَمِّي: ما تَقُولُ فِيه؟! قَال: أَقُولُ إِنَّهُ النَّبيُّ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ مُوسَى، قَال: فَمَا تَرَى؟ قَال: أَرَى مُعَادَاتَهُ أَيَّامَ الحَيَاة " 0 [سِيرَةُ ابْنِ هِشَام 0 بَابُ شَهَادَةِ صَفِيَّة 0 ص: 126/ 1]

لَقَدْ بَلَغَ حَسَدُ اليَهُودِ حَدَّ أَنَّهُمْ كَانُواْ يَذْهَبُونَ إِلى أَبي جَهْلٍ وَأُمَيَّةَ ابْنِ خَلَفٍ وَيَقُولُونَ لهُمْ: " أَنْتُمْ أَهْدَى مِنْ محَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ سَبِيلاَ؛ حَسَدَاً مِن عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ " 0 [الإِمَامُ الطَّبرِيُّ بِنَحْوِهِ في تَفْسِيرِهِ لِهَذِهِ الآيَةِ بِسُورَةِ النِّسَاء 0 طَبْعَةُ دَارِ الفِكْر 0 بَيرُوت: 135/ 5] وَصَدَقَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى إِذْ يَقُول: {أَلَمْ تَرَ إِلى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبَاً مِنَ الكِتَابِ، يُؤْمِنُونَ بِالجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ: هَؤُلاَءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاَ {51} أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ الله، وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرَاً} {النِّسَاء}

وَلَمْ يَكْتَفُواْ بِهَذَا حَتىَّ حَاوَلُواْ قَتلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّة 00!! وَضْعُ السُّمِّ لِرَسُولِ اللهِ ** صلى الله عليه وسلم **

وَانْظُرْ إِلى حَسَدِهِمُ الَّذِي بَلَغَ حَدَّ أَنَّهُمْ تَآمَرُواْ عَلَى قَتْلِهِ مَعَ امْرَأَةٍ مِنْ بَني جِلْدَتِهِمْ، فَدَعَتِ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى طَعَامٍ ـ وَهِيَ تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَدَّ دَعْوَةَ أَحَدٍ قَطّ ـ فَأَجَابهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَوَضَعَتْ لَهُ الخَبِيثَةُ سُمَّاً في الطَّعَام، فَلَمَّا أَنْ كَشَفَ اللهُ سِتْرَهُمْ، وَأَبَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهُمْ: سَأَلهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ لَهُ ـ وَانظُرْ إِلى مَكْرِ اليَهُود ـ مَا فَعَلْنَا ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ إِلاَّ لِنَتَبَيَّنَ صِدْقَكَ مِنْ كَذِبِك؛ فَإِنْ كُنْتَ نَبِيَّاً لَمْ يُصِبْكَ شَيْء، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبَاً اسْتَرَحْنَا مِنْك،

فَتَرَكَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00!! عَن أَبي سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْبَلُ الهَدِيَّةَ وَلاَ يَأْكُلُ الصَّدَقَة، فَأَهْدَتْ لَهُ يَهُودِيَّةٌ بِخَيْبَرَ شَاةً مَصْلِيَّة ـ أَيْ مَشْوِيَّة ـ سَمَّتْهَا، فَأَكَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا وَأَكَلَ الْقَوْم، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ارْفَعُواْ أَيْدِيَكُمْ؛ فَإِنَّهَا أَخْبَرَتْني أَنَّهَا مَسْمُومَة " 00 فَمَاتَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ الأَنْصَارِيّ، فَأَرْسَلَ إِلى الْيَهُودِيَّة: مَا حَمَلَكِ عَلَى الَّذِي صَنَعْتِ 00؟!

قَالَتْ: إِنْ كُنْتَ نَبِيَّاً لَمْ يَضُرَّكَ الَّذِي صَنَعْت، وَإِنْ كُنْتَ مَلِكَاً ـ أَيْ كَاذِبَاً في نُبُوَّتِكَ ـ أَرَحْتُ النَّاسَ مِنْك، فَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُتِلَتْ ـ أَيْ قِصَاصَاً في بِشْر ـ ثُمَّ قَالَ في وَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيه: " مَا زِلْتُ أَجِدُ مِنْ الأَكْلَةِ الَّتي أَكَلْتُ بِخَيْبَر، فَهَذَا أَوَانُ قَطَعَتْ أَبْهَرِي " [حَسَّنَهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 4512]

وَعَن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا فَتَحَ اللهُ خَيْبرَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ مِنهُمْ؛ أَهْدَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ الحَارِثِ اليَهُودِيَّةُ شَاةً مَصْلِيَّةً ـ أَيْ مَشْوِيَّةً ـ وَسَمَّتْهُ فِيهَا ـ أَيْ وَضَعَتْ لَهُ فِيهَا السُّمَّ لِتَنْتَقِمَ لِيَهُودِ خَيْبر ـ وَأَكْثَرَتْ في الكَتِفِ وَالذِّرَاع، حِينَ أُخْبِرَتْ أَنهُمَا أَحَبُّ أَعْضَاءِ الشَّاةِ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَلمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَه بِشْرُ بْنُ البرَاءِ بْنُ مَعْرُورٍ الأَنْصَارِيّ؛ قَدَّمَتْ إِلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَتَنَاوَل الكَتِفَ وَالذِّرَاعَ فَانْتَهَشَ مِنهُمَا، وَتَنَاوَلَ بِشرٌ عَظْمَا آخَرَ وَانْتَهَشَ منهُ،

فَلَمَّا أَدْغَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا في فيهِ ـ أَيْ مَضَغَهُ ـ أَدْغَمَ بِشْرٌ مَا في فِيه، فَقَالَ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ارْفَعُواْ أَيْدِيَكُمْ؛ فَإِنَّ كَتِفَ الشَّاةِ تخْبرُني أَني قَدْ بُغِيتُ فِيهَا " ـ أَيْ غُدِرَ بِي فِيهَا ـ فَقَالَ بِشْرُ بْنُ البرَاء: وَالَّذِي أَكْرَمَكَ لَقَدْ وَجَدْتُ ذَلِكَ في أَكْلَتي الَّتي أَكَلْت، وَإِنْ مَنَعَني ـ أَيْ مَا مَنَعَني ـ أَن أَلفِظَهَا إِلاَّ أَني كَرِهْتُ أَن أُنَغِّصَكَ طَعَامَك، فَلمَّا أَكَلْتَ مَا في فِيكَ لَمْ أَرْغَبْ بِنَفْسِيَ عَنْ نَفْسِك، وَرَجَوْتُ أَنْ لاَ تَكُونَ أَدْغَمْتَهَا وَفيهَا بَغْي، فَلَمْ يَقُمْ بِشْرٌ مِنْ مَكَانِهِ حَتىَّ عَادَ لَوْنُهُ كَالطَّيْلَسَان ـ أَيِ ازْرَقَّ ـ وَمَاطَلَهُ وَجَعُه؛ حَتىَّ كَانَ مَا يَتَحَوَّلُ إِلاَّ

حُوِّل ـ أَيْ لاَ يَتحَرَّكُ إِلاَّ إِذَا حُرِّكَ بِمَسَاعَدَةِ آخَرِين ـ وَبَقِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُدَّةَ ثَلاَثَ سِنِين، حَتىَّ كَانَ وَجَعُهُ الَّذِي مَاتَ فِيه " 0 [قَالَ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ ": فِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ وَفِيهِ ضَعْف، وَحَدِيثُهُ حَسَن: (153/ 6)، رَوَاهُ الطَّبرَانيّ، " الكَنْز ": 18849] سِرُّ الحَسَدِ عِنْدَ اليَهُود لَكِنْ مَا السِّرُّ في حَسَدِ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى عَلَى وَجْهِ الخُصُوصِ لِلمُسْلِمِينَ وَهُمْ أَهْلُ كِتَاب 00؟! السِّرُّ في ذَلِكَ يَرْجِعُ إِلى أَمْرَين: الأَمْرُ الأَوَّل: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنَ العَرَبِ وَلَيْسَ مِنهُمْ، وَلَوْ خَرَجَ مِنهُمْ لَقَتَلُوهُ أَوْ صَلَبُوه، كَمَا فَعَلُواْ بِغَيرِهِ مِنَ الأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُل 00!!

الأَمْرُ الثَّانِي: أَنَّ القُرْآنَ نَزَلَ عَلَى العَرَبِ وَلَمْ يَنْزِلْ عَلَيْهِمْ، وَلَوْ نَزَلَ عَلَيْهِمْ لحَرَّفُوهُ كَمَا حَرَّفُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيل 00!! عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سَلاَمَةَ بْنِ وَقْشٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَكَانَ مِن أَصْحَابِ بَدْرٍ قَال: " كَانَ لَنَا جَارٌ مِنْ يَهُودَ في بَني عَبْدِ الأَشْهَل، فَخَرَجَ عَلَيْنَا يَوْمَاً مِنْ بَيْتِهِ قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَسِير، فَوَقَفَ عَلَى مجْلِسِ عَبْدِ الأَشْهَلِ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ أَحْدَثُ مَنْ فِيهِ سِنَّاً، عَلَيَّ بُرْدَة، مُضْطَجِعَاً فِيهَا بِفِنَاءِ أَهْلِي، فَذَكَرَ البَعْثَ وَالقِيَامَةَ وَالحِسَابَ وَالمِيزَانَ وَالجَنَّةَ وَالنَّار، فَقَالَ ذَلِكَ لِقَوْمٍ أَهْلِ شِرْكٍ أَصْحَابِ أَوْثَان، لاَ يَرَوْنَ أَنَّ بَعْثَاً كَائِنٌ بَعْدَ المَوْت؛ فَقَالُواْ لَهُ: وَيْحَكَ يَا فُلاَن؛ تَرَى هَذَا كَائِنَاً؟ إِنَّ النَّاسَ يُبْعَثُونَ بَعْدَ مَوْتِهِمْ إِلى دَارٍ فِيهَا جَنَّةٌ وَنَار، يُجْزَوْنَ فِيهَا بِأَعْمَالِهِمْ 00؟ قَالَ نَعَمْ وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ، يَوَدَّ أَنَّ لَهُ بِحَظِّهِ مِنْ تِلْكَ النَّارِ أَعْظَمَ تَنُّورٍ في الدُّنْيَا يُحْمُونَهُ ثمَّ يُدْخِلُونَهُ إِيَّاهُ فَيُطْبَقُ بِهِ عَلَيْهِ وَأَنْ يَنْجُوَ مِنْ تِلْكَ النَّارِ غَدَاً؛ قَالُواْ لَهُ وَيْحَك، وَمَا آيَةُ ذَلِك 00؟ قَال: نَبيٌّ يُبْعَثُ مِنْ نحْوِ هَذِهِ البِلاَد، وَأَشَارَ بِيَدِهِ نحْوَ مَكَّةَ وَاليَمَنِ [فَإِنَّهُمَا جِهَةِ الجَنُوبِ مِنَ المَدِينَة]؛ قَالُواْ: وَمَتىَ نَرَاه 00؟ فَنَظَرَ إِلَيَّ وَأَنَا مِن أَحْدَثِهِمْ سِنَّاً فَقَال: إِنْ يَسْتَنْفِدْ هَذَا الغُلاَمُ عُمُرَهُ يُدْرِكْهُ، فَوَاللهِ مَا ذَهَبَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتىَّ بَعَثَ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ رَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ حَيٌّ بَيْنَ أَظْهُرِنَا؛ فَآمَنَّا بِهِ وَكَفَرَ بِهِ بَغْيَاً وَحَسَدَاً؛ فَقُلْنَا: وَيْلَكَ يَا فُلاَن؛ أَلَسْتَ بِالَّذِي قُلْتَ لَنَا فِيهِ مَا قُلْت 00؟ قَالَ بَلَى، وَلَيْسَ بِهِ " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 15879، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم] وَسُبْحَانَ القَائِل: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتىَّ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} {البَقَرَة: 120}

عَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنْتُ قَائِمًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَجَاءَ حَبْرٌ مِن أَحْبَارِ الْيَهُودِ فَقَال: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا محَمَّد، فَدَفَعْتُهُ دَفْعَةً كَادَ يُصْرَعُ مِنْهَا، فَقَال: لِمَ تَدْفَعُني 00؟ فَقُلْتُ: أَلاَ تَقُولُ يَا رَسُولَ الله 00؟ فَقَالَ اليَهُودِيّ: إِنمَا نَدْعُوهُ بِاسْمِهِ الَّذِي سَمَّاهُ بِهِ أَهْلُه، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ اسْمِي محَمَّد، الَّذِي سَمَّاني بِهِ أَهْلي " 00 فَقَالَ اليَهُودِيّ: جِئْتُ أَسْأَلُك، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَيَنْفَعُكَ شَيْءٌ إِن حَدَّثْتُك " 00؟

قَالَ ـ أَيِ اليَهُودِيّ ـ أَسْمَعُ بِأُذْني، فَنَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعُودٍ مَعَهُ فَقَالَ " سَلْ "؛ فَقَالَ اليَهُودِيّ: أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَات 00؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هُمْ في الظُّلْمَةِ دُونَ الجِسْر " 0 قَال: فَمَن أَوَّلُ النَّاسِ إِجَازَة؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فُقَرَاءُ المُهَاجِرِين " 00 قَالَ اليَهُودِيّ: فَمَا تحْفَتُهُمْ حِينَ يَدْخُلُونَ الجَنَّة 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " زِيَادَةُ كَبِدِ النُّون " 00

قَالَ ـ أَيِ اليَهُودِيّ: فَمَا غِذَاؤُهُمْ عَلَى إِثْرِهَا 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يُنْحَرُ لهُمْ ثَوْرُ الجَنَّة، الَّذِي كَانَ يَأْكُلُ مِن أَطْرَافِهَا " 0 قَالَ فَمَا شَرَابُهُمْ عَلَيْه 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مِن عَيْنٍ فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاَ " 00 قَالَ صَدَقْت، وَجِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ شَيْءٍ لاَ يَعْلَمُهُ أَحَدٌ مِن أَهْلِ الأَرْضِ إِلاَّ نَبيّ، أَوْ رَجُلٌ أَوْ رَجُلاَن، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَنْفَعُكَ إِن حَدَّثْتُك " قَالَ أَسْمَعُ بِأُذْني، جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنِ الوَلَد 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَاءُ الرَّجُلِ أَبْيَض، وَمَاءُ المَرْأَةِ أَصْفَر، فَإِذَا اجْتَمَعَا فَعَلاَ مَنيُّ الرَّجُلِ مَنيَّ المَرْأَة؛ أَذْكَرَا بِإِذْنِ الله، وَإِذَا عَلاَ مَنيُّ المَرْأَةِ مَنيَّ الرَّجُل؛ آنَثَا بِإِذْنِ الله " قَالَ اليَهُودِيّ: لَقَدْ صَدَقْتَ وَإِنَّكَ لَنَبيّ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَذَهَب، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَقَدْ سَأَلَني هَذَا عَنِ الَّذِي سَأَلَني عَنْهُ؛ وَمَا لي عِلْمٌ بِشَيْءٍ مِنْهُ، حَتىَّ أَتَاني اللهُ بِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 315 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " حَضَرَتْ عِصَابَةٌ مِنَ اليَهُودِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُواْ: يَا أَبَا القَاسِم؛ حَدِّثْنَا عَن خِلاَلٍ نَسْأَلُكَ عَنْهُنَّ لاَ يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ نَبيّ 00؟ فَكَانَ فِيمَا سَأَلُوه: أَيُّ الطَّعَامِ حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ قَبْلَ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاة 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَأَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى: هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ مَرِضَ مَرَضًا شَدِيدًا، فَطَالَ سَقَمُه؛ فَنَذَرَ للهِ نَذْرًا: لَئِنْ شَفَاهُ اللهُ مِنْ سَقَمِهِ لَيُحَرِّمَنَّ أَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ وَأَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْه؛ فَكَانَ أَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ لُحْمَانُ الإِبِل، وَأَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ أَلْبَانُهَا " 0 فَقَالُواْ: اللَّهُمَّ نَعَمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2471، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

هَؤُلاَءِ هُمُ اليَهُودُ الَّذِينَ لُعِنُواْ في التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالقُرْآن، اللهُمَّ الْعَنهُمْ عَلَى كُلِّ لِسَان، اللهُمَّ عَلَيْكَ بِاليَهُودِ وَأَعْوَانِ اليَهُود، اللهُمَّ أَرِنَا فِيهِمْ آيَةً كَآيَةِ عَادٍ وَثَمُود 00!!

مَنْبَعُ الحَسَدِ هُوَ النَّظَرُ لِلآخَرِين عَن أَبي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَمَرَني خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْع: أَمَرَني بحُبِّ المَسَاكِينِ وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ، وَأَمَرَني أَنْ أَنْظُرَ إِلىَ مَنْ هُوَ دُوني وَلا أَنْظُرَ إِلىَ مَنْ هُوَ فَوْقِي، وَأَمَرَني أَن أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ، وَأَمَرَني أَنْ لا أَسْأَلَ أَحَدًا شَيْئَا، " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 21415، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: 2525] وَفي رِوَايَةٍ: " أَرْحَمَ المَسَاكِينَ وَأُجَالِسَهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 21517]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ في المَالِ وَالخَلْق؛ فَلْيَنْظُرْ إِلى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْه " 0 [رَوَاهُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6490 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2963 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " انْظُرُواْ إِلى مَن أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلاَ تَنْظُرُواْ إِلى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ؛ فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لاَ تَزْدَرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ / عَبْد البَاقِي بِرَقْم: 2963]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَنْ فَوْقِهِ في المَالِ وَالحَسَب: فَلْيَنْظُرْ إِلىَ مَن هُوَ دُونَهُ في المَالِ وَالحَسَب " [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان: عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم 0 ح / ر: 714] عَن عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " صَحِبْتُ الأَغْنِيَاءَ فَلَمْ أَرَ أَحَدَاً أَكْبَرَ هَمَّاً مِنيِّ؛ أَرَى دَابَّةً خَيْرَاً مِنْ دَابَّتي، وَثَوْبَاً خَيْرَاً مِنْ ثَوْبي، وَصَحِبْتُ الفُقَرَاءَ فَاسْتَرَحْت " [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 1780]

الحَسُودُ حَقُود مِن حَقِّكَ أَنْ تحِبَّ الخَيرَ لِنَفْسِك؛ وَلَكِنْ لَيْسَ مِن حَقِّكَ أَنْ تَكْرَهَهُ لِلآخَرِين 0 فَالفَقِيرُ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يحْقِدَ عَلَى الغَنيِّ كَمَا حَقَدَ قَابِيلُ عَلَى هَابِيل؛ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَه، وَالغَنيُّ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يَتَعَالى عَلَى الفَقِير، كَمَا تَعَالى قَارُونُ عَلَى قَوْمِهِ فَقَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْم 0 بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّك، نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَات؛ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضَاً سُخْرِيَّا، وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يجْمَعُونَ {32}

وَلَوْلاَ أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَة؛ لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفَاً مِن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ {33} وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابَاً وَسُرُرَاً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ {34} وَزُخْرُفَاً، وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَالآَخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} {الزُّخْرُف} وَتَذَكَّرْ أَنَّ الفَقِيرَ وَالعُرْيَانَ الحَقِيقِيَّ هُوَ مَنْ فَقَدَ لِبَاسَ التَّقْوَى 00 {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَير} {الأَعْرَاف: 26} ولِذَا قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيرَ الزَّادِ التَّقْوَى} {البَقَرَة: 197} وَكَمَا أُثِرَ في تَفْسِيرِ مَعْنى التَّقْوَى فَقِيل: " هِيَ الخَوْفُ مِنَ الجَلِيل، وَالعَمَلُ بِالتَّنْزِيل، وَالرِّضَا بِالقَلِيل، وَالاَسْتِعْدَادُ لِيَوْمِ الرَّحِيل "

إِنَّ اللهَ قَسَّمَ المَوَاهِبَ كَمَا قَسَّمَ الأَرْزَاق إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ أَيُّهَا الرِّفَاق؛ قَسَّمَ المَوَاهِبَ كَمَا قَسَّمَ الأَرْزَاق، وَفي بَعْضِ صُحُفِ أَهْلِ الكِتَاب: إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى قَسَّمَ أَرْزَاقَ العِبَادِ نهَارَاً؛ لِذَا فَكُلُّ وَاحِدٍ يَنْظُرُ إِلى نَصِيبِ غَيرِه، وَقَسَّمَ عُقُولَ العِبَادِ لَيْلاً فَلَمْ يَرَ كُلُّ وَاحِدٍ نَصِيبَ غَيرِهِ مِنَ العَقْل؛ لِذَا فَكُلُّ وَاحِدٍ مُعْجَبٌ بِعَقْلِهِ وَيَظُنُّ أَنَّهُ أَعْقَلُ النَّاس!! فَلاَ تحْسُدِ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِه، واعْلَمْ أَنَّ غَثَّكَ خَيرٌ مِنْ سَمِين غَيرِك 00!! بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم:

{وَلاَ تَتَمَنَّواْ مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكمْ عَلَى بَعْض} {النِّسَاء: 32} وَالجَدِيرُ بِالذِّكْرِ أَنَّ الحَسَدَ المَنهِيَّ عَنهُ في هَذِهِ الآيَةِ كَانَ في الدِّين؛ فَكَيْفَ بِالحَسَدِ في الدُّنيَا؟! عَنْ مجَاهِدٍ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا قَالَتْ: " يَغْزُو الرِّجَالُ وَلاَ تَغْزُو النِّسَاء، وَإِنَّمَا لَنَا نِصْفُ المِيرَاث، فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى: {وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْض} {النِّسَاء/32}

قَالَ مجَاهِد: " وَأُنْزِلَ فِيهَا: {إِنَّ المُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ وَالمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ وَالقَانِتِينَ وَالقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالخَاشِعِينَ وَالخَاشِعَاتِ وَالمُتَصَدِّقِينَ وَالمُتَصَدِّقَاتِ والصَّائِمِينَ والصَّائِمَاتِ وَالحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرَاً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرَاً عَظِيمَا} {الأَحْزَاب/35} [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 3022] الحَسُودُ لاَ يَسُود يَكْفِيكَ عَنَ الحَسُودِ اغْتِمَامُهُ عِنْدَ سُرُورِك 00

وَمِمَّا يُحْكَى في ذَلِكَ مِنَ الأَسَاطِيرِ أَنَّ فَقِيرًا مُعْدِمَاً كَانَ لَهُ جَارٌ مُؤْذٍ ظَلَّ يَتَحَرَّشُ بِهِ وَيَكِيدُ لَهُ حَتىَّ سَلَّطَ عَلَيْهِ الْوَالي فَطَرَدُوهُ مِنَ الْقَرْيَة؛ فَخَرَجَ عَلَى وَجْهِهِ يَهِيمُ في الأَرْضِ وَيَضْرِبُ في مَنَاكِبِهَا، يَبْحَث لَهُ عَن عَمَل، فَعَثَرَ بَيْنَمَا هُوَ يَمْشِي في طَرِيقِهِ؛ عَلَى قَصْعَةٍ جَمِيلَةٍ مِنَ الخَشَبِ العَاجِ فَأَعْجَبَتْهُ فَاقْتَنَاهَا، وَمَضَى في سَبِيلِهِ حَتىَّ وَجَدَ بحْرَاً وَمَرَاكِبَ تحْمِلُ النَّاس، فَأَدْخَلَ يَدَهُ في جَيْبِهِ وَأَخْرَجَهَا بَيْضَاءَ مِن غَيرِ دِرْهَمٍ وَلاَ دِينَار، فَقَالَ في نَفْسِهِ: وَاللهِ لأَمْضينَّ مَعَ هَؤُلاَءِ ولْيَكُنْ مَا يَكُون، فَلَعَلَّ وَرَاءهَذَا البَحْرِ خَيرَاً كَثِيرَاً،

وَبَيْنَمَا هُوَ عَلَى ظَهْرِ السَّفِينَةِ يُفَكِّرُ في أُجْرَةِ الرُّكُوب؛ إِذِ ابْتَلاَهُمُ اللهُ بِرِيحٍ عَاصِفٍ تُدَمِّرُ، كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبهَا، فَحَطَّمَتِ السَّفينَة، فَأَلهَمَهُ اللهُ حينَ أَدرَكَهُ الغَرَقُ أَنْ يَخْلَعَ بَعْضَ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ لِيَتَشبَّثَ بِه، وَوَضَعَ الْقَصْعَةَ عَلَى رَأْسِه، وَنجَا بِأُعْجوبَةٍ بَعْدَمَا وَاجَهَ أَمْوَاجَاً كَالجِبَال، فَأَسْلَمَتْهُ في النِّهَايَةِ إِلى جَزِيرَةٍ لَمْ تخْطُرْ لَهُ بِبَال، فِيهَا مخْلُوقَاتٌ غَرِيبَةٌ كَالَّتي يُحْكَى عَنهَا في عَالَمِ الخَيَال؛ فَأَوْجَسَ في نَفْسِهِ مِنهُمْ خِيفَةً وَقَال: أَسْتَعْملُ مَعَهُمُ الحِيلَة، وَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ أَنْ يَنْفَعَ مَعَهُمُ المِحَال، فَتَقَدَّمَ إِلى مَلِكِهِمْ وَقَالَ لَهُ:

جِئْتُكَ أَيُّهَا المَلِكُ مِنْ بِلاَدٍ بَعِيدَةٍ بِلَطَائِفَ وَهَدَايَا، ذَهَبَتْ كُلُّهَا في البَحْرِ لَمْ يَبْقَ مِنهَا إِلاَّ هَذِهِ التُّحْفَةُ الثَّمِينَةُ النَّادِرَة ـ يَعْني القَصْعَة ـ فَأَخَذَهَا المَلِكُ وَقَلَّبَهَا ظَهْرَاً لبَطْنٍ ثمَّ وَضَعَهَا عَلَى رَأْسِه؛ فَإِذَا بِهَذِهِ المَخْلُوقَاتِ تُصَفِّقُ وَتُهَلِّلُ ابْتِهَاجَاً بِتَاجِ السَّلطَنَةِ الجَديد، فَأَرَادَ المَلِكُ مُكَافَأَتَه؛ فَأَعْطَاهُ مِلئَهَا مِنِ الأَحْجَارِ الكَرِيمةِ وَاليَاقُوتِ وَالمَرْجَان ـ

وَهُوَ كَالحَصَى في بِلاَدِ الجَان ـ وَأَعَادَه إِلى بَلَدِهِ سَالِمَاً، سَمِعَ بِقِصَّتِهِ أَحَدُ الحَسَدَةِ الحَقَدَةِ وَمَا أَكْثَرَهُمْ في هَذَا الزَّمَان؛ فَبَاعَ دَارَهُ وَكلَّ مَا يمْلِكُ وَاشْتَرَى لَطَائِفَ وَهَدَايَا ثمِينَة، وَخَزَفَاً وَتحَفَاً أَثَريَّةً نَادِرَة، وَذَهَبَ بها إِلى هَذَا المَلِك، فَاسْتَقبَلَهُ بِالتَّرْحَابِ وَقَبِلَ مِنهُ هَدَايَاهُ وَفَرِحَ بهَا كَثِيرَا، بَلْ وَكَافَأَهُ بِشَيْءٍ لَمْ يخْطُرْ لَهُ عَلَى بَال؛ فَشَكَرَهُ عَلَى تِلكَ الهَدَايَا وَقَال:

إِني كُلَّمَا نَظَرْتُ إِلى شَيْءٍ أُقَدِّمُهُ لَك؛ وَجَدْتُهُ أَقَلَّ بِكَثِيرٍ ممَّا أَعْطَيْتَني؛ فَقَرَّرْتُ أَخِيرَاً بَعْدَمَا فَكَّرْتُ كَثِيرَاً؛ أَن أَمْنَحَكَ أَعْظَمَ شَيْءٍ عِنْدِي: إِنَّهُ تَاجُ السَّلْطَنَة: " القَصْعَة " 00!! [هَذِهِ القِصَّةُ كَتَبَهَا لِلإِذَاعَةِ المِصْرِيَّةِ الأُسْتَاذُ الْكَاتِب / عَبْدِ الفَتَّاح مُصْطَفَى، تحْتَ عِنوَان: قِسَم] انْظُرْ إِلى مَا فَعَلَهُ بِهِ الحَسَد 00 خَسِرَ غِنَاهُ وَعَادَ بِقَصْعَة 00!! مَلِكُ المُلُوكِ إِذَا وَهَبْ * لاَ تَسْأَلَنَّ عَنِ السَّبَبْ

وَقَالَ بَكْرُ بنُ عَبْدِ الله: " كَانَ رَجُلٌ يَغْشَى بَعْضَ المُلُوك، فَكَانَ يَقُومُ بحِذَاء المَلِكِ فَيَقُول: أَحْسِن إِلى المحْسِنِ بِإِحْسَانِه؛ فَإِنَّ المُسِيءَ سَتَكْفِيكَهُ إِسَاءَ تُه، فَحَسَدَهُ رَجُلٌ عَلَى هَذَا المقَامِ وَهَذَا وَالكَلاَم؛ فَسَعَي بِهِ إِلى المَلِك ـ وَكُلُّنَا يَعْرِفُ أَنَّ المُلُوكَ تَغْضَبُ غَضَبَ الصَّبيّ، وَتَبْطِشُ بَطْشَ الأَسَد ـ فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا المَلِك؛ إِنَّ فُلاَنَاً هَذَا الَّذِي يَقُومُ بحِذَائِك، وَيَقُولُ مَا يَقُول؛ يَزْعُمُ أَنَّكَ أَبْخَر، فَقَالَ المَلِك: وَكَيْفَ يَصِحُّ ذَلِكَ عِنْدِي 00؟

قَال: تَدْعُوهُ إِلَيْكَ وَتُدْنِيه، فَإِنَّهُ إِذَا دَنَا مِنْكَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى أَنْفِه 00 فَقَالَ لَهُ المَلِك: انْصَرِفْ حَتىَّ أَنْظُرَ في أَمْرِه، فَخَرَجَ مِن عِنْدِ المَلِكِ فَدَعَا ذَلِكَ الرَّجُلَ الطَّيِّبَ إِلى مَنزِلِه،

وَأَطْعَمَهُ طَعَامَاً أَكْثَرَ فِيهِ مِنَ الثَّوْم؛ فَخَرَجَ مِن عِنْدِهِ وَقَامَ كَعَادَتِهِ بحِذَاءِ المَلِكِ فَقَال: أَيُّهَا المَلِك؛ أَحْسِن إِلى المحْسِنِ بِإِحْسَانِهِ فَإِنَّ المُسِيءَ سَتَكْفِيهِ إِسَاءَ تُه، فَقَالَ لَهُ المَلِك: ادْنُ مِنيِّ يَا فُلاَن، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى فِيهِ مخَافَةَ أَنْ يَشُمَّ المَلِكُ مِنهُ رَائِحَةَ الثَّوم؛ فَقَالَ المَلِكُ في نَفْسِه: مَا أَرَى فُلاَنَاً إِلاَّ قَدْ صَدَق؛ فَكَتَبَ لَهُ كِتَابَاً بخَطِّه، وَقَالَ اذْهَبْ بِهِ إِلى كَاتمِ السِّرّ، جَاءَ في الكِتَابِ أَن إِذَا أَتَاكَ حَامِلُ هَذَا الكِتَابِ فَاقْطَعْ عُنُقَهُ وَابْعَثْ بِهَا إِليّ، وَلاَ تَقْبَلْ مِنهُ صَرْفَاً وَلاَ عَدْلاَ، فَأَخَذَ الرَّجُلُ الكِتَابَ وَخَرَج، فَلَقِيَهُ ذَلِكَ الحَاسِدُ الَّذِي سَعَى بِه؛ فَقَالَ لَه: مَا هَذَا الكِتَاب؟

فَقَالَ الرَّجُلُ الطَّيِّب: خَطَّ لي المَلِكُ فِيهِ بِصِلَة ـ أَيْ بهَدِيَّة ـ فَقَالَ هَبْهُ لي؛ فَأَرَادَ مُكَافَأَتَهُ عَلَى تِلْكَ الدَّعْوَةِ فَوَهَبَهُ لَه، فَأَخَذَهُ وَمَضَى بِهِ إِلى كَاتِمِ السِّرّ، فَلَمَّا قَرَأَهُ كَاتِمُ السِّرِّ قَالَ لَهُ: إِنَّ المَلِكَ يَأْمُرُني في هَذَا الكِتَابِ أَن أَقْطَعَ رَقَبَتَكَ وَأَبْعَثَ بِهَا إِلَيْه، فَقَال: إِنَّ الكِتَابَ لَيْسَ لي؛ فَاللهَ اللهَ في أَمْرِي حَتىَّ تُرَاجِعَ المَلِك، فَلَمْ يُصَدِّقهُ كَاتمُ السِّرِ وَقَالَ لَهُ: إِنَّ كِتَابَ المَلِكِ لاَ يُرَاجَع، وَذَبحَهُ وَقَطَعَ رَقَبَتَهُ وَبَعَثَ بِهَا إِلى المَلِك، فَلَمَّا رَآهُ المَلِك؛ تَعَجَّبَ غَايَةَ العَجَب، وَبَعَثَ إِلى ذَلِكَ الرَّجُلِ الطَّيِّبِ وَسَأَلَه: مَا فَعَلَ الكِتَاب 00؟!

فَقَال: لَقِيَني فلاَنٌ فَاسَتَوْهَبَهُ مِنيِّ فَوَهَبْتُهُ لَه، فَأُلْقِيَ في رُوعِ المَلِكِ أَنَّ الأَمْرَ لاَ يجْرِي عَلَى هَذَا النَّحْوِ إِلاَّ بِتَدْبِيرٍ مِنَ الله؛ فَقَالَ المَلِك: إِنَّهُ ذَكَرَ أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنِّي أَبخَر 00؟! فَقَالَ الرَّجُل: مَا قُلتُ ذَلِك، فَقَالَ المَلِك: فَلِمَ كُنْتَ تَضَعُ يَدَكَ عَلَى فَمِكَ وَأَنْتَ تحَدِّثُني 00؟! فَقَال: إِنَّهُ أَطْعَمَني في ذَلِكَ اليَوْمِ طَعَامَاً فِيهِ ثَوْم؛ فَكَرِهْتُ أَنْ يَشُمَّهُ مَوْلاَيَ المَلِك؛ هُنَا قَالَ المَلِك: الآنَ حَصْحَصَ الحَقّ، صَدَقْتَ وَاللهِ؛ فَقَدْ كَفَتِ المُسِيءَ إِسَاءَ تُهُ، فَأَعَادَهُ المَلِكُ إِلى مَكَانِه، وَرَفَعَ مَنزِلَتَهُ وَأَكْرَمَ مَثْوَاه 0

[الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 الطَبْعَة الأُولى لِدَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 كِتَابُ ذَمُّ الحَسَد 0 ص: 1084] وَهَكَذَا الحَسُودُ الحَقُود؛ فَإِنَّ الدَّائِرَةَ عَلَيْهِ تَعُود 00!! قَاتَلَ اللهُ الحَسَد؛ أَوَّلَ مَا يَفْتِكُ يَفْتِكُ بِصَاحِبِه 0 وَصَدَقَ شَاعِرُ الفُقَهَاءِ وَفَقِيهُ الشُّعَرَاءِ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ الله عِنْدَمَا قَال: اصْبرْ عَلَى كَيْدِ الحَسُودِ فَإِنَّ صَبرَكَ قَاتِلُه فَالنَّارُ تَأْكُلُ بَعْضَهَا إِنْ لَمْ تجِدْ مَا تَأْكُلُهْ {ابْنُ المُعْتَزّ، وَتُنْسَبُ أَيْضَاً اِلإِمَامِ الشَّافِعِيّ} وَكَمَا قَدْ قَالُواْ في الأَمْثَال: " الحَسُودُ لاَ يَسُود " 0

وَتُعَلِّمُنَا هَذِهِ القِصَّةُ أَيْضَاً أَلاَ نَعْجَلَ في أَمْرِ الصِّحَاب، لمجَرَّدِ وِشَايَةٍ أَتَتْنَا مِنْ مُتَمَلِّقٍ كَذَّاب، وَلاَ بُدَّ أَنْ يَسْبِقَ العِتَابُ العِقَاب 00!! هَكَذَا يَصْنَعُ الحَسَدُ بِأَصْحَابِه عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّهُ دَخَلَ هُوَ وَأَبُوهُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ بِالمَدِينَة، في زَمَانِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَهُوَ أَمِيرُ المَدِينَة، فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي صَلاَةً خَفِيفَةً دَقِيقَة، كَأَنَّهَا صَلاَةُ مُسَافِرٍ أَوْ قَرِيبَاً مِنْهَا؛ فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ أَبي: يَرْحَمُكَ الله، أَرَأَيْتَ هَذِهِ 00 الصَّلاَةُ المَكْتُوبَةُ أَوْ شَيْءٌ تَنَفَّلْتَهُ 00؟!

قَالَ إِنَّهَا المَكْتُوبَة، وَإِنَّهَا لَصَلاَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، مَا أَخْطَأْتُ إِلاَّ شَيْئَاً سَهَوْتُ عَنْهُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُول: " لاَ تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَيُشَدَّدَ عَلَيْكُمْ؛ فَإِنَّ قَوْمَاً شَدَّدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَشَدَّدَ اللهُ عَلَيْهِمْ، فَتِلْكَ بَقَايَاهُمْ في الصَّوَامِعِ وَالدِّيَار، وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ " 0 ثُمَّ غَدَا مِنْ الغَدِ فَقَال: أَلاَ تَرْكَبُ لِتَنْظُرَ وَلِتَعْتَبِر 00؟ قَالَ نَعَمْ، فَرَكِبُواْ جَمِيعَاً، فَإِذَا هُمْ بِدِيَارٍ بَادَ أَهْلُهَا وَانْقَضَوْا وَفَنَوا، خَاوِيَةٍ عَلَى عُرُوشِهَا؛ فَقَالَ أَتَعْرِفُ هَذِهِ الدِّيَار 00؟

فَقُلْتُ مَا أَعْرَفَني بِهَا وَبِأَهْلِهَا 00 هَذِهِ دِيَارُ قَوْمٍ أَهْلَكَهُمْ البَغْيُ وَالحَسَد " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ ": رِجَالُهُ رِجَالُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ ثِقَة 0 ص: 256/ 6] الشَّيْءُ الَّذِي يحْمَدُ فِيهِ الحَسَد إِنَّ الحَسَدَ لاَ يحْمَدُ إِلاَّ في الدِّين، وَطَبْعَاً لاَبُدَّ أَنْ نُفَرِّقَ هُنَا بَينَ الحَسَدِ وَالغِبْطَة 00 عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ حَسَدَ إِلاَّ في اثْنَتَيْن: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ في الحَقّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا "

[الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (73)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 816] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ حَسَدَ إِلاَّ في اثْنَتَيْن: رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللهُ القُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَار، فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَال: لَيْتَني أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتيَ فُلاَن؛ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَل، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً فَهُوَ يُهْلِكُهُ في الحَقّ؛ فَقَالَ رَجُلٌ لَيْتَني أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتيَ فُلاَن؛ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَل " [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (5026)، وَالحَدِيثُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: 9857]

عَن أَبي كَبْشَةَ الأَنْمَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَثَلُ هَذِهِ الأُمَّةِ كَمَثَلِ أَرْبَعَةِ نَفَر: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً وَعِلْمَا، فَهُوَ يَعْمَلُ بِعِلْمِهِ في مَالِهِ يُنْفِقُهُ في حَقِّه، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ عِلْمَاً وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالاً، فَهُوَ يَقُول: لَوْ كَانَ لي مِثْلُ هَذَا ـ أَيْ مِثْلُ ذَلِكَ العَبْدِ الصَّالِح ـ

عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَل؛ فَهُمَا في الأَجْرِ سَوَاء، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمَاً؛ فَهُوَ يَخْبِطُ في مَالِهِ يُنْفِقُهُ في غَيرِ حَقِّه، وَرَجُلٌ لَمْ يُؤْتِهِ اللهُ عِلْماً وَلاَ مَالاً؛ فَهُوَ يَقُول: لَوْ كَانَ لي مِثْلُ هَذَا ـ أَيْ مِثْلُ ذَلِكَ العَبْدِ السُّوء ـ عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَل؛ فَهُمَا في الوِزْرِ سَوَاء " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: (4228)، الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ ": 1086]

قَالَ الخُلْدِيّ: قَالَ لي أَبُو أَحْمَدَ الْقَلاَنِسِيّ: " فَرَّقَ رَجُلٌ أَرْبَعِينَ أَلْفَاً عَلَى الْفُقَرَاء؛ فَقَالَ لي: أَمَا تَرَى مَا أَنْفَقَ هَذَا وَمَا قَدْ عَمِلَهُ 00؟ وَنحْنُ لاَ نَرْجعُ إِلىَ شَيْءٍ نُنْفِقُه؛ فَامْضِ بِنَا إِلىَ مَوْضِع؛ فَذَهَبْنَا إِلىَ المَدَائِنِ فَصَلَّيْنَا أَرْبَعِينَ أَلْفَ رَكْعَة " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 172/ 13]

الثِّقَةُ فِيمَا عِنْدَ الله وَيُرْوَى أَنَّ سَيِّدَنَا سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ رَأَى نَمْلَةً تحْمِلُ حُبَيْبَةَ قَمْح؛ فَأَشْفَقَ عَلَيْهَا مِنَ الحِمْل؛ فَسَأَلَهَا: كَمْ حَبَّةٍ تَكْفِيكِ في العَامِ يَا نَمْلَة 00؟ قَالَتْ لَهُ: حَبَّتَان؛ فَأَخَذَهَا فَوَضَعَهَا في قُمْقُمٍ وَوَضَعَ لَهَا حَبَّتَينِ وَأَغْلَقَهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ انْشَغَلَ بِالجُيُوشِ وَالفُتُوحَاتِ فَلَمْ يَذْكُرْهَا إِلاَ بَعْدَ عَامَين؛ فَأَحَسَّ بِالذَّنْبِ وَهَرَعَ إِلَيْهَا فَزِعَاً، فَوَجَدَهَا حَيَّةً تُرْزَق؛ فَتَعَجَّبَ وَقَالَ لَهَا: أَلَمْ تَقُولي يَا نَمْلَة: إِنَّي آكُلُ في العَامِ حَبَّتين 00؟!

قَالَتْ: إِنَّي أَكَلْتُ في هَذِهِ السَّنَةِ حَبَّةً وَاحِدَة، وَادَّخَرْتُ الأُخْرَى، فَلَقَدْ كُنْتُ آكُلُ حَبَّتَينِ في السَّنَة؛ عِنْدَمَا كَانَ يَرْزُقُني مَنْ لاَ يَنْسَاني؛ وَلَكِن أَكَلْتُ هَذِهِ السَّنَةَ حَبَّةً وَاحِدَة؛ عِنْدَمَا صَارَ رِزْقِي عَلَى الإِنْسَانِ 00!! يَقُولُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ في الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا} {هود: 6} قِيلَ لأَبي أُسَيْد ـ وَكَانَ رَجُلاً صَالحَاً ـ مِن أَيْنَ تَأْكُلُ يَا أَبَا أُسَيْد 00؟ فَقَال: سُبْحَانَ اللهِ 00 إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ الكَلْب؛ أَفَلاَ يَرْزُقُ أَبَا أُسَيْد " 0؟ [الإِمَامُ القُرْطُبيُّ في " تَفْسِيرِهِ " لِلآيَةِ السَّابِقَةِ بِسُورَةِ هُود 0 الطَّبْعَةُ الثَّانِيَةُ لِدَارِ الشَّعْب 0 القَاهِرَة: 7/ 9]

فَرِزْقُكَ عَلى اللهِ يَا ابْنَ آدَم؛ فَلِمَ تَنْشَغِلُ بمَا عَلَى اللهِ وَتَترُكُ مَا عَلَيْك 00؟! لِمَ تَنْشَغِلُ بمَا خُلِقَ لَكَ عَمَّا خُلِقْتَ لَه 00؟!! الرِّزْقُ أَشَدُّ طَلَبَاً لِلعَبْدِ مِنَ الأَجَل، وَلَكِنَّهُ خُلِقَ الإِنْسَانُ مِن عَجَل عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الرِّزْق لَيَطْلُبُ العَبْدَ كَمَا يَطْلُبُهُ أَجَلُه " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِع، وَقَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان: حَدِيثٌ قَوِيّ، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيّ]

وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ هَرَبَ مِنْ رِزْقِهِ كَمَا يَهْرَبُ مِنَ المَوْت؛ لأَدْرَكَهُ رِزْقُهُ كَمَا يُدْرِكُهُ المَوْت " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: 9371/ 5240، أَبُو نُعَيْمٍ في الحِليَة] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " جَاءَ سَائِلٌ إِلىَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَإِذَا تَمْرَةٌ عَائِرَةٌ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا وَقَالَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " خُذْهَا، لَوْ لَمْ تَأْتِهَا لأَتَتْك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَفي الظِّلاَلِ بِرَقْم: 265، وَقَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان: إِسْنَادُهُ قَوِيّ]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَيُّهَا النَّاس: إِنَّ أَحَدَكُمْ لَنْ يَمُوتَ حَتىَّ يَسْتَكْمِلَ رِزْقَه؛ فَلاَ تَسْتَبْطِئُواْ الرِّزْق، وَاتَّقُواْ اللهَ أَيُّهَا النَّاسُ وَأَجْمِلُوا في الطَّلَب: خُذُواْ مَا حَلَّ وَدَعُواْ مَا حَرُم " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 7323، 2607، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ وَالبَيْهَقِيُّ في سُنَنِه]

وَفي رِوَايَةٍ لِلإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً إِلاَّ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِيهَا: " أَيُّهَا النَّاس؛ اتَّقُوا اللهَ وَأَجْمِلُواْ في الطَّلَب؛ فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتىَّ تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا، وَإِن أَبْطَأَ عَنْهَا؛ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَجْمِلُواْ في الطَّلَب، خُذُواْ مَا حَلَّ وَدَعُواْ مَا حَرُم " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 2144]

عَن أَبي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَجْمِلُواْ في الطَّلَب؛ فَإِنَّ كُلاً مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَه " 0 [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَينِ بِنَحْوِه 0 المُسْتَدْرَكُ بِرَقْم: 2133، صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في " الصَّحِيحَة " بِرَقْم: 898] عَن أَبي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَجْمِلُواْ في طَلَبِ الدُّنْيَا؛ فَإِنَّ كُلاًّ مُيَسَّرٌ لِمَا كُتِبَ لَهُ مِنهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 2144، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

لَيْتَنَا نَطْلُبُ الدِّينَ كَمَا نَطْلُبُ الرِّزْق وفي بَعْضِ الأَحَادِيثِ القُدُسِيِّة: " يَا ابْنَ آدَم؛ لاَ تُطَالِبْني بِرِزْقِ غَدٍ مَا لَمْ أُطَالِبْكَ بِعَمَل غَدٍ؛ فَإِني لاَ أَنْسَى مَن عَصَاني؛ فَكَيْفَ بمَن أَطَاعَني " 00؟ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنَّهُ قَال: " يَا ابْنَ آدَم: تَفَرَّغْ لِعِبَادَتي؛ أَمْلأْ صَدْرَكَ غِنىً، وَأَسُدَّ فَقْرَك، وَإِلاَّ تَفْعَلْ: مَلأْتُ يَدَيْكَ شُغْلاً، وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَك " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2466، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 8681، وَالإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص] فَرِزْقُكَ آتِيكَ آتِيك ـ لاَ محَالَةَ سَخطْتَ أَمْ رَضِيت ـ فَأَحْسِنِ الظَّنَّ باللهِ وَاصْبرْ صَبرَاً جمِيلاً 00!!

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلالُهُ أَنَّهُ قَال: " يَا ابْنَ آدَم؛ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي؛ أَمْلأْ قَلْبَكَ غِنىً، وَأَمْلأْ يَدَكَ رِزْقَاً، يَا ابْنَ آدَم؛ لاَ تَبَاعَدْ مِنيِّ؛ أَمْلأْ قَلْبَكَ فَقْرَاً، وَأمْلأْ يَدَكَ شُغُلاً " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيبِ ح 0 ر: 3165] فَرِزْقُكَ آتِيكَ آتِيك ـ لاَ محَالَةَ سَخطْتَ أَمْ رَضِيت ـ فَأَحْسِنِ الظَّنَّ باللهِ وَاصْبرْ صَبرَاً جمِيلاً 00!!

الأَمْرُ أَعْجَلُ مِن هَذَا عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَرَّ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنحْنُ نُعَالجُ خُصَّاً لَنَا ـ أَيْ يُصْلِحُونَهُ ـ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا هَذَا " 00؟! فَقُلْتُ: خُصٌّ لَنَا وَهَى ـ أَيْ ضَعُفَ تمَاسُكُه ـ نَحْنُ نُصْلِحُه، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا أُرَى الأَمْرَ إِلاَّ أَعْجَلَ مِنْ ذَلِك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الأَئِمَّةِ ابْنِ مَاجَةَ وَالتِّرْمِذِيِّ وَأَبي دَاوُدَ بِأَرْقَام: 4160، 2335، 5236، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَد، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان بِرَقْم: 2997] فَلا تَشْغَلَنَّكَ يَا أَخِي الدُّنيَا عَنِ الدِّين 00

مَوْقِفٌ لأَبي العَتَاهيَةِ يُعَلِّمُنَا القَنَاعَة وَقَفَ أَبُو العَتَاهِيَةِ عَلَى أَعْرَابِيَّةٍ كَالقَمَر، تَبِيعُ الحِمَّصَ في طَرِيقِ الحَجِيجِ إِلى مَكَّة، حَيْثُ حَرَارَةُ الشَّمْسِ وَنُدْرَةُ المَاء، تَسْتَظِلُّ بِظِلُّ مِيلٍ رَكَزَتْهُ في الأَرْض، وَوَضَعَتْ عَلَيهِ شَمْلَتَهَا ـ أَيْ عَبَاءَ تَهَا، وَالمِيلُ هُوَ الغُصْنُ اليَابِسُ مِنَ الشَّجَر ـ فَقَالَ لَهَا: مَا الَّذِي أَقْعَدَكِ هُنَا يَا أَمَةَ اللهِ؟! فَقَالَتْ لَهُ: يَا هَذَا؛ لَوْلاَ أَنْ قَنَّعَ اللهُ بَعْضَ العِبَادِ بِشَرِّ البِلاَد؛ لَمَا وَسِعَ خَيرُ البِلاَدِ كُلَّ العِبَاد!!

فَقَالَ لهَا: أَتَبِيعِينَ الحِمَّصَ وَلَكِ هَذَا الجَمَال 00؟! قَالَتْ: قَدَرُ الله 00!! فَسَأَلهَا: مِن أَيْنَ مَعَاشُكُمْ بَعْدَ انْقضَاءِ المَوْسِم 00؟!! فَأَطْرَقَتْ مَلِياً ثُمَّ قَالَتْ: لاَ أَدْرِي، غَيرَ أَنَّا نُرْزَقُ مِن حَيْثُ لاَ نحْتَسِب؛ أَكْثَرَ ممَا نحْتَسِب 00!! فَقَالَ أَبُو العَتَاهِيَةِ قَصِيدَتَهُ الشَّهِيرَةَ الَّتي مَطْلَعُهَا: هَبِ الدُّنيَا تُوَاتِيكَا أَلَيْسَ المَوْتُ يَأْتِيكَا فَمَا تَرْجُو مِنَ الدُّنيَا وَظِلُّ المِيلِ يَكْفِيكَا [الأَصْفَهَاني في كِتَابِ " الأَغَاني "، بِالطَّبْعَةِ الثَّانِيَةِ لِدَارِ الفِكْر 0 بَيرُوت 0 ص: 86/ 4] لَيْتَنَا نَدَّخِرُ لِلآخِرَةِ كَمَا نَدَّخِرُ لِلدُّنيَا

عَنْ هِلاَلِ بْنِ سُوَيْدٍ أَنَّهُ قَال: " سَمِعْتُ أَنَسَاً رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَذْكُرُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُهْدِيَ لَهُ ثَلاَثَةُ طَوَائِر، فَأَطْعَمَ خَادِمَهُ طَائِرَاً، فَلمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ أَتَاهُ بِه؛ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَلَمْ أَنهَكَ أَنْ تخَبِّئَ شَيْئَاً لِغَد 00؟ إِنَّ اللهَ يَأْتي برِزْقِ كُلِّ يَوْم " 0 [حَسَّنَهُ العَلاَّمَةُ أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (12977)، وَالحَدِيثُ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " بِرَقْم: 1465]

وَفي رِوَايَةٍ عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاَثَةُ طَوَائِر، فَأَطْعَمَ خَادِمَهُ طَائِرَاً، فَلَمَّا كَانَ مِنْ الغَدِ أَتَتْهُ بِهِ ـ أَيْ زَوْجَتُه ـ فَقَالَ لهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَلَمْ أَنْهَكِ أَنْ تَرْفَعِي شَيْئَاً؟! فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَأْتِي بِرِزْقِ كُلِّ غَدٍ " [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (303/ 10)، وَحَسَّنَهُ العَلاَّمَةُ أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 12977] مَنْ كَانَ رِزْقُهُ عَلَى اللهِ فَلاَ يحْزَن وَقَالَ أَحَدُ الصَّالحِين: مَرَرْتُ بِرَاهِبٍ فَقُلتُ لَهُ مِن أَيْنَ تَأْكُل 00؟!

فَقَال: مِنْ بَيْدَرِ اللَّطِيفِ الخَبِير؛ فَالَّذِي خَلَقَ الرَّحَى ـ وَأَشَارَ إِلى أَضْرَاسِهِ ـ يَأْتِيهَا بِالطَّحِين 0 البَيْدَر: هُوَ المَطْحَن 0 {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ في الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا} {هُود: 6} [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 الطَّبْعَةُ الأُولى لِدَارُ الوَثَائِق: 1141] عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ الأَشْعَرِيِّينَ أَبَا مُوسَى وَأَبَا مَالِكٍ وَأَبَا عَامِرٍ في نَفَرٍ مِنهُمْ: لَمَّا هَاجَرُواْ قَدِمُواْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فُلْكٍ وَقَدْ أَرْمَلُواْ مِنَ الزَّاد ـ أَيْ نَفِدَ زَادُهُمْ ـ

فَأَرْسَلُواْ رَجُلاً مِنهُمْ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُه، فَلَمَّا انْتَهَى إِلى بَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَهُ يَقْرَأُ هَذِهِ الآيَة: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ في الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا} {هود: 6}

فَقَالَ الرَّجُل: مَا الأَشْعَرِيُّونَ بِأَهْوَنِ الدَّوَابِّ عَلَى الله؛ فَرَجَعَ وَلَمْ يَدْخُلْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: أَبْشِرُواْ، أَتَاكُمْ الغَوْث، وَلاَ يَظُنُّونَ إِلاَّ أَنَّهُ قَدْ كَلَّمَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَعَدَهُ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَتَاهُمْ رَجُلاَنِ يحْمِلاَنِ قَصْعَةً بَيْنَهُمَا ممْلُوءةً خُبْزَاً وَلحْمَاً، فَأَكَلُواْ مِنهَا مَا شَاءواْ، ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض: لَوْ أَنَّا رَدَدْنَا هَذَا الطَّعَامَ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَقْضِيَ بِهِ حَاجَتَه 00؟

فَقَالُواْ لِلرَّجُلَين: اذْهَبَا بهَذَا الطَّعَامِ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَإِنَّا قَدْ قَضَيْنَا مِنهُ حَاجَتَنَا، ثمَّ إِنهُمْ أَتَواْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُواْ: يَا رَسُولَ الله، فَمَا رَأَيْنَا طَعَامَاً أَكْثَرَ وَلاَ أَطْيَبَ مِنْ طَعَامٍ أَرْسَلْتَ بِه 0 فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا أَرْسَلْتُ إِلَيْكُمْ شَيْئَا " 0 فَأَخْبرُوهُ أَنهُمْ أَرْسَلُواْ صَاحِبَهُمْ، فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00؟! فَأَخْبرَهُ مَا صَنَعَ وَمَا قَالَ لهُمْ؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ذَلِكَ شَيْءٌ رَزَقَكُمُوهُ اللهُ سُبْحَانَه " 0 [نَوَادِرُ الأُصُول 0 الأَصْلُ رَقْم: (215)، الإِمَامُ القُرْطُبيُّ في تَفْسِيرِهِ لهَذِهِ الآيَة: 7/ 9]

عَنْ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ المُعَافِرِيِّ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مَرَّ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقَال: " لاَ تُكْثِرْ هَمَّك، مَا قُدِّرَ يَكُن وَمَا تُرْزَقْ يَأْتِك " 0 [ضَعَّفَهُ الأَلبَانيُّ في الضَّعِيفَةِ بِرَقْم: 4792، البَيْهَقِيُّ في الشُّعَبِ بِرَقْم: 1188، وَالغَزَاليُّ في الإِحْيَاءِ 0 ص: 1141] وَمِنْ مَأْثُورِ كَلاَمِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ قَوْلُه: " اعْلَمْ؛ أَنَّكَ لَسْتَ بِسَابِقٍ أَجَلَك، وَلاَ مَرْزُوقَاً مَا لَيْسَ لَك، وَاعْلَمْ أَنَّ الدَّهْرَ يَوْمَان: يَوْمٌ لَكَ وَيَوْمٌ عَلَيْك، وَأَنَّ الدُّنيَا دَارُ دُوَل؛ فَمَا كَانَ مِنهَا لَكَ أَتَاكَ عَلَى ضَعْفِك، وَمَا كَانَ مِنهَا عَلَيْكَ فَلَنْ تَدْفَعَهُ بِقُوَّتِك " 0 [انْظُرْ مِنهَاجَ البَلاَغَةِ لِلشَّرِيفِ الرَّضِيّ 0 في خُطَبِ الإِمَامِ عَلِيّ]

قَرَأَ الأَصْمَعِيُّ عَلَى أَعْرَابيٍّ سُورَةَ الذَّارِيَاتِ مِن أَوَّلِهَا، حَتىَّ أَتَى عَلَى قَوْلِهِ جَلَّ جَلاَلُه: {وفي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُون} {الذَّارِيَات: 22} وَكَانَ لِلأَعْرَابيِّ مَعَ هَذِهِ الآيَةِ شَأْن، فَلَمَّا أَنْ سَمِعَهَا صَاحَ قَائِلاً: " قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقَّا، قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقَّا، ثُمَّ قَال: يَا أَصْمَعِيّ، هَذَا لِلرَّحْمَنِ كَلاَم 00؟ قَالَ الأَصْمَعِيّ: نَعَمْ يَا أَعْرَابيّ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لحَقُّ مِثْلَمَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُون} {الذَّارِيَات: 23} فَصَاحَ الأَعْرَابيُّ عِنْدَهَا وَقَال: يَا سُبْحَانَ الله؛ مَنْ ذَا أَغْضَبَ الجَلِيلَ حَتىَّ حَلَف، أَلَمْ يُصَدِّقُوهُ بِقَوْلِهِ حَتىَّ أَلجَأُوهُ إِلى اليَمِين 00 قَالهَا ثَلاَثَاً، وَخَرَجَتْ نَفْسُه " 0 [الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمَانِ بِرَقْم: 1337]

فَلاَ بُدَّ أَنْ نَكُونَ عَلَى يَقِينٍ بِمَا عِنْدَ الله 00 عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاس رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ فَارَقَ جَمِيلَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَهِيَ حَامِلَةٌ بِمُحَمَّد؛ فَلَمَّا وَلَدَتْهُ حَلَفَتْ أَنْ لاَ تَلْبِنَهُ مِنْ لَبَنِهَا؛ فَدَعَا بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَزَقَ في فِيهِ وَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ عَجْوَةٍ وَسَمَّاهُ مُحَمَّدَاً، وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اخْتُلِفَ بِهِ فَإِنَّ اللهَ رَازِقُه " 0 فَأَتَيْتُهُ الْيَوْمَ الأَوَّلَ وَالثَّاني وَالثَّالِث؛ فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ الْعَرَبِ تَسْأَلُ عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنه؛ فَقُلْتُ: مَا تُرِيدِينَ مِنه، أَنَا ثَابِت 00؟ فَقَالَتْ: أُرِيتُ في مَنَامِي كَأَنيَِّ أُرْضِعُ ابْنَاً لَهُ يُقَالُ لَهُ محَمَّد؛ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: فَأَنَا ثَابِتٌ وَهَذَا ابْني محَمَّد، وَإِذْ دِرْعُهَا ـ أَيْ صَدْرُهَا ـ يَتَعَصَّرُ مِنْ لَبَنِهَا " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 2838]

الثِّقَةُ فِيمَا عِنْدَ الله؛ تَقْتَضِي اليَأْسَ مِمَّا عِنْدَ النَّاس وَقَال أَعْرَابِيٌّ لاَبْنِهِ: أَلاَ أُوصِي بِكَ الأَمِيرَ زِيَاد 00؟ فَقَالَ الاَبْن: يَا أَبَتِ؛ إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلحَيِّ إِلاَّ الوَصِيَّة؛ فَهُوَ وَالميِّتُ سَوَاء وقِيلَ لِصَالحِ بنِ مِسْمَار: أَلاَ تُوصِي بِابْنِكَ وَعِيَالِك 00؟! فَقَال: إِني لأَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ أَن أُوصِيَ بهِمْ غَيرَه 00!! [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 طَبْعَةِ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 وَفَاةُ الصَّالحِين: 1877]

وَقِيلَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ قَبْلَ مَوْتِه: أَلاَ تَتْرُكُ لأَوْلاَدِكَ شَيْئَا 00؟ فَقَالَ رَحِمَهُ الله: " إِنْ كَانُواْ صَالحِين؛ فَاللهُ يَتَوَلىَّ الصَّالحِين، وَإِنْ كَانُواْ غَيرَ ذَلِك؛ فَلاَ أَترُكُ لهُمْ مَا يَسْتَعِينُونَ بِهِ عَلَى مَعْصِيَةِ الله " 0 [الإِمَامُ السُّيُوطِيُّ بِنَحْوِهِ في " شَرْحِ سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " عِنْدَ الحَدِيثِ رَقْم: 3666]

كَانَ لِلْقُرَظِيِّ بْنِ كَعْبٍ أَمْلاَكٌ بِالمَدِينَة، فَبَاعَهَا فَحَصَّلَ مِنهَا مَالاً وَفِيرَا؛ فَقِيلَ لَهُ: ادَّخِرْ لِوَلَدِك؛ فَقَالَ رَحِمَهُ الله: لاَ، وَلَكِن أَدَّخِرُهُ لِنَفْسِي عِنْدَ رَبِّي، وَأَدَّخِرُ رَبِّي لِوَلَدِي " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 69/ 5] احْتَضَرَ أَعْرَابيٌّ فَبَكَى؛ فَقِيلَ لَهُ: أَتخَافُ ذُنُوبَك 00؟ فَقَالَ أَمَّا ذُنُوبي؛ فَأَرْجُو اللهَ لَهَا، وَلَكِن أَخَافُ عَلَى بَنَاتي؛ فَقَالَ لَهُ أَحَدُ الصَّالحِين: الَّذِي تَرْجُوهُ لِذُنُوبِكَ ارْجُهُ لِبَنَاتِك 00 {اللهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ} {الشُّورَى/6}

الَّذِينَ يُسَافِرُونَ بحُجَّةِ لُقْمَةِ العَيْشِ وَيَتْرُكُونَ أَوْلاَدَهُمْ عُرْضَةً لِلاَنحِرَاف إِنَّ السَّفَر مِن أَجْلِ لُقمَةِ العَيْشِ لاَ شِيَةَ فِيه؛ فَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَافَرَ مِن أَجْلِهَا، أَمَّا الَّذِين يُسَافِرونَ وَيَتْرُكُونَ أَوْلاَدَهُمْ عُرْضَةً لِلفَسَادِ وَالاَنْحِرَاف؛ بِحُجَّةِ لُقْمَةِ العَيْش؛ فَقَدْ ضَلُّواْ ضَلاَلاً بَعِيدَا؛ الحَمْدُ للهِ القَائِل: {وفي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُون} {الذَّارِيَات/22}

وَلَمْ يَقُل: وَفي الأَرْضِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُون؛ وَإِلاَّ قَالَ قَوْم: الرِّزْقُ في السُّعُودِيَّة، وَقَالَ آخَرُون: الرِّزْقُ في الكُوَيْت، وَقَالَ آخَرُون: الرِّزْقُ في أُورُوبَّا، وَلَتَنَازَعُواْ فِيمَا بَيْنَهُمْ 00!! فَسَفَرُكَ لَنْ يَزِيدَ في رِزْقِكَ قَيْدَ أُنمُلَة، فَالرَّازِقُ هُنَا؛ هُوَ الرَّازِقُ هُنَاك 00 تَعَدَّدَتِ الأَسْبَابُ وَالرِّزْقُ وَاحِدُ صَحِيحٌ أَنَّكَ سَتَجِدُ هُنَاكَ المالَ الكَثِير؛ وَلَكِنَّ الرِّزقَ لَيْسَ مَالاً فَقَطْ 00 فَالتَّرْبِيَة الحَسَنَةُ رِزْق؛ مَنْ سَيرَبى أَوْلاَدَكَ إِنْ سَافَرْت 00‍‍؟!! وَمُكْثُكَ وَسْطَ أَهْلِكَ رِزْق؛ مَنْ لَكَ في غَيْبَتِهِمْ وَمَنْ لهُمْ في غَيْبَتِك 00‍‍؟! {ءَاللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُون} {يُونُس: 59}

سَتَأْتِيهِمْ بِالمالِ إِنْ سَافَرْت، لكِنْ مِن أَيْنَ تَأْتِيهِمْ بِالأَخْلاَقِ الحَمِيدَة 00؟!! بَلَغَكَ ضِيقُ العَيْشِ في بِلاَدِنَا؛ وَلَمْ يَبْلُغْكَ أَنَّ الاَنحِرَافَ أَقْرَبُ إِلَيْهِمْ مِن حَبْلِ الوَرِيد، إِنَّكَ لأَنْتَ الحَلِيمُ الرَّشِيد 00!!! رِجَالُ الأَعْمَال، وَانْشِغَالُهُمْ بِالمَال، وَإِهْمَالُهُمْ لِلزَّوْجَةِ وَالعِيَال لَقَدْ حَكَى أَحَدُهُمْ يَوْمَاً فَقَال: " إِنِّي لاَ أَرَى أَوْلاَدِيَ بِالشَّهْر " 0 قَالُواْ: وَكَيْفَ ذَلِك 00؟! قَال: لأَنِّي أَعُودُ إِلى المَنْزِلِ وَهُمْ نَائِمُون، وَيَذْهَبُونَ إِلى المَدْرَسَةِ وَأَنَا نَائِم 00!! وَإِنْ لَمْ تخَفْ عَلَى أَوْلاَدِكَ فَخَفْ عَلَى زَوْجَتِك؛ مِنْ فِتنِ هَذِهِ الأَيَّامِ الَّتي عَمَّ فِيهَا مِنَ الخَبَث؟!

إِنَّهَا حَقَّاً مَأْسَاة؛ وَذَلِكَ أَنَّ اعْتِقَادَنا في الأَسْبَابِ أَصْبَحَ أَقْوَى منَ اعْتِقَادِنَا في الله 00!! وَاللهِ لَقَدْ سَمِعْنَا عَنْ مَآسٍ يَنْدَى لَهَا الجَبِين؛ عَنِ الفِتنِ الَّتي تَتَعَرَّضُ لَهَا زَوْجَاتُ الغَائِبِين؛ وَذَلِكَ أَنَّ المَرْأَةَ المُتَزَوِّجَةَ مِنَ الصَّعْبِ عَلَيْهَا جِدَّاً أَنْ تجِدَ نَفْسَهَا بِغَيرِ زَوْج 00!! نَعُوذُ بِكَ اللهُمَّ مِنَ الفَوَاحِشِ أَنْ تَقَعَ فِينَا أَوْ نَقَعَ فِيهَا 00 اللهُمَّ آمِين ،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،

عفاف النفس

عَفَافُ النَّفْس: ========= رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللهَ عَلَيْه عَن حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قال: " سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَاني، وَأَلحَفْتُ عَلَيْه؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا أَنْكَرَ مَسْأَلَتَكَ يَا حَكِيم، إِنَّمَا هَذَا المَالَ خَضِرٌ حُلْو، وَإِنَّمَا هُوَ مَعَ ذَلِكَ أَوْسَاخُ أَيْدِي النَّاس، وَيَدُ اللهِ فَوْقَ يَدِ المُعْطِي، وَيَدُ المُعْطِي فَوْقَ يَدِ السَّائِل، وَيَدُ السَّائِلِ أَسْفَلُ الأَيْدِي " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 6048]

عَن حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَاني، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَاني؛ ثُمَّ قَالَ لي: " يَا حَكِيم؛ إِنَّ هَذَا المَالَ خَضِرٌ حُلْو؛ فَمَن أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ [أَيْ بِعَفَافٍ بِلاَ جَشَع]؛ بُورِكَ لَهُ فِيه، وَمَن أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ [أَيْ بِطَمَعٍ وَتَهَافُت] لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيه، وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَع، وَاليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى "؛ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ لاَ أَرْزَأُ [أَيْ لاَ أَسْأَلُ] أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئَا، حَتىَّ أُفَارِقَ الدُّنْيَا؛ فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَدْعُو حَكِيمَاً لِيُعْطِيَهُ العَطَاءَ فَيَأْبى أَنْ يَقْبَلَ مِنهُ شَيْئَا،

ثمَّ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ دَعَاهُ لِيُعْطِيَهُ؛ فَأَبى أَنْ يَقْبَل؛ فَقَالَ [أَيْ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ]: يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِين، إِنيِّ أَعْرِضُ عَلَيْهِ حَقَّهُ الَّذِي قَسَمَ اللهُ لَهُ مِنْ هَذَا الفَيْء [أَيِ الغَنِيمَةِ] فَيَأْبى أَنْ يَأْخُذَه 00 فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ شَيْئًا بَعْدَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتىَّ تُوُفِّيَ " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3143 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1035 / عَبْد البَاقِي] حَقًّا وَاللهِ؛ إِنَّهُمْ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللهَ عَلَيْه 00!!

كَيْفَ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالمُؤْمِنِينَ رَحِيمَا عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَعْطَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَهْطَاً وَأَنَا جَالِسٌ فِيهِمْ، فَتَرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ رَجُلاً لَمْ يُعْطِه، وَهُوَ أَعْجَبُهُمْ إِليّ؛ فَقُمْتُ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَارَرْتُهُ فَقُلْتُ: مَا لَكَ عَنْ فُلاَن؛ وَاللهِ إِني لأَرَاهُ مُؤْمِنَا 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَوْ مُسْلِمَا " 00 فَسَكَتُّ قَلِيلاَ، ثمَّ غَلَبَني مَا أَعْلَمُ فِيهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، مَا لَكَ عَنْ فُلاَن؛ وَاللهِ إِني لأَرَاهُ مُؤْمِنَا 00؟!

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَوْ مُسْلِمَا " 00 فَسَكَتُّ قَلِيلاَ، ثمَّ غَلَبَني مَا أَعْلَمُ فِيهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، مَا لَكَ عَنْ فُلاَن؛ وَاللهِ إِني لأَرَاهُ مُؤْمِنَا 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَوْ مُسْلِمَاً يَعْني " 00 فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنيِّ لأُعْطِي الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِليَّ مِنْهُ؛ خَشْيَةَ أَنْ يُكَبَّ في النَّارِ عَلَى وَجْهِه " 00 أَيْ: أُعْطِيهُ تَأْلِيفَاً لِقَلبِه 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (1478)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 150]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَاللهِ مَا أُوتِيكُمْ مِنْ شَيْءٍ وَلاَ أَمْنَعُكُمُوه، إِن أَنَا إِلاَّ خَازِن، أَضَعُ حَيْثُ أُمِرْت " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: (5566)، وَفي سُنَنِ أَبي دَاوُد بِرَقْم (2949)، رَوَاهُ أَحْمَدُ بِرَقْم: 27372]

عَمْرُو بْنُ تَغْلِب عَنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ تَغْلِب: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتيَ بمَالٍ أَوْ سَبْيٍ فَقَسَمَه، فَأَعْطَى رِجَالاً وَتَرَكَ رِجَالاَ، فَبَلَغَهُ أَنَّ الَّذِينَ تَرَكَ عَتَبُواْ؛ فَحَمِدَ اللهَ ثمَّ أَثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَال: " أَمَّا بَعْد 00 فَوَاللهِ إِنيِّ لأُعْطِي الرَّجُلَ وَأَدَعُ الرَّجُل، وَالَّذِي أَدَعُ أَحَبُّ إِليَّ مِنَ الَّذِي أُعْطِي، وَلَكِن أُعْطِي أَقْوَامَاً لِمَا أَرَى في قُلُوبهِمْ مِنَ الجَزَعِ وَالهَلَع، وَأَكِلُ أَقْوَامَاً إِلى مَا جَعَلَ اللهُ في قُلُوبِهِمْ مِنَ الغِنى وَالخَيْر 00 فِيهِمْ عَمْرُو بْنُ تَغْلِب " 0 يَقُولُ عَمْرُو بْنُ تَغْلِب: فَوَاللهِ مَا أُحِبُّ أَنَّ لي بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُمْرَ النَّعَم " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (923)، وَالحَدِيثُ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 20149]

وَعَن عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في رِوَايَةٍ أُخْرَى: " إِنيِّ أُعْطِي قَوْمَاً أَخَافُ ظَلَعَهُمْ وَجَزَعَهُمْ، وَأَكِلُ أَقْوَامَاً إِلى مَا جَعَلَ اللهُ في قُلُوبهِمْ مِنَ الخَيْرِ وَالغِنى، مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ 000 إِلخ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3145 / فَتْح]

زِينَةُ الفَقْرِ العَفَاف عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَا أَبَا ذَرّ: كَيْفَ أَنْتَ وَمَوْتٌ يُصِيبُ النَّاس؛ حَتىَّ يَكُونَ الْبَيْتُ بِالْوَصِيف يَعْني الْقَبر 00؟ قُلْتُ: مَا خَارَ اللهُ لي وَرَسُولُه، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " كَيْفَ أَنْتَ وَجُوعٌ يُصِيبُ النَّاس؛ حَتىَّ تَأْتيَ مَسْجِدَكَ فَلاَ تَسْتَطِيعَ أَنْ تَرْجِعَ إِلىَ فِرَاشِك، وَلاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُومَ مِنْ فِرَاشِكَ إِلىَ مَسْجِدِك 00؟ قُلْتُ: مَا خَارَ اللهُ لي وَرَسُولُه، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " عَلَيْكَ بِالْعِفَّة " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 2666]

عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِنَ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللهُ عَزَّ وَجَلّ، وَمِنْهَا مَا يَبْغُضُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ، وَمِنَ الخُيَلاَءِ مَا يُحِبُّ اللهُ عَزَّ وَجَلّ، وَمِنْهَا مَا يَبْغُضُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ؛ فَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتي يُحِبُّ اللهُ عَزَّ وَجَلّ؛ فَالْغَيْرَةُ في الرِّيبَة، وَأَمَّا الْغَيرَةُ الَّتي يَبْغُضُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ؛ فَالْغَيْرَةُ في غَيرِ رِيبَة، وَالاِخْتِيَالُ الَّذِي يُحِبُّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ اخْتِيَالُ الرَّجُلِ بِنَفْسِهِ عِنْدَ الْقِتَال ـ أَيْ مُفَاخَرَتُهُ تَهْدِيدَاً لأَعْدَاءِ الله ـ وَعِنْدَ الصَّدَقَة ـ أَيْ تَظَاهُرُهُ بِالْغِنى رَغْمَ فَقْرِهِ حَتىَّ لاَ يُتَصَدَّقَ عَلَيْه ـ وَالاِخْتِيَالُ الَّذِي يَبْغُضُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ؛ الخُيَلاَءُ في الْبَاطِل " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " صَحِيحِ الجَامِعِ " بِرَقْم: (2221)، كَمَا حَسَّنَهُ في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: 2558]

قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَة: " دَخَلَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ الْكَعْبَة؛ فَإِذَا هُوَ بِسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَحِمَهُ الله؛ فَقَالَ لَهُ: سَلْني حَاجَةً 00؟ قَالَ رَحِمَهُ الله: إِنيِّ أَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ أَن أَسْأَلَ في بَيْتِهِ غَيْرَه؛ فَلَمَّا خَرَجَا؛ قَالَ لَهُ هِشَام: الآنَ فَسَلْني حَاجَةً؛ فَقَالَ لَهُ سَالِم: مِن حَوَائِجِ الدُّنْيَا أَمْ مِن حَوَائِجِ الآخِرَةِ 00؟ فَقَالَ هِشَام: مِن حَوَائِجِ الدُّنْيَا؛ قَالَ رَحِمَهُ الله: وَاللهِ مَا سَأَلْتُ الدُّنْيَا مَنْ يَمْلِكُهَا؛ فَكَيْفَ أَسْأَلُهَا مَنْ لاَ يَمْلِكُهَا " 00؟! [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 467/ 4]

صَدَقَ تَعَالىَ؛ عِنْدَمَا قَالَ: {يحْسَبُهُمُ الجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّف} {البَقَرَة/273} كَانَتْ لِلإِمَامِ الحَافِظِ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ حُظْوَةٌ عِنْدَ الخَلِيفَةِ أَبي جَعْفَرَ المَنْصُور؛ فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَخِيه: " لَوْ أَنَّكَ سَأَلتَ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَنْ يُقْطِعَكَ قَطِيعَةً [أَيْ أَرْضَاً تَنْتَفِعُ بِهَا] فَسَكَتَ يَرْحَمُهُ الله؛ فَأَلحَّ عَلَيْه؛ فَقَالَ لَه: يَا بُنيّ؛ إِنَّكَ لَتَسْأَلُني أَن أَسْأَلَهُ شَيْئَاً قَدِ ابْتَدَأَني هُوَ بِهِ غَيْرَ مرَّةٍ فَلَمْ أَفْعَلْ " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 348/ 6]

عَن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المُؤْمِنُونَ في الدُّنْيَا عَلَى ثَلاَثَةِ أَجْزَاء: الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ، وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ في سَبِيلِ الله، وَالَّذِي يَأْمَنُهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ الَّذِي إِذَا أَشْرَفَ عَلَى طَمَع؛ تَرَكَهُ للهِ عَزَّ وَجَلّ " 0 [رَوَاهُ ابْنُ الخَطِيبِ في " المِشْكَاةِ " بِرَقْم: (3854)، وَالحَدِيثُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: 10666]

عَن عِيَاضٍ المجَاشِعِيِّ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في إِحْدَى الخُطَب: " وَأَهْلُ الجَنَّةِ ثَلاَثَة: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّق، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ القَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبى وَمُسْلِمٍ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2865 / عَبْد البَاقِي] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُول: " اللهُمَّ إِنيِّ أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنى " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2721 / عَبْد البَاقِي] وَقَدْ قِيلَ في الأَمْثَال: " زِينَةُ الفَقْرِ العَفَاف " 0

قَالَ الحَسَنُ بْنُ حَمَّاد: " دَخَلَ أَبُو أُسَامَةَ عَلَى ابْنِ المُبَارَك، فَوَجَدَ في وَجْهِه عَبْدُ اللهِ أَثَرَ الضُّرّ، فَسَأَلَهُ فَلَمْ يُخْبِرْهُ، فَلَمَّا خَرَجَ بَعَثَ إِلَيْهِ أَرْبَعَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ وَكَتَبَ إِلَيْهِ [بِتَصَرُّف]: خِلٌّ خَلاَ مِنْ مَالِهِ * وَمِنَ المُرُوءةِ مَا خَلاَ وَبِرَغْمِ رِقَّةِ حَالِهِ * لاَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْأَلاَ [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 410/ 8]

كُنَّا عِنْدَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَائِشَةَ في مَسْجِدِهِ، إِذْ طَرَقَهُ سَائِلٌ، فَسَأَلَهُ شَيْئَاً، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ مَا يُعْطِيه، فَدَفَعَ إِلَيْهِ خَاتَمَهُ، فَلَمَّا أَنْ وَلَّى السَّائِلُ دَعَاهُ، فَقَالَ لَهُ: لاَ تَظُنُّ أَنيِّ دَعَوْتُكَ ضِنَّةً مِنيِّ بِمَا أَعْطَيْتُكَ، إِنَّ هَذَا الْفَصَّ شِرَاؤُهُ عَلَيَّ خَمْسُمِاْئَة دِينَار، فَانْظُرْ كَيْفَ تُخْرِجُه؛ فَضَرَبَ السَّائِل بِيَدِهِ إِلىَ الخَاتَمِ فَكَسَرَه، وَرَمَى بِالفَصِّ إِلَيْهِ وَقَال: بَارَكَ اللهُ لَكَ في فَصِّكَ، هَذِهِ الْفِضَّةُ تَكْفِيني لِقُوتي وَقُوتِ عِيَالي اليَوْم " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 359/ 13]

الصَّدَقَاتُ أَوْسَاخُ النَّاس عَن أَسْلَمَ بْنِ ثَعْلَبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الأَرْقَمِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: ادْلُلْني عَلَى بَعِيرٍ مِنَ المَطَايَا أَسْتحْمِلُ عَلَيْهِ أَمِيرَ المُؤْمِنِين ـ أَيْ لِيُحَمِّلَهُ لي طَعَامَاً لأَهْلِي ـ فَقُلْتُ: نَعَمْ، جَمَلاً مِنَ الصَّدَقَة؛ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الأَرْقَم: أَتُحِبُّ أَنَّ رَجُلاً بَادِنَاً ـ أَيْ سَمِينَاً ـ في يَوْمٍ حَارٍّ غَسَلَ لَكَ مَا تَحْتَ إِزَارِهِ وَرُفْغَيْهِ ـ أَيْ إِبْطَيْه ـ ثُمَّ أَعْطَاكَهُ فَشَرِبْتَهُ 00؟ فَغَضِبْتُ وَقُلْت: يَغْفِرُ اللهُ لَك، أَتَقُولُ لي مِثْلَ هَذَا 00؟! فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الأَرْقَم: إِنَّمَا الصَّدَقَةُ أَوْسَاخُ النَّاسِ يَغْسِلُونَهَا عَنهُمْ " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: 807، رَوَاهُ الإِمَامُ مَالِكٌ في المُوَطَّأ]

إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ الله يَقُولُ جَلَّ وَعَلاَ في كِتَابِهِ الحَكِيم: {وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ} {الشَّرْح/8} عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ وَهُوَ يَعِظُهُ: " يَا غُلاَم؛ إِنيِّ مُعَلِّمُكَ كَلِمَات: احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْك، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تِجَاهَك، وَإِذَا سَأَلْتَ فَلْتَسْأَلِ الله، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِالله " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2669، وَالأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ وَفي المِشْكَاةِ بِرَقْمَيْ: 2516، 315] اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين؛ فَأَغْنِنَا بِفَضْلِكَ عَنِ النَّاسِ أَجْمَعِين 0

قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الْفَتَاوَى عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ حَوْلَ هَذَا المَعْنىَ: " فَاللهُ سُبْحَانَهُ هُوَ المُعْطِي عَلَى الحَقِيقَة؛ فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي خَلَقَ الأَرْزَاقَ وَقَدَّرَهَا، وَسَاقَهَا إِلىَ مَنْ يَشَاءُ مِن عِبَادِه؛ فَالمُعْطِي هُوَ الَّذِي أَعْطَاه، وَحَرَّكَ قَلْبَهُ لِعَطَاءِ غَيْرِه؛ فَهُوَ الأَوَّلُ وَالآخِر، وَمِمَّا يُقَوِّي هَذَا المَعْنىَ قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعُواْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوك: لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَك، وَلَوِ اجْتَمَعُواْ عَلَى أَنْ يَضُرُّوك: لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْك، رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُف " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2669، وَالأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ وَفي المِشْكَاةِ بِرَقْمَيْ: 2516، 315]

فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لاَ يَنفَعُ في الحَقِيقَةِ إلاََّ اللهُ عَزَّ وَجَلّ، وَلاَ يَضُرُّ غَيْرُه 00 فَمَنْ سَلَكَ هَذَا المَسْلَكَ العَظِيمَ اسْتَرَاحَ مِن عُبُودِيَّةِ الخَلْقِ وَنَظَرِهِ إلَيْهِمْ، وَأَرَاحَ النَّاسَ مِنْ لَوْمِهِ وَذَمِّهِ إيَّاهُمْ، وَتَجَرَّدَ التَّوْحِيدُ في قَلْبِهِ؛ فَقَوِيَ إيمَانُهُ وَانْشَرَحَ صَدْرُهُ وَتَنَوَّرَ قَلْبُه، وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُه " 0

الفَقِيرُ العَفِيف عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ تَعَالى إِذَا أَنعَمَ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً؛ يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ النِّعْمَةِ عَلَيْه، وَيَكْرَهُ الْبُؤْسَ وَالتَّبَاؤُس، وَيُبْغِضُ السَّائِلَ المُلْحِف، وَيحِبُّ الحَيِيَّ الْعَفِيفَ المُتَعَفِّف " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ الصَّحِيحِ " بِرَقْم: (2591)، رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيّ] وَفي الأَثَر: " إِنَّ اللهَ يحِبُّ ثَلاَثَة، وَحُبُّهُ لِثَلاَثَةٍ أَشَدّ: يحِبُّ الغَنيَّ السَّخِيّ، وَحُبُّهُ لِلفَقِيرِ السَّخِيِّ أَشَدّ، وَيحِبُّ الفَقِيرَ المُتَوَاضِع، وَحُبُّهُ لِلغَنيِّ المُتَوَاضِعِ أَشَدّ، وَيحِبُّ الغَنيَّ العَفِيف، وَحُبُّهُ للفَقِيرِ العَفِيفِ أَشَدّ " 0

وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنِّي لأَعْلَمُ أَوَّلَ ثَلاَثَةٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّة: الشَّهِيد، وَعَبْدٌ أَدَّى حَقَّ اللهِ وَحَقَّ مَوَالِيه، وَفَقِيرٌ عَفِيفٌ مُتَعَفِّف، وَإِنيِّ لأَعْلَمُ أَوَّلَ ثَلاَثَةٍ يَدْخُلُونَ النَّار: سُلْطَانٌ مُتَسَلِّط، وَذُو ثَرْوَةٍ مِنْ مَالٍ لاَ يُؤَدِّي حَقَّه، وَفَقِيرٌ فَخُور " [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيّ بِنَحْوِه، وَحَسَّنَهُ العَلاَّمَةُ أَحْمَد شَاكِر في " مُسْنَدِ الإِمَامِ أَحْمَدَ " بِرَقْم: (9460)، وَالإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " بِرَقْم: (10507)، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 43262]

لاَ تَسْأَلَنَّ مِنِ ابْنِ آدَمَ حَاجَةً * وَسَلِ الَّذِي أَبْوَابُهُ لاَ تحْجَبُ فَاللهُ يَغْضَبُ إِنْ تَرَكْتَ سُؤَالَهُ * أَمَّا ابْنُ آدَمَ حِينَ يُسْأَلُ يَغْضَبُ قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الْفَتَاوَى عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ: " أَعْظَمُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ قَدْرَاً وَحُرْمَةً عِندَ الخَلْق: إذَا لَمْ يَحْتَجْ إلَيْهِمْ بِوَجْهِ مِنَ الْوُجُوه، فَإِن أَحْسَنْتَ إلَيْهِمْ مَعَ الاِسْتِغْنَاءِ عَنهُمْ كُنتَ أَعْظَمَ مَا يَكُونُ عِندَهُمْ، وَمَتىَ احْتَجْتَ إلَيْهِمْ وَلَوْ في شَرْبَةِ مَاء: نَقَصَ قَدْرُكَ عِندَهُمْ؛ بِقَدْرِ حَاجَتِكَ إلَيْهِمْ، وَهَذَا مِن حِكْمَةِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ لِيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله، وَلاَ يُشْرَكُ بِهِ شَيْء " 0

لاَ يمْلِكُ العَبْدُ مَنحَكَ نِصْفَ خَرْدَلَةٍ * إِلاَّ بِأَمْرِ الَّذِي سَوَّاكَ مِنْ طِينِ فَارْغَبْ إِلى الله مِمَّا في خَزَائِنِهِ * فَإِنَّمَا هُوَ بَينَ الكَافِ وَالنُّونِ أَمَا تَرَى كُلَّ مَنْ تَرْجُو وَتَسْأَلُهُ * مِنَ الخَلاَئقِ مِسْكِينَ ابْنَ مِسْكِينِ فَاسْتَغْنِ بِاللهِ عَنْ دُنيَا المُلُوكِ كَمَا * اسْتَغْنى المُلُوكُ بِدُنيَاهُمْ عَنِ الدِّينِ {الإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِب، وَالأَخِيرُ لأَبي الْعَتَاهِيَة، كَمَا يُنْسَبُ لاَبْنِ المُبَارَك، وَالأَوَّلُ لآخَرَ}

فَاسْتغْنِ باللهِ عَمَّا في خَزَائِنِهِمْ * إِنَّ الغَنيَّ مَنِ اسْتَغْنى عَنِ النَّاسِ مِن أَقْوَالِ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَوْلُه: " مَنِ اسْتَغْنىَ بِاللهِ افْتَقَرَ النَّاسُ إِلَيْه " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 240/ 4]

عِزَّةُ نَفْسِ المُؤْمِن عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: جَاءَ جِبرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " يَا مُحَمَّد؛ عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّت، وَأَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُه، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مجْزِيٌّ بِه، ثُمَّ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: يَا محَمَّد؛ شَرَفُ المُؤْمِن: صَلاَتِهِ بِاللَّيْل، وَعِزُّهُ: اسْتِغْناؤُهِ عَنِ النَّاس " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 7929، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في مجْمَعِ الزَّوَائِد ص: 219/ 10، رَوَاهُ الحَاكِم]

وَكَمَا قِيلَ: " احْتَجْ إِلىَ مَن شِئْتَ تَكُن أَسِيرَه، وَاسْتَغْنِ عَمَّن شِئْتَ تَكُن نَظِيرَه، وَأَحْسِن إِلىَ مَن شِئْت تَكُن أَمِيرَه " 0 [ذَكَرَهُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الْفَتَاوَى الْكُبْرَى] مَن عَفَّ خَفَّ عَلَى الصَّدِيقِ لِقَاؤُهُ * وَأَخُو الحَوَائِجِ وَجْهُهُ مَمْلُولُ {ثَعْلَب} فَلاَ تُثْقِلْ عَلَى أَخِيك، وَخُذْ عِبرَةً مِنَ الشَّاةِ؛ الَّتي إِن أَفْرَطَ وَلَدُهَا في مَصِّ ضَرْعِهَا نَطَحَتْه!!

الصَّبرُ وَالدُّعَاء؛ خَيرٌ مِنَ الوُقُوفِ بِبَابِ الأَغْنِيَاء عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَقِلُّواْ الدُّخُولَ عَلَى الأَغْنِيَاء " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7869] أَشَدُّ مِنْ فَاقَةٍ وَجُوعٍ * إِغْضَاءُ حُرٍّ عَلَى خُضُوعٍ {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ}

وللهِ دَرُّ شَاعِرِ الفُقَهَاءِ وَفَقِيهِ الشُّعَرَاء؛ إِذْ يَقُولُ عَنَ الوُقُوفِ بِبَابِ الأَغْنِيَاء: لَقَلْعُ ضِرْسٍ وَضرْبُ حَبْسٍ * وَنَزْعُ نَفْسٍ وَرَدُّ أَمْسٍ وَيَوْمُ كَرْبٍ وَحَمْلُ ضَرْبٍ * وَخَوْضُ حَرْبٍ بِغَيرِ تُرْسٍ وَأَكْلُ ضَبٍّ وَصَيْدُ دُبٍّ * وَصَرْفُ حَبٍّ بِأَرْضِ خِرْسٍ وَحَرُّ نَارٍ وَشَرُّ جَارٍ * وَبَيْعُ دَارٍ بِرُبْعِ فِلْسٍ أَحَبُّ مِنْ وَقْفَةِ الكَرِيمِ * لنَيْلِ شَيْءٍ بِبَابِ نحْسٍ {اِلإِمَامُ الشَّافِعِيُّ بِتَصَرُّف} وَالأَرْضُ الخِرْس: هِيَ الأَرْضُ البُورُ الَّتي لاَ تَصْلُحُ لِلزِّرَاعَة 0

أَلَمْ تَسْمَعْ أَوْفى شَاعِرٍ دَبَّ وَدَرَجَ فَوقَ صَعِيد الأَرضِ وَتحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ السَّمَوْءَ ل؛ وَهُوَ يَقُول: إِذَا أَنْتَ لَمْ تَدْفَعْ عَنِ النَّفْسِ ضَيْمَهَا * فَليْسَ إِلى حُسْنِ الثَّنَاءِ سَبِيلُ {السَّمَوْءل} فَنَفْسَكَ أَكْرِمْهَا فَإِنَّكَ إِنْ تَهُن * عَلَيْكَ فَلَنْ تَلْقَى لهَا قَطُّ مُكْرِمَا {حَاتِمٌ الطَّائِيّ} لَئِنْ كَانَ إِكْرَامِي صَدِيقِيَ وَاجِبَاً * فَإِكْرَامُ نَفْسِي لاَ محَالَةَ أَوْجَبُ {أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيّ}

إِذَا اسْتَمَرَّ عَلَى حَمْلِ الأَذَى أَسَدٌ * تَنْسَى الكِلاَبُ وَيَنْسَى أَنَّهُ أَسَدُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} فَلَوْ رَضِيَ الأُسُودُ بِقُوتِ كَلْبٍ * فَليْسَ الفَضْلُ إِلاَّ في الأَسَامِي وَكَمَا قَالُواْ في الأَمْثَال: " مَنْ رَبَطَ رَقَبَتَهُ بحَبْل؛ لاَ يَلُومَنَّ مَنْ يَسْحَبُه، وَمَنْ جَعَلَ نَفْسَهُ جِدَارَاً؛ بَالَتْ عَلَيْهِ الكِلاَب " 00!!

ازْهَدْ فِيمَا في أَيْدِي النَّاس؛ يحِبَّكَ النَّاس فَلاَ تُرِقْ مَاءَ وَجْهِكَ عِنْدَ مَنْ لاَ مَاءَ في وَجْهِه 00 وَكَمَا تَعَلَّمْتَ الثِّقَةَ فِيمَا عِنْدَ الله؛ فَتَعَلَّمِ اليَأْسَ مِمَّا عِنْدَ النَّاس، أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَه 00؟!!

قِيلَ لحَاتِمٍ الأَصَمّ: " عَلاَمَ بَنَيْتَ أَمْرَكَ في التَّوَكُّل 00؟ قَالَ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَه: عَلَى خِصَالٍ أَرْبَعَة: عَلِمْتُ أَنَّ رِزْقِي لاَ يَأْكُلُهُ غَيْرِي، فَاطْمَأَنَّتْ بِهِ نَفْسِي، وَعَلِمْتُ أَن عَمَلِي لاَ يَعْمَلُهُ غَيْرِي؛ فَأَنَا مَشْغُولٌ بِهِ، وَعَلِمْتُ أَنَّ المَوْتَ يَأْتي بَغْتَةًَ؛ فَأَنَا أُبَادِرُهُ، وَعَلِمْتُ أَنيِّ لاَ أَخْلُو مِن عَيْنِ الله؛ فَأَنَا مُسْتَحٍِ مِنهُ " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 486/ 11]

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَال: يَا رَسُولَ الله، دُلَّني عَلَى عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ؛ أَحَبَّني اللهُ وَأَحَبَّني النَّاس 00؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ازْهَدْ في الدُّنْيَا يحِبُّكَ الله، وَازْهَدْ فِيمَا في أَيْدِي النَّاس؛ يحِبُّكَ النَّاس " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: (4102)، وَفي الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِأَرْقَام: 924، 944]

إِذَا مَا أَهَانَ امْرُؤٌ نَفْسَهُ * فَلاَ أَكْرَمَ اللهُ مَنْ يُكْرِمُهْ فَلاَ تحْسُدِ الكَلْبَ أَكْلَ العِظَامِ * فَعِنْدَ تَغَوُّطِهِ تَرْحَمُهْ تَرَاهُ وَشِيكَاً شَكَا إِسْتَهُ * وَمَا بِاسْتِهِ قَد جَنَاهُ فَمُهْ {دِعْبِلٌ الخُزَاعِيُّ بِتَصَرُّف} وَللهِ محْمُود غُنيم حَيْثُ يَقُول: إِنْ تُطْعِمُواْ الرِّئْبَالَ مِنْ فَضَلاَتِكُمْ * شَهْدَاً تجَرَّعَ شَهْدَكُمْ غِسْلِينَا فَدَعُوهُ يجْمَعُ زَادَهُ وَلَوَ انَّهُ * يَشْكُو الطِّوَى حِينَاً وَيَشْبَعُ حِينَا لاَ طَابَ عَيْشٌ يَا صَدِيقِ لَنَا وَلاَ * لَكَ إِنْ رَضِيتَ بِذِلَّةٍ وَرَضِينَا

وَتَعَلَّمْ مِنْ ذَلِكَ الشَّاعِرِ القَائِل: إِذَا كَثُرَ الذُّبَابُ عَلَى طَعَامٍ * رَفَعْتُ يَدِي وَنَفْسِي تَشْتَهِيهِ وَتَجْتَنِبُ الأُسُودُ وُرُودَ مَاءٍ * إِذَا رَأَتِ الكِلاَبَ وَلغْنَ فِيهِ لَوْلاَ ثَوَابُ اللهِ مَا كُنْتَ تَلْقَى كَرِيمَاً وَاحِدَاً فَاطْلُبْ مِنَ اللهِ لاَ * تَطْلُبْ مِنَ الإِنْسَانِ فَالسَّخَاءُ عِنْدَهُ * تَمَامَاً كَالإِحْسَانِ

وَرَحِمَ اللهُ شَاعِرَ الفُقَهَاءِ وَفَقِيهَ الشُّعَرَاءِ الإِمَامَ الشَّافِعِيَّ حَيْثُ قَال: بَلَوْتُ لَعَمْرِي النَّاسَ لَمْ أَرَ بَيْنَهُمْ * سِوَى مَن غَدَا وَالبُخْلُ مِلْءُ إِهَابِهِ فَلاَ ذَا يَرَانِي قَاعِدَاً في طَرِيقِهْ * وَلاَ ذَا يَرَاني وَاقِفَاً عِنْدَ بَابِهِ

غَنيٌّ بِلاَ مَالٍ عَنِ النَّاسِ كُلِّهِمْ * وَلَيْسَ الغِنى إِلاَّ عَنِ الشَّيْءِ لاَ بِهِ سَائِلُ اللهِ لاَ يخِيب فَلاَ تَسْأَلِ النَّاسَ مِنْ فَضْلِهِمْ * وَلَكِنْ سَلِ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

وَمِن أَلْطَفِ وَأَطْرَفِ مَا رَوَتْهُ كُتُبُ الأَدَبِ في ذَلِك؛ أَنَّ امرَأَةً يُقالُ لهَا أُمُّ جَعْفَر؛ كَانَتْ تحْسِنُ إِلى الفُقَرَاء، فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِا ذَاتَ يَوْمٍ سَائِلاَن، كَانَ يَقُولُ أَحَدُهُمَا: أَسْأَلُ اللهَ مِنْ فَضْلِ أُمِّ جَعْفَر، وَيَقُولُ الآخَر: أَسْأَلُ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَكَانَتْ تُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنهُمَا دَجَاجَةً وَدِرْهمَين، إِلاَّ أَنَّهَا كَانَتْ تَضَعُ دَاخِلَ الدَّجَاجَةِ الَّتي تُعْطِيهَا لِلَّذِي يَذْكُرُ اسْمَهَا عَشْرَةَ دَرَاهِم، فَكَانَ هَذَا الغَبيُّ يَبِيعُ الدَّجَاجَةَ للَّذِي يَسْأَلُ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ بِدِرْهَمَين؛ فَيَذْهَبُ مَنْ سَأَلهَا بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِم، وَيَذْهَبُ مَنْ سَأَلَ اللهَ بِدَجَاجَتَيْنِ وَعَشْرَةِ دَرَاهِم، لِيُتِمَّ اللهُ الحَقَّ بِكَلِمَاتِه، وَيمْكُرُونَ وَيمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيرُ المَاكِرِين 00!!

الخَيرُ أَبْقَى وَإِنْ طَالَ الزَّمَانُ بِهِ * وَالشَّرُّ أَخْبَثُ مَا أَوْعَيْتَ مِنْ زَادِ {طَرَفَةُ بْنُ الْعَبْد 0 بِتَصَرُّف} وَكَيْفَ يخِيبُ مَنْ يَسْأَلُ أَكْرَمَ الأَكْرَمِين 00؟! فَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، وَدَعْكَ مِن أُمِّ جَعْفَر 00!! مَنْ يَسْأَلِ النَّاسَ يحْرِمُوهُ * وَسَائِلُ اللهِ لاَ يخِيبُ 0 {عُبَيْدُ بْنُ الأَبْرَص} عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَوْصِني وَأَوْجِزْ؛ فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " عَلَيْكَ بِالإِيَاس: مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاس، وَإِيَّاكَ وَالطَّمَع؛ فَإِنَّهُ الْفَقْرُ الحَاضِر، وَصَلِّ صَلاَتَكَ وَأَنْتَ مُوَدِّع، وَإِيَّاكَ وَمَا تَعْتَذِرُ مِنهُ " [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7928]

عَن أَبي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " يَا رَسُولَ الله؛ عَلِّمْني وَأَوْجِزْ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِذَا قُمْتَ في صَلاَتِكَ فَصَلِّ صَلاَةَ مُوَدِّع، وَلاَ تَكَلَّمْ بِكَلاَمٍ تَعْتَذِرْ مِنْهُ، وَأَجْمِعِ الْيَأْسَ عَمَّا في أَيْدِي النَّاس " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 742، 401، وَحَسَّنَهُ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4171]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " صَلِّ صَلاَةَ مُوَدِّعٍ كَأَنَّكَ تَرَاه، فَإِنْ كُنْتَ لاَ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك، وَايْأَسْ مِمَّا في أَيْدِي النَّاسِ تَعِشْ غَنِيَّاً، وَإِيَّاكَ وَمَا يُعْتَذَرُ مِنه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 3776، 1914، رَوَاهُ ابْنُ النَّجَّار]

حِلْمُ اللهِ عَلَى الْعِبَاد أَلاَ تَرَى كَيْفَ يَرْزُقُ البَرَّ وَالْفَاجِر 00؟!! ائْتِني بمَخْلُوقٍ وَاحِدٍ؛ لاَ يَمْنَعُ رِزْقَهُ عَنْكَ إِذَا مَا غَضِبَ عَلَيْك 00؟! حَتىَّ الْكَافِرُ يَرْزُقُه سُبْحَانَهُ وَتَعَالى، وَتَأَمَّلْ مَا قَالَهُ اللهُ لِنَبيِّهِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَم: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدَاً آمِنَاً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَن آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَر} {البَقَرَة/126}

عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: كَانَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَحْجُرُهَا عَلَى المُؤْمِنِينَ دُونَ النَّاس ـ أَيْ يُوقِفُهَا عَلَيْهِمْ ـ فَأَنْزَلَ اللهُ: {وَمَنْ كَفَرَ} أَيْضَاً أَرْزُقُهُمْ كَمَا أَرْزُقُ المُؤْمِنِين؛ أَأَخْلُقُ خَلْقَاً لاَ أَرْزُقُهُمْ 00؟! [ابْنُ كَثِيرٍ في تَفْسِيرِهِ لِهَذِهِ الآيَة] فَسُبْحَانَ مَن خَيْرُهُ لِلْجَمِيعِ * وَأَرْزَاقُهُ مَا لَهَا مِنْ نَفَاد {عِصَام الْغَزَالي}

فَمِنْ تَمَامِ عَظَمَتِهِ وَرَحْمَتِهِ جَلَّ جَلاَلُه؛ أَنْ يخْلُقَ عَبْدَاً هُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَكْفُرُه، ثمَّ يَرْزُقُهُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يَشْكُرُه 00 حَقَّاً وَاللهِ: {وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِين} {الحَج/58}

عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الجُهَنيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةَ الصُّبْحِ بِالحُدَيْبِيَة، عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ ـ أَيْ أَمْطَارٍ ـ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَة، فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَال: " هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ " 00؟ قَالُواْ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم، قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: أَصْبَحَ مِن عِبَادِي مُؤْمِنٌ بي وَكَافِر: فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِه؛ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بي كَافِرٌ بِالكَوْكَب، وَأَمَّا مَنْ قَالَ بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا؛ فَذَلِكَ كَافِرٌ بي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَب " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1038 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 71 / عَبْد البَاقِي]

فَمَنْ آمَنَ وَصَدَّقَ بِأَنَّ اللهَ خَالِقُه؛ كَيْفَ لاَ يُؤْمِنُ وَيُصَدِّقُ بِأَنَّ اللهَ رَازِقُه 00؟! وَتَعَلَّمَ التَّعَفُّفَ مِنْ قَوْلِ محَمَّدِ بْنِ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيِّ حَيْثُ يَقُول: إِنيِّ وَإِنْ كُنْتُ ذَا عِيَالٍ * قَلِيلَ مَالٍ كَثِيرَ دَيْنِ لأَحْمَدُ اللهَ حَيْثُ صَارَتْ * حَوَائِجِي بَيْنَهُ وَبَيْنينِ مَلِكُ المُلُوكِ أَحَقُّ بِالسُّؤَالِ مِنَ المُلُوك أَحْسَنَ أَحَدُ المُلُوكِ إِلى لَبِيدٍ الشَّاعِرِ فَأَمَرَ ابْنَتَهُ أَنْ تجِيبَه، فَأَجَابَتْهُ بِقَصِيدَةٍ عَصْمَاءَ خَتَمَتْهَا بهَذَا البَيْت:

فَعُدْ إِنَّ الكَرِيمَ لَهُ مَعَادٌ * وَظَنيِّ بِابْنِ أَرْوَى أَنْ يَعُودَا فَقَالَ لهَا: أَحْسَنْتِ غَيرَ أَنَّكِ اسْتَزَدْتِيه ـ أَيِ اسْتَقْبَحَ تَعْرِيضَهَا بِالسُّؤَال ـ فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَتِ؛ إِنَّ المُلُوكَ لاَ يُسْتَحْيى مِنْ سُؤَالهِمْ؛ فَقَالَ لهَا: لأَنْتِ وَاللهِ في هَذِهِ أَشْعَر 00!! فَتَأَمَّلْ يَرْحَمُكَ الله؛ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الحَالُ في سُؤَالِ المُلُوك؛ فَكَيْفَ الحَالُ بِسُؤَالِ مَلِكِ المُلُوكِ؟! [شِهَابُ الدِّينِ الأَبْشِيهِيُّ في " المُسْتَطْرَفِ في كُلِّ فَنٍّ مُسْتَظْرَف " بِشَيْءٍ مِنَ التَّصَرُّف، في السُّؤَالِ وَالتَّلَطُّف، بِالبَابِ: 53] وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنْتُ مَعَ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَسَنٍ بِمَكَّةَ وَقَدْ نَفِدَتْ نَفَقَتي؛ فَقَالَ لي بَعْضُ وَلَدِ الحَسَنِ بْنِ عَليّ: مَنْ تُؤَمِّلُ لِمَا نَزَلَ بِك 00؟

قُلْتُ مُوسَى بْنَ عَبْدِ الله ـ أَيْ صَاحِبَه ـ فَقَال: إِذَنْ لاَ تُقْضَى حَاجَتُكَ وَلاَ تَنْجَحُ طِلْبَتُك، قُلْتُ: وَمِمَّا عَلِمْت 00؟! قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لأَنيِّ وَجَدْتُ في كُتُبِ آبَائِي؛ يَقُولُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُه: " وَمجْدِي وَارْتِفَاعِي في أَعلَى مَكَاني؛ لأَقْطَعَنَّ أَمَلَ كُلِّ مُؤَمِّلٍ غَيرِي بِالإِيَاس، ولأَكْسُوَنَّهُ ثَوْبَ المَذَلَّةِ عِنْدَ النَّاس، وَلأُنحِّيَنَّهُ مِنْ قُرْبي وَلأُبْعِدَنَّهُ مِنْ فَضْلِي؛ أَيُؤَمِّلُ في الشَّدَائِدِ غَيرِي وَأَنَا الحيّ؟ وَيُرَجِّى غَيرِي؛ وَبيَدِي مَفَاتِيحُ الأَبْوَابِ وَهيَ مُغلَقَة، وَبَابِي مَفْتُوحٌ لِمَنْ دَعَاني 00؟! أَلَم يَعْلَمُواْ أَنَّ مَنْ قَرَعَتْهُ نَائِبَة ـ أَيْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَة ـ مِنْ مخْلُوقٍ لَمْ يمْلِكْ كَشْفَهَا غَيرِي؟!

فَمَا لي أَرَاهُ مُعْرِضَاً عَنيِّ، وَمَا لي أَرَاهُ لاَهِيَاً عَنيِّ 00؟! أَعْطَيْتُهُ بِجُودِي وَكَرَمِي مَا لَمْ يَسْأَلْني وَيَسْأَلْ غَيري، أَبْدَأُ بِالعَطيَّةِ قَبْلَ المَسْأَلَةِ ثُمَّ أُسْأَل؛ أَفَلاَ أَجُود 00؟ أَبخِيلٌ أَنَا فَيُبَخِّلُني عَبْدي 00؟! أَوَ لَيْسَ الجُودُ وَالكَرَمُ لي 00؟! أَوَلَيْسَ الفَضْلُ وَالرَّحْمَةُ وَالخَيرُ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ بِيَدِي؛ فَمَنْ يَقْطَعُهَا دُوني 00؟! أَفَلاَ يخْشَى المُؤَمِّلُونَ أَنْ يُؤَمِّلُواْ غَيرِي 00؟! فَلَوْ أَنَّ أَهْلَ سَمَاوَاتي وَأَهْلَ أَرْضِي أَمَّلُواْ جَمِيعَا، ثمَّ أَعْطَيْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنهُمْ مِثْلَ مَا أَمَّلَ الجَمِيع؛ مَا انْتَقَصَ مِنْ مُلْكِي مِثْلَ عُضْوِ بَعُوضَة 00!!

وَكَيْفَ يَنْتَقِصُ مُلكٌ أَنَا قَيِّمُه ـ أَيْ أَنَا القَائِمُ عَلَيْه ـ فَيَا بُؤْسَاً لِمَن عَصَاني وَلَمْ يُرَاقِبْني " فَقُلْتُ يَا ابْنَ رَسُولِ الله؛ أَمْلِ عَليَّ هَذَا الحَدِيث، فَلاَ سَأَلْتُ أَحَدَاً بَعْدَ هَذَا حَاجَةً أَبَدَا " 0 [ابْنُ النَّجَّار وَالبَيْهَقِيُّ بِنَحْوِهِ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " بِرَقْم: (1087)، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 17145] عَن عَطَاءٍ الخرَسَانيِّ رَحِمَةُ اللهِ عَلَيْهِ قَال: لَقِيتُ وَهْبَ بْنَ منَبِّهٍ وَهُوَ يَطُوف بِالبَيْت، فَقُلْتُ لَهُ حَدّثْني حَدِيثَا أَحْفَظْهُ عَنْكَ في مَقَامِي هَذَا وَأَوْجِز 00؟ قَالَ نَعَمْ:

" أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى إِلى دَاوُدَ يَا دَاوُد، أَمَا وَعِزَّتي وَعَظَمَتي؛ لاَ يَعْتَصِمُ بي عَبْدٌ مِن عَبِيدِي دُونَ خَلقِي، أَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْ نِيَّتِه؛ فَتَكِيدُهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَمَنْ فِيهِنّ، وَالأَرْضُونَ السَّبْعُ وَمَنْ فِيهِنّ؛ إِلاَّ جَعَلْتُ لَهُ مِنْ بَيْنِهِنَّ مخْرَجَا، أَمَا وَعِزَّتي وَعَظَمَتي؛ لاَ يَعْتَصِمُ عَبْدٌ من عِبَادِي بمَخْلُوقٍ دُوني، أَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْ نِيَّتِه؛ إِلاَّ قَطَعْتُ أَسْبَابَ السَّمَاءِ مِنْ يَدِه، وَأَسَخْتُ الأَرْضَ مِنْ تحْتِ قَدَمَيْه، ثمَ لاَ أُبَالي بِأَيِّ وَادٍ هَلَك " 0 [ابْنُ القَيِّمِ في " إِغَاثَةِ اللهْفَان " بِالطَّبْعَةِ الثَّانِيَةِ لِدَارِ المَعْرِفَة 0 بَيرُوت 0 ص: 34/ 1] كَثْرَةِ السُّؤَال

عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثَاً: قِيلَ وَقَال، وَإِضَاعَةَ المَال، وَكَثْرَةَ السُّؤَال " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (1477)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 593] لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلحَافَا عَنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تُلْحِفُواْ في المَسْأَلَة؛ فَوَاللهِ لاَ يَسْأَلُني أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئَاً، فَتُخْرِجُ لَهُ مَسْأَلَتُهُ مِنيِّ شَيْئَاً وَأَنَا لَهُ كَارِهٌ؛ فَيُبَارَكَ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتُه " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: (1038)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: 16450]

عَن عَبْدِ اللهِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تُلِحُّواْ في المَسْأَلَة؛ فَإِنَّهُ مَنْ يَسْتَخْرِجْ مِنَّا بِهَا شَيْئَاً لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيه " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (95/ 3)، أَبُو يَعْلَى] عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَلْعُونٌ مَنْ سَأَلَ بِوَجْهِ الله، وَمَلْعُونٌ مَنْ سُئِلَ بِوَجْهِ اللهِ فَمَنَعَ سَائِلَه، مَا لَمْ يَسْأَلْ هُجْرَا " 00 أَيْ: مَا لَمْ يُسِئِ الأَدَب 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (10830/ 5890)، وَفي " التَّرْغِيب " بِرَقْم: 851]

مَنْ سَأَلَ وَهُوَ غَنيّ عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَسْأَلَةُ الْغَنيِّ شَيْنٌ في وَجْهِهِ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (10811)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 19410 / إِحْيَاءُ التُّرَاث] وَعَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ سَأَلَ وَلَهُ مَا يُغْنِيه؛ جَاءتْ مَسْأَلَتُهُ يَوْمَ القِيَامَة خُدُوشَاً في وَجْهِه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " المِشْكَاةِ " بِرَقْم: (1847)، وَفي " الصَّحِيحَةِ " بِرَقْم: (499)، وَفي " الكَنْزِ " بِرَقْم: 16733]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ سَأَلَ وَهُوَ غَنيٌّ عَنِ المَسْأَلَة؛ يحْشَرُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَهِيَ ـ أَيِ المَسْأَلَةُ ـ خُمُوشٌ في وَجْهِه " [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (96/ 3)، أَخْرَجَهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ] وَعَن رَجُلٍ مِن أَهْلِ الرَّبْذَةِ يُقَال لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَو أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَال: " أَتَى رَجُلٌ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَسْأَلهُ فَأَعْطَاه شَيْئَا، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ غَنيّ 00؟!

فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وَمَا أَحْفِلُ أَنْ يجِيءَ يَوْمَ القِيَامَةِ يخْمِشُ وَجْهَه " 0 وَالرَّبْذَة: مَوْضِعٌ بَينَ مَكَّةَ وَالمَدِينَة 0 وَمَا كَانَ أَبُو ذّرٍّ لِيَقُولَ هَذَا مِنْ تِلْقَائِ نَفْسِه، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 0 [ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبرِيّ 0 وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 17127] وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرَا؛ فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرَا، فَلْيَسْتَقِلَّ أَوْ ليَسْتَكثِرْ " 0 [أَيْ أَنَّ الإِثمَ لاَحِقُهُ لاَحِقُهُ فِيمَا هُوَ آخِذ، قَلَّ أَوْ كَثُر 0 الإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 1041]

عَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ سَأَلَ مِنْ غَيرِ فَقْر؛ فَكَأَنَّمَا يَأْكُلُ الجَمْر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (11226)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 17054 / إِحْيَاءُ التُّرَاث] عَن حَبَشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الَّذِي يَسْأَلُ مِن غَيرِ حَاجَةٍ؛ كَمَثَلِ الَّذِي يَلْتَقِطُ الجَمْر " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ وَفي غَايَةِ المَرَامِ بِرَقْم: (151)، رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيُّ في الشُّعَب]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرَا ـ أَيِ اسْتِكْثَارَا ـ فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرَ جَهَنَّم؛ فَلْيَسْتَقِلَّ مِنْهُ أَوْ لِيُكْثِرْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1838] وَعَنْ زِيَادِ بْنِ الحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ سَأَلَ النَّاسَ عَنْ ظَهرِ غِنىً؛ فَصُدَاعٌ في الرَّأْس، وَدَاءٌ في البَطْن " 0 [أَيْ: يَدْعُو عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصُدَاعٍ في الرَّأْس، وَدَاءٍ في البَطْن 0 في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 16784]

عَن أَبى هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ سَيِّدَنَا دَاودَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قال: " إِدْخَالُكَ يَدَكَ في فَمِ التِّنِّينِ إِلى أَنْ تَبْلُغَ المِرْفَقَ فَيَقْضِمَهَا؛ خَيرٌ لَكَ مِن أَن تَسْأَلَ مَنْ لَمْ يَكنْ لَهُ شَيْء ثُمَّ كَان " 0 [ضَعَّفَهُ الأَلبَانيُّ في " الضَّعِيفِ وَالضَّعِيفَةِ " بِرَقْم: (4043)، رَوَاهُ ابْنُ عَسَاكر، وَهُوَ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 16804]

مَنْ سَأَلَ وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى الكَسْب عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنيّ، وَلاَ لِذِي مِرَّةٍ سَوِيّ " 00 أَيْ لِذِي عَقْلٍ قَادِرٍ عَلَى الْكَسْب 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6530، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ وَالتِّرْمِذِيِّ وَأَبي دَاوُدَ بِأَرْقَام: 1839، 652، 1634، وَقَوَّاهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في السِّيَر]

عَن عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَدِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: أَخْبرَني رَجُلاَنِ أَنَّهُمَا أَتَيَا النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حَجَّةِ الوَدَاع، وَهُوَ يُقَسِّمُ الصَّدَقَة، فَسَأَلاَهُ مِنْهَا، قَالاَ: فَرَفَعَ فِينَا الْبَصَرَ وَخَفَضَهُ؛ فَرَآنَا جَلْدَيْن؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ شِئْتُمَا أَعْطَيْتُكُمَا، وَلاَ حَظَّ فِيهَا لِغَنيّ، وَلاَ لِقَوِيٍّ مُكْتَسِب " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامَينِ أَبي دَاوُدَ وَالنَّسَائِيِّ بِرَقْمَيْ: (1633، 2598)، وَفي مُشْكِلَةِ الْفَقْرِ وَالإِرْوَاء، وَفي الجَامِعِ بِرَقْم: 2299، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (92/ 3)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بِرَقْمَي: 17511، 22554]

وَكَأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَهُمَا بِذَلِك: أَنْتُمْ أَصِحَّاءوَالمَرْضَى أَحَقُّ بِهِ {ابْنُ الرُّومِي} وَعَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُه؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَمَا في بَيْتِكَ شَيْءٌ " 00؟ قَالَ بَلَى، حِلْسٌ ـ أَيْ كِسَاءٌ يُبْسَطُ عَلَى ظَهْرِ البَعِيرِ ـ نَلْبَسُ بَعْضَهُ وَنَبْسُطُ بَعْضَه، وَقَعْبٌ ـ أَيْ إِنَاء ـ نَشْرَبُ فِيهِ مِنَ المَاء، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ائْتِني بِهِمَا " 00 فَأَتَاهُ بِهِمَا، فَأَخَذَهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ وَقَال: " مَنْ يَشْتَرِي هَذَيْن " 00؟

قَالَ رَجُل: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَم، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَم " 00 مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثَاً 00؟ قَالَ رَجُل: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمَيْن، فَأَعْطَاهُمَا إِيَّاهُ وَأَخَذَ الدِّرْهَمَيْن، وَأَعْطَاهُمَا الأَنْصَارِيَّ وَقَال:" اشْتَرِ بِأَحَدِهمَا طَعَامَاً فَانْبِذْهُ إِلى أَهْلِك [أَيِ ادْفَعْهُ]، وَاشْتَرِ بِالآخَرِ قَدُومَاً فَأْتِني بِه " فَأَتَاهُ بِه، فَشَدَّ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُودَاً بِيَدِه ـ أَيْ وَضَعَ لِلقَدُومِ يَدَاً ـ ثُمَّ قَالَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اذْهَبْ فَاحْتَطِبْ وَبِعْ، وَلاَ أَرَيَنَّكَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمَا " 00 فَذَهَبَ الرَّجُلُ يَحْتَطِبُ وَيَبِيع، فَجَاءَ وَقَدْ أَصَابَ عَشْرَةَ دَرَاهِم، فَاشْتَرَى بِبَعْضِهَا ثَوْبَا، وَبِبَعْضِهَا طَعَامَا؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" هَذَا خَيرٌ لَكَ مِن أَنْ تجِيءَالمَسْأَلَةُ نُكْتَةً في وَجْهِكَ يَوْمَ القِيَامَة، إِنَّ المَسْأَلَةَ لاَ تَصْلُحُ إِلاَّ لِثَلاَثَة: لِذِي فَقْرٍ مُدْقِع، أَوْ لِذِي غُرْمٍ مُفْظِع، أَوْ لِذِي دَمٍ مُوجِع " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " 0 ص: (84/ 4)، وَالحَدِيثُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: 11724]

عَن أَبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلَينِ أَتَيَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلاَه؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اذْهَبَا إِلى هَذِهِ الشُّعُوبِ فَاحْتَطِبَا فَبِيعَاه " 00 فَذَهَبَا فَاحْتَطَبَا، ثُمَّ جَاءَا فَبَاعَا؛ فَأَصَابَا طَعَامَا، ثُمَّ ذَهَبَا فَاحْتَطَبَا أَيْضَاً فَجَاءَا، فَلَمْ يَزَالاَ حَتىَّ ابْتَاعَا ثَوْبَين، ثُمَّ ابْتَاعَا حِمَارَيْن، فَقَالاَ: قَدْ بَارَكَ اللهُ لَنَا في أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 00 أَيْ فيمَا أَمَرَنَا بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع ": وَفِيهِ بِشْرٌ بْنُ حَرْبٍ وَفِيهِ كَلاَمٌ وَقَدْ وُثِّق 0 ص: (94/ 3)، الإِمَامُ البزَّار]

مَسْأَلَةُ السُّلْطَانِ أَوِ الوَالي وَيَبْدُو أَنَّ الأَمْرَ فِيهِ مُنْدُوحَةٌ وَسَعَة؛ فَقَدْ جَاءتْ بِالتَّيْسِيرِ أَحَادِيثُ أُخَر، مِنهَا مَا أَجَازَ مَسْأَلَةَ المُلُوكِ وَالسَّلاَطِين، وَمِنهَا مَن حَدَّدَ الفَقْرَ بِأَنْ يَمْلِكَ مِنَ الدَّرَاهِمِ قُرَابَةَ الخَمْسِين، فَنَحْمَدُ اللهَ عَلَى هَذَا الدِّين؛ أَنَّهُ يَسِّرَ عَلَى فُقَرَاءِ المُسْلِمِين 0

عَنْ سَمْرَةَ بنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المَسَائِلُ كُدُوحٌ يَكْدَحُ بِهَا الرَّجُلُ وَجْهَه، فَمَنْ شَاءَ أَبْقَى عَلَى وَجْهِه، وَمَنْ شَاءَ تَرَك، إِلاَّ أَنْ يَسْأَلَ الرَّجُلُ ذَا سُلْطَانٍ، أَوْ في أَمْرٍ لاَ يَجِدُ مِنْهُ بُدَّا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ أَبي دَاوُدَ وَالنَّسَائِيِّ وَالتِّرْمِذِيِّ بِأَرْقَام: 1639، 2599، 681، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْ سَمْرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ المسْأَلَةَ كَدٌّ يَكُدُّ بِهَا الرَّجُلُ وَجْهَه ـ أَيْ يخْدِشُه ـ إِلاَّ أَنْ يَسْأَلَ الرَّجُلُ سُلطَانَا، أَوْ في أَمْرٍ لاَ بُدَّ مِنه " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانِيُّ في النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 2600، وَفي التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 681، وَفي الجَامِعِ بِرَقْم: 3710، وَهُوَ في الْكَنْزِ بِرَقْم: 16699] وَهَذَا طَبْعَاً إِنْ كَانَ السُّلْطَانُ عَادِلاً، وَأَمِنْتَ مِنَ الْفِتْنَةِ عَلَى نَفْسِك 0

رَوَى رَجُلٌ مِنْ بَني سُلَيْمٍ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِيَّاكُمْ وَأَبْوَابَ السُّلْطَان؛ فَإِنَّهُ قَدْ أَصْبَحَ صَعْبَاً هَبُوطَاً " 00 [أَيْ مُنحَدَرَاً تَزِلُّ فِيهِ الأَقْدَام 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (2672، 1253)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيّ] وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ سَكَنَ البَادِيَةَ جَفَا وَمَنِ اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ وَمَن أَتَى السُّلْطَانَ افْتَتَنَ

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ سَكَنَ البَادِيَةَ جَفَا، وَمَنِ اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَل، وَمَن أَتَى أَبْوَابَ السُّلْطَانِ افْتُتِن " 0 [صَحَّحَهُ أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3362، وَالأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِأَرْقَام: 6124، 1272، 2256] أَمَّا إِنْ قَدَّمَ السُّلْطَانُ إِلَيْكَ مَالاً؛ فَالأَمْرُ عَلَى مَا تَقَدَّم 00

عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن أَمْوَالِ السُّلْطَانِ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا آتَاكَ اللهُ مِنْهَا مِنْ غَيرِ مَسْأَلَةٍ وَلاَ إِشْرَافٍ فَكُلْهُ وَتَمَوَّلْه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 10440، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 27009 / إِحْيَاءُ التُّرَاث]

مِقْدَارُ الْغِنى الَّذِي لاَ تجُوزُ مَعَهُ المَسْأَلَة وَعَنْ سَيِّدِنَا عليٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: " مَنْ سَأَلَ مَسْأَلَةً عَنْ ظَهْرِ غِنىً اسْتَكْثَرَ بِهَا؛ فَإِنَّمَا هِيَ رَضْفَةٌ مِنْ رَضْفِ جَهَنَّم " 00 قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله، وَمَا ظَهْرُ غِنىً 00؟! قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " عَشَاءُ لَيْلَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيب بِرَقْم: 804، رَوَاهُ أَحْمَدُ بِرَقْم: 1256، وَالإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ، وَهُوَ في الْكَنْز: 17144]

وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَنْ كَانَ لَهُ قُوتُ ثَلاَثَةِ أَيَّام؛ لَمْ يحِلَّ لَهُ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ شَيْئَا " 0 [الدَّيْلَمِيُّ في مُسْنَدِهِ بِرَقْم: 5599، وَهُوَ في الكَنْزِ بِرَقْم: 16774] عَنْ سَهْلِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ سَأَلَ وَعِنْدَهُ مَا يُغْنِيه: فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّم "؛ قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ وَمَا يُغْنِيه؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قَدْرُ مَا يُغَدِّيهِ وَيُعَشِّيه " 00 وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى بِسَنَدٍ صَحِيحٍ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَنْ يَكُونَ لَهُ شِبْعُ يَوْمٍ وَلَيْلَة " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُد، وَقَالَ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ الْبُخَارِيّ]

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ سَأَلَ النَّاسَ وَلَهُ مَا يُغْنِيه؛ جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَمَسْأَلَتُهُ في وَجْهِهِ خُمُوش، أَوْ خُدُوشٌ، أَوْ كُدُوح " 00 قِيلَ يَا رَسُولَ الله، وَمَا يُغْنِيه 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " خَمْسُونَ دِرْهَمَاً أَوْ قِيمَتُهَا مِنَ الذَّهَب " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ بِأَرْقَام: 1626، 2592، 650، 1840، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 4440]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ سَأَلَ وَلَهُ أَرْبَعُونَ دِرْهَمَاً فَهُوَ المُلْحِف " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (11227)، كَمَا صَحَّحَهُ في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: 2594] عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ سَأَلَ وَلَهُ قِيمَةُ أُوقِيَّة؛ فَقَدْ أَلْحَف " 0 وَكَانَتِ الأُوقِيَّةُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعِينَ دِرْهَمَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 11228، وَحَسَّنَهُ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 1628] الأُوقِيَّةُ: أَرْبَعُونَ دِرْهَمَاً فِضَّة، وَوَزْنُ دِرْهَمِ الْفِضَّة: ثَلاَثُ جِرَامَات 0

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ اسْتَغْنى أَغْنَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ، وَمَنْ اسْتَعَفَّ أَعَفَّهُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ، وَمَنْ اسْتَكْفَى كَفَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ، وَمَنْ سَأَلَ وَلَهُ قِيمَةُ أُوقِيَّة؛ فَقَدْ أَلحَف " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 10971، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 2595، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] عَن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَني أَسَدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ سَأَلَ وَلَهُ أُوقِيَّةٌ أَوْ عَدْلُهَا: فَقَدْ سَأَلَ إِلْحَافَاً " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 16411]

عَن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَني أَسَدٍ قَال: " نَزَلْتُ أَنَا وَأَهْلِي بِبَقِيعِ الْغَرْقَد، فَقَالَ لي أَهْلِي: اذْهَبْ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلْهُ لَنَا شَيْئَاً نَأْكُلُه، فَجَعَلُوا يَذْكُرُونَ مِن حَاجَتِهِمْ؛ فَذَهَبْتُ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدْتُ عِنْدَهُ رَجُلاً يَسْأَلُه، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " لاَ أَجِدُ مَا أُعْطِيك "؛ فَتَوَلَّى الرَّجُلُ عَنهُ وَهُوَ مُغْضَبٌ وَهُوَ يَقُول: لَعَمْرِي إِنَّكَ لَتُعْطِي مَنْ شِئْت؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَغْضَبُ عَلَيَّ أَنْ لاَ أَجِدَ مَا أُعْطِيه، مَنْ سَأَلَ مِنْكُمْ وَلَهُ أُوقِيَّةٌ أَوْ عِدْلُهَا فَقَدْ سَأَلَ إِلحَافَا " 0

فَقُلْتُ: لَلِقْحَةٌ لَنَا خَيرٌ مِن أُوقِيَّة؛ فَرَجَعْتُ وَلَمْ أَسْأَلْهُ؛ فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ شَعِيرٌ وَزَبِيب، فَقَسَمَ لَنَا مِنهُ حَتىَّ أَغْنَانَا اللهُ جَلَّ وَعَلاَ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ وَالنَّسَائِيِّ بِرَقْمَيْ: 1627، 2596]

وَتَأْتي هَذِهِ الأَقْوَالِ لأَئِمَّتِنَا وَفُقَهَائِنَا وَالَّتي سَاقَهَا الإِمَامُ التِّرْمِذِيّ؛ في قِمَّةِ التَّيْسِيرِ في هَذَا الصَّدَد: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ وَالإِمَامُ أَحْمَدُ وَإِسْحَاق: " إِذَا كَانَ عِنْدَ الرَّجُلِ خَمْسُونَ دِرْهَمَاً لَمْ تَحِلَّ لَهُ الصَّدَقَة، وَوَسَّعَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ في هَذَا وَقَالُواْ: إِذَا كَانَ عِنْدَهُ خَمْسُونَ دِرْهَمَاً أَوْ أَكْثَرُ وَهُوَ محْتَاج؛ فَلَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنَ الزَّكَاة، وَهُوَ قَوْلُ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ وَغَيْرِهِ مِن أَهْلِ الفِقْهِ وَالعِلْم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 650]

المُؤْمِنُ يَشْكُو إِلى اللهِ وَالْكَافِرُ يَشْكُو مِنَ الله فَمَنِ افْتَقَرَ إِلى النَّاسِ أَفْقَرَهُ اللهُ وَمَنِ اسْتَغْنى عَنِ النَّاسِ أَغْنَاهُ الله 0 عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاس؛ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُه، وَمَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بالله؛ فَيُوشِكُ اللهُ لَهُ بِرِزْقٍ عَاجِلٍ أَوْ غِنىً آجِل " 00 يُوشِكُ هُنَا: أَيْ يُسْرِع؛ مِنْ وَشِيكَاً 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 6566، 2787، وَصَحَّحَهُ أَيْضَاً في المِشْكَاةِ وَالتَّرْغِيب، وَصَحَّحَهُ في سُنَنيِ التِّرْمِذِيِّ وَأَبي دَاوُدَ بِرَقْمَيْ: 2326، 1645، كَمَا صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3696]

المَسْأَلَةُ وَمَتى تجُوزُ لِغَيرِ الفَقِير عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ مخَارِقٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " تحَمَّلْتُ حَمَالَةً ـ أَيْ تحَمَّلَ غُرْمَاً ثَقِيلاً في فَضِّ نزَاعٍ مَا ـ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْأَلُهُ فِيهَا 00؟

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَقِمْ حَتىَّ تَأْتِيَنَا الصَّدَقَةُ فَنَأْمُرَ لَكَ بهَا " 00 ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا قَبِيصَة، إِنَّ المَسْأَلَةَ لاَ تحِلُّ إِلاَّ لأَحَدِ ثَلاَثَة: رَجُلٍ تَحَمَّلَ حَمَالَةً فَحَلَّتْ لَهُ المَسْأَلَة، حَتىَّ يُصِيبَهَا ثمَّ يُمْسِك ـ أَيْ ثُمَّ يُقْلِعُ عَنِ المَسْأَلَةِ إِذَا جَمَعَ مَا يَكْفِيه ـ وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ جَائِحَة ـ أَيْ مُصِيبَة ـ اجْتَاحَتْ مَالَهُ فَحَلَّتْ لَهُ المَسْأَلَة، حَتىَّ يُصِيبَ قِوَامَاً مِن عَيْش، أَوْ قَالَ سِدَادَاً مِن عَيْش، وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ فَاقَة ـ أَيْ حَاجَةٌ وَفَقْر ـ حَتىَّ يَقُولَ ثَلاَثَةٌ مِنْ ذَوِي الحِجَا مِنْ قَوْمِهِ ـ أَيْ مِنْ ذَوِي العُقُول ـ لَقَدْ أَصَابَتْ فُلاَنَاً فَاقَةٌ؛ فَحَلَّتْ لَهُ المَسْأَلَة، حَتىَّ يُصِيبَ قِوَامَاً مِن عَيْش، أَوْ قَالَ سِدَادَاً مِن عَيْش، فَمَا سِوَاهُنَّ مِنَ المَسْأَلَةِ يَا قَبِيصَة؛ سُحْتَاً يَأْكُلُهَا صَاحِبُهَا " [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1044 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيِّ صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لاَ تحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنيٍّ إِلاَّ لخَمْسَة: لِعَامِلٍ عَلَيْهَا، أَوْ لِغَازٍ في سَبِيلِ الله، أَوْ لِغَنيٍّ اشْتَرَاهَا بِمَالِه، أَوْ فَقِيرٍ تُصُدِّقَ عَلَيْهِ فَأَهْدَاهَا لِغَنيّ، أَوْ غَارِم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1841] حَثُّ الفَقِيرِ عَلَى قَبُولِ الصَّدَقَةِ مَا دَامَ محْتَاجَا عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَا الَّذِي يُعْطِي مِنْ سَعَة؛ بِأَعْظمَ أَجْرَاً مِنَ الَّذِي يَقْبَل، إِذَا كَانَ محْتَاجَاً " 0 [ضَعَّفَهُ الأَلبَانيُّ في " التَّرْغِيب " بِرَقْم: (505)، وَالطَّبرَانيُّ في " الكَبِيرِ "، وَفي " الكَنْزِ " بِرَقْم: 16659]

وَرَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَن أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى أَنَّهُ قَال: " المَسْأَلَةُ لِلمُضْطَرّ؛ أَلاَ تَرَى إِلى نَبيِّ اللهِ مُوسَى وَصَاحِبِهِ كَيْفَ اسْتَطْعَمَا أَهْلَ القَرْيَة " 00؟! [الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " بِرَقْم: 3531] يَقُولُ ابْنُ القَيِّم، في كِتَابِهِ القَيِّم / عُدَّةُ الصَّابِرِين؛ عَمَّنْ تَرَكَ المًسْأَلَةَ رَغْمَ شِدَّةِ حَاجَتِه: " وَقَالَ كَثِيرٌ مِن أَصْحَابِ أَحْمَدَ وَالشَّافِعِيّ: يجِبُ عَلَيْهِ المَسْأَلَةُ وَإِنْ لَمْ يَسْأَلْ كَانَ عَاصِيَا؛ لأَنَّ المَسْأَلَةَ تَتَضَمَّنُ نجَاتَهُ مِنَ التَّلَف " [ابْنُ القَيِّمِ في " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِينَ " بِالبَابِ الثَّامِن 0 طَبْعَةِ دَارِ الكُتُبِ العِلمِيَّة 0 بَيرُوت: 22/ 1]

وَسُبْحَانَ اللهِ العَظِيم، إِذَا جَازَ أَكْلُ المَيْتَةِ وَأَكْلُ لَحْمِ الخِنْزِيرِ لِلمُضْطَرِّ وَذِي الحَاجَة؛ فَكَيْفَ لاَ تجُوزُ المَسْأَلَة 00؟! فَمَا الفَقْرُ عَيْبَاً مَا تجَمَّلَ أَهْلُهُ * وَلَمْ يَسْأَلُواْ إِلاَّ مُدَاوَاةَ دَائِهِ وَمَا العَيْبُ إِلاَّ عَيْبُ مَنْ يَمْلِكُ الغِنى * وَيَمْنَعُ أَهْلَ الفَقْرِ فَضْلَ رِدَائِهِ {ابْنُ الرُّومِيّ، كَمَا نُسِبَا أَيْضَاً لِلبُحْتُرِيّ}

مَاذَا تَفْعَلُ إِذَا قُدِّمَتْ لَكَ صَدَقَةٌ وَأَنْتَ غَيرُ محْتَاجٍ إِلَيْهَا عَن عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن عَرَضَ لَهُ شَيْءٌ مِنْ هَذَا الرِّزْقِ مِنْ غَيرِ مَسْأَلَةٍ وَلاَ إِشْرَاف؛ فَلْيُوَسِّعْ بِهِ في رِزْقِه، فَإِنْ كَانَ عَنْهُ غَنِيَّا؛ فَلْيُوَجِّهْهُ إِلى مَنْ هُوَ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنْه " 0 [قَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: 101/ 3، رَوَاهُ الإِمَامَانِ الطَّبرَانيُّ وَأَحْمَد] وَعَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِذَا آتَاكَ مَا لَمْ تَسْأَلْهُ وَلَمْ تَشْرَهْ إِلَيْهِ نَفْسُكَ فَاقْبَلْهُ؛ فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ إِلَيْك " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 256، 1187، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ وَابْنُ حِبَّان، وَهُوَ في الْكَنْزِ بِرَقْم: 16817]

وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن آتَاهُ اللهُ مِن هَذَا المَالِ شَيْئَاً مِن غَيرِ أَنْ يَسْأَلَه؛ فَلْيَقْبَلْهُ؛ فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7908، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (10865)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

عَنْ خَالِدِ بْنِ عَدِيٍّ الجُهَنيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ جَاءَهُ مِن أَخِيهِ مَعْرُوفٌ مِن غَيْرِ إِشْرَافٍ وَلاَ مَسْأَلَةٍ: فَلْيَقْبَلْهُ وَلاَ يَرُدَّه؛ فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْه " [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ ِ بِرَقْم: 24009/ 11، وَالإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ بِرَقْم: 848]

وَعَنِ المُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ المَخْزُومِيِّ؛ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ؛ بَعَثَ إِلىَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا بِنَفَقَةٍ وَكِسْوَة، فَقَالَتْ لِلرَّسُول: إِنِّي يَا بُنيَّ لاَ أَقْبَلُ مِن أَحَدٍ شَيْئَا، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ: رُدُّوهُ عَلَيّ، فَرَدُّوه؛ فَقَالَتْ: إِنِّي ذَكَرْتُ شَيْئَاً قَالَهُ لي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، قَال: " يَا عَائِشَة، مَن أَعْطَاكِ عَطَاءً بِغَيرِ مَسْأَلَةٍ فَاقْبَلِيه؛ فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ عَرَضَهُ اللهُ لَكِ " [ضَعَّفَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (100/ 3)، وَالحَدِيثُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: 23959]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّعْدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ؛ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في خِلاَفَتِه، فَقَالَ لَهُ عُمَر: أَلَمْ أُحَدَّثْ أَنَّكَ تَليَ مِن أَعْمَالِ النَّاسِ أَعْمَالاَ، فَإِذَا أُعْطِيتَ العُمَالَةَ ـ أَيِ الأُجْرَةَ ـ كَرِهْتَهَا 00؟ فَقُلْتُ بَلَى، فَقَالَ عُمَر: فَمَا تُرِيدُ إِلى ذَلِك 00؟!

قُلْتُ: إِنَّ لي أَفْرَاسَاً وَأَعْبُدَاً وَأَنَا بخَير، وَأُرِيدُ أَنْ تَكُونَ عُمَالَتي صَدَقَةً عَلَى المُسْلِمِين، قَالَ عُمَر: لاَ تَفْعَلْ؛ فَإِني كُنْتُ أَرَدْتُ الَّذِي أَرَدْتَ؛ فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِيني العَطَاءَ فَأَقُول: أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنيِّ، حَتىَّ أَعْطَاني مَرَّةً مَالاَ، فَقُلْتُ أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنيِّ، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " خُذْهُ فَتَمَوَّلْهُ وَتَصَدَّقْ بِه، فَمَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا المَالِ وَأَنْتَ غَيرُ مُشْرِفٍ وَلاَ سَائِل؛ فَخُذْهُ، وَإِلاَّ؛ فَلاَ تُتْبِعْهُ نَفْسَك " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقم: (7164)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ عَبْدِ البَاقِي بِرَقْم: 1045]

وَعَنِ ابْنِ السَّعْدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً قَال: " اسْتَعْمَلَني عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَلَى الصَّدَقَة، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْهَا وَأَدَّيْتُهَا إِلَيْه؛ أَمَرَ لي بِعُمَالَة ـ أَيْ بِأُجْرَة ـ فَقُلْتُ: إِنَّمَا عَمِلْتُ للهِ وَأَجْرِيَ عَلَى الله، فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: خُذْ مَا أُعْطِيت؛ فَإِني عَمِلْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَمَّلَني ـ أَيْ أَعْطَاني عُمَالَةً ـ فَقُلْتُ مِثْلَ قَوْلِك، فَقَالَ لي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِذَا أُعْطِيتَ شَيْئَاً مِنْ غَيْرِ أَنْ تَسْأَل؛ فَكُلْ وَتَصَدَّقْ " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: (1045)، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 17156]

وَعَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً أَنَّهُ قَال: " أَرسَلَ إِليَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمَالٍ فَرَدَدْتُهُ، فَلمَّا جِئْتُهُ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تَرُدَّ مَا أَرسَلْتُ بِهِ إِلَيْك " 00؟! قلتُ: يَا رَسُولَ الله، أَلَيْسَ قَدْ قُلْتَ لي أَنْ لاَ تَأْخُذَ مِنَ النَّاسِ شَيْئَا 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنما ذَاكَ أَنْ لاَ تَسْأَل، وَأَمَّا مَا جَاءَكَ مِن غَيرِ مَسْأَلَة؛ فَإِنَّما هُوَ رِزْق رَزَقَكَهُ الله "

[وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (100/ 3)، وَحَسَّنَهُ وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " التَّرْغِيب " بِرَقْم: (847)، وَأَخْرَجَهُ الإِمَامُ البَيهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " بِرَقْم: (3546)، وَأَبُو يَعْلى، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 17150] وَرِزْقٌ رَزَقَكَهُ الله: أَيْ وَهَبَهُ لَك 0 وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَعْطَى سَعِيدَ بْنَ عَامِرٍ أَلْفَ دِينَار، فَقَالَ لاَ حَاجَةَ لي فِيهَا، أَعْطِ مَن هُوَ أَحوَجُ إِلَيْهِا مِنيِّ، فَقَالَ عُمَر: عَلَى رِسْلِكَ حَتىَّ أُحَدِّثَكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ثُمَّ إِنْ شِئْتَ فَاقْبَلْ وَإِنْ شِئْتَ فَدَعْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:

" مَن أُعْطِيَ شَيْئَاً عَلَى غَيرِ سُؤَال، وَلاَ اسْتِشْرَافِ نَفْس؛ فَإِنَّهُ رِزْقٌ مِنَ اللهِ فَلْيَقْبَلْهُ وَلاَ يَرُدَّه " فَقَالَ سَعِيد: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ الله؟ قَالَ نَعَمْ، فَقَبِلَه " 00!! [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " التَّرْغِيب " بِرَقْم: (848)، وَفي " الصَّحِيحِ " بِنَحْوِهِ، وَهُوَ في " الكَنزُ " بِرَقم: 17155] عَنِ القَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ قَال: " كَتَبَ عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ إِلى ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَنِ ارْفَعْ إِلَيَّ حَاجَتَك؛ فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُول: " إِنَّ اليَدَ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُول " 0 وَلَسْتُ أَسْأَلُكَ شَيْئَاً، وَلاَ أَرُدُّ رِزْقَاً رَزَقَنِيهِ اللهُ مِنْك " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 4474، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

وَلاَ غَرَابَةَ فَمَنْ تَأَمَّلَ فِقْهَ عُمَر؛ لَمْ يَتَعَجَّبْ مِنْ فِقْهِ ابْنِ عُمَر 00 وَيَنْشَأُ نَاشِئُ الفِتْيَانِ مِنَّا * عَلَى مَا كَانَ عَوَّدَهُ أَبُوهُ {أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيّ} قَالَ شَقِيقٌ البَلْخِيُّ لإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَم، حِينَ قَدِمَ عَلَيْهِ مِن خُرَاسَان: كَيْفَ تَرَكْتَ الفُقَرَاءَ مِن أَصْحَابِك 00؟ قَال: تَرَكْتُهُمْ؛ إِن أُعْطُواْ شَكَرُواْ، وَإِنْ مُنعُواْ صَبرُواْ، وَظَنَّ أَنَّهُ لَمَّا وَصَفَهُمْ بِتَرْكِ السُّؤَال؛ قَدْ أَثْنى عَلَيْهِمْ غَايَةَ الثَّنَاء، فَقَال شَقِيق: هَكَذَا تَرَكْتُ كِلاَبَ بَلْخ ـ أَيْ بَلَدِه ـ فَقَالَ لهُ إِبْرَاهِيم: فَكَيْفَ تَرَكْتَ الفُقَرَاءَ عِنْدَكُمْ يَا شَقِيق 00؟!

قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: الفُقَرَاءُ عِنْدَنَا؛ إِنْ مُنِعُواْ شَكَرُواْ، وإِن أُعْطُواْ آثَرُواْ ـ أَيْ قَبِلُواْ مَا أُعْطُوهُ وَتَصَدَّقُواْ بِهِ عَلَى أَفْقَرَ مِنهُمْ ـ فَقَبَّلَ إِبْرَاهِيمُ رَأْسَهُ وَقَال: صَدَقْتَ يَا أُسْتَاذِي 00!! [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 بَابُ أَحْوَالُ السَّائِلِين: 1573] نمَاذِجُ مِن عِفَّةِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ أَجْمَعِين وَعَن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ سَبْعَة، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَلاَ تُبَايِعُونَ رَسُولَ الله "؟

ـ وَكُنَّا حَدِيثي عَهْدٍ بِبَيْعَة ـ فَقُلنَا: قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ الله، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَلاَ تُبَايِعُونَ رَسُولَ الله " 00؟! فَبَسَطْنَا أَيْدِيَنَا وَقُلنَا: قَد بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ الله، فَعَلاَمَ نُبَابِعُك 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " عَلَى أَنْ تعْبُدُواْ اللهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شيْئَا، وَالصَّلَوَاتِ الخَمْسِ وَتُطِيعُواْ " 00 وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً: " وَلاَ تَسْأَلواْ النَّاسَ شَيْئَاً " 00 يَقُولُ عَوْف: فَلَقَد رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أَحَدِهِمْ فَمَا يَسْأَلُ أَحَدَاً يُنَاولَهُ إِيَّاه " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في " نُسْخَةِ عَبْدِ البَاقِي " بِرَقم: 1043]

عَن أَبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ دَعَاهُ فَقَال: " هَلْ لَكَ إِلى بَيْعَةٍ وَلَكَ الجَنَّة " 00؟ قُلْتُ نَعَمْ، وَبَسَطْتُ يَدِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَشْتَرِطُ عَلَيّ: أَنْ لاَ تَسْأَلَ النَّاسَ شَيْئَا، قُلْتُ نَعَمْ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَلاَ سَوْطَكَ إِنْ يَسْقُطْ مِنْك، حَتىَّ تَنْزِلَ إِلَيْهِ فَتَأْخُذَه " 0 [وَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ ص: (92/ 3)، وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (7307)، رَوَاهُ أَحْمَدُ بِرَقْم: 20998] وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَة

وَتَأَمَّلْ مَوْقِفَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَار ـ وَمَا أَرْوَعَ المَوْقِفَين ـ كَيْفَ كَانَ الأَنْصَارِيُّ يَأْتي بِمَالِهِ وَيُقَسِّمُهُ إِلى شَطْرَيْن، وَيَقُولُ لأَخِيهِ المُهَاجِر: خُذْ أَحَبَّهُمَا إِلَيْك، وَيخيرُهُ بَين زَوْجَاتِهِ وَيَقُولُ لَه: انْظُرْ خَيرَهُنَّ أُطَلِّقُهَا لَكَ فَتَتَزَوَّجُهَا بَعْدَ انْقِضَاءِ عِدَّتهَا، فَمَا يَكُونُ مِنَ المُهَاجِرِ إِلاَّ أَنْ يجِيبَهُ ـ وَالعِفَّةُ تَتَجَلَّى في أَسْمَى مَعَانِيهَا: بَارَكَ اللهُ لَكَ يَا أَخِي في مَالِكَ وَفي أَهْلِك، وَلَكِنْ دُلَّني عَلَى السُّوق!! مِن أَجْلِ ذَلِكَ كَانَ الحدِيثُ العَظِيمُ الَّذِي قَالَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذَلِكَ لِلمُهَاجِرِين:

عَنِ الفَارُوقِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلى اللهِ وَرَسُولِه؛ فَهِجْرَتُهُ إِلى اللهِ وَرَسُولِه، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لدُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا؛ فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إِلَيْه " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقم: (54)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في " نُسْخَةِ عَبْدِ البَاقِي " بِرَقم: 1907]

عِفَّةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ المَدِينَة؛ فَآخَى النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيّ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُنَاصِفَهُ أَهْلَهُ وَمَالَه؛ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَن: بَارَكَ اللهُ لَكَ في أَهْلِكَ وَمَالِك، دُلَّني عَلَى السُّوق، فَرَبحَ شَيْئَاً مِن أَقِطٍ وَسَمْن، فَرَآهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَيَّامٍ وَعَلَيْهِ وَضَرٌ مِنْ صُفْرَة ـ صِبْغٌ كَالحِنَّاء ـ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَهْيمْ يَا عَبْدَ الرَّحْمَن "؟ [أَيْ مَا الخَبر 00؟]

قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَا رَسُولَ الله، تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَار، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَمَا سُقْتَ فِيهَا " 00؟ فَقَال: وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَب؛ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَوْلِمْ، وَلَوْ بِشَاةٍ " [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: 5072]

عَن إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا قَدِمُواْ المَدِينَة؛ آخَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَينَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَعْدِ بْنِ الرَّبِيع، قَالَ ـ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيع ـ لِعَبْدِ الرَّحْمَن: إِني أَكْثَرُ الأَنْصَارِ مَالاَ؛ فَأَقْسِمُ مَالي نِصْفَين، وَليَ امْرَأَتَان؛ فَانْظُرْ أَعْجَبَهُمَا إِلَيْكَ فَسَمِّهَا لي أُطَلِّقْهَا، فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا فَتَزَوَّجْهَا، قَالَ ـ أَيْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْف: بَارَكَ اللهُ لَكَ في أَهْلِكَ وَمَالِك، أَيْنَ سُوقُكُمْ 00؟

فَدَلُّوهُ عَلَى سُوقِ بَني قَيْنُقَاع، فَمَا انْقَلَبَ إِلاَّ وَمَعَهُ فَضْلٌ مِن أَقِطٍ وَسَمْن، ثمَّ تَابَعَ الغُدُوّ، ثمَّ جَاءَ يَوْمَاً وَبِهِ أَثَرُ صُفْرَة؛ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَهْيمْ " 00؟ قَالَ تَزَوَّجْت، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " كَمْ سُقْتَ إِلَيْهَا " 00؟ قَالَ نَوَاةً مِنْ ذَهَب، أَوْ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَب " [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: 3780]

عِفَّةُ أَبي سَعِيدٍ الخدْريِّ عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ الله، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ الله، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيرَاً وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1469 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1053 / عَبْدُ البَاقِي]

عِفَّةُ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاص عَن عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبي وَقَّاصٍ في إِبِلِه؛ فَجَاءهُ ابْنُهُ عُمَر، فَلَمَّا رَآهُ سَعْدٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الرَّاكِب، فَنَزَلَ فَقَالَ لَه: أَنَزَلْتَ في إِبِلِكَ وَغَنَمِكَ وَتَرَكْتَ النَّاسَ يَتَنَازَعُونَ المُلْكَ بَيْنَهُمْ 00؟! فَضَرَبَ سَعْدٌ في صَدْرِهِ فَقَال: اسْكُتْ؛ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِنَّ اللهَ يُحِبُّ العَبْدَ التَّقِيَّ الغَنيَّ الخَفِيّ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2965 / عَبْد البَاقِي]

عِفَّةُ ثَوْبَانَ الصَّحَابيّ وَعَنْ ثَوبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ يَتَكَفلُ لي أَنْ لاَ يَسْأَلَ النَّاسَ شَيْئَا؛ وَأَتَكَفَّلُ لَهُ بِالجَنَّة " 00؟ فَقَالَ ثَوْبَان: أَنَا يَا رَسُولَ الله؛ فَكَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لاَ يَسْأَلُ النَّاسَ شَيْئَا " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبانيُّ في " صَحِيحِ الجَامِع " بِرَقْم: (11550)، وَفي " سُنَنِ أَبي دَاوُد " بِرَقْم: 1643] وَفي رِوَايَةٍ عَنْ ثَوبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ يَتَكَفلُ لي أَنْ لاَ يَسْأَلَ النَّاسَ شَيئَا؛ وَأَتَكَفَّلُ لَهُ بِالجَنَّة " 00؟

فَقَالَ ثَوْبَان: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَكَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لاَ يَسْأَلُ النَّاسَ شَيْئَا، حَتىَّ أَنَّ السَّيِّدَةَ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُول: تَعَاهَدُواْ ثَوْبَان؛ فَإِنَّهُ لاَ يَسْأَلُ أَحَدَاً شَيْئَا، وَكَانَ يَسْقُطُ مِنهُ العَصَا وَالسِّوَاك؛ فَلاَ يَسْأَلُ أَحَدَاً أَنْ يُنَاوِلَهُ إِيَّاه، حَتىَّ يَنزِلَ فَيَأْخُذَه " 0 [الإِمَامُ البَيْهَقِيّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " بِرَقْم: (3521] وَفي رِوَايَةٍ عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " فَكَانَ ثَوْبَانُ يَقَعُ سَوْطُهُ وَهُوَ رَاكِبٌ؛ فَلاَ يَقُولُ لأَحَدٍ نَاوِلْنِيه، حَتىَّ يَنْزِلَ فَيَأْخُذَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1837]

كَذَاكَ أَخْلاَقُهُمْ كانَتْ وَما عُهِدَتْ * بَعْدَ النُّبُوَّةِ أَخْلاَقٌ تحَاكِيهَا رَبَّاهُمُ المُصْطَفَى وَاللهُ أَدَّبهُمْ * مَا أَقْبَحَ النَّفْسَ إِنْ فَقَدَتْ مُرَبِّيهَا {حَافِظ إِبْرَاهِيم} عِفَّةُ الفَرَزْدَقِ الشَّاعِر وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ المُهَلَّب: " مَا رَأَيْتُ أَعَفَّ وَلاَ أَشْرَفَ مِنَ الفَرَزْدَق؛ هَجَاني مَلِكَاً، وَمَدَحَني سُوقَة " 0 [ابْنُ سَلاَّمِ الجُمَحِيُّ بِنَحْوِهِ في " طَبَقَاتِ فُحُولِ الشُّعَرَاء " طَبْعَةِ جَدَّة، تَحْقِيقِ الأُسْتَاذ / محْمُود شَاكِر 0 ص: 346/ 2] أَيْ هَجَانِي وَأَنَا مَلِك، وَمَدَحَني وَأَنَا وَاحِدٌ مِن عَامَّةِ الرَّعِيَّة 00 أَيْ بَعْدَ عَزْلي؛ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى عِفَّةِ الفَرَزْدَقِ وَشَجَاعَتِة 00!! الشَّاعِرُ الَّذِي لِعِفَّتِهِ تَمَنى رَسُولُ اللهِ أَنْ يَرَاه

وَلاَ يَفُوتُنَا قَوْلُ عَنْتَرَةَ الَّذِي أُعْجِبَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ يُرَدِّدُه: وَلَقَدْ أَبِيتُ عَلَى الطِّوَى مُسْتَعْفِفَاً * حَتىَّ أَنَالَ بِهِ كَرِيمَ المَطْعَمِ يخبرْكِ مَنْ شَهِدَ الوَقِيعَةَ أَنَّني * أَغْشَى الوَغَى وَأَعَفُّ عِنْدَ المَغْنَمِ فَأَرَى مَغَانِمَ لَوْ أَشَاءُ غَنِمْتُهَا * فَيَصُدُّني عَنهَا الحَيَا وَتَكَرُّمِي حَتىَّ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَا وُصِفَ لي أَعْرَابِيٌ قَطُّ فَأَحْبَبْتُ أَن أَرَاه؛ إِلاَّ عَنْتَرَة " 0 [الأَصْفَهَانيُّ في كِتَابِ " الأَغَاني " بِطَبْعَةِ دَارِ الفِكْر 0 بَيرُوت 0 ص: 250/ 8] إِنَّهُ العَفَافُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الأَفَاضِل، وَهَذِهِ الأَبْيَاتُ ذَكَّرَتْني بِأَبْيَاتٍ أُخَرَ يَقُولُ صَاحِبُهَا:

أَمَا وَالَّذِي لاَ يَعْلَمُ الغَيْبَ غَيْرُهُ * وَيحيى رُفَاتَ العَظْمِ وَهْوَ رَمِيمُ لَكَمْ مِنْ لَيَالٍ بِتُّ فِيهِنَّ طَاوِيَاً * مخَافَةَ يَوْمَاً أَنْ يُقَالَ لَئِيمُ {حَاتِمٌ الطَّائِيُّ بِتَصَرُّف} وَطَاوِيَاً أَيْ جَائِعَاً؛ مِنَ الطِّوَى، وَهُوَ الجُوع 00 حِوَارٌ بَينَ الأَغْنِيَاءِ وَالأَغْبِيَاء اخْتَصَمَ غَنيٌّ وَغَبيٌّ حَوْلَ قَضِيَّةِ الرِّزْق، فَدَارَ بَيْنَهُمَا الحُوَارُ التَّالي: الغَبيّ: لِمَ تَبْخَلُ بِمَا آتَاكَ اللهُ عَلَى عبَادِ الله 00؟! الغَنيّ: أَيَرْزُقُني اللهُ وَحْدِي أَمْ يَرْزُقُكَ كَمَا يَرْزُقُني 00؟ الغَبيّ: يَرْزُقُني كَمَا يَرْزُقُكَ 00 الغَنيّ: فَلِم تَطْمَعُ في رِزْقِ غَيرِكَ وَعِنْدَكَ رِزْقُك 00؟!! لاَ تغْضَبَنَّ عَلَى امْرِئٍ * مَنَعَ الَّذِي مَلَكَتْ يَدَيْه

وَاغْضَبْ عَلَى الطَّمَعِ الَّذِي * أَغْرَى بِعَيْنِكَ مَا لَدَيْه {أَبُو العَتَاهِيَة 0 بِتَصَرُّف} وَهَذَا بِالطَّبْعِ لَيْسَ تَعَاطُفَاً مَعَ الأَغْنِيَاءِ الأَغْبِيَاء، الَّذِينَ لاَ يُؤَدَّونَ زَكَاةَ أَمْوَالهِمْ، ثُمَّ يَتَبرَّمُونَ بِكَثْرَةِ السَّائِلِين 00 فَالفَقِيرُ نُطَالِبُهُ بِالحَيَاء، وَالغَنيُّ نُطَالِبُهُ بِالسَّخَاء 00 فَإِنْ رُزِئْتَ فَلاَ تَرْكَن إِلى أَحَدِ * وَإِنْ رُزِقْتَ فَلاَ تَفْخَرْ عَلَى أَحَدِ الإِسْلاَمُ وَظَاهِرَةُ التَّسَوُّل عَن عَائِذِ بْنِ عَمْروٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لَوْ تَعْلَمُونَ مَا في المَسْأَلَة؛ مَا مَشَى أَحَدٌ إِلى أَحَدٍ يَسْأَلُهُ شَيْئَا " 0

[حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: (2586)، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 17721] عَن عَائِذِ بْنِ عَمْروٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه؛ لَو تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ في المَسْألَة؛ مَا سَأَلَ رَجُلٌ رَجُلاً؛ وَهْوَ يجِدُ لَيْلَةً تُبَيِّتُه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: (20123)، كَمَا في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 16790] وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ يَعْلَمُ صَاحِبُ المَسْأَلَةِ مَا لَهُ فِيهَا لَمْ يَسْأَلْ " 0

[صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 5342، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: فِيهِ قَابُوسٌ وَفِيهِ كَلاَمٌ وَقَدْ وُثِّق: 93/ 3، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ] وَعَن أَبى سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَسِّمُ ذَهَبَا؛ إِذْ جَاءهُ رَجُلٌ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ أَعْطِني؛ فَأَعْطَاه، ثُمَّ قَالَ زِدْني، فَزَادَهُ مِرَارَا، ثُمَّ وَلَّى مُدْبِرَا؛ فَقَالَ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ الرجُلَ لَيَأْتِيني فَيَسْأَلُني فَأُعْطِيه، ثُمَّ يَسْأَلُني فَأُعْطِيه، ثُم يُوَلِّي مُدْبِرَاً وَقَدْ أَخَذَ بِيَدِهِ نَارَا، وَوَضَعَ في ثَوْبِهِ نَارَا، وَانْقَلَبَ إِلى أَهْلِهِ بِنَار " 0

[صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في " التَّرْغِيب " بِرَقْم: (843)، ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِي، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 17122] وَأَخْتِمُ أَقْوَالَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مَسْأَلَةِ بَعْضِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الحَدِيث: عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَسْأَلُني الشَّيْءَ فَأَمْنَعُهُ؛ حَتىَّ تَشْفَعُواْ فَتُؤْجَرُواْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (2502)، كَمَا صَحَّحَهُ في سُنَنِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: (2557)، رَوَاهُ الطَّبَرَانيّ] اليَدُ العُلْيَا خَيرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى

وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " اليَدُ العُلْيَا خَيرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، فَاليَدُ العُلْيَا هِيَ المُنْفِقَة، وَالسُّفْلَى هِيَ السَّائِلَة " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقم: 1429، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في " نُسْخَةِ عَبْدِ البَاقِي " بِرَقم: 1033] وَعَن أَبى سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله، وَمَنْ يَسْتَعِفَّ يُعِفَّهُ الله، وَاليَدُ العُليَا خَيرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وَلاَ يَفْتَحُ أَحَدٌ بَابَ مَسْأَلَة؛ إِلاَّ فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْر " 0 [صَحَّحَ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانِيُّ مَعْنَاهُ في " صَحِيحِ الجَامِعِ " بِرَقْم: (5646)، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 16780]

وَعَنْ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الأَيْدِي ثَلاَثَة: فَيَدُ اللهِ العُلْيَا، وَيَدُ المُعْطِي الَّتي تَلِيهَا، وَيَدُ السَّائلِ السُّفْلَى " 0 [وَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: 97/ 3، وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ أَبي دَاوُد: 1649، رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَهُوَ في الكَنْز: 17667]

مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ الله، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اليَدُ العُليَا خَيرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُول، وَخَيرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنىً ـ أَيْ عَنْ سَعَةٍ وَمَقْدِرَة ـ وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ الله، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقم: 1428، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ عَبْدِ البَاقِي بِرَقم: 1034] وَبَعْضُ الأَحَادِيثِ فَسَّرَتِ اليَدَ العُلْيَا أَنَّهَا كِنَايَةٌ عَنْ ذَوِي رَحِمِكَ وَأَقَارِبِك، أَيْ: هُمْ أَوْلى بِصَدَقَتِك، وَكَأَنَّ الحَدِيثَ يَقُولُ بِلِسَانِ الحَالِ لَنَا: الأَقْرَبُونَ أَوْلى بِالمَعْرُوف؛ فَابْدَأْ بِمَنْ تَعُول 0

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اليَدُ العُلْيَا أَفْضَلُ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُول: أُمَّكَ وَأَبَاك، وَأُخْتَكَ وَأَخَاك، وَأَدْنَاكَ فَأَدْنَاك " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيب: 1956، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7105، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع] عَن أَبي رِمْثَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَدُ المُعْطِي الْعُلْيَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7105، وَالْعَلاَّمَة الأَلْبَانيُّ في مُشْكِلَةِ الْفَقْرِ بِرَقْم: 44، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

مَنْ فَتَحَ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ المَسْأَلَة؛ فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ بَابَ الْفَقْر عَن أَبي كَبْشَةَ الأَنَّمَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ثَلاَثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنّ، وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثَاً فَاحْفَظُوه: مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَة، وَلاَ ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلَمَةً فَصَبَرَ عَلَيْهَا؛ إِلاَّ زَادَهُ اللهُ عِزَّا، وَلاَ فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَة؛ إِلاَّ فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْر، وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثَاً فَاحْفَظُوه: إِنَّمَا الدُّنْيَا لأَرْبَعَةِ نَفَر: عَبْدٍ رَزَقَهُ اللهُ مَالاً وَعِلْمَا؛ فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَه، وَيَعْلَمُ للهِ فِيهِ حَقَّا؛ فَهَذَا بِأَفْضَلِ المَنَازِل، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللهُ عِلْمَاً وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالاَ؛ فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ يَقُول: لَوْ أَنَّ لي مَالاَ؛ لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَن؛

فَهُوَ بِنِيَّتِهِ؛ فَأَجْرُهُمَا سَوَاء، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللهُ مَالاً وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمَا؛ فَهُوَ يخْبِطُ في مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْم، لاَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ وَلاَ يَصِلُ فِيهِ رَحِمَه، وَلاَ يَعْلَمُ للهِ فِيهِ حَقَّا؛ فَهَذَا بِأَخْبَثِ المَنَازِل، وَعَبْدٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللهُ مَالاً وَلاَ عِلْمَا؛ فَهُوَ يَقُول: لَوْ أَنَّ لي مَالاً لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلاَن، فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَوِزْرُهُمَا سَوَاء " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " صَحِيحِ الجَامِعِ " بِرَقْم: (5335)، وَالحَدِيثُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: 17339] وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" لاَ يَفْتَحُ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَة؛ إِلاَّ فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْر، لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ أَحْبُلَهُ فَيَأْتِيَ الجَبَل، فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهُ فَيَأْكُلَه؛ خَيرٌ لَهُ مِن أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ مُعْطَىً أَوْ مَمْنُوعَا " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحَة: 2543، وَابْنُ حِبَّانَ في صَحِيحِه، وَهُوَ في المُسْنَد: 9140، وَفي الكَنْز: 16747]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاً شَتَمَ أَبَا بَكْرٍ وَالنَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِس، فَجَعَلَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْجَبُ وَيَتَبَسَّم، فَلَمَّا أَكْثَرَ ـ أَيِ الرَّجُلُ عَلَى أَبي بَكْر ـ رَدَّ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِه؛ فَغَضِبَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَام، فَلَحِقَهُ أَبُو بَكْرٍ فَقَال: يَا رَسُولَ الله، كَانَ يَشْتُمُني وَأَنْتَ جَالِس، فَلَمَّا رَدَدْتُ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ غَضِبْتَ وَقُمْت 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّهُ كَانَ مَعَكَ مَلَكٌ يَرُدُّ عَنْك، فَلَمَّا رَدَدْتَ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ وَقَعَ الشَّيْطَان؛ فَلَمْ أَكُنْ لأَقْعُدَ مَعَ الشَّيْطَان " 00 ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" يَا أَبَا بَكْر، ثَلاَثٌ كُلُّهُنَّ حَقّ: مَا مِن عَبْدٍ ظُلِمَ بِمَظْلَمَةٍ فَيُغْضِي عَنْهَا للهِ عَزَّ وَجَلّ؛ إِلاَّ أَعَزَّ اللهُ بِهَا نَصْرَه، وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ عَطِيَّة؛ يُرِيدُ بِهَا صِلَةً؛ إِلاَّ زَادَهُ اللهُ بِهَا كَثْرَة، وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ مَسْأَلَة؛ يُرِيدُ بِهَا كَثْرَة؛ إِلاَّ زَادَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا قِلَّة " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ بِرَقْم: (5646)، وَفي الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (2231)، وَالحَدِيثُ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 9341] وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" مَنْ فَتَحَ بَابَ مَسْأَلَة؛ فَتَحَ اللهُ لَهُ بَابَ فَقْرٍ في الدُّنيَا وَالآخِرَة، وَمَنْ فَتَحَ بَابَ عَطِيَّة، ابْتِغَاءً لِوَجْهِ الله؛ أَعْطَاهُ اللهُ خَيرَ الدُّنيَا وَالآخِرَة " 0 [الحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 16745] لأَنْ تَعْمَلَ حَطَّابَا؛ خَيرٌ لَكَ مِن أَنْ تَطْرُقَ الأَبْوَابَا عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: شَهِدْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُول: " وَاللهِ لأَنْ يَأْتيَ أَحَدُكُمْ صَبِيرَاً ـ أَيْ جَبَلاً ـ ثُمَّ يحْمِلَهُ يَبِيعَهُ فَيَسْتَعِفَّ مِنْهُ؛ خَيْرٌ لَهُ مِن أَنْ يَأْتيَ رَجُلاً يَسْأَلُه " [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " ص: (256/ 10)، وَالحَدِيثُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: 10245]

عَنِ الزُّبَيرِ بْنِ العَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ، فَيَأْتيَ بِحُزْمَةِ الحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا، فَيَكُفَّ اللهُ بهَا وَجْهَه؛ خَيْرٌ لَهُ مِن أَنْ يَسْأَلَ النَّاس، أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوه " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: 1471] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ ثمَّ يَغْدُوَ ـ أَحْسِبُهُ قَالَ إِلى الجَبَل ـ فَيحْتَطِبَ فَيَبِيع، فَيَأْكُلَ وَيَتَصَدَّق؛ خَيْرٌ لَهُ مِن أَنْ يَسْأَلَ النَّاس " [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: 1480]

عَنِ الزُّبَيرِ بْنِ العَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ أَحْبُلَهُ فَيَأْتيَ الجَبَل؛ فَيَجِئَ بحُزْمَةِ حَطَبٍ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا فَيَسْتَغْنيَ بِثَمَنِهَا؛ خَيْرٌ لَهُ مِن أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوه " 0 [صَحَحَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقم: 4210، وَأَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 1429، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لأَنْ يحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ؛ خَيْرٌ لَهُ مِن أَنْ يَسْأَلَ أَحَدَاً فَيُعْطِيَهُ أَوْ يمْنَعَه " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2074 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1042 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِه: لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِه؛ خَيرٌ لَهُ مِن أَنْ يَأْتِيَ رَجُلاً فَيَسْأَلهُ، أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَه " [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1470 / فَتْح] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَاللهِ لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلاً فَيحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَأْكُلَ وَيَتَصَدَّق: خَيْرٌ لَهُ مِن أَنْ يَأْتِيَ رَجُلاً أَغْنَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ فَضْلِهِ فَيَسْأَلَهُ 00 أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7974، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ فَيحْطِبَ عَلَى ظَهْرِه، فَيَتَصَدَّقَ بِهِ وَيَسْتَغْنيَ بِهِ مِنَ النَّاس؛ خَيْرٌ لَهُ مِن أَنْ يَسْأَلَ رَجُلاً أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ ذَلِك؛ فَإِنَّ اليَدَ العُلْيَا أَفْضَلُ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بمَنْ تَعُول " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في عَبْدِ البَاقِي بِرَقم: 1042] وَعَن الزُّبَيرِ بْنِ العَوَّام، وَحَكِيمِ بْنِ حِزَام رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لأَن يحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حِزْمَةً عَلَى ظَهرِه؛ خَيرٌ لَهُ مِن أَنْ يَسْأَلَ أَحَدَاً فَيُعْطِيَهُ أَوْ يمْنَعَه " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (2074)، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 16787]

مَن أَخَذَ بِمَسْأَلَةِ النَّاسِ مَا لاَ يَسْتَحِقّ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا خَالَطَتْ صَدَقَةٌ مَالاً إلاَ أَهْلَكَتْه " 0 [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (5057)، وَالحَدِيثُ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " بِرَقْم: 3522] قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَل: تَفْسِيرُهُ أَنَّ الرَّجُلَ يَأْخُذُ الصَّدَقَةَ وَإِنَّمَا هِيَ لِلفُقَرَاءِ وَهُوَ مُوسِر 0

وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَال، وَلاَ مَدَّ عَبدٌ يَدَهُ بِصَدَقَة؛ إِلاَّ وَقَعَتْ في يَدِ اللهِ قَبلَ أَنْ تَقَعَ في يَدِ السَّائِل، وَلاَ فَتَحَ عَبدٌ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَة؛ إِلاَّ فَتَحَ اللهُ عَلَيهِ بَابَاً مِن أَبْوَابِ الفَقْر " 0 [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " التَّرْغِيب " بِرَقْم: 510]

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ سَأَلَ النَّاسَ مِن غَيرِ فَاقَةٍ نَزَلَتْ بِه، أَوْ عِيَالٍ لاَ يُطِيقُهُمْ؛ جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ بِوَجْهِهٍ لَيْسَ عَلَيْهِ لحْم، وَمَنْ فَتَحَ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَة، مِن غَيرِ فَاقَةٍ نَزَلَتْ بِه؛ فَتَحَ اللهُ عَلَيهِ بَابَ فَاقَة، مِن حَيْثُ لاَ يحْتَسِب " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " التَّرْغِيب " بِرَقْم: (795)، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 16743] وَعَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتىَّ يَأْتيَ يَوْمَ القِيَامَة؛ لَيْسَ في وَجْهِهِ مُزْعَةُ لحْم " 0

[المُزْعَة: هِيَ القِطْعَة 0 الإِمَامُ البُخَارِيُّ في فَتْحِ البَارِي بِرَقْم: 1475، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ فُؤَاد عَبْد البَاقِي بِرَقْم: 1040] وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى لِمُسْلِمٍ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لاَ تَزَالُ المَسْأَلَةُ بِأَحَدِكُمْ؛ حَتىَّ يَلْقَى اللهَ وَلَيْسَ في وَجْهِهِ مُزْعَةُ لحْم " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ فُؤَاد عَبْد البَاقِي بِرَقْم: 1040] السَّائِلُ المُسْتَفِزّ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا رَدَدْتَ عَلَى السَّائلِ ثَلاَثاً فَلَمْ يَرْجِعْ؛ فَلاَ عَليْكَ أَن تَزْبُرَه " 00

[ضَعَّفَهُ الأَلبَانيُّ في " الضَّعِيفِ " وَفي " الضَّعِيفَةِ " بِرَقْم: (2507)، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 16791] وَتَزْبُرُهُ: أَيْ تَنهَرُهُ وَتُغْلِظُ لَهُ في القَوْل 0 السَّائِلُ القَنُوع عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَائِل، فَأَمَرَ لَهُ بِتَمْرَة، فَوَحَشَ بِهَا، ثمَّ جَاءَ سَائِلٌ آخَر، فَأَمَرَ لَهُ بِتَمْرَةٍ فَقَال: سُبْحَانَ الله، تَمْرَةٌ مِنْ رَسُولِ الله 00؟! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْجَارِيَة: " اذْهَبي إِلى أُمِّ سَلَمَة، فَأَعْطِيهِ الأَرْبَعِينَ دِرْهَمَاً الَّتي عِنْدَهَا " 0

[قَالَ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع ": فِيهِ عُمَارَةَ بْنُ زَاذَانَ وَهُوَ ثِقَةٌ وَفِيهِ كَلاَمٌ لاَ يَضُرّ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيح: 102/ 3] كَرَمُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَظَمَةُ أَخْلاَقِه عَن أَبي سَعِيدٍ الخدْرِيّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ نَاسَاً مِنَ الأَنْصَارِ سَأَلُواْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَاهُمْ، ثمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ، ثمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ، حَتىَّ نَفِدَ مَا عِنْدَهُ؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَير؛ فَلَن أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ الله، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ الله، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً، خَيرَاً وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْر " 0

[الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (1469)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 1053] عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ النَّاس، مُقْبِلاً مِنْ حُنَين؛ عَلِقَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ حَتىَّ اضْطَرُّوهُ إِلى سَمُرَة ـ أَيْ شَجَرَة ـ فَخَطِفَتْ رِدَاءه، فَوَقَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " أَعْطُوني رِدَائِي، فَلَوْ كَانَ عَدَدُ هَذِهِ العِضَاهِ ـ أَيْ عَدَدِ أَشْوَاكِهَا ـ نَعَمَاً؛ لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ثمَّ لاَ تَجِدُوني بَخِيلاً وَلاَ كَذُوبَاً وَلاَ جَبَانَا " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3148 / فَتْح]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: قَالَ عُمَر: " يَا رَسُولَ الله، لَقَدْ سَمِعْتُ فُلاَنَاً وَفُلاَنَاً يُحْسِنَانِ الثَّنَاء ـ أَيْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ يَذْكُرَانِ أَنَّكَ أَعْطَيْتَهُمَا دِينَارَيْن، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَكِنَّ وَاللهِ فُلاَنَاً مَا هُوَ كَذَلِك؛ لَقَدْ أَعْطَيْتُهُ مِن عَشَرَةٍ إِلى مِاْئَة، فَمَا يَقُولُ ذَاك، أَمَا وَاللهِ؛ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيُخْرِجُ مَسْأَلَتَهُ مِن عِنْدِي يَتَأَبَّطُهَا ـ أَيْ تَكُونُ تَحْتَ إِبْطِهِ ـ نَارَاً " 0 قَالَ عُمَر: يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ تُعْطِيهَا إِيَّاهُمْ 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَمَا أَصْنَع 00؟ يَأْبَوْنَ إِلاَّ ذَاك، وَيَأْبَى اللهُ ليَ الْبُخْل " 0

[صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيب: 815، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح: 94/ 3، وَهُوَ في المُسْنَد: 10621] وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى: قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فِيهَا: " يَا رَسُولَ الله؛ كَيْفَ تُعْطِيهِ وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهَا لَهُ نَار 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَمَا أَصْنَع؟! يَأْبَوْنَ إِلاَّ مَسْأَلَتي؛ وَيَأْبىَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ليَ الْبُخْل " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: (816)، رَوَاهُ الإِمَامُ المُنْذِرِيُّ في التَّرْغِيب] وَعَن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" إِنَّ قَوْماً يَجِيئُوني فَأُعْطِيهِمْ، مَا يَتَأَبَّطُونَ إِلاَّ النَّار، قِيلَ لِمَ تُعْطِيهِمْ يَا رَسُولَ الله 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنهُمْ يُخَيرُوني بَينَ أَن أُعْطِيَهِمْ أَوْ أُبَخَّل، وَإِني لَسْتُ بِبَخِيل، وَإِنَّ اللهَ لَمْ يَرْضَ ليَ البُخْلَ " 0 [الخرائطيُّ في " مَكَارِم الأَخْلاَق "، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 16756] عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ العَامِرِيِّ؛ عَن أَحَدِ أَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ أَنَّهُ كَانَ بِالْكُوفَةِ أَمِير، فَخَطَبَ يَوْمَاً فَقَال: إِنَّ في إِعْطَاءِ هَذَا المَالِ فِتْنَة، وَفي إِمْسَاكِهِ فِتْنَة " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (96/ 3)، وَالحَدِيثُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: 20063]

الفَارُوقُ عُمَر، وَظَاهِرَةُ التَّسَوُّل سَمِعَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ سَائِلاً يَسْأَلُ بَعْدَ المغْرِب؛ فَقَالَ لِوَاحِدٍ مِنْ قَوْمِه: عَشِّ الرَّجُل؛ فَعَشَّاه، ثُمَّ سَمِعَهُ يَسْأَلُ ثَانِيَاً؛ فَقَال: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ عَشِّ الرَّجُل 00؟! قَال: قَدْ عَشَّيْتُهُ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين، فَنَظَرَ عُمَر، فَإِذَا تحْتَ يَدِهِ مخْلاَةٌ مَمْلوءةٌ خُبْزَاً؛ فَقَالَ لَهُ: لَسْتَ سَائِلاً وَلَكِنَّكَ تَاجِر، وَأَخَذَ المِخْلاَةَ وَنَثَرَهَا بَينَ يَدَيْ إِبِلِ الصَّدَقَة، وَضَرَبَه بِالدِّرَّة ـ أَيْ بِالسَّوْطِ ـ وقالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " لاَ تَعُدْ " 0 يَقُولُ الإِمَامُ الغَزَاليُّ مُعَلِّقَاً: " وَلَوْلاَ أَنَّ سُؤَالَهُ كَانَ حَرَامَا؛ لَمَا ضَرَبَهُ وَأَخَذَ مِنهُ المِخْلاَة " 0

[الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 دَارُ الوَثَائِق 0 بَابُ تحْرِيمِ السُّؤَالِ إِلاَّ لِضَرُورَة: 1569] الإِمَامُ الغَزَّاليُّ رَحْمَهُ اللهُ وَظَاهِرَةُ التَّسَوُّل يَقُولُ الإِمَامُ الغَزَّاليُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى:

" السُّؤَالُ فِيهِ إِذْلاَلُ السَّائِلِ نَفْسَهُ لِغيرِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى، وَلَيسَ لِلمُؤمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ لغَيرِ الله، فَسَائِرُ الخَلْقِ فَعِبَادٌ أَمْثَالُهُ، ثمَّ إِنَّهُ أَيْضَاً إِيذَاءٌ لِلمَسْئُول؛ لأَنهُ رُبَّمَا لاَ يَسْمَحُ بِالبَذْلِ عَنْ طِيبِ نَفْس، وَذَلِكَ لأَنَّهُ إِنْ بَذَلَ بَذَلَ مِنْ قَبِيلِ الحَيَاء، وَإِن أَعْطَى أَعْطَى مِنْ بَابِ الرِّيَاء، وَإِنْ مَنَعَ فَقَدْ أَلحَقَ نَفْسَهُ بِالبُخَلاَء، فَفِي بَذْلِهِ شِرْك، وَفي مَنعِهِ بخْل، وَالسَّائِلُ هُوَ السَّبَبُ في كُلِّ هَذَا الإِيذَاء، وَالإِيذَاءُ محَرَّمٌ بِاتِّفَاقِ الآرَاء " 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " بِتَصَرُّف 0 طَبْعَةِ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 دَارُ الوَثَائِق 0 بَابُ أَحْوَالُ السَّائِلِينَ: 1568]

لاَ جَرَمَ إِنَّهُ حَفِيدُ الفَارُوقِ عُمَر وَرَأَى سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ رَجُلاً يَسْأَلُ النَّاسَ في عَرَفَات، فَقَالَ لَهُ: يَا عَاجِز؛ أَفي مِثْلِ هَذَا اليَوْمِ تَسْأَلُ غَيرَ الله 00؟!! [الجَاحِظُ في " البَيَانِ وَالتَّبْيِينِ " طَبْعَةِ دَارِ صَعْب 0 بَيرُوت 0 بَابِ كَلاَمٍ في الأَدَب 0 بخُطَبِ الخَوَارِجِ ص: 519/ 1] وَلاَ غَرَابَةَ مِنْ تَصَرُّفِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَر؛ فَمَنْ تَأَمَّلَ فِقهَ عُمَر، وَفِقهَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَر؛ لَمْ يَتَعَجَّبُ مِنْ فِقهِ ابْنِهِ سَالِم، ذُرِّيَّةٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْض، وَمَنْ شَابَهَ في الخُلُقِ أَبَاهُ فَمَا ظَلَم 00!! وَيَنْشَأُ نَاشِئُ الفِتْيَانِ مِنَّا * عَلَى مَا كَانَ عَوَّدَهُ أَبُوهُ {أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيّ}

الفَقِيرُ الحَقِيقِيُّ الَّذِي يَسْتَحِقُّ الصَّدَقَة عَن أَبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيسَ المِسْكِينُ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاس، تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَان، وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَان، وَلَكِنَّ المِسْكِينَ الَّذِي لاَ يجِدُ غِنىً يُغْنِيه، وَلاَ يُفْطَنُ لَهُ فيُتَصَدَّقُ عَلَيْه، وَلاَ يَقُومُ فَيَسْأَلُ النَّاس " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (1479)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في فُؤَاد عَبْد البَاقِي بِرَقْم: 1039]

وَفي رِوَايَةٍ عَن أَبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنمَا المِسْكِينُ الَّذِي يَتَعَفَّف، وَاقْرَءواْ إِنْ شِئْتُمْ: {لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلحَافَا} {البَقَرَة: 273} [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4539 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1039 / عَبْد البَاقِي]

كَمْ مِنْ فُقَرَاءَ بِالمَنَاطِقِ العَشْوَائِيَّةِ في مِصْر، وَفي الدُّوَلِ الفَقِيرَةِ يَمُوتُونَ إِمَّا مِنَ المَرَض؛ إِمَّا مِنْ سُوءِ التَّغْذِيَة، وَإِمَّا لأَنهُمْ لاَ يجِدُونَ ثمَنَ الأَدْوِيَة 00!! قَالَ بَعْضُ المجَاوِرِينَ بِمَكَّة: كَانَتْ عِنْدِي دَرَاهِمُ أَعْدَدْتُهَا لِلإِنْفَاقِ في سَبِيلِ الله، فَسَمِعْتُ فَقِيرَاً قَدْ فَرَغَ مِنْ طَوَافِه، وَهُوَ يَقُولُ بِصَوْتٍ خَفِيّ: أَنَا جَائِعٌ كَمَا تَرَى، عُرْيَانٌ كَمَا تَرَى، فَمَا تَرَى فِيمَا تَرَى، يَا مَنْ يَسْمَعُ وَيَرى 00؟!

فَنَظَرْتُ فَإِذَا عَلَيْهِ خُلْقَانٌ لاَ تَكَادُ تُوَارِيه ـ أَيْ ثِيَابٌ مُمَزَّقَةٌ لاَ تَكَادُ تَسْتُرُ جَسَدَه ـ فَقُلتُ في نَفْسِي: لاَ أَجِدُ لِدَرَاهمِي مَوْضِعَا؛ أَحْسَنَ مِن هَذَا، فَحَمَلْتُهَا إِلَيْه، فَنَظَرَ إِلَيْهِا، ثُمَّ أَخَذَ مِنهَا خَمْسَةَ دَرَاهِمَ وَقَال: أَرْبَعَةٌ ثَمَنُ مِئْزَرَيْن، وَدِرْهَمٌ أُنْفِقُهُ ثَلاَثَاً؛ وَلاَ حَاجَةَ بي إِلى البَاقِي 00!! [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 دَارُ الوَثَائِق 0 آدَابُ الفَقِيرِ في قَبُولِ العَطَاء: 1566] انْظُرْ إِلى هَذَا النَّوْعِ مِنَ الرِّجَال، وَكَيْفَ جَعَلَتْهُ العِفَّةُ مَضْرِبَ الأَمْثَال؛ لِنَتَعَلَّمَ اتِّقَاءَ ذُلِّ السُّؤَال:

وَأَخِيرَاً أَدْعُو بمَا دَعَا بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذَلِك: عَنْ سَيِّدِنَا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَا صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةً مَكْتُوبَةً قَطّ؛ إِلاَّ قَالَ حِينَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بوَجْهِهِ: " اللَّهُمَّ إِنيِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ عَمَلٍ يخْزيني، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ صَاحِبٍ يُؤْذِيني، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ أَمَلٍ يُلْهِيني، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ فَقْرٍ يُنْسِيني، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ غِنىً يُطْغِيني " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع ": رَوَاهُ البَزَّار، وَفِيهِ بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ وَهُوَ مَتْرُوكٌ وَقَدْ وُثِّق 0 ص: 110/ 10]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ رَسُولُ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَأْمُرُنَا إِذَا أَخَذْنَا مَضْجَعَنَا أَنْ نَقُول: اللهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الأَرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيم، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْء، فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالفُرْقَان، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِه، اللهُمَّ أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْء، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْء، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْء، وَأَنْتَ البَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْء؛ اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2713 / عَبْد البَاقِي، وَرَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِ الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 1212]

وَفي رِوَايَةٍ عَنْ شَرِيقٍ الهَوْزَنيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَسَأَلْتُهَا: بِمَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْتَتِحُ إِذَا هَبَّ مِنَ اللَّيْل 00؟ فَقَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: لَقَدْ سَأَلْتَني عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَني عَنْهُ أَحَدٌ قَبْلَك 00

كَانَ إِذَا هَبَّ مِنْ اللَّيْلِ كَبَّرَ عَشْرَاً، وَحَمَّدَ عَشْرَاً، وَقَالَ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ عَشْرَاً، وَقَالَ سُبْحَانَ المَلِكِ الْقُدُّوسِ عَشْرَاً، وَاسْتَغْفَرَ عَشْرَاً، وَهَلَّلَ عَشْرَاً، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ ضِيقِ الدُّنْيَا وَضِيقِ يَوْمِ الْقِيَامَة " 00 عَشْرَاً ثمَّ يَفْتَتِحُ الصَّلاَة " [حَسَّنَهُ وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 5058]

وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُول: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الجُوع؛ فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيع، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الخِيَانَة؛ فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ النَّسَائِيِّ وَأَبي دَاوُدَ بِرَقْمَيْ: 5468، 1547، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 1029]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُول: " اللهُمَّ إِنيِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْفَقْر، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْقِلَّةِ وَالذِّلَّة، وَأَعُوذُ بِكَ أَن أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَم " 0 [قَالَ عَنهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في السِّيَر: إِسْنَادُهُ قَوِيّ 0 وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ النَّسَائِيِّ وَأَبي دَاوُدَ بِرَقْمَيْ: 5460، 1544، وَفي الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 678] عَن أَبي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو فَيَقُول: " اللَّهُمَّ إِنيِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْر، وَعَذَابِ الْقَبْر " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان: إِسْنَادُهُ قَوِيّ 0 ح / ر: 1028]

عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَنَّ مُكَاتَبَاً جَاءهُ فَقَال: إِنيِّ قَدْ عَجَزْتُ عَنْ كِتَابَتي فَأَعِنيِّ؛ قَالَ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ: أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00؟ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ ثُبَيرٍ دَيْنَاً؛ أَدَّاهُ اللهُ عَنْك، قُلْ: " اللهُمَّ اكْفِني بِحَلاَلِكَ عَنْ حَرَامِك، وَأَغْنِني بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاك " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 3563]

نَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ مِنْ فَقْرٍ يُذِلُّنَا، أَوْ غِنىً يُضِلُّنَا 00 فَعَافِنَا مِنَ الفَقْرِ إِلاَّ إِلَيْك، وَمِنَ الذُّلِّ إِلاَّ لَك، وَمِنَ الخَوْفِ إِلاَّ مِنْك 00 اللَّهُمَّ اجْعَلْ مَا هُوَ آت؛ خَيرَاً مِمَّا قَدْ فَات، يَا وَاسِعَ الرَّحَمَات، وَيَا مجِيبَ الدَّعَوَات 00 اللَّهُمَّ إِنَّ الحِرْمَانَ يَدْفَعُ للحَرَام؛ فَأَغْنِنَا بِالحَلاَلِ عَنِ الحَرَام ـ يَا ذَا الجَلاَلِ وَالإِكرَام ـ وَبِفَضْلِكَ عَنْ سُؤَالِ اللِّئَام، اللهُمَّ ارْزقْنَا عَيْشَ السُّعَدَاء، وَمَنَازِلَ الشُّهَدَاء، وَالنَّصْرَ عَلَى الأَعْدَاء 0

اللَّهُمَّ انْصُرِ المُسْلمِينَ عَلَى مَن عَادَاهُمْ، وَأْذِ مَن آذَاهُمْ، ولاَ تحَمِّلْهُمْ مَا لاَ طَاقَةَ لهُمْ بِهِ يَا رَبَّ العَالَمِين، وَانْصُرْهُمْ عَلَى أَعدَائِهِمْ نَصْرَ عَزِيزٍ مُقْتَدِر، وَاجْعَلْ كُلَّ مَن عَادَاهُمْ عِبْرَةً لِمَنْ يَعْتَبر اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِاليَهُود، اللهُمَّ دَمِّرْهُمْ كَمَا دَمَّرْتَ عَادَاً وَثمُود، وَاجْعَلِ الدَّائِرَةَ عَلَيْهِمْ تَعُود 00!! اللَّهُمَّ حَرِّرِ المَسْجِدَ الأَقْصَى الأَسِير، مِن أَبْنَاءِ القِرَدَةِ وَالخَنَازِير؛ إِنَّكَ عَلَى مَا تَشَاءُ قَدِير، وَبحَالِ المُسْلِمِينَ بَصِير، وَأَنْتَ نِعْمَ المَوْلى وَنِعْمَ النَّصِير 00

اللَّهُمَّ آمِينَ آمِين، وَآخِرُ دَعْوَانَا: أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمِين 00 أَخِي الكَرِيم: احْرِصْ بَعْدَ قِرَاءتِكَ الكِتَابَ أَنْ تُعِيرَهُ لإِخْوَانِكَ وَجِيرَانِك؛ فَصَدَقَةُ العِلمِ تَعْلِيمُه، وَالدَّالُّ عَلَى الخَيْرِ كَفَاعِلِه، وَلأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدَاً؛ خَيرٌ لَكَ مِن حُمْرِ النَّعَم

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَثَلُ الَّذِي يَتَعَلَّمُ العِلْمَ ثُمَّ لاَ يُحَدِّثُ بِه؛ كَمَثَلِ الَّذِي يَكْنزُ الكَنزَ فَلاَ يُنْفِقُ مِنه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5835، 3479، أَخْرَجَهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ وَالْكَبِير]

فَلاَ تَمْنَعْ كِتَابَاً مُسْتَعِيرَاً * فَإِنَّ الْبُخْلَ لِلإِنْسَانِ عَارُ أَلَمْ تَسْمَعْ حَدِيثَاً عَنْ ثِقَاتٍ * جَزَاءُ الْبُخْلِ عِنْدَ اللهِ نَارُ اللهُمَّ اكْتُبْني عِنْدَكَ يَا رَبَّ الْعَالمِين؛ مِمَنْ يَحُضُّونَ عَلَى طَعَامِ المِسْكِين وَلاَ تَنْسَنَا يَا أَخِي مِنْ دُعَائِك، اجْعَلْ لَنَا مِنهُ نَصِيبَاً مَفْرُوضَا 0 سُبْحَانَكَ اللَِّهُمَِّ وَبحَمْدِكَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْك، اللَِّهُمَّ اجْعَلْ كُلَّ كِتَابَاتي في مِيزَانِ حَسَنَاتي 0 ،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛، بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني ،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،

كتاب فقد الأحبة

كِتَابُ فَقْدِ الأَحِبَّة: ===========

غلافة فقد الأحبة ــ 1

فَقْدُ الأَحِبَّة الكَاتِبُ الإِسْلاَمِيّ يَاسِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محْمُودٍ الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَكْثَرُ مِن [1500] أَثَرٍ وَحَدِيثٍ وَبَيْتِ شِعْرٍكُلِّهَا نَادِرَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° $$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$ %%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%% ******************************************************* @@@@@@@@@@@@@@@@@@@@ &&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ قُمْتُ بمُوَافَقَةِ آثَارِ هَذَا الكِتَابِ عَلَى مَا صَحَّحَهُ الشِّيْخُ الأَلبَانيّ، وَأَحْكَامِ الإِمَامِ الذَّهَبيّ، وَالإِمَامِ الهَيْثَمِيّ، وَهُوَ خَالٍ تَمَامَاً مِمَّا قَالُواْ بِأَنَّهُ مَوْضُوعٌ أَوْ ضَعِيف، اللهُمَّ إِلاَّ حَدِيثَاً أَوْ حَدِيثَينِ ضَعِيفَينِ وَقَدْ نَبَّهْتُ عَلَى ضَعْفِهِمَا، وَاللهَ أَسْأَل: أَنْ يُوَفِّقَنَا إِلى مَا هُوَ أَفْضَل 0 المُؤَلِّف °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

غلافة فقد الأحبة ــ 2

هَادِمُ اللَّذَّات، وَمُفَرِّقُ الجَمَاعَات وَمَا فِيهِ مِنَ العِبرِ وَالعِظَات الكَاتِبُ الإِسْلاَمِيّ يَاسِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محْمُودٍ الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَكْثَرُ مِن [1500] أَثَرٍ وَحَدِيثٍ وَبَيْتِ شِعْرٍكُلِّهَا نَادِرَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° $$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$ %%%%%%%%%%%%%%%%%% ************************************************ @@@@@@@@@@@@@@@@@ &&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ قُمْتُ بمُوَافَقَةِ آثَارِ هَذَا الكِتَابِ عَلَى مَا صَحَّحَهُ الشِّيْخُ الأَلبَانيّ، وَأَحْكَامِ الإِمَامِ الذَّهَبيّ، وَالإِمَامِ الهَيْثَمِيّ، وَهُوَ خَالٍ تَمَامَاً مِمَّا قَالُواْ بِأَنَّهُ مَوْضُوعٌ أَوْ ضَعِيف، اللهُمَّ إِلاَّ حَدِيثَاً أَوْ حَدِيثَينِ ضَعِيفَينِ وَقَدْ نَبَّهْتُ عَلَى ضَعْفِهِمَا، وَاللهَ أَسْأَل: أَنْ يُوَفِّقَنَا إِلى مَا هُوَ أَفْضَل 0 المُؤَلِّف °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إهداء فقد الأحبة

إِهْدَاءُ الكِتَاب: ========= يَسُرُّني أَن أُهْدِيَ هَذَا الكِتَابَ إِلى كُلِّ أَدِيبٍ وَخَطِيبٍ عَاشِق؛ لِلأَدَبِ وَالرَّقَائِق، كَمَا أُهْدِيهِ إِلى أُخْتيَ الغَالِيَة، وَأُمِّيَ الثَّانِيَة / شَقِيقَتي فَاطِمَة، الطَّيِّبَةِ المُسَالِمَة، وَالحَنُونِ الحَالِمَة، وَإِلى الْكَاتِبِ المحْبُوب، وَالمُشَاغِبِ المَوْهُوب / عِصَام الشَّرْقَاوِي؛ وَالَّذِي تَبَنىَّ نَشْرَ مَقَالاَتي بِصُورَةٍ مُشَرِّفَة، دُونمَا سَابِقِ مَعْرِفَة كَمَا يَسُرُّني أَن أُهْدِيَ هَذَا الكِتَابَ ضِمْنَ مَن أُهْدِي؛ إِلى أَغْلَى النَّاسِ عِنْدِي / أَهَالي شَارِع حِيدَر بِقَرْيَةِ خَلِيل الجِنْدِي، بحَيِّ الغَرَقِ محَافَظَةِ الفَيُّوم، بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُور، وَمَنْ لَمْ يجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورَاً فَمَا لَهُ مِنْ نُور، وَأَخُصُّ في الإِهْدَاءِ مِن هَؤُلاَء: حَمَايَ الأَصِيل / إِسْمَاعِيل عَبْدَ الفَضِيل، وَجِيرَانَهِ الأَعِزَّاء، بَدْءَاً مِن عَمِّ فَوْزِي صَاحِبِ الحَفَاوَةِ وَالجُود، وَمُرُورَاً بِأَبي محْمُود، وَأَبي أَشْرَفَ وَسَائِرِ العُنْقُود، وَالأُسْتَاذ طَارِق وَكُلِّ وَدُود، وَانْتِهَاءً بِالشَّيخ سَيِّد وَعَمِّ مَسْعُود، أَكْثَرَ اللهُ مِنهُمْ في الوُجُود، وَإِلى الصَّدِيقِ الرَّقِيق / محْمُود محَمَّد رَمْزِي، كَمَا أُهْدِيهِ إِلى المحَقِّقِ الشَّهِير، وَالبَاحِثِ القَدِير، وَالأَخِ الكَبِير / محْمُود نَصَّار، وَالحَاجِّ طَلْعَت السَّيِّد سُلَيْمَان 0 وَإِلى لِرُوَّادِ مَسْجِدِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ بمِصْرَ الجَدِيدَة، لاَ سِيَّمَا كُلَّ مَنْ رَبَطَتْني بِهِ عَلاَقَةٌ وَطِيدَة، كَالسَّادَةِ المُهَنْدِسِين / محَمَّد صَلاَح الدِّين، وَوَلِيد الشَّاذْلي، وَعَلاَء مُصْطَفَى، وَإِيهَاب المُرْسِي جَبر، وَعَبْد الله بخِيت بَدْر، وَالكِيمْيَائِيّ / أَحْمَد فَتْحِي غَانم، وَالسَّادَةِ الدَّكَاتِرَة / سَامِي عَبْد الْفَتَّاح، وَالدُّكْتُور طَارِق سَعْد، وَالأَصْدِقَاء / محَمَّد رَأْفَتْ عَلِي مُوسَى، وَعَبْدُه سَعْد؛ عَاشِقُ الْوَرْد، وَالأُسْتَاذ سَامِي وَرِفَاقِه؛ أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُوَفِّقَني وَإِيَّاهُمْ إِلى كُلِّ جَمِيل، وَأَنْ يُعِينَنَا في مِشْوَارِنَا الطَّوِيل، إِنَّهُ هُوَ المُوَفِّقُ وَالهَادِي إِلى سَوَاءِ السَّبِيل 00 كَمَا يَسُرُّني أَن أُهْدِيَ هَذَا العَمَل؛ إِلى السَّادَة، الأَفَاضِلِ الكِرَام / الدُّكْتُورَة أَمَل، وَالدُّكْتُورَة غَادَة، وَالأُسْتَاذ محَمَّد، وَاالدُّكْتُور هِشَام، وَإِلى أَعَزِّ الأَحْبَاب، وَشَاعِرِ الشَّبَاب / الأُسْتَاذ محَمَّد عَبْدِ الوَهَاب، وَأَخِيرَاً أُهْدِيهِ إِلى عَائِلَةِ السَّقَّا / بِدَايَةً بِالإِخْوَةِ الأَرْبَعَة / الحَاجِّ عُثْمَانَ وَالحَاجِّ حَمْدِي وَأَشِقَّاؤُهُمَا / أَحْمَد وَمحَمَّد وَخَالِد السَّقَّا، وَإِلى كُلِّ مَنْ تَبَقَّى، وَعَلَى رَأْسِهِمُ الصَّغِيرُ المحْبُوب، وَبَهْجَةُ القُلُوب / أَحْمَد محَمَّد السَّقَّا، وَفي النِّهَايَةِ أَقُولُ لِكُلِّ هَؤُلاَءِ الفُضَلاَء؛ الَّذِينَ ذَكَرْتُهُمْ بِصَفْحَةِ الإِهْدَاء: أَحْبَابَنَا مَا أَجْمَلَ الدُّنيَا بِكُمْ * لاَ تَقْبُحُ الدُّنيَا وَفِيهَا أَنْتُمُ **$#$** يَاسِر الحَمَدَاني **$#$**

مقدمة فقد الأحبة

مُقَدِّمَةُ فَقْدِ الأَحِبَّة: =========== تَبَارَكَ مَنْ لَهُ الحَمْدُ عَلَى الدَّوَام، تَبَارَكَ مَنْ لاَ يَغْفَلُ وَلاَ يَنَام، لَهُ الحَمْدُ في الأُولى وَالآخِرَة، وَلَهُ الحَمدُ دَائِمَاً وَأَبَدَا، سُبْحَانَه سُبحَانَه، لَهُ العِزَّةُ وَالجَبَرُوت، وَلَهُ المُلكُ وَالمَلَكُوت، يحْيى وَيمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لاَ يمُوت، يُسَبِّحُ بحَمْدِهِ كُلُّ مَنْ في الأَرْضِ وَالسَّمَاوَات، بَدْءَاً مِنَ الذّرَّاتِ وَحَتىَّ المجَرَّات 00!! إِلهِي لَكَ الحَمْدُ الَّذِي أَنْتَ أَهْلُهُ * علَى نِعَمٍ مَا كُنْتُ قَطُّ لهَا أَهْلاَ إِذَا زِدْتُّ عِصْيَانَاً تَزِيدُ تَفَضُّلاَ * كَأَنيَ بِالعِصْيَانِ أَسْتوْجِبُ الفَضْلاَ نُسِيءُ إِلَيْهِ وَيحْسِنُ إِلَيْنَا؛ فَمَا قَطَعَ إِحْسَانَهُ وَلاَ نحْنُ اسْتَحْيَيْنَا 00!! اللهُمَّ خُذْ بِأَيْدِينَا؛ حَتىَّ نُرْضِيَكَ كَمَا تُرْضِينَا 00!! أَنْتَ الَّذِي أَرْشَدْتَني مِنْ بَعْدِ مَا * في الكَوْنِ كُنْتُ أَتِيهُ كَالحَيرَانِ وَزَرَعْتَ لي بَينَ القُلُوبِ محَبَّةً * حَتىَّ أَحَبَّتْ يَاسِرَ الحَمَدَاني وَنَشَرْتَ لي في العَالمِينَ محَاسِنَاً * وَسَتَرْتَ عَن أَبْصَارِهِمْ عِصْيَاني {مِنْ نُونِيَّةِ ابْنِ الْقَيِّمِ بِتَصَرُّف} إِلهِي لَقَدْ أَحْسَنْتَ رَغْمَ إِسَاءتي * إِلَيْكَ فَلَمْ يَنهَضْ بِإِحْسَانِكَ الشُّكْرُ فَمَنْ كَانَ مُعْتَذِرَاً إِلَيْكَ بحُجَّةٍ * فَعُذْرِيَ إِقْرَارِي بأَنْ لَيْسَ لي عُذْرُ دَعَوْتُكَ مُفْتَقِرَاً إِلَيْكَ وَلَمْ يَكُنْ * لِيُعْجِبَني لَوْلاَ محَبَّتُكَ الفَقْرُ {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لأَبي نُوَاس / الحَسَنِ بْنِ هَانِئٍ بِتَصَرُّف، وَالأَخِيرُ لِلْبُحْتُرِيّ 0 أَيْضَاً بِتَصَرُّف} وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه، وَأَشْهَدُ أَنَّ محَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُه، أَرْسَلَهُ اللهُ هَادِيَاً وَمُبَشِّرَاً وَنَذِيرَا، وَدَاعِيَاً إِلى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجَاً مُنِيرَا، اللهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى مَنْ سَارَ عَلَى دَرْبِهِ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا 00 أَنْتَ الَّذِي لَمَّا رُفِعْتَ إِلى السَّمَا * بِكَ قَدْ سَمَتْ وَتَزَيَّنَتْ لِلِقَاكَا أَنْتَ الَّذِي مِنْ نُورِكَ البَدْرُ اكْتَسَى * وَالشَّمْسُ قِنْدِيلٌ أَمَامَ ضِيَاكَا نَادَيْتَ أَشْجَارَاً أَتَتْكَ مُطِيعَةً * وَشَكَا الْبَعِيرُ إِلَيْكَ حِينَ رَآكَا وَالمَاءُ فَاضَ بِرَاحَتَيْكَ وَسَبَّحَتْ * صُمُّ الحَصَى للهِ في يُمْنَاكَا وَالجِذْعُ حَنَّ إِلَيْكَ حِينَ تَرَكْتَهُ * وَعَلَى سِوَاهُ أُوقِفَتْ قَدَمَاكَا مَاذَا يَقُولُ المَادِحُونَ وَمَا عَسَى * أَنْ يجْمَعَ الكُتَّابُ مِنْ مَعْنَاكَا صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا عَلَمَ الهُدَى * وَأَدَامَ في أَذْهَانِنَا ذِكْرَاكَا {شِهَابُ الدِّينِ الأَبْشِيهِيُّ صَاحِبُ المُسْتَطْرَف، بِشَيْءٍ مِنَ التَّصَرُّف} اللهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا محَمَّدٍ عَدَدَ أَورَاقِ الشَّجَر، وَعَدَدَ حَبَّاتِ المَطَر، وَعَدَدَ مَا خَلَقْتَ مِنَ البَشَر 00 ثمَّ أَمَّا بَعْد فَسَوْفَ أَتَعَرَّضُ في هَذَا العَمَلِ لِقَضِيَّةٍ شَغَلتْ كَثِيرَاً مِنَ البَشَر، أَلاَ وَهِيَ: قَضِيَّةُ القَضَاءِ وَالقَدَر؛ فَكُلُّ النَّاسِ يَرْضَوْنَ بِحُلْوِهِ، أَمَّا مُرُّهُ فَيَسْتَقبِلُونَهُ بِالتَّبَرُّمِ وَالضَّجَر، تَنَاوَلْتُ فِيهِ كُلَّ مَا يُؤَرِّقُ بَني آدَمَ مِنَ المَصَائِبِ وَالآفَاتِ وَالضَّرَر، وَهَذَا بِمَشِيئَةِ اللهِ العَدَدُ الثَّاني مِن هَذَا العَمَل، وَيَدُورُ عَنِ الأَجَل 00 هَذَا 00 وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيل، عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا وَهُوَ نِعْمَ الوَكِيل 0 الفَقِيرُ إِلى عَفْوِ رَبِّهِ وَدُعَائِكُمْ / يَاسِر الحَمَدَاني

تمْهِيدُ فَقْدِ الأَحِبَّة: ========== بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {اللهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتي لَمْ تَمُتْ في مَنَامِهَا، فَيُمْسِكُ الَّتي قَضَى عَلَيْهَا المَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى، إِنَّ في ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الزُّمَر: 42] فَنَوْمُكَ مَوْتٌ قَرِيبُ النُّشُورِ * وَمَوْتُكَ نَوْمٌ بَعِيدُ الأَمَدْ عَن عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كَفَى بِالمَوْتِ وَاعِظَاً " 0 [الإِمَامُ الطَّبَرَاني وَالبَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ "، وَضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ وَغَيرِه]

قُودُواْ البُخَارَ وَسُوقُواْ الكَهْرَبَاءَ فَمَا * زِلْتُمْ بِأَسْرَارِ هَذَا الكَوْنِ جُهَّالاَ لَكمْ حَيَاة وَمَوْت ظَلَّ سِرُّهمَا * مِن عَهْدِ فِرْعَونَ مَسْتورَاً وَمَا زَالاَ {محْمُود غُنَيْم} عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مُثِّلَ ابْنُ آدَمَ وَإِلى جَنْبِهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ مَنِيَّة، إِن أَخْطَأَتْهُ المَنَايَا؛ وَقَعَ في الهَرَمِ حَتى يمُوت " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ وَفي " سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 2150] وَكَأَنَّ زُهَيرَاً الشَّاعِرَ كَانَ مُلْهَمَاً عِنْدَمَا قَالَ قَبْلَ البَعْثَة: رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ * تمِتْهُ وَمَنْ تُخْطِئ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ {زُهَيرُ بْنُ أَبي سُلْمَى}

بَلَغَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبي سُفْيَانَ أَنَّ الْوَبَاءَ اسْتَحَرَّ بِأَهْلِ دَار؛ فَقَالَ مُعَاوِيَة: " لَوْ حَوَّلْنَاهُمْ عَنْ مَكَانِهِمْ؛ فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء: وَكَيْفَ لَكَ يَا مُعَاوِيَةُ بِأَنْفُسٍ قَدْ حَضَرَتْ آجَالَهَا 00؟ فَكَأَنَّ مُعَاوِيَةَ وَجَدَ عَلَى أَبي الدَّرْدَاء؛ فَقَالَ لَهُ كَعْب: يَا مُعَاوِيَة؛ لاَ تجِدُ عَلَى أَخِيك؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَدَعْ نَفْسَاً حِينَ تَسْتَقِرُّ نُطْفَتُهَا في الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ لَيْلَة؛ إِلاَّ كُتِبَ خَلْقُهَا وَخُلُقُهَا، وَأَجَلُهَا وَرِزْقُهَا، ثمَّ لِكُلِّ نَفْسٍ وَرَقَةٌ خَضْرَاءُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْش، فَإِذَا دَنَا أَجَلُهَا خَلُقَتْ تِلْكَ الْورَقَة ـ أَيِ اصْفَرَّتْ ـ حَتىَّ تَيْبَسَ ثُمَّ تَسْقُط، فَإِذَا سَقَطَتْ تِلْكَ النَّفْسُ قُبِضَتْ " 0 [أَوْرَدَهُ ابْنُ بَطَّةَ في " الإِبَانَةِ " بِرَقْم: (1817)، وَابْنُ القَيِّمِ في شِفَاءِ الْعَلِيل]

كَشَفَ المَوْتُ لَنَا وَجْهَ الدُّنيَا إِنَّ الحَيَاةَ الدُّنيَا كَالحُلْم، وَأَهْلُ الدُّنيَا كَالنِّيَام، فَإِذَا هُمْ مَاتُواْ فَقَدْ أَصْبَحُواْ، وَلَكِنَّهُمْ أَصْبَحُواْ؛ وَلَمْ يحْمَدِ القَوْمُ السُّرَى 00!! قَالَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ القَرَنِيّ: " إِنَّ المَوْتَ وَذِكْرَهُ لَمْ يَتْرُكْ لِمُؤْمِنٍ فَرَحَاً، وَإِنَّ عِلْمَهُ بِحُقُوقِ الله؛ لَمْ يَتْرُكْ لَهُ في مَالِهِ فِضَّةً وَلاَ ذَهَبَاً، وَإِنَّ قِيَامَهُ للهِ بِالحَقّ؛ لَمْ يَتْرُك لَهُ صَدِيقَا " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 31/ 4]

تمهيد فقد الأحبة

كَانَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُول: " فَضَحَ المَوْتُ الدُّنيَا؛ فَلَمْ يَتْرُكْ لِذِي لُبٍّ فَرَحَا " 0 [الحِليَة: (149/ 2)، وَالإِحْيَاء 0 كِتَابُ ذِكرِ المَوْتِ: (1838)، وَمُكَاشَفَةِ القُلُوبِ 0 ص: 89/ 28] أَيْ نَغَّصَ المَوْتُ حَلاَوَتهَا، فَمَا قِيمَةُ العَسَلِ إِذَا كَانَ فِيهِ سُمٌّ نَاقِع 00؟ وَلِذَا كَانَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ يَقُول: " إِنَّ هَذَا المَوْتَ قَدْ أَفْسَدَ عَلَى أَهْلِ النَّعِيمِ نَعِيمَهُمْ؛ فَاطْلُبُواْ نَعِيمَاً لاَ مَوْتَ فِيه " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 191/ 4]

كفى بالموت واعظا

كَفَى بِالمَوْتِ وَاعِظَاً: ============ ذِكْرُ المَوْت عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((اسْتَحْيُواْ مِنَ اللهِ حَقَّ الحَيَاء 00؟ فَقُلْنَا: يَا نَبيَّ الله؛ إِنَّا لَنَسْتَحْيِي؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَيْسَ ذَلِك، وَلَكِنْ مَنِ اسْتَحْيىَ مِنَ اللهِ حَقَّ الحَيَاء: فَلْيَحْفَظِ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَلْيَذْكُرِ المَوْتَ وَالبِلَى، وَمَن أَرَادَ الآخِرَة: تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا؛ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيى مِنَ اللهِ حَقَّ الحَيَاء " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7915] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّ هَذِهِ القُلُوبَ تَصْدَأُ كَمَا يَصْدَأُ الحَدِيدُ إِذَا أَصَابَهُ المَاء " 0 قِيل: وَمَا جِلاَؤُهَا يَا رَسُولَ اللهِ 00؟ قَال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " كَثْرَةُ ذِكْرِ المَوْتِ وَتِلاَوَةُ القُرْآن " 0 [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في المِشْكَاةِ بِرَقْم: (2168)، وَالحَدِيثُ في الشُّعَب بِرَقْم: (2014)، وَفي الكَنْز بِرَقْم: 42130] وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَكْثِرُواْ ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّات " 00 يَعْني المَوْت 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7912، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الأَئِمَّةِ التِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيِّ وَابْنِ مَاجَةَ بِأَرْقَام: َ 2307، 1824، 4258]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصَلاَّهُ فَرَأَى نَاسَاً كَأَنَّهُمْ يَكْتَشِرُون ـ أَيْ يَضْحَكُون ـ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَمَا إِنَّكُمْ لَوْ أَكْثَرْتُمْ ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ لَشَغَلَكُمْ عَمَّا أَرَى؛ فَأَكْثِرُوا مِنْ ذِكْرِ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ المَوْت؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَأْتِ عَلَى الْقَبْرِ يَوْمٌ إِلاَّ تَكَلَّمَ فِيهِ فَيَقُول: أَنَا بَيْتُ الْغُرْبَة، وَأَنَا بَيْتُ الْوَحْدَة، وَأَنَا بَيْتُ التُّرَاب، وَأَنَا بَيْتُ الدُّود، فَإِذَا دُفِنَ الْعَبْدُ المُؤْمِنُ قَالَ لَهُ الْقَبر: مَرْحَبَاً وَأَهْلاَ، أَمَا إِنْ كُنْتَ لأَحَبَّ مَنْ يمْشِي عَلَى ظَهْرِي إِليَّ؛ فَإِذْ وُلِّيتُكَ الْيَوْمَ وَصِرْتَ إِليَّ فَسَتَرَى صَنِيعِيَ بِكَ؛ فَيَتَّسِعُ لَهُ مَدَّ بَصَرِه، وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلى الجَنَّة، وَإِذَا دُفِنَ العَبْدُ الفَاجِرُ أَوْ الكَافِرُ قَالَ لَهُ الْقَبر: لاَ مَرْحَبَاً وَلاَ أَهْلاً، أَمَا إِنْ كُنْتَ لأَبْغَضَ مَنْ يَمْشِي عَلَى ظَهْرِي إِليَّ؛ فَإِذْ وُلِّيتُكَ الْيَوْمَ وَصِرْتَ إِليَّ فَسَتَرَى صَنِيعِيَ بِكَ؛ فَيَلْتَئِمُ عَلَيْهِ حَتىَّ يَلْتَقِيَ عَلَيْهِ ـ أَيْ حَتىَّ يَتَلاَمَسَ عَلَيْهِ جَانِبَا القَبر ـ وَتخْتَلِفَ أَضْلاَعُه،

وَأَدْخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أَصَابِعَهُ بَعْضَهَا في جَوْفِ بَعْض، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَيُقَيِّضُ اللهُ لَهُ سَبْعِينَ تِنِّينَاً لَوْ أَنْ وَاحِدَاً مِنْهَا نَفَخَ في الأَرْضِ مَا أَنْبَتَتْ شَيْئَاً مَا بَقِيَتْ الدُّنْيَا، فَيَنْهَشْنَهُ وَيَخْدِشْنَهُ حَتىَّ يُفْضَى بِهِ إِلى الحِسَاب، إِنَّمَا الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّار " 0 [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2460، وَالحَدِيثُ في الشُّعَب بِرَقْم: 828، كَمَا في الكَنْز بِرَقْم: 42132]

عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ وَالمَوْت قَالَ الخَلِيفَةُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيز لِبَعْضِ العُلَمَاءِ: " عِظْني " 00؟ فَوَعَظَه، فَقَالَ زِدْني 00؟ فَقَال: لَيْسَ مِن آبَائِكَ أَحَدٌ إِلاَّ وَذَاقَ المَوْت، وَقَدْ جَاءتْ نَوْبَتُك؛ فَبَكَى عُمَر " 0 وَقَفْتُ عَلَى الأَحِبَّةِ حِينَ صُفَّتْ * قُبُورُهُمُ كَأَفْرَاسِ الرِّهَانِ فَإِذْ بِالعَينِ تَبْكِي حِينَ قُلتُ * لِنَفْسِي أَيْنَ بَيْنَهُمُ مَكَاني [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ الحَافِظِ العِرَاقِيِّ دَارُ الوَثَائِقِ 0 كِتَابُ ذِكرِ المَوْتِ: 1838]

وَكَانَ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيزِ يمْسِكُ بِلِحْيَتِهِ صَبَاحَ كُلِّ يَوْمٍ وَيَقُولُ لِنَفسِهِ: نهَارُكَ يَا مَغْرُورُ سَهْوٌ وَغَفلَةٌ * وَلَيْلُكَ نَوْمٌ وَالرَّدَى لَكَ لاَزِمُ تُسَرُّ بِمَا يَفْنى وَتَفْرَحُ بِالمُنى * كَمَا سُرَّ بِاللَّذَّاتِ في النَّوْمِ حَالِمُ وَتَسْعَى إِلى مَا سَوْفَ تَكرَهُ غِبَّهُ * كَذَلِكَ في الدُّنيَا تَعِيشُ البَهَائِمُ ثمَّ يَبْكِي حَتىَّ تخْضَلَّ لحْيَتُهُ بِالدُّمُوع 00!! [غِبُّهُ: أَيْ آخِرَتُهُ 0 عُيُونُ الأَخْبَارِ لاَبْنِ قُتَيْبَة 0 طَبْعَةُ بَيرُوت ص: 333/ 2]

خُطبَةٌ لِلإِمَامِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ المَوْت: وَخَطَبَ الإِمَامُ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ المَوْتِ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثنى عَلَيْهِ ثمَّ قَال: " عِبَادَ اللهِ: وَاللهِ المَوْت: لَيْسَ مِنهُ فَوْت، إِن أَقَمْتُمْ لَهُ أَخَذَكُمْ، وَإِنْ فَرَرْتُمْ مِنهُ أَدْرَكَكُمْ؛ فَالنَجَاةَ النَّجَاة " 0 ثُمَّ قَال: وَرَاءَكُمْ طَالِبٌ حَثِيثٌ: القَبْر؛ فَاحْذَرُواْ ضَغْطَتَهُ وَظُلمَتَهُ وَوَحْشَتَه، أَلاَّ وَإِنَّ القَبْرَ حُفرَةٌ مِن حُفَرِ النَّارِ أَوْ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّة، أَلاَّ وَإِنَّهُ يَتَكَلَّمُ في كُلِّ يَوْمٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَيَقُول: أَنَا بَيْتُ الظُّلمَة، أَنَا بَيْتُ الدُّود، أَنَا بَيْتُ الوَحْشَة، أَلاَّ وَإِنَّ وَرَاءَ ذَلِكَ مَا هُوَ أَشَدُّ مِنهُ: نَارٌ حَرُّهَا شَدِيد، وَقَعْرُهَا بَعِيد، وَحُلِيُّهَا حَدِيد " 0 [ابْنُ عَسَاكِر 0 وَهُوَ في " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42802]

خُطبَةٌ لِلشَّيْخ كِشْك رَحِمَهُ اللهُ عَنِ المَوْت: وَيَرْحَمُ اللهُ الْعَلاَّمَةُ الجَلِيل عَبْد الحَمِيد كِشْك إِذْ يَقُولُ حَوْلَ هَذَا المَوْقِف: " انْظُرُواْ إِلى ابْنِ آدَمَ كَيْفَ يُكشَفُ عِنْدَ غُسْلِهِ عَنْ سَوْأَتِهِ فَمَا يَنْبِسُ بِبِنْتِ شَفَة 00!! انْظُرْ كَيْفَ تحْشَى مَنَافِذُهُ قُطْنَاً، وَكَيْفَ يُلَفُّ في كَفَنٍ يَظَلُّ يُلاَزِمُهُ حَتىَّ يُبْعَثَ مِنْ قَبرِه 00!! وَهْوَ الَّذِي كَانَ يُغَيرُ في اليَوْمِ الوَاحِدِ ثَلاَثَةَ أَثوَاب؛ فَسُبْحَانَ الَّذِي نَفَخَ الرُّوحَ في الترَابِ فَصَارَ إِنْسَانَاً، وَسُبْحَانَ الّذِي يَسْلُبُ الرُّوحَ مِنَ الإِنْسَانِ فَيَصِيرُ تُرَابَا " 0 [فَضِيلَةُ الشَّيْخ / عَبْدِ الحَمِيد كِشْك في " الخُطَبُ المِنْبَرِيَّةُ " بِتَصَرُّف 0 ص: 67/ 6]

عَجَبَاً لمَن أَيْقَنَ بِالمَوْتِ كَيْفَ يَفْرَح 00؟! عَن إِبْرَاهِيمَ المَخْزُومِيِّ أَنَّ الكَنْزَ الَّذِي قَالَ فِيهِ: {وَأَمَّا الجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَينِ يَتِيمَينِ في المَدِينَةِ وَكَانَ تحْتَهُ كَنزٌ لهُمَا} {الكَهْف: 82} كَانَ مَكتُوبَاً فِيه: " عَجَبَاً لمَن أَيْقَنَ بِالمَوْتِ كَيْفَ يَفْرَح، عَجَبَاً لمَن أَيْقَنَ بِالحِسَابِ كَيْفَ يَضْحَك، عَجَبَاً لمَن أَيْقَنَ بِالقَدَرِ كَيْفَ يحْزَن، عَجَبَاً لمَنْ يَرَى الدُّنيَا وَزَوَالهَا كَيْفَ يَطمَئِنُّ إِلَيْهَا " 00!! [البَيْهَقِيُّ في " الشُّعَب " بِرَقْم: (212)، وَابْنُ جَرِيرٍ الطَبرِيُّ في تَفْسِيرِهِ 0 طَبْعَةِ دَارِ دَارِ الفِكْر 0 بَيرُوت 0 ص: 6/ 16]

وَصَفَ الإِمَامُ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ الدُّنيَا فَقَال: " دَارٌ مَنْ صَحَّ فِيهَا هَرِم، وَمَنْ سَقِمَ فِيهَا نَدِم، وَمَنِ افْتَقَرَ فِيهَا حَزِن، وَمَنِ اسْتَغْنى فِيهَا فُتن، في حَلاَلهَا حِسَاب، وَفي حَرَامِهَا عَذَاب " فَمَا يُدْرِيكَ أَنَّكَ سَتُحَاسَبُ حِسَابَاً يَسِيرَا، أَطَّلَعْتَ الغَيْبَ أَمِ اتَّخَذْتَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدَاً 00؟ [ابْنُ القَيِّمِ في " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِينَ " بِالبَابِ الثَّالِثِ وَالعِشْرِين]

عَن أَبي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتىَّ يُسْأَلَ عَن عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاه، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاَه، وَعَن عِلْمِهِ فِيمَا فَعَل، وَعَنْ مَالِهِ مِن أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَه، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَا أَبْلاَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2416، وَالأُسْتَاذ حُسين سليم أَسَد في سُنَنِ الإِمَامِ الدَّارِمِيِّ بِرَقْم: 554]

إِذَا بَلَغَتِ الحُلقُوم بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الحُلقُوم {83} وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُون {84} وَنحْنُ أَقرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لاَ تُبْصِرُون {85} فَلَوْلاَ إِنْ كُنْتُمْ غَيرَ مَدِينِين {86} تَرْجِعُونهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين {87} فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ المُقَرَّبِين {88} فَرَوْحٌ وَرَيحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيم {89} وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِن أَصْحَابِ اليَمِين {90} فَسَلاَمٌ لَكَ مِن أَصْحَابِ اليَمِين {91} وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ المُكَذِّبِينَ الضَّالِّين {92} فَنُزُلٌ مِن حَمِيم {93} وَتَصْلِيَةُ جَحِيم {94} إِنَّ هَذَا لهُوَ حَقُّ اليَقِين {95} فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيم} {الوَاقِعَة}

آيَاتُ الله، في الخَلْقِ وَالمَوْتِ وَالحَيَاة للهِ آيَاتٌ لَعَلَّ أَقَلَّهَا * هُوَ أَنَّهُ لِلمَكْرُمَاتِ هَدَاكَا فَالكَوْنُ مَمْلُوءٌ بِآيَاتٍ إِذَا * حَاوَلْتَ تَفْسِيرَاً لهَا أَعْيَاكَا قُلْ لِلطَّبِيبِ تخَطَّفَتْهُ يَدُ الرَّدَى * يَا شَافيَ الأَمْرَاضِ مَن أَرْدَاكَا قُلْ لِلصَّحِيحِ يَمُوتُ لاَ مِن عِلَّةٍ * مَنْ بِالمَنَايَا يَا صَحِيحُ دَهَاكَا قُلْ لِلْمَرِيضِ نجَا وَعُوفيَ بَعْدَمَا * عَجَزَتْ فُنُونُ الطِّبِّ مَن عَافَاكا بَلْ وَاسْأَلِ الأَعْمَى خَطَا بَينَ الزِّحَا*مِ بِلاَ اصْطِدَامٍ مَنْ يَقُودُ خُطَاكَا

وَانْظُرْ إِلى الثُّعْبَانِ يَنْفُثُ سُمَّهُ * فَاسْأَلهُ مَنْ ذَا بِالسُّمُومِ حَشَاكَا وَاسْأَلهُ كَيْفَ تَعِيشُ يَا ثُعْبَانُ أَوْ * تحْيى وَهَذَا السُّمُّ يمْلأُ فَاكَا وَاسْأَلْ بُطُونَ النَّحْلِ كَيْفَ تَقَاطَرَتْ * شَهْدَاً وَقُلْ لِلشَّهْدِ مَن حَلاَّكَا بَلْ وَاسْأَلِ اللَّبَنَ المُصَفَّى كَانَ بَيـ * ـنَ دَمٍ وَفَرْثٍ مَنْ تُرَى صَفَّاكَا وَإِذَا رَأَيْتَ النَّخْلَ مَشْقُوقَ النَّوَى * فَاسْأَلهُ مَنْ يَا نخْلُ شَقَّ نَوَاكَا

مَاذَا يَكُونُ عَبْدُ اللهِ في خَلقِ الله 00؟! فَمَا أُوتِيتُمُ إِلاَّ قَلِيلاً * عَلاَمَا بَعْدَ ذَلِكَ الاَغْتِرَارُ وَسِرُّ حَيَاتِكُمْ مَا زَالَ لُغْزَاً * عَوِيصَاً لَمْ يُزَحْ عَنهُ السِّتَارُ فَمَا تِلْك الحَيَاةُ وَكَيْفَ جِئْنَا * خِيَارٌ ذَا المجِيءُ أَمِ اضْطِرَارُ أُمُورٌ قَبْلَنَا اختَلَفُواْ عَلَيْهَا * وَطَالَ البَحثُ وَاتَّصَلَ الحِوَارُ سِوَى أَنيِّ أَرَى للكَوْنِ رَبَّاً * لَهُ في الكَوْنِ أَسْرَارٌ كِبَارُ

في الذَّاهِبِينَ الأَوَّلِينَ مِنَ القُرُونِ لَنَا بَصَائِر في الذَّاهِبِينَ الأَوَّلِينَ مِنَ القُرُونِ لَنَا بَصَائِرْ لَمَّا رَأَيْتُ مَوَارِدَاً لِلْمَوْتِ لَيْسَ لهَا مَصَادِرْ أَيْقَنْتُ أَنيِّ لاَ محَالَةَ حَيْثُ صَارَ القَوْمُ صَائِرْ هَذِي الحَيَاةُ فَهَلْ بَدَا لِشَقَائِهَا يَا صَاحِ آخِرْ تَمْضِي بِنَا وَالأُمَّهَاتُ يَلِدْنَ سُكَّانَ المَقَابِرْ

عَرَفَ الأَوَائِلُ مُرَّهَا وَلَسَوْفَ يَعْرِفُهُ الأَوَاخِرْ فَالمَرْءُ فَانٍ لَيْسَ يَبْقَى خَالِدَاً إِلاَّ المَآثِرْ فَاعْمَلْ عَلَى كَسْبِ الثَّوَابِ فَإِنَّهُ زَادُ المُسَافِرْ وَالكُلُّ حَوْلَكَ سَائِرُونَ وَلِلْمَنِيَّةِ أَنْتَ سَائِرْ فِيمَ البُكَاءُ وَإِنْ مَضَواْ بِالأَمْسِ تَمْضِي أَنْتَ بَاكِرْ ********* كَمْ منْ مُلُوكٍ مَضَى رَيبُ المَنُون بهِمْ * قَدْ أَصبَحُواْ عِبَرَاً فِينَا وَأَمْثَالاَ

أَيْنَ المُلُوكُ الَّتي عَن حَظِّهَا غَفَلَتْ * حَتىَّ سَقَاهَا بِكَأْسِ المَوْتِ سَاقِيهَا لاَ دَارَ لِلمَرْءِ بَعْدَ المَوْتِ يَسْكُنُهَا * إِلاَّ الَّتي كَانَ قَبْلَ المَوْتِ يَبْنِيهَا فَإِنْ بَنَاهَا بخَيرٍ طَابَ مَسْكَنُهُ * وَإِنْ بَنَاهَا بِشَرٍّ خَابَ بَانِيهَا مِن عَهْدِ نُوح؛ وَهَذا يُغَنيِّ وَهَذَا يَنُوح!! جَرَتْ سُنَّةُ اللهِ مِن عَهْدِ نُوحْ * شُعُوبٌ تجِيءوَأُخْرَى تَرُوحْ وَدُنيَا تَضِجُّ بِسُكَّانِهَا * فَهَذَا يُغَنيِّ وَهَذَا يَنُوحْ

وَللهِ دَرُّ القَائِل: مَا النَّاسُ إِلاَّ عَامِلاَنِ فَعَامِلٌ * قَدْ مَاتَ مِن عَطَشٍ وَآخَرُ يَغْرَقُ ********* فَمَتى بَنى بَانٍ حَقِيقَةَ أَمْرِنَا * جَعَلَ المَآتِمَ حَائِطَ الأَفْرَاحِ وَمَا أَجْمَلَ هَذَا البَيْتَ الَّذِي كَانَ كَثِيرَاً مَا يُرَدِّدُهُ مَالِكُ بْنُ دِينَار: فَبَاتَ يُرَوِّي أُصُولَ الفَسِيلِ * فَعَاشَ الفَسِيلُ وَمَاتَ الرَّجُلْ وَالفَسِيل: جَمْعُ فَسِيلَة، وَهِيَ النَّخْلَةُ الصَّغِيرَة 0

كَذَلِكُمُ الدُّنيَا اجْتِمَاعٌ وَفُرْقَةٌ * وَمَوْتٌ وَمِيلاَدٌ وَفَرْحٌ وَأَحْزَانُ ********* ذَهَابٌ إيَابٌ حَيَاةُ الوَرَى * وَدَمْعٌ يجِفُّ وَدَمْعٌ يَسِيل ********* مَا لِلطَّبِيبِ سِوَى عِلْمٍ يَقُولُ بِهِ * إِنْ كَانَ لِلْمَرْءِ في الأَيَّامِ تَأْخِيرُ حَتىَّ إِذَا مَا انتَهَتْ في الأَرْضِ مُدَّتُهُ * حَارَ الطَّبِيبُ وَخَانَتْهُ العَقَاقِيرُ *********

فَعَاشَ المَرِيضُ وَمَاتَ الطَّبِيبُ وَمِنْ قَبْلُ دَاوَى الطَّبِيبُ المَرِيضَا * فَعَاشَ المَرِيضُ وَمَاتَ الطَّبِيبُ احْتَاجَ مَرِيضٌ إِلى الطَّبِيب، فَذَهَبُواْ إِلى الطَّبِيبِ فَوَجَدُوهُ يحْتَضِر؛ فَقَالَ المَرِيض: هَيْهَاتَ لاَ يَدْفَعُ عَن غَيرِهِ * مَن كَانَ لاَ يَدْفَعُ عَنْ نَفسِهِ ********* فَكَمْ مِنْ طَبِيبٍ مَاتَ في زَهْرَةِ العُمْرِ * وَكَمْ مِنْ مَرِيضٍ عَاشَ حِينَاً مِنَ الدَّهْرِ *********

مَا لِلطَّبِيبِ يمُوتُ بِالدَّاءِ الَّذِي * قَدْ كَانَ يُبرِئ مِثْلَهُ بَيْنَ الوَرَى هَلَكَ المُدَاوِي وَالمُدَاوَى وَالَّذِي * جَلَبَ الدَّوَاءَ وَبَاعَهُ وَمَنِ اشْتَرَى عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((إِنَّ اللهَ تَعَالى لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلاَّ أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَه، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَه، إِلاَّ السَّام)) 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة] وَمَعْنى السَّام: أَيِ المَوْت 0

سُبْحَانَ مَنْ يَرِثُ الطَّبِيبَ وَطِبَّهُ * وَيُرِي المَرِيضَ مَصَارِعَ الآسِينَا وَمَعْنى الآسِينَ: أَيِ الأَطِبَّاء 0 وَمِن أَعَاجِيبِ القَدَر: أَنَّنَا حِينَ نَأْتي إِلى الدُّنيَا يَسْتَقبِلُنَا أَهْلُونَا في لُفَافَةٍ بَيْضَاء، وَحِينَ نُغَادِرُهَا أَيْضَاً يَضَعُونَنَا في لُفَافَةٍ بَيْضَاء 00!! وَلَدَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ آدَمَ بَاكِيَاً * وَالنَّاسُ حَوْلَكَ يَضحَكُونَ سُرُورَا فَاعْمَلْ بخَيرٍ كَيْ تَكُونَ إِذَا بَكَواْ * في يَوْمِ مَوْتِكَ ضَاحِكَاً مَسْرُورَا ********* لَيْسَتْ مَشِيئَتي وَلاَ مَشِيئَتُكَ وَلَكِنَّهَا مَشِيئَةُ القَدَر

وَمِن أَعَاجِيبِ القَدَرِ التي نَعْرِفُهَا أَن أَحَدَنَا قَدْ يُدْعَى بِإِلحَاحٍ إِلى طَرِيقٍ فَيرْفُضُ وَبِشِدَّةٍ أَنْ يَسِيرَ فِيهِ خَشْيَةَ الهَلَكَة وَيُؤثِرُ طَرِيقَاً آخَرَ وَيَكُونُ فِيهِ هَلاَكُه، وَكَمَا قَالَ الشَّاعِر: فَإِذَا خَشِيتَ مِنَ الأُمُورِ مُقَدَّرَاً * فَفَرَرْتَ مِنهُ فَنَحْوَهُ تَنْقَادُ أَوْ يَكُونَ أَهْلُ البَيْتِ في خَطَرٍ فَيَأْتِيهِمْ مَنْ يُوقِظُهُمْ قَبْلَ نُزُولِهِ وَلأَنهُمْ لَمْ يَطَّلِعُواْ عَلَى الغَيْبِ يَعْتَذِرُونَ لَهُ وَيَنَامُون؛ فَتَكُونُ النَّوْمَةَ الأَخِيرَة، وَيَكُونُونَ عَلَى حَدِّ قَوْلِ الشَّاعِر: اسْتَيْقَظُواْ وَأَرَادَ اللهُ غَفلَتَهُمْ * لِيَنزِلَ القَدَرُ المحْتُومُ بِالأَجَلِ المَوْتُ لاَ يُرِيدُهُمْ وَلَكِنْ يُرِيدُكَ أَنْت 00

وَحَكَى أَبُو بَكْرٍ الطَّرْطُوشِيُّ في كِتَابِهِ " سِرَاجِ المُلُوك " قَال: حَدَّثَنَا القَاضِي أَبُو مَرْوَانَ الدَّارَانيُّ بِطَرْطوشَة قَال: " نَزَلَتْ قَافِلَةٌ بِدَارٍ خَربَة فَأَوَواْ إِلَيْهَا مِنَ الرِّيَاحِ وَالمَطَرِ وَاسْتَوْقَدُواْ نَارَهُمْ وَسَوَّواْ مَعِيشَتَهُمْ، وَكَانَ في تِلْكَ الدَّارِ الخَرِبَة جِدَارٌ يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ؛ فَقَالَ رَجُلٌ مِنهُمْ: يَا هَؤُلاَءِ لاَ تَقْعُدُواْ تحْتَ هَذَا الجِدَارِ وَلاَ يَدْخُلَنَّ أَحَدٌ في هَذِهِ البُقْعَة، فَأَبَواْ إِلاَّ أَنْ يَدْخُلُوهَا فَاعْتَزَلهُمْ وَبَاتَ في فِنَاءِ الدَّارِ تحْتَ الأَمْطَارِ وَلَمْ يَقْرَب تِلْكَ البُقْعَة، فَأَصْبَحُواْ في عَافِيَةٍ وَحَمَلُواْ عَلَى دَوَابهِمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ ذَلِكَ الرَّجُلُ لَمَّا رَأَى سَلاَمَتَهُمْ إِلى تِلْكَ البُقْعَةِ

لِيَقْضِيَ حَاجَتَهُ فَخَرَّ عَلَيْهِ ذَلِكُ الجِدَارُ فَمَاتَ لِوَقْتِه " 0 [شِهَابُ الدِّينِ الأَبْشِيهِيُّ في " المُسْتَطْرَفِ في كُلِّ فَنٍّ مُسْتَظْرَف " بِالبَابِ السَّابِعِ وَالخَمْسِين] ثمَّ إِنَّا إِنْ نجَوْنَا مَرَّةً فَلَنْ نَنْجُوَ أُخْرَى؛ فَلَنْ يَسْلَمَ العَبْدُ مِنَ الحِمَامِ عَلَى الدَّوَامِ 00!! يَا هَارِبَاً مِنْ جُنُودِ المَوْتِ مُنهَزِمَاً * عَنهَا تَوَقَّفْ إِلى أَيْنَ المَفَرُّ لَكَا هَبْ عِشْتَ أَكْثَرَ منْ نُوحٍ فَحِينَ نجَا * بِقُدْرَةِ اللهِ منْ طُوفَانِهِ هَلَكَا ********* إِذَا المَوْتُ أَمْسَى مُنْتَهَى طُولِ عَيْشِنَا * فَإِنَّ سَوَاءً طَالَ أَوْ قَصُرَ العُمْرُ لَنَا في سِوَانَا عِبْرَةٌ غَيْرَ أَنَّنَا * نُغَرُّ بِأَطْمَاعِ الأَمَاني فَنَغْتَرُّ ********* العَقَّادُ وَفَلسَفَةُ المَوْت:

وَطَيَّبَ اللهُ ثَرَى العَقَّادِ إِذْ يَقُول: أُسَائِلُ أُمَّنَا الأَرْضَا * سُؤَالَ الطِّفلِ لِلأُمِّ فَتُخْبِرُني بِمَا أَفْضَى * إِلى إِدْرَاكِهِ عِلْمِي جَزَاهَا اللهُ مِن أُمٍّ * إِذَا مَا أَنجَبَتْ تَئِدُ تُغَذِّي الجِسْمَ بِالجِسْمِ * وَتَأْكُلُ لحْمَ مَا تَلِدُ كُلُّ نَفسٍ ذَائِقَةُ المَوت بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {وَمَا جَعَلنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الخُلدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الخَالِدُون {34} كُلُّ نَفسٍ ذَائِقَةُ المَوْت، وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالخَيرِ فِتنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون} {الأَنْبِيَاء} لاَ شَيْءَ مِمَّا تَرَى تَبْقَى نَضَارَتُهُ * يَبْقَى الإِلَهُ وَيَفنى المَالُ وَالوَلَدُ لَمْ تُغْنِ عَن هُرْمُزٍ يَوْمَاً خَزَائِنُهُ * وَالخلدَ قَدْ حَاوَلَتْ عَادٌ فَمَا خَلَدُواْ *********

مَنَعَ البَقَاءَ تقلُّبُ الشمْسِ * وَطُلُوعُهَا مِن حَيْثُ لاَ تُمْسِي وَطُلُوعُها بَيْضَاءَ صَافِيَةً * وَغُرُوبهَا صَفْرَاءَ كَالوَرْسِ تجْرِي عَلَى كَبِدِ السَّمَاءِ كَمَا * يجرِي الحِمَامُ المَوتَ في النَّفسِ الَيَومَ تَعْلَمُ مَا يجِيءُ بِهِ * وَمَضَى بِفَصْلِ قَضَائِهِ أَمْسِ ********* نَمُوتُ وَأَيَّامُنَا تَذْهَبُ * وَنَلْعَبُ وَالمَوْتُ لاَ يَلْعَبُ ********* تَعَالى اللهُ مَا أَحَدٌ ببَاقِ * وَلاَ مِمَّا أَرَادَ اللهُ وَاقِ سَتدْرِكُنَا المَنُونُ وَلَو رَكِبْنَا * جَنَاحَ البَرْق أَوْ مَتنَ البرَاقِ أَثَارَتْ بَيْنَنَا حَرْبَا عَوَانَا * أَقَامَتْهَا عَلَى قَدَمٍ وَسَاقِ فَلاَ مَاشٍ عَلَى قَدَمٍ بنَاجٍ * وَلاَ مَاضٍ عَلَى الخَيل العتَاقِ وَمَا الدُّنيَا بِبَاقِيَةٍ لحَيٍّ * وَلاَ حَيٌّ عَلَى الدُّنيَا بِبَاقِ

تَعَالى اللهُ يَفْنى كُلُّ حَيٍّ * وَيَبْقَى خَالِقُ السَّبْعِ الطِّبَاقِ فَيَوْمٌ عَلَيْنَا وَيَوْمٌ لَنَا * وَيَوْمٌ نُسَاءوَيَوْمٌ نُسَرْ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَه أَلاَ إِلى اللهِ تَصِير الأُمُور 00 كَمَا أَنَّ بَدْأَ الفَتى كَانَ كَانَ * كَذَاكَ إِلى كَانَ أَيضَاً يَعُودُ هَذَا هُوَ حَالُ الدُّنيَا رَضينَا أَمْ لَم نَرْضَ 00 فَكُلُّ نَاعٍ سَيُنعَى * وَكُلُّ بَاكٍ سَيُبْكَى لَيْسَ غَيرُ اللهِ يَبْقَى * مَن عَلاَ فَاللهُ أَعْلَى كل شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَه 00 إِنَّمَا النَّاسُ سُطُورٌ * كُتِبَتْ لَكِنْ بِمَاءٍ إِنَّ المَنَايَا لاَ تَطِيشُ سِهَامُهَا كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وَإِنْ طَالَ الزَّمَانُ بِهِ * يَوْمَا عَلَى الآلَةِ الحَدْبَاءِ محْمُولُ

فَالحَيَاةُ إِلى فَنَاء، وَلَو خُلِّدَ أَحَدٌ لخُلدَ الأَنْبِيَاء، أَو خَيرُ البريَّةِ جَمْعَاء، الذي قِيلَ لَهُ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُون} [الزُّمَر: 30] عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: جَاءَ جِبرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " يَا مُحَمَّد؛ عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّت، وَأَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُه، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مجْزِيٌّ بِه، ثُمَّ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: يَا محَمَّد؛ شَرَفُ المُؤْمِن: صَلاَتُهُ بِاللَّيْل، وَعِزُّهُ: اسْتِغْناؤُهِ عَنِ النَّاس " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 7929، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في مجْمَعِ الزَّوَائِد ص: 219/ 10، رَوَاهُ الحَاكِم]

يَقُولُ الإِمَامُ الغَزَاليُّ رَحِمَهُ اللهُ مُعَلِّقَاً عَلَى هَذَا الحَدِيث: " هَذَا تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّ فِرَاقَ المحْبُوبِ شَدِيد؛ فَيَنْبَغِي أَنْ تحِبَّ مَنْ لاَ يُفَارِقُك: وَهُوَ الله، وَلاَ تحِبَّ مَنْ يُفَارِقُك: وَهُوَ الدُّنيَا؛ فَإِنَّكَ إِذَا أَحْبَبْتَ الدُّنيَا كَرِهْتَ لِقَاءَ الله؛ فَيَكُونُ قُدُومُكَ بِالمَوْتِ عَلَى مَا تَكْرَه، وَفِرَاقُكَ لِمَا تحِبّ، وَكُلُّ مَنْ فَارَقَ محْبُوبَاً؛ فَيَكُونُ أَذَاهُ في فِرَاقِهِ بِقَدْرِ حُبِّه " 0 [ذَكَرَ هَذَا القَوْلَ المَنَاوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ في " فَيْضِ القَدِيرِ " طَبْعَةِ المَكْتَبَةِ التِّجَارِيَّةِ 0 مِصْر 0 ص: 500/ 4]

الأَمْرُ أَعْجَلُ مِنْ ذَلِك 00 وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَرَّ عَلَيْنَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنحْنُ نُعَالجُ خُصَّاً لَنَا ـ أَيْ نُرَمِّمُ جِدَارَاً لَنَا وَنُصْلِحُه ـ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا أَرَى الأَمْرَ إِلاَّ أَعْجَلَ مِنْ ذَلِك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الأَئِمَّةِ ابْنِ مَاجَةَ وَالتِّرْمِذِيِّ وَأَبي دَاوُدَ بِأَرْقَام: 4160، 2335، 5236، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَد، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان بِرَقْم: 2997] عَن أُمِّ الوَلِيدِ ابْنَةِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَمَا تَسْتَحْيُون: تجْمَعُونَ مَا لاَ تَأْكُلُون، وَتَبْنُونَ مَا لاَ تَعْمُرُون، وَتَأْمُلُونَ مَا لاَ تُدْرِكُون " 0 [الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ، كَمَا في " الكَنْز " بِرَقْم: 43409]

لِدُواْ لِلتُّرَابِ وَابْنُواْ لِلخَرَاب عَنِ الزُّبَيرِ بْنِ العَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ صَبَاحٍ يُصْبِحُهُ العِبَادُ إِلاَّ وَصَارِخٌ يَصْرُخُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ لِدُواْ لِلتُّرَاب، وَاجْمَعُواْ لِلفَنَاء، وَابْنُواْ لِلخَرَاب " 0 [ضَعَّفَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِع، رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَان] نَظَمَ هَذَا المَعْنى أَبُو العَتَاهِيَةِ كَعَادَتِهِ فَقَال: لِدُواْ لِلْمَوتِ وَابنُواْ لِلْخَرَابِ * فَكُلُّكُمُ يَصِيرُ إِلى ذَهَابِ أَلاَ يَا مَوتُ لَمْ أَرَ مِنْكَ مَنْجَى * أَتَيْتَ وَمَا تخَافُ وَلاَ تحَابي أَرَاكَ وَقَدْ هَجَمْتَ عَلَى مَشِيبي * كَمَا هَجَمَ المَشِيبُ عَلَى شَبَابي

أَلاَ إِنَّنَا كلَّنَا بَائِدُ * وَأَيُّ بَني آدَمَ الخَالِدُ فَيَفْنى السَّقِيمُ وَيَفْنى السَّلِيمُ * وَكُلٌّ إِلى رَبِّهِ عَائِدُ فَيَا عَجَبَاً كَيْفَ يُعْصَى الإِلَ * هُ أَمْ كَيْفَ يجْحَدُهُ الجَاحِدُ وَفي كُلِّ شَيْءٍ لَهُ آيَةٌ * تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ الْوَاحِدُ المَوتُ كَأْسٌ وَكُلُّ النَّاسِ شَارِبُهُ المَوْتُ كَأْسٌ وَكُلُّ النَّاسِ شَارِبُهُ * وَالقَبرُ بَابٌ وَكُلُّ النَّاسِ دَاخِلُهُ

إِنَّ الحَيَاةَ قَصِيدَةٌ أَبْيَاتُهَا * أَعْمَارُنَا وَالمَوْتُ فِيهَا القَافِيَة أَيْنَ القُصُورُ الشَّامِخَاتُ وَأَهْلُهَا * بَادَ الجَمِيعُ فَهَلْ لَهُمْ مِنْ بَاقِيَة لَوْ أَنَّ حَيَّاً خَالِدٌ بَينَ الوَرَى * مَا مَاتَ هَارُونٌ وَمَاتَ مُعَاوِيَة اجْتَاحَتِ الأَيَّامُ أَكْرَمَ أَهْلِهَا * فَكَأَنهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَة

لَوْ بَقِيَ أَحَدٌ لأَحَدٍ لَبَقِيَ ابْنُ المُقْعَدَينِ لِلمُقْعَدَين كَانَ في المَدِينَةِ شَابٌّ قَوِيُّ البُنيَان، لَهُ أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَان، وَكَانَا قَدْ بَلَغَا مِنَ الكِبرِ عِتِيَّا؛ فَكَانَ هَذَا الشَّابُّ يحْمِلُهُمَا في كُلِّ صَلاَةٍ؛ لِيُصَلِّيَا خَلفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَاتَ يَوْمٍ نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلفَهُ فَلَمْ يجِدْهمَا 00 فَقَالَ قَوْلَةَ حَقٍّ أَصْبَحَتْ مَثَلاً * وَأَصْبَحَ الجِيلُ بَعْدَ الجِيلِ يَرْوِيهَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَوْ بَقِيَ أَحَدٌ لأَحَدٍ لَبَقِيَ ابْنُ المُقْعَدَينِ لِلْمُقْعَدَين " 0 [ضَعَّفَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ وَالهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ "، وَرَوَاهُ ابْنُ عُمَر، ذَكَرَهُ كِشْك في خُطَبِهِ المِنْبَرِيَّةِ بِتَصَرُّف: 100/ 9]

رَحْمَةُ اللهِ لِلمُؤْمِنِينَ وَرَأْفَتُهُ بهِمْ، عِنْدَ قَبْضِ أَرْوَاحِهِمْ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ قَال: مَن عَادَى لي وَلِيَّاً فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْب، وَمَا تَقَرَّبَ إِليَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِليَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْه، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِليَّ بِالنَّوَافِلِ حَتىَّ أُحِبَّه؛ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِه، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِه، وَيَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بهَا، وَرِجْلَهُ الَّتي يمْشِي بهَا، وَإِنْ سَأَلَني لأُعْطِيَنَّه، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَني لأُعِيذَنَّه، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ المُؤْمِن؛ يَكْرَهُ المَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءتَه " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الرِّقَاق 0 حَدِيثٌ رَقْم: 6502]

شِدَّةُ المَوْتِ وَسَكَرَاتُه عَنْ سَيِّدِنَا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَمْ يَلْقَ ابْنُ آدَمَ شَيْئَاً قَطُّ مُنْذُ خَلَقَهُ الله: أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنَ المَوْت، ثمَّ إِنَّ المَوْتَ لأَهْوَنُ مَا بَعْدَه " 0 [حَسَّنَهُ أَحْمَد شَاكِرٌ في المُسْنَد بِرَقْم: 12504، وَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ ص: 319/ 2، الكَنْز رَقْم: 42209]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ تَعْلَمُ البَهَائِمُ مِنَ المَوْتِ مَا يَعْلَمُ بَنُو آدَمَ مَا أَكَلْتُمْ مِنهَا سَمِينَاً " 0 [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِع، كَمَا في " الكَنْز " بِرَقْم: 42211] أَيْ: مِنْ شِدَّةِ رُعْبِهَا 0

وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا المَوْتُ فِيمَا بَعْدَهُ إِلاَّ كَنَطْحَةِ عَنْز " 0 [الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط، وَكَمَا في " الكَنْز " بِرَقْم: 42214] هُوَ المَوْتُ لاَ مَنْجَى مِنَ المَوْتِ وَالَّذِي * نُلاَقِيهِ بَعْدَ المَوْتِ أَنْكَى وَأَعْظَمُ مَلَكُ المَوْتِ وَلِقَاؤُهُ بِالأَنْبِيَاء

سَيِّدُنَا آدَمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَالمَوْت: كَرَاهِيَةُ المَوْتِ وَحُبُّ الحَيَاةِ غَرِيزَةٌ في آدَمَ وَأَبْنَاءِ آدَم 00 عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَمَّا خَلَقَ اللهُ آدَمَ وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ عَطَسَ فَقَال: الحَمْدُ لله، فَحَمِدَ اللهَ بِإِذْنِهِ فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ يَا آدَم، اذْهَبْ إِلىَ أُوْلَئِكَ المَلائِكَةِ إِلىَ مَلإٍ مِنهُمْ جُلُوسٍ فَقُلِ " السَّلامُ عَلَيْكُمْ " قَالُواْ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ الله، ثُمَّ رَجَعَ إِلىَ رَبِّهِ فَقَالَ جَلَّ وَعَلاَ: إِنَّ هَذِهِ تحِيَّتُكَ وَتحِيَّةُ بَنِيكَ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ اللهُ لَهُ وَيَدَاهُ مَقْبُوضَتَان:

اخْتَرْ أَيَّهُمَا شِئْت؛ قَال: اخْتَرْتُ يمِينَ رَبِّي وَكِلْتَا يَدَيْ رَبِّي يمِينٌ مُبَارَكَة، ثمَّ بَسَطَهَا فَإِذَا فِيهَا آدَمُ وَذُرِّيَّتُه، فَقَال: أَيْ رَبِّ مَا هَؤُلاء 00؟ فَقَال: هَؤُلاءِ ذُرِّيَّتُك: فَإِذَا كُلُّ إِنْسَانٍ مَكْتُوبٌ عُمْرُهُ بَيْنَ عَيْنَيْه، فَإِذَا فِيهِمْ رَجُلٌ أَضْوَؤُهُمْ أَوْ مِن أَضْوَئِهِمْ؛ قَال: يَا رَبِّ مَنْ هَذَا؟ قَال: هَذَا ابْنُكَ دَاوُد، قَدْ كَتَبْتُ لَهُ عُمْرَ أَرْبَعِينَ سَنَة؛ قَال: يَا رَبِّ زِدْ في عُمُرِه، قَال: ذَاكَ الَّذِي كَتَبْتُ لَه؛ قَال: أَيْ رَبّ؛ فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُ لَهُ مِن عُمُرِي سِتِّينَ سَنَة؛ قَالَ جَلَّ جَلاَلُهُ: أَنْتَ

وَذَاك [أَيْ أَنْتَ حُرّ]، ثُمَّ أُسْكِنَ الجَنَّةَ مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ أُهْبِطَ مِنهَا، فَكَانَ آدَمُ يَعُدُّ لِنَفْسِهِ [أَيْ يَحْسِبُ السِّنِين]، فَأَتَاهُ مَلَكُ المَوْت؛ فَقَالَ لَهُ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلاَم: قَدْ عَجَّلْت؛ قَدْ كُتِبَ لي أَلْفُ سَنَة؛ قَالَ بَلَى، وَلَكِنَّكَ جَعَلْتَ لاِبْنِكِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ سِتِّينَ سَنَة، فَجَحَدَ [أَيْ فَأَنْكَرَ]؛ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُه، وَنَسِيَ؛ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3368، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم]

سَيِّدُنَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَالمَوْت: قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى لإِبْرَاهيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَمَّا حَضَرَهُ المَوْت: " كَيْفَ وَجَدْتَ المَوْتَ يَا خَليلي " 00؟ قَال: كَسُفُّودٍ جُعِلَ في صُوفٍ رَطْبٍ ثُمَّ جُذِب، فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: أَمَا إِنَّا قَدْ هَوَّنَّا عَلَيْك " 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ لِلحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 كِتَابُ المَوْت: 1852]

سَيِّدُنَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَالمَوْت: وَرُوِيَ أَنَّ كَلِيمَ اللهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَمَّا صَارَتْ رُوحُهُ إِلى بَارِئِهَا قَالَ اللهُ لَهُ: " يَا مُوسَى: كَيْفَ وَجَدْتَ المَوْت " 00؟ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: وَجَدْتُ نَفْسِي كَالعُصْفُورِ حِينَ يُقْلَى عَلَى المِقْلَى؛ لاَ يمُوتُ فَيَسْتَرِيح، وَلاَ يَنْجُو فَيَطِير " 0 [الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةِ دَارِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ لِلحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 كِتَابُ ذِكرِ المَوْتِ: 1852]

وَقَالَ أَيْضَاً عَلَيْهِ السَّلاَم: " وَجَدْتُ نَفْسِي كَشَاةٍ حَيَّةٍ تُسْلَخُ بِيدِ القَصَّاب " 0 [الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ لِلحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 كِتَابُ ذِكرِ المَوْتِ: 1852] أَلاَ رَحِمَ اللهُ ضَابِئَ بْنَ الحَارِثِ حَيْثُ قِيلَ لَهُ في نَزْعِهِ: كَيْفَ وَجَدْتَ المَوْتَ 00؟ فَقَال: لِكُلِّ جَدِيدٍ لَذَّةٌ غَيرَ أَنَّني *وَجَدْتُ جَدِيدَ المَوْتِ غَيرَ لَذِيذِ

وَهَذِهِ بُشْرَى لِلصَّالحِينَ مِن عِبَادِ الله: عَنْ فَضَالَةَ بنِ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اللهُمَّ مَن آمَنَ بِكَ وَشَهِدَ أَنِّي رَسُولُك؛ فَحبِّبْ إِلَيْهِ لِقَاءَكَ وَسَهِّلْ عَلَيْهِ قَضَاءَك، وَأَقْلِلْ لهُ مِنَ الدُّنيَا، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِكَ وَيَشْهَدْ أَني رَسُولُك؛ فَلاَ تحَبِّبْ إِلَيْهِ لِقَاءَك، وَلاَ تُسَهِّلْ عَلَيْهِ قَضَاءَك، وَكَثِّرْ لَهُ مِنَ الدُّنيَا " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في " الصَّحِيحِ "، وَفي " التَّرْغِيب "، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع "، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ وَابْنُ أَبي الدُّنيَا وَابْنُ حِبَّانَ في صَحِيحِه]

سَيِّدُنَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَمَلَكُ المَوْت: وَرُويَ أَنَّ خَلِيلَ اللهِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ لمَلَكِ المَوْتِ يَوْمَاً: " هَلْ تَسْتَطيعُ أَنْ تُريَني صُورَتَكَ التي تَقْبِضُ عَلَيْهَا رُوحَ الفَاجر 00؟

قَال: لاَ تُطيق ذَلك، قَالَ إِبْرَاهِيم: بَلَى، فَأَعْرَضَ عَنهُ مَلَكُ المَوْتِ ثمَّ التَفَتَ إِلَيْهِ فَإذَا هُوَ برَجُلٍ أَسْوَدَ قَاتمِ الشَّعْر، مُنْتنِ الرِّيح، أَسْوَدَ الثِّيَاب، يخْرُجُ مِنْ فِيهِ وَمَنَاخِيرِهِ لهِيبُ النَّارِ وَالدُّخَان؛ فَغُشِيَ عَلَى خَلِيلِ اللهِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ أَفَاقَ وَقَدْ عَادَ مَلَكُ الموْتِ إِلى سِيرَتِهِ الأُولى؛ فَقَال: يَا مَلَكَ المَوْت؛ لَوْ لَمْ يَلْقَ الفَاجِرُ عِنْدَ المَوْتِ إِلاَّ صُورَةَ وَجْهِكَ لَكَانَ حَسْبُه " 0 [الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ لِلحَافِظِ العِرَاقِيّ 0كِتَابُ ذِكرِ المَوْتِ: 1853] سَيِّدُنَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَمَلَكُ المَوْت:

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أُرْسِلَ مَلَكُ المَوْتِ إِلىَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم، فَلَمَّا جَاءَ هُ صَكَّهُ؛ فَرَجَعَ إِلىَ رَبِّهِ فَقَال: أَرْسَلْتَني إِلى عَبْدٍ لاَ يُرِيدُ المَوْت؛ قَالَ جَلَّ وَعَلاَ: ارْجِعْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ: يَضَعْ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْر [أَيْ عَلَى ظَهْرِهِ]، فَلَهُ بِمَا غَطَّتْ يَدُهُ بِكُلِّ شَعَرَةٍ سَنَة؛ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: أَيْ رَبِّ ثمَّ مَاذَا 00؟ قَالَ جَلَّ جَلاَلُهُ: ثُمَّ المَوْت، قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: فَالآن؛ فَسَأَلَ اللهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بحَجَر، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: لَوْ كُنْتُ ثَمَّ لأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلىَ جَانِبِ الطَّرِيقِ تحْتَ الكَثِيبِ الأَحْمَر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3155 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2372 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " جَاءَ مَلَكُ المَوْتِ إِلى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لَهُ أَجِبْ رَبَّك 00 فَلَطَمَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَيْنَ مَلَكِ المَوْتِ فَفَقَأَهَا؛ فَرَجَعَ المَلَكُ إِلى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى فَقَال: إِنَّكَ أَرْسَلْتَني إِلى عَبْدٍ لَكَ لاَ يُرِيدُ المَوْتَ وَقَدْ فَقَأَ عَيْني، فَرَدَّ اللهُ إِلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَال: ارْجِعْ إِلى عَبْدِي فَقُلْ: الحَيَاةَ تُرِيد 00؟

فَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الحَيَاةَ فَضَعْ يَدَكَ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ ـ أَيْ ظَهْرِهِ ـ فَمَا تَوَارَتْ يَدُكَ مِنْ شَعْرَةٍ فَإِنَّكَ تَعِيشُ بهَا سَنَة، قَالَ ثمَّ مَهْ ـ أَيْ ثمَّ مَاذَا 00؟ ـ قَالَ ثمَّ تَمُوت؛ قَالَ فَالآنَ، مِنْ قَرِيبٍ رَبِّ أَمِتْني مِنَ الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بحَجَر، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: وَاللهِ لَوْ أَنيِّ عِنْدَهُ؛ لأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلى جَانِبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الكَثِيبِ الأَحْمَر " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ بِكِتَابِ الفَضَائِلِ بَاب: فَضَائِلِ الأَنْبِيَاءِ بِرَقْم: 2372 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " قَدْ كَانَ مَلَكُ المَوْتِ يَأْتِي النَّاسَ عِيَانَاً، فَأَتَى مُوسَى فَلَطَمَهُ فَفَقَأَ عَيْنَه، فَأَتَى رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقَال: يَا رَبِّ عَبْدُكَ مُوسَى فَقَأَ عَيْني، وَلَوْلاَ كَرَامَتُهُ عَلَيْكَ لَشَقَقْتُ عَلَيْه " 00 وَفي رِوَايَةٍ: لَعَنُفْتُ بِه ـ فَقَالَ لَه: اذْهَبْ إِلى عَبْدِي فَقُلْ لَهُ: فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى جِلْدِ أَوْ مَسْكِ ثَوْر، فَلَهُ بِكُلِّ شَعَرَةٍ وَارَتْ يَدُهُ سَنَة، فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ: مَا بَعْدَ هَذَا 00؟ قَالَ المَوْت، قَالَ فَالآن؛ فَشَمَّهُ شَمَّةً فَقَبَضَ رُوحَه، فَرَدَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَيْنَهُ وَكَانَ يَأْتِي النَّاسَ خُفْيَةً " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في مخْتَصَرِ الْعُلُوِّ وَفي ظِلالِ الجَنَّةِ بِرَقْم: 600]

سَيِّدُنَا سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَمَلَكُ المَوْت: عَنِ الأَعْمَشِ عَن خَيْثَمَةَ قال: " كَانَ مَلَكُ المَوْتِ في زِيَارَةِ نَبيِّ اللهِ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلاَم، فَنَظَرَ إِلى رَجُلٍ كَانَ عِنْدَهُ وَحَدَّقَ إِلَيْهِ النَّظَر، فَلَمَّا خَرَجَ مَلَكُ المَوْتِ سَأَلَهُ الرَّجُلُ مَن هَذَا الَّذِي خَرَجَ مِن عِنْدِك؛ إِنَّهُ كَانَ يحَدِّقُ النَّظَرَ إِليّ 00؟! فَقَالَ لَهُ سَيِّدُنَا سُلَيْمَان: مَلَكُ المَوْت؛ فَارْتَعَدَتْ فَرَائِصُ الرَّجُلِ وَطَلَبَ مِنْ سَيِّدِنَا سُلَيْمَانَ أَنْ يَأْمُرَ الرِّيحَ فَتَحْمِلَهُ إِلى جُزُرِ الهِنْد، فَأَمَرَ سَيِّدُنَا سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَحَمَلَتهُ إِلى جُزُرِ الهِنْد،

وَعِنْدَمَا عَادَ مَلَكُ المَوْتِ سَأَلَهُ سَيِّدُنَا سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلاَم: لِمَ كُنْتَ تحَدِّقُ النَّظَرَ إِلى ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي كَانَ عِنْدِي 00؟ قَالَ لَه: لَقَدْ كُنْتُ أَتَعَجَّبُ لِوُجُودِهِ عِنْدَكَ في بَيْتِ المَقْدِس؛ وَقَدْ أُمِرْتُ بِقَبْضِ رُوحِهِ في نَفْسِ اللَّحْظَةِ في جُزُرِ الهِنْد 00!! [الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " كِتَابِ ذِكرِ المَوْتِ: (1858)، وَالأَبْشِيهِيُّ في " المُسْتَطْرَفِ " بِالبَاب: (81) في ذِكْرِ المَوْت] بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {قُلْ إِنَّ المَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنهُ فَإِنَّهُ مُلاَقِيكُمْ} [الجُمُعَة: 8] وَإِذَا خَشِيتَ مِنَ الأُمُورِ مُقَدَّرَاً * فَفَرَرْتَ مِنهُ فَنَحْوَهُ تَنْقَادُ

وَكَمْ مِنْ كَادِحٍ يَهْفُو لأَمْرٍ * وَفِيهِ حَتْفُهُ لَوْ كَانَ يَدْرِي {قُلْ لَوْ كُنْتُمْ في بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ القَتْلُ إِلى مَضَاجِعِهِمْ} [آلُ عِمْرَان: 154] إِذَا قَدَرُ الإِنْسَانِ كَانَ بِبَلدَةٍ * دَعَتْهُ إِلَيْهَا حَاجَةٌ فَيَطِيرُ ****** لَوْ كَانَ لِلْمَرْءِ عَقْلٌ يَسْتضِيءُ بِهِ * في ظُلْمَةِ الشَّكِّ لَمْ تَعْلَقْ بِهِ الْغِيَرُ وَلَوْ تَبَيَّنَ مَا في الْغَيْبِ مِنْ قَدَرٍ * لَكَانَ يَعْلَمُ مَا يَأْتي وَمَا يَذَرُ

عَن أَبي عَزَّةَ يَسَارِ بْنِ عَبدِ اللهِ الهَذَليِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أَرَادَ اللهُ قَبْضَ عَبْدٍ بِأَرْضٍ؛ جَعَلَ لَهُ فِيهَا حَاجَة " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ وَفي الأَدَبِ المُفْرَد، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ وَفي المُسْنَد]

وَعَن ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا كَانَ أَجَلُ أَحَدِكُمْ بِأَرْض؛ أَوْثَبَتْهُ إِلَيْهَا الحَاجَة، فَإِذَا بَلَغَ أَقْصَى أَثَرِهِ؛ قَبَضَهُ اللهُ سُبْحَانَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 4263] بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بإِذْنِ اللهِ كِتَابَاً مُؤَجَّلاَ} [آلُ عِمْرَان: 145] بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الفِرَارُ إِنْ فَرَرْتمْ مِنَ المَوْتِ أَوِ القَتْلِ وَإِذَاً لاَ تمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاَ} [الأَحْزَاب: 16]

سَيِّدُنَا دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَمَلَكُ المَوْت: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ رَجُلاً غَيُورَاً، وَكَانَ إِذَا خَرَجَ أَغْلَقَ الأَبْوَاب، فَأَغْلَقَهَا ذَاتَ يَوم وَخَرَجَ فَأَبْصَرَتِ امرَأَتُهُ رَجُلاً في الدَّارِ فَقَالَتْ: مَن أَدْخَلَ هَذَا الرَّجُلَ هُنَا 00؟ لَئنْ جَاءَ دَاوُدُ لَيَلقَينَّ هَذَا الرَّجُلُ عَنَاءً، فَجَاءَ دَاوُدُ فَرَآهُ فَقَال: مَن أَنْت 00؟ فَقَال: أَنَا الَّذِي لاَ أَهَابُ المُلُوكَ وَلاَ يمْنَعُني الحِجِاب، قَالَ دَاوُد: فَأَنْتَ إِذَنْ مَلَكُ المَوْت، وَكَفَّنَ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ نَفْسَهُ وَقُبِضَتْ رُوحُه " 0 [الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ لِلحَافِظِ العِرَاقِيّ 0كِتَابُ ذِكْرِ المَوْتِ: 1853]

سَيِّدُنَا يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَمَلَكُ المَوْت: وَكَانَتْ بَينَ مَلَكِ المَوْتِ وَنبيِّ اللهِ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مُؤَاخَاة، فَكَانَ إِذَا زَارَهُ يَقُولُ لَهُ نبيُّ اللهِ يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلاَم: " جِئْتَ زَائِرَاً أَمْ قَابِضَاً 00؟ فَكَانَ مَلَكُ المَوْتِ يَقُولُ لَهُ: بَلْ زَائِرَاً، فَقَالَ لَهُ نبيُّ اللهِ يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ذَاتَ يَوْم: لي إِلَيْكَ حَاجَة، فَقَالَ لَهُ مَلَكُ المَوْت: مَا حَاجَتُك 00؟

قَالَ يَعْقُوب: أَنْ تُرْسِلَ لي قَبْلَ مَوْتِي رَسُولاً أَوْ رَسُولَين، قَالَ أَفْعَل، وَمَرَّتِ السِّنُون، وَحَانَ وَقتُ المَنُون؛ فَأَتَاهُ مَلَكُ المَوْتِ قَابِضَاً فَقَالَ لَهُ نبيُّ اللهِ يَعْقُوبُ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ أَرْسِلْ لي قَبْلَ مَوْتي رَسُولاً أَوْ رَسُولَينِ فَأَجَبْتَني 00؟! فَقَالَ لَهُ مَلَكُ المَوْت: أَرْسَلتُ لَكَ ثَلاَثَة، قَالَ نَبيُّ اللهِ يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلاَم: مَتى 00؟ فَقَالَ مَلَكُ المَوْت: بَيَاضَ شَعْرِكَ بَعْدَ سَوَادِه، وَضَعْفَ بَدَنِكَ بَعْدَ قُوَّتِه، وَانحِنَاءَ ظَهْرِكَ بَعْدَ اسْتِقَامَتِه " 0 [البَابُ السَّادِس مِنْ مُكَاشَفَةِ القُلُوبِ لأَبِي حَامِدٍ الغَزَاليّ 0 ص: 19]

لَوْ يَعْلَمُ الأَحْيَاءُ حَقِيقَةَ المَوْتِ مَا هَنَؤُواْ بِالحَيَاة وَقَالَ شَدَّادُ بْنُ أَوْس: " هُوَ أَشَدُّ مِنْ نَشْرٍ بِالمَنَاشِير؛ وَقَرْضٍ بِالمَقَارِيض، وَغَليٍ في القُدُور، وَلَوْ أَنَّ المَيِّتَ نُشِرَ فَأَخْبَرَ أَهْلَ الدُّنيَا بِالمَوْت؛ مَا انْتَفَعُواْ بِعَيْشٍ وَلاَ لَذُّواْ بِنَوْم 00!! [الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 كِتَابُ ذِكرِ المَوْتِ: 1852]

عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ مَا أَنْتُمْ لاَقُونَ بَعْدَ المَوْتِ: مَا أَكَلتُمْ طَعَامَاً عَلَى شَهْوَةٍ أَبَدَا، وَلاَ شَرِبْتُمْ شَرَابَاً عَلَى شَهْوَةٍ أَبَدَا، وَلاَ دَخَلتُمْ بَيْتَاً تَسْتَظِلُّونَ بِهِ، وَلَمَرَرْتمْ إِلى الصُّعُدَاتِ تَلْدُِمُونَ صُدُورَكُمْ، وَتَبْكُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ " 0 وَلَدْمُ الصَّدْر: أَيْ ضَرْبُهُ عِنْدَ المُصِيبَة، كَلَطْمِ الوَجْه 0 [ابْنُ عَسَاكِر، وَكَمَا في " الكَنْز " بِرَقْم: 42525]

قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لِكَعْبِ الأَحْبَار: يَا كَعْبُ حَدِّثنَا عَنِ المَوْت، فَقَالَ نَعَمْ يَا أَمِيرَ المؤْمِنِين: " إِنَّ المَوْتَ كَغُصْنٍ كَثِيرِ الشَّوْكِ أُدْخِلَ في جَوْفِ رَجُلٍ وَأَخَذَتْ كُلُّ شَوْكَةٍ بِعِرْقٍ ثمَّ جَذَبَهُ رَجُلٌ شَدِيدُ الجَذْبِ فَأَخَذَ مَا أَخَذَ وَأَبْقَى مَا أَبْقَى " 0 [الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0كِتَابُ ذِكرِ المَوْتِ: 1852]

كُلُّ هَذَا يمْكِنُ أَنْ يُقَالَ عَنِ المَوْت، وَمَعَ ذَلِكَ إِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ عَلَيْه: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ القَتْل؛ إِلاَّ كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مَسَّ القَرْصَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7940، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ التِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيِّ وَفي الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة]

الحَذَرُ لاَ يُغْني مِنَ القَدَر وَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ حِيلَةَ في الرِّزْقِ وَلاَ شَفَاعَةَ في المَوْت 00!! وَمِن أَطْرَفِ مَا يحْكَى مِنَ الحِكَايَاتِ عَنِ الأَجَلِ: أَنَّ أَبَاً كَانَ يَعِيشُ بِابْنِهِ الوَحِيدِ في أَرْضٍ كَثِيرَةِ الهَوَام، رَأَى في المَنَام: أَنَّ ابْنَهُ يمُوتُ بِعَقْرَبٍ سَامّ، وَاسْتَمَرَّتْ هَذِهِ الرُّؤيَا عِدَّةَ أَيَّام؛ فَاسْتَشَارَ الأَبُ مَنْ يُفَسِّرُونَ الرُّؤَى وَالأَحْلاَم، فَقَالُواْ لَهُ: إِنَّ ابْنَكَ سَيَمُوتُ بِالعَقْرَبِ هَذَا العَام؛ فَاشْتَدَّ وَجَلُ الأَبِ عَلَى ابْنِه وَشَفَّهُ الإِيلاَم؛ فَبَنى لَهُ بَيْتَاً مِنَ الزُّجَاجِ وَقَامَ عَلَيْهِ يحْرُسُهُ لاَ يَنَام 00 وَلَوْ عَلِمَ الإِنْسَانُ مَا هُوَ وَاقِعُ * لَمَا نَامَ سُمَّارٌ وَلاَ قَامَ هَاجِعُ

حَتىَّ حَدَثَ أَنْ دَخَلَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَيْهِ بِالطَّعَام، وَكَانَ مَلْفُوفَاً بِوَرَقَةٍ مَرْسُومةٍ عَلَيْهَا صُورَةُ العَقْرَب؛ فَمَا أَنْ رَآهَا الوَلَدُ حَتىَّ سَقَطَ مَيِّتَاً مِنَ الخَوْفِ وَالفَزَع 00!! وَقَدْ يَتَبَادَرُ إِلى أَذْهَانِ البَعْضِ لأَوَّلِ وَهْلَةٍ؛ أَنَّ هَذَا يَتَعَارَضُ مَعَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدَا، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تمُوت} {لُقمَان: 34} وَيَتَعَارَضُ مَعَ اسْتِئثَارِهِ جَلَّ جَلاَلُهُ بِعِلْمِ الغَيْب 00؟ وَلَيْسَ ثمَّةَ تَعَارُضٌ بَيْنَهُمَا لأَسْبَابٍ أَرْبَعَة: 1 ـ أَنَّ الرُّؤيَا لَيْسَتْ تَنَبُّؤَاً بِالأَجَل، إِنمَا هِيَ مجَرَّدُ ظَنّ 00 {وَإِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْني مِنَ الحَقِّ شَيْئَا} {النَّجْم: 28}

أَمَّا إِنْ كَانَ الأَبُ قَدِ اتخَذَ مِنْ وَسَائِلِ الحَيْطَةِ مَا رَآهُ مُنَاسِبَاً فَهَذَا طَبِيعِيٌّ؛ بِدَلِيل: أَنَّ الأَبَ لَوْ كَانَ لَدَيْهِ يَقِينٌ بِصِدْقِ هَذِهِ الرُّؤْيَا لَمَا اتخَذَ هَذِهِ التَّدَابِير؛ لأَنَّ الحَذَر: لاَ يُغْني مِنَ القَدَر 00 2 ـ أَنَّ الرُّؤَى وَالأَحْلاَمَ كَثِيرَاً مَا يَكُونُ تَأْوِيلُهَا مَوْتَاً أَوْ زَوَاجَاً أَوْ وِلاَدَةً وَرَاجِعْ تَفْسِيرَ الأَحْلاَمِ لاَبْنِ سِيرِينَ تجِدْ مَعْنى الزَّوَاجِ مَوْتَاً، وَرَاجِعْ رُؤْيَا أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا في المَوْتِ وَتَأْوِيلَ أَبي بَكْرٍ لِرُؤْيَاهَا هَنَا بِالحَدِيثِ رَقْم: [731] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" رُؤْيَا المُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءً امِن أَجْزَاءِ النُّبُوَّة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6988 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2263 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " رُؤْيَا الرَّجُلِ الصَّالِح؛ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءً امِنَ النُّبُوَّة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2263 / عَبْد البَاقِي] وَفي رِوَايَةٍ لأَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الرُّؤْيَا الصَّالحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءً امِن أَجْزَاءِ النُّبُوَّة " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6989 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2263 / عَبْد البَاقِي] وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الرُّؤْيَا الصَّالحَةُ جُزْءٌ مِن خَمْسَةٍ وَعِشرِينَ جُزْءً امِن أَجْزَاءِ النُّبُوَّة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعُ الصَّحِيحُ بِرَقْم: 3528] وَتِلْكَ القِصَّةُ يُؤَيِّدُهَا قَوْلُهُ تَعَالى: {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِكْكُمُ المَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ في بُرُوجٍ مُشَيَّدَة} [النِّسَاء: 78] لَعَمْرُكَ مَا يَدْرِي الفَتى كَيْفَ يَتَّقِي * إِذَا هُوَ لَمْ يجْعَلْ لَهُ اللهَ وَاقِيَا ********* رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ * تمِتْهُ وَمَنْ تُخْطِئ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ

وَمَن هَابَ أَسْبَابَ المَنَايَا يَنَلنَهُ * وَإِنْ يَرْقَ أَسْبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّمِ ********* وَإِذَا المَنيَّةُ أَنشَبَتْ أَظْفَارَهَا * أَلفَيْتَ كُلَّ تَمِيمَةٍ لاَ تَنْفَعُ

وكُنْتُ في لِقَاءٍ مَعَ بَعْضِ الشَّخْصِيَّات؛ فَحَكَى لَنَا قِصَّةً عَجِيبَةً أَقْسَمَ عَلَى صِحَّتِهَا، قَال: لَقَدْ كُنْتُ أَنَا وَمجْمُوعَةٌ مِن أَصْدِقَائِي في زِيَارَةِ صَدِيقٍ لَنَا مَرِيض، وَبَيْنَا نحْنُ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ وَقَدْ فَارَقْنَا مَنْزِلَه؛ إِذْ أَبْصَرْنَا طِفْلاً وَهُوَ يَسْقُطُ مِنَ الطَّابِقِ الرَّابِع، فَانْطَلَقَ أَحَدُنَا ـ وَكَانَ حَامِلَ أَثْقَال ـ فَنَجَحَ بحَمْدِ اللهِ تَعَالى في لَقْفِ الصَّبيّ؛ فَكَبَّرَ الجَمِيعُ وَصَفَّقُواْ وَهَلَّلُواْ، وَعَلِمَ أَهْلُ الصَّغِيرِ وَانْطَلَقَتِ الزَّغَارِيد، حَتىَّ إِذَا مَا اسْتَقَلُّواْ سَيَّارَتَهُمْ وَبَدَأُواْ يُدِيرُونَهَا لِيَنْطَلِقُواْ؛ إِذْ سَمِعُواْ صُرَاخَاً مِن خَلْفِهِمْ؛ فَنَظَرُواْ فَإِذَا الصَّبيُّ الَّذِي أَنْقَذُوهُ تحْتَ عَجَلِ السَّيَّارَة؛ فَاسْتَحَالَتِ

الزَّغَارِيدُ صُرَاخَاً وَعَوِيلاَ 00!! وَالعَجِيبُ أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي أَنْقَذَهُ؛ كَانَ هُوَ قَائِدَ السَّيَّارَة، هُوَ الَّذِي أَنْقَذَهُ، وَهُوَ الَّذِي قَتَلَه 00!! عَجِيبٌ أَمْرُ هَذَا المَوْت، كَأَنَّهُ يَقُولُ لأَهْلِ ذَلِكَ الصَّبيّ: إِنَّهُ مَيِّتٌ مَيِّتٌ في هَذَا الْيَوْم، شِئْتُمْ أَمْ أَبَيْتُمْ، مُقَدَّرٌ لَهُ أَنْ يُنْقَذ، وَمُقَدَّرٌ لَهُ أَنْ يَمُوت، وَكُلُّ شَيْءٍ بِقَدَر، وَلِكُلِّ أَجَلٍ كِتَاب 00!! آلآنَ وَقَدْ عَصَيْت 00؟!

وَقَالَ أَبُو بَكر بنُ عَبدِ اللهُ المُزَني: " جَمَعَ رَجُلٌ مِنْ بَني إِسْرَائِيلَ مَالاً، فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى المَوْتِ قَالَ لِبَنيه: أَرُوني أَصْنَافَ أَمْوَالي، فَأُتيَ بِشَيْءٍ كَثِيرٍ مِنَ الخَيلِ وَالإِبِلِ وَالرَّقِيقِ وَغَيرِه، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيهِ بَكَى تحَسُّرَاً عَلَيه، فَرَآهُ مَلَكُ المَوتِ وَهْوَ يَبْكِي؛ فَقَالَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ 00؟ فَوَالَّذِي خَلَقَكَ مَا أَنَا بخَارِجٍ مِنْ مَنزِلِكَ حَتىَّ أُفَرِّقَ بَينَ رُوحِكَ وَبَدَنِك 00!! فَقَال: أَمْهِلْني حَتىَّ أُفَرِّقَهُ ـ أَيْ عَلَى الفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِين ـ قَال: هَيْهَاتَ هَيْهَات، انْقَطَعَتْ عَنْكَ المهْلَة، فَهَلاَّ كَانَ ذَلِكَ قَبْلَ حُضُورِ أَجَلِك 00؟! فَقَبَضَ رُوحَه " 0

[الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ لِلحَافِظِ العِرَاقِي 0 كِتَابُ المَوْت: 1857] فَإِن حَانَ الْقَضَاء؛ ضَاقَ الْفَضَاء 00 لاَ يمْنَعُ المَوْتَ بَوَّابٌ وَلاَ حَرَسُ

وَرُويَ أَنَّ رَجُلاً جَمَعَ فَأَوْعَى 00 لَمْ يَدَعْ صِنْفَاً مِنَ المالِ إِلاَّ اتخَذَه، وَبَنى قَصْرَاً جَعَلَ عَلَيْه بَابَين وَثِيقَين، وَأَوْقَفَ عَلَيْهِ حَرَسَاً مِن غِلمَانِه، ثُمَّ جَمَعَ أَهلَهُ وَصَنَعَ لَهُمْ طَعَامَاً، وَقَعَدَ عَلَى سَرِيرِهِ وَرَفَعَ إِحْدَى رِجْلَيهِ عَلَى الأُخْرَى وَهُمْ يَأْكُلُون، فَلَمَّا فَرَغُواْ قَال: يَا نَفْسُ انعَمِي؛ فَقَدْ جَمَعْتُ لَكِ مَا يَكْفِيك، فَلَمْ يَفْرُغْ مِنْ كَلاَمِهِ حَتىَّ أَقْبَلَ عَلَيْه مَلَكُ المَوْت في هَيْئَةِ رَجُلٍ عَلَيْهِ خُلْقَان مِنَ الثِّيَاب، وَفي عُنُقِهِ مخلاَةٌ يَتَشَبَّهُ بِالمَسَاكِين، فَقَرَعَ البَابَ بِشِدَّة، فَوَثَبَ إِلَيْه الغِلْمَانُ وَقَالواْ لَهُ مَا شَأْنُك 00؟

قَال: ادْعُواْ إِليَّ مَوْلاَكمْ، فَقَالُواْ: إِلى مِثْلكَ لاَ يَخْرُجُ مَوْلاَنَا، قَالَ نَعَمْ، فَأَخْبرُواْ مَوْلاَهُمْ بِذَلِكَ فَقَال: هَلاَ فَعَلتُمْ بِهِ وَفَعَلتُمْ؟ ـ أَيْ هَلاَ نَكَّلتُمْ بِهِ؟ ـ فَقَرَعَ البَابَ قَرْعَة أَشَدَّ مِنَ الأُولى، فَوَثَبَ إِلَيْه الحَرَسُ فَقَال: أَخْبرُوهُ أَني مَلَكُ المَوْت، فَلَمَّا سَمِعُوهُ أُلقِيَ عَليْهِمْ الرُّعْب، وَوَقَعَ عَلَى مَوْلاَهُمُ الذُّلُّ وَالاَنْكِسَارُ فَقَال: قُولُواْ لَهُ قَوْلاً لَيِّنَاً، وَسَلُوهُ هَلْ تَأْخُذُ أَحَدَاً مَكَانَه 00؟

فَدَخَلَ مَلَكُ المَوْتِ عَلَيْه، فَأَمَرَ الرَّجُلُ بمَالِهِ حَتىَّ وُضِعَ بَينَ يَدَيْه، فَقَالَ حِينَ رَآه: لَعَنَكَ اللهُ؛ أَنْتَ شَغَلتَني عَن عِبَادَة رَبِّي، وَمَنَعْتَني أَن أَتخَلى لِرَبِّي، فَأَنْطَقَ اللهُ المَالَ فَقَال: لاَ تَسُبَّني؛ فَلَقَدْ كُنْتَ تَدْخُلُ بي عَلَى السَّلاَطين ـ أَيْ بِبَذْلِهِ في سَبِيلِ ذَلِكَ وَإِنْفَاقِهِ عَلَى المَظْهَرِ الحَسَن ـ وَيُرَدُّ المتَّقِي عَنْ بَابهمْ، وَكُنْتَ تَنْكحُ بيَ المُنعَّمَات، وَتجلِسُ بِي مجَالِسَ المُلُوك، وَتُنْفِقُني في سَبِيلِ الشَّر فَلاَ أَمْتَنِعُ مِنْك، وَلَوْ أَنْفَقْتَني في الخَيرِ نَفَعْتُك، ثُمَّ قَبَضَهُ مَلَكُ المَوْت 00!! [الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ لِلحَافِظِ العِرَاقِي 0 كِتَابُ المَوْت: 1857]

إِنَّ الحَبِيبَ مِنَ الإِخْوَانِ مخْتَلَسُ * لاَ يمْنَعُ المَوْتَ بَوَّابٌ وَلاَ حَرَسُ فَكَيْفَ تَفْرَحُ بِالدُّنيَا وَلَذَّتِهَا * يَا مَنْ يُعَدُّ عَلَيْهِ العُمْرُ وَالنَّفَسُ لاَ يَرْحَمُ المَوْتُ ذَا جَهْل لِغِرَّتِهِ * وَلاَ الَّذِي كَانَ مِنهُ العِلْمُ يُقْتَبَسُ كَمْ أَخْرَسَ المَوْتُ في قَبرٍ وَقَفْتُ بِهِ * عَنِ الجَوَابِ لِسَانَاً مَا بِهِ خَرَسُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُون} {الأَعْرَاف/34}

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: " اللَّهُمَّ مَتِّعْني بِزَوْجِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَبِأَبي أَبي سُفْيَان، وَبِأَخِي مُعَاوِيَة؛ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّكِ سَأَلْتِ اللهَ لآجَالٍ مَضْرُوبَة [أَيْ قُضِيَتْ]، وَآثَارٍ مَبْلُوغَة، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَة، لاَ يُعَجِّلُ شَيْئَاً مِنهَا قَبْلَ حِلِّه، وَلاَ يُؤَخِّرُ مِنهَا شَيْئَاً بَعْدَ حِلِّه، وَلَوْ سَأَلْتِ اللهَ أَنْ يُعَافِيَكِ مِن عَذَابٍ في النَّارِ وَعَذَابٍ في القَبْرِ لَكَانَ خَيْرَاً لَكِ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2663 / عَبْد البَاقِي]

إِنَّ العَبْدَ عِنْدَمَا يمُوتُ يَشْتَدُّ بِهِ العَطَش؛ فَيَقُولُ لَهُ المَلَكُ المُوَكَّلُ بِالأَرْزَاق: يَا ابْنَ آدَم؛ جُبْتُ لَكَ المَشَارِقَ وَالمغَارِبَ فَلَمْ أَجدْ لَكَ شَرْبةَ مَاء، يَا ابْنَ آدَم؛ جُبْتُ لَكَ المَشَارِقَ وَالمغَارِبَ فَلَمْ أَجِدْ لَكَ لُقْمَةً وَاحِدَة، لَقَدِ اسْتَنْفَذْتَ كُلَّ رِزْقِكَ عِنْدِي 00!! فَلاَ حِيلةَ في الرِّزق، وَلاَ شَفَاعَةَ في المَوْت 00!!

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمَاً، ثمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِك، ثمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِك، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ مَلَكَاً فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَات، وَيُقَالُ لَهُ: اكْتُبْ عَمَلَهُ، وَرِزْقَهُ، وَأَجَلَهُ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيد، ثمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوح " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3208 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2643 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " وَكَّلَ اللهُ بِالرَّحِمِ مَلَكَاً فَيَقُول: أَيْ رَبّ؛ نُطْفَة ـ أَيَ يَا رَبّ؛ صَارَتْ نُطْفَة ـ أَيْ رَبّ؛ عَلَقَة، أَيْ رَبّ؛ مُضْغَة، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقَهَا؛ قَالَ أَيْ رَبّ؛ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى 00؟ أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ 00؟ فَمَا الرِّزْقُ 00؟ فَمَا الأَجَلُ 00؟ فَيُكْتَبُ كَذَلِكَ في بَطْنِ أُمِّه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6595 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2646 / عَبْد البَاقِي]

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَدْخُلُ المَلَكُ عَلَى النُّطْفَةِ بَعْدَ مَا تَسْتَقِرُّ في الرَّحِمِ بِأَرْبَعِينَ أَوْ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَيَقُول: يَا رَبّ؛ أَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيد 00؟ فَيُكْتَبَان، فَيَقُول: أَيْ رَبّ؛ أَذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى 00؟ فَيُكْتَبَان، وَيُكْتَبُ عَمَلُهُ وَأَثَرُهُ وَأَجَلُهُ وَرِزْقُه، ثمَّ تُطْوَى الصُّحُفُ فَلاَ يُزَادُ فِيهَا وَلاَ يُنْقَص " 0 [وَأَثَرُهُ: أَي خُطُوَاتُهُ في الدُّنيَا، أَوْ أَثَرُهُ فِيمَن حَوْلَهُ بِالسَّلْبِ أَوْ بِالإِيجَاب 0 رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2644 / عَبْد البَاقِي] مَلَكُ المَوْتِ وَأَحَدُ الجَبَابِرَة

وَقَالَ يَزِيدُ الرَّقَاشِيّ: " بَيْنَمَا جَبَّارٌ مِنَ الجَبَابِرَةِ مِنْ بَنى إِسْرَائِيلَ جَالِسٌ في مَنزِلِهِ قَدْ خَلاَ بِبَعْضِ أَهْلِه: إِذْ نَظَرَ إلى شَخْصٍ قَدْ دَخَلَ مِنْ بَاب بَيْتِه؛ فَثَارَ إِلَيهِ فَزِعَاً مغْضَبَاً فَقَالَ لَهُ: مَن أَنْتَ وَمَن أَدْخَلَكَ عَلَى دَارِي 00؟ فَقَال: أَمَّا الَّذِي أَدْخَلَني الدَّارَ فَرَبهَا، وَأَمَّا أَنَا: فَالَّذِي لاَ يُمْنَعُ مِنَ الحُجَّاب، وَلاَ أَسْتَأْذِنُ عَلَى بَاب، وَلاَ أَخَافُ صَوْلَةَ السُّلطَان، وَلاَ يمْتَنِعُ مِني كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيد، وَلاَ شَيْطَان مَرِيد 00!! فَسُقِطَ في يَدِ الجَبَّارِ وَارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُ حَتىَّ كُبَّ عَلَى وَجْهِهِ، ثمَّ رَفَعَ رَأْسَه إِلَيْهِ مُتَذَللاً وَقَال: أَنْتَ إِذَنْ مَلَكُ المَوْت 00؟

قَال: أَنَا هُوَ، قَال: فَهَلْ أَنْتَ مُمْهِلِي حَتىَّ أُحْدِثَ عَهْدَاً 00؟ قَال: هَيْهَاتَ هَيْهَات؛ انْقَطَعَتْ مُدَّتكَ وَانْقَضَتْ أَنْفَاسُكَ وَنَفِدَتْ سَاعَاتُك، فَلَيْسَ إِلى تَأْخِيرِكَ سَبِيل، قَال: فَإِلى أَيْنَ تَذْهَب بي 00؟ قَال: إِلى عَمَلِكَ الَّذِي قَدَّمْتَه، وَإِلى بَيْتِكَ الَّذِي مَهَّدْتَه، قَال: فَإِنيِّ لَمْ أُقَدِّمْ عَمَلاً صَالحَاً، وَلَمْ أُمَهِّدْ بَيْتَاً حَسَنَاً، قَال: فَإِلى لَظَى، نَزَّاعَةً لِلشَّوَى، ثُمَّ قَبَضَ رُوحَهُ فَسَقَطَ مَيِّتَاً " 0 [الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ لِلحَافِظِ العِرَاقِي 0 " كِتَابُ المَوْت: 1858] حُوَارٌ بَينَ رَسُولِ اللهِ وَمَلَكِ المَوْت

عَنِ الحَارِثِ بْنِ خَزْرَجَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أَبِيهِ قَال: " نَظَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى مَلَكِ المَوْتِ ثَمَّ ـ أَيْ عِنْدَ ـ رَأْسِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا مَلَكَ المَوْت، ارْفُقْ بِصَاحِبي؛ فَإِنَّهُ مُؤْمِن " 00 فَقَالَ مَلَكُ المَوْت: طِبْ نَفسَاً وَقَرَّ عَيْنَاً، وَاعْلَمْ أَنيِّ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ رَفِيق، وَاعْلَمْ يَا محَمَّدُ أَنيِّ لأَقبِضُ رُوحَ ابْنِ آدَم، فَإِذَا صَرَخَ صَارِخٌ مِن أَهْلِهِ قُمْتُ في الدَّارِ وَمَعِي رُوحُهُ فَقُلْتُ مَا هَذَا الصَّارِخ 00؟

وَاللهِ مَا ظَلَمْنَاهُ وَلاَ سَبَقْنَا أَجَلَهُ وَلاَ اسْتَعْجَلْنَا قَدَرَه، وَمَا لَنَا في قَبْضِهِ مِنْ ذَنْب، فَإِنْ تَرْضَواْ بمَا صَنَعَ اللهُ تُؤجَرُواْ، وَإِنْ تحْزَنُواْ وَتَسْخَطُواْ تَأثمُواْ وَتُؤزَرُواْ، مَا لَكُمْ عِنْدَنَا مِن عُتْبى، وَلَكِنْ لَنَا عِنْدَكُمْ بَعْدُ عَوْدَةٌ وَعَوْدَة؛ فَالحَذَرَ الحَذَر، وَمَا مِن أَهْلِ بَيْتٍ يَا محَمَّدُ شَعَرٍ وَلاَ مَدَر، بَرٍّ وَلاَ فَاجِر، سَهْلٍ وَلاَ جَبَل: إِلاَّ أَنَا أَتَصَفَّحُهُمْ في كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ حَتىَّ لأَنَا أَعْرَفُ بِصَغِيرِهِمْ وَكَبِيرِهِمْ مِنهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ، وَاللهِ يَا محَمَّدُ لَو أَرَدْتُ أَن أَقْبِضَ رُوحَ بَعُوضَة مَا قَدَرْتُ عَلَى ذَلِكَ حَتىَّ يَكُونَ اللهُ هُوَ أَذِنَ بِقَبْضِهَا " 0 [ابْنُ أَبي الدُّنيَا وَالطَّبَرَاني 0 كَمَا في " الكَنْز " بِرَقْم: (

42810)، الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " ص: 325/ 2] خُطْبَةُ مَلَكِ المَوْت:

وَقَالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " مَا مِنْ يَوْم إِلاَّ وَمَلَكُ المَوْتِ يَتَصَفَّحُ كُلَّ بَيْتٍ ثَلاَثَ مَرَّات، فَمَنْ وَجَدَهُ مِنهُمْ قَدْ اسْتَوفى رِزْقَهُ وَانْقَضَى أَجَلُهُ قَبَضَ رُوحَه، فَإِذَا قَبَضَ رُوحَهُ أَقْبَلَ أَهْلُهُ بِرَنَّةٍ وَبُكَاء ـ وَالرَّنَّةُ هِيَ صَرْخَةُ العَوِيلِ الَّتي يُطلِقُهَا أَهْلُ البَيْتِ إِذَا مَاتَ مَيِّتُهُمْ ـ فَيَأْخُذُ مَلَكُ المَوْتِ بِعَضُدَتَيِ البَابِ فَيَقُول: وَاللهِ مَا أَكَلتُ لَهُ رِزْقَاً، وَلاَ انْتَقَصْتُ لَهُ أَجَلاً، وَإِنَّ لي فِيكُمْ لَعَوْدَةً بَعْدَ عَوْدَة؛ حَتىَّ لاَ أُبْقِيَ مِنْكُمْ أَحَدَا، فَوَاللهِ لَوْ يَرَوْنَ مَقَامَهُ وَيَسْمَعُونَ كَلاَمَهُ لَذَهِلُواْ عَنْ مَيِّتهِمْ وَلَبَكَواْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ " 0

[الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ لِلحَافِظِ العِرَاقِي 0 كِتَابُ المَوْت: 1858] رَقِيبٌ وَعَتِيدٌ بَعْدَ المَوْت قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: " بَلَغَنَا أَنَّهُ مَا مِنْ مَيِّتٍ يَمُوتُ إِلاَّ وَيَتَرَاءَ ى لَه مَلَكَاهُ الكَاتبَانِ عَمَلَه، فَإِذَا كَانَ مُطِيعَاً قَالاَ لَهُ: جَزَاكَ اللهُ عَنَّا خَيرَاً، فَرُبَّ مجْلِسِ صِدْقٍ أَجْلَسْتَنَا، وَعَمَلٍ صَالحٍ أَحْضَرْتَنَا، وَإِنْ كَان فَاجِرَاً قَالاَ لَهُ: لاَ جَزَاكَ اللهُ عَنَّا خَيرَاً فَرُبَّ مجْلِسِ سُوءٍ أَجْلَسْتَنَا، وَعَمَلٍ غَيرِ صَالحٍ أَحْضَرْتَنَا، وَكَلاَمٍ قَبِيحٍ أَسْمَعْتَنَا، فَلاَ جَزَاكَ اللهُ عَنَّا خَيرَاً، فَذَلكَ شُخُوصُ بَصَرِ الميِّتِ إِلَيْهِمَا "

[الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ لِلحَافِظِ العِرَاقِي 0 كِتَابُ المَوْت: 1854] الحَسَنُ البَصْرِيُّ وَذِكْرُهُ لِلمَوْت دَخَلَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَلَى رَجُلٍ يجُودُ بنَفْسِه 00 فَقَالَ قَوْلَةَ حَقٍّ أَصْبَحَتْ مَثَلاً * وَأَصْبَحَ الجِيلُ بَعْدَ الجِيلِ يَرْوِيهَا فَقَال: " إِنَّ أَمْرَاً هَذَا أَوَّلُهُ ـ يَقْصِدُ المَوْت ـ لجِدِيرٌ أَنْ يُتَّقَى آخِرُه، وَإِنَّ أَمْرَاً هَذَا آخِرُهُ ـ يَقْصِدُ الدُّنيَا ـ لجَدِيرٌ أَنْ يُزْهَدَ في أَوَّلِه " 0 [البَيْهَقِيُّ في " الزُّهْدِ " بِرَقْم: (549)، وَالمَنَاوِيُّ في " فَيْضِ القَدِيرِ " ص: (177/ 2)، وَالغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء ": 1876] الفَرَزْدَقُ الشَّاعِرُ وَالمَوْت

قَالَ أَبُو مُوسَى التَّمِيمِي: " تُوُفِّيَتِ امْرَأَةُ الفَرَزْدَقِ فَخَرَجَ في جِنَازَتِهَا وُجُوهُ البَصْرَة، وَفيهِمُ الحَسَنُ البَصْرِيّ، فَقَالَ الحَسَنُ لِلفَرَزْدَق: مَاذَا أَعدَدْتَ لِهَذَا اليَوْمِ يَا أَبَا فِرَاس 00؟ قَال الفَرَزْدَق: شَهَادَةَ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ مُنْذُ سِتِّينَ سَنَة 00!! فَلَما دُفِنَتْ قَامَ الفَرَزْدَقُ عَلَى قَبرِهَا فَقَال: أَخَافُ وَرَاءَ القَبرِ إِنْ لَمْ تُعَافِني * أَشَدَّ مِنَ القَبرِ التِهَابَاً وَأَضْيَقَا إِذَا جَاءَ ني يَومَ القِيَامَة قَائِدٌ * عَنِيفٌ وَسَوَّاقٌ يَسُوقُ الفَرَزْدَقَا [الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ لِلحَافِظِ العِرَاقِي 0 أَقَاوِيلُهُمْ عِنْدَ القُبُور: 1881]

وَلَيْسَتْ هَذِهِ دَعْوَةٌ إِلى الاَتِّكَالِ عَلَى كَلِمَةِ التَّوْحِيدِ عَلَى عِظَمِ فَضْلِهَا 00 بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {إِنمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بجَهَالَةٍ ثمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ، وَكَانَ اللهُ عَلِيمَاً حَكِيمَا {17} وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتىَّ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ إِنيِّ تُبْتُ الآن} {النِّسَاء} جَرِيرٌ الشَّاعِرُ وَالمَوْت وَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ العَلاَء: " جَلَسْتُ إِلى جَرِيرٍ الشَّاعِرِ وَهُوَ يُمْلِي عَلَى كَاتِبِهِ شِعْرَاً، فَطَلَعَتْ جِنَازَةٌ، فَأَمْسَكَ وَقَال: شَيَّبَتْني وَاللهِ هَذِهِ الجَنَائِز، وَأَنْشَأَ يَقُول:

تُرَوِّعُنَا الجَنَائِزُ مُقْبِلاَتٍ * وَنَلْهُو حِينَ تَذْهَبُ مُدْبِرَاتٍ كَذِئْبٍ أَوْسَعَ الأَغْنَامَ رُعْبَاً * فَلمَّا غَابَ عَادَتْ رَاتِعَاتٍ [الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ لِلحَافِظِ العِرَاقِي 0 وَفَاةُ الخُلَفَاء: 1876] مِنْ رَحْمَةِ اللهِ أَنْ سَتَرَ المَوْتَ عَنِ عِبَادِه قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: " لَوْ عَلِمْتُ مَتى أَجَلِي: لخَشِيتُ عَلَى ذَهَابِ عَقْلِي، وَلَكِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى مَنَّ عَلَى عِبَادِهِ بِإِخْفَاءِ المَوْت، وَلَوْلاَ إِخْفَاؤُهُ؛ لَمَا هَنِئُواْ بِعَيْشٍ وَلاَ قَامَتْ بَيْنَهُمْ أَسْوَاق " [الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ لِلحَافِظِ العِرَاقِي 0 كِتَابُ المَوْت: 1842]

مَوْتُ الفَجْأَة عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مِنَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ أَنْ يُرَى الهِلاَلُ قَبَلاً فَيُقَالُ لِلَيْلَتَين ـ أَيْ يُرَى أَوَّلَ لَيْلَةٍ في الشَّهْرِ فَيَظُنُّهُ النَّاسُ لِلَيْلَتَينِ خَلَتَا ـ وَأَنْ تُتَّخَذَ المسَاجِدُ طُرُقَاً، وَأَنْ يَظْهَرَ مَوْتُ الفَجْأَة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيحِ بِرَقْم: (5899)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَاني في الأَوْسَط] صَبْرَاً عَلَى حُلْوِ الْقَضَاءِ وَمُرِّهِ * مَنْ لَمْ يَمُتْ بِالسَّيْفِ مَاتَ بِغَيْرِهِ وَقَالَ رَجُلٌ لِلحَسَنِ البَصْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " مَاتَ فُلاَنٌ فَجْأَة " 00!! فَقَال رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " لَوْ لَمْ يَمُتْ فَجْأَةً لَمَرِضَ فَجْأَةً ثُمَّ مَات " 0

[ابْنُ عَبْدِ رَبُّه في " العِقدُ الفَرِيد " طَبْعَةِ دَارِ الكُتُبِ العِلمِيَّة 0 بَيرُوت 0 ص: 136/ 3] وَالمَعْنى أَنَّ المُفَاجَأَةَ شَيْءٌ أَسَاسِيٌّ في المَوْت، فَلَوْ لَمْ تمُتْ فَجْأَةً لمَرِضْتَ فَجْأَةً ثمَّ مُتَّ بَعْدَهَا 00!! لَمْ يَأْتِهِ المَوْتُ إِلاَّ لَيْلَةَ مُنَاقَشَةِ الدُّكتُورَاة وَهَذَا شَابٌّ لَمْ يَأْتِهِ المَوْتُ إِلاَّ يَوْمَ مُنَاقَشَةِ رِسَالَةِ الدُّكْتُورَاه؛ فَاسْتَمِعْ مَعِي إِلى الشَّيْخ كِشْك رَحِمَهُ اللهُ مَاذَا يَقُولُ مُعَلِّقَاً عَلَى هَذِهِ الحَادِثَة 00؟ " 000 نَامَ نَوْمَةً لاَ يَقْظَةَ بَعْدَهَا إِلاَّ {يَوْمَ يُنَادِ المُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيب} [ق: 41] تُرَى أَيْنَ سَيُنَاقِشُ الدُّكتُورَاة 00؟ في جَامِعَة عِينْ شَمْس، أَمْ في جَامِعَةِ القَاهِرَة 00؟

لاَ في جَامِعَة عِينْ شَمْس، وَلاَ في جَامِعَةِ القَاهِرَة 00!! إِذَنْ فَأَيْنَ سَيُنَاقِشُهَا 00؟ سَيُنَاقِشُهَا في القَبر، مَنِ الدُّكْتُورُ الَّذِي سَيُنَاقِشُهُ فِيهَا 00؟ إِنهُمَا الأُسْتَاذَانِ القَدِيرَان: مُنْكَرٌ وَنَكِير، مَا مَوْضُوعُهَا 00؟ ثَلاَثَةُ أَسْئِلَة: مَنْ رَبُّك 00؟ وَمَا دِينُك 00؟ وَمَنْ نَبِيُّك 00؟ [فَضِيلَةُ الشَّيْخ / عَبْدِ الحَمِيد كِشْك في " الخُطَبُ المِنْبَرِيَّةُ " بِتَصَرُّف 0 ص: 101/ 9] بِالأَمْسِ أَتَى المَوْتُ إِلى أَخِيك، وَغَدَاً سَيَأتِيك

عَنْ مجَاهِدٍ قَال: خَطَبَ عُثمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقَال: " ابْنَ آدَم: اعْلَمْ أَنَّ مَلَكَ المَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكَ لَمْ يَزَلْ يخْلُفُكَ وَيَتَخَطَّى إِلى غَيْرِكَ مُنْذُ أَنْتَ في الدُّنيَا، وَكَأَنَّهُ ـ أَيْ وَكَأَنَّ المَوْتَ ـ قَدْ تخَطَّى غَيْرَكَ إِلَيْكَ وَقَصَدَك؛ فَخُذْ حِذْرَكَ وَاسْتَعِدَّ لَهُ وَلاَ تَغْفَلْ؛ فَإِنَّهُ لاَ يَغْفَلُ عَنْك " [هَذَا الأَثَرُ مَوْجُودٌ في " الكَنْز " بِرَقْم: 42790] النَّاسُ في غَفَلاَتهِمْ * وَرَحَى المَنِيَّةِ تَطْحَنُ لَيْتَ شِعْرِي؛ هَلْ نَنْتظرُ مِنَ المَوْت قَبْلَ نُزُولِه: أَنْ يَدُقَّ لَنَا عَلَى طُبُولِه 00؟ ذَهَبَ الشَّبَابُ وَشَرُّه، وَأَتَى الكِبرُ وَخَيرُه

دَخَلَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ دِمَشْقَ فَرَأَى شَيْخَاً كَبِيرَاً يَرْجُفُ مِنَ الكِبَر، وَكَانَ هَذَا الشَّيْخُ قَدْ أَسْرَفَ عَلَى نَفسِهِ في شَبَابِهِ فَقَالَ لَه: " أَيَسُرُّكَ أَنْ تمُوتَ أَيُّهَا الشَّيْخ " 00؟ قَالَ لاَ 00 فَقَالَ سُلَيْمَان: " لِمَ وَقَدْ بَلَغْتَ مِنَ الكِبرِ عِتِيَّا " 00؟ قَالَ الشَّيْخ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين: ذَهَبَ الشَّبَابُ وَشَرُّه، وَأَتَى الكِبرُ وَخَيرُه؛ فَإِن أَنَا قَعَدْتُ ذَكَرْتُ الله، وَإِن أَنَا قُمْتُ حَمِدْتُ الله، وَإِني أُحِبُّ أَنْ تَدُومَ لي هَاتَانِ الخَلَّتَان 00!! [الدُّكْتُور نَايِف في نَفَائِسِ اللَّطَائِفِ طَبْعَةُ بَيرُوت 0 ص: (115)، وَالعِقدُ الفَرِيد 0 ص: 147/ 3] كَرَاهِيَةُ المَوْت أَنَا لاَ أَدْرِي لِمَ كُلُّ هَذَا التَّشَبُّثِ بالحَيَاةِ وَالخَوْفِ مِنَ المَوْت 00!!

رَغْمَ أَنَّ الإِنسَانَ يحيَا ليَمُوتَ وَيمُوتُ لِيَحْيى 00!! أَفَمَا شَبِعْتَ بَعْدُ مِنَ الدُّنيَا 00؟ الدُّنيَا الَّتي لاَ يحْترِمُ أَهْلُهَا إِلاَّ القَوِيَّ المُسْتَبِدَّا، وَإِلاَّ الغَنيَّ الَّذِي إِذَا أَعْطَى أَعْطَى قَلِيلاً وَأَكدَى!! الدُّنيَا الَّتي لاَ تُنْصِفُ الطَّيِّبِينَ مِنَ العَقَارِبِ وَالثَّعَابِين 00!! الدُّنيَا الَّتي لَمْ تَزَلْ تُلاَحِقُ الإِنْسَانَ الفَاضِلَ بِالضُّرِّ وَالأَذَى حَتىَّ يَقُول: يَا لَيْتني مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيَاً مَنْسِيَّا 00!! وَلاَ تَبرَحُ تُلاَحِقُهُ بِالضُّرِّ وَالأَذَى 00 حَتىَّ يُغَيَّبَ بَعْدَ ذَاكَ بحُفْرَةٍ * لاَ أَهْلُهُ فِيهَا وَلاَ جِيرَانُهُ ********* لاَ يُبْعِدُ اللهُ أَسْلاَفَاً لَنَا سَبَقُواْ * وَلَوْ بَقُواْ لَلَقُواْ مَا لاَ يُحِبُّونَا

وَكُلُّ لَهْوٍ لَهَاهُ النَّاسُ مَشْغَلَةٌ * عَنْ ذِكْرِ مَا هُمْ مِنَ الأَحْدَاثِ لاَقُونَا {ابْنُ الرُّومِي} النَّاسُ في الدُّنيَا كَرُكَّابِ البَحْرِ إِنْ نجَواْ مِنَ الغَرَقِ لَمْ ينْجُواْ مِنَ الفَرَق إِنَّ الدُّنيَا كَالبَحْرٍ وَالنَّاسُ فِيهَا كَرُكَّابِ سَفِينَة: إِن نجَواْ مِنَ الغَرَق: لَمْ ينْجُواْ مِنَ الفَرَق: أَيِ الخَوْف 00!! عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الدُّنْيَا سِجْنُ المُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الكَافِر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2956 / عَبْد البَاقِي] نُعَلَّلُ بِالدَّوَاءِ إِذَا مَرِضْنَا * وَهَلْ يَشْفِي مِنَ المَوْتِ الدَّوَاءُ وَنَأْتي بِالطَّبِيبِ وَهَلْ طَبِيبٌ * يُؤَخِّرُ مَا يُقَدِّمُهُ القَضَاءُ

أَرَى جَرْعَ الحَيَاةِ أَمَرَّ شَيْءٍ * فَشَاهِدْ صِدْقَ ذَلِكَ إِذ تُقَاءُ سَأَلْنَاهَا البَقَاءَ عَلَى أَذَاهَا * فَقَالَتْ عَنْكُمُ حُظِرَ البَقَاءُ وَتُقَاءُ: مِنَ القَيْء 0 أَلاَ تَرَاهُ إِذَا شَخَصَتْ عَيْنَاهُ عَرِقَ جَبِينُه، وَسُمِعَ أَنِينُه، وَاشْتَدَّ شَوْقُهُ إِلى الدُّنيَا وَحَنِينُه 00!! حُبُّ الدُّنيَا وَكَرَاهِيَةُ المَوْتِ عَلاَمَةٌ عَلَى ضَعْفِ المُسْلِمِين عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا " 00 أَيْ: كَمَا يَتَدَاعَى النَّاسُ عَلَى الوَلِيمَة 0 قَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نحْنُ يَوْمَئِذٍ يَا رَسُولَ الله 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِير، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْل، وَلَيَنْزَعَنَّ اللهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ المَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقذِفَنَّ اللهُ في قُلُوبِكُمُ الوَهَن " 00 فَقَالَ قَائِلٌ: وَمَا الوَهَنُ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: حُبُّ الدُّنيَا وَكَرَاهِيَةُ المَوْت " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: (4197)، وَفي " الصَّحِيحَةِ " بِرَقْم: 958] إِنَّ المَوْتَ مُصَابٌ كَبِير، وَشَرٌّ مُسْتَطِير، سَمَّاهُ القُرْآنُ الكَرِيمُ مُصِيبَةً فَقَال: {فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ المَوْت} {المَائِدَة: 106}

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " قَالَ اللهُ تَعَالى لِلنَّفْسِ اخْرُجِي؛ قَالَتْ: لاَ أَخْرُجُ إِلاَّ كَارِهَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ وَفي الجَامِعِ بِرَقْمَيْ: 219، 7778] وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " قَالَ الله تَبَارَكَ وَتَعَالى للنَّفْس: اخْرُجِي، قَالَتْ: لاَ أَخْرُجُ إِلاَّ كَارِهَة، قَال: اخْرُجِي وَإِنْ كَرِهْت " 0 [الإِمَامُ البَزَّار، وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ ص: 325/ 2]

وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " يَكْبُرُ ابْنُ آدَمَ وَيَكْبُرُ مَعَهُ اثْنَان: حُبُّ المَال، وَطُولُ العُمُر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6421 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1046 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَتَشِبُّ مِنْهُ اثْنَتَان: الحِرْصُ عَلَى المَال، وَالحِرْصُ عَلَى العُمُر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1047 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَتَين: طُولِ الحَيَاةِ وَكَثْرَةِ المَال " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: 2338، 4233، وَفي الجَامِعِ بِرَقْم: 7858]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الشَّيْخُ يَكْبُرُ وَيَضْعُفُ جِسْمُه، وَقَلْبُهُ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَيْن: طُولِ العُمُرِ وَالمَال " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 8403، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَنْ محْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اثْنَتَانِ يَكْرَهُهُمَا ابْنُ آدَم: المَوْت، وَالمَوْتُ خَيْرٌ لِلْمُؤْمِنِ مِنَ الْفِتْنَة، وَيَكْرَهُ قِلَّةَ المَال، وَقِلَّةُ المَالِ أَقَلُّ لِلْحِسَاب " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح ص: 257/ 10، وَقَالَ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: إِسْنَادُهُ جَيِّد 0 ح / ر: 23625]

الدُّنيَا لاَ تَسْتَحِقُّ مِنْكُمْ كُلَّ هَذَا الحُبّ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " هَلْ تَنْتَظِرُونَ مِنَ الدُّنيَا إِلاَّ فَقْرَاً مُنْسِيَاً، أَوْ غِنىً مُطْغِيَاً، أَوْ مَرَضَاً مُفْسِدَاً، أَوْ هَرَمَاً مُفنِّدَاً ـ أَيْ مُفْسِدَاً لِلْعَقْل ـ أَوْ مَوْتَاً مجْهِزَاً، أَوِ الدَّجَّال، فَالدَّجَّالُ شَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَر، أَوْ السَّاعَةُ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرّ " 0 [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2306] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مُثِّلَ ابْنُ آدَمَ وَإِلى جَنْبِهِ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ مَنِيَّة، إِن أَخْطَأَتْهُ المَنَايَا وَقَعَ في الهَرَم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: (5825)، وَصَحَّحَهُ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2156]

لاَ خَيرَ في العَيْشِ مَا دَامَتْ مُنَغَّصَةً * لَذَّاتُهُ بِادِّكَارِ المَوْتِ وَالهَرَمِ في المَوْتِ أَلْفُ فَضِيلَة لاَ تُعْرَفُ قَدْ قُلْتُ إِذْ مَدَحُواْ الحَيَاةَ وَأَسْرَفُواْ * في المَوْتِ أَلْفُ فَضِيلَةٍ لاَ تُعْرَفُ مِنهَا أَمَانُ لِقَائِهِ بِلِقَائِهِ * وَبِهِ نُفَارِقُ كُلَّ مَنْ لاَ يُنْصِفُ وَالعَجِيبُ أَنَّنَا نَكرَهُ لِقَاءَ اللهِ رَغمَ أَنَّ كُلاًّ مِنَّا يَدَّعي حُبَّ الله، وَمَن أَحَبَّ أَحَدَاً أَحَبَّ لقَاءه 0 وَلِذَا قَالَ أَحَدُ الحُكَمَاء وَهُوَ عَلَى فِرَاشِ المَوْت؛ عِنْدَمَا رَأَى جَزَعَ بَنِيهِ ـ وَأَرَادَ أَنْ يخَفِّفَ عَنهُمْ مَا هُمْ فِيه ـ يَا بَنيّ: " أَيْنَ يُذْهَبُ بي "؟

قالُواْ: إِلى الله عَزَّ وَجَلّ، قَال: " فَمَا كَرَاهَتي أَن أَذْهَبَ إِلى مَنْ لاَ أَرَى الخَيرَ إِلاَّ مِنه " 00؟! [رَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " الشُّعَب " بِرَقْم: 7119] يَكْفِي عَنِ المَوْتِ أَنَّهُ البَوَّابَةُ لِلِقَاءِ الله عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّكُمْ لَنْ تَرَواْ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ حَتىَّ تَمُوتُواْ " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيح، الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ وَابْنُ مَاجَةَ وَأَحْمَدُ في " مُسْنَدِهِ " بِرَقْم: 22258]

عَن عَلِيِّ بْنِ وَهْبٍ الهَمْدَانيِّ، عَن الضَّحَّاكِ بْنِ مُوسَى أَنَّهُ قَال: " مَرَّ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ بِالمَدِينَةِ وَهُوَ يُرِيدُ مَكَّةَ بَارَكَهَا الله، فَأَقَامَ بِهَا أَيَّامَاً فَقَال: هَلْ بِالمَدِينَةِ أَحَدٌ أَدْرَكَ أَحَدَاً مِن أَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالُواْ لَه: أَبُو حَازِمٍ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ؛ فَأَرْسَلَ إِلَيْه، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ لَهُ: يَا أَبَا حَازِمٍ مَا هَذَا الجَفَاء 00؟ قَالَ أَبُو حَازِم: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَأَيُّ جَفَاءٍ رَأَيْتَ مِني 00؟

قَال: أَتَاني وُجُوهُ أَهْلِ المَدِينَةِ وَلَمْ تَأْتِني، قَال: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ أُعِيذُكَ بِاللهِ أَنْ تَقُولَ مَا لَمْ يَكُنْ؛ مَا عَرَفْتَني قَبْلَ هَذَا اليَوْمِ وَلاَ أَنَا رَأَيْتُك، فَالتَفَتَ سُلَيْمَانُ إِلى محَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ فَقَال: أَصَابَ الشَّيْخُ وَأَخْطَأْت، قَالَ سُلَيْمَان: يَا أَبَا حَازِم؛ مَا لَنَا نَكْرَهُ المَوْت 00؟ قَال: لأَنَّكُمْ أَخْرَبْتُمْ الآخِرَةَ وَعَمَّرْتمْ الدُّنْيَا؛ فَكَرِهْتُمْ أَنْ تُنْقَلُوا مِنْ العُمْرَانِ إِلى الخَرَاب، قَال: أَصَبْتَ يَا أَبَا حَازِم، فَكَيْفَ القُدُومُ غَدَاً عَلَى الله 00؟ قَال: أَمَّا المحْسِن؛ فَكَالغَائِبِ يَقْدُمُ عَلَى أَهْلِه، وَأَمَّا المُسِيءُ فَكَالآبِقِ يَقْدُمُ عَلَى مَوْلاَه؛ فَبَكَى سُلَيْمَانُ وَقَال: لَيْتَ شِعْرِي 00 مَا لَنَا عِنْدَ الله 00؟

قَالَ أَبُو حَازِم: اعْرِضْ عَمَلَكَ عَلَى كِتَابِ الله، قَالَ سُلَيْمَان: وَأَيُّ مَكَانٍ أَجِدُه 00؟ قَال: {إِنَّ الاَبْرَارَ لَفِي نَعِيم، وَإِنَّ الفُجَّارَ لَفِي جَحِيم} {الاَنْفِطَار: 13} قَالَ سُلَيْمَان: فَأَيْنَ رَحْمَةُ اللهِ يَا أَبَا حَازِم 00؟ قَالَ أَبُو حَازِم: رَحْمَةُ اللهِ قَرِيبٌ مِنْ المحْسِنِين؛ قَالَ لَهُ سُلَيْمَان: يَا أَبَا حَازِم؛ فَأَيُّ عِبَادِ اللهِ أَكْرَم 00؟ قَال: أُولُو المُرُوءةِ وَالنُّهَى، قَالَ لَهُ سُلَيْمَان: فَأَيُّ الاَعْمَالِ أَفْضَل 00؟ قَالَ أَبُو حَازِم: أَدَاءُ الفَرَائِضِ مَعَ اجْتِنَابِ المحَارِم، قَالَ سُلَيْمَان: فَأَيُّ الدُّعَاءِ أَسْمَع 00؟ قَالَ أَبُو حَازِم: دُعَاءُ المحْسَنِ إِلَيْهِ لِلْمُحْسِن، قَالَ فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَل 00؟

قَالَ لِلسَّائِلِ البَائِس، وَجُهْدُ المُقِلّ، لَيْسَ فِيهَا مَنٌّ وَلاَ أَذًى قَال: فَأَيُّ القَوْلِ أَعْدَل 00؟ قَال: قَوْلُ الحَقِّ عِنْدَ مَنْ تخَافُهُ أَوْ تَرْجُوه، قَال: فَأَيُّ المُؤْمِنِينَ أَكْيَس 00؟ قَال: رَجُلٌ عَمِلَ بِطَاعَةِ اللهِ وَدَلَّ النَّاسَ عَلَيْهَا، قَال: فَأَيُّ المُؤْمِنِينَ أَحْمَق؟ قَال: رَجُلٌ انْحَطَّ في هَوَى أَخِيهِ ـ أَيْ سَارَ مَعَهُ ـ وَهُوَ ظَالِم، فَبَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِه، قَالَ لَهُ سُلَيْمَان: أَصَبْت، فَمَا تَقُولُ فِيمَا نَحْنُ فِيه 00؟ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَوَ تُعْفِيني 00؟

قَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ لاَ، وَلَكِنْ نَصِيحَةٌ تُلْقِيهَا إِليّ، قَال: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ إِنَّ آبَاءَكَ قَهَرُوا النَّاسَ بِالسَّيْف، وَأَخَذُوا هَذَا المُلْكَ عَنْوَةً ـ أَيْ غَصْبَاً ـ عَلَى غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنَ المُسْلِمِينَ وَلاَ رِضَاهُمْ؛ حَتىَّ قَتَلُوا مِنْهُمْ مَقْتَلَةً عَظِيمَة، فَقَدِ ارْتَحَلُوا عَنْهَا، فَلَوْ أُشْعِرْتَ مَا قَالُواْ وَمَا قِيلَ لَهُمْ 00؟! فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِه: بِئْسَ مَا قُلْتَ يَا أَبَا حَازِم، قَالَ أَبُو حَازِم: كَذَبْت؛ إِنَّ اللهَ أَخَذَ مِيثَاقَ العُلَمَاءِ لَيُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ يَكْتُمُونَه، قَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ فَكَيْفَ لَنَا أَنْ نُصْلِح 00؟

قَال: تَدَعُونَ الصَّلَفَ وَتَمَسَّكُونَ بِالمُرُوءةِ وَتَقْسِمُونَ بِالسَّوِيَّة، قَالَ لَهُ سُلَيْمَان: كَيْفَ لَنَا بِالمَأْخَذِ بِه 00؟ قَالَ أَبُو حَاَزِم: تَأْخُذُهُ مِنْ حِلِّهِ وَتَضَعُهُ في أَهْلِه، قَالَ لَهُ سُلَيْمَان: هَلْ لَكَ يَا أَبَا حَازِمٍ أَنْ تَصْحَبَنَا فَتُصِيبَ مِنَّا وَنُصِيبَ مِنْك 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَعُوذُ بِالله، قَالَ لَهُ سُلَيْمَان: وَلِمَ ذَاك 00؟! قَال: أَخْشَى أَن أَرْكَنَ إِلَيْكُمْ شَيْئَاً قَلِيلاً فَيُذِيقَني اللهُ ضِعْفَ الحَيَاةِ وَضِعْفَ المَمَات، قَالَ لَهُ سُلَيْمَان: ارْفَعْ إِلَيْنَا حَوَائِجَك 00؟ قَال: تُنْجِيني مِنْ النَّارِ وَتُدْخِلُني الجَنَّة؛ قَالَ سُلَيْمَان: لَيْسَ ذَاكَ إِليّ!!

قَالَ أَبُو حَازِم: فَمَا لي إِلَيْكَ حَاجَةٌ غَيْرُهَا، قَالَ فَادْعُ لي، قَالَ أَبُو حَازِم: اللهُمَّ إِنْ كَانَ سُلَيْمَانُ وَلِيَّكَ فَيَسِّرْهُ لخَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَة، وَإِنْ كَانَ عَدُوَّكَ فَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ إِلى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، قَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ قَطُّ ـ أَيْ كَفَى بِاللهِ عَلَيْك ـ قَالَ أَبُو حَازِم: قَدْ أَوْجَزْتُ وَأَكْثَرْتُ ـ أَيْ أَوْجَزْتُ بِرَغْمِ الكَثْرَةِ ـ إِنْ كُنْتَ مِن أَهْلِه، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مِن أَهْلِهِ فَمَا يَنْفَعُني أَن أَرْمِيَ عَنْ قَوْسٍ لَيْسَ لَهَا وَتَرٌ ـ أَيْ فَمَا يَنْفَعُكَ نُصْحِي إِن أَرَدْتُ أَن أَنْصَحَ لَكَ ـ قَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ أَوْصِني، قَال: سَأُوصِيكَ وَأُوجِز: عَظِّمْ رَبَّكَ وَنَزِّهْهُ أَنْ يَرَاكَ حَيْثُ نَهَاك، أَوْ يَفْقِدَكَ حَيْثُ أَمَرَك، فَلَمَّا خَرَجَ مِن عِنْدِهِ

بَعَثَ إِلَيْهِ بِمِائَةِ دِينَارٍ وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَن أَنْفِقْهَا وَلَكَ عِنْدِي مِثْلُهَا كَثِير، فَرَدَّهَا عَلَيْهِ وَكَتَبَ إِلَيْه: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ أُعِيذُكَ بِاللهِ أَنْ يَكُونَ سُؤَالُكَ إِيَّايَ هَزْلاً، أَوْ رَدِّي عَلَيْكَ بَذْلاً ـ أَيْ أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ يَكُونَ كَلاَمُنَا في الزُّهْدِ عَبَثَاً ـ وَمَا أَرْضَاهَا لَكَ فَكَيْفَ أَرْضَاهَا لِنَفْسِي، وَكَتَبَ إِلَيْه:

إِنَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ لَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهَا رِعَاءً يَسْقُون، وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ جَارِيَتَيْنِ تَذُودَانِ ـ قَالَ الطَّبرِيُّ في تَفْسِيرِهَا: أَيْ كَانَتَا تمْنَعَانِ غَنَمَهُمَا مِنَ السِّقَايَةِ حَتىَّ يُصْدِرَ الرِّعَاء: أَيْ يُقْلِعُونَ عَنِ المَاء ـ فَسَأَلَهُمَا فَقَالَتَا: لاَ نَسْقِي حَتىَّ يُصْدِرَ الرِّعَاءوَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِير، فَسَقَى لَهُمَا، ثُمَّ تَوَلَّى إِلى الظِّلِّ فَقَال: رَبِّ إِنيِّ لِمَا أَنْزَلْتَ إِليَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِير، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ جَائِعَاً خَائِفَاً لاَ يَأْمَن؛ فَسَأَلَ رَبَّهُ وَلَمْ يَسْأَلِ النَّاس، فَلَمْ يَفْطِنِ الرِّعَاءُ وَفَطِنَتْ الجَارِيتَان؛ فَلَمَّا رَجَعَتَا إِلى أَبِيهِمَا أَخْبَرَتَاهُ بِالقِصَّةِ وَبِقَوْلِهِ؛ فَقَالَ أَبُوهُمَا وَهُوَ شُعَيْب: هَذَا رَجُلٌ

جَائِع؛ فَقَالَ لإِحْدَاهُمَا: اذْهَبي فَادْعِيه، فَلَمَّا أَتَتْهُ عَظَّمَتْهُ وَغَطَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ: إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا، فَشَقَّ عَلَى مُوسَى حِينَ ذَكَرَتْ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا، وَلَمْ يَجِدْ بُدَّاً مِن أَنْ يَتْبَعَهَا؛ إِنَّهُ كَانَ بَيْنَ الجِبَالِ جَائِعَاً مُسْتَوْحِشَاً، فَلَمَّا تَبِعَهَا هَبَّتِ الرِّيحُ فَجَعَلَتْ تَصْفِقُ ثِيَابَهَا عَلَى ظَهْرِهَا فَتَصِفُ لَهُ عَجِيزَتَهَا وَكَانَتْ ذَاتَ عَجُز، وَجَعَلَ مُوسَى يُعْرِضُ مَرَّةً وَيَغُضُّ أُخْرَى، فَلَمَّا عِيلَ صَبْرُهُ نَادَاهَا يَا أَمَةَ الله: كُوني خَلْفِي وَأَرِيني السَّمْتَ بِقَوْلِكِ ذَا ـ أَيْ وَأَرِيني الطَّرِيقَ بِقَوْلِكِ سِرْ مِن هُنَا ـ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى شُعَيْبٍ إِذَا هُوَ بِالعَشَاءِ مُهَيَّأ، فَقَالَ لَهُ شُعَيْب:

اجْلِسْ يَا شَابُّ فَتَعَشَّ؛ فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَعُوذُ بِالله، فَقَالَ لَهُ شُعَيْبٌ لِمَ 00؟! أَمَا أَنْتَ جَائِع 00؟ قَالَ بَلَى، وَلَكِنيِّ أَخَافُ أَنْ يَكُونَ هَذَا عِوَضَاً لِمَا سَقَيْتُ لَهُمَا؛ وَإِنَّا مِن أَهْلِ بَيْتٍ لاَ نَبِيعُ شَيْئَاً مِنْ دِينِنَا بِمِلْءِ الأَرْضِ ذَهَبَاً، فَقَالَ لَهُ شُعَيْب: لاَ يَا شَابّ، وَلَكِنَّهَا عَادَتِي وَعَادَةُ آبَائِي، نُقْرِي الضَّيْفَ وَنُطْعِمُ الطَّعَام؛

فَجَلَسَ مُوسَى فَأَكَل، فَإِنْ كَانَتْ هَذِهِ المِائَةُ دِينَارٍ عِوَضَاً لِمَا حَدَّثْتُ فَالمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلحْمُ الخِنْزِيرِ في حَالِ الاَضْطِرَارِ أَحَلُّ مِنْ هَذِه، وَإِنْ كَانَ لِحَقٍّ لي في بَيْتِ المَالِ فَلِي فِيهَا نُظَرَاء؛ فَإِنْ سَاوَيْتَ بَيْنَنَا وَإِلاَّ فَلَيْسَ لي فِيهَا حَاجَة " 0 [الإِمَامُ في " سُنَنِ الدَّارِمِيُّ " بِكِتَابِ المُقَدِّمَةِ بَاب: إِعْظَامِ العِلم بِرَقْم: 647]

قَالَ حَاتِمٌ الأَصَمّ: " رَأَيْتُ النَّاسَ كُلَّهُمْ لَهُمْ بَيْتٌ وَمَأْوَىً، وَرَأَيْتُ مَأْوَايَ الْقَبْر؛ فُكُلُّ شَيْءٍ قَدَرْتُ عَلَيْهِ مِنَ الخَيْرِ قَدَّمتُهُ لِنَفْسِي لأُعَمِّرَ قَبْرِي " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 487/ 11] وَقَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهْوَ يَعِظُهُ: " يَا بُنيّ: إِنَّ دَارَاً تَسِيرُ إِلَيْهَا: أَقرَبُ إِلَيْكَ مِنْ دَارٍ خَرَجْتَ مِنهَا " 0 [الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في الزُّهْدِ الكَبِير بِرَقْم: (501)، وَالمِشْكَاةُ بِرَقْم: 5220]

مَتى أَكرَهُ الدُّنيَا إِذَا أَنَا شَرِبْتُ مَاءً بَارِدَاً كَانَ دَاوُدُ بْنُ نَصِيرٍ الطَّائِيُّ لاَ يُبْرِدُ المَاءَ في الصَّيْف؛ فَقِيلَ لَهُ: أَتَشْرَبُ في هَذَا الحَرِّ الشَّدِيدِ مَاءً سَاخِنَاً 00؟! فَقَال: إِذَا أَنَا شَرِبْتُ في هَذَا الحَرِّ الشَّدِيدِ المَاءَ بَارِدَاً؛ فَمَتى أَسْتَبْشِرُ بِالمَوْت " 00؟!

وَعَن عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ حَمَّادٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " دَخَلنَا عَلَى بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ وَهُوَ في المَوْت، فَإِذَا هُوَ في سُرُورٍ عَظِيم؛ فَقُلنَا لَهُ في ذَلِكَ فَقَال: " أَأَخْرُجُ مِنْ دَارِ الحَاسِدِينَ الظَّالمِينَ المُغْتَابِينَ وَأَقدُمُ عَلَى رَبِّ العَالمِينَ وَلاَ أُسَرّ " 00؟ [ابْنُ عَبْدِ رَبُّه في " العِقدُ الفَرِيد " طَبْعَةِ دَارِ الكُتُبِ العِلمِيَّة 0 بَيرُوت 0 ص: 146/ 3]

كَرَاهِيَةُ تمَنيِّ المَوْت وَلَيْسَ مَعْنى هَذَا أَنْ نَتَمَنى المَوْت 00 عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِه، فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ مُتَمَنِّيَاً لِلْمَوْتِ فَلْيَقُل: اللهُمَّ أَحْيِني مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْرَاً لي، وَتَوَفَّني إِذَا كَانَتِ الوَفَاةُ خَيْرَاً لي " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6351 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2680 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَاً عَمَلُهُ الجَنَّة " قَالُواْ: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ، وَلاَ أَنَا، إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَني اللهُ بِفَضْلٍ وَرَحمَة؛ فَسَدِّدُواْ وَقَارِبُواْ، وَلاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ المَوْت؛ إِمَّا محْسِنَاً فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْرَاً، وَإِمَّا مُسِيئَاً فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ المَرْضَى بَاب: تمَني المَرِيضِ المَوْت بِرَقْم: 5673 / فَتْح]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَتَمَنىَّ أَحَدُكُمُ المَوْت، وَلاَ يَدْعُ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ؛ إِنَّهُ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمُ؛ انْقَطَعَ عَمَلُه، وَإِنَّهُ لاَ يَزِيدُ المُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلاَّ خَيرَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2682 / عَبْد البَاقِي] عَن عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ آخَى بَينَ رَجُلَين، فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا وَمَاتَ الآخَرُ بَعْدَه، فَصَلَّيْنَا عَلَيْه، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا قُلْتُمْ " 00؟

قَالُواْ: دَعَوْنَا لَهُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، اللهُمَّ أَلحِقْهُ بِصَاحِبِه؛ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَأَيْنَ صَلاَتُهُ بَعْدَ صَلاَتِه 00؟! وَأَيْنَ عَمَلُهُ بَعْدَ عَمَلِه 00؟! فَلَمَا بَيْنَهُمَا كَمَا بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْض " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: (1985)، وَصَحَّحَهُ أَيْضَاً في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 2524]

عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلَينِ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ إِسْلاَمُهُمَا جَمِيعَاً، فَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَادَاً مِنَ الآخَر، فَغَزَا المُجْتَهِدُ مِنْهُمَا فَاسْتُشْهِد، ثُمَّ مَكَثَ الآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً ثُمَّ تُوُفِّيَ، قَالَ طَلْحَة: فَرَأَيْتُ في المَنَام: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ بَابِ الجَنَّة؛ إِذَا أَنَا بِهِمَا، فَخَرَجَ خَارِجٌ مِنَ الجَنَّة؛ فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّيَ الآخِرَ مِنْهُمَا، ثُمَّ خَرَجَ؛ فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِد، ثمَّ رَجَعَ إِليّ، فَقَالَ ارْجِعْ؛ فَإِنَّكَ لَمْ يَأْنِ لَكَ بَعْد، فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاس؛ فَعَجِبُواْ لِذَلِك، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثُوهُ الحَدِيث؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مِن أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُون " 00؟

فَقَالُواْ: يَا رَسُولَ الله، هَذَا كَانَ أَشَدَّ الرَّجُلَينِ اجْتِهَادَاً، ثمَّ اسْتُشْهِد، وَدَخَلَ هَذَا الآخِرُ الجَنَّةَ قَبْلَه؟! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً " 00؟ قَالُواْ بَلَى، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَام؟ وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا مِنْ سَجْدَةٍ في السَّنَة "؟ [وَفي رِوَايَةٍ: سِتَّةَ آلاَفِ رَكْعَة]

قَالُواْ بَلَى، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْض " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيب وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: 372، 3925، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْمَيْ: 1403، 8381] وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى لأَحْمَدَ وَالبزَّارِ وَأَبي يَعْلَى عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ نَفَرَاً مِنْ بَني عُذْرَةَ ثَلاَثَةً أَتَوْا النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمُواْ؛ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَنْ يَكْفِنِيهِمْ " 00؟ أَيْ مَنْ يَكْفِيني ضِيَافَتَهُمْ 00؟

قَالَ طَلْحَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَنَا؛ فَكَانُواْ عِنْدَ طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَبَعَثَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثَاً، فَخَرَجَ أَحَدُهُمْ فَاسْتُشْهِد، ثُمَّ بَعَثَ بَعْثَاً، فَخَرَجَ فِيهِمْ آخَرُ فَاسْتُشْهِد، ثُمَّ مَاتَ الثَّالِثُ عَلَى فِرَاشِه؛ قَالَ طَلْحَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فَرَأَيْتُ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةَ الَّذِينَ كَانُواْ عِنْدِي في الجَنَّة، فَرَأَيْتُ المَيِّتَ عَلَى فِرَاشِهِ أَمَامَهُمْ، وَرَأَيْتُ الَّذِي اسْتُشْهِدَ أَخِيرَاً يَلِيه، وَرَأَيْتُ الَّذِي اسْتُشْهِدَ أَوَّلَهُمْ آخِرَهُمْ؛ فَدَخَلَني مِنْ ذَلِكَ ـ أَيْ دَخَلَنيَ الْعَجَب ـ فَأَتَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" وَمَا أَنْكَرْتَ مِنْ ذَلِك 00؟ لَيْسَ أَحَدٌ أَفْضَلَ عِنْدَ اللهِ مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَمَّرُ في الإِسْلاَم؛ لِتَسْبِيحِهِ وَتَكْبِيرِهِ وَتَهْلِيلِه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَفي السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 3367، 654، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كَمْ مَكَثَ في الأَرْضِ بَعْدَه " 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: حَوْلاً؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " صَلَّى أَلْفَاً وَثَمَانِمِاْئَةِ صَلاَةٍ وَصَامَ رَمَضَان " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 1401، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مَرَّ بِقَبْرٍ فَقَال: " مَنْ صَاحِبُ هَذَا القَبْر " 00؟ فَقَالُواْ: فُلاَن؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " رَكْعَتَانِ أَحَبُّ إِلى هَذَا مِنْ بَقِيَّةِ دُنْيَاكُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: (391)، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِيرِ وَالأَوْسَط] عَنْ بَشِيرِ بْنِ مَعْبَدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مَرَّ بِقُبُورِ المُشْرِكِينَ فَقَال: " لَقَدْ سَبَقَ هَؤُلاَءِ خَيْرَاً كَثِيرَاً " 00 ثَلاَثَاً، ثُمَّ مَرَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُبُورِ المُسْلِمِينَ فَقَال:

" لَقَدْ أَدْرَكَ هَؤُلاَءِ خَيْرَاً كَثِيرَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 3230] وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِن أَحَدٍ يمُوتُ إِلاَّ نَدِم؛ إِنْ كَانَ محْسِنَاً نَدِمَ أَلاَّ يَكُونَ ازْدَاد، وَإِنْ كَانَ مُسِيئَاً نَدِمَ أَلاَّ يَكُونَ نَزَع " 0 وَمَعْنى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَدِمَ أَلاَّ يَكُونَ نَزَع " 00 [أَيْ: نَدِمَ أَنْ لاَ يَكُونَ قَدْ أَقْلَعَ عَن إِسَاءتِه 0 ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ بِالجَامِعِ وَالتِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: (2403)، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42715] اغْتَنِمْ خَمْسَاً قَبْلَ خَمْس

وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اغْتَنِمْ خَمْسَاً قَبْلَ خَمْس: حَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِك، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِك، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِك، وَشَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِك، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيحِ بِرَقْم: (1957)، الإِحْيَاء 0 ص: (1847)، وَفي الْكَنْز بِرَقْم: 43490] خَيْرُكُمْ مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُه وَعَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ عَن أَبِيهِ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ النَّاسِ خَير 00؟

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُه " 0 قَال: فَأَيُّ النَّاسِ شَرّ 00؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَسَاءَ عَمَلُه " [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 20444، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2329] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " طُوبىَ لِمَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (7375)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ في الحِلْيَة]

خَبَّابُ بْنُ الأَرَتِّ وَتمَنيِّ المَوْت: عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبي حَازِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " دَخَلْنَا عَلَى خَبَّابٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ نَعُودُهُ وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعَ كَيَّاتٍ فَقَال: إِنَّ أَصْحَابَنَا الَّذِينَ سَلَفُواْ مَضَوْا وَلَمْ تَنْقُصْهُمُ الدُّنْيَا، وَإِنَّا أَصَبْنَا مَا لاَ نجِدُ لَهُ مَوْضِعَاً إِلاَّ التُّرَاب، وَلَوْلاَ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ، ثمَّ أَتَيْنَاهُ مَرَّةً أُخْرَى وَهُوَ يَبْني حَائِطَاً لَهُ فَقَال: " إِنَّ المُسْلِمَ لَيُؤْجَرُ في كُلِّ شَيْءٍ يُنْفِقُهُ إِلاَّ في شَيْءٍ يجْعَلُهُ في هَذَا التُّرَاب " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ المَرْضَى بَاب: تمَني المَرِيضِ المَوْت بِرَقْم: 5672 / فَتْح]

عَمَّارٌ وَتمَنيِّ المَوْت: عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " صَلَّى عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ بِالقَوْمِ صَلاَةً أَخَفَّهَا فَكَأَنَّهُمْ أَنْكَرُوهَا فَقَال: أَلَمْ أُتِمَّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُود 00؟ قَالُواْ بَلَى، قَال: أَمَا إِنيِّ دَعَوْتُ فِيهَا بِدُعَاءٍ كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو بِه:

" اللهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الخَلْقِ أَحْيِني مَا عَلِمْتَ الحَيَاةَ خَيْرَاً لي، وَتَوَفَّني إِذَا عَلِمْتَ الوَفَاةَ خَيْرَاً لي، وَأَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ في الْغَيْبِ وَالشَّهَادَة، وَكَلِمَةَ الإِخْلاَصِ ـ وَفي رِوَايَةٍ: كَلِمَةَ الحَقِّ ـ في الرِّضَا وَالْغَضَب، وَأَسْأَلُكَ نَعِيمَاً لاَ يَنْفَدُ وَقُرَّةَ عَيْنٍ لاَ تَنْقَطِعُ وَأَسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بِالْقَضَاء، وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ المَوْت، وَلَذَّةَ النَّظَرِ إِلى وَجْهِكَ وَالشَّوْقَ إِلى لِقَائِك، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ ضَرَّاءَ مُضِرَّة، وَفِتْنَةٍ مُضِلَّة، اللهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الإِيمَان، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِين " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في التَّوَسُّلِ ص: (46)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 1306]

المُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنَ النَّاس، وَالكَافِرُ يَسْترِيحُ مِنهُ النَّاس عَن أَبي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ كَانَ يحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بجِنَازَةٍ فَقَال: " مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْه؛ قَالُواْ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا المُسْتَرِيحُ وَالمُسْتَرَاحُ مِنْهُ 00؟ فَقَال: العَبْدُ المُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلى رَحْمَةِ الله، وَالعَبْدُ الفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ العِبَادُ وَالبِلاَدُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابّ " 0 [رَوَاهُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6512 / فَتْح)، وَمُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (950 / عَبْد البَاقِي)، وَهُوَ في (الكَنْزِ) بِرَقْم: 42769] مَن أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءه

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءه، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءه " 0 [رَوَاهُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6508 / فَتْح)، وَمُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2686 / عَبْد البَاقِي)، وَفي " الكَنْزِ " بِرَقْم: 42121] وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أَحَبَّ عَبْدِي لِقَائِي أَحْبَبْتُ لِقَاءه، وَإِذَا كَرِهَ لِقَائِي كَرِهْتُ لِقَاءه " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ بِكِتَابِ التَّوْحِيدِ بَابِ: يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُواْ كَلاَمَ الله بِرَقْم: (7504 / فَتْح)، وَفي " الكَنْز " بِرَقْم: 42108]

هَلْ كَرَاهِيَةُ المَوْتِ هِيَ كَرَاهِيَةُ لِقَاءِ الله عَن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءه، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءه " 00 قَالَتِ السَّيِّدَةُ عَائِشَة أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: إِنَّا لَنَكرَهُ المَوْتَ يَا رَسُولَ الله 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَيْسَ ذَاك، وَلَكِنَّ المُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ المَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللهِ وَكَرَامَتِه؛ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ ممَّا أَمَامَه، فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ وَأَحَبَّ اللهُ لِقَاءه، وَإِنَّ الكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللهِ وَعُقُوبَتِه؛ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ ممَّا أَمَامَه، كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ وَكَرِهَ اللهُ لِقَاءه " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الرِّقَاقِ بَاب: مَن أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءه بِرَقْم: 6507] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءه، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءه " 00

فَقُلْتُ: يَا نَبيَّ اللهِ؛ أَكَرَاهِيَةُ المَوْت، فَكُلُّنَا نَكْرَهُ المَوْت 00؟! ـ أَيْ أَكَرَاهِيَةُ المَوْتِ هِيَ كَرَاهِيَةُ لِقَاءِ الله 00؟ فَكُلُّنَا نَكْرَهُ المَوْتَ يَا رَسُولَ الله ـ فَقَال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَيْسَ كَذَلِك، وَلَكِنَّ المُؤْمِنَ إِذَا بُشِّرَ بِرَحمَةِ اللهِ وَرِضْوَانِهِ وَجَنَّتِهِ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ فَأَحَبَّ اللهُ لِقَاءه، وَإِنَّ الكَافِرَ إِذَا بُشِّرَ بِعَذَابِ اللهِ وَسَخَطِهِ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ وَكَرِهَ اللهُ لِقَاءه " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالاَسْتِغْفَار، بَابِ: مَن أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءه بِرَقْم: 2684] وَهَذِهِ رِوَايَةٌ أُخْرَى تُوَضِّحُ مَفهُومَ هَذِهِ الكَرَاهِيَة:

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءه، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءه " 0 يَقُولُ شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ ـ أَحَدُ رُوَاةِ الحَدِيث ـ فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ فَقُلْت: يَا أُمَّ المُؤْمِنِين، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَذْكُرُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَاً، إِنْ كَانَ كَذَلِكَ فَقَدْ هَلَكْنَا، فَقَالَتْ: إِنَّ الهَالِكَ مَنْ هَلَكَ بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَيْ إِنَّ ذَلِكَ لَهُوَ الهَلاَكُ المُبِين ـ وَمَا ذَاك 00؟! قَال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" مَن أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءه، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءه " 0 وَلَيْسَ مِنَّا أَحَدٌ إِلاَّ وَهُوَ يَكْرَهُ المَوْت؛ فَقَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: قَدْ قَالَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ بِالَّذِي تَذْهَبُ إِلَيْه، وَلَكِن إِذَا شَخَصَ البَصَرُ وَحَشْرَجَ الصَّدْرُ وَاقْشَعَرَّ الجِلْدُ وَتَشَنَّجَتِ الأَصَابِع، فَعِنْدَ ذَلِكَ مَن أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءه، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءه " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالاَسْتِغْفَار، بَاب: مَن أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءه بِرَقْم: 2685]

عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبي لَيْلَى رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أَحَدِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَحَبَّ لِقَاءَ الله؛ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءه، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ الله؛ كَرِهَ اللهُ لِقَاءه " 0 قَالُواْ: إِنَّا نَكْرَهُ المَوْت 00 قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَيْسَ ذَلِك، وَلَكِنَّهُ إِذَا حَضَرَ ـ أَيِ المَوْتُ ـ فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ المُقَرَّبِين: فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيم؛ فَإِذَا بُشِّرَ بِذَلِكَ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ وَاللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ لِلِقَاءهِ أَحَبَّ، وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ المُكَذِّبِينَ الضَّالِّين: فَنُزلٌ مِن حَمِيم، وَتَصْلِيَةُ جَحِيم؛ فَإِذَا بُشِّرَ بِذَلِكَ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ وَاللهُ لِلِقَاءِ هِ أَكرَه " 0

[الإِمَامُ أَحْمَدُ في أَوَّلِ مُسْنَدِ الكُوفِيِّين بِرَقْم: (18119)، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42197] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَن أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءه، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءه " 0 قَالُواْ: يَا رَسُولَ اللهِ كُلُّنَا نَكرَهُ المَوْت 00؟

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَيْسَ ذَلِكَ كَرَاهِيَةَ المَوْت، وَلَكِنَّ المُؤمِنَ إِذَا حَضَرَ ـ أَيِ المَوْتُ ـ جَاءهُ البَشِيرُ مِنَ اللهِ بِمَا هُوَ صَائِرٌ إِلَيْه؛ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِن أَنْ يَكُونَ قَدْ لَقِيَ الله؛ فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ فَأَحَبَّ اللهُ لِقَاءه، وَإِنَّ الفَاجِرَ إِذَا حَضَرَ ـ أَيِ احْتَضَرَ ـ جَاءهُ مَا هُوَ صَائِرٌ إِلَيْهِ مِنَ الشَّرّ؛ فَكَرِهَ لِقَاءَ اللهِ وَكَرِهَ اللهُ لِقَاءه " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (320/ 2)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيّ وَمُسْلِمٌ بمَعْنَاهُ كَمَا مَرَّ، وَالإِمَامُ أَحْمَدُ في " مُسْنَدِهِ " بِرَقْم: (11636)، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42197]

حَدَّثَ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " ثَلاَثَةٌ أُحِبُّهُنَّ وَيَكْرَهُهُنَّ النَّاس: الْفَقْر، وَالمَرَض، وَالمَوْت، أُحِبُّ الْفَقْرَ تَوَاضُعَاً لِرَبيِّ، وَالمَوْتَ اشْتِيَاقَاً لِرَبيِّ، وَالمَرَضَ تَكْفِيرَاً لِخَطِيئَتي " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 350/ 2] اللَّهُمَّ إِنَّ خَوْفِي مِنْكَ كبير، وَلَكِنَّ حُبيِّ لَكَ أَكْبَر؛ فَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِحُبيِّ: أَلاَّ تُعَذِّبَني يَا رَبيِّ 0

نَكْرَهُ المَوْتَ وَالمَوْتُ خَيْرٌ لَنَا مِنَ الفِتْنَة عَنْ محْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اثْنَتَانِ يَكْرَهُهُمَا ابْنُ آدَم: المَوْت، وَالمَوْتُ خَيْرٌ لِلْمُؤْمِنِ مِنَ الْفِتْنَة، وَيَكْرَهُ قِلَّةَ المَال، وَقِلَّةُ المَالِ أَقَلُّ لِلْحِسَاب " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح ص: 257/ 10، وَقَالَ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: إِسْنَادُهُ جَيِّد 0 ح / ر: 23625]

لاَ يَكْرَهُ المَوْتَ إِلاَّ سَيِّئُ العَمَل قَالَ العُتبيّ: حَدَّثَني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ فَقَال: " اشْتَكَى أَبي؛ فَكَتَبَ إِلى أَبي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ يَسْأَلُهُ أَنْ يَدْعُوَ لَهُ؛ فَكَتَبَ إِلَيْهِ يَقُولُ لَهُ مَا مَعْنَاه: كُلُّهُ بِذُنُوبِك 00 ثمَّ قَالَ ضِمْنَ مَا قَال: حُقَّ لِمَن عَمِلَ ذَنْبَاً لاَ عُذْرَ لَهُ فِيه، وَخَافَ مَوْتَاً لاَبُدَّ لَهُ مِنهُ أَنْ يَكُونَ وَجِلاً مُشْفِقَاً " 0 [ابْنُ عَبْدِ رَبُّه في " العِقدُ الفَرِيد " طَبْعَةِ دَارِ الكُتُبِ العِلمِيَّة 0 بَيرُوت 0 ص: 175/ 3]

وَسُبْحَانَ الله، فَفِي الوَقْتِ الَّذِي هُوَ عِنْدَ الأَغْنِيَاءِ أَعْدَى أَعَادِيهِمْ؛ فَهُوَ عِنْدَ الفُقَرَاءِ أَشْهَى أَمَانِيهِمْ 0 وَالخُلاَصَةُ: لاَ يَكْرَهُ المَوْتَ إِلاَّ سَيِّئُ العَمَل، أَمَّا المُؤمِنُ الَّذِي صَامَ وَصَلَّى، وَلَمْ يُضْمِرْ لأَحَدٍ حِقْدَاً وَلاَ غِلاًّ: فَهَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ حَسَنَ الظَّنِّ بِالله؛ لأَنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِين 0

لِمَ الخَوْفُ مِنْ لِقَاءِ اللهِ يَا أَخِي مَا دُمْتَ قَدْ أَدَّيْتَ مَا عَلَيْك 00 إِنَّ اللهَ عِنْدَ حُسْنِ ظَنِّ عَبْدِهِ بِه، وَهُوَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ مَن أَحْسَنَ عَمَلاَ، أَلاَ تحِبُّ أَنْ يُدْخِلَكَ اللهُ الجَنَّة 00؟ لَعَلَّكَ هَائِمٌ في الأَرْضِ عَلَى وَجْهِكَ تَبْحَثُ عَنْ شَقَّةٍ غُرْفَةٍ وَصَالَةٍ فَلَمْ تجِدْ 00!! هَا هِيَ قَدْ جَاءَ تكَ {غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ} {الزُّمَر: 20} اللهُمَّ اكْتُبْنَا مِن أَهْلِهَا نحْنُ وَعِبَادَكَ الصَّالحِينَ 00

حُسْنُ الظَّنِّ بِالله عَنْ جابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلاَثَةِ أَيَّامٍ يَقُول: " لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يحْسِنُ الظَّنَّ بِاللهِ عَزَّ وَجَلّ " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا، بَاب: الأَمْرِ بحُسْنِ الظَّنِّ بِاللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى عِنْدَ المَوْت بِرَقْم: 2877]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلاَلهُ أَنَّهُ قَال: " أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَني؛ فَإِنْ ذَكَرَني في نَفْسِه: ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَني في مَلإٍ: ذَكَرْتُهُ في مَلإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ ـ وَفي رِوَايَةٍ لمُسْلِمٍ: في مَلإٍ خَيْرٍ مِنْه ـ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِليَّ بِشِبْر: تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعَاً، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِليَّ ذِرَاعَاً: تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعَاً، وَإِن أَتَاني يَمْشِي: أَتَيْتُهُ هَرْوَلَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7405 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2675 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلاَلهُ أَنَّهُ قَال: " أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَاني " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالاَسْتِغْفَارِ بَاب: فَضْلِ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّقَرُّبِ إِلى اللهِ بِرَقْم: 2675]

عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنَّهُ قَال: " أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاء " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 7603، وَالأُسْتَاذ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 16016] عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ قَال: " أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي: إِنْ ظَنَّ بِي خَيْرَاً فَلَهُ، وَإِنْ ظَنَّ شَرَّاً فَلَه " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (4315)، وَرَوَاهُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِرَقْم: (8833)، وَالغَزَاليُّ في الإِحْيَاءِ ص: (1856)، وَهُوَ في كَنْزِ العُمَّالِ بِرَقْم: 42200]

دَخَلَ وَائِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ عَلَى مَرِيضٍ فَقَالَ لَهُ: " أَخْبرني كَيْفَ ظَنُّكَ بِالله 00؟ قَالَ المَرِيض: أَغْرَقَتْني ذُنُوبِي وَأَشْرَفْتُ عَلَى الهَلَكَة، وَلَكِنيِّ أَرْجُو رَحْمَةَ الله، فَكَبرَ وَائِلَةُ وَكَبَّرَ أَهْلُ البَيْتِ بِتَكْبِيرِهِ، ثُمَّ قَال: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاء " [الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ لِلحَافِظِ العِرَاقِيّ 0كِتَابُ ذِكرِ المَوْتِ: 1856]

أَرْجُو اللهَ وَأَخَافُ ذُنُوبي عَن أَبِي نَضْرَةَ قَال: مَرِضَ رَجُلٌ مِن أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ فَبَكَى؛ فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ الله 00؟ أَلَمْ يَقُلْ لَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " خُذْ مِنْ شَارِبِكَ ثُمَّ أَقِرَّهُ حَتىَّ تَلْقَاني " 00؟

قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ بَلَى وَلَكِنيِّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلاَ قَبَضَ قَبْضَةً بِيَمِينِهِ وَقَال: هَذِهِ لِهَذِهِ وَلاَ أُبَالي، وَقَبْضَ قَبْضَةً أُخْرَى بِيَدِهِ الأُخْرَى جَلَّ وَعَلاَ فَقَال: هَذِهِ لِهَذِهِ وَلاَ أُبَالي " 00 فَلاَ أَدْرِي في أَيِّ الْقَبْضَتَينِ أَنَا 00!! [قَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح: 385/ 7، وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في المِشْكَاةِ بِرَقْم: 120، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ]

دَخَلَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شَابٍّ وَهْوَ يحْتَضِر، فَقَالَ لَهُ: " كَيْفَ تجِدُك " 00؟ قَال: أَرْجُو اللهَ يَا رَسُولَ اللهِ وَأَخَافُ ذُنُوبِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ يجْتَمِعَانِ في قَلبِ عَبْدٍ في مِثْلِ هَذَا المَوْطِنِ إِلاَّ أَعْطَاهُ اللهُ الَّذِي يَرْجُو وَأَمَّنَهُ مِمَّا يخَاف " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: (4261)، كَمَا حَسَّنَهُ أَيْضَاً في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 983]

حَدَّثَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَال: " الخَوْفُ أَفْضَلُ مِنَ الرَّجَاءِ مَا دَامَ الرَّجُلُ صَحِيحَاً؛ فَإِذَا نَزَلَ بِهِ المَوْتُ فَالرَّجَاءُ أَفْضَل " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 433/ 8] قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ مُفَسِّرَاً: " وَذَلِكَ لِقَوْلِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاََّ وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللهِ عَزَّ وَجَلّ " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا، بَاب: الأَمْرِ بحُسْنِ الظَّنِّ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ المَوْت بِرَقْم: 2877]

عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْكِلاَبِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ قَلْبٍ إِلاَّ بَينَ إِصْبَعَيْنِ مِن أَصَابِعِ الرَّحْمَن، إِنْ شَاءَ أَقَامَهُ وَإِنْ شَاءَ أَزَاغَه " 00 وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " يَا مُثَبِّتَ الْقُلُوب؛ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 199]

وَقَالَ ثَابِتٌ البَنَانيّ: " كَانَ شَابٌّ بِهِ حِدَّة، وَكَانَ لَهُ أُمٌّ تَعِظُهُ كَثِيرَاً وَتَقُولُ لَهُ: يَا بُنيَّ إِنَّ لَكَ يَومَاً فَاذْكُرْ يَوْمَك، فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ أَمرُ اللهِ أَكَبَّتْ عَلَيهِ أُمَّهُ وَجَعَلَتْ تَقُولُ لَه: يَا بُنيّ، قَدْ كُنْتُ أُحَذِّرُكَ مَصْرَعَكَ هَذَا وَأَقُول: إِنَّ لَكَ يَومَاً 00 فَقَالَ لَهَا: يَا أُمُّ إِنَّ لي رَبَّاً كَثِيرَ المَعْرُوفِ وَإِنيِّ لأَرْجُو أَلاَّ يَعْدِمَني اليَوْمَ بَعْضَ مَعْرُوفِه؛ فَرَحِمَهُ اللهُ بحُسْنِ ظَنِّهِ برَبِّه 00!! [الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ لِلحَافِظِ العِرَاقِيّ 0كِتَابُ ذِكرِ المَوْتِ: 1856]

وَبِرَغْمِ حُسْنِ الظَّنِّ بِاللهِ إِلاَّ أَنَّ المُؤْمِنَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَلَى وَجَل؛ وَكَيْفَ لاَ يَكُونُ عَلَى وَجَلٍ وَهْوَ لاَ يَدْرِي هَلْ سَيُقَالُ لَهُ: أَبشِرْ يَا عَدوَّ اللهِ بِالنَّارِ أَمْ أَبشِر يَا وَليَّ اللهِ بِالجَنَّة 00؟! عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ يَعْلَمُ المُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ العُقُوبَة؛ مَا طَمِعَ بجَنَّتِهِ أَحَد، وَلَوْ يَعْلَمُ الكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَة؛ مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَد " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2755 / عَبْدُ البَاقِي]

رَحْمَتُكَ بِلاَ حُدُود، وَعَذَابُكَ بِلاَ حُدُود؛ فَاكْتُبْ لَنَا رَحْمَتَكَ وَاصْرِفْ عَنَّا عَذَابَكَ يَا وَدُود 0 الاَسْتِعْدَادُ لِلمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِه تَفَكَّرْتُ في حَشْرِي وَيَوْمِ وَفَاتِيَا * وَدَفْني وَتَرْكِي في المَقَابِرِ ثَاوِيَا فَرِيدَاً وَحِيدَاً بَعْدَ عِزٍّ وَمَنعَةٍ * رَهِينَ ذُنُوبي وَالتُّرَابُ وِسَادِيَا تَفَكَّرْتُ في طُولِ الحِسَابِ وَعَرْضِهِ * وَذُلِّ مَقَامِي حِينَ أُعْطَى كِتَابِيَا لَعَمْرُكَ مَا يَدْرِي الْفَتى كَيْفَ يَتَّقِي * إِذَا هُوَ لَمْ يجْعَلْ لَهُ اللهَ وَاقِيَا

الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ المَوْت عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ المَوْت، وَالعَاجِزُ مَن أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا، وَتمَنىَّ عَلَى الله " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7639] يَا مَنْ بِدُنيَاهُ اشْتَغَلْ * قَدْ غَرَّهُ طُولُ الأَمَلْ المَوْتُ يَأْتي بَغْتَةً * وَالْقَبرُ صُنْدُوقُ العَمَلْ

قِيلَ لمحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ: " كَيْفَ أَصْبَحتَ 00؟ قَالَ رَحِمَهُ الله: قَرِيبَاً أَجَلِي، بَعِيدَاً أَمَلِي، سَيِّئَاً عَمَلِي " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 122/ 6] تَزَوَّدْ مِنَ التَّقوَى فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِي * إِذَا جَنَّ لَيْلٌ هَلْ تَعِيشُ إِلى الفَجْرِ فَكَمْ مِنْ سَلِيمٍ مَاتَ مِن غَيرِ عِلَّةٍ * وَكَمْ مِنْ سَقِيمٍ عَاشَ حِينَاً مِنَ الدَّهْرِ وَكَمْ مِن عَرُوسٍ زَيَّنُوهَا لِزَوْجِهَا * وَقَدْ نُسِجَتْ أَكْفَانُهَا وَهْيَ لاَ تَدْرِيرِ

لاَ تَأْمَنِ الأَجَلَ الخَئُونَ وَخَفْ بَوَادِرَ آفَتِه فَالمَوْتُ سَهْمٌ مُرْسَلٌ وَالْعُمْرُ قَدْرُ مَسَافَتِه مِنْ كَلِمَاتِ الإِمَام / محَمَّد مُتْوَليِّ الشَّعْرَاوِي عَنْ قِيمَةِ الحَيَاةِ قَوْلُه: " إِنَّ الحَيَاةَ هِيَ الفُرْصَة؛ الَّتي لاَ نَعْرِفُ قِيمَتَهَا؛ إِلاَّ بَعْدَ فُقْدَانِهَا " 0 وَكَمَا يَقُولُ الدُّكْتُور مُصْطَفَى السِّبَاعِي في كِتَابِ هَكَذَا عَلَّمَتْني الحَيَاة: " لاَ يَعْرِفُ الإِنْسَانُ قِصَرَ الحَيَاة؛ إِلاَّ قُرْبَ نِهَايَتِهَا " 0 [الدُّكتُور مُصْطَفَى السِّبَاعِي في ((هَكَذَا عَلَّمَتْني الحَيَاة " طَبْعَةُ دَارِ السَّلاَمِ بِالْقَاهِرَة 0 تحْتَ رَقْم: 38]

يَا نَفْسُ قَدْ أَزِفَ الرَّحِيلْ * وَأَظَلَّكِ الخَطْبُ الجَلِيلْ إِنيِّ أُعِيذُكَ أَنْ يَمِيلَ بِكِ الهَوَى فِيمَنْ يَمِيلْ لاَ تَعْمُرِي الدُّنيَا فَلَيْسَ إِلى الْبَقَاءِ بِهَا سَبِيلْ كُلٌّ يُفَارِقُهَا وَفي أَحْشَائِهِ مِنهَا غَلِيلْ فَتَأَهَّبي يَا نَفْسُ لاَ يَلْعَبْ بِكِ الأَمَلُ الطَّوِيلْ فَلَتَنْزِلِنَّ بِمَنْزِلٍ يَنْسَى الخَلِيلُ بِهِ الخَلِيلْ وَلَيُوضَعَنَّ عَلَيْكَ فِيهِ مِنَ الثَّرَى ثِقَلٌ ثَقِيلْ

قُرِنَ الْفَنَاءُ بِنَا فَمَا يَبْقَى الْعَزِيزُ وَلاَ الذَّلِيلْ وَالمَوْتُ آخِرُ عِلَّةٍ يَعْتَلُّهَا الْبَدَنُ الْعَلِيلْ وَلَرُبَّ جِيلٍ قَدْ مَضَى يَتْلُوهُ بَعْدَ الجِيلِ جِيلْ وَلَرُبَّ بَاكِيَةٍ عَلَيَّ بَقَاؤُهَا بَعْدِي قَلِيلْ المَرْءُ يَقْضِي الْعُمْرَ في طَلَبِ المُنى * وَخُطَى المَنِيَّةِ مِنْ وَرَاءِ طِلاَبِهِ ********* فَلاَ تَغْتَرَّ بِالأَمَلِ الطَّوِيلِ * فَلَيْسَ إِلى الإِقَامَةِ مِنْ سَبِيلِ فَدَعْ عَنْكَ التَّعَلُّلَ بِالأَمَاني * فَمَا بَعْدَ المَشِيبِ سِوَى الرَّحِيلِ ********* تَنَامُ وَلَمْ تَنَمْ عَنْكَ المَنَايَا * تَنَبَّهْ لِلْمَنِيَّةِ يَا نَئُومُ ********* يَغُرُّ الْفَتى مَرُّ اللَّيَالي هَنِيئَةً * وَهُنَّ بِهِ عَمَّا قَلِيلٍ غَوَادِرُ وَمَن أَبْصَرَ الدُّنيَا بِعَيْنٍ بَصِيرَةٍ * رَأَى أَنَّهَا بَيْنَ الأَنَامِ تُقَامِرُ

فَتَأَهَّبْ لِلمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِه 00 عَن عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ رَبُّه، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَان، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ مِن عَمَلِه، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ ـ أَيْ شِمَالَهُ ـ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّم، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلاَ يَرَى إِلاَّ النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِه؛ فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ التَّوْحِيدِ بِرَقْم: (7512)، الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1016]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ قَال: يَا رَسُولَ الله؛ أَيُّ المُؤْمِنِينَ أَفضَل 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَحْسَنُهُمْ خُلُقَا " 00 قَال: فَأَيُّ المُؤْمِنِينَ أَكْيَس 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَكثرُهُمْ لِلمَوْتِ ذِكْرَاً، وَأَحْسَنُهُمْ لِمَا بَعْدَهُ اسْتِعْدَادَا، أُولَئِكَ الأَكْيَاس " 0 [صَحَّحَهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك، وَالذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4259] مِن خُطَبِ الرَّسُول

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الجُمُعَةِ يخْطُبُ فَيَقُولُ بَعْدَ أَنْ يحْمَدَ اللهَ وَيُصَلِّيَ عَلَى أَنْبِيَائِه: " أَيُّهَا النَّاس: إِنَّ لَكُمْ مَعَالِمَ ـ أَيْ تُرْشِدُكُمُ الطَّرِيقَ ـ فَانْتَهُواْ إِلى مَعَالِمِكُمْ، وَإِنَّ لَكُمْ نهَايَةً فَانْتَهُواْ إِلى نِهَايَتِكُمْ، إِنَّ العَبْدَ المُؤْمِنَ بَينَ مخَافَتَين: بَينَ أَجَلٍ قَدْ مَضَى لاَ يَدْرِي مَا الله قَاض فِيه، وَبَينَ أَجَلٍ قَدْ بَقِيَ لاَ يَدْرِي مَا اللهُ صَانِعٌ فِيه؛ فَليَأْخُذِ العَبْدُ مِنْ نَفْسِهِ لِنَفْسِه، وَمِنْ دُنيَاهُ لآخِرَتِه، وَمِن الشَّبِيبَةِ قَبْلَ الكِبر، وَمِنَ الحَيَاةِ قَبْلَ المَمَات، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه: مَا بَعْدَ المَوْتِ مِنْ مُسْتَعتَب ـ أَيْ مِنْ تَوْبَةٍ

وَاسْتِرْضَاء ـ وَمَا بَعْدَ الدُّنيَا منْ دَار: إِلاَّ الجَنَّةَ أَوِ النَّار " 0 [الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " الشُّعَب " بِرَقْم: (10581)، وَالقُرْطُبيُّ في تَفْسِيرِه 0 الطَّبْعَةُ الثَّانِيَةُ لِدَارِ الشَّعْب 0 القَاهِرَة: 116/ 18] لاَ تَعُدَّ غَدَاً مِن أَيَّامِكَ وَعَدَّ نَفْسَكَ مِن أَصْحَابِ القُبُور عَنِ الضَّحَّاكِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ مَن أَزْهَدُ النَّاس 00؟ قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَنْ لَمْ يَنْسَ القَبرَ وَالبِلَى، وَتَرَكَ فَضْلَ زِينَةِ الدُّنيَا، وَآثَرَ مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنى، وَلَمْ يَعُدَّ غَدَاً مِن أَيَّامِهُ، وَعَدَّ نَفسَهُ مِنَ المَوْتَى " 0

[ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيب بِرَقْم: (1868)، وَالإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " الشُّعَب " بِرَقْم: 10565] وَكَمَا قَدْ قِيل: " اعْمَلْ لِدُنيَاكَ كَأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَدَا وَاعْمَل لآخِرَتِكَ كَأَنَّكَ تمُوتُ غَدَا " [وَالمَنَاوِيُّ في في " فَيْضِ القَدِيرِ " ص: 12/ 2] يُؤَمِّلُ الدُّنيَا وَالمَوْتُ يَطْلُبُه

عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " ثَلاَثٌ أَعْجَبَتْني ـ أَيْ جَعَلَتْني أَتَعَجَّبُ ـ حَتىَّ أَضْحَكَتْني: مُؤَمِّلُ الدُّنيَا وَالمَوْتُ يَطْلُبُه، وَغَافِلٌ وَلَيْسَ بمَغْفُولٍ عَنه، وَضَاحِكٌ لاَ يَدْرِي أَسَاخِطٌ عَلَيْهِ رَبُّ العَالمِينَ أَمْ رَاضٍ، وَثَلاَثٌ أَحْزَنَتْني حَتىَّ أَبْكَتْني: فِرَاقُ محَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحِزْبِهِ أَوْ فِرَاقُ محَمَّدٍ وَالأَحِبَّة، وَهَوْلُ المُطَّلَع، وَالوُقُوفُ بَينَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لاَ أَدْرِي إِلى جَنَّة يُؤْمَرُ بي أَوْ إِلى نَار "؟ [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِع 0 البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " بِرَقْم: 10652، 10587، 10588] وَمِنْ كَلِمَاتِ اللإِمَامِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ الخَالِدَةِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَوْلُهُ:

" مَا رَأَيْت يَقِينَا أَشْبَهَ بِالشَّكِ مِنْ يَقِينِ النَّاسِ بِالمَوْتِ وَغَفْلَتِهِمْ عَنه " 0 [المَيْدَانيُّ في " مجْمَعِ الأَمْثَالِ " بِطَبْعَةِ دَارِ المَعْرِفَة 0 بَيرُوت 0 ص: 456/ 2] عَن حَفْصٍ بْنِ سلَيْمَانَ قَال: " دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى أَبي ذَرٍّ فَجَعَلَ يقَلِبُ بَصَرَهُ في بَيْتِهِ فَقَال: يَا أَبَا ذَرّ 00 أَيْنَ مَتَاعُكُمْ 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنَّ لَنَا بَيْتَا نوَجِّه إِلَيْهِ صَالحَ مَتَاعِنَا، قَال: إِنَّه لاَ بدَّ لَكَ مِنْ مَتَاع مَا دمْتَ هَهُنَا 00؟ قَال: إِنَّ صَاحِبَ المَنزلِ لاَ يَدَعُنَا فِيه " 0 [الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " بِرَقْم: 10651] مَن خَافَ أَدْلَج وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" مَن خَافَ أَدْلج، وَمَن أَدْلجَ بَلَغَ المَنزِل، أَلاَ إِنَّ سِلعَةَ اللهِ غَالِيَة، أَلاَ إِنَّ سِلعَةَ اللهِ الجَنَّة " وَأَدْلَجَ أَيْ بَكَّرَ بِالتَّوْبَةِ قَبْلَ فَوَاتِ الأَوَان 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 2450] عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " التُّؤَدَةُ ـ أَيِ التَّرَيُّثُ وَالرِّفْقُ ـ في كُلِّ شَيْءٍ إِلاَّ في عَمَلِ الآخِرَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 4810] وَخَطَبَ أَحَدُ الخُلَفَاءِ وَهْوَ عَلَى المِنْبرِ فَقَال: " عِبَادَ الله: اتَّقُواْ اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَكُونُواْ قَوْمَاً صِيحَ بهِمْ فَانْتَبَهُواْ " 0

[الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ لِلحَافِظِ العِرَاقِيّ 0كِتَابُ ذِكرِ المَوْتِ: 1849] لَقدْ لَعِبْتُ وَجَدَّ المَوْتُ في طَلَبي * وَكَانَ في المَوْتِ لي شُغُلٌ عَنِ اللَّعِبِ وَلَوْ فَطِنْتُ إِلى مَا قَدْ خُلِقْتُ لَهُ * مَا اشْتَدَّ حِرْصِي عَلَى الدُّنيَا وَلاَ تَعَبي لِمِثْلِ هَذَا فَأَعِدُّواْ يَا قَوْمِ هَيَّا أَفِيقُواْ مِنْ سُبَاتِكُمُ * صَاحَ الأَذَانُ وَدَوَّتْ رَنَّةُ الجَرَسِ عَنِ البرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جِنَازَة، فَجَلَسَ عَلَى شَفِيرِ قَبر، فَبَكَى حَتىَّ بَلَّ الثَّرَى ثُمَّ قَال: " يَا إِخْوَاني؛ لِمِثلِ هَذَا اليَوْمِ فَأَعِدُّواْ " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَفي الصَّحِيحَةِ وَفي سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: (4195)، وَفي الْكَنْزِ بِرَقْم: 42102] فَلاَ بُدَّ أَنْ تَعْمَلَ لِلمَوْتِ حِسَابَا، وَمَن عَلِمَ أَنَّهُ مَسْئُولٌ فَلاَ بُدَّ أَنْ يُعِدَّ لِلسُّؤَالِ جَوَابَا، قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ عَلَيْكَ يَوْمٌ تَقُولُ فِيه: يَا لَيْتَني كُنْتُ تُرَابَا 00!! سَيَأْتِيكَ يَوْمٌ لَسْتَ فِيهِ بمُكْرَمٍ * بِأَكْثَرَ مِن حَثْوِ التُّرَابِ عَلَيْكَا عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ في خُطْبَتِه: " حَاسِبُواْ أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تحَاسَبُواْ، وَزِنُواْ أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوزَنُواْ " 0 [ابْنُ أَبي شَيْبَةَ في مُصَنَّفِهِ بِرَقْم: (34459)، الضَّعِيفَة: 120]

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اعْبُدِ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاه، فَإِنْ لَمْ تَكنْ تَرَاه فَإِنَّهُ يَرَاك، وَاحْسِبْ نَفْسَكَ مَعَ المَوْتَى، وَإِيَّاكَ وَدَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنهَا مُسْتَجَابَة " [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ الصَّحِيحِ " بِرَقْم: (1037)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ في الحِلْيَة]

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " اعْبُدِ اللهَ وَلاَ تُشْرِكْ بِهِ شَيْئَا، وَاعْمَلْ للهِ كَأَنَّكَ تَرَاهُ وَاعْدُدْ نَفْسَكَ مَعَ المَوْتَى، وَاذْكُرِ اللهَ تَعَالى عِنْدَ كُلِّ حَجَرٍ وَكُلِّ شَجَر، وَإِذَا عَمِلْتَ سَيِّئَة فَاعْمَل بِجَنْبِهَا حَسَنَة، السِّرُّ بِالسِّر، وَالعَلاَنِيَةُ بِالعَلاَنِيَة " [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ الصَّحِيحِ " بِرَقْم: (1040)، الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ وَالطَّبرَاني] وَرُوِيَ عَنِ السَّرِيِّ السَّقْطِيِّ رَحِمَهُ اللهُ أَنَّهُ قَال: " مَن حَاسَبَ نَفْسَهُ اسْتَحْيَا اللهُ مِن حِسَابِه " 0 [صَفْوَةُ الصَّفْوَةِ لأَبي الفَرَج 0 بَابِ: ذِكْرِ المُصْطَفَينَ مِن أَهْلِ بَغْدَاد 0 السَّرِيُّ السَّقْطِيّ 0 ص: 380/ 2]

عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَكُونُ العَبْدُ تَقِيَّاً حَتىَّ يُحَاسِبَ نَفْسَهُ كَمَا يُحَاسِبُ شَرِيكَهُ: مِن أَيْنَ مَطْعَمُهُ وَمَلْبَسُه " 0 [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ التِّرْمِذِيُّ " في كِتَابِ صِفَةِ القِيَامَةِ وَالرَّقَائِق بِرَقْم: 2459] وَرَوَى الإِمَامُ البُخَارِيّ عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَنَّهُ قَال: " ارْتحَلَتِ الدُّنْيَا مُدْبِرَة، وَارْتَحَلَتِ الآخِرَةُ مُقْبِلَة، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُون؛ فَكُونُواْ مِن أَبْنَاءِ الآخِرَةِ وَلاَ تَكُونُواْ مِن أَبْنَاءِ الدُّنْيَا؛ فَإِنَّ اليَوْمَ عَمَلٌ وَلاَ حِسَابَ وَغَدَاً حِسَابٌ وَلاَ عَمَلٌ " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الرِّقَاقِ بَابِ: الأَمَلِ وَطُولِه بِرَقْم: 6416]

حُكْمُ المَنِيَّةِ في البَريَّةِ جَارٍ * مَا هَذِهِ الدُّنيَا بِدَارِ قَرَارِ دَارٌ إِذَا مَا أَضْحَكَتْ في يَوْمِهَا * أَبْكَتْ غَدَاً تَبَّاً لَهَا مِنْ دَارِ وَدَعُواْ الإِقَامَةَ تحْتَ ظِلٍّ زَائِلٍ * أَعْمَارُكُمْ سَفَرٌ مِنَ الأَسْفَارِ وَللهِ دَرُّ ذَلِكَ الشَّاعِرِ العَظِيمِ الَّذِي قَالَ يُوصِي زَوْجَتَهُ أَنْ تجْعَلَ رَجَاءهَا في الحَيِّ الَّذِي لاَ يمُوت: لَئِنْ كُنْتُ لاَ أَدْرِي مَتى المَوْتُ فَاعْلَمِي * بِأَنيَّ مَهْمَا عِشْتُ سَوْفَ أَمُوتُ

فَمَهْمَا ظَنَنْتَ أَنَّ المَوْتَ بَعِيد: فَإِنَّهُ أَقْرَبُ إِلَيْكَ مِن حَبْلِ الوَرِيد 00!! {وَاتَّقُواْ يَوْمَاً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلى اللهِ ثمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُون} [البَقَرَة: 281] تَرْجُو النَّجَاةَ وَلَمْ تَسْلُكْ مَسَالِكَهَا * إِنَّ السَّفِينَةَ لاَ تجْرِي عَلَى اليَبَسِ ********* وَإِن أَنْتَ لَمْ تَزْرَعْ وَأَبْصَرْتَ حَاصِدَاً * نَدِمْتَ عَلَى التَّفْرِيطِ في زَمَنِ البَذرِ {دِعْبِلٌ الخُزَاعِيّ}

وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمَنْكِبيَّ ثمَّ قَال: " كُنْ في الدُّنيَا كَأَنَّكَ غَرِيب، أَوْ عَابِرُ سَبِيل " 0 وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُول: إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنتَظِرِ الصَّبَاح، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المَسَاء، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لمَرَضِك، وَمِن حَيَاتِكَ لمَوْتِك 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الرَّقَائِقِ بَابِ: كُنْ في الدُّنيَا كَأَنَّكَ غَرِيب، أَوْ عَابِرُ سَبِيل بِرَقْم: 6416] وَزَادَ في رِوَايَةٍ صَحِيحَةٍ لأَحْمَدَ قَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَعُدَّ نَفْسَكَ مِن أَهْلِ القُبُور " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 5002، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

إِذَا كُنْتُ أَعْلَمُ عِلْمَاً يَقِينَاً * بِأَنَّ جَمِيعَ حَيَاتي كَسَاعَة فَلاَ بُدَّ أَنْ لاَ تَضِيعَ هَبَاءً * لِتُحْسَبَ لي بَعْدَ مَوْتيَ طَاعَة وَعَنْ شَقِيقٍ البَلخِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قَالَ النَّاسُ ثَلاَثَةَ أَقوَالٍ وَخَالَفُوهَا بِأَفْعَالهِمْ، قَالُواْ: نحْنُ عَبِيدُ اللهِ وَعَمِلواْ عَمَلَ الأَحْرَار، وَهَذَا خِلاَفُ قَوْلهِمْ 00!! وَقَالُواْ: المَوْتُ حَقٌّ وَعَمِلُواْ عَمَلَ مَنْ لاَ يَظُنُّ أَنَّهُ سَيَمُوت، وَهَذَا خِلاَفُ قَوْلهِمْ 00!! وَقَالُواْ: إِنَّ اللهَ كَفِيلٌ بِأَرْزَاقِنَا وَلَمْ تَطْمَئِنَّ قُلُوبُهُمْ إِلاَّ بِالدُّنيَا وَحُطَامِهَا، وَهَذَا أَيْضَاً خِلاَفُ قَوْلهِمْ " 0 [البَابُ السَّادِسُ مِنْ مُكَاشَفَةِ القُلُوبِ لِلغَزَّاليِّ بِتَصَرُّف: 20/ 6]

لَيْتَنَا نهْتَمُّ بِالغِنى في الدِّينِ كَمَا نهْتَمُّ بِالغِنى في الدُّنيَا تجِدُ الوَاحِدَ مِنهُمْ يَضَعُ أَرْصِدَةً في بُنُوكِ الدُّنيَا وَلَمْ يَضَعْ رَصِيدَاً في بَنْكِ الآخِرَة 00!! نُعَمِّرُ دُنيَانَا بِإِفْسَادِ دِينِنَا * فَلاَ الدِّينَ أَصْلَحْنَا وَلاَ مَا نُعَمِّرُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ {9} وَأَنفِقُواْ مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتيَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَني إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِنَ الصَّالحِينَ {10} وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْسَاً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون} {المُنَافِقُون}

عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ بَصَقَ بَصْقَةٍ وَأَشَارَ إِلَيْهَا فَقَال: " يَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ: يَا ابْنَ آدَم؛ أَنىَّ تُعْجِزُني وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ، حَتىَّ إِذَا سَوَّيْتُكَ وَعَدَّلْتُكَ مَشَيْتَ بَينَ بُرْدَتَينِ وَلِلأَرْضِ مِنْكَ وَئِيد [أَيْ صَوْتٌ لِقَدَمَيْك]، فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ حَتىَّ إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ قُلْتَ أَتَصَدَّق؛ وَأَنىَّ أَوَانُ الصَّدَقَة " 00؟! [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3855]

عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَثَلُ الَّذِي يُعْتِقُ عِنْدَ المَوْت: كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي إِذَا شَبِع " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 2846]

فَتُوبُواْ إِلى اللهِ وَتَصَدَّقُواْ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ تَقُولُونَ فِيه: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالحَاً إِنَّا مُوقِنُون} [السَّجْدَة: 12] فَتَجِدُ هُنَالِكَ مَنْ يَقُولُ لَك: {لَقَدْ كُنتَ في غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ اليَوْمَ حَدِيد} {ق/22}

تُؤَمِّلُ أَنْ تُعَمَّرَ وَالمَنَايَا * يَثِبْنَ عَلَيْكَ مِنْ كُلِّ النَّوَاحِي فَلاَ تَغْتَرَّ إِن أَمْسَيْتَ حَيَّاً * فَعَلَّكَ لاَ تَعِيشُ إِلى الصَّبَاحِ تَرِكَةٌ تَرَكَهَا، لَكِنَّهَا لَمْ تَتْرُكُه

عَنْ مَيْمُونَ بْنِ مِهْرَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قِيلَ لاِبْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنَّ يَزِيدَ بْنَ جَارِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَدْ مَاتَ؛ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: رَحِمَهُ الله؛ فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَن؛ إِنَّهُ تَرَكَ مِاْئَةَ أَلْف؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وَلَكِنَّهَا لَمْ تَتْرُكْهُ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح " 0 ص: 206/ 3]

عَن أَبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاًَ مِن أَهْلِ الصُّفَّةِ تُوُفِّيَ وَتَرَكَ دِينَارَاً؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ: " كَيَّة "، ثُمَّ تُوُفِّيَ آخَر، فَتَرَكَ دِينَارَيْن؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " كَيَّتَان " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 22172، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3994، وَالأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: 936، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع]

عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " كُنْتُ جَالِسَاً مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَأُتِيَ بجِنَازَة؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَلْ تَرَكَ مِنْ دَيْن " 00؟ قَالُواْ لاَ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَلْ تَرَكَ مِنْ شَيْء " 00؟ قَالُواْ لاَ؛ فَصَلَّى عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ثُمَّ أُتِيَ بِأُخْرَى فَقَال: " هَلْ تَرَكَ مِنْ دَيْن " 00؟ قَالُواْ لاَ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَلْ تَرَكَ مِنْ شَيْء " 00؟ قَالُواْ نَعَمْ: ثَلاَثَةَ دَنَانِير؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَصَابِعِهِ ثَلاَثَ كَيَّات، ثُمَّ أُتِيَ بِالثَّالِثَةِ فَقَال: " هَلْ تَرَكَ مِنْ دَيْن " 00؟ قَالُواْ نَعَمْ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَلْ تَرَكَ مِنْ شَيْء " 00؟ قَالُواْ لاَ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " صَلُّواْ عَلَى صَاحِبِكُمْ " 0 فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ: عَلَيَّ دَيْنُهُ يَا رَسُولَ الله؛ فَصَلَّى عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 ح / ر: 16510]

فَبَادِرْ بِالتَّوْبَةِ قَبْلَ أَنْ تَقُول: {رَبِّ ارْجِعُون {99} لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالحَاً فِيمَا تَرَكت، كَلاَ 00 إِنهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُون {100} فَإِذَا نُفِخَ في الصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَاءَ لُون {101} فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفلِحُون {102} وَمَن خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ في جَهَنَّمَ خَالِدُون {103} تَلفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالحُون} {المُؤْمِنُون} أَوْ تَقُول: ضَيَّعْتُ عُمْرِيَ في نِسْيَانيَ الأَجَلاَ * فَمَا ارْعَوَيْتُ وَشَيْبَاً رَأْسِيَ اشْتَعَلاَ فَبَادِرْ بِالتَّوْبَةِ يَا أَخِي؛ فَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ وَفَاتَكَ تَكُونُ قَرِيبَا 00

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَال: يَا رَسُولَ الله؛ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَم 00؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيح، تخْشَى الفَقْرَ وَتَأْمُلُ الغِنى، وَلاَ تُمْهِلَ حَتىَّ إِذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ قُلْتَ: لِفُلاَنٍ كَذَا، وَلِفُلاَنٍ كَذَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1032 / عَبْد البَاقِي]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّر} {فَاطِر/37} أَيْ أَلَمْ نَترُكْ لَكُمْ فُرْصَةً كَافِيَةً لِلتَّذَكُّرِ وَالاَتِّعَاظ؛ فَمَا بَالُكُمْ لَمْ تَتَّعِظُواْ؟! حَدَّثَ مجَاهِدٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في مَعْنىَ هَذِهِ الآيَةِ الْكَرِيمَة: " سِتِّينَ سَنَة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3596]

وَيَقُولُ العَلاَمَةُ ابْنُ كَثِيرٍ في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ: " أَيْ: أَوَ مَا عِشْتُمْ في الدُّنيَا أَعْمَارَاً؟! لَوْ كُنْتُمْ مِمَّنْ يَنْتَفِعُ بِالحَقِّ لاَنْتَفَعْتُمْ بِهِ في مُدَّةِ عُمْرِكُمْ " 0 [ابْنُ كَثِيرٍ في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ 0 فَاطِر: 37]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَعْذَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتىَّ بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6419 / فَتْح]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَقَدْ أَعْذَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلى عَبْدٍ أَحْيَاهُ حَتىَّ بَلَغَ سِتِّينَ أَوْ سَبْعِينَ سَنَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7699، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

فَبَادِرُواْ بِالتَّوْبَةِ قَبْلَ أَنْ تَقُولُواْ: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمَاً ضَالِّين {106} رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنهَا فَإِن عُدْنَا فَإِنَّا ظَالمُون} {المُؤْمِنُون} بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نٌهُواْ عَنهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُون} [الأَنعَام: 28]

قِيلَ لحَاتِمٍ الأَصَمّ: " عَلاَمَ بَنَيْتَ أَمْرَكَ في التَّوَكُّل 00؟ قَالَ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَه: عَلَى خِصَالٍ أَرْبَعَة: عَلِمْتُ أَنَّ رِزْقِي لاَ يَأْكُلُهُ غَيْرِي، فَاطْمَأَنَّتْ بِهِ نَفْسِي، وَعَلِمْتُ أَن عَمَلِي لاَ يَعْمَلُهُ غَيْرِي؛ فَأَنَا مَشْغُولٌ بِهِ، وَعَلِمْتُ أَنَّ المَوْتَ يَأْتي بَغْتَةًَ؛ فَأَنَا أُبَادِرُهُ، وَعَلِمْتُ أَنيِّ لاَ أَخْلُو مِن عَيْنِ الله؛ فَأَنَا مُسْتَحٍِ مِنهُ " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 486/ 11]

يَا إِخْوَتي لاَ تَغُرَّنَّكُمُ الدُّنيَا كَمَا غَرَّتني وَعَن عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ مَيِّتٍ يُوضَعُ عَلَى سَرِيرِهِ ـ أَيْ عَلَى نَعْشِهِ ـ فَيُخْطَى بِهِ ثَلاَثُ خُطَىً إِلاَّ نَادَى بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ يَشَاءُ اللهُ: يَا إِخْوَتَاه، وَيَا حَمَلَةَ نَعْشَاه: لاَ تَغُرَّنَّكُمُ الدُّنيَا كَمَا غَرَّتني، وَلاَ يَلعَبَنَّ بِكُمُ الزَّمَانُ كَمَا لَعِبَ بِي " 0 [ابْنُ أَبِي الدُّنيَا، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42357] كَفَى زَاجِرَاً للمَرْءِ أَيَّامُ دَهْرِهِ * تَرُوحُ لَهُ بِالوَاعظَاتِ وَتَغْتَدِي *********

إِنَّا لَنَفْرَحُ بِالأَيَّامِ نَقْطَعُهَا * وَكُلُّ يَوْمٍ مَضَى قُرْبٌ مِنَ الأَجَلِ حَتىَّ إِنَّ أَحَدَ الشُّعَرَاءِ نَظَرَ يَوْمَاً إِلى الهِلاَلِ فَقَال: يَا وَيحَهُمْ قَدْ شَبَّهُوكَ بمِنْجَلٍ * مَاذَا حَصَدْتَ أَتحْصُدُ الأَيَّامَا ********* إِنَّ النُّفُوسَ وَدِيعَةٌ وَكَذَا الفَتى * هَدْيٌ إِلى سَاحِ المَنُونِ يُسَاقُ

الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمِ وَذِكْرُهُ لِلمَوْت حَدَّثَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ عَنِ ابْنَةٍ لِلرَّبيعِ بْنُ خُثَيْمٍ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهَا قَالَتْ: ((كُنْتُ أَقُول: يَا أَبَتَاه؛ أَلاَ تَنَام 00؟! فَيَقُولُ رَحِمَهُ الله: كَيْفَ يَنَامُ مَنْ يَخَافُ البَيَات)) 00 أَيْ يُبَيِّتَهُ المَوْتُ لَيْلاً 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 261/ 4] وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيّ: " كَانَ الرَّبيعُ بْنُ خُثَيْمٍ رَحِمَهُ اللهُ إِذَا قِيلَ لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتُمْ 00؟ قَال: ضُعَفَاءَ مُذْنِبِين؛ نَأْكُلُ أَرْزَاقَنَا، وَنَنْتَظِرُ آجَالَنَا " 0 [الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في الزُّهْدِ الكَبِير مُؤَسَّسَةُ الكُتُبِ الثَّقَافِيَّة 0 بَيرُوت بِرَقْم: (572)، الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء]

فَكُلُّ يَوْمٍ مَضَى أَوْ لَيْلَةٍ دَرَسَتْ * فِيهَا النُّفُوسُ إِلى الآجَالِ تَزْدَلِفُ بَلَغَ أَعْرَابِيٌّ أَرْذَلَ العُمُرِ حَتىَّ اشْتَعَلَ رَأْسُهُ شَيْبَاً فَقَال: " لَقَدْ كُنْتُ أُنْكِرُ الشَّعْرَةَ البَيْضَاءَ لِكَثرَةِ الشَّعْرِ الأَسْوَد، فَصِرْتُ أُنْكِرُ الشَّعْرَةَ السَّوْدَاءَ لِكَثْرَةِ الشَّعْرِ الأَبْيَض " 0 [عُيُونُ الأَخْبَارِ لاَبْنِ قُتَيْبَةَ بِتَصَرُّف 0 طَبْعَةُ بَيرُوت: 348/ 2]

قَدْ كَانَ يحْزِنُني شَيْبي فَصِرْتُ أَرَى * أَنَّ الَّذِي بَعْدَهُ أَوْلى بِأَحْزَاني وَهَوَّنَ الأَمْرَ عِنْدِي أَنَّ كُلَّ فَتىً * مَهْمَا تَنَعَّمَ في مَاءِ الصِّبَا فَاني ********* أَرَى الْعُمْرَ كَنْزَاً نَاقِصَاً كُلَّ لَيْلَةٍ * وَمَا تَنْقَضِي الأَيَّامُ وَالدَّهْرُ يَنْقَضِيضِ مَنْ بَلَغَ السَّبْعِينَ اشْتَكَى مِن غَيرِ عِلَّة

فَفِي الشَّيْبِ عِبرَةٌ لِمَنْ يَعْتَبر، وَتَذْكِرَةٌ لِمَنْ يَدَّكِر، فَمَنْ بَلَغَ السَّبْعِينَ اشْتَكَى مِن غَيرِ عِلَّة 0 وَيَرْحَمُ اللهُ مَنْ قَال: أَرَى الشَّيْبَ مُذ أَدْرَكْتُ خمْسِينَ حَجَّةً * يَدِبُّ دَبِيبَ الصُّبْحِ في غَسَقِ الظُّلَمْ هُوَ السُّمُّ إِلاَّ أَنَّهُ غَيْرُ مُؤْلِمٍ * وَلَمْ أَرَ مِثْلَ الشَّيْبِ سُمَّاً بِلاَ أَلَمْ عَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ شَابَ شَيْبَةً في الإِسْلاَمِ كَانَتْ لَهُ نُورَاً يَوْمَ القِيَامَة " 0 [حَسَّنَهُ وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: (1635)، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42641] السِّيرَةُ الحَسَنَةُ وَكَيْفَ تَنْفَعُ صَاحِبَهَا بَعْدَ المَوْت

وَعَلَيْكَ بِالعَمَلِ الصَّالحِ وَالسِّيرَةِ الحَسَنَةِ التي تَنْفَعُكَ بَعْدَ المَوْت 00 عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: مَرُّواْ بجِنَازَةٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرَاً فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَجَبَتْ " 00 ثُمَّ مَرُّواْ بِأُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرَّاً؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَجَبَتْ " 00 فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّاب رَضِيَ اللهُ عَنهُ: مَا وَجَبَتْ 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرَاً فَوَجَبَتْ لَهُ الجَنَّة، وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرَّاً فَوَجَبَتْ لَهُ النَّار، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ في الأَرْض " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: ثَنَاءِ النَّاسِ عَلَى المَيِّت بِرَقْم: (1367)، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42705]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مُرَّ بجِنَازَةٍ فَأُثْنيَ عَلَيْهَا خَيْرَاً؛ فَقَالَ نَبيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ " 00 وَمُرَّ بجِنَازَةٍ فَأُثْنيَ عَلَيْهَا شَرَّاً؛ فَقَالَ نَبيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ " 00 قَالَ عُمَر: فِدىً لَكَ أَبي وَأُمِّي، مُرَّ بجِنَازَةٍ فَأُثْنيَ عَلَيْهَا خَيْرَاً؛ فَقُلْتَ " وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ " 00!! وَمُرَّ بجِنَازَةٍ فَأُثْنيَ عَلَيْهَا شَرَّاً؛ فَقُلْتَ " وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ " 00!! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَن أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرَاً وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّة، وَمَن أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرَّاً وَجَبَتْ لَهُ النَّار، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ في الأَرْض، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ في الأَرْض، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ في الأَرْض " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 949 / عَبْد البَاقِي]

وَفي حَدِيثٍ آخَرَ أَنَّ الَّذِي سَأَلَهُ عَنْ مَعْنى وَجَبَتْ هُوَ أَبُو بَكر؛ فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا أَبَا بَكْر: إِنَّ للهِ مَلاَئِكَةً في الأَرْضِ تَنْطِقُ عَلَى أَلسِنَةِ بَني آدَم " 0 [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم 0 وَأَقَرَّهُ الإِمَامُ الذَّهَبيّ، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42985]

عَن أَبي الأَسْوَدِ ظَالِمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَتَيْتُ المَدِينَةَ وَقَدْ وَقَعَ بهَا مَرَضٌ وَهُمْ يَمُوتُونَ مَوْتَاً ذَرِيعَاً، فَجَلَسْتُ إِلى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَمَرَّتْ جِنَازَةٌ فَأُثْني خَيْرَاً؛ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وَجَبَتْ، ثمَّ مُرَّ بِأُخْرَى فَأُثْني خَيْرَاً، فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وَجَبَتْ، ثمَّ مُرَّ بِالثَّالِثَةِ فَأُثْني شَرَّاً، فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وَجَبَتْ؛ فَقُلْتُ: وَمَا وَجَبَتْ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: قُلْتُ كَمَا قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَيُّمَا مُسْلِمٍ شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ بخَيرٍ أَدْخَلَهُ اللهُ الجَنَّة " 00 قُلْنَا: وَثَلاَثَة 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَثَلاَثَة " 00 قُلْتُ: وَاثْنَان 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَاثنَان " 00 ثمَّ لَمْ نَسْأَلْهُ عَنِ الوَاحِد " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الشَّهَادَاتِ بِرَقْم: (2643 / فَتْح)، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42746]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنْتُ قَاعِدَاً عِنْدَ مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرَّتْ جِنَازَة، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا هَذِهِ الجِنَازَة " 00؟ فَقَالُواْ: جِنَازَةُ فُلاَنِ بْنِ فُلاَن: كَانَ يحِبُّ اللهَ وَرَسُولَه؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَجَبَتْ " 00 ثمَّ مَرَّتْ أَخْرَى فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا هَذِه " 00؟ فَقَالُواْ: جِنَازَةُ فُلاَنِ بْنِ فُلاَن: كَانَ يُبْغِضُ اللهَ وَرَسُولَه؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَجَبَتْ " [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم " المُسْتَدْرَك " بِرَقْم: 1397، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح ص: 5/ 3]

حَدَّثَ مَعْمَرُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " مُرَّ بجِنَازَةٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " أَثْنُواْ عَلَيْهَا "؛ فَقَالُواْ: كَانَ مَا عَلِمْنَا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَه، وَأَثْنَوْا عَلَيْهِ خَيْرَاً، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَجَبَتْ "، ثُمَّ مُرَّ عَلَيْهِ بجِنَازَةٍ أُخْرَى؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَثْنُواْ عَلَيْهَا "؛ فَقَالُواْ: بِئْسَ المَرْءُ كَانَ في دِينِ الله؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَجَبَتْ: [أَيْ وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّة]، أَنْتُمْ شُهُودُ اللهِ في الأَرْض " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في تحْقِيقِهِ لِلْمُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 ح / ر: 13039]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّ للهِ تَعَالى مَلاَئِكَةً في الأَرْض، تَنْطِقُ عَلَى أَلْسِنَةِ بَني آدَم، بِمَا في المَرْءِ مِنَ الخَيرِ وَالشَّرّ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 3938] وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَهْلُ الجَنَّةِ مَنْ مَلأَ اللهُ أُذُنَيْهِ مِنْ ثَنَاءِ النَّاس خَيرَاً وَهْوَ يَسْمَع، وَأَهْلُ النَّارِ مَنْ مَلأَ اللهُ أُذُنَيْهِ مِنْ ثَنَاءِ النَّاسِ شَرَّاً وَهْوَ يَسْمَع " 0 [حَسَّنَهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ وَفي سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4224، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ بمَعْنَاهُ في المجْمَعِ 0 ص: 272/ 10] وَلَيْسَ هَذَا رِيَاءً؛ مَا دَامَ الرَّجُلُ لَمْ يَأْمُرْ بِهِ النَّاسَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ هَدَفَاً 00

بُشْرَى المُؤْمِنِ في الدُّنيَا سَأَلَ أَبُو ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ العَمَلَ مِنَ الخَيرِ وَيحْمَدَهُ النَّاسُ عَلَيْه 00؟ [وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى لِلإِمَامِ مُسْلِم: وَيُحِبُّهُ النَّاسُ عَلَيْه 00؟] فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى المُؤْمِن " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2642 / عَبْد البَاقِي، وَصَحَِّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ فِيه: يَعْمَلُ العَمَلَ لله]

قَالَ تَعَالىَ: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُون {63} لَهُمُ البُشْرَى في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفي الآَخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيم} {يُونُس} عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إِلاَّ المُبَشِّرَاتُ قَالُواْ وَمَا المُبَشِّرَاتُ قَالَ الرُّؤْيَا الصَّالحَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6990 / فَتْح]

سِيرَةُ عُمَرَ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ الحَسَنَة عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبي صَالِحٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنَّا بِعَرَفَةَ فَمَرَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ وَهُوَ عَلَى المَوْسِم، فَقَامَ النَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْه، فَقُلْتُ لأَبي: يَا أَبَتِ إِنيِّ أَرَى اللهَ يحِبُّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ العَزِيز، قَال: وَمَا ذَاك 00؟ قُلْتُ: لِمَا لَهُ مِنَ الحُبِّ في قُلُوبِ النَّاس " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ البرِّ وَالصِّلَةِ وَالآدَاب، بَاب: إِذَا أَحَبَّ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى عَبْدَاً حَبَّبَهُ إِلى عِبَادِهِ بِرَقْم: 2637]

القَبُولُ بَينَ النَّاس عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدَاً نَادَى جِبْرِيل: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاَنَاً فَأَحِبَّه؛ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيل، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ في أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاَنَاً فَأَحِبُّوه؛ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثمَّ يُوضَعُ لَهُ القَبُولُ في أَهْلِ الأَرْض " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ بِكِتَابِ الأَدَبِ بَابِ: المِقَةِ مِنَ اللهِ بِرَقْم: (6040)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ البرِّ وَالصِّلَةِ بِرَقْم: 2637]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدَاً دَعَا جِبْرِيلَ فَقَال: إِنيِّ أُحِبُّ فُلاَنَاً فَأَحِبَّه؛ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيل، ثمَّ يُنَادِي في السَّمَاءِ فَيَقُول: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاَنَاً فَأَحِبُّوه؛ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاء، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ القَبُولُ في الأَرْض، وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدَاً دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُول: إِنيِّ أُبْغِضُ فُلاَنَاً فَأَبْغِضْهُ؛ فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيل، ثُمَّ يُنَادِي في أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فُلاَنَاً فَأَبْغِضُوه؛ فَيُبْغِضُونَهُ ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ البَغْضَاءُ في الأَرْض " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ البرِّ وَالصِّلَةِ وَالآدَاب، بَاب: إِذَا أَحَبَّ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى عَبْدَاً حَبَّبَهُ إِلى عِبَادِه بِرَقْم: 2637]

الَّذِينَ سَيجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدَّاً عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدَاً نَادَى جِبْرِيلَ إِنيِّ قَدْ أَحْبَبْتُ فُلاَنَاً فَأَحِبَّه؛ فَيُنَادِي في السَّمَاء، ثُمَّ تَنْزِلُ لَهُ المحَبَّةُ في أَهْلِ الأَرْض، فَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَيجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدَّا} {مَرْيم/96} وَإِذَا أَبْغَضَ اللهُ عَبْدَاً نَادَى جِبْرِيلَ إِنيِّ أَبْغَضْتُ فُلاَنَاً فَيُنَادِي في السَّمَاء، ثُمَّ تَنْزِلُ لَهُ البَغْضَاءُ في الأَرْض " 0 [حَسَّنَهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: (3161)، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " مُطَوَّلاً: 272/ 10]

السِّيرَةُ الحَسَنَة: أَمَارَةٌ يُعْرَفُ بهَا أَهْلُ الجَنَّة عَن أَبي زُهَيرٍ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ خَطَبَهُمْ يَوْمَاً فَقَال: " يَا أَيُّهَا النَّاس؛ تُوشِكُونَ أَنْ تَعْرِفُواْ أَهْلَ الجَنَّةِ مِن أَهْلِ النَّار " 0 فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ النَّاس: بِمَ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " بِالثَّنَاءِ الحَسَنِ وَالثَّنَاءِ السَّيِّئ، أَنْتُمْ شُهُودٌ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْض " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 8345، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 27645]

عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ في الأَرْض، وَالمَلاَئِكَةُ شُهَدَاءُ اللهِ في السَّمَاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (2370/ 1490)، رَوَاهُ الإِمَامَانِ الطَّبَرَانيُّ وَالنَّسَائِيّ]

السِّيرَةُ الحَسَنَةُ بَينَ الجِيرَان عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: كَيْفَ لي أَن أَعْلَمَ إِذَا أَحْسَنْتُ وَإِذَا أَسَأْت 00؟ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِذَا سَمِعْتَ جِيرَانَكَ يَقُولُونَ قَدْ أَحْسَنْت: فَقَدْ أَحْسَنْت، وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ قَدْ أَسَأْت: فَقَدْ أَسَأْت " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (3808)، وَالْعَلاَّمَة الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4223]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يمُوتُ فَيَشْهَدُ لَهُ أَهْلُ أَرْبَعَةِ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَانِهِ الأَدْنَيْنَ أَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ إِلاَّ خَيْرَاً: إِلاَّ قَالَ الله: قَدْ قَبِلْتُ عِلْمَكُمْ فِيهِ وَغَفَرْتُ لَهُ مَا لاَ تَعْلَمُون " 0 [قَالَ الهَيْثَمِيُّ في (المجْمَعِ) رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: 4/ 3، وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ وَأَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِرَقْم: 13129]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى أَنَّهُ قَال: " مَا مِن عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَشْهَدُ لَهُ ثَلاَثَةُ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَانِهِ الأَدْنَيْنَ بِخَيْر: إِلاَّ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: قَدْ قَبِلْتُ شَهَادَةَ عِبَادِي عَلَى مَا عَلِمُواْ، وَغَفَرْتُ لَهُ مَا أَعْلَم " 0 [الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِرَقْم: 9040، وَالإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ ص: 4/ 3]

عَن أَبي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دُعِيَ لجِنَازَةٍ سَأَلَ عَنْهَا، فَإِن أُثْني عَلَيْهَا خَيْرٌ قَامَ فَصَلَّى عَلَيْهَا، وَإِن أُثْني عَلَيْهَا غَيْرُ ذَلِكَ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَهْلِهَا: " شَأْنُكُمْ بِهَا، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهَا " [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَأَحْكَامِ الجَنَائِز، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ وَشُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

هَوَانُ المُتَكَبرِينَ عَلَى اللهِ وَخَاتمَةُ السَّوْء وَقَالَ وَهْبُ بنُ مُنَبِّه: " أَرَادَ مَلِكٌ مِنَ المُلُوكِ أَنْ يَرْكَبَ إِلى أَرْض؛ فَدَعَا بِثِيَاب لِيَلْبِسَهَا فَلَمْ تُعْجِبْهُ، فَطَلَبَ غَيرَهَا حَتىَّ لَبِسَ مَا أَعْجَبَه، وَكَذَلِكَ طَلَبَ دَابَّةً، فَأُتيَ بَهَا فَلَمْ تُعْجِبْهُ، حَتىَّ أُتيَ بدَوَابٍّ فَرَكِبَ أَحْسَنَهَا، فَجَاءَ إِبْلِيسُ فَنَفَخَ في مِنخَرِهِ نَفْخَةً فَمَلأَهُ كِبرَا، ثُمَّ سَارَ وَسَارَت مَعَهُ الخُيُولُ وَهُوَ لاَ يَنْظُرُ إِلى النَّاسِ كِبرَاً، فَجَاءهُ رَجُلٌ رَثُّ الهَيْئَةِ فَسَلَّمَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلاَم، فَأَخَذَ بِلِجَامِ دَابَّتِهِ فَقَالَ لَهُ: أَرْسِلِ اللِّجَامَ لَقَدْ جِئتَ شَيْئَاً إِدَّاً، قَال: إِنَّ لي حَاجَة، قَالَ اصْبر حَتىَّ أَنْزِل، قَالَ لاَ 00 الآن، فَقَهَرَهُ عَلَى اللِّجَامِ وَقال: أَنَا مَلَكُ المَوْت؛ فَتَغَيرَ لَوْنُ المَلِكِ وَاضْطَرَبَ لِسَانُهُ ثُمَّ قَالَ لَه: دَعْني حَتىَّ أَرْجِعَ إِلى أَهْلِي فَأَقضِيَ حَاجَتي وَأُوَدِّعَهُمْ، فَقال:

لاَ وَاللهِ لاَ تَرَى أَهْلكَ أَبَدَا، فَقَبَضَ رُوحَهُ فَخَرَّ كَأَنَّهُ بُنيَانُ قَوْمٍ تهَدَّمَ 00!! ثمَّ مَضَى فَلَقِيَ عَبْدَاً مُؤْمِنَاً عَلَى دَابَّتِهِ أَيْضَاً، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ فَقَال: إِنَّ لي إِلَيْكَ حَاجَة أَذْكُرُهَا في أُذُنِك 00؟ قَالَ هَاتِ 00؟ فَسَارَّهُ فَقَال: أَنَا مَلَكُ المَوْت، فَقَالَ أَهلاً وَمَرْحَبَاً بمَنْ طَالَتْ غَيْبَتُهُ عَلَيّ، فَوَاللهِ مَا كَانَ في الأَرْضِ غَائِبٌ أَحَبَّ إِلي أَن أَلقَاهُ مِنْك، فَقَالَ مَلَكُ المَوْتِ: اقْضِ حَاجَتَكَ التي خَرَجْتَ لهَا،

قَال: مَا لي حَاجَةٌ أَكبَرَ عِنْدِي وَلاَ أَحَبَّ مِنْ لِقَاءِ اللهِ جَلَّ جَلاَلُهُ فَقَالَ مَلَكُ المَوْت: اخْتَرْ عَلَى أَيِّ حَالٍ شِئْتَ أَن أَقْبِضَك 00؟ قَال: تَقدِرُ عَلَى ذَلِك 00؟! قَالَ نَعَمْ، بِذَلِك أُمِرْت، قَال: فَدَعْني حَتىَّ أَتَوَضَّأَ وَأُصَلي ثمَّ اقْبِضْ رُوحِي وَأَنَا سَاجد؛ فَقَبَضَ رُوحَهُ وَهْوَ سَاجِد " 0 [الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ لِلحَافِظِ العِرَاقِيّ 0كِتَابُ ذِكرِ المَوْتِ: 1857] وَهَذِهِ قِصَّةٌ وَاقِعِيَّةٌ ذَكَرَهَا الدَّاعِيَة / أَيْمَن صَيْدَح في إِحْدَى محَاضَرَاتِهِ في الرَّقَائِق:

يُقْسِمُ الشَّيْخُ وَيَقُولُ أَنَّهُ سَمِعَهَا مِنْ ثِقَةٍ وَأَنَّ سَنَدَهَا عَالٍ عَالٍ، وَتَبْدَأُ أَحْدَاثُ القِصَّةِ بِفَتَاةٍ جَمِيلَةٍ غَايَةٍ في التَّبَرُّجِ وَالسُّفُور، رَكِبَتْ سَيَّارَةً أُجْرَةً مِن إِحْدَى المُدُنِ السَّاحِلِيَّة، وَجَلَسَتْ بِثِيَابِهَا الَّتي دُونَ الرُّكْبَةِ بجِوَارِ السَّائِق، وَأَرَادَتْ أَنْ تَضَعَ رِجْلاً عَلَى رِجْل، فَطَلَبَ مِنهَا ذَلِكَ السَّائِقُ الكَرِيمُ بِأُسْلُوبٍ مُهَذَّبٍ إِنْزَالَ رِجْلِهَا لِضِيقِ وَقِصَرِ ثِيَابِهَا، لاَ سِيَّمَا أَنَّ الطَّرِيقَ طَوِيل، وَبِالسَّيَّارَةِ ذَاتِ السَّبْعَةِ رُكَّابٍ شَبَابٌ في سِنِّ المُرَاهَقَة، فَرَدَّتْ عَلَى السَّائِقِ وَقَالَتْ: هَذِهِ ثِيَابي مُنْذُ زَمَن، وَكُلُّ البَنَاتِ هَكَذَا، قَالَ لَهَا: يَا ابْنَتي إِنْ لَمْ يَكُنْ لأَجْلِي فَلأَجْلِ الله، قَالَتْ بِكُلِّ تَبَجُّح: إِنَّهُ يَرَاني وَيَعْرِفُ أَنَّ هَذِهِ ثِيَابي وَلَمْ يَصْنَعْ شَيْء، إِنْ كَانَ لاَ يَعْرِفُ خُذِ " المُوبَايِّلَ " وَعَرِّفْهُ إِنْ كَانَ يَقْدِرُ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئَا 00!!

فَتَعَجَّبَ السَّائِقُ مِنْ قِلَّةِ حَيَائِهَا حَتىَّ مَعَ اللهِ جَلَّ جَلاَلُهُ وَقَالَ لَهَا: اجْلِسِي كَمَا شِئْتِ يَا ابْنَتي، وَاعْتَمَدَ عَلَى اللهِ وَسَأَلَهُ السَّلاَمَةَ في الطَّرِيقِ وَمَضَى في رِحْلَتِه، حَتىَّ وَصَلَ إِلى نُقْطَةِ النِّهَايَةِ في بَابِ الحَدِيد، فَجَمَعَ الأُجْرَةَ مِنَ الرُّكَّابِ كُلِّهِمْ، وَأَتَى عَلَى الفَتَاةِ وَطَلَبَ مِنهَا الأُجْرَةَ فَلَمْ تَرُدَّ عَلَيْه، فَقَالَ الأُجْرَةَ يَا آنِسَة، فَلَمْ تَرُدَّ عَلَيْه، فَظَنَّهَا سَارِحَةً أَوْ نَائِمَةً فَهَزَّ رَأْسَهَا بِإِصْبَعِهِ فَسَقَطَتْ مَيِّتَة 00!! وَكَأَنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ أَرَادَ أَنْ يُرِيَهَا وَيُرِيَنَا؛ أَنَّهُ قَادِرٌ عَلَى مَا لَمْ يخْطُرْ لَهَا بِبَال، وَأَنْ يُمِيتَهَا في الحَال 00

الاَنْتِحَار عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ في نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدَاً مخَلَّدَاً فِيهَا أَبَدَا، وَمَنْ تَحَسَّى سُمَّاً فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ في يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدَاً مخَلَّدَاً فِيهَا أَبَدَا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ في يَدِهِ يجَأُ بهَا في بَطْنِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدَاً مخَلَّدَاً فِيهَا أَبَدَا " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الطِّبِّ بِرَقْم: (5778 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الإِيمَانِ بِرَقْم: 109 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الَّذِي يخْنُقُ نَفْسَهُ؛ يخْنُقُهَا في النَّار، وَالَّذِي يَطْعُنُهَا؛ يَطْعُنُهَا في النَّار " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1365 / فَتْح] عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ: رَجُلٌ بِهِ جُرْح؛ فَجَزِع؛ فَأَخَذَ سِكِّينَاً فَحَزَّ بِهَا يَدَهُ؛ فَمَا رَقَأَ الدَّمُ حَتىَّ مَات؛ قَالَ اللهُ تَعَالى: بَادَرَني عَبْدِي بِنَفْسِه؛ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الجَنَّة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3463 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 113 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَمْ يُصَلِّ عَلَى رَجُلٍ قَتَلَ نَفْسَهُ " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 20904] عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أُتِيَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ قَتَلَ نَفْسَهُ بمَشَاقِص ـ أَيْ بِنَصْلِ السَّهْم ـ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 978 / عَبْد البَاقِي] عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أُخْبِرَ أَنَّ رَجُلاًَ قَتَلَ نَفْسَهُ؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِذَنْ لاَ أُصَلِّيَ عَلَيْه " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 20848]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ يَدَّعِي الإِسْلاَم: " هَذَا مِن أَهْلِ النَّار " 00 فَلَمَّا حَضَرَ القِتَالُ قَاتَلَ الرَّجُلُ قِتَالاً شَدِيدَاً، فَأَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ فَقِيل: يَا رَسُولَ الله، الَّذِي قُلْتَ لَهُ إِنَّهُ مِن أَهْلِ النَّار، فَإِنَّهُ قَدْ قَاتَلَ اليَوْمَ قِتَالاً شَدِيدَاً وَقَدْ مَات، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِلى النَّار " 00 فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ أَنْ يَرْتَاب، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ قِيل: إِنَّهُ لَمْ يمُتْ، وَلَكِنَّ بِهِ جِرَاحَاً شَدِيدَاً، فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْل، لَمْ يَصْبِرْ عَلَى الجِرَاحِ فَقَتَلَ نَفْسَه،

فَأُخْبِرَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فَقَال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اللهُ أَكْبر، أَشْهَدُ أَني عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُه " ثُمَّ أَمَرَ بِلاَلاً فَنَادَى بِالنَّاس: إِنَّهُ لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلاَّ نَفْسٌ مُسْلِمَة، وَإِنَّ اللهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الفَاجِرِ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3062 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 111 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: نَظَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى رَجُلٍ يُقَاتِلُ المُشْرِكِين، وَكَانَ مِن أَعْظَمِ المُسْلِمِينَ غَنَاءً عَنْهُمْ؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَن أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلى رَجُلٍ مِن أَهْلِ النَّار؛ فَلْيَنْظُرْ إِلى هَذَا " 00 فَتَبِعَهُ رَجُل، فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتىَّ جُرِحَ فَاسْتَعْجَلَ المَوْت؛ فَقَالَ ـ أَيْ فَجَاءَ ـ بِذُبَابَةِ سَيْفِهِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْه، فَتَحَامَلَ عَلَيْهِ حَتىَّ خَرَجَ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْه؛ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ العَبْدَ لَيَعْمَلُ فِيمَا يَرَى النَّاسُ عَمَلَ أَهْلِ الجَنَّة؛ وَإِنَّهُ لَمِن أَهْلِ النَّار، وَيَعْمَلُ فِيمَا يَرَى النَّاسُ عَمَلَ أَهْلِ النَّار؛ وَهُوَ مِن أَهْلِ الجَنَّة، وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بخَوَاتِيمِهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6493 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 112 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَقَى هُوَ وَالمُشْرِكُونَ فَاقْتَتَلُواْ، فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى عَسْكَرِهِ وَمَالَ الآخَرُونَ إِلى عَسْكَرِهِمْ، وَفي أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ لاَ يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً وَلاَ فَاذَّةً ـ أَيْ لَمْ يَدَعْ فِيهِمْ مَوْضِعَ قُوَّةٍ ـ إِلاَّ اتَّبَعَهَا يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ فَقِيل: مَا أَجْزَأَ مِنَّا اليَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلاَن، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" أَمَا إِنَّهُ مِن أَهْلِ النَّار " 00 فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْم: أَنَا صَاحِبُهُ ـ أَيْ أَنَاْ بِهِ زَعِيم، آتِيكُمْ بخَبرِه ـ فَخَرَجَ مَعَهُ، كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ، وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ، فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحَاً شَدِيدَاً، فَاسْتَعْجَلَ المَوْتَ فَوَضَعَ سَيْفَهُ بِالأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْه ـ أَيْ وَضَعَ رَأْسَ السَّيْفِ بَيْنَ ثَدْيَيْه ـ ثمَّ تحَامَلَ عَلَى سَيْفِهِ فَقَتَلَ نَفْسَه؛ فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الله؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَمَا ذَاك " 00؟!

قَال: الرَّجُلُ الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفَاً أَنَّهُ مِن أَهْلِ النَّارِ فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ فَقُلْتُ: أَنَا لَكُمْ بِهِ فَخَرَجْتُ في طَلَبِه، ثُمَّ جُرِحَ جُرْحَاً شَدِيدَاً فَاسْتَعْجَلَ المَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ في الأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثمَّ تحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَه؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِك: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِن أَهْلِ النَّار، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِن أَهْلِ الجَنَّة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4202 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 112 / عَبْد البَاقِي]

وَهَذَا الحَدِيثُ هُوَ خَيرُ تَعْلِيقٍ نُعَلِّقُ بِهِ عَلَى قِصَّةِ ذَلِكَ الرَّجُل: عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَعْجَبُواْ بِعَمَلِ عَامِلٍ حَتىَّ تَنْظُرُواْ بِمَ يُخْتَمُ لَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في (الجَامِعِ) وَفي (ظِلاَلِ الجَنَّة) بِرَقْمَيْ: (13322، 393)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيّ]

الأَعْمَالُ بِالخَوَاتِيم عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الأَعْمَالُ بِالخَوَاتِيم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6607 / فَتْح] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا، كَالْوِعَاء: إِذَا طَابَ أَعْلاَهُ طَابَ أَسْفَلُه، وَإِذَا خَبُث أَعْلاَهُ خَبُثَ أَسْفَلُه " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 339]

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن خُتِمَ لَهُ بِإِطْعَامِ مِسْكِينٍ مُحْتَسِبًا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلّ؛ دَخَلَ الجَنَّة، وَمَن خُتِمَ لَهُ بِصَوْمِ يَوْمٍ مُحْتَسِبًا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلّ؛ دَخَلَ الجَنَّة، وَمَن خُتِمَ لَهُ بِقَوْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ مُحْتَسِبًا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلّ؛ دَخَلَ الجَنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 6224، 1645، رَوَاهُ الإِمَامَانِ البَزَّارُ وَأَحْمَد] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ مَاتَ عَلَى شَيْءٍ بَعَثَهُ اللهُ عَلَيْه " 0 [قَالَ الذَّهَبيُّ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 6543، 283، رَوَاهُ أَحْمَد]

عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلّ؛ إِذَا خَلَقَ العَبْدَ لِلْجَنَّة؛ اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّة؛ حَتىَّ يَمُوتَ عَلَى عَمَلٍ مِن أَعْمَالِ أَهْلِ الجَنَّة؛ فَيُدْخِلَهُ بِهِ الجَنَّة، وَإِذَا خَلَقَ الْعَبْدَ لِلنَّار؛ اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّار؛ حَتىَّ يَمُوتَ عَلَى عَمَلٍ مِن أَعْمَالِ أَهْلِ النَّار؛ فَيُدْخِلَهُ بِهِ النَّار)) 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4703، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الزَّمَنَ الطَّوِيلَ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّة؛ ثُمَّ يُخْتَمُ لَهُ عَمَلُهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّار، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الزَّمَنَ الطَّوِيلَ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّار؛ ثُمَّ يُخْتَمُ لَهُ عَمَلُهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2651 / عَبْد البَاقِي]

حَدَّثَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيرِ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الزَّمَانَ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّهُ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَمَكْتُوبٌ مِن أَهْلِ الجَنَّة، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الزَّمَانَ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ وَإِنَّهُ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَمَكْتُوبٌ مِن أَهْلِ النَّار " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 24767]

عَنِ المِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَسْرَعُ تَقَلُّبَاً مِنَ الْقِدْرِ إِذَا اسْتَجْمَعَتْ غَلْيَاً " 0 [وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَقَالَ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِي، رَوَاهُ الطَّبرَاني]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((لاَ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تَعْجَبُواْ بِأَحَدٍ حَتىَّ تَنْظُرُوا بِمَ يخْتَمُ لَهُ؛ فَإِنَّ العَامِلَ يَعْمَلُ زَمَانَاً مِنْ عُمْرِهِ، أَوْ بُرْهَةً مِنْ دَهْرِهِ بِعَمَلٍ صَالحٍ؛ لَوْ مَاتَ عَلَيْهِ دَخَلَ الجَنَّة، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ فَيَعْمَلُ عَمَلاً سَيِّئَاً، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ الْبُرْهَةَ مِنْ دَهْرِهِ بِعَمَلٍ سَيِّئٍ؛ لَوْ مَاتَ عَلَيْهِ دَخَلَ النَّار، ثمَّ يَتَحَوَّلُ فَيَعْمَلُ عَمَلاً صَالحَاً، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرَاً؛ اسْتَعْمَلَهُ قَبْلَ مَوْتِه)) 0 قَالُواْ: يَا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالحٍ ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْه " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في ظِلالِ الجَنَّة وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 393، 1334، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ أَحْمَد]

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلّ؛ إِذَا خَلَقَ العَبْدَ لِلْجَنَّة؛ اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّة؛ حَتىَّ يَمُوتَ عَلَى عَمَلٍ مِن أَعْمَالِ أَهْلِ الجَنَّة؛ فَيُدْخِلَهُ بِهِ الجَنَّة، وَإِذَا خَلَقَ الْعَبْدَ لِلنَّار؛ اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّار؛ حَتىَّ يَمُوتَ عَلَى عَمَلٍ مِن أَعْمَالِ أَهْلِ النَّار؛ فَيُدْخِلَهُ بِهِ النَّار " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: (4703)، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

حَدَّثَ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ عَن إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْفَضْلِ أَنَّهُ قَال: " رَأَيْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ الشَّاذَكُونيَّ الحَافِظَ في النَّوْم [وَكَانَ يُتَّهَمُ بِالْكذِبِ في بَعْضِ الأَحَادِيث]؛ فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِك 00؟ قَال: غَفَرَ لي؛ قُلْتُ: بِمَاذَا 00؟ قَال: كُنْتُ في طَرِيقِ أَصْبَهَان، فَأَخَذَني المَطَر، وَمَعِيَ كُتُب، وَلَمْ أَكُنْ تحْتَ سَقْفٍ؛ فَانْكَبَبْتُ عَلَى كُتُبي حَتىَّ أَصبَحْت؛ فَغَفَرَ لي بِذَلِك " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 683/ 10] كَأَنَّ اللهَ يَقُولُ لَهُمْ قَدْ غَفَرْتُ لَهُ مَا لَمْ تَغْفِرُوه، وَرُؤْيَا المُؤْمِنِ حَقّ، لَعَلَّهُ تَابَ وَأَنَاب 0

يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْه عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْه " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ بِكِتَابِ الجَنَّةِ، بَابِ: الأَمْرِ بحُسْنِ الظَّنِّ بِاللهِ عِنْدَ المَوْت بِرَقْم: (2878)، الكَنْزُ بِرَقْم: 42722] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " اصْطَبَحَ الخَمْرَ يَوْمَ أُحُدٍ نَاسٌ؛ ثمَّ قُتِلُواْ شُهَدَاء " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 4044 / فَتْح]

تُوُفِّيَ ابْنٌ لأَحَدِ الصَّالحِين؛ فَحَزِنَ لِذَلِكَ حُزْنَاً شَدِيدَاً؛ فَقِيلَ لَهُ: اصْبرْ وَاحْتَسِبْ، كُلُّنَا إِلى فَنَاء 00 فَقَال: أَنَاْ لَمْ أَبْكِ لأَنَّهُ مَات، وَإِنمَا لِمَوْتِهِ في الكَنِيف؛ فَوَاسَوْهُ وَصَبَّرُوهُ عَلَى أَمْرِه، وَإِنْ كَانُواْ قَدْ عَذَرُوهُ في قِلَّةِ صَبرِه، وَلَمْ تَكَدْ تَمْضِ ثَلاَثَةُ أَيَّام؛ حَتىَّ رَآهُ أَبُوهُ في المَنَام؛ فَوَجَدَهُ مُكَرَّمَاً مُنَعَّمَاً أَشَدَّ مَا يَكُونُ التَّنعِيم، وَلَيْسَ مِن أَصْحَابِ الجَحِيم؛ فَسَأَلَهُ عَنِ السّبَب 00؟! فَقَال: لأَنيِّ دَخَلْتُ الحَمَّام؛ عَلَى هَدِيِ النَّبيِّ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَم؛ فَكَتَبَ اللهُ لي حُسْنَ الخِتَام 00!! [قِصَّةٌ وَاقِعِيَّةٌ عَن أَحَدِ الدُّعَاة] فَمَن عَمِلَ صَالحًا في حَيَاتِه؛ وَفَّقَهُ اللهُ لِعَمَلٍ صَالحٍ قَبْلَ وَفَاتِه 00

وَحَتىَّ يَحْتَسِبَ اللهَ أَكْثَرَ وَأَكْثَرَ ذَلِكَ الْوَالِدَ وَأَمْثَالُهُ مِنَ الآبَاء، وَيَعْلَمَ أَنَّهُ لَيْسَ الْوَحِيدَ الَّذِي خَصَّهُ اللهُ بِذَلِكَ الْبَلاَء؛ فَهَذَا وَاحِدٌ مِنْ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ الْعِظَام؛ مَاتَ أَيْضَاً في الحَمَّام: حَدَّثَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ عَنْ يحْيىَ بْنِ مَعِينٍ قَال: " مَاتَ الإِمَامُ الأَوْزَاعِيُّ في الحَمَّام " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 127/ 7]

وَهَذِهِ بُشرَى مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعِبَادِ اللهِ الصَّالحِين: عَن أُمِّنَا عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيرَاً: بَعَثَ إِلَيْهِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِعَامٍ مَلَكَاً يُسَدِّدُهُ ـ أَيْ يُرْشِدُهُ ـ وَيُوَفِّقُهُ حَتىَّ يَمُوتَ عَلَى خَيْرِ أَحَايِينِهِ فَيَقُولُ النَّاس: مَاتَ فُلاَنٌ عَلَى خَيْرِ أَحَايِينِه " 0

ثمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في آخِرِ الحَدِيث: " وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ شَرَّاً: قَيَّضَ لَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِعَامٍ شَيْطَانَاً يُضِلُّهُ وَيُغْوِيهِ حَتىَّ يمُوتَ عَلَى شَرِّ أَحَايِينِه؛ فَيَقُولُ النَّاس: قَدْ مَاتَ فُلاَنٌ عَلَى شَرِّ أَحَايِينِه " [وَافَقَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ وَالهَيْثَمِيُّ وَالعَلاَمَة أَحْمَد شَاكِر 0 رَقم: (17151)، وَفي " الكَنْز " بِرَقْم: 42787]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْراً اسْتَعْمَلَه " 00 فَقِيل: كَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ المَوْت " 0 [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 المُسْتَدْرَكُ بِرَقْم: (1257)، وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ وَفي التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2142]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْراً اسْتَعْمَلَه " 00 قَالُواْ: وَكَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ المَوْتِ ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيحِ بِرَقْم: (305)، وَالحَدِيثُ في " المُسْنَدِهِ " بِرَقْم: 11625]

عَن أَبي عِنَبَةَ الخَوْلاَنيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيْرَاً عَسَلَهُ [وَفي بَعْضِ الأَحَادِيثِ غَسَلَهُ]؛ قِيل: وَمَا عَسَلَهُ؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَفْتَحُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ عَمَلاً صَالِحَاً قَبْلَ مَوْتِهِ ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْه " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ وَفي ظِلاَلِ الجَنَّة بِرَقْمَيْ: 307، 400، الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِرَقْم: 173]

عَن عَمْرِو بْنِ الحَمِقِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرَاً: عَسَلَهُ قَبْلَ مَوْتِه "؛ قِيل: وَمَا عَسَلَهُ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يُفْتَحُ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ بَيْنَ يَدَيْ مَوْتِهِ حَتىَّ يَرْضَى عَنهُ " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 343]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْراً طَهرَه قَبلَ مَوْتِه " 0 قَالُواْ: وَمَا طَهُورُ العَبْد 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " عَمَلٌ صَالِحٌ يُلْهِمُهُ إِيَّاه؛ حَتىَّ يَقْبِضَهُ عَلَيْه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ الصَّحِيح " بِرَقْم: 306، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيّ]

عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَسْنَدْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى صَدْرِي، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بهَا دَخَلَ الجَنَّة، وَمَنْ صَامَ يَوْمَاً ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بهَا دَخَلَ الجَنَّة، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بهَا دَخَلَ الجَنَّةَ " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَفي أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْمَيْ: 985، 24، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ البَزَّارُ وَأَحْمَد]

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ وَهِيَ تَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنيِّ رَسُولُ الله، يَرْجِعُ ذَاكَ إِلىَ قَلْبٍ مُوقِن: إِلاَّ غَفَرَ اللهُ لَهَا " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 21998]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَدِّدُواْ وَقَارِبُواْ؛ فَإِنَّ صَاحِبَ الجَنَّةِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ وَإِن عَمِلَ أَيَّ عَمَل، وَإِنَّ صَاحِبَ النَّارِ لَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَإِن عَمِلَ أَيَّ عَمَل " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6563، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

وَهَذِهِ بُشرَى مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعِبَادِ اللهِ الصَّالحِين: عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بهَا دَخَلَ الجَنَّة، وَمَنْ صَامَ يَوْمَاً ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بهَا دَخَلَ الجَنَّة، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بهَا دَخَلَ الجَنَّة " 0 [وَافَقَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ وَالهَيْثَمِيُّ، وَالحَدِيثُ في " الكَنْز " بِرَقْم: 42787]

إِكْرَامُ اللهِ لِلْمُؤْمِنِ حَتىَّ بَعْدَ مَوْتِه وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى وَكَّلَ بِعَبْدِهِ المُؤمِنِ مَلَكَيْنِ يَكتُبَانِ عَمَلَه، فَإِذَا مَاتَ قَالَ المَلَكَانِ اللَّذَانِ وُكِّلاَ بِه: قَدْ مَاتَ ـ أَيْ قَالاَ لله ـ فَأَذَنْ لَنَا أَنْ نَصْعَدَ إِلى السَّمَاء، فَيَقُولُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُه: سَمَائِي مَمْلُوءةٌ مِنْ مَلاَئِكَةٍ يُسَبِّحُوني؛ فَيَقُولاَنِ فَأَيْن 00؟ فَيَقُولُ قُومَا عَلَى قَبْرِ عَبْدِي فَسَبِّحَانِي وَاحمَدَاني وَكَبِّرَاني وَهَلِّلاَني وَاكْتُبَا ذَلِكَ لِعَبْدِي " 0 [الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ "، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42967]

تَوْبَةُ شَابَّينِ في المَطَارِ عَلَى يَدِ أَحَدِ الدُّعَاة " عَلَى حَضَرَاتِ الرُّكَّابِ المُسَافِرِينَ عَلَى الرِّحْلَةِ رَقم [0000] التَّوَجُّه إِلى صَالَة المغَادَرَة " دَوَّى هَذَا الصَّوْتِ في جَنَبَاتِ مَبْنى المَطَار، أَحَدُ الدُّعَاةِ كَانَ هُنَاكَ جَالِسَاً في الصَّالَةِ وَقَد حَزَمَ حَقَائِبَه، وَعَزَمَ عَلَى السَّفَرِ إِلى بِلاَدِ اللهِ الوَاسِعَة لِلدَّعْوَة إِلى اللهِ جَلَّ جَلاَلُهُ سَمِعَ هَذَا النِّدَاءَ فَأَحَسَّ بِامْتِعَاضٍ في قَلبِه؛ لأَنَّهُ يَعْلَمُ لِمَاذَا يُسَافِر كَثِيرٌ مِنَ الشَّبَابِ إِلى تِلكَ البِلاَد، وَفَجْأَةً: لَمَحَ هَذَا الشَّيْخُ شَابَّينِ في العِشْرِينَ مِن عُمْرِهمَا أَوْ يَزِيدُ قَلِيلاَ، وَقَدْ بَدَا مِنْ ظَاهِرِهمَا مَا يَدُلُّ عَلَى أَنهُمَا لاَ يُرِيدَان إِلاَّ المُتْعَةَ الحَرَامَ مِنَ السَّفَرِ إِلى تِلكَ البِلاَد الَّتي عُرِفَتْ بِذَلِك 0

" لاَ بُدَّ مِن إِنْقَاذِهِمَا قَبْلَ فَوَاتِ الأَوَان " 0 قَالهَا الشَّيْخُ في نَفْسِهِ وَعَزَمَ عَلَى الذَّهَابِ إِلَيْهِمَا وَنُصْحِهِمَا، فَوَقَفَ الشَّيْطَان في وَجْهِهِ وَقَالَ لَهُ: مَا لَكَ وَلهُمَا، دَعْهُمَا يَمْضِيَان في طَرِيقِهِمَا وَيُرَفِّهَا عَنْ نَفْسَيْهِمَا، إِنهُمَا لَنْ يَسْتَجِيبَا لَك 00!! وَلَكِنَّ الشَّيْخَ كَانَ قَوِيَّ العَزِيمةِ ثَابِتَ الجَأْش، عَالِمَاً بمَدَاخِلِ الشَّيْطَانِ وَوَسَاوِسِه؛ فَبَصَقَ في وَجْهِ الشَّيْطَانِ وَمَضَى في طَرِيقِهِ لاَ يَلْوِي عَلَى شَيْء، وَعِنْدَ بَوَّابَةِ الخُرُوجِ اسْتَوْقَفَ الشَّابَّينِ بَعْدَ أَن أَلْقَى عَلَيْهِمَا تحِيَّةَ الإِسْلاَم، وَوَجَّهَ إِلَيْهِمَا النُّصْحَ بِأَبْلَغِ الكَلاَم، وَكَانَ مِمَّا قَالَهُ لهُمَا: " مَا ظَنُّكُمَا لَوْ حَدَثَ خَلَلٌ في الطَّائِرَةِ وَلَقِيتُمَا ـ لاَ قَدَّرَ اللهُ ـ حَتْفَيْكُمَا؛

وَأَنْتُمَا عَلَى هَذِهِ النِّيَّةِ قَدْ عَزَمْتُمَا عَلَى مُبَارَزَةِ الجبَّارِ جَلَّ جَلاَلُه؛ بِأَيِّ وَجْهٍ سَتُقَابِلاَن رَبِّكُمَا يَوْمَ القِيَامَة 00؟ فَذَرَفَتْ عَيْنَا هَذَيْنِ الشَّابَّينِ وَرَقَّ قَلبُهُمَا لِمَوْعِظَةِ الشَّيْخ، وَقَامَا فَوْرَاً بِتَمْزِيقِ تَذَاكِرِ السَّفَرِ وَقَالاَ: لَقَدْ كَذَبْنَا عَلَى أَهْلِينَا يَا شَيْخُ وَقُلنَا لهُمَا: إِنَّنَا ذَاهِبَانِ إِلى مَكَّةَ أَوْ جَدَّةَ؛ فَكَيْفَ الخَلاَصُ وَمَاذَا نَقُولُ لهُمْ 00؟

أَرَادَ الشَّيْطَانُ شَيْئَاً وَأَرَادَ اللهُ شَيْئَا آخَر وَكَانَ مَعَ الشَّيْخِ أَحَدُ طُلاَبِهِ فَقَالَ لَهُمَا: اذْهَبَا مَعَ أَخِيكُمَا هَذَا وَسَوْفَ يَقُومُ بِالَّلاَزِم، وَمَضَى الشَّابَّانِ مَعَ صَاحِبِهِمَا وَقَدْ عَزَمَا عَلَى أَن يَبِيتَا عِنْدَه أُسْبُوعَا كَامِلاً ثمَّ يَعُودَا إِلى أَهْلَيْهِمَا، وَفي تِلكَ اللَّيْلَةِ وَفي بَيْتِ ذَلِكَ الشَّابِّ أَلقَى أَحَدُ الدُّعَاةِ كَلمَةً مُؤَثِّرَةً زَادَتْ مِن حَمَاسِهِمَا؛ فَعَزَمَا عَلَى الذَّهَابِ إِلى مَكَّةَ لأَدَاءِ العُمْرَة 00!! وَهَكَذَا: أَرَادَ الشَّيْطَانُ شَيْئَاً وَأَرَادَ اللهُ شَيْئَاً آخَر، فَكَانَ مَا أَرَادَ الله، وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِه 00!!

حُسْنُ الخاتمة وَفي الصَّبَاحِ وَبَعْدَ أَن أَدَّى الجَمِيعُ صَلاَةَ الفَجْر؛ انْطَلَقَ الثَّلاَثَةُ صَوْبَ مَكَّةَ شَرَّفَهَا اللهُ، بَعْدَ أَن أَحْرَمُواْ مِنَ المِيقَات، وَفي الطَّرِيقِ كَانَتِ النِّهَايَة، وَفي الطَّرِيقِ كَانَتِ الخَاتِمَة: فَقَدْ وَقَعَ لَهُمَا حَادِثٌ بِالسَّيَّارَةِ ذَهَبُواْ فِيهِ جَمِيعَا؛ فَاخْتَلَطَتْ دِمَاؤُهُمُ الزَّكِيَّةُ بحُطَامِ الزُّجَاجِ المُتَنَاثِر، وَلَفَظواْ أَنْفَاسَهُمُ الأَخِيرَةَ تحْتَ الحُطَامِ وَهُمْ يرَدِّدُونَ هَذِهِ الكَلمَاتِ الخَالِدَة: " لَبيْكَ اللهُمَّ لَبيْك، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْك " 0 كَمْ كَانَ بَينَ مَوْتهِمَا وَبَينَ تمْزِيقِ تَذَاكِرِ السَّفَرِ إِلى تِلْكَ البِلاَدِ المَشْبُوهَة؟ إِنهِا أَيَّامٌ مَعْدُودَات، وَلَكنَّ اللهَ أَرَادَ لهمَا حُسْنَ الخِتَام 00!! [العَائِدُونَ إِلى اللهِ الجُزْءُ الثَّالِثُ بِتَصَرُّف 0 لِلشّيخ محَمَّد عَبْدِ العَزِيزِ المُسْنَد]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّ رَاهِبًا عَبَدَ اللهَ في صَوْمَعَتِهِ سِتِّينَ سَنَة، فَجَاءتِ امْرَأَةٌ فَنَزَلَتْ إِلىَ جَنْبِهِ، فَنزَلَ إِلَيْهَا فَوَاقَعَهَا سِتَّ لَيَالٍ، ثُمَّ سُقِطَ في يَدِهِ ـ أَيْ نَدِمَ ـ فَهَرَبَ فَأَتَى مَسْجِدًا، فَأَوَى فِيهِ ثَلاَثًا لاَ يَطْعَمُ شَيْئًا، فَأُتيَ بِرَغِيفٍ فَكَسَرَهُ، فَأَعْطَى رَجُلاً عَنْ يَمِينِهِ نِصْفَهُ، وَأَعْطَى آخَرَ عَنْ يَسَارِهِ نِصْفَه؛ فَبَعَثَ اللهُ إِلَيْهِ مَلَكَ المَوْتِ فَقَبَضَ رُوحَه، فَوُضِعَتِ السِّتُّونَ في كِفَّةٍ وَوُضِعَتِ السِّتَّةُ في كِفَّة، فَرَجَحَتْ ـ أَيِ السِّتَّة ـ ثُمَّ وُضِعَ الرَّغِيفُ فَرَجَح " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: 885]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ في غَزَاةٍ، فَبَارَزَ رَجُلٌ مِنَ المُشْرِكِينَ رَجُلاً مِنَ المُسْلِمِين، فَقَتَلَهُ المُشْرِك، ثُمَّ بَرَزَ لَهُ آخَرُ مِنَ المُسْلِمِين، فَقَتَلَهُ المُشْرِك، ثُمَّ دَنَا فَوَقَفَ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " عَلَى مَا تُقَاتِلُون " 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " دِينُنَا: أَنْ نُقَاتِلَ النَّاسَ حَتىَّ يَشْهَدُواْ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَأَنَّ محَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُه، وَأَنْ نَفِيَ للهِ بِحَقِّه " 0 قَال: وَاللهِ إِنَّ هَذَا لحَسَن، آمَنْتُ بِهَذَا، ثمَّ تَحَوَّلَ إِلىَ المُسْلِمِينَ فَحَمَلَ عَلَى المُشْرِكِينَ فَقَاتَلَ حَتىَّ قُتِل، فَحُمِلَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَوُضِعَ مَعَ صَاحِبَيْهِ اللَّذَيْنِ قَتَلَهُمَا؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَؤُلاَءِ أَشَدُّ أَهْلِ الجَنَّةِ تَحَابَّاً " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في مجْمَعِ الزَّوَائِد 0 طَبْعَةُ دَارِ الْفِكْرِ بِرَقْم: 9531، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيُّ في الأَوْسَط]

رُبَّ كَلِمَةٍ أَنْقَذَتْ صَاحِبَهَا مِنَ النَّار عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ غُلاَمٌ يَهُودِيٌّ يخْدُمُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرِض؛ فَأَتَاهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَه: " أَسْلِمْ " 00 فَنَظَرَ إِلى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ 00؟ فَقَالَ لَه: أَطِعْ أَبَا القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَم، فَخَرَجَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُول: " الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّار " [الإِمَامُ البُخَارِيّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: إِذَا أَسْلَمَ الصَّبيُّ فَمَات بِرَقْم: 1356]

وَعَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ المُرَادِيِّ قَال: " دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى غُلاَمٍ مِنَ اليَهُودِ وَهُوَ مَرِيضٌ فَقَال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَتَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله " 00؟ قَالَ نَعَمْ، قَال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَتَشْهَدُ أَنَّ محَمَّدَاً رَسُولُ الله "؟ قَالَ نَعَمْ، ثمَّ قُبِض، فَوَلِيَهُ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالمُسْلِمُونَ فَغَسَّلُوهُ وَدَفَنُوه " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " ص: 323/ 2، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَاني في الكَبِير]

عَن أَبي صَخْرٍ العُقَيْلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى رَجُلٍ مِنَ اليَهُودِ نَاشِرًا التَّوْرَاةَ يَقْرَؤُهَا؛ يُعَزِّي بِهَا نَفْسَهُ عَلَى ابْنٍ لَهُ في المَوْت [أَيْ يَحْتَضِر]، كَأَحْسَنِ الفِتْيَانِ وَأَجْمَلِه؛ فَقَالَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَنْشُدُكَ بِالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاة؛ هَلْ تجِدُ في كِتَابِكَ ذَا صِفَتي وَمَخْرَجِي " 00؟

فَقَالَ بِرَأْسِهِ هَكَذَا: أَيْ لاَ، فَقَالَ ابْنُهُ: إِنيِّ وَالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاة ـ أَيْ إِنيِّ لأَجِدُ ذَلِكَ وَالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاة ـ إِنَّا لَنَجِدُ في كِتَابِنَا صِفَتَكَ وَمَخْرَجَك، وَأَشْهَدُ أَنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ الله؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَقِيمُواْ اليَهُودَ عَن أَخِيكُمْ، ثُمَّ وَلِيَ كَفَنَهُ وَحَنَّطَهُ وَصَلَّى عَلَيْه " 0 [قَالَ عَنهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ السِّيرَة: إِسْنَادُهُ جَيِّد، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِين؛ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُون يحْكَى أَنَّ شَابَّاً كَانَ اسْمُهُ دِينَار، وَكَان لَهُ وَالِدَةٌ صَالحَةٌ تَعِظُهُ وَهُوَ لاَ يَتَّعِظُ، فَمَرَّ في بَعْضِ الأَيَّامِ بمَقْبرَة، فَأَخَذ مِنهَا عَظْمَا فَتَفَتَّتَ في يَدِه؛ فَفَكَّرَ في نَفْسِهِ وَقَال: وَيحَكَ يَا دِينَار، كَأَنيِّ بِكَ وَقَدْ صَارَ عَظْمُكَ هَكَذَا رُفَاتَا؛ فَنَدِمَ عَلَى تَفْرِيطِهِ وَعَزَمَ عَلَى التَّوْبَة، وَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلى السَّمَاءِ وَقَال: إِلهِي وَسَيِّدِي: أَلْقَيْتُ إِلَيْكَ مَقَالِيدَ أَمْرِى فَاقْلِبني حَيْثُ شِئْت، ثمَّ أَقْبَلَ نحْوَ أُمِّهِ مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ مُنْكَسِرَ القَلبِ فَقَال: يَا أُمَّاه: مَاذَا يُصْنَعُ بِالعَبْدِ الآبِقِ إِذَا أَخَذَهُ سَيِّدُه 00؟

قَالَتْ: يخْشِّنُ مَلْبَسهُ وَمَطْعَمه، وَيَغُلُّ يَدَيْهِ وَقَدَمَيْه؛ فَقَال: أُرِيدُ جُبَّةً مِنْ صُوف وَأَقْرَاصَاً مِنْ شَعِيرٍ وَغُلَّين، وَافْعَلِي بي يَا أُمَّاهُ كَمَا يُفْعَلُ بِالعَبْدِ الآبِق؛ لَعَلَّ مَوْلاَيَ إِذَا رَأَى ذُلي يَرْحمُنى، فَفَعَلَتْ بِهِ مَا أَرَاد، فَكَانَ إِذَا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ أَخَذَ في البُكَاءِ وَالعَوِيلِ وَيقُولُ لِنَفْسِه: وَيحَكَ يَا دِينَار: أَلَكَ قوَّة عَلَى النَّار 00؟ كَيْفَ تَعَرَّضْتَ لِغَضَبِ الجَبَّار 00؟ وَلاَ يَزَالُ كَذَلِكَ حَتىَّ يَطْلُعَ الصُّبْح؛ فَقَالَتْ لَه أُمُّه: ارْفُقْ بِنَفْسِكَ يَا وَلَدِي 00؟

فَقَال: دَعِيني يَا أُمَّاهُ أَتْعَبُ قَلِيلاً؛ لَعَلِّي أَسْتَرِيحُ طَوِيلاً، يَا أُمَّاهُ إِنَّ لي غَدَاً مَوْقِفَا طَوِيلاً، وَلاَ أَدْرِي أَيُؤْمَرُ بي إِلى ظِلٍّ ظَلِيل، أَمْ إِلى ذُلٍّ طَوِيل 00؟ قَالَتْ: يَا بُنيَّ خُذْ لِنَفْسِكَ رَاحَة 00؟ قَال: لَسْتُ لِلرَّاحَةِ أَطْلُب، كَأَنَّكِ يَا أُمَّاهُ غَدَاً بِالخَلاَئِقِ يُسَاقُونَ إِلى الجَنَّةِ وَأُسَاقُ إِلى النَّار؛ فَتَرَكَتْهُ وَمَا هُوَ عَلَيْه، فَأَخَذَ في البُكَاءِ وَالعِبَادَةِ وَقِرَاءةِ القُرْآن، فَقَرَأَ في بَعْضِ اللَّيَالي: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِين؛ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} {الحِجْر/92، 93} فَتَفَكَّرَ فِيهَا وَجَعَلَ يَبْكِي حَتىَّ غُشِيَ عَلَيْه؛ فَجَاءتْ أُمُّهُ فَنَادَتْهُ فَلَمْ يجِبْهَا، فَقَالَتْ لَهُ: يَا حَبِيبي وَقُرَّةَ عَيْني أَيْنَ المُلتَقَى 00؟

فَقَالَ بِصَوْتٍ ضَعِيف: يَا أُمَّاه 00 إِنْ لَمْ تجِدِيني في عَرَصَاتِ القِيَامَةِ فَاسْأَلي عَنيِّ مالِكَاً خَازِنَ النَّار، ثُمَّ شَهِقَ شَهْقَةً فَخَرَجَتْ نَفْسُه، فَغَسَّلَتْهُ أُمُّهُ وَجَهَّزَتْهُ وَخَرَجَتْ تُنَادِي أَيُّهَا النَّاس: هَلُمُّواْ إِلى الصَّلاَةِ عَلَى قَتِيلِ النَّار 00؟ فَجَاءَ النَّاسُ مِنْ كُلِّ جَانِب، فَلَمْ يُرَ أَكثَرَ جَمْعَاً وَلاَ أَغْزَرَ دَمعَاً مِنْ ذَلِكَ اليَوْم، فَلَمَّا دَفَنُوهُ نَامَ بَعْضُ أَصْدقَائِهِ تِلكَ اللَّيْلَة، فَرَآهُ يَتَبَخْتَرُ في الجَنَّةِ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ خضْرَاء وَهُوَ يَقْرَأُ نَفْسَ الآيَة: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِين؛ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} {الحِجْر/92، 93}

وَيَقُول: وَعِزَّتِهِ وَجَلاَلِهِ سَأَلَني وَرَحِمَني وَغَفَرَ لي وَتجَاوَزَ عَنيِّ، أَلاَ أَخْبرُواْ عَنيِّ وَالِدَتي بِذَلِك " 0 [شِهَابُ الدِّينِ الأَبْشِيهِيُّ في المُسْتَطْرَفِ في كُلِّ فَنٍّ مُسْتَظْرَف 0 بِالبَابِ: الحَادِي وَالثَّلاَثِين: مَنَاقِبُ الصَّالحِين] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خَيرُ الْعَمَلِ أَنْ تُفَارِقَ الدُّنيَا وَلِسَانُكَ رَطْبٌ مِنْ ذِكْرِ الله " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (5593)، رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ في الحِلْيَة]

حَسْرَةُ إِبْلِيسَ عَلَى حُسْنِ خِتَامِ الصَّالحِين عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ إِذَا رَضِيَ عَن عَبْدٍ قَال: يَا مَلَكَ المَوْتِ اذْهَبْ إِلى فُلاَن فَأْتِني بِرُوحِهِ لأُرِيحَه، حَسْبي مِن عَمَلِه ـ أَيْ يَكْفِيني مِن عَمَلِهِ الصَّالحِ مَا قَدْ عَمِل ـ قَدْ بَلَوْتُهُ فَوَجَدْتُهُ حَيْثُ أُحِب، فَيَنزِلُ مَلَكُ المَوتِ وَمَعَهُ خَمْسُمِائَةٍ مِنَ المَلاَئكَةِ مَعَهُمْ قُضْبَانُ الرَّيحَان، وَأُصُولُ الزَّعْفَرَان، كُلُّ وَاحِدٍ مِنهُمْ يبَشِّرُهُ بِبِشَارَةٍ سِوَى بِشَارَةِ صَاحِبِه، وَتَقُومُ المَلاَئِكَةُ صَفَّينِ لخُرُوجِ رُوحِهِ وَمَعَهُمُ الرَّيحَان، فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِمْ إِبْلِيسُ وَضَعَ يَدَه عَلَى رَأْسِهِ ثمَّ يَصْرُخُ فَيَقُولُ لَهُ جُنُودُهُ: مَا لَكَ يَا سَيِّدَنَا 00؟!

فَيَقُول: أَمَا تَرَونَ مَا أُعْطِيَ هَذَا العَبْدُ مِنَ الكَرَامَة 00؟ أَيْنَ كُنْتُمْ مِن هَذَا 00؟ فَيَقُولُون: قَد جَهِدْنَا بِهِ ـ أَيْ بَذَلْنَا مَعَهُ مجْهُودَاً ـ فَكَانَ مُمْتَنِعَاً " 0 [ضَعَّفَهُ الحَافِظُ العِرَاقِيُّ في " الإِحْيَاءِ " بِكِتَابُ المَوْتِ ص: (1854)، وَذَكَرَهُ ابْنُ كَثِيرٍ في أَوَاخِرِ تَفْسِيرِ الآيَةِ 13/إِبْرَاهِيم] نَمُوذَجٌ مِنْ سُوءِ الخَاتِمَة

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَمَّا أَغْرَقَ اللهُ فِرْعَوْنَ قَال: آمَنْتُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيل؛ فَقَالَ جِبْرِيل: يَا محَمَّد؛ فَلَوْ رَأَيْتَني وَأَنَا آخُذُ مِن حَالِ البَحْر ـ أَيْ مِنْ طِينِهِ ـ فَأَدُسُّهُ في فِيهِ مخَافَةَ أَنْ تُدْرِكَهُ الرَّحمَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (9337)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: (3107)، رَوَاهُ أَحْمَد]

عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُمَدَّ لَهُ في عُمْرِه، وَيُوَسَّعَ لَهُ في رِزْقِه، وَيُدْفَعَ عَنْهُ مِيتَةُ السُّوء؛ فَلْيَتَّقِ اللهَ وَلْيَصِلْ رَحِمَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 1212، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " آخِرُ شِدَّةٍ يَلْقَاهَا المُؤْمِنُ المَوْت " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 1946، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] اللهُمَّ ارْزُقْنَا حُسْنَ الخِتَام، وَتَوَفَّنَا عَلَى الإِسْلاَم، وَأَخْتِمُ بِهَذَا الدُّعَاءِ لِلنَّبيِّ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَم:

عَنْ كَعْبِ بْنِ عَبَّادٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْم، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ التَّرَدِّي، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْغَرَقِ وَالحَرَقِ وَالهَرَم، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَني الشَّيْطَانُ عِنْدَ المَوْت، وَأَعُوذُ بِكَ أَن أَمُوتَ في سَبِيلِكَ مُدْبِرَا، وَأَعُوذُ بِكَ أَن أَمُوتَ لَدِيغَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 1552]

أحكام الجنائز

أَحْكَامُ الجَنَائِز: ========= آدَابُ شُهُودِ المحْتَضَر عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا حَضَرْتُمُ المَرِيضَ أَوِ المَيِّتَ فَقُولُواْ خَيْرَاً؛ فَإِنَّ المَلاَئِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُون " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ مَا يُقَالُ عِنْدَ المَرِيضِ وَالمَيِّت بِرَقْم: 919] رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشُهُودُهُ لِلمُحْتَضِرِين عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ أَيِ المَدِينَةَ ـ كُنَّا نُؤْذِنُهُ لِمَنْ حُضِرَ مِنْ مَوْتَانَا؛ فَيَأْتِيهِ قَبْلَ أَنْ يمُوتَ فَيَحْضُرُهُ وَيَسْتَغْفِرُ لَهُ وَيَنْتَظِرُ مَوْتَه، فَكَانَ ذَلِكَ رُبَّمَا حَبَسَهُ الحَبْسَ الطَّوِيلَ فَشَقَّ عَلَيْهِ فَقُلْنَا: أَرْفَقُ بِرَسُولِ اللهِ أَلاَّ نُؤْذِنَهُ بِالمَيِّتِ حَتىَّ يَمُوت؛ فَكُنَّا إِذَا مَاتَ مِنَّا المَيِّتُ آذَنَّاهُ بِه، فَجَاءَ في أَهْلِهِ فَاسْتَغْفَرَ لَهُ وَصَلَّى عَلَيْه، ثُمَّ إِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يَشْهَدَهُ انْتَظَرَ شُهُودَه، وَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يَنْصَرِفَ انْصَرَف، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ طَبَقَةً أُخْرَى، فَقُلْنَا: أَرْفَقُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَحْمِلَ مَوْتَانَا إِلى بَيْتِهِ وَلاَ نُشْخِصَهُ وَلاَ نُعَنِّيَه ـ أَيْ وَلاَ نخْرِجَهُ وَلاَ نُتْعِبَهُ ـ فَفَعَلْنَا ذَلِك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: (45)، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

إِذَا قُبِضَتِ الرُّوحُ تَبِعَهَا البَصَر عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبي سَلَمَةَ وَقَدْ شَقَّ ـ أَيْ شَخَصَ ـ بَصَرُهُ فَأَغْمَضَهُ ثمَّ قَال: " إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ البَصَر " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: إِغْمَاضِ المَيِّتِ وَالدُّعَاءِ لَهُ إِذَا حَضَر بِرَقْم: 920، الكَنْز بِرَقْم: 42172]

الرُّوحُ مُسْتَقَرُّهَا وَمُسْتَوْدَعُهَا بَعْدَ المَوْت عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " نَسَمَةُ المُؤْمِن [أَيْ رُوحُهُ]: طَائِرٌ يَعْلَقُ في شَجَرِ الجَنَّة، حَتىَّ يَرُدَّهَا اللهُ جَلَّ وَعَلاَ إِلىَ جَسَدِهِ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ وَفي صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْمَيْ: 4657، 24009/ 44، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 2073]

عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " نَسَمَةُ المُؤْمِنِ إِذَا مَات [أَيْ رُوحُهُ]: طَائِرٌ يَعْلَقُ بِشَجَرِ الجَنَّة، حَتىَّ يُرْجِعَهُ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ إِلىَ جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ الله " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 15777، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4271]

أَيْ تُمْسَخُ الرُّوحُ بِأَمْرِ اللهِ طَائِرَاً يَنْتَقِلُ بَينَ أَشْجَارِ الجَنَّةِ حَتىَّ يَأْذَنُ جَلَّ جَلاَلهُ لَهَا في الْعَوْدَةِ إِلىَ ذَلِكَ الجَسَدِ مَرَّةً أُخْرَى؛ حِينَ يُرِيدُ أَنْ يَبْعَثَ مَنْ في الْقُبُور 0 وَفي رِوَايَةٍ لِلإِمَامِ أَحمَدَ رَحِمَهُ اللهُ عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " حَتىَّ يُرْجِعَهَا اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى إِلىَ جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 24009/ 44] وَهَكَذَا بِتَوْفِيقِ اللهِ وَجَدْتُ مَعْنى كَلِمَةِ " النَّسَمَةِ " في شَرْحِ الأَلبَانيِّ لهَذَا الحَدِيثِ بِالآيَاتِ البَيِّنَات

وَيُؤَيِّدُهُ أَيْضَاً هَذَا الحَدِيثُ المُفَسِّر: عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّ أَرْوَاحَ المُؤْمِنِينَ طَيْرٌ خُضْرٌ تَعْلَقُ في شَجَرِ الجَنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: (1470)، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42690] وَتَعْلَقُ في شَجَرِ الجَنَّة: أَيْ تَتَعَلَّقُ بِهِ؛ مِن عَلِقَ بِالشَّيْءِ عَلَقَاً أَيْ نَشِبَ فِيه 0 {لِسَانُ العَرَب}

عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَرْوَاحَ المُؤْمِنِينَ في أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَعَلَّقُ بِشَجَرِ الجَنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: 912، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 27166]

عَن أُمِّ هَانِئٍ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَكُونُ النَّسَمُ ـ أَيِ الأَرْوَاح ـ طَيرَاً تَعْلَقُ بِالشَّجَر، حَتىَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَة؛ دَخَلَتْ كُلُّ نَفْسٍ في جَسَدَهَا " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (2989، 679)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ وَالطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَرْوَاحَ المُؤْمِنِينَ تَلْتَقِي عَلَى مَسِيرَةِ يَوْم 00 مَا رَأَى أَحَدُهُمْ صَاحِبَهُ قَطّ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6636، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

أَرْوَاحُ المُؤْمِنِين وَلَكِنْ لِلإِحَاطَةِ يَبْقَى سُؤَالٌ في مُنْتَهَى الأَهمِّيَّة: مَا دَامَتْ أَرْوَاحُ المُؤْمِنِينَ مُعَلَّقَةً في شَجَرِ الجَنَّة؛ فَكَيْفَ يَسْمَعُونَ قَرْعَ نِعَالِنَا وَيجِيبُونَ عَلَى سُؤَالِ المَلَكَينِ في القُبُور 00؟! عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّ العَبْدَ إِذَا وُضِعَ في قَبْرِهِ وَتَوَلَّى عَنهُ أَصْحَابُهُ إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1374 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2870 / عَبْد البَاقِي]

وَهَذَا مَرْدُودٌ عَلَيْه: بِأَنَّ المَيِّتَ تُرَدُّ لَهُ رُوحُهُ حِينَ يُدْفَنُ لِيُحَاسَب، ثمَّ يَنَامُ كَالعَرُوسِ حَتىَّ يُبْعَث 0 عَن أَبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا قُبرَ المَيِّتُ أَتَاهُ مَلَكَان، أَسْوَدَانِ أَزْرَقَان، يُقَالُ لأَحَدِهِمَا المُنْكَر، وَلِلآخَرِ النَّكِير، فَيَقُولاَن: مَا كُنْتَ تَقُولُ في هَذَا الرَّجُل 00؟

فَيَقُولُ مَا كَانَ يَقُول: هُوَ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُه، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ محَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُه، فَيَقُولاَن: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا؛ ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ في قَبرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعَاً في سَبْعِين، ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيه، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: نَمْ، فَيَقُول: أَرْجِعُ إِلى أَهْلِي فَأُخْبرُهُمْ 00؟

فَيَقُولاَنِ نمْ كَنَوْمَةِ العَرُوسِ الَّذِي لاَ يُوقِظُهُ إِلاَّ أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْه، حَتىَّ يَبْعَثَهُ اللهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِك، وَإِنْ كَانَ مُنَافِقَاً قَال: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلاً فَقُلْتُ مِثْلَه، لاَ أَدْرِي، فَيَقُولاَن: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِك؛ فَيُقَالُ لِلأَرْض: التَئِمِي عَلَيْه، فَتَلْتَئِمَ عَلَيْهِ فَتَخْتَلِفَ فِيهَا أَضْلاَعُه، فَلاَ يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبَاً حَتىَّ يَبْعَثَهُ اللهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِك " 0 [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: (1071)، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 42500]

وَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوَّاً وَعَشِيَّاً، وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُواْ آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العَذَاب} {غَافِر/46} وَأَمَّا حُلُولُ الأَرْوَاحِ المُؤْمِنَةِ مِنهَا في أَجْسَادِ طَيرٍ يَعْلَقُ شَجَرَ الجَنَّة، كَمَا نَصَّتْ بِذَلِكَ الأَحَادِيثُ الصَّحِيحَة؛ فَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {في أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَك} {الاَنْفِطَار/8} وَأَمَّا تَغَيُّرُ مَكَانِهَا فَقَدْ ثَبُتَ لَدَيْنَا بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَنَّهَا تُقْبَضُ وَتُرْسَلُ وَتَصْعَدُ وَغَيرُ ذَلِك:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {اللهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتي لَمْ تَمُتْ في مَنَامِهَا، فَيُمْسِكُ الَّتي قَضَى عَلَيْهَا المَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى، إِنَّ في ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون} {الزُّمَر: 42}

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلى فِرَاشِه، فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِه؛ فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْه، ثمَّ يَقُول: بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبي وَبِكَ أَرْفَعُه، إِن أَمْسَكْتَ نَفْسِي ـ أَيْ رُوحِي ـ فَارْحَمْهَا، وَإِن أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا، بِمَا تحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِين " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6320 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2714 / عَبْد البَاقِي]

وَأَمَّا دُخُولهَا الجَنَّةَ فَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ {27} ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً {28} فَادْخُلِي في عِبَادِي {29} وَادْخُلِي جَنَّتي} {الفَجْر} وَمِنَ الآثَارِ الصَّحِيحَةِ الَّتي تُؤَيِّدُ جُلَّ مَا وَرَدَ في هَذَا الحَدِيث:

وَقَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الفَتَاوَى الكُبرَى بهَذَا الصَّدَد: " وَإِنْ كَانَتْ مَعَ ذَلِكَ قَدْ تُعَادُ إِلى البَدَن، كَمَا أَنَّهَا تَكُونُ في البَدَنِ وَيُعْرَجُ بهَا إِلى السَّمَاء، كَمَا في حَالِ النَّوْم " 0 [شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ بِبَابِ: العَقِيدَةِ في " الفَتَاوَى الكُبرَى " طَّبْعَةِ مَكْتَبَةِ ابْنِ تَيْمِيَةَ بِالْقَاهِرَة 0 ص: 447/ 5]

وَمِن أَرْوَعِ مَا يُمْكِنُ أَنْ يُغْلِقَ بَابَ الأَسْئِلَةِ في ذَلِكَ المَوْضُوع: هَذِهِ الآيَةُ الجَامِعَةُ المَانِعَة: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِن أَمْرِ رَبيِّ وَمَا أُوتِيتُمْ مِن العِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاَ} {الإِسْرَاء/85}

تَسْبِيلُ المَيِّت عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا حَضَرْتُمْ مَوْتَاكُمْ فَأَغْمِضُواْ الْبَصَر؛ فَإِنَّ الْبَصَرَ يَتْبَعُ الرُّوح، وَقُولُواْ خَيْرَاً؛ فَإِنَّ المَلاَئِكَةَ تُؤَمِّنُ عَلَى مَا قَالَ أَهْلُ الْبَيْت " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ وَابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: (1455)، الإِمَامُ أَحْمَدُ في " مُسْنَدِهِ " بِرَقْم: 16686]

عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ الحَصِيبِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ المُؤْمِنَ يَمُوتُ بِعَرَقِ الجَبِين " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 22964، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: 982، 1452]

وَفي رِوَايَةٍ عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ الحَصِيبِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً أَنَّهُ كَانَ بخُرَاسَان، فَعَادَ أَخَاً لَهُ وَهُوَ مَرِيض، فَوَجَدَهُ بِالمَوْت، وَإِذَا هُوَ يَعْرَقُ جَبِينُه؛ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: اللهُ أَكْبَر؛ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَوْتُ المُؤْمِنِ بِعَرَقِ الجَبِين " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 21، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

نَفْسُ المُؤْمِن عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَقِّنُواْ مَوْتَاكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله؛ فَإِنَّ نَفْسَ المُؤْمِنِ تَخْرُجُ رَشحَاً، وَنَفْسُ الكَافِرِ تخْرُجُ مِنْ شِدْقِهِ كَمَا تخْرُجُ نَفْسُ الحِمَار " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِع، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: 323/ 2، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ، وَهُوَ في الكَنْزِ بِرَقْم: 42165]

وَعَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ارْقُبُواْ المَيِّتَ عِنْدَ وَفَاتِه: فَإِذَا ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ وَرَشَحَ جَبِينُهُ وَانْتَشَرَ مِنخَرَاه؛ فَهِيَ رَحْمَةٌ مِنَ اللهِ تَعَالى نَزَلَتْ بِه، وَإِذَا غَطَّ غَطِيطَ البَكْرِ المَخْنُوقِ وَكَمُدَ لَوْنُهُ وَأَزْبَدَ شِدْقَاه؛ فَهْوَ عَذَابٌ مِنَ اللهُ قَدْ نَزَلَ بِه " 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة: (1855)، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42178]

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ نَفسَ المُؤْمِنِ تخْرُجُ رَشْحَاً، وَإِنَّ نَفسَ الكَافِرِ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ نَفسُ الحِمَار، فَإِنَّ المُؤمِنَ لَيَعْمَلُ الخَطِيئَةَ فَيُشَدَّدَ بِهَا عَلَيْهِ عِنْدَ المَوْتِ لِيُكَفَّرَ بهَا عَنه، وَإِنَّ الكَافِرَ لَيَعْمَلُ الحَسَنَةَ فَيُسَهَّلُ عَلَيْهِ عِنْدَ المَوْتِ لِيُجْزَى بهَا " 0 [ضَعَّفَهُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " ص: (326/ 2)، الطَّبَرَاني في " الكَبِير "، وَفي " الكَنْز " بِرَقْم: 42187]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الصَّالحِينَ يُشَدَّدُ عَلَيْهِمْ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 7901، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 1103] عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ مُؤْمِنَاً حَسَنَةً: يُعْطَى بهَا في الدُّنْيَا، وَيجْزَى بهَا في الآخِرَة، وَأَمَّا الكَافِر: فَيُطْعَمُ بحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بهَا للهِ في الدُّنْيَا، حَتىَّ إِذَا أَفْضَى إِلى الآخِرَة؛ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يجْزَى بِهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2808 / عَبْد البَاقِي]

النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ في غَمَرَاتِ المَوْت وَعَنْ زَيدِ بْنِ أَسْلَمَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أَبِيهِ قَال: " إِذَا بَقِيَ لِلْمُؤْمِنِ مِنْ دَرَجَاتِهِ شَيْءٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ شُدِّدَ عَلَيْهِ المَوْت؛ لِيَبْلُغَ بِسَكَرَاتِ المَوْتِ وَكَرْبِهِ دَرَجَتَهُ في الجَنَّة، وَإِذَا كَانَ لِلكَافِرِ مَعْرُوفٌ لَمْ يُجْزَ بِهِ هُوِّنَ عَلَيْهِ في المَوْت؛ لِيَسْتَكْمِلَ ثَوَابَ مَعْرُوفِهِ فَيَصِيرَ إِلي النَّار " [صَحَّحَ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ مَعْنىً قَرِيبَاً مِنهُ في الجَامِعِ بِرَقم: (308)، وَفي " سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقم: (2396)، الإِحْيَاء: 1852]

المُؤْمِنُ يحْمَدُ اللهَ حَتىَّ عَلَى قَبْضِ رُوحِه عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ المُؤْمِنَ تخْرُجُ نَفْسُهُ مِنْ بَينِ جَنْبَيْهِ وَهُوَ يحْمَدُ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 3694، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر وَالأُسْتَاذ شُعَيب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2412]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّهِ جَلَّ وَعَلاَ أَنَّهُ قَالَ في حَدِيثٍ قُدُسِيّ: " إِنَّ عَبْدِيَ المُؤْمِنَ عِنْدِي بمَنزِلَةِ كُلِّ خَير؛ يحْمَدُني وَأَنَا أَنْزِعُ نَفْسَهُ مِنْ بَينِ جَنبَيْه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الْبُوصِيرِي في زَوَائِدِهِ، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِع، وَقَالَ عَنهُ الأُسْتَاذ شُعَيب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: إِسْنَادُهُ جَيِّد 0 ح / ر: 8473]

عَن أُمِّ المُؤمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَوَجَدَهَا مَهْمُومَةً عَلَى حَمِيمٍ لهَا يُعَالجُ النَّزْعَ فَقَالَ لهَا: " لاَ تَبْتَئِسِي عَلَى حَمِيمِكِ فَإِنَّ ذَلِكَ مِن حَسَنَاتِه " 0 [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: (1451)، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42215] وَحَمِيمُ المَرْء: أَيْ كُلُّ عَزِيزٍ عَلَيْه 0

تَلْقِينُ المَيِّت عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَكْثِرُواْ مِنْ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله؛ قَبْلَ أَنْ يحَالَ بَيْنَكُمْ وَبيْنَهَا، وَلَقِّنُوهَا مَوْتَاكُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (1212، 467)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَبُو يَعْلَى في مُسْنَدِه]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَقِّنُواْ مَوْتَاكُمْ " لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله " وَقُولُواْ: الثَّبَاتَ الثَّبَاتَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله " 0 [الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط0وَفي كَنْزِ العُمَّالِ بِرَقْم: 42166] وَعَنِ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَقِّنُواْ مَوْتَاكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ 0 في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: تَلقِينِ المَوْتَى " لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله " بِرَقْم: (917)، وَفي " الكَنْزِ " بِرَقْم: 42167]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَقِّنُواْ مَوْتَاكُمْ " لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله "؛ فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ آخِرَ كَلاَمِهِ " لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ " عِنْدَ المَوْت: دَخَلَ الجَنَّةَ يَوْمَاً مِنَ الدَّهْر، وَإِن أَصَابَهُ قَبْلَ ذَلِكَ مَا أَصَابَه " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 3004، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: 5150] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله: نَفَعَتْهُ يَوْمَاً مِنْ دَهْرِهِ 00 يُصِيبُهُ قَبْلَ ذَلِكَ مَا أَصَابَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَصَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْمَيْ: 1525، 6434، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيّ: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح]

وَقَالَ سَيِّدُنَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " إِذَا احْتَضَرَ المَيِّتُ فَلَقِّنُوهُ " لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ " فَإِنَّهُ مَا مِن عَبْدٍ يخْتَمُ لَهُ بِهَا عِنْدَ مَوْتِهِ إِلاَّ كَانَتْ زَادَهُ إِلى الجَنَّة " 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ لِلحَافِظِ العِرَاقِي: 1855] وَعَلَيْكَ بِالرِّفْقِ في التَّلْقِينِ وَعَدَمِ الإِكْثَار 00 حَدَّثَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعِجْلِيُّ عَن أَبِيهِ قَال: " لَمَّا احْتُضِرَ ابْنُ المُبَارَكِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه؛ جَعَلَ رَجُلٌ يُلَقِّنُهُ " لاَ إِلَهَ إِلاََّ الله " فَأَكْثَرَ عَلَيْه، فَقَالَ لَهُ: لَسْتَ تُحْسِن، وَأَخَافُ أَنْ تُؤْذِيَ مُسْلِمَاً بَعْدِي، إِذَا لَقَّنْتَني، فَقُلْتَ " لاَ إِلَهَ إِلاََّ الله " ثُمَّ لَمْ أُحْدِثْ كَلاَمَاً بَعْدَهَا؛ فَدَعْني، فَإِذَا أَحْدَثْتُ كَلاَمَاً: فَلَقِّنيِّ حَتىَّ تَكُونَ آخِرَ كَلاَمِي " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 419/ 8]

بَرَكَةُ " لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ " عِنْدَ المَوْت وَعَن عُثمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ مَاتَ وَهْوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ دَخَلَ الجَنَّة " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الإِيمَانِ بَابِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى التَّوْحِيدِ دَخَلَ الجَنَّة بِرَقْم: 26] عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوت، تَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَأَنِّي رَسُولُ الله، يَرْجِعُ ذَلِكَ إِلى قَلْبٍ مُوقِنٍ؛ إِلاَّ غَفَرَ اللهُ لَهَا " [حَسَّنَهُ وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (10732)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 3796]

عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِن عَبْدٍ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِك؛ إِلاَّ دَخَلَ الجَنَّة " 00 قُلْتُ: وَإِنْ زَنى وَإِنْ سَرَق 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَإِنْ زَنى وَإِنْ سَرَق " 00 قُلْتُ وَإِنْ زَنى وَإِنْ سَرَق 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَإِنْ زَنى وَإِنْ سَرَق " 00 ثَلاَثَاً ـ أَيِ رَاجَعْتُهُ فِيهَا ثَلاَثَاً ـ ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الرَّابِعَة: " عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبي ذَرّ " 00 فَخَرَجَ أَبُو ذَرٍّ وَهُوَ يَقُول: وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبي ذَرّ " [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 94 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " حَضَرَ مَلَكُ المَوتِ رَجُلاً يَمُوت، فَنَظَرَ في قَلبِهِ فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئَاً، فَفَكَّ لحيَيهِ فَوَجَدَ طَرفَ لِسَانِهِ لاَصِقَاً بحنَكِهِ يَقُول: " لاَ إِلَه إِلاَّ اللهُ " فَغُفِرَ لَهُ بِكَلمَةِ الإِخْلاَص " 0 [قَالَ الحَافِظُ العِرَاقِيّ في الإِحْيَاء: إِسْنَاد جَيِّد 0 طَبْعَةُ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة: (1855)، البَيهَقيُّ وَابْنُ أَبي الدُّنيَا] عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنيِّ لأَعْلَمُ كَلِمَةً: لاَ يَقُولُهَا عَبْدٌ حَقَّاً مِنْ قَلْبِهِ فَيَمُوتُ عَلَى ذَلِك؛ إِلاَّ حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى النَّار: لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 204، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 ح / ر: 242]

عَنْ سُعْدَى المُرِّيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " مَرَّ عُمَرُ بِطَلْحَةَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: مَا لَكَ كَئِيبَاً 00 أَسَاءتْكَ إِمْرَةُ ابْنِ عَمِّك 00؟ قَالَ لاَ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لاَ يَقُولُهَا أَحَدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ؛ إِلاَّ كَانَتْ نُورَاً لِصَحِيفَتِه، وَإِنَّ جَسَدَهُ وَرُوحَهُ لَيَجِدَانِ لَهَا رَوْحَاً عِنْدَ المَوْت " 00 فَلَمْ أَسْأَلْهُ حَتىَّ تُوُفِّيَ، قَالَ ـ أَيْ عُمَر: أَنَا أَعْلَمُهَا، هِيَ الَّتي أَرَادَ عَمَّهُ عَلَيْهَا، وَلَوْ عَلِمَ أَنَّ شَيْئَاً أَنجَى لَهُ مِنْهَا لأَمَرَه " [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 205، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 3795]

وَفي رِوَايَةٍ لجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُولُ لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ: مَا لي أَرَاكَ قَدْ شَعِثْتَ وَاغْبَرَرْتَ مُنْذُ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ لَعَلَّكَ سَاءَكَ يَا طَلْحَةُ إِمَارَةُ ابْنِ عَمِّك 00؟ قَالَ مَعَاذَ الله 00 إِنيِّ لأَجْدَرُكُمْ أَلاَّ أَفْعَلَ ذَلِك، إِنيِّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِنيِّ لأَعْلَمُ كَلِمَةً لاَ يَقُولُهَا أَحَدٌ عِنْدَ حَضْرَةِ المَوْت؛ إِلاَّ وَجَدَ رُوحُهُ لهَا رَوْحَاً ـ أَيْ رَاحَةً ـ حِينَ تخْرُجُ مِنْ جَسَدِه، وَكَانَتْ لَهُ نُورَاً يَوْمَ القِيَامَة " 00

فَلَمْ أَسْأَلْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا وَلَمْ يخْبِرْني بِهَا؛ فَذَلِكَ الَّذِي دَخَلَني [أَيْ فَذَلِكَ الَّذِي أَحْزَنَني]؛ قَالَ عُمَر: فَأَنَا أَعْلَمُهَا، قَالَ [أَيْ طَلحَة]: فَللَّهِ الحَمْدُ فَمَا هِيَ 00؟ قَال: هِيَ الكَلِمَةُ الَّتي قَالهَا لِعَمِّه: " لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله " 00 قَالَ طَلْحَة: صَدَقْت " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: 324/ 2، رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِرَقْم: 188] عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لاَ يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ؛ إِلاَّ فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ وَأَشْرَقَ لَوْنُهُ " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 1386، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

عَنْ سَيِّدِنَا مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ كَانَ آخِرَ كَلاَمِهِ " لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ " دَخَلَ الجَنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: (3116)، وَالمِشكاة: 1621] عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلى اللهِ تَعَالى: أَنْ تَمُوتَ وَلِسَانُكَ رَطْبٌ مِنْ ذِكْرِ الله " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيح، ابْنُ حِبَّانَ وَالبَيْهَقِيُّ وَالطَّبرَانيّ]

آخِرُ عَمَلٍ يَعْمَلُهُ العَبْدُ قَبْلَ مَوْتِه عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ قَالَ " لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ " ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بهَا: دَخَلَ الجَنَّة، وَمَنْ صَامَ يَوْمَاً ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهِ: دَخَلَ الجَنَّة، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بهَا: دَخَلَ الجَنَّة " 0 [صَحَّحَهُ العَلاَمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَد بِرَقْم: (23217)، وَالإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ بِالمجْمَعِ 0 ص: 215/ 7]

عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ غُلاَمٌ يَهُودِيٌّ يخْدُمُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرِض؛ فَأَتَاهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ: " أَسْلِمْ " 00 فَنَظَرَ إِلى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ أَبَا القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَأَسْلَم، فَخَرَجَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُول: " الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ " [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: إِذَا أَسْلَمَ الصَّبيُّ فَمَاتَ هَلْ يُصَلَّى عَلَيْه؟ 0 بِرَقْم: 1356] الرِّفْقُ لاَ يَكُونُ في شَيْءٍ إِلاَّ زَانَه يَقُولُ الإِمَامُ الغَالي / أَبُو حَامِدٍ الغَزَالي:

" وَيَنْبَغِي لِلْمُلَقِّنِ أَلاَّ يُلِحَّ في التَّلقِينِ وَلَكنْ لِيَرْفُقْ بِهِ وَلْيَتَلَطَّفْ، فَرُبمَا لاَ يَنْطَلِقُ لِسَانُهُ فَيُلَقِّنَهُ المُلَقِّنُ بِشِدَّة؛ فَيُؤَدِّيَ ذَلِكَ إِلى اسْتِثْقَالِهِ لِكَلِمَةِ التَّوْحِيد، بَلْ وَقَدْ يَسُبُّهُ وَيَسُبُّ دِينَ الله؛ فَيَكُونُ المُلَقِّنُ بِذَلِكَ قَدْ أَسَاءَ مِن حَيْثُ أَرَادَ أَنْ يحْسِنْ؛ فَتَسَبَّبَ لَهُ في سُوء الخَاتمةِ وَالعِيَاذُ بِالله 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ لِلحَافِظِ العِرَاقِي 0 كِتَابُ المَوْت: 1856] حُكْمُ تَقْبِيلِ المَيِّت وَلاَ حَرَجَ في تَقْبِيلِ المَيِّتِ بَعْدَ مَوْتِه 00 عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ:

" قَبَّلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ وَهُوَ مَيِّت، فَكَأَنيِّ أَنْظُرُ إِلى دُمُوعِهِ تَسِيلُ عَلَى خَدَّيْه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1456، وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 989]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَبَّلَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مَيِّتٌ " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الطِّبِّ بَابِ: اللَّدُود بِرَقْم: 5712] وَعَن أُمِّ المُؤمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَبَّلَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ مَوْتِه 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ المَغَازِي بَابِ: مَرَضِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَفَاتِه بِرَقْم: 4457، الكَنْز: 42974]

فَضْلُ اتِّبَاعِ الجَنَائِز عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " حَقُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ خَمْس: رَدُّ السَّلاَم، وَعِيَادَةُ المَرِيض، وَاتِّبَاعُ الجَنَائِز، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَة، وَتَشْمِيتُ العَاطِس " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِز بَابِ: الأَمْرِ بِاتِّبَاعِهَا بِرَقْم: 1240/ فَتْح، وَمُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2162/ عَبْد البَاقِي] عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" لِلْمُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ سِتَّةٌ بِالمَعْرُوف: يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَه، وَيُجِيبُهُ إِذَا دَعَاه، وَيُشَمِّتُهُ إِذَا عَطَس، وَيَعُودُهُ إِذَا مَرِض، وَيَتْبَعُ جِنَازَتَهُ إِذَا مَات، وَيُحِبُّ لَهُ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِه " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1433] عَن أَبي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لِلْمُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ أَرْبَعُ خِلاَل: يُشَمِّتُهُ إِذَا عَطَس، وَيُجِيبُهُ إِذَا دَعَاه، وَيَشْهَدُهُ إِذَا مَات، وَيَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ " [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1434]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خَمْسٌ مِنْ حَقِّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِم: رَدُّ التَّحِيَّة، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَة، وَشُهُودُ الجِنَازَة، وَعِيَادَةُ المَرِيض، وَتَشْمِيتُ العَاطِسِ إِذَا حَمِدَ الله " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1435]

عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ بِسَبْعٍ وَنهَانَا عَنْ سَبْع: أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ المَرِيضِ وَاتِّبَاعِ الجِنَازَةِ وَتَشْمِيتِ العَاطِس، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي وَإِفْشَاءِ السَّلاَمِ وَنَصْرِ المَظْلُومِ وَإِبْرَارِ المُقْسِم، وَنَهَانَا عَنْ خَوَاتِيمِ الذَّهَبِ وَعَنِ الشُّرْبِ في آنِيَةِ الفِضَّة، وَعَنِ المَيَاثِرِ وَالقَسِّيّ، وَعَنْ لُبْسِ الحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ وَالإِسْتَبْرَق " 00 وَالمَيَاثِر: هِيَ السُّرُجُ الوَثِيرَةُ الَّتي تُتَّخَذُ مِنْ جُلُودِ السِّبَاعِ وَالنُّمُورِ، تُوضَعُ عَلَى ظَهْرِ الفَرَس، وَأَمَّا القَسِّيّ: فَهِيَ ثِيَابٌ يَدْخُلُ فِيهَا الحَرِير 0

[الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الأَشْرِبَةِ بِرَقْم: (5635، 3848)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ اللِّبَاسِ بِرَقْم: 2066] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنِ اتَّبَعَ جِنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانا وَاحْتِسَابَاً وَكَانَ مَعَهُ حَتىَّ يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيُفْرَغَ مِنْ دَفْنِهَا: فَإِنَّه يَرْجِعُ مِنَ الأَجْرِ بِقِيرَاطَيْن: كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُد، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُدْفَن: فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاط " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الإِيمَانِ بَابِ: اتِّبَاعِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: (47)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 945]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ شَهِدَ الجِنَازَةَ حَتىَّ يُصَلِّيَ فَلَهُ قِيرَاط، وَمَنْ شَهِدَهَا حَتىَّ تُدْفَنَ كَانَ لَهُ قِيرَاطَان " 0 قِيل: وَمَا القِيرَاطَان 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مِثْلُ الجَبَلَيْنِ العَظِيمَيْن " 00 أَيْ مِنَ الحَسَنَات 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1325 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 945 / عَبْد البَاقِي، وَهُوَ في الكَنْز بِرَقْم: 42359]

عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ كَانَ قَاعِدَاً عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ إِذْ طَلَعَ خَبَّابٌ صَاحِبُ المَقْصُورَةِ فَقَال: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَر: أَلاَ تَسْمَعُ مَا يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَنْ خَرَجَ مَعَ جِنَازَةٍ مِنْ بَيْتِهَا وَصَلَّى عَلَيْهَا ثمَّ تَبِعَهَا حَتىَّ تُدْفَنَ كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ مِن أَجْر، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُد، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثمَّ رَجَعَ كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُحُد " 0

فَأَرْسَلَ ابْنُ عُمَرَ خَبَّابَاً إِلى عَائِشَة؛ يَسْأَلهَا عَنْ قَوْلِ أَبي هُرَيْرَةَ ثمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ فَيخْبِرُهُ مَا قَالَتْ، وَأَخَذَ ابْنُ عُمَرَ قَبْضَةً مِنْ حَصْبَاءِ المَسْجِدِ يُقَلِّبُهَا في يَدِه، حَتىَّ رَجَعَ إِلَيْهِ الرَّسُولُ فَقَال: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: صَدَقَ أَبُو هُرَيْرَة، فَضَرَبَ ابْنُ عُمَرَ بِالحَصَى الَّذِي كَانَ في يَدِهِ الأَرْضَ ثمَّ قَال: لَقَدْ فَرَّطْنَا في قَرَارِيطَ كَثِيرَةٍ " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: فَضْلِ الصَّلاَةِ عَلَى الجَنَائِزِ وَاتِّبَاعِهَا بِرَقْم: 945] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ وَلَمْ يَتْبَعْهَا فَلَهُ قِيرَاط، فَإِنْ تَبِعَهَا فَلَهُ قِيرَاطَان " 00

قِيل: وَمَا القِيرَاطَان 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَصْغَرُهُمَا مِثْلُ أُحُدٍ " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: فَضْلِ الصَّلاَةِ عَلَى الجَنَائِزِ وَاتِّبَاعِهَا بِرَقْم: 945] عَن أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً حَتىَّ يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيُفْرَغَ مِنْهَا؛ فَلَهُ قِيرَاطَان، وَمَنْ تَبِعَهَا حَتىَّ يُصَلَّى عَلَيْهَا؛ فَلَهُ قِيرَاط، وَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه؛ لَهُوَ أَثْقَلُ في مِيزَانِهِ مِن أُحُد " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 11080، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 20696 / إِحْيَاءُ التُّرَاث]

عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَنْ تَبِعَ جِنَازَةً فَلَهُ قِيرَاط " 0 فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَيْنَا، فَصَدَّقَتْ ـ أَيْ عَائِشَةُ ـ أَبَا هُرَيْرَةَ وَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُه؛ فَقَالَ ابْنُ عُمَر: لَقَدْ فَرَّطْنَا في قَرَارِيطَ كَثِيرَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1324 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 945 / عَبْد البَاقِي] بَرَكَةُ اتِّبَاعِ الجَنَائِز عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَوَّلَ مَا يجَازَى بِهِ المُؤْمِنُ بَعْدَ مَوْتِهِ أَنْ يُغْفَرَ لجَمِيعِ مَنْ تَبِعَ جِنَازَتَه " 0

[ضَعَّفَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّغِيرِ وَفي " التَّرْغِيب " بِرَقْم: (2057)، وَفي " الكَنْز " بِرَقْم: 42310] اتِّبَاعُ النِّسَاءِ لِلجَنَائِز لَكِنْ مَا حُكْمُ اتِّبَاعِ النِّسَاءِ لِلجَنَائِز 00؟ عَن أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " نُهِينَا عَنِ اتِّبَاعِ الجَنَائِزِ وَلَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنَا " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: اتِّبَاعِ النِّسَاءِ الجَنَائِز بِرَقْم: 1278، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ كِتَابِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 938] وَالسَّبَبُ يَكْمُنُ فِيمَا يَقُمْنَ بِهِ مِنَ الدَّعْوَى بِالوَيْلِ وَالثُّبُورِ وَشَقِّ الثِّيَابِ وَلَطْمِ الخُدُود؛ وَلِذَا صَرَّحَتْ بِذَلِكَ بَعْضُ الأَحَادِيثِ قَائِلَةً:

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُتْبَعَ جِنَازَةٌ مَعَهَا رَانَّةٌ " [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1583] القِيَامُ لِلجِنَازَة عَن عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ جِنَازَةً فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَاشِيَاً مَعَهَا فَلْيَقُمْ حَتىَّ يُخَلِّفَهَا أَوْ تُخَلِّفَهُ أَوْ تُوضَع " [الإِمَامُ البُخَارِيُّ بِكِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: مَتى يَقْعُدُ إِذَا قَامَ بِرَقْم: 1308، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 958]

عَن عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا رَأَيْتُمِ الجِنَازَةَ فَقُومُواْ لهَا حَتىَّ تُخَلِّفَكُمْ أَوْ تُوضَع " 00 أَيْ في اللَّحْد 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1308 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (958 / عَبْد البَاقِي)، وَفي " الكَنْزِ " بِرَقْم: 42343] عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيِّ صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِذَا اتَّبَعْتُمْ جِنَازَةً فَلاَ تجْلِسُواْ حَتىَّ تُوضَع " 00 أَيْ في اللَّحْد 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 959] عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيِّ صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِذَا رَأَيْتُمِ الجِنَازَةَ فَقُومُواْ، فَمَنْ تَبِعَهَا فَلاَ يجْلِسْ حَتىَّ تُوضَع " 0

[الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 959] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَرَّتْ جِنَازَةٌ فَقَامَ لهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُمْنَا مَعَه، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنهَا يَهُودِيَّة 00؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ المَوْتَ فَزَع؛ فَإِذَا رَأَيْتُمُ الجِنَازَةَ فَقُومُواْ " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: القِيَامِ لِلجِنَازَة بِرَقْم: 960] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَرَّتْ بِنَا جِنَازَة، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُمْنَا مَعَه، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهَا جِنَازَةُ يَهُودِيَّة؟!

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ لِلْمَوْتِ فَزَعَاً؛ فَإِذَا رَأَيْتُمُ الجِنَازَةَ فَقُومُواْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: 1922] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قَامَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ لجِنَازَةِ يَهُودِيٍّ حَتىَّ تَوَارَتْ " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: القِيَامِ لِلجِنَازَة بِرَقْم: 960] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَمْ يَمْشِ مَعَهَا: فَلْيَقُمْ حَتىَّ تَغِيبَ عَنْه، ُ وَمَنْ مَشَى مَعَهَا: فَلاَ يَجْلِسْ حَتىَّ تُوضَع " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7583، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

رُوحُ الإِسْلاَم عَنْ سَهْلِ بْنَ حُنَيفٍ وَقَيْسِ بْنَ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا أَنَّهُمَا كَانَا بِالقَادِسِيَّة، فَمَرُّواْ عَلَيْهِمَا بجِنَازَةٍ فَقَامَا، فَقِيلَ لَهُمَا: إِنَّهَا مِن أَهْلِ الأَرْض ـ أَيْ مِن أَهْلِ الذِّمَّة ـ فَقَالاَ: إِنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ فَقَامَ فَقِيلَ لَه: إِنهَا جِنَازَةُ يَهُودِيّ 00؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَلَيْسَتْ نَفْسَاً " 00؟ انْظُرْ إِلى نَظْرَةِ الإِسْلاَمِ لِليَهُودِيِّ حَتىَّ وَهُوَ مَيِّت، وَقَارِنهَا بمَا يَفْعَلُهُ اليَهُودُ اليَوْمَ بِالمُسْلِمِينَ في فِلَسْطِين 00!! [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1313 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 961 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ يَزِيدَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُمْ كَانُواْ جُلُوسَاً مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطَلَعَتْ جِنَازَة؛ فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَامَ مَنْ مَعَه، فَلَمْ يَزَالُواْ قِيَامَاً حَتىَّ نَفَذَتْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: 1920] عَن أَبي هُرَيْرَةَ وَأَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا أَنَّهُمَا قَالاَ: " مَا رَأَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهِدَ جِنَازَةً قَطُّ فَجَلَسَ حَتىَّ تُوضَع " 0 [حَسَّنَهُ وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: 1918]

حَدَّثَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْنٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا رَأَيْتَ جَنَازَةً: فَقُمْ حَتىَّ تُجَاوِزَك " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 ح / ر: 15674] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: يَا رَسُولَ الله؛ تَمُرُّ بِنَا جَنَازَةُ الكَافِر؛ أَفَنَقُومُ لَهَا 00؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ: قُومُواْ لَهَا؛ فَإِنَّكُمْ لَسْتُمْ تَقُومُونَ لَهَا، إِنَّمَا تَقُومُونَ إِعْظَامَاً لِلَّذِي يَقْبِضُ النُّفُوس " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6573، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

مَشْرُوعِيَّةُ القُعُود وَلَكِنِ الَّذِي لاَ يَعْرِفُهُ الكَثِيرُونَ أَنَّ كُلَّ هَذِهِ الأَحَادِيثَ كَانَتْ في أَوَّلِ الأَمْر، ثُمَّ نُسِخَتْ بَعْدَ ذَلِكَ بهَذِهِ المجْمُوعَةِ مِنَ الأَحَادِيثِ الصِّحَاح: عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَكَرَّمَ وَجْهَهُ قَال: " قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ قَعَد " 0 [لإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: نَسْخِ القِيَامِ لِلجِنَازَة بِرَقْم: 962]

عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ قَال: " رَأَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فَقُمْنَا، وَقَعَدَ فَقَعَدْنَا " [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: نَسْخِ القِيَامِ لِلجِنَازَة 0بِرَقْم: 962، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42890] وَفي رِوَايَةٍ عَن أَبي مجْلَزٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " قَامَ لَهَا ثُمَّ قَعَد " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: 1925] عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ قَال: " قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْجَنَازَةِ فَقُمْنَا، ثُمَّ جَلَسَ فَجَلَسْنَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 1094، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ قَال: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنَا بِالقِيَامِ في الجِنَازَةِ ثُمَّ جَلَسَ بَعْدَ ذَلِكَ وَأَمَرَنَا بِالجُلُوس " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 623، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في مِشْكَاةِ المَصَابِيحِ بِرَقْم: 1682، رَوَاهُ أَحْمَد] عَنْ محَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ جِنَازَةً مَرَّتْ بِالحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَابْنِ عَبَّاس، فَقَامَ الحَسَنُ وَلَمْ يَقُمِ ابْنُ عَبَّاس؛ فَقَالَ الحَسَن: أَلَيْسَ قَدْ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لجِنَازَةِ يَهُودِيّ 00؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاس: نَعَمْ ثُمَّ جَلَس " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: 1924]

عَن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اتَّبَعَ جِنَازَةً لَمْ يَقْعُدْ حَتىَّ تُوضَعَ في اللَّحْد، فَعَرَضَ لَهُ حَبْرٌ فَقَال: هَكَذَا نَصْنَعُ يَا محَمَّد؛ فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَال: " خَالِفُوهُمْ " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1545] عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ قَال: " إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً، فَكَانَ يَتَشَبَّهُ بِأَهْلِ الكِتَاب، فَلَمَّا نُهِيَ انْتَهَى " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 1199، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

المَشْيُ وَالرُّكُوبُ أَمَامَ الجِنَازَةِ لاَ شَيْءَ فِيه عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " رَأَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يمْشُونَ أَمَامَ الجِنَازَة " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: (1007، 1008)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1482]

عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَان؛ كَانُواْ يَمْشُونَ أَمَامَ الجَنَازَة " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في (سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ) بِرَقْم: 1010] وَيُمْكِنُ الْقَوْلُ أَنَّ جَوَازَ المَشْيِ أَمَامَ الجِنَازَةِ لاَ يَنْفِي أَفْضَلِيَّةَ المَشْيِ خَلْفَهَا إِنْ زَالَ الضَّرَر 00

عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ فَضْلَ المَشْيِ مِن خَلْفِهَا عَلَى بَيْنِ يَدَيْهَا: كَفَضْلِ صَلاَةِ المَكْتُوبَةِ في جَمَاعَةٍ عَلَى الوَحْدَة؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فَإِنيِّ رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَمْشِيَانِ أَمَامَ الجِنَازَة؛ قَالَ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ: إِنَّهُمَا إِنَّمَا كَرِهَا أَنْ يُحْرِجَا النَّاس " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 754، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] أَيْ كَرِهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا التَّضْيِيقَ عَلَى النَّاسِ مَا دَامَ في الأَمْرِ سَعَة 0

أَدَبُ الأَنْبِيَاء وَعَن ثَوْبَانَ الصَّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " أُتيَ رَسُولُ اللهِ بِدَابَّةٍ وَهْوَ مَعَ الجِنَازَةِ فَأَبى أَنْ يَرْكَبَهَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ أُتيَ بِدَابَّةٍ فَرَكِبَ فَقِيلَ لَهُ في ذَلِكَ فَقَال: " إِنَّ المَلاَئِكَةَ كَانَتْ تمْشِي؛ فَلَمْ أَكُنْ لأَرْكَبَ وَهُمْ يمْشُونَ فَلَمَّا ذَهَبُواْ رَكِبْت " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ أَبي دَاوُدَ وَفي أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْمَيْ: (3177، 54)، وَهُوَ كَنْزِ العُمَّالِ بِرَقْم: 42351]

ـ وَيُسْتَحَبُّ تَشْيِيعُهَا عَلَى الأَقدَامِ وَإِنْ كَانَ الرُّكُوبُ جَائِزَاً عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ خَرَجَ في جِنَازَةٍ فَرَأَى نَاسَاً رُكْبَانَاً فَقَال: " أَلاَ تَسْتَحْيُونَ أَنَّ مَلاَئِكَةَ اللهِ يمْشُونَ عَلَى أَقدَامِهِمْ وَأَنْتُمْ عَلَى ظُهُورِ الدَّوَابّ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: (1012)، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42327] وَيُرَاعَى لِلرُّكبَانِ أَلاَّ يَتَقَدَّمُواْ الجِنَازَة، وَلَكِنْ يَسِيرُواْ خَلفَهَا بِنَصِّ هَذَا الحَدِيث:

الطِّفلُ يُصَلَّى عَلَيْه عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الرَّاكِبُ خَلفَ الجِنَازَة، وَالمَاشِي حَيْثُ شَاءَ مِنهَا، وَالطِّفلُ يُصَلَّى عَلَيْه " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 18162، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ التِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيِّ بِرَقْمَيْ: 1031، 1916]

رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " يَقْرَأُ عَلَى الطِّفْلِ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَيَقُول: اللهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا فَرَطَاً وَسَلَفَاً وَأَجْرَاً " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: قِرَاءةِ فَاتحَةِ الكِتَابِ عَلَى الجِنَازَة 0 بِرَقْم: 1334]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا اسْتَهَلَّ الصَّبيُّ وُرِّثَ وَصُلِّيَ عَلَيْه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: (8023)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1508] وَلَكِنْ صِيغَةُ الحَدِيثِ قَرَّرَتِ الجَوَازَ وًَلَمْ تُقَرِّرِ الْوُجُوب؛ بِدَلِيلِ هَذَا الحَدِيث: عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرَاً؛ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُدْفَنَ في البَقِيعِ وَقَال: " إِنَّ لَهُ مُرْضِعَاً تُرْضِعُهُ في الجَنَّة " [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 18550]

حَتىَّ السَّقْطُ يُصَلَّى عَلَيْه عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الرَّاكِبُ يَسِيرُ خَلْفَ الجِنَازَةِ وَالمَاشِي يَمْشِي خَلْفَهَا وَأَمَامَهَا، وَعَنْ يمِينِهَا وَعَنْ يَسَارِهَا قَرِيبَاً مِنْهَا، وَالسَّقْطُ يُصَلَّى عَلَيْه، وَيُدْعَى لِوَالِدَيْه: بِالمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَة " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 18174، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 3180]

جِنَازَةُ العَبْدِ الصَّالح عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا وُضِعَتِ الجِنَازَةُ فَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ فَإِنْ كَانَتْ صَالحَةً قَالَتْ: قَدِّمُوني قَدِّمُوني، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالحَةٍ قَالَتْ: يَا وَيْلَهَا أَيْنَ يَذْهَبُونَ بهَا 00؟ يَسْمَعُ صَوْتهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلاَّ الإِنْسَان، وَلَوْ سَمِعَهَا الإِنْسَانُ لَصُعِق " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: كَلاَمِ المَيِّتِ عَلَى الجِنَازَة بِرَقْم: 1380]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا وُضِعَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ عَلَى سَرِيرِهِ ـ أَيْ عَلَى نَعْشِهِ ـ قَال: قَدِّمُونِي، وَإِذَا وُضِعَ الرَّجُلُ السُّوءُ عَلَى سَرِيرِهِ قَال: يَا وَيْلِي أَيْنَ تَذْهَبُون " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: (1907)، وَالصَّحِيحَة: 444] الإِسْرَاعُ بِالجِنَازَة عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَسْرِعُواْ بِالجِنَازَة؛ فَإِنْ تَكُ صَالحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا ـ أَيْ تُقَدِّمُونَهَا عَلَيْه ـ وَإِنْ يَكُ سِوَى ذَلِكَ فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ " [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1315 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 944 / عَبْد البَاقِي، وَفي الكَنْزِ بِرَقْم: 42332]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَسْرِعُواْ بِالجِنَازَة؛ فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَرَّبْتُمُوهَا إِلى الخَيْر، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ ذَلِكَ كَانَ شَرَّاً تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: الإِسْرَاعُ بِالجِنَازَة بِرَقْم: 944] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَسْرِعُواْ بِجَنَائِزِكُمْ؛ فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً عَجَّلْتُمُوهَا إِلى الخَيْر، وَإِنْ كَانَتْ طَالِحَةً اسْتَرَحْتُمْ مِنْهَا وَوَضَعْتُمُوهَا عَنْ رِقَابِكُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7759، وَقَالَ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

عَن أَبي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّا لَنَرْمُلُ بِالجِنَازَةِ رَمَلاًَ " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: (3043)، وَفي المُسْنَدِ بِرَقْم: 20388، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 1912]

وَمِنَ المُضْحِكِ المُبْكِي: أَنَّ بَعْضَ العَامَّةِ يَتَذَرَّعُونَ بهَذَا الحَدِيثِ وَيُسْرِعُونَ بمَيِّتِهِم حَتىَّ يُوشِكُواْ أَنْ يُسْقِطُوهُ مِنْ فَوْقِ النَّعْشِ أَرْضَاً 00!! يَظُنُّ الجَاهِلُونَ أَنَّ المَيِّتَ هُوَ الَّذِي يجْرِي بهِمْ وَهُمْ في الحَقِيقَةِ الَّذِينَ يجْرُونَ بِهِ 00!! فَيَنْبَغِي عَدَمُ اللهْوَجَةِ التي قَدْ تُفْضِي إِلى سُقُوطِ النَّعْش 00!! نَعَمْ وَرَدَ الإِسْرَاعُ وَلَكِنْ لَمْ يَرِدِ الهَوَج 00!! فَعَلَيْنَا بِالإِسْرَاعِ في رِفْقٍ وَبِالرِّفْقِ في إِسْرَاع، وَالحَذَرَ الحَذَر؛ فَلِلمَيِّتِ حُرْمَةٌ لاَ تَقِلُّ عَن حُرْمَةِ الحَيّ 0

عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " ثَلاَثَةٌ يَا عَلِيُّ لاَ تُؤَخِّرْهُنّ: الصَّلاَةُ إِذَا أَتَتْ، وَالجَنَازَةُ إِذَا حَضَرَتْ، وَالأَيِّمُ إِذَا وَجَدَتْ كُفُؤَاً " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 828، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

حُرْمَةُ المَيِّت عَن أُمِّ هَانِئ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كَسْرُ عَظْمِ المَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيَّاً " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ وَفي الجَامِعِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِأَرْقَام: 126، 8607، 1616، وَقَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ وَصَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان: رِجَالُهُ ثِقَاتٌ رِجَالُ الشَّيْخَين]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ كَسْرَ عَظْمَ المُسْلِمِ مَيْتَاً؛ كَكَسْرِهِ حَيَّاً " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (3906)، رَوَاهُ الإِمَامُ مَالِكٌ في المُوَطَّأ] عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيِّ صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّ المَيِّتَ يَعْرِفُ مَنْ يحْمِلُه، وَمَنْ يُغَسِّلُه، وَمَنْ يُدْلِيهِ في قَبرِه " 0 [ضَعَّفَهُ الأَلبَانيُّ في الضَّعِيفِ وَالضَّعِيفَة، رَوَاهُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِرَقْم: 10939، وَفي الكَنْزِ بِرَقْم: 42334]

فَضْلُ تَغْسِيلِ المَوْتَى عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " زُرِ الْقُبُور؛ تَذْكُرْ بِهَا الآخِرَة، وَاغْسِلِ المَوْتَى؛ فَإِنَّ مُعَالَجَةَ جَسَدٍ خَاوٍ مَوْعِظَةٌ بَلِيغَة، وَصَلِّ عَلَى الجَنَائِز؛ لَعَلَّ ذَلِكَ يُحْزِنُك؛ فَإِنَّ الحَزِينَ في ظِلِّ اللهِ جَلَّ وَعَلاَ يَوْمَ الْقِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7941]

أَرْكَانُ الغُسْلِ ـ يُبْدَأُ بمَيَامِنِ المَيِّتِ وَبمَوَاضِعِ الوُضُوءِ مِنهُ: عَن أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لهُنَّ في غَسْلِ ابْنَتِه: " ابْدَأْنَ بِمَيَامِنِهَا وَمَوَاضِعِ الوُضُوءِ مِنْهَا " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ بِكِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: يُبْدَأُ بِمَيَامِنِ المَيِّت بِرَقْم: (1255)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 939]

شَعَرُ المَرْأَة ـ وَيجُوزُ نَقْضُ شَعَرِ المَرْأَةِ وَتَضْفِيرُهُ ثَلاَثَةَ قُرُون 00 أَيْ ثَلاَثَ ضَفَائِرَ: عَن حَفْصَةَ بِنْتَ سِيرِينَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " حَدَّثَتْنَا أُمُّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهُنَّ جَعَلْنَ رَأْسَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاَثَةَ قُرُون، نَقَضْنَهُ ـ أَيْ حَلَلنَ ضَفَائِرَهُ ـ ثُمَّ غَسَلْنَهُ، ثُمَّ جَعَلْنَهُ ثَلاَثَةَ قُرُونٍ " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: نَقْضِ شَعَرِ المَرْأَة بِرَقْم: 1260]

عَن أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " ضَفَرْنَا شَعَرَ بِنْتِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: هَلْ يُجْعَلُ شَعَرُ المَرْأَةِ ثَلاَثَةَ قُرُون بِرَقْم: 1262] عَن أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " مَشَطْنَاهَا ثَلاَثَةَ قُرُون " 00 أَيْ: ثَلاَثَةَ ضَفَائِر 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: في غُسْلِ المَيِّت بِرَقْم: 939]

ـ وَيُلْقَى شَعَرُ المَرْأَةِ خَلْفَهَا: عَن أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " تُوُفِّيَتْ إِحْدَى بَنَاتِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَانَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " اغْسِلْنهَا بِالسِّدْرِ وِتْرَاً: ثَلاَثَاً أَوْ خَمْسَاً أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِك، وَاجْعَلْنَ في الآخِرَةِ كَافُورَاً أَوْ شَيْئَاً مِنْ كَافُور، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّني " ـ أَيْ أَخْبرْنَني ـ فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاه، فَأَلْقَى إِلَيْنَا حِقْوَهُ ـ أَيْ إِزَارَهُ ـ فَضَفَرْنَا شَعَرَهَا ثَلاَثَةَ قُرُونٍ وَأَلْقَيْنَاهَا خَلْفَهَا " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: يُلْقَى شَعَرُ المَرْأَةِ خَلْفَهَا بِرَقْم: 1263]

ـ وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ الغُسْلُ وِتْرَاً: وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى جَاءَ فِيهَا: " اغْسِلْنهَا وِتْرَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1254 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 939 / عَبْد البَاقِي]

ـ وَلَكِن هَلْ تُكَفَّنُ المَرْأَةُ في إِزَارِ الرَّجُل 00؟ عَن أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " تُوُفِّيَتْ بِنْتُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَنَا: " اغْسِلْنهَا ثَلاَثَاً أَوْ خَمْسَاً أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّني ـ أَيْ فَأَعْلِمْنَني ـ فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاه، فَنَزَعَ مِنْ حِقْوِهِ ـ أَيْ مِنْ وَسَطِهِ ـ إِزَارَهُ، وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أَشْعِرْنهَا إِيَّاهُ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1257 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 939 / عَبْد البَاقِي] أَيْ أَمَرَهُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَلْفُفْنَهَا فِيه، وَيَكُونُ مُلاَصِقَاً لجِلْدِهَا وَالشَّعَر؛ وَلِذَا سُمِّيَ الإِشْعَارُ بِالإِشْعَار 0

عَنِ ابْنِ سِيرِينَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " جَاءتْ أُمُّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ مِنَ الَّلاَتي بَايَعْنَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: قَدِمَتِ البَصْرَةَ تُبَادِرُ ابْنَاً لهَا، فَلَمْ تُدْرِكْهُ، فَحَدَّثَتْنَا قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنحْنُ نُغَسِّلُ ابْنَتَهُ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اغْسِلْنهَا ثَلاَثَاً، أَوْ خَمْسَاً، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ بِمَاءٍ وَسِدْر، وَاجْعَلْنَ في الآخِرَةِ كَافُورَاً، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّني " 00 فَلَمَّا فَرَغْنَا أَلْقَى إِلَيْنَا حِقْوَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَشْعِرْنَهَا إِيَّاه " 00 وَلَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِك، وَلاَ أَدْرِي أَيُّ بَنَاتِه " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: كَيْفَ الإِشْعَارُ لِلْمَيِّت بِرَقْم: 1261]

مَعْنى قَوْلِهِ بمَاءٍ وَسِدْر السِّدْر: نَوْعٌ مِن أَشْجَارِ النَّبْق، كَانَتْ تَسْتَخْدِمُ العَرَبُ أَوْرَاقَهُ في التَّنْظِيفِ كَالصَّابُون، وَالسِّدْرُ عَلَى أَنوَاع: مِنهُ مَا يَنْبُتُ في البَادِيَة، وَمِنهُ مَا لاَ يَنْبُتُ إِلاَّ عَلَى المَاء، وَهُوَ الَّذِي يُسْتَخْدَمُ وَرَقُهُ في الغَسُول 0

تَحْنِيطُ المَيِّتِ وَإِجْمَارُه التَّحْنِيطُ هُوَ التَّطْيِيب، وَالإِجْمَارُ هُوَ التَّبْخِير عَن أُمِّ عَطِيَّةَ الأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ تُوُفِّيَتِ ابْنَتُهُ فَقَال: " اغْسِلْنهَا ثَلاَثَاً، أَوْ خَمْسَاً، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ بِمَاءٍ وَسِدْر ـ أَيْ وَوَرَقِ النَّبْق ـ وَاجْعَلْنَ في الآخِرَةِ كَافُورَاً أَوْ شَيْئَاً مِنْ كَافُور، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّني ـ أَيْ أَعْلِمْنَني ـ فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاه؛ فَأَعْطَانَا حِقْوَهُ ـ أَيْ إِزَارَهُ ـ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَشْعِرْنَهَا إِيَّاه " 0 [أَيِ اجْعَلْنَهُ لَصِيقَاً بجِلْدِهَا 0 الإِمَامُ البُخَارِيّ بِرَقْم: (1259)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 939]

غُسْلُ المَرْأَةِ تَفْصِيلاً عَن أُمِّ سُلَيمٍ أُمِّ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا تُوِفِّيَتِ المَرْأَةُ فَأَرَادُواْ أَنْ يُغَسِّلُوهَا: فَليَبْدَءواْ بِبَطْنِهَا مَسْحَاً رَفِيقَاً إِنْ لَمْ تَكُن حُبلَى، فَإِنْ كَانَتْ حُبلَى فَلاَ تحَرِّكنَهَا، فَإِن أَرَدْت غَسْلَهَا فَابْدَئِي بِسُفْلَتِهَا: فَأَلقِي عَلَى عَورَتهَا ثَوبَاً سَتِيرَاً، ثُمَّ خُذِي كُرْسُفَةً ـ أَيْ قُطْنَةً ـ فَاغْسِلِيهَا فَأَحْسِني غَسْلَهَا، ثمَّ أَدْخِلِي يَدَك مِنْ تحْتِ الثَّوْبِ فَامْسَحِيهَا بِكُرْسُفٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَأَحْسِني مَسْحَهَا قَبْلَ أَنْ تُوَضِّئِيهَا، ثمَّ وَضِّئِيهَا بمَاءٍ فِيهِ سِدْر، وَلتُفْرِغِ المَاءَامْرَأَةٌ ـ أَيِ امْرَأَةٌ أُخْرَى ـ وَهيَ قَائِمَةٌ لاَ تَلِي شَيْئَاً غَيرَه، حَتىَّ تُنْقِي بِالسِّدْرِ وَأَنْتِ

تُغَسِّلين، وَلْيَلِ غُسْلَهَا أَوْلى النَّاسِ بهَا، وَإِلاَّ فَامْرَأَةٌ وَرِعَةٌ مُسْلِمَة، فَإِنْ كَانَتْ صَغِيرَةً أَوْ كَمَالاً ـ أَيْ إِنْ كَانَتْ صَغِيرَةً أَوْ كَبِيرَةً أَيَّاً كَانَ الأَمْر ـ فَلْتَلِهَا امْرَأَةٌ أُخْرَى وَرِعَةٌ مُسْلِمَة، فَإِذَا فَرَغْتِ مِن غَسْلِ سُفْلَتِهَا غَسْلاَ نَقِيَّاً بِمَاءٍ وَسِدْرٍ فَلْتُوَضِّئِيهَا وُضُوءَالصَّلاَة 00

فَهَذَا بَيَان وُضُوئِهَا، ثُمَّ اغْسِلِيهَا بَعْدَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ بِمَاءٍ وَسِدْر، فَابدَئِي بِرَأْسِهَا قَبْلَ كُلِّ شَيْء، فَأَنْقِي غَسْلَهُ مِنَ السِّدْر بِالمَاء، وَلاَ تُسَرِّحِي رَأْسَهَا بِمُشْط، فَإِن حَدَثَ بِهَا حَدَثٌ بَعْدَ الغَسْلاَتِ الثَّلاَثِ فَاجْعلِيهَا خَمْسَاً، فَإِن حَدَثَ في الخَامِسَةِ فَاجْعَلِيهَا سَبْعَاً، وَكُلُّ ذَلِكَ فَلْيَكُنْ وِتْرَاً بمَاءٍ وَسِدْر، فَإِنْ كَانَ في الخَامِسَةِ أَو الثَّالِثَةِ فَاجْعَلِي فِيهِ شَيْئَاً مِنْ كَافُورٍ وَشَيْئَاً مِنْ سِدْر، ثُمَّ اجْعَلِي ذَلِكَ في جَرٍّ جَدِيدٍ ـ أَيْ في جَرَّةٍ جَدِيدَة ـ ثم أَقْعِدِيهَا فَافْرِغِي عَلَيْهَا وَابْدَئِي بِرَأْسِهَا حَتىَّ تَبْلُغِي رِجْلَيهَا، فَإِذَا فَرَغْتِ مِنهَا فَأَلْقِي عَلَيْهَا ثَوْبَاً نَظِيفَاً، ثُمَّ أَدْخِلِي يَدَكِ مِنْ وَرَاءِ الثَّوْبِ

فَانْزِعِيهِ عَنهَا ثُمَّ احْشِي سُفْلَتِهَا كُرْسُفَاً مَا اسْتَطَعْتِ، وَاحْشِي كُرْسُفَهَا مِنْ طِيبِهَا، ثُمَّ خُذِي سَبْتيَّةً طَوِيلَةً مَغْسُولَة ـ أَيْ نَعْلاً مِنْ جِلدٍ مَغْسُولَةً ـ فَاربِطِيهَا عَلَى عَجُزِهَا، كَمَا تُرْبَطُ ـ أَيْ مَرَّةً أُخْرَى ـ عَلَى النِّطَاق ـ أَيْ: وَتُرْبَطُ أَيْضَاً عَلَى النِّطَاق ـ ثُمَّ اعْقِدِيهَا بَينَ فَخِذَيْهَا وَضمِّي فَخِذَيْهَا، ثُمَّ أَلْقِي طَرَفَ السَّبْتِيَّةِ إِلى قَرِيبٍ مِنْ ركْبَتِهَا،

فَهَذَا شَأْن سُفْلَتِهَا، ثمَّ طَيِّبِيهَا وَكَفِّنِيهَا وَاطْوِي شَعَرَهَا ثَلاَثَةَ أَقْرُن: قُصَّةً وَقَرْنَين، وَلاَ تُشَبِّهِيهَا بِالرِّجَال، وَلْيَكُنْ كَفَنُهَا في خَمْسَةِ أَثْوَابٍ أَحَدُهَا الإِزَارُ تَلُفِّينَ بِهِ فَخِذَيْهَا، وَلاَ تَنْقُصِي مِنْ شَعَرِهَا شَيْئَا بِنُوَرَةٍ وَلاَ غَيرِهَا ـ أَيْ بِأَدَاةِ حِلاَقَةٍ كَالمُوسَى وَلاَ بِغَيرِهَا ـ وَمَا يَسْقُطُ مِنْ شَعَرِهَا فَاغْسِلِيهِ ثُمَّ اغْرِزِيهِ في شَعَرِ رَأْسِهَا، وَطَيِّبي شَعَرَ رَأْسِهَا فَأَحْسِني تَطْيِيبَه، وَلاَ تُغَسِّلِيهَا بِمَاءٍ مُسَخَّن، وَاخْمرِيهَا، وَمَا تُكَفِّنِيهَا بِهِ: بِسَبْعِ نُبْذَات إِنْ شِئْتِ ـ أَيْ بِسَبْعِ قِطْعَات ـ وَاجْعَلِي كُلَّ شَيْءٍ مِنهَا وِتْرَاً، وَإِنْ بَدَا لَكِ أَنْ تُخَمِّرِيهَا في نَعْشِهَا فَاجْعَلِيهِ وِترَاً ـ أَيْ فَأَلْبِسِيهَا ثَلاَثَةَ خِمَارَاتٍ أَوْ خَمْسَاً إِنْ لَزِمَ الأَمْرُ وَهَكَذَا ـ هَذَا شَأْنُ كَفَنِهَا وَرَأْسِهَا،

وَإِنْ كَانَتْ محْدُورَةً أَوْ مخْضُوضَةً ـ أَيْ إِنْ كَانَتْ قَدْ تحَدَّرَتْ مِنْ جَبَلٍ أَوْ كَانَتْ مَطْعُونَةً بخِنْجَرٍ أَوْ مَرْجُومَةً ـ أَوْ أَشْبَاهَ ذَلِكَ فَخُذِي خِرْقَةً وَاحِدَةً وَاغْمِسِيهَا في المَاءِ وَاجْعَلِي تَتَبَّعِي كُلَّ شَيْءٍ مِنهَا وَلاَ تُحَرِّكِيهَا؛ أَخْشَى أَنْ يَتَنَفَّسَ مِنهَا شَيْءٌ لاَ يُسْتَطَاعُ رَدُّه " 0 [الإِمَامُ الطَّبَرَاني في الكَبِيرِ بِالجُزْءِ الأَخِيرِ بِرَقْم: 304، وَأَقَرَّهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " ص: 22/ 3] ـ وَيَنْبَغِي الضَّغْطُ عَلَى بَطْنِ المَيِّتِ قَبْلَ الوُضُوءِ وَالغُسْل؛ لِيُسْتَخْرَجَ مَا بهَا مِنْ فَضَلاَت 0 الشَّهِيدُ يُكَفَّنُ في دَمِهِ 0

ـ وَمِنْ كَرَامَةِ الشَّهِيدِ عَلَى اللهِ أَنَّهُ يُكَفَّنُ في دِمَائِهِ لاَ يُغَسَّل: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ في ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ يَقُول: " أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذَاً لِلْقُرْآن " 00؟ فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ في اللَّحْدِ ـ وَفي رِوَايَةٍ: قَبْلَ صَاحِبِهِ ـ وَقَال: " أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلاَءِ يَوْمَ القِيَامَة " 00 وَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ في دِمَائِهِمْ وَلَمْ يُغَسَّلُوا وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِمْ " [الإِمَامُ البُخَارِيّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: الصَّلاَةِ عَلَى الشَّهِيد بِرَقْم: 1343]

وَمَنْ يُدَقِّقُونَ النَّظَرَ فِيمَا يَقْرَأُونَ قَدْ يَتَوَقَّفُونَ عِنْدَ الْعِبَارَةِ الأَخِيرَةِ وَيَتَسَاءَلُونَ كَيْفَ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ 00؟! إِنَّ قَضِيَّةَ الصَّلاَةِ عَلَى الشُّهَدَاءِ مخْتَلَفٌ فِيهَا كَثِيرَاً؛ نَظَرَاً لِهَذَيْنِ الحَدِيثَيْن: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ في شُهَدَاءِ أُحُد: " أُتِيَ بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ فَجَعَلَ يُصَلِّي عَلَى عَشَرَةٍ عَشَرَة، وَحَمْزَةُ هُوَ كَمَا هُوَ، يُرْفَعُونَ وَهُوَ كَمَا هُوَ مَوْضُوعٌ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1513] وَفي حَدِيثٍ آخَرَ لِلإِمَامِ أَحْمَدَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ رَوَاهُ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " صَلَّى عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ صَلاَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 4414، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

وَلِذَا قَالَ كَثِيرٌ مِن أَئِمَّةِ الْفِقْهِ أَنَّ الصَّلاَةَ عَلَى الشُّهَدَاءِ جَائِزَةٍ وَلَيْسَتْ وَاجِبَة 0 عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِقَتْلَى أُحُد: " زَمِّلُوهُمْ بِدِمَائِهِمْ ـ أَيْ كَفِّنُوهُمْ بِدِمَائِهِمْ ـ فَإِنَّهُ لَيْسَ كَلْمٌ يُكْلَمُ في اللهِ ـ أَيْ لَيْسَ جُرْحٌ يجْرَحُ في سَبِيلِ اللهِ ـ إِلاَّ يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ يَدْمَى، لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ وَرِيحُهُ رِيحُ المِسْك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: (2002)، وَصَحَّحَهُ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: 5886]

وَفي رِوَايَةٍ صَحِيحَةٍ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلاَء، لُفُّوهُمْ في دِمَائِهِمْ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ جَرِيحٌ يُجْرَحُ في الله؛ إِلاَّ جَاءَ وَجُرْحُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدْمَى، لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّم، وَرِيحُهُ رِيحُ المِسْك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 32] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أُصِيبَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المطَّلِبِ وَحَنْظَلَةُ بْنُ الرَّاهِبِ وَهُمَا جُنُب؛ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " رَأَيْتُ المَلاَئِكَة تُغَسِّلُهُمَا " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " ص: 23/ 3، الإِمَامُ الطَّبَرَاني في الجَامِعِ الكَبِير]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في قِصَّةِ أُحُدٍ وَاسْتِشْهَادِ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبي عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّ صَاحِبَكُمْ تُغَسِّلُهُ المَلاَئِكَة؛ فَاسْأَلُواْ صَاحِبَتَه " 00؟ فَقَالَتْ: خَرَجَ وَهُوَ جُنُبٌ لَمَّا سَمِعَ الهَائِعَة ـ أَيْ نِدَاءَ الجِهَاد ـ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لِذَلِكَ غَسَّلَتْهُ المَلاَئِكَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 33]

غَسْلُ العَوْرَة وَعَنْ محَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " غَسَّلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالك رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَلَمَّا بَلَغْتُ عَوْرَتَهُ قُلْتُ لِبَنِيه: أَنْتُمْ أَحَق بِغَسْلِ عَوْرَتِهِ دُونَكُمْ فَاغْسِلُوهَا، فَجَعَلَ الَّذِي يَغْسِلُهَا عَلَى يَدِهِ خِرْقَة وَعَلَيْهَا ثَوْب، ثمَّ غَسَلَ العَوْرَةَ مِنْ تحْتِ الثَّوْب " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ 0 ص: (21/ 3)، الإِمَامُ الطَّبَرَاني في الجَامِعِ الكَبِير]

مَن غَسَّلَ مَيِّتَاً فَسَتَرَهُ سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَة عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن غَسَّلَ مَيِّتَاً فَسَتَرَهُ سَتَرَهُ اللهُ مِنَ الذُّنُوب، وَمَنْ كَفَّنَ مُسْلِمَاً كَسَاهُ اللهُ مِنَ السُّنْدُس " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (11349)، وَفي الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (2353)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيّ]

عَن عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّبيِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن غَسَّلَ مَيِّتَاً وَكَفَّنَهُ وَحَنَّطَهُ وَحَمَلَهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ وَلَمْ يُفشِ عَلَيْهِ مَا رَأَى مِنه: خَرَجَ مِن خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتهُ أُمُّه " 0 [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ 0 في " سُنَنِ وَالتِّرْمِذِيُّ " بِرَقْم: (933)، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42227] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن غَسَّلَ مَيِّتَاً فَأَدَّى فِيهِ الأَمَانَةَ وَلَمْ يُفشِ عَلَيْهِ مَا يَكُونُ مِنْهُ عِنْدَ ذَلِك: خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتهُ أُمُّه " 0 [ضَعَّفَهُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيب بِرَقْم: 2053، رَوَاهُ أَحْمَدُ في (مُسْنَدِهِ) بِرَقْم: 24735، وَفي (الكَنْزِ) بِرَقْم: 42236]

وَعَن أَبي رَافِعٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن غَسَّلَ مَيِّتَاً فَكَتَمَ عَلَيْه: غَفَرَ اللهُ لَهُ أَرْبَعِينَ مَرَّة، وَمَن حَفَرَ لأَخِيهِ قَبرَاً أَجَنَّهُ فِيه: أَجْرَى اللهُ لَه مِنَ الأَجْرِ كَأَجْرِ مَسْكَنٍ أَسْكَنَهُ إِلى يَوْمِ القِيَامَة " 0 [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم 0 وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في (الترْغِيب وَفي الجَنَائِزِ) بِرَقْمَيْ: (3492، 31)، أَخْرَجَهُ الحَاكِم]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " 000، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمَاً سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2442 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2580 / عَبْد البَاقِي] وَالمَيِّتُ أَوْلى بِالسَّتْرِ مِنَ الحَيّ 00!! ـ وَيجُوزُ لِلرَّجُلِ أَنْ يُغَسِّلَ امْرَأَتَهُ، كَمَا يجُوزُ لِلمَرْأَةِ أَنْ تُغَسِّلَ المَرْأَة؛ بِدَلِيلِ هَذَا الحَدِيث: عَن أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: " غَسَّلتُ أَنَا وَعَلِيٌّ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الإِرْوَاءِ بِرَقْم: (701)، رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيّ]

ـ وَلِذَا يَجِبُ مِنْ تَمَامِ سَتْرِ المَيِّتِ أَنْ تَسْتُرَ عَوْرَتَهُ وَفَخِذَيْهِ أَثْنَاءَ الْغُسْل 00 اسْتِحْبَابُ الغُسْلِ لِمَن غَسَّلَ مَيِّتَاً عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن غَسَّلَ مَيِّتَاً فَلْيَغْتَسِلْ وَمَنْ حَمَلَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُد: 3161، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان: 1161] وَلَكِن هَذَا الأَمْرُ عَلَى سَبِيلِ النَّدْبِ ـ أَيْ الاَسْتِحْبَابِ ـ وَلَيْسَ الْوُجُوب؛ بِدَلِيلِ هَذَيْنِ الأَثَرَيْن:

وَرَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ في صَحِيحِهِ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ حَنَّطَ ابْنَاً لِسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَحَمَلَهُ، وَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: غُسْلِ المَيِّتِ وَوُضُوئِهِ بِالمَاءِ وَالسِّدْر بِرَقْم: 1252] وَرَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ أَيْضَاً في صَحِيحِهِ عَن عَبْدِ اللهَِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنه أَنَّهُ قَال: " المُسْلِمُ لاَ يَنْجُسُ حَيَّاً وَلاَ مَيِّتَاً " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: غُسْلِ المَيِّتِ وَوُضُوئِهِ بِالمَاءِ وَالسِّدْر بِرَقْم: 1252]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيْسَ عَلَيْكُمْ في غُسْلِ مَيِّتِكُمْ غُسْلٌ إِذَا غَسَّلْتُمُوه، فَإِنَّ مَيِّتَكُمْ لَيْسَ بِنَجِس، فَحَسْبُكُمْ أَنْ تَغْسِلُواْ أَيْدِيَكُمْ " 0 [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ البُخَارِيّ 0 انْظُرِ المُسْتَدْرَك بِرَقْم: 1426، وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ وَفي الجَامِع] عَنْ نَافِعٍ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " كُنَّا نُغَسِّلُ المَيِّت، فَمِنَّا مَنْ يَغْتَسِلُ وَمِنَّا مَنْ لاَ يَغْتَسِل " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 31، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الدَّارُ قُطْنيّ]

قُمَاشُ الكَفَن عَن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ المَيِّتَ يُبْعَثُ في ثِيَابِهِ الَّتي يَمُوتُ فِيهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: (3114)، وَفي الجَامِعِ الصَّحِيحِ بِرَقْم: 3734]

ـ وَيُفَضَّلُ البَيَاضُ في لَوْنِ الْكَفَن؛ بِدَلِيلِ هَذِهِ المجْمُوعَةِ مِنَ الأَحَادِيث 00 عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خَيْرُ ثِيَابِكُمُ البَيَاض؛ فَكَفِّنُواْ فِيهَا مَوْتَاكُمْ وَالبَسُوهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1472]

عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الْبَسُواْ الثِّيَابَ البِيض؛ فَإِنَّهَا أَطْيَبُ وَأَطْهَر، وَكَفِّنُواْ فِيهَا مَوْتَاكُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: (20200)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ بِأَرْقَام: 3878، 1896، 1896، 3566]

وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عَلَيْكُمْ بِالبَيَاضِ مِنَ الثِّيَاب؛ فَلْيَلْبَسْهَا أَحْيَاؤُكُمْ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ؛ فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ)) 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 5323، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ الْبُخَارِيّ] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُفِّنَ في ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ يَمَانِيَةٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ مِنْ كُرْسُف ـ أَيْ نَقِيَّةِ البَيَاضِ مِنْ قُطْن ـ لَيْسَ فِيهِنَّ قَمِيصٌ وَلاَ عِمَامَةٌ " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيّ كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: الثِّيَابِ البِيضِ لِلكَفَن بِرَقْم: (1264)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ كِتَابِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 941]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُفِّنَ في ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ ـ أَيْ مَتِينَةٍ نَقِيَّةِ البَيَاضِ مِنْ القُطْنِ ـ لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلاَ عِمَامَةٌ " [الإِمَامُ البُخَارِيّ كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: الكَفَنُ بِلاَ عِمَامَة بِرَقْم: (1273)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ بِكِتَابِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 941]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " كُفِّنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّة مِنْ كُرْسُفٍ ـ أَيْ مَتِينَةٍ نَقِيَّةِ البَيَاضِ مِنْ القُطْنِ ـ لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلاَ عِمَامَة، أَمَّا الحُلَّة: فَإِنمَا شُبِّهَ عَلَى النَّاسِ فِيهَا أَنَّهَا اشْتُرِيَتْ لَهُ لِيُكَفَّنَ فِيهَا فَتُرِكَتِ الْحُلَّة، وَكُفِّنَ في ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّة، فَأَخَذَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبي بَكْرٍ فَقَال: لأَحْبِسَنَّهَا حَتىَّ أُكَفِّنَ فِيهَا نَفْسِي، ثمَّ قَال: لَوْ رَضِيَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِنَبِيِّهِ لَكَفَّنَهُ فِيهَا فَبَاعَهَا وَتَصَدَّقَ بِثَمَنِهَا " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابٌ في كَفَنِ المَيِّت بِرَقْم: 941]

وَرَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ أَيْضَاً عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " أَجْرُ القَبْرِ وَالغُسْلِ ـ أَيْ أُجْرَةُ مَنْ يُسْتَأْجَرُ لِذَلِك ـ هُوَ مِنَ الكَفَن " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيّ كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: الكَفَنُ مِنْ جَمِيعِ المَال بِرَقْم: 1273] وَلاَ مَانِعَ أَنْ يَكُونَ ثَوْبَاً مخَطَّطَاً، أَوْ قَطِيفَةً وَنحْوَهَا كَمَا في هَذَيْنِ الحَدِيثَين: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ وَجَدَ سَعَةً فَلْيُكَفِّنْ في ثَوْبِ حَبَرَة " 00 كِسَاءٌ يَمَانيٌّ مُخَطَّط 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 14601، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 3150]

عَنْ جَابِرِ بْنَ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَفَّنَ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في نَمِرَةٍ في ثَوْبٍ وَاحِد " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 997] وَالثَّوْبُ الحَبَرَةُ هُوَ ثَوْبٌ مخَطَّطٌ مِنْ قُطْنٍ أَوْ كِتَّانٍ كَانَ يُصْنَعُ بِاليَمَن 0 ـ وَالكَفَنُ يَكُونُ بِغَيْرِ القَمِيصِ وَلاَ العِمَامَة، إِلاَّ مَا كَانَ عَلَى سَبِيلِ التَّبرُّكِ بِالنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَهَذَا فِيهِ خُصُوصِيَّةُ التَّبرُّكِ بِالنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ امْرَأَةً جَاءتِ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبُرْدَةٍ مَنْسُوجَةٍ ـ أَيْ عَبَاءةٍ ـ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: نَعَمْ ـ أَيْ نَعَمْ قَبِلتُهَا ـ قَالَتْ: نَسَجْتُهَا بِيَدِي فَجِئْتُ لأَكْسُوَكَهَا، فَأَخَذَهَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محْتَاجَاً إِلَيْهَا، فَخَرَجَ إِلَيْنَا وَإِنهَا إِزَارُهُ فَحَسَّنهَا فُلاَنٌ ـ أَيِ اسْتَحْسَنَهَا ـ فَقَال: اكْسُنِيهَا مَا أَحْسَنهَا 00 قَالَ القَوْم: مَا أَحْسَنْتَ؛ لَبِسَهَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محْتَاجَاً إِلَيْهَا ثمَّ سَأَلْتَهُ وَعَلِمْتَ أَنَّهُ لاَ يَرُدّ 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِني وَاللهِ مَا سَأَلْتُهُ لأَلْبَسَهُ، إِنَّمَا سَأَلْتُهُ لِتَكُونَ كَفَني؛ فَكَانَتْ كَفَنَهُ " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيّ كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: مِنِ اسْتَعَدَّ الكَفَن بِرَقْم: 1277] وَالشَّمْلَةُ: أَيِ العَبَاءة 0

وَيُسْتَفَادُ مِنَ الحَدِيثِ أَيْضَاً جَوَازُ أَنْ يَتَّخِذَ المُسْلِمُ كَفَنَهُ في حَيَاتِه 0 إِذَا كَفَّنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيحَسِّنْ كَفَنَه إِنَّ لِلمَيِّتِ حَقَّاً؛ فَمَنْ كَفَّنَ أَخَاهُ فَليَتَّقِ اللهَ فِيه 00 عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ خَطَبَ يَوْمَاً، فَذَكَرَ رَجُلاً مِن أَصْحَابِهِ قُبِض، فَكُفِّنَ في كَفَنٍ غَيْرِ طَائِلٍ وَقُبِرَ لَيْلاً؛ فَزَجَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقْبَرَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ حَتىَّ يُصَلَّى عَلَيْه، إِلاَّ أَنْ يُضْطَرَّ إِنْسَانٌ إِلى ذَلِك، وَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِذَا كَفَّنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَه " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: كَفَنِ المَيِّت بِرَقْم: (943)، وَفي (كَنْزِ العُمَّالِ) بِرَقْم: 42244]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِذَا وَلِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَه؛ فَإِنَّهُمْ يُبْعَثُونَ في أَكْفَانِهِمْ وَيَتَزَاوَرُونَ في أَكْفَانِهِمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ الصَّحِيحِ " بِرَقْم: (847)، رَوَاهُ ابْنُ الخَطِيب] قِصَرُ الكَفَن ـ سُؤَال: " مَاذَا نَفْعَلُ في حَالَةِ قِصَرِ الكَفَن " 00؟ ـ وَهَلْ يجُوزُ تَكْفِينُ المَيِّتِ في أَيِّ شَيْءٍ آخَرَ إِنْ تَعَذَّرَ ثمَنُ الثَّوْب 00؟ ـ كَعَادَةِ الإِسْلاَمِ في تَيْسِيرِهِ يجُوزُ التَّكْفِينُ بِالعَبَاءَةِ وَنحْوِهَا إِنْ تَعَذَّرَ عَلَى أَوْلِيَاءِ المُتَوَفَّى شِرَاءُ الْكَفَن:

عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " هَاجَرْنَا مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَلْتَمِسُ وَجْهَ الله؛ فَوَقَعَ ـ أَيْ وَجَبَ ـ أَجْرُنَا عَلَى الله، فَمِنَّا مَنْ مَاتَ لَمْ يَأْكُلْ مِن أَجْرِهِ شَيْئَاً مِنْهُمْ: مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْر، وَمِنَّا مَن أَيْنَعَتْ لَهُ ثمَرَتُهُ فَهُوَ يَهْدِبُهَا ـ أَيْ يُهَذِّبهَا ـ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ فَلَمْ نَجِدْ مَا نُكَفِّنُهُ إِلاَّ بُرْدَةً ـ أَيْ عَبَاءةً ـ إِذَا غَطَّيْنَا بِهَا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلاَه، وَإِذَا غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ خَرَجَ رَأْسُه؛ فَأَمَرَنَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُغَطِّيَ رَأْسَهُ وَأَنْ نجْعَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ مِنَ الإِذْخِر " 0 [وَالإِذْخِرُ نَبَاتٌ طَيِّبُ الرَّائِحَة 0 رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1276 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 940 / عَبْد البَاقِي]

قَالَ المحَقِّق / محَمَّد فُؤَاد عَبْد الْبَاقِي: " قَالَ الْعَلاَيْلِيُّ في مُعْجَمِهِ: الإِذْخِر: نَبَاتٌ عُشْبيٌّ مِنْ فَصِيلَةِ النِّجِيلِيَّات، لَهُ رَائِحَةٌ لَيْمُونِيَّةٌ عَطِرَة، تُسْتَعْمَلُ أَزْهَارُهُ مَنْقُوعَاً كَالشَّاي، وَيُقَالُ لَهُ أَيْضَاً طِيبُ الْعَرَب، وَالإِذْخِرُ المَكِّيُّ مِنَ الْفَصِيلَةِ نَفْسِهَا، جُذُورُهُ مِنَ الأَفَاوِيه " 00 أَيِ التَّوَابِل 0 [ذَكَرَهُ الأُسْتَاذ محَمَّد فُؤَاد عَبْد الْبَاقِي في تَعْلِيقِهِ عَلَى صَحيحِ الإِمَامِ مُسْلِم0ح / ر: 1353] وَمِمَّا يُسْتَفَادُ مِنَ الحَدِيث: أَنَّ المَيِّتَ إِذَا لَمْ يُوجَدْ لَهُ كَفَنٌ يُكَفَّنُ فِيهِ إِلاَّ مَا يُوَارِي رَأْسَهُ أَوْ قَدَمَيْه؛ غُطِّيَ رَأْسُهُ 00 وَلَكِن: هَلْ يخَمَّرُ وَجْهُ المَيِّت 00؟ هَلْ يجُوزُ تَكْفِينُ الرَّجُلَينِ وَالثَّلاَثَةِ في الثَّوْبِ الْوَاحِد 00؟

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ في ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثمَّ يَقُول: " أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذٍ لِلْقُرْآن " 00؟ فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ في اللَّحْدِ وَقَال: " أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلاَءِ يَوْمَ القِيَامَة " 00 وَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ في دِمَائِهِمْ وَلَمْ يُغَسَّلُواْ وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِمْ " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: الصَّلاَةِ عَلَى الشَّهِيد بِرَقْم: 1343]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَمْزَةَ يَوْمَ أُحُد، فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَرَآهُ قَدْ مُثِّلَ بِهِ؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَوْلاَ أَنْ تَجِدَ صَفِيَّةُ في نَفْسِهَا؛ لَتَرَكْتُهُ حَتىَّ تَأْكُلَهُ العَافِيَة ـ أَيْ جَوَارِحُ الطَّير ـ حَتىَّ يُحْشَرَ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ بُطُونِهَا "، ثُمَّ دَعَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَمِرَةٍ فَكَفَّنَهُ فِيهَا، فَكَانَتْ إِذَا مُدَّتْ عَلَى رَأْسِهِ بَدَتْ رِجْلاَه، وَإِذَا مُدَّتْ عَلَى رِجْلَيْهِ بَدَا رَأْسُه، فَكَثُرَ القَتْلَى وَقَلَّتْ الثِّيَاب؛ فَكُفِّنَ الرَّجُلُ وَالرَّجُلاَنِ وَالثَّلاَثَةُ في الثَّوْبِ الوَاحِد، ثُمَّ يُدْفَنُونَ في قَبْرٍ وَاحِد، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ عَنْهُمْ أَيُّهُمْ أَكْثَرُ قُرْآنَاً فَيُقَدِّمُهُ إِلى القِبْلَة، قَالَ فَدَفَنَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ التِّرْمِذِيِّ وَأَبي دَاوُدَ بِرَقْمَيْ: 1016، 3136]

أَدَبُ الدَّفن عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَدْخَلَ المَيِّتَ القَبْرَ قَال: " بِسْمِ اللهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ الله " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ بِأَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 103، وَفي سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1550، وَفي سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 1046] عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا وَضَعَ المَيِّتَ في القَبْرِ قَال: " بِسْمِ اللهِ وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ الله " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 5233، وَالأَلبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْمَيْ: 103، 3213]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا وَضَعْتُمْ مَوْتَاكُمْ في القَبْرِ فَقُولُواْ: بِسْمِ الله، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْمَيْ: 4812، 5370، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 834] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا وَضَعْتُمْ مَوْتَاكُمْ في القُبُورِ فَقُولُواْ: بِسْمِ الله، وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6111]

وَيجِبُ دَفْنُ شُهَدَاءِ المَعَارِكِ في أَمَاكِنِ اسْتِشْهَادِهِمْ؛ وَالأَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ في ذَلِك، مِنهَا هَذَا الحَدِيثُ الصَّحِيح: عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن المَدِينَةِ إِلى المُشْرِكِينَ لِيُقَاتِلَهُمْ، وَقَالَ لي أَبي عَبْدُ الله: يَا جَابِر؛ لاَ عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ في نَظَّارِي أَهْلِ المَدِينَةِ ـ أَيْ حُمَاتِهَا ـ حَتىَّ تَعْلَمَ إِلى مَا يَصِيرُ أَمْرُنَا؛ فَإِنيِّ وَاللهِ لَوْلاَ أَنيِّ أَتْرُكُ بَنَاتٍ لي بَعْدِي؛ لأَحْبَبْتُ أَنْ تُقْتَلَ بَينَ يَدَيّ، فَبَيْنَمَا أَنَا في النَّظَّارِينَ إِذْ جَاءتْ عَمَّتي بِأَبي وَخَالي عَادَلَتْهُمَا عَلَى نَاضِحٍ ـ أَيْ عَلَى بَعِير ـ فَدَخَلَتْ بِهِمَا المَدِينَةَ لِتَدْفِنَهُمَا في مَقَابِرِنَا،

إِذْ لَحِقَ رَجُلٌ يُنَادِي: أَلاَ إِنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَرْجِعُوا بِالقَتْلَى فَتَدْفِنُوهَا في مَصَارِعِهَا حَيْثُ قُتِلَتْ؛ فَرَجَعْنَا بِهِمَا فَدَفَنَّاهُمَا حَيْثُ قُتِلاَ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: (91)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه] اللَّحْدُ وَالشَّقّ الشَّقّ: هُوَ حَفْرُ حُفْرَةٍ وَوَضْعُ المَيِّتِ فِيهَا، أَمَّا اللَّحْد: فَهُوَ حَفْرُ حُفْرَةٍ ثمَّ حَفْرُ أَحَدِ جَانِبَيْهَا عَرْضَاً وَوَضْعُ المَيِّتِ فِيه 0 عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اللَّحْدُ لَنَا وَالشَّقُّ لِغَيرِنَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: (95)، وَفي سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ وَالتِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 1555، 1045]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اللَّحْدُ لَنَا وَالشَّقُّ لأَهْلِ الْكِتَاب " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (9622)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 18728 / إِحْيَاءُ التُّرَاث]

وَيُرَاعَى في الْقَبْرِ عَدَمُ تَضْيِيقِهِ عَلَى المَيِّت: عَن أَحَدِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَنَّهُ قَال: " خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَأَنَا غُلاَمٌ مَعَ أَبي؛ فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حُفَيْرَةِ القَبْر، فَجَعَلَ يُوصِي الحَافِرَ وَيَقُول: " أَوْسِعْ مِنْ قِبَلِ الرَّأْس، وَأَوْسِعْ مِنْ قِبَلِ الرِّجْلَيْن؛ لَرُبَّ عَذْقٍ لَهُ في الجَنَّة " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 94، وَقَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: إِسْنَادُهُ قَوِيّ: 15401]

ـ وَيُبْدَأُ بِإِدْخَالِ رِجْلَيْه 00 أَوْصَى الحَارِثُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيد، فَصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ أَدْخَلَهُ الْقَبْرَ مِنْ قِبَلِ رِجْلِ الْقَبْر، وَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: هَذَا مِنَ السُّنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: (101)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيُّ في سُنَنِهِ بِرَقْم: 6844] عَنْ محَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنْتُ مَعَ أَنَسٍ في جِنَازَةٍ؛ فَأَمَرَ بِالمَيِّتِ فَسُلَّ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: (101)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

مَنْ يُنْزِلُ المَيْتَ إِلى قَبرِه 00؟ يَقُولُ الشَّيْخُ الأَلْبَانيُّ رَحِمَهُ اللهُ في أَحْكَامِ الجَنَائِز: " وَأَوْلِيَاءُ المَيِّتِ أَحَقُّ بِإِنْزَالِهِ؛ لِعُمُومِ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلىَ بِبَعْضٍ في كِتَابِ الله} {الأَحْزَاب/6} [الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 98]

ـ وَيُفَضَّلُ أَنْ يُنْزِلَ المَيْتَ إِلى قَبرِهِ رَجُلٌ لَمْ يجَامِعِ امْرَأَتَهُ تِلكَ اللَّيْلَة 0 عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " شَهِدْنَا بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَسُولُ اللهِ جَالِسٌ عَلَى القَبْر، فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ فَقَال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَلْ فِيكُمْ مِن أَحَدٍ لَمْ يُقَارِفِ اللَّيْلَة " 00؟ ـ أَيْ لَمْ يجَامِعِ امْرَأَتَه، وَقِيل: لَمْ يَقْتَرِفْ إِثمَاً ـ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَنَا، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَانْزِلْ في قَبْرِهَا؛ فَنَزَلَ في قَبْرِهَا فَقَبَرَهَا " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: مَنْ يَدْخُلُ قَبرَ المَرْأَة 0 بِرَقْم: (1342)، وَفي " الكَنْزِ " بِرَقْم: 42399]

الاَسْتِغْفَارُ لَهُ بَعْدَ دَفْنِهِ وَالدُّعَاءُ لَهُ بِالتَّثْبِيت عَن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ المَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَال: " اسْتَغْفِرُواْ لأَخِيكُمْ وَسَلُواْ لَهُ بِالتَّثْبِيت؛ فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَل " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ الصَّحِيحِ " بِرَقْم: 947، 4760، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 3221] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ ثُمَّ أَتَى قَبْرَ المَيِّتِ فَحَثَا عَلَيْهِ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ ثَلاَثَاً " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 104، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1565]

أَمَّا الْوُقُوفُ عَلَى قَبرِ المَيِّتِ ـ بَعْدَ دَفْنِهِ ـ وَتَلْقِينُهُ؛ فَلَمْ يَثْبُتْ فِيهِ أَثَرٌ صَحِيحٌ يُعْتَدُّ بِه، إِنَّمَا صَحَّ فَقَطْ الاَسْتِغْفَارُ لَهُ وَالدُّعَاءُ لَهُ بِالتَّثْبِيت، كَمَا في الحَدِيثِ السَّابِق 0 الذَّبْحُ عَلَى القُبُور وَأَمَّا العَقْرُ وَهْوَ الذَّبْحُ عَلَى المَقَابِرِ فَقَدْ نهَى عَنهُ الإِسْلاَم 0 عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لاَ عَقْرَ في الإِسْلاَم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 126، وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 3222] أَيْ: لاَ ذَبْحَ عَلَى القُبُور؛ قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَحَدُ رُوَاةِ الحَدِيثِ وَصَاحِبُ المُصَنَّفَاتِ مُعَلِّقَاً وَشَارِحَاً:

" كَانُواْ يَعْقِرُونَ عِنْدَ القَبْرِ بَقَرَةً أَوْ شَاة " 0 تمْيِيزُ القَبرِ بِعَلاَمَة ـ وَلاَ بَأْسَ مِنْ تمْيِيزِ القَبرِ بِعَلاَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ قَلِيلاً وَنحْوِهَا 0 عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَعْلَمَ قَبْرَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ بِصَخْرَة " 0 [حَسَّنَهُ وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1561]

عَنِ المُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَن أَحَدِ صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ أُخْرِجَ بجِنَازَتِهِ فَدُفِن، فَأَمَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً أَنْ يَأْتِيَهُ بِحَجَرٍ فَلَمْ يَسْتَطِعْ حَمْلَه، فَقَامَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَسَرَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى بَيَاضِ ذِرَاعَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ حَسَرَ عَنْهُمَا، ثُمَّ حَمَلَهَا فَوَضَعَهَا عِنْدَ رَأْسِهِ وَقَال: " أَتَعَلَّمُ بِهَا قَبْرَ أَخِي، وَأَدْفِنُ إِلَيْهِ مَنْ مَاتَ مِن أَهْلي " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " أَحْكَامِ الجَنَائِزِ " بِرَقْم: (105)، في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 3206]

مَشْرُوعِيَّةُ الدَّفْنِ في الضَّرُورَةِ لَيْلاً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَدْخَلَ رَجُلاً قَبْرَهُ لَيْلاً وَأَسْرَجَ في قَبرِه " 0 [حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1520] عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَدْفِنُواْ مَوْتَاكُمْ بِاللَّيْلِ إِلاَّ أَنْ تُضْطَرُّواْ " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (13224)، صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في (سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ) بِرَقْم: 1521]

تَسْوِيَةُ القُبُورِ بِالأَرْض عَن أَبي الهَيَّاجِ الأَسَدِيِّ قَال: " قَالَ لي عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِب رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَلاَ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَني عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00؟ أَلاَّ تَدَعَ تِمْثَالاً إِلاَّ طَمَسْتَه، وَلاَ قَبْرَاً مُشْرِفَاً إِلاَّ سَوَّيْتَه " 0 وَفي رِوَايَةٍ لِهَذَا الحَدِيث: " وَلاَ صُورَةً إِلاَّ طَمَسْتَهَا " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: الأَمْرِ بِتَسْوِيَةِ القَبْر بِرَقْم: 969]

عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَوُّواْ قُبُورَكُمْ بِالأَرْض " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 23959]

وَيجُوزُ كَمَا أَسْلَفْنَا تَعْرِيفُهَا بِعَلاَمَة، أَمَّا تَشْرِيفُهَا بِكَرَامَة: فَهَذِهِ بِدْعَةٌ نَسْأَلُ اللهَ مِنهَا السَّلاَمَة رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَنَّهُ رَأَى فُسْطَاطَاً عَلَى قَبْرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف؛ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لِغُلاَمِه: " انْزِعْهُ يَا غُلاَم؛ فَإِنَّمَا يُظِلُّهُ عَمَلُه " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: الجَرِيدِ عَلَى القَبر بِرَقْم: 1360] وَسَيَأْتي هَذَا تَفْصِيلاً 0

هَلْ يجُوزُ دَفْنُ الرَّجُلِ وَالرَّجُلَينِ وَالثَّلاَثَةِ في القَبرِ الْوَاحِد 00؟ عَن هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " اشْتَدَّ الجِرَاحُ يَوْمَ أُحُد؛ فَشُكِيَ ذَلِكَ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " احْفِرُواْ وَأَوْسِعُواْ وَأَحْسِنُواْ، وَادْفِنُواْ في الْقَبْرِ الاَثْنَيْنِ وَالثَّلاَثَةَ وَقَدِّمُواْ أَكْثَرَهُمْ قُرْآناً " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في النَّسَائِيِّ بِرَقْم: (2016)، وَفي التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: (1713)، رَوَاهُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِرَقْم: 15825]

عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " جَاءتِ الأَنْصَارُ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالُوا: أَصَابَنَا قَرْحٌ وَجَهْدٌ فَكَيْفَ تَأْمُرُنَا 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " احْفِرُوا وَأَوْسِعُواْ ـ وَزَادَ النَّسَائِيّ: وَأَحْسِنُواْ ـ وَاجْعَلُوا الرَّجُلَينِ وَالثَّلاَثَةَ في الْقَبْر " 00 قِيلَ فَأَيُّهُمْ يُقَدَّم 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَكْثَرُهُمْ قُرْآنَاً " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: (3215)، وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: 2018]

عَن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَمَّا تُوُفيَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلاَم: غَسَّلَتْهُ المَلاَئِكَةُ بِالمَاءِ وِتْرَاً، وَأَلحَدُواْ لَهُ وَقَالُواْ: هَذِهِ سُنَّةُ آدَمَ في وَلَدِه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 4004، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 9338]

مَوَاقِيتُ الكَرَاهَةِ في دَفْنِ المَيِّت عَن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الجُهَني رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " ثَلاَثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ أَوْ أَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتىَّ تَرْتَفِع، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتىَّ تَمِيلَ الشَّمْس، وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حَتىَّ تَغْرُب " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ صَلاَةِ المُسَافِرِينَ وَقِصَرِهَا، بَابِ: الأَوْقَاتِ الَّتي نُهِيَ عَنِ الصَّلاَةِ فِيهَا بِرَقْم: 831]

بَعْضُ بِدَعِ الجَنَائِزِ وَمُنْكَرَاتِهَا مِنَ الْبِدَعِ الشَّائِعَةِ في هَذَا الزَّمَان: النَّعْيُ في الصُّحُف، أَوْ بِمُكَبِّرَاتِ الصَّوْتِ كَمَا في الْقُرَى 0 عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنهَى عَنِ النَّعْي " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " أَحْكَامِ الجَنَائِزِ " بِرَقْم: (12)، كَمَا حَسَّنَهُ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 986]

وَمِنَ الْبِدَعِ أَيْضَاً إِقَامَةُ سُرَادِقَاتُ الْعَزَاءِ عَلَى سَبِيلِ التَّفَاخُرِ وَالْوَجَاهَة، وَمِمَّا يحْضُرُني في ذَلِكَ هَذِهِ الْقَصِيدَةُ النَّقْدِيَّةُ الَّتي جَرَتْ مجْرَى الْفُكَاهَة: كَانَ ذِئْبٌ يَتَغَدَّى * فَجَرَتْ في الزُّورِ عَظْمَة أَلْزَمَتْهُ الصَّوْمَ حَتىَّ * أَنحَلَتْ بِالجُوعِ جسْمَه فَأَتىَ الثَّعْلَبُ يَبْكِي * ويُعَزِّي فِيهِ أُمَّه قَالَ يَا أُمَّ صَدِيقي * بي لِفَقْدِ الذِّئْبِ غُمَّهْ فَاصْبرِي صَبْرَاً جَمِيلاً * إِنَّ صَبْرَ الأُمِّ رَحْمَة

فَأَجَابَتْ يَا ابْنَ أُخْتي * كُلُّ مَا قَدْ قُلْتَ حِكْمَة لَمْ يَفُلَّ الْقَلْبَ إِلاَّ * قَوْلُهُم مَاتَ بِعَظْمَة لَيْتَهُ مِثْلَ أَخِيهِ * مَاتَ محْسُودَاً بِتُخْمَة {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف} وَمِنَ الخَطَأِ قَوْلُنَا " المَغْفُورُ لَهُ فُلاَن " أَوِ " المَرْحُومُ فُلاَن " 0

عَن خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَنَّ أُمَّ العَلاَءِ بِنْتِ الحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " اقْتَسَمَ المُهَاجِرُونَ قُرْعَةً، فَطَارَ لَنَا ـ أَيْ قُسِمَ لَنَا ـ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُون، فَأَنْزَلْنَاهُ في أَبْيَاتِنَا، فَوَجِعَ وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيه، فَلَمَّا تُوُفِّيَ وَغُسِّلَ وَكُفِّنَ في أَثْوَابِهِ دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِب ـ أَيْ عُثْمَان ـ فَشَهَادَتي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ الله؛ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللهَ قَدْ أَكْرَمَهُ 00؟ فَقُلْتُ: بِأَبي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ فَمَنْ يُكْرِمُهُ الله 00؟ [أَيْ فَمَنْ سِوَاه؛ يُكْرِمُهُ الله 00؟]

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءهُ اليَقِينُ ـ أَيِ المَوْتُ ـ وَاللهِ إِنيِّ لأَرْجُو لَهُ الخَيْر، وَاللهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللهِ مَا يُفْعَلُ بي " 00!! وَفي رِوَايَةٍ لِلزُّهْرِيِّ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِه " 00 قَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: وَأَحْزَنَني، فَنِمْتُ، فَرَأَيْتُ لِعُثْمَانَ عَيْنَاً تَجْرِي، فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " ذَلِكَ عَمَلُه " 0 [البُخَارِيّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ الدُّخُولِ عَلَى المَيِّتِ بَعْدَ المَوْت، وَبِكِتَابِ التَّعْبِيرِ بَابِ رُؤْيَا النِّسَاء رَقْم: 1243، 7004]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُون؛ قَالَتِ امْرَأَةٌ: هَنِيئَاً لَكَ الجَنَّةُ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُون؛ فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهَا نَظَرَ غَضْبَانَ فَقَال: " وَمَا يُدْرِيكِ " 0 قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله؛ فَارِسُكَ وَصَاحِبُك؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَاللهِ إِنيِّ رَسُولُ اللهِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بي " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2127، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

طِلاَءُ القُبُور، وَتَغْطِيَتُهَا بِأَكَالِيلِ الزُّهُور عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " نهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يجَصَّصَ القَبر ـ أَيْ يُطْلَى بِالجِيرِ وَنَحْوِه ـ وَأَنْ يُقْعَدَ عَلَيْه، وَأَنْ يُبْنى عَلَيْه " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: النَّهْيِ عَنْ تجْصِيصِ القَبْرِ وَالجُلُوسِ عَلَيْه بِرَقْم: 970] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " نهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبْنى عَلَى القَبْرِ أَوْ يُزَادَ عَلَيْهِ أَوْ يُجَصَّصَ ـ أَيْ يُطْلَى ـ أَوْ يُكْتَبَ عَلَيْهِ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 2027، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان] وَمِنَ الْبِدَعِ أَيْضَاً: وَضْعُ الْوُرُودِ وَالزُّهُور؛ فَوْقَ الْقُبُور 00

قَالَ الشَّيْخُ الأَلْبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ تَعْلِيقَاً: " وَلاَ يُشْرَعُ وَضْعُ الآسِ وَنحْوَهُ مِنَ الرَّيَاحِينِ وَالْوُرُودِ عَلَى الْقُبُور؛ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِنْ فِعْلِ السَّلَف، وَلَوْ كَانَ خَيرَاً لَسَبَقُونَا إِلَيْه " 0 [الشَّيْخُ الأَلْبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 125] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَة، وَإِنْ رَآهَا النَّاسُ حَسَنَة " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 125] هَلْ يجُوزُ إِخْرَاجُ المَيِّتِ مِنْ قَبرِهِ بَعْدَ دَفْنِهِ؛ إِنْ دَعَتْ لِذَلِكَ حَاجَةٌ فِيهَا خَير 00؟

عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيٍّ بَعْدَ مَا أُدْخِلَ حُفْرَتَهُ فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِج، فَوَضَعَهُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ ـ أَيْ حمَلَهُ كَمَا يحْمَلُ الرَّضِيعُ ـ وَنَفَثَ عَلَيْهِ مِنْ رِيقِهِ وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَه " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: هَلْ يُخْرَجُ المَيِّتُ مِنَ القَبْرِ وَاللَّحْدِ لِعِلَّة بِرَقْم: 1350] تَغْطِيَةُ وَجْهِ المَيِّت وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خَمِّرُواْ وُجُوهَ مَوْتَاكُم وَلاَ تَشَبَّهُواْ بِاليَهُود " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " ص: (25/ 3)، الإِمَامُ الطَّبَرَاني في الجَامِعِ الكَبِير]

خُصُوصِيَّةُ الحَاجِّ وَالمُعْتَمِر ـ وَلَكِنْ هَلْ يجُوزُ أَنْ يُكَفَّنَ الرَّجُلُ في أَقَلَّ مِنْ ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ، وَكَيْفَ يُكَفَّنُ المحْرِم 00؟ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاً كَانَ مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَوَقَصَتْهُ نَاقَتُهُ وَهُوَ محْرِمٌ فَمَات، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْر، وَكَفِّنُوهُ في ثَوْبَيْهِ ـ أَيْ في إِزَارِهِ وَرِدَائِهِ الأَبْيَضَيْن ـ وَلاَ تَمَسُّوهُ بِطِيبٍ وَلاَ تُخَمِّرُواْ رَأْسَه؛ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ القِيَامَةِ مُلَبِّيَاً " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ بِكِتَابِ الحَجِّ بَابِ: سُنَّةِ المحْرِمِ إِذَا مَات بِرَقْم: (1851)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الحَجِّ بِرَقْم: 1206]

وَفي رِوَايَةٍ لاَبْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً قَال: " كَانَ رَجُلٌ وَاقِفٌ مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَة، فَوَقَعَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَأَقْصَعَتْهُ ـ أَيْ دَقَّتْ عُنُقَهُ ـ فَمَات؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اغْسِلُوهُ بمَاءٍ وَسِدْر، وَكَفِّنُوهُ في ثَوْبَيْن، وَلاَ تُحَنِّطُوهُ وَلاَ تُخَمِّرُواْ رَأْسَه؛ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ القِيَامَةِ مُلَبِّيَاً " 0 الحَنُوطُ هُوَ الطِّيبُ لِلمَيِّت 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ بِكِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: كَيْفَ يُكَفَّنُ المحْرِم؟ بِرَقْم: (1268)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الحَجِّ بِرَقْم: 1206]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اغْسِلُواْ المحْرِمَ في ثَوْبَيْهِ اللَّذَيْنِ أَحْرَمَ فِيهِمَا، وَاغْسِلُوهُ بمَاءٍ وَسِدْر، وَكَفِّنُوهُ في ثَوْبَيْه، وَلاَ تُمِسُّوهُ بِطِيبٍ وَلاَ تُخَمِّرُواْ رَأْسَه؛ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ القِيَامَةِ محْرِمَاً " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: 1904]

التَّشْدِيدُ فِيمَن عَلَيْهِ دَيْن عَنْ محَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه: لَوْ قُتِلَ رَجُلٌ في سَبِيلِ اللهِ ثمَّ عَاشَ وَعَلَيْهِ دَيْن؛ مَا دَخَلَ الجَنَّةَ حَتىَّ يَقْضِيَ دَيْنَه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 2212] عَنْ محَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لَوْ أَنَّ رَجُلاً قُتِلَ في سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ أُحْيِيَ، ثُمَّ قُتِلَ ثُمَّ أُحْيِيَ ثُمَّ قُتِلَ وَعَلَيْهِ دَيْن؛ مَا دَخَلَ الجَنَّةَ حَتىَّ يُقْضَى عَنْهُ دَيْنُه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في النَّسَائِيِّ وَفي الصَّحِيحِ بِرَقْمَيْ: 4684، 3600]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " القَتْلُ في سَبِيلِ الله: يُكَفِّرُ كُلَّ شَيْءٍ إِلاَّ الدَّيْن " [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1886 / عَبْد البَاقِي] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " القَتْلُ في سَبِيلِ اللهِ يُكَفِّرُ كُلَّ خَطِيئَة؛ فَقَالَ جِبْرِيلُ إِلاَّ الدَّيْن؛ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ الدَّيْن " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 1640] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلاَّ الدَّيْن " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1886)، صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7051] عَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ مَاتَ وَهُوَ بَرِيءٌ مِنْ ثَلاَثٍ: الكِبْرِ وَالغُلُولِ وَالدَّيْن؛ دَخَلَ الجَنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: (1572)، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " نَفْسُ المُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتىَّ يُقْضَى عَنْهُ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ ابْنِ مَاجَةَ وَالتِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 2413، 1078، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ دِينَارٌ أَوْ دِرْهَم؛ قُضِيَ مِن حَسَنَاتِهِ، لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 11492، كَمَا صَحَّحَهُ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 2414]

عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: كُنَّا مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جَنَازَةٍ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَهَاهُنَا مِنْ بَني فُلاَنٍ أَحَد " 00؟ قَالَهَا ثَلاَثَاً؛ فَقَامَ رَجُل، فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا مَنَعَكَ في المَرَّتَيْنِ الأُولَيَينِ أَنْ تَكُونَ أَجَبْتَني، أَمَا إِنِّي لَمْ أُنَوِّهْ بِكَ إِلاَّ لِخَيْر: إِنَّ فُلاَنَاً ـ لِرَجُلٍ مِنْهُمْ مَات ـ إِنَّهُ مَأْسُورٌ بِدَيْنِه " 0 قَالَ ـ أَيْ رَاوِي الحَدِيث: لَقَدْ رَأَيْتُ أَهْلَهُ وَمَنْ يَتَحَزَّنُ لَهُ؛ قَضَوْا عَنْه حَتىَّ مَا جَاءَ أَحَدٌ يَطْلُبُهُ بِشَيْء " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 20231، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ أَبي دَاوُد وَالنَّسَائِيِّ بِرَقْمَيْ: 3341، 4685، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 19719]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ عَلَى المِنْبَرِ فَقَال: أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلْتُ في سَبِيلِ اللهِ صَابِرَاً محْتَسِبَاً، مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِر؛ أَيُكَفِّرُ اللهُ عَنيِّ سَيِّئَاتي 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ " 00 ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَيْنَ السَّائِلُ آنِفَاً " 00؟

فَقَالَ الرَّجُل: هَا أَنَا ذَا؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا قُلْت " 00؟ قَالَ ـ أَيِ الرَّجُل: أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ في سَبِيلِ اللهِ صَابِرَاً محْتَسِبَاً، مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِر؛ أَيُكَفِّرُ اللهُ عَنيِّ سَيِّئَاتي 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ، إِلاَّ الدَّيْن؛ سَارَّني بِهِ جِبْرِيلُ آنِفَاً " 0 [حَسَّنَهُ وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 3155]

عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " كُنَّا جُلُوسَاً عِنْدَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، إِذْ أُتيَ بجَنَازَةٍ؛ فَقَالُواْ: صَلِّ عَلَيْهَا؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَلْ عَلَيْهِ دَيْن " 00؟ قَالُواْ لاَ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَهَلْ تَرَكَ شَيْئاً " 00؟ قَالُواْ لاَ؛ فَصَلَّى عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ثُمَّ أُتِيَ بجَنَازَةٍ أُخْرَى؛ فَقَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ صَلِّ عَلَيْهَا؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَلْ عَلَيْهِ دَيْن " 00؟ قِيلَ نَعَمْ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَهَلْ تَرَكَ شَيْئاً " 00؟

قَالُواْ: ثَلاَثَةَ دَنَانِير؛ فَصَلَّى عَلَيْهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ثُمَّ أُتِيَ بِالثَّالِثَة؛ فَقَالُواْ: صَلِّ عَلَيْهَا؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَلْ تَرَكَ شَيْئاً " 00؟ قَالُواْ لاَ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَهَلْ عَلَيْهِ دَيْن " 00؟ قَالُواْ: ثَلاَثَةُ دَنَانِير؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " صَلُّواْ عَلَى صَاحِبِكُمْ " 0 قَالَ أَبُو قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: صَلِّ عَلَيْهِ يَا رَسُولَ اللهِ وَعَلَيَّ دَيْنُه؛ فَصَلَّى عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2289 / فَتْح]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " تُوُفِّيَ رَجُلٌ فَغَسَّلْنَاهُ وَحَنَّطْنَاهُ وَكَفَّنَّاه، ثُمَّ أَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَيْهِ فَقُلْنَا: تُصَلِّي عَلَيْه 00؟ فَخَطَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطًى ثُمَّ قَال: " أَعَلَيْهِ دَيْن " 00؟ قُلْنَا دِينَارَان، فَانْصَرَفَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَتَحَمَّلَهُمَا أَبُو قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَأَتَيْنَاهُ، فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: الدِّينَارَانِ عَلَيّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أُحِقَّ الغَرِيمُ وَبَرِئَ مِنْهُمَا المَيِّت " 00 قَالَ نَعَمْ، فَصَلَّى عَلَيْه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ بِيَوْم: " مَا فَعَلَ الدِّينَارَان " 0

فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنَّمَا مَاتَ أَمْس، فَعَادَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ مِنَ الغَد، فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لَقَدْ قَضَيْتُهُمَا؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الآنَ بَرَدَتْ عَلَيْهِ جِلْدُه " 0 [صَحَّحَهُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَحَسَّنَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَالأَلْبَانيُّ في الجَامِع، وَفي شَرْحِ الطَّحَاوِيَّةِ بِرَقْم: 514]

عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صَلَّى الفَجْرَ يَوْمَاً فَقَال: " هَاهُنَا مِنْ بَني فُلاَنٍ أَحَد " 00 ثَلاَثَاً 00؟ فَقَالَ رَجُل: أَنَا؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ صَاحِبَكُمْ محْبُوسٌ عَنِ الجَنَّةِ بِدَيْنِه " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 20222، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 3415، رَوَاهُ الإِمَامَانِ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ وَالطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

عَنْ سَعْدِ بن الأَطْوَلِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَاتَ أَخِي وَتَرَكَ ثَلاَثَمِاْئَةِ دِينَار، وَتَرَكَ أَوْلاَدَاً صِغَار؛ فَأَرَدْتُ أَن أُنْفِقَ عَلَيْهِمْ؛ فَقَالَ لي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ أَخَاكَ محْبُوسٌ بِدَيْنِهِ؛ فَاقْضِ عَنهُ " 0 فَذَهَبْتُ فَقَضَيْتُ عَنهُ، ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ قَدْ قَضَيْتُ عَنهُ، وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ امْرَأَةً تَدَّعِي لَهَا دِينَارَيْن، وَلَيْسَتْ لَهَا بَيِّنَة؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَعْطِهَا فَإِنَّهَا صَادِقَة " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 17227، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: 1550]

وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ يُسِيءُ فَهْمَهُ بَعْضُ البَاحِثِينَ وَالمحَدِّثِينَ حَيْثُ يَقُولُون: وَلَكِنْ كَانَ هَذَا أَوَّلَ الأَمْرِ ثمَّ صَلَّى عَلَيْهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 0 وَهَذَا حَقٌّ أُرِيدَ بِهِ بَاطِل؛ فَنَعَمْ صَلَّى عَلَيْهِمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَلَكِنْ لاَحِظْ يَرْحَمُكَ اللهُ أَنَّهُ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ إِلاَّ بَعْدَ التَّعَهُّدِ بِسَدَادِ دُيُونهِمْ مِنْ جَيْبِهِ الخَاصِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، أَمَّا أَنَّهُ صَلَّى عَلَيْهِمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ عَلَيْهِمْ دَيْن: فَهَذَا لَمْ يحْدُثْ مُطْلَقَاً 00

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُؤْتَى بِالرَّجُلِ المُتَوَفَّى عَلَيْهِ الدَّيْنُ فَيَسْأَل: " هَلْ تَرَكَ لِدَيْنِهِ فَضْلاً " 00؟ فَإِنْ حُدِّثَ أَنَّهُ تَرَكَ لِدَيْنِهِ وَفَاءً صَلَّى، وَإِلاَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُسْلِمِين: " صَلُّواْ عَلَى صَاحِبِكُمْ " 00 فَلَمَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ الفُتُوحَ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَنَا أَوْلى بِالمُؤْمِنِينَ مِن أَنْفُسِهِمْ؛ فَمَنْ تُوُفِّيَ مِنَ المُؤْمِنِينَ فَتَرَكَ دَيْنَاً فَعَلَيَّ قَضَاؤُهُ وَمَنْ تَرَكَ مَالاً فَلِوَرَثَتِه " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الحُوَالاَتِ بَابَ مَنْ تَكَفَّلَ عَنْ مَيِّتٍ دَيْنَاً فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَرْجِع 0 بِرَقْم: 2297]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُؤْتَى بِالرَّجُلِ المَيِّتِ عَلَيْهِ الدَّيْنُ فَيَسْأَل: " هَلْ تَرَكَ لِدَيْنِهِ مِنْ قَضَاء " 00؟ فَإِنْ حُدِّثَ أَنَّهُ تَرَكَ وَفَاءً صَلَّى عَلَيْه، وَإِلاَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " صَلُّواْ عَلَى صَاحِبِكُمْ " 00 فَلَمَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ الفُتُوحَ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَنَا أَوْلى بِالمُؤْمِنِينَ مِن أَنْفُسِهِمْ؛ فَمَنْ تُوُفِّيَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ فَعَلَيَّ قَضَاؤُه، وَمَنْ تَرَكَ مَالاً فَهُوَ لِوَرَثَتِه " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الفَرَائِضِ بَابِ: مَنْ تَرَكَ مَالاً فَلِوَرَثَتِه بِرَقْم: 1619]

عَن عَامِرِ بْنْ شُرَحْبِيلَ الشَّعْبيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " حَدَّثَني جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ أَبَاهُ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ وَتَرَكَ عَلَيْهِ دَيْنَاً، وَتَرَكَ سِتَّ بَنَات، فَلَمَّا حَضَرَ جِزَازُ النَّخْل ـ أَيْ جَمْعُهُ ـ قَال: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ وَالِدِي قَدِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ وَتَرَكَ دَيْنَاً كَثِيرَاً؛ وَإِنيِّ أُحِبُّ أَنْ يَرَاكَ الغُرَمَاء ـ أَيْ حَتىَّ يَتَلَطَّفُواْ بي ـ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اذْهَبْ فَبَيْدِرْ كُلَّ تَمْرٍ عَلَى نَاحِيَة " 00

فَفَعَلْتُ، ثمَّ دَعَوْتُهُ؛ فَلَمَّا نَظَرُواْ إِلَيْه؛ كَأَنَّهُمْ أُغْرُواْ بي تِلْكَ السَّاعَة ـ أَيْ فَعَلُواْ عَكْسَ ذَلِكَ وَطَالَبُوني بِشِدَّة ـ فَلَمَّا رَأَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَصْنَعُون؛ أَطَافَ حَوْلَ أَعْظَمِهَا بَيْدَرَاً ثَلاَثَ مَرَّات، ثُمَّ جَلَسَ عَلَيْهِ ثمَّ قَال: " ادْعُ لي أَصْحَابَكَ " 0 فَمَا زَالَ يَكِيلُ لهُمْ حَتىَّ أَدَّى اللهُ عَنْ وَالِدِي أَمَانَتَهُ، وَأَنَا أَرْضَى أَنْ يُؤَدِّيَ اللهُ أَمَانَةَ وَالِدِي وَلاَ أَرْجِعَ إِلى أَخَوَاتي بِتَمْرَة؛ فَسَلَّمَ اللهُ البَيَادِرَ كُلَّهَا، وَحَتىَّ إِنيِّ أَنْظُرُ إِلى البَيْدَرِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنهَا لَمْ تَنْقُصْ تَمْرَةً وَاحِدَة " 00!! [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 4053 / فَتْح]

حَدَّثَ الأَشْجَعِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنِ الحَسَنِ الْبَصْرِيِّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَزْهَدَ النَّاسِ في الْعَالِمِ جِيرَانُه، وَشَرَّ النَّاسِ لِلْمَيِّتِ أَهْلُه؛ يَبْكُونَ عَلَيْهِ وَلاَ يَقْضُونَ دَيْنَه " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 517/ 8]

قَضَاءُ نَذْرِهِ وَمَا فَاتَهُ مِنَ العِبَادَات عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: أَتَى رَجُلٌ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَه: إِنَّ أُخْتي قَدْ نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ وَإِنَّهَا مَاتَتْ 00؟ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَوْ كَانَ عَلَيْهَا دَيْنٌ؛ أَكُنْتَ قَاضِيَه " 00؟ قَالَ نَعَمْ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَاقْضِ اللهَ فَهُوَ أَحَقُّ بِالقَضَاء " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6699 / فَتْح]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " اسْتَفْتىَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في نَذْرٍ كَانَ عَلَى أُمِّه ـ تُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَنْ تَقْضِيَهُ ـ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَاقْضِهِ عَنْهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1638 / عَبْد البَاقِي] وَعَلَى أَهْلُ المُتَوَفىَّ أَيْضَاً قَضَاءُ مَا فَاتَهُ مِنَ العِبَادَات 00 عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1952 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1147 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْر 00 فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَيْهَا دَيْن؛ أَكُنْتِ تَقْضِينَه " 00؟ قَالَتْ نَعَمْ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَدَيْنُ اللهِ أَحَقُّ بِالقَضَاء " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1148 / عَبْد البَاقِي]

وَفي رِوَايَةٍ مُشَابِهَةٍ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً قَال: " جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْر؛ أَفَأَقْضِيهِ عَنْهَا 00؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكَ دَيْن؛ أَكُنْتَ قَاضِيَهُ عَنْهَا " 00؟ قَالَ نَعَمْ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَدَيْنُ اللهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1148 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَتَتِ امَْرَأَةٌ إِلىَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرَيْن؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " صُومِي عَنهَا "؛ فَقَالَتْ: إِنَّ عَلَيْهَا حَجَّةً؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَحُجِّي عَنهَا " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: (8018)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 667]

ضَرُورَةُ الوَصِيَّةِ قَبْلَ المَوْت عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصَي فِيه، يَبِيتُ لَيْلَتَين؛ إِلاَّ وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2738 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1627 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " هَكَذَا كَانُوا يُوصُونَ: هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ فُلاَنُ بْنُ فُلاَن: أَنَّهُ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ محَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُه، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَ رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ في القُبُورِ، وَأَوْصَى ـ أَيْ ثمَّ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ ـ مَنْ تَرَكَ بَعْدَهُ مِن أَهْلِهِ أَنْ يَتَّقُوا اللهَ وَيُصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِهِمْ، وَأَنْ يُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِين، وَأَوْصَاهُمْ بِمَا أَوْصَى بِهِ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوب: يَا بَنيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون، وَأَوْصَى إِنْ حَدَثَ بِهِ حَدَثٌ مِنْ وَجَعِهِ هَذَا أَنَّ حَاجَتَهُ كَذَا وَكَذَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الإِرْوَاء " بِرَقْم: 1647، رَوَاهُ الإِمَامُ الدَّارِمِيُّ وَالطَّبرَانيُّ في الْكَبير]

وَيُسْتَحَبُّ الْغُسْلُ قَبْلَ الْوَصِيَّةِ حَتىَّ يَتِمَّ الإِدْلاَءُ بِهَا عَلَى طَهَارَة 00 عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ في مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيه: " صُبُّواْ عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ لَمْ تُحْلَلْ أَوْكِيَتُهُنّ؛ لَعَلِّي أَعْهَدُ إِلى النَّاس " 0 قَالَتْ أُمُّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: فَأَجْلَسْنَاهُ في مخْضَبِ لحَفْصَةَ مِنْ نُحَاسٍ وَسَكَبْنَا عَلَيْهِ المَاء؛ فَطَفِقَ يُشِيرُ إِلَيْنَا أَنْ قَدْ فَعَلْتُنّ، ثُمَّ خَرَج " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 510]

وَمِن أَرَقِّ وَأَجْمَلِ مَا مَهَّدَ بِهِ الْكُتَّابُ وَالشُّعَرَاءُ لِوَصَايَاهُمْ؛ قَوْلُ سَلِيمٍ الخُورِي: أَحْبَابَ قَلْبي إِنْ دَعَا دَاعِي المَنُونِ إِلى المَسِيرْ وَرَوَيْتُمُ الأَزْهَارَ فَوْقَ الْقَبرِ بِالدَّمْعِ الْغَزِيرْ لي عِنْدَكُمْ أُمْنِيَّةٌ تحْقِيقُهَا أَمْرٌ يَسِيرْ الإِضْرَارُ في الوَصِيَّة عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الخَيْرِ سَبْعِينَ سَنَة، فَإِذَا أَوْصَى حَافَ في وَصِيَّتِه؛ فَيُخْتَمُ لَهُ بِشَرِّ عَمَلِهِ فَيَدْخُلُ النَّار، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الشَّرِّ سَبْعِينَ سَنَة، فَيَعْدِلُ في وَصِيَّتِه؛ فَيُخْتَمُ لَهُ بِخَيْرِ عَمَلِهِ فَيَدْخُلُ الجَنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7728، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن خَالِدِ بْنِ عُبَيْدٍ السَّلْمِيّ: " إِنَّ اللهَ أَعْطَاكُمْ ثُلُثَ أَمْوَالِكُمْ عِنْدَ وَفَاتِكُمْ؛ زِيَادَةً في أَعْمَالِكُمْ " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (2601)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيّ] عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ عَن أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " عَادَني النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حَجَّةِ الوَدَاعِ مِنْ وَجَعٍ أَشْفَيْتُ مِنْهُ ـ أَيْ أَشْرَفْتُ بِهِ ـ عَلَى المَوْتِ فَقُلْت: يَا رَسُولَ اللهِ بَلَغَ بي مِنَ الوَجَعِ مَا تَرَى، وَأَنَا ذُو مَالٍ وَلاَ يَرِثُني إِلاَّ ابْنَةٌ لي وَاحِدَة؛ أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالي 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ " 00 قُلْتُ: أَفَأَتَصَدَّقُ بِشَطْرِه 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ " 00 قُلْتُ: فَالثُّلُث 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَالثُّلُثُ كَثِير؛ إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِن أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاس، وَلَسْتَ تُنْفِقُ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ إِلاَّ أُجِرْتَ بِهَا، حَتىَّ اللُّقْمَةَ تَجْعَلُهَا في في امْرَأَتِك " 00 أَيْ في فَمِهَا 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ المَغَازِي بَابِ: حَجَّةِ الوَدَاع بِرَقْم: 4409، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الوَصِيَّةِ بِرَقْم: 1628] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ مُعَلِّقَاً عَلَى هَذَا الحَدِيث: " وَدِدْتُ أَنَّ النَّاسَ غَضُّوا مِنْ الثُّلُثِ إِلى الرُّبُع؛ لأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " الثُّلُثُ كَثِير " 0

[صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 2711] فَالإِضْرَارُ في الوَصِيَّةِ مَنهِيٌّ عَنهُ شَرْعَاً، قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارّ} {النِّسَاء/12} يَقُولُ ابْنُ كَثِيرٍ في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَة: " مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارّ: أَي عَلَى العَدْلِ لاَ عَلَى الإِضْرَار وَالجَوْرِ وَالحَيْف: بِأَنْ يحْرِمَ بَعْضَ الوَرَثَةِ أَو يَنْقُصَهُ أَو يَزِيدَهُ عَلَى مَا فَرَضَ اللهُ لَه " 0 [ابْنُ كَثِيرٍ في التَّفْسِير 0 دَارُ الفِكْر 0 بَيرُوت: 462/ 1]

عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاً أَعْتَقَ سِتَّةَ مَمْلُوكِينَ لَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرَهُمْ؛ فَدَعَا بهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَجَزَّأَهُمْ أَثْلاَثَاً ثمَّ أَقْرَعَ بَيْنَهُمْ فَأَعْتَقَ اثْنَيْنِ وَأَرَقَّ أَرْبَعَةً وَقَالَ لَهُ قَوْلاً شَدِيدَاً " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الأَيمَانِ بَابِ: مَن أَعْتَقَ شِرْكَاً لَهُ في عَبْد بِرَقْم: 1668]

عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاً أَعْتَقَ سِتَّةَ مَمْلُوكِينَ لَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرَهُمْ؛ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ وَقَال: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لاَ أُصَلِّيَ عَلَيْه " ثمَّ دَعَا مَمْلُوكِيهِ فَجَزَّأَهُمْ ثَلاَثَةَ أَجْزَاء، ثمَّ أَقْرَعَ بَيْنَهُمْ فَأَعْتَقَ اثْنَيْنِ وَأَرَقَّ أَرْبَعَةً " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 1958] ـ وَمِنَ الإِضْرَارِ في الْوَصِيَّةِ أَيْضَاً: أَنْ تَشْتَرِطَ عَلَى زَوْجَتِكَ عَدَمَ الزَّوَاجِ مِنْ بَعْدِك 00

عَن أُمِّ مُبَشِّرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهَا بِنْتِ البَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ امْرَأَةَ البَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ رَضِيَ اللهُ عَنهَا لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقَالَتْ: " إِنيِّ شَرَطْتُ لِزَوْجِي أَنْ لاَ أَتَزَوَّجَ بَعْدَه " 00 فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ هَذَا لاَ يَصْلُح " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 608، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِير]

التَّرْتِيبُ بَينَ الْوَصِيَّةِ وَالدَّيْن عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ قَال: " إِنَّكُمْ تَقْرَءونَ هَذِهِ الآيَة: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْن} {النِّسَاء/12} وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِالدَّيْنِ قَبْلَ الوَصِيَّة " 0 [حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 2094/ 2122] رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ عَن إِبْرَاهِيمَ النَّخْعِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " يُبْدَأُ بِالكَفَنِ ثُمَّ بِالدَّيْنِ ثُمَّ بِالوَصِيَّة " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيّ كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: الكَفَنُ مِنْ جَمِيعِ المَال بِرَقْم: 1273]

الصَّلاَةُ عَلَى المَيِّت عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " نَعَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّجَاشِيَّ في اليَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَخَرَجَ بِهِمْ إِلى المُصَلَّى، فَصَفَّ بهِمْ وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ بِكِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: التَّكْبِيرِ عَلَى الجِنَازَةِ أَرْبَعَاً بِرَقْم: (1333)، وَمُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 951]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَبَّرَ عَلَى جِنَازَةٍ فَرَفَعَ يَدَيْهِ في أَوَّلِ تَكْبِيرَة، وَوَضَعَ اليُمْنى عَلَى اليُسْرَى " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 1077] عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبي لَيْلَى قَال: كَانَ زَيْدٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يُكَبِّرُ عَلَى جَنَائِزِنَا أَرْبَعَاً، وَإِنَّهُ كَبَّرَ عَلَى جِنَازَةٍ خَمْسَاً؛ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَبِّرُهَا " 0 [الإِمَامُ مُسْلِم في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: الصَّلاَةِ عَلَى القَبر بِرَقْم: 957]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ فَكَبَّرَ تِسْعَاً تِسْعَاً، ثُمَّ سَبْعَاً سَبْعَاً ثُمَّ أَرْبَعَاً أَرْبَعَاً حَتىَّ لحِقَ بِاللهِ جَلَّ وَعَلاَ " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِير] فَعَلَيْنَا أَنْ لاَ نَتَعَصَّبَ لِرَأْيٍ مُعَيَّنٍ وَيَقْتُلَ بَعْضُنَا بَعْضَاً، حَتىَّ وَلَوْ كَانَ شَاذَّاً، فَمِن حَقِّكَ أَنْ لاَ تَأْخُذَ بِه، وَلَكِنْ لَيْسَ مِن حَقِّكَ أَنْ تُنْكِرَ عَلَى الآخَرِينَ الأَخْذَ بِه؛ فَتَعَدُّدُ الآرَاءِ رَحْمَةٌ وَسَعَة؛ لِئَلاَّ يُفَسِّقَ بَعْضُنَا بَعْضَاً؛ فَالكُلُّ عَلَى صَوَابٍ مَا دَامَ لِفِعْلِهِمْ أَصْلٌ في الشَّرِيعَة 0

ـ هَلْ يجُوزُ الجَهْرُ في الْقِرَاءةِ في صَلاَةِ الجَنَازَة 00؟ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " صَلَّيْتُ خَلْفَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَلَى جَنَازَة، فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَسُورَة، وَجَهَرَ حَتىَّ أَسْمَعَنَا، فَلَمَّا فَرَغَ أَخَذْتُ بِيَدِهِ فَسَأَلْتُهُ؟! فَقَالَ سُنَّةٌ وَحَقّ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: (78)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 1987]

وَلَكِن عَامَّةُ قِرَاءَاتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الجَنَائِزِ كَانَتْ سِرَّاً 00 عَن أَبي أُمَامَةَ بنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " السُّنَّةُ في الصَّلاَةِ عَلَى الجَنَازَة: أَنْ يَقْرَأَ في التَّكْبِيرَةِ الأُولى بِأُمِّ القُرْآنِ مُخَافَتَةً، ثُمَّ يُكَبِّرَ ثَلاَثَاً، وَالتَّسْلِيمُ عِنْدَ الآخِرَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: (78)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 1989]

عَن أَبي أُمَامَةَ بنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَجُلٍ مِن أَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أَنَّ السُّنَّةَ في الصَّلاَةِ عَلًى الجَنَازَةِ أَنْ يُكَبِّرَ الإِمَامُ ثُمَّ يَقْرَأُ بِفَاتحَةِ الْكِتَابِ بَعْدَ التَّكْبِيرَةِ الأُولىَ سِرَّاً في نَفْسِه، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُخْلِصُ الدُّعَاءَ لِلْجِنَازَة، في التَّكْبِيرَات لاَ يَقْرَأُ في شَيْءٍ مِنهُنَّ ثُمَّ يُسَلِّمُ سِرَّاً في نَفْسِه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في " أَحْكَامِ الجَنَائِزِ " بِرَقْم: 80 وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ " الْبَيْهَقِيُّ في سُنَنِهِ " بِرَقْم: 6750]

وَسُئِلَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ كَيْفَ تُصَلِّي عَلَى الجَنَازَة؟ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " أَنَا لَعَمْرُ اللهِ أُخْبِرُك: أَتَّبِعُهَا مِن أَهْلِهَا، فَإِذَا وُضِعَتْ كَبَّرْتُ وَحَمِدْتُ اللهَ [أَيْ قَرَأْتُ الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالمِينَ الْفَاتِحَة] وَصَلَّيْتُ عَلَى نَبيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَقُول: اللهُمَّ إِنَّهُ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِك، كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَأَنَّ محَمَّدَاً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِه، اللهُمَّ إِنْ كَانَ محْسِنَاً فَزِدْ في إِحْسَانِه، وَإِنْ كَانَ مُسِيئَاً فَتَجَاوَزْ عَنْ سَيِّئَاتِه، اللهُمَّ لاَ تحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلاَ تَفْتِنَّا بَعْدَه " [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في فَضْلِ الصَّلاَةِ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَقْم: 93، وَالحَدِيثُ في المُوَطَّإِ بِرَقْم: 535/اللَّيْثِيّ]

إِخْلاَصُ الدُّعَاءِ لِلْمَيِّت عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى المَيِّتِ فَأَخْلِصُواْ لَهُ الدُّعَاء " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ وَأَبي دَاوُدَ وَأَحْكَامِ الجَنَائِزِ، وَقَالَ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان: إِسْنَادُهُ قَوِيّ]

عَنِ الرَّبِيعِ بِنْتِ مِعْوَذٍ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا صَلَّواْ عَلَى جِنَازَةٍ فَأَثْنَواْ خَيرَاً؛ يَقُولُ الرَّبّ: أَجْزَتْ شَهَادَتُهُمْ فِيمَا يَعْلَمُون، وَأَغْفِرُ لُهُ مَا لاَ يَعْلَمُون " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ الصَّحِيحِ " بِرَقْم: (664)، رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في تَارِيخِهِ]

مِنْ دُعَائِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى المَوْتى عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ يَقُول: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، اللَّهُمَّ مَن أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الإِسْلاَم، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الإِيمَان، اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَه، وَلاَ تُضِلَّنَا بَعْدَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ وَفي السُّنَنِ الأَرْبَعَة، الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 22619]

عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ المُسْلِمِين، فَأَسْمَعُهُ يَقُول: " اللهُمَّ إِنَّ فُلاَنَ بْنَ فُلاَنٍ في ذِمَّتِكَ وَحَبْلِ جِوَارِك؛ فَقِهِ مِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ وَعَذَابِ النَّار، وَأَنْتَ أَهْلُ الوَفَاءِ وَالحَقّ؛ فَاغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1499، وَفي " أَحْكَامِ الجَنَائِزِ " بِرَقْم: 82]

عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا صَلَّى عَلَى المَيِّتِ كَبَّرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَاً ثمَّ قَال: " اللهُمَّ عَبْدُكَ وَابْنُ أَمَتِك، احْتَاجَ إِلى رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ غَنيٌّ عَن عَذَابِه؛ فَإِنْ كَانَ محْسِنَاً فَزِدْ في إِحْسَانِه، وَإِنْ كَانَ مُسِيئَاً فَتَجَاوَزْ عَنْه " 00 ثُمَّ يَدْعُو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَدْعُوَ 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: (82)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا صَلَّى عَلَى الجَنَائِزِ يَقُول: " أَنْتَ خَلَقْتَهَا، وَأَنْتَ رَزَقْتَهَا، وَأَنْتَ هَدَيْتَهَا لِلإِسْلاَم، وَأَنْتَ قَبَضْتَ رُوحَهَا؛ تَعْلَمُ سِرَّهَا وَعَلاَنِيَتَهَا؛ جِئْنَا شُفَعَاءَ فَاغْفِرْ لَهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7471، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

وَعَنْ سَيِّدِنَا الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ قَال: " دَعَاني رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " يَا عَلِيّ: إِذَا صَلَّيْتَ عَلَى جِنَازَةِ رَجُلٍ فَقُل: اللهُمَّ هَذَا عَبْدُك، وَابْنُ عَبْدِك، ابْنُ أَمَتِك، مَاضٍ فِيهِ حُكْمُك، خَلَقتَهُ وَلَمْ يَكُ شَيْئَاً مَذكُورَا، نَزَلَ بِكَ وَأَنْتَ خَيرُ مَنزُولٍ بِه، اللهُمَّ لَقِّنهُ حُجَّتَه، وَأَلحِقهُ بِنَبِيِّهِ محَمَّد، وَثَبِّتهُ بِالقَوْلِ الثَّابِتِ فَإِنَّهُ افْتَقَرَ إِلَيْكَ وَاسْتَغْنَيْتَ عَنه، كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فَاغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْه، وَلاَ تحْرِمْنَا أَجْرَه، وَلاَ تَفْتِنَّا بَعْدَه " 0

وَزَادَ في رِوَايَةٍ ذَكَرَهَا الآبَادِيُّ في عَوْنِ المَعْبُود: " يَا عَلِيّ وَإِذَا صَلَّيْتَ عَلَى طِفْلٍ قُلْ: اللهُمَّ اجْعَلْ لأَبَوَيْهِ سَلَفَاً، وَاجْعَلْ لهُمَا نُورَاً وَسِدَادَاً، أَعْقِبْ وَالِدَيْهِ الجَنَّة، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير " 0 [ضَعَّفَهُ الآبَادِيّ في عَوْنِ المَعْبُود، في شَرْحِ سُنَنِ أَبي دَاوُد 0 طَبْعَةِ دَارِ الكُتُبِ العِلمِيَّة: (362/ 8)، وَفي " كَنْزِ الْعُمَّالِ " بِرَقْم: (42864)، أَمَّا الزِّيَادَةُ فَبِعُمْدَةِ القَارِي في شَرْحِ البُخَارِي، وَفي عَوْنِ المَعْبُود، وَفي شَرْحِ سُنَنِ أَبي دَاوُد]

تمَنىَّ أَنْ يَكُونَ هُوَ المَيِّتَ مِن حَلاَوَةِ دُعَاءِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَه عَن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جِنَازَة، فَحَفِظْتُ مِنْ دُعَائِهِ وَهُوَ يَقُول: " اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْه، وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ وَوَسِّعْ مُدْخَلَه، وَاغْسِلْهُ بِالمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالبَرَد، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَس، وَأَبْدِلْهُ دَارَاً خَيْرَاً مِنْ دَارِه، وَأَهْلاً خَيْرَاً مِن أَهْلِه، وَزَوْجَاً خَيْرَاً مِنْ زَوْجِه، وَأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ وَأَعِذْهُ مِن عَذَابِ القَبْر، أَوْ مِن عَذَابِ النَّار " 00 حَتىَّ تَمَنَّيْتُ أَن أَكُونَ أَنَا ذَلِكَ المَيِّت " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: الدُّعَاءِ لِلمَيِّتِ في الصَّلاَةِ عَلَيْهِ بِرَقْم: (963)، الكَنْزُ بِرَقْم: 42301]

صَلاَةُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبي سَلَمَةَ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَحَّمَ عَلَى أَبي سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقَال: " اللهُمَّ اغْفِرْ لأَبي سَلَمَة، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ في المَهْدِيِّين، وَاخْلُفْهُ في عَقِبِهِ في الغَابِرِين، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ العَالَمِين، وَأَفْسِحْ لَهُ في قَبْرِهِ وَنَوِّرْ لَهُ فِيه " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: إِغْمَاضِ المَيِّتِ وَالدُّعَاءِ لَهُ إِذَا حَضَر بِرَقْم: (920)، وَفي الكَنْزِ بِرَقْم: 42172] ـ وَيَجُوزُ في صَلاَةِ الجَنَازَةِ تَسْلِيمَةٌ وَاحِدَة ـ كَالصَّلاَةِ المَكْتُوبَة 0

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعَاً وَسَلَّمَ تَسْلِيمَةً وَاحِدَة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: (85)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الدَّارُ قُطْنيُّ في سُنَنِه] ـ وَهُنَا سُؤَال: هَلْ لَنَا أَنْ نَسْأَلَ عَن أَخْبَارِ المَيِّتِ وَأَحْوَالِهِ مَعَ اللهِ وَهَلْ كَانَ رَجُلاً صَالحَاً أَمْ لاَ قَبْلَ أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْه 00؟ وَهَلْ هَذَا تَنَطُّعٌ مِنَّا إِنْ فَعَلْنَاه 00؟ إِنْ سَأَلْنَا فَالسُّؤَالُ مَشْرُوع، وَإِنْ لَمْ نَسْأَلْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْنَا، كُلُّنَا مُقَصِّرٌ وَمُذْنِبٌ في حَقِّ الله

عَن أَبي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دُعِيَ لجِنَازَةٍ سَأَلَ عَنْهَا، فَإِن أُثْني عَلَيْهَا خَيْرٌ قَامَ فَصَلَّى عَلَيْهَا، وَإِن أُثْني عَلَيْهَا غَيْرُ ذَلِكَ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَهْلِهَا: " شَأْنُكُمْ بِهَا، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهَا " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 60، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ مُسْنَدِه] مَشْرُوعِيَّةُ الصَّلاَةِ عَلَى الجِنَازَةِ في المَسَاجِد

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا لَمَّا تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ أَبي وَقَّاص؛ أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَمُرُّوا بِجَنَازَتِهِ في المَسْجِدِ فَيُصَلِّينَ عَلَيْه، فَفَعَلُواْ، فَوُقِفَ بِهِ عَلَى حُجَرِهِنَّ يُصَلِّينَ عَلَيْه ـ أُخْرِجَ بِهِ مِنْ بَابِ الجَنَائِزِ الَّذِي كَانَ إِلى المَقَاعِد ـ فَبَلَغَهُنَّ أَنَّ النَّاسَ عَابُوا ذَلِكَ وَقَالُواْ: مَا كَانَتِ الجَنَائِزُ يُدْخَلُ بهَا المَسْجِد؛ فَبَلَغَ ذَلِكَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا فَقَالَتْ: مَا أَسْرَعَ النَّاسَ إِلى أَنْ يَعِيبُواْ مَا لاَ عِلْمَ لَهُمْ بِه، عَابُوا عَلَيْنَا أَنْ يُمَرَّ بِجَنَازَةٍ في المَسْجِد، وَمَا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سُهَيْلِ بْنِ

بَيْضَاءَ إِلاَّ في جَوْفِ المَسْجِد " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 973 / عَبْد البَاقِي] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَال: " صُلِّيَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ في المَسْجِد " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الثَّمَرِ المُسْتَطَابِ 0 ص: 765، رَوَاهُ الإِمَامُ مَالِكٌ في المُوَطَّإِ بِرَقْم: 541 / يحْيى اللَّيْثِيّ] النَّهْيُ عَنِ الصَّلاَةِ عَلَى الجِنَازَةِ بَينَ المَقَابِر وَعَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " نهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَلَّى عَلَى الجَنَائِزِ بَينَ القُبُور " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 12790، وَفي الجَنَائِزِ بِرَقْم: 211، الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط، الْكَنْز: 42286] حُكْمُ السَّهْوِ في صَلاَةِ الجِنَازَة

ـ وَلَكِنْ بَقِيَ سُؤَال: " مَا الحُكْمُ إِنْ نَسِيَ الإِمَامُ تَكْبِيرَةً فَكَبَّرَ ثَلاَثَاً " 00؟ رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَن حُمَيْدٍ أَنَّهُ قَال: " صَلَّى بِنَا أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَكَبَّرَ ثَلاَثَاً ثمَّ سَلَّم ـ أَيْ نَاسِيَاً ـ فَقِيلَ لَهُ؛ فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ ثمَّ كَبَّرَ الرَّابِعَةَ ثمَّ سَلَّم " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: التَّكْبِيرِ عَلَى الجِنَازَةِ أَرْبَعَاً بِرَقْم: 1333] إِطَالَةُ الدُّعَاءِ بَعْدَ التَّكْبِيرَةِ الرَّابِعَة عَن إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمٍ الهَجَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" صَلَّيْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبي أَوْفَى الأَسْلَمِيّ: صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جِنَازَةِ ابْنَةٍ لَه، فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعَاً، فَمَكَثَ بَعْدَ الرَّابِعَةِ شَيْئَاً؛ فَسَمِعْتُ القَوْمَ يُسَبِّحُونَ بِهِ مِنْ نَوَاحِي الصُّفُوف؛ فَسَلَّمَ ثُمَّ قَال: أَكُنْتُمْ تَرَوْنَ أَني مُكَبِّرٌ خَمْسَاً 00؟ قَالُواْ: تَخَوَّفْنَا ذَلِك، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لَمْ أَكُنْ لأَفْعَل، وَلَكِنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُكَبِّرُ أَرْبَعَاً ثُمَّ يَمْكُثُ سَاعَةً، فَيَقُولُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ ثُمَّ يُسَلِّم " 0 [حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1503] مَوْضِعُ قِيَامِ الإِمَامِ في الصَّلاَةِ عَلَى الرَّجُلِ وَالمَرْأَة

عَن أَبي غَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ صَلَّى عَلَى جِنَازَةِ رَجُلٍ فَقَامَ حِيَالَ رَأْسِه ـ أَيْ تِلقَاءَ رَأْسِه ـ فَجِيءَ بجِنَازَةٍ أُخْرَى بِامْرَأَة، فَقَالُواْ: يَا أَبَا حَمْزَةَ صَلِّ عَلَيْهَا؛ فَقَامَ حِيَالَ وَسَطِ السَّرِيرِ ـ أَيِ النَّعْش ـ فَقَالَ رَجُل: يَا أَبَا حَمْزَة: هَكَذَا رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ مِنَ الجِنَازَةِ مُقَامَكَ مِنَ الرَّجُل، وَقَامَ مِنَ المَرْأَةِ مُقَامَكَ مِنَ المَرْأَة 00؟ قَالَ نَعَمْ " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1494، وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 1034] وَضْعُ المَرْأَةِ

ـ وَضْعُ المَرْأَةِ المُتَوَفَّاةِ في الصَّلاَة، وَبَيَانُ أَنَّ المَرْأَةَ يُصَلَّى عَلَيْهَا حَتىَّ وَإِنْ كَانَتْ نُفَسَاء: عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " صَلَّيْتُ وَرَاءَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى امْرَأَةٍ مَاتَتْ في نِفَاسِهَا، فَقَامَ عَلَيْهَا وَسَطَهَا " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ بِكِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: أَيْنَ يَقُومُ مِنَ المَرْأَةِ وَالرَّجُل بِرَقْم: (1332)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ بِنَفْسِ البَابِ بِرَقْم: 964]

عَنْ سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَقَدْ كُنْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلاَمَاً؛ فَكُنْتُ أَحْفَظُ عَنْهُ فَمَا يمْنَعُني مِنَ القَوْلِ إِلاَّ أَنَّ هَهُنَا رِجَالاً هُمْ أَسَنُّ مِني، وَقَدْ صَلَّيْتُ وَرَاءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى امْرَأَةٍ مَاتَتْ في نِفَاسِهَا، فَقَامَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصَّلاَةِ وَسَطَهَا " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: أَيْنَ يَقُومُ الإِمَامُ مِنَ المَيِّتِ لِلصَّلاَةِ عَلَيْه بِرَقْم: 964] اجْتِمَاعُ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ وَأَيُّهُمْ يُقَدَّم 00؟ عَنْ سَيِّدِنَا عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" حَضَرَتْ جِنَازَةُ صَبيٍّ وَامْرَأَة، فَقُدِّمَ الصَّبيُّ مِمَّا يَلي القَوْمَ وَوُضِعَتِ المَرْأَةُ وَرَاءهُ ـ أَيْ وُضِعَ الغُلاَمُ أَمَامَ الإِمَامِ مُبَاشَرَةً وَالمَرْأَةُ وَرَاءهُ نَاحِيَةَ القِبْلَة ـ فَصَلَّى عَلَيْهِمَا، وَفي القَوْمِ أَبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو قَتَادَةَ وَأَبُو هُرَيْرَة، فَسَأَلْتُهُمْ عَنْ ذَلِكَ فَقَالُواْ: السُّنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: 1977]

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ صَلَّى عَلَى تِسْعِ جَنَائِزَ جَمِيعَاً، فَجَعَلَ الرِّجَالَ يَلُونَ الإِمَامَ ـ أَيْ أَمَامَهُ مُبَاشَرَةً ـ وَالنِّسَاءَ يَلِينَ القِبْلَة، فَصَفَّهُنَّ صَفَّاً وَاحِدَاً، وَوُضِعَتْ جِنَازَةُ أُمِّ كُلْثُومِ بِنْتِ عَلِيٍّ امْرَأَةِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ وَابْنٍ لهَا يُقَالُ لَهُ زَيْد، وُضِعَا جَمِيعَاً وَالإِمَامُ يَوْمَئِذٍ سَعِيدُ بْنُ العَاص، وَفي النَّاسِ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَأَبُو سَعِيدٍ وَأَبُو قَتَادَة، فَوُضِعَ الغُلاَمُ مِمَّا يَلي الإِمَامَ فَقَالَ رَجُلٌ ـ أَيْ عَدَّهُ رَجُلاً ـ فَأَنْكَرْتُ ذَلِك، فَنَظَرْتُ إِلى ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبي هُرَيْرَةَ وَأَبي سَعِيدٍ وَأَبي قَتَادَةَ فَقُلْتُ مَا هَذَا 00؟! قَالُواْ: هِيَ السُّنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 69، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 1979]

عَن عُمَيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ أَحَدِ صَحَابَةِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ عَنهُمْ ـ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " البَيْتُ الحَرَامُ قِبْلَتُكُمْ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتَاً " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الإِرْوَاء " وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ أَبِي دَاوُد " بِرَقْمَيْ: 748، 2499] كَثْرَةُ المُصَلِّينَ عَلَى المَيِّتِ رَحْمَةٌ لَه عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ مَيِّتٍ تُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ المُسْلِمِينَ يَبْلُغُونَ مِائَةً، كُلُّهُمْ يَشْفَعُونَ لَهُ: إِلاَّ شُفِّعُواْ فِيه " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ مِاْئَةٌ 0 بِرَقْم: (947)، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42269]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ مِاْئَةٌ مِنَ المُسْلِمِينَ غُفِرَ لَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: (1488)، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42275] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوت، فَيَقُومُ عَلَى جِنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلاً لاَ يُشْرِكُونَ بِاللهِ شَيْئَاً؛ إِلاَّ شَفَّعَهُمُ اللهُ فِيه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (948 / عَبْد البَاقِي) 0 وَالحَدِيثُ في " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42272]

عَنْ كُرَيْبٍ خَادِمِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ مَاتَ ابْنٌ لَهُ بِقُدَيْدٍ أَوْ بِعُسْفَان ـ مَوْضِعَان ـ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " يَا كُرَيْب: انْظُرْ مَا اجْتَمَعَ لَهُ مِنَ النَّاس 00؟ فَخَرَجْتُ فَإِذَا نَاسٌ قَدِ اجْتَمَعُواْ لَهُ، فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: تَقُولُ هُمْ أَرْبَعُون 00؟ قُلتُ نَعَمْ، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَخْرِجُوه؛ فَإِني سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جِنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلاً لاَ يُشْرِكُونَ بِاللهِ شَيْئَاً إِلاَّ شَفَّعَهُمُ اللهُ فِيه " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ أَرْبَعُونَ شَفَعُواْ فِيه بِرَقْم: 948]

عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " هَلَكَ ابْنٌ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقَالَ لي: يَا كُرَيْب؛ قُمْ فَانْظُرْ: هَلْ اجْتَمَعَ لاَبْني أَحَد 00؟ فَقُلْتُ نَعَمْ؛ فَقَالَ وَيْحَكَ كَمْ تَرَاهُمْ؟ أَرْبَعِين 00؟ قُلْتُ لاَ، بَلْ هُمْ أَكْثَر؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فَاخْرُجُوا بِابْني؛ فَأَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَا مِن أَرْبَعِينَ مِنْ مُؤْمِنٍ يَشْفَعُونَ لِمُؤْمِنٍ إِلاَّ شَفَّعَهُمْ الله " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (5680)، وَصَحَّحَهُ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1489] أَمَّا كَثرَةُ الصُّفُوفِ وَتجْزِئَةُ المُصَلِّينَ في ثَلاَثَةِ صُفُوف: فَكُلُّ مَا قَدْ وَرَدَ بِهِ ضَعِيفُ السَّنَد 0

مَشْرُوعِيَّةُ صَلاَةِ الغَائِبِ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلَّ عَلَيْه عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَمَةَ النَّجَاشِيِّ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعَاً " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ المَنَاقِبِ بِرَقْم: (3879)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ بِكِتَابِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 952، 1248]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " نَعَى النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى أَصْحَابِهِ النَّجَاشِيَّ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَصَفُّواْ خَلْفَهُ فَكَبَّرَ أَرْبَعَاً " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: الصُّفُوفِ عَلَى الجِنَازَة بِرَقْم: 1318] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " نَعَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّجَاشِيَّ في اليَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيه، وَخَرَجَ بِهِمْ إِلى المُصَلَّى فَصَفَّ بهِمْ، وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ بِكِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: التَّكْبِيرِ عَلَى الجِنَازَةِ بِرَقْم: (1333)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 951]

عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " قَدْ تُوُفِّيَ اليَوْمَ رَجُلٌ صَالِحٌ مِنَ الحَبَش؛ فَهَلُمَّ فَصَلُّواْ عَلَيْه؛ فَصَفَفْنَا فَصَلَّى النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَنحْنُ مَعَهُ صُفُوف " [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: الصُّفُوفِ عَلَى الجِنَازَةِ أَرْبَعَاً بِرَقْم: 1320]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " نَعَى لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّجَاشِيَ صَاحِبَ الحَبَشَةِ في اليَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اسْتَغْفِرُواْ لأَخِيكُمْ " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: الصَّلاَةِ عَلَى الجَنَائِزِ بِالمُصَلَّى بِرَقْم: (1328)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 951] عَنِ ابْنِ جَارِيَةَ الأَنْصَارِيِّ عَنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ عِنْدَمَا بَلَغَهُ مَوْتُ النَّجَاشِيّ: " إِنَّ أَخَاكُمُ النَّجَاشِيَّ قَدْ مَاتَ فَقُومُواْ فَصَلُّواْ عَلَيْه، فَصَفَّنَا صَفَّين " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: (1536)، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42304]

عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " صَلُّواْ عَلَى أَخٍ لَكُمْ مَاتَ بِغَيْرِ أَرْضِكُمْ " 00 قَالُواْ مَنْ هُوَ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " النَّجَاشِيّ " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1537] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَاتَ اليَوْمَ عَبْدٌ للهِ صَالِحٌ أَصْحَمَة " 00 فَقَامَ فَأَمَّنَا وَصَلَّى عَلَيْه 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابٍ في التَّكْبِيرِ عَلَى الجِنَازَة بِرَقْم: 952]

عَدَمُ مَشْرُوعِيَّةِ الصَّلاَةِ عَلَى كُلِّ غَائِب قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الْفَتَاوَى عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ عَنْ بَعْضِ الأُمُورِ المُحْدَثَة: " النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ كَانُواْ لاَ يَنوُونَ الاِعْتِكَافَ كُلَّمَا دَخَلُواْ مَسْجِدَاً لِلصَّلاَة؛ وَلَمْ يُصَلِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى غَائِبٍ غَيْرَ النَّجَاشِيّ، وَمَا كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَائِمَاً يَقْنُتُ في الفَجْرِ أَوْ غَيْرِهَا بِقُنُوتٍ مَسْنُونٍ يجْهَرُ بِهِ " 0 [مجْمُوعُ الْفَتَاوَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة]

قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ في زَادِ المَعَاد: " وَلَمْ يَكُنْ مِنْ هَدْيِهِ وَسُنّتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصّلاَةُ عَلَى كُلّ مَيّتٍ غَائِب؛ فَقَدْ مَاتَ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَهُمْ غُيّبٌ فَلَمْ يُصَلّ عَلَيْهِمْ " 0 [ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ في زَادِ المَعَادِ في الجَنَائِزِ فَصْلِ الصَّلاَةِ عَلَى الْغَائِب] وَقَالَ الشَّيْخُ الأَلْبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ تَعْلِيقَاً: " وَمِمَّا يُؤَيِّدُ عَدَمَ مَشْرُوعِيَّةَ الصَّلاَةِ عَلَى كُلِّ غَائِب: أَنَّهُ لَمَّا مَاتَ الخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ وَغَيرُهُمْ؛ لَمْ يُصَلِّ أَحَدٌ مِنَ المُسْلِمِينَ عَلَيْهِمْ صَلاَةَ الْغَائِب، وَلَوْ فَعَلُواْ لَتَوَاتَرَ النَّقْلُ بِذَلِكَ عَنهُمْ " [الشَّيْخُ الأَلْبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 60]

طِيبَةُ قَلْبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَاً فَقَالُواْ: هَذَا دُفِنَ أَوْ دُفِنَتِ البَارِحَة، فَصَفَّنَا خَلْفَهُ ثمَّ صَلَّى عَلَيْهَا " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: صَلاَةِ الصِّبْيَانِ مَعَ النَّاسِ عَلَى الجَنَائِز بِرَقْم: 1326] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَاتَ إِنْسَانٌ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ، فَمَاتَ بِاللَّيْلِ فَدَفَنُوهُ لَيْلاً، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَخْبَرُوهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " مَا مَنَعَكُمْ أَنْ تُعْلِمُوني " 00؟

قَالُواْ: كَانَ اللَّيْلُ وَكَانَتْ ظُلْمَةٌ فَكَرِهْنَا أَنْ نَشُقَّ عَلَيْك؛ فَأَتَى قَبْرَهُ فَصَلَّى عَلَيْه " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: الإِذْنِ بِالجِنَازَة بِرَقْم: 1247] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَاتَ رَجُلٌ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ فَدَفَنُوهُ بِاللَّيْل، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَعْلَمُوه، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا مَنَعَكُمْ أَنْ تُعْلِمُوني " 00؟ قَالُواْ: كَانَ اللَّيْلُ وَكَانَتِ الظُّلْمَةُ فَكَرِهْنَا أَنْ نَشُقَّ عَلَيْك، فَأَتَى قَبْرَهُ فَصَلَّى عَلَيْه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1530]

عَنْ يَزِيدَ بْنِ ثَابِتٍ أَخِي زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: خَرَجْنَا مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَلَمَّا وَرَدَ البَقِيعَ فَإِذَا هُوَ بِقَبْرٍ جَدِيد؛ فَسَأَلَ عَنْهُ 00؟ قَالُواْ فُلاَنَةٌ، فَعَرَفَهَا وَقَال: " أَلاَ آذَنْتُمُوني بِهَا " 00؟ قَالُواْ: كُنْتَ قَائِلاً صَائِمَاً ـ أَيْ نائِمَاً صَائِمَاً ـ فَكَرِهْنَا أَنْ نُؤْذِيَك، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَلاَ تَفْعَلُواْ، لاَ أَعْرِفَنَّ مَا مَاتَ مِنْكُمْ مَيِّتٌ مَا كُنْتُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ إِلاَّ آذَنْتُمُوني بِه؛ فَإِنَّ صَلاَتِي عَلَيْهِ لَهُ رَحْمَة " 00 ثُمَّ أَتَى القَبْرَ فَصَفَفْنَا خَلْفَهُ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعَاً " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَة، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد]

عَنْ يَزِيدَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُمْ خَرَجُواْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَرَأَى قَبْرَاً جَدِيدَاً؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا هَذَا " 00؟ قَالُواْ: هَذِهِ فُلاَنَةُ مَوْلاَةُ بَني فُلاَن ـ أَيْ خَادِمَتُهُمْ ـ فَعَرَفَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، مَاتَتْ ظُهْرَاً وَأَنْتَ نَائِمٌ قَائِلٌ ـ أَيْ نَائِمٌ نَوْمَةَ القَيْلُولَة ـ فَلَمْ نُحِبَّ أَنْ نُوقِظَكَ بِهَا؛ فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَفَّ النَّاسَ خَلْفَهُ وَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعَاً ثُمَّ قَال: " لاَ يَمُوتُ فِيكُمْ مَيِّتٌ مَا دُمْتُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ إِلاَّ آذَنْتُمُوني بِه؛ فَإِنَّ صَلاَتِي لَهُ رَحْمَةٌ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (13747)، وَصَحَّحَهُ في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: 2022]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " اشْتَكَتِ امْرَأَةٌ بِالعَوالي مِسْكِينَة، فَكَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُمْ عَنْهَا، وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنْ مَاتَتْ فَلاَ تَدْفِنُوهَا حَتىَّ أُصَلِّيَ عَلَيْهَا " 00 فَتُوُفِّيَتْ، فَجَاءواْ بِهَا إِلى المَدِينَةِ بَعْدَ العَتَمَةِ فَوَجَدُواْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَام؛ فَكَرِهُواْ أَنْ يُوقِظُوه، فَصَلَّوْا عَلَيْهَا وَدَفَنُوهَا بِبَقِيعِ الغَرْقَد، فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءواْ فَسَأَلَهُمْ عَنْهَا 00؟

[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: 1969] فَقَالُواْ: قَدْ دُفِنَتْ يَا رَسُولَ اللهِ وَقَدْ جِئْنَاكَ فَوَجَدْنَاكَ نَائِمَاً فَكَرِهْنَا أَنْ نُوقِظَك، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَانْطَلِقُواْ " 00 فَانْطَلَقَ يَمْشِي وَمَشَوْا مَعَهُ حَتىَّ أَرَوْهُ قَبْرَهَا، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَفُّواْ وَرَاءهُ فَصَلَّى عَلَيْهَا وَكَبَّرَ أَرْبَعَاً " 0

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ في بَعْضِ سِكَكِ المَدينَةِ فَرَأَى رَجُلاً أَسْوَدَ مَيِّتَاً قَدْ رَمَواْ بِهِ في الطَّرِيق؛ فَسَأَلَ بَعْضَ مَنْ ثَمَّ عَنهُ ـ أَيْ فَسَأَلَ بَعْضَ مَن هُنَاكَ عَنهُ ـ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَمْلُوكُ مَن هَذَا " 00؟ قَالُواْ ممْلُوكٌ لآلِ فُلاَن، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَكُنْتُم تَرَوْنَهُ يُصَلِّي " 00؟ قَالُواْ كُنَّا نَرَاهُ أَحْيَانَا يُصَلِّي وَأَحْيَانَا لاَ يُصَلِّي، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قُومُواْ فَاغْسِلُوهُ وَكَفِّنُوه " فَقَامُوا فَغَسَّلُوهُ وَكَفَّنُوه، وَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى عَلَيْه، فَلَمَّا كَبَّرَ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " سُبْحَانَ الله، سُبْحَانَ الله " 00 فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَتَه؛ قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: يَا رَسُولَ الله، سَمِعْنَاكَ لَمَّا كَبَّرتَ تَقُول: " سُبْحَانَ اللهِ سُبْحَانَ الله " 00 فَلِمَ قُلْتَ " سُبْحَانَ اللهِ سُبْحَانَ الله "؟!

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " كَادَتِ المَلاَئِكَةُ أَنْ تحُولَ بَيْني وَبَيْنَهُ؛ مِنْ كَثْرَةِ مَا صَلُّواْ عَلَيْه " [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع ": إِسْنَادُهُ جَيِّد 0 ص: (266/ 10)، الإِمَامُ الطَّبَرَانيُّ في الأَوْسَطِ] صَدَقَ خَيرُ القَائِلِينَ عِنْدَمَا قَال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين} {الأَنْبِيَاء/107} عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ مَرَّ مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرٍ مَنْبُوذٍ فَأَمَّهُمْ وَصَلَّوْا خَلْفَه " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: الصَّلاَةِ عَلَى القَبْرِ بَعْدَمَا يُدْفَن بِرَقْم: 1336]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً كَانَ في المَسْجِدِ يَقُمُّ المَسْجِدَ ـ أَيْ يُنَظِّفُهُ ـ فَمَاتَ وَلَمْ يَعْلَمِ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمَوْتِه، فَذَكَرَهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَال: " مَا فَعَلَ ذَلِكَ الإِنْسَان " 00؟ قَالُواْ: مَاتَ يَا رَسُولَ الله؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَفَلاَ آذَنْتُمُوني " 00؟! فَقَالُواْ: إِنَّهُ كَانَ كَذَا وَكَذَا 00 قِصَّتَهُ، فَحَقَّرُواْ شَأْنَه، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَدُلُّوني عَلَى قَبْرِه " 00 فَأَتَى قَبْرَهُ فَصَلَّى عَلَيْه " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: الصَّلاَةِ عَلَى القَبْرِ بَعْدَمَا يُدْفَن بِرَقْم: 1337]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ المَسْجِدَ ـ أَيْ تُنَظِّفُهُ مِنَ القِمَامَة ـ فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَ عَنْهَا 00؟ فَقَالُواْ مَاتَتْ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَفَلاَ كُنْتُمْ آذَنْتُمُوني " 00؟ فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُواْ أَمْرَهَا، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " دُلُّوني عَلَى قَبْرِهَا " 00 فَدَلُّوه، فَصَلَّى عَلَيْهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ قَال: " إِنَّ هَذِهِ القُبُورَ مَمْلُوءةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا لهُمْ بِصَلاَتي عَلَيْهِمْ " 0 [الإِمَامُ مُسْلِم في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: الصَّلاَةِ عَلَى القَبْر بِرَقْم: 956]

عَنْ يَزِيدَ بْنِ ثَابِت رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صَلَّى عَلَى قَبْرِ فُلاَنَةٍ فَكَبَّرَ أَرْبَعَاً " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 3083] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صَلَّى عَلَى قَبْرِ امْرَأَةٍ قَدْ دُفِنَتْ " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 ح / ر: 3084]

عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ الحَصِيبِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى قَبرٍ جَدِيدٍ حَدِيثِ عَهْدٍ بِدَفْن، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قَبْرُ مَن هَذَا " 00؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يا رسول الله؛ هَذِهِ أُمُّ محْجَن، كَانَتْ مُولَعَةً بِلَقْطِ الْقَذَى مِنَ المَسْجِد؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أفلاَ آذنتموني " 00؟ فَقَالواْ: كُنْتَ نَائِمَاً فَكَرِهْنَا أَنْ نُهَيِّجَكَ ـ أَيْ نُتْعِبُك ـ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَلاَ تَفْعَلُواْ؛ فَإِنَّ صَلاَتي عَلَى مَوْتَاكُمْ نُورٌ لَهُمْ في قُبُورِهِمْ "، فَصَفَّ أَصْحَابَهُ فَصَلَّى عَلَيْهَا 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الثَّمَرِ المُسْتَطَابِ تحْتَ رَقْم: (591)، رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيُّ في سُنَنِه]

وَكُلُّ هَذِهِ الأَحَادِيثِ تُعَلِّمُنَا أَيْضَاً: جَوَازَ الصَّلاَةِ عَلَى المَيِّتِ بَعْدَمَا دُفِنَ وَصُلِّيَ عَلَيْه، وَتَكْرَارَ الصَّلاَةِ عَلَيْهِ وَلَوْ بَعْدَ حِين؛ تَعْظِيمَاً لأَجْرِه 00 عَن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الجُهَنيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ بَعْدَ ثَمَاني سِنِين، كَالمُوَدِّعِ لِلأَحْيَاءِ وَالأَمْوَات، ثُمَّ طَلَعَ المِنْبَرَ فَقَال: " إِنيِّ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فَرَط ـ أَيْ أَتَقَدُّمُكُمْ ـ وَأَنَا عَلَيْكُمْ شَهِيد، وَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الحَوْض، وَإِنيِّ لأَنْظُرُ إِلَيْهِ مِنْ مَقَامِي هَذَا، وَإِنيِّ لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُواْ، وَلَكِنيِّ أَخْشَى عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا أَنْ تَنَافَسُوهَا " 0 قَالَ عُقْبَة: " فَكَانَتْ آخِرَ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 4042/فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2296/عَبْد البَاقِي]

فَتْرَةُ الإِحْدَاد ـ إِحْدَادُ المَرْأَةِ عَلَى زَوْجِهَا وَعَلَى غَيرِ زَوْجِهَا: عَنْ محَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " تُوُفِّيَ ابْنٌ لأُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا، فَلَمَّا كَانَ اليَوْمُ الثَّالِثُ دَعَتْ بِصُفْرَةٍ فَتَمَسَّحَتْ بِهِ وَقَالَتْ: نُهِينَا أَنْ نُحِدَّ أَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثٍ إِلاَّ بِزَوْجٍ " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: إِحْدَادِ المَرْأَةِ عَلَى غَيرِ زَوْجِهَا بِرَقْم: 1279]

عَن أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يحِلُّ لاَمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أَنْ تُحِدَّ فَوْقَ ثَلاَث، إِلاَّ عَلَى زَوْج، فَإِنَّهَا لاَ تَكْتَحِلُ وَلاَ تَلْبَسُ ثَوْبَاً مَصْبُوغَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5343 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 938 / عَبْد البَاقِي]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ امْرَأَةً تُوُفِّيَ زَوْجُهَا؛ فَخَافُواْ عَلَى عَيْنِهَا؛ فَأَتَوُاْ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَاسْتَأْذَنُوهُ في الْكُحْل؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قَدْ كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ تَكُونُ في شَرِّ أَحْلاَسِهَا في بَيْتِهَا حَوْلاً، فَإِذَا مَرَّ كَلْبٌ رَمَتْ بِبَعْرَةٍ فَخَرَجَتْ: [أَيْ دَاخِلَ بَيْتِهَا؛ تُدَلِّكُ بِهَا جَسَدَهَا ثُمَّ تَخْرُجُ بَعْدَ ذَلِك]، أَفَلاَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرَا " 00؟! [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5706 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ وَاللَّفْظُ لَهُ بِرَقْم: 1488 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبي سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " دَخَلْتُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ حِينَ تُوُفِّيَ أَخُوهَا، فَدَعَتْ بِطِيبٍ فَمَسَّتْ بِهِ ثمَّ قَالَتْ: مَا لي بِالطِّيبِ مِن حَاجَة، غَيْرَ أَني سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى المِنْبَرِ يَقُولُ: " لاَ يَحِلُّ لاَمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ تُحِدُّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاَث، إِلاَّ عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1282 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1486 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبي سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " لَمَّا جَاءَ نَعْيُ أَبي سُفْيَانَ مِنَ الشَّام: دَعَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ ـ أَيِ ابْنَتُهُ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهَا بِصُفْرَةٍ في اليَوْمِ الثَّالِثِ فَمَسَحَتْ عَارِضَيْهَا وَذِرَاعَيْهَا وَقَالَتْ: إِني كُنْتُ عَنْ هَذَا لَغَنِيَّةً، لَوْلاَ أَني سَمِعْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " لاَ يحِلُّ لاَمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاَثٍ إِلاَّ عَلَى زَوْج، فَإِنهَا تُحِدُّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرَاً " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: إِحْدَادِ المَرْأَةِ بِرَقْم: (1280)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الطَّلاَقِ بِرَقْم: 1486]

وَهَذِهِ الْبَاقَةِ مِنَ الأَحَادِيثِ ـ عَلَى كَثْرَتِهَا ـ قِيلَ فِيهَا كَلاَمٌ كَثِير، أَسُوقُ طَرَفَاً مِنهُ لِلأَمَانَة: عَن أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ وَكَانَتْ زَوْجَةً لجَعْفَر: " دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اليَوْمَ الثَّالِثَ مِنْ قَتْلِ جَعْفَرٍ فَقَال: لاَ تَحِدِّي بَعْدَ يَوْمِكِ هَذَا " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ 0 ص: (17/ 3)، رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، وَقَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: اخْتُلِفَ في وَصْلِهِ وَإِرْسَالِه 0 رَوَاهُ الإِمَامَانِ ابْنُ حِبَّانَ وَأَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

وَلَعَلَّ يَكُونُ المُرَادُ بِالثَّلاَثَةِ أَيَّامٍ فَتْرَةَ الْعَزَاءِ لاَ فَتْرَةَ الْعِدَّة 00 بمَعْنى: أَنَّ لِلْمُتَوَفىَّ عَنهَا زَوْجُهَا ـ إِنْ كَانَ قَدْ مَاتَ شَهِيدَاً ـ أَنْ تَتَقَبَّلَ فِيهِ الْعَزَاءَ وَلاَ تَمَسَّ الطِّيبَ وَلاَ تَكْتَحِلَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فَقَطْ، وَلَكِنْ لاَ تَتَزَوَّجُ إِلاَّ بَعْدَ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ وَعَشْرَةِ أَيَّام 0 اذكُرُواْ محَاسِنَ مَوْتَاكُمْ وَمِنَ الأُمُورِ المُؤْسِفَةِ التي يَقَعُ فِيهَا بَعْضُ المُشَيِّعِينَ في سَيرِهِمْ خَلفَ الجِنَازَة: أَنهُمْ يُصَلُّونَ عَلَى المَيِّتِ ثمَّ يَتبَعُونَه، وَبَدَلاً مِن أَنْ يَترَحَّمُواْ عَلَيْهِ بِالكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ يَظَلُّونَ يَذُمُّونَهُ طُولَ الطَّرِيق 00!! لاَ أَدْرِي وَاللهِ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ رَأيُهُمْ فِيهِ فَلِمَ جَاءواْ لِتَشْيِيعَهِ إِذَن 00؟

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " اذْكُرُواْ محَاسِنَ مَوْتَاكُمْ وَكُفُّواْ عَنْ مَسَاوِيهِمْ " 0 [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في المِشْكَاةِ وَالتَّرْغِيب بِرَقْم: (2063)، وَالتِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ بِرَقْم: 4900]

لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَهُمْ أَعْمَالُهُمْ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَسُبُّواْ الأَمْوَات؛ فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلى مَا قَدَّمُواْ " 0 [البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ سَبِّ الأَمْوَات 0 بِرَقْم: 1393] وَالمَعْنى: أَيْ لاَ دَاعِيَ لِسَبِّهِمْ بِأَعْمَالهِمُ القَبِيحَةِ فَإِنهُمُ الآنَ يجْزَوْنَ بهَا 0 عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " ذُكِرَ عِنْدَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَالِكٌ ـ أَيْ مَيِّتٌ ـ بِسُوء؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ تَذْكُرُواْ هَلْكَاكُمْ إِلاَّ بخَيْرٍ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: 1935]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا مَاتَ صَاحِبُكُمْ فَدَعُوهُ وَلاَ تَقَعُوا فِيه " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 3018، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 4899]

عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَامَ يَوْمَ مَاتَ المُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنى عَلَيْهِ وَقَال: " عَلَيْكُمْ بِاتِّقَاءِ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه، وَالوَقَارِ وَالسَّكِينَةِ حَتىَّ يَأْتِيَكُمْ أَمِير؛ فَإِنَّمَا يَأْتِيكُمُ الآن، ثُمَّ قَالَ: اسْتَعْفُواْ لأَمِيرِكُمْ ـ أَيِ اطْلُبُواْ العَفْوَ لَهُ ـ فَإِنَّهُ كَانَ يحِبُّ العَفْوَ ثُمَّ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَمَّا بَعْد: فَإِني أَتَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلتُ: أُبَايِعُكَ عَلَى الإِسْلاَم، فَشَرَطَ عَلَيَّ وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِم، فَبَايَعْتُهُ عَلَى هَذَا؛ وَرَبِّ هَذَا المَسْجِدِ إِنيِّ لَنَاصِحٌ لَكُمْ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَنَزَل " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 58، وَالإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَسُبُّواْ الأَمْوَاتَ فَتُؤذُواْ الأَحْيَاء " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 18210، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 1982] كُلُّنَا ذَوُو خَطَأ وَعَلَيْكَ بحُسْنِ الظَّنِّ بِهِ حَتىَّ وَإِنْ كَانَ فَاسِقَاً، قُلْ لِنَفْسِك: لَعَلَّهُ قَدْ تَاب، لَعَلَّ اللهَ قَدْ رَأَى مِنهُ خَيرَاً فَغَفَرَ لَه؛ فَإِنَّ الخَاتمَةَ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ الله 00!!

فَمَهْمَا كَانَتْ مَسَاوِئُهُ فَإِنَّهُ لاَ يخْلُو مِنَ المحَاسِن، وَأَنْتَ مَهْمَا كَانَتْ محَاسِنُكَ فَإِنَّكَ لاَ تخْلُو مِنَ المَسَاوِئ؛ فَسَلِ اللهَ المَغْفِرَةَ لَهُ وَلَكَ فَكُلُّنَا ذَوُو خَطَأ 00!! وَمَنْ مِنَّا بِغَيرِ خَطَايَا مَاتَ أَحَدُ جِيرَانِ عُمَرَ بنِ ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَكَانَ رَجُلاً مُسْرِفَاً عَلَى نَفْسِهِ بِالذُّنُوبِ وَالمَعَاصِي؛ فَتَجَافى النَّاسُ عَنِ الصَّلاَةِ عَلَيْه، فَبَلَغَ عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ خَبرُه؛ فَأَوْصَى أَهْلَهُ أَنْ يَتَوَلَّواْ تجْهِيزَهُ وَقَالَ لهُمْ:

إِذَا فَرَغتُم فَآذِنُوني، فَفَعَلُواْ، فَشَهِدَهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَشَهِدَهُ النَّاس، فَلَمَّا أَنْ فَرَغَ مِنْ دَفْنِهِ وَقَفَ عَلَى قَبرِهِ فَقَالَ: يَرْحَمُكَ اللهُ أَبَا فُلاَن؛ فَلَقَدْ صَحِبْتَ عُمْرَكَ بِالتَّوحِيد، وَعَفَّرْتَ وَجْهَكَ بِالسُّجُود، وَإِنْ قَالُواْ: مُذْنِبٌ وَذُو خَطَايَا؛ فَمَنْ مِنَّا بِغَيرِ خَطَايَا وَلاَ ذُنُوب 00؟! [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ الحَافِظِ العِرَاقِي 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة: كِتَابُ المَوْت: 1879] مَكَانَةُ أَهْلِ المَعْرُوفِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ القِيَامَة

وَيُحْكَى أَنَّ رَجُلاً مِنَ المُنهَمِكِينَ في الفَسَادِ مَاتَ في بَعْضِ نَوَاحِي البَصْرَة، فَلَمْ تجِدِ امْرَأَتُهُ مَنْ يُعِينُهَا عَلَى حَمْلِ جِنَازَتِه؛ فَلمْ يُسَاعِدْهَا جِيرَانُهُ لِكَثرَةِ فِسْقِه، فَاسْتَأَجَرَت حَمَّالِينَ وَحمَلَتْهَا إِلى المُصَلَّى، فَمَا صَلَّى عَلَيهِ أَحَد، فَحَمَلَتْهَا إِلى المَقَابِرِ لِدَفنِهَا، وَبَيْنَمَا هُمْ يَمْشُونَ إِذْ مَرُّواْ عَلَى جَبَل، فَإِذَا عَلَيْهِ رَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ كِبَارِ الزُّهَّاد، فَرَأَتْهُ كَالمُنْتَظِرِ لِلجِنَازَة، ثُمَّ قَصَدَهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا، فَانْتَشَرَ الخَبرُ في البَلدَةِ وَقَالَ النَّاس: لَقَدْ صَلَّى عَلَيْهِ العَالِمُ الزَّاهِدُ فُلاَن؛ فَخَرَجَ أَهلُهَا فَصَلَّواْ عَلَيْه، ثمَّ سَأَلُوهُ مُتَعَجِّبِينَ عَنْ سِرِّ هَذَا الرَّجُلِ فَقَالَ لهُمْ: قِيلَ لي في المَنَام:

انْزِل إِلى المَوْضِعِ الفُلاَني، سَتَرَى فِيهِ جِنَازَةً لَيْسَ مَعَهَا أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَةً فَصَلِّ عَلَيْهَا فَإِنَّ صَاحِبَهَا مَغْفُورٌ لَه؛ فَزَادَ عَجَبُ النَّاس 00!! فَاسْتَدْعَى هَذَا العَالِمُ امْرَأَتَهُ وَسَأَلهَا عَن حَالِه 00؟ فَقَالَتْ: قَدْ كَانَ طُولَ نهَارِهِ في المَاخُور ـ أَيْ في الحَانَة ـ مَشْغُولاً بِشُرْبِ الخَمْر 00!! فَقَالَ لهَا: انْظُرِي هَلْ تَعْرِفِينَ لَهُ شَيْئَاً مِن أَعْمَالِ الخَير 00؟ [الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةُ الحَافِظِ العِرَاقِي دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة: كِتَابُ المَوْت: 1879]

قَالَتْ نَعَمْ، ثَلاَثَةُ أَشْيَاء: كَان يَفِيقُ مِنْ سُكْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ وَقْتَ الصُّبح، فَيُبَدِّلُ ثِيَابَهُ وَيَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي الصُّبْحَ في جَمَاعَة ثمَّ يَعُودُ إِلى المَاخُور، فَيَظَلُّ مُشْتَغِلاً بِالفِسْقِ حَتىَّ يُسْكِرَهُ الشَّرَابُ فَيَنَام!! وَالثَّاني: أَنَّ بَيْتَهُ كَانَ لاَ يخْلُو أَبَدَاً مِنْ يَتِيمٍ أَوْ يَتِيمَين، وَكَانَ إِحْسَانُهُ إِلَيْهِمْ أَكْثَرَ مِن إِحْسَانِهِ إِلى أَوْلاَدِه وَالثَّالِث: أَنَّه كَانَ يَفِيقُ في أَثْنَاءِ سُكْرِهِ في ظَلاَمِ اللَّيْلِ فَيَبْكِي وَيَقُول: يَا رَبّ: أَيَّةُ زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَا جَهَنَّمَ تمْلأُهَا بهَذَا الخَبِيث 00 يَقْصِدُ نَفْسَه 00!!!

نَظَرَ إِبْرَاهِيمُ الزَّيَّاتُ إِلى أُنَاس يَتَرَحَّمُونَ عَلَى مَيِّتٍ فَقَال: لَوْ ترَحَّمْتُمْ عَلَى أَنفُسِكُمْ لَكَانَ خَيرَاً لَكُمْ، إِنَّهُ نجَا مِن أَهْوَالٍ ثَلاَثَة: وَجْهِ مَلَكِ المَوْت وَقَدْ رَأَى، وَمَرَارَةِ المَوْتِ وَقَدْ ذَاق، وَالخَوْفِ مِنَ الخَاتمَة وَقَدْ أَمِن " 0 [الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةُ الحَافِظِ العِرَاقِي دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة: كِتَابُ المَوْت: 1879] أَنَا العَبْدُ الَّذِي كَسَبَ الذُّنُوبَا * وَصَدَّتْهُ الأَمَاني أَنْ يَتُوبَا أَنَا العَبْدُ الَّذِي أَمْسَى حَزِينَاً * عَلَى زَلاَّتِهِ قَلِقَاً كَئِيبَا أَنَا العَبْدُ الَّذِي سُطِرَتْ عَلَيْهِ * صَحَائِفُ لَمْ يخَفْ فِيهَا الرَّقِيبَا أَنَا العَبْدُ المُفَرِّطُ ضَاعَ عُمْرِي * فَلَمْ أَرْعَ الشَّبِيبَةَ وَالمَشِيبَا

أَنَا العَبْدُ الغَرِيقُ بِلُجِّ بحْرٍ * أَصِيحُ لَرُبَّمَا أَلْقَى مجِيبَا أَنَا العَبْدُ السَّقِيمُ مِنَ الخَطَايَا * وَقَدْ أَقْبَلْتُ أَلْتَمِسُ الطَّبِيبَا أَنَا العَبْدُ المُخَلَّفُ عَن أُنَاسٍ * حَوَواْ مِنْ كُلِّ مَعْرُوفٍ نَصِيبَا أَنَا العَبْدُ الفَقِيرُ إِلَيْكَ رَبي * فَيَسِّرْ مِنْكَ لي فَرَجَاً قَرِيبَا أَنَا العَبْدُ الشَّرِيدُ ظَلَمْتُ نَفْسِي * وَقَدْ أَقْبَلْتُ يَا رَبيِّ مُنِيبَا أَنَا الْغَدَّارُ كَمْ عَاهَدْتُ عَهْدَاً * وَكُنْتُ عَلَى الوَفَاءِ بِهِ كَذُوبَا أَنَا المُضْطَرُّ أَرْجُو مِنْكَ عَفْوَاً * وَمَنْ يَرْجُو رِضَاكَ فَلَنْ يخِيبَا فَيَا أَسَفِي عَلَى عُمُرٍ تَقَضَّى * وَلَمْ أَكْسِبْ بِهِ إِلاَّ الذُّنُوبَا وَأَحْذَرُ أَنْ يُعَالجَني مَصِيرٌ * يحَيِّرُ هَوْلُ مَصْرَعِهِ اللَّبِيبَا

وَيَا حَزَنَاهُ مِن حَشْرِي وَنَشْرِي * بِيَوْمٍ يجْعَلُ الوُلْدَانَ شِيبَا تَفَطَّرَتِ السَّمَاءُ بِهِ وَمَارَتْ * وَأَصْبَحَتِ الجِبَالُ بِهِ كَثِيبَا فَيَا خَجَلاَهُ مِنْ قُبْحِ اكْتِسَابي * إِذَا مَا أَبْدَتِ الصُّحُفُ العُيُوبَا وَذِلَّةَ مَوْقِفٍ وَحِسَابَ عَدْلٍ * أَكُونُ بِهِ عَلَى نَفْسِي حَسِيبَا وَيَا وَيْلاَهُ مِنْ نَارٍ تَلَظَّى * إِذَا زَفَرَتْ وَأَقْلَقَتِ القُلُوبَا تَكَادُ إِذَا بَدَتْ تَنْشَقُّ غَيْظَاً * عَلَى مَنْ كَانَ ظَلاَّمَاً مُرِيبَا فَيَا مَنْ مَدَّ في كَسْبِ الخَطَايَا * خُطَاهُ أَلَمْ يحِنْ لَكَ أَنْ تَتُوبَا أَلاَ أَقْلِعْ وَتُبْ وَاعْمَلْ فَإِنيِّ * رَأَيْتُ لِكُلِّ مجْتَهِدٍ نَصِيبَا وَكُنْ لِلصَّالحِينَ أَخَاً وَخِلاً * وَكُنْ في هَذِهِ الدُّنيَا غَرِيبَا وَكُن عَنْ كُلِّ فَاحِشَةٍ جَبَانَاً * وَكُنْ في الخَيرِ مِقْدَامَاً نجِيبَا

وَلاَحِظْ زِينَةَ الدُّنيَا بِبُغْضٍ * تَكُن عَبْدَاً إِلى المَوْلى حَبِيبَا وَغُضَّ عَنِ المحَارِمِ مِنْكَ طَرْفَاً * لَعُوبَاً يَفْتِنُ القَلْبَ الأَرِيبَا فَخَائِنَةُ الْعُيُونِ كَأُسْدِ غَابٍ * إِذَا مَا أُهْمِلَتْ وَثَبَتْ وُثُوبَا وَمَنْ يَغْضُضْ فُضُولَ الطَّرْفِ عَنهَا * يَجِدْ في قَلْبِهِ بَرْدَاً وَطِيبَا وَلاَ يَبرَحْ لِسَانُكَ كُلَّ وَقْتٍ * بِذِكْرِ اللهِ رَيَّانَاً رَطِيبَا وَكُن حَسَنَ السَّجَايَا ذَا حَيَاءٍ * طَلِيقَ الْوَجْهِ لاَ شَكِسَاً غَضُوبَا تجِدْ مَا قَدَّمَتْهُ يَدَاكَ ظِلاًّ * إِذَا مَا شَاهَدَ النَّاسُ الخُطُوبَا *********

عَذَابُ القَبرِ وَنَعِيمُه: ============ فَضْلُ زِيَارَةِ القُبُورِ وَآدَابُهَا إِنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَأْمُرْنَا بِزِيَارَةِ القُبُورِ إِلاَّ لِمَا فِيهَا مِنَ التَّذْكِرَة: بِأَحْوَالِ المَوْتَى وَأُمُورِ الآخِرَة 00 عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " زُورُواْ القُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ الآخِرَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1569، وَصَحَّحَهُ في صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: 3577]

عذاب القبر ونعيمه

عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ الحَصِيبِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ القُبُورِ فَزُورُوهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (977 / عَبْد البَاقِي)، وَهُوَ في الشُّعَب بِرَقْم: (9287)، وَفي الكَنْزِ بِرَقْم: 42565] عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ الحَصِيبِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا، وَلاَ تَقُولُواْ هُجْرَا " 00 أَيْ فُحْشَاً وَحَرَامَا 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 23052]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ القُبُورِ فَزُورُوهَا؛ فَإِنَّ لَكُمْ فِيهَا عِبْرَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيح بِرَقْم: (6789)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيّ] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ القُبُورِ فَزُورُوهَا؛ فَإِنهَا تُذَكِّرُكُمُ المَوْت " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيح بِرَقْم: (6790)، رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى مُسْنَدِهِ بِرَقْم: 5908]

أَمَّا النَّهْيُ الَّذِي وَرَدَ في بَعْضِ الأَحَادِيثِ فَهُوَ مَنْسُوخ، ثمَّ أَنَّهُ لَمْ يَكُ لِذَاتِه، إِنمَا كَانَ لِمَا يَصْحَبُهُ مِنَ الدَّعْوَى بِالوَيْلِ وَالثُّبُورِ وَشَقِّ الثِّيَابِ وَلَطْمِ الخُدُود؛ وَلِذَا صَرَّحَ بَعْضُهَا قَائِلاً: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَعَنَ اللهُ زُوَّارَاتِ القُبُور " [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 9240، وَأَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 8430، رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ وَأَبُو يَعْلَى مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ حَسَن 0 ح / ر: 5908] " زَوَّارَات " عَلَى وَزْنِ " فَعَّالاَت " وَهِيَ صُورَةُ مُبَالَغَة: أَيِ الَّلاَئِي يُكْثِرْنَ الزِّيَارَةَ حَتىَّ يَتَّخِذْنهَا عَادَة لاَ عِبَادَة 0

وَلاَ بَأْسَ في زِيَارَةِ المَقَابِرِ يَوْمَ العِيد؛ فَقَدْ ثَبُتَ عَنِ النَّبيِّ فِعْلُهُ 00 عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " خَرَجَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أَضْحىً إِلى البَقِيع، فَصَلَّى رَكْعَتَيْن " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 976 / فَتْح] السَّلاَمُ عَلَى أَهْلِ القُبُورِ عِنْدَ زِيَارَتهِمْ عَنْ بُرَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُواْ إِلى المَقَابِرِ أَنْ يَقُولُواْ: " السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالمُسْلِمِين، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاَحِقُون، أَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ العَافِيَة " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 975]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ جِبرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَتَاهُ قَال: " إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتيَ أَهْلَ البَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لهُمْ " 0 فَسَأَلَتْهُ أُمُّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: كَيْفَ أَقُولُ لهُمْ ـ أَيْ كَيْفَ أَسْتَغْفِرُ لهُمْ ـ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قُولي السَّلاَمُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالمُسْلِمِين، وَيَرْحَمُ اللهُ المُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالمُسْتَأْخِرِين، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَلاَحِقُون " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 974 / عَبْد البَاقِي]

وَطْءُ القُبُورِ وَالتَّغَوُّطُ بَيْنَهَا عَن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لأَن أَمْشِيَ عَلَى جَمْرَةٍ أَوْ سَيْفٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِن أَن أَمْشِيَ عَلَى قَبْرِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، وَمَا أُبَالِي وَسَطَ الْقُبُورِ قَضَيْتُ حَاجَتي أَمْ وَسَطَ السُّوقِ " [قَالَ عَنهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في السِّيَر: إِسْنَادُهُ صَالح 0 صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 126، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ بْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1567]

عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لأَنْ يَطَأَ الرَّجِلُ عَلَى جَمْرَةٍ؛ خَيرٌ لَهُ مِن أَن يَطَأَ عَلَى قَبر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 9175/ 5044، رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ في الحِلْيَة]

الجُلُوسُ عَلَيْهَا، وَالصَّلاَةُ إِلَيْهَا أَوْ عَلَيْهَا عَن عُمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " رَآني رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسَاً عَلَى قَبْرٍ فَقَال: " انْزِلْ مِنَ القَبْر، لاَ تُؤْذِي صَاحِبَ القَبْر " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 24009/ 38]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لأَنْ يجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ فَتحْرِقَ ثِيَابَهُ فَتخْلُصَ إِلى جِلْدِه: خَيْرٌ لَهُ مِن أَنْ يَجْلِسَ عَلَى قَبْر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 971 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي مَرْثَدٍ الغَنَوِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تجْلِسُواْ عَلَى القُبُورِ وَلاَ تُصَلُّواْ إِلَيْهَا " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: النَّهْيِ عَنِ الجُلُوسِ عَلَى القَبْر بِرَقْم: (972)، وَفي الكَنْزِ بِرَقْم: 42574]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تُصَلُّواْ إِلى قَبر، وَلاَ تُصَلُّواْ عَلَى قَبر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (13304)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيّ] عَن عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقْعُدُوا عَلَى الْقُبُور " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 7400، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 27914 / إِحْيَاءُ التُّرَاث]

وَلِلأَمَانَةِ الْعِلْمِيَّةِ يَنْبَغِي أَنْ نَعْلَمَ أَنَّهُ يُوجَدُ مَنْ تَكَلَّمَ في الجُلُوسِ عَلَى الْقَبر: رُوِيَ عَن عُثْمَانَ بْنَ حَكِيمٍ أَنَّهُ قَال: أَخَذَ بِيَدِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ فَأَجْلَسَني عَلَى قَبْر، وَأَخْبرَني عَن عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " إِنَّمَا كُرِهَ ذَلِكَ لِمَن أَحْدَثَ عَلَيْه " 0 [عُثْمَانُ وَخَارِجَةُ مِنَ التَّابِعِين، وَيَزِيدُ صَحَابيٌّ شَهِدَ بَدْرَاً 0 وَالنَّصُّ رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 1360] وَرَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنْ نَافِعٍ قَال: " كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يجْلِسُ عَلَى القُبُور " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: الجَرِيدِ عَلَى القَبر بِرَقْم: 1360]

مَوْقِفٌ بَكَى فِيهِ الفَارُوق قَالَ فَضِيلَةُ الشَّيْخ / عَبْدُ الحَمِيد كِشْك مُعَلِّقَاً في إِحْدَى خُطَبِهِ عَنْ مَوْتِ إِبْرَاهِيم: وَلوْ نجَا أَحَدٌ مِنْ سُؤَالِ المَلَكَينِ لنجَا مِنهُ إِبْرَاهِيم ـ ابْنُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ وَكَانَ طِفْلاً صَغِيرَاً آنَذَاك ـ فَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَقِّنُهُ وَيَقُولُ لَهُ وَهْوَ يحْمِلُهُ عَلَى ذِرَاعَيْهِ لِيَضَعَهُ في مَثْوَاهُ الأَخِير:

" يَا إِبرَاهِيم: إِذَا أَتَاكَ المَلَكَانِ وَسَأَلاَكَ مَا دِينُكَ وَمَنْ رَبُّكَ وَمَنِ الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكَ فَقُلْ لهُمْ: دِيني الإِسْلاَم، وَاللهُ رَبِّي، وَالرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيَّ أَبِي " 0 فَبَكَى عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ وَكَانَ جَالِسَاً ـ فَقَالَ لَهُ الحَبِيبُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا يُبْكِيكَ يَا عُمَر " 00؟ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَبْكِي يَا رَسُولَ اللهِ لأَنَّكَ تُلَقِّنُ ابْنَكَ وَهْوَ لَمْ يَبْلُغْ بَعْدُ الحُلُم، وَلاَ جَرَى عَلَيْهِ القَلَم؛ فَمَنْ يُلَقِّنُ ابْنَ الخَطَّابِ وَقَدْ بَلَغَ الحُلُمَ وَجَرَى عَلَيْهِ القَلَم، وَلَنْ يجِدَ مُلَقِّنَاً مِثْلَكَ يَا رَسُولَ الله؟! [فَضِيلَةُ الشَّيْخ / عَبْدِ الحَمِيد كِشْك في " الخُطَبُ المِنْبَرِيَّةُ " بِتَصَرُّف

السَّعِيدُ مَنْ نجَا عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةً لَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِيَاً مِنْهَا نجَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ " [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وََقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الذّهَبيّ: إِسْنَادُهُ قَوِيّ]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ نجَا أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ الْقَبرِ لَنَجَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذ، وَلَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ رُوخِيَ عَنه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (9437)، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ ص: 46/ 3، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيّ]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صَلَّى عَلَى صَبيٍّ أَوْ صَبِيَّةٍ فَقَال: " لَوْ نَجَا أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ الْقَبْرِ لَنَجَا هَذَا الصَّبيّ " 0 [صَحَّحَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ في زَوَائِدِهِ بِرَقْم: 4532، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: 5307، رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى في الضِّيَاء]

سَلِّمْ يَا رَبِّ سَلِّمْ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " هَذَا الَّذِي تحَرَّكَ لَهُ العَرْش، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاء، وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفَاً مِنَ المَلاَئِكَة؛ لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 2055، وَفي الجَامِعِ الصَّحِيح، وَمِشْكَاةِ المَصَابِيح بِرَقْمَيْ: 6987، 136]

عَن أَبِي الهَيْثَمِ بْنِ مَالِكٍ قَال: " كُنَّا نَتَحَدَّثُ عِنْدَ أَبْتَعَ بْنِ عَبْدٍ وَعِنْدَهُ أَبُو عَطِيَّةَ المَذْبُوحُ فَتَذَاكَرُواْ النَّعِيمَ فَقَالُواْ: مَن أَنعَمُ النَّاس 00؟ قَالُواْ فُلاَن، فَقَالَ أَبُو عَطِيَّةَ: أَنَا أُخْبرُكُمْ بمَن هُوَ أَنعَمُ مِنه: جَسَدٌ في لحْدٍ قَدْ أَمِنَ مِنَ العَذَاب " 0 [ابْنُ عَسَاكِر، وَالحَدِيثُ في " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42970] وَصَدَقَ الشَّاعِرُ حَيْثُ قَال: لَقَدْ عَلِمْتُ وَخَيرُ العِلْمِ أَنْفَعُهُ * أَنَّ السَّعِيدَ الَّذِي يَنْجُو مِنَ النَّارِ {فَرْوَةُ بْنُ نَوْفَل}

عَن أُمُّ المُؤمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " تُوُفِّيَتِ امْرَأَةٌ كَانَ أَصْحَابُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُونَ مِنهَا وَيُمَازِحُونَهاَ؛ فَقُلْتُ: اسْترَاحَتْ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنمَا يَسْترِيحُ مَن غُفِرَ لَه " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ ص: 330/ 2، وَرَوَاهُ الإِمَامُ البَزَّارُ وَالحَدِيثُ في كَنْزِ العُمَّالِ بِرَقْم: 42972]

وَغَضَبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لِقَوْلِ أُمُّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: " وَاسْترَاحَتْ " 0 فَمَا أَدْرَاهَا أَنهَا اسْترَاحَتْ 00؟ أَطَّلَعَتِ الغَيْبَ أَمِ اتخَذَتْ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدَا 00؟ حَتىَّ هَذَا الصَّبيُّ لَمْ يَسْلَمْ مِنْ ضَمَّةِ القَبر عَن أَبي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ صَبيَّاً دُفِنَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَوْ أَفْلَتَ أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ القَبرِ لأَفْلَتَ هَذَا الصَّبيّ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 9438، وَوَافَقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ ص: 47/ 3، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيّ]

حَتىَّ هَذِهِ الصَّبِيَّةُ لَمْ تَسْلَمْ مِنْ ضَمَّةِ القَبر عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجْنَا مَعَهُ، فَرَأَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُهِمَّاً ـ أَيْ مَهْمُومَاً ـ شَدِيدَ الحُزْن، فَجَعَلنَا لاَ نُكَلِّمُ حَتىَّ انْتَهَيْنَا إِلى القَبر، فَإِذَا هُوَ لَمْ يُفْرَغْ مِنْ لحْدِه، فَقَعَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَعَدْنَا حَوْلَه، فَحَدَّثَ نَفْسَهُ هُنَيْهَةً وَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلى السَّمَاء، ثُمَّ فُرِغَ مِنَ القَبرِ فَنزَلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيه، فَرَأَيْتُهُ يَزْدَادُ حُزْنَاً، ثُمَّ إِنَّهُ فَرَغَ ـ أَيْ فَرَغَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ تَغْيِيبِهَا في القَبر ـ فَخَرَجَ فَرَأَيْتُهُ سُرِّيَ عَنهُ وَتَبَسَّم؛ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ رَأَيْنَاكَ مُهِمَّاً حَزِينَاً لَمْ نَسْتَطِعْ أَنْ نُكَلِّمَكَ ثمَّ رَأَيْنَاكَ سُرِّيَ عَنْكَ فَلِمَ ذَلِك 00؟!

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " كُنْتُ أَذْكُرُ ضِيقَ القَبرِ وَغَمَّهُ، وَضَعْفَ زَيْنَبَ مَكَانَ ذَلِكَ فَشَقَّ عَلَيَّ فَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يخَفِّفَ عَنهَا فَفَعَل، وَلَقَدْ ضَغَطَهَا ضَغْطَةً سَمِعَهَا مَنْ بَينَ الخَافِقَينِ إِلاَّ الجِنُّ وَالإِنْس " 0 [ضَعَّفَهُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " 0 ص: (47/ 3)، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِير وَالأَوْسَط، وَفي " الكَنْزِ " بِرَقْم: 42940]

الَّذِينَ يُنْكِرُونَ عَذَابَ القَبر طَالَعَتنَا الصُّحُفُ المِصْرِيَّةُ كَعَادَتهَا بَينَ الحِينِ وَالحِين: في فَتحِ ذِرَاعَيْهَا لِلْعِلْمَانِيِّين، وَلِكُلِّ مَنْ يَطعَنُ في الدِّين: فَظَهَرَ مُؤَخَّرَاً مَنْ يُنْكِرُ عَذَابَ القَبرِ وَيُشَكِّكُ فِيه، ثُمَّ ظَهَرَتْ بَعْدَ هَؤُلاَءِ جَمَاعَةٌ يُنْكِرُونَ السُّنَّةَ بِرُمَّتِهَا 00!! وَلَوْ وَجَدُواْ مَنْ يحَاسِبُهُمْ في أَوَّلِ مَرَّة، لَمَا أَعَادُواْ الكَرَّة، لَعَنَةُ اللهِ عَلَى مَنْ شَجَّعَهُمْ، يَتَّهِمُونَنَا بِالتَّطَرُّفِ وَالإِرْهَاب، وَيُغْلِقُونَ في وُجُوهِنَا الأَبْوَاب، وَقَبْلَ أَنْ نُؤَلِّفَ كِتَابَاً يُصَادَرُ الكِتَاب، وَالعِلمَانِيُّونَ يَطْعَنُونَ في الدِّينِ بِغَيرِ حِسَاب 00!!

تَعَوَّدُواْ أَنْ يَتَجَرَّءواْ عَلَى دِينِ الله، وَلَوْ تجَرَّءواْ عَلَى أَشْيَاءَ أُخْرَى لَكَانَ خَيرَاً لهُمْ وَأَحْسَن، وَلَكِنْ مَا أَكثَرَ الشُّجْعَان: عَلَى السُّنَّةِ وَالقُرْآن!! يُنْكِرُونَ السُّنَّةَ وَيَطْعَنُونَ في الدِّين، وَيُسَمُّونَ أَنفُسَهُمْ بِالقُرْآنِيِّين، وَالقُرْآنُ مِنهُمْ بَرِيءٌ بَرَاءةَ المَلاَئِكَةِ مِنَ الشَّيَاطِين، صَدَقَتْ نُبُوءةُ الصَّادِقِ الأَمِين:

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ وَفي رِوَايَةٍ: خَطَبَنَا ـ فَحَمِدَ اللهَ تَعَالى وَأَثْنى عَلَيْه، فَذَكَرَ الرَّجْمَ فَقَال: لاَ تُخْدَعُنَّ عَنْهُ؛ فَإِنَّهُ حَدٌّ مِنْ حُدُودِ اللهِ تَعَالى، أَلاَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَجَمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَه، وَلَوْلاَ أَنْ يَقُولَ قَائِلُون: زَادَ عُمَرُ في كِتَابِ اللهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ: لَكَتَبْتُهُ في نَاحِيَةٍ مِنْ المُصْحَف: شَهِدَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَفُلاَنٌ وَفُلاَن: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَجَمَ وَرَجَمْنَا مِنْ بَعْدِه، أَلاَ وَإِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ بَعْدِكُمْ قَوْمٌ يُكَذِّبُونَ بِالرَّجْمِ وَبِالدَّجَّال، وَبِالشَّفَاعَةِ وَبِعَذَابِ القَبْر، وَبِقَوْمٍ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا امْتَحَشُواْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 156، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالى بَعَثَ محَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالحَقّ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الكِتَاب، وَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ عَلَيْهِ آيَةُ الرَّجْم، فَقَرَأْنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا، وَرَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَه؛ فَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِل: لاَ نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ في كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ؛ فَيَضِلُّواْ بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ قَدْ أَنْزَلَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلّ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 391، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

قُلْ لي بِاللهِ عَلَيْك: مَاذَا يَفْعَلُونَ مَعَ قَوْلِهِ تَعَالى: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاة} 00؟ {النِّسَاء/77} سَلْهُمْ أَيْنَ الآيَةُ الَّتي بَيَّنَتْ مَوَاقِيتَ الصَّلاَة، أَوْ عَدَدَ رَكَعَاتِ صَلاَةِ العَصْرِ أَوْ صَلاَةِ المَغْرِبِ أَوْ صَلاَةِ الغَدَاة 00؟ أَيْنَ الآيَةُ الَّتي بَيَّنَتْ أَنْصِبَةَ الزَّكَاة 00؟ فَالسُّنَّةُ مُكَمِّلَةٌ لِلقُرْآنِ وَالقُرْآنُ مُكَمِّلٌ لِلسُّنَّة 00 عَنِ المِقدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَلاَ إِنيِّ أُوتِيتُ الكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَه؛ أَلاَ يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُول: عَلَيْكُمْ بهَذَا القُرْآنِ فَمَا وَجَدْتمْ فِيهِ مِن حَلاَلٍ فَأَحِلُّوه، وَمَا وَجَدْتمْ فِيهِ مِن حَرَامٍ فَحَرِّمُوه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ أَبي دَاوُدَ وَابْنِ مَاجَةَ برَقْمَيْ: 4604، 12]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنِ المِقدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عَسَى رَجُلٌ يَبْلُغُهُ الحَدِيثُ عَنيِّ وَهْوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ فَيَقُول: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ الله، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَلاَلاً اسْتَحْلَلنَاهُ وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَرَامَاً حَرَّمْنَاه؛ وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ كَمَا حَرَّمَ الله " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ وَفي الجَامِعِ برَقْمَيْ: 2664، 4422، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 17194]

وَفي حَدِيثٍ آخَرَ لأَبي رَافِعٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ أَلفَيَنَّ ـ أَيْ لاَ أَلقَينَّ ـ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئَاً عَلَى أَرِيكَتِه، يَأَتِيهِ الأَمْرُ مِن أَمْرِي مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ أَوْ نَهَيْتُ عَنهُ فَيَقُول: لاَ أَدْرِي 00 مَا وَجَدْنَاهُ في كِتَابِ اللهِ اتَّبَعْنَاه " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَني أَبي دَاوُدَ وَابْنِ مَاجَةَ برَقْمَيْ: 4605، 13]

عَن أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَر: إِنَّا نَجِدُ صَلاَةَ الحَضَرِ وَصَلاَةَ الخَوْفِ في الْقُرْآن، وَلاَ نَجِدُ صَلاَةَ السَّفَرِ في الْقُرْآن؛ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَر: يَا ابْنَ أَخِي؛ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ إِلَيْنَا محَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلاَ نَعْلَمُ شَيْئَاً، وَإِنَّمَا نَفْعَلُ كَمَا رَأَيْنَا محَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَل " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُننيِ الإِمَامَينِ النَّسَائِيِّ وَابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: 1434، 1066] ثمَّ إِنَّ هَذَا القُرْآنَ الَّذِي يُؤْمِنُونَ بِهِ إِنْ كَانُواْ صَادِقِينَ سَلْهُمْ مَنِ الَّذِي أَتَانَا بِه 00؟

سَيَقُولُونَ: أَتَانَا بِهِ رَسُولُ الله؛ فَأَنَّى يُؤْفَكُون 00؟! وَكَيْفَ نُكِسُواْ عَلَى رُءوسِهِمْ وَقَالُواْ مَا قَدْ قَالُواْ وَهُمْ يَعْلَمُون 00؟! ثمَّ إِنَّ هَذَا القُرْآنَ الَّذِي يُؤمِنُونَ بِهِ عَلَى حَدِّ زَعْمِهِمْ يَقُول: {فَليَحْذَرِ الَّذِينَ يخَالِفُونَ عَن أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم} [النُّور: 63] وَيَقُولُ أَيْضَاً: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنهُ فَانْتَهُواْ، وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَاب} {الحَشْر: 7} انظُرْ: مجَرَّدُ المُخَالَفَةِ لِسُنَّتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوجِبُ العَذَابَ الأَلِيمَ فَكَيْفَ بمَنْ يُنْكِرُهَا 00؟ سَيُنغِضُونَ إِلَيْكَ رُءوسَهُمْ وَيَقُولُون: نحْنُ لاَ نُنْكِرُهَا وَلَكِنَّا فَقَط 0000 إِلخ 00!!

{قُلْ لاَ تَعْتَذِرُواْ لَنْ نُؤمِنَ لَكُمْ؛ قَدْ نَبَّأَنَا اللهُ مِن أَخْبَارِكُمْ، وَسَيرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُه، ثمَّ تُرَدُّونَ إِلى عَالَمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون} [التَّوْبَة: 94] وَلَكِن أُبَشِّرُهُمْ بِالْفَشَلِ الذَّرِيع؛ في هَذَا المُخَطَّطِ الشَّنِيع: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خَلَّفْتُ فِيكُمْ شَيْئَينِ لَنْ تَضِلُّواْ بَعْدَهمَا: كِتَابُ اللهِ وَسُنَّتي، وَلنْ يَتَفَرَّقَا حَتىَّ يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْض " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " صَحِيحِ الجَامِعِ " بِرَقْم: 3232]

صَحَافَةٌ أُصِيبَتْ بِالإِفْلاَسِ الفِكْرِيّ يَرْحَمُ اللهُ فَضِيلَةَ الشَّيْخ عَبْدِ الحَمِيد كِشْك عِنْدَمَا قَالَ في حَادِثَةٍ مُشَابهَةٍ نُشِرَتْ بِالصُّحُف: " 000 صُحُفُ مِصْرَ التي أُصِيبَتْ بِالإِفْلاَسِ الفِكْرِيّ؛ فَلاَ تَنْشُرُ إِلاَّ مَا يُصَادِمُ العَقِيدَة، لَوْ كَانَ الصَّحَفِيُّونَ عِنْدَنَا يَعْرِفُونَ العَقِيدَةَ مَا نَشَرُواْ عَلَى النَّاسِ هَذِهِ السُّمُوم " 0 [فَضِيلَةُ الشَّيْخ / عَبْدِ الحَمِيد كِشْك في " الخُطَبُ المِنْبَرِيَّةُ " بِتَصَرُّف: 140/ 9] وَلَكِن أَعُودُ فَأَقُول: كَمْ زَخْرَفَ الْقَوْلَ زِنْدِيقٌ وَلَبَّسَهُ * عَلَى الْعُقُولِ وَلَكِنْ قَلَّ مَا لَبِثَا {ابْنُ الرُّومِي}

قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الْفَتَاوَى عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَة رَدَّاً عَلَى هَؤُلاَء: «وَالنَّائِمُ يَحْصُلُ لَهُ في مَنَامِهِ اللَّذَّةُ وَالأَلَم، وَذَلِكَ يَحْصُلُ لِلرُّوحِ وَالبَدَن، حَتىَّ إِنَّهُ يَحْصُلُ لَهُ في مَنَامِهِ مَنْ يَضْرِبُهُ؛ فَيُصْبِحُ وَالوَجَعُ في بَدَنِهِ، وَيَرَى في مَنَامِهِ أَنَّهُ أُطْعِمَ شَيْئَاً طَيِّبَاً؛

فَيُصْبِحُ وَطَعْمُهُ في فَمِهِ، وَهَذَا مَوْجُود؛ فَإِذَا كَانَ النَّائِمُ يَحْصُلُ لِرُوحِهِ وَبَدَنِهِ مِنَ النَّعِيمِ وَالعَذَابِ مَا يُحِسُّ بِهِ، وَالَّذِي إِلىَ جَنْبِهِ لاَ يُحِسُّ بِهِ، حَتىَّ قَدْ يَصِيحُ النَّائِمُ مِن شِدَّةِ الأَلَمِ أَوْ الفَزَعِ الَّذِي يَحْصُلُ لَهُ، وَيَسْمَعُ اليَقْظَانُ صِيَاحَهُ، وَلَوْ خُوطِبَ لَمْ يَسْمَعْ؛ فَكَيْفَ يُنْكَرُ حَالُ المَقْبُورِ الَّذِي أَخْبَرَ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ يَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنهُمْ، غَيْرَ أَنَّهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَرُدُّواْ» 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3976 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ وَاللَّفْظُ لَهُ بِرَقْم: 2873 / عَبْد البَاقِي]

رُؤْيَةُ بَعْضِ النَّاسِ في كُلِّ عَصْر: لِعَذَابِ الْقَبْر قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الْفَتَاوَى عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَة عَنْ رُؤْيَةِ بَعْضِ النَّاسِ أَوْ سَمَاعِهِمْ لِتَعْذِيبِ بَعْضِ أَهْلِ الْقُبُور: «وَقَدْ انْكَشَفَ لِكَثِيرِ مِنَ النَّاسِ ذَلِك؛ حَتىَّ سَمِعُواْ صَوْتَ المُعَذَّبِينَ في قُبُورِهِمْ، وَرَأَوْهُمْ بِعُيُونِهِمْ يُعَذَّبُونَ في قُبُورِهِمْ، في آثَارٍ كَثِيرَةٍ مَعْرُوفَة» 0

اللهُمَّ إِنْ كَانُواْ ضَالِّينَ فَاهْدِهِمْ، أَمَّا إِنْ كَانُواْ يُضِلُّونَ النَّاسَ عَلَى عِلمٍ فَلاَ تمِتهُمْ حَتىَّ تُرِيَنَا فِيهِمْ آيَةً أَوْ تُصِيبَهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيم، وَاصْرِفِ اللهُمَّ كَيْدَهُمْ عَن عَامَّةِ المُسْلِمِين، اللهُمَّ آمِين 0 الأَدِلَّةُ الصَّحِيحَةُ مِنَ القُرْآنِ وَالسُّنَّةِ عَلَى ثُبُوتِ عَذَابِ القَبر ذَكَرَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في بَابِ مَا جَاءَ في عَذَابِ الْقَبْرِ هَذِهِ الشَّوَاهِدَ مِنَ القُرْآنِ عَلَيْه: قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالمُونَ في غَمَرَاتِ المَوْتِ وَالمَلاَئِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنْفُسَكُمُ اليَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} {الأَنعَام/93}

وَقَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذَابٍ عَظِيمٍ} {التَّوْبَة/101} وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ العَذَاب: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوَّاً وَعَشِيَّاً، وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُواْ آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العَذَاب} {غَافِر/46} [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: مَا جَاءَ في عَذَابِ القَبرِ بِرَقْم: 1368]

عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أُقْعِدَ المُؤْمِنُ في قَبرِهِ؛ أُتيَ ثُمَّ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ محَمَّدَاً رَسُولُ الله، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالقَوْلِ الثَّابِتِ} {إِبْرَاهِيم: 27} 00 نَزَلَتْ في عَذَابِ القَبْرِ " [الإِمَامُ البُخَارِيُّ بِكِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: مَا جَاءَ في عَذَابِ القَبرِ بِرَقْم: (1369)، وَهُوَ في " الكَنْزِ " بِنَحْوِهِ بِرَقْم: 42498]

عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَوْلِ الثَّابِتِ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفي الآخِرَة} {إِبْرَاهِيم: 27} قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَزَلَتْ في عَذَابِ القَبر؛ فَيُقَالُ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ رَبِّيَ اللهُ، وَنَبِبيِّ محَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلّ: {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَوْلِ الثَّابِتِ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفي الآخِرَة} {إِبْرَاهِيم: 27} " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2871 / عَبْد البَاقِي]

{وَمَن أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكَاً} {طَهَ /124} عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في مَعْنىَ المَعِيشَةِ الضَّنْك: " عَذَابُ الْقَبر " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: (3119)، قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم]

وَأَكْتَفِي مِنَ السُّنَّةِ بهَذِهِ البَاقَةِ مِنَ الأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ الصَّحِيحَة: عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " العَبْدُ إِذَا وُضِعَ في قَبْرِهِ وَتُوُلِّيَ وَذَهَبَ أَصْحَابُهُ حَتىَّ إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ: أَتَاهُ مَلَكَانِ فَأَقْعَدَاهُ فَيَقُولاَنِ لَه: مَا كُنْتَ تَقُولُ في هَذَا الرَّجُلِ محَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00؟

فَيَقُول: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُه؛ فَيُقَال: انْظُرْ إِلى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّار، أَبْدَلَكَ اللهُ بِهِ مَقْعَدَاً مِنَ الجَنَّة، فَيَرَاهُمَا جَمِيعَاً، وَأَمَّا الكَافِرُ أَوِ المُنَافِقُ فَيَقُولُ لاَ أَدْرِي 00 كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاس؛ فَيُقَال: لاَ دَرَيْتَ وَلاَ تَلَيْت، ثمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ إِلاَّ الثَّقَلَيْن " 00 وَالثَّقَلاَن: همَا الجِنُّ وَالإِنْس 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: (1338 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ مخْتَصَرَاً بِرَقْم: 2870 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ المَيِّتَ يَصِيرُ إِلى القَبْر، فَيَجْلِسُ الرَّجُلُ الصَّالحُ في قَبْرِهِ غَيْرَ فَزِعٍ وَلاَ مَشْعُوف، ثُمَّ يُقَالُ لَه: فِيمَ كُنْت 00؟ فَيَقُول: كُنْتُ في الإِسْلاَم، فَيُقَالُ لَه: مَا هَذَا الرَّجُل 00؟ فَيَقُول: محَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، جَاءنَا بِالبَيِّنَاتِ مِن عِنْدِ اللهِ فَصَدَّقْنَاه، فَيُقَالُ لَه: هَلْ رَأَيْتَ الله 00؟

فَيَقُول: مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَرَى الله، فَيُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضَاً، فَيُقَالُ لَه: انْظُرْ إِلى مَا وَقَاكَ الله 00 ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ قِبَلَ الجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا، فَيُقَالُ لَه: هَذَا مَقْعَدُك، وَيُقَالُ لَهُ: عَلَى الْيَقِينِ كُنْت، وَعَلَيْهِ مُتّ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ الله، وَيجْلَسُ الرَّجُلُ السُّوءُ في قَبْرِهِ فَزِعَاً مَشْعُوفَاً، فَيُقَالُ لَه: فِيمَ كُنْت 00؟ فَيَقُولُ لاَ أَدْرِي، فَيُقَالُ لَه: مَا هَذَا الرَّجُل 00؟

فَيَقُول: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلاً فَقُلْتُه، فَيُفْرَجُ لَهُ قِبَلَ الجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا، فَيُقَالُ لَه: انْظُرْ إِلى مَا صَرَفَ اللهُ عَنْك 00 ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضَاً، فَيُقَالُ لَه: هَذَا مَقْعَدُك؛ عَلَى الشَّكِّ كُنْت، وَعَلَيْهِ مُتّ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالى " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 4268]

عَذَابُ القَبْرِ حَقّ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّ يَهُودِيَّةً دَخَلَتْ عَلَيْهَا فَذَكَرَتْ عَذَابَ القَبْرِ فَقَالَتْ لهَا: أَعَاذَكِ اللهُ مِن عَذَابِ القَبْر؛ فَسَأَلَتْ عَائِشَةُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن عَذَابِ القَبْر 00؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ، عَذَابُ القَبْرِ حَقّ " 00 تَقَولُ السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: " فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ صَلَّى صَلاَةً إِلاَّ تَعَوَّذَ مِن عَذَابِ القَبْر " [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: مَا جَاءَ في عَذَابِ القَبرِ بِرَقْم: 1372]

عَن أُمِّ خَالِدٍ حَفِيدَةِ سَعِيدِ بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اسْتَجِيرُواْ بِاللهِ مِن عَذَابِ القَبْر؛ فَإِنَّ عَذَابُ القَبْرِ حَقٌّ " 0 [الإِمَامُ الطَّبرَاني، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيح] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ المَوْتَى لَيُعَذَّبُونَ في قُبُورِهِمْ، حَتىَّ إِنَّ الْبَهَائِمَ لَتَسْمَعُ أَصْوَاتَهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيحِ بِرَقْم: (3728)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَنيّ]

كَيْفَ كَانَ يَسْتَعِيذُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنهُ في كُلِّ صَلاَة عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو في الصَّلاَة: " اللهُمَّ إِنيِّ أَعُوذُ بِكَ مِن عَذَابِ القَبْر، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّال، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المحْيَا وَفِتْنَةِ المَمَات، اللهُمَّ إِنيِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ المَأْثَمِ وَالمَغْرَم " 0 فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنَ المَغْرَم 00؟! فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَب، وَوَعَدَ فَأَخْلَف " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (833 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (589 / عَبْد البَاقِي)، وَالنَّسَائِيُّ بِرَقْم: 5454]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ الآخِرِ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِن أَرْبَع: مِن عَذَابِ جَهَنَّم، وَمِن عَذَابِ القَبْر، وَمِنْ فِتْنَةِ المحْيَا وَالمَمَات، وَمِنْ شَرِّ المَسِيحِ الدَّجَّال " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ المَسَاجِدِ وَمَوَاضِعِ الصَّلاَة، بَابِ: مَا يُسْتَعَاذُ مِنهُ في الصَّلاَة بِرَقْم: 588]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنْ صَلاَتِهِ فَليَدْعُ بِأَرْبَعٍ ثمَّ ليَدْعُ بَعْدُ بمَا شَاء: اللهُمَّ إِنيِّ أَعُوذُ بِكَ مِن عَذَابِ القَبْر، وَمِن عَذَابِ النَّار، وَمِنْ فِتْنَةِ المحْيَا وَالمَمَات، وَمِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيح، الإِمَامُ البَيْهَقِيّ] حَالُ اليَهُودِ في قُبُورِهِمْ عَن أَبي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " خَرَجَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ وَجَبَتِ الشَّمْسُ ـ أَيْ غَرَبَتْ كَمَا في رِوَايَةِ مُسْلِم ـ فَسَمِعَ صَوْتَاً فَقَال:

" يَهُودُ تُعَذَّبُ في قُبُورِهَا " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ بِكِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: التَّعَوُّذِ مِن عَذَابِ القَبر بِرَقْم: (1375)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَّةِ بِرَقْم: 2869] عَنِ البرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أَبي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: " يَا أَبَا أَيُّوبَ أَتَسْمَعُ مَا أَسْمَع: أَسْمَعُ أَصْوَاتَ اليَهُودِ يُعَذَّبُونَ في قُبُورِهِمْ " 0 [الشَّيْخَانِ وَأَحْمَدُ وَالنَّسَائِيّ، وَالحَدِيثُ في " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42543] اليَهُودُ يُؤْمِنُونَ بِعَذَابِ القَبرِ وَفي المُسْلِمِينَ مَنْ يُشَكِّكُ فِيه!!

وَلِيَعْلَمَ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ تجَرَّءواْ وَأَنْكَرُواْ عَذَابَ القَبرِ أَنهُمْ شَرٌّ مِن أُوْلَئِكَ اليَهُودِ الَّذِينَ يُعَذَّبُونَ في قُبُورِهِمْ: مَاذَا لَوْ عَلِمُواْ أَنَّ أُوْلَئِكَ اليَهُودَ يُؤْمِنُونَ بِعَذَابِ القَبر 00؟ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " دَخَلَتْ عَلَيَّ عَجُوزَانِ مِن عُجُزِ يَهُودِ المَدِينَةِ فَقَالَتَا لي: إِنَّ أَهْلَ القُبُورِ يُعَذَّبُونَ في قُبُورِهِمْ فَكَذَّبْتُهُمَا وَلَمْ أُنْعِمْ أَن أُصَدِّقَهُمَا ـ أَيْ فَكَذَّبْتُهُمَا بِدُونِ تَفْكِير ـ فَخَرَجَتَا وَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لَه: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ عَجُوزَيْنِ 000 وَذَكَرَتْ لَه 00؟

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " صَدَقَتَا؛ إِنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ عَذَابَاً تَسْمَعُهُ البَهَائِمُ كُلُّهَا " 0 فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ في صَلاَةٍ إِلاَّ تَعَوَّذَ مِن عَذَابِ القَبْر " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ بِكِتَابِ الدَّعَوَاتِ بَابِ: التَّعَوُّذِ مِن عَذَابِ القَبر بِرَقْم: (6366)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ بِكِتَابِ المَسَاجِدِ بِرَقْم: 589] عَن عَمْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّ يَهُودِيَّةً أَتَتْ أُمَّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا تَسْالُهَا فَقَالَتْ ـ أَيِ اليَهُودِيَّةُ في كَلاَمِهَا ـ أَعَاذَكِ اللهُ مِن عَذَابِ القَبر، قَالَتْ أُمُّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: يَا رَسُولَ اللهِ يُعَذَّبُ النَّاسُ في القُبُور 00؟

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " عَائِذَاً ـ أَيْ أَعُوذُ ـ بِالله " 0 ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ ـ أَيْ رَكِبَ ذَا صَبَاحٍ ـ مَرْكَبَاً، فَخَسَفَتِ الشَّمْس، فَخَرَجْتُ في نِسْوَةٍ بَيْنَ ظَهْرَيِ الحُجَرِ في المَسْجِد ـ أَيْ حُجَرِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبْيَاتِهِ حَيْثُ جُنَّ بجُوَارِ المَسْجِد ـ فَأَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَرْكَبِهِ حَتىَّ انْتَهَى إِلى مُصَلاَّهُ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيه،

فَقَامَ وَقَامَ النَّاسُ وَرَاءهُ فَقَامَ قِيَامَاً طَوِيلاً، ثُمَّ رَكَعَ فَرَكَعَ رُكُوعَاً طَوِيلاً، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامَاً طَوِيلاً وَهُوَ دُونَ القِيَامِ الأَوَّل، ثُمَّ رَكَعَ فَرَكَعَ رُكُوعَاً طَوِيلاً وَهُوَ دُونَ ذَلِكَ الرُّكُوع، ثُمَّ رَفَعَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ فَقَال: " إِني قَدْ رَأَيْتُكُمْ تُفْتَنُونَ في القُبُورِ كَفِتْنَةِ الدَّجَّال " قَالَتْ عَمْرَةُ رَاوِيَةُ الحَدِيث: فَسَمِعْتُ أُمَّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا تَقُول: " فَكُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ يَتَعَوَّذُ مِن عَذَابِ النَّارِ وَعَذَابِ القَبْر " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الكُسُوفِ، بَابِ: ذِكْرِ عَذَابِ القَبْر في صَلاَةِ الكُسُوف بِرَقْم: 903]

عَذَابَاً تَسْمَعُهُ البَهَائِم وَعَن أُمِّ مُبَشِّرٍ زَوْجَةِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا في حَائِطٍ ـ أَيْ بُسْتَانٍ ـ مِنْ حَوَائِطِ بَني النَّجَّار، فِيهِ قُبُورٌ مِنْهُمْ، قَدْ مَاتُوا في الجَاهِلِيَّة، فَسَمِعَهُمْ وَهُمْ يُعَذَّبُون، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُول: " اسْتَعِيذُواْ بِاللهِ مِن عَذَابِ القَبْر " 00 قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، وَإِنَّهُمْ لَيُعَذَّبُونَ في قُبُورِهِمْ؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ: عَذَابَاً تَسْمَعُهُ البَهَائِم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِع "، الإِمَامُ الطَّبَرَاني وَالإِمَامُ أَحْمَدُ في " مُسْنَدِهِ " بِرَقْم: 26504]

عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " دَخَلَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرِبَاً لِبَني النَّجَّارِ وَكَانَ يَقْضِي فِيهَا حَاجَةً، فَخَرَجَ إِلَيْنَا مَذْعُورَاً أَوْ فَزِعَاً، وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَوْلاَ أَلاَّ تَدَافَنُواْ؛ لَسَأَلْتُ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالى أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِن عَذَابِ أَهْلِ الْقُبُورِ مَا أَسْمَعَني " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (158)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ بِنَحْوِهِ تحْتَ رَقْمَيْ: 2867، 2868 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: بَيْنَمَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حَائِطٍ لِبَني النَّجَّار، عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ وَنحْنُ مَعَه؛ إِذْ حَادَتْ بِهِ فَكَادَتْ تُلْقِيه، وَإِذَا أَقْبُرٌ سِتَّةٌ أَوْ خَمْسَةٌ أَوْ أَرْبَعَة؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَنْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الأَقْبُر " 00؟ فَقَالَ رَجُل: أَنَا؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَمَتى مَاتَ هَؤُلاَء "؟

قَال: مَاتُواْ في الإِشْرَاك ـ أَيْ أَيَّامَ الجَاهِلِيَّةِ وَالإِشْرَاكِ بِالله ـ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ تُبْتَلى في قُبُورِهَا؛ فَلَوْلاَ أَلاَّ تَدَافَنُواْ؛ لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِن عَذَابِ القَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْه " 00 ثمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " تَعَوَّذُواْ بِاللهِ مِن عَذَابِ النَّار " 00 قَالُواْ: نَعُوذُ بِاللهِ مِن عَذَابِ النَّار، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " تَعَوَّذُواْ بِاللهِ مِن عَذَابِ القَبْر " 00 قَالُواْ: نَعُوذُ بِاللهِ مِن عَذَابِ القَبْر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2867 / عَبْد البَاقِي)، وَالحَدِيثُ في كَنْزِ العُمَّالِ بِرَقْم: 42513]

لَوْ سَمِعْتُمْ عَذَابَ القَبرِ لَمَا تَدَافَنْتُمْ عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَمِعَ صَوْتَاً مِنْ قَبرٍ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَتى مَاتَ هَذَا " 00؟ قَالُواْ: مَاتَ في الجَاهِلِيَّة؛ فَسُرَّ بِذَلِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَال: " لَوْلاَ أَلاَّ تَدَافَنُواْ؛ لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ القَبْر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: 2058] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَرَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ يمْشِي بِبَغْلَتِهِ عَلَى قَبرٍ يُعَذَّب، فَصَاحَتِ البَغْلَة؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" وَاللهِ لَوْلاَ أَني أَخْشَى أَنْ لاَ تَدَافَنُواْ: لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِن عَذَابَ القَبر " 0 [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، وَالأَلبَانيُّ في " الصَّحِيحَةِ " بِرَقْم: 158] عَن أَسْمَاءَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " أَتَيْتُ عَائِشَةَ وَهِيَ تُصَلِّي فَقُلت: مَا شَأْنُ النَّاس؟ فَأَشَارَتْ إِلى السَّمَاء، فَإِذَا النَّاسُ قِيَام، فَقَالَتْ: " سُبْحَانَ الله " قُلتُ: آيَةٌ 00؟ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَيْ نَعَمْ، فَقُمْتُ حَتىَّ تَجَلاَني الغَشْيُ ـ أَيْ مِنْ طُولِ صَلاَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ فَجَعَلتُ أَصُبُّ عَلَى رَأْسِي المَاء، فَحَمِدَ الله عَزَّ وَجَلَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَثْنى عَلَيْهِ ثُمَّ قَال:

" مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُن أُرِيتُهُ إِلاَّ رَأَيْتُهُ في مَقَامِي، حَتىَّ الجَنَّةُ وَالنَّار، فَأُوحِيَ إِليَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ في قُبُورِكُمْ مِثْلَ أَوْ قَرِيبَ مِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّال، يُقَالُ: مَا عِلمُكَ بهَذَا الرَّجُل 00؟ فَأَمَّا المُؤْمِنُ أَوِ المُوقِنُ فَيَقُول: هُوَ محَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ جَاءنَا بِالبَيِّنَاتِ وَالهُدَى فَأَجَبْنَا وَاتَّبَعْنَا، هُوَ محَمَّدٌ ثَلاَثَاً، فَيُقَال: نَمْ صَالِحَاً قَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُوقِنَاً بِهِ، وَأَمَّا المُنَافِقُ أَوِ المُرْتَابُ فَيَقُولُ لاَ أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئَاً فَقُلتُه " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ العِلْمِ بَابِ: مَن أَجَابَ الفُتْيَا بِإِشَارَة بِرَقْم: 86]

عَن أَسْمَاءَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ تُصَلِّي، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ يُصَلُّونَ 00؟! فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا إِلى السَّمَاء، فَقُلْتُ آيَة 00؟

قَالَتْ: نَعَمْ، فَأَطَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القِيَامَ جِدَّاً حَتىَّ تجَلاَني الغَشْيُ ـ أَيْ تَغَشَّانيَ النُّعَاس ـ فَأَخَذْتُ قِرْبَةً مِنْ مَاءٍ إِلى جَنْبي، فَجَعَلْتُ أَصُبُّ عَلَى رَأْسِي أَوْ عَلَى وَجْهِي مِنَ المَاء، فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْس، فَخَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَمَّا بَعْد 00 مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُنْ رَأَيْتُهُ إِلاَّ قَدْ رَأَيْتُهُ في مَقَامِي هَذَا، حَتىَّ الجَنَّةَ وَالنَّار، وَإِنَّهُ قَدْ أُوحِيَ إِليَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ في القُبُور، مِثْلَ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّال، فَيُؤْتَى أَحَدُكُمْ فَيُقَال: مَا عِلْمُكَ بهَذَا الرَّجُل 00؟

فَأَمَّا المُؤْمِنُ أَوِ المُوقِنُ فَيَقُول: هُوَ محَمَّدٌ هُوَ رَسُولُ اللهِ جَاءنَا بِالبَيِّنَاتِ وَالهُدَى فَأَجَبْنَا وَأَطَعْنَا ثَلاَثَ مِرَار ـ أَيْ ثَلاَثَ مَرَّات ـ فَيُقَالُ لَه: نمْ، قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ إِنَّكَ لَتُؤْمِنُ بِهِ فَنمْ صَالحَاً، وَأَمَّا المُنَافِقُ أَوِ المُرْتَابُ فَيَقُولُ لاَ أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئَاً فَقُلْت " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ بِنَحْوِهِ في كِتَابِ الكُسُوفِ بِرَقْم: 184/فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ بِنَصِّهِ بِرَقْم: 905 / عَبْد البَاقِي] وَغَرَائِبُ أَخْبَارِ المَوْتى الَّتي نَسْمَعُهَا في بَعْضِ الأَحْيَان؛ وَتَعْرِفُهَا كُلُّ الْبُلْدَان؛ خَيرُ شَاهِدٍ وَأَعْظَمُ بُرْهَان، فَكَمْ قَدْ سَمِعْنَا بمَنْ رَأَى تَعْذِيبَهُمْ بِعَيْنَيْه، وَهُوَ يَدْفِنُ صَدِيقَاً أَوْ قَرِيبَاً لَدَيْه؛ فَسَقَطَ مَغْشِيَّاً عَلَيْه، أَوْ بمَنْ رَأَى مِنَ النَّعِيمِ وَالسُّرُور؛ مَا جَعَلَهُ يَتَمَنىَّ أَنْ يَكُونَ مِن أَصْحَابِ الْقُبُور 0

قَالَ شَيْخُ الإِسْلامِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الْفَتَاوَى عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ رَدَّاً عَلَى المُشَكِّكِينَ في عَذَابِ الْقَبْر: " إِذَا عُرِفَ أَنَّ النَّائِمَ يَكُونُ نَائِمَاً وَتَقْعُدُ رُوحُهُ وَتَقُومُ وَتَمْشِي وَتَذْهَبُ وَتَتَكَلَّمُ وَتَفْعَلُ أَفْعَالاً وَأُمُورَاً بِبَاطِنِ بَدَنِهِ مَعَ رُوحِهِ، وَيَحْصُلُ لِبَدَنِهِ وَرُوحِهِ بِهَا نَعِيمٌ وَعَذَاب، مَعَ أَنَّ جَسَدَهُ مُضْطَجَعٌ وَعَيْنَيْهِ مُغْمَضَتَانِ وَفَمَهُ مُطْبَقٌ وَأَعْضَاءَهُ سَاكِنَة، وَقَدْ يَتَحَرَّكُ بَدَنُهُ لِقُوَّةِ الحَرَكَةِ الدَّاخِلَة، وَقَدْ يَقُومُ وَيَمْشِي وَيَتَكَلَّمُ وَيَصِيح؛ لِقُوَّةِ الأَمْرِ في بَاطِنِهِ: كَانَ هَذَا مِمَّا يُعْتَبَرُ بِهِ أَمْرُ المَيِّتِ في قَبْرِهِ؛ فَإِنَّ رُوحَهُ تَقْعُدُ وَتَجْلِسُ وَتُسْأَلُ وَتُنَعَّمُ وَتُعَذَّبُ وَتَصِيح، وَذَلِكَ مُتَّصِلٌ بِبَدَنِهِ مَعَ كَوْنِهِ مُضْطَجِعَاً في قَبْرِهِ، وَقَدْ يَقْوَى الأَمْرُ حَتىَّ يَظْهَرَ ذَلِكَ في بَدَنِهِ، وَقَدْ يُرَى خَارِجَاً مِنْ قَبْرِهِ وَالعَذَابُ عَلَيْه، وَمَلاَئِكَةُ العَذَابِ مُوَكَّلَةٌ بِهِ؛ فَيَتَحَرَّكُ بَدَنُهُ وَيَمْشِي وَيَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ،

وَقَدْ سَمِعَ غَيْرُ وَاحِدٍ أَصْوَاتَ المُعَذَّبِينَ في قُبُورِهِمْ، وَقَدْ شُوهِدَ مَنْ يخْرُجُ مِن قَبْرِهِ وَهُوَ مُعَذَّب؛ إِذَا قَوِيَ الأَمْر، لَكِنَّ هَذَا لَيْسَ لاَزِمَاً في حَقِّ كُلِّ مَيِّت 00 وَقَدْ سَمِعَ غَيرُ وَاحِدٍ أَصْوَاتَ المُعَذَّبِينَ في قُبُورِهِمْ، وَقَدْ شُوهِدَ مَنْ يخْرُجُ مِنْ قَبرِهِ وَهُوَ مُعَذَّب "

النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ وَالنَّفْسُ الخَبِيثَة وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المَيِّتُ تحْضُرُهُ المَلاَئِكَة، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ صَالِحَاً قَالُواْ: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفسُ الطَّيِّبَةُ كَانَتْ في الجَسَدِ الطَّيِّب، اخْرُجِي حَمِيدَةً وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيحَان، وَرَبٍّ غَيرِ غَضْبَان 00!! فَلاَ يَزَالُ يُقَالُ لهَا حَتىَّ تخْرُج، ثمَّ يُعْرَجُ بهَا إِلى السَّمَاءِ فَيُفتَحُ لهَا فَيُقَال: مَن هَذَا 00؟ فَيَقُولُونَ فُلاَن؛ فَيُقَال: مَرْحَبَاً بِالنَّفسِ الطَّيِّبَةِ كَانَتْ في الجَسَدِ الطَّيِّب، ادْخُلِي حَمِيدَةً وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَان، وَرَبٍّ غَيرِ غَضْبَان 00!!

فَلاَ يَزَالُ يُقَالُ لهَا حَتىَّ يُنْتَهَى بهَا إِلى السَّمَاءِ الّتي فِيهَا اللهُ جَلَّ جَلاَلُه!! وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السُّوءُ قَالُواْ: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفسُ الخَبِيثَةُ كَانَتْ في الجَسَدِ الخَبِيث، اخْرُجِي ذَمِيمَةً وَأَبْشِرِي بِحَمِيمٍ وَغَسَّاق، وَآخَرَ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاج 00!! فَلاَ يَزَالُ يُقَالُ لهَا حَتىَّ تَخْرُج، ثُمَّ يُعْرَجُ بهَا إِلى السَّمَاءِ فَلاَ يُفتَحُ لَهَا؛ فَيُقَال: مَن هَذَا 00؟ فَيُقَالُ فُلاَن؛ فَيُقَال: لاَ مَرْحَبَاً بِالنَّفسِ الخَبِيثَةِ كَانَتْ في الجَسَدِ الخَبِيث، ارْجِعِي ذَمِيمَةً فَإِنَّهُ لاَ تُفتَحُ لَكِ أَبْوَابُ السَّمَاء؛ فَيُرْسَلُ بِهَا مِنَ السَّمَاءِ ثُمَّ تَصِيرُ إِلى القَبر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: (4262)، وَفي الجَامِعِ الصَّحِيحِ بِرَقْم: (3731)، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 8754]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " إِذَا خَرَجَتْ رُوحُ المُؤْمِن؛ تَلَقَّاهَا مَلَكَانِ يُصْعِدَانهَا " 0 فَذَكَرَ مِنْ طِيبِ رِيحِهَا وَذَكَرَ المِسْكَ قَال: " وَيَقُولُ أَهْلُ السَّمَاء: رُوحٌ طَيِّبَةٌ جَاءتْ مِنْ قِبَلِ الأَرْض؛ صَلَّى اللهُ عَلَيْكِ وَعَلى جَسَدٍ كُنْتِ تَعْمُرِينَهُ، فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلّ، ثمَّ يَقُول: " انْطَلِقُواْ بِهِ إِلى آخِرِ الأَجَل " 00 وَإِنَّ الكَافِرَ إِذَا خَرَجَتْ رُوحُهُ ـ وَذَكَرَ مِنْ نَتْنِهَا وَذَكَرَ لَعْنَاً ـ وَيَقُولُ أَهْلُ السَّمَاء:

" رُوحٌ خَبِيثَةٌ جَاءتْ مِنْ قِبَلِ الأَرْض؛ فَيُقَالُ انْطَلِقُواْ بِهِ إِلى آخِرِ الأَجَل؛ قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فَرَدَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَيْطَةً ـ أَيْ مُلاَءةً ـ كَانَتْ عَلَيْهِ عَلَى أَنْفِهِ هَكَذَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2872 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" إِذَا حُضِرَ المُؤْمِنُ ـ أَيِ احْتَضَرَ ـ أَتَتْهُ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ بحَرِيرَةٍ بَيْضَاءَ فَيَقُولُون: اخْرُجِي رَاضِيَةً مَرْضِيَّاً عَنْكِ، إِلى رَوْحِ اللهِ وَرَيحَان، وَرَبٍّ غَيرِ غَضْبَان؛ فَتَخْرُجَ كَأَطْيَبِ رِيحِ مِسْكٍ حَتىَّ أَنَّهُ لَيُنَاوِلُهُ ـ أَيْ لَيُنَاوِلُونَهُ ـ بَعْضُهُمْ بَعْضَاً، حَتىَّ يَأْتُونَ بِهِ بَابَ السَّمَاءِ فَيَقُولُون: مَا أَطْيَبَ هَذِهِ الرِّيحَ الّتي جَاءتْكُمْ مِنَ الأَرْض، فَيَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ المُؤْمِنِين، فَلَهُمْ أَشَدُّ فَرَحَاً بِهِ مِن أَحَدِكُمْ بِغَائِبِهِ يَقدُمُ عَلَيْه 00!! فَيَسْأَلُونَهُ مَاذَا فَعَلَ فُلاَن 00؟ مَاذَا فَعَلَ فُلاَن 00؟ فَيَقُولُونَ ـ أَيْ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: دَعُوهُ فَإِنَّهُ كَانَ في غَمِّ الدُّنيَا 00 فَإِذَا قَالَ ـ أَيِ العَبْدُ ـ أَمَا أَتَاكُمْ 00؟

قَالُواْ: ذُهِبَ بِهِ إِلى أُمِّهِ الهَاوِيَة 00!! وَإِنَّ الكَافِرَ إِذَا احْتُضَرَ أَتَتْهُ مَلاَئِكَةُ العَذَابِ بَمِسْحٍ ـ أَيْ كِسَاءٍ مِنْ شَعَرٍ يَتَلَقَّوْنَهَا فِيه ـ فَيَقُولُون: اخْرُجِي سَاخِطَةً مَسْخُوطَاً عَلَيْكِ إِلى عَذَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ؛ فَتَخْرُجُ كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ حَتىَّ يَأْتُونَ بِهِ أَهْلَ الأَرْضِ فَيَقُولُونَ: مَا أَنْتَنَ هَذِهِ الرِّيح 00!! حَتىَّ يَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الكُفَّار " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ الصَّحِيحِ " بِرَقْم: (491)، وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: 1833]

عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " خَرَجْنَا مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنْ الأَنْصَار، فَانْتَهَيْنَا إِلى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ وَكَأَنَّ عَلَى رُءوسِنَا الطَّيْر ـ أَيْ صَامِتِين ـ وَفي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ في الأَرْض، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَال: " اسْتَعِيذُواْ بِاللهِ مِن عَذَابِ الْقَبر " 00 مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثَاً، ثُمَّ قَال:

" إِنَّ العَبْدَ المُؤْمِنَ إِذَا كَانَ في انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَة ـ أَيْ إِذَا كَانَ في المَوْت ـ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلاَئِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الوُجُوه، كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْس، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِن أَكْفَانِ الجَنَّة، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الجَنَّة ـ أَيْ طِيبٌ مِنْ طِيبِ الجَنَّة ـ حَتىَّ يَجْلِسُواْ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَر، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ المَوْتِ حَتىَّ يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُول: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَة: اخْرُجِي إِلى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوَان؛ فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فيِ السِّقَاء، فَيَأْخُذُهَا، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا في يَدِهِ طَرْفَةَ عَين، حَتىَّ يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا في ذَلِكَ الْكَفَن، وَفي ذَلِكَ الحَنُوط، وَيخْرُجُ مِنْهَا

كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْض، فَيَصْعَدُونَ بهَا، فَلاَ يمُرُّونَ عَلَى مَلإٍ مِنَ المَلاَئِكَةِ إِلاَّ قَالُواْ: مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّب 00؟

فَيَقُولُون: فُلاَنُ بْنُ فُلاَن 00 بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا في الدُّنْيَا، حَتىَّ يَنْتَهُواْ بِهَا إِلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لهُمْ، فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلى السَّمَاءِ الَّتي تَلِيهَا، حَتىَّ يُنْتَهَى بِهِ إِلى السَّمَاءِ السَّابِعَة، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: اكْتُبُواْ كِتَابَ عَبْدِي في عِلِّيِّين، وَأَعِيدُوهُ إِلى الأَرْض؛ فَإِنيِّ مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ، وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ، وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى؛ فَتُعَادُ رُوحُهُ في جَسَدِه، فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولاَنِ لَه: مَنْ رَبُّك 00؟ فَيَقُولُ رَبِّيَ الله، فَيَقُولاَنِ لَه: مَا دِينُك 00؟

فَيَقُولُ دِينيَ الإِسْلاَم، فَيَقُولاَنِ لَه: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ 00؟ فَيَقُول: هُوَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَيَقُولاَنِ لَهُ: وَمَا عِلْمُك 00؟ فَيَقُول: قَرَأْتُ كِتَابَ اللهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْت؛ فَيُنَادِي مُنَادٍ في السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي، فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الجَنَّةِ وَأَلبِسُوهُ مِنَ الجَنَّة، وَافْتَحُوا لَهُ بَابَاً إِلى الجَنَّة، فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا، وَيُفْسَحُ لَهُ في قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِه، وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُول: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّك: هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَد، فَيَقُولُ لَه: مَن أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الوَجْهُ يجِيءُ بِالخَيْر 00؟

فَيَقُول: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالحُ فَيَقُول: رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ حَتىَّ أَرْجِعَ إِلى أَهْلِي وَمَالي 00!!

وَإِنَّ العَبْدَ الكَافِرَ إِذَا كَانَ في انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَة ـ أَيْ إِذَا كَانَ في المَوْت ـ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلاَئِكَةٌ سُودُ الوُجُوه، مَعَهُمُ المُسُوحُ ـ أَيْ إِهَابٌ كَالنِّطْعِ أَسْوَدُ مِنْ شَعَر ـ فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ البَصَر، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ المَوْتِ حَتىَّ يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُول: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الخَبِيثَة: اخْرُجِي إِلىَ سَخَطٍ مِنَ اللهِ وَغَضَب؛ فَتُفَرَّقُ في جَسَدِه، فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنَ الصُّوفِ المَبْلُول 00 وَفي رِوَايَة: [فَيَنْتَزِعُهَا تَتَقَطَّعُ مَعَهَا العُرُوقُ وَالعَصَب] فَيَأْخُذُهَا، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا في يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْن، حَتىَّ يَجْعَلُوهَا في تِلْكَ المُسُوح، وَيخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ

وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْض، فَيَصْعَدُونَ بِهَا، فَلاَ يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلإٍ مِنَ المَلاَئِكَةِ إِلاَّ قَالُواْ: مَا هَذَا الرُّوحُ الخَبِيث 00؟ فَيَقُولُون: فُلاَنُ بْنُ فُلاَن، بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتي كَانَ يُسَمَّى بهَا في الدُّنْيَا، حَتىَّ يُنْتَهَى بِهِ إِلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلاَ يُفْتَحُ لَه، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حَتىَّ يَلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخِيَاط} {الأَعْرَاف/40}

فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: اكْتُبُواْ كِتَابَهُ في سِجِّين، في الأَرْضِ السُّفْلَى، فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحَاً، ثُمَّ قَرَأَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ في مَكَانٍ سَحِيق} {الحَج/31} فَتُعَادُ رُوحُهُ في جَسَدِه، وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولاَنِ لَه: مَنْ رَبُّك 00؟ فَيَقُول: هَاهْ هَاهْ 00 لاَ أَدْرِي، فَيَقُولاَنِ لَه: مَا دِينُك 00؟ فَيَقُول: هَاهْ هَاهْ 00 لاَ أَدْرِي، فَيَقُولاَنِ لَه: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ 00؟

فَيَقُول: هَاهْ هَاهْ 00 لاَ أَدْرِي؛ فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ كَذَب؛ فَافْرِشُوا لَهُ مِنَ النَّار، وَافْتَحُوا لَهُ بَابَاً إِلى النَّار، فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا، وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتىَّ تخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلاَعُه، وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ مُنْتِنُ الرِّيح، فَيَقُول: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءك، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَد؛ فَيَقُول: مَن أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الوَجْهُ يجِيءُ بِالشَّرّ 00؟ فَيَقُول: أَنَا عَمَلُكَ الخَبِيث؛ فَيَقُول: رَبِّ لاَ تُقِمِ السَّاعَة " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَفي الجَنَائِزِ بِرَقْمَيْ: 3558، 106، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 18534] عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى جِنَازَة، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى القَبْرِ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ كَأَنَّ عَلَى رُءوسِنَا الطَّيْر ـ أَيْ صَامِتِين ـ وَهُوَ يُلْحَدُ لَهُ ـ أَيْ يحْفَرُ لَه ـ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَعُوذُ بِاللهِ مِن عَذَابِ القَبْر 00 ثَلاَثَ مِرَارٍ ثمَّ قَال:

إِنَّ المُؤْمِنَ إِذَا كَانَ في إِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ وَانْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا ـ أَيْ إِذَا كَانَ في المَوْت ـ تَنَزَّلَتْ إِلَيْهِ المَلاَئِكَةُ كَأَنَّ عَلَى وُجُوهِهِمُ الشَّمْس، مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ كَفَنٌ وَحَنُوط، فَجَلَسُواْ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَر، حَتىَّ إِذَا خَرَجَ رُوحُهُ صَلَّى عَلَيْهِ كُلُّ مَلَكٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْض، وَكُلُّ مَلَكٍ في السَّمَاء، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاء، لَيْسَ مِن أَهْلِ بَابٍ إِلاَّ وَهُمْ يَدْعُونَ اللهَ أَنْ يُعْرَجَ بِرُوحِهِ مِنْ قِبَلِهِمْ، فَإِذَا عُرِجَ بِرُوحِهِ قَالُواْ: رَبِّ عَبْدُكَ فُلاَنٌ 00؟

فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: أَرْجِعُوهُ فَإِني عَهِدْتُ إِلَيْهِمْ أَني مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى، فَإِنَّهُ يَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِ أَصْحَابِهِ إِذَا وَلَّوْا عَنْهُ، فَيَأْتِيهِ آتٍ فَيَقُول: مَنْ رَبُّك 00؟ مَا دِينُك 00؟ مَنْ نَبِيُّك 00؟ فَيَقُول: رَبِّيَ الله، وَدِيني الإِسْلاَم، وَنَبِيِّي محَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَيَنْتَهِرُهُ فَيَقُول: مَنْ رَبُّكَ مَا دِينُكَ مَنْ نَبِيُّك 00؟ وَهِيَ آخِرُ فِتْنَةٍ تُعْرَضُ عَلَى المُؤْمِن، فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَوْلِ الثَّابِتِ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفي الآخِرَة} {إِبْرَاهِيم: 27}

فَيَقُول: رَبِّيَ اللهُ وَدِيني الإِسْلاَمُ وَنَبِيِّيَ محَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَيَقُولُ لَهُ: صَدَقْت، ثُمَّ يَأْتِيهِ آتٍ حَسَنُ الوَجْهِ طَيِّبُ الرِّيحِ حَسَنُ الثِّيَابِ فَيَقُول: أَبْشِرْ بِكَرَامَةٍ مِنَ اللهِ وَنَعِيمٍ مُقِيم، فَيَقُول: وَأَنْتَ فَبَشَّرَكَ اللهُ بخَيْرٍ مَن أَنْت 00؟ فَيَقُول: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِح، كُنْتَ وَاللهِ سَرِيعَاً في طَاعَةِ اللهِ بَطِيئَاً عَنْ مَعْصِيَةِ الله، فَجَزَاكَ اللهُ خَيْرَاً، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ الجَنَّةِ وَبَابٌ مِنَ النَّار، فَيُقَال: هَذَا كَانَ مَنْزِلَكَ لَوْ عَصَيْتَ الله، أَبْدَلَكَ اللهُ بِهِ هَذَا، فَإِذَا رَأَى مَا في الجَنَّةِ قَال: رَبِّ عَجِّلْ قِيَامَ السَّاعَةِ كَيْمَا أَرْجِعَ إِلى أَهْلِي وَمَالي، فَيُقَالُ لَه: اسْكُنْ 00!!

وَإِنَّ الكَافِرَ إِذَا كَانَ في انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ ـ أَيْ إِذَا كَانَ في المَوْت ـ نَزَلَتْ عَلَيْهِ مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ فَانْتَزَعُوا رُوحَهُ كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ الْكَثِيرُ الشِّعْبِ مِنَ الصُّوفِ المُبْتَلّ، وَتُنْزَعُ نَفْسُهُ مَعَ الْعُرُوق، فَيَلْعَنُهُ كُلُّ مَلَكٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْض، وَكُلُّ مَلَكٍ في السَّمَاء، وَتُغْلَقُ أَبْوَابُ السَّمَاء، لَيْسَ مِن أَهْلِ بَابٍ إِلاَّ وَهُمْ يَدْعُونَ اللهَ أَنْ لاَ تَعْرُجَ رُوحُهُ مِنْ قِبَلِهِمْ، فَإِذَا عُرِجَ بِرُوحِهِ قَالُواْ: رَبِّ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ عَبْدُك 00؟

قَالَ جَلَّ جَلاَلُه: أَرْجِعُوهُ فَإِنيِّ عَهِدْتُ إِلَيْهِمْ أَني مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى، فَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِ أَصْحَابِهِ إِذَا وَلَّوْا عَنْهُ، فَيَأْتِيهِ آتٍ فَيَقُول: مَنْ رَبُّك 00؟ مَا دِينُك 00؟ مَنْ نَبِيُّك 00؟ فَيَقُولُ لاَ أَدْرِي؛ فَيَقُول: لاَ دَرَيْتَ وَلاَ تَلَوْت، وَيَأْتِيهِ آتٍ قَبِيحُ الْوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ مُنْتِنُ الرِّيحِ فَيَقُول: أَبْشِرْ بِهَوَانٍ مِنَ اللهِ وَعَذَابٍ مُقِيم، فَيَقُول: وَأَنْتَ فَبَشَّرَكَ اللهُ بِالشَّرّ، مَن أَنْت 00؟ فَيَقُول:

أَنَا عَمَلُكَ الخَبِيث: كُنْتَ بَطِيئَاً عَنْ طَاعَةِ اللهِ سَرِيعَاً في مَعْصِيَةِ اللهِ فَجَزَاكَ اللهُ شَرَّاً، ثمَّ يُقَيَّضُ لَهُ أَعْمَىً أَصَمُّ أَبْكَمُ في يَدِهِ مِرْزَبَةٌ لَوْ ضُرِبَ بِهَا جَبَلٌ كَانَ تُرَابا، فَيَضْرِبُهُ ضَرْبَةً حَتىَّ يَصِيرَ تُرَابا، ثمَّ يُعِيدُهُ اللهُ كَمَا كَانَ فَيَضْرِبُهُ ضَرْبَةً أُخْرَى، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهُ كُلُّ شَيْءٍ إِلاَّ الثَّقَلَيْن قَالَ الْبَرَاء: ثمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ النَّارِ وَيُمَهَّدُ مِنْ فُرُشِ النَّار " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيبِ رَقم: (3558)، وَفي سُنَنِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: (4753)، رَوَاهُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِرَقْم: 18140] وَنُزُولُ المَلاَئِكَةِ عَلَى الْعَبْدِ المُؤْمِنِ وَتَبْشِيرُهُمْ إِيَّاهُ في قَبرِهِ ثَابِتٌ في القُرْآنِ مخْتَصَرَاً؛ قَلَ تَعَالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِالجَنَّةِ الَّتي كُنْتُمْ تُوعَدُون {30} نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفي الآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُون {31} نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَّحِيم} {فُصِّلَت}

لَيْتَنَا نحْترِمُ دِينَنَا حَتىَّ نُعْطِيَ فُرْصَةً لِلآخَرِينَ أَنْ يحْترِمُونَا ثُمَّ كَيْفَ نُنْكِرُ عَذَابَ القَبرِ وَالوَاحِدُ مِنَّا يَنَامُ فَيرَى أَنَّهُ قَدْ صَعَدَ إِلى السَّمَاء، ثمَّ طَارَ في الهَوَاء، فَمَا يُكَذِّبُهُ أَحَدٌ وَلاَ يَقُولُ لَهُ هَذَا هُرَاء؟!! يحَدِّثُنَا أَنَّهُ أَبْصَرَ كَذَا وَكَذَا، وَلَيْسَتْ هُنَاكَ حَرَكَات، وَيحَدِّثُنَا أَنَّهُ سَمِعَ كَذَا وَكَذَا، وَلَيْسَتْ هُنَاكَ أَصْوَات، وَيحَدِّثُنَا أَنَّهُ التَقَى بِفُلاَن، وَفُلاَنٌ هَذَا قَدْ مَات، وَمَعَ ذَلِكَ نُصَدِّقُهُ في كُلِّ مَا قَالَ وَلاَ نَقُولُ لَهُ هَذِهِ تُرَّهَات 00!! هَلْ هُنَاكَ بَينَ نَوْمَةِ القَبرِ وَالنَّوْمَةِ العَادِيَّةِ فَرْقٌ إِلاَّ في الزَّمَن 00؟

فَلَيْسَ مَعْنى أَنَّنَا لاَ نَرَى ذَلِكَ العَذَابَ أَنَّهُ غَيرُ مَوْجُود، وَإِلاَّ كَفَرْنَا بهَذَا المَنْطِقِ بِاللهِ العَظِيم: فَاللهُ لاَ نَرَاهُ وَنُؤْمِنُ بِه ضِمْنَ الإِيمَانِ بِالغَيْبِيَّاتِ الَّتي جَاءتْنَا بِهَا الرُّسُلُ وَصَدَّقْنَاهُمْ وَقُلنَا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا 00 {وَإِنهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الخَاشِعِين} {البَقَرَة/45} أَسْأَلُ اللهَ لي وَلَهُمْ وَلِلمُسْلِمِينَ وَغَيرِ المُسْلِمِينَ الهِدَايَةَ وَالرَّشَاد 00!!

أَمَّا أَجْهِزَةُ الإِعْلاَم: الَّتي تَفْتَحُ ذِرَاعَيْهَا لهَذِهِ الأَقْلاَم، وَتَسْتَهِينُ بمَشَاعِرِ المُسْلِمِينَ وَبِالإِسْلاَم؛ فَهِيَ تَعْكِسُ قِلَّةَ اكْترَاثٍ مِنَ الأَجْهِزَةِ الرَّقَابِيَّة، وَالمَسْئُولِينَ الَّذِينَ تَرَكُواْ مِثْلَ هَؤُلاَء، وَذَهَبُواْ يَتَعَقَّبُونَ رِجَالَ الدِّينِ الطَّيِّبِينَ البرَآء، فَإِلى اللهِ المُشْتَكَى وَعَلَيْهِ المُعْتَمَدُ وَإِلَيْهِ الدُّعَاء 0 لَيْتَنَا نُوقِفُ هَذِهِ المَهَازِلَ وَنحْترِمُ دِينَنَا؛ حَتىَّ نُعْطِيَ فُرْصَةً لِلآخَرِينَ أَنْ يحْترِمُونَا، فَإِلى مَتى: نُرَقِّعُ دُنيَانَا بِإِفْسَادِ دِينِنَا * فَلاَ الدِّينَ أَصْلَحْنَا وَلاَ مَا نُرَقِّعُ الآنَ وَقَد عَصَيْتَ تَقُولُ رَبِّ ارْجِعُون؟!

وَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا دَخَلَ المَيِّتُ القَبْرَ مُثِّلَتْ لَهُ الشَّمْسُ عِنْدَ غُرُوبِهَا؛ فَيَجْلِسُ يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ وَيَقُول: دَعُوني أُصَلِّي " 0 [حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4272، وَفي ظِلاَلِ الجَنَّةِ وَقَالَ إِسْنَادُهُ جَيِّد 0 ح/ر: 867، الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان] وَتَمْثِيلُ الشَّمْسِ لَهُ وَقْتَ الغُرُوبِ يُقَالُ لَهُ بِه: قَامَتْ قِيَامَتُكَ يَا ابْنَ آدَمَ وَانْتَهَتْ دُنيَاك، مَضَى وَقتُ العَمَلِ وَجَاءَ وَقتُ الحِسَاب 00!! وَقَوْلُهُ " دَعُوني أُصَلِّي " كِنَايَةٌ عَنِ النَّدَمِ عَلَى التَّفرِيط، وَهِيَ كَقَوْلِه: {رَبِّ ارْجِعُون؛ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحَاً فِيمَا تَرَكْت} {المُؤْمِنُون/99}

أَلَيْسُواْ يَقُولُونَ في الأَمْثَال: " جَاءَكَ المَوْتُ يَا تَارِكَ الصَّلاَة " 0 عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيِّ صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " يُسَلَّطُ عَلَى الكَافِرِ في قَبْرِهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّينَاً تَلدَغُهُ حَتىَّ تَقُومَ السَّاعَة، وَلَوْ أَنَّ تِنِّينَاً مِنهَا نَفَخَ في الأَرْضِ مَا أَنْبَتَتْ خَضْرَاء " 0 [صَحَّحَهُ العَلاَمَة أَحْمَد شَاكِر وَوَافَقَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيّ 0 في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: (11273)، وهُوَ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 42550] البَاقِيَاتُ الصَّالحَات

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " يَتبَعُ المَيِّتَ ثَلاَثَة، فَيرْجِعُ اثنَانِ وَيَبْقَى مَعَهُ وَاحِد: يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُه، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (68 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (905 / عَبْد البَاقِي)، وَهُوَ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 42761] الأَصْدِقَاءُ الثَّلاَثَة عَنْ سَمْرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" مَثَلُ الرَّجُلِ وَمَثَلُ المَوْتِ كَمَثَلِ رَجُلٍ لَهُ ثَلاَثَةُ أَخِلاَء، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: هَذَا مَالي فَخُذْ مِنهُ مَا شِئْتَ وَأَعْطِ مَا شِئْتَ وَدَعْ مَا شِئْت، وَقَالَ الآخَر: أَنَا مَعَكَ أَخْدُمُكَ فَإِذَا مُتَّ تَرَكْتُك، وَقَالَ الآخَر: أَنَا مَعَكَ أَدْخُلُ مَعَكَ وَأَخْرُجُ مَعَكَ إِنْ مُتَّ وَإِن حَيِيت، فَأَمَّا الَّذِي قَالَ هَذَا مَالي فَخُذْ منهُ مَا شِئْتَ وَدَعْ مَا شِئْتَ فَهُوَ مَالُه، والآخَرُ عَشِيرَتُه، وَالآخَرُ عَمَلُه: يَدْخُلُ مَعَهُ وَيخْرُجُ مَعَهُ حَيْثُ كَان " 0 [حَسَّنَهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في " التَّرْغِيب " بِرَقْم: (3231)، وَرَوَاهُ الطَّبرَاني، وَهُوَ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 42759] أَهْلُ القُبُورِ وَالْتِفَافُهُمْ حَوْلَ مَنْ يَقْدُمُ عَلَيْهِمْ

عَن أَبي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا قُبِضَتْ نَفْسُ العَبْدِ يَلقَاهُ أَهْلُ الرَّحْمَةِ ـ أَيْ مَنْ غَفَرَ اللهُ لهُمْ وَرَحِمَهُمْ ـ مِن عِبَادِ اللهِ كَمَا يَلقَوْنَ البَشِيرَ في الدُّنيَا، فَيُقبِلُونَ عَلَيْهِ لِيَسْأَلُوهُ مَا فَعَلَ فُلاَن 00؟ فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْض: أَنْظِرُواْ أَخَاكُمْ حَتىَّ يَسْترِيحَ فَإِنَّهُ كَانَ في كَرْب، فَيُقبِلُونَ عَلَيْهِ فَيَسْأَلُونَهُ: مَا فَعَلَ فُلاَن 00؟ مَا فَعَلَتْ فُلاَنَة 00؟ هَلْ تَزَوَّجَتْ 00؟

فَإِذَا سَأَلُوهُ عَنِ الرَّجُلِ قَدْ مَاتَ قَبْلَهُ قَالَ لهُمْ: قَدْ هَلَك؛ فَيَقُولُون: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون، ذُهِبَ بِهِ إِلى أُمِّهِ الهَاوِيَة، فَبِئْسَتِ الأُمُّ وَبِئْسَتِ المُرَبِّيَة، فَيَعْرِضُ عَلَيْهِمْ أَعْمَالَكُمْ، فَإِذَا رَأَواْ حَسَنَا فَرِحُواْ وَاسْتَبْشَرُواْ وَقَالُواْ: هَذِهِ نِعْمَتُكَ عَلَى عَبْدِكَ فَأَتمَّهَا، وَإِنْ رَأَواْ سُوءً اقَالُواْ: اللهُمَّ رَاجِعْ بِعَبْدِك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (2758)، ابْنُ المُبَارَك في الزُّهْد، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 42738]

وَعَن عُبَيْدِ بْنِ عُمَيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَهْلَ القُبُورِ يَتَوَكَّفُونَ ـ أَي يَنْتَظِرُونَ في شَوْقٍ ـ الأَخْبَار؛ إِذَا أَتَاهُمُ المَيِّتُ سَأَلُوهُ مَا فَعَلَ فُلاَن 00؟ فَيَقُول: صَالح، فَيَقُولُون: مَا فَعَلَ فُلاَن ـ أَيْ آخَر ـ 00؟ فَيَقُول: أَلَمْ يَأْتِكُمْ 00؟ فَيَقُولُونَ لاَ، إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون؛ سُلِكَ بِهِ غَيرُ طَرِيقِنَا " 0 [ابْنُ أَبي شَيْبَةَ في مُصَنَّفِهِ بِرَقْم: (34993)، وَالبَيْهَقِيُّ في " الشُّعَب " بِرَقْم: (9316)، وَفي " الكَنْزِ " بِرَقْم: 42973]

فَرَحُ أَهْلِ القُبُورِ بِذَوِيهِمْ مِنَ الأَحْيَاءِ إِذَا عَمِلُواْ عَمَلاً صَالحَاً وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَى أَقَارِبِكُمْ وَعَشَائِرِكُمْ مِنَ الأَمْوَات، فَإِنْ كَانَ خَيرَاً اسْتَبْشَرُواْ بِه، وَإِنْ كَانَ غَيرَ ذَلِكَ قَالُواْ: اللهُمَّ لاَ تُمِتْهُمْ حَتىَّ تَهْدِيَهُمْ كَمَا هَدَيْتَنَا " 0 [صَحَّحَهُ العَلاَمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (12619)، وَالحَدِيثُ في " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 43029]

وَعَن أَبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَى أَقرِبَائِكُمْ مِنْ مَوْتَاكُمْ، فَإِنْ رَأَواْ خَيرَاً فَرِحُواْ بِهِ، وَإِنْ رَأَواْ شَرَّاً كَرِهُوه، وَإِنهُمْ يَسْتَخْبرُونَ المَيِّتَ إِذَا أَتَاهُمْ حَتىَّ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَسْأَلُ عَنِ امْرَأَتِهِ أَتَزَوَّجَتْ أَمْ لاَ " 0 [ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبرِي، وَالحَدِيثُ في " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42979]

حَدَّثَ أَبُو التَّيَّاحِ قَال: " كَانَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ يَبْدُو [أَيْ يَزُورُ الْبَادِيَة] فَإِذَا كَانَ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ أَدْلَجَ عَلَى فَرَسِه، فَرُبَّمَا نَوَّرَ لَهُ سَوْطُه، فَأَدْلَجَ لَيْلَةً؛ حَتىَّ إِذَا كَانَ عِنْدَ القُبُورِ هَوَّمَ عَلَى فَرَسِه [أَيْ غَشِيَهُ النُّعَاس] قَال: فَرَأَيْتُ أَهْلَ القُبُور 00 صَاحِبَ كُلِّ قَبْرٍ جَالِسَاً عَلَى قَبْرِه، فَلَمَّا رَأَوْني قَالُواْ: هَذَا مُطَرِّفٌ يَأْتي الجُمُعَة؛ قُلْتُ: أَتُعَلِّمُونَ عِنْدَكُمْ يَوْمَ الجُمُعَة 00؟ قَالُواْ: نَعَمْ، نَعْلَمُ مِمَّا تَقُولُ الطَّيْرُ فِيه؛ قُلْتُ: وَمَا تَقُولُ الطَّيْر؟ قَالُواْ: تَقُول: سَلاَمٌ سَلاَمٌ مِنْ يَوْمٍ صَالح " 00 أَيْ كَفَانَا اللهُ شَرَّكَ مِنْ يَوْمٍ صَالح؛ فَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَة [ذَكَرَهَا الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ وَقَال: إِسْنَادُهَا صَحِيح 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 194/ 4]

الأَعْمَالُ الصَّالحَةُ وَكَيْفَ تَشْفَعُ لِصَاحِبِهَا في قَبرِه عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ: إِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقُ نِعَالهِمْ حِينَ يُوَلُّونَ عَنهُ، فَإِذَا كَانَ مُؤْمِنَاً كَانَتْ الصَّلاَةُ ثَمَّ رَأْسِه، وَالزَّكَاةُ عَنْ يَمِينِه، وَالصَّوْمُ عَنْ شِمَالِه، وَفِعْلُ الخَيرَاتِ وَالمَعْرُوفُ وَالإِحْسَانُ إِلى النَّاسِ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْه، فَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رَأْسِه؛ فَتَقُولُ الصَّلاَة: لَيْسَ قِبَلِي مَدْخَل، فَيُؤْتَى عَنْ يَمِينِهِ؛ فَتَقُولُ الزَّكَاة: لَيْسَ مِنْ قِبَلِي مَدْخَل،

ثُمَّ يُؤْتَى عَنْ شِمَالِه؛ فَيَقُولُ الصَّوْم: لَيْسَ مِنْ قِبَلِي مَدْخَل، ثمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْه؛ فَيَقُولُ فِعْلُ الخَيرَاتِ إِلى النَّاس: لَيْسَ مِنْ قِبَلِي مَدْخَل، فَيُقَالُ لَهُ اجْلِسْ، فَيَجْلِسُ وَقَدْ مُثِّلَتْ لَهُ الشَّمْسُ لِلغُرُوب، فَيُقَالُ لَه: مَا تَقُولُ في هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي كَانَ قِبَلَكُم ـ يَعْني النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ فَيَقُول: أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ الله، جَاءنَا بِالبَيِّنَاتِ مِنْ ثَمَّ رَبِّنَا فَصَدَّقْنَاهُ وَاتَّبَعْنَاه، فَيُقَالُ لَهُ صَدَقْت،

وَعَلَى هَذَا حَيِيتَ وَعَلَى هَذَا مُتّ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ الله، وَيُفْسَحُ لَهُ قَبرُهُ مَدَّ بَصَرِه، فَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلّ: {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَوْلِ الثَّابِتِ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفي الآخِرَة} [إِبْرَاهِيم: 27] وَيُقَال: افْتَحُواْ لَهُ بَابَاً إِلى النَّار، فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلى النَّار، فَيُقَال: هَذَا كَانَ مَنزِلَكَ لَوْ عَصَيْتَ اللهَ عَزَّ وَجَلّ؛ فَيَزْدَادُ غِبْطَةً وَسُرُورَا، وَيُقَال: افْتَحُواْ لَهُ بَابَاً إِلى الجَنَّة،

فَيُفْتَحُ لَهُ، فَيُقَال: هَذَا مَنزِلُكَ وَمَا أَعَدَّهُ اللهُ لَك؛ فَيَزْدَادُ غِبْطَةً وَسُرُورَا، فَيُعَادُ الجِلْدُ إِلى مَا بُدِئَ منه ـ أَيْ يَصِيرُ تُرَابَاً ـ وَيُجْعَلُ رُوحُهُ في نَسِيمِ ـ أَيْ في جِسْمِ ـ طَيرٍ يَعْلَقُ في شَجَرِ الجَنَّة، وَأَمَّا الكَافِرُ فَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رَأْسِه، فَلاَ يُوجَدُ شَيْء، فَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ فَلاَ يُوجَدُ شَيْء، فَيَجْلِسُ خَائِفَاً مَرْعُوبَا، فَيُقَالُ لَه: مَا تَقُولُ في هَذَا الرَّجُلُ وَمَا تَشْهَدُ بِه 00؟

فَلاَ يَهْتَدِي لاَسْمِهِ فَيُقَالُ محَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ أَيْ فَلاَ يَذْكُرُ اسْمَهُ فَيَقُولُ محَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ فَيَقُول: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئَاً فَقُلْتُ كَمَا قَالُواْ، فَيُقَالُ لَهُ: صَدَقْت، عَلَى هَذَا حَيِيت، وَعَلَيْهِ مُتَّ وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ الله، وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبرُهُ حَتىَّ تخْتَلِفَ أَضْلاَعُه، فَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلّ: {وَمَن أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكَاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى} {طَهَ/124}

فَيُقَال: افْتَحُواْ لَهُ بَابَاً إِلى الجَنَّة؛ فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلى الجَنَّة، فَيُقَالُ لَه: هَذَا كَانَ مَنزِلَكَ وَمَا أَعَدَّ اللهُ لَكَ لَوْ أَطَعْتَه؛ فَيَزْدَادُ حَسْرَةً وَثُبُورَا، ثُمَّ يُقَال: افْتَحُواْ لَهُ بَابَاً إِلى النَّار؛ فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَيْهَا، فَيُقَالُ لَه: هَذَا مَنزِلُكَ وَمَا أَعَدَّ اللهُ لَك؛ فَيَزْدَادُ حَسْرَةً وَثُبُورَا " [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " 0 ص: (51/ 3)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " التَّرْغِيب " بِرَقم: (3561)، الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط]

عَن أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا دَخَلَ الإِنْسَانُ قَبْرَهُ؛ فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنَاً أَحَفَّ بِهِ عَمَلُه: الصَّلاَةُ وَالصِّيَام، فَيَأْتِيهِ المَلَكُ مِنْ نحْوِ الصَّلاَةِ فَتَرُدُّه، وَمِنْ نَحْوِ الصِّيَامِ فَيَرُدُّه، فَيُنَادِيهِ اجْلِسْ فَيَجْلِسُ فَيَقُولُ لَهُ مَاذَا تَقُولُ في هَذَا الرَّجُلِ 00؟ قَالَ مَن 00؟ قَالَ محَمَّد 00؟ قَالَ أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ الله، يَقُولُ وَمَا يُدْرِيكَ؟ أَدْرَكْتَهُ 00؟

قَال: أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ الله، يَقُولُ ـ أَيْ يَقُولُ لَهُ المَلَك: عَلَى ذَلِكَ عِشْت، وَعَلَيْهِ مِتَّ وَعَلَيْهِ تُبْعَث، وَإِنْ كَانَ فَاجِرَاً أَوْ كَافِرَاً؛ جَاءَ المَلَكُ وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ شَيْءٌ يَرُدُّه، فَأَجْلَسَهُ يَقُول ـ أَيْ يَقُولُ لَهُ المَلَك: اجْلِسْ، مَاذَا تَقُولُ في هَذَا الرَّجُل 00؟ قَالَ أَيُّ رَجُل 00؟

قَالَ محَمَّد، يَقُول ـ أَيْ ذَلِكَ العَبْدُ الفَاجِرُ لِلمَلَك ـ وَاللهِ مَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئَاً فَقُلْتُه، فَيَقُولُ لَهُ المَلَك: عَلَى ذَلِكَ عِشْتَ، وَعَلَيْهِ مِتَّ، وَعَلَيْهِ تُبْعَث، وَتُسَلَّطُ عَلَيْهِ دَابَّةٌ في قَبْرِه، مَعَهَا سَوْطٌ تَمْرَتُهُ جَمْرَة، مِثْلُ غَرْبِ الْبَعِيرِ ـ أَيْ تَضْرِبُهُ بِسَوْطٍ في طَرْفِهِ جَمْرَة وَتِلْكَ الدَّابَّة في حِدَّتِهَا كَالْبَعِير ـ تَضْرِبُهُ مَا شَاءَ اللهُ صَمَّاءُ لاَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ فَتَرْحَمَهُ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع 0 ص: (51/ 3)، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِرَقْم: 26436]

قَالَ كَعْبُ الأَحْبَار: " إِذَا وُضِعَ العَبْدُ الصَّالحُ في قَبرِهِ احْتَوَشَتهُ أَعْمَالُهُ الصَّالحَة ـ أَيْ أَحَاطَتْ بِهِ مِنْ كُلِّ جَانِب ـ فَتَجِيءُ مَلاَئِكَةُ العَذَابِ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ فَتَقُولُ الصَّلاَة: إِلَيْكُمْ عَنهُ؛ فَيَأْتُونَ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ فَيَقُولُ الصِّيَام: لاَ سَبِيلَ لَكُمْ عَلَيْه؛ فَقَدْ أَطَالَ ظَمَأَهُ للهِ جَلَّ جَلاَلُهُ في دَارِ الدُّنيَا؛ فَيَأْتُونَ مِنْ قِبَلِ جِسْمِهِ فَيَقُولُ الحَجُّ وَالجِهَاد: إِلَيْكُمْ عَنه؛ فَقَدْ أَنْصَبَ نَفسَهُ وَأَتعَبَ بَدَنَهُ وَحَجَّ وَجَاهَدَ للهِ جَلَّ جَلاَلُهُ لاَ سَبِيلَ لَكُمْ عَلَيْه؛ فَيَأْتُونَ مِنْ قِبَلِ يَدَيْهِ فَتَقُولُ الصَّدَقَة: كُفُّواْ عَنْ صَاحِبي؛ فَكَمْ مِنْ صَدَقَةٍ خَرَجَتْ مِن هَاتَينِ اليَدَيْن " 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " كِتَابِ ذِكْرِ المَوْتِ وَمَا بَعْدَهُ، بَابِ: بَيَانِ كَلاَمِ الْقَبرِ لِلْمَيِّت: 1894]

إِنَّ خَيرَ الزَّادِ التَّقْوَى عَنِ الْبرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جِنَازَةٍ، فَجَلَسَ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْر، فَبَكَى حَتىَّ بَلَّ الثَّرَى، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا إِخْوَاني؛ لِمِثْلِ هَذَا فَأَعِدُّواْ " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (13802)، وَصَحَّحَهُ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 4195]

وَعَن أَحَدِ التَّابِعِينَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ قَال: " دَخَلتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ الجَبَّانَ ـ أَيِ المَدَافِنَ ـ فَسَمِعْتُهُ يَقُول: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا نَدَامَى، أَمَّا الدُّورُ فَقَدْ سُكِنَتْ، وَأَمَّا الأَمْوَالُ فَقَدْ قُسِّمَتْ، وَأَمَّا النِّسَاءُ فَقَدْ نُكِحَتْ، هَذَا خَبرُ مَا عِنْدَنَا؛ فَهَاتُواْ خَبرَ مَا عِنْدَكُمْ 00؟ ثُمَّ التَفَتَ فَقَال: لَوْ أُذِنَ لهُمْ في الكَلاَمِ لَقَالُواْ: تَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيرَ الزَّادِ التَّقوَى " 0 [أَبُو الحَسَنِ بْنِ محَمَّدٍ الخَلاَل بِكِتَابِ النَّادِمِين، وَالحَدِيثُ في " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42983]

وَعَنْ محَمَّدِ بْنِ حِمْيرَ قَال: " مَرَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ بِبَقِيعِ الغَرْقَدِ فَقَال: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أًَهْلَ القُبُور، أَخْبَارُ مَا عِنْدَنَا أَنَّ نِسَاءَكُمْ قَدْ تَزَوَّجَتْ، وَدُورَكُمْ قَدْ سُكِنَتْ، وَأَمْوَالَكُمْ قَدْ فُرِّقَتْ، فَأَجَابَهُ هَاتِفٌ: أَخْبَارُ مَا عِنْدَنَا أَنَّ مَا قَدَّمْنَاهُ وَجَدْنَاه، وَمَا أَنْفَقنَاهُ رَبِحْنَاه، وَمَا خَلَّفنَاهُ خَسِرْنَاه " 0 [ابْنُ أَبِي الدُّنيَا، وَالحَدِيثُ في " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42977] أَبْقَيْتَ مَالَكَ مِيرَاثَاً لِوَارِثِهِ * فَلَيْتَ شِعْرِيَ مَا أَبْقَى لَكَ المَالُ وَصَارَ أَهْلُكَ في حَالٍ تَسُرُّهُمُ * فَكَيْفَ بَعْدَهُمُ صَارَتْ بِكَ الحَالُ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف}

إِذَا المَرْءُ لَمْ يَلْبَسْ ثِيَابَاً مِنَ التُّقَى * تجَرَّدَ عُرْيَانَاً وَإِنْ كَانَ كَاسِيَا وَخَيرُ لِبَاسِ المَرْءِ طَاعَةُ رَبِّهِ * وَلاَ خَيرَ فِيمَنْ كَانَ للهِ عَاصِيَا {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لأَبي الْعَتَاهِيَة، وَالآخَرُ لاَبْنِ الْفَارِض} مُنْكَرٌ وَنَكِير عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " اسْمُ المَلَكَينِ اللَّذَيْنِ يَأْتِيَانِ في القَبر: مُنْكَرٌ وَنَكِير " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " ص: (54/ 3)، الإِمَامُ الطَّبَرَاني في الأَوْسَط]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ فُتَّانَ القُبُور؛ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنه: أَتُرَدُّ عَلَيْنَا عُقُولُنَا يَا رَسُولَ الله 00؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ، كَهَيْئَتِكُمُ اليَوْم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6603، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيب ح 0 ر: 3553]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّ العَبْدَ إِذَا وُضِعَ في قَبرِهِ وَتَوَلى عَنهُ أَصْحَابُهُ حَتىَّ إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ: أَتَاهُ مَلَكَانِ فَيُقعِدَانِهِ فَيَقُولاَنِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ في هَذَا الرَّجُلِ لمحمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00؟ فَأَمَّا المُؤْمِنُ فَيَقُول: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُه؛ فَيُقَالُ لَه: انْظُرْ إِلى مَقعَدِكَ مِنَ النَّار، قَدْ أَبْدَلَكَ اللهُ مَقْعَدَاً مِنَ الجَنَّةِ فَيَرَاهمَا جَمِيعَاً، وَيُفسَحُ لَهُ في قَبرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعَاً، وَيُمْلأُ عَلَيْهِ خَضِرَاً إِلى يَوْمِ يُبْعَثُون، وَأَمَّا الكَافِرُ وَالمُنَافِقُ فَيُقَالُ لَه: مَا كُنْتَ تَقُولُ في هَذَا الرَّجُل 00؟ فَيَقُول: لاَ أَدْرِي، كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاس؛ فَيُقَالُ لَه: لاَ دَرِيتَ وَلاَ تَلِيتَ ثُمَّ يُضْرَبُ بمِطرَاقٍ مِن حَدِيدٍ ضَرْبَةً مِنْ بَينِ أُذُنَيْهِ فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ غَيرَ الثَّقَلَين، وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبرُهُ حَتىَّ تخْتَلِفَ أَضْلاَعُه " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (1675)، وَهُوَ في " مُسْنَدِهِ " بِرَقْم: (11862)، وَفي " الكَنْزِ " بِرَقْم: 42503]

العَذَابُ النَّفْسِيّ 00 بِالغَدَاةِ وَالعَشِيّ إِنَّ جَزَاءَ اللهِ في القَبرِ مِنهُ النَّفْسِيُّ وَالجَسَدِيّ، وَهَذَا مِنْ جَزَائِهِ النَّفْسِيِّ لِلبرِّ وَالفَاجِر: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيّ، إِنْ كَانَ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ فَمِن أَهْلِ الجَنَّة، وَإِنْ كَانَ مِن أَهْلِ النَّارِ فَمِن أَهْلِ النَّار، فَيُقَال: هَذَا مَقْعَدُكَ حَتىَّ يَبْعَثَكَ اللهُ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1379 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2866 / عَبْد البَاقِي]

وَذَلِكَ أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ لَهُ مَقْعَدَان؛ مَقْعَدٌ في الجَنَّةِ، وَمَقْعَدٌ في النَّار، فَإِذَا كَانَ مِن أَهْلِ الجَنَّة؛ جِيءَ بِكَافِرٍ فَأُدْخِلَ مَقْعَدَهُ بِالنَّار، وَإِذَا كَانَ مِن أَهْلِ النَّار؛ جِيءَ بِكَافِرٍ فَأُدْخِلَ مَقْعَدَهُ بِالجَنَّة 0 عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَمُوتُ رَجُلٌ مُسْلِم؛ إِلاَّ أَدْخَلَ اللهُ مَكَانَهُ النَّارَ يَهُودِيَّاً أَوْ نَصْرَانِيَّاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2767 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَة؛ دَفَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلى كُلِّ مُسْلِمٍ يَهُودِيَّاً أَوْ نَصْرَانِيَّاً فَيَقُول: هَذَا فِكَاكُكَ مِنَ النَّار " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2767 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَدْخُلُ أَحَدٌ الجَنَّةَ إِلاَّ أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ لَوْ أَسَاءَ لِيَزْدَادَ شُكْرَاً، وَلاَ يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ إِلاَّ أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ لَوْ أَحْسَنَ لِيَكُونَ عَلَيْهِ حَسْرَةً " 0

[الإِمَامُ البُخَارِيُّ بِكِتَابِ الرِّقَاقِ بَابِ: صِفَةِ الجَنَّةِ وَالنَّار بِرَقْم: (6569)، الإِمَامُ أَحْمَدُ في " مُسْنَدِهِ " بِرَقْم: 10597] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كُلُّ أَهْلِ النَّارِ يَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الجَنَّةِ فَيَقُول: لَوْ أَنَّ اللهَ هَدَاني فَيَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَة، وَكُلُّ أَهْلِ الجَنَّةِ يَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ فَيَقُول: لَوْلاَ أَنَّ اللهَ هَدَاني فَيَكُونُ لَهُ شُكْرَاً " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَفي الصَّحِيحِ وَفي الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (2034)، وَالإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِرَقْم: 10274] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" كُلُّ أَهْلِ النَّارِ يَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الجَنَّةِ فَيَقُول: لَوْ أَنَّ اللهَ هَدَاني فَتَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَة، وَكُلُّ أَهْلِ الجَنَّةِ يَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ فَيَقُول: لَوْلاَ أَنَّ اللهَ هَدَاني فَيَكُونُ لَهُ شُكْر، ثُمَّ تَلاَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ في جَنْبِ الله} {الزُّمَرٍ/56} [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين0حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في " الصَّحِيحَة " بِرَقْم: (2034)، وَالحَدِيثُ في " المُسْتَدْرَك " بِرَقْم: 3629] نَوْمَةُ العَرُوس

عَن أَبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا قُبرَ المَيِّتُ أَتَاهُ مَلَكَان، أَسْوَدَانِ أَزْرَقَان، يُقَالُ لأَحَدِهِمَا: المُنْكَر، وَلِلآخَر: النَّكِير، فَيَقُولاَن: مَا كُنْتَ تَقُولُ في هَذَا الرَّجُل 00؟ فَيَقُولُ مَا كَانَ يَقُول: هُوَ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُه، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ محَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُه، فَيَقُولاَن: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا؛ ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ في قَبرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعَاً في سَبْعِين، ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيه، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: نَمْ، فَيَقُول: أَرْجِعُ إِلى أَهْلِي فَأُخْبرُهُمْ 00؟

فَيَقُولاَن: نمْ كَنَوْمَةَ العَرُوسِ الَّذِي لاَ يُوقِظُهُ إِلاَّ أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْه، حَتىَّ يَبْعَثَهُ اللهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِك، وَإِنْ كَانَ مُنَافِقَاً قَال: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلاً فَقُلْتُ مِثْلَه، لاَ أَدْرِي، فَيَقُولاَن: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِك؛ فَيُقَالُ لِلأَرْض: الْتَئِمِي عَلَيْه، فَتَلْتَئِمَ عَلَيْهِ فَتَخْتَلِفَ فِيهَا أَضْلاَعُه، فَلاَ يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبَاً حَتىَّ يَبْعَثَهُ اللهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِك " 0 [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: (1071)، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 42500]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ المُؤْمِنَ في قَبرِهِ لَفِي رَوْضَةٍ خَضْرَاء، وَيُرْحَبُ لَهُ قَبرُهُ: [أَيْ يُوَسَّعُ لَهُ] سَبْعِينَ ذِرَاعًا، وَيُنَوَّرُ لَهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْر، أَتَدْرُونَ فِيمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَة: {وَمَن أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكَاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى} {طَهَ/124} " أَتَدْرُونَ مَا المَعِيشَةُ الضَّنْكَة " 00؟

قَالُواْ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " عَذَابُ الْكَافِرِ في قَبْرِه، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه: إِنَّهُ يُسَلَّطُ عَلَيْهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّينَاً؛ أَتَدْرُونَ مَا التِّنِّين: سَبْعُونَ حَيَّةً، لِكُلِّ حَيَّةٍ سَبْعُ رُءُوس، يَلْسَعُونَهُ وَيَخْدِشُونَهُ إِلىَ يَوْمِ الْقِيَامَة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: 3552، وَالأُسْتَاذ شُعَيْبُ الأَرْنَؤُوطُ في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في مَعْنىَ المَعِيشَةِ الضَّنْك: " عَذَابُ الْقَبر " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3439]

المُؤْمِنُونَ وَرُؤْيَتُهُمْ لِبُيُوتهِمْ في الجَنَّة عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّ المُؤْمِنَ إِذَا وُضِعَ في قَبرِهِ أَتَاهُ مَلَكٌ فَيَقُولُ لَه: مَا كُنْتَ تَعْبُد؟ فَإِنِ اللهُ هَدَاهُ قَال: كُنْتُ أَعْبُدُ الله، فَيُقَالُ لَه: مَا كُنْتَ تَقُولُ في هَذَا الرَّجُل 00؟ فَيَقُول: هُوَ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُه، فَمَا يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ غَيرَهَا؛ فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلى بَيْتٍ كَانَ لَهُ في النَّار، فَيُقَالُ لَه: هَذَا بَيْتُكَ كَانَ في النَّارِ وَلَكِنَّ اللهَ عَصَمَكَ وَرَحِمَكَ فَأَبْدَلَكَ بِهِ بَيْتَاً في الجَنَّة؛ فَيَقُول: دَعُوني أَذْهَبُ فَأُبَشِّرَ أَهْلِي؛ فَيُقَالُ لَه: اسْكُن 0

وَإِنَّ الكَافِرَ إِذَا وُضِعَ في قَبرِهِ أَتَاهُ مَلَكٌ فَيَنْتَهِرُهُ فَيُقَالُ لَه: مَا كُنْتَ تَعْبُد 00؟ فَيَقُول: لاَ أَدْرِي، فَيُقَالُ لَه: لاَ دَرَيْتَ وَلاَ تَلَيْت، فَيُقَال: فَمَا كُنْتَ تَقُولُ في هَذَا الرَّجُل؟ فَيَقُول: كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاس؛ فَيَضْرِبُهُ بِمِطرَاقٍ مِن حَدِيدٍ بَينَ أُذُنَيه؛ فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا الخَلقُ غَيرَ الثَّقَلَين " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: (4751)، وَالحَدِيثُ في " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42494]

لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ العَامِلُون عَن عَبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا قُتِلَ العَبْدُ في سَبِيلِ اللهِ فَأَوَّلُ قَطْرَة تَقْطُرُ عَلَى الأَرْضِ مِنْ دَمِهِ يُكَفِّرُ اللهُ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا، ثُمَّ يُرْسِلُ لَهُ اللهُ برَيْطَة ـ أَيْ بِقُمَاشَةٍ بَيْضَاءَ ـ مِنَ الجَنَّةِ فتُقْبَضُ فِيهَا نَفْسُهُ، وَبِجَسَد مِنَ الجَنَّة حَتىَّ تُرَكَّبُ فِيهِ رُوحُه، ثُمَّ يَعْرُجُ مَعَ المَلاَئِكَةِ كَأنَّهُ كَانَ مَعَهُمْ مُنْذُ خَلَقَهُ الله، حَتىَّ يُؤْتَى بِهِ الرَّحْمَنُ عَزَّ وَجَلّ، وَيَسْجُدُ قَبْلَ المَلاَئِكَةِ ثُمَّ تَسْجُدُ المَلاَئِكَةُ بَعْدَهُ ثمَّ يُغْفَرُ لَهُ ويُطَهَّرُ، ثمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلى الشُّهَدَاءِ فَيَجِدُهُمْ في رِيَاضٍ خُضْرٍ وَثيَابٍ مِن حَرِير، عِنْدَهُمْ نُون ـ أَيْ حُوتٌ ـ وَثَوْرٌ

يَلْعَبَانِ لَهُمْ كُلَّ يَوْمٍ بِشَيْءٍ لَمْ يَلْعَبَاهُ بِالأَمْس: يَظَلُّ الحُوتُ في أَنْهَارِ الجَنَّةِ فَيَأْكُلُ مِنْ كُلِّ رَائِحَةٍ مِن أَنْهَارِ الجَنَّة، فَإِذَا أَمْسَى وَكَزَهُ الثَّوْرُ بِقَرْنِهِ فَذَكَّاهُ فَأَكَلُواْ مِنْ لحْمِهِ، فَوَجَدُواْ في طَعْمِ لحْمِهِ كُلَّ رَائحَةٍ مِن أَنهَارِ الجَنَّة، وَيَلبَثُ الثَّوْرُ نَافِشَا ـ أَيْ رَاعِيَاً ـ في الجَنَّةِ يَأْكُلُ مِنْ ثمَرِ الجَنَّة، فَإِذَا أَصْبَحَ عَدَا عَلَيْهِ الحُوتُ فَذَكَّاهُ بِذَنَبِهِ فَأَكَلُواْ مِنْ لحْمِهِ، فَوَجَدُواْ في طَعْمِ لحْمِهِ كُلَّ ثمرَةٍ في الجَنَّة، يَنْظُرُونَ إِلى مَنَازلهِمْ يَدْعُونَ اللهَ بِقِيَامِ السَّاعَة، فَإِذَا تَوَفى اللهُ العَبْدَ المُؤْمِنَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ مَلَكَينِ بِخِرْقَةٍ مِنَ الجَنَّة، وَرَيحَانٍ مِنْ

رَيحَانِ الجَنَّةِ فَقَال: أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّة: اخْرُجِي إِلى رَوْحٍ وَرَيحَان، وَرَبٍّ رَاضٍ غَيرِ غَضْبَان، اخْرُجِي فَنِعْمَ مَا قَدَّمْتِ؛ فَتَخْرُجُ كَأَطْيَبِ رَائحَةِ مِسْكٍ وَجَدَهَا أَحَدُكُمْ بِأَنْفِهِ، وَعَلَى أَرْجَاءِ السَّمَاءِ مَلاَئِكَة يَقُولُون: سُبْحَانَ الله؛ لَقَدْ جَاءَ مِنَ الأَرْضِ اليَوْمَ رُوحٌ طَيِّبَة؛ فَلاَ يمُرُّ ـ أَيْ فَلاَ يمُرُّ هَذَا العَبْدُ المُؤْمِنُ ـ بِبَابٍ إِلاَّ فُتِحَ لَه، وَلاَ مَلَكٍ إِلاَّ صَلَّى عَلَيْهِ وَيَشْفَع، حَتىَّ يُؤْتَى بِهِ إِلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَتَسْجُدُ المَلاَئِكَةُ قَبْلَهُ ثُمَّ يَقُولُون: رَبَّنَا هَذَا عَبْدُكَ فُلاَنٌ تَوَفَّيْنَاهُ وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ فَيَقُول: مُرُوهُ بِالسُّجُودِ فَيَسْجُدُ النَّسَمَة ـ أَيْ فَتَسْجُدُ هَذِهِ النَّفْسُ المُؤْمِنَةُ ـ ثمَّ

يُدْعَى مِيكَائِيلُ فَيُقَال: اجْعَلْ هَذِهِ النَّسَمَةَ مَعَ أَنْفُسِ المُؤْمِنِينَ حَتىَّ أَسْأَلَكَ عَنهَا يَوْمَ القِيَامَة؛ فَيُؤْمَرُ بِقَبْرِهِ فَيُوَسَّعُ لَهُ طُولُهُ سَبْعِينَ وَعَرْضُهُ سَبْعِين، وَيُنْبَتُ فِيهِ الرَّيْحْان، وَيُبْسَطُ لَهُ الحَرِيرُ فِيه، وَإِنْ كَانَ مَعَهُ شَيْءٌ منَ القُرْآنِ نَوَّرَهُ وَإِلاَّ جُعِلَ لَهُ نُورٌ مِثْلُ نُورِ الشَّمْس، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلى الجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلى مَقْعَدِهِ في الجَنَّةِ بُكْرَةً وَعَشِيَّا، وَإِذَا تَوَفى اللهُ العَبْدَ الكَافِرَ أَرْسَلَ إِلَيه مَلَكَين، وَأَرْسَلَ إِلَيهِ بقِطْعَةِ بِجَاد ـ أَيْ بِقُمَاشَةٍ غَلِيظَةٍ ـ أَنْتَنَ مِنْ كُلِّ نَتِن، وَأَخْشَنَ مِنْ كُلِّ خَشِنٍ فَقَال: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الخَبِيثَة، اخْرُجِي إِلى جَهنَّمَ وَعَذَابٍ أَلِيم، وَرَبٍّ عَلَيْكِ

سَاخِط، اخْرُجِي فَسَاءَ مَا قَدَّمْتِ، فَتَخْرُجُ كَأَنْتَنِ جِيفَةٍ وَجَدَهَا أَحَدُكُمْ بِأَنْفِهِ قَطّ، وَعَلَى أَرْجَاءِ السَّمَاءِ مَلاَئِكَةٌ يَقُولُون: سُبْحَانَ الله؛ لَقَدْ جَاءَ مِنَ الأَرْضِ جِيفَةٌ وَنَسَمَةٌ خَبِيثَة، لاَ يُفْتَحُ لَهُ بَابُ السَّمَاء؛ فَيُؤْمَرُ بجَسَدِهِ فَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ في القَبر، وَيُمْلأُ حَيَّاتٍ مِثْلَ أَعْنَاقِ البُخْت ـ أَيِ مِثْلَ أَعْنَاقِ الجِمَالِ غِلَظَاً ـ تَأْكُلُ لحْمَهُ فَلاَ يَدَعْنَ مِن عِظَامِهِ شَيْئَا،

ثُمَّ يُرْسَلُ عَلَيْهِ مَلاَئِكَةٌ صُمٌّ عُمْيٌ مَعَهُمْ فَطَاطِيسُ ـ أَيْ مَطَارِقُ عَظِيمَةٌ ـ مِن حَدِيد، لاَ يُبْصِرُونَه فَيرْحَمُونَه، وَلاَ يَسْمَعُونَ صَوْتَهُ فَيَرْحَمُونَه، فَيَضْرِبُونَه وَيَخْبِطُونَه، وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ نَارٍ فَيَنْظُرُ إِلى مَقْعَدِهِ مِنَ النَّارِ بُكْرَةً وَعَشِيَّة؛ يَسأَلُ اللهَ أَنْ يُدِيمَ ذَلِكَ عَلَيْه ـ أَيْ عَذَابَهُ في قَبرِهِ ـ فَلاَ يَصِلُ إِلى مَا وَرَاءهُ مِنَ النَّار " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " ص: (328/ 2)، عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ هَنَّادٍ في الزُّهْدُ مخْتَصَرَاً بِرَقْم: 168]

وَلَعَلَّ أَهْلَ الشَّهِيدِ يَحُزُّ في نُفُوسِهِمْ مَصْرَعُ ابْنِهِمْ، وَتُؤْلِمُهُمُ الطَّرِيقَةُ الَّتي مَاتَ بِهَا؛ وَتخْفِيفَاً عَلَيْهِمْ؛ أَسُوقُ إِلَيْهِمْ تِلْكَ الْبُشْرَى الَّتي قَالَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلشُّهَدَاءِ لِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُهُمْ: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ القَتْل؛ إِلاَّ كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مَسَّ القَرْصَة " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7940، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ التِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيِّ وَفي الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة]

قَالَ أَبُو نَافِعٍ سِبْطُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه [أَيْ حَفِيدُهُ]: " كُنْتُ عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَعِنْدَهُ رَجُلاَن، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: رَأَيْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ في المَنَام، فَقُلْتُ لَهُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِك 00؟ قَال: غَفَر لي وَشَفَّعَني، وَعَاتَبَني وَقَال: أَتُحَدِّثُ عَن حَرِيزِ بْنِ عُثْمَان 00؟! فَقُلْتُ: يَا رَبّ، مَا عَلِمْتُ إِلاََّ خَيرَاً؛ قَالَ جَلَّ وَعَلاَ: إِنَّهُ يُبْغِضُ عَلِيَّاً كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه، وَقَالَ الرَّجُلُ الآخَر: رَأَيْتُهُ في المَنَامِ فَقُلْتُ لَه:

هَلْ أَتَاكَ مُنْكَرٌ وَنَكِير 00؟ قَال: إِي وَاللهِ، وَسَأَلاَني: مَنْ رَبُّكَ 00؟ وَمَا دِينُكَ 00؟ فَقُلْتُ: أَلِمِثْلِي يُقَالُ هَذَا، وَأَنَا كُنْتُ أُعَلِّمُ النَّاسَ بِهَذَا في دَارِ الدُّنْيَا 00؟ فَقَالاَ لي: صَدَقْت " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 366/ 9]

بِنَاءُ الأَضْرِحَةِ وَالمَسَاجِدِ فَوْقَ القُبُور وَمِنَ الأَخْطَاءِ الشَّدِيدَة، الَّتي تَتَعَلَّقُ بِالعَقِيدَة: بِنَاءُ القِبَابِ عَلَى القُبُورِ وَاتخَاذُهَا مَسَاجِد، مِمَّا يُعَدُّ مَدْخَلاً لِلشَّيْطَانِ يُفْسِدُ بِهِ عَقَائِدَ المُسْلِمِين؛ حَيْثُ يَتَّجِهُونَ تَدْرِيجِيَّاً بِالتَّضَرُّعِ لِلقَبرِ تَبرُّكَاً بمَنْ فِيه 00 أَحْيَاؤُنَا لاَ يُرْزَقُونَ بِدِرْهَمٍ * وَبِأَلْفِ أَلْفٍ يُرْزَقُ الأَمْوَاتُ مَنْ لي بحَظِّ النَّائِمِينَ بحُفْرَةٍ * حَطَّتْ عَلَى أَعْتَابهَا البرَكَاتُ {حَافِظ إِبْرَاهِيم} نَكْسُو لِلْمَوْتَى أَضْرِحَةً بِثِيَابِ الحَيِّ الْعُرْيَانِ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} الضَّرِيحُ لاَ يُفِيدُ المَيِّتَ وَلاَ الحَيّ

رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في صَحِيحِه؛ أَنَّهُ لَمَّا مَاتَ الحَسَنُ بْنُ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ضَرَبَتِ امْرَأَتُهُ القُبَّةَ عَلَى قَبرِهِ سَنَةً ثمَّ رُفِعَتْ؛ فَسَمِعُواْ صَائِحَاً يَقُول: أَلاَ هَلْ وَجَدُواْ مَا فَقَدُواْ 00؟ فَأَجَابَهُ الآخَرُ: " بَلْ يَئِسُواْ فَانْقَلَبُواْ " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: (1330)، وَالحَدِيثُ في " المِشْكَاة " بِرَقْم: 1749] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيه:

" لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتخَذُواْ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسْجِدَاً؛ وَلَوْلاَ ذَلِكَ لأَبْرَزُواْ قَبْرَهُ، غَيْرَ أَنيِّ أَخْشَى أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدَاً " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: مَا يُكْرَهُ مِنَ اتخَاذِ المَسَاجِدِ عَلَى القُبُور بِرَقْم: 1330، 4441] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ قَالاَ: " لَمَّا نَزَلَ ـ أَيِ المَوْتُ ـ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِه، فَإِذَا اغْتَمَّ بهَا ـ أَيْ ضَاقَ بِهَا ـ كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِه وَهُوَ كَذَلِكَ يَقُول: " لَعْنَةُ اللهِ عَلَى اليَهُودِ وَالنَّصَارَى؛ اتخَذُواْ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ 00 يحَذِّرُ مَا صَنَعُواْ " 0

انْظُرْ مَعِي يَرْحَمُكَ اللهُ إِلى قَوْلِ النَّبيِّ زَاجِرَاً وَمحَذِّرَاً: " لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتخَذُواْ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِد " أَيْنَ الَّذِينَ اتخَذوا قَبرَ الحُسَينِ مَسْجِدَاً، وَقَبرَ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ وَالسَّيِّدَةِ نَفِيسَة، وَالسَّيِّدَةِ زَيْنَبَ 00؟ أَهُمْ أَفْقَهُ أَمْ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيق 00؟! بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاَ {103} الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ في الحَيَاةِ الدُّنيَا وَهُمْ يحْسَبُونَ أَنهُمْ يحْسِنُونَ صُنعَا} {الكَهْف} " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4444 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 531 / عَبْد البَاقِي]

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكْهُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاء، وَمَنْ يَتَّخِذُ القُبُورَ مَسَاجِد " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3888، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَنَائِزِ بِرَقْم: 126، وَالإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع] انْظُرْ كَيْفَ جَعَلُواْ بِذَلِكَ أَنْفُسَهُمْ شِرَارَ النَّاسِ عِنْدَ الله 00؟! هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ رَسُولُ اللهِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر 00؟! افْترَاءُ الصُّوفِيَّة، وَمخَالَفَةُ الوَصِيَّة

وَعَن عَلِيِّ بْنِ الحُسَينِ أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً يجِيءُ إِلى فُرْجَة كَانَتْ ثَمَّ قَبرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ أَيْ عِنْدَهُ ـ فَيَدْخُلُ فِيهَا فَيَدْعُو؛ فَنَهَاهُ فَقَال: " أَلاَ أُحَدِّثكُمْ حَدِيثَاً سَمِعْتُهُ مِن أَبي عَن جَدِّي عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قُبُورَاً، وَلاَ تجْعَلُواْ قَبْرِي عِيدَاً، وَصَلُّواْ عَلَيَّ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُني حَيْثُ كُنْتُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ وَفي سُنَنِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْمَيْ: 126، 2042، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

يَقُولُ ابْنُ القَيِّمِ في كِتَابِهِ الرَّيَّانِ " إِغَاثَةِ اللهْفَانِ " بِاخْتِصَارٍ مُعَلِّقَاً عَلَى هَذَا الحَدِيث: " وَقَدْ حَرَّفَ هَذِهِ الأَحَادِيثَ بَعْضُ مَنْ جَمَعَ بَينَ شِرْكِ النَّصَارَى وَتحْرِيفِ اليَهُود فَقَال: هَذَا أَمْر مِنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِزِيَارَةِ قَبرِهِ كُلَّ سَاعَة وَمُلاَزمَتِهِ وَالعُكُوفِ عِنْدَه، وَنهْيٌ أَنْ يجْعَلَ كَالعِيدِ الَّذِي إِنَّمَا يَكُونُ مِنَ الحَوْلِ إِلى الحَوْل، وَلَوْ أَرَادَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَهُ هَؤُلاَءِ الضُّلاَلُ لَمْ يَنْهَ عَنِ اتخَاذِ قُبُورِ الأَنْبيَاءِ مَسَاجِدَ يُعْبَدُ اللهُ فِيهَا وَلَمْ يَلْعَنْ فَاعِلَ ذَلِكَ مِثْلَمَا تَقَدَّم؛ فَكَيْفَ يَأْمُرُ بمُلاَزَمَتِهَا وَالعُكُوفِ عَلَيْهَا؟! ثُمَّ كَيْفَ لَمْ يَفْهَمْ صَحَابَتُهُ وَأَهْلُ بَيْتِهِ مِنْ ذَلِكَ مَا فَهِمَهُ هَؤُلاَءِ الضُّلاَلُ الَّذِينَ جَمَعُواْ بَينَ الشِّرْكِ وَالتَّحْرِيف " 0 [ابْنُ القَيِّمِ في " إِغَاثَةِ اللهْفَانِ " بِالطَّبْعَةِ الثَّانِيَةِ لِدَارِ المَعْرِفَة 0 بَيرُوت: 192/ 1]

عَن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اللهُمَّ لاَ تجْعَلْ قَبْرِي وَثَنَاً يُعْبَد؛ اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى قَوْمٍ اتخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِد " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَنَائِزِ وَالمِشْكَاةِ بِرَقْمَيْ: 126، 750، أَخْرَجَهُ الإِمَامَانِ مَالِكٌ في المُوَطَّأ، وَأَحْمَدُ في مُسْنَدِه] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنَاً؛ لَعَنَ اللهُ قَوْمَاً اتَّخَذُواْ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِد " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7352، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

تَعْلِيقٌ لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وَقَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ عَلَيْهِ رَحْمَةُ الله: " وَوَجْهُ الدِّلاَلةِ أَنَّ قَبرَ رَسُولِ اللهِ أَفْضَلُ قَبرٍ عَلَى وَجْهِ الأَرْض، وَقَدْ نَهَى عَنِ اتخَاذِهِ عِيدَا؛ فَقَبرُ غَيرِهِ أَوْلى بِالنَّهْيِ كَائِنَاً مَنْ كَان " 0 [ابْنُ القَيِّمِ في " إِغَاثَةِ اللهْفَانِ " بِالطَّبْعَةِ الثَّانِيَةِ لِدَارِ المَعْرِفَة 0 بَيرُوت 0 ص: 192/ 1]

كَلاَمٌ قَيِّم لاَبْنِ القَيِّم رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَقُولُ ابْنُ القَيِّمِ بِتَصَرُّفٍ وَاخْتِصَارٍ في كِتَابِهِ الرَّيَّانِ " إِغَاثَةِ اللهْفَانِ مِنْ مَصَائِدِ الشَّيْطَانِ " عَنِ الصُّوفِيَّةِ وَعُبَّادِ القُبُورِ وَالأَضْرِحَةِ وَتَقْدِيسِهِمْ لهَا: " وَمِنْ بِدَعِهِمْ: تَفْضِيلُهَا ـ أَيْ تَفْضِيلُ الأَضْرِحَةِ ـ عَلَى خَيرِ البِقَاعِ وَأَحَبِّهَا إِلى الله: فَإِنَّ عُبَّادَ القُبُورِ يُعْطُونهَا مِنَ التَّعظِيمِ وَالاَحْتِرَامِ وَالخُشُوعِ وَرِقَّةِ القَلبِ وَالعُكُوفِ عَلَيْهَا مَا لاَ يُعْطُونَهُ لِلمَسَاجِدِ وَلاَ يحصُلُ لهُم فِيهَا نَظِيرُهُ وَلاَ قَرِيبٌ مِنهُ 00!! شُرِعَتْ زِيَارَةُ القُبُورِ لِتَذَكُّرِ الآخِرَةِ وَالإِحْسَانِ إِلى المَزُورِ بِالدُّعَاءِ لَهُ وَالتَّرَحُّمِ عَلَيْه؛ فَيَكُونُ الزَّائِرُ محْسِنَا إِلى نَفْسِهِ وَإِلى المَيِّت، فَقَلَبَ هَؤُلاَءِ المُشْرِكُونَ الأَمْرَ وَجَعَلُواْ المَقصُودَ بِالزِّيَارَةِ الشِّركَ بِالمَيِّتِ وَدُعَاءهُ وَسُؤَالَهُ حَوَائِجَهُمْ؛ فَصَارُواْ مُسِيئِينَ إِلى نُفُوسِهِمْ وَإِلى المَيِّت!! [ابْنُ القَيِّمِ في إِغَاثَةِ اللهْفَانِ بِالطَّبْعَةِ الثَّانِيَةِ لِدَارِ المَعْرِفَة 0 بَيرُوت ص: 198،194/ 1]

وَيُوَاصِلُ ابْنُ القَيِّمِ كَلاَمَهُ قَائِلاً: " فَلَوْ رَأَيتَهُمْ إِذَا رَأَوْهَا منْ مَكَان بَعيد؛ فَوَضَعُواْ لهَا الجبَاهَ وَتَضَرَّعُواْ بمَن لاَ يُبْدِئُ ولاَ يُعِيد، فَتَرَاهُمْ حَوْلَ القَبرِ رُكَّعَا سُجَّدَا يَبْتَغُونَ فَضْلاَ مِنَ المَيْتِ وَرِضوَانَا، فَلغَيرِ اللهِ بَلْ للشَّيْطَانِ مَا يُرَاقُ هُنَاكَ مِنَ العَبرَات، وَيَرْتَفِعُ مِنَ الأَصْوَات، وَيُطْلَبُ مِنَ الحَاجَاتِ وَيُسْأَلُ مِنْ تَفْرِيجِ الكُرُبَات، ثمَّ انْثَنَواْ بَعْدَ ذَلِكَ حَوْلَ القَبرِ طَائِفِينَ تَشْبِيهَا لَهُ بِالبَيْتِ الحَرَام، ثُمَّ أَخَذُواْ في التَّقْبِيلِ والاَسْتِلاَم،

ثُمَّ عَفَّرُواْ في أَعْتَابِهِ الجِبَاهَ وَالخُدُود، الَّتي يَعْلَمُ اللهُ أَنَّهَا لاَ تُعَفَّرُ كَذَلِكَ في السُّجُود، ثُمَّ تَرَاهُمْ قَرَّبواْ لِذَلِكَ الوَثَنِ القَرَابِين، كَأَنَّهُمْ لَيْسُواْ بِمُسْلِمِين، وَلاَ يَعْبُدُونَ رَبَّ العَالَمِين، وَلَمْ يَسْمَعُواْ قَبْلَ ذَلِكَ عَن عُبَّادِ الأَصْنَامِ مِنَ الكَفَرَةِ وَالمُشْرِكِين " وَبِنَاءُ الأَضْرِحَةِ في المَسَاجِدِ وَتَعْظِيمُهَا يُشْبِهُ مَا يَفْعَلُهُ النَّصَارَى في كَنَائِسِهِمْ أَيْضَاً مِنْ بَابِ التَّعْظِيم 0

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا ذَكَرَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَنِيسَةً رَأَتهَا بِأَرْضِ الحَبَشَةِ يُقَالُ لهَا مَارِيَة، فَذَكَرَتْ لَهُ مَا رَأَتْ فِيهَا مِنَ الصُّوَرِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ العَبْدُ الصَّالِح، أَوِ الرَّجُلُ الصَّالِح؛ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدَاً وَصَوَّرُواْ فِيهِ تِلكَ الصُّوَر، أُولَئِكَ شِرَارُ الخَلقِ عِنْدَ الله " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (434 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 528 / عَبْد البَاقِي] الطَّرِيقُ إِلى النَّارِ مَفْرُوشٌ بِالنَّوَايَا الحَسَنَة

وَجَدِيرٌ بِالذِّكْرِ أَنْ نَعْلَمَ أَنَّ بِدَايَةَ عِبَادَةِ الأَصْنَامِ كَانَتْ بِالتَّعْظِيمِ المُبَالَغِ فِيهِ لأَوْلِيَاءِ اللهِ وَالصَّالحِين 0 عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَقَدْ ذَكَرَ وَدَّاً وَسُوَاعَاً وَيَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرا فَقَالَ عَنهُمْ: " أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوح، فَلَمَّا هَلَكُواْ أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلى قَوْمِهِمْ أَنِ انْصِبُواْ إِلى مجَالِسِهِمُ الَّتي كَانُواْ يجْلِسُونَ أَنْصَابَاً وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ فَفَعَلُواْ فَلَمْ تُعْبَدْ، حَتىَّ إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَتَنَسَّخَ العِلْمُ ـ أَيْ وَتَلاَشَى ـ عُبِدَتْ " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ التَّفْسِيرِ بَابِ: وَدَّاً وَلاَ سُوَاعَاً بِرَقْم: 4920]

عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَلاَ وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ؛ كَانُواْ يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِد؛ أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُواْ القُبُورَ مَسَاجِد؛ إِنيِّ أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِك " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 532 / عَبْد البَاقِي] عَنْ قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ عَنْ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرَا: " كَانَتْ هَذِهِ الآلهَةُ يَعْبُدُهَا قَوْمُ نُوحٍ ثمَّ اتخَذَهَا العَرَبُ بَعْدَ ذَلِك " 0 [ابْنُ جَرِيرٍ الطَبرِيُّ في تَفْسِيرِهِ 0 طَبْعَةُ دَارِ الفِكْر 0 بَيرُوت: 99/ 29] تَلبِيسُ إِبْلِيسَ عَلَيْهِ لَعْنَةُ الله

عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ مُوسَى عَنْ محَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرَا كَانُوا قَوْمَا صَالحِينَ مِنْ بَني آدَم، وَكَانَ لهمْ أَتْبَاع يَقْتَدُونَ بهِمْ، فَلَمَّا مَاتُواْ قَالَ أَصْحَابهُم الَّذِينَ كَانُواْ يَقْتَدُونَ بهِمْ: لَوْ صَوَّرنَاهُمْ كَانَ أَشْوَقَ لَنَا إِلى العِبَادَة إِذَا ذَكَرْنَاهُمْ بِالهَيْثَم ـ أَيْ بِالكَثِيب ـ فَلَمَّا مَاتُواْ وَجَاءَ آخَرُونَ دَبَّ إلَيْهِمْ إِبْلِيسُ فَقَال: إِنمَا كَانُواْ يَعْبدُونَهُمْ وَبِهِمْ يُسْقَوْنَ المَطَرَ فَعَبَدُوهُمْ " 0 [ابْنُ جَرِيرٍ الطَبرِيُّ في تَفْسِيرِهِ 0 طَبْعَةُ دَارِ الفِكْر 0 بَيرُوت: 99/ 29] عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أَبِيهِ عَن عِكْرِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" كَانَ بَينَ آدَمَ وَنُوحٍ عَشْرةُ قُرُونٍ كُلُّهُمْ عَلَى الإِسْلاَم " 0 [ابْنُ جَرِيرٍ الطَبرِيُّ في تَفْسِيرِهِ 0 طَبْعَةُ دَارِ الفِكْر 0 بَيرُوت 0 ص: 99/ 29] عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: نَذَرَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْحَرَ إِبِلاً بِبُوَانَة؛ فَأَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: إِني نَذَرْتُ أَن أَنحَرَ إِبِلاً بِبُوَانَة 00؟ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِن أَوْثَانِ الجَاهِلِيَّةِ يُعْبَد " 00؟ قَالُواْ لاَ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَلْ كَانَ فِيهَا عِيدٌ مِن أَعْيَادِهِمْ " 00؟ قَالُواْ لاَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" أَوْفِ بِنَذْرِك؛ فَإِنَّهُ لاَ وَفَاءَ لِنَذْرٍ في مَعْصِيَةِ اللهِ وَلاَ فِيمَا لاَ يمْلِكُ ابْنُ آدَم " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في (الجَامِعِ) وَفي (سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ) بِكِتَابِ الأَيْمَانِ وَالنُّذُورِ بَابِ: الوَفَاءِ بِالنَّذْر بِرَقْم: 3313] الأَمْرُ جِدُّ خَطِير؛ لِدَرَجَةِ نَبْشِ القُبُور وَرَاعَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ عِنْدَ وَضْعِهِ لحَجَرِ أَسَاسِ الدَّوْلَةِ الإِسْلاَمِيَّةِ بِالمَدِينَة؛ فَلاَ يَلِيقُ بِالصَّلاَةِ أَنْ تُقَامَ في مَقْبرَة؛ وَلِذَا أَمَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَبْشِ القُبُورِ الَّتي كَانَتْ بِسَاحَةِ المَسْجِدِ قَبْلَ بِنَائِه 00

عَن أَنَسِ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ نَزَلَ في عُلْوِ المَدِينَةِ في حَيٍّ يُقَالُ لهُمْ بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْف، فَأَقَامَ فِيهِمْ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً ثمَّ أَرْسَلَ إِلى مَلإِ بَني النَّجَّارِ فَجَاءواْ مُتَقَلِّدِي سُيُوفِهِمْ قَالَ أَنَس: وَكَأَنيِّ أَنْظُرُ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَأَبُو بَكْرٍ رِدْفَهُ وَمَلأُ بَني النَّجَّارِ حَوْلَهُ حَتىَّ أَلْقَى ـ أَيْ نَزَلَ ـ بِفِنَاءِ أَبي أَيُّوبَ، فَكَانَ يُصَلِّي حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَة، وَيُصَلِّي في مَرَابِضِ الغَنَم، ثمَّ إِنَّهُ أَمَرَ بِبِنَاءِ المَسْجِدِ فَأَرْسَلَ إِلى مَلإِ بَني النَّجَّارِ فَجَاءواْ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" يَا بَني النَّجَّارِ ثَامِنُوني حَائِطَكُمْ هَذَا " 00؟ ـ أَيِ اعْرِضُواْ عَلَيَّ لَهُ ثَمَنَاً ـ فَقَالُواْ: لاَ وَاللهِ لاَ نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلاَّ إِلى الله 00 فَكَانَ فِيهِ مَا أَقُولُ لَكُمْ: كَانَتْ فِيهِ قُبُورُ المُشْرِكِين، وَكَانَتْ فِيهِ خِرَب، وَكَانَ فِيهِ نخْل، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُبُورِ المُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ، وَبِالخِرَبِ فَسُوِّيَتْ، وَبِالنَّخْلِ فَقُطِع، فَصَفُّواْ النَّخْلَ قِبْلَةَ المَسْجِدِ وَجَعَلُواْ عِضَادَتَيْهِ حِجَارَةً " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ بِكِتَابِ المَنَاقِبِ بَابِ: مَقْدِمِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَقْم: (3932)، الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ المَسَاجِدِ بِرَقْم: 524] عِضَادَتَيْهِ أَيْ: عَمُودَيْ بَوَّابَتِهِ 0

النَّهْيُ عَنْ تَشْرِيفِ الأَضْرِحَةِ سَدَّاً لِلذَّرَائِع وَلِذَا نهَى أَيْضَاً عَنْ طِلاَءِ القَبرِ أَوِ البِنَاءِ عَلَيْهِ أَوْ حَتىَّ الكِتَابَةِ عَلَيْهِ سَدَّاً لِلذَّرَائِع: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " نهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يجَصَّصَ القَبر ـ أَيْ يُطْلَى بمَا يُشْبِهُ الجِبْس ـ وَأَنْ يُقْعَدَ عَلَيْه، وَأَنْ يُبْنى عَلَيْه " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: النَّهْيِ عَنْ تجْصِيصِ القَبْرِ وَالجُلُوسِ عَلَيْه بِرَقْم: 970] عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نهَى أَنْ يُبْنى عَلَى القَبْر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1564]

عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " نهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُكْتَبَ عَلَى القَبْرِ شَيْء " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: 12799، كَمَا صَحَّحَهُ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1563] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " نهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبْنى عَلَى القَبْرِ أَوْ يُزَادَ عَلَيْهِ أَوْ يُجَصَّصَ ـ أَيْ يُطْلَى ـ أَوْ يُكْتَبَ عَلَيْه " 0 [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم 0 انْظُرِ المُسْتَدْرَكَ بِرَقْم: 1369، وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: 2027]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَائِرَاتِ القُبُور، وَالمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا المَسَاجِدَ وَالسُّرُج " 0 [صَحَّحَهُ أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2030، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] كَلاَمٌ آخَرُ لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَةَ في ذَلِك:

يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَة: " وَلِذَا نهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّلاَةِ في المَقْبرَةِ مُطْلَقَاً وإِنْ لَمْ يَقْصِدِ المُصَلِّي بَرَكَةَ البُقْعَةِ بِصَلاَتِهِ كَمَا يَقْصِدُ بِصَلاَتِهِ بَرَكَةَ المَسَاجِد، كَمَا نهَى عَنِ الصَّلاَةِ وَقْتَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَغُرُوبهَا؛ لأَنهَا أَوْقَاتٌ يَقصِدُ المشْرِكُونَ الصَّلاَةَ فِيهَا لِلشَّمْس؛ فَنَهَى أُمَّتَه عَنِ الصَّلاَةِ حِينَئِذ وَإِن لَمْ يَقْصِدِ المُصَلي مَا قَصَدَهُ المُشْرِكُونَ سَدَّاً لِلذَّرِيعَة " 0 [ابْنُ القَيِّمِ في " إِغَاثَةِ اللهْفَانِ " بِالطَّبْعَةِ الثَّانِيَةِ لِدَارِ المَعْرِفَة 0 بَيرُوت 0 ص: 185/ 1]

النَّهْيُ عَنِ الدَّفْنِ في الْبُيُوت عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اجْعَلُواْ مِنْ صَلاَتِكُمْ في بُيُوتِكُمْ، وَلاَ تَجْعَلُوهَا عَلَيْكُمْ قُبُورَاً كَمَا اتَّخَذَتِ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى في بُيُوتِهِمْ قُبُورَاً " 0 [قَالَ عَنهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في السِّيَر: " هَذَا حَدِيثٌ نَظِيفُ الإِسْنَادِ حَسَنُ المَتْن " 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 30/ 8]

الصَّلاَةُ إِلى القَبر عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى عَنِ الصَّلاَةِ بَينَ الْقُبُور " 0 [قَالَ الشَّيْخُ الأَلْبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، وَلَهُ طُرُق 0 انْظُرْ هُنَالِكَ الحَدِيثَ رَقْم: 126] عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيِّ صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " الأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِد؛ إِلاَّ المَقْبَرَةَ وَالحَمَّام " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 126، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 745]

عَن أَبي مَرْثَدٍ الغَنَوِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تُصَلُّواْ إِلى القُبُورِ وَلاَ تجْلِسُواْ عَلَيْهَا " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ بِكِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: الجُلُوسِ عَلَى القَبْر بِرَقْم: 972، وَالحَدِيثُ في " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42574]

رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يُصَلِّي عِنْدَ قَبْرٍ فَقَال رَضِيَ اللهُ عَنهُ: القَبْرَ القَبْرَ وَلَمْ يَأْمُرْهُ بِالإِعَادَة " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الصَّلاَةِ بَابِ: هَل تُنْبَشُ قُبُورُ مُشْرِكِي الجَاهِلِيَّةِ وَيُتَّخَذُ مَكَانهَا مَسَاجِدَ بِرَقْم: 427]

يَقُولُ ابْنُ القَيِّمِ في كِتَابِهِ الرَّيَّانِ " إِغَاثَةِ اللهْفَانِ " مُعَلِّقَاً عَلَى هَذَا الحَدِيث: " وَفِعْلُ أَنَس رَضِيَ اللهُ عَنهُ لاَ يَدُلُّ عَلَى اعْتِقَادِهِ جَوَازَهُ؛ فَإِنَّهُ لَعَلَّهُ لَمْ يَرَهُ، أَوْ لَمْ يَعْلَم أَنَّهُ قَبر، أَو ذَهِلَ عَنهُ فَلَمَّا نَبَّهَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ تَنَبَّه " 0 [ابْنُ القَيِّمِ في " إِغَاثَةِ اللهْفَانِ " بِالطَّبْعَةِ الثَّانِيَةِ لِدَارِ المَعْرِفَة 0 بَيرُوت 0 ص: 186/ 1] وَعَدَمُ أَمْرِهِ بِالإِعَادَةِ لاَ يَعْني التَّهَاوُنَ بِشَأْنِ المَسْأَلَة، وَإِنمَا لأَنَّهُ كَانَ عَلَى سَبِيلِ الخَطَأ 00

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ وَضَعَ عَن أُمَّتيَ الخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 2045] وَشَأْنُهُ أَيْضَاً شَأْنُ مَنْ صَلَّى في ثَوْبٍ نجِسٍ وَلَمْ يَنْتَبِهْ إِلاَّ بَعْدَ الصَّلاَة: وَرَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ كَانَ إِذَا رَأَى في ثَوْبِهِ دَمَاً وَهُوَ يُصَلِّي وَضَعَهُ وَمَضَى في صَلاَتِه، وَقَالَ ابْنُ المُسَيَّبِ وَالشَّعْبيّ: إِذَا صَلَّى وَفي ثَوْبِهِ دَمٌ أَوْ جَنَابَةٌ، أَوْ لِغَيْرِ القِبْلَةِ أَوْ تَيَمَّمَ فَصَلَّى ثمَّ أَدْرَكَ المَاءَ في وَقْتِهِ لاَ يُعِيد " 0

[الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الوُضُوءِ بَابِ: إِذَا أُلقِيَ عَلَى ظَهْرِ المُصَلِّي قَذَرٌ أَوْ جِيفَةٌ لَمْ تَفْسُدْ عَلَيْهِ صَلاَتُه بِرَقْم: 240] سُبُلُ الوِقَايَةِ مِن عَذَابِ القَبر 1 ـ ترْكُ النَّمِيمَةِ وَالاَسْتِتَارُ في البَوْل 00 ======================= عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَرَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرَيْنِ فَقَال: " إِنهُمَا لَيُعَذَّبَان، وَمَا يُعَذَّبَانِ في كَبِير؛ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ ـ أَيْ يَحْتَرِزُ ـ مِنَ البَوْل، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَة " 00 ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقَّهَا نِصْفَيْن، فَغَرَزَ في كُلِّ قَبرٍ وَاحِدَة؛ قَالُواْ: يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ فَعَلتَ هَذَا 00؟!

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الوُضُوءِ بِرَقْم: (218)، الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الطَّهَارَةِ بِرَقْم: 292] عَن أَنَسٍ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَنَزَّهُواْ مِنَ الْبَوْل؛ فَإِنَّ عَامَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنه " [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ وَفي الإِرْوَاءِ، بِرَقْمَيْ: 5313، 280، رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ وَالْبَزَّار]

2 ـ حِفْظُ سُورَةِ تَبَارَكَ وَقِرَاءتُهَا كُلَّ لَيْلَة: ========================= عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ سُورَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ جَلَّ وَعَلاَ مَا هِيَ إِلاَّ ثَلاَثُونَ آيَةً: شَفَعَتْ لِرَجُلٍ فَأَخْرَجَتْهُ مِنَ النَّارِ وَأَدْخَلَتْهُ الجَنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3838]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ سُورَةً في القُرْآنِ ثَلاَثُونَ آيَةً؛ شَفَعَتْ لِصَاحِبِهَا حَتىَّ غُفِرَ لَه: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْك} " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: (3786)، وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 1400]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " سُورَةٌ مِنَ القُرْآنِ مَا هِيَ إِلاَّ ثَلاَثُونَ آيَةً؛ خَاصَمَتْ عَنْ صَاحِبِهَا حَتىَّ أَدْخَلَتْهُ الجَنَّة وَهِيَ {تَبَارَك} " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (5957/ 3644)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيُّ في الأَوْسَط]

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سُورَةُ تَبَارَكَ هِيَ المَانِعَةُ مِن عَذَابِ القَبر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (3643، 1140)، رَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْه]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " يُؤْتَى الرَّجُلُ في قَبْرِهِ، فَتُؤْتَى رِجْلاَهُ فَتَقُولُ رِجْلاَه: لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيل؛ كَانَ يَقُومُ يَقْرَأُ بي سُورَةَ المُلْك، ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ صَدْرِهِ ـ أَوْ بَطْنِهِ ـ فَيَقُول: لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيل؛ كَانَ يَقْرَأُ بي سُورَةَ المُلْك، ثُمَّ يُؤْتَى رَأْسُهُ فَيَقُول: لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيل؛ كَانَ يَقْرَأُ بي سُورَةَ المُلْك، فَهِيَ المَانِعَة، تَمْنَعُ مِن عَذَابِ القَبْرِ، وَهِي في التَّوْرَاةِ سُورَةُ المُلْك، مَنْ قَرَأَهَا في لَيْلَةٍ فَقَدْ أَكْثَرَ وَأَطْيَب " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الإِمَامُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَالحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3839]

3 ـ أَدَاءُ الزَّكَاة، وَكَثْرَةُ الصَّدَقَات: ====================== عَن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الجُهَنيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ عَن أَهْلِهَا حَرَّ الْقُبُور، وَإِنَّمَا يَسْتَظِلُّ المُؤْمِنُ يَوْمَ القِيَامَةِ في ظِلِّ صَدَقَتِه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (3484)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير] 4 ـ المَوْتُ يَوْمَ الجُمُعَة: =============

عَن عَبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يمُوتُ يَوْمَ الجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الجُمُعَة؛ إِلاَّ وَقَاهُ اللهُ فِتنَةَ القَبر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6646، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 5773، 1074] 5 ـ المَوْتُ شَهَادَةً في سَبِيلِ الله: ================= قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: يَا رَسُولَ الله: " مَا بَالُ المُؤْمِنِينَ يُفْتَنُونَ في قُبُورِهِمْ إِلاَّ الشَّهِيد 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: 2053]

6 ـ المَوْتُ رِبَاطَاً في سَبِيلِ الله: ================= عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ مَاتَ مُرَابِطَاً في سَبِيلِ اللهِ أَمَّنَهُ اللهُ مِنْ فِتْنَةِ القَبر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ الصَّحِيح "، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَاني] الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزِيَارَتُهُ لِقَبرِ أُمِّه عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اسْتَأْذَنْتُ رَبي أَن أَسْتَغْفِرَ لأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَن أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لي " 0

[الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: اسْتِئْذَانِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ في زِيَارَةِ قَبرِ أُمِّه بِرَقْم: 976] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: زَارَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ فَقَال: " اسْتَأْذَنْتُ رَبيِّ في أَن أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ في أَن أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لي؛ فَزُورُواْ القُبُورَ فَإِنهَا تُذَكِّرُ المَوْت " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (976)، وَالغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " بِكِتَابِ ذِكرِ المَوْتِ: (1880)، الكَنْزِ بِرَقْم: 42586] وَبِنَصِّ الحَدِيث: فَزِيَارَةُ قَبرِ الكَافِرِ لاَ حَرَجَ فِيهَا، إِنمَا الحَرَجُ كُلُّ الحَرَجِ في الاَسْتِغْفَارِ لَه 00

وَعَدَمُ الإِذْنِ في الاَسْتِغْفَارِ يُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {مَا كَانَ لِلنَّبيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَنْ يَسْتَغْفِرُواْ لِلمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلي قُرْبى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لهُمْ أَنهُمْ أَصْحَابُ الجَحِيم} [التَّوْبَة: 113] فَالكَافِرُ شَقِيٌّ لاَ حَظَّ لَهُ، وَشَقَاؤُهُ لَيْسَ في عَذَابِهِ فَحَسْب، وَلَكِنْ في حِرْمَانِهِ حَتىَّ مِنْ دُعَاءِ وَشَفَاعَةِ الصَّالحِينَ وَاسْتِغْفَارِهِمْ، حَتىَّ وَلَوْ كَانَ ابْنَ نَبيٍّ أَوْ أَبَاه 00!!

اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " لَمَّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " رَحِمَكَ اللهُ وَغَفَرَ لَكَ يَا عَمّ، وَلاَ أَزَالُ أَسْتَغْفِرُ لَكَ حَتىَّ يَنهَاني الله " 00 فَأَخَذَ المُسْلِمُونَ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَوْتَاهُمُ الَّذِينَ مَاتُواْ وَهُمْ مُشْرِكُون؛ فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ:

{مَا كَانَ لِلنَّبيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَنْ يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلي قُرْبى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لهُمْ أَنهُمْ أَصْحَابُ الجَحِيم} {التَّوْبَة/113} [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3290]

عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَنَّهُ قَال: " سَمِعْتُ رَجُلاً يَسْتَغْفِرُ لأَبَوَيْهِ وَهُمَا مُشْرِكَان؛ فَقُلْت: لاَ تَسْتَغْفِرْ لأَبَوَيْكَ وَهُمَا مُشْرِكَان 00؟! فَقَال: أَوَلَيْسَ قَدِ اسْتَغْفَرَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَهُوَ مُشْرِك 00؟!

فَذَكَرْتُهُ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَنَزَلَتْ: {مَا كَانَ لِلنَّبيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَنْ يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلي قُرْبى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لهُمْ أَنهُمْ أَصْحَابُ الجَحِيم {113} وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ للهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيم} {التَّوْبَة} [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3289]

{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ في إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءاءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ وَالبَغْضَاءُ أَبَدَاً حَتىَّ تُؤْمِنُواْ بِاللهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ المَصِير} {المُمْتَحِنَة/4}

حَدَّثَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ مُعَلِّقَاً عَلَى هَذِهِ الآيَة: " لَقَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ في صُنعِ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ مَعَهُ إِلاَّ في اسْتِغْفَارِهِ لأَبِيهِ وَهُوَ مُشْرِك " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3803] وَقَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ أَيْضَاً في الْفَتَاوَى عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ مُعَلِّقَاً عَلَى نَفْسِ الآيَة: " قَدْ أَمَرَ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ المُؤْمِنِينَ أَن يَتَأَسَّوْا بِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَمَنِ اتَّبَعَهُ، إلاََّ في قَوْلِ إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لأَبِيهِ] لأَسْتَغْفِرَنَّ لَك [؛ فَإِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ " 0

عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَتَفَكُّرُهُ في القُبُور عَن هَانِئٍ مَوْلىَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " رَأَيْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَاقِفَاً عَلَى قَبْرٍ يَبْكِي، حَتىَّ بَلَّ لِحْيَتَهُ فَقِيلَ لَهُ: تَذْكُرُ الجَنَّةَ وَالنَّارَ وَلاَ تَبْكِي، وَتَبْكِي مِن هَذَا 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنيِّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " الْقَبْرُ أَوَّلُ مَنَازِلِ الآخِرَة؛ فَإِنْ نَجَا مِنهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنهُ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنهُ " 0 وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَا رَأَيْتُ مَنْظَرَاً إِلاَّ وَالْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنهُ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 454، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7942]

وَصَدَقَ الشَّاعِرُ إِذ يَقُول: القَبرُ بَابٌ وَكُلُّ النَّاسِ دَاخِلُهُ * يَا لَيْتَ شِعْرِيَ بَعْدَ المَوْتِ مَا الدَّارُ {أَبُو الْعَتَاهِيَة} عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ وَتَفَكُّرُهُ في القُبُور وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ لِبَعضِ جُلَسَائِهِ يَوْمَاً: " يَا فُلاَن: لَقَدْ أَرِقْتُ اللَّيلَةَ أَتَفَكر في القَبرِ وَسَاكِنِه، وَإِنَّكَ لَوْ رَأَيْتَ الميِّتَ بَعْدَ ثَلاَثٍ في قَبرِهِ لاَسْتَوحَشْتَ مِنْ قُربِهِ، وَلَرَأَيْتَ بَيْتَاً تجُولُ فِيهِ الهَوَامُّ بَينَ الأَكفَان، وَيجْرِي فِيهِ الصَّدِيدُ وَالديدَان، ثمَّ شَهِقَ شَهْقَةً فَخَرَّ مَغْشِيَّاً عَلَيه " 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِق: 1880]

وَقَالَ في ذَلِكَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً: " أَلاَ تَرَى أَنَّ المَرْءَ إِذَا مَاتَ تَوَسَّدَ التُّرَاب، وَتَرَكَهُ الأَحْبَاب، وَتَقَطَّعَتْ بِهِ الأَسْبَاب " 00؟ [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 كِتَابُ ذِكْرِ المَوْتِ بِتَصَرُّف: 1835] وَكَأَني بِالمَيِّتِ لَوْ نَطَقَ حَالَئِذٍ لَقَال: مَشَيْنَاهَا خُطَىً كُتِبَتْ عَلَيْنَا * وَمَنْ كُتِبَتْ عَلَيْهِ خُطَىً مَشَاهَا وَمَنْ كَانَتْ مَنِيَّتُهُ بِأَرْضٍ * فَلَيْسَ بِمَيِّتٍ فِيمَا سِوَاهَا

وَقَالَ مَيْمُونُ بنُ مَهْرَان: " خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ إِلى المَقبرَةِ فَلَمَّا نَظَرَ إِلى القُبورِ بَكَى، ثم أَقبَلَ عَلَيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقَالَ: يَا مَيْمُون: هَذِهِ قُبُور آبَائِي بَني أمَيَّة، كَأَنَّهُمْ لَمْ يُشَارِكُواْ أَهْلَ الدنيَا في لَذَّاتهِمْ وَعَيْشِهِمْ؛ أَمَا تَرَاهُمْ صَرْعَى قَدْ حَلَّتْ بهِمُ المَثُلاَت، وَاسْتَحْكَمَ فِيهِمُ البِلَى، وَأَصَابَتْ الهَوامُّ مَقِيلاً في أَبْدَانهمْ؟ ثمَّ بَكَى حَتىَّ اخْضَلَّتْ لحْيَتُه " 0 [الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ أَقَاوِيلُهُمْ عِنْدَ القُبُور: 1881]

كَلِمَةٌ عَنِ المَوْتِ وَالقَبرِ لِلإِمَامِ أَبي حَامِدٍ الغَزَاليّ كَتَبَ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ كِتَابَاً عَنِ المَوْتِ قَالَ في مُقَدِّمَتِه: " الحَمْدُ للهِ الَّذِي قَصَمَ بِالمَوْتِ رِقَابَ الجَبَابِرَة، وَكَسَرَ بِهِ ظُهُورَ الأَكَاسِرَة، وَقَصَّرَ بِهِ آمَالَ القَيَاصِرَة، الَّذِينَ كَانُواْ يُكَذِّبُونَ بِالآخِرَة، فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَة؛ فَنُقِلُواْ مِنَ القُصُورِ إِلى القُبُور، وَمِنْ مُعَاقَرَةِ الشَّرَاب: إِلى النَّوْمِ عَلَى التُّرَاب، وَمِنَ الفُرُشِ الوَثِيرَة، وَالغُرَفِ المُنِيرَة: إِلى غُرَفٍ مُظلِمَة، وَنَوْمَةٍ مُؤلِمَة، الدُّودُ أَنِيسُهُمْ، وَمُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ جَلِيسُهُمْ " 0 [الإِحْيَاء 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 كِتَابُ ذِكرِ المَوْتِ بِتَصَرُّف: 1839]

الرَّبِيعُ بْنُ الخُثَيِّمِ وَتَفَكُّرُهُ في القُبُور حَفَرَ الرَّبِيعُ بْنُ الخُثَيِّمِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَبْرَاً في بَيْتِهِ كَانَ يَنْزِلُهُ كُلَّمَا وَجدَ في قَلبِهِ قَسَاوَة، وَيَنَامُ نَوْمَةَ المَيِّتِ ثمَّ يَصْرُخُ وَيَقُول: {رَبِّ ارْجِعُون {99} لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالحَاً فِيمَا تَرَكت} {المُؤْمِنُون} ثمَّ يَنهَضُ وَيَقُولُ لِنَفْسِه: هَا أَنْتِ ذَا قَدْ عُدْتِ فَاعْمَلِي صَالحَاً 00!! [الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةُ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ لِلحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 كِتَابُ ذِكرِ المَوْتِ: 1881]

عَن أَبي الحَجَّاجِ الثُّمَاليِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَقُولُ القَبرُ لِلمَيِّتِ حِينَ يُوضَعُ فِيه: وَيحَكَ يَا ابْنَ آدَم: مَا غَرَّكَ بي؛ أَلَمْ تَعْلَمْ أَني بَيْتُ الفِتنَة، وَبَيْتُ الظُّلمَة، وَبَيْتُ الوِحْدَة، وَبَيْتُ الدُّود " 00؟! [ضَعَّفَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " ص: (46/ 3)، ابْنُ أَبي الدُّنيَا وَالطَّبرَانيُّ، وَالغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " ص: 1894]

سَيِّدُنَا أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَتَفَكُّرُهُ في القُبُور وَكَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقْعُدُ إِلى القُبُور؛ فَقِيلَ لَهُ في ذَلِكَ فَقَال: " أَجْلِسُ إِلى قَوْمٍ يُذَكِّرُوني مَعَادِي وَإِذَا قُمْتُ لَمْ يَغْتَابُوني " 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة: 1880] سُبْحَانَ اللهِ يَا أَبَا الدَّرْدَاء، وَكَأَنَّ النَّاسَ لاَ يُؤْمَنُ شَرُّهُمْ إِلاَّ إِذَا مَاتُواْ 00!!

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَرْب: " تَتَعَجَّبُ الأَرضُ مِنْ رَجُل يمَهِّدُ مَضْجَعَهُ ويُسَوِّي فِرَاشَهُ لِلنَّوْمِ فَتَقُول: يَا ابْنَ آدَمَ لِمَ لاَ تَذْكُرُ طُولَ بِلاَكَ وَمَا بَيْني وَبَيْنَكَ شَيْء " 00؟ [الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ أَقَاوِيلُهُمْ عِنْدَ القُبُور: 1881] بِأَيِّ خَدَّيْكَ بَدَأَ الدُّودُ يَا أَبَتِ وَمَرَّ دَاوُدُ الطائي عَلَى امْرَأَةٍ تَبْكِى عَلَى قَبرٍ وَهْيَ تَقُول: عَدِمْتُ الحَيَاةَ وَلاَ نِلْتُهَا * إِذَا كُنْتَ في القَبْرِ قَدْ أَلحَدُوكَا وَكَيْفَ يَطِيبُ لجَفْنيَ نَوْمٌ * وَأَنْتَ بِيُمْنَاكَ قَدْ وَسَّدُوكَا

ثمَّ قَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ بِأَيِّ خَدَّيكَ بَدَأَ الدُّود 00؟ فَصَعِقَ دَاوُد 00!! [الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ أَقَاوِيلُهُمْ عِنْدَ القُبُور: 1882] أَيْنَ محَاسِنُ تِلكَ الصُّوَر، وَأَيْنَ المعَظَّمُ وَالمحْتَقَر وَقَالَ مَالِكُ بنُ دِينَار رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " مَرَرْتُ بالمَقبرَة فَرَدَّدْتُ قَوْلَ الشَّاعِر: أَتَيْتُ القُبُورَ فَنَادَيْتُهَا * فَأَيْنَ المعَظَّمُ وَالمحْتَقَرْ وَأَيْنَ المُدِلُّ بِسُلطَانِهِ * وَأَيْنَ المُمَجَّدُ بَينَ البَشَرْ وَأَيْنَ قُصُورُهُمُ الشَّامخَاتُ * وَأَيْنَ محَاسِنُ تِلْكَ الصُّوَرْ فَنُودِيتُ مِنْ بَيْنِهَا أَسْمَعُ صَوْتَاً وَلاَ أَرَى شَخْصَاً: تَفَانَواْ جَمِيعَاً فَمَا مُخْبرٌ * وَمَاتُواْ جمِيعَاً وَمَاتَ الخَبرْ

فَيَا سَائِلي عَن أُنَاسٍ مَضَواْ * أَمَا لَكَ فِيمَا تَرَى مُعْتَبرْ فَرَجَعْتُ وَأَنَا بَاكٍ " 0 [الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ أَقَاوِيلُهُمْ عِنْدَ القُبُور: 1882] وَزَارَ ابْنُ الرُّومِيِّ قَبرَ صَدِيقٍ لَهُ، فَوَجَدَ عَلَى قَبرِهِ يَمَامَةً قَدْ عَشَّشَتْ؛ فَأَنْشَدَ يَقُول: قَالَتْ يَمَامَةُ قَبرِهِ * وَلَرُبَّ أَخْرَسَ نَاطِقُ فَارَقتَهُ وَلَزِمْتُهُ * فَأَنَا الصَّدِيقُ الصَّادِقُ [شِهَابُ الدِّينِ الأَبْشِيهِيُّ في البَابِ (72) مِنْ كِتَابِ " المُسْتَطْرَف " بِتَصَرُّف 0 طَبْعَةُ دَارِ الكُتُبِ العِلمِيَّة 0 ص: 422/ 2] حَقَّاً وَاللهِ: صَدِيقُكَ الوَفيُّ لَيْسَ مَنْ يَزُورُكَ في حَيَاتِك، وَلَكِنْ مَنْ يَزُورُكَ بَعْدَ وَفَاتِك 0

يَمُرُّ أَقَارِبي وَلَقَدْ نَسُوني وَقَالَ أَحَدُ الصَّالحِين: مَرَرْتُ عَلَى المقَابرِ فَإِذَا بِقَبرٍ مَكتُوبٍ عَلَيْه: يَمُرُّ أَقَارِبي وَلَقَدْ نَسُوني * كَأَنَّ أَقَارِبي لَمْ يَعْرِفُوني ذَوُو المِيرَاثِ يَقْتَسِمُونَ مَالي * عَلَيْهِمْ قَبْلَ أَنْ يَقْضُواْ دُيُوني [الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ أَقَاوِيلُهُمْ عِنْدَ القُبُور: 1882] تَبَّاً لهَا مِنْ دُنيَا 00!! وَوُجِدَ عَلَى قَبرٍ آخَرَ مَكتُوبَاً: وَقَفْتُ عَلَى الأَحِبَّةِ حِين صُفَّتْ * قُبُورُهُمُ كَأَفْرَاسِ الرِّهَانِ فَمَاتَ القَلْبُ غَمَّاً عِنْدَمَا قَدْ * رَأَتْ عَيْنَايَ بَيْنَهُمُ مَكَاني

[الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ أَقَاوِيلُهُمْ عِنْدَ القُبُور: 1883] حَتىَّ في القُبُورِ يَا أَصْحَابَ القُصُورِ يَرْكَبُكُمُ الغُرُور دَخَلَ أَحَدُ الشُّعَرَاءِ المَقَابِرَ فَوَجَدَ قُبُورَ الأَغْنِيَاءِ مَبْنِيَّةً بِالرُّخَامِ فَأَنْشَأَ يَقُول: إِذَا مَا مَاتَ أَصْحَابُ القُصُورِ * بَنَواْ فَوْقَ المَقَابِرِ بِالصُّخُورِ أَبَواْ إِلاَّ مُبَاهَاةً وَفَخْرَاً * عَلَى الفُقَرَاءِ حَتىَّ في القُبُورِ [التِّلمِسَانيُّ في " نَفْحِ الطِّيبِ مِن غُصْنِ الأَنْدَلُسِ الرَّطِيب " بِتَصَرُّف 0 دَار صَادِر 0 بَيرُوت 0 ص: 256/ 2] فَضِيلَةُ الشّيخ كِشْك وَتَفَكُّرُهُ في القُبُور

وَللهِ فَضِيلَةُ الشّيخ كِشْك رَحِمَهُ الله حَيْثُ يَقُول: " إِنَّ الدُّودَ الَّذِي يَأْكُلُ المَوْتَى لاَ يُفَرِّقُ بَينَ فَقِيرٍ وَغَنيّ؛ يَأْكُلُ هَذَا وَيَأْكُلُ ذَاك، وَمَصْلَحَةُ الجَمَارِكِ هُنَاكَ مَكْتُوبٌ عَلَى بَابهَا: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ} [فَضِيلَةُ الشَّيْخ / عَبْدِ الحَمِيد كِشْك في " الخُطَبُ المِنْبَرِيَّةُ " بِتَصَرُّف: (158/ 10)، وَالآيَةُ مِنْ سُورَةِ الأَنعَام: 94] الغُرْبَةُ الحَقِيقِيَّة وَأَخْتِمُ كَلاَمِي هَذَا عَنِ القَبرِ بهَذِهِ القَصِيدَةِ الخَالِدَةِ العَصْمَاء: لَيْسَ الغَرِيبُ غَرِيبَ الشَّامِ وَاليَمَنِ * إِنَّ الغَرِيبَ غَرِيبُ اللَّحْدِ وَالكَفَنِ

إِنَّ الغَرِيبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتِهِ * عَلَى المُقِيمِينَ في الأَوْطَانِ وَالسَّكَنِ لاَ تَنهَرَنَّ غَرِيبَاً حَالَ غُرْبَتِهِ * فَالدَّهْرُ يَنهَرُهُ بِالذُّلِّ وَالمحَنِ سَفْرِي بَعِيدٌ وَزَادِي لَنْ يُبَلِّغَني * وَقُوَّتي ضَعُفَتْ وَالمَوْتُ يَطلُبُني وَلي بَقَايَا ذُنُوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُهَا * اللهُ يَعْلَمُهَا في السِّرِّ وَالعَلَنِ مَا أَحْلَمَ اللهَ عَنيِّ حَيْثُ أَمْهَلَني * وَقَدْ تمَادَيْتُ في ذَنْبي وَيَسْتُرُني تمُرُّ سَاعَاتُ أَيَّامِي بِلاَ نَدَمٍ * وَلاَ بُكَاءٍ وَلاَ خَوْفٍ وَلاَ حَزَنِ أَنَا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوَابَ مجْتَهِدَاً * عَلَى المَعَاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُني دَعْني أَنُوحُ عَلَى نَفْسِي وَأَنْدُبهَا * وَفي البُكَاءِ عَلَى مَا فَاتَ مِنْ زَمَني

دَعْني أَسُحُّ دُمُوعَاً لاَ انْقِطَاعَ لهَا * لَعَلَّ رَبِّي بِدَمْعِ الْعَينِ يَرْحَمُني كَأَنَّني بَينَ تِلْكَ الأَهْلِ مُنْطَرِحَاً * عَلَى الْفِرَاشِ وَأَيْدِيهِمْ تُقَلِّبُني وَقَدْ تجَمَّعَ حَوْلي مَنْ يَنُوحُ وَمَنْ * يَبْكِي عَلَيَّ وَيَنعَاني وَيَنْدُبُني وَقَدْ أَتَواْ بِطَبِيبٍ كَيْ يُعَالجَني * وَلاَ طَبِيبَ أَرَاهُ اليَوْمَ يَنْفَعُني وَاشْتَدَّ نَزْعِي وَصَارَ المَوْتُ يَجْذِبُهَا * مِنْ كُلِّ عِرْقٍ بِلاَ رِفْقٍ وَلاَ وَهَنِ وَجَاءَ ني رَجُلٌ مِنهُمْ فَجَرَّدَني * مِنَ الثِّيَابِ وَأَعْرَاني وَأَفرَدَني وَفَوْقَ مِغْسَلَةِ الأَمْوَاتِ غَسَّلَني * وَصَبَّ فَوْقِيَ مَاءً كَيْ يُنَظِّفَني وَأَخْرَجُوني مِنَ الدُنيَا فَوَاأَسَفَا * عَلَى رَحِيلٍ بِلاَ زَادٍ يُبَلِّغُني وَحَمَّلُوني عَلَى الأَكتَافِ أَرْبَعَةٌ * مِنَ الرِّجَالِ وَخَلْفِي مَنْ يُشَيِّعُني

صَلُّواْ عَلَيَّ صَلاَةً لاَ رُكُوعَ لهَا * وَلاَ سُجُودَ لَعَلَّ اللهَ يَرْحَمُني وَأَنْزَلُوني إِلى قَبرِي عَلَى مَهَلٍ * وَقَدَّمُواْ وَاحِدَاً مِنهُمْ يُلَحِّدُني وَجَاءَ ني رَجُلٌ مِنهُمْ لِيَنْظُرَني * فَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِن عَيْنَيْهِ أَغْرَقَني وَقَالَ هُلُّواْ التُّرَابَ عَلَيْهِ وَاغْتَنِمُواْ * حُسْنَ الثَّوَابِ مِنَ الرَّحمَنِ ذِي المِنَنِ في ظُلْمَةِ القَبرِ لاَ أُمٌّ هُنَاكَ وَلاَ * أَبٌ شَفِيقٌ وَلاَ خِلٌّ لِيُؤْنِسَني ذَا مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ مَا وَرَاءهُمَا * قَدْ هَالَني أَمْرُهُمْ جِدَّاً وَأَفْزَعَني وَأَقعَدَاني وَجَدَّا في مُسَاء لَتي * مَا لي سِوَاكَ إِلَهِي مَنْ يخَلِّصُني وَقَسَّمَ الأَهْلُ مَالي بَعْدَمَا انْصَرَفُواْ * وَصَارَ وِزْرِي عَلَى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني

وَاسْتَبْدَلَتْ زَوْجَتي بَعْلاً لهَا بَدَلي * وَحَكَّمَتْهُ عَلَى الأَمْوَالِ وَالسَّكَنِ وَصَيَّرَتْ وَلَدِي عَبْدَاً لِيَخْدُمَهُ * وَصَارَ مَالي لَهُمْ حِلاًّ بِلاَ ثمَنِ فَلاَ تَغُرَّنَّكَ الدُّنيَا وَبهْجَتُهَا * وَانْظُرْ إِلى فِعْلِهَا في الأَهْلِ وَالوَطَنِ وَانْظُر لِمَنْ مَلَكَ الدُّنيَا بِأَجْمَعِهَا * هَلْ رَاحَ منهَا بغَيرِ القُطْنِ وَالكَفَنِ

فقد الأحبة

فَقْدُ الأَحِبَّة: ======= حُرْمَةُ النُّوَاح، وَالحُزْنُ المُبَاح إِنَّ الحُزْنَ في حَدِّ ذَاتِهِ لاَ شِيَةَ فِيه، وَلاَ في البُكَاء؛ وَلَكِنَّ الَّذِي يحْرُمُ الصُّرَاخُ وَالنُّوَاحُ وَالعَوِيل 0 عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " اشْتَكَى سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ شَكْوَى لَهُ 00 فَأَتَاهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُود، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ في غَاشِيَةِ ـ أَيْ حَاشِيَةِ ـ أَهْلِهِ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قَدْ قَضَى " 00؟ * قَالُواْ: لاَ يَا رَسُولَ الله، فَبَكَى النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَلَمَّا رَأَى القَوْمُ بُكَاءَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَوْا، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَلاَ تَسْمَعُون: إِنَّ اللهَ لاَ يُعَذِّبُ بِدَمْعِ العَيْنِ وَلاَ بحُزْنِ القَلْب، وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا وَأَشَارَ إِلى لِسَانِهِ أَوْ يَرْحَم " 0 [قَضَى أَيْ مَات 0 رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1304 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 924 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبي سَيْفٍ القَيْن، وَكَانَ ظِئْرَاً لإِبْرَاهِيمَ ـ أَيْ زَوْجَاً لمُرْضِعَتِه ـ فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِبْرَاهِيمَ فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ، ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِبْرَاهِيمُ يجُودُ بِنَفْسِه، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَذْرِفَان، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ الله 00؟

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا ابْنَ عَوْفٍ إِنَّهَا رَحْمَة " 00 ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ وَالقَلْبَ يحْزَنُ وَلاَ نَقُولُ إِلاَّ مَا يَرْضَى رَبُّنَا وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لمحْزُونُون " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: قَوْلِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّا بِكَ لمحْزُونُونَ بِرَقْم: 1303] عَن أَبي مَسْعُودٍ الأَنصاري رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " رُخِّصَ لَنَا في البُكَاءِ ثَمَّ المُصِيبَةِ ـ أَيْ عِنْدَ المُصِيبَةِ ـ مِن غَيرِ نَوح " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (19/ 3)، الإِمَامُ الطَّبَرَاني في الجَامِعِ الكَبِير]

عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " دَعْهُنَّ يَبْكِينَ عَلَى أَبي سُلَيْمَانَ ـ أَيْ خَالِدِ بْنِ الوَلِيد ـ مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعٌ أَوْ لَقْلَقَةٌ " 0 قَالَ الإِمَامُ البُخَارِيّ: " وَالنَّقْع: التُّرَابُ عَلَى الرَّأْس، وَاللَّقْلَقَة: الصَّوْت " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ مَا يُكْرَهُ مِنَ النِّيَاحَةِ عَلَى المَيِّت بِرَقْم: 1290] لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الخُدُود أَشَدُّ مَا يَكُونُ الأَمْرُ غَرَابَة: عِنْدَمَا يَصْبِرُ أَهْلُ المَيِّتِ عَلَى فَقْدِهِ وَيُظْهِرُونَ احْتِسَابَه، ثُمَّ تَصْدُرُ هَذِهِ الأَفَاعِيلُ النَّكْرَاء؛ عَمَّن أَتَواْ لِيُقَدِّمُواْ الْعَزَاء؛ يُذَكِّرُني حَالُهُمْ بِالمَثَلِ المِصْرِيِّ الْقَائِل: " أَهْلُ المَيِّتِ سَكَتُواْ؛ وَالمُعَزُّونَ قَطَّعُواْ ثِيَابَهُمْ " 00!!

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الخُدُودَ وَشَقَّ الجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الجَاهِلِيَّة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1294 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 103، وَهُوَ في الْكَنْزِ بِرَقْم: 42437]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مُرَّ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِنَازَةٍ يُبْكَى عَلَيْهَا وَأَنَا مَعَهُ، وَمَعَهُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنه؛ فَانْتَهَرَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ اللاَّتي يَبْكِينَ مَعَ الجِنَازَة؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " دَعْهُنَّ يَا ابْنَ الخَطَّاب؛ فَإِنَّ النَّفْسَ مُصَابَة، وَإِنَّ العَيْنَ دَامِعَة، وَإِنَّ العَهْدَ حَدِيث " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْمَيْ: 7677، 8382، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَعَنَ اللهُ الخَامِشَةَ وَجْهَهَا، وَالشَّاقَّةَ جَيْبَهَا، وَالدَّاعِيَةَ بِالوَيْلِ وَالثُّبُور " 0 [حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (9223)، في سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1585، وَهُوَ في الْكَنْز بِرَقْم: 42423] عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيِّ صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لَعَنَ اللهُ النَّائِحَةَ وَالمُسْتَمِعَة " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ وَأَحْمَد، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42435]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " صَوْتَانِ مَلْعُونَان: صَوْتُ مِزْمَارٍ عِنْدَ نَغْمَة، وَصَوْتُ وَيْلٍ عِنْدَ مُصِيبَة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 3801، 427، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع 0 ص: 13/ 3] إِنَّ مَنْ يَقْدُمُ عَلَى اللهِ يَنْبَغِي أَنْ يُزَغْرِدُواْ لَه؛ لاَ يَنُوحُونَ عَلَيْه 00!!

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " صَوْتَانِ مَلْعُونَان: صَوْتُ مِزْمَارٍ عِنْدَ نَغْمَة، وَصَوْتُ وَيْلٍ عِنْدَ مُصِيبَة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 3801، 427، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع 0 ص: 13/ 3]

بَلْ إِنَّهُ نَهَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ اتِّبَاعِ الجَنَازَةِ الَّتي تَصْحَبُهَا نَائِحَة عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُتَّبَعَ جِنَازَةٌ مَعَهَا رَانَّة " [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (12765)، وَصَحَّحَهُ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1583]

حَدَّثَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " لَمَّا أَكَلَ آدَمُ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتي نُهِيَ عَنهَا: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَن عَصَيْتَني؟ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: رَبِّ زَيَّنَتْ لي حَوَّاء؛ قَالَ جَلَّ وَعَلاَ: فَإِنيِّ أَعْقَبْتُهَا أَلاَّ تَحْمِلَ إِلاَّ كُرْهَا، وَلاَ تَضَعَ إِلاَّ كُرْهَا، وَدَمَّيْتُهَا في الشَّهْرِ مَرَّتَين؛ فَلَمَّا سَمِعَتْ حَوَّاءُ ذَلِكَ رَنَّتْ؛ فَقَالَ لَهَا جَلَّ وَعَلاَ: عَلَيْكِ الرَّنَّة، وَعَلَى بَنَاتِك " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3437]

هَلْ يُعَذَّبُ المَيِّتُ بِبُكَاءِ الحَيّ 00؟ أَمَّا إِنْ كَانَتْ هُنَاكَ أَحَادِيثَ صِحَاحَاً قَدْ قَالَتْ بِغَيرِ ذَلِكَ فَإِنَّ لَهَا تَأْوِيلاً يحْتَاجُ تَفْصِيلاً: عَنِ الفَارُوقِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الميِّتُ يعَذَّبُ في قَبرِهِ بمَا نِيحَ عَلَيه " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1292 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (927)، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42465]

عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: سَمِعْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِنَّ كَذِبَاً عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَد؛ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدَاً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار " سَمِعْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَنْ نِيحَ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ بمَا نِيحَ عَلَيْه " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: مَا يُكْرَهُ مِنَ النِّيَاحَةِ عَلَى المَيِّت بِرَقْم: 1291] وَوَرَدَ في حَدِيثٍ آخَرَ صَحِيحٍ أَنَّهُ يُعَذَّبُ أَيْضَاً يَوْمَ القِيَامَةِ وَلَيْسَ في القَبرِ فَقَطْ: عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ نِيحَ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُعَذَّبُ بمَا نِيحَ عَلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (933)، وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: (1000)، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42471]

وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لاَ إِسْعَادَ في الإِسْلاَمِ وَلاَ شِغَارَ وَلاَ عَقر " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ مخْتَصَرَاً في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: (1851)، وَالحَدِيثُ في " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42441] وَالإِسْعَاد: هُوَ أَنْ تجَامِلَ المَرْأَةُ المَرْأَةَ بمُسَاعَدَتهَا في النِّيَاحَةِ 0 وَأَمَّا الشِّغَار: فَهْوَ زَوَاجٌ كَانَ يُتَزَوَّجُ بِهِ في الجَاهِلِيَّةِ قَدْ نَهَى عَنهُ الإِسْلاَم: وَذَلِكَ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَتَّفِقُ مَعَ الرِّجُلِ أَنْ يَتزَوَّجَ أُخْتَهُ في مُقَابِلِ أَنْ يُزَوِّجَهُ الآخَرُ أُخْتَه، مِن غَيرِ مَا أَنْ يَدْفَعَا مَهْرَاً؛ وَلَقَدْ أَبْطَلَهُ الإِسْلاَمُ لِمَا فِيهِ مِن هَضْمٍ لحُقُوقِ المَرْأَة 00!! أَيْنَ الَّذِينَ يَتَشَدَّقُونَ بِالكَلاَم؛ لِيرَواْ كَيْفَ أَنْصَفَ المَرْأَةَ الإِسْلاَم 00؟!

لاَ تُدْخِلي الشَّيْطَانَ بَيْتَاً أَخْرَجَهُ اللهُ مِنْه عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " لَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْت: غَرِيبٌ وَفي أَرْضِ غُرْبَة؛ لأَبْكِيَنَّهُ بُكَاءً يُتَحَدَّثُ عَنْهُ فَكُنْتُ قَدْ تهَيَّأْتُ لِلْبُكَاءِ عَلَيْه، إِذْ أَقَبَلَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الصَّعِيدِ تُرِيدُ أَنْ تُسْعِدَني ـ أَيْ تجَامِلَني بِالنُّوَاحِ مَعِي ـ فَاسْتَقْبَلَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَال: " أَتُرِيدِينَ أَنْ تُدْخِلي الشَّيْطَانَ بَيْتَاً أَخْرَجَهُ اللهُ مِنْهُ مَرَّتَيْنِ " 00؟ فَكَفَفْتُ عَنِ البُكَاءِ فَلَمْ أَبْك " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: البُكَاءِ عَلَى المَيِّت بِرَقْم: 922، وَأَحْمَدُ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 25933] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ لَمَّا مَاتَتِ السَّيِّدَةُ زَيْنَبُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا ابْنَتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَتِ النِّسَاء؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" ابْكِينَ وَإِيَّاكُنَّ وَنَعِيقَ الشَّيْطَان، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: إِنَّهُ مَهْمَا كَانَ مِنَ العَيْنِ وَالقَلْب؛ فَمِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمِنَ الرَّحْمَة، وَمَا كَانَ مِنَ اليَدِ وَاللِّسَان؛ فَمِنَ الشَّيْطَان " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2127، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " بَيْنَمَا نَحْنُ نَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ بَصُرَ بِامْرَأَةٍ لاَ نَظُنُّ أَنَّهُ عَرَفَهَا، فَلَمَّا تَوَجَّهْنَا الطَّرِيقَ وَقَفَ حَتىَّ انْتَهَتْ إِلَيْه، فَإِذَا فَاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا أَخْرَجَكِ مِنْ بَيْتِكِ يَا فَاطِمَة " 00؟ قَالَتْ: أَتَيْتُ أَهْلَ هَذَا البَيْتِ فَرَحَّمْتُ إِلَيْهِمْ مَيِّتَهُمْ وَعَزَّيْتُهُمْ؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَعَلَّكِ بَلَغْتِ مَعَهُمُ الكُدَى " 00 أَيْ بَالَغْتِ في النَّدْبِ فَلَمْ تَدَعِي شَيْئَا 0 قَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: مَعَاذَ اللهِ أَن أَكُونَ بَلَغْتُهَا مَعَهُمْ وَقَدْ سَمِعْتُكَ تَذْكُرُ في ذَلِكَ مَا تَذْكُر؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَوْ بَلَغْتِهَا مَعَهُمْ مَا رَأَيْتِ الجَنَّةَ حَتىَّ يَرَاهَا جَدُّ أَبِيكِ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6574، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

اللهُ يَأْمُرُ بِالصَّبرِ وَهِيَ تَنهَى عَنه حَضَرَتْ أَحَدَ الصَّالحِينَ الوَفَاةُ فَكَانَ يَقُولُ لأَهْلِ بَيْتِهِ: لاَ تُدْخِلُواْ عَلَيْكُمْ نَائِحَةً وَلاَ شَاقَّةً وَلاَ حَالِقَة؛ فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى أَمَرَ بِالصَّبر وَهِيَ تَنهَى عَنه، وَنَهَى عَنِ الجَزَعِ وَهِيَ تَأْمُرُ بِه، آذَتِ الحَيَّ قَبْلَ المَيِّت، أَمِنْ رَبِّكُمْ تَسْتَغِيثُونَ، أَمْ بِقَضَائِهِ تَتَبرَّمُون 00؟ وَخَرَج أَحَد الأَذكيَاء مِن عِنْدِ أَحَدِ أَصْحَابِهِ فَسَأَلَهُ النَّاسُ عَن حَالِه، فَكَرهَ أَنْ يخبرَهمْ بِاحْتضَارِهِ فَقَالَ لهُمْ: " تَرَكْتُهُ يَأْمُرُ وَيَنهَى " 00 فَفَهِمُواْ أَنَّهُ بخَير، بَيْنَمَا كَانَ يَقْصِدُ أَنَّهُ يَأْمُرُ بِالوَصِيةِ وَيَنهَى عَنِ النُّوَاح 00!! النَّائِحَاتُ سَرَابِيلُهُنَّ مِنْ قَطِرَان

وَعَن أَبي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَرْبَعٌ في أُمَّتي مِنْ الجَاهِلِيَّةِ لاَ يَتْرُكُونَهُنَّ: الفَخْرُ في الأَحْسَاب، وَالطَّعْنُ في الأَنْسَاب، وَالاَسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُوم، وَالنِّيَاحَة، وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا؛ تُقَامُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَان، وَدِرْعٌ ـ أَيْ وَقَمِيصٌ ـ مِنْ جَرَبٍ " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ التَّشْدِيدِ في النِّيَاحَةِ بِرَقْم: 934، وَالإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِرَقْم: 22405] وَالقَطِرَان: هُوَ القَارُ المُذَاب 0

وَفي رِوَايَةٍ أَخْرَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مِنْ لَهَب " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 11755، وَصَحَّحَهُ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1582] وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَيُّمَا نَائِحَةٍ مَاتَت قَبْلَ أَنْ تَتُوب: أَلبَسَهَا اللهُ سِرْبَالاً مِنْ نَار وَأَقَامَهَا يَوْمَ القِيَامَة " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " 0 ص: 13/ 3)، أَبُو يَعْلَى]

عَن أُمِّ عَطِيَّةَ الأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَة: {يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لاَ يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئَاً وَلاَ يَعْصِينَكَ في مَعْرُوفٍ} {المُمْتَحِنَة/12} كَانَ مِنْهُ النِّيَاحَة؛ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِلاَّ آلَ فُلاَن؛ فَإِنَّهُمْ كَانُواْ أَسْعَدُوني في الجَاهِلِيَّة؛ فَلاَ بُدَّ لي مِن أَن أُسْعِدَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِلاَّ آلَ فُلاَنٍ " 00 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: التَّشْدِيدِ في النِّيَاحَة بِرَقْم: 937] وَفي رِوَايَةٍ لِلبُخَارِيّ: أَنهَا اسْتَأْذَنَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْعَدَتهَا ثمَّ بَايَعَتْ؛ لأَنَّ الإِسْلاَمَ يجُبُّ مَا قَبْلَه

مَنْ يُمَزِّقُ ثَوْبَه: كَأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُقَاتِلَ رَبَّه وَعَن أَبي مَسْعُودٍ البَلخِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَن أُصِيبَ بمُصِيبَةٍ فَمَزَّقَ ثَوْبَاً أَوْ ضَرَبَ صَدْرَاً فَكَأَنَّمَا أَخَذَ رُمحَاً يُرِيدُ أَنْ يُقَاتِلَ رَبَّه " 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ بَاب: الرُّكنِ الثَّالِثُ مِنَ الصَّبرِ وَالشُّكر: 1481] وَأُكَرِّرُ وَأَقُول: " إِنَّ النَّهْي الوَارِدَ في الأَحَادِيثِ إِنمَا هُوَ عَنِ الصُّرَاخِ وَالنَّدْبِ وَالعَوِيل، لاَ عَنْ دَمْعِ العَينِ وَالْبُكَاءِ القَلِيل " 0 إِنَّ اللهَ يَرْحَمُ مِن عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ عَن أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" كُنَّا عِنْدَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، إِذْ جَاءهُ رَسُولُ إِحْدَى بَنَاتِهِ يَدْعُوهُ إِلى ابْنِهَا في المَوْت، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ارْجِعْ إِلَيْهَا فَأَخْبِرْهَا أَنَّ للهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمّى، فَمُرْهَا فَلْتَصْبِرْ وَلْتحْتَسِبْ " 00 فَأَعَادَتِ الرَّسُولَ أنهَا قَدْ أَقْسَمَتْ لَتَأْتِيَنَّهَا، فَقَامَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَامَ مَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَل، فَدُفِعَ الصَّبيُّ إِلَيْهِ وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ ـ أَيْ تَفُورُ ـ كَأَنَّهَا في شَنٍّ ـ أَيْ في قِرْبَةٍ ـ فَفَاضَتْ عَيْنَاه؛ فَقَالَ لَهُ سَعْد: يَا رَسُولَ اللهِ مَا هَذَا 00؟!

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللهُ في قُلُوبِ عِبَادِهِ وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ مِن عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ " [البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7377 / فَتْح)، وَمُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (923)، وَهُوَ في الشُّعَب بِرَقْم: (9737)، وَفي الكَنْز: 42902] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَخَذَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَانْطَلَقَ بِهِ إِلى ابْنِهِ إِبْرَاهِيم، فَوَجَدَهُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ؛ فَأَخَذَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُ في حِجْرِهِ فَبَكَى؛ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَن: أَتَبْكِي؛ أَوَلَمْ تَكُنْ نَهَيْتَ عَنِ البُكَاء 00؟!

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ؛ وَلَكِنْ نَهَيْتُ عَنْ صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْن: صَوْتٍ عِنْدَ مُصِيبَة 00 خَمْشِ وُجُوهٍ وَشَقِّ جُيُوب، وَرَنَّةِ شَيْطَان " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 1005] وَرَنَّةُ الشَّيْطَانِ الخَبِيث؛ يُفَسِّرُهَا هَذَا الحَدِيث: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَمْ أَنهَ عَنِ البُكَاء، إِنَّمَا نَهَيْتُ عَنْ صَوْتَينِ أَحْمَقَينِ فَاجِرَين: صَوْتٌ عِنْدَ نَغْمَةِ مِزْمَارِ شَيْطَانٍ وَلَعِب ـ أَيِ الزَّغَارِيد ـ وَصَوْتٍ عِنْدَ مُصِيبَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (9325/ 5194)، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42430]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ في جِنَازَةٍ فَرَأَى عُمَرُ امْرَأَةً فَصَاحَ بِهَا فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " دَعْهَا يَا عُمَرُ فَإِنَّ العَيْنَ دَامِعَةٌ وَالنَّفْسَ مُصَابَةٌ وَالعَهْدَ قَرِيبٌ " 0 [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1587] وَلَكِنَّ البُكَاءَ حَرَّمَهُ قَوْمٌ؛ فَبِمَ احْتَجٌّواْ فِيمَا ذَهَبُواْ إِلَيْه 00؟ احْتَجُّواْ بِالآثَارِ وَالأَخْبَارِ التَّالِيَة: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ حَفْصَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا بَكَتْ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:

مَهْلاً يَا بُنَيَّة؛ أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْه " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: المَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ بِرَقْم: 927] وَلَكِنَّ البُكَاءَ لَفْظَةٌ عَامَّة، وَيُقْصَدُ بهَا في هَذَا الحَدِيثِ الصِّيَاحُ وَالعَوِيل، وَهَذِهِ المجْمُوعَةُ مِنَ الأَحَادِيثِ عَلَى مَا أَقُولُ دَلِيل: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَصِيحَ عَلَيْه، فَلَمَّا أَفَاقَ قَال: أَمَا عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " المَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الحَيِّ عَلَيْه " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1292 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 930 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ جَعَلَ صُهَيْبٌ يَقُول: وَاأَخَاه؛ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّ المَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الحَيِّ "؟ [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1290 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 927 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ لمَّا طُعِنَ عَوَّلَتْ عَلَيْهِ حَفْصَةُ ـ أَيْ صَاحَتْ؛ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَا حَفْصَة: أَمَا سَمِعْتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " المُعَوَّلُ عَلَيْهِ يُعَذَّب " 00؟! وَعَوَّلَ عَلَيْهِ صُهَيْبٌ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَا صُهَيْب: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ المُعَوَّلَ عَلَيْهِ يُعَذَّب " 00؟! [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ، بَاب: المَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْه بِرَقْم: 927] الحَدِيثُ العُمْدَةُ في هَذَا البَاب ثمَّ إِنَّ تِلْكَ الأَحَادِيثَ الَّتي نَصَّتْ عَلَى تَعْذِيبِ المَيِّتِ قِيلَ في تَأْوِيلِهَا كَلاَمٌ كَثِير، جَاءَ في أَحَادِيثَ صَحِيحَةٍ تُخَصِّصُ تَعْمِيمَ تِلْكَ الأَحَادِيث، هَذَا بَعْضُهَا:

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبي مُلَيْكَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " تُوُفِّيَتِ ابْنَةٌ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ بمَكَّةَ وَجِئْنَا لِنَشْهَدَهَا، وَحَضَرَهَا ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ، وَإِنيِّ لجَالِسٌ بَيْنَهُمَا أَوْ وَإِني جَلَسْتُ إِلى أَحَدِهِمَا، ثُمَّ جَاءَ الآخَرُ فَجَلَسَ إِلى جَنْبي، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لِعَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ أَلاَ تَنْهَى عَنِ البُكَاء؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّ المَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْه " 0

فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: قَدْ كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُولُ بَعْضَ ذَلِك، ثُمَّ حَدَّثَ قَال: صَدَرْتُ ـ أَيْ خَرَجْتُ ـ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ مِنْ مَكَّةَ حَتىَّ إِذَا كُنَّا بِالبَيْدَاء: إِذَا هُوَ بِرَكْبٍ تحْتَ ظِلِّ سَمُرَةٍ ـ أَيْ شَجَرَةٍ عَظِيمَةٍ ـ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: اذْهَبْ فَانْظُرْ مَنْ هَؤُلاَءِ الرَّكْب 00؟ فَنَظَرْتُ فَإِذَا صُهَيْب، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: ادْعُهُ لي، فَرَجَعْتُ إِلى صُهَيْبٍ فَقُلْتُ: ارْتحِلْ فَالحَقْ أَمِيرَ المُؤْمِنِين، فَلَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ دَخَلَ صُهَيْبٌ يَبْكِي يَقُول: وَاأَخَاهُ وَاصَاحِبَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَا صُهَيْبُ أَتَبْكِي عَلَيَّ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" إِنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْه " 00؟ فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا فَقَالَتْ: رَحِمَ اللهُ عُمَر؛ وَاللهِ مَا حَدَّثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ اللهَ لَيُعَذِّبُ المُؤْمِنَ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْه " وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: إِنَّ اللهَ لَيَزِيدُ الكَافِرَ عَذَابَاً بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْه، وَقَالَتْ: حَسْبُكُمُ القُرْآن: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} {فَاطِر/18} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عِنْدَ ذَلِك: وَاللهُ {هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} {النَّجْم/43} " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1288 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 929 / عَبْد البَاقِي]

أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَكْذِبْ وَلَكِنَّهُ أَخْطَأْ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبي مُلَيْكَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنْتُ جَالِسَاً إِلى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ وَنحْنُ نَنْتَظِرُ جِنَازَةَ أُمِّ أَبَانَ بِنْتِ عُثْمَانَ وَعِنْدَهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَان، فَجَاءَابْنُ عَبَّاسٍ يَقُودُهُ قَائِد، فَأُرَاهُ أَخْبَرَهُ بمَكَانِ ابْنِ عُمَر؛ فَجَاءَ حَتىَّ جَلَسَ إِلى جَنْبي فَكُنْتُ بَيْنَهُمَا، فَإِذَا صَوْتٌ مِنَ الدَّارِ ـ أَيْ صُرَاخ ـ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ كَأَنَّهُ يَعْرِضُ عَلَى عَمْرٍو أَنْ يَقُومَ فَيَنْهَاهُمْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِنَّ المَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِه " 0

فَأَرْسَلَهَا عَبْدُ اللهِ مُرْسَلَةً، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاس: كُنَّا مَعَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب، حَتىَّ إِذَا كُنَّا بِالبَيْدَاءِ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ نَازِلٍ في ظِلِّ شَجَرَة، فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لي: اذْهَبْ فَاعْلَمْ لي مَنْ ذَاكَ الرَّجُل 00؟

فَذَهَبْتُ فَإِذَا هُوَ صُهَيْب، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: إِنَّكَ أَمَرْتَني أَن أَعْلَمَ لَكَ مَنْ ذَاك، وَإِنَّهُ صُهَيْب، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: مُرْهُ فَلْيَلْحَقْ بِنَا فَقُلْت: إِنَّ مَعَهُ أَهْلَه، قَال: وَإِنْ كَانَ مَعَهُ أَهْلُه، فَلَمَّا قَدِمْنَا لَمْ يَلْبَثْ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ أَن أُصِيب، فَجَاءَ صُهَيْبٌ يَقُول: وَاأَخَاهْ 00 وَاصَاحِبَاهْ 00 فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّ المَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ "؟! فَقُمْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَحَدَّثْتُهَا بِمَا قَالَ ابْنُ عُمَر، فَقَالَتْ: لاَ وَاللهِ مَا قَالَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطُّ " إِنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَحَد " 0

وَلَكِنَّهُ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ الكَافِرَ يَزِيدُهُ اللهُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَذَابَاً " 00 وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى؛ فَكَيْفَ يُعَذَّبُ إِن أَحَدٌ بَكَاه ـ أَيْ أَنَّ الضَّحِكَ وَالبُكَاءَ مِنَ الله ـ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى " 0 وَفي رِوَايَةٍ: أَنهَا لَمَّا بَلَغَهَا قَوْلُ عُمَرَ وَابْنِ عُمَرَ قَالَتْ: إِنَّكُمْ لَتُحَدِّثُوني عَنْ غَيْرِ كَاذِبَيْنِ وَلاَ مُكَذَّبَيْن، وَلَكِنَّ السَّمْعَ يخْطِئ " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: يُعَذَّبُ المَيِّتُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ بِرَقْم: 928] مَزِيدٌ مِنَ التَّحْقِيقِ وَالتَّدْقِيقِ في المَسْأَلَة وَلَكِنْ مَا تَفْسِيرُ هَذَا التَّنَاقُضُ بَينَ المجْمُوعَتَين، وَالكُلُّ صَحِيح 00؟

تجِيبُكَ عَن هَذَا أَيْضَاً مجْمُوعَةٌ ثَالِثَة: عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " إِنَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى يَهُودِيَّةٍ يَبْكِي عَلَيْهَا أَهْلُهَا فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ عَلَيْهَا؛ وَإِنَّهَا لَتُعَذَّبُ في قَبرِهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1289 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 922 / عَبْد البَاقِي] عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أَبِيهِ قَال: " ذُكِرَ عِنْدَ عَائِشَةَ قَوْلُ ابْنِ عُمَر: " المَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْه " 0

فَقَالَتْ: رَحِمَ اللهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَن؛ سَمِعَ شَيْئَاً فَلَمْ يحْفَظْهُ، إِنمَا مَرَّتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ وَهُمْ يَبْكُونَ عَلَيْه، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَنْتُمْ تَبْكُونَ وَإِنَّهُ لَيُعَذَّب " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ، بَاب: المَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْه بِرَقْم: 931] عَن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " ذُكِرَ عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَفَعَ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ في قَبْرِهِ بِبُكَاءِ أَهْلِه " 00 فَقَالَتْ: وَهَلَ ـ أَيْ: نَسِيَ وَأَخْطَأ ـ إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" إِنَّهُ لَيُعَذَّبُ بخَطِيئَتِهِ وَذَنْبِهِ وَإِنَّ أَهْلَهُ لَيَبْكُونَ عَلَيْهِ الآن " 00 قَالَتْ أُمُّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَة: وَذَاكَ مِثْلُ قَوْلِهِ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عَلَى القَلِيب، وَفِيهِ قَتْلَى بَدْرٍ مِنَ المُشْرِكِينَ فَقَالَ لَهُمْ مَا قَال: " إِنَّهُمْ لَيَسْمَعُونَ مَا أَقُول " 00 إِنَّمَا قَال: " إِنَّهُمْ الآنَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّ مَا كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ حَقٌّ " 00 ثُمَّ قَرَأَتْ: {إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ المَوْتَى} {النَّمْل/80} {وَمَا أَنْتَ بمُسْمِعٍ مَنْ في القُبُور} {فَاطِر/22} " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3979 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 932 / عَبْد البَاقِي]

وَهَذَا هُوَ الحَدِيثُ الَّذِي طَعَنَتْ فِيهِ السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا وَقَالَتْ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ ذَهِلَ فِيه، لِيَعْرِفَهُ القَارِئ: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " اطَّلَعَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَهْلِ القَلِيبِ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقَّاً " 00؟ فَقِيلَ لَه: تَدْعُو أَمْوَاتَاً 00؟! فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ مِنْهُمْ، وَلَكِنْ لاَ يُجِيبُون " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: مَا جَاءَ في عَذَابِ القَبر بِرَقْم: 1370] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ:

" إِنَّمَا قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّهُمْ لَيَعْلَمُونَ الآنَ أَنَّ مَا كُنْتُ أَقُولُ لهُمْ حَقّ " 00 وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالى: {إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ المَوْتَى} {النَّمْل/80} [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: مَا جَاءَ في عَذَابِ القَبر بِرَقْم: 1371] وَأَخْتِمُ كَلاَمِي في هَذَا البَابِ بهَذَا الحَدِيثِ الّذِي يُعَدُّ عُمْدَةً أَيْضَاً في هَذَا المَوْضُوع: عَن عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ ـ أَيْ أَخْبرَتْ وَالِدَهَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ ـ أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَذُكِرَ لهَا أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُول: " إِنَّ المَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الحَيِّ "

فَقَالَتْ عَائِشَة: يَغْفِرُ اللهُ لأَبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ـ أَيِ ابْنِ عُمَر ـ أَمَّا إِنَّهُ لَمْ يَكْذِبْ، وَلَكِنَّهُ نَسِيَ أَوْ أَخْطَأ؛ إِنَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى يَهُودِيَّةٍ يُبْكَى عَلَيْهَا فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنهُمْ لَيَبْكُونَ عَلَيْهَا وَإِنَّهَا لَتُعَذَّبُ في قَبْرِهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1289 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 932 / عَبْد البَاقِي] يَا وَيْلَ مَنْ يُوصَفُ بمَا لَيْسَ فِيه ثُمَّ إِنَّ التَّعْذِيبَ المَذْكُورَ في قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ " إِنَّ المَيِّتَ لَيُعَذَّبُ في قَبْرِهِ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ " قَدْ يَكُونُ مُتَمَثِّلاً في سُؤَالِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ لَهُ: أَأَنْتَ كَذَلِك، أَأَنْتَ كَذَا وَكَذَا؟ كَمَا سَيَأْتي،

لاَ سِيَّمَا أَنَّهُ وَرَدَ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى مُؤَكَّدَةٍ بِالمَوَاثِيق، في رِوَايَةِ المُغِيرَةِ الَّتي مَرَّتْ آنِفَاً بِرَقْم [550] مُسْتَقِلَّةً بِذَاتهَا عَنِ ابْنِ عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنهُ حَتىَّ في رِجَالِهَا، كَمَا وَرَدَتْ كَلِمَاتُهُ في القَلِيبِ أَيْضَاً مِنْ طُرُقٍ كَثِيرَةٍ بِأَكْثَرَ مِنْ رِوَايَةٍ، هَاتَانِ الرِّوَايَتَانِ بَعْضُهَا:

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ تَرَكَ قَتْلى بَدْرٍ ثَلاَثَاً، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَامَ عَلَيْهِمْ فَنَادَاهُمْ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَام، يَا أُمَيَّةَ بْنَ خَلَف، يَا عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَة، يَا شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَة، أَلَيْسَ قَدْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقَّاً 00؟ فَإِنيِّ قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَني رَبِّي حَقَّا " 00

فَسَمِعَ عُمَرُ قَوْلَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: يَا رَسُولَ الله؛ كَيْفَ يَسْمَعُواْ وَأَنىَّ يُجِيبُواْ وَقَدْ جَيَّفُواْ 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه؛ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يُجِيبُواْ " 00 ثُمَّ أَمَرَ بِهِمْ فَسُحِبُواْ فَأُلْقُواْ في قَلِيبِ بَدْر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2875 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: كُنَّا مَعَ عُمَرَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالمَدِينَة، فَتَرَاءَ يْنَا الهِلاَل، وَكُنْتُ رَجُلاً حَدِيدَ البَصَرِ فَرَأَيْتُه، وَلَيْسَ أَحَدٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَآهُ غَيْرِي؛ فَجَعَلْتُ أَقُولُ لِعُمَرَ أَمَا تَرَاه 00؟ فَجَعَلَ لاَ يَرَاه، سَأَرَاه 00 وَأَنَا مُسْتَلْقٍ عَلَى فِرَاشِي، ثمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا عَن أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُرِينَا مَصَارِعَ أَهْلِ بَدْرٍ بِالأَمْسِ يَقُول: " هَذَا مَصْرَعُ فُلاَنٍ غَدَاً إِنْ شَاءَ الله " 00

فَقَالَ عُمَرُ: فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالحَقِّ مَا أَخْطَأُواْ الحُدُودَ الَّتي حَدَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَجُعِلُواْ في بِئْرٍ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْض؛ فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتىَّ انْتَهَى إِلَيْهِمْ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا فُلاَنَ بْنَ فُلاَن، وَيَا فُلاَنَ بْنَ فُلاَن؛ هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ حَقَّا 00؟ فَإِنيِّ قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَني اللهُ حَقَّا " 0

قَالَ عُمَر: يَا رَسُولَ الله؛ كَيْفَ تُكَلِّمُ أَجْسَادَاً لاَ أَرْوَاحَ فِيهَا 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، غَيرَ أَنَّهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَرُدُّواْ عَلَيَّ شَيْئَا " [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2873 / عَبْد البَاقِي] مِمَّا يَتَرَتَّبُ عَلَيْه: أَنَّ العَذَابِ قَدْ يَكُونُ محْمُولاً عَلَى النَّحْوِ الوَارِدِ في بَاقَةِ الأَحَادِيثِ التَّالِيَة:

عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أُغْمِيَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَة، فَجَعَلَتْ أُخْتُهُ عَمْرَةُ تَبْكِي وَاجَبَلاَهْ، وَاكَذَا وَاكَذَا، تُعَدِّدُ عَلَيْه، فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ حِينَ أَفَاق: مَا قُلْتِ شَيْئَاً إِلاَّ قِيلَ لي: أَأَنْتَ كَذَلِك " 00؟ قَالَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِير: فَلَمَّا مَاتَ لَمْ تَبْكِ عَلَيْه " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ المَغَازِي بَاب: غَزْوَةِ مُؤْتَةَ في أَرْضِ الشَّام بِرَقْم: (4268)، وَالمِشْكَاةُ بِرَقْم: 1745]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ مَيِّتٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ بَاكِيهِ فَيَقُول: وَاجَبَلاَه 00 وَاسَيِّدَاه 00 أَوْ نحْوَ ذَلِك: إِلاَّ وُكِّلَ بِهِ مَلَكَانِ يَلْهَزَانِهِ: أَهَكَذَا كُنْت " 00؟ [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: (1003)، في " الجَامِعِ " بِرَقْم: 10727]

أَيْ يَهُزَّانِهِ بِشِدَّةٍ قَائِلِينَ لَهُ: أَهَكَذَا كُنْت 00؟ عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الحَيّ: إِذَا قَالُواْ وَاعَضُدَاهُ وَاكَاسِيَاه، وَانَاصِرَاهُ وَاجَبَلاَهُ وَنحْوَ هَذَا: يُتَعْتَعُ وَيُقَال: أَنْتَ كَذَلِك 00؟ أَنْتَ كَذَلِك " 00؟ [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1594]

قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: أَنْبَأَنَا أَبُو عِمْرَانَ الجَوْنيُّ قَال: " إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوَاحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أُغْمِيَ عَلَيْه؛ فَأَتَاهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ حَضَرَ أَجَلُهُ فَيَسِّرْ عَلَيْهِ وَإِلاََّ فَاشْفِهِ " 0 فَوَجَدَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ خِفَّةً فَقَال: يَا رَسُولَ الله؛ أُمِّي قَالَتْ: وَاجَبَلاَه، وَاظَهْرَاه، وَمَلَكٌ رَفَعَ مِرْزَبَةً مِن حَدِيدٍ يَقُول: أَنْتَ كَذَا، فَلَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَقَمَعَني بِهَا " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 233/ 1] عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لاَ تَنُوحُواْ عَلَيَّ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُنحْ عَلَيْه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ لِغَيرِهِ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 1851]

طَرَفَةُ بْنُ العَبْدِ يُوصِي مَنْ يَنُوحُ عَلَيْه وَبِرَغْمِ دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ التي كَانَتْ مَوْجُودَةً قَبْلَ الإِسْلاَمِ إِلاَّ أَنَّ الوَاحِدَ مِنهُمْ كَانَ لاَ يَرْضَى أَنْ يُوصَفَ ـ عَلَى كُفْرِهِ ـ إِلاَّ بمَا فِيه، وَاسْمَعْ لِقَوْلِ طَرَفَة: إِذَا مُتُّ فَانعِيني بِمَا أَنَا أَهْلُهُ * وَشُقِّي عَلَيَّ الجَيْبَ يَا ابْنَةَ مَعْبَدِ لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ يُوصِي مَنْ يَنُوحُ عَلَيْه وَأَجْمَلُ مِنهُ قَوْلُ لَبِيد: فَقُومَا فَقُولاَ بِالَّذِي قَدْ عَلِمْتُمَا * وَلاَ تخْمِشَا وَجْهَا وَلاَ تحْلِقَا شَعَرْ وَقُولاَ هُوَ المَرْءُ الَّذِي لاَ صَدِيقَهُ * أَضَاعَ وَلاَ خَانَ الأَمِينَ وَلاَ غَدَرْ

إِلى الحَوْلِ ثُمَّ اسْمُ السَلاَمِ عَلَيْكُمَا * وَمَنْ يَبْكِ حَوْلاً كَامِلاً فَقَدِ اعْتَذَرْ بِدَعٌ لهَا العَجَب إِنَّ النَّاسَ لَمْ يَترُكُواْ مِن أُمُورِ الدِّينِ شَيْئَاً إِلاَّ وَابْتَدَعُواْ فِيهِ مَا قَدَرُواْ عَلَيْهِ مِنَ البِدَع، رَغْمَ أَنَّ الدِّينَ لَمْ يَترُكْ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا 00!! فَإِذَا مَاتَ أَحَدُهُمْ يَقُولُون: " رَبِّنَا افْتَكَرُه " وَكَأَنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ قَدْ نَسِيَهُ لِيَتَذَكَّرَه 00؟ {لاَ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنْسَى} [طَهَ: 52] وَفي العَزَاءِ يَقُولُون: " البَقِيَّةُ في حَيَاتِك " وَ " يَأْخُذُ مِن عُمْرِهِ وَيُعْطِيك " 0 وَلاَ يخْفَى عَلَيْنَا طَبْعَاً مَا في هَذَا مِنَ الجَهْلِ وَالمُخَالَفَة 0

وَأَحْيَانَاً يَقُولُون: " البَقَاءُ لله " 00 وَهَذِهِ العِبَارَةُ ـ وَإِنْ صَحَّتْ مِن حَيْثُ المَعْنى ـ إِلاَّ أَنَّهَا خِلاَفُ السُّنَّة 00 عَن أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ تَعَزَّى بِعَزَاءِ الجَاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوه، لاَ تَكِنُّواْ " 00 أَيْ لاَ تَسْتَحُواْ 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 3153] وَمِنْ بِدَعِ الجَنَائِزِ أَيْضَاً: أَنْ يَمُوتَ لِلأَبَوَيْنِ وَلَدٌ أَوْ وَلَدَان، فَيَرْزُقُهُمَا اللهُ بِثَالِثٍ؛ فَيُسَمِّيَانِهِ تَسْمِيَةً مُنْكَرَةً لِيَعِيش 00!!

عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كَانَتْ حَوَّاءُ لاَ يَعِيشُ لَهَا وَلَد؛ فَنَذَرَتْ لَئِن عَاشَ لَهَا وَلَدٌ تُسَمِّيهِ عَبْدَ الحَارِث؛ فَعَاشَ لَهَا وَلَدٌ فَسَمَّتْهُ عَبْدَ الحَارِث، وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ عَنْ وَحْيِ الشَّيْطَان " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4003]

وَمِن أَطْرَفِ مَا يحْكَى في ذَلِك: أَنَّ رَجُلاً وَامْرَأَةً كَانَ لاَ يَعِيشُ لَهُمَا وَلَد؛ فَلَمَّا رَزَقَهُمَا اللهُ بِوَلَد؛ سَمَّوْهُ محَمَّدَاً فَمَات، ثُمَّ رَزَقَهُمَا اللهُ بَعْدِ حِينٍ بِوَلَدٍ آخَر، فَسَمَّوْهُ إِبْرَاهِيمَ فَمَات، فَرَزَقَهُمَا اللهُ بَعْدِ حِينٍ بِبِنْتٍ، فَسَمَّوْهَا فَاطِمَةَ فَمَاتَتْ، فَأَقْسَمَا لَئِنْ رَزَقَهُمَا اللهُ بِرَابِعٍ لَيَخْسِفُنَّ بِاسْمِهِ الأَرْض، فَرُزِقَا بِوَلَدٍ فَسَمَّوْهُ مُصِيبَةً فَعَاش،

وَرُزِقَا بِآخَرَ فَسَمَّوْهُ دَاهِيَةَ فَعَاش، وَرُزِقَا بِبِنْتٍ فَسَمَّوْهَا حَرِيقَةً فَعَاشَتْ، ثمَّ مَضَى مِنَ الدَّهْرِ مَا مَضَى، وَأُصِيبَ دَاهِيَةُ بِدَاءٍ عُضَال، حَارَ فِيهِ الأَطِبَّاء، وَسَاءَتْ بِهِ الأَحْوَال، ثُمَّ تَوَفَّاهُ اللهُ بَعْدَ طُولِ عَنَاء، وَفي هَذِهِ الأَثْنَاء؛ تَصَادَفَ مَرَضُ ابْنَتِهِ حَرِيقَة، وَسَفَرُ ابْنِهِ مُصِيبَة، فَكَانَ النَّاسُ يُعَزُّونَهُ قَائِلِين: " اصْبرْ وَاحْتَسِبْ 00 في دَاهِيَة، جَلَبَ اللهُ لَكَ مُصِيبَة، وَعَجَّلَ لَكَ بِقِيَامِ حَرِيقَة " 00!!

كَلِمَةُ العَزَاءِ في الإِسْلاَم عَن أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنَّا عِنْدَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، إِذْ جَاءهُ رَسُولُ إِحْدَى بَنَاتِهِ يَدْعُوهُ إِلى ابْنِهَا في المَوْت، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ارْجِعْ إِلَيْهَا فَأَخْبِرْهَا أَنَّ للهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمّى، فَمُرْهَا فَلْتَصْبِرْ وَلْتحْتَسِبْ " 00 فَأَعَادَتِ الرَّسُولَ أنهَا قَدْ أَقْسَمَتْ لَتَأْتِيَنَّهَا، فَقَامَ النَّبيُّ ** صلى الله عليه وسلم **

وَقَامَ مَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَل، فَدُفِعَ الصَّبيُّ إِلَيْهِ وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ ـ أَيْ تَفُورُ ـ كَأَنَّهَا في شَنٍّ ـ أَيْ في قِرْبَةٍ ـ فَفَاضَتْ عَيْنَاه؛ فَقَالَ لَهُ سَعْد: يَا رَسُولَ اللهِ مَا هَذَا 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللهُ في قُلُوبِ عِبَادِهِ وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ مِن عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7377 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (923)، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42902] فَضْلُ كَلِمَة: " إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون "

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُواْ: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ} {البَقَرَة/156} رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَن عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ عَن هَذِهِ الآيَة: " نِعْمَ العِدْلاَنِ وَنِعْمَ العِلاَوَة " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: الصَّبرِ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولى بِرَقْم: 1302] عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا مَاتَ وَلَدُ العَبْدِ قَالَ اللهُ لِمَلاَئِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي 00؟ فَيَقُولُونَ نَعَمْ، فَيَقُول: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِه 00؟

فَيَقُولُونَ نَعَمْ، فَيَقُول: مَاذَا قَالَ عَبْدِي 00؟ فَيَقُولُونَ حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَع؛ فَيَقُولُ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: ابْنُواْ لِعَبْدِي بَيْتَاً في الجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الحَمْد " 0 [حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ وَالتِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: (1021)، وَهُوَ في الشُّعَب بِرَقْم: (9700)، وَفي الْكَنْزِ بِرَقْم: 6552] عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنَّهُ قَال: " ابْنَ آدَم: إِنْ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولى لَمْ أَرْضَ لَكَ ثَوَابَاً دُونَ الجَنَّة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1597]

وَعَنْ سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في فَضْلِهَا: " مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مَا أُعطِيَتْ هَذِهِ الأُمَّة: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُواْ: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ} {البَقَرَة/156} وَلَو أُعْطِيَهَا أَحَد؛ لأُعْطِيَهَا يَعقُوبُ عَلَيْهِ السَّلاَم؛ أَلَمْ تَسْمَعْ إِلى قَوْلِه: {يَا أَسَفَا عَلَى يُوسُفَ} [الإِمَامُ الطَبرِيُّ في تَفْسِيرِهِ لِهَذِهِ الآيَة: [يُوسُف / 84] طَبْعَةِ دَارِ الفِكْر 0 بَيرُوت: 43/ 2]

وَعن أَبِي هِنْدٍ الدَّارِميِّ عَنْ سَيِّدِنَا النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ لِلمَوْتِ فَزَعَاً؛ فَإِذَا بَلَغَ أَحَدَكُمْ مَوْتُ أَخِيهِ فَليَقُلْ: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون، اللهُمَّ أَلحِقْهُ بِالصَّالحِينَ وَاخْلُفْ عَلَى ذُرَّيَّتِهِ في الغَابِرِين، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَوْمَ الدِّين، اللهُمَّ لاَ تحْرِمْنَا أَجْرَه، وَلاَ تَفْتِنَّا بَعْدَه " [رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ في الحِليَةِ وَالطَّبَرَانيُّ في الكَبِير، وَهُوَ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: (42216)، وَتَكَلَّمَ فِيهِ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " ص: 331/ 2]

وَعنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ لِلمَوْتِ فَزَعَاً؛ فَإِذَا بَلَغَ أَحَدَكُمْ وَفَاةُ أَخِيهِ فَليَقُلْ: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون، اللهُمَّ وَإِنَّا إِلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُون، اللهُمَّ اكْتُبْهُ عِنْدَكَ في عِلِّيِّين، وَاخْلُفْ عَقِبَهُ في الآخِرِين، اللهُمَّ لاَ تحْرِمْنَا أَجْرَه، وَلاَ تَفْتِنَّا بَعْدَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَاني في الكَبِير، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 42217] وَعَنِ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" مَن أُصِيبَ بمُصِيبَةٍ فَذَكَرَ مُصِيبَتَهُ فَأَحْدَثَ اسْترْجَاعَاً ـ أَيْ قَال: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ـ وَإِنْ تَقَادَمَ عَهْدُهَا كَتَبَ اللهُ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثلَ يَوْمِ أُصِيب " 0 [ضَعَّفَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1600، وَهُوَ في كَنْزِ العُمَّالِ بِرَقْم: 6634، رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمَانِ بِرَقْم: 9695] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:" مَنِ اسْتَرْجَعَ عِنْدَ المُصِيبَةِ جَبرَ اللهُ مُصِيبَتَهُ وَأَحْسَنَ عُقبَاه، وَجَعَلَ لَهُ خَلَفَاً صَالحَاً يَرْضَاه " 0 [ضَعَّفَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " 0 ص: (331/ 6)، رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمَانِ بِرَقْم: 9689]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنِ اسْتَرْجَعَ عِنْدَ المُصِيبَةِ جَبرَ اللهُ مُصِيبَتَهُ وَأَحْسَنَ عُقبَاه، وَجَعَلَ لَهُ خَلَفَاً صَالحَاً يَرْضَاه " 0 [ضَعَّفَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " 0 ص: (331/ 6)، الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " الشُّعَب " بِرَقْم: 9689] الصَّبرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولى عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَرَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اتَّقِي اللهَ وَاصْبِرِي " 00؟

قَالَتْ: إِلَيْكَ عَني فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بمُصِيبَتي ـ وَلَمْ تَعْرِفْهُ ـ فَقِيلَ لهَا: إِنَّهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَأَتَتْ بَابَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ فَقَالَتْ: لَمْ أَعْرِفْكَ 00!! فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولى " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1283 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (926)، وَفي " الشُّعَب " بِرَقْم: 9702] عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى امْرَأَةٍ تَبْكِي عَلَى صَبيٍّ لهَا؛ فَقَالَ لهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اتَّقِي اللهَ وَاصْبِرِي " 00 فَقَالَتْ: وَمَا تُبَالي بمُصِيبَتي 00؟!

فَلَمَّا ذَهَبَ قِيلَ لهَا: إِنَّهُ رَسُولُ الله؛ فَأَخَذَهَا مِثْلُ المَوْت؛ فَأَتَتْ بَابَهُ فَلَمْ تجِدْ عَلَى بَابِهِ بَوَّابِينَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ لَمْ أَعْرِفْك، فَقَال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنمَا الصَّبْرُ عِنْدَ أَوَّلِ صَدْمَة " أَوْ " عِنْدَ أَوَّلِ الصَّدْمَة " [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: (926)، وَالإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " الشُّعَب " بِرَقْم: 9702]

قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيّ: " اشْتَكَى بَعْضُ أَوْلاَدِ محَمَّدٍ الْبَاقِر؛ فَجَزِعَ عَلَيْه، ثُمَّ أُخْبِرَ بِمَوْتِهِ فَسُرِّيَ عَنه؛ فَقِيلَ لَهُ في ذَلِكَ فَقَال: نَدْعُواْ اللهَ فِيمَا نُحِبّ، فَإِذَا وَقَعَ مَا نَكْرَهُ لَمْ نُخَالِفِ اللهَ فِيمَا أَحَبّ " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 408/ 4] بَرَكَةُ العَزَاءِ الشَّرْعِيِّ الجَمِيل عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " لَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ أَتَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْت: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ أَبَا سَلَمَةَ قَدْ مَات؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" قُولي: اللهُمَّ اغْفِرْ لي وَلَهُ، وَأَعْقِبْني مِنْهُ عُقْبى حَسَنَة " 00 فَقُلْتُ؛ فَأَعْقَبَني اللهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ لي مِنْهُ: محَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ، بَاب: مَا يُقَالُ عِنْدَ المَرِيضِ وَالمَيِّت بِرَقْم: 919] فَاحْمَدِ اللهَ عَلَى مَا اخْتَصَّكَ بِهِ مِنْ بَلاَئِهِ وَقَضَائِهِ وَقُلْ: أَنْزِلْ قَضَاكَ عَلَى الرِّضَى مِنيِّ بِهِ * إِنيِّ وَجَدْتكَ في البَلاَءِ رَفِيقَا إِنْ صَبرْنَا فَأَمْرُ اللهِ نَافِذ، وَإِنْ جَزِعْنَا فَأَمْرُ اللهِ نَافِذ؛ فَتَحَلَّ بِالصَّبرِ الجَمِيل 00!!

أَتَصْبرُ لِلبَلْوَى احْتِسَابَاً وَحِكْمَةً * فَتُؤْجَرَ أَمْ تَسْلُو سُلُوَّ البَهَائِمِ {أَبُو تَمَّام 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِير} اصْبرْ عَلَى سُنَنِ الْبَلاَءِ فَهَكَذَا مَضَتِ الدُّهُورْ فَرَحٌ وَحُزْنٌ يَنْقَضِي لاَ الحُزْنُ دَامَ وَلاَ السُّرُورْ {أَبُو العَتَاهِيَةِ بِتَصَرُّف} فَقَدْتَ حَمِيمَكَ فَلاَ تَفْقِدِ الأَجْر إِذَا كُنْتَ قَدْ فَقَدْتَ حَمِيمَكَ فَلاَ تَفْقِدِ الأَجْر 00!! فَإِنْ كَانَ صَبرُكَ فِيهِ أَجْرٌ فَلاَ يَكُن * فَقِيدُكَ لاَ يَأْتي وَأَجْرُكَ يَذْهَبُ ********* فَلَئِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ فَاصْبرْ لهَا * عَظُمَتْ مُصِيبَةُ مُبْتَلَىً لاَ يَصْبِرُ لَنْ يَرْجِعَ المَاضِي وَلَنْ يَتَحَقَّقَ الأَمَلُ البَعِيدْ فَانْسَ الحَدِيثَ عَنِ الأَحِبَّةِ وَاللَّيَالي وَالصَّعِيدْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 بِتَصَرُّفٍ في الْقَافِيَتَين}

{كُلُّ نَفسٍ ذَائِقَةُ المَوْت، وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرَّ وَالخَيْرِ فِتنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون} {الأَنْبِيَاء: 35} فَمَا المَالُ وَالأَهْلُونَ إِلاَّ وَدَائِعُ * وَلاَبُدَّ يَوْمَا أَنْ تُرَدَّ الوَدَائِعُ وَهَكَذَا هُوَ المَوْت: لاَ يَرْحَمُ صَغيرَاً، وَلاَ يُعْفِي كَبِيرَاً 00 وَتَبَارَكَ القَائِل: {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَاب} {الرَّعْد: 38} كَذَا الأَيَّامُ لاَ تُبْقِي عَزِيزَاً * وَسَاعَاتُ السُّرُورِ بِهَا قَلِيلَة {مَا تَسْبقُ مِن أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُون} {العَنكَبُوت: 64}

عَن أَبي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعِي: أَنَّ نَفْسَاً لَنْ تمُوتَ حَتىَّ تَسْتَكْمِلَ أَجَلَهَا، وتَسْتَوْعِبَ رِزْقَهَا؛ فَاتَّقُواْ اللهَ وَأَجْمِلُواْ في الطَّلَب، وَلاَ يحْمِلَنَّ أَحَدَكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ يَطْلُبَهُ بمَعْصِيَةِ الله؛ فَإِنَّ اللهَ تَعَالى: لاَ يُنَالُ مَا عِنْدَه إِلاَّ بِطَاعَتِه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ بِرَقْم: (2085)، وَفي الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (2866)، الحِليَةُ لأَبي نُعَيْم]

دَعِ الأَقْدَارَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ * وَطِبْ نَفْسَاً إِذَا حَكَمَ القَضَاءُ وَلاَ تجْزَعْ لحَادِثَةِ اللَّيَالي * فَمَا لحَوَادِثِ الدُّنيَا بَقَاءُ وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ المَنَايَا * فَلاَ أَرْضٌ تَقِيهِ وَلاَ سَمَاءُ وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ وَلكِن * إِذَا نَزَلَ القَضَا ضَاقَ الفَضَاءُ *********

قَدْ صَارَ ضَيْفَ اللهِ في دَارِ الرِّضَا * وَعَلَى الكَرِيمِ كَرَامَةُ الضِّيفَانِ تَعْفُو المُلُوكُ عَنِ النَّزِيلِ بِسَاحِهَا * كَيْفَ النُّزُولُ بِسَاحَةِ الرَّحْمَن مَن عَزَّى مُصَابَاً كَسَاهُ اللهُ تَعَالى مِن حُلَلِ الكَرَامَة عَن عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَزِّي أَخَاهُ بمُصِيبَةٍ؛ إِلاَّ كَسَاهُ اللهُ تَعَالى مِن حُلَلِ الكَرَامَة يَوْمَ القِيَامَة " 0 [حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَالجَنَائِزِ بِأَرْقَام: 10691، 195، 109، وَفي سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1601]

وَعَنْ سَيِّدِنَا عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَن عَزَّى مُصَابَاً فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِه " 0 [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ وَالإِرْوَاءِ بِرَقْم: (765)، وَفي كَنْزِ العُمَّالِ بِرَقْم: 42608] وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَن عَزَّى ثَكْلَى كُسِيَ بُرْدَاً في الجَنَّة " 0 [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ وَالمِشْكَاةِ بِرَقْم: (2060)، وَفي كَنْزِ العُمَّالِ بِرَقْم: 42609]

مُوَاسَاةُ أَهْلِ المَيِّت عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ حِينَ جَاءهُ خَبرُ اسْتِشْهَادِ جَعْفَرَ بْنِ أَبي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " اصْنَعُواْ لآلِ جَعْفَرٍ طَعَامَاً؛ فَقَدْ أَتَاهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 1751، وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في الجَنَائِزِ وَفي سُننيِ الإِمَامَينِ ابْنِ مَاجَةَ وَالتِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 1610، 998] عَن أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " لَمَّا أُصِيبَ جَعْفَرٌ رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى أَهْلِهِ فَقَال: " إِنَّ آلَ جَعْفَرٍ قَدْ شُغِلُواْ بِشَأْنِ مَيِّتِهِمْ فَاصْنَعُواْ لَهُمْ طَعَامَاً " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1611]

مَن أَدْرَكَ مُصِيبَتَهُ في رَسُولِ اللهِ هَانَتْ عَلَيْهِ مُصِيبَتُه عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " فَتَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَابَاً بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ أَوْ كَشَفَ سِتْرَاً: فَإِذَا النَّاسُ يُصَلُّونَ وَرَاءَ أَبي بَكْر؛ فَحَمِدَ اللهَ عَلَى مَا رَأَى مِنْ حُسْنِ حَالِهِمْ رَجَاءَ أَنْ يخْلُفَهُ اللهُ فِيهِمْ ـ أَيْ يُقِرَّ عَيْنَهُ فِيهِمْ ـ بِالَّذِي رَآهُمْ فَقَال: " يَا أَيُّهَا النَّاس: أَيُّمَا أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ أَوْ مِنَ المُؤْمِنِينَ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ؛ فَلْيَتَعَزَّ بِمُصِيبَتِهِ بي عَنِ المُصِيبَةِ الَّتي تُصِيبُهُ بِغَيْرِي؛ فَإِنَّ أَحَدَاً مِن أُمَّتي لَنْ يُصَابَ بِمُصِيبَةٍ بَعْدِي أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ مُصِيبَتي " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (13837)، وَفي ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: (1599)، الْكَنْز: 42964]

عَنْ سَابِطٍ الجُمَحِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أُصِيبَ أَحَدُكُمْ بمصِيبَةٍ فَليَذكُرْ مُصِيبَتَهُ بي؛ فَإِنهَا مِن أَعْظَمِ المَصَائِب " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ ابْنُ حِبَّان 0 مجْمَعُ الزَّوَائِدِ 0 ص: (2/ 3)، الإِمَامُ الطَّبرَاني، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 6644] وَاقْتَبَسَ هَذَا المَعْنى أَحَدُ الشُّعَرَاء فَأَنْشَدَ وَأَجَادَ الإِنْشَادَ حَيْثُ قَال: اصْبر لِكُلِّ مُصِيبَةٍ وَتجَلَّدِ * وَاعْلَمْ بِأَنَّ المَرْءَ غَيرُ مخَلَّدِ وَإِذَا ذَكَرْتَ مُصِيبَةً تَشْجُو بِهَا * فَاذْكُرْ مُصَابَكَ في الحَبِيبِ محَمَّدِ

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبي سَيْفٍ القَيْن، وَكَانَ ظِئْرَاً لإِبْرَاهِيمَ ـ أَيْ زَوْجَاً لمُرْضِعَتِه ـ فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِبْرَاهِيمَ فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ، ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِبْرَاهِيمُ يجُودُ بِنَفْسِه، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَذْرِفَان، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ الله 00؟

وَمِن أَجْمَلِ مَا يمْكِنُ أَنْ يُقَالَ في التَّعَازِي قَوْلُ هَذَا الشَّاعِر: تُرَى هَلْ أَسُوقُ إِلَيْكمْ عَزَائِي * وَكَيْفَ يُعَزِّي حَزِينٌ حَزِينَا إِذَا نحْنُ في إِثْرِ كُلِّ عَزِيزٍ * بَكَيْنَا قَضَيْنَا الحَيَاةَ أَنِينَا فَلِمَ البُكَاءُ إِذَن: فَإِنَّ البُكَاءَ يُعَزِّي الحَزِينَا * وَلكِنَّهُ لاَ يَرُدُّ الفَقِيدَا

قَالَ الأَصْمَعِيّ: " شَهِدْتُ صَالِحَاً المُرِّيَّ عَزَّى رَجُلاً فَقَال: لَئِنْ كَانَتْ مُصِيبَتُكَ بِابْنِكَ لَمْ تُحْدِثْ لَكَ مَوْعِظَةً في نَفْسِك؛ فَهِي هَيِّنَةٌ في جَنْبِ مُصِيبَتِكَ في نَفْسِكَ فَإِيَّاهَا فَابْك " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 48/ 8] الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ مُعَزِّيَاً وَلِذَا عَزَّى الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ صَدِيقَاً لَهُ فَقَال: إِنيِّ مُعَزِّيكَ لاَ أَنيِّ عَلَى ثِقَةٍ * مِنَ البَقَاءِ وَلَكِنْ سُنَّةُ الدِّينِ فَمَا المُعَزِّي بِبَاقٍ بَعْدَ مَيِّتِهِ * وَلاَ المُعَزَّى وَلَوْ عَاشَا إِلى حِينِ

الْوَزِيرُ الْعَادلُ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ دَاوُدَ الْبَغْدَادِيُّ مُعَزِّيَاً عَزَّى الْوَزِيرُ الْعَادلُ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ دَاوُدَ الْبَغْدَادِيُّ وَلَدَيْ عُمَرَ بْنَ أَبي عُمَرَ الْقَاضِيَ في أَبِيهِمَا فَقَالَ لَهُمَا: " مُصيبَةٌ قَدْ وَجَبَ أَجْرُهَا: خَيْرٌ مِنْ نِعْمَةٍ لاَ يُؤَدَّى شُكْرُهَا " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 300/ 15]

وَمِمَّا يَجْدُرُ قَوْلُهُ في التَّعَازِي قَوْلُهُ جَلَّ وَعَلاَ: {كُلُّ مَن عَلَيْهَا فَان {26} وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذو الجَلاَل والإِكْرَام} {الرَّحْمَن} فَسُبْحَانَ مَنْ لَهُ الحَمْدُ عَلَى الدَّوام 00!! فَيَوْمَاً مُعَزٍّ وَيَوْمَاً مُعَزَّىً * وَيَوْمَاً عَلَيَّ يَكُونُ العَزَاءُ هَذَا 00 وَإِنَّ النَّفْسَ تَهْدَأُ بَعْدَ حِينٍ * إِذَا لَمْ تَلْقَ بِالجَزَعِ انْتِفَاعَا

وَعَزَّى شَاعِرٌ بَعْضَ الخُلَفَاءِ بِابْنٍ لَهُ فَكَتَبَ إِلَيْه: تَعَزَّ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ * لِمَا قَدْ تَرَى يَغْدُو الصَّغِيرُ وَيَكْبُرُ تَعَذَّرَ أَنْ نَعْتَاضَ عَن أُمَّهَاتِنَا * وَآبَائِنَا وَالنَّسْلُ لاَ يَتَعَذَّرُ فَمَاتَ أَبٌ لَكَ لاَ يُعَوَّضُ مِثْلُهُ * وَلِلدَّهْرِ مَعْرُوفٌ وَلِلدَّهْرِ مُنْكَرُ تَعَزَّيْتَ عَمَّن أَثْمَرَتكَ حَيَاتُهُ * وَوَشْكُ التَّعَزِّي عَنْ ثَمَارِكَ أَجْدَرُ فَصَبْرَاً عَلَى مَا قَدْ أُصِبْتَ فَإِنَّمَا * تَجَلَّتْ مُصِيبَةُ مُبْتَلٍ لَيْسَ يَصْبِرُ [المُسْتَطْرَفُ في كُلِّ فَنٍّ مُسْتَظْرَف 0 البَابُ الثَّاني وَالثَّمَانُونَ في ذِكْرِ المَوْت]

وَرَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ لَمَّا مَاتَ الحَسَنُ بْنُ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ضَرَبَتِ امْرَأَتُهُ القُبَّةَ عَلَى قَبْرِهِ سَنَةً ثمَّ رُفِعَتْ؛ فَسَمِعُواْ صَائِحَاً يَقُول: أَلاَ هَلْ وَجَدُواْ مَا فَقَدُواْ 00؟ فَأَجَابَهُ الآخَرُ: " بَلْ يَئِسُواْ فَانْقَلَبُواْ " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: مَا يُكْرَهُ مِنَ اتخَاذِ المَسَاجِدِ عَلَى القُبُور بِرَقْم: (1330)، المِشْكَاة: 1749]

ذِكْرَى الأَرْبَعِينَ وَالسَّنَوِيَّة وَمِن السُّنَّةِ أَلاَّ يَطُولَ التَّعَازِي كَمَا هُوَ الحَالُ عِنْدَنَا في مِصْر: ذِكْرَى الأَرْبَعِين، وَذِكرَى الخَمْسِين، وَالسَّنَوِيَّة، وَطَلعَةُ المَوَاسِم 00!! كَثْرَةُ التَّعَازِي المُبَالَغُ فِيهَا: لَمْ تَرِدْ في السُّنَّةِ وَلاَ في القُرْآن؛ فَضْلاً عَلَى أَنَّهَا تُجَدِّدُ الأَحْزَان، وَللهِ مَنْ قَالَ في الأَمْثَال: " يَا مُعَزِّيَاً بَعْدَ عَام: يَا مجَدِّدَاً الأَحْزَان " 0 فَنَسْأَلُ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنْ يُقَيِّضَ لهَذِهِ الأُمَّةِ مَنْ يجَدِّدُ لهَا دِينَهَا لاَ حُزْنهَا؛ فَالأُمَّةُ الآن: لاَ تحْتَمِلُ مَزِيدَاً مِنَ الأَحْزَان 00

فَوَائِدُ التَّلْبِينَة؛ في مُدَاوَاةِ الْقُلُوبِ الحَزِينَة عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا كَانَتْ؛ إِذَا مَاتَ المَيِّتُ مِن أَهْلِهَا، فَاجْتَمَعَ لِذَلِكَ النِّسَاءُ ثُمَّ تَفَرَّقْنَ، إِلاَّ أَهْلَهَا وَخَاصَّتَهَا؛ أَمَرَتْ بِبُرْمَةٍ مِنْ تَلْبِينَةٍ فَطُبخَتْ، ثُمَّ صُنِعَ ثَرِيدٌ فَصُبَّتِ التَّلْبِينَةُ عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَتْ: كُلْنَ مِنْهَا؛ فَإِنيِّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " التَّلْبِينَةُ؛ مَجِمَّةٌ لِفُؤَادِ المَرِيض، تُذْهِبُ بَعْضَ الحُزْن " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2216 / عَبْد البَاقِي]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عَلَيْكُمْ بِالْبَغِيضِ النَّافِع: التَّلْبِينَة؛ فَوَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه: إِنَّهَا لَتَغْسِلُ بَطْنَ أَحَدِكُمْ؛ كَمَا يَغْسِلُ الْوَسَخَ عَنْ وَجْهِهِ بِالمَاء " 0 [التَّلْبِينَة: حِسَاءٌ يُصْنَعُ مِنَ الدَّقِيقِ وَالْعَسَل] تَقُولُ أُمُّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: " وَكَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اشْتَكَى أَحَدٌ مِن أَهْلِهِ: لَمْ تَزَلِ الْبُرْمَةُ عَلَى النَّارِ حَتىَّ يَأْتيَ عَلَى أَحَدِ طَرَفَيْه: إِمَّا مَوْتٌ أَوْ حَيَاة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7455، 8245]

مُوَاسَاةُ مَنْ لَمْ تَعْرِفْ مِنَ المُسْلِمِين وَالمُوَاسَاةُ تَكُونُ لجَمِيعِ المُسْلِمِين، مَن عَرَفْتَ مِنهُمْ وَمَنْ لَمْ تَعْرِف 00 عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَرَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِامْرَأَةٍ عِنْدَ قَبْرٍ وَهِيَ تَبْكِي فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اتَّقِي اللهَ وَاصْبِرِي " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: قَوْلِ الرَّجُلِ لِلمَرْأَةِ عِنْدَ القَبرِ اصْبرِي بِرَقْم: 1252]

قِرَاءةُ القُرْآنِ عَلَى المَوْتَى مِنَ البِدَعِ الشَّائِعَةِ بِدْعَةُ قِرَاءةِ القُرْآنِ عَلَى المَقَابِر: إِنَّ قِرَاءةَ القُرْآنِ عَلَى المَقَابِرِ بِدْعَةٌ لَمْ تَرِدْ عَنِ الرَّعِيلِ الأَوَّلِ وَلاَ عَنِ التَّابِعِين، وَمَنْ قَالَ بِغَيرِ هَذَا فَليَأْتِنَا بحَدِيثٍ وَاحِدٍ وَلَوْ ضَعِيفَاً يُؤَيِّدُ بِهِ كَلاَمَه 00!!

وَلَوْ كَانَ لَهُ في الدِّينِ أَصْلٌ لَفَعَلَهُ الصِّدِّيقُ عَلَى قَبرِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَلَفَعَلَهُ الفَارُوقُ عَلَى قَبرِ الصِّدِّيق، إِنَّمَا كُلُّ مَا ثَبُتَ بِالدَّلِيلِ فَقَطْ هُوَ قِرَاءةُ " يس " عَلَى رَأْسِ المحْتَضِرِ ـ وَهْوَ يحْتَضِرُ عَلَى فِرَاشِ المَوْتِ قَبْلَ خُرُوجِ الرُّوح ـ أَمَّا مَا سِوَى ذَلِكَ فَبِدْعَةٌ مَا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلطَان، لَمْ تَرِدْ في السُّنَّةِ وَلاَ في القُرْآن 00!! قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيَّاً} [يَس: 70] وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {وَمَا أَنْتَ بمُسْمِعٍ مَنْ في القُبُور} [فَاطِر: 22]

أَمَّا مَا نُقِلَ إِلَيْنَا عَنْ بَعْضِ القُدَامَى في جَوَازِهَا: فَصُورَةُ القِرَاءةِ عِنْدَهُمْ لَيْسَتْ كَمَا هِيَ اليَوْم / مُقرِئٌ وَسُرَادِقٌ 000 إِلخ، وَإِنَّمَا أَجَازُواْ فَقَطْ أَنْ يَقرَأَ الوَلَدُ بِنَفسِهِ ثُمَّ يَقُول: وَهَبْتُ ثَوَابَ ذَلِكَ لِوَالِدِي، بَلْ وَحَتىَّ هَذَا لاَ دَلِيلَ عِنْدَهُمْ عَلَيْه، وَإِنَّمَا اسْتَدَلُّواْ بحَدِيثٍ لَمْ أَجِدْ لَهُ أَصْلاً يَقُول: عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " يَا رَسُولَ الله: إِنَّا نَتَصَدَّقُ عَنْ مَوْتَانَا وَنحُجُّ عَنهُمْ وَنَدْعُو لهُمْ؛ فَهَلْ يَصِلُ ذَلِكَ إِلَيْهِمْ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ: إِنَّهُ لَيَصِلُ إِلَيْهِمْ وَيَفْرَحُونَ بِهِ كَمَا يَفْرَحُ أَحَدُكُمْ بِالطَّبَقِ إِذَا أُهْدِيَ إِلَيْه " 0 [البَكْرِيّ 0 الإِكْمَال: (313/ 2)، أَمَّا رَأَيُ مَالِكٍ وَأَحْمَد: فَهُوَ نَقْلاً عَنْ مجَلَّةِ التِّبْيَان 0 الجَمْعِيَّةِ الشَّرْعِيَّةِ 0 عَدَد: 11/ 18]

وَقَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَة: " وَأَمَّا القِرَاءةُ الدَّائِمَةُ عَلَى القُبُور؛ فَلَمْ تَكُنْ مَعْرُوفَةً عِنْدَ السَّلَف، وَقَدْ تَنَازَعَ النَّاسُ في القِرَاءةِ عَلَى القَبر؛ فَكَرِهَهَا أَبُو حَنِيفَةَ وَمَالِكٌ وَأَحْمَدُ في أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ عَنه، وَرَخَّصَ فِيهَا في الرِّوَايَةِ المُتَأَخِّرَة؛ لَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ أَوْصَى أَنْ يُقْرَأَ عِنْدَ دَفْنِهِ بِفَوَاتِحِ الْبَقَرَةِ وَخَوَاتِمِهَا، وَقَدْ نُقِلَ عَنْ بَعْضِ الأَنْصَارِ أَنَّهُ أَوّصَى عِنْدَ قَبرِهِ بِالْبَقَرَة 0

وَهَذَا إِنَّمَا كَانَ عِنْدَ الدَّفْن، فَأَمَّا بَعْدَ ذَلِكَ فَلَمْ يُنْقَلْ عَنهُمْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِك؛ وَلِهَذَا فُرِّقَ في الْقَوْلِ الثَّالِثِ بَينَ القِرَاءةِ حِينَ الدَّفْنِ وَالقِرَاءةِ الرَّاتِبَةِ بَعْدَ الدَّفْن؛ فَإِنَّ هَذِهِ بِدْعَةٌ لاَ يُعْرَفُ لَهَا أَصْل " 0 [شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في " الفَتَاوَى الكُبرَى " طَّبْعَةِ مَكْتَبَةِ ابْنِ تَيْمِيَةَ بِالْقَاهِرَة 0 ص: 317/ 24] ـ أَمَّا قِرَاءةُ الفَاتحَةِ عَلَى المُتَوَفَّى؛ فَلَيْسَ لَهَا أَصْلٌ في الدِّين، غَيرَ حَدِيثٍ وَاحِدٍ تَأْخُذُهُ العَامَّةُ عَلَى عَوَاهِنِهِ دُونَ مَا تَدْقِيقٍ وَلاَ تحْقِيق: عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" صَلَّيْتُ خَلْفَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَلَى جِنَازَة، فَقَرَأَ بِفَاتحَةِ الكِتَاب، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لِيَعْلَمُواْ أَنهَا سُنَّةٌ " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: قِرَاءةِ فَاتحَةِ الكِتَابِ عَلَى الجِنَازَة بِرَقْم: 1335 / فَتْح] " فَقَرَأَ بِفَاتحَةِ الكِتَابِ " هُنَا ـ كَمَا في الرِّوَايَاتِ الشَّارِحَة: أَيْ جَهَرَ بهَا في صَلاَةِ الجِنَازَة، لاَ قَرَأَهَا تَرَحُّمَاً عَلَى المَيِّتِ كَمَا يَفْعَلُ عَامَّةُ مَنْ لاَ يَعْرِفُ مِنَ المُسْلِمِين 0

عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " صَلَّيْتُ خَلْفَ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى جِنَازَةٍ فَقَرَأَ بِفَاتحَةِ الكِتَابِ وَسُورَةٍ وَجَهَرَ حَتىَّ أَسْمَعَنَا، فَلَمَّا فَرَغَ أَخَذْتُ بِيَدِهِ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: سُنَّةٌ وَحَقٌّ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: 1987]

وَمِمَّا وَجَدْتُ بِتَوْفِيقِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ يُمْكِنُ الاِسْتِدْلاَلُ بِهِ عَلَى أَنَّ المَقَابِرَ لاَ يُقْرَأُ فِيهَا الْقُرْآنُ قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ مَقَابِر؛ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ البَقَرَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 780]

مَا يَصِلُ المَيِّتَ ثَوَابُهُ بَعْدَ المَوْت الْكَثِيرُونَ يَنْفُونَ انْتِفَاعَ الإِنْسَانَ بِشَيْءٍ مِنَ الثَّوَابِ مِن غَيْرِهِ وَيَسْتَنِدُونَ إِلىَ هَذِهِ الآيَةِ فَيَقُولُون: {وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى} {النَّجْم/39} إِنَّهُ مِنْ كَمَالِ جَمَالِ اللهِ جَلَّ وَعَلاَ: أَنَّهُ قَالَ في هَذِهِ المَسْأَلَة: {وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} {الأَنعَام/164}

فَلاَ تَضُرُّكَ جِنَايَةُ غَيرِك، بَيْنَمَا يَنْفَعُكَ سَعْيُهُ مِن أَجْلِ خَيرِك: كَدُعَائِهِ، وَاسْتِغْفَارِهِ، وَشَفَاعَتِهِ، وَصَدُقَاتِهِ؛ فَالآيَةُ إِنَّمَا تُطَمْئِنُ المُسْلِمَ أَنَّ شَرَّ غَيرِهِ لاَ يُصِيبُه، فَلاَ يُصِيبُ الإِنْسَانَ إِلاَّ مَا سَعَى؛ أَلاَ قَرَأُواْ مَا قَبْلَهَا جَيِّدَاً، وَمَا بَعْدَهَا مُؤَكِّدَاً: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بمَا في صُحُفِ مُوسَى {36} وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى {37} أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {38} وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى {39} وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى {40} ثُمَّ يُجْزَاهُ الجَزَاءَ الأَوْفَى} {النَّجْم}

وَلِذَا رَدَّ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الْفَتَاوَى عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ هَذَا المَفْهُومَ بِقَوْلِهِ: «إِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ بِالنُّصُوصِ المُتَوَاتِرَةِ وَإِجْمَاعِ سَلَفِ الأُمَّةِ أَنَّ المُؤْمِنَ يَنْتَفِعُ بِمَا لَيْسَ مِنْ سَعْيِهِ: كَدُعَاءِ المَلاَئِكَةِ وَاسْتِغْفَارِهِمْ لَهُ؛ كَمَا في قَوْله جَلَّ وَعَلاَ: {الَّذِينَ يحْمِلُونَ العَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمَاً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَاتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الجَحِيم} {غَافِر/7} وَدُعَاءُ النَّبِيِّين، وَالمُؤْمِنِين، وَاسْتِغْفَارُهُمْ؛ كَمَا في قَوْله جَلَّ وَعَلاَ: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيم} {التَّوْبَة/103}

وَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: «مَنْ شَهِدَ الجِنَازَةَ حَتىَّ يُصَلِّيَ فَلَهُ قِيرَاط، وَمَنْ شَهِدَهَا حَتىَّ تُدْفَنَ كَانَ لَهُ قِيرَاطَان» 00 قِيل: وَمَا القِيرَاطَان؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «مِثْلُ الجَبَلَيْنِ العَظِيمَيْن» 00 أَيْ مِنَ الحَسَنَات 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1325 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 945 / عَبْد البَاقِي] فَهُوَ جَلَّ جَلاَلُهُ قَدْ يَرْحَمُ المُصَلِّيَ عَلَى المَيِّتِ بِدُعَائِهِ لَهُ، وَيَرْحَمُ المَيِّتَ أَيْضَاً بِدُعَاءِ هَذَا الحَيِّ لَهُ» 0

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَة: إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَة، أَوْ عِلمٍ يُنْتَفَعُ بِه، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَه " 0 [أَخْرَجَهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الوَصِيَّةِ بِرَقْم: 1631] وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِمَّا يَلحَقُ المُؤمِنَ مِن عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: عِلْمَاً عَلَّمَهُ وَنَشَرَه، وَوَلَدَاً صَالحَاً تَرَكَه، وَمُصْحَفَاً وَرَّثَهُ أَوْ مَسْجِدَاً بَنَاهُ أَوْ بَيْتَاً لاَبْنِ السَّبِيلِ بَنَاه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: (242)، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 43657]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " سَبْعٌ يجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ وَهُوَ في قَبرِهِ بَعْدَ مَوْتِه: مَن عَلَّمَ عِلْمَاً، أَوْ أَجْرَى نَهْرَاً، أَوْ حَفَرَ بِئْرَاً، أَوْ غَرَسَ نخْلاً، أَوْ بَنىَ مَسْجِدَاً، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفَاً، أَوْ تَرَكَ وَلَدَاً يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (5915)، رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَزَّار]

ـ أَمَّا الصَّدَقَةُ الجَارِيَة؛ فَهَذَا الحَدِيثُ خَيرُ مِثَالٍ في ذَلِك: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَصَابَ عُمَرُ أَرْضَاً بخَيْبَر؛ فَأَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَأْمِرُهُ فِيهَا فَقَال رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنيِّ أَصَبْتُ أَرْضَاً بخَيْبر، لَمْ أُصِبْ مَالاً قَطُّ هُوَ أَنْفَسُ عِنْدِي مِنْهُ؛ فَمَا تَأْمُرُني بِهِ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنْ شِئْتَ حَبَسْتَ أَصْلَهَا وَتَصَدَّقْتَ بِهَا " فَتَصَدَّقَ بِهَا عُمَرُ أَنَّهُ لاَ يُبَاعُ أَصْلُهَا وَلاَ يُبْتَاع ـ أَيْ عَلَى أَنْ لاَ يُبَاعَ وَلاَ يُشْتَرَى ـ وَلاَ يُورَّثُ وَلاَ يُوهَب؛ فَتَصَدَّقَ عُمَرُ في الفُقَرَاءِ وَفي القُرْبى وَفي الرِّقَاب، وَفي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَالضَّيْف، لاَ جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا بِالمَعْرُوف، أَوْ يُطْعِمَ صَدِيقَاً غَيرَ مُتَأَثِّلٍ مَالاً " 0 [أَيْ غَيرَ مُدَّخِرٍ لِنَفْسِهِ مِنهَا شَيْئَا0رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1633]

ـ وَأَمَّا الْوَلَدُ الصَّالحُ وَمَا يَعُودُ عَلَى أَبِيهِ مِنَ اسْتِغْفَارِهِ لَه؛ فَهَذَا الحَدِيثُ خَيرُ مِثَالٍ في ذَلِك: عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ في الجَنَّة؛ فَيَقُولُ أَنَّى لي هَذَا 00؟! فَيُقَال: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَفي الصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1617، 1598، رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ وَأَحْمَدُ وَابْنُ أَبي شَيْبَة]

الصَّدَقَةُ عَنِ المُتَوَفىَّ بَعْدَ مَوْتِه عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ وَهُوَ غَائِبٌ عَنهَا؛ فَقَال: يَا رَسُولَ الله؛ إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنهَا؛ أَيَنْفَعُهَا شَيْءٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنهَا 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2756 / فَتْح] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: إِنَّ أَبي مَاتَ وَتَرَكَ مَالاً، وَلَمْ يُوصِ؛ فَهَلْ يُكَفِّرُ عَنْهُ أَن أَتَصَدَّقَ عَنْهُ؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1630 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصَ بْنِ وَائِلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ العَاصَ بْنَ وَائِلٍ ـ أَيْ جَدَّهُ ـ أَوْصَى أَنْ يُعْتَقَ عَنْهُ مِائَةُ رَقَبَة؛ فَأَعْتَقَ ابْنُهُ هِشَامٌ خَمْسِينَ رَقَبَة؛ فَأَرَادَ ابْنُهُ عَمْرٌو أَنْ يُعْتِقَ عَنْهُ الخَمْسِينَ البَاقِيَة؛ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: حَتىَّ أَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَأَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: يَا رَسُولَ الله؛ إِنَّ أَبي أَوْصَى بِعَتْقِ مِائَةِ رَقَبَة، وَإِنَّ هِشَامَاً أَعْتَقَ عَنْهُ خَمْسِينَ وَبَقِيَتْ عَلَيْهِ خَمْسُونَ رَقَبَة؛ أَفَأُعْتِقُ عَنْهُ 00؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّهُ لَوْ كَانَ مُسْلِمَاً فَأَعْتَقْتُمْ عَنْهُ، أَوْ تَصَدَّقْتُمْ عَنْهُ، أَوْ حَجَجْتُمْ عَنْهُ؛ بَلَغَهُ ذَلِك " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " وَفي " الجَامِعِ " بِرَقْمَيْ: 2883، 9422]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ العَاصَ بْنَ وَائِلٍ ـ أَيْ جَدُّ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ نَذَرَ في الجَاهِلِيَّةِ أَنْ يَنْحَرَ مِائَةَ بَدَنَة ـ أَيْ مِاْئَةَ نَاقَة ـ وَأَنَّ هِشَامَ بْنَ العَاصِ نَحَرَ حِصَّتَهُ خَمْسِينَ بَدَنَة، وَأَنَّ عَمْرَاً سَأَلَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِك؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَمَّا أَبُوك: فَلَوْ كَانَ أَقَرَّ بِالتَّوْحِيد، فَصُمْتَ وَتَصَدَّقْتَ عَنْهُ: نَفَعَهُ ذَلِك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6704، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 484]

ثَوَابُ الوَالِدَيْنِ في فَقْدِ الوَلَد عَنْ لجْلاَجٍ العَامِرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ العَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِه؛ ابْتَلاَهُ اللهُ في جَسَدِهِ، أَوْ في مَالِهِ، أَوْ في وَلَدِهِ، ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِك؛ حَتىَّ يُبَلِّغَهُ المَنْزِلَةَ الَّتي سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللهِ تَعَالى " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 3090]

وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَزَالُ البَلاَءُ بِالمُؤْمِنِ وَالمُؤْمِنَةِ في جَسَدِهِ وَأَهْلِهِ وَمَالِه: حَتىَّ يَلْقَى اللهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: (494)، كَمَا صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7846] رَوَى أَبُو سَلْمَى الرَّاعِي رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " بَخٍ بَخٍ بِخَمْسٍ مَا أَثْقَلَهُنَّ في المِيزَان: لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَسُبْحَانَ الله، وَالحَمْدُ لله، وَاللهُ أَكْبر، وَالْوَلَدُ الصَّالحُ يُتَوَفىَّ لِلْمَرْءِ فَيَحْتَسِبُه " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في ظِلاَلِ الجَنَّةِ بِرَقْم: 781]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا مَاتَ وَلَدُ العَبْدِ قَالَ اللهُ لِمَلاَئِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي 00؟ فَيَقُولُونَ نَعَمْ، فَيَقُول: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِه 00؟ فَيَقُولُونَ نَعَمْ، فَيَقُول سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: مَاذَا قَالَ عَبْدِي 00؟ فَيَقُولُون: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَع؛ فَيَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: ابْنُواْ لِعَبْدِي بَيْتَاً في الجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الحَمْد " [حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: (1021)، وَهُوَ في الشُّعَب بِرَقْم: (9700)، وَفي الكَنْزِ بِرَقْم: 6552] تَدْمَعُ العَيْنُ وَيحْزَنُ القَلْب، وَلاَ نَقُولُ إِلاَّ مَا يُرْضِي الرَّبَّ

عَنْ سَيِّدِنَا أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ عِنْدَ مَوْتِ ابْنِهِ إِبْرَاهِيم: " إِنَّ العَينَ تَدْمَع، وَالقَلبَ يحْزَن، وَلاَ نَقُولُ إِلاَّ مَا يُرْضِي رَبَّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لمحْزُونُون " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1303 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2315)، وَهُوَ في الْكَنْزِ بِرَقْم: 42479] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبي سَيْفٍ القَيْنِ وَكَانَ ظِئْرَاً لإِبْرَاهِيمَ ـ أَيْ زَوْجَاً لمُرْضِعَتِه ـ فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِبْرَاهِيمَ فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ، ثمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِبْرَاهِيمُ يجُودُ بِنَفْسِه؛ فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَذْرِفَان؛ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ الله؟! فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا ابْنَ عَوْفٍ إِنَّهَا رَحْمَة " 00 ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" إِنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ وَالقَلْبَ يحْزَنُ وَلاَ نَقُولُ إِلاَّ مَا يَرْضَى رَبُّنَا وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لمحْزُونُونَ " [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: قَوْلِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّا بِكَ لمحْزُونُونَ بِرَقْم: 1303] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لَوْ عاشَ إِبْرَاهِيمُ لَكَانَ صِدِّيقَاً نَبِيَّا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (9403/ 5272)، رَوَاهُ ابْنُ عَسَاكِر] يُكْمِلُ رِضَاعَهُ في الجَنَّةِ

عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ حِينَ تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحَبِيبِ المُصْطَفَى قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ لَهُ مُرْضِعَاً في الجَنَّة " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: مَا قِيلَ في أَوْلاَدِ المُسْلِمِين بِرَقْم: 1382]

عَنْ سَيِّدِنَا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ إِبْرَاهِيمَ ابْني، وَإِنَّهُ مَاتَ في الثَّدْي؛ وَإِنَّ لَهُ لَظِئْرَيْنِ ـ أَيْ مُرْضِعَتَينِ ـ تُكَمِّلاَنِ رَضَاعَهُ في الجَنَّة " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الفَضَائِلِ بَاب: رَحْمَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلصِّبْيَانِ وَالعِيَالِ بِرَقْم: (2316)، وَفي الكَنْزِ بِرَقْم: 32210] عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرَاً؛ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُدْفَنَ في البَقِيعِ وَقَال: " إِنَّ لَهُ مُرْضِعَاً تُرْضِعُهُ في الجَنَّة " [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 18550]

وَلاَ نَنْسَى مَوْقِفَهُ يَوْمَئِذٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَمَا خَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ وَفَاتِه: عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " انْكَسَفَتْ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيم؛ فَقَالَ النَّاسُ انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ الله، لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِه، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللهَ وَصَلُّوا حَتىَّ يَنْجَلِي " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ بِكِتَابِ الجُمُعَةِ بَاب: الدُّعَاءِ في الخُسُوف بِرَقْم: (1060)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الكُسُوفِ بِرَقْم: 904]

لاَحِظ يَرْحَمُكَ اللهُ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَترُكهُمْ يَقُولُونَ مَا يَقُولُونَ وَهْوَ شَرَفٌ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلاَبْنِهِ إِبْرَاهِيم، وَلَكِنْ قَالَ لهُمْ مَا قَدْ قَال؛ لِيَدُلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُ رَسُولٌ مِنْ قِبَلِ رَبِّ العَالمِينَ لاَ يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى 0

أَبُو طَلحَةَ وَأُمُّ سُلَيْم عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَاتَ ابْنٌ لأَبي طَلْحَةَ مِن أُمِّ سُلَيْمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؛ فَقَالَتْ لأَهْلِهَا: لاَ تُحَدِّثُواْ أَبَا طَلْحَةَ بِابْنِهِ حَتىَّ أَكُونَ أَنَا أُحَدِّثُهُ؛ فَجَاءَ فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ عَشَاءً فَأَكَلَ وَشَرِب، ثُمَّ تَصَنَّعَتْ لَهُ أَحْسَنَ مَا كَانَتْ تَصَنَّعُ قَبْلَ ذَلِك؛ فَوَقَعَ بِهَا [أَيْ جَامَعَهَا]، فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهُ قَدْ شَبِعَ وَأَصَابَ مِنهَا قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَة؛ أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ قَوْمَاً أَعَارُواْ عَارِيَتَهُمْ أَهْلَ بَيْتٍ فَطَلَبُواْ عَارِيَتَهُمْ؛ أَلَهُمْ أَنْ يَمْنَعُوهُمْ 00؟ قَالَ لاَ، قَالَتْ فَاحْتَسِبِ ابْنَك،

فَغَضِبَ غَفَرَ اللهُ لَهُ وَقَالَ: تَرَكْتِني حَتىَّ تَلَطَّخْتُ ثمَّ أَخْبَرْتِني بِابْني 00؟! فَانْطَلَقَ حَتىَّ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " بَارَكَ اللهُ لَكُمَا في غَابِرِ [أَيْ سَالِفِ] لَيْلَتِكُمَا " 00 فَحَمَلَتْ؛ فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سَفَرٍ وَهِيَ مَعَهُ [أَيْ في الْغَزْو]، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَى المَدِينَةَ [أَيْ إِذَا رَجَعَ] مِنْ سَفَرٍ لاَ يَطْرُقُهَا طُرُوقَاً [أَيْ لاَ يَبِيتُ خَارِجَهَا لِيَدْخُلَهَا ضُحَىً]؛ فَدَنَوْا مِنَ المَدِينَة، فَضَرَبَهَا المخَاض، فَاحْتُبِسَ عَلَيْهَا أَبُو طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنه

[أَيْ أَقَامَ عَلَيْهَا لِيَرْعَاهَا]، وَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، قَالَ أَبُو طَلْحَة رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنَّكَ لَتَعْلَمُ يَا رَبِّ أَنَّهُ يُعْجِبُني أَن أَخْرُجَ مَعَ رَسُولِكَ إِذَا خَرَجَ وَأَدْخُلَ مَعَهُ إِذَا دَخَل، وَقَدِ احْتُبِسْتُ بِمَا تَرَى؛ قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: يَا أَبَا طَلْحَة؛ مَا أَجِدُ الَّذِي كُنْتُ أَجِد؛ انْطَلِقْ؛ فَانْطَلَقْنَا، وَضَرَبهَا المخَاضُ حِينَ قَدِمَا؛ فَوَلَدَتْ غُلاَمَاً، فَقَالَتْ لي أُمِّي: يَا أَنَس؛ لاَ يُرْضِعْهُ أَحَدٌ حَتىَّ تَغْدُوَ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، قَالَ أَنَس: فَلَمَّا أَصْبَحَ احْتَمَلْتُهُ فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَادَفْتُهُ وَمَعَهُ مِيسَم [حَدِيدَةٌ تُسْتَخْدَمُ في الكَيّ]؛

فَلَمَّا رَآني قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَعَلَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتْ " 00؟ قُلْتُ نَعَمْ، فَوَضَعَ المِيسَمَ وَجِئْتُ بِهِ فَوَضَعْتُهُ في حَجْرِهِ، وَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَجْوَةٍ مِن عَجْوَةِ المَدِينَة، فَلاَكَهَا في فِيهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتىَّ ذَابَتْ، ثمَّ قَذَفَهَا في فيِ الصَّبيّ؛ فَجَعَلَ الصَّبيُّ يَتَلَمَّظُهَا [أَيْ يَبْلَعُهَا وَهُوَ يُنْكِرُ طَعْمَهَا]؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " انْظُرُواْ إِلىَ حُبِّ الأَنْصَارِ التَّمْرَ " 00 فَمَسَحَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجْهَهُ وَسَمَّاهُ عَبْدَ الله " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2144 / عَبْدُ الْبَاقِي]

بَرَكَةُ الصَّبرِ الجَمِيل عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: " اشْتَكَى ابْنٌ لأَبي طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَمَات، وَأَبُو طَلْحَةَ خَارِج، فَلَمَّا رَأَتِ امْرَأَتُهُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ هَيَّأَتْ شَيْئَاً وَنَحَّتْهُ في جَانِبِ البَيْت، فَلَمَّا جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: كَيْفَ الغُلاَم 00؟ قَالَتْ: قَدْ هَدَأَتْ نَفْسُهُ وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدِ اسْتَرَاح، وَظَنَّ أَبُو طَلْحَةَ أنهَا صَادِقَة، فَبَاتَ فَلَمَّا أَصْبَحَ اغْتَسَلَ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يخْرُجَ أَعْلَمَتْهُ أَنَّهُ قَدْ مَات،

فَصَلَّى مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَخْبَرَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمَا كَانَ مِنْهُمَا فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَلَّ اللهَ أَنْ يُبَارِكَ لَكُمَا في لَيْلَتِكُمَا " قَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَار: " فَرَأَيْتُ لَهُمَا تِسْعَةَ أَوْلاَدٍ كُلُّهُمْ قَدْ قَرَأَ القُرْآن " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1301 / فَتْح] وَمَنْ يَدْرِي فَلَعَلَّ ذَلِكَ الصَّبيَّ الَّذِي مَاتَ لَوْ عَاشَ لأَرْهَقَهُمَا طُغْيَانَاً وَكُفْرَا 00!!

تَعْلِيقٌ جَمِيلٌ لِفَضِيلَةِ الشِّيخ كِشْك اسْتَمِعْ مَعِي إِلى فَضِيلَةِ الشِّيخْ كِشْك رَحِمَهُ اللهُ وَهُوَ يُصَوِّرُ هَذَا المَشْهَدَ المُؤَثِّرَ بِعِبَارَات: تَتَحَدَّرُ لهَا العَبَرَات؛ فَيَقُولُ مَا مخْتَصَرُه:

" كَانَتْ عَلَى عَهْدِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا أُمُّ طَلحَة، وَكَانَتْ تُحِبُّ زَوْجَهَا حُبَّاً شَدِيدَاً، وَكَانَ رَجُلاً صَالحَاً، فَرَزَقَهُمَا اللهُ بِمَوْلُودٍ فَسَمَّوْهُ عُمَيْرَاً، وَمَرِضَ عُمَيرٌ وَاشْتَدَّ مَرَضُه، وَقَلبُ الأُمِّ هُوَ قَلبُ الأُمّ، هَمَّ أَبُو طَلحَةَ لِلخُرُوجِ إِلى لُقمَةِ العَيْشِ وَقَبْلَ أَنْ يخْرُجَ مَالَ إِلى الغُلاَمِ وَقَبَّلَهُ بَيْنَ عَيْنَيْه، وَلَمْ تَرْحَمْ سَكَرَاتُ المَوْتِ الغُلاَمَ وَلاَ أُمَّ الغُلاَم، فَاخْتَرَمَتْ جَسَدَهُ الضَّعِيف، وَانْتَزَعَتِ الرُّوحَ مِنْ بَيْنِ الصُّلبِ وَالتَّرَائِب، وَمَاتَ الغُلاَم، فَمَاذَا فَعَلَتْ أُمُّهُ 00؟ هَلْ شَقَّتْ لِذَلِكَ جَيْبَاً 00؟ هَلْ لَطَمَتْ لِذَلِكَ خَدَّاً 00؟ هَلْ دَعَتْ بِدَعْوَى الجَاهِلِيَة 00؟

هَلْ قَالَتْ لِزَوْجِهَا أَنْتَ السَّبَب، أَنْتَ الَّذِي قَصَّرْتَ في عِلاَجِ الغُلاَمِ وَطَلَبَتِ الطَّلاَقَ أَوِ الخُلع 00؟ لَمْ يحْدُثْ مِن هَذَا شَيْء، فَمَاذَا فَعَلَتْ 00؟ قَدَّمَتْ لَهُ العَشَاءَ ثُمَّ دَخَلَتْ حُجْرَتَهَا وَازَّيَّنَتْ، فَأَصَابَهَا، ثُمَّ قَالَتْ لَهُ بَعْدَمَا فَرَغ: لَقَدْ أَخَذْتُ وَدِيعَةً مِنْ بَني فُلاَنٍ فَقَضَيْتُ بهَا حَاجَتي ثُمَّ طَلَبُوهَا مِني وَلاَ أُرِيدُ رَدَّهَا 00؟ فَزَجَرَهَا وَقَالَ رُدِّيهَا، فَقَالَتْ: احْتَسِبِ اللهَ في ابْنِكَ يَا أَبَا طَلحَة " 0 [فَضِيلَةُ الشَّيْخ / عَبْدِ الحَمِيد كِشْك في " الخُطَبُ المِنْبَرِيَّةُ " بِتَصَرُّف]

مَوْتُ الثَّلاَثَةِ تَأْشِيرَةٌ لِدُخُولِ الجَنَّة عَنْ سَيِّدِنَا أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنَ النَّاسِ مُسْلِمٌ يَمُوتُ لَهُ ثَلاَثَةٌ مِنَ الوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُواْ الحِنْثَ ـ أَيِ الحُلُمَ ـ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللهُ الجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: مَا قِيلَ في أَوْلاَدِ المُسْلِمِين بِرَقْم: 1381]

عَن أَبي هرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ مُسْلِمَينِ يَمُوتُ لَهُمْ ثَلاَثَةٌ مِنَ الوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُواْ الحِنْث؛ إِلاَّ أَدْخَلَهُمَا اللهُ بفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ الجَنَّة، يُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُواْ الجَنَّةَ فَيَقُولُون: حَتىَّ يَدْخُلَ آبَاؤُنَا، فَيُقَال: ادخُلُواْ الجَنَّةَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيّ، وَالأَلبَانيُّ في الجَامِعِ وَالنَّسَائِيِّ وَالجَنَائِزِ بِأَرْقَام: 10719، 1876، 16، الشُّعَب: 9747، الكَنْز: 6567]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِن مُسْلِمَينِ يَمُوتُ لهُمَا ثَلاَثَةٌ مِنَ الوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُواْ الحِنْث: إِلاَّ جِيءَ بهِمْ يَومَ القِيَامَةِ حَتىَّ يُوقَفُواْ عَلَى بَاب الجَنَّةِ فَيُقَالُ لهُمُ: ادْخُلُواْ الجَنَّةَ فَيَقُولُون: حَتىَّ يَدْخُلَ آبَاؤُنَا، فَيُقَالُ لهُمُ: ادخُلُوا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيب بِرَقْم: 2003، رَوَاهُ الطَّبرَانيّ]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَمُوتُ لِمُسْلِمٍ ثَلاَثَةٌ مِنَ الوَلَدِ فَيَلجَ النَّارَ إِلاَّ تَحِلَّةَ القَسَم " 00 وَتحلةُ القَسَمِ هِيَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا، كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمَاً مَقْضِيَّا} [مَرْيم: 71] [البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1251 / فَتْح، وَمُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2632، وَفي " الشُّعَب ": 9742، وَفي " الكَنْز ": 6620]

وَالمَقصُودِ بِالوُرودِ هُنَا كَمَا قَالَ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهِ في شَرْحِهِ لهَذَا الحَدِيثِ: " لَيْسَ أَنْ تَمَسَّهُ النَّارُ بِالكُلِّيَّةِ وَلاَ حَتىَّ قَدْرَاً يَسِيرَاً، بَلْ هُوَ العُبُورُ عَلَى الصِّرَاط: وَهْوَ جِسْرٌ مَنْصُوبٌ عَلَى ظَهْرِ جَهَنَّم، عَافَانَا اللهُ وَإِياكم مِنهَا " 0 [الإِمَامُ النَّوَوِيُّ في شَرْحِهِ لِصَحِيحِ مُسْلِمٍ بِاخْتِصَار 0 دَارُ إِحْيَاءِ التُّرَاثِ العَرَبي 0 بَيرُوت: 181/ 16]

وَعَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَة رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُودُ حِمْلاً لَهُ فَقُلتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ مَا لَك 00؟ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لي عَمَلِي ـ أَيْ حَمَلَ سُؤَالَهُ عَلَى وَجْهٍ آخَرَ مُدَاعَبَةً ـ فَقُلْتُ: أَلاَ تحَدِّثُني شَيْئَاً سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00؟ فَقَالَ أَبُو ذَرّ: " مَا مِنَ النَّاسِ مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ بَيْنَهُمَا ثَلاَثَةُ أَوْلاَدٍ لَمْ يَبْلُغُواْ الحِنْثَ إِلاَّ غَفَرَ اللهُ لَهُمَا بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُم " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسائيِّ بِرَقْم: 1874، وَهُوَ في الشُّعَب بِرَقْم: 9748، الكَنْزُ بِرَقْم: 6564]

عَنِ ابْنِ سِيرِينَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا رَجَاءُ قَالَتْ: " كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءتْهُ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ ادْعُ اللهَ لي فِيهِ بِالبَرَكَة؛ فَإِنَّهُ قَدْ تُوُفِّيَ لي ثَلاَثَة، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَمُنْذُ أَسْلَمْت " 00؟ قَالَتْ نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " جُنَّةٌ حَصِينَة " 0 [قَالَ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (6/ 3)، رَوَاهُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِرَقْم: 20258، 20259] أَيْ: حِصْنٌ مِنَ النَّارِ حَصِين 0

مَوْتُ الثَّلاَثَةِ أَمَانٌ مِنْ دُخُولِ النَّار عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَتَتِ امْرَأَةٌ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَبيٍّ لَهَا فَقَالَتْ: يَا نَبيَّ اللهِ ادْعُ اللهَ لَهُ فَلَقَدْ دَفَنْتُ ثَلاَثَةً، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " دَفَنْتِ ثَلاَثَة " 00؟ قَالَتْ نَعَمْ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَقَدِ احْتَظَرْتِ بحِظَارٍ شَدِيدٍ مِنَ النَّار " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ البِرِّ وَالصِّلَةِ وَالآدَاب، بَاب: فَضْلِ مَنْ يَموتُ لَهُ وَلَدٌ فَيَحْتَسِبُه بِرَقْم: 2636] أَيِ اسْتَتَرْتِ بِسَاتِرٍ شَدِيدٍ مِنهَا 0

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " جَاءتِ امْرَأَةٌ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنٍ لَهَا فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ يَشْتَكِي، وَإِني أَخَافُ عَلَيْه؛ قَدْ دَفَنْتُ ثَلاَثَةً 00 قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَقَدِ احْتَظَرْتِ بحِظَارٍ شَدِيدٍ مِنَ النَّار " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ البِرِّ وَالصِّلَةِ وَالآدَاب، بَاب: فَضْلِ مَنْ يَموتُ لَهُ وَلَدٌ فَيَحْتَسِبُه بِرَقْم: 2636] فَقْدُ الاَثْنَينِ حِجَابٌ مِنَ النَّار عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النِّسَاءَ قُلْنَ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْعَلْ لَنَا يَوْمَاً ـ أَيْ يَعِظُهُنَّ فِيه ـ فَكَانَ ممَّا وَعَظَهُنَّ بِهِ أَنْ قَال: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَ لهَا ثَلاَثَةٌ مِنَ الوَلَدِ كَانُواْ حِجَابَاً مِنَ النَّار " 00 قَالَتِ امْرَأَةٌ: وَاثْنَان 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَاثْنَان " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: فَضْلِ مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ فَاحْتَسَب بِرَقْم: 1250] وَعَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " جَاءتِ امْرَأَة إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله: ذَهَبَ الرِّجَالُ بحَدِيثِكَ فَاجْعَل لَنَا مِنْ نَفْسِكَ يَوْمَاً نَأْتِيكَ فِيهِ تُعَلِّمُنَا ممَّا عَلَّمَكَ اللهُ؟

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اجْتَمِعْنَ في يَوْمِ كَذَا وَكَذَا، في مَكَانِ كَذَا وَكَذَا " 00 فَاجْتَمَعْنَ، فَأَتَاهُنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللهُ ثُمَّ قَال: " مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٍ تُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْهَا ـ أَيْ في حَيَاتهَا وَحُضُورِهَا ـ مِنْ وَلَدِهَا ثَلاَثَةً إِلاَّ كَانَ لهَا حِجَابَاً مِنْ النَّار " 0 فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: يَا رَسُولَ اللهِ أَوِ اثْنَيْن 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَاثْنَيْن " 0 [البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7310 / فَتْح)، وَمُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2633)، وَفي " الشُّعَب ": (9743)، وَفي " الكَنْز ": 6569]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِنِسْوَةٍ مِنَ الأَنْصَار: " لاَ يَمُوتُ لإِحْدَاكُنَّ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَتحْتَسِبَهُ؛ إِلاَّ دَخَلَتِ الجَنَّة " 00 فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: أَوِ اثْنَيْنِ يَا رَسُولَ اللهِ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَوِ اثْنَيْن " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2632 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ الحَصِيبِ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنتُ ثُمَّ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ أَيْ كُنْتُ لَدَيْه ـ فَبَلَغَهُ أَنَّ امْرَأَة مِنَ الأَنْصَارِ مَاتَ ابْنٌ لهَا فَجَزِعَتْ عَلَيْه؛ فَقَامَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ أَصْحَابُه، فَلَمَّا بَلَغَ بَابَ المَرْأَةِ قِيلَ لِلمَرْأَة: إِنَّ نَبيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ أَنْ يدْخُلَ يُعَزِّيهَا، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " أَمَا إِنَّهُ بَلَغَني أَنَّك جَزِعْتِ عَلَى ابْنِك "؟ قَالَتْ: يَا نَبيَّ اللهِ مَا ليَ لاَ أَجْزَعُ وَأَنَا رَقُوبٌ لاَ يَعِيشُ لي وَلَد 00؟!

ـ أَيْ كَيْفَ لاَ أَحْزَنُ وَشَأْني وَأَنَا لاَ وَلَدَ لي شَأْنُ مَنْ تَرْقُبُ مَوْتَ زَوْجِهَا لِتَرِثَهُ ـ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنمَا الرَّقُوبُ الَّتي يَعِيشُ وَلَدُهَا؛ إِنَّهُ لاَ يمُوتُ لاَمْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَوِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ نَعْمَةٌ [أَيْ بَهِيمَةٌ] أَوْ ثَلاَثَةٌ منْ وَلَدِهِ يَحْتَسِبُهُمْ إِلاَّ وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّة " 0 فَقَالَ عُمَرُ وَهُوَ عَنْ يَمِينِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: بِأَبي وَأُمِّي ـ أَيْ أَفْدِيكَ بِأَبي وَأُمِّي ـ وَاثْنَين 00؟ قَالَ نَبيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَاثْنَين " 0 [قَالَ فِيهِ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 المجْمَعِ ص: (8/ 3)، الإِمَامُ البَزَّار]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَنِ احْتَسَبَ ثَلاَثَةً مِنْ صُلْبِهِ دَخَلَ الجَنَّة " 00 فَقَامَتِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: أَوِ اثْنَان 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَوِ اثْنَان " 00 قَالَتِ المَرْأَة: يَا لَيْتَني قُلْتُ وَاحِدَاً " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 10913، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 1872]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلاَثَةٌ مِنَ الوَلَدِ فَاحْتَسَبَهُمْ دَخَلَ الجَنَّة " 0 فَقُلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ وَاثْنَان 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَاثْنَان " 00 فَقَالَ أَحَدُ الصَّحَابَةِ لجَابر: وَاللهِ إِنيِّ لأَرَاكُمْ لَوْ قُلتُمْ وَاحِدَاً قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: وَوَاحِد " 0 [حَسَّنَهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في " التَّرْغِيبِ " بِرَقْم: (2006)، وَهُوَ في " الشُّعَب ": (9745)، وَفي " الكَنْزِ ": 8678]

عَن أَبِي ثَعْلَبَةَ الأَشْجَعِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَاتَ لي يَا رَسُولَ اللهِ وَلَدَانِ في الإِسْلاَم، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدَانِ في الإِسْلاَمِ أَدْخَلَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمَا " 00 قَالَ أَبُو ثَعْلَبَة: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ لَقِيَني أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَنْتَ الَّذِي قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الْوَلَدَيْنِ مَا قَال 00؟ قُلْتُ نَعَمْ؛ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لَئِنْ قَالَهُ لي أَحَبُّ إِليَّ مِمَّا غُلِّقَتْ عَلَيْهِ حِمْصُ وَفِلَسْطِين " 0 [أَيْ مِنَ الكُنُوز 0 وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " ص: (7/ 3)، الإِمَامُ أَحْمَدُ في " مُسْنَدِهِ " بِرَقْم: 26678]

مِنَ النَّاسِ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ مَدِينَةٌ بِأَكْمَلِهَا عَنِ الحَارِثِ بْنِ أُقَيْشٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ مُسْلِمَينِ يَمُوتُ لهُمَا أَرْبَعَةُ أَوْلاَدٍ إِلاَّ أَدْخَلَهُمَا اللهُ الجَنَّة " 00 قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ وَثَلاَثَة 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَثَلاَثَة " 00 قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ وَاثْنَان 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَاثْنَان، وَإِنَّ مِن أُمَّتي لَمَنْ يَعْظُمُ لِلنَّارِ حَتىَّ يَكُونَ أَحَدَ زَوَايَاهَا، وَإِنَّ مِن أُمَّتي لَمَنْ يَدْخُلُ بِشَفَاعَتِهِ الجَنَّةَ أَكْثَرُ مِنْ مُضَر " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " ص: (8/ 3)، الإِمَامُ أَحْمَدُ في " مُسْنَدِهِ " بِرَقْم: 22157] يجُرُّ أَبَاهُ مِنْ ثَوْبِهِ حَتىَّ يُدْخِلَهُ الجَنَّة وَعَن أَبي حَسَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قُلْتُ لأَبي هُرَيْرَة: إِنَّهُ قَدْ مَاتَ ليَ ابْنَان؛ فَهَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئَاً تُطَيِّبُ بِهِ أَنْفُسَنَا عَنْ مَوْتَانَا 00؟

قَالَ نَعَمْ: صِغَارُهُمْ دَعَامِيصُ الجَنَّةِ ـ أَيْ كَالسَّمَكِ الصَّغِيرِ يَسْبَحُ في أَنهَارِ الجَنَّة ـ يَتَلَقَّى أَحَدُهُمْ أَبَاهُ أَوْ أَبَوَيْهِ فَيَأْخُذُ بِثَوْبِهِ أَوْ بِيَدِهِ كَمَا آخُذُ أَنَا بِصِنْفَةِ ثَوْبِكَ هَذَا ـ أَيْ بِذَيْلِهِ ـ فَلاَ يَتَنَاهَى أَوْ يَنْتَهِي حَتىَّ يُدْخِلَهُ اللهُ وَأَبَاهُ الجَنَّة " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ البِرِّ وَالصِّلَةِ وَالآدَاب بِرَقْم: (2635)، وَالإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " الشُّعَب " بِرَقْم: 9752]

عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَمُوتُ بَيْنَ امْرَأَيْنِ مُسْلِمَيْنِ وَلَدَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ فَيَصْبِرَانِ وَيحْتَسِبَانِ فَيَرَيَانِ النَّارَ أَبَدَا " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 21373]

مَنْ مَاتَ لَهُ وَاحِد بِالفِعْلِ نَصَّتْ أَحَادِيثُ أُخْرَى أَنَّ مَنْ مَاتَ لَهُ مِنَ المُسْلِمِينَ وَلَدٌ وَاحِدٌ دَخَلَ الجَنَّة، مِنهَا هَذِهِ النُّخْبَة: وَعَنِ ابنِ عَباس رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَا عَائِشَة: مَنْ كَانَ لَه فَرَطَانِ مِن أُمَّتي أَدْخَلَهُ اللهُ بهِمَا الجَنَّة " 00 قَالَتْ: يَا نَبيَّ اللهِ فَمَنْ كَانَ لَهُ فَرَطٌ وَاحِد 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَمَن كَانَ لَهُ فَرَطٌ وَاحِدٌ يَا مُوَفَّقَة " 00 قَالَتْ: يَا نَبي اللهِ فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فَرَط 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَأَنَا فَرَطُ مَنْ لاَ فَرَطَ لَهُ، لَمْ يُصَابُواْ بِمِثْلِي " 0 [ضَعَّفَهُ الأَلبَانيُّ في " التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: (1062)، وَهُوَ في الشُّعَب بِرَقْم: (9751)، وَفي الكَنْزِ بِرَقْم: 6621]

وَعَنِ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ لَهُ ثَلاَثَةٌ مِنْ الوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُواْ الحِنْث: إِلاَّ تَلَقَّوْهُ مِن أَبْوَابِ الجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ مِن أَيِّهَا شَاءَ دَخَل " 0 [حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (10711)، وَفي سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: (1604)، رَوَاهُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِرَقْم: 17187] رِسَالَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى مُعَاذِ بْنِ جَبَل عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ تُوُفِّيَ ابْنٌ لَهُ؛ فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: سَلاَمُ اللهِ عَلَيْك، فَإِني أَحْمَدُ اللهَ إِلَيْكَ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ 0

أَمَّا بَعْد فَأَعْظَمَ اللهُ لَكَ الأَجْر، وَأَلهَمَكَ الصَّبر، وَرَزَقَنَا وَإِيَّاكَ الشُّكْر؛ فَإِنَّ أَنْفُسَنَا وَأَمْوَالَنَا وَأَهْلِينَا وَأَوْلاَدَنَا مِنْ مَوَاهِبِ اللهِ الهَنِيئَةِ وَعَوَارِيهِ المُسْتَوْدَعَة، يمَتَّعُ بهَا الرَّجُلُ إِلى أَجَلٍ وَيَقضِيهَا إِلى وَقْتٍ مَعْلُوم، وَإِنَّا نَسْأَلُهُ الشُّكْرَ عَلَى مَا أَعْطَى، وَالصَّبرَ عَلَى مَا ابْتَلَى، وَكَانَ ابْنُكَ مِنْ مَوَاهِبِ اللهِ الهَنِيئَة، وَعَوَارِيهِ المُسْتَوْدَعَة، مَتَّعَكَ اللهُ بِهِ في غِبْطَةٍ وَسُرُور، وَقَبَضَهُ مِنْكَ بِأَجْرٍ كَثِير، الصَّلاَةُ وَالرَّحْمَةُ وَالهُدَى إِنِ احْتَسَبْتَه؛ فَاصْبرْ وَلاَ يُحْبِطْ جَزَعُكَ أَجْرَكَ فَتَنْدَم، وَاعْلَمْ أَنَّ الجَزَعَ لاَ يَرُدُّ مَيِّتَاً وَلاَ يَدْفَعُ حُزْنَاً، وَمَا هُوَ نَازِلٌ فَكَأَنْ قَدْ: [أَيْ فَكَأَنْ قَدْ نَزَل]، وَالسَّلاَم " 0 [ضَعَّفَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ ص: (3/ 3)، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ وَأَبُو نُعَيْم، وَهُوَ في الكَنْزِ بِرَقْم: 42963]

ادْخُلِ الجَنَّةَ بِثَوَابِ صَبرِكَ عَلَى فَقْدِ وَلَدِك عَنْ قُرَّةَ بْنِ إِيَاسٍ المُزَنيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ نَبيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَلَس؛ يَجْلِسُ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِن أَصْحَابِه، وَفِيهِمْ رَجُلٌ لَهُ ابْنٌ صَغِير، يَأْتِيهِ مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ فَيُقْعِدُهُ بَيْنَ يَدَيْه، فَهَلَك؛ فَامْتَنَعَ الرَّجُلُ أَنْ يَحْضُرَ الحَلْقَةَ لِذِكْرِ ابْنِه؛ فَحَزِنَ عَلَيْه، فَفَقَدَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " مَالي لاَ أَرَى فُلاَنَاً " 00؟!

قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ بُنَيُّهُ الَّذِي رَأَيْتَهُ هَلَك؛ فَلَقِيَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنْ بُنَيِّه 00؟ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ هَلَك؛ فَعَزَّاهُ عَلَيْهِ ثُمَّ قَال: " يَا فُلاَن 00 أَيُّمَا كَانَ أَحَبُّ إِلَيْك: أَنْ تَمَتَّعَ بِهِ عُمُرَك، أَوْ لاَ تَأْتيَ غَدَاً إِلى بَابٍ مِن أَبْوَابِ الجَنَّةِ إِلاَّ وَجَدْتَهُ قَدْ سَبَقَكَ إِلَيْهِ يَفْتَحُهُ لَك "؟ قَالَ يَا نَبيَّ الله، بَلْ يَسْبِقُني إِلى بَابِ الجَنَّةِ فَيَفْتَحُهَا لي، لهُوَ أَحَبُّ إِليّ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَذَاكَ لَك " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ وَفي الجَامِعِ وَفي سُنَنِ النَّسَائِيِّ بِأَرْقَام: 109، 13923، 2088، أَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ وَأَبُو نُعَيْمٍ في الحِليَة]

يَنْتَظِرُكَ عَلَى بَابِ الجَنَّة وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى، عَنْ قُرَّةَ بْنِ إِيَاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً قَال: " إِنَّ رَجُلاً كَانَ يَأْتِي النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ ابْنٌ لَه، فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَتُحِبُّه " 00؟ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَا رَسُولَ الله، أَحَبَّكَ اللهُ كَمَا أُحِبُّه، فَفَقَدَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " مَا فَعَلَ ابْنُ فُلاَن " 00؟! قَالُواْ: يَا رَسُولَ اللهِ مَات، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبِيه:

" أَمَا تحِبُّ أَلاَّ تَأْتيَ بَابَاً مِن أَبْوَابِ الجَنَّةِ إِلاَّ وَجَدْتَهُ يَنْتَظِرُك " 00؟ فَقَالَ الرَّجُلُ ـ أَيْ أَبُو الوَلَد: يَا رَسُولَ اللهِ أَلَهُ خَاصَّةً أَوْ لِكُلِّنَا 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " بَلْ لِكُلِّكُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيب وَفي المِشْكَاةِ بِرَقْمَيْ: 2007، 1756، وَالأُسْتَاذ شُعيب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 15595]

عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ وَفَقْدُ الوَلَد وَهَذَا الصَّحَابيُّ هُوَ سَيِّدُنَا عُثمَانُ بْنُ مَظعُونٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ كَمَا تُوَضِّحُ هَذِهِ الرِّوَايَة: عَنْ سَيِّدِنَا أَنَسِ بْنِ مَالِك رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " تُوُفيَ ابْنٌ لِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ فَاشْتَدَّ حُزنُهُ عَلَيْهِ حَتىَّ اتخَذَ في دَارِهِ مَسْجِدَاً يَتَعَبَّدُ فِيه، فَبَلَغَ ذَلكَ النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " يَا عُثْمَان: إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ لَم يَكتُبْ عَلَيْنَا الرَّهْبَانِيَّةَ، إِنمَا رَهْبَانِيَّةُ أُمَّتي الجِهَادُ في سَبِيلِ الله، يَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُون: إِنَّ لِلجَنَّةِ ثَمَانِيَةَ أَبْوابٍ وَللنَّارِ سَبْعَةُ أَبْوَاب، فَمَا يَسُرُّكَ أَلاَّ تَأْتي بَابَاً مِنهَا إِلاَّ وَقَدْ وَجَدْتَ ابْنَكَ إِلى جَنْبِكَ آخِذَاً بِثَوْبِكَ يَشْفَعُ لَكَ عِنْدَ رَبِّك جَلَّ جَلاَلُه 00؟

قَالَ بَلَى، قِيل: يَا رسُولَ الله، وَلَنَا في فَرَطِنَا [أَيْ فِيمَا الْتَقَمَهُ المَوْتُ مِن أَطْفَالِنَا] مَا لِعُثْمَان؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ، لِمَنْ صَبرَ مِنْكُمْ وَاحْتَسَب " 0 [الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " الشُّعَب " بِرَقْم: (9761)، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 8674] عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أَبيهِ أَنَّ رَجُلاً مِن أَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَهُ ابْنٌ قَدْ أَدْرَكَ ـ أَيْ بَلَغَ مَبْلَغَ السَّعْيِ ـ وَكَانَ يَأْتي مَعَ أَبِيهِ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ثُمَّ إِنَّهُ قَدْ تُوُفِّيَ، فَوَجَدَ ـ أَيْ حَزِنَ ـ عَلَيْهِ أَبُوهُ قَرِيبَاً مِنْ سِتَّةِ أَيَّامٍ لاَ يَأْتي النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00!!

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ أَرَى فُلاَنَاً " 00؟ قَالُواْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ ابْنَهُ تُوُفِّيَ فَوَجَدَ عَلَيْه، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَآه: " أَتحِبُّ لَوْ أَنَّ عِنْدَكَ ابْنَكَ كَأَحْسَنِ الصِّبْيَانِ وَأَكْيَسِهِمْ 00؟ " أَتحِبُّ لَوْ أَنَّ عِنْدَكَ ابْنَكَ كَأَجْرَأِ الصِّبْيَانِ جُرْأَةً 00؟ " أَتحِبُّ لَوْ أَنَّ عِنْدَكَ ابْنَكَ كَأَفضَلِ الكُهُولِ وَأَسْرَاهُمْ 00؟ أَوْ يُقَالُ لَك: ادْخُلِ الجَنَّةَ بِثَوَابِ مَا قَدْ أَخَذْنَا مِنْك " 00؟

وَالمَعْنى: يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْك: أَنْ يَعُودَ ابْنُكَ مُعَافَىً كَأَحْسَنِ مَا كَان: أَجْرَأِ الصِّبْيَان، وَأَشْجَعِ الفِتيَان، أَمْ تَصْبرُ عَلَى فَقدِهِ وَيُدْخِلُكَ صَبْرُكَ الجَنَّةَ في أَمَان 00؟ [رَوَاهُ ابْنُ عَسَاكِرَ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَأَحْمَدُ قَرِيبَاً مِنهُ في " مُسْنَدِهِ " بِرَقْم: (15416)، وَهُوَ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 42960] يَدْعُو عَلَى وَلَدِهِ؛ لِيَدَّخِرَ اللهُ لَهُ أَجْرَهُ في الصَّبرِ عَلَيْه حَتىَّ أَنَّا لَمْ نَعُدْ نَتَعَجَّبُ إِذَا سَمِعْنَا بَعْضَ الصَّحَابَةِ ـ لِكَثْرَةِ مَا عَلِمَ عَنْ ثَوَابِ فَقْدِ الوَالَد ـ يَتَمَنى فَقْدَ وَلَدِه؛ لاَ لِشَيْءٍ إِلاَّ لعِظَمِ ثَوَابِ فَقدِ الأَوْلاَد 00!!

وَعَنِ ابْنِ شَوْذَبَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّ رَجُلاً كَانَ لَهُ ابْنٌ لَم يَبْلُغِ الحُلُمَ، فَأَرْسَلَ إِلى قَوْمِهِ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنَّ لي إِلَيْكُمْ حَاجَةً، إِنْ تَفعَلُوهَا ـ أَيْ إِنْ شِئتُمْ فَافْعَلُوهَا ـ قَالُواْ نَعَمْ، فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِني أُرِيدُ أَن أَدعُوَ عَلَى ابْني هَذَا أَنْ يَقبِضَه اللهُ إِلَيْهِ وَتُؤَمِّنُونَ عَلَى دُعَائِي 00!! فَسَأَلوهُ عَنْ ذَلِك، فَأَخْبرَهُمْ أَنَّهُ رَأَى في نَوْمِهِ كَأَنَّ النَّاسَ جُمِعُواْ لِيَومِ القِيَامَة، فَأَصَابَ النَّاسَ عَطَشٌ شَدِيد، فَإِذَا الوُلدَانُ قَدْ خَرَجُواْ مِنَ الجَنَّةِ مَعَهُمُ الأَبَارِيق، فَأَبْصَرْتُ ابْنَ أَخٍ لي ـ أَيْ كَانَ قَدْ مَاتَ أَبُوهُ ـ فَقُلتُ: يَا فُلاَنُ اسْقِني 00؟ فَقَالَ يَا عَمّ: إِنَّا لاَ نَسْقِي إِلاَّ الآَبَاء 00!!

فَأَحبَبْتُ أَنْ يجْعَلَ اللهُ وَلَدِي هَذَا فَرَطَاً لي؛ فَدَعَا وَأَمَّنُواْ، فَلَمْ يَلبَثِ الغُلاَمُ إِلاَّ يَسِيرَاً حَتىَّ مَات " [الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في الشُّعَب: 9766] عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ طَلَعَ عَلَيْهِ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ يَوْمَاً فَقَال: " إِنيِّ لأَعْلَمُ خَيرَ حَالاَتِه " 00 قَالواْ: وَمَا هُوَ 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " أَنْ يَمَوتَ فَأَحْتَسِبَه " 00!! [الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في الشُّعَب: 9767] هَلْ يُعَامَلُ أَوْلاَدُ المُشْرِكِينَ بِذَنْبِ أَبَوَيْهِمْ 00؟

إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى أَعْدَلُ مِنْ ذَلِكَ حَيْثُ قَال: {وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} {الأَنعَام/164} وَقَالَ جَلَّ شَأْنُه: {وَأَنْ لَّيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى، وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى، ثُمَّ يُجْزَاهُ الجَزَاءَ الأَوْفَى} 00!! {النَّجْم/40} وَقَالَ أَصْدَقُ القَائِلِين: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} 00!! {المُدَّثِّر/38} عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَة، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِه، كَمَا تُنْتِجُونَ البَهِيمَةَ هَلْ تجِدُونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ حَتىَّ تَكُونُوا أَنْتُمْ تجْدَعُونَهَا 00؟ قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ أَفَرَأَيْتَ مَنْ يمُوتُ وَهُوَ صَغِير 00؟ ـ أَيْ لَمْ تَسْتَبِنْ بَعْدُ تَنْشِئَتُه ـ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اللهُ أَعْلَمُ بمَا كَانُوا عَامِلِين " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ القَدَرِ بِرَقْم: (6599)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ القَدَرِ أَيْضَاً بِرَقْم: 2658] فَبَعْضُهُمْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ وَبَعْضُهُمْ يَدْخُلُ النَّار، كَمَا سَتَأْتي بِذَلِكَ الآثَارُ وَالأَخْبَار

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ عَن أَوْلاَدِ المُشْرِكِينَ فَقَال: " اللهُ إِذْ خَلَقَهُمْ أَعْلَمُ بمَا كَانُواْ عَامِلِين " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: (1383)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ القَدَرِ أَيْضَاً بِرَقْم: 2660] أَيْ مَن عَلِمَهُ اللهُ مِنهُمْ أَنَّهُ سَيُصْبِحُ إِنْ كَبرَ صَالحَاً أَدْخَلَهُ الجَنَّة، وَمَن عَلِمَهُ اللهُ مِنهُمْ أَنَّهُ سَيُصْبِحُ إِنْ كَبرَ فَاجِرَاً أَدْخَلَهُ النَّار 00

أَمَّا إِنْ كَانَ قَدْ رُوِيَ في ذَلِكَ حَدِيثٌ عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ قَال: " سَأَلَتْ أُمُّ المُؤْمِنِينَ خَدِيجَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَلَدَيْنِ مَاتَا لَهَا في الجَاهِلِيَّة 00؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هُمَا في النَّار " 0 فَلَمَّا رَأَى الكَرَاهِيَةَ في وَجْهِهَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَوْ رَأَيْتِ مَكَانَهُمَا لأَبْغَضْتِهِمَا " 0

قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله؛ فَوَلَدِي مِنْك 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " في الجَنَّة، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: إِنَّ المُؤْمِنِينَ وَأَوْلاَدَهُمْ في الجَنَّة، وَإِنَّ المُشْرِكِينَ وَأَوْلاَدَهُمْ في النَّار، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} {الطُّور/21} [حَسَّنَهُ أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 1131، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

فَلَقَدْ ضَعَّفَ هَذَا الحَدِيثَ الأُسْتَاذ شُعيب الأَرْنَؤُوط في تحْقِيقِهِ لِلْمُسْنَدِ وَنَقَلَ عَنِ الإِمَامِ الجَوْزِيِّ في كِتَابِهِ جَامِعِ المَسَانِيدِ قَوْلَ الإِمَامِ الجَوْزِيّ: " في إِسْنَادِهِ محَمَّدُ بْنُ عُثْمَان؛ لاَ يُقْبَلُ حَدِيثُه، وَلاَ يَصِحُّ في تَعْذِيبِ الأَطْفَالِ حَدِيث " 0 [الأُسْتَاذ شُعيب الأَرْنَؤُوط في تحْقِيقِهِ لِلْمُسْنَدِ عِنْدَ الحَدِيث بِرَقْم: 1131، وَهَذَا الْكَلاَمُ أَيْضَاً في كَنْزُ الْعُمَّال ح 0 ر: 4623]

وَقِيلَ: إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ سَيَبْعَثُ لَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ رَسُولاً لِيَخْتَبرَهُمْ وَهُوَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى يَعْلَمُ الكَافِرَ مِنَ المُؤْمِن؛ وَلَكِنْ لِيُتِمَّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى سُنَّتَهُ في ابْتِلاَءِ عِبَادِهِ وَامْتِحَانِهِمْ، وَفي النِّهَايَةِ يَدْخُلُ مُؤْمِنُهُمُ الجَنَّةَ وَكَافِرُهُمُ النَّار، هَذَا 00 وَاللهُ تَعَالى أَعْلَى وَأَعْلَمُ بِالصَّوَاب 0 يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الفَتَاوَى الكُبرَى في ذَلِك: " ثُمَّ إِنَّهُ قَدْ جَاءً في حَدِيثٍ إِسْنَادُهُ مُقَارِبٌ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَة؛ فَإِنَّ اللهَ يَمْتَحِنُهُمْ وَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ رَسُولاً في عَرْصَةِ القِيَامَة، فَمَن أَجَابَهُ أَدْخَلَهُ الجَنَّةَ وَمَن عَصَاهُ أَدْخَلَهُ النَّار " 00 فَهُنَاكَ يَظْهَرُ فِيهِمْ مَا عَلِمَهُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى، وَيجْزِيهِمْ عَلَى مَا ظَهَرَ مِنَ الْعِلْم، وَهُوَ إِيمَانُهُمْ أَوْ كُفْرُهُمْ، وَهَذَا أَجْوَدُ مَا قِيلَ في أَطْفَالِ المُشْرِكِين " 0 [شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في " الفَتَاوَى الكُبرَى " طَّبْعَةِ مَكْتَبَةِ ابْنِ تَيْمِيَةَ بِالْقَاهِرَة 0 ص: 246/ 4]

وَقَالَ أَيْضَاً شَيْخُ الإِسْلاَمِ في مَوْضِعٍ آخَرِ مِنَ الْفَتَاوَى: " وَأَطْفَالُ الكُفَّار: أَصَحُّ الأَقْوَالِ فِيهِمْ: اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ عَامِلِين، وَطَائِفَةٌ جَزَمُواْ بِأَنَّهُمْ كُلُّهُمْ في الجَنَّة، وَاخْتَارَ ذَلِكَ أَبُو الْفَرَجِ ابْنُ الجَوْزِيِّ وَغَيرُه؛ وَاحْتَجُّواْ بحَدِيثِ الإِسْرَاءِ الَّذِي فِيهِ رُؤْيَا النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَأَى إِبْرَاهِيمَ الخَلِيلَ وَحَوْلَهُ أَوْلاَدٌ كَثِيرُون؛ قِيل: يَا رَسُولَ اللهِ وَأَطْفَالُ المُشْرِكِين 00؟ قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَأَوْلاَدُ المُشْرِكِين " 00

وَالصَّوَابُ أَنْ يُقَال: اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ عَامِلِين، وَلاَ نحْكُمُ لِمُعَيَّنٍ مِنهُمْ بجَنَّةٍ وَلاَ نَار؛ وَقَدْ جَاءَ في عِدَّةِ أَحَادِيثَ أَنَّهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ في عَرَصَاتِ الْقِيَامَة؛ يُؤْمَرُونَ وَيَنهَوْنَ فَمَن أَطَاعَ دَخَلَ الجَنَّةَ وَمَن عَصَى دَخَلَ النَّار " 0 [شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في " الفَتَاوَى الكُبرَى " طَّبْعَةِ مَكْتَبَةِ ابْنِ تَيْمِيَةَ بِالْقَاهِرَة 0 ص: 303/ 4] وَيُؤَيِّدُ قَوْلي في ذَلِكَ وَالَّذِي أَقَرَّهُ شَيْخُ الإِسْلاَم؛ هَذَانِ الحَدِيثَانِ الشَّرِيفَان، اللَّذَانِ يَدُلاَّنِ عَلَى أَنَّ الأَمْرَ مُعَلَّقٌ بمَا هُمْ عَامِلُون:

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ قَالَتْ: دُعِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى جَنَازَةِ صَبيٍّ مِنَ الأَنْصَار؛ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ طُوبى لِهَذَا؛ عُصْفُورٌ مِن عَصَافِيرِ الجَنَّة؛ لَمْ يَعْمَلِ السُّوءَ وَلَمْ يُدْرِكْهُ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَوَ غَيرَ ذَلِكَ يَا عَائِشَة؛ إِنَّ اللهَ خَلَقَ لِلْجَنَّةِ أَهْلاً، خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ في أَصْلاَبِ آبَائِهِمْ، وَخَلَقَ لِلنَّارِ أَهْلاً، خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ في أَصْلاَبِ آبَائِهِمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2662 / عَبْد البَاقِي] وَرَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ فِيمَنْ مَاتَ مِن أَوْلاَدِ المُشْرِكِينَ مِمَّن عَلِمَ اللهُ صَلاَحَهُمْ إِن عَاشُواْ:

عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى صَلاَةً أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: " مَنْ رَأَى مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا " 00؟ فَإِنْ رَأَى أَحَدٌ قَصَّهَا فَيَقُولُ مَا شَاءَ الله، فَسَأَلَنَا يَوْمَاً فَقَالَ: " هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا " 00؟ قُلْنَا: لاَ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَكِني رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَاني فَأَخَذَا بِيَدِي فَأَخْرَجَاني إِلى الأَرْضِ المُقَدَّسَة، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ وَرَجُلٌ قَائِمٌ بِيَدِهِ كَلُّوبٌ مِنْ حَدِيدٍ قَالَ أَحَدُ الرُّوَاة:

إِنَّهُ يُدْخِلُ ذَلِكَ الكَلُّوبَ في شِدْقِهِ حَتىَّ يَبْلُغَ قَفَاه، ثُمَّ يَفْعَلُ بِشِدْقِهِ الآخَرِ مِثْلَ ذَلِكَ وَيَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هَذَا فَيَعُودُ فَيَصْنَعُ مِثْلَه؛ قُلْتُ: مَا هَذَا 00؟! قَالاَ: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا حَتىَّ أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ عَلَى قَفَاهُ وَرَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ بِفِهْرٍ ـ أَيْ حَجَرٍ ـ أَوْ صَخْرَةٍ فَيَشْدَخُ بِهِ رَأْسَه، فَإِذَا ضَرَبَهُ تَدَهْدَهَ الحَجَرُ فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ لِيَأْخُذَه، فَلاَ يَرْجِعُ إِلى هَذَا حَتىَّ يَلْتَئِمَ رَأْسُه، وَعَادَ رَأْسُهُ كَمَا هُوَ فَعَادَ إِلَيْهِ فَضَرَبَه؛ قُلْتُ: مَنْ هَذَا 00؟!

قَالاَ: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا إِلى ثَقْبٍ مِثْلِ التَّنُّورِ أَعْلاَهُ ضَيِّقٌ وَأَسْفَلُهُ وَاسِع، يَتَوَقَّدُ تحْتَهُ نَارَاً، فَإِذَا اقْتَرَبَ ارْتَفَعُواْ حَتىَّ كَادَ أَنْ يخْرُجُواْ، فَإِذَا خَمَدَتْ رَجَعُواْ فِيهَا، وَفِيهَا رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاة؛ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا 00؟! قَالاَ: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا حَتىَّ أَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ مِنْ دَمٍ فِيهِ رَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى وَسَطِ النَّهَر، وَعَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَة، فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الَّذِي في النَّهَرِ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بحَجَرٍ في فِيهِ فَرَدَّهُ حَيْثُ كَان، فَجَعَلَ كُلَّمَا جَاءَ لِيخْرُجَ رَمَى في فِيهِ بحَجَرٍ فَيَرْجِعُ كَمَا كَان؛ فَقُلْتُ: مَا هَذَا 00؟!

قَالاَ: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا حَتىَّ انْتَهَيْنَا إِلى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ فِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَة، وَفي أَصْلِهَا شَيْخٌ وَصِبْيَان، وَإِذَا رَجُلٌ قَرِيبٌ مِنَ الشَّجَرَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ نَارٌ يُوقِدُهَا، فَصَعِدَا بي في الشَّجَرَةِ وَأَدْخَلاَني دَارَاً لم أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا: فِيهَا رِجَالٌ شُيُوخٌ وَشَبَابٌ وَنِسَاءٌ وَصِبْيَان، ثمَّ أَخْرَجَاني مِنْهَا فَصَعِدَا بي الشَّجَرَةَ فَأَدْخَلاَني دَارَاً هِيَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ: فِيهَا شُيُوخٌ وَشَبَاب؛ قُلْتُ: طَوَّفْتُمَانيَ اللَّيْلَةَ فَأَخْبِرَاني عَمَّا رَأَيْت 00؟!

قَالاَ: نَعَمْ؛ أَمَّا الَّذِي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ فَكَذَّابٌ يحَدِّثُ بِالكَذِبَةِ فَتُحْمَلُ عَنْهُ حَتىَّ تَبْلُغَ الآفَاق؛ فَيُصْنَعُ بِهِ إِلى يَوْمِ القِيَامَة، وَالَّذِي رَأَيْتَهُ يُشْدَخُ رَأْسُه: فَرَجُلٌ عَلَّمَهُ اللهُ القُرْآنَ فَنَامَ عَنْهُ بِاللَّيْلِ وَلَمْ يَعْمَلْ فِيهِ بِالنَّهَار؛ يُفْعَلُ بِهِ إِلى يَوْمِ القِيَامَة، وَالَّذِي رَأَيْتَهُ في الثَّقْبِ فَهُمُ الزُّنَاة،

وَالَّذِي رَأَيْتَهُ في النَّهَرِ آكِلُواْ الرِّبَا، وَالشَّيْخُ في أَصْلِ الشَّجَرَةِ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَالصِّبْيَانُ حَوْلَهُ فَأَوْلاَدُ النَّاس، وَالَّذِي يُوقِدُ النَّارَ مَالِكٌ خَازِنُ النَّار، وَالدَّارُ الأُولى الَّتي دَخَلْتَ دَارُ عَامَّةِ المُؤْمِنِين، وَأَمَّا هَذِهِ الدَّارُ فَدَارُ الشُّهَدَاء، وَأَنَا جِبْرِيلُ وَهَذَا مِيكَائِيلُ فَارْفَعْ رَأْسَك، فَرَفَعْتُ رَأْسِي: فَإِذَا فَوْقِي مِثْلُ السَّحَاب؛ قَالاَ: ذَاكَ مَنْزِلُك، قُلْتُ: دَعَاني أَدْخُلُ مَنْزِلي؛ قَالاَ: إِنَّهُ بَقِيَ لَكَ عُمُرٌ لَمْ تَسْتَكْمِلْهُ، فَلَوِ اسْتَكْمَلْتَ أَتَيْتَ مَنْزِلَك " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: مَا قِيلَ في أَوْلاَدِ المُشْرِكِين بِرَقْم: 1297]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَكْثَرَ وُضُوحَاً مِن هَذِهِ جَاءَ فِيهَا: عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ لأَصْحَابِهِ: " هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رُؤْيَا " 00؟ فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُصّ، وَإِنَّهُ قَالَ ذَاتَ غَدَاةٍ:

" إِنَّهُ أَتَاني اللَّيْلَةَ آتِيَان، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَاني ـ أَيْ أَرْسَلاَني ـ وَإِنَّهُمَا قَالاَ لي انْطَلِقْ، وَإِني انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَة، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ فَيَثْلَغُ رَأْسَهُ ـ أَيْ يَشْدَخُهَا ـ فَيَتَهَدْهَدُ الحَجَرُ هَهُنَا، فَيَتْبَعُ الحَجَرَ فَيَأْخُذُهُ، فَلاَ يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتىَّ يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَان 00!! ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ المَرَّةَ الأُولى؛ قُلْتُ لَهُمَا: سُبْحَانَ اللهِ مَا هَذَان 00؟!

قَالاَ لي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ مِنْ حَدِيدٍ ـ أَيْ بحَدِيدَةٍ مَعْقُوفَةِ الطَّرْفِ كَالمِخْلَب ـ وَإِذَا هُوَ يَأْتي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ فَيُشَرْشِرُ ـ أَيْ يُجَرِّحُ ـ شِدْقَهُ إِلى قَفَاه، وَمَنْخِرَهُ إِلى قَفَاه، وَعَيْنَهُ إِلى قَفَاه، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلى الجَانِبِ الآخَرِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالجَانِبِ الأَوَّل، فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الجَانِبِ حَتىَّ يَصِحَّ ذَلِكَ الجَانِبُ كَمَا كَان، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ المَرَّةَ الأُولى؛ قُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ مَا هَذَان 00؟!

قَالاَ لي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّور، فَأَحْسِبُ أَنَّهُ كَانَ يَقُول: فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَات، فَاطَّلَعْنَا فِيهِ فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاة، وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِن أَسْفَلَ مِنْهُمْ فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللهَبُ ضَوْضَوْا ـ أَيْ صَاحُواْ وَصَرَخُواْ ـ قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَؤُلاَء؟!

قَالاَ لي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ حَسِبْتُ أَنَّهُ كَانَ يَقُول: أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّم، وَإِذَا في النَّهَرِ رَجُلٌ سَابِحٌ يَسْبَح، وَإِذَا عَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ حِجَارَةً كَثِيرَة، وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ ثمَّ يَأْتي ذَلِكَ الَّذِي قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ الحِجَارَةَ فَيَفْغَرُ لَهُ فَاهُ فَيُلْقِمُهُ حَجَرَاً، فَيَنْطَلِقُ يَسْبَحُ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ فَأَلْقَمَهُ حَجَرَاً، قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَان 00؟!

قَالاَ لي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ كَرِيهِ المَرْآةِ كَأَكْرَهِ مَا أَنْتَ رَاءٍ رَجُلاً مَرْآةً ـ أَيْ رُؤْيَةً ـ وَإِذَا عِنْدَهُ نَارٌ يَحُشُّهَا ـ أَيْ يُذْكِيهَا ـ وَيَسْعَى حَوْلَهَا، قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا 00؟! قَالاَ لي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ ـ أَيْ وَافِيَةُ النَّبَات ـ فِيهَا مِنْ كُلِّ لَوْنِ الرَّبِيع، وَإِذَا بَيْنَ ظَهْرَيِ الرَّوْضَةِ رَجُلٌ طَوِيلٌ لاَ أَكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولاً في السَّمَاء، وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلِ مِن أَكْثَرِ وِلْدَانٍ رَأَيْتُهُمْ قَطّ، قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا، مَا هَؤُلاَء 00؟!

قَالاَ لي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا فَانْتَهَيْنَا إِلى رَوْضَةٍ عَظِيمَة، لَم أَرَ رَوْضَةً قَطُّ أَعْظَمَ مِنْهَا وَلاَ أَحْسَن، قَالاَ ليَ: ارْقَ فِيهَا، فَارْتَقَيْنَا فِيهَا فَانْتَهَيْنَا إِلى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ ذَهَبٍ وَلَبِنِ فِضَّة، فَأَتَيْنَا بَابَ المَدِينَةِ فَاسْتَفْتَحْنَا فَفُتِحَ لَنَا، فَدَخَلْنَاهَا فَتَلَقَّانَا فِيهَا رِجَالٌ شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ، وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ، قَالاَ لَهُمُ: اذْهَبُواْ فَقَعُواْ في ذَلِكَ النَّهَر، وَإِذَا نهَرٌ مُعْتَرِضٌ يجْرِي كَأَنَّ مَاءهُ المَحْضُ في البَيَاض، فَذَهَبُواْ فَوَقَعُواْ فِيهِ ثمَّ رَجَعُواْ إِلَيْنَا قَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ فَصَارُواْ في أَحْسَنِ صُورَة، قَالاَ لي: هَذِهِ جَنَّةُ عَدْن، وَهَذَاكَ ـ أَيْ

هَذَا الَّذِي هُنَاكَ ـ مَنْزِلُك، فَسَمَا بَصَرِي صُعُدَاً فَإِذَا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابَةِ ـ أَيِ السَّحَابَةِ ـ البَيْضَاء، قَالاَ لي: هَذَاكَ مَنْزِلُك، قُلْتُ لَهُمَا: بَارَكَ اللهُ فِيكُمَا ذَرَاني فَأَدْخُلَهُ، قَالاَ: أَمَّا الآنَ فَلاَ وَأَنْتَ دَاخِلَهُ، قُلْتُ لهُمَا: فَإِني قَدْ رَأَيْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ عَجَبَاً؛ فَمَا هَذَا الَّذِي رَأَيْت 00؟!

قَالاَ لي: أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُك: أَمَّا الرَّجُلُ الأَوَّلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالحَجَرِ فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ القُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاَةِ المَكْتُوبَة، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلى قَفَاهُ وَمَنْخِرُهُ إِلى قَفَاهُ وَعَيْنُهُ إِلى قَفَاهُ فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ فَيَكْذِبُ الكَذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاق، وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ العُرَاةُ الَّذِينَ في مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ فَإِنَّهُمُ الزُّنَاةُ وَالزَّوَاني، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ في النَّهَرِ وَيُلْقَمُ الحَجَرَ فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا،

وَأَمَّا الرَّجُلُ الكَرِيهُ المَرْآةِ الَّذِي عِنْدَ النَّارِ يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلهَا فَإِنَّهُ مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّم، وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي في الرَّوْضَةِ فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَم، وَأَمَّا الوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الفِطْرَة " 00 فَقَالَ بَعْضُ المُسْلِمِين: يَا رَسُولَ اللهِ وَأَوْلاَدُ المُشْرِكِين 00؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَأَوْلاَدُ المُشْرِكِين، وَأَمَّا القَوْمُ الَّذِينَ كَانُواْ شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنَاً وَشَطْرٌ قَبِيحَاً فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحَاً وَآخَرَ سَيِّئَاً تَجَاوَزَ اللهُ عَنْهُمْ " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ التَّعْبِيرِ بَاب: تَعْبِيرِ الرُّؤْيَا بَعْدَ صَلاَةِ الصُّبْح بِرَقْم: 7047]

وَهَذَا بِالطَّبْعِ وَاللهُ أَعْلَمُ مَقْصُودٌ بِهِ مَنْ مَاتَ مِنهُمْ وَعَلِمَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى بِاطِّلاَعِهِ عَلَى الغَيْبِ أَنَّهُمْ سَيَمُوتُونَ عَلَى الإِسْلاَم؛ وَبِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ يُفَسَّرُ مَنْ دَخَلَ الجَنَّةَ مِن أَوْلاَدِ المُسْلِمِينَ أَوِ المُشْرِكِين، وَمَنْ دَخَلَ النَّارَ مِن أَوْلاَدِ المُشْرِكِينَ أَوِ المُسْلِمِين، كَهَذَيْنِ الحَدِيثَين: عَن أَسْلَمَ بْنِ سُلَيْمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: مَنْ في الجَنَّة 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " النَّبيُّ في الجَنَّة، وَالشَّهِيدُ في الجَنَّة، وَالمَوْلُودُ في الجَنَّة، وَالْوَئِيدُ في الجَنَّة " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 2521]

وَعَن أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الغُلاَمَ الَّذِي قَتَلَهُ الخَضِرُ طُبِعَ كَافِرَاً، وَلَوْ عَاشَ لأَرْهَقَ أَبَوَيْهِ طُغْيَانَاً وَكُفْرَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2661 / عَبْد البَاقِي] كَيْفَ يُعَامَلُ أَوْلاَدُ المُؤْمِنِينَ؟ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنهَا قَالَتْ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ذَرَارِيُّ المُؤْمِنِين 00؟ ـ أَيْ أَطْفَالُهُمُ الصِّغَار ـ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هُمْ مِنْ آبَائِهِمْ " ـ أَيْ ممَّا أَنْشَأَهُمْ عَلَيْهِ آبَاؤُهُمْ ـ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ بِلاَ عَمَل 00؟!

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِين " 00 قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ فَذَرَارِيُّ المُشْرِكِين 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مِنْ آبَائِهِمْ " ـ أَيْ مِمَّا أَنْشَأَهُمْ عَلَيْهِ آبَاؤُهُمْ ـ قُلْتُ: بِلاَ عَمَل 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اللهُ أَعْلَمُ بمَا كَانُوا عَامِلِين " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 4712] أَيْ: إِن خَيرَاً فَخَير، وَإِنْ شَرَّاً فَشَرّ 00!! {أ 0 هـ} هَذَا 00 وَثمَّةَ أَحَادِيثُ أُخْرَى صَحِيحَةٌ قَطَعَتْ بِأَنَّهُمْ ـ أَيْ أَطْفَالُ المُسْلِمِينَ وَالمُشْرِكِينَ ـ في الجَنَّة، كَهَذِهِ الْبَاقَةِ الْعَطِرَة:

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَطْفَالُ المُؤْمِنِينَ في جَبَلٍ في الجَنَّة، يَكْفُلُهُمْ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَّة؛ حَتىَّ يَرُدَّهُمْ إِلى آبَائِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَة " 0 [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1023، 1467، رَوَاهُ الحَاكِم] عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " أَوْلاَدُ المُشْرِكِين؛ خَدَمُ أَهْلِ الجَنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ الصَّحِيحِ " بِرَقْم: (4351)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيُّ في الأَوْسَط] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:

" سَأَلْتُ رَبيِّ أَنْ لاَ يُعَذِّبَ اللاَّهِينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ الْبَشَرِ ـ أَيِ الأَطْفَالَ ـ فَأَعْطَانِيهِمْ " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (5905)، أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ وَالدَّارُ قَطْنيّ] حَتىَّ السَّقْطُ يَجُرُّ أُمَّهُ بِسُرَرِهِ إِلى الجَنَّة بَلْ وَحَتى السَّقطُ الَّذِي تُنزِلُهُ المَرْأَةُ لهَا في الصَّبرِ عَلَيْهِ أَجْرٌ كَبِير 00!! عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه؛ إِنَّ السِّقْطَ لَيَجُرُّ أُمَّهُ بِسُرَرِهِ إِلى الجَنَّةِ إِذَا احْتَسَبَتْه " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1609، وَفي الجَامِعِ بِرَقْم: 13020، وَهُوَ في الشُّعَب بِرَقْم: 9763، الكَنْزِ بِرَقْم: 6577]

عَن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالنُّفَساءُ يجُرهَا وَلَدُهَا يَومَ القيَامَة بسُرُرِهِ إِلى الجَنَّة " 0 [حَسَّنَهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 7889، وَفي التَّرْغِيب بِرَقْم: 1396، رَوَاهُ أَحْمَدُ البَيْهَقِيُّ في الشُّعَب بِرَقْم: 9764] وَالنُّفَسَاءُ هُنَا: هِيَ التي يمُوتُ وَلَدُهَا وَهْيَ في النِّفَاس 0

عَن أَحَدِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُقَالُ لِلْوِلْدَانِ يَوْمَ القِيَامَة: ادْخُلُواْ الجَنَّة؛ فَيَقُولُون: يَا رَبِّ حَتىَّ يَدْخُلَ آبَاؤُنَا وَأُمَّهَاتُنَا؛ فَيَأْتُون: [أَيْ آبَاؤُهُمْ وَأُمَّهَاتُهُمْ]؛ فَيَقُولُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ: مَا لي أَرَاهُمْ محْبَنْطِئِين؟ [أَيْ مُتَثَاقِلِين] ادْخُلُواْ الجَنَّة؛ فَيَقُولُون: يَا رَبِّ آبَاؤُنَا وَأُمَّهَاتُنَا؛ فَيَقُولُ جَلَّ جَلاَلُهُ: ادْخُلُواْ الجَنَّةَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ " [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: إِسْنَادُهُ جَيِّد 0 ح / ر: 16971، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع 0 ص: 11/ 3]

عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ السَّقطَ لَيُرَاغِمُ رَبَّهُ إِذَا أَدْخَلَ أَبَوَيْهِ النَّار؛ فَيقَال: أَيُّهَا السَّقطُ المرَاغِمُ رَبهُ أَدْخِلْ أَبَوَيْكَ الجَنة، فَيَجُرِّهمَا بِسُرَرِه ـ أَيْ بِالحَبْلِ السُّرِّيّ ـ حَتىَّ يُدخِلَهُمَا الجَنَّة " 0 [ضَعَّفَهُ الأَلبَانيُّ في " ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: (1608)، وَهُوَ في " الشُّعَب " بِرَقْم: (9763)، وَفي " الكَنْزِ " بِرَقْم: 6577] عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَاتَ ابنٌ لِدَاودَ عَلَيْهِ السَّلاَم؛ فَجَزِعَ عَلَيْهِ جَزَعَاً شَدِيدَاً، فَقَالَ لهُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُه: " مَا كَانَ يعْدِلُ عِنْدَك " 00؟ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: كَانَ أَحَبَّ إِليَّ مِنْ مِلءِ الأَرْضِ ذَهَبَاً؛ قَالَ لَهُ جَلَّ جَلاَلُه: " إِنَّ لَكَ مِنَ الأَجْرِ عَلَى قَدْرِ ذَلِك " 0

أَيْ لَكَ مِلءُ الأَرْضِ مِنَ الأَجْرِ وَالحَسَنَات، أَوْ لَكَ مِنَ الأَجْرِ كَمَا لَوْ كُنْتَ أَنْفَقتَ هَذَا القَدْرَ مِنَ الذَّهَبِ في سَبِيلِ الله 00!! [الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " بِرَقْم: (9765)، وَالجَامِعُ لِمُعَمَّرٍ الأَزْدِيّ 0 ص: 140/ 11] مَنْ رَأَى مُصِيبَةَ غَيرِهِ هَانَتْ عَلَيْهِ مُصِيبَتُه أُصِيبَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيرِ بِابْنٍ لَهُ وَأَوْلاَدُنَا أَكبَادُنَا تمْشِي عَلَى الأَرْضِ؛ فَاعْتَزَلَ النَّاسَ وَاسْتَبَدَّ بِهِ الحُزْن، فَوَفَدَ في هَذِهِ الأَثنَاءِ عَلَى الوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ رَجُلٌ عَبْسِيٌّ ضَرِيرٌ محَطَّمُ الوَجْه؛ فَسَأَلَهُ مَنْ فَعَلَ بِكَ هَذَا 00؟!

فَقَالَ الرَّجُلُ العَبْسِيّ: نَزَلتُ أَنَا وَوَلَدٌ لي صَغِيرٌ وَادِيَاً وَأَنَا لاَ أَرَى أَحَدَاً أَكثَرَ مِنَّا أَمْوَالاَ، فَطَرَقَنَا سَيْل ـ أَيْ أَصَابَنَا لَيْلاً ـ فَذَهَبَ بِمَالي، فَبَيْنَمَا نحْنُ كَذَلِكَ لاَ أَدْرِي أَيْنَ أَتَوَجَّهُ إِذْ عَدَا بَعِيرِي، فَوَضَعْتُ الصَّبيَّ تحْتَ شَجَرَةٍ وَانطَلَقتُ خَلفَه، فَمَا أَنْ جَاوَزْتُهُ غَيرَ بَعِيدٍ حَتىَّ سَمِعْتُ صُرَاخَه 00 فَنَظَرْتُ فَإِذَا رَأْسُ الذِّئْبِ في بَطْنِه، فَلَمَّا تَأَكَّدْتُ مِنْ مَوْتِهِ قُلتُ: أَتَّبِعُ البَعِيرَ وَوَيْلٌ أَهْوَنُ مِنْ وَيْلَين، فَنَفَحَني ـ أَيْ فَرَفَسَني ـ في وَجْهِي فَحَطَّمَهُ وَضَيَّعَ عَيْني، فَأَخَذَهُ الوَلِيدُ ـ وَكَانَ صَدِيقَاً لَعُرْوَة ـ فَتَعَزَّى بِقِصَّتِهِ عَزَاءً جَمِيلاً وَمَنْ رَأَى مُصِيبَةَ غَيرِهِ هَانَتْ عَلَيْهِ مُصِيبَتُه 00!!

[عُيُونَ الأَخْبَارِ لاَبْنِ قُتَيْبَة 0 طَبْعَةُ بَيرُوت: 74/ 3] وَيْلٌ لِلشَّجِيِّ مِنَ الخَلِيّ وَنَظَرَ رَجُلٌ إِلى امْرَأَةٍ بِالبَصْرَةِ فَقَال: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ هَذِهِ النَّضَارَةِ وَمَا ذَاكَ إِلاَّ مِنْ قِلَّةِ الحُزْنِ فَقَالَتْ: إِلَيْكَ عَني يَا عَبْدَ الله؛ إني لَفِي حُزْنٍ لاَ يُشَارِكُني فِيهِ أَحَد، وَوَيْلٌ لِلشَّجِيِّ مِنَ الخَلِيّ 00!! فَقَالَ لهَا: وَكَيْفَ ذَلِك 00؟! قَالَتْ: إِنَّ زَوْجِي ذَبَحَ يَوْمَاً شَاةً، وَكَانَ لي صَبِيَّانِ مَلِيحَانِ يَلعبَان، فَقَالَ أَحَدُهِمَا للآخَر: أَترِيدُ أَن أُرِيَكَ كَيْفَ يَذْبَحُ أَبي الشَّاة 00؟

قَالَ نَعَمْ، فَأَخَذَه فَذَبحَه، فَمَا شَعَرْنَا بِهِ إِلاَّ متَشَحِّطَاً في دَمِه، فَلَمَّا ارْتَفَعَ الصُّرَاخ وَالعَوِيلُ خَافَ الصَّبيُّ وَهَرَبَ إِلى الجَبَل، فَطَلَعَ عَلَيْهِ ذِئْبٌ فَأَكَلَه، فَخَرَجَ أَبُوهُ وَرَاءهُ يَطلُبُهُ فَمَاتَ في البَيْدَاءِ عَطَشَاً 00!! [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ الأُولى 0 بَاب: مَوْتِ الوَلَدِ بِاخْتِصَار: 1884] العَاقِلُ يَفْعَلُ في المُصِيبَةِ مَا يَفْعَلُهُ الجَاهِلُ بَعْدَ خَمْسَةِ أَيَّام مَاتَ ابْنٌ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ المُبَارَك، فَعَزَّاهُ رَجُلٌ مجُوسِي يَعْرِفُهُ فَقَالَ لَه: " يَنْبَغِي للعَاقِلِ أَنْ يَفْعَلَ اليَوْمَ مَا يَفْعَلُهُ الجَاهِلُ بَعْدَ خَمْسَةِ أَيَّام " 0 فَقَالَ ابْنُ المبَارَك: " اكتُبُواْ هَذَا عَنه " 0

[الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ بَاب: الرُّكنِ الثَّالِثُ مِنَ الصَّبرِ وَالشُّكر: 1481] انْظُرْ: كَتَبَ عَنهُ برَغْمِ أَنَّهُ مجُوسِيّ؛ لأَنَّهُ قَالَ حِكمَةً، وَفي الأَثَر: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الكَلِمَةُ الحِكْمَةُ ضَالَّةُ المُؤْمِنِ حَيْثُمَا وَجَدَهَا فَهْوَ أَحَقُّ بهَا " 0 [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: (4169)، وَابْنُ كَثِير: 35/ 6] كَيْفَ ضَرَبَتْ بِصَبرِهَا الخَنْسَاء؛ أَرْوَعَ الأَمْثِلَةِ في حُسْنِ العَزَاء 00؟

تَأَمَّلْ مَوْقِفَ الخَنْسَاءِ قَبْلَ وَبَعْدَ الإِسْلاَم؛ لِتَعْلَمَ أَنَّ هَذَا الدِّينَ لَهُ مَفْعُولُ السِّحْرِ في النُّفُوس: أَلاَ تَرَاهَا كَيْفَ رَثَتْ أَخَاهَا صَخْرَاً في كُلِّ وَادٍ قَبْلَ مَعْرِفَتِهَا لِلإِسْلاَم، وَكَيْفَ صَبرَتْ وَاحْتَسَبَتْ وَلَمْ تُظْهِرْ مِنَ الجَزَعِ مَا أَظهَرَتْهُ عَلَى أَخِيهَا عِنْدَ مَوْتِ بَنِيهَا الأَرْبَعَةِ في مَعْرَكَةِ القَادِسِيَّة بَعْدَمَا عَرَفَتِ الإِسْلاَمِ 00؟! وَيُقَال: إِنهَا سُئِلَتْ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ مَا مَعْنَاهُ وَفَحْوَاهُ: لَمْ أَبْكِ عَلَى أَوْلاَدِي فَلَذَاتِ أَكْبَادِي؛ لأَنيِّ عَلِمْتُ ثَوَابَ الاَسْتِشْهَادِ، أَمَّا أَخِي: فَلَمْ يمُتْ عَلَى الإِسْلاَمِ وَإِنمَا عَلَى دِينِ الآبَاءِ وَالأَجْدَادِ؛ أَلاَ يَدْعُوني هَذَا لِطُولِ البُكَاءِ وَالجَزَعِ وَالسُّهَادِ 00؟!

وَهَا هِيَ إِلَيْكُمُ الحَادِثَةُ كَامِلَةً بحَذَافِيرِهَا كَمَا في كِتَابِ الاَسْتِيعَابِ لاَبْنِ عَبْدِ البرّ: عَن أَبي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ ـ وَكَانَ شَاعِرَاً ثِقَةً ـ عَن أَبِيهِ قَالَ بِاخْتِصَار:

" عَلِمَتِ الخَنْسَاءُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ بحَرْبِ القَادِسِيَّة وَمَعَهَا بَنُوهَا أَرْبَعَةُ رِجَال؛ فَقَالَتْ لَهُمْ مِن أَوَّلِ اللَّيْل: يَا بَنيَّ إِنَّكُمْ أَسْلَمْتُمْ طَائِعِين، وَهَاجَرْتم مخْتَارِين، وَوَاللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِنَّكُمْ لَبَنُواْ رَجُلٍ وَاحِد، كَمَا أَنَّكُمْ بَنُو امْرَأَةٍ وَاحِدَة: مَا خُنْتُ أَبَاكُمْ وَلاَ فَضَحْتُ خَالَكُمْ، وَلاَ هَجَّنْتُ حَسَبَكُمْ وَلاَ غَبَّرْتُ نَسَبَكُمْ، وَقَدْ تَعْلَمُونَ مَا أَعَدَّ اللهُ لِلمسْلِمِينَ مِنَ الثَّوَابِ الجَزِيلِ في حَرْبِ الكَافِرِين، وَاعْلَمُواْ أَنَّ الدَّارَ البَاقِيَةَ خَير مِنَ الدَّار الفَانِيَة؛ يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون}

{آلِ عِمْرَان/200} فَإِذَا أَصبَحْتُمْ غَدَاً إِنْ شَاءَ اللهُ سَالمِين: فَاغْدُواْ إِلى قِتَالِ عَدُوِّكُمْ مُسْتَبْصِرِين، وَباللهِ عَلَى أَعْدَائِهِ مُسْتَنْصِرِين، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الحَرْبَ قَدْ شَمَّرَتْ عَنْ سَاقِهَا، وَاضْطَرَمَتْ لَظَىً عَلَى سَيَّاقِهَا؛ فَعَلَيْكُمْ بِوَطِيسِهَا، وَمجَالَدَةِ رَئِيسِهَا، عِنْدَ احْتِدَامَ خَمِيسِهَا ـ أَيِ الْزَمُواْ قَلْبَ المَعْرَكَةِ وَتَعَقَّبُواْ قَائِدَهَا عِنْدَ التِحَامِ الجَيْشَين ـ تَظْفَرُواْ بِالغُنمِ وَالكَرَامَة، في دَارِ الخُلدِ وَالمُقَامَة، فَاسْتَقْبَلَ بَنُوهَا كَلاَمَهَا أَحْسَنَ اسْتِقْبَال، وَبَاتُواْ عَازِمِينَ عَلَى الثَّبَاتِ وَالاَسْتِبْسَال، فَلَمَّا أَضَاءَ لهُمُ الصُّبْحُ بَكَّرُواْ إِلى سَاحَةِ القِتَال، فَشَدَّ عَلَى العِدَى أَوَّلهُمْ وَقَال:

يَا إِخْوَتي إِنَّ العَجُوز النَّاصِحَة * قَدْ نَصَحَتْنَا إِذْ دَعَتْنَا البَارِحَة مَقَالَةً ذَاتَ بَيَانٍ وَاضِحَة * فَبَاكِرُواْ الحَرْبَ الضُّرُوسَ الكَالحَة وَإِنمَا تَلقَوْنَ ثَمَّ الصَّائِحَة * مِن آل سَاسَانَ الكِلاَبِ النَّابحَة قَدْ أَيْقَنُواْ مِنْكُمْ بوَقْعِ الجَائِحَة * وَأَنْتُمُ بَينَ حَيَاةٍ صَالحَة أَوْ مِيتَةٍ تُورِثُ غُنْمَاً رَابِحَة وَتَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتىَّ اسْتُشْهِدَ رَحمَهُ الله، ثمَّ حَمَلَ الثَّاني وَهُوَ يَقُول: إِنَّ العَجُوزَ ذَاتَ الحَزْمِ وَالجَلَدْ * والنَّظَرِ الأَوْفَقِ وَالرأْيِ السََّددْ قَدْ أَمَرَتْنَا بِالسَّدَادِ وَالرَّشَدْ * نَصِيحَة مِنهَا وَبِرَّا بِالوَلَدْ فَبَاكِرُواْ الحَرْبَ حُمَاةً في العَدَدْ * إِمَّا لِفَوْزٍ بَارِدٍ عَلَى الكَبِدْ

أَوْ مِيتَةٍ تُورِثُكُمْ عِزَّ الأَبَدْ * في جَنَّةِ الفِرْدَوسِ وَالعيْشِ الرَّغَدْ فَقَاتَلَ حَتىَّ اسْتُشْهِدَ رَحمَهُ الله، ثُمَّ حَمَلَ الثَّالِثُ وَهُوَ يَقُول: وَاللهِ لاَ نَعْصِي العَجُوزَ حَرْفَا * قَدْ نَصَحَتْنَا حَدَبا وَعَطْفَا نُصْحَا وَبِرَّا صَادِقَا وَلُطْفَا * فَبَادِرُواْ الحَربَ الضَّرُوسَ زَحْفَا حَتىَّ تَلُفُّواْ آلَ كِسْرَى لَفَّا * أَوْ تَكْشِفُوهُمْ عَن حِمَاكُمْ كَشْفَا إِنَّا نَرَى التَّقْصِيرَ مِنْكُمْ ضَعْفَا * فَقَاتِلُوهُمْ نَجْدَةً وَزُلْفَى فَقَاتَلَ حَتىَّ اسْتشْهِدَ رَحمَه الله، ثمَّ حَمَلَ الرَّابِعُ وَهُوَ يَقُول: لسْتُ لخَنسَاء وَلاَ لِلأَخْرمِ * وَلاَ لعَمْرٍو ذِي السَّناءِ الأَقْدمِ إِن لَمْ أَكُنْ نَسْرَاً في الجَيْشِ الأَعْجَمِى * أَمْضِي عَلَى الهَولِ الخِضَمِّ الخِضْرَمِ

إِمَّا لِفَوزٍ عَاجِلٍ وَمَغْنَمِ * أَو لِوَفَاةٍ في السَّبِيلِ الأَكْرَمِ فَقَاتَلَ حَتىَّ قُتِلَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَعَن إِخْوَتِه، فَبَلَغَهَا الخَبرُ فَقَالَتْ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي شَرَّفَني بِقَتْلِهِمْ، وَأَرْجُو مِنْ رَبي أَنْ يجْمَعَني بهِمْ في مُسْتَقَرِّ رَحمَتِه، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يُعْطِي الخَنْسَاءَ أَرْزَاقَ أَوْلاَدِهَا الأَرْبَعَة: لكُلِّ وَاحِدٍ مِاْئَتي دِرْهَمٍ حَتىَّ قُبِضَتْ رَضِيَ اللهُ عَنهَا " 0 [الاَسْتِيعَاب 0 لاَبْنِ عَبْدِ البرِّ بِرَقْم: 3317] الحَسَنُ البَصْرِيُّ وَأَجْمَلُ عِبَارَاتِ العَزَاء جَزِعَ رَجُلٌ عَلَى ابْنٍ لَهُ تُوُفِّيَ فَشَكَا ذَلكَ إِلى الحَسَنِ البَصْرِيِّ فَقَالَ لَه: " هَلْ كَانَ ابْنُكَ يَغِيبُ عَنْك 00؟

قالَ الرَّجُل: نَعَمْ، كَانَ مَغِيبُهُ عَنيِّ أَكْثَرَ مِن حُضُورِه؛ فَقَالَ الحَسَن: فَاترُكْه غَائِبَاً، فَإِنهُ لَمْ يَغِبْ عَنْكَ غَيْبَةً الأَجْرُ لَكَ فِيهَا أَعْظَمُ مِن هَذِهِ الغَيْبَة " 0 مَا أُثِرَ قَوْلُهُ عَنِ الأُمَّهَاتِ الثَّكَالى قِيلَ لأَعْرَابِيَّةٍ مَاتَ ابْنُهَا: مَا أَحْسَنَ عَزَاءَك 00؟ فَقَالَتْ: إِنَّ فَقْدِي إِيَّاه: أَمَّنَني كُلَّ فَقْدٍ سِوَاه 00!! وَإِنَّ مُصِيبَتي فِيهِ هَوَّنَتْ عَلَيَّ كُلَّ المَصَائِبِ بَعْدَه، ثمَّ أَنْشَأَتْ تَقُول: مَنْ شَاءَ بَعْدَكَ فَليَمُتْ * فَعَلَيْكَ كُنْتُ أُحَاذرُ دَخَلَ المَأْمُونُ عَلَى أُمِّ الفَضْلِ بْنِ سَهْلٍ يُعَزِّيهَا بابْنِهَا الفَضْل، فَقَال: يَا أَمَةَ الله، إنَّك لَمْ تَفْقِدِي إِلاَّ رُؤْيَته، وَأَنَا وَلَدُكِ مَكَانَه 00!!

فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ المؤْمِنِينَ إِنَّ ابْنَاً أَفَادَني وَلَدَاً مِثْلَكَ لجَدِيرٌ أَن أَجْزَعَ عَلَيْه 00!! حُزْنُ الأُمَّهَات وَقَالَ آخَر: إِنْ لَمْ تَمُتْ أُمُّكَا * غَمَّاً فَاعْذُرِ الأُمَّا قَدْ أَشْفَقَتْ بَعْدَكَا * أَنْ تخْتَصِرَ الهَمَّا صَدَقَ الَّذِي قَالَ الحَيَاةُ غُرُورُ وَهَذِهِ أُمٌّ تُوُفيَ ابْنُهَا وَهْوَ في رَيْعَانِ شَبَابِه؛ فَقَالَ هَذَا الشَّاعِرُ يحْكِي قِصَّتَهَا: قَالَتْ وَقَدْ هَدَّ ابْتِسَامَتَهَا الأَسَى * صَدَقَ الَّذِي قَالَ الحَيَاةُ غُرُورُ أَكَذَا نمُوتُ وَتَنْقَضِي أَحْلاَمُنَا * في لحْظَةٍ وَإِلى التُّرَابِ نَصِيرُ فَتَفَتَّتَتْ أَكْبَادُنَا بِكَلاَمِهَا * إِنَّ البُكَاءَ عَلَى الشَّبَابِ مَرِيرُ أَجْمَلُ عِبَارَاتِ الرِّثَاءِ لِلأَبْنَاءِ وَالآبَاء

وَمَاتَ ابْنٌ لأَعْرَابي فَاشْتَدَّ حُزْنُهُ عَلَيْه ـ وَكَانَ الأَعْرَابيُّ يُكَنى بِهِ ـ فَقِيلَ لَهُ: لَوْ صَبرْتَ لَكَانَ ثَوَابُكَ أَعْظَمَ فَقَال: كَيْفَ السُّلوُّ وَكَيْفَ أَنْسَى ذِكْرَهُ * وَإِذَا دُعِيتُ فَإِنمَا أُدْعَى بِهِ وَقَالَ أَعْرَابيٌّ يَرْثِى ابْنَهُ: فَأَنْظُرُ حَوْلي لاَ أَرَى غَيرَ قَبرِهِ * كَأَنَّ جمِيعَ الأَرْضِ عِنْدِي لَهُ قَبرُ وَلَمَّا دَعَوْتُ الصَّبرَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ * أَجَابَ الأَسَى طَوْعَا وَلَمْ يجِبِ الصَّبرُ فَإِنْ يَنْقَطِعْ مِنهُ الرَّجَاءُ فَلَمْ يَزَلْ * بِقَلبي عَلَيْهِ الحُزْنُ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ وَقَالَ أَعْرَابيٌّ آخَرُ يَرْثِى ابْنَهُ: بُنيَّ لَئِنْ ضَنَّتْ جُفُونٌ بِمَائهَا * فَكَمْ قَرِحَتْ مِنيِّ عَلَيْكَ جُفُونُ دَفَنْتُ بِكَفِّي بَعْضَ نَفْسِي فَأَصْبَحَتْ * وَلِلنَّفْسِ مِنهَا دَافِنٌ وَدَفِينُ

وَقَالَ آخَرُ أَيْضَاً يَرْثِى ابْنَهُ: وَرَبَّيْتُ فِيهِ لرَيْبِ الزَّمَانِ * فَللهِ تَرْبِيَتي وَالتَّعَبْ أَيْ وَظَلَلتُ أُرَبِّيهِ لِسَنَوَات، ثمَّ تَوَفَّاهُ اللهُ وَمَات، فَاللهُ وَحْدَهُ يُعَوِّضُني: عَن أَسَفِي وَحَزَني 00!! كَفْكِفْ دُمُوعَكَ لاَ تُفِيدُ الأَدْمُعُ وَلاَ تَفُوتُني طَبْعَاً رَائِعَةُ أَبي ذُؤَيْبٍ الهَذَليّ، الشَّهِيرَةُ في بَنِيهِ الأَرْبَعَة: أَمِنَ المَنُونِ وَرَيْبِهَا تَتَوَجَّعُ * وَالدَّهْرُ لَيْسَ بِمُعْتِبٍ مَنْ يجْزَعُ هَذِي الدُّمُوعُ أَرَاكَ تَذْرِفُهَا سُدَىً * كَفْكِفْ دُمُوعَكَ لاَ تُفِيدُ الأَدْمُعُ أَبُنيَّ شِعْرِي لَسْتُ أَمْلِكُ غَيْرَهُ * مَاذَا عَسَايَ سِوَى الرِّثَاءِ سَأَصْنَعُ وَإِذَا المَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفَارَهَا * أَلْفَيْتَ كُلَّ تَمِيمَةٍ لاَ تَنْفَعُ

وَاحَرَّ قَلْبي كَيْفَ يخْطَفُكَ الرَّدَى * وَيَضُمُّ مِنْكَ الجِسْمَ هَذَا البَلْقَعُ قَالُواْ العُيُونُ يَضُرُّهَا حُزْنُ الفَتى * وَالحُزْنُ أَقْسَى في القُلُوبِ وَأَوْجَعُ تِلْكُمْ هِيَ الدُّنيَا وَهَذَا دَأْبهَا * تَغْتَالُ مِنَّا مَنْ تَشَاءوَتَنزِعُ إِنْ تُضْحِكِ اليَوْمَ الفَتى وَتَسُرَّهُ * فَغَدَاً إِلَيْهِ المُبْكِيَاتُ سَتُسْرِعُ وَإِذَا سَقَتْهُ الشَّهْدَ يَوْمَاً في الْغَدِ * يَأْتِيهِ كَأْسُ النَّائِبَاتِ المُتْرَعُ *********

شَغَلَني الحُزْنُ لَكَ عَنِ الحزْنِ عَلَيْك قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَة: " لَمَّا مَاتَ ذَرُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ الهَمَدَانيُّ قَعَدَ عُمَرُ عَلَى شَفِيرِ قَبْرِهِ وَهُوَ يَقُول: يَا بُنيّ؛ شَغَلَني الحُزْنُ لَكَ عَنِ الحُزْنِ عَلَيْك، فَلَيْتَ شِعْرِي [أَيْ لَيْتَني أَعْرِف]: مَا قُلْتَ وَمَا قِيلَ لَك 00؟ اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَهُ بِطَاعَتِكَ وَبِبِرِّي؛ فَقَدْ وَهَبْتُ لَهُ مَا قَصَّرَ فِيهِ مِن حَقَّي؛ فَهَبْ لَهُ مَا قَصَّرَ فِيهِ مِن حقِّك 00 وَقِيلَ إِنَّهُ قَال: انْطلَقْنَا وَتَرَكْنَاك، وَلَوْ أَقَمْنَا مَا نَفَعْنَاك " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 389/ 6]

وَقَفَ محَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَلَى قَبرِ ابْنِهِ فَقَال: " اللهُمَّ إِني أَرْجُوكَ لَهُ وَأَخَافُكَ عَلَيْهِ؛ فَحَقِّقْ رَجَائي فِيهِ وَأَمِّن خَوْفي عَلَيْه، اللهُمَّ إِنيِّ أَصْبَحْتُ قَدْ غَفَرْتُ لَهُ مَا وَجَبَ لي عَلَيْهِ فَاغْفِرْ لَهُ مَا وَجَبَ لَكَ عَلَيْه؛ فَإِنَّكَ أَجْوَدُ وَأَكْرَم " 00 وَوَقَفَ أَعْرَابيٌّ آخَرُ عَلَى قَبرِ ابْنِهِ فَقَال: " اللهُمَّ إِنيِّ قَدْ وَهَبْتُ لَهُ مَا قَصَّر فِيهِ مِنْ برِّي فَهَبْ لي مَا قَصَّر فِيهِ مِن طَاعَتِك " 0

حُكْمُ رِثَاءِ المَيِّت وَالرِّثَاءُ لاَ حَرَجَ فِيه، وَقَدْ سَمِعَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 0 عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ الأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ بُنيَ عَلَيّ، فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمجْلِسِكَ مِنيِّ، وَجُوَيْرِيَاتٌ يَضْرِبْنَ بِالدُّفّ، يَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِهِنَّ يَوْمَ بَدْر، حَتىَّ قَالَتْ جَارِيَة: " وَفِينَا نَبيٌّ يَعْلَمُ مَا في غَدٍ " فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ تَقُولي هَكَذَا وَقُولي مَا كُنْتِ تَقُولِين " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 4001 / فَتْح]

فَقَدَ أَبْنَاءهُ السَّبْعَة وَهَذَانِ أَبَوَان، ابْتَلاَهُمَا الزَّمَان: بِفَقْدِ سَبْعَةٍ مِنَ أَوْلاَدِهُمَا، كَانُواْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِمَا، وَفِلْذَةَ أَكْبَادِهمَا؛ فَأَنْشَأَ يَقُولُ أَبُوهمَا وَكَانَ شَاعِرَاً: وَكُنْتُ أَبَا سَبْعَةٍ كَالبُدُورِ * أُفَقِّي بِهِمْ أَعْيُنَ الحَاسِدِينَا فَمَرُّواْ عَلَى حَادِثَاتِ الزَّمَانِ * إِلى أَن أَبَادَتْهُمُ أَجْمَعِينَا وَحَسْبُكَ مِنْ نَكْبَةٍ بِامْرِئٍ * تَرَى حَاسِدِيهِ لَهُ رَاحِمِينَا *********

ابْنُ الرُّومِيِّ الشَّاعِرُ وَفَقْدُ الوَلَد وَمَاتَ الاَبْنُ الأَوْسَطُ لاَبْنِ الرُّومِيِّ فَوَجَدَ عَلَيْهِ وَجْدَاً شَدِيدَاً؛ فَرَثَاهُ بِقَوْلِه: بُكَاؤُكُمَا يَشْفِي وَإِنْ كَانَ لاَ يجْدِي * فَيَا رَوْعَةَ المُهْدَى وَيَا لَوْعَةَ المُهْدِيدِ أُلاَمُ لِمَا أُبْدِي عَلَيْهِ مِنَ الأَسَى * وَإِنيِّ لأُخْفِي مِنهُ أَضْعَافَ مَا أُبْدِيدِ أَيخْطَفُ مِني المَوْتُ أَوْسَطَ صِبْيَتي * كَأَنْ قَدْ تَعَمَّدَ خَطْفَ وَاسِطَةِ العِقْدِ وَهَلْ أَغْنَتِ العَينُ الفَتى بَعْدَ سَمْعِهِ * أَوِ السَّمْعُ بَعْدَ العَينِ يَهْدِي كَمَا تَهْدِيدِ

لَقَدْ أَنْجَزَتْ فِيهِ المَنَايَا وَعِيدَهَا * وَأَخْلَفَتِ الآمَالُ مَا كَانَ مِنْ وَعْدِ طَوَاهُ الرَّدَى عَني فَأَضْحَى مَزَارُهُ * بَعِيدَاً عَلَى قُرْبٍ قَرِيبَاً عَلَى بُعْدِ وَمِن أَرَقِّ وَأَعْذَبِ مَا قِيلَ في فَقْدِ الرَّضِيعِ وَمَا يُسَبِّبُهُ مِنَ الحَسَرَات؛ قَوْلُ إِلْيَاس فَرَحَات: يُهْنِيكَ مَوْتُكَ يَا بُنيَّ كَأَنَّهُ * نَوْمُ الرَّضِيعِ عَلَى ذِرَاعِ المُرْضِعِ كَمْ قُبْلَةٍ ذَهَبَتْ إِلى شَفَتَيْكَ مِنْ * قَلْبي الحَزِينِ الْوَالِهِ المُتَقَطِّعِ حَتىَّ إِذَا وَجَدَتْ مِهَادَكَ خَالِيَاً * عَادَتْ فَصَارَتْ جَمْرَةً في أَضْلُعِيعِ عِنْدَمَا يُجْرِي الجَرَّاحُ عَمَلِيَّةً جِرَاحِيَّةً لاَبْنِهِ المَرِيضِ فَيَمُوتُ فِيهَا بَينَ يَدَيْه وَهَذَا طَبِيبٌ جَرَّاحٌ أَجْرَى عَمَلِيَّةً جِرَاحِيَّةً لاَبْنِهِ فَمَاتَ فِيهَا بَينَ يَدِيْه:

بِرُوحِي مَنْ تَذُوبُ عَلَيْهِ رُوحِي * وَذُقْ يَا قَلْبُ مَا صَنَعَتْ يَدَاكَا أَرَاكَ هَجَرْتَني هَجْرَاً طَوِيلاً * وَمَا عَوَّدْتَني مِنْ قَبْلُ ذَاكَا يَعَزُّ عَلَيَّ حِينَ أُدِيرُ عَيْني * أُفَتِّشُ في مَكَانِكَ لاَ أَرَاكَا وَهَذَا حَدِيثٌ عَظِيمٌ أَرْجَأْتُهُ لأَخْتِمَ بِهِ الحَدِيثَ عَنْ فَقْدِ الوَلَد؛ لِعِظَمِ فَضْلِ اللهِ تَعَالى عَلَيْنَا فِيه: عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ، ذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى، سلَّمَ أَوْ لَمْ يُسَلِّمْ، رَضِيَ أَوْ لَمْ يَرْضَ، صَبرَ أَوْ لَمْ يَصْبرْ: لَمْ يَكُنْ لَهُ ثَوَابٌ دُونَ الجَنَّة "

[وَثَّقَ الهَيْثَمِيُّ رِجَالَهُ إِلاَّ رَجُلاً ضَعَّفَهُ في " المجمع " 0 ص: (10/ 3)، الطَّبَرَاني، وَفي " الكَنْز " بِرَقْم: 6614] فَقْدُ البِنْت عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " شَهِدْنَا بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَسُولُ اللهِ جَالِسٌ عَلَى القَبْر، فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَان " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ: مَنْ يَدْخُلُ قَبرَ المَرْأَة 0 بِرَقْم: (1342)، وَفي " الكَنْزِ " بِرَقْم: 42399] عَن أَبي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " قَالَ رَبُّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالى: إِذَا قَبَضْتُ كَرِيمَةَ عَبْدِي وَهُوَ بِهَا ضَنِينٌ فَحَمِدَني عَلَى ذَلِك: لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابَاً دُونَ الجَنَّةِ إِذَا حَمَدَني "

وَقِيل: المَقْصُودُ بِالكَرِيمَةِ عَيْنُه، وَقِيلَ أَهْلُه، وَكَرِيمَةُ الرَّجُلِ كُلُّ عَزِيزٍ عَلَيْه {اللِّسَان: 513/ 12} [حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في " الصَّحِيحَةِ " بِرَقْم: (2010)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ، وَالبَيْهَقِيُّ في " الشُّعَب " بِرَقْم: (9959] تَوْبَةُ مَالِكِ بْنِ دِينَار هَلْ تَعْلَمُونَ بِدَايَةَ مَالِكِ بْنِ دِينَار 00؟

حَكَاهَا رَضِيَ اللهُ عَنهُ بِنَفْسِهِ فَقَال: " لَقَدْ كُنْتُ إِنْسَانَاً فَاسِقَاً، لَمْ أَدَعْ مَعْصِيَةً مِنَ المَعَاصِي إِلاَّ فَعَلتُهَا، حَتىَّ كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ كُنْتُ في أَبْغَضِ الأَمَاكِنِ إِلى الله: في الأَسْوَاق، فَسَمِعْتُ رَجُلاً يَقُولُ لِلبَائِع: أَكْرِمْني؛ فَأَنَا عِنْدِي ثَلاَثُ بَنَاتٍ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بَشَّرَ مَن أَدْخَلَ السُّرُورَ عَلَى البَنَات 0 فَقُلتُ في نَفْسِي: أَتَزَوَّجُ حَتىَّ يَرْزُقَني اللهُ ثَلاَثَ بَنَات، ثمَّ عُدْتُ فَقُلتُ في نَفْسِي: وَمَنْ يُزَوِّجُكَ يَا مَالِكُ وَأَنْتَ قَدْ شَاعَ فِسْقُكَ بَينَ النَّاس 00؟!

فَبَدَأْتُ في التَّوْبَةِ شَيْئَاً فَشَيْئَاً حَتىَّ تَزَوَّجْت، وَحَمَلَتْ زَوْجَتي وَأَنجَبَتْ بِنْتَاً، فَسَمَّيْتُهَا فَاطِمَة، وَظَلَلتُ عَلَى بَقِيَّةٍ مِنَ الفِسْقِ لَمْ تُفَارِقني: فَكُنْتُ كُلَّ لَيْلَةٍ أَشْرَبُ الخَمْر، حَتىَّ آذَانِ الفَجْر، حَتىَّ كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ كُنْتُ كَعَادَتي أَشْرَبُ الخَمْر، فَإِذَا بِابْنَتي تَسْتَيْقِظُ في وَقْتٍ مُتَأَخِّرٍ مِنَ اللَّيْلِ وَتَأْتي فَتَكْسِرُ كَأْسَ الخَمْرِ مِنْ يَدِي؛ فَقُلتُ في نَفْسِي: إِنَّ اليَدَ الّتي كَسَرَتِ الكَأْسَ لَيْسَتْ يَدَ فَاطِمَة، فَقَرَّرْتُ الإِقْلاَعَ عَنْ شُرْبِ الخَمْر، لَكِنَّ القَرَارَ لَمْ يَكُنْ صَارِمَاً، حَتىَّ حَدَثَ الحَادِثُ الّذِي غَيَّرَ مجْرَى حَيَاتي: مَاتَتْ فَاطِمَة 00!!

فَعُدْتُ سِكِّيرَاً فَاسِقَاً أَشَدَّ مِمَّا كُنْت، حَتىَّ كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقُلتُ: وَاللهِ لأَسْكَرَنَّ اللَّيْلَةَ سَكْرَةً مَا سَكِرْتُ مِثلَهَا مِنْ قَبْل 00!! فَظَلَلتُ أَشْرَبُ وَأَشْرَبُ حَتىَّ سَقَطْتُ مَغْشِيَّاً عَلَيّ، فَرَأَيْتُ في غَشْيَتي كَأَنَّ القِيَامَةَ قَدْ قَامَتْ وَالنَّاسُ يحَاسَبُون، وَنَادَى مُنَادٍ أَيْنَ مَالِكُ بْنُ دِينَار 00؟ فَأَقْبَلتُ وَأَنَا تَرْتَعِدُ فَرَائِصِي، وَإِذْ بي وَحْدِي وَقَدِ اخْتَفَى النَّاسُ مِن حَوْلي، فَطَلَعَ عَلَيَّ تِنِّينٌ عَظِيمٌ يُرِيدُ أَنْ يَأْكُلَني، فَفَرَرْتُ مِنهُ حَتىَّ لَقِيتُ شَيْخَاً كَبِيرَاً فَقُلتُ لَهُ: أَنْقِذْني يَرْحَمُكَ الله 00؟

فَقَالَ لي: أَنَاْ شَيْخٌ كَبِير، لاَ أَسْتَطِيعُ ذَلِكَ وَلَكِن خُذْ هَذَا الطَّرِيقَ عَلَّكَ تَنْجُو، فَسَلَكْتُهُ وَظَلَلتُ أَجْرِي فَإِذَا بِالنَّارِ أَمَامِي، وَالتِّنِّينُ مِن خَلْفِي، فَعُدْتُ إِلى الشَّيْخِ وَقُلْتُ لَهُ: مَا العَمَل 00؟! فَقَال: عَلَيْكَ بِهَذَا الجَبَل؛ عَلَّكَ تَنْجُو، فَصَعَدْتُ الجَبَلَ فَوَجَدْتُ خُضْرَةً وَصِبْيَةً يَلعَبُون، فَلَمَّا رَأَوْني قَالُواْ: يَا فَاطِمَة، يَا فَاطِمَة، أَدْرِكِي أَبَاكِ؛ فَجَاءتْ فَأَخَذَتْني بِيَدِهَا اليُمْنى وَدَفَعَتِ التِّنِّينَ بِاليَدِ الأُخْرَى، وَقَعَدَتْ في حِجْرِي كَمَا كَانَتْ تَصْنَعُ في الدُّنيَا 00!! فَقُلتُ لهَا: يَا فَاطِمَةُ مَا هَذَا الثُّعْبَانُ العَظِيم 00؟ فَقَالَتْ: هَذَا عَمَلُكَ السَّيِّئُ يَا أَبَتِ 00!! فَقُلتُ: وَمَن هَذَا الشَّيْخُ الضَّعِيف 00؟

قَالَتْ: هَذَا عَمَلُكَ الصَّالحُ يَا أَبَتِ، أَنْتَ أَضْعَفتَهُ، وَلَوْلاَ أَنَّني مُتُّ لَكَ لَمَا وَجَدْتَ اليَوْمَ مَنْ يَدْفَعُ عَنْك، يَا أَبَتِ: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُواْ أَنْ تخْشَعَ قُلُوبهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقّ 00؟! فَاسْتَيْقَظْتُ مِنْ نَوْمِي وَأَنَا أَقُولُ آنَ يَا رَبّ، آنَ يَا رَبّ، ثمَّ اغْتَسَلْتُ وَذَهَبْتُ إِلى المَسْجِدِ لأُصَلِّي الفَجْر، فَوَجَدْتُ الإِمَامَ يَقْرَأُ بهَذِهِ الآيَة: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُواْ أَنْ تخْشَعَ قُلُوبهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقّ} {الحَدِيد/16} يَقُولُ مَالِكُ بْنُ دِينَار: فَفَهِمْتُ عَنْ رَبِّي: أَيْ أَدْرَكْتُ مُرَادَ اللهِ مِن هَذِهِ الأَحْدَاثِ فَانْتَبَهْت 0 [الرَّسَائِلُ الرَّبَّانِيَّةُ لِلأُسْتَاذِ عَمْرو خَالِد]

وَقَدْ يُصْبِحُ المَوْتُ أَقْسَى النِّكَاتِ وَمِن أَرَقِّ مَا قِيلَ في مَوْتِ البَنَاتِ قَوْلُ الشَّاعِر: فَمَوْتُكِ يَا مُهْجَتي نُكْتَةٌ * وَقَدْ يُصْبِحُ المَوْتُ أَقْسَى النِّكَاتِ فَيَا لَيْتَ لِلمَوْتِ مِثْلِيَ بِنْتٌ * لِيُدْرِكَ مَا هُوَ مَوْتُ البَنَاتِ ********* فَقْدُ الأُمّ اسْتَمِعْ لِمَا قَالَهُ أَحَدُ الأُمَرَاءِ في أُمِّه: خَفَضْتُ جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ رَحْمَتي بهَا * وَهَانَ لأُمِّيَ أَن أَذِلَّ وَأَخْضَعَا أَرُوحُ أَمِيرَاً في البِلاَدِ محَكَّمَاً * وَأَغْدُو شَفِيعَاً في الذُّنُوبِ مُشَفَّعَا عَلَى مِثْلِهَا فَليَبْكِ مَنْ كَانَ بَاكِيَا ذِكْرَيَاتُ حَنَانِ الأُمِّ بَعْدَ فَقْدِهَا أَئِنُّ فَتَشْعُرُ في صَدْرِهَا * كَأَنَّ أَنِينيَ وَخْزُ الإِبَرْ فَتُلْهِبُ خَدِّيَ مِنْ لَثْمِهَا * وَتمْسَحُ مِن أَدْمُعِي مَا انحَدَرْ

تَوَدُّ لَوَ انَّ الفِدَا مُمْكِنٌ * فَتَفْدِي حَيَاتِي بِنُورِ البَصَرْ وَدَارَ الزَّمَانُ بِأَحْدَاثِهِ * وَمَرَّ عَلَى عِقْدِنَا فَانْتَثَرْ وَجَرَّدَ أُمِّيَ مِنيِّ كَمَا * تُجَرِّدُ كَفُّ الخَرِيفِ الشَّجَرْ وَرُحْتُ أَخُوضُ غُمَارَ الحَيَاةِ * وَدُونَ الحَيَاةِ زِحَامُ البَشَرْ فَأَعْثُرُ بِالمَكْرِ وَالإِحْتِيَالِ * وَأُمْنى عَلَى عِفَّتي بِالضَّرَرْ حَيَاةٌ بِأَيَّامِهَا مَا يَسُوءُ * عَلَى أَنَّ في بَعْضِهَا مَا يَسُرْ بَلَوْنَا بِهَا خُلُقَ الأَصْدِقَاءِ * وَكَمْ قَدْ وَجَدْنَا بهَا مِن عِبَرْ خَبرْنَا الأَسَىكَيْفَ يُدْمِي القُلُوبَا * وَيَعْصِرُهَا قَبْلَ أَنْ يَنحَسِرْ إِذَا مَا تمَنىَّ رُجُوعَ الشَّبَابِ * أُنَاسٌ تمَنَّيْتُ عَهْدَ الصِّغَرْ انْشِغَالُ قَلْبِ الأُمِّ وَحَنِينُهَا إِلى أَبْنَائِهَا المُغْتَرِبِين

خُضْنَا البِحَارَ عَلَى المَعَاشِ فَلَيْتَني * أَلْقَيْتُ نَفْسِي فِيهِ لِلأَسْمَاكِ أَنْفَقْتِ عُمْرَكِ تَطْلُبِينَ رُجُوعَنَا * وَتجُولُ كُلَّ سَفِينَةٍ عَيْنَاكِ مَا مَرَّتِ النَّسَمَاتُ بي وَقْتَ الدُّجَى * إِلاَّ عَرَفْتُ بِطِيبِهَا رَيَّاكِ وَالبَدْرُ لَمْ يَظْهَرْ لِعَيْنيَ مَرَّةً * إِلاَّ ذَكَرْتُ بِوَجْهِهِ رُؤْيَاكِ أَشْقَى البَرِيَّةِ كُلِّهَا أُمٌّ قَضَتْ * أَيَّامَهَا في وِحْدَةِ النُّسَّاكِ مَاتَتْ مُلَوَّعَةَ الفُؤَادِ وَعَيْنُهَا * تجْتَالُ بَينَ البَابِ وَالشُّبَّاكِ ********* لَمَّا سَكَنْتِ مِنَ السَّمَاءِ بجَنَّةٍ * فَاضَتْ عَلَيْكِ العَينُ بِالأَنهَارِ عَجَبَاً لأُمٍّ تَسْتَقِرُّ بجَنَّةٍ * قَدْ غَادَرَتْ أَبْنَاءهَا في النَّارِ فَقْدُ الأَبّ

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا قُتِلَ أَبي جَعَلْتُ أَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ أَبْكِي وَيَنْهَوْني عَنْهُ، وَالنَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يَنْهَاني، فَجَعَلَتْ عَمَّتي فَاطِمَةُ تَبْكِي؛ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " تَبْكِينَ أَوْ لاَ تَبْكِين، مَا زَالَتِ المَلاَئِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتىَّ رَفَعْتُمُوه " [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: (1244)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ فَضَائِلِ الصَّحَابَة بِرَقْم: 2471] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" جِيءَ بِأَبي يَوْمَ أُحُدٍ قَدْ مُثِّلَ بِه، حَتىَّ وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ سُجِّيَ ثَوْبَاً ـ أَيْ غُطِّيَ فَذَهَبْتُ أُرِيدُ أَن أَكْشِفَ عَنْهُ فَنهَانِي قَوْمِي، ثمَّ ذَهَبْتُ أَكْشِفُ عَنْهُ فَنهَانِي قَوْمِي، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُفِعَ، فَسَمِعَ صَوْتَ صَائِحَةٍ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَنْ هَذِه " 00؟ فَقَالُواْ: ابْنَةُ عَمْرٍو أَوْ أُخْتُ عَمْروٍ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَلِمَ تَبْكِي " 00؟! أَوْ " لاَ تَبْكِي؛ فَمَا زَالَتِ المَلاَئِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتىَّ رُفِع " 0

[الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: الدُّخُولِ عَلَى المَيِّتِ بَعْدَ المَوْتِ بِرَقْم: (1293)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2471] فَزْعَةُ الاَبْنِ عِنْدَ رُؤْيَةِ أَبِيهِ وَقَدْ مُثِّلَ بِه

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ أَبَاهُ يَوْمَ أُحُدٍ قَتَلَهُ المُشْرِكُونَ ثمَّ مَثَّلُواْ بِه: فَجَدَعُواْ كِلاَهُمَا ـ أَيْ خِصْيَتَيْهِ ـ وَأُذُنَيْه، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَإِلى مَا صَنَعُواْ بِهِ وَصِحْت، فَجَاءتِ الأَنْصَارُ فَسَجَّوْهُ بِثَوْب، ثُمَّ إِني كَشَفْتُ الثَّوْبَ فَلَمَّا رَأَيْتُ مَا صُنِعَ به صِحْت، فَجَاءتِ الأَنْصَارُ فَسَجَّوْهُ بِالثَّوْب، وَذَلِكَ بِعَين رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَذَهَبَ الأَنْصَارُ حَتىَّ أَتَواْ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُواْ: يَا رَسُول الله أَلاَ تَرَى مَا يَصْنَعُ جَابر 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " دَعُوه " 0

[وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " ص: (19/ 3)، الإِمَامُ الطَّبَرَاني في الأَوْسَط] المَوْتُ لَهُ رَوَائِح

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا حَضَرَ أُحُدٌ دَعَاني أَبي مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: مَا أُرَاني إِلاَّ مَقْتُولاً في أَوَّلِ مَنْ يُقْتَلُ مِن أَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَإِني لاَ أَتْرُكُ بَعْدِي أَعَزَّ عَلَيَّ مِنْكَ غَيْرَ نَفْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَإِنَّ عَلَيَّ دَيْنَاً فَاقْضِ وَاسْتَوْصِ بِأَخَوَاتِكَ خَيْرَاً، فَأَصْبَحْنَا فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيل، وَدُفِنَ مَعَهُ آخَرُ في قَبْر، ثمَّ لَمْ تَطِبْ نَفْسِي أَن أَتْرُكَهُ مَعَ الآخَرِ فَاسْتَخْرَجْتُهُ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ فَإِذَا هُوَ كَيَوْمِ وَضَعْتُهُ هُنَيَّةً ـ أَيْ مِنْ قَرِيبٍ ـ غَيْرَ أُذُنِه " 0

[الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: هَلْ يُخْرَجُ المَيِّتُ مِنَ القَبْرِ وَاللَّحْدِ لِعِلَّة؟ بِرَقْم: 1351] عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبيِّ بْنُ سَلُول، وَكَيْفَ صَلَّى عَلَيْهِ رَغْمَ كُلِّ إِسَاءَاتِهِ الرَّسُول عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيِّ بْنِ سَلُولَ لَمَّا تُوُفِّيَ جَاءَابْنُهُ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: يَا رَسُولَ الله، أَعْطِني قَمِيصَكَ أُكَفِّنْهُ فِيهِ وَصَلِّ عَلَيْهِ وَاسْتَغْفِرْ لَهُ 00؟ فَأَعْطَاهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَمِيصَهُ فَقَال: " آذِني أُصَلِّي عَلَيْه " 00 فَآذَنَهُ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ جَذَبَهُ عُمَرُ فَقَالَ: أَلَيْسَ اللهُ نهَاكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى المُنَافِقِين 00؟!

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَنَا بَيْنَ خِيَرَتَيْن؛ قَالَ تَعَالى: {اسْتَغْفِرْ لهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لهُمْ، إِنْ تَسْتَغْفِرْ لهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لهُمْ} {التَّوْبَة / 80} فَصَلَّى عَلَيْه، فَنَزَلَتْ: {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدَاً وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ} 00!! {التَّوْبَة / 84} " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: (1269)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ فَضَائِلِ الصَّحَابَة بِرَقْم: 2400] هَذَا هُوَ عُمَر

عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا مَاتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ بْنُ سَلُول، دُعِيَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْه، فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثَبْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَتُصَلِّي عَلَى ابْنِ أُبَيٍّ وَقَدْ قَالَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا: كَذَا وَكَذَا 00 أُعَدِّدُ عَلَيْهِ قَوْلَهُ 00؟! فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَال: " أَخِّرْ عَنيِّ يَا عُمَر " 00 فَلَمَّا أَكْثَرْتُ عَلَيْهِ قَال: " إِني خُيِّرْتُ فَاخْتَرْت، لَوْ أَعْلَمُ أَني إِنْ زِدْتُ عَلَى السَّبْعِينَ يُغْفَرُ لَهُ لَزِدْتُ عَلَيْهَا " 0

فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ انْصَرَف، فَلَمْ يَمْكُثْ إِلاَّ يَسِيرَاً حَتىَّ نَزَلَتِ الآيَتَانِ مِنْ بَرَاءة: {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدَاً وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ} 00!! {التَّوْبَة/84} فَعَجِبْتُ بَعْدُ مِنْ جُرْأَتي عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: مَا يُكْرَهُ مِنَ الصَّلاَةِ عَلَى المُنَافِقِينَ وَالاَسْتِغْفَار بِرَقْم: 1366] وَمِن أَجْمَلِ مَا يمْكِنُ أَنْ يُقَالَ في الأَبِ قَوْلُ هَذَا الشَّاعِر: أَبي خَانَني فِيكَ الرَّدَى فَتَقَوَّضَتْ * بِمَوْتِكَ أَحْلاَمِي كَبَيْتٍ مِنَ التِّبْنِ

فَأَرْفَعُ مجْدِي كَانَ أَنَّكَ لي أَبٌ * وَأَعْظَمُ فَخْرِي كَانَ قَوْلُكَ لي يَا ابْني عَلَى ذَلِكَ القَبْرِ السَّلاَمُ فَذِكْرُهُ * أَرِيجٌ بِهِ نَفْسِي عَنِ العِطْرِ تَسْتَغْني نَظُنُّ لَنَا الدُّنيَا وَمَا فَوْقَ ظَهْرِهَا * وَلَيْسَتْ لَنَا إِلاَّ كَمَا البَحْرُ لِلسُّفْنِ إِذَا مَا مَاتَ آدَمُ أَبُو البَشَر؛ فَهَلْ يَبْقَى أَحَدٌ مِنَ البَشَر 00؟ وَقَالَ آخَرُ يُعَزِّي صَاحِبَاً لَهُ مَاتَ وَالِدُهُ: أُعَزِّيكَ لاَ أَنيِّ أَظُنُّكَ جَازِعَاً * عَلَيْهِ وَلَكِنىِّ أَقُومُ بِوَاجِبيبِ وَكَيُفَ أُعَزِّي مَنْ بَرَى الدَّهْرَ خِبرَةً * وَأَدْرَكَ مَا في طِبِّهِ مِن عَجَائِبِ فَلاَ تَأْسَ مِن وَقْعِ الخُطُوبِ وَإِنْ جَنَتْ * عَلَيْكَ فَإِنَّ النَّاسَ مَرْعَى النَّوَائِبِ إِذَا مَا الرَّدَى أَوْدَى بِآدَمَ قَبْلَنَا * فَمَنْ بَعْدَهُ مِنْ نَسْلِهِ غَيرَ ذَاهِبِ

وَمَا مَاتَ مَن أَبْقَاكَ تَهْتِفُ بِاسْمِهِ * وَتَذْكُرُ عَنهُ صَالحَاتِ المَنَاقِبِ وَمَاتَ وَالِدُ أَحَدِ الشُّعَرَاءِ فَرَثَاهُ كَمَا يَقُولُونَ: بِشِعْرٍ يُقَطِّعُ أَقْسَى القُلُوب قَالَ فِيه: وَكَمْ قَدْ عَبِثْتُ بِأَوْرَاقِهِ * وَنِمْتُ عَلَى صَدْرِهِ المُتعَبِ وَمَكْتَبُهُ بَلْ وَفِنْجَالُهُ * عَلَى حَالِهِ بَعْدُ لَمْ يُشْرَبِ وَحُجْرَتُهُ مُوقَدٌ نُورُهَا * كَأَنَّ أَبي بَعْدُ لَمْ يَذْهَبِ ********* عَلَى المَقَاعِدِ بَعْضٌ مِنْ مَلاَبِسِهِ * وَذَا كِتَابٌ مَعَاً كُنَّا قَرَأْنَاهُ {نِزَار قَبَّاني} إِنَّ التَّأَمُّلَ في الحَيَاةِ يَزِيدُ أَوْجَاعَ الحَيَاة

وَيَرْحَمُ اللهُ ذَلِكَ الشَّاعِرَ الَّذِي رَقَّ لِتِلكَ الفَتَاةِ التي تَذَكَّرَتْ مَوْتَ وَالِدِهَا الأَبَرِّ فَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهَا مِنَ الدَّمْعِ حَزَنَاً عَلَيْهِ فَصَبَّرَهَا وَقَال؛ لَمَّا رَأَى حُزْنَهَا قَدْ طَال: إِنَّ التَّأَمُّلَ في الحَيَاةِ يَزِيدُ أَوْجَاعَ الحَيَاة فَدَعِي الكَآبَةَ وَالأَسَى وَاسْتَرْجِعِي مَرَحَ الفَتَاة وَاعْلَمِي أَنَّهُ يحْزَنُ في قَبرِهِ لحُزْنِكِ، تمَامَاً كَمَا كَانَ يَسْعَدُ في حَيَاتِهِ لِسَعَادَتِك 00!! وَمَاتَ وَالِدُ أَحَدِ الشُّعَرَاء، فَلَمْ تَمْضِ سِوَى أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ حَتىَّ مَاتَ أَخُوه، فَقَالُواْ لَهُ: مَا أَصْبرَكَ عَلَى المَوْت 00 مَاتَ أَبُوكَ وَلَمْ تَمْضِ أَيَّامٌ حَتىَّ مَاتَ أَخُوك 00!! فَقَالَ لهُمْ: وَهَلْ تَبْقَى النَّضَارَةُ في الفُرُوعِ * إِذَا مَا أَيْبَسَ المَوْتُ الأُصُولاَ

وَأَخْتِمُ مَوْتَ الأَبِ بهَذَا الحَدِيث: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَن أَحَبَّ أَنْ يَصِلَ أَبَاهُ في قَبرِهِ فَليَصِلْ إِخْوَانَ أَبِيهِ مِنْ بَعْدَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيح، ابْنُ حَبَّانَ وَأَبُو يَعْلَى]

فَقْدُ الأَخّ قَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانيّ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلىَ صِلَةَ بْنِ أَشْيَمَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ بِنَعْيِ أَخِيه؛ فَقَالَ لَهُ رَحِمَهُ الله: " ادْنُ فَكُلْ؛ فَقَدْ نُعِيَ إِلَيَّ أَخِي مُنْذُ حِين: قَالَ جَلَّ وَعَلاَ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُون} {الزُّمَر/30} [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 499/ 3]

عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَفَقْدُ أَخِيهَا وَعَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبي مُلَيْكَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: لَمَّا مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَامَتْ أُخْتُهُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَلَى قَبرِهِ وَقَالَتْ: وَكُنَّا كَنَدْمَانيْ جُذَيمَةَ حِقْبَةً * مِنَ الدَّهْرِ حَتىَّ قِيلَ لَنْ نَتَصَدَّعَا فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كَأَنِّي وَمَالِكَاً * لِطُولِ اجْتِمَاعٍ لَمْ نَبِتْ لَيْلَةً مَعَا [التِّرْمِذِيُّ في سُنَنِهِ بِرَقْم: (1055) قَالَ الأَلبَانيّ: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 المِشْكَاة: (1718)، وَالْبَيْتَانِ لمُتَمِّمِ بْنِ نُوَيْرَة]

ابْنُ عَبَّاسٍ وَفَقْدُ أَخِيه وَنُعِيَ أَخٌ لاَبْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَاسْتَرْجَعَ وَتَنَحَّى عَنِ الطَّريقِ فَصَلَّى رَكْعَتَين؛ فَقِيلَ لَهُ في ذَلِك: يَا ابْنَ عَبَّاس: أَتَسْتَقْبِلُ مَوْتَ أَخِيكَ بِالصَّلاَة 00؟ فَقَالَ لهُمْ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَلَمْ تَقْرَءواْ قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبرِ وَالصَّلاَة} [البَقَرَة: 45] [ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ كَثِير، وَالبَيْهَقِيُّ في " الشُّعَب " بِرَقْم: (9682)، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ في سُنَنِهِ 0 ص: 632/ 2]

عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَفَقْدُ أَخِيه وَلَمَّا اسْتُشْهِدَ زَيْدُ بْنِ الخَطَّابِ أَخُو عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في مَعْرَكَةِ اليَمَامَةِ ـ وَكَانَ في صُحْبَةِ رَجُلٍ مِنْ بَني عَدِيّ ـ فَلَمَّا أَنْ مَاتَ زَيْدٌ رَجَعَ صَاحِبُهُ ذَاكَ إِلى المَدِينَة، فَلَما رَآهُ عُمَرُ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ وَقَالَ لَهُ: {خَلَّفْتَ زَيْدَاً ثَاوِيَاً وَأَتَيْتَني} وَكَانَ عُمرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ كَثِيرَاً مَا يَقُول: " مَا هَبَّتِ الصِّبَا إِلاَّ وَأَنَا أَجِدُ مِنهَا رِيحَ زَيْد " 0 [الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 5008، وَابْنُ عَبْدِ البرِّ في الاَسْتِيعَاب، وَالإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء، وَالإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في سُنَنِه]

مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم، وَفَقْدُ أَخِيهِ هَارُونَ عَلَيْهِ السَّلاَم عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُمَا قَالاَ: " إِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلاَ أَوْحَى إِلىَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ أَنيِّ مُتَوَفيِّ هَارُون؛ فَأْتِ بِهِ جَبَلَ كَذَا وَكَذَا؛ فَانْطَلَقَ مُوسَى وَهَارُونُ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ نَحْوَ ذَلِكَ الجَبَل، فَإِذَا هُمْ فِيهِ بِشَجَرَةٍ مَثَّلَهَا بِبَيْتٍ مَبْنيّ، وَإِذَا هُمْ فِيهِ بِسَرِيرٍ عَلَيْهِ فُرُش، وَإِذَا فِيهِ رِيحٌ طَيِّب، فَلَمَّا نَظَرَ هَارُونُ إِلىَ ذَلِكَ الجَبَلِ وَالْبَيْتِ وَمَا فِيهِ أَعْجَبَهُ وَقَال: يَا مُوسَى إِنيِّ لأَحِبُّ أَن أَنَامَ عَلَى هَذَا السَّرِير؛ قَالَ لَهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم: فَنَمْ عَلَيْهِ؛

قَالَ هَارُونُ عَلَيْهِ السَّلاَم: إِنيِّ أَخَافُ أَنْ يَأْتيَ رَبُّ هَذَا الْبَيْتِ فَيَغْضَبُ عَلَيَّ؛ قَالَ لَهُ مُوسَى: لاَ تَرْهَبْ؛ أَنَا أَكْفِيكَ رَبَّ هَذَا الْبَيْت؛ فَنَمْ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: يَا مُوسَى، يَا مُوسَى؛ بَلْ نَمْ مَعِي؛ فَإِنْ جَاءَ رَبُّ هَذَا الْبَيْتِ غَضِبَ عَلَيَّ وَعَلَيْكَ جَمِيعَاً، فَلَمَّا نَامَا: أَخَذَ هَارُونَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ المَوْت، فَلَمَّا وَجَدَ حِسَّهُ قَال: يَا مُوسَى؛ خَدَعْتَني، فَلَمَّا قُبِضَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ رُفِعَ ذَلِكَ الْبَيْتُ وَذَهَبَتْ تِلْكَ الشَّجَرَة، وَرُفِعَ السَّرِيرُ إِلىَ السَّمَاء، فَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلىَ بَني إِسْرَائِيلَ وَلَيْسَ مَعَهُ هَارُونُ قَالُواْ: إِنَّ مُوسَى قَتَلَ هَارُونَ وَحَسَدَهُ حُبَّ بَني إِسْرَائِيلَ لَهُ،

وَكَانَ هَارُونُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ آلَفَ عِنْدَهُمْ وَأَلْيَنَ لَهُمْ مِنْ مُوسَى، وَكَانَ في مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ بَعْضُ الْغِلَظِ عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا بَلَغَهُ ذَلِكَ قَالَ لَهُمْ: وَيْحَكُمْ؛ إِنَّهُ كَانَ أَخِي، أَفَتَرَوْنَني أَقْتُلُه 00؟! فَلَمَّا أَكْثَرُواْ عَلَيْهِ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَينِ ثُمَّ دَعَا اللهَ جَلَّ وَعَلاَ؛ فَنَزَلَ بِالسَّرِيرِ حَتىَّ نَظَرُواْ إِلَيْهِ بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْض، فَصَدَّقُوه " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4109]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ آذَواْ مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قَالُواْ} {الأَحْزَاب/69} عَن عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَنَّهُ قَالَ في شَرْحِ هَذِهِ الآيَةِ الْكَرِيمَة: " صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ الجَبَل، فَمَاتَ هَارُونُ عَلَيْهِ السَّلاَم؛ فَقَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: أَنْتَ قَتَلْتَهُ؛ كَانَ أَشَدَّ حُبَّاً لَنَا مِنْك، وَأَلْيَنَ لَنَا مِنْك؛ فَآذَوْهُ في ذَلِك؛ فَأَمَرَ اللهُ المَلاَئِكَةَ فحَمَلَتْهُ، فَمَرُّواْ بِهِ عَلَى مجَالِسِ بَني إِسْرَائِيل، حَتىَّ عَلِمُواْ بِمَوْتِهِ، فَدَفَنُوه، وَلَمْ يَعْرِفْ قَبْرَهُ إِلاَّ الرَّخَم، وَإِنَّ اللهَ جَعَلَهُ أَصَمَّ أَبْكَم " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4110]

أَبُو العَتَاهِيَةِ وَفَقْدُ أَخِيه وَلاَ تَفُوتُنَا طَبْعَاً في فَقْدِ الأَخِ قَصِيدَةُ أَبي العَتَاهِيَةِ الشَّهِيرَةُ الَّتي تَغَنَّتْ بهَا كُتُبُ الأَدَب: أَلاَ مَنْ لي بِأُنْسِكَ يَا أُخَيَّا * وَمَنْ لي أَن أَبُثَّكَ مَا لَدَيَّا كَفَى حُزْنَاً بمَوْتِكَ ثُمَّ أَنيِّ * نَفَضْتُ تُرَابَ قَبرِكَ عَنْ يَدَيَّا طَوَتكَ خُطُوبُ دَهْرِكَ بَعْدَ نَشْرٍ * كَذَاكَ خُطُوبُهُ نَشْرَاً وَطَيَّا وَكَانَتْ في حَيَاتِكَ لي عِظَاتٌ * فَأَنْتَ الْيَوْمَ أَوْعَظُ مِنْكَ حَيَّا دَعَوْتُكَ يَا أَخَيَّ فَلَم تجِبْني * فَرُدَّتْ دَعْوَتي يَأْسَا عَلَيَّا

بمَوْتِكَ مَاتَتِ اللَّذَّاتُ مِنيِّ * وَكَانَت حَيَّةً إِذْ كُنْتَ حَيَّا فَوَاأَسَفَا عَلَيْكَ وَحَرَّ شَوْقِي * إِلَيْكَ لَوَ انَّ ذَلِكَ رَدَّ شَيَّا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَخِي وَحَبِيبي أَيُّ رُزْءٍ أَصَابَني * فَجَفَّ لِوَقْعَتِهِ بحَلْقِيَ رِيقِيقِ وَصِرْتُ كَأَنيِّ في جَحِيمٍ مِنَ الأَسَى * وَإِنْ كُنْتُ مِنْ دَمْعِي شَبِيهَ غَرِيقِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بِئْسَتِ الدَّارُ المُفَرِّقَة عَن يونسَ بن عبَيد رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا مَاتَ سَعِيدُ بْنُ أَبي الحَسَنِ حَزِنَ عَلَيْهِ الحَسَنُ ـ أَيْ أَخُوهُ ـ حُزْنَاً شَديدَاً، وَأَمْسَكَ عَنِ الكَلاَمِ حَتىَّ عُرِفَ ذَلِكَ في مجْلِسِهِ وَحَدِيثِه؛ فَكُلِّمَ في ذَلكَ فَقَال: " الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يجْعَلِ الحُزْنَ عَارَاً عَلَى يَعْقُوب، ثُمَّ قَال: بِئْسَتِ الدَّار المُفَرِّقَة " 0 [الطَّبَقَاتُ الكُبرَى لاَبْنِ سَعْد 0 دَار صَادِر 0 بَيرُوت: 178/ 7]

دُمُوعُ الخَنْسَاءِ عَلَى أَخَوَيْهَا نَظَرَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ إِلى الخَنسَاءِ وَبهَا نُدُوبٌ في وَجْهِهَا ـ أَيْ شُحُوبٌ ـ فَقَال: " مَا هَذَا النُّدُوبُ يَا خَنْسَاء 00؟! قَالَتْ: مِنْ طُولِ البُكَاءِ عَلَى أَخَوَيَّ، فَقَالَ لها: إِنَّ أَخَوَيْكَ في النَّار، قَالَتْ: ذَلِكَ أَدْعَى لحُزْني عَلَيْهِمَا؛ إِنيِّ كُنْتُ أُشْفِقُ عَلَيْهِمَا مِنَ القَتْل، وَأَنَا اليَوْمَ أُشْفِقُ عَلَيْهِمَا مِنَ النَّارِ ثُمَّ أَنْشَدَتْ: وَقَائِلَةٍ وَالنَّعْشُ قَدْ فَاتَ خَطْوَهَا * لِتُدْرِكَهُ يَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى صَخْرِ أَلاَ ثَكِلَتْ أُمُّ الَّذِينَ غَدواْ بِهِ * إِلى القَبرِ مَاذَا يحْمِلونَ إِلى القَبرِ

وَأَعْظِمْ بِقَوْلهَا: أَلاَ يَا صَخْرُ لاَ أَنْسَاكَ حَتىَّ * أُفَارِقَ مُهْجَتي وَيُشَقُّ رَمْسِي يُذَكِّرُني طُلُوعُ الشَّمْسِ صَخْرَا * وَأَبْكِيهِ لِكُلِّ غُرُوبِ شَمْسِ وَلَوْلاَ كَثْرَةُ البَاكِينَ حَوْلي * عَلَى إِخْوَانهِمْ لَقَتَلْتُ نَفْسِي وَمَا يَبْكُونَ مِثْلَ أَخِي وَلَكِن * أُعَزِّي النَّفْسَ عَنهُ بِالتَّأَسِّي وَمِنْ شِعْرِهَا فِيهِ أَيْضَاً قَوْلُهَا: وَإِنَّ زَيْدَاً لَتَأْتَمُّ الهُدَاةُ بِهِ * كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأْسِهِ نَارُ وَقَوْلُهَا: أَلاَ يَا صَخْرُ إِن أَبْكَيْتَ عَيْني * فَقَدْ أَضْحَكْتَني زَمَنَاً طَوِيلاَ

المُرُوءةُ وَنُبْلُ الأَخْلاَق وَدَخَلَتِ الخَنْسَاءُ عَلَى أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا وَعَلَيْهَا صِدَار ـ أَيْ ثَوْبٌ قَصِيرٌ تَلبِسُهُ المَرْأَةُ لِتُغَطِّيَ بِهِ صَدْرَهَا ـ فَقَالَتْ لهَا: مَا هَذَا يَا خَنْسَاء 00؟! وَاللهِ لَقَدْ تُوفي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا لَبِسْتُه 00؟ قَالَتْ: إِنَّ لَهُ مَعْنىً دَعَاني إِلى لِبَاسِه؛ وَذَلِكَ أَنَّ أَبي زَوَّجَني سَيِّدَ قَوْمِه، وَكَانَ رَجُلاً مِتْلاَفَاً، فَأَسْرَفَ في مَالِهِ حَتىَّ نَفِد، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ ذَلِكَ في مَالي فَأَتْلَفَهُ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِليَّ فَقَال: إِلى أَيْنَ يَا خَنْسَاء 00؟

قلت: إِلى أَخِي صَخْر، فَأتَينَاهُ فَقَسَّمَ مَالَهُ شَطْرَيْن، ثمَّ خَيرَنَا في أَحْسَنِ الشَّطْرَيْن، فَرَجَعْنَا مِن عِنْدِهِ، فَلَمْ يَزَلْ زَوْجِي حَتىَّ أَذْهَبَ جَمِيعَهُ، ثمَّ التَفَتَ إِليَّ فَقَال: إِلى أَيْنَ يَا خَنْسَاء 00؟ قُلتُ: إِلى أَخِي صَخْر، فَقَسَّمَ الشَّطْرَ البَاقِيَ إِلى شَطْرَينِ وَخَيرَنَا في أَفْضَلَ الشَّطْرَين، فَقَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ [أَيْ زَوْجَةُ صَخْر]: أَمَا تَرْضَى أَنْ تُشَاطِرَهُمْ مَالَكَ حَتىَّ تخَيرَهُمْ بَينَ الشَّطْرَين؟!

فَأَنْشَأَ يَقُول: وَاللهِ لاَ أَمْنَحُهَا شِرَارَهَا * فَلَوْ هَلَكْتُ قَدَّدَتْ خِمَارَهَا وَاتخَذَتْ مِنْ شَعَرٍ صِدَارَهَا * وَهْيَ حَصَانٌ قَدْ كَفَتْني عَارَهَا فَآلَيْتُ أَلاَ يُفَارِقَ الصِّدَارُ جَسَدِي مَا بَقِيت 00!! [في " الْعِقْدِ " وَفي " الإِصَابَةِ في مَعْرِفَةِ الصَّحَابَة " طَبْعَةِ دَارِ الجِيل 0 بَيرُوت: 616/ 7] اللَّهُمَّ ارْزُقْ عِبَادَكَ الطَِّيِّبِينَ وَالرُّحَمَاء، وَأَهْلَ المَعْرُوفِ وَالمحْسِنِينَ وَالنُّبَلاَء، وَصَفْوَةَ المُؤْمِنِينَ وَالأَتْقِيَاء: بِأُمَّهَاتٍ وَأَخَوَاتٍ وَبَنَاتٍ بِزَوْجَاتٍ كَالخَنْسَاء 00

وَقَالَتْ أَيْضَا: أَلاَ مَا لعَيْني أَلاَ مَالهَا * لَقَدْ أَخْضَلَ الدَّمْعُ سِرْبَالهَا أَيْ: بَلَّلَ الدَّمْعُ ثَوْبهَا، وَهْيَ اسْتِعَارَةٌ مَكنِيَّةٌ جَمِيلَة: حَيْثُ شَبَّهَتْ رَحِمَهَا اللهُ العَينَ بِالمَرْأَةِ البَاكِيَةِ التي بَلَّلَتْ ثِيَابهَا بِدُمُوعِهَا، ثمَّ حَذَفَتِ المُشَبَّهَ بِهِ ـ وَهْوَ المَرْأَة ـ وَاسْتَعَارَتْ مِنْ صِفَاتهَا السِّرْبَالَ: أَيِ الثَّوْب 0 وَقَالَتْ أَيْضَا: أَعيْنيَّ جُودَا وَلاَ تجْمُدَا * أَلاَ تَبْكيَان لِصَخْرِ النَّدَى أَلاَ تبْكِيَانِ الجَرِيءَالجَوَادَ * أَلاَ تَبْكِيَانِ الفَتى السَّيِّدَا

وَلَمَّا دَعَوْتُ الصَّبرَ بَعْدَكَ وَالأَسَى * أَجَابَ الأَسَى طَوْعَاً وَلَمْ يجِبِ الصَّبرُ فَأَنْظُرُ حَوْلي لاَ أَرَى غَيرَ قَبرِهِ * كَأَنَّ جمِيعَ الأَرْضِ عِنْدِي لَهُ قَبرُ فَتىً يَشْتَرِي حُسْنَ الثَّنَاءِ بِمَالِهِ * إِذَا السَّنَةُ الشَّهْبَاءُ قَلَّ بِهَا القَطْرُ تَرَى القَوْمَ حِينَ البَأْسِ يَنْتَظِرُونَهُ * إِذَا شَتَّ رَأْيُ القَوْمِ أَوْ حَزَبَ الأَمْرُ بِمَوْتِكَ صِرْنَا يَا أَخِي وَكَأَنَّنَا * نجُومُ سَمَاءٍ خَرَّ مِنْ بَيْنِهَا البَدْرُ فَلَيْتَكَ كُنْتَ الحيَّ في النَّاسِ يَا أَخِي * وَكُنْتُ أَنَا المَيْتُ الَّذِي ضَمَّهُ القَبرُ

فَإِنْ يَنْقَطِعْ مِنْكَ الرَّجَاءُ فَإِنَّمَا * بِقَلْبي عَلَيْكَ الحُزْنُ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ {الأَوَّلُ وَالثَّاني وَالأَخِيرُ لأَبي تمَّام، وَالثَّالِثُ لِلْعَبَّاسِ بْنِ الأَحْنَف، وَالخَامِسُ لِلرَّاعِي النُّمَيرِيّ} فَقْدُ الأُخْت مَاتَتْ مَنْ كُنْتُ لَدَيهَا * أَعَزَّ مِنْ وَلَدَيْهَا كَانَتْ بحَقٍّ مَلاَكَاً * رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهَا فَقْدُ الزَّوْج

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " لَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ: غَرِيبٌ وَفي أَرْضِ غُرْبَة؛ لأَبْكِيَنَّهُ بُكَاءً يُتَحَدَّثُ عَنْهُ فَكُنْتُ قَدْ تهَيَّأْتُ لِلْبُكَاءِ عَلَيْه، إِذْ أَقَبَلَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الصَّعِيدِ تُرِيدُ أَنْ تُسْعِدَني ـ أَيْ تجَامِلَني بِالنُّوَاحِ مَعِي ـ فَاسْتَقْبَلَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَال: " أَتُرِيدِينَ أَنْ تُدْخِلي الشَّيْطَانَ بَيْتَاً أَخْرَجَهُ اللهُ مِنْهُ مَرَّتَيْن "؟ فَكَفَفْتُ عَنِ البُكَاءِ فَلَمْ أَبْكِ " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ، بَاب: البُكَاءِ عَلَى المَيِّت بِرَقْم: 922]

عِوَضُ الصَّابِرِين عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا سَلَمَةَ الْوَفَاةُ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَة: إِلى مَنْ تَكِلُني 00؟ فقال رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " اللهُمَّ إِنَّكَ لأُمِّ سَلَمَةَ خَيرٌ مِن أَبي سَلَمَة " 0 فَلَمَّا تُوُفيَ خَطَبَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 293، رَوَاهُ الإِمَامُ أَبُو يَعْلَى]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَا مِن عَبْدٍ تُصِيبهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُول: إِنَّا للهِ وَإِنا إِلَيْهِ رَاجِعُون، اللَّهُمَّ أْجُرْني في مُصِيبَتي وَاخْلُفْ لي خَيرَاً مِنهَا؛ إِلاَّ أَجَرَهُ اللهُ في مُصِيبَتَه وَأَخْلَفَ لَهُ خَيرَاً منهَا " 00 فَلَمَّا تُوُفيَ أَبُو سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قُلْتُ: مَن خَيْرٌ مِن أَبي سَلَمَةَ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00؟ ثُمَّ عَزَمَ اللهُ لي [أَيْ قَدَّرَ اللهُ لي] فَقُلْتُهَا؛ فَتَزَوَّجْتُ رَسُولَ الله " 0 [رَوَاهُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 918 / عَبْد البَاقِي]

عَن أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ حَدَّثَهَا أَنَّهُ سَمِعَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَابُ بمُصِيبَةٍ فَيَفْزَعُ إِلى مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ مِنْ قَوْلِهِ إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون، اللهُمَّ عِنْدَكَ احْتَسَبْتُ مُصِيبَتي فَأْجُرْني فِيهَا وَعَوِّضْني مِنْهَا؛ إِلاَّ آجَرَهُ اللهُ عَلَيْهَا وَعَاضَهُ خَيْرَاً مِنْهَا؛ تَقُولُ أُمُّ سَلَمَة: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ ذَكَرْتُ الَّذِي حَدَّثَني عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون، اللهُمَّ عِنْدَكَ احْتَسَبْتُ مُصِيبَتي هَذِهِ فَأْجُرْني عَلَيْهَا، فَإِذَا أَرَدْتُ أَن أَقُولَ وَعِضْني خَيْرَاً مِنْهَا قُلْتُ في نَفْسِي: أُعَاضُ خَيْرَاً مِن أَبِي سَلَمَة 00؟! ثُمَّ قُلْتُهَا؛ فَعَاضَني اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى محَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآجَرَني في مُصِيبَتي " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1598، رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ في الشُّعَب: 9697، وَفي الكَنْزِ بِرَقْم: 6633]

وَجَاءَ في رِوَايَةٍ أُخْرَى لِلْحَاكِمِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ أَنَّهَا قَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: " وَكُنْتُ إِذَا أَرَدْتُ أَن أَقُولَ وَأَبْدِلْني بِهَا خَيرَاً مِنهَا قُلْتُ: وَمَن خَيرٌ مِن أَبي سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَرَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه؛ فَلَمْ أَزَلْ حَتىَّ قُلْتُهَا؛ يَقُولُ عُمَرُ بْنُ أَبي سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَعَن وَالِدِهِ: فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا خَطَبَهَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَرَدَّتْهُ، وَخَطَبَهَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَرَدَّتْهُ؛ فَبَعَثَ إِلَيْهَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَخْطُبَهَا؛ فَقَالَتْ مَرْحَبَاً بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِرَسُولِهِ، أَقْرِئْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّلاَمَ وَأَخْبِرْهُ أَنيِّ امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ غَيرَى ـ أَيْ ذَاتُ صِبْيَةٍ وَغَيُور ـ وَأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِن أَوْلِيَائِي شَاهِدَاً؛ فَبَعَثَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أَمَّا قَوْلُكَ إِنيِّ مُصْبِيَة؛ فَإِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلاَ سَيَكْفِيكِ صِبْيَانَكِ،

وَأَمَّا قَوْلُكِ إِنيِّ غَيرَى؛ فَسَأَدْعُو اللهَ أَنْ يُذْهِبَ غَيْرَتَكِ، وَأَمَّا الأَوْلِيَاء: فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنهُمْ شَاهِدٌ وَلاَ غَائِبٌ إِلاَّ سَيَرْضَاني؛ فَقَالَتْ لاِبْنِهَا: قُمْ يَا عُمَرُ فَزَوِّجْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَزَوَّجَهَا إِيَّاه، وَقَالَ لَهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ أَنْقُصُكِ مِمَّا أَعْطَيْتُ أُخْتَكِ فُلاَنَةً: جَرَّتَينِ وَرَحَاتَينِ وَوِسَادَةً مِن أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيف " 00 يَقُولُ عُمَرُ بْنُ أَبي سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِيهَا وَهِيَ تُرْضِعُ زَيْنَب؛ فَكَانَتْ غَفَرَ اللهُ لَهَا: إِذَا جَاءَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَتْهَا فَوَضَعَتْهَا في حِجْرِهَا تُرْضِعُهَا؛

فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيِيَّاً كَرِيمَاً؛ فَيَرْجِعُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَفَطِنَ لَهَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَكَانَ أَخَاً لَهَا مِنَ الرَّضَاعَة؛ فَأَرَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْتِيَهَا ذَاتَ يَوْم؛ فَجَاءَ عَمَّارٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَدَخَلَ عَلَيْهَا؛ فَانْتَشَطَ زَيْنَبَ مِن حِجْرِهَا وَقَال: دَعِي هَذِهِ المَقْبُوحَةَ المَشْقُوحَة [أَيِ المُبْعَدَة]، الَّتي قَدْ آذَيْتِ بِهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ يُقَلِّبُ بَصَرَهُ في الْبَيْتِ وَيَقُول: أَيْنَ زَنَاب، مَالي لاَ أَرَى زَنَاب 00؟ فَقَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: جَاءَ عَمَّارٌ فَذَهَبَ بِهَا؛ فَبَنىَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَهْلِهِ " [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص 0 رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 6759]

مِنْ نَوَادِرِ أَخْبَارِ الأَصْمَعِيّ قَالَ الأَصْمَعِيّ: دَخَلتُ المَقَابِرَ وَمَعِي صَاحِبٌ لي، فَإذَا جَاريَة عَلَى قَبرٍ غَايَةٌ في الجَمَال، وَعَلَيهَا مِنَ الحُلِيِّ وَالحُلَل مَا لَمْ أَرَهُ عَلَى النِّسَاءِ قَطّ، كَانَتْ تَبْكِي بِعَينٍ غَزِيرَةِ وَصَوتٍ شَجيّ 00 بُكَاءٌ يَجْعَلُ الأَفْرَاحَ مَأْتَمْ فَالْتَفَتُّ إِلى صَاحِبي وَقُلتُ: هَلْ رَأَيْتَ أَعْجَبَ مِن هَذَا 00؟!

قَال: لاَ وَالله، وَلاَ أَحْسَبُني أَرَاه، ثُمَّ دَنَوْنَا مِنهَا فَقُلنَا لهَا: يَا أَمَةَ اللهِ إِنَّا نَرَاكِ حَزِينَةً وَمَا عَلَيْكِ مِنَ الثِّيَابِ لاَ يَدُلُّ عَلَى الحُزْن 00؟! فَأَنشَأَتْ تَقُول: أَيَا مَنْ تَسَلْ عَنْ سِرِّ حُزْنيَ إِنَّني * رَهِينَةُ هَذَا القَبرِ يَا فَتَيَانِ وَمَا ليَ لاَ أَبْكِي عَلَى مَنْ لَوَ انَّهُ * تَقَدَّمَ يَوْمِي يَوْمَهُ لَبَكَاني وَإِنيِّ لأَسْتَحْيِيهِ وَالتُّرْبُ بَيْنَنَا * كَمَا كُنْتُ أَسْتَحْيِيهِ حِينَ يَرَاني {الْبَيْتُ الثَّاني فَقَطْ لِلْخَنْسَاءِ بِتَصَرُّف}

ثمَّ انخَرَطَتْ في البُكَاءِ وَجَعَلَتْ تَقُول: يَا صَاحِبَ القَبرِ يَا مَنْ كَانَ يَنعَمُ بي * بَالاً وَيُكْثِرُ في الدُّنيَا مُوَاسَاتي قَدْ زُرْتُ قَبرَكَ في حَلْيٍ وَفي حُلَلٍ * كَأَنَّني لَسْتُ مِن أَهْلِ المُصِيبَاتِ قَدْ كُنْتَ تَفْرَحُ بي في زِينَتي وَلِذَا * أَتَيْتُ قَبرَكَ رَافِلَةً بِزِينَاتي

وَقَالَتْ أُخْرَى: طَوَى المَوْتُ مَا بَيْني وَبَينَ أَحِبَّتي * وَلَيْسَ لِمَا تَطْوِي المَنِيَّةُ نَاشِرُ وَكُنْتُ أُحَاذِرُ أَن أَرَى المَوْتَ قَبْلَهُمْ * فَلَمْ يَبْقَ لي شَيْءٌ عَلَيْهِ أُحَاذِرُ لَئِن عَمُرَتْ دُورٌ بِمَنْ لاَ أُحِبُّهُ * لَقَدْ عَمُرَتْ مِمَّن أُحِبُّ المَقَابِرُ يَغُرُّ الْفَتى مَرُّ اللَّيَالي هَنِيئَةً * وَهُنَّ بِهِ عَمَّا قَلِيلٍ غَوَادِرُ {أَبُو نُوَاسٍ بِتَصَرُّف 0 بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الرَّابِعِ فَهُوَ لآخَر}

زَوْجَةُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بَعْدَ مَقْتَلِه لَمَّا دُفِنَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَقَفَتْ زَوْجَتُهُ نَائِلَةُ عَلَى قبرِهِ، فَتَرَحَّمَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَتْ: وَمَا ليَ لاَ أَبْكي وَتَبْكِي صَوَاحِبي * وَقَدْ ذَهَبَتْ عَنَّا فُضُولُ أَبي عَمْرٍو ثمَّ انصَرَفَتْ إِلى مَنزلهَا فَقَالَتْ: " إِنيِّ رَأَيْتُ الحزْنَ يَبْلَى كَمَا يَبْلَى الثوْب، وَقَدْ خِفْتُ أَنْ يَبْلَى حُزْني عَلَى عُثمَان ـ وَكَانَتْ مِن أَجْمَلِ جَمِيلاَتِ قُرَيْشٍ بِلاَ مُنَازِع ـ تَزَوَّجَهَا بادئاً ذَا بَدْءٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْر رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَلَمَّا أَنْ مَاتَ عَنهَا وَهْيَ لاَ تَزَالُ بِحُسْنِهَا تَزَوَّجَهَا عُمَر، فَلَمَّا مَاتَ عَنهَا وَهْيَ لاَ زَالَتْ بحُسْنِهَا تَزَوَّجَهَا عُثمَان، فَلَمَّا مَاتَ عَنهَا فَعَلَتْ مَا فَعَلَتْ، ثمَّ قَالَتْ: مَا الَّذِي يُعْجِبُ فيَّ الرِّجَال 00؟

قَالُواْ لهَا: ثَغْرُكِ وَشَعْرُكِ؛ فَدَعَت بِفِهْرٍ فَهَشَّمَتْ بِهِ ثَغْرَهَا، وَدَعَتْ بمِقَصٍّ فَقَصَّتْ بِهِ شَعْرَهَا وَقَالَتْ: واللهِ لاَ أُقعِدَنَّ مِني رَجُلاً مَقعَدَ عُثمَانَ أَبَدَاً 00!! وَكَمَا بَدَأْتُ حَدِيثِيَ عَنْ فَقْدِ الزَّوْجِ بِأُمِّ سَلَمَة؛ أَخْتِمُهُ أَيْضَاً بِأُمِّ سَلَمَةَ وَأُمِّ الدَّرْدَاء رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا؛ لِتَسْمَعَهُ وَتَعِيَهُ كُلُّ امْرَأَةٍ وَفِيَّةٌ مخْلِصَةٌ أَحَبَّتْ زَوْجَهَا حُبَّاً جَمَّا، فَلَمَّا مَاتَ عَنهَا وَفَارَقَهَا أَصَابهَا حُزْنٌ شَدِيد، وَلَمْ تُفَكِّرْ في زَوْجٍ جَدِيد، وَلاَ شَعُرَتْ بَعْدَهُ بِيَوْمٍ سَعِيد، وَبِرَغْمِ فَرْطِ جمَالهَا وَقِلَّةِ مَالهَا وَسُوءِ حَالهَا؛ رَدَّتْ رَاغِبِيهَا وَاعْتَكَفَتْ عَلَى تَرْبِيَةِ عِيَالهَا، تِلْكَ الَّتي أُهْدِيهَا هَذِهِ القِصَّة:

عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ تُوُفِّيَ عَنهَا زَوْجُهَا فَتَزَوَّجَتْ بَعْدَهُ؛ فَهِيَ لآخِرِ أَزْوَاجِهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (2704، 1281)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيُّ في الْكَبِير] عَنْ سَلْمَى بِنْتِ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّ زَوْجَهَا اسْتُشْهِد؛ فَأَتَتْ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقَالَتْ: إِنيِّ امْرَأَةٌ قَدِ اسْتُشْهِدَ زَوْجِي، وَقَدْ خَطَبَني الرِّجَالُ فَأَبَيْتُ أَن أَتَزَوَّجَ حَتىَّ أَلْقَاه؛ فَتَرْجُو لي إِنِ اجْتَمَعْتُ أَنَا وَهُوَ أَن أَكُونَ مِن أَزْوَاجِهِ 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: نَعَمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3822، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

خَطَبَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبي سُفيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ فَأَبَتْ أَنْ تَتَزَوَّجَهُ وَقَالَتْ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُول: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " المَرْأَةُ لآخِرِ أَزْوَاجِهَا في الدُّنيَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ " بِرَقْم: 1281]

ذَهَبَ حُسْنُ الخُلُقِ بخَيرِ الدُّنيَا وَالآخِرَة أَمَّا الّتي تَزَوَّجَتْ ثمَّ نَدِمَتْ ـ بَعْدَمَا رَأَتْ مِنَ الفَارِقِ الكَبِيرِ بَينَ زَوْجِهَا الأَوَّلِ حَسَنِ الخُلُقِ وَهَذَا الّذِي ابْتُلِيَتْ بِه؛ فَأَسُوقُ إِلَيْهَا هَذَا الحَدِيث: عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا وَكَانَتِ امْرَأَةً حَسْنَاءَ لِدَرَجَةِ أَنَّ السَّيِّدَةَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا كَانَتْ تَغَارُ مِنهَا، قَالَتْ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا رَسُولَ الله: إِنَ المَرْأَةَ مِنَّا تَتَزَوَّجُ زَوْجَينِ أَوْ ثَلاَثَةً أَوْ أَرْبَعَة، ثُمَّ تمُوتُ فَتَدْخُلُ الجَنَّةَ وَيَدْخُلُونَ مَعْهَا 00 مَنْ يَكُونُ زَوْجُهَا 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا أُمَّ سَلَمَة، إِنَّهَا تخَيرُ فَتَخْتَارُ أَحْسَنَهُمْ خُلُقَاً؛ فَتَقُول: أَيْ رَبّ، إِنَّ هَذَا كَانَ أَحْسَنَهُمْ مَعِي خُلُقَاً في دَارِ الدُّنيَا فَزَوِّجْنِيه 00 يَا أُمَّ سَلَمَة: ذَهَبَ حُسْنُ الخُلُقِ بخَيرِ الدُّنيَا وَالآخِرَة " 0 [أَنْكَرَهُ الأَلبَانيُّ في " التَّرْغِيب "، وَضَعَّفَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجمع: (418/ 10)، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ، وَهُوَ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 45582]

فَقْدُ الزَّوْجَة عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ وَمَا رَأَيْتُهَا، وَلَكِنْ كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ ذِكْرَهَا، وَرُبَّمَا ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أَعْضَاءً ثُمَّ يَبْعَثُهَا في صَدَائِقِ خَدِيجَة؛ فَرُبَّمَا قُلْتُ لَهُ: كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ في الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إِلاَّ خَدِيجَةُ فَيَقُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّهَا كَانَتْ وَكَانَتْ وَكَانَ لي مِنْهَا وَلَدٌ " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ المَنَاقِبِ في بَاب: تَزْوِيجِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا وَفَضْلِهَا بِرَقْم: 3818]

عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا أُتِيَ بِشَيْءٍ يَقُول: " اذْهَبُواْ بِهِ إِلىَ فُلاَنَة؛ فَإِنَّهَا كَانَتْ صَدِيقَةَ خَدِيجَة، اذْهَبُواْ بِهِ إِلىَ فُلاَنَة؛ فَإِنَّهَا كَانَتْ تُحِبُّ خَدِيجَة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7339]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " لَمَّا بَعَثَ أَهْلُ مَكَّةَ في فِدَاءِ أُسَارَاهُمْ: بَعَثَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فِدَاءِ أَبي الْعَاصِ بِقِلاَدَة، كَانَتْ خَدِيجَةُ أَدْخَلَتْهَا بِهَا عَلَى أَبِي الْعَاصِ حِينَ بَنىَ عَلَيْهَا؛ فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَقَّ لَهَا رِقَّةً شَدِيدَةً وَقَال: " إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيرَهَا، وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا "؟ فَقَالُواْ نَعَمْ " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 26362، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 2692]

مُصَابُ الزَّوْجِ الوَفيِّ في زَوْجَتِه عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: " قَدِمْنَا مِنْ سَفَر، فَتَلَقَّوْنَا بِذِي الحُلَيْفَة، وَكَانَ غِلْمَانُ الأَنْصَارِ يَتَلَقَّوْنَهُمْ إِذَا قَدِمُواْ، فتَلَقَّوْاْ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَنَعَوْاْ إِلَيْهِ امْرَأَتَه، فَتَقَنَّعَ يَبْكِي؛ فَقُلْتُ لَهُ: سُبْحَانَ الله؛ أَنْتَ مِن أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكَ في السَّابِقَةِ مَا لَكَ، تَبْكِي عَلَى امْرَأَة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4927]

عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ محَمَّدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " هَلَكَتِ امْرَأَةٌ لي، فَأَتَاني محَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ يُعَزِّيني بهَا فَقَال: إِنَّهُ كَانَ في بَني إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ فَقِيهٌ عَالِمٌ عَابِدٌ مجْتَهِد، وَكَانَتْ لَهُ امْرَأَة، وَكَانَ بهَا مُعْجَبَاً، وَلهَا مُحِبَّاً فَمَاتَتْ؛ فَوَجَدَ عَلَيْهَا وَجْدَاً شَدِيدَاً، وَلَقِيَ عَلَيْهَا أَسَفَاً، حَتىَّ خَلاَ في بَيْتٍ وَغَلَّقَ عَلَى نَفْسِه، وَاحْتَجَبَ مِنْ النَّاس، فَلَمْ يَكُنْ يُدْخِلُ عَلَيْهِ أَحَدَا، وَإِنَّ امْرَأَةً سَمِعَتْ بِهِ فَجَاءتْهُ فَقَالَتْ: إِنَّ لي إِلَيْهِ حَاجَةً أَسْتَفْتِيهِ فِيهَا، لَيْسَ يُجْزِئُني فِيهَا إِلاَّ مُشَافَهَتُه، فَذَهَبَ النَّاسُ وَلَزِمَتْ بَابَهُ وَقَالَتْ:

مَا لي مِنهُ بُدّ، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: إِنَّ هَهُنَا امْرَأَةً أَرَادَتْ أَنْ تَسْتَفْتِيَكَ وَقَالَتْ إِن أَرَدْتُ إِلاَّ مُشَافَهَتَه، وَقَدْ ذَهَبَ النَّاس، وَهِيَ لاَ تُفَارِقُ الْبَاب؛ فَقَال: ائْذَنُوا لهَا، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ فَقَالَتْ: إِني جِئْتُكَ أَسْتَفْتِيكَ في أَمْرٍ، قَال: وَمَا هُوَ 00؟ قَالَتْ: إِني اسْتَعَرْتُ مِنْ جَارَةٍ لي حُلِيَّاً، فَكُنْتُ أَلْبَسُهُ وَأُعِيرُهُ زَمَانَاً، ثمَّ إِنَّهُمْ أَرْسَلُواْ إِليَّ فِيهِ أَفَأُؤَدِّيهِ إِلَيْهِمْ 00؟

فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: نَعَمْ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ قَدْ مَكَثَ عِنْدِي زَمَانَاً 00؟ فَقَالَ ذَلِكِ أَحَقُّ لِرَدِّكِ إِيَّاهُ إِلَيْهِمْ حِينَ أَعَارُوكِيهِ زَمَانَاً؛ فَقَالَتْ: أَيْ يَرْحَمُكَ الله: أَفَتَأْسَفُ عَلَى مَا أَعَارَكَ اللهُ ثمَّ أَخَذَهُ مِنْكَ وَهُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْك 00؟! فَأَبْصَرَ مَا كَانَ فِيهِ وَنَفَعَهُ اللهُ بِقَوْلهَا " 0 [الإِمَامُ مَالِكٌ في " المُوَطَّإِ " بِرَقْم: 559]

وَمِن أَرَقِّ وَأَجْمَلِ مَا قِيلَ في فَقْدِ الزَّوْجَةِ قَوْلُ المُتَنَبيِّ: وَلَوْ كَانَ النِّسَاءُ كَمَنْ فَقَدْنَا * لَفُضِّلَتِ النِّسَاءُ عَلَى الرِّجَالِ وَمَا تَأْنِيثُنَا لِلشَّمْسِ عَيْبَاً * وَلاَ التَّذْكِيرُ فَخْرَاً لِلْهِلاَلِ {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} وَقَوْلُ رَبِّ السَّيْفِ وَالْقَلَم [محْمُود سَامي البَارُودِي]: يَا مَوْتُ فِيمَ فَجَعْتَني في زَوْجَةٍ * كَانَتْ خُلاَصَةَ عُدَّتي وَعَتَادِي إِنْ كُنْتَ لَمْ تَرْحَمْ صِبَايَ بِفَقْدِهَا * هَلاَّ رَحِمْتَ بِفَقْدِهَا أَوْلاَدِي

وَقَوْلُ الآخَر: أَحِبَّاءَنَا بِنْتُمْ عَنِ الدَّارِ فَاشْتَكَتْ * لِبُعْدِكُمُ آصَالَهَا وَضُحَاهَا وَفَارَقْتُمُ البَلَدَ المُبَارَكَ فَاسْتَوَتْ * رُسُومُ مَبَانِيهَا وَخِصْبُ كَلاَهَا كَأَنَّكُمُ يَوْمَ الرَّحِيلِ رَحَلتُمُ * بِنَوْمِي فَعَيْني لاَ تُصِيبُ كَرَاهَا وَكَانَتْ دُمُوعِي في البُكَاءِ عَزِيزَةً * فَسَحَّتْ دُمُوعِي بَعْدَكُمْ بِدِمَاهَا يَرَاني خَلِيلِي بَاسِمَاً فَيَظُنُّني * سَعِيدَاً وَأَحْشَائِي الأَنِينُ كَوَاهَا رَعَى اللهُ أَيَّامَاً بِطِيبِ جِوَارِكُمْ * تَقَضَّتْ وَحَيَّاهَا الحَيَا وَسَقَاهَا فَمَا قُلْتُ إِيهٍ بَعْدَهَا لِمُسَامِرٍ * مِنَ النَّاسِ إِلاَّ قَالَ قَلْبيَ آهَا

عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيرَاً مِنهَا، إِنَّا إِلى رَبِّنَا رَاغِبُون للهِ عَهْدٌ مَرَّ لي في ظِلِّهَا * أَبْكِي عَلَيْهِ وَتَارَةً أَبْكِيهَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} مَضَتِ الَّتي كَانَتْ كَزَنْبَقَةِ الرُّبَى * في طُهْرِهَا وَأَرِيجِهَا وَصِفَاتهَا فَكَأَنَّمَا الأَغْصَانُ أَثْقَلَهَا الأَسَى * أَفَمَا تَرَاهَا قَوَّسَتْ هَامَاتهَا وَمَشَى النَّسِيمُ إِلى الزُّهُورِ مُعَزِّيَاً * يَبْكِي وَتَمْسَحُ كَفُّهُ عَبَرَاتهَا وَاللهِ لَنْ تَفِيَ النُّفُوسُ بِحُبِّهَا * حَتىَّ تَفِيضَ اليَوْمَ مِن حَسَرَاتهَا

وَمِنَ الطَّرِيفِ حَوْلَ هَذَا المَعْنى: أَني كُنْتُ قَدْ فَقَدْتُ أَوْرَاقَاً مِنْ كِتَابٍ لي؛ فَجَزِعْتُ عَلَيْهَا جَزَعَاً شَدِيدَاً، وَظَلَلتُ أَبحَثُ عَنهَا عُمُرَاً مَدِيدَاً؛ آمِلاً في العُثُورِ عَلَيْهَا فَلَمْ يُمْكِني ذَلِك؛ فَكُنْتُ أُرَدِّدُ هَذِهِ الآيَةَ الكَرِيمَة: {عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيرَاً مِنهَا، إِنَّا إِلى رَبِّنَا رَاغِبُون} [القَلَم: 32] وَهَذِهِ الآيَةُ مِنْ بَرَكَتِهَا أَنَّ كُلَّ مَنْ فَقَدَ شَيْئَاً بِإِمْكَانِهِ تَرْدِيدُهَا، فَيُمْكِنُ لِلزَّوْجِ الحَزِينَ أَنْ يُرَدِّدَهَا إِنْ مَاتَتْ زَوْجَتُهُ الوَفِيَّةُ العَرُوب، الّتي كَانَ يحِبُّهَا حُبَّاً جَمَّا؛ عَسَى أَنْ يجِدَ فِيهَا الصَّبرَ وَالسُّلوَان، وَالحِسْبَةَ وَالعَزَاء 0

فَقْدُ الخَال رَأَيْتُ الخَطْبَ جَلَّ عَنِ العَزَاءِ * فَفَاضَ الشِّعْرُ يَنْطِقُ بِالرِّثَاءِ وَفَاضَ الدَّمْعُ مِن عَيْني غَزِيرَاً * كَأَنَّ عُيُونَنَا يُنْبُوعُ مَاءِ فَيَا مَنْ قَدْ حَزِنْتَ لِفَقْدِ خَالٍ * تجَمَّلْ إِنَّهُ حُكْمُ القَضَاءِ وَدِدْنَا أَنْ يَعِيشَ النُّبْلُ دَهْرَاً * وَأَنْ تحْيى المَكَارِمُ في ارْتِقَاءِ وَكُنَّا نَبْتَغِي لِلجُودِ عُمْرَاً * وَنَرْجُو لِلنَّدَى طُولَ البَقَاءِ وَلَكِنَّ المَنِيَّةَ عَاجَلَتْنَا * وَأَوْدَتْ بِالكَرِيمِ أَبي السَّخَاءِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف}

فَقْدُ العَمّ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مَرَّ عَلَى حَمْزَةَ وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ فَقَال: " لَوْلاَ أَنْ تجِدَ صَفِيَّةُ في نَفْسِهَا؛ لَتَرَكْتُهُ حَتىَّ تَأْكُلَهُ الْعَافِيَةُ حَتىَّ يُحْشَرَ مِنْ بُطُونهَا، وَقَلَّتْ الثِّيَابُ وَكَثُرَتْ الْقَتْلَى ـ أَيْ يَوْمَ أُحُدٍ ـ فَكَانَ الرَّجُلُ وَالرَّجُلاَنِ وَالثَّلاَثَةُ يُكَفَّنُونَ في الثَّوْبِ الْوَاحِدِ ثُمَّ يُدْفَنُونَ في قَبْرٍ وَاحِد، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ أَيُّهُمْ أَكْثَرُ قُرْآنَاً فَيُقَدِّمُهُ إِلى الْقِبْلَة " 0 [حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: (2729)، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ ": رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ 0 ص: 24/ 3] وَالعَافِيَة: هِيَ الطُّيُورُ وَالسِّبَاع 0

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ في شُهَدَاءِ أُحُد: " أُتِيَ بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ فَجَعَلَ يُصَلِّي عَلَى عَشَرَةٍ عَشَرَة، وَحَمْزَةُ هُوَ كَمَا هُوَ، يُرْفَعُونَ وَهُوَ كَمَا هُوَ مَوْضُوعٌ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1513] وَفي حَدِيثٍ آخَرَ لِلإِمَامِ أَحْمَدَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ رَوَاهُ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " صَلَّى عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ صَلاَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 4414، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

فَقْدُ الجَدّ فَقَبْرُكَ فِيهِ العِلْمُ وَالزُّهْدُ يَا جَدُّ * إِلى كُلِّ رُكْنٍ في المَكَارِمِ يمْتَدُّ وَقَائِلَةٍ وَالدَّمْعُ يمْلأُ جَفْنَهَا * أَمِثْلُكَ يَبْكِي أَيُّهَا الرَّجُلُ الجَلْدُ وَمَا نحْنُ في الأَيَّامِ إِلاَّ سَفِينَةٌ * فَيَخْفِضُنَا جَزْرٌ وَيَرْفَعُنَا مَدُّ {البَيْتُ الأَوَّلُ لِلشَّاعِرِ الْعَظِيم / هَاشِمٍ الرِّفَاعِي، وَالبَيْتَانِ الأَخِيرَانِ لمحَمَّدٌ الأَسْمَر}

فَقْدُ الصَّدِيق عَن أَبي هرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَقُولُ اللهُ تَعَالى: مَا لِعَبْدِي المُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِن أَهْلِ الدُّنْيَا، ثُمَّ احْتَسَبَهُ إِلاَّ الجَنَّة " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الرِّقَاقِ بَاب: العَمَلِ الَّذِي يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ الله بِرَقْم: (6424)، وَفي " الكَنْزِ " بِرَقْم: 6561]

قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّمِيمِيّ الحَنْبَلِيّ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ الْعَتَكِيُّ قَال: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الحَرْبيَّ يَقُولُ لجَمَاعَة عِنْدَهُ: مِنْ تَعُدُّونَ الْغَرِيبَ في زمَانِكُمْ 00؟ فَقَالَ رَجُل: الْغَرِيبُ مِنْ نَأْى عَنْ وَطَنِه، وَقَالَ آخِر: الْغَرِيبُ مِنْ فَارَقَ أَحْبَابَه؛ فَقَالَ إِبْرَاهِيم: الْغَرِيبُ في زَمَانِنَا: رَجُلٌ صَالِحٌ عَاشَ بَيْنَ قَوْمٍ صَالحِين؛ إِن أَمَرَ بِمَعْرُوفٍ آزَرُوه، وَإِنْ نَهَى عَنْ مُنْكَرٍ أَعَانُوه، وَإِنِ احْتَاجَ إِلىَ سَبَبٍ مِنَ الدُّنْيَا مَانُوه، ثُمَّ مَاتُواْ وَتَرَكُوه " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 363/ 13]

وَعَلَّنَا نَذْكُرُ حِينَ طَلَبَتْ بَعْضُ قَبَائِلِ العَرَبِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَرَاً مِن أَصْحَابِهِ يُقْرِئُونَهُمُ القُرْآن؛ فَاصْطَفَى مِنْ قَوْمِهِ سَبْعِينَ رَجُلاً مِن خِيرَةِ الصَّحَابَةِ وَأَرْسَلَهُمْ إِلَيْهِمْ فَغَدَرُواْ بهِمْ وَقَتَلُوهُمْ، في الحَادِثَةِ المَعْرُوفَةِ بِبِئْرِ مَعُونَة؛ فَحَزِنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ حُزْنَاً شَدِيدَاً 00

عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " بَعَثَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْوَامَاً مِنْ بَني سُلَيْمٍ إِلى بَني عَامِرٍ في سَبْعِين، فَلَمَّا قَدِمُواْ قَالَ لهُمْ خَالي: أَتَقَدَّمُكُمْ؛ فَإِن أَمَّنُوني حَتىَّ أُبَلِّغَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِلاَّ كُنْتُمْ مِنيِّ قَرِيبَاً، فَتَقَدَّمَ فَأَمَّنُوه، فَبَيْنَمَا يُحَدِّثُهُمْ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَوْمَأُواْ إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ فَطَعَنهُ فَأَنْفَذَه، فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: اللهُ أَكْبر، فُزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَة، ثمَّ مَالُواْ عَلَى بَقِيَّةِ أَصْحَابِهِ فَقَتَلُوهُمْ إِلاَّ رَجُلاً أَعْرَجَ صَعِدَ الجَبَل " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجِهَادِ وَالسِّيَرِ بَاب: مَنْ يَنْكُبُ في سَبِيلِ الله بِرَقْم: 2801]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرَاً حِينَ قُتِلَ القُرَّاء ـ فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَزِنَ حُزْنَاً قَطُّ أَشَدَّ مِنْه " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1300 / عَبْدُ الْبَاقِي] وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً قَال: " فَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ عَلَى شَيْءٍ؛ مَا وَجَدَ عَلَيْهِمْ 000 إِلخ الحَدِيثِ بِنَحْوِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6394 / فَتْح]

عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ عَلَى سَرِيَّةٍ؛ مَا وَجَدَ عَلَى السَّبْعِينَ الَّذِينَ أُصِيبُواْ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَة، كَانُواْ يُدْعَوْنَ القُرَّاء، فَمَكَثَ شَهْرَاً يَدْعُو عَلَى قَتَلَتِهِمْ " [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ المَسَاجِدِ 0 بَاب: اسْتِحْبَابِ القُنُوتِ في جَمِيعِ الصَّلاَةِ إِذَا نَزَلَتْ بِالمُسْلِمِينَ نَازِلَة بِرَقْم: 677]

وَمِن أَجْمَلِ وَأَرَقِّ مَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ في مَوْتِ الصَّدِيقِ هَذَانِ الْبَيْتَانِ: وَمَا ليَ لاَ أَبْكِي عَلَى صَاحِبي وَلَوْ * تَقَدَّمَ يَوْمِي يَوْمَهُ لَبَكَانِيَا فَإِنْ يَكُ أَفنَتْهُ اللَّيَالي بِمَوْتِهِ * فَذِكرَاهُ فِينَا سَوْفَ تُفْني اللَّيَالِيَا {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لِلْخَنْسَاءِ بِتَصَرُّف، وَالثَّاني لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي}

يَا سَعْدُ لَوْ كُنْتُ دَمْعَاً فِيكَ مُنْسَكِبَا * قَضَيْتُ نَحْبي وَلَمْ أَقْضِ الَّذِي وَجَبَا {أَبُو طَالِبٍ المَأْمُونيّ} أَيْنَ مُؤنِسُ الدَّارِ * وَصَاحِبُ أَسْرَارِي مَنْ وَقَفَ جَانِبي * حِينَ قَلَّتْ أَنصَارِي أَيْنَ أَحْبَابٌ لَنَا يَا قَوْمُ أَيْنَا * فَارَقُونَا فَكَأَنَّا مَا الْتَقَيْنَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَمَّا المُصَابُ فَكَانَ شَرَّ مُصَابِ * يَا فَجْعَةَ الإِخْوَانِ وَالأَصْحَابِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} كَمْ مِن أَخٍ لي صَالِحٍ * بَوَّأْتُهُ بِيَدَيَّ لَحْدَا ذَهَبَ الَّذِينَ أُحِبُّهُمْ * وَبَقِيتُ مِثْلَ السَّيْفِ فَرْدَا {عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِب} تَوَلىَّ إِخْوَتي وَبِقِيتُ فَرْدَاً * وَحِيدَاً في دِيَارِهِمُ شَرِيدَا {الشَّرِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ الثَّقَفِيّ} حَقَّاً وَاللهِ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَك 00!!

وَكَمْ تَطِيشُ سِهَامُ المَوْتِ مخْطِئَةً * عَنيِّ وَتُصْمِي أَخِلاَّئِي وَإِخْوَاني {الشَّرِيفُ المُرْتَضَى} يُفَارِقُني مَنْ لاَ أَطِيقُ فِرَاقَهُ * وَيَصْحَبُني في النَّاس مَنْ لاَ أَطِيقُهُ ********* وَكُلُّ أَخٍ مُفَارِقُهُ أَخُوهُ * لَعَمْرُ أَبِيكَ إِلاَّ الفَرْقَدَانِ {عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِب}

فَتىً كَانَ أَنعَمَ مِنْ جَاهِلٍ * فَأَصْبَحَ أَتْعَسَ مِنْ شَاعِرِ أَضَاعَ الغِنى وَأَضَاعَ الصِّحَابَا * وَرُبَّ مَرِيضٍ بِلاَ زَائِرِ أَشَدُّ مِنَ الدَّهْرِ مَكْرَاً بَنُوهُ * فَوَيْلٌ لِمَنْ لَيْسَ بِالمَاكِرِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر أَوْ محْمُود سَامِي البَارُودِي} تَذَكُّرٌ وَحَنِين وَمِن أَجْمَلِ وَأَرَقِّ مَا قِيلَ في ذِكْرَى الصَّدِيق: عَامٌ مَضَى لَوْ أنَّهُ يَتَكَلَّمُ * لَرَوَى لَنَا عَجَبَ العَجَائِبِ عَنْكُمُ

المجْدُ مَطْلَبُكُمْ وَأَنْتُمْ سُهَّدٌ * وَالمجْدُ حُلْمُكُمُ وَأَنْتُمْ نُوَّمٌ وَحَسِبْتُمُ شُمَّ الجِبَالِ سَلاَلِمَاً * نُصِبَتْ لَكُمْ كَيْ تَصْعَدُواْ فَصَعَدْتمُ وَبَكَى الأَحِبَّةُ حَوْلَكُمْ وَجُفُونُكُمْ * تَعْصِي البُكَا حُزْنُ الجَبَابِرِ أَبْكَمُ وَكَذَا الحَيَاةُ قَدِيمُهَا وَجَدِيدُهَا * ذِكْرَى نُسَرُّ بِهَا وَأُخْرَى تُؤْلِمُ {الأَبْيَاتُ الثَّلاَثَةُ الأُولى إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف}

وَهَوَّنَ حُزْني عَن خَلِيلِيَ أَنَّني * إِذَا شِئْتُ لاَقَيْتُ الَّذِي مَاتَ صَاحِبُه {نَهْشَلُ بْنُ حَرَّى بِتَصَرُّفٍ يَسِير} أَلاَ أَيُّهَا المَوْتُ الَّذِي لَيْسَ تَارِكِي * أَرِحْنى فَقَدْ أَفنَيتَ كُلَّ خَلِيلِ أَرَاكَ بَصِيرَاً بالَّذِينَ أُحِبُّهُمْ * كَأَنَّكَ تَنْحُو نَحْوَهُمْ بِدَلِيلِ {الإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِب}

فَقْدُ المُقْرِئ يَا مُقْرِئَ الشَّرْقِ هَذَا الصَّوْتُ مِنْ ذَهَبِ * سَلِمْتَ لِلدَّينِ يَا قُمْرِيَّةَ العَرَبِ يَا مُرْسِلَ الصَّوْتِ تَهْتَزُّ القُلُوبُ لَهُ * وَتَسْبَحُ الرُّوحُ في دُنيَا مِنَ العَجَبِ لاَ زَالَ تَرْتِيلُنَا لِلذِّكْرِ في وَخَمٍ * حَتىَّ بَدَا مِنْكَ في أَثْوَابِهِ القُشُبِ جَعَلْتَ لِلذِّكْرِ وَالْقُرَّاءِ مَنْزِلَةً * في النَّاسِ تَسْمُو عَلَى الأَلقَابِ وَالرُّتَبِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف}

تَرَكَ الدُّنيَا صَلاَحْ * وَمَضَى عَنَّا وَرَاحْ عَصَفَ المَوْتُ بِنَجْمٍ * في سَمَاءِ الدِّين لاَحْ يُعْلِنُ الحَقَّ قَوِيَّاً * لَيْسَ يَخْشَى لَوْمَ لاَحْ بُلبُلٌ بِالذِّكْرِ شَادٍ * طَارَ مَبْسُوطَ الجَنَاحْ مَا عَلاَ في الجَوِّ حَتىَّ * خَرَّ مخْضُوبَ الجِرَاحْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف}

فَقْدُ الخَطِيبِ وَالشَّيْخ {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُواْ مُنْظَرِين} {الدُّخَان/29} حَدَّثَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في هَذِهِ الآيَةِ الْكَرِيمَة: " بِفَقْدِ المُؤْمِنِ أَرْبَعِينَ صَبَاحَاً " 00 أَيْ أَنَّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ يَبْكِيَانِ عَلَى المُؤْمِنِ أَرْبَعِينَ صَبَاحَا 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3679]

أَهَاجَ لَنَا الحُزْنُ العُيُونَ البَوَاكِيَا * وَأَسْهَدَ مَوْتُ الشَّيْخِ مِنَّا المَآقِيَا أَلاَ قَاتَلَ اللَّهُ البُكَاءَ فَإِنَّهُ * بمَا في فُؤَادِي كَانَ لِلقَوْمِ وَاشِيَا لَقَدْ بِتُّ يُضْنِيني حَدِيثُ أَقَارِبي * إِذَا مَا رَأَواْ دَمْعِي عَلَى الخَدِّ جَارِيَا سَيَرْثَى لِحَالي اللاَّئِمُونَ عَلَى الْبُكَا * إِذَا حَمَلُواْ في قَلْبِهِمْ بَعْضَ مَا بِيَا أَأَسْلُو وَفي السُّلْوَانِ نَارٌ وَلَوْعَةٌ * وَأَكْتُمُ وَالكِتْمَانُ يُدْمِي فُؤَادِيَا طَلَبْنَا عَلَى البَلْوَى مُعِينَاً فَفَاتَنَا * يُوَاسِيكَ مَنْ يحْتَاجُ فِيكَ مُوَاسِيَا أَيَا مَوْتُ لَوْ تَدْرِي فَجِيعَتَنَا بِهِ * لَقَدْ كُنْتَ جَبَّارَاً وَقَدْ كُنْتَ قَاسِيَا

بَكَيْنَاهُ بِالآلامِ مِلْءَ نُفُوسِنَا * وَبِالحُزْنِ قَتَّالاً وَبِالدَّمْعِ جَارِيَا فَأَبْكِي عَلَيْهِ تَارَةً إِنْ ذَكَرْتُهُ * وَأَبْكِي إِذَا أَبْصَرْتُ في النَّاسِ بَاكِيَا وَمَا ليَ لاَ أَبْكِي عَلَى مَنْ لَوَ انَّهُ * تَقَدَّمَ يَوْمِي يَوْمَهُ لَبَكَانِيَا أُصِبْنَا مِنَ الدُّنيَا بِمَا لَوْ قَلِيلُهُ * أُصِيبَتْ بِهِ الأَيَّامُ صَارَتْ لَيَالِيَا وَمَنْ لَمْ تُضَرِّسْهُ المَنُونُ بِنَابهَا * يَظُنُّ شِكَايَاتِ النُّفُوسِ تَشَاكِيَا فَيَا مَنْ لِقَلْبٍ لاَ تَنَامُ همُومُهُ * وَيَا مَنْ لِعَينٍ لاَ تَنَامُ اللَّيَالِيَا تمُرُّ اللَّيَالي لَيْلَةٌ إِثْرَ لَيْلَةٍ * وَأَحْزَانُ قَلْبي بَاقِيَاتٌ كَمَا هِيَا فَمَا تُنْبِتُ الغَبرَاءُ غَيرَ مَصَائِبٍ * وَمَا تُمْطِرُ الأَفْلاَكُ إِلاَّ دَوَاهِيَا

لَعَمْرُكَ مَا يَدْرِي الْفَتى كَيْفَ يَتَّقِي * إِذَا هُوَ لَمْ يجْعَلْ لَهُ اللهَ وَاقِيَا أَحَقَّاً خَطِيبَ العَصْرِ لَسْتَ بِعَائِدٍ * إِلَيْنَا وَأَنْ لاَ مُلْتَقَى بِكَ ثَانِيَا تَقِيٌّ عَهِدْنَاهُ إِلى البِرِّ مُسْرِعَاً * إِذَا غَيرُهُ في البِرِّ أَبْدَى تَوَانِيَا سَخِيٌّ إِذَا ضَاقَ الزَّمَانُ عَلَى الفَتى * وَجَاءَ لَهُ يَلْقَى المُنى وَالأَمَانِيَا وَلَيْسَ لَعَمْرِي مَنْ يَبِيتُ عَلَى النَّدَى * كَمَنْ بَاتَ مِنْ ثَوْبِ الفَضَائِلِ عَارِيَا يَجُودُ إِذَا ضَنَّ الأَنَامُ بِمَالِهِمْ * وَإِن عُدْتَ مِنْ دَارٍ لَهُ عُدْتَ رَاضِيَا

وَلَيْسَ لَعَمْرِي مَنْ يَبِيتُ عَلَى النَّدَى * كَمَنْ بَاتَ مِنْ ثَوْبِ الفَضَائِلِ عَارِيَا قَضَى عُمْرَهُ يَسْعَى لِكُلِّ فَضِيلَةٍ * وَيَعْشَقُ في صُنعِ الجَمِيلِ التَّفَانِيَا قَضَى عُمْرَهُ مِثْلَ الزُّهُورِ فَعُمْرُهَا * قَصِيرٌ وَلَكِنْ تَتْرُكُ العِطْرَ زَاكِيَا لَئِنْ شِئْتَ إِحْصَاءً لِكُلِّ صِفَاتِهِ * لأَعْجَزْتَ عَنْ سَرْدِ الصِّفَاتِ المَعَانِيَا

عَلَيْهِ سَلاَمُ اللهِ كَمْ كَانَ ذَا تُقَىً * وَكَمْ كَانَ ذَا بِرٍّ وَكَمْ كَانَ حَانِيَا وَلَيْسَ لَعَمْرِي مَنْ يَمُوتُ عَلَى الهُدَى * كَمَنْ مَاتَ مِنْ ثَوْبِ الفَضَائِلِ عَارِيَا {بَعْضُهَا لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي، وَأَكْثَرُهَا لإِيلِيَّا أَبي مَاضِي، وَالْبَيْتُ الْعَاشِرُ لِلْخَنْسَاء}

تَسَاوَتِ النَّاسُ في البَلوَى سوَى العَرَبِ تَسَاوَتِ النَّاسُ في البَلوَى سوَى العَرَبِ * هَيْهَاتَ مَا هَانَ قَوْمٌ مِثْلَمَا هَانُواْ أَمَنْ يَمُوتُ وَلاَ سِتْرٌ يُظَلِّلُهُ * كَمَن عَليْهِ أَكَالَيلٌ وَتِيجَانُ لاَ تَضْحَكُواْ وَبِأَرْضِ الشَّامِ نَائِحَةٌ * وَلاَ تَنَامُواْ وَفي لُبْنَانَ سَهْرَانُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر أَوْ إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ}

قِفْ نَبْكِ أَعْلاَمَ الهُدَى قِفْ نَبْكِ أَعْلاَمَ الهُدَى * وَنُوفِّهِمْ حَقَّ الرِّثَاء لاَ صَوْتَ بَعْدُ وَلاَ صَدَى * غَيْرَ التَنَهُّدِ وَالبُكَاء {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} لَعَمْرُكَ مَا وَارَى التُّرَابُ محَمَّدَاً * وَلَكِنَّهُ وَارَى تُرَابَاً وَأَعْظُمَا

أَمَا تَرَى أَنَّ سَيْفَ الحَقِّ قَدْ صَدَأَا * وَأَنَّ دِينَ الهُدَى وَالشَّرْعِ قَدْ رُزِئَا وَأَنَّ شَمْسَ المَعَالي وَالعُلَى غَرَبَتْ * وَأَنَّ نُورَ التُّقَى وَالعِلْمِ قَدْ طُفِئَا يَرْمِي بِلَفْظٍ يُزِيلُ السُّقْمَ أَيْسَرُهُ * فَلَو يُعَالَجُ مَلْسُوعٌ بِهِ بَرِئَا وَحُرِّ وَعْظٍ يُذِيبُ الصَّخْرَ أَهْوَنُهُ * حَتىَّ لَوِ اخْتَارَ مَقْرُورٌ بِهِ دَفِئَا المَوْتُ حَقٌّ يَذُوقُ الْكُلُّ سَكْرَتَهُ * وَلاَ يُحَابي يَصِيدُ اللَّيْثَ وَالرَّشَأَا مَا غَادَرَ المَوْتُ عَدْنَانَاً وَلاَ مُضَرَاً * وَلَمْ يَذَرْ يَعْرُبَاً كَلاََّ وَلاَ سَبأَا يَا لَيْتَ أُذْنيَ قَدْ صُمَّتْ وَلاَ سَمِعَتْ * في رُزْئِهِ مِنْ فَمِ الدَّاعِي لَهُ نَبَأَا {كَمَالُ الدِّينِ حَسَنُ بْنُ مُظَفَّرٍ الشَّيْبَانيّ}

كَلمَةُ تَأْبِينٍ لفَقِيدِ المُسْلِمِين / الإِمَامِ الشَّعْرَاوِي لَقَدْ كُنْتُ كَثِيرَاً مَا أَقُول: أَنَا دَعْوَةُ الرَّجُلِ الصَّالِح / الإِمَامِ محَمَّد متْوَليِّ الشَّعْرَاوِي: وَذَلِكَ أَنيِّ بَصُرْتُ بِهِ يَوْمَاً في إِحْدَى الإِشَارَاتِ فَأَشَرْتُ لأُمِّيَ عَلَيْه، وَسَاقَتْني قَدَمَايَ مَسْرُورَاً إِلَيْه، فَإِذَا بِهِ يَفْتَحُ بَابَ سَيَّارَتِهِ وَيَضُمُّني بَيْنَ ذِرَاعَيْه، وَيَدْعُو لي بِالخَير 00!!

وَمِنْ بَرَكَاتِهِ عَلَيْهِ سَحَائِبُ الرَّحْمَةِ أَنْ يَكُونَ تَأْبِينيَ فِيه: هُوَ أَوَّلَ شَيْءٍ نَشَرْتُهُ في حَيَاتي، وَكَانَ بجَرِيدَةِ اللِّوَاءِ الإِسْلاَمِيِّ عَقِبَ وَفَاتِهِ بِأُسْبُوع، وَهَذَا هُوَ نَصُّ التَّأْبِين: " كَان رَجُلاً بحَقّ؛ يَصدُقُ فِيهِ قَولُهُ تَعَالى: {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَّدُنَّا عِلْمَا} {الكَهْف/65}

كَانَ رَحِمَهُ اللهُ بحْرَاً لاَ سَاحِلَ لَه، حَدِيثُهُ تَطْرَبُ لَهُ النُّفُوس، وَلاَ تَنْفَدُ في شَرْحِهِ الدُّرُوس، يُشْفَى بِهِ مَنْ في قَلْبِهِ مَرَض 00 فَمُطَالِبٌ بِإِعَادَةٍ وَمُطَالِبٌ * بِزِيَادَةٍ وَمُكَبِّرٌ وَمُهَلِّلُ إِنْ تَقْصِدْهُ في الْفُتْيَا؛ فَعَلَى الخَبِيرِ سَقَطْت، وَإِنْ تَقْصِدْهُ في التَّفْسِيرِ فَهُوَ ابْنُ بجْدَتِهَا؛ فَتَبَارَكَ مَن آتَاهُ الحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ البَيَان 0 وَيَبِينُ عِتْقُ الخَيْلِ مِن أَصْوَاتهَا {المُتَنَبيِّ}

سَلاَمٌ عَلَى التَّفْسِيرِ بَعْدَ إِمَامِنَا * سَلاَمٌ عَلَى أَيَّامِهِ النَّضرَاتِ عَلَى الدِّينِ وَالدُّنيَا عَلَى العِلْمِ وَالحِجَا * عَلَى البرِّ وَالتَّقْوَي عَلَى الحَسَنَاتِ أَبَانَ لَنَا القُرْآنَ حُكْمَاً وَحِكْمَةً * وَفَرَّقَ بَينَ النُّورِ وَالظُّلُمَاتِ فَفِىالغَرْبِ مَهْمُومٌ وَفي الشَّرْقِ جَازِعٌ * وَفي مِصْرَ بَاك دَائِمُ الحَسَرَاتِ وَلَيْسَ البُكَا يُوفِيهِ حَقَّاً وَلَو بَكَتْ * عَلَيهِ عُيُون الشِّعْرِ بِالعَبَرَاتِ لَقَدْ كُنْتُ أَخْشَى عَادِيَ المَوْتِ بَعْدَهُ * فَأَصْبَحْتُ أَخْشَى أَنْ تَطُولَ حَيَاتي {حَافِظ إِبْرَاهِيم 0 بِتَصَرُّف}

كَانَتْ تُعَدُّ بِلاَدُنَا بِكَ شَيْخَنَا * بَينَ المحَافِلِ زَهْرَةَ البُلْدَانِ لَوْ كَانَ لِلذِّكْر الحَكيمِ بَقِيَّةٌ * لَمْ تَأْتِ بَعْدُ رُثِيتَ في القُرآنِ وَأَنَا الَّذِي أُرْثِي النُّجُومَ إِذَا هَوَتْ * فَتَعُودُ بِالأَفْلاَكِ لِلدَّوَرَانِ {وَالأَخِيرُ لأَمِيرِ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي ـ البَيْتَانِ الأَوَّلُ وَالأَخِيرُ فَقَطْ} عَمَّرَ فِينَا عُمُرَاً طَوِيلاً حَتىَّ حَسَدَتِ السَّمَاءُ عَلَيْهِ الأَرْضَ فَاسْتَأْثَرَتْ بِه 00!! فَرَحِمَهُ اللهُ وَأَحسَنَ مَثوَاهُ، كَانَ وَلاَ زَالَ وَسَيَظَلُّ عِنْدَ النَّاسِ وَجِيهَا 00 إِلى اللهِ أَشْكُو أَنَّ كُلَّ قَبِيلَةٍ * مِنَ النَّاسِ أَفْني المَوْتُ خِيرَةَ أَهْلِهَا

فَلَمْ أَسَلْ قَطُّ عَنْ قَوْمٍ عَرَفْتُهُمُ * بِالجُودِ وَالفَضْلِ إِلاَ قِيلَ قَدْ زَالُواْ {أَبُو العَتَاهِيَة 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِير} وَهَكَذَا بَكَيْنَا مَرَّتَين: مَرَّةً عَلَى الأَحْيَاءِ غَيرِ الأَوْفِيَاء، وَأُخْرَى عَلَى الأَوْفِيَاءِ غَيرِ الأَحْيَاء 00 وَمَا حَيَاةُ امْرِئٍ أَمْسَتْ مَدَامِعُهُ * مَقْسُومَةً بَينَ أَحْيَاءٍ وَأَمْوَاتِ

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: جَعَلَ الدُّنيَا كُلَّهَا قَلِيلاً، وَمَا بَقِيَ مِنهَا إِلاَّ الْقَلِيلُ مِنَ الْقَلِيل، وَمَثَلُ مَا بَقِيَ مِنهَا كَالثَّغَب [بَقِيَّةُ المَاء]، شُرِبَ صَفْوُهُ، وَبَقِيَ كَدَرُه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7904] عَنْ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَذْهَبُونَ الخَيِّرَ فَالخَيِّر " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2935، 1781، رَوَاهُ الحَاكِم]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: جَعَلَ الدُّنيَا كُلَّهَا قَلِيلاً، وَمَا بَقِيَ مِنهَا إِلاَّ الْقَلِيلُ مِنَ الْقَلِيل، وَمَثَلُ مَا بَقِيَ مِنهَا كَالثَّغَب [بَقِيَّةُ المَاء]، شُرِبَ صَفْوُهُ، وَبَقِيَ كَدَرُه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7904] عَنْ مِرْدَاسٍ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ الأَوَّلُ فَالأَوَّل، وَيَبْقَى حُفَالَةٌ كَحُفَالَةِ الشَّعِيرِ أَوِ التَّمْر: [أَيْ بَقِيَّةٌ لا خَيرَ فِيهَا]، لاَ يُبَالِيهِمُ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6434 / فَتْح)، وَالإِمَامُ أَحْمَدُ في ((مُسْنَدِهِ)) بِرَقْم: 17274]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَتُنْتَقَوُنَّ كَمَا يُنْتَقَى التَّمْرُ مِنَ الجَفْنَة: [أَيْ: لَتُنْتَقَوُنَّ كَمَا يُنْتَقَى التَّمْرُ الجَيِّدُ مِنْ بَينِ التَّمْرِ الَّذِي اخْتَلَطَ فِيهِ الجَيِّدُ بِالرَّدِيء]؛ فَلَيَذْهَبَنَّ خِيَارُكُمْ، وَلَيَبْقَيَنَّ شِرَارُكُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 8337، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4038]

أَفي كُلِّ يَوْمٍ لِلمَنِيَّةِ غَارَةٌ * تُغِيرُ عَلَى سِرْبِ النُّفُوسِ فَتَخْطَفُ لَئِنْ كَانَ فَقْدُ النَّاسِ للبَدْرِ مُؤْسِفَاً * فَيَزْدَادُ في اللَّيْلِ البَهِيمِ التَّأَسُّفُ لَقَدْ كُنْتَ حَقَّاً في حَيَاتِكَ كَعْبَةً * يُلاَذُ بِهَا وَاليَوْمَ ذِكْرُكَ مُصْحَفُ {الْبَيْتَانِ الأَوَّلُ وَالأَخِيرُ لِصَفِيِّ الدِّينِ الحِلِّيِّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير}

أَيْ: كُنْتَ في حَيَاتِكَ كَالكَعْبَةِ قِبْلَةً لِلْمُسْلِمِين، وَصَارَ ذِكْرُكَ ـ أَيْ تَفْسِيرُكَ الْيَوْمَ ـ مُصْحَفَاً مُفَسَّرَاً يَقْرَأُهُ وَيَسْمَعُهُ المُسْلِمُون 0 مَا مَاتَ إِلاَّ مَنْ تَطَاوَلَ عُمْرُهُ فَأُذِيقَ ثُكْلَكْ لاَ ذَاقَ ثُكْلَكَ ذَائِقٌ حَتىَّ نَرَى في النَّاسِ مِثْلَكْ {ابْنُ الرُّومِيّ}

يمُوتُ بمَوْتِهِ خَلقٌ كَثِيرُ لَعَمْرُكَ مَا الرَّزِيَّةُ فقْدُ مَالٍ * ولاَ فَرَسٌ يَمُوتُ ولاَ بَعِيرُ وَلَكِنَّ الرَّزيَّةَ فَقْدُنَا مَن * يمُوتُ بِمَوْتِهِ خَلقٌ كَثِيرُ وَلَكن حَسْبنَا أَنَّهُ مَا مَاتَ إِلاَّ وَالعَالَمُ العَرَبيُّ ـ مِنَ الخَلِيجِ إِلى المحِيطِ ـ يَعْرِفُونَه كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهمْ

فَبَعْضُ النَّاسِ يُدْفَنُ في تُرَابٍ * وَبَعْضُ النَّاسِ يُدْفَنُ في الحَشَايَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} وَهَكَذَا: مَوْتُ الكَرِيمِ حَيَاةٌ لاَ نَفَادَ لَهَا * قَدْ مَاتَ قَوْمٌ وَهُمْ في النَّاسِ أَحْيَاءُ {مَعْرُوفٌ الْكَرْخِيّ، وَكُنيَتُهُ: أَبُو محْفُوظٍ الْكَرْخِيّ}

وَأَخِيرَاً لاَ يَسَعُني إِلاَّ أَن أَقُولَ لَه: ذِكْرَاكَ فِينَا رَغْمَ مَوْتِكَ حَيَّةٌ * مَهْمَا تَغِبْ عَنَّاً فَلَسْتَ بغَائِبِ فَقْدُ الأَدِيبِ وَالعَالِمِ وَالصَّحَفِيّ وَلَكِن أُنَاشِدُكُمُ اللهَ مَعْشَرَ القُرَّاء؛ أَلاَّ تَتَمَثَّلُواْ بهَا إِلاَّ فِيمَنْ يَسْتَحِقّ: مَا زَالَ يَعْتَنِقُ اليَرَاعَةَ بِالْغَدَاةِ وَبِالعَشِيّ حَتىَّ انْتَهَى السَّفَرُ الطَّوِيلُ وَفَازَ بِالنَّوْمِ الهَنيّ فَرَثَاهُ بِالْعَبَرَاتِ كُلُّ أَخٍ أَدِيبٍ عَبْقَرِيّ

المَشْرِقَانِ عَلَيْكَ يَنْتَحِبَانِ * قَاصِيهِمَا في مَأْتَمٍ وَالدَّاني {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} يَا كَوْكَبَاً مَا كَانَ أَقَصَرَ عُمْرَهُ * وَكَذَاكَ عُمْرُ كَوَاكِبِ الأَسْحَارِ طَالَ السُّرَى وَفَقَدْنَا بَعْدَكَ الرَّشَدَا عُدْ لِلأَحِبَّةِ أَوْ فَابْعَثْ لَنَا أَحَدَا * طَالَ السُّرَى وَفَقَدْنَا بَعْدَكَ الرَّشَدَا هَا رُبْعُ قَرْنٍ تَقَضَّى مُذْ رَحَلتَ وَمَا * زَالَتْ سَفِينَتُنَا تجْرِي بِغَيرِ هُدَى لِلْمَوْتِ فِينَا سِهَامٌ وَهْيَ صَائِبَةٌ * مَنْ فَاتَهُ اليَوْمَ سَهْمٌ لَمْ يَفُتْهُ غَدَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ}

يَا سَيِّدِي إِنَّا نَسِيرُ بِقَفْرَةٍ * طَالَ الطَّرِيقُ بِهَا وَقَلَّ المَاءُ وَللهِ مَنْ قَالَ في الأَزْجَال: " بمُوتُهْ مَاتِ الكَلاَمْ * وِيَامَا أَمْتَعْنَا كَلاَمُه " " وِمِين دَامِتْ لُهْ أَيَّامْ * لَمَّا تِدُومْ أَيَّامُهْ " {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرُ لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف}

" لَوْ كَانِ الزَّمَانْ بِيْعُودْ * كُنْتِ أَفْرَحْ وَاتهَنىَّ " " لَكِن عُمْرُهْ مَا بِيْجُودْ * وِيْرَجَّعْ مَا رَاحْ مِنَّا " {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} فَمَا كَانَ زَيْدٌ مَوْتُهُ مَوْتَ وَاحِدٍ * وَلَكِنَّهُ بُنيَانُ قَوْمٍ تهَدَّمَا {عَبْدَةُ بْنُ الطَّبِيب}

وَكَمْ حَاوَلَ الأَنْذَالُ إِطْفَاءَ نُورِهِ * فَلاَ شَمْسُهُ غَابَتْ وَلاَ ضَوْءهُ خَبَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} كُنْتُ إِذَا مَا ذَهَبْتُ لِزِيَارَتِهِ: أُحَدِّقُ فِيهِ وَفي المَكْتَبَة * كَمَا تَفْعَلُ الْقِطَّةُ الطَّيِّبَة ******** وَكُنْتُ إِذَا حَدَّثتُ أَلْقَاهُ شَاعِرَاً * لَبِيبَاً رَفِيعَ الحِسِّ وَالذَّوْقِ وَالفَنِّ فَلاَ يجِدُ المُصْغِي إِلَيْهِ سَآمَةً * وَمَا قَالَ إِلاَّ قُلْتُ مِنْ طَرَبٍ زِدْني

فَقْدُ الشَّاعِر وَلَكِن أُنَاشِدُكُمُ اللهَ مَعَاشِرَ القُرَّاءِ أَلاَّ تَتَمَثَّلُواْ بهَا إِلاَّ فِيمَنْ يَسْتَحِقّ: عَهِدْتُكَ شَاعِرَاً فَذَّاً بَلِيغَاً * سَمَتْ آيَاتُهُ مَبْنىً وَمَعْنى فَمَا أَحْلَى قَصِيدَكَ في عِتَابٍ * يُسَاقُ إِلى الصَّدِيقِ وَقَدْ تجَنىَّ وَمَنْ قَرَأَ التَّغَزُّلَ مِنْكَ يَوْمَاً * يحِسُّ بِلَوْعَةِ القَلْبِ المُعَنى كَذَلِكَ كَانَ لِلشُّعَرَاءَ تَاجَاً * فَلَوْ نَطَقَ الزَّمَانُ عَلَيْهِ أَثْنى فَلَمْ يَتَمَلَّقِ الحُكَّامَ يَوْمَاً * وَلاَ بِمَدِيحِهِمْ يَوْمَاً تَغَنىَّ خَلاَ المَيْدَانُ إِلاَّ مِن نَقِيقٍ * بِهِ شُعَرَاؤُنَا طَلَعُواْ عَلَيْنَا فَلاَ الأَذْهَانُ تَفْهَمُ مَا قَرَأْنَا * وَلاَ الآذَانُ تَهْضِمُ مَا سَمِعْنَا فَإِنَّا لاَ نَرَى التَّجْدِيدَ هَدْمَاً * لِمَا عَهِدَ الجُدُودُ بِهِ إِلَيْنَا

وَلَكِنَّا نُؤَيِّدُهُ بِنَاءً * وَنُكْبِرُهُ إِذَا مَا كَانَ فَنَّا وَلَيْسَ تَطَاوُلاً في غَيْرِ نُضْجٍ * بِهِ تَعِبُواْ وَنحْنُ بِهِ تَعِبْنَا فَمَا تجْدِيدُهُمْ إِلاَّ انحِرَافَاً * وَلَمْ نَعْرِفْ مَنِ المَسْئُولُ مِنَّا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} فَإِنْ تَفُقِ الأَنَامَ وَأَنْتِ مِنهُمْ * فَإِنَّ المِسْكَ بَعْضُ دَمِ الغَزَالِ {المُتَنَبيِّ} هَلاَّ أَتَاكَ حَدِيثُ القَوْمِ حِينَ مَضَواْ * في مِصْرَ يَسْتَنْكِرُونَ الضَّادَ وَالدِّينَا مِنْ جَانِبِ الخُلْدِ في ظِلِّ النَّبِيِّينَا * رُوحٌ أَطَلَّتْ عَلَى أَرْجَاءِ وَادِينَا تَأَلَّقَتْ في رُبَا الإِسْلاَمِ مَعْرِفَةً * وَأَشْرَقَتْ في فَمِ الدُّنيَا عَنَاوِينَا قَدْ فَاتَ صَاحِبَهَا التَّكْرِيمُ عَن حَسَدٍ * حَيَّاً فَسُقْنَاهُ بَعْدَ المَوْتِ تَأْبِينَا

كَانَتْ قَصَائِدُهُ أَنغَامَ عِزَّتِنَا * وَلَمْ تَزَلْ مُعْرِبَاتٍ عَن أَمَانِينَا تِلكَ الدَّوَاوِينُ قَدْ خَلَّفْتَهَا قِمَمَاً * لِلْعَالَمِينَ جَلَتْ أَمْجَادَ مَاضِينَا لِلدِّينِ وَالشِّعْرِ أَعْمِدَةً محَصَّنَةً * حَتىَّ لَقَدْ أَصْبَحَا أَقْوَى صَيَاصِينَا يَا مُبْدِعَاً لمَعَاني الشِّعْرِ مُشْرِقَةً * قَدْ مَاتَ لَكِنَّهُ أَحْيى مَلاَيِينَا كَمْ بَيْنَنَا اليَوْمَ مِن حَيٍّ قَصَائِدُهُ * تمِيتُ كُلَّ شُعُورٍ صَالِحٍ فِينَا هَلاَّ أَتَاكَ حَدِيثُ القَوْمِ حِينَ مَضَواْ * في مِصْرَ يَسْتَنْكِرُونَ الضَّادَ وَالدِّينَا مِن أَنْفُسٍ مَرِضَتْ لَمْ يَشْفِ عِلَّتَهَا * هَدْيُ السَّمَاءِ وَلاَ نُصْحُ النَّبِيِّينَا وَمحْنَةُ الضَّادِ لاَ زَالَتْ تُطَالِعُنَا * بِهَا الصَّحَافَةُ حِينَاً قَدْ تَلاَ حِينَا

شِعْرٌ إِذَا مَا انْتَقَدْنَا فِيهِ قَائِلَهُ * فَبِالجُمُودِ أَوِ الإِغْلاَقِ يَرْمِينَا لاَ تَسْتَبِينُ سَنَا الإِلهَامِ فِيهِ وَلاَ * يُرْضِي المَلاَئِكَ أَوْ يُرْضِي الشَّيَاطِينَا لَمَّا بَدَا قَلِقَ الأَوْزَانِ مُضْطَرِبَاً * فَرَّتْ عَلَى خَجَلٍ مِنهُ قَوَافِينَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} كَانَ في رِقَّةِ الحَمَامِ وَلَكِن * أَيُّ نَسْرٍ في الجَوِّ جَالَ مجَالَهْ كُلَّمَا جَدَّدُواْ لَهُ سُوءَ فِعْلٍ * وَجَدُوهُ مجَدِّدَاً إِغْفَالَهْ سَائِرٌ في طَرِيقِهِ لاَ يُبَالى * وَذِئَابُ الفَلاَةِ تَعْوِي حِيَالَهْ {محَمَّدٌ الأَسْمَر}

للهِ قَوْسٌ لاَ تَطِيشُ سِهَامُهُ فَللهِ سَيفٌ لاَ يُفَلُّ سِطَامُهُ * وَللهِ قَوسٌ لاَ تَطِيشُ سِهَامُهُ ثَكِلَ الشَّرْقُ فَتَاهُ * لَيْتَني كُنْتُ فِدَاهُ لَيْتَني كُنْتُ أَصَمَّاً * عِنْدَمَا النَّاعِي نَعَاهُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ}

قَدْ أَعْجَزَ الشُّعَراءَ طُولَ حَيَاتِهِ * وَاليَوْمَ أَعْجَزَهُمْ بِنَدْبِ وَفَاتِهِ هَيْهَاتَ يُوجَدُ في العُرُوبَةِ شَاعِرٌ * كُفْؤٌ لِيُرْثيَهُ بِمِثْلِ لُغَاتِهِ لَوْ كَانَ وَحْيٌ بَعْدَ وَحْيِ محَمَّدٍ * لاَنْشَقَّ ذَاكَ الوَحْيُ عَن آيَاتِهِ السِّحْرُ في نَفَثَاتِهِ وَالزَّهْرُ في * نَفَحَاتِهِ وَالدَّهْرُ بَعْضُ رُوَاتِهِ مَا رَامَ شَارِدَ حِكْمَةٍ في نَظْمِهِ * إِلاَّ أَصَابَ صَمِيمَهَا بِحَصَاتِهِ وَلَكَمْ مَرَرْتُ بحَاسِدِيهِ لِفَضْلِهِ * رغْمَ الْقِلَي يَرْوُونَ مِن أَبْيَاتِهِ

وَهَذِهِ نخْبَةٌ ممَّا قِيلَ في فَقْدِ الآخَرِين 0 وَلَكِن أُنَاشِدُكُمُ اللهَ مَعَاشِرَ القُرَّاءِ أَلاَّ تَتَمَثَّلُواْ بهَا إِلاَّ فِيمَنْ يَسْتَحِقّ: يَا زَيْدُ يَا خَيرَ فِتْيَانِ العَشِيرَةِ مَنْ * يُفْجَعْ بمِثْلِكَ في الدُّنيَا فَقَدْ فُجِعَا ********* لَوْ كَانَ يَدْرِي المَيْتُ مَاذَا بَعْدَهُ * بِالحَيِّ قَالَ عَجِبْتُ مِنهُ وَصَبْرِهِ غُصَصٌ تَكَادُ تَفِيضُ مِنهَا نَفسُهُ * وَتَكَادُ تخْرُجُ رُوحُهُ مِنْ صَدْرِهِ {دِيكُ الجِنّ}

بِبَغْدَادَ هُولاَكُو وَبِالقُدْسِ هِتْلَرُ مَلأْنَا لَكَ الأَقْدَاحَ يَا مَنْ بِحُبِّهِ * سَكِرْنَا كَمَا الصُّوفيُّ في اللهِ يَسْكَرُ تحَاصِرُنَا كَالمَوْتِ أَلفُ مُصِيبَةٍ * بِبَغْدَادَ هُولاَكُو وَبِالقُدْسِ هِتْلَرُ {محْمُود غُنيم} بَكَاكَ أَخٌ لَمْ يَتَّصِلْ بِقَرَابَةٍ * أَلاَ إِنَّ إخْوَانَ الصَّفَاءِ أَقَارِبُ {دِيكُ الجِنّ} أَيَا صَاحِ طَالَ اللَيْلُ أَمْ خَانَني صَبْرِي * فَخَيَّلَ لي أَنَّ الكَوَاكِبَ لاَ تَسْرِيرِ فَبي مِنْكَ مَا يُوهِي القُوَى غَيرَ أَنَّني * بُنِيتُ كَمَا يُبْنى الكِرَامُ عَلَى الصَّبْرِ

محَاكَ الرَّدَى مِنْ نَاظِرَيَّ وَمَا محَا * خَيَالَكَ مِنْ قَلْبي وَذِكْرَاكَ مِنْ فِكْرِيرِ وَإِنيِّ لَبَاكٍ مَا حَيِيتُ وَلَوْ بَكَى * عَلَى المَيْتِ مَيْتٌ جُدْتُ بِالدَّمْعِ في قَبرِيرِ {الْبَيْتُ الأَخِيرُ فَقَطْ لحَسَّانِ بْنِ ثَابِت} عَجِبْتُ لِصَبْرِي بَعْدَهُ وَهْوَ مَيِّتٌ * وَكُنْتُ امْرَأً أَبْكِي دَمَاً وَهْوَ غَائِبُ سِوَى أَنَّهَا الأَيَّامُ قَدْ صِرْنَ كُلُّهَا * عَجَائِبَ حَتىَّ لَيْسَ فِيهَا عَجَائِبُ {أَبُو تَمَّام} بَكَيْتُكَ بِدَمْعِي * أَكْثَرَ مِن أَشْعَارِي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

يَا شُؤْمَ طَائِر أَخْبَارٍ مُبَرِّحَةٍ * يَطِيرُ قَلْبي لهَا مِنْ بَينِ أَضْلاَعِي لاَ زِلْتُ أَفْزَعُ مِنْ يَأْسٍ إِلى طَمَعٍ * حَتىَّ تَرَبَّع يَأْسِي فَوْقَ أَطْمَاعِي ********* حَطَّمَ المَوتُ الدُّرُوعَا * وَكَوَى الحُزْنُ الضُّلُوعَا وَبَكَى جَفْنُ القَلَمْ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي}

فَهُمْ في الشَّرَابِ الَّذِي نَحْتَسِي * وَهُمْ في الطََّعَامِ الَّذِي نَأْكُلُ وَهُمْ في القُلُوبِ وَهُمْ في العُقُولِ * وَفِيمَا نَقُولُ وَمَا نَفْعَلُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} عَادَ مِن أَحَدِ الأَسْفَارِ فَمَاتَ إِثْرَ عَوْدَتِه: نجَوْتَ مِنَ الدُّنيَا وَمِن حَدَثَانهَا * وَمِنْ فِتَنٍ في الأَرْضِ مُسْتَعرَاتِ فَمَا كَانَ ظَنيِّ أَنَّ رحْلَتَكَ الَّتي * نَهَضْتَّ إِلَيْها آخِرَ الرَّحَلاَتِ *********

بَكَتْ بِالدَّمْعِ لَعَمْرِي * عَلَيْك عُيُونُ الشِّعْرِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} لَمْ يحْفُرُواْ لَكَ إِنًّمَا هِيَ كُوَّةُ الأَمَلِ البَعِيدْ فَاذْكُرْ بهَا الوَطَنَ الشَّقِيَّ وَأَنْتَ في الوَطَنِ السَّعِيدْ وَهَذِهِ نخْبَةٌ ممَّا قِيلَ في فَقْدِ أَصْحَابِ الحِرَف:

إِنْ كَانَ رُتبَةً بِالقُوَّاتِ المُسَلَّحَةِ مَثَلاً أَوْ قَائِدَاً بِالجَيْش، أَوْ ذَا مَنْصِبٍ في كَبِير: وَلَوْ كَانَ الخُلُودُ بِفَضْلِ قَوْمٍ * عَلَى قَوْمٍ لَكَانَ لَنَا الخُلُودُ أَلَمْ تَعْلَمْ أَخِي أَنَّ المَنَايَا * غَدَرْنَ بِهِ وَهُن لَهُ جُنُودُ لِيَذْهَبَ مَن أَرَادَ فَلَسْتُ آسَى * عَلَى مَنْ مَاتَ بَعْدَكَ يَا [يَزِيدُ] {جَرِير}

قِفْ أَيُّهَا الغَادِي عَلَيْكَ سَلاَمُ * بِأَبي المَكَارِمِ تَذْهَبُ الأَيَّامُ بَكَتِ المُرُوءةُ بَعْدَ مَوْتِكَ سَيِّدَاً * وَهَوَى بِفَقْدِكَ لِلوَفَاءِ إِمَامُ وَطَوَى الرَّدَى عَلَمَاً بِنُبْلِ خِصَالِهِ * وَفِعَالِهِ تَتَفَاخَرُ الأَعْلاَمُ لِمَنِ العَزَاءُ أَسُوقُهُ وَالكُلُّ في * جَنْبَيْهِ لِلْخَطْبِ الأَلِيمِ سِهَامُ حَرُّ الأَسَى بَيْنَ الضُّلُوعِ كَأَنَّهُ * في القَلْبِ مِن هَوْلِ المُصَابِ ضِرَامُ وَالعَيْنُ تهْمِي وَالدُّمُوعُ ذَوَارِفٌ * وَالنَّاسُ خَلْفَكَ شَفَّهَا الإِيلاَمُ إِنيِّ رَأَيْتُ غَدَاةَ فَقْدِكَ مَوْكِبَاً * تَبْدُو عَلَيْهِ مَرَارَةٌ وَزِحَامُ فَلَئِن حَنَواْ هَامَاتهِمْ فَلَطَالَمَا * خُفِضَتْ لِمِثْلِكَ في الحَيَاةِ الهَامُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير}

فَقْدُ ذَوِي الأَخْلاَقِ الحَسَنَة إِنْ كَانَ لَبِيبَاً أَرِيبَاً ثَاقِبَ الفِكْرِ بَعِيدَ النَّظَر: أَبَعْدَكَ تَعْرِفُ الصَّبْرَ العُيُونُ * وَقَدْ ذَهَبَتْ بِزَهْرَتِكَ المَنُونُ رَمَتْكَ يَدُ الزَّمَانِ بِشَرِّ سَهْمٍ * فَلَمَّا أَنْ رَحَلْتَ بَكَى الخَئُونُ لَئِن عَمَّرْتَ فِينَا رُبْعَ قَرْنٍ * فَعَقْلُكَ لاَ تَجِيءُ بِهِ قُرُونُ سَتَبْكِيكَ الكَوَاكِبُ في الدَّيَاجِي * كَمَا تَبْكِيكَ في الرَّوْضِ الغُصُون وَمَا أَرْوَاحُنَا إِلاَّ أُسَارى * وَمَا أَجْسَادُنَا إِلاَّ سُجُونُ

وَمَا في الكَونِ مِثْلُ الكَوْنِ فَانٍ * كَمَا تَفْنى الدِّيَارُ كَذَا القَطِينُ سَيَبْكِي إِخْوَةٌ قَدْ غِبْتَ عَنهُمْ * وَأُمٌّ ثَاكِلٌ وَأَبٌ حَزِينُ قَدِ ازْدَانَتْ بِكَ الفِتيَانُ طِفْلاً * كَمَا يَزْدَانُ بِالتَّاجِ الجَبِينُ أَلاَ لاَ يَشْمَتِ الأَعْدَاءُ فِينَا * فَكُلُّ فَتىً بمَصْرَعِهِ رَهِينُ *********

وَإِنْ كَانَ عَفِيفَاً دَمِثَ الأَخْلاَقِ لَينَ العَرِيكَةِ طَيِّبَ السَّرِيرَةِ فَقُلْ: لاَ يُضْمِرُ الفَحْشَاء تحْتَ ردَائِهِ * حُلْوٌ شَمَائِلُهُ عَفِيفُ المِئْزَرِ {مُتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَة} كَانَ طَيِّبَاً، وَكَانَ حُلْمُهُ أَنْ يَرَى كُلَّ النَّاسِ طَيِّبِين 00!! وَإِنْ كَانَ وَفِيَّاً، فَقُلْ في وَفَائِهِ: أَفي حَتىَّ لَوْ كَانَ * في الوَفَاءِ وَفَاتي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

رِثَاءُ الجَوَّادِ وَالسَخِيِّ وَقَاضِي الحَاجَاتِ وَصَاحِبِ الصَّنَائِعِ وَالمَعْرُوف: مَلكَ المُصَابُ عَلَيَّ كُلَّ جِهَاتي * إِنْ كانَ مِنْ صَبرٍ لَدَيْكَ فهاتِ فَنَظَمْتُ بِالْعَبَرَاتِ بحْراً كامِلاً * وَأَقَمْتُ بالزَّفَراتِ تَفْعِيلاَتي نَبْكِي لأَطْوَلِنَا يَدَاً وَأَبَرِّنَا * كَفَّاً وَأَسْبَقِنَا إِلىَ الْقَصَباتِ [عَلِي الجَارِم بِتَصَرُّف]

للهِ دَرُّكَ مِنْ فَتى فَجَعَتْ بِهِ * يَومَ الخَمِيسِ حَوَادِثُ الأَيَّامِ هَشٌ إِذَا نَزَلَ الوفُودُ بِبَابِهِ * سَهلُ الحِجَابِ مُؤَدَّبُ الخُدَّامِ وَإِذَا رَأَيْتَ صَدِيقَهُ وَشَقِيقَهُ * لَمْ تَدْرِ أَيَّهُمَا أَخَا الأَرْحَامِ {أَبُو الحَسَنِ التُّهَامِي، كَمَا تُنْسَبُ لاَبْنِ هَرْمَة}

أَجَرْتَ أُنَاسَاً القَدَرُ * يُعَادِيهِمْ فَعَادَاكَا {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} لَقَدْ كُنْتَ شَمْسَاً نُورُهَا مِنْ طِبَاعِهَا * فَكَيْفَ بِأَنْ نَلْقَاكَ غَيرَ مُنِيرِ وَكُنْتَ سَحَابَاً ضَاقَ بِالمَاءِ ذَرْعُهُ * فَكَيْفَ بِأَنْ نَلْقَاكَ غَيرَ مَطِيرِ {ابْنُ الرُّومِي} قَدْ كُنْتُ أُسْرِفُ في مَالي وَتخْلِفُ لي * فَعَلَّمَتْني وَفَاتُكَ كَيْفَ أَقْتَصِدُ *********

لَئِنْ كَانَ لَمْ يُعْطَ الخُلُودَ فَإِنَّهُ * بِسِيرَتِهِ الغَرَّاءِ في النَّاسِ خَالِدُ وَإِنْ كَانَ رَجُلاً صَالحَاً بَرَّاً بِالمُوَاطِنِينَ قَاضِيَاً لحَوَائِجِهِمْ فَمَاتَ فَجَاءواْ بِرَجُلٍ سُوء؛ فَتَمَثَّلْ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ الظَّرِيف: رَاحَ الَّذِي كُنَّا نَعِيشُ بجُودِهِ بَينَ الْوَرَى وَأَتَى الَّذِينَ حَيَاتهُمْ وَوُجُودُهُمْ مِثْلُ الخَرَا

فَكَأَنَّهُ رَمَضَانُ في إِحْسَانِهِ * وَكَأَنَّهُ في حُسْنِهِ شَوَّالُ ذَهَبَ الَّذِي أَوْصَاهُ آدَمُ إِذْ مَضَى * بِعِيَالِهِ فَهُمُ عَلَيْهِ عِيَالُ ذَهَبَ الَّذِي مَا كَانَ يَمْطُلُ وَعْدَهُ * عِنْدَ التَّعَامُلِ وَالرِّجَالُ رِجَالُ أَوْدَى {محَمَّدٌ بْنُ نَصْرٍ} بَعْدَمَا * ضُرِبَتْ بِهِ في جُودِهِ الأَمْثَالُ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف}

سَأَلْتُ النَّدَى وَالجُودَ مَا لي أَرَاكُمَا * تَبَدَّلْتُمَا عِزَّاً بِذُلٍّ مُؤَبَّدِ وَمَا بَالُ رُكْنِ المجْدِ أَمْسَى مُهَدَّمَاً * فَقَالاَ أُصِبْنَا في ابْنِ سَعْدٍ محَمَّدِ فَقُلتُ فَهَلاَّ مُتُّمَا بَعْدَ مَوْتِهِ * وَقَدْ كُنتُمَا عَبْدَيْهِ في كُلِّ مَشْهَدِ فَقَالاَ أَقَمْنَا كَيْ نُعَزَّى بِفَقْدِهِ * ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ نَتْلُوهُ في الغَدِ ********* يَعِيشُ النَّدَى مَا عَاشَ فِينَا محَمَّدٌ * فَإِنْ مَاتَ قَامَتْ لِلسَّخَاءِ مَآتِمُ {أَبُو جُبَيْلٍ البرْجَمِيُّ بِتَصَرُّف}

وَصَفَ الزَّمَانَ لَنَا وَجَادَ بِنَفسِهِ * لِتَكُونَ بُرْهَانَاً عَلَى حَدَثَانِهِ قَالَ احْذَرُواْ غَدْرَ الزَّمَانِ مُؤَكِّدَاً * بِوَفَاتِهِ مَا قَالَهُ بِلِسَانِهِ ********** أَيَا رَنَّة النَّاعِي عَبَثْتِ بِمَسْمِعَي * وَأَجَّجْتِ نَارَ الحُزْنِ مَا بَيْنَ أَضْلُعِي وَأَخْرَسْتِ مِنيِّ مِقْولاً ذَا بَرَاعَةٍ * يَصُوغُ أَفَانِينَ الْقَرِيضِ المُرصَّعِ نَعَيْتِ إِلَيَّ الْعَدْلَ وَالْفَضْلَ وَالتُّقَى * فَأَوْقَفْتِ آمَالي وَأَجرَيْتِ أَدمُعِي {النَّاصِرُ دَاوُد}

بَعْضُ الظُّرُوفِ الخَاصَّة خَرَجَ مِنْ السِّجْنِ أَوْ عَادَ مِنَ المَنْفَى أَوْ مِنْ رِحْلَةِ اسْتِكْشَافٍ كَالتَّنْقِيبِ عَلَى البِتْرُولِ، أَوْ عَادَ مِن عَمَلٍ شَاقٍّ بِالمَنَاجِمِ في الصَّحْرَاءِ فَمَاتَ بَعْدَ رُجُوعِه: عَادَ الحَبِيبُ مِنَ المَنْفَى وَمَاتَ فَمَا * أَدْرِي أَأَبْكِي حَبِيبي أَمْ أُهَنِّيهِ وَإِنْ كَانَ قَدْ قُتِلَ في ظُرُوفٍ غَامِضَةٍ فَقُلْ:

وَقِيلَتْ أَقَاوِيلُ في مَوْتِهِ * فَمِنهَا الصَّوَابُ وَمِنهَا الخَطَأ وَإِنْ كَانَ قَدْ قُتِلَ صَبرَاً ـ أَيْ جِيءَ بِهِ لِيُقْتَلَ فَانْقَادَ مَعَهُمْ وَهُوَ يَعْرِفُ أَنَّهُ مَقْتُول: عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " قَتْلُ الصَّبْر: لاَ يَمُرُّ بِذَنْبٍ إِلاَّ محَاه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " صَحِيحِ الجَامِعِ " بِرَقْم: (4360)، رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَزَّار]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أُمَّتي هَذِهِ أُمَّةٌ مَرْحُومَة، لَيْسَ عَلَيْهَا عَذَابٌ في الآخِرَة، عَذَابُهَا في الدُّنْيَا الْفِتَنُ وَالزَّلاَزِلُ وَالْقَتْل " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِأَرْقَام: 1396، 959، 4278] وَإِنْ كَانَ زَعِيمَاً سِيَاسِيَّاً أَوْ دِينِيَّاً فَتَمَّ اغْتِيَالُه؛ فَمِن أَجْمَلِ وَأَرَقِّ مَا قِيلَ في ذَلِك: نَادَى يُطَالِبُ بِالحُقُوقِ فَلَمْ يَكُن * غَيرُ الرَّصَاصِ لَهُ جَوَابَ نِدَائِهِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي}

وَإِنْ كَانَ قَدْ وَاتَتْهُ المَنِيَّةُ وَهُوَ يُعِدُّ لِلسَّفَر؛ فَمِن أَحْسَنِ مَا قِيلَ في ذَلِكَ قَوْلُ الْقَرَوِيِّ أَيْضَاً: دَهَاكَ المَوْت لَمْ يُمْهِلكَ حَتىَّ * تُعِدَّ حَقِيبَةَ السَّفَرِ الطَّوِيلِ وَإِنْ كَانَ في صُحْبَةِ صَدِيقٍ لَهُ فَاخْتَارَهُ المَوْتُ وَتَرَكَ صَدِيقَهُ؛ فَمِمَّا قِيلَ في ذَلِكَ قَوْلُهُ أَيْضَاً: يَكْفِيكَ أَنَّ المَوْتَ لَمْ يَقِ صَاحِبَاً * وَيَقِي الَّذِي يَدْرِي بِأَنَّكَ صَاحِبُه أَوْ كَانَا صَدِيقَينِ فَتَعَرَّضَا لحَادِثٍ؛ فَمِن أَحْسَنِ مَا قِيلَ في ذَلِكَ أَيْضَاً: رَضِيتُ بِرُزْئِي بَعْدَ {سَعْدٍ} إِذَا نجَا * {سَعِيدٌ} وَبَعْضُ الشَّرَّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ وَلَمْ يَكُ يُنْسِيني مُصَابٌ أُصِبْتُهُ * مُصِيبَةَ {سَعْدٍ} مَا مَشَيْتُ عَلَى الأَرْضِ {أَبُو خِرَاشٍ الهَذَليُّ بِتَصَرُّف}

وَإِنْ كَانَ مَعْرُوفَاً بِأَمَانَتِهِ فَوَليَ مَنْصِبَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ مَن هُوَ عَلَى النَّقِيضِ مِنهُ تَمَامَاً فَقُلْ: مجِيءُ هَذَا كَمَوْتِ هَذَا * فَلَسْتَ تَخْلُو مِنَ المَصَائِبْ {ابْنُ الرُّومِي} فَرَحٌ تحَوَّلَ إِلى مَأْتم وَإِنْ كَانَ عَرِيسَاً وَمَاتَ يَوْمَ زِفَافِهِ فَقُلْ: بِالأَمْسِ هَنَّأتُهُ بِالْعَقْدِ إِذْ عُقِدَا * وَاليَوْمَ شَيَّعْتُهُ بِالدَّمْعِ إِذ فُقِدَا لِلْمَوْتِ فِينَا سِهَامٌ وَهْيَ صَائِبَةٌ * مَنْ فَاتَهُ اليَوْمَ سَهْمٌ لَمْ يَفُتْهُ غَدَا ********* فَكُنَّا نُرَجِّي فَرْحَةً بِزِفَافِهِ * فَوَاحَسْرَتَا قَدْ أَصْبَحَ العُرْسُ مَأْتمَا وَصَارَتْ بِهِ تِلْكَ التَّهَاني تَعَازِيَاً * وَنَاحَ الَّذِي قَدْ جَاءَ كَيْ يَتَرَنمَا فَأَيُّ فُؤَادٍ لاَ يَذُوبُ لِمِثْلِهِ * وَأَيُّ سُرُورٍ لاَ يَكُونُ محَرَّمَا

فِيمَنْ مَاتَ بِمَرَضِ السُّكَّر وَإِنْ كَانَ قَدْ مَاتَ بِمَرَضِ السُّكَّرِ فَقُلْ: أَوْدَى بِهِ السُّكَّرُ المُضْني وَلاَ عَجَبٌ * قَدْ يُورِثُ المُرَّ بَعْضُ الحُلْوِ أَحْيَانَا فِيمَنْ قُتِلَ وَلَمْ يُتَوَصَّلْ إِلى قَاتِلِه وَإِنْ كَانَ قَدْ قُتِلَ وَلَمْ يُتَوَصَّلْ إِلى قَاتِلِهِ فَقُلْ: وَإِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ أَنْ يَكثُرَ البُكَا * عَلَيْهِ قَتِيلٌ لَيْسَ يُعْرَفُ قَاتِلُه فِيمَنْ مَاتَ في أَحَدِ الحَرَمَين عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ مَاتَ في أَحَدِ الحَرَمَيْنِ بُعِثَ آمِنَاً يَوْمَ القِيَامَة " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " ص: (319/ 2)، الإِمَامُ الطَّبَرَاني في الصَّغِيرِ وَالأَوْسَط] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالمَدِينَةِ فَلْيَفْعَلْ؛ فَإِنيِّ أَشْفَعُ لِمَنْ مَاتَ بِهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 5437، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

فِيمَنْ مَاتَ يَوْمَ الجُمُعَة وَإِنْ مَاتَ يَوْمَ الجُمُعَةِ فَقُلْ لهُمْ: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يمُوتُ يَوْمَ الجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الجُمُعَة؛ إِلاَّ وَقَاهُ اللهُ فِتنَةَ القَبر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6646، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 1074]

فِيمَنْ مَاتَ بِالطَّاعُونِ أَوْ تحْتَ الهَدْمِ أَوْ بِدَاءٍ في البَطْنِ وَإِنْ كَانَ قَدْ مَاتَ غَرِيقَاً أَوْ حَرِيقَاً أَوْ بِالكَبِدِ أَوِ الطُّحَالِ أَوِ الكُلَى وَنحْوِه، أَوْ بِالطَّاعُونِ أَوْ تحْتَ الهَدْمِ في زِلزَالٍ أَوْ نحْوِهِ، أَوْ كَانَتِ المُتَوَفَّاةُ امْرَأَةً قَدْ مَاتَتْ حَالَ وَضْعِهَا فَقُلْ لأَهَالي هَؤُلاَءِ جَمِيعَاً: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الشُّهَدَاءُ خَمْسَة: المَطْعُونُ وَالمَبْطُونُ وَالغَرِقُ وَصَاحِبُ الهَدْمِ وَالشَّهِيدُ في سَبِيلِ الله " 0 [البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجِهَادِ وَالسِّيَرِ بَاب: الشُّهَدَاءُ سَبْعَةٌ 0 بِرَقْم: (2829)، وَمُسْلِمٌ في كِتَابِ الإِمَارَةِ بِرَقْم: 1914]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " بَيْنَمَا رَجُلٌ يمْشِي بِطَرِيق؛ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ؛ فَشَكَرَ اللهُ لَهُ فَغَفَرَ لَه " 00 ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الشُّهَدَاءُ خَمْسَة: المَطْعُونُ وَالمَبْطُونُ وَالغَرِيق، وَصَاحِبُ الهَدْمِ وَالشَّهِيدُ في سَبِيلِ الله " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الأذَانِ بَاب: التَّهْجِيرِ بِرَقْم: (654)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الإِمَارَةِ بِرَقْم: 1914] وَالمَبْطُونُ هُوَ مَنْ مَاتَ بِدَاءٍ في البَطْنِ أَيْ: بِالاَسْتِسْقَاءِ أَوْ بِالكَبِدِ أَوْ بِالفَشَلِ الكُلَوِيِّ وَنحْوِه

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ " 00؟ قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله، مَنْ قُتِلَ في سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيد؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتي إِذَنْ لَقَلِيل "؛ قَالُواْ: فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَنْ قُتِلَ في سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيد، وَمَنْ مَاتَ في سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيد، وَمَنْ مَاتَ في الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيد، وَمَنْ مَاتَ في البَطْنِ فَهُوَ شَهِيد، وَمَنْ غَرِقَ فَهُوَ شَهِيد " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الإِمَارَةِ بَاب: بَيَانِ الشُّهَدَاء بِرَقْم: 1915]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ يَعُودُ عَبْدَ اللهِ بْنَ ثَابِت، فَوَجَدَهُ قَدْ غُلِبَ ـ أَيْ أَخَذَتْهُ سَكَرَاتُ المَوْتِ فَأُغْمِيَ عَلَيْه ـ فَصَاحَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُجِبْهُ؛ فَاسْتَرْجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَال: " غُلِبْنَا عَلَيْكَ يَا أَبَا الرَّبِيع " 00 فَصَاحَ النِّسْوَةُ وَبَكَيْن؛ فَجَعَلَ ابْنُ عَتِيكٍ يُسَكِّتُهُنَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " دَعْهُنَّ، فَإِذَا وَجَبَ فَلاَ تَبْكِيَنَّ بَاكِيَةٌ " قَالُواْ: وَمَا الْوُجُوبُ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " المَوْت "؛ قَالَتِ ابْنَتُه: وَاللهِ إِنْ كُنْتُ لأَرْجُو أَنْ تَكُونَ شَهِيدَاً؛ فَإِنَّكَ كُنْتَ قَدْ قَضَيْتَ جِهَازَكَ [أَيْ جَهَّزْتَ فَرَسَكَ وَسِلاَحَك]؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ اللهَ قَدْ أَوْقَعَ أَجْرَهُ عَلَى قَدْرِ نِيَّتِهِ، وَمَا تَعُدُّونَ الشَّهَادَة "؟!

قَالُواْ: القَتْلُ في سَبِيلِ اللهِ تَعَالى؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى القَتْلِ في سَبِيلِ الله: المَطْعُونُ شَهِيد، وَالغَرِقُ شَهِيد، وَصَاحِبُ ذَاتِ الجَنْبِ شَهِيد، وَالمَبْطُونُ شَهِيد، وَصَاحِبُ الحَرِيقِ شَهِيد، وَالَّذِي يَمُوتُ تحْتَ الهَدْمِ شَهِيد، وَالمَرْأَةُ تَمُوتُ بجُمْعٍ ـ أَيْ وَوَلَدُهَا في بَطْنِهَا ـ شَهِيدٌ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 3111]

وَذَاتُ الجَنْبِ هِيَ مَا يُعْرَفُ لَدَى الأَطِبَّاءِ بِاسْمِ " البرْسَام " 0 وَهُوَ التِهَابٌ وَتَوَرُّمٌ حَوْلَ الرِّئَة، أَوْ هُوَ مَنْ يَمُوتُ بِالكَبِد، أَوِ بِالطُّحَال، أَوِ بِالكُلَى 0 عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ قَتَلَهُ بَطْنُه: لَمْ يُعَذَّبْ في قَبرِه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 1064، وَالأُسْتَاذ شُعيب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حَبَّانَ وَفي المُسْنَدِ بِرَقْم: 18312]

حَتىَّ مَنْ يَمُوتُ بِالدَّرَنِ شَهِيد 00 عَن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " السُّلُّ شَهَادَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: 6004/ 3691] وَتِلْكَ رَحْمَةٌ مِنَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى بِهَؤُلاَء؛ نَظَرَاً لِمَا يَلْقَوْنَهُ مِنَ التَّعْذِيبِ وَالشَّقَاء:

عَن أَبي الْيَسَرِ السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " اللهُمَّ إِنيِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ الهَدْم، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ التَّرَدِّي، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْغَرَقِ وَالحَرِيق، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَني الشَّيْطَانُ عِنْدَ المَوْت، وَأَعُوذُ بِكَ أَن أَمُوتَ في سَبِيلِكَ مُدْبِرَاً، وَأَعُوذُ بِكَ أَن أَمُوتَ لَدِيغَاً " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: (5533)، وَفي " الجَامِعِ الصَّحِيحِ " بِرَقْم: 2162]

فِيمَنْ مَاتَ دِفَاعَاً عَنِ النَّفْس وَإِنْ كَانَ قَدْ مَاتَ وَهْوَ يُدَافِعُ عَنْ نَفسِهِ أَوْ مَالِهِ أَوْ عِرْضِهِ أَوْ أَهْلِهِ فَقُلْ لَهُمْ: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " جَاءَ رَجُلٌ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: يَا رَسُولَ الله؛ أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالي 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَلاَ تُعْطِهِ مَالَك " 00 قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَني 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قَاتِلْه " 00 قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَني 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَأَنْتَ شَهِيد " 00 قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُه 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هُوَ في النَّار " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 140 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " نِعْمَ المِيتَةُ أَنْ يَمُوتَ الرَّجُلُ دُونَ حَقِّه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (6775/ 697)، وَأَعَلَّهُ في الضَّعِيفَةِ مُوَافِقَاً الإِمَامَ الهَيْثَمِيّ، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ مَظْلُومَاً فَلَهُ الجَنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 4086، وَالْعَلاَّمَةُ أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْمَيْ: 7084، 7055]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَن أُتِيَ عِنْدَ مَالِهِ فَقُوتِلَ فَقَاتَلَ فَقُتِل؛ فَهُوَ شَهِيد " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: 5948، كَمَا صَحَّحَهُ أَيْضَاً في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 2581] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أُرِيدَ مَالُهُ بِغَيْرِ حَقٍّ فَقَاتَلَ فَقُتِلَ فَهُوَ شَهِيد " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6829، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامَينِ التِّرْمِذِيِّ وَأَبي دَاوُدَ بِرَقْمَيْ: 1420، 4771]

عَنْ سُوَيْدِ بْنِ مُقْرِنٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَظْلَمَتِهِ فَهُوَ شَهِيد " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 4096، كَمَا صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2780] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُظْلَمُ بِمَظْلَمَةٍ فَيُقَاتِلَ فَيُقْتَل؛ إِلاَّ قُتِلَ شَهِيدَاً " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (10704)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6874 / إِحْيَاءُ التُّرَاث]

رَوَى سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ قَابُوسَ عَن أَبِيهِ مُخَارِقِ بْنِ سُلَيْمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: الرَّجُلُ يَأْتِيني فَيُرِيدُ مَالي 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ذَكِّرْهُ بِالله " 00 قَال: فَإِنْ لَمْ يَذَّكَّرْ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَاسْتَعِن عَلَيْهِ مَنْ حَوْلَكَ مِنَ المُسْلِمِين " 00؟ قَال: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَوْلي أَحَدٌ مِنَ المُسْلِمِين 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَاسْتَعِن عَلَيْهِ بِالسُّلْطَان " 00 قَال: فَإِنْ نَأَى السُّلْطَانُ عَنيِّ 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قَاتِلْ دُونَ مَالِكَ حَتىَّ تَكُونَ مِنْ شُهَدَاءِ الآخِرَة، أَوْ تَمْنَعَ مَالَك " 0 [حَسَّنَهُ وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: 4081] عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيد، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيد، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيد، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيد " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ التِّرْمِذِيِّ النَّسَائِيِّ بِرَقْمَيْ: 2421، 4095، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 1652] فِيمَنْ مَاتَتَ قَبْلَ أَنْ تَضَعَ حَمْلَهَا عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ عَادَ جَبْرَاً، فَلَمَّا دَخَلَ سَمِعَ النِّسَاءَ يَبْكِينَ وَيَقُلْنَ: كُنَّا نحْسَبُ وَفَاتَكَ قَتْلاً في سَبِيلِ الله 00!! فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَمَا تَعُدُّونَ الشَّهَادَةَ إِلاَّ مَنْ قُتِلَ في سَبِيلِ الله؛ إِنَّ شُهَدَاءَكُمْ إِذَنْ لَقَلِيل 00

الْقَتْلُ في سَبِيلِ اللهِ شَهَادَة، وَالبَطْنُ شَهَادَة ـ أَيْ مَنْ يمُوتُ بِدَاءٍ في البَطْنِ ـ وَالحَرَقُ شَهَادَة، وَالغَرَقُ شَهَادَة، وَالمَغْمُومُ يَعْني الهَدِمَ شَهَادَة، وَالمجْنُونُ شَهَادَة، وَالمَرْأَةُ تَمُوتُ بجُمْعٍ ـ أَيْ وَوَلَدُهَا في بَطْنِهَا ـ شَهِيدَة " 00 قَالَ رَجُلٌ: أَتَبْكِينَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِد 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " دَعْهُنَّ، فَإِذَا وَجَبَ ـ أَيْ فَإِذَا خَرَجَتْ رُوحُهُ ـ فَلاَ تَبْكِيَنَّ عَلَيْهِ بَاكِيَةٌ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامُ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 3194] فَالمَقْصُودُ بِالمَرْأَةِ الَّتي تمُوتُ بجَمْعٍ هِيَ التي تمُوتُ وَوَلَدُهَا في بَطْنِهَا قَدْ تمَّ خَلْقُه، وَقِيلَ هِيَ الَّتي تمُوتُ بِكْرَاً لَمْ يَطْمِثْهَا بَشَر 0

فِيمَنْ مَاتَ غَرِيقَاً وَإِنْ تُوُفيَ غَرَقَاً في البَحْرِ فَقُلْ: يَا أَيُّهَا البَطَلُ الشَّهِيدُ تَحِيَّتي * أُهْدِيكَهَا أَوْ إِنْ تَشَأْ فَرِثَائِياءِ مَا كُنْتُ أَعْلَمُ قَبْلَ مَوْتِكَ أَنمَا * شَمْسُ الأَصِيلِ غُرُوبهَا في المَاءِ {الأَوَّلُ فَقَطْ لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي} عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ المَطْعُونُ وَالمَبْطُونُ وَالغَرِقُ وَصَاحِبُ الهَدْمِ وَالشَّهِيدُ في سَبِيلِ الله " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجِهَادِ وَالسِّيَرِ بَابِ الشُّهَدَاءُ سَبْعَةٌ 0 بِرَقْم: (2829)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الإِمَارَةِ بِرَقْم: 1914]

عَن أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المَائِدُ في الْبَحْر ـ أَيْ رَاكِبُهُ ـ الَّذِي يُصِيبُهُ الْقَيْء؛ لَهُ أَجْرُ شَهِيد، وَالْغَرِيقُ لَهُ أَجْرُ شَهِيدَيْن " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (11588)، وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 2493] وَمِن أَجْمَلِ وَأَرَقَّ مَا قِيلَ في مَوْتِ الْغَرِيقِ مَا قَالَهُ ابْنُ الرُّومِيِّ في زَوْجَةِ صَدِيقٍ لَهُ كَانَتْ تَسْتَحِمُّ في البَحْرِ فَابْتَلَعَتْهَا الأَمْوَاج؛ فَقَالَ ابْنُ الرُّومِيِّ في ذَلِكَ يُوَاسِيه: لَعَلَّ الَّذِي ذَهَبَتْ لَهُ عُرْيَانَةً * كَسَاهَا مِنَ اللَّحْدِ الَّذِي هُوَ أَسْتَرُ وَإِنْ كَانَ في المَاءِ الطَّهَارَةُ كُلُّهَا * فَلَلتُّرْبُ أَحْيَانَاً مِنَ المَاءِ أَطْهَرُ

فِيمَنْ مَاتَ لَدِيغَاً أَوْ أَكَلَهُ السَّبْع عَن أَبي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ فَصَلَ في سَبِيلِ اللهِ فَمَاتَ أَوْ قُتِلَ ـ أَيْ خَرَجَ فَمَاتَ أَوْ قُتِلَ ـ فَهُوَ شَهِيد، أَوْ وَقَصَهُ فَرَسُهُ أَوْ بَعِيرُهُ ـ أَيْ أَلْقَاهُ مِنْ فَوْقِ ظَهْرِهِ ـ أَوْ لَدَغَتْهُ هَامَّةٌ ـ أَيْ زَاحِفَةٌ مِنَ الزَّوَاحِفِ ـ أَوْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِه، أَوْ بِأَيِّ حَتْفٍ شَاءَ اللهُ؛ فَإِنَّهُ شَهِيد، وَإِنَّ لَهُ الجَنَّة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: 6413]

عَنْ رَبِيعٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الطَّعْنُ وَالطَّاعُون، وَالهَدْمُ وَأَكْلُ السَّبْع، وَالْغَرَقُ وَالحَرَق، وَالْبَطْنُ وَذَاتُ الجَنْب؛ شَهَادَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: 7400، أَخْرَجَهُ المَقْدِسِيُّ في الضِّيَاء] مَوْتُ الغَرِيب قَدْ يَقُولُ قَائِلٌ: لَيْسَ يُبْكِيني أَنَّهُ مَات، إِنمَا يُبْكِيني: أَنَّهُ مَاتَ بَعيدَاً عَنْ وَطَنه، وَفي بَلَدٍ غَيرِ بَلَدِه، وَصَاحِبُ هَذَا الكَلاَمِ لاَ أَجِدُ لَهُ شَيْئَاً أَقُولُهُ خَيرَاً مِن هَذَيْنِ الحَدِيثَين: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" تُوُفِّيَ رَجُلٌ بِالمَدِينَةِ مِمَّنْ وُلِدَ بِالمَدِينَة، فَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " يَا لَيْتَهُ مَاتَ في غَيْرِ مَوْلِدِه "؛ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ النَّاس: وَلِمَ يَا رَسُولَ الله 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا مَاتَ في غَيْرِ مَوْلِدِهِ قِيسَ لَهُ مِنْ مَوْلِدِهِ إِلى مُنْقَطَعِ أَثَرِهِ في الجَنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6656، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَة الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيحِ وَفي مِشْكَاةِ المَصَابِيح، وَفي سُنَنيِ الإِمَامَينِ النَّسَائِيِّ وَابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: 1832، 1614، وَالأُسْتَاذ شُعيب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حَبَّان]

طُوبى للغُرَبَاء عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الإِسلاَمَ بَدَأَ غَرِيبَاً وَسَيَعُودُ غَرِيبَاً، فَطُوبى للغُرَبَاء، أَلاَ إِنَّهُ مَا مِنْ مُؤْمِن يَمُوتُ في أَرْضِ غُرْبَة غَابَ فِيهَا بَوَاكِيه؛ إِلاَّ بَكَتْ عَلَيْه السَّمَاءوَالأَرْض " 0 [الدَّيْلَمِيُّ في " الفِرْدَوْسِ " بِرَقْم: (6084)، وَهُوَ في " الشُّعَب ": (9888)، وَجُمْلَةُ الغُرَبَاءِ في صَحِيحِ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 145]

وَيحْكَى أَنَّهُ كَانَ في بَني إِسْرَائِيلَ زَمَنَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ رَجُلٌ فَاسِقٌ سِكِّير؛ فَضَجَّ مِنهُ أَهْلُ البَلدَةِ وَتَضَرَّعُواْ إِلى اللهِ عَزَّ جَلّ؛ فَأَوْحَى اللهُ إِلى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّ في البَلدَةِ الفُلاَنِيَّةِ رَجُلٌ فَاسِقٌ سِكِّيرٌ فَأَخْرِجْهُ؛ فَأَخْرَجَهُ سَيِّدُنَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ مِنَ البَلدَة 00!! فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلى إِحْدَى القُرَى المجَاوِرَة، فَأَمَرَ اللهُ عَزَّ جَلَّ كَلِيمَهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِإِخْرَاجِهِ مِن تِلكَ القَرْيَة؛ فَأُخْرِجَ الرَّجُلُ إِلى مَفَازَةٍ نَائِيَةٍ عَنِ النَّاسِ لاَ زَرْعَ فِيهَا وَلاَ مَاء، غَيرَ جَوَارِحِ الطُّيُورِ وَالسِّبَاع 00!! [مُكَاشَفَةِ القُلُوبِ البَابِ الثَّالِث 0 ص: (13)، وَضَعَّفَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ بِنَحْوِهِ مخْتَصَرَاً في " المجْمَع " 0 ص: 317/ 2]

فَمَرِضَ ذَلِكَ الرَّجُلُ في تِلكَ المَفَازَةِ وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ المَرَض؛ فَتَلَفَّتَ ذَاتَ الشِّمَالِ وَذَاتَ اليَمِين؛ فَلَمْ يَجِدْ أَيَّ رَفِيقٍ أَوْ مُعِين، فَوَضَعَ خَدَّهُ عَلَى الأَرْضِ ثُمَّ بَكَى وَقَال: لَوْ كَانَتْ بجُوَارِي وَالِدَتي أَوْ وَلَدِي أَوْ زَوْجَتي أَوِ ابْنَتي؛ لَسَهِرَواْ عَلَيَّ وَتَبِعُواْ إِنْ مُتُّ وَبَكَوْني، وَلَوْ كَانَ وَالِدِي حَاضِرَاً لَتَوَلى أَمْرِي وَدَفْني، وَلَوْ كَانَ أَوْلاَدِي حُضُورَاً لَمَشَواْ خَلْفَ جِنَازَتي وَبَكَوْني وَقَالُواْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِوَالِدِنَا الطَّرِيدِ الشَّرِيدِ وَتجَاوَزْ عَنه 00!!

اللهُمَّ حَرَمْتَني مِنْ وَالِدِي وَوَلَدِي فَلاَ تحْرِمْني مِنْ رَحْمَتِك، اللهُمَّ قَدْ أَحْرَقْتَ بِفِرَاقِهِمْ قَلْبي في حَيَاتي؛ فَلاَ تحْرِقني بِنَارِكَ بَعْدَ وَفَاتي 00!! فَأَرْسَلَ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ حَوْرَاءَ مِنَ الجَنَّةِ عَلَى صُورَةِ أُمِّه، وَحَوْرَاءَ عَلَى صُورَةِ أُخْتِه، وَحَوْرَاءَ عَلَى صُورَةِ زَوْجَتِه، وَأَرْسَلَ مَلاَئِكَةً عَلَى صُورَةِ أَوْلاَدِهِ فَطَابَتْ نَفسُهُ وَقَرَّتْ عَيْنُهُ وَخَرَجَتْ رُوحُه 00!! فَأَوْحَى اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ إِلى سَيِّدِنَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنِ اذْهَبْ إِلى الأَرْضِ الفُلاَنِيَّة، فَإِنَّهُ قَدْ مَاتَ فِيهَا وَليٌّ مِن أَوْلِيَائِي فَاشْهَدْهُ وَتَوَلَّ أَمْرَه 00!!

فَذَهَبَ نَبيُّ اللهِ مُوسَى إِلى ذَلِكَ المَوْضِعِ فَكَانَتِ المُفَاجَأَة؛ فَتَعَجَّبَ مُوسَى وَسَأَلَ اللهَ ** عز وجل ** لِذَلِكَ تَفْسِيرَا، فَحَكَى لَهُ جَلَّ جَلاَلُهُ عَنْ ذِلَّتِهِ وَمَرَضِهِ في غُرْبَتِهِ ثُمَّ قَالَ لَه: يَا مُوسَى: إِذَا مَاتَ الغَرِيبُ بَكَى عَلَيْهِ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلُ الأَرْضِ رَحْمَةً لَه؛ فَكَيْفَ لاَ أَرْحَمُهُ وَأَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِين 00؟ فِيمَنْ مَاتَ مُرَابِطَاً وَإِنْ كَانَ مِنْ قُوَّاتِ حَرَسِ الحُدُودِ فَاسْتُشْهِدَ أَثنَاءَ الخِدْمَة، أَوْ كَانَ رَجُلَ أَمْنٍ عَلَى صَرْحٍ أُقِيمَ لخِدْمَةِ المُسْلِمِينَ فَمَاتَ في حِرَاسَتِهِ فَبَشِّرْ أَهْلَهُ بهَذَا الحَدِيث:

عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَة؛ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِه، وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُه، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ الفَتَّان " 00 أَيْ عَذَابَ الْقَبْرِ وَفِتْنَتَهُ 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1913 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ مَاتَ مُرَابِطَاً في سَبِيلِ الله؛ أُجْرِيَ عَلَيْهِ أَجْرُ عَمَلِهِ الصَّالِحِ الَّذِي كَانَ يَعْمَل، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَأَمِنَ مِنَ الْفَتَّان، وَبَعَثَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ آمِنَاً مِنَ الْفَزَع " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (11490/ 6544)، وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 2767]

عَنْ فَضَالَةَ بنِ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كُلُّ مَيْتٍ يخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلاَّ المُرَابِط؛ فَإِنَّهُ يَنمُو لَهُ عَمَلُهُ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ وَيُؤَمَّنُ مِنْ فَتَّانِ القَبر " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ التِّرْمِذِيِّ وَأَبي دَاوُدَ بِرَقْمَيْ: 1621، 2500]

عَنْ فَضَالَةَ بنِ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كُلُّ مَيْتٍ يخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلاَّ الَّذِي مَاتَ مُرَابِطَاً في سَبِيلِ الله؛ فَإِنَّهُ يَنمُو لَهُ عَمَلُهُ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ وَيُؤَمَّنُ فِتنَةَ القَبر " 0 [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: (2637)، رَوَاهُ ابْنُ حَبَّانَ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 4624]

عَنْ محَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَرَّ سَلْمَانُ الفَارِسِيُّ بِشُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ وَهُوَ في المُرَابَطٍ لَهُ وَقَدْ شَقَّ عَلَيْهِ وَعَلَى أَصْحَابِهِ؛ قَالَ أَلاَ أُحَدِّثُكَ يَا ابْنَ السِّمْطِ بحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00؟ قَالَ بَلَى، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " رِبَاطُ يَوْمٍ في سَبِيلِ اللهِ أَفْضَلُ أَوْ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِه، وَمَنْ مَاتَ فِيهِ وُقِيَ فِتْنَةَ القَبْرِ وَنُمِّيَ لَهُ عَمَلُهُ إِلى يَوْمِ القِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيح، رَوَاهُ التِّرْمِذِيِّ في كِتَابِ فَضَائِلِ الجِهَادِ بَاب: فَضْلِ المُرَابَط 0 بِرَقْم: 1665]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ مَاتَ مُرَابِطَاً في سَبِيلِ الله؛ أَمَّنَهُ اللهُ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " صَحِيحِ الجَامِعِ " بِرَقْم: (6545/ 11491)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيّ] وَمِن أَجْمَلِ وَأَرَقِّ مَا قِيلَ في المُرَابِطِ وَرَجُلِ الحِرَاسَةِ أَوِ الشُّرْطَةِ نَظِيفِ اليَد؛ قَوْلُ الشَّاعِر: قَدَّمْتَ عُمْرَكَ لِلأَوْطَانِ قُرْبَانَا * عَنْ طِيبِ نَفْسٍ وَلَمْ تَسْتَوْفِ أَثْمَانَا كَمْ بِتَّ لَيْلَكَ وَالدَّهْمَاءُ هَاجِعَةٌ * مُسَهَّدَاً دَامِيَ العَيْنَينِ يَقْظَانَا

فِيمَنْ مَاتَ بِدَابَّتِه أَيَّاً كَانَتْ هَذِهِ الدَّابَّة: سَيَّارَة، أَوْ مُوتُوسِيكْل، أَوْ مَرْكَبَةً عَامَّةً 000 إِلخ 0 عَن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الجُهَنيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ صُرِعَ عَنْ دَابَّتِهِ فَهُوَ شَهِيد " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " صَحِيحِ الجَامِعِ " بِرَقْم: (6336)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيّ]

فِيمَنْ مَاتَ شَهِيدَاً أَمَّا إِنْ كَانَ قَدْ مَاتَ شَهِيدَاً؛ فَبَخٍ بَخٍ لِلشَّهِيد، وَطُوبى ثُمَّ طُوبى لِلشُّهَدَاء 00 عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلى الدُّنْيَا وَلَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَيْء؛ إِلاَّ الشَّهِيد يَتَمَنىَّ أَنْ يَرْجِعَ إِلى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الكَرَامَة " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجِهَادِ وَالسَّير بِرَقْم: 2817، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الإِمَارَةِ بِرَقْم: 1877]

عَنِ البَرَاءَ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ بِالحَدِيدِ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ أُقَاتِلُ أَوْ أُسْلِم 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَسْلِمْ ثمَّ قَاتِلْ " فَأَسْلَمَ ثُمَّ قَاتَلَ فَقُتِل؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " عَمِلَ قَلِيلاً وَأُجِرَ كَثِيرَاً " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجِهَادِ وَالسَّيرِ بِرَقْم: (2808)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الإِمَارَةِ بِرَقْم: 1900]

قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا رَسُولَ الله، مَا بَالُ المُؤْمِنِينَ يُفْتَنُونَ في قُبُورِهِمْ إِلاَّ الشَّهِيد 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 2053]

لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ العَامِلُون عَن عَبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا قُتِلَ العَبْدُ في سَبِيلِ اللهِ فَأَوَّلُ قَطْرَة تَقْطُرُ عَلَى الأَرْضِ مِنْ دَمِهِ يُكَفِّرُ اللهُ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا، ثُمَّ يُرْسِلُ لَهُ اللهُ برَيْطَة ـ أَيْ بِقُمَاشَةٍ بَيْضَاءَ ـ مِنَ الجَنَّةِ فتُقْبَضُ فِيهَا نَفْسُهُ، وَبِجَسَد مِنَ الجَنَّة حَتىَّ تُرَكَّبُ فِيهِ رُوحُه، ثُمَّ يَعْرُجُ مَعَ المَلاَئِكَةِ كَأنَّهُ كَانَ مَعَهُمْ مُنْذُ خَلَقَهُ الله، حَتىَّ يُؤْتَى بِهِ الرَّحْمَنُ عَزَّ وَجَلّ، وَيَسْجُدُ قَبْلَ المَلاَئِكَةِ ثُمَّ تَسْجُدُ المَلاَئِكَةُ بَعْدَهُ ثمَّ يُغْفَرُ لَهُ ويُطَهَّرُ،

ثمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلى الشُّهَدَاءِ فَيَجِدُهُمْ في رِيَاضٍ خُضْرٍ وَثيَابٍ مِن حَرِير، عِنْدَهُمْ نُون ـ أَيْ حُوتٌ ـ وَثَوْرٌ يُلَقِّنَانَهُم ـ أَيْ يُرِيَانَهُمْ مِنْ ظَرْفِهِمَا ـ كُلَّ يَوْمٍ بِشَيْءٍ لَمْ يُلَقِّنَاهُ بِالأَمْس: يَظَلُّ الحُوتُ في أَنْهَارِ الجَنَّةِ فَيَأْكُلُ مِنْ كُلِّ رَائِحَةٍ مِن أَنْهَارِ الجَنَّة، فَإِذَا أَمْسَى وَكَزَهُ الثَّوْرُ بِقَرْنِهِ فَذَكَّاهُ فَأَكَلُواْ مِنْ لحْمِهِ، فَوَجَدُواْ في طَعْمِ لحْمِهِ كُلَّ رَائحَةٍ مِن أَنهَارِ الجَنَّة، وَيَلبَثُ الثَّوْرُ نَافِشَا ـ أَيْ رَاعِيَاً ـ في الجَنَّةِ يَأْكُلُ مِنْ ثمَرِ الجَنَّة، فَإِذَا أَصْبَحَ عَدَا عَلَيْهِ الحُوتُ فَذَكَّاهُ بِذَنَبِهِ فَأَكَلُواْ مِنْ لحْمِهِ، فَوَجَدُواْ في طَعْمِ لحْمِهِ كُلَّ ثمرَةٍ في الجَنَّة،

يَنْظُرُونَ إِلى مَنَازلهِمْ يَدْعُونَ اللهَ بِقِيَامِ السَّاعَة، فَإِذَا تَوَفى اللهُ العَبْدَ المُؤْمِنَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ مَلَكَينِ بِخِرْقَةٍ مِنَ الجَنَّة، وَرَيحَانٍ مِنْ رَيحَانِ الجَنَّةِ فَقَال: أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّة: اخْرُجِي إِلى رَوْحٍ وَرَيحَان، وَرَبٍّ رَاضٍ غَيرِ غَضْبَان، اخْرُجِي فَنِعْمَ مَا قَدَّمْتِ؛ فَتَخْرُجُ كَأَطْيَبِ رَائحَةِ مِسْكٍ وَجَدَهَا أَحَدُكُمْ بِأَنْفِهِ، وَعَلَى أَرْجَاءِ السَّمَاءِ مَلاَئِكَة يَقُولُون: سُبْحَانَ الله؛ لَقَدْ جَاءَ مِنَ الأَرْضِ اليَوْمَ رُوحٌ طَيِّبَة؛ فَلاَ يمُرُّ ـ أَيْ فَلاَ يمُرُّ هَذَا العَبْدُ المُؤْمِنُ ـ بِبَابٍ إِلاَّ فُتِحَ لَه، وَلاَ مَلَكٍ إِلاَّ صَلَّى عَلَيْهِ وَيَشْفَع،

حَتىَّ يُؤْتَى بِهِ إِلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَتَسْجُدُ المَلاَئِكَةُ قَبْلَهُ ثُمَّ يَقُولُون: رَبَّنَا هَذَا عَبْدُكَ فُلاَنٌ تَوَفَّيْنَاهُ وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ فَيَقُول: مُرُوهُ بِالسُّجُودِ فَيَسْجُدُ النَّسَمَة ـ أَيْ فَتَسْجُدُ هَذِهِ النَّفْسُ المُؤْمِنَةُ ـ ثمَّ يُدْعَى مِيكَائِيلُ فَيُقَال: اجْعَلْ هَذِهِ النَّسَمَةَ مَعَ أَنْفُسِ المُؤْمِنِينَ حَتىَّ أَسْأَلَكَ عَنهَا يَوْمَ القِيَامَة؛ فَيُؤْمَرُ بِقَبْرِهِ فَيُوَسَّعُ لَهُ طُولُهُ سَبْعِينَ وَعَرْضُهُ سَبْعِين، وَيُنْبَتُ فِيهِ الرَّيْحْان، وَيُبْسَطُ لَهُ الحَرِيرُ فِيه، وَعَلَى أَرْجَاءِ السَّمَاءِ مَلاَئِكَةٌ يَقُولُون: سُبْحَانَ الله؛ لَقَدْ جَاءَ مِنَ الأَرْضِ جِيفَةٌ وَنَسَمَةٌ خَبِيثَة،

لاَ يُفْتَحُ لَهُ بَابُ السَّمَاء؛ فَيُؤْمَرُ بجَسَدِهِ فَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ في القَبر، وَيُمْلأُ حَيَّاتٍ مِثْلَ أَعْنَاقِ البُخْت ـ أَيِ مِثْلَ أَعْنَاقِ الجِمَالِ غِلَظَاً ـ تَأْكُلُ لحْمَهُ فَلاَ يَدَعْنَ مِن عِظَامِهِ شَيْئَا، وَإِنْ كَانَ مَعَهُ شَيْء منَ القُرْآنِ نَوَّرَهُ وَإِلاَّ جُعِلَ لَهُ نُورٌ مِثْلَ نُورِ الشَّمْس، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلى الجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلى مَقْعَدِهِ في الجَنَّةِ بُكْرَةً وَعَشِيَّا، وَإِذَا تَوَفى اللهُ العَبْدَ الكَافِرَ أَرْسَلَ إِلَيه مَلَكَين، وَأَرْسَلَ إِلَيهِ بقِطْعَةِ بِجَاد ـ أَيْ بِقُمَاشَةٍ غَلِيظَةٍ ـ أَنْتَنَ مِنْ كُلِّ نَتِن، وَأَخْشَنَ مِنْ كُلِّ خَشِنٍ فَقَال: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الخَبِيثَة، اخْرُجِي إِلى جَهنَّمَ وَعَذَابٍ أَلِيم، وَرَبٍّ عَلَيْكِ

سَاخِط، اخْرُجِي فَسَاءَ مَا قَدَّمْتِ، فَتَخْرُجُ كَأَنْتَنِ جِيفَةٍ وَجَدَهَا أَحَدُكُمْ بِأَنْفِهِ قَطّ، ثُمَّ يُرْسَلُ عَلَيْهِ مَلاَئِكَةٌ صُمٌّ عُمْيٌ مَعَهُمْ فَطَاطِيسُ ـ أَيْ مَطَارِقُ عَظِيمَةٌ ـ مِن حَدِيد، لاَ يُبْصِرُونَه فَيرْحَمُونَه، وَلاَ يَسْمَعُونَ صَوْتَهُ فَيَرْحَمُونَه، فَيَضْرِبُونَه وَيَخْبِطُونَه، وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ نَارٍ فَيَنْظُرُ إِلى مَقْعَدِهِ مِنَ النَّارِ بُكْرَةً وَعَشِيَّة؛ يَسأَلُ اللهَ أَنْ يُدِيمَ ذَلِكَ عَلَيْه ـ أَيْ عَذَابَهُ في قَبرِهِ ـ فَلاَ يَصِلُ إِلى مَا وَرَاءهُ مِنَ النَّار " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " ص: (328/ 2)، عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ هَنَّادٍ في الزُّهْدُ مخْتَصَرَاً بِرَقْم: 168]

وَلَعَلَّ أَهْلَ الشَّهِيدِ يَحُزُّ في نُفُوسِهِمْ مَصْرَعُ ابْنِهِمْ، وَتُؤْلِمُهُمُ الطَّرِيقَةُ الَّتي مَاتَ بِهَا؛ وَتخْفِيفَاً عَلَيْهِمْ؛ أَسُوقُ إِلَيْهِمْ تِلْكَ الْبُشْرَى الَّتي قَالَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلشُّهَدَاءِ لِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُهُمْ: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ القَتْل؛ إِلاَّ كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مَسَّ القَرْصَة " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7940، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ التِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيِّ وَفي الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة]

وَهَذِهِ بَعْضُ الأَشْعَارِ الَّتي يمْكِنُ التَّمَثُّلُ بهَا في الشَّهِيد، وَلَكِن أُنَاشِدُكُمُ اللهَ أَلاَّ تَتَمَثَّلُواْ بهَا إِلاَّ فِيمَنْ يَسْتَحِقّ؛ فَالشُّهَدَاءُ كَثُرُواْ في هَذِهِ الأَيَّام، لاَ سِيَّمَا عِنْدَ أَهْلِ الإِعْلاَم: كَشُهَدَاءِ الحُبِّ وَالغَرَام، وَشُهَدَاءِ الطَّرَبِ وَالأَنغَام 000 إِلَخ هَذِهِ الأَوْهَام 00!! تَرَدَّى ثِيَابَ المَوْتِ حُمْرَاً فَمَا انْتَهَى * بِهِ اللَّيْلُ إِلاَِّ وَهْوَ مِنْ سُنْدُسٍ خُضْرُ {أَبُو تَمَّام} رَدِّدُواْ الأَشْعَارَ في ذِكْرَى الشَّهِيدْ * وَارْفَعُواْ الأَعْلاَمَ في يَوْمِ الفَقِيدْ إِنَّ قَوْمَاً أَنْتَ عُنوَانٌ لَهُمْ * لَنْ يَنَالَ الدَّهْرُ مِنهُمْ مَا يُرِيدْ يَا فَتى الإِقْدَامِ يَا خَيرَ الجُنُودْ * قَدْ جَرَى الدَّمْعُ دَمَاً فَوْقَ الخُدُودْ نمْ قَرِيرَ العَيْنِ قَدْ عَلَّمْتَنَا * كَيْفَ بِالرُّوحِ لَدَى الخَطْبِ نجُودْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف}

فَيَا أَيُّهَا البَطَلُ الشَّهِيدُ تَحِيَّتي * أُقَدِّمُهَا أَوْ إِنْ تَشَأْ فَرِثَائِيَا فَإِنْ تَكُ أَفنَتْكَ اللَّيَالي سَرِيعَةً * فَذِكْرَاكَ فِينَا سَوْفَ تُفْني اللَّيَالِيَا عَلَيْهِ سَلاَمُ اللهِ كَمْ كَانَ ذَا تُقَىً * وَكَمْ كَانَ ذَا بِرٍّ وَكَمْ كَانَ حَانِيَا {الْبَيْتَانِ الأَوَّلُ وَالثَّاني لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي، وَالأَخِيرُ لإِيلِيَّا أَبي مَاضِي 0 وَكُلُّهَا بِتَصَرُّف} بُشْرَاكِ يَا أُمَّ حَارِثَة عَنْ سَيِّدِنَا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ أُمَّ حَارِثَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ وَكَانَ ابْنُهَا حَارِثَةُ قَدِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ بَدْر ـ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله، قَدْ عَلِمْتَ مَوْقِعَ حَارِثَةَ مِنْ قَلْبي؛ فَإِنْ كَانَ في الجَنَّةِ لَمْ أَبْكِ عَلَيْه، وَإِلاَّ سَوْفَ تَرَى مَا أَصْنَع 00؟

فَقَالَ لهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَبِلْتِ ـ أَيْ وَهِمْتِ يَا أُمَّ حَارِثَة ـ أَجَنَّةٌ وَاحِدَةٌ هِيَ 00؟! إِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَة، وَإِنَّهُ في الفِرْدَوْسِ الأَعْلَى " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الرِّقَاقِ بَاب: صِفَةِ الجَنَّةِ وَالنَّار بِرَقْم: (6567)، وَالبَيْهَقِيُّ في " الشُّعَب " بِرَقْم: 9760] أَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ طُيُورٌ تَسْبَحُ في رِيَاضِ الجَنَّة

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُد؛ جَعَلَ اللهُ أَرْوَاحَهُمْ في جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، تَرِدُ أَنْهَارَ الجَنَّةِ تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا، وَتَأْوِي إِلى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ مُعَلَّقَةٍ في ظِلِّ الْعَرْش، فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مَأْكَلِهِمْ وَمَشْرَبِهِمْ وَمَقِيلِهِمْ قَالُواْ: مَنْ يُبَلِّغُ إِخْوَانَنَا عَنَّا أَنَّا أَحْيَاءٌ في الجَنَّةِ نُرْزَق؛ لِئَلاَّ يَزْهَدُوا في الجِهَادِ وَلاَ يَنْكُلُوا عِنْدَ الحَرْب 00؟ فَقَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ: أَنَا أُبَلِّغُهُمْ عَنْكُمْ؛ فَأَنْزَلَ اللهُ:

{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ في سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} {آلِ عِمْرَان/169} " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2388، وَالأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم:2520، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم 0 المُسْتَدْرَك: 2444] عَنْ مَسْرُوقٍ الهَمَدَانيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " سَأَلْنَا عَبْدَ اللهِ أَيِ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ هَذِهِ الآيَة: {وَلاَ تحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ في سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتَاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون} {آلِ عِمْرَان/169}

قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَرْوَاحُهُمْ في جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ لهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالعَرْش، تَسْرَحُ مِنَ الجَنَّةِ حَيْثُ شَاءتْ، ثمَّ تَأْوِي إِلى تِلْكَ القَنَادِيل، فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمُ اطِّلاَعَةً فَقَال: هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئَاً 00؟ قَالُواْ: أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا 00؟! فَفَعَلَ ذَلِكَ بهِمْ ثَلاَثَ مَرَّات؛ فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُواْ مِن أَنْ يُسْأَلُواْ قَالُواْ: يَا رَبِّ نُرِيدُ أَنْ تُرَدَّ أَرْوَاحُنَا في أَجْسَادِنَا حَتىَّ نُقْتَلَ في سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى؛ فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُواْ " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الإِمَارَةِ بَاب: بَيَانِ أَرْوَاحِ الشُّهَدَاء بِرَقْم: 1887]

يَهُونُ القَتْلُ في سَبِيلِ اللهِ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ مَصِيرُ الشُّهَدَاء وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا قُتِلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ ـ أَيْ أَبُوهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ يَوْمَ أُحُد: لَقِيَني رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " يَا جَابِرُ مَا لي أَرَاكَ مُنْكَسِرَاً " 00؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، اسْتُشْهِدَ أَبي وَتَرَكَ عِيَالاً وَدَيْنَاً؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَفَلاَ أُبَشِّرُكَ بمَا لَقِيَ اللهُ بِهِ أَبَاك "؟ قَالَ بَلَى يَا رَسُولَ الله 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا كَلَّمَ اللهُ أَحَدَاً قَطُّ إِلاَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَاب، وَكَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحَاً ـ أَيْ وَجْهَاً لِوَجْه ـ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِك 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَا رَبِّ تُحْيِيني فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيَةً؛ فَقَالَ الرَّبُّ سُبْحَانَه: إِنَّهُ سَبَقَ مِني أَنهُمْ إِلَيْهَا لاَ يُرْجَعُون، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَا رَبِّ فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي " 00 فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ في سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} {آلِ عِمْرَان/169} [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِع، وَحَسَّنَهُ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: (3010)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 190]

عَنِ المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللهِ سِتُّ خِصَال: يُغْفَرُ لَهُ في أَوَّلِ دَفعَة ـ أَيْ في أَوَّلِ دُفْعَةٍ مِنْ دَمِه ـ وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّة، وَيجَارُ مِن عَذَابِ القَبر، وَيَأْمَنُ مِنَ الفَزَعِ الأَكبَر، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الوَقَار: اليَاقُوتَةُ مِنهُ خَيرٌ مِنَ الدُّنيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَينِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الحُورِ العِين، وَيَشْفَعُ في سَبْعِينَ مِن أَقَارِبِه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 1663] عَنِ المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللهِ سِتُّ خِصَال: يَغْفِرُ لَهُ في أَوَّلِ دُفْعَةٍ مِنْ دَمِه، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّة، وَيُجَارُ مِن عَذَابِ الْقَبر، وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبر، وَيُحَلَّى حُلَّةَ الإِيمَان، وَيُزَوَّجُ مِنَ الحُورِ الْعِين، وَيُشَفَّعُ في سَبْعِينَ إِنْسَانَاً مِن أَقَارِبِه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 2799] بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقتَلُ في سَبِيل اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحيَاءٌ وَلَكِنْ لاَ تَشْعُرُون} [البَقَرَة: 154] عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّ أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ في طَيرٍ خُضْرٍ تَعْلَقُ شَجَرَ الجَنَّة " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 1641] عَنْ قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في هَذِهِ الآيَة: " إِنَّ أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ في طَيرٍ بِيضٍ يَأْكُلْنَ مِنْ ثِمَارِ الجَنَّة، وَإِنَّ مَسَاكِنَهُمْ سِدْرَةُ المُنْتَهَى)) 0 [ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبرِيّ: 2325] وَمِن أَرَقِّ مَا قِيلَ في مَشْهَدِ الأُمّ، الَّتي أَقْبَلَتْ تُهَرْوِلُ بَعْدَ انْتِهَاءِ المَعْرَكَة؛ تَبْحَثُ عَنِ ابْنِهَا بَينَ القَتْلَى وَالجَرْحَى، مَا قَالَهُ في ذَلِكَ الشَّاعِرُ ذُو القَرِيحَةِ المُلْهَمَة / مُصْطَفَى عِكْرِمَة: ذَهَبَتْ تُسَائِلُ عَنْ فَتَاهَا * لَهْفَى يُسَابِقُهَا أَسَاهَا السُّهْدُ أَضْنَاهَا وَنَارُ الشَّوْقِ يَحْرِقُهَا لَظَاهَا وَتَكَادُ لَوْلاَ الصَّبْرُ وَالإِيمَانُ تَهْمِي مُقْلَتَاهَا *********

بِالأَمْسِ وَدَّعَهَا وَهَبَّ يَحُثُّ لِلسَّاحِ المَسِيرَا وَتَعَاهَدَا أَنْ سَوْفَ يَكْتُبُ بِالدَّمِ النَّصْرَ الكَبِيرَا أَتُرَاهُ وَفَّى نَذْرَهُ أَمْ أَنَّهُ أَمْسَى أَسِيرَا ********* قَالَتْ سَأَسْأَلُ مَن أَرَاهُ لِيَطْمَئِنَّ الآنَ قَلْبي قَالُواْ أَتَعْنِينَ الفَتى المِغْوَارَ قَالَتْ إِي وَرَبيِّ قَالُواْ رَأَيْنَاهُ بِوَجْهِكِ إِنَّ وَجْهَكِ عَنهُ يُنْبي ********* رَأَتِ الجِرَاحَ بِصَدْرِهِ فَاسْتَبْشَرَتْ تخْتَالُ كِبْرَا كَانَتْ جِرَاحُ الصَّدْرِ تَهْتِفُ إِنَّني وَفَّيْتُ نَذْرَا إِنىِّ وَرَبِّكِ لَمْ أُدِرْ يَا أُمُّ لِلأَعْدَاءِ ظَهْرَا ********* فَدَنَتْ تُقَبِّلُهُ فَقَالُواْ مُلْتَقَاكُمْ في الخُلُودْ قَالَتْ وَدَمْعُ الفَرْحَةِ الكُبْرَى تَلأْلأَ في الخُدُودْ حَسْبي إِذَا ذُكِرَ الشَّهِيدُ بِأَنَّني أُمُّ الشَّهِيدْ *********

وفاة الحبيب

وَفَاةُ الحَبِيب: ======== وَأَلْحِقْ بِآخِرِ هَذَا الْبَابِ خَبَرَ وَفَاةِ الإِمَامِ البُخَارِيّ، وَأَيُّوبَ السُِّخْتِيَانيّ، وَابْنِ عَوْن وَعَمْرِو بْنِ قَيْس، وَهَرِم بن حَيَّان الْتَمِسْ أَخْبَارَهُمْ بِكِتَابِكَ جَوَاهِرُ مِن أَقْوَالِ الرَّسُول بَابُ [أَعْلاَمُ الحُفَّاظ] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عُمْرُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " بُعِثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَرْبَعِينَ سَنَة، فَمَكُثَ بمَكَّةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً يُوحَى إِلَيْه، ثمَّ أُمِرَ بِالهِجْرَةِ فَهَاجَرَ عَشْرَ سِنِينَ ـ أَيْ بِالمَدِينَة ـ وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَسِتِّين " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3902 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2351، وَفي كَنْزِ العُمَّالِ بِرَقْم: 18728] عَنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَسِتِّينَ سَنَة، وَمَاتَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَسِتِّين، وَقُتِلَ عُمَرُ وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَسِتِّين " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الفَضَائِلِ بَاب: كَمْ أَقَامَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمَكَّةَ وَالمَدِينَة بِرَقْم: 2352]

بَرَكَتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيَّاً وَمَيِّتَاً عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ للهِ مَلاَئِكَةً سَيَّاحِين ـ أَيْ يَسِيحُونَ في الأَرْض ـ يُبْلِغُونَ عَن أُمَّتي السَّلاَم " 0 وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " حَيَاتي خَيرٌ لَكُمْ؛ تُحَدِّثُونَ وَنُحَدِّثُ لَكُمْ، وَوَفَاتي خَيرٌ لَكُمْ؛ تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ، فَمَا رَأَيْتُ مِن خَيرٍ حَمِدْتُ اللهَ عَلَيْه، وَمَا رَأَيْتُ مِنْ شَرٍّ اسْتَغْفَرْتُ اللهَ لَكُمْ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (24/ 9)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ البَزَّار]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ تَعَالى إِذَا أَرَادَ رَحْمَةَ أُمَّةٍ مِن عِبَادِه؛ قَبَضَ نَبِيَّهَا قَبْلَهَا فَجَعَلَهُ لهَا فَرَطَاً وَسَلَفَاً بَينَ يَدَيْهَا ـ وَفَرَطَاً أَيْ حِسْبَةً أَوْ قُرْبَانَاً يَتَقَرَّبُونَ بِصَبرِهِمْ عَلَى مُصَابهِمْ فِيهِ إِلى اللهِ جَلَّ جَلاَلُه ـ وَإِذَا أَرَادَ هَلَكَةَ أُمَّةٍ عَذَّبهَا وَنَبِيُّهَا حَيّ، فَأَهْلَكَهَا وَهْوَ يَنْظُر؛ فَأَقَرَّ عَيْنَهُ بهَلَكَتِهَا حِينَ كَذَّبُوهُ وَعَصَواْ أَمْرَه " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الفَضَائِلِ بِرَقْم: (2288)، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 34456]

عَنْ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " أَتَزْعُمُونَ أَنيِّ آخِرِكُمْ وَفَاةً 00؟! أَلاَ إِنيِّ مِن أَوَّلِكُمْ وَفَاةً، وَتَتْبَعُوني أَفْنَادَاً [أَيْ وَاحِدَاً تِلْوَ الآخَر]، يُهْلِكُ بَعْضُكُمْ بَعْضَاً " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيحِ بِرَقْم: 94، وَقَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

دَنَا الأَجَلُ وَتَدَلَّى عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال لأَبي بَكر: " سَل يَا أَبَا بَكْر " 00؟ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَا رَسُولَ اللهِ دَنَا الأَجَل 00؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قَدْ دَنَا الأَجَلُ وَتَدَلى " 00 فَقَالَ أَبُو بَكْر: ليُهْنِكَ يَا نَبيَّ اللهِ مَا عِنْدَ الله، فَلَيْتَ شِعْري عَنْ مُنْقَلَبِنَا 00؟!

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِلى اللهِ وَإِلى سِدْرَةِ المُنْتَهَى، ثمَّ إِلى جَنَّةِ المَأْوَى وَالفرْدَوسِ الأَعْلَى وَالكَأْسِ الأَوْفى وَالرَّفِيقِ الأَعْلَى، وَالحَظِّ وَالعَيشِ المهَنَّا " 0 فَقَالَ أَبُو بَكْر: يَا نَبيَّ اللهِ مَن يَلِي غُسْلَك 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " رِجَالٌ مِن أَهْلِ بَيْتي، الأَدْنى فَالأَدْنى " 00 قَالَ أَبُو بَكْر: فَفِيمَ نُكَفِّنُك 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " في ثِيَابي هَذِه، وَفي حُلَّةِ يَمَانِيَّة، وفي بَيَاضِ مِصْر " 00 فَقَالَ أَبُو بَكْر: كَيْفَ الصَّلاَةُ عَلَيْكَ مِنَّا 00؟! وَبَكَيْنَا وَبَكَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ قَال: " مَهْلاً غَفَرَ اللهُ لَكُمْ، وَجَزَاكُمْ عَنْ نَبِيِّكُمْ خَيرَا، إِذَا غَسَّلتُمُوني وَكَفَّنْتُمُوني فَضَعُوني عَلَى سَرِيرِي في بَيْتي هَذَا، عَلَى شَفِيرِ قَبرِي، ثُمَّ اخْرُجُواْ عَني سَاعَة؛ فَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُصَلِّي عَلَيَّ اللهُ جَلَّ جَلاَلُه: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئكَتُهُ} {الأَحْزَاب: 43}

ثُمَّ يَأْذَنُ لِلمَلاَئِكَةِ في الصَّلاَةِ عَلَيّ، فَأَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ عَلَيَّ مِن خَلقِ اللهِ وَيُصَلِّي عَلَيَّ جِبرِيل، ثُمَّ مِيكَائيلُ ثُمَّ إِسْرَافِيل، ثُمَّ مَلَكُ المَوْت مَعَ جُنُودٍ كَثِيرَة، ثُمَّ المَلاَئِكَةُ بِأَجْمَعِهَا، ثُم أَنْتُمْ فَادخلواْ عَلَيَّ أَفْوَاجَاً فَصَلواْ عَلَيَّ أَفْوَاجَاً، زُمْرَة زُمْرَة ـ أَيْ جمَاعَةً جمَاعَة ـ وَسَلمُواْ تَسْلِيمَاً وَلاَ تُؤْذُوني بِتَزِكِيَة وَلاَ صَيْحَة وَلاَ رَنَّة، وَليَبْدَأْ مِنْكُمْ الإِمَام وَأَهْل بَيْتي الأَدْنى فَالأَدْنى، ثمَّ زُمَرُ النِّسَاء، ثمَّ زُمَرُ الصِّبْيَان " 00

قَالَ أَبُو بَكرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فَمَنْ يُدْخِلُكَ القَبر 00؟ قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " زُمَرٌ مِن أَهْلِ بَيْتي الأَدْنى فَالأَدْنى، مَعَ مَلاَئِكَةٍ كَثِيرَةٍ لاَ تَرَوْنهمْ وَهُمْ يَرَوْنَكُم، قُومُواْ فَأَدُّواْ عَني إِلى مَنْ بَعْدِي " 0 [الإِحْيَاءُ 0 طَبْعَةُ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ 0 ضَعَّفَهُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 وَفَاةُ النَّبيِّ: 1862]

وَعنِ الإِمَامِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ قَال: " أَوْصَى النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّاً أَنْ يُغَسِّلَه؛ فَقَالَ عَليٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْشَى أَلاَّ أُطِيق ذَلِك، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّكَ سَتُعَان " 00 يَقُولُ عَليّ: فَوَاللهِ مَا أَرَدْتُ أَن أَقلِبَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُضْوَاً إِلاَّ قُلِب " 0 [ابْنُ عَسَاكِر، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 18780]

آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ رَسُولُ اللهِ ** صلى الله عليه وسلم ** عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ صَحِيح: " إِنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبيٌّ حَتىَّ يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ ثمَّ يُخَيَّر " 00 فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ ـ أَيِ المَوْتُ ـ وَرَأْسُهُ عَلَى فَخِذِي؛ غُشِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاق،

فَأَشْخَصَ بَصَرَهُ إِلى سَقْفِ البَيْتِ ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اللهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى " 00 فَقُلْتُ: إِذَنْ لاَ يَخْتَارُنَا، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ الحَدِيثُ الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُنَا وَهُوَ صَحِيح، فَكَانَتْ آخِرَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا: " اللهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ المَغَازِي بِرَقْم: (4463)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ فَضَائِلِ الصَّحَابَة بِرَقْم: 2444]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَا مِنْ نَبيٍّ يَمْرَضُ إِلاَّ خُيِّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَة " 00 وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في شَكْوَاهُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ أَخَذَتْهُ بُحَّةٌ شَدِيدَة، فَسَمِعْتُهُ يَقُول: " مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ " {النِّسَاء: 69} فَعَلِمْتُ أَنَّهُ خُيِّر " 0 [البُخَارِيُّ في كِتَابِ تَفْسِيرِ القُرْآنِ بِرَقْم: (4586)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ فَضَائِلِ الصَّحَابَة بِرَقْم: 2444]

عَن أَبي مُوَيْهِبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: " يَا أَبَا مُوَيْهِبَة؛ إِنَّ اللهَ خَيَّرَني بَينَ أَنْ يُؤْتِيَني مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الدُّنْيَا وَالخُلْدَ فِيهَا، ثُمَّ الجَنَّة، وَبَينَ خُيِّرْتُ بَيْنَ ذَلِكَ وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّي جَلَّ جَلاَلُهُ؛ فَقُلْتُ: بِأَبي أَنْتَ وَأُمِّي؛ فَخُذْ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الدُّنْيَا وَالخُلْدَ فِيهَا ثُمَّ الجَنَّة؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: كَلاَّ يَا أَبَا مُوَيْهِبَة؛

لَقَدِ اخْتَرْتُ لِقَاءَ رَبِّي جَلَّ وَعَلاَ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَهْلِ البَقِيع، ثُمَّ انْصَرَفَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَلَمَّا أَصْبَحَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَأَ شَكْوَاهُ الَّتي قُبِضَ فِيهَا " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4383]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اشْتَكَى مِنَّا إِنْسَانٌ مَسَحَهُ بِيَمِينِهِ ثُمَّ قَال: " أَذْهِبِ البَأْسَ رَبَّ النَّاسِ وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافي، لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُك، شِفَاءٌ لاَ يُغَادِرُ سَقَمَاً " 00 فَلَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثَقُلَ، أَخَذْتُ بِيَدِهِ لأَصْنَعَ بِهِ نحْوَ مَا كَانَ يَصْنَع؛ فَانْتَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِي ثمَّ قَال: " اللهُمَّ اغْفِرْ لي وَاجْعَلْني مَعَ الرَّفِيقِ الأَعْلَى " فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ قَدْ قَضَى " 00 وَقَضَى: أَيْ مَاتَ [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ السَّلاَمِ بَاب: اسْتِحْبَابِ رُقْيَةِ المَرْيض بِرَقْم: (2191)، وَفي " الكَنْزِ " بِرَقْم: 18835]

وَفي رِوَايَةٍ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَيْضَاً قَالَتْ في نِهَايَةِ الحَدِيث: " فَكَانَ هَذَا آخِرَ مَا سَمِعْتُ مِنْ كَلاَمِه " 0 [صَحَّحَهَا الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: (1619)، أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبي شَيْبَة، وَفي " الكَنْزِ " بِرَقْم: 18835]

آخِرُ مَا أَوْصَى بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّتَهُ قَبْلَ مَوْتِه عَنِ العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَمِّ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كُنْتُ عِنْدَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ وَفَاتِه، فَجَعَلَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ تَذْهَبُ بِهِ طَوِيلاً، ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَهْمِسُ: {مَعَ الذِينَ أَنعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالحِين، وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقَاً} [النِّسَاء: 69]

ثُمَّ يُغْلَبُ عَلَيْه ـ أَيْ يَشْتَدُّ عَلَيْهِ المَوْت ـ ثمَّ يَعُودُ فَيَقُولُ مِثْلَهَا، ثُمَّ قَال: " أُوصِيكُمْ بِالصَّلاَة، أُوصِيكُمْ بِمَا مَلَكَتْ أَيمانُكُمْ، ثُمَّ قُضِيَ عِنْدَهَا " 0 أَيْ: مَاتَ عَلَى هَذِهِ الكَلِمَة 0 [صَحَّحَ مَتنَ الوَصِيَّةِ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: (2747)، وَفي " الكَنْزِ " بِرَقْم: 18827]

عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَنَّهُ قَال: كَانَ آخِرُ كَلاَمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الصَّلاَةَ الصَّلاَة 00 اتَّقُوا اللهَ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُد " بِرَقْم: (5156)، وَصَحَّحَهُ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: 8745]

مَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُه؛ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُه وَعَن عَبدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ عَن أَبِيهِ قَال: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في اليَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ صَلاَةَ الصُّبْحِ في المَسْجِد، فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُول: جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي، فَقَعَدَ عِنْدَ رِجْلَيْه، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُول:

كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المُتَقَدِّم، وعُظْمٌ ـ أَيْ مُعْظَمُ النَّاسِ ـ يَرَوْنَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ المُتَقَدِّم، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " يَا صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المطَّلِب، يَا عَمَّةَ رَسُولِ الله، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ محَمَّد، اعْمَلاَ فَإِنيِّ لاَ أُغْني عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئَا " 0 [ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبرِيّ، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 18852]

انْظُرْ: مَاتَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوصِينَا بِالدِّينِ الّذِي وَرَّثَهُ لَنَا، وَكَأَنَّهُ يَقُولُ بِذَلِك: إِنيِّ تَرَكْتُ لَكُمْ كِتَابَاً جَامِعَاً * هُوَ خَيرُ دُسْتُورٍ لخَيرِ قُضَاةِ قَسَمَاً بِرَبيِّ لَنْ تَضِلُّواْ طَالَمَا * هُوَ بَيْنَكُمْ بمَثَابَةِ المِشْكَاةِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي}

إِحْسَاسُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُرْبِ أَجَلِه عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ يُعْرَضُ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القُرْآنُ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً، فَعُرِضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ في الْعَامِ الَّذِي قُبِضَ فِيه، وَكَانَ يَعْتَكِفُ كُلَّ عَامٍ عَشْرَاً؛ فَاعْتَكَفَ عِشْرِينَ في العَام الَّذِي قُبِضَ فِيه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 4998 / فَتْح]

عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " رَأَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ وَيَقُول: لِتَأْخُذُواْ مَنَاسِكَكُمْ؛ فَإِنيِّ لاَ أَدْرِي، لَعَلِّي لاَ أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتي هَذِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1297 / عَبْد البَاقِي] عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي الجَمْرَةَ وَهُوَ عَلَى بَعِيرِهِ وَهُوَ يَقُول: " يَا أَيُّهَا النَّاس؛ خُذُوا مَنَاسِكَكُمْ؛ فَإِنِّي لاَ أَدْرِي لَعَلِّي لاَ أَحُجُّ بَعْدَ عَامِي هَذَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 3062]

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلىَ اليَمَنِ خَرَجَ مَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوصِيه، وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي تحْتَ رَاحِلَتِه، فَلَمَّا فَرَغَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " يَا مُعَاذ؛ إِنَّكَ عَسَى أَنْ لاَ تَلْقَاني بَعْدَ عَامِي هَذَا، وَلَعَلَّكَ أنَ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي هَذَا وَقَبْرِي " فَبَكَى مُعَاذٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ جَشَعَاً لِفِرَاقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ثمَّ التَفَتَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ نحْوَ المَدِينَةِ فَقَال: " إِنَّ أَوْلىَ النَّاسِ بي المُتَّقُون 00 مَنْ كَانُواْ وَحَيْثُ كَانُواْ " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 22052، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ وَالظِّلاَلِ بِرَقْمَيْ: 1011، 2497]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَت: " إِنَّا كُنَّا أَزْوَاجَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهُ جمِيعًا، لَمْ تُغَادَرْ مِنَّا وَاحِدَة، فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تمْشِي، لاَ وَاللهِ مَا تَخْفى مِشْيَتُهَا مِنْ مِشْيَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَرْحَبًا بِابْنَتي " 00 ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِه، ثمَّ سَارَّهَا فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدًا، فَلَمَّا رَأَى حُزْنهَا سَارَّهَا الثَّانِيَةَ فَإِذَا هِيَ تَضْحَك فَقُلْتُ لهَا أَنَا مِنْ بَينِ نِسَائِهِ: خَصَّكِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسِّرِّ مِنْ بَيْنِنَا ثمَّ أَنْتِ تَبْكِين؟!

فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلْتُهَا عَمَّا سَارَّكِ 00؟ قَالَتْ: مَا كُنْتُ لأُفْشِيَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِرَّهُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ قُلْتُ لهَا: عَزَمْتُ عَلَيْكِ بمَا لي عَلَيْكِ مِنَ الحَقِّ لَمَا أَخْبَرْتِني 00؟

قَالَتْ: أَمَّا الآنَ فَنَعَمْ، فَأَخْبَرَتْني قَالَتْ: أَمَّا حِينَ سَارَّني في الأَمْرِ الأَوَّلِ فَإِنَّهُ أَخْبرَني أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً وَإِنَّهُ قَدْ عَارَضَني بِهِ العَامَ مَرَّتَيْن؛ وَلاَ أَرَى الأَجَلَ إِلاَّ قَدِ اقْتَرَبَ فَاتَّقِي اللهَ وَاصْبِرِي، فَإِني نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ؛ فَبَكَيْتُ بُكَائِيَ الَّذِي رَأَيْتِ؛ فَلَمَّا رَأَى جَزَعِي سَارَّني الثَّانِيَةَ قَالَ: " يَا فَاطِمَةُ أَلاَ تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُوني سَيِّدَةَ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ " 00؟ [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6285 / فَتْح]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَت: " كُنَّ أَزْوَاجُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهُ لَمْ يُغَادِرْ مِنهُنَّ وَاحِدَة، فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي، مَا تخْطِئُ مِشْيَتَهَا مِنْ مِشْيَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئَا، فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ بِهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " مَرْحَبًا بِابْنَتي " 00 ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِه، ثُمَّ سَارَّهَا فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدَاً، فَلَمَّا رَأَى جَزَعَهَا سَارَّهَا الثَّانِيَةَ فَضَحِكَتْ؛ فَقُلْتُ لَهَا: خَصَّكِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْنِ نِسَائِهِ بِالسِّرَارِ ثُمَّ أَنْتِ تَبْكِين 00؟!

فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلْتُهَا مَا قَالَ لَكِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 00؟ قَالَتْ: مَا كُنْتُ أُفْشِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِرَّه، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: عَزَمْتُ عَلَيْكِ بمَا لي عَلَيْكِ مِنَ الحَقِّ لَمَا حَدَّثْتِني مَا قَالَ لَكِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00؟

فَقَالَتْ: أَمَّا الآنَ فَنَعَمْ: أَمَّا حِينَ سَارَّني في المَرَّةِ الأُولى فَأَخْبَرَني أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ القُرْآنَ في كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَهُ الآنَ مَرَّتَيْن؛ وَإِني لاَ أُرَى الأَجَلَ إِلاَّ قَدِ اقْتَرَب؛ فَاتَّقِي اللهَ وَاصْبِرِي، فَإِنَّهُ نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ؛ فَبَكَيْتُ بُكَائِيَ الَّذِي رَأَيْتِ؛ فَلَمَّا رَأَى جَزَعِي سَارَّني الثَّانِيَةَ فَقَال: " يَا فَاطِمَة: أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُوني سَيِّدَةَ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّة " 00؟ فَضَحِكْتُ ضِحْكِيَ الَّذِي رَأَيْتِ " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2450 / عَبْد الْبَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا نَزَلَتْ:] إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْح [دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَقَال: " قَدْ نُعِيَتْ إِلىَّ نَفْسِى " 0 فَبَكَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ تَبْكِي، فَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِى لاَحِقٌ بي " 0 فَضَحِكَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ فَرَآهَا بَعْضُ أَزْوَاجِ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 000 الحَدِيث " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ حُسَيْن سَلِيم أَسَد في سُنَنِ الإِمَامِ الدَّارِمِيِّ بِرَقْم: 79]

كَيْفَ بُشِّرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمَوْتِهِ في حَيَاتِه كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحِسُّ بِدُنُوِّ أَجَلِهِ وَقُرْبِ رَحِيلِه، وَنُعِيَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حَيَاتِه 00 عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُني مَعَ أَشْيَاخِ بَدْر؛ فَكَأَنَّ بَعْضَهُمْ وَجَدَ في نَفْسِهِ ـ أَيْ لَمْ تَطِبْ نَفْسُهُ ـ فَقَال: لِمَ تُدْخِلُ هَذَا مَعَنَا وَلَنَا أَبْنَاءٌ مِثْلُه 00؟! فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنَّهُ مَنْ قَدْ عَلِمْتُمْ 00 فَدَعَاهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَأَدْخَلَهُ مَعَهُمْ؛ فَمَا رُئِيتُ أَنَّهُ دَعَاني يَوْمَئِذٍ إِلاَّ لِيُرِيَهُمْ؛ قَال: مَا تَقُولُونَ في قَوْلِ اللهِ تَعَالى {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ} 00؟

فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أُمِرْنَا أَنْ نحمَدَ اللهَ وَنَسْتَغْفِرَهُ إِذَا نُصِرْنَا وَفُتِحَ عَلَيْنَا، وَسَكَتَ بَعْضُهُمْ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئَاً، فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لي: أَكَذَاكَ تَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاس 00؟ فَقُلْتُ لاَ؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فَمَا تَقُول 00؟ قُلْتُ: هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمَهُ لَهُ: قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْح} [النَّصْر] وَذَلِكَ عَلاَمَةُ أَجَلِك: فَسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابَا " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ بِكِتَابِ التَّفْسِيرِ بَابِ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {فَسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابَا} {النَّصْر} بِرَقْم: 4970] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا نَزَلَتْ " إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْح " دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا فَقَال: " قَدْ نُعِيَتْ إِلىَّ نَفْسِى " 00 فَبَكَتْ؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ تَبْكِى، فَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِى 000 بِنَحْوِه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في مِشْكَاةِ المَصَابِيحِ بِرَقْم: (5969)، رَوَاهُ الإِمَامُ الدَّارِمِيُّ في سُنَنِه]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لاَ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تَعْجَبُوا بِأَحَدٍ حَتىَّ تَنْظُرُوا بِمَ يخْتَمُ لَهُ؛ فَإِنَّ العَامِلَ يَعْمَلُ زَمَانَاً مِن عُمْرِهِ، أَوْ بُرْهَةً مِنْ دَهْرِهِ بِعَمَلٍ صَالحٍ؛ لَوْ مَاتَ عَلَيْهِ دَخَلَ الجَنَّة، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ فَيَعْمَلُ عَمَلاً سَيِّئَاً، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ الْبُرْهَةَ مِنْ دَهْرِهِ بِعَمَلٍ سَيِّئٍ؛ لَوْ مَاتَ عَلَيْهِ دَخَلَ النَّار، ثمَّ يَتَحَوَّلُ فَيَعْمَلُ عَمَلاً صَالحَاً، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرَاً؛ اسْتَعْمَلَهُ قَبْلَ مَوْتِه " 00 قَالُواْ: يَا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالحٍ ثمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْه " 0

وَمَنْ مِثْلُ أَبي بَكْر 00؟ عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ عَلَى المِنْبَرِ فَقَال: " إِنَّ عَبْدَاً خَيَّرَهُ اللهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا مَا شَاءَ وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ " فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَال: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا؛ فَعَجِبْنَا لَهُ وَقَالَ النَّاس: انْظُرُواْ إِلى هَذَا الشَّيْخ؛ يُخْبِرُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن عَبْدٍ خَيَّرَهُ اللهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ وَهُوَ يَقُول: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا 00؟! فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ المُخَيَّرَ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ أَعْلَمَنَا بِه، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" إِنَّ مِن أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ في صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبَا بَكْر؛ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذَاً خَلِيلاً مِن أُمَّتي: لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْر 00 إِلاَّ خُلَّةَ الإِسْلاَم " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ المَنَاقِبِ بِرَقْم: (3904)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ فَضَائِلِ الصَّحَابَة بِرَقْم: 2382] وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى لأَبي سَعِيد الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً قَالَ فِيهَا: خَطَبَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " إِنَّ اللهَ خَيَّرَ عَبْدَاً بَيْنَ الدُّنْيَا؛ وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ الله " 00

فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ؛ فَقُلتُ في نَفْسِي: مَا يُبْكِي هَذَا الشَّيْخ؛ إِنْ يَكُنِ اللهُ خَيَّرَ عَبْدَاً بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ الله 00؟! فَكَانَ رَسُولُ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ هُوَ العَبْد، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا، ثُمَّ سَاقَ أَبُو سَعِيدٍ الحَدِيثَ بِنَحْوِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 466 / فَتْح] وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنهُ أَيْضَاً رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في آخِرِ الحَدِيث: " وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذَاً خَلِيلاً: لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً، وَلَكِن أُخُوَّةُ الإِسْلاَم " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ فَضَائِلِ الصَّحَابَة بَاب: مِنْ فَضَائِلِ أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيق بِرَقْم: 2382]

وَعَن أَبى سَعيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " خَرَجَ عَلَينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَاً وَنحْنُ في المَسْجد، وَهْوَ عَاصِبٌ رَأْسَهُ بخِرْقَةٍ في المَرَض الَّذِي مَاتَ فِيه، فَأَهْوَى قِبَلَ المنْبر ـ أَيِ اتجَهَ نحْوَهُ ـ حَتىَّ اسْتَوَى عَلَيْهِ فَاتَّبَعْنَاهُ فَقَال: " وَالَّذي نَفْسي بِيَدِه: إِنيِّ لَقَائِمٌ عَلَى الحَوْضِ السَّاعَة، ثمَّ قَال: إِنَّ عَبْدَاً عُرِضَتْ عَلَيْهِ الدُّنيَا وَزِينَتُهَا، فَاخْتَارَ الآخِرَة " 00 فَلَمْ يَفْطِن لهَا أَحَدٌ إِلاَّ أَبُو بَكْر، فَذَرَفَتْ عَيْنَاه فَبَكَى وَقَال: بِأَبي أَنْتَ وَأُمِّي، بَلْ نَفْدِيكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَأَنْفُسِنَا وَأَمْوَالِنَا، ثمَّ هَبَطَ فَمَا قَامَ عَلَيْهِ حَتىَّ السَّاعَة " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ وَالحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7756]

وَضْعُ السُّمِّ لِرَسُولِ اللهِ ** صلى الله عليه وسلم ** عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لأَن أَحْلِفَ تِسْعَاً أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُتِلَ قَتْلاً؛ أَحَبُّ إِليَّ مِن أَن أَحْلِفَ وَاحِدَةً أَنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ " 0 [قَالَ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (34/ 9)، وَالحَدِيثُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: 4128] عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاتَ مِنَ اللَّحْمِ الَّذِي كَانَتِ الْيَهُودِيَّةُ سَمَّتْهُ؛ فَانْقَطَعَ أَبْهَرُهُ مِنَ السُّمِّ عَلَى رَأْسِ السَّنَة " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (35/ 9)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيّ]

لَمْ يَكْفِ اليَهُودَ الخُبَثَاءَ لَعَنَهُمُ اللهُ أَنْ جَحَدُواْ بِآيَاتِ اللهِ بَعْدَمَا اسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلمَاً وَعُلُوَّا، بَلْ حَاوَلُواْ قَتْلَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّة؛ حَتىَّ أَنهُمْ تَآمَرُواْ عَلَى قَتْلِهِ مَعَ امْرَأَةٍ مِنْ بَني جِلدَتهِمْ، فَدَعَتِ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى طَعَامٍ ـ وَهْيَ تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَدَّ دَعْوَةَ أَحَدٍ قَطّ ـ فَأَجَابهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَوَضَعَتْ لَهُ الخَبِيثَةُ سُمَّاً في الطَّعَام 00!!

فَلَمَّا أَنْ كَشَفَ اللهُ سِترَهُمْ، وَأَبَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهُمْ: سَأَلهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ لَهُ ـ وَانظُرْ إِلى مَكْرِ اليَهُودِ ـ مَا فَعَلنَا ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ إِلاَّ لِنَتَبَيَّنَ صِدْقَكَ مِنْ كَذِبِك؛ فَإِنْ كُنْتَ نَبِيَّاً لَمْ يُصِبْكَ شَيْء، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبَاً اسْتَرَحْنَا مِنْك، فَتَرَكَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00!!

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةٌ فِيهَا سَمّ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اجْمَعُواْ لي مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنَ اليَهُود " 00 فَجُمِعُواْ لَهُ، فَقَالَ لهُمْ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنيِّ سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْه " 00؟ فَقَالُواْ نَعَمْ يَا أَبَا القَاسِم؛ فَقَالَ لهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَن أَبُوكُمْ " 00؟ قَالُواْ أَبُونَا فُلاَن؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " كَذَبْتُمْ، بَلْ أَبُوكُمْ فُلاَن " 00 فَقَالُواْ: صَدَقْتَ وَبَرَرْتَ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنه " 00؟ فَقَالُواْ نَعَمْ يَا أَبَا القَاسِم، وَإِنْ كَذَبْنَاكَ عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ في أَبِينَا، قَالَ لهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَن أَهْلُ النَّار " 00؟ فَقَالُواْ: نَكُونُ فِيهَا يَسِيرَاً ثُمَّ تَخْلُفُونَنَا فِيهَا؛ فَقَالَ لهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اخْسَئُواْ فِيهَا، وَاللهِ لاَ نخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدَاً " 00 ثُمَّ قَالَ لهُمْ: " فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْه " 00؟ قَالُواْ نَعَمْ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَلْ جَعَلْتُمْ في هَذِهِ الشَّاةِ سَمَّاً " 00؟ فَقَالُواْ نَعَمْ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِك " 00؟

فَقَالُواْ: أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَذَّابَاً نَسْتَرِيحُ مِنْك، وَإِنْ كُنْتَ نَبِيَّاً لَمْ يَضُرَّك " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5777 / فَتْح] عَن أَبي سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْبَلُ الهَدِيَّةَ وَلاَ يَأْكُلُ الصَّدَقَة، فَأَهْدَتْ لَهُ يَهُودِيَّةٌ بِخَيْبَرَ شَاةً مَصْلِيَّة ـ أَيْ مَشْوِيَّة ـ سَمَّتْهَا، فَأَكَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا وَأَكَلَ الْقَوْم، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ؛ فَإِنَّهَا أَخْبَرَتْني أَنهَا مَسْمُومَة " 00 فَمَاتَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ الأَنْصَارِيّ، فَأَرْسَلَ إِلى الْيَهُودِيَّة: " مَا حَمَلَكِ عَلَى الَّذِي صَنَعْتِ "!؟

قَالَتْ: إِنْ كُنْتَ نَبِيَّاً لَمْ يَضُرَّكَ الَّذِي صَنَعْت، وَإِنْ كُنْتَ مَلِكَاً ـ أَيْ كَاذِبَاً في نُبُوَّتِك ـ أَرَحْتُ النَّاسَ مِنْك، فَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُتِلَتْ ـ أَيْ قِصَاصَاً في بِشْر ـ ثُمَّ قَالَ في وَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيه: " مَا زِلْتُ أَجِدُ مِنَ الأَكْلَةِ الَّتي أَكَلْتُ بِخَيْبَر، فَهَذَا أَوَانُ قَطَعَتْ أَبْهَرِي " 0 [وَالأَبْهَرُ: هُوَ شَرْيَانُ القَلب 0 حَسَّنَهُ وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُد " بِرَقْم: (4512] وَعَن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" لَمَّا فَتَحَ اللهُ خَيْبرَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ مِنهُمْ، أَهْدَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ الحَارِثِ اليَهُودِيَّةُ شَاةً مَصْلِيَّةً ـ أَيْ مَشْوِيَّةً ـ وَسَمَّتْهُ فِيهَا ـ أَيْ وَضَعَتْ لَهُ فِيهَا السُّمَّ لِتَنْتَقِمَ لِيَهُودِ خَيْبر ـ وَأَكْثَرَتْ في الكَتِفِ وَالذِّرَاع، حِينَ أُخْبرَتْ أَنهُمَا أَحَبُّ أَعْضَاءِ الشَّاةِ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَلمَّا دَخَلَ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَه بِشْرُ بْنُ البرَاءِ بْنُ مَعْرُورٍ الأَنْصَارِيُّ قَدَّمَتْ إِلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَنَاوَل الكَتِفَ وَالذِّرَاعَ فَانْتَهَشَ مِنهُمَا، وَتَنَاوَلَ بِشرٌ عَظْمَا آخَرَ وَانْتَهَشَ منهُ، فَلَمَّا أَدْغَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

مَا في فيهِ ـ أَيْ مَضَغَهُ ـ أَدْغَمَ بِشْرٌ مَا في فِيه، فَقَالَ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ارْفَعُواْ أَيْدِيَكُمْ؛ فَإِنَّ كَتِفَ الشَّاةِ تخْبرُني أَني قَدْ بُغِيتُ فِيهَا " ـ أَيْ غُدِرَ بِي فِيهَا ـ فَقَالَ بِشْرُ بْنُ البرَاء: وَالَّذِي أَكْرَمَكَ لَقَدْ وَجَدْت ذَلِكَ في أَكْلَتي الَّتي أَكَلْتُ وَإِنْ مَنَعَني ـ أَيْ مَا مَنَعَني ـ أَن أَلفِظَهَا إِلاَّ أَني كَرِهْتُ أَن أُنَغِّصَكَ طَعَامَك، فَلمَّا أَكَلْتَ مَا في فِيكَ لَمْ أَرْغَبْ بِنَفْسِيَ عَنْ نَفْسِك، وَرَجَوْت أَلاَّ تَكونَ أَدْغَمْتَهَا وَفيهَا بَغْي،

فَلَمْ يَقُمْ بِشْرٌ مِنْ مَكَانِهِ حَتىَّ عَادَ لَوْنُهُ كَالطَّيْلَسَان ـ أَيِ ازْرَقَّ ـ وَمَاطَلَهُ وَجَعُهُ حَتىَّ كَانَ مَا يَتَحَوَّلُ إِلاَّ حُوِّل ـ أَيْ لاَ يَتحَرَّكُ إِلاَّ إِذَا حُرِّكَ بمَسَاعَدَةِ آخَرِين ـ وَبقِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُدَّةَ ثَلاَثَ سِنِينَ حَتىَّ كَانَ وَجَعُهُ الَّذِي مَاتَ فِيه " 0 [الطَّبرَانيُّ وَابْنُ أَبي شَيبَة، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: (18849)، وَأَقَرَّهُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " ص: 153/ 6]

وَرَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنهَا قَالَتْ: " كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ في مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيه: " يَا عَائِشَة: مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْتُ بِخَيْبَر، فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي ـ أَيْ شَرْيَانَ قَلْبي ـ مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ " 0 أَيْ: في نَفْسِ هَذَا الوَقْتِ مِنَ العَامِ وُضِعَ ليَ السُّمّ 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ المَغَازِي بَاب: مَرَضِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَفَاتِه بِرَقْم: 4428]

عَن أُمِّ بِشْرِ بْنِ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: " دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وَجَعِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ فَقُلْتُ: بِأَبي أَنْتَ يَا رَسُولَ الله؛ مَا تَتَّهِمُ بِنَفْسِكَ فَإِنيِّ لاَ أَتَّهِمُ بِابْني إِلاَّ الطَّعَامَ الَّذِي أَكَلَهُ مَعَكَ بِخَيْبَر، وَكَانَ ابْنُهَا بِشْرٌ مَاتَ قَبْلَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَأَنَا لاَ أَتَّهِمُ غَيرَهَا؛ هَذَا أَوَانُ انْقِطَاعِ أَبْهَرِي " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4966]

رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْكَ يَا بِشْر عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِن سَعْدَ بْنَ زُرَارَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَخَذَهُ وَجَع، تُسَمِّيهِ أَهْلُ المَدِينَةِ الذَّبْح؛ فَكَوَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَات؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مِيتَةُ سُوءٍ لِيَهُود؛ لَيَقُولُون: لَوْلاَ دَفَعَ عَنْ صَاحِبِه، وَلاَ أَمْلِكُ لَهُ وَلاَ لِنَفْسِي شَيْئَا " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7496] أَيْ أَنَّ مُصَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بِشْرٍ كَانَ مُصَابَينِ لاَ مُصَابَاً وَاحِدَاً:

الأَوَّلُ هُوَ مَوْتُ بِشْر، وَالثَّاني هُوَ تَشْكِيكُ اليَهُودِ في نُبُوَّتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلهِمْ: لَوْ كَانَ حَقَّاً نَبِيَّاً لدَفَعَ عَنْ صَاحِبِهِ المَوْتَ أَوْ أَخْبرَه، وَلِكُلِّ أَجَلٍ كِتَاب 00!! وَهْيَ كَلِمَةٌ في الوَقتِ الَّذِي تَدُلُّ فِيهِ عَلَى خُبْثِ اليَهُود: فَإِنهَا تَدُلُّ أَيْضَاً عَلَى حِنْكَةِ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِكْرِهِ الثَّاقِب، وَرَأْيِهِ الصَّائِب 00!!

ثِقَلُ المَرَضِ بِرَسُولِ اللهِ ** صلى الله عليه وسلم ** وَعَن عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَتَيْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا فَقُلتُ: حَدِّثِيني عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00؟ قَالَتْ نَعَمْ: مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَثَقُلَ فَأُغْمِيَ عَلَيْه، فَأَفَاقَ فَقَال: " ضَعُواْ لي مَاءً في المِخْضَبِ " فَفَعَلنَا، فَاغْتَسَلَ ثُمَّ ذَهَبَ ليَنُوءَ ـ أَيْ لِيَنهَضَ ـ فَأُغْمِيَ عَلَيْه، ثمَّ أَفَاقَ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ضَعُواْ لي مَاءً في المِخْضَبِ " فَفَعَلنَا،

فَاغْتَسَلَ فَذَهَبَ ليَنوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْه، ثمَّ أَفَاقَ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ضَعُواْ لي مَاءً في المِخْضَبِ " فَفَعَلنَا، فَاغْتَسَلَ ثمَّ ذَهَبَ ليَنوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْه، ثُمَّ أَفَاقَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " أَصَلَّى النَّاس بَعْد " 00؟

فَقُلنَا: لاَ يَا رَسُولَ اللهِ هُمْ يَنتَظِرُونَك، وَالنَّاسُ عُكُوفٌ يَنْتَظِرُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ بهِمُ العِشَاء الآخِرَة، فَاغْتَسَل ثمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْه، ثمَّ أَفَاقَ فَقَال: " أَصَلَّى النَّاسُ بَعْد "؟ قُلْتُ لاَ، فَأَرْسَلَ إِلى أَبى بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاس، فَأَتَاهُ الرَسُولُ فَقَال: إِن رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُصَلِّيَ بِالنَّاس، فَقَال: يَا عُمَر: صَلِّ بِالنَّاس، فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَنْتَ أَحَقّ؛ إِنمَا أَرْسَلَ إِلَيْكَ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00

فَصَلَّى بهِمْ أَبُو بَكْرٍ تِلْكَ الصَّلاَة، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً فَخَرَجَ لِصَلاَةِ الظهْرِ بَينَ العَبَّاسِ وَرَجُلٌ آخَر، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهُمَا: " أَجْلِسَاني عَنْ يَمِينِه " 00 فَلَمَّا سَمِعَ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ يَتَأَخَّر، فَأَمَرَهُ أَنْ يَثْبُتَ مَكَانَه، فَأَجْلَسْنَاهُ عَنْ يَمِينِه، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِصَلاَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ، وَالنَّاسُ يُصَلُّون بِصَلاَةِ أَبي بَكْر، قالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْت: أَلاَ أَعْرِضُ عَليْكَ مَا حَدَّثَتْني عَائِشَة 00؟

قَالَ ـ أَيِ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ هَاتِ 00؟ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ هَذَا فَلَمْ يُنْكِرْ مِنهُ شَيْئَاً، إِلاَّ أَنَّهُ قَال: أَخْبرَتْكَ مَنِ الرَّجُلُ الآخَر00؟ قُلتُ لاَ، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: هُوَ عَلِيّ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (687 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 418 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلى بَني عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ لِيُصْلحَ بَيْنَهُمْ، فَحَانَتِ الصَّلاَة؛ فَجَاءَ المُؤَذِّنُ إِلى أَبي بَكْرٍ فَقَال: أَتُصَلِّي بِالنَّاسِ فَأُقِيم 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ نَعَمْ، فَصَلَّى أَبُو بَكْر، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ في الصَّلاَة، فَتَخَلَّصَ حَتىَّ وَقَفَ في الصَّفّ؛ فَصَفَّقَ النَّاس، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لاَ يَلْتَفِتُ في الصَّلاَة، فَلَمَّا أَكْثَرَ النَّاسُ التَّصْفِيقَ التَفَت، فَرَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِ امْكُثْ مَكَانَك،

فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ يَدَيْهِ فَحَمِدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَا أَمَرَهُ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِك، ثمَّ اسْتَأْخَرَ أَبُو بَكْرٍ حَتىَّ اسْتَوَى في الصَّفّ، وَتَقَدَّمَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى، ثمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا أَبَا بَكْر؛ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَثْبُتَ إِذْ أَمَرْتُك 00؟! قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: مَا كَانَ لاَبْنِ أَبي قُحَافَةَ أَنْ يُصَلِّيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا لي رَأَيْتُكُمْ أَكْثَرْتُمُ التَّصْفِيق " 00؟ مَنْ نَابَهُ شَيْءٌ في صَلاَتِهِ فَلْيُسَبِّحْ؛ فَإِنَّهُ إِذَا سَبَّحَ التُفِتَ إِلَيْه، وَإِنَّمَا التَّصْفِيقُ لِلنِّسَاء " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 421 / عَبْد البَاقِي]

إِشْفَاقُ الأَنْصَارِ عَلَى رَسُولِ اللهِ ** صلى الله عليه وسلم ** وَرَوَى سَعِيد بن عَبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أَبِيهِ قَال:

" لَمَّا رَأَتِ الأَنْصَارُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزْدَادُ ثِقَلاً طَافُواْ بِالمَسْجِد، فَدَخَلَ العَبَّاسُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْلَمَهُ بِمَكَانهِمْ وَإِشْفَاقِهِمْ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ الفَضْل فَأَعْلَمَهُ بِمِثْلِ ذَلِك، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ عَليٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ فَأَعْلَمَهُ بمِثْلِهِ، فَمَدَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ وَقَال: " هَا " 00 ـ أَيْ يُرِيدُ أَحَدَاً يجْلِسَهُ ـ فَتَنَاوَلوه، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا تَقُولُون " 00؟

قَالُواْ: نَقُولُ نخْشَى أَنْ تمُوت، وَتَصَايَح نِسَاؤُهُمْ لاَجْتِمَاعِ رِجَالهِم إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَثَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ متَوَكِّئَاً عَلَى عَليٍّ وَالفَضْل، وَالعَبَّاس أَمَامَه، وَرَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعْصُوبُ الرَّأْسِ يخُطِّ بِرِجْلَيْه، حَتىَّ جَلَسَ عَلَى أَسْفَلِ مَرْقَاةٍ مِنَ المِنْبر، وَثَابَ النَّاسُ إلَيه ـ أَيْ وَتَبِعَهُ النَّاس ـ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنى عَلَيْهِ وَقَال: " أَيُّهَا النَّاس: إِنَّهُ بَلَغَني أَنَّكُم تخَافُونَ عَلَيَّ المَوْت، كَأَنَّهُ اسْتِنْكَارٌ مِنْكُمْ لِلمَوْت، وَمَا تُنْكِرُونَ مِنْ مَوْتِ نَبِيِّكُمْ؛ أَلَمْ أُنعَ إِلَيْكُمْ وَتُنعَ إِلَيْكُمْ أَنْفُسُكُمْ " 00؟

يُشِيرُ بِذَلِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى قَوْلِهِ جَلَّ جَلاَلُه: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُون} [الزُّمَر: 30] " هَلْ خُلِّدَ نَبي قَبْلِي فِيمَنْ بُعِثَ فَأُخَلَّدَ فِيكُمْ 00؟ أَلاَ إِنيِّ لاَحِقٌ برَبيِّ، وَإِنَّكُمْ لاَحِقُونَ بِه، وَإِنيِّ أُوصِيكُمْ بِالمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ خَيرَا، وَأُوصِي المُهَاجِرِينَ فِيمَا بَيْنَهُمْ؛ فَإِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ قَال: {وَالعَصْر {1} إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْر {2} إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالحَاتِ وَتَوَاصَواْ بِالحَقِّ وَتَوَاصَواْ بِالصَّبر} {العَصْر}

وَإِنَّ الأُمُورَ تجْرِي بإِذْنِ الله؛ فَلاَ يحْمِلنَّكُمُ اسْتِبطَاءُ أَمْرِ عَلَى اسْتِعْجَالِه، فَإِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ لاَ يَعْجَلُ لِعَجَلَةِ أَحَد، وَمَن غَالَبَ اللهَ غَلَبَه، وَمَن خَادَعَ اللهَ خَدَعَه 00 {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَولَّيْتُم أَنْ تفْسِدُواْ في الأَرْضِ وَتَقْطِّعُواْ أَرْحَامَكُمْ} [محَمَّد: 22] وَأُوصِيكُمْ بالأَنْصَارِ خَيرَا؛ فَإِنهُمُ الَّذِينَ تَبَوَّأُ واْ الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِكُمْ: أَنْ تحْسِنُواْ إِلَيْهِمْ، أَلَمْ يُشَاطِرُوكُمُ الثِّمَار 00؟ أَلَمْ يُوَسِّعُواْ عَلَيْكُمْ في الدِّيَار 00؟ أَلَمْ يُؤْثِرُوكُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَبهِمُ الخَصَاصَة 00؟

أَلاَ فَمَنْ وَليَ أَنْ يَحْكُمَ بَينَ رَجُلَينِ فَلْيَقبَلْ مِنْ محْسِنِهِمْ وَلْيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ، أَلاَ وَلاَ تَسْتَأْثِرُوا عَلَيْهِمْ، أَلاَ وَإِني فَرَط لَكمْ، وَأَنْتُمْ لاَحِقُونَ بي، أَلاَ وَإِنَّ مَوْعِدَكُمْ الحَوْض، حَوْضِي أَعْرَضُ مِمَّا بَينَ بُصْرَى الشَّامِ وَصَنعَاءَ اليَمَن، يَصُبُّ فِيهِ مِيزَاب الكَوثَر، مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضَاً مِنَ اللَّبن، وَأَلينُ مِنَ الزَّبَد، وَأَحْلَى مِنَ الشَّهْد، مَنْ شَرِبَ مِنهُ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدَاً، حَصْبَاؤُهُ اللُّؤْلؤ، وَبَطْحَاؤُهُ المِسْك، مَن حُرِمَهُ في الموْقِفِ غَدَاً حُرِمَ الخَيرَ كُلَّه، أَلاَ فَمَن أَحَبَّ أَنْ يَرِدَهُ عَلَيَّ غَدَا فَليَكْفُفْ لِسَانَه وَيَدَهُ إِلاَّ ممَّا يَنْبَغِي، فَقَالَ العَبَّاس: يَا نَبيَّ اللهِ أَوْصِ بِقُرَيْش، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّم: إِنمَا أُوصِي بهَذا الأَمْرِ قُرَيْشَاً، وَالنَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْش، بَرُّهُمْ لِبَرِّهِمْ، وَفَاجِرهُمْ لِفَاجِرِهِمْ، فَاسْتَوصُواْ آلَ قُرَيْش بِالنَّاسِ خَيرَا، يَا أَيُّهَا النَّاس: إِنَّ الذُّنُوبَ تُغَيِّرُ النِّعَم وتُبَدِّلُ القِسَم، فَإِذَا بَرَّ النَّاسُ بَرَّهُمْ أَئمَّتُهُمْ، وَإِذَا فَجَرَ النَّاسُ عَقُّوهُمْ، قَالَ اللهُ جَلَّ جَلاَلُه: {وَكَذَلِكَ نُوَلى بَعْضَ الظَّالمِينَ بَعْضَاً بمَا كَانُواْ يَكْسِبُون} {الأَنعَام: 129} [الإِحْيَاءُ 0 طَبْعَةُ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ 0 ضَعَّفَهُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 وَفَاةُ النَّبيِّ: 1860] مَنْ ذَا يَقُومُ مُقَامَكَ يَا رَسُولَ الله ** صلى الله عليه وسلم ** عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" لَمَّا اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ قِيلَ لَهُ في الصَّلاَةِ فَقَال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مُرُواْ أَبَا بَكْرٍ فَليُصَلِّ بِالنَّاس " قَالَتْ عَائِشَة: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ إِذَا قَرَأَ غَلَبَهُ البُكَاء، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مُرُوهُ فَيُصَلِّي " 00 فَعَاوَدَتْهُ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مُرُوهُ فَيُصَلِّي، إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُف " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الأذَانِ بَاب: أَهْلِ العِلمِ وَالفَضْلِ أَحَقُّ بِالإِمَامَة بِرَقْم: 682]

وَتَشْبِيهُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُنَّ بِصَوَاحِبِ يُوسُفَ إِشَارَةٌ إِلى كَيْدِهِنَّ؛ حَيْثُ كَرِهَتْ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنْ يَقُومَ أَبُوهَا مَقَامَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَتَشَاءَ مَ بِهِ النَّاس؛ وَلِذَا احْتَجَّتْ بِرِقَّةِ قَلبِهِ وَأَخْفَتْ مَا صَرَّحَتْ بِهِ في مَوَاطِنَ كَثِيرَة 00

عَن عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا قَالَتْ: " لَقَدْ رَاجَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذَلِك؛ وَمَا حَمَلَني عَلَى كَثْرَةِ مُرَاجَعَتِه؛ إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَقَعْ في قَلْبي أَنْ يحِبَّ النَّاسُ بَعْدَهُ رَجُلاً قَامَ مَقَامَهُ أَبَدَاً، وَلاَ كُنْتُ أَرَى أَنَّهُ لَنْ يَقُومَ أَحَدٌ مَقَامَهُ إِلاَّ تَشَاءَ مَ النَّاسُ بِه؛ فَأَرَدْتُ أَنْ يَعْدِلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن أَبي بَكْر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4445 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 418 / عَبْد البَاقِي]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتيَ قَال: " مُرُواْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاس " 00 فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيق؛ إِذَا قَرَأَ القُرْآنَ لاَ يمْلِكُ دَمْعَه، فَلَوْ أَمَرْتَ غَيْرَ أَبي بَكْر 00؟ قَالَتْ: وَاللهِ مَا بي إِلاَّ كَرَاهِيَةُ أَنْ يَتَشَاءَ مَ النَّاسُ بِأَوَّلِ مَنْ يَقُومُ في مَقَامِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَرَاجَعْتُهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثَاً فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لِيُصَلِّ بِالنَّاسِ أَبُو بَكْر، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُف " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الصَّلاَةِ بَاب: اسْتِخْلاَفِ الإِمَامِ إِذَا عَرَضَ لَهُ عُذْرٌ مِنْ مَرَضٍ وَسَفَر بِرَقْم: 418]

يَأْبى اللهُ وَيَأْبى المُسْلِمُونَ إِلاَّ أَبَا بَكْر عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " قَالَ لي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مَرَضِهِ: " ادْعِي لي أَبَا بَكْرٍ أَبَاكِ، وَأَخَاكِ حَتىَّ أَكْتُبَ كِتَابَاً؛ فَإِنيِّ أَخَافُ أَنْ يَتَمَنىَّ مُتَمَنٍّ وَيَقُولَ قَائِلٌ أَنَا أَوْلىَ، وَيَأْبىَ اللهُ وَالمُؤْمِنُونَ إِلاَّ أَبَا بَكْر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2387 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَعَن أَبِيهِ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ائْتِني بِدَوَاةٍ وَكَتِفٍ أَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابَاً لَنْ تَضِلُّواْ بَعْدَهُ أَبَدَا " 0 ثُمَّ وَلاَّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَفَاه، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَال: " يَأْبىَ اللهُ وَالمُؤْمِنُونَ إِلاَّ أَبَا بَكْر " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 6016]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ فِيهَا: " جَاءَ بِلاَلٌ في أَوَّلِ شَهرِ رَبِيعٍ الأَوَّل، فَأَذَّن بِالصَّلاَةِ فَقَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مُرُواْ أَبَا بَكرٍ يُصَلي بالنَّاس " 00 فَخَرَجْتُ فَلَمْ أَرَ بحَضْرَةِ البَابِ إِلاَّ عُمَر، في رِجَالٍ لَيْسَ فِيهِمْ أَبُو بَكْر، فَقُلْتُ: قُمْ يَا عُمَرُ فَصَلِّ بِالنَّاس، فَقَامَ عُمَر، فَلَمَّا كَبرَ وَكَانَ رَجُلاً صَيِّتَاً؛ سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَيْنَ أَبُو بَكْر 00؟ يَأْبى اللهُ ذَلِكَ وَالمُسْلِمُونَ [قَالهَا ثَلاَثَاً] 00!!

مُرُواْ أَبَا بَكْرٍ فَليُصَلِّ بِالنَّاس " 00 فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيف، وَإِنَّهُ مَتى يَقُمْ في مَقَامِكَ لاَ يُسْمِعِ النَّاس؛ فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَر 00؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مُرُواْ أَبَا بَكْرٍ فَليُصَلِّ بِالنَّاس " 00 تَقُولُ السَّيِّدَةُ عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنهَا: فَقُلتُ لحَفْصَة: قُولي لَهُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيف ـ أَيْ شَدِيدُ البُكَاءِ تَأَثُّرَاً وَأَسَفَاً ـ وَإِنَّهُ مَتى يَقُمْ في مَقَامِكَ لاَ يُسْمِعِ النَّاس؛ فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَر 00؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" إِنَّكُنَّ لأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يوسُف ـ أَيْ في المَكْرِ وَالخَدِيعَةِ وَالمُخَالَفَة ـ مُرُواْ أَبَا بَكر فَليُصَلِّ بِالنَّاس " 00 فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ الصَّلاَة الَّتي صَلَّى عُمَر، فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ بَعْدَ ذَلِك: وَيحَكَ مَاذَا صَنَعْتَ بي 00؟!

ـ أَيْ يُعَاتِبُهُ عَلَى تَقْدِيمِهِ لِلإِمَامَةِ وَقَوْلِهِ قُمْ يَا عُمَر فَصَلِّ بالنَّاس ـ يَقُولُ عُمَرُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَة: وَاللهِ لَوْلاَ أَني ظَنَنْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَكَ مَا فَعَلت ـ أَيْ مَا تَقَدَّمْت ـ فَيَقُولُ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَمْعَة: إِني لَمْ أَرَ أَحَدَاً أَوْلى بِذَلِكَ مِنْك ـ أَيْ: يَبْدُو أَنَّهُ لَمْ يَرْضَ أَبَا بَكْرٍ ـ وَتَقُولُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: وَمَا قُلتُ ذَاكَ وَلاَ صَرَفْتُهُ عَن أَبي بَكْرٍ إِلاَّ رَغْبَةً بِهِ عَنِ الدُّنيَا، وَلِمَا في الوِلاَيَةِ مِنَ المُخَاطَرَةِ وَالهَلَكَةِ إِلاَّ مَنْ سَلَّمَ الله، وَخَشِيتُ أَيْضَاً أَلاَّ يَكُونَ النَّاسُ يحِبُّونَ رَجُلاً صَلَّى في مَقَامِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ حَيٌّ أَبَدَاً إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ الله، فَيَحْسُدُونَه وَيَبْغُونَ عَلَيهِ وَيَتَشَاءمُونَ بِه) [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم 0 المُسْتَدْرَك بِرَقْم: (6703)، الإِحْيَاء 0 وَفَاةُ النَّبيِّ 0 ص: 1862]

عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَمْ يَمُتْ نَبيٌّ حَتىَّ يَؤُمَّهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِه " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 888] هُنَا يَسْتَأْذِنُ مَلَكُ المَوْتِ قَبْلَ الدُّخُول وَكَأَنَّهُ يَقُولُ بِلِسَانِ الحَالِ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: لاَ الأَمْرُ أَمْرِي وَلاَ التَّدْبِيرُ تَدْبِيرِي * وَلاَ الأُمُورُ التي تجْرِي بِتَقْدِيرِي

عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ قَال: " لَمَّا كَانَ قَبْلَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَهْبَطَ اللهُ جِبرِيلَ إِليْهِ فَقَال: يَا أَحْمَد، إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ أَرْسَلَني إِلَيكَ إِكْرَامَاً لَك، وَتَفْضِيلاً لَكَ وَخَاصَّةً لَك؛ يَسأَلُك عَمَّا هُوَ أَعلَمُ بِهِ مِنك، يَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: " كَيفَ تجِدُك "؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أَجِدُني يَا جِبرِيلُ مَكرُوبَاً " 00 ثُمَّ جَاءهُ اليَوْمَ الثَّاني فَقَال عَلَيْهِ السَّلاَم: يَا أَحْمَد، إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ أَرْسَلَني إِلَيْكَ إِكرَامَاً لَك، وَتَفضِيلاً لَكَ وَخَاصَّةً لَك 00 يَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْك، يَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: " كَيفَ تجِدُك " 00؟

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أَجِدُني يَا جِبرِيلُ مَكرُوبَاً " 00 ثُمَّ عَادَ اليَومَ الثَّالِث فَقَال عَلَيْهِ السَّلاَم: يَا أَحْمَد، إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ أَرْسَلَني إِلَيْكَ إِكْرَامَاً لَك، وَتَفْضِيلاً لَكَ وَخَاصَّةً لَك 00 يَسْأَلُك عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْك، يَقُولُ جَلَّ جَلاَلُه: " كَيفَ تجِدُك " 00؟

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَجِدُني يَا جِبرِيلُ مَكرُوبَاً وَأَجِدُني يَا جِبرِيلُ مَغْمُومَاً " 00 وَهَبَطَ مَعَ جِبرِيلَ مَلَكٌ في الهَوَاءِ يُقَال لَهُ إِسْمَاعِيلُ عَلَى سَبعِينَ أَلفَ مَلَك، فَقَالَ لَه جِبرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَم: يَا أَحْمَد: هَذَا مَلَكُ المَوْتِ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْك، وَلَمْ يَسْتَأْذِن عَلَى آدَمِيٍّ قَبْلَك، وَلاَ يَسْتَأْذِنُ عَلَى آدَمِي بَعدَك، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ائْذَن لَه " 00 فَأَذنَ لَهُ جِبرِيلُ فَدَخَل، فَقَالَ لَهُ مَلَكُ المَوْت عَلَيْهِ السَّلاَم: يَا أَحْمَد: إِنَّ اللهَ أَرْسَلَني إِلَيْكَ وَأَمَرَني أَن أُطِيعَك: إِن أَمَرْتَني بِقَبْضِ نَفْسِكَ قَبَضْتُهَا، وَإِن كَرِهتَ تَرَكتُهَا، فَقَالَ جِبرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَم: يَا أَحمَد، إِنَّ اللهَ قَدِ

اشْتَاقَ إِلى لِقَائِك؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا مَلَكَ المَوْت، امْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِه " فَقَالَ جِبرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَم: يَا أَحمَد، عَلَيْكَ السَّلاَم؛ هَذَا آخِر وَطْئِيَ الأَرْض؛ إِنَّمَا كُنْتَ أَنْتَ حَاجَتي مِنَ الدُّنيَا، فَلمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَاءتِ التَّعْزِيَة جَاءَ آتٍ يَسْمَعُونَ حِسَّهُ وَلاَ يَرَوْنَ شَخْصَهُ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيتِ وَرَحْمَةُ الله، في اللهِ عَزَاءٌ مِنْ كُلِّ مُصِيبَة، وَخَلَفٌ مِنْ كُلِّ هَالِك، وَدَرَكٌ مِنْ كُلِّ مَا فَات؛ فَبِاللهِ ثِقُواْ، وَإِيَّاهُ فَارْجُواْ؛ فَإِنَّ المحْرُومَ محْرُومُ الثَّوَاب، وَإِنَّ المُصَابَ مَن حُرِمَ الثَّوَاب، وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ " 0

[ضَعَّفَهُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ ": (34/ 9)، وَفي " الكَنْز " بِرَقْم: (18785)، وَفي الطَّبَقَات: 258/ 2] إِنَّ رَبَّكَ قَدِ اشْتَاقَ إِلَيْكَ يَا محَمَّد ** صلى الله عليه وسلم ** وَفي حَدِيثٍ مُشَابِهٍ رَوَتهُ السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا في ذَلِكَ تَقُولُ فِيه:

" لَمَّا كَانَ اليَوْمُ الَّذِي مَاَت فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَواْ مِنهُ خِفَّةً في أَوَّلِ النَّهَار؛ فَتَفَرَّقَ عَنهُ الرِّجَالُ إِلى مَنَازِلهِمْ وَحَوائِجِهِمْ مُسْتَبْشِرِين، وَأَخْلَواْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنِّسَاء، فَبَينَا نحنُ عَلَى ذَلِكَ لَمْ نَكُن عَلَى مِثْلِ حَالِنَا في الرَّجَاءِ وَالفَرَحِ قَبْلَ ذَلِك، قَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اخْرُجْنَ عَني؛ هَذَا المَلَكُ يَسْتَأْذِنُ عَلَيّ " 00 فَخَرَجَ مَنْ في البَيْتِ غَيرِي، وَرَأْسُهُ في حِجْري، فَجَلَسَ وَتَنَحَّيْتُ في جَانِبِ البَيْتِ فَنَاجَى المَلَكَ طَوِيلاً، ثُمَّ إِنَّهُ دَعَاني، فَأَعَادَ رَأْسَهُ في حِجْرِي وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للنِّسْوة:

" ادْخُلن " 00 فَقُلتُ مَا هَذَا بحِسِّ جِبرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَم 00؟! فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَجَل يَا عَائِشَة، هَذَا مَلَكُ المَوْت، جَاءَ ني فَقَال: إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ أَرْسَلَني، وَأَمَرَنِي أَلاَّ أَدْخُلَ عَلَيْكَ إِلاَّ بِإِذْن، فَإِنْ لَمْ تَأْذَن لي أَرْجِع، وَإِن أَذِنْتَ لي دَخَلْت، وَأَمَرَني أَلاَّ أَقْبِضَكَ حَتىَّ تَأْمرَني؛ فَمَاذَا أَمْرُك 00؟ فَقُلْتُ: اكْفُفْ عَني حَتىَّ يَأْتِيَني جِبرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَهَذِهِ سَاعَةُ جِبرِيل " 00

تَقُولُ السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: فَاسْتَقْبَلَنَا بِأَمْرٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ عِنْدَنَا جَوَابٌ وَلاَ رَأَى؛ فَوَجَمْنَا وَكَأَنمَا ضُرِبْنَا بصَاخَّةٍ مَا نُحِيرُ إِلَيْهِ شَيْئَاً ـ أَيْ كَأَنمَا ضُرِبْنَا بِصَاعِقَةٍ فَمَا نَقْدِرُ أَنْ نَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئَا ـ وَمَا يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ مِن أَهْلِ البَيْت؛ إِعْظَامَاً لِذَلِكَ الأَمْر، وَالهَيْبَةُ مَلأَتْ أَجْوَافَنَا، وَجَاءَ جِبرِيلُ في سَاعَتِهِ فَسَلَّمَ فَعَرَفْتُ حِسَّهُ وَخَرَجَ أَهْلُ البَيْت، فَدَخَلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَال: إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ وَيَقُول: " كَيْفَ تجِدُكَ وَهْوَ أَعْلَمُ بِالَّذِي تجِدُ مِنْكَ 00؟

وَلَكِن أَرَادَ أَنْ يَزِيدَكَ كَرَامَةً وَشَرَفَاً، وَأَنْ يُتِمَّ كَرَامَتَكَ وَشَرَفَكَ عَلَى الخَلقِ وَأَنْ تَكُونَ سُنَّةً في أُمَّتِك 00؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَجِدُني وَجِعَاً " 00 فَقَالَ جِبرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَم: أَبْشِرْ؛ فَإِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ أَرَادَ أَنْ يُبْلِغَكَ مَا أَعَدَّ لَك، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ: " يَا جِبرِيلُ إِنَّ مَلَكَ المَوتِ اسْتَأْذَنَ عَلَيّ " 00 وَأَخْبرَهُ الخَبر، فَقَالَ جِبرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَم: يَا محمَّد، إِنَّ رَبَّكَ إِلَيْكَ مُشْتَاق، أَلَمْ يُعْلِمْكَ الَّذِي يُرِيدُ بِك 00؟

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ وَالله " 00 فَقَالَ جِبرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَم: مَا اسْتَأْذَنَ مَلَكُ المَوّتِ عَلَى أَحَد قَطّ، وَلاَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ أَبَدَاً، إِلاَّ أَنَّ ربَّكَ مُتِمٌّ شَرَفَكَ وَهُوَ إِلَيْكَ مُشْتَاق، فَقَالَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَلاَ تَبرَحْ إِذَن حَتىَّ يجِيء " 00 وَأَذِنَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للنِّساء، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا فَاطِمَة؛ ادْني " 00 فَأَكَبَّتْ عَلَيْهِ فَنَاجَاهَا، فَرَفَعَتْ رَأْسَهَا وَعَيْنَاهَا تَدْمَعُ وَمَا تُطِيقُ الكَلاَم، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" أَدْني مِني رَأْسَكِ، فَأَكَبَّتْ عَلَيْهِ فَنَاجَاهَا " 00 فَرَفَعَتْ رَأْسَهَا وَهِيَ تَضْحَكُ وَمَا تُطِيقُ الكَلاَم، تَقُولُ السَّيِّدَةُ عَائِشَة: فَكَانَ الَّذِي رَأَيْتُهُ مِنهَا عَجَبَاً؛ فَسَأَلْتُهَا بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَتْ: أَخْبرَني صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَال: " إِني مَيِّتٌ اليَوْم " 00 فَبَكَيْت، ثمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِني دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُلحِقَكِ بي في أَوَّلِ أَهْلِي، وَأَنْ يجْعَلَكِ مَعِي " 00 فَضَحِكَتْ، وَأَدْنَتِ ابْنَيْهَا مِنهُ فَشَمَّهَمَا، ثُمَّ جَاءَ مَلَكُ المَوْتِ وَاسْتَأْذَنَ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: مَا تَأْمُرُنَا يَا محَمَّد 00؟

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَلحِقْني بِرَبي الآن " 00 فَقَالَ ـ أَيْ مَلَكُ المَوْتِ ـ بَلَى، مِنْ يَوْمِكَ هَذَا، أَمَا إِنَّ رَبَّكَ إِلَيْكَ مُشْتَاق، وَلَمْ يَتَرَدَّدْ عَن أَحَدٍ تَرَدُّدَهُ عَنْك، وَلَمْ يَنهَني عَنِ الدُّخُولِ عَلَى أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ غَيرِك، وَلَكِنْ سَاعَتُكَ أَمَامَكَ، وَخَرَج، تَقُولُ السَّيِّدَةُ عَائِشَة: وَجَاءَ جبريلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَال: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله، هَذَا آخِرُ مَا أَنْزِلُ فِيهِ إِلى الأَرْضِ أَبَدَا، طُوِيَ الوَحْي، وَطُوِيَتِ الدُّنيَا، وَمَا كَانَ لي في الأَرْضِ حَاجَةٌ غَيرَك، وَمَا لي فِيهَا حَاجَة إِلاَّ حُضُورَكَ ثُم لُزُومَ مَوْقِفِي، تَقُولُ السَّيِّدَةُ عَائِشَة:

لاَ وَالَّذِي بَعَثَ محَمَّداً بِالحَقّ، مَا في البَيْتِ أَحَدٌ يَسْتَطِيعُ أَنْ يحِيرَ إِلَيْهِ في ذَلِكَ كَلِمَةً، وَلاَ يَبْعَثُ إِلى أَحَدٍ مِنْ رِجَالِهِ؛ لِعِظَمِ مَا يَسْمَعُ مِن حَدِيثِهِ وَوَجْدِنَا وَإِشْفَاقِنَا، تَقُولُ السَّيِّدَةُ عَائِشَة: فَقُمْتُ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتىَّ وَضَعْتُ رَأْسَهُ بَينَ ثَدْييَّ وَأَمْسَكْتُ بِصَدْرِه، وَجَعَلَ يُغْمَى عَلَيْهِ حَتىَّ يُغْلَبَ وَجَبْهَتُهُ تَرْشَحُ رَشْحَاً مَا رَأَيْتُهُ مِن إِنْسَانٍ قَطّ، فَجَعَلتُ أَسْلُتُ ذَلِكَ العَرَقَ ـ أَيْ أُجَفِّفُهُ ـ وَمَا وَجَدْتُ رَائِحَةَ شَيْءٍ أَطْيَبَ مِنه، فَكُنْتُ أَقُولُ لَهُ: بِأَبي أَنْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي وَأَهْلِي مَا تَلْقَى جَبْهَتُكَ مِنَ الرَّشْح، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" يَا عَائِشَة، إِنَّ نَفْسَ المؤْمِنِ تخْرُجُ بِالرَّشْح، وَنَفْسُ الكَافِر تخْرُجُ مِنْ شِدقَيْهِ كَنَفْسِ الحِمَار " فَعِنْدَ ذَلِكَ ارْتَعنَا وَبَعَثْنَا إِلى أَهْلِنَا، فَكَانَ أَوَّلَ رَجُلٍ جَاءنَا وَلَمْ يَشْهَدْهُ أَخِي ـ أَيْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْر ـ بَعَثَهُ إِليَّ أَبي، فَمَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يجِيءَ أَحَد، وَإِنمَا صَدَّهُم اللهُ عَنهُ لأَنَّهُ وَلاَهُ جِبرِيلَ وَمِيكَائِيل، وَجَعَلَ إِذَا أُغْمِيَ عَلَيْهِ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " بَلِ الرَّفِيقَ الأَعلَى " 00 كَأَنَّ الخِيرَةَ تُعَادُ عَلَيْه، فَإِذَا أَطَاقَ الكَلاَمَ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" الصَّلاَةَ الصَّلاَة؛ إِنَّكُمْ لاَ تَزَالُونَ مُتَمَاسِكِينَ مَا صَلَّيْتُمْ جَمِيعَاً؛ الصَّلاَةَ الصَّلاَة " 00 كَانَ يُوصِي بِهَا حَتىَّ مَاتَ وَهُوَ يَقُول: " الصَّلاَةَ الصَّلاَة " 00 تَقُولُ السَّيِّدَةُ عَائِشَة: مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَينَ ارْتِفَاعِ الضُّحَى وَانْتِصَافِ النَّهَارِ يَوْمَ الاَثْنَين " 0 [الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ وَالدَّارُ قُطني، وَالإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ دَارِ المَنَارِ المِصْرِيَّة: 1864] حُبُّ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَة عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ:

" لَمَّا ثَقُلَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ في أَنْ يُمَرَّضَ في بَيْتي فَأَذِنَّ لَه، فَخَرَجَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَينَ رَجُلَينِ تَخُطُّ رِجْلاَهُ في الأَرْض: بَينَ عَبَّاسٍ وَرَجُلٍ آخَر، قَالَ عُبَيْدُ الله: فَأَخْبَرْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَتَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الآخَر 00؟ قُلتُ لاَ، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنه " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الوُضُوءِ بِرَقْم: (198)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الصَّلاَةِ بِرَقْم: 418]

عَنْ جَعْفَرَ عَن أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: لَمَّا ثَقُلَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " أَيْنَ أَكُونُ غَدَاً " 00؟ قَالُواْ: عِنْدَ فُلاَنَة، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَيْنَ أَكُونُ بَعْدَ غَدٍ " 00؟ قَالُواْ: عِنْدَ فُلاَنَة، فَعَرَفْنَ أَزْوَاجُهُ أَنَّهُ إِنمَا يُرِيدُ عَائِشَة؛ فَقُلْنَ رَضِيَ اللهُ عَنهُنَّ: يَا رَسُولَ الله؛ قَدْ وَهَبْنَا أَيَّامَنَا لأُخْتِنَا عَائِشَة " 0 [الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ وَابْنُ أَبي شَيبَة في مُصَنَّفِهِ بِرَقْم: (37038)، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 18857] اللَّحَظَاتُ الأَخِيرَةُ في حَيَاتِهِ ** صلى الله عليه وسلم **

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: تُوُفِّيَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بَيْتي وَفي يَوْمِي، وَبَينَ سَحْرِي وَنحْرِي، وَكَانَتْ إِحْدَانَا تُعَوِّذُهُ بِدُعَاءٍ إِذَا مَرِض، فَذَهَبْتُ أُعَوِّذُهُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلى السَّمَاءِ وَقَال: " في الرَّفِيقِ الأَعْلَى، في الرَّفِيقِ الأَعْلَى " 00 وَمَرَّ عَبْدُ الرَّحمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ وَفي يَدِهِ جَرِيدَةٌ رَطْبَة ـ أَيْ سِوَاك ـ فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا حَاجَةً فَأَخَذْتُهَا، فَمَضَغْتُ رَأْسَهَا وَنَفَضْتُهَا فَدَفَعْتُهَا إِلَيْه، فَاسْتَنَّ بِهَا كَأَحْسَنِ مَا كَانَ مُسْتَنَّاً، ثمَّ نَاوَلَنِيهَا، فَسَقَطَتْ يَدُه، أَوْ سَقَطَتْ مِنْ يَدِه " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 4451 / فَتْح] وَفي رِوَايَةٍ أَخْرَى عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَيْضَاً قَالَتْ: " إِنَّ مِنْ نِعَمِ اللهِ عَلَيَّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ في بَيْتي وَفي يَوْمِي، وَبَيْنَ سَحْرِي وَنحْرِي ـ أَيْ بَينَ صَدْرِي وَرَقَبَتي ـ وَأَنَّ اللهَ جمَعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ عِنْدَ مَوْتِه: دَخَلَ عَلَيَّ عَبْدُ الرَّحمَنِ ـ أَيْ أَخُوهَا ـ وَبِيَدِهِ السِّوَاك، وَأَنَا مُسْنِدَةٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَرَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إِلَيْه، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُحِبُّ السِّوَاك؛ فَقُلْتُ آخُذُهُ لَك 00؟

فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ؛ فَتَنَاوَلْتُهُ فَاشْتَدَّ عَلَيْه ـ أَيْ عَجَزَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ التَّسَوُّكِ بِه ـ وَقُلْتُ: أُلَيِّنُهُ لَك 00؟ فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ، فَلَيَّنْتُهُ فَأَمَرَّه ـ أَيْ فَاسْتَاكَ بِهِ ـ وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ أَوْ عُلْبَةٌ فِيهَا مَاء، فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ في المَاءِ فَيمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ يَقُول: " لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَات " ثمَّ نَصَبَ يَدَهُ فَجَعَلَ يَقُول: " في الرَّفِيقِ الأَعْلَى " 00 حَتىَّ قُبِضَ وَمَالَتْ يَدُه " [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ المَغَازِي بَاب: مَرَضِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَفَاتِه بِرَقْم: 4449]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِالمَاءِ ثُمَّ يَقُول: " اللَّهُمَّ أَعِنيِّ عَلَى سَكَرَاتِ المَوْت " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3731]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " مَا رَأَيْتُ أَحَدَاً أَشَدَّ عَلَيْهِ الوَجَعُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ المَرْضَى بِرَقْم: 5646، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ البِرِّ وَالصِّلَةِ وَالآدَاب بِرَقْم: 2750] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا قَالَتْ: " مَا أَغْبِطُ أَحَدَاً بِهَوْنِ مَوْت؛ بَعْدَ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ شِدَّةِ مَوْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: (979)، وَفي مخْتَصَرِ الشَّمَائِلِ بِرَقْم: 325]

أَيْ لاَ أَقُولُ مَا أَتْقَى فُلاَنَاً وَأَشَدَّ صَلاَحِهِ؛ لأَنَّهُ خُفِّفَ عَلَيْه في مَوْتِه؛ فَلَوْ كَانَ الأَمْرُ بِالصَّلاَحِ وَالتَّقْوَى لخُفِّفَ عَنْ رَسُولِ اللهَِصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 0 آخِرُ مَشْهَدٍ في حَيَاةِ الرَّسُول ** صلى الله عليه وسلم **

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ كَانَ يُصَلِّي لَهُمْ في وَجَعِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيه، حَتىَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الاَثْنَيْنِ وَهُمْ صُفُوفٌ في الصَّلاَة، فَكَشَفَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتْرَ الحُجْرَةِ يَنْظُرُ إِلَيْنَا وَهُوَ قَائِمٌ كَأَنَّ وَجْهَهُ وَرَقَةُ مُصْحَف ـ أَيْ مِنَ الاِصْفِرَارِ ـ ثمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَك؛ فَهَمَمْنَا أَنْ نَفْتَتِنَ مِنَ الفَرَحِ بِرُؤْيَةِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفّ، وَظَنَّ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَارِجٌ إِلى الصَّلاَة، فَأَشَارَ إِلَيْنَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن أَتِمُّواْ صَلاَتَكُمْ وَأَرْخَى

السِّتْرَ فَتُوُفِّيَ مِنْ يَوْمِه " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الأذَانِ بَاب: أَهْلِ العِلمِ وَالفَضْلِ أَحَقُّ بِالإِمَامَة بِرَقْم: 680]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ المُسْلِمِينَ بَيْنَا هُمْ في الفَجْرِ يَوْمَ الاَثْنَيْن، وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يُصَلِّي بِهِمْ، فَفَجَأَهُمُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ صُفُوف؛ فَتَبَسَّمَ يَضْحَك، فَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَلَى عَقِبَيْه؛ وَظَنَّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ أَنْ يخْرُجَ إِلى الصَّلاَة، وَهَمَّ المُسْلِمُونَ أَنْ يَفْتَتِنُواْ في صَلاَتِهِمْ فَرَحَاً بِالنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَأَوْه، فَأَشَارَ بِيَدِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أَن أَتِمُّواْ، ثمَّ دَخَلَ الحُجْرَةَ وَأَرْخَى السِّتْرَ وَتُوُفِّيَ ذَلِكَ اليَوْم " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1206)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 419 / عَبْد الْبَاقِي]

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلاَةَ حَتىَّ ثَقُلَ جِدَّاً؛ فَخَرَجَ يُهَادَى بَينَ رَجُلَين، وَإِنَّ رِجْلَيْهِ لَتَخُطَّانِ في الأَرْض؛ فَمَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3257، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

آخِرُ نَظْرَةٍ نَظَرَهَا الصَّحَابَةُ إِلى وَجْهِ رَسُولِ اللهِ ** صلى الله عليه وسلم ** عَن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ بَعْدَ ثَمَانيَ سِنِينَ كَالمُوَدِّعِ لِلأَحْيَاءِ وَالأَمْوَات، ثُمَّ طَلَعَ المِنْبَرَ فَقَال: " إِنيِّ بَينَ أَيْدِيكُمْ فَرَط ـ أَيْ سَتُصَابُونَ فيَّ عَمَّا قَلِيل ـ وَأَنَا عَلَيْكُمْ شَهِيد، وَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الحَوْض، وَإِنيِّ لأَنْظُرُ إِلَيْهِ مِنْ مَقَامِي هَذَا، وَإِنيِّ لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُواْ، وَلَكِنيِّ أَخْشَى عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا أَنْ تَنَافَسُوهَا " 00 فَكَانَتْ آخِرَ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ المَغَازِي بِرَقْم: (4042)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الفَضَائِلِ بِرَقْم: 2296]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " آخِرُ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَشَفَ السِّتَارَةَ يَوْمَ الاَثْنَين " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الصَّلاَةِ بَاب: اسْتِخْلاَفِ الإِمَامِ إِذَا عَرَضَ لَهُ عُذْرٌ مِنْ مَرَضٍ وَسَفَر بِرَقْم: 419]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " آخِرُ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَشَفَ السِّتَارَةَ يَوْمَ الاَثْنَيْن، فَنَظَرْتُ إِلى وَجْهِهِ كَأَنَّهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ [أَيْ مِنَ الاِصْفِرَار]، وَالنَّاسُ خَلْفَ أَبي بَكْرٍ في الصَّلاَة، فَأَرَادَ أَنْ يَتَحَرَّكَ [أَيْ فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَتَقَهْقَرَ]؛ فَأَشَارَ إِلَيْهِ أَنِ اثْبُتْ وَأَلْقَى السِّجْفَ [أَيِ السِّتَار]، وَمَاتَ مِنْ آخِرِ ذَلِكَ اليَوْم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ " بِكِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: مَا جَاءَ في مَرَضِ رَسُولِ الله بِرَقْم: 1624]

الوَضْعُ الَّذِي مَاتَ عَلَيْهِ رَسُولُ الله * صلى الله عليه وسلم * عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَتَعَذَّرُ ـ أَيْ يَثَّاقَلُ ـ في مَرَضِهِ " أَيْنَ أَنَا اليَوْم، أَيْنَ أَنَا غَدَاً " 00؟ اسْتِبْطَاءً لِيَوْمِ عَائِشَة، فَلَمَّا كَانَ يَوْمِي قَبَضَهُ اللهُ بَينَ سَحْرِي وَنحْرِي ـ أَيْ بَينَ صَدْرِي وَرَقَبَتي ـ وَدُفِنَ في بَيْتي " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: (1389 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2443 / عَبْد البَاقِي]

حَدَّثَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَن أَبِيهِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِمَا عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالت: " قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأْسُهُ بَيْنَ سَحْرِي وَنحْرِي، فَلَمَّا خَرَجَتْ نَفْسُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: لَمْ أَجِدْ رِيحَاً قَطُّ أَطْيَبَ مِنهَا " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَالإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 ح / ر: 24905]

مَا كَانَ أَشَدَّ المَوْتَ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " مَاتَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّهُ لَبَيْنَ حَاقِنَتي وَذَاقِنَتي: [أَيْ بَينَ بَطْني وَرَقَبَتي]؛ فَلاَ أَكْرَهُ شِدَّةَ المَوْتِ لأَحَدٍ أَبَدَاً بَعْدَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ المَغَازِي بَاب: مَرَضِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَفَاتِه بِرَقْم: 4446]

عَنْ سَيِّدِنَا أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا ثَقُلَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ يَتَغَشَّاه ـ أَيْ يُغْشَى عَلَيْه ـ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: وَاكَرْبَ أَبَاه؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهَا: " لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ اليَوْم " [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ المَغَازِي بَاب: مَرَضِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَفَاتِه بِرَقْم: 4462]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا وَجَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ كَرْبِ المَوْتِ مَا وَجَد، قَالَتْ فَاطِمَةُ: وَاكَرْبَ أَبَتَاه؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ كَرْبَ عَلَى أَبِيكِ بَعْدَ اليَوْم، إِنَّهُ قَدْ حَضَرَ مِن أَبِيكِ مَا لَيْسَ بِتَارِكٍ مِنْهُ أَحَدَاً، المُوَافَاةُ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [حَسَّنَهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1629] قُدُومُ أَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَعِلمُهُ بِوَفَاةِ الحَبِيب ** صلى الله عليه وسلم **

عَن أَبي سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَقْبَلَ عَلَى فَرَسٍ مِنْ مَسْكَنِهِ بِالسُّنْح ـ أَيْ مِنْ مَوْضِعٍ بِأَقْصَى المَدِينَة ـ حَتىَّ نَزَلَ فَدَخَلَ المَسْجِد، فَلَمْ يُكَلِّمِ النَّاسَ حَتىَّ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا، فَتَيَمَّمَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ أَيْ قَصَدَهُ ـ وَهُوَ مُغَشّىً بِثَوْبِ حِبَرَةٍ ـ أَيْ مُغَطَّىً بِبُرْدَة ـ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ ثمَّ أَكَبَّ عَلَيْه، فَقَبَّلَهُ وَبَكَى ثمَّ قَال: بِأَبي أَنْتَ وَأُمِّي، وَاللهِ لاَ يجْمَعُ اللهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ ـ أَيْ لَنْ يُضَاعِفَ عَلَيْكَ المَوْتَ كَمَا ضَاعَفَ عَلَيْكَ البَلاَء ـ أَمَّا المَوْتَةُ الَّتي كُتِبَتْ عَلَيْكَ فَقَدْ مُتَّهَا، وَفي رِوَايَةٍ

لاَبْنِ عَبَّاسٍ عَن أَبي سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ وَعُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ يُكَلِّمُ النَّاس، فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: اجْلِسْ يَا عُمَر، فَأَبى عُمَرُ أَنْ يجْلِس؛ فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَتَرَكُواْ عُمَرَ ـ وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى لِلبُخَارِيِّ أَيْضَاً: فَتَشَهَّدَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَمَالَ إِلَيْهِ النَّاسُ وَتَرَكُواْ عُمَر ـ فَقَالَ أَبُو بَكْر: أَمَّا بَعْد 00 فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ محَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ محَمَّدَاً قَدْ مَات، وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ اللهَ فَإِنَّ اللهَ حَيٌّ لاَ يَمُوت؛ قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {وَمَا محَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ

وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَّضُرَّ اللهَ شَيْئَاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ} [آلِ عِمْرَان/144]

وَقَالَ ـ أَيْ ابْنُ عَبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " وَاللهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ هَذِهِ الآيَة؛ حَتىَّ تَلاَهَا أَبُو بَكْر؛ فَتَلَقَّاهَا مِنْهُ النَّاسُ كُلُّهُمْ، فَمَا أَسْمَعُ بَشَرَاً مِنَ النَّاسِ إِلاَّ يَتْلُوهَا، وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: وَاللهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ تَلاَهَا؛ فَعَقِرْتُ ـ أَيْ بُهِتُّ وَفَتَرَتْ قُوَاي ـ حَتىَّ مَا تُقِلُّني رِجْلاَي، وَحَتى أَهْوَيْتُ إِلى الأَرْض، حِينَ سَمِعْتُهُ تَلاَهَا عَلِمْتُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَات " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ المَغَازِي بِرَقْم: (4454)، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 18736، 18737]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " وَاللهِ لاَ يَجْمَعُ اللهُ عَلَيْهِ مَوْتَتَين، لَقَدْ مِتَّ المَوْتَةَ الَّتي لاَ تَمُوتُ بَعْدَهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3090، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مَاتَ وَأَبُو بَكْرٍ بِالسُّنْحِ ـ أَيْ مَوْضِعٍ ـ فَقَامَ عُمَرُ يَقُول: وَاللهِ مَا مَاتَ رَسُولُ الله، تَقُولُ عَائِشَة: وَاللهِ مَا كَانَ يَقَعُ في نَفْسِي إِلاَّ ذَاكَ، يَقُولُ عُمَر: وَلَيَبْعَثَنَّهُ اللهُ فَلَيَقْطَعَنَّ أَيْدِيَ رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبَّلَهُ، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: بِأَبي أَنْتَ وَأُمِّي طِبْتَ حَيَّاً وَمَيِّتَاً، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُذِيقُكَ اللهُ المَوْتَتَيْنِ أَبَدَاً ـ أَيْ أَنَّكَ ذُقْتَ مَوْتَتَكَ الَّتي عَلَيْكَ وَلَسْتَ حَيَّاً كَمَا يَقُولُ هَؤُلاَءِ لِتَمُوتَ مَرَّةً أُخْرَى ـ ثُمَّ خَرَجَ فَقَال: أَيُّهَا الحَالِفُ

ـ أَيْ يَا عُمَرُ ـ عَلَى رِسْلِك، فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَر، فَحَمِدَ اللهَ أَبُو بَكْرٍ وَأَثْنى عَلَيْهِ وَقَال: أَلاَ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ محَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ محَمَّدَاً قَدْ مَات، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ فَإِنَّ اللهَ حَيٌّ لاَ يمُوت، وَقَال: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُون} [الزُّمَر: 30] وَقَال: {وَمَا محَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَّضُرَّ اللهَ شَيْئَاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ} [آلِ عِمْرَان: 144]

فَنَشَجَ النَّاسُ يَبْكُون، وَاجْتَمَعَتِ الأَنْصَارُ إِلى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ في سَقِيفَةِ بَني سَاعِدَةَ فَقَالُواْ: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِير؛ فَذَهَبَ إِلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاح، فَذَهَبَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ فَأَسْكَتَهُ أَبُو بَكْر، وَكَانَ عُمَرُ يَقُول: وَاللهِ مَا أَرَدْتُ بِذَلِكَ إِلاَّ أَني قَدْ هَيَّأْتُ كَلاَمَاً قَدْ أَعْجَبَني خَشِيتُ أَلاَّ يَبْلُغَهُ أَبُو بَكْر، ثمَّ تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَتَكَلَّمَ أَبْلَغَ النَّاسِ فَقَالَ في كَلاَمِه:

نَحْنُ الأُمَرَاءُ وَأَنْتُمُ الوُزَرَاء، فَقَالَ حُبَابُ بْنُ المُنْذِر: لاَ وَاللهِ لاَ نَفْعَل، مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِير؛ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لاَ وَلَكِنَّا الأُمَرَاءوَأَنْتُمُ الوُزَرَاء؛ هُمْ أَوْسَطُ العَرَبِ دَارَاً، وَأَعْرَبُهُمْ أَحْسَابَا، فَبَايِعُواْ عُمَرَ أَوْ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الجَرَّاح، فَقَالَ عُمَر: بَلْ نُبَايِعُكَ أَنْتَ فَأَنْتَ سَيِّدُنَا وَخَيْرُنَا وَأَحَبُّنَا إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ فَبَايَعَهُ وَبَايَعَهُ النَّاس " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ المَنَاقِبِ في بَاب: قَوْلِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذَاً خَلِيلاَ بِرَقْم: 3670] وَعَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ:

" لَمَّا تُوفيَ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ وَالمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَدَخَلاَ عَلَيْهِ فَكَشَفَا الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِه، فَقَالَ عُمَر: وَاغَشْيَا، مَا أَشَدَّ غَشْيِ رَسُولِ اللهِ 00!! ثُمَّ قَامَا، فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلى البَابِ قَال المُغِيرَة: يَا عُمَر، مَاتَ وَاللهِ رَسُولُ الله، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: كَذَبْتَ مَا مَاتَ رَسُولُ اللهِ وَلَكِنَّكَ رَجُل تحُوشُكَ فِتنَة ـ أَيْ تُرِيدُ أَنْ تَفعَلَ فِتنَة ـ وَلَنْ يَمُوتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتىَّ يُفْنيَ المُنَافِقِين، ثمَّ جَاءَ أَبُو بَكر وعُمَرُ يخطُبُ النَّاس، فَقَالَ لَه أَبُو بَكرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: اسْكُتْ، فَسَكَت، فَصَعَدَ أَبُو بَكرٍ فَحَمِدَ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ وَأَثْنى عَلَيهِ ثُمَّ قَرَأ:

{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُون} [الزُّمَر: 30] ثمَّ قَرَأَ: {وَمَا محَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَّضُرَّ اللهَ شَيْئَاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ} [آلِ عِمْرَان: 144] حَتىَّ فَرَغَ مِنَ الآيَةِ ثُمَّ قَال: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ محمَّدَاً فَإِنَّ محمَّدَاً قَدْ مَات، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ فَإِنَّ اللهَ حَيٌّ لاَ يمُوت 00 فَقَالَ عُمَر: هَذَا في كِتَابِ الله 00؟ ‍ قَالَ أَبُو بَكْر: نَعَم " 0 [ابْنُ سَعْدٍ في الطَّبَقَات 0 ص: (266/ 2)، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 18755] عَلَى رِسْلِكَ يَا عُمَر وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في نَاحِيَةٍ بِالمَدِينَة، فَجَاءَ فَدَخَلَ عَلَى رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُسَجَّىً، فَوَضَعَ فَاهُ عَلَى جَبِينِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَجَعَلَ يُقَبِّلُهُ وَيَبْكِي وَيقُول:

بِأَبي أَنْتَ وَأمِّي، طِبْتَ حَيَّاً وَطِبْتَ مَيِّتَاً، فَلَمَّا خَرَجَ مَرَّ بِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ وَهُوَ يَقُول: مَا مَاتَ رَسُولُ الله، وَلاَ يَمُوتُ حَتىَّ يَقْتُلَ المُنَافِقِينَ وَحَتى يُخزِيَ اللهُ المُنَافِقِينَ، وَكَانُوا قَدِ اسْتَبْشَرُواْ بمَوْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَفَعُواْ رُءوسَهُمْ، فَمَرَّ بِهِ أَبُو بَكْر فَقَالَ: أَيُّهَا الرَّجُلُ أَرْبِعْ عَلَى نَفْسِك؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَات، أَلَمْ تَسْمَعِ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ يَقُول: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُون} [الزُّمَر: 30]

{وَمَا جَعَلنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الخُلدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الخَالِدُون {34} كُلُّ نَفسٍ ذَائِقَةُ المَوْت، وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالخَيرِ فِتنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون} {الأَنْبِيَاء} ثم أَتَى المِنْبر فَصَعَدَ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثنى عَلَيهِ ثم قَال: " أَيُّهَا النَّاس: إِنْ كَانَ محَمَّدٌ إِلهَكُمُ الَّذِي تَعْبُدُون فَإِنَّ إِلهَكُمْ محَمَّداً قَدْ مَات، وَإِنْ كَانَ إِلهَكُمُ الَّذِي في السَّمَاءِ فإِنَّ إِلهَكُمْ لَمْ يمُتْ، ثُمَّ تَلاَ: {وَمَا محَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَّضُرَّ اللهَ شَيْئَاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ} [آلِ عِمْرَان: 144]

حَتىَّ خَتَمَ الآيَة، ثُمَّ اسْتَبْشَرَ المسْلِمُونَ بِذَلِكَ وَاشْتَدَّ فَرَحُهُمْ، وَأَخَذ المُنَافِقِينَ الكَآبَة 00!! قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَر: فَوَالَّذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَكَأَنمَا كَانَتْ عَلَى وُجُوهِنَا أَغْطِيَةٌ فَكُشِفَتْ " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " ص: (38/ 9)، أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ وَالبَزار، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 18758] هَوْلُ المَوْقِفِ عَلَى الصَّحَابَةِ وَتَبَايُنُ رُدُودِ أَفْعَالهِمْ

وَعَنِ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " لَمَّا مَاتَ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْتَحَمَ النَّاسُ حِينَ ارْتَفَعَتْ الرَّنَّةُ وَسَجَّى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَلاَئِكَةُ بِثَوْبِهِ فَاخْتَلَفُوا: فَكَذَّبَ بَعْضُهُمْ بمَوْتِه، وَأُخْرَسَ بَعْضُهُمْ فَمَا تَكَلَّم إِلاَّ بَعْدَ البُعْد، وَخَلَّطَ آخَرُونَ فَلاَثواْ الكَلاَمَ بِغَيرِ بَيَان، وَبَقِيَ آخَرُونَ مَعَهُمْ عُقُولُهُمْ، وَأُقْعِدَ آخَرُون، فَكَانَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ فِيمَنْ كَذَّبَ بِمَوْتِه، وَعَليٌّ فِيمَن أُقْعِد، وَعُثْمَانُ فِيمَن أُخْرِس، فَخَرَجَ عُمَرُ عَلَى النَّاسِ وَقَال: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَمُتْ، وَلَيُرْجِعَنَّهُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ وَليُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَ وَأَرجُلَ

رِجَال مِنَ المنَافِقِين، يَتَمَنَّوْنَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَوْت، إِنَّمَا وَاعَدَهْ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ كَمَا وَاعَدَ مُوسَى وَهُوَ آتِيكُمْ " 0 [الإِحْيَاءُ 0 طَبْعَةُ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ 0 ضَعَّفَهُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 وَفَاةُ النَّبيِّ: 1866] وَعَن الحَسَنِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ائْتَمَرَ أَصْحَابُهُ فَقَالُواْ: تَرَبَّصُواْ نَبيَّكُمْ لَعَلَّهُ عُرِجَ بِه، فَقَالَ أَبُو بَكْر: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ محَمَّدَاً فَإِن محَمَّدَاً قَدْ مَات، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ فَإِنَّ اللهَ حَيٌّ لاَ يَمُوت " 0 [أَخْرَجَه ابْنُ سَعْدٍ في الطَّبَقَات، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 18757] ثَبَاتُ أَبي بَكْرٍ وَالعَبَّاس

وَفي رِوَايَةٍ أَنَّهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ أَيْ عُمَرُ ـ قَال: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُفُّواْ أَلْسِنَتَكُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ لَمْ يَمُتْ، وَاللهِ لاَ أَسْمَعُ أَحَدَاً يَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَاتَ إِلاَّ عَلَوْتُهُ بِسَيْفِيَ هَذَا، وَأَمَّا عَلِيٌّ فَإِنَّهُ أُقْعِدَ فَلاَ يَبرَحُ البَيْت، وَأَمَّا عُثْمَانُ فَجَعَلَ لاَ يُكَلِّمُ أَحَدَا، يُؤْخَذُ بِيَدِهِ فَيُجَاءُ بِهِ وَيُذْهَبُ بِه، وَلَمْ يَكُن أَحَدٌ مِنَ المُسْلِمِينَ في مِثْلِ حَالِ أَبي بَكْرٍ وَالعَبَّاس؛ فَإِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ أَيَّدَهمَا بِالتَّوْفِيقِ وَالسَّدَاد " 0 [الإِحْيَاءُ 0 طَبْعَةُ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ 0 ضَعَّفَهُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 وَفَاةُ النَّبيِّ: 1866]

خُطْبَةٌ جَمِيلَةٌ لأَبي بَكْر 00 في الثَّبَاتِ الصَّبر

وَفي رِوَايَةٍ لاَبْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لَمَّا بَلَغَهُ الخَبرُ دَخَلَ بَيْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّى عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَيْنَاهُ تهْمِلاَن، وَغُصَصُهُ تَرْتَفِعُ كَقَصْعِ الجَرَّة ـ أَيْ يَشْرَقُ بِالبُكَاء ـ وَهُوَ في ذَلِكَ جَلدُ الفِعْلِ وَالمقَال، فَأَكَبَّ عَلَيْهِ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقبَّلَ جَبِينَه وَخَدَّيهِ وَمَسَحَ وَجْهَه وَجَعَلَ يَبْكِي وَيَقُول: بِأَبي أَنْت وَأُمِّي وَنَفْسِي وَأَهْلِي، طِبْتَ حَيَّاً وَميِّتاً، انْقَطَعَ لِمَوْتِكَ مَا لَمْ يَنْقَطِع لمَوْتِ أَحَدٍ مِنَ الأَنْبِيَاء وَالنُّبوَّة ـ أَيِ الوَحْي ـ فَعَظُمْتَ عَنِ الصِّفَة، وَجَلَلْتَ عَنِ البُكَاء، وَخُصِصْتَ حَتىَّ

صِرْتَ مَسْلاَة، وَعُمِمْتَ حَتىَّ صِرْنَا فِيكَ سَوَاء ـ أَيْ هَوَّنَتْ مُصِيبَتُنَا فِيكَ كُلَّ مَا سِوَاهَا مِنَ المَصَائِبِ وَصَارَتْ مَسْلاَة، وَعَمَّنَا جَمِيعَاً الحُزْنُ عَلَيْك ـ وَلَوْلاَ أَنَّ مَوْتَكَ كَانَ اخْتِيَارَاً مِنْكَ لجُدْنَا لحُزْنِكَ بِالنُّفُوس، وَلَوْلاَ أَنَّكَ نَهَيْتَ عَنِ البُكَاءِ لأَنْفَذْنَا عَلَيْكَ مَاء العُيُون، فَأَمَّا مَا لاَ نَسْتَطِيعُ نَفْيَه عَنَّا: فَكَمَدٌ وَادِّكَارٌ محَالِفَان ـ أَيْ حُزْنٌ وَذِكرَى مُلاَزِمَان ـ لاَ يَبرَحَان، اللهُمَّ فَأَبْلِغْهُ عَنَّا، اذْكُرْنَا يَا محَمَّدُ عِنْدَ رَبِّكَ، وَلنَكُنْ مِنْ بَالِك، فَلَوْلاَ مَا خَلَّفْتَ مِنَ السَّكِينَة لَمْ يَقُمْ أَحَدٌ لِمَا خَلَّفْتَ مِنَ الوَحْشَة ـ أَيْ وَلَوْلاَ مَا عَلَّمْتَنَا مِنَ الصَّبرِ وَالسُّلوَان: لَمُتْنَا مِنَ الهُمُومِ وَالأَحْزَان ـ اللهُمَّ أَبلِغْ نَبيَّكَ عَنَّا وَاحْفَظْهُ فِينَا " 0 [ابْنُ أَبي الدُّنيَا 0 الإِحْيَاء 0 ضَعَّفَهُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 وَفَاةُ النَّبيِّ: 1866]

وَرَوى سَعِيدُ بنُ المُسَيَّبِ أَيْضَاً عَن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " وَاللهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْر يَتْلُوهَا فَعَثَرْتُ وَأَنَا قَائِم، حَتىَّ خَرَرْتُ عَلَى الأَرْضِ وَأَيْقَنْتُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَات " 0 [ابْنُ سَعْدٍ في الطَّبَقَات: (268/ 2)، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 18756]

أَظْلَمَتِ المَدِينَةُ بَعْدَكَ وَتَغَيَّرَتِ القُلُوبُ يَا رَسُولَ الله عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَا عَدَا وَارَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في التُّرَاب؛ فَأَنْكَرْنَا قُلُوبَنَا " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (38/ 9)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ البَزَّار]

حَدَّثَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ رَحِمَهُ اللهُ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانيِّ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " شَهِدْتُ الْيَوْمَ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَلَمْ أَرَ يَوْمَاً كَانَ أَقْبَحَ مِنهُ " [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4390]

وَحَدَّثَ أَيْضَاً ثَابِتٌ الْبُنَانيُّ رَحِمَهُ اللهُ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " لَمَّا كَانَ اليَوْمُ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَة؛ أَضَاءَ مِنهَا كُلُّ شَيْء، فَلَمَّا كَانَ اليَوْمُ الَّذِي مَاتَ فِيه؛ أَظْلَمَ مِنْهَا كُلُّ شَيْء، وَمَا نَفَضْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَيْدِي؛ حَتىَّ أَنْكَرْنَا قُلُوبَنَا " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ ابْنِ مَاجَةَ وَالتِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 1631، 3618]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنَّا نَتَّقِي الكَلاَمَ وَالاِنْبِسَاطَ إِلى نِسَائِنَا عَلَى عَهْدِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ هَيْبَةَ أَنْ يَنْزِلَ فِينَا شَيْء، فَلَمَّا تُوُفِّيَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَكَلَّمْنَا وَانْبَسَطْنَا " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ النِّكَاحِ بَاب: الوَصَاةِ بِالنِّسَاء بِرَقْم: 5187]

الأَنْصَارُ يَصِفُونَ يَوْمَ قُدُومِهِ وَيَوْمَ وَفَاتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وَعَنْ سَيِّدِنَا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ كَانَ رَدِيفَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إِلى المَدِينَة، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَخْتَلِفُ إِلى الشَّامِ فَكَانَ يُعْرَف، وَكَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يُعْرَف، فَكَانُواْ يَقُولُون: يَا أَبَا بَكْرٍ مَن هَذَا الغُلاَمُ بَين يَدَيْك؟

فَيَقُول: هَادٍ يَهْدِيني السَّبيل، فَلَمَّا دَنَوا مِنَ المدِينَة نَزَلاَ بحَرَّة ـ أَيْ بِأَرْضٍ ذَاتِ حِجَارَةٍ سُود ـ وَبَعَثَ إِلى الأَنْصَارِ فَجَاءواْ، يَقُولُ أَنَس: فَشَهِدْتُهُ يَومَ دَخَلَ المَدينَةَ فَمَا رَأَيْتُ يَوْمَاً كَانَ أَحْسَنَ وَلاَ أَضْوَءَ مِنْ يَوْمٍ دَخَلَ عَلَيْنَا فيه، وَشَهدْتُهُ يَوْمَ مَاتَ فَمَا رَأَيْت يَوْمَاً كَانَ أَقْبَحَ وَلاَ أَظْلَمَ مِنْ يَوْمٍ مَات فِيه " 0 [ابْنُ أَبي شَيْبَة، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 18815] وَعَن أَبى ذُؤَيب الهَذَليِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قَدِمْتُ المَدِينَةَ وَلأَهْلِهَا ضَجِيجٌ بِالبِكَاءِ كَضَجِيجِ الحَجِيجِ أَهَلُّواْ جَمِيعَاً بِالإِحْرَام؛ فَقُلتُ مَه 00؟ فَقَالُواْ: قُبِضَ رَسُولُ الله " 0

[ابْنُ مَنْدَةَ وَابْنُ عَسَاكِر، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: 18830] غُسْلُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عَن عَبَّادٍ الأَسَدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُول: لَمَّا أَرَادُواْ غَسْلَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُواْ: وَاللهِ مَا نَدْرِي أَنجَرِّدُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ثِيَابِهِ كَمَا نجَرِّدُ مَوْتَانَا أَمْ نَغْسِلُهُ وَعَلَيْهِ ثِيَابُه 00؟

فَلَمَّا اخْتَلَفُواْ أَلْقَى اللهُ عَلَيْهِمِ النَّوْمَ حَتىَّ مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلاَّ وَذَقْنُهُ في صَدْرِه، ثمَّ كَلَّمَهُمْ مُكَلِّمٌ مِنْ نَاحِيَةِ البَيْتِ لاَ يَدْرُونَ مَنْ هُوَ أَنِ اغْسِلُواْ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ ثِيَابُه؛ فَقَامُواْ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَسَلُوهُ وَعَلَيْهِ قَمِيصُه، يَصُبُّونَ المَاءَ فَوْقَ القَمِيصِ وَيُدَلِّكُونَهُ بِالقَمِيصِ دُونَ أَيْدِيهِمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: 29، وَحَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 26306]

ارْفُقُواْ بِرَسُولِ الله ** صلى الله عليه وسلم ** وَفي رِوَايَةٍ لِلإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ يَقُولُ فِيهَا: " أَرَدْنَا خَلَعَ قَمِيصِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُودِينَا لاَ تخْلَعُواْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثِيَابَه؛ فَأَقْرَرْنَاه ـ أَيْ فَاسْتَجَبْنَا لَه ـ فَغَسَّلنَاهُ كَمَا نُغَسِّل مَوْتَانَا مُسْتَلقِيَاً، مَا نَشَاءُ أَن يُقْلَبَ لَنَا مِنهُ عُضْوٌ لَمْ يُبَالَغْ فِيهِ إلاَ قُلِبَ لَنَا حَتىَّ نَفْرُغَ مِنهُ، وَإِنَّ مَعَنَا لحَفِيفَاً في البَيْتِ كَالرِّيحِ الرُّخَاءِ ـ أَيْ كَالرِّيحِ اللَّيِّنَة ـ وَيُصَوَّت بِنَا: ارْفُقُواْ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّكمْ سَتُكْفَوْن " 0 [الإِحْيَاء 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 طَبْعَةُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 وَفَاةُ النَّبيِّ: 1865]

طِبْتَ حَيَّاً وَمَيِّتَاً يَا رَسُولَ الله حَدَّثَ سَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ رَحِمَهُ اللهُ عَن عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَنَّهُ لَمَّا غُسِّلَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَهَبَ يَلْتَمِسُ مِنْهُ مَا يُلْتَمَسُ مِنَ المَيِّت: [أَيْ ذَهَبَ يَضْغَطُ عَلَى بَطْنِهِ لِيَسْتَخْرِجَ مَا بهَا مِنْ فَضَلاَتٍ]؛ فَلَمْ يجِدْهُ؛ فَقَالَ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ: بِأَبي الطَّيِّبُ طِبْتَ حَيًّا وَطِبْتَ مَيِّتًا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1467]

عَنِ الإِمَامِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ قَال: " غَسَّلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ مَا يَكُونُ مِنَ المَيِّتِ فَلَمْ أَرَ شَيْئَاً، وَكَانَ طَيِّبَاً حَيَّاً وَمَيِّتَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: (31)، أَخْرَجَهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك]

كَفَنُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " كُفِّنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّة مِنْ كُرْسُفٍ ـ أَيْ مَتِينَةٍ نَقِيَّةِ البَيَاضِ مِنْ القُطْنِ ـ لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلاَ عِمَامَة، أَمَّا الحُلَّة: فَإِنمَا شُبِّهَ عَلَى النَّاسِ فِيهَا؛ إِنَّهَا اشْتُرِيَتْ لَهُ لِيُكَفَّنَ فِيهَا فَتُرِكَتِ الْحُلَّة، وَكُفِّنَ في ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّة، فَأَخَذَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقَال: لأَحْبِسَنَّهَا حَتىَّ أُكَفِّنَ فِيهَا نَفْسِي، ثُمَّ قَال: لَوْ رَضِيَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِنَبِيِّهِ لَكَفَّنَهُ فِيهَا فَبَاعَهَا وَتَصَدَّقَ بِثَمَنِهَا " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: في كَفَنِ المَيِّت بِرَقْم: 941]

الجَمِيعُ صَلَّى عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ الرَّحْمَن، حَتىَّ الصِّبْيَان عَنْ مُوسَى بْنِ محَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الحَارِثِ التَّمِيمِي قَال: " وَجَدْتُ صَحِيفَة بخَطِّ أَبى فِيهَا: لَمَّا كُفِّنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوُضَعَ عَلَى سَرِيرِهِ دَخَلَ أَبُو بَكرٍ وَعُمَرُ فَقَالاَ: " السَّلاَمُ عَليْكَ أّيُّهَا النَّبيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاته، وَمَعَهمَا نَفَرٌ مِنَ المهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ قَدرَ مَا يَسَعُ البَيت، فَسَلَّمُوا كَمَا سَلَّمَ أَبُو بَكر وَعُمَرُ وَصُفُّوا صُفُوفَاً لاَ يَؤُمُّهم عَلَيهِ أَحَد، فَقَامَ أَبُو بَكرٍ وَعُمَرُ وَهمَا في الصَّفِّ الأَوَّلِ حِيَالَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالاَ: اللهُمَّ إِنَّا نَشْهَدُ أَنْ قَدْ بَلَّغَ مَا أُنزِلَ إِلَيه،

وَنَصَح لأُمَّتِهِ وَجَاهَدَ في سبِيلِ اللهِ حَتىَّ أَعَزَّ اللهُ دِينَهُ وَتمَّتْ كَلِمَاتُه، فَآمَنَ بِهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه؛ فَاجْعَلنَا يَا إِلهَنَا ممَّنْ يتَّبِعُ القَوْلَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَه، وَاجمَع بَيْنَنَا وَبَيْنَه حَتىَّ يَعْرِفَنَا وَنَعرِفَهُ فَإِنَّه كَانَ بِالمُؤْمِنِينَ رَءوفَاً رَحِيمَاً، لاَ نَبْتَغِي بِالإِيمَان بَدَلاً، وَلاَ نَشْتَرِي بِهِ ثمَنَاً أَبَدَا، وَالنَّاسُ يَقُولُون: آمِينَ آمِين، ثُمَّ يخْرُجُونَ وَيَدْخُلُ عَلَيْهِ آخَرُونَ حَتىَّ صَلَّى عَلَيْهِ الرِّجَالُ ثمَّ النِّسَاءُ ثُمَّ الصِّبْيَان، فَلمَّا فَرَغُواْ مِنَ الصَّلاَةِ تَكَلَّمُواْ في مَوْضِعِ قَبرِه " 0 [ابنُ سَعْدٍ في الطَّبَقَات: 290/ 2، وَفي كَنْزِ العُمَّالِ بِرَقْم: 18741]

مُشَاوَرَاتٌ وَمُدَاوَلاَتٌ حَوْلَ مَوْضِعِ دَفْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ جَعْفَرَ بْنِ محَمَّدٍ عَن أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الاَثْنَين، فَمَكَثَ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَلَيْلَةَ الثُّلاَثَاء، وَدُفِنَ مِنَ اللَّيْل " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في مخْتَصَرِ الشَّمَائِلِ بِرَقْم: 331] قَالَ ابْنُ جُرَيْج: " مَاتَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الضُّحَى يَوْمَ الاِثْنَيْن، وَدُفِنَ مِنَ الْغَدِ في الضُّحَى " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء/طَبْعَةُ دَارِ الرِّسَالَةِ الثَّالِثَةُ بَابُ السِّيرَة: 1141/ 1]

عَن عَمْرَةَ بِنتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَن أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالواْ: كَيْفَ نَبْني قَبرَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنجْعَلُهُ مَسْجِدَاً 00؟ فَقَالَ أَبُو بَكرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى؛ اتخَذُواْ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِد، قَالُواْ: فَكَيْفَ نحْفُرُ لَه 00؟

فَقَالَ أَبو بَكْر رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنَّ مِن أَهْلِ المَدِينَةِ رَجُلاً يَلْحَد ـ أَيْ يَحْفُرُ اللَّحْد: وَهُوَ شَقٌّ في أَحَدِ جَانِبيِ الحُفْرَة ـ وَمِن أَهْلِ مَكَّةَ رَجُلٌ يَشُقّ ـ أَيْ يَحْفُر ـ اللهُمَّ فَأَطْلِعْ عَلَيْنَا أَحَبَّهُمَا إِلَيْكَ أَنْ يَعْمَلَ لِنَبِيِّك، فَطَلَعَ أَبُو طَلْحَةَ وَكَانَ يَلْحَد، فَأَمَرَهُ أَنْ يَلْحَدَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ثمَّ دُفِنَ وَنُصِبَ عَلَيْهِ اللَّبن " 0 [الأَلبَانيُّ في تحْذِيرِ السَّاجِدِ مخْتَصَرَاً بِرَقْم: (28، 29)، وَفي (كَنْزِ العُمَّالِ) بِرَقْم: 18762]

وَعَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخْتَلَفُواْ في دَفْنِه، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئَاً مَا نَسِيتُهُ، قَال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا قَبَضَ اللهُ نَبِيَّاً؛ إِلاَّ في المَوْضِعِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُدْفَنَ فِيه " 00 ادْفِنُوهُ في مَوْضِعِ فِرَاشِه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَنَائِزِ بِرَقْم: 90، وَفي مخْتَصَرِ الشَّمَائِلِ بِرَقْم: 326، وَفي سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 1018]

وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا فُرِغَ مِن جِهَاز رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَومَ الثُّلاَثَاءِ وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ في بَيتِه، وَكَانَ المسلِمُونَ قَدِ اختَلَفوا في دَفنِهِ، فَقَالَ قَائِلٌ: ادْفِنُوهُ في مَسْجِدِه، وَقَالَ قَائِلٌ: ادْفِنُوهُ مَعَ أَصْحَابِه بِالبَقِيع، فَقَال أَبُو بَكرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَا مَاتَ نَبيُّ إِلاَّ دُفِنَ حَيْثُ يُقْبَض، فَرُفِعَ فِرَاشُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي تُوُفيَ عَلَيْهِ ثمَّ حُفِرَ لَهُ تحْتَه " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (10607) 0 أخْرَجَهُ ابنُ سَعْد في الطبَقَات: 2/ 292، الْكَنْز بِرَقْم: 18745]

وَعَنْ سُفْيَانَ التَّمَّارِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ رَأَى قَبْرَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسَنَّمَاً " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: مَا جَاءَ في قَبرِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبي بَكْرٍ وَعُمَر بِرَقْم: 1390] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُلحِدَ لَهُ لحْدَاً وَنُصِبَ عَلَيْهِ اللَّبِنُ نَصْبَاً 000 وذكر الحديث رَضِيَ اللهُ عَنهُ قال: " وَرُفِعَ قَبرُهُ مِنَ الأَرْضِ نحْوَاً مِنْ شِبر " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في أَحْكَامِ الجَنَائِزِ بِرَقْم: (105)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ " الْبَيْهَقِيُّ في سُنَنِهِ " بِرَقْم: 6527]

عَن أَبي عَسِيبٍ أَوْ أَبي عَسِيمٍ قَال: قَالَ بَهْزٌ: إِنَّهُ شَهِدَ الصَّلاَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، قَالُوا كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْه 00؟

قَالُواْ ادْخُلُوا أَرْسَالاً أَرْسَالاً، فَكَانُواْ يَدْخُلُونَ مِن هَذَا الْبَابِ فَيُصَلُّونَ عَلَيْه، ثُمَّ يَخْرُجُونَ مِنْ الْبَابِ الآخَر، فَلَمَّا وُضِعَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في لَحْدِهِ قَالَ المُغِيرَة: قَدْ بَقِيَ مِنْ رِجْلَيْهِ شَيْءٌ لَمْ يُصْلِحُوهُ؛ قَالُواْ: فَادْخُلْ فَأَصْلِحْهُ، فَدَخَلَ وَأَدْخَلَ يَدَهُ، فَمَسَّ قَدَمَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: أَهِيلُوا عَلَيَّ التُّرَاب؛ فَأَهَالُواْ عَلَيْهِ التُّرَابَ حَتىَّ بَلَغَ أَنْصَافَ سَاقَيْه، ثمَّ خَرَجَ فَكَانَ يَقُول: أَنَا أَحْدَثُكُمْ عَهْدَاً بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في المُسْنَد]

دَفْنُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا تُوُفِّيَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بِالمَدِينَةِ رَجُلٌ يَلْحَدُ وَآخَرُ يَضْرَحُ فَقَالُواْ: نَسْتَخِيرُ رَبَّنَا وَنَبْعَثُ إِلَيْهِمَا فَأَيُّهُمَا سُبِقَ تَرَكْنَاه؛ فَأُرْسِلَ إِلَيْهِمَا فَسَبَقَ صَاحِبُ اللَّحْدِ فَلَحَدُواْ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في " أَحْكَامِ الجَنَائِز " بِرَقْم: (95)، وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1557]

عَن عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبي رَافِعٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ شُقْرَانَ خَادِمِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " أَنَا وَاللهِ طَرَحْتُ القَطِيفَةَ تَحْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في القَبْر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في (سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ) بِرَقْم: 1047] كَيْفَ طَابَتْ أَنفُسُكُمْ أَنْ تحثُواْ التُّرَابَ عَلَى وَجهِ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00؟ وَعَنْ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنهَا قَالَتْ لأَنَسٍ بَعْدَمَا دَفَنُواْ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَطَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تحْثُواْ عَلَى رَسُولِ اللهِ التُّرَاب " 00؟! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ المَغَازِي بَاب: مَرَضِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَفَاتِه بِرَقْم: 4462]

رُؤْيَا أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَة

عَن أُمُّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: " رَأَيْتُ في المَنَامِ كَأَنَّ ثَلاَثَةَ أَقْمَارٍ سَقَطَتْ في حُجْرَتي، فَقَصَصْتُ رُؤْيَايَ عَلَى أَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَلَمَّا دُفِنَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بَيْتي؛ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: هَذَا أَحَدُ أَقْمَارِكِ وَهُوَ خَيْرُهَا " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8192]

حَدَّثَ محَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ رَحِمَهُ اللهُ عَن أُمُّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: " رَأَيْتُ ـ أَيْ في المَنَامِ ـ ثَلاَثَةَ أَقْمَارٍ سَقَطَتْ في حُجْرَتي، فَسَأَلْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقَال: يَا عَائِشَة: إِنْ تَصْدُقْ رُؤْيَاكِ يُدْفَنُ في بَيْتِكِ خَيرُ أَهْلِ الأَرْضِ ثَلاَثَةٌ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدُفِنَ قَالَ لي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَا عَائِشَة: هَذَا خَيرُ أَقْمَارِكِ وَهُوَ أَحَدُهَا " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح]

وَفي رِوَايَةِ لاِبْنِ سَعْدٍ في الطَّبَقَات: " فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: مَا أَوَّلْتِهَا 00؟ قَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَوَّلْتُهَا وَلَدًا مِن رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00!! فَسَكَتَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ حَتىَّ قُبِضَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهَا فَقَالَ لهَا: " هَذَا خَيرُ أَقْمَارِكِ ذُهِبَ بِهِ "، ثُمَّ كَانَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا دُفِنُواْ جَمِيعَاً في بَيْتِهَا 0

الحَنِين 00 إِلى وَحْيِ الأَمِين عَنْ سَيِّدِنَا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَر: انْطَلِقْ بِنَا إِلى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُهَا، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهَا بَكَتْ، فَقَالاَ لَهَا: مَا يُبْكِيكِ؛ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00؟ فَقَالَتْ: مَا أَبْكِي أَلاَّ أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَلَكِن أَبْكِي أَنَّ الوَحْيَ قَدِ انْقَطَعَ مِنَ السَّمَاء؛ فَهَيَّجَتْهُمَا عَلَى البُكَاءِ فَجَعَلاَ يَبْكِيَانِ مَعَهَا " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ فَضَائِلِ الصَّحَابَة بَاب: مِنْ فَضَائِلِ أُمِّ أَيْمَن بِرَقْم: 2454]

مَا قِيلَ في رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الرِّثَاء عَن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبيرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: قَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ تَرْثِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أَلاَ يَا رَسُولَ اللهِ كُنْتَ رَجَاءنَا * وَكُنْتَ بِنَا بَرَّاً وَلَمْ تَكُ جَافِيَا وَكُنْتَ قَرِيبَاً لِلْقُلُوبِ محَبَّبَاً * لِيَبْكِ عَلَيْكَ الْيَوْمَ مَنْ كَانَ بَاكِيَا لَعَمْرُكَ ما أَبْكِي النَّبي وَإِنَّمَا * لِقَتْلٍ سَيُصْبِحُ في الصَّحَابَةِ فَاشِيَا تَدُورُ عَلَى قَلْبي لِفَقْدِ محَمَّدٍ * هُمُومٌ ثِقَالٌ ذَكَّرَتْني السَّوَاقِيَا أَفَاطِمُ صَلَّى اللهُ رَبُّ محَمَّدٍ * عَلَى جَدَثٍ أَمْسَى بِيَثْرِبَ ثَاوِيَا

فِدَاً لِرَسُولِ اللهِ أُمِّي وَوَالِدِي * وَنَفْسِي وَأَهْلِي كُلُّهُمْ وَعِيَالِيَا صَبَرْتَ وَبَلَّغْتَ الرِّسَالَةَ صَادِقَاً * وَمُتَّ قَرِيرَ الْعَينِ فِينَا وَرَاضِيَا فَلَوْ أَنَّ رَبَّ الْعَرْشِ أَبْقَاكَ بَيْنَنَا * سَعِدْنَا وَلَكِن أَمْرُهُ كَانَ مَاضِيَا عَلَيْكَ سَلاَمُ الله يَا خَيرَ مُرْسَلٍ * وَأَسْكَنَكَ اللهُ القُصُورَ العَوَالِيَا [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (39/ 9)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيّ 0 بِتَصَرُّفٍ في الشِّعْر] كَثُرَتْ بَعْدَكَ الفِتنُ يَا رَسُولَ الله

لَمَّا اشْتَدَّتْ فِتْنَةُ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ في وَقْعَتيِ الجَمَلِ وَصِفِّين، وَتَسَاقَطَتِ القَتْلَى مِنَ المُسْلِمِين، وَقَفَ أَعْرَابيٌّ عَلَى قَتْلاَهُمْ يَائِسَاً بَائسَاً حَزِينَا، وَتَذَكَّرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَاجَهُ الشَّوْق فَقَالَ لِنَفْسِه: كَيْفَ لَوِ اطَّلَعَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَذَا المَشْهَد 00؟ ثمَّ أَنْشَأَ يَقُول: إِنَّا فَقَدْنَاكَ فَقْدَ الأَرْضِ وَابِلَهَا * وَغَابَ مُذْ غِبْتَ عَنَّا الوَحْيُ وَالكُتُبُ فَلَيْتَ قَبْلَكَ كَانَ المَوْتُ صَادَفَنَا * فَقَدْ أَلَمَّتْ بِنَا مِنْ بَعْدِكَ الكُرَبُ [ابْنُ عَبْدِ رَبُّه في " العِقدُ الفَرِيد " طَبْعَةِ دَارِ الكُتُبِ العِلمِيَّة 0 بَاب: وَفَاتُهُ ** صلى الله عليه وسلم **]

وَرَثَاهُ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الحاَرِثِ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ فَقَال: أَرِقْتُ فَبَاتَ لَيْلِي لاَ يَزُولُ * وَلَيْلُ أَخِى المُصِيبَةِ فِيهِ طُولُ وَلاَزَمَني البُكَاءوَذَاكَ فِيمَا * أُصِيبَ المُسْلِمُونَ بِهِ قَلِيلُ لَقَدْ عَظُمَتْ مُصِيبَتُنَا وَجَلَّتْ * عَشِيَّةَ قِيلَ قَدْ قُبِضَ الرَّسُولُ وَأَضْحَتْ أَرْضُنَا مِمَّا اعْتَرَاهَا * تَكَادُ بِنَا جَوَانِبُهَا تَمِيلُ فَقَدْنَا الوَحْيَ وَالتَّنْزِيلَ فِينَا * يَرُوحُ بِهِ وَيَغْدُو جِبرَئِيلُ وَذَاكَ أَحَقُّ مَا سَالَتْ عَلَيْهِ * نُفُوسُ النَّاسِ أَوْ كَادَتْ تَسِيلُ أَفَاطِمُ إِنْ جَزِعْتِ فَذَاكَ عُذْرٌ * وَإِنْ لَمْ تجْزَعِي فَهُوَ السَّبِيلُ مَوْتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدَايَةُ الفِتنِ وَالمَلاَحِم فَمَوْتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدَايَةُ الفِتنِ وَالمَلاَحِم 00

عَن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اعْدُدْ سِتَّاً بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَة: مَوْتي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِس، ثُمَّ مَوَتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَم، ثمَّ اسْتِفَاضَةُ المَالِ حَتىَّ يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطَاً، ثُمَّ فِتْنَةٌ لاَ يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إِلاَّ دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَني الأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تحْتَ ثَمَانِينَ غَايَة ـ أَيْ ثَمَانِينَ رَايَة ـ تحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلفَاً " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجِزْيَةِ بَاب: مَا يُحْذَرُ مِنَ الغَدْر بِرَقْم: 3176]

وَالمَقْصُودُ بِالسَّادِسَةِ وَاللهُ أَعْلَم: الصَّلِيبِيُّونَ وَغَزْوُهُمْ لِبِلاَدِ المُسْلِمِين، أَيَّامَ صَلاَحِ الدِّين 0 عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " صَلَّيْنَا المَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قُلْنَا: لَوْ جَلَسْنَا حَتىَّ نُصَلِّيَ مَعَهُ العِشَاءَ فَجَلَسْنَا، فَخَرَجَ عَلَيْنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " مَا زِلْتُمْ هَاهُنَا 00؟ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ صَلَّيْنَا مَعَكَ المَغْرِبَ ثمَّ قُلْنَا نجْلِسُ حَتىَّ نُصَلِّيَ مَعَكَ العِشَاء؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

أَحْسَنْتُمْ أَوْ أَصَبْتُمْ " 00 فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلى السَّمَاء، وَكَانَ كَثِيرَاً مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلى السَّمَاء، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاء؛ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَد، وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابي؛ فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابي مَا يُوعَدُون، وَأَصْحَابي أَمَنَةٌ لأُمَّتي؛ فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابي أَتَى أُمَّتي مَا يُوعَدُون " [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2531 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَزَّتْهُمُ المَلاَئِكَة، يَسْمَعُونَ الحِسَّ، وَلاَ يَرَوْنَ الشَّخْص؛ فَقَالَتْ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُه، إِنَّ في اللهِ عَزَاءً مِنْ كُلِّ مُصِيبَة، وَخَلَفَاً مِنْ كُلِّ فَائِت، فَبِاللهِ فَثِقُواْ، وَإِيَّاهُ فَارْجُواْ، فَإِنَّمَا المحْرُومُ مَن حُرِمَ الثَّوَاب، وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4391]

عَنْ نُبَيْهِ بْنِ وَهْبٍ أَنَّ كَعْباً دَخَلَ عَلَى أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا فَذَكَرُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ كَعْب: مَا مِنْ يَوْمٍ يَطْلُعُ إِلاَّ نَزَلَ سَبْعُونَ أَلْفاً مِنَ المَلاَئِكَةِ حَتىَّ يَحُفُّواْ بِقَبرِ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، يَضْرِبُونَ بِأَجْنِحَتِهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، حَتىَّ إِذَا أَمْسَوْا عَرَجُواْ وَهَبَطَ مِثْلُهُمْ فَصَنَعُواْ مِثْلَ ذَلِك، حَتىَّ إِذَا انْشَقَّتْ عَنْهُ الأَرْضُ خَرَجَ في سَبْعِينَ أَلْفاً مِنَ المَلاَئِكَةِ يَزُفُّونَه " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في فَضْلِ الصَّلاَةِ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَقْم: (102)، رَوَاهُ الإِمَامُ الدَّارِمِيُّ في سُنَنِه بِرَقْم: 94]

كَيْفَ لاَ نَبْكِي لِفِرَاقِكَ وَالجِذْعُ بَكَى لِفِرَاقِكَ يَا رَسُولَ الله 00؟! أَنْتَ الَّذِي لَمَّا رُفِعْتَ إِلى السَّمَا * بِكَ قَدْ سَمَتْ وَتَزَيَّنَتْ لِلِقَاكَا أَنْتَ الَّذِي مِنْ نُورِكَ البَدْرُ اكْتَسَى * وَالشَّمْسُ قِنْدِيلٌ أَمَامَ ضِيَاكَا نَادَيْتَ أَشْجَارَاً أَتَتْكَ مُطِيعَةً * وَشَكَا الْبَعِيرُ إِلَيْكَ حِينَ رَآكَا وَالمَاءُ فَاضَ بِرَاحَتَيْكَ وَسَبَّحَتْ * صُمُّ الحَصَى للهِ في يُمْنَاكَا وَالجِذْعُ حَنَّ إِلَيْكَ حِينَ تَرَكْتَهُ * وَعَلَى سِوَاهُ أُوقِفَتْ قَدَمَاكَا مَاذَا يَقُولُ المَادِحُونَ وَمَا عَسَى * أَنْ يجْمَعَ الكُتَّابُ مِنْ مَعْنَاكَا صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا عَلَمَ الهُدَى * مَا اشْتَاقَ مُشْتَاقٌ إِلىَ رُؤْيَاكَا {شِهَابُ الدِّينِ الأَبْشِيهِيُّ صَاحِبُ المُسْتَطْرَف، بِشَيْءٍ مِنَ التَّصَرُّف}

وَيَرْحَمُ اللهُ فَضِيلَةَ الشَّيْخ عَبْدَ الحَمِيد كِشْك؛ حَيْثُ يَقُولُ عِنْدَ ذِكْرِ المُصْطَفَى: " كَيْفَ لاَ نَبْكِي لِفِرَاقِكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَالجِذْعُ قَدْ بَكَى لِفِرَاقِك " 0 [فَضِيلَةُ الشَّيْخ عَبْدِ الحَمِيد كِشْك في (الخُطَبُ المِنْبَرِيَّةُ) بِتَصَرُّف: 106/ 6] كَانَ بَينَ النَّاسِ رَجُلاً، وَكَانَ بَينَ الرِّجَالِ بَطَلاً

وَكَانَ رَحِمَهُ اللهُ كَثِيرَاً مَا يَقُولُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ: " كَانَ بَينَ النَّاسِ رَجُلاً، وَكَانَ بَينَ الرِّجَالِ بَطَلاً، وَكَانَ بَينَ الأَبْطَالِ مَثَلاً؛ جِيءَ لَهُ يَوْمَ الأَضْحَى بِكَبْشَينِ أَقْرَنَينِ أَمْلَحَين، فَقَامَ لِذَبْحِ أَحَدِهِمَا وَقَال: " اللهُمَّ إِنَّ هَذَا عَنيِّ وَعَن آلِ بَيْتي، فَقَامَ لِذَبْحِ الآخَرِ وَقَال: اللهُمَّ إِنَّ هَذَا عَن فُقَرَاءِ أُمَّتي " 0 [فَضِيلَةُ الشَّيْخ عَبْدِ الحَمِيد كِشْك في (الخُطَبُ المِنْبَرِيَّةُ) بِتَصَرُّف: 160/ 2] اللهمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا محَمَّدٍ عَدَدَ أَورَاقِ الشَّجَر، وَعَدَدَ حَبَّاتِ المَطَر، وَعَدَدَ مَا خَلَقتَ مِنَ البَشَر 0

فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ: {وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامَاً {68} يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيخْلُدْ فِيهِ مُهَانَاً {69} إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحَاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورَاً رَّحِيمَاً} {الفُرْقَان} فَقَالَ سَعِيدٌ رَضِيَ اللهُ عَنه: قَرَأْتُهَا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ كَمَا قَرَأْتَهَا عَلَيَّ فَقَال:

قَالَتْ: يَوْمُ الاَثْنَيْن، رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَرْجُو فِيمَا بَيْني وَبَيْنَ اللَّيْل، فَنَظَرَ إِلى ثَوْبٍ عَلَيْهِ كَانَ يُمَرَّضُ فِيهِ بِهِ رَدْعٌ مِنْ زَعْفَرَان ـ أَيْ قَدْرٌ غَيرُ قَلِيلٍ مِنهُ ـ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: اغْسِلُواْ ثَوْبي هَذَا وَزِيدُواْ عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ فَكَفِّنُوني فِيهَا، قُلْتُ: إِنَّ هَذَا خَلَقٌ ـ أَيْ قَدِيم ـ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنَّ الحَيَّ أَحَقُّ بِالجَدِيدِ مِنَ المَيِّت، إِنَّمَا هُوَ لِلْمُهْلَة " 0 [لِلْمُهْلَةِ: أَيْ لِلصَّدِيدِ مَصِيرُهُ 0 الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: مَوْتِ يَوْمِ الاَثْنَين بِرَقْم: 1387] أَبُو بَكْرٍ هُوَ أَبُو بَكْر، حَتىَّ عَلَى فِرَاشِ المَوْت

لَمَّا احْتَضَرَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ جَاءتِ ابْنَتُهُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا فَأَنْشَدَتْ عَلَى رَأْسِهِ هَذَا البَيْت: لَعَمْرُكَ مَا يُغْنى الثَّرَاءُ عَنِ الفَتى * إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمَاً وَضَاقَ بهَا الصَّدْرُ وَقَوْلهَا: " حَشْرَجَتْ وَضَاقَ بهَا الصَّدْرُ ": أَيِ الرُّوح؛ لَمْ يُصَرَّحْ بِهَا لِفَرْطِ العِلمِ بِهَا 0 وَالمَعْنى إِجْمَالاً: أَيْ لاَ تَنْفَعُ الأَمْوَالُ وَلاَ الثَّرَوَات، إِذَا مَا نَزَلَ هَادِمُ اللَّذَّات 00!! فَكَشَفَ أَبُو بَكْرٍ عَنْ وَجْهِهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَقَال: ليْسَ كَذَا وَلَكنْ قُولي: {وَجَاءتْ سَكرَةُ المَوْتِ بِالحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنهُ تحِيد} [ق: 19] فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا:

وَأَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الغَمَامُ بِوَجْهِهِ * ثِمَالُ اليَتَامَى عِصْمَةٌ لِلأَرَامِلِ وَثِمَالُ اليَتَامَى أَيِ كَافِلُهُمْ وَالقَائِمُ عَلَى شُئُونهِمْ 0 فَقاَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: ذَاكَ رَسُولُ الله " 0 [الإِحْيَاء 0 وَفَاةُ الصِّدِّيق: 1869، وَالطَّبَقَاتُ لاَبْنِ سَعْد 0 دَار صَادِر 0 بَيرُوت 0 ص: 198/ 3]

وَصِيَّةُ أَبي بَكْرٍ لأُمَّةِ محَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وَدَخَلَ عَلَيهِ سَلمَانُ الفَارِسيُّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَعُودُهُ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " أَوْصِنَا يَا أَبَا بَكر 00؟ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنَّ اللهَ فَاتحٌ عَلَيْكُمُ الدُّنيَا؛ فَلاَ تَأخُذَنَّ مِنها إِلاَّ بَلاَغَك، وَاعلَمْ أَنَّ مَنْ صَلَّى الصُّبحَ فَهُوَ في ذمَّةِ اللهِ فَلاَ تخْفِرَنَّ اللهَ في ذمَّتِهِ فَيَكُبَّكَ في النَّارِ عَلَى وَجْهِك " 00!! [الإِحْيَاء 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 وَفَاةُ أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيق: 1869]

اسْتخْلَفْتُ عَلَى خَلْقِكَ خَيرَ خَلْقِك لَمَّا ثَقُلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَأَرَادَ النَّاسُ مِنهُ أَنْ يَسْتَخْلِف؛ اسْتخْلَفَ عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَقَالَ لَهُ النَّاس: اسْتخْلَفْتَ عَلَيْنَا فَظَّاً غَليظَاً فَمَاذَا تَقُولُ لِرَبِّك 00؟ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَتهدِّدُونَني وَتخَوِّفُونَني بِرَبيِّ 00؟ أَقُول: اسْتخْلَفْتُ عَلَى خَلْقِكَ خَيرَ خَلْقِك " 0 [الإِحْيَاء 0 وَفَاةُ أَبي بَكْر: (1869)، ابْنُ أَبي شَيْبَةَ بِرَقْم: (36056)، وَفي نَوَادِرُ الأُصُول 0 الأَصْلُ رَقْم: 239]

مَا أَرْوَعَكَ يَا أَبَا بَكْر عَن أَبي بَكْرِ بْنِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " جَاءتْ عَائِشَةُ إِلى أَبي بَكْر وَهُوَ يُعَالج مَا يُعَالج المَيِّتُ وَنَفْسُهُ في صَدْرِه، فَتَمَثَّلَتْ هَذَا البَيْت: لَعَمْرُكَ مَا يُغْنى الثَّرَاءُ عَنِ الفَتى * إِذَا حَشرَجَتْ يَوْمَاً وَضَاقَ بهَا الصَّدْرُ فَنَظَرَ إِلَيْهَا كَالغَضْبَانِ ثمَّ قَال: لَيْسَ كَذَلِكَ يَا أُم المُؤْمِنِينَ وَلَكِن: {وَجَاءتْ سَكرَةُ المَوْتِ بِالحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنهُ تحِيد} [ق: 19]

إِنيِّ قَدْ كُنْتُ نحَلْتُكِ حَائِطَا ـ أَيْ أَعْطَيْتُكِ بُسْتَانَاً ـ وَإِنَّ في نَفْسِيَ مِنهُ شَيْئَا؛ فَرُدِّيهِ إِلى المِيرَاث، قَالَتْ نَعَمْ، فَرَدَّتْهُ، فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَمَا إِنَّا مُنْذُ وَلِينَا أَمْرَ المُسْلِمِينَ لَمْ نَأْكُلْ لهُمْ دِينَارا وَلاَ دِرْهمَا، وَلكِنَّا قَدْ أَكَلْنَا مِنْ جَرِيشِ طَعَامِهِمْ في بُطُونِنَا ـ أَيْ مَا اسْتُغْلِظَ مِنْ دَقِيقِهِمْ وَطَحِينِهِمْ ـ وَلبِسْنَا مِن خَشِنِ ثِيَابِهِمْ عَلَى ظُهُورِنَا، وَلَيْسَ عِنْدَنَا مِنْ فيْءِ المُسْلِمِينَ قَلِيلٌ وَلاَ كَثِير، إِلاَّ هَذَا العَبْدُ الحَبَشيُّ وَهَذَا البَعِيرُ النَّاضِح، وَجَردُ هَذِهِ القَطِيفَة ـ أَيْ بَقَايَا قَطِيفَةٍ بَلِيَتْ ـ فَإِذَا مُتُّ فَابْعَثِي بِهِنَّ إِلى عُمَرَ وَابْرَئِي مِنهُنَّ فَفَعَلَتْ، فَلَمَّا جَاءَ الرَّسُولُ عُمَرَ بَكَى

حَتىَّ جَعَلَتْ دُمُوعُهُ تَسِيلُ في الأَرْضِ وَيَقُول: رَحِمَ اللهُ أَبَا بَكْرٍ لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَه، رَحِمَ اللهُ أَبَا بَكْرٍ لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَه ـ أَيْ شَدَّدَ وَشَقَّ عَلَى مَنْ رَامَ الاَقْتِدَاءَ بِهِ ـ يَا غُلاَمُ ارْفَعْهُنَّ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحمَنِ بْنُ عَوْف: سُبْحَانَ الله؛ تَسْلُبُ عِيَالَ أَبي بَكْرٍ عَبْدَاً حَبَشِيَّاً، وَبَعِيرَاً نَاضِحَاً، وَجَرْدَ قَطِيفَة ـ أَيْ بَقَايَا قَطِيفَةٍ بَلِيَتْ ـ ثَمَنَ خمْسَةِ الدَّرَاهِم 00؟! قَالَ فَمَا تَأْمُر 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: تَرُدُّهُنَّ عَلَى عِيَالِه، فَقَالَ لاَ وَالَّذي بَعَثَ محَمَّدَاً بِالحَقّ؛ لاَ يَكُونُ هَذَا في وِلاَيَتي أَبَدَا، وَلاَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مِنهُنَّ ثَمَّ المَوْتِ ـ أَيْ عِنْدَ المَوْتِ ـ وَأَرُدُّهُن أَنَا عَلَى عِيَالِه " 0 [الطَّبَقَاتُ الكُبرَى لاَبْنِ سَعْد 0 دَار صَادِر 0 بَيرُوت: 196/ 3]

عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَسِتِّين، وَدُفِنَ لَيْلاً، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَر " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (60/ 9)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيّ] وَلِذَا رَثَاهُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ضِمْنَ مَنْ رَثَاهُ فَقَال: ذَهَبَ الَّذِينَ أُحِبُّهُمْ * فَعَلَيْكِ يَا دُنيَا السَّلاَمْ مَهْمَا بَسَطْتِ العَيْشَ لي * فَالعَيْشُ بَعْدَهُمُ حَرَامْ إِنيِّ رَضِيعُ وِصَالهِمْ * وَالطِّفْلُ يُؤْلِمُهُ الفِطَامْ ********* وَفَاةُ الفَارُوقِ عُمَر

عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ؛ جَعَلَ يَأْلَم؛ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَكَأَنَّهُ يُجَزِّعُهُ ـ أَيْ يُوَاسِيه ـ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين؛ وَلَئِنْ كَانَ ذَاكَ ـ أَيْ وَلَئِنْ كَانَ قَدْ نَزَلَ بِكَ المَوْت ـ لَقَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ، ثمَّ فَارَقْتَهُ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، ثمَّ صَحِبْتَ أَبَا بَكْرٍ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ، ثمَّ فَارَقْتَهُ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، ثمَّ صَحِبْتَ صَحَبَتَهُمْ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُمْ، وَلَئِنْ فَارَقْتَهُمْ لَتُفَارِقَنَّهُمْ وَهُمْ عَنْكَ رَاضُون، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِضَاه؛ فَإِنَّمَا

ذَاكَ مَنٌّ مِنَ اللهِ تَعَالى مَنَّ بِهِ عَلَيّ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ أَبي بَكْرٍ وَرِضَاه؛ فَإِنَّمَا ذَاكَ مَنٌّ مِنَ اللهِ جَلَّ ذِكْرُهُ مَنَّ بِهِ عَلَيّ، وَأَمَّا مَا تَرَى مِنْ جَزَعِي؛ فَهُوَ مِن أَجْلِكَ وَأَجْلِ أَصْحَابِك، وَاللهِ لَوْ أَنَّ لي طِلاَعَ الأَرْضِ ذَهَبَاً ـ أَيْ لَوْ أَنَّ لي مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ ذَهَبَاً ـ لاَفْتَدَيْتُ بِهِ مِن عَذَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَبْلَ أَن أَرَاه " 00 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3692 / فَتْح]

عَن أَبي رَافِعٍ قَال: " كَانَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عَبْدَاً لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَة، وَكَانَ يَصْنَعُ الأَرْحَاء ـ أَيْ حَجَرَ الرَّحَى ـ وَكَانَ المُغِيرَةُ يَسْتَغِلُّهُ كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَةَ دَرَاهِم؛ فَلَقِيَ أَبُو لُؤْلُؤَةُ عُمَرَ فَقَال: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين؛ إِنَّ المُغِيرَةَ قَدْ أَثْقَلَ عَلَيَّ غَلَّتي، وَكَلِّمْهُ يخَفِّفْ عَنيِّ؛ فَقَالَ لَهُ عُمَر: اتَّقِ اللهَ وَأَحْسِن إِلى مَوْلاَك، وَمِنْ نِيَّةِ عُمَرَ أَنْ يَلْقَى المُغِيرَةَ فَيُكَلِّمَهُ فَيُخَفِّف؛ فَغَضِبَ الْعَبْدُ وَقَال: وَسِعَ النَّاسَ كُلَّهُمْ عَدْلُهُ غَيرِي؛ فَأَضْمَرَ عَلَى قَتْلَهُ؛ فَاصْطَنَعَ خِنْجَرَاً لَهُ رَأْسَان، وَشَحَذَهُ وَسَمَّهُ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (76/ 9)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا طُعِنَ عُمَر؛ أَرْسَلُواْ إِلى طَبِيب، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَار، فَسَقَاهُ لَبَنَاً، فَخَرَجَ اللَّبنُ مِنَ الطَّعْنَةِ الَّتي تحْتَ السُّرَّة؛ فَقَالَ لَهُ الطَّبِيب: اعْهَدْ عَهْدَك؛ فَلاَ أَرَاكَ تُمْسِي، فَقَالَ صَدَقْتَني " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: 78/ 9، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيّ]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قِيلَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَلاَ تَسْتَخْلِف 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِن أَسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَن هُوَ خَيْرٌ مِنيِّ: أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنه، وَإِن أَتْرُكْ فَقَدْ تَرَكَ مَن هُوَ خَيْرٌ مِنيِّ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ الْبُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 7218 / فَتْح] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " حَضَرْتُ أَبي حِينَ أُصِيب؛ فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ وَقَالُواْ: جَزَاكَ اللهُ خَيْرَاً؛ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: رَاغِبٌ وَرَاهِب، قَالُواْ اسْتَخْلِفْ؛ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:

أَتَحَمَّلُ أَمْرَكُمْ حَيَّاً وَمَيِّتَاً 00؟! لَوَدِدْتُ أَنَّ حَظِّيَ مِنْهَا الْكَفَافُ لاَ عَلَيَّ وَلاَ ليّ؛ فَإِن أَسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيرٌ مِنيِّ ـ يَعْني أَبَا بَكْر ـ وَإِن أَتْرُكْكُمْ فَقَدْ تَرَكَكُمْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنيِّ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَر: " فَعَرَفْتُ أَنَّهُ حِينَ ذَكَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ مُسْتَخْلِف " [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1823 / عَبْد البَاقِي]

أَحْدَاثُ الْوَفَاةِ بِالتَّفْصِيلِ مِنْ صَحِيحِ البُخَارِيّ عَن عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ قَبْلَ أَنْ يُصَابَ بِأَيَّامٍ بِالمَدِينَة، وَقَفَ عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ ـ أَيْ وَهمَا يَعْمَلاَنِ في زِرَاعَةِ أَرْضِ بَيْتِ مَالِ المُسْلِمِين ـ قَال رَضِيَ اللهُ عَنهُ: كَيْفَ فَعَلْتُمَا 00؟ أَتَخَافَانِ أَنْ تَكُونَا قَدْ حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لاَ تُطِيق 00؟ قَالاَ: حَمَّلْنَاهَا أَمْرَاً هِيَ لَهُ مُطِيقَة، مَا فِيهَا كَبِيرُ فَضْل، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:

انْظُرَا أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لاَ تُطِيق، قَالاَ لاَ، فَقَالَ عُمَر: لَئِنْ سَلَّمَني اللهُ لأَدَعَنَّ أَرَامِلَ أَهْلِ العِرَاقِ لاَ يحْتَجْنَ إِلى رَجُلٍ بَعْدِي أَبَدَاً، فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ رَابِعَةٌ حَتىَّ أُصِيب، إِنيِّ لَقَائِمٌ مَا بَيْني وَبَيْنَهُ إِلاَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ غَدَاةَ أُصِيب، وَكَانَ إِذَا مَرَّ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ قَال: اسْتَوُواْ، حَتىَّ إِذَا لَمْ يَرَ فِيهِنَّ خَلَلاً تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ، وَرُبَّمَا قَرَأَ سُورَةَ يُوسُفَ أَوِ النَّحْلَ أَوْ نحْوَ ذَلِكَ في الرَّكْعَةِ الأُولَى حَتىَّ يجْتَمِعَ النَّاس، فَمَا هُوَ إِلاَّ أَنْ كَبَّرَ فَسَمِعْتُهُ يَقُول: قَتَلَني أَوْ أَكَلَني الكَلْبُ حِينَ طَعَنهُ، فَطَارَ العِلْجُ بِسِكِّينٍ ذَاتِ طَرَفَيْن،

لاَ يَمُرُّ عَلَى أَحَدٍ يَمِينَاً وَلاَ شِمَالاً إِلاَّ طَعَنهُ، حَتىَّ طَعَنَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ رَجُلاً مَاتَ مِنْهُمْ سَبْعَة، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ طَرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُسَاً ـ أَيْ ثَوْبَاً بِغِطَاءٍ لِلرَّأْس ـ فَلَمَّا ظَنَّ العِلْجُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ نَحَرَ ـ أَيْ ذَبحَ ـ نَفْسَه، وَتَنَاوَلَ عُمَرُ يَدَ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ، فَمَنْ يَلي عُمَرَ فَقَدْ رَأَى الَّذِي أَرَى، وَأَمَّا نَوَاحِي المَسْجِدِ فَإِنَّهُمْ لاَ يَدْرُونَ غَيْرَ أَنَّهُمْ قَدْ فَقَدُواْ صَوْتَ عُمَرَ وَهُمْ يَقُولُون: سُبْحَانَ الله، سُبْحَانَ الله، فَصَلَّى بهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ صَلاَةً خَفِيفَةً، فَلَمَّا انْصَرَفُواْ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ انْظُرْ مَنْ قَتَلَني 00؟

فَجَالَ سَاعَةً ثمَّ جَاءَ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: غُلاَمُ المُغِيرَة، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: الصَّنَع 00؟ قَالَ نَعَمْ، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: قَاتَلَهُ اللهُ لَقَدْ أَمَرْتُ بِهِ مَعْرُوفَاً، الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يجْعَلْ مِيتَتي بِيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي الإِسْلاَم، قَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّانِ أَنْ تَكْثُرَ العُلُوجُ ـ أَيِ الأَعَاجِمُ ـ بِالمَدِينَة، وَكَانَ العَبَّاسُ أَكْثَرَهُمْ رَقِيقَاً، فَقَالَ ـ أَيِ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنْ شِئْتَ فَعَلْتُ:

أَيْ إِنْ شِئْتَ قَتَلْنَا، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: كَذَبْتَ، بَعْدَ مَا تَكَلَّمُواْ بِلِسَانِكُمْ وَصَلَّوْا قِبْلَتَكُمْ وَحَجُّواْ حَجَّكُمْ، فَاحْتُمِلَ إِلى بَيْتِهِ فَانْطَلَقْنَا مَعَهُ، وَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ، فَقَائِلٌ يَقُولُ لاَ بَأْسَ، وَقَائِلٌ يَقُولُ أَخَافُ عَلَيْه، فَأُتيَ بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جَوْفِه، ثمَّ أُتيَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ فَعَلِمُواْ أَنَّهُ مَيِّت، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ وَجَاءَ النَّاسُ فَجَعَلُواْ يُثْنُونَ عَلَيْه، وَجَاءَ رَجُلٌ شَابٌّ فَقَال: أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ بِبُشْرَى اللهِ لَكَ مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَقَدَمٍ في الإِسْلاَمِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، ثُمَّ وَلِيتَ فَعَدَلْتَ، ثُمَّ شَهَادَة، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:

وَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ كَفَافٌ لاَ عَلَيَّ وَلاَ ليّ، فَلَمَّا أَدْبَرَ إِذَا إِزَارُهُ يَمَسُّ الأَرْضَ، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: رُدُّواْ عَلَيَّ الغُلاَم، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَا ابْنَ أَخِي: ارْفَعْ ثَوْبَكَ فَإِنَّهُ أَنْقَى لِثَوْبِكَ وَأَتْقَى لِرَبِّك، يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَر: انْظُرْ مَا عَلَيَّ مِنَ الدَّيْن، فَحَسَبُوهُ فَوَجَدُوهُ سِتَّةً وَثمَانِينَ أَلفَاً أَوْ نحْوَه، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنْ وَفى لَهُ مَالُ آلِ عُمَرَ فَأَدِّهِ مِن أَمْوَالهِمْ، وَإِلاَّ فَسَلْ في بَني عَدِيِّ بْنِ كَعْب، فَإِنْ لَمْ تَفِ أَمْوَالُهُمْ فَسَلْ في قُرَيْشٍ وَلاَ تَعْدُهُمْ إِلى غَيْرِهِمْ فَأَدِّ عَني هَذَا المَالَ، انْطَلِقْ إِلى عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ فَقُلْ: يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ السَّلاَمَ وَلاَ تَقُلْ:

أَمِيرُ المُؤْمِنِين؛ فَإِني لَسْتُ اليَوْمَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَمِيرَاً، وَقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْه، فَسَلَّمَ وَاسْتَأْذَنَ ثمَّ دَخَلَ عَلَيْهَا فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي، فَقَال: يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ السَّلاَمَ وَيَسْتَأْذِنُ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْه، فَقَالَتْ: كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي وَلأُوثِرَنَّ بِهِ اليَوْمَ عَلَى نَفْسِي، فَلَمَّا أَقْبَلَ قِيل: هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ قَدْ جَاء، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: ارْفَعُوني، فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيْه، فَقَالَ ـ أَيْ لاَبْنِهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَر ـ مَا لَدَيْكَ 00؟ قَالَ الَّذِي تحِبُّ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين: أَذِنَتْ، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:

الحَمْدُ للهِ مَا كَانَ مِنْ شَيْءٍ أَهَمَّ إِليَّ مِنْ ذَلِك، فَإِذَا أَنَا قَضَيْتُ فَاحْمِلُوني ثُمَّ سَلِّمْ فَقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّاب، فَإِن أَذِنَتْ لي فَأَدْخِلُوني، وَإِنْ رَدَّتْني رُدُّوني إِلى مَقَابِرِ المُسْلِمِين، وَجَاءتْ أُمُّ المُؤْمِنِينَ حَفْصَةُ وَالنِّسَاءُ تَسِيرُ مَعَهَا، فَلَمَّا رَأَيْنَاهَا ـ أَيْ نحْنُ الرِّجَالُ ـ قُمْنَا، فَوَلَجَتْ عَلَيْهِ فَبَكَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً وَاسْتَأْذَنَ الرِّجَال، فَوَلَجَتْ دَاخِلاً لَهُمْ، فَسَمِعْنَا بُكَاءهَا مِنَ الدَّاخِلِ فَقَالُواْ: أَوْصِ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ اسْتَخْلِفْ، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: مَا أَجِدُ أَحَدَاً أَحَقَّ بهَذَا الأَمْرِ مِنْ هَؤُلاَءِ النَّفَرِ أَوِ الرَّهْطِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ:

فَسَمَّى عَلِيَّاً وَعُثْمَانَ وَالزُّبَيْرَ وَطَلْحَةَ وَسَعْدَاً وَعَبْدَ الرَّحمَن، وَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَشْهَدُكُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ كَهَيْئَةِ التَّعْزِيَةِ لَهُ ـ أَيْ أَذِنَ لَهُ في الحُضُورِ جَبرَاً لخَاطِرِه ـ فَإِن أَصَابَتِ الإِمْرَةُ سَعْدَاً فَهُوَ ذَاكَ، وَإِلاَّ فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ أَيُّكُمْ مَا أُمِّرَ؛ فَإِني لَمْ أَعْزِلْهُ عَن عَجْزٍ وَلاَ خِيَانَة، وَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أُوصِي الخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِالمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ أَنْ يَعْرِفَ لهُمْ حَقَّهُمْ، وَيحْفَظَ لهُمْ حُرْمَتَهُمْ، وَأُوصِيهِ بِالأَنْصَارِ خَيرَاً: الَّذِينَ تَبَوَّءواْ الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ، أَنْ يُقْبَلَ مِنْ محْسِنِهِمْ وَأَنْ يُعْفَى عَنْ مُسِيئِهِمْ،

وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الأَمْصَارِ خَيرَاً؛ فَإِنهُمْ رِدْءُ الإِسْلاَمِ وَجُبَاةُ المَالِ وَغَيْظُ العَدُوّ، وَأَلاَّ يُؤْخَذَ مِنْهُمْ إِلاَّ فَضْلُهُمْ عَنْ رِضَاهُمْ، وَأُوصِيهِ بِالأَعْرَابِ خَيْرَاً؛ فَإِنَّهُمْ أَصْلُ العَرَبِ وَمَادَّةُ الإِسْلاَمِ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ وَيُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُوفى لهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَأَنْ يُقَاتَلَ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَلاَ يُكَلَّفُواْ إِلاَّ طَاقَتَهُمْ، فَلَمَّا قُبِضَ خَرَجْنَا بِهِ فَانْطَلَقْنَا نمْشِي، فَسَلَّمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ قَال: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّاب، قَالَتْ: أَدْخِلُوه؛ فَأُدْخِلَ فَوُضِعَ هُنَالِكَ مَعَ صَاحِبَيْه،

فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ دَفْنِهِ اجْتَمَعَ هَؤُلاَءِ الرَّهْط 00 فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: اجْعَلُواْ أَمْرَكُمْ إِلى ثَلاَثَةٍ مِنْكُمْ، فَقَالَ الزُّبَيْر: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلى عَلِيّ، فَقَالَ طَلْحَة: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلى عُثْمَان، وَقَالَ سَعْد: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلى عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ عَوْف، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَن: أَيُّكُمَا تَبَرَّأَ مِنْ هَذَا الأَمْرِ فَنجْعَلُهُ إِلَيْهِ ـ أَيْ مَنْ تَبرَّأَ مِنَ الوِلاَيَةِ جَعَلْنَا إِلَيْهِ اخْتِيَارَ الوَاليَ مِنْ بَينِ الاَثْنَينِ البَاقِيَين ـ وَاللهُ عَلَيْهِ وَالإِسْلاَمُ لَيَنْظُرَنَّ أَفْضَلَهُمْ في نَفْسِه؛ فَأُسْكِتَ الشَّيْخَان ـ أَيْ عَلِيٌّ وَعُثْمَان ـ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَن: أَفَتَجْعَلُونَهُ إِليّ ـ أَيْ أَتَبرَّأُ أَنَا وَأَخْتَارُ مِنْكُمَا ـ وَاللهُ عَلَيَّ أَلاَّ آلُ عَن أَفْضَلِكُمْ 00؟

قَالاَ نَعَمْ، فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ فَقَال: لَكَ قَرَابَةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالقَدَمُ في الإِسْلاَمِ مَا قَدْ عَلِمْتَ فَاللهُ عَلَيْكَ ـ أَيْ فَاللهُ شَهِيدٌ عَلَيْكَ ـ لَئِن أَمَّرْتُكَ لَتَعْدِلَنَّ، وَلَئِن أَمَّرْتُ عُثْمَانَ لَتَسْمَعَنَّ وَلَتُطِيعَنَّ، ثُمَّ خَلاَ بِالآخَرِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا أَخَذَ المِيثَاقَ قَال: ارْفَعْ يَدَكَ يَا عُثْمَانُ فَبَايَعَهُ، فَبَايَعَ لَهُ عَلِيٌّ وَوَلَجَ أَهْلُ الدَّارِ فَبَايَعُوه " 0 [الصَّنَعُ وَالصَّنَاع: أَيِ الصَّانِعُ المَاهِر 0 الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ المَنَاقِبِ بَاب: قِصَّةِ بَيْعَةِ عُثْمَانَ وَمَقْتَلِ عُمَر 0 بِرَقْم: 3700]

تَرَحُّمُ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَلَيْه عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنيِّ لَوَاقِفٌ في قَوْمٍ؛ فَدَعَوْا اللهَ لِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ وَقَدْ وُضِعَ عَلَى سَرِيرِه؛ إِذَا رَجُلٌ مِنْ خَلْفِي قَدْ وَضَعَ مِرْفَقَهُ عَلَى مَنْكِبي يَقُول: رَحِمَكَ الله؛ إِنْ كُنْتُ لأَرْجُو أَنْ يجْعَلَكَ اللهُ مَعَ صَاحِبَيْك؛ لأَنيِّ كَثِيرَاً مَا كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: كُنْتُ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَر، وَفَعَلْتُ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَر، وَانْطَلَقْتُ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَر؛ فَإِنْ كُنْتُ لأَرْجُو أَنْ يجْعَلَكَ اللهُ مَعَهُمَا، فَالتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِب " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3677 / فَتْح]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً أَنَّهُ قَال: " وُضِعَ عُمَرُ عَلَى سَرِيرِه، فَتَكَنَّفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُصَلُّونَ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ وَأَنَا فِيهِمْ، فَلَمْ يَرُعْني إِلاَّ رَجُلٌ آخِذٌ مَنْكِبي؛ فَإِذَا عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِب، فَتَرَحَّمَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَلَى عُمَرَ وَقَال: مَا خَلَّفْتَ أَحَدَاً؛ أَحَبَّ إِليَّ أَن أَلقَى اللهَ بمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْك، وَايْمُ اللهِ؛ إِنْ كُنْتُ لأَظُنُّ أَنْ يجْعَلَكَ اللهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ 00 ثُمَّ سَاقَ الحَدِيثَ بِنَحْوِه " 00 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3685 / فَتْح]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " وُضِعَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَلَى سَرِيرِه؛ فَتَكَنَّفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُثْنُونَ وَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُرْفَع، وَأَنَا فِيهِمْ، فَلَمْ يَرُعْني إِلاَّ بِرَجُلٍ قَدْ أَخَذَ بمَنْكِبي مِنْ وَرَائِي؛ فَالتَفَتُّ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ عَلِيّ، فَتَرَحَّمَ عَلَى رَضِيَ اللهُ عَنهُ عُمَرَ وَقَال: مَا خَلَّفْتُ أَحَدَاً أَحَبَّ إِليَّ أَن أَلْقَى اللهَ بمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْك، وَايْمُ اللهِ؛ إِنْ كُنْتُ لأَظُنُّ أَنْ يجْعَلَكَ اللهُ مَعَ صَاحِبَيْك، وَذَاكَ أَنيِّ:

كُنْتُ أُكَثِّرُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " جِئْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَر " وَ " دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَر " وَ " خَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَر " 00 فَإِنْ كُنْتُ لأَرْجُو أَوْ لأَظُنُّ أَنْ يجْعَلَكَ اللهُ مَعَهُمَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2389 / عَبْد البَاقِي]

عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ بَعْدَ مَوْتِهِ، فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ قَال: رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْكَ أَبَا حَفْص، فَوَاللهِ مَا بَقِيَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ أَحَبُّ إِليَّ مِن أَنْ أَلْقَى اللهَ تَعَالى بِصَحِيفَتِهِ مِنْك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 867، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

تَرَحُّمُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَحُزْنُهُ عَلَيْه وَلَمَّا دُفِنَ الفَارُوقُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَقْبَلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَقَدْ فَاتَتْهُ الصَّلاَة عَلَيْه، فَوَقَفَ عَلَى قَبرِهِ يَبْكِي وَطَرَحَ رِدَاءهُ ثمَّ قَال: " وَاللهِ لَئِنْ فَاتَتْني الصَّلاَة عَلَيْكَ فَلَنْ يَفُوتَني حُسْنُ الثَّنَاءِ عَلَيْك، أَمَا وَاللهِ لَقَدْ كُنْتَ سَخيَّاً في الحَقّ، بخِيلاً في البَاطِل، تَرْضَى حِينَ الرِّضَا وَتَسْخَطُ حِينَ السَّخَط، مَا كُنْتَ عَيَّابَاً وَلاَ مَدَّاحَاً فَجَزَاكَ اللهُ عَنِ الإِسْلاَمِ خَيرَا " 0

عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَال: " أَتَى عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ رَجُلاَنِ وَأَنَا عِنْدَهُ فَقَالاَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَن؛ كَيْفَ تَقْرَأُ هَذِهِ الآيَة؟ فَقَرَأَهَا عَلَيْه عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ؛ فَقَالَ الرَّجُل: " إِنَّ أَبَا حَكِيمٍ أَقْرَأَنِيهَا كَذَا وَكَذَا، وَقَرَأَ الآخَر؛ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: مَن أَقْرَأَكَهَا 00؟

قَالَ عُمَر، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ أَقْرَأَكَ عُمَر 00؟ ثُمَّ بَكَى عَبْدُ اللهِ حَتىَّ رَأَيْتَ دُمُوعَهُ تَحَدَّرُ في الحَصَى، ثُمَّ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنَّ عُمَرَ كَانَ حِصْنَاً حَصِينَاً عَلَى الإِسْلاَم، يَدْخُلُ النَّاسُ فِيهِ وَلاَ يخْرُجُونَ مِنهُ، وَإِنَّ الحِصْنَ أَصْبَحَ قَدْ أَسْلَم؛ فَالنَّاسُ يخْرُجُونَ مِنهُ وَلاَ يَدْخُلُون " 0

وَزَادَ في رِوَايَةٍ قَالَ عَبْدُ الله: " مَا أَظُنُّ أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ المُسْلِمِينَ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِ حُزْنٌ يَوْمَ أُصِيبَ عُمَر؛ إِلاَّ أَهْلَ بَيْتِ سَوْء؛ إِنَّ عُمَرَ كَانَ أَعْلَمَنَا باللهِ وَأَقْرَأَنَا لِكِتَابِ الله، وَأَفْقَهَنَا في دِينِ اللهِ؛ اقْرَأْهَا، فَوَاللهِ فَهْيَ أَبْينُ مِنْ طَرِيقِ السَّيْلَحَين " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (77/ 9)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيّ] وَطَرِيقُ السَّيْلَحَين: طَرِيقٌ سَهْلٌ لاَ تَرَى فِيهِ عِوَجَاً وَلاَ أَمْتَا، وَالسَّيْلَحَانِ قَرْيَةٌ بِالْعِرَاق 0

عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " شَهِدْتُ مَوْتَ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ؛ فَانْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَئِذٍ " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (78/ 9)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيّ] عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مخْرَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " وَليَ عُمَرُ عَشْرَ سِنِينَ ثُمَّ تُوُفِّي " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (78/ 9)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيّ]

تَرَحُّمُ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَحُزْنُهُ عَلَيْه عَن حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " كَانَ الإِسْلاَمُ في زَمَانِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ كَالرَّجُلِ المُقْبِل؛ لاَ يَزْدَادُ إِلاَّ قُرْبَاً، فَلَمَّا قُتِلَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ كَانَ كَالرَّجُلِ المُدْبِرِ لاَ يَزْدَادُ إِلاَّ بُعْدَاً " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4488]

وَفَاةُ سَيِّدِنَا عُثْمَان رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ الأَزْدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ نَجَا مِنْ ثَلاَثٍ فَقَدْ نَجَا " 0 قَالُواْ: مَاذَا يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَوْتي، وَقَتْلُ خَلِيفَةٍ مُصْطَبِرٍ بِالحَقِّ يُعْطِيه، وَمِنَ الدَّجَّال " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4548]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صَعِدَ أُحُدَاً وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اثْبُتْ أُحُد؛ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَان " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ المَنَاقِبِ بَاب: قَوْلِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذَاً خَلِيلاَ " بِرَقْم: 3675]

عَن أَبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا حُصِرَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ فَوْقَ دَارِهِ ثُمَّ قَال: أُذَكِّرُكُمْ بِالله؛ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ حِرَاءَ حِينَ انْتَفَضَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اثْبُتْ حِرَاء؛ فَلَيْسَ عَلَيْكَ إِلاَّ نَبيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيد " 00؟ قَالُواْ نَعَمْ؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أُذَكِّرُكُمْ بِالله؛ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ في جَيْشِ العُسْرَة: " مَنْ يُنْفِقُ نَفَقَةً مُتَقَبَّلَة " 00 وَالنَّاسُ مجْهَدُونَ مُعْسِرُون؛ فَجَهَّزْتُ ذَلِكَ الجَيْش 00؟

قَالُواْ نَعَمْ، ثُمَّ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أُذَكِّرُكُمْ بِالله؛ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ بِئْرَ رُومَةَ لَمْ يَكُنْ يَشْرَبُ مِنْهَا أَحَدٌ إِلاَّ بِثَمَن؛ فَابْتَعْتُهَا فَجَعَلْتُهَا لِلْغَنيِّ وَالفَقِيرِ وَابْنِ السَّبِيل 00؟ قَالُواْ: اللهُمَّ نَعَمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 3699] وَعَنْ ثمَامَةَ القُشَيريِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " شَهِدْتُ الدَّارَ حِينَ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقَال: ائْتُوني بِصَاحِبَيْكُمْ اللَّذَيْنِ أَلَّبَاكُمْ ـ أَيِ اللَّذَيْنِ حَرَّشَاكُمْ ـ عَلَيَّ 00؟

فَجِيءَ بِهِمَا كَأَنَّهُمَا حِمَارَان، فَأَشْرَفَ عَلَيْهِمَا عُثْمَانُ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَنْشُدُكُمُ بِاللهِ وَالإِسْلاَمِ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ المَدِينَة وَلَيْسَ بهَا مَاءٌ يُسْتَعْذَبُ غَيرَ بِئْرِ رُومَةٍ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: مَنْ يَشْتَرِي رُومَةَ يجْعَلُ دَلْوَهُ مَعَ دِلاَءِ المُسْلِمِينَ بخَيرٍ لَهُ مِنهَا في الجَنَّة 00؟ فَاشْتَرَيْتُهَا مِنْ صُلبِ مَالي، وَأَنْتُم اليَوْمَ تَمْنَعُوني أَن أَشْرَبَ مِنهَا وَمِنْ مَاءِ البَحْر 00؟

قَالُواْ: اللهُمَّ نَعَمْ، فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَنْشُدُكُمُ اللهَ وَالإِسْلاَمَ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ المَسْجِدَ كَانَ قَدْ ضَاقَ بِأَهْلِهِ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: مَنْ يَشْتَرِي بُقْعَةَ آلِ فُلاَنٍ فَيَزِيدَهَا في المسْجِدِ بِخَيرٍ مِنهَا في الجَنَّة 00؟ فَاشتَرَيتُهَا مِنْ صُلبِ مَالي، وَأَنْتُمُ اليَوْمَ تَمنَعُونيَ أَن أُصَلِّيَ فِيهَا رَكعَتَين 00؟ قَالُواْ: اللهُمَّ نَعَمْ، فَقَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللهَ وَالإِسْلاَمَ هَلْ تَعْلَمُونَ أَني جَهَّزْتُ جَيْشَ العُسْرَةِ مِنْ مَالي؟

قَالُواْ نَعَمْ، فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَنْشُدُكُمُ اللهَ وَالإِسْلاَمَ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَلَى ثُبَير ـ جَبَلٌ بمكة ـ وَمَعَهُ أَبُو بَكر وَعُمَرُ وَأَنَا، فَتَحَرَّكَ الجَبَلُ حَتىَّ تَسَاقَطَتْ حِجَارَتُهُ فَرَكَضَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برِجْلِهِ وَقَالَ لَهُ: " اسْكُن ثُبَير؛ فَمَا عَلَيْكَ إِلاَّ نَبيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَان " 00؟ قَالُواْ: اللهُمَّ نَعَمْ، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: اللهُ أَكْبر، شَهِدُواْ لي وَرَبِّ الكَعْبَةِ أَني شَهِيد " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ النَّسَائِيِّ وَالتِّرْمِذِيِّ " بِرَقْمَيْ: (3608، 3703)، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 555]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِتْنَةً، فَمَرَّ رَجُل، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يُقْتَلُ فِيهَا هَذَا المُقَنَّعُ يَوْمَئِذٍ مَظْلُومَاً " 0 فَنَظَرْتُ؛ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 5953، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

عَن أَبي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنْتُ مَعَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في الدَّارِ وَهُوَ محْصُور، وَكُنَّا نَدْخُلُ مَدْخَلاً إِذَا دَخَلْنَاهُ سَمِعْنَا كَلاَمَ مَنْ عَلَى البَلاَط [أَيْ مَنْ بِالدَّار]؛ فَدَخَلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَوْمًا لحَاجَة؛ فَخَرَجَ إِلَيْنَا مُنْتَقِعًا لَوْنُهُ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنَّهُمْ لَيَتَوَعَّدُونَني بِالقَتْلِ آنِفًا؛ قُلْنَا: يَكْفِيكَهُمُ اللهُ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين؛ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وَبِمَ يَقْتُلُونَني؛ فَإِنيِّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِنَّهُ لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ في إِحْدَى ثَلاَث: رَجُلٍ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلاَمِه، أَوْ زَنىَ بَعْدَ إِحْصَانِه، أَوْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيرِ نَفْسٍ)) 0 فَوَاللهِ مَا زَنَيْتُ في جَاهِلِيَّةٍ وَلاَ إِسْلاَم، وَلاَ تَمَنَّيْتُ بَدَلاً بِدِيني مُذْ هَدَاني اللهُ عَزَّ وَجَلّ، وَلاَ قَتَلْتُ نَفْسًا؛ فَبِمَ يَقْتُلُونَني)) 00؟! [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (468)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 4019]

عَن أَبي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَشْرَفَ يَوْمَ الدَّارِ فَقَال: أَنْشُدُكُمُ بِاللهِ جَلَّ وَعَلاَ: تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَث: زِنَاً بَعْدَ إِحْصَان، أَوِ ارْتِدَادٌ بَعْدَ إِسْلاَم، أَوْ قَتْلُ نَفْسٍ بِغَيْرِ حَقٍّ يُقْتَلُ بِهِ " 0 فَوَاللهِ مَا زَنَيْتُ في جَاهِلِيَّةٍ وَلاَ إِسْلاَم، وَلاَ ارْتَدَدْتُ مُنْذُ بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَلاَ قَتَلْتُ النَّفْسَ الَّتي حَرَّمَ الله؛ فَبِمَ تَقْتُلُونَني " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8028]

كَتَبَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ إِلى عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ لَمَّا حُوصِرَ: أَمَّا بَعْد 00 فَإِنَّ السَّيْلَ قَدْ بَلَغَ الزُّبى وَجَاوَزَ الحِزَامُ الطُّبْيَين، وَتجَاوَزَ الأَمْرُ بي قَدْرَهُ، وَطَمِعَ فيَّ مَنْ لاَ يَدْفَعُ عَنْ نَفْسِه 00 وَإِنَّكَ لَمْ يَفْخَرْ عَلَيْكَ كَفَاخِرٍ * ضَعِيفٍ وَلَمْ يَغْلِبْكَ مِثْلُ مُغَلَّبِ وَرَأَيْتُ الْقَوْمَ لاَ يَقْصُرُونَ دُونَ دَمِي؛ فَإِنْ كُنْتُ مَأْكُولاً فَكُن أَنْتَ آكِلِي، وَإِلاَّ فَأَدْرِكْني وَلَمَّا أُمَزَّق " 0 [المَيْدَانيُّ في مجْمَعِ الأَمْثَالِ بِطَبْعَةِ دَارِ المَعْرِفَة 0 بَيرُوت 0 ص: 166/ 1، وَالْبَيْتُ لاَمْرِئِ الْقَيْس]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِعُثْمَان: " يَا عُثْمَان؛ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَعَلَّهُ أَنْ يُقَمِّصَكَ قَمِيصَاً؛ فَإِن أَرَادُوكَ عَلَى خَلْعِهِ فَلاَ تَخْلَعْهُ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3705، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ بِرَقْم: 14542، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 25162 وَحَسَّنَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَا عُثْمَان؛ إِنَّ اللهَ مُقَمِّصُكَ قَمِيصَاً؛ فَإِن أَرَادَكَ المُنَافِقُونَ عَلَى خَلْعِهِ فَلاَ تَخْلَعْهُ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في ظِلاَلِ الجَنَّةِ بِرَقْم: 1179]

عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " حَجَجْتُ فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ أُمَّ المُؤْمِنِينَ لأَسْأَلَ عَنهَا؛ فَقَالَتْ: مَن أَنْت 00؟ فَقُلْتُ أَنَا النُّعْمَانُ بْنُ بَشِير، فَقَالَتْ أَبُو عَمْرَة 00؟ فَقُلْتُ نَعَمْ، فَقَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنهَا إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَاً لِعُثْمَان: " إِنْ كَسَاكَ اللهُ ثَوْبَاً، فَأَرَادَ المُنَافِقُونَ أَنْ تَخْلَعَهُ فَلاَ تَخْلَعْهُ " 0 قَالَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِير: غَفَرَ اللهُ لَكِ يَا أُمَّ المُؤْمِنِين؛ أَفَلاَ ذَكَرْتِ هَذَا حِينَ يَخْتَلِفُونَ إِلَيْكِ؟! فَقَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: " نَسِيتُهُ حَتىَّ بَلَغَ اللهُ فِيهِ أَمْرَه " 0 [قَالَ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في ظِلاَلِ الجَنَّة: إِسْنَادُهُ جَيِّد 0 ح / ر: 1178]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ادْعُو لي رَجُلاً مِن أَصْحَابي "؛ قُلْتُ: أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لاَ "؛ قُلْتُ: عُمَر 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لاَ "؛ قُلْتُ: ابْنَ عَمِّكَ عَلِيَّاً كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لاَ "؛ قُلْتُ: فَعُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَعَمْ " 00

فَجَاءَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقَال: " قُومِي؛ فَجَعَلَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسِرُّ إِلىَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، وَلَوْنُ عُثْمَانَ يَتَغَيَّر، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الدَّارِ قُلْنَا: أَلاَ تُقَاتِل 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لاَ؛ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِليَّ أَمْرَاً؛ فَأَنَا صَابِرٌ نَفْسِي عَلَيْه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 24253، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4543] حَدَّثَ أَبُو سَهْلَةَ عَن عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ الدَّار: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ عَهِدَ إِليَّ عَهْدَاً فَأَنَا صَابِرٌ عَلَيْه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3711]

وَرَوَى شَيْخٌ مِنْ ضَبَّةَ أَنَّ عثْمَانَ حِينَ ضُرِبَ وَجَعَلَتِ الدِّمَاءُ تَسِيلُ عَلَى لحْيَتِهِ كَانَ يَقُول: {لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنيِّ كُنْتُ مِنَ الظَّالمِين} [الأَنْبِيَاء 87] اللهُمَّ إِني أَسْتَعْدِيكَ عَلَيهِمْ، وَأَسْتَعِينُكَ عَلَى جمِيعِ أُمُورِي، وَأَسْأَلُكَ الصَّبرَ عَلَى مَا ابْتَلَيْتَني 00!! [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 وَفَاةُ عُثْمَان: 1872]

أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَوُقُوفُهُ بجَانِبِ عُثْمَان عَن إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الجُهَنيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ جَدِّهِ لأُمِّهِ أَبي حَسَنَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قال: " شَهِدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ محْصُورٌ في الدَّار، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول:

" إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ وَاخْتِلاَفٌ وَفِتْنَة " 0 قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله؛ فَمَا تَأْمُرُنَا 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " عَلَيْكُمْ بِالأَمِيرِ وَأَصْحَابِه "، وَأَشَارَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلىَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4541]

زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَوُقُوفُهُ بجَانِبِ عُثْمَان حَدَّثَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي الزِّنَادِ عَن أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ ذَكْوَانَ قَال: " لَمَّا حُصِرَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَتَاهُ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ الدَّار؛ فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَنْتَ خَارِجَ الدَّارِ أَنْفَعُ لي مِنْكَ هَا هُنَا؛ فَذُبَّ عَنيِّ؛

فَخَرَجَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَكَانَ يَذُبُّ النَّاسَ وَيَقُولُ لَهُمْ فِيه؛ حَتىَّ رَجَعَ أُنَاسٌ مِنَ الأَنْصَار، وَجَعَلَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُول: يَا لَلأَنْصَار، كُونُواْ أَنْصَارَاً لله، كُونُواْ أَنْصَارَاً لله، انْصُرُوه، وَاللهِ إِنَّ دَمَهُ لَحَرَام " 0 وَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ حَتىَّ لَقِيَ مِمَّنْ تَوَلَّوْاْ كِبرَهَا شَرَّاً 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 435/ 2]

عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَوُقُوفُهُ بجَانِبِ عُثْمَان عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ؛ أَنَّهُ قَالَ حِينَ هَاجَ النَّاسُ في أَمْرِ عُثْمَان: " أَيُّهَا النَّاس؛ لاَ تَقْتُلُواْ هَذَا الشَّيْخَ وَاسْتَعْتِبُوه؛ فَإِنَّهُ لَنْ تَقْتُلَ أُمَّةٌ نَبِيَّهَا فَيَصْلُحُ أَمْرِهِمْ؛ حَتىَّ يُرَاقَ دِمَاءُ سَبْعِينَ أَلْفَاً مِنهُمْ، وَلَنْ تَقْتُلَ أُمَّةٌ خَلِيفَتَهَا فَيَصْلُحَ أَمْرُهُمْ حَتىَّ يُرَاقَ دِمَاءُ أَرْبَعِينَ أَلْفَاً مِنهُمْ، فَلَمْ يَنْظُرُواْ فِيمَا قَالَ وَقَتَلُوه " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (92/ 9)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيّ]

عِلْمُهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ بِأَنَّهُ مَقْتُول حَدَّثَ أَبُو عَلْقَمَةَ مَوْلىَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ أَنَّهُ قَال: " أَغْفَى عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في الْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيه، فَاسْتَيْقَظَ فَقَال: لَوْلاَ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ تَمَنىَّ عُثْمَانُ الْفِتْنَةَ لحَدَّثْتُكُمْ؛ قُلْنَا: أَصْلَحَكَ الله؛ فَحَدِّثْنَا؛ فَلَسْنَا نَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاس؛ فَقَال: إِنيِّ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مَنَامِي هَذَا فَقَال: " إِنَّكَ شَاهِدٌ مَعَنَا الجُمُعَة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4542]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَصْبَحَ فَقَال: " إِنيِّ رَأَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المَنَامِ اللَّيْلَةَ فَقَال: " يَا عُثْمَان؛ أَفْطِرْ عِنْدَنَا " 00 فَأَصْبَحَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ صَائِمَاً؛ فَقُتِلَ مِنْ يَوْمِهِ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4554]

وَعَنْ محَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أَبِيهِ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ لِكُثَيِّرِ بْنِ الصَّلْت: " يَا كُثَيِّر؛ أَنَا وَاللهِ مَقْتُولٌ غَدَاً، قَالَ بَلْ يُعْلِي اللهُ كَعْبَكَ وَيَكْبُتُ عَدُوَّك، ثُمَّ أَعَادَهَا الثَّالِثَةَ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِك، قَالَ عَمَّ تَقُولُ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين 00؟

قَال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَر، فَقَالَ لي: يَا عُثْمَان؛ أَنْتَ عِنْدَنَا غَدَاً، وَأَنْتَ مَقْتُولٌ غَدَاً، فَأَنَا وَاللهِ مَقْتُول، فَقُتِل؛ فَخَرَجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ إِلى الْقَوْمِ قَبْلَ أَنْ يَتَفَرَّقُواْ فَقَال: يَا أَهْلَ مِصْر، يَا قَتَلَةَ عُثْمَان؛ قَتَلْتُمْ أَمِيرَ المُؤْمِنِين؛ أَمَا وَاللهِ لاَ يَزَالُ عَهْدٌ مَنْكُوث، وَدَمٌ مَسْفُوح، وَمَالٌ مَقْسُوم، مَا بَقِيتُمْ " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (93/ 9)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيّ]

عَن أَبي سَعِيدٍ مَوْلى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَنَّ عُثْمَانَ أَعْتَقَ عِشْرِينَ مَمْلُوكَاً، وَدَعَا بِسَرَاوِيلَ فَشَدَّهَا عَلَيْه، وَلَمْ يَلْبَسْهَا في جَاهِلِيَّةٍ وَلاَ إِسْلاَمٍ وَقَال: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البَارِحَةَ في المَنَام، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ، وَإِنَّهُمْ قَالُواْ ليَ اصْبِرْ؛ فَإِنَّكَ تُفْطِرُ عِنْدَنَا الْقَابِلَةَ ـ أَيِ اللَّيْلَةَ المُقْبِلَة ـ ثُمَّ دَعَا بِمُصْحَفٍ فَنَشَرَهُ بَيْنَ يَدَيْه، فَقُتِلَ وَهُوَ بَيْنَ يَدَيْه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 526، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ ص: 96/ 9، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: أَتَيْتُ عُثْمَانَ لأُسَلِّمَ عَلَيْهِ وَهْوَ محْصُور، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقَال: مَرْحَبَاً يَا أَخِي، رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الليْلَةَ فَقَال: " يَا عُثْمَانُ حَصَرُوك "؟ قُلتُ نَعَمْ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " عَطَّشُوك " 00؟

قُلتُ نَعَمْ، فَأَدْلى إِليَّ دَلوَا فِيهِ مَاء فَشَرِبْتُ حَتىَّ رَوِيت، إِنيِّ لأَجِدُ بَرْدَهُ بَينَ ثَديَيَّ وَبَينَ كَتِفَيَّ، وَقَال لي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنْ شِئْتَ نُصِرْتَ عَلَيْهِمْ وَإِنْ شِئْتَ أَفْطَرتَ عِنْدَنَا " 00 فَاخْتَرْتُ أَن أُفْطِرَ عِنْدَه، فَقُتِلَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ذَلِكَ اليَوْم " 0 [الإِحْيَاءُ 0 طَبْعَةُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 وَفَاةُ عُثْمَان: 1872]

وَعَن أَبي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا ضَرَبَ الرَّجُلُ يَدَ عُثْمَانَ قَال: " إِنَّهَا لأَوَّلُ يَدٍ خَطَّتِ المُفَصَّل " [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (94/ 9)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيّ]

وَعَنْ محَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَال: " قَالَتِ امْرَأَةُ عُثْمَانَ حِينَ أَطَافُواْ بِهِ يُرِيدُونَ قَتْلَهُ: إِنْ تَقْتُلُوهُ أَوْ تَتْرُكُوه؛ فَإِنَّهُ كَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ كُلَّهُ في رَكْعَةٍ يَجْمَعُ فِيهَا الْقُرْآن " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (94/ 9)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيّ]

وَسَأَلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ مَن حَضَرَ مَقْتَلَ عثْمَان: " مَاذَا قَالَ عثْمَانُ وَهْوَ يَتَشَحَّطُ 00؟ قَالُواْ: سَمِعْنَاهُ يَقُول: " اللهُمَّ اجْمَعْ أُمَّةَ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاَثَاً " 00 قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَم: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه؛ لَوْ دَعَا اللهَ أَلاَّ يجْتَمِعُواْ أَبَدَا؛ مَا اجْتَمَعُواْ إِلى يَوْمِ القِيَامَة " 0 [الإِحْيَاءُ 0 طَبْعَةُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 وَفَاةُ عُثْمَان: 1872]

طَرْحُهُ بَعْدَ قَتْلِهِ في المَزَابِلِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ظَلَّ مَطْرُوحَاً بَعْدَ قَتْلِهِ عَلَى كُنَاسَةٍ ثَلاَثَاً ـ أَيْ طَرَحَهُ قَتَلَتُهُ في مَزْبَلَةٍ وَتَوَعَّدُواْ مَنْ يَقُومُ بِدَفْنِهِ ـ فَأَتَاهُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً، مِنهُمْ جَدِّي مَالِك بْنُ أَبي عَامِر، وَحُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَام، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَير، وَعَائِشَةُ بِنْتُ عُثْمَانَ لَيْلاً، مَعَهُمْ مِصْبَاح، فَحَمَلُوهُ عَلَى بَابٍ، وَإِنَّ رَأْسَهُ تَقُولُ عَلَى الْبَابِ طَقْ طَقْ ـ أَيْ تُوشِكُ أَنْ تَتَدَحْرَجَ مِنْ فَوْقِه ـ حَتىَّ أَتَواْ بِهِ الْبَقِيع لِيَدْفِنُوه، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَني مَازِنٍ فَقَال:

لَئِنْ دَفَنْتُمُوهُ مَعَ المُسْلِمِينَ لأُخْبِرَنَّ النَّاسَ غَدَاً؛ فَحَمَلُوهُ حَتىَّ أَتَواْ بِهِ حُشَّ كَوْكَب ـ مَوْضِعٌ بِالمَدِينَةِ قُرْبَ الْبَقِيع، وَالحُشُّ هُوَ الْبُسْتَان ـ فَدَفَنُوهُ وَسَوَّواْ عَلَيْهِ التُّرَاب، قَالَ مَالِك: وَكَانَ عُثْمَانُ قَبْلَ ذَلِكَ يَمُرُّ بحُشِّ كَوْكَبٍ فَيَقُول: لَيُدْفَنَنَّ هَا هُنَا رَجُلٌ صَالح " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (95/ 9)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِير]

عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قُتِلَ وَهُوَ ابْنُ تِسْعِينَ سَنَةً، أَوْ ثَمَانٍ وَثَمَانِين " 0 [قَالَ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " رِجَالُهُ إِلى قَتَادَةَ ثِقَات 0 ص: (99/ 9)، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ وَأَحْمَدُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: 548]

عَن إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى عَن أَبي مَعْشَرٍ قَال: " قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَوْمَ الجُمُعَةِ لِثَمَانِ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ ذِي الحِجَّة، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِين، وَكَانَتْ خِلاَفَتُهُ ثِنْتيْ عَشْرَةَ سَنَةً إِلاَّ اثْنيْ عَشَرَ يَوْمَاً " [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (98/ 9)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ وَأَحْمَدُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: 546]

عَن أَبي قِلاَبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ ثُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ كَانَ عَلَى صَنعَاء، فَلَمَّا جَاءهُ قَتْلُ عُثْمَان؛ خَطَبَ فَبَكَى بُكَاءً شَدِيدَاً، فَلَمَّا أَفَاقً وَاسْتَفَاقَ قَال: " الْيَوْمَ انْتُزِعَتْ خِلاَفَةُ النُّبُوَّةِ مِن أُمَّةِ محَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَارَتْ مُلْكَاً وَجَبْرِيَّةً، مَن أَخَذَ شَيْئَاً غُلِبَ عَلَيْه " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (99/ 9)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِير]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ هَلاَكَ أُمَّتي: عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ سُفَهَاءَ مِنْ قُرَيْش " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْمَيْ: 7858، 8020] وَمِن أَجْمَلِ وَأَرَقِّ مَا قِيلَ في رِثَائِهِ قَوْلُ حَسَّان: قَدْ يَنْفَعُ الصَّبْرُ في المَكْرُوهِ أَحْيَانَا * وَكَيْفَ نَصْبِرُ فِيمَا نَالَ عُثْمَانَا ضَحَّواْ بِأَشْمَطَ عُنوَانُ السُّجُودِ بِهِ * يُقَطِّعُ اللَّيْلَ تَسْبِيحَاً وَقُرْآنَا

وَفَاةُ الإِمَامِ عَلِيّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ صُهَيْبٍ الرُّومِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَاً لِعَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ: " مَن أَشْقَى الأَوَّلِين " 00؟ قَالَ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ: " الَّذِي عَقَرَ النَّاقَةَ يَا رَسُولَ الله " 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " صَدَقْت، فَمَن أَشْقَى الآخِرِين " 00؟

قَالَ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ: " لاَ عِلْمَ لي يَا رَسُولَ الله " 0 قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الَّذِي يَضْرِبُكَ عَلَى هَذِه " 0 وَأَشَارَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ إِلى يَافُوخِه: أَيْ مُؤَخِّرَةِ دِمَاغِه 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (1088)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

وَفي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أُحَيْمِرُ ثَمُود، الَّذِي عَقَرَ النَّاقَة، وَالَّذِي يَضْرِبُكَ عَلَى هَذِهِ ـ أَيْ عَلَى مُؤَخِّرَةِ رَأْسِهِ ـ حَتىَّ تَبْتَلَّ هَذِهِ مِنَ الدَّم " 00 يَعْني صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحْيَتَهُ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (1743)، قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم]

حَدَّثَ حَيَّانُ الأَسَدِيُّ عَن الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: " إِنَّ الأُمَّةَ سَتَغْدِرُ بِكَ بَعْدِي، وَأَنْتَ تَعِيشُ عَلَى مِلَّتي وَتُقْتَلُ عَلَى سُنَّتي، مَن أَحَبَّكَ أَحَبَّني، وَمَن أَبْغَضَكَ أَبْغَضَني، وَإِنَّ هَذِهِ سَتُخْضَبُ مِن هَذَا " 0 يَعْني لحْيَتُهُ مِنْ يَافُوخِهِ [مُؤَخِّرَةُ رَأْسِهِ] [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4686]

عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَال: " قَدِمَ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَلَى قَوْمٍ مِن أَهْلِ البَصْرَةِ مِنَ الخَوَارِج، فِيهِمْ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الجَعْدُ بْنُ بَعْجَة، فَقَالَ لَهُ: اتَّقِ اللهَ يَا عَلِيّ؛ فَإِنَّكَ مَيِّت، فَقَالَ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ: بَلْ مَقْتُول، ضَرْبَةٌ عَلَى هَذَا تُخَضِّبُ هَذِهِ ـ يَعْني لِحْيَتَهُ مِنْ رَأْسِه ـ عَهْدٌ مَعْهُود، وَقَضَاءٌ مَقْضِيّ، وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى، وَعَاتَبَهُ في لِبَاسِهِ فَقَالَ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ: مَا لَكُمْ وَلِلِّبَاس؛ هُوَ أَبْعَدُ مِنَ الكِبْر، وَأَجْدَرُ أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِ المُسْلِم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 703، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

عَنْ زَيدَ بنَ الحُسَينِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا قُتِلَ أَمِير المُؤْمِنِينَ عَلَيُّ بْنِ أَبي طَالِب كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَتَى بِنَعْيهِ إِلى المَدِينَةِ كُلثُومُ بنُ عَمْرو، فَكَانَتْ تِلْكَ السَّاعَةُ التي أَتَى فِيهَا أَشْبَهَ بِالسَّاعَةِ الَّتي قُبِضَ فِيهَا رَسُولُ اللهِ مِنْ بَاكٍ وَبَاكِيَة، وَصَارِخٍ وَصَارِخَة، حَتىَّ إِذَا هَدَأَتْ عَبرَةُ البُكَاءِ عَنِ النَّاسِ قَالَ أَصحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: تَعَالَواْ حَتىَّ نَذْهَبَ إِلى عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَنْظُرَ حُزْنَهَا عَلَى ابْنِ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَقَامَ النَّاسُ جَمِيعَاً حَتىَّ أَتَواْ مَنزِلَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا فَاسْتَأْذَنُواْ عَلَيْهَا،

فَوَجَدُواْ الخَبرَ قَدْ سَبَقَ إِلَيْهَا، وَإِذَا هِيَ في غَمْرَةِ الأَحزَانِ وَعَبرَةِ الأَشْجَانِ، مَا تَفْتُرُ عَنِ البُكَاءِ وَالنَّحِيبِ مُنْذُ أَنْ سَمِعَت بخَبرِه، فَلَمَّا نَظَرَ النَّاسُ إِلى ذَلِكَ مِنهَا انْصَرَفُواْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ قِيلَ: إِنَّهَا غَدَتْ إِلى قَبرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَبْقَ في المَسْجِدِ أَحَدٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ إِلاَّ اسْتَقْبَلَهَا يُسَلِّمُ عَلَيْها، وَهِيَ لاَ تُسَلِّمُ وَلاَ تَرُدُّ وَلاَ تُطِيقُ الكَلاَمَ مِن غَزْرَةِ الدَّمْعَة، وَغَمْرَةِ العَبرَة، تخْتَنقُ بِعَبرَتِهَا، وَتَتَعَثَّرُ في أَثوَابها، وَالنَّاسُ مِن خَلْفِهَا حَتىَّ أَتَتْ إِلى الحُجْرَةِ فَأَخَذَتْ بِعَضُدَتيِ البَابِ ثُمَّ قَالَتْ:

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا نَبيَّ الهدَى، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَا القَاسِم، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُول اللهِ وَعَلَى صَاحِبَيْكَ، يَا رَسُول الله: أَنَا نَاعِيَةٌ إِلَيْكَ أَحْظَى أَحْبَابِك، وَذَاكِرَةٌ لَكَ أَكْرَمَ أَوَدَّائِكَ عَلَيْك، قُتِلَ وَاللهِ حَبِيبُكَ المجْتَبى، وَصَفِيُّكَ المُرْتَضَى، قُتِلَ وَاللهِ مَنْ زَوَّجْتَهُ خَيرَ النِّسَاء، قُتِلَ وَاللهِ مَن آمَنَ وَوَفى، وَإِنيِّ لَنَادِبَةٌ ثَكلَى، وَعَلَيْهِ بَاكِيَةٌ حَرَّى، فَلَوْ كُشِفَ عَنْكَ الثَّرَى لَقُلْتَ: إِنَّه قُتِلَ أَكرَمُهُمْ عَلَيْكَ، وَأَحْظَاهُم لَدَيْك " 0 [العِقدُ الفَرِيد 0 طَبْعَةُ دَارِ الكُتُبِ العِلمِيَّة 0 بَيرُوت 0 ص: 144/ 3]

قَالَ الإِصْبَعُ الحَنْظَلِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " لَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتي أُصِيبَ فِيهَا عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه، أَتَاهُ ابنُ التَّيَّاحِ حِينَ طَلَعَ الفَجْر يُؤْذِنُهُ بِالصَّلاَةِ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ مُتَثَاقِل، فَعَادَ الثَّانِيَة وَهُوَ كَذَلِك، ثُمَّ عَادَ الثَّالِثَةَ، فَقَامَ عَلِيٌّ يمْشِي وَهُوَ يَقُول: هَبِ الدُّنيَا تُوَاتِيكَا * أَلَيْسَ المَوْتُ يَأْتِيكَا فَلاَ تجْزَعْ مِنَ المَوْتِ * إِذَا مَا حَلَّ وَادِيكَا فَلَمَّا بَلَغَ البَابَ الصَّغِيرَ شَدَّ عَلَيْهِ ابْن مُلْجَمٍ فَضَرَبَه، فَخَرَجَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ ابْنَةُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَجَعَلَتْ تَقُول: مَا لي وَلِصَلاَةِ الغَدَاة: قُتِلَ زَوْجِي أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ صَلاَةَ الغَدَاة، وَقُتِلَ أَبي صَلاَةَ الغَدَاة 00!!

[الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 وَفَاةُ عُثْمَان: 1873] وَيُرْوَى عَنهُ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه؛ أَنَّهُ قَال حِينَ ضَرَبَه ابْنُ مُلجَم: " فُزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَة " [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 وَفَاةُ عُثْمَان: 1873] عَن إِسْمَاعِيلَ بن راشد رَضِيَ اللهُ عَنهُ قال:

" كَانَ مِن حَدِيثِ ابْنِ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللهُ وَأَصْحَابِه: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُلْجَمٍ، وَالبُرْكُ بْنَ عَبْدِ الله، وَعَمْرَو بْنَ بَكْرٍ التَّمِيمِيّ؛ اجْتَمَعُواْ بِمَكَّة، فَذَكَرُواْ أَمْرَ النَّاسِ وَعَابُواْ عَلَيْهِمْ وَلاَتِهِمْ، ثمَّ ذَكَرُواْ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ فَتَرَحَّمُواْ عَلَيْهِمْ فَقَالُواْ: وَاللهِ مَا نَصْنَعُ بِالْبَقَاءِ بَعْدَهُمْ شَيْئَاً؛ إِخْوَانُنَا الَّذِينَ كَانُواْ دُعَاةَ النَّاسِ لِعِبَادَةِ رَبِّهِمْ، الَّذِينَ كَانُواْ لاَ يخَافُونَ في اللهِ لَوْمَةَ لاَئِم، فَلَوْ شَرِيْنَا أَنْفُسَنَا؛ فَأَتَيْنَا أَئِمَّةَ الضَّلاَلَةِ فَالْتَمَسْنَا قَتْلَهُمْ؛ فَأَرَحْنَا مِنهُمُ البِلاَدَ وَثَأَرْنَا بهِمْ إِخْوَانَنَا 00

قَالَ ابْنُ مُلْجَم، وَكَانَ مِن أَهْلِ مِصْر: أَنَا أَكْفِيكُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبي طَالِب، وَقَالَ البُرْكُ بْنُ عَبْدِ الله: أَنَا أَكْفِيكُمْ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبي سُفْيَان، وَقَالَ عَمْرُو بْنُ بَكْرٍ التَّمِيمِيّ: أَنَا أَكْفِيكُمْ عَمْرَو بْنَ الْعَاص، فَتَعَاهَدُواْ وَتَوَاثَقُواْ بِاللهِ أَلاَّ يَنْكُصَ رَجُلٌ مِنهُمْ عَنْ صَاحِبِهِ الَّذِي تَوَجَّهَ إِلَيْهِ حَتىَّ يَقْتُلَهُ أَوْ يَمُوتَ دُونَه، فَأَخَذُواْ أَسْيَافَهُمْ فَسَمُّوهَا، وَتَوَاعَدُواْ لِسَبْعِ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ؛ أَنْ يَثِبَ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى صَاحِبِهِ الَّذِي تَوَجَّهَ إِلَيْه، وَأَقْبَلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنهُمْ إِلى المِصْرِ الَّذِي فِيهِ صَاحِبُهُ الَّذِي يَطْلُب 00

فَأَمَّا ابْنُ مُلْجَمٍ المُرَادِيُّ؛ فَأَتَى أَصْحَابَهُ بِالْكُوفَةِ وَكَاتمَهُمْ أَمْرَهُ كَرَاهِيَةَ أَنْ يُظْهِرُواْ شَيْئَاً مِن أَمْرِه، وَإِنَّهُ لَقِيَ أَصْحَابَهُ مِنْ تَيْمِ الرَّبَاب، وَقَدْ قَتَلَ عَلِيٌّ مِنهُمْ عِدَّةً يَوْمَ النَّهْر، فَذَكَرُواْ قَتْلاَهُمْ فَتَرَحَّمُواْ عَلَيْهِمْ، وَلَقِيَ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ تَيْمِ الرَّبَابِ يُقَالُ لهَا قَطَامُ بِنْتُ الشِّحْنَة، وَقَدْ قَتَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِبٍ أَبَاهَا وَأَخَاهَا يَوْمَ النَّهْر، وَكَانَتْ فَائِقَةَ الجَمَال، فَلَمَّا رَآهَا الْتَبَسَتْ بِعَقْلِهِ وَنَسِيَ حَاجَتَهُ الَّتي جَاءَ لهَا، فَخَطَبَهَا؛ فَقَالَتْ: لاَ أَتَزَوَّجُ حَتىَّ تَشْفِيَني، قَالَ وَمَا تَشَائِين 00؟

قَالَتْ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَعَبْدَاً وَقَيْنَة، وَقَتْلَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِب، فَقَالَ هُوَ مَهْرٌ لَكِ، فَأَمَّا قَتْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِب؛ فَمَا أَرَاكِ ذَكَرْتِيهِ لي وَأَنْتِ تُرِيدِينَه ـ أَيْ لاَ حَاجَةَ لَكِ بِه ـ قَالَتْ بَلَى، فَالْتَمِسْ غِرَّتَه، فَإِن أَصَبْتَهُ شَفَيْتَ نَفْسَكَ وَنَفْسِي، ونَفَعَكَ مَعِي الْعَيْش، وَإِنْ قُتِلْتَ فَمَا ثَمَّ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيرٌ مِنَ الدُّنيَا وَزِبْرِجِ أَهْلِهَا، فَقَال: مَا جَاءَ بي إِلى هَذَا المِصْرِ إِلاَّ قَتْلُ عَلِيّ، قَالَتْ: فَإِذَا أَرَدْتَ ذَلِكَ فَأَخْبرَنيِّ حَتىَّ أَطْلُبَ لَكَ مَنْ يَشُدُّ ظَهْرَكَ وَيُسَاعِدَكَ عَلَى التَّابِعِين، فَبَعَثَتْ إِلى رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهَا مِنْ تَيْمِ الرَّبَابِ يُقَالُ لَهُ وِرْدَان، فَكَلَّمَتْهُ فَأَجَابَهَا، وَأَتَى ابْنُ مُلْجَمٍ رَجُلاً

مِن أَشْجَعَ يُقَالُ لَهُ شَبِيبُ بْنُ نجْدَةَ فَقَالَ لَه: هَلْ لَكَ في شَرَفِ الدُّنيَا وَالآخِرَة 00؟ قَالَ وَمَا ذَاك 00؟ قَالَ قَتْلُ عَلِيّ؛ قَالَ ثَكِلَتْكَ أُمُّك، لَقَدْ جِئْتَ شَيْئَاً إِدَّا؛ كَيْفَ تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِه 00؟

قَالَ أَكْمُنُ لَهُ في السَّحَر، فَإِذَا خَرَجَ إِلى صَلاَةِ الْغَدَاةِ شَدَدْنَا عَلَيْهِ فَقَتَلْنَاه، فَإِنْ نجَوْنَا شَفَيْنَا أَنْفُسَنَا وَأَدْرَكْنَا ثَأْرَنَا، وَإِنْ قُتِلْنَا فَمَا ثَمَّ اللهِ خَيرٌ مِنَ الدُّنيَا وَزِبْرِجِ أَهْلِهَا، وَزِبْرِجِ أَهْلِهَا؛ قَالَ وَيْحَكَ لَوْ عَلَيٌّ كَانَ أَهْوَنَ عَلَيّ، قَدْ عَرَفْتُ بَلاَءهُ في الإِسْلاَمِ وَسَابِقَتَهُ مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَمَا أَجِدُني أَنْشَرِحُ لِقَتْلِهِ؛ قال ـ أَيِ ابْنُ مُلْجَم: أَمَا تَعْلَمُ أَنَّهُ قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرِ الْعُبَّادَ المُصَلِّين 00؟

قَالَ بَلَى، قَالَ فَقَتْلُهُ بِمَا قَتَل مِن إِخْوَانِنَا، فَأَجَابَه، فَجَاؤُواْ حَتىَّ دَخَلُواْ عَلَى قَطَامَ وَهِيَ في المَسْجِدِ الأَعْظَمِ مُعْتَكِفَةٌ فِيه، فَقَالُواْ لَهَا: قَدْ أُجْمِعَ رَأْيُنَا عَلَى قَتْلِ عَلِيّ، قَالَتْ: فَإِذَا أَرَدْتُمْ ذَلِكَ فَائْتُوني، فَجَاءَ فَقَالَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ الَّتي وَاعَدْتُ فِيهَا صَاحِبيَّ أَنْ يَقْتُلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا صَاحِبَه، فَدَعَتْ لَهُمْ بِالحَرِيرِ فَعَصَبَتْهُمْ، وَأَخَذُواْ أَسْيَافَهُمْ وَجَلَسُواْ مُقَابِلَ السُّدَّةِ الَّتي يخْرُجُ مِنهَا عَلِيّ، فَخَرَجَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لِصَلاَةِ الْغَدَاة، فَجَعَلَ يُنَادِي كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ: الصَّلاَةَ الصَّلاَة؛ فَشَدَّ عَلَيْهِ شَبِيبٌ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْف، فَوَقَعَ السَّيْفُ بِعِضَادَةِ الْبَابِ أَوِ بِالطَّاق، فَشَدَّ

عَلَيْهِ بْنُ مُلْجَمٍ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ في قَرْنِه ـ أَيْ في جَانِبِ رَأْسِهِ الخَلْفِيّ ـ وَهَرَبَ وِرْدَانُ حَتىَّ دَخَلَ مَنزِلَه، وَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ بَني أُمِّهِ وَهُوَ يَنْزِعُ الحَرِيرَ وَالسَّيْفَ عَنْ صَدْرِهِ، فَقَالَ مَا هَذَا السَّيْفُ وَالحَرِير 00؟ فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَان، فَذَهَبَ إِلى مَنْزِلِهِ فَجَاءَ بِسَيْفِهِ فَضَرَبَهُ حَتىَّ قَتَلَه ـ أَيْ جَزَاءَ تَآمُرِهِ عَلَى قَتْلِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ ـ وَخَرَجَ شَبِيبٌ نحْوَ أَبْوَابِ كِنْدَة، وَشَدَّ عَلَيْهِ النَّاس ـ أَيْ أَرَادُواْ قَتْلَهُ ـ إلاَّ أَنَّ رَجُلاً مِن حَضْرَمَوْتَ يُقَالُ لَهُ عُوَيْمِر؛ ضَرَبَ رِجْلَهُ بِالسَّيْفِ فَصَرَعَهُ وَجَثَمَ عَلَيْه،

فَلَمَّا رَأَى النَّاسَ قَدْ أَقْبَلُواْ في طَلَبِهِ وَسَيْفُ شَبِيبٍ في يَدِه؛ خَشِيَ عَلَى نَفْسِهِ فَتَرَكَهُ فَنَجَا بِنَفْسِه، وَنجَا شَبِيبٌ في غُمَارِ النَّاس، وَخَرَجَ بْنُ مُلْجَم، فَشَدَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِن أَهْلِ هَمَدَانَ فَضَرَبَ رِجْلَهُ وَصَرَعَه، وَتَأَخَّرَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَدَفَعَ في ظَهْرِ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيرَةَ بْنِ أَبي وَهْب ـ أَيْ غَمَزَهُ لِيُصَلِّيَ بِالنَّاس ـ فَصَلَّى بِالنَّاسِ الْغَدَاة، وَشَدَّ عَلَيْهِ النَّاسُ مِنْ كُلِّ جَانِب، وَذَكَرُواْ أَنَّ محَمَّدَ بْنَ حُنَيفٍ قَال: وَاللهِ إِنيِّ لأُصَلِّي تِلْكَ اللَّيْلَةَ الَّتي ضُرِبَ فِيهَا عَلِيٌّ في المَسْجِدِ الأَعْظَمِ قَرِيبَاً مِنَ السُّدَّة، في رِجَالٍ كَثِيرٍ مِن أَهْلِ المِصْر، مَا فِيهِمْ إِلاَّ قِيَامٌ وَرُكُوعٌ وَسُجُود، وَمَا يَسْأَمُونَ مِن أَوَّلِ

اللَّيْلِ إِلى آخِرِه؛ إِذْ خَرَجَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لِصَلاَةِ الْغَدَاةِ فَجَعَلَ يُنَادِي: أَيُّهَا النَّاس؛ الصَّلاَةَ الصَّلاَة، فَمَا أَدْرِي أَتَكَلَّمَ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ أَوْ نَظَرْتُ إِلى بَرِيقِ السُّيُوف، وَسَمِعْت: الحُكْمُ للهِ لاَ لَكَ يَا عَلِيُّ وَلاَ لأَصْحَابِك، فَرَأَيْتُ سَيْفَاً ثُمَّ رَأَيْتُ نَاسَاً، وَسَمِعْتُ عَلِيَّاً يَقُول: لاَ يَفُتْكُمُ الرَّجُل، وَشَدَّ عَلَيْهِ النَّاسُ مِنْ كُلِّ جَانِب، فَلَمْ أَبْرَحْ حَتىَّ أُخِذَ ابْنُ مُلْجَمٍ فَأُدْخِلَ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَدَخَلْتُ فِيمَنْ دَخَلَ مِنَ النَّاس، فَسَمِعْتُ عَلِيَّاً يَقُول: النَّفْسُ بِالنَّفْس، إِن هَلَكْتُ فَاقْتُلُوهُ كَمَا قَتَلَني، رَأَيْتُ فِيهِ رَأْيِي، وَلَمَّا أُدْخِلَ بْنُ مُلْجَمٍ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: يَا

عَدُوَّ الله؛ أَلَمْ أُحْسِن إِلَيْك، أَلَمْ أَفْعَلْ بِك 00؟ قَالَ بَلَى؛ قَالَ فَمَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا 00؟ قَالَ شَحَذْتُهُ أَرْبَعِينَ صَبَاحَاً ـ أَيْ شَحَذْتُ سَيْفِي أَرْبَعِينَ صَبَاحَاً ـ فَسَأَلْتُ اللهَ أَنْ يُقْتَلَ بِهِ شَرَّ خَلْقِه، قَالَ لَهُ عَلِيّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: مَا أَرَاكَ إِلاَّ مَقْتُولاً بِه، وَمَا أَرَاكَ إِلاَّ مِنْ شَرِّ خَلْقِ الله، وَكَانَ ابْنُ مُلْجَمٍ مَكْتُوفَاً بَينَ يَدَيِ الحَسَن؛ إِذْ نَادَتْهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عَلِيٍّ وَهِيَ تَبْكِي: يَا عَدُوَّ الله؛ إِنَّهُ لاَ بَأْسَ عَلَى أَبي وَاللهُ مخْزِيك؛ قَالَ فَعَلاَمَ تَبْكِين 00؟!

وَاللهِ لَقَدِ اشْتَرَيْتُهُ بِأَلْفٍ وَسَمَمْتُهُ بِأَلْف، وَلَوْ كَانَتْ هَذِهِ الضَّرْبَةُ لجَمِيعِ أَهْلِ المِصْرِ مَا بَقِيَ مِنهُمْ أَحَدٌ سَاعَة، وَهَذَا أَبُوكِ بَاقٍ حَتىَّ الآن، فَقَالَ عَلِيٌّ لِلْحَسَن رَضِيَ اللهُ عَنهُ: رَأَيْتُ فِيهِ رَأْيِي، وَإِن هَلَكْتُ مِنْ ضَرْبَتي هَذِهِ فَاضْرِبْهُ حُصُول، وَلاَ تُمَثِّلْ بِهِ؛ فَإِنيِّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنهَى عَنِ المُثْلَةِ وَلَوْ بِالْكَلْبِ الْعَقُور، وَذُكِرَ أَنَّ جُنْدُبَ بْنَ عَبْدِ اللهِ دَخَلَ عَلَى عَلِيٍّ يَسْأَلُ مَا بِهِ فَقَال: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين؛ إِنْ فَقَدْنَاكَ ـ وَلاَ نَفْقِدُكَ ـ فَنُبَايِعُ الحَسَن 00؟

قَالَ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ: مَا آمُرُكُمْ وَلاَ أَنهَاكُمْ؛ أَنْتُمْ أَبْصَر، فَلَمَّا قُبِضَ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ بَعَثَ الحسن إِلى بْنِ مُلْجَمٍ فأُدْخِلَ عَلَيْه؛ فَقَالَ لَهُ بْنُ مُلْجَم: هَلْ لَكَ في خَصْلَة؛ إِنيِّ واللهِ ما أَعْطَيْتُ اللهَ عَهْدَاً إِلاَّ وَفَيْتُ بِه، إِنيِّ كُنْتُ أَعْطَيْتُ اللهَ عَهْدَاً أَن أَقْتُلَ عَلِيَّاً وَمُعَاوِيَةَ أَوْ أَمُوتَ دُونَهُمَا؛ فَإِنْ شِئْتَ خَلَّيْتَ بَيْني وَبَيْنَه، وَلَكَ اللهُ عَلَيَّ إِنْ لَمْ أُقْتَلْ أن آتِيَكَ حَتىَّ أَضَعَ يَدِي في يَدِك؛ فَقَالَ لَهُ الحَسَن رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لاَ وَاللهِ أَوْ تُعَايِنَ النَّار، فَقَدَّمَهُ فَقَتَلَهُ، ثمَّ أَخَذَهُ النَّاسُ فَأَدْرَجُوهُ في بَوَارِي ـ أَيْ في حُصُرٍ ـ ثمَّ أَحْرَقُوهُ بِالنَّار، وَقَدْ كَانَ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ قَال:

يَا بَني عَبْدِ المُطَّلِب؛ لاَ أَلْفَيَنَّكُمْ تخُوضُونَ دِمَاءَ المُسْلِمِين، تَقُولُونَ قُتِلَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ قُتِلَ أَمِيرُ المُؤْمِنِين؛ أَلاَ لاَ يُقْتَلْ بي إِلاَّ قَاتِلِي، وَأَمَّا البُرْكُ بْنُ عَبْدِ الله؛ فَقَعَدَ لِمُعَاوِيَة، فَخَرَجَ لِصَلاَةِ الْغَدَاة، فَشَدَّ عَلَيْهِ بِسَيْفِهِ، وَأَدْبَرَ مُعَاوِيَةُ هَارِبَاً، فَوَقَعَ السَّيْفُ في إِلْيَتِهِ ـ أَيْ إِلْيَةِ مُعَاوِيَةَ ـ فَقَالَ البُرْك: إِنَّ عِنْدِي خَبرَاً أُبَشِّرُكَ بِه؛ فَإِن أَخْبرْتُكَ أَنَافِعِي ذَلِكَ عِنْدَك 00؟ قَالَ وَمَا هُوَ 00؟

قَال: إِنَّ أَخَاً لي قَتَلَ عَلِيَّاً في هَذِهِ اللَّيْلَة؛ قَالَ ـ أَيْ مُعَاوِيَة: فَلَعَلَّهُ لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْه؛ قَالَ بَلَى؛ إِنَّ عَلِيَّاً يخْرُجُ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ يحْرُسُه؛ فَأَمَرَ بِهِ مُعَاوِيَة رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقُتِل، فَبَعَثَ إِلى السَّاعِدِيِّ وَكَانَ طَبِيبَاً، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَال: إِنَّ ضَرْبَتَكَ مَسْمُومَة؛ فَاخْتَرْ مِنيِّ إِحْدَى خَصْلَتَين: إِمَّا أَن أَحْمِيَ حَدِيدَةً فَأَضَعَهَا مَوْضِعَ السَّيْف، وَإِمَّا أَسْقِيَكَ شَرْبَةً تَقْطَعُ مِنْكَ الْوَلَدَ وَتَبرَأُ مِنهَا؛ فَإِنَّ ضَرْبَتَكَ مَسْمُومَة؛ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة: أَمَّا النَّارُ فَلاَ صَبرَ لي عَلَيْهَا، وَأَمَّا انْقِطَاعُ الْوَلَد؛ فَإِنَّ في يَزِيدَ وَعَبْدِ اللهِ وَوَلَدِهِمَا مَا تَقَرُّ بِهِ عَيْني؛ فَسَقَاهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ الشَّرْبَةَ

فَبَرِأَ فَلَمْ يُولَدْ بَعْدُ لَه، فَأَمَرَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِالمَقْصُورَاتِ ـ أَيْ بِالْقَاعَاتِ المحَصَّنَة ـ وَقِيَامِ الشُّرَطِ عَلَى رَأْسِه، وَقَالَ عَلِيٌّ لِلْحَسَنِ وَالحُسَين

رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ: أَيْ بَنيّ؛ أُوصِيكُمَا بِتَقْوَى اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ لِوَقْتِهَا، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ثَمَّ محِلِّهَا ـ أَيْ في مِيعَادِهَا ـ وَحُسْنِ الْوُضُوء؛ فَإِنَّهُ لاَ تُقْبَلُ صَلاَةٌ إِلاَّ بِطَهُور، وَأُوصِيكُمْ بِغَفْرِ الذَّنْبِ وَكَظْمِ الْغَيْظِ وَصِلَةِ الرَّحِم، وَالحِلْمِ عَنِ الجَهْلِ وَالتَّفَقُّهِ في الدِّينِ وَالتَّثَبُّتِ في الأَمْر، وَتَعَاهُدِ الْقُرْآنِ وَحُسْنِ الجِوَار، وَالأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ وَاجْتِنَابِ الْفَوَاحِش، ثُمَّ نَظَرَ إِلى محَمَّدِ بْنِ الحَنَفِيَّةِ فَقَال: هَلْ حَفِظْتَ مَا أَوْصَيْتُ بِهِ أَخَوَيْك 00؟

قَالَ نَعَمْ؛ قَالَ فَإِنيِّ أُوصِيكَ بِمِثْلِهِ وَأُوصِيكَ بِمِثْلِه، وَأُوصِيكَ بِتَوْقِيرِ أَخَوَيْكَ لِعَظَمِ حَقِّهِمَا عَلَيْكَ وَتَزْيِينِ أَمْرِهِمَا، وَلاَ تَقْطَعْ أَمْرَاً دُونهُمَا، ثمَّ قَالَ لهُمَا: أُوصِيكُمَا بِهِ؛ فَإِنَّهُ شَقِيقُكُمَا وَابْنُ أَبِيكُمَا، وَقَدْ عَلِمْتُمَا أَنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يحِبُّه، ثُمَّ أَوْصَى: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم؛ هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَوْصَى: أَنَّهُ يَشْهَدُ أَلاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لُهُ، وَأَنَّ محَمَّدَاً عَبْدَهُ وَرَسُولُه، أَرْسَلَهُ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُون، ثُمَّ إِنَّ صَلاَتي وَنُسُكِي وَمحْيَايَ وَممَاتي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ

لَه، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِين، ثُمَّ أُوصِيكُمَا يَا حَسَنُ وَيَا أَهْلِي وَوَلَدِي، وَمَنْ بَلَغَهُ كِتَابي: بِتَقْوَى اللهِ رَبِّكُمْ، وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون، وَاعْتَصِمُواْ بحَبْلِ اللهِ جَمِيعَاً وَلاَ تَفَرَّقُوا؛ فَإِنيِّ سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِنَّ صَلاَحَ ذَاتَ الْبَين؛ أَعْظَمُ مِن عَامَّةِ الصَّلاَةِ وَالصِّيَام " 0

وَانْظُرُواْ إِلى ذَوِي أَرْحَامِكُمْ فَصِلُوهُمْ؛ يُهَوِّنُ اللهُ عَلَيْكُمُ الحِسَاب، وَاللهَ اللهَ في الأَيْتَام؛ لاَ يَضِيعُنَّ بحَضْرَتِكُمْ، وَاللهَ اللهَ في الصَّلاَة؛ فَإِنهَا عَمُوُد دِينِكُمْ، وَاللهَ اللهَ في الزَّكَاة؛ فَإِنهَا تُطْفِئُ غَضَبُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلّ، وَاللهَ اللهَ في الْفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِين؛ فَأَشْرِكُوهُمْ في مَعَايِشِكُمْ، وَاللهَ اللهَ في الْقُرْآن؛ فَلاَ يَسْبِقَنَّكُم وَمَعْنَاهُ بِهِ غَيرُكُمْ، وَاللهَ اللهَ في الجِهَادِ في سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ، وَاللهَ اللهَ في بَيْتِ رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ؛ لاَ يَخْلُوَنَّ مَا بَقِيتُمْ؛ فَإِنَّهُ إِنْ تُرِكَ لَمْ تُنَاظَرُواْ ـ أَيْ لَمْ تُمْهَلُواْ ـ وَاللهَ اللهَ في أَهْلِ ذِمَّةِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَلاَ يُظْلَمُنَّ بَينَ

ظَهْرَانَيْكُمْ، وَاللهَ اللهَ في جِيرَانِكُمْ؛ فَإِنَّهُمْ وَصِيَّةُ نَبِيِّكُمْ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِيني بِالجَار، حَتىَّ ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُه " 0 وَاللهَ اللهَ في أَصْحَابِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ وَصَّى بِهِمْ، وَاللهَ اللهَ في الضَّعِيفَين: نِسَائِكُمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ؛ فَإِنَّ آخِرَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ قَال: أُوصِيكُمْ بِالضَّعِيفَين: النِّسَاء وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ، الصَّلاَةَ الصَّلاَة 00 لاَ تخَافُنَّ في اللهِ لَوْمَةَ لاَئِم؛ يَكْفِكُمْ مِن أَرَادَكُمْ وَبَغَى عَلَيْكُمْ 00 {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنَاً} {البَقَرَة/83}

كَمَا أَمَرَكُمُ الله، وَلاَ تَتْرُكُواْ الأَمْرَ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ المُنْكَر؛ فَيُوَلىَّ أَمْرَكُمْ شِرَارُكُمْ، ثُمَّ تَدْعُونَ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَكُمْ، عَلَيْكُمْ بِالتَّوَاصُلِ وَالتَّبَاذُلِ ـ أَيْ تَبَادُلِ السَّخَاء، وَالْبَذْلِ وَالْعَطَاء ـ وَإِيَّاكُمْ وَالتَّقَاطُعَ وَالتَّدَابُرَ وَالتَّفَرُّق 00 {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى البرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَاب} {المَائِدَة/2}

وَأَمَّا عَمْرُو بْنُ أَبي بَكْر؛ فَقَعَدَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَحِمَهُ اللهُ في تِلْكَ اللَّيْلَةَ الَّتي ضُرِبَ فِيهَا مُعَاوِيَةَ فَلَمْ يَخْرُجْ؛ وَكَانَ اشْتَّكَى بَطْنَهُ فَأَمَرَ خَارِجَةَ بْنَ أَبي حَبِيبٍ ـ وَكَانَ صَاحِبَ شُرْطَتِهِ، وَكَانَ مِنْ بَني عَامِرِ بْنِ لُؤَيّ ـ فَخَرَجَ يُصَلِّي بِالنَّاس، فَشَدَّ عَلَيْهِ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ فَقَتَلَه؛ فَأُخِذَ وَأُدْخِلَ عَلَى عَمْرِو، فَلَمَّا رَآهُمْ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ بِالإِمْرَةِ قَالَ مَن هَذَا 00؟ قَالُواْ عَمْرُو بْنُ الْعَاص، قَالَ فَمَنْ قَتَلْت 00؟

قَالُواْ خَارِجَة، قَال: أَمَا وَاللهِ يَا محْمُودُ مَا ضَمِدْتُ غَيرَك ـ أَيْ مَا حَقَدْتُ عَلَى سِوَاك ـ قَالَ عَمْرو: أَرَدْتَني وَاللهُ أَرَادَ خَارِجَة، فَقَدَّمَهُ فَقَتَلَه " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع ": هُوَ مُرْسَلٌ وَإِسْنَادُهُ حَسَن 0 ص: (144/ 9)، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِيرِ ص: (168)، وَحَدِيثُ " مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِيني بِالجَار " رَوَاهُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6015 / فَتْح)، وَمُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2625 / عَبْد البَاقِي] رَوَى عَمْرُو بْنُ حُبْشِيٍّ عَنِ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال:

" خَطَبَنَا الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ بَعْدَ قَتْلِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ فَقَال: لَقَدْ فَارَقَكُمْ رَجُلٌ بِالأَمْس؛ مَا سَبَقَهُ الأَوَّلُونَ بِعِلْمٍ، وَلاَ أَدْرَكَهُ الآخِرُون، إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَبْعَثُهُ وَيُعْطِيهِ الرَّايَةَ فَلاَ يَنْصَرِفُ حَتىَّ يُفْتَحَ لَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 1720، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] عَنْ محَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الحُسَينِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " تُوُفيَ عَلِيٌّ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِين " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: 145/ 9] وَقَالَ أَبُو الأَسْوَدِ الدُّؤَليُّ في رِثَاءِ الإِمَامِ عَلِيّ:

قَتَلْتُمْ خَيرَنَا حَسَبَاً وَدِينَا * فَلاَ قَرَّتْ عُيُونُ الشَّامِتِينَا أَفي الشَّهْرِ الحَرَامِ فَجَعْتُمُونَا * بخَيرِ النَّاسِ طُرَّاً أَجْمَعِينَا قَتَلْتُمْ خَيرَ مَنْ رَكِبَ المَطَايَا * وَمَنْ قَرَأَ المَثَانيَ وَالمِئِينَا [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع ": هُوَ مُرْسَلٌ وَإِسْنَادُهُ حَسَن 0 ص: (144/ 9)، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِيرِ ص: 168] وَعَنْ يحْيى بْنِ بَكِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قُتِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِبٍ يَوْمَ الجُمُعَة، يَوْمَ سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِين " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " 0 ص: (145/ 9)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيّ]

وَعَن أَبي بَكْرِ بْنِ أَبي شَيْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قُتِلَ عَلِيٌّ سَنَةَ أَرْبَعِين، وَكَانَتْ خِلاَفَتُهُ خَمْسَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُر " [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " 0 ص: (146/ 9)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيّ]

وَفَاةُ سَيِّدَةِ نِسَاءِ المُؤْمِنِين: فَاطِمَة رَضِيَ اللهُ عَنهَا لَمَّا دُفِنَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَامَ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عِنْدَ قَبرِهَا فَقَالَ: لِكُلِّ اجْتِمَاعٍ مِن خَلِيْلَينِ فُرْقَةٌ * وَكُلُّ الَّذِي دُونَ المَمَاتِ قَلِيلُ وَإِنَّ افْتِقَادِي وَاحِدَاً بَعْدَ وَاحِدٍ * دَلِيلٌ عَلَى أَلاَّ يَدُومَ خَلِيلُ [الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: (4768)، وَابْنُ حَجَرٍ العَسْقَلاَني 0 في " لِسَانِ المِيزَانِ " بِرَقْم: 699]

اسْتِشْهَادُ الحُسَينِ رضي الله عنه عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَقَدْ دَخَلَ عَلَيَّ البَيْتَ مَلَكٌ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيَّ قَبْلَهَا، فَقَالَ لي: إِنَّ ابْنَكَ هَذَا حُسَيْنَاً مَقْتُول، وَإِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ مِنْ تُرْبَةِ الأَرْضِ الَّتي يُقْتَلُ بِهَا؛ فَأَخْرَجَ تُرْبَةً حَمْرَاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 822، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ اضْطَجَعَ ذَاتَ لَيْلَةٍ لِلنَّوْم؛ فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ حَائِر، ثمَّ اضْطَجَعَ فَرَقَد، ثمَّ اسْتَيْقَظَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ حَائِرٌ دُونَ مَا رَأَيْتُ بِهِ المَرَّةَ الأُولىَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَاسْتَيْقَظَ وَفي يَدِهِ تُرْبَةٌ حَمْرَاء يُقَبِّلُهَا؛ فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ التُّرْبَةُ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَخْبَرَني جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّ هَذَا: [أَيِ الحُسَينُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ]: يُقْتَلُ بِأَرْضِ الْعِرَاق؛ فَقُلْتُ لجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَم: " أَرِني تُرْبَةَ الأَرْضِ الَّتي يُقْتَلُ بِهَا 00 فَهَذِهِ تُرْبَتُهَا " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8202]

عَن أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله؛ إِنيِّ رَأَيْتُ حُلْمَاً مُنْكَرَاً اللَّيْلَة، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا هُوَ " 00؟ قَالَتْ: إِنَّهُ شَدِيد؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا هُوَ " 00؟ قَالَتْ: رَأَيْتُ كَأَنَّ قِطْعَةً مِنْ جَسَدِكَ قُطِعَتْ في حِجْرِي؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " رَأَيْتِ خَيرَاً: تَلِدُ فَاطِمَةُ إِنْ شَاءَ اللهُ غُلاَمَاً فَيَكُونُ في حِجْرِك " 0

فَوَلَدَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا الحُسَينَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَكَانَ في حِجْرِي كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: فَدَخَلْتُ يَوْمَاً إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعْتُهُ في حِجْرِه، ثُمَّ حَانَتْ مِنيِّ الْتِفَاتَةٌ فَإِذَا عَيْنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُهْرِيقَانِ مِنَ الدُّمُوع؛ فَقُلْتُ: يَا نَبيَّ الله؛ بِأَبي أَنْتَ وَأُمِّي مَالَك 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَتَاني جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَأَخْبَرَني أَنَّ أُمَّتي سَتَقْتُلُ ابْني هَذَا " 0 فَقُلْتُ: هَذَا 00؟! فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ " 0 وَأَتَاني بِتُرْبَةٍ مِنْ تُرْبَتِهِ حَمْرَاء " 00 أَيْ بِهَا آثَارُ دَمِهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (61، 821)، رَوَاهُ الحَاكِم]

عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ قَال: " دَخَلْتُ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَعَيْنَاهُ تَفِيضَان؛ قُلْتُ: يَا نَبيَّ الله؛ أَغْضَبَكَ أَحَد، مَا شَأْنُ عَيْنَيْكَ تَفِيضَان 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " بَلْ قَامَ مِن عِنْدِي جِبْرِيلُ قَبْلُ فَحَدَّثَني أَنَّ الحُسَينَ يُقْتَلُ بِشَطِّ الفُرَات، هَلْ لَكَ إِلى أَن أُشِمَّكَ مِنْ تُرْبَتِه " 0 قُلْتُ: نَعَمْ؛ فَمَدَّ يَدَهُ فَقَبَضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فَأَعْطَانِيهَا؛ فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنيَّ أَنْ فَاضَتَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 460، وَالأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 1171، رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالبزَّارُ وَأَبُو يَعْلَى]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " رَأَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ بِنِصْفِ النَّهَار، وَهُوَ قَائِمٌ أَشْعَثَ أَغْبَرَ بِيَدِهِ قَارُورَةٌ فِيهَا دَم؛ فَقُلْتُ: بِأَبي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله؛ مَا هَذَا 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَذَا دَمُ الحُسَيْنِ وَأَصْحَابِه، لَمْ أَزَلْ أَلْتَقِطُهُ مُنْذُ الْيَوْم " 0 فَأَحْصَيْنَا ذَلِكَ اليَوْم؛ فَوَجَدُوهُ قُتِلَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في ذَلِكَ اليَوْم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (2553)، وَالإِمَامُ الْبُوصِيرِي في زَوَائِدِهِ، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

وَحَسْبي وَحَسْبُكُمْ أَيُّهَا الأَحْبَاب؛ أَنْ نُتَابِعَ مَا قَالَهُ الشَّيْخ كِشْك وَهُوَ يُصَوِّرُ هَذَا المَشْهَدَ بِأُسْلُوبِهِ الجَذَّاب: يَقُولُ عَلَيْهِ شَآبِيبُ الرَّحمَة: " ذَهَبَ الحُسَينُ إِلى العِرَاقِ بَعْدَمَا أَرْسَلُواْ لَهُ آلاَفَ الرَّسَائِلِ يُبَايِعُونَهُ فِيهَا، وَيُعَاهِدُونَهُ عَلَى الوَلاَءِ وَالنُّصْرَةِ وَالوُقُوفِ مَعَهُ ضِدَّ يَزِيدَ الطَّاغِيَة، وَلَكِنَّ الحُسَينَ في أَثنَاءِ سَيرِهِ قَابَلَ الفَرَزْدَقَ الشَّاعِر، فَسَأَلَهُ الإِمَامُ الحُسَين: مِن أَيْنَ أَنْتَ قَادِمٌ يَا فَرَزْدَق 00؟ الفَرَزْدَق: مِنَ العِرَاقِ يَا إِمَام 00

فَسَأَلَهُ الإِمَامُ الحُسَينُ كَيْفَ حَالُ النَّاسِ هُنَاكَ يَا فَرَزْدَق 00؟ فَقَالَ قَوْلَةَ حَقٍّ أَصْبَحَتْ مَثَلاً * وَأَصْبَحَ الجِيلُ بَعْدَ الجِيلِ يَرْوِيهَا {حَافِظ إِبْرَاهِيم} قَالَ الفَرَزْدَق: يَا ابْنَ بِنْتِ رَسُولِ الله: " قُلُوبُ النَّاسِ مَعَك، لَكِنَّ سُيُوفَهُمْ عَلَيْك " 0 " قُلُوبُ النَّاسِ مَعَهُ لَكِنَّ سُيُوفَهُمْ عَلَيْه " 0 لَقَدْ أَرْسَلُواْ إِلَيْهِ بِالبَيْعَةِ فَمَا الَّذِي حَدَث 00؟ [فَضِيلَةُ الشَّيْخ عَبْدِ الحَمِيد كِشْك في " الخُطَبُ المِنْبَرِيَّةُ " بِتَصَرُّف 0 ص: 19/ 9]

اشْتَرَواْ ضَمَائِرَ النَّاس أَرْسَلَ يَزِيدُ وَابْنُ زِيَادٍ بِالجِمَالِ المُثقَلَةِ بِالمَالِ فَاشْترَواْ ضَمَائِرَ النَّاس، وَمَنْ لَمْ يَطْمَعْ فِيمَا لَدَيْهِمْ مِنَ المَالِ أَذْعَنَ خَشْيَةَ مَا لَدَيْهِمْ مِنَ البَأْس، وَكَفَانَا اللهُ شَرِّ بَرِيقِ الدَّنَانِيرِ وَرَنِينَ الدَرَاهِم 00 اشْتَرَى يَزِيدُ وَابْنُ زِيَادٍ ضَمَائِرَ النَّاسِ وَكِلاَهمَا شَرٌّ مِنَ الآخَر؛ فَذَهَبَ ابْنُ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ فَلَمْ يجِدْ غَيرَ آلِ بَيْتِ رَسُولِ الله 00!! {رَبِّ لاَ تَذَرْني فَرْدَاً وَأَنْتَ خَيْرُ الوَارِثِين}

وَذَهَبَ الحُسَينُ بُنَاءً عَلَى العُهُودِ وَالمَوَاثِيق، لَكِنَّهُ لَمْ يَرَ رِجَالاً، إِنمَا رَأَى ذِئَابَاً، رَأَى أَهْلَ العِرَاقِ الّذِينَ أَعْطَوْهُ العُهُودَ وَالمَوَاثِيقَ وَحَلَفُواْ لَهُ أَغْلَظَ الأَيمَانَ قَدْ أَعَدُّواْ لَهُ آلاَفِ مُقَاتِلٍ بِقِيَادَةِ ابْنُ زِيَاد، وَلَمْ يَكُنْ مَعَ الحُسَينِ إِلاَّ أَهْلُ بَيْتِه، اثْنَانِ وَسَبْعُونَ فِيهِمُ النِّسَاءُ وَالأَطْفَال 00!! اقْرَأَواْ التَّارِيخَ وَقِفُواْ عِنْدَ أَيَّامِ الله؛ إِنَّ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمٌ مِن أَيَّامِ الله، يَوْمٌ فَاضَتْ فِيهِ أَرْوَاحُ آلِ بَيْتِ رَسُولِ الله 00!!

مُرُوءةُ الإِمَامِ الحُسَينِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَنُبْلُ أَخْلاَقِه وَبَاتَ الإِمَامُ الحُسَينُ تِلكَ اللَّيْلَةَ يجَهِّزُ لِلمَعْرَكَة، وَكَانَ رَجُلاً نَبِيلاً؛ فَجَمَعَ آلَ بَيْتِهِ تِلكَ اللَّيْلَةَ وَقَالَ لهُمْ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنَّ القَوْمَ لاَ يُرِيدُونَ أَحَدَاً مِنْكُمْ، لاَ يُرِيدُونَ إِلاَّ أَنَا؛ فَمَن أَرَادَ مِنْكُمُ الرُّجُوعَ فَليرْجِعْ سَالِمَاً، فَوَاللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيرُهُ قَدْ أَذِنتُ لَكُمْ 00!! لَكَ اللهُ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاء 00!! لَكَ اللهُ يَا حَفِيدَ رَسُولِ اللهِ الّذِي خَانُوه، وَبِأَيْدِيهِمْ قَتَلُوه 00!!

وَعِنْدَئِذٍ قَالَ أَهْلُهُ جَمِيعَاً في صَوْتِ رَجُلٍ وَاحِد: " أَنَترُكُكَ وَحْدَكَ يَا ابْنَ بِنْتِ رَسُولِ الله 00؟ مَاذَا نَقُولُ لِرَسُولِ اللهِ إِنْ فَعَلْنَا ذَلِك 00؟ " نحْنُ مَعَكَ يَا حُسَين " 00 قَالُواْ هَذِهِ الكَلِمَةَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ عِلمَ اليَقِينِ أَنَّ بَيْنَهُمْ وَبَينَ الجَنَّةِ خَوْضَ هَذِهِ المَعْرَكَة؛ لأَنهُمْ كَانُواْ عَلَى يَقِينٍ بِأَنَّهُمْ سَيُسْتَشْهَدُون 00!!

وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبهَا، وَوَقَفَ جَيْشُ ابْنِ زِيَادٍ أَمِيرِ الكُوفَةِ عَلَى مَقرُبَةٍ مِنْ جَيْشِ الحُسَينِ، وَقَبْلَ أَنْ يَنزِلَ الحُسَينُ المَعْرَكَةَ أَخَذَتهُ سِنَةٌ مِنَ النَّوْم، وَكَانَتْ أُخْتُهُ زَيْنَبُ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ وَرَضِيَ عَنهَا بجُوَارِه، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَ لهَا: يَا زَيْنَب: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المَنَامِ وَقَالَ لي: " إِنَّكَ عَمَّا قَلِيلٍ سَتَكُونُ عِنْدَنَا " وَهَلْ يُسْأَلُ عَنِ العِنْدِيَّةِ إِنْ كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ الله " 00؟ " عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ": تَعْني في جَنَّاتٍ وَنهَر، في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِر 00!!

جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الصَّبر لَكِنَّ زَيْنَبَ بَكَتْ؛ لأَنَّهَا مُنْذُ سَنَوَاتٍ فَقَدَتْ أُمَّهَا فَاطِمَة، وَبَعْدَ ذَلِكَ فَقَدَتْ أَبَاهَا الإِمَامَ عَلِيَّاً كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ قَتَلَهُ أَشْبَاهُ ابْنِ زِيَادٍ وَهْوَ خَارِجٌ لِصَلاَةِ الفَجْر، وَبَعْدَهَا قُتِلَ أَخُوهَا الحَسَنُ مَسْمُومَاً، وَهَا هِيَ الآنَ عَلَى وَشْكِ فَقدِ أَخِيهَا 00 أَنَا لاَ أَجِدُ تَعْبِيرَاً يُسْعِفُني لِلتَّعْبِيرِ عَنْ زَيْنَبَ وَثَبَاتِهَا، وَلَكِنْ كُلُّ مَا أَسْتَطِيعُ قَوْلَهُ أَن أَقُول: " إِنَّهَا جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الصَّبر " 00!!

ابْنٌ يُقْتَلُ أَمَامَ أَبِيه وَدَارَتْ رَحَى الحَرْب، وَأَخَذَ أَصْحَابُ الحُسَينِ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ يُسْتَشْهَدُونَ مَثْنى وَفُرَادَى، حَتىَّ وَقَفَ ابْنُهُ عَلِيٌّ لَمَّا رَأَى السِّهَامَ تَنُوشُ أَبَاهُ ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ يَقِيهِ بِنَفْسِه، إِلى أَن أَصَابَهُ سَهْمٌ فَقَتَلَه، فَحَمَلَ الحُسَينُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ابْنَهُ إِلى خَيْمَةِ أُخْتِهِ زَيْنَب؛ لِتَسْتَقْبِلَ ابْنَ أَخِيهَا مخْضُوبَاً بِدَمِه 00!! أَبَعْدَ هَذَا البَلاَءِ بَلاَء 00؟! أَبَعْدَ هَذَا الصَّبرِ صَبر 00؟! قَائِدٌ يحْمِلُ جُثْمَانَ ابْنِهِ وَالحَرْبُ قَدْ دَارَتْ رَحَاهَا وَحَمِيَتْ، وَرَحَى الحَرْبِ ثَقِيلَة 00 يَوْمٌ خَطَبَ فِيهِ السَّيْفُ عَلَى مَنَابِرِ الأَعْنَاق، وَارْتَوَتِ الرِّمَاحُ فِيهِ مِنَ الدَّمِ الدَّفَّاق 00!!

وَإِذَا بِالقَاسِمِ الأَخِ الأَصْغَرِ لِعَلِيٍّ يَنَادِي عَلَى الحُسَين: اشْتَدَّ بيَ العَطَشُ يَا أَبي ـ وَكَانَ قَدْ بَلَغَ لُؤمُ ابْنِ زِيَادٍ أَنْ قَدْ مَنَعَ المَاءَ عَنِ الحُسَينِ وَمَنْ مَعَه، فَرَدَّ عَلَيْهِ أَبُوهُ قَائِلاً: أَبُوكَ اليَوْمَ يَا وَلَدِي قَدْ قَلَّ نَاصِرُه، وَزَادَ مَاكِرُه، فَاصْبِرْ يَسِيرَاً يَا وَلَدِي فَعَمَّا قَلِيلٍ سَوْفَ يَسْقِينَا جَدُّكَ مِنَ الحَوْض!! أَيُّهَا الإِخْوَةُ الأَعِزَّاء؛ إِنَّ المَقَامَ لاَ تَشْرَحُهُ العِبَارَات؛ فَمَهْمَا أُوتِيتُ مِنْ بَرَاعَةِ التَّصْوِير، وَالقُدْرَةِ عَلَى التَّعْبِير: فَإِنَّ الفَارِقَ بَيْنَ الحَقِيقَةِ وَالكَلاَمِ كَبِير 00!! لَقَدْ كَانَ بحَقٍّ يَوْمُ كَرْبِلاَء: يَوْمَ كَرْبٍ وَبَلاَء " 0

لحُبِّنَا في الخِلاَفِ اخْتَلَفْنَا حَتىَّ في رَأْسِهِ وَاللهِ لَوْ قَامَ الآنَ الحُسَينُ مِنْ مَضْجَعِهِ؛ لحَزِنَ حُزْنَاً شَدِيدَاً عَلَى أَحْوَالِ المُسْلِمِين 00 لحُبِّهِمْ في الخِلاَفِ اخْتَلَفُواْ حَتىَّ في رَأْسِهِ 00 وَقِيلَتْ أَقَاوِيلُ في مَوْتِهِ * فَمِنهَا الصَّوَابُ وَمِنهَا الخَطَا قَوْمٌ يَقُولُون: رَأْسُهُ في مِصْر، وَآخَرُونَ يَقُولُون: رَأْسُهُ في العِرَاق، وَقَوْمٌ يَقُولُون: رَأْسُهُ في الأُرْدُن، وَآخَرُونَ يَقُولُونَ في سُورِيَّا، وَقَوْمٌ يَقُولُونَ في بَيْتِ المَقدِس، وَآخَرُونَ يَقُولُونَ في البَقِيع، وَتَقُومُ الدُّنيَا وَلاَ تَقْعُدُ لَوِ الْتَقَى الوَاحِدُ مِن هَؤُلاَءِ مَعَ مَنْ يخَالِفُه 00!! مَاذَا يَعْنِيكَ مِنْ رَأْسِ الحُسَين 00؟! هَلْ عَمِلْتَ بِعَمَلِ الحُسَينِ وَأَهْلِ بَيْتِه 00؟! هَلِ اقْتَدَيْتَ بِالحُسَينِ وَأَهْلِ بَيْتِه 00؟!

لاَ تخْتَلِفُواْ فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، وَقَبْلَ أَنْ تَسْأَلُواْ عَن هَذَا أَوْ غَيرِهِ اسْأَلُواْ أَنْفُسَكُمْ: هَلْ نحْنُ سِرْنَا وَرَاءَ الحُسَينِ في جِهَادِه 00؟ هَلْ نحْنُ أَمَرْنَا بِالمَعْرُوفِ وَنهَيْنَا عَنِ المُنْكَرِ كَمَا فَعَل 00؟ هَلْ نحْنُ رَبَّيْنَا أَوْلاَدَنَا كَمَا حَتىَّ يَكُونُواْ مِثْلَهُ في بُطُولاَتِهِ وَتَضْحِيَّاتِه " 00؟ حَدَّثَ محَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: «أُتيَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ بِرَأْسِ الحُسَيْنِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ» 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3748 / فَتْح]

قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الْفَتَاوَى عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَة عَن هَذِهِ المَسْأَلَة: «وَالَّذِي رَجَّحَهُ أَهْلُ العِلْمِ في مَوْضِعِ رَأْسِ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ هُوَ مَا ذَكَرَهُ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ في كِتَابِ أَنْسَابِ قُرَيْش 00 وَالزُّبَيْرُ بْنُ بكار هُوَ مِن أَعْلَمِ النَّاسِ وَأَوْثَقُهُمْ في مِثْلِ هَذَا؛ ذَكَرَ أَنَّ الرَّأْسَ حُمِلَ إِلىَ المَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ وَدُفِنَ هُنَاك، وَهَذَا مُنَاسِبٌ؛ فَإِنَّ هُنَاكَ قَبْرَ أَخِيهِ الحَسَنِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَعَمِّ أَبِيهِ العَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، وَابْنِهِ عَلِيٍّ وَأَمْثَالِهِمْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ 0 وَالزُّبَيْرُ أَعْلَمُ أَهْلِ النَّسَبِ وَأَفْضَلُ العُلَمَاءِ بِهَذَا السَّبَب» 0

فَتىً مَاتَ بَينَ الطَّعْنِ وَالضَّرْبِ مِيتَةً * تَقُومُ مَقَامَ النَّصْرِ لَوْ فَاتَهُ النَّصْرُ تَرَدَّى ثِيَابَ المَوْتِ حُمْرَاً فَمَا دَجَى * لهَا اللَّيْلُ إِلاَّ وَهْيَ مِنْ سُنْدُسٍ خُضْرُ حُسَينُ عَلَيْكَ سَلاَمُ رَبِّي فَإِنَّني * رَأَيْتُ الكَرِيمَ الحُرَّ لَيْسَ لَهُ عُمْرُ

وَمَا أَعْذَبَ رَائِعَةَ دِعْبِلٍ الخُزَاعِيِّ هَذَا الشَّاعِرِ المَوْهُوب، الَّذِي بَكَى الحُسَينُ بِمَرْثَاةٍ تَتَقَطَّعُ لَهَا القُلُوب، مِنهَا هَذِهِ الأَبْيَاتُ الرَّائِعِات: الشَّمْلُ مِنْ بَعْدِ الحُسَينُ مُبَدَّدُ * كَثُرَتْ أَعَادِيهِ وَقَلَّ المُسْعِدُ لَمْ يَحْفَظُواْ حَقَّ النَّبيِّ محَمَّدٍ * بَلْ جَرَّعُوهُ حَرَارَةً لاَ تَبْرُدُ قَتَلُواْ الحُسَيْنَ وَأَثْكَلُوهُ بِسِبْطِهِ * فَالدِّينُ يَبْكِي فَقْدَهُ وَالسُّؤْدَدُ كَيْفَ القَرَارُ وَفي السَّبَايَا زَيْنَبٌ * تَدْعُو بِفَرْطِ حَرَارَةٍ يَا أَحْمَدُ يَا جَدُّ قَدْ مُنِعُواْ الفُرَاتَ وَقُتِّلُواْ * عَطْشَى فَلَيْسَ لَهُمْ هُنَالِكَ مَوْرِدُ هَذَا حُسَينٌ بِالسُّيُوفِ مُقَطَّعٌ * وَمُلَطَّخٌ بِدِمَائِهِ مُسْتَشْهَدُ يَا جَدُّ إِنَّ الكَلْبَ يَشْرَبُ آمِنَاً * وَبَنُوكَ مِنْ بَينِ البَرَايَا طُرِّدُواْ يَا جَدُّ ذَا صَدْرُ الحُسَينِ مُمَزَّقٌ * وَالخَيْلُ تَنْزِلُ مِن عَلَيْهِ وَتَصْعَدُ فَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ المُنِيرُ كِلاَهُمَا * حَوْلَ النُّجُومِ بَكَيْنَهُ وَالفَرْقَدُ

وَفَاةُ مُعَاوِيَة رَضِيَ اللهُ عَنهُ سَيِّدُنَا مُعَاوِيَةُ الَّذِي يَتَحَامَلُ عَلَيْهِ البَعْض، وَكَأَنهُمْ أَرْبَابٌ مِنْ دُونِ اللهِ سَلَّطَهُمْ عَلَى رِقَابِ البَشَر، أَلاَ رَحِمَ اللهُ السَّلَفَ الصَّالح؛ الَّذِينَ كَانُواْ إِذَا ذُكِرَ سَيِّدُنَا مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ بِسُوءٍ قَالُواْ: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُون} {البَقَرَة: 134}

أَمَّا عَن هَذَا الكَلاَمِ الّذِي تَلَفَّظَ بِهِ وَهْوَ في الرَّمَقِ الأَخِيرِ فَهْوَ مِنْ بَابِ أَنَّ المُؤْمِنَ لاَ يَبرَحُ يَتَّهِمُ نَفسَهُ بِالتَّقصِيرِ وَالذَّنْبِ حَتىَّ يَلقَى الله، وَهْوَ كَقَوْلِ عُمَر: " لَوْ نَادَى مُنَادٍ أَنَّ كُلَّ النَّاسِ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلاَّ وَاحِدَاً لَظَنَنْتُ أَنَّهُ أَنَا " 0 وَكَقَوْلِهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً لحُذَيْفَةَ: " أَنْشُدُكَ اللهَ يَا حُذَيْفَة؛ هَلِ اسْمِي بَيْنَهُمْ " 00؟ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَلَى فِرَاشِ المَوْت لَمَّا حَضَرَتْهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ الوَفَاةُ قَال: أَقْعِدُوني 00 فَأُقْعِد، فَجَعَلَ يُسَبِّحُ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ وَيَذْكُرُهُ ثُمَّ بَكَى وَقَال: " تَذكُرُ رَبَّكَ يَا معَاوِيَةُ بَعْدَ الهَرَمِ وَالاَنحِطَاط 00؟!

أَلاَ كَانَ هَذَا وَغُصْنُ الشَّبَابِ غَضٌّ نَضِير 00؟! ثُمَّ بَكَى حَتىَّ عَلاَ بُكَاؤُهُ وَقَال: يَا رَبِّ ارْحَمِ الشَّيْخَ العَاصِي، ذَا القَلْبِ القَاسِي، اللهُمَّ أَقِلِ العَثْرَةَ وَاغْفِرِ الزَّلَّةَ وَعُدْ بحِلْمِكَ عَلَى مَنْ لاَ يَرْجُو غَيرَك، وَلَمْ يَثِقْ بِأَحَدٍ سِوَاك " 0 [الإِحْيَاء 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 طَبْعَةُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 وَفَاةُ الخُلَفَاء: 1873] يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْنَا في جَنْبِ الله وَرَوَى شَيْخٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ جَمَاعَة عَلَيْهِ في مَرَضِه، فَرَأَواْ في جِلْدِهِ غُضُونَاً ـ أَيْ شُحُوبَاً ـ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْد: فَهَلِ الدُّنيَا إِلاَّ مَا جَرَّبْنَا وَرَأَيْنَا 00؟

أَمَا وَاللهِ لَقَدِ اسْتَقْبَلْنَاهَا بِزَهْرَتهَا، فَمَا لَبِثَتِ الدُّنيَا أَنْ نَقَضَتْ ذَلِكَ مِنَّا حَالاً بَعْد حَال، وَعُرْوَةً بعْد عُرْوَة؛ فَأَصْبَحَتِ الدُّنيَا وَقَدْ وَتَرَتْنَا وَخَلَّفَتْنَا وَاسْتَلأَمَتْ إِلَيْنَا: [أَيْ عَامَلَتْنَا بِلُؤْم]؛ أُفٍّ لِلدُّنيَا مِنْ دَار، ثُمُّ أُفٍّ لهَا مِنْ دَار " 0 [الإِحْيَاء 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 طَبْعَةُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 وَفَاةُ الخُلَفَاء: 1874]

وَيُرْوى أَنَّ آخِرَ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ فِيهَا: " أَيُّهَا النَّاس: إِنَّ مَنْ زَرَعَ قَدِ اسْتَحْصَد، وَإِنيِّ وَلِيتُكُمْ، وَلَنْ يَلِيَكُمْ أَحَدٌ مِنَ بَعْدِي إِلاَّ وَهُوَ شَر مِني، كَمَا كَانَ مَنْ قَبْلِي خَيرَاً مِني، وَيَا يَزِيد: إِذَا وَفى أَجَلِي فَوَلِّ غُسْلِيَ رَجلاً لَبِيبَاً؛ فَإِنَّ اللَّبِيبَ مِنَ اللهِ بمَكَان، ثمَّ اعْمِدْ إِلى مِنْدِيلٍ في الخِزَانَة فِيهِ ثَوْبٌ مِنْ ثِيَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُرَاضَةٌ مِنْ شَعَرِهِ وَأَظْفَارِهِ، فَاسْتَودِعِ القُرَاضَةَ أَنْفِي وَفَمِي وَأُذُني وَعَيْني، وَاجْعَلِ الثَّوْبَ عَلَى جِلْدِي دُونَ أَكْفَاني، يَا يَزِيد: احْفَظْ وَصِيَّةَ اللهِ في الوَالِدَيْن، فَإِذَا وَضَعْتُمُوني في حُفْرَتي، فَخَلُّواْ مُعَاوِيَةَ وَأَرْحَمَ الرَّاحمِين " 0 [الإِحْيَاء 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 طَبْعَةُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 وَفَاةُ الخُلَفَاء: 1874]

لَيْتَني كُنْتُ أَرْعَى الغَنَمَ وَلَمْ أَلِ مِن أَمْرِ المُسْلِمِينَ شَيْئَا وَقال محمَّدُ بْنُ عُقْبَة: " لَمَّا نَزَلَ بمعَاوِيَةَ المَوْتُ قَال: يَا لَيْتَني كُنْتُ رَجُلاً مِنْ قُرَيْشٍ أَرْعَى الغَنَمَ في شِعْبٍ مِنَ الشِّعَاب، وَأَنيِّ لَمْ أَلِ مِن أَمْرِ المُسْلِمِينَ شَيْئَا " 0 [الإِحْيَاء 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 طَبْعَةُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 وَفَاةُ الخُلَفَاء: 1874]

وَفَاةُ أَبي طَالِب عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أَبِيهِ قَال: " لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الوَفَاةُ جَاءهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ أَبي أُمَيَّة، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبِي طَالِبٍ: " يَا عَمّ؛ قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله؛ كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ الله " 0 فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبي أُمَيَّة: يَا أَبَا طَالِب؛ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِب 00؟

فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ وَيَعُودَانِ بِتِلْكَ المَقَالَة؛ حَتىَّ قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ: هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِب، وَأَبى أَنْ يَقُولَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَمَا وَاللهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْك " 00 فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالى فِيهِ: {مَا كَانَ لِلنَّبيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَنْ يَسْتَغْفِرُواْ لِلمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلي قُرْبى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الجَحِيم} {التَّوْبَة/113} " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1360 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 24 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " لَمَّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " رَحِمَكَ اللهُ وَغَفَرَ لَكَ يَا عَمّ، وَلاَ أَزَالُ أَسْتَغْفِرُ لَكَ حَتىَّ يَنهَاني الله " 00 فَأَخَذَ المُسْلِمُونَ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَوْتَاهُمُ الَّذِينَ مَاتُواْ وَهُمْ مُشْرِكُون؛ فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ:

{مَا كَانَ لِلنَّبيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَنْ يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلي قُرْبى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لهُمْ أَنهُمْ أَصْحَابُ الجَحِيم} {التَّوْبَة/113} [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3290]

عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَنَّهُ قَال: " سَمِعْتُ رَجُلاً يَسْتَغْفِرُ لأَبَوَيْهِ وَهُمَا مُشْرِكَان؛ فَقُلْت: لاَ تَسْتَغْفِرْ لأَبَوَيْكَ وَهُمَا مُشْرِكَان 00؟! فَقَال: أَوَلَيْسَ قَدِ اسْتَغْفَرَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَهُوَ مُشْرِك 00؟! فَذَكَرْتُهُ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَنَزَلَتْ:

{مَا كَانَ لِلنَّبيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَنْ يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلي قُرْبى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لهُمْ أَنهُمْ أَصْحَابُ الجَحِيم {113} وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ للهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيم} {التَّوْبَة} [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3289]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِعَمِّهِ: " قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ؛ أَشْهَدُ لَكَ بِهَا يَوْمَ القِيَامَة " قَال: لَوْلاَ أَنْ تُعَيِّرَني قُرَيْشٌ يَقُولُون: إِنَّمَا حَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ الجَزَع؛ لأَقْرَرْتُ بِهَا عَيْنَك؛ فَأَنْزَلَ اللهُ: {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَن أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءوَهُوَ أَعْلَمُ بِالمُهْتَدِينَ} " [القَصَص: (56)، رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 25 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ الحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ العَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا رَسُولَ الله، هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْء؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَك 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ، هُوَ في ضَحْضَاحٍ مِنْ نَار، لَوْلاَ أَنَا؛ لَكَانَ في الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّار " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6208 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 209 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ الحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: " قُلْتُ يَا رَسُولَ الله، إِنَّ أَبَا طَالِبٍ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَنْصُرُك؛ فَهَلْ نَفَعَهُ ذَلِكَ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ، وَجَدْتُهُ في غَمَرَاتٍ مِنْ النَّارِ ـ أَيْ في العُمْقِ ـ فَأَخْرَجْتُهُ إِلى ضَحْضَاحٍ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 209 / عَبْد البَاقِي]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ الحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنَّهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حَجَّةِ الوَداَعِ فَقَال: يَا رَسُولَ الله، إِنَّكَ تحُثُّ عَلَى صِلَةِ الرَّحِمِ وَالإِحْسَانِ إِلى الجَار، وَإِيوَاءِ اليَتِيمِ وَإِطْعَامِ الضَّيْفِ وَإِطْعَامِ المِسْكِين، وَكُلُّ هَذَا كَانَ يَفْعَلُهُ هِشَامُ بْنُ المُغِيرَة؛ فَمَا ظَنُّكَ بِهِ يَا رَسُولَ الله 00؟

فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " كُلُّ قَبرٍ لاَ يَشْهَدُ صَاحِبُهُ أَلاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فَهُوَ جُذْوَةٌ مِنَ النَّار، وَقَدْ وَجَدْتُ عَمِّي أَبَا طَالِبٍ في طَمْطَامٍ مِنَ النَّار ـ أَيْ في العُمْق ـ فَأَخْرَجَهُ اللهُ لِمَكَانِهِ مِنيِّ وَإِحْسَانِهِ إِليّ؛ فَجَعَلَهُ في ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّار " 0 [قَالَ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع ": رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ، وَفِيهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ محَمَّدٍ وَهُوَ مُنْكَرُ الحَدِيثِ لاَ يحْتَجُّونَ بِهِ وَقَدْ وُثِّق 0 ص: 118/ 1] وَفَاةُ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ مَرْوَان

وَلَمَّا حَضَرَتْ عَبْدَ المَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ الوَفَاة، نَظَرَ إِلى غَسَّال بجَانِبِ دِمَشْق كَانَ يَلْوي ثَوْبَاً بيَدِهِ ثم يَضْرِبُ بِهِ المِغْسَلَة، فَقَالَ عَبْدُ المَلِك: لَيْتَني كُنْتُ غَسَّالاً آكُلُ مِنْ كَسبِ يَدِي يَوْمَاً بِيَومٍ وَأَني لَم أَلِ مِن أَمْرِ المُسْلِمِينَ شَيْئَا 00!! فَبَلَغ ذَلِكَ أَبَا حَازِمٍ فَقَال: الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَهُمْ إِذَا حَضَرَهُمُ المَوْتُ يَتَمَنَّوْنَ مَا نحْنُ فِيه، وَإِذَا حَضَرْنَا المَوْتُ لَمْ نَتَمَنَّ مَا هُمْ فِيه " 0 وَقِيلَ لَهُ في مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيه: كَيْفَ تجِدُكَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين 00؟

قَال: أَجِدُني كَمَا قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {وَلَقَدْ جِئتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّة، وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ، وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء، لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُون} {الأَنعَام: 94} [الإِحْيَاء 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 طَبْعَةُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 وَفَاةُ الخُلَفَاء: 1874] وَفَاةُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ المَلِك وَلَمَّا حَضَرَتْ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ المَلِكِ الوَفَاةُ نَظَرَ إِلى مَن حَوْلَهُ فَإِذَا هُمْ يَبْكُونَ فَقَال:

" جَادَ لَكُمْ هِشَامٌ بِالدُّنيَا وَجُدْتُمْ لَهُ بِالبُكَاء، وَتَرَكَ لَكُمْ مَا جَمَعَ وَتَرَكْتُمْ لَهُ مَا حُمِّل، مَا أَعْظَمَ مُنْقَلَبَ هِشَامٍ إِنْ لَمْ يُغْفَرْ لَه " 0 [ابْنُ عَبْدِ رَبُّه في " العِقدُ الفَرِيد " طَبْعَةِ دَارِ الكُتُبِ العِلمِيَّة 0 بَيرُوت 0 ص: 165/ 3] وَفَاةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيز رَضِيَ اللهُ عَنهُ رُويَ أَنَّهُ لَمَّا ثَقُلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ دُعِيَ لَهُ الطَّبِيب، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: أَرَى الرَّجُلَ قَدْ سُقِيَ سُمَّاً، وَلاَ آمَنُ عَلَيْهِ المَوْت، فَرَفَعَ عُمَرُ بَصَرَهُ وَقَال: " وَلاَ تَأْمَنُ المَوْتَ أَيْضَاً عَلَى مَنْ لَمْ يُسْقَ سُمَّاً " 0 قَالَ لَهُ الطَّبِيب: هَلْ أَحْسَسْتَ بِذَلِكَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين 00؟

قَالَ نَعَمْ، قَدْ عَرَفْتُ ذَلكَ حِينَ وَقَعَ في بَطْني، قَالَ لَهُ الطَّبِيب: فَتَعَالَجْ يَا أَمِير المُؤْمِنِينَ فَإِني أَخَاف أَنْ تَذْهَبَ نَفْسُك، قَالَ عُمَر: رَبي خَيرُ مَذْهُوبٍ إِلَيْه، وَاللهِ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ شِفَائِي عِنْدَ شَحْمَةِ أُذْني مَا رَفَعْتُ يَدِي إِلى أُذْني فَتَنَاوَلتُه، اللهُمَّ خِرْ لِعُمَرَ في لِقَائِك ـ أَيْ وَفِّقْهُ لِمَا تَرَاهُ خَيرَاً: حَيَاةً كَانَ أَوْ مَوْتَاً ـ فَلَمْ يَلْبَثْ إِلاَّ أَيَّامَاً حَتىَّ مَات " 0 [الإِحْيَاء 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 طَبْعَةُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 وَفَاةُ الخُلَفَاء: 1874] خَاتمَةُ الصَّالحِين وَقِيلَ لَمَّا حَضَرَتهُ الوَفَاةُ بَكَى، فَقِيلَ لَه: مَا يُبْكِيكَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين 00؟

أَبْشِرْ؛ فَقَدْ أَحْيَا اللهُ بِكَ السُّنَّة، وَأَظْهَرَ بِكَ العَدْل، فَبَكَى عُمَرُ ثمَّ قَال: أَلَيْسَ أُوقَفُ فأُسْأَلُ عَن أَمْرِ هَذَا الخَلْق 00؟! ثمَّ فَاضَتْ عَيْنَاه، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلاَّ يَسِيرَاً حَتىَّ مَات 00!! وَلَمَّا قَرُبَ مَوْتُهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ أَجْلِسُوني، فَأَجْلَسُوهُ فَقَال: أَنَا الَّذِي أَمَرْتَني فَقَصَّرْت، ونهَيْتَني فَعَصَيْت، وَلَكنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَه فَأَحَدَّ البَصَر، فَقِيلَ لَهُ في ذَلِكَ فَقَال: إِني لأَرَى خُضْرَةً مَا هُمْ بإِنْسٍ وَلاَ جِنّ، ثمَّ قُبِضَ رَحِمَهُ الله " 0 [الإِحْيَاء 0 طَبْعَةُ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 تحْقِيقُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 بِكِتَابِ وَفَاةُ الخُلَفَاءِ بِاخْتِصَار: 1874] اللهُ يَتَوَلىَّ الصَّالحِين

وَقِيلَ لَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ: " أَلاَ تَتْرُكُ لأَوْلاَدِكَ شَيْئَا 00؟ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنْ كَانُواْ صَالحِينَ فَاللهُ يَتَوَلى الصَّالحِين، وَإِنْ كَانُواْ غَيرَ ذَلِكَ فَلاَ أَترُكُ لهُمْ مَا يَسْتَعِينُونَ بِهِ عَلَى مَعْصِيَةِ الله " 00!! [الإِمَامُ السُّيُوطِيُّ بِنَحْوِهِ في شَرْحِهِ لِسُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ عِنْدَ بِرَقْم: 3666] قَال جَرِير يُرْثِيه: حَمَلْتَ أَمْرَاً عَظِيمَاً فَاصْطَبرْتَ لَهُ * وَسِرْتَ فِيهِ بحُكْمِ اللهِ يَا عُمَرُ أَمْسَى بَنُوهُ وَقَدْ جَلَّتْ مُصِيبَتُهُمْ * مِثْلَ النُّجُومِ هَوَى مِنْ بَيْنِهَا القَمَرُ وَقَالَ آخَر: أَضَاءَ طَرِيقَ النَّاسِ بِالنُّورِ وَالهُدَى * وَفَاضَ عَلَى البَيْدَاءِ كَالغَيْثِ إِذ همَىمَا فَيَا لَيْتَهُ إِذْ مَاتَ قَدْ مَاتَ وَاحِدَاً * وَلَكِنَّهُ بُنيَانُ قَوْمٍ تهَدَّمَا

لَعَمْرُكَ مَا وَارَى التُّرَابُ خِصَالَهُ * وَلَكِنَّهُ وَارَى تُرَابَاً وَأَعْظُمَا وَقَالَ فِيهِ أَشْجَعُ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ المُرِّيّ: كَأَنْ لَمْ يمُتْ حَيٌّ سِوَاكَ وَلَمْ تَقُمْ * عَلَى أَحَدٍ إِلاَّ عَلَيْكَ النَّوَائِحُ لَئِن حَسُنَتْ فِيكَ المَرَاثِي وَذِكْرُهَا * لَقَدْ حَسُنَتْ مِنْ قَبْلُ فِيكَ المَدَائِحُ المَرْأَةُ الصَّالحَة وَمِنَ المَوَاقِفِ المُؤَثِّرَةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ هَذَا المَوْقِف:

كَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَدْ خَيَّرَ زَوْجَتَهُ فَاطِمَةَ عِنْدَ تَوَلِّيهِ الخِلاَفَةَ وَقَالَ لهَا: إِمَّا الجَوَاهِرَ التي تجَهَّزْتِ بهَا وَإِمَّا عُمَر: وَكَانَ قَدْ جَهَّزَهَا أَبُوهَا بِقُرَابَةِ الثَّلاَثَةِ مَلاَيِينَ جُنَيْهٍ مِنَ المَاسِ وَاللُّؤْلُؤِ وَالذَّهَبِ وَاليَاقُوتِ وَالمَرْجَان، فَاخْتَارَتْ زَوْجَهَا وَقَالَتْ: مَا أَنَا بِالَّتي تخْتَارُ عَلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ شَيْئَاً قَلَّ أَوْ كَثُر 00!! فَلَمَّا تُوُفيَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَسُوِّيَ التُّرَابُ عَلَيْهِ وَتَوَلى الخِلاَفَةَ بَعْدَهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ خَلَى بهَا ذَاتَ يَوْمٍ وَقَالَ لَهَا: " أَعْلَمُ أَنَّ عُمَرَ قَدْ أَخَذَ حُلِيَّكِ كُلَّهُ وَوَضَعَهُ في بَيْتِ المَال؛ فَإِنْ شِئْتِ أَن أُعِيدَهُ إِلَيْكِ أَفْعَل " 00؟ فَمَاذَا قَالَتِ السَّيِّدَةُ الرَّزِينَةُ العَاقِلَة 00؟

قَالَتْ: " مَاذَا تَقُولُ يَا يَزِيد " 00؟ تُرِيدُ أَن آخُذَ شَيْئَاً وَضَعَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ في بَيْتِ المَالِ بِيَدِه 00؟ لاَ وَالَّذِي لاَ إِلَهَ غَيرُه: لاَ أُرْضِيهِ حَيَّاً وَأُغْضِبُهُ مَيِّتَاً " 0 [فَضِيلَةُ الشَّيْخ / عَبْدِ الحَمِيد كِشْك في " الخُطَبُ المِنْبَرِيَّةُ " بِتَصَرُّف 0 ص: 134 ـ 135/ 7]

وَفَاةُ الخَلِيفَةِ هَارُونَ الرَّشِيد وَيحْكَى عَن هَارُونَ الرَّشِيدِ أَنَّهُ اشْتَرَى كَفَنَهُ بِيَدِهِ في حَيَاتِهِ، وَكَانَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَقُول: {مَا أَغنى عَنى مَالِيَه {28} هَلَكَ عَنى سُلطَانِيَه} {الحَاقَّة} [وَالإِحْيَاء 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 طَبْعَةُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 وَفَاةُ الخُلَفَاء: 1875]

وَفَاةُ الخَلِيفَةِ المَأْمُون كَانَ قَدْ فَرَشَ حِينَ حَضَرَتهُ الوَفَاةُ رَمَادَاً كَانَ يَضْطَجِعُ عَلَيهِ وَيقُول: " يَا مَنْ لاَ يَزُولُ مُلكُه: ارْحَمْ مَنْ زَالَ مُلكُه " 0 [الإِحْيَاء 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 طَبْعَةُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 وَفَاةُ الخُلَفَاء: 1875]

وَفَاةُ الخَلِيفَةِ الْوَاثِق قَالَ زُرْقَانُ بْنُ أَبي دُوَاد: " لَمَّا حَضَرَ الخَلِيفَةَ الْوَاثِقَ المَوْتُ رَدَّدَ هَذَا الْبَيْت: المَوْتُ فِيهِ جَمِيعُ الخَلْقِ مُشْتَرِكُ * لاَ سُوقَةٌ مِنهُمُ يَبْقَى وَلاَ مَلِكُ ثُمَّ جَعَلَ يَقُول: " يَا مَنْ لاَ يَزُولُ مُلْكُه؛ ارْحَمْ مَنْ قَدْ زَالَ مُلْكُه " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 314/ 10]

وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ محَمَّدٍ الْوَاثِقِيُّ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ عَن أَبِيهِ قَال: " كُنْتُ أُمَرِّضُ الْوَاثِق، فَلَحِقَتْهُ غَشْيَة، فَمَا شَكَكْنَا أَنَّهُ مَات، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْض: تَقَدَّمُواْ؛ فَمَا جَسَرَ أَحَدٌ سِوَاي، فَلَمَّا أَن أَرَدْتُ أَن أَضَعَ يَدِي عَلَى أَنْفِهِ فَتَّحَ عَيْنَيْه؛ فَرُعِبْتُ وَرَجَعْتُ إِلىَ الخَلْف، فَتَعَلَّقَتْ قَبِيعَةُ سَيْفِي بِالْعَتَبَةِ فَعَثَرْت؛ فَانْدَقَّ سَيْفِي وَكَادَ أَنْ يَجْرَحَني، وَاسْتَدْعَيْتُ سَيْفَاً، فَرَجَعْتُ فَوَقَفْتُ سَاعَةً، فَتَلِفَ الرَّجُل؛ فَشَدَدْتُ لَحْيَيْهِ وَغَمَّضْتُهُ وَسَجَّيتُهُ [أَيْ فَرَبَطْتُ لَهُ وَسَبَّلْتُهُ وَغَطَّيْتُهُ]،

وَأَخَذَ الْفَرَّاشُونَ مَا تَحْتَهُ لِيَرُدُّوهُ إِلىَ الخَزَائِن، وَتُرِكَ وَحْدَه؛ فَقَالَ ابْنُ أَبي دُوَاد: إِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَتَشَاغَلَ بِعَقْدِ الْبَيْعَةِ فَاحْفَظْهُ؛ فَرَدَدْتُ بَابَ الْغُرْفَةِ وَجَلَسْتُ عَلَى الْبَاب، فَأَحْسَسْتُ بَعْدَ سَاعَةٍ بحَرَكَةٍ أَفْزَعَتْني؛ فَدَخَلْتُ فَإِذَا بِجُرَذٍ قَدِ اسْتَلَّ عَينَ الْوَاثِقِ فَأَكَلَهَا، فَقُلْتُ: لاَ إِلَهَ إِلاََّ الله، هَذِهِ الْعَيْنُ الَّتي فَتَحَهَا مِنْ سَاعَةٍ فَانْدَقَّ سَيْفِي هَيْبَةً لَهَا " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 314/ 10]

وَفَاةُ الحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ الثَّقَفِيِّ عَلَيْهِ لَعْنَةُ الله قَال الحَجَّاجُ عِنْدَ مَوْتِهِ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لي، فَإِنَّ النَّاس يَقُولُون: إِنَّكَ لَنْ تَغْفِرَ لي " 0 فَكَان عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ تُعْجِبُهُ هَذِهِ الكَلِمَة، بَلْ كَانَ يَغْبِطُهُ عَلَيْهَا، وَلَمَّا حُكِيَ ذَلِكَ لِلْحَسَنِ البَصْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: أَقَالهَا 00؟ قَالُواْ: نَعَمْ، فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: عَسَى " 00 أَيْ: عَسَى أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُ بهَذِهِ الكَلِمَة 0 [الإِحْيَاء 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 طَبْعَةُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 وَفَاةُ الخُلَفَاء: 1875]

وَفَاةُ أَبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللهُ عَنهُ دَخَلَ مَرْوَانُ عَلَى أَبِي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَهْوَ يحْتَضِرُ، فَقَالَ مَرْوان: " اللهُمَّ خَفِّفْ عَنهُ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة: اللهُمَّ اشْدُدْ عَلَيّ، ثُمَّ بَكَى وَقَال: وَاللهِ مَا أَبْكي حُزْنَاً عَلَى الدُّنيَا وَلاَ جَزَعَاً مِنْ فِرَاقِكُمْ، وَلَكِن أَنْتَظِرُ إِحْدَى البُشْرَيَينِ مِنْ رَبي: بجَنَّةٍ أَمْ بِنَار 00!! [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاء " 0 طَبْعَةُ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ لِلحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 كِتَابُ ذِكرِ المَوْتِ: 1854]

وَفَاةُ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ عَلَى فِرَاشِ المَوْت: " أَلحِدُواْ لي لَحْدَاً وَانْصِبُواْ عَلَيَّ اللَّبِنَ نَصْبَاً، كَمَا صُنِعَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 1450، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

وَفَاةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاِذٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْد اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اهْتَزَّ العَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3803 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2466 / عَبْد البَاقِي] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اهْتَزَّ العَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذ؛ مِنْ فَرَحِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلّ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 1288]

قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ مُعَلِّقَاً: " الْعَرْشُ خَلْقٌ للهِ مُسَخَّر، إِذَا شَاءَ أَنْ يَهْتَزَّ اهْتَزَّ بِمَشِيئَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَجَعَلَ فِيهِ شُعُورَاً لِحُبِّ سَعْدٍ، كَمَا جَعَلَ جَلَّ وَعَلاَ شُعُورَاً في جَبَلِ أُحُدٍ بِحُبِّهِ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَقَالَ جَلَّ وَعَلاَ: {يَا جِبَالُ أَوِّبي مَعَهُ} [سَبَأ: 10] وَفي " صَحِيحِ الإِمَامِ الْبُخَارِيِّ " عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ اللهُ ذِكْرَهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَة قَوْلُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَل " 0 [أَخْرَجَهُ الإِمَامُ الْبُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3579 / فَتْح]

وَكَانَ مِمَّا أَوْصَى بِهِ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ابْنَهُ حِينَ حَضَرَهُ المَوْتُ أَنْ قَالَ لَه: " يَا بُنيَّ، إِنَّكَ لَنْ تَلْقَى أَحَدَاً هُوَ أَنْصَحَ لَكَ مِنيِّ؛ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُصَلِّي فَأَحْسِن وُضُوءَ ك، ثمَّ صَلِّ صَلاَةً لاَ تَرَى أَنَّكَ تُصَلِّي بَعدَهَا، وَإِيَّاكَ وَالطَّمَع؛ فَإِنَّهُ فَقْرٌ حَاضِر " [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ عَن إِسْنَادِهِ في مجْمَعِ الزَّوَائِد: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: 221/ 4، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيُّ في الْكَبِير]

وَفَاةُ مُعَاذِ بْنِ جَبَل رَضِيَ اللهُ عَنهُ حَدَّثَ الأَعْمَشُ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنِ الحَارِثِ بْنِ عُمَيْرَةَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ قَال: " إِنيِّ لَجَالِسٌ عِنْدَ مُعَاذٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَهُوَ يَمُوْت، وَهُوَ يُغْمَى عَلَيْهِ وَيُفِيق؛ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: اخْنُقْ خَنْقَك، فَوَعِزَّتِكَ إِنيِّ لأُحِبُّك " 0 عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ المُؤْمِنَ تخْرُجُ نَفْسُهُ مِنْ بَينِ جَنْبَيْهِ وَهُوَ يَحْمَدُ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 3694، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر وَالأُسْتَاذ شُعَيب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2412]

لَمَّا حَضَرَتْهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ الوَفَاةُ قَال: " اللهُمَّ إِني قَدْ كُنْتُ أَخَافُكَ وَأَنَا اليَوْمَ أَرْجُوك، اللهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَم أَني لَمْ أَكُن أُحِبُّ الدُّنيَا وَطُولَ البَقَاءِ فِيهَا لجَرْيِ الأَنهار، وَلاَ لغَرْسِ الأَشْجَار، لَكنْ لِظَمَأِ الهَوَاجِر، وَمُكَابَدَةِ السَّاعَات [أَيْ لِلصِّيَامِ وَالْقِيَام] وَمُزَاحَمَةِ العُلَمَاءِ بِالرُّكَب " 0 [الإِحْيَاء 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 طَبْعَةُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 وَفَاةُ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِين: 1875]

وَفَاةُ سَلْمَانَ الفَارِسِيّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ دَخَلَ سَعْدُ بْنُ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَلَى سَلْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَعُودُهُ؛ فَبَكَى؛ فَقَالَ لَهُ سَعْد: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ الله 00؟ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، وَتَرِدُ عَلَيْهِ الحَوْضَ وَتَلْقَى أَصْحَابَك؛ فَقَالَ لَهُ سَلْمَان: أَمَا إِنيِّ لاَ أَبْكِي جَزَعَاً مِنَ المَوْتِ وَلاَ حِرْصَاً عَلَى الدُّنيَا وَلَكِنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيْنَا عَهْدَاً حَيَّاً وَمَيِّتَاً؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" لِتَكُنْ بُلْغَةُ أَحَدِكُمْ مِنَ الدُّنيَا مِثْلُ زَادِ الرَّاكِب " 0 وَحَوْلي هَذِهِ الأَسَاوِدَة [أَيِ الحَيَّات]؛ وَكَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ حَوْلَهُ إِجَّانَة [أَيْ طَسْتٌ صَغِير]، وَجَفْنَةٌ وَمَطْهَرَة [أَيْ إِبْرِيق]؛ فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الله؛ اعْهَدْ إِلَيْنَا بِعَهْدٍ نَأْخُذُ بِهِ بَعْدَك؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَا سَعْد؛ اذْكُرِ اللهَ عِنْدَ هَمِّكَ إِذَا هَمَمْتَ وَعِنْدَ يَدِكَ إِذَا قَسَمْتَ وَعِنْدَ حُكْمِكَ إِذَا حَكَمْتَ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7891]

عَن عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ حِينَ حَضَرَهُ المَوْتُ عَرَفُواْ فِيهِ بَعْضَ الجَزَعِ فَقَالُواْ: مَا يُجْزِعُكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ وَقَدْ كَانَتْ لَكَ سَابِقَةٌ في الخَيْر: شَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَغَازِيَ حَسَنَةً وَفُتُوحًا عِظَامًا 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يُحْزُنُني أَنَّ حَبِيبَنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ فَارَقَنَا عَهِدَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا قَال: ((ليَكْفِ المَرْءَ مِنْكُمْ كَزَادِ الرَّاكِب)) 0 فَهَذَا الَّذِي أَجْزَعَني؛ فَجُمِعَ مَالُ سَلْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَكَانَ قِيمَتُهُ خَمْسَةَ عَشَرَ دِرْهَمَاً " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيبِ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: (3319)، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 3319]

وَفَاةُ أَبي بَكْرَةَ الثَّقَفِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنه حَدَّثَ ابْنُ عُلَيَّة [إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيم]: عَن عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَن أَبِيهِ قَال: " لَمَّا اشْتَكَى أَبُو بَكْرَةَ الثَّقَفِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَرَضَ عَلَيْهِ بَنُوهُ أَنْ يَأْتُوهُ بِالطَّبِيب؛ فَأَبَى رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَلَمَّا نَزل بِهِ المَوْتُ قَالَ لَهُمْ: أَيْنَ طَبِيبُكُمْ؛ لِيَرُدَّهَا إِنْ كَانَ صَادِقَاً " 00؟ [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 10/ 3]

وَفَاةُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُسَيْلَةَ ـ وَكَانَتْ بَيْنَهُمَا صُحْبَةٌ ـ قَال: " دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ في المَوْتِ فَبَكَيْت؛ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: مَهْلاً، لِمَ تَبْكِي 00؟!

فَوَاللهِ لَئِنِ اسْتُشْهِدْتُ لأَشْهَدَنَّ لَك، وَلَئِنِ شُفِّعْتُ لأَشْفَعَنَّ لَك، وَلَئِنِ اسْتَطَعْتُ لأَنْفَعَنَّكَ، ثُمَّ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وَاللهِ مَا مِنْ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكُمْ فِيهِ خَيْرٌ إِلاَّ حَدَّثْتُكُمُوهُ، إِلاَّ حَدِيثَاً وَاحِدَاً، وَسَوْفَ أُحَدِّثُكُمُوهُ اليَوْمَ وَقَدْ أُحِيطَ بِنَفْسِي: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَأَنَّ محَمَّدَاً رَسُولُ الله؛ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ النَّار " [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 29 / عَبْد البَاقِي]

وَفَاةُ سَيِّدِنَا بِلاَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لَمَّا حَضَرَتْ سَيِّدَنَا بِلاَلاً رَضِيَ اللهُ عَنهُ الوَفَاةُ قَالَتِ امْرَاتُه: وَاحُزْنَاه، فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لَهَا: " بَلْ وَاطَرَبَاه؛ غَدَاً أَلْقَى الأَحِبَّة: محَمَّدَاً وَحِزْبَه "!! [الإِحْيَاء 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 طَبْعَةُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 وَفَاةُ الخُلَفَاء: 1875]

وَفَاةُ عَمَّارِ بْنِ يَاسِر رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أَبي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ دَعَا غُلاَمَاً لَهُ بِشَرَاب، فَأَتَاهُ بِقَدَحٍ مِنْ لَبنٍ فَشَرِبَهُ ثُمَّ قَال: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُه؛ اليَوْمَ أَلْقَى الأَحِبَّة: محَمَّدَاً وَحِزْبَه؛ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: إِنَّ آخِرَ شَيْءٍ أُزَوَّدُهُ منَ الدُّنيَا ضَيْحَةُ لَبن ـ أَيْ شَرْبَةُ لَبنٍ خَاثِر ـ ثُمَّ قَال: وَاللهِ لَوْ هَزَمُونَا حَتىَّ يَبْلُغُواْ سَعْفَاتِ هَجَر ـ أَيْ نخْلَ البَحْرَيْن ـ لَعَلِمْنَا أَنَّا عَلَى حَقٍّ وَأَنهُمْ عَلَى بَاطِل " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في مجْمَعِ الزَّوَائِد 0 ص: (297/ 9)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيّ]

عَن إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ بِصِفِّينَ في الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَهُوَ يُنَادِي: إِنيِّ لَقِيتُ الجَبَّار، وَتَزَوَّجْتُ الحُورَ الْعِين، الْيَوْمَ نَلْقَى الأَحِبَّة: محَمَّدَاً وَحِزْبَه؛ عَهِدَ إِليَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أَنَّ آخِرَ زَادِكَ مِنَ الدُّنيَا ضَيَاحٌ مِنْ لَبن " 0 [قَالَ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (296/ 9)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط]

عَنْ بِلاَلِ بْنِ يحْيىَ قَال: " لَمَّا قُتِلَ عَمَّارٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ؛ أَتَى حُذَيْفَةُ بْنُ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقِيل: يَا أَبَا عَبْدِ الله؛ قُتِلَ هَذَا الرَّجُل؛ وَقَدِ اخْتَلَفَ النَّاسُ فَمَا تَقُول 00؟ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَسْنِدُوني؛ فَأَسْنَدُوهُ إِلى صَدْرِ رَجُل؛ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " أَبُو الْيَقْظَانِ عَلَى الْفِطْرَةِ لاَ يَدَعُهَا؛ حَتىَّ يَمُوتَ أَوْ يَمَسَّهُ الهَرَم " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (295/ 9)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ البَزَّارُ وَالطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط]

وَفَاةُ مُصْعَبِ بْنِ عُمَير رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أُتيَ بِطَعَامٍ وَكَانَ صَائِمَاً فَقَال: " قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَكَانَ خَيْرَاً مِني، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مَا يُكَفَّنُ فِيهِ إِلاَّ بُرْدَة، وَقُتِلَ حَمْزَةُ أَوْ رَجُلٌ آخَرُ خَيْرٌ مِني، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مَا يُكَفَّنُ فِيهِ إِلاَّ بُرْدَة، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ قَدْ عُجِّلَتْ لَنَا طَيِّبَاتُنَا في حَيَاتِنَا الدُّنْيَا، ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: الكَفَنُ مِنْ جَمِيعِ المَال بِرَقْم: 1274]

وَفي رِوَايَةٍ: " ثُمَّ بُسِطَ لَنَا مِنَ الدُّنْيَا مَا بُسِطَ، أَوْ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أُعْطِينَا مِنَ الدُّنْيَا مَا أُعْطِينَا، وَقَدْ خَشِينَا أَنْ تَكُونَ حَسَنَاتُنَا عُجِّلَتْ لَنَا، ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي حَتىَّ تَرَكَ الطَّعَام " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَاب: إِذَا لَمْ يُوجَدْ إِلاَّ ثَوْبٌ وَاحِد بِرَقْم: 1275]

وَفَاةُ أَبي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ حَدَّثَ مُجَاهِدٌ عَن إِبْرَاهِيمَ بْنِ الأَشْتَرِ عَن أَبِيهِ عَن أُمِّ ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: " لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ الْوَفَاةُ بَكَيْت؛ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: مَا يُبْكِيكِ 00؟ فَقُلْتُ: مَا ليَ لاَ أَبْكِي وَأَنْتَ تَمُوتُ بِفَلاَةٍ مِنَ الأَرْضِ وَلَيْسَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ كَفَنَاً 00؟!

قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فَلاَ تَبْكِي وَأَبْشِرِي؛ فَإِنيِّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِمْ: " لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلاَةٍ مِنَ الأََرْضِ، تَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ المُؤْمِنِين " 0 وَلَيْسَ مِن أُوْلَئِكَ النَّفَرِ أَحَدٌ إِلاَّ وَقَدْ هَلَكَ في قَرْيَةٍ وَجَمَاعَة، وَأَنَا الَّذِي أَمُوتُ بِفَلاَةٍ، وَاللهِ مَا كَذَبْتُ وَلاَ كُذِّبْت؛ فَأَبْصِرِي الطَّرِيق؛ قَالَتْ: وَأَنىَّ وَقَدْ ذَهَبَ الحَاجّ [أَيِ الحَجِيج]، وَانْقَطَعَتِ الطُّرُق 00؟!

قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: اذْهَبي فَتَبَصَّرِي؛ قَالَتْ: فَكُنْتُ أَجِيءُ إِلىَ كَثِيبٍ فَأَتَبَصَّرُ ثمَّ أَرْجِعُ إِلَيْهِ فَأُمَرِّضُه، فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِك: إِذَا أَنَا بِرِجَالٍ عَلَى رِحَالهِمْ كَأَنَّهُمُ الرَّخْم [طَائِرٌ ضَخْم]، فَأَقْبَلُواْ حَتىَّ وَقَفُواْ عَلَيَّ وَقَالُواْ: مَا لَكِ يَا أَمَةَ الله 00؟ قُلْتُ لَهُمْ: امْرُؤٌ مِنَ المُسْلِمِينَ يَمُوتُ تُكَفِّنُونَهُ؛ قَالُواْ: مَن هُوَ 00؟ قُلْتُ: أَبُو ذَرّ؛ قَالُواْ: صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00؟ قُلْتُ نَعَمْ؛ فَفَدَّوْهُ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ وَأَسْرَعُواْ إِلَيْه، فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَرَحَّبَ بِهِمْ وَقَال:

إِنيِّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِمْ: " لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلاَةٍ مِنَ الأََرْضِ، تَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ المُؤْمِنِين " 0 وَلَيْسَ مِن أُوْلَئِكَ النَّفَرِ أَحَدٌ إِلاَّ هَلَكَ في قَرْيَةٍ وَجَمَاعَة، وَأَنَا الَّذِي أَمُوتُ بِفَلاَةٍ أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ إِنَّهُ لَوْ كَانَ عِنْدِي ثَوْبٍ يَسَعُني كَفَنَاً لي أَوْ لاِمْرَأَتي لَمْ أُكَفَّن إِلاَّ في ثَوْبٍ لي أَوْ لَهَا، أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ أَنيِّ أُنْشدُكُمُ اللهَ أَنْ لاَ يُكَفِّنَني رَجُلٌ مِنْكُمْ كَانَ أَمِيرَاً أَوْ عَرِيفَاً [أَيْ شُرْطِيَّاً] أَوْ بَرِيدَاً [أَيْ مَنْدُوبَاً] أو نقيبا [أَيْ عُمْدَةً أَوْ مَأْمُورَاً]؛ فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ إِلاَّ قَارَفَ بَعْضَ ذَلِكَ إِلاَّ فَتىً مِنَ الأَنْصَار؛ فَقَالَ [أَيْ ذَلِكَ الْفَتىَ]:

يَا عَمّ؛ أَنَا أُكَفِّنُك، لَمْ أُصِبْ مِمَّا ذَكَرْتَ شَيْئَاً، أُكَفِّنُكَ في رِدَائِي هَذَا، وَفي ثَوْبَينِ في عَيْبَتي [أَيْ شَنَّتي " أَيْ بُؤْجَتي "] مِن غَزْلِ أُمِّي حَاكَتْهُمَا لي؛ فَكَفَّنَهُ الأَنْصَارِيُّ في النَّفَرِ الَّذِينَ شَهِدُوه، مِنهُمْ حَجَرُ بْنُ الأَدْبَر، وَمَالِكُ بْنُ الأَشْتَر، في نَفَرٍ كُلِّهِمْ يَمَان " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْبٌ الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان: حَدِيثٌ قَوِيّ، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في التَّرْغِيب]

وَفَاةُ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَقَفَ عَلَى قَبرِهِ الإِمَامُ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ فَقَال: " رَحِمَ اللهُ خَبَّابَاً؛ لَقَدْ أَسْلَمَ رَاغِبَاً، وَجَاهَدَ طَائِعَاً، وَعَاشَ زَاهِدَاً، وَابْتُلِيَ في جِسْمِهِ صَابِرَاً، وَلَنْ يُضَيِّعَ اللهُ أَجْرَ مَن أَحْسَنَ عَمَلاً " 0 [ضَعَّفَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " ص: (299/ 9)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيُّ في الكَبِير]

عَن أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقَْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ غُشِيَ عَلَيْهِ غَشْيَةً؛ فَظَنُّواْ أَنَّهُ فَاضَتْ نَفْسُهُ فِيهَا؛ فَخَرَجَتِ امْرَأَتُهُ أُمُّ كُلْثُومٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا إِلى المَسْجِدِ تَسْتَعِينُ بِمَا أُمِرَتْ بِهِ مِنَ الصَّبرِ وَالصَّلاَة، فَلَمَّا أَفَاقَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: أَغُشِيَ عَلَيَّ آنِفًا 00؟ قَالُواْ نَعَمْ، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: صَدَقْتُمْ؛ إِنَّهُ جَاءَني مَلَكَانِ فَقَالاَ: انْطَلِقْ نُحَاكِمُكَ إِلى الْعَزِيزِ الأَمِين؛ فَقَالَ مَلَكٌ آخَر: أَرْجِعَاه 00 فَإِنَّ هَذَا مِمَّنْ كَتَبْتُمْ لَهُ السَّعَادَةَ وَهُمْ في بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَيَسْتَمْتِعُ بِهِ بَنُوهُ مَا شَاءَ اللهُ تَعَالىَ؛ فَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ شَهْرًا ثُمَّ مَاتَ رَضِيَ اللهُ عَنه " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3066]

وَفَاةُ عَمْرِو بْنِ العَاص رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ عَفَّانُ بْنُ مُسْلِم: حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَال: حَدَّثَنَا أَبُو نَوْفَلِ بْنُ أَبي عَقْرَبٍ قَال: " جَزِعَ عَمْرُو بْنُ العَاصِ عِنْدَ المَوْتِ جَزَعَاً شَدِيدَاً " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 76/ 3]

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ في طَّبَقَاتِهِ: أَخْبَرْنَا ابْنُ الْكَلْبيِّ عَن عَوَانَةَ بْنِ الحَكَمِ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَالَ لَهُ ابْنُهُ: صِفْهُ 00؟ قَالَ غَفَرَ اللهُ لَهُ: يَا بُنيَّ؛ المَوْتُ أَجَلُّ مِن أَنْ يُوصَف، وَلَكِنيِّ سَأَصِفُ لَكَ: أَجِدُني كَأَنَّ جِبَالَ رَضْوَى عَلَى عُنُقِي، وَكَأَنَّ في جَوْفِي الشَّوْك، وَأَجِدُني كَأَنَّ نَفَسِي يَخْرُجُ مِن إِبْرَة " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 76/ 3]

حَدَّثَ يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ عَن حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ أَبَاهُ قَالَ حِينَ احْتُضِرَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَ بِأُمُور، وَنَهَيْتَ عَن أُمُور؛ فَتَرَكْنَا كَثِيرَاً مِمَّا أَمَرْت، وَرَتَعْنَا في كَثِيرٍ مِمَّا نَهَيْت، اللَّهُمَّ لاَ إِلَهَ إِلاََّ أَنْت، ثمَّ أَخَذَ بِإِبْهَامِهِ فَلَمْ يَزَلْ يُهَلِّلُ حَتىَّ فَاضَتْ رُوحُه " [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 76/ 3]

قَالَ عَفَّانُ بْنُ مُسْلِم: حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَال: حَدَّثَنَا أَبُو نَوْفَلِ بْنُ أَبي عَقْرَبٍ أَنَّ عَمْرَاً غَفَرَ اللهُ لَهُ قَالَ آخِرَ مَا قَال: " اللَّهُمَّ أَمَرْتَنَا فَتَرَكْنَا، وَنَهَيْتَنَا فَرَكِبْنَا، وَلاَ يَسَعُنَا إِلاَّ مَغْفِرَتُك 00 فَكَانَتْ تِلْكَ هِجِّيرَاهُ [أَيْ دَيْدَنُهُ] حَتىَّ مَاتَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 76/ 3]

وَقَالَ رَوْح: حَدَّثَنَا عَوْفٌ الأَعْرَابيُّ عَنِ الحَسَنِ الْبَصْرِيِّ رَحمَهُ اللهُ أَنَّ عَمْرَاً غَفَرَ اللهُ لَهُ قَالَ آخِرَ مَا قَال: " اللَّهُمَّ لاَ بَرِيءٌ فَأَعْتَذِر، وَلاَ عَزِيزٌ فَأَنْتَصِر، وَإِنْ لاَ تُدْرِكْني مِنْكَ رَحْمَةٌ، أَكُنْ مِنَ الهَالِكِين " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 77/ 3]

وَحَدَّثَ إِسْرَائِيلُ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ المُخْتَارِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَال: حَدَّثَني أَبُو حَرْبٍ بْنُ أَبي الأَسْوَدِ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ أَبَاهُ قَالَ آخِرَ مَا قَال: " اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَنَا فَأَضَعْنَا، وَنَهَيْتَنَا فَرَكِبْنَا، فَلاَ بَرِيءٌ فَأَعْتَذِر، وَلاَ عَزِيزٌ فَأَنْتَصِر، وَلَكِنْ لاَ إِلَهَ إِلاََّ أَنْت 00 مَا زَالَ يَقُولُهَا حَتىَّ مَاتَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 77/ 3]

لَمَّا احْتَضَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ جَمَعَ بَنِيهِ حَوْلَهُ فَقَالَ لهُمْ أَسْنِدُوني، فَأَسْنَدُوهُ ثُمَّ قَال: " اللهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَني فَلَم أَأْتَمرْ، وَزَجَرْتَني فَلَمْ أَنْزَجِر، اللهُمَّ لاَ قَوِيٌّ فَأَنْتَصِر، وَلاَ بَرِيءٌ فَأَعْتَذِر، وَلاَ مُسْتَكْبرٌ بَلْ مُسْتَغْفِر، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوب إِلَيك، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِني كُنْتُ مِنَ الظَّالمِين، فَلَم يَزَلْ يُكَرِّرُهَا حَتىَّ مَات 00!!

وَيُرْوَى أَنَّهُ كَانَتْ عِنْدَهُ صَنَادِيقُ مَمْلُوءةٌ ذَهَبَاً، فَكَانَ يَنْظُرُ إِلَيْهَا حِينَ نَزَلَ بِهِ مِن أَمْرِ اللهِ مَا نَزَلَ وَيَقُول: مَنْ يَأْخُذُهَا بِمَا فيهَا 00؟ أَلاَ لَيْتَهَا كَانَتْ بَعْرَاً 00!! [الإِحْيَاء 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 طَبْعَةُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 وَفَاةُ الخُلَفَاء: 1875]

عَنِ ابْنِ شِمَاسَةَ قَال: " حَضَرْنَا عَمْرَو بْنَ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَهُوَ في سِيَاقَةِ المَوْت، فَبَكَى طَوِيلاً وَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلى الجِدَار، فَجَعَلَ ابْنُهُ يَقُول: يَا أَبَتَاه، أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَذَا 00؟ أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَذَا 00؟ فَأَقْبَلَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ بِوَجْهِهِ فَقَال: إِنَّ أَفْضَلَ مَا نُعِدّ: شَهَادَةُ أَلاَّ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَأَنَّ محَمَّدَاً رَسُولُ الله، إِني كُنْتُ عَلَى أَطْبَاقٍ ثَلاَث ـ أَيْ مَرَرْتُ بِمَرَاحِلَ ثَلاَث ـ

لَقَدْ رَأَيْتُني: وَمَا أَحَدٌ أَشَدَّ بُغْضَاً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِني، وَلاَ أَحَبَّ إِليَّ أَن أَكُونَ قَدِ اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ فَقَتَلْتُه، فَلَوْ مُتُّ عَلَى تِلْكَ الحَالِ لَكُنْتُ مِن أَهْلِ النَّار، فَلَمَّا جَعَلَ اللهُ الإِسْلاَمَ في قَلْبي؛ أَتَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلأُبَايِعْك؛ فَبَسَطَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمِينَه، فَقَبَضْتُ يَدِي، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا لَكَ يَا عَمْرو " 00؟!

قُلْتُ: أَرَدْتُ أَن أَشْتَرِط، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " تَشْتَرِطُ بمَاذَا " 00؟ قُلْتُ أَنْ يُغْفَرَ لي، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإِسْلاَمَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَه 00؟ وَأَنَّ الهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلِهَا 00؟ وَأَنَّ الحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَه " 00؟ وَمَا كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِليَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَلاَ أَجَلَّ في عَيْني مِنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَمَا كُنْتُ أُطِيقُ أَن أَمْلأَ عَيْنيَ مِنْهُ إِجْلاَلاً لَه،

وَلَوْ سُئِلْتُ أَن أَصِفَهُ مَا أَطَقْت؛ لأَني لَمْ أَكُن أَمْلأُ عَيْنيَ مِنْهُ، وَلَوْ مُتُّ عَلَى تِلْكَ الحَالِ لَرَجَوْتُ أَن أَكُونَ مِن أَهْلِ الجَنَّة، ثمَّ وَلِينَا أَشْيَاءَ مَا أَدْرِي مَا حَالي فِيهَا، فَإِذَا أَنَا مُتُّ فَلاَ تَصْحَبْني نَائِحَةٌ وَلاَ نَار، فَإِذَا دَفَنْتُمُوني فَشُنُّواْ عَلَيَّ التُّرَابَ شَنَّاً، ثمَّ أَقِيمُواْ حَوْلَ قَبْرِي قَدْرَ مَا تُنْحَرُ جَزُورٌ وَيُقْسَّمُ لحْمُهَا؛ حَتىَّ أَسْتَأْنِسَ بِكُمْ وَأَنْظُرَ مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُلَ رَبي " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (121 / عَبْد البَاقِي)، الإِمَامُ أَحْمَدُ في " مُسْنَدِهِ " بِرَقْم: 17326]

وَفَاةُ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ سَلاَمِ بْنِ أَبي سَلاَمٍ عَن أَبِيهِ عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ حِينَ احْتُضِرَ أَتَاهُ نَاسٌ مِنَ الأَعْرَابِ فَقَالُواْ: " يَا حُذَيْفَة؛ مَا نَرَاكَ إِلاَّ مَقْبُوضًا؛ فَقَالَ لَهُمْ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: عَبْدٌ مَسْرُور، وَحَبِيبٌ جَاءَ عَلَى فَاقَةٍ، لاَ أَفْلَحَ مَنْ نَدِم، اللَّهُمَّ إِنيِّ لَمْ أُشَارِكْ غَادِرَاً في غَدْرَتِه؛ فَأَعُوذُ بِكَ الْيَوْمَ مِنْ صَاحِبِ السُّوء " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8533]

غَيرَ أَنَّهُ وَبِرَغْمِ رِقَّةِ حَالِهِ [لاَ أَقُولُ سُوءَ حَالِهِ] كَالْفَقِيرِ لاَ يَسْأَلُ النَّاسَ كَالفَقِير، غَيرَ أَنَّهُ وَبِرَغْمِ رِقَّةِ حَالِهِ [لاَ أَقُولُ سُوءَ حَالِهِ] كَالْفَقِير؛ فَإِنَّهُ لاَ يَسْأَلُ النَّاسَ كَالفَقِير، فَهُوَ قَانِعٌ خَاشِعٌ مُتَوَاضِع 0 عَن أَبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيسَ المِسْكِينُ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَان، وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَان، وَلَكِنَّ المِسْكِينَ الَّذِي لاَ يجِدُ غِنىً يُغْنِيهِ وَلاَ يُفْطَنُ لَهُ فيُتَصَدَّقُ عَلَيْه، وَلاَ يَقُومُ فَيَسْأَلُ النَّاس " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (1479)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 1039]

رَوَى جَمَاعَةٌ عَنِ الحَسَنِ الْبَصْرِيِّ رَحمَهُ اللهُ قَال: " لَمَّا حَضَرَ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ المَوْتُ قَال: حَبِيبٌ جَاءَ عَلَى فَاقَةٍ؛ لاَ أَفْلَحَ مَنْ نَدِمَ، أَلَيْسَ بَعْدِي مَا أَعْلَم 00؟ الحَمْدُ للهِ الَّذِي سَبَقَ بيَ الْفِتْنَةَ قَادَتَهَا وَعُلُوجَهَا " 0 يَعْني عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَقْعَتيِ الجَمَلَ وَصِفِّين 0

حَدَّثَ شُعْبَةُ بْنُ الحَجَّاجِ عَن أَبي إِسْحَاقَ عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ عَن حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " ابْتَاعُواْ لي كَفَنَاً؛ فَجَاؤُواْ بحُلَّةٍ ثَمَنُهَا ثَلاَثُمِاْئَة؛ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لاَ؛ اشْتَرُواْ لي ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْن " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 369/ 2]

قَالَ شُعْبَةُ بْنُ الحَجَّاج: أَخْبَرَنَا عَبْدُ المَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنِ النَزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ رَحمَهُ اللهُ قَال: " قُلْتُ لأَبي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: مَاذَا قَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عِنْدَ مَوْتِهِ 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لَمَّا كَانَ عِنْدَ السَّحَرِ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ صَبَاحٍ إِلىَ النَّار 00 ثَلاَثَاً، ثمَّ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: اشْتَرُواْ لي ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَين؛ فَإِنَّهُمَا لَنْ يُتْرَكَا عَلَيَّ إِلاََّ قَلِيلاً حَتىَّ أُبْدَلَ بِهِمَا خَيْرَاً مِنهُمَا، أَوْ أُسْلَبَهُمَا سَلْبَاً قَبِيحَاً " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 369/ 2]

وَفَاةُ أَبي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَة دَخَلَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَلَى خَالِهِ أَبي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَعُودُهُ وَهُوَ طَعِين، فَبَكَى [أَيْ خَالُه]؛ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنه: " مَا يُبْكِيك 00 أَوَجَعٌ يُشْئِزُك [أَيْ يُؤْلِمُك] أَمْ عَلَى الدُّنْيَا، فَقَدْ ذَهَبَ صَفْوُهَا 00؟

قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: كُلٌّ لاَ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِليَّ عَهْدًا وَدِدْتُ أَنيِّ كُنْتُ تَبِعْتُه، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّهُ لَعَلَّكَ تُدْرِكُ أَمْوَالاً تُقْسَّمُ بَيْنَ أَقْوَام، وَإِنَّمَا يَكْفِيكَ مِنْ ذَلِكَ خَادِمٌ وَمَرْكَب " فَأَدْرَكْتُ فَجَمَعْت " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: (5372)، وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 2327]

وَفَاةُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ دَخَلَ أَبُو الأَشْهَبِ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَهْوَ يحْتَضِرُ فَقَالَ لَه حَمَّاد: " يَا أَبَا عَبْدِ الله: أَلَيْسَ قَدْ أَمِنْتَ مِمَّا كُنْتَ تخَافُه، وَتَقْدُمُ عَلَى مَنْ تَرْجُوهُ وَهُو أَرْحَمُ الرَّاحمِين 00؟ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَا أَبَا سَلَمَة: أَتَطْمَعُ لِمِثْليَ أَنْ يَنْجُوَ مِن النَّار 00؟ قَال: إِيْ وَالله؛ إِنيِّ لأَرْجُو لَكَ ذَلِك " 0 [ابْنُ القَيِّمِ في " إِغَاثَةِ اللهْفَانِ " بِالطَّبْعَةِ الثَّانِيَةِ لِدَارِ المَعْرِفَة 0 بَيرُوت 0 ص: 85/ 1]

وَفَاةُ الإِمَامِ الشَّافِعِيّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ دَخَلَ المُزَنيُّ عَلَى الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في مرَضِهِ الَّذِي تُوُفيَ فِيهِ فَقَالَ لَه: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا عَبْدِ الله 00؟ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَصْبَحْتُ مِنَ الدُّنيَا رَاحِلاً، وَلِلإِخْوَان مُفَارِقَاً، وَلِسُوءِ عَمَلِي مُلاَقِيَاً، وَلِكَأْسِ المَنِيَّةِ شَارِبَاً، وَعَلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى وَارِدَاً، وَلاَ أَدْرِي أَرُوحِي تَصِير إِلى الجَنَّةِ فَأُهَنِّيهَا أَمْ إِلى النَّارِ فَأُعَزِّيهَا 00؟

ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُول: وَلَمَّا قَسَا قَلْبي وَضَاقَتْ مَذَاهِبي * جَعَلْتُ رَجَائِي نَحْوَ عَفْوِكَ سُلَّمَا تَعَاظَمَني ذَنْبي فَلَمَّا قَرَنْتُهُ * بعَفْوِكَ رَبيِّ كَانَ عَفْوُكَ أَعْظَمَا [الإِحْيَاء 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 طَبْعَةُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 وَفَاةُ الصَّالحِين: 1878]

وَفَاةُ الإِمَامِ أَحْمَد رَضِيَ اللهُ عَنهُ لَمَّا حَضَرَتْهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ الوَفَاةُ أَتَى ابْنُهُ كَيْ يُلَقِّنَهُ الشَّهَادَةَ فَقَالَ لَه: يَا أَبَتِ قُلْ " لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ "، فَوَجَدَهُ يَقُول: لاَ وَبُعْدَاً؛ فَاسْتَاءَابْنُهُ جِدَّاً، وَأَخَذَ يَتَأَسَّفُ عَلَى وَالِدِه، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ لَه: مَاذَا كُنْتَ تَقُولُ لي يَا أَبَتِ وَأَنَا أُلَقِّنُكَ الشَّهَادَة 00؟

فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لَقَدْ كُنْتُ كُلَّمَا قُلْتَ لي: يَا أَبَتِ قُلْ " لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله " كَانَ إِبْلِيسُ يَأْتِيني عِنْدَ رَأْسِي فَيَقُولُ لي: مُتْ يَهُودِيَّاً أَوْ نَصْرَانِيَّاً فَإِنَّ أَبَاكَ مَاتَ يهُودِيَّاً أَوْ نَصْرَانِيَّاً، مُتْ يَهُودِيَّاً أَوْ نَصْرَانِيَّاً أَضْمَنُ لَكَ الجَنَّة؛ فَكُنْتُ أَقُولُ لَهُ لاَ وَبُعْدَاً 00!!! [فَضِيلَةُ الشَّيْخ / عَبْدِ الحَمِيد كِشْك في " الخُطَبُ المِنْبَرِيَّةُ " بِتَصَرُّف: 154/ 10] بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالقَوْلِ الثَّابِتِ في الحَيَاةِ الدُّنيَا وَفي الآخِرَة، وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالمِين، وَيَفعَلُ اللهُ مَا يَشَاء} {إِبْرَاهِيم: 27}

وَفَاةُ الإِمَامِ الحَافِظِ أَبي مُوسَى المَدِينِيّ قَالَ الحُسَيْنُ الْبَاورِّيّ: كُنْتُ في مدِينَةِ الخَان، فَسَأَلَني سَائِلٌ عَنْ رُؤْيَا رَآهَا فَقَال: رَأَيْتُ كَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّي؛ فَقُلْتُ: إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاك: يَمُوتُ إِمَامٌ لاَ نَظِيرَ لَهُ في زَمَانِه؛ فَإِنَّ مِثْلَ هَذَا المَنَامِ رُئِيَ حَالَ وَفَاةِ الشَّافِعِيّ، وَالثَّوْرِيّ، وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَل، فَمَا أَمْسَيْنَا حَتىَّ جَاءَنَا الخَبَرُ بِوَفَاةِ الحَافِظِ أَبي مُوسَى المَدِينِيّ " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 157/ 21]

وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ محَمَّدٍ الخُجَنْدِيّ: لَمَّا مَاتَ أَبُو مُوسَى المَدِينِيُّ لَمْ يَكَادُواْ أَنْ يَفْرَغُواْ مِنهُ حَتىَّ جَاءَ مَطَرٌ عَظِيمٌ في الحَرِّ الشَّدِيد، وَكَانَ المَاءُ قَلِيلاً بِأَصْبَهَان، فَمَا انْفَصَلَ أَحَدٌ عَنِ المَكَانِ مَعَ كَثْرَةِ الخَلْقِ إِلاََّ قَلِيلاً، وَكَانَ قَدْ ذَكَرَ في آخِرِ إِمْلاَءَةٍ أَمْلاَهَا: أَنَّهُ مَتىَ مَاتَ مَنْ لَهُ مَنْزِلَةٌ عِنْد اللهِ جَلَّ وَعَلاَ: فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْعَثُ سَحَابَاً يَوْمَ مَوْتِهِ؛ علاَمَةً لِلْمَغْفِرَةِ لَهُ وَلِمَنْ صَلَّى عَلَيْه " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 157/ 21]

وَفَاةُ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه قَالَ وَكِيعٌ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه: " كَانَ الحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَأَخُوهُ وَأُمُّهُمَا قَدْ جَزَّؤُواْ اللَّيْلَ ثَلاَثَةَ أَجزَاء؛ فُكُلُّ وَاحِدٍ يَقُومُ ثُلُثَاً، فَمَاتَتْ أُمُّهُمَا؛ فَاقْتَسَمَا اللَّيْل، ثُمَّ مَاتَ عَلِيّ؛ فَقَامَ الحَسَنُ اللَّيْلَ كُلَّه " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 370/ 7]

حَدَّثَ أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ عَنْ يحْيىَ بْنِ آدَمَ عَنِ الحَسَنِ بْنُ صَالِحٍ قَال: " قَالَ لي أَخِي وَكُنْتُ أُصلِّي: يَا أَخِي اسْقِني؛ فَلَمَّا قَضَيْتُ صَلاَتي أَتَيْتُهُ بِمَاءٍ فَقَال: قَدْ شَرِبْتُ السَّاعَة؛ قُلْتُ: مَنْ سَقَاكَ وَلَيْسَ في الْغُرفَةِ غَيْرِي وَغَيْرُك 00؟ قَال: أَتَاني السَّاعَةَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِمَاء، فَسَقَاني وَقَال: أَنْتَ وَأَخُوكَ وَأُمُّكَ مَعَ الَّذِينَ أَنعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ، وَخَرَجَتْ نَفْسُه " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 372/ 7]

وَفَاةُ الإِمَامِ الجُنَيْدِ رَحِمَهُ الله قِيلَ لِلإِمَامِ الجُنَيْدِ رَحمَهُ اللهُ عِنْدَ مَوْتِهِ: قُلْ " لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله " 0 فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: مَا نَسِيتُهُ فَأَذْكُرَه 00!! [الإِحْيَاء 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 طَبْعَةُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 وَفَاةُ الصَّالحِين: 1877]

وَفَاةُ أَحْمَدَ بْنِ خَضْرَوَيْه رَحِمَهُ الله رَوَى السُّلَمِيُّ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ سَمِعَ محَمَّدَ بْنَ حَامِدٍ قَال: " كُنْتُ عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ خِضْرَوَيْه، وَهُوَ يَنْزِع [أَيْ يَحْتَضِر]، فَسُئِلَ رَحمَهُ اللهُ عَنْ شَيْءٍ فَقَال: بَابَاً كُنْتُ أَقْرَعُهُ مُنْذُ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ سَنَة: السَّاعَةَ يُفْتَح، لاَ أَدْرِي يُفْتَحُ بِالسَّعَادَةِ أَمْ بِالشَّقَاء " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 489/ 11]

يَقُولُ أَبُو حَامِدٍ الغَزَاليِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ تَعْلِيقَاً عَلَى وَفِيَّات هَؤُلاَءِ الأَعْيَانِ مَا نَصُّه: " فَهَذِهِ أَقَاوِيلُهُمْ، وَإِنَّمَا اخْتَلَفَتْ بحَسْبِ اخْتِلاَفِ أَحْوَالِهِمْ: فَغَلَبَ عَلَى بَعْضِهِمُ الخَوْف، وَعَلَى بَعْضِهِمُ الرَّجَاء، وَعَلَى بَعْضِهِمُ الشَّوْقُ وَالحُبّ؛ فَتَكَلَّمَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنهُمْ عَلَى مُقْتَضَى حَالِه " 0 [الإِحْيَاء 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 طَبْعَةُ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 وَفَاةُ الصَّالحِين: 1878]

وَأَخِيرَاً قُرَّائِيَ الأَعِزَّاء: وَمَنْ كَانَتْ لَدَيْهِ مَلحُوظةٌ قَدْ تَنْفَعُ المُسْلِمِين، أَوْ أَيَّةُ إِضَافَةٍ، أَوْ كَانَتْ في حَيَاتِهِ قِصَّةٌ مُؤَثِّرَةٌ تَتَعَلَّقُ بِمَوْضُوعِ الكِتَاب؛ فَسَوْفَ أَكُونُ في غَايَةِ السُّرُورِ لَوْ تَفَضَّلَ عَلَيَّ بِهَا؛ فَالْكَاتِبُ كَالحَالِب، وَالسَّامِعُ كَالشَّارِب 0 اللهُمَّ أَحْسِن خَاتمَتَنَا في الأُمُورِ كُلِّهَا، وَاجْعَلْ خَيرَ أَيَّامِنَا يَوْمَ لِقَائِك 00!!

اللهُمَّ اكْفِنَا شَرَّ كَآبَةِ المَنْظَرِ وَسُوءِ المُنْقَلَبِ وَمَصَارِعِ السَّوء 00!! اللهُمَّ إِنَّا إِذَا قَرَأْنَا عَنْ رَحمَتِكَ أَمِنَّا عَذَابَك، وَإِذَا قَرَأْنَا عَن عَذَابِكَ يَئِسْنَا مِنْ رَحمَتِك؛ فَاللهُمَّ اكْتُبْ لَنَا رَحْمَتَكَ وَاصْرِفْ عَنَّا عَذَابَك 00!! اللهُمَّ ارْزُقْنَا عَيْشَ السُّعَدَاء، وَمَنَازِلَ الشُّهَدَاء، وَالنَّصْرَ عَلَى الأَعْدَاء!! اللهُمَّ اجْعَلْ مَا هُوَ آت: خَيرَاً ممَّا قَدْ فَات، يَا وَاسِعَ الرَّحمَات، وَيَا مجِيبَ الدَّعَوَات 0

اللهُمَّ آمِينَ آمِين، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين 0 أَخِي الكَرِيم: احْرِصْ بَعْدَ قِرَاءتِكَ الكِتَابَ أَنْ تُعِيرَهُ لإِخْوَانِكَ وَجِيرَانِك؛ فَصَدَقَةُ العِلْمِ تَعْلِيمُه، وَالدَّالُّ عَلَى الخَيْرِ كَفَاعِلِه، وَلأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدَاً؛ خَيرٌ لَكَ مِن حُمْرِ النَّعَم عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَثَلُ الَّذِي يَتَعَلَّمُ العِلْمَ ثُمَّ لاَ يُحَدِّثُ بِه؛ كَمَثَلِ الَّذِي يَكْنزُ الكَنزَ فَلاَ يُنْفِقُ مِنه " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5835، 3479، أَخْرَجَهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ وَالْكَبِير]

فَلاَ تَمْنَعْ كِتَابَاً مُسْتَعِيرَاً * فَإِنَّ الْبُخْلَ لِلإِنْسَانِ عَارُ أَلَمْ تَسْمَعْ حَدِيثَاً عَنْ ثِقَاتٍ * جَزَاءُ الْبُخْلِ عِنْدَ اللهِ نَارُ وَلاَ تَنْسَنَا يَا أَخِي مِنْ دُعَائِك، اجْعَلْ لَنَا مِنهُ نَصِيبَاً مَفْرُوضَا 0 يَاسِر الحَمَدَاني ـ مِصْر °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كتاب هموم المسلمين

كِتَابُ هُمُومِ المُسْلِمِين: ==============

غلافة هموم المسلمين

هُمُومُ المُسْلِمِين: ========= الكَاتِبُ الإِسْلاَمِيّ يَاسِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ محْمُودٍ الحَمَدَاني =================== أَكْثَرُ مِن [1500] أَثَرٍ وَحَدِيثٍ وَبَيْتِ شِعْرٍكُلِّهَا نَادِرَة =============================== أُهْدِي لِقُرَّائِي كِتَابي عَن هُمُومِ المُسْلِمِين لِيَكُونَ كَالسُّلْوَانِ لِلإِنْسَانِ ذِي الْقَلْبِ الحَزِين وَلِكُلِّ مَظْلُومٍ يُعَاني أَوْ مَرِيضٍ أَوْ سَجِين آثَارُهُ مخْتَارَةٌ وَكَلاَمُهُ دُرٌّ ثَمِين اقْرَأْ بِهِ بَعْضَ السُّطُورِ تَجِدْ بِهَا الخَبرَ الْيَقِين °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَقَدْ قُمْتُ بمُوَافَقَةِ آثَارِ هَذَا الكِتَابِ عَلَى مَا صَحَّحَهُ الشّيْخ الأَلبَانيّ، وَمَا صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَهُوَ خَالٍ مِمَّا قَالُواْ بِأَنَّهُ مَوْضُوعٌ أَوْ ضَعِيف، اللهُمَّ إِلاَّ بِضْعَةَ عَشَرَ حَدِيثَاً ضَعِيفَاً، وَقَدْ نَبَّهْتُ عَلَى ضَعْفِهَا في تخْرِيجِهَا، وَاللهَ أَسْأَل: أَنْ يُوَفِّقَنَا إِلى كُلِّ مَا هُوَ أَفْضَل 0 المُؤَلِّف °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إهداء هموم المسلمين

إِهْدَاءُ الكِتَاب: ========= أُهْدِيهِ أَوَّلاً إِلى اللهِ تَعَالى قُرْبَانَاً، ثمَّ أُهْدِيهِ كَكِتَابٍ إِلى كُلِّ أَدِيبٍ وَخَطِيبٍ عَاشِق؛ لِلأَدَبِ وَالرَّقَائِق: كَالأُسْتَاذ أَحْمَد محَمَّد صَادِق، وَإِلى أُخْتيَ الغَالِيَة، وَأُمِّيَ الثَّانِيَة / شَقِيقَتي فَاطِمَة، الرَّقِيقَةِ المُسَالِمَة، وَالْكَاتِبِ المحْبُوب، وَالمُشَاغِبِ المَوْهُوب / عِصَامِ الشَّرْقَاوِي، وَالشّيخ سَامِي بْنِ الإِمَامِ الشَّعْرَاوِي، كَمَا يَسُرُّني أَن أُهْدِيَ هَذَا الكِتَابَ ضِمْنَ مَن أُهْدِي؛ إِلى أَغْلَى النَّاسِ عِنْدِي / أَهَالي حِيدَر بِقَرْيَةِ خَلِيل الجِنْدِي، بحَيِّ الغَرَقِ محَافَظَةِ الفَيُّوم، بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُور، وَمَنْ لَمْ يجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورَاً فَمَا لَهُ مِنْ نُور، وَأَخُصُّ في الإِهْدَاءِ مِن هَؤُلاَء: حَمَايَ الأَصِيل / إِسْمَاعِيل عَبْدَ الفَضِيل، وَجِيرَانَهُ الأَعِزَّاء، بَدْءً امِن عَمِّ فَوْزِي صَاحِبِ الحَفَاوَةِ وَالجُود، وَمُرُورَاً بِأَبي محْمُود، وَأَبي أَشْرَفَ وَسَائِرِ العُنْقُود، وَالأُسْتَاذ طَارِق الْوَدُود، وَانْتِهَاءً بِالشَّيخ سَيِّد وَعَمِّ مَسْعُود، أَكْثَرَ اللهُ مِنهُمْ في الوُجُود، وَإِلى أَخِي الْوَدُود / الشَّيْخِ محْمُود، وَإِلى الصَّدِيقِ الرَّقِيق / محْمُود محَمَّد رَمْزِي، وَإِلى المحَقِّقِ الشَّهِير، وَالبَاحِثِ القَدِير: الأَخِ الكَبِير / محْمُود نَصَّار، وَالحَاجِّ طَلْعَت السَّيِّد سُلَيْمَان 0 وَإِلى الصَّدِيقِ الإِنْسَان / طَارِق جَمَال الشَّحَّات محَفِّظِ الْقُرْآن 0 بمَرْكَز طُوخ زَاوية بِلْتَان 0 وَإِلى أَصْدِقَاءِ مَسْجِدِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ بمِصْرَ الجَدِيدَة، لاَ سِيَّمَا كُلَّ مَنْ رَبَطَتْني بِهِ عَلاَقَةٌ وَطِيدَة، كَالسَّادَةِ المُهَنْدِسِين / محَمَّد صَلاَح الدِّين، وَكَرِيم عِزِّ الدِّين، وَإِيهَاب المُرْسِي جَبر، وَعَبْد الله بخِيت بَدْر، وَالأُسْتَاذ صَلاَح سَيِّد سَالم، وَالصَّدِيق أَحْمَد فَتْحِي غَانم، وَالأُسْتَاذُ الدُّكْتُور / سَامِي عَبْد الْفَتَّاح، وَالدُّكْتُور طَارِق سَعْد، وَالأَصْدِقَاء / محَمَّد رَأْفَتْ عَلِي مُوسَى، وَالأُسْتَاذ سَامِي عَبْد الْغَني، وَرَامِي محَمَّد عَبْدِ السَّلاَم، كَمَا يَسُرُّني أَن أُهْدِيَ هَذَا العَمَل؛ إِلى الأُسْتَاذ يَاسِر العَفِيفِي، وَإِلى أَعَزِّ الأَحْبَاب: الأُسْتَاذِ الشَّاعِر / محَمَّد عَبْدِ الوَهَاب، وَأَخِيرَاً أُهْدِيهِ إِلى الحَاجِّ عُثْمَانَ وَحَمْدِي وَأَحْمَد السَّقَّا، وَأَحْمَد أَبي غَالي، صَاحِبِ الذَّوْقِ الرَّفِيعِ الْعَالي أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُوَفِّقَني وَإِيَّاهُمْ إِلى كُلِّ جَمِيل، وَأَنْ يُعِينَنَا في مِشْوَارِنَا الطَّوِيل، إِنَّهُ هُوَ المُوَفِّقُ وَالهَادِي إِلى سَوَاءِ السَّبِيل، وَفي النِّهَايَةِ أَقُولُ لِكُلِّ هَؤُلاَءِ الفُضَلاَء؛ الَّذِينَ ذَكَرْتُهُمْ بِصَفْحَةِ الإِهْدَاء: أَحْبَابَنَا مَا أَجْمَلَ الدُّنيَا بِكُمْ * لاَ تَقْبُحُ الدُّنيَا وَفِيهَا أَنْتُمُ {يَاسِر الحَمَدَاني}

الكاتب في سطور

الْكَاتِبُ في سُطُور: =========== ـ الاسْمُ الرَّسْمِي،؛، يَاسِر أَحْمَد محْمُود أَحْمَد،؛، الاسْمُ الأَدَبي،؛، يَاسِر الحَمَدَاني،؛، مِصْرِيُّ الجِنْسِيَّة 0 ـ المُؤَهِّلُ الدِّرَاسِي: تخَرَّجْتُ مِن أَحَدِ مَعَاهِدِ الدُّعَاةِ التَّابِعَةِ لِلْجَمْعِيَّة الشَّرْعِيَّة، وَالَّتي اعْتُمِدَتْ مُؤَخَّرَاً مِنَ الحُكُومَةِ بِتَقْدِير جَيِّد النَّشَاطُ الدِّيني وَالأَدَبي: طُبِعَتْ وَنُشِرَتْ لي عِدَّةُ مُؤَلَّفَات، وَهِيَ عَلَى التَّرْتِيب: 1 ـ التَّبرُّجُ وَالسُّفُور، وَغَلاءُ المُهُور، وَأَسْبَابُ تَفَشِّي الزِّنَا وَالفُجُور طُبِعَتْ مِنهُ الطَّبْعَةُ الأُولى عَلَى نَفَقَتي الشَّخْصِيَّة، وَنَفَدَتِ الكِمِّيَّة {2000م} 2 ـ الرِّضَا بِالْقَضَاءِ وَالقَدَر: طُبِعَ عَلَى نَفَقَتي الشَّخْصِيَّة، وَنَفَدَتِ الطَّبْعَةُ مِنَ الأَسْوَاق {2001م} 3 ـ القَنَاعَةُ وَالرِّضَا: طُبِعَ عَلَى نَفَقَتي الشَّخْصِيَّة، وَنَفَدَتِ الطَّبْعَةُ مِنَ الأَسْوَاق {2002م} 4 ـ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ الله: طُبِعَ عَلَى نَفَقَتي الشَّخْصِيَّة، وَنَفَدَتِ الطَّبْعَةُ مِنَ الأَسْوَاق {2002م} 5 ـ التَّبرُّجُ وَالسُّفُور، وَغَلاءُ المُهُور، وَأَسْبَابُ تَفَشِّي الزِّنَا وَالفُجُور طُبِعَتْ مِنهُ الطَّبْعَةُ الثَّانِيَةُ في دَارِ هَاشِم لِلتُّرَاث، وَنَفَدَتِ الكِمِّيَّة 0 {2003م} 6 ـ الرِّضَا بِقِسْمَةِ الأَرْزَاق: طُبِعَ في دَارِ الكُتُبِ العِلْمِيَّة 0 بَيرُوت العَامَ المَاضِي {2004م} وَنَشَرَتْ لي كُبْرَيَاتُ الصُّحُفِ المِصْرِيَّة: كَالأَخْبَارِ وَالْوَفْدِ وَعَقِيدَتي وَآفَاق عَرَبِيَّة 0 ـ وَأَجْمَعُ رَوَائِعَ الأَدَبِ وَالرَّقَائِقِ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعَةَ عَشَرَ عَامَاً، قَرَأْتُ خِلاَلَهَا أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفَ حَدِيثٍ صَحِيح، وَأَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِمِاْئَةِ أَلْفِ بَيْتٍ مِنْ رَوَائِعِ الشِّعْرِ الْعَرَبيِّ الْفَصِيح 0 ـ المَكَانَةُ الأَدَبِيَّة: شَهِدَ لي أَكْبَرُ كُتَّابِ وَأُدَبَاءِ وَشُعَرَاءِ عَصْرِي بِالمَوْهِبَةِ وَالإِبْدَاع، كَالدُّكْتُور: أَحْمَد هيكَل [أَحْسَنِ مَنْ تَقَلَّدُواْ وَزَارَةَ الثَّقَافَةِ وَعَمَادَةَ كُلِّيَّةِ دَارِ الْعُلُومِ في التِّسْعِينِيَّات] وَالدُّكْتُور جَابِر قُمَيْحَة، وَالدُّكْتُور عَبْدِ الصَّبُور شَاهِين، وَالشَّاعِرَيْنِ الْكَبِيرَيْن: ياسِر قَطَامِش، وَسَمِير الْقَاضِي، وَأَمَّا كِتَابَاتي الإِسْلاَمِيَّة: فَأَقَرَّهَا مجْمَعُ البُحُوثِ الإِسْلاَمِيَّة 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مقدمة هموم المسلمين

مُقَدِّمَةُ هُمُومِ المُسْلِمِين: ============== تَبَارَكَ مَنْ لَهُ الحَمْدُ عَلَى الدَّوَام، تَبَارَكَ مَنْ لاَ يَغْفَلُ وَلاَ يَنَام، لَهُ الحَمْدُ في الأُولى وَالآخِرَة، وَلَهُ الحَمدُ دَائِمَاً وَأَبَدَا، سُبْحَانَه سُبحَانَه، لَهُ العِزَّةُ وَالجَبَرُوت، وَلَهُ المُلكُ وَالمَلَكُوت، يحْيى وَيمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لاَ يمُوت، يُسَبِّحُ بحَمْدِهِ كُلُّ مَنْ في الأَرْضِ وَالسَّمَاوَات، بَدْءً امِنَ الذَّرَّاتِ وَحَتىَّ المجَرَّات!! إِلهِي لَكَ الحَمْدُ الَّذِي أَنْتَ أَهْلُهُ * علَى نِعَمٍ مَا كُنْتُ قَطُّ لهَا أَهْلاَ إِذَا زِدْتُّ عِصْيَانَاً تَزِيدُ تَفَضُّلاً * كَأَنيَ بِالعِصْيَانِ أَسْتوْجِبُ الفَضْلاَ نُسِيءُ إِلَيْهِ؛ وَيحْسِنُ إِلَيْنَا، فَمَا قَطَعَ إِحْسَانَهُ، وَلاَ نحْنُ اسْتَحْيَيْنَا 00!! اللهُمَّ خُذْ بِأَيْدِينَا؛ حَتى نُرْضِيَكَ كَمَا تُرْضِينَا 00!! إِلَهِي وَمَوْلاَيَ مَا أَعْظَمَكْ * وَمَنْ في الْوَرَى لاَ يَرَى أَنعُمَكْ {يَاسِر الحَمَدَاني} أَنْتَ الَّذِي أَرْشَدْتَني مِنْ بَعْدِ مَا * في الكَوْنِ كُنْتُ أَتِيهُ كَالحَيرَانِ وَزَرَعْتَ لي بَينَ القُلُوبِ محَبَّةً * حَتىَّ أَحَبَّتْ يَاسِرَ الحَمَدَاني وَنَشَرْتَ لي في العَالمِينَ محَاسِنَاً * وَسَتَرْتَ عَن أَبْصَارِهِمْ عِصْيَاني {مِنْ نُونِيَّةِ الْقَحْطَاني بِتَصَرُّف} إِلهِي لَقَدْ أَحْسَنْتَ رَغْمَ إِسَاءتي * إِلَيْكَ فَلَمْ يَنهَضْ بِإِحْسَانِكَ الشُّكْرُ فَمَنْ كَانَ مُعْتَذِرَاً إِلَيْكَ بحُجَّةٍ * فَعُذْرِيَ إِقْرَارِي بأَنْ لَيْسَ لي عُذْرُ أَتَيْتُكَ مُفْتَقِرَاً إِلَيْكَ وَلَمْ يَكُنْ * لِيُعْجِبَني لَوْلاَ محَبَّتُكَ الفَقْرُ {الأَوَّلاَنِ لأَبي نُوَاس، وَالأَخِيرُ لِلْبُحْتُرِيّ 0 بِتَصَرُّف} وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه، وَأَشْهَدُ أَنَّ محَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُه، أَرْسَلَهُ اللهُ هَادِيَاً وَمُبَشِّرَاً وَنَذِيرَا، وَدَاعِيَاً إِلى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجَاً مُنِيرَا، اللهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى مَنْ سَارَ عَلَى دَرْبِهِ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا 00 صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ عَدَدَ أَوْرَاقِ الشَّجَر، وَعَدَدَ حَبَّاتِ المَطَر، وَعَدَدَ مَا خَلَقْتَ مِنَ البَشَر 00 أَنْتَ الَّذِي لَمَّا رُفِعْتَ إِلى السَّمَا * بِكَ قَدْ سَمَتْ وَتَزَيَّنَتْ لِلِقَاكَا أَنْتَ الَّذِي مِنْ نُورِكَ البَدْرُ اكْتَسَى * وَالشَّمْسُ قِنْدِيلٌ أَمَامَ ضِيَاكَا نَادَيْتَ أَشْجَارَاً أَتَتْكَ مُطِيعَةً * وَشَكَا الْبَعِيرُ إِلَيْكَ حِينَ رَآكَا وَالمَاءُ فَاضَ بِرَاحَتَيْكَ وَسَبَّحَتْ * صُمُّ الحَصَى للهِ في يُمْنَاكَا وَالجِذْعُ حَنَّ إِلَيْكَ حِينَ تَرَكْتَهُ * وَعَلَى سِوَاهُ أُوقِفَتْ قَدَمَاكَا مَاذَا يَقُولُ المَادِحُونَ وَمَا عَسَى * أَنْ يجْمَعَ الكُتَّابُ مِنْ مَعْنَاكَا صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا عَلَمَ الهُدَى * وَأَدَامَ في أَذْهَانِنَا ذِكْرَاكَا {شِهَابُ الدِّينِ الأَبْشِيهِيُّ صَاحِبُ المُسْتَطْرَف، بِشَيْءٍ مِنَ التَّصَرُّف} ثمَّ أَمَّا بَعْد فَسَوْفَ أَتَعَرَضُ في هَذِهِ الْفُصُول؛ لِقَضِيَّةٍ حَارَتْ فِيهَا الْعُقُول: أَلاَ وَهِيَ قَضِيَّةُ القَضَاءِ وَالقَدَر؛ فَكُلُّ النَّاسِ يَرْضَوْنَ بِحُلْوِهِ، أَمَّا مُرُّهُ فَيَسْتَقْبِلُونَهُ بِالتَّبَرُّمِ وَالضَّجَر، وَيَدُورُ هَذَا العَمَلُ السَّمِين؛ عَن هُمُومِ المُسْلِمِين، صَنَّفْتُهُ مِن أَجْلِ المَرِيضِ وَالمُصَابِ وَالثَّاكِلِ وَالحَزِين، وَتَنَاوَلْتُ فِيهِ كُلَّ مَا قَدْ يُكَدِّرُ عَلَيْهِمْ عَيْشَهُمْ مِنَ المَصَائِبِ وَالآفَاتِ وَالضَّرَر، وَكُلَّ مَا قَدْ يُصِيبُهُمْ في الحَيَاة؛ مِنَ الهُمُومِ وَالمُعَانَاة، وَمَا وَرَدَ في ذَلِكَ مِن عِبَارَاتِ المُوَاسَاة، وَتَنَاوَلْتُ فِيهِ مَا لاَقَاهُ المُسْلِمُونَ في كُوسُوفُو وَالْبُوسْنَةِ عَلَى أَيْدِي الصِّرْب، وَمَا لاَقَاهُ أَبْنَاءُ الْعِرَاقِ مِنْ وَيْلاَتِ الحَرْب، وَمَا يُلاَقِيهِ المُسْلِمُونَ في شَتىَّ الْبِقَاعِ مِنْ شُرُورِ وَمَكَائِدِ الْغَرْب، ثمَّ ذَكَرْتُ بَعْضَ الحُلُولِ الجَادَّة، لِعِلاَجِ هَذِهِ الأَزْمَةِ الحَادَّة، وَالْكِتَابُ يَتَنَوَّعُ مَا بَينَ الأَدَبِ السَّاخِرِ الَّذِي يَنْشَقُّ لَهَا الجَمَاد، وَالأَدَبِ الحَزِينِ الَّذِي تحْتَرِقُ لَهَا الأَكْبَاد، كَمَا تَنَاوَلْتُ جَانِبَاً مِن عَلاَمَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى، وَمَا فِيهَا مِنَ المَلاَحِمِ الْكُبْرَى، فَبِالْكِتَابِ مَا يُكْتَفَى: مِنْ رَوَائِعِ التُّرَاثِ وَأَحَادِيثِ المُصْطَفَى، الَّتي رَاعَيْتُ فِيهَا صِحَّةَ الإِسْنَادِ وَحُسْنَ الاِسْتِشْهَاد 00 ظَلَلْتُ أَجْمَعُ في مَادَّتِهِ وَأُنَقِّحُهَا سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَة؛ فَاذْكُرْنَا أَخِي كُلَّمَا قَرَأْتَهُ بِدُعَائِكَ وَلاَ تَنْسَنَا 0 هَذَا 00 وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيل، عَلَيْهِ تَوَكَّلنَا وَهُوَ نِعْمَ الوَكِيل 0 {الفَقِيرُ إِلى عَفْوِ رَبِّهِ وَدُعَائِكُمْ / يَاسِر الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تمهيد هموم المسلمين

تَمْهِيدُ الْكِتَاب: ========= عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خَلَقَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ؛ فَكَتَبَ حَيَاتَهَا وَمَوْتَهَا، وَمُصِيبَاتِهَا وَرِزْقَهَا " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 8325، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 1152، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه] قَالَ تَعَالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ العَذَابِ الأَدْنى دُونَ العَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون} {السَّجْدَة/21} عَن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَة: " مَصَائِبُ الدُّنْيَا، وَالرُّوم، وَالبَطْشَةُ أَوِ الدُّخَان " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2799 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيرَاً يُصِبْ مِنْهُ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5645 / فَتْح] عَنْ أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ المُسْلِمَ إِلاَّ كَفَّرَ اللهُ بِهَا عَنْهُ، حَتىَّ الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5640 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2572/عَبْد البَاقِي]

دَخَلَ شَبَابٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا وَهِيَ بمِنىً وَهُمْ يَضْحَكُون؛ فَقَالَتْ مَا يُضْحِكُكُمْ 00؟ قَالُواْ فُلاَنٌ خَرَّ عَلَى طُنُبِ فُسْطَاطٍ ـ أَيْ عَلَى وَتِدِ خَيْمَة ـ فَكَادَتْ عُنُقُهُ أَوْ عَيْنُهُ أَنْ تَذْهَب، فَقَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: لاَ تَضْحَكُواْ؛ فَإِنيِّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُشَاكُ شَوْكَةً فَمَا فَوْقَهَا؛ إِلاَ كُتِبَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ وَمُحِيَتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَة " [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2572 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَب، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن، وَلاَ أَذىً وَلاَ غَمّ، حَتىَّ الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا؛ إِلاَّ كَفَّرَ اللهُ بِهَا مِن خَطَايَاه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5642 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2573 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيِّ صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَا يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلاَ نَصَبٍ، وَلاَ سَقَمٍ وَلاَ حَزَنٍ، حَتىَّ الهَمُّ يَهُمُّهُ؛ إِلاَّ كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2573 / عَبْد البَاقِي]

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذىً شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا؛ إِلاَّ كَفَّرَ اللهُ بِهَا سَيِّئَاتِه، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5648 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2571 / عَبْد البَاقِي] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " جَعَلَ اللهُ عَذَابَ هَذِهِ الأُمَّةِ في دُنيَاهَا " 0 [قَالَ الإِمَامَانِ الذَّهَبيُّ وَالحَاكِم: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْمَيْ: 5407، 3872]

عَنْ مَسْرُوقٍ الهَمَدَانيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المَصَائِبُ وَالأَمْرَاضُ وَالأَحْزَانُ في الدُّنيَا جَزَاء " 00 أَيْ كَفَّارَة 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (11663)، رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ في الحِلْيَة] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلاَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْرَاً: عَجَّلَ لَهُ عُقُوبَةَ ذَنْبِهِ، وَإِذَا أَرَادَ شَرَّاً: أَمْسَكَ عَلَيْهِ الْعُقُوبَةَ بِذَنْبِهِ حَتىَّ يُوَفىَّ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: (8133)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2396]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِن عَامٍ إِلاَّ الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ، حَتىَّ تَلْقَواْ رَبَّكُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5731، 1218، وَصَحَّحَهُ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2206] وَعَنِ المِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَن، وَلَمَنِ ابْتُلِيَ فَصَبَر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُد " بِرَقْم: (4263)، وَفي " الجَامِعِ الصَّحِيحِ " بِرَقْم: 2517] لِذَا اللهُ أَنْشَأَ في السَّمَوَاتِ جَنَّةً * وَمِن أَجْلِ هَذَا حَفَّهَا بِالمَكَارِهِ *********

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَمَّا خَلَقَ اللهُ الجَنَّةَ قَالَ لجِبْرِيلَ اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا، ثُمَّ جَاءَ فَقَال: أَيْ رَبّ، وَعِزَّتِكَ لاَ يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلاَّ دَخَلَهَا، ثُمَّ حَفَّهَا بِالمَكَارِهِ ثُمَّ قَال: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا ثمَّ جَاءَ فَقَال: أَيْ رَبّ، وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لاَ يَدْخُلَهَا أَحَد، فَلَمَّا خَلَقَ اللهُ النَّارَ قَالَ يَا جِبرِيل، اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا، ثُمَّ جَاءَ فَقَال: أَيْ رَبّ، وَعِزَّتِكَ لاَ يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلُهَا، فَحَفَّهَا بِالشَّهَوَاتِ ثُمَّ قَال: يَا جِبْرِيل، اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا، ثُمَّ جَاءَ فَقَال: أَيْ رَبّ، وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لاَ يَبْقَى أَحَدٌ إِلاَّ دَخَلَهَا " 0 [حَسَنٌ صَحِيح 0 كَذَا قَالَ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 4744]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَثَلُ المُؤْمِنِ كَمَثَلِ الزَّرْع؛ لاَ تَزَالُ الرِّيحُ تمِيلُه، وَلاَ يَزَالُ المُؤْمِنُ يُصِيبُهُ الْبَلاَء، وَمَثَلُ المُنَافِقِ كَمَثَلِ شَجَرَةِ الأَرْز؛ لاَ تَهْتَزُّ حَتىَّ تُسْتَحْصَد " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2809 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَزَالُ البَلاَءُ بِالمُؤْمِنِ وَالمُؤْمِنَةِ في جَسَدِهِ وَأَهْلِهِ وَمَالِه: حَتىَّ يَلْقَى اللهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: (494)، كَمَا صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7846]

وَاعْلَمْ أَنَّهُ كُلَّمَا اشْتَدَّ بَلاَؤُكَ فَفِي هَذَا دِلاَلَةٌ عَلَى أَحَدِ أَمْرَيْن: إِمَّا أَنَّكَ فَعَلتَ ذُنُوبَاً عَظِيمَةً مَا كَانَ اللهُ لِيُكَفِّرَهَا عَنْكَ إِلاَ بِهَذَا البَلاَء، وَإِمَّا أَنَّ اللهَ يحِبُّكَ حُبَّاً جَمَّاً فَابْتَلاَكَ لِيُبَلِّغَكَ دَرَجَةً في الجَنَّةِ لاَ تَبْلُغُهَا إِلاَ بِهَذَا البَلاَء، فَالبَلاَءُ قَدْ يَكُونُ غَضَبَاً مِنَ الله؛ وَقَدْ يَكُونُ حُبَّاً مِن الله 0

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدَاً ابْتَلاَهُ لِيَسْمَعَ صَوْتَه " 0 [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (295)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " بِرَقْم: 9788] وَكَمَا يَقُولُ الدُّكْتُور مُصْطَفَى السِّبَاعِي في كِتَابِ هَكَذَا عَلَّمَتْني الحَيَاة: " وَكَأَنَّهُ جَلَّ جَلاَلُهُ عَلِمَ أَنَّ مَوَدَّتَنَا لَنْ تَصْفُوَ لَهُ؛ فَأَحْوَجَنَا إِلَيْه " 0 [الدُّكتُور مُصْطَفَى السِّبَاعِي في هَكَذَا عَلَّمَتْني الحَيَاة طَبْعَةُ دَارِ السَّلاَمِ بِالْقَاهِرَة بِتَصَرُّف: 97]

الأَجْرُ عَلَى قَدْرِ المَشَقَّة عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاَء، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمَاً ابْتَلاَهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَط " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقم: 4031، وَفي الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2111، 146] عَنْ محْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلاَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمَاً ابْتَلاَهُمْ، فَمَنْ صَبَرَ فَلَهُ الصَّبْر، وَمَنْ جَزِعَ فَلَهُ الجَزَع " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: إِسْنَادُهُ جَيِّد 0 ح / ر: 23623]

عَن أَبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ لَيُجَرِّبُ أَحَدَكُمْ بِالْبَلاَءِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِ: كَمَا يُجَرِّبُ أَحَدُكُمْ ذَهَبَهُ بِالنَّار؛ فَمِنهُمْ مَنْ يَخْرُجُ كَالذَّهَبِ الإِبْرِيز: فَذَلِكَ الَّذِي نَجَّاهُ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ مِنَ السَّيِّئَات، وَمِنهُمْ مَنْ يَخْرُجُ كَالذَّهَبِ دُونَ ذَلِك: فَذَلِكَ الَّذِي يَشُكُّ بَعْضَ الشَّكّ، وَمِنهُمْ مَنْ يخْرُجُ كَالذَّهَبِ الأَسْوَد: فَذَلِكَ الَّذِي قَدِ افْتُتِن " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7878]

عَن أَبي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " حُلْوَةُ الدُّنيَا مُرَّةُ الآخِرَة، وَمُرَّةُ الدُّنيَا حُلْوَةُ الآخِرَة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7861] عَنْ لجْلاَجٍ العَامِرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ العَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِه؛ ابْتَلاَهُ اللهُ في جَسَدِه، أَوْ في مَالِه، أَوْ في وَلَدِه، ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِك؛ حَتىَّ يُبَلِّغَهُ المَنْزِلَةَ الَّتي سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللهِ تَعَالى " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ برَقْم: 3090]

مُكَفِّرَاتُ الذُّنُوب وَقَالَ بَعْضُ السَّلَف:" لَوْلاَ مَصَائِبُ الدُّنيَا؛ لَوَرَدنَا الآخِرَةَ مَفَالِيس " [ابْنُ القَيِّمِ في " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِين " بِالبَابِ السَّادِسَ عَشَر] فَالحَمْدُ للهِ الَّذِي أَرَادَ لَنَا السَّعَادَةَ وَالهَنَاء؛ فَمَنَّ عَلَيْنَا بِالْبَلاَء 00!! عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: لَمَّا نَزَلَتْ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءَاً يُجْزَ بِهِ} {النِّسَاء/123} بَلَغَتْ مِنَ المُسْلِمِينَ مَبْلَغَاً شَدِيدَاً؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قَارِبُواْ وَسَدِّدُواْ، فَفي كُلِّ مَا يُصَابُ بِهِ المُسْلِمُ كَفَّارَة، حَتىَّ النَّكْبَةِ يَنْكَبُهَا، أَوِ الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2574 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " قُلْتُ يَا رَسُولَ الله؛ كَيْفَ الصَّلاَحُ بَعْدَ هَذِهِ الآيَة: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءً ايُجْزَ بِهِ} {النِّسَاء/123} 00؟! فَكُلُّ شَيْءٍ عَمِلْنَاهُ جُزِينَا بِه 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْر؛ أَلَسْتَ تَمْرَض 00؟ أَلَسْتَ تَحْزَن 00؟ أَلَسْتَ تَنْصَب، أَلَسْتَ تُصِيبُكَ الَّلأْوَاء " 00؟ [أَيِ المَشَقَّةُ وَالْعَنَاء 00؟] قُلْتُ نَعَمْ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَهُوَ مَا تُجْزَوْنَ بِهِ في الدُّنيَا " [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 4450، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " التَّرْغِيب " بِرَقْم: 3430]

عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ قَال: " قُلْتُ لأُبيِّ بنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: قَوْلُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءً ايُجْزَ بِهِ} {النِّسَاء/123} واللهِ إِنْ كَانَ كُلُّ مَا عَمِلْنَا جُزِينَا بِهِ هَلَكْنَا 00؟! قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وَاللهِ إِنْ كُنْتُ لأَرَاكَ أَفْقَهَ مِمَّا أَرَى، لاَ يُصِيبُ رَجُلاً خَدْشٌ وَلاَ عَثْرَةٌ إِلاَّ بِذَنْب، وَمَا يَعْفُو اللهُ عَنهُ أَكْثَر، حَتىَّ اللَّدْغَةُ وَالنَّفْحَة " [النَّفْحَة: أَيْ رَفْسَةُ البَعِير 0 رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرِيُّ في تَفْسِيرِهِ لِهَذِهِ الآيَة]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يُصِيبُ عَبْدَاً نَكْبَةٌ فَمَا فَوْقَهَا أَوْ دُونهَا إِلاَّ بِذَنْب، وَمَا يَعْفُو اللهُ عَنْهُ أَكْثَر " 00 وَقَرَأَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} {الشُّورَى/30} [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 13690، رَوَاهُ الإِمَامُ التِّرْمِذِيّ]

وَلِذَا قَالَ تَعَالىَ مُسْتَنْكِرَاً: {أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُم مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنىَّ هَذَا قُلْ هُوَ مِن عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير} {آلِ عِمْرَان/165} عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في هَذِهِ الآيَة: " مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مَرَضٍ أَوْ عُقُوبَة، أَوْ بَلاَءٍ في الدُّنْيَا؛ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ، وَاللهُ تَعَالى أَكْرَمُ مِن أَنْ يُثَنِّيَ عَلَيْكُمُ الْعُقُوبَةَ في الآخِرَة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 649، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا ابْتَلَى اللهُ عَبْدَاً بِبَلاَءٍ وَهُوَ عَلَى طَرِيقَةٍ يَكْرَهُهَا؛ إِلاَّ جَعَلَ اللهُ ذَلِكَ الْبَلاَءَ لَهُ كَفَارَةً وَطَهُورَاً " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2500]

عَنِ الأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ فَقَدَ رَجُلاً مِن أَصْحَابِهِ، فَسَأَلَ عَنه، فَجَاءَ فَقَالَ يَا رَسُولَ الله؛ إِنيِّ أَرَدْتُ أَن آتيَ هَذَا الجَبَلَ فَأَخْلُوَ فِيهِ وَأَتَعَبَّد، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَصَبرُ أَحَدِكُمْ سَاعَةً عَلَى مَا يَكْرَهُ في بَعْضِ مَوَاطِنِ الإِسْلاَم؛ خَيرٌ مِن عِبَادَتِهِ خَالِيَاً أَرْبَعِينَ سَنَة " 0 [أَخْرَجَهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " بِرَقْم: 9727]

وَفي هَذَا الحَدِيثِ لَفْتَةٌ عَظِيمَةٌ مِنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأُمَّتِه؛ حَيْثُ لاَ يُرِيدُ مِنهَا أَنْ تَقِفَ هَذَا المَوْقِفَ السَّلبيّ؛ إِزَاءَ عُيُوبِ المجْتَمَعِ وَآفَاتِه، وَفي الشَّدَائِدِ وَالأَهْوَال: تَظْهَرُ مَعَادِنُ الرِّجَال 00 إِنَّ الشَّدَائِدَ فِيهَا يُعْرَفُ الرَّجُلُ

وَأَخْتِمُ التَّمْهِيدَ بِهَذَا الحَدِيثَينِ الْفَرِيدَيْن: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلىَ اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعَاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون} {المَائِدَة/105} عَن أَبي ثَعْلَبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن هَذِهِ الآية 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مُرُواْ بِالمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْاْ عَنِ المُنْكَر، فَإِذَا رَأَيْتَ شُحَّاً مُطَاعَاً، وَهَوَىً مُتَّبَعَاً وَدُنيَا مُؤْثَرَة، وَرَأَيْتَ أَمْرَاً لاَ بُدَّ لَكَ مِنْ طَلَبِهِ: فَعَلَيْكَ نَفْسَكَ وَدَعْهُمْ وَعَوَامَّهُمْ؛ فَإِنَّ وَرَاءَكُمْ أَيَّامَ الصَّبْر: صَبْرٌ فِيهِنَّ كَقَبْضٍ عَلَى الجَمْر، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ أَجْرُ خَمْسِينَ يَعْمَلُ مِثْلَ عَمَلِه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7912]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِصَحَابَتِهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ: " إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ زَمَانَ صَبر، لِلْمُتَمَسِّكِ فِيهِ أَجْرُ خَمْسِينَ شَهِيدَاً مِنْكُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (3997)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيّ] {الكَاتِبُ الإِسْلاَمِي / يَاسِرُ الحَمَدَاني} ،؛،؛،،؛،؛،؛،،؛،؛،؛،،؛،؛،؛،،؛،؛،؛،،؛،؛،؛،،؛،؛،؛،،؛،؛،؛،،؛،؛،؛،،؛،؛،؛،؛

فَضْلُ الصَّبرِ عَلَى الْبَلاَء: ============== مَعْنى كَلِمَةِ الصَّبرِ في اللُّغَة الصَّبْرُ لُغَةً هُوَ المَنعُ وَالحَبْس؛ أَلَيْسَتْ تَمْنَعُ المَرْأَةُ بِهِ نَفسَهَا عَنْ شَقِّ الجُيُوب، وَلَطْمِ الخُدُود، وَدَعْوَى الجَاهِلِيَّة 00؟! وَالعَرَبُ تَقُول: " قَتَلَ زَيْدٌ عَمْرَاً صَبْرَاً " 00 أَيْ مَنَعَهُ مِنَ الدِّفَاعِ عَنْ نَفسِهِ وَقَتَلَه 0 وَلَوْ نَظَرْتَ إِلى مَادَّةِ الصَّبرِ في اللُّغَةِ تجِدُهَا مَلِيئَةً بِالمَشَاقّ:

فضل الصبر على البلاء

يَقُولُ ابْنُ مَنْظُورٍ في لِسَانِ العَرَب: " صَبَرَهُ عَنِ الشَّيء يَصْبِرُه صَبْراً: حَبَسَه، وَالصَّبْرُ: نَصْبُ الإِنْسانِ لِلقَتْل، فَهُوَ مَصْبُور، وَيُقَالُ قَتَلَهُ صَبْراً، وَالصَّبْرُ: الإِكْرَاه؛ يُقَال: صَبَرَ الحَاكِمُ فُلاَنَاً عَلَى كَذَا: أَيْ أَكْرَهَهُ عَلَيْه، وَالصَّبْرُ نَقِيضُ الجَزَع، وَيُقَالُ صَبَرَ يَصْبِرُ صَبْراً، فَهُوَ صابِرٌ وَصَبَّارٌ وَصَبِيرٌ وَصَبُور، وَالأُنْثَى صَبُورٌ أَيضاً بِغَيرِ هَاء، وَجَمْعُهُ صُبُرٌ [كَصَدُوقٍ وَصُدُق] فَالصَّبْرُ هُوَ حَبْسُ النَّفْس، وَمِنهُ قَوْلُهُ تَعَالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالغَدَاةِ وَالعَشِيّ} {الكَهْف/28}

وَالتَّصَبُّر: تَكَلُّفُ الصَّبْرِ وَالمبَالَغَةُ فِيه؛ وَالصَّبُورُ اسْمٌ مِن أَسْمَاءِ اللهِ الحُسْنى: بمَعْنى الحَلِيم، وَالصَّبْرُ الجَرَاءَ ة، وَمِنهُ قَوْلُهُ عَزَّ وجلّ: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّار} {البَقَرَة/175} أَي ما أَجْرَأَهُمْ عَلَى الأَعْمَالِ المُفْضِيَةِ إِلَيْهَا، وَمِنَ الصَّبرِ سُمِّيَ رَمَضَانُ بِشَهْرِ الصَّبْرِ في أَحَادِيثَ صَحِيحَة؛ وسُمِّي الصَّوْمُ صَبْراً؛ لِمَا فِيهِ مِن حَبْسِ النَّفْسِ عَنِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالنِّكاح، وَصَبَرَهُ: أَيْ أَوْثَقَهُ، وَاصْطَبرَ مِنهُ أَيِ اقْتَصَّ، وَأَصْبَرَهُ أَقَصَّه مِنهُ، وَفي الحَدِيثِ أَنَّ النَّبيَّ ضَرَبَ إِنساناً بِقَضِيبٍ يُدَاعِبُهُ، فَقَالَ لَهُ أصْبِرْني: أَيْ أَقِدْني مِنْ نَفْسِك 00؟

وَصَبِيرُ الخُوان: رُقَاقَةٌ عَرِيضَةٌ تُبْسَطُ تحْتَ مَا يُؤْكَلُ مِنَ الطَّعَام؛ وَكَأَنَّهَا تَصْبِرُ ـ أَيْ تحْبِسُ ـ نَفْسَهَا حَتىَّ يَأْكُلَ الآكِلُونَ عَلَيْهَا، وَالصُّبْرُ: حَافَّةُ الشَّيءِ وَحَرْفُه؛ وَكَأَنَّهُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَثرَةِ تَعَرُّضِهِ لِلأَشْيَاء، وَإِذا لَقِيَ الرَّجُلُ الشِّدَّةَ مُكْتَمِلَةً قِيلَ لَقِيَهَا بأَصْبارها، وَالصَّبْرَةُ مِنَ الحِجَارَةِ مَا اشْتَدَّ وَغَلُظ، وَالصَّبِيرُ الجَبَل، وَالصَّبَّارة: الأَرْضُ الغَلِيظة المُرْتَفِعَةُ الَّتى لاَ نَبَاتَ فِيهَا وَلاَ مَاء، أُمُّ صَبُّورٍ فَهِيَ الهَضْبة الَّتي لَيْسَ لهَا مَنْفَذ؛ وَيُقاَلُ وَقَعَ القَوْمُ في أُمُّ صَبُّور: أَيْ في أَمْرٍ مُلْتَبِسٍ شَدِيدٍ لَيْسَ لَهُ مَنْفَذ، وَأَصْبرَ الرَّجُل: أَيْ وَقَعَ في أُمِّ صبُّور، أَيْ في دَاهِيَةِ الدَّوَاهِي، وَالصَّبْر: عُصَارَةُ شَجَرِ الصَّبَّار، وَهِيَ مُرَّةٌ عَلْقَم، وَجَمْعُهُ صُبُور، وَيُقَالُ أَتَيْتُهُ في صَبَارَّةِ الشِّتَاء: أَي في شدَّة البَرْد 0 {ابْنُ مَنْظُورٍ في لِسَانِ العَرَب بِشَيْءٍ مِنَ الشَّرْحِ وَالاَخْتِصَار: 437/ 4}

مَعْنى الصَّبْرِ في الشَّرِيعَة هَذَا عَمَّا قَالَهُ اللُّغَوِيُّون، أَمَّا عَمَّا قِيلَ في مَعْنَاهُ مِنَ الأَثَر: عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الصَّبرُ رِضَاً " 0 [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الضَّعِيفَةِ " بِرَقْم: 3792] وَسُئِلَ الإِمَامُ الجُنَيْدُ عَنِ الصَّبرِ فَقَال: " تجَرُّعُ المَرَارَةِ مِن غَيرِ تَعَبُّس " [ابْنُ القَيِّمِ في " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِين " بِالبَابِ الثَّاني]

سَبَبُ الْكِتَابَةِ في الصَّبْر، وَمُفَاضَلَةٌ بَيْنَهُ وَبَينَ الشُّكْر قَدْ يَقُولُ قَائِلٌ: لِمَ كُلُّ كِتَابَاتِكَ حَتىَّ الآن؛ في الصَّبْرِ وَالسُّلوَان، وَالهُمُومِ وَالأَحْزَان، رَغْمَ كَثْرَةِ شُعَبِ الإِيمَانِ 00؟! إِنِّي رَأَيْتُ وَفي الأَيَّامِ تجْرِبَةٌ * لِلصَّبْرِ عَاقِبَةً محْمُودَةَ الأَثَرِ {محَمَّدُ بْنُ يَسِير أَوْ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِب} أَلاَ تَرَى يَا أَخِي: أَنَّ اللهَ تَعَالى عِندَمَا كَانَ يُقْرِنُ بَيْنَهُمَا كَانَ دَائِمَاً يُقَدِّمُ الصَّبْرَ فَيَقُول: {إِنَّ في ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُور} {الشُّورَى/33}

وَلَمْ أَكُنْ لأُؤَخِّرَ شَيْئَاً قَدَّمَهُ اللهُ وَرَسُولُه 0 وَمِمَّا دَفَعَني أَيْضَاً لِلكِتَابَةِ في الصَّبرِ وَالسُّلوَان؛ حَيَاتُنَا المُعَاصِرَةُ المَلِيئَةُ بِالظُّلْمِ وَالطُّغْيَان 00 لِذَا أَكْثَرْتُ الكِتَابَةَ في الصَّبْرِ وَالسُّلوَان، رَغْمَ كَثْرَةِ شُعَبِ الإِيمَان؛ لأَنَّ الصَّبْرَ مِلاَكُ الأَمْرِ كُلِّه، يَكْفِي أَنَّهُ نِصْفُ الإِيمَان 00

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " الصَّبرُ نِصْفُ الإِيمَان، وَاليَقِينُ الإِيمَانُ كُلُّه " 0 [قَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح: 57/ 1، وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيب بِرَقْم: 3397، وَهُوَ في الكَبِيرِ]

قَدْ يَقُولُ قَائِلٌ: فَلِمَ لَمْ تَبْدَأْ بِالنِّصْفِ الآخَر، أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: عَنْ صُهَيْبٍ الرُّومِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عَجَبَاً لأَمْرِ المُؤْمِن؛ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَير، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِن؛ إِن أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرَاً لَه، وَإِن أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرَاً لَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2999 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عَجِبْتُ لِلْمُؤْمِن؛ إِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلاَ لَمْ يَقْضِ قَضَاءً إِلاَّ كَانَ خَيْرَاً لَه " [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ وَفي صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان، صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى مَا يحِبُّ قَال: " الحَمْدُ للهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَات " 0 وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ قَال: " الحَمْدُ للهِ عَلَى كُلِّ حَال " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (8858/ 4727)، رَوَاهُ الإِمَامُ ابْنُ مَاجَة]

أَمَّا عَنْ تَرْكِيَ الْكِتَابَةَ في الشُّكْر: فَإِنَّ الشُّكْرَ لاَ يُطْلَبُ إِلاَّ مِن غَنيٍّ كَثِيرِ المَال، أَوْ سَعِيدٍ نَاعِمِ البَال، أَمَّا مَوَاطِنُ الصَّبرِ فَهِيَ لَدَى فَقِيرٍ أَوْ سَقِيمٍ أَوْ مَظْلُومٍ يُعَاني الْقَهْرَ وَالإِذْلاَل، 00 نَعَمْ يَا أَخِي، كِلاَهُمَا نِصْفُ الإِيمَانِ كَمَا نَصَّتْ عَلَى ذَلِكَ الأَحَادِيثُ في مَوَاطِنَ كَثِيرَة، لَكِنْ نَاهِيكَ في ذَلِكَ أَنَّ كَلِمَةَ الصَّبْرِ ذَكَرَهَا القُرْآنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مَرَّة، أَمَّا كَلِمَةُ الشُّكْر: فَلَمْ تَرِدْ في القُرْآنِ الكَرِيمِ إِلاَّ مَرَّةً وَاحِدَة، وَجَاءتْ نَكِرَة 00‍‍!!

عَن أَبي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَان، وَالحَمْدُ للهِ تَمْلأُ المِيزَان، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ لله: تَمْلآَنِ أَوْ تَمْلأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض، وَالصَّلاَةُ نُور، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَان، وَالصَّبْرُ ضِيَاء، وَالقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْك، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو، فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 223 / عَبْد البَاقِي]

كَلاَمٌ لِلإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ في الصَّبْر عَن أَبي سَعِيدٍ الخدْرِيّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:" مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً، خَيرَاً وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْر " [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1469 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1053 / عَبْد البَاقِي]

عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَنَّهُ قَال: " الصَّبرُ مِنَ الإِيمَانِ بمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الجَسَد " 0 ثُمَّ قَالَ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ: " وَلاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ صَبرَ لَه " 0 [ضَعَّفَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ: (3535)، وَهُوَ في مُصَنَّفِ ابْنِ أَبي شَيْبَة: 30439، وَفي الشُّعَب: 9718، وَفي الكَنْز: 6778] وَيَكْفِي أَنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ مَدَحَ الصَّابِرِينَ في مَوَاطِنِ كَثِيرَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب} {الزُّمَرٍ/10}

كَلاَمٌ كَالمَاس؛ لاِبْنِ عَبَّاس عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في قَولِهِ جَلَّ جَلاَلهُ: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الخَوْفِ وَالجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين} {البَقَرَة/155} قَال رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " أَخْبَرَ جَلَّ جَلاَلهُ المُؤْمِنينَ أَنَّ الدُّنيَا دَارُ بَلاء، وَأَنَّهُ مُبْتَلِيهِمْ فِيهَا، وَأَمَرَهُمْ بِالصَّبر، وَبَشَّرَهُمْ فَقَالَ جَلَّ جَلاَلهُ: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِين} {البَقَرَة/155}

ثمَّ أَخْبرَهمْ أَنَّهُ هَكَذَا فَعَلَ بِأَنْبِيَائِهِ وَصَفْوَتهِ؛ يُطَيِّبُ نُفُوسَهُمْ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى: {مَسَّتْهُمُ البَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلواْ} {البَقَرَة/214} أَمَّا البَأْسَاءُ فَالفَقْر، وَأَمَّا الضَّرَّاءُ فالسَّقَم، وَزُلْزِلْواْ بِالفِتنِ وَأَذَى النَّاسِ إِيَّاهُمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " بِرَقْم: (9687)، وَالإِمَامُ الطَّبرِيُّ في تَفْسِيرِهِ 0 طَبْعَةُ دَارِ الفِكْر 0 ص: 61/ 26]

قَالَ نَبيُّ اللهِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُول: " لاَ تُكْثِرُواْ الكَلاَمَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللهِ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ؛ فَإِنَّ القَلْبَ القَاسِيَ بَعِيدٌ مِنْ اللهِ وَلَكِنْ لاَ تَعْلَمُون، وَلاَ تَنْظُرُواْ في ذُنُوبِ النَّاسِ كَأَنَّكُمْ أَرْبَاب، وَانْظُرُواْ في ذُنُوبِكُمْ كَأَنَّكُمْ عَبِيد؛ فَإِنَّمَا النَّاسُ مُبْتَلًى وَمُعَافًى؛ فَارْحَمُوا أَهْلَ البَلاَءِ وَاحْمَدُواْ اللهَ عَلَى العَافِيَة " 0 [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " التَّرْغِيب " بِرَقْم: (1719)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ مَالِكٌ في " المُوَطَّإِ " بِرَقْم: 1564]

إِنَّ الصَّبرُ يحَقِّقُ لِصَاحِبِهِ شَرَفَ الدُّنيَا وَالآخِرَة قَالَ ابْنُ القَيِّمِ أَيْضَاً في كِتَابِهِ القَيِّمِ " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِين ": " وَجَعَلَ سُبْحَانَهُ الإِمَامَةَ في الدِّين: مَنُوطَةً بِالصَّبرِ وَاليَقِين؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} {السَّجْدَة/24}

كَلاَمٌ قَيِّم؛ لِلإِمَامِ اِبْنِ الْقَيّم وَحَسْبُكَ عَنْ فَضْلِ الصَّبرِ أَنَّ اللهَ أَمَرَ بِهِ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُوْلي العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} {الأَحْقَاف/35} قَالَ ابْنُ القَيِّمِ مُعَلِّقَاً عَن هَذِهِ الآيَة: " أَمَرَ رَسُولَهُ أَنْ يَصْبرَ صَبرَهُمْ فَقَال: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو العَزْمِ مِنَ الرُّسُل} وَأُوْلُو العَزْمِ هُمُ المَذْكُورُونَ في قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحَاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَن أَقِيمُواْ الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ} {الشُّورَى/13}

وفي قولهِ جَلَّ جَلاَلُهُ: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقَاً غَلِيظَاً {7} لٍيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَاً أَلِيمَاً} {الأَحْزَاب} هَؤُلاَءِ الخَمْسَةُ بِمَا فِيهِمْ محَمَّدٌ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً ـ هُمْ أُوْلُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُل 00

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيرُهُ مِنَ السَّلَف، نَهَاهُ سُبْحَانَهُ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِصَاحِبِ الحُوتِ حَيْثُ لَمْ يَصْبرْ صَبرَ أُوْلي العَزْمِ فَقَال سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تَكُنْ كَصَاحِبِ الحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ {48} لَوْلاَ أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ {49} فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} {القَلَم} أَيْ في ضَعْفِ صَبرِهِ، ثُمَّ يَقُولُ ابْنُ القَيِّمِ بَعْدَهَا مَا مخْتَصَرُه: " وَانْظُرْ إِلى رِفْقِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى بِنَبِيِّهِ حَيْثُ لَمْ يَقُلْ: " إِذْ صَبرَ وَهُوَ مَكْظُومٌ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى " 00 وَإِنَّمَا قَال:

" إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ " 00 فَلَمْ يَشَأْ تَبَارَكَ وَتَعَالى أَنْ يُخْجِلَهُ بِصَبرِهِ غَيْرِ الجَمِيلِ بِالأَنْبِيَاء، وَالَّذِي عَاقَبَهُ مِن أَجْلِه، وَإِنَّمَا ذَكَرَهُ بِدُعَائِهِ الَّذِي رَحِمَهُ مِن أَجْلِهِ " 0 [ابْنُ القَيِّمِ في " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِين " بِشَيْءٍ مِنَ الشَّرْح 0 البَابُ التَّاسِع] أَلاَ تَكْفِي كُلُّ هَذِهِ الأَسْبَابِ يَا إِخْوَان؛ لِتَكُونَ مُبرِّرَاً كَافِيَاً لِلْكِتَابَةِ في الصَّبرِ وَالسُّلوَان 00؟ قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الحُسْنى عَلَى بَني إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبرُواْ} {الأعراف/137}

قَالَ ابْنُ القَيِّمِ عَن هَذِهِ الآيَةِ مُعَلِّقَاً: " إِنَّهُ سُبْحَانَهُ وَعَدَ المُؤْمِنِينَ بِالنَّصْرِ مَعَ الصَّبر، وَهِيَ كَلِمَتُهُ الحُسْنى الَّتي سَبَقَتْ لهُمْ وَلِبَني إِسْرَائِيل، وَأَخْبرَ أَنَّهُ إِنَّمَا أَنَالَهُمْ ذَلِكَ بِالصَّبر " 0 [ابْنُ القَيِّمِ في " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِين " بِالبَابِ الخَامِسَ عَشَر]

[ابْنُ القَيِّمِ في " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِين " بِالمُقَدِّمَة] وَقَالَ ابْنُ القَيِّمِ أَيْضَاً في كِتَابِهِ القَيِّم / عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِين: " وَأَخْبَرَ عَنْ نَبِيِّهِ يُوسُفَ الصِّدِّيقِ في آخِرِ قِصَّتِهِ أَنَّ صَبرَهُ وَتَقْوَاهُ وَصَّلاَهُ إِلى محِلِّ العِزِّ وَالتَّمْكِين؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِين} {يُوسُف/90} [ابْنُ القَيِّمِ في " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِين " بِالبَابِ الأَوَّل]

كَلاَمٌ سَمِين؛ لِعَدَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِين {فَإِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرَاً {5} إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرَاً} {الشَّرْح} قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ في هَذِهِ الآيَة: " أَيْ مَعَ ذَلِكَ العُسْرِ يُسْرَاً آخَر؛ وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْن " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ بِكِتَابِ التَّفْسِيرِ في سُورَةِ الشَّرْح تحْتَ رَقْم: 4951 / فَتْح] {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} {التَّغَابُن: 11}

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في هَذِهِ الآيَة: " هُوَ الَّذِي إِذَا أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ رَضِيَ وَعَرَفَ أنَّهَا مِنَ اللهِ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ بِكِتَابِ التَّفْسِيرِ في سُورَةِ التَّغَابُنِ بِرَقْم: 4907 / فَتْح] عَنْ مَكْحُولٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمْ مُصِيبَةٌ فَلْيَذْكُرْ مُصِيبَتَهُ بِي؛ فَإِنَّهَا مِنْ أَعْظَمِ الْمَصَائِب " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (347)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَاني، وَهُوَ في " الكَنْزِ " برَقْم: 6644]

إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى ثمَّ إِنَّ مَنْ لَمْ يرْضَ بحُكْمِ مُوسَى رَضِيَ بحُكمِ فِرعَون ـ أَيْ مَنْ لَمْ يَرْضَ بِالبَلاَءِ بِاعْتِبَارِهِ قَدَرَ الله، وَالمُسْلِمُ مُطَالَبٌ بِالرِّضَا بِالقَدَرِ خَيرِهِ وَشَرِّه، حُلوِهِ وِمُرِّه: رَضِيَ بِهِ لأَنَّهُ لَيْسَ بمَقْدُورِهِ دَفْعُ المَقْدُور!! فَالصَّبرُ مَا لَمْ يُصَاحِبْهُ الرِّضَا نَدَمٌ * وَالعَفْوُ مَا لَمْ يَكُنْ عَنْ قُدْرَةٍ خَوَرُ قَالَ أَحَدُ الصَّالحِين: " لَيْسَ العَجَبُ مِمَّنِ ابْتُلِيَ فَصَبر، وَإِنَّمَا العَجَبُ مِمَّنِ ابْتُلِيَ فَرَضِيَ " 0

أَيْ رَضِيَ البَلاَءَ وَتَقَبَّلَهُ بِقَبُولٍ حَسَن، وَعَلِمَ أَنَّ اللهَ سَيُوَفيِّ الصَّابِرِينَ أَجْرَهُمْ بِغَيرِ حِسَاب، وَأَنَّ اللهَ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَاب 00 أَتَصْبرُ لِلبَلْوَى احْتِسَابَاً وَحِكْمَةً * فَتُؤْجَرَ أَمْ تَسْلُو سُلُوَّ البَهَائِمِ {أَبُو تَمَّام 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِير} فَاصْبِرْ عَلَى مَا قَدْ بُلِيتَ فَهَكَذَا شَاءَ القَدَرْ {زَكِي قُنْصُل 0 بِتَصَرُّف} وَلاَ بُدَّ مِنَ اسْتِحْضَارِ النِّيَّةِ في الصَّبر، حَتىَّ يَكُونَ لَنَا فِيهِ الثَّوَابُ وَالأَجْر 00 يَقُولُ ابْنُ القَيِّمِ في كِتَابِهِ القَيِّم / عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِين مُعَلِّقَاً عَن هَذِهِ الآيَة:

{وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرَّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ} {الرَّعْد/22} لَمْ يَكْتَفِ مِنهُمْ بِمُجَرَّدِ الصَّبرِ حَتىَّ يَكُونَ ابْتِغَاءَ وَجْهِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى " 0 [ابْنُ القَيِّمِ في " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِين " بِالبَابِ التَّاسِع] يَمْضِي البَلاَءُ وَإِنْ طَالَ الزَّمَانُ بِهِ * وَكُلُّ أَمْرٍ إِذَا مَا ضَاقَ يَتَّسِعُ {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ 0 بِتَصَرُّف} وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَصِلَ إِلى حَقِيقَةِ الإِيمَانِ حَتىَّ تحِبَّ مَا تَكْرَه؛ لأَنَّهُ أَتَى مِنَ الله، وَإِنْ وَصَلْتَ فَأَعْجَبَتْكَ نَفْسُك؛ فَاعْلَمْ أَنَّكَ مَا وَصَلْتَ إِلى شَيْء 00

حَتىَّ مَتى أَنْتَ في حِلٍّ وَتَرْحَالِ * وَطُولِ سَعْيٍ وَإِدْبَارٍ وَإِقبَالِ وَلَوْ قَنِعْتَ أَرَحْتَ الْبَالَ يَا وَلَدِي * إِنَّ السَّعَادَةَ لَيْسَتْ كَثْرَةَ المَالِ فَدَعْ أُمُورَكَ تجْرِي في أَعِنَّتِهَا * وَلاَ تَبِيتَنَّ إِلاَّ خَاليَ البَالِ مَا بَينَ غَمْضَةِ عَينٍ وَانْتِبَاهَتِهَا * يُبَدِّلُ اللهُ مِن حَالٍ إِلى حَالِ {أَبُو الْعَتَاهِيَةِ 0 بِتَصَرُّف، بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَخِيرِ فَهُوَ لآخَر} اصْبرْ لِدَهْرِكَ يَا بُنيَّ فَهَكَذَا مَضَتِ الدُّهُورْ فَرَحٌ وَحُزْنٌ يَنْقَضِي لاَ الحُزْنُ دَامَ وَلاَ السُّرُورْ {أَبُو العَتَاهِيَة}

هَذَا 00 وَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا مِن أَحْزَان، مِثْلَ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ أَوْ يَزِيد، وَبِالصَّبْرِ ذَلَّلَ اللهُ لَنَا الصِّعَابَ وَأَلاَنَ لَنَا الحَدِيد، وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَبْتَلِي الْعَبْدَ لِيرَى صِدْقَه، وَالأَجْرُ عَلَى قَدْرِ المَشَقَّة 00!! عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاَء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقم: 4031، وَفي الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2111، 146]

بَلَوْنَا مَا تَجِيءُ بِهِ اللَّيَالي * فَلاَ صُبْحٌ يَدُومُ وَلاَ مَسَاءُ وَأَتْعَبْنَا المَطَايَا في المَسَاعِي * فَمَا بَقِيَ النَّعِيمُ وَلاَ الشَّقَاءُ {الشَّرِيفُ الرَّضِيّ 0 بِاسْتِثْنَاءِ الشَّطْرَةِ الأُولى مِنَ الْبَيْتِ الثَّاني فَهْيَ لي} حُكْمُ الشَّكْوَى وَالتَّوَجُّع عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ بِمَالِهِ أَوْ في نَفْسِهِ، فَكَتَمَهَا وَلَمْ يَشْكُهَا إِلى النَّاس؛ كَانَ حَقَّاً عَلَى اللهِ أَنْ يَغْفِرَ لَه " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ ص: 256/ 10، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ بِرَقْم: 6570]

أَوْحَى اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى إِلى نَبيِّ اللهِ عُزَيْرٍ عَلَيْهِ السَّلاَم: " إِذَا نَزَلَتْ بِكَ بَلِيَّةٌ فَلاَ تَشْكُني إِلى خَلْقِي وَاشْكُ إِليّ، كَمَا لاَ أَشْكُوكَ إِلى مَلاَئِكَتي إِذَا صَعَدَتْ إِليَّ مَسَاوِيك " 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ في " كِتَابُ الصَّبرِ وَالشُّكْر " 0 ص: 1482] قَالَ الأَصْمَعِيّ: " نَظرَ الْفُضَيْلُ إِلىَ رَجُلٍ يَشْكُو إِلىَ رَجُلٍ فَقَالَ لِلشَّاكِي: يَا هَذَا؛ تَشْكُو مَنْ يَرْحَمُكَ إِلىَ مَنْ لاَ يَرْحَمُك " 00؟ [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 440/ 8]

جَوَازُ التَّوَجُّعِ وَالشَّكْوَى، وَكَرَاهِيَةُ الضَّجَرِ وَالسَّخَطِ وَعَدِمِ قَوْلِ " الحَمْدُ للهِ " لِمَنْ سَأَل، وَقَدْ ثَبُتَ في الصَّحِيحِ تَوَجُّعُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةِ رَضِيَ اللهُ عَنهَا وَقَوْلُهَا " وَارَأْسَاه " وَرَدُّ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهَا بِقَوْلِهِ: " بَلْ أَنَا وَارَأْسَاه " 00 كَمَا سَيَأْتي في بَابِ المَرَض 0 فَالصَّبرُ الجَمِيلُ لاَ يُفْسِدُهُ التَّوَجُّعُ وَالأَنِين؛ أَلَمْ تَسْمَعْ نبيَّ اللهِ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عِنْدَمَا شَفَّهُ الوَجْدُ 00؟ {وَقَالَ يَا أَسَفَا عَلَى يُوسُف} {يُوسُف/84} 00؟!

فَالتَّوَجُّعُ لاَ يُنَافي الصَّبرَ الجَمِيل؛ وَهَذِهِ المجْمُوعَةُ مِنَ الأَحَادِيثِ عَلَى مَا أَقُولُ دَلِيل: وَالخُلاَصَةُ: التَّوَجُّعُ في حَدِّ ذَاتِهِ لاَ شِيَةَ فِيه، إِنمَا الحَرَجُ وَالإِثمُ في الضَّجَرِ وَالسَّخَطِ وَعَدِمِ قَوْلِك: " الحَمْدُ لله " لِمَنْ سَأَلَكَ عَن حَالِك 00

يُنَزِّلُ اللهُ الصَّبْرَ عَلَى قَدْرِ الْبَلاَء عَن أَبى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى يُنَزِّلُ المَعُونَةَ عَلَى قَدْرِ المَؤُونَة، وَيُنَزِّلُ الصَّبرَ عَلَى قَدْرِ البَلاَء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1919، 1664، رَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في الشُّعَب]

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " مَرَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ وَهُوَ يَقُول: " اللَّهُمَّ إِنيِّ أَسْأَلُكَ الصَّبْر "؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قَدْ سَأَلْتَ البَلاَء؛ فَسَلِ اللهَ العَافِيَة " 0 وَمَرَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ يَقُول: " يَا ذَا الجَلاَلِ وَالإِكْرَام " 00 فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قَدِ اسْتُجِيبَ لَكَ فَسَلْ " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 22017]

الشَّكْوَى مِنَ الله، وَالشَّكْوَى إِلى الله لاَ تَشْكُوَنَّ إِلى العِبَادِ فَإِنمَا * تَشْكُو الرَّحِيمَ إِلى الَّذِي لاَ يَرْحَمُ {وَرَدَ بِنَحْوِهِ في شِعْرِ الشَّرِيفِ الرَّضِيّ} قَدْ يَقُولُ قَائِلٌ بَعْدَ هَذَا: فَكَيْفَ اشْتَكَى نَبيُّ اللهِ يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلاَم؛ أَليْسَ يَقُول: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْني إِلى اللهِ} {يُوسُف/86} 00؟!

إِنَّ الشَّكْوَى نَوْعَان: شَكْوَى إِلى الله، وَشَكْوَى مِنَ الله، وَسَيِّدُنَا يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ إِلى الله، وَلَمْ يَقُلْ مِنَ الله 00 فَالشَّكْوَى إِلى اللهِ مُبَاحَة، أَمَّا الشَّكْوَى مِنَ اللهِ؛ فَسُوءُ أَدَبٍ وَوَقَاحَة 0 " أَ 0 هـ "

وَيُؤْسِفُني وَاللهِ أَن أَسْمَعَ أَحَدَهُمْ وَهُوَ يجْأَرُ إِلى اللهِ وَيَقُول: " وَاللهِ لَئِنْ لَمْ يخَلِّصْني اللهُ ممَّا أَنَا فِيه؛ لأَتْرُكَنَّ الصَّلاَة، أَفَأُصَلِّي وَيَصْنَعُ مَعِي كَذَا وَكَذَا 00؟! يخَاطِبُ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ وَكَأَنَّهُ يخَاطِبُ عَامِلاً في مَصْنَعِه، بَلْ وَحَتىَّ العَامِلُ يَأْبى أَنْ يخَاطَبَ هَكَذَا 00!!

فَلاَ تَقُولَنَّ إِنَّ رَبيِّ يُعَذِّبُني بِهَذِهِ البَلاَيَا، وَلَكِنْ قُلْ: إِنَّ رَبي يُطَهِّرُني بِهَا مِنَ الذُّنُوبِ وَالخَطَايَا، وَاعْلَمْ أَنَّ جَزَعَكَ لاَ يَرُدُّ قَضَاءً وَلاَ يَرْفَعُ بَلاَءً، فَإِنْ لَمْ تَفعَلْ؛ كَانَتْ مُصِيبَتُكَ في دِينِكَ أَعْظَمَ مِنْ مُصِيبَتِكَ في دُنيَاك 0 عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَك، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَك " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامَينِ ابْنِ مَاجَةَ وَأَبي دَاوُدَ بِرَقْمَيْ: 77، 4700]

النِّسَاءُ الَّتي حَذَّرَ مِنهَا النَّبيُّ ** صلى الله عليه وسلم ** المَرْأَةُ الْعَاقِر: عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: إِنِّي أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَجَمَال، وَإِنَّهَا لاَ تَلِد؛ أَفَأَتَزَوَّجُهَا 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ " 00 ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَنَهَاهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُود؛ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الأُمَم " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: (2685)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 2050]

وَاعْلَمْ أَنَّ كُلَّ المَصَائِب؛ في الصَّبْرِ دَوَاؤُهَا، أَمَّا قِلَّةُ الصَّبْر؛ فَلاَ دَوَاءَ لهَا0 وَلِذَا مَدَحَ القُرْآنُ نَبيَّ اللهِ أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلاَم، وَأَثْنى الثَّنَاءَ الجَمِيلَ عَلَى صَبْرِه؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {نِعْمَ العَبْدُ إِنَّهُ أَوَّاب} {ص/44} أَجْرُ العَبْدِ عَلَى حُزْنِه لَمْ يخْلُقِ اللهُ إِنْسَانَاً تُسَائِلُهُ * مَا بَالُ قَلْبِكَ إِلاَّ قَالَ مَهْمُومُ {الرِّيَاشِيُّ بِتَصَرُّف}

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِذَا كَثُرَتْ ذُنُوبُ الْعَبْد، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُكَفِّرُهَا مِنَ العَمَل؛ ابْتَلاَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالحُزْنِ لِيُكَفِّرَهَا عَنْهُ " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (192/ 10)، وَالحَدِيثُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: 24708]

وَرُوِيَ أَنَّ نَبيَّ اللهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ لِرَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى: " يَا رَبّ، مَا جَزَاءُ الحَزِينِ الَّذِي يَصْبرُ عَلَى المَصَائِبِ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِك 00؟ قَالَ جَلَّ جَلاَلُهُ: " جَزَاؤُهُ أَن أُلْبِسَهُ لِبَاسَ الإِيمَانِ فَلاَ أَنْزِعُهُ عَنهُ أَبَدَاً " 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ 0 " كِتَابُ الصَّبرِ وَالشُّكْر " 0 ص: 1415]

أَهَمِّيَّةُ الدُّعَاء؛ في كَشْفِ الْبَلاَء عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 1319] عَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لاَ يَزِيدُ في العُمْرِ إِلاَّ البرّ، وَلاَ يَرُدُّ القَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاء، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4022، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان]

وَبَشِّرِ الصَّابِرِين عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " يَوَدُّ أَهْلُ العَافِيَةِ يَوْمَ القِيَامَة، حِينَ يُعْطَى أَهْلُ البَلاَءِ الثَّوَاب؛ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ في الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (8177/ 14137)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2402]

عَنْ صُهَيْبٍ الرُّومِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عَجَبَاً لأَمْرِ المُؤْمِن؛ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَير، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِن؛ إِن أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرَاً لَه، وَإِن أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرَاً لَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2999 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عَجِبْتُ لِلْمُؤْمِن؛ إِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلاَ لَمْ يَقْضِ قَضَاءً إِلاَّ كَانَ خَيْرَاً لَه " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ وَفي صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان، صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنَّهُ قَال: " مَا مِن عَبْدٍ قَضَيْتُ عَلَيْهِ قَضِيَّةً رَضِيَهَا أَوْ سَخِطَهَا؛ إِلاَّ كَانَ خَيرَاً لَه " 0 [قَالَ ابْنُ حَجَرَ العَسْقَلاَنيّ: لَهُ شَوَاهِد، وَقَالَ ابْنُ شَاهِين: لَيْسَ في الدُّنيَا إِسْنَادٌ أَحْسَنَ مِنه 0 الكَنز: 5963] عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاَءً 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الأَنْبِيَاء، ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَل، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ صُلْبَ الدِّينِ يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى قَدْرِ دِينِه: فَمَنْ ثَخُنَ دِينُهُ ثَخُنَ بَلاَؤُه، وَمَنْ ضَعُفَ دِينُهُ ضَعُفَ بَلاَؤُه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيب بِرَقْم: 3402، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 1555، رَوَاهُ الحَاكِم]

عَنْ سَيِّدِنَا سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَشَدُّ النَّاسِ بَلاَءً الأَنْبِيَاء، ثُمَّ الأَمْثَل، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِه: فَإِنْ كَانَ في دِينِهِ صُلبَاً؛ اشْتَدَّ بَلاَؤُه، وَإِنْ كَانَ في دِينِهِ رِقَّة؛ ابْتُلِيَ عَلَى قَدْرِ دِينِه، فَمَا يَبرَحُ البَلاَءُ بِالعَبْد؛ حَتىَّ يَترُكَهُ يمْشِي عَلَى الأَرْضِ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَة " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: 2398، 4023، وَصَحَّحَهُ أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 1606]

عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن أَشَدِّ النَّاسِ بَلاَءً؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الأَنْبِيَاء، ثُمَّ الصَّالِحُون، ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ مِنَ النَّاس، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِه، فَإِنْ كَانَ في دِينِهِ صَلاَبَةٌ؛ زِيدَ في بَلاَئِه، وَإِنْ كَانَ في دِينِهِ رِقَّةٌ؛ خُفِّفَ عَنْهُ، وَمَا يَزَالُ البَلاَءُ بِالعَبْدِ حَتىَّ يَمْشِيَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ لَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَة " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 1481، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ بَلاَءً: الأَنْبِيَاء، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ الصَّحِيحِ بِرَقْم: (2442)، رَوَاهُ أَحْمَدُ بِنَحْوِهِ في مُسْنَدِه بِرَقْم: 26539 / دَارُ إِحْيَاءِ التُّرَاث] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الصَّالحِينَ يُشَدَّدُ عَلَيْهِمْ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 7901، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 1103]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " دَخَلْتُ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَك؛ فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَيْه، فَوَجَدْتُ حَرَّهُ بَينَ يَدَيَّ فَوْقَ اللِّحَاف، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ مَا أَشَدَّهَا عَلَيْك 00!! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّا كَذَلِك ـ أَيْ مَعْشَرَ الأَنْبِيَاء ـ يُضَعَّفُ لَنَا البَلاَء، وَيُضَعَّفُ لَنَا الأَجْر " قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاَءً 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الأَنْبِيَاء " 00 قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ ثُمَّ مَن 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ثمَّ الصَّالحُون؛ إِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيُبْتَلَى بِالفَقْر؛ حَتىَّ مَا يجِدُ أَحَدُهُمْ إِلاَّ العَبَاءةَ يحْوِيهَا ـ أَيْ يَمْلِكُهَا ـ وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيَفْرَحُ بِالبَلاَءِ كَمَا يَفْرَحُ أَحَدُكُمْ بِالرَّخَاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 4024، وَفي " الصَّحِيحَةِ " بِرَقْم: 144] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الْبَلاَيَا أَسْرَعُ إِلى مَنْ يحِبُّني؛ مِنَ السَّيْلِ إِلى مُنْتَهَاه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ الصَّحِيحِ " بِرَقْم: 2472، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2922]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَأْتي عَلَى النَّاسِ زَمَان؛ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالقَابِضِ عَلَى الجَمْر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 2260] فَضْلُ كَلِمَة: " إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُواْ: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ} {البَقَرَة/156} رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَن عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في هَذِهِ الآيَة: " نِعْمَ العِدْلاَنِ وَنِعْمَ العِلاَوَة " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1302 / فَتْح]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا مَاتَ وَلَدُ العَبْدِ قَالَ اللهُ لِمَلاَئِكَتِه: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي 00؟ فَيَقُولُونَ نَعَمْ، فَيَقُول: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِه 00؟ فَيَقُولُونَ نَعَمْ، فَيَقُول: مَاذَا قَالَ عَبْدِي 00؟ فَيَقُولُونَ حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَع؛ فَيَقُولُ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: ابْنُواْ لِعَبْدِي بَيْتَاً في الجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الحَمْد " 0 [حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في " التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: (1021)، وَهُوَ في " الشُّعَب " بِرَقْم: (9700)، وَفي " الكَنْزِ " بِرَقْم: 6552]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنَّهُ قَال: " ابْنَ آدَم: إِنْ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولى لَمْ أَرْضَ لَكَ ثَوَابَاً دُونَ الجَنَّة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1597] {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُواْ: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ} {البَقَرَة/156}

عَنْ سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في فَضْلِ كَلِمَة " إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون ": " مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مَا أُعطِيَتْ هَذِهِ الأُمَّة، وَلَو أُعْطِيَهَا أَحَد؛ لأُعْطِيَهَا يَعقُوبُ عَلَيْهِ السَّلاَم؛ أَلَمْ تَسْمَعْ إِلى قَوْلِه: {يَا أَسَفَا عَلَى يُوسُف} [الإِمَامُ الطَبرِيُّ في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَة: [يُوسُف / 84] طَبْعَةِ دَارِ الفِكْر 0 بَيرُوت: 43/ 2] وَعَنِ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أُصِيبَ بمُصِيبَةٍ فَذَكَرَ مُصِيبَتَهُ فَأَحْدَثَ اسْترْجَاعَاً ـ أَيْ قَالَ إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون ـ وَإِنْ تَقَادَمَ عَهْدُهَا؛ كَتَبَ اللهُ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثلَ يَوْمِ أُصِيب " 0 [ضَعَّفَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1600، وَهُوَ في شُعَبِ الإِيمَانِ بِرَقْم: 9695]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنِ اسْتَرْجَعَ عِنْدَ المُصِيبَة؛ جَبرَ اللهُ مُصِيبَتَهُ وَأَحْسَنَ عُقبَاه، وَجَعَلَ لَهُ خَلَفَاً صَالحَاً يَرْضَاه " 0 [ضَعَّفَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ 0 ص: (331/ 6)، رَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمَانِ بِرَقْم: 9689]

عَنْ أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَا مِن عَبْدٍ تُصِيبهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُول: إِنَّا للهِ وَإِنا إِلَيْهِ رَاجِعُون، اللهُمَّ أْجُرْني في مُصِيبَتي وَاخْلُفْ لي خَيرَاً مِنهَا؛ إِلاَّ أَجَرَهُ اللهُ في مُصِيبَتَه وَأَخْلَفَ لَهُ خَيرَاً منهَا " 0 تَقُولُ أُمُّ سَلَمَةَ: فَلَمَّا تُوُفيَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ: مَن خَيرٌ مِن أَبي سَلَمَةَ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؟ ثُمَّ عَزَمَ اللهُ لي فَقُلْتُهَا ـ أَيْ قَدَّرَ اللهُ لي فَقُلْتُهَا ـ فَتَزَوَّجْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 918 / عَبْد البَاقِي]

عَن أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ حَدَّثَهَا أَنَّهُ سَمِعَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَابُ بمُصِيبَةٍ فَيَفْزَعُ إِلى مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ مِنْ قَوْلِهِ إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون، اللهُمَّ عِنْدَكَ احْتَسَبْتُ مُصِيبَتي فَأْجُرْني فِيهَا وَعَوِّضْني مِنْهَا؛ إِلاَّ أَجَرَهُ اللهُ عَلَيْهَا وَعَاضَهُ خَيرَاً مِنْهَا " 00 تَقُولُ أُمُّ سَلَمَة: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَة؛ ذَكَرْتُ الَّذِي حَدَّثَني عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ:

إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون، اللهُمَّ عِنْدَكَ احْتَسَبْتُ مُصِيبَتي هَذِهِ فَأْجُرْني عَلَيْهَا، فَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَقُول: وَعِضْني خَيْرَاً مِنْهَا قُلْتُ في نَفْسِي: أُعَاضُ خَيْرَاً مِنْ أَبي سَلَمَة 00؟! ثُمَّ قُلْتُهَا؛ فَعَاضَني اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى محَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآجَرَني في مُصِيبَتي " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1598، رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ في الشُّعَب: 9697، الكَنْز بِرَقْم: 6633]

مصيبة المرض

مُصِيبَةُ المَرَض: ========= ثَوَابُ المَرِيضِ الصَّابِر عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذَى مَرَضٍ فَمَا سِوَاه؛ إِلاَّ حَطَّ اللهُ سَيِّئَاتِهِ كَمَا تحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5667 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2571 / عَبْد البَاقِي] وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حَدِيثٍ آخَرَ عَنِ المَرَضِ أَيْضَاً: " يَحُطُّ الخَطَايَا عَنْ صَاحِبِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ الْيَابِسَةُ وَرَقَهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في كِتَابِ الإِيمَانِ لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة]

عَنْ لجْلاَجٍ العَامِرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ العَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِه؛ ابْتَلاَهُ اللهُ في جَسَدِه، أَوْ في مَالِه، أَوْ في وَلَدِه، ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِك؛ حَتىَّ يُبَلِّغَهُ المَنْزِلَةَ الَّتي سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللهِ تَعَالى " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " برَقْم: 3090] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَزَالُ البَلاَءُ بِالمُؤْمِنِ وَالمُؤْمِنَةِ في جَسَدِهِ وَأَهْلِهِ وَمَالِه: حَتىَّ يَلْقَى اللهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 494، كَمَا صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7846]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنَّا عِنْدَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَبَسَّم؛ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ تَبَسَّمَت 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " عَجِبْتُ لِلْمُؤْمِنِ وَجَزَعِهِ مِنَ السَّقَم، وَلَوْ يَعْلَمُ مَا في السَّقَمِ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ سَقِيمَاً حَتىَّ يَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلّ " 0 [ضَعَّفَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (304/ 2)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " الشُّعَب " بِرَقْم: 9937] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ شَيْءٍ يُصِيبُ المُؤْمِنَ في جَسَدِهِ يُؤْذِيه؛ إِلاَّ كَفَّرَ اللهُ عَنْهُ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِه " 0 [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (5724، 2274)، رَوَاهُ أَحْمَد]

عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْتَلي عَبْدَهُ بِالَّسقَمِ حَتىَّ يُكَفِّرَ عَنْهُ كُلَّ ذَنْب " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1870، 3393، رَوَاهُ الحَاكِمُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِيرِ وَالأَوْسَط] عَن أُمِّ العَلاَءِ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " عَادَني رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَرِيضَةٌ فَقَال:

" أَبْشِرِي يَا أُمَّ العَلاَء؛ فَإِنَّ مَرَضَ المُسْلِم؛ يُذْهِبُ اللهُ بِهِ خَطَايَاه، كَمَا تُذْهِبُ النَّارُ خَبَثَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (13809)، وَصَحَّحَهُ أَيْضَاً في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 3092] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّ رَجُلاً تَلاَ هَذِهِ الآيَة: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءً ايُجْزَ بِهِ} {النِّسَاء/123} قَالَ ـ أَيِ الرَّجُل: إِنَّا لَنُجْزَى بِكُلِّ عَمَلِنَا 00؟ هَلَكْنَا إِذَن؛ فَبَلَغَ ذَاكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " نَعَمْ، يُجْزَى بِهِ المُؤْمِنُ في الدُّنْيَا: في مُصِيبَتِهِ في جَسَدِهِ فِيمَا يُؤْذِيه " 0

[صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2274، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ الإِمَامُ أَبُو يَعْلَى] هَدِيَّةُ اللهِ لِلْمَرِيض عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا مَرِضَ العَبْدُ أَوْ سَافَر؛ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمَاً صَحِيحَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2996 / فَتْح)، وَالحَدِيثُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: (19180)، الكَنز: 6663] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: كُنَّا مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غَزَاةٍ فَقَال:

" إِنَّ بِالمَدِينَةِ لَرِجَالاً، مَا سِرْتُمْ مَسِيرَاً وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِيَاً إِلاَّ كَانُواْ مَعَكُمْ؛ حَبَسَهُمُ المَرَض " وَفي رِوَايَةٍ: " إِلاَّ شَرِكُوكُمْ في الأَجْر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1911 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا كَانَ العَبْدُ يَعْمَلُ عَمَلاً صَالحَاً، فَشَغَلَهُ عَنْهُ مَرَضٌ أَوْ سَفَر؛ كُتِبَ لَهُ كَصَالحِ مَا كَانَ يَعْمَلُ وَهُوَ صَحِيحٌ مُقِيم " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 3091]

عَن عَطَاءَ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا مَرِضَ الْعَبْد؛ قَالَ اللهُ لِلْكِرَامِ الْكَاتِبِين: اكْتُبُواْ لِعَبْدِي مِثْلَ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ حَتىَّ أَقْبِضَهُ أَوْ أُعَافِيَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ الصَّحِيحِ " بِرَقْم: (800)، أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ في مُصَنَّفِه] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا ابْتَلَى اللهُ العَبْدَ المُسْلِمَ بِبَلاَءٍ في جَسَدِه؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمَلَك: اكْتُبْ لَهُ صَالحَ عَمَلِهِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُه، فَإِنْ شَفَاهُ غَسَلَهُ وَطَهَّرَه، وَإِنْ قَبَضَهُ غَفَرَ لَهُ وَرَحِمَه " 0 [حَسَّنَهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيب بِرَقْم: 3422، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: 304/ 2، وَهُوَ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 13301] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا مَرِض؛ أَوْحَى إِلى مَلاَئِكَتِه: يَا مَلاَئِكَتي؛ أَنَا قَيَّدْتُ عَبْدِي بِقَيْدٍ مِنْ قُيُودِي، فَإِن أَقْبِضْهُ أَغْفِرْ لَهُ، وَإِن أُعَافِهِ فَحِينَئِذٍ يَقْعُدُ وَلاَ ذَنْبَ لَه " 0 [حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1673، 1611، رَوَاهُ الحَاكِم] وَعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدَاً مِن عِبَادِي مُؤْمِنَاً، فَحَمِدَني عَلَى مَا ابْتَلَيْتُه؛ فَإِنَّهُ يَقُومُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ كَيَوْمِ وَلَدَتهُ أُمُّهُ مِنَ الخَطَايَا، وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلّ: أَنَا قَيَّدْتُ عَبْدِي وَابْتَلَيْتُه، وَأَجْرُواْ لَهُ كَمَا كُنْتُمْ تجْرُونَ لَهُ وَهُوَ صَحِيح " 0 [حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 4300، 1611، وَفي المِشْكَاةِ بِرَقْم: (1579)، وَفي التَّرْغِيبِ أَيْضَاً بِرَقْم: (3423)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِرَقْم: 16669، وَهُوَ في الكَنز: 6669] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ العَبْدَ إِذَا كَانَ عَلَى طَرِيقَةٍ حَسَنَةٍ مِنَ العِبَادَةِ ثُمَّ مَرِض؛ قِيلَ لِلْمَلَكِ المُوَكَّلِ بِه: اكْتُبْ لَهُ مِثْلَ عَمَلِهِ إِذَا كَانَ طَلِيقَاً؛ حَتىَّ أُطْلِقَهُ أَوْ أَكْفِتَهُ إِليّ " 00 أَيْ أَقْبِضَهُ إِليّ 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6895، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَفي المِشْكَاةِ بِرَقْم: 1559] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَابُ في جَسَدِه؛ إِلاَّ أَمَرَ اللهُ تَعَالى الحَفَظَة: اكْتُبُواْ لِعَبْدِي في كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مِنَ الخَيْرِ مَا كَانَ يَعْمَل؛ مَا دَامَ محْبُوسَاً في وَثَاقِي " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 10700، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6825، رَوَاهُ الحَاكِم] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَن أَبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " إذَا مَرِضَ العَبْدُ المُسْلِمُ نُودِيَ صَاحِبُ اليَمِينِ أَن أَجْرِ عَلَى عَبْدِي صَالحَ مَا كَانَ يَعْمَل، وَيُقَالُ لِصَاحِبِ الشِّمَال: أَقْصِرْ عَن عَبْدِي مَا كَانَ في وَثَاقِي، فَقَالَ رَجُلٌ لأَبي هُرَيْرَة: يَا لَيْتَني لاَ أَزَالُ ضَاجِعَاً؛ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ كَرِهَ العَبْدُ الخَطَايَا " [رَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " بِرَقْم: 9948]

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عَجِبْتُ لِمَلَكَينِ مِنَ المَلاَئِكَة: نَزَلاَ إِلى الأَرْضِ يَلْتَمِسَانِ عَبْدَاً في مُصَلاَّهُ فَلَمْ يجِدَاه، ثمَّ عَرَجَا إِلى رَبِّهِمَا فَقَالاَ: يَا رَبّ، كُنَّا نَكْتُبُ لِعَبْدِكَ المُؤْمِنِ في يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ مِنَ العَمَلِ كَذَا وَكَذَا، فَوَجَدْنَاهُ قَدْ حَبَسْتَهُ في حِبَالَتِكَ فَلَمْ نَكْتُبْ لَهُ شَيْئَاً؛ فَقَالَ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ: اكْتُبَا لِعَبْدِي عَمَلَهُ في يَوْمِهِ وَلَيْلَتِه، وَلاَ تَنْقُصَا مِن عَمَلِهِ شَيْئَا، عَلَيَّ أَجْرُهُ مَا حَبَسْتُه، وَلَهُ أَجْرُ مَا كَانَ يَعْمَل " 0

[ضَعَّفَهُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (3682)، وَهُوَ في " الشُّعَبِ " بِرَقْم: (9938)، وَفي " الكَنزُ " بِرَقْم: 6665] عَن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيْسَ مِن عَمَلِ يَوْمٍ إِلاَّ وَهُوَ يُخْتَمُ عَلَيْه، فَإِذَا مَرِضَ المُؤْمِنُ قَالَتِ المَلاَئِكَة: يَا رَبَّنَا؛ عَبْدُكَ فُلاَنٌ قَدْ حَبَسْتَه 00؟ فَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلّ: اخْتِمُواْ لَهُ عَلَى مِثْلِ عَمَلِهِ حَتىَّ يَبْرَأَ أَوْ يَمُوت " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5432، 2193، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ وَالإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه] خَبَّابُ بْنُ الأَرَتِّ وَتمَنيِّ المَوْت

عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبي حَازِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " دَخَلْنَا عَلَى خَبَّابٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ نَعُودُهُ وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعَ كَيَّات؛ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنَّ أَصْحَابَنَا الَّذِينَ سَلَفُواْ؛ مَضَوْا وَلَمْ تَنْقُصْهُمُ الدُّنْيَا، وَإِنَّا أَصَبْنَا مَا لاَ نجِدُ لَهُ مَوْضِعَاً إِلاَّ التُّرَاب، وَلَوْلاَ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِه، ثُمَّ أَتَيْنَاهُ مَرَّةً أُخْرَى وَهُوَ يَبْني حَائِطَاً لَهُ فَقَال: " إِنَّ المُسْلِمَ لَيُؤْجَرُ في كُلِّ شَيْءٍ يُنْفِقُه، إِلاَّ في شَيْءٍ يجْعَلُهُ في هَذَا التُّرَاب " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ المَرْضَى بَابِ تمَني المَرِيضِ المَوْت برَقْم: 5672]

عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبي حَازِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَتَيْتُ خَبَّابَاً وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعَاً في بَطْنِه، فَسَمِعْتُهُ يَقُول: لَوْلاَ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6350 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2681 / عَبْد البَاقِي] سَيِّدُنَا الحَسَنُ أَخُو الحُسَين؛ يَزُورُ سَيِّدَنَا عِمْرَانَ بْنَ حُصَين

عَنِ الحَسَنِ بِنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في مَرَضِهِ يُوَاسِيه، فَقَالَ لَهُ الحَسَن: إنيِّ لأَرْثِي لَكَ مِمَّا أَرَى، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَا ابْنَ أَخِي؛ لاَ تَفْعَلْ، فَوَاللهِ إِنَّ أَحَبَّهُ إِليَّ أَحَبُّهُ إِلى اللهِ عَزَّ وَجَلّ، وَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير} {الشُّورَى/30} فَهَذَا مَا كَسَبَتْ يَدَاي، ثُمَّ يَأْتِيني عَفْوُ رَبيِّ بَعْدُ فِيمَا بَقِيَ " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (302/ 2)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِيرِ] عَنِ الْبرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:

" مَا اخْتَلَجَ عِرْقٌ وَلاَ عَينٌ إِلاَّ بِذَنْب، وَمَا يَدْفَعُ اللهُ أَكْثر " 00 اخْتَلَجَ عِرْقُهُ: أَيْ آلَمَهُ 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (5521، 2215)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط] الصَّبرُ عَلَى الأَمْرَاض، وَعَدَمُ الشَّكْوَى وَالاَعْتِرَاض عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنَّهُ قَال: " إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِيَ المُؤْمِنَ وَلَمْ يَشْكُني إِلى عُوَّادِه؛ أَطْلَقْتُهُ من إِسَارِي ـ أَيْ أَطْلَقْتُهُ مِن أَسْرِي ـ ثُمَّ أَبْدَلْتُهُ لحْمَاً خَيرَاً مِنْ لحْمِه، وَدَمَاً خَيرَاً مِنْ دَمِه " 0

[صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (4301، 272)،، رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيُّ في سُنَنِهِ بِرَقْم: 6340] عَن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا مَرِضَ الْعَبْد؛ بَعَثَ اللهُ تَعَالى إِلَيْهِ مَلَكَيْن، فَقَالَ جَلَّ جَلاَلُه: انْظُرَا مَاذَا يَقُولُ لِعُوَّادِه، فَإِن هُوَ إِذَا جَاءوهُ حَمِدَ اللهَ وَأَثْنى عَلَيْه؛ رَفَعَا ذَلِكَ إِلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ أَعْلَم؛ فَيَقُول: لِعَبْدِي عَلَيَّ إِنْ تَوَفَّيْتُهُ أَنْ أُدْخِلَهُ الجَنَّة، وَإِن أَنَا شَفَيْتُهُ أَنْ أُبْدِلَ لَهُ لحْمَاً خَيرَاً مِنْ لحْمِه، وَدَمَاً خَيرَاً مِنْ دَمِه، وَأَن أُكَفِّرَ عَنْهُ سَيِّئَاتِه "

[حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيب بِرَقْم: (3431، 3424)، وَهُوَ في المُوَطَّإِ بِرَقْم: (1750)، وَفي الشُّعَبِ بِرَقْم: 9941] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مَرِضَ مُسْلِمٌ قَطّ؛ إِلاَّ وَكَّلَ اللهُ بِهِ مَلَكَينِ مِنْ مَلاَئِكَتِه، لاَ يُفَارِقَانِهِ حَتىَّ يَقْضِيَ اللهُ فِيهِ بِإحْدَى الحُسْنَيَين: إِمَّا بمَوْت وَإِمَّا بحَيَاة، فَإِذَا قَالَ لَهُ العُوَّاد: كَيْفَ تجِدُك 00؟ قَالَ أَحْمَدُ الله، أَجِدُني وَاللهِ محْمُودَاً بخَير؛ قَالَ لَهُ المَلَكَان: أَبشِرْ بِدَمٍ هُوَ خَيرٌ مِنْ دَمِك، وَبِصِحَّةٍ هِيَ خَيرٌ مِنْ صِحَّتِك، فَإِذَا قَالَ لَهُ العُوَادُ كَيْفَ تجِدُك 00؟

قَالَ أَجِدُني مجْهُودَاً مَكرُوبَا في بَلاَء؛ قَالَ لَهُ المَلَكَان: أَبشِرْ بِدَمٍ هُوَ شَرٌّ مِنْ دَمِك، وَبَلاَءٍ هُوَ أَطْوَلُ مِنْ بَلاَئِك " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " بِرَقْم: 9940] عَن أَبي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " عَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَار، وَأَكَبَّ عَلَيْهِ فَسَأَلَه ـ أَيْ عَن حَالِهِ ـ فَقَال: يَا نَبيَّ الله؛ مَا غَمَضْتُ مُنْذُ سَبع ـ أَيْ مُنْذُ سَبْعِ لَيَالٍ ـ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَيْ أَخِي؛ اصْبرْ 00 ثَلاَثَاً؛ تخْرُجْ مِنْ ذُنُوبِكَ كَمَا دَخَلْتَ فِيهَا " 0 ثُمَّ قَال: " سَاعَاتُ الأَمْرَاضِ يُذْهِبنَ سَاعَاتِ الخَطَايَا " 0

[ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " التَّرْغِيب " بِرَقْم: (1993)، رَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " بِرَقْم: 9925] وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّمَا مَثَلُ المَرِيضِ إِذَا بَرِئَ وَصَحَّ؛ كَالبَرَدَةِ تَقَعُ مِنَ السَّمَاءِ في صَفَائِهَا وَلَوْنِهَا " 0 [البَرَدَة: قَطْرَةُ الثَّلْجِ مِنَ المَطَر 0 رَوَاهُ الإِمَامُ التِّرْمِذِيُّ في " سُنَنِهِ " بِرَقْم: 2086] كَلاَمٌ طَيِّبٌ لِسَيِّدِنَا عَمَّارِ بْنِ يَاسِر؛ في أَجْرِ المَرِيضِ الصَّابِر عَنْ سَيِّدِنَا عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ كَانَ في مجْلِسٍ، فَتَذَاكَرُواْ المَرَض، فَقَالَ رَجُلٌ:

" مَا مَرِضْتُ قَطّ 00 فَقَالَ عَمَّار: لَسْتَ مِنَّا؛ إِنَّ المُسْلِمَ يُبْتَلَى بِالبَلاَءِ فَيَكُونُ كَفَّارَةَ خَطَايَاه، فَتَتَحَاتُّ ـ أَيْ تَتَسَاقَطُ خَطَايَاه ـ كَمَا يَتَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَر، وَإِنَّ الكَافِرَ مَثَلُهُ كَمَثَلِ البَعِير: عُقِلَ فَلاَ يَدْرِي لِمَ عُقِل، وَيُطْلَقُ فَلاَ يَدْرِي لِمَ يُطْلَق " 0 [صَحَّحَ الأَلبَانيُّ عِبَارَةَ الْبَعِيرِ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: (493)، رَوَاهُ ابْنُ عَسَاكِر، وَابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَهُوَ في الكَنْز: 8635] وَعَن أَبي فَاطِمَةَ الضَّمْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " أَيُّكُمْ يحِبُّ أَنْ يَصِحَّ فَلاَ يَسْقَم " 00؟!

قَالُواْ: كُلُّنَا يَا رَسُولَ الله؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " تحِبُّونَ أَنْ تَكُونُواْ كَالحَمِيرِ الصَّيَّالَة ـ أَيِ الصَّيَّاحَة 00؟! أَلاَ تحِبُّونَ أَنْ تَكُونُواْ أَصْحَابَ بَلاَءٍ وَأَصْحَابَ كَفَّارَات 00؟! وَالَّذِي بَعَثَني بِالحَقّ؛ إِنَّ العَبْدَ لَتَكُونُ لَهُ الدَّرَجَةُ في الجَنَّة، فَمَا يَبْلُغُهَا بِشَيْءٍ مِن عَمَلِه، فَيَبْتَلِيَهِ اللهُ بِالبَلاَءِ لِيَبْلُغَ تِلْكَ الدَّرَجَة " [رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِيرِ بِرَقْم: 813، وَالحَدِيثُ في الكَنْزِ بِرَقْم: 8640] زَكَاةُ البَدَنِ العِلَل عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ المُؤْمِنَ يُشَدَّدُ عَلَيْهِ لِيَكُونَ كَفَّارَةً لخَطَايَاه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 1103، وَقَال: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

قَالَ عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " مَرِضَ كَعْبٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ؛ فَعَادَهُ رَهْطٌ مِن أَهْلِ دِمَشْقَ فَقَالُواْ: كَيْفَ تجِدُكَ يَا أَبَا إِسْحَاق 00؟ قَالَ بخير؛ جَسَدٌ أُخِذَ بِذَنْبِهِ، إِنْ شَاءَ رَبُّه عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ رَحِمه، وَإِنْ بَعَثَهُ بَعَثَهُ خَلْقَاً جَدِيدَاً لاَ ذَنْبَ لَه " 0 [ابْنُ القَيِّمِ في " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِين " بِالبَابِ السَّادِسَ عَشَر]

وقَالَ يَزِيدُ بْنُ مَيْسَرَة: " إِنَّ العَبْدَ لَيَمْرَضُ المَرَضَ وَمَا لَهُ عِنْدَ اللهِ مِن عَمَلٍ خَير؛ فَيُذَكِّرُهُ اللهُ سُبْحَانَهُ بَعْضَ مَا سَلَفَ مِن خَطَايَاه؛ فَيَخْرُجُ مِن عَيْنِهِ مِثْلُ رَأْسِ الذُّبَابِ مِنَ الدَّمعِ مِن خَشْيَةِ الله؛ فَيَبْعَثُهُ اللهُ إِنْ بَعَثَهُ مُطَهَّرَاً ـ أَيْ مِنْ ذُنُوبِه ـ أَوْ يَقْبِضُهُ إِنْ قَبَضَهُ مُطَهَّرَا " 0 [ابْنُ القَيِّمِ في " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِين " بِالبَابِ السَّادِسَ عَشَر]

يَهُونُ عَلَيْنَا أَنْ تُصَابَ جُسُومُنَا * وَتَسْلَمَ أَعْرَاضٌ لَنَا وَعُقُولُ {المُتَنَبيِّ} وَقَدْ قِيلَ في المَثَل: " زَكَاةُ الْبَدَنِ العِلَل " 0 قِيلَ لإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَقَدِ اشْتَدَّ بِهِ المَرَض: " لَوْ دَعَوْتَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُفَرِّجَ عَنْك " 00؟ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " إِنيِّ لأَسْتَحْيِي أَن أَدْعُوَ اللهَ أَنْ يُفَرِّجَ عَنيِّ مَا لي فِيهِ أَجْر " 0

حَتىَّ إِنَّ أَحَدَ الصَّالحِينَ قَالَ مِن عَظَمَةِ ثَوَابِ المُصَابِ وَالمُبْتَلَى: " دَعِ الدَّوَاءَ مَا احْتَمَلَ جِسْمُكَ الدَّاء " 0 وَلَيْسَتْ هَذِهِ دَعْوَةً لِتَرْكِ العِلاَج، فَلاَ بُدَّ مِن عَرْضِ نَفْسِكَ عَلَى الأَطِبَّاء؛ فَمَهْمَا كَانَتْ شِدَّةُ الدَّاء؛ فَلاَ تَيْأَسَنَّ مِنَ الشِّفَاء، وَلاَ تُقَصِّرَنَّ في طَلَبِ الدَّوَاء 00 عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً؛ إِلاَّ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5678 / فَتْح]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاء؛ فَإِن أَصَابَ الدَّاءَ الدَّوَاءُ بَرِئَ بِإِذْنِ اللهِ جَلَّ وَعَلاَ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7434]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلاَ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً: إِلاَّ وَأَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً، عَلِمَهُ مَن عَلِمَه، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَه " [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَشُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان، وَأَحْمَد شَاكِر في المُسْنَد، وَالأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة] عَن أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَدَاوَوْا؛ فَإِنَّ اللهَ تَعَالى لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلاَّ وَضَعَ لَهُ دَوَاءً " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ عَدَا النَّسَائِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ دَاءً؛ إِلاَّ أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَن عَلِمَه، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3922، وَالْعَلاَّمَة الأَلْبَانيُّ الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1809، 451] عَن حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " يَا رَسُولَ الله؛ أَرَأَيْتَ أَدْوِيَةً نَتَدَاوَى بِهَا، وَرُقَىً نَسْتَرْقِي بِهَا؛ أَتَرُدُّ مِنْ قَدَرِ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّهَا مِنْ قَدَرِ الله " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7431]

فَلاَ تَترُكْ نَفْسَكَ لِلمَرَض، تَنُوشُكَ سِهَامُهُ كَالغَرَض؛ فَقَطْرَةُ المَاءِ عَلَى سَلاَسَتِهَا إِنْ طَالَ سُقُوطُهَا عَلَى الحَجَرِ تَنْقُرُه، وَلاَ تَحْمِلَنَّكَ شِدَّةُ الأَلَمِ وَفَقْدُ الأَمَل؛ عَلَى اسْتِعْجَالِ الأَجَل 0 عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ بِهِ جُرْح؛ فَجَزِعَ فَأَخَذَ سِكِّينَاً فَحَزَّ بِهَا يَدَهُ؛ فَمَا رَقَأَ الدَّمُ حَتىَّ مَات؛ قَالَ اللهُ تَعَالى: بَادَرَني عَبْدِي بِنَفْسِه؛ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الجَنَّة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3463]

دَاوُواْ مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَة عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " دَاوُواْ مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَة، وَأَعِدُّواْ لِلبَلاَءِ الدُّعَاء " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الصَّحِيحِ " بِرَقْم: (3358)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ]

مَرِضَ أَحَدُ الأَثْرِيَاء، وَحَارَ في عِلاَجِهِ الأَطِبَّاء؛ حَتىَّ فَكَّرَ في السَّفَرِ لِلْخَارِج، فَطَلَبُواْ مِنهُ إِجْرَاءَ بَعْضِ الأَشِعَّةِ لِيَعْرِفُواْ سَبَبَ المَرَض؛ فَأَظْهَرَتِ الأَشِعَّةُ مَرَضَاً خَبِيثَاً يَسْتَلْزِمُ إِجْرَاءَ عَمَلِيَّةٍ خَطِيرَة، وَنَظَرَاً لِضَعْفِ احْتِمَالِ نجَاحِهَا؛ نَصَحَهُ الطَّبِيبُ أَنْ يَعُودَ إِلى أَهْلِهِ لِيَكْتُبَ وَصِيَّتَه، فَعَادَ الرَّجُلُ إِلى بَلَدِهِ مُسْتَسْلِمَاً لِقَضَاءِ الله، وَكَتَبَ وَصِيَّتَهُ كَمَا نَصَحَهُ الأَطِبَّاء، وَبَيْنَمَا هُوَ يَمْشِي في بَلَدِهِ بِسَيَّارَتِهِ وَكَانَ مِصْرِيَّاً؛ إِذْ أَبْصَرَ امْرَأَةً عَجُوزَاً تَلْتَقِطُ الْعِظَامَ أَمَامَ أَحَدِ محِلاَّتِ الجِزَارَةِ وَتَضَعُهَا في كِيس؛ فَاسْتَدْعَاهَا وَسَأَلَهَا: لِمَ تجْمَعِينَ الْعِظَامَ في هَذَا الْكِيسِ يَا أُمِّي؟!

فَقَالَتْ لَهُ بِقَلْبٍ مُوجَعٍ: أَنَا أُمٌّ لِسِتَّةٍ مِنَ الأَبْنَاء، مَاتَ أَبُوهُمْ وَتَرَكَنَا، لاَ دَخْلَ لَنَا، وَمُنْذُ فَتْرَةٍ وَأَبْنَائِي يَطْلُبُونَ مِنيِّ أَن أَشْتَرِيَ لَهُمْ لحْمَاً، وَلاَ أَجِدُ مَا أُطْعِمُهُمْ؛ وَلِذَا أَجِيءُ مِن حِينٍ لآخَر، فَلَمَّا مَرَرْتُ مِن أَمَامِ هَذَا الدُكَّانِ وَرَأَيْتُ الْعِظَامَ قُلْتُ أَجْمَعُهَا لأَطْبُخَهَا لَهُمْ؛ فَرَقَّ الرَّجُلُ لَهَا رِقَّةً شَدِيدَة؛ ثُمَّ نَادَى صَاحِبَ المحِلِّ وَسَأَلَهُ بِكَمْ تَبِيعُ الْعِجْل 00؟ قَالَ لَهُ بِكَذَا وَكَذَا؛ فَأَعْطَاهُ ثَمَنَ عِجْلٍ كَامِلٍ وَقَالَ لَه: هَذَا الْعِجْلُ مِن أَجْلِ هَذِهِ المَرْأَة؛ فَمَتى مَا أَتَتْكَ فَأَعْطِهَا مِنهُ [2 كِيلُو] وَلاَ تَأْخُذْ مِنهَا شَيْئَاً 00!!

وَذَهَبَ لِبَائِعِ الْفَاكِهَةِ وَصَنَعَ مَعَهُ مِثْلَ ذَلِك، وَذَهَبَ لأَحَدِ تجَّارِ الْقُمَاشِ وَصَنَعَ مَعَهُ مِثْلَ ذَلِك، ثُمَّ أَخَذَ عُنوَانَهَا لِيَطْمَئِنَّ بِنَفْسِهِ عَلَيْهَا إِنْ رَجَعَ سَالِمَاً، ثُمَّ بَدَأَ في إِجْرَاءَ اتِ السَّفَر، فَلَمَّا وَصَلَ إِلى هُنَاك؛ طَلَبَ مِنهُ الطَّبِيبُ إِجْرَاءَ أَشِعَّةٍ أَخِيرَةٍ قَبْلَ الْعَمَلِيَّة، فَكَانَتِ المُفَاجَأَة 00 حَيْثُ لَمْ يجِدْ أَثَرَاً لِهَذَا الْوَرَمِ الخَبِيث؛ فَاجْتَمَعَ حَوْلَهُ الأَطِبَّاءُ وَسَأَلُوهُ مُتَعَجِّبِين: هَلْ أَجْرَيْتَ الْعَمَلِيَّة 00؟ قَالَ لاَ، قَالُواْ: هَلْ فَعَلْتَ شَيْئَاً 00؟

قَالَ لاَ ـ وَلَمْ يُخْبِرْهُ ـ فَنَظَرَ إِلَيْهِ الطَّبِيبُ بِدَهْشَةٍ وَقَالَ مُبَشِّرَاً: اذْهَبْ يَا رَجُل؛ فَأَنْتَ لاَ تَحْتَاجُ إِلى عَمَلِيَّة؛ فَعَادَ إِلى بَلَدِهِ وَهُوَ لاَ يَكَادُ يُصَدِّقُ مِنَ الْفَرَح، وَازْدَادَ بِرَّاً بِالْفُقَرَاءِ وَإِحْسَانَاً إِلَيْهِمْ 0 [هَذِهِ الْقِصَّةُ ذُكِرَتْ في بَرْنَامجٍ لِلأُسْتَاذ عَمْرو خَالِد بِقَنَاة " إِقْرَأ "، وَالشِّيخ محَمَّد حَسَّانَ في شَرِيطِ الْبَاحِثِينَ عَنِ السَّعَادَة]

مُصِيبَةُ العَمَى عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنَّهُ قَال: " إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَر؛ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الجَنَّة " 0 [الحَبِيبَتَانِ وَالْكَرْيمَتَانِ هُمَا الْعَيْنَان 0 رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5653 / فَتْح]

وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنَّهُ قَال: " مَن أَذْهَبْتُ حَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ وَاحْتَسَب؛ لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابَاً دُونَ الجَنَّة " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 14100، 2401، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7587]

عَن العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنَّهُ قَال: " إِذَا سَلَبْتُ مِن عَبْدِي كَرِيمَتَيْهِ وَهُوَ بِهِمَا ضَنِين؛ لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابَاً دُونَ الجَنَّة، إِذَا هُوَ حَمَدَني عَلَيْهِمَا " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيب بِرَقْم: (3450)، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع ص: (307)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ وَأَبُو يَعْلَى]

عَن أَبي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنَّهُ قَال: " إِذَا قَبَضْتُ كَرِيمَةَ عَبْدِي وَهُوَ بهَا ضَنِينٌ، فَحَمِدَني عَلَى ذَلِك؛ لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابَاً دُونَ الجَنَّة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2010، رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ في " الشُّعَب " بِرَقْم: 9959]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أَخَذْتُ كَرِيمَتيْ عَبْدِي في الدُّنْيَا؛ لَمْ يَكُنْ لَهُ جَزَاءٌ عِنْدِي إِلاَّ الجَنَّة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 2400]

وَللهِ بَشَّارُ بْنُ بُرْدٍ حَيْثُ قَالَ وَكَانَ أَعْمَى: يُعَيِّرُني الأَعْدَاءُ دَوْمَاً بِأَنَّني * وَلاَ ذَنْبَ لي فِيمَا ابْتُلِيتُ ضَرِيرُ وَمَنْ قَدْ رَأَى سُبُلَ المُرُوءَ ةَ وَالتُّقَى * فَإِنَّ عَمَى عَيْنَيْهِ لَيْسَ يَضِيرُ بَلاَءُ العَمَى أَجْرٌ وَذُخْرٌ وَعِصْمَةٌ * وَإِنيِّ إِلى تِلْكَ الثَّلاَثِ فَقِيرُ {بَشَّارُ بْنُ بُرْد} فَاحْمَدِ اللهَ يَا أَخِي أَنَّكَ ابْتُلِيتَ بِفَقْدِ الْبَصَرِ وَلَمْ تُبْتَلَ بِفَقْدِ الْبَصِيرَة!!

وَهَذِهِ بِشَارَةٌ أَخْتِمُ بِهَا لِمَنْ فَقَدُواْ البَصَرَ وَكَانَ هَذَا في سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ: عَن أَبي رَيْحَانَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَينٍ دَمَعَتْ مِن خَشْيَةِ الله، حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَينٍ سَهِرَتْ في سَبِيلِ الله، حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَينٍ غَضَّتْ عَنْ محَارِمِ الله، أَوْ عَينٍ فُقِئَتْ في سَبِيلِ الله " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 2432]

مُصِيبَةُ الصَّمَم أَمَّا الصَّمَم [أَيِ الطَّرَش]؛ فَلاَ يَحْضُرُني فِيهِ إِلاَّ هَذَا الحَدِيثُ الشَّرِيف: عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَرْبَعَةٌ يَوْمَ القِيَامَة: رَجُلٌ أَصَمُّ لاَ يَسْمَعُ شَيْئَاً، وَرَجُلٌ أَحْمَق ـ أَيْ مجْنُون ـ وَرَجُلٌ هَرِم، وَرَجُلٌ مَاتَ في فَتْرَة؛ فَأَمَّا الأَصَمُّ فَيَقُول: رَبيِّ؛ لَقَدْ جَاءَ الإِسْلاَمُ وَمَا أَسْمَعُ شَيْئَا، وَأَمَّا الأَحْمَقُ فَيَقُول: رَبيِّ؛ لَقَدْ جَاءَ الإِسْلاَمُ وَالصِّبْيَانُ يَحْذِفُوني بِالبَعْر، وَأَمَّا الهَرِمُ فَيَقُول: رَبيِّ؛ لَقَدْ جَاءَ الإِسْلاَمُ وَمَا أَعْقِلُ شَيْئَا، وَأَمَّا الَّذِي مَاتَ في الفَتْرَةِ فَيَقُول: رَبيِّ؛ مَا أَتَاني لَكَ رَسُول؛ فَيَأْخُذُ مَوَاثِيقَهُمْ لَيُطِيعُنَّهُ؛ فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنِ ادْخُلُواْ النَّار، فَوَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه؛

لَوْ دَخَلُوهَا لَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدَاً وَسَلاَمَاً " 0 وَفي رِوَايَةٍ: " فَمَنْ دَخَلَهَا كَانَتْ عَلَيْهِ بَرْدَاً وَسَلاَمَاً، وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْهَا يُسْحَبْ إِلَيْهَا " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (881، 1434)، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ أَحْمَد]

مُصِيبَةُ الصَّرَع عَن عَطَاءِ بْنِ أَبي رَبَاحٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قَالَ ليَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَلاَ أُرِيكَ امْرَأَةً مِن أَهْلِ الجَنَّة 00؟ قُلْتُ بَلَى، قَالَ هَذِهِ المَرْأَةُ السَّوْدَاء؛ أَتَتِ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنيِّ أُصْرَعُ وَإِنيِّ أَتَكَشَّف؛ فَادْعُ اللهَ لي، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الجَنَّة، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُعَافِيَكِ، فَقَالَتْ: أَصْبِر، إِنيِّ أَتَكَشَّف؛ فَادْعُ اللهَ لي أَنْ لاَ أَتَكَشَّف؛ فَدَعَا لهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5652 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2576 / عَبْد البَاقِي]

وَفي حَدِيثٍ آخَرَ رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَهَا: " إِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يَشْفِيَكِ، وَإِنْ شِئْتِ فَاصْبِرِي وَلاَ حِسَابَ عَلَيْكِ " 0 قَالَتْ: بَلْ أَصْبِرُ وَلاَ حِسَابَ عَلَيّ " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2502، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ وَابْنُ حِبَّانَ في صَحِيحِه]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِن عَبْدٍ يُصْرَعُ صَرْعَةً مِنْ مَرَض؛ إِلاَّ بَعَثَهُ اللهُ مِنهَا طَاهِرَاً " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (5743، 2277)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " فَنَاءُ أُمَّتي بِالطَّعْن: [أَيْ بِالطَّعْنِ في الجِهَادِ] وَالطَّاعُون " 0 فَقِيل: يَا رَسُولَ الله، هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاه، فَمَا الطَّاعُون 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَخْزُ أَعْدَائِكُمْ مِنْ الجِنّ، وَفي كُلٍّ شُهَدَاء " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَالإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالأَلبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَفي الإِرْوَاءِ بِرَقْمَيْ: 1637، 1403، رَوَاهُ البَزَّارُ وَالطَّبرَانيُّ وَأَحْمَد]

وَجَعُ الرَّأْس " الصُّدَاع " عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ صُدِّعَ رَأْسُهُ في سَبِيلِ اللهِ فَاحْتَسَب؛ غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ ذَنْب " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (302/ 2)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِيرِ]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " صُدَاعُ المُؤْمِنِ وَشَوْكَةٌ يُشَاكُهَا، أَوْ شَيْءٌ يُؤْذِيه؛ يَرْفَعُهُ اللهُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ دَرَجَة، وَيُكَفِّرُ عَنهُ بِهَا ذُنُوبَه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: 3434، رَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمَانِ بِرَقْم: 9875]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُبَّمَا أَخَذَتْهُ الشَّقِيقَةُ [الصُّدَاعُ النِّصْفِيّ]؛ فَيَلْبَثُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَوْمَ وَالْيَوْمَينِ لاَ يَخْرُج، فَلَمَّا نَزَلَ بِخَيْبَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَتْهُ الشَّقِيقَة؛ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلىَ النَّاس، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَخَذَ رَايَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ نَهَضَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقَاتَلَ قِتَالاً شَدِيدَاً ثُمَّ رَجَع " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4339]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا اشْتَكَتْ رَأْسَهَا فَقَالَتْ: وَارَأْسَاه؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ذَاكِ ـ أَيْ مَوْتُكِ ـ لَوْ كَانَ وَأَنَا حَيّ، فَأَسْتَغْفِرَ لَكِ وَأَدْعُوَ لَكِ " 0 فَقَالَتْ أُمُّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَة: وَاثُكْلِيَاهْ، وَاللهِ إِنيِّ لأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتي، وَلَوْ كَانَ ذَاكَ لَظَلَلْتَ آخِرَ يَوْمِكَ مُعَرِّسَاً بِبَعْضِ أَزْوَاجِك؛ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " بَلْ أَنَا وَارَأْسَاه " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5666 / فَتْح]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: " رَجَعَ إِليَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ جَنَازَةٍ بِالبَقِيعِ وَأَنَا أَجِدُ صُدَاعَاً في رَأْسي، وَأَنَا أَقُولُ وَارَأْسَاهْ؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهْ " 00 ثُم قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا ضَرَّكِ لَوْ مِتِّ قَبْلي فَغَسَّلْتُكِ وَكَفَّنْتُكِ ثُمَّ صَلَّيْتُ عَلَيْكِ وَدَفَنْتُكِ " 00؟

قُلْتُ: لَكَأَنِّي بِكَ وَاللهِ لَوْ فَعَلْتَ ذَلِكَ لَقَدْ رَجَعْتَ إِلىَ بَيْتيَ فَأَعْرَسْتَ فِيهِ بِبَعْضِ نِسَائِك؛ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ بُدِئَ بِوَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيه " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 25908، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في المِشْكَاةِ المَصَابِيحِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَة] وَسُبْحَانَ الله؛ لَمْ يَكُ مَرَضُهَا ذَلِكَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا بِدَايَةَ مَوْتِهَا، وَإِنَّمَا كَانَ بِدَايَةَ مَوْتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم!!

رُقْيَةُ المَرِيض عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى الإِنْسَانُ الشَّيْءَ مِنهُ، أَوْ كَانَتْ بِهِ قَرْحَةٌ أَوْ جُرْح؛ قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا [وَوَضَعَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّابَتَهُ بِالأَرْضِ ثُمَّ رَفَعَهَا]: " بِاسْمِ الله، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا؛ ليُشْفَى بِهِ سَقِيمُنَا؛ بِإِذْنِ رَبِّنَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5745 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ وَاللَّفْظُ لَهُ بِرَقْم: 2194 / عَبْد البَاقِي]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اشْتَكَى مِنَّا إِنْسَانٌ مَسَحَهُ بِيَمِينِهِ ثُمَّ قَال: " أَذْهِبِ البَاس، رَبَّ النَّاس، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافي، لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُك، شِفَاءٌ لاَ يُغَادِرُ سَقَمَاً "، فَلَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثَقُلَ؛ أَخَذْتُ بِيَدِهِ لأَصْنَعَ بِهِ نحْوَ مَا كَانَ يَصْنَع، فَانْتَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِي ثمَّ قَال: " اللهُمَّ اغْفِرْ لي وَاجْعَلْني مَعَ الرَّفِيقِ الأَعْلى، فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ قَدْ قَضَى " [أَيْ خَرَجَتْ نَفْسُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 0 رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2191 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " يَا محَمَّد؛ اشْتَكَيْت؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: نَعَمْ؛ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: بِسْمِ اللهِ أَرْقِيك، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيك: مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ وَعَيْنِ حَاسِد، بِسْمِ اللهِ أَرْقِيك، وَاللهُ يَشْفِيك " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 972]

عَن عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ يُوعَكُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ؛ فَقَالَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَلاَ أُعَلِّمُكَ رُقْيَةً رَقَاني بِهَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَم " 00؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ الله؛ فَعَلَّمَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " بِسْمِ اللهِ أَرْقِيك، وَاللهُ يَشْفِيك؛ مِنْ كُلِّ دَاءٍ يُؤْذِيك " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 5681]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا اشْتَكَى نَفَثَ عَلَى نَفْسِهِ بِالمُعَوِّذَات، وَمَسَحَ عَنْهُ بِيَدِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4439 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2192 / عَبْد البَاقِي]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُث، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُ بِيَدِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5016 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2192 / عَبْد البَاقِي] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا اشْتَكَيْتَ فَضَعْ يَدَكَ حَيْثُ تَشْتَكِي ثمَّ قُلْ: بِسْمِ الله، أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِه؛ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ مِنْ وَجَعِي هَذَا، ثُمَّ ارْفَعْ يَدَك، ثُمَّ أَعِدْ ذَلِكَ وِتْرَا " 0 [صَحَّحَهُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 7515، وَالأَلبَانيُّ في التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3588، وَفي الجَامِعِ بِرَقْم: 347]

عَن عُثْمَانَ بْنِ أَبي العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَتَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبي وَجَعٌ قَدْ كَادَ يُهْلِكُني؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " امْسَحْ بِيَمِينِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَقُلْ: أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ وَسُلْطَانِه؛ مِنْ شَرِّ مَا أَجِد " 00 قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فَفَعَلْتُ فَأَذْهَبَ اللهُ مَا كَانَ بي؛ فَلَمْ أَزَلْ آمُرُ بِهِ أَهْلِي " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ التِّرْمِذِيِّ وَأَبي دَاوُدَ بِرَقْمَيْ: 2080، 3891]

عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنِ اشْتَكَى مِنْكُمْ شَيْئَاً أَوِ اشْتَكَى أَخٌ لَهُ فَلْيَقُل: رَبَّنَا الَّذِي في السَّمَاء؛ تَقَدَّسَ اسْمُك، أَمْرُكَ في السَّمَاءِ وَالأَرْض، كَمَا رَحْمَتُكَ في السَّمَاءِ وَالأَرْض؛ اغْفِرْ لَنَا حَوْبَنَا وَخَطَايَانَا يَا رَبَّ الطَّيِّبِين؛ أَنْزِلْ شِفَاءً مِنْ شِفَائِكَ وَرَحْمَةً مِنْ رَحْمَتِكَ عَلَى هَذَا الْوَجَع؛ فَيَبْرَأ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7512] عَن أَبي هُرَيْرَةَ وَأَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ صَدَّقَهُ رَبُّهُ فَقَالَ جَلَّ جَلاَلُهُ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا وَأَنَا أَكْبَر 00

فَلَمْ تُحْسِنُواْ الجِوَارْ * وَلَمْ تَفُواْ بِالْوُعُودْ رَغْمَ الضَّعْفِ رَغْمَ الخَوْفِ * لَمْ تَزَلْ فِينَا أُسُودْ سَنُوَحِّدُ الصُّفُوفْ * وَسَنَحْشُدُ الحُشُودْ سَنُعِيدُ لِلُبْنَانَ * وَالْقُدْسِ الحُلْمَ المَنْشُودْ إِنَّ المُسْلِمِينَ قَوْمٌ * لاَ يَعْرِفُونَ الْقُعُودْ بَلْ يَعْرِفُونَ الجِهَادَ * وَيَعْرِفُونَ الصُّمُودْ سَنُشْعِلُهَا نِيرَانَاً * أَنْتُمُ لَهَا وَقُودْ زَرَعْتُمْ في الأَرْضِ الشَّوْكَا * وَسَنَزْرَعُ الْوُرُودْ وَسَتَحْصُدُونَ مَا * قَدْ زَرَعْتُمْ في عُقُودْ {أَشْعَار / يَاسِر الحَمَدَاني} المجْمُوعَةُ الثَّانِيَةَ عَشْرَة الأَرَاجِيزُ الطَّوِيلَة [مَفْعُولاَتٌ مَفْعُولاَتٌ مَفْعُولاَتٌ] الأَرْنَبُ المَغْرُور مِن أَعْجَبِ الأَخْبَارِ أَنَّ الأَرْنَبَا لَمَّا رَأَى الدِّيكَ يَسُبُّ الثَّعْلَبَا وَهْوَ عَلَى الجِدَارِ في أَمَانِ

عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ حِينَ أُصِيبَتْ أَصَابِعُ طَلْحَةَ وَهُوَ يُدَافِعُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ حَسْ؛ فَقَالَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا طَلْحَة؛ لَوْ قُلْتَ بِسْمِ اللهِ أَوْ ذَكَرْتَ اللهَ لَرَفَعَتْكَ المَلاَئِكَةُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ حَتىَّ تَلِجَ بِكَ في جَوِّ السَّمَاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (5276، 2797)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط]

الجُرُوحُ وَالكُسُورُ وَالإِصَابَات عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه؛ لاَ يُكْلَمُ ـ أَيْ يُجْرَحُ ـ أَحَدٌ في سَبِيلِ الله، وَاللهُ أَعْلَمُ بمَنْ يُكْلَمُ في سَبِيلِه؛ إِلاَّ جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّم، وَالرِّيحُ رِيحُ المِسْك " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2803 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1876 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ قَاتَلَ في سَبِيلِ اللهِ فُوَاقَ نَاقَةٍ ـ أَيْ وَلَوْ مَا بَينَ الحَلْبَتَينِ مِنَ الوَقْت ـ فَقَدْ وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّة، وَمَنْ سَأَلَ اللهَ الْقَتْلَ مِنْ نَفْسِهِ صَادِقَاً ثمَّ مَاتَ أَوْ قُتِل؛ فَإِنَّ لَهُ أَجْرَ شَهِيد، وَمَنْ جُرِحَ جُرْحَاً في سَبِيلِ اللهِ أَوْ نُكِبَ نَكْبَةً؛ فَإِنَّهَا تَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَغْزَرِ مَا كَانَتْ، لَوْنُهَا لَوْنُ الزَّعْفَرَانِ وَرِيحُهَا رِيحُ المِسْك، وَمَن خَرَجَ بِهِ خُرَاجٌ في سَبِيلِ الله؛ فَإِنَّ عَلَيْهِ طَابَعَ الشُّهَدَاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: (2541)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 1657]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى مِنْ قَطْرَتَينِ وَأَثَرَيْن: قَطْرَةٌ مِنْ دُمُوعٍ في خَشْيَةِ الله، وَقَطْرَةُ دَمٍ تُهَرَاقُ في سَبِيلِ الله، وَأَمَّا الأَثَرَان: فَأَثَرٌ في سَبِيلِ الله، وَأَثَرٌ في فَرِيضَةٍ مِنْ فَرَائِضِ الله " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 1669]

عَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ في بَعْضِ المَشَاهِدِ وَقَدْ دَمِيَتْ إِصْبَعُهُ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: هَلْ أَنْتِ إِلاَّ إِصْبَعٌ دَمِيتِ * وَفي سَبِيلِ اللهِ مَا لَقِيتِ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2802 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1796 / عَبْد البَاقِي]

عَن عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ أَنَّ رَجُلاً يُجَرُّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلى يَوْمِ يَمُوتُ هَرِمَاً، في مَرْضَاةِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ؛ لَحَقَرَهُ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [قَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: إِسْنَادُهُ جَيِّد: 225/ 10، وَصَحَّحهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5249، 446، رَوَاهُ أَحْمَد]

عَن عَبْدِ اللهِ المُزَنيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاً لَقِيَ امْرَأَةً كَانَتْ بَغِيَّاً في الجَاهِلِيَّة، فَجَعَلَ يُلاَعِبُهَا حَتىَّ بَسَطَ يَدَهُ إِلَيْهَا؛ فَقَالَتِ المَرْأَةُ مَهْ ـ أَيْ كُفَّ عَنيِّ ـ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ ذَهَبَ بِالجَاهِلِيَّةِ وَجَاءنَا بِالإِسْلاَم، فَوَلَّى الرَّجُل، فَأَصَابَ وَجْهَهُ الحَائِطُ فَشَجَّه، ثُمَّ أَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" أَنْتَ عَبْدٌ أَرَادَ اللهُ بِكَ خَيْرَاً؛ إِذَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيرَاً عَجَّلَ لَهُ عُقُوبَةَ ذَنْبِه، وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرَّاً أَمْسَكَ عَلَيْهِ بِذَنْبِهِ حَتىَّ يُوَفَّى بِهِ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ 0 ص: 191، 192/ 10، وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 1220، رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ في الشُّعَب بِرَقْم: 9817، وَأَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

وَقَالَ عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَبي دَاوُد: رَأَيْتُ في يَدِ محمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ قُرْحَةً فَأَشْفَقْتُ مِنهَا، فَكَأَنَّهُ رَأَى مَا شَقَّ عَلَيَّ مِنْهَا؛ فَقَالَ لي: أَتَدْرِي مَاذَا للهِ عَلَيَّ في هَذِهِ القُرْحَةِ مِن نِعْمَة 00؟ حِينَ لَمْ يجْعلْهَا في حَدَقَتي وَلاَ طَرْف لِسَاني وَلاَ عَلَى طَرْفِ ذَكَرِي 00؟! فَهَانَتْ عَلَيَّ قُرْحَتُه " 0 [ابْنُ القَيِّمِ في " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِين " بِالبَابِ العِشْرِين]

عَثَرَتْ امْرَأَةُ فَتْحٍ المَوْصِلِيُّ فَانْقَطَعَ ظُفْرُهَا فَضَحِكَتْ، فَقِيلَ لهَا أَمَا تجِدِينَ الوَجَع 00؟! قَالَتْ: " إِنَّ لَذَّةَ ثَوَابِهِ أَزَالَتْ مَرَارَةَ وَجَعِهِ عَنْ قَلْبي " 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ في " كِتَابِ الصَّبرِ وَالشُّكْر " 0 ص: 1415]

وَأَخِيرَاً: مِمَّا يُخَفِّفُ عَلَيْكَ وَقْعَ هَذِهِ الْكُسُورِ وَالإِصَابَاتِ وَالْعَاهَات؛ إِيمَانُكَ بِالْقَدَرِ وَعِلْمُكَ أَنَّ هَذَا مِن عِنْدِ اللهِ لِيَبْتَلِيَك؛ مِثْلَمَا ابْتَلَى غَيرَكَ بِأَنوَاعِ الْبَلاَيَا، وَيَقِينُكَ أَنَّهُ مُعَوِّضُكَ في الآخِرَة 0 عَن حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ النُّطْفَةَ تَقَعُ في الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ لَيْلَة، ثمَّ يَتَصَوَّرُ عَلَيْهَا المَلَك، أَوْ قَالَ المَلَكُ الَّذِي يخْلُقُهَا ـ أَيْ يَسْقُطُ عَلَيْهَا ـ فَيَقُول: يَا رَبّ؛ أَذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى 00؟

فَيجْعَلُهُ اللهُ ذَكَرَاً أَوْ أُنْثَى، ثمَّ يَقُول: يَا رَبّ؛ أَسَوِيٌّ أَوْ غَيْرُ سَوِيّ 00؟ فَيجْعَلُهُ اللهُ سَوِيَّاً أَوْ غَيْرَ سَوِيّ، ثُمَّ يَقُول: يَا رَبّ؛ مَا رِزْقُهُ؟ مَا أَجَلُهُ؟ مَا خُلُقُهُ؟ ثُمَّ يَجْعَلُهُ اللهُ شَقِيَّاً أَوْ سَعِيدَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2645 / عَبْد البَاقِي]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن محَمَّدِ بْنِ أَبي عُمَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ أَنَّ عَبْدَاً خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلى يَوْمِ يمُوتُ هَرِمَاً، في طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ؛ لحَقَّرَهُ ذَلِكَ اليَوْم ـ أَيْ يَوْمَ يمُوت ـ وَلَوَدَّ أَنَّهُ يُرَدُّ إِلى الدُّنيَا كَيْمَا يَزْدَادَ مِنَ الأَجْرِ وَالثَّوَاب " 0 [رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 المجْمَع: 225/ 10، وَصَحَّحهُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيب: 3597، الكَنْز: 43120، المُسْنَد: 17198]

وَعَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَال: أَيْ رَبّ، عَبْدُكَ المُؤْمِنُ مُقَتَّرٌ عَلَيْهِ في الدُّنْيَا 00؟! فَيُفْتَحُ لَهُ بَابُ الجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا؛ قَالَ جَلَّ جَلاَلُهُ: يَا مُوسَى، هَذَا مَا أَعْدَدْتُ لَهُ؛ فَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم: أَيْ رَبّ، وَعِزَّتِكَ وَجَلاَلِك؛ لَوْ كَانَ أَقْطَعَ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْن، يُسْحَبُ عَلَى وَجْهِهِ مُنْذُ يَوْمِ خَلَقْتَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَة، وَكَانَ هَذَا مَصِيرَهُ؛ لَمْ يَرَ بُؤْسَاً قَطّ،

ثُمَّ قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم: أَيْ رَبّ، عَبْدُكَ الْكَافِرُ تُوَسِّعُ عَلَيْهِ في الدُّنْيَا 00؟! فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ النَّارِ فَيُقَال: يَا مُوسَى، هَذَا مَا أَعْدَدْتُ لَهُ؛ فَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم: أَيْ رَبّ، وَعِزَّتِكَ وَجَلاَلِك؛ لَوْ كَانَتْ لَهُ الدُّنْيَا مُنْذُ يَوْمِ خَلَقْتَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَة، وَكَانَ هَذَا مَصِيرَه؛ كَأَنْ لَمْ يَرَ خَيرَاً قَطّ " 0 [قَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: فِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ وَدَرَّاج؛ وَقَدْ وُثِّقَا عَلَى ضَعْفِهِمَا، رَوَاهُ أَحْمَدُ في المُسْنَد، الكَنْز: 16666]

فِيمَنْ بُتِرَتْ سَاقُه أُصِيبَ رَجُلٌ صَالحٌ بِابْنٍ لَهُ في سَفَر، وَكَانَ قَدْ دَخَلَ اصْطَبْلاً لِلدَّوَابِّ في اللَّيْلِ لِيَبُول؛ فَرَكَضَتْهُ بَغْلَةٌ فَقَتَلَتْهُ، وَكَانَ مِن أَحَبِّ وَلَدِهِ إِلَيْه، فَلَمْ يُسْمَعْ لَهُ فى ذَلِكَ كُلِّهِ كَلِمَةَ جَزَعٍ وَاحِدَة، حَتىَّ إِذَا كَانَ بِوَادِي القُرَى؛ وَجَدَ في رِجْلِهِ شَيْئَاً فَظَهَرَتْ بِهِ قُرْحَةٌ، فَقَالَ لَهُ الأَطِبَّاءُ يجبُ قَطْعُهَا؛ فَاسْتَسْلَمَ لِقَضَاءِ اللهِ قَائِلاً: لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبَا، اللهُمَّ إِنَّهُ كَانَ لي بَنُونَ سَبْعَة، فَأَخَذْتَ مِنهُمْ وَاحِدَاً وَأَبْقَيْتَ مِنهُمْ سِتَّة، وَكَانَتْ لي أَطْرَافٌ أَرْبَعَة، فَأَخَذْتَ مَنيِّ طَرَفَاً وَأَبْقَيْتَ لي ثَلاَثَة، وَايْمُكَ [أَيْ وَعِزَّتِكَ وَجَلاَلِك]

لَئِنِ ابْتَلَيْتَ لَقَدْ عَافَيْت، وَلَئِن أَخَذْتَ لَقَدْ أَبْقَيْت، فَنَشَرُوهَا بِالمِنْشَار، فَمَا حَرَّكَ عُضْوَاً، فَلَمَّا رَأَى القَدَمَ الَّتي قُطِعَتْ؛ دَعَا بِهَا فَقَبَّلَهَا ثُمَّ قَال: أَمَا وَالَّذِي حَمَلَني عَلَيْكِ؛ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنيِّ مَا مَشَيْتُ بِهَا إِلى حَرَام أَوْ قَالَ إِلى مَعْصِيَة، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَغُمِسَتْ وَطُيِّبَتْ وَلُفَّتْ في ثَوْبٍ ثُمَّ بَعَثَ بِهَا إِلى مَقَابِرِ المُسْلِمِين 00!! [الْقِصَّةُ مَشْهُورَةٌ وَمَذْكُورَةٌ في شُعَبِ الإِيمَانِ لِلإِمَامِ البَيْهَقِيِّ بِرَقْم: 9978] وَمَا أَجْمَلَ قَوْلَ الْقَائِلِ في مِثْلِ ذَلِكَ وَقَدْ بُتِرَتْ سَاقُهُ فَاسْتَعَاضَ عَنهَا بِعَصَاً فَقَالَ في ذَلِك: وَكُنْتُ أَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ كَالْبَشَرِ * فَصِرْتُ أَمْشِي عَلَى رِجْلٍ مِنَ الشَّجَرِ مَنْ رَأَى مُصِيبَةَ غَيرِهِ هَانَتْ عَلَيْهِ مُصِيبَتُه

أُصِيبَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيرِ بِابْنٍ لَهُ وَأَوْلاَدُنَا أَكبَادُنَا تمْشِي عَلَى الأَرْضِ؛ فَاعْتَزَلَ النَّاسَ وَاسْتَبَدَّ بِهِ الحُزْن، فَوَفَدَ في هَذِهِ الأَثنَاءِ عَلَى الوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ رَجُلٌ عَبْسِيٌّ ضَرِيرٌ محَطَّمُ الوَجْه؛ فَسَأَلَهُ مَنْ فَعَلَ بِكَ هَذَا 00؟!

فَقَالَ الرَّجُلُ العَبْسِيّ: نَزَلْتُ أَنَا وَوَلَدٌ لي صَغِيرٌ وَادِيَاً وَأَنَا لاَ أَرَى أَحَدَاً أَكثَرَ مِنَّا أَمْوَالاَ، فَطَرَقَنَا سَيْل ـ أَيْ أَصَابَنَا لَيْلاً ـ فَذَهَبَ بِمَالي، فَبَيْنَمَا نحْنُ كَذَلِكَ لاَ أَدْرِي أَيْنَ أَتَوَجَّهُ إِذْ عَدَا بَعِيرِي، فَوَضَعْتُ الصَّبيَّ تحْتَ شَجَرَةٍ وَانطَلَقتُ خَلْفَه، فَمَا أَنْ جَاوَزْتُ ابْني غَيرَ بَعِيدٍ حَتىَّ سَمِعْتُ صُرَاخَه؛ فَنَظَرْتُ فَإِذَا رَأْسُ الذِّئْبِ في بَطْنِه، فَلَمَّا تَأَكَّدْتُ مِنْ مَوْتِهِ قُلتُ: أَتَّبِعُ البَعِيرَ وَوَيْلٌ أَهْوَنُ مِنْ وَيْلَين، فَنَفَحَني ـ أَيْ رَفَسَني ـ في وَجْهِي فَحَطَّمَهُ وَضَيَّعَ عَيْني، فَأَخَذَهُ الوَلِيدُ ـ وَكَانَ صَدِيقَاً لَعُرْوَة ـ فَتَعَزَّى بِقِصَّتِهِ أَحْسَنَ عَزَاء، وَمَنْ رَأَى مُصِيبَةَ غَيرِهِ هَانَتْ عَلَيْهِ مُصِيبَتُه 00!!

[ذَكَرَهَا ابْنُ قُتَيْبَةَ في عُيُونِ الأَخْبَار 0 طَبْعَةُ بَيرُوت: 74/ 3، وَذَكَرَهَا الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمَانِ بِرَقْم: 9978] عَاقِبَةُ الرِّضَا بِقَضَاءِ الله وَهَذِهِ قِصَّةٌ تُعَلِّمُنَا الرِّضَا بِالقَضَاءِ وَالقَدَر، خَيرِهِ وَشَرِّه، حُلْوِهِ وَمُرِّه، تَقُولُ هَذِهِ القِصَّة: " إِنَّ مَلِكَاً مِنَ المُلُوكِ كَانَ لَهُ وَزِيرٌ صَالح؛ لاَ يُصِيبُهُ شَيْءٌ مِنْ قَدَرِ الله ـ خَيرَاً كَانَ أَوْ شَرَّاً ـ إِلاَّ حَمِدَ اللهَ تَعَالى عَلَيْه، فَخَرَجَا يَوْمَاً في رِحْلَةِ صَيْد، فَعَنَّتْ لِلْمَلِكِ ظَبْيَةٌ عَنْ بُعْد؛ فَأَخْرَجَ

سَهْمَاً مِنْ كِنَانَتِهِ وَوَضَعَهَا في قَوْسِهِ لِيرْمِيَهَا، فَانْقَطَعَ الوَتَرُ وَنَشِبَ السَّهْمُ في إِصْبَعِهِ، ثُمَّ أَحْدَثَ الجُرْحُ تَسَمُّمَاً؛ فَأَمَرَ الأَطِبَّاءُ بِقَطْعِ الإِصْبَعِ كَيْ لاَ يَنْتَقِلَ تَسَمُّمُهُ إِلى سَائِرِ اليَد، فَقُطِعَ إِصْبَعُ المَلِك، فَقَالَ الوَزِير: الحَمْدُ لله، فَاغْتَاظَ المَلِكُ وَظَنَّهَا شَمَاتَةً مِنهُ؛ فَأَوْدَعَهُ في السِّجْن ـ وَهَذَا هُوَ طَبْعُ المُلُوك: يَغْضَبُونَ غَضَبَ الصَّبيّ، وَيَبْطُشُونَ بَطْشَ الأَسَد ـ فَلَبِثَ في السِّجْنِ بِضْعَ سِنِين،

فَحَمِدَ اللهَ تَعَالى هَذَا الوَزِيرُ الصَّالِحُ عَلَى السِّجْنِ وَظَلَّ صَابِرَاً، وَفي يَوْمٍ آخَرَ انْطَلَقَ المَلِكُ وَحْدَهُ في رِحْلَةِ صَيْد، فَأَوْغَلَ في الفَيَافي حَتىَّ بَعُدَ عَن أَنْظَارِ الحَرَسِ وَالجُنْد، فَأَسْلَمَتْهُ قَدَمَاهُ إِلى قَبِيلَةٍ مُشْرِكَة، عَلَى مَدْخَلِهَا صَنَم، وَكَانَ أَهْلُ هَذِهِ القَبِيلَةِ قَدْ أَصَابَهُمْ قَحْطٌ وَشِدَّة؛ فَنَذَرُواْ لهَذَا الصَّنَمِ إِن أَمْطَرَهُمْ؛ أَنْ يَذْبحُواْ لَهُ أَوَّلَ إِنْسَانٍ يَقْدُمُ عَلَيْهِمْ، فَقَدِمَ عَلَيْهِمُ المَلِك، فَطَارَدُوهُ وَحَاوَلَ الفِرَارَ فَلَمْ يَسْتَطِعْ، فَأَحَاطُواْ بِهِ وَهمُّواْ بِذَبحِه، حَتىَّ كَانَتِ المُفَاجَأَة؛ فَعِنْدَمَا نَظَرُواْ إِلى إِصْبَعِ المَلِكِ وَجَدُوهَا مَقْطُوعَة، وَلَقَدْ كَانَ لهَؤُلاَءِ القَوْمِ في الشِّرْكِ عَادَات، مِنهَا أَنَّهُمْ

لاَ يَذْبحُونَ قُرْبَانَاً؛ إِلاَّ إِذَا كَانَ لاَ شِيَةَ فِيه، فَخَلَّواْ سَبِيلَه 00 وَيُنعِمُ اللهُ بِالبَلوَى وَإِن عَظُمَتْ * وَيَبْتَلِي اللهُ بَعْضَ القَوْمِ بِالنِّعَمِ {أَبُو تَمَّام} فَقَالَ المَلِك: الحَمْدُ لله، وَهُنَا تَذَكَّرَ وَزِيرَهُ الصَّالح؛ فَأَصْدَرَ أَمْرَاً بِإِخْرَاجِهِ مِنَ السِّجْنِ وَعَفَا عَنهُ، ثُمَّ أَحْضَرَهُ وَقَالَ لَه: أَمَّا قَطْعُ إِصْبَعِي؛ فَقَدْ تَبَيَّنَ لي أَنَّهُ خَير، لَكِنْ دُخُولُكَ السِّجْن؛ كَيْفَ يَكُونَ خَيرَاً 00؟! فَقَالَ لَهُ ـ وَكَانَ رَجُلاً لَبِيبَاً ـ أَلَمْ تَرَ أَنيِّ لَوْ كُنْتُ مَعَكَ لأَمَرُواْ بِذَبحِي " 00؟! فَمَا أَصَابَكَ مِنْ مُصِيبَةٍ في دُنيَاك؛ فَاحْمَدِ اللهَ عَلَى مَا أَصَابَكَ فَرُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَة 00

قَالَ تَعَالى: {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُواْ شَيْئَاً وَيجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيرَاً كَثِيرَا} {النِّسَاء/19} فَصْلٌ في المُعَاقِينَ وَأَصْحَابِ العَاهَات

عَنْ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِن أَهْلِ اليَمَن، أَكْشَفُ أَحْوَلُ أَوْقَصُ أَحْنَفُ أَفْحَمُ أَعْسَرُ أَرْسَحُ أَفحَجُ ـ الكَشَفُ هُوَ عَيْبٌ في النَّاصِيَةِ كَبُرُوزِهَا أَوِ انحِسَارِ الشَّعَرِ عَنهَا، وَالأَوْقَص: هُوَ قَصِيرُ الرَّقَبَة، وَالحَنَفُ: هُوَ الَّذِي بِهِ تَقَوُّسٌ في سَاقَيْه، وَالأَفْحَمُ هُوَ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَر، وَفي رِوَايَةٍ أَسْحَمُ وَهُوَ الأَسْوَد، وَالأَعْسَرُ هُوَ الَّذِي يَقْضِي شُئُونَهُ بِيَدِهِ الشِّمَال، وَالأَرْسَحُ هُوَ قَلِيلُ لحْمِ العَجُزِ وَالفَخِذَيْن، وَأَمَّا الفَحَج: فَهُوَ تَقَوُّسٌ وَاعْوِجَاجٌ في القَدَم فَقَالَ ـ أَيْ ذَلِكَ الرَّجُل ـ يَا رَسُولَ الله؛ أَخْبرْني بمَا فَرَضَ اللهُ عَلَيّ 00؟

فَلَمَّا أَخْبرَهُ قَال: إِنيِّ أُعَاهِدُ اللهَ أَنْ لاَ أَزِيدَ عَلَى فَرِيضَة؛ قَالَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِمَ 00؟ قَالَ لأَنَّهُ خَلَقَني فَشَوَّهَ خَلقِي؛ فَخَلَقَني أَكْشَفَ أَحْوَلَ أَوْقَصَ أَحْنَفَ أَسْحَمَ أَعْسَرَ أَرْسَحَ أَفحَج، ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُل، فَأَتَاهُ ـ أَيْ أَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ جِبرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَال: يَا محَمَّد: أًيْنَ العَاتِب 00؟ إِنَّهُ عَاتَبَ رَبَّاً كَرِيمَاً فَأَعْتَبَهُ ـ أَيْ فَأَرْضَاه ـ قَالَ جَلَّ جَلاَلُهُ: " أَلاَ يَرْضَى أَنْ يَبْعَثَهُ اللهُ في صُورَةِ جِبرِيلَ يَوْمَ القِيَامَة " 00؟

فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى الرَّجُلِ فَقَالَ لَه: " إِنَّكَ عَاتَبْتَ رَبَّاً كَرِيمَاً فَأَعْتَبَك، أَفَلاَ تَرْضَى أَنْ يَبْعَثَكَ اللهُ يَوْمَ القِيَامَة في صُورَةِ جِبرِيل " 00؟ قَالَ بَلَى يَا رَسُولَ الله؛ فَإِنيِّ أُعَاهِدُ اللهَ أَنْ لاَ يَقْوَى جَسَدِي عَلَى شَيْءٍ مِنْ مَرْضَاةِ اللهِ إِلاَّ عَمِلْتُه " [ضَعَّفَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع ص: (261/ 2)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ ابْنُ عَسَاكِر، كَمَا في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 8636] حَقُّ اللهِ في الشُّكْرِ عَلَى المُعَافَاةِ مِنَ المَرَض عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" إِنَّ ثَلاَثَةً في بَني إِسْرَائِيل: أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى، بَدَا للهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ؛ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكَاً، فَأَتَى الأَبْرَصَ فَقَال: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْك 00؟ قَالَ لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَن؛ قَدْ قَذِرَني النَّاس؛ فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ، فَأُعْطِيَ لَوْنَاً حَسَنَاً وَجِلْدَاً حَسَنَاً، فَقَالَ أَيُّ المَالِ أَحَبُّ إِلَيْك 00؟ قَالَ الإِبِل، أَوْ قَالَ البَقَر، شَكَّ الرَّاوِي في ذَلِك: إِنَّ الأَبْرَصَ وَالأَقْرَعَ قَالَ أَحَدُهمَا الإِبِلُ وَقَالَ الآخَرُ البَقَر؛ فَأُعْطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ فَقَال: يُبَارَكْ لَكَ فِيهَا، وَأَتَى الأَقْرَعَ فَقَال: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْك؟

قَالَ شَعَرٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنيِّ هَذَا؛ قَدْ قَذِرَني النَّاس، فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ وَأُعْطِيَ شَعَرَاً حَسَنَاً، قَالَ ـ أَيِ المَلَك ـ فَأَيُّ المَالِ أَحَبُّ إِلَيْك 00؟ قَالَ البَقَر، فَأَعْطَاهُ بَقَرَةً حَامِلاً، وَقَالَ يُبَارَكْ لَكَ فِيهَا، وَأَتَى الأَعْمَى فَقَالَ أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْك؟ قَالَ يَرُدُّ اللهُ إِليَّ بَصَرِي فَأُبْصِرُ بِهِ النَّاس، فَمَسَحَهُ فَرَدَّ اللهُ إِلَيْهِ بَصَرَه، قَالَ فَأَيُّ المَالِ أَحَبُّ إِلَيْك؟

قَالَ الغَنَم، فَأَعْطَاهُ شَاةً وَالِدَاً، فَأُنْتِجَ هَذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا، فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِن إِبِل، وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ بَقَر، وَلِهَذَا وَادٍ مِن غَنَم، ثمَّ إِنَّهُ أَتَى الأَبْرَصَ في صُورَتِهِ وَهَيْئَتِه ـ أَيْ أَتَاهُ في صُورَةِ أَبْرَص ـ فَقَال: رَجُلٌ مِسْكِينٌ تَقَطَّعَتْ بيَ الحِبَالُ في سَفَرِي، فَلاَ بَلاَغَ اليَوْمَ إِلاَّ بِاللهِ ثُمَّ بِك، أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الحَسَنَ وَالجِلْدَ الحَسَنَ وَالمَال، بَعِيرَاً أَتَبَلَّغُ عَلَيْهِ في سَفَرِي، فَقَالَ لَهُ إِنَّ الحُقُوقَ كَثِيرَة، فَقَالَ لَهُ كَأَنيِّ أَعْرِفُك: أَلَمْ تَكُن أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاس، فَقِيرَاً فَأَعْطَاكَ الله 00؟

فَقَال: لَقَدْ وَرِثْتُ لِكَابِرٍ عَنْ كَابِر؛ فَقَال: إِنْ كُنْتَ كَاذِبَاً فَصَيَّرَكَ اللهُ إِلى مَا كُنْت، وَأَتَى الأَقْرَعَ في صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ ـ أَيْ أَتَاهُ في صُورَةِ أَقْرَعَ ـ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا، فَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَيْهِ هَذَا؛ فَقَال: إِنْ كُنْتَ كَاذِبَاً فَصَيَّرَكَ اللهُ إِلى مَا كُنْت، وَأَتَى الأَعْمَى في صُورَتِهِ فَقَال: رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ سَبِيلٍ وَتَقَطَّعَتْ بيَ الحِبَالُ في سَفَرِي، فَلاَ بَلاَغَ اليَوْمَ إِلاَّ بِاللهِ ثمَّ بِك، أَسْأَلُكَ بِالَّذِي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا في سَفَرِي،

فَقَال: قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ اللهُ بَصَرِي، وَفَقِيرَاً فَقَدْ أَغْنَاني؛ فَخُذْ مَا شِئْت، فَوَاللهِ لاَ أَجْهَدُكَ اليَوْمَ بِشَيْءٍ أَخَذْتَهُ لله، فَقَال: أَمْسِكْ مَالَكَ فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ، فَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنْكَ وَسَخِطَ عَلَى صَاحِبَيْك " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3464 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2964 / عَبْد البَاقِي] الإِصَابَةُ بِالحُمَّى عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّم؛ فَأَطْفِئُوهَا بِالمَاء " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5723 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2209 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّم؛ فَأَبْرِدُوهَا بِالمَاء " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3264 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2210 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الحُمَّى كِيرٌ مِنْ كِيرِ جَهَنَّم؛ فَنَحُّوهَا عَنْكُمْ بِالمَاءِ الْبَارِد " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (5500)، وَصَحَّحَهُ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 3475]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّم؛ فَأَبْرِدُوهَا بِمَاءِ زَمْزَم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2649، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين] وَيُفَضَّلُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ في وَقْتِ السَّحَر: أَيْ سَاعَةَ السَّحُور 0 عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا حُمَّ أَحَدُكُمْ؛ فَلْيَشُنَّ عَلَيْهِ المَاءَ الْبَارِدَ ـ أَيْ فَلْيَصُبَّهُ ـ ثَلاَثَ لَيَالٍ مِنَ السَّحَر " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 497، 1310، وَقَالَ الذَّهَبيُّ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى]

كَمَا يُفَضَّلُ أَنْ يَكُونَ إِن أَمْكَنَ بِمَاءِ زَمْزَم: فَإِنَّهُ مَاءٌ مُبَارَك 0 عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِذَا حُمَّ أَحَدُكُمْ؛ فَلْيَسُنَّ عَلَيْهِ المَاءَ الْبَارِدَ ـ أَيْ فَلْيَصُبَّهُ ـ ثَلاَثَ لَيَالٍ مِنَ السَّحَر " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 497، 1310، وَقَالَ الذَّهَبيُّ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى] عَن أَبي رَيحَانَةَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَطَرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الحُمَّى كِيرٌ مِنْ جَهَنَّم، وَهِيَ نَصِيبُ المُؤْمِنِ مِنَ النَّار " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (5501)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيّ]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الحُمَّى حَظُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنَ النَّار " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (3187، 1821)، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ البَزَّار]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الحُمَّى كِيرٌ مِنْ جَهَنَّم، فَمَا أَصَابَ المُؤْمِنَ مِنهَا؛ كَانَ حَظُّهُ مِنْ جَهَنَّم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (3188، 1822)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بِرَقْم: 21771] عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ أَوْ أُمِّ المُسَيِّبِ وَكَانَتْ محْمُومَة، فَقَالَ لَهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا لَكِ يَا أُمَّ السَّائِبِ تُزَفْزِفِين، أَوْ مَا لَكِ يَا أُمَّ المُسَيِّبِ تُزَفْزِفِين " 00؟! قَالَت: الحُمَّى لاَ بَارَكَ اللهُ فِيهَا، فَقَالَ لهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" لاَ تَسُبيِّ الحُمَّى؛ فَإِنهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَني آدَم، كَمَا يُذْهِبُ الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيد " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2575 / عَبْد البَاقِي)، الكَنزُ بِرَقْم: (6751)، رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ في الشُّعَب بِرَقْم: 9809] عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّمَا مَثَلُ المُؤْمِنِ حِينَ يُصِيبُهُ الْوَعَكُ أَوِ الحُمَّى؛ كَمَثَلِ حَدِيدَةٍ تَدْخُلُ النَّار؛ فَيَذْهَبُ خَبَثُهَا وَيَبْقَى طِيبُهَا " 0 [صَحَّحَهُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2370، 1714، رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ وَالحَاكِم]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " ذُكِرَتِ الحُمَّى عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَبَّهَا رَجُل؛ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ تَسُبَّهَا؛ فَإِنَّهَا تَنْفِي الذُّنُوبَ كَمَا تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الحَدِيد " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (13278)، وَصَحَّحَهُ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 3469] وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَزَالُ المَلِيلَةُ ـ أَيِ الحُمَّى ـ وَالصُّدَاعُ بِالعَبْدِ وَالأَمَةِ وَإِنَّ عَلَيْهِمَا مِنَ الخَطَايَا مِثْلَ أُحُد، فَمَا يَدَعُهُمَا وَعَلَيْهِمَا مِثْقَالُ خَرْدَلَة " 0

[وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (301/ 2)، رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى، وَفي " الكَنْزِ " بِرَقْم: 6756] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ عَادَ مَرِيضَاً بهَا فَقَالَ لَهُ: " أَبْشِرْ؛ فَإِنَّ اللهَ يَقُول: هِيَ نَارِي، أُسَلِّطُهَا عَلَى عَبْدِي المُؤْمِنِ في الدُّنْيَا؛ لِتَكُونَ حَظَّهُ مِنَ النَّارِ في الآخِرَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في (سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ) بِرَقْم: 3470] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُول: " مَا مِنْ مَرَضٍ يُصِيبُني أَحَبَّ إِليَّ مِنَ الحُمَّى؛ لأَنَّهَا تَدْخُلُ في كُلِّ عُضْوٍ مِنيِّ، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِي كُلَّ عُضْوٍ قِسْطَهُ مِنَ الأَجْر " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 503] مِنْ نَوَادِرِ الأَعْرَاب عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَعْرَابيٍّ يَعُودُهُ فَقَال: " لاَ بَأْسَ عَلَيْك، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ الله " 00 قَالَ الأَعْرَابيّ: طَهُور 00؟! بَلْ هِيَ حُمَّى تَفُور، عَلَى شَيْخٍ كَبِير، تُزِيرُهُ القُبُور؛ قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَنَعَمْ إِذَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5656، 7470 / فَتْح] عَنْ فَاطِمَةَ الخُزَاعِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: عَادَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ وَهِيَ وَجِعَة، فَقَالَ لَهَا: " كَيْفَ تجِدِينَك " 00؟

قَالَتْ بخَير، إِلاَّ أَنَّ أُمَّ مِلْدَمٍ ـ أَيِ الحُمَّى ـ قَدْ بَرِحَتْ بي، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اصْبِرِي؛ فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَبَثَ ابْنِ آدَم؛ كَمَا يُذْهِبُ الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيد " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (307/ 2)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِيرِ] سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فِرَاشِ المَرَض

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن عَمَّتِهِ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعُودُهُ في نِسَاء، فَإِذَا سِقَاءٌ مُعَلَّقٌ نَحْوَهُ يَقْطُرُ مَاؤُهُ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ شِدَّةِ مَا يَجِدُ مِن حَرِّ الحُمَّى؛ قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله؛ لَوْ دَعَوْتَ اللهَ فَشَفَاك 00؟! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ مِن أَشَدِّ النَّاسِ بَلاَءً: الأَنْبِيَاء، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 145، وَحَسَّنَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ ص: 292/ 2، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ أَحْمَد]

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " دَخَلْتُ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَك؛ فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَيْهِ فَوَجَدْتُ حَرَّهُ بَينَ يَدِي فَوْقَ اللِّحَاف، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ مَا أَشَدَّهَا عَلَيْك 00!! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّا كَذَلِك ـ أَيْ مَعْشَرَ الأَنْبِيَاء ـ يُضَعَّفُ لَنَا البَلاَء، وَيُضَعَّفُ لَنَا الأَجْر " قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاَءً 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الأَنْبِيَاء " 00 قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ ثُمَّ مَن 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ثمَّ الصَّالحُون؛ إِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيُبْتَلَى بِالفَقْر؛ حَتىَّ مَا يجِدُ أَحَدُهُمْ إِلاَّ العَبَاءةَ يحْوِيهَا ـ أَيْ يَمْلِكُهَا ـ وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيَفْرَحُ بِالبَلاَءِ كَمَا يَفْرَحُ أَحَدُكُمْ بِالرَّخَاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4024] عَن أَبي وَائِلٍ الأَسَدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا قَالَتْ: " مَا رَأَيْتُ الوَجَعَ عَلَى أَحَدٍ أَشَدَّ مِنْهُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2397، وَقَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

سَيِّدُنَا أَبُو بَكْرٍ وَسَيِّدُنَا بِلاَلٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ عَلَى فِرَاشِ المَرَض عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَة؛ وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلاَلٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمَا، قُلْتُ: يَا أَبَتِ؛ كَيْفَ تَجِدُك 00؟ وَيَا بِلاَل؛ كَيْفَ تَجِدُك 00؟ ُُ

وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الحُمَّى يَقُول: كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ في أَهْلِهِ * وَالمَوْتُ أَدْنى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ وَكَانَ بِلاَلٌ إِذَا أَقْلَعَتْ عَنْهُ يَقُول: أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً * بِوَادٍ وَحَوْلي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمَاً مِيَاهَ مِجَنَّةٍ * وَهَلْ تَبْدُوَنْ لي شَامَةٌ وَطَفِيلُُُُُُُُُُ

قَالَتْ عَائِشَة: فَجِئْتُ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اللهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا المَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدّ، اللهُمَّ وَصَحِّحْهَا وَبَارِكْ لَنَا في مُدِّهَا وَصَاعِهَا، وَانْقُلْ حُمَّاهَا فَاجْعَلْهَا بِالجُحْفَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5654 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1376 / عَبْد البَاقِي] ُُ

وَالإِذْخِرُ وَالجَلِيل: مِنْ نَبَاتَاتِ أَرْضِ مَكَّة، أَمَّا مجَنَّة: فَهِيَ مَوْضِعٌ عَلَى بُعْدِ أَمْيَالٍ مِنْ مَكَّة، وَكَانَتْ تُقَامُ بِهِ سُوقٌ مِن أَشْهَرِ أَسْوَاقِ العَرَبِ في الجَاهِلِيَّة، وَشَامَةٌ وَطَفِيل: جَبَلاَنِ مُشْرِفَانِ بِهَا، وَأَمَّا الجُحْفَة: فَهِيَ مَوْضِعٌ بَينَ مَكَّةَ وَالمَدِينَة، وَهُوَ مِيقَاتُ إِحْرَامِ أَهْلِ الشَّام 0 {لِسَانُ العَرَب} ُُُُُُ

مَا قَالَهُ الشُّعَرَاءُ في الحُمَّى وَمِن أَجْمَلِ وَأَرَقَّ مَا قِيلَ في الحُمَّى؛ قَوْلُ هَذَا الشَّاعِرِ الَّذِي أَصَابَتْ زَوْجَتَهُ الحُمَّى: قَالُواْ حَبِيبُكَ محْمُومٌ فَقُلْتُ لَهُمْ * أَنَا الَّذِي كُنْتُ في حِمَّائِهِ السَّبَبَا عَانَقْتُهُ وَلَهِيبُ الحُبِّ في كَبِدِي * فَأَثَّرَتْ فِيهِ تِلْكَ النَّارُ فَالْتَهَبَا وَقَوْلُ الآخَرِ وَقَدْ أَصَابَتْهُ هُوَ الحُمَّى: فَفِي جَسَدِي حُمَّى وَفي كَبِدِي حُمَمْ {الشَّاعِرُ القَرَوِي / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي}

وَلاَ تَفُوتُني طَبْعَاً قَصِيدَةُ المُتَنَبيِّ شَائِعَةِ الذِّكْر، في صِفَةِ الحُمَّى الَّتي أَصَابَتْهُ حِينَاً مِنَ الدَّهْر: وَزَائِرَتي كَأَنَّ بِهَا حَيَاءً * فَلَيْسَ تَزُورُ إِلاَّ في الظَّلاَمِ وَلَمْ تُخْلِفْ مجِيئَاً حِينَ تَأْتي * عَشِيَّةَ كُلِّ يَوْمٍ بِانْتِظَامِ بَسَطْتُ لهَا النَّمَارِقَ وَالحَشَايَا * فَعَافَتْهَا وَبَاتَتْ في عِظَامِي أُرَاقِبُ وَقْتَهَا مِن غَيرِ شَوْقٍ * مُرَاقَبَةَ المَشُوقِ المُسْتَهَامِ فَيَصْدُقُ وَعْدُهَا وَالصِّدْقُ شَرٌّ * إِذَا أَلْقَاكَ في الكُرَبِ العِظَامِ

أَبِنْتَ الدَّهْرِ عِنْدِي كُلُّ بِنْتٍ * فَكَيْفَ وَصَلْتِ أَنْتِ مِنَ الزِّحَامِ أَصَبْتِ الجِسْمَ حَتىَّ لَيْسَ فِيهِ * مَكَانٌ لِلسُّيُوفِ وَلِلسِّهَامِ يَقُولُ ليَ الطَّبِيبُ أَكَلْتَ شَيْئَاً * وَدَاؤُكَ في الشَّرَابِ أَوِ الطَّعَامِ وَمَا في طِبِّهِ أَنِّي جَوَادٌ * أَضَرَّ بِجِسْمِهِ طُولُ الجَمَامِ

مَرَضُ السُّكَّر أَمَّا مَرَضُ السُّكَّر؛ فَمِن أَطْرَفِ مَا قِيلَ فِيهِ قَوْلُ هَذَا الشَّاعِرِ وَقَدْ أَصَابَهُ السُّكَّر: أَصَابَني السُّكَّرُ المُضْني وَلاَ عَجَبٌ * قَدْ يُورِثُ المُرَّ بَعْضُ الحُلْوِ أَحْيَانَا مُصِيبَةُ الطَّاعُون لَمَّا وَقَعَ الطَّاعُونُ بِأَرْضِ العِرَاق؛ فَزِعَ النَّاسُ إِلى الإِمَامِ الحُسَينِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ؛ فَقَالَ لهُمْ: " مَا أَحْسَنَ مَا صَنَعَ بِكُمْ رَبُّكُمْ؛ أَقْلَعَ المُذْنِبُ وَأَنْفَقَ المُمْسِك " 0 [ابْنُ عَبْدِ رَبُّه في " العِقدُ الفَرِيد " طَبْعَةِ دَارِ الكُتُبِ العِلمِيَّة 0 بَيرُوت 0 ص: 143/ 3]

وَأَحْسَنُ شَيْءٍ في المَصَائِبِ أَنَّهَا * تُذَكِّرُنَا بِاللهِ عِنْدَ نُزُولِهَا هَلِ الفِرَارُ مِنَ الطَّاعُونِ فِرَارٌ مِنْ قَدَرِ الله 00؟ إِنَّ الرِّضَا بِقَضَاءِ الله؛ لاَ يَمْنَعُ أَبَدَاً مِنْ مُدَافَعَةِ الطَّاعُونِ وَمحَاوَلَةِ الخُرُوجِ مِنهُ، مَثَلُهُ في ذَلِكَ مَثَلُ المَرَض 0

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ خَرَجَ إِلى الشَّام، حَتىَّ إِذَا كَانَ بِسَرْغَ ـ أَيْ مَوْضِعٍ بَينَ الشَّامِ وَالحجَاز ـ لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الأَجْنَادِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ وَأَصْحَابُه، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِأَرْضِ الشَّام؛ فَقَالَ عُمَر ـ أَيْ لاَبْنِ عَبَّاس ـ ادْعُ ليَ المُهَاجِرِينَ الأَوَّلِين، فَدَعَاهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ، وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ الوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّام؛ فَاخْتَلَفُواْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ خَرَجْتَ لأَمْرٍ وَلاَ نَرَى أَنْ تَرْجِعَ عَنْهُ 00!! وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعَكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلاَ نَرَى أَنْ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الوَبَاء 00!!

فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: ارْتَفِعُواْ عَنيِّ، ثُمَّ قَالَ ادْعُواْ ليَ الأَنْصَارَ فَدَعَوْتُهُمْ، فَاسْتَشَارَهُمْ فَسَلَكُواْ سَبِيلَ المُهَاجِرِينَ وَاخْتَلَفُواْ كَاخْتِلاَفِهِمْ؛ فَقَالَ ارْتَفِعُواْ عَنيِّ، ثُمَّ قَالَ ادْعُ ليَ مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ مَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الفَتْحِ فَدَعَوْتُهُمْ، فَلَمْ يَخْتَلِفْ مِنْهُمْ عَلَيْهِ رَجُلاَن [أَيِ اتَّفَقُواْ عَلَى كَلِمَةٍ سَوَاء] فَقَالُواْ: نَرَى أَنْ تَرْجِعَ بِالنَّاسِ وَلاَ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الوَبَاء؛ فَنَادَى عُمَرُ في النَّاسِ إِنيِّ مُصَبِحٌ عَلَى ظَهْرٍ فَأَصْبِحُواْ عَلَيْه ـ أَيْ إِنيِّ مُرْتحِلٌ في الصَّبَاحِ فَتَهَيَّئُواْ ـ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاح: أَفِرَارَاً مِنْ قَدَرِ الله 00؟!

فَقَالَ عُمَر: لَوْ غَيْرُكَ قَالهَا يَا أَبَا عُبَيْدَة 00!!! نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ إِلى قَدَرِ الله: أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ إِبِلٌ هَبَطَتْ وَادِيَاً، لَهُ عُدْوَتَان: إِحْدَاهُمَا خَصِبَةٌ وَالأُخْرَى جَدْبَة، أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللهِ وَإِنْ رَعَيْتَ الجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ الله 00؟!

فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَكَانَ مُتَغَيِّبَاً في بَعْضِ حَاجَتِه، فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنَّ عِنْدِيَ في هَذَا عِلْمَاً: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ ـ أَيْ بِالطَّاعُونِ ـ بِأَرْضٍ فَلاَ تَقْدَمُواْ عَلَيْه، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بهَا فَلاَ تخْرُجُواْ فِرَارَاً مِنْهُ؛ فَحَمِدَ اللهَ عُمَرُ ثمَّ انْصَرَف " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5729 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2219 / عَبْد البَاقِي]

عَن عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ المَخْزُومِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في غَزْوَةِ تَبُوك: " إِذَا وَقَعَ الطَّاعُونُ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا؛ فَلاَ تخْرُجُوا مِنْهَا، وَإِذَا وَقَعَ وَلَسْتُمْ بِهَا؛ فَلاَ تَقْدُمُواْ عَلَيْه " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (315/ 2)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 15009] وَفي رِوَايَةٍ حَسَّنَهَا الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ أَيْضَاً: " فَلاَ تَقْرَبُوهَا " 0 فَالخَيرُ وَالشَّرُّ فِتنَة، وَكُلٌّ مِن عِنْدِ الله، وَهَذَا لاَ يمْنَعُ مِنْ كَرَاهِيَةِ الشَّرِّ وَمُدَافَعَةِ أَذَاه 00!!

بَلَغَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبي سُفْيَانَ أَنَّ الْوَبَاءَ اسْتَحَرَّ بِأَهْلِ دَار؛ فَقَالَ مُعَاوِيَة: " لَوْ حَوَّلْنَاهُمْ عَنْ مَكَانِهِمْ؛ فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء: وَكَيْفَ لَكَ يَا مُعَاوِيَةُ بِأَنْفُسٍ قَدْ حَضَرَتْ آجَالُهَا 00؟ فَكَأَنَّ مُعَاوِيَةَ وَجَدَ عَلَى أَبي الدَّرْدَاء؛ فَقَالَ لَهُ كَعْب: يَا مُعَاوِيَة؛ لاَ تجِدْ عَلَى أَخِيك؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَدَعْ نَفْسَاً حِينَ تَسْتَقِرُّ نُطْفَتُهَا في الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ لَيْلَة؛ إِلاَّ كَتَبَ خَلْقَهَا وَخُلُقَهَا، وَأَجَلَهَا وَرِزْقَهَا، ثمَّ لِكُلِّ نَفْسٍ وَرَقَةٌ خَضْرَاءُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْش، فَإِذَا دَنَا أَجَلُهَا خَلُقَتْ تِلْكَ الْورَقَة ـ أَيِ اصْفَرَّتْ ـ حَتىَّ تَيْبَسَ ثُمَّ تَسْقُط، فَإِذَا سَقَطَتْ تِلْكَ النَّفْسُ قُبِضَتْ " 0 [أَوْرَدَهُ ابْنُ بَطَّةَ في الإِبَانَةِ بِرَقْم: (1817)، وَابْنُ القَيِّمِ في شِفَاءِ الْعَلِيل]

مِنَ الرُّدُودِ الحَسَنَة وَمِن أَطْرَفِ مَا يحْكَى في ذَلِكَ أَيْضَاً: أَنَّ طَاعُونَاً آخَرَ ضَرَبَ أَرْضَ الخِلاَفَةِ في عَهْدِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ المَلِك؛ فَأَرَادَ الخُرُوجَ مِنهَا، فَقَالَ لَهُ النَّاس: يَقُولُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ: {لَنْ يَنْفَعَكُمُ الفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ المَوْتِ أَوِ القَتْلِ وَإِذَاً لاَ تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاَ} {الأَحْزَاب/16} فَقَالَ لهُمْ وَكَانَ حَاضِرَ البَدِيهَة: ذَلِكَ القَلِيلَ أَطْلُب 00!! [الدُّكتُور نَايِف في نَفَائِسُ اللَّطَائِف بَيرُوت 0 ص: (113)، وَابْنُ عَبْدِ رَبِّهِ في العِقدُ الفَرِيد ص: 142/ 3]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " فَنَاءُ أُمَّتي بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُون " 0 فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاه؛ فَمَا الطَّاعُون 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الإِبِل، المُقِيمُ فِيهَا كَالشَّهِيد، وَالْفَارُّ مِنْهَا كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْف " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: 3948، وَقَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: إِسْنَادُهُ جَيِّد 0 ح / ر: 26182]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الفَارُّ مِنَ الطَّاعُون: كَالفَارِّ مِنَ الزَّحْف، وَالصَّابِرُ فِيهِ لَهُ أَجْرُ شَهِيد " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: 315/ 2، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ وَالبَزَّارُ وَالطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ] عَن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ هَذَا الطَّاعُونَ رِجْزٌ سُلِّطَ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، أَوْ عَلَى بَني إِسْرَائِيل؛ فَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ فَلاَ تَخْرُجُواْ مِنهَا فِرَارَاً مِنْهُ، وَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ فَلاَ تَدْخُلُوهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2218 / عَبْد البَاقِي]

عَن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ هَذَا الطَّاعُونَ رِجْزٌ وَبَقِيَّةُ عَذَابٍ عُذِّبَ بِهِ قَوْم؛ فَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تخْرُجُواْ مِنهَا فِرَارَاً مِنهُ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَلَسْتُمْ بِهَا فَلاَ تَدْخُلُوهَا " 0 [صَحَّحَهُ أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 1577، وَالأَلبَانيُّ في الجَامِع، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الإِمَامَانِ الطَّبرَانيُّ بِنَصِّهِ وَمُسْلِمٌ بِنَحْوِه] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الطَّاعُون 00؟

فَأَخْبرَهَا نَبيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ عَذَابَاً يَبْعَثُهُ اللهُ عَلَى مَنْ يَشَاء، فَجَعَلَهُ اللهُ رَحمَةً لِلْمُؤْمِنِين؛ فَلَيْسَ مِن عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ فَيمْكُثُ في بَلَدِهِ صَابِرَاً، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَهُ إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ؛ إِلاَّ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيد " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5734 / فَتْح] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الطَّاعُون 00؟

فَأَخْبرَني أَنَّهُ عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللهُ عَلَى مَنْ يَشَاء، وَأَنَّ اللهَ جَعَلَهُ رَحمَةً لِلْمُؤْمِنِين؛ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ فَيمْكُثُ في بَلَدِهِ صَابِرَاً محْتَسِبَاً، يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يُصِيبُهُ إِلاَ مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ؛ إِلاَّ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيد " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3474 / فَتْح] عَن أَبي عَسِيبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " 000 فَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لأُمَّتي وَرَحْمَةٌ لَهُمْ، وَرِجْسٌ عَلَى الْكَافِرِين " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (60، 761)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ]

وَعَنْ رَبِيعٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " الطَّعْنُ وَالطَّاعُون، وَالهَدْمُ وَأَكْلُ السَّبْع، وَالْغَرَقُ وَالحَرَق، وَالْبَطْنُ وَذَاتُ الجَنْب؛ شَهَادَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: 7400]

كَيْفَ كَانُواْ يُحِبُّونَ المَرَض؛ لِيُكَفِّرَ عَنهُمْ خَطَايَاهُمْ عَن أَبي مُنِيبٍ الأَحْدَبِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " خَطَبَ مُعَاذٌ بِالشَّام، فَذَكَرَ الطَّاعُونَ فَقَال: إِنَّهَا رَحْمَةُ رَبِّكُمْ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَقَبْضُ الصَّالحِينَ قَبْلَكُمْ، اللهُمَّ أَدْخِلْ عَلَى آلِ مُعَاذٍ نَصِيبَهُمْ مِن هَذِهِ الرَّحْمَة، ثمَّ نَزَلَ مِنْ مَقَامِهِ ذَلِكَ فَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَن: {الحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِين} {البَقَرَة/147} فَقَالَ مُعَاذ: {سَتَجِدُني إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِين} {الصَّافَّات/102} [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيب بِرَقْم: 1402، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع ص: 311/ 2، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

وَأَخْتِمُ الحَدِيثَ عَنِ الطَّاعُون؛ بِهَذَا الحَدِيثِ المُبَارَكِ المَيْمُون: عَن عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَأْتي الشُّهَدَاءُ وَالمُتَوَفَّوْنَ بِالطَّاعُون، فَيَقُولُ أَصْحَابُ الطَّاعُون: نحْنُ شُهَدَاء؛ فَيُقَال: انْظُرُواْ؛ فَإِنْ كَانَتْ جِرَاحُهُمْ كَجِرَاحِ الشُّهَدَاءِ تَسِيلُ دَمَاً رِيحَ المِسْك؛ فَهُمْ شُهَدَاء، فَيجِدُونَهُمْ كَذَلِك " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 17651]

عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَخْتَصِمُ الشُّهَدَاءُ وَالمُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ إِلى رَبِّنَا في الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنَ الطَّاعُون 00 فَيَقُولُ الشُّهَدَاء: إِخْوَانُنَا قُتِلُواْ كَمَا قُتِلْنَا، وَيَقُولُ المُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ: إِخْوَانُنَا مَاتُواْ عَلَى فُرُشِهِمْ كَمَا مُتْنَا؛ فَيَقُولُ رَبُّنَا جَلَّ جَلاَلُهُ: انْظُرُواْ إِلى جِرَاحِهِمْ؛ فَإِن أَشْبَهَ جِرَاحُهُمْ جِرَاحَ المَقْتُولِينَ فَإِنَّهُمْ مِنْهُمْ وَمَعَهُمْ، فَإِذَا جِرَاحُهُمْ قَدْ أَشْبَهَتْ جِرَاحَهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: (3164)، رَوَاهُ أَحْمَدُ بِرَقْم: 16708]

مُوَاسَاةُ المَرِيضِ وَالدُّعَاءُ لَهُ عَن عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَنَّهُ كَانَ مَرِيضَاً فَجَزِعَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ فَقَال: " اللَّهُمَّ اشْفِهِ، اللَّهُمَّ عَافِهِ "، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قُمْ "؛ فَقُمْت، فَمَا عَادَ لي ذَلِكَ الْوَجَعُ بَعْدَه " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4239]

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَحَبُّ النَّاسِ إِلى اللهِ عَزَّ وَجَلّ أَنْفَعُهُمْ للنَّاس، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلى اللهِ عَزَّ وَجَلّ: سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِم: تَكْشِفُ عَنهُ كُرْبَة، أَوْ تَقْضِي عَنهُ دَيْنَاً، أَوْ تَطْرُدُ عَنهُ جُوعَا، وَلأَن أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ في حَاجَةٍ؛ أَحَبُّ إِليَّ مِن أَن أَعْتَكِفَ في هَذَا المَسْجِدِ شَهْرَاً " 00 أَيْ مَسْجدِ المَدِينَة 0 [أَيْ مَسْجدِ المَدِينَة 0 حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في " الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ " بِرَقْمَيْ: 176، 906، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيّ]

رَحْمَةُ اللهِ أَقْرَبُ مِن عُقُوبَتِه عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ عَادَ رَجُلاً مِنَ المُسْلِمِينَ قَدْ خَفَتَ فَصَارَ مِثْلَ الفَرْخ ـ أَيْ ضَعُفَتْ صِحَّتُهُ وَقُوَّتُه ـ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيْءٍ أَوْ تَسْأَلُهُ إِيَّاه " 00؟ قَالَ نَعَمْ: كُنْتُ أَقُول: اللهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبي بِهِ في الآخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لي في الدُّنْيَا؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " سُبْحَانَ اللهِ لاَ تُطِيقُه، أَوْ لاَ تَسْتَطِيعُه، أَفَلاَ قُلْت: اللهُمَّ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَة، وَفي الآخِرَةِ حَسَنَة، وَقِنَا عَذَابَ النَّار " 00 فَدَعَا اللهَ لَهُ فَشَفَاه 0

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى لِلْحَدِيثِ قَالَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ طَاقَةَ لَكَ بِعَذَابِ الله " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2688 / عَبْد البَاقِي] مَا قَالَهُ الشُّعَرَاءُ في مَرْضَاهُمْ وَذَوِيهِمْ مِن عِبَارَاتِ المُوَاسَاة وَمِن أَجْمَلِ وَأَرَقِّ مَا قِيلَ في المَرَض؛ قَوْلُ هَذَا الشَّاعِر، الَّذِي مَرِضَتِ ابْنَتُه: فَرُحْتُ أُنَادِي طَبِيبَ البَشَرْ * وَرُوحِي تُنَاجِي طَبِيبَ السَّمَاءْ فَهَذَا لِيَأْتِيَنَا بِالإِبَرْ * وَذَاكَ لِيَجْعَلَ فِيهَا الشِّفَاءْ

وَقَوْلُ سَلِيمٍ الخُورِي في مِثْلِ ذَلِكَ أَيْضَاً عَلَى لِسَانِ أُمٍّ مَرِضَتِ ابْنَتُهَا: يَا رَبِّ خُذْ بِيَدِ الصَّبِيَّةِ وَاهْدِهَا خَيرَ السَّبِيلْ كَيْ لاَ أَمُوتَ حَزِينَةً لَمْ يَبْقَ لي إِلاَّ الْقَلِيلْ وَقَوْلُهُ في بَرْقِيَّةٍ لأَبْنَاءٍ تُجْرَى لأُمِّهِمْ عَمَلِيَّة: إِلى إِخْوَةٍ كَفِرَاخِ الْقَطَا * وَأُمٍّ عَلَى أَمْرِهِمْ قَائِمَة إِذَا عَبِسَ الدَّهْرُ في وَجْهِهَا * تَظَلُّ لَهُمْ أَبَدَاً بَاسِمَة فَيَا رَبِّ رِفْقَاً بِهَذِي الْفِرَاخِ * وَأَبْقِ لَهُمْ أُمَّهُمْ سَالِمَة

وَقَوْلُ الآخَر في صَاحِبٍ لَهُ: رَبَّنَا إِنَّ هَذَا * وَاحِدُ النَّاسِ حَقَّا فَرِفْقَاً يَا رَبَّنَا * بِالقَوَارِيرِ رِفْقَا لَعَمْرِي مَا أَنْزَلَ * رَبُّكَ بِكَ رِقَّا إِلاَّ لِيُجَدِّدَا * بَعْدَهُ لَكَ العِتْقَا وَتَرَى فَضْلَ اللهِ * وَيَرَى اللهُ الصِّدْقَا عُوفِيتَ فَمِثْلُكَ * أَحَقُّ بِأَنْ يَبْقَى

وَقَوْلُ هَذَا الشَّاعِر، الَّذِي يُقَطِّعُ قَوْلُهُ القُلُوب، في زَوْجَتِهِ الْعَرُوب: أَيَذْبُلُ وَجْهُكِ كَالوَرْدَةِ * وَكَالشَّمْسِ قَدْ آذَنَتْ بِالْغُرُوبْ وَتَبْكِينَ مِنْ وَحْشَةِ الوِحْدَةِ * بُكَاءً يُقَطِّعُ أَقْسَى القُلُوبْ *********

وَمِمَّا يُقَالُ في المُوَاسَاة: دَوَاؤُكَ فِيكَ وَلاَ تُبْصِرُ * وَدَاؤُكَ مِنْكَ وَلاَ تَشْعُرُ وَتحْسِبُ أَنَّكَ جُرْمٌ صَغِيرٌ * وَفِيكَ انْطَوَى العَالَمُ الأَكْبرُ بِالأَمْسِ كُنْتُ إِذَا أَتَيْتُكَ بَاكِيَاً أَضْحَكْتَني وَاليَوْمَ صِرْتُ إِذَا أَتَيْتُكَ ضَاحِكَاً أَبْكَيْتَني {حُسْني الغُرَاب}

فَضْلُ الحِجَامَة عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مَرَرْتُ بِمَلإٍ مِنَ المَلاَئِكَةِ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بي إِلاَّ قَالُواْ: عَلَيْكَ بِالحِجَامَةِ يَا محَمَّد " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7473] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَخْبَرَهُ أَنَّ الحَجْمَ أَفْضَلُ مَا تَدَاوَى بِهِ النَّاس " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7470]

عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " دَخَلَ أَعْرَابيٌّ مِنْ بَني فَزَارَةَ مِنْ بَني أُمِّ قِرْفَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَإِذَا حَجَّامٌ يَحْجِمُهُ بِمَحَاجِمَ لَهُ مِنْ قُرُون، يُشَرِّطُ بِشَفْرَة؛ فَقَال: مَا هَذَا يَا رَسُولَ الله؛ لِمَ تَدَعُ هَذَا يَقْطَعُ عَلَيْكَ جِلْدَك 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَذَا الحَجْمُ وَهُوَ خَيْرُ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7467]

أَوْقَاتُ الحِجَامَةِ المُفَضَّلَة عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خَيْرُ مَا تَحْتَجِمُونَ فِيهِ يَوْمُ سَبْعَةَ عَشَر، وَيَوْمُ تِسْعَةَ عَشَر، وَيَوْمُ إِحْدَى وَعِشْرِين " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7476] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْتَجِمُ عَلَى الأَخْدَعَيْن، وَكَانَ يَحْتَجِمُ لِسَبْعَ عَشْرَةَ، وَتِسْعَ عَشْرَةَ، وَإِحْدَى وَعِشْرِين " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7477]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنِ احْتَجَمَ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مِنَ الشَّهْرِ كَانَ لَهُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاء " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7475]

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ أَمْثَل ـ أَيْ أَفْضَل ـ وَفِيهَا شِفَاءٌ وَبَرَكَة، وَتَزِيدُ في العَقْلِ وَفي الحِفْظ؛ فَاحْتَجِمُوا عَلَى بَرَكَةِ اللهِ يَوْمَ الخَمِيس، وَاجْتَنِبُوا الحِجَامَةَ يَوْمَ الأَرْبِعَاء، وَالجُمُعَةِ وَالسَّبْت، وَيَوْمَ الأَحَدِ تحَرِّيَاً، وَاحْتَجِمُواْ يَوْمَ الاَثْنَينِ وَالثُّلاَثَاء؛ فَإِنَّهُ اليَوْمُ الَّذِي عَافىَ اللهُ فِيهِ أَيُّوبَ مِنَ الْبَلاَء، وَضَرَبَهُ بِالْبَلاَءِ يَوْمَ الأَرْبِعَاء؛ فَإِنَّهُ لاَ يَبْدُو جُذَامٌ وَلاَ بَرَصٌ إِلاَّ يَوْمَ الأَرْبِعَاء، أَوْ لَيْلَةَ الأَرْبِعَاء " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (3169، 766)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 3487]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ أَمْثَل، وَهِيَ تَزِيدُ في العَقْل، وَتَزِيدُ في الحِفْظ، وَتَزِيدُ الحَافِظَ حِفْظَاً؛ فَمَنْ كَانَ مُحْتَجِمَاً فَيَوْمَ الخَمِيسِ عَلَى اسْمِ الله، وَاجْتَنِبُواْ الحِجَامَةَ يَوْمَ الجُمُعَة، وَيَوْمَ السَّبْتِ وَيَوْمَ الأَحَد، وَاحْتَجِمُوا يَوْمَ الاَثْنَيْنِ وَالثُّلاَثَاء، وَاجْتَنِبُوا الحِجَامَةَ يَوْمَ الأَرْبِعَاء؛ فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي أُصِيبَ فِيهِ أَيُّوبُ بِالْبَلاَء، وَمَا يَبْدُو جُذَامٌ وَلاَ بَرَصٌ إِلاَّ في يَوْمِ الأَرْبِعَاء، أَوْ لَيْلَةِ الأَرْبِعَاء " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 3488]

عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " دَخَلَ أَعْرَابيٌّ مِنْ بَني فَزَارَةَ مِنْ بَني أُمِّ قِرْفَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَإِذَا حَجَّامٌ يَحْجِمُهُ بِمَحَاجِمَ لَهُ مِنْ قُرُون، يُشَرِّطُ بِشَفْرَة؛ فَقَال: مَا هَذَا يَا رَسُولَ الله؛ لِمَ تَدَعُ هَذَا يَقْطَعُ عَلَيْكَ جِلْدَك 00؟! قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَذَا الحَجْمُ وَهُوَ خَيْرُ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7467]

عَاقِبَةُ الصَّبْرِ عَلَى المَرَض عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَيُّوبَ نَبيَّ اللهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَبِثَ بِهِ بَلاَؤُهُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَة، فَرَفَضَهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ إِلاَّ رَجُلَينِ مِن إِخْوَانِهِ كَانَا مِن أَخَصِّ إِخْوَانِهِ، قَدْ كَانَا يَغْدُوَانِ إِلَيْهِ وَيَرُوحَان، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ ذَاتَ يَوْم: نَعْلَمُ وَاللهِ لَقَدْ أَذْنَبَ أَيُّوبُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ذَنْبَاً مَا أَذْنَبَهُ أَحَدٌ مِنَ الْعَالَمِين، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: وَمَا ذَاك 00؟

قَال: مُنْذُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً لَمْ يَرْحَمْهُ الله؛ فَكُشِفَ عَنهُ مَا بِهِ، فَلَمَّا رَاحَا إِلىَ أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَمْ يَصْبِرِ الرَّجُلُ حَتىَّ ذَكَرَ لَهُ ذَلِك؛ فَقَالَ لَهُ أَيُّوبُ عَلَيْهِ السَّلاَم: لاَ أَدْرِي مَا تَقُول، غَيرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ أَنيِّ كُنْتُ أَمُرُّ بِالرَّجُلَينِ يَتَنَازَعَانِ يَذْكُرَانِ اللهَ جَلَّ وَعَلاَ؛ فَأَرْجِعُ إِلىَ بَيْتي فَأُكَفِّرَ عَنهُمَا كَرَاهِيَةَ أَنْ يُذْكَرَ اللهُ إِلاَّ في حَقّ،

وَكَانَ يَخْرُجُ لحَاجَتِهِ، فَإِذَا قَضَى حَاجَتَهُ أَمْسَكَتِ امْرَأَتُهُ بِيَدِهِ حَتىَّ يَبْلُغ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمَ أَبْطَأَ عَلَيْهَا فَأَوْحَى اللهُ إِلىَ أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ في مَكَانِهِ أَنِ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَاب؛ فَاسْتَبْطَأَتْهُ فَتَلَقَّتْهُ وَأَقْبَلَ عَلَيْهَا قَدْ أَذْهَبَ اللهُ مَا بِهِ مِنَ الْبَلاَء وَهُوَ أَحْسَنَ مَا كَان، فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ: أَيْ بَارَكَ اللهُ فِيك؛ هَلْ رَأَيْتَ نَبيَّ اللهِ هَذَا المُبْتَلَى، وَاللهِ عَلَى ذَلِكَ مَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَشْبَهَ بِهِ مِنْكَ إِذْ كَانَ صَحِيحَاً؛ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: فَإِنيِّ أَنَا هُوَ،

وَكَانَ لَهُ أَنْدَرَان [أَيْ حَوْضَان]، أَنْدَرٌ لِلْقَمْحِ وَأَنْدَرٌ لِلشَّعِير، فَبَعَثَ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ سَحَابَتَين، فَلَمَّا كَانَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى أَنْدَرِ الْقَمْحِ أَفْرَغَتْ فِيهِ الذَّهَبَ حَتىَّ فَاض، وَأَفْرَغَتِ الأُخْرَى في أَنْدَرِ الشَّعِيرِ الوَرق حَتىَّ فَاض " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4115]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " بَيْنَا أَيُّوبُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانَاً: فَخَرَّ عَلَيْهِ جَرَادٌ مِنْ ذَهَب؛ فَجَعَلَ أَيُّوبُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يحْثِي في ثَوْبِهِ، فَنَادَاهُ رَبُّهُ جَلَّ وَعَلاَ: يَا أَيُّوب؛ أَلَمْ أَكُن أَغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى 00؟! قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: بَلَى وَعِزَّتِك، وَلَكِنْ لاَ غِنىَ بي عَنْ بَرَكَتِك " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 279 / فَتْح]

مَا يَدْعُو بِهِ المَرِيض عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُول: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ وَالجُنُونِ وَالجُذَام، وَمِنْ سَيِّئِ الأَسْقَام " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 1554]

وَمَا أَجْمَلَ مَا قَالَهُ هَذَا الشَّاعِرُ أَبُو الْبَنَات؛ حَيْثُ قَالَ قَبْلَ دُخُولِهِ غُرْفَةَ العَمَلِيَّات: يَا رَبِّ أَدْرِكْني بِغَوْثِكَ إِنَّني * أَصْبَحْتُ لاَ أَرْجُو لَهُنَّ سِوَاكَا وَقَوْلُ هَذَا الشَّاعِرِ الْعَظِيمِ السُّورِي / رَشِيد سَلِيمٍ الخُورِي: يَا رَبِّ رِفْقَاً بي وَخَلِّ شَبَابي * وَارْحَمْ قُلُوبَ أَحِبَّتي وَصِحَابي أَنعِمْ عَلَيَّ مِنَ السَّمَاءِ بِنَجْدَةٍ * رُكْني ضَعِيفٌ وَالعَدُوُّ بِبَابي

وَهَذِهِ كَلِمَةٌ كَثِيرَاً مَا كُنْتُ أَقُولُهَا: " يَا رَبِّي إِنِّي رَاضٍ؛ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ " 0 أَنْزِلْ قَضَاكَ عَلَى الرِّضَا مِنيِّ بِهِ * إِنيِّ وَجَدْتُكَ في البَلاَءِ رَفِيقَا اللهُمَّ اجْعَلهُ بَلاَءً لاَ غَضَبَاً 00!! اللهُمَّ اشْفِ الأَمْرَاض، وَاسْتُرِ الأَعْرَاض، وَتَوَفَّنَا وَأَنْتَ عَنَّا رَاض 00!! ،؛،؛،،؛،؛،؛،،؛،؛،؛،،؛،؛،؛،،؛،؛،؛،،؛،؛،؛،،؛،؛،؛،،؛،؛،؛،،؛،؛،؛،،؛

مصيبة السجن والحديث عن المظلومين

مُصِيبَةُ السِّجْنِ وَالحَدِيثُ عَنِ المَظْلُومين: ======================= فَمِنْ سَالِفِ الأَيَّامِ وَالظُّلْمُ في الوَرَى * فَمَا مَاتَ مَظْلُومٌ وَلاَ عَاشَ ظَالِمُ {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} وَكَمَا قَالُواْ في الأَمْثَال: المجْرِمُ وَاحِدٌ، وَالمُتَّهَمُونَ عَشْرَة 00!! تَأَمَّلتُ في هَذِي الحَيَاةِ فَلَمْ أَجِدْ * سِوَى صَوْتِ مَظْلُومٍ وَطُغْيَانِ ظَالِمِ وَذِي قُوَّةٍ يَسْطُو بِنَابٍ وَمخْلَبٍ * عَلَى كُلِّ ذِي ضَعْفٍ وَدِيعٍ مُسَالِمِ حَيَاةٌ مِنَ الْغَابِ اسْتَعَارَتْ شَرِيعَةً * فَلاَ يَلْتَقِي فِيهَا الضَّعِيفُ بِرَاحِمِ وَمَنْ ضَمَّ في جَنْبَيْهِ قَلْبَ نَعَامَةٍ * فَلاَ يَنْتَظِرْ إِلاَّ وُثُوبَ الضَّرَاغِمِ

الخَوْفُ وَالرُّعْبُ الَّذِي رَآهُ الصَّحَابَةُ في مَهْدِ الإِسْلاَم، وَالاِضْطِهَادُ الَّذِي تَعَرَّضُواْ لَهُ: الخَوْفُ مِنَ الظَّالمِينَ لاَ شَيْءَ فِيه؛ فَقَدْ خَافَهُمْ أَنْبيَاءُ الله: فَهَذَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَدْ حَكَى اللهُ عَنهُ قَوْلَهُ: {فَرَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ} [الشُّعَرَاء: 21]

وَهَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " لَقَدْ ضَرَبُواْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتىَّ غُشِيَ عَلَيْهِ فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَجَعَلَ يُنَادِي وَيَقُول: وَيْلَكُمْ؛ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ الله؟! قَالُواْ: مَن هَذَا 00؟ قَالُواْ: هَذَا ابْنُ أَبي قُحَافَةَ المجْنُون " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4424]

وَهَؤُلاَءِ هُمْ صَحَابَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ: عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اكْتُبُواْ لي مَنْ تَلَفَّظَ بِالإِسْلاَمِ مِنَ النَّاس " 00؟ فَكَتَبْنَا لَهُ أَلفَاً وَخَمْسَمِاْئَةِ رَجُل، فَقُلْنَا: نَخَافُ وَنحْنُ أَلفٌ وَخَمْسُمِاْئَة؟! فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا ابْتُلِينَا؛ حَتىِّ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي وَحْدَهُ وَهُوَ خَائِف " 0 [رَوَاهُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3060 / فَتْح]

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " أَحْصُواْ لي كَمْ يَلْفِظُ الإِسْلاَم " 00؟ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله؛ أَتَخَافُ عَلَيْنَا وَنحْنُ مَا بَيْنَ السِّتِّمِاْئَةِ إِلى السَّبْعِمِاْئَة 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّكُمْ لاَ تَدْرُون، لَعَلَّكُمْ أَنْ تُبْتَلَوْا " 0 فَابْتُلِيَنَا؛ حَتىَّ جَعَلَ الرَّجُلُ مِنَّا لاَ يُصَلِّي إِلاَّ سِرَّاً " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 149 / عَبْد البَاقِي]

عَن خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " شَكَوْنَا إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ في ظِلِّ الكَعْبَة، فَقُلْنَا: أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا 00؟ أَلاَ تَدْعُو لَنَا 00؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُل، فَيُحْفَرُ لَهُ في الأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهَا، فَيُجَاءُ بِالمِنْشَار، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ نِصْفَيْن، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الحَدِيدِ مَا دُونَ لحْمِهِ وَعَظْمِه، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِه، وَاللهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الأَمْر؛ حَتىَّ يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلى حَضْرَمَوْت، لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِه، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُون "0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6943 / فَتْح] أَيْ لاَ يَخَافُ اللُّصُوصَ لِوَفْرَةِ الإِيمَانِ في قُلُوبِ النَّاس 0

شَكْوَى مَن عَاصَرُواْ الحَجَّاج عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اصْبِرُواْ؛ فَإِنَّهُ لاَ يَأْتي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلاَّ الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ، حَتىَّ تَلْقَوْا رَبَّكُمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 7068 / فَتْح]

وَرُوِيَ عَن عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الوَازِعِ أَنَّهُ قَال: حَدَّثَني شَيْخٌ مِنْ بَني مُرَّةَ قَال: قَدِمْتُ الكُوفَةَ، فَأُخْبِرْتُ عَنْ بِلاَلِ بْنِ أَبي بُرْدَةَ ـ وَكَانَ عَزِيزَاً في قَوْمِهِ فَذَلّ ـ فَقُلْتُ: إِنَّ فِيهِ لَمُعْتَبَرَاً؛ فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ محْبُوسٌ في دَارِهِ الَّتي قَدْ كَانَ بَنى، وَإِذَا كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ قَدْ تَغَيَّرَ مِنَ العَذَابِ وَالضَّرْب، وَإِذَا هُوَ في قُشَاشٍ ـ أَيْ في زَبَلٍ ـ فَقُلْتُ: الحَمْدُ للهِ يَا بِلاَل؛ لَقَدْ رَأَيْتُكَ وَأَنْتَ تَمُرُّ بِنَا؛ تُمْسِكُ بِأَنْفِكَ مِن غَيْرِ غُبَار، وَأَنْتَ في حَالِكَ هَذَا اليَوْم 00!!

فَقَالَ مِمَّن أَنْت 00؟ فَقُلْتُ: مِنْ بَني مُرَّةَ بْنِ عَبَّاد 00 فَقَال: أَلاَ أُحَدِّثُكَ حَدِيثَاً عَسَى اللهُ أَنْ يَنْفَعَكَ بِه 00؟ قُلْتُ هَاتِ، قَال: حَدَّثَني أَبي أَبُو بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لاَ يُصِيبُ عَبْدَاً نَكْبَةٌ فَمَا فَوْقَهَا أَوْ دُونَهَا؛ إِلاَّ بِذَنْب، وَمَا يَعْفُو اللهُ عَنْهُ أَكْثَر " 00 وَقَرَأَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} {الشُّورَى/30} [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: (3252)، وَلَكِن حَسَّنَهُ في صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: 7732]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ لَيُمْلي لِلظَّالِم، حَتىَّ إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ " 00 ثُمَّ قَرَأَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيد} {هُود/102} [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4686 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2583 / عَبْد البَاقِي]

مَا احْتَمَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ظُلْمِ المُشْرِكِين عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا أُوذِيَ أَحَدٌ مَا أُوذِيتُ في الله " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (10505)، رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ في الحِلْيَة]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لَقَدْ أُخِفْتُ في اللهِ وَمَا يخَافُ أَحَد، وَلَقَدْ أُوذِيتُ في اللهِ وَمَا يُؤْذَى أَحَد، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلاَثُونَ مِنْ بَينِ يَوْمٍ وَلَيْلَة؛ وَمَا لي وَلِبِلاَلٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِد ـ أَيْ إِنْسَان ـ إِلاَّ شَيْءٌ يُوَارِيهِ إِبْطُ بِلاَل " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 9256، وَصَحَّحَهُ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2472، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ؛ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي عِنْدَ البَيْت، وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابٌ لَهُ جُلُوس؛ إِذْ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض: أَيُّكُمْ يجِيءُ بِسَلَى جَزُورِ بَني فُلاَن؛ فَيَضَعُهُ عَلَى ظَهْرِ محَمَّدٍ إِذَا سَجَد 00؟

فَانْبَعَثَ أَشْقَى القَوْمِ فَجَاءَ بِه، فَنَظَرَ حَتىَّ سَجَدَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَهُ عَلَى ظَهْرِهِ بَينَ كَتِفَيْه، وَأَنَا أَنْظُرُ لاَ أُغْني شَيْئَاً، لَوْ كَانَ لي مَنَعَة ـ أَيْ لَوْ أَنَّ لي قُوَّةً وَعِزَّةً في قَوْمِي لَمَنَعْتُهُمْ ـ فَجَعَلُواْ يَضْحَكُونَ وَيُحِيلُ ـ أَيْ يَمِيلُ ـ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْض، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدٌ لاَ يَرْفَعُ رَأْسَه، حَتىَّ جَاءتْهُ فَاطِمَةُ فَطَرَحَتْ عَنْ ظَهْرِه؛ فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ ثمَّ قَال: " اللهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ ـ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ـ فَشَقَّ عَلَيْهِمْ إِذْ دَعَا عَلَيْهِمْ؛ وَكَانُواْ يَرَوْنَ أَنَّ الدَّعْوَةَ في ذَلِكَ البَلَدِ مُسْتَجَابَة، ثمَّ سَمَّى: اللهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبي جَهْل

، وَعَلَيْكَ بِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَة، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَة، وَالوَلِيدِ بْنِ عُتْبَة، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَف، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبي مُعَيْط، وَعَدَّ السَّابِعَ فَلَمْ يُحْفَظْ " 00 فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه؛ لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِينَ عَدَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَرْعَى في القَلِيبِ قَلِيبِ بَدْر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (240 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1794 / عَبْد البَاقِي]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى: عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً قَال: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يُصَلِّي عِنْدَ الكَعْبَة، وَجَمْعُ قُرَيْشٍ في مجَالِسِهِمْ؛ إِذْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: أَلاَ تَنْظُرُونَ إِلىَ هَذَا المُرَائِي؛ أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلى جَزُورِ آلِ فُلاَن، فَيَعْمِدُ إِلى فَرْثِهَا وَدَمِهَا وَسَلاَهَا فَيجِيءُ بِهِ، ثُمَّ يُمْهِلُهُ حَتىَّ إِذَا سَجَدَ وَضَعَهُ بَينَ كَتِفَيْه 00؟

فَانْبَعَثَ أَشْقَاهُمْ، فَلَمَّا سَجَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَهُ بَينَ كَتِفَيْه، وَثَبَتَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدَاً؛ فَضَحِكُواْ حَتىَّ مَالَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ مِنَ الضَّحِك؛ فَانْطَلَقَ مُنْطَلِقٌ إِلى فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا وَهِيَ جُوَيْرِيَةٌ ـ أَيْ بِنْتٌ صَغِيرَة ـ فَأَقْبَلَتْ تَسْعَى، وَثَبَتَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدَاً حَتىَّ أَلقَتْهُ عَنْهُ وَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِمْ تَسُبُّهُمْ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلاَةَ قَال:

" اللهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْش، اللهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْش، اللهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْش، ثمَّ سَمَّى: اللهُمَّ عَلَيْكَ بِعَمْرِو بْنِ هِشَام ـ أَيْ أَبي جَهْل ـ وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَة، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَة، وَالوَلِيدِ بْنِ عُتْبَة، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَف، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبي مُعَيْط، وَعُمَارَةَ بْنِ الوَلِيد " 00 فَوَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى يَوْمَ بَدْر، ثمَّ سُحِبُواْ إِلىَ القَلِيبِ قَلِيبِ بَدْر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (520 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1794 / عَبْد البَاقِي] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" إِنَّ المَلأَ مِنْ قُرَيْشٍ اجْتَمَعُواْ في الحِجْر، فَتَعَاقَدُواْ بِاللاَّتِ وَالعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةِ الأُخْرَى، وَنَائِلَةَ وَإِسَاف: لَوْ قَدْ رَأَيْنَا محَمَّدَاً لَقَدْ قُمْنَا إِلَيْهِ قِيَامَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَلَمْ نُفَارِقْهُ حَتىَّ نَقْتُلَه، فَأَقْبَلَتِ ابْنَتُهُ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا تَبْكِي حَتىَّ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: هَؤُلاَءِ المَلأُ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ تَعَاقَدُواْ عَلَيْك: لَوْ قَدْ رَأَوْكَ لَقَدْ قَامُواْ إِلَيْكَ فَقَتَلُوك، فَلَيْسَ مِنهُمْ رَجُلٌ إِلاَّ قَدْ عَرَفَ نَصِيبَهُ مِنْ دَمِك؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا بُنَيَّة؛ أَرِيني وَضُوءَاً " 0

فَتَوَضَّأَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِمُ المَسْجِد، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُواْ: هَا هُوَ ذَا، وَخَفَضُواْ أَبْصَارَهُمْ، وَسَقَطَتْ أَذْقَانُهُمْ في صُدُورِهِمْ وَعَقِرُواْ في مجَالِسِهِمْ ـ أَيْ أُسْكِتُواْ وَخَرَسُواْ ـ فَلَمْ يَرْفَعُواْ إِلَيْهِ بَصَرَاً، وَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ مِنهُمْ رَجُل؛ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتىَّ قَامَ عَلَى رُءوسِهِمْ، فَأَخَذَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْضَةً مِنَ التُّرَابِ فَقَال: " شَاهَتِ الوُجُوه " 00 ثُمَّ حَصَبَهُمْ بِهَا، فَمَا أَصَابَ رَجُلاً مِنهُمْ مِنْ ذَلِكَ الحَصَى حَصَاةٌ إِلاَّ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ كَافِرَاً " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْمَيْ: 2762، 3485، رَوَاهُ الإِمَامَانِ الحَاكِمُ وَأَحْمَد]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا تُوُفيَ أَبُو طَالِب؛ خَرَجَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى الطَّائِفِ مَاشِيَاً عَلَى قَدَمَيْه، يَدْعُوهُمْ إِلى الإِسْلاَمِ فَلَمْ يجِيبُوه؛ فَانْصَرَفَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَى ظِلَّ شَجَرَةٍ فَصَلَّى رَكْعَتَينِ ثمَّ قَال:" اللهُمَّ إِنيِّ أَشْكُو إِلَيْكَ ضَعْفَ قُوَّتي، وَقِلَّةَ حِيلَتي، وَهَوَاني عَلَى النَّاس، أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين؛ إِلى مَنْ تَكِلُني 00 إِلى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُني 00؟! أَمْ إِلى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي 00؟!

إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ عَلَيَّ غَضَبٌ فَلاَ أُبَالي، وَلَكِن عَافِيَتُكَ أَوْسَعُ لي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَات، وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنيَا وَالآخِرَة؛ أَنْ يَنزِلَ بيَ غَضَبُك، أَوْ يحِلَّ عَلَيَّ سَخَطُك، لَكَ العُتْبى حَتىَّ تَرْضَى، وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِك " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع ": فِيهِ مُدَلِّسٌ ثِقَة، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَات 0 ص: (35/ 6)، أَخْرَجَهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ] وَمَعْنى إِلى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُني: أَيْ إِلى مُسْتَقبَلٍ مُوحِشٍ مُظْلِمٍ يَعْبَسُ في وَجْهِي 0 بَعْضُ الأَهْوَال؛ الَّتي رَآهَا النَّبي دَانيَال

ذَكَرَ عَلَيُّ بْنُ أَبي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَنَّ بُخْتُنَصَّرَ أُتِيَ بِدَانيَالَ النَّبيِّ عَلَيْهِ السَّلاَم؛ فَأَمَرَ بِهِ فَحُبِسَ في جُبّ، وَأَضْرَى أَسَدَيْنِ ثُمَّ خَلَّى بَيْنَهُمَا وَبَيْنَه، ثمَّ فَتَحَ عَلَيْهِ بَعْدَ خَمْسَةِ أَيَّام فَوَجَدَهُ قَائِمَا يُصَلِّي، وَالأَسَدَانِ في نَاحِيَةِ الجُبِّ لَمْ يَعْرِضَا لَه، فَقَالَ لَهُ: مَا قُلْتَ حِينَ دُفِعَا عِلَيْك 00؟

قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: قلْتُ الحَمْدُ لله الَّذِي لاَ يَنْسَى مَنْ ذَكَرَه، والحَمْدُ لله الَّذِي لاَ يخِيبُ مَنْ رَجَاه، والحَمْدُ لله الَّذي لاَ يَكِلُ مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْه إِلى غَيرِه، والحَمْدُ لله الَّذي هُوَ ثِقَتُنَا حينَ تَنْقَطِعُ عَنَّا الحِيَل، والحَمْدُ لله الَّذي هُوَ رَجَاؤُنَا حينَ يَسُوءُ ظَنُّنَا بِأَعْمَالِنَا، والحَمْدُ لله الَّذي يَكْشِفُ عَنَّا ضُرَّنَا بَعْدَ كُرْبَتِنَا، والحَمْدُ للهِ الَّذِي يجْزِي بِالإِحْسَانِ إِحْسَانَا، والحَمْدُ للهِ الَّذِي يجْزِي بِالصَّبرِ نجَاة " 0 [ابْنُ القَيِّمِ في " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِين " بِالبَابِ العِشْرِين] حَتىَّ سَيِّدُنَا سَعْدُ بْنُ أَبي وَقَّاصٍ عَلَى فُرُوسِيَّتِهِ لَمْ يَنْجُ مِنَ الظَّالمِين

عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: شَكَا أَهْلُ الكُوفَةِ سَعْدَاً إِلى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ؛ فَعَزَلَهُ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَمَّارَاً؛ فَشَكَوْا، حَتىَّ ذَكَرُواْ أَنَّهُ لاَ يُحْسِنُ يُصَلِّي؛ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَال: يَا أَبَا إِسْحَاق؛ إِنَّ هَؤُلاَءِ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لاَ تُحْسِنُ تُصَلِّي؛ قَالَ أَبُو إِسْحَاق: أَمَّا أَنَا وَاللهِ؛ فَإِنيِّ كُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ صَلاَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَخْرِمُ عَنْهَا، أُصَلِّي صَلاَةَ العِشَاءِ فَأَرْكُدُ في الأُولَيَين ـ أَيْ أُبْطِئُ ـ وَأُخِفُّ في الأُخْرَيَين؛ قَالَ ـ أَيْ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاق؛ فَأَرْسَلَ مَعَهُ رَجُلاً أَوْ رِجَالاً إِلى الكُوفَة؛ فَسَأَلَ عَنْهُ أَهْلَ الكُوفَة، وَلَمْ يَدَعْ

مَسْجِدَاً إِلاَّ سَأَلَ عَنْهُ، وَيُثْنُونَ مَعْرُوفَاً، حَتىَّ دَخَلَ مَسْجِدَاً لِبَني عَبْس؛ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ أُسَامَةُ بْنُ قَتَادَة، يُكْنى أَبَا سَعْدَةَ قَال: أَمَا إِذْ نَشَدْتَنَا؛ فَإِنَّ سَعْدَاً كَانَ لاَ يَسِيرُ بِالسَّرِيَّة ـ أَيْ يَبْعَثُنَا وَيَقْعُدُ هُوَ ـ وَلاَ يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّة، وَلاَ يَعْدِلُ في القَضِيَّة؛ قَالَ سَعْد: أَمَا وَاللهِ؛ لأَدْعُوَنَّ بِثَلاَث: اللهُمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ هَذَا كَاذِبَاً، قَامَ رِيَاءً وَسُمْعَةً؛ فَأَطِل عُمْرَه، وَأَطِل فَقْرَه، وَعَرِّضْهُ بِالفِتَن؛ وَكَانَ بَعْدُ إِذَا سُئِلَ يَقُول: شَيْخٌ كَبِيرٌ مَفْتُون، أَصَابَتْني دَعْوَةُ سَعْد، قَالَ عَبْدُ المَلِك ـ أَحَدُ رُوَاةِ الحَدِيثِ مِن أَهْلِ الْكُوفَة: فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى

عَيْنَيْهِ مِنَ الكِبر، وَإِنَّهُ لَيَتَعَرَّضُ لِلْجَوَارِي في الطُّرُقِ يَغْمِزُهُنّ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (755 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 453 / عَبْد البَاقِي] التُّهَمُ الَّتي يُمْنى بِهَا الضُّعَفَاء عَن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: أَسْلَمَتِ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ لِبَعْضِ العَرَب، وَكَانَ لَهَا حِفْشٌ في المَسْجِد ـ أَيْ خَيْمَةٌ صَغِيرَة ـ فَكَانَتْ تَأْتِينَا فَتُحَدِّثُ عِنْدَنَا، فَإِذَا فَرَغَتْ مِنْ حَدِيثِهَا قَالَتْ: وَيَوْمُ وِشَاحٍ مِنْ تَعَاجِيبِ رَبِّنَا * أَلاَ إِنَّهُ مِنْ بَلْدَةِ الكُفْرِ أَنْجَانِي

قَالَ عُرْوَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فَلَمَّا أَكْثَرَتْ؛ قَالَتْ لهَا عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: وَمَا يَوْمُ الوِشَاح 00؟ قَالَتْ: خَرَجَتْ جُوَيْرِيَةٌ لِبَعْضِ أَهْلي وَعَلَيْهَا وِشَاحٌ مِن أَدَم، فَسَقَطَ مِنْهَا، فَانْحَطَّتْ عَلَيْهِ الحُدَيَّا ـ أَيِ الحِدَأَةُ أَوِ البُومَة ـ وَهِيَ تحْسِبُهُ لحمَاً، فَأَخَذَتْهُ؛ فَاتَّهَمُوني بِهِ؛ فَعَذَّبُوني حَتىَّ بَلَغَ مِن أَمْرِي أَنَّهُمْ طَلَبُواْ في قُبُلِي، فَبَيْنَا هُمْ حَوْلي، وَأَنَا في كَرْبي؛ إِذْ أَقْبَلَتِ الحُدَيَّا حَتىَّ وَازَتْ بِرُءوسِنَا ثمَّ القَتْهُ، فَأَخَذُوه؛ فَقُلْتُ لهُمْ: هَذَا الَّذِي اتَّهَمْتُمُوني بِهِ وَأَنَا مِنْهُ بَرِيئَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3835 / فَتْح]

التُّهْمَةُ الَّتي مُنِيَتْ بِهَا أُمُّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا في عِرْضِهَا عَن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: لَمَّا ذُكِرَ مِنْ شَأْني الَّذِي ذُكِرَ وَمَا عَلِمْتَ بِه؛ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيَّ خَطِيبَاً؛ فَتَشَهَّدَ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنى عَلَيْهِ بمَا هُوَ أَهْلُهُ ثمَّ قَال:" أَمَّا بَعْد؛ أَشِيرُواْ عَلَيَّ في أُنَاسٍ أَبَنُواْ أَهْلي ـ أَيِ اتَّهَمُوهُمْ في شَرَفِهِمْ وَعِفَّتِهِمْ ـ وَايْمُ الله؛ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي مِنْ سُوء، وَأَبَنُوهُمْ بمَنْ 00؟!

وَاللهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَطّ، وَلاَ يَدْخُلُ بَيْتي قَطُّ إِلاَّ وَأَنَا حَاضِر، وَلاَ غِبْتُ في سَفَرٍ إِلاَّ غَابَ مَعِي " 00 فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَال: ائْذَنْ لي يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ نَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ، وَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَني الخَزْرَج ـ وَكَانَتْ أُمُّ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ مِنْ رَهْطِ ذَلِكَ الرَّجُل ـ فَقَالَ كَذَبْت؛ أَمَا وَاللهِ أَنْ لَوْ كَانُواْ مِنَ الأَوْسِ مَا أَحْبَبْتَ أَنْ تُضْرَبَ أَعْنَاقُهُمْ؛ حَتىَّ كَادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ الأَوْسِ وَالخَزْرَجِ شَرٌّ في المَسْجِدِ وَمَا عَلِمْتُ، فَلَمَّا كَانَ مَسَاءُ ذَلِكَ اليَوْمِ خَرَجْتُ لِبَعْضِ حَاجَتي وَمَعِي أُمُّ مِسْطَح، فَعَثَرَتْ وَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَح؛ فَقُلْتُ: أَيْ أُمّ؛ تَسُبِّينَ ابْنَكِ 00؟!

وَسَكَتَتْ، ثمَّ عَثَرَتِ الثَّانِيَةَ فَقَالَتْ: تَعَسَ مِسْطَح؛ فَقُلْتُ لهَا: أَيْ أُمّ؛ أَتَسُبِّينَ ابْنَكِ 00؟! فَسَكَتَتْ، ثمَّ عَثَرَتِ الثَّالِثَةَ فَقَالَتْ: تَعَسَ مِسْطَح؛ فَانْتَهَرْتُهَا؛ فَقَالَتْ وَاللهِ مَا أَسُبُّهُ إِلاَ فِيكِ؛ فَقُلْتُ في أَيِّ شَأْني 00؟ فَبَقَرَتْ ليَ الحَدِيث؛ فَقُلْتُ: وَقَدْ كَانَ هَذَا 00؟! قَالَتْ نَعَمْ وَاللهِ؛ فَرَجَعْتُ إِلى بَيْتي كَأَنَّ الَّذِي خَرَجْتُ لَهُ لاَ أَجِدُ مِنْهُ قَلِيلاً وَلاَ كَثِيرَاً، وَوُعِكْتُ؛ فَقُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرْسِلْني إِلى بَيْتِ أَبي؛ فَأَرْسَلَ مَعِي الغُلاَم؛ فَدَخَلْتُ الدَّارَ فَوَجَدْتُ أُمَّ رُومَانَ ـ أَيْ أُمَّهَا ـ في السُّفْل، وَأَبَا بَكْرٍ فَوْقَ البَيْتِ يَقْرَأ، فَقَالَتْ أُمِّي: مَا جَاءَ بِكِ يَا بُنَيَّة 00؟!

فَأَخْبَرْتُهَا وَذَكَرْتُ لهَا الحَدِيث؛ وَإِذَا هُوَ لَمْ يَبْلُغْ مِنْهَا مِثْلَ مَا بَلَغَ مِنيِّ؛ فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّة؛ خَفِّفِي عَلَيْكِ الشَّأْن؛ فَإِنَّهُ وَاللهِ لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا، لَهَا ضَرَائِرُ إِلاَّ حَسَدْنهَا وَقِيلَ فِيهَا 00 وَإِذَا هُوَ لَمْ يَبْلُغْ مِنْهَا مَا بَلَغَ مِنيِّ، قُلْتُ: وَقَدْ عَلِمَ بِهِ أَبي 00؟ قَالَتْ نَعَمْ، قُلْتُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00؟ قَالَتْ نَعَمْ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَاسْتَعْبَرْتُ وَبَكَيْت؛ فَسَمِعَ أَبُو بَكْرٍ صَوْتي وَهُوَ فَوْقَ البَيْتِ يَقْرَأ؛ فَنَزَلَ فَقَالَ لأُمِّي: مَا شَأْنُهَا 00؟

قَالَتْ: بَلَغَهَا الَّذِي ذُكِرَ مِنْ شَأْنِهَا؛ فَفَاضَتْ عَيْنَاه؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكِ أَيْ بُنَيَّة؛ إِلاَّ رَجَعْتِ إِلىَ بَيْتِكِ؛ فَرَجَعْت، وَلَقَدْ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتي، فَسَأَلَ عَنيِّ خَادِمَتي فَقَالَتْ: لاَ وَاللهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا عَيْبَاً، إِلاَّ أَنهَا كَانَتْ تَرْقُدُ حَتىَّ تَدْخُلَ الشَّاةُ فَتَأْكُلَ خَمِيرَهَا أَوْ عَجِينَهَا، وَانْتَهَرَهَا بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَقَالَ اصْدُقِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ حَتىَّ أَسْقَطُواْ لهَا بِهِ ـ أَيْ زَجَرُوهَا ـ فَقَالَتْ: سُبْحَانَ الله؛ وَاللهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا إِلاَّ مَا يَعْلَمُ الصَّائِغُ عَلَى تِبْرِ الذَّهَبِ الأَحْمَرِ ـ أَيْ مَا عَلِمْتُ عِرْضَهَا إِلاَّ خَالِصَاً نَاصِعَاً ـ وَبَلَغَ الأَمْرُ

إِلى ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي قِيلَ لَهُ ـ أَيْ نمَى الحَدِيثُ إِلى صَفْوَانَ بْنِ المُعَطَّلِ السُّلَمِيّ ـ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: سُبْحَانَ اللهِ؛ وَاللهِ مَا كَشَفْتُ كَنَفَ أُنْثَى قَطُّ ـ أَيْ سَوْأَةً لأُنْثَى قَطّ ـ فَقُتِلَ شَهِيدَاً في سَبِيلِ الله، وَأَصْبَحَ أَبَوَايَ عِنْدِي،

فَلَمْ يَزَالاَ حَتىَّ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ صَلَّى العَصْر، ثمَّ دَخَلَ وَقَدِ اكْتَنَفَني أَبَوَا يَ عَنْ يَمِيني وَعَنْ شِمَالي، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَال: أَمَّا بَعْد، يَا عَائِشَة؛ إِنْ كُنْتِ قَارَفْتِ سُوءَاً أَوْ ظَلَمْتِ؛ فَتُوبي إِلى الله؛ فَإِنَّ اللهَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ مِن عِبَادِه، وَقَدْ جَاءتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَهِيَ جَالِسَةٌ بِالبَاب؛ فَقُلْتُ: أَلاَّ تَسْتَحْيِي مِن هَذِهِ المَرْأَةِ أَنْ تَذْكُرَ شَيْئَاً؛ فَوَعَظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ أَيْ ظَلَّ يُذَكِّرُهَا بِاللهِ وَيَسْتَتِيبُهَا ـ فَالتَفَتُّ إِلى أَبي فَقُلْتُ لَهُ أَجِبْهُ؛ قَالَ فَمَاذَا أَقُول 00؟! فَالتَفَتُّ إِلى أُمِّي فَقُلْتُ أَجِيبِيه؛ فَقَالَتْ أَقُولُ مَاذَا 00؟!

فَلَمَّا لَمْ يُجِيبَاه؛ تَشَهَّدْتُ فَحَمِدْتُ اللهَ وَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ بمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قُلْت: أَمَّا بَعْد؛ فَوَاللهِ لَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ إِنيِّ لَمْ أَفْعَلْ ـ وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَشْهَدُ أَنيِّ لَصَادِقَة ـ مَا ذَاكَ بِنَافِعِي عِنْدَكُمْ؛ لَقَدْ تَكَلَّمْتُمْ بِهِ وَأُشْرِبَتْهُ قُلُوبُكُمْ، وَإِنْ قُلْتُ إِنيِّ قَدْ فَعَلْتُ ـ وَاللهُ يَعْلَمُ أَنيِّ لَمْ أَفْعَلْ ـ لَتَقُولُنَّ قَدْ بَاءَتْ بِهِ عَلَى نَفْسِهَا 00 وَإِنيِّ وَاللهِ مَا أَجِدُ لي وَلَكُمْ مَثَلاً، وَالتَمَسْتُ اسْمَ يَعْقُوبَ فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهِ إِلاَّ أَبَا يُوسُفَ حِينَ قَال: فَصَبْرٌ جمِيل، وَاللهُ المُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُون، وَأُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سَاعَتِه؛ فَسَكَتْنَا، فَرُفِعَ عَنْهُ وَإِنيِّ لأَتَبَيَّنُ

السُّرُورَ في وَجْهِه، وَهُوَ يمْسَحُ جَبِينَهُ وَيَقُول: أَبْشِرِي يَا عَائِشَةُ؛ فَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ بَرَاءَتَكِ ـ وَكُنْتُ أَشَدَّ مَا كُنْتُ غَضَبَاً ـ فَقَالَ لي أَبَوَاي: قُومِي إِلَيْه؛ فَقُلْتُ: لاَ وَاللهِ لاَ أَقُومُ إِلَيْهِ وَلاَ أَحمَدُهُ وَلاَ أَحمَدُكُمَا، وَلَكِن أَحمَدُ اللهَ الَّذِي أَنْزَلَ بَرَاءتي؛ لَقَدْ سَمِعْتُمُوهُ فَمَا أَنْكَرْتُمُوهُ وَلاَ غَيَّرْتُمُوه، يَقُولُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَقُول: أَمَّا زَيْنَبُ ابْنَةُ جَحْش؛ فَعَصَمَهَا اللهُ بِدِينِهَا، فَلَمْ تَقُلْ إِلاَّ خَيرَاً، وَأَمَّا أُخْتُهَا حَمْنَة؛ فَهَلَكَتْ فِيمَن هَلَك، وَكَانَ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيه؛ مِسْطَحٌ وَحَسَّانُ بْنُ ثَابِت، وَالمُنَافِقُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيّ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ يَسْتَوْشِيهِ

وَيجْمَعُه ـ أَيْ يُذِيعُهُ وَيُفْشِيهِ وَيَسْتَخْبِرُ عَنهُ لِيُعَرِّفَ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ ـ وَهُوَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ، هُوَ وَحَمْنَة؛ فَحَلَفَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ لاَ يَنْفَعَ مِسْطَحَاً بِنَافِعَةٍ أَبَدَاً؛ فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: {وَلاَ يَأْتَلِ أُولُو الفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَة} 00 يَعْني أَبَا بَكْر 0 {أَنْ يُؤْتُواْ أُولِي القُرْبى وَالمَسَاكِين} 00 يَعْني مِسْطَحَاً 0 إِلى قَوْلِهِ: {أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيم} {النُّور/22} حَتىَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: بَلَى وَاللهِ يَا رَبَّنَا؛ إِنَّا لَنُحِبُّ أَنْ تَغْفِرَ لَنَا، وَعَادَ لَهُ بمَا كَانَ يَصْنَع " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4757 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2770 / عَبْد البَاقِي]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنِ الزُّهْرِيِّ عَن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيرِ وَسَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ وَآخَرِينَ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ مَا قَالُواْ، فَبَرَّأَهَا اللهُ مِنْهُ؛ قَالَ الزُّهْرِيّ: وَكُلُّهُمْ حَدَّثَني طَائِفَةً مِن حَدِيثِهَا، وَبَعْضُهُمْ أَوْعَى مِنْ بَعْضٍ وَأَثْبَتُ لَهُ اقْتِصَاصَاً، وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَني عَن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضَاً: زَعَمُواْ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يخْرُجَ سَفَرَاً أَقْرَعَ بَينَ أَزْوَاجِه، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ، فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا في غَزَاةٍ

غَزَاهَا فَخَرَجَ سَهْمِي، فَخَرَجْتُ مَعَهُ بَعْدَ مَا أُنْزِلَ الحِجَابُ، فَأَنَا أُحمَلُ في هَوْدَجٍ وَأُنْزَلُ فِيه، فَسِرْنَا حَتىَّ إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن غَزْوَتِهِ تِلْكَ وَقَفَلَ وَدَنَوْنَا مِنَ المَدِينَة؛ آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيل؛ فَقُمْتُ حِينَ آذَنُواْ بِالرَّحِيلِ فَمَشَيْتُ حَتىَّ جَاوَزْتُ الجَيْش، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْني أَقْبَلْتُ إِلى الرَّحْل، فَلَمَسْتُ صَدْرِي فَإِذَا عِقْدٌ لي مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ قَدِ انْقَطَع؛ فَرَجَعْتُ فَالتَمَسْتُ عِقْدِي، فَحَبَسَني ابْتِغَاؤُه؛ فَأَقْبَلَ الَّذِينَ يَرْحَلُونَ لي فَاحْتَمَلُواْ هَوْدَجِي، فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ أَرْكَب، وَهُمْ يحْسِبُونَ أَنيِّ فِيه ـ وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافَاً لَمْ يَثْقُلْنَ وَلَمْ يَغْشَهُنَّ

اللَّحْم، وَإِنَّمَا يَأْكُلْنَ العُلْقَةَ مِنَ الطَّعَام ـ فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ القَوْمُ حِينَ رَفَعُوهُ ثِقَلَ الهَوْدَج؛ فَاحْتَمَلُوه، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنّ، فَبَعَثُواْ الجَمَلَ وَسَارُواْ، فَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَ مَا اسْتَمَرَّ الجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنْزِلَهُمْ وَلَيْسَ فِيهِ أَحَد؛ فَأَمَمْتُ مَنْزِلي الَّذِي كُنْتُ بِهِ ـ أَيْ قَصَدْتُه ـ فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونَني فَيَرْجِعُونَ إِليّ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ: غَلَبَتْني عَيْنَايَ فَنِمْت، وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ المُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانيُّ مِنْ وَرَاءِ الجَيْش، فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلي، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِم، فَأَتَاني، وَكَانَ يَرَاني قَبْلَ الحِجَاب؛ فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ أَنَاخَ رَاحِلَتَه، فَوَطِئَ يَدَهَا

فَرَكِبْتُهَا، فَانْطَلَقَ يَقُودُ بيَ الرَّاحِلَة، حَتىَّ أَتَيْنَا الجَيْشَ بَعْدَمَا نَزَلُواْ مُعَرِّسِينَ في نحْرِ الظَّهِيرَة، فَهَلَكَ مَن هَلَك، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى الإِفْكَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ سَلُول؛ فَقَدِمْنَا المَدِينَة؛ فَاشْتَكَيْتُ بِهَا شَهْرَاً، وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ مِنْ قَوْلِ أَصْحَابِ الإِفْك، وَيَرِيبُني في وَجَعِي أَنيِّ لاَ أَرَى مِنَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَمْرَض، إِنَّمَا يَدْخُلُ فَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " كَيْفَ تِيكُمْ " 00؟

لاَ أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِك، حَتىَّ نَقِهْتُ؛ فَخَرَجْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ المَنَاصِعِ مُتَبَرَّزِنَا، لاَ نخْرُجُ إِلاَّ لَيْلاً إِلىَ لَيْل، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ نَتَّخِذَ الكُنُفَ قَرِيبَاً مِنْ بُيُوتِنَا، وَأَمْرُنَا أَمْرُ العَرَبِ الأُوَلِ في البَرِّيَّةِ أَوْ في التَّنَزُّه ـ أَيْ في الصَّحْرَاء، أَوْ في الأَمَاكِنِ الْبَعِيدَة ـ فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ بِنْتُ أَبي رُهْمٍ نمْشِي، فَعَثَرَتْ في مِرْطِهَا فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَح؛ فَقُلْتُ لَهَا: بِئْسَ مَا قُلْتِ؛ أَتَسُبِّينَ رَجُلاً شَهِدَ بَدْرَاً 00؟! فَقَالَتْ: يَا هَنَتَاه ـ أَيْ يَا هَذِهِ ـ أَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالُواْ 00؟

فَأَخْبَرَتْني بِقَوْلِ أَهْلِ الإِفْك؛ فَازْدَدْتُ مَرَضَاً عَلَى مَرَضِي، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلى بَيْتي؛ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ فَقَال:" كَيْفَ تِيكُمْ " 00؟ فَقُلْتُ: ائْذَنْ لي إِلى أَبَوَيّ ـ وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَن أَسْتَيْقِنَ الخَبرَ مِنْ قِبَلِهِمَا ـ فَأَذِنَ لي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَأَتَيْتُ أَبَوَيَّ فَقُلْتُ لأُمِّي: مَا يَتَحَدَّثُ بِهِ النَّاس 00؟ فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّة؛ هَوِّني عَلَى نَفْسِكِ الشَّأْن؛ فَوَاللهِ لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةً عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا وَلَهَا ضَرَائِر؛ إِلاَّ أَكْثَرْنَ عَلَيْهَا، فَقُلْتُ: سُبْحَانَ الله، وَلَقَدْ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ بِهَذَا 00!!

فَبِتُّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتىَّ أَصْبَحْتُ لاَ يَرْقَأُ لي دَمْع، وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْم، ثمَّ أَصْبَحْت، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الوَحْي؛ يَسْتَشِيرُهُمَا في فِرَاقِ أَهْلِه؛ فَأَمَّا أُسَامَة: فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِالَّذِي يَعْلَمُ في نَفْسِهِ مِنَ الوُدِّ لهُمْ؛ فَقَالَ أُسَامَة: أَهْلُكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَلاَ نَعْلَمُ وَاللهِ إِلاَّ خَيْرَاً، وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِبٍ فَقَال: يَا رَسُولَ الله؛ لَمْ يُضَيِّقِ اللهُ عَلَيْك، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِير، وَسَلِ الجَارِيَةَ تَصْدُقْك؛ فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرِيرَةَ فَقَال: " يَا بَرِيرَة؛ هَلْ رَأَيْتِ فِيهَا شَيْئَاً يَرِيبُك " 00؟

فَقَالَتْ بَرِيرَة: لاَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ؛ إِنْ رَأَيْتُ مِنهَا أَمْرَاً أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا قَطّ ـ أَيْ مَا رَأَيْتُ مِنهَا أَمْرَاً أُنْكِرُهُ عَلَيْهَا قَطّ ـ أَكْثَرَ مِن أَنهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنّ؛ تَنَامُ عَنِ العَجِينِ فَتَأْتي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُه، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَوْمِهِ فَاسْتَعْذَرَ مِن عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ سَلُول؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَنْ يَعْذُرُني مِنْ رَجُلٍ بَلَغَني أَذَاهُ في أَهْلي ـ أَيْ مَنْ يَرْفَعُ عَنيِّ الحَرَجَ بِشَأْنِه ـ فَوَاللهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلي إِلاَّ خَيْرَاً، وَقَدْ ذَكَرُواْ رَجُلاً؛ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلاَّ خَيْرَاً، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلي إِلاَّ مَعِي " 00

فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَال: يَا رَسُولَ الله؛ أَنَا وَاللهِ أَعْذُرُكَ مِنْهُ، إِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَه، وَإِنْ كَانَ مِن إِخْوَانِنَا مِنَ الخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا فِيهِ أَمْرَك؛ فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ـ وَهُوَ سَيِّدُ الخَزْرَج، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلاً صَالِحَاً، وَلَكِنِ احْتَمَلَتْهُ الحَمِيَّة ـ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَغَفَرَ لَهُ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لاَ تَقْتُلُهُ وَلاَ تَقْدِرُ عَلَى ذَلِك؛ فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ فَقَال: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ وَاللهِ لَنَقْتُلَنَّهُ؛ فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ المُنَافِقِين؛ فَثَارَ الحَيَّانِ الأَوْسُ وَالخَزْرَجُ حَتىَّ هَمُّواْ ـ أَيْ كَادُواْ أَنْ يَشْتَبِكُواْ بِالأَيْدِي ـ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى

المِنْبَر؛ فَنَزَلَ فَخَفَّضَهُمْ حَتىَّ سَكَتُواْ، وَسَكَتَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَبَكَيْتُ يَوْمِي لاَ يَرْقَأُ لي دَمْعٌ وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْم؛ فَأَصْبَحَ عِنْدِي أَبَوَايَ وَقَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْمَاً؛ حَتىَّ أَظُنُّ أَنَّ البُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي 00 فَبَيْنَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي؛ إِذِ اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَذِنْتُ لهَا، فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي، فَبَيْنَا نحْنُ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَس، وَلَمْ يجْلِسْ عِنْدِي مِنْ يَوْمِ قِيلَ فيَّ مَا قِيلَ قَبْلَهَا ـ وَقَدْ مَكَثَ شَهْرَاً لاَ يُوحَى إِلَيْهِ في شَأْني شَيْء ـ فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَال:

" يَا عَائِشَة؛ فَإِنَّهُ بَلَغَني عَنْكِ كَذَا وَكَذَا؛ فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ الله، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللهَ وَتُوبي إِلَيْه؛ فَإِنَّ العَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثمَّ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْه " 0

فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَالَتَهُ؛ قَلَصَ دَمْعِي حَتىَّ مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَة، وَقُلْتُ لأَبي: أَجِبْ عَنيِّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَقُلْتُ لأُمِّي: أَجِيبي عَنيِّ رَسُولَ اللهِ فِيمَا قَال؛ قَالَتْ: وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لاَ أَقْرَأُ كَثِيرَاً مِنَ القُرْآن؛ فَقُلْتُ: إِنيِّ وَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ سَمِعْتُمْ مَا يَتَحَدَّثُ بِهِ النَّاس، وَوَقَرَ في أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِه، وَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ إِنيِّ بَرِيئَةٌ ـ وَاللهُ يَعْلَمُ أَنيِّ لَبَرِيئَةٌ ـ لاَ

تُصَدِّقُونَني بِذَلِك، وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ ـ وَاللهُ يَعْلَمُ أَنيِّ بَرِيئَةٌ ـ لَتُصَدِّقُنَّني؛ وَاللهِ مَا أَجِدُ لي وَلَكُمْ مَثَلاً؛ إِلاَّ أَبَا يُوسُفَ إِذْ قَال: فَصَبْرٌ جمِيل، وَاللهُ المُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُون، ثُمَّ تَحَوَّلْتُ عَلَى فِرَاشِي وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يُبَرِّئَني الله، وَلَكِنْ وَاللهِ مَا ظَنَنْتُ أَنْ يُنْزَّلَ في شَأْني وَحْيٌ، وَلأَنَا أَحْقَرُ في نَفْسِي مِنْ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِالقُرْآنِ في أَمْرِي، وَلَكِنيِّ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُني الله، فَوَاللهِ مَا رَامَ مجْلِسَهُ

وَلاَ خَرَجَ أَحَدٌ مِن أَهْلِ البَيْتِ حَتىَّ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الوَحْي؛ فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ البُرَحَاء ـ أَيِ الشِّدَّة ـ حَتىَّ إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الجُمَانِ مِنَ العَرَقِ في يَوْمٍ شَاتٍ؛ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَضْحَك، فَكَانَ أَوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا أَنْ قَالَ لي: " يَا عَائِشَة؛ احْمَدِي اللهَ فَقَدْ بَرَّأَكِ الله " 0 فَقَالَتْ لي أُمِّي: قُومِي إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَقُلْتُ لاَ وَاللهِ لاَ أَقُومُ إِلَيْهِ وَلاَ أَحمَدُ إِلاَّ الله؛ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالى:

{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُ واْ بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرَّاً لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيم {11} لَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيرَاً وَقَالُواْ هَذَا إِفْكٌ مُبِين {12} لَوْلاَ جَاءُ واْ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُواْ بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللهِ هُمُ الكَاذِبُون {13} وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ في الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ في مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيم {14} إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنَاً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيم {15} وَلَوْلاَ

إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيم {16} يَعِظُكُمُ اللهُ أَنْ تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَدَاً إِنْ كُنْتُم مُؤْمِنِين {17} وَيُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآَيَاتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيم {18} إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الفَاحِشَةُ في الَّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ في الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُون {19} وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ رَؤُوفٌ رَّحِيم {20} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُمْ مِن أَحَدٍ أَبَدَاً وَلَكِنَّ اللهَ

يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيم} {النُّور} ثُمَّ قَالَ بَعْدَهَا: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ المحْصَنَاتِ الغَافِلاَتِ المُؤْمِنَاتِ لُعِنُواْ في الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم {23} يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُون {24} يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ المُبِين {25} الخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلْطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيم}

فَلَمَّا أَنْزَلَ اللهُ هَذَا في بَرَاءَ تي قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيق ـ وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ ـ وَاللهِ لاَ أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئَاً أَبَدَاً بَعْدَ مَا قَالَ لِعَائِشَة؛ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالى: {وَلاَ يَأْتَلِ أُولُو الفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُواْ أُولِي القُرْبى وَالمَسَاكِينَ وَالمُهَاجِرِينَ في سَبِيلِ اللهِ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُواْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيم} {النُّور/22}

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلَى وَاللهِ إِنيِّ لأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لي؛ فَرَجَعَ إِلى مِسْطَحٍ الَّذِي كَانَ يُجْرِي عَلَيْه، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ عَن أَمْرِي فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا زَيْنَب؛ مَا عَلِمْتِ 00؟ مَا رَأَيْتِ " 00؟ فَقَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: يَا رَسُولَ الله؛ أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي؛ وَاللهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا إِلاَّ خَيْرَاً؛ وَهِيَ الَّتي كَانَتْ تُسَامِيني فَعَصَمَهَا اللهُ بِالوَرَع " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2661 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2770 / عَبْد البَاقِي]

عَن أُمِّ رُومَانَ أُمِّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا قَالَتْ: بَيْنَمَا أَنَا مَعَ عَائِشَةَ جَالِسَتَان؛ إِذْ وَلَجَتْ عَلَيْنَا امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ وَهِيَ تَقُول: فَعَلَ اللهُ بِفُلاَنٍ وَفَعَل؛ فَقُلْتُ لِمَ 00؟! قَالَتْ: إِنَّهُ نَمَى ذِكْرَ الحَدِيثِ ـ أَيْ أَذَاعَهُ ـ فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: أَيُّ حَدِيث 00؟ فَأَخْبَرَتْهَا؛ قَالَتْ ـ أَيْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا ـ فَسَمِعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00؟ قَالَتْ نَعَمْ؛ فَخَرَّتْ ـ أَيْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا ـ مَغْشِيَّاً عَلَيْهَا، فَمَا أَفَاقَتْ إِلاَّ وَعَلَيْهَا حُمَّى بِنَافِض ـ أَيْ حُمَّى شَدِيدَةٍ يُصَاحِبُهَا رِعْدَة ـ فَجَاءَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا لِهَذِهِ 00؟

قُلْتُ: حُمَّى أَخَذَتْهَا مِن أَجْلِ حَدِيثٍ تُحُدِّثَ بِه؛ فَقَعَدَتْ ـ أَيْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا ـ فَقَالَتْ: وَاللهِ لَئِن حَلَفْتُ لاَ تُصَدِّقُونَني، وَلَئِنِ اعْتَذَرْتُ لاَ تَعْذِرُونَني؛ فَمَثَلي وَمَثَلُكُمْ: كَمَثَلِ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَبَنِيه؛ فَاللهُ المُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُون؛ فَانْصَرَفَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَأَنْزَلَ اللهُ مَا أَنْزَلَ فَأَخْبَرَهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3388 / فَتْح]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بَعْضِ أَسْفَارِهِ، حَتىَّ إِذَا كُنَّا بِالبَيْدَاءِ أَوْ بِذَاتِ الجَيْش؛ انْقَطَعَ عِقْدٌ لي؛ فَأَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْتِمَاسِهِ وَأَقَامَ النَّاسُ مَعَه، وَلَيْسُواْ عَلَى مَاء وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاء ـ أَيْ لَمْ يَنْزِلُواْ عَلَى عَينِ مَاءٍ وَلاَ مَعَهُمْ مَاء ـ فَأَتَى النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقَالُواْ: أَلاَ تَرَى مَا صَنَعَتْ عَائِشَة 00

أَقَامَتْ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِالنَّاسِ مَعَه، وَلَيْسُواْ عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاء؛ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعٌ رَأْسَهُ عَلَى فَخِذِي قَدْ نَام، فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: حَبَسْتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسَ وَلَيْسُواْ عَلَى مَاء، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاء؛ فَعَاتَبَني وَقَالَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُول، وَجَعَلَ يَطْعَنُني بِيَدِهِ في خَاصِرَتي؛ فَلاَ يمْنَعُني مِنَ التَّحَرُّكِ إِلاَّ مَكَانُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَخِذِي، فَنَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتىَّ أَصْبَحَ عَلَى غَيرِ مَاء؛ فَأَنْزَلَ اللهُ آيَةَ التَّيَمُّم؛ فَتَيَمَّمُواْ؛ فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ الحُضَيْر رَضِيَ

اللهُ عَنهُ: مَا هِيَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يَا آلَ أَبي بَكْر، فَقَالَتْ عَائِشَة: فَبَعَثْنَا البَعِيرَ الَّذِي كُنْتُ عَلَيْه؛ فَوَجَدْنَا العِقْدَ تحْتَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3672 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 367 / عَبْد البَاقِي] يَقُولُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيرِ رَضِيَ اللهُ عَنه: " كَانَتْ عَائِشَةُ تَكْرَهُ أَنْ يُسَبَّ عِنْدَهَا حَسَّانُ وَتَقُول: إِنَّهُ الَّذِي قَال: فَإِنَّ أَبي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي * لِعِرْضِ محَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4141 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2770 / عَبْد البَاقِي]

الظُّلْمُ الَّذِي يَتَعَرَّضُ لَهُ الْكُتَّابُ وَالأُدَبَاءُ وَالدُّعَاةُ في الدُّوَلِ النَّامِيَة عَن أَبي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَزْدَادُ الأَمْرُ إِلاَّ شِدَّةً " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8359] لَقَدْ عَرَفْتُمُوني كَاتِبَاً، لَمْ أَكُ يَوْمَاً مُشَاغِبَاً، إِلى أَن حَدَثَ عَلَى غَيرِ الْعَادَة؛ وَجَرَتْ بَينَ وَالِدِي وَبَينَ أَحَدِ المجْرِمِينَ مُشَادَّةٌ حَادَّة؛ وَلأَنَّ هَذَا المجْرِمَ تَرْبِطُهُ عَلاَقَةٌ بِأَحَدِ وُلاَةِ الأَمْر، كَانَ مِنَ السَّهْلِ أَنْ يَزُورَني زُوَّارُ الْفَجْر؛ فَأُخِذْتُ مِنْ بَيْتي أَنَا وَأَخِي الثَّانِيَةَ صَبَاحَاً في جُنحِ الظَّلاَم، وَكَأَنَّنَا الجَنَاحُ الأَيمَنُ لأَيمَنَ الظَّوَاهْرِي أَوْ لِعَبْد الله عَزَّام، أَوْ مِنْ مُتَأَصِّلِي الإِجْرَام، كَمَا تَفْعَلُ تَمَامَاً إِسْرَائِيلُ مَعَ المَطْلُوبِين، وَجَمَعُواْ كُلَّ مَا طَالَتْهُ أَيْدِيهِمْ مِنْ دَفَاتِرَ وَدَوَاوِين، وَكُتُبٍ في الأَدَبِ وَالنَّحْوِ وَالدِّين، وَكَأَنَّ سَيبَوَيْهِ وَابْنَ زَيْدُون؛ مِنَ الخَارِجِينَ عِنْدَهُمْ عَلَى القَانُون؛ وَلَمْ

فَقُلْتُ في نَفْسِي: إِنَّ لِهَذَا الغُرَابِ لَشَأْناً؛ فَقَعَدْتُ مِنهُ غيرَ بَعِيدٍ، وَقُلْتُ أَنْظُرُ حَالَهُ العَجِيب، فَبَيْنَمَا شَمْسُ الأَصِيلِ قَدْ آذَنَتْ بِالمَغِيبِ؛ إِذْ بَعَثَ اللهُ غُرَابَاً يَبْحَثُ في الأَرْض، فَأَعْطَى ذَلِكَ الغُرَابَ العَاجِزَ كِسْرَةً مِنَ الخُبْز، كَانَ يَقْضِمُ عَلَيْهَا بِفَمِه؛ فَقُلْتُ في نَفْسِي: وَاللهِ إِنَّ الَّذِي رَزَقَ هَذَا الغُرَابَ العَاجِز؛ لَقَادِرٌ عَلَى أَنْ يَرْزُقَني، فَرَجَعْتُ إِلى بَيْتي وَقَعَدْتُ فِيهِ كَمَا تَرَى 00!!! هُنَا قَالَ لَه الحَكِيم، وَقَدِ اسْتَوْعَبَ تمَامَاً مَا سَمِعَ: وَلِمَ اخْتَرْتَ لِنَفْسِكَ أَنْ تَكُونَ الغُرَابَ العَاجِز؟! وَلِمَ تخْتَرْ أَنْ تَكُونَ الغُرَابَ القَوِيّ 00؟!!

" وَمَاذَا يُضِيرُكُمْ مَا دُمْتُ لاَ أَكْتُبُ في السِّيَاسَة " 00؟! فَكَانُواْ كُلَّمَا قُلْتُ لهُمْ ذَلِك؛ يَشْتَدُّونَ في ضَرْبي وَيَقُولُونَ لي: أَتُرِيدُ أَنْ تُصْبِحَ أَنِيس مَنْصُور، أَمْ يُوسُف إِدْرِيس؟ يَا ابْنَ كَذَا وَكَذَا 00؟! وَمِمَّا شَفَّني وَجْدَاً كَرِيمٌ * يُحَاوِلُ قَهْرَهُ قِرْدٌ زَنِيمُ {ابْنُ حَيُّوس بِتَصَرُّف} وَتَرَكُوني في الحَجْزِ عَشْرَةَ أَيَّامٍ عَلَى البَلاَطِ في شَهْرِ طُوبَة؛ حَتىَّ أُصِبْتُ في أَضْلُعِي بِالرُّطُوبَة، ثُمَّ أَخْرَجُوني بَعْدَ حَجْزٍ طَوِيل؛ حَتىَّ يَتَأَكَّدُواْ مِنْ زَوَالِ لَوْنِ الكَدَمَاتِ مِنْ جَسَدِيَ النَّحِيل، إِلاَّ أَنَّ أُصْبُعِي كَانَتْ قَدْ كُسِرَتْ وَأُصِيبَتْ بِعَاهَةٍ مُسْتَدِيمَة؛ تَشْهَدُ عَلَى هَذِهِ الجَرِيمَة 00!!

{وَلاَ تحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُون} {إِبْرَاهِيم: 42} مَاذَا جَنَيْتَ عَلَيْهِمْ أَيُّهَا القَلَمُ * وَاللهِ مَا فِيكَ إِلاَّ النُّصْحُ وَالحِكَمُ إِنيِّ لَيَحْزُنُني أَنْ يَسْجُنُوكَ وَهُمْ * لَوْلاَكَ في الأَرْضِ لَمْ تَثْبُتْ لَهُمْ قَدَمُ قَالُواْ لَقَدْ ظَلَمُواْ بِالدِّينِ أَنْفُسَهُمْ * وَاللهُ يَشْهَدُ أَنَّ الظَّالِمِينَ هُمُ فَإِنْ سَكَتْنَا يَظُنُّونَا نَكِيدُ لَهُمْ * وَإِنْ نَطَقْنَا يَقُولُواْ فِتْنَةٌ عَمَمُ {البَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لِشَاعِرٍ لاَ أَعْرِفُه، أَمَّا الآخَرَانِ فَلِحَافِظ إِبْرَاهِيم} أَفَكُلَّمَا بَاحَ الضَّعِيفُ بِأَنَّةٍ أَمْسَى إِلى مَعْنى التَّعَصُّبِ يُنْسَبُ فَاجْعَلْ شِعَارَكَ رَحْمَةً وَمَوَدَّةً إِنَّ القُلُوبَ بمِثْلِ هَذَا تُكْسَبُ {حَافِظ إِبْرَاهِيم}

وَأَثْنَاءَ تِلْكَ المحْنَةِ الشَّدِيدَة: قُمْتُ بِكِتَابَةِ هَذِهِ الْقَصِيدَة، وَكَمَا قَدْ قَالُواْ في الأَمْثَالِ السَّائِرَة: النَّائِحَةُ الثَّكْلَى لَيْسَتْ كَالمُسْتَأْجَرَة: إِلىَ كَمْ بِمِصْرَ أَنَا أُظْلَمُ * إِلىَ كَمْ حُقُوقِي بِهَا تُهْضَمُ إِلىَ كَمْ أُهَانُ وَأَكْظِمُ غَيْظِي * كَأَنيَ أَخْرَسُ أَوْ أَبْكَمُ تَزِيدُ هُمُومِي وَلاَ تَنْقُصُ * وَيَقْسُو زَمَاني وَلاَ يَرْحَمُ إِلى كَمْ يُعَذَّبُ في مِصْرَ مِثْلِي * وَيَطْغَى اللَّئِيمُ وَيَسْتَحْكِمُ فَحَقُّ المُوَاطِنِ أَمْسَى مُبَاحَاً * لِمَنْ لاَ يَفِيقُ وَلا يَنْدَمُ وَقَوْلُ الحَقِيقَةِ أَصْبَحَ مُرَّاً * وَمَنْ قَالهَا رُبَّمَا يُعْدَمُ أَمِثْلِيَ إِصْبَعُهُ يُكْسَرُ * وَمِثْلِي عَلَى وَجْهِهِ يُلْطَمُ وَمَاذَا جَنَيْنَا لِيُجْنى عَلَيْنَا * وَنُضْرَبَ حَتىَّ يَسِيلَ الدَّمُ

وَفي أَيْنَ في بَلَدٍ مُسْلِمٍ * وَشَعْبٍ يَقُولُ أَنَا مُسْلِمُ فَخُضْنَا السِّيَاسَةَ نُؤْذَى وَإِنْ * تَرَكْنَا السِّيَاسَةَ لاَ نَسْلَمُ فَيَا رَبِّ رُحْمَاكَ إِنَّا ضِعَافٌ * وَأَنْتَ بِأَحْوَالِنَا أَعْلَمُ وَخَلِّصْ عِبَادَكَ مِنْ ظُلْمِ بَعْضٍ * فَبَعْضُ عِبَادِكَ لاَ يَرْحَمُ كَمِثْلِ الثَّعَابِينِ في عَضِّهَا * وَمِثْلِ التَّمَاسِيحِ إِذْ تَلْقَمُ إِلىَ مَنْ سَنَلْجَأُ يَا رَبِّ إِلاَّ * إِلَيْكَ فَخُذْ حَقَّنَا مِنهُمُ إِلى مَتى هَذَا الإِرْهَابُ وَالتَّخْوِيف، وَمَتى يُنْصَفُ الضَّعِيف؛ في عَهْدِكَ يَا دُكْتُور نَظِيف 00؟

مَاذَا يَفْعَلُ المُوَاطِنُ وَهُوَ المحْدُودُ الدَّخْل؛ إِنْ كَانَتْ أَقْسَامُ الشُّرْطَةِ لاَ تَقُومُ بِالْفَصْل؛ إِلاَّ لِصَالِحِ مَنْ يَمُدُّ لَهُمْ حِبَالَ الْوَصْل، هَلْ يَتَحَمَّلُ المُوَاطِنُ إِيذَاءهُ بِالْقَوْلِ وَالْفِعْل؛ الَّذِي يُطَيِّرُ الْعَقْل، أَمْ يَلْجَأُ لِلْقَتْل، مَاذَا تُرِيدُونَ مِنَ المَظْلُومِ الَّذِي تَحَمَّلَ كُلَّ هَذَا الحِمْل 00؟! لَنْ يُصَدِّقَ الشَّعْبُ أَنَّ الإِصْلاَحَ في الخُطَّة؛ إِنْ لَمْ يَبْدَأْ مِن أَقْسَامِ الشُّرْطَة 0 ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ نَدَّعِي أَنَّا في أَحْسَنِ حَال، وَأَنَّ الْوَضْعَ عَالُ الْعَال 00 مِثْلُ الَّتي ذَهَبَتْ تُكَاتِمُ حَمْلَهَا وَالضَّرْعُ حَافِلْ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير}

أَوْ كَالسُّلَحْفَاةِ الَّتي تَكْتَفِي بِإِدْخَالِ رَأَسِهَا في جِسْمِهِمَا إِذَا مَا أَحَسَّتْ بِالخَطَر، لَقَدْ سَأَلْتُهُ يَوْمَاً: أَلاَ يُرْضِيكَ أَنْ يَعُودَ إِلَيْكُمْ هَذَا الحَقُّ المَسْلُوب؛ الَّذِي حَدَثَ بِسَبَبِهِ كُلُّ هَذَا النِّزَاعِ الطَّوِيل 00؟! فَقَال: هَبْ أَنَّهُ كَانَ يُرْضِينَا: كَيْفَ نَنْسَى أَنَا وَأَبي وَأَخِي مَا فُعِلَ فِينَا؟

وَهَبْ أَنَّهُ عَادَ إِلَيْنَا؛ فَمَنْ يُعِيدُ كَرَامَتَنَا إِلَيْنَا، وَيَرُدُّ حُقُوقَنَا وَهَيْبَتَنَا عَلَيْنَا، هَيْبَتَنَا الَّتي ضَاعَتْ بَينَ النَّاس، وَمِن أَيْنَ لَنَا تحْقِيقُ الأَمْنِ وَالأَمَان، بَعِيدَاً عَن هَذَا المَكَان 00!! أَصْبَحْتُ مِثْلَ الشُّعْلَةِ * وَتَرَكْتُ حُبَّ الْعُزْلَةِ لَمْ أَنْجُ رَغْمَ تَسَاهُلِي * مِنْ شَرِّ أَمْنِ الدَّوْلَةِ إِيذَاؤُهُمْ لِلْخَلْقِ لاَ * يَحْتَاجُ أَيَّ أَدِلَّةِ {يَاسِر الحَمَدَاني}

{أَلاَ يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُون} {المُطَفِّفِين/4} فَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ جَبَّار 00 وَلاَ تَفُوتُني طَبْعَاً أَشْهَرُ قَصِيدَةٍ كُتِبَتْ مِنْ وَرَاءِ الْقُضْبَان: قَالَهَا الشَّاعِرُ هَاشِم الرِّفَاعِي؛ رَدَّاً رِسَالَةٍ تَلَقَّاهَا مِنْ مُعْتَقَلٍ سِيَاسِيٍّ حَكَمَ الطُّغَاةُ عَلَيْهِ بِالإِعْدَام؛ طَلَبَ مِنَ الشَّاعِرِ فيهَا أَنْ يُوَاسِيَ أَبَاه؛ فَكَتَبَ هَذِهِ القَصِيدَةَ عَلَى لِسَانِ ابْنِهِ قَائِلاً:

أَبَتَاهُ مَاذَا قَدْ يخُطُّ بَنَاني وَالسَّوْطُ وَالجَلاَّدُ مُنْتَظِرَانِ هَذَا الكِتَابُ إِلَيْكَ مِنْ زِنْزَانَةٍ * مَوْبُوءةٍ صَخْرِيَّةِ الجُدْرَانِ لَمْ تَبْقَ إِلاَّ لَيْلَةٌ أَحْيى بِهَا * وَأُحِسُّ أَنَّ ظَلاَمَهَا أَكْفَاني سَتَمُرُّ يَا أَبَتَاهُ لَسْتُ أَشُكُّ في * هَذَا وَتحْمِلُ بَعْدَهَا جُثْمَاني اللَّيْلُ مِن حَوْلي هُدُوءٌ قَاتِلٌ * وَالذِّكْرَيَاتُ تَمُرُّ في وِجْدَاني

وَيهُدُّني فَزَعِي فَأَنْشُدُ هَدْأَتي * في بِضْعِ آيَاتٍ مِنَ القُرْآنِ وَالنَّفسُ بَينَ جَوَانِحِي خَفَّاقَةٌ * الخَوْفُ دَبَّ بِهَا فَهَزَّ كِيَاني قَدْ عِشْتُ أُومِنُ بِالإِلَهِ وَلَمْ أَذُقْ * إِلاَّ أَخِيرَاً لَذَّةَ الإِيمَانِ وَمُعَذَّبٍ سَمِعَ الدُّجَى أَنَّاتِهِ * مُتَعَلِّلاً بِالصَّبرِ وَالسُّلْوَانِ يَسْتَعْمِلُ الأَشْرَارُ في تَعْذِيبِهِ * مَا فَاقَ كُلَّ وَسَائِلِ الشَّيْطَانِ شُكْرَاً لهُمْ أَنَاْ لاَ أُرِيدُ طَعَامَهُمْ * فَليَرْفَعُوهُ فَلَسْتُ بِالجَوْعَانِ هَذَا الطَّعَامُ المُرُّ مَا صَنَعَتهُ لي * أُمِّي وَلاَ وَضَعُوهُ فَوْقَ خِوَانِ مَدُّواْ إِليَّ بِهِ يَدَاً مَصْبُوغَةً * بِدَمِي وَهَذَا غَايَةُ الإِحْسَانِ إِنَّ السُّجُونَ وَلَوْ طَلَوْ جُدْرَانَهَا * بِالمِسْكِ فَهْيَ كَرِيهَةُ الْبُنيَانِ

وَالصَّمْتُ يَقْطَعُهُ رَنِينُ سَلاَسِلٍ * عَبِثَتْ بِهِنَّ أَصَابِعُ السَّجَّانِ مِنْ كُوَّةٍ بِالبَابِ يَرْقُبُ صَيْدَهُ * وَيَعُودُ في أَمْنٍ إِلى الدَّوَرَانِ أَنَاْ لاَ أُحِسُّ بِأَيِّ حِقْدٍ نَحْوَهُ * مَاذَا جَنى فَتَمَسَّهُ أَضْغَاني هُوَ طَيِّبُ الأَخْلاَقِ مِثْلُكَ يَا أَبي * لَمْ يَبْدُ في ظَمَأٍ إِلى العُدْوَانِ فَلَرُبَّمَا وَهُوَ المُرَوِّعُ سِحْنَةً * لَوْ كَانَ مِثْلِي شَاعِرَاً لَرَثَاني إِنَّ السَّجِينَ قُيُودُهُ لَوْ أَنَّهَا * ذَهَبٌ فَلاَ يَرْتَاحُ لِلسَّجَّانِ وَعَلَى الجِدَارِ تُطِلُّ نَافِذَةٌ بِهَا * مَعْنى الحَيَاةِ غَلِيظَةُ القُضْبَانِ فَلَطَالَمَا شَارَفتُهَا مُتَأَمِّلاً * في الثَّائِرِينَ عَلَى الأَسَى اليَقْظَانِ فَأَرَى وُجُومَاً في الوُجُوهِ مُصَوِّرَاً * مَا في قُلُوبِ النَّاسِ مِن غَلَيَانِ

نَفْسُ الشُّعُورِ لَدَى الجَمِيعِ وَإِن هُمُ * كَتَمُواْ لأَنَّ المَوْتَ في الإِعْلاَنِ أَوَكُلُّ حُرٍّ يَرْفُضُ اسْتِعْبَادَهُمْ * يُمْسِي لَدَيْهِمْ خَائِنَ الأَوْطَانِ خَدَعُواْ المُوَاطِنَ بِالتَّوَدُّدِ عِنْدَمَا * لَبِسُواْ مُسُوحَ الزُّهْدِ وَالرُّهْبَانِ المَالُ أَفْنَوْهُ فَإِنْ سُئِلُواْ ادَّعَواْ * إِنْفَاقَهُ في الدَّعْمِ وَالعُمْرَانِ وَيَدُورُ هَمْسٌ في الجَوَانحِ مَا الَّذِي * بِالثَّوْرَةِ الحَمْقَاءِ قَدْ أَغْرَاني أَوَلَمْ يَكُن خَيرَاً لِنَفْسِيَ أَن أُرَى * بَينَ الْقَطِيعِ أَسِيرُ في إِذْعَانِ مَا ضَرَّني لَوْ أَنْ سَكَتُّ وَكُلَّمَا * غَلَبَ الأَسَى بَالَغْتُ في الكِتْمَانِ هَذَا دَمِي سَيَسِيلُ يَجْرِي مُطْفِئَاً * مَا ثَارَ في جَنْبيَّ مِنْ نِيرَانِ وَالظُّلْمُ بَاقٍ لَنْ يَرِقَّ إِليَّ لَوْ * في يَوْمِ شَنْقِي مَرَّ بي وَرَآني

هَذَا حَدِيثُ النَّفْسِ في أَعْمَاقِهَا * يُنْبِيكَ عَنْ وَحْشِيَّةِ الإِنْسَانِ وَيَرُدُّ قَلْبي بَلْ تَمُوتُ لِغَايَةٍ * أَسْمَى مِنَ التَّصْفِيقِ لِلطُّغْيَانِ دَمْعُ السَّجِينِ بمِصْرَ في أَغْلاَلِهِ * وَدَمُ الشَّهِيدِ هُنَاكَ يَلْتَقِيَانِ إِنَّ احْتِدَامَ النَّارِ في جَوْفِ الثَّرَى * أُولى الخُطَى لإِثَارَةِ البرْكَانِ فَيَمُوجُ يَقْتَلِعُ الطُّغَاةَ مُزَمْجِرَاً * أَقْوَى مِنَ الجَبرُوتِ وَالسُّلطَانِ وَتَتَابُعُ القَطَرَاتِ يَنْزِلُ بَعْدَهُ * سَيْلٌ مِنَ الأَمْطَارِ كَالفَيَضَانِ كَمْ مِنْ ظَلُومٍ غَاشِمٍ قَدْ نَالَهُ * مِنْ شَعْبِهِ مَا لَيْسَ في الحُسْبَانِ فَارُوقُ مَنْ مِنَّا تخَيَّلَ أَنَّهُ * مُتَنَازِلٌ يَوْمَاً عَنِ السُّلطَانِ أَنَاْ لَسْتُ أَدْرِي هَلْ سَتُذْكَرُ قِصَّتي * أَمْ سَوْفَ يَطْوِيهَا دُجَى النِّسْيَانِ

أَوْ أَنَّهُ سَيُقَالُ عَنيِّ خَائِنٌ * بَاعَ البِلاَدَ لأَجْلِ مَالٍ فَانِ كُلُّ الَّذِي أَدْرِيهِ أَنَّ تجَرُّعِي * كَأْسَ المَظَالِمِ لَيْسَ في إِمْكَاني أَهْوَى الحَيَاةَ كَرِيمَةً لاَ قَيْدَ لاَ * إِرْهَابَ لاَ اسْتِخْفَافَ بِالإِنْسَانِ فَإِذَا سَقَطْتُ سَقَطْتُ أَحْمِلُ عِزَّتي * يَغْلِي دَمُ الأَحْرَارِ في وِجْدَاني أَبَتَاهُ إِنْ طَلَعَ الصَّبَاحُ عَلَى الوَرَى * وَأَضَاءَ نُورُ الشَّمْسِ كُلَّ مَكَانِ وَاسْتَقبَلَ العُصْفُورُ بَينَ غُصُونِهِ * يَوْمَاً جَدِيدَاً مُشْرِقَ الأَلوَانِ سَأَكُونُ وَقْتَئِذٍ هُنَا مُتَعَلِّقَاً * في الحَبْلِ مَشْدُودَاً عَلَى العِيدَانِ أَنَاْ لاَ أُرِيدُكَ أَنْ تَعِيشَ محَطَّمَاً * أَوْ عُرْضَةَ الآلاَمِ وَالأَشْجَانِ إِنَّ ابْنَكَ المَصْفُودَ في أَغْلاَلِهِ * قَدْ سِيقَ نحْوَ المَوْتِ غَيرَ مُدَانِ

وَاذْكُرْ كَلاَمَكَ لي وَمَا عَلَّمْتَني * وَأَنَا صَغِيرٌ عَن هَوَى الأَوْطَانِ وَإِذَا سمِعْتَ نَشِيجَ أُمِّيَ في الدُّجَى * تَبْكِي شَبَابَاً ضَاعَ في الرَّيْعَانِ وَتُكَاتِمُ الأَحْزَانَ في أَعْمَاقِهَا * وَعُيُونُهَا عَجَزَتْ عَنِ الْكِتْمَانِ اطْلُبْ لَدَيْهَا الصَّفْحَ عَنيَ إِنَّني * لاَ أَبْتَغِي مِنهَا سِوَى الرُّضْوَانِ لاَ زَالَ في سَمْعِي تَرِنُّ وَصِيَّةٌ * كَانَتْ تُرَدِّدُهَا عَلَى آذَاني أَبُنيَّ أَيَّامِي غَدَتْ مَعْدُودَةً * لَمْ يَبْقَ لي جَلَدٌ عَلَى الأَحْزَانِ فَأَذِقْ فُؤَادِي فَرْحَةً بِالبَحْثِ عَن * بِنْتِ الحَلاَلِ وَدَعْكَ مِن عِصْيَاني هَذَا هُوَ الحُلْمُ الَّذِي عَاشَتْ لَهُ * يَا حُسْنَ أَحْلاَمٍ لهَا وَأَمَاني غَزَلَتْ خُيُوطَ السَّعْدِ نَاعِمَةً وَلَمْ * يَكُنِ انْتِقَاضُ الغَزْلِ في الحُسْبَانِ

هَذَا الَّذِي سَطَّرْتُهُ لَكَ يَا أَبي * بَعْضُ الَّذِي يَجْرِي بِفِكْرِي الْعَاني لَكِن إِذَا انْتَصَرَ الضِّيَاءوَمُزِّقَتْ * بِيَدِ الإِلَهِ شَرِيعَةُ القُرْصَانِ فَلَسَوْفَ يَذْكُرُني وَيُكْبرُ هِمَّتي * مَنْ كَانَ في الدُّنيَا حَلِيفَ هَوَانِ وَإِلى لِقَاءٍ تحْتَ ظِلٍّ عَدَالَةٍ * قُدْسِيَّةِ الأَحْكَامِ وَالمِيزَانِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} لَقَدْ كَثُرَتِ السُّجُونُ وَالمُعْتَقَلاتُ في هَذَا الزَّمَان، الَّذِي عَمَّ فِيهِ الظُّلْمُ وَالطُّغْيَان، وَكَأَنَّهُمْ يَسْتَكْثِرُونَ عَلَى النَّاسِ نِعْمَةَ الحُرِّيَّة؛ حَتىَّ كَادُواْ يَكْتُبُونَ عَلَى أَبْوَابِ السُّجُون: فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنهَا تُخْرَجُون 00 وَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون 00!!

وَمَا تحْلُو السُّجُونُ لِسَاكِنِيهَا * وَلَو فُرِشَتْ بِأَنوَاعِ الدِّمَقْسِ {الدِّمَقْسُ هُوَ الحَرِير 0 وَالْبَيْتُ لِلشَّاعِر الْعَبْقَرِيّ / نَبِيه سَلامَة} لَيْتَهُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّ الحِفَاظَ عَلَى أَمْنِ الْبِلاَد؛ لَيْسَ بِإِيذَاءِ الْعِبَاد 00 لَيْتَ شِعْرِي: هَلْ يَتَقَرَّبُونَ إِلى اللهِ بِإِيذَاءِ النَّاس 0 يَتَّهِمُونَ الشَّبَابَ بِقِلَّةِ الاِنْتِمَاء؛ وَأَفْعَالهُمْ تَقْتُلُ كُلَّ انْتِمَاء؛ أَيْنَ العَدَالَةُ الَّتي تُعِيدُ حَقَّ هَؤُلاَء، إِنَّ القَضِيَّةَ تُنْظَرُ مُنْذُ عَشْرِ سِنِينَ أَمَامَ القَضَاء، وَيَبْدُو أَنَّ صُدُورَ الحُكْمِ لَنْ يَكُونَ وَهُمْ أَحْيَاء 00!! صَدَقَ أَحَدُ الكُتَّابِ عِنْدَمَا قَال: " الَّذِي نَفْعَلُهُ في أَنْفُسِنَا؛ أَشَدُّ مِمَّا يَفْعَلُهُ فِينَا أَعْدَاؤُنَا " 0

{رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِن هَذِهِ القَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ وَلِيَّاً وَاجْعَلْ لَّنَا مِن لَّدُنْكَ نَصِيرَاً} {النِّسَاء/75} {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِن عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُون} {المُؤْمِنُون/107} {إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرَّاً وَمُقَامَا} {الفُرْقَان/66} وَكَمَا نَقُولُ في أَمْثَالِنَا المِصْرِيَّة: " أَيُّ حَسَنَةٍ أَذْكُرُهَا لَكِ يَا بَصَلَة، وَكُلُّ قَطْمَةٍ بِدَمْعَة " 00؟! أَبَيْتُ جِوَارَهَا أَرْضَا * بِغَيرِ الظُّلْمِ لاَ تَرْضَى بِلاَدٌ ظُلْمُهَا أَمْسَى * عَلَى أَبْنَائِهَا فَرْضَا فَلَوْ عَرَضَ الزَّمَانُ عَلَى * رِجَالِ بِلاَدِنَا عَرْضَا وَقَالَ مَنَحْتُكُمْ يَا قَوْ * مُ طُولَ الأَرْضِ وَالعَرْضَا بِشَرْطٍ وَاحِدٍ أَنْ لاَ * يُنَازِعَ بَعْضُكُمْ بَعْضَا

لَكَانَ جَوَابهُمْ في صَوْ * تِ رَجُلٍ وَاحِدٍ رَفْضَا نَظَرْتُ فَلمْ أَجِدْ في مِصْـ * ـرَ إِلاَّ الحِقْدَ وَالبُغْضَا فَدَاءُ عَدَائِنَا اسْتَعْصَى * وَبَيْتُ إِخَائِنَا انْقَضَّا وَشَرُّ بَلائِنَا حَسَدٌ * يَمُضُّ نُفُوسَنَا مَضَّا يُصَافِحُني الأَسَى ضَمَّاً * وَيَلْثُمُني الضَّنى عَضَّا عَجِيبٌ أَنَّني مَيْتٌ * وَعيْنيَ لَمْ تَذُقْ غَمْضَا أَأَمْطَرَتِ السَّمَا سُمَّاً * فَأَمْسَى رَوْضُنَا رَمْضَا مَسَكْتُ يَدَ الإِخَاءِ فَمَا * وَجَدْتُ بِقَلْبِهِ نَبْضَا هُمُومٌ في نَوَاحِي الصَّدْرِ * يَزْحَمُ بَعْضُهَا بعْضَا فَقَلْبي صَارَ مُسْتَشْفَى * وَكُلُّ جَوَارِحِي مَرْضَى {الشَّاعِرُ القَرَوِي / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} وَأَذْكُرُ أَنيِّ كَتَبْتُ هَذَا الْبَيْتَ في الحَجْزِ أُوَاسِي بِهِ نَفْسِي 00

وَمَا صَبَّرَ المَرْءَ اللَّبِيبَ كَنَفْسِهِ * وَالمَرْءُ يُصْلِحُهُ الجَلِيسُ الصَّالِح: {لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَة} أَرَى الضِّيقَ مِن خَيْرِ البَشَائِرِ بِالفَرَجْ * وَيُوسُفُ لَوْ لَمْ يَدْخُلِ السِّجْنَ مَا خَرَجْ {يَاسِر الحَمَدَاني} فَالخُرُوجُ مِنَ المَصَائِبِ لاَ بُدَّ وَأَنْ يَسْبِقَهُ دُخُولٌ فِيهَا 00 وَلَوْلاَ الظُّلْمَةُ لَمَا عَرَفْنَا النُّور؛ فَكُنْتُ كَثِيرَاً مَا أَتَمَثَّلُ بِقَوْلِ ابْنِ زَيْدُون: وَلاَ يَفْرَحِ الأَعْدَاءُ أَنِّيَ في السِّجْنِ * أَرَى الحَبْسَ زَادَ الشَّمْسَ حُسْنَاً عَلَىحُسْنِ فَيَكْفِي بِأَنيِّ صِرْتُ كَالسَّيْفِ في الجَفْنِ * أَوِ المِسْكِ في كِيسٍ أَوِ الصَّقْرِ في الوَكْنِ وَكُنْتُ أَتَرَنَّمُ بِقَوْلِ الْقَائِل: لَقَدْ أَعْلَيْتَ قَدْرَ السِّجْنِ حَتىَّ * أَحَبَّ السِّجْنَ أَصْحَابُ القُصُورِ

فَصَبرَاً يَا صَدِيقِي لَيْسَ يَخْلُو * ظَلاَمُ اللَّيْلِ مِنْ نُورِ البُدُورِ وَإِنْ تَكُ قَدْ حُبِسْتَ وَأَنْتَ حُرٌّ * فَكَمْ في الحَبْسِ مِن أَسَدٍ هَصُورٍ وَفي الأَقْفَاصِ هَلْ أَبْصَرْتَ طَيرَاً * سِوَى النَّوْعِ المُغَرِّدِ في الطُّيُورِ وَمَا في صُحْبَةِ الأَشْرَارِ عَيْبٌ * عَلَى الدَّاعِي إِلى تَرْكِ الشُّرُورِ وَحَسْبُكَ حُبُّ أَهْلِ الفَضْلِ فَخْرَاً * وَحَسْبُ عِدَاكَ تَأْنِيبُ الضَّمِيرِ كَبِيرُ القَوْمِ أَكْبرُهُمْ خُطُوبَاً * لِذَاكَ رُمِيتَ بِالخَطْبِ الكَبِيرِ *********

لَقَدْ جَاوَزَ الظَّالِمُونَ المَدَىَ * وَسَدُّواْ عَلَيْنَا سَبِيلَ الهُدَى وَآذَواْ عِبَادَكَ يَا رَبَّنَا * وَفي الأَرْضِ كَمْ أَغْلَقُواْ مَسْجِدَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 بِاسْتِثْنَاءِ المِصْرَاعِ الأَوَّلِ مِنَ الْبَيْتِ الأَوَّل} لَمَّا قُدِّمَ سُقْرَاطُ لِيُنَفَّذَ فِيهِ حُكْمُ الإِعْدَام ـ وَكَانَ مُوَحِّدَاً ـ بَكَتِ امْرَأَتُه؛ فَقَالَ لَهَا: مَا يُبْكِيكِ 00؟ قَالَتْ: لأَنَّكَ تُقْتَلُ مَظْلُومَاً؛ فَقَالَ لهَا: أَهَذَا خَيرٌ أَمْ أَن أُقْتَلَ ظَالِمَاً 00؟!

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّكُمْ في زَمَانٍ: الْقَائِلُ فِيهِ بِالحَقِّ خَيْرٌ مِنَ الصَّامِت، وَالْقَائِمُ فِيهِ خَيْرٌ مِنَ الْقَاعِد، وَإِنَّ بَعْدَكُمْ زَمَانَاً: الصَّامِتُ فِيهِ خَيرٌ مِنَ النَّاطِق، وَالْقَاعِدُ فِيهِ خَيرٌ مِنَ الْقَائِم " 00 فَقَالَ رَجُل: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَن؛ كَيْفَ يَكُونُ أَمْرٌ مِن أَخَذَ بِهِ الْيَوْمَ كَانَ هُدَىً، وَمَن أَخَذَ بِهِ بَعْدَ الْيَوْمِ كَانَ ضَلاَلَة 00؟! قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: قَدْ فَعَلْتُمُوه اعْتَبِرُواْ ذَلِكَ بِرَجُلَينِ مَرَّا بِقَوْمٍ يَعْمَلُونَ بِالمَعَاصِي؛ فَأَنْكَرَ كِلاَهُمَا؛ وَصَمَتَ أَحَدُكُمَا ـ أَيِ الْيَوْمَ ـ فَسَلِم، وَتَكَلَّمَ الآخَرُ فَقَال: إِنَّكُمْ تَفْعَلُونَ وَتَفْعَلُون؛ فَأَخَذُوه وَذَهَبُواْ بِهِ إِلىَ ذِي سُلْطَانِهِمْ؛ فَلَمْ يَزَالُواْ بِهِ حَتىَّ أَخَذَ بِأَخْذِهِ وَعَمِلَ بِعَمَلِه " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8327]

وَخَيرُ مَا يُخْتَمُ بِهِ الْكَلاَم: مِسْكُ الخِتَام: قَوْلُ رَبِّنَا ذِي الجَلاَلِ وَالإِكْرَام: {مَن عَمِلَ صَالِحَاً مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون} {النَّحْل/97} {وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ في اللهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ الآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُون} {النَّحْل/41} وَقَالَ تَعَالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المُرْسَلِين {171} إِنَّهُمْ لَهُمُ المَنصُورُون {172} وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغَالِبُون} {الصَّافَّات}

شِعْرٌ يُفَتِّتُ الضُّلُوع؛ لِشَاعِرٍ ضَلِيع وَمِن أَرَقَّ مَا قِيلَ في ظُلْمِ الأَدِيبِ وَالصَّدِيق؛ قَوْلُ شَاعِرِنَا هَذَا الرَّقِيق / هَاشِمٍ الرِّفَاعِي: مَضَى لِلنَّوْمِ سُمَّارُ * قَدِ افْتَقَدَتهُمُ الدَّارُ فَلَمْ يُسْمَعْ لَهُمْ نَثْرٌ * وَلاَ أَدَبٌ وَأَشْعَارُ فَعُدْتُ بمُهْجَةٍ حَرَّى * وَقَلْبٍ مِلْؤُهُ النَارُ وَحَوْلي مِنْ سُكُونِ اللَّيْ * ـلِ وَالأَوْهَامِ أَسْتَارُ تُعَذِّبُني أَحَاسِيسٌ * لَهَا في القَلْبِ أَظْفَارُ وَفي رَأْسِي خَيَالاَتٌ * تَمُوجُ بِهِ وَأَفكَارُ

كَذَلِكَ في رُبَا الوَادِي * يَذُوقُ المُرَّ أَحْرَارُ وَلِذَا كُنْتُ كُلَّمَا أَهَلَّ عَلَيَّ الرَّبِيع؛ أَتَمَثَّلُ بِهَذَا الشِّعْرِ الْبَدِيع؛ الَّذِي تَرَاهُ عَينُ المحْزُون؛ لاَ كَمَا تَرَاهُ الْعُيُون، وَلَكِنْ كَمَا يحُسُّهُ المَظْلُومُون؛ الْقَابِعُونَ في غَيَاهِبِ السُّجُون، يَتَعَرَّضُونَ لِلْبَطْشِ وَالعَذَابِ الهُون: رَبِيعٌ أَظَلَّتْهُ لَيَالٍ سُودُ * وَمَاتَ لَهُ فَوْقَ الشِّفَاهِ نَشِيدُ فَلاَ النِّيلُ بَسَّامَاً بِيَوْمِ وُرُودِهِ * وَلاَ عِيدُهُ بَينَ المَصَائِبِ عِيدُ وَأَصْبَحَ إِنْشَادُ البَلاَبِلِ صَرْخَةً * مِنَ الظُّلْمِ في الوَادِي لَهَا تَرْدِيدُ وَأَصْبَحَ تَغْرِيدُ الطُّيُورِ تَوَجُّعَاً * لِكُلِّ بَرِيءٍ أَثْقَلَتْهُ قُيُودُ وَسَاقِيَةٍ بَاتَتْ تَئِنُّ فَخِلْتُهَا * عَلَى مِصْرَ بِالدَّمْعِ الغَزِيرِ تَجُودُ

ثَلاَثَةُ أَعْوَامٍ رَأَيْنَا خِلالَهَا * لَيَاليَ كَالخَرُّوبِ أَغْلَبُهَا سُودُ وَذُقْنَا مِنَ الإِرْهَابِ مَا لاَ نُطِيقُهُ * وَلَيْسَ لَهُ مَهْمَا يَطُولُ حُدُودُ أَفي مِصْرَ نحْيى اليَوْمَ أَمْ في جَهَنَّمٍ * فَقَدْ نَضِجَتْ مِنَّا بِمِصْرَ جُلُودُ بِنَا مِنْ زُكَامِ الظُّلْمِ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ * يُشَمُّ نَسِيمٌ أَوْ تُشَمُّ وُرُودُ أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ نَعِيشُ لِمَرَّةٍ * وَلَيْسَ لِبَطْشِ الحَاكِمِينَ وُجُودُ حَلُمْنَا بِأَنْ نَحْيى بِمَنأَىً عَنِ الأَذَى * فَحَطَّ بِنَا في مِصْرَ مِنهُ مَزِيدُ وَلَوْ كَانَ ظُلْمَاً يَنْتَهِي خَفَّ أَمْرُهُ * وَلَكِنَّهُ ظُلْمٌ لَهُ تجْدِيدُ

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ أَوَّلَ مَن أَظْهَرَ إِسْلاَمَهُ سَبْعَة: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِر، وَأُمُّهُ سُمَيَّة، وَصُهَيْب، وَبِلاَل، وَالمِقْدَاد رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ، فَأَمَّا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: فَمَنَعَهُ اللهُ بِعَمِّهِ أَبي طَالِب، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فَمَنَعَهُ اللهُ بِقَوْمِهِ،

وَأَمَّا سَائِرُهُمْ: فَأَخَذَهُمُ المُشْرِكُونَ وَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الحَدِيدِ وَصَهَرُوهُمْ في الشَّمْس، فَمَا مِنهُمْ أَحَدٌ إِلاََّ وَاتَاهُمْ عَلَى مَا أَرَادُواْ، إِلاََّ بِلاَلٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ في اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ؛ فَأَخَذُوهُ فَأَعْطَوْهُ الْوِلْدَانَ فَجَعَلُواْ يَطُوفُونَ بِهِ في شِعَابِ مَكَّةَ وَهُوَ يَقُولُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَحَدٌ أَحَد " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ وَفي صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 150]

وَمِمَّا قُلْتُهُ أَنَا في المُوَاسَاةِ قَوْلي لِصَدِيقٍ لي يُقَالُ لَهُ خَالِدٌ سُجِنَ أَحَدَ عَشَرَ عَامَاً في سُجُونِ مِصْر، وَكُنْتُ أَعْرِفُ عَنهُ الاِعْتِدَالَ في الْفِكْر؛ فَقُلْتُ لَهُ مُوَاسِيَاً بَعْدَ الخُرُوج: لاَ تَبْتَئِسْ يَا خَالِدُ * هَذَا نِظَامٌ فَاسِدُ الْبَطْشُ فِيهِ سَيِّدٌ * وَالظُّلْمُ فِيهِ سَائِدُ كَمْ أُقْفِلَتْ بمَزَاعِمِ الإِرْهَابِ فِيهِ مَسَاجِدُ زَمَنُ الخِلاَفَةِ يَا صَدِيقِي عَنْ قَرِيبٍ عَائِدُ فَتَجَلَّدْ أَمَامَ جَلاَّدِيك؛ فَكَمَا يَقُولُون: " السِّجْنُ لِلأَشِدَّاء " 00؛ وَاسْتَعْذِبِ التَّعْذِيب؛ حَتىَّ يَأْتِيَكَ اللهُ بِالْفَرَجِ القَرِيب، فَفِي كُلِّ شِبْرٍ جُوَانْتَانَامُو، وَفي كُلِّ وَادٍ أَبُو غُرِيب؛ وَحَذَارِ أَنْ تَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتهَا 00 {بِئْسَ الاَسْمُ الفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَان} {الحُجُرَات/11}

وَلَوْ كَانَ السِّجْنُ في سَبِيلِ الحَقِّ عَارَاً عَلَى الخَلْق؛ لَمَا ابْتُلِيَ بِهِ نَبيُّ اللهِ يُوسُفُ الصِّدِّيقُ عَلَيْهِ السَّلاَم 0 كُنْ ثَابِتَاً مِثْلَ الجَبَلْ * مَهْمَا تُوَاجِهُ يَا بَطَلْ لاَ تَنْدُبَنَّ مُصِيبَةً أَوْ تَبْكِيَنَّ عَلَى طَلَلْ أَوْ تَيْأَسَنَّ لِعَثْرَةٍ فَالْيَأْسُ مِفْتَاحُ الْفَشَلْ وَكَأَنَّني بِكَ عَنْ قَرِيبٍ سَوْفَ تَرْفُلُ في الحُلَلْ {يَاسِر الحَمَدَاني} فَتَصَبَّرْ عَلَى ظُلْمِ التَّحْقِيقَات، وَعَلَى مَا فِيهَا مِنَ الاِسْتِفْزَازِ وَالمُضَايَقَات

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَوْقِفُ سَاعَةٍ في سَبِيلِ الله؛ خَيرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الحَجَرِ الأَسْوَد " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 6636، 1068، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيح الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان] فَتَجَلَّدْ أَيُّهَا الْبَطَل، وَكُنْ عَلَى أَمَل، وَتحَلَّ بِالثَّبَاتِ وَاليَقِينِ بِالصَّبْر، وَبَدَلاً مِن أَنْ تَنْظُرَ لِلبَدْرِ وَهُوَ يَصِيرُ إِلى المِحَاقِ انْظُرْ إِلى المِحَاقِ وَهُوَ يَصِيرُ إِلى بَدْر 0

أَيُّهَا المَظْلُومُ صَبْرَاً * إِنَّ بَعْدَ العُسْرِ يُسْرَاً {وَسَيَعْلَمْ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُون} {الشُّعَرَاء/227} أَجْرُ المَظْلُومِين، وَمَنْ يُعَذَّبُونَ في السُّجُون عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَيْفَ بِكُمْ إِذَا سُئِلْتُمُ الحَقَّ فَأَعْطَيْتُمُوه، وَإِذَا سَأَلْتُمْ حَقَّكُمْ فَمُنِعْتُمُوه 00؟ قَالُواْ: نَصْبر؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: دَخَلْتُمُوهَا وَرَبِّ الْكَعْبَة " 0 أَيِ الجَنَّة، جَعَلَنَا اللهُ مِن أَهْلِهَا 0 [قَالَ الإِمَامَان / الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ وَالذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِم]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَلَعَتِ الشَّمْس؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" يَأْتي اللهَ قَوْمٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نُورُهُمْ كَنُورِ الشَّمْس " 0 فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَنَحْنُ هُمْ يَا رَسُولَ الله 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" لاَ، وَلَكُمْ خَيرٌ كَثِير، وَلَكِنَّهُمُ الفُقَرَاءُ وَالمُهَاجِرُونَ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ مِن أَقْطَارِ الأَرْض، طُوبَى لِلْغُرَبَاء، طُوبَى لِلْغُرَبَاء، طُوبَى لِلْغُرَبَاء " 0 فَقِيل: مَنِ الْغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" نَاسٌ صَالحُونَ في نَاسِ سَوْءٍ كَثِير، مَنْ يَعْصِيهِمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُمْ " [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيب بِرَقْم: (3188)، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع ص: (285/ 10)، رَوَاهُ أَحْمَدُ بِرَقْم: 6775] مَنْزِلَةُ الضُّعَفَاءِ وَالمَظْلُومِينَ عِنْدَ الله وَهَذِهِ بُشْرَى لِلضُّعَفَاءِ المُسْتَضْعَفِينَ وَالمَظْلُومِين، الَّذِينَ ظُلِمُواْ وَلَمْ يَنْتَصِرُواْ:

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " رُبَّ أَشْعَثٍ مَدْفُوعٍ بِالأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2262 / عَبْد البَاقِي] عَن حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:" أَلاَ أُخْبرُكُمْ بِأَهْلِ الجَنَّة: كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّف، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّه، أَلاَ أُخْبرُكُمْ بِأَهْلِ النَّار: كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبر " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4918 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2853 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " يَا سُرَاقَة؛ أَلاَ أُخْبِرُكَ بِأَهْلِ الجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّار 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: بَلَى يَا رَسُولَ الله؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَمَّا أَهْلُ النَّار: فَكُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِر، وَأَمَّا أَهْلُ الجَنَّة: الضُّعَفَاءُ المَغْلُوبُون " [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (2529، 1741)، وَقَالَ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في مجْمَعِ الزَّوَائِدِ ص: (265/ 10)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيُّ وَأَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِرَقْم: 17135]

الجَعْظَرِيّ: هُوَ الفَظُّ الغَلِيظ، وَالجَوَّاظ: هُوَ عَظِيمُ الجِسْم 0 عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ الجَنَّة 00؟ قَالُواْ: بَلَى يَا رَسُولَ الله؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" الضُّعَفَاءُ المَظْلُومُون " 0 قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ النَّار " 0 قَالُواْ: بَلَى يَا رَسُولَ الله؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" كُلُّ شَدِيدٍ جَعْظَرِيّ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 932، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:

" أَلاَ أُخْبِرُكَ عَنْ مُلُوكِ الجَنَّة " 00؟ قُلْتُ: بَلَى؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" رَجُلٌ ضَعِيفٌ مُسْتَضْعَفٌ ذُو طِمْرَيْنِ لاَ يُؤْبَهُ لَه " 0 [ذَكَرَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (1741)، وَضَعَّفَهُ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 4115] عَن حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ عِبَادِ الله 00؟ الفَظُّ المُسْتَكْبِر، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بخَيْرِ عِبَادِ الله: الضَّعِيفُ المُسْتَضْعَف " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ وَقَالَ فِيهِ محَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ وَقَدْ وُثِّقَ عَلَى ضَعْفِه، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِرَقْم: 22947]

وَذُو الطِّمْرَيْن: أَيْ ذُو الثَّوْبَيْنِ القَدِيمَينِ 0 وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ لَيْسَتْ دَعْوَةً لِلضَّعْفِ كَمَا يُفَسِّرُهَا الْعَلْمَانِيُّونَ وَمَن عَلَى شَاكِلَتِهِمْ، وَإِنمَا هِيَ بُشْرَى يَسُوقُهَا اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى لِضُعَفَاءِ المُسْلِمِينَ أَيْنَمَا وُجِدُواْ جَبرَاً لخَوَاطِرِهِمْ 0

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ قَاتَلَ في سَبِيلِ اللهِ فَوَاقَ نَاقَةٍ ـ أَيْ وَلَوْ قَدْرَ مَا بَينَ الحَلْبَتَينِ مِنَ الوَقْت ـ فَقَدْ وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّة، وَمَنْ سَأَلَ اللهَ الْقَتْلَ مِنْ نَفْسِهِ صَادِقَاً ثمَّ مَاتَ أَوْ قُتِل؛ فَإِنَّ لَهُ أَجْرَ شَهِيد، وَمَنْ جُرِحَ جُرْحَاً في سَبِيلِ اللهِ أَوْ نُكِبَ نَكْبَةً؛ فَإِنَّهَا تَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَغْزَرِ مَا كَانَتْ، لَوْنُهَا لَوْنُ الزَّعْفَرَانِ وَرِيحُهَا رِيحُ المِسْك، وَمَنْ خَرَجَ بِهِ خُرَاجٌ في سَبِيلِ الله؛ فَإِنَّ عَلَيْهِ طَابَعَ الشُّهَدَاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 2541]

وَرَوَى الإِمَامُ النَّسَائِيُّ الحَدِيثَ نَفْسَهُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيرَ أَنَّهُ قَالَ فِيهَا: " لَوْنُهَا كَالزَّعْفَرَانِ وَرِيحُهَا كَالمِسْك، وَمَنْ جُرِحَ جُرْحَاً في سَبِيلِ اللهِ فَعَلَيْهِ طَابَعُ الشُّهَدَاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: 3141] وَعَنْ سُوَيْدِ بْنِ مُقْرِنٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَظْلَمَتِهِ فَهُوَ شَهِيد " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 4096، كَمَا صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2780]

عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَنَّهُ قَال: " أَيُّمَا رَجُلٍ حَبَسَهُ السُّلْطَانُ ظُلْمَاً فَمَاتَ فَهُوَ شَهِيد، وَإِنْ ضَرَبَهُ فَمَاتَ فَهُوَ شَهِيد " 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ في " كِتَابِ الصَّبرِ وَالشُّكْر " ص: 1479] وَبَعْدَ أَنِ انْتَهَيْنَا مِنَ الحِدِيثِ عَنِ المَظْلُومِين؛ نَنْتَقِلُ إِلى شَكْوَى المَظْلُومِ إِلى رَبِّ العَالَمِين 0 مَعْرِفَةُ اللهِ تَعَالى عِنْدَ الشَّدَائِد يَقُولُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {فَلَوْلاَ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون} {الأَنعَام/43} وَقَالَ أَيْضَاً: {وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المحْسِنِين} {الأَعْرَاف/56}

يَقُولُ ابْنُ القَيِّمِ في كِتَابِهِ القَيِّم / عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِين: " وَقَدْ ذَمَّ سُبْحَانَهُ مَنْ لَمْ يَتَضَرَّعْ إِلَيْهِ وَلَمْ يَسْتَكِنْ لَهُ وَقْتَ البَلاَء؛ قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُواْ لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} {المُؤْمِنُون/76} وَالعَبْدُ أَضْعَفُ مِن أَنْ يَتَجَلَّدَ عَلَى رَبِّه " 0 [ابْنُ القَيِّمِ في " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِين " بِالبَابِ التَّاسِع] إِذَا المَرْءُ لَمْ يَرْكَن إِلى اللهِ في الَّذِي * يحَاذِرُهُ مِنْ دَهْرِهِ فَهْوَ خَاسِرُ وَإِن هُوَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ اللهَ نَاصِرَاً * فَلَيْسَ لَهُ في غُرْبَةِ الحَقِّ نَاصِرُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر أَوْ محْمُود سَامِي البَارُودِي}

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " رَحِمَ اللهُ يُوسُف؛ لَوْلاَ الْكَلِمَةُ الَّتي قَالَهَا: [اذْكُرْني عِنْدَ رَبِّكَ] مَا لَبِثَ في السِّجْنِ مَا لَبِثَ " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 6206] فَدَعْ كُلَّ طَاغِيَةٍ لِلزَّمَانِ * فَإِنَّ الزَّمَانَ يُقِيمُ الصَّعَرْ

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا رَفَعَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَال: " اللهُمَّ أَنْجِ الوَلِيدَ بْنَ الوَلِيد، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَام، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبي رَبِيعَة، وَالمُسْتَضْعَفِينَ بِمَكَّة، اللهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَر، اللهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنيِّ يُوسُف " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6200 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 675 / عَبْد البَاقِي]

المُؤْمِنُ يحْسِنُ الظَّنَّ بِالله؛ مَهْمَا رَأَى مِنَ المُعَانَاة عَن أَبي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنَّهُ قَال: " أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَاني "0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2675 / عَبْد البَاقِي]

وَيُرْوَى أَنَّ سُلْطَانَ صَقَلِّيَّةَ أَرِقَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَمُنِعَ النَّوْم؛ فَأَرْسَلَ إِلى قَائِدِ البَحْرِ وَقَالَ لَهُ: أَنْفِذِ الآنَ مَرْكَبَاً إِلى إِفْرِيقْيَةَ يَأْتُوني بِأَخْبَارِهَا؛ فَعَمِدَ القَائِدُ إِلى أَحَدِ الصَّيَّادِينَ وَأَرْسَلَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحُواْ إِذَا بِالمَرْكَبِ في مَوْضِعِهِ كَأَنَّهُ لَمْ يَبرَحْ؛ فَقَالَ المَلِكُ لِقَائِدِ البَحْر: أَلَيْسَ قَدْ فَعَلْتَ مَا أَمَرْتُكَ بِه؟

قَالَ نَعَمْ، قَدِ امْتَثَلْتُ أَمْرَكَ وَأَنْفَذْتُ مَرْكَبَاً فَرَجَعَ بَعْدَ سَاعَةٍ وَسَيُحَدِّثُكَ الصَّيَّادُ الَّذِي بَعَثْتُهُ بِالمَرْكَب، فَأَمَرَ المَلِكُ بِإِحْضَارِه، فَجَاءَ وَمَعَهُ رَجُل، فَقَالَ لَهُ المَلِك: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَذْهَبَ حَيْثُ أُمِرْت 00؟ قَال: ذَهَبْتُ بِالمَرْكَب، فَبَيْنَمَا أَنَا في جَوْفِ اللَّيْلِ وَالرِّجَالُ يجَدِّفُونَ إِذَا بِصَوْتٍ يَقُول: يَا اللهُ يَا اللهُ يَا غِيَاثَ المُسْتَغِيثِينَ يُكَرِّرُهَا مِرَارَاً، فَلَمَّا اسْتَقَرَّ صَوْتُهُ في أَسْمَاعِنَا نَادَيْنَاهُ لَبَّيْكَ لَبَّيْك، وَهُوَ يُنَادِي يَا اللهُ يَا اللهُ يَا غِيَاثَ المُسْتَغِيثِين، فَجَدَّفْنَا بِالمَرْكَبِ نحْوَ الصَّوْت، فَلَقِينَا هَذَا الرَّجُلَ غَرِيقَاً في آخِرِ رَمَقٍ مِنَ الحَيَاة، فَأَخْرَجْنَاهُ عَلَى سَطْحِ المَرْكَبِ وَسَأَلْنَاهُ عَن حَالِهِ فَقَال:

كُنَّا مُقْلِعِينَ مِن إِفْرِيقْيَة، فَغَرِقَتْ سَفِينَتُنَا مُنْذُ أَيَّامٍ وَأَشْرَفْتُ عَلَى المَوْت، وَمَا زِلْتُ أَصِيحُ حَتىَّ أَتَانيَ الغَوْثُ مِنْ نَاحِيَتِكُم؛ فَسُبْحَانَ مَن أَسْهَرَ سُلْطَانَاً وَأَرَّقَهُ في قَصْرِهِ؛ لِغَرِيقٍ في البَحْرِ حَتىَّ اسْتَخْرَجَهُ مِنْ تِلْكَ الظُّلُمَاتِ الثَّلاَث: ظُلْمَةِ اللَّيْل، وَظُلْمَةِ البَحْر، وَظُلْمَةِ الوِحْدَة، فَسُبْحَانَ مَنْ لاَ إِلَهَ غَيرُهُ وَلاَ مَعْبُودَ سِوَاه 0 [الأَبْشِيهِيُّ في " المُسْتَطْرَفِ مِنْ كُلِّ فَنٍّ مُسْتَظْرَف " بِالبَابِ السَّابِعِ وَالخَمْسِينَ في مَنَاقِبِ الصَّالحِين]

وَللهِ دَرُّ الْقَائِل: فَإِنْ كَانَ بَعْضُ النَّوَاطِيرِ نَامُواْ * فَإِنَّ الَّذِي في السَّمَا لَمْ يَنَمْ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} وَالنَّوَاطِير: أَيْ وُلاَةُ الأَمْرِ وَرِجَالِ الأَمْن، وَالْبَيْتُ يُشِيرُ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ إِلى بَيْتٍ شَهِيرٍ لِلْمُتَنَبيِّ يَقُولُ فِيه: نَامَتْ نَوَاطِيرُ مِصْرٍ عَنْ ثَعَالِبِهَا * حَتىَّ بَشِمْنَ وَمَا تَفْنى العَنَاقِيدُ

جَوَازُ الدُّعَاءِ عَلَى الظَّالِم عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو فَيَقُول: " وَانْصُرْني عَلَى مَنْ ظَلَمَني، وَأَرِني مِنهُ ثَأْرِي " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 649، 650] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُول: " اللهُمَّ أَعِنيِّ وَلاَ تُعِن عَلَيّ، وَانْصُرْني وَلاَ تَنْصُرْ عَلَيّ، وَيَسِّرِ الهُدَى ليّ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 664]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً زَادَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا قَوْلَه: " وَانْصُرْني عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيّ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 665] عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا خَافَ قَوْمَاً قَال: " اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ في نُحُورِهِمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 1537، حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 19719]

رَوَى الحَارِثُ بْنُ سُوَيْدٍ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " إِذَا كَانَ عَلَى أَحَدِكُمْ إِمَامٌ يخَافُ تَغَطْرُسَهُ أَوْ ظُلْمَهُ فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيم؛ كُنْ لي جَارَاً مِنْ فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ وَأَحْزَابِهِ مِن خَلاَئِقِك؛ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنهُمْ أَوْ يَطْغَى، عَزَّ جَارُك، وَجَلَّ ثَنَاؤُك، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح0ر: 2237، وَفي الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 707]

وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ جُبَيرٍ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " إِذَا أَتَيْتَ سُلْطَانَاً مَهِيبَاً تَخَافُ أَنْ يَسْطُوَ بِكَ فَقُلْ: اللهُ أَكْبَر، اللهُ أَعَزُّ مِن خَلْقِهِ جَمِيعَاً، اللهُ أَعَزُّ مِمَّا أَخَافُ وَأَحْذَر، وَأَعُوذُ بِاللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، المُمْسِكِ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ أَنْ يَقَعْنَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِه؛ مِنْ شَرِّ عَبْدِكَ فُلاَنٍ وَجُنُودِهِ وَأَتْبَاعِهِ وَأَشْيَاعِهِ مِنَ الجِنِّ وَالإِنْس، اللهُمَّ كُنْ لي جَارَاً مِنْ شَرِّهِمْ، جَلَّ ثَنَاؤُك، وَعَزَّ جَارُك، وَتَبَارَكَ اسْمُك، وَلاَ إِلَهَ غَيرُك، ثَلاَثَ مَرَّات " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: 2237، وَفي الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 708]

وَهَذِهِ بِشَارَةٌ لِلْمَظْلُومِين: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَات: دَعْوَةُ الصَّائِم، وَدَعْوَةُ المُسَافِر، وَدَعْوَةُ المَظْلُوم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: 3030، رَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمَانِ بِرَقْم: 3594] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لاَ شَكَّ فِيهِنّ: دَعْوَةُ المَظْلُوم، وَدَعْوَةُ المُسَافِر، وَدَعْوَةُ الوَالِدِ عَلَى وَلَدِه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7501، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 481، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

فَكُن عَلَى يَقِين، أَنَّ اللهَ سَيَنْصُرُكَ وَلَوْ بَعْدَ حِين 00 عَن خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اتَّقُواْ دَعْوَةَ المَظْلُوم؛ فَإِنَّهَا تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَام، يَقُولُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ: وَعِزَّتي وَجَلاَلي؛ لأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِين " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (117، 870)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيل عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: {حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيل} {آلِ عِمْرَان/173} قَالهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ أُلْقِيَ في النَّار، وَقَالهَا محَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالُواْ: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانَاً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيل} {آلِ عِمْرَان/173} [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 4563 / فَتْح] وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً أَنَّهُ قَال: " كَانَ آخِرَ قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ حِينَ أُلْقِيَ في النَّار: حَسْبيَ اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيل " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 4564 / فَتْح]

مِنْ دُعَائِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الظَّالِمِين: عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ الخَنْدَق: " مَلأَ اللهُ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارَاً كَمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلاَةِ الوُسْطَى حَتىَّ غَابَتِ الشَّمْس " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4111 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 627 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدٌ وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنَ المُشْرِكِين؛ إِذْ جَاءَ عُقْبَةُ بْنُ أَبي مُعَيْطٍ بِسَلَى جَزُور، فَقَذَفَهُ عَلَى ظَهْرِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ حَتىَّ جَاءتْ فَاطِمَة رَضِيَ اللهُ عَنهَا، فَأَخَذَتْ مِنْ ظَهْرِهِ وَدَعَتْ عَلَى مَنْ صَنَعَ ذَلِك، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" اللهُمَّ عَلَيْكَ المَلأَ مِنْ قُرَيْش 00 اللهُمَّ عَلَيْكَ أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَام، وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَة، وَشَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَة، وَعُقْبَةَ بْنَ أَبي مُعَيْط، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَف، أَوْ أُبيَّ بْنَ خَلَف " 00 فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ قُتِلُواْ يَوْمَ بَدْرٍ فَأُلْقُواْ في بِئْر، غَيْرَ أُمَيَّةَ أَوْ أُبَيٍّ فَإِنَّهُ كَانَ رَجُلاً ضَخْمَاً؛ فَلَمَّا جَرُّوهُ تَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهُ قَبْلَ أَنْ يُلْقَى في البِئْر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3185 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1794 / عَبْد البَاقِي]

حَدَّثَ عِكْرِمَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " مَرَّ أَبُو جَهْلٍ بِالنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي؛ فَقَالَ قَال قَبَّحَهُ الله: أَلَمْ أَنهَكَ عَن أَنْ تُصَلِّيَ يَا محَمَّد؛ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا بِهَا أَحَدٌ أَكْثَرُ نَادِيَاً مِنيِّ؛ فَانْتَهَرَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛

فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَم: {فَلْيَدْعُ نَادِيَه {17} سَنَدْعُو الزَّبَانِيَة} {العَلَق} وَاللهِ لَوْ دَعَا نَادِيَهُ لأَخَذَتْهُ زَبَانِيَةُ الْعَذَاب " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3349، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3809]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً قَالَ فِيهَا: " كَانَ يُصَلِّي عِنْدَ المَقَام؛ فَمَرَّ بِهِ أَبُو جَهْلٍ بْنُ هِشَامٍ فَقَال: يَا محَمَّد؛ أَلَمْ أَنْهَكَ عَن هَذَا 00؟ وَتَوَعَّدَهُ فَأَغْلَظَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَانْتَهَرَه؛ فَقَال: يَا محَمَّد؛ بِأَيِّ شَيْءٍ تُهَدِّدُني 00؟! أَمَا وَاللهِ إِنيِّ لأَكْثَرُ هَذَا الْوَادِي نَادِيَاً؛ فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ: {فَلْيَدْعُ نَادِيَه {17} سَنَدْعُو الزَّبَانِيَة} {العَلَق} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:

" لَوْ دَعَا نَادِيَه؛ أَخَذَتْهُ زَبَانِيَةُ الْعَذَابِ مِنْ سَاعَتِه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3045، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 275] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قَالَ أَبُو جَهْل: لَئِنْ رَأَيْتُ محَمَّدَاً يُصَلِّي عِنْدَ الكَعْبَةِ لأَطَأَنَّ عَلَى عُنُقِه؛ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " لَوْ فَعَلَ لأَخَذَتْهُ المَلاَئِكَةُ عِيَانَاً " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3483، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

وَأَخِيرَاً: لاَ تُغْلِقْ أَخِي المَظْلُومُ عَلَى نَفْسِكَ بَابَ السَّفَر؛ فَقَدْ جَعَلَ اللهُ فِيهِ مخْرَجَاً لِلْعِبَاد، عِنْدَ ظُهُورِ الْفَسَاد، وَازْدِيَادِ الظُّلْمِ وَالاِسْتِبْدَاد 00 قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ المَلاَئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنْتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ في الأَرْضِ قَالُواْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ} {النِّسَاء/97} {وَمَنْ يُهَاجِرْ في سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ في الأَرْضِ مُرَاغَمَاً كَثِيرَاً وَسَعَةً وَمَنْ يخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرَاً إِلى اللهِ وَرَسُولِهِ ثمَّ يُدْرِكْهُ المَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ وَكَانَ اللهُ غَفُورَاً رَّحِيمَا} {النِّسَاء: 100}

وَإِنْ تُهَاجِرْ فَلَقَدْ هَاجَرَ قَبْلَكَ خَلِيلُ اللهِ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَم، وَمِنْ بَعْدِهِ هَاجَرَ المُصْطَفَى عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَم 0 عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِسَارَّة، فَدَخَلَ بِهَا قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ مِنَ المُلُوك، أَوْ جَبَّارٌ مِنَ الجَبَابِرَة، فَقِيلَ ـ أَيْ قِيلَ لِهَذَا المَلِك ـ دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بِامْرَأَةٍ هِيَ مِن أَحْسَنِ النِّسَاء؛ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ يَا إِبْرَاهِيم؛ مَن هَذِهِ الَّتي مَعَك 00؟

قَالَ أُخْتي ـ أَيْ لأَنَّهُ لَوْ قَالَ زَوْجَتي لَقَتَلَهُ طَمَعَاً فِيهَا ـ ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا فَقَال: لاَ تُكَذِّبي حَدِيثِي، فَإِنيِّ أَخْبَرْتُهُمْ أَنَّكِ أُخْتي، وَاللهِ إِن عَلَى الأَرْضِ ـ أَيْ مَا عَلَى الأَرْضِ ـ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرُك، فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْه، فَقَامَ إِلَيْهَا، فَقَامَتْ تَوَضَّأُ وَتُصَلِّي فَقَالَتْ: اللهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِك، وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلاَّ عَلَى زَوْجِي؛ فَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيَّ الكَافِر؛ فَغُطَّ حَتىَّ رَكَضَ بِرِجْلِه ـ وَقَالَتْ في رِوَايَةٍ: اللهُمَّ إِنْ يَمُتْ يُقَالُ هِيَ قَتَلَتْهُ ـ فَأُرْسِلَ، ثمَّ قَامَ إِلَيْهَا، فَقَامَتْ تَوَضَّأُ تُصَلِّي وَتَقُول: اللهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِك، وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلاَ عَلَى زَوْجِي؛ فَلاَ تُسَلِّطْ

عَلَيَّ هَذَا الكَافِر؛ فَغُطَّ حَتىَّ رَكَضَ بِرِجْلِه، فَقَالَتْ: اللهُمَّ إِنْ يَمُتْ فَيُقَالُ هِيَ قَتَلَتْهُ؛ فَأُرْسِلَ في الثَّانِيَةِ أَوْ في الثَّالِثَة، فَقَالَ وَاللهِ مَا أَرْسَلْتُمْ إِليَّ إِلاَّ شَيْطَانَاً؛ أَرْجِعُوهَا إِلى إِبْرَاهِيمَ وَأَعْطُوهَا آجَر ـ أَيْ هَاجَر ـ فَرَجَعَتْ إِلى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَتْ: أَشَعَرْتَ أَنَّ اللهَ كَبَتَ الكَافِرَ وَأَخْدَمَ وَلِيدَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2217 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2371 / عَبْد البَاقِي] لاَ تَصْبُوَنَّ إِلى وَطَن فِيهِ تُضَامُ وَتُمْتَهَن وَارْبَأْ بِنَفْسِكَ أَنْ تُقِيمَ بِحَيْثُ يَغْشَاكَ الدَّرَن وَارْحَلْ عَنِ الدَّارِ الَّتي قَدْ تَعْتَرِيكَ بِهَا المحَن وَطُفِ البِلاَدَ فَأَيُّهَا أَرْضَاكَ فَاخْترْهُ سَكَن

{الحَرِيرِي صَاحِبُ المَقَامَات} أَمْ صَرَّ الغَزْوُ عَلَيْكَ إِسْتَه 00؟! لاَ يَسْكُنُ المَرْءُ في أَرْضٍ يُهَانُ بِهَا * إِلاَّ مِنَ العَجْزِ أَوْ مِنْ قِلَّةِ الحِيَلِ ********* وَفي الأَرْضِ مَنأَىً لِلْكَرِيمِ عَنِ الأَذَى * وَفِيهَا لِمَنْ عَانىَ مِنَ الظُّلْمِ مخْرَجُ {الشَّنْفَرَى بِتَصَرُّف} عَنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَنْقَطِعُ الهِجْرَةُ حَتىَّ تَنْقَطِعَ التَّوْبَة، وَلاَ تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتىَّ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (13426، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 16463/إِحْيَاءُ التُّرَاث] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ وَقْدَانَ السَّعْدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" وَفَدْتُ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وَفْد، كُلُّنَا يَطْلُبُ حَاجَةً، وَكُنْتُ آخِرَهُمْ دُخُولاً عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ إِنيِّ تَرَكْتُ مَن خَلْفِي وَهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ الهِجْرَةَ قَدِ انْقَطَعَتْ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ تَنْقَطِعُ الهِجْرَةُ مَا قُوتِلَ الْكُفَّار " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (9349)، وَصَحَّحَهُ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: (4172)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] الدُّعَاءُ عِنْدَ الْكَرْب عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو عِنْدَ الكَرْبِ يَقُول:

" لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ العَظِيمُ الحَلِيم، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَرَبُّ العَرْشِ العَظِيم " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6346 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2730 / عَبْد البَاقِي] وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً قَال: " كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عِنْدَ الكَرْب: " لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ العَلِيمُ الحَلِيم، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيم، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ رَبُّ العَرْشِ الكَرِيم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 7426 / فَتْح]

عَن أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَهَا: " أَلاَ أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ تَقُولِينَهُنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ أَوْ في الْكَرْب: اللهُ اللهُ رَبيِّ لاَ أُشْرِكُ بِهِ شَيْئَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 1525] وَفي حَدِيثٍ آخَرَ عَن أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَيْضَاً عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَصَابَهُ هَمٌّ أَوْ غَمٌّ أَوْ سَقَمٌ أَوْ شِدَّةٌ فَقَال: اللهُ رَبيِّ لاَ شَرِيكَ لَهُ؛ كُشِفَ ذَلِكَ عَنهُ " [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (6040)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيّ]

عَن أَبي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " دَعَوَاتُ المَكْرُوب: اللهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو؛ فَلاَ تَكِلْني إِلى نَفْسِي طَرْفَةَ عَين، وَأَصْلِحْ لي شَأْنِي كُلَّه، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الْكَلِمِ الطَّيِّبِ وَفي الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْمَيْ: 121، 701، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 5090]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ قَال: " يَا حَيُّ يَا قَيُّوم؛ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيث " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الْكَلِمِ الطَّيِّبِ وَفي الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (4777، 3182)، رَوَاهُ الإِمَامُ التِّرْمِذِيّ]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ بِهِ هَمٌّ أَوْ غَمٌّ قَال: " يَا حَيُّ يَا قَيُّوم؛ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيث " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (8922)، رَوَاهُ الحَاكِم]

عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " دُعَاءُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا بِهِ وَهُوَ في بَطْنِ الحُوت: لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنيِّ كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِين، إِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ في شَيْءٍ قَطُّ إِلاَّ اسْتُجِيبَ لَه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الْكَلِمِ الطَّيِّبِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 123، 3505]

عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِشَيْءٍ؛ إِذَا نَزَلَ بِرَجُلٍ مِنْكُمْ كَرْبٌ أَوْ بَلاَءٌ مِن أَمْرِ الدُّنيَا دَعَا بِهِ فَفُرِّجَ عَنهُ 00؟ دُعَاءُ ذِي النُّون: لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنيِّ كُنْتُ مِنَ الظَّالمِين " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (4370)، أَخْرَجَهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك]

{وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبَاً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى في الظُّلُمَاتِ أَن لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنيِّ كُنتُ مِنَ الظَّالِمِين} {الأَنْبِيَاء/87} عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في مَعْنىَ هَذِهِ الآيَةِ الْكَرِيمَة: " ظُلْمَةُ اللَّيْل، وَظُلْمَةُ بَطْنِ الحُوت، وَظُلْمَةُ الْبَحْر " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3445]

" هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى اسْمِ اللهِ الأَعْظَم، الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى 00؟ الدَّعْوَةُ الَّتي دَعَا بِهَا يُونُس: حَيْثُ نَادَاهُ في الظُّلُمَاتِ الثَّلاَث: لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنيِّ كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِين " 00 فَقَال رَجُل: يَا رَسُولَ الله، هَلْ كَانَتْ لِيُونُسَ خَاصَّةً أَمْ لِلمُؤْمِنِينَ عَامَّة 00؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَلاَ تَسْمَعُ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلّ: {وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ} {الأَنْبِيَاء/88} [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " التَّرْغِيب " بِرَقْم: (1023، 1149)، وَالحَدِيثُ في " المُسْتَدْرَكِ " بِرَقْم: 1865]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ وَحَزَن: اللهُمَّ إِنيِّ عَبْدُك، وَابْنُ عَبْدِك، وَابْنُ أَمَتِك، نَاصِيَتي بِيَدِك، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُك، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُك، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَك؛ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَك، أَوْ أَنْزَلْتَهُ في كِتَابِك، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدَاً مِن خَلْقِك، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ في عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَك: أَنْ تَجْعَلَ القُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلاَءَ حُزْني، وَذَهَابَ هَمِّي؛ إِلاَّ أَذْهَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحَاً " 00 قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هَؤُلاَءِ الكَلِمَات؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَجَلْ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ وَفي الْكَلِمِ الطَّيِّبِ بِرَقْمَيْ: (199، 124)، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَد، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان]

عَن أَبي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن عَمِّهِ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاً كَانَ يَخْتَلِفُ إِلىَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في حَاجَةٍ لَهُ , فَكَانَ عُثْمَانُ لاَ يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ وَلاَ يَنْظُرُ في حَاجَتِه , فَلَقِيَ عُثْمَانَ بْنَ حَنِيفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَيْه؛ فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ بْنُ حَنِيفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: ائْتِ المِيضَأَةَ فَتَوَضَّأْ , ثُمَّ ائْتِ المَسْجِدَ فَصَلِّ فِيهِ رَكْعَتَيْن , ثُمَّ قُل: اللَّهُمَّ إِنيِّ أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا محَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبيِّ الرَّحْمَة 00 يَا محَمَّد؛ إِنيِّ أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلىَ رَبِّكَ جَلَّ جَلاَلُهُ فَيَقْضِي لي حَاجَتي 00 وَتَذْكُرُ حَاجَتَك , وَرُحْ إِليَّ حَتىَّ أَرُوحَ مَعَك , فَانْطَلَقَ الرَّجُل , فَصَنَعَ مَا قَالَ لَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ,

ثمَّ أَتَى بَابَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ , فَجَاءَ الْبَوَّابُ حَتىَّ أَخَذَ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ , فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى الطِّنْفِسَة [أَيِ الْفِرَاش] , وَقَال: حَاجَتُك؟ فَذَكَرَ حَاجَتَهُ , فَقَضَاهَا لَهُ , ثمَّ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لَهُ: مَا ذَكَرْتُ حَاجَتَكَ حَتىَّ كَانَتْ هَذِهِ السَّاعَة , وَقَالَ لَهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: مَا كَانَتْ لَكَ مِن حَاجَةٍ فَأْتِنَا , ثمَّ إِنَّ الرَّجُلَ خَرَجَ مِن عِنْدِهِ فَلَقِيَ عُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ؛ فَقَالَ لَهُ: جَزَاكَ اللهُ خَيْرَاً , مَا كَانَ يَنْظُرُ في حَاجَتي وَلاَ يَلْتَفِتُ إِليَّ حَتىَّ كَلَّمْتَهُ فيَّ؛ فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وَاللهِ مَا كَلَّمْتُهُ، وَلَكِنْ شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَتَاهُ ضَرِيرٌ فَشَكَا إِلَيْهِ ذَهَابَ بَصَرِه؛ فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" أَفَتَصْبِر " 00؟ قَال: يَا رَسُولَ الله؛ إِنَّهُ لَيْسَ لي قَائِدٌ , وَقَدْ شَقَّ عَلَيَّ؛ فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ائْتِ المِيضَأَةَ فَتَوَضَّأْ , ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْن , ثُمَّ ادْعُ بِهَذِهِ الدَّعَوَات " 0 قَالَ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فَوَاللهِ مَا تَفَرَّقْنَا وَطَالَ بِنَا الحَدِيثُ حَتىَّ دَخَلَ عَلَيْنَا الرَّجُلُ كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ ضَرَرٌ قَطّ " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 17242، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيُّ في الصَّغِيرِ وَاللَّفْظُ لَهُ]

عَن أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنيِّ أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْك؛ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنهَا 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: مَا شِئْت؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: الرُّبُع 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَك "؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: النِّصْف 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَك "؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: الثُّلُثَين 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَك "؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَا رَسُولَ الله؛ أَجْعَلُهَا كُلَّهَا لَك 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِذَنْ تُكْفَى هَمَّك، وَيُغْفَرَ لَكَ ذَنْبُك " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3578]

مِنْ رَوَائِعِ دَعَوَاتِ الدُّعَاةِ الصَّالحِين، وَالأُدَبَاءِ وَالشُّعَرَاءِ المجِيدِين مِنَ الدَعَوَاتِ الَّتي كُنْتُ أَدْعُو بِهَا في المحَنِ قَوْلي: اللهُمَّ إِنْ كُنْتُ ضَالاًّ فَاهْدِني وَإِنْ كُنْتُ عَلَى هُدَىً فَأَعِنيِّ، وَاجْعَلْني عِنْدَ حُسْنِ ظَنِّكَ كَمَا أَنْتَ عِنْدَ حُسْنِ ظَنيِّ 00!! فَكَمْ قَدْ حُرِمْنَا وَكَمْ قَدْ ظلِمْنَا * إِلى أَنْ نَسِينَا مَذَاقَ السَّعَادَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

نَشْكُو للَّهِ مَوَاجِعَنَا * الظُّلْمُ أَقَضَّ مَضَاجِعَنَا قَدْ مَلأَتْ لَيْلاً وَنَهَارَاً * صَرَخَاتُ النَّاسِ مَسَامِعَنَا في كُلِّ طَرِيقٍ نَسْلُكُهُ * نَتَخَيَّلُ فِيهِ مَصَارِعَنَا مِنْ زَمَنٍ نَبْكِي لَمْ يَمْسَحْ * أَحَدٌ في مِصْرَ مَدَامِعَنَا فَمَتى الإِعْلاَمُ سَيُنْصِفُنَا * كَيْ نَأْخُذَ فِيهِ مَوَاقِعَنَا {يَاسِر الحَمَدَاني} فَيَا رَبِّ لاَ تُغْلِقْ في وَجْهِي بَابَك، وَلاَ تَقْطَعْ عَنيِّ أَسْبَابَك 00

يَا مَن إِلَيْهِ المُشْتَكَى * أَشْكُو لِمَن إِلاَّ لَكَا ضَاقَتْ عَلَيَّ الأَرْضُ حَتىَّ لَمْ أَجِدْ لي مَسْلَكَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} يَا كَاشِفَ الضُّرّ، يَا مَنْ لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ في الأَرْضِ وَلاَ في السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيم؛ إِنيِّ مَسَّنيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين، فَلاَ تَجْعَلْني بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيَّا، فَبي مِنَ المَصَائِب؛ مَا لَوْ حُمِّلَ لِلْجِبَالِ لأَبَيْنَ أَنْ يحْمِلْنَهَا 00!!

شَكَوْتُ هُمُومِي إِلى اللهِ رَبيِّ * فَقَدْ ضَاقَ مِنْ كَثْرَةِ الهَمِّ قَلْبي وَبَلَّتْ دُمُوعِي رِدَائِي وَثَوْبي * فَيَا رَبِّ فَرِّجْ هُمُومِي وَكَرْبي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ غَاضِبَاً عَلَيَّ فَارْضَ عَنيِّ، وَإِنْ كُنْتَ رَاضِيَاً عَنيِّ فَأَرْضِني!!

يَا رَبِّ عَامِلْني بجُودِكَ لاَ بِمَا كَسَبَتْ يَدِي إِنيِّ جَعَلْتُكَ وِجْهَتي يَا ذَا الجَلاَلِ وَمَقْصِدِي أَنَاْ مَا بَغَيْتُ وَلاَ اعْتَدَيْتُ وَلاَ أَعَنْتُ المُعْتَدِي إِنْ كُنْتُ حِدْتُ عَنِ الطَّرِيقِ فَإِنَّني لَمْ أَبْعُدِ ذَلِّلْ لِعَبْدِكَ كُلَّ أَمْرٍ مُعْضِلٍ وَمُعَقَّدِ قَدْ طَالَ صَبرِي في الحَيَاةِ عَلَى الأَذَى وَتجَلُّدِي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} إِلَهِي لاَ تُعَذِّبْني فَإِنيِّ * مُقِرٌّ بِالَّذِي قَدْ كَانَ مِنيِّ {أَبُو العَتَاهِيَة}

أَعْلَمُ رَبِّي أَنِّي لاَ أَسْتَحِقّ، وَلَكِنَّ الكَرِيمَ يُعْطِي حَتىَّ مَنْ لاَ يَسْتَحِقّ 00!! إِلَهِي أَقِلْ عَثْرَةَ العَاثِرِ * فَمَا أَجْمَلَ الْعَفْوَ بِالْقَادِرِ بَلِيتُ فَأَبْقِ عَلَى سَائِرِي * فَإِنِّيَ في الرَّمَقِ الآخِرِ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} اللهُمَّ أَصْلِحْ الحَاكِمِينَ وَحَكِّمِ الصَّالحِين، وَانْصِفِ المَظْلُومِينَ وَأَهْلِكِ الظَّالِمِين 00!!

اللهُمَّ إِنيِّ نَاشَدْتُكَ بِكُلِّ دَمْعَةِ أَسَىً ذَرَفْتُهَا أَنْ تُفَرِّجَ عَنيِّ مَا أَنَا فِيه؛ تَخَلَّى عَنَّا النَّاسُ فَلاَ تَتَخَلَّ عَنَّا!! وَلَمَّا قَسَا قَلْبي وَضَاقَتْ مَذَاهِبي * جَعَلتُ رَجَائِي نحْوَ عَفْوِكَ سُلَّمَا {الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير} أَنْتَ رُكْنيَ الرَّكِين، وَأَنْتَ حَبْلِيَ المَتِين، إِلَيْكَ أَلجَأُ وَبِكَ أَسْتَعِين 00!! يَا مَن أَلُوذُ بِهِ فِيمَا أُؤَمِّلُهُ * وَمَن أَعُوذُ بِهِ مِمَّا أُحَاذِرُهُ لاَ يجْبرُ النَّاسُ عَظْمَا أَنْتَ كَاسِرُهُ * وَلاَ يُصِيبُونَ عَظْمَا أَنْتَ جَابِرُهُ {المُتَنَبيِّ} يَا خَفِيَّ الأَلْطَاف؛ نجِّنَا مِمَّا نخَاف 0 إِلَهِي لَيْسَ لي إِلاَّكَ عَوْنَاً * فَكُن عَوْني عَلَى هَذَا الزَّمَانِ *********

عَظُمَتْ مَصَائِبُنَا عَلَى أَنْ نَصْبرَا * وَيَصُونُنَا إِيمَانُنَا أَنْ نَضْجَرَا فَانْصِفْ عِبَادَكَ مِن عِبَادِكَ رَبَّنَا * وَاخْسِفْ بِكُلِّ مَنِ افْتَرَى وَتجَبَّرَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الفَاتِحِين} {الأَعْرَاف/89} مَنْ يَنْصُرُ العَبْدَ إِن خَذَلَهُ مَوْلاَهُ 00؟ سَامحْني يَا رَبّ؛ فَلَقَدْ طَالَ صَبرُنَا حَتىَّ ضَاقَ صَدْرُنَا 00 يَفِيضُ لِسَانُ المَرْءِ إِنْ ضَاقَ صَدْرُهُ * وَيَطْفَحُ مَا بِالقِدْرِ وَالقِدْرُ مُفْعَمُ {محْمُود غُنَيْم} فَاجْعَلْ لَنَا مِن هَذَا الهَمِّ فَرَجَا، وَمِن هَذَا الضِّيقِ مخْرَجَا 00!! يَا رَبِّ هَيِّئْ لَنَا مِن أَمْرِنَا رَشَدَا * فَكَمْ تَعِبْنَا وَلَمْ نَرْبحْ سِوَى التَّعَبِ

وَكَمْ حُقُوقٍ لَنَا ضَاعَتْ بِلاَ عِوَضٍ * وَكَمْ ظُلِمْنَا بِلاَ ذَنْبٍ وَلاَ سَبَبِ مَا كُنْتُ آمُلُ أَنْ يَمْتَدَّ بي زَمَني * حَتىَّ يُشَاتِمَني قِرْدٌ بِلاَ ذَنَبِ مَنْ لِلأَدِيبِ سِوَاكَ يَصُونُ هَيْبَتَهُ * في ظِلِّ جِيلٍ بِلاَ دِينٍ وَلاَ أَدَبِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 بِاسْتِثْنَاءِ المِصْرَاعِ الثَّاني مِنَ الْبَيْتِ الأَوَّلِ فَهُوَ لِشَاعِرٍ آخَر} مَاذَا تَبَقَّى لَنَا يَا رَبِّ مَا تَرَكَتْ * فِينَا المَصَائِبُ عَظْمَاً غَيرَ مَكْسُورِ لَيْسَ بَعْدَ المَوْتِ مَوْتُ فَلاَ تَتْرُكَنيِّ في الوَبَالِ كَأَنَّني * إِلى النَّاسِ مَطْلِيٌّ بِهِ القَارُ أَجْرَبُ {النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير} رَبَّنَا لاَ تحَمِّلنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ، وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا 00!!

وَلاَ تَترُكْنَا يَا رَبِّ كَاليَتَامَى الَّذِينَ مَاتَتْ أُمُّهُمْ، وَسُجِنَ أَبُوهُمْ 00!! يَا رَبِّ لَقَدْ دَعَوْنَاكَ كَمَا أَمَرْتَنَا؛ فَاسْتَجِبْ لَنَا كَمَا وَعَدْتَنَا 00؟!! حَتىَّ مَتى يَا رَبِّ نَبْقَى هَكَذَا * وَنَظَلُّ نحْتَمِلُ الأَذَى مِنْ ذَا وَذَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} {فَهَلْ إِلىَ خُرُوجٍ مِنْ سَبِيل} {غَافِر/11} ضَاقَتْ عَلَيْنَا الأَرْضُ بمَا رَحُبَت، وَخَرَجَتِ الرُّوحُ مِنَ الحُلْقُومِ وَالحُلْقُومُ خَرَج؛ فَعَجِّلِ اللهُمَّ بِالفَرَج 00!! {رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} {يُونُس/85} {وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئَاً} {المَائِدَة/41} فَمَا لي ظُلِمْتُ وَمَا لي حُرِمْتُ * وَضُيِّعْتُ في زُمْرَةِ الضَّائِعِينَا

أَشْكُو بَثِّي وَحُزْني إِلى الله، رَبِّ لَقَدْ نَزَلَتْ بي هُمُومٌ تَنُوءُ بِالعُصْبَةِ أُوْلي القُوَّة، وَأَنَا ضَعِيفٌ لاَ حَوْلَ لي وَلاَ قُوَّة؛ فَأَخْرِجْني مِن غَيَابَةِ الهُمُوم؛ يَا حَيُّ يَا قَيُّوم 00!! أَلَمْ يَأْنِ لهَذَا الجَرِيح ـ الَّذِي تَعْصِفُ بِهِ رِيح، وَتَقْذِفُهُ رِيح ـ أَلَمْ يَأْنِ لَهُ أَنْ يَسْتَرِيح 00؟!! اللهُمَّ تَقَبَّلْ مِنيِّ صَلَوَاتِي وَدَعَوَاتي، وَخَلِّصْني مِنَ الهُمُومِ الَّتي أَفْسَدَتْ عَلَيَّ حَيَاتي 00!! عَصَيْنَا وَأَجْرَمْنَا فَعَاقَبْتَ عَادِلاً * وَحَكَّمْتَ فِينَا اليَوْمَ مَنْ لَيْسَ يَرْحَمُ ********* تَرَفَّقْ أَيُّهَا المَوْلى عَلَيْنَا * فَإِنَّ الرِّفْقَ بِالجَانِي عِتَابُ {المُتَنَبيِّ} بِكَ أَسْتَجِيرُ وَمَنْ يُجِيرُ سِوَاكَا * فَارْحَمْ ضَعِيفَاً يحْتَمِي بحِمَاكَا

يَا رَبِّ تُبْتُ إِلَيْكَ فَاقْبَلْ تَوْبَتي * أَنْتَ المجِيبُ لِكُلِّ مَنْ نَادَاكَا اللهُمَّ اجْعَلهُ ابْتِلاَءً لاَ غَضَبَاً 00 وَإِنْ كَانَ ابْتِلاَءً فَأَنَا رَاضٍ لأَنَّهُ دَلِيلٌ عَلَى محَبَّتِك، وَلَكِن عَافِيَتُكَ أَوْسَعُ لي، وَإِنْ كَانَ غَضَبَاً فَأَنَا رَاضٍ لأَنَّهُ بِذُنُوبي، وَلَكِن عَفْوُكَ أَوْسَعُ لي 00!! يَهُونُ جَمْرُ الغَضَى؛ إِنْ نِلْتُ مِنْكَ الرِّضَى 00 فَلَيْتَكَ تَحْلُو وَالحَيَاةُ مَرِيرَةٌ * وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُ غِضَابُ وَلَيْتَ الَّذِي بَيْني وَبَيْنَكَ عَامِرٌ * وَبَيْني وَبَينَ العَالَمِينَ خَرَابُ إِذَا نِلْتُ مِنْكَ الْوُدَّ فَالكُلُّ هَينٌ * وَكُلُّ الَّذِي فَوْقَ التُّرَابُ تُرَابُ {أَبُو فِرَاسٍ الحَمَدَانيّ، بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَخِيرِ فَهْوَ لِلْمُتَنَبيّ}

أَعُوذُ بِكَ اللهُمَّ مِنَ الخَوْفِ إِلاَّ مِنْك، وَمِنَ الذُّلِّ إِلاَّ لَك، وَمِنَ الاِفْتِقَارِ إِلاَّ إِلَيْك 00 محْنَةُ أَبي أَيُّوبَ الْكَاتِب أَلاَ تَعْرِفُ حِكَايَةَ أَبي أَيُّوبَ الكَاتِب 00؟ كَانَ قَدْ سُجِنَ وَطَالَ بِهِ السِّجْن؛ فَكَتَبَ إِلى أَخِيهِ الحَسَنِ بْنِ وَهْبٍ يَشْكُو لَهُ ظُلْمَةَ السِّجْن؛ فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَخُوه: اصْبِرْ أَبَا أَيُّوبَ صَبْرَاً طَيِبَاً * فَإِذَا جَزِعْتَ عَنِ الهُمُومِ فَمَنْ لهَا فَرَدَّ عَلَيْهِ أَبُو أَيُّوب: صَبَّرْتَني وَوَعَظْتَني وَأَنَا لهَا * وَسَتَنْجَلِي بَلْ لاَ أَقُولُ لَعَلَّهَا فَلَمْ تَمْضِ سِوَى أَيَّامٍ مَعْدُودَات؛ حَتىَّ أَظهَرَ اللهُ بَرَاءتَهُ وَأُفْرِجَ عَنهُ، وَخَرَجَ في مَوْكِبٍ عَظِيمٍ شَهِدَهُ كُلُّ العُلَمَاءِ وَالأَعْيَان، وَكَانَ يَوْمَاً مَشْهُودَا 00

[الْقِصَّةُ ذَكَرَهَا التَّنُوخِيُّ في كِتَابِ الفَرَجِ بَعْدَ الشِّدَّة، وَالطَّرْطُوشِيُّ في سِرَاجِ المُلُوك 0 بِتَصَرُّف] فَاحْتَسِبِ اللهَ فِيمَا أَصَابَك 00 وَاعْمَلْ بِقَوْلِهِ تَعَالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِين} {البَقَرَة/153}

مصائب أخرى

المَصَائِبُ الأُخْرَى: =========== كَلاَمٌ كَاللُّجَين؛ لِلإِمَامِ الحُسَين لَمَّا وَقَعَ الطَّاعُونُ بِأَرْضِ العِرَاق؛ فَزِعَ النَّاسُ إِلىَ الإِمَامِ الحُسَينِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ؛ فَقَالَ لهُمْ: " مَا أَحْسَنَ مَا صَنَعَ بِكُمْ رَبُّكُمْ؛ أَقْلَعَ المُذْنِبُ وَأَنْفَقَ المُمْسِك " 0 [ابْنُ عَبْدِ رَبِّه في العِقدِ الفَرِيد 0 طَبْعَةِ دَارِ الكُتُبِ العِلمِيَّة 0 بَيرُوت 0 ص: 143/ 3] فَأَحْسَنُ شَيْءٍ في المَصَائِبِ أَنَّهَا * تُذَكِّرُنَا بِاللهِ عِنْدَ نُزُولِهَا عَن أَبي إِدْرِيسَ الخَوْلاَنيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " كُلُّ شَيْءٍ أَسَاءَ المُؤْمِنَ فَهْوَ مُصِيبَة "0 [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الضَّعِيفَةِ بِرَقْم: 4113، رَوَاهُ ابْنُ السُّنيّ]

إِنَّ المَصَائِبَ لَيْسَتْ قَاصِرَةً عَلَى المَالِ فَحَسْب؛ فَالفَتَاةُ الَّتي تحِبُّهَا ثُمَّ يَتَزَوَّجُهَا غَيْرُكَ مِنَ المَصَائِب، وَالصَّفقَةُ الَّتي تَنْتَظِرُهَا ثمَّ تَطِيرُ مِنْ يَدِكَ مِنَ المَصَائِب، وَالْوَظِيفَةُ المَرْمُوقَةُ الَّتي تَفْقِدُهَا مِنَ المَصَائِب!! وَقِسْ عَلَى هَذَا كُلَّ الأُمُور 0 الزَّلاَزِلُ وَالْكَوَارِثُ وَالْفَيَضَانَات عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أُمَّتي هَذِهِ أُمَّةٌ مَرْحُومَة، لَيْسَ عَلَيْهَا عَذَابٌ في الآخِرَة، عَذَابُهَا في الدُّنْيَا: الْفِتَنُ وَالزَّلاَزِلُ وَالْقَتْل " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِأَرْقَام: 1396، 959، 4278]

وَمِمَّا قِيلَ في الْفَيَضَانَاتِ قَوْلُ شَاعِرِنَا الرَّقِيق / هَاشِم الرِّفَاعِي؛ في فَيَضَانٍ أَصَابَ قِنَا: أَكَانَ فَنَاءُ الكَوْنِ مَبْدَؤُهُ قِنَا * قِنَا يَا إِلَهِي خَافِيَاتِ الْعَوَاقِبِ وَهَلْ تِلكَ لِليَوْمِ العَظِيمِ دَلاَئِلٌ * سَيَتْبَعُهَا بَعْدُ انْتِثَارُ الكَوَاكِبِ فَلَمْ أَدْرِ هَلْ سَيْلُ المِيَاهِ الَّذِي بَدَا * يُهَدِّدُنَا أَمْ ذَاكَ سَيْلُ المَصائِبِ قِنَا هَلْ رَأَيْتِ الحَشْرَ كَيْفَ لِهَوْلِهِ * يَفِرُّ الفَتى عَنْ صَحْبِهِ وَالأَقَارِبِ قَضَواْ لَيْلَهُمْ قَدْ كَحَّلَ النَّوْمُ جَفْنَهُمْ * عَلَى أَمَلٍ بِالخَيْرِ لاَ بِالنَّوَائِبِ وَكَادُواْ وَهَوْلُ النَّائِبَاتِ يَلُفُّهُمْ * عَلَيْهِمْ تَضِيقُ الأَرْضُ ذَاتُ المَنَاكِبِ حَنَانَيْكَ رَبَّ العَالَمِينَ فَقَدْ كَفَى * لَنَا وَلَهُمْ مَا قَدْ بَدَا مِنْ مَتَاعِبِ

فَلَيْسَ لَهُمْ مِن أَمْرِكَ اليَوْمَ عَاصِمٌ * سِوَى رَحْمَةٍ تَجْلُو ظَلاَمَ الغَيَاهِبِ وَمَا قَوْمُ نُوحٍ هُمْ فَمَا بَالُ مَوْتهِمْ * عَلَى يَدِ طُوفَانٍ مِنَ المَاءِ سَاكِبِ وَهَذَانِ الْبَيْتَانِ تمَثَّلتُ بِهِمَا في الزِّلزَالِ الَّذِي ضَرَبَ كَابُولَ فَأَهْلَكَ قُرَىً بِأَكْمَلِهَا: أَكَابُولُ هَلْ حَانَ وَقتُ النُّشُورِ * وَزُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالهَا وَهَلْ بَعَثَ اللهُ مَنْ في القُبُورِ * وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثقَالهَا أَمَّا الزَّلاَزِلُ فَمِن أَجْمَلِ وَأَرَقَّ مَا قِيلَ فِيهَا قَوْلُ الْقَائِل: مَا زُلْزِلَتْ مِصْرُ مِنْ كَيْدٍ أُرِيدَ بِهَا * وَإِنَّمَا رَقَصَتْ مِنْ شِعْرِنَا طَرَبَا

حَتىَّ دُوَارُ الْبَحْرِ فِيهِ أَجْر عَن أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " المَائِدُ في الْبَحْر ـ أَيْ رَاكِبُهُ ـ الَّذِي يُصِيبُهُ الْقَيْء: لَهُ أَجْرُ شَهِيد، وَالْغَرِق: لَهُ أَجْرُ شَهِيدَيْن " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 2493]

فَضْلُ الصَّبرِ عَلَى جَارِ السَّوْء عَن أَبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ثَلاَثَةٌ يحِبُّهُمْ اللهُ عَزَّ وَجَلّ، وَثَلاَثَةٌ يُبْغِضُهُمْ اللهُ عَزَّ وَجَلّ " 00 قُلْتُ: مَنِ الثَّلاَثَةُ الَّذِينَ يحِبُّهُمْ اللهُ عَزَّ وَجَلّ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " رَجُلٌ غَزَا في سَبِيلِ الله، فَلَقِيَ العَدُوَّ مجَاهِدَاً محْتَسِبَاً، فَقَاتَلَ حَتىَّ قُتِل، وَأَنْتُمْ تجِدُونَ في كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ في سَبِيلِهِ صَفَّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَّرْصُوص} {الصَّف/4} وَرَجُلٌ لَهُ جَارٌ يُؤْذِيهِ فَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُ وَيحْتَسِبُه؛ حَتىَّ يَكْفِيَهُ اللهُ إِيَّاهُ بمَوْتٍ أَوْ حَيَاة 00

وَرَجُلٌ يَكُونُ مَعَ قَوْمٍ، فَيَسِيرُونَ حَتىَّ يَشُقَّ عَلَيْهِمُ الكَرَى أَوْ النُّعَاس: [أَيْ يَغْشَاهُمُ النُّعَاس وَيَغْلِبُهُمْ]، فَيَنْزِلُونَ في آخِرِ اللَّيْل؛ فَيَقُومُ إِلىَ وُضُوئِهِ وَصَلاَتِه 00 قُلْتُ: مَنِ الثَّلاَثَةُ الَّذِينَ يُبْغِضُهُمْ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: الفَخُورُ المُخْتَال، وَأَنْتُمْ تجِدُونَ في كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ: {إِنَّ اللهَ لاَ يحِبُّ كُلَّ مخْتَالٍ فَخُورٍ} {لُقْمَان/18} وَالبَخِيلُ المَنَّان، وَالتَّاجِرُ وَالبَيَّاعُ الحَلاَّف " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 21340، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 5385، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ وَالحَاكِمُ وَاللَّفْظُ لَهُ]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " جَاءَ رَجُلٌ إِلىَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُو جَارَه؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اذْهَبْ فَاصْبِرْ " 0 فَأَتَاهُ مَرَّتَينِ أَوْ ثَلاَثَاً؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اذْهَبْ فَاطْرَحْ مَتَاعَكَ في الطَّرِيق " 0 فَطَرَحَ مَتَاعَهُ في الطَّرِيق؛ فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ فَيُخْبِرُهُمْ خَبَرَه؛ فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْعَنُونَهُ: فَعَلَ اللهُ بِهِ وَفَعَلَ وَفَعَل؛ فَجَاءَ إِلَيْهِ جَارُهُ فَقَالَ لَه: ارْجِعْ؛ لاَ تَرَى مِنيِّ شَيْئَاً تَكْرَهُه " 0 [قَالَ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُد: حَسَنٌ صَحِيح 0 ح / ر: 5153]

وَعَن أَبي جُحَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " جَاءَ رَجُلٌ إِلىَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُو جَارَه؛ فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اطْرَحْ مَتَاعَكَ في الطَّرِيق " 0 فَجَعَلَ النَّاسُ يَمُرُّونَ بِهِ فَيَلْعَنُونَهُ ـ أَيْ يَلْعَنُونَ ذَلِكَ الجَارَ الجَائِر ـ فَجَاءَ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: يَا رَسُولَ الله؛ مَا لَقِيتُ مِنَ النَّاس ـ أَيْ مَا أَكْثَرَ مَا لَقِيتُ مِنَ النَّاس ـ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَمَا لَقِيتَهُ مِنهُمْ " 00؟ قَالَ يَلْعَنُونَني؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَقَدْ لَعَنَكَ اللهُ قَبْلَ النَّاس " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم]

لَقَدْ لَقِيتُ في مِصْرَ عَذَابَاً مخْتَلِفَاً أَلْوَانُه، وَأًسْمِعْتُ مِنَ النَّاسِ أَذَىً كَثِيرَا؛ وَلِذَا كُنْتُ كَثِيرَاً مَا أُرَدِّدُ هَذَيْنِ البَيْتَين: حَتىَّ مَتى يَا رَبِّ أَبْقَى هَكَذَا * وَأَظَلُّ أَحْتَمِلُ الأَذَى مِنْ ذَا وَذَا قَوْمٌ لَوِ الشَّيْطَانُ أَبْصَرَ فِعْلَهُمْ * لاَحْتَاطَ خَوْفَاً مِنهُمُ وَتَعَوَّذَا {يَاسِر الحَمَدَاني}

المُصِيبَةُ في المَالِ وَالتِّجَارَة عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَزَالُ البَلاَءُ بِالمُؤْمِنِ وَالمُؤْمِنَةِ في جَسَدِهِ وَأَهْلِهِ وَمَالِه: حَتىَّ يَلْقَى اللهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَة " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 494، كَمَا صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7846]

عَنْ لجْلاَجٍ العَامِرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ العَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِه؛ ابْتَلاَهُ اللهُ في جَسَدِه، أَوْ في مَالِه، أَوْ في وَلَدِه، ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِك؛ حَتىَّ يُبَلِّغَهُ المَنْزِلَةَ الَّتي سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللهِ تَعَالى " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " برَقْم: 3090]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ بِمَالِهِ أَوْ في نَفْسِه، فَكَتَمَهَا وَلَمْ يَشْكُهَا إِلىَ النَّاس؛ كَانَ حَقَّاً عَلَى اللهِ أَنْ يَغْفِرَ لَه " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (256/ 10)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في " الأَوْسَطِ " بِرَقْم: 6570] وَقَالَ ثَابِت: أُصِيبَ عَبْدُ اللهِ بْن مُطَرِّف بمُصِيبَةٍ، فرَأَيْتُهُ أَحْسَنَ النَّاسِ عَزَاءً وَصَبرَاً؛ فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ فَقَال: يَا أَبَا محَمَّد: أَتَأْمُرُني أَن أُرِيَ الشَّيطَانَ مِنْ نَفْسِي مَا يَسُرُّه 00؟!

وَاللهِ يَا أَبَا محَمَّد؛ لَوْ كَانَتْ ليَ الدُّنيَا كُلُّهَا، ثمَّ أَخَذَهَا اللهُ مِنيِّ، ثمَّ سَقَاني يَوْمَ القِيَامَةِ شَرْبَةَ مَاء؛ رَأَيْتُها ثمَنَاً لِتِلْكَ الشَّرْبَة " 0 [ابْنُ القَيِّمِ في " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِين " بِالبَابِ الخَامِسَ عَشَر] وَقَدْ قِيلَ في المَأْثُورَات: " مَنْ بَلَغَ غَايَةَ مَا يحِبّ؛ فَليَتَوَقَّعْ غَايَةَ مَا يَكرَه "!! أَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَصْعَدَ المَلاَئِكَةُ إِلى بَارِئِهَا فَتَقُولَ لَه: إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرَاً نِعْمَ العَبْد؟ وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ مَعَك؛ أَلَيْسَ اللهُ مَعَ الصَّابِرِين 00؟!

كَانَ سَيِّدُنَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ يمُرُّ في طَرِيقِهِ بِعَبْدٍ صَالح، كَانَ كُلَّمَا مَرَّ بِهِ وَجَدَهُ يُصَلِّي، فَمَرَّ بِهِ يَوْمَاً فَوَجَدَهُ مُمَزَّقَاً كُلَّ مُمَزَّق؛ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: يَا رَبّ؛ عَبْدُكَ فُلاَنٌ تَتْرُكُهُ يحْدُثُ لَهُ هَذَا وَأَنْتَ تَسْمَعُ وَتَرَى 00؟! قَالَ جَلَّ جَلاَلُه: يَا مُوسَى؛ إِنَّهُ طَلَبَ مَنزِلَةً مَا كَانَ لِيُدْرِكَهَا بِغَيرِ هَذَا 00!! فَتَقَبَّلِ البَلاَءَ بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَكُلُّهُ تَكْفِيرٌ لِسَيِّئَاتِك 00

وَاصْنَعْ كَذَلِكَ الأَعْرَابيِّ الأَحْدَب، الَّذِي جِيءَ بِهِ لِيُجْلَد، فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِين: وَاللهِ لأَضرِبَنَّكَ حَتىَّ يَزُولَ حَدَبُك ـ وَالحَدَبُ هُوَ انحِنَاءُ الظَّهْرِ وَتَقَوُّسُه ـ فَقَالَ لَهُ الأَعْرَابيّ: وَأَنَا وَاللهِ لأَصْبِرَنَّ صَبْرَ مَنْ يَرْجُو زَوَالَ حَدَبِه 0 مُصِيبَةُ مَن أُكِلَ حَقُّه

عَن خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: كُنْتُ قَيْنَاً في الجَاهِلِيَّةِ ـ أَيْ حَدَّادَاً ـ وَكَانَ لي عَلَى العَاصِ بْنِ وَائِلٍ دَرَاهِم؛ فَأَتَيْتُهُ أَتَقَاضَاهُ فَقَال: لاَ أَقْضِيكَ حَتىَّ تَكْفُرَ بمُحَمَّد، فَقُلْتُ: لاَ وَاللهِ لاَ أَكْفُرُ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتىَّ يُمِيتَكَ اللهُ ثُمَّ يَبْعَثَك، قَالَ ـ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ مَا يَسْتَحِقّ: فَدَعْني حَتىَّ أَمُوتَ ثُمَّ أُبْعَثَ فَأُوتَى مَالاً وَوَلَدَاً ثُمَّ أَقْضِيَك؛ فَنَزَلَتْ: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَدَاً {77} أَطَّلَعَ الغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدَا {78} كَلاَّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ العَذَابِ مَدَّا} {مَرْيم}

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2425 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2795 / عَبْد البَاقِي] قَالَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْس: " ثَلاَثَةٌ لاَ يَنْتَصِفُونَ مِنْ ثَلاَثَة: حَلِيمٌ مِن أَحْمَق، وَبَرٌّ مِنْ فَاجِر، وَشَرِيفٌ مِنْ دَنيء " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " بِرَقْم: 8460] مُصِيبَةُ فَقْدِ الشَّيْء المَرْءُ يجْمَعُ وَالزَّمَانُ يُفَرِّقُ * وَيَظَلُّ يَرْقَعُ وَالخُطُوبُ تُمَزِّقُ {صَالحُ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوس} عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالى: {وَإِنْ تُبْدُواْ مَا في أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير} {البَقَرَة/284}

وَعَنْ قَوْلِهِ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءَاً يُجْزَ بِهِ} {النِّسَاء/123} 00؟ فَقَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: مَا سَأَلَني عَنهَا أَحَدٌ مُنْذُ سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَذِهِ مُعَاتَبَةُ اللهِ العَبْدَ فِيمَا يُصِيبُهُ مِنَ الحُمَّى وَالنَّكْبَة، حَتىَّ البِضَاعَةُ يَضَعُهَا في كُمِّ قَمِيصِهِ فَيَفْقِدُهَا فَيَفْزَعُ لَهَا؛ حَتىَّ إِنَّ العَبْدَ لَيَخْرُجُ مِنْ ذُنُوبِهِ كَمَا يخْرُجُ التِّبْرُ الأَحْمَرُ مِنَ الكِير " 0 [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: (2991)، رَوَاهُ أَحْمَد 0 الكَنْز: 8647] سَمَاحَةُ الصَّالحِين

فَلاَ تُضَيِّعْ وَقْتَكَ في البُكَاءِ عَلَى اللَّبَنِ المَسْكُوب؛ فَلَيْسَ كُلُّ مَا انْكَسَرَ يمْكِنُ إِصْلاَحُه 00!! يُرْوَى عَنْ بَعْضِ الصَّالحِينَ أَنَّهُ خَرَجَ يَوْمَاً وَفي كُمِّهِ صُرَّةٌ فَافْتَقَدَهَا، فَإِذَا هِيَ قَدْ أُخِذَتْ مِنْ كُمِّهِ فَقَال: بَارَكَ اللهُ لَهُ فِيهَا؛ لَعَلَّهُ أَحْوَجُ إِلَيْهَا مِنيِّ 00!! مِنْ نَوَادِرِ الشُّعَرَاءِ وَالأُدَبَاءِ في المَفْقُودَات مِن أَظْرَفِ مَا قِيلَ في المَفْقُودَاتِ قَوْلُ شَاعِرِنَا الْعَظِيم / محْمُود غُنِيم؛ في سَاعَةٍ فُقِدَتْ مِنهُ، فَاسْتَخْدَمَ التَّوْرِيَةَ قَائِلاً: يَا سَاعَةً مَا أَنْتِ أَوَّلَ سَاعَةٍ * ضَيَّعْتُهَا في أُولَيَاتِ حَيَاتي مَا دُمْتُ ضَيَّعْتُ السِّنِينَ فَمَا أَنَا * بِمُعَاتِبٍ نَفْسِي عَلَى السَّاعَاتِ {محْمُود غُنَيْم}

وَأَذْكُرُ أَنيِّ قَدْ ضَاعَتْ مِنيِّ مجْمُوعَةُ أَوْرَاقٍ مِنْ مُؤَلَّفَاتِي؛ فَكُنْتُ كُلَّمَا اشْتَدَّ إِلَيْهَا حَنِيني، وَأَعْيَاني الْبَحْثُ عَنهَا تَمَثَّلْتُ بِهَذِهِ الآيَةِ الْكَرِيمَة: {عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرَاً مِنْهَا إِنَّا إِلى رَبِّنَا رَاغِبُون} {القَلَم/32} فَإِذَا مَا طَرَقَني طَارِقٌ مِنَ الجَزَعِ فَيَئِسْتُ مِنْ رُجُوعِهَا؛ قُلْتُ لِنَفْسِي: لاَ تهْتَمِّي وَلاَ تحْزَني 00 فَمَنْ سَرَّهُ أَلاَ يَرَى مَا يَسُوئُهُ * فَلاَ يَتَّخِذْ شَيْئَاً يخَافُ لَهُ فَقْدَا {ابْنُ الرُّومِي} وَلَمْ أَزَلْ عَلَى أَمَل 00 لَعَلَّ يَدَ الأَيَّامِ تجْمَعُ بَيْنَنَا * وَتَرْحَمُ أَكْبَادَاً تَكَادُ تَذُوبُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر}

وَكَثِيرَاً مَا كُنْتُ أَقُول: اللهُمَّ يَا مَنْ جَمَعْتَ بَينَ يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ؛ اجْمَعْ بَيْني وَبَينَ مَا ضَاعَ مِنيِّ 0 وَقَدْ يجْمَعُ اللهُ الشَّتِيتَينِ بَعْدَمَا * يَظُنَّانِ كُلَّ الظَّنِّ أَنْ لاَ تَلاَقِيَا {قَيْسُ بْنُ المُلَوَّحِ الْعَامِرِيّ 0 بِتَصَرُّف، بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الحَادِيَ عَشَرَ فَهُوَ لجَمِيل بُثَيْنَة} وَهَذِهِ مُذَكِّرَاتٌ وَحَوَاشٍ كُنْتُ وَضَعْتُهَا عَلَى رِسَالَةِ قَطْرِ النَّدَى وَبَلِّ الصَّدَى لاَبْنِ هِشَام، جَاءَتْ إِلى بَيْتي بَعْضُ قُوَى الظُّلْمِ وَالطُّغْيَان، وَذَهَبُواْ بِهَا في خَبر كَان، وَكَأَنَّ سِيبَوَيْهِ وَابْنَ هِشَام؛ مِنَ المَطْلُوبِينَ أَوِ الهَارِبِينَ مِنَ الأَحْكَام 00!!

فَكُنْتُ أَتَعَجَّبُ لِهَذِهِ الْعُقُول؛ وَأَتَمَثَّلُ بِهَذَا الْبَيْتِ وَأَقُول: رُدُّواْ عَلَيَّ قَبِيحَاً عِنْدَكُمْ حَسَنَاً * عِنْدِي أَرَى مَا ازْدَرَيْتُمْ مِنهُ كُبَّارَا {ابْنُ الرُّومِي} {عَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَني بِهِمْ جَمِيعَا} {يُوسُف/83} {وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِير} {الشُّورَى/29}

الحَمْدُ للهِ الَّذِي رَدَّ عَلَيَّ ضَالَّتي عَن أَبي القَاسِمِ بْنِ حُبَيْشٍ قَال: لَقَدْ جَرَتْ في هَذِهِ الدَّار ـ وَأَشَارَ إِلى دَارٍ قَرِيبَة ـ قِصَّةٌ عَجِيبَة، قَال: " كَانَ يَسْكُنُ في هَذِهِ الدَّارِ رَجُلٌ مِن التُّجَّار، مِمَّنْ يُسَافِرُ إِلى الكُوفَةِ في تجَارَةِ الخَزّ ـ أَيِ الحَرِير ـ فَاتَّفَقَ أَنْ جَعَلَ جَمِيعَ مَا مَعَهُ مِنَ الخَزِّ في خُرْج ـ أَيْ في كِيسَينِ مُتَدَلِّيَينِ عَلَى ظَهْرِ حِمَار ـ وَسَارَ مَعَ القَافِلَة، فَلَمَّا نَزَلَتِ القَافِلَة؛ أَرَادَ إِنْزَالَ الخُرْجِ عَنِ الحِمَار،

فَثَقُلَ عَلَيْه؛ فَأَمَرَ إِنْسَانَاً هُنَاكَ فَأَعَانَهُ عَلَى إِنْزَالِه، ثُمَّ جَلَسَ يَأْكُل، فَاسْتَدْعَى ذَلِكَ الإِنْسَانَ لِيَأْكُلَ مَعَه، فَسَأَلَهُ عَن أَمْرِه؛ فَأَخْبرَهُ أَنَّهُ مِن أَهْلِ الكُوفَة، وَأَنَّهُ خَرَجَ لحَاجَةٍ عَرَضَتْ لَهُ، بِغَيرِ زَادٍ وَلاَ نَفَقَة؛ فَقَالَ لَهُ الرَّجُل: أَنَاْ تَاجِرٌ مِنَ المَوْصِل، فَكُنْ رَفِيقِي؛ تَخْدُمُني وَآنَسُ بِكَ في طَرِيقِي، وَنَفَقَتُكَ وَمُؤْنَتُكَ عَلَيّ 00؟

فَقَالَ لَهُ الرَّجُل: وَأَنَا أَيْضَاً أَخْتَارُ صُحْبَتَك، وَأَرْغَبُ في مُرَافَقَتِك؛ فَسَارَ مَعَه في سَفَرِهِ وَخَدَمَهُ أَحْسَنَ خِدْمَة، إِلىَ أَنْ وَصَلاَ إِلىَ تِكْرِيت، فَنزَلَتِ القَافِلَةُ خَارِجَ المَدِينَة، وَدَخَلَ النَّاسُ إِلى قَضَاءِ حَوَائِجِهِمْ، فَقَالَ التَّاجِرُ لِذَلِكَ الرَّجُل: احْفَظْ حَوَائِجَنَا حَتىَّ أَدْخُلَ المَدِينَةَ وَأَشْتَرِيَ مَا نحْتَاجُ إِلَيْه،

ثُمَّ دَخَلَ المَدِينَةَ وَقَضَى جَمِيعَ حَوَائِجِه، ثُمَّ رَجَعَ فَلَمْ يجِدِ القَافِلَةَ وَلاَ الْغُلاَم؛ فَظَنَّ أَنَّ الْغُلاَمَ رَحَلَ مَعَ القَافِلَة؛ فَلَمْ يَزَلْ يَسِيرُ وَيُجِدُّ في السَّيرِ إِلى أَن أَدْرَكَ القَافِلَةَ بَعْدَ جَهْدٍ عَظِيم، فَسَأَلهُمْ عَنْ صَاحِبِهِ فَقَالُواْ: مَا رَأَيْنَاهُ وَلاَ جَاءَ مَعَنَا، وَلَكِنَّهُ رَحَلَ عَلَى أَثَرِكَ حِينَ أَطَلْتَ المَغِيب، فَظَنَنَّا أَنَّكَ أَمَرْتَهُ بِذَلِك، فَكَرَّ الرَّجُلُ رَاجِعَاً إِلى تِكْرِيت، وَسَأَلَ عَنِ الرَّجُلِ فَلَمْ يجِدْ لَهُ أَثَرَاً، وَلاَ سَمِعَ لَهُ خَبرَاً، فَيَئِسَ مِنهُ وَرَجَعَ إِلىَ المَوْصِل ـ بَلَدِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنهُ ـ مَسْلُوبَ المَال، وَصَلَهَا نهَارَاً فَقِيرَاً جَائِعَاً حَرَضَاً مِنْ شِدَّةِ الإِعْيَاء، فَاسْتَحَى أَنْ يَدْخُلَهَا نَهَارَاً فَيُشْمِتَ بِهِ

الأَعْدَاء 00 وَلَقَدْ تَمُرُّ عَلَى الفَتى نَكَبَاتُهُ * فَتَهُونُ غَيْرَ شَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ {ابْنُ أَبي عُيَيْنَة} فَاسْتَخْفَى إِلىَ اللَّيْلِ ثُمَّ عَادَ إِلىَ دَارِهِ في الدُّجَى؛ لِئَلاَّ يَسُوءَ الصَّدِيقَ أَوْ يَسُرَّ الْعِدَى 00 فَطَرَقَ البَابَ فَقِيلَ مَن هَذَا 00؟

قَالَ فُلاَن ـ يَعْني نَفْسَه ـ فَأَظْهَرُواْ لَهُ سُرُورَاً عَظِيمَاً وَحَاجَةً إِلَيْه، وَقَالُواْ الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَاءَ بِكَ في هَذَا الوَقْت؛ فَإِنَّكَ أَخَذْتَ مَالَكَ مَعَكَ وَمَا تَرَكْتَ لَنَا نَفَقَةً كَافِيَة، وَأَطَلْتَ سَفَرَكَ وَاحْتَجْنَا إِلى مَالٍ فَلَمْ نجِدْ، وَقَدْ وَضَعَتِ امْرَأَتُكَ اللَّيْلَة، وَاللهِ مَا وَجَدْنَا مَا نَشْتَرِي بِهِ شَيْئَاً لِلنُّفَسَاء، فَأْتِنَا بِدَقِيقٍ وَدُهْنٍ نُسْرِجُ بِه، فَإِنَّهُ لاَ سِرَاجَ عِنْدَنَا، فَلَمَّا أَنْ سَمِعَ ذَلِكَ ازْدَادَ غَمَّا عَلَى غَمّ، وَكَرِهَ أَنْ يخْبرَهُمْ بحَالِهِ فَيُحْزِنهُمْ بِذَلِك، فَأَخَذَ وِعَاءً لِلدُّهْنِ وَوِعَاءً لِلدَّقِيق، وَخَرَجَ إِلى حَانُوتٍ أَمَامَ دَارِه، وَكَانَ فِيهِ رَجُلٌ يَبِيعُ الدَّقِيقَ وَالزَّيْتَ وَالعَسَل، وَكَانَ التَّاجِرُ قَدْ أَطْفَأَ

سِرَاجَهُ وَأَغْلَقَ حَانُوتَهُ وَنَام، فَنَادَاهُ فَعَرَفَه، فَخَرَجَ إِلَيْهِ وَعَانَقَهُ وَحَمِدَ اللهَ عَلَى سَلاَمَتِه، فَقَالَ لَهُ افْتَحْ حَانُوتَكَ وَأَعْطِنَا مَا نحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنْ دَقِيقٍ وَعَسَلٍ وَدُهْن، فَنزَلَ البَائِعُ إِلى حَانُوتِهِ وَأَوْقَدَ المِصْبَاحَ وَوَقَفَ يَكِيلُ لَهُ مَا طَلَبَ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ حَانَتْ مِنَ التَّاجِرِ التِفَاتَةٌ في الحَانُوت، فَرَأَى خُرْجَهُ الَّذِي هَرَبَ بِهِ خَادِمُه؛ فَلَمْ يَمْلِكْ نَفْسَهُ أَنْ وَثَبَ إِلَيْهِ وَالتَزَمَهُ وَقَال: ادْفَعْ إِليَّ مَالي يَا عَدُوَّ الله، فَقَالَ لَهُ التَّاجِر: مَا هَذَا يَا فُلاَن 00؟!

قَالَ هَذَا خُرْجِي، هَرَبَ بِهِ خَادِمِي وَأَخَذَ حِمَارِي وَجَمِيعَ مَالي، فَقَالَ التَّاجِر: وَاللهِ مَا لي بِذَلِكَ مِن عِلْم، غَيرَ أَنَّ رَجُلاً قَدِمَ عَلَيَّ بَعْدَ العِشَاء؛ يَشْتَرِي مِنيِّ الْعَشَاء، وَأَعْطَاني هَذَا الخُرْجَ فَجَعَلْتُهُ في حَانُوتي وَدِيعَةً إِلى أَنْ يُصْبِح، وَالحِمَارُ في دَارِي وَالرَّجُلُ في المَسْجِدِ نَائِم، فَحَمَلاَ الخُرْجَ وَمَضَيَا إِلىَ الرَّجُل، فَإِذَا الرَّجُلُ نَائِمٌ في المَسْجِد، فَوَكَزَهُ التَّاجِرُ المَوْصِلِيُّ صَاحِبُ المَالِ بِرِجْلِهِ، فَقَامَ الرَّجُلُ فَزِعَاً، فقال لَهُ التَّاجِرُ المَوْصِلِيّ: أَيْنَ مَالي يَا خَائِن 00؟ قَالَ هَا هُوَ في خُرْجِك، وَاللهِ مَا أَخَذْتُ مِنهُ خَرْدَلَة، قَالَ فَأَيْنَ الحِمَارُ وَآلَتُه 00؟

قَالَ هُوَ عِنْدَ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي مَعَكَ، فَسَأَلَهُ التَّاجِرُ أَيْنَ كُنْت 00؟!

فَقَالَ الرَّجُل: قَدِ انْتَظَرْتُكَ طَوِيلاً فَلَمْ تَجِئْ، حَتىَّ هَمَّتِ القَافِلَةُ بِالمَسِير، فَاسْتَأْذَنْتُهُمْ أَن أَنْطَلِقَ في أَثَرِكَ فَلَمْ أَعْثُرْ عَلَيْك، ثُمَّ نَظَرْتُ فَإِذَا القَافِلَةُ قَدْ سَارَتْ؛ فَعُدْتُ أَدْرَاجِيَ حَتىَّ أُؤَدِّيَ الأَمَانَةَ إِلى أَهْلِ بَيْتِك، فَوَصَلْتُ إِلى المَوْصِلِ في ظُلْمَةِ اللَّيْل، فَقُلْتُ أَنَامُ في المَسْجِدِ إِلى الصُّبْحِ ثُمَّ أَمْضِي لأَهْلِ بَيْتِك 00 فَعَفَا عَنهُ التَّاجِرُ المَوْصِلِيُّ وَخَلَّى سَبِيلَه، ثمَّ مَضَى بخُرْجِهِ إِلى دَارِهِ؛ فَوَجَدَ مَتَاعَهُ سَالِمَاً، فَوَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ وَأَخْبرَهُمْ بِقِصَّتِهِ؛ فَازْدَادُواْ سُرُورَاً وَفَرَحَاً، وَتَبرَّكُواْ بِذَلِكَ المَوْلُود، فَسُبْحَانَ مَنْ لاَ يَخِيبُ قَاصِدًه، وَلاَ يَنْسَى مَنْ يَعْبُدُه 00!!

[الأَبْشِيهِيُّ في كِتَابِ " المُسْتَطْرَفِ في كُلِّ فَنٍّ مُسْتَظْرَف " بِالبَابِ السَّابِعِ وَالخَمْسِين: بَابِ اليُسْرِ بَعْدَ العُسْرِ بِتَصَرُّفٍ يَسِير] سُبْحَانَ مَنْ بَدَّلَ حُسْنَاً بَعْدَ سُوء حَكَى أَبُو بَكْرٍ الطَّرْطُوشِيُّ في كِتَابِهِ " سِرَاجِ المُلُوكِ " عَن أَحَدِ الصَّالحِينَ قَال:

" كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَى الشَّيْخِ أَبي حَفْصٍ جُزْءً امِنَ الحَدِيث، في حَانُوتِ رَجُلٍ عَطَّار، فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ مَعَهُ في الحَانُوت؛ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الطَّوَّافِين، مِمَّنْ يَبِيعُ العِطْرَ في طَبَقٍ يحْمِلُهُ عَلَى يَدِه، فَدَفَعَ إِلَيْهِ عَشْرَةَ دَرَاهِمَ وَقَالَ لَه: أَعْطِني بهَا أَشْيَاءَ سَمَّاهَا لَهُ مِنَ العِطْر، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا فَأَخَذَهَا، ثُمَّ هَمَّ العَطَّارُ بِالقِيَامِ لِشَأْنِه؛ فَسَقَطَ الطَّبَقُ مِنْ يَدِهِ فَانْسَكَبَ جَمِيعُ مَا فِيه، فَبَكَى وَجَزِعَ حَتىَّ رَحِمْنَاه؛ فَقَالَ أَبُو حَفْصٍ لِصَاحِبِ الحَانُوت: لَعَلَّكَ تُعِينُهُ عَلَى بَعْضِ هَذِهِ الأَشْيَاء 00؟

فَقَالَ سَمْعَاً وَطَاعَة، فَنزَلَ وَأَعْطَى الرَّجُلَ الطَّوَّافَ مَا قَدَرَ عَلَيْه، وَأَقْبَلَ الشَّيْخُ عَلَيْهِ يُصَبِّرُهُ وَيَقُولُ لَه: لاَ تَجْزَعْ، إِنَّ أَمْرَ الدُّنيَا أَيْسَرُ مِنْ ذَلِك، فَقَالَ الطَّوَّاف: أَيُّهَا الشَّيْخ؛

لَيْسَ جَزَعِي لِضَيَاعِ مَا ضَاع، لَقَدْ عَلِمَ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنيِّ كُنْتُ في القَافِلَةِ الفُلاَنِيَّة، فَضَاعَ لي هِمْيَانٌ فِيهِ أَرْبَعَةُ آلاَفِ دِينَار، وَمَعَهَا فُصُوصٌ قِيمَتُهَا كَذَلِكَ فَمَا جَزِعْت؛ حَيْثُ كَانَ لَدَيَّ مِنْ رَأْسِ المَالِ مَا يَصْلُحُ بِهِ حَالي، وَأُنْفِقُ مِنهُ عَلَى عِيَالي، وَلَكِنْ وُلِدَ لي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَلَد، فَاحْتَجْنَا لأُمِّهِ مَا يُحْتَاجُ لِلنُّفَسَاء، وَلَمْ يَكُن عِنْدِي بَعْدَ ذَهَابِ تجَارَتي غَيرُ مِاْئَةِ دِرْهَم، فَخَشِيتُ أَن أَشْتَرِيَ بهَا حَاجَةَ النُّفَسَاءِ فَأَبْقَى بِلاَ رَأْسِ مَال، وَأَنَا قَدْ صِرْتُ شَيْخَاً كَبِيرَاً لاَ أَقْدِرُ عَلَى الكَسْب؛

فَقُلْتُ في نَفْسِي: أَشْتَرِي بِهَا شَيْئَاً مِنَ العِطْر، فَأَطُوفُ بِهِ صَدْرَ النَّهَارِ عَسَى أَنْ يُرْبحَني اللهُ شَيْئَاً أَسُدُّ بِهِ حَاجَتي، وَأُنْفِقُ مِنهُ عَلَى زَوْجَتي، وَيَبْقَى رَأْسُ المَالِ كَمَا هُوَ، فَاشْتَرَيْتُ هَذَا العِطْر، فَحِينَ انْسَكَبَ الطَّبَقُ عَلِمْتُ أَنَّه لَمْ يَبْقَ لي إِلاَ الفِرَارُ مِنهُم؛ فَهَذَا هُوَ الَّذِي أَدَّى إِلى جَزَعِي، وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الجُنْدِ جَالِسَاً إِلى جَانِبي يَسْمَعُ الحَدِيث، فَقَالَ لأَبي حَفْص: يَا سَيِّدِي، أُرِيدُ أَنْ تَأْتيَ بهَذَا الرَّجُلِ إِلى مَنزِلي، فَأَتَيْنَاهُ فَأَدْخَلَنَاهُ إِلى مَنزِلِه، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الطَّوَّافِ وَقَالَ لَه: عَجِبْتُ مِنْ جَزَعِك 00؟! فَأَعَادَ عَلَيْهِ القِصَّة، فَقَالَ لَهُ الجُنْدِيّ: وَكُنْتَ في تِلْكَ القَافِلَة 00؟

قَالَ نَعَمْ، وَكَانَ مَعِي فِيهَا فُلاَنٌ وَفُلاَن، فَعَلِمَ الجُنْدِيُّ صِحَّةَ قَوْلِهِ فَقَالَ لَهُ: وَمَا عَلاَمَةُ هِمْيَانِك؟ وَفي أَيِّ مَوْضِعٍ سَقَطَ مِنْك 00؟ فَوَصَفَ لَهُ المَكَانَ وَالعَلاَمَة، فَقَالَ لَهُ الجُنْدِيّ: إِذَا رَأَيْتَهُ تَعْرِفُه 00؟

قَالَ نَعَمْ، فَأَخْرَجَ الجُنْدِيُّ لَهُ هِمْيَانَاً وَوَضَعَهُ بَينَ يَدَيْه، فَصَاحَ الشَّيْخُ حِينَ رَآهُ وَقَال: هَذَا هِمْيَاني وَاللهِ، وَعَلاَمَةُ صِحَّةِ قَوْلي؛ أَنَّ فِيهِ مِنَ الفُصُوصِ كَيْتَ وَكَيْت، فَفَتَحُواْ الهِمْيَانَ فَوَجَدُوهُ كَمَا ذَكَر، فَسَجَدَ الرَّجُلُ للهِ شُكْرَاً، ثمَّ قَامَ فَقَبَّلَ رَأْسَ الجُنْدِيِّ وَشَكَرَهُ عَلَى أَمَانَتِه، وَعَرَضَ عَلَيْهِ بَعْضَ المَالِ فَقَال: خُذْ مَالَكَ بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيه، فَقَالَ الطَّوَّاف: إِنَّ هَذِهِ الفُصُوصَ قِيمَتُهَا مِثْلُ الدَّنَانِيرِ وَأَكْثَر، فَخُذْهَا عَنْ طِيبِ نَفْسٍ بِذَلِك 00؟

فَقَالَ الجُنْدِيّ: مَا كُنْتُ لآخُذَ عَلَى أَمَانَتي أَجْرَاً، وَلَقَدْ تحَسَّسْتُ الأَخْبَار؛ رَجَاءَ أَن أَسْمَعَ مَنْ يُنْشُدُهَا فَلَمْ أَجِدْ، فَتَرَكْتُهَا كَمَا هِيَ حَتىَّ يَأْتيَ صَاحِبُهَا، وَهَا أَنْتَ ذَا قَدْ أَتَيْت، وَأَبى أَنْ يَأْخُذَ شَيْئَا، فَأَخَذَ الطَّوَّافُ هِمْيَانَهُ وَمَضَى، وَهُوَ في غَايَةِ السُّرُورِ وَالرِّضَى، فَسُبْحَانَ الله 00 دَخَلَ الطَّوَّافُ وَهُوَ مِنَ الفُقَرَاءِ المَسَاكِين، وَخَرَجَ وَهُوَ مِنَ الأَغْنِيَاءِ المَتْرَفِين "0 [الأَبْشِيهِيُّ في كِتَابِ " المُسْتَطْرَف " بِشَيْءٍ مِنَ التَّصَرُّف، البَابُ السَّابِعُ وَالخَمْسُون: بَابِ اليُسْرِ بَعْدَ العُسْرِ] مُصِيبَةُ العَزْل

مِن أَطْرَفِ مَا قِيلَ في الْعَزْلِ قَوْلُهُمْ في رَجُلٍ صَالحٍ كَانَ بَارَّاً بِالنَّاسِ قَاضِيَاً لحَوَائِجِهِمْ، فَعَزَلُوهُ وَجَاءُ واْ كَالعَادَةِ بِرَجُلِ سَوْء، فَنَدِمَ عَلَيْهِ أَحَدُ الأُدَبَاءِ الَّذِينَ كَانَ يحْسِنُ إِلَيْهِمْ فَقَال: رَاحَ الَّذِي كُنَّا نَعِيشُ بِفَضْلِهِ بَيْنَ الوَرَىرَ وَأَتَى الَّذِينَ حَيَاتُهُمْ وَوُجُودُهُمْ مِثْلُ الخَرَا مُصِيبَةُ رَفْضِ الشَّابِّ عِنْدَ التَّقَدُّمِ لخِطْبَةِ فَتَاة الحُبُّ أَعْظَمُ مَا يُبْلَى بِهِ الرَّجُلُ * وَالشِّعْرُ عَوْنٌ لِمَنْ ضَاقَتْ بِهِ الحِيَلُ {الشَّرِيفُ الرَّضِيُّ بِتَصَرُّف}

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " تُوُفِّيَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَتَرَكَ ابْنَةً لَهُ مِن خُوَيْلَةَ بِنْتِ حَكِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الأَوْقَصِ رَضِيَ اللهُ عَنهَا، وَأَوْصَى إِلى أَخِيهِ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ رَضِيَ اللهُ عَنه، وَهُمَا خَالاَي، فَمَضَيْتُ إِلى قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَخْطُبُ ابْنَةَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ رَضِيَ اللهُ عَنه؛ فَزَوَّجَنِيهَا، وَدَخَلَ المُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَة ـ يَعْني إِلى أُمِّهَا ـ فَأَرْغَبَهَا في المَالِ فَحَطَّتْ إِلَيْه، وَحَطَّتِ الجَارِيَةُ إِلى هَوَى أُمِّهَا؛ فَأَبَيَا ـ أَيْ رَفَضَا خِطْبَتي ـ حَتىَّ ارْتَفَعَ أَمْرُهُمَا إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَقَالَ قُدَامَةُ بْنُ مَظْعُون: يَا رَسُولَ الله؛ ابْنَةُ أَخِي أَوْصَى بِهَا إِلَيّ، فَزَوَّجْتُهَا ابْنَ عَمَّتِهَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنه، فَلَمْ أُقَصِّرْ بِهَا في الصَّلاَحِ وَلاَ في الكَفَاءة، وَلَكِنَّهَا امْرَأَة ـ أَيْ نَاقِصَةُ عَقْل ـ وَإِنَّمَا حَطَّتْ إِلى هَوَى أُمِّهَا؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هِيَ يَتِيمَةٌ وَلاَ تُنْكَحُ إِلاَّ بِإِذْنِهَا " 0 فَانْتُزِعَتْ وَاللهِ مِنيِّ بَعْدَ أَنْ مَلَكْتُهَا، فَزَوَّجُوهَا المُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَة " 0 [صَحَّحَهُ أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6136، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد، وَالحَاكِمُ بِاخْتِصَارٍ وَقَالَ فِيهِ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

لَقَدْ سَعَيْتُ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ لِلزَّوَاجِ مِنْ فَتَاةٍ أَحْبَبْتُهَا حُبَّاً جَمَّاً وَتَمَنَّيْتُهَا لِنَفْسِي؛ فَلَمْ يُقَدَّرْ لي ذَلِك، وَحِيلَ بَيْني وَبَينَ مَا أَتَمَنَّاه؛ وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي لاَ يُحْمَدُ عَلَى مَكْرُوهٍ سِوَاه 00!! وَلأَنَّ مَنْ رَأَى بَلْوَى غَيرِهِ هَانَتْ عَلَيْهِ بَلْوَاه؛ قَرَّرْتُ أَخِيرَاً بَعْدَمَا تَرَدَّدْتُ كَثِيرَاً أَن أَذْكُرَ قِصَّتي؛ عَلَّهَا تُهَوِّنُ عَلَى مَنِ اسْتَبَدَّتْ بِهِ الأَحْزَان، وَأَفْضَى بِهِ الأَمْرُ إِلى الحِرْمَان؛ فَيَجِدَ فِيهَا السُّلْوَان: ـ أَمَّا البِنْتُ الأُولى: فَكَانَتْ مِنْ قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا السِّعْدَة، بِمَرْكَزِ فَاقُّوسٍ بمُحَافَظَةِ الشَّرْقِيَّة: تِلْكَ الفَتَاةُ تَرَبَّعَتْ عَلَى عَرْشِ قَلْبي، وَكُلَّمَا قُلْتُ أَنْسَاهَا تجَدَّدَتْ ذِكْرَاهَا 00!!

لاَ أَقُولُ أَنهَا كَانَتْ فَاتِنَة، إِلاَّ أَنِّي عَلَى الرَّغْمِ مِنْ ذَلِكَ مَا أَحْبَبْتُ فَتَاةً مِثْلَهَا، لَمْ تُعْجِبْني أَوَّلَ مَا رَأَيْتُهَا، وَلَكِنْ بَدَأَ التَّحَوُّلُ حِينَمَا ذَهَبْتُ لِرُؤْيَتِهَا وَسَمِعْتُ كَلاَمَهَا، أَدَبٌ جَمّ، وَاتِّزَانٌ تَامّ، وَهُدُوءٌ لاَ نَظِيرَ لَهُ، فَهِمْتُ بِهَا وَأَحْبَبْتُهَا حُبَّاً شَدِيدَاً؛ وَلِذَا عِنْدَمَا بَلَغَني تَرَدُّدُ أَهْلِهَا بَعْدَ مُوَافَقَتِهَا حَزِنْتُ حُزْنَاً شَدِيدَاً، وَعِنْدَمَا قَالَ ليَ الصَّدِيقُ الوَسِيطُ لَدَيَّ أَجْمَلُ مِنهَا؛ قُلْتُ لَهُ: قَدْ يُوجَدُ أَجْمَلُ مِنهَا، أَمَّا أَكْثَرُ مِنهَا اتِّزَانَاً وَرَزَانَةً فَلاَ أَظُنّ، ثُمَّ انْتَهَى الأَمْرُ إِلى عَدَمِ مُوَافَقَتِهَا؛ فَقُلْتُ:

{عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرَاً مِنْهَا إِنَّا إِلى رَبِّنَا رَاغِبُونَ} {القَلَم: 32} اللهُمَّ أْجُرْني خَيرَاً في مُصِيبَتي فِيهَا وَاخْلُفْ لي خَيرَاً مِنهَا 00!! يَبْدُو أَنَّ الْوَقَارَ وَالاَتِّزَانَ لَيْسَا كُلَّ شَيْءٍ في الفَتَاة، وَأَنَّ رَزَانَةَ القَوْل؛ لاَ تَعْني حِكْمَةَ العَقْل، وَأَنَّ الأَهْلَ وَالأَصْل؛ يَلْعَبَانِ دَوْرَاً كَبِيرَاً في اخْتِيَارِ الفَتَاة 00 ـ أَمَّا البِنْتُ الثَّانِيَة: فَكَانَتْ مِنْ " مُطُول " بمَرْكَزِ إِطْسَا محَافَظَةِ الفَيُّوم، أَحْبَبْتُهَا حُبَّاً جَمَّاً، وَلَمَّا عَلِمَتْ هِيَ أَنيِّ تَقَدَّمْتُ إِلى وَالِدِهَا وَرَفَض؛ سَاءهَا ذَلِكَ وَقَالَتْ: لِمَ رَدَّهُ أَبي 00؟!

وَحَاوَلْتُ مَرَّةً أُخْرَى دُونَ جَدْوَى، وَكَانَ السَّبَب: لَمْ تُعْجِبْهُ غُرْفَةُ النَّوْم؛ حَيْثُ اشْتَرَتْ لي وَالِدَتي غُرْفَةً مُسْتَعْمَلَةً فَأَصْلَحْتُهَا وَطَلَيْتُهَا طِلاَءً حَسَنَاً، وَلَمْ يَكُنْ بِاسْتِطَاعَتي شِرَاءُ غُرْفَةٍ جَدِيدَة؛ فَضَاعَتْ مِنيِّ وَتَزَوَّجَهَا غَيرِي 00!! لَمْ يُخْطِئْ وَاللهِ سَمِيرٌ الْقَاضِي / الشَّاعِرُ المَشْهُور؛ عِنْدَمَا قَالَ مُنَدِّدَاً بِغَلاَءِ المُهُور: أُحِبُّ أَنَا لَيْلَى وَلَيْلَى تحِبُّني * وَلَكِن أَبُو لَيْلَى عَنِيدٌ وَمُفْتَرِ فَيَطْلُبُ مَهْرَاً لاَ سَبِيلَ لِدَفْعِهِ * وَيَقْصِمُ ظَهْرِي عِنْدَ ذِكْرِ المُؤَخَّرِ أَيَرْفُضُني عَمِّي لأَنِّي مُوَظَّفٌ * وَأُنْفِقُ أَمْوَالي عَلَى حُسْنِ مَظْهَرِي وَعَمِّيَ جَزَّارٌ وَيَمْلِكُ مَطْعَمَاً * وَيَأْكُلُ بُفْتِيكَاً وَيَأْكُلُ جَمْبرِيِ

يَقِيسُ نجَاحَ المَرْءِ بِالمَالِ وَحْدَهُ * وَلَوْ جَمَعَ الأَمْوَالَ مِن أَيِّ مَصْدَرِ أَيَهْزَأُ بي عَمِّي وَيَكْرَهُ سِيرَتي * وَيَبْحَثُ عَنْ زَوْجٍ ثَرِيٍّ وَفَنْجَرِي وَقَدْ قَالَ إِنيِّ لَسْتُ أَمْلِكُ مَنْزِلاً * وَأَسْكُنُ في بَيْتٍ قَدِيمٍ مُؤَجَّرِ وَلاَ أَحْمِلُ المحْمُولَ كَالنَّاسِ في يَدِي * وَلاَ مَالَ عِنْدِي كَيْ أَبِيعَ وَأَشْتَرِيرِ وَيَزْعُمُ عَمِّي أَنَّني صِرْتُ صَائِعَاً * وَيَغْضَبُ جِدَّاً عِنْدَ رُؤْيَةِ مَنْظَرِيرِ تجَاهَلَ أَخْلاَقِي وَعِلْمِي وَحِكْمَتي * وَقَالَ بِأَنيِّ فَاشِلٌ غَيرُ عَبْقَرِيرِ وَمَا كَانَ مِنهُمْ بَعْدَ طُولِ تَرَدُّدِي * سِوَى أَنَّ لَيْلَى زَوَّجُوهَا لِسَمْكَرِيرِ ـ وَالثَّالِثَةُ كَانَتْ مِنْ بَني سوِيف، ظَلَّ أَبُوهَا يُعْطِيني الأَمَلَ حَتىَّ قَضَى حَاجَتَهُ وَلَمْ يَقْضِ حَاجَتي 0

ـ وَالرَّابِعَةُ رَأَيْتُهَا فَأَعْجَبَتْني وَأَعْجَبَني هُدُوؤُهَا، فَسَأَلْتُ عَنهَا قَدْرَ مَا أَمْكَنَني فَأَرْضَاني مَا سَمِعْت، وَالِدُهَا إِنْسَانٌ مُتَدَيِّن، إِلاَّ أَنَّهُ رَفَضَ سَامحَهُ اللهُ بِدُونِ أَنْ يُبْدِيَ أَسْبَابَ الرَّفْض 0

ـ أَمَّا الخَامِسَةُ فَكَانَتْ تمُرُّ عَلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ في مَكَانِ عَمَلِي لِقُرْبِهِ مِنْ مَكَانِ عَمَلِهَا، رَأَيْتُهَا فَأَعْجَبَني جَمَالُهَا وَسَيْرُهَا، ثُمَّ اخْتَفَتْ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَمْ أَدْرِ أَيْنَ ذَهَبَتْ، حَتىَّ كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ فَرَأَيْتُهَا وَعَرَفْتُ مَكَانَ عَمَلِهَا، وَأَرَدْتُ التَّقَدُّمَ إِلَيْهَا، إِلاَّ أَنيِّ لَمْ أَجِدْ مَنْ يُمَهِّدُ لي، لاَ سِيَّمَا أَنَّهَا كَانَتْ تَعْمَلُ في مَكَانٍ حَسَّاس، لَيْتَني وَجَدْتُ عَلَى الخَيرِ أَعْوَانَاً كَمَا يجِدُ غَيرِي عَلَى الشَّرِّ أَعْوَانَا 00!!

ـ أَمَّا السَّادِسَةُ فَكَانَتْ مِن عِزْبَة رَحِيل، بمَرْكَز أَبشِوَايَ بمحَافَظَةِ الفَيُّوم: وَوَافَقَتْ عَلَى الزَّوَاجِ وَوَافَقَ أَهْلُهَا، إِلاَّ أَنَّ أُمَّهَا سَامحَهَا اللهُ رَفَضَتْ ذَهَابهَا إِلى القَاهِرَة؛ فَانْتَهَتْ فِكْرَةُ الزَّوَاجِ إِلى لاَ شَيْء!! ـ أَمَّا السَّابِعَةُ فَكَانَتْ تِلْمِيذَةً مَعِي في مَدْرَسَة " نَبِيلِ الوَقَّادِ الاِبْتِدَائِيَّة " 0

كَانَ يجْمَعُنَا كُلَّ يَوْمٍ طَرِيقٌ وَاحِد، كَمَا جَمَعَتْنَا مَدْرَسَةٌ وَاحِدَة، كَانَتْ تَأْلَفُني لِدَرَجَةِ أَنهَا كَانَتْ تَكْتُبُ بِالطَّبَاشِيرِ اسْمِي عَلَى جُدْرَانِ الطَّرِيق، وَكُنْتُ أُحِبُّهَا لِدَرَجَةِ أَنِّي لَمْ أَنْسَ وَقَدْ مَرَّ عَلَى افْتِرَاقِنَا أَكْثَرُ مِن أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَة؛ رَائِحَةَ المَنَادِيلِ الَّتي كَانَتْ تحِبُّهَا، رَأَيْتُهَا مُنْذُ عَامَينِ وَقَدْ كَبرَتْ، إِلاَّ أَنَّهَا كَانَتْ بِرُفْقَةِ صَدِيقَاتِهَا فَاسْتَحْيَيْتُ أَن أُحَدِّثَهَا، وَعَلَى الرَّغْمِ مِن عَدَمِ تَأَكُّدِي مِنهَا؛ إِلاَّ أَنيِّ ظَلَلْتُ أَتَرَدَّدُ عَلَى ذَلِكَ المَكَانِ أَكْثرَ مِن عِشْرِينَ مَرَّة؛ طَمَعَاً في رُؤْيَتِهَا فَلَمْ أَرَهَا 0 ـ أَمَّا الثَّامِنَةُ وَالأَخِيرَة: فَقَدْ كَانَتْ مِنْ مَرْكَز أَشْمُون بِمُحَافَظَةِ المُنُوفِيَّة:

كَانَ ظُهُورُهَا في حَيَاتي بمَحْضِ الصُّدْفَة، حَيْثُ كُنْتُ هُنَاكَ بِصَدَدِ البَحْثِ عَن عَرُوسٍ فَلَمْ أُوَفَّقْ، وَبَيْنَمَا أَنَا بِسَبِيلِ التَّأَهُّبِ لِلرَّحِيلِ إِذْ بَصُرْتُ بهَا فَوَقَعَتْ في قَلْبي؛ فَسَأَلْتُ عَنهَا 00؟ فَقِيلَ لي إِنَّهَا مخْطُوبَة، فَعُدْتُ إِلى أَهْلِي بِالقَاهِرَةِ وَحَاوَلْتُ أَن أَتَنَاسَاهَا وَلَكِنْ دُونَ فَائِدَة، وَكُنْتُ أَسْأَلُ بَينَ الحِينِ وَالحِينِ عَن أَخْبَارِهَا 00 لَعَلَّ يَدَ الأَيَّامِ تجْمَعُ بَيْنَنَا * وَتَرْحَمُ أَكْبَادَاً تَكَادُ تَذُوبُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} حَتىَّ بَدَأْتُ الاَنْشِغَالَ بِطَبْعِ أُولَيَاتِ مُؤَلَّفَاتي، وَمَرَّ بي مِنَ الشُّهُورِ مَا مَرّ، ثمَّ سَأَلْتُ عَنهَا 00؟

فَقِيلَ لي: لَقَدْ فُسِخَتْ خِطْبَتُهَا مُنْذُ أَسَابِيع، فَأَخَذْتُ وَالِدَتي وَسَافَرْنَا في أَوَّلِ قِطَار، وَمَا أَن هَبَطَتْ أَقْدَامُنَا أَرْضَ القَرْيَةِ حَتىَّ سَأَلْنَا عَن أَخْبَارِهَا 00؟ فَقِيلَ لَنَا: لَقَدْ خُطِبَتْ يَوْمَ الخَمِيسِ المَاضِي 00!! فَعُدْتُ في حَالٍ يُرْثَى لهَا، وَكَمَا أَنَّ أَحْلَى الرَّجَاءِ الرَّجَاءُ بَعْدَ اليَأْس؛ فَأَمَرُّ اليَأْسِ اليَأْسُ بَعْدَ الرَّجَاء!! ثمَّ عَلِمْنَا بَعْدَ ذَلِكَ بِانْفِسَاخِ تِلْكَ الخِطْبَةِ الأَخِيرَة ـ حَيْثُ كَانَتْ هَدَاهَا اللهُ لاَ يُعْجِبُهَا أَحَد ـ فَطَلَبْتُهَا مِنْ وَالِدِهَا؛ فَطَلَبَ إِمْهَالَهُ فَتْرَة؛ ثُمَّ كَانَ الرَّفْضُ الَّذِي يُقَطِّعُ الْفُؤَاد، وَيُمَزِّقُ الأَكْبَاد 00

وَالشَّاعِرُ وَحْدَهُ دُونَاً عَنِ النَّاسِ كَافَّة؛ إِذَا أَحَبَّ أَحَبَّ حُبَّاً كَبِيرَا، وَإِذَا حَزِنَ حَزِنَ حُزْنَاً مَرِيرَا، سُبْحَانَ الله؛ الَّتي تُقَدِّرُكَ لاَ تُعْجِبُك، وَالَّتي تُعْجِبُكَ لاَ تُقَدِّرُك 00!! أَنَاْ لَمْ أَنْسَ يَوْمَاً أَنيِّ تَقَدَّمْتُ لِفَتَاةٍ في مِصْر: مُطَلَّقَة، وَعَرْجَاء، وَلاَ تَقْرَأْ وَلاَ تَكْتُب، وَسُبْحَانَ الله؛ رَفَضُواْ، رَغْمَ أَنيِّ كُنْتُ مُؤَلِّفَاً آنَذَاكَ وَلي أَعْمَالٌ مَطْبُوعَةٌ وَعِنْدِي شَقَّة، وَلَكِن هَكَذَا الدُّنيَا: إِذَا أَقْبَلَتْ بَاضَ الحَمَامُ عَلَى الوَتَدْ * وَإِن أَدْبَرَتْ بَصَقَ الحِمَارُ عَلَى الأَسَدْ لَقَدْ عَرَكَنَا الزَّمَان، وَجَرَّعَنَا الحِرْمَان؛ حَتىَّ رَوَّضْنَا أَنْفُسَنَا عَلَى الأَحْزَان 00

كَمْ إِنَّهُ لمَرِيرٌ جِدَّاً أَنْ تخْتَارَ فَتَاةً؛ ثمَّ تَكْتَشِفُ أَنَّكَ قَدْ أَسَأْتَ اخْتِيَارَك، وَالأَمَرُّ مِنهُ أَنْ لاَ تجِدَ الفَتَاةَ البَدِيلَةَ الَّتي تَرُدُّ بِهَا اعْتِبَارَك 00!! إِنَّهُ لَشُعُورٌ قَاتِلٌ أَنْ تَشْعُرَ أَنَّكَ إِنْسَانٌ غَيرُ مَرْغُوبٍ فِيه 00!! كَأَنَّكَ مَطْلِيٌّ بِهِ القَارُ أَجْرَبُ {النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ} لَمْ أَكُنِ الشَّابَّ الَّذِي إِنْ سَارَ اهْتَزَّتْ لَهُ الأَرْكَان، وَأُشِيرَ إِلَيْهِ بِالبَنَان، وَالبَنَاتُ يُعْجِبُهُنَّ هَذَا النَّوْعُ مِنَ الشُّبَّان، فَفَتَاةُ هَذَا الجِيل: لَمْ تَعُدْ تَبْحَثُ عَنِ الشَّابِّ الأَصِيل، أَوِ الْعَالِمِ الجَلِيل، وَإِنَّمَا لَهَا مَآرِبُ أُخْرَى مِنْ دُونِ ذَلِك 00

وَنَعُودُ فَنَقُول: الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ مُصِيبَتَنَا في دُنيَانَا وَلَمْ يجْعَلْهَا في دِينِنَا؛ فَغَيرُنَا أَعْطَاهُ اللهُ مَا حَرَمَنَا، وَلَكِن حَرَمَهُ مِمَّا أَعْطَانَا: حَرَمَهُ مِنَ الخَير، حَرَمَهُ مِنَ الدِّين، حَرَمَهُ مِن أَعْمَالِ البرّ 00 لاَ يُصَلِّي، وَإِنْ صَلَّى لاَ يُزَكِّي، وَإِنْ زَكَّى فِرِئَاءَ النَّاس، فَالحَمْدُ للهِ عَلَى مَا وَهَب، وَلاَ اعْتِرَاضَ عَلَى مَا سَلَب 00!! وَسُبْحَانَ الله؛ لَوْلاَ هَذِهِ الأَحْزَانُ الْعَمِيقَة؛ مَا كُنْتُ كَتَبْتُ هَذِهِ المَقَالَةَ الرَّقِيقَة: الحُلْمُ الجَمِيل

إِنَّهُ بِحَقٍّ حُلْمٌ جَمِيل، وَلَكِنْ لاَ يَعِيبُهُ إِلاَّ أَنَّهُ مُسْتَحِيل: إِنَّهُ البَحْثُ عَنْ شَرِيكَةِ الحَيَاة، لَقَدْ أَصْبَحَ أَمْرَاً صَعْبَاً في هَذَا الزَّمَان 00 نَشْرُ مُؤَلَّفَاتي، وَالبَحْثُ عَنْ شَرِيكَةِ حَيَاتي: لَقِيتُ الأَمَرَّيْنِ في هَذَيْنِ الأَمْرَيْن 00 قَدْ يَقُولُ قَائِل: لاَ تَبْتَئِسْ وَلاَ تحْزَن، إِنَّهَا فَقَطْ مَسْأَلَة وَقْت، أَنْتَ مُؤَلِّفٌ وَأَدِيبٌ كَبِير، وَحَصُلْتَ عَلَى الكَثِيرِ وَالكَثِير؛ مِنَ الإِعْجَابِ وَالتَّقْدِير، وَنُشِرَتْ لَكَ في الصُّحُفِ مَقَالاَت، وَطُبِعَتْ لَكَ عِدَّةُ مُؤَلَّفَات، وَأَصْبَحَ لَكَ مُعْجَبُونَ وَمُعْجَبَات، وَسَتَجِدُ بَدَلَ الفَتَاةِ عَشْرَ فَتَيَات!!

لَيْسَ الأَمْرُ كَمَا تَظُنُّ يَا صَاحِبي؛ فَالمُعْجَبَاتُ قَلِيلاَت، وَيَكُنَّ إِمَّا مخْطُوبَات، أَوْ مُتَزَوِّجَات، أَوْ لاَ تَنْطَبِقُ عَلَيْهِنَّ المُوَاصَفَات، إِنَّ فَتَاةَ هَذَا الجِيل؛ قَدْ تَغَيرَتْ كَثِيرَاً عَنْ فَتَاةِ الزَّمَنِ الجَمِيل؛ الَّتي كَانَ فَتى أَحْلاَمِهَا زَعِيمَاً مُنَاضِلاً، أَوْ أَدِيبَاً فَاضِلاً، أَمَّا فَتَاةُ هَذِهِ الأَيَّام؛ فَكُلُّ مَا يَهُمُّهَا المُوضَةُ وَمُشَاهَدَةُ الأَفْلاَم؛ وَفَتى أَحْلاَمِهَا شَابٌّ عَلَى شَاكِلَة [فُلاَن] لاَعِبِ الكُرَةِ الشَّهِير، أَوْ [فُلاَن] المُغَنيِّ أَوِ المُمَثِّلِ الْكَبِير 00!! سَارَتْ مُغَرِّبةً وَسِرْتُ مُشَرِّقَاً * شَتَّانَ بَينَ مُشَرِّقٍ وَمُغَرِّبِ

دَعْني غَارِقَاً في أَحْلاَمِي يَا فَتى؛ فَالأَحْلاَمُ وَإِنْ كَانَتْ ضَرْبَاً مِنَ الخَيَال: إِلاَّ أَنهَا أَفْضَلُ مِنَ الوَاقِعِ عَلَى كُلِّ حَال 00 فَدَعْني وَحْدِي: أَحْيى عَلَى أَمَلِي وَكَمْ مِنْ شَاعِرٍ * يحْيى كَمَا أَحْيى عَلَى الأَوْهَامِ وَإِذَا الحَقِيقَةُ أَعْجَزَتْكَ فَرُبَّمَا * أَدْرَكْتَ مَا أَعْيَاكَ بِالأَحْلاَمِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر أَوْ محْمُود غُنيم} وَلاَ عَيْبَ في الأَحْلاَمْ * إِلاَّ أَنَّهَا أَحْلاَمْ فَالحُبُّ الحَقِيقِي لاَ * يُوجَدُ إِلاَّ في الأَفلاَمْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

إِنَّ الخَطَأَ الَّذِي تَقَعُ فِيهِ أَكْثَرُ الفَتَيَاتِ عِنْدَ الزَّوَاج؛ أَنهُنَّ يَبْحَثْنَ عَنِ السَّعَادَةِ في الزَّوْجِ الغَنيّ، أَوْ صَاحِبِ المَنْصِبِ أَوِ المَشْهُور، وَيَنْسَونَ أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى قَسَّمَ المَوَاهِبَ كَمَا قَسَّمَ الأَرْزَاق؛ فَالقَلْبُ الطَّيِّبُ نِعْمَة، حُرِمَ مِنهَا كَثِيرٌ مِن أَصْحَابِ النُّقُودِ وَالنُّفُوذ، وَالمُرُوءَ ةُ نِعْمَة، حُرِمَ مِنهَا كَثِيرٌ مِن أَصْحَابِ النُّقُودِ وَالنُّفُوذ، وَالدِّينُ أَكْبَرُ النِّعَم: حُرِمَ مِنهُ كَثِيرٌ مِن أَصْحَابِ النُّقُودِ وَالنُّفُوذ!! لَقَدْ أَصْبَحَتِ المَادَّةُ هِيَ كُلَّ شَيْءٍ في الحَيَاة، لَعِبَتْ بِالرُّءوس؛ فَغَيرَتِ النُّفُوس 00!! كَلِمَةٌ لِلشَّيْخ كِشْك عَنْ سَيْطَرَةِ المَال

يَرْحَمُ اللهُ فَضِيلَةَ الشَّيْخ عَبْد الحَمِيد كِشْك؛ حَيْثُ كَانَ يَقُول: " لَقَدْ لَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَوَّلهَا 00 إِنَّني أَقُولهَا بِبَالِغِ الأَسَى: لَقَدْ أَصْبَحَتِ الحَيَاةُ هِيَ المَادَّةَ وَالمَادَّةُ هِيَ الحَيَاة، وَأَصْبَحَ النَّاسُ إِذَا رَ أَوُاْ الجُنَيْهَ يَقُولُونَ لَهُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين} [فَضِيلَةُ الشَّيْخ / عَبْدِ الحَمِيد كِشْك في " الخُطَبُ المِنْبَرِيَّةُ " ص: 111/ 5]

تجِدُ الأُمَّ مِن هَؤُلاَءِ إِذَا مَا تَقَدَّمَ لاَبْنَتِهَا شَابّ؛ تَسْأَلُ أَوَّلَ مَا تَسْأَل: مَيْسُورُ الحَالِ هُوَ أَمْ مَسْتُورُ الحَال 00؟! فَإِنْ كَانَ مَسْتُورَ الحَالِ تُسَرُّحُهُ سَرَاحَاً جمِيلاَ، وَرُبمَا تُعْطِيهَا لِرَجُلٍ في سِنِّ أَبِيهَا كَثِيرِ العِيَال؛ لمجَرَّدِ أَنَّهُ رَجُل أَعْمَال، صَاحِبُ نُفُوذٍ أَوْ مَال، وَرُبمَا أَيْضَاً يَكُونُ مُتَزَوِّجَاً عَلَيْهَا، فَتَقُولُ لاَ ضَيْرَ فَالشَّرْعُ حَلَّلَ لَهُ أَرْبَعَاً، إِنَّهُ يَلْعَبُ بِالمَلاَيِين 00 وَإِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعَى 00!! المَالُ حَلَّلَ كُلَّ غَيْرِ محَلَّلٍ * حَتىَّ زَوَاجَ الشِّيْبِ بِالأَبْكَارِ سَحَرَ القُلُوبَ فرُبَّ أُمٍّ قَلْبُهَا * مِنْ سِحْرِهِ حَجَرٌ مِنَ الأَحْجَارِ دَفَعَتْ بُنَيَّتَهَا لأَشْأَمِ مَضْجَعٍ * وَرَمَتْ بِهَا في وَحْشَةٍ وضِرارِ

وَتَعَلَّلَتْ بِالشَّرْعِ جَاهِلَةً بِهِ * مَا كَانَ شَرْعُ اللهِ بالجَزَّارِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} قِصَّةٌ أَغْرَبُ مِنَ الخَيَال

لَقَدْ قَرَأْتُ بإحْدَى الصُّحُفِ حَادثَةً أَغْرَبَ مِنَ الخَيَال، نُشِرَتْ عَنْ فَتَاةٍ رَائِعَةِ الحُسْنِ وَالجَمَال، كَانَ أَهْلُهَا كُلَّمَا تَقَدَّمَ إِلَيْهَا شَابٌّ مِنْ فُقَرَاءِ المُسْلِمِينَ رَفَضُوهُ لِرِقَّةِ الحَال، حَتىَّ أَتَاهَا " المَخْفي المُنْتَظَر " بِالسَّيَّارَةِ الشَّبَح، وَشَالِيهٍ في رَفَح، ومَلاَيِينَ إنْ تَعُدُّوهَا لاَ تحْصُوهَا، وَنحْنُ نَعْرِفُ مَدَى ما لَدَى النِّسَاءِ مِنَ الْوَلَعِ بِالذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالأَنعَامِ وَالحَرْث؛ وَلَعَلَّنَا نَذْكُرُ بَلْقِيسَ مَلِكَةَ سَبَأَ الَّتي كَانَتْ تَفْخَرُ عَلَى المُلُوكِ بمُلْكِهَا؛ مَا أَنْ رَأَتْ قُصُورَ سُلَيْمَانَ وَمُلْكَهُ وَقَالَ لهَا إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ حَتىَّ قَالَتْ: رَبِّ إِنيِّ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُليْمَانَ للهِ رَبِّ العَالمِين

00!! فَوَافَقَ أَهْلُ تِلْكَ الفَتَاةِ على الزَّوَاج سَرِيعَاً، هَلْ تُصَدِّقونَ أَنَّ هَذَا الخَبِيثَ كَانَ يَعْرِضُهَا عَلَى رِجَالِ الأَعْمَال؛ لُزُومَ تخْلِيصِ المَسَائِلِ وَتَسْلِيكِ الأُمُور 00!! وَالمَعْنى وَاضِحٌ طَبْعَاً، مَنْ تَرضَى لِنَفْسِهَا أَنْ تُصْبِحَ هَكَذَا 00؟! إِنَّ المجْتَمَعَ الَّذِي يجِدُ فِيهِ أَمْثَالُ هَؤُلاَء؛ السَّعَادَةَ وَالهَنَاء؛ لَيْسَ عَجِيبَاً أَنْ يجِدَ فِيهِ أَمْثَاليَ التَّعَاسَةَ وَالشَّقَاء لَيْتَ الفَتَاةَ المِصْرِيَّةَ كَمَا تُقَدِّرُ المَظَاهِرَ وَالمَادِّيَّات؛ تُقَدِّرُ المَبَادِئَ وَالقِيَمَ النَّبِيلَة، فَمِنْ سُوءِ الحَظِّ أَنَّ الجَمِيلَةَ لَيْسَتْ أَصِيلَة، وَأَنَّ الأَصِيلَةَ لَيْسَتْ جَمِيلَة 00!!

لَيْتَهَا تَعْرِفُ أَنَّ الحُبَّ يُسْعِدُ بِلاَ مَال، أَمَّا المالُ فَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُسْعِدَ بِلاَ حُبّ؛ فَلَوْ كَانَ المَالُ يَنْفَعُ في كُلِّ شَيْءٍ لَنَفَعَتْ قَارُونَ أَمْوَالُه، وَلَوْ كَانَ المَالُ هُوَ كُلَّ شَيْءٍ لَقَبِلْنَا لِبَنَاتِنَا فِرْعَوْنَ وَهَامَان، وَرَفَضْنَا مُوسَى بْنَ عِمْرَان 00!! كَمْ كُنْتُ أَتمَنىَّ فَتَاةً: عَاقِلَةً وَجَمِيلَةً وَأَصِيلَة، لِدَرَجَةٍ تجْعَلُني أَتَسَاءَ ل: مَا الذِي أَعْجَبَني فِيهَا؟! هَلْ أَصْلُهَا، أَمْ شَكْلُهَا، أَمْ عَقْلُهَا، أَمْ كُلُّهَا 00؟!!

فَتَاةً: تَقِفُ بجَانبي وَأَنَا لاَ أَزَالُ في بِدَايَةِ الطَّرِيق، طَرِيقِ الإِصْلاَح، بِمَا فِيهِ مِنَ التَّعَبِ وَالْكِفَاح، وَالشَّوْكِ وَالعَذَاب، لاَ فَتَاةً تَأْتِيني بَعْدَ وُصُوليَ إِلى المجْدِ لِتَقُولَ إِنيِّ مُعْجَبَةٌ بِكَ وَبِأُسْلُوبِكَ الجَذَّاب!! فَتَاةً حَسْنَاء، تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء، أَجِدُ فِيهَا الأُمَّ الحَنُون، وَالاَبْنَ البَارّ، وَالتِّلمِيذَ المُؤَدَّب، وَقَبْلَ كُلِّ هَذَا وَذَاكَ الزَّوْجَةَ الوَفِيَّة 00!! فَتَاةً: أَجِدُ فِيهَا القَلْبَ الكَبِير، وَالعَقْلَ الكَبِير، وَأَلْقَى مِنهَا كُلَّ احْترَامٍ وَتَقْدِير00!! تِلْكَ هِيَ الَّتي أَنْتَظِرُهَا عَلَى أَحَرِّ مِنْ جَمْرِ الغَضَى، وَسَأَجْعَلُ يَوْمَ مجِيئِهَا عِيدَاً 00!!

فَإِنَّ امْرَأَةً وَاحِدَةً: قَدْ تُسْعِدُ الرَّجُلَ طِيلَةَ حَيَاتِه، وَامْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ: قَدْ تُتعِسُهُ طِيلَةَ حَيَاتِه 00!! لَسْتُ الرَّجُلَ الَّذِي يَجْعَلُ مَصِيرَهُ مُتَوَقِّفَاً عَلَى مَصِيرِ امْرَأَةٍ قَدْ تُضَيِّعُه، وَلَكِنَّهُ مِنْ بَابِ أَنَّ وَرَاءَ كُلِّ رَجُلٍ عَظِيمٍ امْرَأَةً تَدْفَعُه؛ فَالجَمَالُ وَإِنْ لَمْ يَكُ كُلَّ شَيْء: إِلاَّ أَنَّهُ أَهَمُّ شَيْءٍ بَعْدَ الدِّين 00 ذَكَرَهُ أَوَّلَ شَيْءٍ مِنْ زِينَةِ الحَيَاةِ الدُّنيَا؛ فَقَالَ تَعَالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالبَنِينَ وَالقَنَاطِيرِ المُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالخَيْلِ المُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالحَرْث} {آلِ عِمْرَان} وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:

" حُبِّبَ إِليَّ مِنْ دُنْيَاكُمْ: النِّسَاءُ وَالطِّيب، وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْني في الصَّلاَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: 3124، رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيُّ في سُنَنِهِ بِرَقْم: 13232] عِنْدَمَا تَبْكِي الشُّمُوعُ بِالدُّمُوع وَالمُؤْلِمُ أَنيِّ عَلَى يَقِينٍ بِأَنَّ تِلْكَ الفَتَاةَ قَدْ تَكُونُ مَوْجُودَةً، بَلْ وَقَرِيبَةً جِدَّاً مِنيِّ، وَلَكِنْ لَيْتَ شِعْرِي؛ كَيْفَ السَّبِيلُ إِلَيْهَا 00؟! أَيْنَ أَنْتِ يَا مُهْجَةَ القَلْبِ وَبَهْجَةَ الرُّوح 00؟ فَبِالصَّبْرِ أَسْلُو عَنْكِ لاَ بِالتَّجَلُّدِ فَمَا صَبْرِي بِاخْتِيَارِي * لَكِن حُكْمُ الاَنْتِظَارِي أَمَّا صَبْرِي فَأَحْلاَهُ * أَمَرُّ مِنَ الصَّبَّارِ {فِكْرَةٌ لأَحَدِ الشُّعَرَاءِ قُمْتُ بِتَطْوِيرِهَا وَالزِّيَادَةِ عَلَيْهَا}

وَمَا كَانَ لِلأَحْزَانِ لَوْلاَكِ مَسْلَكٌ * إِلى القَلْبِ لَكِنَّ الهَوَى لِلضَّنى جِسْرُ {أَبُو فِرَاسٍ الحَمَدَانيّ} وَللهِ عُرْوَةُ بْنُ حِزَامٍ إِذْ يَقُول: وَلَمَّا رَأَيْتُ العَيْنَ فَاضَتْ جُفُونُهَا * بِدَمْعٍ عَلَى الخَدَّيْنِ أَحْمَرَ قَانِ تَبَيَّنْتُ أَنيِّ بِالصَّبَابَةِ هَالِكٌ * وَأَنَّ هَلاَكِي مُرْجَأٌ لأَوَانِ جَعَلْتُ لِعَرَّافِ اليَمَامَةِ حُكْمَهُ * وَعَرَّافِ نجْدٍ إِن هُمَا شَفَيَاني فَقَالاَ شَفَاكَ اللهُ وَاللهِ مَا لَنَا * بِمَا حُمِّلَتْ مِنْكَ الضُّلُوعُ يَدَانِ فَمَا تَرَكَا مِنْ رُقْيَةٍ يَعْلَمَانِهَا * وَلاَ سُقْيَةٍ إِلاَّ وَقَدْ سَقَيَاني وَمَا شَفَيَا الدَّاءَ الَّذِي بيَ كُلَّهُ * وَلاَ ادَّخَرَا نُصْحَاً وَلاَ أَلَوَاني كَوَتْ كَبِدِي مِن حُبِّ عَفْراءَ لَوْعَةٌ * فَعَيْنَايَ مِنْ وَجْدِي بِهَا تَكِفَانِ

كَأَنَّ قَطَاةً عُلِّقَتْ بجَنَاحِهَا * عَلَى كَبِدِي مِنْ شِدَّةِ الخَفَقَانِ فَعَفْرَاءُ أَرْجَى النَّاسِ عِنْدِي مَوَدَّةً * وَعَفْرَاءُ عَنيِّ المُعْرِضُ المُتَوَاني وَكُنْتُ وَإِيَّاهَا عَلَى رَفْرَفِ المُنى * لَنَا أَمَلٌ نَلْهُو بِهِ وَأَمَانِ إِلى أَنْ دَهَتْنَا لِلْفِرَاقِ نَوَائِبٌ * فَصِرْتُ أَخَا هَمٍّ وَنَضْوَ هَوَانِ وَإِنيِّ لأَهْوَى الحَشْرَ إِنْ قِيلَ إِنَّني * وَعَفْرَاءَ يَوْمَ الحَشْرِ مُلْتَقِيَانِ فَيَا لَيْتَ كُلَّ اثْنَينِ بَيْنَهُمَا هَوَىً * مِنَ النَّاسِ وَالأَنعَامِ يَلْتَقِيَانِ فَيَقْضِي حَبِيبٌ مِن حَبِيبٍ لُبَانَةً * وَيَرْعَاهُمَا رَبي مِنَ الحَدَثَانِ {عُرْوَةُ بْنُ حِزَام 0 بِاسْتِثْنَاءِ الأَبْيَات 1، 2، 10، 11: فَهِيَ لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف}

يَلْتَقِيَانِ بِزَوَاجٍ شَرْعِيٍّ طَبْعَاً، آهٍ ثُمَّ آهٍ ثُمَّ آه؛ تَعَبٌ كُلُّهَا الحَيَاة 00 لَوْ كُلُّ مَا يَتَمَنىَّ المَرْءُ يُدْرِكُهُ * مَا كُنْتَ تَلْقَى امْرَأً في الكَوْنِ مَهْمُومَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} يَبْدُو أَنَّنَا خُلِقْنَا لِنُسْعِدَ الآخَرِينَ لاَ لِنَسْعَد 00!! كَمُطْرِبَةٍ تُشْجِي الأَنَامَ بِصَوْتِهَا * وَقَدْ حَمَلَتْ بَينَ الضُّلُوعِ مَآسِيَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي} وَللهِ دَرُّ القَائِل: لاَ تحْسَبُواْ أَنَّ رَقْصِي بَيْنَكُمْ طَرَبَاً * فَالطَّيْرُ يَرْقُصُ مَذْبُوحَاً مِنَ الأَلَمِ حَقَّاً وَاللهِ: " أَوَّلُ مَا يَضِيعُ العَالِمُ بَينَ أَهْلِه " 00!! فَأَتْعَسُ الخَلْقِ حَظَّاً صَاحِبُ القَلَمِ * وَذُو المَبَادِئِ وَالأَخْلاَقِ وَالقِيَمِ لِكُلِّ ذِي مَبْدَأٍ في عَيْشِهِ أَمَلٌ * وَكُلُّ ذِي أَمَلٍ سَيَعِيشُ ذَا أَلَمِ

{إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} ثَلاَثَةُ أَعْوَامٍ وَأَنَا أَبحَثُ عَنْ تِلْكَ الفَتَاةِ حَتىَّ تَأَكَّدْتُ في النِّهَايَةِ أَنِّي أَسِيرُ في أَحَدِ طَرِيقَيْن: إِمَّا طَرِيقٍ مَسْدُود، أَوْ طَرِيقٍ لَيْسَ لَهُ آخِر00!! فَلَقَدْ تَأَكَّدَ لي أَنيِّ حَتىَّ أَصِلَ إِلى مَا أُرِيد؛ فَإِنيِّ أَحْتَاجُ إِلى شَيْئَين: إِلى مَالِ قَارُون، وَإِلى عُمْرِ سَيِّدِنَا نُوح 00!! بَعْدَمَا قَطَعْنَا الأَرْضَا * كُلَّهَا طُولاً وَعَرْضَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} بحَثْنَا في المُدُنِ وَفي القُرَى؛ حَتىَّ بَلَغْنَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبَا 00!! فَقَدْ طَوَّفْتُ بِالآفَاقِ حَتىَّ * رَضِيتُ مِنَ الغَنِيمَةِ بِالإِيَابِ {امْرُؤُ القَيْس} ضَاقَتْ عَلَيَّ بِوُسْعِهَا الآفَاقُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

خَلِيلَيَ إِن أَجْزَعْ فَقَدْ ظَهَرَ العُذْرُ * وَإِن أَسْتَطِعْ صَبْرَاً فَمِنْ شِيمَتي الصَّبْرُ فَشَرَّقْتُ حَتىَّ لَمْ أَجِدْ بَعْدُ مَشْرِقَاً * وَغَرَّبْتُ حَتىَّ قِيلَ هَذَا هُوَ الخِضْرُ {البَيْتُ الأَوَّلُ لاِبْنِ زَيْدُون، وَالأَخِيرُ لأَبي الحَسَنِ التُّهَامِي} كَرَحَّالَةٍ طَافَ المَدَائِنَ وَالقُرَى * كَسَتْهُ يَدُ الأَيَّامِ حُلَّةَ خَائِبِ يَبْدُو أَنَّ السَّعَادَةَ خُلِقَتْ لِغَيرِنَا وَلَمْ تخْلَقْ لَنَا 00 بِيئَةٌ وَبِيئَة، وَمَعَادِنُ رَدِيئَة 00!! لي في الهَوَى قَلْبٌ حَزِين * قَدْ بَاتَ يُدْمِيهِ الأَنِين كُتِبَ الشَّقَاءُ لَهُ وَكَمْ * سَعِدَتْ قُلُوبُ العَاشِقِين {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} قَطَعْتُكَ يَا رَبِيعَ العُمْرِ مَهْمُومَاً بِأَتْرَاحِي وَلَمْ أَمْلأْ كَغَيرِي مِنْ نَعِيمِ العَيْشِ أَقْدَاحِي نهَارِي كُلُّهُ تَعَبٌ وَلَيْلِي كُلُّهُ صَاحِي

قَطَعْتُكَ يَا رَبِيعَ العُمْرِ لَمْ أَعْرِفْ بِكَ الحُبَّا فَمَا أَسْعَدْتَ لي رُوحَاً وَلاَ أَحْيَيْتَ لي قَلْبَا مَضَى السُّعَدَاءُ كُلُّهُمُ وَلَمْ أُدْرِكْ لَهُمْ رَكْبَا وَمَا ذَاقَ المُنى قَلْبي وَغَيرِي عَبَّهَا عَبَّا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} كَأَنَّ الغَنيَّ فَقَطْ هُوَ الَّذِي مِن حَقِّهِ أَنْ يَقْطِفَ مَا شَاءَ مِنَ الوُرُود، أَمَّا الفَقِيرُ فَلَوْ شَمَّ وَرْدَةً؛ لَقِيلَ لَهُ قَدْ جَاوَزْتَ الحُدُود 00!! لاَ تحْرِمَنِّيَ يَا رَبيِّ مِنِ امْرَأَةٍ * عَيْني تَقَرُّ بِهَا في الخَلْقِ وَالخُلُقِ أَنْسَى بِهَا مُرَّ مَا قَدْ مَرَّ مِنْ محَنٍ * وَيَكْتَسِي العُودُ بَعْدَ الجَدْبِ بِالوَرَقِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 بِاسْتِثْنَاءِ المِصْرَاعِ الأَخِيرِ مِنَ الْبَيْتِ الثَّاني فَهُوَ لأَبي محْجَن}

لَعَلَّ يَدَ الأَيَّامِ تجْمَعُ بَيْنَنَا * وَتَرْحَمُ أَكْبَادَاً تَكَادُ تَذُوبُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} {رَبِّ لاَ تَذَرْني فَرْدَاً وَأَنْتَ خَيرُ الوَارِثِين} {الأَنْبِيَاء/89} تَقَبَّلْ مِنيِّ دَعَوَاتي، وَحَقِّقْ لي أُمْنِيَّاتي، وَخَلِّصْني مِنَ الهُمُومِ الَّتي أَفْسَدَتْ عَلَيَّ حَيَاتي 00 اللهُمَّ يَا جَامِعَ النَّاسِ إِلى يَوْمٍ لاَ رَيْبَ فِيه؛ اجْمَعْ بَيْني وَبَينَ ضَالَّتي، اللهُمَّ يَا جَامِعَ النَّاسِ إِلى يَوْمٍ لاَ رَيْبَ فِيه؛ اجْمَعْ بَيْني وَبَينَ ضَالَّتي، اللهُمَّ يَا جَامِعَ النَّاسِ إِلى يَوْمٍ لاَ رَيْبَ فِيه؛ اجْمَعْ بَيْني وَبَينَ ضَالَّتي 00!!

حَيَاةُ العُزَّاب: أَصْبَحَتْ في عَذَاب؛ فَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ زَوْجَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّاب، وَأَنْتَ عَلَى مَا تَشَاءُ قَدِير، وَبحَالِ الشَّبَابِ بَصِير، وَأَنْتَ نِعْمَ المَوْلى وَنِعْمَ النَّصِير 0 عَاقِبَةُ الصَّبرِ الجَمِيل وَلَمْ أَزَلْ عَلَى تِلْكَ الحَالِ حَتىَّ عَثَرْتُ في بَعْضِ قُرَى الفَيُّومِ عَلَى فَتَاةٍ طَيِّبَةً مِنْ أَصْلٍ طَيِّب، بَيْضَاءَ مِن غَيرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى، كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيّ 00!! قَدْ حَارَ فِكْرِي وَشِعْرِي فِيكِ يَا أَمَلِي * مِن أَيِّ جَوْهَرَةٍ قَدْ صَاغَكِ اللهُاهُ سُبْحَانَ مَنْ نَظَمَ الدُّنيَا وَجَمَّلَهَا * بَيْتَاً مِنَ الشِّعْرِ في عَيْنَيْكِ مَعْنَاهُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر}

وَبَلَغَ مِنْ سَعَادَتي بِهَا أَنْ كَتَبْتُ هَذِهِ الْقِطْعَةَ الزَّجَلِيَّةَ عَلَى لحْن:" يَلَّلاَ نْقَضِّي أَجَازَة سَعِيدَة " وَ " خَلِيلٌ " المَذْكُورَةُ فيهَا: هِيَ اسْمُ البَلْدَةِ الَّتي مِنهَا تِلْكَ الفَتَاة 0 وَالعَمُّ عَبْد الرّحِيم وَامْرَأَتُهُ المَذْكُورَانِ همَا اللَّذَانِ سَعَيَا لي في هَذِهِ الزِّيجَةِ الَّتي أَسْأَلُ اللهَ أَنْ تَكُونَ مُبَارَكَة 0

أَمَّا عَطِيَّةُ فَهْوَ فَتىً نَزَلْتُ البَلْدَةَ فَلَمْ أَجِدْ لِلنَّاسِ حَدِيثَاً إِلاَّ عَنهُ وَعَنْ قِصَّةِ زَوَاجِه، فَسَأَلتُهُمْ عَن أَمْرِهِ فَقَالُواْ: لَقَدْ تَبَلَتْ عَقْلَهُ فَتَاةٌ لَطِيفَةٌ بِشَعْرِهَا الطَّوِيل، وَخَصْرِهَا النَّحِيل؛ حَتىَّ تَزَوَّجَهَا، وَكَانَ يحِبُّهَا حُبَّاً جَمَّا؛ لِدَرَجَةِ أَنَّ أُمَّهُ كَانَتْ تَقُولُ لَهُ أَيْقِظْ زَوْجَتَكَ حَتىَّ تُسَاعِدَني في حَلْبِ البَهَائِمِ وَالاَعْتِنَاءِ بهَا فَيَقُول: " أَنَا امْرَأَتي لاَ تَسْتَيْقِظُ قَبْلَ الحَادِيَةَ عَشْرة، أَتُرِيدِينَ لهَذِهِ اليَدِ البَيْضَاءِ أَنْ تحْمِلَ القَاذُورَات " 00؟! فَلَمَّا أَن عَوَّدَهَا مِنهُ ذَلِك؛ تَمَرَّدَتْ عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِك؛ فَكَانَتِ النَّتِيجَةُ الطَّبِيعِيَّةُ أَنْ تَزَوَّجَ عَلَيْهَا!!

" عَرُوسِتْنَا قَمَرْ مِلاَلي * وِمِترَبِّيَّة عَالغَالي " " شُوفْتَهَا وِاتْغَيرْ حَالي * وِجَرَالي اللِّي جَرَالي " " غَاليَة عَلَيَّا غَاليَة عَلَيَّا * وَاغْلَى عَنْدِي مِن عِنَيَّا " " دَانَا لَفِّيتِ الدُّنيَا دِيَّة * مَا لْقِيتْشِي زَيِّكْ يَا صَبِيَّة " " جَمِيلَة وْأَمُّورَة وْحِلوَة * وَتِسْتَاهِلْ مِلْيُون غِنوَة " " زَيِّ اخْوَاتْهَا نجْوَى وْنَشْوَى * وِأَجْمَلْ مِنهُمْ شِوَيَّة " " جِسْمِ مِتقَسِّمْ تَقسِيمْ * وِالرُّوحْ أَحْلَى مْنِ النَّسِيمْ " " وِالعُيُونْ زَيِّ البرْسِيمْ * بَايِنْ فِيهَا سَلاَمْةِ النِّيَّة " " طَيِّبَة وْقَنُوعَة جِدَّاً * وَبَاحِبَّهَا جِدَّاً جِدَّاً " " وِأَصِيلَة أَبَّاً عَنْ جِدَّاً * رَبِّنَا يخَلِّيهَا لِيَّا " " كُلَّهَا رِقَّة وْإِحْسَاسْ * وِبِتْحِبِّ تْسَاعِدِ النَّاسْ "

" وِشَايْلاَني فُوقِ الرَّاسْ * رَبِّنَا يُسْترْ عَلَيَّا " " يَا أَبْيَضْ يَا أَبْيَضَاني * كُلِّ أَوْصَافَكْ عَجْبَاني " " نَسِّيتْني هُمُومي وْأَحْزَاني * وِالمَتَاعِبْ وِالأَسِيَّة " " دَا انَا مْشِيتْ مِشْوَارْ طَوِيلْ * أَدَوَّرْ عَلَى بِيتْ أَصِيلْ " " جِيتْ وَحَطِّيتْ في خَلِيلْ * مَرَاكْبي وِمَرَاسِيَّا " " وِانْسِي شْوَيَّة يَا جَمِيلَة * إِنِّي عَرِيسِكِ اللِّيلَة " " وِاعْتبرِيني وَاحِدْ مِالعِيلَة * هَيْقُولْ لِكِ الكِلمَة الجَايَّة " " جُوزِكِ ان قَدِّمْلِكْ لُقْمَة * كُلِيهَا وِارْضِي بِالقِسْمَة " " مِشْ لاَزِمْ كُلِّ يُومْ لحْمَة * مَالُه الفُولْ مَالْهَا الطَّعَمِيَّة " " وِعَشَانْ رَبِّنَا يْبَارِكْ * صُوني أَسْرَارُه وْأَسْرَارِكْ " " لاَ تِشْكِي لجَارْتِكْ وَلاَ جَارِكْ * أَحْوَالكُمُ العَائِلِيَّة "

" عَلَى قَدِّ مَا تِقْدَرِي حِبِّيهْ * وِاوْعِي فْيُومْ تِزَعَّلِيهْ " " أَوْ تِتْنَمْرَدِي عَلِيهْ * لاَحْسَن يِعْمِلْ زَيِّ عَطِيَّة " " وِآخِرْ حَاجَة هَاقُولْهَالِكْ * خَلِّيهَا دَايْمَاً في بَالِكْ " " أَوِّلْ مَا اللهْ يْعَدِّلْهَالِكْ * صَلِّي وْصُومِي يَا صَبِيَّة " " أَنَا مِشْ غَاوِي غَنَاوِي * وَلاَ بَاقْعُدْ عَالقَهَاوِي " " دَا أَنَا شَاعِرْ وِهَاوِي * وِالكِتَابَة عَنْدِي غِيَّة " " بَادْعُوكْ يَا رَبِّ الأَرْبَابْ * تُرْزُقْ زَيِّي كِدَة الشَّبَابْ " " دَه حَيَاةِ العُزَّابْ عَذَابْ * وِجَرَّبْنَا العُزُوبِيَّة " " وِشُكْرَاً لِلمَعَازِيمْ * وِلعَمِّ عَبْدِ الرِّحِيمْ " " الرَّجِلِ الشَّهْمِ الكَرِيمْ * وِامْرَاتُه السِّتِّ بَدْرِيَّة " وَهَكَذَا أَرَادَ اللهُ إِسْعَادَنَا، بَعْدَمَا أَحْرَقَ الحُزْنُ أَكْبَادَنَا 00!!

فَقَرَّتْ عُيُونٌ كَانَ أَسْخَنَهَا البُكَا * وَسُرَّتْ قُلُوبٌ كَانَ أَضْنى بِهَا الحُزْنُ {ابْنُ زَيْدُون بِتَصَرُّف} إِلى رَبْوَةِ البِشْرِ يَا يَاسِرُ * فَقَدْ ضَاقَ بِالوِحْدَةِ الشَّاعِرُ دَعِ الشِّعْرَ يَذْكُرُ فَضْلَ الزَّوَاجِ * وَيَكْشِفُ عَنْ سِرِّهِ الخَاطِرُ فَتَغْبِطُنَا في السَّمَاءِ النُّجُومُ * وَيحْسُدُنَا القَمَرُ السَّاهِرُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} يَا حَبَّذَا الأَمْسُ * في ظِلاَلِ الكُرُومْ * وَنَشْوَةِ السَّمَرْ إِذْ نَامَتِ الشَّمْسُ * وَقَامَتِ النُّجُومْ * تُغَازِلُ القَمَرْ لاَ زِلْتُ أَبحَثُ في المَدَائِنِ وَالقُرَى * حَتىَّ رَمَتْني الغَادَةُ الحَسْنَاءُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} وَفَاضَتْ عَلَى ثَغْرِ الحَزِينِ ابْتِسَامَةٌ * تخَبرُ أَنَّ الحُزْنَ لَيْسَ بِدَائِمِ

وَأُطْلِقَتِ البَسَمَاتُ بَعْدَ احْتِبَاسِهَا * فَأَسْمَعَتِ الأَكْوَانَ سَجْعَ الحَمَائِمِ فَلَمْ يَبْقَ فِينَا بَاسِمٌ غَيرَ دَامِعٍ * وَلَمْ يَبْقَ فِينَا دَامِعٌ غَيرَ بَاسِمِ الآنَ أَلْفَتِ الخَيْلُ فُرْسَانَهَا 00 قَدْ عِشْتُ في الدُّنيَا بِقَلْبٍ يَابِسٍ * حَتىَّ لَقِيتُ أَحِبَّتي فَاخْضَوْضَرَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي} اليَوْمَ تَمَّ لَنَا الَّذِي لَوْ لَمْ يَكُنْ * قَدْ تَمَّ مَا ذَاعَتْ لَنَا أَسْرَارُ أَنَا لاَ أَقُولُ لَقَدْ ظَفِرْتُ بِدُرَّةٍ * إِنَّ الجَوَاهِرَ كُلَّهَا أَحْجَارُ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لِلشَّاعِر // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي، وَأَمَّا الآخَر: فَأَظُنُّهُ لِشَوْقِي} عِنْدَئِذٍ فَقَطْ: أَحْسَسْتُ بِالرَّاحَةِ الكُبرَى كَأَنيَ قَدْ * أَلْقَيْتُ في الْبَحْرِ عَنيِّ كُلَّ آثَامِي {الشَّاعِرُ القَرَوِي / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي}

فَلكَمْ سَهِرْتُ لَيَالِيَاً وَلَيَالِيَاً * حَتىَّ رَأَيْتُكِ يَا هِلاَلَ زَمَاني وَلَوْلاَ العَزِيزُ الْغَفَّار، وَمُقَدِّرِ الأَقْدَار؛ لَمَا صَارَ لهَذَا الصُّعْلُوكِ زَوْجَةٌ وَلاَ دَار 00!! فَالحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِين؛ الَّذِي وَبِرَغْمِ سُنَنِهِ في ابْتِلاَءِ الدُّعَاةِ وَالمُصْلِحِين؛ فَإِنَّهُ يَغْمُرُنَا بجُودِهِ بَينَ الحِينِ وَالحِين 0 اللهُمَّ كَمَا قَرَّتْ بهَا عَيْني فَأَقِرَّ بي عَيْنَهَا، وَكَمَا أَسْعَدَتْني فَأَعِنيِّ عَلَى إِسْعَادِهَا 00!!

أَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِنَشْرِ مُؤَلَّفَاتي؛ فَلَمْ يَكَدْ يمْضِي عَلَى زَوَاجِنَا عَامٌ حَتىَّ تَبَنَّتْ مُؤَلَّفَاتي أَكْبرُ دُورِ النَّشْر؛ وَمِمَّا هُوَ جَدِيرٌ بِالذِّكْر: أَنْ يَتَزَامَنَ نَشْرُ أَوَّلِ كِتَابٍ لي مَعَ أَوَّلِ مَوْلُودٍ لي مِن هَذِهِ البِنْتِ الطَّيِّبَة؛ فَالحَمْدُ للهِ الَّذِي أَبْدَلَني سَعَادَةً مِنْ بَعْدِ بُؤْس، وَيُسْرَاً مِنْ بَعْدِ عُسْر، فَلَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى الحَمْدُ وَالشُّكْر 00!! وَلِذَا أَقُولُ في نِهَايَةِ هَذَا المَوْضُوع؛ لِكُلِّ قَلْبٍ مَوْجُوع: تَمَاسَكْ وَلاَ تَذْرِفِ الدُّمُوع 00 لأَنْ تحِبَّ فَتَاةً وَلاَ تَتَزَوَّجُهَا فَيَبْقَى الأَمَل؛ أَهْوَنُ بِكَثِيرٍ مِن أَنْ تَتَزَوَّجَ فَتَاةً لاَ تحِبُّهَا فَيَنْقَطِعَ الأَمَل 00!!

وَاعْلَمْ يَا بُنيَّ أَنَّ الفَتَاةَ الَّتي لاَ تحِسُّ بِالحُبِّ وَتُقَدِّرُه؛ لاَ تَسْتَحِقُّ هَذَا الحُبَّ وَلاَ هَذَا التَّقْدِير، بَلْ وَلاَ تَسْتَحِقُّ حَتىَّ النَّدَمَ عَلَيْهَا 00!! فَإِذَا تَقَدَّمْتَ أَيُّهَا الأَخُ الصَّالحُ إِلى فَتَاةٍ وَرَفَضَتْكَ فَلاَ تحْزَنْ عَلَى نَفْسِكَ وَلَكِنِ احْزَن عَلَيْهَا؛ لأَنَّهَا لَوْ كَانَتْ عَاقِلَةً لَمَا رَفَضَتْ إِنْسَانَاً مِثْلَك؛ فَالفَتَاةُ الَّتي تَرْفُضُ إِنْسَانَاً صَالحَاً: فَتَاةٌ غَيرُ صَالحَة؛ فَالإِنْسَانُ الكَرِيمُ لاَ تَرْفُضُهُ أَبَدَاً فَتَاةٌ كَرِيمَة، وَالفَتَاةُ إِنْ لَمْ تَكُنْ كَرِيمَة؛ فَلَيْسَتْ لَهَا قِيمَة، فَاحْمَدِ اللهَ أَنَّهَا لَيْسَتْ لَك 00

وَاعْلَمْ أَنَّ النَّدَمَ إِنَّمَا يَكُونُ عَلَى مَا فَاتَنَا وَلَمْ نَطْلُبْهُ، وَلَيْسَ عَلَى مَا طَلَبْنَاهُ وَفَاتَنَا؛ فَلاَ تَنْدَمْ عَلَى مَنْ بَاعَك، وَانْدَمْ عَلَى مَنِ اشْترَاك 00!! وَكَذَلِكَ إِذَا رَفَضَكَ أَهْلُهَا؛ فَلاَ يَنْبَغِي أَنْ تَسْتَبِدَّ بِكَ الهُمُوم، وَاعْلَمْ أَنَّ أَيَّامَ الهَمِّ لاَ تَدُوم 00!! فَمَنْ يَبْكِي لِكُلَّ مُصِيبَةٍ مَرَّتْ بِهِ تَعِبَا {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} وَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ يُقَدِّرُ الصَّالحِينَ إِلاَّ الصَّالحُونَ مِثْلُهُمْ 00 وَلَكِن أَيْنَ الصَّالحُونَ في هَذَا الزَّمَان 00؟! فَأَكْثَرُ المُتَدَيِّنِينَ الآن: إِمَّا مُتَعَصِّبُونَ قُلُوبُهُمْ مَلِيئَةٌ بِالْبَغْضَاء، وَإِمَّا مُتَسَيِّبُونَ قُلُوبُهُمْ هَوَاء 00!!

اللهُمَّ أَعِنْ شَبَابَ المُسْلِمِينَ غَيْرَ القَادِرِينَ عَلَى الزَّوَاجِ يَا رَبَّ العَالَمِين، وَأَدْخِلْ عَلَيْهِمُ السُّرُورَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين 00 بَشَائِرُ آخِرِ الزَّمَان وَأَخْتِمُ هَذَا الفَصْلَ بِهَذَيْنِ الحَدِيثَينِ عَلَى سَبِيلِ الْبُشْرَى؛ لِمُوَاسَاةِ مَن حُرِمَ في شَأْنِ الزَّوَاج: عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ تَتَّخَذُ المَسَاجِدُ طُرُقَاً، وَحَتىَّ يُسَلِّمَ الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ بِالمَعْرِفَة، وَحَتىَّ تَتَّجِرَ المَرْأَةُ وَزَوْجُهَا، وَحَتىَّ تَغْلُوَ الخَيْلُ وَالنِّسَاء، ثمَّ تَرْخُصُ فَلاَ تَغْلُو إِلى يَوْمِ القِيَامَة " [صَحَّحَهُ الإِمَامَان / الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ وَالذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ وَالطَّبرَانيُّ في الْكَبِير] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِن أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ وَيَكْثُرَ الجَهْل، وَيَكْثُرَ الزِّنَا، وَيَكْثُرَ شُرْبُ الخَمْر، وَيَقِلَّ الرِّجَالُ وَيَكْثُرَ النِّسَاء؛ حَتىَّ يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِد " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5231 / فَتْح] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِن أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ العِلْم، وَيَظْهَرَ الجَهْل، وَيَفْشُوَ الزِّنَا، وَيُشْرَبَ الخَمْر، وَيَذْهَبَ الرِّجَالُ وَتَبْقَى النِّسَاء؛ حَتىَّ يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً قَيِّمٌ وَاحِد " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2671 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْر، وَالَّتي تَلِيهَا عَلَى أَضْوَإِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ في السَّمَاء، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ اثْنَتَان، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْم، وَمَا في الجَنَّةِ أَعْزَب " 0 [زُمْرَة: أَيْ فَوْج، وَالْفَوْج: هُوَ الجَمَاعَةُ مِنَ النَّاس 0 رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2834 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ حَوْضِي: مَا بَيْنَ عَدْنَ إِلى أَيْلَة [أَيْ مَا بَينَ اليَمَنِ وَفِلَسْطِين] أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَن، وَأَحْلَى مِنَ العَسَل، أَكَاوِيبُهُ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاء، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدَا، وَأَوَّلُ مَنْ يَرِدُهُ عَلَيَّ: فُقَرَاءُ المُهَاجِرِين: الدُّنْسُ ثِيَابَاً ـ أَيِ الَِّذِينَ كَانُواْ في الدُّنيَا مُتَّسِخَةً ثِيَابُهُمْ فَقْرَاً ـ وَالشُّعْثُ رُءُوسًا، الَّذِينَ لاَ يَنْكِحُونَ المُنَعَّمَاتِ وَلاَ تُفْتَحُ لَهُمْ السُّدَد " [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: (7374)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ ابْنِ مَاجَةَ وَالتِّرْمِذِيِّ بِرَقمَيْ: 4303، 2444]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " حَوْضِي: كَمَا بَيْنَ عَدَنَ وَعَمَّان، أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْج، وَأَحْلَى مِنَ العَسَل، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ المِسْك، أَكْوَابُهُ مِثْلُ نُجُومِ السَّمَاء، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا، أَوَّلُ النَّاسِ عَلَيْهِ وُرُودًا: صَعَالِيكُ المُهَاجِرِين " 00 قَالَ قَائِل: وَمَن هُمْ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الشَّعِثَةُ رُءوسُهُمْ، الشَّحِبَةُ وُجُوهُهُمْ، الدَّنِسَةُ ثِيَابُهُمْ، لاَ يُفْتَحُ لَهُمُ السُّدَد، وَلاَ يَنْكِحُونَ المُتَنَعِّمَات، الَّذِينَ يُعْطُونَ كُلَّ الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَلاَ يَأْخُذُونَ الَّذِي لَهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (6162)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2060، 1082]

مُصِيبَةُ عَدَمِ الإِنْجَابِ أَوْ تَأَخُّرِه كُن عَلَى أَمَلٍ كَبِيرٍ في الْكَرِيمِ الرَّزَّاق؛ وَإِنْ ضَاقَتْ عَلَيْكَ الآفَاق؛ فَقَدْ يَرْزُقُكَ مِثْلَمَا رَزَقَ إِبْرَاهِيمَ وَامْرَأَتَهُ الْعَقِيمَ بِإِسْحَاق 00 {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ المُكْرَمِين {24} إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاَمَاً قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مُنكَرُون {25} فَرَاغَ إِلىَ أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِين {26} فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُون {27} فَأَوْجَسَ مِنهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلِيم {28} فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ في صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيم {29} قَالُواْ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الحَكِيمُ العَلِيم {30} قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا المُرْسَلُون {31} قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلىَ قَوْمٍ مُجْرِمِين {32} لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِين} {الذَّارِيَات}

{وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوب {71} قَالَتْ يَا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيب {72} قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِن أَمْرِ اللهِ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيد {73} فَلَمَّا ذَهَبَ عَن إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ البُشْرَى يُجَادِلُنَا في قَوْمِ لُوط {74} إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ {75} يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَن هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُود} {هُود}

حَدَّثَ عِكْرِمَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في شَرْحِ هَذِهِ الآيَات: " كَانَتْ سَارَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا بِنْتَ تِسْعِينَ سَنَة، وَإِبْرَاهِيمُ ابْنُ مِاْئَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَة، فَلَمَّا ذَهَبَ عَن إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ [بِسَبَبِ أَنَّ أَيْدِيَهُمْ لَمْ تَمْتَدَّ إِلىَ الطَّعَام]، وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى بِإِسْحَاق، وَأَمِنَ مِمَّنْ كَانَ يَخَافُهُ قَال: الحَمْدُ للهِ الَّذِي وَهَبَ لي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاق؛ إِنَّ رَبيِّ لَسَمِيعُ الدُّعَاء؛ فَجَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلىَ سَارَةَ بِالْبُشْرَى فَقَال: أَبْشِرِي بِوَلَدٍ يُقَالُ لَهُ إِسْحَاق،

وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوب، فَضَرَبَتْ جَبْهَتَهَا عَجَبَاً؛ فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ وَعَلاَ: {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا} {الذَّارِيَات/29} وَقَالَتْ: {أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيب {72} قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِن أَمْرِ اللهِ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيد} {هُود} " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4042]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في قِصَّةِ مَرْيَمَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: " كَفَلَهَا زَكَرِيَّا، فَدَخَلَ عَلَيْهَا المحْرَابَ فَوَجَدَ عِنْدَهَا عِنَبَاً في مِكْتَلٍ في غَيرِ حِينِه؛ قَالَ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلاَم: أَنىَّ لَكِ هَذَا؟ قَالَتْ: هُوَ مِن عِنْدِ الله؛ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيرِ حِسَاب؛ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: إِنَّ الَّذِي يَرْزُقُكِ الْعِنَبَ في غَيرِ حِينِهِ: لَقَادِرٌ أَنْ يَرْزُقَني مِنَ الْعَاقِرِ الْكَبِيرِ الْعَقِيمِ وَلَدَاً؛ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّه؛ فَلَمَّا بُشِّرَ بِيَحْيى قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: رَبِّ اجْعَلْ لي آيَةً؛ قَالَ عَزَّ وَجَلّ: {آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيَّا} {مَرْيم/10}

قَالَ ابْنُ عَبّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنه: يُعْتَقَلُ لِسَانُكَ مِن غَيرِ مَرَضٍ وَأَنْتَ سَوِيّ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3150] فَعَلَيْكَ بِقَوْلِ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلاَم: {رَبِّ هَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء} {آلِ عِمْرَان/38} وَبِقَوْلِهِ في مَوْضِعٍ آخَر: {رَبِّ لاَ تَذَرْني فَرْدَاً وَأَنْتَ خَيرُ الوَارِثِين} {الأَنْبِيَاء/89}

وَقَوْلِ عِبَادِ الرَّحْمَنِ في سُورَةِ الْفُرْقَان: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِن أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامَا} {الفُرْقَان/74} مَالِكُ بْنُ دِينَار بَيْنَمَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ يَوْمَاً جَالِسٌ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَال: يَا أَبَا يحيى، ادْعُ لاَمْرَأَةٍ حُبْلَى مُنْذُ أَرْبَعِ سِنِينَ قَدْ أَصْبَحَتْ في كَرْبٍ شَدِيد 00؟ فَغَضِبَ مَالِكٌ وَأَطْبَقَ المُصْحَفَ ثُمَّ قَال: مَا يَرَى هَؤُلاَء: إِلاَّ أَنَّا أَنْبِيَاء!!

ثُمَّ قَرَأَ ثُمَّ دَعَا ثُمَّ قَال: اللهُمَّ هَذِهِ المَرْأَةُ إِنْ كَانَ رِيحَاً فَأَخْرِجْهُ عَنهَا السَّاعَة، وَإِنْ كَانَ جَارِيَةً فَأَبْدِلهَا بِهَا غُلاَمَاً؛ فَإِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَتُثْبِتُ وَعِنْدَكَ أُمُّ الكِتَاب، وَرَفَعَ مَالِكٌ يَدَهُ وَرَفَعَ النَّاسُ أَيْدِيَهُم، وَجَاءَ الرَّسُولُ إِلى الرَّجُلِ فَقَالَ أَدْرِكِ امْرَأَتَك، فَذَهَبَ الرَّجُل، فَمَا حَطَّ مَالِكٌ يَدَهُ حَتىَّ دَخَلَ الرَّجُلُ مِنْ بَابِ المَسْجِدِ وَعَلَى رَقَبَتِهِ غُلاَمٌ جَعْدٌ قَطَطُ ابْنُ أَرْبَعِ سِنِين، قَدِ اسْتَوَتْ أَسْنَانُهُ وَمَا قُطِعَ سَرَرُه 00!! [رَوَاهُ الدَّارُ قَطْنيُّ في سُنَنِه، وَالإِمَامُ الْبَيْهَقِيُّ في سُنَنِهِ بِرَقْم: 15334]

حَدَّثَ مَعْنٌ عَنِ الوَاقِدِيِّ عَنْ محَمَّدُ بْنِ الضَّحَّاكِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَال: " حَمَلَتْ أُمُّ مَالِكٍ بِمَالِكٍ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ ثَلاَثَ سنِين " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 56/ 8] " وَثَبَتَ هَذَا الحَمْلُ الطَّوِيلُ أَيْضَاً لاِمْرَأَةِ محَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ وَأُمِّهِ وَجَدَّتِهِ حَيْثُ حَمَلْنَ أَرْبَعَ سِنِين، كَمَا ثَبَتَ عَن أُمِّ الإِمَامِ مَالِكٍ أَنَّهَا حَمَلَتْهُ حَوْلَينِ كَامِلَين " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 319، 320/ 6] بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الأرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَار} {الرَّعْد/8}

وَرُوِيَ أَيْضَاً أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلى عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقَال: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ؛ إِنيِّ غِبْتُ عَنِ امْرَأَتي سَنَتَينِ فَجِئْتُ وَهِيَ حُبْلَى، فَشَاوَرَ عُمَرُ النَّاسَ في رَجْمِهَا 00؟ فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَل: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، إِنْ كَانَ لَكَ عَلَيْهَا سَبِيل؛ فَلَيْسَ لَكَ عَلَى مَا في بَطْنِهَا مِنْ سَبِيل، اتْرُكْهَا يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ حَتىَّ تَضَعَ حَمْلَهَا، فَتَرَكَهَا فَوَضَعَتْ غُلاَمَاً قَدْ خَرَجَتْ ثِنيَتَاه، فَعَرَفَ الرَّجُلُ الشَّبَهَ فَقَال: ابْني وَرَبِّ الكَعْبَة، فَقَالَ عُمَر: عَجَزَتِ النِّسَاءُ أَنْ يَلِدْنَ مِثْلَ مُعَاذ، لَوْلاَ مُعَاذٌ لَهَلَكَ عُمَر 0 [الإِمَامُ القُرْطُبيُّ في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَة]

هموم المسلمين

هُمُومُ المُسْلِمِين: ========== فِتَنُ آخِرِ الزَّمَان عَن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَشْرَفَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُطُمٍ مِن آطَامِ المَدِينَة ـ أَيْ عَلَى تَلٍّ مِنْ تلاَلِهَا ـ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى 00؟ إِنيِّ لأَرَى مَوَاقِعَ الفِتَنِ خلاَلَ بُيُوتِكُمْ كَمَوَاقِعِ القَطْر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1878 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2885 / عَبْد البَاقِي] قُلُوبُ الأَنْبِيَاءِ لَهَا عُيُونٌ * تَرَى مَا لاَ يُرَى لِلنَّاظِرِينَا وَأَجْنِحَةٌ تَطِيرُ بِغَيْرِ رِيشٍ * إِلى مَلَكُوتِ رَبِّ الْعَالَمِينَا الْفِتَنُ نَوْعَان: فِتَنُ الشَّهَوَات: وَهِيَ فِتَنٌ قَلْبِيَّة، وَفِتَنُ الشُّبُهَات: وَهِيَ فِتَنٌ عَقْلِيَّة، أَمَّا فِتَنُ الشَّهَوَات [الْفِتَنُ الْقَلْبِيَّة] فَمَعْرُوفَة: [كَفِتْنَةِ النِّسَاءِ وَفِتْنَةِ المَال إِلخ] وَأَمَّا فِتَنُ الشُّبُهَات [الْعَقْلِيَّة]: فَكَفِتْنَةِ التَّكْفِير، وَفِتْنَةِ خَلْقِ القُرْآن، وَفِتْنَةِ الدَّجَّال 000 إِلخ 0

وَأَمَّا المَلاَحِمُ: فَهِيَ المُوَاجَهَاتُ المُسَلَّحَةُ الَّتي قَدْ تَنجُمُ عَنْ فِتَنِ الشُّبُهَات: كَوَقْعَةِ الجَمَل، وَمَقْتَلِ عُثْمَان، وَكَالإِرْهَابِ في الْعَصْرِ الحَدِيث، وَاسْتِحْلاَلِ الْبَعْضِ لِدِمَاءِ المُسْلِمِينَ أَوِ الأَبْرِيَاءِ مِن غَيرِ المُسْلِمِين، أَمَّا المَلاَحِمُ الَّتي سَنََعَرَّضُ لَهَا في هَذَا الْكِتَاب: فَهِيَ سِلْسِلَةُ المَلاَحِمِ المُقْبِلَة، بَعْدَ هَذِهِ الِمَرْحَلَة: فَهِيَ الحَلْقَةُ التَّالِيَة؛ بَعْدَ مَرْحَلَةِ الْفِتَنِ الحَالِيَة 0 عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَشَارَ إِلى المَشْرِقِ وَقَال: " إِنَّ الفِتْنَةَ هَا هُنَا، إِنَّ الفِتْنَةَ هَا هُنَا، مِن حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَان " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3279 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2905/عَبْد البَاقِي]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى صَحِيحَةٍ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في شَامِنَا ويَمَنِنَا 00 مَرَّتَيْن " 0 فَقَالَ رَجُل: وَفي مَشْرِقِنَا يَا رَسُولَ الله؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مِن هُنَالِكَ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَان، وَلَهَا تِسْعَةُ أَعْشَارِ الشَّرّ " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 5642] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَتَكُونُ فِتَن، القَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ القَائِم، وَالقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ المَاشِي، وَالمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ؛ فَمَنْ وَجَدَ مِنهَا مَلْجَأً أَوْ مَعَاذَاً فَلْيَعُذْ بِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7081 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2886 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَكُونُ فِتْنَةٌ: النَّائِمُ فِيهَا خَيرٌ مِنَ المُضْطَجِع، وَالمُضْطَجِعُ فِيهَا خَيرٌ مِنَ الْقَاعِد، وَالْقَاعِدُ فِيهَا خَيرٌ مِنَ الْقَائِم، وَالْقَائِمُ خَيرٌ مِنَ المَاشِي، وَالمَاشِي خَيرٌ مِنَ الرَّاكِب، وَالرَّاكِبُ خَيرٌ مِنَ المُجْرِي " 0 قال رَضِيَ اللهُ عَنه: قُلْتُ: " يَا رَسُولَ الله: وَمَتى ذَلِك 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ذَلِكَ أَيَّامَ الهَرْج؛ حِينَ لاَ يَأْمَنُ الرَّجُلُ جَلِيسَه " 0 قال رَضِيَ اللهُ عَنه: قُلْتُ: " فَبِمَ تَأْمُرُني إِن أَدْرَكْتُ ذَلِكَ الزَّمَان "؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اكْفُفْ نَفْسَكَ وَيَدَكَ وَادْخُلْ دَارَك " 0 قال رَضِيَ اللهُ عَنه: قُلْتُ: " يَا رَسُولَ الله: أَرَأَيْتَ إِنْ دُخِلَ عَلَيَّ دَارِي " 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَادْخُلْ بَيْتَك " 0 قال رَضِيَ اللهُ عَنه: قُلْتُ: " أَفَرَأَيْتَ إِنْ دُخِلَ عَلَيَّ بيتي " 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَادْخُلْ مَسْجِدَكَ وَاصْنَعْ هَكَذَا، وَقَبَضَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَمِينِهِ عَلَى الْكُوع ـ أَيْ قَبَضَ يَدَيْهِ قَبْضَاً شَدِيدَاً ـ وَقُلْ: رَبِّيَ الله؛ حَتىَّ تَمُوتَ عَلَى ذَلِك " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8314]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " بَادِرُواْ ـ أَيْ تَعَجَّلُواْ ـ بِالأَعْمَالِ فِتَنَاً كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِم، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنَاً وَيُمْسِي كَافِرَاً، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنَاً وَيُصْبِحُ كَافِرَاً، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 118 / عَبْد البَاقِي] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَأْتي عَلَى النَّاسِ زَمَان؛ يَأْتي الرَّجُلُ الْقَبرَ فَيَضْطَجِعُ عَلَيْهِ فَيَقُول: يَا لَيْتَني مَكَانَ صَاحِبِه، مَا بِهِ حُبُّ لِقَاءِ الله؛ إِلاَّ لِمَا يَرَى مِنْ شِدَّةِ الْبَلاَء " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8402]

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّ لِلْفِتْنَةِ وَقَفَاتٌ وَتَعَبَات؛ فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ في وَقَفَاتِهَا فَلْيَفْعَلْ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8333] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " وَالَّذِي نَفْسُ أَبي هُرَيْرَةَ بِيَدِه؛ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى الْعُلَمَاءِ زَمَان: المَوْتُ أَحَبُّ إِلى أَحَدِهِمْ مِنَ الذَّهَبِ الأَحْمَر " 0 [قَالَ الإِمَامَان / الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ وَالذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِم]

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتي زَمَان؛ يَتَمَنَّوْنَ فِيهِ الدَّجَّال " 00 قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ بِأَبي وَأُمِّي ـ أَيْ أَفْدِيكَ بِأَبي وَأُمِّي ـ مِمَّ ذَاك 00؟ قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مِمَّا يَلْقَوْنَ مِنَ العَنَاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (3090)، وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع ص: 285/ 7، الحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِير]

عَن أَبي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَتُنْقَضَنَّ عُرَى الإِسْلاَمِ عُرْوَةٌ عُرْوَة، فَكُلَّمَا انْتُقِضَتْ عُرْوَة؛ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتي تَلِيهَا، وَأَوَّلهُنَّ نَقْضَاً الحُكْم، وَآخِرُهُنَّ الصَّلاَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَفي الجَامِعِ بِرَقْمَيْ: 572، 5075، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح: 281/ 7]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَكُونُ فِتْنَةٌ تَسْتَنْظِفُ العَرَب، قَتْلاَهَا في النَّار، اللِّسَانُ فِيهَا أَشَدُّ مِنْ وَقْعِ السَّيْف " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6980، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنَّا قُعُودَاً عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الفِتَن، فَأَكْثَرَ في ذِكْرِهَا حَتىَّ ذَكَرَ فِتْنَةَ الأَحْلاَس؛ فَقَالَ قَائِل: يَا رَسُولَ الله؛ وَمَا فِتْنَةُ الأَحْلاَس 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هِيَ هَرَبٌ وَحَرْب، ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاء، دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِن أَهْلِ بَيْتي، يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنيِّ، وَلَيْسَ مِنيِّ، وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِيَ المُتَّقُون، ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرْكٍ عَلَى ضِلْع، ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاء، لاَ تَدَعُ أَحَدَاً مِن هَذِهِ الأُمَّةِ إِلاَّ لَطَمَتْهُ لَطْمَة، فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنَاً وَيُمْسِي كَافِرَاً؛ حَتىَّ يَصِيرَ النَّاسُ إِلى فُسْطَاطَيْن: فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لاَ نِفَاقَ فِيه، وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لاَ إِيمَانَ فِيه؛ فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ؛ فَانْتَظِرُواْ الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِن غَدِه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6168،، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4242]

كَوَرْكٍ عَلَى ضِلْع: الأَصْلُ في الضِّلْعِ الاَعْوِجَاج؛ وَبِالتَّالي فَهُوَ لاَ يَقُومُ بِالْوَرْك، حَيْثُ يَكُونُ الْوَرْكُ عَلَيْهِ كَالْعَضَلَةِ السَّمِينَةِ المَرْخِيَّة؛ يُرِيدُ أَنَّ هَذَا الرَّجُلَ غَيرُ خَلِيقٍ لِلْمُلْكِ وَفِيهِ عِوَج، لاَ يَقُومُ بِالأَمْرِ خَيرَ قِيَام 0 عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تُعْرَضُ الفِتَنُ عَلَى القُلُوبِ كَالحَصِيرِ عُودًا عُودًا ـ أَيْ قَلْبًا قَلْبًا ـ فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا؛ نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاء، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا؛ نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاء؛ حَتىَّ تَصِيرَ عَلَى قَلْبَين: عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا؛ فَلاَ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْض، وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا ـ أَيْ أَحْمَرُ مُسْوَدَّا ً ـ كَالكُوزِ مُجَخِّيَاً، لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفَاً وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِن هَوَاه " 00 مُجَخِّيَاً: أَيْ مَائِلٌ عَلَى الأَرْض، يَدْخُلُهُ كُلُّ شَيْء، وَلَكِنْ لاَ يَثْبُتُ فِيهِ شَيْء؛ فَمَا بِهِ إِلاَّ الهَوَاء 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 144 / عَبْد البَاقِي]

عَنِ المِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفِتَن، وَلَمَنِ ابْتُلِيَ فَصَبَر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (1637، 975)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4263]

بَعْضُ نُبُوءَاتِ المُصْطَفَى " صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ تُقَاتِلُواْ قَوْمَاً نِعَالُهُمُ الشَّعَر، وَحَتىَّ تُقَاتِلُواْ التُّرْك، صِغَارَ الأَعْيُنِ حُمْرَ الوُجُوهِ ذُلْفَ الأُنُوف، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المجَانُّ المُطَرَّقَة، وَتجِدُونَ مِن خَيرِ النَّاسِ أَشَدَّهُمْ كَرَاهِيَةً لهَذَا الأَمْرِ حَتىَّ يَقَعَ فِيه، وَالنَّاسُ مَعَادِن، خِيَارُهُمْ في الجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ في الإِسْلاَم، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَى أَحَدِكُمْ زَمَان؛ لأَنْ يَرَاني: أَحَبُّ إِلَيْهِ مِن أَنْ يَكُونَ لَهُ مِثْلُ أَهْلِهِ وَمَالِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3587 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2912 / عَبْد البَاقِي]

وَفي حَدِيثٍ آخَرَ عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ تُقَاتِلُواْ قَوْمَاً صِغَارَ الأَعْيُنِ عِرَاضَ الوُجُوه، كَأَنَّ أَعْيُنَهُمْ حَدَقُ الجَرَاد، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ المُطَرَّقَة، يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ وَيَتَّخِذُونَ الدَّرَق، يَرْبُطُونَ خَيْلَهُمْ بِالنَّخْل " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 7416، 2429، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4099]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ لاَ يَخْرُجُونَ حَتىَّ يَرْبِطُواْ خُيُولَهُمْ بِنَخْلِ الأَيْلَة [بَيْنَهَا وَبَينَ الْبَصْرَةِ أَرْبَعَةُ فَرَاسِخ] فَيَبْعَثُونَ ـ أَيِ التُّرْك: أَنَ خَلُّواْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا ـ أَيْ بَيْنَنَا وَبَينَ الْبَصْرَة ـ فَيَلْحَقُ ثُلُثٌ بِهِمْ، وَثُلُثٌ بِالْكُوفَة، وَثُلُثٌ بِالأَعْرَاب، ثمَّ يَبْعَثُونَ إِلىَ أَهْلِ الْكُوفَة: أَنَ خَلُّواْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا فَيَلْحَقُ ثُلُثٌ بِهِمْ، وَثُلُثٌ بِالأَعْرَاب، وَثُلُثٌ بِالشَّام " 00 فَسُئِلَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنه: مَا أَمَارَةُ ذَلِك 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: إِذَا طَبَّقَتِ الأَرْضُ إِمَارَةُ الصِّبْيَان " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8421]

وَعَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ أَيْضَاً سَيَرْبِطُونَ خُيُولَهُمْ بِسَوَارِي المَسْجِد؛ فَقِيل: " يَا رَسُولَ الله؛ مَن هُمْ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " التُّرْك " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8463]

عَن أَبي الأَسْوَدِ الدُّؤَليِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُول: " يُوشِكُ بَنُو قَنْطُورَاءَ بْنِ كَرْكَرَ أَنْ يُخْرِجُواْ أَهْلَ الْعِرَاقِ مِن أَرْضِهِمْ؛ قُلْتُ: ثمَّ يَعُودُون؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: إِنَّكَ لَتَشْتَهِي ذَلِك 00؟ وَيَكُونُ لَهُمْ سَلْوَةٌ مِن عَيْش " 0 [أَيْ عَيْشٌ رَغِيد؛ يُنْسِيهِمْ ذَلِكَ التَّشْرِيد 0 قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8466]

عَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ [أَيْ جَبَلُ الذَِّهَبِ الَّذِي سَيَنحَسِرُ عَنهُ الْفُرَات] ثَلاَثَة: كُلُّهُمُ ابْنُ خَلِيفَة، ثمَّ لاَ يَصِيرُ إِلىَ وَاحِدٍ مِنهُمْ، ثمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ قِبَلَ المَشْرِق؛ فَيُقَاتِلُونَكُمْ قِتَالاً لَمْ يُقَاتِلْهُ قَوْم " 0 ثُمَّ ذَكَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فَقَال: " إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوْ حَبْوَاً عَلَى الثَّلْج؛ فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللهِ المَهْدِيّ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، وَقَالَ فِيهِ الحَافِظُ الْعَلاَّمَةُ ابْنُ كَثِير: إِسْنَادٌ قَوِيٌّ صَحِيح]

عَن أَبي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَنْزِلُ نَاسٌ مِن أُمَّتي بِغَائِطٍ يُسَمُّونَهُ الْبَصْرَة، عِنْدَ نَهْرٍ يُقَالُ لَهُ دِجْلَة، يَكُونُ عَلَيْهِ جِسْرٌ يَكْثُرُ أَهْلُهَا، وَتَكُونُ مِن أَمْصَارِ المُسْلِمِين، فَإِذَا كَانَ في آخِرِ الزَّمَان؛ جَاءَ بَنُو قَنْطُورَاء ـ أَيِ التُّرْك ـ عِرَاضُ الْوُجُوهِ صِغَارُ الأَعْيُن، حَتىَّ يَنْزِلُواْ عَلَى شَطِّ النَّهَر، فَيَتَفَرَّقُ أَهْلُهَا ثَلاَثَ فِرَق: فِرْقَةٌ يَأْخُذُونَ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَالْبَرِّيَّة؛ وَهَلَكُواْ، وَفِرْقَةٌ يَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ؛ وَكَفَرُواْ، وَفِرْقَةٌ يَجْعَلُونَ ذَرَارِيَهُمْ ـ أَيْ ذَوِيهِمْ ـ خَلْفَ ظُهُورِهِمْ وَيُقَاتِلُونَهُمْ؛ وَهُمُ الشُّهَدَاء " [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4306]

رُبَّمَا كَانَ المَقْصُودُ بِبَني قَنْطُورَاء: التَّتَار؛ فَلَقَدْ أَوْرَدَ ابْنُ مَنْظُورٍ ـ صَاحِبُ لِسَانِ العَرَبِ ـ قَوْلاً في مُعْجَمِهِ الْعَظِيمِ جَاءَ فِيه: أَنَّ قَنْطُورَاءَ كَانَتْ جَارِيَةً لإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَم، فَوَلَدَتْ لَهُ أَوْلاَدَاً، وَالتُّرْكُ وَالصِّينُ مِنْ نَسْلِهَا: وَالتَّتَارُ كَانَتْ مِن هَذِهِ الأَمَاكِن: [دُوَلِ جَنُوبِ وَشَرْقِ آسْيَا] وَبِالتَّالي تَكُونُ نُبُوءةُ الحَدِيثِ قَدْ تحَقَّقَتْ في دَوْلَةِ المَمَالِيكِ بِذَلِكَ الهُجُومِ التَّتَرِيّ، وَالعِلْمُ عِنْدَ الله

وَرُبَّمَا كَانَتْ حَوَادِثُ الحَدِيثِ سَتَجْرِي في آخِرِ الزَّمَانِ؛ بِسَبَبِ النِّزَاعَاتِ المُزْمِنَةِ بَينَ تُرْكِيَا وَالحِزْبِ الكُرْدُسْتَاني؛ وَلِمَزِيدٍ مِنَ التَّوْضِيح؛ وُصُولاً إِلى التَّرْجِيح؛ دُونَكُمْ تَعْلِيقُ الإِمَامِ النَّوَوِيِّ عَلَى ذَلِكَ الحَدِيثِ الصَّحِيح:

قَالَ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى في شَرْحِ هَذَا الحَدِيث: " وَهَذِهِ كُلُّهَا مُعْجِزَاتٌ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَقَدْ وُجِدَ قِتَالُ هَؤُلاَءِ التُّرْكُ بِجَمِيعِ صِفَاتهمُ الَّتي ذَكَرَهَا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: صِغَارَ الأَعْيُن، حُمْرَ الوُجُوه، ذُلْفَ الآنِف، عِرَاضَ الوُجُوه، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ المُطَرَّقَة، يَنْتَعِلُونَ الشَّعَر، فَوُجِدُواْ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ كُلِّهَا في زَمَانِنَا، وَقَاتَلَهُمُ المُسْلمُونَ مَرَّات " 0 [الإِمَامُ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ في شَرْحِ هَذَا لِلْحَدِيثِ رَقْم: 2912 / عَبْد البَاقِي]

وَهَذَا مَا يُرَجِّحُ مَا ذَهَبْنَا إِلَيْهِ آنِفَاً ـ مِن أَنَّ التَّتَارَ هُمْ بَنُو قَنْطُورَاء: فَإِنَّ التَّتَارَ قَدْ خَرَجُواْ عَلَى الْبِلاَدِ الإِسْلاَمِيَّةِ في زَمَنِ الإِمَامِ النَّوَوِيّ؛ لِقَوْلِهِ " في زَمَانِنَا "، وَالتَّوَارِيخُ جَاءَتْ مُؤَيُِّدَةً لِذَلِك: فَهَجْمَةُ التَّتَارِ كَانَتْ سَنَةَ 656 هِجْرِيَّة، وَوَفَاةُ الإِمَامِ النَّوَوِيِّ كَانَتْ سَنَةَ 676 هِجْرِيَّة 0 وَهُنَا مَعْلُومَةٌ مُهِمَّةٌ وَجَدِيرَةٌ بِالذِّكْرِ لاَ يَعْرِفُهَا الْكَثِيرُون؛ نَظَرَاً لِلتَّغْيِيرِ الَّذِي طَرَأَ عَلَى أَسْمَاءِ الْعَوَاصِمِ وَالمُدُنِ الْقَدِيمَة: هَذِهِ المَعْلُومَةُ هِيَ أَنَّ بِلاَدَ التُّرْك: كَانَتْ تُطْلَقُ قَدِيمَاً عَلَى مَا يُعْرَفُ الآنَ بِالاِتِّحَادِ السُّوفِيتِّيّ؛

وَتَتَأَكَّدُ مِن هَذَا عِنْدَمَا تَبْحَثُ في مَعَاجِمِ الْبُلْدَانِ عَنْ مُدُنِ بُخَارَى وَسَمَرْقَنْد وَكَاشْغَر، وَالَّتي سَتَجِدُهَا في الأَطْلَسِ كَاشْجَار 000 إِلخ تِلْكَ المُدُنِ السُّوفِيتُِّيَّة: سَتَكْتَشِفُ أَنَّ عُلَمَاءَ الجُغْرَافْيَا الْقُدَامَى كَانُواْ يُسَمُّونَهَا بِلاَدَ التُّرْك 00 فَلَقَدْ سَمَّى رَسُولُ اللهِ بِلاَدَ التُّرْكِ هَذِهِ في بَعْضِ الأَحَادِيث: حَيْثُ مِنهَا خُوزَاً وَكَرْمَان، وَهُمَا مِنْ دُوَلِ شَرْقِ آسْيَا بِإِيرَان: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ تُقَاتِلُواْ خُوزَاً وَكَرْمَان، مِنَ الأَعَاجِم، حُمْرَ الوُجُوهِ فُطْسَ الأُنُوفِ صِغَارَ الأَعْيُن، وُجُوهُهُمُ المجَانُّ المُطَرَّقَة، نِعَالُهُمُ الشَّعَر " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3590 / فَتْح]

فَبِلاَدُ التُّرْك: كَانَتْ تُطْلَقُ عَلَى كُلِّ شَرْقِ بِلاَدِ فَارِس [إِيرَان] وَشَمَالِ الهِنْد، حَتىَّ حُدُودِ الصِّين 0 وَلَكِنْ تَبْقَى نُبُوءةُ الحَرْبِ المَوْعُودَةِ مَعَ التُّرْكِ قَائِمَةً عَلَى قَدَمٍ وَسَاق؛ لِثُبُوتِ ذِكْرِ المَهْدِيِّ في هَذَا الحَدِيثِ إِنْ صَحّ:

عَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ [أَيْ جَبَلُ الذَِّهَبِ الَّذِي سَيَنحَسِرُ عَنهُ الْفُرَات] ثَلاَثَة: كُلُّهُمُ ابْنُ خَلِيفَة، ثمَّ لاَ يَصِيرُ إِلىَ وَاحِدٍ مِنهُمْ، ثمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ قِبَلَ المَشْرِق؛ فَيُقَاتِلُونَكُمْ قِتَالاً لَمْ يُقَاتِلْهُ قَوْم " 0 ثُمَّ ذَكَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فَقَال: " إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوْ حَبْوَاً عَلَى الثَّلْج؛ فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللهِ المَهْدِيّ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، وَقَالَ فِيهِ الحَافِظُ الْعَلاَّمَةُ ابْنُ كَثِير: إِسْنَادٌ قَوِيٌّ صَحِيح]

وَخَبَرُ هَذَا الْكَنْزِ رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُوشِكُ الفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَب؛ فَمَن حَضَرَهُ فَلاَ يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئَاً " 00!! [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7119 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2894 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيَنْزِلَنَّ الدَّجَّالُ خُوزَ وَكَرْمَانَ في سَبْعِينَ أَلْفَاً، وُجُوهُهُمْ كَالمَجَانِّ المُطَرَّقَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 8434، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه] أَمَّا خُوز: فَهِيَ بَلْدَةٌ تَتَوَسَّطُ مُثَلَّثَاً مَقْلُوبَاً في إِيرَان: رَأْسُهُ كَرْمَان، وَقاعِدَتُهُ الشَّرْقِيَّةُ خُرَاسَان، وَالْغَرْبِيَّةُ أَصْفَهَان 0

غُرْبَةُ الإِسْلاَم عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيبَاً، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبَاً؛ فَطُوبى لِلْغُرَبَاء " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 145 / عَبْد البَاقِي] عَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِن أُمَّتي عَلَى الحَقِّ مَنْصُورِينَ لاَ يَضُرُّهُمْ مَن خَالَفَهُمْ، حَتىَّ يَأْتِيَ أَمْرُ الله " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 10]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِن أُمَّتي قَوَّامَةً عَلَى أَمْرِ اللهِ لاَ يَضُرُّهَا مَن خَالَفَهَا " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 7291، 1962، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 7] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّ الإِسْلاَمَ بَدَأَ غَرِيبَاً وَسَيَعُودُ غَرِيبَاً كَمَا بَدَأ، وَهُوَ يَأْرِزُ بَيْنَ المَسْجِدَيْن ـ أَيْ يَأْوِي بَينَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَمَسْجِدِ المَدِينَة ـ كَمَا تَأْرِزُ الحَيَّةُ في جُحْرِهَا " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 146 / عَبْد البَاقِي]

لاَ زَالَ الإِسْلاَمُ بخَير عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَزَالُ طَائِفَةٌ مِن أُمَّتي ظَاهِرِين ـ أَيْ أَقْوِيَاءَ ذَوِي غَلَبَة ـ حَتىَّ يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ ـ أَيْ قَدَرُ اللهِ ـ وَهُمْ ظَاهِرُون " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7311 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1921 / عَبْد البَاقِي] عَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِن أُمَّتي ظَاهِرِينَ عَلَى الحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتىَّ يَأْتيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِك " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1920 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَزَالُ في هَذِهِ الأُمَّةِ قَوْمٌ يُقَاتِلُونَ عَلَى أَمْرِ اللهِ لاَ يَضُرُّهُمْ عَدَاوَةُ مَن عَادَاهُمْ، وَلاَ خِذْلاَنُ مَن خَذَلَهُمْ، حَتىَّ يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ تَعَالى وَهُمْ عَلَى ذَلِك " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (596/ 7)، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ وَأَبُو يَعْلَى]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِن أُمَّتي يُقَاتِلُونَ عَلَى الحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلى يَوْمِ القِيَامَة، فَيَنْزِلُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَم؛ فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ: تَعَالَ صَلِّ لَنَا 00 فَيَقُولُ عَلَيْهِ السَّلاَم: لاَ؛ إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاء، تَكْرِمَةَ اللهِ هَذِهِ الأُمَّة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 156 / عَبْد البَاقِي] وَأَمِيرُهُمْ يَوْمَئِذٍ هُوَ المَهْدِيّ؛ لِقَوْلِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رِوَايَةٍ أُخْرَى: " فَيَقُولُ أَمِيرُهُمُ المَهْدِيّ " 0 [صَحَّحَهَا الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2236]

عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَين رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِن أُمَّتي يُقَاتِلُونَ عَلَى الحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ، حَتىَّ يُقَاتِلَ آخِرُهُمُ المَسِيحَ الدَّجَّال " 0 [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم 0 المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 2392، صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 13250، رَوَاهُ أَحْمَدُ بِرَقْم: 19419] عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَار، وَلاَ يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلاَ وَبَر ـ أَيْ مِنْ بُيُوتِ الْقُرَى وَلاَ الْبَوَادِي ـ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّين، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيل " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ وَالمِشْكَاةِ بِرَقْمَيْ: (3، 42)، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:" تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُون، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّة، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُون، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكَاً عَاضَّاً، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُون، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكَاً جَبْرِيَّة، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُون، ثمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثمَّ تَكُونُ خلاَفَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 5، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَثَلُ أُمَّتي مَثَلُ المَطَر؛ لاَ يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُه " 0 [حَسَنٌ صَحِيح0كَذَا قَالَ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2869] يُشِيرُ بِذَلِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى الخِلاَفَتَينِ اللَّتَينِ عَلَى مِنهَاجِ النُّبُوَّة: أَيْ عَهْدِ الخُلَفَاءِ الرَِّاشِدِين، وَعَهْدِ المَهْدِيِّ المُنْتَظَر 0

أَحْدَاثُ غَزْوِ الكَعْبَة عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ حَفْصَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيَؤُمَّنَّ هَذَا البَيْتَ جَيْشٌ يَغْزُونَهُ، حَتىَّ إِذَا كَانُواْ بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ يُخْسَفُ بِأَوْسَطِهِمْ، وَيُنَادِي أَوَّلُهُمْ آخِرَهُمْ، ثُمَّ يُخْسَفُ بِهِمْ، فَلاَ يَبْقَى إِلاَّ الشَّرِيدُ الَّذِي يُخْبِرُ عَنْهُمْ " 0 [لَيَؤُمَّنَّ: أَيْ لَيَقْصِدَنَّ 0 وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2883 / عَبْد البَاقِي] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ صَفِيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَنْتَهِي النَّاسُ عَن غَزْوِ هَذَا الْبَيْت؛ حَتىَّ يَغْزُوَ جَيْش، حَتىَّ إِذَا كَانُواْ بِالبَيْدَاء، أَوْ بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْض؛ خُسِفَ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَلَمْ يَنْجُ أَوْسَطُهُمْ " 00 قُلْتُ: فَإِنْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ يُكْرَه 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَبْعَثُهُمُ اللهُ عَلَى مَا في أَنْفُسِهِمْ " 00 أَيْ: عَلَى نِيَّاتِهِمْ 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (13422)، كَمَا صَحَّحَهُ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4064] وَهَدَفُ هَذَا الجَيْشِ هُوَ اسْتِئْصَالُ الحَرَكَةِ المَهْدِيَّة، الَّتي سَتَظْهَرُ في آخِرِ الزَّمَان 00 خُرُوجُ المَهْدِي عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيِّ صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " المَهْدِيُّ مِنيِّ، أَجْلَى الجَبْهَة، أَقْنى الأَنْف، يمْلأُ الأَرْضَ قِسْطَاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْرَاً وَظُلْمَاً، يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِين " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 4285]

جَلاَءُ الجَبْهَة: أَيْ صَلَعٌ في مُقَدِّمَتِهَا، وَقِيلَ حُسْنُهَا 0 وَالْقَنَا في الأُنًوف: هُوَ طُولُهَا، مَعَ اِمْتِلاَءٍ في وسَطِهَا 0 عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ البَيْت، يُصْلِحُهُ اللهُ في لَيْلَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 645، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: 2371، 4085] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المَهْدِيُّ مِنْ وَلَدِ فَاطِمَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْمَيْ: 4086، 4284]

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ يَوْم: لَطَوَّلَ اللهُ ذَلِكَ اليَوْمَ حَتىَّ يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلاً مِنيِّ أَوْ مِن أَهْلِ بَيْتي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبي، يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطَاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمَاً وَجَوْرَاً " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: (3571)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4282]

عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَكُونُ في آخِرِ الزَّمَانِ خَليفَةٌ يَقْسِمُ المَالَ وَلاَ يَعُدُّهُ عَدَّا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2914 / عَبْد البَاقِي، وَرَوَاهُ الحَاكِمُ في مُسْتَدْرَكِهِ بِرَقْم: 8401] عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيِّ صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " يَكُونُ في أُمَّتي المَهْدِيّ، إِنْ قَصَّرَ فَسَبْعٌ وَإِلاَّ فَتِسْع، فَتَنْعَمُ فِيهِ أُمَّتي نِعْمَةً لَمْ يَنْعَمُواْ مِثْلَهَا قَطّ، تُؤْتَى أُكُلَهَا وَلاَ تَدَّخِرُ مِنْهُ شَيْئَاً، وَالمَالُ يَوْمَئِذٍ كُدُوس [أَيْ أَكْوَام] فَيَقُومُ الرَّجُلُ فَيَقُول: يَا مَهْدِيُّ أَعْطِني؛ فَيَقُولُ خُذْ " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 4083]

وَفي حَدِيثٍ آخَرَ عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيِّ صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " وَتُخْرِجُ الأَرْضُ نَبَاتَهَا وَيُعْطِى المَالَ صِحَاحَاً، وَتَكْثُرُ المَاشِيَة، وَتَعْظُمُ الأُمَّة ـ أَيْ يَكْثُرُ عَدَدُهَا ـ يَعِيشُ سَبْعَاً أَوْ ثَمَانِيَاً " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامَان / الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك، وَالذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِم] عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيِّ صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لاَ تَقُوم السَّاعَةُ حَتىَّ تُمْلأَ الأَرْضُ ظُلْمَاً وَجَوْرَاً وَعُدْوَانَاً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِن أَهْلِ بَيْتي مَنْ يَمْلأُهَا قِسْطَاً وَعَدْلاً، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمَاً وَعُدْوَانَاً " 0 [قَالَ الإِمَامَان / الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك، وَالذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِم]

عَنْ محَمَّدِ بْنِ الحَنَفِيَّةِ أَنَّهُ قَال:" كُنَّا عِنْدَ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه؛ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ المَهْدِيّ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه: هَيْهَات، ثُمَّ عَقَدَ بِيَدِهِ سَبْعَاً فَقَال: ذَاكَ يَخْرُجُ في آخِرِ الزَّمَان، إِذَا قَالَ الرَّجُلُ اللهُ اللهُ قُتِل؛ فَيَجْمَعُ اللهُ تَعَالى لَهُ قَوْمَاً قُزَعَاً كَقُزَعِ السَّحَاب، يُؤَلِّفُ اللهُ بَينَ قُلُوبِهِمْ، لاَ يُسْتَوْحَشُونَ إِلى أَحَد، وَلاَ يَفْرَحُونَ بِأَحَدٍ يَدْخُلُ فِيهِمْ، عَلَى عِدَّةِ أَصْحَابِ بَدْر، لَمْ يَسْبِقْهُمُ الأَوَّلُونَ وَلاَ يُدْرِكُهُمُ الآخِرُون، وَعَلَى عَدَدِ أَصْحَابِ طَالُوتَ الَّذِينَ جَاوَزُواْ مَعَهُ النَّهْر " 0

[قَالَ الإِمَامَان / الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك، وَالذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِم] وَلَنْ تَعْدِمَ هَذِهِ الْقِلَّةُ البرَكَة، فَسَيَزْدَادُ عَدَدُهَا حَتىَّ يَصِلَ إِلى اثْنيْ عَشَرَ أَلْفَاً 0

عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ قَال:" سَتَكُونُ فِتْنَةٌ يَحْصُلُ النَّاسُ مِنهَا ـ أَيْ يَضْطَرِبُونَ وَيَخْتَلِطُونَ مِنهَا ـ كَمَا يَحْصُلُ الذَّهَبُ في المَعْدِن؛ فَلاَ تَسُبُّواْ أَهْلَ الشَّامِ وَسُبُّواْ ظَلَمَتَهُمْ؛ فَإِنَّ فِيهِمُ الأَبْدَال، وَسَيُرْسِلُ اللهُ إِلَيْهِمْ سَيْبَاً مِنَ السَّمَاءِ فَيُغْرِقُهُمْ ـ أَيْ مَطَرَاً غَزِيرَاً ـ حَتىَّ لَوْ قَاتَلَتْهُمُ الثَّعَالِبُ غَلَبَتْهُمْ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ عِنْدَ ذَلِكَ رَجُلاً مِن عِتْرَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ أَيْ مِنْ سُلاَلَةِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ في اثْنيْ عَشَرَ أَلْفَاً إِنْ قَلُّواْ، وَخَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَاً إِنْ كَثُرُواْ، أَمَارَتُهُمْ أَوْ عَلاَمَتُهُمْ: أَمِتْ أَمِتْ، عَلَى ثَلاَثِ رَايَات، يُقَاتِلُهُمْ أَهْلُ سَبْعِ

رَايَات، لَيْسَ مِنْ صَاحِبِ رَايَة؛ إِلاَّ وَهُوَ يَطْمَعُ بِالمُلْك، فَيُقْتَلُونَ وَيُهْزَمُون، ثُمَّ يَظْهَرُ الهَاشِمِيّ، فَيَرُدُّ اللهُ إِلى النَّاسِ أُلْفَتَهُمْ وَنِعْمَتَهُمْ، فَيَكُونُونَ عَلَى ذَلِك، حَتىَّ يَخْرُجَ الدَّجَّال " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامَان / الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك، وَالذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِم] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَعُوذُ عَائِذٌ بِالبَيْت؛ فَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْث، فَإِذَا كَانُواْ بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ خُسِفَ بِهِمْ " 0 فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ فَكَيْفَ بمَنْ كَانَ كَارِهَاً 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" يُخْسَفُ بِهِ مَعَهُمْ، وَلَكِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى نِيَّتِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2882 / عَبْد البَاقِي] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:" يَأْتي نَاسٌ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ يُرِيدُونَ رَجُلاً عِنْدَ الْبَيْت، حَتىَّ إِذَا كَانُواْ بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ خُسِفَ بِهِمْ؛ فَيَلْحَقُ بِهِمْ مَنْ تَخَلَّفَ؛ فَيُصِيبُهُمْ مَا أَصَابَهُمْ " 0 قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ كَيْفَ بِمَنْ كَانَ أُخْرِجَ مُسْتَكْرَهَاً 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يُصِيبُهُمْ مَا أَصَابَ النَّاس، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ كُلَّ امْرِئٍ عَلَى نِيَّتِه " 0 [قَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ فِيهِ سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ الأَبْرَش؛ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيرُهُ وَضَعَّفَهُ جَمَاعَة: 613/ 7، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " طَائِفَةٌ مِن أُمَّتي يُخْسَفُ بِهِمْ، يُبْعَثُونَ إِلى رَجُل؛ فَيَأْتي مَكَّةَ فَيَمْنَعُهُ اللهُ تَعَالى وَيَخْسِفُ بِهِمْ، مَصْرَعُهُمْ وَاحِد، وَمَصَادِرُهُمْ شَتىَّ، إِنَّ مِنهُمْ مَنْ يُكْرَهُ فَيَجِيءُ مُكْرَهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (3906، 1924)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيّ]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَنْتَهِي الْبُعُوثُ عَن غَزْوِ بَيْتِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ: حَتىَّ يُخْسَفَ بِجَيْشٍ مِنهُمْ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ غَرِيب، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8323]

خَبَرُ السُّفْيَاني عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَخْرُجُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ السُّفْيَانيُّ في عُمْقِ دِمَشْق، وَعَامَّةُ مَنْ يَتَّبِعُهُ مِنْ كَلْب، فَيَقْتُلُ حَتىَّ يَبْقُرَ بُطُونَ النِّسَاء، وَيَقْتُلُ الصِّبْيَان، فَتُجْمِعُ لَهُمْ قَيْسٌ فَيَقْتُلُهَا حَتىَّ لاَ يَمْنَعَ ذَنَبَ تَلْعَة، وَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِن أَهْلِ بَيْتي في الحَرَّة، فَيَبْلُغُ السُّفْيَانيّ ـ أَيْ يَبْلُغُهُ خَبرُ هَذَا الرَّجُل ـ فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ جُنْدَاً مِنْ جُنْدِهِ، فَيَهْزِمُهُمْ ـ أَيْ يَهْزِمُهُمُ المَهْدِيّ ـ فَيَسِيرُ إِلَيْهِ السُّفْيَانيُّ بِمَنْ مَعَهُ، حَتىَّ إِذَا صَارَ بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ خُسِفَ بِهِمْ، فَلاَ يَنْجُو مِنهُمْ إِلاَّ المُخْبِرُ عَنهُمْ " 0 [قَالَ الإِمَامَان / الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ وَالذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِم]

كَلْب: قَبِيلَةٌ قَحْطَانِيَّةٌ مِنْ بَني قُضَاعَة، تَعِيشُ بِسُورِيَّة 0 وَقَيْس: قَبِيلَةٌ مِنْ بَني مُضَر، تَعِيشُ في دِمَشْق 0 وَالحَرَّة: أَرْضٌ شَاسِعَةٌ بَينَ المَدِينَةِ وَالشَّامِ ذَاتِ حِجَارَةٍ سُود، وَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " حَتىَّ لاَ يُمْنَعَ ذَنَبُ تَلْعَة ": أَيْ يَنْتَهِكُ محَارِمَهَا وَيَجُوسَ خِلاَلَ الدِّيَارِ فَلاَ يَذَر؛ فَالتَّلْعَة: هِيَ الأُخْدُودُ الَّذِي يَصْنَعُهُ السَّيْلُ لِنَفْسِهِ في الجِبَالِ وَالصَّحَارِي لِيُوَاصِلَ مجْرَاه، وَيُضْرَبُ بِهَا المَثَلُ كِنَايَةً عَنِ الْوُصُولِ إِلى كُلِّ مَكَان 00 وَهِيَ في الحَدِيثِ كِنَايَةٌ عَنِ الدَّمَارِ وَالخَرَابِ وَالتَّشْرِيدِ الَِّذِي سَيُلْحِقُهُ السُّفْيَانيُّ بِقَبِيلَةِ قَيْس 00

عَن حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إَنَّ هَذَا الحَيَّ مِنْ مُضَر ـ أَيْ قَبِيلَةَ قَيْس ـ لاَ يَزَالُ بِكُلِّ عَبْدٍ صَالِحٍ يَقْتُلُهُ وَيُهْلِكُهُ وَيُفْنِيه؛ حَتىَّ يُدْرِكَهُمُ اللهُ بِجُنُودٍ مِن عِنْدِهِ فَتَقْتُلَهُمْ حَتىَّ لاَ يُمْنَعَ ذَنَبُ تَلْعَة؛ فَإِذَا رَأَيْتَ قَيْسَاً قَدْ تَوَالَتِ الشَّام؛ فَخُذْ حِذْرَك " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8449]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَكُونُ اخْتلاَفٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَة؛ فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ بَني هَاشِمٍ فَيَأْتي مَكَّة، فَيَسْتَخْرِجُهُ النَّاسُ مِنْ بَيْتِهِ وَهُوَ كَارِه، فَيُبَايِعُونَه بَينَ الرُّكْنِ وَالمَقَام، فَيُجَهَّزُ إِلَيْهِ جَيْشٌ مِنَ الشَّام، حَتىَّ إِذَا كَانُواْ بِالْبَيْدَاءِ خُسِفَ بهِمْ؛ فَيَأْتِيهِ عَصَائِبُ الْعِرَاقِ وَأَبْدَالُ الشَّام، وَيَنْشَأُ رَجُلٌ بِالشَّامِ وَأَخْوَالُهُ كَلْب، فَيُجَهِّزُ إِلَيْهِ جَيْشَاً، فَيَهْزِمُهُمُ اللهُ فَتَكُونُ الدَّائِرَةُ عَلَيْهِمْ، فَذَلِكَ يَوْمُ كَلْب، الخَائِبُ مَن خَابَ مِن غَنِيمَةِ كَلْب، فَيَسْتَفْتِحُ الْكُنُوزَ وَيُقَسِّمُ الأَمْوَال، وَيُلْقِي الإِسْلاَمُ بجِرَانِهِ إِلى الأَرْض ـ أَيْ يَسْتَقِرُّ وَيَهْدَأ ـ فَيَعِيشُ بِذَلِكَ سَبْعَ سِنِين، أَوْ قَالَ تِسْعَ سِنِين " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (613/ 7)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المحْرُومُ مَن حُرِمَ غَنِيمَةَ كَلْب، وَلَوْ عِقَالاً، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه: لَتُبَاعَنَّ نِسَاؤُهُمْ عَلَى دَرَجَ دِمَشْق؛ حَتىَّ تُرَدَّ المَرْأَةُ مِنْ كَسْرٍ يُوجَدُ بِسَاقِهَا " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8329]

رَخَاءُ عَصْرِ المَهْدِي وَهَذَا الرَّجُلُ الَّذِي سَيَخْرُجُ عَلَى المَهْدِيّ: مَكِّيٌّ مِنْ قُرَيْش، غَيرَ أَنَّ أَخْوَالَهُ مِنْ قَبِيلَةِ كَلْب؛ كَمَا في رِوَايَةٍ لِلإِمَامِ أَحْمَدَ 0 وَمِنَ المحْتَمَلِ أَنْ تَكُونَ إِسْرَائِيلُ هِيَ الَّتي تَقِفُ وَرَاءَ هَذَا الجَيْشِ الَّذِي سَيَغْزُو الكَعْبَةَ المُشَرَّفَة؛ كَرَدِّ فِعْلٍ عَلَى جَيْشِ المَدِينَةِ الَّذِي سَيَقِفُ في وَجْهِ الرُّوم؛ مِمَّا سَيُعَجِّلُ بِنِهَايَةِ اليَهُودِ في حَرْبِهِمُ المَوْعُودَةِ تحْتَ رَايَةِ الدَّجَّال، وَهَذَا كُلُّهُ طَبْعَاً مجَرَّدُ احْتِمَال 0

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيِّ صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " أُبَشِّرُكُمْ بِالمَهْدِيّ 00؟ يُبْعَثُ في أُمَّتي عَلَى اخْتِلاَفٍ مِنَ النَّاسِ وَزَلاَزِل، فَيَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطَاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْرَاً وَظُلْمَاً، يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُ الأَرْض، يَقْسِمُ المَالَ صِحَاحَاً " 00 فَقَالَ لَهُ رَجُل: مَا صِحَاحَاً 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" بِالسَّوِيَّةِ بَينَ النَّاس، وَيَمْلأُ اللهُ قُلُوبَ أُمَّةِ محَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غِنىً، وَيَسَعُهُمْ عَدْلُه؛ حَتىَّ يَأْمُرَ مُنَادِيَاً فَيُنَادِي فَيَقُول: مَنْ لَهُ في مَالٍ حَاجَة 00؟

فَمَا يَقُومُ مِنَ النَّاسِ إِلاَّ رَجُل، فَيَقُول ـ أَيْ يَقُولُ لَهُ المَهْدِيُّ نَضَّرَ اللهُ وَجْهَهُ ـ ائْتِ السَّدَّان ـ أَيِ الخَازِنَ ـ فَقُلْ لَهُ: إِنَّ المَهْدِيَّ يَأْمُرُكَ أَنْ تُعْطِيَني مَالاً؛ فَيَقُولُ لَهُ احْثِ ـ أَيْ خُذْ بِكَفَّيْك ـ حَتىَّ إِذَا جَعَلَهُ في حِجْرِهِ وَأَبْرَزَهُ نَدِمَ؛ فَيَقُول: كُنْتُ أَجْشَعَ أُمَّةِ محَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسَاً، أَوَعَجَزَ عَنيِّ مَا وَسِعَهُمْ " 00؟! أَيْ: أَوَعَجَزْتُ أَنْ تَسَعَني الْقَنَاعَةُ الَّتي وَسِعَتْهُمْ 00؟! فَيَرُدُّهُ؛ فَلاَ يُقْبَلُ مِنْهُ؛ فَيُقَالُ لَه: إِنَّا لاَ نَأْخُذُ شَيْئَاً أَعْطَيْنَاه؛ فَيَكُونُ كَذَلِكَ سَبْعَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِيَ سِنِينَ أَوْ تِسْعَ سِنِين، ثُمَّ لاَ خَيرَ في الْعَيْشِ بَعْدَه، أَوْ لاَ خَيرَ في الحَيَاةِ بَعْدَه " 0

[وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (610/ 7)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: 10933]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَخْرُجُ الدَّجَّالُ في أُمَّتي، فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ لاَ أَدْرِي: أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرًا، أَوْ أَرْبَعِينَ عَامًا؛ فَيَبْعَثُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُه، ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ سَبْعَ سِنِينَ لَيْسَ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَة، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ رِيحًا بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّام؛ فَلاَ يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِن خَيْرٍ أَوْ إِيمَانٍ إِلاَّ قَبَضَتْهُ، حَتىَّ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ في كَبَدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ حَتىَّ تَقْبِضَهُ؛ فَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ في خِفَّةِ الطَّيْرِ وَأَحْلاَمِ السِّبَاع،

لاَ يَعْرِفُونَ مَعْرُوفَاً وَلاَ يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا؛ فَيَتَمَثَّلُ لَهُمُ الشَّيْطَانُ فَيَقُول: أَلاَ تَسْتَجِيبُون 00؟ فَيَقُولُون: فَمَا تَأْمُرُنَا 00؟ فَيَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ الأَوْثَان، وَهُمْ في ذَلِكَ دَارٌّ رِزْقُهُمْ حَسَنٌ عَيْشُهُمْ، ثُمَّ يُنْفَخُ في الصُّور؛ فَلاَ يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلاَّ أَصْغَى ليتًا وَرَفَعَ ليتًا، وَأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إِبِلِه ـ أَيْ يَطْلِيهِ بِالطِّين ـ فَيُصْعَقُ وَيُصْعَقُ النَّاس، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ، أَوْ قَالَ يُنَزِّلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَطَرًا كَأَنَّهُ الطَّلُّ ـ أَيْ كَقَطَرَاتِ النَّدَى ـ فَتَنْبُتُ مِنْهُ أَجْسَادُ النَّاس، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى؛ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُون، ثُمَّ يُقَال: يَا أَيُّهَا النَّاس؛ هَلُمَّ إِلى رَبِّكُمْ 00

{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُون {24} مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُون {25} بَلْ هُمُ اليَوْمَ مُسْتَسْلِمُون {26} وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُون {27} قَالُواْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ اليَمِين {28} قَالُواْ بَلْ لَمْ تَكُونُواْ مُؤْمِنِين {29} وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِن سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمَاً طَاغِين {30} فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُون} {الصَّافَّات} ثُمَّ يُقَال: أَخْرِجُواْ بَعْثَ النَّار؛ فَيُقَالُ مِنْ كَمْ 00؟ فَيُقَال: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِاْئَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِين؛ فَذَاكَ يَوْمَ يجْعَلُ الوِلْدَانَ شِيبَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2940 / عَبْد البَاقِي]

مَلاَحِمُ آخِرِ الزَّمَان عَن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " اعْدُدْ سِتَّاً بَينَ يَدَيِ السَّاعَة: مَوْتي، ثمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِس، ثمَّ مَوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَم، ثمَّ اسْتِفَاضَةُ المَال؛ حَتىَّ يُعْطَى الرَّجُلُ مِاْئَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطَاً، ثُمَّ فِتْنَةٌ لاَ يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إِلاَّ دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَني الأَصْفَر، فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَة ـ أَيْ رَايَةً ـ تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلفَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3176 / فَتْح]

وَحَكَى الإِمَامُ ابْنُ حَجَرٍ الْعَسْقَلاَنيُّ في شَرْحِهِ لهَذَا الحَدِيثِ قَوْلاً هَذَا نَصُّه: " وَيُقَال: إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ ـ أَيِ الإِخْبَارُ بِالقُعَاص ـ ظَهَرَتْ في طَاعُون عَمْوَاسٍ في خِلاَفَةِ عُمَر " 0 [الإِمَامُ ابْنُ حَجَرٍ الْعَسْقَلاَنيُّ في كِتَابِهِ العَظِيم: فَتْحِ البَارِي؛ في شَرْحِ صَحِيحِ البُخَارِيُّ في شَرْحِهِ لِلْحَدِيثِ رَقْم: 3587]

وَأَذْكُرُ أَنيِّ فَكَّرْتُ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ في الرَّبْطِ بَينَ الْقُعَاصِ وَأَنْفِلْوَانْزَا الطُّيُور، لاَ سِيَّمَا إِذَا مَا انْتَقَلَتِ الْعَدْوَى بِهِ ـ لاَ قَدَّرَ اللهُ ـ إِلى البَشَر، وَلَكِنيِّ لَمْ أَلْبَثْ إِلاَّ يَسِيرَاً حَتىَّ صَرَفْتُ النَّظَر؛ نَظَرَاً لِطُولِ الْفَتْرَاتِ الزَّمَنِيَّةِ الَّتي أَوْحَى بِهَا كَلاَمُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المَرَاحِلِ الَّتي تَضَمَّنَهَا حَدِيثُهُ الشَّرِيف 0 أَلاَ تُلاَحِظْ مَعِي يَرْحَمُكَ اللهُ أَنَّ الأَحَادِيثَ أَبْهَمَتْ مَوْضِعَ هَذَا المَوْتَان؟ فَقَدْ يَقَعُ في الطُّيُورِ أَوِ الحَيَوَان، وَقَدْ لاَ يَقَعُ في الإِنْسَان 00!! وَلاَحِظْ مَعِي أَيْضَاً أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَوْتَانٌ كَقُعَاصِ الغَنَم: أَيْ سَرِيعُ الاِنْتِشَار، أَوْ شَبِيهٌ بِه 0

قَالَ الإِمَامُ ابْنُ حَجَرَ الْعَسْقَلاَنيُّ في شَرْحِ هَذَا المَرَضِ المَذْكُور: " دَاءٌ يُصِيبُ الدَّوَابَّ فَيَسِيلُ مِن أُنُوفِهَا شَيْءٌ فَتَمُوتُ فَجْأَة " 0 [الإِمَامُ ابْنُ حَجَرٍ الْعَسْقَلاَنيُّ في كِتَابِهِ العَظِيم: فَتْحِ البَارِي؛ في شَرْحِ صَحِيحِ البُخَارِيُّ في شَرْحِهِ لِلْحَدِيثِ رَقْم: 3587] وَقَالَ ابْنُ مَنْظُورٍ في لِسَانِ الْعَرَب: " وَالقُعَاصُ دَاءٌ يأْخُذُ في الصَّدْرِ كَأَنَّهُ يَكْسِر الْعُنُق، والقُعَاصُ دَاءٌ يَأْخُذُ الدَّوَابَّ فيَسِيلُ مِن أُنُوفِهَا شَيْء، والقُعَاصُ دَاءٌ يَأْخُذُ في الْغَنَمِ لاَ يُلْبِثُهَا أَنْ تَمُوت " 00 [الإِمَامُ ابْنُ حَجَرٍ الْعَسْقَلاَنيُّ في كِتَابِهِ العَظِيم: فَتْحِ البَارِي؛ في شَرْحِ صَحِيحِ البُخَارِيُّ في شَرْحِهِ لِلْحَدِيثِ رَقْم: 3587]

وَبِرَغْمِ هَذَا الاِسْتِدْلاَلِ فَإِنيِّ أَعُودُ لأُرَجِّحَ قَوْلَ مَنْ ذَهَبُواْ إِلى أَنَّ المَقْصُودَ بِدَاءِ الْقُعَاصِ هَذَا: طَاعُونُ عَمْوَاس ـ إِنْ كَانَتْ صِفَتُهُ وَأَعْرَاضُ الوَفَاةِ فِيهِ عَلَى النَّحْوِ المَذْكُور ـ وَالْبَاعِثُ عَلَى هَذَا التَّرْجِيحِ هُوَ التَّسَلْسُلُ التَّارِيخِيُّ الَّذِي أَوْرَدَهُ الحَدِيث، وَالَّذِي يُمْكِنُ تَوْفِيقُهُ عَلَى النَّحْوِ التَّالي: 1 ـ مَوْتي: وَقَدْ مَاتَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 0 2 ـ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِس: وَقَدْ فُتِحَ في عَهْدِ الْفَارُوقِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ 0 3 ـ المَوْتَان: طَاعُونُ عِمَوَاس؛ الَّذِي أَكَّدَ الإِمَامُ ابْنُ حَجَرٍ أَنَّهُ وَقَعَ في خِلاَفَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ 0

وَهُوَ الطَّاعُونُ الَّذِي قَالَ فِيهِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاح: " أَفِرَارَاً مِنْ قَدَرِ الله " 00!؟ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " لَوْ غَيْرُكَ قَالهَا يَا أَبَا عُبَيْدَة 00 نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ إِلى قَدَرِ الله " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5729 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2219 / عَبْد البَاقِي] 4 ـ اسْتِفَاضَةُ المَال: وَقَدْ كَانَ ذَلِكَ في عَصْرِ الخَلِيفَةِ العَادِل / عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيز، وَالَّذِي بَلَغَ حَدَّ أَنَّهُ كَانَ يَبْعَثُ في المَدَائِنِ وَالقُرَى: أَنَّ مَنْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ عَجَزَ عَنْ قَضَائِهِ فَلْيَقْضِهِ مِنْ بَيْتِ المَال، وَمَنْ كَانَ أَعْزَبَ لِعَدَمِ القُدْرَةِ عَلَى الزَّوَاجِ فَنَفَقَةُ زَوَاجِهِ مِنْ بَيْتِ المَال، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ المَالِ بِصُورَةٍ فَاحِشَةٍ في عَهْدِ مُلُوكِ بَني الْعَبَّاس، وَعَطَايَا الخُلَفَاءِ وَالْوُلاَةِ وَالأُمَرَاءِ وَالأَغْنِيَاءِ وَالبَرَامِكَةِ الَّتي كَانَتْ تَصِلُ إِلى أَلْفِ أَلْف، وَهَذَا مَشْهُورٌ في كُتُبِ التَّارِيخِ وَالأَدَب 0

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ الأَزْدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَوْلَ المَدِينَةِ عَلَى أَقْدُمِنَا ـ أَيْ عَلَى أَقْدَامِنَا ـ لِنَغْنَم؛ فَرَجَعْنَا وَلَمْ نَغْنَمْ، وَعَرَفَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجَهْدَ في وُجُوهِنَا؛ فَقَامَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِينَا خَطِيبَاً؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اللَّهُمَّ لاَ تَكِلْهُمْ إِليَّ فَأَضْعُفَ عَنهُمْ، وَلاَ تَكِلْهُمْ إِلىَ أَنْفُسِهِمْ فَيَعْجَزُواْ عَنهَا، وَلاَ تَكِلْهُمْ إِلىَ النَّاسِ فَيَسْتَأْثِرُواْ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: لَتُفْتَحَنَّ الشَّامُ وَفَارِس ـ أَوِ الرُّومُ وَفَارِس ـ حَتىَّ يَكُونَ لأَحَدِكُمْ مِنَ الإِبِلِ كَذَا وَكَذَا وَمِنَ الْبَقَرِ كَذَا وَكَذَا؛ حَتىَّ يُعْطَى أَحَدُكُمْ مِاْئَةَ دِينَارٍ فَيَسْخَطُهَا، ثُمَّ وَضَعَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي أَوْ عَلَى هَامَتي فَقَال: يَا ابْنَ حَوَالَة؛ إِذَا رَأَيْتَ الخِلاَفَةَ قَدْ نَزَلَتِ الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ فَقَدْ دَنَتِ الزَّلاَزِلُ وَالْبَلاَيَا وَالأُمُورُ الْعِظَام؛ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ لِلنَّاسِ مِنْ يَدِي هَذِهِ مِنْ رَأْسِك " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8309]

5 ـ فِتْنَةٌ لاَ يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إِلاَّ دَخَلَتْهُ: وَبَدَأَتْ تِلْكَ الْفِتَنُ بِظُهُورِ الخَوَارِجِ في عَهْدِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، ثمَّ اسْتِفْحَالِ أَمْرِهِمْ في الحُرُوبِ اليَزِيدِيَّةِ زَمَنَ الحَجَّاج، وَالَّذِي أَسْفَرَ عَنْ مَقْتَلِ الحُسَينِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ كَمَا قُتِلَ أَبُوهُ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه، ثُمَّ أَقْبَلَتْ فِتَنُ الحُرُوبِ الصَّلِيبِيَّةِ وَالتَّتَارِ وَهَجَمَاتِهِمُ الشَّرِسَةِ عَلَى دِيَارِ الإِسْلاَم، ثُمَّ تَوَالَتِ الهَجَمَاتُ الاِسْتِعْمَارِيَّةُ في العَصْرِ الحَدِيث،

ثمَّ النِّزَاعَاتُ العَرَبِيَّة، ثمَّ عَوْدَةُ الهَجَمَاتِ الاَسْتِعْمَارِيَّةِ مُؤَخَّرَاً عَلَى العِرَاق، وَإِرْهَاصَاتٌ بِاحْتلاَلِ سُورِيَّةَ وَإِيرَان، وَلاَ نَنْسَى مَسْجِدَنَا الأَقْصَى الَّذِي في أَيْدِي اليَهُود، وَفِتْنَةُ حُكَّامِ العَرَبِ وَوُلاَةِ الأَمْرِ لِشُعُوبِهِمُ الإِسْلاَمِيَّةِ في دِينِهِمْ، وَمحَارَبَةُ الإِسْلاَمِ في دِيَارِ الإِسْلاَمِ بِنَفْسِ الحُجَجِ الأَمْرِيكِيَّةِ الْكَاذِبَة: حِفْظِ الأَمْنِ وَمحَارَبَةِ الإِرْهَاب؛ كُلُّ هَذَا مِنَ الْفِتَن، وَضِفْ إِلَيْهِ تحَرُّشَاتِ الإِعْلاَمِ في الأَفْلاَمِ الجِنْسِيَّةِ بِالشَّبَاب، وَفي الإِنْتَرْنِتِّ وَالْفَضَائِيَّات؛ كُلُّ هَذَا مِنَ الْفِتَن 0 6 ـ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَني الأَصْفَر: هَذِهِ الَّتي نَنْتَظِرُهَا، وَهِيَ تُوَاكِبُ خُرُوجَ المَهْدِيّ 0

أَمَّا إِنْ كَانَ المَقْصُودُ بِالْقُعَاصِ مَوْتَانَاً آخَرَ بِأَنْفِلْوَانْزَا الطُّيُورِ أَوْ بِسُونَامِي آخَرَ في الْبِلاَدِ الْعَرَبِيَّةِ أَوْ بِسَارْز ـ لاَ قَدَّرَ اللهُ ـ فَتَكُونُ اسْتِفَاضَةُ المَالِ المَقْصُودَةُ حِينَئِذٍ؛ تَتَمَثَّلُ في الاِنْتِعَاشِ الاِقْتِصَادِيِّ غَيْرِ العَادِيّ، الَّذِي سَتَشْهَدُهُ الْبِلاَدُ بِإِذْنِ اللهِ في زَمَنِ المَهْدِيِّ المُنْتَظَر؛ وَيَكُونُ هَذَا الحَدِيثُ إِرْهَاصَاً بِفَتْحِ بَيْتِ المَقْدِسِ وَتَخْلِيصِهِ مِن أَيْدِي اليَهُود 0 نَعُودُ لِلْمَوْتَانِ وَالْفِتَن، وَلِلأَحْدَاثِ الَّتي سَتُمَهِّدُ لِظُهُورِ المَهْدِيّ:

عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ السَّكُونِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُفْني بَعْضُكُمْ بَعْضَاً، وَبَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ مَوْتَانٌ شَدِيد، وَبَعْدَهُ سَنَوَاتُ الزَّلاَزِل " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: (8383)، وَقَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: إِسْنَادُهُ صَحِيح] وَأَمَّا قَوْلُهُ في حَدِيثِ الإِمَامِ البُخَارِيِّ السَّابِق: " ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَني الأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً ـ أَيْ رَايَةً ـ تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلفَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3176 / فَتْح]

أَيْ: يَأْتُونَكُمْ بجَيْشٍ قِوَا مُهُ تِسْعُمِاْئَةٍ وَسِتُّونَ أَلْفَ جُنْدِيّ، يَجْمَعُونَهُ في تِسْعَةِ أَشْهُر: فَقَدْ وَرَدَ في رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ثُمَّ يَغْدِرُونَ بِكُمْ حَتىَّ حَمْلِ امْرَأَة " 0 [أَيْ يجْمَعُونَ هَذَا الجَيْشَ في تِسْعَةِ أَشْهُر0قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8303]

وَسَبَبُ غَدْرِهِمْ يَتَّضِحُ في هَذَا الحَدِيث: عَنْ ذِي مِخْبَرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَتُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحَاً آمِنَاً، فَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوَّاً مِنْ وَرَائِكُمْ، فَتُنْصَرُونَ وَتَغْنَمُونَ وَتَسْلَمُونَ ثُمَّ تَرْجِعُون، حَتىَّ تَنْزِلُواْ بِمَرْجٍ ذِي تُلُول، فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِن أَهْلِ النَّصْرَانِيَّةِ الصَّلِيبَ فَيَقُول: غَلَبَ الصَّلِيب؛ فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنْ المُسْلِمِينَ فَيَدُقُّهُ ـ أَيْ يَقْتُلُه ـ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ وَتَجْمَعُ لِلْمَلْحَمَة " [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 5925، وَفي سُنَنيِ الإِمَامَينِ أَبي دَاوُدَ وَابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: 4292، 4089]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى لِلْحَاكِم: " فَيَقُولُ قَائِلٌ مِنَ الرُّوم: غَلَبَ الصَّلِيب، وَيَقُولُ قَائِلٌ مِنَ المُسْلِمِين: بَلِ اللهُ غَلَب، فَيَتَدَاوَلاَنِهَا بَيْنَهُمْ ـ أَيْ فَيُرَدِّدَانِهَا ـ فَيَثُورُ المُسْلِمُ إِلى صَلِيبِهِمْ وَهُمْ مِنهُ غَيرَ بَعِيدٍ فَيَدُقُّهُ، وَيَثُورُ الرُّومُ إِلى كَاسِرِ صَلِيبِهِمْ فَيَقْتُلُونَهُ، وَيَثُورُ المُسْلِمُونَ إِلى أَسْلِحَتِهِمْ فَيَقْتَتِلُون؛ فَيُكْرِمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ تِلْكَ الْعِصَابَةَ مِنَ المُسْلِمِينَ بِالشَّهَادَة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَشُعيب الأَرْنَؤُوطُ في صَحِيحِ ابْنِ حِبَِّان، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8298]

وَزَادَ في رِوَايَة: " وَيَثُورُ المُسْلِمُونَ إِلى أَسْلِحَتِهِمْ فَيَقْتَتِلُون؛ فَيُكْرِمُ اللهُ تِلْكَ الْعِصَابَةَ بِالشَّهَادَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 4293] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " يُوشِكُ المُسْلِمُونَ أَنْ يُحَاصَرُواْ إِلى المَدِينَة، حَتىَّ يَكُونَ أَبْعَدَ مَسَالحِهِمْ سَلاَح " 0 [قَالَ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 8181/ 14141، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4250] وَسَلاَح: مَوْضِعٌ أَسْفَلَ خَيْبر، وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنَّ فِيهَا مَاءً شَدِيدَ المُلُوحَةِ مَنْ شَرِبَهُ يَسْلَحُ أَيْ يَتَغَوَّط

عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ فُسْطَاطَ المُسْلِمِينَ يَوْمَ المَلْحَمَةِ بِالْغُوطَة، إِلى جَانِبِ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا دِمَشْق، مِن خَيرِ مَدَائِنِ الشَّام " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " فَضَائِلِ الشَّامِ " وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 4298] وَالمَلْحَمَةُ ـ كَمَا جَاءَ في لِسَانِ الْعَرَب: هِيَ الْوَقْعةُ الْعَظِيمَةُ الْقَتْل، وَبِلُغَةِ الْيَوْم: الحَرْبُ المَصِيرِيَّة 0 فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّة " إِسْتَانْبُول " عَنْ بِشْرٍ الْغَنَوِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّة، وَلَنِعْمَ الأَمِيرُ أَمِيرُهَا، وَلَنِعْمَ الجَيْشُ ذَلِكَ الجَيْش " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8300]

وَهَذَا الْفَتْحُ المُنْتَظَر: هُوَ فَتْحٌ ثَانٍ غَيرُ الْفَتْحِ الَّذِي فَتَحَهُ محَمَّدٌ الفَاتِح؛ فَالفَتْحُ الأَوَّلُ لَمْ تَصْحَبْهُ أَوْ تَسْبِقْهُ أَوْ تَتْبَعْهُ الْقَرَائِنُ وَالحَوَادِثُ الَّتي وَرَدَتْ فِيمَا 0 وَجَيْشُ الرُّومِ الغَشُومِ هَذَا: سَوْفَ يَتَصَدَّى لَهُ جَيْشٌ إِسْلاَمِيٌّ جَسُورٌ هَصُورٌ مَنْصُور 00 عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا وَقَعَتِ المَلاَحِم؛ خَرَجَ بَعْثٌ مِنَ المَوَالي مِنْ دِمَشْق، هُمْ أَكْرَمُ الْعَرَبِ فَرَسَاً وَأَجْوَدُهُ سلاَحَاً، يُؤَيِّدُ اللهُ بهِمُ الدِّين " 0 [قَالَ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، وَقَالَ الحَاكِم: عَلَى شَرْطِ البُخَارِي، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4090]

وَهَذَا الْبَعْثُ الَّذِي سَيُؤَيِّدُ اللهُ بِهِ الدِّين، وَيَهْزِمُ هَؤُلاَءِ الصَّلِيبِيِّين؛ مِنَ المَمْلَكَةِ العَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّة، وَبِالتَّحْدِيدِ مِنَ المَدِينَةِ المُنَوَّرَة، أَحْفَادِ الأَنْصَار، بَيَّضَ اللهُ وُجُوهَهُمْ وَأَسْكَنَهُمُ الجَنَّةَ مَعَ الأَبْرَار، وَممَّا صَحَّ في ذَلِكَ مِنَ الآثَار، الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّ المَدِينَةَ وَقْتَئِذٍ سَتَكُونُ قَلْعَةَ المُسْلِمِينَ وَمِصْرَ الأَمْصَار:

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يَنْزِلَ الرُّومُ بِالأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِق ـ مَوْضِعٌ بَيْنَ حَلَبَ وَأَنْطَاكِيَة، بِشَمَالِ غَرْبِ سُورِيَّة ـ فَيخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ المَدِينَةِ مِن خِيَارِ أَهْلِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ، فَإِذَا تَصَافُّواْ قَالَتِ الرُّوم ـ أَيْ لأَهْلِ المَدِينَة ـ خَلُّواْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ 00؟ فَيَقُولُ المُسْلِمُونَ لاَ، وَاللهِ لاَ نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا؛ فَيُقَاتِلُونَهُمْ،

فَيَنْهَزِمُ ثُلُث ـ أَيْ يَنخَذِلُ وَيَفِرّ ـ لاَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ أَبَدَا، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ 00 أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ الله، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُث، لاَ يُفْتَنُونَ أَبَدَا، فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّة ـ أَيْ إسْتَانْبُول ـ فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الغَنَائِمَ قَدْ عَلَّقُواْ سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُون؛ إِذْ صَاحَ فِيهِمُ الشَّيْطَان: إِنَّ المَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ في أَهْلِيكُمْ، فَيخْرُجُونَ وَذَلِكَ بَاطِل ـ أَيْ كَذِب ـ فَإِذَا جَاءواْ الشَّامَ خَرَج، فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَال، يُسَوُّونَ الصُّفُوف؛ إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلاَة، فَنَزَلَ عِيسَى بْنُ مَرْيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَأَمَّهُمْ، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ الله ـ أَيِ الدَّجَّال ـ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ المِلْحُ في المَاء، فَلَوْ تَرَكَهُ لاَنْذَابَ حَتىَّ يَهْلِك

ـ أَيْ لَذَابَ حَتىَّ يَهْلِك ـ وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللهُ بِيَدِه ـ أَيْ يَقْتُلُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ الدَّجَّالَ بِيَدِ عِيسَى بْنِ مَرْيم عَلَيْهِ السَّلاَم ـ فَيُرِيهِمْ دَمَهُ في حَرْبَتِه " [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 2897] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَمِعْتُمْ بمَدِينَةٍ جَانِبٌ مِنهَا في البَرِّ وَجَانِبٌ مِنهَا في البَحْر " 00؟ قَالُواْ نَعَمْ يَا رَسُولَ الله، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يَغْزُوَهَا سَبْعُونَ أَلْفَاً مِنْ بَني إِسْحَاق، فَإِذَا جَاءوهَا؛ نَزَلُواْ فَلَمْ يُقَاتِلُواْ بِسلاَحٍ وَلَمْ يَرْمُواْ بِسَهْم، قَالُواْ:

لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَر؛ فَيَسْقُطُ أَحَدُ جَانِبَيْهَا الَّذِي في البَحْر، ثُمَّ يَقُولُونَ الثَّانِيَة: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبر؛ فَيَسْقُطُ جَانِبُهَا الآخَر، ثمَّ يَقُولُونَ الثَّالِثَة: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَر؛ فَيُفَرَّجُ لَهُمْ فَيَدْخُلُوهَا فَيَغْنَمُواْ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ المَغَانِمَ إِذْ جَاءهُمُ الصَّرِيخُ فَقَال: إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَج؛ فَيَتْرُكُونَ كُلَّ شَيْءٍ وَيَرْجِعُون " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2920 / عَبْد البَاقِي]

وَمحَارَبَةُ الرُّومِ في سُورِيَّة، ثمَّ النُّبُوءةُ بِفَتْحِ الْقُسْطَنْطِينِيَّة؛ يُعْطِي احْتِمَالاً أَنَّ تُرْكِيَا قَدْ تَتَحَالَفُ مَعَ الْغَرْبِ لِلْفَتْكِ بِسُورِيَّة، أَوْ أَنَّ تُرْكِيَا سَتَغْزُو الْعِرَاق؛ مِمَّا سَيَدْفَعُ المُسْلِمِينَ إِلى غَزْوِ إِسْتَانْبُول، وَنُزُولُ الرُّومِ بِدَابِقَ وَالأَعْمَاقِ بِسُورِيَّةَ عَلَى وَجْهِ الخُصُوص؛ يُؤَكِّدُ فَتْكَ الْغَرْبِ بِسُورِيَّة؛ عَلَى سَبِيلِ الاِنْتِقَامِ بِسَبَبِ التَّحَالُفِ السُّورِيِّ الإِيرَانيّ؛ أَوْ لِتَدَخُّلِهَا في الشَّأْنِ اللُّبْنَانيِّ وَالْفِلَسْطِينيّ 0 وَهَذَا كُلُّهُ طَبْعَاً عَلَى سَبِيلِ التَّخْمِين؛ بِمَا سَيَحْدُثُ بَينَ الْغَرْبِ وَالمُسْلِمِين

أَمَّا المَدِينَةُ الَّتي جَانِبٌ مِنهَا في البَرِّ وَجَانِبٌ مِنهَا في البَحْر: فَهَذِهِ الأَوْصَافُ تَنْطَبِقُ عَلَى إِيطَاليَا، وَبِالتَّالي فَهِيَ نُبُوءةٌ بِسُقُوطِ رُومَا وَالْفَاتِيكَان، وَقَدْ أَفْلَحَ مِن أَهْلِهَا يَوْمَئِذٍ مَن أَدْرَكَ الإِسْلاَمَ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ الغَرَق، وَفَتْحُ رُومِيَّةَ سَوْفَ يَكُونُ بَعْدَ القُسْطَنْطِينِيَّة 00 عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكْتُب: إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَيُّ المَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً: قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّة " 00؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلاً " 0 [يَعْني قُسْطَنْطِينِيَّة 0 صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6645، رَوَاهُ الإِمَامَانِ أَحْمَدُ وَالحَاكم]

هَذِهِ المَدِينَةُ هِيَ مَدِينَةُ قُسْطَنْطِينِيَّة " إِسْتَانبُول " 00 أَمَّا قَوْلُهُ: " مِنْ بَني إِسْحَاق ": أَيْ مِن غَيرِ العَرَب: كَمُسْلِمِي أُورُوبَّا أَوْ مِن أَيَّةِ سُلاَلَةٍ أُخْرَى غَيرِ عَرَبِيَّةٍ مِنْ نَسْلِ نَبيِّ اللهِ إِسْحَاقَ عَلَيْهِ السَّلاَم 0 وَيَبْدُو أَنَّ الجِهَةَ الَّتي سَيَغْزُونَ مِنهَا هِيَ الجِهَةَُ الْغَرْبِيَّة؛ لأَنَّ الجَانِبَ الَّذِي سَيَسْقُطُ أَوَّلاً ـ بِنَصِّ الحَدِيثِ ـ هُوَ الجَانِبُ الَّذِي في البَحْر 00

حَجْمُ النَّارِ وَالدَّمَارِ في هَذِهِ الحَرْبِ المَوْعُودَة عَنْ يُسَيْرِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " هَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ بِالكُوفَة، فَجَاءَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ هِجِّيرَى إِلاَّ ـ أَيْ لاَ كَلاَمَ لَهُ إِلاَّ ـ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُود، جَاءتِ السَّاعَة، فَقَعَدَ وَكَانَ مُتَّكِئَاً فَقَال: إِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَقُومُ حَتىَّ لاَ يُقْسَمَ مِيرَاث، وَلاَ يُفْرَحَ بِغَنِيمَة، ثمَّ قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا ـ أَيْ أَشَارَ بِيَدِهِ هَكَذَا ـ وَنَحَّاهَا نحْوَ الشَّامِ فَقَال: عَدُوٌّ يُجْمِعُونَ لأَهْلِ الإِسْلاَم، وَيُجْمِعُ لهُمْ أَهْلُ الإِسْلاَم؛ قُلْتُ: الرُّومَ تَعْني 00؟

قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ نَعَمْ، وَتَكُونُ عِنْدَ ذَاكُمُ القِتَالِ رَدَّةٌ شَدِيدَة ـ أَيْ حَمَاسَةٌ وَاضْطِرَابٌ شَدِيد، أَوْ فِرَارٌ أَوْ رِدَّة ـ فَيَشْتَرِطُ المُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ غَالِبَة ـ أَيْ يجَهِّزُ المُسْلِمُونَ كَتِيبَةً لاَ تَرْجِعُ دَائِمَاً إِلاَّ مُظَفَّرَة ـ فَيَقْتَتِلُونَ حَتىَّ يحْجُزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْل، فَيَفِيءُ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَء ـ أَيْ يَرْجِعُون ـ كُلٌّ غَيْرَ غَالِب، وَتَفْنى الشُّرْطَة، ثُمَّ يَشْتَرِطُ المُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ غَالِبَة؛ فَيَقْتَتِلُونَ حَتىَّ يَحْجُزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْل، فَيَفِيءُ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَء ـ أَيْ يَرْجِعُونَ ـ كُلٌّ غَيْرَ غَالِب، وَتَفْنى الشُّرْطَة، ثُمَّ يَشْتَرِطُ المُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ غَالِبَة،

فَيَقْتَتِلُونَ حَتىَّ يُمْسُواْ، فَيَفِيءُ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَء ـ أَيْ يَرْجِعُونَ ـ كُلٌّ غَيرَ غَالِب، وَتَفْنى الشُّرْطَة، فَإِذَا كَانَ اليَوْمُ الرَّابِع؛ نَهَضَ إِلَيْهِمْ بَقِيَّةُ أَهْلِ الإِسْلاَمِ ـ أَيْ قَامُواْ إِلَيْهِمْ ـ فَيَجْعَلُ اللهُ الدَّبْرَةَ عَلَيْهِمْ ـ أَيْ يَجْعَلُ اللهُ النَّصْرَ لِلْمُسْلِمِين ـ فَيَقْتَتِلُونَ مَقْتَلَةً لاَ يُرَى مِثْلُهَا، أَوْ لَمْ يُرَ مِثْلُهَا، حَتىَّ إِنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ بجَنَبَاتِهِمْ؛ فَمَا يُخَلِّفُهُمْ حَتىَّ يَخِرَّ مَيِّتَاً ـ أَيْ مِنْ شِدَّةِ النَّارِ وَالدَّمَارِ وَالاَنْفِجَار ـ فَيَتَعَادُّ بَنُو الأَبِ كَانُواْ مِائَة؛ فَلاَ يجِدُونَهُمْ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلاَّ الرَّجُلُ الوَاحِد؛ فَبِأَيِّ غَنِيمَةٍ يُفْرَح؟! أَوْ أَيُّ مِيرَاثٍ يُقَاسَم 00؟!

فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِك؛ إِذْ سَمِعُواْ بِبَأْسٍ هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِك: فَجَاءَهُمُ الصَّرِيخُ أَنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَهُمْ في ذَرَارِيهِمْ؛ فَيَرْفُضُونَ مَا في أَيْدِيهِمْ وَيُقْبِلُون، فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَة، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" إِنيِّ لأَعْرِفُ أَسْمَاءهُمْ، وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ، وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ؛ هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ، أَوْ مِن خَيْرِ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ " [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2899 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَة؛ حَتىَّ تخْرُجَ نَارٌ مِن أَرْضِ الحِجَازِ تُضِيءُ أَعْنَاقَ الإِبِلِ بِبُصْرَى " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 7118 / فَتْح، رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2902 / عَبْد البَاقِي]

ذَكَرَ الإِمَامُ ابْنُ حَجَرٍ في شَرْحِ هَذَا الحَدِيثِ نَقْلاً عَنِ الإِمَامِ القُرْطُبيِّ في كِتَابِ التَّذْكِرَةِ أَنَّ نَارَاً عَظِيمَةً خَرَجَتْ مِنَ المَدِينَةِ بِالحِجَازِ في شَهْرِ جُمَادَى سَنَةَ سِتِّمِاْئَةٍ وَأَرْبَعَةٍ وَخَمْسِينَ مِنَ الهِجْرَة، وَاسْتَمَرَّتْ ثَلاَثَةَ أَيَّام، وَلَكِنْ لَمْ يَرِدْ صَرَاحَةً أَنَّهَا أَضَاءتْ أَعْنَاقَ الإِبِلِ بِبُصْرَى ـ وَهِيَ مَدِينَةٌ بَينَ الْعِرَاقِ وَسُورِيَّة ـ وَذَكَرَ أَنَّ أَهْلَ الشَّام قَدْ سَمِعُواْ بِهَا، وَلَكِنْ لَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا 0 وَقَالَ الإِمَامُ ابْنُ حَجَرٍ في شَرْحِ هَذَا الحَدِيث: " وَهَذَا يَنْطَبِق عَلَى النَّار المَذْكُورَة الَّتي ظَهَرَتْ في المِاْئَة السَّابِعَة " 0 [الإِمَامُ ابْنُ حَجَرٍ في شَرْحِ هَذَا الحَدِيثِ الَّذِي بِرَقْم: 7118 / فَتْح]

عَن أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ أَهْلَ المَدِينَةِ يَوْمَاً فَقَال: " يُوشِكُ أَنْ يَدَعُوهَا أَحْسَنَ مَا كَانَتْ؛ لَيْتَ شِعْرِي ـ أَيْ لَيْتَني أَعْلَم: مَتىَ تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ جَبَلِ الْوَرَّاق [جَبَلٌ بِالمَدِينَة] فَتُضِيءُ لهَا أَعْنَاقُ الْبُخْتِ بِالْبُصْرَى سُرُوجَاً كَضَوْءِ النَّهَار " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8366]

وَهَذِهِ النَّارُ طَبْعَاً: خلاَفُ النَّارِ الَّتيِّ سَتَخْرُجُ في آخِرِ الزَّمَانِ وَتَحْشُرُ النَّاسَ إِلى أَرْضِ المحْشَر 0 عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " يُوشِكُ أَنْ يخْرُجَ ابْنُ حَمَلِ الضَّأْن 00 ثَلاَثَ مَرَّات، قُلْتُ: وَمَا حَمَلُ الضَّأْن 00؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: رَجُلٌ أَحَدُ أَبَوَيْهِ شَيْطَان، يَمْلِكُ الرُّوم، وَيَجِيءُ في أَلْفِ أَلْفٍ مِنَ النَّاس، خمْسُمِاْئَةِ أَلْفٍ في البَرّ، وَخَمْسُمِاْئَةِ أَلْفٍ في الْبَحْر،

يَنْزِلُونَ أَرْضَاً يُقَالُ لَهَا: الْعَمِيق؛ فَيَقُولُ لأَصْحَابِه: إِنَّ لي في سَفِينَتِكُمْ بَقِيَّة، فَيَتَخَلَّفُ عَلَيْهَا فَيَحْرِقُهَا بِالنَّار ـ أَيْ لِئَلاَّ يَرْجِعُواْ ـ ثُمَّ يَقُول: لاَ رُومِيَّةَ وَلاَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ لَكُمْ، مَنْ شَاءَ أَنْ يَفِرَّ فَلْيَفِرّ، وَيَسْتَمِدُّ المُسْلِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضَاً حَتىَّ يَمُدَّهُمْ أَهْلُ عَدْنَ أَبْيَن، فَيَقُولُ لَهُمُ المُسْلِمُون: الحَقُواْ بِهِمْ فَكُونُواْ فَاجَّاً وَاحِدَاً؛ فَيَقْتَتِلُونَ شَهْرَاً؛ حَتىَّ إِنَّ الخَيْلَ لَتَخُوضُ في سَنَابِكِهَا الدِّمَاء، وَلِلْمُؤْمِنِ يَوْمَئِذٍ كِفْلاَنِ مِنَ الأَجْر، عَلَى مَا كَانَ قَبْلَه، إِلاَّ مَنْ كَانَ مِن أَصْحَابِ محَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَإِذَا كَانَ آخِرُ يَوْمٍ مِنَ الشَّهْر؛ قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى: الْيَوْمَ أَسُلُّ سَيْفِي

وَأَنْصُرُ دِيني وَأَنْتَقِمُ مِن عَدُوِّي؛ فَيَجْعَلُ اللهُ الدَّائِرَةَ عَلَيْهِمْ، فَيَهْزِمُهُمُ اللهُ حَتىَّ تُسْتَفْتَحَ الْقُسْطَنْطِينِيَّة، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ ـ أَيْ أَمِيرُ جَيْشِ المُسْلِمِين: لاَ غُلُولَ الْيَوْم، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ يَقْتَسِمُونَ بِتُرْسِهِمُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّة؛ إِذْ نُودِيَ فِيهِمْ: أَلاَ إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَكُمْ في دِيَارِكُمْ؛ فَيَدَعُونَ مَا بِأَيْدِيهِمْ وَيُقْبِلُونَ إِلى الدَّجَّال " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ زَيْد: وَهُوَ حَسَنُ الحَدِيث، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَات 0 ص: 619/ 7، رَوَاهُ الإِمَامُ البَزَّار]

لاَحِظْ يَرْحَمُكَ اللهُ الشَّبَهَ الْكَبِيرَ بَينَ حُرُوفِ المَدِينَةِ المَذْكُورَةِ في بِدَايَةِ هَذَا الحَدِيث [مَدِينَةِ الْعَمِيق] وَمَدِينَةِ الأَعْمَاق؛ مِمَّا يُوحِي بِأَنَّ المَدِينَتينِ شَيْءٌ وَاحِد، وَتُؤَكِّدُ ذَلِكَ أَحْدَاثُ الحَدِيثَين، وَرُبَمَا كَانَتْ هَذِهِ التَّسْمِيَةُ هِيَ الَّتي أُخِذَ مِنهَا اسْمُ بحَيرَةِ العُمْقِ بِشَمَالِ غَرْبِ سُورِيَّة 0

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَخْرُجُ مِن عَدَنِ أَبْينَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَاً يَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَه، هُمْ خَيرُ مَنْ بَيْني وَبَيْنَهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2782، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3079، رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى]

عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ عَنِ الَّذِي تَوَلىَّ كِبرَ الخَوَارِج: " ثَلاَثَةُ إِخْوَةٍ مِنَ الجِنّ، هَذَا أَكْبَرُهُمْ، وَالثَّاني لَهُ جَمْعٌ كَثِير، وَالثَّالِثُ فِيهِ ضَعْف " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 1196، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] فَرُبَّمَا كَانَ المَقْصُودَ بِالثَّاني في هَذَا الحَدِيث: ذَلِكَ المَلِكُ الخَبِيث، الَّذِي أَحَدُ أَبَوَيْهِ شَيْطَان 0

تَأْرِيخُ تِلْكَ الأَحْدَاثِ بِعَلاَمَات حَسَنَاً، وَلَكِن هَلْ مِن أَمَارَةٍ لِبَدْءِ هَذِهِ الأَحْدَاث 00؟ يَبْدَأُ الأَمْرُ بِسَنَوَاتِ الخَسْفِ وَالزَّلاَزِل؛ عَلَى النَّحْوِ المُبَيَّنِ في الأَحَادِيثِ السَّابِقَة 0 عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الأَمَارَات: خَرَزَاتٌ مَنْظُومَاتٌ بِسِلْك، فَإِذَا انْقَطَعَ السِّلْكُ تَبِعَ بَعْضُهَا بَعْضَاً " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2755، 1762، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7040]

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَكُونُ حَتىَّ تَكُونَ عَشْرُ آيَات 1 ـ خَسْفٌ بِالمَشْرِق 2 ـ وَخَسْفٌ بِالمَغْرِبِ، 3 ـ وَخَسْفٌ في جَزِيرَةِ العَرَب 4 ـ وَالدُّخَان 5 ـ وَالدَّجَّال 6 ـ وَدَابَّةُ الأَرْض 7 ـ وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوج 8 ـ وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا 9 ـ وَنَارٌ تخْرُجُ مِنْ قُعْرَةِ عَدَنَ تَرْحَلُ النَّاس " 0 أَيْ تَسُوقُهُمْ 00 وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى: " وَالعَاشِرَةُ نُزُولُ عِيسَى بْنِ مَرْيَم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2901 / عَبْد البَاقِي]

وَعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ تَكُونَ عَشْرُ آيَات: خَسْفٌ بِالمَشْرِق، وَخَسْفٌ بِالمَغْرِب، وَخَسْفٌ في جَزِيرَةِ الْعَرَب، وَالدَّجَّال، والدُّخَان، وَنُزُولُ عِيسَى بْنِ مَرْيَم؛ فَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوج، وَالدَّابَّة، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدْن؛ تَسُوقُ النَّاسَ إِلىَ المحْشَر؛ تَحْشُرُ الذَّرَّ وَالنَّمْل " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8317]

عَنْ بُقَيْرَةَ الهلاَلِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا سَمِعْتُمْ بِجَيْشٍ قَدْ خُسِفَ بِهِ قَرِيبَاً؛ فَقَدْ أَظَلَّتِ السَّاعَة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (618، 1355)، رَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في الشُّعَب] وَسَيَظْهَرُ هَذَا الخَسْفُ تحْدِيدَاً في أَرْضِ الحِجَاز، بَينَ مَكَّةَ وَسُورِيَّة، وَيَلِيهِ مُبَاشَرَةً ظُهُورُ المَهْدِيّ 0 عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ نَاسَاً مِن أُمَّتي يَؤُمُّونَ بِالبَيْت ـ أَيْ يَقْصِدُونَهُ ـ بِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ لَجَأَ بِالْبَيْت، حَتىَّ إِذَا كَانُواْ بِالبَيْدَاءِ خُسِفَ بِهِمْ " 0 فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله؛ إِنَّ الطَّرِيقَ قَدْ يجْمَعُ النَّاس 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ، فِيهِمُ المُسْتَبْصِرُ وَالمجْبُورُ وَابْنُ السَّبِيل، يَهْلِكُونَ مَهْلِكَاً وَاحِدَاً، وَيَصْدُرُونَ مَصَادِرَ شَتىَّ، يَبْعَثُهُمُ اللهُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2884 / عَبْد البَاقِي] عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عُمْرَانُ بَيْتِ المَقْدِس: خَرَابُ يَثْرِب، وَخَرَابُ يَثْرِب: خُرُوجُ المَلْحَمَة، وَخُرُوجُ المَلْحَمَة: فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّة، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّال " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (7545)، وَالإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ مَوْقُوفَاً، رَوَاهُ الإِمَامَانِ الطَّبرَانيُّ وَالحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك]

يَبْدُو أَنَّ المُؤَامَرَاتِ الْيَهُودِيَّةَ الَّتي تُحَاكُ حَوْلَ المَسْجِدِ الأَقْصَى سَتَنْتَهِيَ بِهَدْمِ المَسْجِدِ الأَقْصَى؛ لِيَبْلُغَ فِيهِ قَدَرُ اللهِ بَعْدَ ذَلِكَ مَبْلَغَهُ بِعُمْرَانِهِ ثُمَّ خُرُوجِ المَلْحَمَة 0 عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " المَلْحَمَةُ الْكُبْرَى، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّة، وَخُرُوجُ الدَّجَّال؛ في سَبْعَةِ أَشْهُر " 0 [ضَعَّفَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4295]

وَأَوَّلُ عَلاَمَاتِ ظُهُورِ المَهْدِيّ: 1 ـ خُرُوجُ السُّفْيَانيّ ـ السَّفَّاحُ المُبِير ـ الَّذِي سَيُظْهِرُ في الأَرْضِ الْفَسَاد 0 2 ـ ثمَّ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِجَيْشِهِ وَهُوَ في طَرِيقِهِ مِنَ الشَِّامِ إِلى المَدِينَة؛ لِلْقَضَاءِ عَلَى المَهْدِيِّ وَمَنْ مَعَه 2 ـ ثمَّ يَكُونُ اخْتلاَفٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَة؛ فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ بَني هَاشِمٍ فَيَأْتي مَكَّة، فَيَسْتَخْرِجُهُ النَّاسُ مِنْ بَيْتِهِ وَهُوَ كَارِه، فَيُبَايِعُونَه بَينَ الرُّكْنِ وَالمَقَام 00 كَمَا قَدْ جَاءَ في الحَدِيثِ سَالِفِ الذُِّكْر وَهَذِهِ الأَحْدَاثُ لَهَا مُقَدِّمَة: هِيَ كَثْرَةُ الزَّلاَزِلِ وَالْفِتَن، وَأَنْ يَزْدَادَ المُؤْمِنُونَ إِيمَانَاً، وَالْفُجَّارُ فُجْرَاً

أَنْ يَصِيرَ أَمْرُ النَّاسِ بَعْدَ تِلْكَ الْفِتَنِ سَالِفَةِ الذِّكْرِ إِلى فَرِيقَينِ مُتَنَاقِضَينِ كُلَّ التَّنَاقُض 00 عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَصِيرَ النَّاسُ إِلى فُسْطَاطَيْن: فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لاَ نِفَاقَ فِيه، وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لاَ إِيمَانَ فِيه؛ فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ: فَانْتَظِرُواْ الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِن غَدِه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَد، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4242]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " يَأْتي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَجْتَمِعُونَ في المَسَاجِدِ لَيْسَ فِيهِمْ مُؤْمِن " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8365] بَعْدَ كُلِّ هَذِهِ الأَحْدَاثِ الجِسَام، سَتَكْثُرُ الأَمْوَالُ وَيَفْشُو الثَّرَاءُ في أُمَّةِ الإِسْلاَم، اللهُمَّ أَشْهِدْنَا هَذِهِ الأَيَّام، فَقَدْ تَعِبَ المُسْلِمُونَ مِنْ كَثْرَةِ الهُمُومِ الآلاَم 00

محْنَةُ العِرَاق عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبي حَازِمٍ قَال: " خَرَجَ حُذَيْفَةُ بِظَهْرِ الْكُوفَةِ وَمَعَهُ رَجُل، فَالْتَفَتَ إِلىَ جَانِبِ الْفُرَاتِ فَقَالَ لِصَاحِبِه: كَيْفَ أَنْتُمْ يَوْمَ تَرَاهُمْ يَخْرُجُونَ أَوْ يُخْرَجُونَ مِنهَا، لاَ يَذُوقُونَ مِنهُ قَطْرَة " 0 قَالَ رَجُل: وَتَظُنُّ ذَاكَ يَا أَبَا عَبْدِ الله 00؟! قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: " مَا أَظُنُّهُ، وَلَكِن أَعْلَمُه " 0 [قَالَ الإِمَامَان / الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك، وَالذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِم]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا في شَامِنَا، اللهُمَّ بَارِكْ في يَمَنِنَا " 00 قَالَهَا مِرَارَاً، فَلَمَّا كَانَ في الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ وَفي عِرَاقِنَا 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" إِنَّ بِهَا الزَّلاَزِلَ وَالفِتَن، وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَان " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في فَضَائِلِ الشَّام، وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِيرِ وَالأَوْسَط]

وَلَيْسَ في قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَّةُ إِسَاءةٌ لِلْعِرَاقِيِّين؛ فَإِنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَتَطَرَّقْ لِلْحَدِيثِ عَنِ العِرَاقِيِّينَ بِالسَّلْبِ وَلاَ بِالإِيجَاب، وَإِنَّمَا قَالَ مَا مَفَادُهُ: كَيْفَ أَدْعُو لَهَا بِالأَمْنِ وَالبَرَكَة، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهَا سَيُصِيبُهَا مَا يُصِيبُهَا 0 فُرَاتٌ وَمَاءٌ سَلْسَبِيل؛ أَمْ رُفَاتٌ وَدِمَاءٌ تَسِيل لَقَدْ تحَوَّل الفُرَات؛ إِلى مَقْبَرَةٍ لِلرُّفَات، وَصَارَ مَاؤُهُ السَّلْسَبِيل؛ دِمَاءً تَسِيل 00

كُلُّنَا يَعْرِفُ أَنَّ أَمْرِيكَا هِيَ الَّتي ضَلَّلَتِ العِرَاقَ وَشَجَّعَتْهَا عَلَى غَزْوِ الكُوَيْت، وَغَرَّرَتْ بِالعِرَاقِيِّينَ وَأَخَذَتْ تُمْلِي لَهُمْ: فَاسْتَغَلَّتِ الحِرْبَاءُ النِّزَاعَ الدَّائِرَ بَينَ الكُوَيْتِ وَالعِرَاقِ عَلَى حَقْلٍ مِن حُقُولِ البِتْرُول، وَقَامَتْ بِدَوْرِ دِمْنَةَ ذِي الوَجْهَينِ بَينَ الثَّوْرِ وَالأَسَد؛ فَذَهَبَتْ لِلْكُوَيْتِ وَقَالَتْ لَهَا: إِنَّ هَذَا الحَقْلَ مِن حَقِّكَ وَلَيْسَ لِلعِرَاقِ فِيهِ مِنْ قِطْمِير، وَذَهَبَتْ لِلْعِرَاقِ وَقَالَتْ لهَا: إِنَّ الكُوَيْت؛ تَقُولُ عَنْكِ كَيْتْ وَكَيْت، أَنْتِ الَّتي دَفَعْتِ عَنهَا خَطَرَ الإِيرَانِيِّين، في حَرْبٍ ذُقْتِ وَيْلاَتهَا بِضْعَ سِنِين، وَقَاسَمَتْهُمَا بِاللهِ أَنَّهَا لَهُمَا لَمِنَ النَّاصِحِين، وَغَمَزَتِ الْعِرَاقِيِّينَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ

وَقَالَتْ لهُمْ: إِنَّا مَعَكُمْ، وَهِيَ أَكْذَبُ مِنْ مُسَيْلِمَةَ الكَذَّاب، وَأَغْدَرُ مِن عُرْقُوب ـ وَقَالَتْ لِصَدَّام: سَنُهَدِّدُكَ فَلاَ تَلْتَفِتْ إِلَيْنَا، سَنَتَوَعَّدُكَ فَلاَ تخَفْ مِنَّا، فَصَدَّقَهَا صَدَّام، جَاهِلاً بمَا أَزْمَعَ عَلَيْهِ اللِّئَام، وَمَا تخْفِيهِ لَهُ الأَيَّام، وَلِلأَسَف: فَسَلاَمَةُ الضَّمِير، بَلاَءٌ كَبِير، في زَمَنِ الشَّيَاطِينِ وَالخَنَازِير، وَالمَكْرُ وَالخَدِيعَةُ هُمَا سَبِيلُ المجْدِ وَالرِّيَاسَة، في عَالَمِ السِّيَاسَة 00 وَهَكَذَا: خَدَعُوهُ الأَوْغَاد؛ لِيَفْتِكُواْ بِبَغْدَاد، حَتىَّ إِذَا مَا أَزِفَتِ الآزِفَة، الَّتي لَيْسَ لهَا مِنْ دُونِ اللهِ كَاشِفَة؛ قَالَتْ لَهُ أَمْرِيكَا:" أُمُّكَ في العُشِّ أَمْ طَارَتْ " 00؟

أَيْ: هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُون؛ إِنيِّ أَرَى مَا لاَ تَرَوْن، وَرَكِبَتْ خَيْلَهَا وَخُيَلاَءهَا وَجَاسَتْ خِلاَلَ الدِّيَار 00!! رَاعِيَةُ السَّلاَمِ في هَذَا الْعَالَم هَذِهِ هِيَ أَمِرِيكَا الَّتي كَانَتْ تُرِيدُ إِنْقَاذَ الْعِرَاقِيِّينَ مِنْ ظُلْمِ صَدَّام؛ سُرْعَانَ مَا تَكَشَّفَ الأَمْرُ وَانجَابَ الظَّلاَم، وَعَرَفَ الجَمِيعُ أَنَّ جَنَّةَ أَمْرِيكَا أَهْوَنُ مِنهَا نَارُ صَدَّام، لِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّ الأَمْرِيكَان، هُمْ تَتَارُ آخِرِ الزَّمَان؛ يُذَكِّرُني دَائِمَاً وَصْفُهُمْ لأَمِرِيكَا بِأَنَّهَا رَاعِيَةُ السَّلاَم؛ بِالْبَيْتِ الْقَائِل: وَرَاعِي الشَّاةَ يحْمِي الذِّئْبَ عَنهَا * فَكَيْفَ لَوِ الذِّئَابُ هُمُ الرُّعَاةُ

كَمَا تُذَكِّرُني تِلْكَ الأُكْذُوبَةُ النَّكْرَاء؛ عَن هَذِهِ الحَيَّةِ الرَّقْطَاء؛ بِأُسْطُورَةِ الثَّعْلَبِ لأَمِيرِ الشُّعَرَاء: أَقْبَلَ الثَّعْلَبُ يَوْمَاً * في ثِيَابِ الْوَاعِظِينَا وَمَشَى في الأَرْضِ يَهْدِي * وَيَسُبُّ المَاكِرِينَا وَيَقُولُ الحَمْدُ للَّهِ إِلَهِ الْعَالَمِينَا يَا عِبَادَ اللهِ تُوبُواْ * فَهْوَ حِصْنُ التَّائِبِينَا وَازْهَدُواْ في الطَّيْرِ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الزَّاهِدِينَا وَاطْلُبُواْ الدِّيكَ يُؤَذِّنْ * لِصَلاَةِ الصُّبْحِ فِينَا فَأَتى الدِّيكَ رَسُولٌ * مِن إِمَامِ الزَّاهِدِينَا فَأَجَابَ الدِّيكُ عُذْرَاً * يَا أَضَلَّ المُهْتَدِينَا بَلِّغْ الثَّعْلَبَ عَنيِّ * عَنْ جُدُودِي الصَّالحِينَا أَنَّهُمْ قَالُواْ وَخَيْرُ الْقَوْلِ قَوْلُ الْعَارِفِينَا مخْطِئٌ مَنْ ظَنَّ يَوْمَاً * أَنَّ لِلثَّعْلَبِ دِينَا

أَتحْمِينَ الضِّعَافَ وَكُنْتِ قِدْمَاً * بِأَضْعَفِ أُمَّةٍ تَسْتَنْجِدِينَا {إِلْيَاس فَرَحَات} خَطَأُ الدُّوَلِ الْعَرَبِيَّة؛ لاَ يَقِلُّ عَن خَطَإِ الْكُوَيْت إِنَّ الْكُوَيْتَ لَوْ وَجَدَتْ في الحُكُومَاتِ الْعَرَبِيَّةِ النَّاصِرَ وَالمُعِين؛ لَمَا تحَالَفَتْ مَعَ الشَّيَاطِين 0 وَيُذَكِّرُني اسْتِنْجَادُ الكُوَيْتِ بِأَمْرِيكَا ـ وَالَّذِي كَانَ مِسْمَارَ جُحَا؛ لِدُخُولِ قُوَّاتٍ أَجْنَبِيَّةٍ في أَرَاضِينَا الْعَرَبِيَّة ـ يُذَكِّرُني اسْتِنْجَادُهَا بِهَذَا الْغُول؛ بِأُسْطُورَةٍ أُخْرَى تَقُول: الكَبْشُ شَقَّ العَصَا يَوْمَاً عَلَى الرَّاعِي * وَقَالَ لِلشَّاءِ أَنْتُمْ بَعْضُ أَتْبَاعِي حَتىَّ أَحَسَّ عَصَا الرَّاعِي تُؤَدِّبُهُ * كَمَا يُؤَدَّبُ عَبْدٌ غَيرُ مِطْوَاعِ

فَلاَذَ بِالذِّئْبِ يَدْعُوهُ لِنَجْدَتِهِ * وَمَنْ سِوَاهُ يُلَبيِّ دَعْوَةَ الدَّاعِي تَنَاوَلَ الذِّئْبُ قَرْنَيْهِ وَقَالَ لَهُ * أَقْبِلْ عَلَى الرَّحْبِ يَا رِيمَاً عَلَى القَاعِ وَسَخَّرَ الكَبْشَ في صَيْدِ الشِّيَاهِ لَهُ * فَجَدَّ في السَّعْيِ خَابَ السَّعْيُ وَالسَّاعِي وَظَلَّ يَرْتَعُ حِينَاً تحْتَ رَايَتِهِ * وَيَأْكُلُ الحَبَّ بِالقِنْطَارِ لاَ الصَّاعِ حَتىَّ إِذَا الصَّيْدُ أَعْيى الكَبْشَ مَزَّقَهُ * بِمِخْلَبٍ مِثْلِ حَدِّ السَّيْفِ قَطَّاعِ فَلاَ القَطِيعُ بَكَاهُ يَوْمَ مَصْرَعِهِ * وَلاَ الذِّئَابُ نَعَاهُ مِنهُمُ نَاعِ وَهَكَذَا رَاحَ ذُو القَرْنَينِ مَوْعِظَةً * لِكُلِّ صَاحِبِ عَقْلٍ سَامِعٍ وَاعِ {محْمُود غُنَيْم 0 بِتَصَرُّف} وَلِذَا أَقُولُ لِكُلِّ مَنِ اسْتَنْجَدَ بِالأَمْرِيكَانِ عَلَى إِخْوَانِهِ مِنَ المُسْلِمِين:

قُلْ لي بِرَبِّكَ هَلْ أَخَذْتَ مِنَ الْغَرِيبِ سِوَى المحَن وَفَرَاغِ جَيْبِكَ وَالْيَدَيْنِ وَقَتْلِ رُوحِكَ وَالْبَدَن كَانَتْ تُدِرُّ الشَّهْدَ أَرْضُكَ وَالسُّلاَفَةَ وَاللَّبَن فَغَدَا الْوُقُوفُ عَلَى بِلاَدِكَ كَالْوُقُوفِ عَلَى الدِّمَن {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} وَالسُّلاَفَة: هِيَ خُلاَصَةُ الْعُصَارَةِ وَالرَّحِيق، وَقِيلَ هِيَ أَوَّلُ مَا يَكُونُ مِنهُ 0 {لِسَانُ الْعَرَب} الاِسْتِعَانَةُ بِغَيرِ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِم عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لَئِن عِشْتُ إِنْ شَاءَ الله؛ لأُخْرِجَنَّ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ العَرَبِ " 0

[صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم / المُسْتَدْرَك: (7721)، وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في التِّرْمِذِيِّ: (1606)، وَفي الجَامِع: 9184] قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأُخْرِجَنَّهُمْ، وَقَالَ بَعْضُ حُكَّامِ المُسْلِمِينَ لَنُدْخِلَنَّهُمْ 00 هَذَا 00 فَضْلاً عَلَى أَنَّ الاِسْتِعَانَةَ عَلَى المُشْرِكِينَ بِالمُشْرِكِينَ في قِتَالِ الْكَافِرِينَ لاَ تَجُوز، مَهْمَا كَانَتِ المُلاَبَسَاتُ وَشِدَّةُ الاِعْتِدَاء؛ فَكَيْفَ بِمَنِ اسْتَعَانَ بِالمُشْرِكِينَ عَلَى المُسْلِمِين 00؟!

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا قَالَتْ:" خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ بَدْر، فَلَمَّا كَانَ بحَرَّةِ الوَبَرَةِ ـ أَيْ مَوْضِعٍ أَقْصَى المَدِينَة ـ أَدْرَكَهُ رَجُلٌ قَدْ كَانَ يُذْكَرُ مِنْهُ جُرْأَةٌ وَنجْدَة؛ فَفَرِحَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَأَوْه، فَلَمَّا أَدْرَكَهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: جِئْتُ لأَتَّبِعَكَ وَأُصِيبَ مَعَك 00؟ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" تُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِه " 00؟

قَالَ لاَ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" فَارْجِعْ، فَلَن أَسْتَعِينَ بمُشْرِك " 00 ثمَّ مَضَى، حَتىَّ إِذَا كُنَّا بِالشَّجَرَةِ أَدْرَكَهُ الرَّجُل، فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّة، فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّة: " فَارْجِعْ، فَلَن أَسْتَعِينَ بمُشْرِك " 0 ثُمَّ رَجَع، فَأَدْرَكَهُ بِالبَيْدَاء؛ فَقَالَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّة: " تُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِه " 00؟ قَالَ نَعَمْ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" فَانْطَلِقْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1817 / عَبْد البَاقِي] عَن خُبَيْبِ بْنِ يَسَافَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُرِيدُ غَزْوَاً، أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ قَوْمِي، وَلَمْ نُسْلِمْ، فَقُلْنَا: إِنَّا نَسْتَحْيِي أَنْ يَشْهَدَ قَوْمُنَا مَشْهَدَاً لاَ نَشْهَدُهُ مَعَهُمْ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" أَوَ أَسْلَمْتُمَا " قُلْنَا: لاَ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" فَإِنَّا لاَ نَسْتَعِينُ بِالمُشْرِكِينَ عَلَى المُشْرِكِين " 0 فَأَسْلَمْنَا وَشَهِدْنَا مَعَهُ " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2292، 1101، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالطَّبرَانيُّ في الكَبِير] لَقَدْ أَوْجَعَ الْقَلْبَ حَالُ الْعِرَاقِ * وَكَأْسُ الهَزِيمَةِ مُرُّ المَذَاقِ وَمَا عَادَ يُغْني التَّأَسُّفُ شَيْئَاً * وَلاَ عَادَ يَنْفَعُ دَمْعُ المَآقِي

فَقُبْحَاً لِمَا قَدْ جَنَاهُ عَلَى * أُوْلاَءِ الأَشِقَّاءِ طُولُ الشِّقَاقِ وَلَنْ يَأْتيَ النَّصْرُ حَتىَّ نُبِيدَ * خِصَالَ النِّفَاقِ وَسُوءَ الخَلاَقِ وَإِنَّ الهِلاَلَ وَمَهْمَا اخْتَفَى * سَيَخْرُجُ مِنْ ظُلُمَاتِ المِحَاقِ فَيَا رَبِّ رُحْمَاكَ بِالمُسْلِمِينَا * فَقَدْ بَلَغَتْ رُوحُهُمْ لِلتَّرَاقِي فَلاَ زَالَ في الْبَعْضِ يَا رَبِّ خَيرٌ * وَدِينُكَ يَا رَبِّ في الأَرْضِ بَاقِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} دَوْرُنَا نحْوَ الْعِرَاق

مِمَّا لاَ شَكَّ فِيِهِ أَنَّ العِرَاقَ أَخْطَأَ حِينَ هَاجَمَ الكُوَيْت، وَغَرَّرَ بِشَعْبِهِ وَأَوْرَدَهُمُ المَهَالِك؛ وَذَلِكَ بِوُقُوعِهِ في ذَلِكَ الشَّرَكِ الَّذِي نُصِبَ لَه، وَلَكِنَّهُ في نَفْسِ الوَقْتِ مجْنيٌّ عَلَيْه، فَلَوْ كَانَ صَدَّامٌ يَدْرِي بِمَا سَتَجْرِي بِهِ الأَحْدَاث؛ لَمَا أَقْدَمَ عَلَى غَزْوِ الكُوَيْت، وَلَكِنَّ الأُمُورَ تجْرِي بِمَقَادِير، وَالإِنْسَانُ عَلَى خُطَاهَا يَسِير، وَحَتىَّ إِنْ كَانَ قَدْ أَخْطَأَ بِعَدَمِ التَّرَوِّي؛ فَإِنَّ الخَطَأَ لاَ يُعَالجُ بِالخَطَأ: فَهَذَا لاَ يُعْطِينَا الحَقَّ في أَنْ نَقِفَ مَكْتُوفي الأَيْدِي، وَنحْنُ نَرَاهُ غَارِقَاً في دِمَائِه، وَالأُخُوَّةُ تَقْتَضِي مِنَّا الوُقُوفَ بجَانِبِهِ وَمُسَاعَدَتَهُ حَتىَّ يَتَمَاثَلَ لِلشِّفَاء 00

أَمَّا أَطْفَالُ الْعِرَاق: فَلاَ قِبَلَ لَهُمْ بهَذَا الهُجُومِ الشَّرِس، مِنَ الْفَكِّ المُفْتَرِس 00 ضَاعَتِ الفُلْكُ وَهْيَ لَمْ تَجْنِ ذَنْبَاً * في اشْتِبَاكِ الرِّيَاحِ بِالأَمْوَاجِ بَغْدَادُ يَا بَلَدَ الرَّشِيدْ * وَمَنَارَةَ المجْدِ التَّلِيدْ يَا بَسْمَةً لَمَّا تَزَلْ * زَهْرَاءَ في ثَغْرِ الخُلُودْ يَا مَوْطِنَ الحُبِّ القَدِيمِ وَمَضْرِبَ المَثَلِ الشَّرُودْ يَا سَطْرَ مجْدٍ لِلْعُرُوبَةِ خُطَّ في لَوْحِ الوُجُودْ لَيْتَ شِعْرِي؛ أَيْنَ ذَلِكَ الشَّاعِرُ الفَصِيحُ الَّذِي قَالَ في محْنَةِ الخَلِيج: وَعَلَى الخَلِيجِ تَمَزَّقَتْ أَوْصَالُنَا * عَادَ التَّتَارُ تَقُودُهُمْ بَغْدَادُ بَغْدَادُ تَفْتِكُ بِالكُوَيْتِ فَخُورَةً * صَدَّامُ يَفْخَرُ أَنَّهُ الجَلاَّدُ وَالنَّارُ تَأْكُلُ خَيرَهُمْ وَخِيَارَهُمْ * ضُرِبَ الشُّيُوخُ وَيُتِّمَ الأَوْلاَدُ

لَكُمُ اللهُ يَا أَطْفَالَ الْعِرَاق أَيْنَ هُوَ الآنَ لِيرَى بَغْدَادَ وَأَبْنَاءَهَا الَّذِينَ يُعَانُونَ مِنْ نَقْصِ الأَغْذِيَةِ وَالأَدْوِيَة، وَالطَّوَاعِينُ وَالأَمْرَاضُ تَقِفُ لَهُمْ بِالمِرْصَاد، أَلاَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْكِ يَا بَغْدَاد؛ كَأَنيِّ بِالْعِرَاقِيِّ لَوِ اسْتُنْطِقَ في ذَلِكَ لَقَال: لَقَدْ سَرَقُواْ كُلَّ زَادٍ مَعِي * وَجَاعَ صَغِيرِي مَعَ الجُوَّعِ تَدُورُ اللَّيَالي عَلَى مَنْ بَغَى * وَتَأْتي الدَّعَاوَى عَلَى المُدَّعِي {الْبَيْتُ الأَوَّلُ بِتَصَرُّف، وَالثَّاني بِالنَّصّ 0 عِصَام الْغَزَالي} وَغَزْوُ بَلَدٍ مُسْلِمٍ مِنْ بَلَدٍ مُسْلِمٍ مِن عَلاَمَاتِ السَّاعَةِ الَّتي أَخْبرَ عَنهَا الصَّادِقُ المَصْدُوقُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَأَلْتُ رَبيِّ ثَلاَثَاً، فَأَعْطَاني ثِنْتَينِ وَمَنَعَني وَاحِدَة: سَأَلْتُ رَبيِّ أَنْ لاَ يُهْلِكَ أُمَّتي بِالسَّنَة ـ أَيْ بِالْقَحْط ـ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُهْلِكَ أُمَّتي بِالغَرَقِ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ؛ فَمَنَعَنِيهَا " [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2890 / عَبْد البَاقِي] عَن خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:" صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةً فَأَطَالَهَا؛ قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ صَلَّيْتَ صَلاَةً لَمْ تَكُنْ تُصَلِّيهَا 00؟!

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" أَجَلْ؛ إِنَّهَا صَلاَةُ رَغْبَةٍ وَرَهْبَة، إِنيِّ سَأَلْتُ اللهَ فِيهَا ثَلاَثَاً؛ فَأَعْطَاني اثْنَتَينِ وَمَنَعَني وَاحِدَة: سَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُهْلِكَ أُمَّتي بِسَنَةٍ ـ أَيْ بِقَحْطٍ وَمجَاعَةٍ ـ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوَّاً مِن غَيرِهِمْ؛ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْض؛ فَمَنَعَنِيهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 2175] وَرَوَى الحَاكِمُ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحْوَهُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ في آخِرِه: " وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يَلْبِسَهُمْ شِيَعَاً وَيُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ فَمَنَعَني " 0

[صَحَّحَهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك]

عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:" إِنَّ اللهَ زَوَى لي الأَرْض؛ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبهَا، وَإِنَّ أُمَّتي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ الكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ وَالأَبْيَض، وَإِنيِّ سَأَلْتُ رَبِّي لأُمَّتي أَنْ لاَ يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّة، وَأَنْ لاَ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوَّاً مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ؛ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وَإِنَّ رَبِّي قَال: يَا محَمَّد؛ إِنيِّ إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لاَ يُرَدّ، وَإِنيِّ أَعْطَيْتُكَ لأُمَّتِكَ أَنْ لاَ أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّة، وَأَنْ لاَ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوَّاً مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ؛ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا، أَوْ مَنْ بَينَ

أَقْطَارِهَا، حَتىَّ يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضَاً، وَيَسْبي بَعْضُهُمْ بَعْضَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2889 / عَبْد البَاقِي] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ مَرْحُومَة؛ عَذَابُهَا بِأَيْدِيهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 4292] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عَذَابُ أُمَّتي جُعِلَ بِأَيْدِيهَا في دُنيَاهَا " 0 [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 انْظُرِ " المُسْتَدْرَك " بِرَقْم: (7650)، وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: 7441] أَيْنَ تَهْدِيدَاتُكَ يَا صَدَّام؟!

أَيْنَ صَدَّامٌ الَّذِي كَانَ يَقُولُ سَأَفْعَلُ وَأَفْعَلُ بِأَمْرِيكَا 00؟! وَأَيْنَ حُكَّامُ العَرَب ـ أَسْوَأُ حُكَّامٍ عَرَفَهُمُ التَّارِيخ ـ حَيْثُ وَقَفُواْ كَعَادَتِهِمْ مَوْقِفَ المُتَفَرِّج؟! مُلُوكٌ ظَنَنَّاهُمْ صُقُورَاً وَعِنْدَمَا * غُزِينَا وَجَدْنَا صَاحِبَ التَّاجِ هُدْهُدَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} حَسِبْنَاهُمْ إِذَا اعْتَرَكُواْ أُسُودَا * فَكَانُواْ في اعْتِرَكِهِمُ دُيُوكَا حُقَّ وَاللهِ لِعِصَامِ الْغَزَالي أَنْ يَقُول: نَعَمْ لِذَوِي المَنَاصِبِ وَالْكَرَاسِي * طَرَاطِيرٌ عَلَى عَيْني وَرَاسِياسِ الشَّيْطَانُ الأَكْبَرُ في هَذَا الْعَالَم

إِنَّ العِرَاقَ بَغَى عَلَى الكُوَيْت، وَأَمْرِيكَا بَغَتْ عَلَى العِرَاق، وَهَكَذَا يُسَلِّطُ اللهُ الظَّالمِينَ عَلَى الظَّالمِين، وَلِذَا كَمَا أَنَّهُ لَمْ يَخْرُجِ العِرَاقُ مِنَ الكُوَيْتِ إِلاَّ بِالقُوَّة؛ فَلَنْ تخْرُجَ أَمْرِيكَا مِنَ الْعِرَاقِ إِلاَّ بِالقُوَّة 0 حَقَّاً وَاللهِ: الضَّعِيفُ لَيْسَ لَهُ مَكَان، في هَذَا الزَّمَان؛ مَا دَامَتْ أَمْرِيكَا كَالحُوتِ الظَّمْآن، وَتَقُولُ بِمِلْءِ فِيهَا لِلأَكْوَان: أَنَاْ أَمْرِيكَا مَلِكُ الْغَابَة * مَنْ يَمْلِكُ مِنْكُمْ إِغْضَابَه مَن خَاصَمَني لاَ أَرْحَمُهُ * وَحِصَارِي يُغْلِقُ أَبْوَابَه {عِصَام الْغَزَالي}

غُولٌ تَصُولُ تُرِيدُ مَنْ تَغْتَالُهُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} فَلَيْسَ وَرَاءَهَا غَيرُ التَّجَنيِّ * وَلَيْسَ أَمَامَنَا غَيرُ الدُّعَاءِ وَانْفِجَارُ سَفَارَتَيْ أَمْرِيكَا بِكِينيَا وَتَنزَانيَا وَعَدَدٍ مِنَ الدُّوَل: يُؤَكِّدُ كَرَاهِيَةَ العَرَبِ وَغَيرِ العَرَبِ لأَمْرِيكَا، كُلُّ الصُّدُورِ تَغْلِي عَلَيْهِمْ غَلَيَانَا عَلَواْ فَتَعَالَواْ، وَكَبرُواْ فَتَكَبَّرُواْ، لاَ يُرِيدُونَ بِأَيَّةِ حَالٍ مِنَ الأَحْوَالِ أَنْ تَقُومَ للإِسْلاَمِ قَائِمَة 00 {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُون} {الصَّف/8}

صَدَقَ جَلَّ جَلاَلُهُ عِنْدَمَا قَالَ عَن هَذَا الْعُلُوُِّ وَالْعُتُوّ: {وَقَضَيْنَا إِلى بَني إِسْرَائِيلَ في الكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ في الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُواْ كَبِيرَا} {الإِسْرَاء/4} أَبَعْدَمَا يَصْنَعُونَ هُمُ السِّلاَحَ النَّوَوِيّ؛ يَطْلُبُونَ مِنَّا نحْنُ التَّوْقِيعَ عَلَى مُعَاهَدَةِ حَظْرِ الأَسْلِحَة، وَهُمْ أَوَائِلُ دُوَلِ العَالَمِ في سِبَاقِ التَّسَلُّح 00؟!

وَكُلُّنَا يَعْرِفُ كَيْفَ اغْتَالَ أُوْلَئِكَ الجُبَنَاءُ يحْيى المَشَدّ، وَسَمِيرَة مُوسَى، وَمُصْطَفَى مُشَرَّفَة، وَغَيرَهُمْ وَغَيرَهُمْ؛ وَمِن هُنَا بَادَرَتْ كُلٌّ مِنَ الهِنْدِ وَبَاكِسْتَانَ بِتَجَارِبهِمَا النَّوَوِيَّة، قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُمَا الغَرَقُ فَيَقُولاَ: أَلاَ لَيْتَنَا أُكِلْنَا يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَض 00

لِمَا لَمْ تَكُنْ كُورْيَا كَبَغْدَادَ لُقْمَةً * وَمِصْرَ الَّتي سَاغَتْ لِمَن هُوَ آكِلُ فَهَيْهَاتَ مَا كُلُّ البِلاَدِ كِنَانَةً * وَلاَ شَعْبُهُمْ كَالشَّعْبِ في مِصْرَ غَافِلُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} هَذَا هُوَ الغَرْب، هَكَذَا فَكَّرَ وَقَدَّر 00!! إِذَا رَأَيْتَ ثَنَايَا الذِّئْبِ بَادِيَةً * فَلاَ تَظُنَّنَّ أَنَّ الذِّئْبَ يَبْتَسِمُ {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف}

فَمِلَّةُ الكُفْرِ وَاحِدَة، إِنْ كَانَتْ أُورُوبَّا أَوْ أَمْرِيكَا 00 ذُرِّيَّةٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْض، وَكَأَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُواْ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَة؛ وَلِذَا يُسَلِّطُ اللهُ عَلَيْهِمْ بَينَ الحِينِ وَالحِين؛ الأَعَاصِيرَ الَّتي تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا 00 {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيم} {الذَّارِيَات/42} كَإِعْصَارِ كَاتْرِينَا؛ الَّذِي رَاحَ فِيهِ آلاَفُ الأَمْرِيكِيِّين؛ وَكَأَنَّ عَدَالَةَ السَّمَاء؛ تَقْتَصُّ مِن هَؤُلاَء 00 بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبَاً مِنْ دَارِهِمْ} {الرَّعْد/31}

وَكَأَنَّهَا رِسَالَةٌ تَقُولُ لأَمْرِيكَا: إِنْ قَهَرْتِ مَنْ في الأَرْض؛ فَلَنْ تَقْهَرِي مَنْ في السَّمَاء؛ وَانْطِلاَقَاً مِنْ كُلِّ مَا تُمَارِسُهُ مِنْ صُوَرِ الْعَدَاء ـ تِلْكَ العَجُوزُ الشَّمْطَاء ـ كَتَبْتُ هَذِهِ الْقَصِيدَةَ الْعَصْمَاء؛ وَهَذَيْنِ الْبَيْتَينِ عَلَى سَبِيلِ الهِجَاء؛ لِرَئِيسِهَا الَّذِي تَعْكِسُ تَصَرُّفَاتُهُ الرَّعْنَاء؛ مَا يُكِنُّ في صَدْرِهِ لِلْمُسْلِمِينَ مِنَ الْبَغْضَاء: قَصَائِدُ في هِجَاءِ الرَّئِيس بُوش لاَ يُعْجِبَنَّكَ رِيشٌ فِيكَ مَنْفُوشُ * فَسَوْفَ يُنْتَفُ هَذَا الرِّيشُ يَا بُوشُ رَشَّحْتَ نَفْسَكَ لِلطُّغْيَانِ ثَالِثَةً * أَبْشِرْ فَأَنْتَ بِإِذْنِ اللهِ مَقْلُوشُ ********* يَا بُوشُ حَسْبُكَ تَلْفِيقَاً وَتَلْكِيكَا * إِبْلِيسُ في المَكْرِ أَمْسَى لاَ يُبَارِيكَا

عَلِمْتُ حُبَّكَ لِلشِّعْرِ الطَّرِيفِ لِذَا * نَظَمْتُ يَا بُوشُ عِقْدَاً في أَهَاجِيكَا الْكُلُّ قَدْ بَاتَ مِنْ ظُلْمٍ تُمَارِسُهُ * يَدْعُو عَلَيْكَ بِقُنْبُلَةٍ تُوَارِيكَا شَنَنْتَ حَرْبَاً عَلَى بَغْدَادَ ظَالِمَةً * بَدَا لِكُلِّ الْوَرَى فِيهَا تجَنِّيكَا وَقُلْتَ تَفْكِيكِيَ الإِرْهَابَ أَقْدَمَني * وَمَا أَرَدْتَ سِوَى لِلشَّرْقِ تَفْكِيكَا يَا بُوشُ هَلْ مَنْظَرُ الْقَتْلَى لَهُ طَرَبٌ * لَدَيْكَ أَمْ رُؤْيَةُ الأَشْلاَءِ تُسْلِيكَا لاَ الْعَقْلُ يَا بُوشُ يُجْدِي مَعْكَ قَطُّ وَلاَ * وَخْزُ الضَّمِيرِ وَلاَ الإِيمَانُ يُثْنِيكَا يَا مَنْ تُقَاضِي جَمِيعَ النَّاسِ إِنْ ظَلَمُواْ * لَقَدْ ظَلَمْتَ فَهَلْ قَاضٍ يُقَاضِيكَا لاَ بَارَكَ اللهُ في شَعْبٍ يُعِينُكَ في * ظُلْمِ الْوَرَى كُلَّمَا أَفْسَدْتَ يُعْلِيكَا

كَأَنَّني بِكَ إِنْ قَدْ مُتَّ لاَ أَحَدٌ * تَلْقَاهُ يَا بُوشُ بَعْدَ المَوْتِ يَرْثِيكَا وَإِن غَرِقْتَ كَفِرْعَوْنٍ فَمَا أَحَدٌ * في النَّاسِ يَوْمَئِذٍ يَا بُوشُ يُنْجِيكَا مَنْ في الجَبَابِرِ طُولُ الظُّلْمِ خَلَّدَهُ * كَمَا طَوَى المَوْتُ هِتْلَرَ سَوْفَ يَطْوِيكَا لَوْ كُنْتَ تُبْدِي لِفِعْلِ الخَيرِ بَادِرَةً * يَا بُوشُ يَوْمَاً لَقُلْنَا اللهُ يَهْدِيكَا لَكِنْ نَقُولُ لَنَا رَبٌّ سَيَنْصُرُنَا * عَلَيْكَ يَا بُوشُ يَوْمَاً مَا وَيُخْزِيكَا غَدَاً تُحَاسَبُ لاَ تَلْقَى المَعُونَةَ في * ذَا الْيَوْمِ مِنْ دَوْلَةٍ أُخْرَى تُجَارِيكَا فَمِحْوَرُ الشَّرِّ لاَ كُورْيَا طَوَتْهُ وَلاَ * سُورْيَا وَلَكِنْ بِرِيطَانيَا وَأَمْرِيكَا هَذَا هُوَ بُوش، بُوشُ الَّذِي يَمُنُّ عَلَيْنَا بِالمَعُونَةِ الأَمْرِيكِيَّةِ لِمِصْر 00

أَتَظُنُّ اللهَ يَرْضَى عَنْكَ إِنْ * كُنْتَ خَوْفَ النَّقْدِ تُعْطِينَا النُّقُودَا أَعِدِ القُدْسَ إِلى أَبْنَائِهَا * وَأَعِدْ شَعْبَ فِلَسْطِينَ الشَّرِيدَا حَرَقُواْ الأَقْصَى وَلَوْ أَمْكَنَهُمْ * جَعَلُواْ الكَعْبَةَ لِلنَّارِ وَقُودَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} الْقِمَامَةُ هِيَ الَّتي تَطْفُو عَلَى السَّطْح طَغَواْ وَبَغَواْ، وَقَالُواْ مَن أَشَدُّ مِنَّا قُوَّة 00!! لاَ تَغْتَرِّي يَا أَمْرِيكَا * بِعُلاَكِ لاَ تَغْتَرِّي فَالْقِمَامَةُ دائِمَاً * تَطْفُو فَوْقَ سَطْحِ البَحْرِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} رَبَّ رِزْقٍ يُصِيبُهُ الجُرَذُ الْيَقْ * ْظَانُ مِنْ شِدْقِ ضَيْغَمٍ مُتَثَائِبْ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} أَوْزَارَهَا الحَرْبُ قَدْ وَضَعَتْ عَلَى ثِخَنٍ * فَهَذِهِ هُدْنَةٌ لَكِن عَلَى دَخَنٍنِ

{المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرُ لاَبْنِ سَهْلٍ الأَنْدَلُسِيِّ بِتَصَرُّف} فَصَبرٌ جَمِيل؛ هَذِهِ سُنَّةُ اللهِ في الكَوْن: فَلَيْسَ بَعْدَ ارْتِفَاعِ الحَجَرِ إِلاَّ السُّقُوط، وَلَيْسَ بَعْدَ الإِقْلاَعِ إِلاَّ الهُبُوط، وَلَيْسَ بَعْدَ اكْتِمَالِ البَدْرِ إِلاَّ الهلاَل؛ وَلِذَا فَطِنَ إِلى هَذِهِ الفِكْرَةِ هَذَا الشَّاعِرُ فَقَال: وَإِذَا غَلاَ شَيْءٌ عَلَيَّ تَرَكْتُهُ * فَيَكُونُ أَرْخَصَ مَا يَكُونُ إِذَا غَلاَ {محْمُود الوَرَّاق} وَفي الذِّكْرِ الحَكِيم: {اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفَاً وَشَيْبَةً يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ العَلِيمُ القَدِير} {الرُّوم/54} عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" كَانَتْ نَاقَةٌ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُسَمَّى العَضْبَاء، وَكَانَتْ لاَ تُسْبَق، فَجَاءَ أَعْرَابيٌّ عَلَى قَعُودٍ لَهُ ـ أَيْ جَمَلٍ ـ فَسَبَقَهَا؛ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى المُسْلِمِينَ وَقَالُواْ: سُبِقَتِ العَضْبَاء؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ حَقَّاً عَلَى اللهِ أَنْ لاَ يَرْفَعَ شَيْئَاً مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ وَضَعَه " 0 [أَيْ خَفَضَه 0 رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6501 / فَتْح] أَلَمْ يَأْنِ لَكَ الفِرَاق؛ يَا بُوشُ عَنِ العِرَاق؟! أَلَمْ يَكْفِكُمْ مَا سَفَكْتُمْ مِنَ الدِّمَاءِ يَا هَؤُلاَء 00؟! فَالذِّئْبُ يَتْرُكُ شَيْئَاً مِنْ فَرِيسَتِهِ * لِلْجَائِعِينَ وَأَهْلِ الأَرْضِ إِنْ شَبِعَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي}

يَا بُوشُ أَقْصِرْ سَوْفَ تَلْبِسُ تَاجَ قَيْصَرَ في المَنَامْ وَلىَّ زَمَانُ القَيْصَرِيَّةِ وَالأَكَاسِرَةِ العِظَامْ رُحْمَاكَ هَلْ شَكَتِ العِرَاقُ إِلَيْكَ مِنْ فَرْطِ الزِّحَامْ سَفَهَاً تحَدَّيْتَ الأَنَامَ فَكُنْتَ سُخْرِيَةَ الأَنَامْ عَجَبي عَلَى بَاغٍ يَقُولُ لِمَنْ بَغَى هَذَا حَرَامْ {محْمُود غُنَيْم بِتَصَرُّف} الحَقُّ مِنْكَ وَمِنْ جُنُودِكَ أَكْبَرُ * فَاحْسِبْ حِسَابَكَ أَيُّهَا المُتَجَبِّرُ فَلَقَدْ نَفُوزُ وَنحْنُ أَضْعَفُ أُمَّةٍ * وَتَئُوبُ مَغْلُوبَاً وَأَنْتَ الأَقْدَرُ فَلَكَمْ نجَا مُتَوَاضِعٌ بِسُكُوتِهِ * وَكَبَا بِفَضْلِ رِدَائِهِ المُتَكَبِّرُ الْبَاشِقُ وَالْعُصْفُور

يُذَكِّرُني وَاللهِ تَوَسُّلُ الْعَرَبِ وَالمُسْلِمِين؛ إِلى هَؤُلاَءِ الظَّالِمِين؛ بِقَصِيدَةِ البَاشِقِ وَالعُصْفُورِ، الَّتي قَالَهَا الشَّاعِرُ الْعَبْقَرِيُّ سَلِيمٌ الخُورِي؛ في صُورَةِ حِوَارٍ بَينَ الْقَوِيِّ المُسْتَبِدِّ وَالضَّعِيفِ المَقْهُورِ: قَالَ العُصْفُورُ وَقَدْ وَقَعَ بَينَ مخَالِبِ الْبَاشِق ـ أَيِ الصَّقْر: يَا بَاشِقُ ارْحَمْني وَرِقَّ لحَالَتي * دَعْني لأَفْرَاخِي الصِّغَارِ أَطِيرُ فَتُصَفِّقُ الأَوْرَاقُ عِنْدَ سَمَاعِهَا * صَوْتي وَيَهْتِفُ بِالخَرِيرِ غَدِيرُ مَاذَا جَنَيْتُ وَإِنَّني يَا سَيِّدِي * طَيرٌ ضَعِيفٌ جُنحُهُ مَكْسُورُ مَا في حَيَاتي لِلرُّبى ضَرَرٌ وَلاَ * جَوْرٌ وَيَكْفِي أَنَّني عُصْفُورُ مُتَنَقِّلٌ بَينَ الغُصُونِ كَأَنَّني * ظِلٌّ أَظَلُّ مَدَى النَّهَارِ أَدُورُ

إِنيِّ خَطِيبٌ وَالْغُصُونُ مَنَابِرِي * وَالسَّامِعُونَ جَدَاوِلٌ وَزُهُورُ فَرَدَّ الْبَاشِقُ عَلَيْهِ قَائِلاً: خَلِّ الْبُكَاءَ فَلَيْسَ دَمْعُكَ مُشْبِعَاً * جَوْفي وَنَارُ الجُوعِ فِيهِ سَعِيرُ أَنَا إِنْ رَثِيتُ لأَنَّةٍ أَوْ زَفْرَةٍ * أَيَسُدُّ جُوعِيَ أَنَّةٌ وَزَفِيرُ أَنْتَ الْكَبِيرُ عَلَى الْبَعُوضِ تَصِيدُهُ * وَأَنَا عَلَى هَذَا الْكَبِيرِ كَبِيرُ فَابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَانهَهَا عَن غَيِّهَا * أَوَلَسْتَ أَنْتَ عَلَى الضَّعِيفِ تجُورُ وَاصْبرْ عَلَى حُكْمِ الْقَضَاءِ فَإِنَّمَا * كَأْسُ الْقَضَاءِ عَلَى الجَمِيعِ تَدُورُ {فَصَبْرٌ جَمِيل} {يُوسُف/18} كَمْ منْ مُلُوكٍ مَضَىرَيبُ المَنُون بهِمْ * قَدْ أَصبَحُواْ عِبَرَاً فِينَا وَأَمْثَالاَ

أَمَّا جُنُودُ التَّحَالُف، فَحَسْبي أَنَّهُمْ جَعَلُواْ مِن أَنْفُسِهِمْ مِنْجَلاً، يحْصُدُ شَعْبَاً أَعْزَلاً: لاَ يُبْغِضُونَ عَدُوَّهُمْ أَوْ يَعْرِفُونَ عَلاَمَ عُودِي {محْمُود غُنَيْم} ضَحَايَا تِلْكَ الحَرْب أَمَّا الشَّعْبُ العِرَاقِيّ: فَأَقَلُّ مَا نُقَدِّمُهُ لَهُ التَّبرُّعَات، واللهُ في عَوْنِ العَبْدِ مَا دَامَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيه، حَسْبُكَ أَنَّهُمْ: يخَالُونَ الرَّغِيفَ كَقُرْصِ بَدْرٍ * وَأَمَّا اللَّحْمُ قَدْ أَمْسَى حَرَامَا فَإِنْ وَجَدُواْ الرَّغِيفَ بِلاَ هَوَانٍ * تُرَى هَلْ مِثْلُهُمْ يجِدُ الإِدَامَا شِرَاءُ القُوتِ كَالْيَاقُوتِ يَغْلُو * لِذَلِكَ أَصْبَحُواْ دَوْمَاً صِيَامَا {حَافِظ إِبْرَاهِيم} يَا قَوْمِ إِنْ لَمْ تُسْعِفُواْ فُقَرَاءَكُمْ * فَلِمَ ادِّخَارُكُمُ إِذَنْ لِلْمَالِ

أَوَلَسْتُمُ أَبْنَاءَ مَنْ سَارَتْ بِهِمْ * في المَكْرُمَاتِ رَوَائِعُ الأَمْثَالِ إِنيِّ نَظَرْتُ إِلى الذَّخَائِرِ لَمْ أَجِدْ * ذُخْرَاً يَكُونُ كَصَالحِ الأَعْمَالِ وَجَزَاءُ رَبِّ المحْسِنِينَ يجِلُّ عَن * عَدٍّ وَعَنْ وَزْنٍ وَعَنْ مِكْيَالِ {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لإِيلِيَّا أَبي مَاضِي، وَالثَّالِثُ لِلأَخْطَلِ بِتَصَرُّف، وَالأَخِيرُ لحَافِظ إِبْرَاهِيم} صَدَّامٌ لَيْسَ شَيْطَانَاً وَلاَ أَنْتُمْ مَلاَئِكَة لاَ دَاعِيَ مِنَ المُبَالَغَةِ في الإِسَاءَ ةِ لِصَدَّام؛ فَلَوْ سَقَطَ أَيُّ زَعِيمٍ عَرَبيّ؛ لِقِيلَ فِيهِ أَكْثَرَ مِمَّا قِيلَ في صَدَّام، وَلَنُفِّذَ فِيهِ حُكْمُ الإِعْدَام 00!! أَلَيْسَ هُوَ الَّذِي فَتَحَ لِلْمِصْرِيِّينَ بِلاَدَه، أَمْ أَنَّا دَائِمَاً مَعَ الغَالِب، وَلَيْسَ لَنَا صَاحِب 00؟!

وَاللهِ مَا تجَرَّأَتْ أَمْرِيكَا عَلَى العِرَاقِ إِلاَّ وَهِيَ تَعْلَمُ أَنَّ الكُلَّ إِمَّا جُبَنَاء، أَوْ عُمَلاَء 00!! دَمُنَا لَوْ مُرٌّ مَا كَانَتْ * وَلَغَتْ في الجُرْحِ الدِّيدَانُ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} عَلَى أَيِّ شَيْءٍ نجَامِلُ أَمْرِيكَا عَلَى حِسَابِ العِرَاق، أَمْ أَنَّا تَعَوَّدْنَا أَنْ نُنَافِقَ حَتىَّ وَإِنْ لَمْ تَكُ لَنَا مَصْلَحَةٌ في النِّفَاق 00؟! صَدَقَ فَضِيلَةُ الشَّيْخ / محَمَّد حَسَّان؛ عِنْدَمَا قَالَهَا كَلِمَةَ حَقٍّ مُدَوِّيَّة: " المُشْكِلَةُ هِيَ أَنَّنَا أَصْبَحْنَا نَثِقُ في قُوَّةِ أَمْرِيكَا؛ أَكْثَرَ مِمَّا نَثِقُ في قُوَّةِ الله " 00!! [الخُطَبُ المِنْبرِيَّة 0 محَمَّد حَسَّان: الثِّقَةُ بِالله] {وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون} {يُوسُف/21}

بُورِكْتَ يَا شَبَابَ المُقَاوَمَة وَسَيَظَلُّ شَعْبُ العِرَاقِ يَقُولُ لِلأَمْرِيكَان: أَبَدَاً لَنْ تَخْنُقَ آمَالي لَنْ تَبْقَى في وَطَني الغَاليسَأُحَطِّمُ يَوْمَاً أَغْلاَلي فَعِرَاقِي مَا كَانَ صَبِيَّالِتَكُونَ عَلَى الأَرْضِ وَصِيَّا وَتُكَبِّلَ بِالقَيْدِ يَدَيَّا فَسَأَمْلأُ صَدْرَكَ بِالضِّيقِ وَتَرَاني في كُلِّ طَرِيقِ أَسْحَقُ مَن حَاوَلَ تَمْزِيقِي {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خَيرُ النَّاسِ في الْفِتَن: رَجُلٌ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ خَلْفَ أَعْدَاءِ الله، يُخِيفُهُمْ وَيُخِيفُونَه، أَوْ رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ في بَادِيَة، يُؤَدِّي حَقَّ اللهِ تَعَالى الَّذِي عَلَيْه " 0

[قَالَ الذَّهَبيُّ وَالحَاكِم: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 3292، 698] فَضِيحَةُ مُونِيكَا وَكِلِينْتُون وَمِمَّا كَتَبْتُهُ في فَضِيحَةِ كِلِينْتُون وَمُونِيكَا عَلَى سَبِيلِ التَّعْلِيقِ السَّاخِر: س: أَتَدْرُونَ السِّرَّ في تَفَشِّي ظَاهِرَةِ البِغَاءِ وَالدِّعَارَةِ بَينَ الأَمْرِيكِيِّين 00؟ ج: لَقَدْ قِيلَ النَّاسُ عَلَى دِينِ مُلُوكِهِمْ 00 وَإِنْ كَانَ رَبُّ البَيْتِ بِالطَّبْلِ ضَارِبَاً * فَلاَ تَلُمِ الصِّبْيَانَ فِيهِ عَلَى الرَّقْصِ {سِبْطُ بْنُ التَّعَاوِيذِي بِتَصَرُّف} وَهَذَا هُوَ سِرُّ تمَسُّكِ الأَمْرِيكِيِّينَ بِهِ، تَرَكُواْ بَطْشَهُ بِالمُسْتَضْعَفِين، تَارَةً بِالشِّمَالِ وَأُخْرَى بِاليَمِين، وَحَاسَبُوهُ عَلَى الحِنْثِ في اليَمِين 00!!

أَمَّا السِّرُّ في غَضَبِ كِلِينْتُون عَلَى لِيبْيَا وَالعِرَاق: ضَبَطَ عَشِيقَتَهُ مُونِيكَا مَعَ شَابٍّ عِرَاقِيّ؛ لِذَا غَضِبَ عَلَى العِرَاقِ وَاحْتَجَّ بِغَزْوِهَا لِلْكُوَيْت 00!! وَضَبَطَهَا أُخْرَى في وَضْعٍ شَاذٍّ مَعَ آخَرَ لِيبيّ؛ فَغَضِبَ عَلَى لِيبْيَا وَاحْتَجَّ بِطَائِرَةِ لُوكِيربي 00!! وَبَعْد أَعْتَذِرُ لِتَلْوِيثِ سُمْعَةِ لِيبْيَا وَالعِرَاق: بِاسْمِ هَذَا الأَفَّاق 00 أَزَالَ اللهُ دَوْلَتَهُ سَرِيعَاً * فَقَدْ ثَقُلَتْ عَلَى عُنُقِ اللَّيَالي أَتَنْتَقِمُ مِنَ العِرَاقِ عَلَى مَا فَعَلَتْهُ بِكَ مُونِيكَا يَا لَطِيمَ الشَّيْطَان 00؟! وَحُكُومَةٍ ظَلَمَتْ وَقَالَتْ لِلْوَرَى * إِنيِّ رَضِيتُ فَمَا لِعَبْدِي يَغْضَبُ يَا قَالِبي عَرْشِ المَظَالِمِ قَلْبُنَا * لاَ زَالَ في رَمْضَائِهِ يَتَقَلَّبُ

فَخُصُومُنَا حُكَّامُنَا فَلِمَنْ تُرَى * نَشْكُو وَأَيْنَ مِنَ الْقَضَاءِ المَهْرَبُ قَامُواْ لحِفْظِ بِلاَدِنَا مِنْ نَهْبِهَا * فَإِذَا هُمُ فِينَا لُصُوصٌ تَنهَبُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي أَوْ إِلْيَاس فَرَحَات} رَئِيسُ الْوِلاَيَاتِ المُتَّحِدَة؛ كَالأَرْنَبِ أَمَامَ زَوْجَتِه بَيْنَمَا أَنَا أَتَصَفَّحُ الصُّحُفَ ذَاتَ يَوْم؛ إِذْ بَصُرْتُ بِمَقَالٍ عَنْ زَوْجَتِهِ [هِيلاَرِي كْلِينْتُون] مُرْفَقٌ بِهِ صُورَتُهَا، فَإِذَا بِهَا عَلَى قَدْرٍ عَالٍ مِنَ الحُسْنِ وَالجَمَال، فَقُلْتُ في نَفْسِي: أَيَكُونُ مَعَكَ القَمَرُ وتَنْظُرُ لِلنُّجُومِ يَا كَبِيرَ المُغَفَّلِين 00؟

ثُمَّ بَدَأْتُ في قِرَاءَ ةِ المَقَال؛ فَإِذَا بِهِ فَضَائِحُ أَغْرَبُ مِنَ الخَيَال، نُشِرَتْ عَن هَذِهِ السَّيِّدَةِ وَعَنْ ضَرْبهَا لِزَوْجِهَا عَلَى رُءوسِ الأَشْهَادِ في صَحْنِ البَيْتِ الأَبْيَض؛ فَقُلْتُ: الآنَ حَصْحَصَ الحَقُّ وَاتَّضَحَتِ الأُمُور، وَلأَمْرٍ مَا بَاعَتِ المَرْأَةُ سِمْسِمَاً مَقْشُورَاً بِغَيرِ مَقْشُور: أَيْ لأَمْرٍ مَا هَجَرَ عُشَّ الزَّوْجِيَّةِ وَأَخْلَدَ إِلى الْفَاحِشَةِ وَالفُجُور، وَكَأَنَّهُ يَقُولُ بِلِسَانِ المَوْتُور: لَقَدْ خُدِعْتُ وَكَمْ مِنْ زَهْرَةٍ حَسُنَتْ * لِلنَّاظِرِينَ وَسَاءتْ في الخَيَاشِيمِ ********* أَخَلْقُ الغَزَالِ وَخُلُقُ النَّمِرْ * وَقَلْبُ الذِّئَابِ وَوَجْهُ القَمَرْ وَكَيْفَ يَتِمُّ جَمَالُ الزُّهُورِ * إِذَا لَمْ تَفُحْ بِأَرِيجِ الزَّهَرْ

هِيلاَري تجُرُّ عَلَى زَوْجِهَا * مَآتِمَ تَبْقَى طِوَالَ العُمُرْ فَيَخْلَعُ فِيهَا رِدَاءِ الشَّبَابِ * وَيَلْبِسُ فِيهَا رِدَاءَ الكِبرْ وَبَعْضُ النِّسَاءِ شَبِيهُ السِّبَاعِ * وَبَعْضُ الرِّجَالِ شَبِيهُ الحُمُرْ {محْمُود غُنيم} أَرَأَيْتُمْ مَعْشَرَ العَرَبِ أَهْوَنَ عَلَى أَمْرِيكَا مِنَّا 00؟! يُضْرَبُ مِنَ امْرَأَتِهِ عَلَى قَفَاهُ وَيَضْرِبُ العَرَبَ عَلَى قَفَاهُمْ 00!! هَكَذَا الدُّنيَا 00 إِذَا أَقْبَلَتْ بَاضَ الحَمَامُ عَلَى الوَتَدْ * وَإِن أَدْبَرَتْ بَصَقَ الحِمَارُ عَلَى الأَسَدْ محْنَةُ كُوسُوفُو

كَتَبْتُ هَذَا المَقَالَ عِنْدَمَا بَدَأَتْ مَذَابِحُ الصِّرْبِ المَلاَعِين؛ في أَهْلِ كُوسُوفُو مِنَ المُسْلِمِينَ المُسْتَضْعَفِين، خَاصَّةً أَنَّهَا جَاءَتْ بَعْدَ مَذَابِحِهِمْ في البُوسْنَة، في ظِلِّ صَمْتِ المجْتَمَعِ الدَّوْليِّ وَحِلْفِ النِّيتُو، الَّذِي سَكَتَ عَلَى مَذَابِحِ البُوسْنَة، وَعِنْدَمَا بَدَأَتْ مَذَابِحُ كُوسُوفُو؛ عَسْكَرَ بجُنُودِهِ عَلَى حُدُودِهَا كَالمُتَفَرِّج، وَلَمْ يَتَحَرَّكْ إِلاَّ بَعْدَ أَن أَوْشَكُواْ عَلَى الفَنَاء؛ وَلِذَا بَدَأْتُ مَقَالي بِهَذِهِ الأَبْيَات: لَمَّا رَأَتْ أُخْتَهَا بِالأَمْسِ قَدْ خَرِبَتْ * كَانَ الخَرَابُ لَهَا أَعْدَى مِنَ الجَرَبِ أَبِالسِّلاَحِ اسْتَعَدُّواْ في كُوسُوفُو وَلَمْ * يحْمُواْ بِذَلِكَ مِنْ ذَهَبٍ وَلاَ حَطَبِ

كَالنَّخْلِ يَنْبُتُ شَوْكَاً لاَ يَذُودُ بِهِ * مَنْ يَعْتَدُونَ عَلَيْهِ أَوْ عَلَى الرُّطَبِ {الْبَيْتَانِ الأَخِيرَانِ فَقَطْ لاَبْنِ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} يَا مجْلِسَ الأَمْنِ جِدٌّ أَنْتَ أَمْ لَعِبُ * وَصُورَةٌ حَيَّةٌ أَمْ هَيْكَلٌ خَشَبُ رُدُّواْ اعْتِبَارَكُمُ يَا قَوْمُ حَسْبُكُمُ * حِلْمَاً فَقَدْ فَقَدَتْ أَحْلاَمَهَا العَرَبُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر أَوْ محْمُود غُنيم} لَمْ يَشْهَدِ التَّارِيخُ مَا شَهِدْنَاهُ في القَرْنِ العِشْرِين، مِنْ بَشَاعَةِ الصِّرْبِ في حَرْبِهَا ضِدَّ المُسْلِمِين 00!! ظَلَلْتُمْ صَامِتِين؛ وَأَنْتُمْ تَرَوْنَ ذَبْحَ الأَبْرِيَاءِ وَالمُسْتَضْعَفِين، عَلَى أَيْدِي الصِّرْبِ المَلاَعِين 00 فَإِلى مَتى يَا غَرْبُ * تَزِنُ بِمِكْيَالَينِ وَلَوْ أُخِذَتِ الصِّرْبُ * لَمَا عَادَتْ مَرَّتَينِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

قُلُوبُهُمْ سَوْدَاء؛ وَيَتَّهِمُونَنَا بِالْبَغْضَاء صَدَقَ تَعَالىَ عنْدَمَا قَالَ: {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتىَّ يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُواْ} {البَقَرَة/217} لاَ يُرِيدُونَ بِأَيَّةِ حَالٍ مِنَ الأَحْوَالِ أَنْ تَقُومَ لِلإِسْلاَمِ قَائِمَة؛ فَشِعَارُهُمْ: دَمِّرُواْ الإِسْلاَمَ أَبِيدُواْ أَهْلَه، يَلْدَغُونَ لَدْغَةَ الْعَقْرَب؛ في لَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَب، لاَ يُقِيمُونَ العَدْلَ إِلاَّ عَلَى الضُّعَفَاء!! لَيْتَهُمْ غَضِبُواْ عَلَى الصِّرْبِ وَلَوْ مِعْشَارَ غَضْبَتِهِمْ عَلَى الْعِرَاق؛ رَغْمَ أَنَّ الْعِرَاقَ لَمْ تجْرِمْ حَتىَّ مِعْشَارَ جَرَائِمِ الصِّرْب، مَرَدُواْ عَلَى الْبَطْشِ وَاسْتَعْذَبُواْ التَّعْذِيب 00!! لَيْسَ لِلمُسْلِمِ عِنْدَهُمْ دِيَةٌ وَلاَ قِيمَةٌ تُذكَر؛ صَدَقَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى إِذْ يَقُول:

{إِنْ يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ في مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُواْ إِذَاً أَبَدَا} {الكَهْف/20} {وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُواْ بِاللهِ العَزِيزِ الحَمِيد} {البرُوج/8} كَأَنيِّ بِأَهْلِ كُوسُوفُو وَقَدْ خَرَجُواْ مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْت، جِيَاعَاً ضِيَاعَاً مُشَرَّدِين: كَانُواْ يَنْتَظِرُونَ جَيْشَ المُعْتَصِم، وَلَكِنْ لاَ حَيَاةَ لِمَنْ تُنَادِي 00 ذُوقُواْ فَإِنَّ سُقُوطَكُمْ يَشْفِي صُدُورَ المُؤْمِنِين وَلِذَا فَرِحَ العَالَمُ أَجْمَعُ بِضَرْبِ الصِّرْب، وَمَا رَقَّ لَهُمْ أَحَد 00 فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ * وَالأَرْضُ مِنهُمْ كُلُّهَا دِمَاءُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

وَلِذَا تَمَثَّلْتُ بِهَذَا الْبَيْتِ مُعَلِّقَاً، عَلَى نَفْسِ بحْرِ وَقَافِيَةِ أَبْيَاتِ مجْلِسِ الأَمْنِ سَالِفَةِ الذِّكْر: هَذَا هُوَ الرَّدُّ لاَ شِعْرٌ وَلاَ خُطَبُ * وَإِنَّمَا ثَوْرَةٌ في الأَرْضِ تَلْتَهِبُ لَقَدْ فَعَلَ الصِّرْبُ مِنَ الخَرَابِ وَالدَّمَار؛ مَا لَمْ يَفْعَلْهُ التَّتَار 00!! مَن هَؤُلاَءِ وَمَا تِلْكَ الوُجُوهُ وَمِن * أَيِّ الخَلاَئِقِ هَذَا المَنْظَرُ البَشِعُ مِن أَيِّ جُحْرٍ بِبَطْنِ الأَرْضِ قَدْ طَلَعُواْ * مِن أَيِّ مُسْتَنْقَعٍ في جَوْفِهَا نَبَعُواْعُ سُبْحَانَ مَنْ زَيَّنَ الدُّنيَا وَشَوَّهَهُمْ * إِنَّ الخَلِيقَةَ ثَوْبٌ هُمْ بِهِ رُقَعُ فَلَرُبَّ وَجْهٍ مُشْرِقٍ تحْتَ الرُّكَامِ خَبَا ضِيَاؤُهْ وَلَرُبَّ صَخْرٍ أَحْمَرٍ منْ دَمِّ غَانِيَةٍ طِلاَؤُهْ وَلَرُبَّ طِفْلٍ تحْتَهُ نَادَى فَلَم يسْمَع نِدَاؤُهْ

وَلَرُبَّ شَيْخٍ طَاعِنٍ في السِّنِّ قَدْ سَالتْ دِمَاؤُهْ أَثْوَابُهُ منْ فَوْقِهِ كَفَنٌ وَمَدْفَنُهُ خِبَاؤُهْ {محْمُود غُنَيْم بِتَصَرُّف} عِيسَى سَبِيلُكَ رَحْمَةٌ وَمَوَدَّةٌ * لِلعَالَمِينَ وَعِصْمَةٌ وَسَلاَمُ مَا كُنْتَ سَفَّاكَ الدِّمَاءِ وَلاَ امْرَأً * هَانَ الضِّعَافُ عَلَيْهِ وَالأَيْتَامُ يَا حَامِلَ الآلاَمِ عَن هَذَا الوَرَى * كَثُرَتْ عَلَيْهِ بِاسْمِكَ الآلاَمُ أَنْتَ الَّذِي جَعَلَ العِبَادَ جَمِيعَهُمْ * رَحِمَاً وَبِاسْمِكَ تُقْطَعُ الأَرْحَامُ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف} لَنْ يَنْسَى التَّارِيخُ مَا جَرَى لمُسْلِمِي البُوسْنَة لِكُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا تَمَّ نُقْصَانُ * فَلاَ يَغَرَّ بِطِيبِ العَيْشِ إِنْسَانُ يَا غَافِلاً وَلَهُ في الدَّهْرِ مَوْعِظَةٌ * إِنْ كُنْتَ في سِنَةٍ فَالدَّهْرُ يَقْظَانُ

هِيَ الخُطُوبُ كَمَا عَايَنْتَهَا دُوَلٌ * مَنْ سَرَّهُ زَمَنٌ سَاءَ تْهُ أَزْمَانُ وَهَذِهِ الدَّارُ لاَ تُبْقِي عَلَى أَحَدٍ * وَلاَ يَدُومُ عَلَى حَالٍ لَهَا شَانُ فَأَيْنَ مَا شَادَهُ شَدَّادُ في إِرَمٍ * وَأَيْنَ مَا سَاسَهُ في المُلْكِ سَاسَانُ دَارَ الزَّمَانُ عَلَى دَارَا فَشَرَّدَهُ * وَذَلَّ كِسْرَى فَمَا آوَاهُ إِيوَانُ تَبْكِي الحَنِيفِيَّةِ الغَرَّاءُ مِن أَسَفٍ * كَمَا بَكَى مِنْ فِرَاقِ الإِلْفِ هَيْمَانُ عَلَى دِيَارٍ مِنَ الإِسْلاَمِ خَاوِيَةٍ * قَدْ أَقْفَرَتْ وَلهَا بِالكُفْرِ عُمْرَانُ حَيْثُ المَسَاجِدُ قَدْ صَارَتْ كَنَائِسَ مَا * فِيهِنَّ إِلاَّ قَسَاوِسَةٌ وَصُلْبَانُ تِلْكَ البَلِيَّةُ أَنْسَتْ مَا تَقَدَّمَهَا * وَمَا لَهَا رَغْمَ طُولِ الدَّهْرِ نِسْيَانُ لِكُلِّ فَاجِعَةٍ صَبْرٌ يُهَوّنُهَا * وَمَا لِمَا حَلَّ بِالإِسْلاَمِ سُلْوَانُ

أَعِنْدَكُمْ نَبَأٌ عَنْ مُسْلِمِي كُوسُوفُو * فَقَدْ مَضَى بحَدِيثِ القَوْمِ رُكْبَانُ كَمْ يَسْتَغِيثُ بهَا المُسْتَضْعَفُونَ وَهُمْ * قَتْلَى وَأَسْرَى فَمَا يَهْتَزُّ إِنْسَانُ أَيْنَ الحَمِيَّةُ فِيكُمْ أَيْنَ غَيرَتُكُمْ * أَمَا عَلَى الحَقِّ أَنْصَارٌ وَأَعْوَانُ يَا مَنْ لِذِلَّةِ قَوْمٍ بَعْدَ عِزِّهِمُ * أَبَادَ مُلْكَهُمُ كُفْرٌ وَطُغْيَانُ بِالأَمْسِ كَانُواْ مُلُوكَاً في بِلاَدِهُمُ * وَاليَوْمَ هُمْ فَوْقَ نَفْسِ الأَرْضِ عُبْدَانُ فَلَوْ تَرَاهُمْ حَيَارَى لاَ دَلِيلَ لَهُمْ * عَلَيْهِمُ مِنْ لِبَاسِ الذُّلِّ أَلْوَانُ وَلَوْ رَأَيْتَهُمُ عِنْدَ ارْتِحَالِهِمُ * لَطَوَّفَتْ بِكَ أَحْزَانٌ وَأَشْجَانُ الحُزْنُ غَيَّرَهُمْ وَالحُسْنُ غَادَرَهُمْ * أَلَمْ يَعُدْ قَطُّ لِلإِنْسَانِ أَثْمَانُ

يَا رَبِّ أُمٌّ وَطِفْلٌ حِيلَ بَيْنَهُمَا * كَمَا تُفَرَّقُ أَرْوَاحٌ وَأَبْدَانُ وَغَادَةٍ مِثْلِ حُسْنِ البَدْرِ مَنْظَرُهَا * كَأَنَّمَا هِيَ يَاقُوتٌ وَمَرْجَانُ يجُرُّهَا الْعِلْجُ لِلْفَحْشَاءِ مُرْغَمَةٌ * وَالعَينُ بَاكِيَةٌ وَالقَلْبُ حَسْرَانُ لِمِثْلِ هَذَا يَئِنُّ القَلْبُ مِنْ كَمَدٍ * إِنْ كَانَ في القَلْبِ إِسْلاَمٌ وَإِيمَانُ {صَالحُ بْنُ شَرِيفٍ الرَّنْدِيُّ بِتَصَرُّف} إِنَّني كُلَّمَا سَمِعْتُ في نَشَرَاتِ الأَخْبَارِ عَن أَسْبَانيَا قُلْتُ في نَفْسِي: إِنَّ هَذِهِ الْبِلاَدَ كَانَتْ لَنَا!! هَذِهِ الْبِلاَدُ كَانَتْ لَنَا غِرْنَاطَةُ يَا غِرْنَاطَة * أَيْنَ أَنْتَ مِنْ صَوْلَتِكْ مَا نَهْرُكِ الجَارِي سِوَى * بُكَاءٍ عَلَى دَوْلَتِكْ وَمَا النِّسْمَةُ الرَّائِحَة * إِلاَّ عَلَيْكِ نَائِحَة {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ}

تَكَادُ قُبُورُهُمْ مِمَّا حَوَتْهُ * يُقَدِّسُها الوَرَى حَجَراً وَطِينَا كَسَواْ جَنَبَاتِها جُنْدَاً وَخَيْلاً * كَمَا مَلَئُواْ شَوَاطِئَهَا سَفِينَا فَسَلْ عَنهُمْ طُلَيْطِلَةً سَتَلْقَى * لَدَيْهَا عَنهُمُ الخَبرَ اليَقِينَا وَسَلْ كَمْ شَيَّدُواْ مِنْ جَامِعَاتٍ * بِقُرْطُبَةٍ فَكَانُواْ السَّابِقِينَا فَحَسْبُكِ أَرْضَ أَنْدُلُسَ افْتِخَارَاً * بِأَنَّكِ كُنْتِ مَهْدَ الخَالِدِينَا {شُكْرُ اللهِ الجُرّ} فَتَحَهَا آبَاؤُنَا وَضَيَّعْنَاهَا، كَانُواْ خَيرَ سَلَف، وَلَكِنْ لِلأَسَف؛ خَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ: أَصْبَحَ وَصْمَةَ عَارٍ في جَبِينِ هَؤُلاَءِ الآبَاءِ العُظَمَاء 00!! إِنْ لَمْ تَكُونُواْ مِثْلَهُمْ فَتَشَبَّهُواْ * إِنَّ التَّشَبُّهَ بِالرِّجَالِ فَلاَحُ ********* أَضَاءُ واْ هَذِهِ الدُّنيَا قُرُونَا * وَمَاتُواْ حِينَ مَاتُواْ خَالِدِينَا

وَأَصْبَحَ لاَ يُرَى في الرَّكْبِ قَوْمِي * وَقَدْ عَاشُواْ أَئِمَّتَهُ سِنِينَا تُرَى هَلْ يَرْجِعُ المَاضِي فَإِنِّي * أَذُوبُ لِذَلِكَ المَاضِي حَنِينَا فَسَطَّرْنَا صَحَائِفَ مِنْ ضِيَاءٍ * فَمَا نَسِيَ الزَّمَانُ وَلاَ نَسِينَا حَمَلْنَاهَا سُيُوفَاً لاَمِعَاتٍ * غَدَاةَ الرَّوْعِ تَأْبى أَنْ تَلِينَا إِذَا خَرَجَتْ مِنَ الأَغْمَادِ يَوْمَاً * رَأَيْتَ الهَوْلَ وَالفَتْحَ المُبِينَا وَكُنَّا حِينَ نُرْمَى مِن أُنَاسٍ * نُؤَدِّبُهُمْ أُبَاةً قَادِرِينَا وَكُنَّا حِينَ نَلْقَى مِن عَدُوٍّ * محَارَبَةً نَدُوسُ لَهُ الجَبِينَا تَفِيضُ سُيُوفُنَا حَرْبَاً وَضَرْبَاً * فَمَا نُغْضِي عَلَى الظُّلمِ الجُفُونَا وَمَا فَتِئَ الزَّمَانُ يَدُورُ حَتىَّ * مَضَى بِالمجْدِ قَوْمٌ آخَرُونَا وَآلَمَني وَآلَمَ كُلَّ حُرٍّ * سُؤَالُ النَّاسِ أَيْنَ المُسْلِمُونَا

{هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} ذا عَصْرُكِ الذَّهَبي * يَا أُمَّةَ العَرَبِ {سَيِّد حِجَاب} أَيْنَ نخْوَةُ الْعَرَبِ وَالمُسْلِمِين؟! لاَ تَقُولُواْ نَحْنُ عُرْبٌ إِنَّنَا * لَهُمُ لاَ نَسْتَحِقُّ النَّسَبَا كَانَ هَذَا الشَّرْقُ في الدَّهْرِ فَتىً * حِينَ كَانَ الغَرْبُ طِفْلاً مَا حَبَا عَادَتِ الأَذْنَابُ رَأْسَاً في الوَرَى * وَغَدَا الرَّأْسُ لَدَيْهِمْ ذَنَبَا أَيْنَ نَحْنُ اليَوْمَ مِنْ رَكْبِ الأُلى * صَوَّرُوُاْ الأَقْمَارَ بَلْ وَالشُّهُبَا سَخَّرُواْ الذَّرَّةَ بَلْ قَدْ أَوْشَكُواْ * أَنْ يَنَالُواْ في السَّمَاءِ الكَوْكَبَا بَلَغُواْ لِلْبَحْرِ قَاعَاً وَانْثَنَواْ * في فَخَارٍ يَرْكَبُونَ السُّحُبَا وَأَضَاءَ الكَوْنَ مَا جَاءُ واْ بِهِ * مِنْ فُنُونٍ أَثَارَتِ العَجَبَا قَدْ غَدَا العُرْبُ إِذَا مَا ضُرِبُواْ * لاَ يَهُبُّونَ إِلى مَنْ ضَرَبَا

أَصْبَحُواْ مِثْلَ الدُّمَى عِنْدَ الْعِدَى * كَدَجَاجَاتٍ تَبِيضُ الذَّهَبَا فَفِلَسْطِينُ أُضِيعَتْ وَغَدَتْ * يَنْدُبُ اليَوْمَ بِهَا مَنْ نَدَبَا يَا بَني الإِسْلاَمِ هُبُّواْ وَانهَضُواْ * لاَ تَنَامُواْ بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبى رُبَّ سَيْفٍ صَارِمٍ يَوْمَاً نَبَا * وَجَوَادٍ سَابِقٍ يَوْمَاً كَبَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} إِنَّنَا لَفِي زَمَنٍ بَغِيض؛ تحَوَّلَتِ الأُمَّةُ فِيهِ مِنَ النَّقِيضِ إِلى النَّقِيض؛ حَتىَّ وَصَلَتْ إِلى الحَضِيض 00!! يَنْتَظِرُونَ الإِنْصَافَ مِنَ اللَّجْنَةِ الرُّبَاعِيَّةِ وَمجْلِسِ الأَمْن، وَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا يُوعَدُون!! يَتَوَسَّلُونَ إِلى الظَّلُومِ وَطَالَمَا * كَانَ الظَّلُومُ إِلَيْهِمُ يَتَوَسَّلُ صَرَفَ الجُنُودَ عَنِ الرَّوِيَّةِ وَالهُدَى * قَوْلُ المُلُوكِ لَهُمْ جُنُودٌ بُسَّلُ

أَمْسَى الدَّخِيلُ كَأَنَّهُ رَبُّ الحِمَى * وَابْنُ البِلاَدِ كَأَنَّهُ مُتَطَفِّلُ قَدْ كَانَ قَتْلُ النَّفْسِ شَرَّ جَرِيمَةٍ * وَاليَوْمَ يُقْتَلُ كُلُّ مَنْ لاَ يَقْتُلُ تَتَحَوَّلُ الأَفْلاَكُ عَنْ دَوَرَانِهَا * وَالشَّرُّ في الإِنْسَانِ لاَ يَتَحَوَّلُ لاَ تَبْسُطُواْ لِلْغَرْبِ يَا قَوْمِي يَدَاً * لِلْغَرْبِ طَرْفٌ في السِّيَاسَةِ أَحْوَلُ لاَ كَانَ مِنَّا مَن إِذَا انْتُهِكَ الحِمَى * بِالدَّمْعِ جَادُواْ بِاللِّسَانِ وَحَوْقَلُواْ لاَ كَانَ مِنَّا مَن عَلَى أَوْطَانِهِ * بِأَعَزِّ مَا مَلَكَتْ يَدَاهُ يَبْخَلُ لاَ كَانَ مِنَّا مَنْ بِأُمٍّ أَوْ أَبٍ * أَوْ طِفْلَةٍ في مَهْدِهَا يَتَعَلَّلُ عَرَفَ اليَهُودَ محَمَّدٌ فَأَبَادَهُمْ * مَا ضَرَّ لَوْ بِمُحَمَّدٍ نَتَمَثَّلُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر أَوْ محْمُود غُنَيْم}

هَذِهِ هِيَ حَضَارَةُ الْغَرْب، الَّتي يُرِيدُ تَصْدِيرَهَا لِلْعَالَمْ لاَ أَدْرِي كَيْفَ لمِثْلِ هَؤُلاَءِ أَنْ يَتَحَدَّوُاْ العَالَم، وَمَا قِيمَةُ تَقَدُّمِهِمْ إِنْ لَمْ يَأْخُذُواْ عَلَى يَدِ الظَّالِم؟! لاَ تَفْخَرُواْ بِعُقُولِكُمْ وَنِتَاجِهَا * كَانَتْ لَكُمْ قَبْلَ الحُرُوبِ عُقُولُ في كُلِّ يَوْمٍ مِنْكُمُ أَوْ عَنْكُمُ * نَبَأٌ تجِيءُ بِهِ الرُّوَاةُ مَهُولُ يَا أَرْضَ أُورُوبَّا وَيَا أَبْنَاءَهَا * في عُنْقِ مَن هَذَا الدَّمُ المَطْلُولُ في الشَّرْقِ قَوْمٌ لَمْ يَسُلُّواْ شَفْرَةً * وَالسَّيْفُ فَوْقَ رُءوسِهِمْ مَسْلُولُ أَكْبَادُهُمْ مَقْرُوحَةٌ كَجُفُونهِمْ * وَزَفِيرُهُمْ بِأَنِينِهِمْ مَوْصُولُ أَمَّا الرَّجَاءُ وَطَالَمَا عَاشُواْ بِهِ * فَالدَّمْعُ يَشْهَدُ أَنَّهُ مَقْتُولُ

وَاليَأْسُ مَوْتٌ غَيرَ أَنَّ صَرِيعَهُ * يَبْقَى وَأَمَّا نَفْسُهُ فَتَزُولُ إِنْ كَانَ هَذَا مَا يُسَمَّى عِنْدَكُمْ * عِلْمَاً فَكَيْفَ الجَهْلُ وَالتَّضْلِيلُ في اللهِ وَالوَطَنِ المُعَزَّزِ أُمَّةٌ * نُكِبُواْ فَذَا عَانٍ وَذَاكَ قَتِيلُ لَوْ لَمْ يَمُتْ شَمَمُ النُّفُوسِ بِمَوْتِهِمْ * ثَارَ العِرَاقُ لِمَوْتهِمْ وَالنِّيلُ رَبَّاهُ قَدْ بَلَغَ البَلاَءُ أَشُدَّهُ * رُحْمَاكَ إِنَّ الرَّاحِمِينَ قَلِيلُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} وَذَلِكَ عِنْدَمَا يُصْبِحُ سِلاَحُ القُوَّةِ وَالعِلْمِ لَدَى مَنْ لاَ خَلاَقَ لَهُ 00 العِلْمُ عُنوَانُ السَّلاَمِ وَإِنَّمَا * هُمْ أَفْسَدُوهُ بِسُوءِ الاَسْتِعْمالِ {محْمُود غُنَيْم} كَمْ شَرَّدَتْ سَنَوَاتُ الحَرْبِ أَطْفَالاَ * وَكَمْ طَوَتْ قَبْلَ هَذَا الجِيلِ أَجْيَالاَ

فَرُبَّ حَرْبٍ بِغَيرِ العِلْمِ مَا اشْتَعَلَتْ * وَرُبَّ جَيْشٍ بِغَيرِ العِلْمِ مَا صَالاَ {الْبَيْتُ الأَوَّلِ لي، بِاسْتِثْنَاءِ المِصْرَاعِ الآخِير، أَمَّا الْبَيْتُ الثَّاني فَلِمَحْمُود غُنَيْم} تَأَمَّلتُ في هَذِي الحَيَاةِ فَلَمْ أَجِدْ * سِوَى ذُلِّ مَظْلُومٍ وَطُغْيَانِ ظَالِمِ وَذِي قُوَّةٍ يَسْطُو بِنَابٍ وَمخْلَبٍ * عَلَى كُلِّ ذِي ضَعْفٍ وَدِيعٍ مُسَالِمِ حَيَاةٌ مِنَ الْغَابِ اسْتَعَارَتْ شَرِيعَةً * فَلاَ يَلْتَقِي فِيهَا الضَّعِيفُ بِرَاحِمِ غَرَائِبُ لَمْ تخْطُرْ عَلَى الْبَالِ مَرَّةً * وَلاَ خَطَرَتْ يَوْمَاً بِأَحْلاَمِ نَائِمِ أَصَابَتْ نُبُوءَ اتُ المَلاَئِكِ عِنْدَمَا * عَلَى الأَرْضِ خَافَتْ مِنْ فَسَادِ ابْنِ آدَمِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الرَّابِعِ فَهُوَ لمحَمَّدٍ الأَسْمَر، وَالأَخِيرُ لمحْمُود غُنيم}

لَوْ تَعْلَمُ الأَرْضُ مَا أَفْعَالُ سَاكِنِهَا * لَطَالَ مِنهَا لِمَا يَأْتي بِهِ الْعَجَبُ {أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيّ} عِنْدَمَا يَكُونُ الْعِلْمُ في أَيْدِي الشَّيَاطِين مَلَكُواْ أَذِمَّةَ كُلِّ عِلْمٍ سَامِي * وَالحَرْبُ تَمْلِكُهُمْ بِغَيْرِ زِمَامِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} فَقُبْحَاً لِذَا الْعِلْمِ الَّذِي تَدَّعُونَهُ * إِذَا كَانَ في عِلْمِ النُّفُوسِ رَدَاهَا وَلِذَا بَعْدَ قَوْلِهِ تَعَالى: {عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} {العَلَق/5} قَالَ تَعَالى: {كَلاَّ إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى} {العَلَق/6} وَلَمْ يُخْطِئِ الحُكَمَاءُ عِنْدَمَا قَالُواْ:" شَرُّ النَّاسِ الْعُلَمَاء؛ إِذَا فَسَدُواْ " 00 إِنْ كَانَ عَصْرُ العِلْمِ هَذَا فِعْلُهُ * فِينَا فَعَصْرُ الجَاهِلِيَّةِ أَرْحَمُ {حَافِظ إِبْرَاهِيم 0 بِتَصَرُّف}

لَيْتَهُمْ عَرَفُواْ اللهَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ فَرِحُواْ بمَا عِنْدَهُمْ مِنَ العِلْم؛ فَأَهْلَكُواْ الحَرْثَ وَالنَّسْل 00 قُبْحَاً لِذَا الْعِلْمِ الَّذِي جِئْتُمْ بِهِ * إِنْ كَانَ في عِلْمِ النُّفُوسِ رَدَاهَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} صَدَقَ وَاللهِ شَاعِرُنَا الْعَظِيم / محْمُود غُنيم: فَمَا أُوتيتُمُ إِلاَّ قَلِيلاً * عَلاَمَا بَعْدَ ذَلِكَ الاَغْتِرَارُ وَسِرُّ حَيَاتِكُمْ مَا زَالَ لُغْزَاً * عَوِيصَاً لَمْ يُزَحْ عَنهُ السِّتَارُ فَمَا تِلك الحَيَاةُ وَكَيْفَ جِئْنَا * خِيَارٌ ذَا المجِيءُ أَمِ اضْطِرَارُ أُمُورٌ قَبْلَنَا اختَلَفُواْ عَلَيْهَا * وَطَالَ البَحثُ وَاتَّصَلَ الحِوَارُ سِوَى أَني أَرَى للكَوْنِ رَبَّاً * لَهُ في الكَوْنِ أَسْرَارٌ كِبَارُ ********* إِنْ كَانَ لِلوَحْشِ مِنْ نُيُوبِ * فَالنَّاسُ أَنيَابُهُمْ حَدِيدُ

مَا كَانَ وَاللهِ لِلْحُرُوبِ * لَوْلاَ بَنُو آدَمٍ وُجُودُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} إِنِّي عَرَفْتُ مِنَ الإِنْسَانِ مَا كَانَا * فَلَسْتُ أَحْمَدُ بَعْدَ اليَوْمِ إِنْسَانَا وَجَدْتُهُ وَهْوَ مُشْتَدُّ القُوَى أَسَدَاً * صَعْبَ المِرَاسِ وَعِنْدَ الضَّعْفِ ثُعْبَانَا تَعَوَّدَ الشَّرَّ حَتىَّ لَوْ نَبَتْ يَدُهُ * عَنهُ إِلى الخَيرِ بَاتَ اللَّيْلَ حَسْرَانَا إِنَّ الحَدِيدَ إِذَا مَا لاَن صَارَ مُدَىً * فَكُن عَلَى حَذَرٍ مِنهُ إِذَا لاَنَا كَأَنَّمَا المجْدُ رَبٌّ لَنْ يُقَرِّبَهُ * إِلاَّ إِذَا قَدَّمَ الأَرْوَاحَ قُرْبَانَا قَدْ حَارَبَ الدِّينَ خَوْفَاً مِنْ زَوَاجِرِهِ * كَأَنَّ بَينَ الوَرَى وَالدِّينِ عُدْوَانَا إِنِّي لَيَأْخُذُني مِن أَمْرِهِ عَجَبٌ * أَكُلَّمَا زَادَ عِلْمَاً زَادَ كُفْرَانَا

لَيْسَ الكَفِيفُ الَّذِي أَمْسَى بِلاَ بَصَرٍ * صِرْنَا نَرَى مِنْ ذَوِي الأَبْصَارِ عُمْيَانَا {محَمَّدٌ الأَسْمَر أَوْ محْمُود غُنيم} السَّلاَمُ الَّذِي يَتَشَدَّقُونَ بِهِ يَفْعَلُونَ كُلَّ الكُبَر، ثمَّ يَتَّهِمُونَ المُسْلِمِينَ بِأَنَّهُمْ أَعْدَاءُ البَشَر، وَأَنَّهُمْ مَصْدَرُ خَطَر 00!! كُلٌّ تَطَلَّعَ لِلسَّلاَمِ بِعَينِ ذِئْبٍ لاَ تَنَامْ وَالذِّئْبُ كَالإِنْسَانِ لَوْ يَتَعَلَّمُ الذِّئْبُ النِّظَامْ {محْمُود غُنَيْم} أَيْنَ السَّلاَمُ الَّذِي يَتَشَدَّقُونَ بِهِ، أَيْنَ أَنْتَ أَيُّهَا السَّلاَمُ المَنْشُود 00؟ أَدْرِكْ بِفَجْرِكَ عَالَمَاً مَكْرُوبَا * عَوَّذْتُ فَجْرَكَ أَنْ يَكُونَ كَذُوبَا لَمْ تَبْقَ في مجْرَى الدِّمَاءِ بَقِيَّةٌ * شَكَتِ العُرُوقُ مِنَ الدِّمَاءِ نُضُوبَا

طَحَنَتْ بِقَرْنَيْهَا الوَغَى أَبْنَاءَهَا * لاَ غَالِبَاً رَحِمَتْ وَلاَ مَغْلُوبَا رِيحٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ حَوْلَهَا * وَتُخَلِّفُ البُرْجَ الأَشَمَّ كَثِيبَا مَلأُواْ الكُئُوسَ وَكُلَّمَا هَمُّواْ بِهَا * ذَكَرُواْ بحُمْرَتهَا الدَّمَ المَسْكُوبَا يَا أَيُّهَا السِّلْمُ المُطِلُّ عَلَى الوَرَى * طُوبى لِعَهْدِكَ إِنْ تحَقَّقَ طُوبى مَنْ فَارَقَتْهُ يَدَاهُ في سَاحِ الوَغَى * أَنَّى يُصَفِّقُ لِلسَّلاَمِ طَرُوبَا {محْمُود غُنَيْم}

نَارُ الحُرُوبِ الَّتي أَكَلَتِ الأَخْضَرَ وَاليَابِسَ في هَذَا العَالَم، وَمَنْ لَمْ تَطُلْهُ النَّارُ طَالَهُ لَهِيبُهَا 0 وَلَعَلَّهَا مِن أَجْلِ أُنْثَى أُوقِدَتْ * فَذَكَتْ وَشَبَّتْ وَالوَقُودُ رِجَالُهَا وَمِنَ العَجَائِبِ أَنْ يُقَالَ عَنِ الأُلى * هُمْ مجْرِمُوهَا أَنَّهُمْ أَبْطَالُهَا صَدَقَتْ نُبُوءَ اتُ المَلاَئِكِ عِنْدَمَا * خَافَتْ عَلَى الأَرْضِ الفَسَادَ يَنَالُهَا فَعَلاَمَ لاَ نَبْكِي لإِنْسَانِيَّةٍ * بَيْنَ الأَنَامِ تَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهَا {محَمَّدٌ الأَسْمَر، بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَخِيرِ فَهُوَ لإِيلِيَّا أَبي مَاضِي أَوْ لمحْمُود غُنيم}

لِمَا كُلُّ هَذَا الحِقْدِ عَلَى المُسْلِمِين؟! مَا أَدْرِي وَاللهِ لِمَا كُلُّ هَذَا الحِقْدِ عَلَى المُسْلِمِين، وَمَا عَدَلَتْ أُمَّةٌ حَكَمَتِ العَالَمَ عَدْلَ المُسْلِمِين؟! وَيَكْفِيكَ عَنْ سَمَاحَةِ الإِسْلاَم؛ أَنَّ تحِيَّتَهُ السَّلاَم؛ فَكَيْفَ يَصِفُهُ المُغْرِضُونَ بِأَنَّهُ عَدُوٌّ لِلسَّلاَم 00؟! قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه: " حِينَ أَغَارَ الصَّلِيبِيُّونَ عَلَى بَيْتِ المَقْدِس: قُتِلَ مِنَ المُسْلِمِينَ سَبْعُونَ أَلفَ مُسْلِم 00!! [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 316/ 19]

وَلَكِن إِذَا نَظَرْنَا إِلى حَالِ المُتَكَلِّمِ عَذَرْنَاهُ في كَلاَمِه 00 يَصِفُونَ الإِسْلاَمَ بِأَنَّهُ عَدُوٌّ لِلسَّلاَمِ وَهُمْ أَعْدَى أَعْدَاءِ سَلاَمٍ عَرَفَهُمُ التَّارِيخ، وَلَهُمْ أَفْعَالٌ هِيَ أَجْدَرُ بِالتَّقْرِيعِ وَالتَّوْبِيخ 00!! لَيْتَ المُسْلِمِينَ يَعْرِفُونَ أَنْ يَكُونُواْ أَعْدَاءَ سَلاَم؛ إِذَنْ لَمَا تَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ أُوْلَئِكَ اللِّئَام، فَتِلْكَ هِيَ اللُّغَةُ الَّتي يَفْهَمُهَا أَعْدَاءُ الإِسْلاَم 0 وَعَلَى العَالَمِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ عَدَمَ الإِنْكَار: لاَ يَعْني سِوَى الإِقْرَار، وَالتَّبَاطُؤ: لاَ يَعْني سِوَى التَّوَاطُؤ؛ وَالسَّاكِتُ عَلَى الحَقِّ شَيْطَانٌ أَخْرَس 00 هَلاَّ كَفَّرْتِ يَا أُورُوبَّا عَن خِذْلاَنِكِ لِلْبُوسْنَةِ بِنُصْرَةِ كُوسُوفُو 00؟!

هَا هِيَ الفُرْصَةُ قَدْ سَنَحَتْ أَمَامَكُمْ مَرَّتَين؛ فَأَدْرِكُواْ مَا يُمْكِنُ إِدْرَاكُه، وَالرُّجُوعُ إِلى الحَقِّ خَيرٌ مِنَ التَّمَادِي في البَاطِل؛ وَإِلاَّ 00 فَلَنْ يَنْسَى لَكُمُ التَّارِيخُ هَذَا التَّقَاعُسَ في الدِّفَاعِ عَنهُمْ، وَلَنْ يَغْفِرَ لأَمْرِيكَا ظُلْمَهَا لِلْعَرَب، وَسَتُقْرَنُ أَسْمَاؤُكُمْ بِشَرِّ مجْرِمِينَ عَرَفَهُمُ التَّارِيخ / التَّتَارِ وَالصَّلِيبِيِّين 00 وَشَرُّ مَا يَكْسِبُ الإِنْسَانُ مَا يَصِمُ {المُتَنَبيِّ}

حَسنَاً: هَذِهِ دَوْلَتُكُمْ مَعْشَرَ الغَرْب، وَلَوْ كَانَتْ تَدُومُ لأَحَدٍ لَدَامَتْ لَنَا 00 هَذَا 00 وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبر 0 وَبَعْد سَامحُواْ إِخْوَانَكُمُ الَّذِينَ قَعَدَ بِهِمُ الْعُذْرُ يَا أَهْلَ كُوسُوفُو؛ مَا حِيلَةُ السَّمَكَة، دَاخِلَ الشَّبَكَة 00؟!

أَمَّا عَنْ وَاجِبِكُمْ أَيُّهَا المُسْلِمُون: فَأَقَلُّ مَا تُقَدِّمُونَهُ لَهُمْ وَلأَمْثَالِهِمُ التَّبرُّعَاتُ الْعَيْنِيَّةُ وَغَيرُ الْعَيْنِيَّة، لَقَدْ أَسْبَلَ اللهُ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ؛ فَكُلُواْ مِنهَا وَأَطْعِمُواْ البَائِسَ الفَقِير 00 أَرَى المَالَ مِثْلَ المَاءِ يَفْسَدُ رَاكِدَاً * وَيَبْقَى صَلاَحُ المَاءِ مَا دَامَ جَارِيَا فَلاَ تَتْرُكُوهُ آسِنَاً يَنْقَلِبْ إِلى * مَبَاءةَ أَمْرَاضٍ وَقَدْ كَانَ شَافِيَا أَغِيثُواْ بِهِ مَن أُخْرِجُواْ مِنْ دِيَارِهِمْ * حُفَاةً عُرَاةً جَائِعِينَ صَوَادِيَا {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لمحَمَّدٍ الأَسْمَرِ أَوْ لمحْمُود غُنيم، وَالْبَيْتُ الأَخِيرُ فَقَطْ لإِيلِيَّا أَبي مَاضٍ}

محْنَةُ فِلَسْطِين عَنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَزَالُ مِن أُمَّتي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللهِ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلاَ مَن خَالَفَهُمْ؛ حَتىَّ يَأْتيَهُمْ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِك " 0 وَفي رِوَايَةٍ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في آخِرِ الحَدِيث: " وَهُمْ بِالشَّام " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3641 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1037 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " يَأْتي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ: لاَ يَبْقَى فِيهِ مُؤْمِنٌ إِلاَّ لَحِقَ بِالشَّام " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8413]

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنيِّ رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تحْتِ وِسَادَتي؛ فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ عُمِدَ بِهِ إِلىَ الشَّام، أَلاَ إِنَّ الإِيمَانَ إِذَا وَقَعَتِ الْفِتَنُ بِالشَّام " 0 [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في فَضَائِلِ الشَّام، أَخْرَجَهُ الحَاكِم]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " بَيْنَا أَنَا في مَنَامي: أَتَتْني المَلاَئِكَة، فَحَمَلَتْ عَمُودَ الْكِتَابِ مِنْ تحْتِ وِسَادَتي، فَعَمِدَتْ بِهِ إِلىَ الشَّام، أَلاَ 00 فَالإِيمَانُ حَيْثُ تَقَعُ الفِتَنُ بِالشَّام " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 17775، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيب بِرَقْم: 3094]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " 000 وَرَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بي: عَمُودَاً أَبْيَضَ كَأَنَّهُ لُؤْلُؤٌ تحْمِلُهُ المَلاَئِكَة؛ قُلْتُ مَا تحْمِلُون؟ قَالُواْ: نحْمِلُ عَمُودَ الإِسْلاَم، أُمِرْنَا أَنْ نَضَعَهُ بِالشَّام، وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ كِتَابَاً اخْتُلِسَ مِنْ تحْتِ وِسَادَتي؛ فَظَنَنْتُ أَنَّ اللهَ تخَلَّى مِن أَهْلِ الأَرْض؛ فَأَتْبَعْتُ بَصَرِي؛ فَإِذَا هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ بَينَ يَدَيّ، حَتىَّ وُضِعَ بِالشَّام؛ فَمَن أَبىَ فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِه، وَلْيَسْتَقِ مِن غُدُرِه؛ فَإِنَّ اللهَ قَدْ تَكَفَّلَ لي بِالشَّامِ وَأَهْلِه " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في فَضَائِلِ الشَّام]

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتي عَلَى الحَقِّ ظَاهِرِين، وَإِنيِّ لأَرْجُو أَنْ تَكُونُواْ هُمْ يَا أَهْلَ الشَّام " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (287/ 7)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ وَالبَزَّارُ وَالطَّبرَاني]

عَن أَبي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِن أُمَّتي عَلَى الدِّينِ ظَاهِرِين، لِعَدُوِّهِمْ قَاهِرِين، لاَ يَضُرُّهُمْ مَن جَابَهَهُمْ، إِلاَّ مَا أَصَابَهُمْ مِن لأْوَاء، حَتىَّ يَأْتِيهِمْ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِك " 00 قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ وَأَيْنَ هُمْ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " بِبَيْتِ المَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ المَقْدِس " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع ص: 288/ 7، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ بِنَحْوِهِ في الجَامِعِ بِرَقْم: 7296، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيّ]

عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ السَّكُونِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِن أُمَّتي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاس، يَزْيِغُ اللهُ قُلُوبَ أَقْوَامٍ فَيُقَاتِلُونَهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 16965]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَتُجَنَّدُونَ أَجْنَادَاً: جُنْدَاً بِالشَّام، وَجُنْدَاً بِالْعِرَاق، وَجُنْدَاً بِالْيَمَن " 00 قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ اخْتَرْ لي؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " عَلَيْكُمْ بِالشَّام؛ فَمَن أَبىَ فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِه، وَلْيَسْقِ مِن غُدُرِه؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ تَكَفَّلَ لي بِالشَّامِ وَأَهْلِه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في فَضَائِلِ الشَّام، وَالحَدِيثُ أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّان]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَيَصِيرُ الأَمْرُ إِلىَ أَنْ تَكُونُوا جُنُودَاً مجَنَّدَة: جُنْدٌ بِالشَّام، وَجُنْدٌ بِاليَمَن، وَجُنْدٌ بِالعِرَاق " 0 قَالَ ابْنُ حَوَالَة: خِرْ لي يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِك؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " عَلَيْكَ بِالشَّام؛ فَإِنَّهَا خِيرَةُ اللهِ مِن أَرْضِه، يَجْتَبي إِلَيْهَا خِيرَتَهُ مِن عِبَادِه، فَأَمَّا إِن أَبَيْتُمْ فَعَلَيْكُمْ بِيَمَنِكُمْ، وَاسْقُوا مِن غُدُرِكُمْ؛ فَإِنَّ اللهَ تَوَكَّلَ لي بِالشَّامِ وَأَهْلِه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في فَضَائِلِ الشَّامِ وَفي (سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُد) بِرَقْم: 2483]

وَهَذَا الحَدِيثُ الأَخِيرُ وَالَّذِي قَبْلَهُ: إِيحَاءٌ بِأَنَّ اليَمَنَ أَيْضَاً سَتَكُونُ سَاحَةَ حَرْبٍ كَالْعِرَاقِ وَالشَّام 0 مَوْقِفُكُمُ المُتَخَاذِلُ يَدْعُو لِلْعَجَب؛ يَا حُكَّامَ الْعَرَب مَا دُمْتُمْ نُؤْثِرُونَ الرَّاحَة؛ سَوْفَ تَظَلُّ السَّاحَةُ مُسْتَبَاحَة 00!! فَإِلى مَتى هَذَا الصَّمْتُ العَرَبيّ 00؟! إِنيِّ بَحَثْتُ فَمَا وَجَدْتُ سَبِيلاَ * إِلاَّ الجِهَادَ لِرَدْعِ إِسْرَائِيلاَ وَاللهِ إِنَّ صَنِيعَ هِتْلَرَ فِيهِمُ * قَدْ كَانَ حُكْمَاً عَادِلاً وَقَلِيلاَ أَيُحَرِّمُونَ عَلَى حَمَاسَ دِفَاعَهَا * وَيُحَلِّلُونَ لِغَيرِهَا التَّقْتِيلاَ فَتَفَرَّغُواْ لِلْقُدْسِ يَا حُكَّامَنَا * أَوْضَاعُهَا لاَ تَقْبَلُ التَّأْجِيلاَ للَّهِ هَارُونُ الرَّشِيدُ فَلَوْ رَأَى * أَحْوَالَهَا مَلأَ الْبِلاَدَ صَهِيلاَ

فَتَعَجَّلُواْ يَا قَوْمِ في إِنْقَاذِهَا * فَالْكُلُّ يَرْجُو مِنْكُمُ التَّعْجِيلاَ الْغَرْبُ لَنْ يَرْضَى وَأَمْرِيكَا وَلَوْ * أَوْسَعْتُمُ كَفَّيْهِمَا تَقْبِيلاَ لَنْ يَسْتَرِدَّ الْقُدْسَ مُؤْتَمَرٌ وَلاَ * دُوَلٌ تُجِيدُ الزَّمْرَ وَالتَّطْبِيلاَ هَذِي السِّيَاسَةُ في التَّعَامُلِ مَعْهُمُ * تَحْتَاجُ يَا حُكَّامَنَا التَّعْدِيلاَ شَعْبُ الْعُرُوبَةِ مُنْذُ كَانَ مُنَاضِلاً * فَلِمَ ارْتَضَيْتُمْ أَنْ يَكُونَ ذَلِيلاَ الحَقُّ مَعْكُمْ وَالشُّعُوبُ وَرَاءكُمْ * فَعَلاَمَ مَوْقِفُكُمْ يَكُونُ هَزِيلاَ إِنَّا شَبِعْنَا مِنْ شِعَارَاتٍ مَضَتْ * جَوْفَاءَ لَمْ نَعْرِفْ لَهَا تَأْوِيلاَ وَمُبَرِّرَاتٍ يَسْتَحِيلُ قَبُولُهَا * خَدَّاعَةً كَانَتْ لَنَا تَضْلِيلاَ إِنَّ الشُّعُوبَ تَحَمَّلَتْ بِسُكُوتِكُمْ * يَا قَوْمِ هَمَّاً في الصُّدُورِ ثَقِيلاَ

وَعَلَى الْيَهُودِ تُرِيدُ نَصْرَاً فَاصِلاً * لِيَكُونَ فَوْقَ رُءوسِهَا إِكْلِيلاَ فَتَسَلَّحُواْ وَعَلَى الإِلَهِ تَوَكَّلُواْ * وَسَلُواْ المَعُونَةَ مِنهُ وَالتَّسْهِيلاَ حَتىَّ تُرِيحُواْ الْكَوْنَ مِنهُمْ إِنَّهُ * سَيَكُونُ مِن غَيْرِ الْيَهُودِ جَمِيلاَ وَثِقُواْ بِنَصْرِ اللهِ لاَ بِإِشَاعَةٍ * قَدْ هَوَّلَتْ في حَجْمِهِمْ تَهْوِيلاَ وَاحْفَظْ لَنَا يَا رَبِّ كُلَّ مجَاهِدٍ * في الحقِّ لَمْ يَكُ بِالدِّمَاءِ بخِيلاَ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} اسْتَمِعْ لِمَعْرُوفٍ الرَّصَافيّ، وَهُوَ يُجَسِّدُ هَذَا الصَّمْتَ الْقَاتِل؛ فَيَقُولُ عَن هَذَا الجُبنِ وَالتَّخَاذُل: إِنْ قِيلَ لاَ تَتَكَلَّمُواْ * قَالُواْ الْكَلاَمَ محَرَّمُ أَوْ قِيلَ إِنَّ نَهَارَكُمْ كَاللَّيْلِ قَالُواْ مُظْلِمُ أَوْ قِيلَ إِنَّ الشَّهْدَ مُرُّ الطَّعْمِ قَالُواْ عَلْقَمُ

أَوْ قِيلَ مَا هُوَ حَقُّكُمْ يَا قَوْمُ قَالُواْ نُعْدَمُ وَيَرْحَمُ اللهُ شَاعِرَنَا الفَاضِلَ المُنَاضِلَ هَاشِمَاً الرِّفَاعِي؛ حَيْثُ يَقُولُ في المُسْلِمِينَ المُسْتَضْعَفِين: الطِّفْلُ مُلْقَىً تَحْتَ أَرْجُلِ مُجْرِمِه * وَالرَّمْلُ يحْسِرُ مَا تَدَفَّقَ مِنْ دَمِه قَتَلُواْ أَنَاشِيدَ الرَّجَاءِ عَلَى فَمِه * وَخَبَا عَلَى الصَّحْرَاءِ نُورُ تَبَسُّمِه ********* وَقَدِ انحَنَتْ أُمُّ الشَّهِيدِ عَلَى الجِرَاحْ * تَبْكِي شَبَابَاً ضَاعَ في حَمْلِ السِّلاَحْ هَذِي القِلاَعُ القَائِمَاتُ عَلَى الجَبَلْ * وَرَصَاصُهَا المَجْنُونُ في صَدْرِ البَطَلْ لَنْ يُغْلِقَ الأَبْوَابَ في وَجْهِ الأَمَلْ * فَحَمَاسُ تَزْحَفُ نَحْوَهُمْ زَحْفَ الأَجَلْ *********

اليَوْمَ كُنْتُ مَعَ الرِّفَاقِ أَسِيرُ في المُسْتَعْمَرَة * شَاكِي السِّلاَحِ وَكُلُّ شِبرٍ تحْتَ رِجْلِي مَقْبرَة فَتَفَجَّرُواْ مِنْ جَوْفِ أَكْوَاخٍ هُنَاكَ مُبَعْثَرَة * طَلَعُواْ عَلَيْنَا في بَنَادِقِهِمْ وَكَانَتْ مجْزَرَة ********* فَإِذَا نَفَضْتَ غُبَارَ قَبرِي عَنْ يَدِكْ * وَمَضَيْتَ تَلْتَمِسُ الطَّرِيقَ إِلى غَدِكْ فَاذْكُرْ وَصِيَّةَ لاَجِئٍ تَحْتَ التُّرَابْ * سَلَبُوهُ آمَالَ الكُهُولَةِ في الشَّبَابْ هُمْ أَخْرَجُوكَ فَعُدْ إِلى مَن أَخْرَجُوكْ * فَهُنَاكَ أَرْضٌ كَانَ يَزْرَعُهَا أَبُوكْ ********* مَأْسَاتُنَا مَأْسَاةُ قَوْمٍ أَبْرِيَاءْ * حَمَلَتْ إِلى الآفَاقِ رَائِحَةَ الدِّمَاءْ وَجَرِيمَتي كَانَتْ مُحَاوَلَةَ البَقَاءْ * أَنَاْ مَا اعْتَدَيْتُ وَلَمْ أُفَكِّرْ في اعْتِدَاءْ *********

كَانَتْ لَنَا دَارٌ وَكَانَ لَنَا وَطَن * أَلقَتْ بِهِ أَيْدِي الخِيَانَةِ في المحَن وَبَذَلْتُ في إِنْقَاذِهِ أَغْلَى ثَمَن * بِيَدِي دَفَنْتُ بَنيَّ فِيهِ بِلاَ كَفَن {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} إِنَّكُمْ هُنَا تَأْكُلُونَ مَا تَشْتَهِي النُّفُوس، وَتَلْبِسُونَ أَحْسَنَ مَلْبُوس، وَلاَ تَشْعُرُونَ بِإِخْوَانِكُمُ المُعَذَّبِينَ المُسْتَضْعَفِين، الجِيَاعِ الضِّيَاعِ في شَتىَّ البِقَاع، وَمَنْ لَمْ يَهْتَمَّ بِأَمْرِ المُسْلِمِين فَلَيْسَ مِنهُمْ 00 عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالبُنْيَان، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضَاً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2585 / عَبْد البَاقِي]

وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ: مَثَلُ الجَسَد، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْو؛ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى " 00 تَدَاعَى لَهُ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى: أَيْ شَارَكَهُ الهَمَّا [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2586 / عَبْد البَاقِي)، وَالإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6011 / فَتْح] وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" إِنَّ المُؤْمِنَ مِن أَهْلِ الإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الجَسَد، يَأْلَمُ المُؤْمِنُ لأَهْلِ الإِيمَانِ كَمَا يَأْلَمُ الجَسَدُ لِمَا في الرَّأْس " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 6659، 1137، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح] وَاللهِ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَن هَذَا النَّعِيم 00 مَنْ مِنَّا نَسِيَ مَذَابِحَ صَبرَا وَشَتِيلاَ 00؟ وَمَذَابِحَ جِينِين 00؟ وَالأُمَّهَاتُ تَنُوحُ بِالدَّمِ هَذِهِ * تَبْكِي الصَّغِيرَ وَتِلْكَ تَبْكِي الأَصْغَرَا {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي أَوْ شَوْقِي في المجْهُولِ مِنَ الشَّوْقِيَّات} قُلْ لِلأُلى بَدَأُواْ بِدَايَةَ هِتْلَرَا * سَتُجَرَّعُونَ غَداً نِهَايَةَ هِتْلَرَا

إِنَّا تَرَكْنَا الخَصْمَ يَضْحَكُ أَوَّلاً * حَتىَّ نَرَاهُ وَهْوَ يَبْكِي آخِرَا أَتُسَيْطِرُونَ عَلَى شُعُوبٍ حُرَّةٍ * وَعَلَيْكُمُ شَعْبُ اليَهُودِ تَسَيْطَرَا لَيْسَتْ لإِبْرَاهِيمَ نِسْبَتُهُمْ وَلاَ * لِبَنِيهِ لَكِنْ يُنْسَبُونَ لآزَرَا لَوْ تَسْأَلُونَ أَبَا البَرِيَّةِ آدَماً * هَلْ مِنْ سُلاَلَتِكَ اليَهُودُ لأَنْكَرَا {محْمُود غُنَيْم؟} بَهَرْتَ الْكُلَّ يَا أُولْمَرْت * بِبَحْرِ الدَّمِّ إِذْ أَبْحَرْتْ عَرَفْنَا حُبَّكَ الدَّمَ يَا * دِرَاكُولاَ وَإِن أَنْكَرْتْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} المَسْجِدُ الأَقْصَى يَكَادُ يَذُوبُ مِنْ فَرْطِ الحَنِين {محْمُود غُنيم بِتَصَرُّف} مَنْ مِنَّا نَسِيَ الَّلاَجِئِينَ المَطْرُودِينَ مِنْ سُكَّانِ مَرْجِ الزُّهُور 00؟ حَيٌّ بِهِ شَبَحُ الرَّدَى في كُلِّ زَاوِيَةٍ كَمِين

قَدْ كَانَ مبْكَىً لِلْيَهُودِ فَصَارَ مَبْكَى المُسْلِمِين لَهْفِي عَلَى الشُّمِّ الأُبَاةِ عَنِ الدِّيَارِ مُشَرَّدِين قَدْ أَوْشَكَتْ شُرُفاتُهَا تُومِي إِلَيْهِمْ بِالْيَمِين يَرْنُو إِلَيْهِمْ صَخْرُهَا فَيَذُوبُ مِنْ فَرْطِ الحَنِين وَيَظَلُّ يَدْعُوهُمْ بِصَوْتٍ في القُلُوبِ لَهُ أَنِين سَكَنُواْ العَرَاءَ وَدُورُهُمْ مِنهُمْ عَلَى مَرْأَى العُيُون قَرَّحْتِ مَنَّا يَا فِلَسْطِينُ الحَشَا قَبْلَ الجُفُون قَسَمَاً بِمَن أَجْلَى قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرَ عَنِ الحُصُون وَبِمَن أَتَاحَ لِجُنْدِهِ في خَيْبرَ النَّصْرَ المُبِين لَنُرَتِّلَنَّ لَهُمْ غَدَاً كُونُواْ قُرُودَاً خَاسِئِين وَلَنَدْخُلَنَّ مُحَلِّقِينَ رُءوسَنَا وَمُقَصِّرِين وَلَنُنْقِذَنَّ المَسْجِدَ الأَقْصَى مِنَ الشَّعْبِ اللَّعِين وَلَنَحْمِلَنَّ لِكُلِّ مَن عَبِثُواْ بِهِ الحِقْدَ الدَّفِين

حِقْدٌ نَعِيشُ بِهِ فَإِنْ مُتْنَا نُوَرِّثُهُ البَنِين لَنْ يَعْرِفَ العَرَبيُّ بَعْدَ اليَوْمِ إِحْنَاءَ الجَبِين أَبْنَاءَ يَعْرُبَ لَسْتُمُ نَسْلَ الكُمَاةِ الفَاتحِين لَسْنَا إِلى المَأْمُونِ يَوْمَ الفَخْرِ نُنْسَبُ وَالأَمِين إِنْ لَمْ نخَضِّبْ أَرْضَ يَعْرُبَ مِنْ دِمَاءِ الغَاصِبِين مَنْ رَوَّعَواْ البَلَدَ الحَرامَ وَدَنَّسُواْ البَلَدَ الأَمِين العُرْبُ لاَ يَنْسَوْنَ ثَأْرَهُمُ عَلَى مَرِّ السِّنِين فَلْتَثْأَرُواْ يَا قَوْمِ لِلشَّيْخِ المُحَطَّمِ وَالجَنِين {محْمُود غُنيم} وَمَضَتِ الدُّهُور، وَنَسِيَ النَّاسُ مَرْجَ الزُّهُور، وَلاَ زَالَتْ رَحَى الْفِتَنِ تَدُور 00 إِذَا مَا بحَثْتَ بِهَذَا الْوُجُودْ * عَنِ الشَّرِّ كَانَ بِفِعْلِ الْيَهُودْ خِدَاعٌ وَمَطْلٌ وَقَتْلٌ وَبَطْشٌ * وَغِشٌّ وَغَدْرٌ بِكُلِّ الْعُهُودْ

وَمَا سَفْكُهُمْ لِلدِّمَاءِ غَرِيبَاً * فَكَمْ قَتَلَ الأَنْبِيَاءَ الجُدُودْ وَشَعْبُ فِلَسْطِينَ خَيْرُ دَلِيلٍ * عَلَى كُلِّ قَهْرٍ يَفُوقُ الحُدُودْ تَحَمَّلَ أَبْنَاؤُهُ في السُّجُونِ * عَذَابَاً لَهُ تَقْشَعِرُّ الجُلُودْ وَلَمَّا يَزَلْ صَامِدَاً وَاثِقَاً * بِتَحْرِيرِهِ الْقُدْسَ بَعْدَ الصُّمُودْ فَيَا شَعْبُ وَاصِلْ وَقَاتِلْ وَجَاهِدْ * فَحَتْمَاً سَتُؤْتي الثِّمَارَ الجُهُودْ فَلَمْ يَبْخَلِ اللهُ بِالنَّصْرِ يَوْمَاً * عَلَى أُمَّةٍ بِالدِّمَاءِ تَجُودْ وَحَتْمَاً سَتَرْحَلُ عَن أَرْضِنَا * خَفَافِيشُهُمْ وَتَسُودُ الأُسُودْ وَيَخْرُجُ مَهْدِيُّنَا عَنْ قَرِيبٍ * وَلِلدِّينِ عِزَّتُهُ سَتَعُودْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} إِنَّ الخَيْبَة؛ هِيَ الَّتي ضَيَّعَتِ الهَيْبَة فَما ضيَّعَ هَيْبَةَ الإِسْلاَمَ إِلاَّ خَيْبَةُ المُسْلمِين 00!!

وَلِذَا أَصَابَتْهُمْ لَعْنَةُ السَّمَاء؛ مِنْ جَرَّاءِ هَذَا التَّخَاذُلِ فَصَارُواْ أَذَلَّ قَوْمٍ في العَالَمِين، وَأَصْبَحُواْ مُهَانِين، بَعْدَمَا كَانُواْ مُهَابِين، وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرم 00!! تَسَاوَتِ النَّاسُ في البَلْوَى سوَى العَرَبِ * هَيْهَاتَ مَا هَانَ قَوْمٌ مِثْلَمَا هَانُواْ {محَمَّدٌ الأَسْمَر أَوْ إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} تَرَكَ المَسِيحِيُّونَ مَا أُمِرُواْ بِهِ * وَالمُسْلِمُونَ بَغَوْاْ عَلَى الإِسْلاَمِ كُنَّا بَني أُمٍّ فَفَرَّقَ شَمْلَنَا * خُبْثُ القُلُوبِ وَخِفَّةُ الأَحْلاَمِ فَكَأَنيِّ بِالعَرَبي اليَوْمَ مِنَ الخَلِيجِ إِلى المحِيط؛ لَوْ سَقَطَتْ صَفْعَةٌ مِنَ السَّمَاءِ مَا حَطَّتْ عَلَى قَفَاه 00!! فَهَلْ مِنْ بَعْدِ هَذَا العَارِ عَارٌ * لِشَعْبٍ يَسْتَجِيرُ مِنَ اليَهُودِ

لَقَد مِتْنَا أَجَلْ وَاللهِ مِتْنَا * فَغَيرُ المَيِّتِ لَمْ يخْضَعْ لِدُودِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} وَانْظُرُواْ الآنَ إِلى حَالِ العِرَاقِ الحَزِين، بَلْ وَإِلى حَالِ فِلَسْطِين 00 عَلاَنِيَةً صُلِبَتْ كَالمَسِيحِ * وَبِيعَتْ كَيُوسُفَ بِالدِّرْهَمِ فَقُلْ لي بِرَبِّكَ يَا صَاحِ كَيْفَ * تجَرَّأَ ذِئْبٌ عَلَى القَشْعَمِ {نِعْمَةُ الحَاجّ 0 بِتَصَرُّف} لَكِ اللهُ يَا قُدْسُ 00 يَا وَاحَةً ظَلِيلَةً * وَيَا مَهْدَ الشَّرَائِعِ يَا طِفْلَةً جَمِيلَةً * محْرُوقَةَ الأَصَابِعِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي}

وَمِمَّا كَتَبْتُهُ في الاِعْتِدَاءَاتِ الإِسْرَائِيلِيَّةِ المُتَكَرِّرَةِ عَلَى فِلَسْطِينَ وَلُبْنَان؛ هَاتَانِ القَصِيدَتَان: أَحْزَانُنَا سَارَتْ بِهَا الرُّكْبَانُ * وَدِمَاؤُنَا لَيْسَتْ لَهَا أَثْمَانُ تجْرِي بِنَا الأَمْوَاجُ دُونَ تَوَقُّفٍ * كَسَفِينَةٍ لَيْسَتْ بِهَا رُبَّانُ تجْرِي بِأُمَّتِنَا بِبَحْرٍ هَائِجٍ * مُتَلاَطِمٍ لَيْسَتْ لَهُ شُطْآنُ للهِ لُبْنَانٌ وَمُرْتَفَعَاتُهَا * للهِ ذَاكَ المَنْظَرُ الْفَتَّانُ صَارَتْ كَسِجْنٍ الاَحْتِلاَلُ بِهِ عَلَى * أَبْنَائِهَا الجَلاَّدُ وَالسَّجَّانُ فَكَأَنَّهَا مِنْ كَثْرَةِ الْقَتْلَى بِهَا * في كُلِّ شِبْرٍ تحْتَهُ أَبْدَانُ كَانَ السُّرُورُ لِبَاسَهُمْ وَالْيَوْمَ قَدْ * خَلَعَتْ عَلَيْهِمْ ثَوْبَهَا الأَحْزَانُ وَنَسِيمُهَا مِنْ قَبْلُ كَانَ مُعَطَّرَاً * وَالْيَوْمَ فِيهِ حَرَائِقٌ وَدُخَانُ

حَتىَّ المَسَاجِدُ مِنهُمُ لَمْ تَنْجُ بَلْ * قُصِفَتْ فَلَمْ يُسْمَعْ بِهِنَّ أَذَانُ هَذَا مَصِيرُ الْكَوْنِ إِن عَبِثَتْ بِهِ * أَيْدِي الْيَهُودِ وَبُوشٌ الشَّيْطَانُ الصَّمْتُ مِنْكُمْ طَالَ يَا حُكَّامَنَا * وَشُعُوبُكُمْ يَجْتَاحُهَا الْغَلَيَانُ إِنيِّ نَظَرْتُ لِصَمْتِكُمْ مُتَعَجِّبَاً * فَأَصَابَني الإِحْبَاطُ وَالْغَثَيَانُ فَقِفُواْ لإِسْرَائِيلَ صَفَّاً وَاحِدَاً * فَيَهُودُهَا لَيْسَتْ لَهُمْ أَيْمَانُ هَيَّا انهَضُواْ بِبِلاَدِكُمْ وَتحَرَّكُواْ * لاَ يَسْتَرِدُّ حُقُوقَهُ خَيْبَانُ لِمَتى سَنَبْكِي مجْدَ أَزْمِنَةٍ مَضَتْ * هَلْ بِالْبُكَاءِ سَتَرْجِعُ الأَوْطَانُ كُونُواْ كَحِزْبِ اللهِ مَنْ قُدَّامَهُ * يَجْرِي الْيَهُودُ كَأَنَّهُمْ فِئْرَانُ لَنْ يَسْتَرِيحَ المُسْلِمُونَ وَيَهْدَأُواْ * حَتىَّ يَعُودَ الْقُدْسُ وَالجُولاَنُ يَا رَبِّ وَحِّدْ صَفَّنَا بخِلاَفَةٍ * بَلَغَ الزُّبى في أَرْضِكَ الْفَيَضَانُ

تِلْكَ هِيَ النُّونِيَّةُ الصُّغْرَى ـ وَهِيَ مِنْ بَحْرِ الكَامِل ـ فَلَمَّا رَأَيْتُ الأَوْضَاعَ قَدِ ازْدَادَتْ سُوءَاً كَتَبْتُ النُّونِيَّةَ الْكُبرَى ـ وَهِيَ مِنْ بَحْرِ الْبَسِيط ـ أَقُولُ فِيهَا: الْعَيْنُ دَامِعَةٌ وَالْقَلْبُ حَسْرَانُ * لِمَا تُلاَقِي فِلَسْطِينٌ وَلُبْنَانُ فَهَيْبَةُ المُسْلِمِينَ الْيَوْمَ ضَائِعَةٌ * وَلَمْ يَعُدْ لِدِمَاهُمْ قَطُّ أَثْمَانُ لُبْنَانُ دَامِيَةٌ وَالْقُدْسُ بَاكِيَةٌ * وَمَسْجِدُ الْقُدْسِ طُولَ اللَّيْلِ سَهْرَانُ لَوْ أَنَّنَا قَدْ أَرَدْنَا وَصْفَ حَالَتِهَا * لَمْ يَسْتَطِعْ وَصْفَ حَالِ الْقُدْسِ سَحْبَانُ الْكُلُّ يُبْصِرُ في التِّلْفَازِ صُورَتَهُمْ * كَأَنَّهُ لَيْسَ فَوْقَ الأَرْضِ إِنْسَانُ مَآذِنُ الْقُدْسِ صَارَتْ تَسْتَغِيثُ بِنَا * وَالأَرْضُ فِيهَا لإِسْرَائِيلَ نُكْرَانُ قَدْ كَانَ يَمْلأُهَا الإِيمَانُ أَزْمِنَةً * وَالْيَوْمَ يَمْلأُهَا شِرْكٌ وَكُفْرَانُ كَانَتْ مَنَازِلُهَا بِالأَهْلِ عَامِرَةً * فَهَلْ يَعُودُ لَهَا يَا رَبِّ عُمْرَانُ

فَظَائِعُ المُسْلِمِينَ الْيَوْمَ قَدْ كَثُرَتْ * فَهَلْ لَهَا بَعْدَ هَذَا الحَدِّ نِسْيَانُ الدِّشُّ يَكْشِفُهَا وَالْكُلُّ يَعْرِفُهَا * سَارَتْ بِهَا في رُبُوعِ الْكَوْنِ رُكْبَانُ فَالْعَالَمُ الْيَوْمَ مِثْلُ الْبَحْرِ مُضْطَرِبٌ * تَمَلَّكَتْهُ تَمَاسِيحٌ وَحِيتَانُ النَّفْسُ مِنْ مَكْرِ أَمْرِيكَا عَلَى وَجَلٍ * وَالْقَلْبُ مِنْ بُغْضِ إِسْرَائِيلَ مَلآنُ قَدْ جَاوَزَا كُلَّ حَدٍّ في احْتِلاَلِهِمَا * فَكُلُّ بَيْتٍ بِهِ لِلسُّخْطِ بُرْكَانُ وَصَمْتُنَا عِنْدَهُمْ سِلْمٌ يُرِيحُهُمُ * وَرَدُّنَا عِنْدَهُمْ بَغْيٌ وَعُدْوَانُ لاَ تَعْجَبُواْ إِنْ بَغَى أَعْدَاؤُنَا وَطَغَواْ * أَلَيْسَ في دُوَلِ الإِسْلاَمِ طُغْيَانُ أَتَنْصُرُ الْقُدْسَ بُلْدَانٌ مُمَزَّقَةٌ * هَيْهَاتَ لَنْ يَكْسُوَ الْعُرْيَانَ عُرْيَانُ

مَا بَالُ حُكَّامِنَا لِلْغَرْبِ لَمْ يَقِفُواْ * لَهُ كَمَا وَقَفَتْ كُورْيَا وَإِيرَانُ يَا مُسْلِمُونَ قِفُواْ صَفَّاً وَلاَ تَهِنُواْ * كَمَا تَقُولُ أَحَادِيثٌ وَقُرْآنُ إِلى مَتىَ الصَّمْتُ إِسْرَائِيلُ مَا بَرِحَتْ * لَمْ يَنْجُ مِنْ قَصْفِهَا مَرْضَى وَصِبْيَانُ إِنَّ الْيَهُودَ شُعُوبٌ كُلُّهَا عُقَدٌ * نُفُوسُهُمْ مِلْؤُهَا حِقْدٌ وَأَضْغَانُ لَنْ يَأْمَنَ الْكَوْنُ مِنْ شَرِّ الْيَهُودِ سِوَى * إِنْ قُطِّعَتْ مِنهُمُ أَيْدٍ وَسِيقَانُ صَنِيعُ هِتْلَرَ فِيهِمْ لَمْ يَكُن خَطَأً * أَلَيْسَ في المُسْلِمِينَ الْيَوْمَ أَفْرَانُ حُيِّيتَ يَا جَيْشَ حِزْبِ اللهِ مِن أَسَدٍ * زَأَرْتَ فِيِهِمْ فَعَادُواْ مِثْلَمَا كَانُواْ دِمَاؤُهُ غَسَلَتْهُ عِنْدَ مَقْتَلِهِ * فَوْقَ الحِمَى وَدُرُوعُ الحَرْبِ أَكْفَانُ

قَالُواْ كَأَنَّكَ مِنْ لُبْنَانَ قُلْتُ لَهُمْ * مِصْرٌ كَلُبْنَانَ عِنْدِي الْكُلُّ أَوْطَانُ أَمَا بِمِصْرَ إِذَا أَجْفَانُنَا سَهِرَتْ * فَلَيْسَ تُغْمَضُ في لُبْنَانَ أَجْفَانُ يَا رَبِّ وَحِّدْ صُفُوفَ المُسْلِمِينَ فَهُمْ * في ضَعْفِهِمْ قِطَطٌ في الثَّدْيِ عُمْيَانُ فَلاَ يُعَرِّضَ بِالإِخْوَانِ دَاعِيَةٌ * وَلاَ يحِيدَ عَنِ المِنهَاجِ إِخْوَانُ وَنَجِّ عَبْدَكَ يَا رَبيِّ وَمَنْ مَعَهُ * إِن أَهْلَكَ الْعَالَمَ الْغَدَّارَ طُوفَانُ يَا يَهُودْ يَا يَهُود * جَيْشُ محَمَّدْ سَوْفَ يَعُودْ سَيَأْتي الْيَوْمُ المَوْعُود * وَسَتَلْتَقِي الجنُودْ بِالدَّمِ سَوْفَ نجُودْ * وَسَتَسُودُ الأُسُودْ وَنُعِيدُ لِلْيَهُودْ * مَا قَدْ مَضَى مِن عُهُودْ

يَا يَهُودْ يَا يَهُودْ * جَيْشُ محَمَّدْ سَوْفَ يَعُودْ مَهْمَا أُوتِيتُمْ مِنْ قُوَّة * فَإِنَّ اللهَ مَوْجُودْ يَا أَحْفَادَ الخَنَازِيرْ * وَيَا أَحْفَادَ الْقُرُودْ غَدَرْتُمْ بِالمُسْلِمِينْ * كَمَا غَدَرَ الجُدُودْ فَلَمْ تُحْسِنُواْ الجِوَارْ * وَلَمْ تَفُواْ بِالْوُعُودْ رَغْمَ الضَّعْفِ رَغْمَ الخَوْفِ * لَمْ تَزَلْ فِينَا أُسُودْ سَنُوَحِّدُ الصُّفُوفْ * وَسَنَحْشُدُ الحُشُودْ سَنُعِيدُ لِلُبْنَانَ * وَالْقُدْسِ الحُلْمَ المَنْشُودْ إِنَّ المُسْلِمِينَ قَوْمٌ * لاَ يَعْرِفُونَ الْقُعُودْ بَلْ يَعْرِفُونَ الجِهَادَ * وَيَعْرِفُونَ الصُّمُودْ سَنُشْعِلُهَا نِيرَانَاً * أَنْتُمُ لَهَا وَقُودْ زَرَعْتُمْ في الأَرْضِ الشَّوْكَا * وَسَنَزْرَعُ الْوُرُودْ وَسَتَحْصُدُونَ مَا * قَدْ زَرَعْتُمْ في عُقُودْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

تَبَارَكَتِ الحِجَارَةُ مِنْ سلاَحٍ * وَبُورِكَ في الصِّغَارِ الرَّاجِمِينَا تَفَاقَمَتِ المَظَالِمُ مِنْ يَهُودٍ * وَمَا مِنْ رَادِعٍ لِلظَّالِمِينَا إِلى كَمْ سَوْفَ نَزْعَقُ أَنْ تَعَالَواْ * إِلَيْنَا يَا جُنُودَ المُسْلِمِينَا فَهَيَّا أَشْعِلُوهَا نَارَ حَرْبٍ * تُعِيدُ كَرَامَةً ضَاعَتْ سِنِينَا وَأَلْقُواْ عَنْكُمُ الأَحْلاَمَ جَنْبَاً * فَمَا تُجْدِي أَمَاني الخَامِلِينَا تَعَالَواْ فَالدِّيَارُ تَئِنُّ حُزْنَاً * فَهَيَّا يَا أَحِبَّةُ أَدْرِكُونَا فَمَا وَقَفَ الْيَهُودُ أَمَامَ جَيْشٍ * فَهُمْ جبَنَاءُ دَوْمَاً خَائِفُونَا إِلى الأَقْصَى الَّذِي نَرْنُو إِلَيْهِ * فَنُوشِكُ أَنْ نُجَنَّ لَهُ جُنُونَا يَحِيكُ لَهُ الْيَهُودُ مُؤَامَرَاتٍ * وَهَذَا حَالُهُ يُبْكِي الْعُيُونَا تَرَاهُ جَنَّةً في الحُسْنِ لَكِن * خَنَازِيرٌ عَلَيْهَا رَاتِعُونا

دَوْلَةٌ غَيْرُ عَرَبِيَّةٍ تَخْدُمُ الإِسْلاَمَ أَكْثَرَ منَ المُسْلِمين قَسَمَاً بِمَن خَلَقَ الخَلاَئِقَ وَالخَوَارِقَ وَالكَوَاكِبْ سَأَقُولُ في كُتُبي عَنِ العَرَبِ الغَرَائِبَ وَالعَجَائِبْ {نِزَار قَبَّاني} لَقَدْ أُهِينَ العَرَبُ وَذَاقُواْ الهَوَانَ عَلَى أَيْدِي شَرِّ وَأَخْبَثِ مخْلُوقَاتِ اللهِ اليَهُود؛ فَقَيَّضَ اللهُ لَهُمْ إِيرَان، ذَلِكَ البَلَدَ الَّذِي أَخْرَجَ رِجَالاً صُدُقَاً في الحَرْب، لَمْ يخْشَواْ سَطْوَةَ أَمْرِيكَا وَلاَ تحَالُفَ الْغَرْب!!

وَلِلْعِلْمِ فَإِيرَانُ لَيْسَتْ كُلُّهَا شِيعَة، وَالشِّيعَةُ لَيْسُواْ كُلُّهُمْ رَوَافِضَ يَلْعَنُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَر، وَلَيْسَ مِنَ المَعْقُولِ أَنْ نُسَوِّيَ بَينَ الغَرْبِ المُشْرِك، الَّذِي نُقَبِّلُ يَدَ مَنْ يَبْتَسِمُ لَنَا مِنهُ ابْتِسَامَة، وَبَينَ مَنْ يَقُولُونَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، إِنْ كَانُواْ كُفَّارَاً؛ فَهُمْ بِمَثَابَةِ الحُلَفَاء، وَقَدْ حَالَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اليَهُود، وَإِنْ كَانُواْ مُسْلِمِين: فَلْنَضَعْ أَيْدِيَنَا في أَيْدِيهِمْ لِقِتَالِ اليَهُود؛ وَفي الحَالَتَينِ لاَ يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لاَ يَشْكُرُ النَّاسَ، وَمَن أَسْدَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفَاً فَكَافِئُوه؛ هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَان 00؟!

فَرَّحْتَنَا يَا جَيْشَ حِزْبِ اللهِ * فَأَدِمْ عَلَيْنَا النَّصْرَ مِنْهُ إِلَهِي لاَ زَالَ يَقْصِفُ لِلْيَهُودِ حُصُونَهُمْ * بِبَسَالَةٍ جَلَّتْ عَنِ الأَشْبَاهِ وَلِذَا جُمُوعُ المُسْلِمِينَ تَرَاهُمُ * أَثْنَواْ عَلَيْهِ بِأَلْسُنٍ وَشِفَاهِ لِلصِّدْقِ وَالإِخْلاَصِ فِيهِ فَإِنَّهُ * لَمْ يَسْعَ قَطُّ لِمَنْصِبٍ أَوْ جَاهِ مَا لَمْ يَجِئْ بِالسِّلْمِ طَوْعَاً أَهْلَهُ * لاَ شَكَّ سَوْفَ يَجِيءُ بِالإِكْرَاهِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} وَأَيَّاً كَانَ الأَمْر؛ فَفَرَحُنَا بِانْتِصَارِهِمْ شَيْءٌ لاَ غُبَارَ عَلَيْه؛ فَلَقَدْ فَرِحَ الصَّحَابَةُ مِنْ قَبْلِنَا بِانْتِصَارِ الرُّومِ المُشْرِكِين؛ عَلَى الْفُرْسِ الْوَثَنِيِّين 00

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ في قَوْلِهِ تَعَالى:] غُلِبَتِ الرُّوم {2} في أَدْنى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُون {3} في بِضْعِ سِنِينَ للهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُون {4} بِنَصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيم [{الرُّوم}

قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: غُلِبَتْ وَغَلَبَتْ، كَانَ المُشْرِكُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَرَ فَارِسُ عَلَى الرُّوم؛ لأَنَّهُمْ أَهْلُ أَوْثَان، وَكَانَ المُسْلِمُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَرَ الرُّومُ عَلَى فَارِس؛ لأَنَّهُمْ أَهْلُ كِتَاب، فَذَكَرُوهُ لأَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَمَا إِنَّهُمْ سَيَغْلِبُون " 0

فَذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ لَهُمْ ـ أَيْ لِلْمُشْرِكِين ـ فَقَالُواْ: اجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ أَجَلاً؛ فَإِنْ ظَهَرْنَا كَانَ لَنَا كَذَا وَكَذَا، وَإِنْ ظَهَرْتُمْ كَانَ لَكُمْ كَذَا وَكَذَا؛ فَجَعَلَ أَجَلاً خَمْسَ سِنِين، فَلَمْ يَظْهَرُواْ؛ فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: أَلاَ جَعَلْتَهَا إِلى دُونِ العَشْر، ثمَّ ظَهَرَتِ الرُّومُ بَعْد، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالى: {غُلِبَتِ الرُّوم {2} في أَدْنى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُون {3} في بِضْعِ سِنِينَ للهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُون {4} بِنَصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيم} {الرُّوم} " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْمَيْ: 2495، 2770، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

إِنَّ إِيرَانَ الْيَوْمَ أَصْبَحَتْ حَدِيثَ السَّاعَة؛ فَكُلُّ الْعَالَمِ يُقَدِّرُهَا عَلَى هَذِهِ الشَّجَاعَة؛ حَيْثُ لَمْ تَفْزَعْ مِنَ الْفَزَّاعَة ـ وَلَمْ تَلْعَقِ الأَقْدَامَ بِالتَّمَلُّقِ مِثْلَ جَمَاعَة ـ بَلْ تُلْقِي بِتَهْدِيدَاتِ الْفَزَّاعَةِ في " الْبَلاَّعَة " لاَ تخْشَى الحِصَارَ وَلاَ المجَاعَة 00!!

إِيرَانُ لاَ تَتَرَاجَعِي * فِيمَا مَضَيْتِ وَتَابِعِي إِنْ قِيلَ هَيَّا أَقْلِعِي * لاَ تُقْلِعِي بَلْ أَسْرِعِي وَعَلَى الطَّرِيقِ تَقَدَّمِي * قُولي لَهُمْ رَبيِّ مَعِي وَإِذَا أَخَافَكِ خَائِفٌ * فَلِمِثْلِهِ لاَ تَسْمَعِي إِنَّ المُوَحِّدَ لاَ يَخَا * فُ مِنَ الشُّجَاعِ الأَقْرَعِ هَيَّا اصْنَعِيهَا وَاصْفَعِي * أَقْفَاءهُمْ ثُمَّ اصْفَعِي لَكِ في قُلُوبِ المُسْلِمِينَ مَكَانَةٌ في الأَضْلُعِ الْقُدْسُ أَوْ بَغْدَادُ لَنْ * يُسْتَنْقَذَا بِالأَدْمُعِ إِنَّ الْعَرِينَ بِغَيْرِ مَا * أَسَدٍ بِهِ لَمْ يُمْنَعِ هَيَّا اثْأَرِي لِلْمُسْلِمِينَ مِنَ الْعَدُوِّ الأَبْقَعِ {يَاسِر الحَمَدَاني}

إِنَّهَا الدَّوْلَةُ الوَحِيدَةُ الَّتي لَهَا جَيْشٌ يَتَصَدَّى لِلْيَهُودِ في بِلاَدِ الشَّام: جَيْشُ حِزْبِ اللهِ المُوَالي لإِيرَان، إِيرَانُ الَّتي سَبَقَ مِنْ قبلُ أَنْ وَقَفَتْ في وَجْهِ الأُمَمِ المُتَحَدَّةِ وَتحَدَّتِ العَالَمَ كُلَّهُ وَبَعَثَتْ بِالسّلاَحِ إِلى أَبْنَاءِ البُوسْنَةِ العُزَّل؛ لِلتَّصَدِّي لمجْرِمِي الحَرْبِ مِنْ سَفَّاحِي الصِّرْب، هَذِهِ الشَّجَاعَةُ الَّتي جَلَبَتْ عَلَيْهَا المَتَاعِب، لَمْ تُبَالِ أَنْ يُقَالَ عَنهَا محْوَرُ الشَّرّ، أَوْ أَنَّهَا دوْلَةٌ تَرْعَى الإِرْهَاب، وَمَا أَخْلَدَتْ إِلى الأَرْضِ وَآثَرَتِ السَّلاَمَةَ وَرَضِيَتِ الدَّنِيَّةَ في دِينِهَا ـ كَمَا فَعَلَ غَيرُهَا ـ بَلْ مَضَتْ في طَرِيقِهَا لاَ تَلْوِي عَلَى شَيْء 00!!

تِلْكَ هِيَ البُطُولَةُ وَالشَّهَامَةُ النَّادِرَة، إِيتُوني بِدَوْلَةٍ عَرَبِيَّةٍ وَاحِدَةٍ عَمِلَتْ مِعْشَارَ مَا عَمِلَتْه 00؟! عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " النَّاسُ مَعَادِنُ كَمَعَادِنِ الفِضَّةِ وَالذَّهَب، خِيَارُهُمْ في الجَاهِليَّةِ خِيَارُهُمْ في الإِسْلاَمِ إِذَا فَقِهُواْ " [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2638 / عَبْد البَاقِي] وَتَعَالَ بِنَا اليَوْمَ وَانْظُرْ إِلى العَرَبِ كَيْفَ يَرُدُّونَ الجَمِيلَ لَهَا 00؟! فَمَا انْثنَتْ وَلاَ اسْتَحَواْ 00!! بِأَفْعَالِنَا خَطَأٌ لُغَوِيٌّ * يُحَيِّرُ إِصْلاَحُهُ سِيبَوَيْه نُحَارِبُ أَعْدَاءَ أَعْدَاءنَا * كَأَنَّ المُضَافَ المُضَافُ إِلَيْه {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي}

إِنَّ مَوَاقِفَهَا تَزِيدُ مِنْ قَدْرِهَا في عَيْني وَفي كُلِّ عَيْن، وَلَكَأَنيِّ بِهَا تَقُولُ بِلِسَانِ الحَالِ لِشَانِئِيهَا: خَلَتِ الدِّيَارُ فَسُدْتُ غَيرَ مُسَوَّدِ * وَمِنَ البَلاَءِ تَفَرُّدِي بِالسُّؤْدَدِ إِنَّ اللهَ وَحْدَهُ القَادِرُ عَلَى تَوْحِيدِنَا تحْتَ رَايَةِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله؛ اللهُمْ كَمَا رَزَقْتَنَا كَلِمَةَ التَّوْحِيد؛ فَارْزُقْنَا تَوْحِيدَ الْكَلِمَة، وَانْزَعِ الْغِلَّ وَالتَّعَصُّبَ مِنْ نُفُوسِ هَذِهِ الأُمَّة 00 وَمِنَ العَجَب: تُخَوِّفُنَا أَمْرِيكَا مِن إِيرَان 00!! يُخَوِّفُنَا مِن عَدُوٍّ بَعِيدٍ * عَدُوٌّ عَلَى صَدْرِنَا جَاثِمُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} إِنَّ محْوَرَ الشَّرِّ في هَذَا العَالَمِ لَيْسَ كُورْيَا وَلاَ إِيرَان، وَإِنَّمَا هُوَ البِرِيطَانِيُّونَ وَالأَمْرِيكَان 00!!

بِاسْمِ الحَضَارَةِ وَالتَّعْمِيرِ قَدْ دَخَلُواْ * وَمَا هُمُ غَيرَ سَفَّاكٍ وَسَفَّاحِ اللِّصُّ أَصْبَحَ يَرْتَدِي في عَهْدِنَا ثَوْبَ المُقَاتِلْ اقْتَرَبَ دَوْرُكَ أَيُّهَا الثَّوْرُ الأَسْوَد فَهَا هُمُ اليَوْمَ بَعْدَمَا اسْتَفْرَدُواْ بِالعِرَاق؛ يخَطِّطُونَ لِلْفَتْكِ بِإِيرَان، وَلاَ بُدَّ لِلْعَرَبِ مِنْ وَقْفَة، كَوَقْفَةِ العَاشِرِ مِنْ رَمَضَان؛ حَتىَّ لاَ نَلْطِمَ فِيمَا بَعْدُ وَجْهَنَا وَنَنعِي حَظَّنَا وَنَقُول: أَلاَ إِنَّنَا أُكِلْنَا يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَض، أَمَّا المُفَاوَضَات؛ فَلَوْ كَانَتْ تَحُلُّ المَشَاكِلَ لحَلَّتْ لَنَا مُشْكِلَةَ فِلَسْطِين، وَلَكِنْ جَرَّبْنَاهَا فَلمْ تُغْنِ شَيْئَاً، كَأَنيِّ بِهِمْ عَمَّا قَلِيلٍ 00 وَلَسْتُ بِعَلاَّمِ الغُيُوبِ وَإِنَّمَا * أَرَى بِلِحَاظِ الرَّأْيِ مَا هُوَ وَاقِعُ {محْمُود سَامِي الْبَارُودِي}

كَأَنيِّ بِمِصْرَ إِذَا مَا أَتَى الدَّوْرُ عَلَيْهَا تَلْطِمُ وَجْهَهَا وَتَنعِي حَظَّهَا وَتَقُول: أَلاَ إِنيِّ أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَض 00 كَانَ اليَهُودُ تحْسَبُهُمْ جَمِيعَاً وَقُلُوبُهُمْ شَتىَّ؛ فَأَصْبَحَ المُسْلِمُونَ هُمُ الَّذِينَ تحْسَبُهُمْ جَمِيعَاً وَقُلُوبُهُمْ شَتىَّ تُحَاصِرُنَا كَالمَوْتِ أَلفُ مُصِيبَةٍ * بِبَغْدَادَ هُولاَكُو وَبِالقُدْسِ هِتْلَرُ {محْمُود غُنيم} عَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ، كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلىَ قَصْعَتِهَا " ـ أَيْ كَمَا يَتَدَاعَى النَّاسُ عَلَى الوَلِيمَة ـ قَالَ قَائِل: وَمِنْ قِلَّةٍ نحْنُ يَوْمَئِذٍ 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " بَلْ أَنْتُمُ يَوْمَئِذٍ كَثِير، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْل، وَلَيَنْزَعَنَّ اللهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ المَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللهُ في قُلُوبِكُمُ الوَهَن " 0 فَقَالَ قَائِل: يَا رَسُولَ الله؛ وَمَا الوَهَن 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " حُبُّ الدُّنيَا وَكَرَاهِيَةُ المَوْت " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: (4297)، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 8698]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَوَّلُ هَذَا الأَمْرِ نُبُوَّةٌ وَرَحْمَة، ثُمَّ يَكُونُ خِلاَفَةً وَرَحْمَة، ثُمَّ يَكُونُ مُلْكَاً وَرَحْمَة، ثُمَّ يَكُونُ إِمَارَةً وَرَحْمَة، ثمَّ يَتَكادَمُونَ عَلَيْهِ تَكادُمَ الحُمُر ـ أَيْ يَتَكَالَبُونَ عَلَيْكُمْ ـ فَعَلَيْكُمْ بِالجِهَاد، وَإِنَّ أَفْضَلَ جِهَادِكُمُ الرِّبَاط ـ أَيْ حِرَاسَةُ الحُدُود ـ وَإِنَّ أَفْضَلَ رباطِكُمْ عَسْقَلاَن " 00 وَعَسْقَلاَن: مَدِينَةٌ بَيْنَ غَزَّةَ وَبَيْتِ جِبْرِين، وَبَيْتُ جِبْرِين: مَدِينَةٌ بَينَ الْقُدْسِ وَغَزَّة 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 3270، وَوَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

غَضَبُ الصَّبيِّ وَبَطْشُ الأَسَد وَلاَ تَسْأَلْني: أَتَعَرَّيْتُمْ حَتىَّ مِنَ السَّلاَح؛ فَسِلاَحُنَا مَوْجُودٌ وَلَكِن أَيْنَ الفُرْسَان 00؟! لقَدْ نَام آسَادٌ وَرُوِّعَ غِزْلاَنُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} حَتىَّ أَصْبَحَ الْيَوْمَ لاَ فَرْقَ بَينَ الرِّجَال؛ وَبَينَ رَبَّاتِ الحِجَال 00!! وَلَكِن أَعُودُ فَأَقُول: إِذَا المَرْءُ لَمْ يَتَحَرَّكْ لجُوعٍ * فَيَسْعَى إِلى لُقْمَةٍ تُشْبِعُهْ فَهَلْ يَتَحَرَّكُ شَخْصٌ كَهَذَا * لِبَيْتٍ مِنَ الشِّعْرِ إِذْ يَسْمَعُهْ ********* مَنْ لَمْ يحَرِّكْهُمُ ظُلْمٌ يُجَوِّعُهُمْ * أَنىَّ يحَرِّكُهُمُ ظُلْمٌ إِذَا شَبِعُواْ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} نَامُواْ وَلاَ تَسْتَيْقِظُواْ * مَا فَازَ إِلاَّ النُّوَّمُ {الرَّصَّافي}

أَلاَ إِنَّ قَوْمَاً لَمْ يحَرِّكْ إِبَاءَهُمْ * هَوَانٌ وَذُلٌّ هَلْ يحَرِّكُهُمْ شِعْرِي وَاخَجْلَتَا مِنْكَ يَا وَطَني 00 كَفِّنُوهُ وَادْفِنُوهُ * دَاخِلَ الْقَبْرِ الْعَمِيقْ وَانْدُبُوهُ وَهْوَ حَيٌّ * مِثْلَ مَيْتٍ لاَ يَفِيقْ رُبَّ عَارٍ رُبَّ نَارٍ * حَرَّكَتْ قَلْبَ الجَبَانْ لَمْ تحَرِّكْ في بِلاَدِي * مِنهُمُ غَيْرَ اللِّسَانْ {نَسِيب عَرِيضَة} كَمِثْلِ القَطَاةِ قَامُواْ * لَوْ يُتْرَكُون لَنَامُواْ تَعَلَّلْنَا بِالسَّلاَمِ * وَسَلاَمُنَا اسْتِسْلاَمُ مَن هَانُواْ هَانَ عَلَيْهِمْ * أَنْ يُذَلُّواْ أَوْ يُضَامُواْ مَا لجُرْحٍ بِمَيِّتٍ * كَمَا قَدْ قَالُواْ إِيلاَمُ {أَفْكَارٌ بَعْضُهَا مُقْتَبَسٌ مِنَ المُتَنَبيِّ، وَبَعْضُهَا مِنِ ابْنِ زَيْدُون، قُمْتُ بِنَظْمِهَا وَتَطْوِيرِهَا}

مَنْ يهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيْهِ * مَا لجُرْحٍ بمَيِّتٍ إِيلاَمُ {المُتَنَبيِّ} وَمَنْ يَمْتَلِكْ قَلْبَاً شُجَاعَاً وَصَارِمَاً * وَأَنْفَاً أَبِيَّاً تَجْتَنِبْهُ المَظَالِمُ {عَمْرُو بْنُ بَرَّاقَةَ بِتَصَرُّف} أَبُو نُوَاسٍ يُوَبِّخُ هَذِهِ السُّلاَلَةَ مِنَ الْعَرَب فَحُقَّ واللهِ لأَبي نُوَاسٍ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَهُ وَقَدْ أَوْغَرَ صُدُورَ بَني أَسَدٍ بهِجَائِهِمْ فَهَدَّدُواْ وَتَوَعَّدُواْ، وَأَبْرَقُواْ وَأَرْعَدُواْ؛ فَقَالَ لَهُمْ أَبُو نُوَاس: قَالُواْ بَنُواْ أَسَدٍ غَضْبى إِلى الأَبَدِ * فَقُلْتُ للَّهِ أَنْتُمْ مَنْ بَنُو أَسَدِ وَمَنْ تَمِيمٌ وَمَنْ قَيْسٌ وَإِخْوَتُهُمْ * لَيْسَ الأَصَاغِرُ عِنْدَ اللهِ مِن أَحَدِ {أَبُو نُوَاس / الحَسَنُ بْنُ هَانِئ بِتَصَرُّف}

تَفَاخَرْتُمُ شَرْقَاً وَغَرْبَاً عَلَى الْوَرَى * وَلَيْسَ لَكُمْ إِلاَّ الدَّنَايَا مَآثِرُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} أَيْنَ السَّمَوْءلُ وَالمُهَلْهَلُ وَالْعَمَالِيقُ الأَوَائِلْ أَكَلَ القَوِيُّ ضَعِيفَهُمْ وَقَبَائِلٌ أَكَلَتْ قَبَائِلْ {نِزَار قَبَّاني} أَيْنَ العَرَبُ القَائِلُون: إِذَا مَا المُلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفَاً * أَبَيْنَا أَنْ نُقِرَّ الذُّلَّ فِينَا وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْوَاً * وَيَشْرَبُ غَيرُنَا كَدِرَاً وَطِينَا إِذَا بَلَغَ الرَّضِيعُ لَنَا فِطَامَاً * تخِرُّ لَهُ الجَبَابِرُ سَاجِدِينَا {عَمْرُو بْنُ كُلْثُوم 0 بِتَصَرُّف} أَيْنَ العَرَبُ القَائِلُون: إِذَا المَرْءُ لَمْ يَدْنَسْ مِنَ اللُّؤْمِ ثَوْبُهُ * فَكُلُّ رِدَاءٍ يَرْتَدِيهِ جَمِيلُ

وَإِن هُوَ لَمْ يَدْفَعْ عَنِ النَّفْسِ ضَيْمَهَا * فَليْسَ إِلى حُسْنِ الثَّنَاءِ سَبِيلُ يُعيِّرِّنَا أَنَّا قَلِيلٌ عَدِيدُنَا * فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ الْكِرَامَ قَلِيلُ وَمَا ضَرَّنَا أَنَّا قَلِيلٌ وَجَارُنَا * عَزِيزٌ وَجَارُ الأَكْثَرِينَ ذَلِيلُ وَإِنَّا لَقَوْمٌ لاَ نَرَى الْقَتْلَ سُبَّةً * إِذَا مَا رَأَتْهُ عَامِرٌ وَسَلُولُ يُقَرِّبُ حُبُّ المَوْتِ آجَالَنَا لَنَا * وَتَكْرَهُهُ آجَالُهُمْ فَتَطُولُ وَنُنْكِرُ إِنْ شِئْنَا عَلَى النَّاسِ قَوْلَهُمْ * وَلاَ يُنْكِرُونَ الْقَوْلَ حِينَ نَقُولُ فَسَلْ إِنْ جَهِلْتِ النَّاسَ عَنَّا وَعَنهُمُ * فَلَيْسَ سَوَاءً عَالِمٌ وَجَهُولُ {السَّمَوْءل} مَاتَ الجَمِيعُ فَمَا لَهُمْ مِنْ بَاقِيَة * فَكَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَة

قَبِلُواْ المَذَلَّةَ سَاكِتِينَ كَأَنمَا * كَبُرَتْ عَلَى أَحْنَاكِهِمْ لاَ النَّاهِيَة أَتُذِلُّ أَعْنَاقَ المُلُوكِ جُدُودُنَا * وَتَسُومُنَا خَسْفَاً رُعَاةُ المَاشِيَة {المَقْصُودُ هُنَا بِرُعَاةِ المَاشِيَة: أَيْ رُعَاةُ البَقَر: الأَمْرِيكَان 0 إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف} نِعْمَ الأَجْدَاد، وَبِئْسَ الأَحْفَاد هَلْ كُلُّ مَا نَمْلِكُهُ مِنَ المجْدِ هُوَ افْتِخَارُنَا بِالآبَاءِ وَالأَجْدَاد 00؟! وَمَا الحَسَبُ المَوْرُوثُ مِن غَيرِ مَا تَعَبْ * بِمُحْتَسَبٍ إِلاَّ بِآخَرَ مُكْتَسَبْ فَلاَ تَفْتَخِرْ إِلاَّ بِمَا قَدْ فَعَلْتَهُ * وَلاَ تحْسَبنَّ المجْدَ يُورَثُ كَالنَّسَبْ فَلَيْسَ يَسُودُ المَرْءُ إِلاَّ بِفِعْلِهِ * وَإِن عَدَّ آبَاءً كِرَامَاً ذَوِي حَسَبْ

إِذَا الْعُودُ لَمْ يُثْمِرْ وَإِنْ كَانَ عِرْقُهُ * أَصِيلاً تُسَمِّيهِ الْقَبَائِلُ بِالحَطَبْ {ابْنُ الرُّومِيِّ بِتَصَرُّف} وَقَدِيمَاً قِيلَ في الأَمْثَال:" مَنِ اتَّكَلَ عَلَى شَرَفِ آبَائِهِ فَقَدْ عَقَّهُمْ " 0 مَنْ يَقْتَرِبْ مِن أَمْسِ يَبْعُدْ عَن غَدٍ * وَيَعِشْ مَعَ المَوْتَى وَيُصْبِحْ مِنهُمُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} إِنِ افْتَخَرْتُمْ بِآبَاءٍ ذَوِي حَسَبٍ * نِعْمَ الأَبَاءُ وَلَكِنْ بِئْسَ مَا وَلَدُواْدُ {ابْنُ الرُّومِي} بِتْنَا نُشِيدُ بِذِكْرَيَاتِ جُدُودِنَا * هَيْهَاتَ لَيْسَ الحُرُّ كَالمُسْتَعْبَدِ قَدْ كَانَ هَمُّهُمُ الفُتُوحَ وَهَمُّنَا * مَا نَغْتَذِي أَوْ نَرْتَوِي أَوْ نَرْتَدِيدِ يَا مَنْ رَأَى أَرْضَاً أُبِيحَ دَمَارُهَا * بِالأَمْسِ كَانَتْ في قَدَاسَةِ مَعْبَدِ

وَلَقَدْ تُهَانُ أَمَامَنَا جَارَاتُنَا * وَبُكَاؤُهُنَّ يُذِيبُ قَلْبَ الجَلْمَدِ فَنَرَى وَنَسْمَعُ صَامِتِينَ كَأَنَّنَا * لَمْ نَسْتَمِعْ وَكَأَنَّنَا لَمْ نَشْهَدِ فَإِذَا تحَمَّسْنَا مَدَدْنَا نحْوَهُمْ * كَفَّ الدُّعَاءِ وَغَيرُهَا لَمْ نَمْدُدِ عُذْرَاً بَني أَعْمَامِنَا أَغْلاَلُنَا * قَعَدَتْ بِنَا عَنْ نجْدَةِ المُسْتَنْجِدِ أَعْزِزْ عَلَيْنَا أَنْ نَرَى جِيرَانَنَا * يُتَخَطَّفُونَ وَنحْنُ مَكْتُوفُو اليَدِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِمْ؛ مَاتُواْ 00 فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُواْ الشَّهَوَات 00!! جَنَواْ لَكُمُ أَنْ تُمْدَحُواْ وَجَنَيْتُمُ * لَهُمْ أَنْتُمُ أَنْ يُشْتَمُواْ في المَقَابِرِ وَهَذَا هُوَ حَالُ الأُمَّةِ العَرَبِيَّةِ اليَوْم: مَوْتَى عَلَى قَيْدِ الحَيَاة، تَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظَاً وَهُمْ رُقُود 00

فُقْتُمْ وَاللهِ يَا قَوْمِي * أَصْحَابَ الكَهْفِ في النَّوْمِ بأَيْدِيكُمُ نُورَانِ * في السُّنَّةِ وَالقُرْآنِ فَمَا الَّذِي أَدَّى بِكُمْ * إِلى غَيَابَاتِ الظُّلَمْ {فِكْرَةٌ لأَمِيرِ الشُّعَرَاءِ قُمْتُ بِنَظْمِهَا} خَرَجْتُمْ مِنْ قَلْعَةِ الإِسْلاَمِ فَاسْتَفْرَدَكُمْ أَعْدَاؤُكُمْ وَلَكِن أَعُودُ فَأَقُول: إِنَّهُ لاَ يَهْلِكُ عَلَى اللهِ إِلاَّ هَالِك، فَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلَكِن هُمُ الظَّالِمُون 00!! {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} {يُونُس/23} {اسْتِكْبَارَاً في الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئ، وَلاَ يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِه} {فَاطِر/43} {وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يخْرُجُ إِلاَّ نَكِدَا} {الأَعْرَاف/58}

وَلِذَا أَتَى اللهُ بُنيَانَهُمْ مِنَ القَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ العَذَابُ مِن حَيْثُ لاَ يَشْعُرُون 00!! {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ} {النَّحْل/61} {إِنْ يَعْلَمِ اللهُ في قُلُوبِكُمْ خَيرَاً يُّؤْتِكُمْ خَيرَاً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} {الأَنْفَال/70} فَنَحْنُ قَوْمٌ: إِنَّمَا استزلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ ذُنُوبهِمْ؛ وَلِذَا ابْتَلاَنَا اللهُ بِمَنْ يَسُومُنَا سُوءَ العَذَاب، وَكَمَا قَدْ قِيلَ في الأَثَر:" الظَّالِمُ سَيْفِي: أَنْتَقِمُ بِهِ، ثُمَّ أَنْتَقِمُ مِنه " 0

فَمَا مَثَلُ الَّذِي أَصَابَنَا إِلاَّ كمَا قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلَكِن أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُون} {آلِ عِمْرَان/117} بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون} {الأَعْرَاف/96} وَمَنْ لَمْ يَرْضَ بحُكْمِ مُوسَى رَضِيَ بحُكْمِ فِرْعَوْن، وَقَدْ قِيل: " جَوِّعْ كَلبَكَ يَتْبَعْك " 0 ثُمَّ عَلَى اللهِ تَعْتِبُون، وَأَنتُمْ الظَّالِمُون، هَلْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيرَاً مِمَّا تَعْمَلُون 00؟!

إِن أَنْتُمْ إِلاَّ تَظُنُّون 00 {إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتىَّ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} {الرَّعْد/11} عَن أَبي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ هَذَا الأَمْرَ لاَ يَزَالُ فِيكُمْ وَأَنْتُمْ وُلاَتُهُ مَا لَمْ تُحْدِثُواْ أَحْدَاثَاً، فَإِذَا فَعَلْتُمْ سَلَّطَ عَلَيْكُمْ شِرَارَ خَلْقِهِ فَيَلْحَتُوكُمْ كَمَا يُلْحَتُ الْقَضِيب " 00 أَيْ يُقَلَّمُونَكُمْ وَيَبْرُونَكُمْ كَمَا يُقَلَّمُونَ الْقَلَمَ وَيُبْرُونَهُ [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في ظِلاَلِ الجَنَّةِ بِرَقْم: 1119] فَدَعُواْ الشَّرَّ يَدَعْكُمْ، فَالشَّرُّ لِلشَّرِّ خُلِق 00 فَبِاللهِ عَلَيْك؛ شَعْبٌ بِهَذَا الحَال:

إِلى السَّمَاءِ دُعَاهُ كَيْفَ يَرْتَفِعُ * وَكَيْفَ بِالصَّلَوَاتِ الخَمْسِ يَنْتَفِعُ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ ليَاسِرٍ الحَمَدَاني / المُؤَلِّف، وَالآخَرُ لِلْنُّمَرِيّ} أَرَى القَوْمَ في شَرْقِ البِلاَدِ وَغَرْبِهَا * كَأَصْحَابِ كَهْفٍ في عَمِيقِ سُبَاتِ بِأَيْدِيهِمُ نُورَانِ ذِكْرٌ وَسُنَّةٌ * فَمَا بَالُهُمْ في حَالِكِ الظُّلُمَاتِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} يَا وَيْحَ قَوْمِي نَسُواْ اللهَ الكَبِيرَ فَلَمْ * يَذْكُرْهُمُ اللهُ نِسْيَانَاً بِنِسْيَانِ وَاليَوْمَ دَارَ عَلَيْنَا الدَّهْرُ دَوْرَتَهُ * حَتىَّ أُكِلنَا كَشَاةٍ بَينَ ذؤْبَانِ {محْمُود غُنَيْم}

رَكَنُواْ إِلى الضَّلاَلَةِ لاَ يَبْغُونَ عَنهَا حِوَلاَ، بِئْسَ لِلسَّالِفِين بَدَلاَ، أَمْوَاتٌ غَيرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُون؛ وَمِن هُنَا قُلْتُ لِذَلِكَ الشَّاعِرِ الَّذِي رَأَيْتُهُ وَهُوَ بَاخِعٌ نَفْسَهُ مِن أَجْلِهِمْ: هَوِّن عَلَى نَفْسِكَ يَا أَخِي؛ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِين يَسْمَعُون، وَهَؤُلاَءِ صُمٌ بُكْمٌ لاَ يَعْقِلُون، إِن هُمْ إِلاَّ كَالأَنعَامِ بَلْ أَضَلُّ سَبِيلاَ، أَفَتَنعِقُ بِمَنْ لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً اوَنِدَاءَا، هَلْ يجْدِي فِيهِمْ قَوْلُكَ: يَا قَوْمِ هَيَّا أَفِيقُواْ مِنْ سُبَاتِكُمُ * صَاحَ الأَذَانُ وَدَوَّتْ رَنَّةُ الجَرَسِ {محْمُود غُنَيْم 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِير} أَلِشَعْبِ العَرَبِ تَقُول: لَقَدْ قَامَ كُلُّ العَالَمْ * وَلاَ زِلْتَ أَنْتَ نَائِمْ

{فِكْرَةٌ لأَحَدِ الشُّعَرَاءِ قُمْتُ بِنَظْمِهَا} لَقَدْ أَسْمَعْتَ لَوْ نَادَيْتَ حَيَّاً * وَلَكِنْ لاَ حَيَاةَ لِمَنْ تُنَادِي وَلَوْ نَارَاً نَفَخْتَ بهَا أَضَاءَتْ * وَلَكِن أَنْتَ تَنْفُخُ في رَمَادِ {عَمْرُو بْنُ مَعْدِ يَكْرِب، وَقِيلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الحَكَم} وَفِّرُواْ أَشْعَارَكُمْ مَعْشَرَ الشُّعَرَاء؛ أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يَسْمَعُواْ لَكُمْ، وَلَوْ سَمِعُواْ مَا اسْتَجَابُواْ لَكُمْ 00!! بِلاَدٌ كُلُّ مَا فِيهَا يُبَشِّرُني * بِأَنَّ النَّصْرَ مِنَّا لَيْسَ يَقْتَرِبُ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} لَيْتَ شِعْرِي 00 مَاذَا أَفْعَلُ لَوْ سَافَرْتُ إِلى أَحَدِ البِلاَدِ الأُورُوبِّيَّةِ فَسَأَلَني أَحَدُهُمْ: شَيْخَ القَوَافي مَا لِقَوْمِكَ أَصْبَحُواْ * لاَ الحُزْنُ يجْمَعُهُمْ ولاَ الأَفْرَاحُ

عَبِثَتْ بِهِمْ أَهْوَاؤُهُمْ فَتَفَرَّقُواْ * شِيَعَاً ولَيْسَ مَعَ الخِلاَفِ نجَاحُ صَارُواْ وَهُم لاَ يمْلِكُونَ زِمَامَهُمْ * كَالفُلِكِ تجْرِي مَا لهَا مَلاَّحُ ********* مَرَّتْ عَلَيْنَا سِنُونٌ كُلُّهَا نِقَمُ * مَا كَانَ أَسْعَدَهَا لَوْ أَنَّهَا نِعَمُ كَأَنَّمَا خَصَّنَا بِالذُّلِّ بَارِئُنَا * أَوْ أَقْسَمَ الدَّهْرُ لاَ يَعْلُو لَنَا عَلَمُ وَالمَوْتُ أَجْمَلُ مِن عَيْشٍ عَلَى مَضَضٍ * إِنَّ الحَيَاةَ بِغَيرِ كَرَامَةٍ عَدَمُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف} دُمُوعُ المُسْلِمِين كَأَنيِّ بِالخَنْسَاءِ لَوِ اطَّلَعَتْ عَلَى حَالِنَا لَقَالَتْ: فَقَدْتُ تجَلُّدِي وَبَكَيْتُ دَهْرَا * وَعِشْتُ أُرَدِّدُ الأَنْفَاسَ حَرَّى وَمِثْلِي إِنْ بَكَتْ بَكَتِ المَآقِي * وَيُنْشَرُ دَمْعُهَا في الْكَوْنِ شِعْرَا

وَلي فِيمَا تجِيءُ بِهِ اللَّيَالي * عَزَاءٌ يُلْهِمُ المَكْلُومَ صَبْرَا فَكُلُّ العُرْبِ لي أَهْلٌ كِرَامٌ * وَكُلُّ فَتىً أُطَالِعُ فِيهِ صَخْرَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} ********* فُؤَادِي يَذُوبُ مِنَ التَّحَسُّرِ عِنْدَمَا * أَرَى فَيْئَنَا فِيمَنْ سِوَانَا مُقَسَّمَا نَدِمْنَا عَلَى مَا ضَاعَ لَوْ كَانَ مُجْدِيَاً * لِطَالِبِ مجْدٍ ضَاعَ أَنْ يَتَنَدَّمَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} مِنْ مُقْلَتيَّ تَدَفَّقَتْ عَبَرَاتي * فَنَظَمْتُ مِن حَبَّاتِهَا أَبْيَاتياتِ أَقْسَمْتُ لاَ حُبَّاً شَكَوْتُ وَلاَ هَوَىً * يُدْمِي القُلُوبَ فَيُرْسِلُ الآهَاتِ كَلاَّ فَلَسْتُ مِنَ الَّذِينَ شَقَاؤُهُمْ * وَهَنَاؤُهُمْ بمَشِيئَةٍ لِفَتَاةِ لَكِنَّني أَبْكِي وَحُقَّ ليَ البُكَا * مَجْدَاً أَضَعْنَاهُ بِطُولِ سُبَاتِ

مَنْ لي بِقَبرِ ابْنِ الوَلِيدِ أَبُثُّهُ * حُزْني وَأُسْمِعُهُ أَنِينَ شَكَاتي يَا قَوْمِ بَعْضَاً مِنْ صَوَابٍ إِنَّنَا * نَمْشِي بِلَيْلٍ حَالِكِ الظُّلُمَاتِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} قَدْ أَثْخَنَتْ قَوْمِي جِرَاحٌ جَمَّةٌ * فَمَتى يُتِيحُ لَهَا الإِلَهُ طَبِيبَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} وَهَذِهِ أُنْشُودَةُ أُمٍّ فِلَسْطِينِيَّةٍ قَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا؛ فَقَالَتْ تُوصِي وَلِيدَهَا وَهِيَ تُرْضِعُهُ وَتُهَدْهِدُهُ كَيْ يَنَام: أَشْدُو بِأُغْنِيَتي الحَزِينَةِ ثُمَّ يَغْلِبُني البُكَاءْ وَأَمُدُّ كَفِّي لِلسَّمَاءِ لأَسْتَحِثَّ خُطَى السَّمَاءْ ********* نَمْ يَا بُنيَّ وَلاَ تُشَارِكْني المَرَارَةَ وَالمحَن نَمْ يَا بُنيَّ فَسَوْفَ أُرْضِعُكَ الجِرَاحَ مَعَ اللَّبن ********* نَمْ كَيْ أَنَالَ عَلَى يَدَيْكَ مُنىً وَهَبْتُ لَهَا الحَيَاة

يَا مَنْ رَأَى الدُّنيَا وَلَكِنْ مَا رَأَى فِيهَا أَبَاه ********* سَتَمُرُّ أَعْوَامٌ طِوَالٌ في الأَنِينِ وَفي العَذَابْ وَأَرَاكَ يَا وَلَدِي قَوِيَّ الجِسْمِ مَوْفُورَ الشَّبَابْ وَهُنَاكَ تَسْأَلُني كَثِيرَاً عَن أَبِيكَ وَكَيْفَ غَابْ هَذَا سُؤَالٌ يَا صَغِيرِي لَمْ أُعِدَّ لَهُ جَوَابْ ********* فَإِذَا عَرَفْتَ جَرِيمَةَ الجَانِي وَمَا اقْتَرَفَتْ يَدَاهْ فَانْثُرْ عَلَى قَبْرِي وَقَبْرِ أَبِيكَ بَعْضَاً مِنْ دِمَاهْ ********* لاَ تَرْحَمِ الجَاني إِذَا ظَفِرَتْ بِهِ يَوْمَاً يَدَاكْ فَهْوَ الَّذِي جَلَبَ الشَّقَاءَ لَنَا وَلَمْ يَرْحَمْ أَبَاكْ ********* لاَ تُصْغِ يَا وَلَدِي إِلى مَا لَفَّقُوهُ وَرَدَّدُوهْ مِن أَنَّهُمْ جَاءُ واْ إِلى الوَطَنِ الذَّلِيلِ فَحَرَّرُوهْ ********* كَذَبُواْ وَقَالُواْ يَا بُنيَّ عَلَى بُطُولَتِهِ خِيَانَة

وَأَمَامَنَا التَّقْرِيرُ هَا هُوَ عَنهُ يَنْطِقُ بِالإِدَانَة وَهُمُ الَّذِينَ يُقَدِّسُونَ الفَرْدَ مِنْ دُونِ الإِلَهْ وَيُسَبِّحُونَ بِحَمْدِهِ وَيُقَدِّمُونَ لَهُ الصَّلاَةْ فَإِلى مَتى وَالظَّالِمُونَ نِعَالُهُمْ فَوْقَ الجِبَاه كَشِيَاهِ جَزَّارٍ وَهَلْ تَسْتَنْكِرُ الذَّبْحَ الشِّيَاه مَاتَ الشَّهِيدُ بِنَا فَلَمْ نَسْمَعْ بِصَوْتٍ قَدْ بَكَاهْ وَسَعَواْ إِلى الشَّاكِي الحَزِينِ فَأَلجَمُواْ بِالرُّعْبِ فَاهْ ********* حَكَمُواْ بِمَا شَاءُجواْ وَسِيقَ أَبُوكَ في أَصْفَادِهِ قَدْ كَانَ يَرْجُو رَحْمَةً بِبَنِيهِ مِنْ جَلاَّدِهِ مَا كَانَ يَا وَلَدِي أَبُوكَ يَخُونُ حُبَّ بِلاَدِهِ لَكِنَّهُ حُكْمُ المُدِلِّ بِجُنْدِهِ وَعَتَادِهِ ********* هَذَا الَّذِي قَالُوهُ في الإِعْلاَمِ مَسْمُومُ المَذَاقْ لَمْ يَبْقَ مَسْمُوعَاً سِوَى صَوْتِ التَّمَلُّقِ وَالنِّفَاقْ

ثمَّ تَوَجَّهَ الشَّاعِرُ بِالحَدِيثِ إِلى كُلِّ مُسْلِمٍ وَعَرَبيٍّ قَائِلاً: سَأَظَلُّ أَذْكُرُ صَرْخَةَ المحْزُونِ وَالمُسْتَنْجِدِ وَهُنَاكَ في فَصْلِ الشِّتَاءِ وَحَوْلَ دِفْءِ المَوْقِدِ أَرْوِي لأَوْلاَدِي الصِّغَارِ حَدِيثَ حُكْمٍ أَسْوَدِ مَلأَتْ مَرَارَتُهُ فَمِي وَطَوَتْ سَلاَسِلُهُ يَدِيدِ ********* أَنَاْ يَا أَخِي في مِصْرَ أَرْسُفُ في السَّلاَسِلِ وَالقُيُودْ قَدْ ضِقْتُ ذَرْعَاً يَا أَخِي بِالمجْدِ وَالعَهْدِ الجَدِيدْ بِالنَّارِ يحْكُمُنَا الطُّغَاةُ وَبِالمَشَانِقِ وَالحَدِيدْ نَصَبُواْ لَنَا أَغْلاَلَهُمْ فَمَضَتْ تُطَوِّقُ كُلَّ جِيدْ لاَ نَرْتَضِي هَذَا الهَوَانَ وَلاَ مُعَامَلَةَ العَبِيدْ ثمَّ قَالَ مُنَدِّدَاً بِالظَّلَمَةِ وَالطُّغَاةِ الَّذِينَ حَكَمُواْ مِصْرَ آنَذَاك: إِنيِّ كَفَرْتُ بِمِصْرَ بِالأَهْرَامِ بِالنِّيلِ الحَبِيبْ

في أَرْضِ آبَائِي أَعِيشُ كَأَنَّني فِيهَا غَرِيبْ ********* أَأَظَلُّ أَمْضِي في الحَيَاةِ بِلاَ لِسَانٍ أَوْ فَمِ أَبْكِي عَلَى حُرِّيَّتي بِالدَّمْعِ أَقْطُرُ وَالدَّمِ وَأَعِيشُ عَيْشَ الذُّلِّ عَيْشَ العَبْدِ عَيْشَ الأَبْكَمِ أَلْقَى الهَوَانَ وَأَنحَني لِلْمُسْتَبِدِّ المجْرِمِ وَأَرَى البِلاَدَ ذَلِيلَةً وَأَقُولُ يَا مِصْرُ اسْلَمِي {الأُنْشُودَةُ بِأَكْمَلِهَا لِلشَّاعِرِ الْعَظِيم / هَاشِمٍ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} وَأَخْتِمُ دُمُوعَ المُسْلِمِينَ بهَذِهِ الْقَصِيدَةِ العَصْمَاء، الَّتي احْتَفَلَ بِمَوْلِدِهَا قَبْلَ أَهْلِ الأَرْضِ أَهْلُ السَّمَاء: مَا لي وَلِلنَّجْم يَرْعَاني وَأَرْعَاهُ * أَمْسَى كلاَنَا يَعَافُ الْغَمْضَ جَفْنَاهُ إِنيِّ تَذَكَّرْتُ وَالذِّكْرَى مُؤَرِّقَةٌ * مجْدَاً تَلِيدَاً بِأَيْدِينَا أَضَعْنَاهُ

وَأُمَّةٍ حَكَمَتْ كَوْنَاً بِأَكْمَلِهِ * فَأَصْبَحَتْ تَتَوارَى في زَوَايَاهُ قَالُواْ تَعُودُ إِلى الإِسْلاَمِ كَبْوَتُنَا * وَيَظْلِمُ السَّيْفَ مَن خَانَتْهُ كَفَّاهُ أَنَّى اتَّجَهْتَ إِلى الإِسْلاَمِ في بَلَدٍ * تجِدْهُ كَالطَّيرِ مَقْصُوصَاً جَنَاحَاهُ بِاللهِ سَلْ خَلْفَ بحْرِ الرُّومِ عَن عَرَبٍ * بِالأَمْسِ كَانُواْ هُنَا وَاليَوْمَ قَدْ تَاهُواْ وَطُفْ بِبَغْدَادَ وَاسْأَلْ عَنْ مَقَابِرِهَا * عَلَّ امْرَأً مِنْ بَني العبَّاسِ تَلْقَاهُ إِنيِّ لأَشْعُرُ إِذْ أَغْشَى مَعَالِمَهُمْ * بِأَنَّني رَاهِبٌ يَغْشَى مُصَلاَّهُ تِلْكُمْ مَعَالِمُ خُرْسٌ كُلُّ وَاحِدَةٍ * مِنهُنَّ قَامَتْ خَطِيبَاً فَاغِرَاً فَاهُ اللهُ يشْهَدُ مَا قَلَّبْتُ سِيرَتَهُمْ * يَوْمَاً وَأَخْطَأَ دَمْعُ الْعَيْنِ مجْرَاهُ

أَيْنَ الرَّشِيدُ وَقَدْ مَرَّ الغَمَامُ بِهِ * فَحِينَ جَاوَزَهُ قُدُمَاً تحَدَّاهُ مَاضٍ تَعِيشُ عَلَى أَنْقَاضِهِ أُمَمٌ * وَتَسْتَمِدُّ القُوَى مِن وَحْيِ ذِكْرَاهُ لاَ دَرَّ دَرُّ امْرِئٍ يُطْرِي أَوَائِلَهُ * فَخْرَاً وَيُطْرِقُ إِنْ سَاءَ لْتَهُ مَا هُو اسْتَرْشَدَ الغَرْبُ مَاضِيَهُ فَأَرْشَدَهُ * وَنحْنُ كَانَ لَنَا مَاضٍ نَسِينَاهُ مَا بَال شَمْلِ بِلاَدِ العُرْبِ مُنْصَدِعَاً * رَبَّاهُ وَحِّدْ صُفُوفَ العُرْبِ رَبَّاهُ {محْمُود غُنَيْم 0 بِتَصَرُّف} مَتى تخْرُجُ مِن أَصْلاَبِ المُسْلِمِين؛ يَا صَلاَحَ الدِّين؟ عَن أَبي عِنَبَةَ الخَوْلاَنِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَزَالُ اللهُ يَغْرِسُ في هَذَا الدِّينِ غَرْسَاً؛ يَسْتَعْمِلُهُمْ في طَاعَتِه " 0

[حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 8] مَنْ مِنَّا نَسِيَ قُطُز 00؟ أَوْ خَالِدَ بْنَ الوَلِيد 00؟ أَوِ العِمْلاَقَ صَلاَحَ الدِّين، قَاهِرَ الصَّلِيبِيِّين 00؟ نَادَيْتُهُ قُمْ لَنَا نحْتَاجُكَ الآنَا * فَفِي غِيَابِكَ فَاضَ النَّهْرُ أَحْزَانَا وَأَقْفَرَ الرَّوْضُ وَارْتَاعَتْ بَلاَبِلُهُ * أَنَّى نَظَرْنَا نَرَى بُومَاً وَغِرْبَانَا مَرَارَةُ الذُّلِّ مَلَّتْ مِنْ بَلاَدَتِنَا * وَهَلْ يَحُسُّ بِطَعْمِ الذُّلِّ مَن هَانَا فَقَالَ هَبْ أَنَّني لَبَّيْتُ دَعْوَتَكُمْ * وَجِئتُ أَقْطَعُ تَارِيخَاً وَأَزْمَانَا وَقُمْتُ مِنْ مَرْقَدِي حَتىَّ أُعَاوِنَكُمْ * لِكَيْ نُعِيدَ مِنَ الأَمجَادِ مَا كَانَا هَلْ تَقْبَلُونَ مجِيئِي في بِلاَدِكُمُ * وَهَلْ أَعُودُ كَمَا قَدْ كُنْتُ سُلْطَانَا

لأَبْنيَ الجَيْشَ بَدْءَاً مِن عَقِيدَتِهِ * وَأَشْحَذَ العَزْمَ إِخْلاَصَاً وَإِيمَانَا أُثِيرُ في النَّاسِ طَاقَاتٍ مُعَطَّلَةً * وَأَنْصِبُ العَدْلَ بَينَ النَّاسِ مِيزَانَا أُوَسِّدُ الأَمْرَ لِلأَتْقَى وَأُنْصِفُهُ * وَلاَ أُقِيمُ عَلَى الأَغْنَامِ ذُؤبَانَا أَخْتَارُ حَاشِيَةً بِاللهِ مُؤْمِنَةً * فَلَسْتُ فِرْعَوْنَ كَيْ أَحْتَاجَ هَامَانَا وَقَالَ لي وَالأَسَى يَكْسُو مَلاَمحَهُ * وَلاَ يُطِيقُ لهَوْلِ الخَطْبِ كِتمَانَا مَنْ في المُلُوكِ سَيُعْطِيني دُوَيْلَتَهُ * وَهَلْ سَأَلْقَى عَلَى ذَا الأَمْرِ أَعْوَانَا وَلَوْ تَمَسَّكَ بي مِنْ بَيْنِكُمْ نَفَرٌ * وَأَصْبَحُواْ في سَبِيلِ القُدْسِ فُرْسَانَا هَلْ يَسْمَحُونَ بحِزْبٍ تِلْكَ دَعْوَتُهُ * هَلْ يَقْبَلُونَ صَلاَحَ الدِّينِ عُنوَانَا

وَقَالَ لي إِنَّكُمْ بِعْتُمْ قَضِيَّتَكُمْ * بِاسْمِ السَّلاَمِ فَذُوقُواْ الذُّلَّ أَلْوَانَا إِن عُدْتُ سَيْفِي سَيُلْقَى في مَتَاحِفِكُمْ * أَمَّا حِصَاني فَلَنْ يَرْتَادَ مَيْدَانَا وَرُبّمَا قَدْ دَفَعْتُمْ لِلسِّبَاقِ بِهِ * أَوْ بِعْتُمُوهُ لِشَرِّ الخَلْقِ إِنْسَانَا وَقَدْ يمُوتُ اكْتِئَابَاً في مَزَارِعِكُمْ * وَالعَجْزُ يَفْتِكُ بِالأَحْرَارِ أَحْيَانَا أَمَّا أَنَا رُبَّمَا قَامَتْ صَحَافَتُكُمْ * بحَمْلَةٍ تَزْدَرِي عَهْدِي الَّذِي كَانَا وَرُبمَا أَلْصَقُواْ بي أَيَّ مَنْقَصَةٍ * وَصَيَّرُوني أَمَامَ النَّاسِ خَوَّانَا فَهَلْ تُرِيدُ صَلاَحَ الدِّينِ يَا وَلَدِي * حَتىَّ يُقَدَّمَ لِلأَعْدَاءِ قُرْبَانَا {وَحِيد دَهْشَان بِتَصَرُّف}

المُسْلِمُونَ قَادِمُون؛ يَا أَبْنَاءَ صِهْيُون إِنيِّ لأُوشِكُ أَن أَعْتَدَّ وِحْدَتَنَا * دِينَاً وَأَنَّ افْتِرَاقَ الشَّمْلِ إِلحَادُ مَا عُذْرُنَا إِنْ بَقِينَا أُمَّةً شِيَعَاً * لِكُلِّ جَيْشٍ بِهَا جُنْدٌ وَقُوَّادُ في كُلِّ وَادٍ لِلاِسْتِعْمَارِ قَاعِدَةٌ * لَهَا أَسَاسَانِ تَدْمِيرٌ وَإِفْسَادُ عَجَائِبُ الدَّهْرِ لاَ تُحْصَى وَأَعْجَبُهَا * أَنْ يُخْلِيَ الْغَابَ لِلذُّؤْبَانِ آسَادُ كَادَ الأَعَادِي لَنَا يَوْمَ اللِّقَاءِ وَلَوْ * أَنَّا وَقَفْنَا لَهُمْ صَفَّاً لَمَا كَادُواْ الضَّعْفُ أَوْجَدَ إِسْرَائِيلَ مِن عَدَمٍ * وَلَنْ يَدُومُ لإِسْرَائِيلَ إِيجَادُ وَإِنَّمَا الْقَدَرُ المحْتُومُ لاَحِقُهُمْ * يَوْمَاً وَلِلْقَدَرِ المحْتُومِ مِيعَادُ إِنيِّ أُسِيءُ إِلى الأَوْغَادِ قَاطِبَةً * إِنْ قُلْتُ عَن عُصْبَةِ الصِّهْيُونِ أَوْغَادُ

هُمْ أَحْرَزُواْ النَّقْصَ حَتىَّ مَا لِغَيرِهِمُ * في النَّقْصِ نُونٌ وَلاَ قَافٌ وَلاَ صَادُ أَبْنَاءَ يَعْرُبَ ذُودُواْ عَنْ كَرَامَتِكُمْ * إِنَّ الكَرِيمَ عَنِ الأَعْرَاضِ ذَوَّادُ الَّلاَجِئُونَ سِقَامٌ في مَفَاصِلِنَا * وَلاَ شِفَاءَ لَهُ إِلاَّ إِذَا عَادُواْ أَلقُواْ بِصِهْيُونَ في عُرْضِ الفَلاَةِ فَهُمْ * مِن عَهْدِ فِرْعَوْنَ أَفَّاقُونَ شُرَّادُ يَا يَوْمَ رَدِّ فِلَسْطِينَ السَّلِيبَةِ مَا * لِلْعُرْبِ غَيرُكَ في الأَيَّامِ أَعْيَادُ لاَ يحْسَبُ القَوْمُ أَنَّ نِسَاءَ نَا عَقِمَتْ * شَعْبُ العُرُوبَةِ لِلأَبْطَالِ وَلاَّدُ لاَ زَالَ فِينَا وَإِنْ طَالَ الزَّمَانُ بِنَا * لِخَالِدٍ وَصَلاَحِ الدِّينِ أَنْدَادُ في السِّلْمِ لَوْ سُئِلُواْ أَمْوَالَهُمْ بَذَلُواْ * في الحَرْبِ لَوْ سُئِلُواْ أَرْوَاحَهُمْ جَادُواْ {محْمُود غُنَيْم 0 بِتَصَرُّف}

يَا ابْنَةَ الإِسْلاَمِ يَا أَنْدَلُسِيَّة * لَمْ تَزَلْ فِيكِ مِنَ الْعُرْبِ بَقِيَّة حُرَّةٌ شَامخَةُ الرَّأْسِ أَبِيَّة * لَمْ تُفَرِّقْهَا مَسَاعٍ أَجْنَبِيَّة {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي بِتَصَرُّف} وَمِمَّا كَتَبْتُهُ تَعْلِيقَاً عَلَى خَبرِ الإِعْلاَنِ عَنْ قِيَامِ الدَّوْلَةِ الفِلَسْطِينِيَّة: إِنَّ المُشْكِلَةَ لَيْسَتْ في كَلِمَةٍ تُقَال، أَوْ صَيْحَةٍ تُطْلَق، وَإِنَّمَا هِيَ في حَالٍ مَرِير، يحْتَاجُ إِلى تَغْيِير 00 وَهَلْ يخْرِجُ الأَمْوَاتَ مِن أَجْدَاثِهِمْ * إِذَا سُمِّيَتْ بِاسْمِ القُصُورِ المَقَابِرُ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} أَمَّا المُغَفَّلُونَ الَّذِينَ يَتَحَدَّثُونَ عَنِ السَّلاَمِ وَالصُّلْح؛ أَيُّ سَلاَمٍ مَعَ مَنْ تَعَدَّواْ عَلَى المُقَدَّسَاتِ وَالأَعْرَاضِ وَالحُرُمَات 00؟!

طَرِيقُ الْعَوْدَة إِنَّ ضَعْفَ المُسْلِمِينَ الْيَوْمَ لَمْ يَعُدْ عَلَيْنَا خَافِيَاً، شِئْنَا أَمْ أَبَيْنَا 00 عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " يَا مَعْشَرَ المُهَاجِرِين، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنّ، وَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ في قَوْمٍ قَطُّ حَتىَّ يُعْلِنُوا بِهَا؛ إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ في أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا المِكْيَالَ وَالمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُواْ بِالسِّنِين؛ وَشِدَّةِ المَئُونَة،

وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُواْ زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ؛ إِلاَّ مُنِعُواْ الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاء، وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُواْ، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ وَعَهْدَ رَسُولِه؛ إِلاَّ سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِمْ عَدُوَّاً مِن غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُواْ بَعْضَ مَا في أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ الله، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ الله؛ إِلاَّ جَعَلَ اللهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَفي سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِأَرْقَام: 7978، 106، 4019]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:" إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَر، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْع، وَتَرَكْتُمُ الجِهَاد؛ سَلَّطَ اللهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُه، حَتىَّ تَرْجِعُواْ إِلى دِينِكُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (423، 11)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 3462] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا ظَهَرَ الزِّنَا وَالرِّبَا في قَرْيَةٍ؛ فَقَدْ أَحَلُّواْ بِأَنْفُسِهِمْ عَذَابَ الله " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 2261، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (681)، رَوَاهُ الطَّبَرَنيّ]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا ظَهَرَ السُّوءُ في الأَرْض؛ أَنْزَلَ اللهُ بَأْسَهُ بِأَهْلِ الأَرْض، وَإِنْ كَانَ فِيهِمْ قَوْمٌ صَالحُون؛ يُصِيبُهُمْ مَا أَصَابَ النَّاس، ثُمَّ يَرْجِعُونَ إِلى رَحْمَةِ اللهِ وَمَغْفِرَتِه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (682، 1372)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيُّ وَأَبُو نُعَيْم] عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالمَعَاصِي يَقْدِرُونَ أَنْ يُغَيِّرُواْ عَلَيْهِمْ وَلاَ يُغَيِّرُواْ إِلاَّ أَصَابَهُمُ اللهُ بِعِقَابٍ قَبْلَ أَنْ يَمُوتُواْ " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّانَ بِرَقْم: 300]

وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّة لَقَدْ قَالَ اللهُ: {وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّة} {الأَنْفَال/60} فَأَعْدَدْنَا الرَّقْصَ وَالطَّرَب، وَقِلَّةَ الحَيَاءِ وَسُوءَ الأَدَب، فَلاَ غَرَابَةَ فِيمَا أَصَابَنَا وَلاَ عَجَب 00 عَن أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا تَرَكَ قَوْمٌ الجِهَادَ إِلاَّ عَمَّهُمُ اللهُ بِالْعَذَاب " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (2663)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط] فَالجَبَان؛ لَيْسَ لَهُ مَكَان، في هَذَا الزَّمَان 00 وَمَنْ ضَمَّ في جَنْبَيْهِ قَلْبَ نَعَامَةٍ * فَلاَ يَنْتَظِرْ إِلاَّ وُثُوبَ الضَّرَاغِمِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي}

حَقٌّ بِأَقْصَى العَالَمِينَ وَقُوَّةٌ * يَتَنَازَعَانِ فَمَن هُنَاكَ الفَائِزُ قَالُواْ السَّلاَمُ فَقُلْتُ بِضْعَةُ أَحْرُفٍ * أَمَّا طِبَاعُ النَّاسِ فَهْيَ غَرَائِزُ مَا دُمْتَ في دُنيَاكَ صَاحِبَ قُوَّةٍ * فَجَمِيعُ مَا تَهْوَاهُ شَيْءٌ جَائِزُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر 0 بِتَصَرُّف} فَإِنيِّ رَأَيْتُ الحَقَّ إِنْ لَمْ تُتَحْ لَهُ * كَتَائِبُ يخْشَى بَأْسُهَا فَهْوَ بَاطِلُ فَلاَ تحْسَبنَّ الحَقَّ يَنْفَعُ وَحْدَهُ * إِذَا مِلْتَ عَنهُ فَهْوَ لاَ شَكَّ مَائِلُ لَعَمرُكَ لَوْ أَغْنى عَنِ الحَقِّ أَنَّهُ * هُوَ الحَقُّ مَا قَامَ الرَّسُولُ يُقَاتِلُ مِنَ العَقْلِ أَنْ لاَ يَطْلُبَ الحَقَّ عَاجِزٌ * فَلَيْسَ عَلَى وَجْهِ البَسِيطَةِ عَادِلُ فَهَلاَّ نَهَضْتُمْ كُلُّكُمْ وَكَأَنَّمَا * سَيَقْتُلْكُمُ الأَعْدَاءُ إِنْ لَمْ تُقَاتِلُواْلُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر 0 بِتَصَرُّف}

مَن عَاشَ بَينَ الكلاَبْ * لاَ بُدَّ لَهُ مِنْ نَابْ وَمَنْ لاَ ظُفْرَ لَهُ * تَظْفَرُ بِهِ الذِّئَابْ {فِكْرَةٌ لأَمِيرِ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي قُمْتُ بِنَظْمِهَا عَلَى بحْرٍ آخَر} هَلْ بَاتَ يُغْني أَنْ يُقَالَ لَهَا اسْلَمِي * إِنْ صَحَّ ذَلِكَ فَاسْلَمِي ثُمَّ اسْلَمِي يَا قَوْمِ إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ * لاَ يَسْتَجِيبُ إِلى دُعَاءِ النُّوَّمِ اليَوْمَ أَلْسِنَةُ المَدَافِعِ وَحْدَهَا * مَقْبُولَةُ الدَّعَوَاتِ طَاهِرَةُ الفَمِ وَالأَرْضُ لِلأَقْوَى المُنَاضِلِ وَحْدَهُ * لَيْسَتْ لأَتْقَاهُمْ وَلاَ لِلأَعْلَمِ وَالحَقُّ لَيْسَ بِبَالِغٍ جُودِيَّهُ * حَتىَّ نجُودَ لَهُ بِطُوفَانِ الدَّمِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} فَلَقَدْ أَصْبَحْنَا نَعِيشُ في عَالَم؛ مَلِيءٍ بِالمَظَالِم 00!!

وَطَني طَرِيحٌ كَالمُصَابِ بِفَرْشِهِ * وَالدَّاءُ يَطْلُبُ مِبْضَعَاً لاَ مَرْهَمَا قَالُواْ السَّلاَمُ فَقُلْتُ لَفْظٌ لَمْ أَجِدْ * عَنهُ كَأَلْسِنَةِ اللهِيبِ مُتَرْجِمَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} لَمْ أَلْقَ أَعْدَلَ مِنْ قَذِيفَةِ مِدْفَعٍ * حُكْمَاً وَأَخْطَبَ مِنْ لِسَانِ النَّارِ ********* نَارٌ عَلَى جَنَبَاتِ النِّيلِ تحْتَدِمُ * فَلْيُنْصِفِ السَّيْفُ إِنْ لَمْ يُنْصِفِ الكَلِمُ إِنيِّ رَأَيْتُ طِلاَبَ الحَقِّ مَضْيَعَةً * لِلْوَقْتِ إِنْ لَمْ تَذُدْ عَن حَوْضِهِ الهِمَمُ ********* قُلْنَا وَأَصْغَى السَّامِعُونَ طَوِيلاَ * خَلُّواْ المَنَابِرَ لِلسُّيُوفِ قَلِيلاَ لُغَةُ الأَعَادِي مِنْ دَمٍ أَحْبَارُهَا * فَلتَقْرَءُ واْ دِيوَانَ إِسْرَائيلاَ قَالُواْ مُفَاوَضَةٌ فَقُلْتُ لَهُمْ مَتى * أَجْدَتْ مُفَاوَضَةُ اللِّئَامِ فَتِيلاَ

سَئِمَ الفُؤَادُ الزُّورَ وَالتَّضْلِيلاَ * لاَ نَرْتَضِي غَيْرَ الجِهَادِ سَبِيلاَ سَبْعُونَ عَامَاً بِالمَذَلَّةِ قَدْ مَضَتْ * نَشْكُو عَدُوَّاً في البِلاَدِ نَزِيلاَ كِدْنَا إِذَا ذَكَرَ الجَلاَءَ تَكَرُّمَاً * نَجْرِي لِنُوسِعَ كَفَّهُ تَقْبِيلاَ قَتَلُواْ الشُّيُوخَ العَاجِزِينَ وَأَعْمَلُواْ * في النِّسْوَةِ التَّعْذِيبَ وَالتَّنْكِيلاَ وَلَرُبَّ طِفْلٍ مُزِّقَتْ أَوْصَالُهُ * قَدْ أَمْطَرُوهُ بِالرَّصَاصِ سُيُولاَ يَا أُخْتَ عَمُّورِيَّةٍ لَبَّيْكِ قَدْ * دَقَّتْ حُمَاتُكِ لِلْحُرُوبِ طُبُولاَ نَادَيْتِ مُعْتَصِمَاً فَكَانَ جَوَابُهُ * جَيْشَاً شَرُوبَاً لِلدِّمَاءِ أَكُولاَ يَتَسَابَقُونَ إِلى الطِّعَانِ كَأَنَّمَا * يَجِدُونَ مُرَّ مَذَاقِهِ مَعْسُولاَ الطَّعْنَةُ النَّجْلاَءُ تَحْكِى عِنْدَهُمْ * طَرْفَاً غَضِيضَاً جَفْنُهُ مَكْحُولاَ

وَيَكَادُ يَحْسِبُهَا الجَرِيحُ بِجِسْمِهِ * ثَغْرَاً فَيُومِئُ نَحْوَهُ تَقْبِيلاَ مَا كَانَ بِالأَلْفَاظِ جَرْسُ جَوَابِهِ * بَلْ كَانَ قَعْقَعَةً وَكَانَ صَلِيلاَ فَلَقَدْ بَحَثْتُ عَنِ السَّلاَمِ فَلَمْ أَجِدْ * كَإِرَاقَةِ الدَّمِ بِالسَّلاَمِ كَفِيلاَ يَا قَوْمِ جِدُّواْ وَاعْمَلُواْ فَعَدُوُّنَا * لاَ يَعْرِفُ التَّصْفِيقَ وَالتَّهْلِيلاَ السَّيْفُ مِفتَاحُ الطَّرِيقِ إِلى العُلاَ * تَعِسَ الَّذِي يَبْغِي سِوَاهُ بَدِيلاَ مَنْ يَسْتَدِلُّ عَلَى الحُقُوقِ فَلَنْ يَرَى * مِثْلَ السُّيُوفِ عَلَى الحُقُوقِ دَلِيلاَ {أَكْثَرُ مِنْ نِصْفِهَا لمحْمُود غُنيم بِتَصَرُّف، وَالْبَاقِي لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي أَيْضَاً بِتَصَرُّف} نَعَمْ غَضِبَتْ أُمَّتُنَا، وَلَكِنْ لِلأَسَف: فَمَا افْتَرَقَتْ لِغَضْبَتِهِ الثُّريَّا * ولاَ اجْتَمَعَتْ لِذَاك بَنَاتُ نَعْشٍ

لَيْسَ بِالمُظَاهَرَاتِ وَالشِّعَارَات، وَلَكِنْ بِالاَخْتِرَاعَاتِ وَالمُبْتَكَرَات هَلْ بِالمُظَاهَرَاتِ وَالهُتَافَاتِ سَنُعِيدُ حُقُوقَنَا 00؟! عَرَفَ العَالَمُ كُلُّهُ أَنَّنَا غِضَابٌ لِمَا يحْدُثُ في فِلَسْطِين، لَكِنَّهَا عَفْوَاً غَضْبَةُ القِطَط، لاَ غَضْبَةَ الأُسُود؛ فَمَاذَا فَعَلَ الفِلِسْطِينِيُّونَ بِغَضَبِنَا 00؟! تحْلُو ليَ الإِجَابَةُ بِهَذِهِ القَصِيدَةِ الجَذَّابَة، الَّتي قَالَهَا شَاعِرُنَا الأَكْبر / الأُسْتَاذ محَمَّدٌ الأَسْمَر؛ عِنْدَمَا خَرَجَتْ جُمُوعُ المِصْرِيِّينَ تُنَدِّدُ بِالاَحْتِلاَل، وَتُبَارِكُ جُهُودَ الحُكُومَةِ لحُصُولِهَا مِنَ المحْتَلِّ عَلَى تَصْرِيح [28] فَبرَايِر الكَذَّاب، الَّذِي ظَاهِرُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَبَاطِنُهُ فِيهِ العَذَاب، فَقَالَ هَذَا الشَّاعِرُ يُنَبِّهُ الشَّبَاب:

وَيْحَ الَّذِينَ اسْتَعْذَبُواْ أَوْهَامَهُمْ * وَمَشَواْ وَرَاءَ زَخَارِفِ الأَقْوَالِ هَلاَّ سَمِعْتُمْ أَوْ رَأَيْتُمْ أُمَّةً * نَالَتْ مَآرِبَهَا بِغَيرِ قِتَالِ قَالُواْ اسْتَقَلَّ النِّيلُ قُلتُ كَذَبْتُمُ * يَا نِيلُ هَلْ أَحْسَسْتَ بِاسْتِقْلاَلِ مَا كُلُّ شَعْبٍ مُسْتَقِلٍّ مُطْلَقَاً * بَلْ بَعْضُ الاَسْتِقْلاَلِ طَيْفُ خَيَالِ بِالجَيْشِ تَمْتَنِعُ البِلاَدُ وَهَلْ تَرَى * مِن غَابَةٍ عَزَّتْ بِلاَ رِئْبَالِ فَابْنُواْ مِنَ الأَفْعَالِ أَعْظَمَ دَوْلَةٍ * وَدَعُواْ المَقَالَ فَلاَتَ حِينَ مَقَالِ ضُمُّواْ الصُّفُوفَ إِلى الصُّفُوفِ وَجَنِّبُواْ * أَرْضَ العُرُوبَةِ ثَوْرَةَ الجُهَّالِ لَمْ يجْلِبِ المُتَظَاهِرُونَ عَلَى الحِمَى * شَيْئَاً سِوَى الفَوْضَى وَسُوءِ الحَالِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر 0 بِتَصَرُّف}

وَاسْمَعْ إِلَيْهِ وَهُوَ يَتَهَكَّمُ عَلَى بَعْضِ شِعَارَاتِهِمْ، الَّتي جَعَلُوهَا شُغْلَهُمُ الشَّاغِل: وَهِيَ مُقَاطَعَةُ بَضَائِعِ المُسْتَعْمِر، وَبَدَلاً مِن أَنْ تُصْبِحَ بَعْضَ حُلُولهِمْ صَارَتْ كُلَّ حُلُولهِمْ: النَّصْرُ في الأَسْوَاقِ لاَ في غَيرِهَا * وَأَرَى قِتَالَ السُّوقِ خَيرَ قِتَالِ ظَهَرَتْ مَيَادِينُ القِتَالِ فَحَارِبُواْ * أَعْدَاءَكُمْ فِيهَا بِسَيْفِ المَالِ وَدَعُواْ تجَارَتهُمْ فَلاَ تَتَعَامَلُواْ * مَعْهُمْ بِقِنْطَارٍ وَلاَ مِثْقَالِ فَشِلَ الجِدَالُ فَهَيِّؤُواْ لِبِلاَدِكُمْ * عَمَلاً نُؤَدِّيهِ بِغَيرِ جِدَالِ لَوْ أَنَّ قَوْمَاً أَدْرَكُواْ آمَالَهُمْ * بِالقَوْلِ نِلْنَا أَعْظَمَ الآمَالِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر 0 بِتَصَرُّف} فَإِذَا الضَّلاَلُ طَغَى عَلَى صَوْتِ الهُدَى * فَالسَّيْفُ بَعْضُ وَسَائِلِ الإِقْنَاعِ *********

مَتى تَنْتَظِرْ مِنْ دَوْلَةٍ أَوْ جَمَاعَةٍ * مُؤَازَرَةً تُمْسِكْ بِأَوْهَامِ حَالِمِ فَكُلُّهُمُ في الجَوْرِ غَرْبٌ وَتحْتَهُمْ * يُعَالِجُ محْكُومٌ سَلاَسِلَ حَاكِمِ لُصُوصٌ عَلَى أَدْنى خِلاَفٍ تَرَاهُمُ * عَلاَ صَوْتهُمْ حَوْلَ اقْتِسَامِ الغَنَائِمِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي 0 بِتَصَرُّفٍ في الْبَيْتِ الأَخِير} وَكَعْكَةُ العِرَاقِ خَيرُ دَلِيلٍ عَلَى ذَلِك 00 لاَ زَالَ هَذَا العِلْجُ يحْسِبُ أَنَّنَا * بَقَرٌ تُدِرُّ عَلَيْهِ بِالأَلْبَانِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} وَكَأَنيِّ بِالعِرَاقِيِّينَ لَوِ اسْتُنْطِقُواْ لَنَطَقُواْ قَائِلِينَ في هَؤُلاَءِ الْقَرَاصِنَة: يَلُومُونَنَا جَهْلاً بحُبِّ انْجِلْتِرَا * وَنحْنُ لَعَمْرِي اليَوْمَ بِالحُبِّ أَخْلَقُ

أَمِنَّا اللُّصُوصَ بِهَا عَلَى أَوْطَانِنَا * فَمَا تَرَكَتْ شَيْئَاً بِبَغْدَادَ يُسْرَقُ {إِلْيَاس فَرَحَات} وَطَمَعُ الغَرْبِ في بِلاَدِ المَشْرِقِ لَيْسَ غَرِيبَاً وَلاَ جَدِيدَاً، فَقَبْلَ أَنْ يَطْمَعُواْ في العِرَاق؛ طَمِعُواْ مِنْ قَبْلُ في قَنَاةِ السُّوَيْسِ المِصْرِيَّة، وَاسْتَكْثَرُوهَا عَلَى المِصْرِيِّين، وَكُلُّنَا يَذْكُرُ العُدْوَانَ الثُّلاَثِيَّ عَلَى مِصْر، وَمِن أَرْوَعِ مَا قِيلَ في هَذَا العُدْوَانِ الغَاشِمِ قَوْلُ هَاشِمٍ الرِّفَاعِي: بمِدْفَعِهِ المَغْرُورُ قَدْ صَالَ وَاعْتَدَى * وَرَاحَ عَلَيْنَا بِالقَذَائِفِ وَاغْتَدَى وَحِينَ كَشَفْنَا لِلأَنَامِ قِنَاعَهُ * وَعُرِّيَ عَنْ ثَوْبِ الدَّهَاءِ الَّذِي ارْتَدَى أَقَامَ لَنَا النِّيرَانَ في كُلِّ مَوْطِنٍ * وَإِنْ تَكُ نَارَاً قَدْ أَضَاءَتْ لَنَا الغَدَا

وَحَاوِلُ بِالتَّهْدِيدِ إِذْلاَلَ أُمَّةٍ * وَإِلْقَاءَ شَعْبٍ في الهَوَانِ وَفي الرَّدَى تخَاذُلُنَا وَلَّى مَعَ الأَمْسِ لَمْ نَعُدْ * عَبِيدَاً وَكَمْ ذَا يَصْنَعُ الخَوْفُ سَيِّدَا قَنَاتي وَفي أَرْضِي وَجَدِّي لحَفْرِهَا * أَكَبَّ عَلَى الصَّحْرَاءِ بِالفَأْسِ مجْهَدَا وَفَوْقَ ثَرَاهَا فَاضَ مَاءُ جَبِينِهِ * وَأَدْمَى لَهُ جَلاَّدُهُ الظَّهْرَ وَاليَدَا فَلاَ صَلُحَتْ هَذِي القَنَاةُ وَلاَ جَرَتْ * لِصَالِحِ قَوْمٍ لاَ يَمُرُّونَ سُجَّدَا كَذَلِكَ نَحْمِي النِّيلَ مِنْ كُلِّ طَامِعٍ * وَنَسْعَى إِلى الهَيْجَاءِ كَهْلاً وَأَمْرَدَا طَلَبْنَا حَيَاةً في سَلاَمٍ فَلَمْ نجِدْ * مجَالاً لِكَيْ يَبْقَى لَنَا السَّيْفُ مُغْمَدَا وَوَضْعُ النَّدَى في مَوْضِعِ السَّيْفِ مُفْسِدٌ * تمَامَاً كَوَضْعِ السَّيْفِ في مَوْضِعِ النَّدَى

{الْقَصِيدَةُ لِلشَّاعِرِ الْعَظِيم / هَاشِم الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف، بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَخِيرِ فَهُوَ لِلْمُتَنَبيِّ} وَقَالَ أَيْضَاً مُرَحِّبَاً بِإِلغَاءِ مُعَاهَدَةِ {1936} وَمُنَدِّدَاً بِالمُسْتَعْمِرِ الإِنجِلِيزِيِّ قَائِلاً: نَبْعُ الجِهَادِ يَفِيضُ مِنْ وَادِيكِ * وَسَنَا الخُلُودِ يَشِعُّ مِنْ مَاضِيكِ وَإِلَيْكِ يَنْتَسِبُ الفَخَارُ وَكَيْفَ لاَ * يَا مِصْرُ وَالنِّيلُ العَظِيمُ أَبُوكِ شَيَّدْتِ لِلدُّنيَا صُرُوحَ حَضَارَةٍ * وَأَنَارَ لَيْلَ العَالَمِينَ بَنُوكِ وَبِصَفْحَةِ التَّارِيخِ كَمْ لَكِ أَحْرُفٍ * قَدْ سَطَّرُوهَا بِالدَّمِ المَسْفُوكِ لَكِ في سِجِلِّ المجْدِ ذِكْرٌ مُشْرِقٌ * سَيَظَلُّ تَاجَاً خَالِدَاً يَعْلُوكِ لَوْ تَنْطِقُ الأَهْرَامُ يَوْمَاً لاَنْبرَتْ * تَرْوِي حَدِيثَ المجْدِ عَن أَهْلِيكِ

فَإِلاَمَ نَخْضَعُ أَوْ نَلِينُ لِعُصْبَةٍ * يَا مِصْرُ في الأَغْلاَلِ قَدْ وَضَعُوكِ إِنَّا لَنَأْبى أَنْ نَعِيشَ أَذِلَّةً * وَيَظَلُّ وَادِي النِّيلِ كَالمَمْلُوكِ لعِصَابَةٍ لِلسُّوءِ عَاشُواْ عَالَةً * في كُلِّ قُطْرٍ عِيشَةَ الصُّعْلُوكِ ثُمَّ يُخَاطِبُ إِنْجِلْتِرَا قَائِلاً: أَوَلَيْسَ في " دِنْكَرْكَ " فِتْيَةُ هِتْلَرٍ * يَا دَوْلَةَ الجُبَنَاءِ قَدْ صَفَعُوكِ لَوْلاَ مُؤَازَرَةٌ مِنَ الحُلَفَاءِ مَا * نِلْتِ المُنى يَا لَيْتَهُمْ تَرَكُوكِ يَا مِصْرُ لَمْ تَكُنِ المُعَاهَدَةُ الَّتي * قُطِعَتْ سِوَى قَيْدٍ لَنَا محْبُوكِ حَتىَّ اسْتَبَانَ النُّورُ وَانْقَشَعَ الدُّجَى * وَعَرَفْتِ أَنَّ الْقَوْمَ قَدْ خَدَعُوكِ ********* أُوْلَئِكَ تُجَّارُ الحُرُوبِ إِذَا مَحَواْ * بِتَضْلِيلِهِمْ لِلنَّاسِ شَرَّاً تَجَدَّدَا

تَرَنَّحَ رُكْنُ الأَمْنِ تحْتَ لِوَائِهِمْ * وَإِنْ شَغَلُواْ في مجْلِسِ الأَمْنِ مَقْعَدَا تَتَبَّعْ طِبَاعَ الغَرْبِ في غيْرِهِ تجِدْ * تَشَاحُنَ أَطْمَاعٍ ولُؤْمَاً مُجَسَّدَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} هَيْئَةُ الرِّمَمِ المُتَّحِدَة إِنَّ الأُمَمَ المُتَّحِدَةَ لَوْ كَانَتْ صَانِعَةً شَيْئَاً لَصَنَعَتْ لِلفِلَسْطِينِيِّين، أَوْ لِلْعِرَاقِيِّين؛ لَكُمُ اللهُ يَا أَحْبَاب 0 أَوَتِ الذِّئَابُ إِلى مَضَاجِعِكُمْ وَأَنْتُمْ بِالْعَرَاءْ وَعُيُونُكُمْ حَيرَى تُفَتِّشُ عَنْ مَفَاتِيحِ الرَّجَاءْ وَقُلُوبُكُمْ وَلْهَى مُسَعَّرَةٌ تَفُورُ بِهَا الدِّمَاءْ صَدَّقْتُمُ بَعْضَ الْوُعُودِ وَمَا الْوُعُودُ سِوَى هُرَاءْ {إِلْيَاس فَرَحَات} وَتَأَلَّفَتْ دَارُ الْقَضَاءِ وَكَانَ مِنْ مَأْسَاتِهَا أَنَّ الأُلىَ ارْتَكَبُواْ الجَرِيمَةَ مِنْ كِبَارِ قُضَاتِهَا

لاَ دَرَّ دَرُّ يَوْمٍ اتخَذْنَا فِيهِ المُضِلِّينَ عَضُدَا 00 لَمَّا سَأَلْتُ عَنِ الحَقِيقَةِ قِيلَ لي * الحَقُّ مَا اتَّفَقَ السَّوَادُ عَلَيْهِ فَعَجِبْتُ كَيْفَ ذَبحْتُ ثَوْرِيَ في الضُّحَى * وَالهِنْدُ سَاجِدَةٌ هُنَاكَ لَدَيْه أَنُجِيزُ حُكْمَ الأَكْثَرِيَّةِ مِثْلَمَا * يَرْضَى الصَّغِيرُ الظُّلْمَ مِن أَبَوَيْهِ إِمَّا لِغُنمٍ يَرْتجِيهِ مِنهُمَا * أَوْ خِيفَةً مِن أَنْ يُسَاءَ إِلَيْهِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} وَكَأَنِّي بِقَائِلٍ؛ يَسْتَنْكِرُ عَلَيْنَا حَتىَّ الدُّعَاءَ عَلَيْهِمْ؛ وَهَذَا أَقُولُ لَهُ: يَا مَنْ تُنَاقِشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيد؛ إِنَّكَ لأَنْتَ الحَلِيمُ الرَّشِيد 00 اسْكُتْ فَلَمْ تَرَ عَيْنَاكَ الَّذِي صَنَعَتْ * ذَاتُ الأَسَاطِيلِ مِن أَهْوَالِهَا فِينَا

أَجْرَتْ مَرَاكِبَهَا مَشْحُونَةً قَذَرَاً * وَأَفْرَغَتْهَا يَهُودَاً في فِلَسْطِينَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} طَبِيعَةُ اليَهُود عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْلاَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يخْنَزِ اللَّحْم، وَلَوْلاَ حَوَّاءُ لَمْ تَخُن أُنْثَى زَوْجَهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3399 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1470 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ آمَنَ بي عَشَرَةٌ مِنَ اليَهُودِ لآمَنَ بي اليَهُود " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3941 / فَتْح] وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً في رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَوْ تَابَعَني عَشَرَةٌ مِنَ اليَهُود؛ لَمْ يَبْقَ عَلَى ظَهْرِهَا يَهُودِيٌّ إِلاَّ أَسْلَم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2793 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ اليَهُودَ كَانُواْ يَقُولُونَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: سَامٌ عَلَيْك، ثُمَّ يَقُولُونَ في أَنْفُسِهِمْ: لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا اللهُ بِمَا نَقُول؛ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَة: {وَإِذَا جَاءوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ وَيَقُولُونَ في أَنْفُسِهِمْ لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا اللهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ المَصِير} {المجَادَلَة/8} " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6589، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ يَهُودِيَّاً رَضَّ رَأْسَ جَارِيَةٍ بَيْنَ حَجَرَيْن، قِيلَ مَنْ فَعَلَ هَذَا بِكِ 00؟ أَفُلاَن 00؟ أَفُلاَن 00 حَتىَّ سُمِّيَ اليَهُودِيّ 00؟ فَأَوْمَأَتْ بِرَأْسِهَا، فَأُخِذَ اليَهُودِيُّ فَاعْتَرَف؛ فَأَمَرَ بِهِ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُضَّ رَأْسُهُ بَينَ حَجَرَيْن " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2413 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1672 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: عَدَا يَهُودِيٌّ في عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَارِيَة، فَأَخَذَ أَوْضَاحَاً كَانَتْ عَلَيْهَا ـ أَيْ أَخَذَ حُلِيَّهَا ـ وَرَضَخَ رَأْسَهَا، فَأَتَى بِهَا أَهْلُهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ في آخِرِ رَمَقٍ وَقَدْ أُصْمِتَتْ ـ أَيْ أُسْكِتَتْ ـ فَقَالَ لهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" مَنْ قَتَلَكِ 00 فُلاَن " 00 لِغَيْرِ الَّذِي قَتَلَهَا 00؟ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَنْ لاَ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ آخَرَ غَيْرِ الَّذِي قَتَلَهَا 00؟

فَأَشَارَتْ أَنْ لاَ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَفُلاَنٌ " لِقَاتِلِهَا 00؟ فَأَشَارَتْ أَنْ نَعَمْ، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُضِخَ رَأْسُهُ بَيْنَ حَجَرَيْن " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5295 / فَتْح] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " قَاتَلَ اللهُ اليَهُود؛ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِمُ الشُّحُومَ فَبَاعُوهَا وَأَكَلُواْ أَثْمَانَهَا " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2224 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ وَاللَّفْظُ لَهُ بِرَقْم: 1583 / عَبْد البَاقِي]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: كَانَ اليَهُودُ يُسَلِّمُونَ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُون: السَّامُ عَلَيْك ـ وَالسَّامُ أَيِ المَوْت ـ فَفَطِنَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا إِلى قَوْلِهِمْ فَقَالَتْ: عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَة، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَهْلاً يَا عَائِشَة؛ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ في الأَمْرِ كُلِّه " 0 فَقَالَتْ: يَا نَبيَّ الله؛ أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا يَقُولُون " 00؟ [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6395 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2165 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:" مَرَّ يَهُودِيٌّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: السَّامُ عَلَيْك؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَعَلَيْك، أَتَدْرُونَ مَا يَقُول " 00؟ قَالَ السَّامُ عَلَيْك " 00 قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ أَلاَ نَقْتُلُهُ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ، إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الكِتَاب؛ فَقُولُواْ وَعَلَيْكُمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6926 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2163 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اليَهُودَ إِذَا سَلَّمُواْ عَلَى أَحَدِكُمْ، إِنَّمَا يَقُولُونَ سَامٌ عَلَيْك؛ فَقُلْ عَلَيْك " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6928 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2164 / عَبْد البَاقِي]

وَيُسْتَفَادُ مِنَ الحَدِيثَينِ شَيْءٌ آخَر: أَنَّ مَنْ سَلَّمَ عَلَيْنَا مِن أَهْلِ الكِتَابِ فَقَالَ السَّام عَلَيْكُمْ؛ نَقُولُ وَعَلَيْكُمْ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْنَا مِن أَهْلِ الكِتَابِ فَقَالَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ؛ نَقُولُ وَعَلَيْكُمُ السَّلاَم؛ لِعُمُومِ قَوْلِهِ تَعَالى: {وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبَا} {النِّسَاء/86} تحْرِيفُ اليَهُودِ لِكِتَابِ الله عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ اليَهُودَ جَاءواْ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ وَامْرَأَةٍ قَدْ زَنَيَا؛ فَقَالَ لهُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " كَيْفَ تَفْعَلُونَ بمَنْ زَنى مِنْكُمْ " 00؟

قَالُواْ: نُحَمِّمُهُمَا وَنَضْرِبُهُمَا، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ تَجِدُونَ في التَّوْرَاةِ الرَّجْم " 00؟ فَقَالُواْ: لاَ نجِدُ فِيهَا شَيْئَاً؛ فَقَالَ لهُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ: كَذَبْتُمْ؛ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين، فَوَضَعَ مِدْرَاسُهَا الَّذِي يُدَرِّسُهَا مِنْهُمْ كَفَّهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْم، فَطَفِقَ يَقْرَأُ مَا دُونَ يَدِهِ وَمَا وَرَاءَهَا ـ أَيْ فَأَخَذَ يَقْرَأُ مَا فَوْقَهَا وَمَا تحْتَهَا ـ وَلاَ يَقْرَأُ آيَةَ الرَّجْم، فَنَزَعَ ـ أَيْ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ ـ يَدَهُ عَن آيَةِ الرَّجْم، فَقَالَ مَا هَذِهِ 00؟

فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَالُواْ: هِيَ آيَةُ الرَّجْم؛ فَأَمَرَ بِهِمَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُجِمَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4556 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1699 / عَبْد البَاقِي] عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مُرَّ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَهُودِيٍّ محَمَّمَاً مجْلُودَاً؛ فَدَعَاهُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال:" هَكَذَا تَجِدُونَ حَدَّ الزَّاني في كِتَابِكُمْ " 00؟ قَالُواْ نَعَمْ؛ فَدَعَا رَجُلاً مِنْ عُلَمَائِهِمْ فَقَال:" أَنْشُدُكَ بِاللهِ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى؛ أَهَكَذَا تَجِدُونَ حَدَّ الزَّاني في كِتَابِكُمْ " 00؟

قَالَ لاَ، وَلَوْلاَ أَنَّكَ نَشَدْتَني بهَذَا لَمْ أُخْبِرْك، نجِدُهُ الرَّجْم، وَلَكِنَّهُ كَثُرَ في أَشْرَافِنَا؛ فَكُنَّا إِذَا أَخَذْنَا الشَّرِيفَ تَرَكْنَاه، وَإِذَا أَخَذْنَا الضَّعِيفَ أَقَمْنَا عَلَيْهِ الحَدّ؛ قُلْنَا: تَعَالَوْا فَلْنجْتَمِعْ عَلَى شَيْءٍ نُقِيمُهُ عَلَى الشَّرِيفِ وَالوَضِيع؛ فَجَعَلْنَا التَّحْمِيمَ وَالجَلْدَ مَكَانَ الرَّجْم؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اللهُمَّ إِنيِّ أَوَّلُ مَن أَحْيَا أَمْرَكَ إِذْ أَمَاتُوه " 00 فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِم؛ فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلّ:

{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ في الكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِن أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئَاً أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ في الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ في الآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم} {المَائِدَة/41}

يَقُولُ جَلَّ جَلاَلُهُ: ائْتُواْ محَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَإِنْ أَمَرَكُمْ بِالتَّحْمِيمِ وَالجَلْدِ فَخُذُوه، وَإِنْ أَفْتَاكُمْ بِالرَّجْمِ فَاحْذَرُواْ؛ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالى: {وَمَن لَّمْ يحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكَافِرُون} {المَائِدَة/44} {وَمَن لَّمْ يحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون} {المَائِدَة/45} {وَمَن لَّمْ يحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُون} {المَائِدَة/47} في الكُفَّارِ كُلُّهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1700 / عَبْد البَاقِي]

شَاعِرٌ وَأَمِير " وَمَاذَا يُضِيرُكُمْ مَا دُمْتُ لاَ أَكْتُبُ في السِّيَاسَة " 00؟! فَكَانُواْ كُلَّمَا قُلْتُ لهُمْ ذَلِك؛ يَشْتَدُّونَ في ضَرْبي وَيَقُولُونَ لي: أَتُرِيدُ أَنْ تُصْبِحَ أَنِيس مَنْصُور، أَمْ يُوسُف إِدْرِيس؟ يَا ابْنَ كَذَا وَكَذَا 00؟! وَمِمَّا شَفَّني وَجْدَاً كَرِيمٌ * يُحَاوِلُ قَهْرَهُ قِرْدٌ زَنِيمُ {ابْنُ حَيُّوس بِتَصَرُّف} وَتَرَكُوني في الحَجْزِ عَشْرَةَ أَيَّامٍ عَلَى البَلاَطِ في شَهْرِ طُوبَة؛ حَتىَّ أُصِبْتُ في أَضْلُعِي بِالرُّطُوبَة، ثُمَّ أَخْرَجُوني بَعْدَ حَجْزٍ طَوِيل؛ حَتىَّ يَتَأَكَّدُواْ مِنْ زَوَالِ لَوْنِ الكَدَمَاتِ مِنْ جَسَدِيَ النَّحِيل، إِلاَّ أَنَّ أُصْبُعِي كَانَتْ قَدْ كُسِرَتْ وَأُصِيبَتْ بِعَاهَةٍ مُسْتَدِيمَة؛ تَشْهَدُ عَلَى هَذِهِ الجَرِيمَة 00!!

{أَفَحُكْمَ الجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَن أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمَاً لِّقَوْمٍ يُوقِنُون} {المَائِدَة/50} " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في (سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ) بِرَقْم: 4494] سُبْحَانَ الله؛ كَانُواْ يَطْلُبُونَ العَدْلَ مِنَ المُسْلِمِينَ فَأَصْبَحَ المُسْلِمُونَ الْيَوْمَ هُمُ الَّذِينَ يَطْلُبُونَ العَدْلَ مِنهُمْ الْغَدْرُ بِالْعُهُود، وَالْكَذِبُ في الْوُعُود؛ مِنْ طَبِيعَةِ الْيَهُود إِنَّ الأَمْثَالَ الَّتي أُطْلِقَتْ عَلَى الْيَهُودِ لَمْ تَكُنْ مِنْ فَرَاغ، وَإِنَّمَا لِعِلَّة، في هَذِهِ المِلَّة، مِن هَذَا قَوْلُهُمْ: احْتَاجُواْ لِلْيَهُودِي * فَقَالَ الْيَوْمَ عِيدِي تَأَمَّلْ خَرْقَهُمْ لجَمِيعِ الاَتِّفَاقِيَّاتِ الَّتي أَبْرَمُوهَا مَعَ المُسْلِمِين: كَاتِّفَاقِيَّةِ أُوسْلُو، وَخَارِطَةِ الطَّرِيق إِلخ 0 مِنْ يَوْمِهِ اليَهُودِي * خَائِنٌ لِلْعُهُودِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} وَصَدَقَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى حَيْثُ قَال: {كُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْدَاً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ} {البَقَرَة/100}

عَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: كُنْتُ قَائِمَاً عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَجَاءَ حَبْرٌ مِن أَحْبَارِ الْيَهُودِ فَقَال: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا محَمَّد، فَدَفَعْتُهُ دَفْعَةً كَادَ يُصْرَعُ مِنْهَا، فَقَال: لِمَ تَدْفَعُني 00؟ فَقُلْتُ: أَلاَ تَقُولُ يَا رَسُولَ الله 00؟ فَقَالَ اليَهُودِيّ: إِنمَا نَدْعُوهُ بِاسْمِهِ الَّذِي سَمَّاهُ بِهِ أَهْلُه، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ اسْمِي محَمَّد، الَّذِي سَمَّاني بِهِ أَهْلي " 00 فَقَالَ اليَهُودِيّ: جِئْتُ أَسْأَلُك، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" أَيَنْفَعُكَ شَيْءٌ إِن حَدَّثْتُك " 00؟

قَالَ ـ أَيِ اليَهُودِيّ ـ أَسْمَعُ بِأُذْني، فَنَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعُودٍ مَعَهُ فَقَالَ " سَلْ " 0 فَقَالَ اليَهُودِيّ: أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَات 00؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هُمْ في الظُّلْمَةِ دُونَ الجِسْر " 0 قَال: فَمَن أَوَّلُ النَّاسِ إِجَازَة؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فُقَرَاءُ المُهَاجِرِين " 00 قَالَ اليَهُودِيّ: فَمَا تحْفَتُهُمْ حِينَ يَدْخُلُونَ الجَنَّة؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " زِيَادَةُ كَبِدِ النُّون " 00 قَالَ ـ أَيِ اليَهُودِيّ: فَمَا غِذَاؤُهُمْ عَلَى إِثْرِهَا؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يُنْحَرُ لهُمْ ثَوْرُ الجَنَّة، الَّذِي كَانَ يَأْكُلُ مِن أَطْرَافِهَا " 0

قَالَ فَمَا شَرَابُهُمْ عَلَيْه 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" مِن عَيْنٍ فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاَ " 00 قَالَ صَدَقْت، وَجِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ شَيْءٍ لاَ يَعْلَمُهُ أَحَدٌ مِن أَهْلِ الأَرْضِ إِلاَّ نَبيّ، أَوْ رَجُلٌ أَوْ رَجُلاَن، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَنْفَعُكَ إِن حَدَّثْتُك " قَالَ أَسْمَعُ بِأُذْني، جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنِ الوَلَد؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَاءُ الرَّجُلِ أَبْيَض، وَمَاءُ المَرْأَةِ أَصْفَر، فَإِذَا اجْتَمَعَا فَعَلاَ مَنيُّ الرَّجُلِ مَنيَّ المَرْأَة؛ أَذْكَرَا بِإِذْنِ الله، وَإِذَا عَلاَ مَنيُّ المَرْأَةِ مَنيَّ الرَّجُل؛ آنَثَا بِإِذْنِ الله " 0

قَالَ اليَهُودِيّ: لَقَدْ صَدَقْتَ وَإِنَّكَ لَنَبيّ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَذَهَب، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَقَدْ سَأَلَني هَذَا عَنِ الَّذِي سَأَلَني عَنْهُ؛ وَمَا لي عِلْمٌ بِشَيْءٍ مِنْهُ، حَتىَّ أَتَاني اللهُ بِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 315 / عَبْد البَاقِي] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " حَضَرَتْ عِصَابَةٌ مِنَ اليَهُودِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُواْ: يَا أَبَا القَاسِم؛ حَدِّثْنَا عَن خِلاَلٍ نَسْأَلُكَ عَنْهُنَّ لاَ يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ نَبيّ 00؟ فَكَانَ فِيمَا سَأَلُوه: أَيُّ الطَّعَامِ حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ قَبْلَ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاة 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَأَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى: هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ مَرِضَ مَرَضَاً شَدِيدَاً، فَطَالَ سَقَمُه؛ فَنَذَرَ للهِ نَذْرَاً: لَئِنْ شَفَاهُ اللهُ مِنْ سَقَمِهِ لَيُحَرِّمَنَّ أَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ وَأَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْه؛ فَكَانَ أَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ لُحْمَانُ الإِبِل، وَأَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ أَلْبَانُهَا، فَقَالُواْ: اللهُمَّ نَعَمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2471، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُواْ: يَا أَبَا القَاسِم؛ إِنَّا نَسْأَلُكَ عَن خَمْسَةِ أَشْيَاء؛ فَإِنْ أَنْبَأْتَنَا بِهِنَّ عَرَفْنَا أَنَّكَ نَبيٌّ وَاتَّبَعْنَاك، فَأَخَذَ عَلَيْهِمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَخَذَ إِسْرَائِيلُ ـ أَيْ يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ـ عَلَى بَنِيهِ إِذْ قَالُواْ: {يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لحَافِظُون} {يُوسُف/63} {قَالَ لَن أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتىَّ تُؤْتُونِ مَوْثِقَاً مِنَ اللهِ لَتَأْتُنَّني بِهِ إِلاَّ أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيل} {يُوسُف/66} قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَاتُواْ " 0

قَالُواْ: أَخْبِرْنَا عَن عَلاَمَةِ النَّبيّ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلاَ يَنَامُ قَلْبُه " 0 قَالُواْ: أَخْبِرْنَا كَيْفَ تُؤَنِّثُ المَرْأَةُ وَكَيْفَ تُذْكِر 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَلْتَقِي المَاءَان؛ فَإِذَا عَلاَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ المَرْأَة: أَذْكَرَتْ، وَإِذَا عَلاَ مَاءُ المَرْأَةِ آنَثَتْ " 0 قَالُواْ: أَخْبِرْنَا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ ـ أَيْ يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ـ عَلَى نَفْسِه؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " كَانَ يَشْتَكِي عِرْقَ النَّسَا؛ فَلَمْ يجِدْ شَيْئَاً يُلاَئِمُهُ إِلاَّ أَلْبَانَ كَذَا وَكَذَا ـ يَعْني الإِبِل ـ فَحَرَّمَ لحُومَهَا " قَالُواْ: صَدَقْت؛ قَالُواْ: أَخْبِرْنَا مَا هَذَا الرَّعْد 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَلَكٌ مِنْ مَلاَئِكَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ بِيَدِهِ أَوْ في يَدِهِ مِخْرَاقٌ مِنْ نَارٍ ـ أَيْ سَوْطٌ مجْدُول ـ يَزْجُرُ بِهِ السَّحَاب، يَسُوقُهُ حَيْثُ أَمَرَ الله " 0 قَالُواْ: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي يُسْمَع 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " صَوْتُهُ " 0 قَالُواْ: صَدَقْت، إِنَّمَا بَقِيَتْ وَاحِدَةٌ، وَهِيَ الَّتي نُبَايِعُكَ إِن أَخْبَرْتَنَا بِهَا؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَبيٍّ إِلاَّ لَهُ مَلَكٌ يَأْتِيهِ بِالخَبَر؛ فَأَخْبِرْنَا مَنْ صَاحِبُك 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَم " 0 قَالُواْ: جِبْرِيل 00؟

ذَاكَ الَّذِي يَنْزِلُ بِالحَرْبِ وَالقِتَالِ وَالعَذَابِ عَدُوُّنَا، لَوْ قُلْتَ مِيكَائِيلَ الَّذِي يَنْزِلُ بِالرَّحْمَةِ وَالنَّبَاتِ وَالقَطْرِ لَكَان؛ فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوَّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقَاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِين} {البَقَرَة/97} " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2483، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " حَضَرَتْ عِصَابَةٌ مِنَ اليَهُودِ نَبيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَاً فَقَالُواْ: يَا أَبَا القَاسِم؛ حَدِّثْنَا عَن خِلاَلٍ نَسْأَلُكَ عَنْهُنّ، لاَ يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ نَبيّ 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " سَلُوني عَمَّا شِئْتُمْ، وَلَكِنِ اجْعَلُواْ لي ذِمَّةَ اللهِ وَمَا أَخَذَ يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَى بَنِيهِ لَئِن حَدَّثْتُكُمْ شَيْئَاً فَعَرَفْتُمُوهُ لَتُتَابِعُنَّني عَلَى الإِسْلاَم " 0 قَالُواْ: فَذَلِكَ لَك؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَسَلُوني عَمَّا شِئْتُمْ " 0 قَالُواْ: أَخْبِرْنَا عَنْ أَرْبَعِ خِلاَلٍ نَسْأَلُكَ عَنْهُنّ: أَخْبِرْنَا أَيُّ الطَّعَامِ حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاة؟ وَأَخْبِرْنَا كَيْفَ مَاءُ المَرْأَةِ وَمَاءُ الرَّجُل: كَيْفَ يَكُونُ الذَّكَرُ مِنْهُ 00؟ وَأَخْبِرْنَا كَيْفَ هَذَا النَّبيُّ الأُمِّيُّ في النَّوْمِ وَمَنْ وَلِيُّهُ مِنَ المَلاَئِكَة 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" فَعَلَيْكُمْ عَهْدُ اللهِ وَمِيثَاقُهُ لَئِن أَنَا أَخْبَرْتُكُمْ لَتُتَابِعُنَّني " 0 فَأَعْطَوْهُ مَا شَاءَ مِن عَهْدٍ وَمِيثَاق؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَأَنْشُدُكُمْ بِالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم: هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَرِضَ مَرَضَاً شَدِيدَاً وَطَالَ سَقَمُه؛ فَنَذَرَ للهِ نَذْرَاً: لَئِنْ شَفَاهُ اللهُ تَعَالى مِنْ سَقَمِهِ لَيُحَرِّمَنَّ أَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ وَأَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْه، وَكَانَ أَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ لُحْمَانُ الإِبِل، وَأَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ أَلْبَانُهَا " 00؟ قَالُواْ: اللهُمَّ نَعَمْ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" اللهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ، فَأَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم: هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَاءَ الرَّجُلِ أَبْيَضُ غَلِيظ، وَأَنَّ مَاءَ المَرْأَةِ أَصْفَرُ رَقِيق؛ فَأَيُّهُمَا عَلاَ كَانَ لَهُ الوَلَدُ وَالشَّبَهُ بِإِذْنِ الله: إِن عَلاَ مَاءُ الرَّجُلِ عَلَى مَاءِ المَرْأَةِ كَانَ ذَكَرَاً بِإِذْنِ الله، وَإِن عَلاَ مَاءُ المَرْأَةِ عَلَى مَاءِ الرَّجُلِ كَانَ أُنْثَى بِإِذْنِ الله " 00؟ قَالُواْ: اللهُمَّ نَعَمْ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" اللهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ، فَأَنْشُدُكُمْ بِالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم: هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ هَذَا النَّبيَّ الأُمِّيَّ ـ يَقْصِدُ نَفْسَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلاَ يَنَامُ قَلْبُه " 00؟ قَالُواْ: اللهُمَّ نَعَمْ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اللهُمَّ اشْهَدْ " 0 قَالُواْ: وَأَنْتَ الآنَ فَحَدِّثْنَا مَنْ وَلِيُّكَ مِنَ المَلاَئِكَة؛ فَعِنْدَهَا نُجَامِعُكَ أَوْ نُفَارِقُك 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَإِنَّ وَلِيِّي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَم، وَلَمْ يَبْعَثْ اللهُ نَبيَّاً قَطُّ إِلاَّ وَهُوَ وَلِيُّه "

قَالُواْ: فَعِنْدَهَا نُفَارِقُك؛ لَوْ كَانَ وَلِيُّكَ سِوَاهُ مِنَ المَلاَئِكَةِ لَتَابَعْنَاكَ وَصَدَّقْنَاك؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَمَا يَمْنَعُكُمْ مِن أَنْ تُصَدِّقُوه " 00؟! قَالُواْ: إِنَّهُ عَدُوُّنَا؛ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلّ:

{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوَّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقَاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِين {97} مَنْ كَانَ عَدُوَّاً للهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِين {98} وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الفَاسِقُون {99} أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْدَاً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُون {100} وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِن عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الكِتَابَ كِتَابَ اللهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُون} {البَقَرَة}

فَعِنْدَ ذَلِكَ بَاءواْ بِغَضَبٍ مِنَ الله " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2514، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:" سَمِعَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ بِقُدُومِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ في أَرْضٍ يخْتَرِف ـ أَيْ يَحْصُدُ ثِمَارَهَا ـ فَأَتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: إِنيِّ سَائِلُكَ عَنْ ثَلاَثٍ لاَ يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ نَبيّ: فَمَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَة 00؟ وَمَا أَوَّلُ طَعَامِ أَهْلِ الجَنَّة 00؟ وَمَا يُنْزِعُ الوَلَدَ إِلى أَبِيهِ أَوْ إِلى أُمِّه 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" أَخْبرَني بِهِنَّ جِبْرِيلُ آنِفَاً " 00 قَالَ ـ أَيْ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَم: جِبْرِيل 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " نَعَمْ " 0 قَالَ ـ أَيْ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَم: ذَاكَ عَدُوُّ اليَهُودِ مِنَ المَلاَئِكَة؛ فَقَرَأَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَة: {مَنْ كَانَ عَدُوَّاً لجِبرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ الله} {البَقَرَة/97}

أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَة: فَنَارٌ تحْشُرُ النَّاسَ مِنَ المَشْرِقِ إِلى المَغْرِب، وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الجَنَّة: فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوت، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ المَرْأَةِ نَزَعَ الوَلَد، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ المَرْأَةِ نَزَعَتْ " 00 قَالَ ـ أَيْ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَم: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الله، يَا رَسُولَ الله؛ إِنَّ اليَهُودَ قَوْمٌ بُهْت ـ أَيْ يَرْمُونَ الْبَرِيءَ بِالْكَذِبِ وَالْبُهْتَان ـ وَإِنَّهُمْ إِنْ يَعْلَمُواْ بِإِسْلاَمِي قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ يَبْهَتُوني ـ أَيْ يَرْمُونَني بِالْبَاطِلِ كَذِبَاً ـ فَجَاءتِ اليَهُود؛ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللهِ فِيكُمْ " 00؟

قَالُواْ: خَيرُنَا وَابْنُ خَيرِنَا، وَسَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَم " 00؟ فَقَالُواْ: أَعَاذَهُ اللهُ مِنْ ذَلِك؛ فَخَرَجَ عَبْدُ اللهِ فَقَال: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ محَمَّدَاً رَسُولُ الله؛ فَقَالُواْ: شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا وَانْتَقَصُوه؛ قَالَ ـ أَيْ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَم: فَهَذَا الَّذِي كُنْتُ أَخَافُ يَا رَسُولَ الله " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 4480 / فَتْح]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" وَأَمَّا الشَّبَهُ في الوَلَد؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَشِيَ المَرْأَةَ فَسَبَقَهَا مَاؤُهُ؛ كَانَ الشَّبَهُ لَه، وَإِذَا سَبَقَ مَاؤُهَا؛ كَانَ الشَّبَهُ لَهَا " 00 قَالَ ـ أَيْ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَم: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الله، ثُمَّ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَا رَسُولَ الله؛ إِنَّ اليَهُودَ قَوْمٌ بُهْت؛ إِن عَلِمُواْ بِإِسْلاَمِي قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ بَهَتُوني عِنْدَك، فَجَاءتِ اليَهُود، وَدَخَلَ عَبْدُ اللهِ البَيْت؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" أَيُّ رَجُلٍ فِيكُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَم " 00؟ قَالُواْ: أَعْلَمُنَا وَابْنُ أَعْلَمِنَا، وَأَخْيَرُنَا وَابْنُ أَخْيَرِنَا؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" أَفَرَأَيْتُمْ إِن أَسْلَمَ عَبْدُ الله " 00؟ قَالُواْ: أَعَاذَهُ اللهُ مِنْ ذَلِك؛ فَخَرَجَ عَبْدُ اللهِ إِلَيْهِمْ فَقَال: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ محَمَّدَاً رَسُولُ الله؛ فَقَالُواْ: شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا، وَوَقَعُواْ فِيه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3329 / فَتْح] الحِقْدُ وَالحَسَدُ مِنْ طَبِيعَةِ اليَهُود عَن أُمِّ المُؤمِنِينَ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُبيِّ بْنِ أَخْطَبَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " جَاءَ أَبي وَعَمِّي مِن عِنْدِكَ يَوْمَاً ـ وَكَانَا مِنْ زُعَمَاءِ اليَهُود ـ فقالَ أَبي لِعَمِّي: ما تَقُولُ فِيه؟! قَال: أَقُولُ إِنَّهُ النَّبيُّ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ مُوسَى، قَال: فَمَا تَرَى 00؟

قَال: أَرَى مُعَادَاتَهُ أَيَّامَ الحَيَاة " 0 [سِيرَةُ ابْنِ هِشَام 0 بَابُ شَهَادَةِ صَفِيَّة 0 ص: 126/ 1] لَقَدْ بَلَغَ حَسَدُ اليَهُودِ حَدَّ أَنَّهُمْ كَانُواْ يَذْهَبُونَ إِلى أَبي جَهْلٍ وَأُمَيَّةَ ابْنِ خَلَفٍ وَيَقُولُونَ لهُمْ: " أَنْتُمْ أَهْدَى مِنْ محَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ سَبِيلاَ " 0 [الإِمَامُ الطَّبرِيُّ بِنَحْوِهِ في تَفْسِيرِهِ لِهَذِهِ الآيَةِ بِسُورَةِ النِّسَاء 0 طَبْعَةُ دَارِ الفِكْر 0 بَيرُوت: 135/ 5] وَصَدَقَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى إِذْ يَقُول: {أَلَمْ تَرَ إِلى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبَاً مِنَ الكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاَءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاَ {51} أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرَا} {النِّسَاء}

وَلَمْ يَكْتَفُواْ بِهَذَا حَتىَّ حَاوَلُواْ قَتلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّة 00!! وَضْعُ السُّمِّ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

انْظُرْ إِلى حَسَدِهِمُ الَّذِي بَلَغَ حَدَّ أَنَّهُمْ تَآمَرُواْ عَلَى قَتْلِهِ مَعَ امْرَأَةٍ مِنْ بَني جِلْدَتِهِمْ، فَدَعَتِ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى طَعَامٍ ـ وَهِيَ تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَدَّ دَعْوَةَ أَحَدٍ قَطّ ـ فَأَجَابهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَضَعَتْ لَهُ الخَبِيثَةُ سُمَّاً في الطَّعَام، فَلَمَّا أَنْ كَشَفَ اللهُ سِتْرَهُمْ، وَأَظْهَرَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهُمْ: سَأَلهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ لَهُ ـ وَانظُرْ إِلى مَكْرِ اليَهُود ـ مَا فَعَلْنَا ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ إِلاَّ لِنَتَبَيَّنَ صِدْقَكَ مِنْ كَذِبِك؛ فَإِنْ كُنْتَ نَبِيَّاً لَمْ يُصِبْكَ شَيْء، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبَاً اسْتَرَحْنَا مِنْك،

فَتَرَكَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00!! عَن أَبي سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:" كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْبَلُ الهَدِيَّةَ وَلاَ يَأْكُلُ الصَّدَقَة، فَأَهْدَتْ لَهُ يَهُودِيَّةٌ بِخَيْبَرَ شَاةً مَصْلِيَّة ـ أَيْ مَشْوِيَّة ـ سَمَّتْهَا، فَأَكَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنهَا وَأَكَلَ الْقَوْم، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ارْفَعُواْ أَيْدِيَكُمْ؛ فَإِنَّهَا أَخْبرَتْني أَنَّهَا مَسْمُومَة " 0 فَمَاتَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ الأَنْصَارِيّ، فَأَرْسَلَ إِلى الْيَهُودِيَّة: مَا حَمَلَكِ عَلَى الَّذِي صَنَعْت 00؟!

قَالَتْ: إِنْ كُنْتَ نَبِيَّاً؛ لَمْ يَضُرَّكَ الَّذِي صَنَعْت، وَإِنْ كُنْتَ مَلِكَاً ـ أَيْ تُرِيدُ مُلْكَاً ـ أَرَحْتُ النَّاسَ مِنْك، فَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُتِلَتْ ـ أَيْ قِصَاصَاً في بِشْر ـ ثُمَّ قَالَ في وَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيه: " مَا زِلْتُ أَجِدُ مِنْ الأَكْلَةِ الَّتي أَكَلْتُ بِخَيْبَر، فَهَذَا أَوَانُ قَطَعَتْ أَبْهَرِي " 0 [حَسَنٌ صَحِيح 0 كَذَا قَالَ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 4512]

وَعَن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:" لَمَّا فَتَحَ اللهُ خَيْبرَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ مِنهُمْ؛ أَهْدَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ الحَارِثِ اليَهُودِيَّةُ شَاةً مَصْلِيَّةً ـ أَيْ مَشْوِيَّةً ـ وَسَمَّتْهُ فِيهَا ـ أَيْ وَضَعَتْ لَهُ فِيهَا السُّمَّ لِتَنْتَقِمَ لِيَهُودِ خَيْبر ـ وَأَكْثَرَتْ في الكَتِفِ وَالذِّرَاع، حِينَ أُخْبِرَتْ أَنهُمَا أَحَبُّ أَعْضَاءِ الشَّاةِ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَلمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَه بِشْرُ بْنُ البرَاءِ بْنُ مَعْرُورٍ الأَنْصَارِيّ؛ قَدَّمَتْ إِلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَنَاوَل الكَتِفَ وَالذِّرَاعَ فَانْتَهَشَ مِنهُمَا، وَتَنَاوَلَ بِشرٌ عَظْمَا آخَرَ وَانْتَهَشَ منهُ،

فَلَمَّا أَدْغَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا في فيهِ ـ أَيْ مَضَغَهُ ـ أَدْغَمَ بِشْرٌ مَا في فِيه، فَقَالَ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ارْفَعُواْ أَيْدِيَكُمْ؛ فَإِنَّ كَتِفَ الشَّاةِ تخْبرُني أَنيِّ قَدْ بُغِيتُ فِيهَا " ـ أَيْ وُضِعَ لي فِيهَا السُّمَّ ـ فَقَالَ بِشْرُ بْنُ البرَاء: وَالَّذِي أَكْرَمَك؛ لَقَدْ وَجَدْتُ ذَلِكَ في أَكْلَتي الَّتي أَكَلْت، وَإِنْ مَنَعَني ـ أَيْ وَمَا مَنَعَني ـ أَن أَلْفِظَهَا إِلاَّ أَنيِّ كَرِهْتُ أَن أُنَغِّصَكَ طَعَامَك، فَلمَّا أَكَلْتَ مَا في فِيكَ لَمْ أَرْغَبْ بِنَفْسِيَ عَنْ نَفْسِك، وَرَجَوْتُ أَنْ لاَ تَكُونَ أَدْغَمْتَهَا وَفيهَا بَغْي، فَلَمْ يَقُمْ بِشْرٌ مِنْ مَكَانِهِ حَتىَّ عَادَ لَوْنُهُ كَالطَّيْلَسَان ـ أَيْ تَلَوَّنَ ـ وَمَاطَلَهُ وَجَعُه؛ حَتىَّ كَانَ مَا

يَتَحَوَّلُ إِلاَّ حُوِّل ـ أَيْ لاَ يَتحَرَّكُ إِلاَّ إِذَا حُرِّك ـ وَبَقِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُدَّةَ ثَلاَثِ سِنِين، حَتىَّ كَانَ وَجَعُهُ الَّذِي مَاتَ فِيه "0 [قَالَ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ ": فِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ وَفِيهِ ضَعْف، وَحَدِيثُهُ حَسَن: (153/ 6)، رَوَاهُ الطَّبرَانيّ، " الكَنْز ": 18849]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:" لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةٌ فِيهَا سَمّ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" اجْمَعُواْ لي مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنَ اليَهُود " فَجُمِعُواْ لَهُ، فَقَالَ لهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنيِّ سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْهُ " 00؟ فَقَالُواْ: نَعَمْ يَا أَبَا القَاسِم؛ فَقَالَ لهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَن أَبُوكُمْ " 00؟

قَالُواْ: أَبُونَا فُلاَن؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " كَذَبْتُمْ، بَلْ أَبُوكُمْ فُلاَن " 00 فَقَالُواْ: صَدَقْتَ وَبَرَرْت، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنهُ " 00؟ فَقَالُواْ: نَعَمْ يَا أَبَا القَاسِم، وَإِنْ كَذَبْنَاكَ عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ في أَبِينَا، قَالَ لهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَن أَهْلُ النَّار " 00؟ فَقَالُواْ: نَكُونُ فِيهَا يَسِيرَاً ثُمَّ تَخْلُفُونَنَا فِيهَا؛ فَقَالَ لهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" اخْسَئُواْ فِيهَا، وَاللهِ لاَ نخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدَاً " 00 ثُمَّ قَالَ لهُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ " 00؟ قَالُواْ: نَعَمْ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَلْ جَعَلْتُمْ في هَذِهِ الشَّاةِ سَمَّاً " 00؟ فَقَالُواْ نَعَمْ؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِك "؟ فَقَالُواْ: أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَذَّابَاً نَسْتَرِيحَ مِنْك، وَإِنْ كُنْتَ نَبِيَّاً لَمْ يَضُرَّك "0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5777 / فَتْح]

سِرُّ هَذَا الحِقْدِ وَالحَسَدِ عِنْدَ اليَهُود لَكِنْ مَا السِّرُّ في حَسَدِ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى عَلَى وَجْهِ الخُصُوصِ لِلمُسْلِمِينَ وَهُمْ أَهْلُ كِتَاب؟! السِّرُّ في ذَلِكَ يَرْجِعُ إِلى أَمْرَين: الأَوَّل: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنَ العَرَبِ وَلَيْسَ مِنهُمْ؛ فَكَفَرُواْ بِهِ حَسَدَاً مِن عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ، وَلَوْ خَرَجَ مِنهُمْ لَقَتَلُوهُ أَوْ صَلَبُوهُ كَمَا فَعَلُواْ بِغَيرِهِ مِنَ الأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُل 00!! قَالَ جَلَّ وَعَلاَ عَنِ الْيَهُود: {وَكَانُواْ مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُمْ مَا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الكَافِرِين} {البَقَرَة/89}

قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الْفَتَاوَى عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ مُعَلِّقَاً عَلَى هَذِهِ الآيَة: " نَزَلَتْ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ التَّفْسِيرِ وَالسِّيَرِ في الْيَهُود " 0 قَالَ أَبُو العَاليَةِ وَغَيْرُهُ: " كَانَ الْيَهُودُ إِذَا اسْتَنْصَرُواْ بمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مُشْرِكِي العَرَبِ يَقُولُون: اللَّهُمَّ ابْعَثْ هَذَا النَّبيَّ الَّذِي نجِدُهُ مَكْتُوبَاً عِنْدَنَا في التَّوْرَاةِ حَتىَّ نَغْلِبَ المُشْرِكِينَ وَنَقْتُلَهُمْ، فَلَمَّا بَعَثَ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ محَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأَوْاْ أَنَّهُ مِن غَيرِهِمْ كَفَرُواْ بِهِ حَسَدَاً لِلْعَرَب، وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ هَذِهِ الآيَة " 0 [الْفَتَاوَى الْكُبْرَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة]

الأَمْرُ الثَّانِي: أَنَّ القُرْآنَ نَزَلَ عَلَى العَرَبِ وَبُلُغَتِهِمْ، وَلَمْ يَنْزِلْ عَلَى بَني إِسْرَائِيل، وَلَوْ نَزَلَ عَلَيْهِمْ لحَرَّفُوهُ كَمَا حَرَّفُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيل 00!! عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سَلاَمَةَ بْنِ وَقْشٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَكَانَ مِن أَصْحَابِ بَدْرٍ قَال: " كَانَ لَنَا جَارٌ مِنْ يَهُودَ في بَني عَبْدِ الأَشْهَل، فَخَرَجَ عَلَيْنَا يَوْمَاً مِنْ بَيْتِهِ قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَسِير، فَوَقَفَ عَلَى مجْلِسِ عَبْدِ الأَشْهَلِ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ أَحْدَثُ مَنْ فِيهِ سِنَّاً، عَلَيَّ بُرْدَة، مُضْطَجِعَاً فِيهَا بِفِنَاءِ أَهْلِي، فَذَكَرَ البَعْثَ وَالقِيَامَةَ وَالحِسَابَ وَالمِيزَانَ وَالجَنَّةَ وَالنَّار، فَقَالَ ذَلِكَ لِقَوْمٍ أَهْلِ شِرْكٍ أَصْحَابِ أَوْثَان، لاَ يَرَوْنَ أَنَّ بَعْثَاً كَائِنٌ بَعْدَ المَوْت؛ فَقَالُواْ لَهُ:

وَيْحَكَ يَا فُلاَن؛ تَرَى هَذَا كَائِنَاً؟ إِنَّ النَّاسَ يُبْعَثُونَ بَعْدَ مَوْتِهِمْ إِلى دَارٍ فِيهَا جَنَّةٌ وَنَار، يُجْزَوْنَ فِيهَا بِأَعْمَالِهِمْ 00؟ قَالَ نَعَمْ وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ، يَوَدَّ أَنَّ لَهُ بِحَظِّهِ مِنْ تِلْكَ النَّارِ أَعْظَمَ تَنُّورٍ في الدُّنْيَا يُحْمُونَهُ ثمَّ يُدْخِلُونَهُ إِيَّاهُ فَيُطْبَقُ بِهِ عَلَيْهِ وَأَنْ يَنْجُوَ مِنْ تِلْكَ النَّارِ غَدَاً؛ قَالُواْ لَهُ وَيْحَك، وَمَا آيَةُ ذَلِك 00؟ قَال: نَبيٌّ يُبْعَثُ مِنْ نحْوِ هَذِهِ البِلاَد، وَأَشَارَ بِيَدِهِ نحْوَ مَكَّةَ وَاليَمَنِ [فَإِنَّهُمَا جِهَةِ الجَنُوبِ مِنَ المَدِينَة]؛ قَالُواْ: وَمَتىَ نَرَاه 00؟

فَنَظَرَ إِلَيَّ وَأَنَا مِن أَحْدَثِهِمْ سِنَّاً فَقَال: إِنْ يَسْتَنْفِدْ هَذَا الغُلاَمُ عُمُرَهُ يُدْرِكْهُ، فَوَاللهِ مَا ذَهَبَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتىَّ بَعَثَ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ رَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ حَيٌّ بَيْنَ أَظْهُرِنَا؛ فَآمَنَّا بِهِ وَكَفَرَ بِهِ بَغْيَاً وَحَسَدَاً؛ فَقُلْنَا: وَيْلَكَ يَا فُلاَن؛ أَلَسْتَ بِالَّذِي قُلْتَ لَنَا فِيهِ مَا قُلْت 00؟ قَالَ بَلَى، وَلَيْسَ بِهِ " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 15879، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم]

وَسُبْحَانَ القَائِل: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتىَّ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البَقَرَة/120] هَؤُلاَءِ هُمُ اليَهُودُ الَّذِينَ لُعِنُواْ في التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالقُرْآن، اللهُمَّ الْعَنهُمْ عَلَى كُلِّ لِسَان، اللهُمَّ عَلَيْكَ بِاليَهُودِ وَأَعْوَانِ اليَهُود، اللهُمَّ أَرِنَا فِيهِمْ آيَةً كَآيَةِ عَادٍ وَثَمُود 00!!

عُضْوٌ فَاسِدٌ لاَ علاَجَ لَهُ إِلاَّ البَتْر وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ يَذْكُرُ كَلِمَةَ وَزِيرِ الخَارِجِيَّةِ الأَمْرِيكِيّ، وَالَّتي نُحِّيَ بِسَبَبِهَا مِنَ العَمَلِ السِّيَاسِيّ، وَذَلِكَ عِنْدَمَا قَال: " إِنَّ مَنْ يَمُدُّ لإِسْرَائِيلَ كَفَّهُ؛ تَطلُبُ مِنهُ إِسْرَائِيلُ الذِّرَاعَ كُلَّهَا " 0

وَطَبِيعَةُ الْيَهُودِ هَذِهِ الْقَائِمَةُ عَلَى سَفْكِ الدِّمَاءِ وَعَلَى الْغَدْر؛ هِيَ الَّتي جَعَلَتْهُمْ كَالعُضْوِ الفَاسِدِ الَّذِي لاَ علاَجَ لَهُ إِلاَّ البَتْر؛ وَهَذَا هُوَ الَّذِي جَعَلَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجْلِيهِمْ عَن خَيْبرَ في أُخْرَيَاتِ حَيَاتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 0 عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ خَرَجَ إِلى خَيْبَرَ فَجَاءهَا لَيْلاً، وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَوْمَاً بِلَيْلٍ لاَ يُغِيرُ عَلَيْهِمْ حَتىَّ يُصْبح، فَلَمَّا أَصْبَحَ خَرَجَتْ يَهُودُ بمَسَاحِيهِمْ وَمَكَاتِلِهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُواْ: محَمَّدٌ وَاللهِ، محَمَّدٌ وَالخَمِيس ـ أَيْ وَالجَيْش ـ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" اللهُ أَكْبر، خَرِبَتْ خَيْبر، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ المُنْذَرِين " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2945 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1365 / عَبْد البَاقِي] وَهَذَا طَبْعَاً عِنْدَمَا كَانَ المُسْلِمُونَ أَصْحَابَ جِهَاد، وَكَانَ اليَهُودُ أَصْحَابَ أَرْضٍ وَزَرْع، أَمَّا اليَوْمَ فَتَغَيَّرَ الحَالُ وَصَارَ العَكْسُ هُوَ الصَّحِيح 00!! حَتىَّ عُمَرُ الْفَارُوقُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لَمْ يَسْلَمْ مِنْ شَرِّهِمْ وَأَذَاهُمْ 00

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:" لَمَّا فَدَعَ أَهْلُ خَيْبَرَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ ـ أَيْ كَسَرُواْ عِظَامَهُ ـ قَامَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ خَطِيبَاً فَقَال: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَامَلَ يَهُودَ خَيْبَرَ عَلَى أَمْوَالهِمْ، وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: نُقِرُّكُمْ مَا أَقَرَّكُمُ الله، وَإِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ خَرَجَ إِلى مَالِهِ هُنَاكَ فَعُدِيَ عَلَيْهِ مِنَ اللَّيْل؛ فَفُدِعَتْ يَدَاهُ وَرِجْلاَه، وَلَيْسَ لَنَا هُنَاكَ عَدُوٌّ غَيْرُهُمْ؛

هُمْ عَدُوُّنَا وَتُهْمَتُنَا؛ وَقَدْ رَأَيْتُ إِجْلاَءهُمْ، فَلَمَّا أَجْمَعَ عُمَرُ عَلَى ذَلِكَ أَتَاهُ أَحَدُ بَني أَبي الحُقَيْقِ ـ أَيْ زَعِيمِهِمْ آنَذَاك ـ فَقَال: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين؛ أَتُخْرِجُنَا وَقَدْ أَقَرَّنَا محَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَامَلَنَا عَلَى الأَمْوَالِ وَشَرَطَ ذَلِكَ لَنَا ـ أَيْ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَالحَهُمْ عَلَى أَنْ يَظَلُّواْ فِيهَا، عَلَى أَنَّ لَهُمْ شَطْرَ الثَّمَرِ وَلِلْمُسْلِمِينَ الشَّطْرُ البَاقِي ـ فَقَالَ عُمَر: أَظَنَنْتَ أَنيِّ نَسِيتُ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ أَيْ لِذَلِكَ الرَّجُل: " كَيْفَ بِكَ إِذَا أُخْرِجْتَ مِن خَيْبرَ تَعْدُو بِكَ قَلُوصُكَ لَيْلَةً بَعْدَ لَيْلَةٍ " 00؟

فَقَالَ ـ أَيْ زَعِيمُهُمْ: كَانَتْ هَذِهِ هُزَيْلَةً مِن أَبي القَاسِمِ ـ أَيْ سَقْطَةً مِنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ الله؛ فَأَجْلاَهُمْ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَأَعْطَاهُمْ قِيمَةَ مَا كَانَ لهُمْ مِنَ الثَّمَرِ مَالاً وَإِبِلاً " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2730 / فَتْح] نَوْعٌ مِنَ المَخْلُوقَاتِ لاَ يَأْلَفُ وَلاَ يُؤْلَف سَنَّ العَدَاوَةَ آبَاءٌ لَهُمْ سَلَفُواْ * وَلَنْ تَمُوتَ وَلِلآبَاءِ أَبْنَاءُ وَلاَ غَرْوَ أَنْ يُوَرِّثَ الغَبَاوَةَ لِبَنِيه؛ مَنْ وَرِثَ الغَبَاوَةَ عَن أَبِيه 00!! أَتَسْعَوْنَ لِلصُّلْحِ مَا بَيْنَنَا * وَمَا بَيْنَنَا الدَّمُ بَلْ أَفْظَعُ فَيَا طَالِبَ الصُّلْحِ لِلْمُعْتَدِينْ * نَظَارِ سَتَحْصُدُ مَا تَزْرَعُ

قَرِيبَاً سَنَضْحَدُ عُدْوَانَكُمْ * بِصُلحٍ تَشِيبُ لَهُ الرُّضَّعُ تَغْضَبُ إِسْرَائِيلُ إِنْ قُتِلَ مِنهُمْ وَاحِدٌ وَلاَ تُبَالي بِقَتْلِ الآحَادِ بَلْ وَالعَشَرَاتِ مِنَ الفِلِسْطِينِيِّين 00 أَفَتَقْتُلُونَ كِرَامَنَا وَتَلُومُونَنَا عَلَى قَتْلِ كِلاَبِكُمْ 00؟! {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا في الأُمِيِّينَ سَبِيل} {آلِ عِمْرَان/75} يَقُولُ الإِمَامُ القُرْطُبيُّ في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَة: " أَيْ لَيْسَ عَلَيْنَا في العَرَبِ الأُمِّيِّينَ حَرَجٌ في ظُلْمِهِمْ لِمُخَالَفَتِهِمْ إِيَّانَا " 00!! [الإِمَامُ القُرْطُبيُّ في تَفْسِيرِهِ لِهَذِهِ الآيَة] قَالُواْ ارْتَقَى جَدُّنَا عَنْ جَدِّكُمْ وَهُمُ * أَحَطُّ مَا أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ مِنْ بَشَرِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} صَبْرٌ جَمِيل، وَعَمَّا قَلِيل:

سَنَغْسِلُ القُدْسَ مِن أَوْسَاخِ أُمَّتِكُمْ * يَا أُمَّةَ الوَسَخِ المَطْلِيِّ بِالذَّهَبِ {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} سَنَعْبُرُ المُضَايَقَاتِ كَيْفَمَا تَكُون {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} فَمَا يحْدُثُ في فِلَسْطِينَ أَوْ في العِرَاقِ نَتِيجَةٌ طَبِيعِيَّةٌ؛ عِنْدَمَا تَكُونُ القُوَّةُ وَالغَلَبَةُ لَدَى الشَّيَاطِينِ مِنَ البَشَر 00 فَصَبرٌ جَمِيل؛ إِنمَا يُعَدُّ لهُمْ عَدَّا، يَرَوْنَهُ بَعِيدَاً وَنَرَاهُ قَرِيبَا 00 رَسَمُواْ خِنْزِيرَاً، وَقَالُواْ هَذَا رَسُولُ الله وَمِمَّا كَتَبْتُهُ في اليَهُودِيِّ الَّذِي رَسَمَ خِنْزِيرَاً، وَقَالَ هَذَا رَسُولُ الله، هَذَا المَقَال: أَيَا غَبِيَّاً عَلَى جَهْلٍ يُطَاوِلُنَا * وَرَّطْتَ نَفْسَكَ فَانْظُرْ كَيْفَ عُقْبَاهَا

مَن أَنْتَ هَلْ أَنْتَ ذُو قَدْرٍ فَنَخْفِضَهُ * أَوْ حُرْمَةٍ تَتَأَذَّى إِن هَتَكْنَاهَا أَلَمْ تَعْرِفْ حُرْمَةَ الأَدْيَانِ وَقُبْحَ التَّطَاوُلِ عَلَى النَّبيّ: أَيُّهَا القِرْدُ الخَصِيّ 00؟! وَلَكِن أَعُودُ فَأَقُول: إِنَّ هَذَا هُوَ دَيْدَنُ اللِّئَام؛ في عَدَاوَتِهِمْ لِلإِسْلاَم 00 وَكُلُّ إِنَاءٍ بِالَّذِي فِيهِ يَنْضَحُ {صَفِيُّ الدِّينِ الحِلِّيّ} فَمِنْ تِلْكَ العَصَا هَذِهِ العُصَيَّة، وَهَلْ تَلِدُ الحَيَّةُ إِلاَّ الحَيَّة 00؟! وَلَكِنْ مِنَ المُؤَكَّدِ أَنَّ لِلْيَهُودِ فِيهِ أَصَابِعُ خَفِيَّة؛ فَمِنْ يَوْمِهِمُ اليَهُودُ وَهُمْ ـ عَلَى جُبْنِهِمْ ـ أَجْرَأُ شُعُوبِ اللهِ عَلَى الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاء، حَطَّمُواْ الأَرْقَامَ القِيَاسِيَّةَ في السَّفَالَةِ وَالنَّذَالَة، وَالتَّطَاوُلِ عَلَى الله وَأَصْحَابِ الرِّسَالَة 00!!

وَلي أَن أَسْأَلَ سُؤَالاً أُوَجِّهُهُ لِلْغَرْب: مَا بَالُنَا لَمْ نَرَ مُسْلِمَاً في ظِلِّ فَظَائِعِ الصِّرْب؛ وَمحَارَبَتِهِمْ لِلْمُسْلِمِينَ بِدُونِ مُبَرِّرٍ لِلْحَرْب؛ رَسَمَ خِنْزِيرَاً وَكَتَبَ تَحْتَهُ في انْتِهَاكٍ صَرِيح: هَذَا يَسُوعُ المَسِيح 00؟! أَوْ في ظِلِّ فَظَائِعِ إِسْرَائِيلَ وَهَجْمَتِهِمْ عَلَى المُسْلِمِين ـ فَوْقَ أَرْضِ فِلَسْطِين ـ رَسَمَ صُورَةَ إِنْسَانٍ سَكْرَان، وَكَتَبَ تحْتَهُ هَذَا هُوَ مُوسَى بْنُ عِمْرَان 00؟!

هَذَا إِنْ دَلَّ عَلَى شَيْءٍ فَإِنَّمَا يُبَرْهِنُ لِلْعَالَمِين؛ عَلَى أَدَبِ المُسْلِمِين، وَأَنَّا وَرَغْمَ عُيُوبِنَا نُؤْمِنُ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِه، لاَ نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِن رُّسُلِه، وَلأَنَّا نَعْرِفُ حُرْمَةَ الأَدْيَان، وَلاَ نَسِيرُ وِفْقَ هَوَى الشَّيْطَان؛ وَرَدَّاً مِنيِّ عَلَى هَذِهِ الحَمْلَةِ الشَّدِيدَة؛ كَتَبْتُ هَذِهِ الْقَصِيدَة: لِمَ ذَلِكَ الحِقْدُ الْغَزِيرْ * أَفَلَيْسَ عِنْدَكُمُ ضَمِيرْ لَمْ يَحْتَقِرْ شَخْصَ النَّبيِّ محَمَّدٍ إِلاَّ حَقِيرْ وَأَشَدُّ شُؤْمَاً في الْوَرَى مِنْ مُنْكَرٍ أَوْ مِنْ نَكِيرْ أَتُرِيدُ يَا خِنْزِيرُ شَتْمَ نَبِيِّنَا في الْكَارْكَتِيرْ مَاذَا جَنَاهُ الْمُسْلِمُونَ لِيَحْصُدُواْ الحِقْدَ المَرِيرْ مَاذَا جَنى يَا هَؤُلاَءِ المُصْطَفَى الهَادِي الْبَشِيرْ

وَهُوَ الَّذِي مَنْ لَيْسَ يُبْصِرُ فَضْلَهُ شَخْصٌ ضَرِيرْ أَثْنى عَلَى أَخْلاَقِهِ مِنْ بَيْنِكُمْ خَلْقٌ كَثِيرْ وَبِعَفْوِهِ في فَتْحِ مَكَّةَ يُضْرَبُ المَثَلُ الْكَبِيرْ مَاذَا جَنَاهُ زَاهِدٌ وَرِعٌ يَنَامُ عَلَى الحَصِيرْ حَتىَّ يُلاَقِيَ مِثْلُهُ مِنْ مِثْلِكُمْ هَذَا المَصِيرْ السِّرُّ في نَكْبَةِ العَرَبِ وَالمُسْلِمِين عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُون 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الخَبَث "0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7059 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2880 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَة " 00 قِيل: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِذَا أُسْنِدَ الأَمْرُ إِلى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6496 / فَتْح] وَهَذَا لَيْسَ في أُمُورِ الدُّنيَا فَحَسْب؛ بَلْ يَكُونُ أَيْضَاً في أُمُورِ الدِّين، مِمَّا يَكُونُ خَطَرَاً كَبِيرَاً عَلَى المُسْلِمِين 00

عَن أَبي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَبْكُواْ عَلَى الدِّينِ إِذَا وَلِيَهُ أَهْلُه، وَلَكِنِ ابْكُواْ عَلَيْهِ إِذَا وَلِيَهُ غَيرُ أَهْلِه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ وَالحَاكِمُ في مُسْتَدْرَكِه] أُمَّةٌ لاَ تُقَدِّرُ عُلَمَاءهَا إِنَّ السِّرَّ في نَكْبَةِ العَرَبِ أَنَّهَا أُمَّةٌ لاَ تَتَعَلَّمُ مِن أَخْطَائِهَا، وَلاَ تَسْمَعُ إِلى حُكَمَائِهَا؛ إِنَّ العَرَبَ لَهُمْ سِجِلٌّ أَسْوَدُ مَعَ حُكَمَائِهِمْ وَفَلاَسِفَتِهِمْ مُنْذُ فَجْرِ التَّارِيخ، بَدْءً امِنْ بَشَّارٍ الَّذِي اتَّهَمُوهُ بِالزَّنْدَقَةِ وَالإِلحَادِ لِمُجَرَّدِ قَوْلِهِ في إِحْدَى قَصَائِدِهِ العَبَثِيَّة: الأَرْضُ مُظْلِمَةٌ سَوْدَاءُ قَاتِمَةٌ * وَالنَّارُ مَعْبُودَةٌ مُذْ كَانَتِ النَّارُ {بَشَّارُ بْنُ بُرْد}

فَاتَّهَمُوهُ بِالكُفْرِ لمجَرَّدِ أَنَّهُ فَضَّلَ النَّارَ عَلَى الطِّين؛ زَاعِمِينَ بِذَلِكَ أَنَّهُ يُفَضِّلُ إِبْلِيسَ عَلَى آدَم؛ وَلَمَّا آذَتْهُ ـ عَفَا اللهُ عَنهُ ـ سِيَاطُ المَهْدِيّ، وَأَخَذَتْ مِنهُ مَأْخَذَهَا؛ قَالَ حَسْ [كَلِمَةُ تَوَجُّع] فَقَالُواْ لِلْخَلِيفَةِ المَهْدِيّ، المُتَخَلِّفِ الغَبيّ: إِنَّهُ قَالَ كَلِمَةَ الكُفْر 00!! وَالأُمَرَاءُ في كُلِّ زَمَان؛ يَغْضَبُونَ غَضَبَ الصَّبْيَان، وَيَبْطِشُونَ بَطْشَ العُمْيَان 00!! فَاحْتَدَمَ السُّلطَانُ أَيَّ احْتِدَامْ * وَلاَحَ حُبُّ القَتْلِ في مُقْلَتَيْه وَصَاحَ بِالجَلاَّدِ هَاتِ الحُسَامْ * فَأَسْرَعَ الجَلاَّدُ يَسْعَى إِلَيْه فَقَالَ دَحْرِجْ رَأْسَ هَذَا الغُلاَمْ * فَرَأْسُهُ عِبْءٌ عَلَى مِنْكَبَيْه {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ}

وَصَالِحُ بْنُ عَبْدِ القُدُّوسِ الَّذِي قُتِلَ صَبرَاً، دُونَ أَنْ يُعْطَى حَتىَّ حَقَّهُ في الدِّفَاعِ عَنْ نَفْسِه 00!! قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ الله، فَقَالَ لَهُ المَهْدِيُّ لاَ عَفَا اللهُ عَنهُ: أَهْلَ الفَسَادِ وَزُمْرَةَ الشَّيْطَانِ * كَمْ تَدَّعُونَ محَبَّةَ الأَوْطَانِ وَاسْتَلَّ صَارِمَهُ وَطَاحَ بِرَأْسِهِ * وَرَمَى بجُثَّتِهِ إِلى الغِرْبَانِ وَهَذَا هُوَ شَأْنُ الحُكَّامِ مَعَ الحُكَمَاء: الوَاحِدُ مِنهُمْ لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَل 00!! وَبِنَفْسِ الطَّرِيقَةِ قُتِلَ الطِّغْرَائِيّ، وَابْنُ المُقَفَّع، وَهَاشِمٌ الرِّفَاعِي، الَّذِي قَتَلَتْهُ أَجْهِزَةُ المُخَابَرَاتِ في عَهْدِ الرِّئِيس جَمَال عَبْدِ النَّاصِر؛ لِتَنْدِيدِهِ بِالرِّشْوَةِ وَالْفَسَاد، وَالظُّلْمِ وَالاِسْتِبْدَاد، الَّذِي يمْلأُ الْبِلاَد

فَالَّذِي يُحَقِّقُ وَيُدَقِّقُ في قَصَصِهِمْ جَمِيعَاً؛ يُلاَحِظُ شَيْئَاً: أَنَّ قِصَّةَ مَقْتَلِهِمْ كُلِّهِمْ، لاَ تَخْلُو مِنَ الدَّسَائِسِ وَالمُؤَامَرَات، الَّتي لاَ يخْلُو مِنهَا بَلاَطُ السَّلاَطِين، أَمَّا مَا قِيلَ في التُّهَمِ الَّتي أُلصِقَتْ بِهِمْ: فَلَمْ يَثْبُتْ ذَلِكَ في سَنَدٍ يُعْتَدُّ بِه، وَلاَ بُدَّ مِنَ التَّثَبُّتِ قَبْلَ تَكْفِيرِ مُسْلِمٍ يَقُولُ " لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله " 00 وَإِلاَّ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا، وَمَنْ دَقَّقَ في الرِّوَايَاتِ لاَحَظَ أَنَّهُمْ ـ بِاسْتِثْنَاءِ بَشَّار ـ كَانُواْ شُعَرَاءَ وَأُدَبَاءَ صَالحِين، لَمْ يَتَزَلَّفُواْ إِلى السَّلاَطِين، وَلاَ أَرَاقُواْ عَلَى أَعْتَابِهِمْ مَاءَ الجَبِين؛ مِمَّا جَعَلَهُمْ مِنَ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَالضَّالِّين 00

أَمَّا الدَّسَائِسُ الَّتي أَشَرْتُ إِلَيْهَا؛ فَتَتَجَلَّى فِيمَا تحْكِيهِ كُتُبُ الأَدَبِ عَنهُمْ، مِن أَنَّهُ رُفِعَتْ إِلى المَهْدِيِّ قَصَائِدُ في الهِجَاء، نُسِبَتْ إِلى أُوْلَئِكَ الشُّعَرَاء 00!! وَبِالتَّأْكِيدِ لَوْ كُنْتُ وَجَدْتُ قَوْلاً لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة، أَوْ تِلْمِيذِهِ ابْنِ القَيِّم، أَوِ الإِمَامِ أَحْمَد؛ يَذْكُرُ نُصُوصَاً مِن أَقْوَالهِمْ بِسُوء؛ لَنَقَلْتُ كَلاَمَهُمْ في ذَلِك؛ فَإِنَّهُمْ عِنْدِي أَعْظَمُ مِن أَنْ يَتَعَصَّبُواْ هَذَا التّعَصُّبَ الأَعْمَى، الَّذِي سَادَ الْبِلاَدَ في زَمَانِنَا وَعَمَّا 00 عَن أَبي أُمَيَّةَ اللَّخْمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" إِنَّ مِن أَشْرَاطِ السَّاعَةِ ثَلاَثَة، إِحْدَاهُنَّ: أَنْ يُلْتَمَسَ الْعِلْمُ عِنْدَ الأَصَاغِر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (2207، 695)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَنيُّ في الْكَبِير] فَيَا حَسْرَةً عَلَى العِباد؛ مَا يَأْتِيهِمْ مِن حَكِيمٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُون 00!! وَمِن أَشْعَارِ هَذَا الحَكِيم / صَالحِ بْنِ عَبْدِ الْقُدُّوس: وَإِذَا الصَّدِيقُ لَقِيتَهُ مُتَمَلِّقَاً * فَهُوَ العَدُوُّ وَمِثْلُهُ يُتَجَنَّبُ لاَ خَيرَ في وُدِّ امْرِئٍ مُتَمَلِّقٍ * حُلْوِ اللِّسَانِ وَقَلْبُهُ يَتَلَهَّبُ يُعْطِيكَ مِنْ طَرَفِ اللِّسَانِ حَلاَوَةً * وَيَرُوغُ مِنْكَ كَمَا يَرُوغُ الثَّعْلَبُ يَلْقَاكَ يَحْلِفُ أَنَّهُ بِكَ وَاثِقٌ * وَإِذَا تَوَارَى عَنْ سَوَادِكَ عَقْرَبُ

وَصِلِ الكِرَامَ وَإِنْ رَمَوْكَ بِجَفْوَةٍ * فَالصَّفْحُ عَن أَهْلِ المَكَارِمِ أَصْوَبُ وَاخْترْ قَرِينَكَ يَا فَتى بِعِنَايَةٍ * إِنَّ القَرِينَ إِلى المُقَارِنِ يُنْسَبُ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلأَقَارِبِ وَالْقَهُمْ * بحَفَاوَةٍ وَاسْمَحْ لَهُمْ إِن أَذْنَبُواْبُ وَاحْذَرْ مُصَاحَبَةَ اللَّئِيمِ فَإِنَّهُ * يُعْدِي كَمَا يُعْدِي الصَّحِيحَ الأَجْرَبُ وَدَعِ الكَذُوبَ فَلاَ يَكُنْ لَكَ صَاحِبَاً * قَدْ قِيلَ لَيْسَ بِمُؤْمِنٍ مَنْ يَكْذِبُ وَابْدَأْ عَدُوَّكَ بِالتَّحِيَّةِ وَلْتَكُن * مِنهُ زَمَانَكَ خَائِفَاً تَتَرَقَّبُ إِنَّ العَدُوَّ وَإِنْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ * فَالحِقْدُ بَاقٍ في حَشَاهُ مُغَيَّبُ وَزِنِ الكَلاَمَ إِذَا نَطَقْتَ وَلاَ تَكُن * ثَرْثَارَةً في كُلِّ وَادٍ تخْطُبُ

وَاحْفَظْ لِسَانَكَ وَاحْتَرِزْ مِنْ لَفْظِهِ * فَالمَرْءُ يَسْلَمُ بِاللِّسَانِ وَيَعْطَبُ وَالسِّرَّ فَاكْتُمْهُ وَلاَ تَنْطِقْ بِهِ * إِنَّ الزُّجَاجَةَ كَسْرُهَا لاَ يُشْعَبُ وَارْعَ الأَمَانَةَ في أُمُورِكَ كُلِّهَا * وَاعْدِلْ وَلاَ تَظْلِمْ يَطِبْ لَكَ مَكْسَبُ وَاحْذَرْ مِنَ المَظْلُومِ سَهْمَاً صَائِبَاً * وَاعْلَمْ بِأَنَّ دُعَاءَهُ لاَ يُحْجَبُ وَاضْرَعْ لِرَبِّكَ إِنَّهُ أَدْنى لِمَنْ * يَدْعُوهُ مِن حَبْلِ الوَرِيدِ وَأَقْرَبُ فَلَقَدْ نَصَحْتُكَ إِنْ قَبِلْتَ نَصِيحَتي * وَالنُّصْحُ أَغْلَى مَا يُبَاعُ وَيُوهَبُ وَمِن أَشْعَارِهِ أَيْضَاً: المَرْءُ يجْمَعُ وَالزَّمَانُ يُفَرِّقُ * وَيَظَلُّ يَرْقَعُ وَالخُطُوبُ تُمَزِّقُ وَلأَنْ يُعَادِيَ عَاقِلاً خَيْرٌ لَهُ * مِن أَنْ يَكُونَ لَهُ صَدِيقٌ أَحْمَقُ

فَارْغَبْ بِنَفْسِكَ أَنْ تُصَادِقَ أَحْمَقَاً * إِنَّ الصَّدِيقَ عَلَى الصَّدِيقِ مُصَدِّقُ وَإِنِ امْرُؤٌ لَسَعَتْهُ أَفْعَى مَرَّةً * تَرَكَتْهُ حِينَ يُجَرُّ حَبْلٌ يَفْرَقُ فَارْغَبْ بِنَفْسِكَ أَنْ تُصَادِقَ أَحْمَقَاً * إِنَّ الصَّدِيقَ عَلَى الصَّدِيقِ مُصَدِّقُ وَزِنِ الكَلاَمَ إِذَا نَطَقْتَ فَإِنَّمَا * يُبْدِي عُيُوبَ ذَوِي العُقُولِ المَنْطِقُ وَمِنَ الرِّجَالِ إِذَا اسْتَوَتْ أَحْلاَمُهُمْ * مَن إِنْ تُشَاوِرْهُ تَجِدْهُ يُطْرِقُ حَتىَّ يَجُولَ بِكُلِّ وَادٍ قَلْبُهُ * وَيَقِيسَ كُلَّ صَغِيرَةٍ وَيُحَقِّقُ وَالنَّاسُ في طَلَبِ المَعَاشِ وَإِنَّمَا * بِالحَظِّ يُرْزَقُ مِنهُمُ مَنْ يُرْزَقُ كَمْ جَاهِلٍ وَعلَيْهِ رِزْقٌ وَاسِعٌ * كَمْ عَاقِلٍ وَعلَيْهِ رِزْقٌ ضَيِّقُ مَا النَّاسُ إِلاَّ عَامِلاَنِ فَعَامِلٌ * قَدْ مَاتَ مِن عَطَشٍ وَآخَرُ يَغْرَقُ

لَوْ سَارَ أَلْفُ مُدَجَّجٍ في حَاجَةٍ * لَمْ يَقْضِهَا إِلاَّ الَّذِي يَتَرَفَّقُ وَكَأَنَّهُ بِأَشْعَارِهِ في الفَضِيلَة، وَإِحْيَائِهِ لِلْقِيَمِ النَّبِيلَة؛ يَقُولُ لِلنَّاسِ بِلِسَانِ الحَال: أَنَاْ لَمْ أَجِئْ بِقَصِيدَةٍ خَمْرِيَّةٍ * مَا لي وَلِلتَّشْبِيبِ بِالصَّهْبَاءِ أَنَاْ لَمْ أَجِئْ بِقَصِيدَةٍ خَمْرِيَّةٍ * مَا لي وَلِلتَّشْبِيبِ بِالصَّهْبَاءِ لاَ تَسْأَلُوني مَدْحَ كُلِّ مُتَوَّجٍ * إِنِّي نَبَذْتُ سَفَاسِفَ الشُّعَرَاءِ بَاعُواْ لأَجْلِ المَالِ مَاءَ حَيَائِهِمْ * مَاذَا تَكُونُ النَّقْسُ دُونَ حَيَاءِ لَمْ يَفْهَمُواْ مَا الشِّعْرُ إِلاَّ أَنَّهُ * قَدْ بَاتَ مَرْقَاةً إِلى الإِثْرَاءِ وَلِذَاكَ مَا لاَقَيْتَ غَيْرَ مُشَبِّبٍ * بِالغَانِيَاتِ وَطَالِبٍ لِعَطَاءِ

ضَاقَتْ بِهِ الدُّنيَا الرَّحِيبَةُ فَانْثَنى * بِالشِّعْرِ يَسْتَجْدِي بَني حَوَّاءِ شَقِيَ القَرِيضُ بِهِمْ وَمَا سَعِدُواْ بِهِ * لَوْلاَهُمُ لَغَدَا مِنَ السُّعَدَاءِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ} وَكَذَلِكَ الطِّغْرَائِيّ، كَانَ شَاعِرَاً مجِيدَاً بَارِعَاً، وَأَكْتَفِي مِن شِعْرِهِ بهَذِهِ الأَبْيَاتِ مِنْ لاَمِيَّتِهِ الشَّهِيرَة: غَاضَ الوَفَاءُ وَفَاضَ الغَدْرُ وَاتَّسَعَتْ * مَسَافَةُ الْبُعْدِ بَينَ القَوْلِ وَالعَمَلِ وَشَانَ صِدْقَكَ بَينَ النَّاسِ كِذْبُهُمُ * وَهَلْ يُقَارَنُ مُعْوَجٌّ بِمُعْتَدِلِ وَمِنهَا قَوْلُهُ أَيْضَاً: حُبُّ السَّلاَمَةِ يُثْني عَزْمَ صَاحِبِهِ * عَن المَعَالي وَيُغْرِي المَرْءَ بِالكَسَلِ وَمِنهَا قَوْلُهُ أَيْضَاً: أُعَلِّلُ النَّفْسَ بِالآمَالِ في غَدِهَا * مَا أَضْيَقَ العَيْشَ لَوْلاَ فُسْحَةُ الأَمَلِ

وَمِنهَا قَوْلُهُ أَيْضَاً: وَإِنَّمَا رَجُلٌ الدُّنيَا وَوَاحِدُهَا * مَنْ لاَ يُعَوِّلُ في الدُّنيَا عَلَى رَجُلِ وَمِنهَا قَوْلُهُ أَيْضَاً في أَسَافِلِ النَّاسِ وَسَقَطِهِمْ عِنْدَمَا يُقَدِّمُون: مَا كُنْتُ أُوثِرُ أَنْ يَمْتَدَّ بي زَمَني * حَتىَّ أَرَى دَوْلَةَ الأَوْغَادِ وَالسَّفَلِ وَمِن أَشْعَارِهِ أَيْضَاً قَوْلُهُ في أَهْلِ الشَّرِّ عِنْدَمَا يجِيئُكَ مِنهُمْ بَعْضُ الخَير، أَوْ في العَدُوِّ عِنْدَمَا تَأْتِيكَ مِنهُ بَعْضُ المَنْفَعَة: وَلَرُبَّمَا انْتَفَعَ الفَتى بِعَدُوِّهِ * كَالسُّمِّ أَحْيَانَاً يَكُونُ دَوَاءَا

وَلَقَدْ قَرَأْتُ وَلاَ فَخْرَ أَكْثَرَ مِنْ مِاْتَيْ مجَلَّدٍ مِن خَيرِ مَا كُتِب، في الرَّقَائِقِ وَالأَدَب، وَأَكْثَرَ مِنْ رُبْعِ مِليُون بَيْتٍ مِن خَيرِ مَا قَالَتِ العَرَب؛ فَلَمْ أَرَ قَطُّ في شِعْرِهِمْ مَا يَدْعُو إِلى الزَّنْدَقَةِ أَوِ الإِلحَاد، أَوْ حَتىَّ مَا يخْدِشُ جَانِبَ الاِعْتِقَاد، وَلاَ في كِتَابَاتِ ابْنِ المُقَفَّعِ وَلاَ في شِعْرِ بَشَّار، كَمَا هُوَ الحَالُ في أَشْعَارِ نِزَار، وَمَا يَتَخَلَّلُهَا مِنَ التَّهَتُّكِ وَالاَسْتِهْتَار، الَّذِي هُوَ إِلى الْفِسْقِ وَالمجُونِ وَالْفُجْر: أَقْرَبُ مِنهُ إِلى الإِلحَادِ وَالْكُفْر 00

وَهَكَذَا: فَمَا عَاشَ حُكَمَاءُ العَرَبِ إِلاَّ جِيَاعَاً ضِيَاعَاً مُشَرَّدِين، فَهَلْ سَمِعْتَ عَن حَكِيمٍ مِن حُكَمَائِهِمْ أَوْ شَاعِرَاً مَوْهُوبَاً إِلاَّ أَنْ يَكُونَ نِبْطِيَّاً، أَوْ عَبْدَاً مَمْلُوكَاً لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْء 00!! كَمْ شَاعِرٍ في مِصْرَ فَذٍّ لَيْسَ يَمْلِكُ قُوتَ يَوْمِه فَتَرَاهُ لَيْلَ نَهَارَ يَشْكُو في الْقَصَائِدِ ظُلْمَ قَوْمِه {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} فَهُمْ دَائِمَاً قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ في الأَرْضِ يخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَهُمُ النَّاس؛ وَلِذَا اتخَذَ النَّاسُ مِنْ بَعْدِهِمْ رُءُوسَاً جُهَّالاً فَأَفْتَوْهُمْ بِغَيرِ عِلْمٍ فَضَلُّواْ وَأَضَلُّواْ كَثِيرَاًً، وَضَلُّواْ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيل 0

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامَاً؛ يُرْفَعُ فِيهَا العِلْم، وَيَنْزِلُ فِيهَا الجَهْل " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7065 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2672 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعَاً يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَاد، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاء؛ حَتىَّ إِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسَاً جُهَّالاً، فَسُئِلُواْ فَأَفْتَوْا بِغَيرِ عِلْمٍ فَضَلُّواْ وَأَضَلُّواْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (100 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2673 / عَبْد البَاقِي]

وَلأَنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاء: يَكُونُ بِقَبْضَِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلُ رَفْعِ الْعِلْم 00 عَن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَظَرَ إِلىَ السَّمَاءِ يَوْمَاً فَقَال: " هَذَا أَوَانُ يُرْفَعُ الْعِلْم " [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان، وَالإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيّ] عَن أَبي أُمَيَّةَ اللَّخْمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِن أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُلْتَمَسَ الْعِلْمُ عِنْدَ الأَصَاغِر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (2207، 695)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

فَإِلى مَتى نُهِينُ عُلَمَاءنَا حُكَمَاءنَا وَنحْنُ الَّذِينَ نَزَلَ فِينَا القُرْآنُ الْعَظِيم 00؟! شَبِعْنَا تَقْرِيعَاً وَسُخْرِيَّة، وَمَقَالاَتٍ عَنْتَرِيَّة قَدْ يَقُولُ قَائِل: لَقَدْ مَلَلْنَا العَزْفَ عَلَى هَذِهِ الرَّبَابَةِ الحَزِينَة، وَشَبِعْنَا تَقْرِيعَاً وَسُخْرِيَّة، وَمَقَالاَتٍ عَنْتَرِيَّة؛ فَمَا هُوَ الحَلُّ إِذَن 00؟ إِنَّ أَيَّةَ أَمَّةٍ إِذَا آذَنَتْ شَمْسُ حَضَارَتِهَا بِالمَغِيب؛ فَهَذَا يَعْني: أَنَّ عَلَى أَنْقَاضِهَا أُمَّةً أُخْرَى سَتُشْرِقُ شَمْسُهَا مِنْ جَدِيد، فَكُلُّ حَضَارَةٍ لَهَا فَتْرَةُ شَبَابٍ وَفَتْرَةُ شَيْخُوخَة، وَإِنَّ أُمَّةَ الإِسْلاَمِ عَاشَتْ عَصْرَهَا الذَّهَبي، وَالَّذِي نَرْجُو أَنْ يَعُودَ بَعْدَ طُولِ رُكُود، وَيَظْهَرَ في الأَبْنَاء: مَنْ يُعِيدُ مجْدَ الآبَاء، الَّذِينَ أَنَارُواْ الأَرْضَ بِالعِلْمِ وَالعُلَمَاء 00

جِيلٌ عِنْدَمَا تُقَلِّبُ بَصَرَكَ فِيه ثمَّ تَعُودُ فَتُقَلِّبُهُ في جِيلِ اليَوْم؛ يَنْقَلِبُ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئَاً وَهُوَ حَسِير وَمِمَّا يُذْكَرُ لِنِزَارٍ مِن حَسَنَاتِهِ (غَفَرَ اللهُ لَهُ) قَوْلُه: " إِذَا كُنَّا قَدْ فَشِلْنَا فَلاَ غَرَابَة؛ فَلأَنَّا تَسَلَّحْنَا بِالخَطَابَة، وَبِالعَنْتَرِيَّاتِ الَّتي مَا قَتَلَتْ ذُبَابَة " طَرْحُ بَعْضِ الحُلُول؛ سَرِيعَةِ المَفْعُول: فَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُفَكِّرَ في حُلُول، فَلاَ بُدَّ أَنْ نُفَكِّرَ في الحَلِّ المَعْقُول 0 أَوَّلاً: بِالْعَوْدَةِ الحَقِيقِيَّةِ إِلىَ الإِسْلاَم 0

إِنَّ الإسْلاَمَ هُوَ الحَلُّ في الوَقْتِ الحَالي وفي كُلِّ وَقْت؛ بِالعَوْدَةِ إِلى تَعَاليمِهِ القَوِيمَة والتَّمَسُّكِ بِمَبَادِئِهِ السَّامِيَة، فَمَا تَقَدَّمَتْ هَذِهِ الدُّوَلُ إِلاَّ بِإِتْقَانِ العَمَل، وَرِعَايَةِ حُقُوقِ الإِنْسَان 000 إِلخ الإِسْلاَمُ هُوَ سِرُّ نَهْضَةِ الْغَرْبِ قَدِيمَاً وَحَدِيثَاً فَقَدِيمَاً تَقَدَّمُواْ بِمَا دَرَسُوهُ عَلَى يَدِ المُسْلِمِينَ في جَامِعَاتِ قُرْطُبَةَ وَإِشْبِيلِيَّة، وَبِمَا تَرْجَمُوهُ عَنَّا، وَتَقَدَّمُواْ حَدِيثَاً؛ لأَنَّهُمْ يَعْمَلُونَ بِالقُرْآن وَلاَ يَعْلَمُونَ بِهِ، أَمَّا المُسْلِمُونَ فَيَعْلَمُونَ بِهِ وَلاَ يَعْمَلُونَ بِهِ!!

فَلَمْ يخْطِئِ الإِمَامُ المُصْلِحُ محَمَّد عَبْدُه عِنْدَمَا قَالَ فِيهِمْ: " وَجَدْتُ هُنَاكَ إِسْلاَمَاً بِلاَ مُسْلِمِين، وَهُنَا وَجَدْتُ مُسْلِمِين بِلاَ إِسْلاَم " 0 وَصَدَقَ عَمْرُو بْنُ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عِنْدَمَا وَصَفَهُمْ فَقَال:" إِنَّ فِيهِمْ لَخِصَالاً أَرْبَعَاً: إِنَّهُمْ لأَحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَة ـ أَيْ أَعْقَلُ النَّاس ـ وَأَسْرَعُهُمْ إِفَاقَةً بَعْدَ مُصِيبَة، وَأَوْشَكُهُمْ كَرَّةً بَعْدَ فَرَّة، وَخَيرُهُمْ لمِسْكِينٍ وَيَتِيمٍ وَضَعِيف، وَخَامِسَةٌ حَسَنَةٌ جَمِيلَة: وَأَمْنَعُهُمْ مِنْ ظُلْمِ المُلُوك " [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2898 / عَبْد البَاقِي] وَفي رِوَايَةٍ: " وَأَجْبَرُ النَّاسِ عِنْدَ مُصِيبَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2898 / عَبْد البَاقِي]

لَيْتَ المُسْلِمِينَ عَمَدُواْ إِلى هَذِهِ السُّلُوكِيَّاتِ فَنَقَلُوهَا إِلى بِلاَدِهِمْ 00 وَلَرُبَّمَا انْتَفَعَ الفَتى بِعَدُوِّهِ * كَالسُّمِّ أَحْيَانَاً يَكُونُ دَوَاءَ ا {الطِّغْرَائِيّ} لَيْتَهُمْ قَلَّدُوهُمْ في التُّكْنُولُوجْيَا وَالطِّبّ، كَمَا قَلَّدُوهُمْ في المُوضَةِ وَالمِيني جِيبّ 00!! وَلَكِنَّهُمْ لِلأَسَف: أَخَذُواْ مِنهُمْ أَسْوَأَ مَا عِنْدَهُمْ، نَظَرُواْ إِلى كُلِّ شَيْءٍ عَار: وَاتخَذُوهُ شِعَار! فَتَشَبَّهُواْ بِالغَرْبِ حَتىَّ أَوْشَكُواْ * أَنْ يَعْبُدُوهُ عِبَادَةَ الأَصْنامِ تَقْلِيدَ أَعْمَىً قَلَّدُواْ وَلِذَا فَقَدْ * تَبِعُواْ نِظَامَهُمُ بِغَيرِ نِظَامِ {محْمُود غُنَيْم بِتَصَرُّف}

كُلَّ هَذَا لِيَكُونُواْ مِثْلَهُمْ، وَشَتَّانَ بَيْنَ جَرَّةِ الجُبْنِ القَدِيمِ وَجَرَّةِ العَسَل 00!! فَلوْ لَبِسَ الحِمَارُ مِنَ الحَرِيرِ * لَقَالَ النَّاسُ يَا لَكَ مِن حِمَارِ حَتىَّ في اللَّعِبِ مِنْ شِدَّةِ خَيْبَتِنَا لاَ نَسْتَطِيعُ تَقْلِيدَهُمْ فِيه 00!! أَلَسْنَا قَدْ أَهَنَّاهُ فَهَانَا * وَقُلْنَا كُنْ فِرِنْجِيَّاً فَكَانَا {الشَّاعِرُ الْقَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} ** مَا المَرْءُ إِلاَّ حَيْثُ يجْعَلُ نَفْسَهُ ** {أَبُو فِرَاسٍ الحَمَدَاني}

جُحْرُ الضَّبِّ وَسِرُّ ضَرْبِ المَثَلِ بِه عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيِّ صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرَاً شِبْرَاً، وَذِرَاعَاً بِذِرَاع، حَتىَّ لَوْ دَخَلُواْ جُحْرَ ضَبّ؛ تَبِعْتُمُوهُمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7320 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2669 / عَبْد البَاقِي]

وَهَذِهِ العِبَارَةُ الأَخِيرَة: بحَثْتُ عَنهَا في مَعَاجِمَ كَثِيرَة، حَتىَّ عَثَرْتُ عَلَيْهَا أَخِيرَاً في كُتُبِ الحَيَوَان، بَدَأْتُ أُفَكِّرُ مَا هُوَ السَّيِّئُ في حَيَاةِ الضَّبِّ حَتىَّ يَضْرِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ المَثَل 00؟!

اتَّضَحَ الآتي 00 أَوَّلاً: الضَّبُّ هَذَا حَيَوَانٌ كَالتِّمْسَاحِ في الشَّكْل، أَمَّا مِن حَيْثُ الطُّولِ فَهُوَ نِصْفُ مِتْرٍ تَقْرِيبَاً، يُؤْكَلْ لَحْمُه، إِلاَّ أَنَّهُ حَيَوَانٌ ضَعِيف، لَيْسَ لَهُ فَكٌّ كَفَكِّ التِّمْسَاح، وَلاَ مخَالِبُ كَمَخَالِبِ النَّمِر، يُدَافِعَ بِهَا عَنْ نَفْسِه؛ فَمَاذا يَصْنَع 00؟! يَأْوِي إِلى جُحْرِهِ الحَيَّاتِ وَالعَقَارِبَ وَالثَّعَابِين؛ وَمِن هُنَا ضَرَبَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ المَثَلَ فَقَال: " حَتىَّ لَوْ دَخَلُواْ جُحْرَ ضَبّ؛ تَبِعْتُمُوهُمْ " 0

أَمَّا شُرَّاحُ الحَدِيث؛ فَلَمْ يَتَنَاوَلْ تِلْكَ النُّقْطَةَ مِنهُمْ إِلاَّ المَنَاوِيُّ في " فَيْضِ القَدِيرِ " فَقَال: " وَخَصَّ جُحْرَ الضَّبِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِشِدَّةِ ضِيقِه، وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنَّهُمْ لاِقْتِفَائِهِمْ آثَارَهُمْ، وَاتِّبَاعِهِمْ مَنَاهِجَهِمْ؛ لَوْ دَخَلُواْ في مِثْلِ ذَلِكَ الضِّيقِ الرَّدِيءِ لَوَافَقُوهُمْ " 0 [المَنَاوِيُّ في " فَيْضِ القَدِيرِ " طَبْعَةِ المَكْتَبَةِ التِّجَارِيَّةِ الْكُبرَى بِمِصْر 0 ص: 261/ 5]

وَفي حَدِيثٍ آخَرَ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبرَاً بِشِبر، وَذِرَاعَاً بِذِرَاع؛ حَتىَّ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ دَخَلَ جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمْ، وَحَتىَّ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ جَامَعَ أُمَّهُ بِالطَّرِيقِ لَفَعَلْتُمُوه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5067، 1348، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 8404] وَذَلِكَ هُوَ الَّذِي يُسَمَّى التَّقْلِيدَ الأَعْمَى 00!!

خُطُوَاتُنَا نحْوَ التَّقَدُّمِ أَصْبَحَتْ مُتَعَثِّرَة كَمْ ذَا نُقَاسِي كَيْ نَرَى بَعْضَ الْعُقُولِ النَّيِّرَة فَشَبَابُنَا مُتَخَلِّفٌ وَشُعُوبُنَا مُتَأَخِّرَة وَلِذَاكَ أَصْبَحْنَا نُلَقَّبُ أُمَّةً مُتَأَخِّرَة أَوْضَاعُهَا في كُلِّ شِبْرٍ أَصْبَحَتْ مُتَفَجِّرَة أَعْدَاؤُهَا مِنْ جَهْلِهَا لَعِبُواْ بِهَا لِعْبَ الْكُرَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} يَا أُمَّةً ضَحِكَت مِنْ جَهْلِهَا الأُمَمُ في كُلِّ يَوْمٍ نَرَى لِلغَرْبِ خَارِقَةً * وَلَيْسَ لِلشَّرْقِ إِلاَّ السَّمْعُ وَالبَصَرُ القَوْمُ يَبْتَكِرُونَ المُعْجِزَاتِ لَهُمْ * وَنحْنُ نَمْدَحُ مَا اخْتَرَعُواْ وَمَا ابْتَكَرُواْرُ

{محْمُود غُنَيْم 0 بِتَصَرُّف} وَاأَسَفَا عَلَى قَوْمِي 00 تَقَدَّمَ كُلُّ بَطِيءِ الخُطَا * وَهُمْ وَحْدَهُمْ رَجَعُواْ القَهْقَرَى أَذَلَّهُمُ كُلُّ شَعْبٍ ذَلِيلٍ * وَكَانَ لَهُمْ أَمْسِ مُلكُ الثَّرى وَمَن خَطَبَ المجْدَ شَدَّ المَطَايَا * إِلَيْهِ وَخَاضَ الدَّمَ الأَحْمَرَا {محْمُود غُنَيْم} الْقَدَرُ لَيْسَ شَمَّاعَةً لِنُعَلِّقَ عَلَيْهِ أَخْطَاءنَا وَهَكَذَا: جَعَلْنَا مِنَ القَدَرِ " شَمَّاعَةً " عَلَّقْنَا عَلَيْهَا تخُلُّفَنَا عَنْ سَائِرِ الأُمَم 00!! نِمْنَا فَخِلْنَا كُلَّ طَرْفٍ نَائِمَاً * مَا أَجْهَلَ الْوسْنَانَ بِالْيَقظَانِ

قَالُواْ: عَامِرَ بْنَ رَبِيعَة؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " عَلاَمَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاه 00؟! إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِن أَخِيهِ مَا يُعْجِبُه: فَليَدْعُ لَهُ بِالبرَكَة " 0 ثُمَّ دَعَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ؛ فَأَمَرَ عَامِرَاً أَنْ يَتَوَضَّأ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيهِ إِلىَ المِرْفَقَين، وَرُكْبَتَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِه، وَأَمَرَهُ أَنْ يَصُبَّ عَلَيْه " 0 [وَدَاخِلَةُ الإِزَار: الجُزْءُ الدَّاخِلِيُّ مِنهُ مِمَّا يَلِي الجَسَد، وَالَّذِي يُلَفُّ عَلَيْهِ سَائِرُ الإِزَار 0 لِسَانُ العَرَب: 240/ 11، صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَة وَفي الجَامِعِ الصَّحِيحِ وَمِشْكَاةِ المَصَابِيحِ، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان]

سَحَقَ القَوِيُّ بِهَا الضَّعِيفَ وَدَاسَهُ * وَمَشَى عَلَى أَرْضٍ مِنَ الأَبْدَانِ بِئْسَ الْوَغَى يَجْني الجُنُودُ حُتُوفَهُمْ * في سَاحِهَا وَالفَخْرُ لِلتِّيجَانِ مَا بَالُكُمْ لاَ تَغْضَبُون لِدِينِكُمْ * غَضَبَاتِ مَلْطُومِ الجَبِينِ مُهَانِ قُومُواْ عَلَيْهِمْ طَالِبُواْ بِحُقُوكِمْ * وَتَشَبَّهُواْ بِالصِّينِ وَاليَابَانِ يَا أُمَّةً لَعِبَتْ بِدِينِ نَبِيِّهَا * مِنْ بَعْدِهِ كَتَلاَعُبِ الصِّبْيَانِ تَرَكَ المَسِيحِيُّونَ مَا أُمِرُواْ بِهِ * وَالمُسْلِمُونَ بَغَوْاْ عَلَى القُرْآنِ

لاَ ذَنْبَ لِلأَقْدَارِ في إِذْلاَلِنَا * هَذَا جَزَاءُ الْغَافِلِ المُتَوَاني {محَمَّدٌ الأَسْمَرُ وَآخَرُون 0 بِتَصَرُّف} وَمَا أَحْسَنَ مَا قَالَهُ الإِمَامُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ رَحِمَهُ الله 00 فَقَالَ قَوْلَةَ حَقٍّ أَصْبَحَتْ مَثَلاً * وَأَصْبَحَ الجِيلُ بَعْدَ الجِيلِ يَرْوِيهَا: {حَافِظ إِبْرَاهِيم؟} " لَنْ يُصْلِحَ آخِرَ هَذِهِ الأُمَّةِ إِلاَّ مَا أَصْلَحَ أَوَّلهَا " 0 [ابْنُ القَيِّمِ في " إِغَاثَةِ اللهْفَان " بِالطَّبْعَةِ الثَّانِيَةِ لِدَارِ المَعْرِفَة 0 بَيرُوت 0 ص: 200/ 1]

مَا بَالُ رَمَضَان؛ لَمْ يَعُدْ شَهْرَ انْتِصَارَاتٍ كَمَا كَان في نَفْسِ هَذَا الوَقْتِ مِنْ كُلِّ عَامٍ وَفي رَمَضَان؛ تُضْرَبُ دَوْلَةٌ مُسْلِمَةٌ وَتُهَان: مَرَّةً العِرَاقُ وَأُخْرَى أَفْغَانِسْتَان؛ فَمَا بَالُ رَمَضَانَ لَمْ يَعُدْ شَهْرَ انْتِصَارَاتٍ كَمَا كَان 00؟! وَيجِيبُ رَمَضَانُ قَائِلاً: أَنَا كَمَا أَنَا لَمْ أَتَغَيَّرْ، إِنَّ نُفُوسَكُمْ هِيَ الَّتي تَغَيَّرَتْ 00

{إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتىَّ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوءً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِن دُونِهِ مِن والٍ} {الرَّعْد/11} قَدْ يَقُولُ قَائِل: لِمَ لاَ يَنْصُرُنَا اللهُ كَمَا نَصَرَ الصَّحَابَة 00؟!! وَهَذَا أَقُولُ لَهُ: وَمَنْ نحْنُ حَتىَّ نُقَارَنَ بِالصَّحَابَة، الَّذِينَ نَظَرُواْ إِلى الدُّنيَا فَعَبَرُوهَا وَحَمِدُواْ اللهَ عَلَى السَّلاَمَة، أَمَّا المُسْلِمُونَ اليَوْمَ فَنَظَرُواْ إِلى الدُّنيَا فَعَمَرُوهَا حَتىَّ نَسُواْ يَوْمَ القِيَامَة 00!!

الصَّحَابَةُ الَّذِينَ يُوجَدُ اليَوْمَ في المُسْلِمِينَ مَنْ يَسُبُّهُمْ، وَيُحَقِّرُ مِنْ شَأْنِهِمْ 00!! عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيِّ صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لاَ تَسُبُّواْ أَصْحَابي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبَاً؛ مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3673 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْمَيْ: 2540، 2541 / عَبْد البَاقِي]

وَعَن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: قَالَتْ لي عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: " يَا ابْنَ أُخْتي، أُمِرُواْ أَنْ يَسْتَغْفِرُواْ لأَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَبُّوهُمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3022 / عَبْد البَاقِي]

قَالَ عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ الجُنَيْدِ: سَمِعْتُ يحْيىَ بْنَ مَعِينٍ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ يَقُول: " إِنَّا لَنَطْعَنُ عَلَى أَقْوَامٍ؛ لَعَلَّهُمْ قَدْ حَطُّواْ رِحَالَهُمْ في الجَنَّةِ مِن أَكْثَرَ مِنْ مِاْئَةِ سَنَة " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 269/ 13] لِمَاذَا يَا عَبَاقِرَةَ الْكِتَابَة * تَرَكْتُمْ مَنْ يَنَالُ مِنَ الصَّحَابَة وَلَوْ ذُدْتُمْ عَنِ الإِسْلاَمِ يَوْمَاً * سَيَحْسِبُ كُلُّ زِنْدِيقٍ حِسَابَه فَأَيْنَ الأَزْهَرُ المَيْمُونُ مِنهُمْ * لِيَصْفَعَهُمْ وَأَيْنَ هِيَ الرَّقَابَة لِهَذَا الحَدِّ في الإِعْلاَمِ ضَاعَتْ * لِقَدْرِ الدِّينِ في مِصْرَ المَهَابَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

أَصْحَابُ الْفِكْرِ المَسْمُوم كَيْفَ يَنْصُرُنَا اللهُ وَفِينَا مَنْ أَنْكَرَ عَذَابَ القَبر، وَمَنْ كَذَّبَ بِالشَّفَاعَة، وَمَنْ طَعَنَ في البُخَارِي؟! عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ وَفي رِوَايَةٍ: خَطَبَنَا ـ فَحَمِدَ اللهَ تَعَالى وَأَثْنى عَلَيْه، فَذَكَرَ الرَّجْمَ فَقَال: لاَ تُخْدَعُنَّ عَنْهُ؛ فَإِنَّهُ حَدٌّ مِنْ حُدُودِ اللهِ تَعَالى، أَلاَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَجَمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَه، وَلَوْلاَ أَنْ يَقُولَ قَائِلُون: زَادَ عُمَرُ في كِتَابِ اللهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ:

لَكَتَبْتُهُ في نَاحِيَةٍ مِنْ المُصْحَف: شَهِدَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، وَفي رِوَايَةٍ: وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَفُلاَنٌ وَفُلاَن: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَجَمَ وَرَجَمْنَا مِنْ بَعْدِه، أَلاَ وَإِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ بَعْدِكُمْ قَوْمٌ يُكَذِّبُونَ بِالرَّجْمِ وَبِالدَّجَّال، وَبِالشَّفَاعَةِ وَبِعَذَابِ القَبْر، وَبِقَوْمٍ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا امْتَحَشُواْ " 0 [امْتَحَشُواْ: أَيْ تَفَحَّمُواْ 0 ضَعَّفَهُ الأَلبَانيُّ في " ظِلاَلِ الجَنَّة " برَقْم: (393)، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ ": فِيهِ عَلِيُّ بْنُ زَيْد 0 وَهُوَ سَيِّءُ الحِفْظ 0 وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَات 0 ص: (289/ 10)، رَوَاهُ أَحْمَدُ في " مُسْنَدِهِ " برَقْم: 157]

عَنِ المِقدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَلاَ إِنيِّ أُوتِيتُ الكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَه؛ أَلاَ يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُول: عَلَيْكُمْ بهَذَا القُرْآنِ فَمَا وَجَدْتمْ فِيهِ مِن حَلاَلٍ فَأَحِلُّوه، وَمَا وَجَدْتمْ فِيهِ مِن حَرَامٍ فَحَرِّمُوه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ أَبي دَاوُدَ برَقْم: 4604، وَفي سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ برَقْم: 12، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 17174]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنِ المِقدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عَسَى رَجُلٌ يَبْلُغُهُ الحَدِيثُ عَنيِّ وَهْوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ فَيَقُول: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ الله، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَلاَلاً اسْتَحْلَلنَاهُ وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَرَامَاً حَرَّمْنَاه؛ وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ كَمَا حَرَّمَ الله " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ وَفي الجَامِعِ برَقْمَيْ: 2664، 4422، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 17194]

وَفي حَدِيثٍ آخَرَ لأَبي رَافِعٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ أَلفَيَنَّ ـ أَيْ لاَ أَلقَينَّ ـ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئَاً عَلَى أَرِيكَتِه، يَأَتِيهِ الأَمْرُ مِن أَمْرِي مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ أَوْ نَهَيْتُ عَنهُ فَيَقُول: لاَ أَدْرِي 00 مَا وَجَدْنَاهُ في كِتَابِ اللهِ اتَّبَعْنَاه " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامَينِ أَبي دَاوُدَ وَفي ابْنِ مَاجَةَ برَقْم: 4605، 13]

عَن أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَر: إِنَّا نَجِدُ صَلاَةَ الحَضَرِ وَصَلاَةَ الخَوْفِ في الْقُرْآن، وَلاَ نَجِدُ صَلاَةَ السَّفَرِ في الْقُرْآن؛ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَر: يَا ابْنَ أَخِي؛ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ إِلَيْنَا محَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلاَ نَعْلَمُ شَيْئَاً، وَإِنَّمَا نَفْعَلُ كَمَا رَأَيْنَا محَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَل " 0

[وَثَّقَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُننيِ الإِمَامَينِ النَّسَائِيِّ وَابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: 1434، 1066] ثمَّ إِنَّ هَذَا القُرْآنَ الَّذِي يُؤْمِنُونَ بِهِ إِنْ كَانُواْ صَادِقِينَ سَلْهُمْ مَنِ الَّذِي أَتَانَا بِه 00؟ سَيَقُولُونَ: أَتَانَا بِهِ رَسُولُ الله؛ قُلْ لَهُمْ: فَكَيْفَ تُكَذِّبُونَهُ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُون 00؟! فَسَيُنغِضُونَ إِلَيْكَ رُءوسَهُمْ 00!!

ثمَّ إِنَّ هَذَا القُرْآنَ الَّذِي يُؤمِنُونَ بِهِ عَلَى حَدِّ زَعْمِهِمْ يَقُول: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنهُ فَانْتَهُواْ، وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَاب} {الحَشْر: 7} وَيَقُولُ أَيْضَاً: {فَليَحْذَرِ الَّذِينَ يخَالِفُونَ عَن أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم} [النُّور: 63] انظُرْ: مجَرَّدُ المُخَالَفَةِ لِسُنَّتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوجِبُ العَذَابَ الأَلِيمَ فَكَيْفَ بمَنْ يُنْكِرُهَا 00؟

{قُلْ لاَ تَعْتَذِرُواْ لَنْ نُؤمِنَ لَكُمْ؛ قَدْ نَبَّأَنَا اللهُ مِن أَخْبَارِكُمْ، وَسَيرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُه، ثمَّ تُرَدُّونَ إِلى عَالَمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون} [التَّوْبَة: 94] صَحَافَةٌ أُصِيبَتْ بِالإِفْلاَسِ الفِكْرِيّ يَرْحَمُ اللهُ فَضِيلَةَ الشَّيْخ عَبْدِ الحَمِيد كِشْك عِنْدَمَا قَالَ في حَادِثَةٍ مُشَابهَةٍ نُشِرَتْ بِالصُّحُف:

" 000 إِعْلاَمُ مِصْرَ الَّذِي أُصِيبَ بِالإِفْلاَسِ الفِكْرِيّ؛ فَلاَ يَنْشُرُ إِلاَّ مَا يُصَادِمُ العَقِيدَة، لَوْ كَانَ الإِعْلاَمِيُّونَ عِنْدَنَا يُعَظِّمُونَ حُرُمَاتِ الله؛ مَا نَشَرُواْ هَذِهِ السُّمُومَ عَلَى النَّاس " 0 [فَضِيلَةُ الشَّيْخ / عَبْدِ الحَمِيد كِشْك في " الخُطَبُ المِنْبَرِيَّةُ " بِتَصَرُّف: 140/ 9]

اللهُمَّ إِنْ كَانُواْ ضَالِّينَ فَاهْدِهِمْ، أَمَّا إِنْ كَانُواْ يُضِلُّونَ النَّاسَ عَلَى عِلمٍ فَلاَ تمِتهُمْ حَتىَّ تُرِيَنَا فِيهِمْ آيَةً أَوْ تُصِيبَهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيم، وَاصْرِفِ اللهُمَّ كَيْدَهُمْ عَن عَوَامِّ المُسْلِمِين، اللهُمَّ آمِين 0 فَكَيْفَ لاَ يَنزِلُ بِنَا غَضَبُ اللهِ وَنحْنُ أَحْسَنُ حَسَنَاتِنَا سَيِّئَة، وَأَصْغَرُ سَيِّئاتِنَا كَبِيرَة 0 وَلَيْسَ بِعَامِرٍ بُنيَانُ قَوْمٍ * إِذَا أَخْلاَقُهُمْ كَانَتْ خَرَابَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} كَيْفَ تُنْصَرُ أُمَّةٌ لاَ يُنْصَرُ فِيهَا الضَّعِيف

وَهَذَا حَدِيثٌ أُهْدِيهِ لِلْعَامِلِينَ بِأَقْسَامِ الشُّرْطَةِ عَلَى وَجْهِ الخُصُوص، وَلِلْعَامِلِينَ بِوَزَارَتيِ الدَّاخِلِيَّةِ وَالْعَدْلِ عَلَى وَجْهِ الْعُمُوم؛ لأَنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ وَكَلَ اللهُ إِلَيْهِمْ نُصْرَةَ المَظْلُوم: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:" لَمَّا رَجَعَتْ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُهَاجِرَةُ البَحْر؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" أَلاَّ تُحَدِّثُوني بِأَعَاجِيبِ مَا رَأَيْتُمْ بِأَرْضِ الحَبَشَة " 00؟

قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ: بَلَى يَا رَسُولَ الله، بَيْنَا نَحْنُ جُلُوس؛ مَرَّتْ بِنَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ رَهَابِينِهِمْ، تَحْمِلُ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةً مِنْ مَاء، فَمَرَّتْ بِفَتىً مِنْهُمْ، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَينَ كَتِفَيْهَا، ثمَّ دَفَعَهَا،

فَخَرَّتْ عَلَى رُكْبَتَيْهَا، فَانْكَسَرَتْ قُلَّتُهَا؛ فَلَمَّا ارْتَفَعَتْ؛ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: سَوْفَ تَعْلَمُ يَا غُدَر؛ إِذَا وَضَعَ اللهُ الْكُرْسِيّ، وَجَمَعَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِين، وَتَكَلَّمَتِ الأَيْدِي وَالأَرْجُلُ بمَا كَانُواْ يَكْسِبُون؛ فَسَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ أَمْرِي وَأَمْرُكَ عِنْدَهُ غَدَاً؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " صَدَقَتْ، صَدَقَتْ، كَيْفَ يُقَدِّسُ اللهُ أُمَّةً؛ لاَ يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (8727)، وَحَسَّنَهُ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4010] عَيْني أَطَلَّتْ لحَالِ المُسْلِمِينَ بَكَتْ * كَمْ بَينَ أُمَّتِنَا وَالنَّصْرِ مِن حِقَبِ إِنيِّ رَجَوْتُكَ يَا رَبيِّ عَلَى ثِقَةٍ * بِأَنَّ مَنْ يَرْتجِي الرَّحْمَنَ لَمْ يَخِبِ يَا رَبِّ هَيِّئْ لَنَا مِن أَمْرِنَا رَشَدَاً * فَكَمْ تَعِبْنَا وَلَمْ نَرْبحْ سِوَى التَّعَبِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 بِاسْتِثْنَاءِ المِصْرَاعِ الثَّاني مِنَ الْبَيْتِ الأَخِير}

أَصْلِحُواْ أُمُورَ دِينِكُمْ؛ يُصْلِحِ اللهُ أُمُورَ دُنيَاكُمْ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَة " 00 قَالُواْ: فَكَيْفَ بِنَا يَا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ نَصْنَع 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" تَرْجِعُونَ إِلى أَمْرِكُمُ الأَوَّل " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: (3165)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِيرِ وَالأَوْسَط]

احفظ اللهَ يحْفَظك، وَكَأَنِّي بِقَائِلٍ يَقُول: يَا رَبّ؛ كَيْفَ أَحْفَظُكَ وَأَنْتَ رَبُّ العَالمِين 00؟!! حِفظُكَ للهِ بِأَنْ تحْفَظَ حُدُودَه، وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ تعَالى: {إِنْ تَنْصُرُواْ اللهَ يَنْصُرْكُمْ} {محَمَد: 7} {وَقَالَ اللهُ إِنيِّ مَعَكُمْ لَئِن أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُمْ بِرُسُلِي} {المَائِدَة/12}

ثَلاَثَةُ أَرْبَاعِ المُسْلِمِينَ اليَوْمَ لاَ يُصَلُّون، وَالرُّبْعُ الَّذِي يُصَلِّي؛ ثَلاَثَةُ أَرْبَاعِهِ لاَ يَعْمَلُ بِالصَّلاَة، أَوْ لاَ يُؤَدِّي الزَّكَاة؛ كَمَا أَمَرَ الله: [رُبْعَ الْعُشْر] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" مَنَعَتِ العِرَاقُ دِرْهَمَهَا وَقَفِيزَهَا، وَمَنَعَتِ الشَّامُ مُدْيَهَا وَدِينَارَهَا، وَمَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّهَا وَدِينَارَهَا، وَعُدْتُمْ مِن حَيْثُ بَدَأْتُمْ، وَعُدْتُمْ مِن حَيْثُ بَدَأْتُمْ، وَعُدْتُمْ مِن حَيْثُ بَدَأْتُمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2896 / عَبْد البَاقِي] وَالقَفِيز: مِكْيَالٌ مَعْرُوفٌ لَدَى أَهْلِ العِرَاق، وَالمُدِيّ: مِكْيَالٌ مَعْرُوفٌ لَدَى أَهْلِ الشَّام، وَكَذَلِكَ الإِرْدَبّ: مِكْيَالٌ مَعْرُوفٌ لَدَى أَهْلِ مِصْر 0

أَحَجَّاجُ إِمَّا أَنْ تَمُنَّ بِرَدِّهِ * عَلَيَّ وَإِلاَّ الآنَ فَاقْتُلْني مَعَهْ أَحَجَّاجُ لاَ تَفْجَعْ بِهِ إِنْ قَتَلْتَهُ * أَبَاهُ وَزَوْجَتَهُ وَأَبْنَاءَ أَرْبَعَة أَحَجَّاجُ لاَ تَتْرُكْ عَلَيْهِ جَمَاعَةً * مِنَ الأَهْلِ وَالجِيرَانِ يَبْكُونَ مَصْرَعَه {بِنْتُ عَبَّادِ بْنِ أَسْلَمَ البَكْرِيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَهْلاً أَبَيْتَ اللَّعْنَ لاَ تَأْكُلْ مَعَهْ * إِنَّ اسْتَهُ مِنْ بَرَصٍ مُلَمَّعَهْ وَإِنَّهُ يُدْخِلُ فِيهَا إِصْبَعَهْ * يُدْخِلُهَا حَتىَّ يُوَارِي أَشْجَعَهْ وَكَأَنَّمَا يَطْلُبُ شَيْئَاً ضَيَّعَهْ {لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° مَتى يَبْلُغُ البُنيَانُ يَوْمَاً تَمَامَهُ * إِذَا كُنْتَ تَبْنِيهِ وَغَيْرُكَ يَهْدِمُه {صَالِحُ بْنُ عَبْدِ القُدُّوس؟}

وَهَكَذَا المُسْلِمُون: لاَ يُصَلُّون 00 لاَ يُزَكُّون، لِمَحَارِمِ اللهِ يَنْتَهِكُون 00 يَزْنُونَ أَوْ يَأْكُلُونَ الحَرَامَ وَيَظْلِمُون، وَحَتىَّ في إِيمَانِهِمْ يُشْرِكُون 00!! وَحَتىَّ يَكُونَ النَّصْرُ حَلِيفَنَا؛ لاَ بُدَّ مِن عَقْدِ صُلْحٍ مَعَ الله، وَأَنْ نُعِيدَ تَرْمِيمَ إِيمَانِنَا؛ لِقَوْلِهِ جَلَّ جَلاَلُهُ: {وَكَانَ حَقَّاً عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِين} {الرُّوم/47} عَن أُمَّ الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَهُوَ مُغْضَب؛ فَقُلْتُ: مَا أَغْضَبَك 00؟

فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:" وَاللهِ مَا أَعْرِفُ مِنْ أُمَّةِ محَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئَا؛ إِلاَّ أَنَّهُمْ يُصَلُّون " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 650 / فَتْح] وَعَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَقَدْ فَتَحَ الفُتُوحَ قَوْمٌ؛ مَا كَانَتْ حِلْيَةُ سُيُوفِهِمُ الذَّهَبَ وَلاَ الفِضَّة، إِنَّمَا كَانَتْ حِلْيَتُهُمُ العَلاَبيُّ وَالآنِكُ وَالحَدِيد " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2909 / فَتْح]

وَالمَقْصُودُ بِالعَلاَبيِّ وَالآنِكِ وَالحَدِيد: أَيْ أَدَوَاتُ الحَرْبِ وَالسّلاَح 0 عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا زَخْرَفْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ، وَحَلَّيْتُمْ مَصَاحِفَكُمْ؛ فَالدَّمَارُ عَلَيْكُمْ " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (585، 1351)، وَأَوْقَفَهُ غَيرُ الأَلْبَانيِّ عَلَى أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ] وَكَمَا يَقُولُ فَضِيلَةُ الشَّيْخ عَبْدُ الحَمِيد كِشْك:

" بَدَلاً مِن أَنْ يجَاهِدُواْ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ العُلْيَا وَكَلِمَةُ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى؛ جَاهَدُواْ لِتَكُونَ كَلِمَةُ الأَهْلِي هِيَ العُلْيَا وَكَلِمَةُ الزَّمَالِكِ السُّفْلَى " 00!! وَإِسْرَائِيلُ إِذَا عَقَدَتِ العَزْمَ عَلَى غَزْوِ مِصْرَ لَنْ نُغنيَ لَهَا أَوْ نُلاَعِبَهَا كُرَة، لَكِنَّهَا الحَرْب، نَارٌ وَدِمَارٌ وَفَظَائِعُ كَفَظَائِعِ الصِّرْب؛ وَلاَ بُدَّ أَنْ نُعِدَّ لَهَا العُدَّةَ مِنَ الآن 0 مَتى يَعُودُ المِصْرِيُّونَ إِلى أَخْلاَقِ الزَّمَنِ الجَمِيل؟! أَتَدْرُونَ مَاذَا أَذَاعَ التِّلِيفِزْيُونُ المِصْرِيُّ بَعْدَ فَضِيحَةِ مُونِيكَا وَكِلِينْتُونَ المُدَوِّيَة 00؟!

سَلَّطَ المُخْرِجُ العَبْقَرِيُّ الكَامِيرَا عَلَى وَجْهِ كِلِينْتُونَ وَهُوَ يَعْلُوهُ الحُزْنُ وَالأَسَى ثُمَّ أَذَاعَ بَعْدَهَا رَأْسَاً أُغْنِيَةَ مَهَا البَدْرِي: " إِنْتَ عَنْدِي أَهَمّ صَدَّقني، إِنْتَ عَنْدِي أَهَمّ " 00!! أَيْ مِصْرُ مَعَكَ يَا كِلِينْتُون؛ فَلاَ تَبْتَئِسْ وَلاَ تحْزَن، وَإِنْ لَمْ تُوَفَّقْ مَعَ مُونِيكَا فَلَدَيْنَا في مِصْرَ أَلفُ مُونِيكَا 00!! وَهَكَذَا المجْرِمُ الخَطِيرُ * في قَوْمِنَا فَاتِحٌ كَبِيرُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ}

هَلْ تَعْلَمُونَ مَاذَا فَعَلَتِ البُوتِيكَاتُ وَمحِلاَّتُ الخِرْدَوَاتِ وَالإِكْسِسْوَارَاتِ الحَرِيمِي عِنْدَنَا 00؟ رُبَّمَا كَانَ المَوْضُوعُ لاَ يَسْتَحِقُّ التَّعْلِيقُ لَوْ كَانَ المَسْئُولُ عَنهُ يُمَثِّلُ حَالَةً فَرْدِيَّة، لَقَدْ تحَوَّلَ اسْمُ الْعَشَرَاتِ مِنهَا إِلى " بُوتِيك مُونِيكَا " 00؛ لِيَكُونَ الاَسْمُ مَصْيَدَةً في يَدِ أَصْحَابِ الْبُوتِيكَات؛ تَقَعُ فِيهَا الْفَتَيَاتُ الصَّغِيرَات 00!! بَلَغْنَا عَنَانَ السَّمَاء، في التَّبَجُّحِ وَقِلَّةِ الحَيَاء 00!!

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يُوشِكُ أَنْ يَأْتيَ زَمَانٌ: يُغَرْبَلُ النَّاسُ فِيهِ غَرْبَلَةً، وَيَبْقَى حُثَالَةٌ مِنَ النَّاس ـ أَيْ بَقِيَّةٌ رَدِيئَةٌ لاَ خَيرَ فِيهَا ـ قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ [أَيْ فَسَدَتْ] وَاخْتَلَفُواْ وَكَانُواْ هَكَذَا: وَشَبَّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَينَ أَصَابِعِه " 00 قَالُواْ: فَكَيْفَ تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " تَأْخُذُونَ مَا تَعْرِفُونَ وَتَدَعُونَ مَا تُنْكِرُون، وَتُقْبِلُونَ عَلَى أَمْرِ خَاصَّتِكُمْ، وَتَدَعُونَ أَمْرَ عَامَّتِكُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَد، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ ابْنِ مَاجَةَ وَأَبي دَاوُد]

وَمَعْنى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " تَأْخُذُونَ مَا تَعْرِفُونَ وَتَدَعُونَ مَا تُنْكِرُون ": أَيْ تَأْخُذُونَ المَعْرُوفَ وَتَتْرُكُونَ هَذَا المُنْكَرَ مِن أَخْلاَقِهِمْ 0 قَالَ تَعَالى: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} {المَائِدَة/105} وَمَعْنى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وَتُقْبِلُونَ عَلَى أَمْرِ خَاصَّتِكُمْ، وَتَدَعُونَ أَمْرَ عَامَّتِكُمْ ": أَيْ لاَ عَلَيْكُمْ إِذَا خَشِيتُمْ تَطَاوُلاً أَوْ سَفَالَة ـ مِن هَذِهِ الحُثَالَة ـ أَنْ تَدَعُوهُمْ وَمَا يَعْمَلُون، وَأَنْ تَكْتَفُواْ بِدَعْوَةِ ذَوِي الْقُرْبىَ وَجِيرَانِكُمْ وَمَنْ تَعْرِفُونَهُ مِنهُمْ وَتَأْنَسُونَ مِنهُ رُشْدَاً 00 قَالَ تَعَالى: {خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِين} {الأَعْرَاف/199}

جَرَائِمُ لَمْ يَكُ يَعْرِفُهَا المِصْرِيُّون حَضَرْتُ خُطْبَةً في إِحْدَى الجُمُعَاتِ لخَطِيبٍ أَعْرِفُه، فَذَكَرَ كَشَاهِدِ عَيَانٍ قِصَّةً رَآهَا بِنَفْسِه، هَذِهِ أَحْدَاثُهَا:

كَانَتْ تَسِيرُ بِالطَّرِيقِ فَتَاةٌ في السَّادِسَةَ عَشْرَةَ مِن عُمْرِهَا، عَائِدَةً مِنَ المَدْرَسَة، وَإِذْ بِوِسَادَةٍ تَسْقُطُ أَمَامَهَا مِن إِحْدَى الشُّرُفَات، فَرَفَعَتِ الفَتَاةُ رَأْسَهَا؛ فَإِذَا بِسَيِّدَةٍ تُلَوِّحُ لَهَا بِيَدٍ وَتمْسِكُ بِالأُخْرَى حَبْلاً مُعَلَّقَةً فِيهِ سَلَّة، فَتَنَاوَلَتِ الفَتَاةُ الوِسَادَةَ وَوَضَعَتْهَا في السَّلَّة، فَإِذْ بِالخَبِيثَةِ تُفْلِتُ الحَبْلَ لِتَسْقُطَ السَّلَّة؛ فَتُضْطَرُّ الفَتَاةُ المِسْكِينَةُ لِلصُّعُودِ بِنَفْسِهَا ـ وَلَوْلاَ طَلَبي لِتِلكَ لَمَا أُعْطِيتُ هَذِه ـ فَصَعِدَتِ

الفَتَاة، فَشَكَرَتهَا الخَبِيثَةُ وَقَدَّمَتْ لَهَا كُوبَاً مِن عَصِير، وَمَا أَدْرَاكَ مَا في العَصِير؟! وَمَا أَن غَابَتِ الفَتَاةُ عَنِ الوَعْيِ حَتىَّ قَامُواْ بِبَقْرِ بَطْنِهَا وَاسْتِخْرَاجِ كُلْيَتِهَا، ثمَّ خَيَّطُواْ بَطْنَهَا وَغَادَرُواْ الشَّقَّةَ عَلَى الفَوْر، يَقُولُ هَذَا الخَطِيبُ مُعَلِّقَاً: لَقَدْ تَكَرَّرَتْ هَذِهِ الحَادِثَةُ ـ حَسْبَ قَوْلِ الصُّحُف: سَبْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً في أَمَاكِنَ مخْتَلِفَة، دُونَ الْوُصُولِ إِلى شَيْء 00!!

وَذَكَرَ أَيْضَاً قِصَّةً مُشَابهَةً حَدَثَتْ مَعَ رَجُلٍ رَأَى مُشَاجَرَةً في الطَّرِيق، فَأَرَادَ التَّدَخُّلَ لِيَكُفَّ الشَّرَّ وَالأَذَى ـ وَإِن أَرَدْتَ المحَاجَزَة: فَقَبْلَ المُنَاجَزَة ـ فَجَاءَ تْهُ طَعْنَةٌ بِمِطْوَاةٍ مِن أَحَدِهِمْ، نُقِلَ بَعْدَهَا عَلَى وَجْهِ السُّرْعَةِ لِلمُسْتَشْفَى، وَلَكِنَّ الأَجَلَ كَانَ أَسْرَع؛ فَخَرَجَتْ نَفْسُهُ قَبْلَ الوُصُولِ إِلَيْهَا، فَقَامُواْ بِانْتِزَاعِ قَرَنِيَّتَيْهِ وَخَيَّطُواْ عَيْنَيْهِ وَلَصَقُواْ عَلَيْهِمَا شَرِيطَاً لاَصِقَاً، وَكَفَّنُوهُ وَسَلَّمُوهُ لأَوْلاَدِه، وَلَوْلاَ

أَنَّهُمْ أَصَرُّواْ عَلَى النَّظَرِ إِلى وَالِدِهِمْ لَمَا اكْتَشَفُواْ هَذِهِ الجَرِيمَةَ البَشِعَة!! فَتَيَاتُ المَدَارِس، وَتَحَرُّشُ الأَبَالِس

إِنَّ مَنْ يَتَتَبَّعُ التَّغْيِير؛ الَّذِي طَرَأَ عَلَى الشَّعْبِ المِصْرِيِّ في الْعِقْدِ الأَخِير؛ يَتَأَكَّدُ أَنَّا سَائِرُونَ في مُنْزَلَقٍ خَطِير، وَأَعْرِضُ عَلَى حَضَرَاتِكُمْ حَادِثَةً وَقَعَتْ مَعَ صَدِيقٍ رَقِيق، وَشَاعِرٍ لِشِعْرِهِ بَرِيقٌ وَرَحِيق، وَهُوَ رَجُلٌ كَبِير، وَجَدِيرٌ بِكُلِّ احْتِرَامٍ وَتَقْدِير، يحْتَرِمُهُ كُلُّ الْعَامِلِينَ مِنَ المُدِيرِ إِلى الْغَفِير، وَنَظَرَاً لأَنَّ الشِّعْرَ لاَ يَفْتَحُ بَيْتَاً، وَلاَ يَشْتَرِي سَمْنَاً وَلاَ زَيْتَاً؛ وَلاَ يَكْسُو وَلَدَاً وَلاَ بِنْتَاً؛ لِذَلِكَ اشْتَرَى حَافِلَةً

يَنْقِلُ عَلَيْهَا أَبْنَاءَ المَدَارِس، بَدَأَتِ المُشْكِلَةُ مِنْ شَهْرِ مَارِس، عِنْدَمَا تجَمَّعَ عَلَيْهِ الأَبَالِس، الَّذِينَ يَنْقِلُونَ التِّلْمِيذَاتِ وَضَغَطُواْ عَلَيْهِ بِشِدَّة؛ لِيَرْفَعَ أُجْرَةَ الاِشْتِرَاكِ عِنْدَه، فَمَا كَانَ مِن أُسْتَاذِنَا إِلاَّ أَنَّهُ رَفَضَ الضَّغْط، وَلَمْ يَسْتَجِبْ لِهَؤُلاَءِ الرَّهْط؛ فَلَجَأُواْ إِلى الأُسْلُوبِ المُغْرِي ـ

وَانْظُرْ إِلى الاَنحِدَارِ الَّذِي وَصَلَ إِلَيْهِ المجْتَمَعُ المِصْرِي ـ هَدَاهُمْ طَبْعُهُمُ الخَسِيس، وَزَيَّنَ لَهُمْ إِبْلِيس؛ فِكْرَةً غَايَةً في الْقَذَارَة، أَنْ يَشْتَرُواْ جِهَازَ فِيدْيُو لِعَرْضِ أَفْلاَمِ الإِثَارَة، بَلْ وَلَمْ يَكْتَفُواْ بهَذِهِ الحُلُول؛ حَتىَّ لجَأَ مِنهُمْ شَخْصٌ غَيرُ مَسْئُول، إِلى عَرْضِ مَنَاظِرَ أَقْذَرَ مِنهَا عَلَى المحْمُول، وَالمَمْنُوعُ مَرْغُوبٌ وَيَسْرِقُ الْعُقُول، لاَ سِيَّمَا عُقُولَ بَنَاتٍ في سِنِّ المُرَاهَقَة، وَلِيُظْهِرُواْ لَهُ المَزِيدَ مِن عَدَمِ المُوَافَقَة؛ بَدَأُواْ

بَالتَّحَرُّشِ يَتَسَبَّبُونَ لَهُ في بَعْضِ المُضَايَقَة، إِلى أَن وَصَلَ الأَمْرُ بِهَؤُلاَءِ الذِّئَاب؛ إِلى التَّطَاوُلِ عَلَى الأُسْتَاذ محَمَّد عَبْد الْوَهَاب، أَيْنَ أَجْهِزَةُ الرَّقَابَةِ وَشُرْطَةُ الآدَاب، أَيْنَ هُمْ مِن أُوْلَئِكَ الأَوْغَاد، الَّذِينَ يَعِيثُونَ في الأَرْضِ الْفَسَاد، أَيْنَ شُرْطَةُ الجَوَازَاتِ لِيُرَحِّلُواْ مَنِ انْتَهَتْ إِقَامَتُهُ في الْبِلاَد، وَيَسْتَعْرِضُ عَلَى ابْنِ الْبَلَدِ الْفُتُوَّة، وَتَمْتَدُّ يَدُهُ عَلَى رَجُلٍ كَبِيرٍ لاَ حَوْلَ لَهُ وَلاَ قُوَّة 00؟!

وَتَعْقِيبَاً مِنيِّ عَلَى تِلْكَ الحَادِثَةِ المُؤَثِّرَة؛ كَتَبْتُ هَذِهِ الْقَصِيدَةَ المُعَبِّرَة: قَدْ كَانَ يَمْدَحُ أَهْلَ مِصْرَ الْعَالَمُ * وَيَقُولُ شَعْبٌ طَيِّبٌ وَمُسَالِمُ قَدْ كَانَ بَيْنَهُمُ إِخَاءٌ صَادِقٌ * وَكَأَنَّمَا أَبْنَاءُ مِصْرَ تَوَائِمُ كَانَتْ حُقُوقُ ذَوِي الحُقُوقِ مَصُونَةً * وَتُصَانُ لِلرَّجُلِ الْكَبِيرِ محَارِمُ وَالْيَوْمَ صَارَ أَخُو الْفَضِيلَةِ وَالتُّقَى * إِن عَاشَ بَيْنَ النَّاسِ لاَ يَتَلاَءمُ وَيُهَانُ بَيْنَهُمُ وَيُشْتَمُ عِرْضُهُ * وَبِدُونِ أَسْبَابِ الهُجُومِ يُهَاجَمُ

لَوْ يَتْرُكُونَ الْعُنْفَ كَيْ يَتَفَاهَمُواْ * إِنَّ الْبَهَائِمَ يَا أَخِي تَتَفَاهَمُ فَتَرَاهُمُ حَوْلَ الضَّعِيفِ تَفَرْعَنُواْ * وَلِنَهْشِهِ مِثْلَ الذِّئَابِ تَزَاحَمُواْ أَمَعَ الْقَوِيِّ نَعَامَةٌ أَوْ أَرْنَبٌ * وَمَعَ الضَّعِيفِ ثَعَالِبٌ وَضَرَاغِمُ الظُّلْمُ أَصْبَحَ سَائِدَاً حَتىَّ لَقَدْ * ضَاقَتْ بِظُلْمِ الظَّالمِينَ محَاكِمُ مِن عُصْبَةٍ لِلشَّرِّ تَفْتِكُ بِالْوَرَى * يَقْتَادُهَا فَظٌّ وَضِيعٌ ظَالِمُ رَكِبُواْ سَفِينَتَةَ بِكُلِّ حَمَاقَةٍ * حَتىَّ لَقَدْ غَرِقَتْ وَمَعْهَا الطَّاقَمُ

مَنْ ظَنَّ أَنَّ الْعَفْوَ يُصْلِحُ مِنهُمُ * قُولُواْ لَهُ يَا صَاحِ إِنَّكَ وَاهِمُ لاَ بُدَّ مِنْ رَدٍّ وَرَدْعٍ صَارِمٍ * وَلمِثْلِهِمْ يَجِبُ الْعِقَابُ الصَّارِمُ جُرْحُ الجُلُودِ لَهُ مَرَاهِمُ جَمَّةٌ * وَالْقَلْبُ مَا لِلْجُرْحِ فِيهِ مَرَاهِمُ المَدْرَسَةُ الَّتي شَهِدَتْ تِلْكَ الحَادِثَة: مَدْرَسَة مِصْر الجَدِيدَة الثَّانَوِيَّة لِلْبَنَات بِنَفَقِ الْعُرُوبَة 0 لَقَدْ تَغَيَّرَتِ الْبِيئَةُ المِصْرِيَّةُ بِصُورَةٍ عَجِيبَةٍ مُقْلِقَة، وَصَارَتْ تُنْذِرُ بحُلُولِ كَارِثَةٍ قَرِيبَةٍ محَقَّقَة 00

كَانَ الشّيخ كِشْك كَثِيرَاً مَا يَقُولُ في خُطَبِهِ:" ضَاعَتِ الأَخْلاَق؛ فَضَاقَتِ الأَرْزَاق " الْقَضَاءُ عَلَى الرِّشْوَةِ وَالْفَسَاد ثَانِيَاً: بِالإِقْلاَعِ عَنِ الرِّشْوَةِ وَمحَارَبَتِهَا 0 نَظَرْتُ لأَغْلَبِ المُسْتَخْدِمِينَا * فَلَمْ أَرَ فِيهِمُ حُرَّاً أَمِينَا وَلَوْلاَ ذَاكَ مَا لَبِسُواْ حَرِيرَاً * وَلاَ شَرِبُواْ خُمُورَ الأَنْدَرِينَا تَنَسَّكَ مَعْشَرٌ مِنهُمْ وَعُدُّواْ * مِنَ الزُّهَّادِ وَالمُتَوَرِّعِينَا وَقِيلَ لَهُمْ دُعَاءٌ مُسْتَجَابٌ * وَقَدْ مَلَئُواْ مِنَ السُّحْتِ البُطُونَا

وَأَصْبَحَ هَمُّهُمْ تحْصِيلَ تِبرٍ * وَكَانَتْ رَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ نُونَا فَاليَوْمَ أَصْبَحَ تخْلِيصُ كُلِّ شَيْءٍ مَرْهُونَاً بِالرِّشْوَةِ أَوِ المحْسُوبِيَّة، وَكَمَا قُلْتُ في أَزْجَالي: " بِالوَاسْطَة وِبِالفُلُوسْ * تِشْترِي وِتْبِيعْ في النُّفُوسْ " {يَاسِرٌ الحَمَدَانيّ} ثمَّ يَتَسَاءلُ عَوَامُّ المُسْلِمِينَ بَعْدَ ذَلِك: لِمَ لاَ يَنْصُرُنَا اللهُ عَلَى أَعْدَائِنَا، وَهُوَ مُطَّلِعٌ عَلَى أَحْوَالِنَا؟! مَنْ ذَا الَّذِي رَكِبَ الْفَسَادَ فَسَادَا {أَبُو الْفَتْحِ الْبُسْتيّ}

وَخَيرُ فِكْرَةٍ ـ لاَ تُكَلِّفُ الدَّوْلَةَ شَيْئَاً ـ هَدَاني اللهُ إِلَيْهَا في مُكَافَحَةِ الرِّشْوَةِ وَالفَسَاد؛ هِيَ في الخُطُوَاتِ التَّالِيَة: 1 ـ اخْتِيَارُ شَخْصٍ لاَ يُطْعَنُ في أَمَانَتِه 0 2 ـ إِعْطَاؤُهُ مَكَانَاً في قَلْبِ المَدِينَةِ المُرَادُ تَطْهِيرُهَا مِنَ الْفَسَاد، وَسَوْفَ يُسَدِّدُ ثَمَنَهُ لِلدَّوْلَة 0 3 ـ تَزْوِيدُ هَذَا المَكَانِ بِغُرْفَةِ مُرَاقَبَةٍ تِلِيفِزْيُونِيَّةٍ تُسَاعِدُهُ في مُهِمَّتِه 0

4 ـ تَزْوِيدُ هَذَا الشَّخْصِ بِثَلاَثِ كَامِيرَاتٍ صَغِيرَةٍ يُمْكِنُ لأَيِّ شَخْصٍ إِخْفَاؤُهَا لِتَسْجِيلِ حَالَةِ التَّلَبُّسِ لِلْجُرْثُومَةِ المُرَادِ اسْتِئْصَالُهَا: كَمُوَاطِنٍ بَلْطَجِي، أَوْ مُوَظَّفٍ مُرْتَشٍ، أَوْ ضَابِطٍ يَسْتَخْدِمُ الْبَطْشَ وَالتَّعْذِيبَ إِلخ 0 5 ـ يَتِمُّ الإِعْلاَنُ في أَجْهِزَةِ الإِعْلاَمِ عَن هَذَا المَكَانِ أَنَّهُ مُؤَسَّسَةٌ لِشَكَاوَى المُوَاطِنِين 0

6 ـ بِمُجَرَّدِ أَنْ يَتَقَدَّمَ المُوَاطِنُ إِلى تِلْكَ المُؤَسَّسَةِ بِشَكْوَاه؛ يَتِمُّ أَخْذُ التَّعَهُّدَاتِ وَالضَّمَانَاتِ الْقَانُونِيَّةِ عَلَيْهِ الَّتي يُقِرُّ فِيهَا بِصِدْقِ شَكْوَاهُ وَبِالتَّعَاوُنِ الْكَامِلِ مَعَ هَذَا الجِهَازِ في ضَبْطِ هَذَا المجْرِم 0

7 ـ يَتِمُّ تَزْوِيدُهُ بِإِحْدَى هَذِهِ الْكَامِيرَاتِ الْكَافِيَةِ ـ بَعْدَ أَخْذِ التَّعَهُّدِ عَلَيْهِ بِرَدِّهَا مَرَّةً أُخْرَى ـ ثُمَّ يُعِيدُ الْكَرَّةَ بِالذَّهَابِ إِلى ذَلِكَ الْعُضْوِ الْفَاسِد، فَإِنْ تَكَرَّرَ خَطَأُهُ ـ وَهَذَا مَا سَيَحْدُثُ غَالِبَاً ـ تَمَّ الإِبْلاَغُ عَنهُ وَفَصْلُهُ نِهَائِيَّاً مِن هَذَا المَنْصِبِ الَّذِي لاَ يَسْتَحِقُّه، وَتَغْرِيمُهُ غَرَامَةً تُقَدَّرُ بِقَدْرِ جَرِيمَتِهِ وَتَتَغَيَّرُ بِتَغَيُّرِ سِعْرِ الصَّرْف، وَتَكُونُ بِأَثَرٍ رَجْعِيّ، وَمِن هَذِهِ الْغَرَامَاتِ يَتِمُّ الإِنْفَاقُ عَلَى

المَبْنى وَدَفْعُ رَوَاتِبِ المُوَظَّفِينَ وَقِيمَةُ الأَرْض، وَمَا زَادَ ـ وَمَا أَكْثَرَ اللُّصُوصَ وَالمُرْتَشِين ـ يُسْتَخْدَمُ في تَطْوِيرِ هَذَا الجِهَاز، وَمَا زَادَ يُسْتَخْدَمُ في رِعَايَةِ الْكَوَادِرِ النَّادِرَة؛ مِنْ فُضَلاَءِ العُلَمَاءِ الْعَبَاقِرَة، وَالخَيِّرِينَ مِنَ المُبْتَكِرِينَ غَيرِ الْقَادِرِين، وَبهَذَا تَعْلُو رَايَةُ الحَقّ، وَتُسْتَأْصَلُ جُذُورُ الْفَسَاد 0 وَلَكِنْ فَقَطْ: تُوجَدُ النِّيَّةُ الحَقِيقِيَّةُ لَدَى الْبِلاَد؛ في محَارَبَةِ الْفَسَاد 00!!

وَأَخِيرَاً وَلَيْسَ آخِرَاً: بَثُّ المَوَادِّ الدِّينِيَّةِ وَالْوَعْظِيَّةِ عَبْرَ أَجْهِزَةِ الإِعْلاَم؛ الَّتي تُسَاعِدُ عَلَى إِرْسَاءِ قَوَاعِدِ هَذَا الْكَلاَم، وَتُنَفِّرُ المُوَاطِنَ مِنَ الدَّخْلِ الحَرَام، وَنَشْرُ اللاَّفِتَاتِ الدِّينِيَّة، وَالمُلْصَقَاتِ الَّتي يُكْتَبُ عَلَيْهَا مِنَ الأَحَادِيثِ وَالأَشْعَارِ وَالْعِبَارَاتِ مَا يُنَفِّرُ المُوَاطِنَ مِنْ تِلْكَ السُّلُوكِيَّات 0 عِنْدَئِذٍ يَنْصُرُنَا اللهُ عَلَى أَعْدَائِنَا

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تُنْتَهَكُ ذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَيَشُدُّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قُلُوبَ أَهْلِ الذِّمَّةِ فَيمْنَعُونَ مَا في أَيْدِيهِمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3180 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1370 / عَبْد البَاقِي]

مرَّ نَبيُّ اللهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِرَجُل يَدْعُو وَيَتَضَرَّع؛ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: يَا رَبّ؛ ارْحَمْهُ فَإِنيِّ قَدْ رَحِمْتُه، فَأَوْحَى اللهُ تَعَالى إِلَيْه: لَو دَعَاني حَتىَّ تَنْقَطِعَ قُوَاهُ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حَتىَّ يَنْظُرَ في حَقِّي عَلَيْه " [ابْنُ القَيِّمِ في إِغَاثَةِ اللهْفَان بِالطَّبْعَةِ الثَّانِيَةِ لِدَارِ المَعْرِفَة 0 ص: 88/ 1] كَيْفَ نُرِيدُ اللهَ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَنَا وَنَحْنُ لاَ نَسْتَجِيبُ لَهُ 00؟! {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} {الأَنْفَال/24}

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَر، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلى السَّمَاءِ يَا رَبّ، يَا رَبّ؛ وَمَطْعَمُهُ حَرَام، وَمَشْرَبُهُ حَرَام، وَمَلْبَسُهُ حَرَام، وَغُذِّيَ بِالحَرَام؛ فَأَنىَّ يُسْتَجَابُ لِذَلِك " 00؟! [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1015 / عَبْد البَاقِي]

وَلَوْ نَصَرَ اللهُ المُسْلِمِينَ في كُلِّ مَوْضِعٍ لأَصْبَحَ كُلُّ النَّاسِ مُسْلِمِين، وَلَوْ كَانَ اللهُ يُرِيدُهُمْ كَذَلِكَ لخَلَقَهُمْ مُسْلِمِينَ مِن أَوَّلِ مَرَّة، وَلَكِنَّ اللهَ يُرِيدُ أَنْ يَعْلَمَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَيَعْلَمَ الكَاذِبِين، وَلِيرْفَعَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الكَافِرِين؛ وَلِتَكُونَ أَعْمَالُنَا شَاهِدَةً عَلَيْنَا 00!! بِطَاعَةِ اللهِ وَطَاعَةِ الرَّسُول؛ تَنْكَشِفُ الْغُمَّةُ وَتَزُول

وَإِذَا نَظَرْنَا إِلى الدُّرُوسِ المُسْتَفَادَةِ مِن غَزْوَةِ أُحُدٍ وَجَدْنَا أَنَّ اللهَ تَعَالى لَمْ يَنْصُرِ المُسْلِمِينَ في أُحُدٍ لأَنَّهُمْ عَصَوُاْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أَمْرٍ وَاحِد؛ فَكَيْفَ وَقَدْ عَصَيْنَاهُ في أَكْثَرِ أُمُورِنَا؟!! وَلي أَن أَسْأَلَ سُؤَالاً وَجِيهَاً: أَيُّنَا أَضَلُّ سَبِيلاً: نحْنُ اليَوْمَ أَمْ أَهْلُ الجَاهِلِيَّةِ الَّذِينَ كَانُواْ كُفَّارَاً يَعْبُدُونَ أَحْجَارَاً أَوْ أَصْنَامَاً يَصْنَعُونَهَا مِنَ الحَلْوَى إِذَا جَاعُواْ أَكَلُوهَا 00؟!!

أَهْلُ الجَاهِلِيَّةِ بِالطَّبْعِ أَشَدُّ كُفرَاً وَنِفَاقَاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنْزَلَ الله، وَمَعَ ذَلِكَ فَتَحُواْ الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا بِالإِسْلاَم 00!! كُلُّ الشُّعُوبِ العَرَبِيَّةِ تَشْكُو حُكَّامَهَا، وَتُلْقِي التَّبِعَةَ عَلَيْهِمْ في ذَلِك، وَمِن أَنْفُسِكُمْ يُوَلِّي عَلَيْكُمْ، وَللهِ دَرُّ أَبي الطَّيِّبِ المُتَنَبيِّ حَيْثُ يَقُول: سَادَاتُ كُلِّ أُنَاسٍ مِنْ نُفُوسِهِمُ * وَسَادَةُ المُسْلِمِينَ البُهْمُ وَالغَنَمُ ثَالِثَاً: بِالإِصْلاَحَاتِ الحَقِيقِيَّة 0

اعْلَمْ يَا بُنيَّ أَنَّ تَقَدُّمَ أَيَّةِ أُمَّةٍ مَبْنيٌّ عَلَى الاَقْتِصَاد، وَتَطْهِيرِ جَمِيعِ قِطَاعَاتِهَا مِنَ الرِّشْوَةِ وَالفَسَاد، وَالاَرْتِقَاءِ بِمُسْتَوَى الخَدَمَاتِ في جَمِيعِ المُؤَسَّسَات، بِدَايَةً بِأَقْسَامِ الشُّرْطَةِ وَالمُسْتَشْفَيَات، وَانْتِهَاءً بِالتَّعْلِيمِ وَالمُوَاصَلاَت، فَالإِصْلاَحُ لَيْسَ بِالشِّعَارَات، وَلاَ بِالْقَرَارَاتِ الَّتي لاَ تُطَبَّق، وَإِنَّمَا عِنْدَمَا يَرَى المُوَاطِنُ هَذَا الإِصْلاَحَ يَتَحَقَّق، عِنْدَئِذٍ سَوْفَ يَسْمَعُ لِوُعُودِ الحُكُومَةِ وَيُصَدِّق، عِنْدَمَا يخْتَفِي

الاَبْتِزَاز؛ مِنْ كُلِّ جِهَاز، وَتَرْتَقِي فِيهِ الخِدْمَةُ إِلى المُسْتَوَى المُمْتَاز 0 رَابِعَاً: بِإِرْسَالِ الْبَعَثَاتِ إِلى الدُّوَلِ المُتَقَدِّمَةِ لاَكْتِسَابِ المَهَارَاتِ الإِدَارِيَّة، وَلِمَعْرِفَةِ أَحْدَثِ الطُّرُقِ المُثْلَى لمُكَافَحَةِ الفَسَادِ ومحَارَبَتِه، وَكَيْفِيَّةِ التَّعَرُّفِ عَلَى العُضْوِ الفَاسِدِ لِبَتْرِهِ مِنَ المجْتَمَع؛ إِنْ كُنَّا جَادِّينَ في محَاوَلَةِ الإِصْلاَحِ وَحَرْبِ الفَسَاد 0

وَلْيَتَّقِ اللهَ كُلُّ حَاكِمٍ في شَعْبِه، وَكُلُّ مَسْئُولٍ في مُوَظَّفِيه؛ فَيُعَاقِبَ المُسِيءَ وَيُكَافِئَ المحْسِن، لأَنَّ الحُكُومَاتِ كَالرَّأْس، وَالشُّعُوبُ كَالجَسَد؛ وَلَنْ يَسْتَقِيمَ الجَسَد؛ إِذَا لَمْ تَسْتَقِمِ الرَّأْس 0 وَقَدْ قِيل: اثْنَانِ إِنْ صَلُحَا؛ صَلُحَ أَمْرُ النَّاسِ في الدِّينِ وَالدُّنيَا:" الأُمَرَاءُ وَالْعُلَمَاء " فَالْعَالِمُ إِنْ كَانَ غَشِيمَاً؛ أَضَلَّ النَّاس، وَالحَاكِمُ إِنْ كَانَ غَشُومَاً؛ أَذَلَّ النَّاس 0

فَلاَ بُدَّ مِنْ تحْكِيمِ الصَّالحِين، وَإِصْلاَحِ الحَاكِمِين، حَتىَّ لاَ يَنْطَبِقَ عَلَيْنَا هَذَا الحَدِيث: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةَ الصُّبْحِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَال: " بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ رَكِبهَا فَضَرَبهَا؛ فَقَالَتْ: إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا، إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْث، فَقَالَ النَّاس: سُبْحَانَ الله 00 بَقَرَةٌ تَكَلَّم 00؟!

فَإِنيِّ أُومِنُ بِهَذَا، أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَر، وَمَا هُمَا ثَمَّ ـ أَيْ وَمَا كَانَا هُنَاك ـ وَبَيْنَمَا رَجُلٌ في غَنَمِهِ؛ إِذْ عَدَا الذِّئْبُ فَذَهَبَ مِنْهَا بِشَاة؛ فَطُلِبَ حَتىَّ كَأَنَّهُ ـ أَيْ كَأَنَّ الرَّجُلَ ـ اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ؛ فَقَالَ لَهُ الذِّئْب هَذَا: اسْتَنْقَذْتَهَا مِنيِّ؛ فَمَنْ لهَا يَوْمَ السَّبُع، يَوْمَ لاَ رَاعِيَ لهَا غَيْرِي " 00؟! [البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3471)، وَمُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2388]

فَمُشْكِلَةُ الدُّوَلِ النَّامِيَةِ هِيَ أَنَّ المَسْئُولِينَ لَيْسُواْ بِصَالحِين، وَأَنَّ الصَّالحِينَ لَيْسُواْ بمَسْئُولِين 00!! اللهُمَّ حَكِّمِ الصَّالحِينَ وَأَصْلِحِ الحَاكِمِين 00 تَضَخُّمُ جِهَازِ الحُكُومَةِ الَّذِي لاَ يَعْمَل

وَأَنْ يُسْتَغْنى عَنِ العَمَالَةِ الزَّائِدَة في كُلِّ مُؤَسَّسَةٍ أَوْ مَصْلَحَةٍ حُكُومِيَّة، في نَظِيرِ تَعْوِيضِهِمْ وَلَوْ بِالتَسْوِيَةِ المُبَكِّرَةِ لِمَعَاشِهِمْ، أَوْ إِعْطَائِهِمْ أَكْشَاكَاً مُعْفَاةً مِنَ الضَرَائِب، وَالاَسْتِفَادَةِ بهَذِهِ المُرَتَّبَاتِ الضَّخْمَةِ في إِصْلاَحِ شُئُونِ البِلاَد، وَتَطْوِيرِ الجَيْشِ وَالمَرَافِقِ وَالبُحُوثِ العِلْمِيَّةِ وَالبَعْثَات 0

وَأَنْ يَتَّقِيَ اللهَ الشَّعْبُ وَيُسَاعِدَ بَعْضُهُ بَعْضَاً عَلَى ذَلِك؛ فَالمُسْلِمُ لِلْمُسْلِمِ كَالبُنيَانِ المَرْصُوص؛ وَالحُكُومَةُ وَحْدَهَا لَنْ تَصْنَعَ شَيْئَاً بِدُونِ رَغْبَةِ الشَّعْبِ الحَقِيقِيَّةِ في الإِصْلاَح، وَمَنْ لَمْ يَهْتَمَّ بِأَمْرِ المُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنهُمْ 00!! الطُّيُورُ المُهَاجِرَة أَمَّا الطُّيُورُ المُهَاجِرَة، مِنَ العُلَمَاءِ وَالعَبَاقِرَة؛ فَلاَ يَسَعُنَا إِلاَّ أَن نَقُولَ لَهُمْ: أَيَا أَيُّهَا العُلَمَاءُ إِنَّ بِلاَدَكُمْ * تُنَادِيكُمُ لَوْ تَسْمَعُونَ المُنَادِيَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضٍ}

وَأَنَا وَاثِقٌ مِنْ تَلْبِيَتِهِمْ لِنِدَاءِ المُنَادِي؛ لَوْ رَأَواْ أَنَّ الحُكُومَةَ فِعْلاً جَادَّةٌ في إِصْلاَحِ الْبِلاَدِ 00 وَلْنَعْلَمْ جَيِّدَاً أَنَّنَا لَوْ قَاطَعْنَا الخَمْرَ فَلَمْ نَشْرَبْهَا؛ لَنْ نَلْقَى بَيْنَنَا خَمَّارَة، وَلَوْ قَاطَعْنَا الزِّنَا؛ سَتَخْتَفِي شُقَقُ الدَّعَارَة، وَلَنْ تَتَحَقَّقَ هَذِهِ الأُمُور؛ إِلاَّ بِتَكَاتُفِ الشَّعْبِ عَلَى محَارَبَةِ غَلاَءِ المُهُور 0 خَامِسَاً: تَسَامحِ المُسْلِمِينَ فِيمَا بَيْنَهُم 0

وَلاَ بُدَّ مِنْ تَسَامحِ المُسْلِمِينَ فِيمَا بَيْنَهُم ـ حُكُومَةً وَشَعْبَاً ـ فَالَّذِي يَفْعَلُهُ المُسْلِمُونَ في المُسْلِمِين؛ لاَ يخْتَلِفُ كَثِيرَاً عَمَّا يَفْعَلُهُ أَعْدَاءُ المُسْلِمِينَ في المُسْلِمِين 00!! وَالَّذِي تَفْعَلُهُ الحُكُومَاتُ الإِسْلاَمِيَّةُ في رِجَالِ الدِّينِ بِاسْمِ الحَرْبِ عَلَى الإِرْهَاب؛ لاَ يخْتَلِفُ كَثِيرَاً عَمَّا تَفْعَلُهُ أَمْرِيكَا في العِرَاقِيِّيِنَ بِنَفْسِ الأَسْبَاب 0 {ادْفَعْ بِالَّتي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} {فُصِّلَت/34}

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في هَذِهِ الآيَة: الصَّبْرُ عِنْدَ الغَضَب، وَالعَفْوُ عِنْدَ الإِسَاءة، فَإِذَا فَعَلُوهُ عَصَمَهُمُ الله، وَخَضَعَ لهُمْ عَدُوُّهُمْ كَأَنَّهُ وَليٌّ حَمِيم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في تَفْسِيرِهِ لآخِرِ آيَةٍ تحْتَ رَقْم: 4815 / فَتْح] سَادِسَاً: الاِهْتِمَامُ بِتَسْلِيحِ الجَيْشِ خُفْيَةً عَلَى أَعْلَى مُسْتَوَىً يُمْكِنُ الْوُصُولُ إِلَيْه 0

وَأَنْ نَأْخُذَ بمَا أَخَذَ بِهِ محَمَّد عَلِي في بِنَاءهِ لِلدَّوْلَةِ الحَدِيثَة؛ ممَّا جَعَلَ المُؤَرِّخِينَ يَعُدُّونَ عَصْرَهُ أَزْهَى عَصْر؛ شَهِدَتهُ مِصْر، وَبِنَاءُ الجَيْشِ هُوَ الَّذِي جَعَلَ أَمْرِيكَا مَعْرِفَةً بَعْدَمَا كَانَتْ نَكِرَة؛ فَعَوَّلَتْ عَلَيْهَا إِسْرَائِيلُ وَتَمَادَتْ في ظُلْمِهَا وَغَيِّهَا:

الحَلُّ هُوَ بِنَاءُ تَرْسَانَةٍ قَوِيَّة، فَعَلَيْنَا الاَهْتِمَامُ وَتَشْجِيعُ البُحُوثِ الذَّرِّيَّةِ وَالنَّوَوِيَّة، وَتُكنُولُوجْيَا الكُمْبُيُوتَر وَالصِّنَاعَاتِ الإِلِكْتُرُونِيَّة، خَاصَّةً مَا لَهُ عَلاَقَةٌ بِالدِّفَاعَاتِ العَسْكَرِيَّة، وَوَسَائِلِ التَّحَكُّمِ عَنْ بُعْد: كَالأَقْمَارِ الصِّنَاعِيَّةِ وَغَيرِهَا مِنَ الأَجْهِزَةِ المُتَطَوِّرَة، وَصَوَارِيخ أَرْض جَوّ، وَأَرْض أَرْض بِأَنوَاعِهَا وَمُضَادَّاتِهَا، وَالاَهْتِمَامُ بِكُلِّ مَا يَجْعَلنَا نَتَكَلَّم أَوْ نَتَفَاوَضُ مِنْ مُنطَلَقِ القُوَّة 00

مَا عَجِيبٌ فَنَاءُ شَعْبٍ ضَعِيفٍ * بَلْ بَقَاءُ الضَّعِيفِ شَيْءٌ عُجَابُ وَإِذَا كَانَتِ الجِبَالُ بِلاَ جَيْ * ـشٍ غَزَاهَا قَبْلَ النُّسُورِ الذُّبَابُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} عَن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الجُهَنيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:" سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ عَلَى المِنْبَر: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّة} {الأَنْفَال/60} أَلاَ وَإِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْي 00 ثَلاَثَ مَرَّات " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 2813]

دَوْرُ العُلَمَاءِ وَالدُّعَاةِ وَالمُفَكِّرِين فَإِلى مَتي يُضَيِّعُونَ الوَقْتَ في تَثْبِيتِ المَعْلُومِ مِنَ الدِّينِ بِالضَّرُورَة، وَلَيْتَهُمْ في ذَلِكَ يُقَدِّمُونَ الجَدِيدَ في الرَّقَائِقِ وَالأَقْوَالِ المَأْثُورَة 00؟! وَفي نَفْسِ الوَقْتِ الَّذِي نَدْعُو فِيهِ المُسْلِمِينَ إِلى التَّقَدُّم؛ عَلَيْنَا أَنْ نَدْعُوَ المُتَقَدِّمِينَ إِلى الإسْلاَم، وَمَنْ سَافَرَ إِلى أَمْرِيكَا وَالدُّوَلِ الْغَرْبِيَّة؛ عَرَفَ تَعَطُّشَهُمْ إِلى الإِسْلاَم؛ فَعَلَيْنَا تَكْثِيفَ الدَّعْوَةِ إِلى الإسْلاَمِ في هَذِهِ البِلاَدِ 0

هَذَا عَن عُلَمَاءِ الْعَرَبِيَّةِ وَالشَّرِيعَة؛ أَمَّا عَن عُلَمَاءِ الكِيمْيَاءِ وَالْفَلَكِ وَالطَّبِيعَة: فَإِلى مَتى يَتْرُكُونَ التَّعَاوُنَ مَعَ الدُّوَلِ العَرَبِيَّةِ وَالإِسْلاَمِيَّة؛ وَيَتَعَاوَنُونَ مَعَ أَمْرِيكَا وَشُرَكَائِهَا، أَلَمْ يَسْمَعُواْ المَثَلَ القَائِل: " رِيقُ العَدُوِّ سُمٌّ قَاتِل " 00؟!

فَأَحَقُّ النَّاسِ بِعِلْمِكَ الغَزِير، وَفِكْرِكَ المُسْتَنِير ـ أَيُّهَا الْعَالِمُ الْكَبِير؛ أُولَئِكَ المُسْتَضْعَفُونَ المُسْتَذَلُّونَ الضِّعَاف، الَّذِينَ يُذَبَّحُونَ ذَبْحَ الخِرَاف، بِالعِرَاقِ وَالشِّيشَانِ وَكُوسُوفُو وَالفِلِيبِّينَ وَفِلَسْطِين، الَّذِينَ يجَاهِدُونَ رَغْمَ قِلَّةِ جُهْدِهِمْ أَعْدَاءَ اللهِ وَرَسُولِه؛ لإِقَامَةِ دَوْلَةِ المُوَحِّدِينَ في بِلاَدِ المُلْحِدِين 0 اسْتَوْرَدُواْ عُلَمَاءَ الذَّرَّة، وَاسْتَوْرَدْنَا رَاقِصَاتِ البَالِيه

أَمَّا دَوْرُ الحُكُومَاتِ الإِسْلاَمِيَّة: فَهُوَ تَبَنيِّ هَذِهِ المَوَاهِبِ عَلَى أَوْسَعِ نِطَاق، وَخَاصَّةً في مجَالِ الطَّاقَةِ الذَّرِّيَّة، يَكْفِي أَنْ نَعْلَمَ أَنَّ الاَتحادَ السُّوفِيتيَّ عِنْدَما انهار؛ كُلُّ دُوَلِ العَالَمِ ـ وَعَلَى رَأْسِهَا إِسْرَائِيل ـ أَخَذَتْ عُلَمَاءَ الذَّرَّة، الَّذينَ كَانَ الواحِدُ مِنهُمْ يَعِيشُ عِيشَةَ مَلِكٍ في رُوسْيَا 00!! وَكَانَ أَقَلُّ مَنْ مَعَهُ لَهُ عِشْرُونَ طَبَّاخَا {ابْنُ الرُّومِي}

أَمَّا ـ نحْنُ العَرَب ـ فَكُلُّ مَا أَخَذْنَاهُ رَاقِصَاتُ البَالِيه، صحيحٌ أَنَّنَا لَسْنَا الَّذِينَ اسْتَورَدْنَاهُمْ، لَكِنِ الَّذِينَ استَوْرَدُوهُمْ لَوْ لَمْ يَكُونُواْ عَلى يَقِينٍ بِأَنَّنَا سَنُشَاهِدُهُمْ لَمَا اسْتَوْرَدُوهُمْ 00!! وَكُلُّ مَنْ قَرَأَ تَارِيخَ مِصْرَ الحَدِيثَةِ يَعْلَمُ أَنَّ هَذَا النِّظَامَ ـ أَعْني نِظَامَ البَحْثِ عَنِ النَّوَابِغِ وَالمَوْهُوبِينَ وَتَقْدِيرَهُمْ ـ هُوَ الَّذِي أَخَذَ بِهِ محَمَّد عَلِي في تَأْسِيسِهِ لِمِصْرَ الحَدِيثِة،

وَالَّذِي أَخَذَتْ بِهِ كُلُّ الدُّوَلِ المُتَقَدِّمَة؛ حَيْثُ بَنَواْ تَقَدُّمَ بِلاَدِهِمْ عَلَى أَكْتَافِ النَّابِغِينَ وَالمَوْهُوبِين 0 لَيْتَنَا قَلَّدْنَاهُمْ في رِعَايَتِهِمْ لِلْمَوْهُوبِين 00!! عِنْدَمَا وَجَدُواْ أَدِيسُونَ الشَّابَّ الضَّعِيف ـ الَّذِي أَصْبَحَ فِيمَا بَعْدُ في غِنىً عَنِ التَّعْرِيف ـ يَبِيعُ الصُّحُفَ عَلَى الرَّصِيف؛ قَامُواْ بِتَبَنيِّ مَا لَدَيْهِ مِنْ مَوَاهِبَ وَقُدُرَات، فَظَلَّ يُبْدِعُ وَيخْتَرِعُ وَمَا مَات؛ حَتىَّ تَرَكَ مِنَ المُخْتَرَعَات؛ مَا يَصِلُ إِلى المِئَات 00!!

الدُّوَلُ الْعَرَبِيَّةُ دُوَلٌ طَارِدَةٌ لِلْعُلَمَاءِ وَالمُبْدِعِين إِنَّ الدُّوَلَ الْعَرَبِيَّةَ تُعَدُّ دُوَلاً طَارِدَةً لِلْعُلَمَاءِ وَالمُبْدِعِين؛ نَظَرَاً لِمَا يُعَانُونَ فِيهَا مِنَ الذُّلِّ وَالهَوَان، وَتَدَهْوُرِ حُقُوقِ الإِنْسَان، هَلْ لَوْ كَانْ في بِلاَدِنَا خَير، كَانَ يَهْجُرُهَا الطِّير 00؟!

يُشِيرُونَ بِالبَنَانِ إِلى عُظَمَاءِ الغَرْب، وَإِذَا مَا مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ بِعَظِيم؛ بَدَءُ واْ يَبْحَثُونَ فِيهِ عَنِ القِطَطِ الفَاطِسَةِ وَيخْتَلِقُونَ لَهُ الأَخْطَاء، كَاليَهُودِيِّ الَّذِي إِذَا لَقِيَ لحْمَاً رَخِيصَاً قَالَ إِنَّهُ مُنْتِن 00!!

وَإِذَا مَا سَدَدْنَا الأَبْوَابَ في وُجُوهِهِمْ؛ سَوْفَ يَتَّجِهُونَ إِلى الدُّوَلِ الغَرْبِيَّةِ لِلاَسْتِفَادَةِ بِنِتَاجِهِمُ العِلْمِيِّ وَالأَدَبيّ، وَلاَ لَوْمَ في هَذَا عَلَى العَالِمِ وَالأَدِيبِ وَالعَبْقَرِيّ؛ فَحَيَاةُ العَالِمِ في الخَارِج؛ أَفْضَلُ مِنْ مَوْتِهِ في الدَّاخِل، وَالمَوْهُوبُونَ في ذَلِكَ مَعْذُورُون؛ أَهَذَا خَيرٌ أَمْ أَنْ يُصَابُواْ بِالجُنُون، أَوْ أَنْ يخْرُجُواْ عَلَى القَانُون، فَيُصْبِحُواْ نُزَلاَءَ السُّجُون 00!!

نحْنُ الآنَ سَبْعُونَ مِلْيُونَاً، لَوْ خَرَجَ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ عَبْقَرِيٌّ وَاحِد؛ لأَصْبَحَ فِينَا سَبْعُونَ أَلْفَ عَالِمٍ عَبْقَرِيّ في السِّيَاسَةِ وَالفِكْر، أَوِ الأَدَبِ وَالشِّعْر، الَّذِي يَرْقَى بِالمَشَاعِرِ وَيُثَبِّتُ الأَخْلاَقِيَّات، وَلَكَانَ مِنَّا عُلَمَاءُ في الفَضَاءِ وَالذَّرَّةِ وَسَائِرِ التَّخَصُّصَات؛ لِمَ لاَ يَكُونُ ابْني أَوِ ابْنُكَ زُوَيْل، أَوْ أَدِيسُون، أَوْ صَلاَحَ الدِّين 00؟! لِمَ لاَ يَكُونُ ابْني أَوِ ابْنُكَ ابْنَ الْقَيِّمِ أَوِ ابْنَ تَيْمِيَةَ أَوِ الشَّافِعِيّ 00؟!

لِمَ لاَ يَكُونُ ابْني أَوِ ابْنُكَ أَحْمَد شَوْقِي أَوِ المُتَنَبيِّ أَوْ أَبَا مَاضٍ أَوْ محْمُود غُنيم 00؟! لَمْ يُولَدْ أَحَدٌ مِن هَؤُلاَءِ في فَمِهِ مِلْعَقَةٌ مِنْ ذَهَب، كُلُّهُمْ تَقْرِيبَاً كَانُواْ مِنَ الطَّبَقَةِ الفَقِيرَة: الإمامْ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ كَانَ حَمَّالاً، وَأَدِيسُون كَانَ بَائِعَاً لِلصُّحُف، وَفُلاَنٌ وَفُلاَن 000 إِلخ 0

لَقَدْ سَمِعْتُ بِبرْنَامَج " هَمْسَة عِتَاب " الَّذِي تُذِيعُهُ مَوْجَةُ البرْنَامجِ العَامّ: قِصَّةَ شَابٍّ حَصَلَ عَلَى المَاجِيسْتِير في عِلْمِ الذَّرَّة مِنْ كُلِّيَّةِ العُلُومِ بِتَقْدِيرٍ ممْتَاز، تُرَى أَيْنَ عَيَّنَتْهُ الحُكُومَة 00؟ هَلْ في مَعَامِلِ الذّرَّةِ وَالطَّاقَةِ النَّوَوِيَّة، وَفي مجَالِ تخَصُّصِه 00؟ كَلاَّ، بَلْ تَمَّ تَعْيِينُهُ بِالصَّرْفِ الصِّحِّي في مِنْطَقَةِ قَنَاةِ السُّوَيْس؛ فَكَتَبَ شَاكِيَاً: مَاذَا أَفْعَلُ هُنَاكَ؟!

هَلْ أَرْسَلُواْ بي إِلى هُنَاكَ لأَحَلِّلَ لهُمْ ذَرَّاتِ الصَّرْفِ الصِّحِّيّ " 00؟! أُمُورٌ يَضْحَكُ السُّفَهَاءُ مِنهَا * وَيَبْكِي حِينَ يَسْمَعُهَا الحَكِيمُ لَكَ اللهُ يَا أَبَا الْعَلاَء، وَيَرْحَمُكَ اللهُ يَا أَبَا الْعَيْنَاء

كَيْفَ تَغْفُلُ عَن هَذَا وَزَارَةُ البَحْثِ العِلْمِيّ، وَوَزَارَةُ الكَهْرَبَاءِ وَالطَّاقَة، وَوَزَارَةُ القُوَى العَامِلَة، وَمَا أَكْثَرَ الوَزَارَاتِ وَالهَيْئَاتِ وَالمُؤَسَّسَات، أَيْنَ هِيَ مِن أَمْثَالِ هَذِهِ اَلكَوَادِرِ النَّوَادِرِ الَّذِين يَضِيعُونَ بِالمِئِات؛ فَلاَ بُدَّ مِن إِصْلاَحِ تِلْكَ الْوَزَارَات؛ حَتىَّ نُرَدِّدَ لاَ قَوْلَ أَبي العَلاَءِ في ازْدِرَاء؛ عِنْدَمَا قَالَ في أَحَدِ الوُزَرَاء: هُوَ الوَزِيرُ وَلاَ أَزْرٌ يُشَدُّ بِهِ * مِثْلُ العَرُوضِ لَهُ بحْرٌ بِلاَ مَاءِ {أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيّ}

وَتحْضُرُني في ذَلِكَ أَيْضَاً أُطْرُوفَةٌ لأَبي العَيْنَاء، صَاحِبِ النَّوَادِرِ الشَّهِيرَةِ بَينَ الأُدَبَاء، يَقُولُ فِيهَا:" ذَهَبْتُ إِلى السُّوقِ يَوْمَاً لأَشْتَرِيَ حِمَارَاً، فَأَرَدْتُ أَن أُمَازِحَ النَّخَّاسَ فُقُلْتُ لَهُ: أُرِيدُ حِمَارَاً: لاَ هُوَ بِالصَّغِيرِ المُحْتَقَر، وَلاَ بِالكَبِيرِ المُشْتَهَر، إِن أَكثَرْتُ عَلَفَهُ شَكَر، وَإِنْ قَتَّرْتُ عَلَيْهِ صَبر، إِن خَلاَ الطَّرِيقُ تَدَفَّقَا، وَإِنْ كَثُرَ الزِّحَامُ تَرَفَّقَا " 00!!

فَأَطْرَقَ النَّخَّاسُ مَلِيَّاً ثُمَّ قَال:" إِذَا مَسَخَ اللهُ الوَزِيرُ فُلاَن؛ أَصَبْتَ طَلَبَك " 00!! مِمَّا يُزَهِّدُ قَلْبي فِيكِ يَا بَلَدِي * أَسْمَاءُ مُعْتَمِدٍ تَعْلُو وَمُعْتَضِدِ أَلْقَابُ مَمْلَكَةٍ في غَيرِ مَوْضِعِهَا * كَالقِطِّ يحْكِي انْتِفَاخَاً صُورَةَ الأَسَدِ {ابْنُ رَشِيقٍ بِتَصَرُّف} الْعَوْدَةُ لِلتُّرَاثِ وَغَرْسُ الْقِرَاءةِ في الشَّبَاب سَابِعَاً: الاَهْتِمَامُ بِالشَّبَابِ وَتَثْقِيفُهُمْ بِالثَّقَافَةِ الإِسْلاَمِيَّةِ وَالتُّرَاثِيَّةِ وَالْعِلْمِيَّةِ النَّافِعَة 0

تَعَالَ وَانْظُرْ إِلى القُدْوَةِ في عُيُونِ شَبَابِنَا اليَوْم: تجِدُ مَنْ قُدْوَتُهُ فُلاَن [0000000] لاَعِبُ الكُرَةِ الشَّهِير، وَمَنْ قُدْوَتُهُ فُلاَن {المُغَنيِّ المجْنُون} وَإِنَّا للهِ وَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون 00!!

فَلاَبُدَّ مِنْ تَوْجِيهِ أُوْلَئِكَ الشَّبَاب، وَإِعَادَةِ رَسْمِ الْقُدْوَةِ في عُيُونِهِمْ، وَلاَ يَكُونُ ذَلِكَ إِلاَّ بِتَصْحِيحِ أَوْضَاعِ المُبْدِعِين ـ لاَ سِيَّمَا غَيرِ الأَكَادِيمِيِّيِن ـ وَوَضْعِهِمْ في الأَمَاكِنِ الَّتي يَسْتَحِقُّونَهَا، لأَنَّ سُوءَ أَحْوَالِ الْعَبَاقِرَةِ وَالْعُلَمَاء؛ هُوَ الَّذِي دَفَعَ هَؤُلاَءِ الأَبْنَاء؛ لاَلْتِمَاسِ الْقُدْوَةِ في أَهْلِ الْغِنَاء 0

ثَامِنَاً: تَصْفِيةُ الحُكُومَاتِ العَرَبِيَّةِ لخِلاَفَاتِهَا فِيمَا بَيْنَهَا، وَأَنْ يَنْتَقِلَ انْتِمَاؤُهُمْ إِلى الدِّينِ الوَاحِدِ وَالعُرُوبَةِ الصَّمِيمَة 00 وِحْدَةُ العَالَمِ الإِسْلاَمِي عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى أَوْ اثْنَتَينِ وَسَبْعِينَ فِرْقَة، وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى إِحْدَى أَوِ اثْنَتَينِ وَسَبْعِينَ فِرْقَة، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَة " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 441]

يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعَاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانَاً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون} {آلِ عِمْرَان/103}

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " الزَمُواْ هَذِهِ الجَمَاعَة؛ فَإِنَّهَا حَبْلُ اللهِ الَّذِي أَمَرَ بِه، وَإِنَّ مَا تَكْرَهُونَ في الجَمَاعَةِ خَيْرٌ مِمَّا تُحِبُّونَ في الفُرْقَة، وَإِنَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقْ شَيْئَاً قَطُّ إِلاَّ جَعَلَ لَهُ مُنْتَهًى، وَإِنَّ هَذَا الدِّينَ قَدْ تَمّ، وَإِنَّهُ صَائِرٌ إِلى نُقْصَان، وَإِنَّ أَمَارَةَ ذَلِكَ أَنْ تُقْطَعَ الأَرْحَام، وَيُؤْخَذَ المَالُ مِن غَيْرِ حَقِّه، وَتُسْفَكَ الدِّمَاء، وَيَشْتَكِي ذُو القَرَابَةِ قَرَابَتَهُ؛ وَلاَ يَعُودُ عَلَيْهِ بِشَيْء، وَيَطُوفُ السَّائِلُ مَا بَيْنَ الجُمْعَتَيْنِ مَا يُوضَعُ في يَدِهِ شَيْء، فَبَيْنَمَا هُم كَذَلِكَ إِذْ خَارَتِ الأَرْضُ خُوَارَ البَقَر، إِذْ قَذَفَتْ أَفْلاَذَ كَبِدِهَا، فَلاَ يُنْتَفَعُ بَعْدَهُ بِذَهَبٍ وَلاَ فِضَّة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ وَالطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ هُبُّواْ * فَإِنَّهُ قَدْ دَنَا الحَصَادُ زَمَانُكُمْ كُلُّهُ وُحُوشٌ * إِنْ لَمْ تَصِيدُواْ بِهِ تُصَادُواْادُ وَحَّدْتمُ اللهَ مِنْ قَدِيمٍ * فَأَيْنَ يَا قَوْمِ الاَتحَادُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر}

اللَّيَالي غَادِيَاتٌ رَائِحَة * بِالدَّوَاهِي وَأَرَاكُمْ تَنْظُرُون مَا اتَّعَظْتُمْ بِمَا كَانَ البَارِحَة * لاَ وَلاَ أَنْتُمْ غَدَاً مُتَّعِظُون يَا لَهَوْلِ الخَطْبِ يَا لَلْفَادِحَة * أُمَّةٌ تَفْنى وَأَنْتُمْ تَلْعَبُون {أَبُو مَاضِي 0 بِتَصَرُّف} تَذُوبُ حُشَاشَاتُ العَوَاصِمِ حَسْرَةً * إِذَا دَمِيَتْ مِنْ كَفِّ بَغْدَادَ إِصْبَعُ وَلَوْ صُدِّعَتْ مِنْ سَفْحِ لُبْنَانَ صَخْرَةٌ * لَدَكَّ ذُرَا الإِسْلاَمِ هَذَا التَّصَدُّعُ لَقَدْ كَانَ حُلْمَاً أَنْ نَرَى الشَّرْقَ وَحْدَةً * وَمِنْ جُمْلَةِ الأَحْلاَمِ مَا يُتَوَقَّعُ

فَلَيْسَتْ حُدُودُ الأَرْضِ تَفْصِلُ بَيْنَنَا * لَنَا الشَّرْقُ حَدٌّ وَالعُرُوبَةُ مَوْضِعُ {عَلِي الجَارِم} أَلَيْسَ تجْمَعُنَا في ظِلِّهِ لُغَةٌ * أُمٌّ وَتَمْضِي بِنَا نَحْوَ المُنى سُنَنُ أَوَاصِرُ الدَّمِ وَالقُرْبى تُقَرِّبُنَا * فَكَيْفَ تُبْعِدُنَا الأَحْدَاثُ وَالمحَنُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ في الْبَيْتِ الثَّاني} لَقَدْ أَدْرَكَ آبَاؤُنَا وَأَجْدَادُنَا قِيمَةَ الاَتِّحَادِ فَأُثِرَ عَنهُمْ قَوْلُهُمْ: " الاَتِّحَادُ قُوَّة " 0

احْتَضَرَ أَعْرَابيٌّ حَكِيم؛ فَجَمَعَ أَبْنَاءهُ حَوْلَهُ لِيُوْصِيَهُمْ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يجْمَعُواْ حُزْمَةً مِنَ العِصِيّ، فَجَمَعُوهَا، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَحْزِمُوهَا فَحَزَمُوهَا، فَأَعْطَاهَا كُلَّ وَاحِدٍ مِنهُمْ وَأَمَرَهُ أَنْ يَكْسِرَهَا، فَعَجَزُواْ جَمِيعَاً، فَأَمَرَ بِتَفْرِيقِهَا فَفُرِّقَتْ، فَأَعْطَى كُلَّ وَاحِدٍ ثَلاَثَةَ عِصِيٍّ فَكَسَرُوهَا، فَقَالَ الأَبُ الحَكِيم: هَكَذَا أَنْتُمْ إِذَا كُنْتُمْ جَمِيعَاً، وَهَكَذَا أَنْتُمْ إِذَا تَفَرَّقْتُمْ 00!!

شَاوَرَ مَلِكُ الرُّومِ وُزَرَاءَهُ وَمُسْتَشَارِيهِ في الاِنْقِضَاضِ عَلَى المُسْلِمِينَ بَعْدَ فِتْنَةِ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ وَوَقْعَتيْ صِفِّينَ وَالجَمَل، فَاسْتَصْوَبُواْ رَأْيَه، حَتىَّ جَاءَ رَجُلٌ مِن أَعْقَلهِمْ وَأَعْرَفِهِمْ بِطَبِيعَةِ المُسْلِمِينَ وَكَانَ غَائِبَاً، فَعَابَ رَأْيَهُمْ وَلَكِنْ بِتَجْرِبَةٍ عَمَلِيَّة: أَمَرَهُمْ أَنْ يَأْتُواْ بِكَلبَينِ وَذِئْب،

ثمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يحَرِّشُواْ بَينَ الكَلبَينِ فَفَعَلُواْ، حَتىَّ إِذَا مَا أَثْخَنَتْهُمَا الجِرَاحُ أَطْلَقَ الذِّئْبَ أَمَامَهُمَا، فَمَا كَانَ مِنهُمَا إِلاَّ أَنْ فَضَّا نِزَاعَهُمَا وَعَدَوَا خَلْفَه 00!! وَمَا قَتْلُ بَعْضِ الحَيِّ بَعْضَاً بِنَاهِكٍ * قُوَاهُ إِذَا مَا جَاءَ خَصْمٌ يُحَارِبُهْ وَمَا لَطْمُ بَعْضِ المَوْجِ في الْبَحْرِ بَعْضَهُ * بِمَانِعِهِ إِغْرَاقَ مَن هُوَ رَاكِبُهْ {ابْنُ الرُّومِي}

وَخَرَجَ تِسْعَةُ رَهْطٍ مِنَ الأَعْرَابِ في حَاجَة، فَبَيْنَمَا هُمْ يَسِيرُونَ في الفَلاَةِ إِذْ هَجَمَ عَلَيْهِمْ أَحَدُ الأُسُود، فَاخْتَارَ مِنْ بَيْنِهِمْ وَاحِدَاً لِيَكُونَ فَرِيسَتَهُ، فَفَزِعُواْ وَأَشْفَقُواْ عَلَى صَاحِبِهِم؛ فَفَكَّرُواْ وَقَرَّرُواْ أَنْ يَهْجِمُواْ عَلَى الأَسَدِ هَجْمَةَ رَجُلٍ وَاحِد، فَفَعَلُواْ وَفَرَّ الأَسَدُ بَعْدَ الإِيَاسِ مِنهُمْ؛ فَأَكَبُّواْ عَلَى صَاحِبِهِمْ يَطْمَئِنُّونَ عَلَيْه؛ فَسَأَلُوه: هَلْ أَصَابَكَ بَأْس 00؟ قَالَ لاَ، غَيرَ أَنَّ الأَسَدَ خَرِئَ في سَرَاوِيلِي 00!!

بَعْضُ أَحَادِيثِ الصَّادِقِ الأَمِين؛ الَّتي تَدْعُو لِوَحْدَةِ المُسْلِمِين عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَدُ اللهِ مَعَ الجَمَاعَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (14025)، وَصَحَّحَهُ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 2166] عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الجَمَاعَةُ رَحْمَة، وَالْفُرْقَةُ عَذَاب " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَفي الظّلاَلِ بِأَرْقَام: 3109، 667، 93]

فَعَلَى حُكُومَاتِ العَرَبِ أَنْ يَتَّحِدُواْ، وَأَنْ يَكُونُواْ يَدَاً عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ 00 عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " عَلَيْكُمْ بِالجَمَاعَة، وَإِيَّاكُمْ وَالفُرْقَة؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الاَثْنَيْنِ أَبْعَد، مَن أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الجَمَاعَة " 0 [قَالَ الإِمَامَانِ الذَّهبيُّ وَالحَاكِم: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2165]

عَن أَبي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عَلَيْكَ بِعِظَمِ أُمَّةِ محَمَّد؛ فَإِنَّ اللهَ لَمْ يجْمَعْ أُمَّةَ محَمَّدٍ عَلَى ضَلاَلَةٍ أَبَدَاً " 0 [قَالَ الإِمَامَان / الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَك، وَالذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِم]

قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الْفَتَاوَى عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَة عَنْ الاِنْتِمَاءَات: " الوَاجِبُ عَلَى المُسْلِمِ إِذَا سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ [أَيْ عَنِ انْتِمَائِهِ] أَنْ يَقُولَ لاَ أَنَا شَكِيلِيٌّ وَلاَ قَرْفَنْدِيّ: [فِرَقٌ كَانَتْ آنَذَاك] 00 بَلْ أَنَا مُسْلِمٌ مُتَّبِعٌ لِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00 عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَقَالَ لَهُ: " أَنْتَ عَلَى مِلَّةِ عَلِيٍّ أَوْ مِلَّةِ عُثْمَان 00؟ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لَسْتُ عَلَى مِلَّةِ عَلِيٍّ وَلاَ عَلَى مِلَّةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، بَلْ أَنَا عَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00

وَكَذَلِكَ كَانَ كُلٌّ مِنَ السَّلَفِ يَقُولُون: كُلُّ هَذِهِ الأَهْوَاءِ في النَّار، وَكَانَ أَحَدُهُمْ يَقُول: مَا أُبَالي أَيُّ النِّعْمَتَيْنِ أَعْظَم: أَن هَدَاني اللهُ لِلإِسْلاَم، أَوْ أَنْ جَنَّبَني هَذِهِ الأَهْوَاء 00؟! وَاللهُ تَعَالىَ قَدْ سَمَّانَا في القُرْآنِ المُسْلِمِينَ وَالمُؤْمِنِين؛ فَلاَ نَعْدِلُ عَنِ الأَسْمَاءِ الَّتي سَمَّانَا اللهُ بِهَا إِلىَ أَسْمَاءٍ أَحْدَثَهَا قَوْمٌ سَمَّوْهَا هُمْ وَآبَاؤُهُمْ مَا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَان 00 بَلِ الأَسْمَاءُ الَّتي قَدْ يَسُوغُ التَّسَمِّي بهَا: انْتِسَابِ النَّاسِ إِلىَ إِمَامٍ مِن أَئِمَّةِ المُسْلِمِين: كَقَوْلِنَا حَنَفِيّ، وَمَالِكِيّ، وَشَافِعِيّ، وَحَنْبَلِيّ، أَوْ قَادِرِيّ، أَوْ عَدَوِيّ 000 إِلخ 0

وَلاَ يَجُوزُ لأَحَدٍ أَنْ يَمْتَحِنَ النَّاسَ بِهَا، وَلاَ يُوَاليَ بِهَذِهِ الأَسْمَاءِ وَلاَ يُعَادِيَ عَلَيْهَا، بَلْ أَكْرَمُ الخَلْقِ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاهُمْ مِن أَيِّ طَائِفَةٍ كَان " 00 مِنَ التَّبْلِيغِيِّينَ أَوِ الإِخْوَان؛ في كُلٍّ خَير 00 عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرّ: أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسْلِم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2564 / عَبْد البَاقِي]

فَلاَ بُدَّ مِنْ تَوْحِيدِ الصُّفُوف؛ قَبْلَ سَنِّ السُّيُوف، وَلاَ بُدَّ مِنَ الاِتحَاد، قَبْلَ إِعْدَادِ الْعُدَّةِ وَالْعَتَاد؛ عِنْدَئِذٍ يَتِمُّ المُرَادُ مِنْ رَبِّ الْعِبَاد، وَنَسْتَطِيعُ طَرْدَ الأَوْغَادِ مِنَ الْبِلاَد، حَتىَّ وَلَوْ كَانُواْ في الْكَثْرَةِ كَالجَرَاد ** وَقَبْلَ الغَيْثِ يجْتَمِعُ الغَمَامُ ** يَحْكُونَ أَنَّ أُمَّةَ الأَرانِبِ * قَدْ أَخَذَتْ مِنَ الثَّرَى بجَانِبِ فَاخْتَارَهُ الْفِيلُ لَهُ طَرِيقَا * مُمَزِّقاً أَصْحَابَنَا تَمْزِيقَا وَكَانَ فِيهِمْ أَرْنَبٌ لَبِيبُ * أَذْهَبَ جُلَّ شَعْرِهِ التَّجْرِيبُ

نَادَى بِهِمْ يَا مَعْشَرَ الأَرَانِبِ * مِن عَالِمٍ وَشَاعِرٍ وَكَاتِبِ اتَّحِدُواْ ضِدَّ العَدُوِّ الجَافي * فَالاِتحَادُ قُوَّةُ الضِّعَافِ فَأَقْبَلُواْ مُسْتَصْوِبِينَ رَايَهْ * وَعَقَدُواْ لِلاِجْتِمَاعِ رَايَه وَانْتَخِبُواْ مِنْ بَيْنِهِمْ ثَلاَثَة * لاَ هَرَماً راعَوْا وَلاَ حَدَاثَة بَلْ نَظَرُواْ إِلى كَمَالِ الْعَقْلِ * وَاعْتَبَرُواْ في ذَاكَ سِنَّ الفضْل فَنَهَضَ الأَوَّلُ لِلْخِطِابِ * فَقَالَ اسْتَمِعُواْ إِلى جَوَابي أَنْ نَتْرُكَ الأَرْضَ لِذِي الخُرْطُومِ * كَيْ نَسْتَرِيحَ مِن أَذَى الْغَشُومِ

فَصَاحَتِ الأَرَانِبُ الْغَوَالي * هَذَا أَضَرُّ مِن أَبي الأَفْيَالِ وَوَثَبَ الثَّاني فَقَالَ إِنيِّ * أَعْهَدُ في الثَّعْلَبِ شَيْخَ الْفَنِّ فَلْنَدْعُهُ يُمِدُّنَا بحِكْمَتِهْ * وَيَأْخُذُ اثْنيْنِ جَزَاءَ خِدْمَتِه فَقِيلَ لاَ يَا صَاحِبَ السُّمُوِّ * لاَ يُدْفَعُ الْعَدُوُّ بِالْعَدُوِّ وَانْتُدِبَ الثَّالِثُ لِلْكَلاَمِ * فَقَالَ يَا مَعَاشِرَ الأَقْزَامِ اجْتَمِعُواْ فَالاِجْتِمَاعُ قُوَّة * ثُمَّ احْفِرُواْ عَلَى الطَّرِيقِ هُوَّة يَهْوِى بِهَا الْفيلُ عِنْدَ مُرُورِهِ * فَنَسْتَرِيحُ الدَّهْرَ مِنْ شُرُورِهِ

ثُمَّ يَقُولُ الجِيلُ بَعْدَ الجِيلِ * قَدْ أَكَلَ الأَرْنَبُ عَقْلَ الْفِيلِ فَاسْتَصْوَبُواْ مَا قَالَهُ وَاسْتَحْسَنُواْ * وَعَمِلُواْ مِنْ فَوْرِهِمْ فَأَحْسَنُواْ وَهَلَكَ الْفِيلُ الرَّفِيعُ الشَّانِ * فَأَمْسَتِ الأُمَّةُ في أَمَانِ وَأَقْبَلَتْ لِصَاحِبِ التَّدْبِير * سَاعِيَةً بِالتَّاجِ وَالسَّرِيرِ فَقَالَ مَهْلاً يَا بَني أَوْطَانِي * إِنَّ محِلِّي لَلْمَحِلُّ الثَّاني فَصَاحِبُ الصَّوْتِ الْقَوِيِّ الْغَالَبِ * منْ قَدْ نَادَى يَا مَعْشَرَ الأَرَانِبِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف}

لِنَتَعَلَّمِ الصَّبرَ وَالجِهَادَ وَالاَتِّحَادَ مِنْ جَمَاعَةِ حِزْبِ الله فَلْنَفِقْ وَلْنَقِفْ لِعَدُوِّنَا صَفَّاً وَاحِدَاً، كَالبُنيَانِ المَرْصُوص، وَلْنُطَهِّرِ الأَرْضَ المُقَدَّسَة؛ مِن هَهِهِ المَخْلُوقَاتِ المُدَنَّسَة، قَبْلَ أَنْ نَقُول: أَلاَ إِنَّا أُكِلنَا يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَض 00 إِذَا الشَّعْبُ يَوْمَاً أَرَادَ الحَيَاةَ * فَلاَ بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ القَدَرْ وَلاَ بُدَّ لِلَّيْلِ أَنْ يَنْجَلِي * وَلاَ بُدَّ لِلْقَيْدِ أَنْ يَنْكَسِرْ {أَبُو الْقَاسِمِ الشَّابي}

جَمَاعَةُ حِزْبِ اللهِ بمُفرَدِهَا تَتَصَدَّى لِطَائِرَاتهِمْ وَتجْبرُهَا عَلَى الفِرَار، وَنحْنُ نَقُولُ لاَ طَاقَةَ لَنَا اليَوْمَ بِشَارُونَ وَجُنُودِه 00!! بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم} {آلِ عِمْرَان/105} مَا رَاعَني في اللَّيْلِ إِلاَّ أَن أَرَى * شَبَحَاً بِأَثْوَابِ الدُّجَى يَتَلَفَّعُ يَمْشِي الهُوَيْنى شَاكِيَاً وَكَأَنَّهُ * صَبٌّ عَلَى قَبرِ الحَبِيبَةِ يُصْرَعُ

فَدَنَوْتُ مِنهُ محَاذِرَاً فَإِذَا بِهِ * حَسْنَاءُ مِنْ فَرْطِ الْبُكَا تَتَقَطَّعُ فَهَتَفْتُ مَا بَالُ الفَتَاةِ أَرَى لَهَا * قَلْبَاً يَفِيضُ أَسَىً وَعَيْنَاً تَدْمَعُ مَن أَنْتِ يَا أُخْتَاهُ قَالَتْ يَا فَتىً * إِنيِّ أَنَا مِصْرُ الَّتي تَتَوَجَّعُ أَبْكِي عَلَى مجْدِي وَأَنْدُبُ عِزَّتي * هَذَانِ فَقْدُهُمَا مُصَابٌ مُوجِعُ يَا وَيْحَ قَوْمِي قَدْ أَضَاعُواْ دِينَهُمْ * فَإِذَا بِهِمْ شَعْبٌ ذَلِيلٌ خَاضِعُ وَلَوُ اهْتَدَواْ رُشْدَاً لَظَلُّواْ سَادَةً * وَلَهُمْ مِنَ القُرْآنِ حِصْنٌ مَانِعُ

لاَ يَسْتَوِي هَدْيٌ وَبَغْيٌ إِنَّمَا * بَينَ الهُدَى وَالبَغْيِ فَرْقٌ شَاسِعُ تَاللهِ مَا اتَّقَتِ المَمَالِكُ بَأْسَنَا * إِلاَّ وَنَحْنُ بِهَدْيِهِ نَتَدَرَّعُ كَلاَّ وَلاَ هَانَتْ عَلَيْهِمْ رِيحُنَا * إِلاَّ وَدِينُ اللهِ فِينَا ضَائِعُ فَالأَغْنِيَاءُ قُلُوبُهُمْ مُسْوَدَّةٌ * لَمْ يَبْقَ فِيهَا لِلتَّرَحُّمِ مَوْضِعُ شَغَلَتْهُمُ الأَمْوَالُ عَن أَهْلِيهِمُ * لاَ عَاشَ ذُو مَالٍ يَضِنُّ وَيَمْنَعُ وَالنَّاسُ قَدْ ضَلُّواْ الطَّرِيقَ فَرَاعَني * في كُلِّ يَوْمٍ لِلفَضِيلَةِ مَصْرَعُ

وَالجَهْلُ يَضْرِبُ في القُرَى أَطْنَابَهُ * وَالفَقْرُ في شَتىَّ المَنَازِلِ يَقْبَعُ نَادَيْتُهَا نَفْسِي فِدَاؤُكِ لاَ البُكَا * يجْدِي وَلاَ طُولُ التَّحَسُّرِ يَنْفَعُ إِنْ كَانَ سَاءَ كِ أَنَّ أَرْضَكِ قَدْ غَدَتْ * مَرْعَىً بِهِ ذِئْبُ الغِوَايَةِ يَرْتَعُ فَهُنَاكَ جُنْدٌ قَامَ يَسْعَى جَاهِدَاً * في الدِّينِ يَقْتَلِعُ الفَسَادَ وَيَنْزِعُ " اللهُ أَكْبرُ " في الحَيَاةِ شِعَارُهُ * يَمْشِي بِهَا نحْوَ الجِهَادِ وَيُسْرِعُ وَلَقَدْ أَذَاقَهُمُ الطُّغَاةُ مِنَ الأَذَى * لَوْنَاً يَشِيبُ لَهُ الصِّغَارُ الرُّضَّعُ

فَلَوِ اطَّلَعْتَ لَدَى السُّجُونِ عَلَيْهِمُ * لَرَأَيْتَ مَا يُدْمِي الفُؤَادَ وَيخْلَعُ فَفَتى العَقِيدَةِ مُثْخَنٌ بِجِرَاحِهِ * وَالشَّيْخُ يُضْرَبُ بِالسِّيَاطِ وَيُصْرَعُ فَمَتىَ دُجَى تِلْكَ اللَّيَالي يَنْقَضِي * وَمَتىَ النَّهَارُ عَلَى الْكِنَانَةِ يَسْطَعُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} يَا فِتيَةَ النِّيلِ المُبَارَكِ إِنَّنَا * نَأْبى وَنَرْفُضُ أَنْ نُسَاقَ قَطِيعَا حُبُّ الجِهَادِ عَقِيدَةٌ أُشْرِبْتُهَا * مِنْ ثَدْيِ أُمِّي مُنْذُ كُنْتُ رَضِيْعَا فَإِذَا دَعَتْني لِلْجِهَادِ شَرِيعَتي * لَبَّيْتُ دَاعِيَهَا الكَرِيمَ سَرِيعَا

وَحِّدُواْ صُفُوفَكُمْ وَأَعِدُّوا جُيُوشَكُمْ يَا حُكَّامَ الْعَرَب لَقَدْ قَالَ شَاعِرُنَا الأَكْبَر / محَمَّدٌ الأَسْمَر؛ في مُؤْتمَر مِن عَشَرَاتِ المُؤْتمَرَاتِ الَّتي تُعْقَدُ كُلَّ حِين: يَا مِصْرُ أَدِّي لِلْعُرُوبَةِ حَقَّهَا * هِيَ قَدَّمَتْكِ لأَمْرِهَا فَتَقَدَّمِيمِ ظَلَمَ اليَهُودُ النَّاسَ ثُمَّ تَظَلَّمُواْ * مِنهُمْ فَمَنْ لِلظَّالِمِ المُتَظَلِّمِ أَيْنَ السَّمَوْءَ لُ كَيْ يُشَاهِدَ غَدْرَهُمْ * بِوُعُودِهِمْ وَمِطَالَهُمْ لِلْمُسْلِمِ أَمْ مَنْ لَنَا بِقُضَاةِ عَدْلٍ مَا إِذَا * حَكَمَتْ محَاكِمُهُمْ أَتَتْ بِالمحْكَمِ

فَدَعِ الْكَلاَمَ فَمَا الْكَلاَمُ بِنَافِعٍ * وَاسْتَلَّ سَيْفَكَ ثُمَّ قُمْ فَتَكَلَّمِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر بِتَصَرُّف} هَيَّا يَا مِصْر: العَالَمُ يَنتَظِرُ حِطِّينَ أُخْرَى 00 نحْنُ الَّذِينَ بِنَا الْوَرَى يَسْتَنْصِرُ * حَتىَّ البُغَاثُ بِأَرْضِنَا تَسْتَنْسِرُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} في عَينِ جَالُوتٍ غَضِبْنَا غَضْبَةً * كَشَفَتْ عَنِ الشَّرْقِ البَلاَءَ المحْدِقَا حِطِّينُ تَشْهَدُ أَنَّنَا عَرَبٌ إِذَا * فَرِقَ الأُسُودُ مِنَ الرَّدَى لَنْ نَفْرَقَا ********* قَاتِلْ وَلاَ تخْفِضْ جَنَاحَكَ ذِلَّةً * إِنَّ العَدُوَّ سِلاَحُهُ مَفْلُولُ

قَاتِلْ فَخَلْفَكَ أُمَّةٌ قَدْ أَقْسَمَتْ * أَنْ لاَ تَنَامَ وَفي البِلاَدِ دَخِيلُ ********* وَاعْلَمْ بِأَنَّ بِشَعْبِكَ الأُسْدَ الَّتي * عَن خَوْضِ بحْرِ المَوْتِ لاَ تَترَدَّدُ ********* تَاسِعَاً: الأَمَلُ الَّذِي تحْيى بِهِ الْقُلُوب، وَحُسْنُ الظَّنِّ بِاللهِ عَلاَّمِ الْغُيُوب 0 بَشَائِرُ النَّصْر عَلَى الأَخْلاَقِ وَالإِسْلاَمِ لاَ تَبْكُواْ وَتَنْتَحِبُواْ وَلاَ تَبْكُواْ لأَلْسِنَةٍ بحَرْفِ الضَّادِ تَضْطَرِبُ فَمَنْ يَبْكُونَ كُلَّ مُصِيبَةٍ مَرَّتْ بِهِمْ تَعِبُواْ {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف}

قَالُواْ الْيَهُودُ فَقُلْتُ شَعْبٌ مِنْ قَدِيمِ الدَّهْرِ فَاجِرْ لاَ تَطْلُبُواْ إِنْصَافَكُمْ مِنْ مجْلِسٍ لِلأَمْنِ جَائِرْ حُكَّامُهُ في النُّطْقِ بِالأَحْكَامِ لَيْسَ لَهُمْ ضَمَائِرْ لاَ تَبْسُطُواْ الأَعْذَارَ مَا في النَّاسِ لِلضُّعَفَاءِ عَاذِرْ لاَ تُوسِعُواْ الأَقْدَارَ لَوْمَاً أَوْ تَقُولُواْ الحَظُّ عَاثِرْ شَرٌّ صَنَعْنَاهُ بِأَيْدِينَا فَمَا ذَنْبُ المَقَادِرْ الجَوُّ لاَ يَصْفُو لَنَا إِلاَّ إِذَا صَفَتِ السَّرَائِرْ لاَ تَيْأَسواْ يَا قَوْمِ سَوْفَ تُدَقُّ لِلنَّصْرِ البَشَائِرْ

أَنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَسَوْفَ يَعُودُ لِلْوَطَنِ المُسَافِرْ دُكُّواْ المَدَافِعَ بِالفُئُوسِ وَبِالعِصِيِّ وَبِالخَنَاجِرْ الحَقُّ يُؤْخَذُ بِالخَنَاجِرِ لاَ بِصَيْحاتِ الحَنَاجِرْ النَّاسُ أَنْصَارُ القَوِيِّ وَلَيْسَ لِلضُّعَفَاءِ نَاصِرْ وَقَصَائِدُ البَارُودِ أَبْلَغُ مِنْ قَصَائِدِ أَلْفِ شَاعِرْ العُرْبُ نحْنُ وَلَيْسَ يُفْلِتُ مِنْ يَدِ العَرَبيِّ وَاتِرْ مَا مَاتَ مِنَّا وَاحِدٌ بِرَصَاصَةٍ مِنْ كَفِّ غَادِرْ إِلاَّ وَطَالَبَكُمْ بِثَأْرٍ أَلْفُ ثَائِرَةٍ وَثَائِرْ لَوْ مَاتَ مِنَّا تِسْعَةٌ لَمْ يَرْهَبِ الإِقْدَامَ عَاشِرْ

لَوْ لَمْ يجِدْ حَجَرَاً لِيَرْمِيَكُمْ لحَارَبَ بِالأَظَافِرْ بِالرُّوحِ تَسْمَحُ نَفْسُهُ وَبِعِرْضِهِ في بخْلِ مَادِرْ سُكِّرَتْ أَبْصَارُهُمْ

مِنَ الآيَاتِ البَاهِرَاتِ الَّتي يَسُوقُهَا اللهُ بَيْنَ الحِينِ وَالحِين؛ لِيُثَبِّتَ بِهَا المُسْلِمِين: هَذَا الأَمْرُ العَجِيب، طَالَعَنَا مَوْقِعُ الصَّلِيبِ الأَحْمَرِ ـ عَقِبَ أَحْدَاثِ الحَادِي عَشَرَ مِنْ سِبتَمْبِرَ ـ عَلَى صَفَحَاتِ الإِنْتَرْنِيت بِالخَبَرِ التَّالي: لَقَدْ وَجَدَ عُمَّالُ الإِغَاثَةِ أَنَّ جُثَثَ القَتْلَى مِنْ طَالِبَانَ لَمْ تَتَعَفَّنْ بَعْدَ مَوْتهَا، أَرْجَعَ الخُبَرَاءُ السَّبَبَ أَوَّلَ الأَمْرِ إِلى بُرُودَةِ الطَّقْس، حَتىَّ كَانَتِ المُفَاجَأَة: وَذَلِكَ أَنْ فُوجِئُواْ بِتَعَفُّنِ جُثَثِ القَتلَى

مِنْ جُنُودِ التَّحَالُفِ الشَّمَالي 00!! وَبَدَلاً مِن أَنْ يَرْجِعُواْ إِلى أَنفُسِهِمْ فَيَقُولُواْ إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُون: قَالُواْ مَنْ فَعَلَ هَذَا 00؟!! اللهُمْ ابْعَثْ لهُمْ مَنْ يجْعَلُهُمْ جُذَاذَا 00 إِنَّهَا حَقَّاً بَشِيرٌ مِنْ بَشَائِرِ النَّصْرِ يَقُول: إِنَّ هَؤُلاَءِ المُسْلِمِينَ كَانُواْ مَظْلُومِين 00!! حَرْبُ اليَهُودِ المَوْعُودَة عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:

" لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ تُقَاتِلُواْ اليَهُودَ حَتىَّ يَقُولَ الحَجَرُ وَرَاءهُ اليَهُودِيُّ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2926 / فَتْح]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يُقَاتِلَ المُسْلِمُونَ اليَهُودَ فَيَقْتُلُهُمُ المُسْلِمُون، حَتىَّ يخْتَبِئَ اليَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الحَجَرِ وَالشَّجَر، فَيَقُولُ الحَجَرُ أَوِ الشَّجَر: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ الله؛ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفي؛ فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلاَّ الغَرْقَد؛ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ اليَهُود " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2922 / عَبْد البَاقِي]

مَتى يَنْطِقُ الشَّجَرُ وَالحَجَرُ فَيَقُولُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ الله؛ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي تَعَالَ فَاقْتُلْهُ 00؟! عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" يَخْرُجُ الدَّجَّالُ في خِفَّةٍ مِنَ الدِّينِ وَإِدْبَارٍ مِنَ العِلْم، فَلَهُ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً يَسِيحُهَا في الأَرْض، اليَوْمُ مِنْهَا كَالسَّنَة، وَاليَوْمُ مِنْهَا كَالشَّهْر، وَاليَوْمُ مِنْهَا كَالجُمُعَة، ثُمَّ سَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ هَذِهِ، وَلَهُ حِمَارٌ يَرْكَبُه، عَرْضُ مَا بَينَ أُذُنَيْهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعَاً، فَيَقُولُ لِلنَّاس: أَنَا رَبُّكُمْ، وَهُوَ أَعْوَر، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَر، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِر، ك ف ر مُهَجَّاة، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِب ـ

يَرِدُ كُلَّ مَاءٍ وَمَنْهَل، إِلاَّ المَدِينَةَ وَمَكَّةَ حَرَّمَهُمَا اللهُ عَلَيْه؛ وَقَامَتِ المَلاَئِكَةُ بِأَبْوَابِهَا، وَمَعَهُ جِبَالٌ مِن خُبْز، وَالنَّاسُ في جَهْد ـ أَيْ في مجَاعَةٍ وَحَاجَة ـ إِلاَّ مَنْ تَبِعَهُ، وَمَعَهُ نَهْرَانِ أَنَا أَعْلَمُ بِهِمَا مِنْهُ: نَهَرٌ يَقُولُ الجَنَّة، وَنَهَرٌ يَقُولُ النَّار؛ فَمَن أُدْخِلَ الَّذِي يُسَمِّيهِ الجَنَّة؛ فَهُوَ النَّار، وَمَن أُدْخِلَ الَّذِي يُسَمِّيهِ النَّار؛ فَهُوَ الجَنَّة، وَيَبْعَثُ اللهُ مَعَهُ شَيَاطِينَ تُكَلِّمُ النَّاس، وَمَعَهُ فِتْنَةٌ عَظِيمَة، يَأْمُرُ

السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ فِيمَا يَرَى النَّاس، وَيَقْتُلُ نَفْسَاً ثُمَّ يُحْيِيهَا فِيمَا يَرَى النَّاس، لاَ يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهَا مِنَ النَّاس، وَيَقُول: أَيُّهَا النَّاس؛ هَلْ يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا إِلاَّ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلّ 00؟!

فَيَفِرُّ المُسْلِمُونَ إِلى جَبَلِ الدُّخَانِ بِالشَّام؛ فَيَأْتِيهِمْ فَيُحَاصِرُهُمْ، فَيَشْتَدُّ حِصَارُهُمْ وَيُجْهِدُهُمْ جَهْدَاً شَدِيدَاً، ثمَّ يَنْزِلُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَيُنَادِي مِنَ السَّحَرِ فَيَقُول: يَا أَيُّهَا النَّاس؛ مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تَخْرُجُواْ إِلى الكَذَّابِ الخَبِيث 00؟!

فَيَقُولُون: هَذَا رَجُلٌ جِنِّيّ؛ فَيَنْطَلِقُونَ فَإِذَا هُمْ بِعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَتُقَامُ الصَّلاَة؛ فَيُقَالُ لَهُ: تَقَدَّمْ يَا رُوحَ الله؛ فَيَقُولُ عَلَيْهِ السَّلاَم: لِيَتَقَدَّمْ إِمَامُكُمْ فَلْيُصَلِّ بِكُمْ، فَإِذَا صَلَّى صَلاَةَ الصُّبْحِ خَرَجُواْ إِلَيْه، فَحِينَ يَرَى الكَذَّابُ يَنْمَاثُ كَمَا يَنْمَاثُ المِلْحُ في المَاء ـ أَيْ فَحِينَ يَرَاهُ الدَّجَّالُ يَذُوبُ المِلْحُ في المَاء ـ فَيَمْشِي إِلَيْهِ فَيَقْتُلُه، حَتىَّ إِنَّ الشَّجَرَةَ وَالحَجَرَ يُنَادِي: يَا رُوحَ الله؛ هَذَا يَهُودِيّ؛ فَلاَ يَتْرُكُ مِمَّنْ كَانَ يَتْبَعُهُ أَحَدَاً إِلاَّ قَتَلَه " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ وَالحَاكِم]

أَمَّا الدَّلِيلُ الَّذِي يَرْبِطُ بَينَ اليَهُودِ وَالدَّجَّال، وَالَّذِي يُعَدُّ في هَذَا الصَّدَدِ فَصْلَ المَقَال: عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَان: سَبْعُونَ أَلْفَاً عَلَيْهِمُ الطَّيَالِسَة " [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2944 / عَبْد البَاقِي]

وَيُقَالُ أَصْبَهَانُ وَأَصْفَهَان؛ كَمَا في مُعْجَمِ الْبُلْدَان 0 وَأَصْبَهَانُ وَخُرَاسَان: مَدِينَتَانِ تَقَعَانِ في إِيرَان؛ مِمَّا يُعْطِي احْتِمَالاً أَنَّ ضُلاَّلَ الشِّيعَةِ المَخْدُوعِين؛ قَدْ يَظُنُّونَهُ إِمَامَهُمُ المَوْعُودَ فَيُقَاتِلُونَ مَعَه، وَيَبْدُو أَنَّ أَصْبَهَان: قِطْعَةٌ يَقْطُنُهَا الْيَهُودُ في إِيرَان، وَمَوْقِعُهَا في قَلْبِ إِيرَان، وَأَمَّا خُرَاسَان: فَتَقَعُ بَعْدَهَا جِهَةَ المَشْرِق 0

عَن أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ مِن أَرْضٍ بِالمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا خُرَاسَان ـ تَقَعُ شَرْقَ إِيرَان ـ يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ المَجَانُّ المُطَرَّقَة " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَشُعَيْبُ الأَرْنَؤُوطُ في المُسْنَد، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَةَ بِرَقْمَيْ: 2237، 4072]

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّكُمْ مَنْصُورُون، وَمُصِيبُون، وَمَفْتُوحٌ لَكُمْ؛ فَمَن أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَتَّقِ اللهَ وَلْيَأْمُرْ بِالمَعْرُوف " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 4156، كَمَا صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ أَيْضَاً في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2257]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَنْزِلُ الدَّجَّالُ في هَذِهِ السَّبَخَة، بِمَرِّ قَنَاة ـ مَوْضِعٌ بَينَ المَدِينَةِ وَأُحُد ـ فَيَكُونُ أَكْثَرَ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاء؛ حَتىَّ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْجِعُ إِلى حَمِيمِهِ ـ أَيْ حَبِيبَتِهِ ـ وَإِلى أُمِّهِ وَابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ وَعَمَّتِهِ فَيُوثِقُهَا رِبَاطَاً؛ مَخَافَةَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْه، ثمَّ يُسَلِّطُ اللهُ المُسْلِمِينَ عَلَيْهِ فَيَقْتُلُونَهُ وَيَقْتُلُونَ شِيعَتَهُ؛ حَتىَّ إِنَّ اليَهُودِيَّ لَيَخْتَبِئُ تحْتَ الشَّجَرَةِ أَوْ الحَجَر؛ فَيَقُولُ الحَجَرُ أَوِ الشَّجَرَةُ لِلْمُسْلِم: هَذَا يَهُودِيٌّ تحْتي فَاقْتُلْهُ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 5353، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

عَن أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " بَشِّرْ هَذِهِ الأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالرِّفْعَةِ وَالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ في الأَرْض، وَمَن عَمِلَ مِنهُمْ عَمَلَ الآخِرَةِ لِلدُّنيَا؛ لَمْ يَكُنْ لَهُ في الآخِرَةِ مِنْ نَصِيب " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في صَحِيحِ الجامِعِ بِرَقْم: 2825، رَوَاهُ الحَاكِمُ وَالْبَيْهَقِيُّ في الشُّعَب]

وَلِذَا كَتَبْتُ هَذِهِ الأُنْشُودَةَ لأُهْدِيَهَا لحَمَاسَ وَكَتَائِبِ الأَقْصَى، وَلمجَاهِدِي الاَحْتِلاَلِ الأَنجِلُوأَمْرِيكِيِّ فَوْقَ أَرْضِ الْعِرَاق، وَلِكُلِّ مجَاهِدٍ عَلَى أَرْضِ اللهِ الْوَاسِعَة: سَنَخُوضُ المَعْرَكَةُ الْكُبرَى * وَسَتُدْرِكُ أُمَّتُنَا النَّصْرَا لَنْ نَتْرُكَ مَسْجِدَنَا الأَقْصَى * سَنُحَرِّرُهُ شِبرَاً شِبرَا مِنْ زَمَنٍ مَرَّ وَأُمَّتُنَا * سَاهِرَةٌ تَنْتَظِرُ الْفَجْرَا لَنْ يَرْدَعَ أَمْرِيكَا إِلاَّ * مَنْ يَكْسِرُ شَوْكَتَهَا كَسْرَا لَنْ نُبْقِيَ في خَلَدِ الدُّنيَا * مِنْ سِيرَتِهَا إِلاَّ الذِّكْرَى وَسَنَجْعَلُ سُودَ أَفَاعِلِهَا * في أُمَّتِنَا حُمَمَاً حُمْرَا قَرْنٌ قَدْ مَرَّ وَكَوْكَبُنَا * لَمْ يَرَ مِنهَا قَطٌّ خَيرَا {شِعْر / يَاسِر الحَمَدَاني}

عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ ابْنِ طَاوُسَ عَن أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " يَنْزِلُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ إِمَامَاً هَادِيَاً، وَمُقْسِطَاً عَادِلاً فَإِذَا نَزَلَ كَسَرَ الصَّلِيبَ وَقَتَلَ الخِنْزِيرَ وَوَضَعَ الجِزْيَة، وَتَكُونُ المِلَّةُ وَاحِدَةً، وَيُوضَعُ الأَمْنُ في الأَرْض، حَتىَّ إِنَّ الأَسَدَ لَيَكُونُ مَعَ الْبَقَرِ تحْسِبُهُ ثَوْرَهَا، وَيَكُونُ الذِّئْبُ مَعَ الْغَنَمِ تحْسِبُهُ كَلْبُهَا، وَتُرْفَعُ حُمَةُ كُلِّ ذَاتِ حُمَةٍ ـ أَيْ وَيُرْفَعُ سُمُّ كُلِّ سَامّ ـ حَتىَّ يَضَعَ الرَّجُلُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الحَنَشِ فَلاَ يَضُرُّه، وَحَتىَّ تُفِرُّ الجَارِيَةُ الأَسَدَ كَمَا يُفَرُّ وَلَدُ الْكَلْبِ

الصَّغِير، وَيُقَوَّمُ الْفَرَسُ الْعَرَبيُّ بِعِشْرِينَ دِرْهَمَاً، وَيُقَوَّمُ الثَّوْرُ بِكَذَا وَكَذَا، وَتَعُودُ الأَرْضُ كَهَيْئَتِهَا عَلَى عَهْدِ آدَم، وَيَكُونُ الْقِطْفُ ـ أَيْ عُنْقُودُ الْعِنَب ـ يَأْكُلُ مِنهُ النَّفَرُ ذُو الْعَدَد، وَتَكُونُ الرُّمَّانَةُ يَأْكُلُ مِنهَا النَّفَرُ ذُو الْعَدَد " 0 [قَالَ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في قِصَّةِ المَسِيحِ الدَّجَّال: إِسْنَادُهُ مُرْسَلٌ صَحِيحٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ رِجَالُ الشَّيْخَين، أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاق]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيَأْتِينَّ عَلَى النَّاسِ زَمَان؛ يَطُوفُ الرَّجُلُ فِيهِ بِالصَّدَقَةِ مِنَ الذَّهَب؛ ثمَّ لاَ يجِدُ أَحَدَاً يَأْخُذُهَا مِنْهُ، وَيُرَى الرَّجُلُ الوَاحِدُ يَتْبَعُهُ أَرْبَعُونَ امْرَأَةً يَلُذْنَ بِهِ؛ مِنْ قِلَّةِ الرِّجَالِ وَكَثْرَةِ النِّسَاء " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1414 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1012 / عَبْد البَاقِي]

وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتىَّ يَكْثُرَ المَالُ وَيَفِيض، حَتىَّ يخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِه؛ فَلاَ يَجِدُ أَحَدَاً يَقْبَلُهَا مِنْه، وَحَتىَّ تَعُودَ أَرْضُ العَرَبِ مُرُوجَاً وَأَنهَارَا " 00 أَيْ حَدَائِقَ وَأَنهَارَا 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: (157)، وَالحَدِيثُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: 9129]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَقِيءُ الأَرْضُ أَفْلاَذَ كَبِدِهَا، أَمْثَالَ الأُسْطُوَانِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّة، فَيَجِيءُ القَاتِلُ فَيَقُول: في هَذَا قَتَلْت، وَيَجِيءُ القَاطِعُ فَيَقُول: في هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي، وَيَجِيءُ السَّارِقُ فَيَقُول: في هَذَا قُطِعَتْ يَدِي، ثمَّ يَدَعُونَهُ فَلاَ يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1013 / عَبْد البَاقِي]

لاَ بُدَّ مِنْ وَيْلِ الصَّبْر؛ قَبْلَ نَيْلِ النَّصْر أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيب، وَسَيَعْلَمُ الكُفَّار: لِمَن عُقْبىَ الدَّار 0 بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {حَتىَّ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ القَوْمِ المجْرِمِين} {يُوسُف/110}

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْر، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْب، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرَا " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَفي الظِّلاَل: 315، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ وَالبَيْهَقِيُّ في الشُّعَب: 10000] فَبِالصَّبرِ يَلِينُ الحَدِيد، وَيَقْتَرِبُ الْبَعِيد، حَتىَّ يُصْبِحَ أَدْنى إِلَيْنَا مِن حَبْلِ الْوَرِيد، وَكَمَا قِيل: عِنْدَ الصَّبَاحِ سَيَحْمَدُ القَوْمُ السُّرَى

عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " ثَلاَثَةٌ لاَ تَسْأَلْ عَنْهُمْ: رَجُلٌ يُنَازَعُ اللهَ في كِبْرِيَائِه؛ فَإِنَّ رِدَاءهُ الكِبْرِيَاء، وَإِزَارَهُ العِزَّة ـ أَيْ رَجُلٌ مُتَكَبِّر ـ وَرَجُلٌ يَشُكُّ في أَمْرِ الله، وَالقَنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ الله " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ وَفي التَّرْغِيب 0 ح 0 ر: (2900)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الكَبَائِرِ فَقَال: " الشِّرْكُ بِالله، وَالإِيَاسُ مِنْ رَوْحِ الله، وَالقَنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ الله " 0 [حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (4603، 2051)، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط] عَاشِرَاً: كَثْرَةُ الاِسْتِغْفَار، وَتجْدِيدُ التَّوْبَةِ بِاسْتِمْرَار 0 قَالَ الإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ:

" عَجَبَاً لِمَنْ يَهْلِكُ وَالنَّجَاةُ مَعَه " 00 قِيلَ لَهُ: وَمَا هِيَ 00‍؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: الاِسْتِغْفَار " 0 [ابْنُ عَبْدِ رَبُّه في " العِقدُ الفَرِيد " طَبْعَةِ دَارِ الكُتُبِ العِلمِيَّة 0 بَيرُوت 0 ص: 175/ 3] وَذَلِكَ إِشَارَةً إِلى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارَا {10} يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارَا {11} وَيمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيجْعَلْ لَكُمْ أَنهَارَا} {نُوح} وَسَمَاءٌ مِدْرَار: أَيْ كَثِيرَةُ الأَمْطَار 0

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن أَكْثَرَ مِنَ الاِسْتِغْفَار؛ جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجَاً، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مخْرَجَاً، وَرَزَقَهُ مِن حَيْثُ لاَ يَحْتَسِب " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2234، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد] تُوبُواْ إِلى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحَاً فَاصْطَلِحُواْ مَعَ اللهِ وَجَدِّدُواْ التَّوْبَة؛ لأَنَهُ مَا نَزَلَ بَلاَءٌ إِلاَّ بِذَنْب، وَمَا رُفِعَ إِلاَّ بِتَوْبَة 00

{إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتىَّ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوءَاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِن دُونِهِ مِنْ وَالٍ} {الرَّعْد/11} {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير} {الشُّورَى/30} فَدَعُواْ الشَّرَّ يَدَعْكُمْ؛ فَالشَّرُّ لِلشَّرِّ خُلِق 0

حَدَّثَ الإِمَامُ الحَافِظُ المُفَسِّرُ أَبُو العَالِيَةِ عَن أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ المَدِينَةَ وَآوَتْهُمُ الأَنْصَار: رَمَتْهُمُ الْعَرَبُ عَنْ قَوْسٍ وَاحِدَة؛ كَانُواْ لاَ يَبِيتُونَ إِلاَّ بِالسِّلاَح، وَلاَ يُصْبِحُونَ إِلاَّ فِيه؛ فَقَالُواْ: تَرَوْنَ أَنَّا نَعِيشُ حَتىَّ نَبِيتُ آمِنِينَ مُطْمَئِنِّينَ لاَ نَخَافُ إِلاَّ الله 00؟!

فَنَزَلَتْ: {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصَّالحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ في الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنَاً يَعْبُدُونَني لاَ يُشْرِكُونَ بي شَيْئَا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُون} {النُّور/55} وَمَنْ كَفَرَ [يَعْني بِالنِّعْمَة]: فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُون " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3512] انْظُرْ: قَالَ جَلَّ وَعَلاَ: {آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصَّالحَاتِ} قَبْلَ أَنْ يَقُولَ {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ} 00!!

لِيَجْعَلُ بِذَلِكَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى الإِيمَانَ وَالْعَمَلَ الصَّالِحَ شَرْطَاً لِلتَّمْكِين 0 وَأَيَّدَ هَذَا الْفَهْمَ قَوْلُهُ تَعَالى: {مَن عَمِلَ صَالِحَاً مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون} {النَّحْل/97} وَقَالَ تَعَالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المُرْسَلِين {171} إِنَّهُمْ لَهُمُ المَنصُورُون {172} وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغَالِبُون} {الصَّافَّات}

وَقَالَ جَلَّ جَلاَلُهُ: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُون {63} لَهُمُ البُشْرَى في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفي الآَخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيم} {يُونُس} وَقَالَ جَلَّ وَعَلاَ: {وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ في اللهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ الآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُون} {النَّحْل/41}

النُّقْطَةُ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ وَالأَخِيرَة: اللُّجُوءُ إِلى اللهِ بِالتَّضَرُّعِ وَالدُّعَاء 0 إِذَا المَرْءُ لَمْ يَرْكَن إِلى اللهِ في الَّذِي * يحَاذِرُهُ مِنْ دَهْرِهِ فَهْوَ خَاسِرُ وَإِن هُوَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ اللهَ نَاصِرَاً * فَلَيْسَ لَهُ في غُرْبَةِ الحَقِّ نَاصِرُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر أَوْ محْمُود سَامِي البَارُودِي} عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " الدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ؛ فَعَليْكُمْ عِبَادَ اللهِ بِالدُّعَاء " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (5721)، رَوَاهُ الحَاكِم]

عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَزِيدُ في العُمْرِ إِلاَّ البرّ، وَلاَ يَرُدُّ القَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاء، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4022، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان]

رُحْمَاكَ يَا رَبّ اللهُمَّ انْصُرِ المُسْلمِينَ عَلَى مَن عَادَاهُمْ، وَأْذِ مَن آذَاهُمْ، ولاَ تحَمِّلْهُمْ مَا لاَ طَاقَةَ لهُمْ بِهِ يَا رَبَّ العَالَمِين، وَانْصُرْهُمْ عَلَى أَعْدَائِهِمْ نَصْرَ عَزِيزٍ مُقْتَدِر، وَاجعَلْ كُلَّ مَن عَادَاهمْ عِبْرَةً لمنْ يَعْتَبر!! اللهُمَّ عَلَيْكَ بِاليَهُود، اللهُمَّ دَمِّرْهُمْ كَمَا دَمَّرْتَ عَادَاً وَثمُود، وَاجْعَلِ الدَّائِرَةَ عَلَيْهِمْ تَعُود 00!!

اللهُمَّ حَرِّرِ المَسْجِدَ الأَقْصَى الأَسِير، مِن أَبْنَاءِ القِرَدَةِ وَالخَنَازِير؛ إِنَّكَ عَلَى مَا تَشَاءُ قَدِير، وَبحَالِ المُسْلِمِينَ بَصِير، وَأَنْتَ نِعْمَ المَوْلى وَنِعْمَ النَّصِير 00!! اللهُمَّ إِنَّكَ رَفِيقٌ تحِبُّ الرِّفقَ فَارْفُقْ بِنَا؛ إِنَّا وَإِنْ كُنَّا أَهْلاً لِكُلِّ عَذَاب؛ فَإِنَّكَ أَهْلٌ لِكُلِّ رَحْمَة 0 يَا رَبِّ نَصْرَكَ الَّذِي وَعَدْت؛ قَدْ أَخْبرَنَا رَسُولُكَ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبر 0 يَا رَبِّ فَرَجَكَ الَّذِي وَعَدْت؛ قَدْ أَخْبرَنَا رَسُولُكَ أَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْب 00

يَا رَبِّ يُسْرَكَ الَّذِي وَعَدْت؛ قَدْ أَخْبرْتَنَا أَنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرَا 00 اللهُمَّ انْصُرْنَا عَلَى الْغَرْبِ الأَمْرِيكَانِ نَصْرَ عَزِيزٍ مُقتَدِر، وَأَرِنَا فِيهِمْ مِنَ الآيَاتِ مَا فِيهِ مُزْدَجَر، وَأَقِرَّ أَعْيُنَنَا بِأَنْ تُصِيبَهُمْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبَاً مِنْ دَارِهِمْ 00!! أَفَتَنهَشُ فِينَا * يَا رَبيِّ أَعَادِينَا وَكَأَنَّنَا لَسْنَا * لَنَا رَبٌّ يحْمِينَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} يَا رَبِّ إِنَّ الْعَبْدَ يَمْنَعُ رَحْلَهُ فَامْنَعْ رِحَالَكْ لاَ يَغْلِبَنَّ صَلِيبُهُمْ وَمِحَالُهُمْ أَبَدَاً محَالَكْ

{جَدُّ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدُ المُطَّلِب} مَاذَا بِوُسْعِ الضُّعَفَاءِ أَنْ يَفْعَلُواْ إِنْ تَرَكْتَ نُصْرَتَهُمْ يَا رَبّ 00؟! اللهُمَّ خَذِّلْ عَنهُمْ وَلاَ تخْذُلْهُمْ، وَكُنْ لَهُمْ وَلاَ تَكُن عَلَيْهِمْ 0 مَاذَا تَبَقَّى لَنَا يَا رَبِّ مَا تَرَكَتْ * فِينَا المَصَائِبُ عَظْمَاً غَيرَ مَكْسُورِ لَيْسَ بَعْدَ المَوْتِ مَوْتُ يَا رَبِّ نُسْبى هَكَذَا وَنُبَادُ * فَإِلى مَتى يَتَطَاوَلُ الأَوْغَادُ وَإِلى مَتى تُدْمِي الجِرَاحُ قُلُوبَنَا * وَإِلى مَتى تَتَقَرَّحُ الأَكْبَادُ

نَصْحُو عَلَى صَوْتِ الرَّصَاصِ كَأَنَّنَا * بَقَرٌ يُسَاقُ لِذَبحِهِ وَيُقَادُ يَتَسَامَرُ الأَعْدَاءُ في أَوْطَانِنَا * وَنَصِيبُنَا التَّشْرِيدُ وَالإِبْعَادُ نُشْرَى كَأَنَّا في المحَافِلِ سِلْعَةٌ * وَنُبَاعُ كَيْ يَتَمَتَّعَ الأَسْيَادُ رَبِّ لَقَدْ نَزَلَتْ بِنَا هُمُومٌ تَنُوءُ بِالعُصْبَةِ أُولي القُوَّة؛ فَاكْشِفْهَا عَنَّا يَا كَاشِفَ الضُّرّ 00 رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا العَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُون، إِنْ لَمْ يَكُنْ يَا رَبِّ مِن أَجْلِ المُسْلِمِينَ فَمِن أَجْلِ الإِسْلاَم 0

{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرَاً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِين} {البَقَرَة/250} يَا رَبِّ لَقَدْ دَعَوْنَاكَ كَمَا أَمَرْتَنَا؛ فَاسْتَجِبْ لَنَا كَمَا وَعَدْتَنَا، مُنْذُ زَمَنٍ طَوِيل؛ وَالمُسْلِمُونَ يَقُولُونَ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل؛ فَرُحْمَاكَ يَا رَبّ، قَدِ اعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا 00 عَصَيْنَا وَأَجْرَمْنَا فَعَاقَبْتَ عَادِلاً * وَحَكَّمْتَ فِينَا اليَوْمَ مَنْ لَيْسَ يَرْحَمُ

لُطْفَكَ يَا رَبّ؛ فَقَدْ بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى؛ نَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَات، وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنيَا وَالآخِرَة: أَنْ تجْعَلَ لَنَا مِن أَمْرِنَا يُسْرَا، وَلاَ تُرْهِقنَا مِن أَمْرِنَا عُسْرَا، وَلاَ تحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِه، وَاعْفُ عَنَّا، وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا؛ أَنْتَ مَوْلاَنَا؛ فَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِين، وَرُدَّ كَيْدَ المُعْتَدِين 0

مُرِّغَ أَنْفُنَا في التُّرَاب، وَتَقَطَّعَتْ بِنَا الأَسْبَاب؛ فَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّاب 0 نَامَ الرُّعَاةُ عَنِ الخِرَافِ وَلَمْ تَنَمْ * فَإِلَيْكَ نَشْكُو الهَاجِعِينَ النُّوَّمَا ********* يَا رَبِّ عِشْنَا في الكِنَانَةِ حِقْبَةً * نَهْبَ الكَوَارِثِ وَالخُطُوبِ النُّزَّلِ مَرَّتْ بِنَا الأَعْوَامُ فِيهَا كَالدُّجَى * نَنْجُو بهَا مِنْ وَحْلَةٍ لِلأَوْحَلِ وَاليَوْمَ وَالمَاضِي تَوَلىَّ وَانْقَضَى * بِصِعَابِهِ نَدْعُوكَ لِلْمُسْتَقْبَلِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ كَبِير}

اللهُمَّ إِلاَّ أَنْ نَسْتَجِيرَ بِكَ فَلاَ تُجِيرَنَا، ارْحَمْ دُمُوعَاً تحَدَّرَتْ، وَضُلُوعَاً تَكَسَّرَتْ 00!! بَلَغَتِ القُلُوبُ الحَنَاجِر، وَخَرَجَتِ الرُّوحُ مِنَ الحُلْقُومِ وَالحُلْقُومُ خَرَج؛ فَعَجِّلِ اللهُمَّ بِالْفَرَج 00!!

اللهُمَّ إِنَّ الطَّبِيبَ لَتَأْخُذُهُ الشَّفَقَةُ بِالمَرِيض ـ وَأَنْتَ أَرْفَقُ الرُّفَقَاء، وَأَرْحَمُ الرُّحَمَاء ـ فَيُعْطِيهِ الدَّوَاءَ وَيَكُفُّ عَنهُ الدَّاء؛ فَاللهُمَّ أَعْطِنَا الهِدَايَةَ وَكُفَّ عَنَّا العَذَاب؛ فَمَا أَيْسَرَ الهِدَايَةَ عَلَيْكَ وَمَا أَشَدَّ العَذَابَ عَلَيْنَا؛ فَهَبِ المُسِيءَ مِنَّا لِلْمُحْسِنِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين؛ إِنَّكَ تحِبُّ المحْسِنِين 00 اللهُمَّ هَذِّبْنَا وَلاَ تُعَذِّبْنَا 00

{إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيم} {المَائِدَة/118}

اللهُمَّ أَلهِمْنَا الصَّبْرَ والثَّبَات، وَاكْفِنَا شَرَّ المَصَائِبِ وَالآفَات، وَاجْعَلْ مَا هُوَ آت: خَيرَاً مِمَّا قَدْ فَات، يَا وَاسِعَ الرَّحَمَات، وَيَا مجِيبَ الدَّعَوات، يَا رَبِّ إِنْ لَمْ نَكُن أَهْلاً لِعَفْوِكَ فَأَنْتَ أَهْلٌ لِلْعَفْوِ حَتىَّ عَمَّنْ لاَ يَسْتَحِقّ؛ فَاعْفُ عَنَّا، وَادْفَعْ عَنَّا وَلاَ تَدْفَعْنَا، وَارْفَعْ مَقْتَكَ وَغَضَبَكَ عَنَّا، وَلاَ تُؤَاخِذْنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا، وَإِنْ كُنَّا عَلَى ضَلاَلٍ فَاهْدِنَا وَإِنْ كُنَّا عَلَى هُدَىً فَأَعِنَّا، وَلاَ تَفْتِنَّا؛ إِنَّهُ مَنْ

يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئَا، اللهُمَّ اكْفِنَا شَرَّ الفِتَن، مَا ظَهَرَ مِنهَا وَمَا بَطَن، وَارْزُقْنَا الإِخْلاَصَ في السِّرِّ وَفي العَلَن 0 وَأَخْتِمُ كِتَابي بِهَذِهِ الْقَصِيدَة، الَّتى نَظَمْتُهَا فِيمَا نَمُرُّ بِهِ في هَذِهِ الحِقْبَةِ الشَّدِيدَة: مَتى نَصْرُ الله 00؟ حَتىَّ مَتى يَا رَبَّنَا نَتَأَلَّمُ * وَنَظَلُّ بِالنَّصْرِ المُؤَزَّرِ نَحْلُمُ أَفَنَصْرُنَا أَمْسَى لِبُعْدِ مَنَالِهِ * عَنَّا كَمَا ابْتَعَدَتْ عَلَيْنَا الأَنْجُمُ

ظُلْمٌ وَتخْوِيفٌ وَفَقْرٌ مُدْقِعٌ * وَالهَمُّ جَمٌّ في الصُّدُورِ وَنَكْتُمُ لَمْ يَلْقَ ظُلْمَاً في الْوَرَى أَحَدٌ كَمَا * لَقِيَ المَظَالِمَ وَالهَوَانَ المُسْلِمُ كَلاَّ وَلاَ سَالَتْ دِمَاءٌ مِثْلَمَا * في أُمَّةِ الإِسْلاَمِ سَالَ بِهَا الدَّمُ وَكَأَنَّمَا الأَحْزَانُ قَدْ خُلِقَتْ لَنَا * أَوْ أَنَّ ذُلَّ المُسْلِمِينَ محَتَّمُ وَكَأَنَّمَا الأَيَّامُ حُبْلَى أَوْشَكَتْ * في بَطْنِهَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ تَوْأَمُ بِمَصَائِبِ النَّشَرَاتِ يَبْدَأُ يَوْمُنَا * وَبِمَا نَرَاهُ في الْكِنَانَةِ يُخْتَمُ

هَذَا يَمُوتُ وَلَمْ يجِدْ ثَمَنَ الدَّوَا * ءِ وَذَاكَ مَاتَ بِهِ وَذَلِكَ يُظْلَمُ وَيَظَلُّ يَجْرِي في المحَاكِمِ عُمْرَهُ * وَلَقَدْ يَمُوتُ بِسَاحِهَا أَوْ يَهْرَمُ كَمْ في سُجُونِ المُسْلِمِينَ فَظَائِعَاً * نَكْرَاءَ لَمْ يَنْطِقْ بِقَسْوَتِهَا فَمُ وَتَوَدُّ جُدْرَانُ السُّجُونِ لِمَا بِهَا * مِنْ شِدَّةِ التَّعْذِيبِ لَوْ تَتَكَلَّمُ كَمْ عَالِمٍ شَيْخٍ جَلِيلٍ لَمْ يُصِبْ * جُرْمَاً يُكَالُ لَهُ السِّبَابُ وَيُلْطَمُ وَيَجُرُّهُ في السِّجْنِ بَلْ وَيُذِيقُهُ * كَأْسَ المَذَلَّةِ تَامِرٌ أَوْ هَيْثَمُ

وَفَظَائِعٌ أُخْرَى يَكَادُ لخُبْثِهَا * عَنْ ذِكْرِهَا يَنأَى اللِّسَانُ وَيُحْجِمُ اللِّصُّ فِيهِمْ سَيِّدٌ وَمُكَرَّمٌ * وَمحَاوِلُ الإِصْلاَحِ شَخْصٌ مجْرِمُ كَمْ مِن أَدِيبٍ قُصِّفَتْ أَقْلاَمُهُ * في بَيْتِهِ ثَاوٍ وَفَاهُ مُلْجَمُ لَوْ أَنَّهُمْ نَزَعُواْ الْكِمَامَةَ مَرَّةً * عَنهُ لأَصْغَى الْعَالَمُ المُتَقَدِّمُ وَلِيَضْمَنُواْ حَتىَّ النِّهَايَةِ صَمْتَهُ * تُلْقَى لَهُ تُهَمٌ وَإِذْ بِهِ يُعْدَمُ أَوْ في السُّجُونِ يَظَلُّ فِيهَا عُمْرَهُ * الْعَظْمُ يُسْحَقُ وَالأَصَابِعُ تُفْرَمُ

وَيُقَالُ في التَّبْرِيرِ إِنَّ بِدُونِ ذَا * كَ سَلاَمَةُ الأَوْطَانِ لَيْسَتْ تَسْلَمُ كَيْ يُقْنِعُوكَ وَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنَّهُ * كَذِبٌ بِأَلْوَانِ الخَدِيعَةِ مُفْعَمُ مَا أَن يُغَادِرَنَا لَئِيمٌ غَادِرٌ * حَتىَّ يَجِيءَ لَنَا الَّذِي هُوَ أَلأَمُ وَالشَّعْبُ يَظْلِمُ بَعْضُهُ بَعْضَاً كَمَا * في الْغَابِ تَنْقَضُّ الْوُحُوشُ وَتَلْقَمُ لَمْ يَبْقَ بَينَ النَّاسِ إِلاَّ ثَعْلَبٌ * أَوْ عَقْرَبٌ أَوْ حَيَّةٌ أَوْ أَرْقَمُ الحَقُّ فِيهِمْ ضَائِعٌ وَالْعَدْلُ مَفْـ * قُودٌ لَدَيْهِمْ وَالأَمَانَةُ مَغْنَمُ

أَخْلاَقُهُمْ سَاءَتْ وَسَاءَ سُلُوكُهُمْ * وَالشَّرُّ فِيهِمْ كُلَّ يَوْمٍ يَعْظُمُ عَبَسَ الضَّرِيرُ إِلَيْهِمُ مِنْ قُبْحِهِمْ * وَبِفُحْشِهِمْ نَطَقَ اللِّسَانُ الأَبْكَمُ يَا رَبِّ إِنَّ قُلُوبَنَا مِمَّا بِهَا * مِنْ شِدَّةِ الأَوْجَاعِ كَادَتْ تَسْأَمُ إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ ذَا بِذُنُوبِنَا * وَبِأَنَّ عَيْنَ الْعَدْلِ فِيمَا تَحْكُمُ لَكِنَّنَا يَا رَبِّ رَغْمَ ذُنُوبِنَا * سُرْعَانَ مَا كُنَّا نَتُوبُ وَنَنْدَمُ لاَ زَالَ يَغْمُرُنَا يَقِينٌ قَاطِعٌ * يَا رَبِّ أَنَّكَ في النِّهَايَةِ تَرْحَمُ

فَأَنِرْ طَرِيقَ المُسْلِمِينَ وَقَوِّهِمْ * فَطَرِيقُهُمْ وَعْرٌ طَوِيلٌ مُعْتِمُ وَكَتَبْتُ قَصِيدَةً أُخْرَى اسْتَهْلَلْتُهَا بِنَفْسِ المِصْرَاعِ الأَوَّلِ مَعَ تَغْيِيرِ الْقَافِيَةِ كُلِّهَا فَقُلْتُ: تَعَبٌ كُلُّهَا الحَيَاة حَتىَّ مَتى يَا رَبَّنَا نَتَوَجَّعُ * أَكْبَادُنَا مِن حُزْنِهَا تَتَقَطَّعُ مَا أَنْ نَفِيقَ مِنَ الهُمُومِ إِفَاقَةً * حَتىَّ نَرَى هَمَّاً جَدِيدَاً يُسْرِعُ حَتىَّ مَتى سَنَظَلُّ نَزْرَعُ في الْوَرَى * خَيْرَاً وَنحْنُ نَرَى سِوَانَا يَقْلَعُ

رُحْمَاكَ بي وَبِأُسْرَتي وَأَحِبَّتي * إِنَّا إِلَيْكَ جَمِيعَنَا نَتَضَرَّعُ فَقَدِ ابْتُلِينَا هَاهُنَا بِحُسَالَةٍ * عَنْ ظُلْمِ كُلِّ الخَلْقِ لاَ تَتَوَرَّعُ فَمَتى ظَلاَمُكِ يَا مَظَالِمُ يَنْقَضِي * وَمَتى بَشِيرُكِ يَا بَشَائِرُ يَسْطَعُ أَفَكُلَّمَا هَمٍّ فَظِيعٌ مَرَّ بي * يَنْتَابُني هَمٌّ جَدِيدٌ أَفْظَعُ فَزَمَانُنَا هُوَ فَتْرَةُ الْغُرَبَاءِ مَا * فِيهِ قَرِيبٌ أَوْ غَرِيبٌ يَنْفَعُ وَالدِّينُ بَينَ النَّاسِ صَارَ كَأَنَّهُ * ثَوْبٌ وَمِنْ كُلِّ الرِّقَاعِ مُرَقَّعُ

هَجَرُواْ كِتَابَ اللهِ كَيْ يَتَقَدَّمُواْ * وَحَيَاتُهُمْ مِن غَيرِهِ مُسْتَنْقَعُ فَبَنَاتُهُمْ خَلَعَتْ رِدَاءَ حَيَائِهَا * وَمَعَ الشَّبَابِ عَلَى المَلاَ تَتَسَكَّعُ وَرِجَالُهُمْ قَدْ أَهْمَلُواْ أَبْنَاءَهُمْ * وَنِسَاؤُهُمْ لأَقَلِّ شَيْءٍ تخْلَعُ وَفَقِيرُهُمْ يَرْنُواْ لِمَالِ غَنِيِّهِمْ * وَغَنِيُّهُمْ مَهْمَا اغْتَنى لاَ يَشْبَعُ وَيُهَانُ بَيْنَهُمُ الضَّعِيفُ وَيُشْتَرَى * وَيُبَاعُ في أَسْوَاقِهِمْ وَيُرَوَّعُ كَمْ مِنْ قَصَائِدَ قُلْتُهَا في نُصْحِهِمْ * لَوْ فِيهِمُ مَنْ لِلنَّصَائِحِ يَسْمَعُ

في الْبَحْرِ أَلْقَوْهَا فَحَلَّتْ قَاعَهُ * وَالدُّرُّ في قَاعِ الْبِحَارِ مُضَيَّعُ فَعَلَى هُمُومِ المُسْلِمِينَ وَهَمِّنَا * في الحَالَتَينِ تَسِيلُ مِنَّا الأَدْمُعُ يَا رَبِّ أَدْرِكْنَا بِنَصْرٍ عَاجِلٍ * كُلُّ الْقُلُوبِ إِلى السَّمَا تَتَطَلَّعُ هَذَا 00 وَسُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون، وَسَلاَمٌ عَلَى المُرْسَلِين، وآخِرُ دَعْوَانَا: أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين 00 سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبحَمْدِك، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْك 0

أَخِي الكَرِيم: احْرِصْ بَعْدَ قِرَاءَ تِكَ الكِتَابَ أَنْ تُعِيرَهُ لإِخْوَانِكَ وَجِيرَانِك؛ فَصَدَقَةُ العِلْمِ تَعْلِيمُه، وَالدَّالُّ عَلَى الخَيْرِ كَفَاعِلِه، وَلأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدَاً؛ خَيرٌ لَكَ مِن حُمْرِ النَّعَم 0 عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" مَثَلُ الَّذِي يَتَعَلَّمُ العِلْمَ ثُمَّ لاَ يُحَدِّثُ بِه؛ كَمَثَلِ الَّذِي يَكْنزُ الكَنزَ فَلاَ يُنْفِقُ مِنه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5835، 3479، أَخْرَجَهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ وَالْكَبِير] فَلاَ تَمْنَعْ كِتَابَاً مُسْتَعِيرَاً * فَإِنَّ الْبُخْلَ لِلإِنْسَانِ عَارُ أَلَمْ تَسْمَعْ حَدِيثَاً عَنْ ثِقَاتٍ * جَزَاءُ الْبُخْلِ عِنْدَ اللهِ نَارُ

وَمَنْ كَانَتْ لَدَيْهِ مَلحُوظةٌ قَدْ تَنْفَعُ المُسْلِمِين، أَوْ أَيَّةُ إِضَافَة، أَوْ كَانَتْ في حَيَاتِهِ قِصَّةٌ مُؤَثِّرَةٌ تَتَعَلَّقُ بِمَوْضُوعِ الكِتَاب؛ فَسَوْفَ أَكُونُ في غَايَةِ السُّرُورِ لَوْ تَفَضَّلَ عَلَيَّ بِهَا؛ فَالْكَاتِبُ كَالحَالِب، وَالْقَارِئُ كَالشَّارِب، اللهُمَّ اجْعَلْ كُلَّ كِتَابَاتي؛ في مِيزَانِ حَسَنَاتي 00 {الفَقِيرُ إِلى عَفْوِ رَبِّهِ وَدُعَائِكُمْ / يَاسِر الحَمَدَاني}

كتاب هموم العلماء

كِتَابُ هُمُومِ العُلَمَاء

غلافة هموم العلماء ــ 1

هُمُومُ الْعُلَمَاء الكَاتِبُ الإِسْلاَمِيّ يَاسِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ محْمُودٍ الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَكْثَرُ مِن [777] أَثَرٍ وَحَدِيثٍ وَبَيْتِ شِعْرٍكُلِّهَا نَادِرَة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° $$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$ %%%%%%%%%%%%%%%%%% ************************************************ @@@@@@@@@@@@@@@@@ &&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ قُمْتُ بمُوَافَقَةِ آثَارِ هَذَا الكِتَابِ عَلَى مَا صَحَّحَهُ الشِّيْخُ الأَلبَانيّ، وَأَحْكَامِ الإِمَامِ الذَّهَبيّ، وَالإِمَامِ الهَيْثَمِيّ، وَهُوَ خَالٍ تَمَامَاً مِمَّا قَالُواْ بِأَنَّهُ مَوْضُوعٌ أَوْ ضَعِيف، اللهُمَّ إِلاَّ حَدِيثَاً أَوْ حَدِيثَينِ ضَعِيفَينِ وَقَدْ نَبَّهْتُ عَلَى ضَعْفِهِمَا، وَاللهَ أَسْأَل: أَنْ يُوَفِّقَنَا إِلى مَا هُوَ أَفْضَل 0 المُؤَلِّف °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

غلافة هموم العلماء ــ 2

سُوقُ الأَدَب في بِلاَدِ الْعَرَب الكَاتِبُ الإِسْلاَمِيّ يَاسِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ محْمُودٍ الحَمَدَاني ــــــــــــــــــــــــ أَكْثَرُ مِن [777] أَثَرٍ وَحَدِيثٍ وَبَيْتِ شِعْرٍكُلِّهَا نَادِرَة ــــــــــــــــــــــــ $$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$ %%%%%%%%%%%%%%%%% ******************************************** @@@@@@@@@@@@@@@@ &&&&&&&&&&&&&&&&&&&& °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ قُمْتُ بمُوَافَقَةِ آثَارِ هَذَا الكِتَابِ عَلَى مَا صَحَّحَهُ الشِّيْخُ الأَلبَانيّ، وَأَحْكَامِ الإِمَامِ الذَّهَبيّ، وَالإِمَامِ الهَيْثَمِيّ، وَهُوَ خَالٍ تَمَامَاً مِمَّا قَالُواْ بِأَنَّهُ مَوْضُوعٌ أَوْ ضَعِيف، اللهُمَّ إِلاَّ حَدِيثَاً أَوْ حَدِيثَينِ ضَعِيفَينِ وَقَدْ نَبَّهْتُ عَلَى ضَعْفِهِمَا، وَاللهَ أَسْأَل: أَنْ يُوَفِّقَنَا إِلى مَا هُوَ أَفْضَل 0 المُؤَلِّف °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إهداء هموم العلماء

إِهْدَاءُ الكِتَاب أُهْدِيهِ أَوَّلاً إِلى اللهِ تَعَالى قُرْبَانَاً، ثمَّ أُهْدِيهِ كَكِتَابٍ إِلى كُلِّ أَدِيبٍ وَخَطِيبٍ عَاشِق؛ لِلأَدَبِ وَالرَّقَائِق، كَالأُسْتَاذ أَحْمَد محَمَّد صَادِق، وَإِلى أُخْتيَ الغَالِيَة، وَأُمِّيَ الثَّانِيَة / شَقِيقَتي فَاطِمَة، الرَّقِيقَةِ المُسَالِمَة، وَالْكَاتِبِ المحْبُوب، وَالمُشَاغِبِ المَوْهُوب / عِصَامِ الشَّرْقَاوِي، وَالشّيخ سَامِي بْنِ الإِمَامِ الشَّعْرَاوِي، وَعُثْمَان جَاوَرَة، وَحَرَمِ المُسْتَشَار / سَعْد زَغْلُول، وَإِلى الصَّدِيقِ البَار، غَرِيبِ الأَطْوَار / أَبي عَمَّار

وَحُسَام المِنيَاوِي، كَمَا يَسُرُّني أَن أُهْدِيَ هَذَا الكِتَابَ ضِمْنَ مَن أُهْدِي؛ إِلى أَغْلَى النَّاسِ عِنْدِي / أَهَالي حِيدَر بِقَرْيَةِ خَلِيل الجِنْدِي، بحَيِّ الغَرَقِ محَافَظَةِ الفَيُّوم، بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُور، وَمَنْ لَمْ يجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورَاً فَمَا لَهُ مِنْ نُور، وَأَخُصُّ في الإِهْدَاءِ مِن هَؤُلاَء: حَمَايَ الأَصِيل / إِسْمَاعِيل عَبْدَ الفَضِيل، وَجِيرَانَهُ الأَعِزَّاء، بَدْءً امِن عَمِّ فَوْزِي صَاحِبِ الحَفَاوَةِ وَالجُود، وَمُرُورَاً بِأَبي محْمُود، وَأَبي أَشْرَفَ وَسَائِرِ العُنْقُود، وَالأُسْتَاذ طَارِق الْوَدُود، وَانْتِهَاءً بِالشَّيخ سَيِّد وَعَمِّ مَسْعُود، أَكْثَرَ اللهُ مِنهُمْ في الوُجُود، وَإِلى أَخِي الْوَدُود / الشَّيْخِ محْمُود، وَإِلى الصَّدِيقِ الرَّقِيق / محْمُود محَمَّد رَمْزِي، وَإِلى

المحَقِّقِ الشَّهِير، وَالبَاحِثِ القَدِير: الأَخِ الكَبِير / محْمُود نَصَّار، وَالحَاجِّ طَلْعَت السَّيِّد سُلَيْمَان 0 وَإِلى الصَّدِيقِ الإِنْسَان / طَارِق جَمَال الشَّحَّات محَفِّظِ الْقُرْآن 0 بمَرْكَز طُوخ زَاوية بِلْتَان 0

وَإِلى أَصْدِقَاءِ مَسْجِدِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ بمِصْرَ الجَدِيدَة، لاَ سِيَّمَا كُلَّ مَنْ رَبَطَتْني بِهِ عَلاَقَةٌ وَطِيدَة، كَالسَّادَةِ المُهَنْدِسِين / محَمَّد صَلاَح الدِّين، وَإِيهَاب المُرْسِي جَبر، وَعَبْد الله بخِيت بَدْر، وَكَرِيم محَمَّد عِمَارَة، وَالأُسْتَاذ صَلاَح سَيِّد سَالم، وَالصَّدِيق أَحْمَد فَتْحِي غَانم، وَالأُسْتَاذُ الدُّكْتُور / سَامِي عَبْد الْفَتَّاح، وَالدُّكْتُور طَارِق سَعْد، وَالأَصْدِقَاء / محَمَّد رَأْفَتْ عَلِي مُوسَى، وَالأُسْتَاذ سَامِي عَبْد الْغَني، وَرَامِي محَمَّد عَبْدِ السَّلاَم، كَمَا يَسُرُّني أَن أُهْدِيَ هَذَا العَمَل؛ إِلى الأُسْتَاذ يَاسِر العَفِيفِي، وَإِلى أَعَزِّ الأَحْبَاب: الأُسْتَاذِ الشَّاعِر / محَمَّد عَبْدِ الوَهَاب، وَأَخِيرَاً أُهْدِيهِ إِلى الحَاجِّ عُثْمَانَ وَحَمْدِي وَأَحْمَد

السَّقَّا، وَأَحْمَد أَبي غَالي، صَاحِبِ الذَّوْقِ الرَّفِيعِ الْعَالي، وَأَحْمَد بَدْر الدِّين؛ أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُوَفِّقَني وَإِيَّاهُمْ إِلى كُلِّ جَمِيل، وَأَنْ يُعِينَنَا في مِشْوَارِنَا الطَّوِيل، إِنَّهُ هُوَ المُوَفِّقُ وَالهَادِي إِلى سَوَاءِ السَّبِيل، وَفي النِّهَايَةِ أَقُولُ لِكُلِّ هَؤُلاَءِ الفُضَلاَء؛ الَّذِينَ ذَكَرْتُهُمْ بِصَفْحَةِ الإِهْدَاء: أَحْبَابَنَا مَا أَجْمَلَ الدُّنيَا بِكُمْ * لاَ تَقْبُحُ الدُّنيَا وَفِيهَا أَنْتُمُ {يَاسِر الحَمَدَاني}

مقدمة هموم العلماء

مُقَدِّمَةُ هُمُومُ العُلَمَاء: ============= تَبَارَكَ مَنْ لَهُ الحَمْدُ عَلَى الدَّوَام، تَبَارَكَ مَنْ لاَ يَغْفَلُ وَلاَ يَنَام، لَهُ الحَمْدُ في الأُولى وَالآخِرَة، وَلَهُ الحَمدُ دَائِمَاً وَأَبَدَا، سُبْحَانَه سُبحَانَه، لَهُ العِزَّةُ وَالجَبَرُوت، وَلَهُ المُلكُ وَالمَلَكُوت، يحْيى وَيمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لاَ يمُوت، يُسَبِّحُ بحَمْدِهِ كُلُّ مَنْ في الأَرْضِ وَالسَّمَاوَات، بَدْءً امِنَ الذّرَّاتِ وَحَتىَّ المجَرَّات 00!! إِلهِي لَكَ الحَمْدُ الَّذِي أَنْتَ أَهْلُهُ * علَى نِعَمٍ مَا كُنْتُ قَطُّ لهَا أَهْلاَ إِذَا زِدْتُّ عِصْيَانَاً تَزِيدُ تَفَضُّلاَ * كَأَنيَ بِالعِصْيَانِ أَسْتوْجِبُ الفَضْلاَ نُسِيءُ إِلَيْهِ وَيحْسِنُ إِلَيْنَا؛ فَمَا قَطَعَ إِحْسَانَهُ وَلاَ نحْنُ اسْتَحْيَيْنَا 00!! اللهُمَّ خُذْ بِأَيْدِينَا؛ حَتى نُرْضِيَكَ كَمَا تُرْضِينَا 00!!

إِلَهِي وَمَوْلاَيَ مَا أَعْظَمَكْ * وَمَنْ في الْوَرَى لاَ يَرَى أَنعُمَكْ {يَاسِر الحَمَدَاني} أَنْتَ الَّذِي أَرْشَدْتَني مِنْ بَعْدِ مَا * في الكَوْنِ كُنْتُ أَتِيهُ كَالحَيرَانِ وَزَرَعْتَ لي بَينَ القُلُوبِ محَبَّةً * حَتىَّ أَحَبَّتْ يَاسِرَ الحَمَدَاني وَنَشَرْتَ لي في العَالمِينَ محَاسِنَاً * وَسَتَرْتَ عَن أَبْصَارِهِمْ عِصْيَاني {مِنْ نُونِيَّةِ الْقَحْطَاني بِتَصَرُّف} إِلهِي لَقَدْ أَحْسَنْتَ رَغْمَ إِسَاءتي * إِلَيْكَ فَلَمْ يَنهَضْ بِإِحْسَانِكَ الشُّكْرُ فَمَنْ كَانَ مُعْتَذِرَاً إِلَيْكَ بحُجَّةٍ * فَعُذْرِيَ إِقْرَارِي بأَنْ لَيْسَ لي عُذْرُ دَعَوْتُكَ مُفْتَقِرَاً إِلَيْكَ وَلَمْ يَكُنْ * لِيُعْجِبَني لَوْلاَ محَبَّتُكَ الفَقْرُ {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لأَبي نُوَاس / الحَسَنِ بْنِ هَانِئٍ، وَالأَخِيرُ لِلْبُحْتُرِي 0 وَكُلُّهَا بِتَصَرُّف}

وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه، وَأَشْهَدُ أَنَّ محَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُه، أَرْسَلَهُ اللهُ هَادِيَاً وَمُبَشِّرَاً وَنَذِيرَا، وَدَاعِيَاً إِلى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجَاً مُنِيرَا، اللهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى مَنْ سَارَ عَلَى دَرْبِهِ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا 00 أَنْتَ الَّذِي لَمَّا رُفِعْتَ إِلى السَّمَا * بِكَ قَدْ سَمَتْ وَتَزَيَّنَتْ لِلِقَاكَا أَنْتَ الَّذِي مِنْ نُورِكَ البَدْرُ اكْتَسَى * وَالشَّمْسُ قِنْدِيلٌ أَمَامَ ضِيَاكَا نَادَيْتَ أَشْجَارَاً أَتَتْكَ مُطِيعَةً * وَشَكَا الْبَعِيرُ إِلَيْكَ حِينَ رَآكَا وَالمَاءُ فَاضَ بِرَاحَتَيْكَ وَسَبَّحَتْ * صُمُّ الحَصَى للهِ في يُمْنَاكَا وَالجِذْعُ حَنَّ إِلَيْكَ حِينَ تَرَكْتَهُ * وَعَلَى سِوَاهُ أُوقِفَتْ قَدَمَاكَا

مَاذَا يَقُولُ المَادِحُونَ وَمَا عَسَى * أَنْ يجْمَعَ الكُتَّابُ مِنْ مَعْنَاكَا صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا عَلَمَ الهُدَى * وَأَدَامَ في أَذْهَانِنَا ذِكْرَاكَا {شِهَابُ الدِّينِ الأَبْشِيهِيُّ صَاحِبُ كِتَابِ المُسْتَطْرَف، بِشَيْءٍ مِنَ التَّصَرُّف} اللهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا محَمَّدٍ عَدَدَ أَوْرَاقِ الشَّجَر، وَعَدَدَ حَبَّاتِ المَطَر، وَعَدَدَ مَا خَلَقْتَ مِنَ البَشَر ثمَّ أَمَّا بَعْد إِنَّ العُقُولَ لَتَظَلُّ حَائِرَة؛ عِنْدَمَا تَنْظُرُ إِلى أَحْوَالِ العُلَمَاءِ وَالعَبَاقِرَة؛ وَكَمَا يَقُولُونَ في الأَمْثَالِ السَّائِرَة: النَّائِحَةُ الثَّكْلَى لَيْسَتْ كَالمُسْتَأْجَرَة 00

تحْتَرِقُ وَاللهِ فَلَذَاتُ أَكْبَادِنَا؛ ونحْنُ نَنْظُرُ إِلى أَحْوَالهِمْ عِنْدَنَا في بِلاَدِنَا، وَأُشِيرُ بِذَلِكَ إِلى البَاحِثِينَ وَالمُبْدِعِينَ الهُوَاة ـ مِنَ العُلَمَاءِ وَالأُدَبَاءِ وَالدُّعَاة ـ وَمَا هُمْ فِيهِ مِنَ المُعَانَاة، فَكَمْ مِنْ مَوْهُوبٍ لَوْذَعِيّ؛ حَرَمَهُ مَكْتَبُ التَّنْسِيقِ مِنَ التَّعْلِيمِ الجَامِعِيّ، وَكَأَنَّ اجْتِيَازَ الثَّانَوِيَّةِ العَامَّةِ بمَجَامِيعَ كَبِيرَة؛ هِيَ مِقْيَاسُ العَبْقَرِيَّةِ في الدُّوَلِ الفَقِيرَة، مَا ذَنْبُ الأُدَبَاءِ وَالعُلَمَاءِ وَالشُّعَرَاءِ الَّذِينَ عَمِلُواْ بِالتِّجَارَة، أَوْ بِدَوَاوِينِ الوَزَارَة، وَهُمْ غَايَةٌ في العَبْقَرِيَّةِ وَالمَهَارَة، وَمِنهُمْ مَن حَرَمُوهُ حَتىَّ مِن حَقِّهِ في التَّوْظِيف؛ وَأَقْعَدُوهُ عَلَى الرَّصِيف، وَطَالَمَا ضَيَّعَتْ خُطَّةُ التَّعْلِيمِ

في الدُّوَلِ المُتَخَلِّفَة؛ مِنَ النَّوَابِغِ وَالعَبَاقِرَةِ أُلُوفَاً مُؤَلَّفَة، وَإِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعَى، ثمَّ نَتَسَاءَ لُ بَعْدَ كُلِّ هَذَا العَجَب؛ عَنْ سِرِّ تخَلُّفِ العَرَب؟!

نحْنُ لاَ نُطَالِبُ بِتَقْوِيضِ مَكَاتِبِ التَّنْسِيق؛ حَتىَّ لاَ نُرْمَى بِالجُنُون، لَكِنْ كُلُّ مَا نُنَادِي لَهُ بِالتَّطْبِيق، هُوَ أَنْ يُقَوَّمَ المُبْدِعُونَ الهُوَاةُ بِإِبْدَاعِهِمْ في الآدَابِ وَالفُنُون؛ فَكَيْفَ يُحْرَمُونَ مِمَّا أَرَادُواْ مِنَ الجَامِعَات، لمجَرَّدِ انخِفَاضٍ في الدَّرَجَات، وَيُكَرِّمُ أَصْحَابُ المِيدَالْيَات، كَيْفَ نَتْرُكُ تَقْيِيمَهُمْ بِالإِبْدَاع، وَنُقَيِّمُهُمْ بِانخِفَاضٍ في المجْمُوعِ أَوِ ارْتِفَاع، وَنَتَجَاهَلُ بِذَلِكَ مُسْتَوَاهُمُ الأَدَبيَّ وَالعِلْمِيَّ المُتَقَدِّم، وَإِذَا وُجِدَ المَاءُ بَطَلَ التَّيَمُّم 00؟!

وَأَذْكُرُ مِن هَؤُلاَءِ العُلَمَاء؛ بَعْضَ الأَسْمَاء، الَّتي شَرُفْتُ بِلِقَائِهِمْ وَمَا كَانَ أَجْمَلَهُ مِنْ لِقَاء: الشَّيْخ مُصْطَفَى عَبْدُه، الَّذِي يُرَاجِعُ أَكْبَرَ الفُقَهَاءِ في عَصْرِنَا، وَيُقِرُّونَ لَهُ بِالفَضْل، وَمَعَ ذَلِكَ يَعْمَلُ في محِلٍّ لِبَيْعِ قِطَعِ غِيَارِ السَّيَّارَات 00!! وَالشَّيْخِ شِحَاتَة سَعِيد عَبْد اللَّطِيف، ذَلِكَ الرَّجُلِ الْعَفِيف ـ الَّذِي هُوَ مِن أَبْنَاءِ الرِّيف ـ وَالَّذِي يحْفَظُ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيث، وَسَيَأْتي عَنهُ الحَدِيث، وَمَعَ ذَلِكَ يَعْمَلُ أُسْطَى بَنَّاءً 00!! وَالأَسْتَاذ محَمَّد عَبْد الحَلِيم، الَّذِي يَعْمَلُ مُهَنْدِسَاً في إِحْدَى شَرِكَاتِ البَطَّارِيَّات، بِرَغْمِ أَنَّهُ حُجَّةٌ في عُلُومِ الشَّرِيعَةِ كَافَّة، وَعَلاَّمَةٌ في التَّفْسِير 00!!

وَالشَّيْخ سَيِّد مهَنىَّ، العَالِمُ البَيْطَار، الضَّلِيعُ المِغْوَار، في أُصُولِ الفِقْهِ وَالحَدِيث، وَالَّذِي أَذْكُرُ أَنيَّ لَقِيتُهُ يَوْمَ لَقِيتُهُ بِلاَ عَمَل، وَكَانَ حِينَهَا يُفَكِّرُ أَنْ يَعْمَلَ تُرَى أَيْن 00؟ في سُوبَر مَارْكِت 00!! وَصَدِيقُنَا سَمِيرٌ القَاضِي، الَّذِي وَبِرَغْمِ بُلُوغِهِ السِّتِّين، لَمْ تُنْشَرْ لَهُ دَوَاوِين، رَغْمَ مَوْهِبَتِهِ الفَذَّة، وَرَغْمَ أَنَّهُ مَشْهُورٌ في الأَوْسَاطِ الأَدَبِيَّة، وَتِلْكَ عَادَتُنَا: نَقْتُلُ الأَدِيبَ وَنُوَارِيه، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ نَقُومُ عَلَى قَبْرِهِ وَنَبْكِيه 00!!

مِن أَجْلِ كُلِّ هَؤُلاَءِ الغُرِّ المَيَامِين، وِمِن أَجْلِ أَمْثَالِهِمْ في سَائِرِ بِلاَدِ المُسْلِمِين؛ قُمْتُ بِالكِتَابَةِ في هَذَا المَوْضُوعِ الحَزِين؛ عَسَى أَنْ يجِدَ الصَّدَىً لَدَى أَهْلِ المُرُوءةِ مِنَ الأَثْرِيَاء؛ فَيُنْشِئُواْ مُؤَسَّسَةً تَرْعَى هَؤُلاَء، تُنْقِذُهُمْ مِنَ الضَّيَاع، وَتُعِينُهُمْ عَلَى التَّفَرُّغِ لِلْعِلْمِ وَالبَحْثِ وَالإِبْدَاع 00!! هَذَا 00 وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيل، عَلَيْهِ تَوَكَّلنَا وَهُوَ نِعْمَ الوَكِيل 0 الفَقِيرُ إِلى عَفْوِ رَبِّهِ وَدُعَائِكُمْ / يَاسِر الحَمَدَاني

هموم العلماء

هُمُومُ العُلَمَاء: ========= رِقَّةُ حَالِ العُلَمَاء طَرَقَ سَائِلٌ مُتَشَدِّقٌ خَيْمَةَ أَحَدِ العُلَمَاءِ سَائِلاً، فَقَالَ لَهُ: لَيْسَ عِنْدِي إِلاَّ مَا يَكْفِيني، وَسَرَّحَهُ سَرَاحَاً جَمِيلاً، فَتَسَخَّطَ السَّائِلُ قَائِلاً: أَيْنَ الَّذِينَ كَانُواْ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ 00؟ فَرَدَّ عَلَيْهِ العَالِمُ قَائِلاً: " ذَهَبُواْ مَعَ الَّذِينَ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلحَافَا " 0 وَهَذِهِ القِصَّةُ في الوَقْتِ الَّذِي تَعْرِضُ فِيهِ لجَانِبِ الإِشْرَافِ وَالإِلحَافِ لَدَى بَعْضِ الفُقَرَاء؛ فَإِنهَا تُسَلِّطُ الضَّوْءَ عَلَى جَانِبِ المُعَانَاةِ في حَيَاةِ العُلَمَاء 0 إِنَّ العُلَمَاءَ وَالأُدَبَاءَ وَحْدَهُمْ؛ هُمُ الفِئَةُ الوَحِيدَةُ الَّتي قَدْ تَكُونُ بِصِحَّةٍ جَيِّدَة، وَتَسْتَطِيعُ العَمَل، وَمَعَ ذَلِكَ فَلاَ يَنْبَغِي أَنْ نَتْرُكَهُمْ يَنْشَغِلُونَ بِأَيَّةِ وَظِيفَةٍ أُخْرَى، غَيرَ البَحْثِ وَالعِلْمِ وَالإِبْدَاع، تَعَالَ وَانْظُرْ إِلى أَحْوَالهِمْ عِنْدَنَا في الدُّوَلِ النَّامِيَة؛ يَنْقَلَبُ إِليْكَ البَصَرُ خَاسِئَاً وَهُوَ حَسِير 00!! الَّذِي يَعْمَلُ في مَطْعَم، وَالَّذِي يَعْمَلُ في سُوبَر مَارْكِت، وَالَّذِي يَبِيعُ العُطُورَ وَالبُخُورَ وَالمَصَاحِف

يحْفَظُ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيثٍ وَيَعْمَلُ بَنَّاءً لَقَدِ الْتَقَيْتُ بِشَابٍّ في إِحْدَى القُرَى وَالْبِلاَد؛ يحْفَظُ بِالإِضَافَةِ لِلْقُرْآنِ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيثٍ بِالإِسْنَاد، وَحَصِيلَتُهُ مِنَ الكُتُبِ الَّتي قَرَأَهَا وَالمَرَاجِع: تَرْبُو عَلَى أَلْفِ مجَلَّدٍ وَكِتَابٍ جَامِع، وَبِرَغْمِ هَذَا المُسْتَوَى الرَّائِع ـ وَالَّذِي لاَ تَعْرِفُهُ الجَامِعَاتُ وَلاَ المجَامِع ـ فَإِنَّهُ يَعِيشُ هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ عَلَى دَخْلٍ مُتَوَاضِع؛ تُرَى مَاذَا يَعْمَلُ هَذَا المَوْهِبَةُ الضَّائِعَة، هَلْ يَعْمَلُ دُكْتُورَاً في الجَامِعَة 00؟

كَلاَّ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الأَعِزَّاء؛ إِنَّمَا يَعْمَلُ أُسْطَى بَنَّاءً في مَوَادِّ الْبِنَاء؛ أَيْنَ المَسْئُولُونَ مِن هَؤُلاَء، بَدَلاً مِن أَنْ يَسْتَفِيدُواْ مِنْ قُدُرَاتِهِ الجَبَّارَة؛ تَرَكُوهُ يَعْمَلُ في الأَسْمَنْتِ وَالحِجَارَة، نَعَمْ تُوجَدُ لِلثَّقَافَةِ وَزَارَة، لَكِنَّهَا مُهْتَمَّةٌ بِهَرَم خُوفُو وَهَرَم سَقَّارَة، وَالمَعَارِضِ التَّشْكِيلِيَّةِ وَفَنِّ الْعِمَارَة، أَسْأَلُ اللهَ لِهَذِهِ الْعُقُولِ المُبْدِعَةِ وَالمُبْتَكِرَة؛ أَنْ تجِدَ الإِنْصَافَ في ظِلِّ الإِصْلاَحَاتِ المُنْتَظَرَة 00!! وَلَقَدْ نَظَمْتُ في ذَلِكَ الْفَتى هَذَيْنِ الْبَيْتَين، وَلَوْ كُنْتُ أَمْلِكُ غَيرَ الشِّعْرِ لجُدْتُ بِهِ قَرِيرَ الْعَيْنَين: لَكَ اللهُ مِن عَالِمٍ يَا شِحَاتَة * قَضَى في عُلُومِ الحَدِيثِ حَيَاتَه أَيُتْرَكُ مِثْلُكَ دُونَ اهْتِمَامٍ * وَيُلْتَفُّ حَوْلَ خَيَالِ " المَآتَة "

لَوْ وَجَدَ هَؤُلاَءِ المُبْدِعُونَ العَبَاقِرَة؛ رِعَايَةً مِنَ المَسْئُولِينَ بِالقَاهِرَة؛ لَتَفَرَّغُواْ لِلبَحْثِ وَالعِلْمِ وَالتَّأْلِيف، وَلَمَا آثَرُواْ البَقَاءَ بِالرِّيف، وَلاَ قَعَدَ بَعْضُهُمْ عَلَى الرَّصِيف، وَكَأَنَّ هَذِهِ العُقُول؛ بِلِسَانِ الحَالِ تَقُول: نحْنُ الجُلُوسُ عَلَى الرَّصِيفْ * الْبَاحِثُونَ عَنِ الرَّغِيفْ الْعَاجِزُونَ عَنِ الْبَقَاءِ الْقَادِرُونَ عَلَى النَّزِيفْ * * * * * * * في كُلِّ وَادٍ نُظْلَمُ * وَقُلُوبُنَا تَتَحَطَّمُ لاَ تَضْحَكُ الدُّنيَا لَنَا * وَالحَظُّ لاَ يَتَبَسَّمُ * * * * * * * يَا مَن إِلَيْهِ المُشْتَكَى * أَشْكُو لِمَن إِلاَّ لَكَا ضَاقَتْ عَلَيَّ الأَرْضُ حَتىَّ لَمْ أَجِدْ لي مَسْلَكَا {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لِعِصَام الْغَزَالي 0 بِتَصَرُّفٍ، وَالْبَاقِي لِيَاسِرٍ الحَمَدَاني / المُؤَلِّف}

سُوءُ الحَالِ وَقِلَّةُ المَال؛ هُوَ الَّذِي اضْطَرَّنَا لِقَبُولِ أَدْنى الأَعْمَال 00!! وَالمَرْءُ يحْتَالُ إِن عَزَّتْ مَطَالِبُهُ * وَرُبَّمَا نَفَعَتْ أَرْبَابَهَا الحِيَلُ {بَهَاءُ الدِّينِ الزُّهَير} وَمَنْ لَمْ يَرْكَبِ الأَهْوَالَ لَمْ يَنَلِ الرَّغَائِب 00!! وَنِصْفَ العَمَى يَرْضَاهُ مَنْ ضَاقَ حَظُّهُ * عَلَيْهِ وَبَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرُ لِطَرَفَة، وَيُنْسَبُ لأَبي خِرَاشٍ الهَذَليّ 0 وَكِلاَهُمَا جَاهِلِيّ} وَإِنْ لَمْ تَكُن إِلاَّ الأَسِنَّةُ مَركَبَاً * فَمَا حِيلَةُ المضْطَرِّ إِلاَّ رُكُوبُهَا {الْكُمَيْتُ بْنُ زَيْدٍ الأَسَدِيّ} وَمَنْ لَمْ يَبْكِ عَلَى نَفْسِهِ فَلَنْ يَبْكِيَ عَلَيْهِ أَحَد؛ قَالَ شَنْقٌ أَمْ خَنْقٌ 00؟ قَالَ كُلُّهُ في الرَّقَبَة 00!!

قَدْ حَطَّمُونَا قَادَةُ التَّعْلِيمِ * في أَرْضِ مِصْرٍ أَيَّمَا تحْطِيمِ وَمَنَارَةُ التَّعْلِيمِ يَا وُزَرَاءَنَا * أَوْلى مِنَ الآثَارِ بِالتَّرْمِيمِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} عِشْرُونَ في المِاْئَةِ فَقَطْ مِنَ المُبْدِعِين؛ هُمُ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِالجَامِعَةِ كَأَسَاتِذَةٍ فِيمَا يُبْدِعُون، وَأَرْبَعُونَ في المِاْئَةِ حَرَمَتْهُمْ مَكَاتِبُ التَّنْسِيقِ مِنَ الاِلْتِحَاقِ بِالْكُلِّيَّةِ الَّتي يُرِيدُونهَا، وَتخَصَّصُواْ وَأَبْدَعُواْ في عُلُومِهَا، وَأَرْبَعُونَ في المِاْئَةِ مِنَ المُبْدِعِين؛ لَمْ يَلْتَحِقُواْ بِالجَامِعَةِ أَصْلاً؛ وَهَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ تحِيطُ بهِمْ دَائِرَةُ الْفَقْر {كُلَّمَا أَرَادُواْ أَنْ يخْرُجُواْ مِنْهَا أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُواْ} {السَّجْدَة/20}

فَأَفْقَرُ خَلْقِ اللهِ الكَاتِبُ الإِسْلاَمِيُّ وَالأَدِيب، إِذَا مَا قُورِنَا بِغَيرِهِمَا مِنَ الكُتَّاب 00!!

وَلِذَا يَتَّجِهُ الكُتَّابُ وَالشُّعَرَاءُ المُبْدِعُون؛ إِلى الكِتَابَةِ لِلسِّينِمَا وَالتِّلِفِزْيُون، وَنَاهِيكَ عَنْ كَثْرَةِ التَّنَازُلاَتِ الَّتي يُقَدِّمُهَا الكَاتِبُ أَوِ الشَّاعِرُ في سَبِيلِ ذَلِكَ عَلَى حِسَابِ المَبَادِئِ وَالقِيَم، الَّتي تَذْهَبُ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ في يَوْمٍ عَاصِف؛ وَبَعْضُهُمْ يَلْجَأُ لِلْفُكَاهَةِ وَيَضْطَرُّ أَنْ يَلْعَبَ دَوْرَ القَرَاقُوز؛ حَتىَّ يحْظَى بِإِعْجَابِ النَّاسِ وَيَفُوز، وَإِذَا مَا أَنْكَرْتَ عَلَيْهِ هَذَا التَّغْيِير، وَقُلْتَ لَهُ إِنَّ الشِّعْرَ لَيْسَ فُكَاهَةً فَقَطْ أَيُّهَا الشَّاعِرُ الكَبِير؛ فَلاَ تجْعَلْهُ لِلْفُكَاهَةِ وَسِيلَة؛ بَلْ وَظِّفْهُ لخِدْمَةِ القِيَمِ النَّبِيلَة، وَإِرْسَاءِ قَوَاعِدِ الفَضِيلَة، حَتىَّ لاَ تَكُونَ المَقْصُودَ يَا بَارِعَ القَصِيد؛ بهَذِهِ

الآيَةِ شَدِيدَةِ الوَعِيد: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيرِ عِلْم، وَيَتَّخِذَهَا هُزُوَاً؛ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِين} {لُقْمَان/6} أَطَلَّ بِكَ عَلَى الوَاقِعِ إِطْلاَلَة، وَأَشَارَ لَكَ إِلى مَا فِيهِ مِنَ الجَهَالَة، الَّني أَحَاطَ بِنَا سُرَادِقُهَا وَقَالَ: فَسَادُ الذَّوْقِ وَالسَّطْحِيَّةُ وَالتَّفَاهَة؛ هِيَ الَّتي جَعَلَتْني أَتْرُكُ الفَضِيلَةَ وَأَكْتُبُ في الفُكَاهَة 00!! فَالذَّنْبُ لِلأَيَّامِ لاَ لي * فَاعْتِبْ عَلَى صَرْفِ اللَّيَالي بِالحُمْقِ أَدْرَكْتُ المُنى * وَرَفَلْتُ في الحُلَلِ الغَوَالي {بَدِيعُ الزَّمَانِ الهَمَذَانيّ} يَا مَنْ يَرَى أَنَّ الْقَرِيضَ نَوَادِرُ * بَحْرُ الحَيَاةِ بِغَيْرِ هَزْلِكَ زَاخِرُ

إِنَّ الْقَرِيضَ وَسِيلَةٌ لاَ غَايَةٌ * فَعَلاَمَ بِالإِضْحَاكِ فِيهِ نُتَاجِرُ كَمْ في الْكَلاَمِ عَنِ الْفَضِيلَةِ مَسْلَكَاً * غَيْرَ الْفُكَاهَةِ فِيهِ فَنٌّ سَاحِرُ أَفَتَضْحَكُونَ وَكُلُّ شِبْرٍ حَوْلَكُمْ * تُؤْتَى محَارِمُ فَوْقَهُ وَكَبَائِرُ حَتىَّ كَأَنَّكُمُ أُقِيمَتْ بَيْنَكُمْ * وَمَتَاعِبِ الْوَطَنِ الجَرِيحِ سَتَائِرُ وَلَقَدْ نَرَى بَعْضَ اهْتِمَامٍ مِنْكُمُ * لَكِنَّهُ قَدْرٌ يَسِيرٌ فَاتِرُ هَلْ سَوْفَ تَنْفَعُكُمْ نَوَادِرُكُمْ إِذَا * سُدَّتْ عَلَيْكُمْ بِالتُّرَابِ مَقَابِرُ وَمِنَ الْعَجَائِبِ أَنْ يُقَدِّمَهُمْ لَنَا * إِعْلاَمُنَا وَيَقُولُ تِلْكَ كَوَادِرُ وَهُمُ الَّذِينَ يُخَدِّرُونَ شُعُوبَهُمْ * وَكَأَنَّهُمْ لِلْمُصْلِحِينَ ضَرَائِرُ وَالشَّعْبُ كَالمُعْتَادِ يَلْهَثُ خَلْفَهُمْ * وَلَهُمْ تُقَامُ عَلَى الرُّءُ وسِ مَنَابِرُ

وَالنَّاشِرُونَ يُشَجِّعُونَ هُرَاءَهُمْ * وَالرِّبْحُ أَقْصَى مَا يُرِيدُ النَّاشِرُ لَوْ أَنَّهُمْ قَدْ فَكَّرُواْ في قَوْمِهِمْ * وَهُمُومِهِمْ لأَجَادَ فِيهَا الخَاطِرُ مِن أَيْنَ تَنْجَحُ يَا تُرَى إِنْ لَمْ تَكُنْ * بِهُمُومِ قَوْمِكَ شَاعِرَاً يَا شَاعِرُ أَمْ كَيْفَ يَنْجَحُ شَاعِرٌ وَفُؤَادُهُ * مِمَّا يُعَاني النَّاسُ مِنهُ شَاغِرُ مَا ضَرَّ لَوْ كَانَتْ قَصَائِدُ شِعْرِكُمْ * في كُلِّ طَاغٍ بِالْفَسَادِ يُجَاهِرُ أَوْ في صَبيٍّ ضِمْنَ أَبْنَاءِ الْقُرَى * جَاثٍ عَلَى ضَوْءِ الشُّمُوعِ يُذَاكِرُ كُونُواْ رِجَالاً وَانهَضُواْ وَاسْتَيْقِظُواْ * قَدْ أَحْدَقَتْ بِالمُسْلِمِينَ مخَاطِرُ أَعْدَاؤُنَا يَتَهَيَّئُونَ لِوَثْبَةٍ * وَلِفَتْكِهِمْ بِالمُسْلِمِينَ تَآمَرُواْ {يَاسِرٌ الحَمَدَانيّ / المُؤَلِّف} يَتْرُكُونَ الْعَالِم، وَيُكَرِّمُونَ الْعَوَالِم

وَمَا أَجْمَلَ مَا قَالَهُ إِمَامُ الخَطَابَة، وَصَاحِبُ النَّبرَةِ الجَذَّابَة / الشّيخ كِشْك؛ اسْتَمِعْ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ لَك ـ مُشَنِّفَاً أَسْمَاعَنَا بِهَذِهِ الْقِصَّةِ المُثِيرَة، وَمُنْتَقِدَاً أَوْضَاعَنَا بِعِبَارَاتِهِ المَرِيرَة: " لَقَدْ أَسِفْتُ وَمَلأَنيَ العَجَب، وَأَنَا أَقْرَأُ بِالأَمْسِ جَرِيدَةَ الجُمْهُورِيَّة: أَمِيرَةٌ عَرَبِيَّةٌ أَهْدَتْ إِلى رَاقِصَةٍ مِصْرِيَّةٍ سَيَّارَةً مِنْ طِرَازِ أَحْدَثِ سَيَّارَاتِ المَرْسِيدِس 00!! وَلَمَّا جَاءَتِ السَّيَّارَةُ إِلى أَرْضِ الجُمْرُك؛ قَالُواْ لِلرَّاقِصَة: إِنَّ هَذِهِ السَّيَّارَةَ عَلَيْهَا جُمْرُكٌ قَدْرُهُ: سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ جُنَيْه؛ فَمَاذَا تَفْعَلُ الرَّاقِصَةُ المِسْكِينَةُ الَّتي لاَ تجِدُ عَشَاءَ أَوْلاَدِهَا 00؟

وَلَكَ أَنْ تَتَخَيَّل؛ إِذَا كَانَ جُمْرُكُ السَّيَّارَةِ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ جُنَيْه؛ فَمَا هُوَ ثَمَنُ السَّيَّارَة 00؟!! أَرْسَلَتِ السَّيِّدَةُ الرَّاقِصَةُ بَرْقِيَّةً عَاجِلَةً إِلى الأَمِيرَةِ تَشْكُو لَهَا سُوءَ أَحْوَالِهَا المَادِّيَّة؛ ممَّا جَعَلَهَا تَقِفُ عَاجِزَةً عَنْ دَفْعِ الجُمْرُك 00؟ فَمَا كَانَ مِنَ الأَمِيرَةِ بَارَكَ اللهُ فِيهَا؛ إِلاَّ أَن أَرْسَلَتْ إِلَيْهَا أَنِ اطْمَئِني؛ فَإِنيِّ قَادِمَةٌ إِلى الجَمَارِكِ لأَقُودَهَا لَكِ بِنَفْسِي؛ فَسَيَّارَاتُ الأُسَرِ المَالِكَةِ وَالأُمَرَاءِ مُعْفَاةٌ مِنَ الجَمَارِك، وَبَعْدَ أَن أَخْرُجَ بِهَا مِنَ الجَمَارِكِ يُمْكِنُكِ تَسَلُّمُهَا 00!!

قُلْتُ سُبْحَانَ الله 00 هَلْ بحَثَتِ الأَمِيرَةُ في كُلِّ سُبُلِ الخَير؛ فَلَمْ تجِدْ لأَمْوَالِهَا مَوْضِعَاً؛ إِلاَّ أَنْ تُهْدِيَ سَيَّارَةً إِلى رَاقِصَة " 00؟! [الشَّيْخ كِشْك في " خُطَبِهِ المِنْبَرِيَّة / 1978 " بِتَصَرُّف 0 ص: 132/ 8] هَلِ العَوَالِم؛ أَوْلى بِالرِّعَايَةِ مِنَ العَالِم 00؟! هَلْ أَهْلُ الرَّقْصِ وَالطَّرَب؛ أَوْلى بِالرِّعَايَةِ مِن أَهْلِ العِلْمِ وَالأَدَب 00؟! غَدَاً سَيَجِفُّ البِتْرُولُ وَيُصْبِحُ مَاؤُكُمْ غَوْرَاً؛ فَمَاذَا أَنْتُمْ فَاعِلُون؛ وَإِلى مَتى هَذَا السَّفَهُ الَّذِي يَصِلُ إِلى حَدِّ الجُنُون 00؟! أَلَمْ تَعْمَلُواْ لحِسَابِ هَذَا اليَوْم 00؟ وَلاَ لِيَوْمِ الحِسَابِ يَا قَوْم 00؟!

لَوْ شَعَرَ بِالعُلَمَاء؛ أَمْثَالُ هَؤُلاَء؛ لَمَا وَقَعَتْ لَهُمْ كُلُّ هَذِهِ المَآسِي وَالآلاَم، الَّتي نَبَّهَتْ إِلَيْهَا الأَقْلاَم، وَنَوَّهَتْ بهَا أَجْهِزَةُ الإِعْلاَم، مَسْمُوعَةً وَمَرْئِيَّةً وَمَقْرُوءَ ة، كُلُّهَا تُنَدِّدُ بِنَقْصِ الشَّهَامَةِ وَقِلَّةِ المُرُوءَ ة!! فَمُشْكِلَتُنَا أَنَّ أَكْثَرَ الأَغْنِيَاءِ لَيْسُواْ بِطَيِّبِين، وَأَنَّ أَكْثَرَ الطَّيِّبِينَ لَيْسُواْ بِأَغْنِيَاء 00!! اللهُمَّ أَصْلِحِ الأَغْنِيَاءَ وَاغْنِ الصَّالحِينَا، وَارْزُقْ أَهْلَ الدِّينِ مَالاً وَأَهْلَ المَالِ دِينَا 00!! وَيَرْحَمُ اللهُ عَبْدَاً قَالَ آمِينَا {قَيْسُ بْنُ المُلَوَّحِ الْعَامِرِيّ / مَجْنُونُ لَيْلَى} الخَلِيفَةُ المَأْمُونُ وَتَقْدِيرُهُ لِلعُلَمَاء

لَوْلاَ رِعَايَةُ الأَغْنِيَاءِ لِلعُلَمَاءِ وَذَوِي الإِبْدَاع؛ لَشُغِلُواْ بِطَلَبِ المَعَاشِ عَنِ الْبَحْثِ وَالاَطِّلاَع، لاَ سِيَّمَا في هَذَا الزَّمَنِ اللَّعِين، الَّذِي أَهمَلَتِ الجِهَاتُ الرَّسْمِيَّةُ فِيهِ دَوْرَهَا نحْوَ المُبْدِعِين 00 أَلاَ رَحِمَ اللهُ الخَلِيفَةَ المَأْمُون؛ الَّذِي كَانَ يُعْطِي كُلَّ مَنْ يُؤَلِّفُ كِتَابَاً نَادِرَاً وَزْنَهُ ذَهَبَاً؛ مِمَّا أَشْعَلَ نَارَ التَّنَافُسِ بَينَ الكُتَّاب؛ فَأَتَوْا بِالعَجَبِ العُجَاب، في العُلُومِ وَالآدَاب 00!! هَذَا زَمَانٌ لِلأَوائِلِ شَمْسُهُ * عَرَفُواْ القَصِيدَ بحُورَهُ وَقَوَافِيَه أَيَّامَ كَانَ لِكُلِّ حُسْنٍ شَاعِرٌ * كَلِفٌ بِهِ وَلِكُلِّ شِعْرٍ رَاوِيَة {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف} هَارُونُ الرَّشِيدُ وَتَقْدِيرُهُ لِلعُلَمَاء

قَالَ يحْبى بْنُ أَكْثَمَ القَاضِي: قَالَ ليَ الرَّشِيدُ يَوْمَاً: مَا أَنْبَلُ المَرَاتِب 00؟ قُلْتُ: مَا أَنْتَ فِيهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِين، قَال: أَتَعْرِفُ أَجَلَّ مِنيِّ 00؟ قُلْتُ: لاَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَعَزَّكَ الله، قَال: لَكِنيِّ أَعْرِف، قُلْتُ: وَمَن هَذَا أَصْلَحَكَ الله 00؟! قَال: رَجُلٌ في حَلقَةٍ يَقُول: حَدَّثَنَا فُلاَنٌ عَنْ فُلاَنٍ عَنْ فُلاَنٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00 يَقْصِدُ بِذَلِكَ المحَدِّثِينَ وَالوُعَّاظ، قُلْتُ: أَهَذَا خَيرٌ مِنْكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِين 00؟!! قَالَ وَيْلَكَ؛ إِنَّ اسْمَهُ مُقْتَرِنٌ بِاسْمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، نحْنُ نمُوتُ وَنَفْنى، وَالعُلَمَاءُ بَاقُون 0 [الدُّكتُور نَايِف في " نَفَائِسِ اللَّطَائِف " طَبْعَةِ بَيرُوت 0 ص: 125]

وَالمَقْصُودُ بِاقْتِرَانِ اسْمِهِ بِاسْمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أَيْ أَنَّ مَنْ يجِيئُونَ بَعْدَهُ يَقُولُون: هَذَا الحَدِيثُ أَخَذْنَاهُ عَنْ فُلاَنٍ عَنْ فُلاَنٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَيَذْكُرُونَ اسْمَهُ ضِمْنَ هَذِهِ الأَسْمَاء، أَوْ يَقُولُون: هَذِهِ المَعْلُومَةُ قَرَأْنَاهَا في كِتَابِ فُلاَنِ بْنِ فُلاَن، الَّذِي جَمَعَ أَوْ شَرَحَ أَحَادِيثَ أَوْ سِيرَةَ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بَابِ كَذَا وَكَذَا 00!! جَاءَتْ إِلى فَتْحٍ المَوْصِليِّ صُرَّةٌ فِيهَا خَمْسُونَ دِرْهمَاً؛ فَرَدَّهَا؛ فَقِيلَ لَهُ: يَقُولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" مَنْ آتَاهُ اللهُ مِنْ هَذَا المَالِ شَيْئَاً مِنْ غَيرِ أَنْ يَسْأَلَهُ فَلْيَقْبَلْهُ؛ فَإِنمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ " [قَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (101/ 3)، وَالحَدِيثُ في المُسْنَدِ بِرَقْم: (7861)، الإِحْيَاء: 1565] فَفَتَحَ فَتْحٌ الصُّرَّةَ وَأخَذَ مِنهَا دِرهمَا وَرَدَّ سَائِرَهَا 00!! وَكَانَ الحَسَنُ يَرْوِي هَذَا الحَدِيثَ أَيضَاً، وَلَكِن حَمَلَ إِلَيْهِ رَجُلٌ كِيسَاً وَرُزْمَة مِنْ رَقِيق ثِيَابِ خُرَاسَان؛ فَرَدَّ ذَلِكَ كُلَّهُ وَقَال: " مَنْ جَلَسَ في مَقَامِي هَذَا وَقَبِلَ مِنَ النَّاس؛ لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ القيَامَةِ وَلَيْسَ لَهُ خَلاَق " 0 [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " بَابِ آدَابِ الفَقِيرِ في قَبُولِ العَطَاء: 1565]

وَلَكِنْ ظَاهِرُ الأَمْرِ أَنَّ هَذَا لَيْسَ حَدِيثَاً، وَإِنمَا هُوَ مِنْ كَلاَمِ الحَسَن رَضِيَ اللهُ عَنهُ، وَلَوْ صَحَّتْ نِسْبَتُهَا إِلَيهِ فَهْيَ سَقْطَةٌ مِنهُ غَفَرَ اللهُ لَه؛ فَرَسُولُ اللهِ خَيرٌ مِنهُ وَمَعَ ذَلِكَ كَانَ يَقْبَلُ العَطِيَّةَ وَالهَدِيَّةَ وَالهِبَة 0 عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: يَقْبَلُ مِنْ بَعْضِ النَّاسِ وَيَرُدُّ عَلَى بَعْض " 0 وَأَحَادِيثُ قَبُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلهَدِيَّةِ وَالصَّدَقَة؛ أَكْثَرُ مِن أَنْ تحْصَى 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ بِنَحْوِهِ في " الأَدَبِ المُفرَدِ " بِرَقْم: (596)، الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " بَاب قَبُولِ العَطَاء: 1564] إِبْرَاهِيمُ النَّخْعِيُّ يَذُبُّ عَنِ العُلَمَاء

قَالَتِ امْرَأَةٌ لإِبْرَاهِيمَ النَّخْعِيّ: أَنْتُمْ يَا مَعْشَرَ العُلَمَاء؛ أَحَدُّ النَّاسِ وَأَضَنُّ النَّاس 00؟! ـ أَضَنُّ النَّاسِ أَيْ أَبخَلُ النَّاس ـ فَقَالَ لهَا: أَمَّا الحِدَّة؛ فَلأَنَّ العِلْمَ مَعَنَا، وَالجَهْلُ مَعَ مخَالِفِينَا، وَهُمْ يَأْبَوْنَ إِلاَّ دَفْعَ عِلْمِنَا بجَهْلِهِمْ؛ فَمَنْ يُطِيقُ ذَلِك 00؟! وَأَمَّا المَضَنَّةُ؛ فَلأَنَّ الدِّرْهَمَ الحَلاَلَ أَصْبَحَ مُتَعَذِّرَاً في هَذِهِ الأَيَّام، وَنحْنُ لاَ نُرِيدُهُ إِلاَّ مِن حَلاَل؛ وَلِذَا نَضِنُّ بِهِ إِذَا مَا صَارَ إِلَيْنَا، فَلاَ نُنْفِقُهُ إِلاَّ فِيمَا لاَ بُدَّ مِنهُ " 0 [الدُّكتُور نَايِف في " نَفَائِسِ اللَّطَائِف " طَبْعَةُ بَيرُوت 0 المَكتَبَةُ العُمَرِيَّة 0 ص: 148]

أَهْلُ المُرُوءَ ةِ وَإِكْرَامُهُمْ لِلعُلَمَاء أَتَى رَجُلٌ خُرَاسَانيٌّ إِلى الإِمَامِ الجُنَيْدِ بمَال، وَسَأَلَهُ أَنْ يَأْكُلَ مِنهُ، فَقَامَ لِيُفَرِّقَهُ عَلَى الفُقَرَاء؛ فَقَالَ لَهُ الخُرَسَانيّ: مَا أُرِيدُ هَذَا، فَقالَ لَهُ الإِمَامُ الجُنَيْد: وَمَتى أَعِيشُ حَتىَّ آكُلَ كُلَّ هَذَا 00؟! فَقَالَ الخُرَسَانِيّ: ما أُريدُ أَنْ تُنْفِقَه في أَكْلِ الزَّيْتِ وَالخلّ؛ بَل في الحَلاَوَاتِ وَالطَّيبَات، فَقَبِلَ منهُ؛ فَسُرَّ بِذَلِكَ الخُرَاسَانيُّ وَقَال: وَاللهِ مَا أَجِدُ في بَغْدَادَ أَحَقَّ بِهِ مِنْك؛ فَرَدَّ عَلَيْهِ الإِمَامُ الجُنَيْدُ قَائِلاً: وَلاَ يَنْبَغِي أَنْ يُقْبَلَ إِلاَّ مِنْ مِثْلِك 00!! [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " بَابُ آدَابِ الفَقِيرِ في قَبُولِ العَطَاء 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة: 1565]

انظُرْ ـ يَرْحَمُكَ الله ـ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ العُلَمَاء، وَهَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الأَغْنِيَاء 00!!

تَوَاصُلُ العُلَمَاءِ وَتَوَادُّهُمْ وَتَعَاطُفُهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَقَدْ كَانَ السَّريٌّ بْنُ أَحْمَدَ السَّقْطِيّ؛ يَصِلُ الإِمَامَ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلَ بَينَ الحِينِ وَالحِين، فَأَعْطَاهُ ذَاتَ مَرَّةٍ شَيْئَاً فَرَدَّه؛ فَقَالَ لَه السَّرِيّ: " يَا أَحْمَد؛ احْذَر آفَةَ الرَّدّ؛ فَإِنهَا أَشَدُّ مِن آفَةِ الأَخْذ " 0 فَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَد: أَعِدْ عَلَيَّ مَا قُلْت، فَأَعَادَه؛ فَقَالَ لَهُ الإِمَامُ أَحْمَد: مَا رَدَدْتُ عَلَيْكَ إِلاَّ لأَنَّ عِنْدِي قُوتَ شَهْر؛ فَاحْبِسْهُ لي عِنْدَك، فَإِذَا كَانَ بَعْدَ شَهْرٍ فَأَنْفِذْهُ إِلىّ 00!! [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 دَارُ الوَثَائِق 0 آدَابُ الفَقِيرِ في قَبُولِ العَطَاء: 1566]

همُومٌ وَأَحْزَانٌ في حَيَاةِ العُلَمَاء إِنَّ النُّفُوسَ تَضِيقُ وَهْيَ صَغِيرَةٌ * وَيَضِيقُ عَنهَا الكَوْنُ وَهْيَ كِبَارُ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي أَوْ عَلِي الجَارِم} وَإِذَا كَانَتِ النُّفُوسُ كِبَارَاً * تَعِبَتْ في مُرَادِهَا الأَجْسَامُ {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} صَدَقَ أَحَدُ الكُتَّابِ عِنْدَمَا قَال: «الْكِتَابَةُ محْنَة، وَلَيْسَتْ مِهْنَة» 0 فَمَنْ صَحِبَ القَلَم؛ فَقَدْ صَحِبَ الأَلَم 00

لَقَدْ رَأَيْتُ أَكْثَرَ مِنْ مُؤَلِّفٍ مُبْدِعٍ يَبِيعُ كُتُبَهُ عَلَى الأَرْصِفَة، أَوْ في المُوَاصَلاَت، وَإِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعَى 00!! قَالَ شُعْبَةُ بْنُ الحَجَّاجِ [الحَافِظُ الجَلِيل، فَارِسِ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيل] رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه: " إِذَا رَأَيْتَ المِحْبَرَةَ في بَيْتِ إِنْسَانٍ؛ فَارْحَمْهُ، وَإِنْ كَانَ في كُمِّكَ شَيْءٌ؛ فَأَطْعِمْهُ " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 226/ 7]

حَدَّثَ الحُمَيْدِيُّ عَنِ الإِمَامِ الحَافِظِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَدْخُلُ هَذِهِ المَحَابِرُ بَيْتَ رَجُلٍ؛ إِلاََّ أَشْقَى أَهْلَهُ وَوَلَدَه " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 462/ 8] قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ مَرَّةً لِرَجُلٍ: مَا حِرْفَتُك 00؟ قَال: طَلَبُ الحَدِيث؛ قَالَ سُفْيَان: بَشِّرْ أَهْلَكَ بِالإِفْلاَس " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 462/ 8]

فَأَتْعَسُ الخَلْقِ حَظَّاً صَاحِبُ القَلَمِ * وَذُو المَبَادِئِ وَالأَخْلاَقِ وَالقِيَمِ لِكُلِّ ذِي مَبْدَأٍ في عَيْشِهِ أَمَلٌ * وَكُلُّ ذِي أَمَلٍ سَيَعِيشُ ذَا أَلَمِ فَيَا لَهُ عَاشِقَاً طَابَتْ مَنِيَّتهُ * لَهُ وَذُو العِشْقِ مجْنُونٌ فَلاَ تَلُمِ أَبْقَى الزَّمَانُ بَني الدُّنيَا وَقَيَّدَهُ * وَالطَّيرُ يُحْبَسُ مِنهُ جَيِّدُ النَّغَم {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} مَسَاكِينُ وَاللهِ نَحْنُ مَعْشَرَ الكُتَّاب؛ فَحَيَاتُنَا الخَاصَّةُ قَدْ تَكُونُ مَلِيئَةً بِالعَذَاب، وَمَعَ ذَلِكَ نُقَدِّمُ لِقُرَّائِنَا أَحْسَنَ مَا عِنْدَنَا، وَإِنْ قَهَرَتْنَا يَوْمَاً بَعْضُ ظُرُوفِنَا، وَغُلِبْنَا عَلَى أَمْرِنَا، فَصَوَّرْنَا بِكِتَابَاتِنَا: بَعْضَ هُمُومِ المجْتَمَعِ وَهُمُومِنَا؛ اتَّهَمُونَا بِالنَّظْرَةِ التَّشَاؤُمِيَّة 00!!

إِن أَسَأْنَا لاَ يَعْذُرُنَا أَحَد، وَإِن أَحْسَنَّا لاَ يُقَدِّرُنَا أَحَد، وَقِلَّةُ التَّقْدِيرِ بَلاَءٌ كَبِير، في حَيَاةِ العُلَمَاءِ وَالبَاحِثِينَ وَالأُدَبَاء، وَلي أَن أَسْأَل كُلَّ شَاعِرٍ بَلْ وَكُلَّ شُوَيْعِر: برَبِّكَ هَلْ جُزِيتَ عَنِ القَوَافي * بِغَيرِ أَجَدْتَ أَوْ لاَ فُضَّ فُوكَا جَزَاؤُكَ مِنْ كَرِيمٍ أَوْ بَخِيلٍ * رَقِيقَاً كَانَ شِعْرُكَ أَمْ رَكِيكَا كَلاَمٌ لَيْسَ يُغْني عَنْكَ شَيْئَاً * إِذَا لَمْ يَقْتُلِ الآمَالَ فِيكَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي} يَا مِصْرُ ضِقْتِ بِنَا وَأَنْتِ بِلاَدُنَا * وَصَفَا لِقَوْمٍ وِرْدُكِ المَوْرُودُ {محْمُود غُنَيْم}

دُورُ النَّشْل يُقَالُ إِنَّ اليَهُودِيَّ إِذَا عَرَضْتَ عَلَيْهِ قِطْعَةَ لحْمٍ طَيِّبَةٍ بِثَمَنٍ رَخِيص: نَظَرَ إِلَيْكَ وَقَال: إِنَّهَا فَاسِدَة؛ لِيَبْخَسَ الثَّمَن 00 هَذَا هُوَ مَثَلُ النَّاشِرِ وَالمُؤَلِّفِ في هَذَا الزَّمَن 00!! لَقَدْ تَعَامَلْتُ ـ أَوَّلَ مَا تَعَامَلْتُ ـ مَعَ نَاشِرٍ لِلتُّرَاث، عَرَضَ عَلَيَّ أَنْ يَشْتَرِيَ مِنيِّ كِتَابيَ طِيلَةَ العُمْر، يَطْبَعُ وَيَرْبَحُ في نَظِيرِ مِاْئَةِ جُنَيْهٍ فَقَطْ لاَ غَير 00!! ثمَّ تَعَامَلْتُ مَعَ صَاحِبِ دَار، يُقَالُ لَهُ {0000ار}، صَبَرْتُ عَلَيْهِ صَبْرَ المُعْتَمِدِ عَلَى ابْنِ عَمَّار؛ فَجَزَاني جَزَاءَ سِنِمَّار: كُنْتُ أَظُنُّهُ مِنَ الأَخْيَار، وَظَنَنْتُ بِهِ أَنيِّ فَقَدْتُ دِرْهَمَاً فَعَثَرْتُ عَلَى دِينَار؛ فَإِذَا بي كَالمُسْتَغِيثِ مِنَ الرَّمْضَاءِ بِالنَّار 00 فَمٌ يُسَبِّحُ وَيَدٌ تُذَبِّح 00!!

ذِئْبٌ تَرَاهُ مُصَلِّيَاً * لَمْ يَدْرِ كَمْ هُوَ قَدْ رَكَعْ يَدْعُو وَكُلُّ دُعَائِهِ * مَا لِلْفَرِيسَةِ لاَ تَقَعْ وَلَسْتُ أَقُولُ مَن هُوَ فَاعْرِفُوهُ * وَهَلْ في الأَرْضِ غَيرُ الأَرْضِ أَرْضُ أَعْطَواْ لأَنْفُسِهمُ الحَقَّ في حَمْلِ رَايَةِ الدِّين، وَتَسَمَّواْ بِأَسْمَاءِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِين، وَهُمْ في الحَقِيقَةِ عَقَارِبُ وَحَيَّاتٌ وَثَعَابِين، إِذَا رَأَوُاْ الدِّرْهَمَ قَالُواْ: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين 00!! أَلاَ لَيْتَ اللِّحَى كَانَتْ حَشِيشَاً فَتُعْلَفَهَا خيُولُ المُسْلِمِينَا لَوَ انَّ الدِّينَ كَانَ لحَىً طِوَالاً لَكَانَ التَّيْسُ خَيرَ النَّاسِ دِينَا {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لِيَزِيدَ بْنِ المُفَرِّغ، وَالأَخِيرُ لِيَاسِرٍ الحَمَدَاني / المُؤَلِّف}

ثمَّ خُدِعْتُ في آخَرَ بِشَارِعِ رَمْسِيس؛ غَرَّتْني مِنهُ في الْبِدَايَةِ مُعَامَلَةٌ طَيِّبَةٌ وَتَلْبِيسٌ كَتَلْبِيسِ إِبْلِيس!! مَنَحْتُ كِتَابَاً لِدَارِ [ال00ومِ] * كَعِقْدٍ وَحَبَّاتُهُ كَالنُّجُومِ وَأَحْسَنْتُ في صَاحِبِ الدَّارِ ظَنيِّ * فَكَانَ مِثَالَ الْكَفِيلِ الظَّلُومِ ظَنَنْتُ بِأَنَّ فُؤَادِي سَيَخْلُو * مِنَ الهَمِّ مَعْهُ فَزَادَتْ هُمُومِي فَأَكْثَرُ النَّاشِرِينَ الْعَرَب كَعَصَا مُوسَى في الاِلْتِهَامِ، وَحُوتِ يُونُسَ في الاِلْتِقَامِ 00!! مِلَّةُ القَوْمِ وَاحِدَة، ذُرِّيَّةٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْض؛ بِكُلِّ وَادٍ بَنُو سَعْد، تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ 00!! أُقَلِّبُ طَرْفي لاَ أَرَى غَيْرَ تَاجِرٍ * يُفَكِّرُ في أَسْوَاقِهِ كَيْفَ يَكْسَبُ {محْمُود غُنَيْم بِتَصَرُّف}

لَمْ أَلْقَ صَاحِبَ دَارِ نَشْرٍ لِلتُّرَاثِ وَغَيْرَ جَائِرْ فَيَقُولُ رَغْمَ يَقِينِهِ في رِبْحِهِ إِنيِّ مُغَامِرْ وَيَظَلُّ يحْلِفُ لِلْمُؤَلِّفِ أَنَّهُ في السُّوقِ خَاسِرْ وَيَظَلُّ يَنْشُرُ فِيهِ قَدْ صَدَقَ الَّذِي سَمَّاهُ نَاشِرْ {يَاسِر الحَمَدَاني / المُؤَلِّف} بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {لاَ يُحِبُّ اللهُ الجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ القَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِم} {النِّسَاء/148}

عَنْ مجَاهِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: «هُوَ الرَّجُلُ يَنْزِلُ بِالرَّجُلِ فَلاَ يُحْسِنُ ضِيَافَتَه؛ فَيَخْرُجُ مِن عِنْدِهِ فَيَقُول: أَسَاءَ ضِيَافَتي وَلَمْ يُحْسِن» 0 [الإِمَامُ الطَّبرِيُّ في تَفْسِيرِهِ لِهَذِهِ الآيَة] وَقَالَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ في تَفْسِيرِ قَوْلِهِ {إِلاَّ مَنْ ظُلِم}: «إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ فَانْتَصَرَ يِجْهَرُ بِالسُّوء» 0 [الإِمَامُ الطَّبرِيُّ في تَفْسِيرِهِ لِهَذِهِ الآيَة] عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: «مَطْلُ الْغَنيِّ ظُلْم» [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2288 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2400 / عَبْد البَاقِي]

عَنِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: «لَيُّ الْوَاجِد 00 [أَيْ مَطْلُهُ مَعَ قُدْرَتِهِ]: يُحِلُّ عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَه» 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 7065، رَوَاهُ الحَاكِمُ في مُسْتَدْرَكِه] {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ} {الشُّورَى/41}

إِهْمَالُ أَجْهِزَةِ الإِعْلاَمِ لِدَوْرِهَا نحْوَ المُبْدِعِينَ مِنَ البَاحِثِينَ المَوْهُوبِين أَمَّا الصَّحَافَةُ للهِ دَرُّهَا؛ فَبَدَلاً مِن أَنْ تَهْتَمَّ بِالمَوْهُوبِينَ وَالمَوْهُوبَات ـ مِنَ الشُّبَّانِ وَالفَتَيَات ـ ذَهَبَتْ تَلْهَثُ خَلْفَ أَخْبَارِ السَّاقِطِينَ وَالسَّاقِطَات، وَالتَّشْهِيرِ بحَالاَتِ الاَغْتِصَاب 00 فُلاَنَةٌ: ضَبَطُوهَا في شَقَّةٍ خَارِجَةٍ عَنِ الآدَاب، وَفُلاَنَةٌ: تَزَوَّجَتْ عُرْفِيَّاً مِنْ بَوَّاب، وَفُلاَنَةٌ: ضَرَبَتْ زَوْجَهَا بِالقُبْقَاب!!

وَشَعْبُنَا وَالحَمْدُ لله ـ الَّذِي لاَ يحْمَدُ عَلَى مَكْرُوهٍ سِوَاه ـ عَاشِقٌ لِلفَضَائِحِ النَّكْرَاء، الَّتي تَأَلَّقَتْ فِيهَا الصَّحَافَةُ الصَّفْرَاء، وَإِذَا بحَثْتَ في ظِلِّ هَؤُلاَءِ عَنِ القُرَّاء؛ وَجَدْتَهُمْ: لاَ يَقْرَءُ ونَ إِلاَّ لِلمَشَاهِير، تَسْأَلُ عَنِ الشُّهْرَةِ أَيْنَ مُسْتَقَرُّهَا وَمُسْتَوْدَعُهَا 00؟ فَيَقُولُونَ لَدَى أَجْهِزَةِ الإِعْلاَم، تَسْأَلُ أَجْهِزَةَ الإِعْلاَمِ عَن هَذَا الكَلاَم 00؟ فَيَقُولُونَ إِنَّ الشَّعْبَ لاَ يَقْرَأُ إِلاَّ لِلْمَشَاهِيرِ مِنَ الأَقْلاَم، وَهَكَذَا: يحَمِّلُ كُلٌّ مِنهُمَا المَسْئُولِيَّةَ لِلآخَر، وَالضَّحِيَّةُ: نحْنُ مَعْشَرَ الكُتَّاب؛ وَلِذَا تَأَسَّفْتُ في شِعْرِي بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ قَائِلاً:

يَا لَيْتَ إِعْلاَمَنَا يَهْتَمُّ بِالأَدَبِ * مِثْلَ اهْتِمَامَاتِهِ بِالرَّقْصِ وَالطَّرَبِ فَلَمْ يَضِعْ عَالِمٌ يَا صَاحِ في بَلَدٍ * كَمَا يَضِيعُ الْفَتى ذُو الْعِلْمِ في الْعَرَبِ تجَاهَلُواْ النَّابِغِينَ المُبْدِعِينَ وَلَمْ * يُقَدِّمُواْ غَيْرَ أَقْزَامٍ ذَوِي حَدَبِ كَالْبَحْرِ في الْقَعْرِ مُلْقَاةٌ لآلِؤُهُ * وَمَا عَلَى سَطْحِهِ يَطْفُو سِوَى الخَشَبِ فَلاَ تَغُرَّكَ أَضْوَاءٌ تُحِيطُ بِهِمْ * سُرْعَانَ مَا تخْتَفِي كَالنَّجْمِ ذِي الذَّنَبِ يَا رَبِّ هَيِّئْ لَنَا مِن أَمْرِنَا رَشَدَاً * فَكَمْ تَعِبْنَا وَلَمْ نَرْبحْ سِوَى التَّعَبِ وَكَمْ حُقُوقٍ لَنَا ضَاعَتْ بِلاَ عِوَضٍ * وَكَمْ ظُلِمْنَا بِلاَ ذَنْبٍ وَلاَ سَبَبِ مَنْ لِلأَدِيبِ سِوَاكَ يَصُونُ هَيْبَتَهُ * في ظِلِّ جِيلٍ بِلاَ دِينٍ وَلاَ أَدَبِ

يَبْدُو أَنَّنَا خُلِقْنَا لِنُسْعِدَ الآخَرِينَ لاَ لِنَسْعَد 00 كَمُطْرِبَةٍ تُشْجِي الأَنَامَ بِصَوْتِهَا * وَقَدْ حَمَلَتْ بَينَ الضُّلُوعِ مَآسِيَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي} وَللهِ دَرُّ القَائِل: لاَ تحْسَبُواْ أَنَّ رَقْصِي بَيْنَكُمْ طَرَبَا * فَالطَّيْرُ يَرْقُصُ مَذْبُوحَاً مِنَ الأَلَمِ

أُسْرَةُ الشَّاعِر حَافِظ إِبْرَاهِيم وَذُلُّهَا بَعْدَ مَوْتِه وَلِذَا كُنْتُ كَثِيرَا مَا أَتمَثَّلُ بِأَبْيَات محْمُود غُنيم، الَّتي صَوَّرَ بِهَا أُسْرَةَ الشَّاعِر حَافِظ إِبْرَاهِيم، وَقَدْ تَشَرَّدَتْ مِنْ بَعْدِهِ وَذَاقَتِ الأَمَرَّيْن، وَأَلبَسَهَا الفَقْرُ لِبَاسَ الجُوع، وَإِنْ كَانَتْ في الحَقِيقَةِ عَارِيَةَ الجَسَد، وَلاَ يَدْرِي مَا البُؤْسُ إلاَّ البُؤَسَاءُ الَّذِينَ ذَاقُوه، وَإِنْ كَانَ غَيرِي ذَاقَ الأَمَرَّيْنِ فَقَدْ أَكَلْتُهُمَا، وَاليَوْمَ أَطْلُبُهُمَا فَلاَ أَجِدُهُمَا، وَأَسْلُو عَنهُمَا بِإِنْشَادِ هَذِهِ القَصِيدَة:

لَنْ يَبْلُغَ المجْدَ شَعْبٌ مَاتَ شَاعُرُهُ * فَبَاتَ يَشْكُو بَنُوهُ رِقَّةَ الحَالِ لَوْ كَانَ أَنْصَفَني دَهْرِي وَأَنْصَفَهُ * لَمْ يَشْكُ أَمْثَالُهُ بُؤْسَاً وَأَمْثَالي يَا شِعْرُ وَيحَكَ لاَ إِن عِشْتُ تَنْفَعُني * وَلاَ تَقُوتُ إِذَا مَا مُتُّ أَطْفَالي إِنْ رُمْتُ قُوتَاً فَإِنَّ الشِّعْر مِن خَزَفٍ * أَوْ رُمْتُ رِيَّاً فَإِنَّ الشِّعْرَ مِن آلِ مَنْ يَشْتَرِي برَغِيفٍ وَاحِدٍ أَدَبِي * مَنْ يَشْتَرِيهِ بِمَا يَرْضَى مِنَ المَالِ وَالآلُ هُوَ السَّرَاب، الَّذِي يحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً، حَتىَّ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يجِدْهُ شَيْئَا 00 وَهَكَذَا:

لَقَدْ كَانَ القَرِيضُ سَمِيرَ قَلْبي * فَأَلهَتْني القُرُوضُ عَنِ القَرِيضِ ******** مَاذَا لَقِيتُ بِهِ عَلَى شَغَفِي بِهِ * لاَ شَيْءَ إِلاَّ أَنَّني محْسُودُ {محْمُود غُنَيْم} وَسُبْحَانَ الله 00 هَلْ يحْسُدُوني عَلَى فَقْرِي فَيَا نَكَدِي * حَتى عَلَى الفَقْرِ لاَ أَنجُو مِنَ الحَسَدِ

لَيْتَ البَيْتَ الَّذِي أَسْكُنُ فِيه؛ كَانَ كَالبَيْتِ الَّذِي أَرْوِيه 00!! وَيَا لَيْتَ اليَرَاعَ يَصِيرُ فَأْسَاً * وَيَا لَيْتَ الطُّرُوسَ تَصِيرُ أَرْضَاً {اليَرَاع: هُوَ الْعُودُ الَّذِي كَانَ يُكْتَبُ بِه، وَالطُّرُوسُ هِيَ الدَّفَاتِر 0 محَمَّدٌ الأَسْمَر} صَدَقَ وَاللهِ بَدِيعُ الزَّمَانِ الهَمَذَانيُّ عِنْدَمَا قَال: الفَقْرُ في زَمَنِ اللِّئَامِ لأَهْلِ صَنعَتِنَا عَلاَمَة رَغِبَ الكِرَامُ إِلى اللِّئَامِ وَتِلْكَ أَشْرَاطُ القِيَامَة

حَقَّاً وَاللهِ: زَمَنٌ بِهِ فِرَقُ الذُّبَابْ * قَدْ أَصْبَحَتْ فَوْقَ السَّحَابْ الرُّؤْيَةُ انعَدَمَتْ بِهِ وَبجَوِّهِ كَثُرَ الضَّبَابْ النَّاسُ تَرْغَبُ في الْقُشُورِ بِهِ وَتَزْهَدُ في اللُّبَابْ مَا فِيهِ أَرْخَصُ قَطُّ مِنْ دِيوَانِ شِعْرٍ أَوْ كِتَابْ زَمَنٌ بِهِ أَهْلُ التُّرَاثِ لِفَقْرِهِمْ أَكَلُواْ التُّرَابْ وَيُوَاجِهُ الأُدَبَاءُ فِيهِ كُلَّ أَنوَاعِ الصِّعَابْ حَقُّ المُؤَلِّفِ صَارَ بِالإِكْرَاهِ يُغْتَصَبُ اغْتِصَابْ

أَمْسَى فَرِيسَةَ نَاشِرٍ فَظٍّ لَهُ ظُفْرٌ وَنَابْ زَمَنٌ عَجِيبٌ يَا صَدِيقِي مِنهُ شَعْرُ الرَّأْسِ شَابْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} أَدِيبٌ يحَذِّرُ ابْنَهُ مِنْ دِرَاسَةِ الأَدَب وَلِذَا لاَ نَعْجَبُ مِنْ محْمُود غُنيم، ذَلِكَ الشَّاعِرِ العَظِيم، الَّذِي أَوْصَى ابْنَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ قَائِلاً: أَبُوكَ امْرُؤٌ ضِمْنَ أَهْلِ الكَلاَمِ * فَكُن أَنْتَ يَا ابْنِ امْرَأً عَمَلِيَّا فَمَا احْتَقَرَ النَّاسُ مِثْلَ الأَدِيبِ * وَلاَ احْتَرَمَ النَّاسُ إِلاَّ الغَنِيَّا وَرَشِيد سَلِيم الخُورِي، الَّذِي يَصُوغُ قَصَائِدَهُ مِنَ النُّورِ، فَتَارَةً تَفِيضُ بِالبِشْرِ وَالسُّرُورِ، وَتَارَاتٍ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ، مِنهَا هَذِهِ الأَبْيَاتُ رَقِيقَةُ الأُسْلُوب، الَّتي تَتَقَطَّعُ لَهَا القُلُوبُ وَتَذُوب:

رَأَى بُنيَّ صِغَارَ الحَيِّ قَدْ غَنِمُواْ * في لَيْلَةِ العِيدِ أَشْيَاءً وَمَا غَنِمَا فَجَاءَ يَطْلُبُ مَالاً لَسْتُ أَمْلِكُهُ * وَلَوْ أَتَى طَالِبَاً رُوحِي لَمَا حُرِمَا فَرُحْتُ في كُلِّ مَا يَرْجُو أُؤَمِّلُهُ * فَكَانَ قَوْلي لَهُ أَمَلاً وَلي أَلَمَا لَمَّا رَأَتْ أُمُّهُ حَالي وَحَالَتَهُ * مَالَتْ لِنَاحِيَةٍ تَبْكِي الدُّمُوعَ دَمَا أُدَبَاءُ مِصْر مِنْ قَدِيمٍ وَفي كُلِّ عَصْر؛ وَشَكْوَى الأُدَبَاءِ في مِصْر؛ لَيْسَ لَهَا حَصْر، فَهَذَا يَاسِرُ بْنُ قَطَامِش 00 الشَّاعِرُ السَّاخِرُ المَوْهُوب، الَّذِي يَشْكُو دَائِمَاً بِأَنَّهُ عَائِشٌ عَلَى الهَامِش، وَهُوَ عَائِشٌ في القُلُوب، اسْتَمِعْ لَهُ وَهُوَ يَقُول، في شِعْرِهِ المَصْقُول: أَضَعْتُ عُمْرِيَ بَينَ العِلْمِ وَالأَدَبِ * وَلَيْتَهُ ضَاعَ بَينَ اللهْوِ وَاللَّعِبِ

وَإِنْ لَقِيتُمْ أَدِيبَاً لاَ يُؤَيِّدُني * فِيمَا ذَكَرْتُ تَعَالَوْ وَاحْلَقُواْ " شَنَبي " وَاسْتَمِعْ لَهُ أَيْضَاً وَهُوَ يَذْكُرُ ضِيقَ ذَاتِ اليَدِ، وَكَيْفَ يُغْرِي بَعْضَ الزَّوْجَاتِ بِالنَّكَدِ، فَيَقُولُ بِأُسْلُوبِهِ الكُومِيدِي: أَضْحَى الشِّجَارُ بَدِيلاً عَن أَغَانِينَا * وَأَصْبَحَتْ في الهَوَى أَيَّامُنَا طِينَا تَقُولُ لي زَوْجَتي لَوْ قَلَّ خَرْدَلَةً * مُرَتَّبُ الشَّهْرِ أَحْرَقْتُ الدَّوَاوِينَا أَيْنَ الحَوَافِزُ يَا كَذَّابُ قَدْ ذَهَبَتْ * أَيْنَ العِلاَوَةُ قُلْتُ الحُبُّ يَكْفِينَا صَاحَتْ وَقَالَتْ وَكَادَ الغَيْظُ يَقْتُلُهَا * هَلْ يُطْعِمُ الحُبُّ أَوْلاَدِي وَيَسْقِينَا أَمْ هَلْ سَيَدْفَعُ لِلْبَقَّالِ أُجْرَتَهُ * وَبَعْدَ هَذَا تَرَاهُ هَلْ سَيُعْطِينَا

إِيَّاكَ أَنْ تَكْتُبَ الأَشْعَارَ ثَانِيَةً * أَصْبَحْتَ مِن أَجْلِهَا لِلنَّاسِ مَدْيُونَا وَلاَ يَفُوتُني طَبْعَاً ذِكْرُ عِمْلاَقِ الْعَمَالِيق، الشَّاعِرُ المَاهِرُ السَّاخِرُ وَالأَدِيبُ الرَّقِيق، ذُو النُّكْتَةِ اللَّطِيفَة / سَمِير أَحمَد خَلِيفَة، الشَّهِيرُ بِسَمِيرٍ القَاضِي، الَّذِي أَعَادَ إِلَيْنَا عَبَقَ الزَّمَانِ المَاضِي، اسْمَعَ مَعِي لِهَذَا الشُّحْرُور، وَهُوَ يُعَرِّضُ بِغَلاَءِ المُهُور، وَيَذْكُرُ حَادِثَةً مَرَّتْ بِهِ وَهُوَ مَغْمُور، وَكَأَنَّهُ يَقُولُ لِعَمِّهِ المَذْكُور: هَلْ لاَ زِلْتَ عِنْدَ رَأْيِكَ بَعْدَمَا تَغَيَّرَتِ الأُمُور 00؟ أُحِبُّ أَنَا لَيْلَى وَلَيْلَى تحِبُّني * وَلَكِن أَبُو لَيْلَى عَنِيدٌ وَمُفْتَرِيرِ فَيَطْلُبُ مَهْرَاً لاَ سَبِيلَ لِدَفْعِهِ * وَيَقْصِمُ ظَهْرِي عِنْدَ ذِكْرِ المُؤَخَّرِ

أَيَرْفُضُني عَمِّي لأَنِّي مُوَظَّفٌ * وَأُنْفِقُ أَمْوَالي عَلَى حُسْنِ مَظْهَرِيرِ وَعَمِّيَ جَزَّارٌ وَيَمْلِكُ مَطْعَمَاً * وَيَأْكُلُ بُفْتِيكَاً وَيَأْكُلُ جَمْبرِيرِرِ يَقِيسُ نجَاحَ المَرْءِ بِالمَالِ وَحْدَهُ * وَلَوْ جَمَعَ الأَمْوَالَ مِن أَيِّ مَصْدَرِ أَيَهْزَأُ بي عَمِّي وَيَكْرَهُ سِيرَتي * وَيَبْحَثُ عَنْ زَوْجٍ ثَرِيٍّ وَفَنْجَرِيرِ وَقَدْ قَالَ إِنيِّ لَسْتُ أَمْلِكُ مَنْزِلاً * وَأَسْكُنُ في بَيْتٍ قَدِيمٍ مُؤَجَّرِ وَلاَ أَحْمِلُ المحْمُولَ كَالنَّاسِ في يَدِي * وَلاَ مَالَ عِنْدِي كَيْ أَبِيعَ وَأَشْتَرِيرِ وَيَزْعُمُ عَمِّي أَنَّني صِرْتُ صَائِعَاً * وَيَغْضَبُ جِدَّاً عِنْدَ رُؤْيَةِ مَنْظَرِيرِ تجَاهَلَ أَخْلاَقِي وَعِلْمِي وَحِكْمَتي * وَقَالَ بِأَني فَاشِلٌ غَيرُ عَبْقَرِيرِ

وَمَا كَانَ مِنهُمْ بَعْدَ طُولِ تَرَدُّدِي * سِوَى أَنَّ لَيْلَى زَوَّجُوهَا لِسَمْكَرِيرِ أُدَبَاءُ رُوسْيَا وَيُذَكِّرُني هَذَا أَيْضَاً؛ بِقَصِيدَةِ شَاعِرِنَا المحْبُوب / محَمَّدٍ الأَسْمَر، وَالَّتي بَعَثَ بِهَا إِلى أُدبَاءِ رُوسْيَا، عِنْدَمَا هَدَّدُواْ حُكُومَتَهُمْ بِالاَنْتِحَارِ إِذَا لَمْ تَلْتَفِتْ إلَيهِمْ؛ فَكَتَبَ يَقُولُ لَهُمْ: شَكَتْ قَبْلَكُمْ في شِعْرِهَا الشُّعَرَاءُ * فَصَبرَاً جَمِيلاً أَيُّهَا الأُدَبَاءُ رُوَيْدَكُمُ لاَ تَتْرُكُونَا فَإِنَّكُمْ * حَقِيقَتُنَا وَالكُلُّ بَعْدُ هَبَاءُ وَعيشُواْ كَمَا عِشْنَا بِمِصْرَ فإِنَّنَا * وَنحْنُ بَنُوهَا فَوْقَهَا غُرَبَاءُ وَإِنَّا لَنَنْسَى مَا بِنَا مِنْ تَعَاسَةٍ * إِذَا كَانَ خَلْفَ سِتَارِهَا سُعَدَاءُ

وَمَا ضَرَّنَا أَنْ يُنْكِرَ النَّاسُ فَضْلَنَا * إِذَا كَانَ فَضْلاً لَيْسَ فِيهِ خَفَاءُ لَقَدْ كَانَ ظَني أَنَّكُمْ أَسْعَدُ الوَرَى * وَمَا لِلأَدِيبِ بِغَيرِ مِصْرَ شَقَاءُ وَلَم أَدْرِ أَنَّ الشَّرْقَ وَالغَرْبَ وَاحِدٌ * وَأَنَّا لَدَى كُلِّ البِقَاعِ سَوَاءُ * * * * * رُبَّ يَوْمٍ أَوْشَكْتُ أَن * أَقْطَعَ فِيهِ الوَتِينَا وَأَعْدَدْتُ لاِنْتِحَارِي * حَبْلَ سُفُنٍ مَتِينَا فَذَكَرْتُ طُمُوحَاتي * فَجَرَى دَمْعِي سَخِينَا لهْفِي يَا مِصْرُ لَمْ أَجِدْ * فِيكِ دُنيَا وَلاَ دِينَا كِدْتُ آذُوقُ مِرَارَاً * قَبْلَ المَنُونِ مَنُونَا الاَنْتِحَارُ فِيكِ رُشْدٌ * وَإِن عَدُّوهُ جُنُونَا {محَمَّدٌ الأَسْمَر بِتَصَرُّف} - إِنَّ المَنِيَّةَ عِنْدَ الضَّيْمِ قِنْدِيدُ - {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف}

وَكَيْفَ أَصْبِرُ عَنْ تحْقِيقِ أُمْنيَتي * وَالدَّهْرُ يَبْعُدُ وَالآجَالُ تَقْتَرِبُ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالمِصْرَاعُ الثَّاني لِصَفِيِّ الدِّينِ الحِلِّيّ} أَمْسَى الحَكِيمُ مُشَرَّدَاً في الأَرْضِ يَنْشُدُ مَسْكَنَا إِنيِّ تَقَصَّدَني الزَّمَانُ فَنِلْتُ ظُلْمَاً بَيِّنَا وَأَرَادَ لي ثَوْبَ الشَّقَاءِ وَلَمْ يُرِدْ ثَوْبَ الهَنَا آهٍ لَقَدْ نَالَ الجَمِيعُ هَنَاءَهُمْ إِلاَّ أَنَا مَنْ ذَاقَ مَا قَدْ ذُقْتُهُ ضَاقَتْ بِعَيْنَيْهِ الدُّنَا {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لِلشَّاعِرِ الْعَظِيم / محْمُود غُنيم، وَالأَرْبَعَةُ الْبَاقِيَةُ لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} سَامحَهَا اللهُ مِن أَيَّام سَامحَهَا اللهُ مِن أَيَّام؛ هَانَ فِيهَا الكِرَام، وَأُكْرِمَ فِيهَا اللِّئَام 00!!

وَلمَّا كَانَ بِدَاخِلِ كُلٍّ مِنَّا شَيْطَان، يُزَيِّنُ لَهُ الإِثمَ وَالعُدْوَان، وَمَلاَكٌ يحُثُّنَا عَلَى الصَّبْرِ وَالسُّلوَان، يَتَجَلَّى في الَتَّقْوَى وَالإِيمَان، كَانَتْ تَدُورُ بَيْنَهُمَا حِوَارَاتٌ وَمُسَاجَلاَتٌ يَتَجَلَّى فِيهَا سِحْرُ البَيَان، مِنهَا الحِوَارُ التَّالي: الشَّيْطَانُ الرَّجِيم: أَنْتَ الَّذِي جَلَبْتَ عَلَى نَفْسِكَ المَتَاعِب؛ هَلْ رَأَيْتَ عَاقِلاً يَكُونُ مَعَهُ القَلَم، وَيَكْتُبُ نَفْسَهُ شَقِيَاً 00؟! أَيْ: هَلْ رَأَيْتَ عَاقِلاً يَمْلِكُ الاَخْتِيَار، وَيخْتَارُ طَرِيقَ الشَّقَاءِ وَالعَذَابِ وَالنَّار 00؟! أَنَّى لَكَ بِإِصْلاَحِ الكَوْن 00؟! وَمَنْ قَالَ لَكَ أَصْلاً أَنَّهُ يحْتَاجُ إِلى إِصْلاَح 00؟! إِنَّ عَقْلَكَ أَنْتَ فَقَطْ؛ هُوَ الَّذِي يحْتَاجُ إِلى إِصْلاَح 00!! أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ الْقَائِل:

لَئِنْ كُنْتُ مُحْتَاجَا إِلى العِلْمِ إِنَّني * إِلى الجَهْلِ في بَعْضِ المجَالِسِ أَحْوَجُ وَمَا كُنْتُ أَرْضَى العَيْشَ بِالجَهْلِ صَاحِبَاً * وَلَكِنَّني أَرْضَى بِهِ حِينَ أُحْرَجُ فَلِي فَرَسٌ لِلْعِلْمِ في البَيْتِ مُلْجَمٌ * وَلى فَرَسٌ لِلجَهْلِ * في النَّاسِ مُسْرَجُ فَمَنْ شَاءَ تَقْويمِي فَإِنِّي مُقَوَّمٌ * وَمَنْ شَاءَ تَعْويجِي فَإِنِّي مُعَوَّجُ {محَمَّدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ عَمْرٍو البَاهِلِيّ} وَلَرُبَّمَا مَنَعَ اللَّبِيبُ لِسَانَهُ * مِن أَنْ يجِيبَ وَإِنَّهُ لَفَصِيحُ * * * * * فَكُنْ رَجُلاً كَالضِّرْسِ يَرْسُو مَكَانَهُ * لِيَمْضُغَ لاَ يَعْنِيهِ حُلْوٌ وَلاَ مُرُّ أَلاَ تَرَى إِلى الحَشَائِشِ الصَّغِيرَةِ كَيْفَ تَتَّقِي أَذَى العَاصِفَة ـ بِأَنْ تَمِيلَ مَعَهَا حَيْثُ تَمِيل ـ فَتَسْلَمَ مِمَّا أَصَابَ النَّخِيل00؟!

وَلِذَا قَالَ أَحَدُ الفَلاَسِفَة: " كُنْ ذَنَبَاً وَلاَ تَكُنْ رَأْسَاً، فَإِنَّ الرَّأْسَ يَهْلِكُ وَالذَّنَبُ يَنْجُو " 0 [أَبُو نُعَيْمٍ في " الحِلْيَةِ " في الطَّبْعَةِ الرَّابِعَةِ لِدَارِ الكِتَابِ العَرَبيّ 0 بَيرُوت 0 ص: 113/ 8] فَانْجُ بِنَفْسِكَ وَلاَ إِخَالُكَ نَاجِيَا 00 جَهْلٌ يَعُولُكَ خَيرٌ مِن عِلْمٍ تَعُولُه 00!! أَيْ جَهْلٌ يُرِيحُك؛ خَيرٌ مِن عِلمٍ يُتْعِبُ أَعْصَابَك، وَيُبَدِّدُ شَبَابَك؛ فَالعَقْلُ يُتْعِبُ صَاحِبَهُ في هَذَا الزَّمَان، الَّذِي انْقَلَبَ فِيهِ المِيزَان، وَصَارَتْ فِيهِ العَرَبَةُ قُدَّامَ الحِصَان 00!! لَيْسَ يَدْرِي الهَمَّ غَيرُ المُبْتَلِي * طَالَ جُنحُ اللَّيْلِ أَوْ لَمْ يَطُلِ لاَ عَرَفْتُمْ مَا الهُمُومُ إِنَّهَا * شَيَّبَتْ رَأْسِي وَلَمْ أَكْتَهِلِ سَهِرَتْ مِثْلِي النُّجُومُ وَلَكِنْ * فَارِقٌ بَينَ المُعَنىَّ وَالخَلِي

لَيْتَ شِعْرِي مَا الَّذِي أَعْجَبَهَا * فَهْيَ لاَ تَنْفَكُّ تَرْنُو مِن عَلِ أَنَا لاَ أَغْبِطُهَا خَالِدَةً * إِنَّمَا أَغْبِطُهَا لَمْ تَعْقِلِ أَيُّهَا القَلْبُ الَّذِي أَرْهَقَني * السَّلاَمَةُ في الجَهَالَةِ فَاجْهَلِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر أَوْ أَبُو مَاضِي} وَللهِ دَرُّ مَنْ قَال: وَأَصْمُتُ عَنْ بَعْضِ الأُمُورِ وَإِنْ يَكُنْ * بِقَلْبيَ مِنهَا ثَوْرَةٌ وَزَمَازِمُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} أَمْ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ الفَيْلَسُوفِ الضَّرِير ـ الَّذِي تَطَيَّرُواْ بِهِ وَطَائِرُهُمْ مَعَهُمْ: وَلَمَّا رَأَيْتُ الجَهْلَ في النَّاسِ فَاشِيَاً * تجَاهَلْتُ حَتىَّ قِيلَ عَنيَ جَاهِلُ فَوَاعَجَبَاً كَمْ يَدَّعِي العَقْلَ نَاقِصٌ * وَوَاأَسَفَاً كَمْ يُظْهِرُ النَّقْصَ عَاقِلُ إِذَا وَصَفَ الطَّائِيَّ بِالبُخْلِ مَادِرٌ * وَعَيَّرَ قُسَّاً بِالفَهَاهَةِ بَاقِلُ

وَقَالَ الدُّجَى لِلشَّمْسِ مَا لَكِ قِيمَةٌ * وَفَاخَرَتِ الشُّهْبَ الحَصَى والجَنَادِلُ فَهُبيِّ رِيَاحَ المَوْتِ هَيَّا وَأَطْفِئِي * سِرَاجَ حَيَاةٍ هَانَ فِيهَا الأَفَاضِلُ {الجَنَادِلُ هِيَ الحِجَارَة 0 الْبَيْتُ الأَخِيرُ لحَافِظ إِبْرَاهِيم، وَالْبَاقِي لِلْمَعَرِّيّ 0 وَكُلُّهَا بِتَصَرُّف} صَدَقَتْ لَعَمْرِي نُبُوءةُ المُصْطَفَى عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُول: يَا لَيْتَني مَكَانَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7115 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2907/ 157/ عَبْد البَاقِي] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" يَأْتي عَلَى النَّاسِ زَمَان؛ يَأْتي الرَّجُلُ الْقَبرَ فَيَضْطَجِعُ عَلَيْهِ فَيَقُول: يَا لَيْتَني مَكَانَ صَاحِبِه، مَا بِهِ حُبُّ لِقَاءِ الله؛ إِلاَّ لِمَا يَرَى مِنْ شِدَّةِ الْبَلاَء " 0 [قَالَ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين] وَهَا نحْنُ كَمْ مَرَرْنَا بِقُبُورِ الأَمْوَاتِ فَحَسَدْنَاهُمْ عَلَى مَوْتِهِمْ 00!! فَمَا لِلمَرْءِ خَيْرٌ في الحَيَاةِ * إِذَا مَا عُدَّ ضِمْنَ المُهْمَلاَتِ {قَطَرِيُّ بْنُ الْفُجَاءَ ةِ بِتَصَرُّف} مَيْتَاً خُلِقْتُ وَلَمْ أَكُنْ مِنْ قَبْلِهَا * شَيْئَاً يمُوتُ فَمُتُّ حِينَ حَيِيتُ {السَّمَوْءَ ل 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِير} حَقَّاً وَاللهِ: لَيْسَ مَنْ مَاتَ فَاسْتَرَاحَ بمَيْتٍ * إِنَّمَا ذَاكَ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ إِنمَا ذَاكَ مَنْ يَعِيشُ كَئِيبَاً * كَاسِفَاً بَالُهُ قَلِيلَ الرَّجَاءِ

{الْبَيْتُ الأَوَّلُ فَقَطْ لِلبُحْتُرِيّ} وَصَدَقَ مَنْ قَال: " لئِنْ كَانَ بِالأَمْسِ ذكْرُ الأَمْواتِ حَيَاةَ القُلُوب؛ فَقَد صَارَ اليَوْمَ ذِكْرُ الأَحْيَاءِ مَمَاتَ القُلوب " وَالنَّاسُ صِنْفَانِ مَوْتَي في حَيَاتِهِمُ * وَآخَرُونَ بِبَطْنِ الأَرْضِ أَحْيَاءُ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} رُبَّ يَوْمٍ بَكَيْتُ مِنهُ فَلَمَّا * صِرتُ في غَيْرِهِ بَكَيْتُ عَلَيْهِ {عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِب} فَعِشْتُ أَبْكِي عَلَى زَمَنٍ وَمِنْ زَمَنٍ {ابْنُ الرُّومِي بِتَصَرُّف} وَلَم أَزَلْ عَلَى تِلْكَ الحَال مَعَ نَفْسي 00 تَارَةً أُوَاسِيهَا وَتَارَةً أَبْكِيهَا 00!! سَلِيمُ الزَّمَانِ كَمَنْكُوبِهِ * وَمَكْسُوُّهُ مِثْلُ مَسْلُوبِهِ أَمَا في الزَّمَانِ فَتىً مَاجِدٌ * يُنَفِّسُ كُرْبَةَ مَكْرُوبِهِ

وَآكِلُ أَطْعِمَةِ الأَدْنيَا * ءِ رَهْنٌ بِأَنْ يَسْتَخِفُّواْ بِهِ يخَالُونَ أَنَّهُمُ بَلَّغُو * هُ بِالْقُوتِ أَفْضَلَ مَطْلُوبِهِ {ابْنُ الرُّومِي} مُعَانَاةُ البَاحِثِ وَالمُؤَلِّف، في المجْتَمَعِ الجَاهِلِ المُتَخَلِّف أُعَاشِرُ مَنْ لَوْ عَاشَرَ القِرْدُ بَعْضَهُمْ * لَمَا رَدَّ عَنْ دَرْوِينَ مَا كَانَ يخْطُبُ وَأُنْصِتُ مُضْطَرَّاً إِلى كُلِّ أَبْلَهٍ * كَأَنَّي بِأَسْرَارِ البَلاَهَةِ مُعْجَبُ وَأَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُ البُهْمُ مَرَّةً * وَأُخْرَى تَعَافُ البُهْمُ مِمَّا أَشْرَبُ {إِلْيَاس فَرَحَات}

فَكَمْ قَدْ عِشْتُ أَيَّامَا؛ جَعَلْتُ فِيهَا العِظَامَا؛ مِنْ فَرْطِ القَحْطِ إِدَامَا، وَكَمْ بِتُّ مَا في بَيْتي غَيْرُ المِلْحِ وَالزَّيْتِ، فَلَقَدْ كُنْتُ مِن أُوْلَئِكَ المُعَذَّبِينَ الَّذينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الشَّقَاءُ مَاكِثِينَ فِيهِ أَبدَا، وَكَأَنمَا الشَّقَاءُ لَمْ يخْلَقْ إِلاَّ لأَجْلِي، عَضَّنَا الحَظُّ بِنَابِه، وَطَرَدَنَا عَنْ بَابِه، وَأَنَاخَ عَلَيْنَا بِكَلكَلِه؛ لِئَلاَّ نُشْرِكَهُ في مَأْكَلِه، وَحَطَّ بِنَا رَيْبُ المَنُون، وَطَالَتْ بِهِ السِّنُون؛ فَهَلَكَ المَالُ وَمَاتَ البَنُون،

فَرَأَيْنَا مِنَ الأَهْوَال؛ مَا تَزُولُ مِنهُ الجِبَال، وَحُمِّلْنَا مِنَ الأَعْبَاء؛ مَا تَطُولُ عَنهُ الأَنْبَاء، وَنَزَلَ بِنَا مِنَ الهُمُومِ وَالأَحْزَان، وَالجُوعِ وَالحِرْمَان، وَالذُّلِّ وَالهَوَان، وَالظُّلْمِ وَالطُّغْيَان؛ مَا تَشِيبُ لهُ الوُلْدَان، وَتَقْشَعِرُّ مِنهُ الأَبْدَان؛ حَتىَّ صِرْنَا وَنحْنُ أَحْيَاء؛ أَوْلى بِالرَّحْمَةِ مِنَ الأَمْوَات 00!! فَلقَدْ رَمَانِي الدَّهْرُ * بِثَالِثَةِ الآثَافِي وَلاَ يَدْرِي مَا في الخُفِّ * إِلاَّ اللهُ وَالإِسْكَافِي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} يَا رَبِّ إِنيِّ مُمْتَعِضْ * لَكِنَّني لاَ أَعْتَرِضْ وَلَدَيْكَ يَا رَبيِّ سَنَحْتَسِبُ المَثُوبَةَ وَالْعِوَضْ كَمْ ذَا لَقِيتُ بِمِصْرَ مِن حُزْنٍ وَمِن أَمْرٍ مُمِضْ كَمْ كُنْتُ أُرْفَسُ تَارَةً فِيهَا وَتَارَاتٍ أُعَضْ

كَمْ قَدْ مَرِضْتُ فَلَمْ أَجِدْ ثَمَنَ الدَّوَاءِ مِنَ المَرَضْ كَمْ بِتُّ يَوْمَاً جَائِعَاً مَعَ قُدْرَتي أَن أَقْتَرِضْ النِّيلُ يَا ابْنَ النِّيلِ فَاضَ بخَيْرِهِ لِمَ لَمْ تَفِضْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} وَهَكَذَا: شَرَّدَتْنَا الأَيَّام، وَاسْتَلْوَى بِنَا الحَظُّ وَضَاعَتِ الأَحْلاَم 00!!

خُلِقَ السُّرُورُ لِمَعْشَرٍ خُلِقُواْ لَهُ ? - وَخُلِقْتَ لِلعَبَرَاتِ وَالأَحْزَانِ وَمنَعَّمٍ لَمْ يَلْقَ إِلاَّ لَذَّةً * في طَيِّهَا شَجَنٌ مِنَ الأَشْجَانِ وَالنَّاسُ غَادٍ في الشَّقَاءِ وَرَائِحٌ * يَشْقَى لَهُ الرُّحَمَاءُ وَهْوَ يُعَاني {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف، بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَوَّلِ فَهُوَ لِبَكْرِ بْنِ النَّطَّاح} لَيْتَنا كُنَّا طُيُورَا * نَرْعَ نَهْرَاً أَوْ غَدِيرَا نَرْشُفِ المَاءَ النَّمِيرَا * نَلْقُطِ الحَبَّ النَّثِيرَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي، أَوْ جُبرَان خَلِيل جُبرَان}

أَلاَ مَوْتٌ يُبَاعُ فَأَشْتَرِيهِ * فَعَيْشِي قَدْ غَدَا لاَ خَيْرَ فِيهِ أَلاَ رَحِمَ المُهَيْمِنُ نَفْسَ حُرٍّ * تَصَدَّقَ بِالوَفَاةِ عَلَى أَخِيهِ {المُهَلَّبُ بْنُ أَبي صُفْرَة بِتَصَرُّف} وَكَمَا قَالَ أَحَدُ الحُكَمَاء: " أَشَدُّ مِنَ المَوْت؛ مَا إِنْ نَزَلَ بِكَ أَحْبَبْتَ لأَجْلِهِ المَوْت، وَأَحْلَى مِنَ الحَيَاة؛ مَا إِنْ فَارَقْتَهُ أَبْغَضْتَ لأَجْلِهِ الحَيَاة " 0

لَوْ كَانَ أَمْرِي في يَدِي * لَوَدِدْتُ لَوْ لَمْ أُولَدِ {لِلشَّاعِرِ الْعَظِيم / محْمُود غُنيم، أَوْ لِصَدِيقِهِ محَمَّدٍ الأَسْمَر} فَكُلَّ يَوْمٍ أَقُولُ * غَدَاً الضِّيقُ يَنْفَكُّ وَدَوْمَاً غَدِي وَأَمْسِي * وَيَوْمِي كُلُّهَا ضَنْكُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

المَلَكُ الكَرِيم: إِنَّ الهُمُومَ وَالأَحْزَان؛ مَثَلُهَا مَثَلُ الحَجَرِ الَّذِي يُرْمَى لأَعْلَى؛ لَهُ نِهَايَةٌ يَنْتَهِي إِلَيْهَا، وَبَعْدَهَا يَبْدَأُ في السُّقُوط، وَمَثَلُهَا أَيْضَاً؛ مَثَلُ البَدْرِ الَّذِي يَبْدَأُ هِلاَلاً، ثُمَّ يَظَلُّ يَكْبرُ وَيَكْبر، حَتىَّ إِذَا مَا تَمَّ وَاكْتَمَل؛ بَدَأَ في النُّقْصَان، وَحَوْلَ هَذَا المَعْنى قَالَ الشَّاعِرُ قَدِيمَاً: وَإِذَا غَلاَ شَيْءٌ عَلَيَّ تَرَكْتُهُ * فَيَكُونُ أَرْخَصَ مَا يَكُونُ إِذَا غَلاَ {محْمُود الوَرَّاق}

فَالدَّاعِيَةُ يَنْبَغِي أَنْ لاَ يَنْصَهِرَ أَمَامَ الهُمُومِ وَالأَحْزَان، مَثَلُهُ في ذَلِكَ مَثَلُ المَاء، مَهْمَا أُوقِدَتْ عَلَيْهِ النِّيرَان، وَبَلَغَ المَبْلَغَ في الغَلَيَان؛ لاَ يَمْنَعُهُ ذَلِكَ مِن إِطْفَائِهَا إِذَا مَا صُبَّ عَلَيْهَا 00!!

فَكُنْ مِثْلَ كُوبِ الذَّهَب؛ انْكِسَارُهُ بَطِيء، وَإِذَا مَا انْكَسَرَ فَإِصْلاَحُهُ يَسِير 00!! وَلاَ تَكُنْ كَكُوبِ الفَخَّار؛ الَّذِي انْكِسَارُهُ سَرِيع، وَإِذَا مَا انْكَسَرَ فَإِصْلاَحُهُ أَمْرٌ عَسِير 00!!

فَرِفْقَاً بِقَلْبٍ صَرِيعِ الأَسَى * كَفَاهُ الزَّمَانُ وَعُدْوَانُهُ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّهُ وَاتِرِي * وَمَا انْفَكَّ تَنْزِلُ أَحْزَانُهُ وَإِنَّ الزَّمَانَ كَمَا تَعْلَمُونَ * يَمُوتُ وَلَمْ يُرْوَ ظَمْآنُهُ يَلِينُ فَتُنْسَى إِسَاءَ اتُهُ * وَيَقْسُو فَيُنْكَرُ إِحْسَانُهُ كَتَمْتُ الشِّكَاةَ عَلَى أَنَّهَا * لَرَاحَةُ قَلْبي وَسُلْوَانُهُ وَأَمْسَكْتُ عَيْنيَّ أَنْ تَدْمَعَا * وَفي القَلْبِ قَدْ ثَارَ بُرْكَانُهُ أَقُولُ لَهُ خَشْيَةَ الشَّامِتِينَا * تجَلَّدْ فَلِلْمَجْدِ أَثْمَانُهُ تمَاسَكْ قَلِيلاً فَلَسْتَ الَّذِي * تَلِينُ لَدَى الخَطْبِ عِيدَانُهُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف}

فَاحْتَسِبِ اللهَ فِيمَا أَصَابَك، وَقَدِيمَاً قِيل: " مَن عَتَبَ عَلَى الدَّهْرِ طَالَتْ مَعْتَبَتُه " 0 كَمِ الدَّهْرُ أَبْكَى قَبْلَ عَيْنِكَ شَاعِرَاً * وَأَضْحَكَهُ وَالحُكْمُ للَّهِ دُونَهُ وَمَنْ سَبَّهُ قَدْ صَارَ بِاللهِ كَافِرَاً * وَمَن عَانَدَ الأَيَّامَ أَبْدَى جُنُونَهُ

نحْسٌ مُسْتَمِرّ فَيَا صَاحِبي هَوِّن عَلَى نَفْسِكَ الأَسَى * فَفِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ يَنْبَلِجُ الفَجْرُ {قَالَ عَنْتَرَةُ ابْنُ شَدَّاد: وَفي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ يُفْتَقَدُ الْبَدْرُ، وَالْبَاقِي زِيَادَاتٌ مِن عِنْدِي} الشَّيْطَانُ الرَّجِيم: بَلْ قُلْ: وَفي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ يَنْبَلِجُ الفَقْرُ

المَلَكُ الكَرِيم: لَقَدْ قِيلَ في الأَمْثَال " إِنْ كُنْتَ سِنْدَانَاً فَاصْبِرْ، وَإِنْ كُنْتَ مِطْرَقَةً فَأَوْجِع " 00!! الشَّيْطَانُ الرَّجِيم: وَاللهِ مَا الصَّبْرُ إِلاَّ قَسْوَة 00!! ‍‍ المَلَكُ الكَرِيم: دَعْكَ مِنِ اصْبِرْ، تجَلَّدْ 00 الشَّيْطَانُ الرَّجِيم: مَا فَتَّ في عَضُدِ الحَزِينِ وَهَدَّهُ * شَيْءٌ كَقَوْلِكَ لِلحَزِينِ تجَلَّدِ وَإِذَا الفَتى لَبِسَ الأَسَى فَكَأَنَّمَا * بِصَنِيعِهِ قَدْ قَالَ لِلْبُؤْسِ اقْعُدِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر}

المَلَكُ الكَرِيم: لَيْسَتْ مُصِيبَتُكَ الَّتي بِكَ بَلْ مُصِيبَتُكَ القُنُوطْ فَلَطَالَمَا سَقَطَ الشُّجَاعُ وَقَامَ مِنْ بَعْدِ السُّقُوطْ {الشَّاعِرُ القَرَوِي / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} ثُمَّ قَالَتِ المَلاَئِكَةُ لِبَعْضِهَا بَعْدَ يَأْسِهَا: دَعُوه 00 فَإِنَّ النَّفْسَ تَهْدَأُ بَعْدَ حِينٍ * إِذَا لَمْ تَلْقَ بِالجَزَعِ انْتِفَاعَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} الشَّيَاطِينُ: بَلْ قُولُواْ: وَإِنَّ النَّفْسَ تجْزَعُ بَعْدَ حِينٍ * إِذَا لَمْ تَلْقَ بِالصَّبْرِ انْتِفَاعَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف}

فَالنَّحْسُ أَمْرٌ مُؤَكَّدْ * وَالسَّعْدُ إِحْدَى الأَمَانيانِ لاَ ذُو الصَّلاَحِ مخَلَّدْ * وَلاَ أَخُو الشَّرِّ فَانيانِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي} وَهَكَذَا 00 أُرِيدُ أَضْحَكُ لِلدُّنيَا وَيَمْنَعُني * أَن عَاقَبَتْني عَلَى بَعْضِ ابْتِسَامَاتياتِ وَمَا حَيَاةُ امْرِئٍ أَمْسَتْ مَدَامِعُهُ * مَقْسُومَةً بَينَ أَنَّاتٍ وَآهَاتِ * * * * * فَكَمْ قَدْ حُرِمْنَا وَكَمْ قَدْ ظلِمْنَا * إِلى أَنْ نَسِينَا مَذَاقَ السَّعَادَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

حَتىَّ إِنَّهُ لَوْ قِيلَ لي هَلُمَّ إِلى السَّعَادَةِ لَقُلْتُ: حَسْبي الْيَوْمَ مَا أَنَا فِيه 00 مِنْ سُوءِ حَظِّي أَنَّ نَفْسِيَ لاَ تَني * لَكِنَّهَا مُنِيَتْ بِحَظٍّ أَسْوَدِ يَا لَيْتَ شعْرِي كَمْ أَقُولُ لهَا انهَضِي * وَتَقُولُ أَحْدَاثُ الزَّمَانِ لهَا اقْعُدِيدِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر بِتَصَرُّف} يَبْدُو أَنيِّ لِلأَبَد؛ سَأَعِيشُ في كَبَد 00 كُلَّمَا طَيْرُ السَّعَادَة * بِالقُرْبِ مِنيِّ اسْتَقَرَّا وَأَرَدْتُ أَن أَصْطَادَه * نَفَرَ مِنيِّ وَفَرَّا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} أَيْنَمَا يَذْهَبُ الحَزِينُ يَلْقَى جِنَازَة، في كُلِّ وَادٍ بَنُو سَعْد 00!! مَا غَادَرَتْني نَكْبَةٌ إِلاَّ وَأَتْبَعَهَا أُخَرْ هَمٌّ يَزُولُ بِمِثْلِهِ كَالشَّوْكِ يُنْزَعُ بِالإِبَرْ

{الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} فَلَقَدْ كَانَ كُلُّ مَا حَوْلي يَقُولُ لي: لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لاَ يحِبُّ الفَرِحِين؛ حَتى أَنِّي لَمْ أَعُدْ أُفَكِّرُ في الفَرَجِ خَشْيَةَ أَن يَهْرَبَ لمجَرَّدِ عِلْمِهِ أَني أُفَكِّرُ فِيه 00!! إِلى اللهِ أَشْكُو أَنَّني كُلَّ لَيْلَةٍ * إِذَا نِمْتُ لَمْ أَعْدِمْ طَوَارِقَ أَوْهَامِيامِ فَإِنْ كَانَ شَرَّاً فَهْوَ لاَ بُدَّ وَاقِعٌ * وَإِنْ كَانَ خَيرَاً فَهْوَ أَضْغَاثُ أَحْلاَمِ {أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ التُّنُوخِيّ} نحْسٌ مُسْتَمِرّ 00 حَتى إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِليَّ أَنَّي لَوْ تَاجَرْتُ في الأَكْفَانِ لمَا مَاتَ أَحَد، وَلَوْ عَمِلْتُ " مِسَحَّرَاتي " لَمَا طَلَعَ هِلاَلُ العِيد 00!! مَا أَبْعَدَ الخَيْرَ في الدُّنيَا لِطَالِبِهِ * وَأَقْرَبَ الشَّرَّ مِنْ نَفْسٍ تحَاذِرُهُ

{محْمُود سَامِي البَارُودِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} كَمْ شَاعِرٍ في مِصْرَ فَذٍّ لَيْسَ يَمْلِكُ قُوتَ يَوْمِه فَتَرَاهُ لَيْلَ نَهَارَ يَشْكُو في الْقَصَائِدِ ظُلْمَ قَوْمِه النَّاسُ بَعْدَ الْعِيدِ تُفْطِرُ وَهْوَ مُضْطَرٌّ لِصَوْمِه {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} وَلِذَا كُنْتُ كَثِيرَاً مَا أَتَمَثَّلُ بِقَوْلِ القَائِل: إِنَّ * حَظِّي * كَدَقِيقٍ * فَوْقَ شَوْكٍ بَعْثَرُوهُ ثمَّ * قَالُواْ * لِحُفَاةٍ * يَوْمَ رِيحٍ اجْمَعُوهُ فَلَمَّا * لَمْ * يَسْتَطِيعُواْ * قَالَ قَوْمٌ اتْرُكُوهُ إِنَّ مَنْ كَانَ شَقِيَّاً * أَنْتُمُ لَنْ تُسْعِدُوهُ لدَرَجَةِ أَنيِّ قُلْتُ وَأَنَا في مُقْتَبَلِ العُمُر: يَا لَيْتَمَا رَجَعَ الزَّمَانُ الأَوَّلُ * زَمَنُ الشَّبَابِ الضَّاحِكُ المُتَهَلِّلُ عَهْدٌ تَرَحَّلَتِ البَشَاشَةُ إِذْ مَضَى * وَأَتَى الأَسَى فَأَقَامَ لاَ يَتَرَحَّلُ

لَوْ كَانَتِ الأَيَّامُ تَعْقِلُ مِثْلَنَا * عَاتَبْتُهَا لَكِنَّهَا لاَ تَعْقِلُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي 0 بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَخِير} وَهَلْ يَفْرَحُ بِالعِيد؛ إِنْسَانٌ غَيرُ سَعِيد؟! كَانَ يَأْتي عَلَيَّ الهِلاَلُ تِلْوَ الهِلاَلِ تِلْوَ الهِلاَل؛ وَأَنَا عَلَى هَذَا الحَال؛ وَلِذَا كُنْتُ إِذَا رَمَقَهُ بَصَرِي شَخَصَ إِلَيْهِ وَقَال: يَا ابْنَ الظَّلاَمِ أَمَا تَعِبْتَ مِنَ السُّرَى * أَبَدَاً تَرُوحُ عَلَى الأَنَامِ وَتَغْتَدِيدِ شَيَّبْتَ نَاصِيَةَ القُرُونِ وَلَمْ تَزَلْ * طِفْلاً تُطَالِعُنَا بِوَجْهٍ أَمْرَدِ قَالُواْ عَجِبْنَا مَا لِشِعْرِكَ نَائِحَاً * في العِيدِ مَا هَذَا بحَالِ مُعَيِّدِ مَا حِيلَةُ العُصْفُورِ قَصُّواْ رِيشَهُ * وَرَمَوْهُ في قَفَصٍ وَقَالُواْ غَرِّدِ {محْمُود غُنَيْم}

عِيدٌ بِأَيَّةِ حَالٍ عُدْتَ يَا عِيدُ * بمَا مَضَى أَمْ بِأَمْرٍ فِيهِ تَجْدِيدُ أَتَيْتَ لِلنَّاسِ لاَ لي إِنَّني تَعِسٌ * قَسَتْ عَلَيْهِ صُرُوفُ الدَّهْرِ يَا عِيدُ وَكَيْفَ أَفْرَحُ وَالأَحْدَاثُ محْزِنَةٌ * في القَلْبِ هَمٌّ وَفي العَيْنَيْنِ تَسْهِيدُ مَا لي وَلِلْعِيدِ هَيَّا يَا زَمَانُ بِنَا * فَكَيْفَ يَشْهَدُهُ قَوْمٌ مَنَاكِيدُ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لِلْمُتَنَبيِّ، وَالْبَاقِي لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي} أَتَى الزَّمَانَ بَنُوهُ في شَبِيبَتِهِ * فَسَرَّهُمْ وَأَتَينَاهُ عَلَى الهَرَمِ {المُتَنَبيِّ} أَلَمْ تَرَ أَنِّي مِنْ ثَلاَثِينَ حَجَّةً * أَرُوحُ وَأَغْدُو دَائِمَ الحَسَرَاتِ {دِعْبِلٌ الخُزَاعِيّ} تَشَكَّى زُهَيرٌ مِن ثمَانِينَ حَجَّةً * وَإِنيِّ لأَشْكُو مُذْ بَلَغْتُ ثمَانِيَا

فَيَا مَنْ لِقَلْبٍ لاَ تَنَامُ همُومُهُ * وَيَا مَنْ لِعَينٍ لاَ تَنَامُ اللَّيَالِيَا المَوْهُوبُونَ وَالمَوْهُومُون المَلَكُ الكَرِيم: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيرِ حِسَاب؛ فَاتَّقِ اللهَ وَاصْبِرْ 0 وَمَنْ لَمْ يَذُقْ مُرَّ التَّعَلُّمِ سَاعَةً * تجَرَّعَ ذُلَّ الجَهْلِ طُولَ حَيَاتِهِ {الإِمَامُ الشَّافِعِيّ} خَلِيلِيَ إِنَّ العِلْمَ صَعْبٌ مِرَاسُهُ * وَإِنَّ عَزِيزَ الْقَوْمِ فِيهِ يُهَانُ وَهَكَذَا البَدْرُ لاَ يَظْهَرُ دَائِمَاً إِلاَّ في الظَّلاَم، وَالأَحْجَارُ الْكَرِيمَةُ لاَ تَكُونُ إِلاَّ تحْتَ الأَقْدَام 00!! إِنَّ نجَاحَ المَوْهُومِين؛ لاَ يُقَلِّلُ أَبَدَاً مِنْ شَأْنِ المَوْهُوبِين؛ فَالبرْمِيلُ الْفَارِغُ هُوَ الَّذِي يحْدِثُ الرَّنِين!!

{قُلْ لاَ يَسْتَوِي الخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الخَبِيث} {المَائِدَة/100} فَمَا كُلُّ مَنْ نَظَمَ القَصَائِدَ شَاعِرٌ * وَلاَ كُلُّ مَنْ قَالَ النَّسِيبَ مُتَيَّمُ {رَبُّ السَّيْفِ وَالْقَلَم / محْمُود سَامي البَارُودِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} لَيْسَ التَّكَحُّلُ في العَيْنَيْنِ كَالكَحَلِ* وَلاَ الجَبَانُ إِذَا مَا كَرَّ كَالبَطَلِ فَالصُّبْحُ يُغْني عَنِ المِصْبَاحِ يَا وَلَدِي * وَفي ضِيَا الشَّمْسِ مَا يُغْنِيكَ عَنْ زُحَلِ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ وَالأَخِيرُ لِلْمُتَنَبيِّ، وَالثَّاني لِلشَّرِيفِ الرَّضِيِّ بِتَصَرُّف، وَالثَّالِثُ لاَبْنِ الرُّومِيّ} وَيَبِينُ عِتْقُ الخَيْلِ مِن أَصْوَاتهَا {المُتَنَبيِّ} وَكَمْ مِنْ جِبَالٍ قَدْ عَلا شُرُفَاتِهَا * رِجَالٌ فَزَالُواْ وَالجِبَالُ جِبَالُ

وَالبَيْضُ الفَاسِدُ دَائِمَاً هُوَ الَّذِي يَطْفُو عَلَى سَطْحِ المَاء 00!! وَلِذَا أَصْبَحَتْ مِصْر: أَشْبَهَ شَيْءٍ بِالْبَحْر 00 فَوْق الرَّأْسِ يَحْمِلُ * الأَقْذَارَ وَالأَعْفَان وَتَدُوسُ أَرْجُلُهْ * اليَاقُوتَ وَالمَرْجَان وَهَكَذَا يَسْفُلُ * الرَّاجِحُ في المِيزَان {أَفْكَارٌ جَيِّدَةٌ قَرَأْتُهَا في شِعْرِ ابْنِ الرُّومِيِّ فَقُمْتُ بِنَظْمِهَا وَتَهْذِيبِهَا} وَهَذَا هُوَ شَأْنُ الدُّنيَا: إِذَا أَقْبَلَتْ بَاضَ الحَمَامُ عَلَى الوَتَدْ * وَإِن أَدْبَرَتْ بَصَقَ الحِمَارُ عَلَى الأَسَدْ * * * * * وَيُنْكِرُ الفَمُ طَعْمَ المَاءِ مِنْ سَقَمٍ * وَتُنْكِرُ العَيْنُ ضَوْءَ الشَّمْسِ مِنْ رَمَدِ {المُتَنَبيِّ} وَمَن أَرَادَ هِجَاءَ الحُسْنِ قَالَ لَنَا * الشَّمْسُ نَمَّامَةٌ وَاللَّيْلُ قَوَّادُ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لي، وَالآخَرُ لاَبْنِ المُعْتزّ}

نمَّامَةٌ: لأَنهَا تَفْضَحُ العِبَاد، وَقَوَّادٌ: لأَنَّهُ سِتْرٌ عَلَى الزُّنَاةِ وَالعُصَاة، وَالعِيَاذُ بِالله 00!! كَمْ مِنْ كَوَادِرَ في الصُّحُفْ * لَيْسَتْ جَوَاهِرَ بَلْ صَدَفْ فَكَلاَمُهُمْ غَثٌّ وَمُضْطَرِبٌ وَأَكْثَرُهُ حَشَفْ وَيُقَالُ عَنهُمْ هَؤُلاَءِ هُمُ النَّوَابِغُ لِلأَسَفْ فَنُّ الْكِتَابَةِ كَانَ يُوجَدُ في الزَّمَانِ المُنْصَرِفْ أَيَّامَ كَانَ الشَّعْبُ يَنْتَظِرُ المَقَالَةَ في شَغَفْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} غَيرَ أَنَّ الأَدَبَ الرَّاقِيَ دَائِمَاً؛ هُوَ الَّذِي يَفْرِضُ في النِّهَايَةِ نَفْسَه؛ فَالبَيْضَةُ لاَ تَكْسِرُ الحَجَر، وَإِنْ يَبْغِ عَلَيْكَ قَوْمُكَ لاَ يَبْغِ عَلَيْكَ الْقَمَر 00 فَيَا ضَاربَاً حَجَرَاً بِالْعَصَا * ضَرَبْتَ عَصَاكَ وَلَيْسَ الحَجَرْ

فَاصْبِرْ 00 {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُواْ شَيْئَاً وَيجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيرَاً كَثِيرَا} {النِّسَاء/19} وَالمحَنُ وَالشَّدَائِدُ هِيَ الَّتي تَصْنَعُ الرِّجَال، فَرُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَة، وَرُبَّمَا صَحَّتِ الأَجْسَامُ بِالعِلَلِ!! كَالرَّوْضِ أَضْحَكَهُ الغَمَامُ البَاكِي {ابْنُ زَيْدُون} فَلاَ يُوجَدُ شَاعِرٌ وَلاَ أَدِيبٌ وَلاَ كَاتِبٌ عَلَى وَجْهِ الأَرْض، أَبْدَعَ في التِّرَاجِيدْيَا وَالأَدَبِ السَّاخِر؛ مِن غَيرِ أَنْ يُعَانيَ مُرَّ المُعَانَاة، وَيَرَى المَوْتَ عَلَى قَيْدِ الحَيَاة، وَلَوْلاَ المَوْجُ مَا كَانَتْ بحُور، وَلَوْلاَ الظُّلْمَةُ مَا عُرِفَ نُور، وَكَمَا قَالُواْ في الأَمْثَالِ السَّائِرَة: النَّائِحَةُ الثَّكْلَى لَيْسَتْ كَالمُسْتَأْجَرَة 0 صَبرَاً آلَ يَاسِر

فَلَئِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ فَاصْبرْ لهَا * عَظُمَتْ مُصِيبَةُ مُبْتَلٍ لاَ يَصْبِرُ * * * * * قَدْ يُنعِمُ اللهُ بِالبَلْوَى وَإِن عَظُمَتْ * وَيَبْتَلِي اللهُ بَعْضَ القَوْمِ بِالنِّعَمِ {أَبُو تَمَّام} وَالدَّهْرُ يحْزِنُنَا لِيَوْمِ سُرُورِنَا * وَاليُسْرُ لَنْ تَلْقَاهُ قَبْلَ عَسِيرِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} وَمَنْ تَكُنِ العَلْيَاءُ هِمَّةَ نَفْسِهِ * فَكُلُّ الَّذِي يَلْقَاهُ فِيهَا محَبَّبُ {محْمُود سَامِي الْبَارُودِي} وَمَنْ صَحِبَ الدُّنيَا بِعِفَّةِ رَاهِبِ * فَأَيَّامُهُ محْفُوفَةٌ بِالمَصَائِبِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوِ الشَّاعِرُ الْقَرَوِي}

لاَ تحْسَبَنَّ طَرِيقَ الجَنَّةِ مَفرُوشَاً بِالوُرُودِ وَالشُّمُوع، بَلْ بِالشَّوْكِ وَالدُّمُوع، أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ غَالِيَة، وَسِلْعَةُ اللهِ الجَنَّة، وَلَوْ كَانَتْ رَخِيصَةً؛ لَنَالَهَا كُلُّ النَّاس 00!! أَلَمْ تَنْظُرْ إِلى الأَنْبِيَاءِ كَمْ كُذِّبُواْ وَعُذِّبُواْ وَافْتَقَدُواْ النَّاصِرَ وَالمُعِين، حَتىَّ أَتَاهُمْ مِنَ اللهِ النَّصْرُ المُبِين؟ وَلِذَا قَالَ سَيِّدُنَا لُقْمَانُ لاَبْنِهِ وَهْوَ يَعِظُهُ: {وَأْمُرْ بِالمَعْرُوفِ وَانهَ عَنِ المُنْكَرِ وَاصْبرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِن عَزْمِ الأُمُور} {لُقمَان: 17} لأَنَّ مَنْ سَلَكَ طَرِيقَ الدَّعْوَةِ فَلاَ بُدَّ وَأَنْ يُبْتَلَى؛ وَلِذَا قَالَ عَزَّ وَجَلّ: {وَتَوَاصَوْاْ بِالحَقِّ وَتَوَاصَواْ بِالصَّبْرِ} {العَصْر/3}

وَكَأَنَّ الآيَةَ تَقُولُ بِلِسَانِ الحَال: " مَن أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ إِلى الحَقّ؛ فَعَلَيْهِ أَنْ يَتَحَلَّى بِالصَّبر " 0 مِنْ وَاجِبِ النَّاسِ أَنْ يَتُوبُواْ * لَكِنَّ تَرْكَ الذُّنُوبِ أَوْجَبْ وَالدَّهْرُ في صَرْفِهِ عَجِيبٌ * وَغَفلَةُ النَّاسِ عَنهُ أَعْجَبْ وَالصَّبْرُ في النَّائِبَاتِ صَعْبٌ * لَكِنْ فَوَاتُ الثَّوَابِ أَصْعَبْ وَكُلُّ مَا تَرْتجِي قَرِيبٌ * وَالمَوْتُ مِنْ دُونِ ذَاكَ أَقرَبْ الرَّاحَةُ دَائِمَاً؛ لاَ تَأْتِي إِلاَّ بِطُلُوعِ الرُّوح عَلَى قَدْرِ أَهْلِ العَزْمِ تَأْتِي العَزَائِمُ {المُتَنَبيِّ} لَوْلاَ المَشَقَّةُ سَادَ النَّاسُ كُلُّهُمُ * فَالجُودُ يُفْقِرُ وَالإِقْدَامُ قَتَّالُ {المُتَنَبيِّ} لَنْ يُدْرِكَ المجْدَ مَنْ لَمْ يَرْكَبِ الخَطَرَا * وَلاَ يَنَالُ العُلاَ مَنْ قَدَّمَ الحَذَرَا

وَمَن أَرَادَ العُلاَ عَفْوَاً بِلاَ تَعَبٍ * قَضَى الحَيَاةَ وَلَمْ يُدْرِكْ بِهَا الوَطَرَا {صَفِيُّ الدِّينِ الحِلِّيّ} فَالمجْدُ لاَ يَبْنِيهِ بَانِيهِ بِأَسْمَنْتٍ وَمَاءْ يُبْنى بِأَشْلاَءِ الضَّحَايَا ثُمَّ يُطْلَى بِالدِّمَاءْ {محْمُود غُنَيْم} فَمَهْرُ المجْدِ غَالٍ * وَبَعْضُ المَهْرِ مَوْتُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني أَوْ محْمُود غُنَيْم} وَالآمَالُ لاَ تُنَالُ * إِلاَّ بِشِقِّ الأَنْفُسِ

فَمَن أَرَادَ أَكْلَ التِّينِ فَلْيَتَحَمَّلِ الأَشْوَاك؛ فَالرَّاحَةُ دَائِمَاً لاَ تَأْتِي إِلاَّ بَعْدَ طُلُوعِ الرُّوح، وَهَكَذَا 0 أُعِدَّتِ الرَّاحَةُ الكُبْرَى لِمَنْ تَعِبَا * وَفَازَ بِالمجْدِ مَنْ لَمْ يَأْلُهُ طَلَبَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} النَّاسُ جَارٌ في الحَيَاةِ لِغَايَةٍ * وَمُضَلَّلٌ يجْرِي بِغَيرِ عِنَانِ وَالمجْدُ في الدُّنيَا وَلَيْسَ بهَيِّنٍ * عُلْيَا المَرَاتِبِ لَمْ تُتَحْ لجَبَانِ فَاصْبرْ عَلَى نُعْمَى الحَيَاةِ وَبُؤْسِهَا * نُعْمَى الحَيَاةِ وَبُؤْسُهَا سِيَّانِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف}

وَلاَ خَيْرَ فِيمَنْ لاَ يُرَوِّضُ نَفْسَهُ * عَلَى نَائِبَاتِ الدَّهْرِ حِينَ تَنُوبُ {أَبُو الْعَتَاهِيَة 0 بِتَصَرُّف} فَإِنْ تَأَزَّمَ أَمْرٌ فَانْتَظِرْ فَرَجَاً * فَأَضْيَقُ الأَمْرِ أَدْنَاهُ مِنَ الفَرَجِ {المِصْرَاعُ الأَخِيرُ فَقَطْ لأَبي العَتَاهِيَة} سَحَابَةُ صَيْفٍ عَنْ قَلِيلٍ سَتَنْجَلِي {ابْنُ شَبْرَمَة بِتَصَرُّف} وَتحْتَ الرَّغْوَةِ اللَّبنُ الصَّرِيحُ {نَضْلَة، وَقِيلَ أَبُو محْجَنِ الثَّقَفِيّ}

وَلَرُبَّ دَاهِيَةٍ يَضِيقُ بِهَا الفَتى * ذَرْعَاً وَعِنْدَ اللهِ مِنهَا المَخْرَجُ ضَاقَتْ فَلَمَّا اسْتَحْكَمَتْ حَلَقَاتُهَا * فُرِجَتْ وَكَانَ يَظُنُّهَا لاَ تُفْرَجُ {الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ الله} {حَتىَّ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا} {يُوسُف/110} اصْبِرْ قَلِيلاً يَا أَخِي * فَالصَّبْرُ مِفْتَاحُ الفَرَجْ أَنىَّ سَتُصْبِحُ نَاقِدَاً * لَوْ لَمْ تَعِشْ بَيْنَ الهَمَجْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

اصْبِرْ لَعَلَّ اللهَ يحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرَا، وَعَمَّا قَلِيلٍ سَوْفَ يُؤْتي أَدَبُكَ أُكُلَهُ وَلَوْ بَعْدَ حِين 00!! وَإِنَّ امْرَاً يَسْعَى ثَلاَثِينَ حَجَّةً * إِلى مَنهَلٍ مِنْ وِرْدِهِ لَقَرِيبُ {أَبُو الْعَتَاهِيَة} عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْر، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْب، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرَا " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالظِّلاَلِ بِرَقْمَيْ: 6806، 315، رَوَاهُ أَحْمَد: 2800، وَالبَيْهَقِيُّ في الشُّعَب: 10000]

اصْبِرْ عَلَى الزَّمَنِ الْعَصِيبْ * فَلِكُلِّ مجْتَهِدٍ نَصِيبْ وَتَعَلَّمِ الصَّبْرَ الجَمِيلَ إِذَا نَظَرْتَ إِلى الحَبِيبْ سَتَجِيءُ أَيَّامٌ غَدَاً أَصْفَى مِنَ اللَّبَنِ الحَلِيبْ فَالصَّبْرُ يَأْتي دَائِمَاً مِنْ بَعْدِهِ فَرَجٌ قَرِيبْ مَنْ كَانَ في كَنَفِ الإِلَهِ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يخِيبْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

القَصَائِدُ الوَرْدِيَّة وَيُوَاصِلُ المَلاَكُ قَوْلَهُ فَيَقُول: أَيُّهَذَا الشَّاكِي وَمَا بِكَ دَاءٌ * كُنْ جَمِيلاً تَرَى الوُجُودَ جَمِيلاَ إِنَّ شَرَّ الجُنَاةِ في الأَرْضِ نَفْسٌ * تَتَمَنىَّ قَبْلَ الرَّحِيلِ الرَّحِيلاَ فَتَرَى الشَّوْكَ في الغُصُونِ وَتَعْمَى * أَنْ تَرَى الزَّهْرَ فَوْقَهُ إِكْلِيلاَ هُوَ عِبْءٌ عَلَى الحَيَاةِ ثَقِيلٌ * مَنْ يَظُنُّ الحَيَاةَ عِبْئَاً ثَقِيلاَ أَعْقَلُ النَّاسِ في الحَيَاةِ أُنَاسٌ * عَلَّلُوهَا فَأَحْسَنُواْ التَّعْلِيلاَ قُلْ لِقَوْمٍ يَسْتَنْرِفُونَ المَآقِى * هَلْ شَفَيْتُمْ مَعَ البُكَاءِ غَلِيلاَ

كُلُّ مَنْ يجْمَعُ الهُمُومَ عَلَيْهِ * أَخَذَتْهُ الهُمُومُ أَخْذَاً وَبِيلاَ كُنْ مَعَ الفَجْرِ نَسْمَةً تُوسِعُ الأَزْ * هَارَ شَمَّاً وَتَارَةً تَقْبِيلاَ لاَ سَمُومَاً مِنَ السَّوَافي اللَّوَاتي * تَمْلأُ الأَرْضَ في الظَّلاَمِ عَوِيلاَ كُنْ بُلْبُلاً في عُشِّهِ يَتَغَنىَّ * وَمَعَ الكَبْلِ لاَ يُبَالي الكُبُولاَ لاَ غُرَابَاً يُطَارِدُ الجِيَفَ في الأَرْ * ضِ وَبَوْمَاً في اللَّيْلِ يَبْكِي الطُّلُولاَ أَدْرَكَتْ كُنهَهَا طُيُورُ الرَّوَابي * فَمِنَ العَارِ أَنْ تَظَلَّ جَهُولاَ تَتَغَنىَّ وَعُمْرُهَا بَعْضُ عَامٍ * أَفَتَبْكِي وَقَدْ تَعِيشُ طَوِيلاَ كُلَّمَا أَمْسَكَ الغُصُونَ سُكُونٌ * صَفَّقَتْ لِلْغُصُونِ حَتىَّ تَمِيلاَ

فَتَعَلَّمْ حُبَّ الطَّبِيعَةَ مِنهَا * وَاتْرُكِ القَالَ لِلْوَرَى وَالقِيلاَ فَالَّذِي يَتَّقِي العَوَاذِلَ يَلْقَى * دَائِمَاً في كُلِّ شَخْصٍ عَذُولاَ فَإِذَا مَا وَجَدْتَ في الرَّوْضِ ظِلاًّ * فَتَفَيَّأْ بِهِ إِلى أَنْ يحُولاَ وَمَصِيرُ الوَرْدِ في الرِّيَاضِ ذُبُولٌ * كُن حَكِيمَاً وَاسْبِقْ إِلَيْهِ الذُّبُولاَ وَتَرَقَّبْ إِذَا السَّمَاءُ اكْفَهَرَّتْ * مَطَرَاً في السُّهُولِ يحْبي السُّهُولاَ كُلُّ نجْمٍ إِلى الأُفُولِ وَلَكِن * آفَةُ النَّجْمِ أَنْ يَخَافَ الأُفُولاَ مَا أَتَيْنَا إِلى الحَيَاةِ لِنَشْقَى * فَأَرِيحُواْ أَهْلَ العُقُولِ العُقُولاَ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير}

وَيُوَاصِلُ المَلاَكُ قَوْلَهُ فَيَقُول: كُنْ بَلْسَمَاً إِنْ صَارَ غَيرُكَ أَرْقَمَا * وَتُرُجَّةً إِنْ صَارَ غَيرُكَ عَلْقَمَا لاَ تَطْلُبنَّ محَبَّةً مِن أَحْمَقٍ * فَالمَرْءُ لَيْسَ يحِبُّ حَتىَّ يَفْهَمَا أَحْسِنْ وَإِنْ لَمْ تَلْقَ عُمْرَكَ شَاكِرَاً * أَيَّ الجَزَاءِ الغَيْثُ يَبْغِي إِن هَمَى كَرِهَ الدُّجَى فَاسْوَدَّ إِلاَّ شُهْبَهُ * بَقِيَتْ لِتَضْحَكَ مِنهُ كَيْفَ تجَهَّمَا لَوْ تَعْشَقُ البَيْدَاءُ أَمْسَتْ أَرْضُهَا * زَهْرَاً وَصَارَ سَرَابُهَا الخَدَّاعُ مَا فَالْهُ بِوَرْدِ الرَّوْضِ عَن أَشْوَاكِهِ * وَانْسَ العَقَارِبَ إِنْ رَأَيْتَ الأَنجُمَا

لاَحَ الجَمَالُ لِعَاقِلٍ فَأَحَبَّهُ * وَرَآهُ * ظِنِّينٌ * فَظَنَّ * وَرَجَّمَا فَارْفُقْ بِإِخْوَانِ الحَمَاقَةِ إِنَّهُمْ * مَرْضَى فَإِنَّ الحُمْقَ شَيْءٌ كَالعَمَى وَاعْمَلْ لإِسْعَادِ الوَرَى وَهَنَائِهِمْ * إِنْ شِئْتَ تَسْعَدْ في الحَيَاةِ وَتَنعَمَا مَنْ ذَا يُكَافِئُ زَهْرَةً فَوَّاحَةً * أَمْ مَنْ يُثِيبُ البُلْبُلَ المُتَرَنِّمَا لَوْ لَمْ يَكُنْ في الأَرْضِ إِلاَّ حَاقِدٌ * لَتَبَرَّمَتْ بِوُجُودِهِ وَتَبرَّمَا يَا صَاحِ خُذْ رُوحَ المحَبَّةِ عَنهُمَا * إِنيِّ وَجَدْتُ الحُبَّ شَيْئَاً قَيِّمَا لَوْ مَا شَذَتْ هَذِي وَهَذَا مَا شَدَا * عَاشَتْ مُذَمَّمَةً وَعَاشَ مُذَمَّمَا

أَحْبِبْ يَصِيرُ الكُوخُ قَصْرَاً نَيرَاً * أَبْغِضْ يَصِيرُ القَصْرُ سِجْنَاً مُظْلِمَاً جأَيْقِظْ شُعُورَكَ بِالمحَبَّةِ إِن غَفَا * لَوْلاَ الشُّعُورُ النَّاسُ كَانُواْ كَالدُّمَى مَا الكَأْسُ لَوْلاَ الخَمْرُ غَيرَ زُجَاجَةٍ * وَالصَّدْرُ لَوْلاَ الحُبُّ إِلاَّ أَعْظُمَا لاَ تحْقِدَنَّ عَلَى الغَنيِّ لِفَاقَةٍ * مَاتَ الرَّسُولُ وَلَمْ يُوَرِّثْ دِرْهَمَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير}

كَمْ تَشْتَكِي وَتَقُولُ إِنَّكَ مُعْدِمُ * وَالأَرْضُ مِلْكُكَ وَالسَّمَا وَالأَنجُمُ وَلَكَ الحُقُولُ وَزَهْرُهَا وَأَرِيجُهَا * وَنَسِيمُهَا وَالبُلْبُلُ المُتَرَنِّمُ وَالمَاءُ حَوْلَكَ فِضَّةٌ رَقْرَاقَةٌ * وَالشَّمْسُ فَوْقَكَ عَسْجَدٌ يَتَضَرَّمُ وَالنُّورُ يَرْسِمُ في السُّفُوحِ وَفي الذُّرَى * صُوَرَاً مُزَخْرَفَةً وَحِينَاً يَهْدِمُ وَكَأَنَّهُ الفَنَّانُ يَعْرِضُ عَابِثَاً * آيَاتِهُ قُدَّامَ مَنْ يَتَعَلَّمُ وَكَأَنَّهُ بِصَفَائِهِ وَبَرِيقِهِ * بَحْرٌ تَحُومُ بِهِ الطُّيُورُ الحُوَّمُ

لاَ تَشْكُوَنَّ إِلى العِبَادِ فَإِنَّمَا * تَشْكُو الرَّحِيمَ إِلى الَّذِي لاَ يَرْحَمُ هَشَّتْ لَكَ الدُّنيَا فَمَا لَكَ وَاجِمَاً * وَتَبَسَّمَتْ فَعَلاَمَ لاَ تَتَبَسَّمُ إِنْ كُنْتَ * مُكْتَئِبَاً لِعِزٍّ قَدْ مَضَى * هَيْهَاتَ يُرْجِعُهُ إِلَيْكَ تَوَجُّمُ أَوْ كُنْتَ تُشْفِقُ مِن حُلُولِ مُصِيبَةٍ * هَيْهَاتَ يَمْنَعُ أَنْ تَحُلَّ تَجَهُّمُ أَوْ كُنْتَ جَاوَزْتَ الشَّبَابَ فَلاَ تَقُلْ * شَاخَ الزَّمَانُ فَإِنَّهُ لاَ يَهْرَمُ

انْظُرْ فَمَا زَالَتْ تُطِلُّ عَلَى الوَرَى * صُوَرٌ تَكَادُ لِحُسْنِهَا تَتَكَلَّمُ مَا بَينَ أَشْجَارٍ كَأَنَّ غُصُونَهَا * أَيْدٍ تُصَفِّقُ تَارَةً وَتُسَلِّمُ وَعُيُونِ مَاءٍ دَافِقَاتٍ في الثَّرَى * تَشْفِي السَّقِيمَ كَأَنَّمَا هِيَ زَمْزَمُ بِحَدِيقَةٍ فُتنَ النَّسِيمُ بِحُسْنِهَا * فَغَدَا يُدَنْدِنُ تَارَةً وَيُرَنِّمُ وَكَأَنَّهُ صَبٌّ بِبَابِ جَمِيلَةٍ * مُتَوَسِّلٌ مُسْتَعْطِفٌ مُسْتَرْحِمُ وَالجَدْوَلُ الجَذْلاَنُ يَضْحَكُ لاَهِيَاً * وَالنَّرٌجِسُ الوَلْهَانُ مُغْفٍ يَحْلُمُ وَعَلَى الصَّعِيدِ خَمِيلَةٌ مِنْ سُنْدُسٍ * وَعَلَى الهِضَابِ لِكُلِّ حُسْنٍ مَبْسِمُ

صُوَرٌ وَآيَاتٌ تَفِيضُ بَشَاشَةً * وَكَأَنَّ بَارِئَهَا بِهَا يَتَبَسَّمُ أَتَزُورُ رُوحُكَ جَنَّةً فَتَجُوزَهَا * كَيْ مَا تَزُورَكَ بِالظُّنُونِ جَهَنَّمُ وَتَرَى الحَقِيقَةَ مُشْرِقَاً إِصْبَاحُهَا * فَتَعَافُهُ سَفَهَاً لِمَا تَتَوَهَّمُ يَا مَنْ يُؤَرِّقُهُ غَدٌ في يَوْمِهِ * قَدْ بِعْتَ مَا تَدْرِي بِمَا لاَ تَعْلَمُ قُمْ بَادِرِ اللَّذَّاتِ قَبْلَ فَوَاتِهَا * مَا كُلُّ يَوْمٍ مِثْلَ هَذَا مَوْسِمُ أَحْبَابَنَا مَا أَجْمَلَ الدُّنيَا بِكُمْ * لاَ تَقْبُحُ الدُّنيَا وَفِيهَا أَنْتُمُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير}

فَيَا مَنْ تَعَوَّدَ أَنْ يَرْقُبَ * مِنَ العَيْشِ جَانِبَهُ الأَسْوَدَا إِذَا نَعَبَ الْبُومُ فَوْقَ الرُّبى * فَكَمْ بُلْبُلٍ فَوْقَهَا غَرَّدَا {نِعْمَةُ الحَاجّ 0 بِتَصَرُّف}

وَهُنَا وَبَعْدَ هَذِهِ القَصَائِدِ الوَرْدِيَّة؛ دَارَ بَيْني وَبَينَهُ الحِوَارُ التَّالي: قُلْتُ السَّمَاءُ كَئِيبَةٌ مُتَجَهِّمَا * قَالَ ابْتَسِمْ يَكْفِي التَّجَهُّمُ في السَّمَا قُلْتُ الَّتي كَانَتْ بِقَلْبي جَنَّةً * قَدْ صَيرَتْهُ بِالصُّدُودِ جَهَنَّمَا قَالَ ابْتَسِمْ وَاهْنَأْ فَلَوْ قَارَنْتَهَا * قَضَّيْتَ عُمْرَكَ كُلَّهُ مُتَأَلِّمَا قُلْتُ العِدَى في ظُلْمِنَا بَلَغُواْ المَدَى * أَأُسَرُّ وَالأَعْدَاءُ حَوْليَ في الحِمَى قَالَ ابْتَسِمْ مَا دَامَ بَيْنَكَ وَالرَّدَى * شِبرٌ فَإِنَّكَ بَعْدُ لَنْ تَتَبَسَّمَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير}

تَصَبرْ أَيُّهَا المَرْءُ اللَّبِيبُ * لَعَلَّكَ بَعْدَ صَبْرِكَ لاَ تخِيبُ إِذَا اشْتَمَلَتْ عَلَى اليَأْسِ القُلُوبُ * وَضَاقَ لِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيبُ وَعَمَّتْنَا المَصَائِبُ وَاسْتَقَرَّتْ * وَأَرْسَتْ في أَمَاكِنِهَا الخُطُوبُ وَلَمْ تَرَ لاَنْكِشَافِ الضُّرِّ وَجْهَاً * وَلاَ أَغْنى بِحِيلَتِهِ الأَرِيبُ أَتَاكَ عَلَى قُنُوطٍ مِنْكَ غَوْثٌ * يَمُنُّ بِهِ اللَّطِيفُ المُسْتَجِيبُ وَكُلُّ النَّائِبَاتِ إِذَا تَوَالَتْ * تَوَلَّتْ وَانجَلَى فَرَجٌ القَرِيبُ {أَبُو حَاتِم / هَكَذَا في المُسْتَطْرَف}

فَكَمْ لَيْلَةٍ بِتَّ في كُرْبَةٍ * يَكَادُ الرَّضِيعُ لَهَا أَنْ يَشِيبْ فَمَا أَصْبَحَ الصُّبْحُ حَتىَّ أَتَى * مِنَ اللهِ نَصْرٌ وَفَتْحٌ قَرِيبْ وَهَكَذَا 00 بِبَقِيَّةٍ مِنَ الإِيمَانِ في الحُشَاشَة، وَبِهَذِهِ الأَشْعَارِ الَّتي تَفِيضُ بِالْبَشَاشَة؛ كَانَ يَضْمَحِلُّ الْيَأْسُ مِنْ طَرِيقِي وَيَتَلاَشَى 00

تَعَوَّدْتُ أَعْشَقُ كُلَّ مَا يُطْلِقُ العَقْلاَ * وَأَتْبَعُ أَقْوَالَ الأَئِمَّةِ وَالنَّقْلاَ وَسَائِلَةٍ أَيُّ المَذَاهِبِ مَذْهَبي * وَهَلْ كَانَ فَرْعَاً في الدِّيَانَاتِ أَمْ أَصْلاَ فقُلْتُ لَهَا لَمْ يَقْتنِ المَرْءُ مَذْهَبَاً * وَإِنْ جَلَّ إِلاَّ كَانَ في عُنْقِهِ غُلاَّ أَنَا آدَمِيٌّ كَانَ يحْسِبُ أَنَّهُ * هُوَ الكَائِنُ الأَسْمَى وَشِرْعَتُهُ الفُضْلَى وَأَنَّ لَهُ الدُّنيَا الَّتي هُوَ بَعْضُهَا * وَأَنَّ لَهُ الأُخْرَى إِذَا صَامَ أَوْ صَلَّى تَتَلْمَذْتُ لِلإِنْسَانِ حِينَاً قَدِ انْقَضَى * فَلَقَّنَني غَيَّاً وَعَلَّمَني جَهْلاَ

إِلى أَنْ رَأَيْتُ البَدْرَ يَسْطَعُ في الدُّجَى * لِذِي مُقْلَةٍ حَسْرَى وَذِي مُقْلَةٍ جَذْلى وَعَايَنْتُ كَيْفَ النَّهْرُ يَبْذُلُ مَاءَهُ * فَمَا يَبْتَغِي شُكْرَاً وَلاَ يَدَّعِي فَضْلاَ وَكَيْفَ تُغَذِّي الأَرْضُ الأَمَ نَبْتِهَا * وَأَقْبَحَهُ شَكْلاً كَأَحْسَنِهِ شَكْلاَ وَهِمْتُ بِمَا اخْتَارَ الغَدِيرُ لِنَفْسِهِ * وَيَا حُسْنَ مَا اخْتَارَ الغَدِيرُ وَيَا أَحْلَى تجِئُ إِلَيْهِ الطَّيرُ ظَمْئَى فَتَرْتَوِي * وَإِنْ وَرَدَتْهُ الإِبْلُ لَمْ يَزْجُرِ الإِبْلاَ وَيَطَّهَّرُ الذِّئْبُ الأَثِيمُ بِمَائِهِ * فَلَمْ يُعْدِهِ إِثْمٌ وَلاَ طُهْرُهُ يَبْلَى {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير}

مَرَارَةُ المَأْسَاة، وَحَرَارَةُ المُوَاسَاة وَأَحْيَانَاً كَانَ يَأْتِيني هَذَا المَلاَكُ في صُورَةِ صَدِيقٍ لي شَاعِرٍ، طَالَمَا شَجَّعَني يُقَالُ لَهُ عَمْرو 00 وَلاَ بُدَّ مِنْ شَكْوَى إِلى ذِي مُرُوءَ ةٍ * يُوَاسِيكَ أَوْ يُسْلِيكَ أَوْ يَتَوَجَّعُ {بَشَّارُ بْنُ بُرْد} وَالصَّدِيقُ الوَفيُّ لاَ يَظْهَرُ إِلاَّ عِنْدَ الآلاَم؛ كَالفُوسْفُورِ الَّذِي لاَ يُضِيءُ إِلاَّ وَقْتَ الظَّلاَم 00!! وَمَا أَكْثَرَ الإِخْوَانَ حِينَ تَعُدُّهُمْ * وَلَكِنَّهُمْ في النَّائِبَات قَلِيلُ وَلاَ خَيرَ في وُدِّ امْرِئٍ مُتَمَلِّقٍ * إِذَا الرِّيحُ مَالَتْ مَالَ حَيْثُ تمِيلُ {الإِمَامُ الشَّافِعِيِّ بِتَصَرُّفٍ يَسِير}

وَلِذَا قِيل: جَزَى اللهُ النَّوَائِبَ كُلَّ خَيرٍ * عَرَفْتُ بِهَا عَدُوِّي مِنْ صَدِيقِي إِنَّ المَعَادِنَ في الشَّدَائِدِ تَظْهَرُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

أَتَاني هَذَا الصَّدِيقُ الغَالي، في إِحْدَى اللَّيَالي، وَدَارَ بَيْنَنَا الحِوَارُ التَّالي ـ وَكُنْتُ أَحْكِي وَأَشْكِي وَأَبْكِي؛ مِنْ سُوءِ الحَالِ وَقِلَّةِ المَالِ وَتحَطُّمِ الآمَال؛ فَنَهَضَ وَاحِدٌ مِمَّنْ ضَمَّهُمُ المجْلِسُ وَقاَل: رِفْقاً بِنَا وَبِنَفْسِكَ يَا يَاسِر، أَمَا مَلَلْتَ مِنَ الشَّكْوَى 00؟! وَسُبْحَانَ مَنْ لاَ يَمَلّ 00؟! فَقَالَ عَمروٌ وَقَدْ رَقَّ لِمَا سَمِعَ وَفَاضَتْ عَيْنَاهُ مِنَ الدَّمْعِ حُزْنَاً عَلَى صَاحِبِه: لَكَ لاَ تَشْكُو وَلاَ تَتَبَرَّمُ * وَصَدْرُكَ فَيَّاضٌ وَفَمُّكَ مُلْجَمُ يَفِيضُ لِسَانُ المَرْءِ إِنْ ضَاقَ صَدرُهُ * وَيَطْفَحُ مَا بِالقِدْرِ وَالقِدْرُ مُفْعَمُ فَلَمْ أَرَ مِثْلَكَ بَينَ لحيَيْهِ جَنَّةٌ * وَبَينَ حَشَاهُ وَالتَّرَاقِي جَهَنَّمُ

لَقَدْ كَانَ في شَكْوَى مَآسِيكَ رَاحَةٌ * وَلَكِنَّمَا تَشْكُو لِمَنْ لَيْسَ يَرْحَمُ لَعَمْرِي بِقَلْبي مِثْلُ مَا أَنْتَ وَاجِدٌ * فنَمْ عَلَّنَا في النَّومِ بِالمجْدِ نحْلُمُ فَقُلْتُ هَدَاك يَا عَمْرُو مِن أَخٍ * فَذَلِكَ لاَ يُغْني فَلَيْتَكَ دِرْهَمُ فَمَا أَنَاْ مِمَّنْ تخْطِئُ العَينُ مِثْلَهُ * وَلكِنْ تَعَامَى القَوْمُ عَنِّيَ أَوْ عَمُواْ سَلَوتُ عَنِ العَلْيَاءِ رَغْمَ الَّذِي مَضَى * فَمَا ليَ بَعْدَ سُلُوِّهَا لَسْتُ أَنعَمُ وَعُدْتُ لِرُشْدِي وَاتَّهَمْتُ فَضَائِلِي * عَلَى أَنَّهَا شَمْسٌ تُضِيءُ وَأَنجُمُ وَطَلَّقْتُ آمَالي وَقُلْتُ لَهَا انهَضِي * فَإِنَّ سَبِيلَ اليَأْسِ أَهْدَى وَأَقْوَمُ لَعَمْرُكَ مَا أَدْرِي بِأَيَّةِ مَنْطِقٍ * بمِصْرَ حُظُوظُ النَّابِغِينَ تُقَسَّمُ

فكَمْ رَصَدَ الأَفْلاَكَ في مِصْرَ أَكْمَهٌ * وَزَلْزَلَ أَعْوَادَ المَنَابِرِ أَبْكَمُ دَفَنْتُ بِهَا أَحْلى سِنِينيَ سَاكِنَاً * كَمَا سَكَنَتْ أَهْرَامُهَا وَالمُقَطَّمُ تَعَللَّتُ دَهْرَاً بِالمُنى فَإِذَا بِهَا * قَوَارِيرُ مِنْ مَسِّ الصِّبَا تَتَحَطَّمُ شُهُورَاً وَأَيَّامَاً مَشَيْتُ وَأَخْمُصِي * عَلَى الشَّوْكِ مِنْ طُولِ السُّرَى تَتَوَرَّمُ كَأَنِّي إِطَارٌ دَائِرٌ حَوْلَ نَفسِهِ * يَطُولُ بِهِ المَسْعَى وَلاَ يَتَقَدَّمُ فُصُولاً بَدَأَنَاهَا وَسَوْفَ نُعِيدُهَا * دَوَالَيْكَ وَاللَّحْنُ المُكََرَّرُ يُسْأَمُ وَمَنْ يَكُ ذَا قُرْبَى وَصِهْرٍ فَإِنَّني * بِمِصْرَ غَرِيبٌ لاَ قَرِيبٌ وَلاَ حَمُو أَيُذْوَى شَبَابي بَينَ جُدْرَانِ حُجْرَةٍ * إِذَا قُورِنَتْ فَغَيَابَةُ الجُبِّ أَرْحَمُ

أَكَادُ مِنَ الصَّمْتِ المُخَيِّمِ فَوْقَهَا * إِذَا حُسِبَ الأَحْيَاءُ لَمْ أَكُ مِنهُمُ أُصَاحِبُ مَنْ لاَ يُصْحَبُونَ وَإِنَّني * بَعِيدٌ بِإِحْسَاسِي وَرُوحِيَ عَنهُمُ أَلاَ سَاعَةً يَمْحُو بِهَا الدَّهْرُ ذَنْبَهُ * فَقَدْ طَالَمَا أَشْكُو وَمَا أَتَأَلَّمُ وَمَا صَدَّعَ القَلْبَ العَظِيمُ وَإِنَّمَا * تَصَدَّعَ قَلْبي بِالَّذِي هُوَ أَعْظَمُ حَمَلْنَا عَلَى الأَقْدَارِ وَهْيَ بَرِيئَةٌ * وَقُلْنَا هِيَ الأَقْدَارُ تُعْطِي وَتَحْرِمُ وَرُبَّ أُمُورٍ يخْجِلُ الحُرَّ ذِكْرُهَا * يَضِيقُ بِهَا صَدْرِي الفَسِيحُ وَأَكْتُمُ فَيَا لَيْتَني أَغْضَيْتُ جَفْني عَلَى القَذَى * وَعَلَّمْتُ نَفْسِي بَعْضَ مَا ليْسَ تَعْلَمُ {66 % مِنَ الْقَصِيدَةِ لمحْمُود غُنَيْم، وَ 22 % مِنهَا للأَسْمَر، 6 % لاَبْنِ زَيْدُون}

أَقَمْتُ لِسُوءِ حَظِّي في بِلاَدٍ * تحَارُ لِفَهْمِ مَا فِيهَا العُقُولُ كَرِهْتُ بِهَا جَمِيعَ النَّاسِ حَتىَّ * كَأَنَّ الطَّائِرَ الغِرِّيدَ غُولُ بِلاَدٌ لاَ يَعِيشُ بِهَا كَرِيمٌ * وَلاَ يَحْيى بِهَا إِلاَّ بخِيلُ وَبَاعُ المُصْلِحِينَ بِهَا قَصِيرٌ * وَبَاعُ المُفْسِدِينَ بِهَا طَوِيلُ وَلَيْسَ المَوْتُ فِيهَا مُسْتَحِيلاً * وَلَكِنَّ البَقَاءَ المُسْتَحِيلُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر بِتَصَرُّف، بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَخِير} وَطَنٌ رَفَعْنَاهُ لأَعْلَى مُرْتَقَى * فَأَبَى سِوَى أَنْ يَسْتَكِينَ إِلى الشَّقَا أَفَكُلَّمَا جَاءَ الزَّمَانُ بمُصْلِحٍ * لأُمُورِهِمْ قَالُواْ عَلَيْهِ تَزَنْدَقَا فَكَأَنمَا لَمْ يَكْفِهِمْ مَا قَدْ جَنَواْ * وَكَأَنَّمَا لَمْ يَكْفِهِ أَن أَخْفَقَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي بِتَصَرُّف}

بِلاَدٌ تَفِرُّ مِنَ الصَّالحَاتِ * فِرَارَ السَّلِيمِ مِنَ الأَجْرَبِ يُهَانُ بِهَا العَبْقَرِيُّ الأَدِيبُ * وَيُكْرَمُ فِيهَا الحَقِيرُ الغَبيبِ {حَافِظ إِبْرَاهِيم} بُعْدُ المَسَافَات، بَينَ الإِمْكَانِيَّاتِ وَالطُّمُوحَات آهٍ ثُمَّ آهٍ ثُمَّ آه؛ تَعَبٌ كُلُّهَا الحَيَاة 00 نَظَرْتُ إِلى أَمْوَالي * فَيَئِسْتُ مِن آمَالي فَطُمُوحِيَ كَبِيرٌ * وَلَكِنْ بَاعِي قَصِيرٌ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} وَالمَالُ مِنَ العِلْمِ * كَالمَاءِ مِنَ الزَّرْعِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} صَحِيحٌ أَنَّ المَالَ لَيْسَ هَدَفَاً لِلعُلَمَاء، غَيرَ أَنَّهُ وَسِيلَةٌ تُغْنِيهِمْ عَنِ السُّؤَالِ وَتُعِينُهُمْ عَلَى التَّحْصِيل 0 وَيَرْحَمُ اللهُ سُفيَانَ الثَّوْرِيّ؛ حَيْثُ كَانَ يَقُولُ عَنْ فَضْلِ الغِنى وَالمَالِ في يَدِ العُلَمَاء:

" كَانَ المَالُ فِيمَا مَضَى يُكْرَه، أَمَّا اليَوْمَ فَهْوَ تِرْسُ المُؤْمِن، لَوْلاَ هَذِهِ الدَّنَانِيرُ لَتَمَنْدَلَ بِنَا هَؤُلاَءِ المُلُوك ـ أَيْ جَعَلُونَا مَنَادِيلَ لأَوْسَاخِهِمْ، نحِلُّ لهُمْ مَا حَرَّمَ الله، وَنحَرِّمُ لهُمْ مَا أَحَلَّ الله ـ فَمَنْ كَانَ في يَدِهِ مِن هَذَا المَالِ شَيْءٌ فَليُصْلِحْه؛ فَإِنَّا في زَمَان؛ مَنِ احْتَاجَ فِيه؛ كَانَ أَوَّلَ مَا يَبْذُلُ دِينُه " [ابْنُ الخَطِيبِ في " المِشْكَاةِ " بِرَقْم: 5291] همُومٌ ثِقَال مَاذَا تَبَقَّى لَنَا يَا مِصْرُ مَا تَرَكَتْ * فِينَا المَصَائِبُ عَظْمَاً غَيرَ مَكْسُورِ * * * * * لَعِبَ البِلاَ بِمَعَالمِي وَرُسُومِي * وَقُبِرْتُ حَيَّاً تحْتَ رَدْمِ هُمُومِيومِ {أَبُو الْعَتَاهِيَة} لَقَدْ أَنْشَبَتْ حَادِثَاتُ الزَّمَانِ * * مخَالِبَهَا بي وَأَنيَابَهَا {ابْنُ الرُّومِي}

وَمَنْ تَعْلَقْ بِهِ حُمَةُ الأَفَاعِي * يَعِشْ إِن عَاشَ مُعْتَلاًّ سَقِيمَا {أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيّ بِتَصَرُّف} أَظَلَّنَا الْغَمّ، وَأَذَلَّنَا الهَمّ، وَنَزَلَ بِنَا الْعَذَابُ الجَمّ، وَلَمْ يُوَاسِنَا خَالٌ وَلاَ عَمّ 00!! ذَهَبْتُ أَشْكُو لِعَمِّي؛ فَزَادَ بِرَدِّهِ هَمِّي، وَذَهَبْتُ أَشْكُو لخَالي؛ فَوَجَدْتُ حَالَهُ أَسْوَأَ مِن حَالي، وَكَمَا قَالُواْ في الأَمْثَالِ: " يَا حَامِلَ هَمِّ النَّاسِ مَنْ يحْمِلُ هَمَّك " 00؟! لهْفِي عَلَى حَاجَةٍ في النَّفْسِ هَامَ بِهَا * قَلْبي وَقَصَّرَ عَن إِدْرَاكِهَا بَاعِي {محْمُود سَامِي البَارُودِي} لَوْ كُلُّ مَا يَتَمَنىَّ المَرْءُ يُدْرِكُهُ * مَا كُنْتَ تَلْقَى امْرَأً في الكَوْنِ مَهْمُومَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

فَيَا لَكِ دُنيَا حُسْنُهَا بَعْضُ قُبْحِهَا * وَيَا لَكَ كَوْنَا قَدْ حَوَى بَعْضُهُ الكُلاَّ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي} لَمْ يَبْقَ شَيْءٌ مِنَ الدُّنيَا بِأَيْدِينَا * إِلاَّ بَقِيَّةُ دَمْعٍ في مَآقِينَا كانَتْ مَنَازِلُنَا بالعِزِّ شَامخَةً * لاَ تُشْرِقُ الشَّمْسُ إِلاَّ في مَغَانِينَا فَلمْ نَزَلْ وَصُرُوفُ الدَّهْرِ تَقْلِبُنَا * ظَهْرَاً لِبَطْنٍ هُنَا بَدَأَتْ مَآسِينَا حَتىَّ غَدَوْنَا لِمَنْ نُعْطِيهِ نَسْأَلُهُ * وَلاَ قَرِيبٌ وَلاَ خِلٌّ يُوَاسِينَا {حَافِظ إِبْرَاهِيم بِتَصَرُّف} دُنيَا رَأَيْنَا بِهَا الهَوَانَا * بِالأَمْسِ كَانَتْ عَلَى هَوَانَا * * * * * فَيَا لَشَجَا حَلْقٍ بِهِ المُرُّ عَالِقٌ * وَيَا لأَسَى قَلْبٍ مِنَ الحُزْنِ مَلآنِ تَعَوَّضْتُ مِنْ ضِحْكٍ بِضَنْكٍ وَمِن هَوَىً * بِهُونٍ وَمِن إِخْوَانِ صِدْقٍ بِخَوَّانِ

{ابْنُ خَفَاجَةَ الأَنْدَلَسِيّ} فَكُنَّا وَكُنَّا غَيرَ أَنَّا تَضَعْضَعَتْ * قُوَانَا وَأَيُّ النَّاسِ لاَ يَتَضَعْضَعُ تَقَضَّتْ خَيَالاَتٌ وَجَاءَتْ حَقِيقَةٌ * تُصَدِّعُ مِن أَكْبَادِنَا مَا تُصَدِّعُ أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَخُطُّ مُؤَلَّفَاً * وَلاَ أَشْتَكِي فِيهِ وَلاَ أَتَوَجَّعُ {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لمحَمَّدٍ الأَسْمَر، وَالأَخِيرُ لِلْمُتَنَبيِّ} فَضَاقَتْ بِآمَالي بِلاَدٌ عَرِيضَةٌ * فَيَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ يَضِيقُ بِها اللَّحْدُ عَرَفْتُ نُجُومَ الأُفْقِ وَهْيَ كَثِيرَةٌ * وَحُبِّبَ لي وَجْهُ الدُّجَى وَهْوَ مُسْوَدُّ وَقَائِلَةٍ وَالدَّمْعُ يَمْلأُ جَفْنَهَا * أَمِثْلُكَ يَبْكِي أَيُّهَا الرَّجُلُ الجَلْدُ وَمَا نحْنُ في الأَيَّامِ إِلاَّ سَفِينَةٌ * فَيَخْفِضُهَا جَزْرٌ وَيَرْفَعُهَا مَدُّ

بِلاَدٌ تَرَبَّى المجْدُ في حُجُرَاتِهَا * صَغِيرَاً فَلَمَّا شَبَّ مَاتَ بِهَا المجْدُ وَإِنْ سَاءَ عَيْشُ المَرْءِ في أَوَّلِ الصِّبَا * فَأَغْلَبُ ظَنيِّ أَنَّهُ سَيِّءٌ بَعْدُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} تَأَمَّلتُ مَا قَدْ مَضَى مِن عُمُرْ * وَنَقَّلْتُ في ذِكْرَيَاتي البَصَرْ حَيَاةٌ بِأَيَّامِهَا مَا يَسُوءُ * عَلَى أَنَّ في بَعْضِهَا مَا يَسُرْ بَلَوْنَا بِهَا خُلُقَ الأَصْدِقَاءِ * وَكَمْ قَدْ وَجَدْنَا بهَا مِن عِبَرْ وَدَارَ الزَّمَانُ بِأَحْدَاثِهِ * * وَمَرَّ عَلَى عِقْدِنَا فَانْتَثَرْ وَرُحْتُ أَخُوضُ غُمَارَ الحَيَاةِ * * وَدُونَ الحَيَاةِ زِحَامُ البَشَرْ فَأَعْثُرُ بِالمَكْرِ وَالإِحْتِيَالِ * * وَأُمْنى عَلَى عِفَّتي بِالضَّرَرْ مَوَاجِعُ مَا أَدْرَكَتْهَا الشُّيُوخُ * مَرَرْنَا بِهَا في رَبِيعِ العُمُرْ

خَبرْنَا الأَسَىكَيْفَ يُدْمِي القُلُوبَا * وَيَعْصِرُهَا قَبْلَ أَنْ يَنحَسِرْ إِذَا مَا تمَنىَّ رُجُوعَ الشَّبَابِ * * أُنَاسٌ تَمَنَّيْتُ عَهْدَ الصِّغَرْ وَلَيْسَ الخَلِيُّ كَمِثْلِ الشَّجِيِّ * كَمَا الصَّفْوُ لَيْسَ كَمِثْلِ الكَدَرْ وَرُحْنَا إِلى النِّيلِ نَشْكُو إِلَيْهِ * فَأَبْدَى حَنَانَ الرَّحِيمِ الأَبَرْ نَبُثُّ أَبَا مِصْرَ مَا نَالَنَا * فَيَغْرَقُ في دَمْعِهِ المُنحَدِرْ {الْقَصِيدَةُ بِأَكْمَلِهَا لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي، بِاسْتِثْنَاءِ رُبْعِهَا الثَّاني فَهُوَ لِلشَّاعِرِ المَهْجَرِي عَقْلٍ الجُرّ} يَا نَهْرُ ذَا قَلْبي أَرَاهُ كَمَا أَرَاكَ مُكَبَّلاَ وَالفَرْقُ أَنَّكَ سَوْفَ تَنْشَطُ مِن عِقَالِكَ وَهْوَ لاَ شَرُّ البَلِيَّةِ مَا يُضْحِكُ فَقَالَ لي عَمْرٌو: الَّذِي يَأْكُلُ الحُلْوَ يَأْكُلُ المُرّ 00!!

مَنْ يَصْحَبِ الدَّهْرَ يَأَكُلْ * فِيهِ سَمِينَاً وَغَثَّا فَالْبِسْهُ يَوْمَاً جَدِيدَاً * وَيَوْمَاً آخَرَ رَثَّا {بَدِيعُ الزَّمَانِ الهَمَذَانيّ} فَقُلْتُ لَهُ: وَأَيْنَ هُوَ الجَدِيدُ يَا عَمْرو؛ وَثَوْبِي كَمَا تَرَى: تَتَغَنىَّ إِحْدَى نَواحِيهِ صَوْتَاً * فتَشُقُّ الأُخْرَى عَلَيْهِ الجُيُوبَا فَإِذَا مَا لُمْتُهُ قَالَ مَهْلاً * لاَ يَكُونُ الكَرِيمُ إِلاَّ طَرُوبَا {ابْنُ الرُّومِي} فَلَقَدْ أَهْزَلْتُ حَتىَّ * محَتِ الشَّمْسُ خَيَاليالِ وَلَقَدْ أَفْلَسْتُ حَتىَّ * حَلَّ أَكْلِي لِعِيَاليالِ * * * * * الفَقْرُ يَقْتُلُني وَيَمْلأُ كَاسِي * وَبَدَأْتُ أُشْهِرُ في الْوَرَى إِفْلاَسِي لاَ الجَيْبُ يَعْمُرُ بِالنُّقُودِ وَلاَ يَدِي * فِيهَا فُلُوسٌ مِثْلَ كُلِّ النَّاسِ الفُولُ أَكْلِي مَا حَيِيتُ وَإِنَّني * مُتَحَرِّقٌ شَوْقَاً إِلى القُلْقَاسِ

قَدْ كِدْتُ يَا قَوْمِي أَصِيحُ مُنَهِّقَاً * وَتخَلَّعَتْ مِن أَكْلِهِ أَضْرَاسِي البَطْنُ خَالٍ كَالجُيُوبِ وَأَشْتَهِي * مَا في المَسَامِطِ مِنْ لحُومِ الرَّاسِ وَإِذَا مَشَيْتُ رَأَيْتَني مُتَهَالِكَاً * وَأَكَادُ أَلفِظُ جَائِعَاً أَنْفَاسِي وَأَمُرُّ بِالحَاتي فَأَهْتِفُ قَائِلاً * كَمْ ذَا يُكَابِدُ مُفْلِسٌ وَيُقَاسِي وَيَظَلُّ يَنخَلِعُ الحِذَاءُ بمِشْيَتي * فَمَقَاسُ صَاحِبِهِ خِلاَفُ مَقَاسِي لَوْ كَانَ هَذَا الفَقْرُ شَخْصَاً مِثْلَنَا * لَقَطَعْتُ مِنهُ رَأَسَهُ بِالفَاسِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} فَقَالَ عَمْرو: لَمْ أَرَ أَعْجَبَ مِنْك؛ تَتَبَسَّم 00 حَتىَّ وَأَنْتَ تَتَأَلَّم 00!! فَقُلتُ لَهُ: لَيْسَ تَبَسُّمَاً يَا عَمْرو، وَلَكِنَّهُ الحُزْنُ عِنْدَمَا يَزِيدُ عَن حَدِّهِ؛ يَنْقَلِبُ إِلى ضِدِّهِ 00

كَمَا تُكْسِبُ الحُمَّى الخُدُودَ احْمِرَارَهَا {الشَّاعِرُ القَرَوِي / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} نَعَمْ إِنَّ كِتْمَاني هُمُومِيَ مُؤْلِمُ * وَلَكِنَّ إِظْهَارِي هُمُومِيَ أَعْظَمُ فَبي كُلُّ مَا يُبْكِي العُيُونَ أَقَلُّهُ * وَإِنْ كُنْتُ مِنهُ دَائِمَاً أَتَبَسِّمُ وَتَضْحَكُ سِنُّ المَرْءِ وَالقَلْبُ مُوجَعٌ * وَيَرْضَى الفَتى عَن حَظِّهِ وَهْوَ مُفْعَمُ {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لِتَمِيمِ بْنِ المُعِزِّ المِصْرِيّ 0 بِتَصَرُّف، الأَخِيرُ فَقَطْ لِدِيكِ الجِنّ 0 بِتَصَرُّف} وَشَرُّ البَلِيَّةِ مَا يُضْحِكُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} وَكَمْ فِيكِ يَا مِصْرُ مِنْ مِضْحِكَاتٍ * وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكَاءِ {المُتَنَبيِّ بِتَصَرُّف} كُلُّ المَصَائِبِ قَد تَمُرُّ عَلَى الْفَتى * فَتهُونُ غَيرَ شَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ {ابْنُ أَبي عُيَيْنَة}

وَحَسْبُكَ مِنْ نَكْبَةٍ بِامْرِئٍ * تَرَى حَاسِدِيهِ لَهُ رَاحِمِينَا وَقَدِيمَاً قِيل: " مَهْمَا كَانَتْ مَرَارَةُ الدَّوَاء؛ فَأَمَرُّ مِنهُ الدَّاء، وَأَمَرُّ مِنَ الدَّاء: شَمَاتَةُ الأَعدَاء " 00 لِذَلِكَ لاَ تَكَادُ تَرَاني إِلاَّ مُتَبَسِّمَاً 00 حَرِيصٌ عَلَى أَنْ تُرَى بي كَآبَةٌ * فَيَفْرَحَ وَاشٍ أَوْ يُسَاءَ حَبِيبُ {الإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِبٍ بِتَصَرُّف} وَتجَلُّدِي * لِلشَّامِتِينَ أُرِيهُمُ * أَنِّي لِرَيْبِ الدَّهْرِ لاَ أَسْتَسْلِمُ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ فَقَطْ لأَبي ذُؤَيْبٍ الهَذَليّ 0 بِتَصَرُّف} فَقَالَ أَنْتَ إِنْسَانٌ * أَمْثَالُكَ قَلِيلُونَا فَقُلْتُ أَعْلَمُ لَكِنْ * لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} هَذَا 00 وَمَنْ رَأَى مَا رَأَيْتُ؛ قَالَ أَكْثَرَ مِمَّا قُلتُ 00!!

قَالَ الجِدَارُ لِلْمِسْمَار: آذَيْتَ وَآنَيْتَ وَضَاقَتْ بِكَ أَنْفَاسِي 00!! قَالَ المِسْمَار: مِنْ شِدَّةِ الطَّرْقِ عَلَى رَاسِي 00!! اليَأْسُ وَالإِحْبَاطُ مِنْ نَاحِيَة، وَالفَقْرُ مِنْ نَاحِيَة 00 بِكُلٍّ ابْتُلِينَا وَكُوِينَا، وَتَدَاوَيْنَا فَمَا شُفِينَا 00!! وَاليَأْسُ مَوْتٌ غَيرَ أَنَّ صَرِيعَهُ * يَبْقَى وَأَمَّا نَفْسُهُ فَتَزُولُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي} فَكَمْ قَدْ حُرِمْنَا وَكَمْ قَدْ ظُلِمْنَا * وَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا مِنَ الحَادِثَاتِ أَرُوحُ وَأَغْدُو وَلَكِن حَزِينَاً * وَبَعْضُ الحَيَاةِ كَمِثْلِ المَمَاتِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} أُصِبْنَا مِنَ الدُّنيَا بِمَا لَوْ قَلِيلُهُ * أُصِيبَتْ بِهِ الأَيَّامُ صَارَتْ لَيَالِيَا تمُرُّ اللَّيَالي لَيْلَةٌ إِثْرَ لَيْلَةٍ * وَأَحْزَانُ قَلْبي بَاقِيَاتٌ كَمَا هِيَا

فَمَا تُنْبِتُ الغَبرَاءُ غَيرَ مَصَائِبٍ * وَمَا تُمْطِرُ الأَفْلاَكُ إِلاَّ دَوَاهِيَا وَمَنْ لَمْ يُعَانِ الظُّلْمَ طُولَ حَيَاتِهِ * يَظُنُّ شِكَايَاتِ النُّفُوسِ تَشَاكِيَا {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي} عِنْدَمَا تَبْكِي الشُّمُوعُ بِالدُّمُوع وَلَكُمْ أَنْ تَتَخَيَّلوا بُؤْسَ حَالِ فَتىً: ضَنَّتْ عَلَيْهِ بِالبُكَاءِ عُيُونُهُ فَبَكَى جَبِينُه {شَفِيق مَعْلُوف} فَكَمْ قَدْ هَدَّنَا التَّعَب، في بَسَاتِينِ الحِكْمَةِ وَالأَدَب 00 مَنْ يَلقَ مَا لاَقَيْتُ مِن أَشْوَاكِهَا * يَيْأَسْ وَيَزْهَدْ طَيِّبَ الثَّمَرَاتِ {ابْنُ الرُّومِي}

وَلِذَا جَاءَ الحَدِيثُ ذَا شُجُون، يُبْكِي العُيُونَ وَيُقَرِّحُ الجُفُون، كَلاَمٌ في ظَاهِرِهِ وَأَلفَاظٌ وَعِبَارَات، وَآلاَمٌ في بَاطِنِهِ عِنْدَهَا تَتَحَدَّرُ العَبرَات، فَهَذِهِ الحِكْمَةُ وَهَذِهِ دُمُوعُهَا، عِنْدَمَا تَبْكِي شُمُوعُهَا!! إِنَّ * لِلَّيْلِ * دُمُوعَاً * لاَ * تَرَاهَا * المُقْلَتَانِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي} وَليسَتْ دُمُوعِي مِثْلَ غَيْرِيَ مِنْ مَاءٍ * وَلَكِنْ مَزِيجٌ مِنْ دُمُوعٍ وَدِمَاءٍ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} فَأَحْيَانَاً أُسْلِمُ رَأْسِيَ إِلى الفِكْر؛ فَلاَ أَنْتَبِهُ إِلاَّ وَالعَيْنَانِ تجْرِيَان 00!! لَوْ جِئْتَني وَرَأَيْتَني لَظَنَنْتَني * مَيْتَاً وَمِن عَيْنَيْهِ سَالَتْ رُوحُهُ {الشَّاعِرُ القَرَوِي / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي 0 بِتَصَرُّف} أَظَلُّ كَأَني في جَحِيمٍ مِنَ الأَسَى * وَإِنْ كنْتُ مِنْ دَمْعِي شَبِيهَ غَرِيقِ

{محَمَّدٌ الأَسْمَر} حَتىَّ لَقَدْ صِرْتُ كَالشُّمُوعِ * مِنِ احْتِرَاقِي وَمِنْ دُمُوعِي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} حَتىَّ كَادَتْ أَنْ تَبْيَضَّ عَيْنَايَ مِنَ الحُزْن؛ وَلَوْلاَ الدُّمُوع: لاَحْتَرَقَتِ الضُّلُوع 00!! فَنهَارِيَ أَصْبَحَ كَاللَّيْلِ مِنْ شِدَّةِ السَّوَاد، وَلَيْلِيَ أَصْبَحَ كَالنَّهَارِ مِنْ شِدَّةِ السُّهَاد 00!! أَيَنَامُ قَلْبٌ لاَ تَنَامُ همُومُهُ وَمَا النَّوْمُ إِلاَّ التِقَاءَ الجُفُونِ * فَكَيْفَ أَنَامُ وَلاَ تَلْتَقِيقِ * * * * * خَلِيلِيَ هَلْ طَالَ الدُّجَى أَمْ تَقَيَّدَتْ * كَوَاكِبُهُ أَمْ ضَلَّ عَنْ نَهْجِهِ الْغَدُ أَمْ مُسِخَ النَّهَارُ لَيْلاً وَأَنَا لاَ أَدْرِي 00؟! أَمِ الشَّمْسُ قَدْ مُسِخَتْ كَوْكَبَاً * فَجَاءَتْ لَنَا في عِدَادِ النُّجُومِ {ابْنُ المُعْتَزّ 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِير}

أَلاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيلُ أَلاَ انجَلِ * بِصُبْحٍ وَمَا الإِصْبَاحُ مِنْكَ بِأَمْثَلِ {امْرُؤُ القَيْس} رَمَتْني * اللَّيَالي * عَنْ * قِسِيِّ * النَّوَائِبِ * فَمَا * أَخْطَأَتْني مُرْسَلاَتُ * المَصَائِبِ أُقَضِّي نهَارِي * بِالأَمَاني الكَوَاذِبِ * وَآوِي * إِلى * لَيْلٍ * بَطِيئِ * الكَوَاكِبِ {ابْنُ زَيْدُون} لَوْ كَانَ مَا بيَ في صَخْرٍ لَفَتَّتَهُ * فَكَيْفَ يحْمِلُهُ خَلْقٌ مِنَ الطَّينِ فَقَالَ عَمْرو: طَالَتْ شِكَاتُكَ أَيُّهَا الغِرِّيدُ * فَانعَبْ إِذَا لَمْ يَنْفَعِ التَّغْرِيدُ عِشْرُونَ عَامَاً في الكِنَانَةِ صبْحُنَا * فِيهَا الأَنِينُ وَلَيْلُنَا التَّسْهِيدُ سُبْحَانَكَ اللهُمَّ كَمْ مِن حِكْمَةٍ * لَكَ ضَلَّ فِيهَا الرَّأْيُ وَهْوَ سَدِيدُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر أَوْ محْمُود غُنيم} أَيَّامٌ لاَ تُنْسَى

فَقُلتُ لَهُ: نَعَمْ يَا عَمْرو؛ مُنْذُ بِضْعَةَ عَشَرَ عَامَاً وَأَنَا أَطْرُقُ أَبْوَابَ المَشَاهِيرِ مِنَ الدُّعَاةِ وَالكُتَّاب، بِالجَوَامِعِ وَالجَامِعَاتِ وَدَارِ العُلُومِ وَالآدَاب، وَأَبْوَابَ الصُّحُفِ وَالمجَلاَتِ وَمَرَاكِزِ رِعَايَةِ الشَّبَاب؛ أَبحَثُ عَنْ فُرْصَةٍ لِلْوُصُولِ إِلى صَحِيفَةٍ أَوْ مجَلَّةٍ أَكْتُبُ فِيهَا، حَتىَّ رَجَعْتُ في النِّهَايَةِ بِخُفَّيْ حُنَين، وَتَأَكَّدْتُ أَنِّي كُنْتُ أَسِيرُ في أَحَدِ طَرِيقَيْن: إِمَّا طَرِيقٍ مَسْدُود، أَوْ طَرِيقٍ لَيْسَ لَهُ آخِر 00!! سَعَيْتُ بِلاَ جَدْوَى طَوِيلاً وَلاَ أَمَلْ * وَلاَقَيْتُ في مَسْعَايَ مَا لَيْسَ يُحْتَمَلْ لَقَدْ بَلِيَا خُفَّا حُنَينٍ مِنَ السُّرَى * بِلاَ نَاقَةٍ يَا صَاحِ عُدْنَا وَلاَ جَمَلْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

قَطَعْنَا الأَرْضَا، طُولاً وَعَرْضَا، خَلْفَ سَرَابٍ بِقِيعَة؛ حَتىَّ بَلَغْنَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبَا 00!! فَقَدْ طَوَّفْتُ بِالآفَاقِ حَتىَّ * رَضِيتُ مِنَ الغَنِيمَةِ بِالإِيَابِ {امْرُؤُ القَيْس} ضَاقَتْ عَلَيَّ بِوُسْعِهَا الآفَاقُ خَلِيلَيَ إِن أَجْزَعْ فَقَدْ ظَهَرَ العُذْرُ * وَإِن أَسْتَطِعْ صَبْرَاً فَمِنْ شِيمَتي الصَّبْرُ فَشَرَّقْتُ حَتىَّ اجْتَزْتُ سَبْعِينَ وِجْهَةً * وَغَرَّبْتُ حَتىَّ قِيلَ هَذَا هُوَ الخِضْرُ {البَيْتُ الأَوَّلُ لاِبْنِ زَيْدُون} كَرَحَّالَةٍ طَافَ المَدَائِنَ وَالقُرَى * كَسَتْهُ يَدُ الأَيَّامِ حُلَّةَ خَائِبِ

وَلَمْ أَكُنْ لأَنْسَى مَا كَانَ يَنْتَابُني مِنَ الذُّعْرِ أَثْنَاءَ عُبُورِيَ البَوَّابَات، وَدُخُوليَ إِلى هَذِهِ الكُلِّيَّات؛ لأُقَابِلَ تِلْكَ الشَّخْصِيَّات، وَكَأَنَّني مِنَ الخَوْفِ لِصٌّ محْتَال؛ فَأَنْظُرُ ذَاتَ اليَمِينِ لأَنْظُرَ ذَاتَ الشِّمَال!! إِنْ لاَحَ طَيْفٌ قُلْتُ يَا عَينُ انْظُرِي * أَوْ عَمَّ صَمْتٌ قُلْتُ يَا أُذْنُ اسْمَعِي خَوْفَاً مِنْ زَبَانِيَةِ جَهَنَّم، وَأَنَا أُنْشِدُ في سِرِّيَ قَصِيدَةَ النَّمْلَةِ وَالمُقَطَّم 00!! أَنَاخَ بيَ الخَوْفُ حَتىَّ كَأَنِّي * أَسِيرُ عَلَى الحَبْلِ فَوْقَ المحِيطِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} كَلُّ هَذَا وَأَنَا أَحْمِلُ كُتُبي وَدَفَاتِرِي الضَّخْمَة، وَأَطُوفُ بِهَا عَلَى دُورِ النَّشْرِ وَالمُؤَسَّسَاتِ الْفَخْمَة 0 حِمْلِي لَهَا حَطَّ عَنيِّ * * حِمْلَ السِّنِينَ الثِّقَالِ {جُورْج صَيْدَح}

الغَابَةُ السَّمْرَاءُ مِن حَوْلي يُغَلِّفُهَا الضَّبَابْ تَهَبُ السِّيَادَةَ لِلْقَوِيِّ وَمَنْ لَهُ ظُفْرٌ وَنَابْ وَأَنَا وَرَاءَ الغِيلِ تَطْلُبُني الأَسِنَّةُ وَالحِرَابْ مُتَرَقِّبٌ لِلْهَوْلِ يَرْعَشُ في يَدِي هَذَا الكِتَابْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي؟} كُنْتُ أَذْهَبُ إِلَيْهِمْ 00 وَتَعْلَمُ نَفْسِي أَنَّهُمْ مِثْلُ غَيرِهِمْ * وَلَكِنَّني أَسْتَدْفِعُ اليَأْسَ رَاجِيَا فَكَمْ مَرَّةٍ أَحْسَنْتُ ظَنيَ فِيهِمُ * فَكَلَّفَني إِحْسَانيَ الظَّنَّ غَالِيَا {الأَوَّلُ لإِيلِيَّا أَبي مَاضِي، وَالأَخِيرُ لهَاشِمٍ الرِّفَاعِيّ} وَكَمْ مِنْ بَرْقٍ خُلَّبٍ لَقِيتُهُ مِنهُمْ، كَانَ يَدْهُنُ لي مِنْ قَارُورَةٍ فَارِغَة، وَعَدَني وَعْدَاً حَسَنَاً، وَلَكِنْ لَيْتَهُ كَانَ وَعْدَاً غَيرَ مَكْذُوب 00!! أَنَاْ الْغَنيُّ وَأَمْوَالي المَوَاعِيدُ {المُتَنَبيِّ}

تجِدُ الوَاحِدَ مِنهُمْ؛ في كِبرِ فِرْعَوْنَ وَعُجْبِ قَارُونَ وَكَأَنَّهُ قَدِ اقْتَحَمَ العَقَبَة 00!! يَدَّعِي أَنَّهُ مَالِكُ العِيرِ وَمَلِكُ النَّفِير، وَهُوَ لاَ في العِيرِ وَلاَ النَّفِير 00!! إِنْ في صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيه، فَالوَاحِدُ مِنهُمْ: ذُو نَفْخَةٍ وَكَأَنَّ اللهَ أَنْشَأَهُ * مِسْكَاً وَسَائِرُ خَلقِ اللهِ مِنْ طِينِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي 0 وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ بَيْتٍ لاَبْنِ حَيُّوسْ} فَتَرَاهُ مِنْ كِبْرِهِ؛ يَكَادُ يخْرِقُ الأَرْضَ أَوْ يَبْلُغَ الجِبَالَ طُولاَ 00 وَكَأَنمَا الدُّنيَا لِفَرْطِ غُرُورِهِ * كَمُلَتْ بِهِ وَبِغَيْرِهِ لاَ تَكْمُلُ وَيَظُنُّ أَنَّ الوَرْدَ يَنْشُرُ عِطْرَهُ * مِن أَجْلِهِ وَلَهُ يُغَنيِّ البُلبُلُ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي} أَكَادُ مِنْ كِبْرِهِ أَقُولُ لَهُ:

انْظُرْ إِليَّ وَلاَ تُغْضِبْكَ فَلْسَفَتي * وَعُدَّهَا ليَ مِنْ بَعْضِ الحَمَاقَاتِ تَكَلَّمْ؛ فَقَدْ كَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكَلَّمْ 00 فَإِذَا مَا تَكَلَّمَ؛ وَجَدْتُهُ عِجْلاً جَسَدَاً لَهُ خُوَار، كَمَثَلِ الحِمَارِ يحْمِلُ الأَسْفَار 00!! عَلَمٌ وَمِنْ أَدَبِ العُلُومِ عَدِيمُ * مَا كُلُّ مَنْ شَرِبَ المُدَامَ نَدِيمُ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لِيَاسِرٍ الحَمَدَاني، وَالآخَرُ لِشَاعِرٍ آخَر} يُظْهِرُونَ الخَوْفَ عَلَى العَرَبِيَّة؛ وَمَا خَوْفُهُمْ عَلَيْهَا إِلاَّ كَخَوْفِ الدِّبَّةِ الَّتي قَتَلَتْ صَاحِبَهَا 00!! طُبُولٌ جَوْفَاء، تَسْمَعُ لهَا طَحْنَاً وَلاَ تَرَى طَحِينَا، كَالبِرْمِيلِ الفَارِغ؛ لاَ تجِدُ مِنهُ إِلاَّ رَنِينَا 00!!

كَأَنَّهُمْ جُذْوَةٌ مِنْ نَار، وَلَكِنَّهَا كَنَارِ الحُبَاحِب؛ فَنَثْرُهِمْ تُصِيبُكَ بِدُوَارٍ كَدُوَارِ المَرَاكِب، وَأَبْيَاتُ شِعْرِهِمْ أَوْهَنُ مِنْ بَيْتِ العَنَاكِب، أَبْدَلُواْ الحِمَارَ وَالبَعِيرَ بِالخِنزِيرَةِ وَالتِّمْسَاحَةِ وَخَرَجُواْ في مَوَاكِب، وَلَمْ يَزَلِ المَرْكُوبُ أَفْضَلَ مِنَ الرَّاكِب 00!! عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " إِنَّكُمْ في زَمَانٍ، الصَّلاَةُ فِيهِ طَوِيلَة، وَالخُطْبَةُ فِيهِ قَصِيرَة، وَعُلَمَاؤُهُ كَثِير، وَخُطَبَاؤُهُ قَلِيل، وَسَيَأْتي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ؛ الصَّلاَةُ فِيهِ قَصِيرَة، وَالخُطْبَةُ فِيهِ طَوِيلَة، خُطَبَاؤُهُ كَثِير، وَعُلَمَاؤُهُ قَلِيل " 0

[قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (285/ 7)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِيرِ] وَبَغَّضَني في عِليَةِ القَوْمِ * أَنهُمْ * ثِيَابٌ بِهَا مَا شِئْتَ مِنْ كُلِّ سَافِلِ كَمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونهَا 00 لَوْ أَنهُمْ كَانُواْ يَعْقِلُون 00!! رُءوسٌ ضِخَامٌ كَمِثْلِ الْعُجُولْ * سِوَى أَنَّهَا لَيْسَ فِيهَا عُقُولْ وَمِن عَجَبٍ أَنَّ إِعْلاَمَنَا * يَدُقُّ لأَمْثَالِهِمْ بِالطُّبُولْ فَتَسْمَعُ مِنهُمْ كَلاَمَاً عَجِيبَاً * تَكَادُ الجِبَالُ لَهُ أَنْ تَزُولْ وَشَعْبُ الْكِنَانَةِ شَعْبٌ جَهُولْ * يُقَابِلُ إِسْفَافَهُمْ بِالْقَبُولْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} وَكَمْ عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَجَرٍ بِلاَ ثَمَرٍ * وَفي السَّمَا كَمْ غَمَامَاتٍ بِلاَ مَطَرٍ {جُبرَان خَلِيل جُبرَان بِتَصَرُّف}

عَلَى الشِّعْرِ عِبْءٌ هَذِهِ الحَشَرَاتُ * إِذَا كَانَ لاَ ظِلٌّ وَلاَ ثمَرَاتُ {المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لِيَاسِرٍ الحَمَدَاني، وَالآخَرُ لِشَاعِرٍ آخَر} كُنْتُ أَظُنُّ بِذَهَابي إِلى وَادِيهِمْ؛ أَنيِّ حَامِلٌ التَّمْرَ إِلى البَصْرَة، فَوَجَدْتُني بِوَادٍ غَيرِ ذِي زَرْع 00!! وَالغَرَابَةُ أَنهُمْ كَانُواْ يُقِرُّونَ لي بِالمَوْهِبَة، وَلَكِنْ لَمْ يَأْخُذُواْ بِيَدِي؛ حَتىَّ أَنيِّ كُنْتُ أُوشِكُ وَهُمْ يَقُولُونَ لي: " إِنَّا نَرَاكَ نَابِغَةً؛ وَنَرَاكَ عَبْقَرِيَّاً " أَن أَقُولُ لهُمْ: " وَلَكِنيِّ أَرَاكُمْ قَوْمَاً تجْهَلُون " 0 وَبَعْضُهُمْ كَانَ لاَ يَخْفَى عَلَى أَحَد؛ مَا في نَظْرَتِهِ مِنَ الغِلِّ وَالحَسَد 00!!

فَبَدَلاً مِن أَنْ يَقُولُواْ: يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَمَا أُوتيَ؛ قَالُواْ: أَهَؤُلاَءِ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا 00؟! وَيْلَكُمْ أَسْخَنَ اللهُ أَعْيُنَكُمْ 00 اللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِفَضْلِهِ * وَاللهُ يَعْلَمُ حَيْثُ يجْعَلُ رِزْقَهُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} نَظَرُواْ صَنِيعَ اللهِ بي فَعُيُونهُمْ * في جَنَّةٍ وَقُلُوبُهُمْ في نَارِ {محَمَّدٌ التِّهَامِي} حَسَدَاً مِن عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ 00 إِنْ يحْسُدُوني فَإِنيِّ غَيرُ لاَئِمِهِمْ * قَبْلِي مِنَ النَّاسِ أَهْلُ الفَضْلِ قَدْ حُسِدُواْ فَدَامَ لي وَلهُمْ مَا بي وَمَا بِهِمُ * وَمَاتَ أَكْثَرُهُمْ غَيْظَاً بمَا يجِدُ {بَشَّارُ بْنُ بُرْد} وَلَكِن أَعُودُ فَأَقُول: هَلْ يحْسُدُ النَّاسُ شَيْئَاً غَيرَ محْمُودِ * لاَ عَاشَ مَن عَاشَ يَوْمَاً غَيرَ محْسُودِ

{المِصْرَاعُ الأَوَّلُ لِيَاسِرٍ الحَمَدَاني، وَالآخَرُ لِدِعْبِلٍ الخُزَاعِيّ} وَالعَجِيبُ أَنَّكَ مَهْمَا تَنْصَحُهُمْ وَتَعِظُهُمْ؛ أَنْ يَتَّقُواْ اللهَ في شَأْنِ النَّاشِئَةِ مِنَ المَوْهُوبِينَ النَّابِغِين؛ لاَ يَزِيدُهُمْ ذَلِكَ إِلاَّ طُغْيَانَاً كَبِيرَا؛ فَالوَاحِدُ مِنهُمْ؛ أَضْحَكُ مِنْ ضَرْطِهِ وَيَضْرِطُ مِنْ ضَحِكِي 00!! أَلَيْسَ في جَهَنَّمَ مَثْوَىً لِلمُتَكَبِّرِين 00؟! فَأَفْضَلُهُمْ اليَوْمَ أَعْوَرٌ بَينَ عُمْيَان؛ وَلِذَا صَارَ الأَعْمَش؛ كَحَّالاً في هَذَا الزَّمَان 00!! فَذُؤْبَانُهُمْ يَدْعُونَهَا أُسُدَ الشَّرَى * وَقَدْ مَنَحُواْ اسْمَ الحُوتِ لِلسَّرَطَانِ أَسَامٍ وَأَلقَابٌ يَغُرُّ سَرَابُهَا * وَلَيْسَ بِهَا شَيْءٌ سِوَى اللَّمَعَانِ فَلَلْمَوْتُ خَيرٌ مِن حَيَاةٍ ذَمِيمَةٍ * إِذَا الْقِرْدُ كَانَ جَلاَلَةَ السُّلْطَانِ

{الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لمحَمَّدٍ الأَسْمَر بِتَصَرُّف} وَالحَظُّ حِينَ يُوَاتي * يَعْمَلُ الأَعْمَى سَاعَاتياتِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَهُوَ في أَصْلِهِ مَثَلٌ محْدَث} مِمَّا يُزَهِّدُ قَلْبي فِيكِ يَا بَلَدِي * أَسْمَاءُ مُعْتَمِدٍ تَعْلُو وَمُعْتَضِدِ أَلْقَابُ مَمْلَكَةٍ في غَيرِ مَوْضِعِهَا * كَالقِطِّ يحْكِي انْتِفَاخَاً صُورَةَ الأَسَدِ {ابْنُ رَشِيقٍ بِتَصَرُّف} وَكَمْ مِنْ مَشْهُورِينَ لَيْسُواْ بمَوْهُوبِين، وَكَمْ مِنْ مَوْهُوبِينَ لَيْسُواْ بمَشْهُورِين 00!! حَتىَّ النُّحَاةَ قَصَدْتهُمْ فَوَجَدْتهُمْ * ذُرِّيَّةً هِيَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} ألاَ صَدَقَ ابْنُ الرُّومِيِّ مَنْ قَال: إِنَّ لَيْتَاً وَإِنَّ لَوَّاً عَنَاءُ

وَأَقْسَى هَذِهِ المحَاوَلاَتِ المَرِيرَة؛ صَدْمَتي في الشَّخْصِيَّاتِ الشَّهِيرَة، وَأَشَدُّ مَا يَكُونُ وَقْعُ الصَّدْمَةِ في الْقُلُوب؛ عِنْدَمَا تُصْدَمُ في الإِنْسَانِ المَوْهُوب 00 فَقُولُواْ لي بِاللهِ عَلَيْكُمْ: عَلَى أَيِّ بَابٍ أَطْلُبُ الإِذْنَ بَعْدَمَا * حُجِبْتُ عَنِ البَابِ الَّذِي أَنَا حَاجِبُه {التُّوتُ الْيَمَانيّ} بِالمِلْحِ نُصْلِحُ مَا نخْشَى تَغَيُّرَهُ * فَكَيْفَ بِالمِلْحِ لَوْ حَلَّتْ بِهِ الغِيرُ الْوَاحِدُ مِنهُمْ قَدْ يَعْتَذِرُ عَنْ بَعْضِ لِقَاءَاتِ التِّلِيفِزْيُون، وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يُفَكِّرْ في التَّنوِيهِ بِأَصْدِقَائِهِ رَغْمَ عِلْمِهِ أَنَّهُمْ مَوْهُوبُون؛ أَيْنَ مَا قَرَأْنَاهُ عَنْ شَهَامَةِ الْعَرَب، وَمَا عُرِفُواْ بِهِ مِنَ الإِيثَار 00؟!

أَيْنَ مَا دَرَسْنَاهُ في الأَدَب؛ عَنِ المُرُوءةِ مِنَ الأَخْبَارِ وَالأَشْعَار 00؟! يَرْحَمُ اللهُ ذَلِكَ الحَكِيمَ الَّذِي مَرَّ عَلَيْهِ صَدِيقَانِ كَانَا لاَ يَفْتَرِقَان؛ فَسَأَلَ رِفَاقَهُ: مَا بَالُهُمَا كَمُوسَى وَهَارُونَ لاَ يَفْتَرِقَان 00؟! فَقِيلَ لَهُ: صَدِيقَان؛ فَقَال: " فَمَا بَالي أَرَى أَحَدَهُمَا غَنِيَّاً وَالآخَرَ فَقِيرَا " 00؟!! يَرحَمُ اللهُ زَمَانَاً؛ كَانَ الأُدَبَاءُ فِيهِ ثَمَراً بِلاَ شَوْك؛ فَقَدْ أَصْبَحُواْ الْيَوْمَ شَوْكَاً بِلاَ ثَمَر، وَكَانَتْ قُلُوبهُمْ رَقِيقَةً؛ فَصَارَتْ أَقْسَى مِنَ الحَجَر، وَكَانَ شِعَارُهُمْ: لاَ عَاشَ مَن عَاشَ لِنَفْسِهِ فَقَطْ، أَمَّا شِعَارُهُمْ في هَذَا الزَّمَان: نَفْسِي نَفْسِي وَمِنْ بَعْدِيَ الطُّوفَان، فَنيَ الْعَصِيرُ وَبَقِيَ الثَّجِير 00!!

وَكُنَّا نَسْتَطِبُّ إِذَا مَرِضْنَا * فَصَارَ سِقَامُنَا بِيَدِ الطَّبِيبِ اخْتَفَى سُوقُ الأَدَب، وَطَفَا سُوءُ الأَدَب 00 عَلَى مَنْ تَقْرَأُ مَزَامِيرَكَ يَا دَاوُد 00؟! غَزَلْتُ لهُمْ غَزْلاً رَقِيقَاً فَلَمْ أَجِدْ * لِغَزْليَ نَسَّاجَاً فَكَسَّرْتُ مِغْزَلي * * * * * وَلَوْ أَنَّ قَوْمِي أَنْطَقَتْني رِمَاحُهُمْ * نَطَقْتُ وَلَكِنَّ الرِّمَاحَ قِصَارُ {عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِب 0 بِتَصَرُّف} وَهَكَذَا: فَحِينَمَا ذَهَبْتُ أَتَلَفَّتُ ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَال؛ حَتىَّ أَجِدَ أَخَاً أَوْ نِصْفَ أَخٍ يَقِفُ بجَانِبي في محْنَتي ـ وَالمَرْءُ كَثِيرٌ بِأَخِيه، وَرُبَّ أَخٍ لَكَ لَمْ تَلِدْهُ أُمُّك ـ لَمْ أَجِدْ 00 وَلَوْ أَنىِّ عَثَرْتُ عَلَى صَدِيقٍ * لأَنْسَتْني الصَّدَاقَةُ بَعْضَ هَمِّي

صَحِبْتُ بمِصْرَ بَعْضَ النَّاسِ جَهْلاً * بِهِ وَنَبَذْتُهُ مِنْ بَعْدِ عِلْمِ زَعَمْتُ بِأَنَّهُ خِلٌّ وَفىٌّ * فَكَذَّبَتِ اللَّيَالي فِيهِ زَعْمِي صَدَقَ المُتَنَبيِّ عِنْدَمَا قَال: شَرُّ البِلاَدِ مَكَانٌ لاَ صَدِيقَ بِهِ * وَشَرُّ مَا يَكْسِبُ الإِنْسَانُ مَا يَصِمُ أَيْنَ مَنْ كَانُواْ كِرَامَا * أَيْنَ أَخْلاَقُ الْقُدَامَى كَمْ رَأَيْنَا في بِلاَدِ النِّيلِ آلاَمَاً جِسَامَا مِن عَذَابٍ وَصِعَابٍ * كَسَّرَتْ مِنَّا الْعِظَامَا لَيْسَ يَلْقَى مُبْدِعُوهَا * مِن أُوْلي الأَمْرِ اهْتِمَامَا كَمْ لَيَالٍ قَدْ سَهِرْنَا * لَمْ نَذُقْ فِيهَا مَنَامَا لاَ تَلُمْني في كَلاَمِي * أَدْرَكَ الْبَدْرُ التَّمَامَا إِنَّهَا يَا صَاحِ سَاءَتْ * مُسْتَقَرَّاً وَمُقَامَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

مَا أَيْسَرَ أَنْ يَقُولَ المُفَكِّرُ أَوِ الأَدِيب: لاَ نُرِيدُ لِلْعُمْيَانِ أَنْ يُبْصِرُواْ، وَلَكِنَّ الرَّغبَةَ في مَرْضَاةِ الله؛ هِيَ الَّتي تحْمِلُنَا عَلَى تحَمُّلِ المُعَانَاة 00!! هَذَا 00 وَوَاللهِ مَا حَكَيْنَا كُلَّ مَا رَأَيْنَا، وَمَا اعْتَدَيْنَا وَلاَ جَنَيْنَا، وَمِن غَيرِ ذَنْبٍ جُنيَ عَلَيْنَا 00!! فَهَذَا قَلِيلٌ مِنْ كَثِير، وَمَا خَفِيَ أَعْظَم 00!! وَتَتَخَيَّلِ البَلاَء: الَّذِي لَقِيتُهُ بِهَؤُلاَء؛ تَتَوَاضَعُ لَهُمْ رَغْمَ عِلْمِكَ أَنَّ الكِبرَ عَلَى أَهْلِ الكِبرِ صَدَقَة!! أَهَنْتُ لهُمْ نَفْسِي لأُكْرِمَهَا بِهِمْ * وَلَنْ يُكْرِمَ النَّفْسَ الَّذِي لاَ يُهِينُهَا {بَيْتٌ قَالَهُ أَعْرَابيّ} وَلَرُبَّمَا انْتَفَعَ الفَتى بِعَدُوِّهِ * كَالسُّمِّ أَحْيَانَاً يَكُونُ دَوَاءَا {الطِّغْرَائِيّ}

إِنَّ الهَوَانَ لاَ يَهُونُ إِلاَّ عَلَى الأَذِلاَّء 00 وَلاَ يَنْسَى لهِيبَ السَّوْطِ إِلاَّ * إِذَا مَا شَاهَدَ العَلَفَ الحِمَارُ * * * * * وَإِنَّ الضَّغْنَ بَعْدَ الضَّغْنِ يَبْدُو * رُوَيْدَا بَاعِثَاً دَاءً دَفِينَا {عَمْرُو بْنُ كُلْثُوم 0 بِتَصَرُّف} فَالأَدِيبُ الحَسَّاسُ كَالمِرْآة: إِن أَرَيْتَهَا حَسَنَاً؛ أَرَتْكَ حَسَنَاً، وَإِن أَرَيْتَهَا قَبِيحَاً؛ أَرَتْكَ مَا أَرَيْتَهَا، أَوْ كَالأَرْض: إِنْ زَرَعْتَهَا تُفَّاحَاً أَنْبَتَتْ لَكَ تُفَّاحَاً، وَإِنْ زَرَعْتَهَا حَنْظَلاً؛ أَنْبَتَتْ لَكَ مَا زَرَعْتَهُ فِيهَا!! فَتَاللهِ لَقَدْ كَانَا * بِأَيْدِيهِمْ أَنْ نَكُونَا كَخَاتَمِ سُلَيْمَانَا * لَكِنَّهُمْ جَعَلُونَا مِثْلَ عَصَا ابْنِ عِمْرَانَا * تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

هَذَا 00 وَإِنْ كَانَ مَطْلَبي فَقَطْ أَنْ تَنهَضَ المُرُوءةُ بِأَحَدِهِمْ فَيَتَوَسَّطَ لي عِنْدَ أَيَّةِ قَنَاةٍ مِنَ القَنَوَاتِ الفَضَائِيَّة، الَّتي يَظْهَرُ فِيهَا بِصُورَةٍ دَوْرِيَّة، أَوْ لَدَى أَيِّةِ إِذَاعَةٍ محَلِّيَّة، أَوْ أَيَّةِ صَحِيفَةٍ مُعَارِضَةٍ أَوْ قَوْمِيَّة، وَلَكِنَّهُمُ اثَّاقَلُواْ إِلى الأَرْض 00!! لاَ أَدْرِي وَاللهِ مَاذَا أَقُول 00؟ غَيرَ أَن أُرَدِّدَ قَوْلَ الشَّاعِر: وَكُلٌّ يَرَى طُرُقَ الشَّجَاعَةِ وَالنَّدَى * وَلَكِنَّ طَبْعَ النَّفْسِ لِلنَّفْسِ قَائِدُ {المُتَنَبيِّ} لَيْتَهُمْ كَانُواْ قُرُودَاً فَحَكَوْا * شِيَمَ الفَضْلِ كَمَا تحْكِي القُرُودْ {ابْنُ الرُّومِي} وَلَكِن أَعُودُ فَأَقُول: إِذَا لَمْ تَكُنْ لِلمَرْءِ نَفْسٌ كَرِيمَةٌ * فَكَيْفَ سَتَسْعَى نَفْسُهُ لِلمَكَارِمِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

وَمَنْ لَمْ يجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورَاً؛ فَمَا لَهُ مِنْ نُور 00!! يَتَحَدَّثُونَ عَنِ المَبَادِئِ وَالقِيَمْ * وَبِلاَ ضَمَائِرَ هُمْ وَلَيْسَ لهُمْ ذِمَمْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} فَمَا أَدْرِي وَاللهِ كَيْفَ انحَطُّواْ إِلى الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ الحِطَّة، وَهُمْ أَسَاتِذَةٌ في الأَدَب 00!! قَوْمٌ تَوَاصَواْ بِتَرْكِ البرِّ بَيْنَهُمُ * تَقُولُ ذَا شَرُّهُمْ بَلْ ذَاكَ بَلْ هَذَا {أَبُو نُوَاس} الَّذِي يَقْدِرُ مِنهُمْ لاَ يُقَدِّر، وَالَّذِي يُقَدِّرُ مِنهُمْ لاَ يَقْدِر، هَذَا لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ يُقَدِّر 00!! وَالَّذِي يَسْتَطِيع مِنهُمْ؛ لَيْسَتْ عِنْدَهُ مُرُوءة، وَالَّذِي عِنْدَهُ مُرُوءة؛ لاَ يَسْتَطِيع، هَذَا 00 لَوْ وَجَدْتَ فِيهِمْ مَن عِنْدَهُ مُرُوءَ ة 00!!

بِيئَةٌ وَبِيئَة، وَمَعَادِنُ رَدِيئَة 00 حَقَّاً وَاللهِ صَدَقَ المُتَنَبيِّ إِذْ يَقُول: بِلاَدٌ مَا اشْتَهَيْتَ رَأَيْتَ فِيهَا * فَلَمْ يَنْقُصْ بِهَا إِلاَّ الْكِرَامُ * * * * * إِلى اللهِ أَشْكُو أَنَّ كُلَّ قَبِيلَةٍ * * مِنَ النَّاسِ أَفْني المَوْتُ خِيرَةَ أَهْلِهَا * * * * * فَلَمْ أَسَلْ قَطُّ عَنْ قَوْمٍ عَرَفْتُهُمُ * بِالجُودِ وَالفَضْلِ إِلاَّ قِيلَ قَدْ زَالُواْالُ {أَبُو العَتَاهِيَة 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِير} عَنْ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَذْهَبُونَ الخَيِّرَ فَالخَيِّر " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَحَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2935، 1781، رَوَاهُ الحَاكِم]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: جَعَلَ الدُّنيَا كُلَّهَا قَلِيلاً، وَمَا بَقِيَ مِنهَا إِلاَّ الْقَلِيلُ مِنَ الْقَلِيل، وَمَثَلُ مَا بَقِيَ مِنهَا كَالثَّغَب [بَقِيَّةُ المَاء]، شُرِبَ صَفْوُهُ، وَبَقِيَ كَدَرُه " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7904] وَهَكَذَا بَكَيْنَا مَرَّتَين: مَرَّةً عَلَى الأَحْيَاءِ غَيرِ الأَوْفِيَاء، وَأُخْرَى عَلَى الأَوْفِيَاءِ غَيرِ الأَحْيَاء 00 وَمَا حَيَاةُ امْرِئٍ أَمْسَتْ مَدَامِعُهُ * مَقْسُومَةً بَينَ أَحْيَاءٍ وَأَمْوَاتِ نَظْرَةُ المجْتَمَعِ إِلى المَوْهُوبِ غَيرِ المُؤَهَّل

فَالمَرْءُ في الدُّوَلِ النَّامِيَةِ بمَكَانَتِهِ الاَجْتِمَاعيَةِ وَمَرْكَزِهِ المَرْمُوق، حَتىَّ وَلَو كَانَ أَحْمَقَ منْ دَبَّ وَدَرَج، لاَ بِذَاتِهِ حَتىَّ لَوْ كَانَ أَعْظَمَ حَكِيمٍ فَوْقَ صَعِيدِ الأَرْضِ وَتحْتَ أَدِيمِ السَّمَاء؛ وَلِذَا سَفَّهُواْ كَلاَمَ العُظَمَاء، وَعَظَّمُواْ كَلاَمَ السُّفَهَاء؛ ذَلِكَ لأَنهُمْ؛ يَنْظُرُونَ أَوَّلَ مَا يَنْظُرُونَ إِلى شَهَادَةِ القَائِلِ وَلَيْسَ إِلى قَوْلِه؛ فَالمُؤَهَّلُ غَيرُ المَوْهُوبِ عِنْدَهُمْ؛ أَفْضَلُ بِكَثِيرٍ مِنَ المَوْهُوبِ غَيرِ المُؤَهَّل، وَلَوْ فَعَلَ لهُمْ مَا لَمْ يَفْعَلْهُ بَشَر؛ لَقَالُواْ كَذَّابٌ أَشِر 00!!

يُذَكِّرُني هَذَا وَاللهِ؛ بِالآيَةِ الكَرِيمَةِ الَّتي تَقُول: {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابَاً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ {14} لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ} {الحِجْر} فَكَأَنيِّ بِلُقْمَانَ الحَكِيمِ الَّذِي سَارَتْ بخَبرِهِ الرُّكْبَان، وَصَارَ مَضْرِبَ الأَمْثَال، لَوْ ظَهَرَ لَقَالُواْ: " مِن أَيِّ جَامِعَةٍ تخَرَّجَ السَّفِيه " 00؟! بَلْ وَكَأَنيِّ بِالمُتَنَبيِّ لَوْ مَا انْتَفَضَ فَزَالَ القَبرُ وَالكَفَنُ ـ وَكَانَ قَدْ أُشِيعَ في مجْلِسِ كَافُورٍ الإِخْشِيدِيِّ أَنَّهُ قَدْ مَات؛ فَبَعَثَ إِلَيْهِ، بَعْدَ غَضْبَتِهِ عَلَيْهِ؛ بِأَبْيَاتٍ يَقُولُ لَهُ فِيهَا: يَا مَنْ نُعِيتُ عَلَى بُعْدٍ بِمَجْلِسِهِ * كُلٌّ بِمَا زَعَمَ النَّاعُونَ مُرْتَهَنُ

كَمْ قَدْ قُتِلْتُ وَكَمْ قَدْ مُتُّ عِنْدَكُمُ * ثُمَّ انْتَفَضْتُ فَزَالَ القَبرُ وَالكَفَنُ كَأَنِّي بِهَذَا العِمْلاَقِ ـ عَلَى عِظَمِ مَكَانَتِهِ ـ لَوْ انْتَفَضَ فَزَالَ القَبْرُ وَالكَفَنُ؛ لأَعَادُوهُ إِلى قَبْرِهِ وَقَالُواْ لَهُ: مَا الَّذِي أَخْرَجَك 00؟! إِنَّهُ لَمْ يَعُدْ زَمَانَك 00!! وَأَمَّا الفَيْلَسُوفُ الضَّرِير / أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيّ ـ الَّذِي تَطَيَّرُواْ بِهِ وَطَائِرُهُمْ مَعَهُمْ ـ فَكَأَني بِهِ لَوْ بُعِثَ مِنْ قَبرِهِ؛ لأَلقَوْهُ أَرْبَعَاً وَعِشْرِينَ سَاعَةً في التَّخْشِيبَةِ بحجَّةِ عَدَمِ حَمْلِ إِثْبَات شَخْصِيَّة 00!!

هِجْرَةُ العُلَمَاء أَصْبَحْتُ في الدُّنيَا أَرُوحُ وَأَغْتَدِي * وَإِخَالُني في غَيرِ أَرْضِي أَحْرُثُ {ابْنُ الرُّومِي} أَعِيشُ في وَطَني لَكِنْ كَمُغْتَرِبٍ * فِيهِ وَقَدْ قَلَّ في أَهْلِيهِ أَمْثَالي {رَبُّ السَّيْفِ وَالْقَلَم / محْمُود سَامي البَارُودِي بِتَصَرُّف} فَكَمْ حُرِمْنَا وَكَمْ ظُلِمْنَا * وَكَمْ رَأَيْنَا مِنَ الحَوَادِثْ فَأَتْعَسُ الخَلْقِ فَيْلَسُوفٌ * وَكَاتِبٌ مُصْلِحٌ وَبَاحِثْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

حَقَّاً وَاللهِ: " أَوَّلُ مَا يَضِيعُ العَالِمُ بَينَ أَهْلِه " 00!! أَلُو الْفَضْلِ في أَوْطَانِهِمْ غُرَبَاءُ * تَفِرُّ وَتَنأَى عَنهُمُ القُرَبَاءُ {أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيّ} حَدَّثَ الأَشْجَعِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنِ الحَسَنِ الْبَصْرِيِّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَزْهَدَ النَّاسِ في الْعَالِمِ جِيرَانُه " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 517/ 8] وَانْظُرْ إِلى هِجْرَةِ العُلَمَاءِ مِنَ الدُّوَلِ النَّامِيَة، نَظَرَاً لِمَا يُعَانُونَ فِيهَا مِنَ الذُّلِّ وَالهَوَان، وَتَدَهْوُرِ حُقُوقِ الإِنْسَان، هَلْ لَوْ كَانْ في بِلاَدِهِمْ خَير، كَانَ يَهْجُرُهَا الطِّير 00؟!

يُشِيرُونَ بِالبَنَانِ إِلى عُظَمَاءِ الغَرْب، وَإِذَا مَا مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ بِعَظِيم؛ بَدَءُ واْ يَبْحَثُونَ فِيهِ عَنِ القِطَطِ الفَاطِسَةِ وَيخْتَلِقُونَ لَهُ الأَخْطَاء، كَاليَهُودِيِّ الَّذِي إِذَا لَقِيَ لحْمَاً رَخِيصَاً قَالَ إِنَّهُ مُنْتِن 00!! وَاللهِ لَوْ وَجَدْتُ مَنْ يَتَبَنىَّ أَفْكَارِي؛ لجَعَلْتُ مِنَ الحَرَكَةِ الأَدَبِيَّةِ الَّتي هِيَ كَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ خَاوِيَةٍ عَلَى عُرُوشِهَا؛ أَفْضَلَ مِنْ قَصْرٍ مَشِيد 00!! قَدْ يَقُولُ قَائِل: لَوْ كَانَ ذَا حِيلَةٍ لَتَحَوَّل 00 لاَ يَسْكُنُ المَرْءُ في أَرْضٍ يُهَانُ بِهَا * إِلاَّ مِنَ العَجْزِ أَوْ مِنْ قِلَّةِ الحِيَلِ * * * * *

وَفي الأَرْضِ مَنأَىً لِلكَرِيمِ عَنِ الأَذَى * وَفِيهَا لِمَنْ عَانىَ مِنَ الظُّلْمِ مخْرَجُ {الشَّنْفَرَى بِتَصَرُّف} لاَ تَصْبُوَنَّ إِلى وَطَن فِيهِ تُضَامُ وَتُمْتَهَن وَارْبَأْ بِنَفْسِكَ أَنْ تُقِيمَ بِحَيْثُ يَغْشَاكَ الدَّرَن وَارْحَلْ عَنِ الدَّارِ الَّتي قَدْ تَعْتَرِيكَ بِهَا المحَن وَطُفِ البِلاَدَ فَأَيُّهَا أَرْضَاكَ فَاخْترْهُ سَكَن {الحَرِيرِي صَاحِبُ المَقَامَات}

قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ المَلاَئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنْتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ في الأَرْضِ قَالُواْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ} {النِّسَاء/97} {وَمَنْ يُهَاجِرْ في سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ في الأَرْضِ مُرَاغَمَاً كَثِيرَاً وَسَعَةً وَمَنْ يخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرَاً إِلى اللهِ وَرَسُولِهِ ثمَّ يُدْرِكْهُ المَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ وَكَانَ اللهُ غَفُورَاً رَّحِيمَا} {النِّسَاء: 100} أَمْ صَرَّ الغَزْوُ عَلَيْكَ إِسْتَه 00؟!

عَنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَنْقَطِعُ الهِجْرَةُ حَتىَّ تَنْقَطِعَ التَّوْبَة، وَلاَ تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتىَّ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا " [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 13426، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 16463 / إِحْيَاءُ التُّرَاث] إِنَّ السَّفَرَ في الحَقِيقَةِ لَيْسَ أَمْرَاً يَسِيرَاً، بَلْ يحْتَاجُ مَالاً كَثِيرَاً: مَالٌ أُسَافِرُ بِهِ وَأُنْفِقُ مِنهُ في غُرْبَتي، وَمَالٌ يُنْفِقُ مِنهُ أَهْلِي في غَيْبَتي 00

وَمَنْ يَدْرِي إِذَا سَافَرْتُ أَرْضَاً * أُرِيدُ العَيْشَ أَيَّهُمَا أُلاَقِي أَفَالعَيْشَ الَّذِي أَنَا أَرْتجِيهِ * أَمِ الفَقْرَ الَّذِي أَنَاْ فِيهِ بَاقِ {المُثَقِّبُ الْعَبْدِيّ 0 بِتَصَرُّف} وَهَلْ يَصُونُ النَّاسُ دَمَاً ضَيَّعَهُ أَهْلُه 00؟! سُبْحَانَ العَالِمِ بِأَحْوَالِ عِبَادِهِ؛ فَقَالَ لَهُمْ في نَفْسِ السُّورَة: {إِلاَّ المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاَ {98} فَأُولَئِكَ عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللهُ عَفُوَّاً غَفُورَا} {النِّسَاء} مَا ضَرَّ لَوْ وَسِعَتْنَا بِلاَدُنَا 00؟!

إِنَّ العَيْبَ في الحَقِيقَةِ لَيْسَ في البِلاَد، وَإِنَّمَا في طِبَاعِ العِبَاد، وَفي الظُّلْمِ وَالاِسْتِبْدَاد 00 لَعَمْرُكَ مَا ضَاقَتْ بِلاَدٌ بِأَهْلِهَا * وَلَكِنَّ أَخْلاَقَ الرِّجَالِ تَضِيقُ {عَمْرُو بْنُ الأَهْتَمِ} فَالأَدِيبُ في الدُّوَلِ المُتَخَلِّفَة: كُلَّمَا طَارَ كَسَرُواْ جَنَاحَه 0 كَمْ قَدْ ظُلِمْتُ كَثِيرَاً فِيكِ يَا بَلَدِي * وَلَمْ أَجِدْ قَوْلَةَ الإِنْصَافِ مِن أَحَدِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

لَقَدْ لَقِيتُ فِيهَا بَلاَءً مخْتَلِفَاً أَلوَانُه، لَوْ تحَدَّثْتُ بِهِ لَقِيلَ مجْنُون، وَلَوْ سَكَتُّ لأُصِبْتُ فِعْلاً بِالجُنُون؛ وَلِذَا مَلأَتْ كِتَابيَ الشُّجُون، فَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون؛ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنهَا فَإِن عُدْنَا فَإِنَّا ظَالمُون 0 عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامَاً؛ يُرْفَعُ فِيهَا العِلْم، وَيَنْزِلُ فِيهَا الجَهْل " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7065 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2672 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعَاً يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَاد، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاء؛ حَتىَّ إِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسَاً جُهَّالاً، فَسُئِلُواْ فَأَفْتَوْا بِغَيرِ عِلْمٍ فَضَلُّواْ وَأَضَلُّواْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (100 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2673 / عَبْد البَاقِي]

وَلأَنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاء: يَكُونُ بِقَبْضَِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلُ رَفْعِ الْعِلْم 00 عَن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَظَرَ إِلىَ السَّمَاءِ يَوْمَاً فَقَال: " هَذَا أَوَانُ يُرْفَعُ الْعِلْم " [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان، وَالإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيّ] عَن أَبي أُمَيَّةَ اللَّخْمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِن أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُلْتَمَسَ الْعِلْمُ عِنْدَ الأَصَاغِر " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (2207، 695)، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

إِلى كَمْ مُقَامِي في بِلاَدٍ كَهَذِهِ * تَسَاوَى بِهَا آسَادُهَا وَكِلاَبُهَا أُقَلِّدُهَا الدُّرَّ الثَّمِينَ وَإِنَّهُ * لَعَمْرُكَ شَيْءٌ أَنْكَرَتْهُ رِقَابُهَا {بَهَاءُ الدِّينِ الزُّهَير} أَبَيْتُ جِوَارَهَا أَرْضَا * بِغَيرِ الظُّلْمِ لاَ تَرْضَى بِلاَدٌ ظُلْمُهَا أَمْسَى * عَلَى أَبْنَائِهَا فَرْضَا فَلَوْ عَرَضَ الزَّمَانُ عَلَى * رِجَالِ بِلاَدِنَا عَرْضَا وَقَالَ مَنَحْتُكُمْ يَا قَوْ * مُ طُولَ الأَرْضِ وَالعَرْضَا بِشَرْطٍ وَاحِدٍ أَنْ لاَ * يُنَازِعَ بَعْضُكُمْ بَعْضَا لَكَانَ جَوَابهُمْ في صَوْ *تِ رَجُلٍ وَاحِدٍ رَفْضَا

نَظَرْتُ فَلمْ أَجِدْ في مِصْـ * ـرَ إِلاَّ الحِقْدَ وَالبُغْضَا فَدَاءُ عَدَائِنَا اسْتَعْصَى * وَبَيْتُ إِخَائِنَا انْقَضَّا مَسَكْتُ يَدَ الإِخَاءِ فَمَا * وَجَدْتُ بِقَلْبِهِ نَبْضَا هُمُومٌ في نَوَاحِي الصَّدْرِ * يَزْحَمُ بَعْضُهَا بعْضَا فَقَلْبي صَارَ مُسْتَشْفَى * وَكُلُّ جَوَارِحي مَرْضَى {الشَّاعِرُ القَرَوِي / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي}

الأَحْلاَمُ وَالأَمَانيّ وَلِذَا قُلْتُ أَخِيرَاً، بَعْدَمَا فَكَّرْتُ كَثِيرَاً: مَن أَرَادَ هُنَا تحْقِيقَ الأَحْلاَم؛ فَعَلَيْهِ أَنْ يَنَام؛ فَأَخْلَدْتُ إِلى الأَحْلاَمِ وَالأُمْنِيَّات، وَقَضَيْتُ بِضْعَ سِنِينَ أُخْرَيَات: أَحْيى عَلَى أَمَلِي وَكَمْ مِنْ شَاعِرٍ * يحْيى كَمَا أَحْيى عَلَى الأَوْهَامِ وَإِذَا الحَقِيقَةُ أَعْجَزَتْكَ فَرُبَّمَا * أَدْرَكْتَ مَا أَعْيَاكَ بِالأَحْلاَمِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر أَوْ محْمُود غُنيم}

وَأَحْيَانَاً تخَفِّفُ الأَحْلاَم؛ بَعْضَ مَا في اليَقَظَةِ مِن آلاَم، غَيرَ أَنَّهُ وَبَعْدَ اليَقَظَةِ تَتَضَاعَفُ الآلاَم 00 إِنَّ الأَمَانيَ وَالأَحْلاَمَ تَضْلِيلُ {كَعْبُ بْنُ زُهَيْر} وَلاَ عَيبَ في الأَحْلاَمْ * إِلاَّ أَنَّهَا أَحْلاَمْ فَالحُبُّ الحَقِيقِي لاَ * يُوجَدُ إِلاَّ في الأَفلاَمْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

هَذَا هُوَ بِاخْتِصَارٍ مِشْوَارِي مَعَ العِلْم، أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جَاءنَا 00 عِشْرُونَ عَامَاً في طَريقِيَ سَائِرٌ * وَالمَرْءُ قَدْ يَبْلَى مَعَ الأَيَّامِ وَحَسِبْتُ آلاَمِي انْتَهَتْ لَمَّا انْتَهَى * فَإِذَا النِّهَايَةُ أَعْظَمُ الآلاَمِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر} كَقَوْمٍ سَرَواْ طِيلَةَ اللَّيْل، وَلَكِن أَصْبَحُواْ؛ وَلَمْ يحْمَدِ القَوْمُ السُّرَى 00!!

تمَنىَّ أُنَاسٌ أَنْ يَنَالُواْ مَكَانَتي * وَلَمْ يَعْلَمُواْ كَيْفَ اجْتَرَعْتُ مَرِيرَهَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 يُقَالُ جَرَعَ الدَّوَاءَ وَتجَرَّعَهُ وَاجْتَرَعَهُ، الْكُلُّ صَحِيح 0 لِسَانُ الْعَرَب} كُنْتُ أَفْرَغُ مِنْ كِتَابٍ لأَبْدَأَ في كِتَاب، وَمَا كُنْتُ أَنَامُ حَتىَّ يَنَامَ ظَالِعُ الكِلاَب، أَوْ يَتَبَيَّنَ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْر 00!! دَهْرٌ مَضَى وَأَنَا في المَكْتَبَاتِ صَبي * قَصِيدَةُ الشِّعْرِ أُمِّي وَالْكِتَابُ أَبي بَيْنَ المَرَاجِعِ أَقْضِي الْيَوْمَ في نَهَمٍ * حَتىَّ لَقَدْ عَرَفَتْني أَرْفُفُ الْكُتُبِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} أَضُمُّ الْكِتَابَ إِلى أَضْلُعِي * كَأَنيِّ مَلَكْتُ الثُّرَيَّا مَعِي

لَكَ اللهُ يَا حَافِظ؛ كَأَنَّكَ تُعَبِّرُ عَمَّا يجِيشُ في صَدْرِي وَأَنْتَ تَقُول: أَفَتِلْكَ عَاقِبَتي وَذَاكَ مَآلي * خُطُّواْ المَضَاجِعَ وَادْفِنُواْ آمَاليالِ لاَ تَخْدَعُوني بِالمُنى وَحَدِيثِهَا * قَدْ كَانَ ذَلِكَ في الزَّمَانِ الخَاليالِ فَلَقَدْ بَرِمْتُ بِمِصْرَ حِينَ وَجَدْتُّهَا * قَبرَ النُّبُوغِ وَمَسْرَحَ الجُهَّالِ بَلَدٌ تَسَرْبَلَ بِالحَرِيرِ جَهُولُهُ * وَمَشَى الأَدِيبُ بِهِ بِلاَ سِرْبَالِ إِنْ شِئْتَ أَنْ تحْيَا بِمِصْرَ فَلاَ تَكُن * حَيَّ الضَّمِيرِ تَعِشْ خَلِيَّ البَالِ وَاظْفَرْ بِذِي جَاهٍ فَعِشْ في ظِلِّهِ * أَوْ عِشْ بِلاَ جَاهٍ وَلاَ أَمْوَالِ اللهُ يَشْهَدُ لَوْ أَرَدْتُّ بَلَغْتُهُ * لَكِنَّ مَاءَ الوَجْهِ عِنْدِي غَاليالِ

وَمِنَ العَجَائِبِ وَالعَجَائِبُ جَمَّةٌ * قُرْبُ الدَّوَاءِ وَمَا إِلَيْهِ وُصُولُ كَالنُّوقِ في البَيْدَاءِ يَقْتُلُهَا الظَّمَا * وَالمَاءُ فَوْقَ ظُهُورِهَا محْمُولُ * * * * * صَبَرْنَا إِلى أَنْ مَلَّ مِنْ صَبْرِنَا الصَّبْرُ * وَقُلْنَا غَدَاً أَوْ بَعْدَهُ يَنْجَلِي الأَمْرُ سَلاَمٌ عَلَى الدُّنيَا سَلاَمٌ عَلَى الوَرَى * إِذَا مَا عَلاَ الْعُصْفُورُ وَانخَفَضَ النَّسْرُ سَيَذْكُرُني قَوْمِي إِذَا عِيبَ جَهْلُهُمْ * وَفي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ يُفْتَقَدُ البَدْرُ {البَيْتُ الأَخِيرُ فَقَطْ لأَبي فِرَاسٍ الحَمَدَانيِّ بِتَصَرُّف}

الذَّنْبُ يَرْجِعُ لِلصَّحَافَة * وَإِلى وَزَارَاتِ السَّخَافَة كَمْ قَدَّمُواْ لِلنَّاسِ فَنَّاً هَابِطَاً بِاسْمِ الثَّقَافَة كَمْ عَبْقَرِيٍّ ضَيَّعُوهُ كَانَ يُعْرَفُ بِالحَصَافَة مَا حَاوَلَتْ تِلْكَ الجِهَاتُ الْبَحْثَ عَنهُ وَاكْتِشَافَة أَكَلَ الْبُقُولَ وَغَيْرُهُ أَكَلَ الْقَطَائِفَ وَالْكُنَافَة كَمْ بَينَ مِصْرٍ وَالتَّقَدُّمِ يَا صَدِيقِي مِنْ مَسَافَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

أَلاَ فَابْكُواْ: فَتىً غَضَّ الإِهَابِ دَفَنْتُمُوهُ * بِآمَالٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدُ زَمَانٌ ضَاعَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِيهِ * فَلاَ المَأْمُونُ فِيهِ وَلاَ الرَّشِيدُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني، بِاسْتِثْنَاءِ المِصْرَاعِ الثَّاني مِنَ الْبَيْتِ الأَوَّلِ فَهُوَ لاَبْنِ الرُّومِي} دَوْرُ الأَغْنِيَاءِ في رِعَايَةِ العُلَمَاء لَقَدْ كَانَتْ بهَذَا البَيْتِ المَرِيرِ خَاتمَةُ الكِتَاب، وَلَكِنْ كَعَادَةِ القُرَّاءِ الَّذِينَ أَكْثرُهُمْ مِنَ الشَّبَاب: لاَ يحِبُّونَ النِّهَايَةَ الأَلِيمَة، حَتىَّ وَإِنْ كَانَتْ صَادِقَة، وَلِذَا أَسُوقُ إِلَيْكُمْ بَعْضَ العِبَارَاتِ المُنِيرَةِ الزَّاهِيَة، بَعْدَ تِلْكَ العَبرَاتِ المَرِيرَةِ الدَّامِيَة 00

إِنَّ القَارِئَ بِطَبِيعَتِهِ ضَعِيفُ الكَاهِل، وَلَعَلَّهُ أَمْسَكَ بِالْكِتَابِ لِيَهْرَبَ مِنَ الهُمُومِ وَالمَشَاكِل، لاَ لِيَقْرَأَ فِيهِ عَنهَا؛ فَلَدَيْهِ مَا يَكْفِيهِ مِنهَا؛ وَلِذَا أُضِيفُ وُرَيْقَاتٍ يَسِيرَة، إِلى هَذِهِ الخَاتمَةِ الأَخِيرَة؛ لأَرْسِمَ بهَا الاَبْتِسَامَةَ عَلَى شَفَتَيْه، وَأُقِرَّ بِذَلِكَ عَيْنَيْه، وَأُدْخِلَ السُّرُورَ عَلَيْه 00 وَلَكِنْ يَعَزُّ عَلَيَّ أَنْ تَكُونَ كُلُّ ثَرْوَتِنَا في الآلاَمِ وَالأَحْلاَم، وَأَنْ يَنْقَضِيَ الأَمْرُ عَلَى مجَرَّدِ كَلاَم، عَلَيْكَ يَا أَخِي؛ كُلَّمَا رَأَيْتَ بَاحِثَاً مَوْهُوبَاً، أَوْ عَالِمَاً محْبُوبَاً، وَرَأَيْتَ أَنَّكَ بِهِ مَبْهُور؛ أَنْ تَتَذَكَّرَ أَنَّ في الدُّوَلِ الفَقِيرَةِ أَلْفُ بَاحِثٍ هُوَ أَفْضَلُ مِنهُ غَيرُ مَشْهُور، ادْعُ اللهَ لَهُمْ وَأَنْتَ سَاجِد، وَكُنْ لَهُمْ خَيرَ مُسَاعِد 00

هَذَا عَنْ جُهْدِ المُقِلّ، الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ غَيرَهُ محْدُودُ الدَّخْل، أَمَّا مِنَ النَّاحِيَةِ السَّرِيعَةِ وَالْعَمَلِيَّة: فَهَذَا كَمَا قُلْنَا آنِفَاً عَلَى الطَّبَقَةِ الثَّرِيَّة، فَمِنَ المُؤْسِفِ أَنْ تَسْبِقَنَا الدُّولُ الكَافِرَة؛ في تَبَنيِّ المَوْهُوبِينَ وَالعَبَاقِرَة، إِنَّ الأَعْمَالَ الخَيرِيَّةَ في الدُّوَلِ المُتَقَدِّمَات؛ تَقُومُ عَلَى الجُهُودِ الذَّاتِيَّةِ وَالتَّبرُّعَات، وَلَيْسَ عَلَى الحُكُومَات 00 لَيْتَ رِجَالَ الأَعْمَالِ العَرَب؛ يَلْتَفِتُونَ قَلِيلاً إِلى أَوْطَانهِمْ، وَيَنْظُرُونَ بِعَينِ الرَّحْمَةِ إِلى المُبْدِعِينَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ مِنَ التَّعَب، وَرُبَّمَا لاَ يجِدُ أَهْلُوهُمْ ثمَنَ أَكْفَانهِمْ، أَلاَ تَأْخُذُهُمْ فِيهِمْ رَأْفَة 00؟!

لَيْتَهُمْ يُنْشِؤُونَ جَمْعِيَّةً خَيرِيَّةً لِتَبَنِّيهِمْ مَادِّيَّاً وَأَدَبِيَّاً؛ فَهُمْ أَوْلى مِنَ المُعَوَّقِينَ ذِهْنِيَّاً، وَالمَوْهُوبِينَ فَنِيَّاً، وَالأُمَّةُ في حَاجَةٍ إِلى عُقُولِهِمُ الجِسَام، لاَ سِيَّمَا في مِثْلِ هَذِهِ الأَيَّام، الَّتي تُبَاعُ فِيهَا وَتُشْتَرَى أُمَّةُ الإِسْلاَم 00 هَلْ لاَعِبُ الكُرَةِ وَالمُغَنيِّ عِنْدَنَا؛ أَفْضَلُ مِنَ المُفَكِّرِ أَوِ الكَاتِبِ الإِسْلاَمِيّ؛ حَتىَّ نُنْشِئَ مَدَارِسَ لِرِعَايَةِ المَوْهُوبِينَ رِيَاضِيَّاً، وَنَتْرُكَ المَوْهُوبِينَ عِلْمِيَّاً وَفِكْرِيَّاً وَأَدَبِيَّاً 00؟!

يَقُولُ الْكَاتِبُ الْكَبِير أَحْمَد بَهْجَت بِتَصَرُّف: " عِنْدَما انهارَ الاِتحَادُ السُّوفِيتي؛ كُلُّ دُوَلِ العَالَمِ أَخَذَتْ عُلَمَاءَ الذَّرَّة ـ الَّذِينَ كَانَ الْوَاحِدُ مِنهُمْ يَعِيشُ عِيشَةَ مَلِكٍ في رُوسْيَا 00 وَكَانَ أَقَلُّ مَنْ مَعَهُ * لَهُ عِشْرُونَ طَبَّاخَا {ابْنُ الرُّومِي} إِلاَّ نحنُ ـ مَعْشَرَ العَرَب ـ أَخَذْنَا رَاقِصَاتِ البَالِيه " 00!! مَنِ الَّذِي سَيَتَصَدَّى لإِسْرَائِيلَ إِنْ كَرَّرَتْ فِكْرَةَ الغَزْوِ لمِصْرَ مَرَّةً أُخْرَى 00؟!

هَلْ {فُلاَنٌ}: لاَعِبُ الكُرَةِ الْوَجِيه، أَوْ {فُلاَنَةٌ}: رَاقِصَةُ الْبَالِيه؛ هُمُ الَّذِينَ سَيَتَصَدَّوْنَ لَهُمْ، أَمِ الأَسْمَاءُ المُشْرِقَة / كَالدُّكْتُور مُصْطَفَى مُشَرَّفَة، وَالإِمَامِ المُصْلِح محَمَّد عَبْدُه، وَالمَوْهُوبُونَ فِكْرِيَّاً وَإِدَارِيَّاً وَعِلْمِيَّاً وَعَسْكَرِيَّاً، كَمْ مِنْ مُبْدِعِينَ مِن أَمْثَالِ هَؤُلاَء؛ دَفَنَهُمُ الإِهْمَالُ وَهُمْ أَحْيَاء، عَاشُواْ وَمَاتُواْ في الظَّلاَم، جَهِلَتْهُمْ أَوْ قُلْ تجَاهَلَتْهُمْ أَجْهِزَةُ الإِعْلاَم 00!!! أَرْضُ الْكِنَانَةِ مُنْجِبَة * كَمْ أَنْبَتَتْ مِنْ مَوْهِبَة لَكِنَّمَا تِلْكَ المَوَاهِبُ وَالْعُقُولُ مُعَذَّبَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

إِنَّ رِعَايَتَهُمْ لَوْ لَمْ تَكُنْ مِنْ بَابِ المُرُوءَ ةِ وَإِنْزَالِ النَّاسِ مَنَازِلهَمْ؛ لَكَانَتْ مِنْ بَابِ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنْفُسِكُمْ مِن خَيرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ الله} {المُزَّمِّل: 20} لَيْتَ شِعْرِي: هَلْ لَوْ لَمْ يخْلُقِ اللهُ جَنَّةً أَوْ نَارَاً؛ مَا كُنْتَ تَلْقَى أَهْلاً لِلمَعْرُوف 00؟! هَلْ لَوْ لَمْ يجْعَلِ اللهُ ثَوَابَاً وَعِقَابَاً؛ مَا كُنْتَ تَلْقَى لِلخَيرِ أَحْبَابَاً 00؟! عَنْ أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" صَنَائِعُ المَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السَّوْء، وَالصَّدَقَةُ خُفْيَا تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ زِيَادَةٌ في العُمُر، وَكُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَة، وَأَهْلُ المَعْرُوفِ في الدُّنيَا هُمْ أَهْلُ المَعْرُوفِ في الآخِرَة، وَأَهْلُ المُنْكَرِ في الدُّنيَا هُمْ أَهْلُ المُنْكَرِ في الآخِرَة " 0 [صَحَّحَهُ شَيْخُ المحَدِّثِينَ الأَلبَانيُّ في " صَحِيحِ الجامِعِ " بِرَقْم: (3796)، أَخْرَجَهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ] وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى: " وَأَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ أَهْلُ المَعْرُوف " 0 [ضَعَّفَهَا شَيْخُ المحَدِّثِينَ الأَلبَانيُّ في " صَحِيحِ الجَامِعِ " إِثْرَ الحَدِيثِ السَّابِق، أَخْرَجَهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ]

لَيْتَني أَجِدُ مَنْ يَتَبَنىَّ فِكْرَةَ إِنْشَاءِ هَذِهِ الجَمْعِيَّة، أَوْ إِصْدَارِ مجَلَّةٍ أَدَبِيَّة، تُعْنىَ بِاللُّغَةِ العَرَبِيَّة، وَتَرْعَى المَوَاهِبَ الأَدَبِيَّة، وَتخْلُو مِنَ المجَامَلَةِ وَالمحْسُوبِيَّة؛ حَتى نُعِيدَ بِهَا تِلْكَ العُصُورِ الذَّهَبِيَّة 0 فَأَكْثَرُ المجَلاَّتِ المَوْجُودَةِ غَايَةٌ في الرَّدَاءة؛ وَلاَ تَتَمَتَّعُ بِالْكَفَاءة، وَلاَ تَسْتَحِقُّ حَتىَّ الْقِرَاءة، وَلنَتَذَكَّرْ أَنَّ ضَبْطَ العَمَل؛ أَهَمُّ مِنَ العَمَل، وَاخْتِيَارُ الإِدَارَة؛ أَوَّلُ خُطْوَةٍ في طَرِيقِ المَهَارَة، وَالشَّخْصُ المُنَاسِبُ لَيْسَ فَقَطْ أَنْ يَكُونَ مِنَ العَبَاقِرَة، بَلْ أَنْ يَتَمَتَّعَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ وَنَفْسٍ طَاهِرَة، وَحِسٍّ أَدَبيٍّ وَطَبِيعَةٍ شَاعِرَة 0

فَمِمَّا يُؤْثَرُ عَنْ سَيِّدِنَا عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَوْلُه: " إِلى اللهِ أَشْكُو ضَعْفَ الأَمِينِ وَقُوَّةَ الخَائِن " 0 [المَيْدَانيُّ في مجْمَعِ الأَمْثَالِ بِتَصَرُّف 0 ص: 452/ 2] وَلَيْسَ شَرْطَاً أَنْ يَكُونَ حَاصِلاً عَلَى أَعْلَى الشَّهَادَات؛ لأَنَّ الدِّرَاسَةَ تُعْطِي عِلْمَاً وَلاَ تُعْطِي مَوْهِبَةً، فَكُلُّ مَوْهُوبٍ دَارِس، وَلَكِنْ لَيْسَ كُلُّ دَارِسٍ مَوْهُوبَا، وَلاَ كُلُّ مَنْ نَالَ الدُّكْتُورَاةَ في الأَدَبِ أَدِيبَاً؛ فَكَمْ مِنْ مُتَخَصِّصٍ في شَيْءٍ غَيرِ مَوْهُوبٍ فِيه، وَكَمْ مِنْ مَوْهُوبٍ في شَيْءٍ غَيرِ مُتَخَصِّصٍ فِيه 00

وَلاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ الَّذِي تُعْرَضُ عَلَيْهِ أَعْمَالُ المُبْدِعِينَ أَكْثَرَ مِنهُمْ إِبْدَاعَاً؛ وَأَطْوَلَ مِنهُمْ بَاعَاً، إِنَّنَا نُعَلِّقُ الآمَال؛ عَلَى اللهِ ثمَّ عَلَى أَهْلِ المَعْرُوفِ مِنْ رِجَالِ الأَعْمَال، لَيْتَهُمْ يَهْتَمُّونَ وَلَوْ قَلِيلاً بِالدِّين، كَمَا يَهْتَمُّونَ بِالدُّنيَا، لَيْتَهُمْ يَعْمَلُونَ عَمَلاً عَظِيمَاً مِن أَجْلِ الدِّين، كَمَا يَعْمَلُونَ أَعْمَالاً عَظِيمَةً مِن أَجْلِ الدُّنيَا، أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ فِيهِمْ أَهْلَ خَيرٍ صَالحِين، يَعْطِفُونَ عَلَى الفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِين، إلاَّ أَنَّ في العُلَمَاءِ وَالبَاحِثِين؛ مَن هُمْ أَشَدُّ مِنهُمْ مَسْكَنَةً وَفَقْرَا 00 مَسَاكِينُ أَهْلُ العِلْمِ حَتىَّ قُبُورُهُمْ * عَلَيْهَا تُرَابُ الذُّلِّ بَينَ المَقَابِرِ * * * * *

وَالنَّاسُ بِالنَّاسِ مَا دَامَ السَّخَاءُ بهِمْ * وَالعُسْرُ وَاليُسْرُ سَاعَاتٌ وَأَوْقَاتُ وَأَفْضَلُ النَّاسِ مَا بَينَ الوَرَى رَجُلٌ? * تُقْضَى عَلَى يَدِهِ لِلنَّاسِ حَاجَاتُ كَمْ مَاتَ قَوْمٌ وَمَا مَاتَتْ فَضَائِلُهُمْ * وَعَاشَ قَوْمٌ وَهُمْ في النَّاسِ أَمْوَاتُ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَة: إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَة، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِه، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَه " 0 [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: (1631)، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 43655]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ المُؤمِنَ مِن عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ؛ عِلمَاً عَلَّمَهُ وَنَشَرَه، وَوَلَدَاً صَالحَاً تَرَكَه، وَمُصْحَفَاً وَرَّثَه، أَوْ مَسْجِدَاً بَنَاه، أَوْ بَيْتَاً لاَبْنِ السَّبِيلِ بَنَاه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: (242)، وَالحَدِيثُ في الكَنْزِ بِرَقْم: 43657] وَأَعُودُ إِلى قُرَّائِيَ الأَعِزَّاء، وَإِلى الجَانِبِ المُشْرِقِ في حَيَاةِ العُلَمَاء، وَالَّذِي يُسَاعِدُهُمْ عَلَى مُوَاصَلَةِ العَطَاء، وَعَلَى اسْتِئْنَافِ العَمَل؛ أَلاَ وَهُوَ التَّفَاؤُلُ الأَمَل 0

بِالأَمَلِ تَسْتَمِرُّ الحَيَاة المَلَكُ الكَرِيم: تَعَبٌ يَطُولُ مَعَ الرَّجَاءِ لِكَادِحٍ * خَيْرٌ لَهُ مِنْ رَاحَةٍ في اليَأْسِ {الْعَبَّاسُ بْنُ الأَحْنَف 0 بِشَيْءٍ مِنَ التَّصَرُّف} كُنْ ثَابِتَاً مِثْلَ الجَبَلْ * مَهْمَا تُوَاجِهُ يَا بَطَلْ لاَ تَنْدُبَنَّ مُصِيبَةً أَوْ تَبْكِيَنَّ عَلَى طَلَلْ أَوْ تَيْأَسَنَّ لِعَثْرَةٍ فَالْيَأْسُ مِفْتَاحُ الْفَشَلْ وَكَأَنَّني بِكَ عَنْ قَرِيبٍ سَوْفَ تَرْفُلُ في الحُلَلْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

وَتَقَدَّسْتْ أَسْمَاءُ مَنْ قَال: {وَلاَ تَيْأَسُواْ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلاَّ القَوْمُ الكَافِرُونَ} {يُوسُف/87} الرَّوْحُ هُوَ النَّسِيمُ العَلِيل، وَالرِّيحُ الطَّيِّبَة، وَرَوْحُ اللهِ أَيْ فَرَجُهُ وَرَحْمَتُه 0 {اللِّسَان، القُرْطُبي} عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الكَبَائِرِ فَقَال: " الشِّرْكُ بِالله، وَالإِيَاسُ مِنْ رَوْحِ الله، وَالقَنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ الله " 0 [حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (4603، 2051)، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط]

فَيَوْمٌ عَلَيْنَا وَيَوْمٌ لَنَا * وَيَوْمٌ نُسَاءُ وَيَوْمٌ نُسَرّ بَيْنَمَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ جَالِس، وبجِوَارِهِ شَيْخٌ يَعْمَلُ بِالمحْرَاثِ في أَرْضِه؛ إِذ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم: " اللهُمَّ انْزَعْ مِنهُ الأَمَل " 00 فَوَضَعَ الشَّيْخُ المحْرَاثَ وَاضْطَجَعَ عَلَى الأَرْض 00!! فَلَبِثَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ سَاعَةً ثمَّ قَال ـ وَالرَّجُلُ عَلَى هَذِهِ الحَال: " اللهُمَّ ارْدُدْ إِلَيْهِ الأَمَل " فَنَهَضَ الرَّجُلُ وَأَخَذَ المحْرَاثَ وَجَعَلَ يَعْمَل 00!!

فَتَعَجَّبَ نَبيُّ اللهِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَم، وَسَأَلَ الرَّجُلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَال: بَيْنَمَا أَنَا أَعْمَلُ إِذْ قَالَتْ لي نَفْسِي: إِلى مَتى تَعْمَلُ وَأَنْتَ شَيْخٌ كَبِير؛ فَأَلقَيْتُ المحْرَاثَ وَاضْطَجَعْتُ عَلَى الأَرْض، فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ قَالَتْ لي نَفْسِي: وَاللهِ لاَ بُدَّ مِنَ العَيْشِ مَا بَقِيت؛ فَقُمْتُ إِلى محْرَاثِي 00!! [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في الإِحْيَاءِ 0 طَبْعَةِ الحَافِظِ العِرَاقِيّ 0 دَارُ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّة 0 كِتَابُ ذِكرِ المَوْتِ: 1841]

العَزْمُ وَالجِدّفَعَلَيْكَ أَنْ تَسْعَى وَلَيْسَ عَلَيْكَ إِدْرَاكُ النَّجَاحْ {بَدِيعُ الزَّمَانِ الهَمَذَانيّ} عَلَى المَرْءِ أَنْ يَسْعَى بِمَا يَسْتَطِيعُهُ * وَلَيْسَ عَلَيْهِ أَنْ يُسَاعِدَهُ الدَّهْرُ ******* فَمَا اسْتَعْصَى عَلَى قَوْمٍ مَنَالٌ * إِذَا مَا الجِدُّ كَانَ لهُمْ رِكَابَا وَمَا نَيْلُ المَطَامِحِ بِالتَّمَنيِّ * وَلَكِنْ تُؤْخَذُ الدُّنيَا غِلاَبَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي}

وَمَنْ رَامَ نَيْلَ العُلاَ لَمْ يَنَمْ {المُتَنَبيِّ} حُبُّ السَّلاَمَةِ يُثْني عَزْمَ صَاحِبِهِ * عَن المَعَالي وَيُغْرِي المَرْءَ بِالكَسَلِ {الطِّغْرَائِيّ} وَمَنْ طَلَبَ العُلاَ سَهِرَ اللَّيَالي {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} وَلَمْ يَبْعُدْ عَلَى نَفْسٍ مَرَامٌ * إِذَا رَكِبَتْ لَهُ الهِمَمَ البِعَادَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي}

فَالجِدُّ يُدْنِي كُلَّ أَمْرٍ شَاسِعٍ * وَالجِدُّ يَفْتَحُ كُلَّ بَابٍ مُغْلَقِ {الإِمَامُ الشَّافِعِيّ} عَزْمُ الشَّبَابِ هُوَ القَضَاءُ وَمُبْتَغَاهُ هُوَ القَدَرْ فَارْفَعْ جَبِينَكَ لِلحَيَاةِ وَلاَ تَذِلَّ لِمُقْتَدِرْ الكَوْنُ مِلْكُكَ وَالحَيَاةُ بِعَزْمِ أَمْرِكَ تَأْتَمرْ مَا شِئْتَ مِن حَقٍّ فَلاَ تَنهَضْ إِلَيْهِ عَلَى حَذَرْ تَسْعَى الذِّئَابُ لِصَيْدِهَا وَسْطَ الظَّلاَمِ المُنْتَشِرْ أَمَّا الأُسُودُ فَلاَ تخَافُ المَوْتَ أَو تخْشَى الخَطَرْ

كُنْ كَالصُّقُورِ مُقَامُهَا فَوْقَ السَّحَابِ مَعَ القَمَرْ لاَ كَالغُرَابِ يُطَارِدُ الجِيَفَ الحَقِيرَةَ في الحُفَرْ مَنْ ذَلَّ تَدْهَكُهُ السَّنَابِكُ في مَتَاهَاتِ العُمُرْ وَتَلِينُ غَّطْرَسَةُ الزَّمَانِ إِلى الأَبيِّ مِنَ البَشَرْ {مُصْطَفَى عِكْرِمَة، أَوْ عِيسَى النَّاعُورِي؟}

سِرُّ النَّجَاحِ إِلى الأَمَامْ * فَإِلى الأَمَامِ عَلَى الدَّوَامْ وَإِلى الأَمَام أَكَانَ عَصْرُكَ عَصْرَ حَرْبٍ أَوْ سَلاَمْ نِعْمَ الشِّعَارُ لِمَن أَرَادَ لِنَفْسِهِ عَيْشَ الكِرَامْ زَاحِمْ وَسِرْ نحْوَ الأَمَامِ فَإِنَّمَا الدُّنيَا زِحَامْ هِيَ مَوْكِبٌ مَنْ نَامَ فِيهِ فَلَنْ يَكُونَ لَهُ قِيَامْ {محَمَّدٌ الأَسْمَر بِتَصَرُّفٍ يَسِير}

إذَا المَرْءُ يَوْمَاً أَرَادَ الحَيَاةَ * فَلاَ بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ القَدَرْ وَلاَ بُدَّ لِلَّيْلِ أَنْ يَنْجَلِي * وَلاَ بُدَّ لِلقَيْدِ أَنْ يَنْكَسِرْ {أَبُو الْقَاسِمِ الشَّابي} لِذَا امْتَطَيْتُ الجِدَّ في المَنْشَطِ وَالمَكْرَه، وَحَلَفْتُ باللهِ: لأَسْتَسْهِلَنَّ الصَّعْبَ أَوْ أُدْرِكَ المُنى * فَمَا انْقَادَتِ الآمَالُ إِلاَّ لِصَابِرِ

فَقُلْتُ يَا خَيْلَ اللهِ ارْكَبي؛ فَحَسَرْتُ عَنْ ذرَاعَيَّ، وَشَمَّرْتُ عَنْ سَاقَيَّ، وَجَمَعْتُ لِلأَمْرِ جَرَامِيزي، وَشَدَدْتُ لَهُ حَيَازِيمي، وَقَرَعْتُ لَهُ ظُنْبُوبي، وَوَضَعْتُ حَبْلِي عَلَى غَاربي، وَأَلْقَيْتُ دَلْوِيَ في الدِّلاَءِ، ثُمَّ مخَرْتُ في بحْرِ الحَيَاةِ بِذَاتِ أَلوَاحٍ وَدُسُر 00!! وَجُدْتُ بِنَفْسٍ لاَ يجَادُ بمِثْلِهَا * وَقُلْتُ اطْمَئِنيِّ حِينَ سَاءَتْ ظُنُونهَا * * * * *

حَتىَّ * رَكِبْتُ * المَوْتَا * في * سَبِيلِ * الحَيَاةِ وَمَنْ * ضَاقَ * ذَرْعُهُ * رَكِبَ * المُعْجِزَاتِ - أَنَا الغَرِيقُ فَمَا خَوْفي مِنَ البَلَلِ - {المُتَنَبيِّ} وَضَرَبْتُ بِفَقْرِيَ عُرْضَ الحَائِط، بَلْ وَتحَدَّيْتُهُ قائلاً: يَا فَقْرُ جُرْ وَافْعَلْ مَعِي مَا شِئْتَهُ لَن أَنْتَحِرْ مَنْ كَانَ يَا فَقْرِي بِقَعْرِ البِئْرِ كَيْفَ سَيَنحَدِرْ - لَيْسَ بَعْدَ المَوْتِ مَوْتُ -

فَإِنْ تَكُنِ الخَنْسَاءَ إِنيَ صَخْرُهَا * وَإِنْ تَكُنِ الزَّبَّاءَ إِنيِّ قَصِيرُهَا وَبَعْدَ أَنْ كُنْتُ أَشْكُو مِنَ الفَقْرِ أَصْبَحْتُ أَقُولُ لِنَفْسِي: لاَ تَلْقَ فَقْرَكَ إِلاَّ غَيرَ مُكْتَرِثٍ * مَا دَامَ يَصْحَبُ فِيهِ رُوحَكَ البَدَنُ {المُتَنَبيِّ} وَعِشْتُ لآمَالي * وَاسْتَعْذَبْتُ التَّعْذِيبَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} أَبَدَاً لَنْ تُخْنَقَ آمَالي * سَأُحَطِّمُ يَوْمَاً أَغْلاَلي {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي}

أَجْرُ العَبْدِ عَلَى حُزْنِه عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا كَثُرَتْ ذُنُوبُ الْعَبْد، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُكَفِّرُهَا مِنَ العَمَل؛ ابْتَلاَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالحُزْنِ لِيُكَفِّرَهَا عَنْهُ " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع ص: (192/ 10)، وَالحَدِيثُ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 24708]

وَقِيلَ إِنَّ نَبيَّ اللهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ لِرَبِّهِ: " يَا رَبّ، مَا جَزَاءُ الحَزِينِ الَّذِي يَصْبرُ عَلَى المَصَائِبِ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِك؟ قَالَ عَزَّ وَجَلّ: " جَزَاؤُهُ: أَن أُلْبِسَهُ لِبَاسَ الإِيمَانِ فَلاَ أَنْزِعُهُ عَنهُ أَبَدَا " [الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ في " كِتَابِ الصَّبرِ وَالشُّكْر " ص: 1415] وَتَذَكَّرْ أَنَّ انْدِثَارَ الْكُتَّابِ أَمَارَةٌ مِن أَمَارَاتِ السَّاعَة: أَنْ يَظْهَرَ الْعِلْم، وَتَتَرَاجَعَ الْكِتَابَةُ وَالأَدَب 00

عَن عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِن أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَفْشُوَ المَالُ وَيَكْثُر، وَتَفْشُوَ التِّجَارَة، وَيَظْهَرَ العِلْم، وَيَبِيعَ الرَّجُلُ الْبَيْعَ فَيَقُول: لاَ حَتىَّ أَسْتَأْمِرَ تَاجِرَ بَني فُلاَن، وَيُلْتَمَسَ في الحَيِّ العَظِيمِ الْكَاتِبُ فَلاَ يُوجَد " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 4456] فَلاَ تَبْكِ عَلَى فَوْتِ مَا قَدْ فَات، وَاعْلَمْ أَنَّ كُلَّ مَا هُوَ آتٍ آت 00 {مَن عَمِلَ صَالِحَاً مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون} {النَّحْل/97}

عَن الزُّبَيرِ بْنِ عَدِيٍّ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اصْبِرُواْ؛ فَإِنَّهُ لاَ يَأْتي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلاَّ الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ، حَتىَّ تَلْقَوْا رَبَّكُمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 7068 / فَتْح] وَلِذَا صِرْتُ أَقُولُ لِهَذَا الزَّمَنِ الْعَجِيب: لاَ أَرْتَضِيكَ وَإِنْ صَفَوْتَ لأَنَّني * أَدْرِي بِأَنَّكَ لاَ تَدُومُ عَلَى الصَّفَا زَمَنٌ إِذَا أَعْطَى اسْتَرَدَّ عَطَاءَهُ * وَإِذَا قَسَا هَيْهَاتَ أَنْ يَتَعَطَّفَا {تَمِيمُ بْنُ المُعِزِّ المِصْرِيّ بِتَصَرُّف}

وَصِرْتُ كُلَّمَا وَقَعَتْ عَيْنَايَ عَلَى هَذَا البَيْتِ القَائِل: غَزَلْتُ لَهُمْ غَزْلاً رَقِيقَاً فَلَمْ أَجِدْ * لِغَزْليَ نَسَّاجَاً فَكَسَّرْتُ مِغْزَلي تهَكَّمْتُ بِصَاحِبِهِ وَقُلْتُ لِنَفْسِي: أَفَتُرِيدِينَ أَنْ تَكُوني كَالَّتي نَقَضَتْ غَزْلهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثَا؟! {بِئْسَ الاِسْمُ الفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَان} {الحُجُرَات}

وَكُنْتُ كُلَّمَا أَتَيْتُ عَلَى ثَوْبيَ المُمَزَّقِ الَّذِي: تَتَغَنىَّ إِحْدَى نَواحِيهِ صَوْتَاً * فتَشُقُّ الأُخْرَى عَلَيْهِ الجُيُوبَا فَإِذَا مَا لُمْتُهُ قَالَ مَهْلاً * لاَ يَكُونُ الكَرِيمُ إِلاَّ طَرُوبَا {ابْنُ الرُّومِي} قُلْتُ لِنَفْسِي: قَدْ يُدْرِكُ المجْدَ الفَتى وَلَوَ انَّهُ * صِفْرُ اليَدَيْنِ وَثَوْبُهُ مَرْقُوعُ {ابْنُ هِرْمَةَ بِتَصَرُّف}

أَمَّا الحَدِيثُ القَائِل: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُول: يَا لَيْتَني مَكَانَه " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحيحِهِ بِرَقْم: (7115 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحيحِهِ بِرَقْم: 157 / عَبْد البَاقِي]

فَكُنْتُ كُلَّمَا أَتَيْتُ عَلَيْهِ قُلْتُ لِنَفْسِي: لِمَ اخْترْتَ هَذَا الحَدِيثَ لِتُعَبِّرَ بِهِ عَن حَالِك 00؟! أَيْنَ أَنْتَ مِنَ الحَدِيثِ القَائِل ـ وَلاَ يَفُلُّ الحَدِيثَ إِلاَّ الحَدِيث: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِه، فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ مُتَمَنِّيَاً لِلْمَوْتِ فَلْيَقُل: اللهُمَّ أَحْيِني مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْرَاً لي، وَتَوَفَّني إِذَا كَانَتِ الوَفَاةُ خَيْرَاً لي " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحيحِهِ بِرَقْم: (6351 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحيحِهِ بِرَقْم: 2680 / عَبْد البَاقِي]

وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَاً عَمَلُهُ الجَنَّة " 00 قَالُواْ: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ، وَلاَ أَنَا، إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَني اللهُ بِفَضْلٍ وَرَحمَة؛ فَسَدِّدُواْ وَقَارِبُواْ، وَلاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ المَوْت؛ إِمَّا محْسِنَاً فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْرَاً، وَإِمَّا مُسِيئَاً فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِب " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ المَرْضَى بَابِ تمَني المَرِيضِ المَوْت 0 حَدِيثٌ رَقْم: 5673]

عَن عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ آخَى بَينَ رَجُلَين، فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا وَمَاتَ الآخَرُ بَعْدَه، فَصَلَّيْنَا عَلَيْه، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا قُلْتُمْ " 00؟ قَالُواْ: دَعَوْنَا لَهُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، اللهُمَّ أَلحِقْهُ بِصَاحِبِه؛

فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَأَيْنَ صَلاَتُهُ بَعْدَ صَلاَتِه 00؟! وَأَيْنَ عَمَلُهُ بَعْدَ عَمَلِه 00؟! فَلَمَا بَيْنَهُمَا كَمَا بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْض " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: (1985)، وَصَحَّحَهُ أَيْضَاً في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 2524] أَمَّا فِكْرَةُ التَّخَلُّصِ مِنَ الحَيَاةِ فَنَبَذْتُهَا مِنْ رَأْسِي؛ وَقُلْتُ لِنَفْسِي: دَعِ الَّذِي حَدَّدَ لَكَ بِدَايَتَهَا يحَدِّدُ لَكَ نِهَايَتَهَا 00

أَمَّا عَنْ تَأَخُّرِ نَشْرِ مُؤَلَِّفَاتي؛ فَكُنْتُ أَجِدُ بَعْضَ المُوَاسَاةِ؛ في هَذِهِ الْكَلِمَاتِ: حَدَّثَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَال: " إِنَّهُمَا عَالِمَان: فَعَالِمُ الدُّنْيَا عِلْمُهُ مَنْشُور، وَعَالِمُ الآخِرَةِ عِلْمُهُ مَسْتُور " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 435/ 8] أَمَّا عَنِ المَشَاهِيرِ الَّذِينَ قَصَدْتُهُمْ؛ فَكُنْتُ أَعُودُ فَأَقُولُ لِنَفْسِي: أَنْتَ الَّذِي اتخَذْتَ المُضِلِّينَ عَضُدَا؛ إِذْ كَانَ يَتَعَيَّنُ عَلَيْكَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُب؛ أَنْ تُفَكِّرَ مِمَّنْ تَطْلُب 0

فَلاَ تَجْزَعَنَّ عَلَى أَيْكَةٍ * أَبَتْ أَنْ تُظِلَّكَ أَغْصَانُهَا احْتَسِبِ الله، عَسَى أَنْ يُبْدِلَنَا رَبُّنَا خَيرَاً مِنهُمْ، إِنَّا إِلى رَبِّنَا رَاغِبُون 00 وَكُنْتُ أَقُولُ لِنَفْسِي ـ خَشْيَةَ أَنْ تَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتهَا ـ صَبرَاً يَا نَفْسُ صَبرَاً؛ فَمَنْ تَعَجَّلَ عَلَى نَصِيبِهِ في الدُّنيَا؛ فَلَيْسَ لَهُ في الآخِرَةِ مِنْ نَصِيب!! بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيرَاً مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورَا} {الفُرْقَان: 10} {قُلْ أَذَلِكَ خَيرٌ أَمْ جَنَّةُ الخُلدِ الَّتي وُعِدَ المُتَّقُون} {الفُرْقَان: 15}

عُلَمَاءُ السَّوْءِ وَطَلَبُ الدُّنيَا وَالمجْد عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ صَانُوا الْعِلْمَ وَوَضَعُوهُ عِنْدَ أَهْلِهِ لَسَادُوا بِهِ أَهْلَ زَمَانِهِمْ، وَلَكِنَّهُمْ بَذَلُوهُ لأَهْلِ الدُّنْيَا؛ لِيَنَالُواْ بِهِ مِنْ دُنْيَاهُمْ؛ فَهَانُواْ عَلَيْهِمْ " 0 [صَحَّحَهُ شَيْخُ المحَدِّثِينَ الأَلبَانيُّ في المِشْكَاةِ بِرَقْم: (263)، وَحَسَّنَهُ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 257]

وَعَنْ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الدَّسْتَوَائِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: قَرَأْتُ في كِتَابٍ بَلَغَني أَنَّهُ مِنْ كَلاَمِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَم: " تَعْمَلُونَ لِلدُّنْيَا وَأَنْتُمْ تُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ عَمَل، وَلاَ تَعْمَلُونَ لِلآخِرَةِ وَأَنْتُمْ لاَ تُرْزَقُونَ فِيهَا إِلاَّ بِالْعَمَل، وَإِنَّكُمْ عُلَمَاءَ السَّوْء؛ الأَجْرَ تَأْخُذُون، وَالْعَمَلَ تُضَيِّعُون، يُوشِكُ رَبُّ الْعَمَلِ أَنْ يَطْلُبَ عَمَلَه، وَتُوشِكُونَ أَنْ تَخْرُجُوا مِنْ الدُّنْيَا العَرِيضَةِ إِلى ظُلْمَةِ القَبْرِ وَضِيقِه!! اللهُ نَهَاكُمْ عَنِ الخَطَايَا كَمَا أَمَرَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَالصِّيَام؛ كَيْفَ يَكُونُ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ مَنْ سَخِطَ رِزْقَهُ وَاحْتَقَرَ مَنْزِلَتَه، وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ عِلْمِ اللهِ وَقُدْرَتِه 00؟!!

كَيْفَ يَكُونُ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ مَنْ اتَّهَمَ اللهَ فِيمَا قَضَى لَهُ؛ فَلَيْسَ يَرْضَى شَيْئَاً أَصَابَه 00؟!! كَيْفَ يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ دُنْيَاهُ آثَرُ عِنْدَهُ مِنْ آخِرَتِه، وَهُوَ في الدُّنْيَا أَفْضَلُ رَغْبَة 00؟! كَيْفَ يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ مَصِيرُهُ إِلى آخِرَتِهِ وَهُوَ مُقْبِلٌ عَلَى دُنْيَاه، وَمَا يَضُرُّه؛ أَشْهَى أَوْ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِمَّا يَنْفَعُه 00؟!! كَيْفَ يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ يَطْلُبُ الكَلاَمَ لِيُخْبِرَ بِه، وَلاَ يَطْلُبُهُ لِيَعْمَلَ بِه " 00؟! [الطَّبرَانيُّ وَالدَّارِمِيُّ وَالبَيْهَقِيُّ في الشُعَبِ رَقْم: (1917)، وَالمَنَاوِيُّ في فَيْضِ القَدِير 0 ص: 508/ 5]

وَكُنْتُ أَقُولُ لَهَا دَائِمَاً: مَا عِنْدَ اللهِ خَيرٌ وَأَبْقَى، وَدَائِمَا يجْعَلُ اللهُ الدُّنيَا للمُتَكَبرِين، وَالآخِرَةُ يجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوَّاً في الأَرْضِ وَلاَ فَسَادَا 00!! بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدَاً حَسَنَاً فَهُوَ لاَقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الحَيَاةِ الدُّنيَا ثمَّ هُوَ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنَ المحْضَرِين} {القَصَص: 61} إِنَّ غَدَاً لِنَاظِرِهِ قَرِيبُ {قُرَادُ بْنُ أَجْدَعَ الْكَلْبيّ}

وَهَذَا هُوَ الَّذِي هَوَّنَ عَلَيْنَا مَا رَأَيْنَا: إِنَّهُ الأَمَل؛ فَقَدْ كُنْتُ عَلَى أَمَلٍ بِرَغْمِ طُولِ الأَمَد؛ بِأَنيِّ لَن أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبيِّ شَقِيَّا 00 فَلَقَدْ رُوِيَ عَن أَحَدِ الصَّالِحِينَ أَنَّهُ قَال: " لَقَدْ سَأَلْتُ اللهَ تَعَالى حَاجَةً، مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَة، فَمَا قَضَاهَا، وَلاَ يَئِسْتُ مِنْ قَضَائِهَا " 0 أَلاَ صَدَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِذْ يَقُول: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} {التَّغَابُن/11}

سُبْحَانَ مَنْ يَهْدِي بَصَائِرَنَا * كَمْ مِنْ بَصِيرٍ قَلْبُهُ أَعْمَى وَصَدَقَ عَزَّ وَجَلَّ إِذْ يَقُول: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُه، إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِه، قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرَا} {الطَّلاَق/3} وقدْ قِيلَ في الأَمْثَال: " مَنْ طَلَبَ بَابَاً: أَعْطَاهُ اللهُ مِفْتَاحَه " 0 {وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا} {إِبْرَاهِيم/12} وَهَكَذَا كُنْتُ وَلاَ زِلْتُ: أُعَلِّلُ النَّفْسَ بِالآمَالِ في غَدِهَا * مَا أَضْيَقَ العَيْشَ لَوْلاَ فُسْحَةُ الأَمَلِ {الطِّغْرَائِيّ}

القُلُوبُ الطَّيِّبَة إِنَّ الحَيَاةَ وَإِنْ كَانَتْ كَثِيرَةَ المَضَرَّات؛ فَإِنَّهَا لاَ تخْلُو مِنَ المَسَرَّات، وَكَمَا أَنَّ أَهْلَ النَّذَالَةِ فِيهَا أُلُوف؛ فَلاَ زَالَتْ فِيهَا بَقِيَّةٌ مِن أَهْلِ المَعْرُوف، شَجَّعُوني كَثِيرَاً وَحَاوَلُواْ أَنْ يجِدُواْ لي مكَانَاً بَينَ الصُّفُوف 0

كَمْ مِنْ أَدِيبٍ قَدْ أَتَاني قَائِلاً * يَا أَيُّهَا السَّارِي مَكَانَكَ تحْمَدِ يَا مُنْشِدَ الشِّعْرِ المَلِيءِ مَرَارَةً * أَهْوَاكَ إِنْ تُنْشِدْ وَإِنْ لَمْ تُنْشِدِ مَا دُمْتَ في الدُّنيَا فَلاَ تَكُ يَائِسَاً * إِنَّ اليَؤُوسَ كَمَيِّتٍ لَمْ يُلْحَدِ لاَ تَيْأَسَنَّ مِنَ النَّجَاحِ لِعَثْرَةٍ * مَا لاَ يُنَالُ اليَوْمَ يُدْرَكُ في الْغَدِ {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي أَوْ محَمَّدٌ الأَسْمَر}

وَكَمْ مِن أُسْتَاذٍ جَامِعِيٍّ لَقِيتُهُ في أُولَيَاتِ حَيَاتي؛ فَكَانَ لي مُشَجِّعَاً وَبي مُعْجَبَاً، وَضَمَّني قَائِلاً: أَضْنَاكَ طُولُ السُّرَى وَالسَّيرِ يَا وَلَدِي * فَاخْلَعْ رِدَاءَكَ وَامْسَحْ جُرْحَكَ الدَّامِي حَيَّيْتُ فِيهِ طَالِبَاً لِلْعِلْمِ أَمْعَنَ في طِلاَبِهْ أَعْيىَ عَلَى قُرَّائِهِ عَن أَنْ يَسِيرُواْ في رِكَابِهْ رِفْقَاً بِقَارِئِكَ الدَّءُ وبِ فَقَدْ شَكَا مِنْ فَرْطِ مَا بِهْ للهِ دَرُّكَ كَاتِبَاً لَمْ يَبْغِ رِبحَاً مِنْ كِتَابِهْ وَلَرُبَّمَا امْتَلأَتْ جُيُوبُ النَّاشِرِينَ عَلَى حِسَابِهْ وَلَرُبَّمَا كَانَ الدُّعَاءُ لَهُ فَقَطْ أَقْصَى ثَوَابِهْ {محْمُود غُنَيْم}

أَذْكُرُ مِن هَؤُلاَءِ الدُّكْتُور أَحْمَد هِيكَل / الْعَمِيدَ الأَسْبَقَ لِكُلِّيَّةِ دَارِ الْعُلُوم، وَأَحْسَنَ مَنْ تَقَلَّدُواْ وَزَارَةَ الثَّقَافَةِ في الْقَرْنِ الْعِشْرِين، وَالدُّكْتُور عَبْد الصَّبُور شَاهِين، وَأَخِي الَّذِي ضَنَّتْ بِهِ الأَمْصَار / الأُسْتَاذ محْمُود نَصَّار، وَأَغْلَى الأَحْبَاب، وَالشَّهْدَ المُذَاب / الصَّدِيقَ الشَّاعِر محَمَّد عَبْد الوَهَاب 0 أَيَاسِرُ لي في النَّابِغِينَ فَرَاسَةٌ * تَعَوَّدْتُ مِنهَا أَنْ تَقُولَ فَتَصْدُقَا وَقَدْ خَبرَتْني عَنْكَ أَنَّكَ مَاجِدٌ * سَتَرْقَى إِلى العَلْيَاءِ أَبْعَدَ مُرْتَقَىقَا فَوَفَّيْتُكَ التَّكْرِيمَ قَبْلَ أَوَانِهِ * وَقُلْتُ أَطَالَ اللهُ لِلسَّيِّدِ البَقَا وَأَضْمَرْتُ مِنهُ لَفْظَةً لَمْ أَبُحْ بِهَا * إِلى أَن أَرَى إِظْهَارَهَا لي مُطْلَقَا

فَإِن عِشْتُ أَو إِنْ مُتُّ فَاذْكُرْ بِشَارَتي * وَأَوجِبْ بِهَا وَعْدَاً عَلَيْكَ محَقَّقَا وَكُنْ ليَ في الأَوْلاَدِ وَالأَهْلِ حَافِظَاً * وَلاَ تُنْسِكَ النَّعْمَاءُ أَيَّامَ الشَّقَا {الشَّرِيفُ الرَّضِيُّ بِتَصَرُّف} وَكُنْتُ أَقُولُ لَهُ: إِن حَقَّقْتُ هَذَا الحُلْمَا * وَبَلَغْتُ المجْدَ يَوْمَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} فَجِئْ إِليَّ، وَأَعِدْ هَذَا الحَدِيثَ عَلَيَّ، وَقُلْ: سُبْحَانَ الَّذِي أَبْدَلَكَ حُسْناً مِنْ بعْدِ سُوء 00 وَسَوْفَ تَكُونُ مِنيِّ يَوْمَئِذٍ بمكَانَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى 00 وَهَكَذَا: مَشَيْنَاهَا خُطَىً كُتِبَتْ عَلَيْنَا * وَمَنْ كُتِبَتْ عَلَيْهِ خُطَىً مَشَاهَا وَمَنْ كَانَتْ مَنِيَّتُهُ بِأَرْضٍ * فَلَيْسَ بِمَيِّتٍ فِيمَا سِوَاهَا * * * * * ثُمَّ انْقَضَتْ تِلْكَ السِّنُونَ وَأَهْلُهَا * فَكَأَنَّهَا وَكَأَنَّهُمْ أَحْلاَمُ

{أَبُو تَمَّام} مُنىً إنْ تَكُن حَقَّا تَكُن أَحْسَنَ المُنى * وَإِلاَّ فَقَدْ عِشْنَا بِهَا زَمَنَاً رَغْدَا * * * * * وَأَخِيرَاً أَخْتِمُ هَذَا الْعَمَلَ بِقَصِيدَتي الَّتي أَقُولُ فِيهَا: حَتىَّ مَتى رَبيِّ تَسِيلُ مَدَامِعِي * وَأَنَا أَرَى تَهْمِيشَهُمْ لِبَدَائِعِي فَلَقَدْ لَقِيتُ بِمِصْرَ ظُلْمَاً بَيِّنَاً * وَإِلَيْكَ يَا رَبيِّ شَكَوْتُ مَوَاجِعِي وَلَرُبَّمَا لاَقَى فَظَائِعَ بَعْضُهُمْ * لَكِنَّهَا لَيْسَتْ كَمِثْلِ فَظَائِعِي فَامْنُن عَلَى نَهْرِي بِغَيْثٍ هَاطِلٍ * أُسْقَى بِهِ كَيْ لاَ تَجِفَّ مَنَابِعِي لَوْ كُنْتُ مِنْ بَلَدِي لَقِيتُ رِعَايَةً * لَحَظِيتُ مِنْ زَمَنٍ بِصِيتٍ ذَائِعِ لاَقَيْتُ مَا يَكْفِي لِقَتْلِ قَبِيلَةٍ * لَوْ لَمْ أُقَابِلْهُ بِصَدْرٍ وَاسِعِ

فَمَتى سَيُنْشَرُ لي فَقَدْ تَعِبَتْ مِنَ الْـ * إِمْسَاكِ بِالأَقْلاَمِ رَبِّ أَصَابِعِي وَتَمَقَّقَتْ عَيْني لِطُولِ قِرَاءتي * وَتَصَفُّحِي لِدَفَاتِرِي وَمَرَاجِعِي فَالنَّشْرُ سُوقٌ فِيهِ سُوءٌ وَاضِحٌ * وَلِذَا بِهِ كَسَدَتْ جَمِيعُ بَضَائِعِي نَقِمُواْ عَلَيَّ لأَنَّ شِعْرِي صَادِقٌ * وَلأَنَّهُ شِعْرٌ جَرِيءٌ وَاقِعِي كَثُرَ الْفَسَادُ بِبَرِّنَا وَبِبَحْرِنَا * وَلِذَا اتَّجَهْتُ لَهُ بِنَقْدِي اللاَّذِعِ إِنْ كَانَ قُدِّرَ أَن أَمُوتَ مُهَمَّشَاً * في مِصْرَ كَلاَّ لَنْ تَمُوتَ رَوَائِعِي إِنيِّ قَدِ اسْتَوْدَعْتُ عِنْدَكَ تِرْكَتي * وَلَدَيْكَ رَبيِّ لَنْ تَضِيعَ وَدَائِعِي

عَنْ سَيِّدِنَا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَا صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةً مَكْتُوبَةً قَطّ؛ إِلاَّ قَالَ حِينَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بوَجْهِهِ: " اللهُمَّ إِنيِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ عَمَلٍ يخْزيني، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ صَاحِبٍ يُؤْذِيني، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ أَمَلٍ يُلْهِيني، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ فَقْرٍ يُنْسِيني، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ غِنىً يُطْغِيني " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع ": رَوَاهُ البَزَّار، وَفِيهِ بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ وَهُوَ مَتْرُوكٌ وَقَدْ وُثِّق 0 ص: 110/ 10] فَنَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ مِنَ الفَقْرِ إِلاَّ إِلَيْك، وَمِنَ الذُّلِّ إِلاَّ لَك، وَمِنَ الخَوْفِ إِلاَّ مِنْك 00

اللَّهُمَّ أَلهِمْنَا الصَّبْرَ والثَّبَات، وَاكْفِنَا شَرَّ المَصَائِبِ وَالآفَات، وَاجْعَلْ مَا هُوَ آت: خَيرَاً مِمَّا قَدْ فَات، يَا وَاسِعَ الرَّحَمَات، وَأَغْنِ بِفَضْلِكَ أَهْلَ العِلْمِ عَنِ الْعَالَم، وَارْحَمْنَا فَإِنَّكَ بِنَا رَاحِم؛ فَلَقَدْ تَكَسَّرَتْ ضُلُوعُهُمْ؛ مِنَ السَّعْيِ في الْبِلاَد، وَتحَدَّرَتْ دُمُوعُهُمْ؛ مِنْ إِيذَاءِ الْعِبَاد، وَتَبَخَّرَتْ شُمُوعُهُمْ؛ مِنْ طُولِ السُّهَاد 0 أَخِي الكَرِيم: احْرِصْ بَعْدَ قِرَاءَ تِكَ الكِتَابَ أَنْ تُعِيرَهُ لإِخْوَانِكَ وَجِيرَانِك؛ فَصَدَقَةُ العِلْمِ تَعْلِيمُه، وَالدَّالُّ عَلَى الخَيْرِ كَفَاعِلِه، وَلأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدَاً؛ خَيرٌ لَكَ مِن حُمْرِ النَّعَم

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَثَلُ الَّذِي يَتَعَلَّمُ العِلْمَ ثُمَّ لاَ يُحَدِّثُ بِه؛ كَمَثَلِ الَّذِي يَكْنزُ الكَنزَ فَلاَ يُنْفِقُ مِنه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5835، 3479، أَخْرَجَهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ وَالْكَبِير] فَلاَ تَمْنَعْ كِتَابَاً مُسْتَعِيرَاً * فَإِنَّ الْبُخْلَ لِلإِنْسَانِ عَارُ أَلَمْ تَسْمَعْ حَدِيثَاً عَنْ ثِقَاتٍ * جَزَاءُ الْبُخْلِ عِنْدَ اللهِ نَارُ

وَمَنْ كَانَتْ لَدَيْهِ مَلحُوظةٌ قَدْ تَنْفَعُ المُسْلِمِين، أَوْ أَيَّةُ إِضَافَة، أَوْ كَانَتْ في حَيَاتِهِ قِصَّةٌ مُؤَثِّرَةٌ تَتَعَلَّقُ بِمَوْضُوعِ الكِتَاب؛ فَسَوْفَ أَكُونُ في غَايَةِ السُّرُورِ لَوْ تَفَضَّلَ عَلَيَّ بِهَا؛ فَالْكَاتِبُ كَالحَالِب، وَالْقَارِئُ كَالشَّارِب، وَلاَ تَنْسَوْنَا مِنْ صَالِحِ دُعَائِكُمْ، اجْعَلُواْ لَنَا مِنهُ نَصِيبَاً مَفْرُوضَا 0 اللهُمَّ اجْعَلْ كُلَّ كِتَابَاتي؛ في مِيزَانِ حَسَنَاتي، وَاغْفِرْ لي كَثْرَةَ شَكَاتي 00 سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبحَمْدِك، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْك 0 {الفَقِيرُ إِلى عَفْوِ الرَّحْمَنِ / يَاسِر الحَمَدَاني} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كتاب قصائد الأطفال

[كِتَابُ قَصَائِدِ الأَطْفَال]: ===============

غلافة قصائد الأطفال

[قَصَائِدُ الأَطْفَال] ========== ** أَكْثَرُ مِن خَمْسِينَ قَصِيدَةً مُخْتَارَةً مِنْ ثَلاَثِمِاْئَةِ أَلْفِ بَيْتٍ مِنْ جَوَاهِرِ الأَشْعَار ** إِعْدَادُ الشَّاعِرِ الإِسْلاَمِي يَاسِرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ محْمُودٍ الحَمَدَاني

مقدمة قصائد الأطفال

[مُقَدِّمَةُ قَصَائِدِ الأَطْفَال]: =============== تَبَارَكَ مَنْ لَهُ الحَمْدُ عَلَى الدَّوَام، تَبَارَكَ مَنْ لاَ يَغْفَلُ وَلاَ يَنَام، تَبَارَكَ ذُو الجَلاَلِ وَالإِكْرَام، لَهُ الحَمْدُ في الأُولى وَالآخِرَة، وَلَهُ الحَمدُ دَائِمَاً وَأَبَدَا، سُبْحَانَه سُبحَانَه، لَهُ العِزَّةُ وَالجَبَرُوت، وَلَهُ المُلكُ وَالمَلَكُوت، يُحْيى وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لاَ يَمُوت 00 يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ كُلُّ مَنْ في الأَرْضِ وَالسَّمَاوَات، بَدْءَاً مِنَ الذَّرَّاتِ وَحَتىَّ المجَرَّات 00!! إِلهِي لَكَ الحَمْدُ الَّذِي أَنْتَ أَهْلُهُ * علَى نِعَمٍ مَا كُنْتُ قَطُّ لهَا أَهْلاَ إِذَا زِدْتُّ عِصْيَانَاً تَزِيدُ تَفَضُّلاً * كَأَنيَ بِالعِصْيَانِ أَسْتوْجِبُ الفَضْلاَ نُسِيءُ إِلَيْهِ؛ وَيُحْسِنُ إِلَيْنَا، فَمَا قَطَعَ إِحْسَانَهُ، وَلاَ نحْنُ اسْتَحْيَيْنَا 00!!

اللَّهُمَّ خُذْ بِأَيْدِينَا؛ حَتى نُرْضِيَكَ كَمَا تُرْضِينَا 00!! إِلَهِي وَمَوْلاَيَ مَا أَعْظَمَكْ * وَمَنْ في الْوَرَى لاَ يَرَى أَنعُمَكْ {يَاسِر الحَمَدَاني} أَنْتَ الَّذِي أَرْشَدْتَني مِنْ بَعْدِ مَا * في الكَوْنِ كُنْتُ أَتِيهُ كَالحَيرَانِ وَزَرَعْتَ لي بَينَ القُلُوبِ محَبَّةً * حَتىَّ أَحَبَّتْ يَاسِرَ الحَمَدَاني وَنَشَرْتَ لي في العَالمِينَ محَاسِنَاً * وَسَتَرْتَ عَن أَبْصَارِهِمْ عِصْيَاني {مِنْ نُونِيَّةِ الْقَحْطَاني بِتَصَرُّف} إِلهِي لَقَدْ أَحْسَنْتَ رَغْمَ إِسَاءتي * إِلَيْكَ فَلَمْ يَنهَضْ بِإِحْسَانِكَ الشُّكْرُ فَمَنْ كَانَ مُعْتَذِرَاً إِلَيْكَ بحُجَّةٍ * فَعُذْرِيَ إِقْرَارِي بأَنْ لَيْسَ لي عُذْرُ أَتَيْتُكَ مُفْتَقِرَاً إِلَيْكَ وَلَمْ يَكُنْ * لِيُعْجِبَني لَوْلاَ محَبَّتُكَ الفَقْرُ {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لأَبي نُوَاس، وَالأَخِيرُ لِلْبُحْتُرِيّ 0 بِتَصَرُّف}

وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه، وَأَشْهَدُ أَنَّ محَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُه، أَرْسَلَهُ اللهُ هَادِيَاً وَمُبَشِّرَاً وَنَذِيرَا، وَدَاعِيَاً إِلى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجَاً مُنِيرَا، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى مَنْ سَارَ عَلَى دَرْبِهِ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا 00 اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا محَمَّدٍ عَدَدَ أَوْرَاقِ الشَّجَر، وَعَدَدَ حَبَّاتِ المَطَر، وَعَدَدَ مَا خَلَقْتَ مِنَ البَشَر 00

أَنْتَ الَّذِي لَمَّا رُفِعْتَ إِلى السَّمَا * بِكَ قَدْ سَمَتْ وَتَزَيَّنَتْ لِلِقَاكَا أَنْتَ الَّذِي مِنْ نُورِكَ البَدْرُ اكْتَسَى * وَالشَّمْسُ قِنْدِيلٌ أَمَامَ ضِيَاكَا نَادَيْتَ أَشْجَارَاً أَتَتْكَ مُطِيعَةً * وَشَكَا الْبَعِيرُ إِلَيْكَ حِينَ رَآكَا وَالمَاءُ فَاضَ بِرَاحَتَيْكَ وَسَبَّحَتْ * صُمُّ الحَصَى لِلَّهِ في يُمْنَاكَا وَالجِذْعُ حَنَّ إِلَيْكَ حِينَ تَرَكْتَهُ * وَعَلَى سِوَاهُ أُوقِفَتْ قَدَمَاكَا مَاذَا يَقُولُ المَادِحُونَ وَمَا عَسَى * أَنْ يَجْمَعَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مَعْنَاكَا صَلَّى عَلَيْكَ اللَّهُ يَا عَلَمَ الهُدَى * وَأَدَامَ في أَذْهَانِنَا ذِكْرَاكَا {شِهَابُ الدِّينِ الأَبْشِيهِيُّ صَاحِبُ المُسْتَطْرَف، بِشَيْءٍ مِنَ التَّصَرُّف}

ثمَّ أَمَّا بَعْد لَقَدْ قَضَيْتُ أَكْثَرَ مِن عَشْرِ سِنِين؛ عَاكِفَاً عَلَى القِرَاءةِ وَالتَّدْوِين، قَرَأْتُ خِلاَلَهَا أَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِمِاْئَةِ أَلْفِ بَيْتٍ مِنَ الشِّعْرِ العَرَبيِّ الثَّمِين، فَاقْتَرَحْتُ عَلَى النَّاشِرِ اقْتِرَاحَاً خَطَرَ في بَالي: أَلاَ وَهُوَ أَن أَجْمَعَ لَهُ مَا يَصْلُحُ مِنهَا لأَنْ يَكُونَ أَنَاشِيدَ لِلأَطْفَالِ؛ فَاسْتَصْوَبَ الْفِكْرَة، وَشَاءَ صَاحِبُ القُدْرَة ـ لِهَذِهِ السُّطُور ـ أَنْ تَخْرُجَ إِلىَ النُّور 0 قَدْ يَنْفَعُ الأَدَبُ الصِّبْيَانَ في صِغَرٍ * وَلَيْسَ يَنْفَعُ بَعْدَ الشَّيْبَةِ الأَدَبُ إِنَّ الْغُصُونَ إِذَا قَوَّمْتَهَا اعْتَدَلَتْ * وَلَنْ يَلِينَ إِذَا قَوَّمْتَهُ الخَشَبُ

وَبُنَاءً عَلَيْه: قَدْ يَلْحَظُ المُتَخَصِّصُ في مجَالِ الشِّعْرِ إِذَا رَجَعَ إِلى أُصُولِ القَصَائِدِ في دَوَاوِينِ أَصْحَابِهَا: بَعْضَ التَّصَرُّفَاتِ الشِّعْرِيَّة، إِمَّا بِالاِخْتِصَارِ أَوْ بِالدَّمْج، أَوْ بِاسْتِبْدَالِ بَعْضِ الْكَلِمَاتِ الصَّعْبَةِ الَّتي يَنْدُرُ اسْتِعْمَالُهَا بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى أَسْهَلَ مِنهَا، أَوِ اسْتِبْدَالِ بَيْتٍ بِبَيْتٍ آخَرَ أَجْمَلَ مِنهُ 0

وَتَيْسِيرَاً عَلَى الطِّفْل: قُمْتُ بِتَقْسِيمِهَا بُنَاءً عَلَى أَلْحَانِ بُحُورِهَا: حَيْثُ ضَمَمْتُ كُلَّ الْقَصَائِدِ الَّتي لَهَا نَفْسُ اللَّحْنِ في مجْمُوعَةٍ عَلَى حِدَة، لِتَتَذَوَّقَ أُذُنُ الطِّفْلِ مُبَكِّرَاً مُوسِيقَى الشِّعْرِ الْعَرَبيّ، وَسَوْفَ يُسَهِّلُ عَلَيْهِ هَذَا كُلَّ محْفُوظَاتِهِ مِنَ الشِّعْرِ الْعَرَبيِّ مُسْتَقْبَلاً، وَيجْعَلُ مِنَ الصَّعْبِ عَلَيْهِ جِدَّاً أَنْ تَسْقُطَ مِنهُ كَلِمَةٌ أَوْ تُسْتَبْدَلَ لاِخْتِلاَلِ المُوسِيقَى في أُذُنَيْه 0 أَسْأَلُ اللهَ أَن أَكُونَ قَدْ قَدَّمْتُ قِيمَةً مِن خِلاَلِهَا، يُسْعِدُ كُلَّ أُمٍّ أَنْ تُقَدِّمَهَا لأَطْفَالِهَا 0 {الفَقِيرُ إِلى عَفْوِ الرَّحْمَنِ / يَاسِر الحَمَدَاني} [email protected]

قصائد الأطفال

المجْمُوعَةُ الأُولى [لَحْنُ المُتَقَارِب: فَعُولٌ فَعُولٌ فَعُولٌ فَعُولْ] لَكَ الحَمْدُ أَنيِّ مِنَ المُسْلِمِين لَكَ الحَمْدُ أَنيِّ مِنَ المُسْلِمِين * تَسَلَّحْتُ مِنْ صِغَرِي بِالْيَقِين وَفَتَّحْتُ عَيْني عَلَى خَيْرِ دِين أَتَيْنَا وَمِنْ قَبْلِنَا النُّورُ جَاءْ * وَأَلْقَتْ إِلَيْنَا هُدَاهَا السَّمَاء تَبِعْنَا خُطَى أَشْرَفِ الأَنْبِيَاء {عِصَام الْغَزَالي بِاسْتِثْنَاءِ المِصْرَاعِ الثَّاني مِنَ الْبَيْتِ الأَوَّل}

عَلَيْكَ اعْتِمَادِي وَفِيكَ اعْتِقَادِي * وَحُبُّكَ زَادِي لِيَوْمِ اللِّقَاءْ فَأَنْتَ الْقَرِيبُ وَأَنْتَ الرَّقِيبُ * وَأَنْتَ المجِيبُ سَمِيعُ الدُّعَاءْ دَعَاكَ خُشُوعِي وَسَالَتْ دُمُوعِي * وَصَعَّدْتُ في اللَّيْلِ مُرَّ الْبُكَاءْ أَنِرْ لي طَرِيقِي وَكُنْ لي رَفِيقِي * لَدَى كُلِّ ضِيقٍ وَكُلِّ بَلاَءْ {الْبَيْتُ الأَوَّلُ لِيَاسِرٍ الحَمَدَاني، وَالْبَاقِي لِعِصَامِ الْغَزَالي بِتَصَرُّف}

أَبْقَاكَ اللهُ يَا وَلَدِي لَكَمْ في حَيَاتي رَأَيْتُ عِيَالاَ * وَلَمْ أَرَ لاَبْنيَ قَطُّ مِثَالاَ فَلاَ أَعْرِفُ النَّوْمَ مِنْ لَعْبِهِ * وَلاَ أَسْتَطِيعُ أَخُطُّ مَقَالاَ وَإِنْ قُلْتُ شَيْئَاً لَهُ ذَاتَ يَوْمٍ * إِلى خَارِجِ الْبَيْتِ شَدَّ الرِّحَالاَ فَأَمْضِي لأُمْسِكَهُ دُونَ جَدْوَى * كَأَنيِّ أُرِيدُ أَصِيدُ غَزَالاَ وَإِنْ قُلْتُ عَفْوَاً حَبِيبي تَعَالى * تَعَالى عَلَيَّ وَلَمْ يُلْقِ بَالاَ وَيُعْرِضُ عَنيِّ وَيَغْضَبُ مِنيِّ * كَأَنيِّ أَطْلُبُ مِنهُ محَالاَ فَأُوعِدُهُ ثُمَّ لَمْ يَلْقَ مِنيِّ * سِوَى الْقُبُلاَتِ تَكُونُ نَكَالاَ {شِعْر / يَاسِر الحَمَدَاني}

المجْمُوعَةُ الثَّانيَة [لَحْنُ المُتَدَارَك: فَعِلٌ فَعِلٌ فَعِلٌ فَعِلٌ] النِّيلُ هِبَةُ الله النِّيلُ الْعَذْبُ هُوَ الْكَوْثَرْ * وَالجَنَّةُ شَاطِئُهُ الأَخْضَرْ رَيَّانُ الصَّفْحَةِ وَالمَنْظَرْ * بِالسَّمَكِ وَبِالخَيْرِ الأَوْفَرْ الْبَحْرُ الْفَيَّاضُ الْقُدُسُ * السَّاقِي النَّاسَ وَمَا غَرَسُواْ وَهُوَ المِنوَالُ لِمَا لَبِسُواْ * وَبِهِ نَرْوِي الْقُطْنَ الأَزْهَرْ ********* جَعَلَ الإِحْسَانَ لَهُ شَرْعَا * لَمْ يُخْلِ الْوَادِي مِنْ مَرْعَى فَتَرَى زَرْعَاً يَتْلُو زَرْعَاً * فَهُنَا يُجْنى وَهُنَا يُبْذَرْ

جَارٍ وَيُرَى لَيْسَ بجَارٍ * لأَنَاةٍ فِيهِ وَوَقَارٍ يَنْصَبُّ كَتَلٍّ مُنهَارٍ * وَيَثُورُ فَتَحْسَبُهُ يَزْأَرْ حَبَشِيُّ اللَّوْنِ كَجِيرَتِهِ * مِنْ مَنْبَعِهِ وَبُحَيْرَتِهِ وَكَسَا الشَّطَّينِ بِسُمْرَتِهِ * لَوْنَاً كَالمِسْكِ وَكَالْعَنْبَرْ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف 0 قَالَهَا في نَهْرِ النِّيل} أُنْشُودَةُ الطِّفْلِ الْفِلَسْطِينيّ نَشْكُو لِلَّهِ مَوَاجِعَنَا * الظُّلْمُ أَقَضَّ مَضَاجِعَنَا قَدْ مَلأَتْ لَيْلاً وَنَهَارَاً * صَرَخَاتُ النَّاسِ مَسَامِعَنَا في كُلِّ طَرِيقٍ نَسْلُكُهُ * نَتَخَيَّلُ فِيهِ مَصَارِعَنَا مِنْ زَمَنٍ نَبْكِي لَمْ يَمْسَحْ * أَحَدٌ في النَّاسِ مَدَامِعَنَا {شِعْر / يَاسِر الحَمَدَاني} أُنْشُودَةُ الطِّفْلِ الْعِرَاقِي أَبَدَاً لَنْ تَخْنُقَ آمَالي * لَنْ تَبْقَى في وَطَني الغَالي سَأُحَطِّمُ يَوْمَاً أَغْلاَلي

فَعِرَاقِي مَا كَانَ صَبِيَّا * لِتَكُونَ عَلَى الأَرْضِ وَصِيَّا وَتُكَبِّلَ بِالْقَيْدِ يَدَيَّا فَسَأَمْلأُ صَدْرَكَ بِالضِّيقِ * وَتَرَاني في كُلِّ طَرِيقٍ أَسْحَقُ مَن حَاوَلَ تَمْزِيقِي {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} اللُّغَةُ الْعَرَبِيَّة كَمْ ذَا في اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة * مِنْ مَقْطُوعَاتٍ أَدَبِيَّة لَوْ دَخَلَتْ أَيَّ مُسَابَقَةٍ * فَازَتْ بِالْكَأْسِ الذَّهَبِيَّة أَحْيى اللَّهُ مَن أَحْيَاهَا * وَرَعَى كَوْكَبَةً تَرْعَاهَا لُغَةُ الحِكْمَةِ وَالأُدَبَاءِ * في كُلِّ مجَالٍ تَلْقَاهَا مَا الضَّعْفُ بِهَا بَلْ هُوَ فِينَا * حَفِظَتْ سُنَّتَنَا وَالدِّينَا مَا كَانَتْ يَوْمَاً عَاجِزَةً * حَتىَّ تحْتَاجَ التَّحْسِينَا قَالُواْ لُغَةٌ تَقْلِيدِيَّة * وَقَوَاعِدُهَا تَعْقِيدِيَّة وَإِذَا حَقَّقْنَا رَغْبَتَهُمْ * قَالُواْ لُغَةٌ تجْرِيدِيَّة

قَالُواْ تَفْتَقِدُ الأَسْمَاءَا * لاَ بَلْ تَفْتَقِدُ الْعُلَمَاءَا لُغَةٌ فَائِقَةٌ عَظَمَتُهَا * وَلِذَا تَحْتَاجُ الْعُظَمَاءَا {شِعْر / يَاسِر الحَمَدَاني} كَتَائِبُ الأَقْصَى سَنَخُوضُ المَعْرَكَةُ الْكُبرَى وَسَتُدْرِكُ أُمَّتُنَا النَّصْرَا لَنْ نَتْرُكَ مَسْجِدَنَا الأَقْصَى سَنُحَرِّرُهُ شِبرَاً شِبرَا مِنْ زَمَنٍ مَرَّ وَأُمَّتُنَا سَاهِرَةٌ تَنْتَظِرُ الْفَجْرَا لَنْ يَرْدَعَ أَمْرِيكَا إِلاَّ مَنْ يَكْسِرُ شَوْكَتَهَا كَسْرَا لَنْ نُبْقِيَ في خَلَدِ الدُّنيَا مِنْ سِيرَتِهَا إِلاَّ الذِّكْرَى وَسَنَجْعَلُ سُودَ أَفَاعِلِهَا في أُمَّتِنَا حُمَمَاً حُمْرَا قَرْنٌ قَدْ مَرَّ وَكَوْكَبُنَا لَمْ يَرَ مِنهَا قَطٌّ خَيرَا {شِعْر / يَاسِر الحَمَدَاني} صوتك الاِنتِخَابي أمَانة " وَاللَّه اليُوم دَا بْنِتْمَنَّاه * مِنْ مُدَّة وِبْنِسْتَنَّاهْ "

" يَا اهْلِ العِزِّ وْيَا اهْلِ الجَاهْ * يَا مَا كَامْ مَقْلَبْ وِشْرِبْنَاهْ " " سِيبُواْ الدَّايْرَةْ لأَهْلِ الله " " دِلْوَقْتي بْتِسْأَلُواْ عَن حَالْنَا * وِتْهِمُّكُواْ صِحِّة أَنجَالْنَا " " لَكِنْ دَا احْنَا خَلاَصْ فَتَّحْنَا * وِاللِّي نْسِينَا رَاحْ نِنْسَاهْ " " سِيبُواْ الدَّايْرَةْ لأَهْلِ الله " " لاَزِمْ يِبْقَى نَايِبْ دَايْرِتْنَا * نِعْرَفْ بِيتُه وْيِعْرَفْ بِيتْنَا " " وِاللِّي نحِبُّهْ: رَاحْ نِنْتِخْبُه * وِخَلاَصْ بِقْلُوبْنَا اخْتَرْنَاهْ " " سِيبُواْ الدَّايْرَةْ لأَهْلِ الله " " رَاجِلْ بَابُهْ مِشْ مَقْفُولْ * لِيلْ وِنهَارْ مَفْتُوحْ عَلَى طُولْ " " هُوَّا حَبِيبْنَا وْمِشْ هَايْسِيبْنَا * أَصْلُهْ عْرِفْنَا وِعْرِفْنَاهْ " " سِيبُواْ الدَّايْرَةْ لأَهْلِ الله "

" بِنحِبُّه وْبِيْحِبِّنَا جِدَّاً * وِدِي حَاجَة أَبَّاً عَن جِدَّاً " " يَامَا هَنَّانَا وْيَامَا عَزَّانَا * وْبْنِعْرَفْ نِقْعُدْ وَيَّاهْ " {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} المجْمُوعَةُ الثَالِثَة [لَحْنُ الْوَافِر: مَفَاعِيلٌ مَفَاعِيلٌ فَعُولٌ] الطَّاغِي الصَّغِيرُ فَدَقَّ بِرِجْلِهِ الأَرْضَ احْتِجَاجَاً وَمَدَّ ذِرَاعَهُ سَهْمَاً يُشِيرُ وَبَالَغَ في الْبُكَاءِ بِغَيْرِ دَمْعٍ لِيُرْغِمَ أَهْلَهُ الطَّاغِي الصَّغِيرُ وَصَاحَ أُرِيدُ مِن هَذَا فَهَاتُواْ وَإِلاَّ لَن أَسِيرَ وَلَنْ تَسِيرُواْ وَوَالِدُهُ يَقُولُ لَهُ أَطِعْني رُكُوبُ الرَّأْسِ شَرٌّ مُسْتَطِيرُ تَعَقَّلْ يَا بُنيَّ وَسِرْ وَعَيْبٌ تجَمَّعَ حَوْلَنَا خَلْقٌ كَثِيرُ {شِعْر / عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} الرَّضِيعُ الفَظِيع {رَشَادٌ} قِطْعَةٌ مِنيِّ وَإِنيِّ

أَبُوهُ وَعُمْرُهُ في الثَّدْيِ عَامُ وَقَدْ يحْلُو لَهُ التَّسْبِيحُ لَيْلاً فَيُوقِظُني وَقَدْ نَامَ الأَنَامُ رُوَيْدَاً أَيُّهَا الرَّجُلُ الصَّغِيرُ أَمَا أَدَبٌ لَدَيْكَ وَلاَ احْتِشَامُ تُبَخِّرُني بِعِطْرِكَ كُلَّ يَوْمٍ وَعِطْرُكَ ذَا الصَّلاَةُ بِهِ حَرَامُ هَدَايَاكَ الثَّمِينَةُ أَحْرَجَتْني وَضَاعَ بِهَا الْوَقَارُ وَالاِحْتِرَامُ {شِعْر / عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} مُتْعَةُ السَّفَرِ بِالْقِطَار [- رضي الله عنه -] أُفَضِّلُ أَن أُسَافِرَ بِالْقِطَارِ يَشُقُّ طَرِيقَهُ بَينَ الصَّحَارِي أُحِبُّ رُكُوبَهُ مِن غَيْرِ شَرْطٍ أَبِالْبَنْزِينِ سَارَ أَمِ الْبُخَارِ مُشَاهَدَةُ الحُقُولِ بِجَانِبَيْهِ شِفَاءٌ لِلصِّغَارِ وَلِلْكِبَارِ تَرَاهُ مُسْرِعَاً دَوْمَاً كَلِصٍّ يَلُوذُ مِنَ الحُكُوَمَةِ بِالْفِرَارِ وَيَجْرِي فَوْقَ خَطٍّ مُسْتَقِيمٍ

لِذَلِكَ لاَ يَحِيدُ عَنِ المَسَارِ وَطَوْرَاً تحْتَ وَجْهِ الأَرْضِ يَجْرِي وَيَجْرِي تَارَةً فَوْقَ الْكَبَارِي فَيَبْلُغُ بِالمُسَافِرِ مُنْتَهَاهُ وَحَيْثُ يُرِيدُ لَكِنْ في وَقَارِ {شِعْر / يَاسِر الحَمَدَاني} المجْمُوعَةُ الرَّابِعَة [مجْزُوءُ الْوَافِر: مَفَاعِيلٌ مَفَاعِيلٌ * مَفَاعِيلٌ مَفَاعِيلٌ] الطَّاوُوسُ المَغْرُور سَمِعْتُ بِأَنَّ طَاوُوسَاً * أَتَى يَوْمَاً سُلَيْمَانَا يَرَى لِغُرُورِهِ النَّاسَا * لَهُ قَدْ صِرْنَ عُبْدَانَا فَقَالَ لَدَيَّ مَسْأَلَةٌ * أَظُنُّ أَوَانَهَا آنَا وَهَا قَدْ جِئْتُ أَعْرِضُهَا * لأَعْرِفَ رَأْيَ مَوْلاَنَا أَلَسْتُ الْيَوْمَ عِنْدَكُمُ * لجَمْعِ الطَّيْر سُلْطَانَا فَكَيْفَ يكُونُ حُسْنُ الصَّوْ * تِ حَظِّي مِنهُ حِرْمَانَا فَمَا تَيَّمْتُ أَفْئِدَةً * وَلاَ أَسْكَرْتُ آذَانَا

وَبَعْضُ الطَّيْرِ أُبْصِرُهُ * يُغَنيِّ الصَّوْتَ أَلحَانَا فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ * لَقَدْ كَانَ الَّذِي كَانَا لَقَدْ صَيَّرْتَ يَا مَغْـ * ـرُورُ نُعْمَى اللَّهِ كُفْرَانَا فَلَوْ أَصْبَحْتَ ذَا صَوْتٍ * لَمَا كَلَّمْتَ إِنْسَانَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي في أَسَاطِيرِه بِتَصَرُّف} المجْمُوعَةُ الخَامِسَة [لَحْنُ البَسِيط: مُسْتَفْعِلٌ فَاعِلٌ مُسْتَفْعِلٌ فَعِلٌ] سُوءُ مَصِير: مَنْ بَاعَ الضَّمِير [1] الكَبْشُ شَقَّ العَصَا يَوْمَاً عَلَى الرَّاعِي وَقَالَ لِلشَّاءِ أَنْتُمْ بَعْضُ أَتْبَاعِي حَتىَّ أَحَسَّ عَصَا الرَّاعِي تُؤَدِّبُهُ كَمَا يُؤَدَّبُ عَبْدٌ غَيرُ مِطْوَاعِ فَلاَذَ بِالذِّئْبِ يَدْعُوهُ لِنَجْدَتِهِ وَمَنْ سِوَاهُ يُلَبيِّ دَعْوَةَ الدَّاعِي تَنَاوَلَ الذِّئْبُ قَرْنَيْهِ وَقَالَ لَهُ

أَقْبِلْ عَلَى الرَّحْبِ يَا رِيمٌ عَلَى القَاعِ وَسَخَّرَ الكَبْشَ في صَيْدِ الشِّيَاهِ لَهُ فَجَدَّ في السَّعْيِ خَابَ السَّعْيُ وَالسَّاعِي وَظَلَّ يَرْتَعُ حِينَاً تحْتَ رَايَتِهِ وَيَأْكُلُ الحَبَّ بِالْقِنْطَارِ لاَ الصَّاعِ حَتىَّ إِذَا الصَّيْدُ أَعْيىَ الكَبْشَ مَزَّقَهُ بِمِخْلَبٍ مِثْلِ حَدِّ السَّيْفِ قَطَّاعِ فَلاَ القَطِيعُ بَكَاهُ يَوْمَ مَصْرَعِهِ وَلاَ الذِّئَابُ نَعَاهُ مِنهُمُ نَاعِ وَهَكَذَا كَانَ ذُو القَرْنَينِ مَوْعِظَةً لِكُلِّ صَاحِبِ عَقْلٍ سَامِعٍ وَاعِ {شِعْر / محْمُود غُنَيْم} سُوءُ مَصِير: مَنْ بَاعَ الضَّمِير [2] الكَبْشُ قَامَ خَطِيبَاً فَوْقَ رَابِيَةٍ يَنعَى وَيَنهَى عَدَاءَ الذِّئبِ لِلْغَنَمِ فَتَمْتَمَ الذِّئبُ في أُذْنَيْهِ أَنْتَ عَلَى رَأْسِ القَطِيعِ أَمِيرٌ نَافِذُ الْكَلِمِ فَقَبَّلَ الكَبْشُ رَأْسَ الذِّئبِ مُعْتَذِرَاً

عَمَّا رَمَاهُ بِهِ مِنْ سَالِفِ التُّهَمِ وَقَالَ لِلشَّاءِ خُوضُواْ وَارْتَعُواْ مَعَهُ منْ لاَذَ بِالذِّئْبِ مِنْكُمْ لاَذَ بِالحَرَمِ وَإِنْ تُصِبْ أَحَدَاً مِنْكُمْ مخَالِبُهُ فَإِنَّهَا بَلْسَمٌ يَشْفِي مِنَ السَّقَمِ {شِعْر / محْمُود غُنَيْم} قَلْبُ الأُمّ اسْمَعْ نَفَائِسَ مَا يَأْتِيكَ مِنْ حِكَمِي وَافْهَمْهُ فَهْمَ لَبِيبٍ نَاقِدٍ وَاعِ كَانَتْ عَلَى زَعْمِهِمْ فِيمَا مَضَى غَنَمٌ بِأَرْضِ بَغْدَادَ يَرْعَى جَمْعَها رَاعِ قَدْ نَامَ عَنهَا فَنَامَتْ غَيرَ وَاحِدَةٍ لَمْ يَدْعُهَا في الدُّجَي نَحْوَ الْكَرَى دَاعِ فَبَيْنَمَا هِيَ وَسْطَ اللَّيْلِ سَاهِرَةٌ تُحْيِيهِ مَا بَينَ آهَاتٍ وَأَوْجَاعِ بَدَا لهَا الذِّئْبُ يَسْعَى في الظَّلاَمِ عَلَى بُعْدٍ فَصَاحَتْ أَلاَ قُومُواْ إِلى السَّاعِي فَقَامَ رَاعِي الحِمَى غَضْبَانَ في فَزَعٍ

يَقُولُ أَيْنَ كِلاَبي أَيْنَ مِقْلاَعِي فَلاَذَ مِنهُ فِرَارَاً خَوْفَ مَصْرَعِهِ وَقَالَ أَنْجُو بِنَفْسِي قَبْلَ إِيقَاعِي فَقَالَتِ الأُمُّ إِن عَينُ الرُّعَاةِ غَفَتْ سَهِرْتُ مِن حُبِّ أَطْفَالي عَلَى الرَّاعِي {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف} مُعَلِّمُ السُّوء أُنْبِئْتُ أَنَّ سُلَيْمَانَ الحَكِيمَ وَمَن مَمَالِكُ الطَّيْرِ نَاجَتْهُ وَنَاجَاهَا أَعْطَى بَلاَبِلَهُ يَوْمَاً لخَادِمِهِ وَقَالَ خُذْهَا لِرَاعِي الْبُومِ يَرْعَاهَا فَاشْتَاقَ سَيِّدُنَا يَوْمَاً لِرُؤْيَتِهَا فَأَقْبَلَتْ وَهْيَ أَعْصَى الطَّيْرِ أَفْوَاهَا أَصَابَهَا الْعِيُّ حَتىَّ لاَ اقْتِدَارَ لَهَا بِأَنْ تَبُثَّ نَبيَّ اللَّهِ شَكْوَاهَا فَثَارَ سَيِّدُنَا مِمَّا رَآهُ بِهَا وَوَدَّ لَوْ أَنَّهُ بِالذَّبْحِ دَاوَاهَا فَجَاءهُ الهُدْهُدُ المَعْهُودُ مُعْتَذِرَاً

عَنهَا يَقُولُ لِمَوْلاَهُ وَمَوْلاَهَا بَلاَبِلُ اللهِ لَمْ تَخْرَسْ وَلاَ وُلِدَتْ خُرْسَاً وَلَكِنَّ بُومَ الشُّومِ رَبَّاهَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} المجْمُوعَةُ السَّادِسَة [لَحْنُ الرَّمَل: فَاعِلاَتٌ فَاعِلاَتٌ فَاعِلٌ] نَشِيدُ مِصْرَ وَالسُّودَان أَيُّهَا الأَشْبَالُ في النِّيلِ السَّعِيدْ جَدِّدُواْ الآمَالَ لِلشَّعْبِ الشَّرِيدْ وَاعْمَلُواْ بِالحَزْمِ وَالعَزْمِ الحَدِيدْ مِصْرُ نَادَتْ فَاسْتَجِيبُواْ لِلنِّدَاءْ سَارِعُواْ لِلْمَجْدِ يَا كَنْزَ الأَمَلْ بِاتحَادٍ وَنِظَامٍ وَعَمَلْ كُلُّ مَنْ سَارَ عَلَى الدَّرْبِ وَصَلْ انهَضُواْ وَاللَّهُ يَرْعَى الأَوْفِيَاءْ جَاءَ عَهْدُ النِّيلِ وَانْجَابَ الظَّلاَمْ وَتَعَالى ذِكْرُنَا بَينَ الأَنَامْ وَمِنَ اليَوْمِ سَنَمْضِي لِلأَمَامْ في حِمَى الرَّحْمَنِ في ظِلِّ اللِّوَاءْ

مِصْرُ وَالسُّودَانُ مِن عَهْدٍ بَعِيدْ إِخْوَةٌ في الدِّينِ وَالنِّيلِ المجِيدْ لَهُمَا مجْدٌ عَلَى الدَّهْرِ تَلِيدْ خَالِدُ العِزَّةِ مَوْفُورُ الإِبَاءْ سَنَخُوضُ الهَوْلَ بحْرَاً مِنْ دِمَاءْ فَحَيَاةُ الذُّلِّ وَالمَوْتُ سَوَاءْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} الثَّوْرُ الطَّيِّبُ وَالثَّعْلَبُ المَاكِر نَظَرَ اللَّيْثُ إِلى ثَوْرٍ سَمِينْ كَانَ بِالْقُرْبِ عَلَى حَقْلٍ أَمِينْ فَاشْتَهَتْ مِنْ لحْمِهِ نَفْسُ الرَّئِيسْ وَكَذَا الأَنْفُسُ يُصْبِيهَا النَّفِيسْ قَالَ لِلثَّعْلَبِ يَا ذَا الاِحْتِيَالْ رَأْسُكَ المحْتَالُ أَوْ ذَاكَ الْغَزَالْ فَدَعَا لِلَّيْثِ بِالْعُمْرِ الطَّوِيلْ وَمَضَى في الحَالِ لِلأَمْرِ الجَلِيلْ وَأَتَى الحَقْلَ وَقَدْ جَنَّ الظَّلاَمْ فَرَأَى الْعِجْلَ فَأَهْدَاهُ السَّلاَمْ قَائِلاً يَا أَيُّهَا المَوْلى الْوَزِيرْ

أَنْتَ أَهْلُ الْعَفْوِ وَالْعَقْلِ الْكَبِير حَمَلَ الذِّئْبَ عَلَى قَتْلِي الحَسَدْ فَوَشَى بي عِنْدَ مَوْلاَنَا الأَسَدْ فَقَصَدْتُ صَاحِبَ الجَاهِ الرَّفِيعْ وَهْوَ فِينَا لَمْ يَزَلْ نِعْمَ الشَّفِيعْ فَبَكَى الثَّوْرُ لأَقْوَالِ الخَبِيثْ وَدَنَا يَسْأَلُ عَنْ شَرْحِ الحَدِيثْ قَالَ هَلْ تَجْهَلُ يَا حُلْوَ الصِّفَاتْ أَنَّ مَوْلاَنَا أَبَا الأَفْيَالِ مَاتْ فَرَأَى السُّلْطَانُ في الرَّأْسِ الْكَبِيرْ مَوْطِنَ الحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ الْغَزِيرْ وَرَآكُمْ خَيْرَ مَنْ يُسْتَوْزَرُ وَلأَمْرِ المُلْكِ رُكْنَاً يُذْخَرُ وَلَقَدْ عَدُّواْ لَكُمْ بَينَ الجُدُودْ عِجْلَ آبِيسَ وَمَعْبُودَ الْيَهُودْ فَأَقَامُواْ لِمَعَالِيكُمْ سَرِيرْ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ مُزْدَانٍ كَبِيرْ وَاسْتَعَدَّ الطَّيْرُ وَالْوَحْشُ لِذَاكْ في انْتِظَارِ السَّيِّدِ الْعَالي هُنَاكْ

فَإِذَا قُمْتُمْ بِأَعْبَاءِ الأُمُورْ وَانْتَهَى الأُنْسُ إِلَيْكُمْ وَالسُّرُورْ بَرِّئُوني عِنْدَ سُلْطَانِ الزَّمَان وَاطْلُبُواْ لي العَفْوَ مِنهُ وَالأَمَان وَأَنَا عَبْدٌ شَكُورٌ وَمُطِيعْ أَخْدُمُ المُنعِمَ جُهْدَ المُسْتَطِيعْ فَأَحَدَّ الثَّوْرُ قَرْنَيْهِ وَقَالْ أَنْتَ مُنْذُ الْيَومِ جَارِي لاَ تُنَالْ فَامْضِ وَاكْشِفْ لي إِلى اللَّيْثِ الطَّرِيقْ إِنَّني لَمْ يَشْقَ بي قَطُّ الصَّدِيقْ فمَضى الخِلاَّنِ تَوَّاً لِلْفَلاَة ذَا إِلى المَوْتِ وَهَذَا لِلنَّجَاة وَهُنَاكَ افْتَرَسَ اللَّيْثُ الْوَزِيرْ وَحَبَا الثَّعْلَبَ مِنهُ بِالْيَسِيرْ فَانْثَنىَ يَضْحَكُ مِنْ طَيْشِ الْعُجُولْ وَجَرى في حَلْبَةِ الفَخْرِ يَقُولْ سَلِمَ الثَّعْلَبُ بِالرَّأْسِ الصَّغِيرْ فَفَدَاهُ كُلُّ ذِي رَأْسٍ كَبِيرْ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف}

المجْمُوعَةُ السَّابِعَة [الرَّمَلُ القَصِير: فَاعِلاَتٌ فَاعِلاَتٌ * فَاعِلاَتٌ فَاعِلاَتٌ] خُطْبَةُ الثَّعْلَبُ أَقْبَلَ الثَّعْلَبُ يَوْمَاً * في ثِيَابِ الْوَاعِظِينَا وَمَشَى في الأَرْضِ يَهْدِي * وَيَسُبُّ المَاكِرِينَا وَيَقُولُ الحَمْدُ للَّهِ إِلَهِ الْعَالَمِينَا يَا عِبَادَ اللهِ تُوبُواْ فَهْوَ حِصْنُ التَّائِبِينَا وَازْهَدُواْ في الطَّيْرِ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الزَّاهِدِينَا وَاطْلُبُواْ الدِّيكَ يُؤَذِّنْ لِصَلاَةِ الصُّبْحِ فِينَا فَأَتى الدِّيكَ رَسُولٌ مِن إِمَامِ الزَّاهِدِينَا فَأَجَابَ الدِّيكُ عُذْرَاً يَا أَضَلَّ المُهْتَدِينَا بَلِّغْ الثَّعْلَبَ عَنيِّ عَنْ جُدُودِي الصَّالحِينَا أَنَّهُمْ قَالُواْ وَخَيْرُ الْقَوْلِ قَوْلُ الْعَارِفِينَا مخْطِئٌ مَنْ ظَنَّ يَوْمَاً أَنَّ لِلثَّعْلَبِ دِينَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي}

عَارٌ عَلَى اللُّصُّوصِ أَنْ يَمُوتَ أَحَدُهُمْ شَرِيفَاً كَانَ ذِئْبٌ يَتَغَدَّى * فَجَرَتْ في الزَّوْرِ عَظْمَة أَلْزَمَتْهُ الصَّوْمَ حَتىَّ * أَنحَلَتْ بِالجُوعِ جسْمَه فَأَتىَ الثَّعْلَبُ يَبْكِي * ويُعَزِّي فِيهِ أُمَّه قَالَ يَا أُمَّ صَدِيقي * بي لِفَقْدِ الذِّئْبِ غُمَّهْ فَاصْبرِي صَبْرَاً جَمِيلاً * إِنَّ صَبْرَ الأُمِّ رَحْمَة فَأَجَابَتْ يَا ابْنَ أُخْتي * كُلُّ مَا قَدْ قُلْتَ حِكْمَة لَمْ يَفُلَّ الْقَلْبَ إِلاَّ * قَوْلُهُم مَاتَ بِعَظْمَة لَيْتَهُ مِثْلَ أَخِيهِ * مَاتَ محْسُودَاً بِتُخْمَة {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف} المجْمُوعَةُ الثَّامِنَة [الْكَامِلُ القَصِير: مُسْتَفْعِلٌ مُسْتَفْعِلٌ * مُسْتَفْعِلٌ مُسْتَفْعِلٌ] لَكِ اللهُ يَا بَغْدَاد بَغْدَادُ يَا بَلَدَ الرَّشِيدْ * وَمَنَارَةَ المجْدِ التَّلِيدْ

يَا بَسْمَةً لَمَّا تَزَلْ زَهْرَاءَ في ثَغْرِ الخُلُودْ يَا مَوْطِنَ الحُبِّ القَدِيمِ وَمَضْرِبَ المَثَلِ الشَّرُودْ يَا سَطْرَ مجْدٍ لِلْعُرُوبَةِ خُطَّ في لَوْحِ الوُجُودْ إِلى الأَمَامِ عَلَى الدَّوَامْ سِرُّ النَّجَاحِ إِلى الأَمَامْ * فَإِلى الأَمَامِ عَلَى الدَّوَامْ وَإِلى الأَمَام أَكَانَ عَصْرُكَ عَصْرَ حَرْبٍ أَوْ سَلاَمْ نِعْمَ الشِّعَارُ لِمَن أَرَادَ لِنَفْسِهِ عَيْشَ الكِرَامْ زَاحِمْ وَسِرْ نحْوَ الأَمَامِ فَإِنَّمَا الدُّنيَا زِحَامْ هِيَ مَوْكِبٌ مَنْ نَامَ فِيهِ فَلَنْ يَكُونَ لَهُ قِيَامْ {شِعْر / محَمَّد الأَسْمَر 0 بِتَصَرُّفٍ يَسِير} حَيِّ الشَّبَابَ المُصْلِحِين حَيِّ الشَّبَابَ المُصْلِحِين * خَيرَ الكَتَائِبِ أَجْمَعِين مَنْ شَيَّدُواْ صَرْحَ الرَّشَادِ لِيرْفَعُواْ للهِ دِين مَنْ قَدْ أَبَواْ إِلاَّ الجِهَادَ فَدَيْتُهُمْ مِنْ مخْلِصِين

لاَ يَعْمَلُونَ لِغَايَةٍ إِلاَّ فَلاَحَ المُسْلِمِين فَيُجِيبُونَ هُمْ: نحْنُ الجُنُودُ إِذَا دَعَا الدَّاعِي نَهَضْنَا لِلْوَطَن مِنْ كُلِّ فَجٍّ كَالسُّهُولِ أَوِ الحُقُولِ أَوِ المُدُن لِنَذُودَ عَن أَوْطَانِنَا إِنْ لَمْ نَذُدْ عَنهُ فَمَن {أَشْعَار / هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} عَزْمُ الشَّبَاب عَزْمُ الشَّبَابِ هُوَ القَضَاءُ وَمُبْتَغَاهُ هُوَ القَدَرْ فَارْفَعْ جَبِينَكَ لِلحَيَاةِ وَلاَ تَذِلَّ لِمُقْتَدِرْ الكَوْنُ مِلْكُكَ وَالحَيَاةُ بِعَزْمِ أَمْرِكَ تَأْتَمرْ مَا شِئْتَ مِن حَقٍّ فَلاَ تَنهَضْ إِلَيْهِ عَلَى حَذَرْ تَسْعَى الذِّئَابُ لِصَيْدِهَا وَسْطَ الظَّلاَمِ المُنْتَشِرْ أَمَّا الأُسُودُ فَلاَ تخَافُ المَوْتَ أَو تخْشَى الخَطَرْ كُنْ كَالصُّقُورِ مُقَامُهَا فَوْقَ السَّحَابِ مَعَ القَمَرْ لاَ كَالغُرَابِ يُطَارِدُ الجِيَفَ الحَقِيرَةَ في الحُفَرْ

مَنْ ذَلَّ تَدْهَكُهُ السَّنَابِكُ في مَتَاهَاتِ العُمُرْ وَتَلِينُ غَّطْرَسَةُ الزَّمَانِ إِلى الأَبيِّ مِنَ البَشَرْ {مُصْطَفَى عِكْرِمَة} أَنَا بِنْتُ مِصْر أَنَاْ خَيْرُ لحْنٍ في الشِّفَاه * وَأَبي مِنَ العَرَبِ الأُبَاة أَنَاْ بِنْتُ مِصْرَ تَلِيدَةِ الأَمْجَادِ مَقْبَرَةِ الغُزَاة أَنَاْ زَهْرَةٌ لَيْسَتْ تَفُوحُ شَذَىً عَلَى أَيْدِي الجُنَاة وَحَمَامَةٌ تَرْجُو السَّلاَمَ أَثَارَهَا ظُلْمُ الطُّغَاة أَحْمِي البِلاَدَ وَأَسْتَمِدُّ العَوْنَ مِنْ نُورِ الإِلَه * * * * * * * * * هَذَا أَخِي حَمَلَ السِّلاَحْ * لَمَّا دَعَا دَاعِي الكِفَاحْ وَوَرَاءَهُ في الصَّفِّ أُخْتي لاَ تُبَالي بِالرِّمَاحْ تَأْسُو الجِرَاحَ إِذَا هَوَى في الحَرْبِ مخْضُوبُ الجِرَاحْ وَالأُمُّ تَشْحَذُ عَزْمَنَا بِدُعَائِهَا لاَ بِالنُّوَاحْ

لاَ بُدَّ لِلَّيْلِ الَّذِي عَمَّ العُرُوبَةَ مِنْ صَبَاحْ * * * * * * * * * إِنيِّ لأَعْمَلُ لِلسَّلاَمْ * وَلِغَرْسِ أَزْهَارِ الْوِئَامْ اللهُ يَشْهَدُ مَا بَذَرْتُ بُذُورَ شَرٍّ في الظَّلاَمْ لَكِنَّني آبى لأَرْضِيَ أَنْ تَذِلَّ وَأَنْ تُضَامْ هَذِي يَدِي فِيهَا الإِخَاءُ وَفي يَدِي الأُخْرَى سِهَامْ فَالْوُدُّ مِنيِّ لِلصَّدِيقِ وَلِلْعِدَى المَوْتُ الزُّؤَامْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} جَمَالُ الحُقُول كَمْ بِالْقُرَى مِن غَادَةٍ حَسْنَاءَ كَالرَّشَأِ الْغَرِيرْ الحَافِظَاتِ لِكُلِّ مَا قَدْ يَقتَضِي حَقُّ الْعَشِيرْ الحَامِلاَتِ جِرَارَهُنَّ وَقَدْ سَعَينَ إِلى الْغَدِيرْ النَّائِمَاتِ مِنَ الْعَشِيِّ الْقَائِمَاتِ مِنَ الْبُكُورْ يَبْدُو لَنَا مَعَ فَقْرِهِنَّ حَيَاءُ رَبَّاتِ الخُدُورْ سُقْيَاً لِعَهْدٍ قَدْ تَوَلىَّ كُلُّهُ بِشْرٌ وَنُورْ

أَيَّامَ أَلْهُو في الرُّبَى خَلْفَ الْفَرَاشِ لِكَيْ يَطِيرْ لاَ الطِّفْلُ طِفْلٌ في الحُقُولِ وَلاَ الصَّغِيرُ بهَا صَغِيرْ وَعَلَى ضِفَافِ النَّهْرِ سَاقِيَةٌ لَهَا صَوْتٌ تَدُورْ يَمْشِي بهَا ثَوْرٌ تَغَشَّاهُ الْوَقَارُ فَلاَ يخُورْ وَهُنَاكَ فَوْقَ الأَرْضِ قَوْمٌ يَعْمَلُونَ بِلاَ فُتُورْ وَعَلَى الْفُؤُوسِ قَدِ انحَنَتْ مِنهُمْ وَقُوِّسَتِ الظُّهُورْ الْكَادِحُونَ وَمَا اشْتَكَواْ حَرَّ الظَّهِيرَةِ وَالهَجِيرْ وَالشَّارِبُونَ لَدَى انْبِلاَجِ الْفَجْرِ كَأْسَ الزَّمْهَرِيرْ يَا رِيفُ يَا مَهْدَ الجَمَالِ وَمَصْدَرَ الخَيرِ الْوَفِيرْ حُيِّيتَ يَا حِصْنَ الْفَضِيلَةِ يَا حِمَى الشَّرَفِ الْغَيُورْ مَنْ لَمْ تُدَنِّسْ أَرْضَهُ مَدَنِيَّةٌ كَذِبٌ وَزُورْ كَمْ أَهْمَلُواْ الإِصْلاَحَ فِيكَ وَأَنْتَ عَانٍ لاَ تَثُورْ

كَمْ أَخْلَفَ الْوَعْدَ الَّذِي أَعْطَاكَهُ مِنهُمْ وَزِيرْ فَاخْلَعْ رِدَاءَ الجَهْلِ إِنَّ الْعِلْمَ بَيْنَ النَّاسِ نُورْ وَالْبِسْ رِدَاءَ الْعِلْمِ أَنْتَ بِثَوْبِهِ أَبَدَاً جَدِيرْ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} الأُمُّ الحَمْقَاء ثُلُثَاهُ مِنْقَارٌ وَرَأْسٌ وَالأَظَافِرُ مَا بَقِي ضَخْمُ الدِّمَاغِ عَلَى الخُلُوِّ مِنَ الحِجَى وَالمَنْطِقِ مِن أُمِّهِ لَقِيَ الصَّغِيرُ مِنَ الْبَلِيَّةِ مَا لَقِي فُتِنَتْ بِهِ فَتَوَهَّمَتْ فِيهِ قُوَىً لَمْ تُخْلَقِ قَالَتْ كَبِرْتَ فَثِبْ كَمَا وَثَبَ الْكِبَارُ وَحَلِّقِ وَرَمَتْ بِهِ في الجَوِّ لَمْ تَحْذَرْ وَلَمْ تَسْتَوْثِقِ فَهَوَى فَمُزِّقَ كُلُّ عُضْوٍ فِيهِ شَرَّ مُمَزِّقِ فَرَأَيْتُ غِرْبَانَاً تُحَلِّقُ في السَّمَاءِ وَتَلْتَقِي وَعَرَفْتُ رَنَّةَ أُمِّهِ في النَّائِحَاتِ النُّعَّقِ

فَأَشَرْتُ فَالْتَفَتَتْ فَقُلْتُ لَهَا مَقَالَةَ مُشْفِقِ أَطْلَقْتِهِ وَلَوِ اخْتَبَرْتِ جَنَاحَهُ لَمْ تُطْلِقِي وَكَمَا تَرَفَّقَ وَالِدَاكِ عَلَيْكِ لَمْ تَتَرَفَّقِي {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف 0 قَالَهَا في غُرَابٍ صَغِير} أُمُّ الشَّهِيد ذَهَبَتْ تُسَائِلُ عَنْ فَتَاهَا * لَهْفَى يُسَابِقُهَا أَسَاهَا السُّهْدُ أَضْنَاهَا وَنَارُ الشَّوْقِ يَحْرِقُهَا لَظَاهَا وَتَكَادُ لَوْلاَ الصَّبْرُ وَالإِيمَانُ تَهْمِي مُقْلَتَاهَا ********* بِالأَمْسِ وَدَّعَهَا وَهَبَّ يَحُثُّ لِلسَّاحِ المَسِيرْ وَعَلَى الأَعَادِي قَالَ سَوْفَ أُحَقِّقُ النَّصْرَ الكَبِيرْ أَتُرَاهُ وَفَّى نَذْرَهُ أَمْ أَنَّهُ فِيهِمْ أَسِيرْ ********* قَالَتْ سَأَسْأَلُ مَن أَرَاهُ لِيَطْمَئِنَّ الآنَ قَلْبي قَالُواْ أَتَعْنِينَ الفَتى المِغْوَارَ قَالَتْ إِي وَرَبيِّ

قَالُواْ رَأَيْنَاهُ بِوَجْهِكِ إِنَّ وَجْهَكِ عَنهُ يُنْبي رَأَتِ الجِرَاحَ بِصَدْرِهِ فَاسْتَبْشَرَتْ تخْتَالُ كِبْرَا كَانَتْ جِرَاحُ الصَّدْرِ تَهْتِفُ إِنَّني وَفَّيْتُ نَذْرَا إِنىِّ وَرَبِّكِ لَمْ أُدِرْ يَا أُمِّ لِلأَعْدَاءِ ظَهْرَا ********* فَدَنَتْ تُقَبِّلُهُ فَقَالُواْ مُلْتَقَاكُمْ في الخُلُودْ قَالَتْ وَدَمْعُ الفَرْحَةِ الكُبْرَى تَلأْلأَ في الخُدُودْ حَسْبي إِذَا ذُكِرَ الشَّهِيدُ بِأَنَّني أُمُّ الشَّهِيدْ {شِعْر / عِيسَى النَّاعُورِي} أُنْشُودَةُ الرَّضيع وَهَذِهِ أُنْشُودَةٌ لِلشَّاعِر / هَاشِمٍ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف، عَلَى لِسَانِ أُمٍّ قُتِلَ زَوْجُهَا؛ فَقَالَتْ تُوصِي وَلِيدَهَا وَهِيَ تُرْضِعُهُ وَتُهَدْهِدُهُ كَيْ يَنَام: أَشْدُو بِأُغْنِيَتي الحَزِينَةِ ثُمَّ يَغْلِبُني الْبُكَاءْ

وَأَمُدُّ كَفِّي لِلسَّمَاءِ لأَسْتَحِثَّ خُطَى السَّمَاءْ نَمْ يَا بُنيَّ وَلاَ تُشَارِكْني المَرَارَةَ وَالمحَن نَمْ يَا بُنيَّ فَسَوْفَ أُرْضِعُكَ الجِرَاحَ مَعَ اللَّبن ********* نَمْ كَيْ أَنَالَ عَلَى يَدَيْكَ مُنىً وَهَبْتُ لَهَا الحَيَاة يَا مَنْ رَأَى الدُّنيَا وَلَكِنْ مَا رَأَى فِيهَا أَبَاه ********* سَتَمُرُّ أَعْوَامٌ طِوَالٌ في الأَنِينِ وَفي العَذَابْ وَأَرَاكَ يَا وَلَدِي قَوِيَّ الجِسْمِ مَوْفُورَ الشَّبَابْ وَهُنَاكَ تَسْأَلُني كَثِيرَاً عَن أَبِيكَ وَكَيْفَ غَابْ هَذَا سُؤَالٌ يَا صَغِيرِي لَمْ أُعِدَّ لَهُ جَوَابْ فَإِذَا عَرَفْتَ جَرِيمَةَ الجَانِي وَمَا اقْتَرَفَتْ يَدَاهْ فَانْثُرْ عَلَى قَبْرِي وَقَبْرِ أَبِيكَ بَعْضَاً مِنْ دِمَاهْ ********* لاَ تَرْحَمِ الجَاني إِذَا ظَفِرَتْ بِهِ يَوْمَاً يَدَاكْ

فَهْوَ الَّذِي جَلَبَ الشَّقَاءَ لَنَا وَلَمْ يَرْحَمْ أَبَاكْ ********* لاَ تُصْغِ يَا وَلَدِي إِلى مَا لَفَّقُوهُ وَزَوَّرُوهْ مِن أَنَّهُمْ جَاءُ واْ إِلى الوَطَنِ الذَّلِيلِ فَحَرَّرُوهْ ********* كَذَبُواْ وَقَالُواْ يَا بُنيَّ عَلَى بُطُولَتِهِ خِيَانَة وَأَمَامَنَا التَّقْرِيرُ هَا هُوَ عَنهُ يَنْطِقُ بِالإِدَانَة ********* وَهُمُ الَّذِينَ يُقَدِّسُونَ الفَرْدَ مِنْ دُونِ الإِلَهْ وَيُسَبِّحُونَ بِحَمْدِهِ وَيُقَدِّمُونَ لَهُ الصَّلاَةْ فَإِلى مَتى وَالظَّالِمُونَ نِعَالُهُمْ فَوْقَ الجِبَاهْ كَشِيَاهِ جَزَّارٍ وَهَلْ تَسْتَنْكِرُ الذَّبْحَ الشِّيَاهْ مَاتَ الشَّهِيدُ بِنَا فَلَمْ نَسْمَعْ بِصَوْتٍ قَدْ بَكَاهْ وَسَعَواْ إِلى الشَّاكِي الحَزِينِ فَأَلجَمُواْ بِالرُّعْبِ فَاهْ ********* حَكَمُواْ بِمَا شَاءواْ وَسِيقَ أَبُوكَ في أَصْفَادِهِ

قَدْ كَانَ يَرْجُو رَحْمَةً بِبَنِيهِ مِنْ جَلاَّدِهِ مَا كَانَ يَا وَلَدِي أَبُوكَ يَخُونُ حُبَّ بِلاَدِهِ لَكِنَّهُ حُكْمُ المُدِلِّ بِجُنْدِهِ وَعَتَادِهِ ********* هَذَا الَّذِي قَالُوهُ في الإِعْلاَمِ مَسْمُومُ المَذَاقْ لَمْ يَبْقَ مَسْمُوعَاً سِوَى صَوْتِ التَّمَلُّقِ وَالنِّفَاقْ ثمَّ تُوَجِّهُ الحَدِيثَ إِلى كُلِّ مُسْلِمٍ وَعَرَبيٍّ قَائِلاً: سَأَظَلُّ أَذْكُرُ صَرْخَةَ المَسْجُونِ وَالمُسْتَنْجِدِ وَهُنَاكَ في فَصْلِ الشِّتَاءِ وَحَوْلَ دِفْءِ المَوْقِدِ أَرْوِي لأَوْلاَدِي الصِّغَارِ حَدِيثَ حُكْمٍ أَسْوَدِ مَلأَتْ مَرَارَتُهُ فَمِي وَطَوَتْ سَلاَسِلُهُ يَدِي أَنَاْ يَا أَخِي في مِصْرَ أَزْحُفُ في السَّلاَسِلِ وَالقُيُودْ قَدْ ضِقْتُ ذَرْعَاً يَا أَخِي بِالمجْدِ وَالعَهْدِ الجَدِيدْ بِالنَّارِ يحْكُمُنَا الطُّغَاةُ وَبِالمَشَانِقِ وَالحَدِيدْ

نَصَبُواْ لَنَا أَغْلاَلَهُمْ فَمَضَتْ تُطَوِّقُ كُلَّ جِيدْ لاَ نَرْتَضِي هَذَا الهَوَانَ وَلاَ مُعَامَلَةَ العَبِيدْ ********* ثمَّ قَالَتْ تُنَدِّدُ بِهَؤُلاَءِ الطُّغَاةِ الَّذِينَ حَكَمُواْ مِصْرَ في هَذِهِ الأَثْنَاء: إِنيِّ كَفَرْتُ بِمِصْرَ بِالأَهْرَامِ بِالنِّيلِ الحَبِيبْ في أَرْضِ آبَائِي أَعِيشُ كَأَنَّني فِيهَا غَرِيبْ ********* أَأَظَلُّ أَمْضِي في الحَيَاةِ بِلاَ لِسَانٍ أَوْ فَمِ أَبْكِي عَلَى حُرِّيَّتي بِالدَّمْعِ أَقْطُرُ وَالدَّمِ وَأَعِيشُ عَيْشَ الذُّلِّ عَيْشَ العَبْدِ عَيْشَ الأَبْكَمِ أَلقَى الهَوَانَ وَأَنحَني لِلْمُسْتَبِدِّ المجْرِمِ وَأَرَى البِلاَدَ ذَلِيلَةً وَأَقُولُ يَا مِصْرُ اسْلَمِي المجْمُوعَةُ التَّاسِعَة [لَحْنُ الْكَامِلِ التَّامّ: مُسْتَفْعِلٌ مُسْتَفْعِلٌ مُسْتَفْعِلٌ] عَاشَتْ بِلاَدِي

إِنيِّ مَرَرْتُ عَلَى الرِّيَاضِ النَّادِيَة * وَسَمِعْتُ تَغْرِيدَ الطُّيُورِ الشَّادِيَة فَطَرِبْتُ لَكِنْ مَا أَحَبَّ فُؤَادِيَه * كَطُيُورِ أَرْضِي أَوْ زُهُورِ بِلاَدِي وَشَرِبْتُ مَاءَ النِّيلِ شَيْخِ الأَنهُرِ * فَكَأَنَّني قَدْ ذُقْتُ مَاءَ الكَوْثَرِ نَهْرٌ كَسَا الشَّطَّينِ أَرْوَعَ مَنْظَرِ * عَذْبٌ وَلَكِنْ لاَ كَمَاءِ بِلاَدِي وَقَرَأْتُ في كُتُبِ المُرُوءةِ وَالسِّيَرْ * فَظَنَنْتُهَا شَيْئَاً تَلاَشَى وَانْدَثَرْ أَوْ أَنَّهَا وَهْمٌ كَبِيرٌ في البَشَرْ * فَإِذَا المُرُوءةُ في رِجَالِ بِلاَدِي وَرَسَمْتُ يَوْمَاً صُورَةً في خَاطِرِي * لِلْحُسْنِ إِنَّ الحُسْنَ رَبُّ الشَّاعِرِ وَمَضَيْتُ أَطْلُبُهَا فَلَمْ يَرَ نَاظِرِي * حُسْنَاً كَمَا هُوَ في بَنَاتِ بِلاَدِي قَالُواْ أَلَيْسَ الحُسْنُ في كُلِّ الدُّنى * فَعَلاَمَ لَمْ تَعْشَقْ سِوَاهَا مَوْطِنَا

فَأَجَبْتُهُمْ إِنيِّ أُحِبُّ الأَحْسَنَا * دَوْمَاً وَأَحْسَنُ مَا رَأَيْتُ بِلاَدِي قَالُواْ تَأَمَّلْ أَيَّ حَالٍ حَالَهَا * هَدَمَ الدَّمَارُ سُهُولَهَا وَجِبَالَهَا سَتَمُوتُ إِنَّ الدَّهْرَ شَاءَ زَوَالَهَا * كَلاَّ وَرَبيِّ لَنْ تَمُوتَ بِلاَدِي الْكَوْكَبُ الْوَضَّاءُ يَبْقَى كَوْكَبَا * وَلَئِنْ تَسَتَّرَ بِالدُّجَى وَتحَجَّبَا لَيْسَ الضَّبَابُ بِسَالِبٍ حُسْنَ الرُّبى * وَالْحَرْبُ لاَ تَمْحُو جَمَالَ بِلاَدِي كَمْ أَمَّلَتْ عَيْني لِفَرْطِ جَمَالِهَا * لَوْ أَنَّهَا اكْتَحَلَتْ وَلَوْ بِرِمَالِهَا سَأَظَلُّ أَفْخَرُ دَائِمَاً بِنِضَالِهَا * وَأَقُولُ عَاشَتْ لِلْفِدَاءِ بِلاَدِي {شِعْر / إِيلِيَّا أَبي مَاضِي 0 بِتَصَرُّف} أَطَالَ اللهُ في عُمْرِكَ يَا أَبي وَثَلاَثَةٍ لَمَّا ضَمَمْتُهُمُ إِلى صَدْرِي شَفَيْتُ مِنَ الفُؤَادِ غَلِيلاَ

يَتَسَابَقُونَ إِليَّ حِينَ أَعُودُ مِنْ سَفَرٍ قَصِيرٍ قَدْ رَأَوْهُ طَوِيلاَ مَا بَالُ قَلْبي كُلَّمَا أَعْطيْتُهُمُ أَضْعَافَ مَا طَلَبُواْ يَرَاهُ قَلِيلاَ وَعْدِي لَهُمْ أَمَلٌ فَإِنْ قَصُرَتْ يَدِي عَنْ مَطْلَبٍ فَرِحُواْ بِهِ تَعْلِيلاَ لَوْلاَهُمُ مَا كَانَ ضَعْفِي قُوَّةً وَالْعُسْرُ يُسْرَاً وَالبَقَاءُ جَمِيلاَ {الشَّاعِرُ القَرَوِي / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} الْبَاشِقُ وَالْعُصْفُور هَذَا نَمُوذَجٌ مِنَ الشِّعْرِ المَسْرَحِيّ، الَّذِي يَحْكِي حِوَارَاً بَينَ الْبَاشِقِ وَالْعُصْفُورِ، قَالَهَا الشَّاعِرُ الْعَبْقَرِيُّ سَلِيمٌ الخُورِي؛ يُصَوِّرُ فِيهِ الْعَلاَقَةَ بَينَ بَينَ الْقَوِيِّ المُسْتَبِدِّ وَالضَّعِيفِ المَقْهُورِ: قَالَ العُصْفُور؛ وَقَدْ وَقَعَ بَينَ مخَالِبِ الْبَاشِقِ وَهُوَ نَوْعٌ مِنْ جَوَارِحِ الطُّيُور:

يَا بَاشِقُ ارْحَمْني وَرِقَّ لحَالَتي دَعْني لأَفْرَاخِي الصِّغَارِ أَطِيرُ فَتُصَفِّقُ الأَوْرَاقُ عِنْدَ سَمَاعِهَا صَوْتي وَيَهْتِفُ بِالخَرِيرِ غَدِيرُ مَاذَا جَنَيْتُ وَإِنَّني يَا سَيِّدِي طَيرٌ ضَعِيفٌ جُنحُهُ مَكْسُورُ مَا في حَيَاتي لِلرُّبى ضَرَرٌ وَلاَ جَوْرٌ وَيَكْفِي أَنَّني عُصْفُورُ مُتَنَقِّلٌ بَينَ الغُصُونِ كَأَنَّني ظِلٌّ أَظَلُّ مَدَى النَّهَارِ أَدُورُ إِنيِّ خَطِيبٌ وَالْغُصُونُ مَنَابِرِي وَالسَّامِعُونَ جَدَاوِلٌ وَزُهُورُ فَرَدَّ الْبَاشِقُ عَلَيْهِ قَائِلاً: خَلِّ الْبُكَاءَ فَلَيْسَ دَمْعُكَ مُشْبِعَاً جَوْفي وَنَارُ الجُوعِ فِيهِ سَعِيرُ أَنَا إِنْ رَثِيتُ لأَنَّةٍ أَوْ زَفْرَةٍ أَيَسُدُّ جُوعِيَ أَنَّةٌ وَزَفِيرُ أَنْتَ الْكَبِيرُ عَلَى الْبَعُوضِ تَصِيدُهُ وَأَنَا عَلَى هَذَا الْكَبِيرِ كَبِيرُ

فَابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَانهَهَا عَن غَيِّهَا أَوَلَسْتَ أَنْتَ عَلَى الضَّعِيفِ تجُورُ وَاصْبرْ عَلَى حُكْمِ الْقَضَاءِ فَإِنَّمَا كَأْسُ الْقَضَاءِ عَلَى الجَمِيعِ تَدُورُ أُنْشُودَةُ اللاَّجِئِ الْفِلَسْطِينيّ الطِّفْلُ مُلْقَىً تَحْتَ أَرْجُلِ مُجْرِمِه * وَالرَّمْلُ يحْسِرُ مَا تَدَفَّقَ مِنْ دَمِه قَتَلُواْ أَنَاشِيدَ الرَّجَاءِ عَلَى فَمِه * وَخَبَا عَلَى الرَّمْضَاءِ نُورُ تَبَسُّمِه ******* وَقَدِ انحَنَتْ أُمُّ الشَّهِيدِ عَلَى الجِرَاحْ * تَبْكِي شَبَابَاً ضَاعَ في حَمْلِ السِّلاَحْ هَذِي القِلاَعُ القَائِمَاتُ عَلَى الجَبَلْ * وَرَصَاصُهَا المَجْنُونُ في صَدْرِ البَطَلْ لَنْ يُغْلِقَ الأَبْوَابَ في وَجْهِ الأَمَلْ * فَحَمَاسُ تَزْحَفُ نحْوَهُمْ زَحْفَ الأَجَلْ *******

اليَوْمَ كُنْتُ مَعَ الرِّفَاقِ أَسِيرُ في المُسْتَعْمَرَة * شَاكِي السِّلاَحِ وَكُلُّ شِبرٍ تحْتَ رِجْلِيَ مَقْبرَة فَتَفَجَّرُواْ مِنْ جَوْفِ أَكْوَاخٍ هُنَاكَ مُبَعْثَرَة * طَلَعُواْ عَلَيْنَا في بَنَادِقِهِمْ فَكَانَتْ مجْزَرَة ******* فَإِذَا نَفَضْتَ غُبَارَ قَبرِي عَنْ يَدِكْ * وَمَضَيْتَ تَلْتَمِسُ الطَّرِيقَ إِلى غَدِكْ فَاذْكُرْ وَصِيَّةَ لاَجِئٍ تَحْتَ التُّرَابْ * سَلَبُوهُ آمَالَ الكُهُولَةِ في الشَّبَابْ هُمْ أَخْرَجُوكَ فَعُدْ إِلى مَن أَخْرَجُوكْ * فَهُنَاكَ أَرْضٌ كَانَ يَزْرَعُهَا أَبُوكْ ******* مَأْسَاتُنَا مَأْسَاةُ قَوْمٍ أَبْرِيَاءْ * حَمَلَتْ إِلى الآفَاقِ رَائِحَةَ الدِّمَاءْ وَجَرِيمَتي كَانَتْ مُحَاوَلَةَ البَقَاءْ * أَنَاْ مَا اعْتَدَيْتُ وَلَمْ أُفَكِّرْ في اعْتِدَاءْ *******

كَانَتْ لَنَا دَارٌ وَكَانَ لَنَا وَطَن * أَلْقَتْ بِهِ أَيْدِي الخِيَانَةِ في المحَن وَبَذَلْتُ في إِنْقَاذِهِ أَغْلَى ثَمَن * بِيَدِي دَفَنْتُ بَنيَّ فِيهِ بِلاَ كَفَن {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ يَسِير} المجْمُوعَةُ الْعَاشِرَة [لَحْنُ مَنهُوكِ الرَّجَز: مُفَاعِلٌ مُفَاعِلٌ * مُفَاعِلٌ مُفَاعِلٌ] [لحْنُ مُونُولُوج: أُهُو أَنَا أُهُو أَنَا 000] اسْتِضَافَةُ قِطَّة لَمْ أَنْسَ قَطُّ لَيْلَةً * مِنْ رَمَضَانَ مَرَّتِ إِذِ انْفَلَتُّ مِنْ سُحُورِي فَدَخَلْتُ حُجْرَتي فَلَمْ يَرُعْني غَيْرُ صَوْتٍ كَمُوَاءِ الهِرَّةِ فَقُمْتُ أُلْقِي السَّمْعَ في السُّتُورِ وَالأَسِرَّةِ حَتىَّ ظَفِرْتُ بِالَّتي عَلَيَّ قَدْ تجَرَّتِ فَمُذْ بَدَتْ لي وَالْتَقَتْ نَظْرَتُهَا بِنَظْرَتي بَدَا بَرِيقُ لحْظِهَا مِثْلَ بَصِيصِ الجَمْرَةِ

ثُمَّ ارْتَقَتْ عَنِ المُوَاءِ فَعَوَتْ وَهَرَّتِ وَرَدَّدَتْ فَحِيحَهَا كَحَيَّةٍ بِقَفْرَةِ بَلْ وَاكْتَسَتْ لي مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ جِلْدَ النِّمْرَةِ كَرَّتْ وَلَكِنْ كَالجَبَانِ قَاعِدَاً وَفَرَّتِ وَانْتَفَضَتْ شَوَارِبَاً عَنْ مِثْلِ بَيْتِ الإِبْرَةِ لَمْ أَجْزِهَا بِسَوْءةٍ لأَجْلِ تِلْكَ الثَّوْرَةِ وَلاَ غَبِيتُ ضَعْفَهَا وَلاَ نَسِيتُ قُدْرَتي وَلاَ رَأَيْتُ غَيْرَ أُمٍّ بِالصِّغَارِ بَرَّةِ فَيَا لَجِدِّ الأُمَّهَاتِ في بِنَاءِ الأُسْرَةِ وَلَمْ أَزَلْ حَتىَّ اطْمَأَنَّ جَأْشُهَا وَقَرَّتِ فَجِئْتُهَا بِشَرْبَةٍ مِنْ لَبَنٍ وَكِسْرَةِ وَلَوْ وَجَدْتُ مِصْيَدَاً لَجِئْتُهَا بِفَأْرَةِ فَاضْطَجَعَتْ تحْتَ ظِلاَلِ الأَمْنِ وَاسْتَقَرَّتِ وَقَرَأَتْ أَوْرَادَهَا وَمَا دَرَتْ مَا قَرَتِ وَعَسْعَسَ الصِّغَارُ في ثُدِيِّهَا فَدَرَّتِ

فَاخْتَلَطُواْ وَعَيَّثُواْ كَالْعُمْيِ حَوْلَ السُّفْرَةِ تحْسَبُهُمْ ضَفَادِعَاً قَدْ خَرَجَتْ مِنْ جَرَّةِ فَقُلْتُ لاَ بَأْسَ عَلَى طِفْلِكِ يَا جُوَيْرَتي تمَخَّضِي عَن خَمْسَةٍ إِنْ شِئْتِ أَوْ عَن عَشْرَةِ أَنْتِ وَأَوْلاَدُكِ حَتىَّ يَكْبَرُواْ في جِيرَتي {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف} أَبْقَاكِ اللهُ لي يَا جَدَّتي لي جَدَّةٌ تَرْأَفُ بي * أَحْنى عَلَيَّ مِن أَبي وَكُلُّ شَيْءٍ سَرَّني * تَذْهَبُ فِيهِ مَذْهَبي إِن غَضِبَ الأَهْلُ عَلَيَّ كُلُّهُمْ لَمْ تَغْضَبِ مَشَى أَبي يَوْمَاً إِليَّ مِشْيَةَ المُؤَدِّبِ غَضْبَانَ قَدْ هَدَّدَ بِالضَّرْبِ وَإِنْ لَمْ يَضْرِبِ فَلَمْ أَجِدْ لي مِنه غَيْرَ جَدَّتي مِنْ مَهْرَبِ فَأَوْقَفَتْني خَلْفَهَا أَنْجُو بِهَا وَأَخْتَبي وَهْيَ تَقُولُ لأَبي بِلَهْجَةِ المُؤَنِّبِ

وَيْحٌ لَهُ وَيْحٌ لَهُ ذَا الْوَلَدِ المُعَذَّبِ أَلَمْ تَكُنْ تَصْنَعُ مَا يَصْنَعُ إِذْ أَنْتَ صَبي {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف} المجْمُوعَةُ الحَادِيَةَ عَشْرَة الأَرَاجِيزُ القَصِيرَة [مَفْعُولاَتٌ مَفْعُولٌ * مَفْعُولاَتٌ مَفْعُولٌ] نَشيدُ اليَهُود يَا يَهُودْ يَا يَهُودْ * جَيْشُ محَمَّدْ سَوْفَ يَعُودْ سَيَأْتي الْيَوْمُ المَوْعُودْ * وَسَتَلْتَقِي الجنُودْ بِالدَّمِ سَوْفَ نَجُودْ * وَسَتَسُودُ الأُسُودْ وَنُعِيدُ لِلْيَهُودْ * مَا قَدْ مَضَى مِن عُهُودْ ******* يَا يَهُودْ يَا يَهُود * جَيْشُ محَمَّدْ سَوْفَ يَعُودْ مَهْمَا أُوتِيتُمْ مِنْ قُوَّة * فَإِنَّ اللَّهَ مَوْجُودْ ******* يَا أَحْفَادَ الخَنَازِير * وَيَا أَحْفَادَ الْقُرُودْ غَدَرْتُمْ بِالمُسْلِمِينْ * كَمَا غَدَرَ الجُدُودْ

فَلَمْ تُحْسِنُواْ الجِوَارْ * وَلَمْ تَفُواْ بِالْوُعُودْ رَغْمَ الضَّعْفِ رَغْمَ الخَوْفِ * لَمْ تَزَلْ فِينَا أُسُودْ سَنُوَحِّدُ الصُّفُوفْ * وَسَنَحْشُدُ الحُشُودْ سَنُعِيدُ لِلُبْنَانَ * وَالْقُدْسِ الحُلْمَ المَنْشُودْ إِنَّ المُسْلِمِينَ قَوْمٌ * لاَ يَعْرِفُونَ الْقُعُودْ بَلْ يَعْرِفُونَ الجِهَادَ * وَيَعْرِفُونَ الصُّمُودْ سَنُشْعِلُهَا نِيرَانَاً * أَنْتُمُ لَهَا وَقُودْ زَرَعْتُمْ في الأَرْضِ الشَّوْكَا * وَسَنَزْرَعُ الْوُرُودْ وَسَتَحْصُدُونَ مَا * قَدْ زَرَعْتُمْ في عُقُودْ {أَشْعَار / يَاسِر الحَمَدَاني} المجْمُوعَةُ الثَّانِيَةَ عَشْرَة الأَرَاجِيزُ الطَّوِيلَة [مَفْعُولاَتٌ مَفْعُولاَتٌ مَفْعُولاَتٌ] الأَرْنَبُ المَغْرُور مِن أَعْجَبِ الأَخْبَارِ أَنَّ الأَرْنَبَا لَمَّا رَأَى الدِّيكَ يَسُبُّ الثَّعْلَبَا وَهْوَ عَلَى الجِدَارِ في أَمَانِ

يَغْلِبُ بِالمَكَانِ لاَ الإِمْكَانِ دَاخَلَهُ الظَّنُّ بِأَنَّ المَاكِرَا أَمْسَى مِنَ الضَّعْفِ يُطِيقُ السَّاخِرَا فَجَاءهُ يَلْعَنُ مِثْلَ الأَوَّلِ عِدَادَ مَا في الأَرْضِ مِنْ مُغَفَّلِ فَعَصَفَ الثَّعْلَبُ بِالضَّعِيفِ عَصْفَ أَخِيهِ الذِّيبِ بِالخَرُوفِ وَقَالَ لي في دَمِكَ المَسْفُوكِ تَسْلِيَةٌ عَن خَيْبَتي في الدِّيكِ فَالْتَفَتَ الدِّيكُ إِلى الذَّبِيحِ وَقَالَ قَوْلَ الْعَارِفِ الْفَصِيحِ مَا كُلُّنَا يَنْفَعُهُ لِسَانُهْ في النَّاسِ مَنْ يُنْطِقُهُ مَكَانُهْ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف} الأَحْمَقُ عِنْدَمَا يُصْبِحُ حَكَمَاً تَنَازَعَ الْغَزَالُ وَالخَرُوفُ وَقَالَ كُلٌّ إِنَّهُ ظَرِيفُ فَأَبْصَرَا التَّيْسَ فَظَنَّا أَنَّهُ أَعْطَاهُ عَقْلاً مَن أَطَالَ ذِقْنَهُ فَكَلَّفَاهُ أَنْ يَبْحَثَ في الْفَلاَ

عَن حَكَمٍ لَهُ اعْتِبَارٌ في المَلاَ يَنْظُرُ في دَعْوَاهُمَا بِالدِّقَّة عَسَاهُ يُعْطِي الحَقَّ مُسْتَحِقَّه فَسَارَ لِلْبَحْثِ بِلاَ تَوَاني مُفْتَخِرَاً بِثِقَةِ الإِخْوَانِ يَقُولُ عِنْدِي فِكْرَةٌ مُثِيرَة تَرْفَعُ شَأْنَ التَّيْسِ في الْعَشِيرَة وَذَاكَ أَنَّ أَفْضَلَ الثَّنَاءِ مَا جَاءَ عَلَى أَلْسُنِ الأَعْدَاءِ لِذَا فَإِنيِّ إِنْ دَعَوْتُ الذِّيبَا لاَ يَسْتَطِيعَانِ لَهُ تَكْذِيبَا فَجَاءَ لِلذِّئْبِ وَقَالَ غَايَتي أَنْتَ فَسِرْ مَعِي وَخُذْ بِلِحْيَتي وَقَادَهُ لِلْمَوْضِعِ المَعْرُوفِ فَقَامَ بَيْنَ الظَّبيَ وَالخَرُوفِ وَقَالَ أَنَا لاَ أَقْضِي بِالظَّاهِرِ فَمَزَّقَ الخَصْمَينِ بِالأَظَافِرِ وَقَالَ لِلتَّيْسِ انْطَلِقْ لِشَأْنِكَا مَا قَتَلَ الخَصْمَيْن غَيْرُ ذِقْنِكَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف}

قَاضِي القُضَاةِ المَخْلُوع تَعَرَّضَ اللَّيْثُ لِبَعْضِ الشِّدَّة فَأَظْهَرَ الذِّئْبُ لَهُ المَوَدَّة فَقَالَ يَا مَنْ صَانَ لي محِلِّي في حَالَتَيْ وِلاَيَتي وَعَزْلي إِنْ عُدْتُ لِلأَرْضِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَادَ لي فِيهَا قَدِيمُ الجَاهِ أُعْطِيكَ عِجْليْنِ وَأَلْفَ شَاةِ ثُمَّ تَكُونُ قَاضِي القُضَاةِ وَصَاحِبَ اللِّوَاءِ في الذِّئابِ وَقَاضِيَ الْوُحُوشِ في غِيَابي حَتىَّ إِذَا مَا تَمَّتِ الْكَرَامَةْ وَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى السَّلاَمَة سَعَى إِلَيْهِ الذِّئْبُ بَعْدَ شَهْرِ وَهْوَ مُطَاعُ الرَّأْيِ مَاضِي الأَمْرِ فَقَالَ يَا مَنْ لاَ تُدَاسُ أَرْضُه وَمَنْ لَهُ طُولُ الْفَضَا وَعَرْضُه قَدْ نِلْتَ مَا نِلْتَ مِنَ التَّكْرِيمِ وَحَانَ وَقْتُ الْوَعْدِ وَالتَّسْلِيمِ قَالَ تجَرَّأْتَ وَسَاءَ زَعْمُكَا فَمَنْ تَكُونُ يَا فَتى وَمَا اسْمُكَا

أَجَابَهُ إِنْ كَانَ ظَنيِّ صَادِقَا فَإِنَّني قَاضِي القُضَاةِ سَابِقَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف} خُذْ بِيَدِي اليَوْم؛ آخُذُ بِرِجْلِكَ غَدَاً حِكَايَةُ الكَلْبِ مَعَ الحَمَامَة تَشْهَدُ لِلْجِنْسَيْنِ بِالكَرَامَة يُقَالُ كَانَ الكَلبُ ذَاتَ يَوْمِ بَيْنَ الرِّيَاضِ غَارِقَاً في النَّوْمِ فَجَاءَ مِنْ وَرَائِهِ الثُّعْبَانُ مُنْتَفِخَاً كَأَنَّهُ الشَّيْطَانُ وَهَمَّ أَنْ يَغْدِرَ بِالأَمِينِ فَرَقَّتِ الوَرْقَاءُ لِلْمِسْكِينِ فَنَزَلَتْ حَتىَّ تُغِيثَ الكَلْبَا فَنَقَرَتْهُ نَقْرَةً فَهَبَّا فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى السَّلاَمَة وَحَفِظَ الجَمِيلَ لِلْحَمَامَة فَمَرَّ مَا مَرَّ مِنَ الزَّمَانِ وَجَاءَ صَيادُونَ لِلْمَكَانِ وَصَوَّبُواْ نحْوَ الحَمَامَةِ السِّلاَحْ فَنَبَّهَ الكَلْبُ الوَرْقَاءَ بِالنُّبَاحْ

فَأَسْرَعَتْ في الحَالِ بِالخَلاَصِ وَسَلِمَتْ مِنْ طَائِشِ الرَّصَاصِ هَذَا هُوَ المَعْرُوفُ يَا أَهْلَ الفِطَن النَّاسُ بِالنَّاسِ وَمَنْ يُعِن يُعَن {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف} مَنْ تَأَنىَّ نَالَ مَا تَمَنىَّ رَأَيْتُ في بَعْضِ الرِّيَاضِ قُبَّرَة * تُطَيِّرُ ابْنَهَا بِأَعْلَى الشَّجَرَة وهْيَ تَقُولُ يَا عَرُوسَ العُشِّ * لاَ تَعْتَمِدْ عَلَى الجَنَاح الهَشِّ وَقِفْ عَلَى عُودٍ بِجَنْبِ عُودِ * وَافْعَلْ كَمَا أَفْعَلُ في الصُّعُودِ فَانْتَقَلَتْ مِنْ فَنَنٍ إِلى فَنَنْ * وَجَعَلَتْ لِكُلِّ نَقْلَةٍ زَمَنْ كَيْ يَسْتَرِيحَ الْفَرْخُ في الأَثْنَاءِ * فَلاَ يَمَلُّ ثِقَلَ الهَوَاءِ لَكِنَّهُ قَدْ خَالَفَ الإِشَارَة * لِكَيْ تَرَى الطُّيُورُ ذَا المَهَارَة وَطَارَ في الفَضَاءِ حَتىَّ ارْتَفَعَا * فَخَانَهُ جَنَاحُهُ فَوَقَعَا

فَانْكَسَرَتْ في الحَالِ رُكْبَتَاهُ * وَلَمْ يَنَلْ صَغِيرُنَا مُنَاهُ وَلَوْ تَأَنىَّ نَالَ مَا تَمَنىَّ * وَعَاشَ طُولَ عُمْرِهِ مُهَنَّا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي} نَدِيمُ السُّلْطَانِ المُنَافِق كَانَ لِلسُّلْطَانِ نَدِيمٌ إِمَّعَة مَا قَالَ رَأْيَاً إِلاَّ قَالَهُ مَعَه وَقَدْ يُفِيضُ في ذِكْرِ المَنَاقِبْ إِذَا كَانَتْ لَهُ بَعْضُ المَطَالِب وَكَانَ مَوْلاَهُ يَرَى وَيُبْصِرُ هَذَا النِّفَاقَ مِنهُ لَكِنْ يَصْبِرُ فَجَلَسَا يَوْمَاً عَلَى الخِوَانِ وَجِيءَ في الأَكْلِ بِبَاذِنجَانِ فَأَكَلَ السُّلْطَانُ مِنهُ مَا أَكَلْ وَقَالَ بَاذِنجَانٌ هَذَا أَمْ عَسَلْ قَالَ النَّدِيمُ صَدَقَ السُّلْطَانُ سِيَّانِ الْعَسَلُ وَالْبَاذِنجَانُ هَذَا الَّذِي غَنىَّ بِهِ الرَّئِيسُ وَقَالَ فِيهِ الشِّعْرَ جَالِينُوسُ فِيهِ تِرْيَاقٌ يُعَالجُ السُّمَّا

وَيُسْتَخْدَمُ في عِلاَجِ الحُمَّى قَالَ لَكِنْ تَعِيبُهُ مَرَارَة وَمَا حَمِدْتُ مَرَّةً آثَارَه قَالَ نَعَمْ مُرٌّ وَهَذَا عَيْبُهُ مُذْ كُنْتُ يَا مَوْلاَيَ لاَ أُحِبُّهُ هَذَا الَّذِي مَاتَ بِهِ بُقْرَاطُ وَحَذَّرَ أَيْضَاً مِنهُ سُقْرَاطُ فَالْتَفَتَ السُّلْطَانُ لِمَن حَوْلَهُ وَقَالَ كَيْفَ تجِدُونَ قَوْلَهُ قَالَ الْوَزِيرُ يَا سَيِّدَ النَّاسِ دَعْ كَذِبي وَخُذْ مِنيِّ إِينَاسِي جُعِلْتُ كَيْ أُنَادِمَ السُّلْطَانَا لاَ لِكَيْ أُنَادِمَ الْبَاذِنجَانَا {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف} الشَّيْطَانُ في ثَوْبِ الزَّاهِدِين حِكَايَةُ الصَّيَّادِ وَالْعُصْفُورَة صَارَتْ لِبَعْضِ الزَّاهِدِينَ صُورَة مَا هَزِءتُ فِيهَا بِمُسْتَحِقِّ وَلاَ أَرَدْتُ أَوْلِيَاءَ الحَقِّ مَا كُلُّ أَهْلِ الزُّهْدِ صَادِقِينَا كَمْ بَينَ أَهْلِ الزُّهْدِ فَاسِقِينَا

جَعَلْتُهَا شِعْرَاً لِتَلْفِتَ الْفِطَنْ وَالشِّعْرُ لِلْحِكْمَةِ مُذْ كَانَ وَطَنْ وَخَيْرُ مَا يُنْظَمُ لِلأَدِيبِ مَا رَدَّدَتْهُ أَلْسُنُ التَّجْرِيبِ أَلْقَى غُلاَمٌ شَرَكَاً يَصْطَادُ وَكُلُّ مَنْ فَوْقَ الأَرْضِ صَيَّادُ فَانحَدَرَتْ عُصْفُورَةٌ مِنَ الشَّجَرْ لَمْ يَنهَهَا النَّهْيُ وَلاَ الحَزْمُ زَجَرْ قَالَتْ سَلاَمٌ أَيُّهَا الْغُلاَمُ قَالَ عَلَى الْعُصْفُورَةِ السَّلاَمُ قَالَتْ صَبيٌّ مُنحَني الْقَنَاةِ قَالَ حَنَتْهَا كَثْرَةُ الصَّلاَةِ قَالَتْ أَرَاكَ بَادِيَ الْعِظَامِ قَالَ بَرَتْهَا كَثْرَةُ الصِّيَامِ قَالَتْ فَمَا يَكُونُ هَذَا الصُّوفُ قَالَ لِبَاسُ الزَّاهِدِ المَوْصُوفُ سَلِي إِذَا جَهِلْتِ عَارِفِيهِ فَابْنُ أَدْهَمَ وَالْفُضَيْلُ فِيهِ قَالَتْ لِمَ الْعَصَا أَخَا الإِسْلاَمِ قَالَ بِهَا أَمْشِي وَسْطَ الظَّلاَمِ

أُخِيفُ الذِّئْبَ وَعَلَيْهَا أَتَّكِي وَلاَ أَرُدُّ النَّاسَ عَنْ تَبَرُّكِي قَالَتْ أَرَى فَوْقَ التُّرَابِ حَبَّا مِمَّا اشْتَهَى الطَّيْرُ وَمَا أَحَبَّا قَالَ تَشَبَّهْتُ بِأَهْلِ الخَيرِ فَأَقْرِي مِنهُ بَائِسَاتِ الطَّيرِ فَإِن هَدَى اللَّهُ إِلَيْهِ جَائِعَا لَمْ يَكُ قُرْبَاني الْقَلِيلُ ضَائِعَا قَالَتْ فَجُدْ لي يَا أَخَا التَّنَسُّكِ قَالَ الْقُطِيهِ بَارَكَ اللَّهُ لَكِ فَصَلِيَتْ في الْفَخِّ نَارَ الْقَارِي وَمَصْرَعُ الْعُصْفُورِ في المِنْقَارِ فَهَتَفَتْ تَقُولُ لِلأَغْرَارِ مَقَالَةَ الْعَارِفِ بِالأَسْرَارِ إِيَّاكَ أَنْ تَغْتَرَّ بِالزُّهَّادِ كَمْ تحْتَ ثَوْبِ الزُّهْدِ مِنْ صَيَّادِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف} الْفَوَازِيرُ الشِّعْرِيَّة مَا هوَ؟ أَنْتَ في التَّدْبِيرِ ثَعْلَبْ * أَنْتَ في الإِفْلاَتِ أَرْنَبْ

في ظَلاَمِ اللَّيْلِ تَسْعَى * أَسْفَلَ الجُدْرَانِ تَنْقُبْ وَإِذَا أَحْسَسْتَ صَوْتَاً * فَإِلى جُحْرِكَ تَهْرَبْ أَيُّهَا الصُّعْلُوكُ أَبْشِرْ * غَابَتِ الْقِطَّةُ فَالْعَبْ مَا هُوَ؟ وَمَا شَيْءٌ إِذَا فَسَدَا * تحَوَّلَ غَيُّهُ رَشَدَا وَإِن هُوَ ظَلَّ في دَعَةٍ * أَثَارَ الشَّرَّ حَيْثُ بَدَا ذَكِيُّ العِرْقِ وَالِدُهُ * وَلَكِنْ بِئْسَ مَا وَلَدَا ********* مَا هِيَ؟ تُنَادِي طِفْلَكَ اجْعَلْني * كَأُمٍّ لاَ تَمِلْ عَنيِّ وَلاَ تَفْزَعْ كَمَأْخُوذٍ * مِنَ البَيْتِ إِلى السِّجْنِ كَأَنِّي وَجْهُ صَيَّادٍ * وَأَنْتَ الطَّيرُ في الغُصْنِ وَلاَ بُدَّ لَكَ اليَوْمَ * وَإِلاَّ فَغَدَاً مِنيِّ أَوِ اسْتَغْنِ عَنِ العَقْلِ * إِذَن عَنيِّ سَتَسْتَغْني أَنَا المِصْبَاحُ لِلْفِكْرِ * أَنَاْ المِفْتَاحُ لِلذِّهْنِ

أَنَا البَابُ إِلى المجْدِ * تَعَالَ ادْخُلْ عَلَى اليُمْنِ غَدَاً سَتَجُولُ في حَوْشِي * وَتَقْضِي الْيَوْمَ في حُضْني وَتَلْقَى فيَّ إِخْوَانَاً * كَمِثْلِكَ أَنْتَ في السِّنِّ وَآبَاءً أَحَبُّوكَ * وَمَا أَنْتَ لَهُمْ بِابْنِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي في قَصَائِدِهِ لِلأَطْفَالِ بِالشَّوْقِيّات 0 بِتَصَرُّف} مَا هُوَ؟ مَا طَائِرٌ كَانَ يَوْمَاً خَصْمَ إِبْلِيسِ لاَ زَالَ صَاحِبَ تَنْقِيبٍ وَتَدْسِيسِ يُصْبي بِمَنْظَرِهِ يُعْبي بِمَخْبَرِهِ يَحْتَالُ في أَمْرِهِ شَأْنَ الجَوَاسِيسِ قَدْ هَمَّ يَوْمَاً نَبيٌّ ذَبْحَهُ غَضَبَاً لَوْلاَ سِعَايَةُ صَاحِبِنَا بِبَلْقِيسِ مَا هُوَ؟ وَمَا شَيْءٌ يُرَى في السُّو * قِ مَعْدُودَاً وَمَوْزُونَا إِذَا مَا زِدْتَهُ وَاوَاً * وَنُونَاً صَارَ مَوْزُونَا ********* مَا هُوَ؟

وَذِي أُذُنٍ بِلاَ سَمْعٍ * وَلاَ بَصَرٍ وَلاَ وَعْيِ وَمَنْ يُبْصِرْهُ عَنْ ظَمَأٍ * يَنَلْ مَا شَاءَ مِنْ رِيِّ مَا هِيَ؟ أَلْفَيْتُهَا عُرْيَانَةً * لَمْ تَسْتَتِرْ بِحُلَّةِ قَبَّلْتُهَا فَقَهْقَهَتْ * تَضْحَكُ لي مِنْ قُبْلَتي وَلَمْ أَزَلْ مُقَبِّلاً * حَتىَّ رَوَيْتُ غُلَّتي حَبِيبَتي تِلْكَ وَمَا * قَصَدْتُ غَيرَ {000} {محَمَّدٌ الأَسْمَر} ********* مَا هِيَ؟ فَاتِنَةٌ مُهَذَّبَة * مِنْ نَشْوَةٍ مُرَكَّبَة تَوَسَّدَتْ أَنَامِلِي * وَاسْتَسْلَمَتْ مُلْتَهِبَة وَعَرْبَدَتْ عَلَى فَمِي * أَنْفَاسُهَا المُضْطَرِبَة تَظَلُّ وَهْيَ في يَدِي * مُبْعَدَةً مُقَرَّبَة وَكُلَّمَا أَدْنَيْتُهَا * لِلَّحْظَةِ المُسْتَعْذَبَة تحْمَرُّ مِن حَيَائِهَا * وَجْنَتُهَا المُخَضَّبَة وَهَبْتُهَا لِصَاحِبي * فَلَمْ يَرُدَّ لي الهِبَة تجِيئُني فِضِّيَّةً * وَتَارَةً مُذَهَّبَة

كَمْ شُغِلَتْ بِقُبْلَتي * عَنْ رُوحِهَا المُغْتَصَبَة في كُلِّ حِينٍ أَصْبَحَتْ * خَفِيفَةً مُصْطَحَبَة أَرْشُفُهَا حَتىَّ إِذَا * قَضَى الْفُؤَادُ أَرَبَه أَدُوسُهَا بِقَدَمِي * ذَلِيلَةً مُكْتَئِبَة فَهَلْ عَرَفْتَ يَا أَخِي * مَن هَذِهِ المُعَذَّبَة {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} مَا هُوَ؟ مَاذَا هُوَ الشَّيْءُ الَّذِي * أَوْسَعُ مَا فِيهِ فَمُهْ وَطِفْلُهُ في بَطْنِهِ * يَرْفُسُهُ وَيَلْكُمُهْ دَوْمَاً تَرَاهُ صَارِخَاً * وَلَمْ يجِدْ مَنْ يَرْحَمُهْ مَا هِيَ؟ لاحَ في الآفَاقِ عِمْلاَقُ السَّمَاءْ كَانَ كَالمُخْتَالِ يَحْتَلُّ الفَضَاءْ لَوْ تَرَاهُ قُلْتَ حُوتٌ طَائِرٌ هَذِهِ الدُّنيَا لَهُ لجَّةُ مَاءْ أَبْيَضُ البَشْرَةِ فِضِّيٌّ إِذَا لاحَ ظَنَّتْهُ العُيُونُ ابْنَ ذُكَاءْ تَسْأَلُ الطَّيْرُ سِبَاعَ الجَوِّ عَنْ ذَا الَّذِي يَسْبَحُ في جَوِّ السَّمَاءْ

أَيُّهَا السَّائِلُ عَمَّا قَدْ رَأَى لَكَ في مَمْلَكَةِ الجَوِّ العَزَاءْ آيَةٌ لَوْ أَنَّهَا فِيمَا مَضَى قِيلَ إِحْدَى مُعْجِزَاتِ الأَنْبِيَاءْ أَبُسَاطٌ أَمْ بُرَاقٌ آخَرٌ أَمْ خَيَالٌ مِن خَيَالِ الشُّعَرَاءْ مِثْلُهُ إِنْ كَانَ مَعْنىً لَمْ يَكُن في المَعَاني غَيْرَ مَعْنىَ الْكِبْرِيَاءْ مُعْجِزَاتُ الرُّسْلِ وَلىَّ عَصْرُهَا وَتَجَلَّتْ مُعْجِزَاتُ العُلَمَاءْ {ذُكَاء: أَيِ الشَّمْس 0 وَالْقَصِيدَةُ لمحَمَّدٍ الأَسْمَر بِتَصَرُّف} حُلُولُ الفَوَازِيرِ عَلَى التَّرْتِيب الفَأْر، الخَمْر؛ حَيْثُ يَتَحَوَّلُ إِذَا تَخَمَّرَ مَرَّةً أُخْرَى إِلى خَلّ، المَدْرَسَة، الهُدْهُد، المَوْز، الكُوز، قُلَّتي، السِّيجَارَة، الهُون، سَفِينَةُ الفَضَاء، أَوِ الطَّائِرَة 0 يَاسِر الحَمَدَاني 0 [email protected]

أرشيف الحمداني

أَرْشِيفُ الحَمَدَاني: ===========

تمهيد البيت السعيد

فَضْلُ الزَّوَاجِ في الإِسْلاَم عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " النِّكَاحُ مِنْ سُنَّتي؛ فَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ بِسُنَّتي فَلَيْسَ مِنيِّ، وَتَزَوَّجُوا فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الأُمَم " [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1846] عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَزَوَّجُواْ فَإِنيِّ مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَم، وَلاَ تَكُونُواْ كَرَهَابِنَةِ النَّصَارَى " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (5252)، رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيّ]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَنْ تَزَوَّجَ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ نِصْفَ الإِيمَان؛ فَلْيَتَّقِ اللهَ في النِّصْفِ البَاقِي " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ الصَّحِيحِ " بِرَقْم: (6148/ 11093)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ] وَمِن هَذَا الحَدِيثِ الجَمِيلِ أَخَذَ الْعَامَّةُ قَوْلَهُمْ: " الزَّوَاجُ نِصْفُ الدِّين " 0

كَيْفَ عَالَجَ الإِسْلامُ قَضِيَّةَ الْعِشْق عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَمْ يُرَ لِلْمُتَحَابَّينِ مِثْلَ النِّكَاح " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1847]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " كُنَّا مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَابًا لا نجِدُ شَيْئًا؛ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ؛ مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَ ةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْج، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْم؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاء " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5066 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1400 / عَبْد البَاقِي]

بَعْضُ الأَدِلَّةِ الصَّحِيحَةِ عَلَى بُطْلاَنِ الزَّوَاجِ الْعُرْفيّ وَعن أبى هريرةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تُزوِّجُ المَرْأَةُ المَرْأَة، وَلاَ تُزَوِّجُ المَرْأَةُ نَفْسَهَا، فَإِنَّ الزانِيَةَ الَّتي تُزَوِّجُ نَفْسَهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1882، وَهُوَ في الكَنْزِ بِرَقْم: 13015] عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ نِكَاحَ إِلاَّ بِوَلِيّ " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 19710، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 2085]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهَا؛ فَنِكَاحُهَا بَاطِل " 00 ثَلاَثَ مَرَّات 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 2083] عَنْ محَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " فَصْلُ مَا بَيْنَ الحَلاَلِ وَالحَرَام: الدُّفُّ وَالصَّوْتُ في النِّكَاح " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 3369، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 15451]

إِشْهَارُ النِّكَاح؛ بِالْبَهْجَةِ وَالأَفْرَاح عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَنْكَحَتْ عَائِشَةُ ذَاتَ قَرَابَةٍ لَهَا مِنْ الأَنْصَار، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " أَهْدَيْتُمْ الْفَتَاة " 00؟ قَالُواْ نَعَمْ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَرْسَلْتُمْ مَعَهَا مَنْ يُغَنيّ " 00؟ قَالَتْ لاَ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ الأَنْصَارَ قَوْمٌ فِيهِمْ غَزَل؛ فَلَوْ بَعَثْتُمْ مَعَهَا مَنْ يَقُول: أَتَيْنَاكُمْ أَتَيْنَاكُمْ فَحَيَّانَا وَحَيَّاكُمْ " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1900]

زَوَاجُ المُتْعَةِ وَنَظْرَةُ المَرْأَةِ إِلى الرَّجُلِ الَّذِي سَتَنَزَوَّجُه عَنْ سَبْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الجُهَنيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَذِنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالمُتْعَة، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ إِلى امْرَأَةٍ مِنْ بَني عَامِر، فَعَرَضْنَا عَلَيْهَا أَنْفُسَنَا، فَقَالَتْ مَا تُعْطِيني 00؟ فَقُلْتُ رِدَائِي، وَقَالَ صَاحِبي رِدَائِي، وَكَانَ رِدَاءُ صَاحِبي أَجْوَدَ مِنْ رِدَائِي، وَكُنْتُ أَشَبَّ مِنْهُ، فَإِذَا نَظَرَتْ إِلى رِدَاءِ صَاحِبي أَعْجَبَهَا، وَإِذَا نَظَرَتْ إِليَّ أَعْجَبْتُهَا، ثمَّ قَالَتْ: أَنْتَ وَرِدَاؤُكَ يَكْفِيني، فَمَكَثْتُ مَعَهَا ثَلاَثَاً، ثمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْ هَذِهِ النِّسَاءِ اللاَّتي يَتَمَتَّع؛ فَلْيُخْلِ سَبِيلَهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: 3368]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبي مُلَيْكَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاء؟ فَقَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: بَيْني وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ الله، وَقَرَأَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا هَذِهِ الآيَة: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُون {5} إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِين {6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ العَادُون} {المُؤْمِنُون} ثُمَّ قَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: مَا زَوَّجَهُ الله، أَوْ مَلَّكَهُ: فَقَدْ عَدَا " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 3484]

انحراف الشباب

انحِرَافُ الشَّبَاب: ========== {التَّبرُّجُ وَالسُّفُور} {وَأَسْبابُ تَفَشِّي الزِّنَا وَالفُجُور} الكَاتِبُ الإِسْلاَمِيّ يَاسِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ محْمُودٍ الحَمَدَاني يَسُرُّني أَن أُهْدِيَ هَذَا الكِتَابَ إِلى كُلِّ دَاعِيَةٍ وَخَطِيبٍ عَاشِق: لِلأَدَبِ وَالرَّقَائِق، وَإِلى كُلِّ قَارِئٍ ذَوَّاقٍ وَأَدِيبٍ حَاذِق 0 وَأُهْدِيَهُ بَعْدَ ذَلِكَ إِلى المَكْتَبَاتِ الآتِيَة، الَّتي فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَة، نَفَعَني اللهُ بِهَا، جَزَى اللهُ كُلَّ مَنْ تَعَهَّدَهَا بِالرِّعَايَةِ مِنَ القُرَّاءِ وَالكُتَّاب، وَكُلَّ مَنْ تَبَرَّعَ لهَا بمُجَلَّدٍ أَوْ كِتَاب، وَأَدْخَلَهُ الجَنَّةَ بغَيرِ حِسَاب، وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَاب: [1]ـ مَكْتَبَةُ الحَاجّ حَامِد عَلَيْهِ رَحْمَةُ اللهِ بِالدِّمِرْدَاش، وَالَّتي يُشْرِفُ عَلَيْهَا أَبْنَاؤُه 0 [2]ـ مَكْتَبَةُ أَحْمَد بَدَوِي بِشُبْرَا، وَالَّتي يُشْرِفُ عَلَيْهَا الحَاجّ / عَبْدُ الخَالِقِ العَطَّار 0 [3]ـ المَكْتَبَةُ العُمَرِيَّةُ بِالعَرَب، وَالَّتي يُشْرِفُ عَلَيْهَا الدُّكْتُور / عَبْدُ البَدِيع أَبُو هَاشِم 0 جَزَاهُمُ اللهُ خَيرَ الجَزَاء، وَبَارَكَ لَنَا فِيهِمْ وَفي أَمْوَالِهِمْ وَعِيَالِهِمْ، وَأَكْثَرَ مِن أَمْثَالهِمْ 0 كَمَا أُهْدِيهِ إِلى رُوَّادِ مَسْجِدِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ بِمِصْرَ الجَدِيدَة، لاَ سِيَّمَا كُلَّ مَنْ رَبَطَتْني بِهِ عَلاَقَةٌ وَطِيدَة، أَسْأَلُ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالى، أَنْ يُوَفِّقَني وَإِيَّاهُمْ إِلى كُلِّ جَمِيل، وَأَنْ يُعِينَنَا في مِشْوَارِنَا الطَّوِيل، إِنَّهُ هُوَ المُوَفِّقُ وَالهَادِي إِلى سَوَاءِ السَّبِيل 0 وَأَخِيرَاً أُهْدِيهِ إِلى الشَّيْخ عَبْد الغَفَّار / صَاحِب دَارِ الصَّحَابَة، وَإِلى ابْنِهِ الأَخ محَمَّد، وَفَّقَهُمَا اللهُ إِلى كُلِّ خَيرٍ لِلإِسْلاَمِ وَالمُسْلِمِين 0 {يَاسِر الحَمَدَاني}

المُقَدِّمَة: ===== تَبَارَكَ مَنْ لَهُ الحَمْدُ عَلَى الدَّوَام، تَبَارَكَ مَنْ لاَ يَغْفَلُ وَلاَ يَنَام، لَهُ الحَمْدُ في الأُولى وَالآخِرَة، وَلَهُ الحَمدُ دَائِمَاً وَأَبَدَا، سُبْحَانَه سُبحَانَه، لَهُ العِزَّةُ وَالجَبَرُوت، وَلَهُ المُلكُ وَالمَلَكُوت، يحْيى وَيمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لاَ يمُوت، يُسَبِّحُ بحَمْدِهِ كُلُّ مَنْ في الأَرْضِ وَالسَّمَاوَات، بَدْءً امِنَ الذّرَّاتِ وَحَتىَّ المجَرَّات 00!! إِلهِي لَكَ الحَمْدُ الَّذِي أَنْتَ أَهْلُهُ علَى نِعَمٍ مَا كُنْتُ قَطُّ لهَا أَهْلاَ إِذَا زِدْتُّ عِصْيَانَاً تَزِيدُ تَفَضُّلاَ كَأَنيَ بِالعِصْيَانِ أَسْتوْجِبُ الفَضْلاَ نُسِيءُ إِلَيْهِ وَيحْسِنُ إِلَيْنَا؛ فَمَا قَطَعَ إِحْسَانَهُ وَلاَ نحْنُ اسْتَحْيَيْنَا 00!! اللهُمَّ خُذْ بِأَيْدِينَا؛ حَتى نُرْضِيَكَ كَمَا تُرْضِينَا 00!!

أَنْتَ الَّذِي أَرْشَدْتَني مِنْ بَعْدِ مَا في الكَوْنِ كُنْتُ أَتِيهُ كَالحَيرَانِ وَزَرَعْتَ لي بَينَ القُلُوبِ محَبَّةً حَتىَّ أَحَبَّتْ يَاسِرَ الحَمَدَاني وَنَشَرْتَ لي في العَالمِينَ محَاسِنَاً وَسَتَرْتَ عَن أَبْصَارِهِمْ عِصْيَاني ********* إِلهِي لَقَدْ أَحْسَنْتَ رَغْمَ إِسَاءَ تي إِلَيْكَ فَلَمْ يَنهَضْ بِإِحْسَانِكَ الشُّكْرُ فَمَنْ كانَ مُعْتَذِرَاً إِلَيْكَ بحُجَّةٍ فَعُذْرِيَ إِقْرَارِي بأَنْ لَيْسَ لي عُذْرُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه، وَأَشْهَدُ أَنَّ محَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُه، أَرْسَلَهُ اللهُ هَادِيَاً وَمُبَشِّرَاً وَنَذِيرَا، وَدَاعِيَاً إِلى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجَاً مُنِيرَا، اللهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى مَنْ سَارَ عَلَى دَرْبِهِ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا 00

أَنْتَ الَّذِي لَمَّا رُفِعْتَ إِلى السَّمَا * بِكَ قَدْ سَمَتْ وَتَزَيَّنَتْ لِلِقَاكَا أَنْتَ الَّذِي مِنْ نُورِكَ البَدْرُ اكْتَسَى * وَالشَّمْسُ قِنْدِيلٌ أَمَامَ ضِيَاكَا نَادَيْتَ أَشْجَارَاً أَتَتْكَ مُطِيعَةً * وَشَكَا الْبَعِيرُ إِلَيْكَ حِينَ رَآكَا وَالمَاءُ فَاضَ بِرَاحَتَيْكَ وَسَبَّحَتْ * صُمُّ الحَصَى للهِ في يُمْنَاكَا وَالجِذْعُ حَنَّ إِلَيْكَ حِينَ تَرَكْتَهُ * وَعَلَى سِوَاهُ أُوقِفَتْ قَدَمَاكَا مَاذَا يَقُولُ المَادِحُونَ وَمَا عَسَى * أَنْ يجْمَعَ الكُتَّابُ مِنْ مَعْنَاكَا صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا عَلَمَ الهُدَى * مَا اشْتَاقَ مُشْتَاقٌ إِلىَ رُؤْيَاكَا اللهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا محَمَّدٍ عَدَدَ أَورَاقِ الشَّجَر، وَعَدَدَ حَبَّاتِ المَطَر، وَعَدَدَ مَا خَلَقْتَ مِنَ البَشَر 00 ثمَّ أَمَّا بَعْد

فَسَوْفَ نَتَعَرَّضُ إِنْ شَاءَ اللهُ في هَذَا الكِتَاب: لأَهَمِّ الأَسْبَاب: الَّتي تُزَيِّنُ الزِّنَا وَالعِيَاذُ بِاللهِ في عَينِ الشَّبَاب، هَلْ هِيَ غَلاَءُ المُهُورِ أَمْ قِلَّةُ الحِجَاب، أَمْ أَنَّهَا قِلَّةُ العِفَّةِ بَينَ الشَّبَاب، هَذَا هُوَ المَوْضُوعُ الَّذِي يَتَنَاوَلُهُ الكِتَاب 0 فَهَذَا الكِتَابُ يَدُور: عَنِ التّبَرُّجِ وَالسُّفور، وَغَلاَءِ المُهُور، وَأَسْبَاب تَفَشِّي الزّنا والفُجُور، في ضَوْءِ الآيَةِ الثَّانِيَةِ وَالثَّلاَثِينَ مِنْ سُورَةِ النُّور 0 هَذَا 00 وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيل، عَلَيْهِ تَوَكَّلنَا وَهُوَ نِعْمَ الوَكِيل 0 {الفَقِيرُ إِلى عَفْوِ رَبِّهِ وَدُعَائِكُمْ / يَاسِر الحَمَدَاني} إِنْ تَسْلَمْ فَذَلِكَ مَهْرِي

عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " خَطَبَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْم؛ فَقَالَتْ لَه: مَا مِثْلُكَ يَا أَبَا طَلْحَةَ يُرَدّ، وَلَكِنيَّ امْرَأَةٌ مَسْلَمَةٌ؛ وَأَنْتَ رَجُلٌ كَافِر، وَلاَ يَحِلُّ ليَ أَن أَتَزَوَّجَك؛ فَإِنْ تُسْلِمْ فَذَلِكَ مَهْرِي، لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَه؛ فَأَسْلَمَ فَكَانَتْ لَه " 0 [قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، وَرَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِير] عَلَّقَ مَوْلاَنَا فَضِيلَةُ الشَّيخ / السَّيِّد سَابِق عَلَى هَذَا المَوْضُوعِ فَقَال: " دَلَّتْ هَذِهِ الأَحَادِيثُ عَلَى جَوَازِ جَعْلِ المَهْرِ شَيْئَاً قَليلاَ، وَأَيْضَاً عَلَى

جَوَازِ الاَنْتِفَاعِ بِتَحْفِيظِ وَتَعْلِيمِ القُرْآنِ الكَرِيمِ وَجَعْلِ ذَلِكَ مَهْرَا "00!! [فِقهُ السُّنَّةِ الطَّبْعَةُ الأُولى دَار فَتْح لِلإِعْلاَمِ العَرَبِي: 102/ 2] إِذَا أَرَادَ فَلاَ تَسْأَلْ عَنِ السَّبَبِ وَهَذِهِ قِصَّةٌ إِلى كُلِّ شَابٍّ مُقبِلٍ عَلَى الزَّوَاجِ لِيَعْلَمَ أَنَّ الظُّرُوفَ مَهْمَا كَانَتْ مُتَعَسِّرَةً فَتَوْفِيقُ اللهِ بِالمِرْصَاد، فَقَط يحْسِنُ صِلَتَهُ بِالله 00 إِذَا أَرَادَ فَلاَ تَسْأَلْ عَنِ السَّبَبِ وَإِذَا العِنَايَةُ لاَحَظَتكَ عُيُونُهَا نمْ فَالمخَاوِفُ كُلُّهُنَّ أَمَانُ أَخْرَجَ أَحْمَدُ وَالطَّبَرَانِيُّ عَنْ رَبِيعَةَ الأَسْلمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " كُنْتُ أَخْدُمُ النَّبيَّ فَقَالَ لي يَوْمَاً: " يَا رَبِيعَةُ أَلاَ تَزَوَّج " 00؟!

قُلتُ مَا أُرِيدُ أَن أَتَزَوَّج؛ مَا عِنْدِي يُقَيِّمُ المَرْأَة ـ أَيْ قِيمَةُ مَهْرِهَا ـ وَمَا أُحِبُّ أَنْ يُشْغِلَني عَنْكَ شَيْء، فَأَعْرَضَ عَنيِّ، ثُمَّ قَالَ ليَ الثَّانِيَةَ " يَا رَبِيعَةُ أَلاَ تَزَوَّج " 00؟! فَقُلتُ مَا أُرِيدُ أَن أَتَزَوَّجُ مَا عِنْدِي يُقَيِّمُ المَرْأَة وَمَا أُحِبُّ أَنْ يُشْغِلَني عَنْكَ شَيْء، فَأَعْرَضَ عَنيِّ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلى نَفسِي فَقُلتُ وَاللهِ لَرَسُولُ اللهِ أَعْلَمُ مِنيِّ بمَا يَصْلُحُ لِي في الدُّنيَا وَالآخِرَة، وَاللهِ لَئِنْ قَالَ لِي أَلاَ تَتَزَوَّجُ لأَقُولَنَّ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ مُرْنِي بمَا شِئت، فَقَالَ لي " يَا رَبِيعَةُ أَلاَ تَزَوَّج " 00؟!

فَقُلتُ بَلَى مُرْنِي بمَا شِئتَ يَا رَسُولَ الله فَقَالَ انْطَلِقْ إِلى آلِ فُلاَن ـ حَيٍّ مِنَ الأَنْصَارِ ـ فَقُلْ لهُمْ إِنَّ رَسُولَ اللهِ أَرْسَلَني إِلَيْكُمْ يَأمُرُكُمْ أَنْ تُزَوِّجُونِي فُلاَنَة، فَذَهَبْتُ إِلَيْهِمْ فَقُلتُ لهُمْ إِنَّ رَسُولَ اللهِ أَرْسَلَني إِلَيْكُمْ يَأمُرُكُمْ أَنْ تُزَوِّجُونِي فُلاَنَة، فَقَالُواْ مَرْحَبَاً بِرَسُولِ اللهِ وَرَسُولِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللهِ لاَ يَرْجِعُ رَسُولُ رَسُولِ اللهِ إِلاَّ بحَاجَتِهِ، فَزَوَّجُوني وَأَلطَفُوني وَمَا سَأَلُوني البَيِّنَة ـ أَيْ عَامَلُونِي بِلُطفٍ وَأَكْرَمُواْ نُزُلي وَلَمْ يَطلُبُواْ مِنيِّ أَمَارَةً عَلَى مَا قُلت ـ فَرَجَعْتُ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَزِينَاً ـ وَحُزْنُهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ كَانَ لِفَرْطِ كَرَمِهِمْ مَعَهُ

كَمَا قَالَ الشَّاعِر: أَخْجَلتَني بِنَدَى يَدَيْكَ فَسَوَّدَتْ مَا بَيْنَنَا تِلكَ اليَدُ البَيْضاءُ يَقُولُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فَرَجَعْتُ حَزِينَاً فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَتَيْتُ قَوْمَاً كِرَامَاً فَزَوَّجُوني وَأَلطَفُوني وَمَا سَأَلُوني بَيِّنَة، وَلَيْسَ عِنْدِي صَدَاق؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا بُرَيْدَةُ (أَخُو رَبِيعَة) اجْمَعُواْ لَهُ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَب، فَجَمَعُواْ لَهُ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَب، يَقُولُ رَبِيعَة: فَأَخَذتُ مَا جَمَعُواْ لي فَأَتَيْتُ النَّبيَّ

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ اذهَبْ بِهَذَا إِلَيْهِمْ فَقُلْ لهُمْ هَذَا صَدَاقُهَا، فَأَتَيْتُهُمْ فَقُلتُ لهُمْ هَذَا صَدَاقُهَا، فَقَبِلُوهُ وَرَضُواْ وَقَالُواْ كَثِيرٌ طَيِّب، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَزِينَاً؛ فَقَالَ يَا رَبِيعَةُ مَا لَكَ حَزِين 00؟!! قُلتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَا رَأَيْتُ قَوْمَاً أَكْرَمَ مِنهُمْ، رَضُواْ بمَا آتَيْتُهُمْ وَأَحْسَنُواْ وَقَالُواْ كَثِيرٌ طَيِّب، وَلَيْسَ عِنْدِي مَا أُولِمُ بِه، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبُرَيْدَةُ اجْمَعُواْ لَهُ شَاةً؛ فَجَمَعُواْ لي كَبْشَاً عَظِيمَاً سَمِينَاً فَأَوْلمْتُ وَدَعَوْتُ رَسُولَ الله "00!! [صَحَّحَهُ الهَيْثَمِيّ 0 حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الأُولى: 491/ 2] {إِنَّهُمْ حَقَّاً كَانُواْ عُظَمَاء}

وبعدَ هذا تجدُ مَنْ يَقولُ لك: " مَاذا تقول " 00؟! أفأَكونُ أَنَا وزيراً أو مَسْئولاً كبيراً وَأُزَوِّجُ ابنتي إِنسَانَاً مُعْدِماً فقِيراً 00؟! ـ وَلِمَ لاَ يَا أَخِي؛ أَديسونْ مخْترِعُ الكَهْربَاء والمصْبَاحِ الكَهْرَبِيِّ وَالذِي اخْترَعَ مَا يَزِيدُ على (1200) اخْترَاع كانَ يَعْمَلُ بائِعَاً لِلصُّحُف 00!! الفقر ليْسَ عَيْبَاً يَا أَخِي؛ وَالإمامُ أحمدُ بْنُ حَنبَلَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ كَانَ يَعْمَلُ حَمَّالاً وَمَعَ ذَلِكَ اجْتَهَدَ في العلم حَتىَّ أصبح إمامَاً لأَهْلِ السُّنة 00!!

وَبِيلِيه لاَعِبُ الكُرَة الشَّهِير، الَّذِي وَصَلَتْ شُهْرَتُهُ الآفَاقَ أَيَّامَ السَّبْعِينِيَّاتْ ـ كَمَارَاضُونَا الآن ـ وَالذِي أَصْبَحَ حَالِيَاً وَزِيرَ الشَّبَابِ في البِرَازِيل: مَاذَا كَانَ يَعْمَلُ في بِدَايَةِ أَمْرِهِ وَقَبْلَ اشْتِغَالِهِ بِالكُرَة 00؟ مَاسِحَ أَحْذِيَة 00!!! وَشُرُويْدَرُ المُسْتَشَارُ الأَلمَانِيُّ أُمُّهُ كَانَتْ تَعْمَلُ فَرَّاشَةً بِإِحْدَى المُؤَسَّسَاتِ 00!! أَحَدٌ مِن هَؤُلاَءِ لَمْ يَتَوَارَ مِنَ القَوْمِ خَجَلاً مِن أَصْلِهِ، بَلْ عَلَى العَكْسِ تمَامَاً كَانُواْ يَعُدُّونَ هَذَا شَرَفَاً لَهُمْ 00!!! جِيلٌ عِنْدَمَا تُقَلِّبُ بَصَرَكَ فِيهِ ثُمَّ تَعُودُ فَتُقَلِّبُهُ في جِيلِ اليَوْمِ يَنقَلِبُ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئَاً وَهُوَ حَسِير 00!!

دينُنَا أَيُّهَا الإِخوَةُ والأَخَوَات: دِينُ عَادات، قبْلَ أَنْ يَكونَ دِينَ عِبَادات ـ أَيْ دِينُ أَخْلاَقٍ وَمُعَامَلاَت ـ مَا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلطَان، لم تَرِدْ في السُّنَّةِ وَلاَ في القُرْآن 00!! فَمِنَ المُؤسِفِ أَنَّ القُرآنَ اليَوْمَ أَصْبَحَ لاَ يُقرَأُ إِلاَّ في المَآتِم 00!! إِنَّ اللهَ مَا أَهْلَكَ بَني إِسْرَائِيلُ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَانُواْ مَا يَتَّفِقُ منْ دِينِهِم مَعَ هَوَاهُمْ يَأْخُذُونَه، وَمَا لاَ يَتَّفِقُ مِنْ دِينِهِم مَعَ هَوَاهُمْ يَنبُذُونَه 00!!

يَا مَنْ تَزْعُمُ حُبَّ رَسُولِ الله: إِنَّ المحِبَّ لمَنْ يحِبُّ مُطِيعُ أَخِي المُسْلِم: لاَ تَكُنْ مِثلَ فُلاَن؛ دَاخِلَ المَسْجِدِ يَقرَأُ القُرْآن، وَخَارِجَ المَسْجِدِ شَيْطَان، فالعبرة ليست بِمَنْ يَقرَأُ أَوْ يَسْتَمِع، إنما العبرة بمنْ ينتفعُ بما يَقرَأُ أَو يَسْتَمِع 00!! {الرَّجُلُ الَّذَي رَفَضَ مُصَاهَرَةَ الخَلِيفَة}

وَتحْضرُني في هَذا المَقامِ قِصَّةٌ حَدَثتْ عَلى عَهْدِ بَني أُمَيَّةَ تنبِّؤنا أَنَّ النُّقودَ والنفوذَ لَيْسَا كلَّ شيْءٍ في الحَيَاة، فالدِّينُ خَيْرٌ وَأبْقى 00 حَدَّثَ أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبي دَاوُدَ قَال: " كَانَتْ بِنْتُ سَعِيدٍ قَدْ خَطَبَهَا عَبْدُ المَلِكِ لاِبْنِهِ الوَلِيدِ فَأَبَى عَلَيْه؛ فَلَمْ يَزَلْ يحْتَالُ عَبْدُ المَلِكِ عَلَيْهِ حَتىَّ ضَرَبَهُ مِاْئَةَ سَوْطٍ في يَوْمٍ بَارِد، وَصَبَّ عَلَيْهِ جَرَّةَ مَاءٍ وَأَلْبَسَهُ جُبَّةَ صُوف 00

ثُمَّ قَال: حَدَّثَني أَحْمَدُ ابْنُ أَخِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْب، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ وَهْب، عَن عَطَّافِ بْنِ خَالِد، عَنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَة، عَنِ ابْنِ أَبي وَدَاعَةَ [اسْمُهُ كَثِيرٌ] قَال: كُنْتُ أُجَالِسُ سَعِيدَ بْنَ المُسَيَّبِ رَضِيَ اللهُ عَنه، فَفَقَدَني أَيَّامَاً، فَلَمَّا جِئْتُهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: أَيْنَ كُنْت 00؟ قُلْت: تُوُفِّيَتْ أَهْلِي فَاشْتَغَلْتُ بِهَا؛ فَقَال: أَلاَ أَخْبَرْتَنَا فَشَهِدْنَاهَا 00؟ ثُمَّ قَال: هَلِ اسْتَحْدَثْتَ امْرَأَةً 00؟ فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ الله، وَمَنْ يُزَوِّجُني وَمَا أَمْلِكُ إِلاََّ دِرْهَمَيْنِ أَوْ ثَلاَثَة؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنه: أَنَا؛ فَقُلْتُ: وَتَفْعَل 00؟

قَالَ نَعَمْ، ثُمَّ تَحَمَّدَ وَصَلَّى عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَوَّجَني عَلَى دِرْهَمَيْنِ أَوْ ثَلاَثَة؛ فَقُمْتُ وَمَا أَدْرِي مَا أَصْنَعُ مِنَ الفَرَح، فَصِرْتُ إِلىَ مَنْزِلي وَجَعَلْتُ أَتَفَكَّرُ فِيمَن أَسْتدِين، فَصَلَّيْتُ المَغْرِبَ وَرَجَعْتُ إِلىَ مَنْزِلِي وَكُنْتُ وَحْدِي صَائِمَاً؛ فَقَدَّمْتُ عَشَائِي أُفْطِرُ وَكَانَ خُبْزَاً وَزَيْتَاً، فَإِذَا بَابي يُقْرَع؛ فَقُلْتُ: مَن هَذَا 00؟ فَقَالَ سَعِيد؛ فَأَفْكَرْتُ في كُلِّ مَنِ اسْمُهُ سَعِيدٌ إِلاََّ ابْنَ المُسَيَّب؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُرَ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلاََّ بَيْنَ بَيْتِهِ وَالمَسْجِد؛ فَخَرَجْتُ فَإِذَا سَعِيدٌ رَضِيَ اللهُ عَنه؛ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ بَدَا لَه؛ فَقُلْتُ: يَا أَبَا محَمَّد؛ أَلاَ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ فَآتِيَك 00؟

قَالَ لاَ، أَنْتَ أَحَقُّ أَنْ تُؤْتَى، إِنَّكَ كُنْتَ رَجُلاً عَزَبَاً فَتَزَوَّجْت؛ فَكَرِهْتُ أَنْ تَبِيتَ اللَّيْلَةَ وَحْدَك، وَهَذِهِ امْرَأَتُك 00 فَإِذَا هِيَ قَائِمَةٌ مِن خَلْفِهِ في طُولِهِ، ثمَّ أَخَذَ بيَدِهَا فَدَفَعَهَا في البَابِ وَرَدَّ البَاب؛ فَسَقَطَتِ المَرْأَةُ مِنَ الحِيَاء؛ فَاسْتَوْثَقْتُ مِنَ البَابِ ثمَّ وَضَعْتُ القَصْعَةَ في ظِلِّ السِّرَاجِ لَكِي لاَ تَرَاهُ ـ أَيْ وَضَعَ قَصْعَةَ الزَّيْتِ وَالخُبزَ في خَيَالِ قَاعِدَةِ السِّرَاجِ كَيْ لاَ تَرَاهُ فَتَجْزَعُ لِشَظَفِ عَيْشِي وَتَوَاضُعِ طَعَامِي ـ ثُمَّ صَعِدْتُ السَّطْحَ فَرَمَيْتُ الجِيرَان، فَجَاؤُوني فَقَالُواْ: مَا شَأْنُك 00؟

فَأَخْبَرْتُهُمْ وَنَزَلُواْ إِلَيْهَا، وَبَلَغَ أُمِّي فَجَاءتْ وَقَالَتْ: وَجْهِي مِنْ وَجْهِكَ حَرَامٌ إِنْ مَسَسْتَهَا قَبْلَ أَن أُصْلِحَهَا إِلىَ ثَلاَثَةِ أَيَّام [وَفي رِوَايَةٍ: وَجْهِي مِنْ وَجْهِكَ حَرَامٌ إِن أَفْضَيْتَ إِلَيْهَا حَتىَّ أَصْنَعَ بِهَا صَالِحَ مَا يُصْنَعُ بِنِسَاءِ قُرَيْش] فَأَقَمْتُ ثَلاَثَاً ثمَّ دَخَلْتُ بهَا، فَإِذَا هِيَ مِن أَجْمَلِ النَّاسِ وَأَحْفَظِ النَّاسِ لِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ، وَأَعْلَمِهِمْ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَأَعْرَفِهِمْ بِحَقِّ الزَّوْج، فَمَكَثْتُ شَهْرَاً لاَ آتي سَعِيدَ بْنَ المُسَيَّب، ثُمَّ أَتَيْتُهُ وَهُوَ في حَلْقَتِهِ، فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ وَلَمْ يُكَلِّمْني حَتىَّ تَقَوَّضَ المَجْلِس، فَلَمَّا لَمْ يَبْقَ غَيْرِي قَال: مَا حَالُ ذَلِكَ الإِنْسَان 00؟

قُلْتُ: خَيْرٌ يَا أَبَا محَمَّد 00 عَلَى مَا يُحِبُّ الصَّدِيقُ وَيَكْرَهُ العَدُوّ 0 قَال: إِنْ رَابَكَ شَيْءٌ فَالْعَصَا، فَانْصَرَفْتُ إِلىَ مَنْزِلي، فَوَجَّهَ إِلَيَّ بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَم " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 234/ 4] عَسَى رَبُّنَا أَنْ يَرْزُقَنَا خَيْرَاً مِنهَا إِنَّا إِلى رَبِّنَا رَاغِبُون 0 أَلاَ فَلْيَتَعَلَّمِ الآبَاءُ كَيْفَ يَتَخَيَّرُونَ لِنُطَفِهِمْ؛ فَرَحِمَ اللهُ سَعِيدَ بْنَ المُسَيَّبَ لِمَا فَعَلَهُ مَعَ أَبي وَدَاعَة؛ فَمَا أَنْبَلَهُ وَأَكْرَمَ طِبَاعَه، اللَّهُمَّ أَعِدَّ لَهُ مِنَ الْكَرَامَة؛ مَا لاَ يَحْلُمُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَة 0

لَكَ اللهُ يَا أَبَا وَدَاعَة 00 يَبْدُو أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْعَابِدِين؛ فَأَبىَ اللهُ إِلاَّ أَنْ يَجْمَعَ لَهُ الجَمَالَ وَالمَالَ وَالحَسَبَ وَالدِّين، إِنَّكَ لَذُو حَظٍّ عَظِيم 00!! عَسَى رَبُّنَا أَنْ يَرْزُقَنَا خَيْرَاً مِنهَا إِنَّا إِلى رَبِّنَا رَاغِبُون 00 أَلاَ فَلْيَتَعَلَّمِ الآبَاءُ كَيْفَ يَتَخَيَّرُونَ لِنُطَفِهِمْ؛ فَرَحِمَ اللهُ سَعِيدَ بْنَ المُسَيَّبَ لِمَا فَعَلَهُ مَعَ أَبي وَدَاعَة؛ فَمَا أَنْبَلَهُ وَأَكْرَمَ طِبَاعَه، اللَّهُمَّ أَعِدَّ لَهُ مِنَ الْكَرَامَة؛ مَا لاَ يَحْلُمُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَة 0 اللهُمَّ أَنعِمْ عَلَى عِبَادِكَ الصَّالحِينَ مِنَ الشَّبَابِ العُزَّابِ كَمَا أَنعَمْتَ عَلَى أَبي وَدَاعَة 0 [أ 0 هـ]

الدُّرُوسُ المُسْتَفَادَةُ وَالمُسْتَهْدَفَةُ مِن القِصَّة: انظُرْ أَخِي (رَحمَكَ اللهُ) كَيْفَ زَوَّجَ هَذَا الرَّجُلُ العَظِيمُ ابْنَتَهُ عَلَى دِرْهَمَيْن، لمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِمَّن عَاصَرَهُ مِن أئِمَّةِ الفِقهِ وَكِبَارِ التَّابِعِين في عَصْرِه، بَلْ عَدُّواْ ذَلِكَ مِنْ مَنَاقِبِه 00!! وَيُقَالُ أَنَّ الخَبَرَ لمَّا وَصَلَ إِلى قَصْرِالخِلاَفَةِ غَضِبَ ابْنُ أَمِيرِ المُؤمِنين، وغضِبَ

أميرُ المؤمنين لِغَضَبِ ابْنِه؛ فأَمْسَكَ بسَعِيدٍ وألقاهُ في غَيَابَةِ السِّجن، سَمِعَ بِالحَادِثَةِ عُمَرُ بنُ عَبدِ العَزِيزْ ـ وَكَانَ وَقتَئِذٍ وَالِيَاً عَلَى المَدِينَة ـ فرَكِبَ إِلى عَبْدِ المَلِكِ وهَدَّدَهُ بترك ولاَيةِ المدينة إنْ لَمْ يخرج سعيداً مِنَ السِّجن، وَلَمْ يَبْرَحِ الأرْضَ حَتىَّ أَخَذّ مِنهُ مَرْسُومَاً بذلِك، وبينما عُمَرُ في طريقه إِلى السِّجْنِ كان سعيدٌ يلفظ أنفاسَهُ الأخيرة، نعَمْ مَاتَ وَلكنَّهُ مَاتَ رَجُلاً، وَلاَ عَاشَ مَن عَاشَ كَلبَاً، وَلاَ مَاتَ مَنْ مَاتَ أَسَدَاً 00!! لئِنْ كانَ لَمْ يُعْطَ الخُلودَ فإنهُ بسِيرَتِهِ الغرَّاءِ في النَاسِ خَالِدُ وَيَقولُ هَذا الغُلاَمُ الَّذِي تَزَوَّجَهَا فوَجَدْتهَا أَعْلَمَ بالفِقهِ مِنْ سَعِيد 00!!

اللَهُمَّ أَنعِمْ عَلَيَّ بِفَتَاةٍ كَهَذِهِ الحَسْنَاء، تمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء، أَجِدُ فِيهَا الأُمَّ الحَنُونَ وَالاَبْنَ البَارَّ وَالتِّلمِيذَ المُؤَدَّب، وَقَبْلَ كُلِّ هَذَا وَذَاكَ الزَّوْجَةَ الوَفِيَّة، لَيْسَتْ وَاحِدَةً مِنْ بَنَاتِ هَذِهِ الأَيَّام، كُلُّ مَا يَهُمُّهَا المُوضَةُ وَمُشَاهَدَةُ الأَفلاَم سَارَتْ مُغَرِّبةً وَسِرْتُ مُشَرِّقاً شَتَّانَ بَينَ مُشَرِّقٍ وَمُغَرِّبِ

إِنَّ الخَطَأَ الَّذِي تَقَعُ فِيهِ أَكْثَرُ الفَتَيَاتِ عِنْدَ الزَّوَاجِ أَنهُنَّ يَبْحَثْنَ عَنِ السَّعَادَةِ في الزَّوْجِ الغَنيّ، أَوْ صَاحِبِ المَنْصِبِ أَوْ المَشْهُور، وَيَنْسَونَ أَنَّ اللهَ تَعَالى قَسَّمَ المَوَاهِبَ كَمَا قَسَّمَ الأَرْزَاق: فَالقَلبُ الطَّيِّبُ نِعْمَةٌ حُرِمَ مِنهَا كَثِيرٌ مِن أَصْحَابِ النُّقُودِ وَالنُّفُوذ، وَالمُرُوءةُ أَيْضَاً نِعْمَةٌ حُرِمَ مِنهَا كَثِيرٌ مِن أَصْحَابِ النُّقُودِ وَالنُّفُوذ 00!! لَيْتَ الفَتَاةَ المِصْرِيَّةَ كَمَا تُقَدِّرُ المَظَاهِرَ وَالمَادِّيَّاتِ تُقَدِّرُ المَبَادِئَ وَالقِيَمَ النَّبِيلَة، فَمِنْ سُوءِ الحَظِّ أَنَّ الجَمِيلَةَ لَيْسَتْ أَصِيلَة، وَأَنَّ الأَصِيلَةَ لَيْسَتْ جَمِيلَة 00!!

لَيْتَهَا تَعْرِفُ أَنَّ الحُبَّ يُسْعِدُ من غَيرِ مَال، أَمَّا المالُ فَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُسْعِدَ من غير حُبّ 00!! فَلَو كَانَ المَالُ يَنفَع فىكلِّ شَيْءٍ لَنَفَعَت قَارونَ أَمْوالُه، وَلَو كَانَ المَالُ هُوَ كُلُّ شَيءٍ لَقَبلنَا لِبَنَاتِنَا فرعَونَ وَهَامَان، وَرَفَضنَا مُوسَى بنَ عِمْرَان 00!! كَمْ كُنْتُ أَتمَنى فَتَاةً: عَاقِلَةً وَجَمِيلَةً وَأَصِيلَة، لِدَرَجَةٍ تجْعَلُني أَتَسَاءَلُ: مَا الَّذِي أَعْجَبَني فِيهَا 00؟! هَلْ أَصْلُهَا، أَمْ شَكلُهَا، أَمْ عَقلُهَا، أَمْ كُلُّهَا 00؟!! فَتَاةً: تَقِفُ بجَانبي وَأَنَا لاَ أَزَالُ في بِدَايَةِ الطَّرِيق، طَرِيقِ الشَّوْكِ وَالعَذَاب، لاَ فَتَاةً: تَأتِيني بَعْدَ وُصُوليَ إِلى المَجْدِ وَتَقُولُ لي إِنِّي مُعْجَبَةٌ بِكَ وَبِأُسْلُوبِكَ الجَذَّاب 00!!

فَتَاةً: أَجِدُ فِيهَا القَلبَ الكَبِير، وَالعَقلَ الكَبِير، وَأَلقَى مِنهَا كُلَّ احْترَامٍ وَتَقدِير 00!! تِلكَ الَّتي أَنتَظِرُهَا عَلَى أَحَرِّ مِنْ جَمْرِ الغَضَى، وَسَأَجْعَلُ يَوْمَ مجِيئِهَا عِيدَاً 0 فَإِنَّ امْرَأَةً وَاحِدَةً قَدْ تُسْعِدُ الرَّجُلَ طِيلَةَ حَيَاتِه، وَامْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ قَدْ تُتعِسُهُ طِيلَةَ حَيَاتِه، وَلَقَدْ عِشْتُ حَيَاةً تَعِيسَةً قَبْلَ الزَّوَاجِ وَلَيْسَ مِنَ المَعْقُولِ أَن أَعِيشَهَا مَرَّتَين 00!! آهٍ ثُمَّ آهٍ ثُمَّ آه؛ تَعَبٌ كُلُّهَا الحَيَاة 00 لَوْ كُلُّ مَا يَتَمَنى المَرْءُ يُدْرِكُهُ مَا كُنْتَ تَلقَى امْرَءَاً في الكَوْنِ مَهْمُومَا يَبْدُو أَنَّ الغَنيَّ فَقَط هُوَ الَّذِي مِن حَقِّهِ أَنْ يَقطِفَ مَا شَاءَ مِنَ الوُرُود، أَمَّا الفَقِيرُ فَلَوْ شَمَّ وَرْدَةً لَقِيلَ لَهُ قَدْ جَاوَزْتَ الحُدُود 00!!

الحَسْنَاء، تمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء، أَجِدُ فِيهَا الأُمَّ الحَنُونَ وَالاَبْنَ البَارَّ وَالتِّلمِيذَ المُؤَدَّب، وَقَبْلَ كُلِّ هَذَا وَذَاكَ الزَّوْجَةَ الوَفِيَّة، لَيْسَتْ وَاحِدَةً مِنْ بَنَاتِ هَذِهِ الأَيَّام، كُلُّ مَا يَهُمُّهَا المُوضَةُ وَمُشَاهَدَةُ الأَفلاَم سَارَتْ مُغَرِّبةً وَسِرْتُ مُشَرِّقاً شَتَّانَ بَينَ مُشَرِّقٍ وَمُغَرِّبِ إِنَّ الخَطَأَ الَّذِي تَقَعُ فِيهِ أَكْثَرُ الفَتَيَاتِ عِنْدَ الزَّوَاجِ أَنهُنَّ يَبْحَثْنَ عَنِ السَّعَادَةِ في الزَّوْجِ الغَنيّ، أَوْ صَاحِبِ المَنْصِبِ أَوْ المَشْهُور، وَيَنْسَونَ أَنَّ اللهَ تَعَالى قَسَّمَ المَوَاهِبَ كَمَا {رَبِّ لاَ تَذَرْني فَرْدَاً وَأَنْتَ خَيْرُ الوَارِثِين} لاَ تحرِمنيَ يا رَبِّي مِنِ امرَأَةٍ عَيْني تقَرُّ بِهَا في الخلقِ وَالخلقِ

أَنْسَى بِهَا مُرَّ مَا قَدْ مَرَّ مِنْ محَنٍ وَيَكْتَسِي العُودُ بَعْدَ الجدْبِ بالوَرَقِ إِنَّكَ عَلَى مَا تَشَاءُ قَدِير، وَبحَالِ الشَّبَابِ بَصِير، وَأَنتَ نِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِير 00!! ثَانِيَاً: التَّبَرُّجُ وَالسُّفُور {إنَّ كيْدَ الشّيطَانِ كَانَ ضَعِيفاً وَلَكِنَّ كَيدَهنَّ عَظِيم} مِنَ الجَدِيرِ بِالذِّكرِ أَيُّهَا الأَحِبَّةُ أَنْ نَعْلَمَ أَنَّ غَلاَءَ المُهُور: لَيْسَ هُوَ السَّبَبَ الوَحِيدَ في تفشِّي الزِّنَا والفُجُور، فَهُنَاكَ التَّبَرُّجُ والسُّفُور، والذي كَلاَمُنَا بِإِذنِ اللهِ حَوْلَهُ سَيَدُور، في ضَوْءِ الجُزْءِ الثَّانِي مِنْ سُورَةِ النّور: {وَليَسْتَعْفِفِ الذينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحَاً حَتىَّ يُغْنِيَهُمُ الله مِنْ فَضْلِه}

لقدْ حَارَ فِكري في أوّل الأمْرِ: بأيّ الفِئَتَيْنِ أبدأ ـ بالرّجال أم النّساء ـ فكما أنّ الزّنا مُشتركٌ بين الرّجل والمرأةِ فالعفافُ أيضاً مُشتَرَكٌ بين الرّجُلِ والمرأة، ثُمّ قرَّرْتُ أَخِيرَاً ـ بَعدَمَا فَكرت كَثيرَاً ـ أَن أَبدَأَ بِالنّسَاء؛ أَلاَ ترَى يَا أَخي أنَّ اللهَ (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) عندما أتى على أَحَطِّ وَأَخبَثِ مَخْلُوقَاتِهِ الشّيطانِ الرَّجِيمِ قَالَ: {إنَّ كيْدَ الشّيطَان كَانَ ضَعيفَاً} 00!! [النِّسَاء: 76] وَلمَّا أَتَى عِندَ النِّسَاءِ قَالَ {إنّ كَيْدَكُنَّ عَظِيم} 00!! [يُوسُف: 14]

ألاَ ترى يا أخي أنّ الله (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) عِنْدَمَا تَكَلَّمَ عَنِ الفِتَنِ ذَكَرَ أَوَّلَ مَا ذَكَرَ فِتنَةَ النِّسَاء، رَغْمَ أَنَّ المَالَ والبَنِينَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنيَا، إِلاَّ أَنَّهُ قَدَّمَهُنَّ عَلَيْهِمَا فَقَالَ (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى): {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالبَنِينَ وَالقَنَاطِيرِ المُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّة} [آلُ عِمْرَان: 14] ألاَ ترى يا أخي أنّ الله (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) عِنْدَمَا تَكَلَّمَ عَنِ الزّنا قدّم الزّانية على الزّانِي فَقَالَ {وَالزّانيَةُ وَالزَّاني} لَمَّا كانَتِ المَرْأَةُ عَادَةً هِيَ الَّتي تَتَّخِذُ الزِّنَا حِرْفَةً لهَا، وَقَالَ {السَّارِقُ والسَّارِقَة} لمَّا كَانَ الرّجَالُ أَقْوَى وَأَقْدَر عَلَى السّرقةِ مِنَ النِّسَاء 00!!

لِذا سَوْفَ نَبْدَأُ بِالعَفَافِ عِنْدَ النّساء: المُتَمَثِّلِ في الحِجَاب، الَّذِي قَالواْ عَلَيْهِ خِيَامٌ علّقت فوق الرّقاب 00!! {اسْتَمِعْ عِنْدَمَا تَكُونُ المُتَحَدِّثَةُ عَنِ الحِجَابِ امْرَأَة} إِنَّ التَّضيِيقَ عَلَى الحِجَاب وَمحارَبَةَ الزِّيِّ الإسلاَميِّ ليْسَا جَدِيدَيْن، فَقَد بَدَءَا مُنْذُ الثّلاَثِينيّاتِ عَلَى يَدِ بَعْضِ الأَوْغَاد، وَإنْ كَانتِ الآنَ قَدْ وَضَعَتِ الحربُ أَوزَارَهَا أَوْ تَكَاد 0

كَانتْ تعِيشُ في هَذِهِ الأثناءِ فَتَاةٌ مفكِّرَةٌ أديبة؛ أَرَادَتْ أَنْ تُدْليَ بِدَلوِهَا في هَذا الأمْرِ فقالت ـ تؤيِّدُ تَعليمَ المرأَة وَتَعَارض مَنْ يَربط بَينَ ذَلكَ وَبَينَ خَلع الحجَاب ـ أَيَّامَ كَانَتِ القَضِيَّةُ عَلَى أَشُدِّهَا وَمَثَارَ جَدَلِ الكَثيرينَ مِنَ المُفَكِّرينَ في كُلِّ مَكَانْ، وَحَتىَّ نَضَعَ أيْدِيَنَا في عُجَالَةٍ عَلَى حَقِيقَةِ الأمْرِ فَفِكرةُ تَعْليمِ المَرْأَةِ في حَدِّ ذاتها لاَ شيةَ فيها، إنما المُشكلة تكمُنُ فيمَا يَتَرَتَّبُ عَلى ذلِكَ مِنْ مَفَاسِدَ كَاحتكاكها بالرّجال وَافتتانِهِمْ بها 0000000 إِلخ 0

انْظُرْ ـ سُبْحَانَ الله ـ هُمْ يُرِيدُونَ مِنْ تِلكَ الفَتَاةِ أَنْ تَكشِفَ جَسَدَهَا وهِيَ لاَ تُرِيدُ أنْ تَكشِفَه، أمَّا اليَوْمَ ـ وَقَدِ انْقلبتِ الموازينُ ـ هُم يُرِيدُونَهَا أَنْ تغَطِّيَ جَسَدَهَا وهِيَ لاَ تُرِيدُ أَنْ تغطِّيَهُ 00!! وَهَكَذَا الفتاة عِنْدَمَا يكونُ لَدَيْهَا دِينٌ يخَافُ الكُلُّ عليها، أمّا عِنْدَمَا لاَيكونُ لَدَيْهَا دينٌ يَخَافُ الكُلُّ مِنهَا، وَخَفْ مِمَّنْ لاَ يخَافُ اللهَ؛ حَتىَّ أَنَّ أَحَدَ الشُّعَرَاءِ وَصَلَ بِهِ الأَمْرُ حَدَّ أَنْ قَالَ عَنِ الفَتَاةِ عِنْدَمَا يَكُونُ لَدَيْهَا دِين: رَبِّ الفَتَاةَ وَأَلْقِهَا بَيْنَ الذّئَاب وَلاَ تُبَالِ اسْمَعْ يَا مُؤمِنْ لِتَرَى وتذوقَ طعْمَ الكلاَمِ عن الحجاب، لاَ سِيَّمَا عِنْدَمَا تَكُونُ المُتَحَدِّثَةُ عَنهُ امْرَأَةً في رَيْعَانِ الشَّبَابْ، وَمَتي00؟!

أَيَّامَ سَعد زَغلُول، فَاستَمعُوا لما تَقُول 00 يَا أَهلَ العُقُولْ: أعْمَلْتُ أَقْلاَمِي وَحِينَاً مَنْطِقِي في النُّصْحِ والمَأْمُولُ لَمْ يَتَحَقَّقِ أَيَسُوؤُكُمْ أَنْ تسْمَعُواْ لِبَنَاتِكُمْ صَوْتاً يَهُزُّ صَدَاهُ عِطْفَ المَشْرِقِ أَيَسُرُّكُمْ أَنْ تَسْتمِرَّ بَنَاتُكُمْ رَهْنَ الإِسَارِ وَرَهْنَ جَهْلٍ مُطْبِقِ هَلْ تَطْلبُونَ مِنَ الفَتَاةِ سُفُورَهَا حَسَنَاً وَلَكِن أَيْنَ بَيْنَكُمُ التَّقِي لاَ تَتَّقِي الفَتَيَاتُ كَشْفَ وُجُوهِهَا لَكِنْ فَسَادَ الطبْعِ مِنْكُمْ تَتَّقِي فدَعُواْ النِّسَاءَ وَشَأْنَهُنَّ فَإِنَّمَا يَدْرِي الخَلاَصَ مِنَ الشَّقاوَةِ مَنْ شَقِي ليْسَ السُّفورُ مَعَ العَفَافِ بضَائِرٍ وَبدُونِهِ فَرْطُ التَّحَجُّبِ لاَ يَقِي

فالعفافُ هُوَ الأصل والحِجَابُ هو الصُّورة؛ لِذا فَمِنَ المُؤسِف أَنْ نَخْلَعَ الحِجَابَ لِمُجَرَّدِ أنْ رَأَيْنَا محَجَّبَةً والعياذ بالله (000000) ونقولُ إِنَّ أُوْلَئِكَ المُحَجَّبَاتِ كلُّهُنَّ كَذَا وكَذَا، تمَامَاً كالذينَ يَترُكُونَ الصَّلاَةَ لمُجَرَّدِ أَنْ رَأَواْ إنْسَاناً مُصَلِّيَاً سَرَقَ وَيَقُولُونَ إِنَّ المُصَلِّينَ كُلُّهُمْ لُصُوص 00!! فيا إخواني (حَفِظَكُمُ اللهُ) الحقُّ لاَ يُعْرَفُ بالرِّجَالِ وَإنما الرّجالُ هُمُ الذين يُعْرَفُون بالحَقّ 0 [أ 0 هـ] يقُولُ رسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" صنفان من أهل النّار لم أَرَهُمَا: قومٌ معهم سياطٌ كأذناب البقرِ يضربون بها النّاس ـ زمن البَشَوَاتِ أيَّامَ العبيد والسُّخْرَة ـ ونسَاءٌ كاسياتٌ عاريات ـ يعني أَنَّ الواحدةَ مِنهُنَّ بِرَغمِ أَنَّهَا لاَبِسَةٌ تَبْدُو بِغَيْرِ ثِيَاب؛ لِشَفَافِيَةِ ثَوْبِهَا أو لِشِدَّةِ ضِيقِه أَو لِفَرْطِ قِصَرِه ـ مَائِلاَتٌ مُمِيلاَتْ، رُءوسُهُنَّ كأسنمة البخت لاَ يَدْخُلنَ الجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لتُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا " 00!! [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2128 ـ وَالكَنْز: 45013] وَفي رِوَايَةٍ لِلطَّبرَانيِّ: " وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَات، مَائِلاَتٌ مُمِيلاَت، العَنُوهُنَّ فَإِنَّهُنَّ مَلعُونَاتْ " 00!!

وَعَن أُمِّ المُؤمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهَا قَالَت: " دَخَلَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ رِقَاق؛ فَأَعْرَضَ عَنهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ يَا أَسْمَاء: إِنَّ المَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ المَحِيضَ لَمْ يَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنهَا إِلاَّ هَذَا وَهَذَا، وَأَشَارَ إِلى وَجْهِهِ وَكَفَّيْه " 00!! [صَحَّحَهُ شَيْخُنَا الأَلبَانِيُّ في سُنَنِ أَبي دَاوُود: 4104 / الشُّعَب: 7796]

وَعَن عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ خَيْرَ شَبَابِكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ بِشُيُوخِكُمْ، وَشَرُّ شُيُوخِكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ بِشَبَابِكُمْ، وَشَرُّ نِسَائِكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ بِرِجَالِكُمْ، وَشَرُّ رِجَالِكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ بِنِسَائِكُمْ " 00!! [الشُّعَب: 7806] وَعَنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَعَنَ اللهُ المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاء، وَالمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ "00!! ... [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم: 5885] {مَتي كَانَتِ المرأة مستعبدةً يَا دُعَاُة الحُرِّيَّة}

أَينَ أَدعِيَاءُ الفِكر وَدُعَاُة تحريرِ المَرأةِ لِتَرَى أَعْينُهُمْ مَا تُعَانِيهِ المرأة الأجنبيّة من الاَغتصابْ؛ بسبب غِيَابِ الحِجَابْ، أين آذانُهُمْ لتسْمَعَ صَرَخَاتِهَا من الذّئاب البشريَّة، إِنَّ المَرأةَ الأجنبيَّةَ الآنَ لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تخْرجَ منْ بيتها بعدَ التَّاسِعَة مساءً؛ الخَوْفُ من الاَغتصَابِ أَقعَدَهُنَّ في بُيُوتِهِنَّ وَاضطرَّهُنَّ للعمل بقولِهِ (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى): {وَقَرْنَ في بُيُوتِكُنَّ} [الأَحْزَاب: 33] برغم أنّهُم كُفَّارْ، لاَ يؤمنون بجنّةٍ ولاَ يؤمنون بنار؛ ذلِك لأنّهُ لاَ يَصِحُّ إِلاَّ الصَّحِيح، أَيْنَ أنتمْ يَا دُعَاةَ الحُريَّة، وَمَتي كَانتِ المَرْأَةُ مستعبدةً حَتىَّ تُحَرِّرُوهَا يَا مَلاَئكةَ الرَّحْمَة 00؟!! هَلِ اللهُ قَد ظَلَمَهَا وَأَنتم سَوْفَ تُخَلّصُونها من هَذَا الظُّلم00؟!

لَستُم بأَخوَفَ منَ الله عَلَى عبَاده يَا مَرضَى العقول، لَمْ يَزَالواْ بالمَرْأَةِ حَتى خلّعوها ثِيَابَهَا وَوَدُّواْ لو يخَلِّعُونَهَا دِينَهَا إِنِ استطاعوا؛ ذلك لأنّهمْ يَعلَمُونَ أَنَّ كَأسَاً وَامرَأَةً أَشَدُّ فَتكَاً في الأُمَّةِ المحَمَّدِيَّةِ مِن أَلْفِ مِدْفَع، ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَالله يَقُولُ الحَقَّ 00!! اللهُمَّ لاَ تُرِنَا في أُمَّةِ الإِسْلاَم أَسوَأَ مِمَّا رَأَينَا تارةً بمِجَلاَتِ العُرْيِ وَتَارَةً بأفلاَمِ الجِنْسِ عَبْر بُؤْرَةِ الفَسَادِ ومُسْتَنْقعِ الرَّذيلَةِ التّليفزيون، الَّذِي كَانَ بمَقدُورِهِم أَنْ يمْلَئُوهُ لبناً لَكنّهم مَلَئوهُ خَمْرَاً 00!!

كَيْفَ بالله عَلَيْك ـ يَا مُسْلِمُ يَا مَنْ تُوَحِّدُ الله ـ تَأْمَنُ عَلَى ابْنَتِكَ سَيْلَ الْقُبُلاَتِ السَّاخِنَة، والزِّنَا الصَّرِيحَ الَّذِي تَرَاهُ عَلى شَاشَاتِهِ في الْفِيلِمِ أَوِ المُسَلْسَل 00 وِبِقُبْلَةٍ تُغْوِي المُرَاهِقَ يَنْتَهِي الْفِيلْمُ السَّعِيد وَالْبِنْتُ كَمَا تَعْرِفُونَ بِسَبْعِ شَهَوَاتْ، ثُمَّ نَقُولُ كَيْفَ تَسَلَّلَ الْفَسَادُ إِلى بُيُوتِنَا 00؟! إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَاد 00 اللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْنَا وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ نمِيلَ مَيْلاً عَظِيمَا؛ قَاتَلَهُمُ الله 00 صَعَالِيكٌ أَرَادُواْ كَسْبَ مَالٍ مِنَ الجهَّالِ فَاتخَذوهُ سُوقَا

أَفسَدُواْ عَلى النَّاسِ دِينَهُمْ بمَا يُقَدِّمُونَهُ لَهُمْ مِنْ رَقْصٍ شرقيٍّ ورَقْصٍ غربيٍّ وَرَقْصٍ شَمَالِيٍّ ورَقْصٍ جنوبيٍّ، رَقَصَتْ عليهم حيَّةٌ بسبعةِ أذناب، لاَ يريدون بأيَّةِ حالٍ من الأحوال أن تقوم للإسْلاَم قائِمَة 00!! والذي عَمَّتْ بِهِ البَلِيَّةُ الدِّشُّ وَمَا ينقله إلينا من سُمُوم الغربِ وآفَاتِهِ تحتَ مُسَمَّيَاتٍ شَتي: كُلَّمَا نَزَغَهُم الشّيطان نزغةً قَصَّرواْ في الثّوب شَيْئَاً وقالواْ آخر صَيحَة 00 أَحدَث موديل 00 مُوضة (2000) 00!! {تَعَدَّدَتِ الأَسْمَاءوَالشَّرُّ وَاحِدُ} {لَيْتَنَا قَلَّدْنَاهُمْ في التُّكْنُولُوجْيَا والطبّ كَمَا} {قَلَّدْنَاهُمْ في المُوضَة وَالميني جِيبّ} نَظَرُواْ إِلى الغَرْبِ وَأَخَذُواْ مِنهُم أَسوَأَ مَا عِندَهم، اخْتَارُواْ كُلَّ شيءٍ عَار: واتخذوهُ شِعَار 00!!

فَتَشَبَّهُواْ بِالغَرْبِ حَتىَّ أَوْشَكُواْ أَنْ يَعْبدُوهُ عِبَادَةَ الأَصْنامِ تَقلِيدَ أَعمَىً قَلدُواْ وَلِذَا فَقَدْ تَبِعُواْ نِظامَهُمُ بِغَيرِ نِظَامِ كل هذا لِيَكُونُواْ كَالغَرْبِ وَشَتَّانَ بَيْنَ جَرَّةِ المَالِحِ وَجَرَّةِ العَسَلْ00!! فَلوْ لَبِسَ الحمَارُ ثِيَابَ خزٍّ لقالَ الناسُ يا لَكَ مِن حِمارِ وَالخَزُّ هُوَ الحَرِيرْ، لَيْتَنَا قَلَّدْنَاهُمْ في الهندسة وَالتُّكْنُولُوجْيَا والطبّ، كَمَا قَلَّدْنَاهُمْ في " الموضة والمِيني جِيبّ " 00!! حَتىَّ تبرَّجنا تبرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى، والرَّسُولُ (عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَم) مِن أَلفٍ ورُبعِمِاْئَةِ عَام: قَال هَذَا الكَلاَم: عَن عَبدِ الله بنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتي مَا أَتَى عَلَى بَني إِسْرَائِيلَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْل، حَتىَّ إِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَن أَتَى أُمَّهُ عَلاَنِيَةً؛ لَكَانَ في أُمَّتي مَنْ يَصْنَعُ ذَلِك، وَإِنَّ بَني إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّة، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّة، كُلُّهُمْ في النَّارِ إِلاَّ مِلَّةً وَاحِدَة؛ قَالُواْ: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 2641]

وعن أبى عبد الله الزبير بن العوام، وَرُوِيَ أَيْضَاً عَن حَكِيمِ بْنِ حِزَام (رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ) قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لأَن يَأخذَ أَحَدكم أَحْبُلَهُ ـ أَيْ حَبَائِلُه ـ ثم يَأتي الجَبَلَ، فَيَأتي بحزمَة من حَطَب عَلَى ظَهرِهِ فَيَبيعَها فَيَكف الله بهَا وَجهَهُ خَير له من أَن يَسأَلَ الناسَ أَعطوه أَو مَنَعوه " 00!! [أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ بِرَقم: 1471، 2074 / وَمُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقم: 1042 / الكَنز: 16787] وَتَقدِيرُ الكَلاَمِ أَيْ لأَنْ يحتَطِبَ أَحَدُكُمْ خَيرٌ لَهُ مِن أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ شَيْئَا 00!!

أوَّلاً الضَّبُّ هَذَا حَيَوَانٌ كَالتِّمسَاحِ مِن حَيث الشَّكلِ أَمَّا مِن حَيث الطّولِ فَهوَ نِصفُ مِترٍ تَقرِيبَاً يؤكَلُ لحمُه، إِلاَّ أَنّه حَيَوَانٌ ضَعِيف، لَيْسَ لَهُ فَكٌّ كَفَكِّ التّمساحِ وَلاَ مخالِبُ كَمَخَالِبِ النَّمِرِ فَكَيْفَ يُدَافِعُ عَنْ نفسِهِ 00؟! وَلِذَا يَأوي إِلى جُحْرِهِ الحَيَّاتِ وَالعَقَارِبَ وَالثَّعَابين 00!! وَمِن هُنَا ضَرَبَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ المثلَ فَقَالَ حَتىَّ لو دَخَلوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلتُمُوهُ: أَيْ حَتىَّ لَوْ دَخَلُواْ جُحْرَ الحَيَّاتِ وَالعَقَارِبِ وَالثّعابينِ لَدَخَلتُمُوهُ وَذَلِكَ هُوَ التَّقْلِيدُ الأَعْمَى00!! {يا أُمةً ضَحِكَت مِنْ جَهلِها الأُمَمُ} حَتىَّ في اللعِبِ لاَ نَسْتَطِيعُ تقليدهم فيه 00 " خِيبة بالويبة بِعِيد عَنَّكْ " 00!!

أَلَسْنَا قَدْ أَهَنَاهُ فَهَانا وَقُلنَا كُنْ فِرِنجِيَّاً فَكَانا ********** رَأَيْنا إِعْجاز الغرب على مسْمَعٍ وَبَصَرْ حَتىَّ لَم نعُد نستبعد إن نبي فيه ظهرْ وقصَارى مَا فعلنَا أثنينا عَلى مَا ابتكرْ {صَحَفِيَّة أَمْرِيكِيَّة تُوَبِّخُ الفَتَاةَ المِصْرِيَّة عَلَى} {تَقلِيدِهَا لِفَتَيَاتِ أُورُوبَّا وَأَمْرِيكَا} قَبْلَ كَلاَمِ الصَّحَفِيَّة الأَمْرِيكِيَّةِ؛ لأَنَّهُ طَوِيلٌ وَجمِيل: أَنْقِلُ إِلَيْكُمْ مَا كَتَبَتْهُ صَحَفِيَّةٌ بِرِيطَانِيَّةٌ أُخْرَى تحْتَ نَفْسِ العُنوَانِ بجَرِيدَةِ الأَهْرَامِ العَدَدِ الصَّادِرِ بِتَارِيخْ (27/ 3 / 1962) كَتَبَتْ تَقُول:

" إِنَّ اهْتِمَامَ المَرْأَةِ العَرَبِيَّةِ بِالمُوضَاتِ الغَرْبِيَّةِ وَحِرْصَهَا الشَّدِيدَ عَلَى تَقْلِيدِ المَرْأَةِ الغَرْبِيَّةِ في تَصَرُّفَاتِهَا وَطِبَاعِهَا أَمْرٌ لاَ تَسْتَسِيغُهُ السَّائِحَاتُ الغَرْبِيَّاتُ عِنْدَ قُدُومِهِنَّ إِلى القَاهِرَة، وَلاَ يَرْفَعُ مِنْ سُمْعَتِهَا في الخَارِجِ كَمَا تَظُنّ، لَقَدْ صُدِمْتُ جِدَّاً بمُجَرَّدِ نُزُولي مَطَارَ القَاهِرَة؛ حَيْثُ كُنْتُ أَتَوَقَّعُ أَنَّني سَأُقَابِلُ المَرْأَةَ الشَّرْقِيَّةَ بمَعْني الكَلِمَة، وَلاَ أَقصِدُ بِذَلِكَ المَرْأَةَ الَّتي تَرْتَدِي البرْقُعَ وَلاَ يَظْهَرُ مِنهَا إِلاَّ عَيْنَاهَا، وَلَكِنِ المَرْأَةَ الشَّرْقِيَّةَ في زِيِّهَا المُتَحَضِّرِ الَّذِي يَتَّسِمُ بِالطَّابَعِ الشَّرْقِيّ، وَتَتَصَرَّفُ بِالطَّرِيقَةِ الشَّرْقِيَّة، لَكِنيِّ لَمْ أَجِدْ هَذَا بِالمَرَّة،

فَالمَرْأَةُ الَّتي تَرَكتُهَا في أُورُوبَّا هُنَاكَ هِيَ نَفسُهَا الَّتي قَابَلتُهَا في مَطَارِ القَاهِرَة؛ الأَزْيَاء: هِيَ نَفسُهَا الأَزْيَاء، حَتىَّ التَّسْرِيحَةِ هِيَ نَفسُهَا، وَالمَكْيَاجُ نَفسُه، حَتىَّ طَرِيقَةِ الكَلاَمِ وَالمِشْيَة نَفسُهَا " 00!! وَتُذَكِّرُنِي هَذِهِ الفَقرَةُ الأَخِيرَةُ مِنْ كَلاَمِ الكَاتِبَةِ بِأُسْطُورَةٍ قَدِيمَةٍ تَقُولُ أَنَّ غُرَابَاً رَأَى حُبَّرَةً تَمْشِي فَأَعْجَبَتهُ مِشْيَتُهَا؛ فَظَلَّ يُعَالجُهَا زَمَانَاً فَلَمْ يَسْطَعْ تَقلِيدَهَا وَاتخَذَتْهُ الطُّيُورُ سُخْرِيَّا 00!! فَلمَّا أَن أَرَادَ العَوْدَةَ إِلى مِشْيَتِهِ الأُولَى كَانَ قَدْ نَسِيَهَا 00!! فَذَلِكَ هُوَ مَثَلُ الفَتَاةِ المُسْلِمَةِ عِنْدَمَا تَبْتَغِي العِزَّةَ في غَيرِ الإِسْلاَم 00!! وَتُوَاصِلُ الكَاتِبَةُ قَوْلَهَا:

" لَقَدْ صَدَمَني مِنَ المَرْأَةِ الشَّرْقِيَّةِ أَنْ تَتَصَوَّرَ أَنَّ التَّمَدُّنَ وَالتَّحَضُّرَ هُوَ تَقلِيدُ المَرْأَةِ الغَرْبِيَّة، وَنَسِيَتْ أَنَّهَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَتَمَدَّنَ وَأَنْ تَتَحَضَّرَكَيْفَمَا شَاءَتْ مَعَ الاَحْتِفَاظِ بِطَابَعِهَا الشَّرْقِيِّ الجَمِيل "00!! انتَهَى قَوْلُ الكَاتِبَة البرِيطَانِيَّة، وَهَا هُوَ ذَا قَوْلُ الكَاتِبَةِ الأَمْرِيكِيَّةِ وَالذِي يُكَمِّلُ بِدَوْرِهِ كَلاَمَ الكَاتِبَةِ البرِيطَانِيَّةِ وَكَأَنَّهُمَا خَرَجَا مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَة، إِنَّهَا مِشْكَاةُ الحَقّ، وَالحَقُّ مَا أَتَى عَلَى لِسَانِ الأَعْدَاء 00 تَقُولُ هَذِهِ الكَاتِبَة وَاسْمُهَا " هِيلِيسْتِيَانْ سِنْسِبَرِي ":

" امْنَعُواْ فَتَيَاتِكُمُ الاَخْتِلاَط، وَقَيِّدُواْ حُرِّيَّةَ المَرْأَة " 00 هَكَذَا بَدَأَتِ الكَاتِبَةُ قَوْلَهَا في صَحِيفَةِ الجُمْهُورِيَّةِ بِتَارِيخ (9/ 6/1962) وَقَالَتْ الصَّحِيفَةُ في التَّعْرِيفِ بِالكَاتِبَة: غَادَرَتِ الكَاتِبَة الأَمْرِيكِيَّة " هِيلِيسْتِيَانْ سِنْسِبَرِي "

القَاهِرَةَ بَعْدَمَا أَمْضَتْ بِهَا عِدَّةَ أَسَابِيعَ زَارَتْ خِلاَلَهَا المَدَارِسَ وَالجَامِعَات، وَالمَلاَجِئَ وَالمُسْتَشْفَيَات، وَمَرَاكِزَ رِعَايَةِ المَرْأَةِ وَالطِّفْل، وَمُؤَسَّسَاتِ الأَحْدَاثِ وَبَعْضَ الأُسَرِ في مختَلَفِ الأَحْيَاءِ لِعَمَلِ بحْثٍ شَامِلٍ حَوْلَ مَشَاكِلِ الشَّبَاب، وَهِيلِيسْتِيَانْ صَحَفِيَّة أَمْرِيكِيَّةٌ مُتَجَوِّلَة، تُرَاسِلُ أَكْثَرَ مِن مِاْئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ صَحِيفَةً وَمِجَلَّةً أَمْرِيكِيَّة، وَلهَا مَقَالٌ يَوْمِيٌّ يَقرَأُهُ المَلاَيِين، أَكْثَرُهُمْ شَبَابٌ تَحْتَ العِشْرِين، وَعَمِلَتْ بِالإِذَاعَةِ وَالتِّلِيفِزْيُون أَكْثَرَ مِن عِشْرِينَ عَامَا، ثمَّ كَتَبَتِ الصَّحَفِيَّةُ تَقُول:

" إِنَّ المُجْتَمَعَ العَرَبِيَّ كَامِلٌ وَسَلِيم، وَمِنَ الجَدِيرِ بِهَذَا المُجْتَمَعِ أَن يَتَمَسَّكَ بِتَقَالِيدِهِ وَعَادَاتِهِ الَّتي تُقَيِّدُ حُرِّيَّةَ الشَّابِّ وَالفَتَاة في حُدُودِ المَعْقول: فَعِنْدَكُمْ عَادَاتٌ وَتَقَالِيدُ مَوْرُوثَةٌ تحَتِّمُ تَقيِيدَ المَرْأَةِ وَتحَتِّمُ احْترَامَ الأَبِ وَالأُمّ، وَتمْنَعُ الإِبَاحِيَّةَ الغَرْبِيَّةَ الَّتي تُعَانِي أُورُوبَّا وَأَمَرِيكَا مِنهَا اليَوْم؛ فَإِنَّ القُيُودَ الَّتي تَفرِضُهَا المجْتَمَعَاتُ العَرَبِيَّةُ عَلَى الفَتَاةِ الصَّغِيرَة: وَأَقصِدُ بِالفَتَاةِ الصَّغِيرَةِ الَّتي تَحْتَ سِنِّ العِشْرِين، هَذِهِ القُيُودُ في مَصْلَحَةِ الفَتَاة؛ وَلِذَا أَنصَحُ بِالتَّمَسُّكِ بِهَا، والبُعْدِ عَنْ الاَخْتِلاَطِ وَتَقيِيدِ حُرِّيَّةِ الفَتَاة 00!!

ارْجِعُواْ إِلى عَصْرِ الحِجَاب، فَهَذَا خَيرٌ لَكُمْ مِنَ المُجُونِ وَالتَّهَتُّكِ الَّذِي عَلَيْهِ أُورُوبَّا وَأَمرِيكَا اليَوْم، امْنَعُواْ فَتَيَاتِكُمْ الاَخْتِلاَطَ قَبْلَ سِنِّ العِشْرِين؛ فَقَدْ عَانَيْنَا الأَمَرَّيْنِ مِنهُ في أَمرِيكَا، لَقَدْ أَصْبَحَ المجْتَمَعُ الأَمْرِيكِيُّ اليَوْمَ مُجْتَمَعَاً مُعَقَّدَاً، مَلِيئَاً بِكُلِّ صُوَرِ الخَلاَعَةِ وَالمُجُون، وَأَكثَرُ ضَحَايَاهُ مِنَ المُرَاهِقِينَ تحْتَ سِنِّ العِشْرِينَ يمْلئُونَ السُّجُونَ وَالحَانَاتِ وَالبَارَاتِ وَالشُّقَقَ الخَارِجَةَ عَنِ الآدَاب 00!!

إِنَّ الحُرِّيَّةَ الَّتي أَعْطَيْنَاهَا لأَبْنَائِنَا وَبَنَاتِنَا أَصْبَحْنَا نُعَانِي مِنهَا اليَوْمَ مُرَّ المُعَانَاة؛ فَقَدْ جَعَلَتْ مِنهُمْ مُنحَرِفِينَ وَعِصَابَاتٍ لِلمُخَدِّرَات، ثُمَّ أَوْدَعَتهُمْ في النِّهَايَةِ السُّجُونَ وَالإِصْلاَحِيَّات 00!! إِنَّ الاَنحِلاَلَ وَالاَخْتِلاَطَ عِندَنَا اليَوْمَ في أَمْرِيكَا قَدْ هَدَّدَ الأُسَرَ وَزَلزَلَ القِيَمَ وَأَفسَدَ الأَخْلاَق 00!! فَالفَتَاةُ الصَّغِيرَةُ عِندَنَا اليَوْمَ تُمَارِسُ الجِنسَ مَعَ أَكْثَرَ مِنْ شَابّ، وَتَشْرَبُ الخَمْرَ وَالسَّجَائِرَ وَتَتَعَاطَى المُخَدِّرَاتِ بِاسْمِ المَدَنِيَّةِ وَالحُرِّيَّة، وَتَلهُو وَتُعَاشِرُ مَنْ ترِيدُ وَمَنْ تَشَاءُ تحْتِ سَمْعِ وَبَصَرِ عَائِلَتِهَا وَوَالِدَيْهَا وَمُدَرِّسِيهَا 00!!

تَتَزَوَّجُ في دَقَائِقَ وَتُطَلَّقُ بَعْدَ سَاعَات، وَلاَ يُكَلِّفُهَا ذَلِكَ أَكْثَرَ مِن تَوْقِيعٍ وَعِشْرِينَ دُولاَر " 00!! [فِقْهُ السُّنَّةِ طَبْعَةُ الفَتحِ لِلإِعْلاَمِ العَرَبِي بِتَصَرُّف 0 بَابُ التَّبَرُّجِ: 139/ 2] لَيتَنَا فَعَلنَا ـ يَا إخوَان ـ كَمَا فَعَلَتِ اليَابَان: أَخَذَت مِنَ الغَرْبِ العِلمَ والتّكنولوجيا وتركت لهم ما هم فيه من الاَنحلاَلٍ والضّياع 00!! الاَتحَادُ السُّوفِيتيُّ عِنْدَما انهارَ كُلُّ دُوَلِ العَالَمِ أَخَذَتْ عُلَمَاءَ الذَّرَّة، الَّذِينَ كَانَ الْوَاحِدُ مِنهُمْ يَعِيشُ عِيشَةَ مَلِكٍ في رُوسْيَا 00 وَكَانَ أَقَلُّ مَنْ مَعَهُ لَهُ عِشْرُونَ طَبَّاخَا

إِلاَّ نحنُ ـ مَعْشَرَ العَرَب ـ أَخَذْنَا رَاقِصَاتِ البَالِيه، صَحِيحٌ أَنَّا لَسْنَا الَّذينَ استَورَدنَاهُمْ، لكِنِ الذينَ استَوْرَدُوهُمْ لَوْ لَمْ يَكُونُواْ عَلى يَقِينٍ تَامٍّ بِأَنَّنَا سَنُشَاهِدُهُمْ لَمَا اسْتَوْرَدُوهُمْ 00!! خَلاَعَةُ الثّيَاب هِيَ الَّتي تُزَيِّنُ الزِّنَا في عَيْنِ الشَّبَاب إنّ الإِسْلاَمَ بَلَغَ مِن حِفَاظِهِ عَلَى المَرأَةِ حَدَّ أَنْ قَالْ دَرْءَاً لِلشُّبُهَات: {وَإَذا سَأَلتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَاب} [الأَحْزَاب: 53] ذَلِكَ لأَنَّ خَلاَعَةَ الثّيَاب: هِيَ الَّتي تُزَيِّنُ الزِّنَا في عَيْنِ الشَّبَاب 00!! وَلِذَا قَالَ (عليه الصَّلاَةُ والسَّلاَم) في الزِّنَا الَّذِي تَفَشَّى هَذِهِ الأَيّام: " مَا تَرَكت فِتنَةً بَعدِي أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النّسَاء "00!!

وَعَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ سَيِّدِنَا النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لتتّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كانواْ قَبلكُمْ شِبراً بشِبر، وذِراعاً بِذِراعْ، حَتىَّ لو دَخَلوا جُحْرَ ضَبٍّ لدخلتموه " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ بِرَقم: 7320 / وَمُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2669] وَهَذه العبَارَة الأَخيرَة: بحثت عَنهَا في مَعَاجمَ كَثيرَة؛ لأَعْرِفَ مَا هُوَ السَّيِّئُ في حياة الضّبِّ حَتىَّ يَضْرِبَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ المثَل 00؟! حَتىَّ عَثَرت أَخِيرَاً عَلَى السَّبَبِ في كُتُبِ الحَيَوَان 00!!

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ لَقِيَ امْرَأَةً مُتَطَيِّبَةً تُرِيدُ المَسْجِد؛ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: يَا أَمَةَ الجَبَّار؛ أَيْنَ تُرِيدِين 00؟ قَالَتِ المَسْجِد، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وَلَهُ تَطَيَّبْتِ 00؟! قَالَتْ نَعَمْ؛ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَطَيَّبَتْ ثُمَّ خَرَجَتْ إِلى المَسْجِد؛ لَمْ تُقْبَلْ لَهَا صَلاَةٌ حَتىَّ تَغْتَسِل " 0 [حَسَّنَهُ وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: (4002)، الكَنْز: 45183] {صَلاَةُ المَرْأَةِ في بَيْتِهَا أَفضَلُ مِنْ} {صَلاَتِهَا في المسْجِد}

عَن أُمِّ حُمَيْدٍ الأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا جَاءَتِ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله؛ إِنيِّ أُحِبُّ الصَّلاَةَ مَعَك؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ تُحِبِّينَ الصَّلاَةَ مَعي، وَصَلاَتُكِ في بَيْتِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاَتِكِ في حُجْرَتِك، وَصَلاَتُكِ في حُجْرَتِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاَتِكِ في دَارِك، وَصَلاَتُكِ في دَارِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاَتِكِ في مَسْجِدِ قَوْمِك، وَصَلاَتُكِ في مَسْجِدِ قَوْمِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاَتِكِ في مَسْجِدِي "؛ فَأَمَرَتْ فَبُنِيَ لهَا مَسْجِدٌ في أَقْصَى شَيْءٍ مِنْ بَيْتِهَا وَأَظْلَمِهِ، فَكَانَتْ تُصَلِّي فِيهِ حَتىَّ لَقِيَتِ اللهَ عَزَّ وَجَلّ " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 27090]

وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا صَلَّتِ المَرْأَةُ صَلاَةً أَحَبَّ إِلى اللهِ مِنْ صَلاَتِهَا في أَشَدِّ بَيْتِهَا ظُلمَةً " 00!! [حَسَّنَهُ الأَلبَانِيُّ في تحْقِيقِهِ وَتَعْلِيقِهِ عَلَى التَّرْغِيب: 345 / الكَنْز: 45190]

وَعَن أَبي أُسَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِلنِّسَاءِ ذَاتَ يَوْمٍ وَهْوَ خَارِجٌ مِنَ المَسْجِدِ وَقَدِ اخْتَلَطَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاء: " اسْتَأخِرْنَ، لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تخْفُقنَ الطَّرِيقَ ـ أَيْ تَسْتَحْوِذنَ عَلَيْه ـ عَلَيْكُنَّ حَافَّاتِ الطَّرِيق؛ فَكَانَتِ المَرْأَةُ تَلصَقُ بِالجِدَارِ حَتىَّ إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالشَّيْءِ يَكُونُ في الجِدَارِ مِنْ لُزُومِهَا إِيَّاهْ " 00!! [صَحَّحَهُ الأَلبَانِيّ 0 الشُّعَب: 7822]

وعَنْ فُضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ثَلاَثَةٌ لاَ يُسْأَلُ عَنهُمْ ـ كِنَايَةً عَنْ سُوءِ مَصِيرِهِمْ ـ رَجُلٌ فَارَقَ الجَمَاعَةَ وَعَصَى إِمَامَهُ فَمَاتَ عَاصِيَاً، وَأَمَةٌ أَوْ عَبْدٌ أَبِقَ مِنْ سَيِّدِهِ فَمَات، وَامْرَأَةٌ غَابَ زَوْجُهَا وَقَدْ كَفَاهَا مُؤنَةَ الدُّنيَا فَتَبَرَّجَتْ بَعْدَهُ " 00!! [الشُّعَب: 7797]

عَن أَبي المَلِيحِ الهُذَلِيِّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ أَنَّ نِسَاءً مِن أَهْلِ حِمْصٍ دَخَلْنَ عَلَى أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَنَهَتْهُنَّ عَنْ دُخُولِ الحَمَّامَاتِ وَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَا مِنِ امْرَأَةٍ تَضَعُ ثِيَابَهَا في غَيْرِ بَيْتِ زَوْجِهَا إِلاَّ هَتَكَتِ السِّتْرَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ رَبِّهَا " 0 [صَحَّحَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 25408، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2803]

وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ عن أُمِّ الدَّرْدَاءِ أَيْضَاً رَضِيَ اللهُ عَنهُ أيضاً أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " والذي نفسي بيدهِ ما من امْرَأةٍ وَضَعَت ثِيَابَهَا في غَيرِ بَيتِ إِحْدَى أمَّهَاتِها إِلاَّ وهِيَ هَاتِكَة كل سِتر بينَهَا وَبَينَ الرحمَن عَز وَجَل " 00!! [صَحَّحَهُ العَلاَمَة أَحْمَد شَاكِر بِالمُسْنَدِ تحتَ رَقم: 25283/الكنز: 45098] وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " المَرْأَةُ عَوْرَة؛ وَإِنَّهَا إِذَا خَرَجَتِ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَان؛ وَإِنَّهَا أَقرَبُ مَا تَكُونُ إِلى اللهِ وَهْيَ في قَعْرِ بَيْتِهَا " 00!! ... [الكَنْز: 45158] وَاسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ أَيِ اجْتَهَدَ في إِظهَارِهَا 0

أَلاَ تَرَى كَيْفَ بَالغَ القُرْآنُ في سَترِهِ لِلمَرْأَةِ إِلى دَرَجَةِ أَنَّهُ لَمْ يُصَرِحْ حَتىَّ بِاسْمِهَا فَدَائِمَاً يَقُول: {قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتي تُجَادِلُكَ في زَوْجِهَا} [المُجَادَلَة: 1] {وَرَاوَدَتهُ الَّتي هُوَ في بَيْتِهَا عَنْ نَفسِه} [يُوسُف: 23] {وَامْرَأَةً مُؤمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفسَهَا لِلنَّبيّ} [الأَحْزَاب: 50] إِلاَّ مَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ لِيَقُولَ اللهُ لِلكَافِرِينَ الذِينَ رَمَوْهَا بِالبُهْتَانِ في عِفَّتِهَا كَمَا شَهَّرْتُمْ بهَا في الفَحْشَاء: فَسَوْفَ أَضْرِبُ بِهَا المَثَلَ الطُّهْرِ وَالنَّقَاء 00!! وَعَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " خَير نِسَائِكُمُ العَفِيفَة الغَلِمَة: عَفِيفَةٌ في فَرجِهَا غَلِمَةٌ عَلَى زَوجَهَا " 00!!

[وَغَلِمَةٌ أَيْ شَدِيدَةُ الشَّهْوَة 0 أَخْرَجَهُ الدَّيْلَمِيُّ 0 الكَنز: 45148] وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " بَيْنَمَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ عَلَى بَابٍ مِن أَبْوَابِ المَسْجِدِ مَرَّتْ امْرَأَةٌ عَلَى دَابَّةٍ فَلَمَّا حَاذَتْ بِالنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَثَرَتْ بِهَا، فَأَعْرَضَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَكَشَّفَتْ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ عَلَيْهَا سَرَاوِيل؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحِمَ اللهُ المُتَسَرْوِلاَت " 00!! [الشُّعَب: 7808 / الكَنز: 41244]

وَعَنهُ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قَال: " لعن الله الواصلةَ والمُسْتَوْصِلَة، وَالوَاشِمَةَ والمُسْتَوْشِمَة، وَفي رِوَايَةٍ لاَبْنِ مَسْعُودٍ لَعَنَ اللهُ الوَاشِمَاتِ وَالمُسْتَوْشِمَاتِ وَالمُتَنَمَّصَاتْ، المُتَفَلِّجَاتِ لِلحُسْنِ المُغَيِّرَاتِ لخَلقِ الله " 00!! [أَخْرَجَهُ الإِمَامُ البُخَارِيّ: 5940، 5943/ وَمُسْلِم: 2124، 2125] وَالوَاشِمَة هِيَ الَّتي تَدقُّ الوَشْم، أَمَّا وَالمُسْتَوْشِمَةُ فَهْيَ الَّتي يُدَقُّ لهَا الوَشْم وَالنَّامِصَةُ الَّتي تُرَقِّقُ الحَوَاجِب، أَمَّا المُتَنَمِّصَة فَهْيَ الَّتي يُفعَلُ بِهَا ذَلِك 0

أَيْنَ اللاَئي يَتَكَسَّبْنَ مِنْ وَرَاءِ محِلاَتِ الكُوَافِير، وَيُغَيِّرنَ خَلقَ اللهِ ليَسْمَعُواْ مَا قَالَهُ فِيهِمُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليَعْلمُواْ أنَّ مَكْسَبَهُمْ حَرَام، وَمَطعَمَهُمْ حَرَام، وَمَشْرَبَهم حَرَامْ، وَمَلبَسَهُمْ حَرَام 00؟!! وَمِنَ الجَدِيرِ بِالذِّكْرِ أَنْ نَعْلَمَ أَنَّ {فَلَيُغَيِّرْنَ خَلْقَ الله} الوَارِدَة في الآيَةِ الكَرِيمَة نَزَلَتْ فِيمَنْ يُغَيِّرُونَ خَلقَ البهائم ـ لَمْ يَقومُواْ بِعَمَلِيَّةِ اسْتِنْسَاخ لِلنَّعْجَة دُوللِّي، إِنمَا فَقَطْ كَانُواْ يُبَتِّكُونَ آذَانَ الأَنعَامِ: أَيْ يُشَقِّقُونَهَا آذَانَ الأَنعَامِ فَتَوَعَّدَهُمُ اللهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ وَسَمَّاهُمْ مُغَيِّرِينَ لخَلْقِ اللهِ فَكَيْفَ بمَنْ يُغَيِّرُ خَلْقَ الإِنْسَان 00؟!! {مَاذَا يَدُور: دَاخِلَ القُصُور}

يُعَلِّقُ فَضِيلَةُ الشِّيخْ عَبْدُ الحَمِيدْ كِشْك عَلَى هَذَا المَوْضُوعِ فَيَقُول: " لَقَدْ حَضَرْتُ مُشْكِلَةً زَوْجِيَّةً لإِحْدَى بَنَاتِ الذَّوَات ـ ذَوَاتِ الحَسَبِ وَالنَّسَبِ طَبْعَاً ـ قُمْتُ بَعْدَهَا وَالعَرَقُ يَتَصَبَّبُ مِنيِّ وَالحِكَايَةُ تَدُور: خَلْفَ جُدْرَانِ القُصُور (القُصُورِ مِنَ الدِّينِ وَالأَخْلاَقِ) حَضَرْتُ هَذِهِ المُشْكِلَةَ الَّتي أَصَرَّتِ الزَّوْجَةُ فِيهَا عَلَى الطَّلاَق، وَلَمْ يَكُ في الأَمْرِ غَرَابَةٌ فَهَذِهِ هِيَ عَادَةُ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي، كَمَا قَالَ الحَبِيبُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يُكثرْنَ اللِّعَانَ وَيَكْفُرْنَ العَشِير؛ لَو أَحْسَنْتَ إِلى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ ثمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئَاً قَالَتْ لَمْ أَرَ مِنْكَ خَيرَاً قَط " 00!!

[وَالعَشِيرُ هُوَ الزَّوْج 0 صَحَّحَهُ العَلاَمَة أَحْمَدْ شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقم: 3569] أَغْرَبُ مَا في الأَمْرِ الأَسْبَابُ الَّتي اسْتَنَدَتْ إِلَيْهَا المَرْأَةُ لِتُبرِّرَ مَطْلَبَهَا، وَكَانَ الزَّوْجُ قَدْ هَدَاهُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ فَغَضِبَتْ صَاحِبَةُ الجَلاَلَةِ لِلأَسْبَابِ التَّالِيَة: 1 ـ أَنَّهُ لمْ يَسْمَحْ لهَا بِالذَّهَابِ إِلى الكُوَافِير مَتي شَاءتْ وَكَيْفَمَا شَاءتْ 2 ـ أَنَّهُ لَمْ يَسْمَحْ لهَا بِالذَّهَابِ إِلى السِّينِمَا مَتي شَاءتْ وَكَيْفَمَا شَاءتْ 3 ـ أَنَّهُ لَمْ يَسْمَحْ لَهَا بِالذَّهَابِ إِلى البِلاَجِ مَتي شَاءتْ وَكَيْفَمَا شَاءتْ هَكَذَا بِأَدَوَاتِ الشَّرْطِ الجَازِمَةِ الحَازِمَة 00!!

جَلَسَ الزَّوْجُ مُنهَارَاً أَمَامَ هَذِهِ المَطالِبِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّلاَق: نَفَقَةٌ بَاهِظَةٌ وَمُؤَخَّرُ صَدَاق، وَأَخِيرَاً انفَضَّ المَجْلِسُ عَلَى لاَ شَيْء؛ لأَنَّ صَاحِبَةَ الجَلاَلَةِ تُقَدِّسُ هَذِهِ الأُمُورَ الثَّلاَثَة: السِّينِمَا، وَالبِلاَج، وَالكُوَافِير 00!! وَيرْحَمُ اللهُ زَمَانَاً كَانَتِ المَرْأَةُ لاَ تخْرُجُ إِلاَّ ثَلاَثَ مَرَّات: مَرَّةً مِنْ رَحِمِ أُمِّهَا وَمَرَّةً مِنْ بَيْتِ أَبِيهَا إِلى بَيْتِ زَوْجِهَا، وَالمَرَّةُ الأَخِيرَةُ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا محْمُولَةً عَلَى الأَعْنَاقِ إِلى مَثوَاهَا الأَخِيرِ وَمُسْتَقَرِّهَا وَمُسْتَوْدَعِهَا: إِلى قَبرِهَا حَلاَقٌ يحْلِقُ لهَا دِينَهَا، وَسِينمَا تَهْدِمُ أَخْلاَقَهَا، وَشَاطِئٌ يُعَرِّي جَسَدَهَا 00!!

أَزِفَتِ الآزِفَة، لَيْسَ لهَا مِنْ دُونِ اللهِ كَاشِفَة، يَا أُمَّةَ الإِسْلاَمِ اصْطَلِحُواْ مَعَ الله، اعْقِدُواْ مُعَاهَدَةَ صُلحٍ مَعَ الله، وَاللهِ لَوْ رَبَّيْنَا النُّفُوسَ عَلَى الإِسْلاَمِ لأَمْكَنَنَا أَنْ نَغْزُوَ الدُّنيَا بَرَّاً وَبحْرَاً وَجَوَّا " 00!! [الخُطَبُ المِنْبَرِيَّة 0 لِلشِّيخْ عَبْدِ الحَمِيدْ كِشك بِتَصَرُف: 92/ 3]

{الفَتَاةُ الَّتي اغْتُصِبَتْ في مَيْدَانٍ عَامّ} تذكُرُونَ يا أحِبَّتي الكِرَام، مِنْ نَحْوِ ثَلاَثَةِ أَعْوَام: الفَتَاةَ الَّتي اغتُصِبَتْ في مَيْدَانٍ عَام، لَعَلَّ بَعْضَكُمْ رَأَى صُورَتَهَا عَلَى صَفَحَاتِ الصُّحُفِ وَالمَجَلاَت، وَرَأَى كَيفَ كَانَ تَبَرُّجُهَا 00!! هَذِهِ لَوْ رَعَتِ الله وَحَفظَته لَرَعَاهَا الله وَحَفظَهَا؛ لأنَّ الله (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) يَقول: {إنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ} [محَمَّد: 7] أَسُوقُ إِليكُمْ هَذا الكَلاَمَ يَا أحِبَّتي الكِرَامَ (وَاللهُمَّ لاَ شَمَاتَة) لأَنَّ السَّعيدَ مَن وُعِظَ بِغَيره، ولتَعلَمُواْ أَنَّ خَلاَعَةَ الثّيَاب، وقِلّةَ الحِجَاب: هِيَ أَوَّلُ مَا يُزَيِّنُ الزِّنَا في عُيُونِ الشَّبَاب 00!!

{المَرْأَةُ الَّتي تمشِي وَيَسبِقُهَا عِطرُهَا} وَوَاللهِ الَّتي تَضَعُ هَذِهِ الأَشيَاءَ شَرٌّ مِنَ الزَّاني وَالقَاتِلْ، قَد يَقُولُ قَائِل: ـ شَرٌّ مِنَ الزَّاني وَقَدْ عَلِمْنَا؛ لأَنَّهَا تُزَيِّنُ الزِّنَا في عُيُونِ الشَّبَاب، أَمَّا شَرٌّ مِنَ القَاتِل " فَهَذِهِ فِيهَا نَظَرْ، إِنَّكَ تبالِغ في الأَمْر 00 ـ كَلاَ وَاللهِ الَّذِي لاَ إِلَه إِلاَّ هُوَ لاَ أُبَالِغ يَا أَخِي: " شَرٌّ مِنَ الزَّاني وشَرٌ مِنَ القَاتِل " 00؛ أَلَسْنَ يَتَفَنَنَ في فِتنَةِ الرِجَال 00؟! 00؟! ـ بَلَى 00 ـ وَالفِتنَةُ أَشَدُّ مِنَ القَتل، الفِتنَةُ أَشَدُّ مِنَ القَتل00!!

الوَاحِدُ مِنَّ يَخرُجُ مِن المَسْجِدِ يَسْتَغفرُ الله وَيَجِدُ هؤلاَءِ في وَجْهِهِ كَالشّياطِين، تَارَةً يَأتُونَهُ عَنِ الشِّمَالِ وَأُخْرَى عَنِ اليَمِين 00!! حَتىَّ أَصبَحَ العُزَّابْ: حَيَاتُهُم في عَذَاب 00!! وَيَرْحَمُ اللهُ الشِّيخْ السَّيِّدْ سَابِق عِنْدَمَا نَوَّهَ إِلى هَذِهِ النُّقطَةِ فَقَال: " إِنَّ الفَتَاةَ اليَوْمَ تخْرُجُ إِلى الجَامِعَةِ وَيَسبِقُهَا عِطرُهَا 00!! وَرُبمَا تَنْسَى أَجِنْدَةَ محَاضَرَاتِهَا لَكِنَّهَا لاَ تَنْسَى أَبَدَاً صَابِعَ الرُّوج وَالبروشّ وَالإِسْوِرَة 00!! لاَ تُفَرِّقُ في ذَلِكَ بَينَ الذَّهَابِ إِلى الجَامِعَةِ وَالذَّهَابِ إِلى حَفْلَةٍ مِن حَفَلاَتِ أَضْوَاءِ المَدِينَة " 00!! ... [فِقهُ السُّنَّة بِتَصَرُّف 0 بَابُ التَّبَرُّجِ: 139/ 2]

لَيْت وَزَارَةَ التَّعْلِيم ـ في بَلَدِنَا الكَرِيم ـ تَتَوَلَّى بِنَفْسِهَا الإِشْرَافَ عَلَى زِيِّ الفَتَاةِ الجَامِعِيِّ، وَالفَتَاةُ المُتَمَجِّنَةُ في زِيِّهَا لاَ يُسْمَحُ بِالدُخُولهَا، بِالله عَلَيكَ لَوكلُّ البَنَاتِ محتَشِمةٌ هَلْ كُنتَ سَتَلقَي شَابَّاً واحِدَاً يفَكِّرُ في الزِّنَا 00؟! {البِيئةُ الوبِيئة: هِيَ الَّتي تُشَجِّعُ} {الشَّابَّ عَلَى الخَطِيئَة} إِنَّ البِيئةَ الوبِيئةَ هِيَ الَّتي تُشَجِّعُ الشَّاب عَلَى الخَطِيئَة، فَصَبرٌ جَمِيل؛ إِنَّمَا يُعَدُّ لَهُمْ عَدَّا 00!!

تخرُجُ الواحِدةُ مِنهُنَّ مِن مِحَلِّ الكُوافِير: كَعرُوسَةِ المَولِدِ مخطّطةً مِنْ كُلِّ صِنفٍ وَلَون، وَرُءوسُهُنَّ عَلَى حَدِّ قَوْلِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كأسنِمَة البُخت، صَحِيحٌ أَنَّهَا تَكُونُ حُلوَةً، لَكِنْ تَذَكَّرُواْ يَا إخوَانِي أَنّهُ جَمَالٌ صِنَاعِيّ ـ لاَ جَمَالٌ رَبَّانِيّ ـ تجِدُ صَاحِبَتَه: كَالوَردَةِ الصناعِية مَهْمَا أَحسَنُواْ شَكلها فَصَارَتْ كَالطَّبِيعِية وَرْدَةٌ لاَ رِيحَ لهَا

وَالَّتي تَضَعُ هَذِهِ الأَشيَاءَ وَاحِدةٌ مِنَ اثنَتَيْن ـ لِنَرَى فَقَطْ تَفَسُّخَهَا ـ إِمَّا قَبِيحَةٌ تَقُولُ لَو وَضَعْتُهُ: لسَجَدَ مَن أَسْجُدُ قُدَّامهُ قُدَّامِيَه [وَالسُّجُودُ طَبْعَاً هُنَا بمَعْنَاهُ المَجَازيّ؛ حَيثُ السُّجُودُ لاَ يَكُونُ إِلاَّ لله] إِذَا كَانَت قَبِيحَةً تَقُولُ لَو وَضَعْتُهُ: لَسَجَدَ مَن أَسْجُدُ قُدَّامَهُ قُدَّامِيَه فَزَمَانُنَا جَائِرٌ وَأَحْكَامُهُ قَاسِيَة لاَ يَغْفِرُ لِلْقَبِيحَة وَيَغْفِرُ لِلزَّانِية لَئِن أَخْطَأَ الخَزَّافُ أَيُّ ذَنْبٍ لِلآنِيَة

وَهَذِهِ قُلْ لهَا استغفري رَبَّكِ ثُمَّ تُوبِي إِلَيْهِ، عُذرٌ أقبَحُ مِنْ ذَنب 00 هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لَمْ نَسْمَع بمَعشُوقٍ غَزَا القُلُوبَ بِحُسْنٍ فِيهِ مَسْرُوقٍ أُخْتَ المَسَاحِيقِ إِنَّ الحُسْنَ مَوْهِبَةٌ لاَ يُشْتَرَى الحُسْنُ يَوْمَاً مَا مِنَ السُّوقِ أُخْتَ المَسَاحِيقِ أَعْيى القُبْحُ مُخْفِيَهُ وَإِنْ تَأَنَّقَ فِيهِ كُلَّ تَأْنِيقٍ كَبَاطِلِ القَوْلِ لاَ يَرْضَاهُ سامِعُهُ حَتىَّ وَلوْ نَمَّقُوهُ كُلَّ تَنمِيقٍ تَقَبَّلِي يَا أُخَيَّتَنَا نَصِيحَتَنَا فَمَا وَضَعْنَا لَهَا بَعْضَ المَسَاحِيقِ كَلاَمٌ لَيْسَ مَغشُوشَاً وَلاَ مُزَخْرَفَاً كَكَلاَمِ الإِعْلاَنَاتْ 00

هَذَا عَنِ القَبِيحَة، أَمَّا الجَمِيلَةُ: فَلو سَأَلتَهَا لمَ هَذَا التَّفَسُّخُ يَا مَدَام 00؟! تَقُولُ لَك: أَنَا نَعَمْ أَلبِسُ مَلاَبِسَ قَصِيرَة، ونَعَمْ أَضَعُ الأَحْمَرَ وَالأَخْضَرَ ونَعَمْ أَمشِي مَعَ فُلاَنٍ وَفُلاَن، وَنَعَمْ أَشْيَاء أُخْرَى لَمْ تَكُنْ في الحُسْبَان، لَكِن قُلُوبُنَا عَامِرَةٌ بالإيمَان 00!! وَهذِهِ نَقُولُ لَهَا لَقَد وَهَبَكِ الله حُسنَ الخَلقِ فَتَمِّمِيهِ بِحُسنِ الخُلُق 00 وَيَكفي يا ابْنَتي أنّ الخِمَارا عَلى الحَسْنَاءِ أَحْسَنُ مَا يَكونُ كَانَتِ السَّيِّدَةُ أُمُّ سَلَمَةَ هِيَ وَالسَّيِّدَةُ عَائِشَةُ مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطَرَقَ عَلَيْهِمَا البَابَ عَبْدُ الله ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الصَّحَابِيُّ الأَعْمَى؛ فَقَالَ لهُمَا النَّبيُّ ** صلى الله عليه وسلم **

احْتَجِبَا؛ فَقَالَتَا إِنَّهُ أَعْمَى يَا رَسُولَ الله، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَوَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا " 00؟! [رَوَاهُ أَبُو دَاوُودَ بِرَقم:4112 وَالتِّرْمِذِيُّ بِرَقم:2778 وَقَالَ حَسَنٌ صَحِيح] انظُرْ: كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحْجُبُ نِسَاءهُ وَهُنَّ أُمَّهَاتُ المُؤمِنِينَ عَنِ العُمْيَان؛ فَكَيْفَ بِالمُبْصِرِينَ وَنِسَاؤُنَا لَسْنَ كَأُمَّهَاتِ المُؤمِنِينَ في الإِيمَان 00؟!!

فَوَالله يَا أُختي مَهمَا تَفَنّنتِ في إغوَائِنَا فَإِنَّا ـ حَتىَّ الفَسَقَةِ مِنَّا ـ عِندَمَا نُفَكِّرُ في الزَّوَاجِ نَأخُذُ ذَاتَ الخِمَارِ وَلَيسَتْ ذَاتَ الأَحْمَرِ والأَخضَر الَّتي تَتَسَكَّعُ بِالطُّرُقَات؛ مِمَّا يجْعَلُهَا مَطمَعَاً لأَصْحَابِ الشَّهَوَات 00!! إِنَّ الفَتَاةَ حَدِيقَةٌ وَحَيَاؤُهَا كَالمَاءِ مَوْقُوفٌ عَلَيْهِ بَقَاؤُهَا لاَ خَيرَ في حُسْنِ الفَتَاةِ وَعِلْمِهَا إِنْ كانَ مِن غَيْرِ الحَيَاءِ رِدَاؤُهَا المَرْأَةُ الَّتي اسْتَحْيَتْ مِنْ رَجُلٍ مَيِّت

وَتَعَاليْ بنَا لِنَرَى السَّيَّدَةَ عَائشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ مَاذَا قَالَتْ عنْدَمَا دُفنَ الفَارُوقُ عُمَرُ وَكَانَ قَدِ استَأذَنَهَا في حَيَاته أَنْ يُدْفَنَ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصِّدِّيق، وَقَالَ لاَبنِهِ استَأذنهَا يَا بُنيَّ مَرَّةً أخرَى بَعْدَ ممَاتِي؛ فَعَلّهَا تَكُونُ قَدِ استَحيَت مِنيِّ في حَيَاتي، فَاسْتَأذَنَهَا فَأَذِنَتْ لَه، اسْمَع مَاذَا تَقُولْ زوجَةُ الرَّسُول: عَن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَير رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ:

" كُنْتُ أَدْخُلُ بَيْتيَ الَّذِي فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبي؛ فَأَضَعُ ثَوْبي وَأَقُول: إِنَّمَا هُوَ زَوْجِي وَأَبي؛ فَلَمَّا دُفِنَ عُمَرُ مَعَهُمْ؛ فَوَاللهِ مَا دَخَلْتُ إِلاَّ وَأَنَا مَشْدُودَةٌ عَلَيَّ ثِيَابي؛ حَيَاءً مِن عُمَر " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 ح / ر: 25660]

انظُرْ: كَانَتْ تَرتَدي خِمَارَهَا حَيَاءً منْ رَجُلٍ مَيّتْ؛ فَكَيفَ بِمَنْ لاَ يَسْتَحْيُونَ مِن أَمْوَاتٍ وَلاَ أحْيَاء، وَالوَاحِدُ مِنهُمْ مَهْمَا كَانَتْ عفّتُهُ فَلَنْ يَكُونَ أَعَفَّ من أَمير المُؤمنين عُمَرْ 00!! يَقُولُ (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) بِسُورَةِ الأَحزَاب: {يَا أَيُّهَا النَّبيُّ قُل لأَزوَاجِكَ وَبَنَاتكَ وَنسَاء المُؤمنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ، ذَلِكَ أَدنَى أَنْ يُعرَفنَ فَلاَ يُؤذَين، وَكَانَ الله غَفُورَاً رَحِيمَا} ... [سُورَةِ الأَحْزَاب آيَة: 59]

{حَتىَّ العَجُوزِ الطَّاعِنَةِ في السِّنِّ} {أَمَرَهَا الإِسْلاَمُ بِالحِجَاب} حَتىَّ العَجُوزِ الطَّاعِنَةِ في السِّنِّ ـ الَّتي لَيْسَ لِلرِّجَالِ حَاجَةٌ فِيهَا ـ أَمَرَهَا الله (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) أَنْ لاَ تَظهَرَ عَلَيْهِم؛ فَبَعدَ أَنْ قَال (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى): {وَالقَوَاعِدُ مِنَ النّسَاءِ اللاَئِي لاَ يَرجُونَ نِكَاحَاً فَلَيسَ عَلَيهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعنَ ثِيَابَهُنَّ غَيرَ متَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ} [النُّور: 60]

قَالَ: {وَأَنْ يَستَعفِفنَ خَيرٌ لهُنَّ وَالله سَمِيعٌ عَلِيمْ} [النُّور: 60] {أَوَّلُ فِتْنَةِ بَني إسْرَائِيلَ كَانَتْ في النِّسَاء} إِنَّ الله (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) نَهِيَ عَن كلِّ مَا يثِيرُ الفِتنَةَ حَتىَّ عَن إِلاَنَةِ الصَّوتِ وَالكَلاَمِ النَّاعِمِ فَقَال (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى): {فَلاَ تَخضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الَّذِي في قَلبِهِ مَرَضٌ وَقُلنَ قَوْلاً مَعْرُوفَا} [الأَحْزَاب: 32] وَيَقول هَذَا الكَلاَمَ لِمَن 00؟! لخَيرِ النسَاءِ زَوْجَاتِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكيف بزَوْجَاتِنَا 00؟!

وَلمَّا كَانَتْ فِتْنَةُ النِّسَاءِ هِيَ شَرَّ الفِتَنِ حَتىَّ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ في خُطْبَةِ الوَدَاعِ الَّتي كَانَتْ بِمَثَابَةِ وَصِيَّةِ مُوَدِّعٍ لأُمَّتِه: " إنَّ الدنيَا حُلوَة خَضرَة وإن الله مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فِيَنظرَكَيفَ تَعمَلون فَاتَّقُواْ الدُّنيَا وَاتَّقُواْ النِّسَاءِ؛ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَني إسْرَائِيلَ كَانَتْ في النِّسَاء " 00!! [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ 0 الشعب: 5412، 5413] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تَصَدَّقْنَ يَا مَعْشَرَ النّسَاءِ وَلَوْ مِن حُلِيِّكُنّ؛ فَإِنَّكُنَّ أَكثَرُ أَهْلِ النَّار " 0

[صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (7981)، وَأَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقم: (3569/ 3559)، الكَنْز: 45081] وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ عَن أَبي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَثَلُ المَرْأَةِ الصَّالحَةِ في النِّسَاءِ كَمَثَلِ الغُرَابِ الأَعْصَمِ الَّذِي إِحْدَى رِجْلَيْهِ بَيْضَاء " 00!! ... ... ... [الكَنْز: 45145، 45086]

إِخوَانِي وَأَخَوَاتِي: هُنَاكَ أُنَاسٌ أَعْطَاهُمُ الله (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) عُقُولاً وَلَكِنَّهُ لمْ يُعْطِهِمْ قُلُوبَاً، أَوْ بمَعنيً أَوْضَحْ: وَهَبَهم ذَكَاءً لَكنَّهُمْ استَغَلُّوهُ في الشَّرّ بَدَلاً مِنَ اسْتِغْلاَلِهِ في الخَيرِ ـ وتِلكَ هِيَ مُشكِلتنَا ـ تجِدُ العَاقِلَ غَيْرَ مُتَدَيِّنٍ وَالمُتَدَيِّنَ غَيْرَ عَاقِلٍ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي، إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيم 00!! قَالَ وَاحِدٌ مِن هَؤلاَء، وَبَعضُ النّاس قَوْلُهُ وَبَوْلُهُ سَوَاء: لاَ تُشيدُوا بالمَصون وَتَذُمُّواْ في المَكشوفْ فَالحُسنُ بِلاَ عُيُون كالشذَا بِلاَ أنوفْ وَكَمَا قَيَّضَ الله قُرَنَاءَ يَدعُونَ إِلى النَّارِ قَيَّضَ قُرَنَاءَ يَدعُونَ إِلى الجَنَّةِ فَانبَرَى لَه سَرِيعَاً مَنْ يَرُدُّ عَلَيْهِ فَقَال: الشذا مِلكُ الكلِّ وَالمرْأَةُ مِلكُ الزَّوْجْ

سَمِعَهُ أَحَدُ الزَّجَّالِينَ وَكَانَ جَالِسَاً فَقَالْ: "ومَا يِرْضَاشِ تْكُونِ اللِّي مَا يِشترِي يِتفرَّجْ " يَا لَيْتَ شِعْريَ ما تُبْدِي الفَتَاةُ غَدَاً بَعْدَ الَّذِي قَدْ بَدَا مِنْ جِسْمِهَا الآنَا لَسْنا نَعُودُ إِلى المَاضِي بِغَادَتِنَا وَلاَ نُرِيدُ لَهَا سِجْنَاً وَسَجَّانَا لَكِنَّ لِلذَّوْقِ حَدَّاً لاَ يجَاوِزُهُ وَلِلشَّرِيعَةِ والأَخْلاَقِ مِيزَانَا قَدْ كُنْتُ أَحْلُمُ بِالحَسْنَاءِ لاَئِذَةً بخِدْرِهَا فَبِمَاذَا أَحْلُمُ الآنَا {كَمْ سَلَبَ الهوَى عَقلاً وَدِينَا} أَفَوْقَ الرُّكْبَتَينِ تُشَمِّرِينَا بِرَبِّكِ أَيُّ نَهْرٍ تَعْبُرِينَا مَضَى الخَلْخَالُ حِينَ السَّاقُ أَمْسَتْ تُطَوِّقها عُيُونُ النَّاظِرِينَا تَظُنِّينَ الرِّجَالَ بِلاَ شُعُورٍ لأَنَّكِ رُبَّمَا لاَ تَشْعُرِينَا

كأَنَّ الثَّوْبَ في النُّقْصَانِ ظِلٌّ يَزِيدُ تَقَلُّصَاً حِينَاً فَحِينَا وَلَيْسَ بِعَاصِمٍ عَقْلٌ وَدِينٌ فَكَمْ سَلَبَ الهَوَى عَقْلاً وَدِينَا حِكمَتَان عَلّمُوهُمَا لِبَنَاتِكُمْ: الوَاحِدُ مِنَّا لَوْ رَأَى قِطْعَةً مِنَ الزجَاجِ مُغَلَّفَةً بِفاتْرِينَا لَظَنَّهَا جَوْهَرَةً 00!! وَلَوْ رَأَى قِطْعَةً مِنَ الجَوْهَرِ مُلقَاةً بِالشَّارِعِ لَكَذَّبَ عَيْنَيْهِ وَظَنَّهَا قِطْعَةً مِنَ الزُّجَاجِ وَأَمَاطَهَا عَنِ طرِيقِ النَّاسِ لِئَلاَ تُؤْذِيهِمْ 00!! وَعَلِّمُوهُنَّ أَنَّ مَثَلَ الفَتَاةِ ذَاتِ الخِمَارِ وَالَّتي تخْرُجُ بِشَعْرِهَا كَمَثَلِ التُّفَّاحِ المَكْسِيِّ بِالوَرَقِ السُّلُوفَانِ وَالتُّفَّاحِ المُتَكَاثِرِ عَلَيْهِ الذُّبَاب، وَحَبِّبُواْ إِلَيْهِنَّ الحِجَاب، حَتىَّ يخْفِيَهُنَّ مِن أَعْيُنِ الذِّئَاب 00!!

وَمَنْ رَعَى غَنَمَاً في أَرْضِ مَسْبَعَةٍ وَنَامَ عَنهَا تَوَلَّى رَعْيَهَا الذِّيبُ اللهُمَّ اهدِ الجَمِيلاَتِ الكَاسِيَاتِ العَارِيَاتِ إِنّهُنَّ أَضْلَلنَ كَثِيرَاً مِنَ النّاس 0 وَلَقَدْ رَأَيْتُ أَنَّهُ مِنْ تمَامِ الفَائِدَةِ أَن أُلحِقَ بِهَذَا البَابِ بَعْضَ القَصَصِ الوَاقِعِيَّةِ للفَتَيَاتِ التَّائِبَاتِ لاَ سِيَّمَا المَشْهُورَاتِ مِنهُنَّ عَسَى اللهُ أَنْ يَهْدِيَ بهَا 00 {تَوبَة الممَثلَة هَالَة فُؤَاد} " أَرَى أَنني ارتَكبت مَعصيَة وَخَطَئَاً كَبيرَاً في حَق رَبي وَديني، وَعَلَى هَذَا الأَسَاس أَتمني أَن يَغفرَ الله لي وَأَنْ يُسَامحني " 00!!

هَذَا مَا قَالَته الممَثلَة (سَابقَا) هَالَة فؤَاد بَعدَ تَوبَتهَا وَاعتزَالها الفَنَّ وَارتدَائهَا الحجَاب، وَإِعلاَنها التَّفَرغَ التَّامَّ لرعَايَة زَوجهَا وَأَولاَدهَا وَبَيتهَا، تَروي قصَّتَهَا فَتَقول: "منذ صغَري وَأَنَا بدَاخلي شعورٌ قَويٌّ يَدفَعني إِلى تَعَاليمِ الدينِ وَالتمَسك بالقيَم وَالأَخلاَق الحَميدَة، وَبالتحديد عندَمَا كنت في المَرحَلَة الإعدَادية

كنت لاَ أحب حَيَاةَ الأَضوَاء وَالظهور في المجتَمَعَات، وَكَانَت سَعَادَتي الكبرَى أَن أَظَل دَاخلَ مَنزلي، وَلَكن النفسَ الأَمَّارَةَ بالسوءِ وَالنظرَ إِلى الآخَرينَ وَتلكَ التبريرَاتِ الشيطَانيةَ كَانَت وَرَاءَاتجَاهي لهَذَا الطريق، وَشَاءَ الله (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) أَن يَبتَليَني بمصيبةٍ أَعَادَتني إِلى فطرَتي وَتَبَينَ لي من خلاَلهَا الضلاَل منَ الهدَى، في لحظةٍ كنت فِيهَا قَابَ قَوسَين أَو أَدنى منَ المَوت، وَذَلكَ أَثنَاءَ عَمَلية الولاَدَة الأَخيرَة حَيث سَدت المشيمَة عنقَ الرحمِ وَكَانَ الأَطباء يَستَخدمونَ مَعي الطلقَ الصنَاعي قَبلَ الولاَدَة بثَلاَثَة أَيام، وَحَدَثَ لِي نَزيف حَادٌّ هَددَ حَيَاتي بِخَطَرٍ كَبيرٍ فَأجريَت لِي عَمَلية قَيصَرية، وَبَعدَ العَمَلية ظَلَلت أعَاني منَ الآلاَم، وَفِي اليَوم السابعِ الَّذِي كَانَ منَ المفترَضِ أَن

أغَادرَ فِيه المستَشفَي فوجئت بأَلَمٍ شَديد في رجليَ اليمني: فَأَصَابَهَا وَرَم ضَخمٌ وَتَغَيرَ لَونها؛ فَقالَ ليَ الأَطباءُ إِنَّكِ أصبت بجَلطَة 00!! شَعَرت وَأَنَا في هَذه الظروفِ بإحسَاس دَاخلي يَقول لي: إنَّ اللهَ لَنْ يَرضَى عَنك وَيَشفِيَك إِلاَّ إذَا اعتَزَلت التمثيلَ خَاصَّةً وَأَنك في دَاخلك مقتَنعَةٌ أَنَّ التمثيلَ حَرَام، وَلَكِنَّكَ تُزَيِّنِينَهُ لِنَفْسِك، وَالنفس أَمارَة بالسوء 00!! أَزعَجَني هَذَا الشعورُ جِدَّاً لأَنني أحب التمثيلَ كَثِيرَاً وَكُنْتُ أَظُنُّ أَنيَ لاَ أَسْتَطِيع الحَيَاةَ بدونه، وَفي نَفْسِ الْوَقْتِ خِفْتُ أَن أَتخِذَ خُطْوَةَ الاَعْتِزَالِ ثُمَّ أَتَرَاجَعُ عَنهَا فَيَكون عَذَابي عِنْدَ اللهِ شَدِيد 00!!

المهمُّ عُدتُ إِلى بَيتي وَبَدَأتُ أَتَمَاثَل للشفَاءِ وَالحمْدُ لله، وَرجْلي اليُمْني بَدَأَ يَطرَأ عَلَيهَا تَحسُّنٌ كَبير، ثم فَجأَةً وَبدون إِنذَار انتَقَلَت الآلاَمُ إلَى سَاقِيَ اليسرَى، وَكُنْتُ قَدْ شَعَرت قَبلَ ذَلكَ بآلاَم في ظَهري، نَصَحَني الأَطباءُ بعَمَل علاَج طَبيعيٍّ لأَن عَضَلاَتي أَصَابها ارتخَاءٌ نَتيجَةً لرقَادي في السريرِ مُدَّةً طَوِيلَة، وَكَانَت دَهشَتي أَن تَنتَقلَ الجَلطَة إِلى السَّاقِ اليسرَى بصورَة مُفَاجِئَةٍ أَشَد وَأَقوَى منَ السَّاقِ اليُمْني 00!!

كَتَبَ لي الطبيبُ دَوَاءً قَويَّا جدَّاً، شَعَرت مَعَهُ بآلاَم شَديدَة في جسمي، استَخدَمَ مَعي أَيضَا حقَنَا أخرَى شَديدَةً لعلاَج هَذه الجَلطَة في الشرَايين، وَلَم أَشعر بتَحَسنٍ وَازدَادَت حَالَّتي سوءَاً، هنَا بَدَأتُ أَشعُرُ بهبوط حَادٍّ وَضَاعَت أَنفَاسي، وَشَاهَدت كل مَن حَولي في صورَة بَاهتَة، وَفَجأَةً: سَمعت مَنْ يَقول لي قولي لاَ إلَه إِلاَّ الله، فَقلتُ لاَ إلَهَ إِلاَّ اللهُ محمدٌ رَسول الله، نَطَقت بِالشهَادَةِ وَفي هَذه اللحظَةِ تحَدثت مَعَ نَفسي وَقلت لها سَوفَ تَنزلينَ القَبرَ وَتَرحَلينَ إِلى الله وَالدار الآخرَة، فَكَيفَ سَتقَابلينَ اللهَ وَأَنت لَم تمتَثلي لأَوَامره، وَقَضَيت حَيَاتَك بالتبرجِ وَالوقوف في مَوَاقف الفِتنَةِ من خلاَل عَمَلِكِ بالتمثيل 00؟! مَاذَا سَتَقولينَ عندَ الحسَاب 00؟! هَل سَتَقولينَ إن الشيطَانَ قَد هَزَمَني 00؟!

لَقَد رَأَيت الموتَ حَقَّاً، وَلَكن للأَسَفْ: فَكلنا نَتَنَاسَى هَذِهِ اللحظة، وَلَو تَذَكَّرَ كل إِنسَان تلكَ اللحظَة فَسَوفَ يَعمَل لَهَا أَلفَ حسَاب، يجب أَن نتثقف دينيا حَتىَّ لاَ نكون مسلمين بالوراثة، ويجب أنْ نتعمَّق في دراسة القرآن والسنة والفقه؛ فإننا نعاني من أمية دينية ولاَ بد من تكاتف كل الجهات لتثقيفِنَا دِينِيَّا، ولنْ يتم ذلك من خلاَل برنامج أو برنامجين 00!! وباختصارٍ قمت بمحاكمة سريعة لنفسي في تلك اللحظاتِ فَشعرتُ فجأة بأنني استردُّ أنفاسي، وبدأت أرى كل من يقف حولي بوضوح تامّ، فَإِذ بِزَوْجِي قَد أصبحَ وَجْهُهُ شديد الاَحْمرارِ وَيَبْكي بشدة، وَإِذ بِوالدي في حالٍ يُرثى لها، أما والدتي فقد قامت في ركن من الحجرة تصلي وتدعو الله، سألت الطبيبَ ماذا حدث 00؟!! فَقالَ احمدي اللهَ لَقَد كُتب لك عُمر جديدْ 00!!

بدأت أفكر في هذه الحادثة الَّتي حدثت لي وأذهلت الأطباءَ وَكُلِّ من حولي وَفكرت في الحياة كمْ هي قصيرةٌ ولاَ تستحق منا كل هذا الاَهتمام، فقررت في نَفسِي أن أرتدي الحجابَ وأكون في خدمة بيتي وأولاَدي، وَأَن أَتفرغ لِتَنشِئَتِهِمُ التَّنشِئَة الصحيحة، وهذه أعظم رِسَالَة 0

وَهَكَذَا عَادَتْ هَالَةُ إِلى رَبِّهَا، وَأَعْلَنَتْ قَرَارَهَا الأَخِيرَ بِاعْتِزَالِ التَّمْثِيل، تِلْكَ المِهْنَةِ المَهِينَة، الَّتي تَجْعَلُ مِنَ المَرْأَةِ دُمْيَةً رَخِيصَةً يَتَلاَعُبُ بِهَا أَصْحَابُ الشَّهَوَات، إِلاَّ أَنَّ هَذَا القَرَارَ لَمْ يَرُقْ لِكَثِيرٍ مِنَ تُجَّارِ أَصْحَابِ القَنَوَات، الَّذِينَ يُرَوِّجُونَ بِضَاعَتَهُمْ بِالجِنْسِ وَإِثَارَةِ الغَرَائِز ـ فَمِنهُمْ مَنْ رَمَاهَا بِالجُنُون، وَمِنهُمْ مَنِ ادَّعَى أَنَّهَا تَرَكَتِ التَّمْثِيلَ بِسَبَبِ مَرَضِهَا وَعَجْزِهَا عَنِ المُوَاصَلَة، وَتَرُدُّ عَلَى هَؤُلاَءِ وَتَقُول: إِنَّ هُنَاكَ مِن أَعْلاَمِ الفَنّ، مِمَّن هُمْ أَكْثَرُ مِني نجُومِيَّةً وَشُهْرَةً؛ قَدْ تَعَرَّضُواْ لِتَجَارِبَ أَقْسَى بِكَثِيرٍ مِمَّا تَعَرَّضْتُ لَهُ وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَتَّعِظُواْ 00!!

ثُمَّ تُضِيفُ تِلْكَ الفَنَّانَةُ الفَاضِلَةُ وَتَقُول: وَالغَرِيبُ أَنَّ هَذَا الوَسَطَ قَدِ انْقَسَمَ إِزَاءَ قَرَارِيَ هَذَا إِلى قِسْمَين: فَبَعْضُهُمْ جَاءوْني يُهَنِّئُون، وَبَعْضُهُمْ اتَّهَمَني بِالجُنُون، وَهَؤُلاَءِ أَقُولُ لَهُمْ: إِذَا كَانَ الاَمْتِثَالُ لأَوَامِرِ اللهِ جُنُونَاً، فَإِنّيَ لاَ أَمْلِكُ إِلاَ أَن أَدْعُوَ لَكُمْ بِالجُنُون " 0 [000] الشِّيخ / محمَّد عَبدِ العَزيزِ المسْنَد في " العَائِدُون إِلى الله " بِالجُزْءِ الثَّالِث 0 {تَوبَةُ المُذِيعَة الشَّهِيرَة سُوزِي مَظهَر} سوزي مظهر لَها أكثر من عشرين عاماً في مجال الدعوة إِلى الله، ارتبط اسمهما بِاسْمِ الفنانات التائبات، تَرْوِي قِصَّةَ تَوْبَتِهَا فَتَقُول:

تخرجت من مدارس المارديدية في قسم الصحافة بِكلية الآداب، كُنْتُ أَعِيشُ مع جدتي والدة الفنان أحمد مظهر عمي كنت أجوب طرقات حي الزمالك وأرتاد النوادي وَكأني أستعرض جَمالي أمام العيون الحيوانية بلاَ حرمة تحت مسمياتٍ شَتي: كَالتحرر والتمدن وَ 0000000000 إِلخْ 0 وَكَانَت جَدتي العجوز لاَ تَقوَى عَليَّ حَتىَّ أَبي وَأمي؛ فَأَولاَدُ الذوَات هَكَذَا يَعيشون كَالأَنعَام بَل هُمْ أَضَل سَبيلاَ، إِلاَّ مَا رَحمَ رَبِّي 00!! حقيقةً كنت في غيبوبة عن الإسلاَم إِلاَّ عنْ بعض حروفه، لكن برغم المال والجاه كنت أخافُ من شيء ما: كَمصادِرِ الغازِ والكهرباءِ وأظن أن الله سيحرقني بِهِمَا جزاءَ ما أنا فيه من معصيَتِه 0 وكنت أقول في نفسي إذا كانت جدتي تصَلي وهيَ مريضة: فكيف أنجو أَنَا من عذاب الله غدا 00؟!!

فأهرب بسرعة من تأنيب ضميري بالاَستغراق في النوم أو بِالذهاب إلَى النادي، وعندما تزوجت ذهبت مع زوجي إِلى أوروبا لقضاء ما يُسمى بشهر العسل، وكان مِمَّا لفت نظري هناك أنني عندما ذهبت إِلى الفاتيكان في روما وأردت دخول المتحف البَابَوي أجبروني على ارتداء البَالطو الجلد الأسود على الباب 00!! هكذا يحْتَرِمُونَ دِيَانَاتهِمُ المحَرَّفَة، وهنا قُلتُ في نَفسِي بصَوت خافتٍ لَيْتَنَا نحْتَرِمُ دِيَانَتَنَا الصَّحِيحَةَ كَمَا يحْتَرِمُونَ دِيَانَاتهِمُ المحَرَّفَة 00؟!!

وفي أوج سعادتي الدنيوية المزيفة قلت لزوجي، أريد أن أصلي شكرا لله على نعمته 00؟ ... فأجابني افعلي ما تريدين فهذه حرية شخصية، فَأحضرت معي ذاتَ يَوْمَ ملاَبس طويلة وغطاءَاً للرأسِ ودخلت المسْجد الكبيرَ في باريس وأديت الصلاَة، وعلى باب المسْجدِ وَأَنَا خَارِجَةٌ أزحت غطاءَ الرَّأسِ وخلعت الملاَبس الطويلة لأضعها في الحقيبةِ وهنا كانت المفاجأة: حَيْثُ اقتربت مني فتاة فرنسية بِعُيُونٍ زرقاءَ ـ لَم أَكُنْ لأَنساها طوال عُمري ـ كَانَت ترتدي حِجَابَاً، أمسكت بِيدي في رفق وربتت على كتفيَّ وقالت بصوت منخفضٍ لِماذا تَخلعين الحجابَ ألاَ تعلمين أَنَّ اللهَ قَدْ أَمَرَ بِه 00؟!! كنت أستمع لها في ذهول، التمست مني أن أدخل معها المسجد لِبضعِ دقائق، حاولت أن أفلت منها لكن أدبها الجمُّ وحوارُهَا اللطيفُ أجبرني على الدخول، سألتني أتشهدين أن لاَ إله إِلاَّ الله 00؟

قُلتُ نَعَمْ، قَالَتْ أتفهمين معناها 00؟ إنها ليست كلمَةً تقال باللسان، بل هِيَ عَمَلٌ بِالجَوَارِحِ وَتصْدِيقٌ بِالفُؤَاد، لقد علمتني هذه الفتاة أقسى درس في الحياة، اهتزَّ لهُ قلبي وَمشاعري، ثم صافحتني قائلة: انصري يا أختي هذا الدين 00!! لَم أعد أختلط بالرجال من الأقارب وغيرهم، ولَم أعد أصافح الذكور، كان امتحانا من الله تَعَالى، لكن أولى خطوات الإيمان هي الاَستسلاَمُ لله، وأن يكون الله ورسوله أحب إليَ مما سواهما، حدثت مشاكل كادت أَنْ تفرق بيني وبين زوجي، لكن بحَمْدِ الله فرض الإسلاَمُ وجوده على بيتنا الصغير، وهدى الله زوجي وأصبح الآن خيراً مني، أَحسبه كذلكَ ولاَ أُزكيه على الله، وبرغم المرضِ والاَبتلاَءَات والحوادث الَّتي تعرضنا لها فنحن سعداء ما دامت مصيبتنا في دنيانا وليست في ديننا 00!!

[نَقلاَ عَن رسَالَة تَوبَة فَتَيَات بِتَصَرُّف 0 دَار الصَّفَا] {تَوبَة طَالِبَةٍ في رَوضَةِ القرآن} وَتقول هذه الطَّالِبَةُ التائبةُ أنا في المرحلة الثانويةِ أعيش في دولة الإمارات العربية، وَالَّتي لها معزة خاصة عندي ففي هذا البلد وفقني الله إِلى طريق الهداية: منذ قدومي إلَى هذا البلد الشقيق وأنا أُقِيمُ حِلفا قَوِيَّاً مع حضرة الأستاذ الموقر/ التليفزيون، كنت لاَ أفارقه لحظةً فَلاَ أترك مسلسلاَ ولاَ بَرنَامَجَ أطفال ولاَ أغنية ولاَ تمثيلية إِلاَّ وأشاهدها 00!! فإذا جاء برنامجٌ ديني أو ثقافي فسرعان ما أغلق الجهاز فتسألني أختي لِمَ فعلتِ ذلك 00؟! ... فَأُجِيبُها بخبث محتجَّة بكثرة الواجبات المدرسية والمنزليةِ فتقول لي: آلآن تذكرتي الواجباتْ 00؟!! ... ... أين كنت وَأَنتِ تُشَاهِدِينَ تلك المسلسلاَتِ والأغاني وَالبرامج التافهة 00؟!

وقد كانت أختي هذه على عكسي تماما، منذ أن علمتها أمي الصلاَة لَمْ تتركها إِلاَّ لعذر، أما أنا فلاَ أواظب عليها بل لاَ أكاد أصليها في الأسبوع إِلاَّ مرة أو مرتينِ، كَمَا كانت تتجنب التلفاز بقدر الإمكان، وقد أحاطت نفسها بصديقات صالحات يساعدنها عَلَى فعل الخير، كانت دائما تذكرني بالله وتعظني فما أزداد إِلاَّ استكبارا وعنادا، بل كانت ساعات جلوسي أمام التلفاز تزداد يوما بعد يوم، والتلفاز يتفنن في عرض المسلسلاَت التافهةِ والأفلاَم الهابطةِ وَالأغاني الماجنة، الَّتي لم أدرك خطورتها إِلاَّ بعد أن هداني الله (جَلَّ جَلاَلُهُ) فله الحمد وَالمِنَّة، كنت أفعل ذلك كله وأنا في قرارة نفسي على يقين تام من أن ذلك حرام، وأن طريق الهداية واضح لمن أراد أن يسلكه، كانت نفسي كثيراً ما تلومني، وضميري كثيراً يعذبني بشدة في فترَاتِ الضلاَلِ هَذهِ، خَاصَّةً وَأَن الأمر لَم يكن

مقتصراً على ارتكاب المعاصي، بل تعداه إلَى ترك الفرائض؛ وَلذا كنت دائما أتجنب الجلوس بمفردي حَتىَّ عندما أخلد إِلى النومِ والراحة: كُنتُ أحاول أن أشغل نفسي بكتاب أو مجلةٍ حَتىَّ لاَ أدع مجَالاَ لتوبيخ النفس أو تأنيب الضمير، وظللت على هذا الحال خمس سنوات، حَتىَّ جاء اليوم الَّذِي وفقني الله (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) فيه إِلى الهداية، كنا في إجازة نصف العام وأرادت أختي أنْ تلتحق بدورة لتحفيظ القرآن الكريم في إحدى الجمعيات الإسلاَميةِ؛ فعرضتْ عليَّ أن أذهب معها فوافقت أمِّي ولَكِنيِّ رفضتُ بل وَبشدةٍ وأقمت الدنيا وأقعدتها وقلت بأعلى صوتي: لاَ أريد وكنت عازمة في قرارة نفسي على العكوف على هذا الجهاز ـ تَعْني التِّلفَاز ـ الَّذِي أصبح جزءَا لاَ يتجزأ من حياتي، فمالي وَلحلقات تحفيظ القرآن 00؟!

وحضر أبي فشكوت له ما حدثَ فقال لَهمْ دعوها ولاَ تجبروها على شَيْء، اتركوها على راحتها ـ وكانت لِي عند أبي معزة خاصَّة ـ لأني ابنته الوسطى؛ فليس لي سوى أختي الكبرى وَأَخٌ يصغرني بكثير، صحيحٌ لم أكن أكذب عليه حين يسألني أصليتِ فأقولُ نعمْ: فقدكنت أقوم وأصلي أمامه عندما يكون موجودا فإذا ذهب إِلى عمله تركت الصلاَة 00!! وكان أبِي يمكث في عمله من ثلاَثةِ أيامٍ إلَى أربعة، وذات يومٍ طلب أبِي مني أن أرافق أختي ولو لِمرَّة واحدةٍ فإن أعجبني الحال وإلاَ كَانَتِ المَرَّةَ الأولى والأخيرةَ، فوافقت لأنِّي لاَ أَرُدُّ لأبِي طلبا، وانطلقت إلَى روضة القرآن، هناك رأيت وجوها وَضِيئَةً مِن آثَارِ الوُضُوءِ مشْرِقةً بنور الإيمان، وأعينَاً باكيةً لَمْ تدمن النظر إِلى الحرام مثلِي، فتمالَكِنيِّ شعورٌ فياض لاَ أستطيع وصفَه، شعور بالسعادةِ والرهبةِ يخالطه إحساسٌ بالندم والتوبة،

وأحسست بأنني قريبةٌ جِدَّاً من الله (جَلَّ جَلاَلُهُ) فرقَّ لِذَلِكَ قلبي وانهمرت دموعي ندما على تِلكَ الأوقات الَّتي ضيعتها في غير مرضاة الله (جَلَّ جَلاَلُهُ) أمام شاشة التلفاز، أو في مجالس اللهْو مع رفيقات السوء اللاَئِي لاَ هم لهن إِلاَّ القيلَ والقال 00!! كمْ كنت غافلة عن تلك المجالس النورانية الَّتي تحفها الملاَئكةُ وتغشاها الرَّحْمَة، والَّتي ذقت فيها من نعم الله ما لَم أذقهُ في حياتي، عشت في جناب القرآن هادئة البال مطمئنة النفس مرتاحة الضمير، وانتهيت إِلى يقين جازمٍ حاسمٍ أنه لاَ صلاَحَ لِهَذه الأمةِ وَلاَ رَاحةَ وَلاَ طمَأنينةَ وَلاَ رفعَةَ إِلاَّ بالرجوع إِلى الله 00!!

إن الحياة في ظلِّ القرآن نعمَةٌ أيُّ نعمة، نعمة لاَ يعرفها إِلاَّ من ذاقها، لقد هداني الله (** عز وجل **) وقدكنت أبارزه بالمَعَاصِي، وأقدم ما يرضي نفسي على ما يرضيه (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) وَأَوَامِرَ الشيطانِ على أَوَامِرِهِ (جَلَّ جَلاَلُهُ) 00!! وَباختصارٍ لَقَدْ كنت غافلة فأيقظني القرآن وَسُبْحَانَ القَائِل: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا} 0000000000000000000 [الإسراء: 9] وَأَصْبَحْتُ اليوم أسأَلُ نَفسِي كيف كنت سألقى ربي لو لم يهدِني 00؟!! فَالحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَن هَدَانَا الله 00!! إنني خجلة من نفسي، وقبل هَذَا خجلة مِنَ اللهِ وصدق القائل: فَيَا عَجَبَاً كَيْفَ يُعْصَى الإِلَ هُ أَمْ كَيْفَ يجْحَدُهُ الجَاحِدُ

وَفي كُلِّ شَيْءٍ لَهُ آيَةٌ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ الْوَاحِدُ أختي الحبيبة: حلقات القرآن في انتظارك، فلاَ تتردَّدِي في الاَلتحاق بها والله يحفظك ويرعَاك؛ فهيا سارعي بالتوبة يا أخْتَاهُ قبل يوم لنْ ينفعَ فِيهِ مَالٌ وَلاَ بَنُون 00!! [بِتَصَرُّفٍ نَقلاَ عَن رسَالَة تَوبَة فَتَيَات 0 دَار الصَّفَا] {تَوبَة طَالبَة عَلَى يَدَ معَلمَتهَا} تقولُ هَذِهِ الطَّالِبَةُ لاَ أدرى بأيَّةِ لُغَةٍ أَكتُبُ قِصَّتي أَم بأيَّةِ عبارةٍ أُدَوِّنُ تِلكَ الذكرى الماضيةَ الَّتي أتمني أنها لَمْ تكُ مِنْ قَبْلُ شَيْئَا 00!!

لَقد كان إقبالي على سَماع الغناء كبيرا حَتىَّ أنَّني كُنْتُ لاَ أنامُ ولاَ أستيقظ إِلاَّ علىأصوات المُغَنِّيَاتِ وَالمُغَنِّين، أما المسلسلاَت والأفلاَمُ فلاَ تسل عنها؛ ففي أيام العطل لاَ أفرغ منْ مشاهدتها إِلاَّ قُبَيْلَ الفجر، في الساعات الَّتي يَتَنزل فيها الرب " سُبْحَانَهُ وَتَعَالى " إِلى السماء الدنيا فيقولُ " هل من مستغفر فأغفر له 00؟! هل من سائل فأعطيَه " 00!! ... [متفق عليه] كُلُّ هَذَا وأنا ساهرة على أفلاَم الضياع، أما زينتي وهيئتي فَكهيئَةِ الغافلاَت أمثالي في هذه السن، قَصَّة غربية، ملاَبسُ قصيرة، أظافرُ طويلة، تهاونٌ بالحجاب 00000 إِلخ 0 وفي الصف الثانِي الثانوي دخلت علينا معلمةٌ لِلكيمياء، وكانت معَلمَة فاضلة شدنِي إليها حسنُ خلقها وإكثارُها مِنْ ذكر النَّصَائِحِ المُفِيدَة، وربطُها مادةَ الكيمياء بالدين 0

حَمَلتني أقدامي إليها مرة لاَ أدري ما الَّذِي ساقني غَيْرَ أَنَّهَا كانت البداية، ثم جلست إليها مرة ومرتين فلما رأت مني استجابةً نصحتني بالاَبتعاد عن سَمَاعِ الأُغْنِيَاتِ ومشاهدة المسلسلاَت 0 قلت لها لاَ أستطيع، قالتْ من أجلي 00؟ قلتُ حسنا من أجلكِ، وَصَمَتُّ قليلاَ ثُم قلت لَها لاَ بل من أجلِ الله، وَقالتْ لي لَمَّا علمت مني رُوحَ التحدي ليكن تحديا بينك وبين الشيطان، فلننظر لمن ستكون الغلبة 00؟! وَكانت الحلقةَ الأَخِيرَةَ في ذلك اليومِ فَلاَ تَسَلْ عَن حالي وأنا أسْمَعُ أصوات الممثلينَ أأتقدم وأشاهدُهَا وَيغلبني شيطانِي، أَمْ أَثبُتُ عَلَى إِيمَانِي 00؟! وَمُنْذُ تلك اللحظة تركت سماع الغناء وَالمسلسلاَت، ولكن لَمْ يمْضِ شهر حَتىَّ عدت إِلى سَماع الغناء، واستطاع الشيطان على الرغم من ضعف كيده كما أخبرنا القُرْآنُ أن يغلبني لضعف إيماني 0

وفي السنة الثالثة وهي الأخيرة دخلت علينا معلمة أخرى كنت لاَ أطيق حصتها وعباراتها الفصيحة ـ إنها معلمة اللغة العربية ـ وفي أول امتحان لمادة النحو فوجئت بِحُصُولِي على درجة ضعيفة جداً، وَوَجَدْتُ المعلمة قد كتبت لِي في ذيل الورقة عباراتٍ عن إخلاَص النية في طلب العلم، وضرورة مضاعفةِ الجهد، فضاقت بي الأرض بِما رحبت؛ فما اعتدت الحصول على مثل هذه الدَّرَجَاتِ، ولكن عسى أنْ تكرهواْ شيئا وهو خير لكم، وَرُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَة، فَذهبت أحثو الخطى إليها لأَسْأَلهَا بأي حق توجه إلي هذه العباراتِ الَّتي لَمْ أَعْتَدْ عَلَى سَمَاعِهَا 00؟

فأخذت تحدِّثني عن إخلاَص النية في طلب العلم و 00000 و 00000 إِلخ وفِي اليوم التالي أخبرتني إحدى الأخوات أن المعلمة تريدني فلمِ ألقِ لذلك بالاً، ولكن شاء الله أن أقابلها في الخروجِ وهي تحمل في يدها مصحفا صغيراً، فَصافحتني ووضعت المصحف في يدي وقبضت عليْهِ يدي وقالتْ لي لاَ أقول لك هدية، ولكنَّهُ أمانة، فإن استطعت حَملها وإلاَ فأعيديها، فوقع حديثها في نفسي، ولَكِنيِّ لم أستشعر ثقل هَذِهِ الأمانة إِلاَّ بعد مقابلة إحدى الأخوات الصالحاتِ حَيْثُ سألتني: ماذا كَانَتْ تريد منكِ المُعَلمَةُ فقلت لهَا إنها أعطتني هَذَا المصحفَ وقالت لي هُوَ أمانة؛ فتغير وجه هذه الأخت الصالحةُ وقالتْ: أتعلمين ما معني أمانة 00؟! أَتعلمين ما مسئولية هذا الكتاب 00؟! أَتعلمين كلاَمُ من هذا وأوامر من هذه 00؟!

عندها استشعرت بِثِقَلِ الأمانة، وكان هَذَا المُصْحَفُ أعظم هدية أهديت إليَّ؛ فانهمكت عَلَى القراءةِ فيهِ وهجرتُ ـ وبِكل قوة وإصرار ـ الغناءَ والمسلسلاَتْ، إِلاَّ أن هيئتي لَمْ تتغير: قصة غربيةٌ، وملاَبس ضيقة، أما تلك المعلمة فقد تغيرت مكانتها في نفسي، وأصبحت أكن لها كل حب واحترامٍ وتقدير، هذا مع حرصها على مَا عَوَّدَتنا في حصتها مِنْ نصَائِحَ غَالِيَة، وربطِهَا بَيْنَ الدرسِ وَالدِّين، وَتحذيرِهَا إِيَانَا مِمَّا يريده بِنا الغرب من التَّفَسُّخِ والإباحية ونبذِ كتاب اللهِ وَرَاءَ ظُهُورِنَا، وفِي كل أسبوع كانت تكتب لنا في إحدى زوايا السبورةِ آيةً من كتاب الله وتطلب منا تطبيق ما في هذه الآية من أحكامٍ عَلَى أَنْفُسِنَا 00!!

وهكذا ظلت توالي نصائحها، بالإضافة إِلى نصائح بعض الأخواتِ حَتىَّ تركت قصة الشعر الغريبَةَ عن اقتناعٍ بِأنها لاَ تليق بالفتاة المسلمة، وأنها ليست من صفات زَوْجَاتِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمهات المؤمنين 0 فتحسَّن حالي وَالحمدُ لله، والتزمت الحجاب الكامل من تغطيةٍ لِلوَجْهِ وَالكفين، بعدما كنت أنا وإحدى الصديقات نحتقر لبس الجوارب حَتىَّ أننا كنا نلبسه فوق الحذاء استهزاءً بِلاَبِسِيهَا ونضحك مِنهُنَّ 00!!

ثُمَّ أنهيت المَرْحَلَةَ الثانويةَ والتحقت بجامعةِ الإمام محمد بن سعود الإسلاَمية، وفي يوم من الأيام ذهبت مع إحدى الأخوات إِلى مغسلة الأموات؛ فإذا المُغَسِّلةُ تغسل شابة تقارب الثالثة والعشرين من عمرها، ولاَ أستطيع وَصف ما رأيتْ، تُقلب يمينا وشمالاَ لتُغسّل وتُكفن وهي باردةٌ كالثلجِ وَحَوْلهَا أُمُّهَا وَأَخَوَاتها وأقاربها، أتراها تقوم وَتُلقِي عَلَيْهِمْ نظرةَ الوَدَاعِ وتعانقهم 00؟! كلاَ إِنهَا لاَ حراك بِهَا، وإذ بأمها تقبلها على خديها وجبينها وهي تبكي وتقولُ اللهم وسع مُدخلها، اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة، وتقول لها قد سامحتك يا ابنتي، ثم يُسْدل الكَفَنُ على وجهها وَتحْمَلُ إِلى المَدَافِن 00!! ما أصعبه من منظر، وما أبلغها من موعظة، لَحَظَات وَتوضَع في اللحدِ

ويهال عليها الترابُ وَتُسْأَلُ عن كل صَغِيرَةٍ وَكَبِيرَة، فوالله مهما كتبت من العباراتِ فلن أستطيع أن أحيط بذلك المشهد، لقد غير ذَلِكَ المشهدُ مجْرَى حياتي؛ وَزَهَّدَنِي في الدنيا وَمَا عَلَيْهَا 00!! وَأَخِيرَاً أتوجه إِلى كل معلمةٍ داعيةٍ بل إِلى كل مسلمةٍ أَيَّاً كان مركزها أَلاَ تتهاونَ في إسداء النصحِ لَنَا، حَتىَّ لو أُقفِلَتْ جَميعُ الأبوابِ في وجهها، حسبها أن باب الله مفتوح 00!! [نقلاَ عن رسالة توبة فتياتْ بِتَصَرُّف] {تَوبَةُ مُدَرسَةٍ عَلَى يَدِ طَالبَتهَا}

إِن الاَهتمام بالحجاب والمحافظة عليه هُمَا الخطوة الأولى في طريق الاَلتزام والاَستقامة بالنسبة للمرأة، ولست أعني بالحجاب حجاب العادة والتقليد الَّذِي تلبسه المرأة فتزداد به فتنة في أعين ذئاب البشر، وإنَّما أعني الحجاب الشرعيَّ الكامل الَّذِي يكسب المرأة احتراماً وتقديراً، كما قال (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) عن نساء المؤمنين في آية الحجاب: {ذَلكَ أَدنَى أَن يعرَفنَ فَلاَ يُؤذَين} [الأَحْزَاب: 59] فإذا مَا رأى الناس المرأة المتحجبة الحجاب الشرعي الكاملِ عرفوا أنها من النساء العفيفاتِ فلاَ يجرُءون على إيذائها وَالتَّعَرُّضِ لهَا، وَبِلاَدُنَا ولله الحمد قد تميزت نساؤها بارتداء الحجاب الكامل الَّذِي يشمل الوجه بالدرجة الأولى، وإن كانت هناك محاولاَت مستمرة من قبل بعض أدعياءِ الفِكْرِ

لإقناع المرأة بنزع غطاء الوجه كخطوةٍ أولى في طريق طويل لنزع الحجابِ بأكملهِ، ليصل الأمر في النِّهَايَةِ إِلى العُري الكامل والاَختلاَط في الأماكن العامة وعلى شواطئ البحار وغيرها كما هو الحال في كثير من البُلدَانِ العَرَبِيَّةِ الَّتي نَجح فيها أولئك المفسدون وَوصَلواْ إِلى مآربهم، وَمِنْ وَرَائِهَا مَآرِبُ أُخْرَى، ولكنَّ هذه البلاَد وَللهِ الْحَمْدُ كَثِيرَاً تختلف عن غيرها، ونساؤها ولله الحمد على وعي تام بما يُرَادُ بِهَا وَمَا يدبره أعداؤهَا ـ وإن لبسوا في ذَلِكَ لِبَاسَ الدينِ وظهروا بمظهر المُصْلِحِين 00!! والقصة الَّتي سأرويها لكم هي مثال رائع لفتيات هذا البلد المسلم، تقول صاحبة القصة: تعودت في بلاَدي أن أخرج بلاَ حجاب، أرتدي الأزياء المتعارف عليها وأحرص على أَحْدَثِ خطوط الموضة، شاء اللهُ (جَلَّ جَلاَلُهُ) أن أحضرَ إلَى الْمملكة بعقد عمل مع إحدى

الجهات، وفِي بداية عملي كان لاَ بد من الاَلتزامِ بعادات البلد وتقاليدها؛ فلبست العباءة والغطاءَ وظللت على هذه الحالِ حَتىَّ جاء موعد سفري لبلدي، وفِي المطار خلعت العباءة والحجاب؛ فَإِذ بي أُفَاجَأ بإحدى طالباتي مسافرة معي في الطَّائِرَةِ لقضاء العطلةِ الصَّيْفِيَّةِ في بَلدِي، سعدت جداً برؤيتي لهَا، وما أَنْ سلمت عليَّ حَتىَّ فاجأتني بقولها: " لَم أَكُن أتوقع يا معلمتي أنك أَنتِ الَّتي كُنتِ تُدَرِّسِينَ لنَا عَامَاً كَامِلاَ تحَدِّثِينَنَا عَنِ القِيَمِ وَالمَبَادِئِ وَالأَخْلاَقِ عِنْدَمَا رَأَيْتُكِ بغَيرِ حِجَاب، سألتها: لماذا تقولين هذا إنني حريصة على أداء الواجباتِ الدينيةِكالصلاَة والصيام وعدم فعلِ أيِّ منكرْ، فأجابتْني إن ما أنت عليه

الآن هو عين المنكر، شعرت في تلك اللحظة بالحرج منْ طالبتي الَّتي لَم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها وَمَعَ ذَلِكَ تُوَجِّهُ إِليَّ النصيحَة وَتَأخُذُ بِيَدِي إِلى طريق الصواب، حقيقةً شعرت بضآلة مَوْقِفِي وَتَمنيت لَوِ الأرض ابتلعتني من شدة الخَجَلِ من اللهِ (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) ومن ذلك اليوم قررت ارتداء الحجاب طاعة لله (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) وامتثالاً لأَوَامره جَلَّ جَلاَلُهُ وحفظاً لكرامتي ونفسي من عيون الأجانب، فللهِ درُّ تِلكَ الطالبةِ النجيبةِ بنت الستةَ عَشَرَ رَبيعَاً، ما أروع ما صنعت، إن المسلم ليفتخر بوجود أمثالهَا في المجتمَع، ويضرع إِلى المولى القديرِ أن يحفظ نساء المسلمين وبناتهم منْ كل دخيل، وَمن كل مفسد عميل، إنهُ هُوَ نِعْمَ المَولى وَنِعْمَ الوَكِيل 0 [العَائِدُون إِلى اللهِ بِتَصَرُّف]

تَوْبَةُ امرَأَةٍ أَضَلَّهَا الشَّيْطَان؛ عَلَى يَدِ الشَّيخ أَحْمَد القَطَّان يَقُولُ الشَّيْخُ ـ وَمَا أَظرَفَ أَلفَاظِهِ وَعِبَارَاتِه ـ الطائرة تتجه إلَى نيويورك وفتاة بلاَ محرم تجلس وحدها علىكرسيٍّ في الطائرة، ولاَ يظهر من جسدها شيء، كان مظهرها يدل على أنها قد صانت نفسها بالحجاب الشرعي الَّذِي أمر به الله (جَلَّ جَلاَلُهُ) 00 أحِب قراءة الأشعار ـ لاَ سِيَّمَا في الأسفارِ ـ وَبِالأَخَصِّ شعر الاَنتفاضة الفِلَسْطِينِيَّة، يقول د 0 الشاعر/محمد صيام عن المسلمات المجاهدات: مَا عُدْنَ يَرْهَبنَ الرَّصَاصَ وَلاَ النِّضَالَ وَلاَ الأَسِنَّة أبَدَاً وَلاَ عَادَتْ حَيَاةُ الغَانِيَاتِ تَهُمُّهُنَّه وَرَأَيْتُهُنَّ وَلاَ أُصَدِّقُ مَا عَلَيْهِ رَأَيْتُهُنَّه يَهْجِمْنَ في وَضَحِ النَّهَارِ عَلَى الجُنُودِ وَفي الدُّجُنَّة

يَصْفَعْنَهُمْ يَرْجُمْنَهُمْ يَضْرِبْنَهُمْ بِنِعَالِهِنَّه وَإِذَا الشَّهِيدُ رَأَيْنَهُ يَهْوِي صَرِيعَاً بَيْنَهُنَّه يُطْلِقْنَ مَا يُزْكِي حَمَاسَ الشَّعْبِ مِن أَلحَانِهِنَّه أَمَّا الزَّغَارِيدُ الَّتي تَنْسَابُ مِن أَفْوَاهِهِنَّه فَتَرِنُّ إِنْ نَالَ الشَّهَادَةَ وَاحِدٌ مِن أَهْلِهِنَّه فَلَقَدْ نَشَأْنَ عَلَى العَفَافِ يَرَيْنَهُ فَرْضَاً وَسُنَّة وَسِلاَحُهُنَّ عَفَافُهُنَّ وَدِينُهُنَّ وَعِرْضُهُنَّه وَلَكَمْ صَبَرْنَ عَلَى الرَّصَاصِ يَئِزُّ فَوْقَ رُؤُوسِهِنَّه وَعَلَى مُجَابَهَةِ الشَّدَائِدِ لاَعْتِقَالِ رِجَالِهِنَّه وَعَلَى سُقُوطِ قَوافِلِ الشُّهَدَاءِ مِن أَبْنَائِهِنَّه وَلَكَمْ شَهِدْنَ مِنَ المَوَاقِفِ مَا تَشِيبُ لَهُ الأَجِنَّة فَلَهُنَّ أَلْفُ تَحِيَّةٍ وَتَحِيَّةٍ لِجِهَادِهِنَّه

لفت نظري اهتمامُ المضيف الزائد بالفتاةِ وَنظراتُهُ الماجنة الَّتي أسقطتِ الكلفةَ وأخضعتِ القولَ ونزعتِ الحياء عَلَى غَيرِ مَا عرفنَا المتَحَجَّبَات وَسلوكَهُنَّ مع الرجال، وبعد وجبة الطعام طلبتِ الفتاة من المضيف رفع الأطباقْ، فرفعَهَا وهو يبتسم ابتسامة العشاق 00!!

وما أَن ذهب بالأطباق حَتىَّ تناولت الفتاة حقيبتها ولاَ أدري كم غابت؛ فلقد كنت أقرأ عن بلاَد الأندلس وَطَبِيعَتِهَا الخَلاَبَةِ الَّتي انعكست عَلَى أَهْلِهَا في رِقَّةِ أَشْعَارِهِمْ ونسيت المضيف والفتاة، ولَم يذكرني بما حولي إِلاَّ رائحة عطر نفاذة طَارَتْ عَبرَأَجْوَاءِ الطائرةِ وفتاة في العشرين مِن عُمْرِهَا غاية التبرجِ تلقي بنفسها على مكان الأخت المسلمة، وبيني وبينها كرسي فارغ؛ شعرت حِينَهَا بالإحراجِ وطلبت مِنَ المُضِيفِ تَفسِيرَاً لمَا أَرَاهُ فطلب منها بطاقة المقعد، فقالت بدلاَلٍ أنا صاحبة المكانِ أَلاَ تعرفني 00؟! قال متعجبا أنتِ 00؟!! ... والله ما عرفتكِ هيك أحسن 00!!

ذُهِلتُ مما أرَاهُ وحاولت أن لاَ أصدقَ ولكنها الحقيقة الصارخة الَّتي تصدم الإنسان أحياناً وهو لاَ يريد أن يعترف بها لفظاعتها وبشاعتها وبعدِها عن كل خلق ودين، لقد تألمت كثيراً لِهذا المشهدِ وحزنت على الحجاب الَّذِي لم تصنه صاحبته ولم تعرف قدره ولاَ فائدته بالنسبة لها، وقلت في نفسي ما الَّذِي دفعها إِلى هذا 00؟! وما السر الَّذِي يكمن داخل نفسها 00؟!! لاَ شك أنه أمر خطير، ولم يطل كثيراً بِيَ التَّفكِير: فَلَقَدْ جاءني الجواب وعلى لسانها هي بالذات، فقد انهالت منها للمضيفِ الاَعترافات وَبِدُونِ مُقَدِّمَات: قالتْ إِنَّ زوجي يحب أن يراني في أمريكا سبور، هو منفتحٌ وأنا من عائلة متدينة ومتشددة، والدي يضربنا على الحجابِ ولاَ يتحدث

معنا إِلاَّ القليل، ولاَ نراه إِلاَّ في المناسبات، وَالغُطوَةُ والعباءة في عائلتنا عادة أكثر منها عبادة، تصور أن زوجي يسمح لِي أن أكشف جسدي للطبيب في بلدي ولاَ يسمح أن أكشف وجهي لأنه عَيبٌ ويثيرُ كلاَمَ الناس علينا، لقدكانت لحظات ثقيلة على قلبي وأنا أستمع مِنهَا إِلى هذه المأساة، فكرت كثيرا كيف أعيدها إلَى دينها وإيمانها، قلبت الأمر على جَميع الوجوه، لقد كان مِنَ الواضحِ أنها تعيش مأساةَ التناقض بين أوامر والدها الصارمة القائمة على العُنفِ والَّتي لَمْ يصحبها نصح ولاَ توجيه، وبين رغبات زَوْجِهَا الَّذِي لاَ تُقيم وزنا إِلاَّ لتقاليد الناسِ وَالعُرْف، وليس لَدَيْهِ

من رصيدٌ مِن إِيمَانٍ يَجعله يضع الأمور في نِصَابِهَا الصحيح، خَاصَّةً إِذا ما أضفنا إِلى هذين العاملينِ عامل الواقع المأساوي الَّذِي يعيشه مجتمعنا، وكيف خُطط له أن يسير في طريق الاَنسلاَخِ من دينه وقيمه وأخلاَقه، إذا أدركنا كُلَّ هذهِ المُلاَبَسَاتْ: أدركنا أن الفتاة قد وقعت ضحيةً لهذه التناقضاتِ فلمْ تقو على مقاومتها، وَلمَّا كَانَتْ كل فَتَاةٍ لديها من رصيد مِنَ الفطرة يجعلها قادرة على تخطي مثل هذه المصاعب، ولكنها بحاجة إِلى يد حانية تزيل ما علق بفطرتها من صدأ؛ ألهمني الله (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) أن أرسل لها بواسطة المضيف البطاقة التالية:

" هذه بِطَاقَةٌ من الشيخ القطان: أختي في الله: ما تقولين لو جاءك الآن رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمامه جبريلُ وعن يمينه أبو بكرٍ وعنْ شِماله عمرُ ومعهم أمهات المؤمنينَ فَناداكِ ودعاكِ ووعدك شربة من نهر الكوثر بيده الشريفةِ وهو يبتسم، وطلب منك لبسَ الحجاب أسوة بأمهات المؤمنين ومرضاةً لربِّ العالمينَ الَّذِي يمسك هَذِهِ الطائرة أنْ تقع على الأرضِ هل ستطيعينه أم تعصينَه 00؟! فإن كان الجوابُ نعمْ أطيعهُ فطاعته ميتاً كطاعته حيا؛ فالرب واحدٌ والشرعُ واحدٌ والحسابُ آتٍ في يومٍ تشخص فيه الأبصار، في يَوْمٍ لاَ يغني والد عن ولدهِ شَيْئَا، ولاَ مولود هو جاز عن والده شيئا 00!! قرأت الأخت البطاقةَ وتوجهت أنا إلَى الله بالدُّعَاءْ: أنْ يمن عليها بالهدايةِ وينقذها مما هي فيه من البَلاَء، البَلاَءُ الَّذِي تفشى في أمتنا 00!!

قرأت الأخت البطاقة، وشعرت بحركة إِلى جواري فإذا بِالمقعد خالٍ: لقد ذهبت ولاَ أدري إلَى أينَ ولاَ لأي شيء ذهبتْ ولكنها عادت بكاملِ هَيْئَتِهَا الإِسْلاَمِيَّة، كدْتُ أنكرها لكنها هي هي ذات الحجابِ الأَوَل، جلست على كرسيها وفتحت حقيبتها الخاصةَ والتقطت بأطرافِ أصابعها عُلبَة المَكيَاجِ وألقتها في سلة المهملاَتِ وقَعَدَت عَلَى استحيَاء 00!! يا له من موقف تَنَزَّلت فيه الرَّحْمة وَالهدايةُ على قلب هذه الفَتَاةِ المؤمنةِ الَّتي عانت من إهمال البيتِ واستهتار الزوجِ وانحرافِ المجتمعْ 00!! [نقلاً عَنْ كِتَاب: سِري جِدَّاً لِلنِّسَاء فَقَطْ بِتَصَرُّف 0 لِلشِّيخ / أَحْمَد القطان] {تَوبَة أَشهَرِ عَارِضَة أَزيَاء فَرَنسِية}

فابيان عارضة أزياء فرنسية، في الثامنة والعشرين من عمرها، جاءتها لحظة الهداية وهيَ في قِمَّةِ الشهرةِ والإغراءِ والأَضْواء، انسحبت في صمتٍ وَتركت هذا كُلَّهُ وذهبت إِلى أفغانسْتانَ لتعمل هُنَاكَ في تمريض جرحى المجاهدين الأَفغَانِ وَسْطَ الظروفِ القاسيةِ وَالمَعَامِعِ وَالحُرُوب، وَلولاَ فضل الله ورحْمته لضاعت حياتُهَا في عالمٍ لاَ ينحدرُ فيه الإنسانُ مِنْ سَيِّئٍ إِلاَّ إِلى أَسْوَأ، ليصبح في النِّهَايَةِ مجرَّدَ حيوان كل همه إشباع رغباته وغرائزه بلاَ قيمٍ ولاَ مبادئ، اسْتَمِعْ إِلَيْهَا وَهْيَ تروى قصتها فتقول:

" منذ طفولتي وَأَنَا أحلم بأن أكون مُمرضةً متطوعةً في العملِ على تخفيف آلاَمِ المرضى وَالأطفال، ومع الأيام كبرتُ ولفتُّ الأنظار بجمالي ورشاقتي فَحرضني الجميع بما فيهم أهلي على التخلي عن حلم طفولتي واستغلاَل جمالي في عمل يُدِرُّ علي الربح الوَفِير، وَالدَّخْلَ الكبيرْ، هَذَا بِالإِضَافَةِ إِلى الشهرة والأضواءِ وكل ما يُمكن أن تحلم به أيةُ فَتاةٍ مراهقة، بَلْ وتفعل المستحيل من أجلِهِ، وكان الطريق أمامي سهلاً ممَهَّدَاً، أو هكذا بدا لي، فسرعان ما عرفت طعمَ الشهرةِ وغمرتني الهدايا الثمينة الَّتي لم أكن أحلم باقتنائها، ولكن كان الثمن غالياً: فَكَانَ يجِبُ عَلَيَّ أَن أتجردَ من إنسانيتي وأتخلىعن حيائيَ الَّذِي تربيت عليه، كَما كَانَ يجِبُ عَلَيَّ أَن أفقدَ ذكائي

وَأَلاَ أحاولَ فهم أيَّ شَيْءٍ غير حركات جسدِي، كما كان عليَّ أن أُحْرَمَ نَفسِي من جميع المأكولاَت الشَّهِيَّةِ وَأَن أعيشَ على الفيتامينات الكيميائية والمقويات، وقبل كل هَذَا كَانَ عَلَيَّ أن أفقدَ مشاعري تِجاهَ البشرِ فَلاَ أكره وَلاَ أحبُّ وَلاَ أرفضُ أَيَّ شَيْء 00!! إن بيوت الأزياء جعلت مني مجرد صنم متحرك مهمته العبث بالقلوب؛ فقد تعلمت كيف أكون باردة قاسية مغرورةً فارغةً من الداخل 00 كَأَنِّي إِطَارٌ دَائِرٌ حَوْلَ نَفسِهِ يَطُولُ بِهِ المَسْعَى وَلاَ يَتَقدَّمُ أَوْ جماداً يتحرك ويبتسمُ ولكنه لاَ يشعر، ولم أكن وحدي المطالبة بذلك،

بل أَيَّةُ عَارِضَةٍ كلما تألقت في تجردها من بشريتها وآدميتها زاد قدرها في هذا العالم الباردْ، وَإذا مَا فَكَّرَتْ في مخَالَفَةِ أَيٍّ من هَذِهِ التعاليم عَرَّضَتْ نفسها لألوان العقوبات الَّتي يدخل فيها الأذى النفسيُّ والجسميّ 00!! عشت أتجول في العالم كَعارضةٍ لأحدث خطوط الموضةِ بكل ما فيها منْ تبرجٍ وَسُفُور، وَفِتنَةٍ وغرور، وَاسْتِجَابَةٍ لرغبات الشيطان في إبراز مفاتن المرأة دون خجل أو حياء، وتواصلُ فابيانُ حديثها فتقولُ لَم أكن أشعر بجمال الأزياء فوق جسدي، بَلْ كنت أشعر بِمهانة النظرات واحتقارهَا لي شخصياً واحترامهَا لما أرتديه، كما كنت أسير وأتحركُ وفي كل إِيقاعاتي كانت تصاحبني كلمة " لو " 00 وقد علمت بعد إسلاَمي أن " لو " تفتح

عمل الشيطان، ولقد كان هَذَا صحيحاً: فقَدْ كنا نحيا في عالَمِ الرذيلةِ بكل أبعادها، والويل لمن تعترض أَو تحاول الاَكتفاء بعملها فقطْ، أَمَّا عنْ تحولها المفاجئ من حياة لاَهيةٍ إِلى أخرى جادةٍ فَتقول: كان ذلك أثناء رحلةٍ لي في بيروتَ المحطمةِ حيث رأيت كيف تبني الفَنَادِقُ تحت قسوة المدافعْ، وشاهدت بعيني انهيار مستشفىً للأطفالِ في بيروتْ ولَم أكن وحدي، بل كان معي زميلاَتي من أصنام البشرِ اللاَئِي اكتفين كعادتهنَّ بِالمُشَاهَدَةِ بلاَ مبالاَة، لم أَسْتَطِعْ مجاراتَهنَّ في ذلكْ؛ فقد انقشعَ عن عيني في تلك اللحظة بَرِيقُ الشهرة والمجد والحياة الزائفةِ الَّتي كنت أعيشها، واندفعت نحو الأَشلاَءِ وَالدِّمَاءِ وَالضَّحَايَا مِنَ الأطفالِ في محاولة

لإِنقاذِ مَنْ يُمْكِنُني إِنقَاذُه، ولَمْ أعد إِلى رفاقي في الفندقِ حيث كَانَتْ تنتظرني الأضواء، بَلْ بدأت رحلتي نحو الإنسانيةِ حَتىَّ وصلت إِلى طريق النورِ وهو الإسلاَم، وتركت بيروتَ وذهبت إِلى باكستانَ وَعَلَى الحدودِ الأفغانية عشت الحياة الحقيقِيَّةَ وتعلمت كيف تَكُونُ الإنسانِيَّة، لَقد مضى على وجودي هنا ثمانيةُ أشهرٍ قمت فيها بالمعاونة في رعاية الأسر الَّتي تعاني من دمار الحروب، وأحببت الحياة معهمْ، فأحسنوا معاملتي وزاد مِنَ اقتناعي بالإسلاَم ديناً ودستوراً للحياة معايشتي لهُ وحياتي مع الأسرالأفغانية والباكستانيةِ المُسْلِمَةِ وأسلوبهم الملتزمِ في حياتهم اليومية، ثُم بدأت شَيْئَاً فَشَيْئَاً في تعلم اللغة العربيةِ فهيَ لغة القرآن، وقد أحرزت في ذلك تقدماً ملموساً، وبعدَمَا كنت أستمدّ نظام حياتِي من صانعي الموضة في العالَم

أصبحتُ أَسْتَمِدُّ نِظَامَ حياتي مِنَ المبادئِ وَالتَّعَالِيمِ الإسلاَمِيَّة 00!! وتصل فابيانُ في النِّهَايَةِ إلَى بيوت الأزياءِ العالمية بعد هدايتها فَتؤكد أنها تتعرض لضُغُوطٍ مكثفة: فقد أرسلوا لهَا عروضاً بمضاعفةِ دخلها الشهريِّ إِلى ثلاَثةِ أضعافٍ فرفضتْ بإصرارْ؛ فما كان منهم إِلاَّ أن أرسلوا إليها بِالهدايا الثمينةِ لعلها تعود عن موقفها وترتدُّ عن الإسلاَم، وَتُوَاصِلُ فَابِيَانُ قَوْلهَا: ثم توقفوا عن إغرائي بالرجوعِ وَلجأوا إلَى طَرِيقَةٍ دَنِيئَةٍ لتشويهِ صورتي أمام الأسر الأفغانيةِ فقاموا بنشر أغلفةِ المجلاَت الَّتي كانت تتصدرها

صُوَرِي السَّابقَةِ أَثنَاءَ عَمَلي كَعَارِضَة أَزيَاء وَعَلَّقُوهَا في الطرُقاتِ وَكَأَنهم يَنتَقمُونَ مِنْ تَوبَتي، حَاوَلُوا بذَلكَ الوَقيعَةَ بَيني وَبَينَ أَهليَ الجُدُدْ، وَلَكن خَابَ وَالحمدُ للهِ ظَنهمْ، وَتَنظُرُ فَايبَانُ إِلى يَدَيهَا وَتَقُولُ لَم أَكُن أَتَوَقَّعُ أَبَدَاً أَنَّ يَدِيَ المُرَفهةَ الَّتي كُنتُ أَقضي وَقتَا طَويلاَ في المحافظَة عَلَى نُعُومَتهَا يمْكِنُهَا القِيَامُ بمِثلِ هَذه الأَعمَالِ الشاقَّة، لَم أَكن أَعْلَمُ أَنَّ هَذِهِ المشقةَ سَوْفَ تَزِيدُ مِن نَصَاعَةِ يَدِي وَطَهَارَتِهَا، وَسَيَكُونُ لَها حُسنُ الجَزَاءِ عِندَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى إِن شَاءَ الله 00!!! [رِسَالَة العَائِدُون إِلى اللهِ الجُزْءُ الثَّالِث بِتَصَرُّف لِلشِّيخ: عَبدِ العَزيزِ المسْنَد] {بُشْرَى مِنْ رَسُولِ اللهِ إِلى الشَّبَاب}

أَخِي الكَرِيم: إِنَّ الدُّنيَا سَاعَة؛ فَاجْعَلهَا طَاعَة، وَالنَّفسُ طَمَّاعَة؛ فَعَلِّمْهَا القَنَاعَة، وَاعْلَمْ أَنَّ مَنْ تمَنَّعَ في الدُّنيَا تمَتَّعَ في الآخِرَة، وَشِبْعٌ بَعْدَ جُوع: خَيْرٌ مِنْ جُوعٍ بَعْدَ شِبْع، وَاتَّقُواْ يَوْمَ يَنظُرُ الإنسَانُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الكَافِرُ يَا لَيْتَني كُنْتُ تُرَابَا 00!! وَأَخِيرَاً أَيُّهَا الأَحْبَاب: أَخْتِمُ هَذَا الْكِتَاب: بِهَذِهِ الْبُشْرَى مِنْ رَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى الشَّبَاب: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ثَلاثَةٌ كُلُّهُمْ حَقٌّ عَلَى اللهِ عَوْنُهُ: الغَازِي في سَبِيلِ الله، وَالمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الأَدَاء، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ التَّعَفُّف " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَِّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الأَئِمَّةِ ابْنِ مَاجَةَ وَالتِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيّ، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان]

فَاسْتَوصُوا بالشَّبَابِ خَيرَاً مَعشَرَ الآبَاء، وَلاَ تُحَمُّلوهُم مَا لاَ طَاقَةَ لَهُم بِهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ يَرحَمُ مِن عِبَادِهِ الرُّحَمَاء 0 اللهُمَّ أَعِنْ شَبَابَ المُسْلِمِينَ غَيْرَ القَادِرِينَ عَلَى الزَّوَاجِ يَا رَبَّ العَالَمِين 0 هَذَا 00 وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِالله، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمِين 0 {الفَقِيرُ إِلى عَفوِ رَبِّهِ وَدُعَائِكُمْ / يَاسِرُ الحَمَدَاني} لِلمُؤَلِّف {تُطلَبُ كُتُبُنَا مِن/دَار هَاشِم لِلتُّرَاث} [بِسُوقِ الأَزْبَكِيَة لِلكِتَاب بجُوَار مُرُورِ العَتَبَة]

ـ مَنْ كَانَتْ لَدَيْهِ مَلحُوظةٌ قَدْ تَنْفَعُ المُسْلِمِينَ أَوْ أَيَّةُ إِضَافَةٍ أَوكَانَتْ في حَيَاتِهِ قِصَّةٌ تَتَعَلَّقُ بمَوْضُوعِ الكِتَابِ فَسَوْفَ أَكُونُ في غَايَةِ السُّرُورِ لَوْ تَفَضَّلَ عَلَيَّ بِهَا 0 تم بحمد الله {صَدَرَ لِلمُؤَلِّف} (2) ـ الجُزْءُ الأَوَّل سِلسِلَةُ الرِّضَا بِالقَضَاءِ وَالقَدَر 0 وَتَقرَأُ فِيه:

مَنْزِلَةُ الفَقِيرِ عِنْدَ النَّاس، مَنْزِلَةُ الفَقِيرِعِنْدَ الله، كَيْفَ يَدْخُلُ الفُقَرَاءُ الجَنَّةَ قَبْلَ الأَغْنِيَاءِ بخَمْسِمِائةِ عَامٍ حَتىَّ يَقُولَ الغَنيُّ لَيْتَني كُنْتُ فَقِيرَا، غَنيٌّ وَفَقِيرٌ عَلَى بَابِ الجَنَّة، أَيُّهُمَا أَفضَل: الغَنيُّ الشَّاكِرُ أَمِ الفَقِيرُ الصَّابِر، بُشْرَاهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلفُقَرَاء، فَقرُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وَصَحَابَتُهُ الكِرَام، كَيْفَ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْيَانَاً يُصَلِّي جَالِسَاً مِنْ شِدَّةِ الجُوع، الحِرْمَانُ الَّذِي رَآهُ أَئِمَّةُ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِين، لوْ كَانَ المَالُ يَنفَعُ فىكُلِّ شَيْءٍ لنَفَعَتْ قَارُونَ أَمْوَالُه، وَأَخِيرَاً عِلاَجُ الفَقرِ مِنَ القُرْآنِ وَالسُّنَّة 0

(3) ـ الجُزْءُ الثَّانِي مِنْ سِلسِلَةُ الرِّضَا بِالقَضَاءِ وَالقَدَر 0 وَتَقرَأُ فِيه: الرِزْقُ أَشَدُّ طَلَبَاً لِلعَبْدِ مِنَ الأَجَل، وَلَكِنَّهُ خُلِقَ الإِنْسَانُ مِن عَجَل، مَنْ رَضِيَ بِالقَلِيلِ مِنَ الرِّزْقِ رَضِيَ اللهُ مِنهُ القَلِيلَ مِنَ العَمَل، فِتنَةُ المَال، الطَّمَعُ وَمَتي يحْمَد، مَصَارِعُ الرِّجَالِ تحْتَ بُرُوقِ الطَّمَع، إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطغَى، الحَسَدُ وَمَتي يحْمَد، الذِينَ يُسَافِرُونَ بحُجَّةِ لُقمَةِ العَيْشِ وَيَترُكُونَ أَوْلاَدَهُمْ عُرْضَةً لِلاَنحِرَاف، قِصَّة لِلشَّيخِ الشَّعْرَاوِي [رَحِمَهُ الله] عَنِ الرِّزْقِ وَضِيقِ الرِّزْق، قِصَّة لِلشَّيخِ كِشْك [رَحمَهُ الله] عَنْ نَفسِ المَوْضُوع، وَأَخِيرَاً اقرَأ في هَذَا الكِتَاب: الثِّقَةُ فِيمَا عِنْدَ الله 0 إِلخ 0

(4) ـ الجُزْءُ الثَّالِثُ مِنْ سِلسِلَةُ الرِّضَا بِالقَضَاءِ وَالقَدَر 0 وَتَقرَأُ فِيه:

عِزَّةُ نَفسِ المُؤمِن، المُؤمِنُ يَشْكُو إِلى الله، وَالكَافِرُ يَشْكُو مِنَ الله، مَاذَا تَفعَلُ إِذَا قُدِّمَتْ لَكَ صَدَقَةٌ وَأَنْتَ غَيرُ محْتَاجٍ إِلَيْهَا، عِفَّةُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِفَّةُ الصَّحَابَةِ الكِرَام، عِفَّةُ سَيِّدِنَا أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ الإِسْلاَمُ وَظَاهِرَةُ التَّسَوُّل، إِحْسَاسُ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفُقَرَاءِ المُسْلِمِين، كَرَمُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَظَمَةُ أَخْلاَقِه، الفَارُوقُ عُمَر وَظَاهِرَةُ التَّسَوُّل، سَيِّدُنَا عَلِيٌّ وَظَاهِرَةُ التَّسَوُّل، الفَقِيرُ الحَقِيقِيُّ الَّذِي يَسْتَحِقُّ الصَّدَقَة، دَوْرُ الأَغْنِيَاءِ في رِعَايَةِ العُلَمَاء، همُومٌ وَأَحْزَانٌ في حَيَاةِ العُلَمَاء 00000 إِلخ 0

{تُطلَبُ كُتُبُنَا مِن/دَار هَاشِم لِلتُّرَاث} [بِسُوقِ الأَزْبَكِيَة لِلكِتَاب بجُوَار مُرُورِ العَتَبَة 0] ** {قَرِيبَاً لِلمُؤَلِّف} (1) ـــ سِلسِلَةُ التَّبَرُّجِ وَالسُّفُور وَأَسْبَاب تَفَشِّي الزِّنَا وَالفُجُور 0 الجُزْءُ الثَّانِي 0 تَقرَأُ فِيهِ المَوَاضِيعَ الآتِيَة:

كُلُّ المَصَائِبِ مَبْدَأُهَا مِنَ النَّظَرِ، قِصَّةُ الرَّجُلُ الذَي صَافَحَتهُ المَلاَئِكَة، قِصَّةُ الرَّجُلُ الَّذِي خَسِرَ دِينَهُ وَدُنيَاهُ مِن أَجْلِ امْرَأَة، الشَّهْوَةُ الَّتي كَادَتْ أَنْ تَقتُلَ صَاحِبَهَا وَمِنَ الحُبِّ مَا قَتَلْ، قِصَّةُ الرَّجُلُ الَّذِي تحَدَّاهُ إِبْلِيسْ، لَوْ أَقلَعْتَ أنتَ عَنِ الزِّنَا، وَأَقلَعْتُ عَنهُ أَنَا: هَلْ سَتَجِدُ السَّاقِطَاتُ مَكَانَاً بَيْنَنَا 00؟! تَوْبَةُ المُمَثِّلِ المَغْرِبيِّ الشَّهِيرْ سَعِيد الزَّيَّاني، بُشْرَى مِنْ رَسُولِ اللهِ إِلى الشَّبَاب 0 (2) ـــ سِلسِلَةُ إِنَّ الدِّينَ المُعَامَلَة 0 (3) ـــ بَاقِي سِلسِلَةُ الرِّضَا بِالقَضَاءِ وَالقَدَر 0 {تُطلَبُ كُتُبُنَا مِن/دَار هَاشِم لِلتُّرَاث} [بِسُوقِ الأَزْبَكِيَة لِلكِتَاب بجُوَار مُرُورِ العَتَبَة]

قِلَّةُ العِفَّةِ بَيْنَ الشَّبَابْ {النَّظرَةَ بَرِيدُ الزِّنَا} إِنَّ قِلَّةَ العِفَّةَ مِن أَهَمِّ الأَسْبَابْ: الَّتي تُزَيِّنُ الزِّنَا في عُيُونِ الشَّبَابْ؛ فَالنَّظرَةَ بَرِيدُ الزِّنَا؛ لِذَا حَارَبَهَا القُرْآنُ فَقَالَ (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى): {قُلْ لِلمُؤمِنِينَ يَغُضُّواْ مِن أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكَىْ، إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بما يَصْنَعُون وَقُلْ لِلمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِن أَبْصَارِهِنَّ وَيحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النُّورْ: 30] وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الحَاكِمُ في مُسْتَدْرَكِه:

" النَّظرَةُ سَهمٌ مَسْمُومٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ فَمَنْ تَرَكَهَا مَخَافَة مِنَ اللهِ أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِيمَانَاً يَجِدُ حَلاَوَتَهُ في قَلبِه " 00!! فَإِنْ دَعَتكَ عَيْنُكَ لِذَلِكَ يَوْمَاً فَانهَهَا وَقَلْ لهَا: أَعَيْنيَ مَاذَا قَدْ أَخَذْتِ بِنَظْرَةٍ فَأَوْرَدْتُ قَلْبي مِنْكِ شَرَّ مَوَارِدِ أَعَيْنيَ كُفِّي عَنْ فُؤَادِي فَإِنَّهُ مِنَ البَغْيِ سَعْيُ اثنَيْنِ في قَتْلِ وَاحِدِ وَلِذَا وَرَدَ عَن أَبِى الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالْ: " نِعْمَ صَوْمَعَةَ الرَّجُلِ المُسْلِمِ بَيْتُه؛ يَكُفُّ فِيهِ نَفسَهُ وَبَصَرَهُ وَفَرْجَه، وَإِيَّاكُمْ وَالمجَالِسَ في السُّوقْ " 00!! (رَوَاهُ ابْنُ عَسَاكِرْ 0 الكَنْز: 8718) {نَظرَةٌ فَابْتِسَامَةٌ فَمَوْعِدٌ فَزَوَاجُ} حَقَّاً وَاللهِ:

نَظَرُ العُيُونِ إِلى العُيُونِ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الهَلاَكَ إِلى القُلُوبِ سَبيلاَ وَإِذَا تَمَلَّكَتِ الصَّبَابَةُ في امْرِئٍ لَمْ يُجْدِ عَذْلُ العَاذِلِينَ فَتِيلاَ {{{{{{{{ أَعَيْنيَ مَاذَا قَدْ أَخَذتِ بِنَظرَةٍ فَأَوْرَدْتِ قَلْبي مِنْكِ شَرَّ مَوَارِدِ أَعَيْنيَ كُفِّي عَنْ فُؤَادِي فَإِنَّهُ مِنَ البَغْيِ سَعْيُ اثنَيْنِ في قَتْلِ وَاحِدِ وَلَكِنَّ العَينَ لاَ تَفْعَلُ هَذَا مِنْ تِلقَاءِ نَفْسِهَا، وَلَكِنْ بِأَمْرٍ مِنَ الفَتى أَطَاعَ فِيهِ الأَمَّارَةَ بِالسُّوءِ نَفْسَهُ؛ وَاسْمَعْ مَعِي لِقَوْلِ القَائِل: لَعَمْرِيَ مَا أَدْرِي أَنَفسِي أَلُومُهَا عَلَى العِشْقِ أَمْ عَيْني المَشُومَةَ أَمْ قَلبي فَإِنْ لمْتُ قَلبي قَالَ لي العَيْنُ أَبْصَرَتْ وَإِنْ لمْتُ عَيْني قَالَتِ العِشْقُ في القَلبِ

نَظَرُ العُيُونِ إِلى العُيُونِ هوَ الَّذِي جَعَل الهَلاَكَ إِلى القلوبِ سَبيلاَ فَسُبْحَانَ مَنْ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِىالصُّدُورْ، وَيَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى، تَنْظُرُ إِلى بَنَاتِ المُسلِمِينَ وَإِذَا ذَكَّرُوكَ بِاللهِ احْتَجَجْتَ بِمِلْء فِيكَ بِالحَدِيثِ الَّذِي في رَوَاهُ أَبُو دَاوُودَ في سُنَنِه وَالتِّرْمِذِيُّ: " لَكَ الأُولَى وَعَلَيْكَا والثَّانِيَةُ " 00!! لَيْسَ مَعْني أَنَّ النَّظرَةَ الأُولَى لَكَ وَأَنَّ الثَّانِيَةَ عَلَيْكَا: أَنْ تُقَلِّبَ في بَنَاتِ المُسلِمِينَ عَيْنَيْكَا 00!! وآخَرُ يَقُولُ لَكَ إِنِّي أَنْظُرُ نَعَمْ وَلَكِنْ بِنِيَّةِ الزَّوَاجْ 00 {نَظرَةٌ فَابْتِسَامَةٌ فَمَوْعِدٌ فَزَوَاجُ} 00!! وَهَذَا يَصْدُقُ فِيهِ قَوْلُ الشَّاعِرْ: {عَفُّ الضَّمِيرِ وَلَكِنْ فَاسِقُ النَّظَرِ} 00!!

فَهَلْ كُلُّ مَنْ تَقَعُ عَيْنُكَ عَلَيْهَا: تَسْتَطِيعُ التَّقَدُّمَ إِلَيْهَا00؟! كُلُّ المَصَائِبِ مَبْدَأُهَا مِنَ النَّظرِ وَمُعْظمُ النَّارِ مِنْ مُسْتصْغرِ الشرَرِ والمَرْءُ ما دَامَ ذَا عَينٍ يُقَلِّبُهَا في أَوْجُهِ الغِيدِ مَوْقُوفٌ عَلَى خَطَرِ كَمْ نَظْرَةٍ فَعَلَتْ في قَلْبِ صَاحِبِهَا فِعْلَ السِّهامِ بلاَ قَوْسٍ وَلاَ وَتَرِ

وَمِن أَطْرَفِ مَا يُحْكَى في ذَلِكَ مَا حَدَثَ مَعَ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ بَيْنَمَا هُوَ في طَرِيقِهِ إِلى شَيْخِهِ الَّذِي كَانَ يَحْفَظُ عَلَيْهِ القُرْآنَ وَكَانَ اسْمُهُ وَكِيعْ فَوَقَعَتْ عَيْنَهُ عَلَىكَعْبِ امْرَأَة، فَلَمَّا أَنْ جَلَسَ بَيْن يَدَيْهِ لِيَقرَأَ عَلَيْهِ مَا حَفِظَ حِيلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَا يُرِيدْ؛ فَشَكَا ذَلِكَ إِلى شَيْخِهِ فَقَالَ لاَ بُدَّ وَأَنَّكَ فَعَلتَ مَعْصِيَةً يَا شَافِعِيّ؛ فَخَرَجَ مِن عِنْدِهِ وَهْوَ يَقُولْ: شَكَوْتُ إلَى وَكيعٍ سُوءَ حِفظِي فَأَرْشدَنِي إِلى ترْكِ المَعاصِي وَأَخبرَنِي بِأَنَّ العِلمَ نورٌ وَنورُ اللهِ لاَ يُهدَى لِعَاصِي فَإِيَّاكَ إِيَّاكَ وَالنَّظَرَ إِلى النِّسَاءِ 00

مَرَّتْ أَعْرَابِيَّةٌ بِرَهْطٍ مِنْ بَني نمَيرٍ فَحَدَّقُواْ النَّظَرَ إِلَيْهَا فَالتَفَتَتْ إِلَيْهِمْ وَقَالَتْ وَيْلَكُمْ يَا بَني نمَير؛ أَلَمْ يَكفِكُمْ قَوْلُهُ فَقَالَ (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى): {قُلْ لِلمُؤمِنِينَ يَغُضُّواْ مِن أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكَىْ، إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بما يَصْنَعُون وَقُلْ لِلمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِن أَبْصَارِهِنَّ وَيحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النُّور: 30] وَلاَ قَوْلُ جَرِيرٍ: فَغُضَّ الطَّرْفَ إِنَّكَ مِنْ نمَيرٍ ** فَلاَ كَعْبَاً بَلَغتَ وَلاَ كِلاَبَا فَاسْتَحْبى القَوْمُ وَطَأطَأُواْ رُءوسَهُمْ 00!! [عُيُونُ الأَخْبَارِ لاَبْنِ قُتَيْبَة 0 طَبْعَةُ بَيرُوت: 85 // 4] {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بمَا كَانُواْ يَكْسِبُون}

تَقُولُ أَنتَ أَيْ رَبِّ: وَعِزَّتِكَ وَجَلاَلِكَ مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَى، فَيَقُولُ لِسَانُكَ كَذَبت: أَنَا عَاكَسْت، وَتَقُولُ يَدُكَ كَذَبت: أَنَا بَطَشْت، وَتَقُولُ رِجْلُكَ كَذَبت: أَنَا مَشَيْت، وَيَقُولُ فَرْجُكَ وَأَنَا عَلَىكُلِّ هَذَا صَدَّقْت، وَيَقُولُ اللهُ (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) وَأَنَا اطَّلَعْتُ وَسَتَرْت، يَا مَلاَئِكَتي خُذُوهُ فَغُلُّوهْ، ثُمَّ الجَحِيمَ صَلُّوهْ 00!! وَعن جابر أن رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) رأى امرأة فأعجبته فأتى زينبَ فقضى منها حاجته ثم قالْ: " إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان؛ فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله فإن ذاك يرد ما في نفسه " 00!! ... (أَخْرَجَهُ مُسٍلِمٌ في الصحيح 0 الشعب: 5435)

(وسبحان من ضيق على حبيبه في الدنيا ليوسع عليه في الآخرة، قَالَ (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى): {لاَ يحل لك النساءُ من بعد ولاَ أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن} (الأَحْزَابْ: 52) وعن ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنهُ قالْ: " كانت تصلى خلفَ النَّبيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) امرأة حسناء من أحسن الناس ـ وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لاَ وَاللهِ مَا رَأَيْتُ مِثلَهَا قَط ـ وكان بعض القوم يستقدم في الصف الأولِ كيْ لاَ يراها، ويستأخر بعضهم حَتىَّ يكون في الصف المؤخرِ فإذا ركع قال هَكَذَا ـ أَيْ فَعَلَ هَكَذَا ـ ونظر في تحت إِبطه وجافَى يده ـ أَيْ أَبْعَدَهَا ـ فأنزل الله في ذَلِكْ: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} 00!! (تَفسِيرُ ابْنُ كَثِيرْ: 24 / الحِجْر 0كَمَا بِالشُّعَبْ: 5442)

وَهُنَا يجِبُ التَّنْبِيهُ عَلَى أَمْرٍ هَامٍّ أَلاَ وَهْوَ أَنَّهُ لاَ غَرَابَة: أَنْ يَقَعَ هذا في زمن الصحابة، فَلاَ يقدح هَذَا في إيمانهم (رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ) فمنهم المؤمنون ومنهم دُونَ ذَلِكْ، بمعني: أن الَّذِي يصنع هذا الصنيع ليس أبو بكر طبعا ولاَ عمَرْ، ولاَ عثمان ولى علي، وإنما أمثال عبد الله بن أبي سلولٍ ومن على شاكِلتِهِ مِنْ مَرْضَى القُلُوبِ وَضُعَفَاءِ العَقِيدَةِ وَالإِيمَان 00!! قَال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " العَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرْ، والأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الاَسْتِمَاعْ، واللِّسَانُ زِنَاهُ الكَلاَمْ، واليَدُ زِنَاهَا البَطْشْ، والرِّجْلُ زِنَاهَا الخُطَا، وَالقَلبُ يَهْوَى وَيَتَمَني، والفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُه " 00!! (صَحِيحُ الإِمَامِ مُسْلِم ـ 2657 ـ عَبْدُ البَاقِي)

{الذِينَ يَسْتَغِلونَ زِحَامَ الأُتُوبِيسَاتْ} وَهَذَا حَدِيثٌ شَرِيفٌ أُهْدِيهِ إِلى بَعْضِ المُتَسَكِّعِينَ الذِينَ يَتَعَمَّدُونَ الرُّكُوبْ في الأُتُوبِيسَاتِ المُزْدَحِمَةِ بِالفَتَيَاتِ بحُجَّةِ أَنَّهَا سَتُوَصِّلُهُمْ إِلى مَآرِبِهِمْ وَاللهُ يَشْهَدُ أَنَّ لهُمْ مَآرِبَ أُخْرَى، يخَادِعُونَ اللهَ وَيحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىشَيْء 00!! يَسْتحْيُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَحْيُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ أَيْنَمَا كَانُواْ، أَيْنَ هُمْ مِن هَذَا الحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ مَعقِلُ بنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالْ: " لأَنْ يُطعَنَ في رَأس أَحدكم بمخيَطٍ من حَديدٍ خَير له من أَن يمَسَّ امرَأَة لاَ تحل له " 00!! (وَالمِخْيَطُ الإِبْرَة 0 أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانَيُّ 0 الكنز 13065 / وَالشُّعَبْ: 5455)

وَعَنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ افتَرَضَ فَرَائِضَ فَلاَ تُضَيِّعُوهَا، وَحَدَّ حُدُودَاً فَلاَ تَعْتَدُوهَا، وَحَرَّمَ أَشْيَاءَ فَلاَ تَنْتَهِكُوهَا، وَسَكَتَ عَن أَشْيَاءَ رَحْمَةً بِكُمْ غَيْرَ نِسْيَانٍ فَلاَ تَسْأَلُواْ عَنهَا " 00!! {ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ} وَرَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ عن أبى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ ولاَ يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمْ: شَيْخٌ زَانٍ، ومَلِكٌ كَذَّابْ، وعَائِلٌ مُسْتَكْبِرْ " 00!!

(والعَائِلُ الفَقِيرُ وَمِنهُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغني 0 الشُّعَبْ: 5405) وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالْ: " سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ما أكثر ما يلج به الناس الجنة قال: تقوى الله وحسن الخلق " 00!! وسئل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ما أكثر ما يلج به الناس النار قالَ الأجوفان: الفمُ والفرج " 00!! ... ... ... (شُعَبُ الإِيمَانِ برَقمْ: 5756) وَعَنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالْ: " اضْمَنُواْ لِي سِتَّاً أَضْمَنُ لَكُمُ الجَنَّة: الصَّلاَة، وَالزَّكَاة، وَالأَمَانة، وَالبَطنُ، وَالفَرْج، وَاللِّسَان " 00!!

وَعَن أَبي هرَيرَةَ عَنِ النَّبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قَال: " مَن حَفِظَ مَا بَينَ لحيَيْهِ ـ أَيْ لِسَانَهُ ـ وَمَا بَينَ رِجْلَيْهِ ـ أَيْ فَرْجَهُ ـ دَخَلَ الجَنَّة " 00!! [رواه البخاري بِاخْتِلاَفٍ يَسِير 0 الشُّعَب: 5406 // الكَنْز: 43203] أيْ أنَّ دُخُولَ الجنةِ مَرْهُونٌ بحفظِ الفَرْجِ وَاللسَان 0 وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى صَحِيحَةٍ أَخْرَجَهَا البُخَارِيُّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قَال: " مَن تَوَكَّلَ لي مَا بَينَ لحيَيْهِ ـ أَيْ لِسَانَهُ ـ وَمَا بَينَ رِجْلَيْهِ ـ أَيْ فَرْجَهُ ـ تَوَكَّلتُ لَهُ الجَنَّة " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيّ 0 الشُّعَب: 5407 // الكَنْز: 43203]

وَفي رِوَايَةٍ لِلتِّرْمِذِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً صَحَّحَهَا الأَلبَانِيّ: " مَن تَكَفَّلَ لي مَا بَينَ لحيَيْهِ ـ أَيْ لِسَانَهُ ـ وَمَا بَينَ رِجْلَيْهِ ـ أَيْ فَرْجَهُ ـ أَتَكَفَّلْ لَهُ الجَنَّة " 00!! [صَحَّحَهُ الأَلبَانِيُّ في التِّرْمِذِيِّ: 2408 // الشُّعَب: 5407 // الكَنْز: 43179] {بَشِّرِ الزَّانِي بِالفَقرِ وَلَوْ بَعْدَ حِين} وَفِي الأَثَرْ: " بَشِّرِ الزَّانِي بِالفَقرِ وَلَوْ بَعْدَ حِين " 00!! وَيُؤَيِّدُهُ حَدِيثُ ابن عمر رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قَالْ: " الزِّنَا يُورِثُ الفَقر " 00!! ... ... (أَخْرَجَهُ البَيْهَقِيُّ 0 الكنز: 12989)

وَلِذَا قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلصَّحَابِيِّ الَّذِي جَاءَ يَسْأَلُهُ قَوْلاً في الإِسْلاَمِ لاَيَسْأَلُ عَنهُ أَحَدَاً بَعْدَهُ: " قُلْ آمَنتُ بِاللهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ " 00!! {تَرْكُ الذَّنبِ أَهْوَنُ مِنْ مُعَالَجَةِ التَّوْبَة} وَلاَ تَسْتَهِن بِالأَمْرَ يَا أَخِي وَتَقُولَ أَفعَلُ وَأَتُوبْ؛ فَتَرْكُ الذَّنبِ أَهْوَنُ بِكَثِيرٍ مِنْ مُعَالَجَةِ التَّوْبَة، فَبَادِرْ بِالتَّوْبَةِ يَا أَخِي وَاسْتَغفِرِاللهَ تجِدِ اللهَ غَفُورَاً رَحِيمَا، وَلاَ تَنسَ أَنَّ لَذَّةً عَابِرَة: قَدْ تُفقِدُكَ الدُّنيَا وَالآخِرَةَ وَتُورِثُكَ النَّدَامَة، في الدُّنيَا وَيَوْمَ القِيَامَة، وَهَكَذَا الزِّنَا: أَوَّلُهُ شَهدٌ وَآخِرُهُ عَلقَمْ، كَيْفَ بِكَ لَوِ اطَّلَعَ زَيْدٌ مِنَ النَّاسِ عَلَى مَا تَفعَلُهُ مِنْ مُنْكَرَاتْ 00؟!!

كَيْفَ بِكَ لَوْ شَاعَتْ بَيْنَ النَّاسْ 00؟! ... أَمَا تخْشَى الفَضِيحَةَ 00؟!! رَوَى جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالْ: " يَا مَعْشَرَ الذِينَ أَسْلَمُواْ بِأَلسِنَتِهِمْ وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيمَانُ في قُلُوبِهِمْ: لاَ تُؤْذُواْ المُسْلِمِينَ وَلاَ تُعَيِّرُوهُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ المُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللهُ عَثْرَتَه ـ وَفي رِوَايَاتٍ أُخْرَى تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَه ـ وَمَنْ تَتَبَّعَ اللهُ عَثْرَتَهُ يَفضَحْهُ وَلَوْ في قَعْرِ بَيْتِه، قِيلَ وَهَلْ عَلَى المُؤْمِنِينَ مِنْ سِتر 00؟!!

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُتُورُ اللهِ عَلَى المُؤمِنِينَ أَكثَرُ مِن أَنْ تحْصَى: إِنَّ المُؤْمِنَ لَيَعْمَلُ بِالذُّنُوبِ فَتَهْتِكَ عَنهُ سِتْرَاً سِتْرَاً حَتىَّ لاَ يَبْقَى عَلَيْهِ مِنهُ شَيْءٌ ـ أَيْ حَتىَّ إِذَا لَمْ يَبْقَ عَلَى المُؤْمِنِ مِنْ سُتُورِهِ شَيْءٌ ـ فَيَقُولُ لِلمَلاَئِكَةِ اسْتُرُواْ عَلَى

عَبْدِي مِنَ النَّاسِ فَإِنَّهُمْ يُعَيِّرُونَ وَلاَ يُغَيِّرُون، فَتَحُفُّ عَلَيْهِ المَلاَئِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا يَسْتُرُونَهُ مِنَ النَّاسْ، فَإِنْ تَابَ قَبِلَ اللهُ مِنهُ وَرَدَّ عَلَيْهِ سُتُورَهُ وَمَعَ كُلِّ سِترٍ تِسْعَةُ أَسْتَارْ، فَإِنْ تَتَابَعَ في الذُنُوبِ قَالَتِ المَلاَئِكَةُ يَا رَبَّنَا إِنَّهُ قَدْ غَلَبَنَا وَأَقذَرَنَا؛ فَيَقُولُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى لِلمَلاَئِكَةِ تخَلَّواْ عَنهُ، فَلَوْ عَمِلَ عَمِلَ ذَنْبَاً في بَيْتٍ مُظلِمٍ في لَيْلَةٍ مُظلِمَةٍ في جُحْرٍ أَبْدَى اللهُ عَنه " 00!! (تَهْذِيبُ التَّهْذِيبْ 64/ 2 ـ الكَنْز: 7427)

هَذَا عَن عَارِ الدُّنيَا ـ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيى ـ أَمَّا عَارُ الآخِرَةِ فَيَقُولُ فِيهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ العَارَ لَيَلزَمُ العَبْدَ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتىَّ يَقُولَ يَا رَبّ لإِرْسَالُكَ بِي إِلى النَّارِ أَيْسَرُ عَلَيَّ ممَّا أَلقَى وَإِنَّهُ لَيَعْلَمُ مَا فِيهَا مِنْ شِدَّةِ العَذَابْ " 00!! (أَخْرَجَهُ الحَاكِمُ عَنْ جَابِرْ 0 الكَنْز: 7666) وَهَذِهِ بَعْضُ الأَسْبَابِ المُقَوِّيَةِ لِلوَازِعِ الدِّيني عِنْدَ العَبْدِ الَّتي ذَكَرَهَا ابْنُ القَيِّمِ في كِتَابِهِ القَيِّمْ: " عُدَّةُ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةُ الشَّاكِرِين ":

" أَوَّلاً: إِجْلاَلُ اللهِ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنْ يُعْصَى وَهُوَ يَسْمَعُ وَيَرَى، فَمَنِ اسْتَحْضَرَ بِقَلبِهِ عَظَمَةَ اللهِ جَلَّ جَلاَلُهُ لمْ يُطَاوِعْهُ في المَعْصِيَةِ إِنْ كَانَ بِالقَلبِ إِسْلاَمٌ00!! ثَانِيَاً: مَشْهَدُ النِّعْمَةِ وَالإِحْسَان؛ فَإِنَّ الكَرِيمَ لاَ يُقَابِلُ بِالإِسَاءةِ الإِحْسَان؛ حَيَاءً مِنَ اللهِ جَلَّ جَلاَلُهُ أَنْ يَكُونَ فَضْلُ اللهِ نَازِلاً، وَجَرَائِرُهُ إِلَيْهِ صَاعِدَةً 00!! (ذَكَرَهَا ابْنُ القَيِّمِ ثَالِثَاً)

ثَالِثَاً: أَنْ لاَ يَسْتَوْحِشَ العَبْدُ مِنْ ظَاهِرِ الحَالْ؛ فَإِنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ مَا حَرَمَهُ إِلاَّ لِيُعْطِيَه، وَلاَ أَسْقَمَهُ إِلاَّ لِيَشْفِيَه، وَلاَ أَفقَرَهُ إِلاَّ لِيُغْنِيَه، وَلاَ أَمَاتَهُ إِلاَّ لِيُحْيِيَه، وَلاَ أَخْرَجَ أَبَوَيْهِ مِنَ الجَنَّةِ إِلاَّ لِيُعِيدَهُمَا فِيهَا كَمَا أَخْبرَ القُرْآنُ يَا آدَمُ لاَ تجْزَعْ مِنْ قَوْلي لَكَ اخْرُجْ مِنهَا فَلَكَ خَلَقتُهَا وَسَأُعِيدُكَ إِلَيْهَا 00!! (ذَكَرَهَا ابْنُ القَيِّمِ في السَّبَبِ السَّادِسَ عَشَرْ)

رَابِعَاً: أَنْ يَعْلَمَ العَبْدُ أَنَّ اللهَ خَلَقَهُ لِبَقَاءٍ لاَ فَنَاءَ لَه، وَلِعِزٍّ لاَ ذُلَّ مَعَه، وَلأَمْنٍ لاَ خَوْفَ فِيه، وَلَذَّةٍ لاَ يُصَاحِبُهَا أَلمْ، وَكَمَالٍ يَعْترِيهِ نَقص؛ فَيَتَعَيَّنُ عَلَيْهِ أَنْ لاَ يَفتَتِنَ بِزَهْرَةِ الحَيَاةِ الدُّنيَا، فَالعَبْدُ الَّذِي يمْلِكُ شَهْوَتَهُ هُوَ المَلِكُ حَقَّاً، وَالمَلِكُ المُنْقَادُ لِشَهْوَتِهِ مَثَلُهُ في ذَلِكَ مَثَلُ العَبْد، بَلْ كَالبَعِيرِ الَّذِي تَقُودُهُ شَهَوَاتُهُ حَيْثُ شَاءَتْ 00!! (ذَكَرَهَا ابْنُ القَيِّمِ في السَّبَبِ التَّاسِعَ عَشَرْ)

رَابِعَاً: وَيُسْتَعَانُ عَلَى العَوَائِدِ ـ كَالعَادَةِ المَلعُونَةِ ـ بِالهَرَبِ مِنْ مَظَانِّ الفِتنَةِ وَالبُعْدِ عَنهَا مَا أَمْكَنَه، فَمَا اسْتُعِينَ عَلَى الشَّرِّ بمِثلِ البُعْدِ عَنه " 00 وَيُؤَيِّدُ هَذِهِ العِبَارَةَ لاَبْنِ القَيِّمِ المَثَلُ العَرَبِيُّ القَائلْ: " دَعِ الشَّرَّ يَدَعْكَ " وَ " الشَّرُّ للشَّرِّ خُلِقْ " 00 وَيُوَاصِلُ ابْنُ القَيِّمِ قَوْلَهُ: " وَهَا هُنَا لَطِيفَةٌ لِلشَّيْطَانِ لاَ يَتَخَلَّصُ مِنهَا إِلاَّ كُلُّ حَاذِقْ: أَلاَ وَهِيَ أَنْ يَظهَرَ لَهُ في بَعْضِ مَظَانِّ الشَّرِّ شَيْءٌ مِنَ الخَيرْ، فَإِذَا اقترَبَ مِنهُ أَلقَاهُ في الشَّبَكَة " 00!! (ذَكَرَهَا ابْنُ القَيِّمِ في السَّبَبِ العِشْرِين 0 طَبْعَةُ دَارِ المَنَارْ: آخِرُ البَابِ الثَّانِي عَشَرْ)

وَاعْلَمْ أَنَّ مَنْ يَنتَهِكْ أَعْرَاضَ النَّاسِ تَنْتَهِكِ النَّاسُ أَعْرَاضَه، فَمَهْمَا دَارَ الزَّمَان؛ كَمَا تَدِينُ تُدَان 0 عِفُّواْ تَعِفَّ نِسَاؤُكُمْ في المحْرَمِ وَتَجَنَّبُواْ مَا لاَ يَلِيقُ بِمُسْلِمِ مَنْ يَزْنِ في بَيْتٍ بدِرْهَمَ وَاحِدٍ في بَيْتِهِ يُزْنَى بِدُونِ دَرَاهِمِ مَنْ يَزْنِ يُزْنَ بِهِ وَلَوْ بجِدَارِهِ إِنْ كُنْتَ يَا هَذَا لَبِيبَاً فَافْهَمِ إِنَّ الزِّنَا دَيْنٌ إِنِ اسْتَقْرَضْتهُ كَانَ الوَفَا مِن أَهْلِ بَيْتِكَ فَاعْلَمِ **********

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الحَاكِمُ في مُسْتَدْرَكِه: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " عِفُّواْ عَنْ نساء الناس تَعِفَّ نِسَاؤُكُمْ، وبروا آباءكم تبركم أبناؤكمْ، ومن أتاه أخوه متنصلاً ـ أَيْ معتذراً ـ فليقبل ذلك منه محقاً كان أو مبطلاً؛ فإن لم يفعل لم يرد على الحوضْ " 00!! (أَخْرَجَهُ الحَاكِمُ 0 الكَنْز: 13011، 13012) فَالزَّانِي دَائِمَاً لاَ يَنْكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً، والزَّانِيَةُ لاَ يَنْكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ، وَصَدَقَ اللهُ إِذ يَقُولْ: {الخَبِيثَاتُ لِلخَبِيثِينَ والخَبِيثُونَ لِلخَبِيثَاتِ والطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ والطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتْ} 0000000000000000000000 (النُّورْ: 26)

وَعَنْ سُمرة بن جندب الفزاريُّ في إِسْرَائِهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالْ: " قال (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قالاَ لي انطلقْ فانطلقنا فأتينا على مثل بناء التنور ـ أَيِ الكُورْ: وَهُوَ الفُرْن ـ فإذا لغط وأصواتْ؛ فاطلعنا فإذا فِيه رجال ونساء وإذا هم يأتيهم اللهبُ من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك ضَوْضَوْاْ ـ أَيْ صَوَّتُواْ وَأَحْدَثُواْ جَلَبَةً وَصِيَاحَا ـ قلتُ من هؤلاَءِ قال ليَ انطَلِقِ انطَلِقْ 000 إِلخْ 0 فذكر الحديثَ ثم قال في التفسيرْ: أما الرجال والنساءُ العراة الذين في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني " 00!! (أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ في الصحيح من حديث عوف، وَسَمَّاهَا رُؤيَا لِقَوْلِهِ (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى): {وَمَا جَعَلنَا الرُّؤيَا الَّتي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ المَلعُونَةَ في القُرْآن}

وَهِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومْ 0 الإِسْرَاء: 60) وَعَنْ سليم بن عامر عن أبي أمامة رَضِيَ اللهُ عَنهُ أن فتي شابا أتى النَّبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فقالَ يا رسول اللهِ: أتأذن لي في الزنا 00؟! فصاح القوم به وقالواْ مه مه ـ أَيِ اكْفُفْ ـ فقال رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): أقروه وادنه ـ أَيِ اتبَعُوهُ وَائتُونِي بِه ـ فدنا حَتىَّ كان قريبا من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال لَهُ أتحبه لأمِّك 00؟! قالَ لاَ يا رسول اللهِ جعلني الله فداك؛ فَقال (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ولاَ الناس يحبونه لأمهاتهمْ، ثمَّ سَأَلَهُ أَتحِبُّهُ لاَبْنَتِكْ 00؟! قَالَ لاَ وَاللهِ يَا رَسُولَ الله جعلني الله فداك؛ فَقال (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ولاَ الناس يحبونه لبناتهمْ، ثمَّ سَأَلَهُ أَتحِبُّهُ لأختك 00؟!

قال لاَ والله يا رسول الله جعلني الله فداك؛ فَقال (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ولاَ الناس يحبونه لأخواتهمْ، ثم ذكرَ العَمَّةَ وَالخَالَةَ كذلكَ فَقالَ لَهُ الفَتي يا رسول الله ادع الله لي، فوضع رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يده عليه ثم قالَ اللهم اغفر ذنبَهُ وطهر قلبَهُ وَحَصِّن فَرْجَه؛ فكان لاَ يلتفت إِلى شَيْءٍ بعد " 00!! (أَيْ أَصَابَتهُ دَعْوَةُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 0 الشُّعَبْ: 5415) وَعن أبي هريرة عن النَّبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قال: " من حفظ ما بين لحييه وبين رجليه دخل الجنة " 00!! (أيْ أنَّ دُخُولَ الجنةِ مَرْهُونٌ بحفظِ الفَرْجِ وَاللسَان 0 أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ بلفظ مختلف 0 الشُّعَبْ: 5406، 5407)

وَعن الهيثم بن مالك الطائيّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قَالْ: " ما ذنبٌ بعد الشرك أعظم من نطفة وضعها رجل في رَحِمٍ لاَ يحل له " 0 (أَخْرَجَهُ ابن أَبي الدنيا 0 الكنز: 12994) {المُقِيمُ عَلَى الزِّنَا كَعَابِدِ وَثَن} وَعَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالْ: " المقيم على الزنا كعابد وثن " 00!! (والمقيم على الزنا أَيِ المصرُّ عليه الَّذِي صَارَ مُدْمِنَاًَ لَه 0 أَخْرَجَهُ الخرائطي في مساوي الأخلاَق وابن عساكر 0 الكنز: 12996)

وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " حُرْمَةُ نِسَاءِ المُجَاهِدِينَ عَلَى القَاعِدِينَ كَحُرْمَةِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ القَاعِدِينَ يَخْلُفُ رَجُلاً مِنَ المُجَاهِدِينَ في أَهْلِهِ إِلاَّ وَقَفَ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ يَأخُذُ مِن حَسَنَاتِهِ مَا شَاءَ حَتىَّ يَرْضَى " 00!! (أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ تَحْتَ رَقم: 1897 ـ عَبْدِ البَاقِي) وَعَنهُ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قَالْ: " الزاني بحليلة جَاره لاَ ينظر الله إليه يوم القيامة ولاَ يزكيه ويقول له ادخل النار مع الداخلين " 00!! (أَخْرَجَهُ الخرائطي في مساوي الأخلاَق عن ابن عمر 0 الكنز: 12990)

وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {وَالذينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُون، إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِين، فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ العَادُون} 000000000000000000000000000 (المَعَارِجْ: 30) {نَقرَةٌ بِنَقرَة}

وَمِن أَطْرَفِ مَا يُحْكَى في ذَلِكَ أَنَّ جُواهِرْجِيَّاً صَالِحَاً دَعَاهُ أَحَدُ الأُمَرَاءِ لِيَشْتَرِىَ مِنهُ بَعْضَ الأَحْجَارِالكَرِيمَة، فَوَقَعَ بَصَرُهُ عَلَى امْرَأَةِ الرَّجُلِ وَكَانَتْ حَسْنَاءْ، فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ بِالفَحْشَاءْ، ثُمَّ أَفَاقَ مِنْ سَكْرَتِهِ فَاسْتَغفَرَ رَبَّهُ وَغَضَّ بَصَرَهُ، فَلَمَّا أَن عَادَ إِلى البَيْتِ وَجَدَ امْرَأَتَهُ في انْتِظَارِهِ وَكَأَنَّهَا تُرِيدُ أَنْ تَقُولَ شَيْئَاً؛ فَاسْتَنطَقَهَا فَقَالَتْ قُلْ أَنتَ أَوَّلاً00 فَقَالَ حَدَثَ اليَوْمَ مَعِي شَيْءٌ لَمْ أَعْتَدْهُ مِنْ قَبْل، قَالَتْ لَهُ مَاذَا حَدَثْ 00؟! قَالَ حَدَثَ مَعِي كَذَا وَكَذَا، فَأَطْرَقَتْ مَلِيَّاً، ثُمَّ قَالَتْ: حَدَثَ مَعِي نَفسُ الشَّيْءِ بَعْدَمَا انصَرَفتَ، قَالَ كَيْفْ00؟!

قَالَتْ جَاءَ السَّقَّا كَالمُعْتَادِ فَفَتَحْتُ لَهُ البَابَ فَرَأَيْتُهُ يُحَمْلِقُ فيَّ كَغَيْرِ العَادَةِ فَطَرَدْتُهُ وَأَغلَقتُ البَابَ في وَجْهِه فَلَمَّا أَن حَكَيْتَ مَا حَكَيتْ: لمْ أَتَعَجَّبْ مِمَّا رَأَيتْ 00!! فَقَالَ قَوْلَةَ حَقٍّ أَصْبَحَتْ مَثَلاً وَأَصْبَحَ الجِيلُ بَعْدَ الجِيلِ يَرْوِيهَا: " نَقرَةٌ بِنَقرَة، وَلَوْ زِدْتُ لَزَادَ السَّقَّا " 00!!! ********** {الثَّلاَثَةَ الذِينَ آوَاهُمُ المَبِيتُ إلَى غَارْ}

وَتَذَكَّرْ قِصَّةَ الثَّلاَثَةَ الذِينَ آوَاهُمُ المَبِيتُ إلَى غَارْ: عِنْدَمَا سَقَطَتْ عَلَيْهِمْ صَخْرَةٌ مِن أَعْلَى الجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمْ بَابَ الغَارِ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَشَاوَرُون، ثُمَّ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَخَلَصُواْ نَجِيَّاً عَلَى أَنْ يَتَضَرَّعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنهُمْ إلَى اللهِ بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلَهُ، فَقَالَ الأَوَّلُ مَا قَالَ وَقَالَ الثَّانِي مَا قَالَ فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الدَّوْرُ عَلَى الثَّالِثِ قَالْ:

اللهُمَّ إنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَتْ ليَ ابْنَةُ عَمٍّ كَانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِليّ وَفي رِوَايَةٍ: كُنتُ أُحِبُّهَا كَأَشَدِّ مَا يحِبُّ الرِّجَالُ النِّسَاء، فَأَرَدْتُهَا عَلَى نَفْسِهَا فَامْتَنَعَتْ مِنيِّ حَتىَّ أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ مِنَ السِّنِينَ فَجَاءَتني فَأَعْطَيْتُهَا مِاْئَةً وَعِشْرِينَ دِينَارَاً عَلَى أَنْ تخَلِّيَ بَيني وَبَيْنَ نَفسِهَا فَفَعَلَتْ، حَتىَّ إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا، قَالَتِ اتَّقِ اللهَ وَلاَ تَفُضَّ الخَاتَمَ إِلاَّ بحَقِّهِ، فَانْصَرَفتُ عَنهَا وَهِيَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيّ، وَتَرَكتُ الذَّهَبَ الَّذِي أَعْطَيْتُهَا، اللهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلتُ ذَلِكَ ابتِغَاءَ وَجْهِكَ الكَرِيمِ فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيه، فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ " 00!!

(البُخَارِيّ 0 فَتح 0 بِرَقمْ: 2215 ـ وَمُسْلِمٌ 0عَبْدُ البَاقِي 0 بِرَقمْ: 2743) عَن أُمِّ المُؤمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالْ: " مَن عَشِقَ فَعَفَّ ثُمَّ مَاتَ مَاتَ شَهِيدَاً " 00!! (رَوَاهُ ابْنُ الخَطِيبْ 0 الكَنْز: 6999) وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسْ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالْ: " مَن عَشِقَ فَكَتَمَ وَعَفَّ فَمَاتَ فَهْوَ شَهِيدْ " 00!! (رَوَاهُ ابْنُ الخَطِيبْ 0 الكَنْز: 7000) {الرَّجُلُ الذَي صَافَحَتهُ المَلاَئِكَة}

وَممَّا يُرُوِيَ في ذَلِكَ أَنَّ قَصَّابَاً كَانَ يُحِبُّ جَارِيَةً ممْلُوكَةً وَيَوَدُّ لَوْ أَنَّهَا لَهُ وَتَذهَبُ الدُّنيَا وَمَا عَلَيْهَا، فَمَرَّتْ بِهِ ذَاتَ يَوْمٍ وَهِيَ في طَرِيقِهَا لِتَقضِيَ إِحْدَى حَاجِيَاتِ أَهْلِهَا، فَتَبِعَهَا حَتىَّ لَحِقَ بِهَا وَبَثَّهَا مَا يجِدُ وَرَاوَدَهَا عَنْ نَفسِهَا فَأَبَتْ وَبَكَتْ وَقَالَتْ اللهُ يَشْهَدُ أَنِّي أُكِنُّ لَكَ مِثلَهُ وَلَكِنيِّ أَخَافُ اللهَ رَبَّ العَالَمِين , وَتَرَكَتْهُ وَانْصَرَفَتْ؛ فَاسْتَحْيَى مِنْ نَفسِهِ وَنَدِمَ عَلَى مَا فَعَلَ وَقَالَ أَتَخَافُ هِيَ اللهَ وَلاَ أَخَافُهُ وَهُوَ رَبِّي وَرَبُّهَا 00؟!! وَكَرَّ رَاجِعَاً وَنَدِمَ عَلَى مَا فَعَل، وَبَيْنَمَا هُوَ في طَرِيقِهِ إِذِ اشْتَدَّ بِهِ العَطَشْ،

فَسَاقَ اللهُ إِلَيْهِ مَلَكَاً في هَيْئَةِ رَجُلٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَاسْتَسْقَاهُ فَقَالَ لَه: إِنَّ مَا بِي مِثلُ مَا بِكَ فَهَلُمَّ بِنَا نَسْتَسْقِي اللهَ عَسَى اللهُ أَنْ يَسْقِيَنَا، فَقَالَ القَصَّابُ مَا لِي عَمَلٌ صَالِحٌ أَدْعُو اللهَ بِهِ فَادْعُ أَنتَ وَأُؤَمِّنُ أَنَا، فَمَا أَنْ دَعَوَا اللهَ حَتىَّ أظَلَّتْهُمَا سَحَابَةٌ فَتَبِعَتْهُمَا حَتىَّ مُفتَرَقِ الطَّرِيقْ، فَلَمَّا أَنْ تَفَرَّقَا سَارَتِ السَّحَابَةُ سَيْرَاً بَيِّنَاً في طَرِيقِ القَصَّابْ؛ فَعَجِبَ المَلَكُ لِصَنِيعِهَا وَقَالَ لَهُ مُتَعَجِّبَاً أَتَزعُمُ أَنْ لَيْسَ لَكَ عَمَلٌ صَالِح؛ فَمَا بَالُ هَذِهِ السَّحَابَة 00؟!!

فَقَصَّ عَلَيْهِ الخَبَرَ، فَقَالَ المَلَكْ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ لِلتَّائِبِ مَكَانَاً عِنْدَ اللهِ لاَ يُنَازِعُهُ فِيهِ أَحَدْ 00؟!! ... (الإِحْيَاء: بَابْ مخَالفَة شَهْوَةِ الفَرْجْ)

وَكَانَ في بَني إِسْرَائِيلَ امْرَأَةٌ لهَا أَيْتَامٌ مَاتَ أَبُوهُمْ ـ وَكَانَ رَجُلاً صَالحَاً ـ فَأَلمَّتْ بِهَا سَنَةٌ ـ أَيْ فَقر ـ فَخَرَجَتْ تَلتَمِسُ فَدَخَلَتْ عَلَى تَاجِرٍ وَقَصَّتْ عَلَيْهِ الأَمْرَ فَاشْتَرَطَ عَلَيْهَا لِيَقضِيَ لهَا حَاجَتَهَا أَنْ تمَكِّنَهُ مِنْ نَفسِهَا فَأَبَتْ، ثمَّ عَادَتْ إِلى البَيْتِ فَنَظَرَتْ إِلى الأَطفَالِ وَهُمْ يَبْكُونَ وَيَقُولُونَ سَنَمُوتُ مِنَ الجُوعِ يَا أُمَّاهُ وَنُرِيدُ مَا نَأكُلُهُ؛ فَذَهَبَتْ إِلى الرَّجُلِ وَأَجَابَتهُ مُكرَهَةً إِلى مَا طَلَب، فَلَمَّا أَن خَلاَ بِهَا وَقَعَدَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ أَخَذَتهَا رِعْدَةٌ شَدِيدَةٌ فَقَالَ لهَا الرَّجُلُ مَا خَطبُكِ 00؟!!

فَقَالَتْ أَخَافُ اللهَ، فَقَالَ لهَا الرَّجُلُ أَتخَافِينَ أَنتِ اللهَ عَلَى مَا بِكِ مِنَ الفَاقَةِ وَالجُوعِ وَلاَ أَخَافُهُ أَنَا عَلَى مَا أَعْطَانِي مِنَ المَالِ وَالنَّعِيمْ 00؟!! فَقَضَى حَاجَتَهَا وَأَحْسَنَ إِلَيْهَا وَأَكْرَمَهَا حَتىَّ عَادَتْ إِلى أَوْلاَدِهَا بخَيْرٍ كَثِيرٍ فَأَكَلُواْ وَشَرِبُواْ وَلَعِبُواْ وَنَامُواْ سُعَدَاءْ 00!! فَأَوْحَى اللهُ إِلى مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) وَقَالَ لَهُ قُلْ لِفُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ ـ ذَلِكَ الرَّجُلِ ـ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ ذُنُوبَهُ، فَأَتَاهُ مُوسَى عليه السلاَم وَبَشَّرَهُ بِذَلِكَ وَقَالَ لَهُ لعَلَّكَ قَدْ فَعَلتَ خَيْرَاً كَثِيرَاً، فَبَكَى الرَّجُلُ بُكَاءً شَدِيدَاً لعَظِيمِ فَضْلِ اللهِ عَلَيْهِ رَغْمَ الَّذِي فَعَلْ؛ فَسَأَلَهُ كَلِيمُ اللهِ مَا يُبْكِيكْ 00؟!!

فَحَكَى لَهُ، فَقَالَ إِنَّ اللهَ قَدْ رَضِيَ عَنْكَ وَرَحِمَكَ بِرَحْمَتِكَ إِيَّاهَا 00!! (بِالبَابِ الثَّانِي مِنْ مُكَاشَفَةُ القُلُوبْ لأَبِي حَامِدٍ الغَزَالِيّ: 10) وَاسْتِمْرَارَاً لِدَرْء الشُّبُهَاتِ وَقَتْلِ الشَّهَوَاتِ نَهَى الإِسْلاَمُ أَنْ يَخْلُوَ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ حَتىَّ وَلَوكَانَ يُحَفِّظُهَا القُرْآنَ فَعَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالْ: " لاَ يخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا " 00!! (أَخْرَجَهُ الحَاكِمُ وَقَالَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْن، كَمَا أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ عَن سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ 0 الكَنْز: 13042، وَشُعَبُ الإِيمَان: 5454) وَبحَدِيثٍ آخَرَ قَالَ الصَّحَابَةُ وَلَوْ كَانَتِ المَرْأَةُ صَالحَةً يَا رَسُولَ الله 00؟!

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَوْ كَانَتْ المَرْأَةُ مَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَان " 00!! (خم: 112/ 1) وعن عقبة بن عامر أن رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قالْ: " إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصارِ يا رسول الله أفرأيتَ الحمو 00؟! قالَ الحمو الموت " 00!! (والحمو هوَ قريب الزوج يدخل على المَرْأَةِ في غِيَابِ زَوْجِهَا كأخيه أو أبيه أو عمه، وَوَاللهِ لَقَدْ رَأَيْنَا العَجَبَ العُجَابَ مِن هَذِهِ الأُمُورْ، الَّتي حَذَّرَ مِنهَا الرّسُولْ 0 أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ: 9/ 330 / فَتح 0 كَمَا أَخْرَجَهُ مُسٍلِمٌ 4/ 1711، الشُّعَبْ: 5437) وَسُبْحَانَ اللهِ إِنْ كَان هَذَا هُوَ الحَالُ مَعَ القَرِيبِ فَكَيْفَ بِالغَريبْ 00؟!

وعن أبي معبد مولى ابن عباس عن ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنهُ قالْ: " سَمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولْ: لاَ يخلون رجل بامرأة ولاَ تسافرِ امرأة إِلاَّ ومعها ذو محرمْ " 00!! (أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ وَمُسٍلِمٌ من حديث ابن عيينة 0 الشعب: 5438) وَفِي رِوَايَةٍ: " فقال رجلٌ يا رسول اللهِ إِنيِّ أريد أن أخرج في جيشِ كذا وكذا وامرأتي تريد الحجّ 00؟! ... قَالَ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فاخرج معها " 00!! (الشعب: 5440) وَعَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالْ: " إياكم ومحادثة النساء؛ فإنه لاَ يخلو رجل بامرأة ليس لها محرم إِلاَّ وهم بها " 00!! (الكنز: 13061) {مَوْقِفُ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ مِن هَذَا الأَمْر}

وَعَن عَمْرِو بْنِ عَنْ مُوسَى بْنِ خَلَفٍ أَنَّ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ مَرَّ برَجُلٍ يُكَلِّمُ امْرَأَةً عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ فَعَلاَهُ بِالدِّرَّةِ فَقَالَ الرَّجُلُ إِنَّهَا امْرَأَتِي يَا أَمِيرَ المُؤمِنِين، فَقَالَ عُمَرُ فَهَلاَ حَيْثُ لاَ يرَاكُمَا النَّاسْ " 00!! (أَخْرَجَهُ الخَرَائِطِيُّ في مَكَارِمِ الأَخْلاَقْ 0 الكنز: 13621)

وَعَنِ الحَسَنِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاً مَرَّ عَلَى رَجُلٍ يُكَلِّمُ امْرَأَةً فَرَأَى مَا لَمْ يمْلِكْ نَفسَهُ فَجَاءَ بِعَصَاً فَضَرَبَهُ حَتىَّ سَالَتْ مِنهُ الدِّمَاء، فَشَكَا الرَّجُلُ مَا لَقِيَ إِلى أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عُمَرْ؛ فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلى الرَّجُلِ فَسَأَلَهُ فَقَالْ: إِنِّي رَأَيْتُهُ يُكَلِّمُ امْرَأَةً فَرَأَيْتُ مِنهُ مَا لَمْ أَمْلِكْ نَفسِي عَلَيْهِ ـ رُبمَا رَآهُ يَضُمُّهَا إِلَيْهِ أَوْ مَا شَابَهَ ذَلِكَ فَعَدَّهُ مُنْكَرَاً وَإِنْ كَانَ اليَوْمَ مَعْرُوفَا ـ فَتَكَلَّمَ عُمَرُ ثُمَّ قَالْ: وَأَيُّنَا كَانَ يَفعَلُ هَذَا، ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ اذهَبْ، عَينٌ مِن عُيُونِ اللهِ أَصَابَتْك " 00!! (أَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرْ 0 الكنز: 13620)

وَلِذَا رُوِيَ عَن عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولْ: " إِيَّاكُمْ وَالمُغَيَّبَاتْ؛ فَوَاللهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَدْخُلُ عَلَى المَرْأَةِ وَلأَنْ يخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ إِلى الأَرْضِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِن أَنْ يَزْنِيَ فَمَا يَزَالُ الشَّيْطَانُ يخْطُبُ أَحَدَهُمَا عَلَى الآخَرِ حَتىَّ يجْمَعَ بَيْنَهُمَا " 00!! ... ... (أَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبرِي 0 الكنز: 13622) وَعَن عَرْجَفَةَ قَالْ: " قَالَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لأُمِّ ابْنَةِ أَبي بُرْدَةَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْكِ رَجُلٌ لَيْسَ بِذِي محْرَمٍ فَادْعِي إِنْسَانَاً مِن أَهْلِكِ فَليَكُن عِنْدَكِ فَإِنَّ الرَّجُلَ وَالمَرْأَةَ إِذَا خَلَوَا جَرَى الشَّيْطَانُ بَيْنَهُمَا " 00!! (الكنز: 13622) {الشَّهْوَةُ الَّتي كَادَتْ أَنْ تَقتُلَ صَاحِبَهَا}

{وَمِنَ الحُبِّ مَا قَتَلْ} وَهَذِهِ حِكَايَةٌ طَرِيفَةٌ حَدَثَتْ عَلَى عَهْدِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابْ: عَنِ القَاسِمِ بْنِ محَمَّدٍ عَن أَبي السَّيَّارَةِ أَنَّهُ أُولِعَ بِامْرَأَةِ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ أَبُو جُنْدُبْ، فَجَعَلَ يُرَاوِدُهَا عَنْ نَفسِهَا، فَقَالَتْ لَهُ لاَ تَفعَلْ فَإِنَّ أَبَا جُنْدُبٍ إِنْ يَعْلَمْ بِهَذَا يَقتُلكَ فَأَبَى أَنْ يَنْزِع، فَأَخْبَرَتْ بِذَلِكَ أَبَا جُنْدُبٍ فَقَالْ: إِنِّي مخْبرٌ القَوْمَ أَنِّي ذَاهِبٌ إِلى الإِبِلْ، فَإِذَا أَظلمَتْ جِئتُ فَدَخَلتُ البَيْتَ فَإِنْ جَاءَ فَأَدْخِلِيهِ عَلَيّ، فَوَدَّعَ أَبُو جُنْدُبٍ القَوْمَ وَأَخْبرَهُمْ أَنَّهُ ذَاهِبٌ إِلى

الإِبِلْ، فَلَمَّا أَظلَمَ اللَّيْلُ جَاءَ وَكَمُنَ في البَيْتْ، وَجَاءَ أَبُو السَّيَّارَةِ وَهْيَ تَطحَنُ في بَيْتِهَا فَرَاوَدَهَا عَنْ نَفسِهَا فَقَالَتْ لَهُ وَيحَكَ أَرَأَيْتَ هَذَا الأَمْرَالذِي تَدْعُوني إِلَيْهِ هَلْ دَعَوْتُكَ إِلى شَيْءٍ مِنهُ قَطّ 00؟ قَالَ لاَ وَلكِنْ لاَ صَبرَ لِي عَنْكِ، فَقَالَتِ ادْخُلِ البَيْتَ حَتىَّ أَتَهَيَّأَ لَكْ، فَلمَّا أَنْ دَخَلَ البَيْتَ أَغْلَقَ أَبُو جُنْدُبٍ البَابَ ثمَّ أَخَذَهُ فَدَقَّ عُنُقَه، فَذَهَبَتِ المَرْأَةُ إِلى أَخِي أَبِىجُنْدُبٍ فَقَالَتْ أَدْرِكِ الرَّجُلَ فَإِنَّ أَبَا جُنْدُبٍ قَاتِلُه، فَجَعَلَ أَخُوهُ يُنَاشِدُهُ اللهَ فَتَرَكَه، وَحَمَلَهُ أَبُو جُنْدُبٍ إِلى مَدْرَجَةِ الإِبِلِ ـ أَيْ مَنَاخِهَا ـ فَأَلقَاه، فَكَانَ كُلمَا مَرَّ بِهِ إِنْسَانٌ قَالَ لَهُ مَا شَانُك 00؟!!

فَيَقُولُ وَقَعْتُ عَنْ بَكْر ـ أَيْ جَمَلٍ ـ فَحَطَّمَني، فَأَمْسَى محْدَوْدِبَاً، ثمَّ أَتَى عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ فَشَكَا لَه، فَبَعَثَ عُمَرُ إِلى أَبي جُنْدُبْ، فَأَخْبرَهُ بِالأَمْرِ عَلَى وَجْهِهِ، فَأَرْسَلَ إِلى أَهْلِ المَاءِ ـ أَيْ إِلى أَهْلِ القَبِيلَةِ ـ فَصَدَّقُوه، فَجَلَدَ عُمَرُ أَبَا السَّيَّارَةِ مِاْئَةَ جَلدَةٍ وَأَبْطَلَ دِيَتَه " 00 أَيْ دِيَةَ مَا تَلِفَ مِن أَعْضَائِه 00!! ... ... (أَخْرَجَهُ الخَرَائِطِيّ 0 الكَنْز: 13591) {الرَّجُلُ الَّذِي خَسِرَ دِينَهُ وَدُنيَاهُ مِن أَجْلِ امْرْأَة}

وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ يَذكُرُ بُرَيْصِيصَة ـ رَاهِبُ بَني إسْرَائِيلَ الَّذِي سَارَتْ بخَبرِهِ الرُّكْبَانُ وَصَارَ مَضْرِبَ الأَمْثَالْ ـ لَمَّا أَعْيَتِ الشَّيْطَانَ غِوَايَتُهُ فَتَذَاكَرُواْ ذَلِكَ يَوْمَاً عِندَ كَبِيرِهِمْ إِبْلِيسَ فَجَعَلَ جُعْلاً لمَنْ يُضِلُّه، فَقَالَ لَهُ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ الأَبْيَضُ أَنَا بِهِ زَعِيمْ، فَقَالَ لَكَ ذَلِكْ، فَظَهَرَ لَهُ عَلَى هَيْئَةِ رَجُلٍ صَالِحٍ عَلَيْهِ ثِيَابٌ بِيضْ، وَأَظهَرَ لَهُ مِن حُسْنِ العِبَادَةِ مَا جَعَلَ بُرَيْصِيصَةَ

يُعْجَبُ بِهِ فَاسْتَضَافَهُ في صَوْمَعَتِهِ، فَقَبِلَ الدَّعْوَةَ (عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ) وَتَنَافَسَا في العِبَادَةِ زَمَانَاً حَتىَّ بَدَا تَفَوُّقُهُ عَلَى بُرَيْصِيصَة، فَلَمَّا أَن هَمَّ بِالرَّحِيلِ أَخَذَ بُرَيْصِيصَةَ بِتَلاَبِيبِهِ وَقَالَ لَهُ وَاللهِ لَنْ تَبْرَحَ الأَرْضَ حَتىَّ تُعَلِّمَني مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدَا، فَعَلَّمَهُ طَلسَمَاً شِرْكِيَّاً يَرْقِي بِه، وَقَالَ لَهُ إِذَا أَتَاكَ المَصْرُوعُ فَاقرَأهُ عَلَيْهِ وَسَيَبْرَأُ بِإِذنِ الله، ثُمَّ انْصَرَفْ، وَلمْ تمْضِ سِوَى أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ وَكَانَ الحَاجُّ إِبْلِيسُ في زِيَارَةٍ لمَلِكِ المَدِينَة؛ فَأَصَابَ ابْنَتَهُ بِشَيْءٍ مِنَ المَسّ؛ فَذَهَبُواْ بِهَا إِلَىكُلِّ الأَطِبَّاءِ فَفَشِلُواْ جَمِيعَاً في عِلاَجِهَا، حَتىَّ تَمَثَّلَ لَهُمْ (عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ) في صُورَةِ

رَجُلٍ صَالِحٍ دَلَّهُمْ عَلَى بُرَيْصِيصَةَ فَذَهَبُواْ إِلَيْهِ فَرَقَاهَا فَبَرِئَتْ بِإِذنِ الله؛ فَشَكَرُواْ لَهُ ذَلِكْ وَأَخَذُواْ أُختَهُم وَانْصَرَفُواْ، وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ عَاوَدَهَا المَرَضْ؛ فَرَجَعُواْ إِلَيْهِ فَرَقَاهَا فَبَرِئَتْ بِإِذنِ الله، وَظَلُّواْ عَلَى هَذَا الحَالِ عِدَّةَ أَشْهُرْ؛ حَتىَّ أَهَلَّ مَوْسِمُ الحَجِّ فَأَرَادُواْ السَّفَرْ، وَخَافُواْ إِنْ تَرَكُوهَا وَحْدَهَا أَنْ يُصِيبَهَا مَا أَصَابَهَا وَلاَ تَجِدُ مَنْ يُطَبِّبُهَا، ثُمَّ خَلَصُواْ نَجِيَّاً أَنْ يَترُكُوهَا عِنْدَ ذَلِكَ الرَّاهِبْ، فَكَانَ يُطَبِّبُهَا كُلَّمَا نَفَثَهَا الشَّيْطَانُ

ثُمَّ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنِ انظُرْ إِلَيْهَا لَعَلَّهَا تَكُونُ في حَاجَةٍ إِلى شَيْءٍ أَوْ بِهَا سُوء ـ وَهَكَذَا الطَّرِيقُ إِلى جَهَنَّمَ مَفرُوشٌ بِالنَّوَايَا الحَسَنَة ـ وَشَيْئَاً فَشَيْئَاً صَارَ يَجْلِسُ مَعَهَا وَيُحَادِثُهَا وَكَانَتْ مِن أَجْمَلِ جَمِيلاَتِ عَصْرِهَا، وَكُلُّنَا يَعْرِفُ أَدَبَ وَثَقَافَةَ أَبْنَاءِ المُلُوكْ، وَبمُرُورِ الأَيَّامِ وَقَعَ في الحَرَامِ فَحَمَلَتْ مِنه، فَلَمَّا أَثقَلَتْ وَأَوْشَكَ إِخْوَتُهَا عَلَى المَجِيءِ وَخَشِيَ الفَضِيحَةَ قَتَلَهَا وَدَفَنَهَا، فَلَمَّا أَن عَادَ إِخْوَتُهَا وَسَأَلُوهُ عَنهَا قَالَ لَهُمُ انتَابَتهَا الحَالَةُ وَكَانَتْ شَدِيدَةً فَمَاتَتْ فَاصْبِرُواْ وَاحْتَسِبُواْ فَصَدَّقُوهُ 00!!

لمْ يَكْتَفِ إِبْلِيسُ (عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ) بِهَذَا، لَكِنَّهُ خَطَّطَ لمَا هُوَ أَبْعَدُ مِنْ ذَلِكْ: فَأَتَى أَكْبَرَ الإِخْوَةِ في مَنَامِهِ وَتَمَثَّلَ لَهُ في صُورَةِ رَجُلٍ صَالِحٍ وَقَالَ لَهُ لَقَدْ فَعَلَ الرَّاهِبُ بِأُخْتِكَ كَذَا وَكَذَا وَحَمَلَتْ مِنهُ فَقَتَلَهَا وَدَفَنَهَا في مَكَانِ كَذَا فَلَمْ يُصَدِّقْ وَاسْتَعَاذَ بِاللهِ مِن الشَّيْطَانِ الرَّجِيمْ، فَأَتَاهُ في اللَّيْلَةِ التَّالِيَةِ وَقَالَ لَهُ مِثلَ مَقَالَتَهُ تِلكَ فَاسْتَعَاذَ بِاللهِ وَلَمْ يُصَدِّقْ، ثُمَّ أَتَاهُ في اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ وَقَالَ لَهُ مِثلَ مَقَالَتَهُ تِلكَ فَحَدَّثَ بِهَا إِخْوَتَه، فَإِذَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنهُمْ رَأَى مِثلَ أَخِيهِ؛ فَقَرَّرُواْ أَنْ يَذهَبُواْ إِلى المَكَانِ الَّذِي عَيَّنَهُ لَهُمْ وَهُمْ يَقُولُونَ في قَرَارَةِ أَنفُسِهِمْ "

سَنَنظُرُ أَصَدَقتَ أَمْ أَنتَ مِنَ الكَاذِبِين" فَإِذا الأَمْرُ كَمَا قَال؛ فَأَتَواْ بِالرَّاهِبِ وَرَبَطُوهُ في جِذعِ شَجَرَةٍ وَاسْتَجْوَبُوهُ فَأَقَرَّ بمَا قَدْ جَنَاهُ وَاعْتَرَفْ؛ فَقَرَّرُواْ صَلبَهُ حَتىَّ يَكُونَ عِبْرَةً لمَنْ يَعْتَبِرْ، فَأَتَاهُ إِبْلِيسُ وَقَالَ لَهُ أَتُرِيدُ أَن أُخَلِّصُكَ ممَّا أَنتَ فِيه 00؟! قَالَ نَعَمْ أَكْرَمَكَ الله، قَالَ اسْجُدْ لي وَأَنَا أُخَلِّصُكَ ممَّا أَنتَ فِيهِ فَسَجَدَ لَه، فَلَمَّا سَجَدَ لَهُ تَرَكَهُ وَقَالَ لَهُ سَاخِرَاً إِنِّي بَرِيءٌ مِنكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ العَالَمِين00!! (تَفسِيرُ ابْنِ كَثِيرْ 0 الحَشْر: 17كَمَا في الشُّعَبْ بِرَقم: 5449) وَاقْرَأُواْ إِنْ شِئتُمْ قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى:

{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيئٌ مِنكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ العَالَمِين فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا في النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِين} 000000000000 (16 ـ 17: الحَشْر) {الرَّجُلُ الَّذِي تحَدَّاهُ إِبْلِيسْ} وَحَتىَّ نَعْلَمَ أَنَّ الأَرْضَ فِيهَا الصَّالِحُونَ وَفِيهَا دُونَ ذَلِكَ أَحْكِي لَكُمْ قِصَّةَ أَحَدِ مَنْ وَاتَتهُ الفُرْصَةُ فَامْتَنَعَ وَعَفّ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنَ الصَّالِحِينَ رَأَى إِبْلِيسَ في المَنَامِ ـ وَرُؤيَا الصَّالحِينَ حَقّ ـ وَفي يَدِهِ حَبَائِلُ كَثِيرَة، مِنهَا الغَلِيظُ وَمِنهَا النَّحِيلُ وَمِنهَا مَا هُوَ عَوَانٌ بَينَ ذَلِك، فَقَالَ لَهُ مَا هَذَا يَا عَدُوَّ الله 00؟!

قَالَ أَمَّا النَّحِيلُ مِنهَا فَلِضَعِيفِ الإِيمَان، وَأَمَّا الوَسَطُ فَلِلوَسَطْ، وَأَمَّا الغَلِيظُ مِنهَا فَلأَمْثَالِكَ مِنَ المُتعِبِين، ثُمَّ تَرَكَهُ وَانصَرَفْ، وَمَضَتِ الأَيَّامُ حَتىَّ أَتَاهُ عَمَلٌ عِندَ امْرَأَةٍ مِن عِليَةِ القَوْمِ ذَاتِ حَسَبٍ وَنَسَبٍ وَجَمَالْ، فَلَمَّا دَخَلَ شَقَّتَهَا ـ وَكَانَ نَجَّارَاً ـ غَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَرَاوَدَتْهُ عَنْ نَفسِهِ قَالَ مَعَاذَ الله، فَهَدَّدَتهُ وَتَوَعَّدَتهُ وَقَالَتْ لَهُ لَئِنْ لَمْ تَفعَلْ لأَسْجُنَنَّكَ وَأَجْعَلُ زَوْجِي الَّذِي يَعْمَلُ في مَنْصِبِ (كَذَا وَكَذَا) يَفعَلُ مَعَكَ كَيْتْ وكَيْتْ؛ فَلَمَّا رَأَى

الرَّجُلُ أَنَّهُ قَدْ أُحِيطَ بِهِ أَظهَرَ المُوَافَقَةَ وَقَالَ لَهَا لَكِنَّ هَذِهِ المُهِمَّةَ تحْتَاجُ مِنيِّ إِلى تَغذِيَةٍ جَيِّدَة، فَفَرِحَتِ المَرْأَةُ وَقَالَتْ دُونَكَ المَطْبَخَ فَكُلْ مِنهُ مَا شِئت،

وَذَهَبَتْ هِيَ إلَى غُرْفَةِ النَّوْمِ وَازَّيَّنَتْ وَدَخَلَ صَاحِبُنَا المَطبَخَ فَسَكَبَ عَلَى ثِيَابِهِ كُلَّ مَا وَجَدَهُ مِن حُلَلِ الطَّعَامْ، ثُمَّ خَرَجَ لَهَا بِعُبَالِه، فَلَمَّا أَنْ بَصُرَتْ بِهِ وَالحِسَاءُ يَتَسَاقَطُ مِنهُ عَلَى الأَرْضِ وَالسَّجَّادِ صَاحَتْ في وَجْهِهِ أَنِ اخْرُجْ فَوْرَاً، فَخَرَجَ مِنْ فَوْرِهِ وَحمِدَ اللهَ عَلَى السَّلاَمَةِ وَاسْتَظَلَّ بِظِلِّ شَجَرَةٍ لِيَسْتَرِيحَ مِن هَذَا العَنَاء، فَغَلَبَتهُ عَيْنَاهُ فَنَامْ، فَأَتَاهُ (عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ) في المَنَامِ فَقَالَ لَهُ مَاذَا فَعَلتَ يَا عَدُوَّ اللهِ بحِبَالِكْ 00؟! قَالَ لَهُ قَطَّعْتَهَا بمِحَالِكْ 00!! (وَالمِحَالُ هُوَ الحِيلَة 0 وَمَصْدَرُ القِصَّةِ أَحَدُ الأَشْرِطَة)

وَسُبْحَانَ الله، أَحْكِي لَكُمْ حَادِثَةً وَقَعَتْ مَعَ امْرَأَةٍ عَجُوزٍ وَكَلبٍ لَهَا مَعَ فَارِقِ التَّشْبِيهِ طَبْعَاً {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَني آدَمْ} وَذَلِكَ أَنَّهَا كَانَتْ تُثني عَلَى كَلبٍ لَهَا خَيْرَاً؛ فَسَأَلنَاهَا مَا أَعْجَبُ مَا كَانَ مِن أَمْرِهِ مَعَكِ جَعَلَكِ تُثنِينَ عَلَيْهِ كُلَّ هَذَا الثَّنَاء 00؟!

قَالَتْ أَعْجَبُ مَا كَانَ مِن أَمْرِهِ مَعِي أَنِّي تَرَكْتُهُ بِالدَّارِ يَوْمَاً وَخَرَجْتُ لِبَعْضِ شَأنِي وَنَسِيتُ أَنَّ في الحُجْرَةِ قِدْرَ لحْمٍ مَلئَانَ عَن آخِرِه، فَمَا أَنْ تَذَكَّرْتُ ذَلِكَ حَتىَّ عُدْتُ مُسْرِعَةً إِلى البَيْتِ فَوَجَدْتُهُ بَاسِطَاً ذِرَاعَيْهِ بِالوَصِيدْ، وَقِدْرُ اللَّحْمِ كَمَا هُوَ غَيْرُ مَنقُوصْ 00 مِنْ يَوْمِهَا أَصْبَحَتْ لَهُ عِنْدِي مَكَانَه؛ لِمَا رَأَيْتُ فِيهِ مِنَ الصِّدْقِ وَالأَمَانَة 00!! وَأَنَا أَعْرِفُ لَهُ مَكَانَتَه 00!! بِاللهِ عَلَيْكَ إِنْ كَانَتْ هَذِهِ هِيَ مَكَانَةُ كَلبٍ عَفَّ عَمَّا لَيْسَ مِن حَقِّهِ؛ فَمَا بَالُكَ بمَكَانَةِ الإِنسَانِ عِنْدَ مَوْلاَهُ وَخَالِقِه إِذَا عَفَّ عَمَّا لَيْسَ مِن حَقِّهِ 00؟!

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن عَشِقَ وَكَتَمَ وَعَفَّ وَصَبَرَ غَفَرَ اللهُ لَهُ وَأَدْخَلَهُ الجَنَّة " 00!! ... (الكَنْز: 7002) وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً عَنهُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لم يُرَ لِلمُتَحَابَّيْنِ مِثلَ الزَّوَاج "00!! [صَحَّحَهُ شَيْخُنَا الأَلبَانِيُّ في سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقم: 1847]

وَقِصَّةُ عُرْوَةَ بْنِ حِزَامْ مَعَ عَفرَاءَ خَيْرُ شَاهِدٍ عَلَى هَذَا، القِصَّةُ الَّتي لم يمُرَّ عَلَيهَا قَارِئٌ للأَدَبِ العَرَبِيِّ إِلاَّ وَتَأَثَّرَ بِهَا، وَتحْكِىالقِصَّةُ وَتَقُولْ: لَقَدْ كَانَ عُرْوَةُ بْنِ حِزَامٍ هَذَا فَتيً غَضَّاً يَقرِضُ الشِّعْرَ، أَحَبَّ فَتَاةً يُقَالُ لهَا عَفرَاء، أَحَبَّهَا حُبَّاً جمَّاً وَلهَجَ بِذَلِكَ شِعْرَاً، وَكَعادة العربِ زوجها أَبوها مِن غيره؛ فَهَامَ في البِلاَدِ عَلَى وَجْهِهِ كَالمَجْنُونِ وَبَلَغَ مِنهُ وَجْدُهَا ـ أَيْ هُيَامِهِ بِهَا ـ كُلَّ مَبْلَغْ، وَالشَّاهِدُ مِنَ القِصَّةِ أَنهُمْ لمَّا رَأَواْ مَا قَدْ أَلَمَّ بِهِ في حُبِّهِ لِعَفرَاءَ لَوْ خَلَوْتِ بِهِ وَقَدَّمْتِ لَهُ شَيْئَاً مِنَ الطَّعَامْ، وَرَاوَدْتِهِ عَنْ نَفسِكِ وَلَوْ بِالكَلاَمْ، عَسَى أَنْ يُذهِبَ ذَلِكَ مَا في نَفسِهِ

فَفَعَلَتْ، فَأَبَى بِشِدَّةٍ وَقَالَ لَوكُنْتُ أَرِيدُ ذَلِكَ لَكَانَ لي فِيمَا مَضَى مُتَّسَعٌ ثُمَّ تَرَكَهَا وَغَادَرَ المَكَان 00!! ثُمَّ اسْتَبَدَّ السَّقَمُ بِالمسكين حَتىَّ مات وَجْدَاً بها، فلمَّا عَلِمَت عَفرَاءُ بمَوْتِهِ حزنت لذلك حُزْنَاً شَدِيدَاً واستاذنت زوجها في زيارَة قبرهِ فَأَذنَ لها، فطفقت تبكيهِ وتندبهُ حَتىَّ فاضت رُوحُها هيَ الأُخْرَى على قبرهِ، ولما سَمع بخبرهِمَا سَيِّدُنا معاويةُ قال لو أَدْرَكتُهُمَا لجمَّعْتُ بينَهمَا 00!! ومن شعرِهِ فيهَا قوله: عَلَىكَبِدِي مِن حُبِّ عفراءَ قُرْحَةٌ فعينايَ مِنْ وَجْدِي بِهَا تَكِفَانِ كأَنَّ قَطاةً عُلِّقَتْ بجَناحِهَا عَلَى كَبِدِي مِنْ شِدَّةِ الخَفَقَانِ فَعَفراءُ أَرْجَى الناس عِندِي مَوَدَّةً وَعَفرَاءُ عَنيِّ المُعْرِضُ المُتوَانِي

فَيَا لَيْتَ كُلَّ اثنَيْنِ بَيْنَهُمَا هوَىً مِنَ الناسِ وَالأَنعَامِ يَلتَقِيَانِ فَيَقضِي حَبِيبٌ مِن حَبِيبٍ لُبانَةً وَيَرْعَاهُمَا رَبِّي فلاَ يُرَيانِ جَعَلتُ لِعَرَّافِ اليَمَامَةِ جُعلَهُ وَعَرَّافِ نجدٍ إِن هُمَا شَفَيَانِي فَمَا تَرَكا مِنْ رُقيةٍ يَعْلَمَانِهَا وَلاَ سُقيَةٍ إِلاَّ وَقدْ سَقَيَانِي فَقَالاَ شَفاكَ اللهِ وَاللهِ مَا لَنا بمَا اشْتَمَلَتْ مِنْكَ الضُّلوعُ يدَانِ

وَقِيلَ أَنَّ ذَا النُّونِ المِصْرِيَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ دَخَلَ المَسْجِدَ الحَرَامَ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذ بِشَابٍّ عُرْيَانٍ مَطرُوحٍ في حَالَةٍ صِحِّيَّةٍ سَيِّئَةٍ لَهُ أَنِين، وَكَمَا يَقُولُونَ في الأَمْثَالِ وَجه زِين وَقَلب حَزِين، فَدَنَا مِنهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمْ، وَهْوَ لاَ يَكَادُ يَقدِرُ عَلى الكَلاَمْ، فَقَالَ لَهُ مَن أَنْتَ يَا غُلاَمْ 00؟! فَقَالَ غَرِيبٌ عَاشِقٌ ـ فَفَهِمَ ذُو النُّون: فَهِمَ أَنَّهُ مُتَيَّمٌ بَلَغَ بِهِ الهُيَامُ حَدَّ الجُنُون؛ فَقَالَ لَهُ وَأَنَا عَاشِقٌ مِثلُكَ ـ يَعْني عَاشِقٌ للهِ وَالرَسُولْ ـ فَلَمَّا أَنْ قَالَ لَهُ ذَلِكَ صَاحَ صَيْحَةً عَظِيمَةً خَرَجَتْ فِيهَا نَفسُهُ، يَقُولُ ذُو النُّون:

فَطَرَحْتُ عَلَيْهِ ثَوْبِي وَخَرَجْتُ لأَشْتَريَ لَهُ كَفنَاً، ثمَّ عُدْتُ وَقَدِ اشْتَرَيْتُ الكَفَنَ فَلَمْ أَجِدْهُ، فَقُلتُ مُتَعَجِّبَاً سُبْحَانَ الله، فَسَمِعْتُ هَاتِفَاً يَقُولُ يَا ذَا النُّون: إِنَّ هَذَا الغَرِيبَ طَلَبَهُ الشَّيْطَانُ فَلَمْ يجِدهُ، وَطَلَبَهُ مَالِكٌ فَلَمْ يجِدهُ، وَطَلَبَهُ رَضْوَانُ فَلَمْ يجِدهُ، قُلتُ فَأَيْنَ هُوَ 00؟!! فَسَمِعْتُ هَاتِفَاً يَقُولْ: {في مَقعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقتَدِرْ} (القَمَر: 55) (بِالبَابِ العَاشِرْ مِنْ مُكَاشَفَةُ القُلُوبْ لأَبِي حَامِدٍ الغَزَالِيّ: 29) إن الشيطان يقول للمرأةِ أنت نصف جندي وأنت سهمي الَّذِي أرمي به فلاَ أخطئ، وأنت موضع سري، وأنت رسولي في حاجتي " 00!! (الإِحْيَاء بَابُ شَهْوَةِ الفَرْج)

وَمِن هُنَا قال (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): " النِّسَاءُ حَبَائِلُ الشَّيْطَان، ولولاَ هذه الشهوة لما كان للنساء سلطة على الرجال " 00!! (رواه الأصفهانى في الترغيب والترهيب) فَإِذَا حَدَّثَتكَ نَفسُكَ في خَلوَتِكَ بِمَعْصِيَةِ الله فَعِظهَا وَقُلْ يَا نَفسُ للهِ أَعْيُنٌ: رَقِيبٌ وَعَتِيدْ 00 وَقُلْ لِنَفسِكَ يَا وَيْلَتَا مَاذَا أَصْنَع: إِذَا مَا قَالَ لي رَبِّي أَمَا اسْتَحْيَيْتَ تعْصِيني وَتُخْفِي الذَّنبَ مِن خَلْقِي وَبالعِصْيانِ تَأْتِيني أَفَتَسْتَحْيُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ تَسْتَحْيُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنتُمْ 00؟! عَن عَدِيِّ بْنِ حَاتمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" يُؤتَى بِنَاسٍ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيُؤمَرُ بِهِمْ إِلى الجَنَّة، حَتىَّ إِذَا دَخَلُوهَا وَنَظَرُواْ إِلى نَعِيمِهَا وَمَا أَعَدَّ اللهُ فِيهَا نُودِيَ أَنِ اخْرُجُواْ مِنهَا فَلاَ حَقَّ لكُمْ فِيهَا 00!! فَيَقُولُونَ رَبَّنَا: لَوْ أَدْخَلتَنَا النَّارَ قَبْلَ أَن تُرِيَنَا الجَنَّةَ وَمَا أَعْدَدْتَ فِيهَا كَانَ أَهْوَنَ عَلَيْنَا، فَيَقُولُ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ ذَاكَ أَرَدْتُ بِكُمْ؛ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ إِذَا خَلَوْتُمْ بَارَزْتُمُونِي بِالعَظَائِمْ، وَإِذَا لَقِيتُمُ النَّاس لَقِيتُمُوهُمْ مخْبِتِين، تُرَاءونَ بخِلاَفِ

مَا تُعْطُون، هِبْتُمُ النَّاسَ وَلَمْ تَهَابُونِي، أَجْلَلتُمُ النَّاسَ وَلَمْ تجِلُّونِي، عَرَفتُمْ لِلنَّاسِ وَلَمْ تَعْرِفُواْ لِي، اليَوْمَ أُذِقُكُمْ مِن أَلِيمِ العَذَابِ مَعَ مَا حُرِمْتُمْ مِنَ الثَّوَابْ " 00!! ... ... (أَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرْ 0 الكَنْز: 8838) {أَفَكُلمَا يَسَّرْتَ لِي سُبُلَ الهِدَايَةِ كَيْ أَتوبْ} {لَطَّخْتُ نَفسِي بِالخَطَا يَا وَالمَعَاصِي وَالذُّنوبْ} {اللهُمَّ ارْزُقنَا مِنكَ حَقَّ الحَيَاءِ في السِّرِّ وَفِي العَلَنْ، وَاكْفِنَا شَرَّ الفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنهَا وَمَا بَطَنْ} 00 وَشَرُّ الفِتَنِ النِّسَاء؛ أَلاَ تَرَى يَا أَخِي أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى عِنْدَمَا أَتَى عَلَى القَتْلِ ـ رَغْمَ شَنَاعَتِهِ ـ قَالَ:

{وَلاَ تَقتُلُواْ النَّفسَ الَّتي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالحَقّ} 000000 (الأَنعَامْ: 151) وَعِنْدَمَا أَتَى عَلَى الشِّرْكِ ـ رَغْمَ أَنَّهُ أَكْبَرِ الكَبَائِرِ ـ قَال: {وَاعْبُدُواْ اللهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئَا} 0000000000000 (النِّسَاء: 36) وَعِنْدَمَا أَتَى عَلَى الإِسْرَافِ رَغْمَ قُبْحِهِ قَالَ: {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ؛ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِين} (الأَعْرَافْ: 31) إِلاَّ الزِّنَا عِنْدَمَا أَتَى عَلَيْهِ قَالْ: {وَلاَ تَقرَبُواْ الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاَ} 00000 (الإِسْرَاء: 32) لأَنَّ الخُطُورَةَ تَبْدَأُ بمُجَرَّدِ الاَقتِرَابِ مِنه 00!! وَلاَ بُدَّ وَأَنْ يَكُونَ لَنَا فِيمَا حَدَثَ بِالعِرَاقِ وَلُبْنَانَ مُعْتَبَرٌ ـ وَاللهُمَّ لاَ شَمَاتَة

ـ كَيْفَ لمَّا اسْتَشْرَى بِأَرْضِهِمَا الزِّنَا حَلَّ بِهَا سَخَطُ الله؛ ذَلِكَ لأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ في الحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ ابْنُ عَبَّاس: " إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلواْ بأنفسهم عذاب الله " 00!! (أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانَيُّ 0 الكنز: 13000) وَرَوَى الحَاكِمُ في مُسْتَدْرَكِهِ وَابْنُ مَاجَةَ في سُنَنِه عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِمٍ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلَه: " لمْ تَظهَرِ الفَاحِشَةُ في قَوْمٍ قَطُّ حَتىَّ يجَاهِرُواْ بِهَا ـ أَيْ يَأتُونَهَا جِهَارَاً نَهَارَاً ـ إِلاَّ ظَهَرَتْ فِيهِمُ الطَّوَاعِينُ وَالأَوْجَاعُ الَّتي لمْ تَكُنْ في أَسْلاَفِهِمْ الذِينَ مَضَواْ " 00!!

وَتَاللهِ لَوْ لمْ يَكُ في الزِّنَا غَيرُ الأَمْرَاضِ الخَبِيثَةِ الَّتي يُوَرِّثُهَا الزُّنَاةُ لأَوْلاَدِهِمْ لَكَفَى بِذَلِكَ أَنْ يَكُونَ شَرَّاً مُسْتَطِيرَا 00!!

وَتَذَكَّرْ يَا أَخِي الحَدِيثَ الَّذِي رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَبْعَةً يُظِلُّهُمُ اللهُ بِظِلِّه يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلَّه: إِمَامٌ عَادِلْ، وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ الله، وَرَجُلٌ قَلبُهُ مُعَلَّقٌ بِالمَسْجِدِ إشذَا خَرَجَ مِنهُ حَتىَّ يَعُودَ إِلَيْه، وَرَجُلاَنِ تحَابَّا في اللهِ فَاجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَافْتَرَقَا عَلَيْه، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيَاً فَفَاضَتْ عَيْنَاه، وَرَجُلٌ دَعَتهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ العَالَمِين، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتىَّ لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنفِقُ يَمِينُه " 00!! [أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ في اللُّؤْلُؤِ وَالمَرْجَانِ بِرَقم: 610 // الكَنْز: 43561]

يَزْعُمُ المُسْتَشْرِقُونَ أَنَّ اللهَ يُذِلُّ بِهَذَا التَّحْرِيمِ المُسْلِمِينَا 00!! وَلُعِنُواْ بمَا قَالُواْ؛ فَاللهُ لاَ يُذِلُّ فِينَا، وَلَكِنَّهُ يَبْتَلِينَا؛ لِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُواْ، وَيَعْلَمَ الكَاذِبِينَا 00!! (بسم الله الرحمن الرحيم): {أَلَم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُترَكُواْ أَنْ يَقُولُواْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفتَنُون وَلَقَدْ فَتَنَّا الذِينَ مِنْ قبْلِهِمْ، فَليَعْلَمَنَّ اللهُ الذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ الكَاذِبِين} 0000000000000000 (الآيَاتْ مِن 1/ 3 سُورَةُ العَنْكَبُوت) {لَوْ أَقلَعْتَ أنتَ عَنِ الزِّنَا وَأَقلَعْتُ عَنهُ أَنَا:} {هَلْ كَانَتْ سَتَجِدُ السَّاقِطَاتُ مَكَانَاً بَيْنَنَا}

جَهَنَّمُ يَا أَخِي فِيهَا وَادٍ لِلزُّنَاةِ بِهِ حَيَّاتٌ بِطُولِ النَّخل، وَعَقَارِبُ كَالبِغَالْ، بِكُلِّ قُلاَمَةِ ظُفرٍ مِن أَجْسَادِهَا إِبْرَةُ سُمٍّ يَضْرِبُ الزُّناةُ بِهَا ضَرْبَةً يجِدُونَ مَرَارَةَ سُمِّهَا أَلفَ سَنَة؛ حَتىَّ يَتَهَرَّى لَحْمُهُمْ وَيَسِيلُ القَيْحُ وَالدَّمُ وَالصَّدِيدُ مِنْ فُرُوجِهِمْ (يَا رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ) فَمَاذَا أنتَ صَانِع في كُلِّ هَذَا 00؟! لَوْ أَقلَعْتَ أنتَ عَنِ الزِّنَا وَأَقلَعْتُ عَنهُ أَنَا: هَلْ كَانَتْ سَتَجِدُ السَّاقِطَاتُ مَكَانَاً بَيْنَنَا 00؟!! لِتَعْلَمُواْ أَنَّ مَا أَصَابَنَا إِنَّمَا هُوَ مِن عِنْدِ أَنفُسِنَا، وَلِتَعْلَمُواْ أَنَّهُ لاَ يَهْلِكُ عَلَى اللهِ إِلاَّ هَالِكْ، وَأَنَّ الشَّرَّ لِلشَّرِّ خُلِقْ؛ فَدَعُواْ الشَّرَّ يَدَعْكُمْ: أَيِ ابْتَعِدُواْ عَنهُ يَبْتَعِدْ عَنْكُمْ 00!!

وَلتَذكُرْ دَائِمَاً يَا أَخِي أَنَّ هُنَاكَ جَنَّةً ـ كَمَا أَنَّ هُنَاكَ نَارَاً ـ وَأَنَّ الجَنَّةَ فِيهَا مِنَ الحُورِ العِينِ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلبِ بَشَرْ، صِبْغَةَ اللهِ وَمَن أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَة 00؟! لَوْ أَنَّ إِحْدَاهُنَّ بَصَقَتْ في بحْرٍ لَصَارَ عَذبَاً زُلاَلاً سَائِغَاً لِلشَّارِبِين00!! وَحُورْ: جَمْعُ حَوْرَاء ـ كَمَا أَنَّ " سُودْ " جَمْعُ سَوْدَاء ـ وَهِىَ شَدِيدَةُ بَيَاضِ العَيْنِ مَعَ شِدَّةِ اسْوِدَادِهَا في نَفْسِ الوَقت، أَمَّا عِين: فَجَمْعُ عَيْنَاء ـ كَمَا أَنَّ " بِيض" جَمْعُ بَيْضَاء ـ وَهِىَ وَاسِعَةُ العَيْنَين 0

(بسم الله الرحمن الرحيم) {مَثَلُ الجَنَّةِ الَّتي وُعِدَ المُتَّقُونَ فِيهَا أَنهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِآسِنٍ وَأَنهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنهَارٌ مِن خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنهَارٌ مِن عَسَلٍ مُصَفَّى} 000000000000000000000000000000000 (محَمَّدْ: 15) وَلِمِثلِ هَذَا فَليَعْمَلِ العَامِلُون 0000000000 {اللهُمَّ اجْعَلنَا مِن أَهْلِهَا} ********** وَيُسْعِدُنِي أَن أَخْتِمَ هَذَا الفَصْلَ بهَذِهِ الطُّرْفَة: كَانَ الفَرَزْدَقُ الشَّاعِرُ يُنشِدُ قَصِيدَةً في مجْلِسِ الخَلِيفَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ فَقَالَ ضِمْنَ أَبْيَاتِ القَصِيدَة: فَبِتنَ كَأَنهُنَّ مُصَرَّعَاتٍ ** وَبِتُّ أَفُضُّ أَغلاَقَ الخِتَامِ وَالخِتَامُ هُنَا بمَعْنى غِشَاءُ البَكَارَةِ لَدَى الفَتَاة 00!!

فَقَالَ لَهُ الخَلِيفَةُ قَدْ وَجَبَ عَلَيْكَ الحَدّ، وَاسْتَعَدَّ الجَلاَدُ لِلجَلد، فَلَمَّا أَن أَيْقَنَ الفَرَزْدَقُ أَنَّ الأَمْرَ مِنهُ هُوَ الجِدّ: قَالَ لَهُ عَلَى رِسْلِكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِين؛ أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَهُ (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى): {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُون (224) أَلَمْ تَرَ أَنهُمْ في كُلِّ وَادٍ يهِيمُون (225) وَأَنهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفعَلُون} [الشُّعَرَاء] فَضَحِكَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ حَتىَّ اسْتَلقَى عَلَى قَفَاه، وَخَرَجَ الفَرَزْدَقُ وَهْوَ يحْمَدُ الله 00!! [عُيُونُ الأَخْبَارِ لاَبْنِ قُتَيْبَة 0 طَبْعَةُ بَيرُوت: 105 // 4]

وَلَقَدْ رَأَيْتُ أَنَّهُ مِنْ تمَامِ الفَائِدَةِ أَن أُلحِقَ بِهَذَا البَابِ بَعْضَ القَصَصِ الوَاقِعِيَّةِ لِلشُّبَّانِ التَّائِبِينَ لاَ سِيَّمَا المَشَاهِيرِ مِنهُمْ عَسَى اللهُ أَنْ يَهْدِيَ بهَا 00 {توبة شابين في المطار على يد أَحَدِ الدُّعَاة} " 0000 على حضرات الركاب المسافرين على الرحلة رقم (00000) والمتوجهة إِلى (00000) سُرْعَةَ التوجه إِلى صالة المغادرة " 00 دَوَّى هذا الصوت في جنبات المطار، وَكان أَحد الدعاة هناك جالسا في الصالةِ وقد حزم حقائبهُ وعزم على السفر إِلى بلاَد الله الواسعة مِن أَجْلِ الدعوة إِلى الله (** عز وجل **) سَمِعَ هذا النداء فأحس بامتعاض في قلبه، لاَ سِيَّمَا وَأَنه يعلم لماذا يسافر أَكثر شَبَابِ المُسْلِمِينَ إِلى هَذِهِ البلاَدْ 00!!

وفجأةً لمح هذا الشيخ شابين في العشرين من عمرهما أو يزيد قليلاَ، وقد بدا من ظاهرهما ما يدل علىأنهما لاَ يريدان إِلاَّ المتعة الحرام من وَرَاءِ هَذَا السَّفَرْ 00 " لاَ بد من إنقاذهما قبل فوات الأوان " 00!! قالها الشيخ في نفسهِ وَقَدْ عزم على الذهاب إليهما وَنُصْحِهِمَا مَهْمَا كَلَّفَهُ ذَلِكْ؛ فوقف الشيطان لَهُ بِالمِرْصَادِ وقال لَهُ مالك ولهما 00؟!! دعهما يمضيان في طريقهما وَغَدَاً سَيَتُوبَا إنهما لن يستجيبا لَكْ 00!! ولكنَّ الشيخ كان قويَّ العزيمةِ شَدِيدَ الحُزْنِ وَالأَسَى عَلَيْهِمَا؛ فبصق في وجه الشيطانِ ومضى في طريقه لاَ يلوى على شيْء، وعند بوابةِ الخروج

استوقف الشابين بعد أن ألقى عليهما التحيةَ وَقَالَ لهُمَا في أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغَا، وكان مما قاله لهما ما ظنكما لو حدث خَللٌ بِالطائرةِ ولقيتما ـ لاَ قدر الله ـ حتفَيْكما وأنتما على هذه النيَّةِ وَالأَعْمَالُ بِالخَوَاتِيمْ 00؟!! {قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللهِ إِن أَرَادَ بِكُمْ سُوءً اأَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيَّاً وَلاَ نَصِيرَاً} {الأَحْزَاب/17} بِأَيِّ وَجْهٍ سَتُقَابِلاَنِ رَبَّكُمَا يَوْمَ القِيَامَة 00؟! فَفَاضَتْ عينا هذين الشابينِ مِنَ الدَّمْعِ ورق قلبُهما لموعظة الشيخ، وَمَزَّقَا تذاكر السفرِ وقالاَ يا شيخُ لقد كذبنا على أهلينا، وقلنا لهم إننا ذاهبان إِلى مَكَّةَ فكيفَ الخلاَصْ 00؟! وماذا نقول لهمْ 00؟!

وكان مع الشيخ أحد طلاَبِهِ يُوَدِّعُهُ فقالَ لهُمَا اذهبا مع أخيكما هذا وسوف يتولى إصلاَحَ شأنَيْكُمَا، وَوَدَّعَهُمَا الشَّيْخُ وَانْطَلَقَ مَسْرُورَاً رِضَىً بمَا صَنَعْ، ومضى الشابان مع هَذَا الأَخِ وقد عزما على أن يبيتا عنده أسبوعاكاملاً يَتَعَلمَا فِيهِ أُمُورَ الدِّينِ وَبَعْدَ ذَلِكَ يعودا إِلى أَهْلَيْهِمَا، وفي تلك الليلةِ وَهُمَا في بَيْت ذلك الأَخِ ألقى أحد الدعاة كلمة مؤثرة زادت من حماسهما فَعزم هَذَانِ الشابان على الذهاب إِلى مكةَ لأداء العمرة حَتىَّ يَغْسِلاَ ذُنُوبَهُمَا، وهكذا أرادَ الشَّيْطَانُ بِهِمَا شيئاً وأراد الله بِهِمَا شيئاً آخرَ فكان ما أراده اللهُ وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِه 00!!

وفي الصباحِ وبعدَمَا أدَّى الجميعُ صلاَة الفجرِ في جَمَاعَة: انطلق الثلاَثةُ صوبَ مكَّةَ البَلَدِ الحَرَامِ بعد أن أحرموا من الميقاتْ، وَفي الطريق كانت النهاية، وفي الطريق كانت الخاتمة: وقع لهم حادث مروعٌ ذهبوا ضَحِيَّتَهُ جميعا، فاختلطت دماؤهم الزكيَّةُ بحطام الزجاج المتناثرِ ولفظوا أنفاسهم وهم يرددونَ " لبيك اللهم لبيك، لبيك لاَ شريك لك لبيك " 00!! كم كان بين موتهما وبين تمزيق تذاكرِ السَّفَرِ لتلك البلاَد المشبوهة 00؟ إنها أيامٌ قَلاَئِلْ، ولكنَّ الله أراد لهما حُسْنَ الخَاتمَة، ولله الحكمة البالغة 0 وَإِذَا خَلَوْتَ بِرِيبَةٍ في ظُلْمَةٍ وَالنَّفْسُ دَاعِيَةٌ إِلى العِصْيَان فَاسْتَحْيِ مِنْ نَظَرِ الإِلَهِ وَقلْ لهَا إِنَّ الَّذِي خَلَقَ الظَّلاَمَ يَرَانيانِ

واليوم ما أكثر المغترين بهذه الدنيا الفانية، والغافلين عن هَذَا اليوم الرهيب الَّذِي يفر المرء فيه من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، يوم لاَ ينفع مال ولاَ بنون، إِلاَّ من أتى الله بقلب سليم، فهل من عودة إِلى الله قبل فَوَاتِ الأَوَان 00؟!! (العَائِدُونَ إِلى الله الجُزْءُ الثَّالِثْ بِتَصَرُّفْ لِلشِّيخْ / محمَّد عَبْد العَزِيزْ المُسْنَد) {توبة شاب غافل بعد بِرُؤيَتِهِ مَصْرَعَ أخته المؤمنة} يقول صاحب القصةِ كنت شابا غافلاَ عن الله، بعيدا عنه، غارقا في ظُلَمٍ مِنَ المعاصي بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْض، فلما أَن أراد الله لي الهدايةَ قَدَّر لي حادثا أعادني إِلى رشدي وردَّني إِلى صوابي، وإليكم القصة:

في يوم من الأيامِ وبعدَمَا قضينا أياما جميلة في نزهة عائلية إِلىمدينة الدمامْ، انطلقتُ بسيارتي عبر الطريقِ السريعِ بين الدمامِ والرياضِ ومعي أخواتي الثلاَث، وبدلاَ مِن أن أدعوَ اللهَ بدعاء السفر المأثورِ استفزني الشيطان بخيلِهِ وَرَجِلِه، وزين لي سماعَ لهو الحديث المحرم لأظل غافلاَ عن الله، لم أكن حينذاك أحرص علىسماع إذاعة القرآن الكريم أوالأشرطة الإسلاَمية النافعة للمشايخ والعلماء، لأن الحق والباطل لاَ يجتمعان في قلب وَاحِدٍ أَبَدَا 00!!

إحدى أخواتي كانت صالحةً مؤمنة ذاكرة للهِ حافظةً لحدوده، طلبت مني أن أسكت صوت الباطل، وأستمع إِلى صوت الحقّ، ولكن أَنَّى لي أن أستجيبَ وقد استحوذ عليَّ الشيطانُ وملك جوارحي وفؤادِي 00؟! فأخذتني العزة بالإثم ورفضت طلبها وَشاركَتْني في ذلك أختاي الأخريان، وكررت أختي المؤمنة طلبها فازددت عنادا وإصراراً وأخذنا نسخر منها ونحتقرها، بل إِنيِّ قلت لها ساخرا: إِنْ لَمْ تَصْمُتي سَأنزلكِ على قارعة الطريق 00!! فصمتتْ على مضضٍ وقد كرهتْ هذا العملَ بقلبها وأدت ما عليها، والله (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) لاَ يكلف نفسا إِلاَّ وسعها 0

وفجأةً وبقدرٍ من الله مُسْبَقٍ انفجرت إحدى إِطَارَاتِ السيارة ونحن نسير بسرعة شديدةٍ فانحرفت السيارة عن الطريقِ وهوت في منحدر جانبيٍّ فانقلبت عدة مراتٍ حَتىَّ أصبحت رأسا على عقبْ، وأصبحنا في حالٍ لاَ يعلمها إِلاَّ الله، فاجتمع الناس حول السَّيَّارةِ المنكوبة وقام أهل المَعْرُوفِ بإخراجنا من بين الحطام والزجاج المتناثرِ لكن أَيْنَ أُخْتُنَا المُؤمِنَة 00؟!!

لقد خرجنا جميعا سالمين ـ اللهُمَّ إِلاَّ مِنْ بعض الإصابات البسيطة ـ إِلاَّ أختي المؤمنةِ الصابرة، أختي الطيبة، أَخْرَجُوهَا مَيْتَةً في مَنْظَرٍ يُقَطِّعُ الأَكْبَادَ وَيمَزِّقُ الفُؤادْ، نعم لقد مَاتَتْ، مَاتَتِ الَّتي كنا نستهزئ بها، اختارها الله مِنْ بَيْنِنَا، وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِينَا خَيْرَاً لاَخْتَارَ لَنَا أَنْ نمُوتَ عَلَى مَا مَاتَتْ عَلَيْه، وَلَكِنَّهُ أَخَّرَنَا لِنَتَّعِظَ وَنَعْمَلَ لهَذَا اليَوْمِ وَلمِثلِ هَذَا فَليَعْمَلِ العَامِلُون، وإني لأرجو أن تكون في عداد الشهداء الأبرار، وأسأل الله جَلَّ جَلاَلُهُ أن يعليَ مكانتها في جنات النعيم 0

أما أنا فقد بكيْتُ على نفسي قبل أن أبكيَ على أختي مُرَّ البُكَاءِ وانكشف عن عَيْنيَّ الغطاءُ فأبصرت حقيقة نفسي وما كنت فيه من الغفلة والضياع، وَعلمت أن الله (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) قد أراد بيَ خيراً إِذ كتب لي عمرا جديداً لأَبْدَأَ حياةً جديدة ملؤها الإيمانُ والعملُ الصالح 0 أما أختي الحبيبة فَكُنْتُ كلما تذكرتها أذرف دموع الحزن والندم وأتساءل في نفسي: هل سيغفر الله لي 00؟!! فأجد الجواب في كتاب الله (** عز وجل **) في قوله تعالى (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى): {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاَ تقنطوا من رحمة الله؛ إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} (الزُّمَرْ: 53) (العَائِدُونَ إِلى الله الجُزْءُ الثَّالِثْ بِتَصَرُّفْ لِلشِّيخْ / محمَّد عَبْد العَزِيزْ المُسْنَد) {توبة الممثل المغربي المشهور سعيد الزياني}

في مكةَ أم القرى ـ شرفها اللهُ ـ وَفي جوار بيت الله الحرام، وفي العشر الأخيرة من رمضان، حدثنا الممثل سابقا وَالداعية حالياً الأخ / سعيد الزياني عن قصة رجوعه إِلى الله وهدايتهِ فقالْ: " نشأت في بيت مسلم، ولما بلغت سن المراهقة كنت أحلم ـ كما يحلم كل الشباب المراهقِ في مِثلِ سِني ـ بتحقيق شيئين: الشهرة، والمال؛ وَذَلِكَ أَنيِّ كنت أبحث عن السعادة وأسعى إِلى الحصول عليها بأية طريقة كانت 0 التحقت في بداية الأمربالإذاعة المغربيَّةِ وشاركتُ في تقديم بعض الفقرات الَّتي تربط بين البرامج، ثم تقدمت فأصبحت أقدم البرامج ثمَّ اكتسبت خبرة في هذا المجال فَاتجهت إِلى التلفزيون وتدرجت فِيه حَتىَّ أصبحت مقدِّما من الدرجة الأولى ـ وهى أعلى درجة يحصل عليها مذيع أو مقدم

ـ كَمَا أصبحت أقدم نشرات الأخبارِ والكثيرَ من برامج السهرةِ والمنوعاتْ، وبرامج الشباب، واشتهرت شهرة كبيرة لَم يسبقني إليها أحد، وأصبح اسْمي علىكل لسانٍ وصوتي في كل بيت، وعلى الرغم من هذه الشهرةِ إِلاَّ أنى كنت غير سعيد بهذا، كنت أشعر بضيق شديد في صدري؛ فقلت في نفسي لعلي أجد السعادة في الغناءِ وبالفعلْ: ساعدتني شهرتي في الإذاعة والتلفزيون أن أقدم من خلاَل أحد البرامج التلفزيونية أغنيةً قصيرة كانت هي البداية لدخولِي عالم الغناء 0 ودخلت عالَم الغناءِ مِن أَوْسَعِ أَبْوَابِهِ وحققت فِيهِ شهرةً وَاسِعَة، ونزل إِلى الأسواق الآلاَف من الأشرطة الغنائية الَّتي عَلَيْهَا اسْمِي 0

وعلىالرغم من ذلك كله كنت أشعر بالتعاسة والشقاءِ وأحسُّ بالملل وضيق الصدرِ، وصدق الله (جَلَّ جَلاَلُهُ) إذ يقول: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلاَم، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجاًكأنما يصعَّد في السماء} 00!! (الأَنعَامْ: 125) فقلت بنفسي إن السعداء هم الممثلون والممثلاَتْ؛ فأردت مُشاركَتَهم في تلك السعادة؛ فاتجهت إِلى التمثيلِ وأصبحت ممثلاَ من الدرجة الأولى، فكنت لاَ أمثل ألاَ أدوار البطولة في جميع الأعمال الَّتي أقدمها، والحقيقة وبِدون مبالغة أصبحت شخصا متميزا في بلدي: فلاَ أركب إِلاَّ أغلى السياراتِ وأفخمها، ولاَ ألبس إِلاَّ الملاَبس الثمينة، وَمكانتي الاَجتماعية أصبحت راقيةً جِدَّاً فأصدقائي هُمْ كبارالشخصيات من الأمراء وغيرهم، كنت أتنقل بين قصورِ الأُمَرَاءِ من قصر إِلى قصرٍ وتفتح لي الأبواب وكأني صاحب تلك القصورْ 00!!

ولكن على الرغم من ذلك كلهِ كنت أشعر بأني لم أصل بَعْدُ إِلى السعادةِ الَّتي أبحث عنها 0 وفِي يوم من الأيامِ أجرى معي أحد الصحفِيين لقاء صحفِياً طويلاً وَأَنَا في أَوْجِ شُهْرَتي، وكان من بين الأسئلة الَّتي وجهها إليّ هذا السؤال: " الفنان سعيد الزياني: من المصادفات أن اسمك ينطبق على حياتك فاسمك سعيدٌ وأنت بحَقٍّ سَعِيدْ، ما تقول في ذلك " 00؟ وكان الجوابْ: " في الحقيقة أن ما تعتقده ويعتقده كثير من الناس غير صحيح، فأنا لست سعيدا في حياتي، واسْمي في الحقيقةِ لاَ يزال ناقصا، فهو من ثلاَثةِ حُرُوفٍ فَقَطْ، وهي: (س، ع، ي: سعي) فَأنا ما زلت أسعى بحثَاً عن الحرف الأخيرْ ـ حرف الدالْ ـ ليكتمل اسْمي وتكتمل سعادتي، وإلى الآن لم أجدهُ وحين أجده سوف أخبركْ 00!! وَأُكَرِّرُ وَأَقُولْ لَقد أُجْرِىَ هذا اللقاءُ معي وأنا في أَوْجِ شهرتي وثرائي 00!!

ومرت الأيام والشهورُ بَلْ والأعوامُ وَأَنَا عَلَى هَذَا الحَالْ، كان لي شقيق أَكْبَرُ هاجر إِلى بلجيكا وَكان إنسانا عاديا إِلاَّ أنه كان أكثر مني استقامةً وَالتزاماً، وهناك التقى ببعض الدعاة فتأثر بهِ وعاد إِلى اللهِ على يَدَيْه 0 فكرت في القيام برحلة سياحية إِلى بلجيكا أزور فِيها أخي وَأواصل رحلتي بَعْدَ ذَلِكَ إِلى مختلفِ بلاَدِ العالَمْ 0 سافرت إِلى بلجيكا والتقيت هناكَ بأخي، ولَكِنيِّ فوجئت بهيئته متغيرةً وحياته مختلفةً، والأهم من ذلكَ السعادة الَّتي كانت تشع في بيته وحياته، فَتأثرت بما رأيتْ كثيراً، إِضافة إِلى العلاَقات الوثيقة الَّتي تربط بينَهُ وبَيْنَ الشباب المسلم في تلك المدينة، قابلوني بالأحضانِ ورحبوا بي وَكَأَنَّهُمْ يَعْرِفُونَني مِنْ سَنَوَاتْ، ووجهوا ليَ الدعوة لحضورمجالسهم واجتماعاتهم والتعرف عليهم بصورة قوية 0

أجبت الدعوةَ وكنت أشعر وأنا أجلس معهم بشعور غريبْ: كنت أشعر بسعادةٍ عظيمة تغمرني لم أشعر بها من قبل، ومع مرور الأيامِ قمت بمَدِّ إجازتي لكي تستمر هذه السعادة الَّتي طالما بحثت عنها 0 كنت أشعر بالسعادة مع هؤلاَء الأَتقِيَاءِ تزداد يوما بعد يوم، والضيق والهم والشقاءُ الَّذِي كَانَ يُلاَزِمُني يتناقصُ يوما بعد يوم؛ حَتىَّ امتلأ صدري بنور الإيمانِ وعرفت الطريق إِلى الله الَّذِي كنت بَعِيدَاً عنه مع ما كنت أملكه من الشهرةِ وَالمالْ، وأدركت من تلك اللحظة أن السعادة الحَقِيقِيَّةَ ليست في ذلك المتاع الزائلْ، إنما هي في طاعة الله جَلَّ جَلاَلُهُ لأَنَّهُ (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) يَقُولْ: ... {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانواْ يعملون} 000 (النَّحْل: 97)

وَلِقَوْلِهِ (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى): ... {ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى} 00000000000000000 (طه: 124) امتدَّت إِجازتي عِنْدَ أخي أكثر من سنتين، وَأَرسَلت خِطَابَاً إِلى ذَلِكَ الصحفِيِّ الَّذِي سألني عَنِ السَّعَادَةِ وَقُلتُ لَه:

الأخ (00000) رئيس تحرير صحيفة (000000) السلاَم عليكم ورحْمة الله وبركاته، أَوَدُّ أَوَّلاً أن أذكِّرَكَ بالسؤال الَّذِي كُنْتَ قَدْ سألتني فِيه عن السعادة، وذلك في يوم (0000000) المُوَافِقْ: (000/ 000/000) وَأَجَبتكَ قَائِلاً: (0000000) ووعدتك أن أخبرك متي ما وجدت حرف " الدال " والآن يسعدني ويشرفني أن أخبرك بأني قد عَثَرْتُ أَخِيرَاً عَلَى حرف الدال المتممِ لاَسمي، وَذَلِكَ في الدين وَالدعوةِ إِلى الله، وَأَصْبَحْت الآن سَعِيدَاً بحقّ، شاع الخبرُ بين الناسْ، وبدأ أعداء الدينِ والمنافقون يطلقون عليَّ الإشاعاتِ ويرمونني بالتهمْ: فمنهم من قالَ إن سعيداً قَدِ اختلَّ عقلهُ وصار مجنوناً، ومنهم من قالَ إنه أصبح عميلاً لأمريكا 00!!

إِلى غير ذلك من الإشاعات المغرضة، كنت أستمع إلَى هذه الإشاعاتِ فأتذكر دائما ما قوبل به الأنبياء والرسل في بَدْءِ الدَّعْوَةِ عَلَى مرِّ العصور والدهورِ وعلى رأسهم نبينا محمد (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وصحابته الكرام (رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ) أجمعينَ فأزدادَ ثباتاً وإيماناً ويقيناً وأدعو الله دائماً بِهَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَة: {ربنا لاَ تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحْمة إنك أنت الوهاب} 000000000000000000000000000 (آلِ عِمْرَان: 8) ثَبَّتَكَ اللهُ بِالقَوْلِ الثَّابِتِ يَا أَخِي، وَلَوْ كَانَ طَرِيقُ الجَنَّةِ مَفرُوشَاً بِالوُرُودِ لَسَلكَهُ النَّاسُ جَمِيعَاً، وَلكِنْ كُلُّهُ أَهْوَالٌ وَمُعَانَاةٌ وَدُمُوعْ، وَالفَائِزُ حَقّاً هُوَ مَنْ يَضْحَكُ في النِّهَايَة 00!!

وَلَكِنيِّ أَهِيبُ بِكَ وَبِأَمْثَالِكَ مِنَ المَوْهُوبِينَ وَالمُبْدِعِينَ الذِينَ حَقَّقُواْ شُهْرَةً وَاسِعَةً في مجَالِ الفِسْقِ وَالفُجُورِ خُمُولهُمْ وَخُمُودُهُمْ بَعْدَ التَّوْبَة: لِمَ لاَ تَكُونُ عَظِيمَاً في الدِّينِ كَمَا كُنْتَ عَظِيمَاً في الدُّنيَا، لِمَ لاَ تَكُونُ دَاعِيَةً مَشْهُورَاً كَالشِّيخْ / محَمَّدْ حَسَّان مَثَلاً، أَوِ الشِّيخْ / كِشْك، أَوْ عَالمَاً مَشْهُورَاً مِن عُلَمَاءِ المُسْلِمِينَ كَالدُّكتُورْ / زَغْلُولِ النَّجَّارِ الَّذِي أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ فَقَطْ مِنْ جُنُودِ الأَمْرِيكَانِ المُعَسْكَرَةِ بِالسُّعُودِيَّةِ عَشْرَةُ آلاَفِ جُنْدِيّ، أَجْلاَهُمُ اللهُ كَمَا أَجْلَى قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرَ عَنِ الحُصُون 0 {توبة مفحط مشهور}

يا شباب الإسلاَم: لن تجدوا السعادة في التفحيط ـ وَهُوَ كَمَا أَظُنُّهُ المَيْسِرُ أَوِ التَّدْخِين أَوْ مُعَاكَسَةُ الفَتَيَاتِ بِالسَّيَّارَاتْ ـ ولاَ في السفر والمخدراتْ، لن تجدوها إِلاَّ في الاَستقامةِ على دين الله " 00!!

هذا ما قاله المفحط المشهور سابقا/أبو خالد، بعد أنْ منّ الله عليه بالهدايةِ بعد رحلة طويلة مؤلمةٍ مليئة بالعجائب والمغامرات، يحدثنا عنها فِيقولْ: " أنا شاب نشأت في بيتٍ محافظ نوعاً ما، كنت متفوقا في دراستي، وفي بداية المرحلة الثانوية حاول مجموعة من الشباب الصالحِ ضمِّي إليهم أنا وصديقٍ لي خوفا علينا من رفقاء السوء، لَكِنْ نظرا لصغر سني وجهلي بما ينفعني رفضت الاَنضمام إليهمْ، وكنت أحاول التهرب منهم، ومن الطبيعي أن يتلقفني رفقاء السوءِ وما أكثرهم في هذا الزمان وفي كل زمان، ومما زاد الأمر خطورة أن والدي (عفا الله عنه) اشترى لي سيارة، وإنني بهذه المناسبة أذكّر الآباء وأولياء الأمور بأن يتقوا الله في أولاَدهم ولاَ يهيئوا لهم أسباب الفساد والاَنحراف وَعَلَى رَأسِهَا السيارة، لاَ سيما من كانوا في سن المراهقة، هذه نصيحة مجرب، المهمُّ تطورتِ الأمورُ واشترى لي

أبي سيارةً جديدة، وازداد عدد الشلة " شلة المصالح " ورسبت سنتين متتاليتينِ في السنة الأولى من المرحلة الثانويةِ بسبب الهروب المستمر من المدرسة، وفي تلك السنة كانت ظاهرة التفحيط قد بلغت أوج قوتها وانتشارها فتعلمتُهَا على أيدي رفقاء السوء، وأنا حين أذكر التفحيط أذكر ما يجر إليه من مشكلاَت ومصائبَ كَالمخدراتِ وَالسَّرِقَةِ وَفواحش أُخْرَى، فكما أن الخمر أم الخبائثِ فالتفحيطُ أبوها 00!!

ولكن بحمد الله وفضله ثمَّ بفضل أبي وإِخواني الذين أَفاقواْ من سباتهم وانتبهوا لي حيث سارع أحد إخواني بنقلي إِلى مدرسةٍ أخرى فبدأتُ في اهْتِمَامِي بالدراسةِ وابتعدت كثيراً عَن الخبائث الَّتي تصاحب التفحيط كالمخدرات وغيرها، وإن كنت مُقِيمَاً على التفحيط ومعاصٍ أخرى أسأل اللهَ أَنْ يَتُوبَ عَلَيَّ مِنهَا، فَوَاصلت مسيرتي في التفحيط حَتىَّ أصبحت رمزا من رموزه المشهورين الذين يشار إليها بالبنان، وكثرحولي الأصدقاء والمحبون والمعجبون، حَتىَّ الأموال والسيارات كنت أستطيع أن أحصل عليها بكل يسر وسهولة عن طريق المعجبين 00!!

ولَكِنيِّ مع هذا كله لم أجد السعادة الَّتي كنت أبحث عنها، أبتسم وأضحك في نهاري وفِي الليل أبكي على حَالِي مَعَ اللهِ مُرَّ البُكَاء، كنت أشعرأن بداخلي مناديا يناديني وَيَقولُ هذه ليست رسالتك في الحياة، أَنْتَ لمْ تخْلَقْ لهَذَا، فإذا خرجت من المنزلِ أجد التشجيع والتبجيل والتعظيم فضلاَ عن تضليل الشيطان وكيده فأتجاهل ذلك المنادي الصارم، وإني اليوم أوجه هذا السؤال لكل شاب ملتزم: أين أنتم عنا وعن أمثالنا مِنَ الضَّائِعِين، لماذا تركتمونا نتخبط في هَذَا الزَّمَنِ العصيبْ 00؟! ألاَ تزكون عَلَى هِدَايَتِكُمْ بِالنَّصِيحَةِ لَنَا00؟!! ألاَ تشكرون نعمة الله عليكم فتهدون غيركم 00؟!! أين أنتم من الشباب الضائعْ 00؟!!

والله لاَ أذكر أن أحداً من الصالحين جاء لمناصحتي وإنقاذي من الضلاَل والضياع الَّذِي كُنتُ فِيهِ إِلاَّ الرَّفِيقُ السَّابِقُ الَّذِي منّ الله عليه بالهداية، فحاول نصحي وهدايتي 00!! المهم أَنيِّ واصلت دراستي باجتهادٍ وتخرجت من الثانوية بتقديرْ "جيد" مع إصراري على التفحيطِ حَتىَّ أن رجال المرور لما جاءوا يبحثون عني في المدرسة فُوجِئُواْ بِتعجُّبِ المديرِ وَقَوْلِهِ لهُمْ " إن هذا الطالب من أحسن الطلاَب خلقا وحضورا " ثمَّ انتقلت لِلمرحلة الجامعيةِ والتحقت بالجامعة، وكان قريب لي يدرس في أمريكا يضغط علي لإكمال دراستي هناك عنده فكنت أرفض بشدة، فما زال منادي الخير يناديني ويذكرني بالله ولكن موعد الهداية لم يحن بعد 0

اتسعت شهرتي كمفحطٍ حَتىَّ أَنَّ بعض الصحفِيين جاءني ليجري معي مقابلة صحفِية فرفضْت؛ لأني كنت أشعر في قرارة نفسي أَنيِّ أسير في طريقٍ خاطئ؛ لِم يجري معي مقابلة صحفِية 00؟! هَلْ أَنَا مِنَ العُلَمَاء 00؟! ... هل أنا من الدعاة الذين نذروا أنفسهم للهِ وجعلواْ دَعْوَتَهُمْ وقفاً له سبحانه 00؟! هل أنا من المجاهدين في سبيله 00؟! ... ماذا قدمت لديني وأمتي00؟! ولكن هذا هُوَ حال الكثير من كتّابِنَا للأسف الشديدْ: إنهم يَترُكُونَ العُلَمَاءَ وَالعُظمَاءَ وَيجْرُونَ وَرَاءَ أَخْبَارِ السَّاقِطِينَ وَالسَّاقِطَاتِ وَيُرَوِّجُونَ بضاعتهم على حساب أوقات الناس وعقولهم 00!!

وتطور الأمرُ وأصبحت أملك سيارة خاصة للتفحيط، حصلت عليْهَا من أَحَدِ المعجبين وعَن طريق الحرامْ، ولاَ عَجَبَ فالتفحيط يجر إِلى أكبر من ذلك، وفي تلك الفترة الَّتي بلغتُ فِيها قمة الشهرةِ قدّرَ الله (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) وتوفيَ صديق لي من كبار المفحطينَ بحادث سَيَّارَةٍ مُرَوِّعٍ فتبتُ إِلى اللهِ واستقمت أياما ثم عَادَت بَعْدَ ذَلِكَ رِيمَة إِلى عَادَتِهَا القَدِيمَة وكأن شيئا لم يكن 00!! ثم إِنيِّ وجدت بَعْدَ ذَلِكَ " شلة " متطورة ومتحضرة: " شلة بانكوك ومانيلاَ " كما يّدعون، ثمَّ بدأت أسافر إِلى الخارجِ أطلب السعادة في أحضان المومساتِ وشرب المسكراتْ، ولكن القضية هيَ هيَ لَمْ تَتَغَيَّرْ: سكر وضحك بِالنهارْ، وهم وغم وحزن بِالليل، قال جَلَّ جَلاَلُه: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا، ونحشره يوم القيامة أعمى (**)

قَالَ رَبِّي لمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرَا (**) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ اليَوْمَ تُنْسَى (**) وَكَذَلِكَ نجْزِي مَن أَسْرَفَ وَلمْ يُؤمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} 00000000000 (طه: 124: 127) وقد كنت في أيام الدراسة الجامعية تعرفت على شاب أصغر مني سنا، فكانت علاَقتنا تزداد يَوْمَاً بَعْدَ يَوْم، حَتىَّ أَنَّا أَصْبَحْنَا لاَ نستطيع أَنْ نَفترِقَ أكثر من أسبوعْ، ولم تكن وَلِلأَسَفِ تلك الصداقة للهِ وإنما كَانَتْ للتعاون على الإثم والعدوان، وَاتِّبَاعِ طَرِيقِ الشَّيْطَان، وَمع ذَلِكَ فَلَمْ تَكُ تخلو من بعض الخير 00!!

وفِي السنة الثالثة بدأ منادي الخير يقوى بِدَاخِلِي وتَذكرني بعض أصدقائي الذين منّ اللهُ عليهم بالهدايةِ فبدءوا يتعهدونني بالزيارة، ومن جهةٍ أخرى أشرق نورُ الإِيمَانِ في بيتنا فَهَذِهِ أختي بدأت طريقَهَا في الاَلتزامِ فبدأَتْ تنصحني وترغبني في الهداية، وَوَالله يا أحبة لقد كان المنادي يقوى بِدَاخِلِي وَأَخَذَتِ الظروفُ في التحسنِ وَلكنَّ موعد الهداية لم يحن بعد 00!!

وفي ذلك العام ذهبت بالأهل إِلى مكة في العشرِالأواخرِ مِنْ شهر رمضانَ ـ وَكُلّنَا يَعْرِفُ مَكَّةَ في مِثلِ هَذَا الوَقتِ مِنَ العَامْ ـ عشت حياة جديدة أقلعت فِيها عن كثير من المعاصي واستبدلت بالدخَّان السواكَ وبالأغاني القرآنَ وحافظت على صلاَة الفَجْرِ والقيامِ وَعَلَى الرفقة الطيبة، هذه هي السعادة الحقيقيةُ الَّتي كُنْتُ أبحث عنها طوالَ عمري: حياة نقية، طاهرة زكية، ما أحلاَها من لذةٍ عندما تشعرأنك تنتصرعلى نفسك الأمارة بالسوءِ وتدحض الشيطانَ وترضى الرحمن 00!! قد تظنونها النهاية، لاَ واللهِ فما زال وَقتُ الهداية لم يحن بعد 0

عدت إِلى الرياض وأنا عازمٌ على السير في هَذَا الطريق، وكنت اللهَ في المسجد الحرامِ وأسأله أحد أمرين: إما أن يفتح على قلب صاحبي فِيصحبَني في هذا الطريقِ أو أنْ يفرق بيننا، وَبِالفِعْلِ كَأَنَّهُ (** عز وجل **) استجاب لِدعائي: فبعد يوم واحدٍ من لقائي بصاحبي حدث بيننا خلاَفٌ وَافتَرقنَا، ولكن ويا للأسف: لَم أجدِ البديل من الرفقاء الصالحين 00!!

وأقبلتِ الإِمتحاناتُ وَبدأتُ المذاكرةَ وكنت محافظا على الصلاَة مقلعاً عن الكبائرِ مقيما على الصغائرِ فدعاني قريبي الَّذِي يدرس في أمريكا مرة ثانية للذهاب إليه في الصَّيفِ وتعلّم الإنجليزية هناك لصعوبتها عليّ في الجامعةِ فقلت في نفسي هذه فرصة سانحة لأبتعد عن الجو الَّذِي أعيش فِيهِ ثم أعود بعد ذَلِكَ وأسلكُ الطريقَ المسْتقيمْ، ولكن أبى الله (** عز وجل **) إِلاَّ أن يتم أمره ومشيئته ـ وَمَا ظَلَمَنَا اللهُ وَلكِنَّا نحْنُ الظَّالمُون ـ ففِي يوم من أيام الاَختباراتِ دخلتُ قاعةَ الاَمتحان وقد نسيت في جيبي وَرَقَةً تتعلق بمادة الاَختبارْ، وبعد ساعة من الزمن لمحَ المراقب تلك الورقةَ فأدخل يده في جيبي وأخرجها وَسجّل عليّ محضرا بالغش ومن ثم حرماني من دخول الاَمتحان في الموادِّ المتبقية، عندها شعرت بالظلمِ وأظلمت الدنيا في عينيَّ وظننت أن ذلك شرٌّ لي ولكنَّ الله لاَ يقضي

إِلاَّ خيراً وإن كان بالنسبة لنا قد يكون شرا، فالشر المحضُ لاَ ينسب إِلى الله أبدا 0 خرجت من قاعة الاَمتحان غاضبا مهموماً وانطلقت أبحث عما يزيل عني ذلك الهمَّ فانهمكت في سماع الغناء ومشاهدة الأفلاَمِ والمبارياتِ وشربِ الدُّخَانِ فلم أزدد إِلاَّ هما على هم 00!! كانت تلك الحادثةُ يومَ السَّبت، ورحلتي إِلى أمريكا يوم الأربعاء، وفي مساء يَوْمِ السبت جاء الفَرَجُ من اللهِ بَعْدَ طُولِ انْتِظَارْ، وتنزلت رحمتهُ عَلَى غَيرِ موعدٍ وَكَانَ اللِّقَاءْ: مع الطهر والنقاء، والاَستجابة الحقيقية لداعي الخَير: فبينما أنا أتناول طعام العشاء في أحد المطاعمِ إذ بداعي الخير يناديني مرة أخرى ولكن في هذه الليلةِ كَانَ يُنَادِيني بقوَّةٍ وَإِلحاحٍ وَيقول لي: " أتذهب إِلى بلاَد الكفار تجالس المومساتِ وتتعاطى المسكراتْ 00؟!!

كيف لو أتاكَ وأنتَ هُنَاكَ هادم اللذاتِ ومفرق الجماعاتْ 00؟! أما آن لك أن تعودَ إِلى طريق الاَستقامة أَمَا آنَ لَكَ أَنْ تَعْمَلَ شَيْئَاً لِيَوْمِ القِيَامَة 00؟! فخرجت من المطعم كالتائه الَّذِي يبحث عن أهله، وكَالأم الَّتي تبحث عن ولِيدها، وَكَالمريض الَّذِي يبحث عن الدَّوَاء، فَانطلقت بِسيارتي أهيم على وجهي من شارعٍ إِلى شارعٍ، وَفَتَحْتُ درج سيارتي فوجدت شريطا للشيخ محمد المحيسني كانَ قَدْ أَهْدَاهُ لي من قبلُ أحد الأصدقاءِ ـ جزاه الله عني خيرَاً ـ فاستمعت إِلى قراءةِ الشيخ وكان يقرأ بخشوعٍ ويبكى والناسُ وراءهُ يبكونَ فلم أتمالك نفسي من البكاءِ وَنزلت هذه الآيات على قلبي وكأني أسمعها لأول مرة 00!!

بكيت بكاء مراً، ثم أوقفت السَيَّارَةَ على جانب الطريقِ وأخرجت عُلبَةَ السجائرِ وأشرطةَ اللهو والباطلِ وأعدمتهَا بدون محاكمة، وعزمت على التوبة النصوحِ والاَستقامةِ على دين اللهِ، وأَن أكونَ داعيةَ خيرٍ بعد أن كنت داعيةَ شرٍّ وفسادْ 0 عدت إِلى البيتِ فاستقبلني أبي وَقَدْ لاَحظ في وجهي نُورَاً وَتغيراً وخشوعاً فاحتضنني وضمَّني إِلى صدرِهِ بِشِدَّةٍ فبكيت بين يديهِ واعتذرت له عمَّا سببته له هو ووالدتي وإِخْوَتِي من مَتَاعِبَ ومشكلاَتْ؛ ففرحوا بتوبتي فرحا شديداً، وبعد التوبةِ كان من الطبيعيِّ أن يضاعفَ الشيطان جهودَه ويكلف أولياءه وَجُنودَهُ بالعمل من أجل إِضلاَلي وإِعادتي إِلى حَظِيرَتِه، ولكن الله (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) ثبتني فواجهت تعنيف الشيطان من داخلي وهو يقول لِي لِم لَمْ تذهبْ يا غبيُّ إِلى الخارج حيث الحريةُ والاَنطلاَقُ 00؟!

ولَكِنيِّ كنت قد قطعت على نفسي خُطُوط الرجعة، فأول مكان ذهبت إليه بعد توبتي هو محل الحلاَقة حيث أزلت شعر رأسي بالكليةِ، حَتىَّ صديقي المُقَرَّبِ جاءني يذكرني بالأيام الماضية من حياتي ويرغبني فِيها فَلم أستجب لهُ وصبرت على الغَمِّ وَالهَمِّ الَّذِي أصابني في بداية الأمر حَتىَّ استحال ذلك وانقلبَ سُرُورَاً وطمأنينة وراحة بالْ، وصدق الإمام ابن القيمِ (رحمه الله) حين قالَ إنما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائدِ من تركها لغير الله، أما من تركها مخلصا من قلبهِ لله فإنه لاَ يجد في تركها مشقةً إِلاَّ في أول وهلة، ليُمْتَحَنَ أصادق هو في تركها أم كاذبْ، فإنْ صبر على المشقةِ قليلاَ استحالت لذةً، وتعرفت على مجموعة من الشباب الأخيارِ، وتفضل الله عليَّ بمنَّةٍ أخرى لَمْ تخْطُرْ لِي عَلَى بَالْ: ألاَ وهي هداية صديقي العزيز على يدي 00!!

وازدَادَ إيماني ويقيني بالله (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) وفي ختام حديثي أوجهها نصيحةً صادقة إِلى جميع الشبابِ فأقولُ يا شباب الإسلاَمْ: لن تجدوا السعادة في السفر، ولاَ في المخدراتِ والتخبط، لن تجدوها أو تشموا رائحتها إِلاَّ في الاَلتزام بِتَعَالِيمِ الإِسْلاَمِ وَخدمة دين اللهِ بِالأمر بالمعروف والنهي عن المنكرْ 0 شَبَابَ الجِيلِ لِلإِسْلاَمِ عُودُواْ فَأَنْتُمْ رُوحُهُ وَبِكُمْ يَسُودُ وَأَنْتُمْ سِرُّ نَهْضَتِهِ قَدِيمَاً وَأَنْتُمْ فَجْرُهُ الزَّاهِي الجَدِيدُ أسأل اللهَ لي ولكم الثباتَ وصلى الله على نبينا محَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَمَنْ تَبِعَهُ بِإِحْسَانٍ إِلى يَوْمِ الدِّين 00000000000000000000000 (أبو خالد) (العَائِدُونَ إِلى الله الجُزْءُ الثَّالِثْ بِتَصَرُّفْ لِلشِّيخْ / محمَّد عَبْد العَزِيزْ المُسْنَد) {بُشْرَى مِنْ رَسُولِ اللهِ إِلى الشَّبَابْ}

أَخِي الكَرِيمْ: إِنَّ الدُّنيَا سَاعَة؛ فَاجْعَلهَا طَاعَة، وَالنَّفسُ طَمَّاعَة؛ فَعَلِّمْهَا القَنَاعَة، وَاعْلَمْ أَنَّ مَنْ تمَنَّعَ في الدُّنيَا تمَتَّعَ في الآخِرَة، وَشِبْعٌ بَعْدَ جُوعْ: خَيْرٌ مِنْ جُوعٍ بَعْدَ شِبْع، وَاتَّقُواْ يَوْمَ يَنظُرُ الإنسَانُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الكَافِرُ يَا لَيْتَني كُنتُ تُرَابَا 00!! وَأَخِيرَاً أَيُّهَا الأَحْبَابْ: أَخْتِمُ هَذَا الكِتَاب: بِبُشْرَى مِنْ رَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى الشَّبَابْ، يَقولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ثَلاثَةٌ كُلُّهُمْ حَقٌّ عَلَى اللهِ عَوْنُهُ: الغَازِي في سَبِيلِ الله، وَالمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الأَدَاء، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ التَّعَفُّف " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَِّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الأَئِمَّةِ ابْنِ مَاجَةَ وَالتِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيّ، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان]

وَأَختِمُ رِسَالَّتي بِهَذِهِ القِصَّةِ العَظِيمَة؛ عَسَى اللهُ أَنْ يَنفَعَ بِهَا شَبَابَ وَبَنَاتِ المُسْلِمِين: خَرَجَ سُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَكَانَ مِن أَجْمَلِ النَّاسِ وَجْهَاً في رِحْلَةِ حَجّ، وَكَانَ مَعَهُ أَخٌ لَهُ في الله، فَضَرَبَ لِسُلَيْمَانَ خَيْمَةً وَأَجْلَسَهُ فِيهَا وَذَهَبَ إِلى المَدِينَةِ لِيَنْظُرَ أَيُّهَا أَزكَى طَعَامَاً فَيَأتِيَهُ بِرِزْقٍ مِنه، فَبَصُرَتْ بِسُلَيْمَانَ بَيْنَمَا هُوَ في الخَيْمَةِ أَعْرَابِيَّةٌ ـ تُعَدُّ لجَمَالهَا وَسْطَ النِّسَاء: كَالقَمَرِ في السَّمَاء ـ فَأَعْجَبَهَا فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ الخَيْمَةَ وَأَسْفَرَتْ عَنْ وَجْهِهَا، فَظَنَّهَا ضَيْفَةً تُرِيدُ القِرَى فَقَالَتْ لَهُ لاَ أُرِيدُ القِرَى وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا أُرِيدْ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَقَدْ أَدْرَكَ مَا تُرِيدُ فَبَكَى

بُكَاءً شَدِيدَاً حَتىَّ كَادَ يُغْشَى عَلَيْه، فَلَمَّا يَئِسَتْ مِنهُ تَرَكَتهُ وَانْصَرَفَتْ، فَلمَّا أَن عَادَ صَاحِبُهُ وَرَآهُ بِهَذِهِ الحَالَةِ أَخَذَتهُ اللهْفَةُ عَلَى صَاحِبِهِ فَسَأَلَهُ مُتَلَهِّفَاً مَا يُبْكِيكَ يَا سُلَيْمَان 00؟! فَأَصَرَّ عَلَى الكِتمَانِ فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتىَّ أَخْبَرَهُ بخَبَرِ الأَعْرَابِيَّة، فَأَطْرَقَ صَدِيقُهُ مَلِيَّاً ثُمَّ بَكَى بُكَاءً مُرَّاً، فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ مَا يُبْكِيكْ 00؟!

قَالَ أَبْكِي لأَنِّي لَوْ كُنتُ مَكَانَكَ لمَا صَبَرْتُ عَلَى مَا صَبَرْتَ عَلَيْه، فَظَلاَ يَبْكِيَان حَتىَّ بَلَغَا البَلَدَ الحَرَامَ فَطَافَا بِالبَيْتِ ثُمَّ نَامَا في زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاه، فَبَيْنمَا سُلَيْمَانُ مُسْتَغْرِقَاً في نَوْمِهِ إِذ بِرَجُلٍ يَأتِيهِ في المَنَامِ عَلَيْهِ ثِيَابٌ بِيضٌ كَأَنَّهُ آوتِيَ شَطرَ الحُسْنِ فَقَالَ لَهُ أَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُف، فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ إِنَّ عِفَّتَكَ مَعَ امْرَأَةِ العَزِيزِ لأَمْرٌ عُجَابْ، قَالَ لَهُ يُوسُفُ وَأَعْجَبُ مِنهَا عِفَّتَكَ مَعَ الأَعْرَابِيَّةِ يَا سُلَيْمَانُ 00!!! (الإِحْيَاء 0 بَاب شَهْوَةِ الفَرْج) وَلاَحِظ يَا أَخِي يَرْحَمُكَ اللهُ أَنَّ القرْآنَ كَمَا ضَرَبَ المَثَلَ في العِفَّةِ لِلرِّجَالِ بِيُوسُفَ ضَرَبَ اللهُ المَثَلَ في العِفَّةِ لِلنِّسَاءِ بمَرْيَم 00!!

فاستوصوا بالشّباب خيراً معشر الآباءْ، ولاَ تحمّلوهم ما لاَ طاقة لهم به وَاعْلَمُواْ أَنّ الله يرحم من عباده الرّحماءْ 0 اللهُمَّ أَعِنْ شَبَابَ المُسْلِمِينَ غَيْرَ القَادِرِينَ عَلَى الزَّوَاجِ يَا رَبَّ العَالَمِين 0 هَذَا 00 وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِالله، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمِين 0 {الفَقِيرُ إِلى عَفوِ رَبِّهِ وَدُعَائِكُمْ / يَاسِرُ الحَمَدَاني} ******************* *********** ********* ** [رِسَالَة العَائِدُون إِلى اللهِ الجُزْءُ الثَّالِث بِتَصَرُّف لِلشِّيخ: عَبدِ العَزيزِ المسْنَد] {بُشْرَى مِنْ رَسُولِ اللهِ إِلى الشَّبَاب}

أَخِي الكَرِيم: إِنَّ الدُّنيَا سَاعَة؛ فَاجْعَلهَا طَاعَة، وَالنَّفسُ طَمَّاعَة؛ فَعَلِّمْهَا القَنَاعَة، وَاعْلَمْ أَنَّ مَنْ تمَنَّعَ في الدُّنيَا تمَتَّعَ في الآخِرَة، وَشِبْعٌ بَعْدَ جُوع: خَيْرٌ مِنْ جُوعٍ بَعْدَ شِبْع، وَاتَّقُواْ يَوْمَ يَنظُرُ الإنسَانُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الكَافِرُ يَا لَيْتَني كُنتُ تُرَابَا 00!! وَأَخِيرَاً أَيُّهَا الأَحْبَاب: أَخْتِمُ هَذَا الكِتَاب: بِبُشْرَى مِنْ رَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى الشَّبَابْ، يَقولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ثَلاثَةٌ كُلُّهُمْ حَقٌّ عَلَى اللهِ عَوْنُهُ: الغَازِي في سَبِيلِ الله، وَالمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الأَدَاء، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ التَّعَفُّف " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَِّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الأَئِمَّةِ ابْنِ مَاجَةَ وَالتِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيّ، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان] فَاستَوصُوا بالشَّبَابِ خَيرَاً مَعشَرَ الآبَاء، وَلاَ تُحَمُّلوهُم مَا لاَ طَاقَةَ لَهُم بِهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ يَرحَمُ مِن عِبَادِهِ الرُّحَمَاء 0 اللهُمَّ أَعِنْ شَبَابَ المُسْلِمِينَ غَيْرَ القَادِرِينَ عَلَى الزَّوَاجِ يَا رَبَّ العَالَمِين 0 هَذَا 00 وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِالله، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمِين {الفَقِيرُ إِلى عَفوِ رَبِّهِ وَدُعَائِكُمْ / يَاسِرُ الحَمَدَاني}

البيت السعيد

البَيْتُ السَّعِيد البَابُ الأَوَّل {اخْتِيَارُ شَرِيكِ الحَيَاة} دَوْرُ الأَهْلِ في اخْتِيَارِ الزَّوْجِ الصَّالحِ لاَبْنَتِهِمْ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ حِينَ تَأَيَّمَتِ ابْنَتُهُ حَفْصَة: " أَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَفْصَة؛ فَقَالَ سَأَنْظُرُ في أَمْرِي، فَلَبِثْتُ لَيَاليَ، ثمَّ لَقِيَني فَقَال: قَدْ بَدَا لي أَنْ لاَ أَتَزَوَّجَ يَوْمِي هَذَا؛ فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ فَقُلْت: إِنْ شِئْتَ زَوَّجْتُكَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَر؛ فَصَمَتَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ يَرْجِعْ إِليَّ شَيْئَاً، وَكُنْتُ أَوْجَدَ عَلَيْهِ مِنيِّ عَلَى عُثْمَان، فَلَبِثْتُ لَيَاليَ ثمَّ خَطَبَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْكَحْتُهَا إِيَّاه، فَلَقِيَني أَبُو بَكْرٍ فَقَال: لَعَلَّكَ وَجَدْتَ عَلَيَّ حِينَ عَرَضْتَ عَلَيَّ حَفْصَةَ فَلَمْ أَرْجِعْ إِلَيْكَ شَيْئَاً 00؟ قُلْتُ نَعَمْ، قَالَ أَبُو بَكْر: فَإِنَّهُ لَمْ يمْنَعْني أَن أَرْجِعَ إِلَيْكَ فِيمَا عَرَضْتَ عَلَيّ؛ إِلاَّ أَنيِّ كُنْتُ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ ذَكَرَهَا؛ فَلَمْ أَكُنْ لأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَلَوْ تَرَكَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبِلْتُهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5123 / فَتْح]

عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: قَالَ لي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِذَا حَلَلْتِ فَآذِنِيني " 00 فَآذَنَتْهُ؛ فَخَطَبَهَا مُعَاوِيَةُ وَأَبُو الجَهْمِ بْنُ صُخَيْرٍ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْد؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَمَّا مُعَاوِيَة: فَرَجُلٌ تَرِبٌ لاَ مَالَ لَه ـ أَيْ فَقِير ـ وَأَمَّا أَبُو الجَهْم: فَرَجُلٌ ضَرَّابٌ لِلنِّسَاء، وَلَكِن أُسَامَة " 00 فَقَالَتْ بِيَدِهَا هَكَذَا ـ أَيِ اسْتَقَلَّتْهُ ـ أُسَامَة؟ أُسَامَة 00؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " طَاعَةُ اللهِ وَطَاعَةُ رَسُولِهِ خَيْرٌ لَك " 00 قَالَتْ: " فَتَزَوَّجْتُهُ فَاغْتَبَطْتُ بِه " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1869]

عَن أَبي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: كَانَتْ الأَنْصَارُ إِذَا كَانَ لأَحَدِهِمْ أَيِّمٌ ـ أَيْ فَتَاةٌ بِغَيرِ زَوْج، بِكْرَاً كَانَتْ أَوْ ثَيِّبَا ـ لَمْ يُزَوِّجْهَا حَتىَّ يَعْلَم: هَلْ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا حَاجَةٌ أَمْ لاَ 00؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِنْ الأَنْصَار: " زَوِّجْني ابْنَتَك " 00؛ فَقَالَ نَعَمْ وَكَرَامَةً يَا رَسُولَ اللهِ وَنُعْمَ عَيْني، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنِّي لَسْتُ أُرِيدُهَا لِنَفْسِي " 0 قَالَ فَلِمَنْ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لِجُلَيْبِيب " 00

فَقَالَ يَا رَسُولَ الله؛ أُشَاوِرُ أُمَّهَا؛ فَأَتَى أُمَّهَا فَقَال: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ ابْنَتَكِ 00؟ فَقَالَتْ نَعَمْ وَنُعْمَةُ عَيْني، فَقَالَ إِنَّهُ لَيْسَ يَخْطُبُهَا لِنَفْسِه، إِنَّمَا يَخْطُبُهَا لِجُلَيْبِيب، فَقَالَتْ أَجُلَيْبِيب 00؟ ابْنَهْ 00؟ أَجُلَيْبِيبٌ 00؟ ابْنَهْ 00؟ أَجُلَيْبِيبٌ 00؟ ابْنَهْ 00؟ ـ أَيْ تُرَدِّدُ الكَلِمَةَ تَعَجُّبَاً لِزُهْدِ النَّاسِ في جُلَيْبِيب ـ لاَ لَعَمْرُ الله، لاَ نُزَوِّجُهُ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ لِيَأْتِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ لِيُخْبِرَهُ بِمَا قَالَتْ أُمُّهَا؛ قَالَتِ الجَارِيَة: مَنْ خَطَبَني إِلَيْكُمْ 00؟ فَأَخْبَرَتْهَا أُمُّهَا، فَقَالَتْ: أَتَرُدُّونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَه 00؟!

ادْفَعُوني؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُضَيِّعْني؛ فَانْطَلَقَ أَبُوهَا إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، قَالَ [أَيْ أَبُوهَا]: شَأْنَكَ بهَا؛ فَزَوَّجَهَا جُلَيْبِيبَا، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غَزْوَةٍ لَه، فَلَمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْهِ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابِه: " هَلْ تَفْقِدُونَ مِن أَحَد " 00؟ قَالُواْ: نَفْقِدُ فُلاَنَاً وَنَفْقِدُ فُلاَنَاً، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " انْظُرُواْ؛ هَلْ تَفْقِدُونَ مِن أَحَد " 00؟ قَالُوا لاَ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَكِنيِّ أَفْقِدُ جُلَيْبِيبَاً؛ فَاطْلُبُوهُ في الْقَتْلَى " 00

فَطَلَبُوهُ فَوَجَدُوهُ إِلى جَنْبِ سَبْعَةٍ، قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوه؛ فَقَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ هَا هُوَ ذَا إِلى جَنْبِ سَبْعَة، قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوه؛ فَأَتَاهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَقَامَ عَلَيْهِ فَقَال: " قَتَلَ سَبْعَةً وَقَتَلُوه؟ هَذَا مِنيِّ وَأَنَا مِنْهُ، هَذَا مِنيِّ وَأَنَا مِنْه " 00 مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثَا، ثُمَّ وَضَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَاعِدَيْهِ وَحُفِرَ لَه، مَا لَهُ سَرِيرٌ إِلاَّ سَاعِدَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ثمَّ وَضَعَهُ في قَبرِهِ وَلَمْ يُذْكَرْ أَنَّهُ غَسَّلَهُ،

وَفي رِوَايَةٍ: فَمَا كَانَ في الأَنْصَارِ أَيِّمٌ أَنْفَقَ مِنْهَا ـ أَيْ أَكْثَرَ خُطَّابَاً مِنهَا ـ وَفي رِوَايَةٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا لَهَا فَقَال: " اللهُمَّ صُبَّ عَلَيْهَا الخَيرَ صَبَّاً، وَلاَ تَجْعَلْ عَيْشَهَا كَدَّاً كَدَّاً " 0 [قَالَ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: 367/ 9، رَوَاهُ أَحْمَدُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: 19285]

وَعَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: خَطَبَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جُلَيْبِيبٍ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ إِلى أَبِيهَا، فَقَالَ حَتىَّ أَسْتَأْمِرَ أُمَّهَا، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَعَمْ إِذَاً، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ إِلى امْرَأَتِهِ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهَا؛ فَقَالَتْ لاَهَا اللهِ إِذَاً ـ أَيْ قَالَتْ كَلِمَةَ تَفَجُّع ـ مَا وَجَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ جُلَيْبِيبَاً وَقَدْ مَنَعْنَاهَا مِنْ فُلاَنٍ وَفُلاَن 00؟

وَالجَارِيَةُ في سِتْرِهَا تَسْتَمِع؛ فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ ـ أَيْ أَبُوهَا ـ يُرِيدُ أَنْ يُخْبرَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِك؛ فَقَالَتِ الجَارِيَة: أَتُرِيدُونَ أَنْ تَرُدُّوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَه 00؟ إِنْ كَانَ قَدْ رَضِيَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكُمْ فَأَنْكِحُوه 00 فَكَأَنَّهَا جَلَّتْ عَن أَبَوَيْهَا ـ أَيْ أَزَالَتِ الغِشَاوَةَ مِن أَعْيُنِهِمَا ـ وَقَالاَ: صَدَقْتِ؛ فَذَهَبَ أَبُوهَا إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: إِنْ كُنْتَ قَدْ رَضِيتَهُ فَقَدْ رَضِينَاه، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُه " 00

فَزَوَّجَهَا، ثُمَّ فُزِّعَ أَهْلُ المَدِينَة ـ أَيْ نَادَى فِيهِمْ مُنَادِي الجِهَاد ـ فَرَكِبَ جُلَيْبِيب، فَوَجَدُوهُ قَدْ قُتِلَ وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِنَ المُشْرِكِينَ قَدْ قَتَلَهُمْ، قَالَ أَنَس: فَلَقَدْ رَأَيْتُهَا وَإِنَّهَا لَمِن أَنْفَقِ بَيْتٍ في المَدِينَة " [قَالَ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (368/ 9)، وَالحَدِيثُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: 11985] وَيَكْفِي أَيُّهَا الأَحِبَّةُ وَالرِّفَاق: أَنَّ الزَّوْجَ الصَّالحَ لَنْ تجِدَ منهُ إِلاَّ مَكَارِمَ الأَخْلاَق، أَمَّا زَوْجُ السَّوْءِ فَلَنْ تجِدَ مِنهُ إِلاَّ المحَادَّةَ وَالشِّقَاق 00

عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ صِهْرَاً لَهُ، فَأَثْنى عَلَيْهِ في مُصَاهَرَتِهِ فَأَحْسَن، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " حَدَّثَني فَصَدَقَني، وَوَعَدَني فَوَفى لي " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5150 / فَتْح] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبي أَوْفَى رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " سَأَلْتُ رَبيِّ جَلَّ وَعَلاَ أَنْ لاَ أُزَوِّجَ أَحَدَاً مِن أُمَّتي وَلاَ أَتَزَوَّجَ إِلاَّ كَانَ مَعِي في الجَنَّة؛ فَأَعْطَاني " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4667]

غَيرَ أَنَّهُ وَبِرَغْمِ رِقَّةِ حَالِهِ [لاَ أَقُولُ سُوءَ حَالِهِ] كَالْفَقِيرِ لاَ يَسْأَلُ النَّاسَ كَالفَقِير، غَيرَ أَنَّهُ وَبِرَغْمِ رِقَّةِ حَالِهِ [لاَ أَقُولُ سُوءَ حَالِهِ] كَالْفَقِير؛ فَإِنَّهُ لاَ يَسْأَلُ النَّاسَ كَالفَقِير، فَهُوَ قَانِعٌ خَاشِعٌ مُتَوَاضِع 0 عَن أَبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيسَ المِسْكِينُ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَان، وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَان، وَلَكِنَّ المِسْكِينَ الَّذِي لاَ يجِدُ غِنىً يُغْنِيهِ وَلاَ يُفْطَنُ لَهُ فيُتَصَدَّقُ عَلَيْه، وَلاَ يَقُومُ فَيَسْأَلُ النَّاس " 0 [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (1479)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في نُسْخَةِ " فُؤَاد عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: 1039]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: قَالَ لي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هَلْ نَكَحْتَ يَا جَابِر " 00؟ قُلْتُ نَعَمْ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَاذَا: أَبِكْرَاً أَمْ ثَيِّبَاً " 00؟ قُلْتُ لاَ، بَلْ ثَيِّبَاً؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَهَلاَّ جَارِيَةً تُلاَعِبُك " 00؟

قُلْتُ يَا رَسُولَ الله؛ إِنَّ أَبي قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ وَتَرَكَ تِسْعَ بَنَات، كُنَّ لي تِسْعَ أَخَوَات؛ فَكَرِهْتُ أَن أَجْمَعَ إِلَيْهِنَّ جَارِيَةً خَرْقَاءَ مِثْلَهُنّ، وَلَكِنِ امْرَأَةً تَمْشُطُهُنَّ وَتَقُومُ عَلَيْهِنّ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَصَبْت " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (4052 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 715 / عَبْد البَاقِي] هَذَا لِئَلاَّ يَزْهَدَ الرِّجَالُ في الثَّيِّبَات، أَمَّا إِنْ زَالَتِ الأَضْرَار؛ وَاسْتَوَتْ في الصِّفَاتِ الثَّيِّبَاتُ وَالأَبْكَار: فَإِنَّ الْفَرْقَ بَينَهُمَا كَالْفَرْقِ بَينَ اللَّيْلِ وَالنَّهَار، وَحَسْبُنَا في ذَلِكَ قَوْلُ النَّبيِّ المُخْتَار:

عَن عُتْبَةَ بْنِ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عَلَيْكُمْ بِالأَبْكَار؛ فَإِنَّهُنَّ أَعْذَبُ أَفْوَاهَاً، وَأَنْتَقُ أَرْحَامَاً، وَأَرْضَى بِالْيَسِير " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (5250)، وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1861] وُجُوبُ الإِيجَابِ وَالْقَبُول عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ الله؛ يُسْتَأْمَرُ النِّسَاءُ في إِبْضَاعِهِنّ 00؟ {أَيْ في إِنْكَاحِهِنّ؟} قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ " 00 قُلْتُ: فَإِنَّ البِكْرَ تُسْتَأْمَرُ فَتَسْتحْيِي فَتَسْكُت 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " سُكَاتهَا إِذْنُهَا " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6946 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1420 / عَبْد البَاقِي] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ جَارِيَةً بِكْرَاً أَتَتْ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَذَكَرَتْ لَهُ أَنَّ أَبَاهَا زَوَّجَهَا وَهِيَ كَارِهَة؛ فَخَيَّرَهَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 2096، وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1875]

وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيْسَ لِلْوَلِيِّ مَعَ الثَّيِّبِ أَمْر، وَالْيَتِيمَةُ تُسْتَأْمَر، وَصَمْتُهَا إِقْرَارُهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 2100] رُؤْيَةُ الْعَرُوس عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمُ المَرْأَة؛ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْظُرَ إِلى مَا يَدْعُوهُ إِلى نِكَاحِهَا فَلْيَفْعَلْ " 0 فَخَطَبْتُ جَارِيَةً؛ فَكُنْتُ أَتَخَبَّأُ لَهَا حَتىَّ رَأَيْتُ مِنْهَا مَا دَعَاني إِلى نِكَاحِهَا وَتَزَوُّجِهَا فَتَزَوَّجْتُهَا " 0

[صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في (سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ) بِرَقْم: 2082] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: خَطَبْتُ امْرَأَةً، فَجَعَلْتُ أَتَخَبَّأُ لَهَا حَتىَّ نَظَرْتُ إِلَيْهَا في نَخْلٍ لَهَا؛ فَقِيلَ لَهُ: أَتَفْعَلُ هَذَا وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؟! فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِذَا أَلْقَى اللهُ في قَلْبِ امْرِئٍ خِطْبَةَ امْرَأَةٍ؛ فَلاَ بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1864] عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" أَتَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ لَهُ امْرَأَةً أَخْطُبُهَا؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا؛ فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا " 00 فَأَتَيْتُ امْرَأَةً مِنْ الأَنْصَارِ فَخَطَبْتُهَا إِلى أَبَوَيْهَا، وَأَخْبَرْتُهُمَا بِقَوْلِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَكَأَنَّهُمَا كَرِهَا ذَلِك، فَسَمِعَتْ ذَلِكَ المَرْأَةُ وَهِيَ في خِدْرِهَا فَقَالَتْ: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَكَ أَنْ تَنْظُرَ فَانْظُرْ " 00 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 1866]

وَفي رِوَايَةٍ عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ ـ أَيِ المُغِيرَة: أَرَادَ أَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَأَةً؛ فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا؛ فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا، فَفَعَلَ فَتَزَوَّجَهَا؛ فَذَكَرَ مِنْ مُوَافَقَتِهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1865] فَالجَمَالُ وَإِنْ لَمْ يَكُ كُلَّ شَيْء: إِلاَّ أَنَّهُ أَهَمُّ شَيْءٍ بَعْدَ الدِّين؛ فَالجَمِيلَةُ غَيرُ الأَصِيلَة: قَدْ يَدفَعُهَا الشَّيْطَانُ إِلى الرَّذِيلَة، وَالأَصِيلَةُ غَيرُ الجَمِيلَة: قَدْ يَدْفَعُ الشَّيْطَانُ زَوْجَهَا إِلى الرَّذِيلَة 00!! بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاء} {النِّسَاء/3}

{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ 000 الآيَة} {آلِ عِمْرَان/14} عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " حُبِّبَ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا: النِّسَاء، وَالطِّيب، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْني في الصَّلاَة " 0 [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم 0 انْظُرِ " المُسْتَدْرَك " بِرَقْم: (2676)، حَسَّنَهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في " النَّسَائِيِّ " بِرَقْم: 3939] أَرَادَ رَجُلٌ أَنْ يَتَزَوَّج، وَكَانَ يَتَمَنىَّ امْرَأَةً كَقَوْلِهِ تَعَالى: {بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى} {طَهَ/22} فَوَقَعَ في يَدِ قَوْمِ سَوْءٍ؛ أَتَواْ عَلَى أَقْبَحِ امْرَأَةٍ في الحَيِّ وَأَلْبَسُوهَا نِقَابَاً وَأَمَرُّوهَا عَلَيْه، فَقَالَ الرَّجُل: وَلَكِنيِّ أَرِيدُ أَن أَنْظُرَ إِلَيْهَا 00؟

فَقَالُواْ لَهُ: لاَ تَتَرَدَّدْ وَتَأَكَّدْ أَنَّهَا مَطْلَبُك، وَلَكِنَّهَا ذَاتُ دِينٍ تَأْبى الاَنْكِشَاف، وَسَتَرَى مَا يَسُرُّكَ لَيْلَةَ الزِّفَاف؛ فَدَفَعَ فِيهَا كُلَّ مَا مَلَكَتْ يَدَيْه، حَتىَّ أَتَى اليَوْمُ المَوْعُود، وَزُفَّتْ إِلَيْهِ سَفْعَاءُ الخُدُود؛ فَلَمَّا كَشَفَ عَنْ وَجْهِهَا لِيَنْظُرَ إِلَيْه؛ سَقَطَ مَغْشِيَّاً عَلَيْه، ثُمَّ أَفَاقَ وَقَال؛ يَعِظُ أَمْثَالَهُ مِنَ الجُهَّال: لَيْتَ النِّقَابَ عَلَى النِّسَاءِ محَرَّمٌ كَيْ لاَ تَغُرَّ قَبِيحَةٌ إِنْسَانَا فَلاَبُدَّ مِنَ النَّظَرِ إِلى الْعَرُوسِ قَبْلَ الخِطْبَة، في رُؤْيَةٍ شَرْعِيَّةٍ بِوُجُودِ محْرَمٍ لَهَا، وَلَيْسَ بِأَنْ تَصْحَبَهَا إِلى المُتَنَزَّهَاتِ وَالأَمَاكِنِ الخَالِيَة، إِنْ كُنْتَ حَقَّاً تُرِيدُ الزَّوَاجَ وَلَيْسَ الْعَبَثَ بِبَنَاتِ النَّاس 00

وَالجَدِيرُ بِالذِّكْرِ أَنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ الْعَابِثِين؛ يَرْزُقُهُمُ اللهُ بِأَخْبَثِ وَأَقْبَحِ النِّسَاء، وَيَعِيشُونَ بَعْدَ الزَّوَاجِ حَيَاةَ التُّعَسَاء 00 كَذَلِكَ العَابِثِ الَّذِي رَزَقَهُ اللفهُ بِامْرَأَةٍ كَالْبَدْر، وَلَكِنْ في آخِرِ الشَّهْر؛ فَكَانَ لاَ يَعُودَ إِلى بَيْتِهِ إِلاَّ قُبَيْلَ الفَجْر، وَيَقْضِي اللَّيْلَ بِطُولِهِ في أَحْضَانِ الْغَوَاني، بَينَ الخَمْرِ وَالدِّنَانِ، وَعِنْدَمَا كَانَتْ تَقُولُ لَهُ زَوْجَتُهُ: أَلاَ تَتَّقِي اللهَ يَا رَجُل 00؟ أَتَتْرُكُ امْرَأَتَكَ حَلاَلاً طَيِّبَاً، وَتجْرِي في طَرِيقِ الفِسْقِ وَالفُجُور 00؟! كَانَ يَقُولُ لهَا: أَمَّا حَلاَلٌ فَنَعَمْ، وَأَمَّا طَيِّبٌ فَلاَ 00!!

وَمِنَ المُؤْسِفِ أَنَّ الْبَعْضَ يَتَذَرَّعُ بِمِثْلِ هَذَا؛ وَيُضَيِّعَ مِن عُمْرِهِ سَنَوَات؛ في الْبَحْثِ عَنْ ذَوَاتِ العُيُونِ الزَّرْقَاء؛ وَالسَّعَادَةُ لَيْسَتْ مَقْصُورَةً عَلَى العُيُونِ الزَّرْقَاء، فَالعُيُونُ السَّوْدَاءُ أَيْضَاً جَمِيلَة، وَالبُنِّيَّةُ أَجْمَلُ وَأَحْلَى 00!! يُرِيدُ زَوْجَةً تَفْصِيل: جَفْنُهَا كَحِيل، وَخَصْرُهَا نحِيل، وَشَعْرُهَا طَوِيل، وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل!! فَرُبَّمَا تَتَعَطَّلُ الزِّيجَةُ عَلَى الشَّعْرِ الأَصْفَر: فَالشَّعْرُ الأَسْوَدُ الْفَاحِمُ أَيْضَاً جَمِيل 00!! كَمَا إِنَّهُ لَيْسَ ضَرُورِيَّاً أَنْ تَكُونَ الزَّوْجَةُ تحْتَ السَّبْعَةَ عَشَرَ عَامَاً؛ فَبِنْتُ الخَامِسَةِ وَالعِشْرِينَ لاَ شِيَةَ فِيهَا، وَتَكُونُ أَكْثَرَ نُضْجَاً 00!!

كَذَلِكَ الأَعْرَابيِّ الّذِي ذَهَبَ لأَحَدِ النَّخَّاسِينَ وَقَالَ لَه: " أَرِيدُ حِمَارَاً؛ لَيْسَ بِالكَبِيرِ المُشْتَهَر، وَلاَ الصَّغِيرِ المُحْتَقَر، إِن أَكْثرْتُ عَلَفَهُ شَكَر، وَإِنْ قَترْتُ عَلَيْهِ صَبر، إِن خَلاَ الطَّرِيقُ تَدَفَّقَا، وَإِنْ كَثرَ الزِّحَامُ تَرَفَّقَا 00 فَأَطرَقَ النَّخَّاسُ مَلِيَّاً ثُمَّ قَال: إِذَا مَاتَ الوَزِيرُ فُلاَن؛ أَصَبْتَ طَلَبَك " 00!! فَعَلَى الشَّبَابِ أَلاَّ يَزِيدُواْ الأَمْرَ تَعْقِيدَاً بهَذِهِ التَّحَكُّمَات، وَتجَاهُلِ نَصِيحَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00 وَالعَجِيبُ أَنَّنَا مَعْشَرَ الشَّبَاب؛ نُنْكِرُ عَلَى أَهْلِ الفَتَاةِ أَنْ يَرْفُضُواْ الْوَاحِدَ مِنَّا لِفَقرِهِ وَنَقُولُ لهُمْ:

عَن أَبي حَاتِمٍ المُزَنيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوه، إِلاَّ تَفْعَلُواْ؛ تَكُنْ فِتْنَةٌ في الأَرْضِ وَفَسَاد " قَالُواْ: يَا رَسُولَ الله؛ وَإِنْ كَانَ فِيهِ ـ أَيْ كَذَا وَكَذَا ـ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوه 000 " 00 ثَلاَثَ مَرَّات 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: (1085)، وَفي " الجَامِعِ الصَّحِيحِ " بِرَقْم: 270]

وَلَكِن عِنْدَمَا نَبْحَثُ نَنْظُرُ أَوَّلَ مَا نَنْظُرُ إِلى الشَّكْل، وَنَنْسَى أَنَّ الَّذِي قَالَ " إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوه 000 " هُوَ نَفسُهُ الَّذِي قَال: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَع: لِمَالهَا، وَلحَسَبهَا، وَجَمَالهَا، وَلِدِينِهَا؛ فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاك " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5090 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1466 / عَبْد البَاقِي] {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالبرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُون} {البَقَرَة/44}

وَانْطَلَقَ مِن هَذَا المَعْنى ـ تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَع ـ أَحَدُ الزَّجَّالِينَ فَأَنْشَدَ وَأَجَادَ الإِنْشَاد: " يَا وَاخِدْ عَرُوسْتَكْ لِمَالهَا هَيِفْنى وِتِدْفَعْ لِوَحْدَكْ فَاتُورْةِ الحِسَابْ " " يَا وَاخِدْ عَرُوسْتَكْ نَسِيبَة وْحَسِيبَة قَوَام رَاحْ تِقُولْ لَكْ دَا إِيشْ جَابْ لجَابْ " " يَا وَاخِدْ عَرُوسْتَكْ وِسَاحْرَكْ جَمَالهَا دَا عُمْرِ اليَمَامَة مَا حَبِّتْ غُرَابْ " " يَا وَاخِدْ عَرُوسْتَكْ لِدِينهَا هَيِبْقَى وِتِضْمَنْ سَعَادْتَكْ لِيُومِ الحِسَابْ " ثمَّ قُلْ لي أَيُّهَا الشَّابّ؛ مَاذَا لَدَيْكَ أَنْتَ حَتىَّ تُطَالِبَ بِفَتَاةٍ جَمِيلَةٍ، وَأَصِيلَةٍ، وَمُتَدَيِّنَةٍ وَ 000 إِلخ 0 هَلْ أَنْتَ عَالِمٌ مِنَ العُلَمَاءِ حَتىَّ تَسْتحِقَّهَا 00؟!! هَلْ أَنْتَ أَدِيبٌ مِنَ الأُدَبَاءِ حَتىَّ تَسْتحِقَّهَا 00؟!!

هَلْ أَنْتَ دَاعِيَةٌ مِنَ الدُّعَاةِ المجَدِّدِينَ أُوْلي الْعَزْمِ حَتىَّ تَسْتحِقَّهَا 00؟!! هَلْ أَنْتَ كَشُرَيحٍ القَاضِي، أَوْ كَالشَّيْخِ الشَّعْرَاوِي، أَوْ كَالإِمَامِ المُصْلِح محَمَّد عَبْدُه، أَوْ كَالشَّيْخ كِشْك حَتىَّ تَسْتحِقَّهَا 00؟!! وَفي النِّهَايَةِ لاَ يَسَعُنَا إِلاَّ أَنْ نَقُولَ لِكُلِّ فَتَاة: إِنَّ الشَّابَّ المُتَدَيِّنَ غَيرَ الغَنيّ؛ أَفْضَلُ بِكَثِيرٍ مِنَ الشَّابِّ الغَنيِّ غَيرِ المُتَدَيِّن، إِنْ تَعَذَّرَ الجَمْعُ بَيْنَهُمَا 00 وَأَنْ نَقُولَ لِكُلِّ شَابّ: إِنَّ الفَتَاةَ المُتَدَيِّنَةَ غَيرَ الجَمِيلَة؛ أَفْضَلُ بِكَثِيرٍ مِنَ الفَتَاةِ الجَمِيلَةِ غَيرِ المُتَدَيِّنَة، إِنْ تَعَذَّرَ الجَمْعُ بَيْنَهُمَا 00 اخْتِيَارُ الزَّوْجَةِ الصَّالحَة

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الدُّنْيَا مَتَاع، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا؛ المَرْأَةُ الصَّالحَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1467 / عَبْد البَاقِي] وَعَنْ ثَوْبَانَ عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " يَا رَسُولَ الله؛ أَيَّ المَالِ نَتَّخِذ 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لِيَتَّخِذْ أَحَدُكُمْ: قَلْبَاً شَاكِرَاً، وَلِسَانَاً ذَاكِرَاً، وَزَوْجَةً مُؤْمِنَةً تُعِينُ أَحَدَكُمْ عَلَى أَمْرِ الآخِرَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1856]

وَلِذَا نَعْجَبُ مِنَ الَّذِينَ يَتْرُكُونَ الْفَتَيَاتِ المُسْلِمَاتِ الْفُضْلَيَاتِ وَيُفَضِّلُونَ الأَجْنَبِيَّات، الَّلاَئِي يُخَالِفْنَنَا في الدِّينِ وَالْعَقِيدَة، رَغْمَ أَنَّ في المُسْلِمِينَ مِنَ الْفَتَيَاتِ مَن هُنَّ قَدْ يَكُنَّ أَكْثَرُ حُسْنَاً وَجَمَالاً، فَضْلاً عَنِ الأَدَبِ وَالدِّين، قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {وَلاَ تَنْكِحُواْ المُشْرِكَاتِ حَتىَّ يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِن مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنْكِحُواْ المُشْرِكِينَ حَتىَّ يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِن مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلى النَّارِ وَاللهُ يَدْعُو إِلى الجَنَّةِ وَالمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} {البَقَرَة/221}

عَنْ نَافِعٍ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ نِكَاحِ النَّصْرَانِيَّةِ وَاليَهُودِيَّةِ قَال: إِنَّ اللهَ حَرَّمَ المُشْرِكَاتِ عَلَى المُؤْمِنِين، وَلاَ أَعْلَمُ مِنَ الإِشْرَاكِ شَيْئَاً؛ أَكْبَرَ مِن أَنْ تَقُولَ المَرْأَةُ رَبُّهَا عِيسَى، وَهُوَ عَبْدٌ مِن عِبَادِ الله " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5285 / فَتْح]

وَلاَبُدَّ وَأَنْ تَكُونَ مُوَافِقَةً لَكَ في الطِّبَاعِ وَالأَخْلاَق؛ فَقَدْ تَكُونُ إِنسَانَاً فَاضِلاً، وَكَذَلِكَ هِيَ، وَلَكِنْ مَعَ ذَلِكَ لاَ تَتَّفِقَان؛ لاَ لِشَيْءٍ سِوَى اخْتِلاَفِ طِبَاعِكُمَا؛ فَقَدْ تَوَلىَّ الزَّمَنُ الَّذِي كَانَتِ المَرْأَةُ فِيهِ تَتَشَكَّلُ بِطِبَاعِ زَوْجِهَا، فَالمَرْأَةُ الْيَوْمَ وَخَاصَّةً المِصْرِيَّةُ قَدْ تَنَمَّرَتْ بَلْ وَاسْتَأْسَدَتْ؛ فَلاَ بُدَّ مِنَ التَّرَوِّي قَبْلَ الاَخْتِيَار، وَقَدِيمَاً قِيل: " دَلَّ عَلَى عَاقِلٍ اخْتِيَارُه " 0 سُئِلَ أَعْرَابِيٌّ يَوْمَاً: لِمَ لاَ نَرَاكَ مَعَ فُلاَنٍ كَثِيرَاً وَهُوَ أَخُوكَ وَشَقِيقُك 00؟! فَقَال: هُوَ تَئِق، وَأَنَا مَئِق؛ فَكَيْفَ نَتَّفِق 00؟! أَيْ: هُوَ سَرِيعُ الْغَضَبِ وَأَنَا سَرِيعُ الْبُكَاء؛ فَكَيْفَ نَتَّفِق 00؟!

فَلاَ بُدَّ مِنَ التَّحَرِّي في اخْتِيَارِ طِبَاعِ الزَّوْجَةِ قَدْرَ الإِمْكَان، وَإِنْ كَانَتِ المَرْأَةُ بِطَبِيعَتِهَا ـ مَهْمَا طَرَأَ عَلَيْهَا مِنَ التَّغْيِير ـ لَدَيْهَا اسْتِعْدَادُ التَّطَبَّعِ بِطِبَاعِ زَوْجِهَا، وَلَكِنَّهَا عَلاَقَةٌ طَرْدِيَّةٌ بِمَعْنى: كُلَّمَا ضَاقَتِ الْفَجْوَوَةُ بَينَ طِبَاعِكُمَا؛ كُلَّمَا زَادَ التَّفَاهُمُ بَيْنَكُمَا 00 وَعَوِّدْ نَفْسَكَ إِن خِفْتَ فَلاَ تَخْطُبْ، وَإِنْ خَطَبْتَ فَلاَ تخَفْ 00!! وَالزَّوْجَةُ الصَّالحَةُ؛ هِيَ الَّتي تُدْخِلُ السُّرُورَ عَلَى نَفْسِ زَوْجِهَا 00 كُلَّمَا سُرَّ بِهَا قَالَتْ لَهُ زَادَكَ اللهُ سُرُورَاً وَفَرَحْ يَا حَبِيبي وَأَقْصَى أُمْنِيَتي بِكَ زَادَ الْعَيْشُ طِيبَاً وَصَلُحْ أَزْمَةُ الْبَحْثِ عَن عَرُوس

لَقَدْ أَصْبَحَ البَحْثُ عَنْ شَرِيكَةِ الحَيَاةِ أَمْرَاً صَعْبَاً في هَذَا الزَّمَان؛ إِنَّ فَتَاةَ هَذَا الجِيل؛ قَدْ تَغَيرَتْ كَثِيرَاً عَنْ فَتَاةِ الزَّمَنِ الجَمِيل؛ فَفَتَاةُ الزَّمَنِ الجَمِيل؛ كَانَ فَتى أَحْلاَمِهَا زَعِيمَاً مُنَاضِلاً، أَوْ أَدِيبَاً فَاضِلاً، أَمَّا فَتَاةُ هَذِهِ الأَيَّام؛ فَكُلُّ مَا يَهُمُّهَا المُوضَةُ وَمُشَاهَدَةُ الأَفْلاَم؛ وَفَتى أَحْلاَمِهَا شَابٌّ عَلَى شَاكِلَة [فُلاَن] لاَعِبِ الكُرَةِ الشَّهِير، أَوْ [فُلاَن] المُغَنيِّ أَوِ المُمَثِّلِ الْكَبِير 00!! سَارَتْ مُغَرِّبةً وَسِرْتَ مُشَرِّقَاً شَتَّانَ بَينَ مُشَرِّقٍ وَمُغَرِّبِ

إِنَّ الخَطَأَ الَّذِي تَقَعُ فِيهِ أَكْثَرُ الفَتَيَاتِ عِنْدَ الزَّوَاج؛ أَنهُنَّ يَبْحَثْنَ عَنِ السَّعَادَةِ في الزَّوْجِ الغَنيّ، أَوْ صَاحِبِ المَنْصِبِ أَوِ المَشْهُور، وَيَنْسَونَ أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى قَسَّمَ المَوَاهِبَ كَمَا قَسَّمَ الأَرْزَاق؛ فَالقَلْبُ الطَّيِّبُ نِعْمَة، حُرِمَ مِنهَا كَثِيرٌ مِن أَصْحَابِ النُّقُودِ وَالنُّفُوذ، وَالمُرُوءةُ نِعْمَة، حُرِمَ مِنهَا كَثِيرٌ مِن أَصْحَابِ النُّقُودِ وَالنُّفُوذ، وَالدِّينُ أَكْبَرُ النِّعَمِ الَّتي حُرِمَ مِنهَا كَثِيرٌ مِن أَصْحَابِ النُّقُودِ وَالنُّفُوذ!! لَقَدْ أَصْبَحَتِ المَادَّةُ هِيَ كُلَّ شَيْءٍ في الحَيَاة، لَعِبَتْ بِالرُّؤُوس؛ فَغَيرَتِ النُّفُوس 00!! وَيَرْحَمُ اللهُ فَضِيلَةَ الشَّيْخ عَبْد الحَمِيد كِشْك؛ حَيْثُ كَانَ يَقُول:

" لَقَدْ لَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَوَّلهَا 00 إِنَّني أَقُولهَا بِبَالِغِ الأَسَى: لَقَدْ أَصْبَحَتِ الحَيَاةُ هِيَ المَادَّةَ وَالمَادَّةُ هِيَ الحَيَاة، وَأَصْبَحَ النَّاسُ إِذَا رَ أَوُاْ الجُنَيْهَ يَقُولُونَ لَهُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين} [فَضِيلَةُ الشَّيْخ / عَبْدِ الحَمِيد كِشْك في " الخُطَبُ المِنْبَرِيَّةُ " ص: 111/ 5]

تجِدُ الأُمَّ مِن هَؤُلاَءِ إِذَا مَا تَقَدَّمَ لاَبْنَتِهَا شَابّ؛ تَسْأَلُ أَوَّلَ مَا تَسْأَل: مَيْسُورُ الحَالِ هُوَ أَمْ مَسْتُورُ الحَال 00؟! فَإِنْ كَانَ مَسْتُورَ الحَالِ تُسَرُّحُهُ سَرَاحَاً جمِيلاَ، وَرُبمَا تُعْطِيهَا لِرَجُلٍ في سِنِّ أَبِيهَا كَثِيرِ العِيَال؛ لمجَرَّدِ أَنَّهُ رَجُل أَعْمَال، صَاحِبُ نُفُوذٍ أَوْ مَال، وَرُبمَا أَيْضَاً يَكُونُ مُتَزَوِّجَاً عَلَيْهَا، فَتَقُولُ لاَ ضَيْرَ فَالشَّرْعُ حَلَّلَ لَهُ أَرْبَعَاً، إِنَّهُ يَلعَبُ بِالمَلاَيِين 00 وَإِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعَى 00!! المَالُ حَلَّلَ كُلَّ غَيْرِ محَلَّلٍ حَتىَّ زَوَاجَ الشِّيْبِ بِالأَبْكَارِ سَحَرَ القُلُوبَ فرُبَّ أُمٍّ قَلْبُهَا مِنْ سِحْرِهِ حَجَرٌ مِنَ الأَحْجَارِ دَفَعَتْ بُنَيَّتَهَا لأَشْأَمِ مَضْجَعٍ وَرَمَتْ بِهَا في وَحْشَةٍ وضِرارِ

وَتَعَلَّلَتْ بِالشَّرْعِ جَاهِلَةً بِهِ مَا كَانَ شَرْعُ اللهِ بالجَزَّارِ لَقَدْ قَرَأْتُ بإحْدَى الصُّحُفِ حَادثَةً أَغرَبَ مِنَ الخَيَال، نُشِرَتْ عَنْ فَتَاةٍ رَائِعَةِ الحُسْنِ وَالجَمَال،

كَانَ أَهْلُهَا؛ كُلَّمَا تَقَدَّمَ إِلَيْهَا شَابٌّ مِنْ فُقَرَاءِ المُسْلِمِين؛ رَفَضُوهُ لِرِقَّةِ الحَال، حَتىَّ أَتَاهَا " المَخْفي المُنْتَظَر " بِالسَّيَّارَةِ الشَّبَح، وَشَالِيهٍ في رَفَح، ومَلاَيِينَ إنْ تَعُدُّوهَا لاَ تحْصُوهَا، وَنحْنُ نَعْرِفُ مَدَى ما لَدَى النِّسَاءِ مِنَ الْوَلَعِ بِالذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالأَنعَامِ وَالحَرْث؛ وَلَعَلَّنَا نَذْكُرُ بَلْقِيسَ ـ مَلِكَةَ سَبَأ، الَّتي كَانَتْ تَفْخَرُ عَلَى المُلُوكِ بمُلْكِهَا ـ مَا أَنْ رَأَتْ قُصُورَ سُلَيْمَانَ وَمُلْكَهُ وَقَالَ لهَا إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ حَتىَّ قَالَتْ: رَبِّ إِنيِّ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُليْمَانَ للهِ رَبِّ العَالمِين!!

فَوَافَقَ أَهْلُ تِلْكَ الفَتَاةِ على الزَّوَاج سَرِيعَاً، هَلْ تُصَدِّقونَ أَنَّ هَذَا الخَبِيثَ كَانَ يَعْرِضُهَا عَلَى رِجَالِ الأَعْمَال؛ لُزُومَ تخْلِيصِ المَسَائِلِ وَتَسْلِيكِ الأُمُور 00!! وَالمَعْنى وَاضِحٌ طَبْعَاً، مَنْ تَرضَى لِنَفْسِهَا أَنْ تُصْبِحَ هَكَذَا 00؟! إِنَّ المجْتَمَعَ الَّذِي يجِدُ فِيهِ أَمْثَالُ هَؤُلاَء؛ السَّعَادَةَ وَالهَنَاء؛ لَيْسَ عَجِيبَاً أَنْ يجِدَ فِيهِ الإِنْسَانُ الْفَاضِلُ التَّعَاسَةَ وَالشَّقَاء 00!! لَيْتَ الفَتَاةَ المِصْرِيَّةَ كَمَا تُقَدِّرُ المَظَاهِرَ وَالمَادِّيَّات؛ تُقَدِّرُ المَبَادِئَ وَالقِيَمَ النَّبِيلَة 00!! فَمِنْ سُوءِ الحَظِّ أَنَّ الجَمِيلَةَ لَيْسَتْ أَصِيلَة، وَأَنَّ الأَصِيلَةَ لَيْسَتْ جَمِيلَة 00!!

لَيْتَهَا تَعْرِفُ أَنَّ الحُبَّ يُسْعِدُ بِلاَ مَال، أَمَّا المالُ فَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُسْعِدَ بِلاَ حُبّ 00!! فَلَوْ كَانَ المَالُ يَنْفَعُ في كُلِّ شَيْءٍ لَنَفَعَتْ قَارُونَ أَمْوَالُه، وَلَوْ كَانَ المَالُ هُوَ كُلَّ شَيْءٍ لَقَبِلْنَا لِبَنَاتِنَا فِرْعَوْنَ وَهَامَان، وَرَفَضْنَا مُوسَى بْنَ عِمْرَان 00!! كَأَنَّ الغَنيَّ فَقَطْ؛ هُوَ الَّذِي مِن حَقِّهِ أَنْ يَقْطِفَ مَا شَاءَ مِنَ الوُرُود، أَمَّا الفَقِيرُ فَلَوْ شَمَّ وَرْدَةً؛ لَقِيلَ لَهُ قَدْ جَاوَزْتَ الحُدُود 00!! وَمِن أَجْمَلِ وَأَرَقَّ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَدْعُوَ بِهِ الشَّابُّ الأَعْزَبُ رَبَّهُ أَنْ يَقُول: لاَ تحْرِمنيَ يَا رَبِّي مِنِ امْرَأَةٍ عَيْني تَقَرُّ بِهَا في الخَلْقِ وَالخُلُقِ أَنْسَى بِهَا مُرَّ مَا قَدْ مَرَّ مِنْ محَنٍ وَيَكْتَسِي العُودُ بَعْدَ الجَدْبِ بِالوَرَقِ

********* لَعَلَّ يَدَ الأَيَّامِ تجْمَعُ بَيْنَنَا وَتَرْحَمُ أَكْبَاداً تَكَادُ تَذُوبُ {رَبِّ لاَ تَذَرْني فَرْدَاً وَأَنْتَ خَيرُ الوَارِثِينَ} {الأَنْبِيَاء/89} اللهُمَّ يَا جَامِعَ النَّاسِ إِلى يَوْمٍ لاَ رَيْبَ فِيه؛ اجْمَعْ بَيْني وَبَينَ ضَالَّتي، اللهُمَّ يَا جَامِعَ النَّاسِ إِلى يَوْمٍ لاَ رَيْبَ فِيه؛ اجْمَعْ بَيْني وَبَينَ ضَالَّتي، اللهُمَّ يَا جَامِعَ النَّاسِ إِلى يَوْمٍ لاَ رَيْبَ فِيه؛ اجْمَعْ بَيْني وَبَينَ ضَالَّتي 00!! حَيَاةُ العُزَّاب: أَصْبَحَتْ في عَذَاب؛ فَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ زَوْجَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّاب، وَأَنْتَ عَلَى مَا تَشَاءُ قَدِير، وَبحَالِ الشَّبَابِ بَصِير، وَأَنْتَ نِعْمَ المَوْلى وَنِعْمَ النَّصِير 0

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لَيَأْتِينَّ عَلَى النَّاسِ زَمَان؛ يَطُوفُ الرَّجُلُ فِيهِ بِالصَّدَقَةِ مِنَ الذَّهَب؛ ثمَّ لاَ يجِدُ أَحَدَاً يَأْخُذُهَا مِنْهُ، وَيُرَى الرَّجُلُ الوَاحِدُ يَتْبَعُهُ أَرْبَعُونَ امْرَأَةً يَلُذْنَ بِهِ؛ مِنْ قِلَّةِ الرِّجَالِ وَكَثْرَةِ النِّسَاء " 0 [000] رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1414 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (1012 / عَبْد البَاقِي) 0 وَهَذِهِ رِسَالَةٌ كَتَبْتُهَا وَفَكَّرْتُ في إِرْسَالِهَا إِلى فَتَاةٍ أَحْبَبْتُهَا وَتَمَنَّيْتُ الزَّوَاجَ بِهَا 00 مَا كُلُّ مَا يَتَمَنىَّ المَرْءُ يُدْرِكُهُ

وَهِيَ فَتَاةٌ حَارَ في حُسْنِهَا الشَّبَاب، إِلاَّ أَنَّهَا كَانَتْ تَرُدُّ جَمِيعَ الخُطَّاب؛ وَتخْتَلِقُ لهُمُ الأَسْبَاب، وَلَيْسَ فِيهِمْ مَا يُعَاب؛ بُنَاءً عَلَيْهِ كَتَبْتُ هَذَا الخِطَاب: " صَحِيحٌ أَنَّكِ عَلَى قَدْرٍ كَبِيرٍ مِنَ الجَمَال، لَكِنْ لَيْسَ بهَذَا الشَّكْلِ يَكُونُ الدَّلاَل؛ لَقَدْ خَلَعْتِ الخُطَّابَ مَثنى وَفُرَادَى قَبْلَ ظُهُورِ قَانُونِ الخُلع، أَلاَ تخَافِينَ مِنَ المَثَلِ القَائِل: " خَطَبُوهَا تَعَزَّزَتْ، فَاتُوهَا تَنَدَّمَتْ " 00؟! لِنَتَكَلَّمْ بِصَرَاحَة: إِنَّ نَصِيبَكِ مِنَ الحُسْنِ قَدْ يُعْطِيكِ الحَقَّ في هَذَا، وَلَكِنْ تَذَكَّرِي دَائِمَاً أَنَّ مَنْ سَارَ إِلى غَيرِ غَايَةٍ؛ أَوْشَكَ أَنْ تَنْقَطِعَ بِهِ مَطِيَّتُه، وَأَنَّ مَنْ قَلَّ عَقلُهُ أَتْعَبَ رِجْلَيْه 00!!

وَتَذَكَّرِي أَيْضَاً أَنَّ المُنْبَتَّ لاَ أَرْضَاً قَطَعَ وَلاَ ظَهْرَاً أَبْقَى00!! وَالمُنْبَتُّ هَذَا رَجُلٌ خَرَجَ في سَفَرٍ لَه، فَظَلَّ يَضْرِبُ دَابَّتَهُ حَتىَّ قَصَمَ ظَهْرَهَا؛ فَلَمْ يَصِلْ إِلى حَيْثُ يُرِيدُ وَلاَ أَبْقَى عَلَى دَابَّتِهِ فَضُرِبَ بِهِ المَثَل 00!! فَلاَ يَدْفَعَنَّكِ فَشَلُكِ في الخُطُوبَاتِ السَّابِقَةِ إِلى الرَّفْضِ المُطْلَق؛ فَالفَشَلُ أَوَّلُ مَرَاتِبِ النَّجَاح، وَتَكرَارُهُ لاَ يُبَرِّرُ عَدَمَ المحَاوَلَة؛ فَإِيَّاكِ أَنْ تَكُوني كَالصَّيَّادِ الهِنْدِيّ، الَّذِي رَأَى شَيْئَاً يَلْمَعُ في المَاء؛ فَأَلقَى مَا في يَدِهِ وَنَزَلَ خَلْفَهُ، فَوَجَدَهُ صَدَفَة، فَرَجَعَ إِلى أَوْلاَدِهِ صِفرَ اليَدَيْن، بخُفَّيْ حُنَيْن 00!!

وَرَأَى ذَاتَ يَوْمٍ آخَرَ وَهْوَ عَائِدٌ مِنَ الصَّيْد؛ شَيْئَاً يَتَلأْلأُ في المَاء؛ فَلَمْ يُلْقِ لَهُ بَالاً، فَالتَقَطَهُ صَيَّادٌ كَانَ يَسِيرُ خَلفَه، فَوَجَدَهُ لُؤلُؤةً فَبَاعَهَا بِآلاَفِ الدَّنَانِير، وَأَصْبَحَ مِنَ الأَثْرِيَاء 00!! انْظُرِي كَيْفَ فَرَّطَ في الحَالَتَين 00!! فَالفَشَلُ الحَقِيقِيُّ أَنْ يُضَيِّعَ الإِنسَانُ فُرْصَةً قَدْ لاَ تُعَوَّض 00 إِنَّ المَهْرَ الَّذِي يُقَدِّمُهُ الإِنْسَانُ المُتَدَيِّنُ التَّدَيُّنَ الصَّحِيح؛ لَيْسَ سِلسِلَةً لاَ تَلْبَثُ أَنْ تَنْقَطِع، أَوْ عِقدَاً لاَ يَلْبَثُ أَنْ يَنْفَرِط، أَوْ غَسَّالَةً أَوْ ثَلاَجَةً لاَ تَلْبَثُ أَنْ يحْتَرِقَ مُوتُورُهَا 00!! إِنَّمَا مَهْرُهُ الحَقِيقِيُّ الَّذِي يُقَدِّمُه: هُوَ أَخْلاَقُهُ وَطِبَاعُهُ وَمَشَاعِرُه 0

مَهْرِي الَّذِي سَأُقدِّمُهُ لاَبْنَتِكَ هُوَ أَخلاَقِي وَيحْكَى عَن أَبي محْجَنٍ الثَّقَفيّ ـ وهُوَ رَجُلٌ لَهُ أَخْبَارٌ وَنَوَادِرُ وحَكَايَات، يَعْرِفُهَا قُرَّاءُ الأَدَب ـ يحْكَىعَنهُ أَنَّهُ تَقَدَّمَ لخِطبَةِ ابْنَةِ أَحَدِ الأثرياءِ فقالَ لهُ ماذا مَعَك 00؟ لَمْ يَقُلْ لَهُ الَّذِي مَعْهَا يَكْفيني ويَكْفِيهَا كَشَبَابِ هَذِهِ الأَيَّام 00!! وإِنَّمَا قَالَ لَهُ وَكانَ شَاعراً: لاَ تَسْأَلِ عَنْ مَالي وَكَثْرَتِهِ لَكنْ سَلِ النَّاسَ عَنْ دِيني وَعَن خُلُقِي قَدْ يَكثرُ المَالُ يَوْماً بَعْدَ قِلَّتِهِ وَيَكْتَسِي العُودُ بَعْدَ الجدْبِ بالوَرَقِ وَهُوَ يَعْني بِذَلِكَ مَا نَقولُهُ في الأمْثَال: " مَا دَامَ العُود مَوْجُود؛ فَالوَرَقُ حَتمَاً سَيَعُود " 0 وَللهِ ذَلِكَ الزَّجَّال، الَّذِي تَوَجَّهَ إِلى عَرُوسِهِ وَقَال:

" مُشْ غَني جِدَّاً لَكِن يَعْني الحَالَة عَالْ وْمُشْ بَطَّالَة " " عَاوْزَة إِيهْ مِنيِّ غِيرْ إِنيِّ عَلَى أَهْلِي مِشْ عَايِشْ عَالَة " حَسْبُكِ عَنِ الْفَقيرِ أَنَّهُ إِذَا أَحَبَّه النَّاس؛ فَإِنَّهمْ يحِبُّونَهُ لِذَاتِهِ وَصفَاتِه، وَجَمِيلِ خِصَالِه، أَمَّا الغَنيّ؛ فَأَكْثَرُ مَنْ يحِبُّونَهُ يحِبُّونَهُ مِن أَجْلِ مَالِه؛ فَالفَقِيرُ يَرَى النَّاسَ عَلَى حَقَائِقِهَا مِن حَيْثُ الطِّبَاع، أَمَّا الغَنيُّ فَيَلْبِسُونَ لَهُ أَلْفَ قِنَاعٍ وَقِنَاع 00!! لَيْتَنَا كُنَّا غَالِينَ عِندَكِ كَمَا أَنتِ غَالِيَةٌ عِنْدَنَا " 00!! وَمِن أَجْمَلِ وَأَرَقَّ مَا قِيلَ مِنَ الأَدَبِ الشَّعْبيِّ في شَأْنِ الْعَانِسِ ثَقِيلَةِ الرُّوح: " اقْعُدِي في عُشِّك؛ إِلى أَنْ يَأْتيَ مَنْ يَهِشِّك " 00

وَمِنَ الأَشْيَاءِ الَّتي حَرَّمَهَا الشَّرْعُ أَنْ تَشْتَرِطَ الْفَتَاةُ عَلَى خَاطِبِهَا أَنْ يُطَلِّقَ زَوْجَتَهُ إِنْ كَانَ مُتَزَوِّجَاً، فَلَهَا فَقَطْ أَنْ تَرْفُضَ أَوْ تَقْبَل، لاَ يُلْزِمُهَا الشَّرْعُ بِالْقَبُولِ أَوِ الرَّفْض؛ أَمَّا أَنْ تجْعَلَ الطَّلاَقَ شَرْطَاً لِقَبُولِهَا؛ فَذَلِكَ مَا لاَ يَرْضَاهُ الشَّرْع 0 عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نهَى عَنِ التَّلَقِّي، وَأَنْ يَبْتَاعَ المُهَاجِرُ لِلأَعْرَأَبيّ، وَأَنْ تَشْتَرِطَ المَرْأَةُ طَلاَقَ أُخْتِهَا ـ أَيْ عِنْدَ خِطْبَتِهَا ـ وَأَنْ يَسْتَامَ الرَّجُلُ عَلَى سَوْمِ أَخِيه، وَنهَى عَنِ النَّجْشِ وَعَنِ التَّصْرِيَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2727 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1515 / عَبْد البَاقِي]

وَالتَّلَقِّي: هُوَ أَنْ تَتَلَقَّى مَنْ يُرِيدُ بَيْعَ سِلعَةٍ وَهُوَ لاَ يَعْرِفُ سِعْرَهَا فَتَشْتَرِيهَا مِنهُ قَبْلَ قُدُومِهِ السُّوق، وَاسْتِيَامُ الرَّجُلِ عَلَى سَوْمِ أَخِيه: أَيْ أَنْ يَرْغَبَ المَرْءُ في شِرَاءِ سِلْعَةٍ تُبَاع؛ فَيُغْرِيَ الْبَائِعَ بِسِعْرٍ أَعْلَى لِيَبِيعَهُ السِّلعَةَ وَيَتْرُكَ ذَلِكَ المُشْتَرِي، وَالنَّجْشُ: هُوَ اسْتِئْجَارُ مَنْ يُزَايِدُ في سِعْرِ السِّلْعَةِ لِرَفْعِ ثمَنِهَا كَمَا يحْدُثُ في المَزَادَات، وَالتَّصْرِيَة: هِيَ أَنْ لاَ تحْلَبَ الشَّاةُ أَوِ النَّاقَةُ أَيَّامَاً حَتىَّ يَحْفِلَ ضَرْعُهَا بِاللَّبن؛ فَيَغْتَرَّ فِيهَا المُشْتَرِي وَبِالتَّالي يَسْهُلَ بَيْعُهَا 0 وَمِن أَجْمَلِ وَأَرَقَّ مَا قِيلَ فِيمَنْ يُرْسِلُ صَاحِبَهُ لِيَخْطِبَ لَهُ عَرُوسَاً فَيْخْطِبُهَا لِنَفْسِهِ قَوْلهُمْ: " بَعَثْتُهُ لِيَخْطُبَهَا لي فَتَزَوَّجَهَا " 00!!

النِّسَاءُ الَّتي حَذَّرَ مِنهَا النَّبيُّ ** صلى الله عليه وسلم ** المَرْأَةُ الْعَاقِر: عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: إِنِّي أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَجَمَال، وَإِنَّهَا لاَ تَلِد؛ أَفَأَتَزَوَّجُهَا 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لاَ " 00 ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَنَهَاهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُود؛ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الأُمَم " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: (2685)، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 2050]

المَرْأَةُ سَيِّئَةُ السُّمْعَة: عَنْ مَرْثَدِ بْنِ أَبي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " جِئْتُ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله؛ أَنْكِحُ عَنَاق 00؟ {امْرَأَةٌ بَغِيٌّ كَانَتْ تَرْبِطُهُ بِهَا صَدَاقَةٌ في الجَاهِلِيَّة} فَسَكَتَ عَنيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَنَزَلَتْ: {وَالزَّانِيَةُ لاَ يَنْكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِك} {النُّور/3} فَدَعَاني صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَهَا عَلَيَّ وَقَال: " لاَ تَنْكِحْهَا " 0 [حَسَّنَهُ وَصَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 2051] المَرْأَةُ المِشْئَام:

وَاجْتَنِبِ المَرْأَةَ الشُّؤْمَ الَّتي كُلَّمَا زَوَّجَهَا رَجُلٌ مَاتَ عَنهَا 00 عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّمَا الشُّؤْمُ في ثَلاَثَة: في الفَرَسِ وَالمَرْأَةِ وَالدَّار " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2858 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2225 / عَبْد البَاقِي] وَفي رِوَايَةٍ أَخْرَى عَنْ مِخْمَرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ شُؤْم، وَقَدْ يَكُونُ الْيُمْنُ في ثَلاَثَة: في المَرْأَةِ وَالْفَرَسِ وَالدَّار " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1993]

فَلاَ بُدَّ مِنْ تحَرِّي المَرْأَةَ الطَّيِّبَةَ ذَاتَ الأَصْلِ الطَّيِّب، وَحَذَارِ حَذَارِ مِنَ المَرْأَةِ المِشْئَام 00 وَمِنْ طَرِيفِ مَا يُحْكَى في ذَلِكَ أَنَّ امْرَأَةً تَزَوَّجَهَا ثَلاَثَةُ رِجَال، فَمَاتُواْ عَنهَا جَمِيعَاً، فَابْتُلِيَ بِهَا رَابِع، فَلَمَّا احْتَضَرَ وَحَانَتْ وَفَاتُهُ قَالَتْ لَه: إِلى مَنْ تُوصِي بي 00؟ قَال: إِلى الخَامِسِ الأَشْقَى لاَ بَارَكَ اللهُ لَه 00 بَعْضُ نَوَادِرِ وَلَطَائِفِ الخِطْبَة أَرَادَ رَجُلٌ أَنْ يخْطُبَ امْرَأَةً، فَذَهَبَ لِرُؤْيَتِهَا فَأَعْجَبَتْهُ، فَقَالَ لَهَا: ضِمْنَ مَا قَال: إِنِّي سَيِّئُ الخُلُق 00؟! قَالَتْ لَهُ ـ وَكَانَتْ سَرِيعَةَ الْبَدِيهَة ـ أَسْوَأُ مِنْكَ خُلُقَاً: مَنْ يُحْوِجُكَ أَنْ تَكُونَ سَيِّئَ الخُلُق 00!!

وَمِن أَجْمَلِ وَأَرَقَّ مَا قِيلَ في الخَطِيبِ الَّذِي يَذْهَبُ لأَصْهَارِهِ يَوْمَ السَّبْتِ مِنْ كُلَّ أُسْبُوع؛ لِزِيَارَتِهِمْ وَرُؤْيَةِ خَطِيبَتِهِ أَثْنَاءَ فَتْرَةِ الخُطُوبَة؛ قَوْلُ ابْنِ الرُّومِيِّ في مِثْلِ ذَلِك: وَمِن أَعْجَبِ الأَشْيَاءِ أَنيَ مُسْلِمٌ حُنَيفٍ وَلَكِن خَيرُ أَيَّامِيَ السَّبْتُ وَحَبَّبَ يَوْمَ السَّبْتِ عِنْدِيَ أَنَّني تُنَادِمُني فيهِ الَّتي أَنَاْ أَحْبَبْتُ {ابْنُ الرُّومِي} وَمِن أَجْمَلِ وَأَرَقَّ مَا قِيلَ في الْعَرُوسِ الَّتي سَمِعَتْ بِقُدُومِ عَرِيسٍ لَهَا 00 فَتَوَرَّدَتْ وَتَعَصْفَرَتْ وَجَنَاتُهَا أَشَارَتْ بِطَرْفِ العَينِ خِيفَةَ أَهْلِهَا إِشَارَةَ مَلْهُوفٍ وَلَمْ تَتَكَلَّمِ

فَأَيْقَنْتُ أَنَّ القَلْبَ قَدْ قَالَ مَرْحَبَاً وَأَهْلاً وَسَهْلاً بِالحَبِيبِ المُتَيَّمِ وَمِن أَجْمَلِ وَأَرَقَّ مَا قِيلَ في الشَّابِّ الَّذِي يَذْهَبُ لِرُؤْيَةِ فَتَاةٍ أَحَبَّهَا، فَيَحْجِبُهَا أَهْلُهَا عَنْ رُؤْيَتِهِ وَهُوَ يَتُوقُ لِرُؤْيَتِهَا: نَظَرْتُ كَأَنيِّ مِنْ وَرَاءِ زُجَاجَةٍ إِلى الخِدْرِ مِنْ فَرْطِ الصَّبَابَةِ أَنْظُرُ ********* فَسَأَلْتُهَا لَكِنْ بِغَيرِ تَكَلُّمٍ فَتَكَلَّمَتْ لَكِنْ بِغَيرِ لِسَانٍ وَمِن أَجْمَلِ وَأَرَقَّ مَا قِيلَ في الشَّابِّ الَّذِي يَذْهَبُ لِرُؤْيَةِ فَتَاةٍ لِلْمَرَّةِ الأُولى؛ فَيُبْهِرُهُ جَمَالُهَا وَحُسْنُهَا لِدَرَجَةِ أَنَّهُ قَدْ يَتَكَلَّمُ مُتَلَعْثِمَاً، أَوْ قَدْ لاَ يَقْدِرُ عَلَى الْكَلاَمِ أَصْلاً قَوْلُ الشَّاعِر: تَأَمَّلْتُهَا أُنمُلاً أُنمُلاً فَلَمْ أَقْضِ مِنْ نَظْرَتي مَأْرَبي

وَأُسْكِتُّ لَمْ أَدْرِ مَا حَاجَتي وَلاَ مَا أَتَى بي وَمَا مَطْلَبي وَمِن أَجْمَلِ وَأَرَقَّ مَا قَالَهُ أَحَدُ الشُّعَرَاء؛ عِنْدَمَا تَزَوَّجَ تِلْمِيذَتَهُ اللَّطِيفَةَ النَّجِيبَةَ الحَسْنَاء، فَأَتَاهُ آتٍ سَخِيف، وَقَالَ لَهُ: إِنَّ الرَّبِيعَ لاَ يَلْتَقِي بِالخَرِيف؛ فَأَجَابَهُ بِهَذَا الْبَيْتِ الظَّرِيف: قَالُواْ عَشِقْتَ فَتَاةً قُلْتُ أَرْتَعُ في رَوْضِ الحِسَانِ إِلى أَنْ يُدْرِكَ الثَّمَرُ أَرَادَ أَدِيبٌ أَنْ يخْطُبَ أُخْتَ صَدِيقٍ لَهُ؛ فَقَالَ لَه: " نُرِيدُ أَنْ نجْعَلَ الصَّدَاقَةَ نَسَبَاً وَصِهْرَا " وَمِن أَجْمَلِ وَأَرَقَّ مَا قِيلَ في التَّرْحِيبِ بِالخَاطِبِ مَا سَمِعْتُهُ مِن أَصْهَارِي بَارَكَ اللهُ فِيهِمْ: " بَارَكَ اللهُ لَنَا في الْبَنَاتِ الَّتى تُعَرِّفُنَا عَلَى النَّاسِ الطَّيِّبِين " 0

السُّؤَالُ عَنِ الشَّابِّ أَوِ الْفَتَاةِ وَأَهْلِهِمَا قَبْلَ الخِطْبَة لاَ بُدَّ مِنَ السُّؤَالِ عَنِ الشَّابِّ أَوِ الْفَتَاةِ وَأَهْلِهِمَا قَبْلَ الخِطْبَة، وَهَذِهِ بَعْضُ الْعِبَارَاتِ الطَّرِيفَةِ الَّتي يَكْثُرُ اسْتِعْمَالُهَا بِهَذَا الصَّدَد 00 أَوَّلاً / السُّؤَالُ عَنِ الْعَرُوس: ـ مَا رَأْيُكَ في فُلاَنَة 00؟ ـ فَتَاةٌ مُهَذَّبَة، تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء، وَأَبُوهَا شَيْخٌ كَبِير 00 ********* ـ مَا رَأْيُكَ في فُلاَنَة 00؟ ـ حَيَّةٌ تَسْعَى 00 ـ خُذْهَا وَلاَ تَخَفْ 00 ثَانِيَاً / السُّؤَالُ عَنِ الْعَرِيس: ـ مَا رَأْيُكَ في فُلاَن 00؟ ـ {سَاحِرٌ كَذَّاب} {ص/4} ********* ـ مَا رَأْيُكَ في فُلاَن 00؟ ـ أَيْنَمَا تُوَجِّهْهُ لاَ يَأْتِ بخَيْر 00 ********* ـ مَا رَأْيُكَ في فُلاَن 00؟ ـ لاَ يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ ضَرَّاً وَلاَ نَفْعَا 00 *********

ـ مَا رَأْيُكَ في فُلاَن 00؟ ـ بِئْسَ المَوْلى وَبِئْسَ العَشِير 00!! ********* ـ مَا رَأْيُكَ في فُلاَن 00؟ ـ إِذَا لَقِيَ اللِّصَّ قَالَ لَهُ اسْرِقْ، وَإِذَا لَقِيَ صَاحِبَ المَنْزِلِ قَالَ لَهُ اغْلِقْ بَابَك {أَيْ ذُو وَجْهَين} ********* ثَالِثَاً / السُّؤَالُ عَنِ الأَهْل: ـ مَا رَأْيُكَ في بَني فُلاَن 00؟ ـ هُمُ العَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ 00!! ********* ـ مَا رَأْيُكَ في بَني فُلاَن 00؟ ـ مِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُقْتَصِد، وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالخَيْرَاتِ 00!! ********* ـ مَا رَأْيُكَ في بَني فُلاَن 00؟ ـ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُون 00!! ********* ـ مَا رَأْيُكَ في بَني فُلاَن 00؟ ـ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْت 00!! ********* ـ مَا رَأْيُكَ في بَني فُلاَن 00؟

ـ وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِمْ مِن عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ 00!! ********* ـ مَا رَأْيُكَ في بَني فُلاَن 00؟ ـ إِنْ يَرَواْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَواْ سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاَ 00!! ********* أَهْلُهَا مَاتُواْ: ـ مَا رَأْيُكَ في بَني فُلاَن 00؟ ـ قَدْ سَأَلْتَ عَن أُنَاسٍ هَلَكُواْ شَرِبَ الدَّهْرُ عَلَيْهِمْ وَأَكَلْ زِيجَاتٌ تحَدَّثَ بِهَا العَرَب

كَانَ الحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو مَلِكَاً لِكِنْدَةَ قَبْلَ الْبَعْثَةِ بخَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَة، فَبَلَغَهُ جَمَالُ ابْنَةِ عَوْفِ بْنِ محَلَّمٍ الشَّيْبَانيِّ وَرَجَاحَةِ عَقْلِهَا؛ فَدَعَا امْرَأَةً مِنْ بَني كِنْدَةَ يُقَالُ لَهَا عِصَام ـ وَكَانَتْ ذَاتَ عَقْلٍ وَأَدَبٍ وَبَيَان ـ فَقَالَ لَهَا: اذْهَبي حَتىَّ تَعْلَمِي لي عِلْمَ ابْنَةِ عَوْف ـ أَيْ حَتىَّ تخْتَبرِيهَا وَتَعْرِفِيهَا وَتَعْرِفي مَا لَدَيْهَا ـ فَمَضَتْ حَتىَّ انْتَهَتْ إِلى أُمِّهَا، فَأَعْلَمَتْهَا مَا قَدِمَتْ مِن أَجْلِه؛ فَأَرْسَلَتْ إِلى ابْنَتِهَا وَقَالَتْ: أَيْ بُنَيَّة؛ هَذِهِ خَالَتُكِ، أَتَتْكِ لِتَنْظُرَ إِلَيْكِ فَلاَ تَسْتُرِي مِنهَا شَيْئَاً، وَنَاطِقِيهَا إِنِ اسْتَنْطَقَتْكِ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهَا عِصَام، فَنَظَرَتْ إِلى مَا لَمْ تَرَ عَيْنُهَا قَطُّ بَهْجَةً وَحُسْنَاً

وَجَمَالاً، فَإِذَا هِيَ أَكْمَلُ النِّسَاءِ عَقْلاً، وَأَفْصَحُهُمْ لِسَانَاً ـ اللهُمَّ ارْزُقِ الصَّالحِينَ بِمِثلِهَا ـ فَخَرَجَتْ مِن عِنْدِهَا عِصَامُ وهْيَ تَقُول: " تَرَكَ الخِدَاعَ مَنْ كَشَفَ القِنَاع " 00 فَصَارَتْ مَثَلاً 0 تمْدَحُ بِذَلِكَ أُمَّ الفَتَاةِ حَيْثُ لَمْ تَسْتُرْ مِنَ ابْنَتِهَا شَيْئَاً 0 ثُمَّ أَقْبَلَتْ إِلى الحَارِثِ فَقَالَ لهَا: " مَا وَرَاءَ كِ يا عِصَام 00؟ " 00 فَصَارَتْ مَثَلاً 00 قَالَتْ: صَرَّحَ المَخْضُ عَنِ الزُّبْد ـ أَيْ بَيَّنَ الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَين ـ فَأَرَادَ الحَارِثُ التَّفْصِيلَ فَقَالَ لهَا: أَخْبرِيني 00؟

قالتْ: أُخْبرُكَ صِدْقَاً وَحَقَّاً؛ رَأَيْتُ امْرَأَةً جَمِيلَة، لهَا جَبْهَةٌ كَالمِرْآةِ الصَّقِيلة، بَزِينُهَا شَعَرٌ حَالِكٌ كَسَوَادِ اللَّيلْ، نَاعِمٌ كَأَذْنَابِ الخَيْلْ، إِن أَرْسَلَتْهُ خِلْتَهُ السَّلاَسِلْ، وَإِن مَشَّطَتْهُ قُلْتَ عَنَاقِيدُ كَرْمٍ جَلاَهَا الوَابِل ـ أَيْ نَزَلَ عَلَيْهَا المَطَر ـ وَحَاجِبَانِ كَأَنَّمَا خُطَّا بِقَلَم، تَقَوَّسَا عَلَى جَفْنٍ سَاهِرٍ لَمْ يَنَمْ ـ أَيْ جَفْنٌ وَسْنَانٌ نَاعِس ـ وَعَينٌ كَالجَوْهَرَة، تُشْبِهُ عَينَ الظَّبْيَةِ العَبْهَرَة، الَّتي لَمْ يَرُعْهَا قَانِصٌ وَلاَ قَسْوَرَة ـ وَالعَبْهَرَةُ الفَتَاةُ النَّاعِمَة، رَقِيقَةُ الْبَشَرَةِ في بَيَاضٍ وَامْتِلاَء، وَالْقَسْوَرَةُ الأَسَد، وَالْقَانِصُ الصَّيَّاد ـ بَيْنَهُمَا أَنْفٌ كَحَدِّ السَّيْفِ المَصْقُول، مَا بِهِ خَنَسٌ ـ أَيْ قِصَرٌ ـ وَلاَ

طُول، حُفَّتْ بِهِ وَجْنَتَانِ كَالأُرْجُوان ـ أَيْ حَمْرَاوَان ـ فى بَيَاضٍ كَالجُمَان، شُقَّ بَيْنَهُمَا فَمٌ كَالخَاتَمْ، طَيِّبٌ بَاسِمْ، فِيهِ ثَنَايَا غُرٌّ كَالْفُصُوص، كَأَنَّهَا دُرٌّ مَرْصُوص، يَتَقَلَّبُ فِيهِ لِسَان؛ ذُو فَصَاحَةٍِ وَبَيَان، يحَرِّكُهُ عَقْلٌ وَافِر، وَجَوَابٌ حَاضِر، إِلى أَنْ قَالَتْ: فَأَمَّا سِوَى ذَلِكَ فَتَرَكْتُ وَصْفَهُ لأَنَّهُ يَفُوقُ الْوَصْف، فَأَرْسَلَ المَلِكُ إِلى أَبِيهَا فَخَطَبَهَا فَزَوَّجَهُ، فَلَمَّا حُمِلَتْ إِلَيْهِ قَالَتْ لَهَا أُمُّهَا أُمَامَةُ بِنْتُ الحَارِث:

" أَيْ بُنَيَّة: إِنَّ الوَصِيَّة لَوْ تُرِكَتْ لِفَضْلِ أَدَبٍ؛ تُرِكَتْ لِذَلِكَ مِنْكِ، وَلكِنَّهَا تَذْكِرَةٌ لِلغَافِل، وَزَادٌ لِلْعَاقِل، وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً اسْتَغنَتْ عَنِ الزَّوْجِ لِغِنى أَبَوَيْهَا، وَشِدَّةِ حَاجَتِهِمَا إِلَيْهَا؛ كنْتِ أَغْنى النَّاسِ عَنه، وَلَكِنَّ النِّسَاءَ لِلرِّجَالِ خُلِقْن، وَلَهُنَّ خُلِقَ الرِّجَال 00!! أَيْ بُنَيَّة؛ إِنَّكِ فَارَقْتِ الجَوَّ الَّذِي مِنهُ خَرَجْتِ، وَتَرَكْتِ العُشَّ الَّذِي فِيهِ دَرَجْتِ؛ إِلى وَكْرٍ لَمْ تَعْرِفِيه، وَقَرِينٍ لَمْ تَأْلَفِيه؛ فَكُوني لَهُ أَمَةً يَكُنْ لَك عَبْدَاً 00!! أَيْ بُنَيَّة؛ احْفَظِي عَنيِّ عَشْرَ خِصَالٍ تَكُنْ لَكِ ذُخْرَاً:

" الصُّحْبَةُ بِالْقَنَاعَة، وَحُسْنُ السَّمْعِ لَهُ وَالطَّاعَة، وَالتَعَهُّدُ لِمَوْقِعِ عَيْنِه، وَالتَّفَقُّدِ لمَوْضِعِ أَنْفِه، فَلاَ تَقَعْ عَيْنُهُ مِنْكِ عَلَى قَبِيح، وَلاَ يَشُمَّ مِنْكِ إِلاَّ أَطْيَبَ رِيح، وَالكُحْلُ أَحْسَنُ الحُسْن، وَالمَاءُ أَطْيَبُ الطِّيبِ المَفْقُود، وَالتَّعَهُّدُ لِوَقْتِ طَعَامِه، وَالهُدُوءُ عِنْدَ مَنَامِه؛ فَإِنَّ حَرَارَةَ الجُوعِ مَلْهَبَة، وَتَنغِيصُ النَّوْمِ مَغْضَبَة، وَالحِفَاظُ عَلَى بَيْتِهِ وَمَالِه، وَالرِّعَايَةُ لَهُ وَعِيَالِه؛ فَإِنَّ الحِفَاظَ عَلَى المَالِ حُسْنُ تَقْدِير، وَرِعَايَةُ الْعِيَالِ حُسْنُ تَدْبِير، وَلاَ تُفْشِي لَهُ سِرَّا، وَلاَ تَعْصِي لَهُ أَمْرَا؛ فَإِنَّكِ إِن أَفْشَيْتِ سِرَّه؛ لَمْ تَأْمَني غَدْرَه، وَإِن عَصَيْتِ أَمْرَه؛ أَوْغَرْتِ صَدْرَه، ثُم اتَّقِي بَعْدَ

ذَلِكَ الفَرَحَ بَيْنَ يَدَيْهِ إِنْ كَانَ تَرِحَاً، وَالاَكْتِئَابَ عِنْدَهُ إِنْ كَانَ فَرِحَاً؛ فَإِنَّ الأُولى مِنَ التَقْصِير، وَالثَّانِيَةُ مِنَ التَّكدِير، وَكُوني أَشَدَّ مَا تَكُونِينَ لَهُ إِعْظَامَا؛ يَكُن أَشَدَّ مَا يَكُونُ لَكِ إِكْرَامَا، وَاعْلَمِي أَنَّكِ لَنْ تَصِلِي إِلى مَا تحِبِّيَن؛ حَتىَّ تُؤثِرِي رِضَاهُ عَلَى رِضَاكِ، وَهَوَاهُ عَلَى هَوَاك " 00!! [المَيْدَانيُّ في " مجْمَعِ الأَمْثَالِ " بِطَبْعَةِ دَارِ المَعْرِفَة 0 ص: (262/ 2)، كَمَا في " جَمْهَرَةِ خُطَبِ العَرَب " بِرَقْم: 89] الزِّيجَةُ الَّتي كَتَبَ زُهَيرُ بْنُ أَبي سُلْمَى مُعَلَّقَتَهُ بِسَبَبِهَا قَالَ الحَارِثُ بْنُ عَوْفٍ المُرِّيُّ لخَارِجَةَ بْنِ سِنَان ـ وَكَانَا مِنْ سَادَةِ بَني مُرَّة: أَتُرَاني أَخْطُبُ إِلى أَحَدٍ فَيَرُدُّني 00؟

قَالَ: نَعَمْ، قَالَ وَمَنْ ذَاك 00؟ قَالَ أَوْسُ بْنُ حَارِثَةَ الطَّائِيّ، فَقَالَ الحَارِثُ لِغُلاَمِه: ارْحَلْ بِنَا إِلَيْهِ فَفَعَل، وَرَكِبَا حَتىَّ أَتَيَا أَوْسَ بْنَ حَارِثَةَ في بِلاَدِه، فَوَجَدَاهُ في فِنَاءِ مَنْزِلِه، فَلَمَّا رَأَى الحَارِثَ بْنَ عَوْفٍ قَال: مَرْحَبَاً بِكَ يَا حَارِث، قَالَ وَبِك، قَالَ مَا جَاءَ بِك 00؟ قَالَ جِئْتُكَ خَاطِبَاً، قَالَ لَسْتَ هُنَاك ـ أَيْ هَذَا لَيْسَ لَك ـ فَانْصَرَفَ وَلَمْ يُكَلِّمْه، وَدَخَلَ أَوْسٌ عَلَى امْرَأَتِهِ مُغْضَبَاً؛ فَقَالَتْ لَه: مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي وَقَفَ عَلَيْكَ فَلَمْ يُطِلْ وَلَمْ تُكَلِّمْهُ 00؟ قَال: ذَاكَ سَيِّدُ الْعَرَب، قَالَتْ: فَمَا لَكَ لَمْ تَسْتَنْزِلْهُ 00؟! قَال: إِنَّهُ اسْتَحْمَق، قَالَتْ كَيْف 00؟

قَالَ جَاءَ ني خَاطِبَاً؛ قَالَتْ: أَفَتُرِيدُ أَنْ تُزَوِّجَ بَنَاتِك 00؟ قَالَ نَعَمْ؛ قَالَتْ: فَإِذَا لَمْ تُزَوِّجْ سَيِّدَ العَرَبِ فَمَن 00؟! قَال: قَدْ كَانَ مَا كَان؛ قَالَتْ: فَتَدَارَكِ الأَمْر، قَالَ بِمَاذَا 00؟ قَالَتْ: تَلْحَقُهُ فَتَرُدُّهُ، قَالَ وَكَيْفَ بَعْدَمَا فَرَطَ مِنىِّ مَا فَرَط 00؟! قَالَتْ: تَقُولُ لَهُ: لَقِيتَني وَأَنَا مُغْضَبٌ بِأَمْرٍ لَمْ تُقَدِّمْ فِيهِ قَوْلاً؛ فَلَمْ يَكُن عِنْدِي فِيهِ مِنَ الجَوَابِ إِلاَّ مَا حَضَر، عُدْ وَلَكَ عِنْدِي مَا أَحْبَبْت؛ فَإِنَّهُ سَيَفْعَل، فَرَكِبَ في أَثَرِهِمَا 0

يَقُولُ خَارِجَةُ بْنُ سِنَان: فوالله إِنيِّ لأَسِيرُ مَعَ الحَارِثِ إِذْ حَانَتْ مِنيِّ الْتِفَاتَةٌ فَرَأَيْتُ أَوْسَاً، فَأَقْبَلْتُ عَلَى الحَارِثِ ـ وَمَا يُكَلِّمُني غَمَّاً ـ فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا أَوْسُ بْنُ حَارِثَةَ في أَثَرِنَا، قَال: وَمَا نَصْنَعُ بِه 00؟ امْضِ؛ فَلَمَّا رَآنَا لاَ نَقِفُ لَهُ صَاحَ بِنَا: يَا حَارِث؛ أَرْبِعْ عَلَيَّ سَاعَة ـ أَيِ انْتَظِرْني ـ فَوَقَفْنَا لَهُ، فَكَلَّمَهُ بِذَلِكَ الْكَلاَمِ فَرَجَعَ مَسْرُورَاً 0 وَدَخَلَ أَوْسٌ مَنْزِلَهُ وَقَالَ لِزَوْجَتِه: ادْعِي لي فُلاَنَة ـ لاَبْنَتِهِ الْكُبرَى ـ فَأَتَتْهُ، فَقَالَ لَهَا: يَا بُنَيَّة؛ هَذَا الحَارِثُ بْنُ عَوْفٍ سَيِّدٌ مِنْ سَادَاتِ الْعَرَب، قَدْ جَاءَ ني خَاطِبَاً، وَقَدْ أَرَدْتُ أَن أُزَوِّجَكِ مِنهُ، فَمَا تَقُولِين 00؟

قَالَتْ: لاَ تَفْعَلْ؛ قَالَ وَلِمَ 00؟! قَالَتْ لأَنيِّ امْرَأَةٌ في وَجْهِي ردة ـ أَيْ بي رَغْمَ جَمَالي بَعْضُ الطَّيْش ـ وَفي خُلُقِي بَعْضُ العُهْدَة ـ أَيْ بَعْضُ الْعَيْب ـ وَلَسْتُ بِابْنَةِ عَمِّهِ فَيَرْعَى رَحِمِي، وَلَيْسَ بجَارِكَ في الْبَلَدِ فَيَسْتَحْيِي مِنْك، وَلاَ آمَنُ أَنْ يَرَى مِنيِّ مَا يَكْرَهُ فَيُطَلِّقَني، فَيَكُونُ عَلَيَّ وَعَلَيْكَ فى ذَلِكَ مَا تَعْلَم 0

قَالَ قُومِي بَارَكَ اللهُ فِيكِ، ادْعِي لي فُلاَنَة ـ لاَبْنَتِهِ الوُسْطَى ـ فَدَعَتْهَا، ثُمَّ قَالَ لَهَا مِثْلَ قَوْلِهِ لأُخْتِهَا، فَأَجَابَتْهُ بِمِثْلِ جَوَابِهَا، وَقَالَتْ لَهُ: إِنيِّ خَرْقَاء، وَلَيْسَتْ بِيَدِي صِنَاعَة، وَلاَ آمَنُ أَنْ يَرَى مِنيِّ مَا يَكْرَهُ فَيُطَلِّقَني، فَيَكُونُ عَلَيَّ وَعَلَيْكَ فى ذَلِكَ مَا تَعْلَم، وَلَيْسَ بِابْنِ عَمِّي فَيَرْعَى رَحِمِي، وَلَيْسَ بجَارِكَ في الْبَلَدِ فَيَسْتَحْيِي مِنْك، قَالَ قُومِي بَارَكَ اللهُ فِيكِ، ادْعِي لي فُلاَنَة ـ لاَبْنَتِهِ الصُّغْرَى ـ فَأُتيَ بِهَا، فَقَالَ لَهَا كَمَا قَالَ لأُخْتَيْهَا، فَقَالَتْ: أَنْتَ وَذَاكَ يَا أَبي، فَقَالَ لَهَا: قَدْ عَرَضْتُ ذَلِكَ عَلَى أُخْتَيْكِ فَأَبَتَاه ـ وَلَمْ يَذْكُرْ لهَا مَا قَالَتَا ـ فَقَالَتْ: لَكِنيِّ واللهِ الجَمِيلَةُ

وَجْهَاً، الصَّنَاعُ يَدَاً، الرَّفِيعَةُ خُلُقَاً، الحَسِيبَة أَبَاً، فَإِنْ طَلَّقَني فَلاَ أَخْلَفَ اللهُ عَلَيْه 00!! فَقَالَ بَارَكَ اللهُ عَلَيْكِ؛ ثُمَّ خَرَجَ إِلى الحَارِثِ فَقَال: زَوَّجْتُكَ يَا حَارِثُ فُلاَنَة ـ لِصُغْرَى بَنَاتِه ـ قَالَ قَبِلْت؛ فَأَمَرَ أُمَّهَا أَنْ تُهَيِّئَهَا وَتُصْلِحَ مِنْ شَأْنِهَا، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِبَيْتٍ فَأَنْزَلَهُ فِيه، فَلَمَّا هُيِّئَتْ بَعَثَ بِهَا إِلَيْه، قَالَ خَارِجَةُ بْنُ سِنَان: فَلَمَّا أُدْخِلَتْ إِلَيْهِ لَبِثَ هُنَيْهَةً ثُمَّ خَرَجَ إِليّ، فَقُلْتُ: أَفَرَغْتَ مِنْ شَأْنِك 00؟ قَالَ لاَ وَاللهِ، قُلْتُ وَلِمَ 00؟! قَال: لَمَّا دَخَلْتُ إِلَيْهَا قَالَتْ مَه ـ أَيِ اسْكُن ـ أَعِنْدَ أَبي وَإِخْوَتي 00؟

هَذَا وَاللهِ مَا لاَ يَكُون، فَأَمَرَ الحَارِثُ بِالرِّحْلَةِ فَارْتحَلْنَا، فَسِرْنَا مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ قَالَ لي: تَقَدَّمْ فَتَقَدَّمْت، وَعَدَلَ بِهَا عَنِ الطَّرِيقِ ـ أَيْ مَالَ بِهَا إِلى جَانِبِ الطَّرِيق ـ فَلَبِثَ هُنَيْهَةً ثمَّ خَرَجَ إِليّ، فَقُلْتُ: أَفَرَغْتَ مِنْ شَأْنِك 00؟ قَالَ لاَ واللهِ، قُلْتُ وَلِمَ 00؟! قَال: قَالَتْ لي: أَكَمَا يُفْعَلُ بِالأَمَةِ الجَلِيبَةِ أَوْ بِالسَّبْيَةِ الأَخِيذَة 00؟! لاَ وَاللهِ حَتىَّ تَنحَرَ الجُزُر، وَتَذْبَحَ الْغَنَمَ وَتَدْعُوَ العَرَب، وَتَعْمَلَ مَا يُعْمَلُ لِمِثْلِي 00!!

قُلْتُ: واللهِ إِنيِّ لأَرَى لَكِ هِمَّةً وَعَقْلاَ، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ المَرْأَةُ مُنْجِبَة ـ أَيْ وَإِنيِّ لأَتَوَسَّمُ فِيكِ أَنْ تُنْجِبي لي وَلَدَاً يَكُونُ سَيِّدَاً لِلْعَرَب ـ قَالَ خَارِجَة: فَرَحَلْنَا حَتىَّ جِئْنَا بِلاَدَنَا، فَأَحْضَرَ الإِبِلَ وَالْغَنَمَ وَنحَرَ وَدَعَا الْقَبَائِل، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهَا بَعْدَ ذَلِك، فَمَا لَبِثَ إِلاَّ هُنَيْهَةً حَتىَّ خَرَجَ إِليّ، فَقُلْتُ: أَفَرَغْتَ مِنْ شَأْنِك 00؟ قالَ لاَ واللهِ، قُلْتُ وَلِمَ 00؟! قَالَ: دَخَلْتُ عَلَيْهَا وَقُلْتُ لَهَا: قَدْ أَقَمْنَا مِنَ الْوَلاَئِمِ مَا قَدْ تَرَيْن، فَقَالَتْ: وَاللهِ لَقَدْ ذُكِرَ لي عَنْكَ مِنَ الشَّرَفِ مَا لاَ أَرَاهُ فِيك، قُلْتُ وَكَيْف 00؟! قَالَتْ: أَتَفْرَغُ لِلنِّسَاءِ وَالْعَرَبُ يَقْتُلُ بَعْضُهَا بَعْضَاً 00؟!

ـ وَكَانَ قَدْ نَشِبَ نِزَاعٌ بَينَ قَبِيلَتَينِ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَب ـ قُلْتُ: فَيَكُونُ مَاذَا 00؟ قَالَتِ اخْرُجْ إِلى هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ فَأَصْلِحْ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ ارْجِعْ إِلى أَهْلِكَ فَلَنْ يَفُوتَكَ مَا تُرِيد، فَقَال: وَاللهِ إِنيِّ لأَرَى لَكِ هِمَّةً وَعَقْلاَ، قَالَ خَارِجَة: فَمَشَيْنَا فِيمَا بَيْنَهُمْ بِالصُّلْح؛ فَاصْطَلَحُواْ عَلَى أَنْ يحْتَسِبُواْ الْقَتْلَى، وَيُؤْخَذَ الْفَضْلُ مِمَّن هُوَ عَلَيْه، فَحَمَلْنَا عَنهُمُ الدِّيَات، فَكَانَتْ ثَلاَثَةَ آلاَفِ بَعِيرٍ فى ثَلاَثِ سِنِين، فَانْصَرَفْنَا بِأَجْمَلِ الذِّكْر؛ وَمَدَحَنَا زُهَيرُ بْنُ أَبي سُلْمَى بِمُعَلَّقَتِهِ الَّتي يَقُولُ فِيهَا: سَعَى سَاعِيَا غَيْظِ بْنِ مُرَّةَ بَعْدَمَا تَبَزَّلَ مَا بَينَ الْعَشِيرَةِ بِالدَّمِ

فَأَقْسَمْتُ بِالْبَيْتِ الَّذِي طَافَ حَوْلَهُ رِجَالٌ بَنَوْهُ مِنْ قُرَيْشٍ وَجُرْهُمِ يَمِينَاً لَنِعْمَ السَّيِّدَانِ وُلِدْتُمَا عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ سَحِيلٍ وَمُبْرَمِ تَدَارَكْتُمَا عَبْسَاً وَذُبْيَانَ بَعْدَمَا تَفَانَواْ وَدَقُّواْ بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشِمِ [الأَبْشِيهِيُّ في " المُسْتَطْرَفِ مِنْ كُلِّ فَنٍّ مُسْتَظْرَف " بِالبَابِ الثَّالِثِ وَالسَّبْعِينَ في ذِكْرِ النِّكَاحِ بِتَصَرُّف] قِصَّةُ زَوَاجِ شُرَيْحٍ الْقَاضِي قَالَ الشُّعَبيّ: قَالَ شُرَيْحٌ الْقَاضِي: يَا شُعَبيّ؛ عَلَيْكُمْ بِنِسَاءِ بَني تَمِيم؛ فَإِنَّهُنِّ النِّسَاء، قُلْتُ: وَكَيْفَ ذَاك 00؟

قَال: انْصَرَفْتُ مِنْ جِنَازَةٍ ذَاتَ يَوْم، فَمَرَرْتُ بِدُورِ بَني تَمِيم، فَإِذَا امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ في سَقِيفَة ـ أَيْ في مِظَلَّةٍ كَالخَيْمَة ـ عَلَى وِسَادَة، وَبجُوَارِهَا جَارِيَةٌ رَؤُودَة ـ أَيْ شَابَّةٌ غَضَّةٌ نَاعِمَةٌ ـ غَيْدَاءُ فَاضَ بِوَجْهِهَا مَاءُ الشَّبَابِ الأَغْيَدِ وَلهَا ذُؤَابَةٌ عَلَى ظَهْرِهَا، كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنَ الجَوَارِي، فَاسْتَسْقَيْتُ ـ وَمَا بى مِن عَطَش ـ فَقَالَتْ: أَيُّ الشَّرَابِ أَعْجَبُ إِلَيْك: اللَّبَنُ أَمِ المَاء 00؟ قُلْت: أَيُّ ذَلِكَ تَيَسَّرَ لَكُمْ؛ قَالَتْ: اسْقُواْ الرَّجُلَ لَبَنَاً؛ فَإِنيِّ أَرَاهُ غَرِيبَاً، فَلَمَّا شَرِبْتُ نَظَرْتُ إِلى الجَارِيَةِ فَأَعْجَبَتْني، فَقُلْتُ مَن هَذِهِ 00؟ قَالَتِ ابْنَتي، قُلْتُ أَفَارِغَةٌ أَمْ مَشْغُولَة 00؟

قَالَتْ بَلْ فَارِغَة، قُلْتُ أَتُزَوِّجِينِيهَا 00؟ قَالَتْ نَعَمْ إِنْ كُنْتُ لَهَا كُفْئَاً، عَمُّهَا فُلاَنٌ فَاقْصِدْهُ في بَني تَمِيم 0 فَانْصَرَفْتُ إِلى مَنْزِلي لأَقِيلَ فِيه، فَامْتَنَعَتْ مِنيِّ الْقَائِلَة، فَأَرْسَلْتُ إِلى إِخْوَاني مِنَ الْقُرَّاء، وَوَافَيْتُ مَعَهُمْ صَلاَةَ الْعَصْر، فَإِذَا عَمُّهَا جَالِس، فَقَالَ أَبَا أُمَيَّة 00؟ مَا حَاجَتُك 00؟ قُلْتُ إِلَيْك، قَالَ وَمَا هِيَ 00؟ قُلْتُ: ذُكِرَتْ لي بِنْتُ أَخِيكَ زَيْنَب، فَجِئْتُ لخِطْبَتِهَا؛ فَقَالَ مَا بِهَا عَنْكَ رَغْبَة، فَزَوَّجَيِنهَا، فَمَا بَلَغَتْ مَنزِلي حَتىَّ نَدِمْتُ وَقُلْت: تَزَوَّجْتُ إِلى أَغْلَظِ الْعَرَبِ قُلُوبَاً وَأَجْفَاهَا، ثُمَّ عُدْتُ إِلى رُشْدِي فَقُلْت: بَلْ أَجْمَعُهَا إِليّ؛ فَإِنْ رَأَيْتُ مَا أَحْبَبْتُ وَإِلاَ طَلَّقْتُهَا 00

ثمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهَا فَقُلْتُ: يَا هَذِهِ؛ إِنَّ مِنَ السُّنَّةِ إِذَا أُدْخِلَتِ المَرْأَةُ عَلَى الرَّجُل؛ أَنْ يُصَلِّيَ بِهَا رَكْعَتَينِ وَيَسْأَلَ اللهَ مِن خَيرِهَا وَخَيرِ مَا جُبِلَتْ عَلَيْه، وَيَتَعَوَّذَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا جُبِلَتْ عَلَيْه؛ فَتَوَضَّأْتُ فَتَوَضَّأَتْ بِوُضُوئِي، وَصَلَّيْتُ فَصَلَّتْ بِصَلاَتي، فَلَمَّا قَضَيْنَا الصَّلاَةَ قَالَتْ لي: إِنيِّ امْرَأَةٌ غَرِيبَةٌ وَأَنْتَ رَجُلٌ غَرِيبٌ لاَ عِلْمَ لي بِأَخْلاَقِك، فَبَيِّنْ لي مَا تحِبُّ فَأَفْعَلَه، وَمَا تَكْرَهُ فَأَجْتَنِبَه، فَقُلْتُ قَدِمْتِ عَلَى أَهْلِ دَارٍ؛ زَوْجُكِ سَيِّدُهُمْ، وَأَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَائِهِمْ، أُحِبُّ كَذَا وَأَكْرَهُ كَذَا، وَمَا رَأَيْتِ مِن حَسَنَةٍ فَبُثِّيهَا، وَمَا رَأَيْتِ مِنْ سَيِّئَةٍ فَاسْتُرِيهَا، قَالَتْ: أَخْبرْني عَن

أَخْتَانِك، مَنْ مِنهُمْ تُحِبُّ أَنْ يَزُورَكَ وَمَنْ لاَ تُحِبّ 00؟ فَقُلْتُ: إِنيِّ رَجُلٌ قَاضٍ؛ وَمَا أُحِبُّ أَنْ يَمَلُّوني، قَالَتْ: فَمَنْ تحِبُّ مِنْ جِيرَانِكَ أَنْ يَدْخُلَ دَارَكَ فَآذنَ لَه، وَمَنْ تَكْرَهُهُ مِنهُمْ فَلاَ آذَنَ لَه 00؟ قُلْتُ: بَنُو فُلاَنٍ قَوْمٌ صَالحُون، وَبَنُو فُلاَنٍ قَوْمُ سَوْءٍ 0 فَأَقَمْتُ عِنْدَهَا ثَلاَثَاً ثُمَّ خَرَجْتُ إِلى مجْلِسِ الْقَضَاءِ في الْيَوْمِ الثَّالِث، فَكُنْتُ لاَ أَرَى يَوْمَاً إِلاَّ وَهُوَ أَفْضَلُ مِنَ الَّذِي قَبْلَه، حَتىَّ إِذَا مَا كَانَ رَأْسُ الحَوْلِ دَخَلْتُ بَيْتي فَإِذَا فِيهِ امْرَأَةٌ عَجُوزٌ تَأْمُرُ وَتَنهَى؛ قُلْتُ مَن هَذِهِ يَا زَيْنَب 00؟ قَالَتْ هَذِهِ أُمِّي؛ قُلْتُ حَيَّاكِ اللهُ يَا أُمَّ زَيْنَب، قَالَتْ: كَيْفَ حَالُكَ مَعَ أَهْلِكَ يَا أَبَا أُمَيَّة 00؟

قُلْتُ بخَيرٍ وَالحَمْدُ لله، قَالَتْ كَيْفَ وَجَدْتَ زَوْجَك 00؟ قُلْتُ خَيرَ امْرَأَة، قَالَتْ: إِنَّ المَرْأَةَ لاَ تُرَى في حَالٍ أَسْوَأَ خُلُقَاً مِنهَا في حَالَين: إِذَا حَظِيَتْ عِنْدَ زَوْجِهَا، وَإِذَا وَلَدَتْ لَهُ غُلاَمَاً، فَإِنْ رَابَكَ مِنهَا شَيْءٌ فَعَلَيْكَ بِالسَّوْط، فَإِنَّ الرِّجَالَ مَا حَازَتْ وَاللهِ بُيُوتُهُمْ شَرَّاً مِنَ المَرْأَةِ المُدَلَّلَة، قُلْتُ: أَشْهَدُ أَنَّكِ قَدْ أَدَّبْتِ فَأَحْسَنْتِ الأَدَب، قَالَتْ: أَتُحِبُّ أَنْ يَزُورَكَ أَصْهَارُك 00؟ قُلْتُ مَتى شَاءواْ؛ فَكَانَتْ كُلَّ حَوْلٍ تَأْتِينَا وَتُوصِي تِلْكَ الْوَصِيَّةَ ثمَّ تَنْصَرِف، وَمَكَثْتُ مَعَ زَيْنَبَ عِشْرِينَ سَنَة، فَمَا غَضِبْتُ عَلَيْهَا إِلاَّ مَرَّةً وَاحِدَة، وَكُنْتُ لَهَا فِيهَا ظَالِمَاً، ثمَّ أَنْشَأَ يَقُول:

رَأَيْتُ رِجَالاً يَضْرِبُونَ نِسَاءهُمْ فَشُلَّتْ يَمِيني يَوْمَ أَضْرِبُ زَيْنَبَا فَأَحْبَبْتُهَا حَتىَّ رَأَيْتُ عُيُوبَهَا محَاسِنَ زَادَتْهَا لِقَلْبي تحَبُّبَا وَمَا عَذَّبَتْني بِالعُيُوبِ كَغَيْرِهَا وَلَكِنَّني اسْتَعْذَبْتُ فِيهَا التَّعَذُّبَا [الأَبْشِيهِيُّ في " المُسْتَطْرَفِ مِنْ كُلِّ فَنٍّ مُسْتَظْرَف " بِالبَابِ الثَّالِثِ وَالسَّبْعِينَ في ذِكْرِ النِّكَاحِ بِتَصَرُّف] قِصَّةُ زَوَاجِ وَالِدِ الإِمَامِ أَبي حَنِيفَة

وَيُحْكَى عَن الإِمَامِ الصَّالِحِ ثَابِتِ بْنِ إِبْرَاهِيم: أَنَّهُ كَانَ يَسِيرُ ذَاتَ يَوْمٍ بِأَحَدِ شَوَارِعِ الكُوفَة؛ فَرَأَى حَدِيقَةً غَنَّاء، بِهَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَأَشْجَارٌ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا في السَّمَاء، فَعَثَرَ بَيْنَمَا هُوَ يمْشِي تحْتَ سُورِهَا عَلَى تُفَّاحَةٍ فَالْتَقَطَهَا، فَمَا أَكَلَ نِصْفِهَا حَتىَّ تَذَكَّرَ أَنهَا لَيْسَتْ لَه، وَلاَ بُدَّ أَنْ يَتَحَلَّلَ مِنْ صَاحِبِهَا؛ فَتَبِعَ سُورَ الحَدِيقَةِ حَتىَّ وَصَلَ إِلى بَابِهَا فَطَرَقَهُ؛ فَفَتَحَ لَهُ رَجُلٌ فَظَنَّهُ صَاحِبَ البُسْتَان؛ فَقَصَّ عَلَيْهِ الخَبَرَ وَاسْتَسْمَحَهُ في أَكْلِ التُّفَّاحَة؛ فَقَالَ لَهُ: أَنَا حَارِسٌ لَيْسَ لي مِنَ الأَمْرِ شَيءٌ؛ فَاذْهَبْ إِلى صَاحِبِ البُسْتَان؛ إِنَّهُ في أَرْضِ كَذَا وَكَذَا، فَسَافَرَ إِلَيْهِ وَقَصَّ

الخَبرَ عَلَيْه؛ فَقَالَ لَهُ: لاَ أُسَامحُكَ حَتىَّ تُلَبِّيَ مَطْلَبي؛ قَالَ لَهُ وَمَا مَطْلَبُك 00؟

قَال: أَنْ تَتَزَوَّجَ ابْنَتي، وَهِيَ بَكْمَاءُ عَمْيَاءُ صَمَّاءُ شَلاَّء، فَوَافَقَ الرَّجُلُ الصَّالح، وَأُدْخِلَتْ عَلَيْهِ الْعَرُوس، فَإِذَا هِيَ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنَ النِّسَاء؛ فَقَصَّ عَلَيْهَا قِصَّتَهُ وَأَخْبرَهَا بِكَلاَمِ وَالِدِهَا، فَقَالَتْ لَه: بَكْمَاء؛ لأَنِّي لاَ أَتَكَلَّمُ بمَا يُغْضِبُ الله، وَصَمَّاء؛ لأَنِّي لاَ أَسْتَمِعُ إِلى مَا لاَ يُرْضِي الله، وَشَلاَء؛ لأَنِّي لاَ أَمْشِي إِلى مَعْصِيَةِ الله، وَعَمْيَاء؛ لأَنيِّ لاَ أَنْظُرُ إِلى مَا يُسْخِطُ الله؛ فَبَني بِهَا الإمَامُ ثَابِت، وَكَانَتْ لَهُ كَأَفْضَلِ مَا تَكُونُ الزَّوْجَة، وَبَارَك اللهُ لَهُمَا وَبَارَكَ عَلَيْهِمَا وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا في خَيْر، وَأَثمَرَ زَوَاجُهُمَا طِفْلاً مَلأَ الأَرْضَ فِيمَا بَعْدُ فِقْهَاً وَعِلْمَا، إِنَّهُ الإِمَامُ

أَبُو حَنِيفَةَ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِت، الَّذِي اجْتَهَدَ في ثَلاَثٍ وَثَمَانِينَ أَلفَ مَسْأَلَة، وَظَلَّ أَرْبَعِينَ سَنَةً يُصَلِّي الفَجْرَ بِوُضُوءِ العِشَاء 00!! مُقْتَطَفَاتٌ مِن حَقِّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِه: المَرْأَةُ الْبَدِينَة وَهَذِهِ رِسَالَةٌ بَعَثَ بِهَا بَعْضُ الأَزْوَاجِ الظُّرَفَاء؛ يَشْكُو مِنْ شَرَاهَةِ زَوْجَتِهِ وَمَا تُسَبِّبُهُ لَهُ مِنَ الْعَنَاء: الزَّوْجُ التَّعِيس: " اتَّقِ اللهَ يَا امْرَأَة؛ إِنَّنَا نَأْكُلُ لِنَعِيشَ وَلَسْنَا نَعِيشُ لِنَأْكُل 00؟! يَقُولُ تَعَالى: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ} {الأَعْرَاف/31}

وَأَنَا كَذَلِكَ لاَ أُحِبُّ المَرْأَةَ المُسْرِفَةَ في أَكْلِهَا؛ لَقَدْ صَارَ وَزْنُكِ لاَ يُحْتَمَل، تَكَسَّرَتِ الكَرَاسِي، وَقَعَدَتِ المَقَاعِد، وَنَامَ السَّرِيرُ عَلَى جَنْبِه، وَأَصْبَحْتِ لاَ تَدْخُلِينَ السَّيَّارَةَ إِلاَّ دَفْعَاً، وَلاَ تخْرُجِينَ مِنهَا إِلاَّ سَحْبَاً، صَادَقْنَا كُلَّ الصَّيْدَلِيَّاتِ وَلاَ نخْرُجُ مِنهَا حَتىَّ تَفْرَغََ جُيُوبُنَا، وَزُرْنَا كُلَّ المُسْتَشْفَيَات، وَالْعَجِيبُ أَنَّكِ تَخْتَبِئِينَ في حَمَّامِ المُسْتَشْفَى لِتَبْتَلِعِي كُلَّ الحَلْوَى الَّتي تجْمَعِينَهَا مِنَ المَرِيضَات، يا سَمَّاعَةَ قَلْبي، وَيَا تِرْمُومِتْرَ جُيُوبي، إِنَّني أَخْشَى أَن أَسْتَيْقِظَ يَوْمَاً فَأَرَى أَرْنَبَةَ أَنْفِي في فَمِك!!

ارْحَمِي الْفَسَاتِينَ الجَدِيدَةَ المحْبُوسَةَ في الدَّوَالِيب، وَلاَ ذَنْبَ لَهَا إِلاَّ أَنَّهَا ضَاقَتْ عَلَيْكِ أَوْ تَفَتَّقَتْ، وَتَنْتَظِرُ الإِفْرَاجَ عَنهَا " 00

رَدُّ الشَّيْخِ أَحْمَد القَطَّان: أَيَّتُهَا الزَّوْجَةُ العَزِيزَة، كُوني حَرِيصَةً عَلَى اتِّبَاعِ تَعَالِيمِ الإِسْلاَمِ في كُلِّ شَيْءٍ تَسْعَدِي؛ فَالرَّجُلُ ـ كُلُّ رَجُلٍ ـ يُعْجِبُهُ مِنْ زَوْجَتِهِ ذَلِك، وَيَتَعَلَّقُ بِهَا قَلْبُهُ أَكْثَرَ كُلَّمَا حَافَظَتْ عَلَى رَشَاقَتِهَا، وَلاَ عَجَبَ في ذَلِك، إِنَّهَا فِطْرَةُ الإِنْسَانِ أَنْ يَهْوَى كُلَّ جَمِيل، وَأَنْ يُعْجَبَ بِكُلِّ؛ فَلِمَاذَا تُهْمِلِينَ نَفْسَكِ حَتىَّ يَتَغَيَّرَ جِسْمُكِ وَتُصْبِحِينَ كُتْلَةَ لَحْمٍ مُتَحَرِّك، ثُمَّ كَيْفَ تَلُومِينَ زَوْجَكِ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا انْصَرَفَ عَنْكِ أَوْ تَزَوَّجَ عَلَيْكِ 00؟!

أَنْتِ المَلُومَةُ إِذْ لَمْ تَعْرِفي كَيْفَ تحَافِظِينَ عَلَى زَوْجِك، فَلاَ تَلُومِيهِ وَلُومِي نَفْسَكِ؛ فَقَدْ أَعْطَاكِ اللهُ عَقْلاً فَأَهْمَلْتِيه، وَمَنَحَكِ فَهْمَاً فَلَمْ تَسْتَعْمِلِيه، وَوَهَبَكِ قِوَامَاً جَمِيلاً وَجِسْمَاً رَشِيقَاً فَأَضَعْتِيه؛ فَمَنِ المَلُومُ إِذَن 00؟ [نَقْلاً عَنْ كِتَاب / سِرِّي جِدَّاً لِلنِّسَاءِ فَقَطْ 0 لِلشَّيخ أَحْمَدَ القَطَّان] الحُقُوقُ الزَّوْجِيَّة: تَزَوَّجَ أَحَدُ الصَّالحِينَ امْرَأَةً سَيِّئَةَ الخُلُقِ فَقِيلَ لَهُ لِمَ لاَ تُطَلِّقهَا 00؟! فَقَالَ أَخْشَى أَنْ يُبْتَلَى بِهَا غَيرِي 00!! وَمِن أَجْمَلِ وَأَرَقَّ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَقُولَهُ الزَّوْجُ لِزَوْجَتِهِ إِذَا مَا أَرَادَ بَعْدَ الهَجْرِ مُصَافَاتَهَا: الصَّبْرُ يحْمَدُ في المَوَاطِنِ كُلِّهَا إِلاَّ عَلَيْكِ فَإِنَّهُ لاَ يحْمَدُ

حُبُّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَة عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ البَقِيع، فَوَجَدَني وَأَنَا أَجِدُ صُدَاعَاً في رَأْسِي، وَأَنَا أَقُولُ وَارَأْسَاه، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " بَلْ أَنَا يَا عَائِشَةُ وَارَأْسَاهُ " ثُمَّ قَال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا ضَرَّكِ لَوْ مِتِّ قَبْلِي فَقُمْتُ عَلَيْكِ فَغَسَّلْتُكِ وَكَفَّنْتُكِ وَصَلَّيْتُ عَلَيْكِ وَدَفَنْتُك " 0 [حَسَّنَهُ شَيْخُنَا الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1465] أَدَبُ التَّهَاني أَجْمَلُ مَا قِيلَ مِن عِبَارَاتِ التَّهَاني

أَبْدَأُهُ بِزَجَلٍ جَمِيلٍ كَتَبَهُ الدَّاعِيَةُ المَوْهُوب / عَمْرو خَالِد حَوْلَ كَتْبِ الكِتَابِ في المَسَاجِد: " قَالُواْ اكْتِبْ قَصِيدَة لِكُلِّ الشَّبَابْ وَيِنْفَعْ نِقُولْهَا في كَتْبِ الكِتَابْ " " نِشَارِكْ في غِيبْتَكْ عَرِيسْنَا في فَرْحُهْ وِنِسْمَعْ نَصِيحْتَكْ وِنَاخُذْ ثَوَابْ " " وِلاَ بُدَّ الَبي نِدَاءِ الحَبَايِبْ وَاشَارِكْ مَعَاهُمْ وَلَوْ كُنْتِ غَايِبْ " " عَشَانْ يِبْقَى لِيَّا مِنَ الأَجْرِ نَايِبْ وِيمْكِنْ نِصَبَّرْ عَرِيسْنَا اللِّي دَايِبْ " " دَا حُبِّ جَمَعْنَا وِرَبَّكْ يِدِيمُهْ لاَ هُوَّ لِدُنيَا وَلاَ احْنَا قَرَايِبْ " وَهَذِهِ قَصِيدَةٌ قَالَهَا شَاعِرُنَا الجَمِيل / هَاشِمٌ الرِّفَاعِي؛ يُهَنِّئُ بِهَا صَاحِبَهُ عَلَى عُرْسِه: نَفْسِي فِدَاؤُكَ خِلاً قَرَّتْ بِكَ اليَوْمَ عَيْني

وَلَيْسَ كُلُّ صَدِيقٍ في الوُدِّ يَصْدُقُ سَلْني وَإِن أَكُنْ في ثَنَائِي عَلَيْكَ أَرْهَقْتُ ذِهْني فَأَنْتَ فِينَا كَبِيرٌ وَفَوْقَ مَا أَنَا أُثْني يَا آلَ عَوْفٍ عَهِدْنَا فِيكُمْ سَمَاحَةَ المُزْنِ تُبْدُونَ لِلضَّيْفِ جُودَاً بِلاَ ضَنٍّ وَلاَ مَنِّ فَأَيْنَ مَا قَدْ طَبَخْتُمْ تَاقَتْ إِلى الأَكْلِ بَطْني أُرِيدُ أُرْزَاً وَخُبْزَاً عَلَيْهِ مِنْ لَحْمِ الضَّأْنِ وَمَعْهُ زَوْجُ حَمَامٍ يَعُومُ في شِبرِ سَمْنِ مَدَحْتُ فِيكُمْ وَإِنيِّ أَسْهَدْتُ في النَّظْمِ جَفْني فَإِن أَرَ اليَوْمَ بخْلاً هَدَمْتُ مَا كُنْتُ أَبْني فَاتَّقُواْ شَرِّي وَإِلاَّ قَلَبْتُ ظَهْرَ المجَنِّ وَوَيْلَكُمْ مِنْ لِسَاني لَوْ خَابَ في الأَكْلِ ظَنيِّ البَابُ الثَّاني {غَلاَءُ المُهُور}

إِنَّ غَلاَءَ المُهُورِ مِن أَهَمِّ الأَسْبَاب؛ الَّتي تُزَيِّنُ الزِّنَا في عُيُونِ الشَّبَاب، بِالإِضَافَةِ إِلى قِلَّةِ الحِجَاب، وَقِلَّةِ العِفَّةِ بَينَ الشَّبَاب 00 فَغَلاَءُ المُهُور، وَالتّبَرُّجُ وَالسُّفور، هُمَا أَهَمُّ أَسْبَابِ تَفَشِّي الزّنا والفُجُور، كَمَا تُوَضِّحُ ذَلِكَ الآيَةُ الثَّانِيَةُ وَالثَّلاَثُونَ مِنْ سُورَةِ النُّور 0 تَعْلِيق: لأَبِي بَكْرٍ الصَّدِّيق بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: {وأنْكِحُواْ الأيَامَى مِنْكُمْ والصَّالِحينَ من عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إنْ يكونواْ فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِه، واللهُ وَاسِعٌ عَلِيمْ وَليَسْتَعْفِفِ الذينَ لاَ يجِدُونَ نِكَاحَاً حَتىَّ يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِه {النُّور: 33}

تُلاَحِظ يا أخي الكريم: أنَّ الآية الأولى لمنْ سَيُزَوِّجُون، أَمَّا الآيةُ الثّانية فَلِمَنْ سيتزوَّجُون: الفتياتُ والشُّبَّان 0 ولأَبي بكرٍ الصِّديق: على هذه الآيةِ تعليق: يَقولُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " واللهِ لو أَطَعْتُمُ اللهَ فيما أَمَرَكم بِهِ منَ النِّكاحِ لأَنْجَزَ لكم ما وَعَدَ منَ الغِني 00‍‍‍‍!! [تَفسِيرُ ابْنِ كَثِيرْ 0 النُّورْ: 33] أَسُوقُ إِلَيْكُمْ هَذَا الكَلاَمْ ـ يَا أَحِبَّتي الكِرَامْ ـ بِسَبَبِ البَذَخِ الَّذِي عَمَّ وَطمَّ فِي الأفرَاحِ هَذِهِ الأَيَّام، وَالمُغَالاَةِ في ضَخَامَتِهَا، وَالمُبَاهَاةِ بِفَخَامتِهَا، وَلاَ حَولَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمْ، حَتىَّ أَصبَحَ غَلاَءُ المُهُورِقَاصِمَةَ الظهُورِ وَصِرْتَ كَثِيرَاً مَا تَسْمَعُ مَنْ يَقُولُ لَكَ: " إِني خَارِجٌ مِنْ زَوَاجٍ قَصَمَ ظَهْرِي " 00!!

شَدَّدواْ فَشَدَّدَ اللهُ عَلَيْهِمْ حَتىَّ تَحَوَّلَ الزَّوَاجُ مِن عَمَارٍ للدِّيَار إِلى خَرَابٍ لَهَا 00!! أَبُو الدَّرْدَاء يُزَوِّجُ ابْنَتَهُ لأَعْرَابيٍّ مِنَ البَادِيَة وَيَرْفُضُ أَنْ يُزَوِّجَهَا لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَة كَانَ لأَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ بِنْتٌ جَمِيلَة؛ فَتَقَدَّمَ إِلَيْهَا يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَة ـ وَكَانَ أَبُوهُ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةَ المُسْلِمِين ـ فَرَدَّهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَزَوَّجَهَا لأَعْرَابِيٍّ مِنَ البَادِيَةِ يَعْمَلُ نَجَّارَاً، انْظُرْ: زَوَّجَ ابْنَتَهُ لأَعْرَابيٍّ مِنَ البَادِيَة، وَرَفَضَ أَنْ يُزَوِّجَهَا لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَة " 0 [حَيَاةُ الصَّحَابَة ـ نِكَاحُهُمْ: 495/ 2]

وَطَبْعَاً لاَ يَفْرَحُ النَّجَّارُونَ بِهَذِهِ الْقِصَّة؛ فَالقضيّة لَيْسَتْ قضيّةَ نجّار ولاَ حَدَّادْ، إِنَّمَا قَضِيَّةُ رَجُلٍ صَاحِبِ دِينْ 00!! وَلَيْسَ بمُجَرَّدِ أَنْ رَأَيْتَ رَجُلاً يُصَلِّي في المَسْجِدِ تَقُولُ قَدْ وَجَدْتُّ ضَالَّتي؛ فَسَيِّدُنَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ جَاءهُ رَجُلٌ لِيَشْهَدَ لِرَجُلٍ في قَضِيَّةٍ مَا فَقَالَ لَهُ هَلْ عَاشَرْتَهُ 00؟ قَالَ لاَ، قَالَ هَلْ سَافَرْتَ مَعَهُ00؟ قَالَ لاَ، قَالَ هَلْ عَامَلته بالدّينَار وَالدّرهَم ـ وَبالمال: تَتَضَعْضَعُ مَعَادِن الرجَال ـ قَال لاَ، فَقَالَ اذهَب يَا رَجل فَأَنْتَ لاَ تَعْرِفُه00!! ذَلِكَ لأَنَّ الدِّينَ المُعَامَلَة 00!! لَمْ يَقُلْ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ سَتُسْكِنُهَا مَعَ أُمِّكَ أَمْ لاَ 00؟!

لأَنَّ المُتَدَيِّنَ لَوْ عَاشَتْ مَعَ أُمِّهِ فَلَنْ يَظْلِمَهَا ـ حَتىَّ لَوْ كَانَتْ أُمُّهُ ظالمَةً ـ أَمَّا غَيْرُ المُتَدَيِّن: فَحَتىَّ لَوْ بَني لَهَا قَصْرَاً وَأَسْكَنَهَا فِيهِ فَسَيَظْلِمُهَا 00!! سَيِّدُنَا عُمَرُ يخْتَارُ لاَبْنَتِه وَاسْتَمِعْ مَعِي إِلى إِمَامِ الخَطَابَة، وَصَاحِبِ النَّبرَةِ الجَذَّابَة / فَضِيلَةِ الشَّيْخ عَبْد الحَمِيد كِشْك؛ اسْتَمِعْ إِلَيْهِ وَهُوَ يحْكِي هَذِهِ الْقِصَّةَ بِأُسْلُوبِهِ فَيَقُول:

" عِنْدَمَا اسْتُشْهِدَ زَوْجُ حَفصَةَ ابْنَةِ الْفَارُوقِ عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ، وَأَصْبَحَتْ حَفصَةُ أَرْمَلَةً ـ وَالأَرْمَلَةُ هِيَ الأَرْمَلَةُ في كُلِّ زَمَان: لاَ تَسْلَمُ مِن أَلسِنَةِ النَّاسِ وَرَمْيِهِمْ إِيَّاهَا بِالزُّورِ وَالبُهْتَان ـ ذَهَبَ أَبُوهَا الَّذِي كَانَ يَفِرُّ مِن أَمَامِهِ الشَّيْطَان: إِلى سَيِّدِنَا عُثمَان؛ لِيَعْرِضَ عَلَيْهِ ابْنَتَهُ، فَقَال: إِنَّ حَفصَةَ مَاتَ زَوْجُهَا، وَهِيَ حَافِظَةٌ لِكِتَابِ الله، وَاقِفَةٌ عِنْدَ حُدُودِ الله، فَقَالَ لَهُ عُثمَان ـ وَقَدْ أَدْرَكَ مَا يُرِيد ـ لاَ حَاجَةَ لي في الزَّوَاجِ يَا عُمَر، وَجَزَاكَ اللهُ خَيرَا ـ وَمَا أَثقَلَهَا مِنْ كَلِمَةٍ عَلَى عُمَر؛ فَذَهَبَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ إِلى سَيِّدِنَا أَبي بَكْرٍ، وَقَالَ لَهُ نَفْسَ مَا قَالَهُ لِعُثْمَان، لَكِنَّ أَبَا بَكْرٍ

سَكَت ـ وَلَرُبَّمَا كَانَ السُّكُوتُ جَوَابَا ـ فَمَرَّتِ اللَّحَظَاتُ ثَقِيلَةً عَلَى عُمَرَ وَكَأَنَّهَا سَنَوَات؛ فَبرَغْمِ خِذْلاَنِهِ مِن عُثْمَان؛ إِلاَّ أَنَّ عُثْمَانَ قَدْ رَدَّ عَلَيْه ـ حَتىَّ وَإِنْ كَانَ الرَّدُّ رَفْضَاً ـ أَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ يحِرْ جَوَابَاً؛ فَكَانَ ذَلِكَ أَشَدَّ عَلَى نَفْسِ عُمَر، فَذَهَبَ شَاكِيَاً مِنهُمَا إِلى رَسُولِ الله: فَقَالَ لَهُ جَابرُ الخَوَاطِرِ وَضِيَاءُ النَّوَاظِرِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: مَا ضَرَّكَ أَنْ يَرْفُضَهَا عُثْمَانُ وَأَبُو بَكْرٍ وَيَتَزَوَّجُهَا رَسُولُ الله 00؟!! صَدَقَ مَنْ وَصَفَكَ بِأَنَّكَ عَلَى خُلُقٍ عَظِيم، وَأَنَّكَ بِالمُؤمِنِينَ رَءوفٌ رَحِيم 00!!

لَمْ يَتَمَالَكْ عُمَرُ نَفْسَهُ مِنَ الفَرْحَةِ وَهَامَ بِالبُشْرَى لِيَزُفَّهَا إِلى مَكَّةَ كُلِّهَا، فَلَقِيَ أَوَّلَ مَا لَقِيَ أَبَا بَكْرٍ، لَمْ يَتَعَالَ عَلَيْهِ أَوْ يُوَبخْهُ عَلَى سُكُوتِهِ وَعَدَمِ الجَوَاب، وَإِنَّمَا سَاقَ إِلَيْهِ البُشْرَى صَافِيَةً خَالِيَةً مِن أَيِّ تَثرِيبٍ أَوْ أَدْنَى عِتَاب، هُنَا تجَلَّتْ عَظَمَةُ أَبي بَكْرٍ حَيثُ قَال: أَمَا وَاللهِ يَا عُمَر؛ مَا هُوَ بِاليَسِيرِ عَلَيَّ أَنْ لاَ أُجِيبَكَ إِلى مَا طَلَبْتَ ـ حَتىَّ لَوْ لَمْ تَكُ ليَ حَاجَةٌ فِيه ـ وَلَكِنيِّ كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ يَذكُرُهَا لِنَفْسِه؛ فَأَرَدْتُ أَنْ يُكْرِمَكَ بزَوَاجِ حَفْصَةَ كَمَا أَكْرَمَني بِزَوَاجِ عَائِشَة، وَمَا كُنْتُ لأَقْبَلَهَا وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ يُرِيدُهَا، وَمَا كُنْتُ لأُخْبِرَكَ بِذَلِكَ حَتىَّ لاَ أُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00!! [فَضِيلَةُ الشَّيْخ / عَبْدِ الحَمِيد كِشْك في " الخُطَبُ المِنْبَرِيَّةُ " بِتَصَرُّف] 1111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111 كذَاكَ أَخلاَقهُمْ كانَتْ وَما عُهِدَتْ بَعدَ النُّبُوَّةِ أَخْلاَقٌ تحاكِيهَا فمنْ يُبَارى أبا حفصٍ وَسِيرتَه أَمْ مَنْ يحَاوِلُ لِلفَارُوقِ تَشْبِيهَا رَباهُمُ المصْطفَى وَاللهُ أَدَّبهُمْ مَا أَقبحَ النفسَ إِنْ فقدَتْ مُرَبِّيها [وَالقِصَّةُ أَخْرَجَهَا البُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيّ 0 حَيَاةُ الصَّحَابَة: 481/ 2] نَبيٌّ يُزَوِّجُ نَبِيَّاً

وَلَيْسَ الفَارُوقُ هُوَ أَوَّلُ مَنْ رَشَّحَ لاَبْنَتِه؛ فَقَبْلَهُ نَبيُّ اللهِ شُعَيْبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عِنْدَمَا اخْتَارَ لاَبْنَتِهِ كَلِيمَ اللهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لَه: إنِّي أُريدُ أن أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتيَّ هاتَيْنِ على أَنْ تَأجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فإِن أَتْمَمْتَ عَشرَاً فَمِن عِنْدِك، وَمَا أُريدُ أَن أَشُقَّ عَلَيْك، سَتَجِدُنِي إنْ شَاءَ اللهُ منَ الصَّالحين [القَصَصْ: 27] لم يَطلُبْ مِنهُ آلاَفَ الدَّنَانير، وَلاَ النُّوقَ العَصَافير، وَلَكِنَّهُ أَمْرٌ يَسِير 00!! غَلاَءُ المُهُورِ هُوَ السَّبَبُ في الزَّوَاجِ العُرْفِيّ فَلاَ تَنْظُرْ يَا أَخِي إِلى دُنيَا الرَّجُلْ؛ فَمَنْ كَانَتِ الدُّنيَا هَمَّهُ: جَعَلَ اللهُ فَقرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْه، ولَكِن انظر إِلى دِين الرّجل، وَاعمل بقول الرّسول

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي رَوَاهُ الإِمَامُ التّرمذيّ في سُنَنِه: " إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَه فَأَنْكِحُوه؛ إِلاَّ تَفعَلُواْ تَكُنْ فِتنَةٌ في الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرْ " 00!! [حَسَّنَهُ الأَلبَانِيُّ في سُنَنِ التِّرْمِذِيّ: 1084، 1085] وَلِذا ظَهَرَ الفَسَادُ في البَرِّ وَالبَحْر بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاس، حَتىَّ تحَوَّلَتِ السَّيَّارَة: لَدَى بَعْضِ المُنحَرِفِينَ إِلى شَقَّة دِعَارَة، وَبَعْدَمَا كُنَّا نَسْمَعُ مجَرَّدَ سَمَاعٍ عَنْ شَارِعِ الهَرَم: أَصْبَحَ اليَوْمَ في كُلِّ مَكَانٍ شَارِعُ هَرَم؛ لأَنَّا سَدَدْنَا في وَجْهِ الشَّبَابَ طَرِيقَ الحَلاَلِ فَلَجَئُواْ إِلى الحَرَام، وَمَنْ لَمْ يَلجَأ مِنهُمْ إِلى الحَرَامِ لجَأَ إِلى الزَّوَاجِ العُرْفيّ 00!!!

وَعن أبى هريرةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " لاَ تُزوِّجُ المرأةُ المرأة، وَلاَ تُزَوِّجُ المرأةُ نَفسَهَا، فَإِنَّ الزانِيَةَ الَّتي تُزَوِّجُ نَفسَهَا " 00!! [صَحَّحَهُ شَيْخُنَا الأَلبَانيُّ في تحْقِيقِهِ لسُنَنِ ابْنِ مَاجَة: 1909/الكَنْز: 13015] رَبَّنَا إنَّ الحِرمَانَ يَدفَعُ للحَرَام؛ فاغْنِنَا بِالحَلاَلِ عنِ الحَرامِ يَا ذا الجَلاَلِ والإِكْرَامْ 00!! وَلَقَدْ رَغَّبَ الإِسْلاَمُ حَتىَّ في السَّعْيِ لِلتَّزْوِيجِ بَينَ المُسْلِمِينَ فَعَنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ مَشَى في تَزْوِيجِ رَجُلٍ مِنَ امْرَأَةٍ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطوَةٍ خَطَاهَا، وَبِكُلِّ كَلِمَةٍ قَالهَا عِبَادَةُ سَنَةٍ قَامَ لَيْلَهَا وَصَامَ نهَارَهَا " 00!!

يَسَّرَ اللهُ عَلَى مَنْ يَسَّرَ عَلَيْنَا؛ فَإِنَّ الشَّابَّ اليَوْمَ إِذَا فَكَّرَ في الزَّوَاجِ اضْطُرَّ أَنْ يَسْتَدِين، وَلاَ أَحَدَ يُقْرِضُ هَذِهِ الأيَّام، يَا أَحِبَّتي الكِرَام 00 وَحَتىَّ لَوْ وَجَدَ الشَّابُّ مَنْ يُقرضُهُ فَيَظَلُّ الدَّيْنُ حِمْلاً ثَقِيلاً يُطَارِدُهُ مَدَى الحَيَاة؛ ممَّا يُؤَدِّي بِهِ الأَمْرُ فِي النِّهَايَةِ إِلى فَشَلِ حَيَاتِهِ الزَّوْجِيَّةِ؛ لِعَجْزِهِ عَنِ القِيَامِ بِمَسْئُولِيَّاتِه 00!! هَذَا 00 بِالإِضَافَةِ إِلى أَرْبَعَةِ عَرَاقِيلَ أخرَى يَضَعُونَهَا فِي طَرِيقِ الشَّبَابِ أَوَّلاً: " إِطَالَةِ سِنِّ الدِّرَاسَة، وَالشَّابُّ وَالفَتَاةُ يَشعُرُ كِلاَهُمَا بِالمَيْلِ نحْوَ الآخَر؛ بِفِعْلِ غَرَائِزِهِمُ الفِطْرِيَّة " 00!!

وَأَحْيَانَاً الأَهْلُ هُمُ الذِينَ يَضَعُونَ هَذهِ العَقَبَةَ بِأَيْدِيهِمْ: كَأَنْ يَقُولُواْ مَثَلاً: البِنتُ لاَ زَالَتْ صَغِيرَة 00!! وَيَنْسَوْنَ أنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَعُمْرُهَا سِتُّ سِنِين، وَدَخَلَ بِهَا وَهِيَ بِنتُ تِسْعِ سِنِين؛ فَلِمَ لَمْ يَحْدُثْ لهَا شَيْءٌ مِمَّا يَقُولُونَهُ 00؟! الزَّوَاجُ المُبَكِّرُ يحْمِي مِنَ سَرَطَانِ الثَّدْي فَيَا إِخْوَاني (رَحِمَكُمُ اللهُ) هَذِهِ مخَطَّطَاتٌ يَهُودِيَّة لِيَتَأَخَّرَ بِهَا سِنُّ الزَّوَاجِ في المُجْتَمَعَاتِ الإِسْلاَمِيَّةِ وَبِالتَّالي تَتَفَشَّى فِينَا الفَوَاحِشُ وَالمُنْكَرَاتُ فَنُصَابَ مِثلَهُمْ بِالإِيدْز 00!! وَمِنَ المُفَارَقَةِ العَجِيبَةِ أَنْ يُثبِتَ الطِّبُّ عَكسَ هَذَا تمَامَاً 00!!

تَعَالَتْ صَيْحَةُ الكَثِيرِ مِنَ مَشَاهِيرِ الأَطِبَّاءِ في الآوِنَةِ الأَخِيرَةِ أَنَّ تَأَخُّرَ سِنِّ الزَّوَاجِ وَالإِنجَابِ مِنَ الأَسْبَابِ الرَّئِيسِيَّةِ لِلإِصَابَةِ بِسّرَطَانِ الثَّدْيِ 00!! وَهَكَذَا وَلَيْسَ لِلمَرَّةِ الآُولَى يُؤَيِّدُ الطِّبُّ كَلاَمَ النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00!! وَقَالَ الأَطِبَّاءُ أَيْضَاً: إِنَّ الحَمْلَ المُبَكِّرَ وَالرَّضَاعَةَ يحْمِيَانِ المَرْأَةَ مِنَ السَّرَطَان نحْنُ لاَ نَقُولُ طَبْعَاً بِالتَّزْوِيجِ عَلَى تَسْعِ سِنِين وَلاَ حَتىَّ عَلَى عَشْرِ؛ لأَنَّ جِيلَ الأَمْسِ لَيْسَ هُوَ جِيلَ اليَوْم، وَالأَعْرَافُ وَالقَوَانِينُ الحَاليَةُ لاَ تَسْمَحُ

بِذَلِكَ، لَكِنْ يمْكِنُ أَنْ نُزَوِّجَ عَلَى أَرْبَعَ عَشْرَةَ فَأَكْبَر، إِنْ سمَحَتْ بِذَلِكَ صِحَّةُ الفَتَاة، أَمَّا أَنْ نَرْفَعَ هَذَا السِّنَّ عَن هَذَا القَدْرِ فَهَذَا مَا لاَ يحْتَمِلُهُ الشَّبَاب، وَنَرْجُواْ مِن حُكُومَتِنَا أَنْ لاَ تَسْتجِيبَ لهَذِهِ الدَّعَوَاتِ المُغْرِضَةِ الَّتي لاَ تَهْدِفُ إِلاَّ إِلى تَدْمِيرَ مجْتَمَعَاتِنَا الإِسْلاَمِيَّةِ 0 [أَ 0 هـ] المُرَاهِقَات وَتَأخِير سِنِّ الزَّوَاج أَيْنَ نحْنُ مِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَنْ بَلَغَتْ لَهُ ابْنَةٌ اثنَتيْ عَشْرَةَ سَنَةً فَلَمْ يُزَوِّجْهَا فَأَصَابَتْ إِثمَاً فَإِثمُ ذَلِكَ عَلَيْه " 00!! ... ... [رَوَاهُ البَيْهَقِيّ]

وَعَن عَليٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " ثَلاَثَةٌ لاَ تُؤَخِّرُوهُنَّ: الصَّلاَةُ إِذَا أَتَتْ، وَالجَنَازَةُ إِذَا حَضَرَتْ، وَالأَيِّمُ إِذَا وَجَدَتْ كُفئَاً " 00!! [صَحَّحَهُ العَلاَمَةُ أَحْمَدْ شَاكِرْ بِالمُسْنَد: 828 / كَمَا في الكَنْزِ بِرَقمْ: 7668] وَاسْتَمِعْ مَعِي لِتِلكَ الفَتَاةِ مَاذَا تَقُولْ؛ لِتَرَى صِدْقَ الرَّسُول: أَبي رَجُلٌ أَنَانيٌّ بَرِمْنا منْ تَعَنُّتِهِ يَثُورُ إِذَا رَأَى صَدْري تمَادَى في اسْتِدَارَتِهِ يَثُورُ إِذَا رَأَى رَجُلاً تجَوَّلَ مِن إِمَارَتِهِ أَبي لَنْ يَمْنَعَ التُّفَّا حَ مِن إِكْمَالِ دَوْرَتِهِ سَيَأْتي أَلْفُ عُصْفُورٍ لِيسرِقَ مِن حَدِيقَتهِ ********** وَهَا أُختي تُعَاني مَا أُعَانِيهِ هِيَ الأُخرَى تجُولُ حَزينَةً دَوْماً كَنهْرٍ لَمْ يجِدْ مجْرَى **********

الصِّدِّيقُ وَوَأدُهُ لِلفِتَنِ في مَهْدِهَا وَعَن أَبي غَسَّانَ النَّهْدِيِّ قَالْ: " مَرَّ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في خِلاَفَتِهِ بِطَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ المَدِينَةِ فَإِذَا جَارِيَةٌ تَطحَنُ وَهْيَ تَقُولْ: وَهَوِيْتُهُ مِنْ قَبْلِ قَطْعِ تمَائِمِي مُتَمَايِسَاً مِثْلَ القَضِيبِ النَّاعِمِ وَكَأَنَّ نُورَ البَدْرِ غُرَّةُ وَجْهِهِ يُومِي وَيُصْعِدُ في ذُؤَابَةِ هَاشِمِ فَدَقَّ عَلَيْهَا البَابَ فَخَرَجَتْ إِلَيْهِ فَقَالَ لهَا وَيْلَكِ حُرَّةٌ أَوْ ممْلوكَة 00؟! قَالَتْ ممْلُوكَةٌ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَمَنْ تَهْوَيْنَ 00؟!

فَبَكَتْ وَقَالَتْ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ انْصَرَفتَ عَنيِّ بحَقِّ القَبْر؛ قَالَ لاَ وَحَقِّهِ لاَ أَرِيم ـ أَيْ لاَ أَبْرَح ـ أَوْ تُعْلِمِيني 00؟ فَقَالَتْ عَلَى نَفسِ البَحْرِ وَالقَافِيَة: وَأَنَا الَّتي لَعِبَ الغَرَامُ بِقَلْبِهَا فَبَكَتْ لحُبِّ محَمَّدِ بْنِ القَاسِمِ فَاشْتَرَاهَا وَبَعَثَ بِهَا إِلى محَمَّدِ بْنِ القَاسِمِ بْنِ جَعْفَرَ بْنِ أَبي طَالِبْ " 00!!! [أَخْرَجَهُ الخَرَائِطِيُّ فِي اعْتِلاَلِ القُلوبْ 0 وَقَالَ صَاحِبُ التَّهْذِيب: وَأَبُو غَسَّانٍ هَذَا ثَبْتٌ صَدُوقٌ وَإِمَامٌ مِنَ الأَئِمَّة 0 الكَنْز: 8731] الفَارُوقُ وَوَأدُهُ لِلفِتَنِ في مَهْدِهَا وَلِذَا عِنْدَمَا سمِعَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَهُوَ يَتَعَسَّسُ لَيْلاً امْرَأَةً تَقُول:

هلْ مِنْ سبِيلٍ إِلى خَمرٍ فَأَشرَبَهَا أَمْ هلْ سَبِيلٌ إِلى نَصرِ بْنِ حَجَّاجِ اسْتَدْعَى نَصْرَ بْنَ حَجَّاجٍ هَذَا حِينَ أَصْبَحَ، فَلَمَّا أَنْ مَثُلَ بَينَ يَدَيْهِ حَارَ في حُسْنِ مَنْظَرِه، وَكَانَ أَحْسَنَ مَا فِيهِ ذُؤَابَتَانِ مِنَ الشَّعْرِخَلفَ أُذُنَيْهِ، فَأَمَرَ بحَلقِهِمَا؛ فَازْدَادَ حُسْنَاً وَجَمَالاً فَقَالَ عُمَرْ: وَاللهِ لاَ تجَاوِرُني فِيهَا أَبَدَا، وَنَفَاهُ إِلى الشَّامْ00!! فَعَلَّقَ عَلَى هَذَا المَوْقِفِ الجَلِيلِ شَاعِرُ النِّيلِ فِي مُعَلَّقَتِهِ العُمَرِيَّةِ فَقَال: جني الجمَالُ عَلَى نَصْرٍ فَغَرَّبَهُ عَنِ المدِينَةِ تَبْكِيهِ وَيَبكِيهَا وَكمْ رَمَتْ قَسَمَاتُ الحسْنِ صَاحِبَهَا وَأَتْعَبتْ قَصَبَاتُ السَّبْقِ حَاوِيهَا وَزَهرَةُ الرَّوْضِ لَوْلاَ حُسْنُ مَنْظَرِهَا لَمَا اسْتَطَالَتْ عَلَيْهَا كفُّ جَانِيهَا

كانَتْ ذُؤَابَتُهُ فَيْنَانَةً عَجَبَاً زِينَتْ بِنَاصيَةٍ كَانتْ تحَلِّيهَا فَزِلْتَهَا عَنهُ لَمَّا أَن أُتِيتَ بِهِ فقامَتِ الجبْهَةُ الغَرَّاءُ ترْثِيهَا وَكَانَ أَنىَّ مَشَى شُغِفَتْ بِهِ امْرَأَةٌ شوْقاً إِلَيهِ وَكادَ الحُسْنُ يُسْبِيهَا وَنِسْوَةٌ قلْنَ لَمَّا قَدْ شُغِفْنَ بِهِ طِيبا بِنَصْرٍ هُنَا طَابَتْ لَيَالِيهَا فصِحْتَ فِيهِ تَحَوَّلْ عَنْ مَدِينَتِنَا أَخْشى الزِّنَا يَتَفَشى في نوَاحِيهَا وَفِتْنَةُ الحُسْنِ إِن هَبَّتْ نَسَائِمُها كَفِتْنَةِ الحرْبِ إِنْ لاَحَتْ بَوَادِيهَا فَاتقُواْ اللهَ وَلاَ تكرِهُواْ فتيَاتِكُمْ عَلَى البِغَاءِ لِتبْتغواْ عَرَضَ الحَيَاةِ الدُّنيَا، وَزَوِّجُوهُنَّ مِمَّنْ ترْضَوْنَ دِينَهُ وَأَمَانَته 0 يحْمِلُ أَعْلَى الشَّهَادَاتِ وَهُوَ أَجْهَلُ مِن أَبي جَهْل

ثَانِيَاً: " اشْتِرَاطُ المُؤَهِّلِ العَالِي " 00 ظَنَّاً مِنهُمْ أَنَّ هَذِهِ هِيَ الثَّقَافَة، فِي حِينِ أَنَّهُ يُوجَدُ فَارِقٌ كَبِيرٌ بَيْنَ إِنْسَانٍ مُثَقَّفٍ وَإِنْسَانٍ مُتَعَلِّمٍ أَوْ بمَعْنيً أَدَقّ: هُنَاكَ فَارِقٌ كَبِيرٌ بَيْنَ مَن عِنْدَهُ العِلمُ وَمَن عِنْدَهُ الشَّهَادَة: فَقَدْ يَكُونُ حَامِلاً لأَعْلَى الشَّهَادَاتِ وَهُوَ أَجْهَلُ مِن أَبي جَهْل، لاَ تَدْرِي حَصَلَ عَلَيْهَا بِالنُّفُودِ أَمْ بِالنُّقُوذِ أَمْ بِالغِشِّ أَمْ بمَاذَا 00!! ثَالِثَاً: " اشْتِرَاطُ المُسْتَوَى الاَجْتِمَاعِيّ " 00 شَاعَتْ فِي الأَوْسَاطِ المِصْرِيَّةِ عِبَارَة: " هَذَا لَيْسَ مِن مُسْتَوَايَ " بحُجَّةِ الكَفَاءةِ الاَجْتِمَاعِيَّة وَتَعْقِيدَاتٍ أُخْرَى مَا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلطَان، لم تَرِدْ في السُّنَّةِ وَلاَ في القُرْآن 00!!

وَبِرَغْمِ عَدَمِ اعْتِبَارِكَثِيرٍ مِن أَئِمَّةِ الفِقهِ الكَفَاءةَ شَرْطَاً في الزَّوَاجِ فَإِنَّ الذِينَ جَعَلُوهَا شَرْطَاً الكَفَاءةُ عِنْدَهُمْ كَفَاءةٌ فِي الدِّينِ لاَ في المَال 00!! وَمِنَ الأَدِلَّةِ الكَثِيرَةِ الَّتي اسْتَدَلَّ بِهَا مُنْكِرُواْ الكَفَاءةِ زَوَاجُ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ مِنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشْ ـ وَهْيَ امْرَأَةٌ كَانَتْ مِن أَرْفَعِ قُرَيْشٍ نَسَبَاً ـ وَقَدْ كَانَ هُوَ عَبْدَاً ممْلُوكَاً أَعْتَقَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00!!

كَمَا اسْتَدَلُّواْ بحَادِثَةٍ حَدَثَتْ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ حَيْثُ تَقَدَّمَ شَابٌّ قُرَشِيٌّ غَنيٌّ لخِطبَةِ فَتَاةٍ مِن أَرْفَعِ البُيُوتِ نَسَبَاً فَرَدُّوه، فَشَكَى ذَلِكَ إِلى أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عُمَرْ؛ فَذَهَبَ إِلى وَليِّ العَرُوسِ وَكَانَ أَخَاهَا، فَقَالَ لَهُ إِنَّهُ دُونَهَا في الحَسَبِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِين، فَقَالَ لَهُ قَدْ أَتَاكَ بحَسَبِ الدُّنيَا وَالآخِرَة: أَمَّا حَسَبُ الدُّنيَا فَالمَال، وَأَمَّا حَسَبُ الآخِرَةِ فَالدِّين؛ فَزَوِّجْهُ إِنْ كَانَتْ أُخْتُكَ مُوَافِقَةً عَلَيْه، فَزَوَّجَهُ بِهَا 00!! رَابِعَاً: " اشْتِرَاطُ بَعْضِ العَائِلاَتِ تَزْوِيجَ البِنْتِ الكُبْرَى قَبْلَ الصُّغْرَى " مِمَّا يجْعَلُ مِنَ الأُولى حَجَرَ عَثرَةٍ في طَرِيقِ الأُخْرَى " 00!! إِلاَّ أَنَّ غَلاَءَ المُهُور [وَالَّذِي كَلاَمُنَا حَوْلَهُ يَدُور]: هُوَ السَّبَبُ الرَّئِيسِيُّ في تَفَشِّي الزِّنَا وَالفُجُور 00

عَن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الجُهَنيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " خَيرُ الصَّدَاقِ أَيْسَرُه " 0 [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 انْظُرِ " المُسْتَدْرَك " بِرَقْم: (2742)، صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: 5590] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِنْ يُمْنُ المَرْأَة [أَيْ مِنْ بَرَكَتِهَا]: تَيْسِيرُ خِطبَتِهَا، وَتَيْسِيرُ صَدَاقِهَا " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 3998، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ وَفي صَحِيحِ الإِمَامِ ابْنِ حِبَّان]

وَفي حَدِيثٍ آخَر: " وَشُؤمُ المَرْأَةِ في غَلاَءِ مَهْرِهَا، وَعُسْرِ نِكَاحِهَا "00!! وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ أَيْضَاً: " أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَقَلُّهُنَّ مُؤنَةً " 00!! ... [أَيْ أَيْسَرُهُنَّ تَكلِفَةً] وَسُبْحانَ اللهِ في طِبَاعِ القَوْم؛ يَقُولُ لهُمْ رَسُولُ اللهِ " أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَقَلُّهُنَّ مُؤنَةً " وَهُمْ يُصِرُّونَ عَلَى الغُلُوِّ في مَهْرِ بَنَاتِهِمْ 00؟!! كَأنَّهُمْ يَقُولُونَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ نُرِيدُ بَرَكَتَكَ يَا رَسُولَ الله 00!!

إِنَّهُمْ لاَ يَقُولُونَهَا بِأَلسِنَتِهِمْ، وَلَكِنَّهُمْ يَقُولُونَهَا بِأَفعَالِهِمْ 00!! فيا أخي الكريم: الرّاحَةُ النّفسيّة تُسْعِدُ ابْنَتَكَ من غَيرِ مَال، أَمَّا المالُ فَلاَ يمْكِنُهُ إِسْعَادُهَا من غير راحة نفسيَّة، وإلاَ فَمِن أَيْنَ أَتَتْنَا مَوْجَة النِّسَاءِ اللاَتِي يُقَطِّعْنَ أَزْوَاجَهُنَّ وَيَضَعْنَهُمْ في أكياس، حَتىَّ أَصْبَحْنَا نَسْمَعُ عَن أَشْيَاءَ لَوْ سمِعَ بِهَا الصَّحَابَةُ لَقَالُواْ أَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُون، وَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِليْهِ رَاجِعُون 00!!

يَا إخوَاني حَفظَكم الله: لَو كَانَ المَالُ يَنفَع فِي كلِّ شَيْءٍ لَنَفَعَت قَارونَ أَمواله، وَلَوكَانَ المَالُ هُوَ كلُّ شَيءٍ لَقَبلنَا لبَنَاتِنَا فرعَونَ وَهَامَان، وَرَفَضنَا مُوسَى بنَ عِمْرَان 00!! تَزَوَّجَ سَيِّدُنَا عَليٌّ (كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ) فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى دِرْعٍ لَمْ يُقَدِّمْ لهَا غَيْرَه 00!! ... [حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الأُولَى: 488/ 2]

قِصَّةُ زَوَاجِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن أُمِّ المُؤمِنِينَ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْعَى الغَنَمَ فَاسْتَعْلَى ـ أَيْ فَارْتَقَى بِهِ الحَال ـ فَكَانَ يَرْعَى الإِبِلَ هُوَ وَشَرِيكٌ لَه، فَأَكْرَيَا أُخْتَ خَدِيجَةَ ـ أَيْ عَمِلاَ في مَالهَا ـ فَلمَّا قَضَوُاْ السَّفَرَ بَقِيَ لهُمَا عَلَيْهَا شَيْءٌ مِنَ المَال؛ فَجَعَلَ شَرِيكُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِيهَا فَيَتَقَاضَاهَا وَيَقُولُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْطَلِقْ ـ أَيِ انطَلِقْ فَحَاسِبْهَا وَخُذ حَقَّك ـ

فَكَانَ يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي أَسْتَحِي، فَسَأَلَتهُ أُخْتُ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَوْمَاً أَيْنَ محَمَّد 00؟! فَقَالَ لهَا أَنَّهُ يَسْتَحِي، فَقَالَتْ مَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَشَدَّ حَيَاءً وَلاَ أَعَفَّ وَلاَ وَلاَ مِنْ محَمَّد، فَوَقَعَ كَلاَمُهَا في نَفسِ خَدِيجَةَ ـ وَكَانَتْ جَالِسَةً تَسْمَعُ الكَلاَمَ ـ فَبَعَثَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتِ ائتِ أَبي فَاخْطُبني، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُوكِ رَجُلٌ كَثِيرُ المَالِ وَهْوَ لاَ يَفعَل 00؟! قَالَتِ انْطَلِقْ فَكَلِّمْهُ فَأَنَا أَكفِيك، وَأتِ عِنْدَ سُكْرِهِ ـ وَكَانَ رَجُلاً سِكِّيرَاً كَسَائِرِ أَهْلِ الجَاهِلِيَّة ـ فَأَتَاهَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزَوَّجَهُ،

فَلمَّا أَصْبَحَ وَجَلَسَ في قَوْمِهِ قِيلَ لَهُ لَقَدْ أَحْسَنتَ إِذ زَوَّجْتَ خَدِيجَةَ بمحَمَّد، فَقَالَ أَوَقَدْ فَعَلت 00؟! قَالُواْ نَعَمْ، فَقَامَ فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ فَقَالَ لهَا: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ أَنِّي قَدْ زَوَّجْتُ محَمَّدَاً 00؟! قَالَتْ بَلَى؛ فَلاَ تُسَفِّهَنَّ رَأيَكَ فَإِنَّ محَمَّدَاً كَذَا وَكَذَا ـ وَجَعَلَتْ تُعَدِّدُ محَاسِنَه ـ فَلَمْ تَزَلْ حَتىَّ رَضِيَ، ثُمَّ بَعَثَتْ إِلى محَمَّدٍ بِأُوقِيَتَيْنِ مِنَ الذَّهَبِ فَقَالَتِ اشْتَرِ حُلَّةً وَأَهْدِهَا إِلَيَّ وَكَبْشَاً وَكَذَا وَكَذَا فَفَعَل " 00!! [صَحَّحَهُ الهَيْثَمِيّ 0 حَيَاةُ الصَّحَابَةِ طَبْعَةُ 1 ـ دَارُ الحَدِيث: 478/ 2]

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَخْرَجَهَا ابْنُ سَعْدٍ في الطَّبَقَاتِ عَنْ نَفِيسَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَكَانَتْ صَدِيقَةً لخَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهَا قَالَت: " كَانَتْ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ امْرَأَةً حَازِمَةً جَلدَةً مَعَ مَا أَرَادَ اللهُ بِهَا مِنَ الكَرَامَةِ وَالخَيرِ وَهْيَ يَوْمَئِذٍ مِن أَوْسَطِ ـ أَيْ أَرْفَعِ ـ قُرَيْشٍ نَسَبَاً، وَأَعْظَمِهِمْ شَرَفَاً وَأَكثَرِهِمْ مَالاً، وَكُلُّ قَوْمِهَا كَانَ حَرِيصَاً عَلَى الزَّوَاجِ مِنهَا لَوْ قَدَرَ عَلَى ذَلِك، قَدْ طَلَبُوهَا وَبَذَلُواْ لهَا الأَمْوَالَ في ذَلِك، فَأَرْسَلَتني دَسِيسَاً إِلى محَمَّدٍ بَعْدَ أَن رَجَعَ في عِيرٍ لهَا مِنَ الشَّام، فَقُلتُ يَا محَمَّد: مَا يمْنَعُكَ أَنْ تَتَزَوَّج 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بِيَدِي مَا أَتَزَوَّجُ بِه، قُلتُ فَإِن كُفِيتَ ذَلِكَ وَدُعِيتَ إِلى الجَمَالِ وَالمَالِ وَالشَّرَفِ أَلاَ تجِيب 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَن هِيَ 00؟! قُلتُ خَدِيجَة، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَيْفَ لِي بِذَلِك 00؟!! قُلتُ عَلَيَّ فَقَالَ أَفعَل، فَذَهَبَتْ فَأَخْبَرَتهَا؛ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ أَنِ ائتِ السَّاعَةَ كَذَا وَكَذَا، وَأَرْسَلَتْ إِلى عَمِّهَا عَمْرو بْنِ أَسَدٍ لِيُزَوِّجَهَا فَحَضَر، وَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عُمُومَتِهِ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ أَسَدٍ هَذَا فَحْلٌ لاَ تُقرَعُ أَنفُه [أَيْ هَذَا خَاطِبٌ لاَ يُرَدّ] فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ الله " 00!! [الطَّبَقَات: 131/ 1، حَيَاةُ الصَّحَابَةِ 0 دَارُ الحَدِيث: 479/ 2]

قِصَّةُ زَوَاجِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن أُمِّ المُؤمِنِينَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الحَارِث رَضِيَ اللهُ عَنْهَا حَدَّثَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيرِ رَحِمَهُ اللهُ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: " لَمَّا قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَايَا بَني المُصْطَلِق: وَقَعَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا في السَّهْمِ لِثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الشَّمَّاس، فَكَاتَبَتْهُ عَلَى نَفْسِهَا، وَكَانَتْ امْرَأَةً حُلْوَةً مُلاَحَةً، لاَ يَرَاهَا أَحَدٌ إِلاَّ أَخَذَتْ بِنَفْسِهِ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْتَعِينُهُ في كِتَابَتِهَا، فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ رَأَيْتُهَا عَلَى بَابِ حُجْرَتي فَكَرِهْتُهَا، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَرَى مِنهَا مَا رَأَيْت، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله؛ أَنَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الحَارِثِ بْنِ أَبي ضِرَارٍ سَيِّدِ قَوْمِه،

وَقَدْ أَصَابَني مِنَ البَلاَءِ مَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْك، فَوَقَعْتُ في السَّهْمِ لِثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الشَّمَّاس، فَكَاتَبْتُهُ عَلَى نَفْسي، فَجِئْتُكَ أَسْتَعِينُكَ عَلَى كِتَابَتي؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَهَلْ لَكِ في خَيْرٍ مِنْ ذَلِك " 00؟ قَالَتْ: وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَقْضِي كِتَابَتَكِ وَأَتَزَوَّجُك " 00؟ قَالَتْ: نَعَمْ يَا رَسُولَ الله، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قَدْ فَعَلْت " 0

وَخَرَجَ الخَبَرُ إِلىَ النَّاسِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الحَارِث؛ فَقَالَ النَّاس: أَصْهَارُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَأَرْسَلُواْ مَا بِأَيْدِيهِمْ، فَلَقَدْ أَعْتَقَ بِتَزْوِيجِهِ إِيَّاهَا مِاْئَةَ أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ بَني المُصْطَلِق؛ فَمَا أَعْلَمُ امْرَأَةً كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً عَلَى قَوْمِهَا مِنهَا " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 26365، وَالْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 3931]

المَرْأَةُ الَّتي وَهَبَتْ نَفسَهَا لِلنَّبيّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " أَتَتِ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ الله: إِني وَهَبْتُ لَك نَفسِي، فَسَكَتَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى، وَلَرُبمَا كَانَ سُكُوتُهُ خَيْرَاً كَثِيرَا، فَلَوْلاَ سُكُوتُهُ لمَا عَرَفنَا حَدِيثَاً هُوَ مِن أَجمَلِ وَأَطْرَفِ أَحَادِيثِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَوْلاَ سُكُوتُهُ لمَا عَرَفنَا هَذَا الصَّحَابِيَّ

المُسَمَّى جُلَيْبِيب، الَّذِي مَا ذَاعَ صِيتُهُ إِلاَّ بِهَذَا الحَدِيث: حَيْثُ قَامَ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمَّا رَأَى سُكُوتَهُ وَقَالَ لَهُ زَوِّجْنِيهَا يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ حَاجَةٌ إِلَيْهَا، فَسَأَلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ مَعَكَ مِنْ شَيْءٍ تُصْدِقُهَا إِيَّاه 00؟

فَقَالَ الرَّجُلُ ـ وَكَانَ صفر اليديْن، بخفّي حنيْن، لاَ درهمَ لَهُ ولاَ دينار ـ وَالذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ مَا عِنْدِي إِلاَّ إِزَارِي هَذَا يَا رَسُولَ الله، فَقَالَ لَهُ إِن أَعْطَيْتَهَا إِزَارَكَ جَلَسْتَ لاَ إِزَارَ لَك؛ اذْهَبْ فَالتَمِسْ شَيْئَاً تَسْتَحِلُّهَا بِه، فجَالَ الرَّجُلُ جَوْلته وَصَالَ صَوْلته ثمَّ عَادَ إِلى النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجُرُّ أَذيَالَ الخَيْبَةِ وَقالَ لهُ لَمْ أَجِدْ، فقالَ لهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اذْهَبْ يَا رَجُل فَالتمِسْ وَلوْ خَاتماً مِن حَدِيد ـ لوْ أَرَدْنَا تَقيِيمَهُ فلنْ يَتعَدَّى خمْسَةً وَعِشرِينَ قِرْشاً ـ وَالعَجِيبُ فِي الأَمْرِ أَنَّهُ قَالَ لَمْ أَجِدْ 00!!

لَمْ يُوَبِّخْهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ قالَ لهُ الكَلاَمَ الَّذِي يمْكِنُ أَنْ نقولهُ هَذهِ الأَيامَ وَإنمَا سَأَلهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ مَعَكَ شَيْءٌ من القرآن 00؟! قَالَ نَعَمْ أَحْفَظُ سُورَةَ كَذَا وكَذَا، فَقَالَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ زَوَّجْتُكُمَا بمَا مَعَكَ مِنَ القُرْآنَ، وَبَارَكَ الله لهمَا وَبَارَكَ عَلَيهمَا وَجَمَعَ بينَهمَا في خَيْر00!! [وَالقِصَّةُ أَخْرَجَهَا الإِمَامُ أَحْمَدُ وَالشَّيْخَان 0 تَفسِيرُ ابْنِ كَثِير/ الأَحْزَاب: 50] يَاسِر الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (5127/مُقَدِّمَةٌ بِعُنوَانِ الزَّوَاجِ قَبْلَ الإِسْلاَم، 5108، 5109، 5136/تُسْتَأْمَر، 5137/رِضَاهَا صَمْتُهَا، 5140/الصَّدَاقُ حَقُّ المَرْأَةِ عَلَى زَوْجِهَا حَتىَّ وَلَوْ كَانَتْ يَتِيمَةً في حِجْرِه، 5142/لاَ يخْطُبْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيه، 5149/خَاتَمُ الحَدِيد) °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الإِمَامُ مُسْلِمٌ في " صَحِيحِهِ / عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: (1216/ 1217/زَوَاجُ المُتْعَة، 1249/زَوَاجُ المُتْعَة، 1403/خَوْفُهُ ص مِنَ الْفِتْنَة، 1403/خ، 1405/زَوَاجُ المُتْعَة، 1405/ق 0 خ/زَوَاجُ المُتْعَة، 1406/زَوَاجُ المُتْعَة، 1406/زَوَاجُ المُتْعَة، 1406/ 3/محَمَّد/حَدِيثٌ عُمْدَة في زَوَاجِ المُتْعَة، 1406/يحْيى، 1406/حَرْمَلَة، 1415/الشِّغَار ـ يُوضَعُ بَعْدَ 5127/خ، 1416/الشِّغَار أَيْضَاً، 1408/أَبُو بَكْر/لاَ يخْطُبْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيه، 1414/لاَ يخْطُبْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيه، 1419/تُسْتَأْمَر، 1421/ 2/ق 0 خ/تُسْتَأْمَر/إقرارُهَا، 1427/خ/1365/أَبُو بَكْر، 1428/ 6/1365/ 7/قُتَيْبَة/ق 0 خ/زَوَاجُهُ ص بِصَفِيَّة، 1428/خ/محَمَّدُ بْنُ رَافِع/التَّالي لِلسَّابِق، 1429/الدَّعْوَةُ لِوَلِيمَةِ الْعُرْس، 1429/ 3/ابْنُ نُمَيْر/الدَّعْوَةُ

لِوَلِيمَةِ الْعُرْس، 1432/الوَلِيمَةُ يُدْعَى لَهَا الأَغْنِيَاءوَيُتْرَكُ الْفُقَرَاء، 1480/قخ/5/وُجُوبُ النُّصْحِ لِمَنِ اسْتَشَارَنَا في زَوَاجِه، 1514/ 1512/خ/لاَ يخْطُبْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيه إِلاَّ أَنْ يَأْذَنَ لَه) الإِمَامُ ابْنُ مَاجَةَ في " سُنَنِهِ " بِرَقْم: (1962/د، 1963 /زَوَاجُ المُتْعَة ـ عُمْدَة 2) 0 الإِمَامُ أَبُو دَاوُدَ في " سُنَنِهِ " بِرَقْم: (2075د/وَهُوَ في خ/الشِّغَار، 2076د/المحَلَّل، 2241د/مَن أَسْلَمَ وَلَدَيْهِ أَكْثَرُ مِن أَرْبَعِ زَوْجَات، 2243 /مَن أَسْلَمَ وَلَدَيْهِ أُخْتَان) 0 ،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،

أدب الحوار في الإسلام

أَدَبُ الحِوَارِ في الإِسْلاَم: إِنَّ اللهَ تعالى قَدْ أَمَرَنَا بحُسْنِ القَوْلِ حَتىَّ مَعَ أَهْلِ الكِتَابِ الكُفَّارِ فَقَالَ تَعالى: {وَجَادِلهُمْ بِالَّتي هِيَ أَحْسَن} [النَّحْل: 111] فَكَيْفَ الحَالُ إِذَنْ مَعَ أَخِيكَ المُسْلِمِ الَّذِي يُوَحِّدُ الله 00؟! حَاوَرَهُ مُحَاوَرَةً وَحِوَارَاً وَحَوَارَاً: أَيْ أَجَابَهُ في الكَلاَم، وَلاَ يُقَالُ حُوَارَاً؛ فَإِنَّ الحُوَارَ هُوَ وَلَدُ النَّاقَة 0 {لِسَانُ العَرَب: 218/ 4} بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: {وَقُل لِعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتي هِيَ أَحْسَن} {الإِسْرَاء/53} وَكَمَا أَنَّ المُتَشَدِّقَ المُتَفَيْهِقَ يُبْغِضُهُ المُؤْمِنُون؛ فَإِنَّهُمْ يُقْبِلُونَ عَلَى حَسَنِ الحَدِيث المُكْثِرِ مِنَ الآثَار، وَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِصَاحِبِهِ: فَيَا صَاحِ هُزَّ جُذُوعَ الْقَوَافي تُسَاقِطْ عَلَيْنَا كَلاَمَاً نَدِيَّا {عِصَام الْغَزَالي بِتَصَرُّف} وَلَقَدْ بَشَّرَ اللهُ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ {17} الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ} {الزُّمَر} عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَدِمَ رَجُلاَنِ مِنَ المَشْرِقِ فَخَطَبَا؛ فَعَجِبَ النَّاسُ لِبَيَانِهِمَا ـ أَيْ لِفَصَاحَتِهِمَا ـ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ مِنَ البَيَانِ لَسِحْرَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5146 / فَتْح]

حُسْنُ حَدِيثِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمحَاوَرَتِه عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ حَدِيثَاً؛ لَوْ عَدَّهُ العَادُّ لأَحْصَاه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3568 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2493 / عَبْد البَاقِي] عَدَمُ إِيذَاءِ الطَّرَفِ الآخَرِ بِأَيَّةِ صُورَةٍ مِنَ الصُّوَر إِنيِّ لَبَسْتَبِدُّ بيَ العَجَبُ وَالدَّهْشَة؛ عِنْدَمَا أَرَى مُذِيعَاً في إِحْدَى القْنَوَاتِ المِصْرِيَّةِ أَوْ غَيرِهَا؛ يَتَعَمَّدُ إِحْرَاجَ الضَّيْفِ أَوِ اسْتِفْزَازَهُ وَإِثَارَتَهُ بِالْكَلاَم؛ ظَنَّاً مِنهُ أَنَّ هَذَا هُوَ التَّأَلُّقُ في مجَالِ الإِعْلاَم، أَيْنَ هُوَ مِن آدَابِ الحِوَارِ في الإِسْلاَم 00؟!

إِنَّ الإِسْلاَمَ سَنَّ لِلْمُسْلِمِينَ أَلاَّ يُؤْذُواْ جُلَسَاءهُمْ وَلَوْ بِأَدْنىَ صُورَةٍ مِنْ صُوَرِ الأَذَى 00 عَن أُمِّ أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " صَنَعْتُ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامَاً فِيهِ مِنْ بَعْضِ البُقُولِ ـ أَيْ فِيهِ بَصَلٌ أَوْ ثَوْم ـ فَلَمْ يَأْكُلْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَال: " إِنيِّ أَكْرَهُ أَن أُوذِيَ صَاحِبي " 0 أيْ جِبْرِيل 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 3364] الخُصُومَةُ وَالجَدَلُ في الحِوَار عَن أَبي بَكْرَةَ بْنِ الحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" الحَيَاءُ مِنَ الإِيمَان، وَالإِيمَانُ في الجَنَّة، وَالبَذَاءُ مِنَ الجَفَاء، وَالجَفَاءُ في النَّار " 0 [صَاحِبُ الْبَذَاءِ هُوَ الْفَاحِشُ الْقَوْل 0 صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 4184] عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاء، أَوْ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاء، أَوْ لِيَصْرِفَ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْه؛ فَهُوَ في النَّار " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ " الصَّحِيحِ " وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 253] عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُواْ عَلَيْه؛ إِلاَّ أُوتُواْ الجَدَل " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 48] عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ في رَبَضِ الجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ المِرَاءَ وَإِنْ كَانَ محِقَّاً، وَبِبَيْتٍ في وَسَطِ الجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحَاً، وَبِبَيْتٍ في أَعْلَى الجَنَّةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 4800] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" أَبْغَضُ الرِّجَالِ إِلى اللهِ الأَلَدُّ الخَصِم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7188 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2668 / عَبْد البَاقِي] قَالَ ابْنُ حَجَرٍ الْعَسْقَلاَنيُّ في " فَتْحِ البَارِي " في شَرْحِهِ لِهَذَا الحَدِيث:

" هَذَا الشَّخْص الَّذِي يَبْغَضهُ الله؛ هُوَ الَّذِي يَقْصِد بخُصُومَتِهِ مُدَافَعَة الحَقِّ وَرَدّهُ بِالأَوْجُهِ الفَاسِدَة، وَالشُّبَهِ المُوهِمَة، وَأَشَدُّ ذَلِكَ الخُصُومَةُ في أُصُولِ الدِّين، كَمَا يَقَع لأَكْثَرِ المُتَكَلِّمِينَ المُعْرِضِينَ عَنِ الطُّرُق الَّتي أَرْشَدَ إِلَيْهَا كِتَابُ اللهِ وَسُنَّةُ رَسُولهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَلَفُ أُمَّته؛ إِلى طُرُقٍ مُبْتَدَعَة، وَاصْطِلاَحَاتٍ مُخْتَرَعَة، وَقَوَانِينَ جَدَلِيَّة، وَأُمُورٍ صِنَاعِيَّة، مَدَارُ أَكْثَرِهَا عَلَى آرَاءٍ سُوفِسْطَائِيَّة، أَوْ مُنَاقَضَاتٍ لَفْظِيَّة؛ يَنْشَأُ بِسَبَبِهَا عَلَى الآخِذ فِيهَا شُبَهٌ رُبَّمَا يَعْجِز عَنْهَا، وَشُكُوكٌ يَذْهَبُ الإِيمَان مَعَهَا " 00؟

[ابْنُ حَجَرٍ الْعَسْقَلاَنيُّ في " فَتْحِ البَارِي " في ثَنَايَا شَرْحِهِ لِلْحَدِيثِ رَقْم: 7372] عَن عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا لَيْلَةً ـ أَيْ طَرَقَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمَا الْبَابَ ذَاتَ لَيْلَة ـ فَقَالَ لَهُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَلاَ تُصَلُّون " 00؟

قَالَ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ الله، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا؛ فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قُلْتُ ذَلِكَ وَلَمْ يَرْجِعْ إِليَّ شَيْئَاً ـ أَيْ وَلَمْ يُجِبْني ـ ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُدْبِرٌ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَيَقُول: " وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً " 00!! [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7465 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 775 / عَبْد البَاقِي] وَلاَ بُدَّ مِنَ التَّرَيُّثِ عِنْدَ التَّحَدُّث؛ فَالأَحْمَقُ يَتَكَلَّمُ أَوَّلاً؛ ثُمَّ يَتَفَكِّرُ فِيمَا تَكَلَّم، أَمَّا الحَكِيمُ فَيَتَفَكِّرُ أَوَّلاً، ثُمَّ يَتَكَلَّم 00

عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلاَثَاً حَتىَّ تُفْهَمَ عَنْهُ " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6478 / فَتْح] وَالتَّكْرَارُ فَنٌّ وَلَهُ مَوَاضِع، بِدُونِ مَعْرِفَتِهَا قَدْ يُصِيبُ السَّامِعَ بِالمَلَل 00 إِذَا تحَدَّثْتَ في قَوْمٍ لِتُؤْنِسَهُمْ بِمَا تحَدِّثُ في بَعْضِ اللِّقَاءَاتِ فَلاَ تَعُدْ لحَدِيثٍ قُلْتَهُ أَبَدَاً طَبْعُ النُّفُوسِ مُعَادَاةُ المُعَادَاتِ أَدَبُ الخِلاَف عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُول: " إِنَّ خِيَارَكُمْ: أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاَقَا " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6035 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2321 / عَبْد البَاقِي]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ الأَسَدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: لَمَّا سَارَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَائِشَةُ إِلى البَصْرَة ـ وَكَانُواْ مِمَّنْ نَاصَرَ مُعَاوِيَة ـ بَعَثَ عَلِيٌّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ فَقَدِمَا عَلَيْنَا الكُوفَة، فَصَعِدَا المِنْبَر، فَكَانَ الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَوْقَ المِنْبَرِ في أَعْلاَه، وَقَامَ عَمَّارٌ أَسْفَلَ مِنَ الحَسَن؛ فَاجْتَمَعْنَا إِلَيْه، فَسَمِعْتُ عَمَّارَاً رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُول: " إِنَّ عَائِشَةَ قَدْ سَارَتْ إِلى البَصْرَة؛ وَوَاللهِ إِنَّهَا لَزَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الدُّنْيَا وَالآخِرَة، وَلَكِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالى ابْتَلاَكُمْ؛ لِيَعْلَمَ إِيَّاهُ تُطِيعُونَ أَمْ هِيَ "

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 7100 / فَتْح] الإِعْدَادُ لِلْحِوَارِ قَبْلَ مَوْعِدِه وَالمحَاوِرُ الذَّكِيَّ يُعِدُّ لِلسُّؤَالِ المُتَوَقَّعِ جَوَابَهُ مُسْبَقَاً؛ فَإِذَا مَا دُفِعَ إِلَيْهِ بِالسُّؤَالِ وَجَدَ الإِجَابَةَ لَدَيْهِ حَاضِرَةً تُدْهِشُ السَّامِعِين 00 وَفَدَتِ الوُفُودِ مِنْ كُلِّ بَلَد، عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ حِينَ تَوَلى مَنْصِبَ الخِلاَفَة، فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ وَفْدُ أَهْلِ الحِجَاز، فَاشْرَأَبَّ مِنهُمْ غُلاَمٌ يُرِيدُ أَنْ يَتَكَلَّم؛ فَقَالَ عُمَر: مَهْلاً يَا غُلاَم، لِيَتَكَلَّمْ مَن هُوَ أَسَنُّ مِنْك 00

فَقَالَ الغُلاَم: إِنَّمَا المَرْءُ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين بِأَصْغَرَيْه: قَلْبِهِ وَلِسَانِه، وَلَوْ كَانَ الأَمْرُ بِالسِّن؛ لَكَانَ في هَذِهِ الأُمَّةِ مَن هُوَ أَحَقُّ مِنْكَ بِمَجْلِسِك 00!! فَقَالَ عُمَر: صَدَقْت، تَكَلَّمْ لاَ فَضَّ اللهُ فَاك 00 فَقَال: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين؛ نحْنُ وَفْدُ التَّهْنِئَة، لاَ وَفْدُ المَرْزَئَة ـ أَيْ جِئْنَا مِن أَجْلِ التَّهْنِئَة، لاَ مِن أَجْلِ طَلَبِ المَال ـ قَدِمْنَا إِلَيْكَ مِنْ بَلَدِنَا نحْمَدُ اللهَ الَّذِي مَنَّ بِكَ عَلَيْنَا، لَمْ تخْرِجْنَا إِلَيْكَ رَغْبَةٌ وَلاَ رَهْبَة؛ لأَنَّا قَدْ أَمِنَّا في أَيَّامِكَ مَا خِفْنَا، وَأَدْرَكْنَا مَا طَلبْنَا، فَقَالَ لَهُ عُمَر: عِظْنَا يَا غُلاَم 00

فَقَالَ نَعَمْ 00 إِنَّ نَاسَاً غَرَّهُمْ حِلْمُ اللهِ عَلَيْهِمْ، وَطُولُ أَمَلِهِمْ وَحُسْنُ الثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ؛ فَلاَ يَغُرَّنَّكَ حِلْمُ اللهِ عَلَيْك، وَلاَ طُولُ أَمَلِكَ وَلاَ حُسْنُ الثَّنَاءِ عَلَيْك؛ فَتَزِلَّ قَدَمُك، فَنَظَرَ عُمَرُ في سِنِّ الغُلاَم؛ فَإِذَا هُوَ ابْنُ ثِنْتيْ عَشْرَةَ سَنَة 00!! [الأُسْتَاذ أَحْمَد زَكِي صَفْوَت في " جَمْهَرَةِ خُطَبِ العَرَب " طَبْعَةِ المَكْتَبَةِ العِلْمِيَّةِ بِتَصَرُّفٍ وَاخْتِصَار 0 رَقْم: 399] تخَيُّرُ الأَلْفَاظ لَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى في مَدْحِ المُؤْمِنِين: {وَهُدُواْ إِلى الطَّيِّبِ مِنَ القَوْلِ وَهُدُواْ إِلى صِرَاطِ الحَمِيدِ} {الحَج/24} وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنَا} {البَقَرَة/83} وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنَا " 00!!

أَرَادَ المَأْمُونُ يَوْمَاً أَنْ يخْتَبِرَ جُلَسَاءهُ فَسَأَلَهُمْ: " مَاذَا أَقُولُ إِذَا أَرَدْتُ أَن آمُرَ جَلِيسِيَ بِالسِّوَاكِ دُونَ أَن أُحْرِجَه 00؟ قَالَ أَحَدُهُمْ: اسْتَكْ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين 00!! فَوَبخَهُ المَأْمُونُ وَقَالَ لَهُ بِئْسَ مَا قُلت، ثمَّ سَأَلَ الآخَرَ فَقَال: تَسَوَّكْ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين؛ قَالَ لَهُ أَحْسَنْت " 0 وَزِنِ الكَلاَمَ إِذَا نَطَقْتَ وَلاَ تَكُن ثَرْثَارَةً في كُلِّ وَادٍ تخْطُبُ وَاحْفَظْ لِسَانَكَ وَاحْتَرِزْ مِنْ لَفْظِهِ فَالمَرْءُ يَسْلَمُ بِاللِّسَانِ وَيَعْطَبُ وَالسِّرَّ فَاكْتُمْهُ وَلاَ تَنْطِقْ بِهِ إِنَّ الزُّجَاجَةَ كَسْرُهَا لاَ يُشْعَبُ فَلَقَدْ نَصَحْتُكَ إِنْ قَبِلتَ نَصِيحَتي وَالنُّصْحُ أَغْلَى مَا يُبَاعُ وَيُوهَبُ لِسَانُ الفَتى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُؤَادُهُ

وَإِذَا قُلْتَ فَلاَ تخَفْ، وَإِذَا خِفْتَ فَلاَ تَقُلْ 00 ** إِنَّ الْبَلاَءَ مُوَكَّلٌ بِالمَنْطِق ** وَسُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ الحِوَار؛ كَاشِفَاً عَمَّا في الْقُلُوبِ مِنَ الأَسْرَار؛ وَقَدْ نَوَّهَتْ إِلى ذَلِكَ الأَشْعَار: إِنَّ الْكَلاَمَ لَفِي الْقُلُوبِ وَإِنَّمَا * جُعِلَ اللِّسَانُ عَلَى الْقُلُوبِ دَلِيلاَ وَلِذَا قِيلَ أَيْضَاً: " المَرْءُ مخْبُوءٌ تحْتَ طَيَّاتِ لِسَانِه " 0 في المُقَدِّمَة: وَلأَنَّ المؤمنَ لسانة احلى من العسل: لِذَا فَهْوَ دَائِمَاً إِلف مأْلوف، وَلاَ خَيرَ فِيمَنْ لاَ يَأْلَفُ وَلاَ يُؤْلَف مَقتَل الْمَرْءِ بَين فَكَّية؛ وَلذَا قيلَ إِيَّاكَ أَن يَضربَ لسَانكَ عنقَك، فَرُبَّ كَلِمَةٍ تَقُولُ لِصَاحِبِهَا دَعْني 00!! وَلَرُبَّمَا كَانَ السُّكُوتُ جَوَابَا

وَأَحْيَانَاً يَكُونُ الْفِعْل؛ أَشَدُّ إِقْنَاعَاً لِلآخَرِينَ مِنَ الْقَوْل؛ وَخَيرُ شَاهِدٍ عَلَى ذَلِكَ هَذَا المَوْقِفُ النَّبَوِيّ: عِنْدَمَا اتَّفَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ المُشْرِكِينَ في صُلحِ الحُدَيْبِيَة عَلَى أَنْ يَعُودُواْ في عَامِهِمْ هَذَا؛ أَمَرَهُمْ بِالْعَوْدَة؛ فَاثَّاقَلَ النَّاس، فَكَرَّرَ الأَمْرَ عَلَيْهِمْ فَلَمْ يُطِيعُوه؛ فَدَخَلَ إِلى زَوْجِهِ أُمِّ سَلَمَةَ مُتَغَيِّرَ اللَّوْن، فَقَالَتْ لَهُ: مَاذَا يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: هَلَكَ النَّاس، قَالَتْ كَيْفَ يَا رَسُولَ الله 00؟

قَالَ أَمَرْتُهُمْ أَنْ يَذْبَحُواْ فَلَمْ يُطِيعُوني، فَقَالَتِ المَرْأَةُ أَرَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ أَنَّكَ خَرَجْتَ فَنَحَرْتَ فَفَعَلَ فَنَحَرَ النَّاسْ ـ وَهُنَا يَتَجَلَّى أَيْضَاً فَضْلُ المشُورَةِ في الإِسْلاَمِ وَدَوْرُ المَرْأَةِ فَاحْذَرْ لِسَانَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ لاَ يَلْدَغَنَّكَ إِنَّهُ ثُعْبَانُ كَمْ في المَقَابِرِ مِنْ صَرِيعِ لِسَانِهِ كَانَتْ تَهَابُ لِقَاءهُ الشُّجْعَانُ وَلرُبمَا كَانَ السُّكُوتُ جَوَابا وَمَا سُمِّيَ الْكَلاَمُ كَلاَمَاً إِلاَّ لأَنَّهُ مِنَ الْكَلْم: وَهُوَ الجَرْح 00!! وَقَدْ يُرْجَى لجُرْحِ السَّيْفِ بُرْءٌ وَلاَ يُرْجَى لِمَا جَرَحَ اللِّسَانُ فَإِذَا خَطَبتَ عَلَى الرجَال فَلاَ تَكن غَثَّ الْكَلاَمِ تَقُولُهُ مختَالاَ وَاعْلَمْ بِأَنَّ مِنَ السُّكُوتِ بَلاَغَةً وَمِنَ التَّكَلُّمِ مَا يَكُونُ خَبَالاَ تَكَلَّمْ وَسَدِّدْ مَا اسْتَطَعْتَ فَإِنَّمَا كَلاَمُكَ حَيٌّ وَالسُّكُوتُ جَمَادُ فَإِنْ لَمْ تجِدْ قَوْلاً سَدِيدَاً تَقُولُهُ فَصَمْتُكَ عَنْ غَيرِ السَّدَادِ سَدَادُ {أَبُو الْفَتْحِ البُسْتيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

ـ وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً 00!! ـ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا 00000 إِلَخ 0 ـ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ 00000 إِلَخ 0 ـ " قُضِيَ الأَمرُ الذِي فِيهِ تَستَفتِيَان " 00!! ـ فبأي حديث بعده يؤمنون 00!؟ ـ لكل مقام مقال 00!! ،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،

الأدب مع الله ورسوله

{الأَدَبُ مَعَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَعِبَادِ اللهِ الصَّالحِين} ============================ أَ أَدَبْ1 / الأَدَبْ مَعَ اللهِ: محبة الله (عز وجل) بطاعة الله والرسول ص363 (شُعَبُ الإِيمَانِ لِلبَيْهَقِيّ ــ جـ: 1) كتابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المقوقس ملك الاَسكندرية أخرج البيهقي عن عبد الله بن عبد القاريء رضي الله عنه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث حاطب بن أبي بلتعه رضي الله عنه إِلَى المقوقس صاحب الاَسكندية فمي بكتاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ فقبل الكتاب وأكرم حاكبا وأحسن نزله وسرحه إِلَى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأهدي له مع حاطب كسوة وبغله بسرجها وجاريتين: احداهما أم ابراهيم، وأما الأخري فوهبها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمحمد بن قيس العبدي 0 هذا كرام الملوك مع الأنبياء والعلماء فللملوك أيضا معاون 0 وأخرج البيهقي أيضا عن حاطب بن أبي بلتعه رضي الله عنه قال: بعثني رسول اله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المقوقس ملك الاَسكندية، قال: فجئته بكتاب رسول اله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأنزلني في منزلة وأقمت عنده ثم بعث إِلَى وقد جمع بطارقته وقال: اني سائلك عن كلاَم فأحب أن تفهم عني، قال: قلت: هلم قال: أخبرني عن صاحبك إِلَى س هو نبي؟ قلت: بلي هو سول الله، قال: فماي له حيث كان هكذا لم يدع عَلَى قومه حيث أخرجوه من بلده إِلَى غيرها؟ قال: قلت: عيسي ابن مريم إِلَى س تشهد أنه سول الله؟ قال: بلي، قلت: لما له حيث أخذه قومه فأرادوا أن يصلبوه ألاَ يكون دعا عَلَيْهِم بأن يهلكهم الله حيث رفعه الله إِلَى السماء الدنيا؟! فقال لي: أنت حكيم قد جاء من عند حكيم، هذه هدايا أبعث بها إِلَى محمد، وأرسل معك ببذرقة يبذرقونك - أي حرس يحرسونك - إِلَى مأمنك قال: فأهدي إِلَى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاَث جوار منهم أم ابراهيم ابن سول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وواحدة وهبها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحسان بن ثابت الاَنصاري، وةأرسل إِلَيْهِ بطرف من طرفهم كذا في البداية (4/ 272) وأخرج حديث حاطب أيا ابن شاهين كما في الاَصابة (1/ 300) 0 (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 117/ 1) 0

كتابة صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النجاشي ملك الحبشة وأخرج البيهقة عن ابن اسحاق قال: بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرو بن أمية الضمري رضي الله عنه إِلَى النجاشي في شأن جعفر بن أبي طالب وأصحابه رضي الله عنهم وكتب معه كتابا:

" بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إِلَى النجاشي الأصحم ملك الحبشة: سلاَم عَلَيْك، فاني أحمد إِلَيْكَ الله الملك القدوس المؤمن المهيمن، وأشهد أن عيسي روح الله وكلمته القاها إِلَى مريم البتول الطاهرة إِلَى بة الحصينه، فحملت بعيسي فخلقه من روحه ونفخه كما خلق آدم بيده ونفخه، واني أدعوك إِلَى الله وحده لاَشريك له والموالاَة عَلَى طاعته وأن تتبعني فتؤمن بي وبالذي جاءني، فاني رسول الله وقد بعثثت إِلَيْكَ ابن عمي جعفراً ومعه نفر من المسلمين فإِذَا جاءوك فأقرهم ودع التجبر، فاني أدعوك وجنودك إِلَى الله عز وجل؛ وقد بلغت ونصت فاقبلوا نصيحتي، والسلاَم عَلَى من اتبع الهدي " كتاب النجاشي إِلَى النبي ** صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ** فكتب النجاشي إِلَى رسول الله ** صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ **

" بسم الله الرحمن الرحيم، إِلَى محمدس رسول الله من النجاشي الأصحم بن أبحر: سلاَم عَلَيْك يانبي الله من الله ورحمة الله وبركاته، لاَ اله الاَ الله، هو الذي هداني إِلَى الإِسْلاَم، فقد بلغني كتابك يارسول الله يما ذكرت من أمر عيسي، فورب السماء والأرض ان عيسي مايزيد عَلَى ماذكرت، وقد عرفنا مابعثت به إِلَى نا وقرينا ابن عمك وأصحابك، فاشهد انك رسول الله صادقا ومصدقا، وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأسلمت عَلَى يديه لله رب العالمين، وقد يعثت إِلَيْكَ ــيانبي الله ــبأريحا بن الأصحم بن أبحر، باني لاَ أملك الاَ نفسي، وان شَيْءٍت أن آتيك فعلت يارسول الله، فاني أشهد أن ماتقول حق " كذا في البداية (3/ 83) هذا هو الذي تبقي أن تكون عَلَيْهِ الملوك والحكام أن يستجيبوا لله وللرسول

(حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 107/ 1) 0 كتابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قيصر ملك الروم وأخرج البزار عن دحية الكلبي رضي الله عنه قال: بعثنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكتاب إِلَى قيصر، فقدمت عَلَيْهِ فأعكيته الكتاب وعنده ابن أخ له أحمر أزرق سبط الرأس فلما قرأ الكتاب كان فيه: " من محمد رسول الله إِلَى هرقل صاحب الروم "

قال: فنخر ابن أخيه نخرة وقال: لاَيقرأ هذا اليَوْم، فقال له فيصر: لم؟ قال: انه بدأ بنفسه وكتب " صاحب الروم " ولم يكتب " ملك الروم " فقال قيصر: لتقرأنه فلما قرأ الكتاب وخرجوا من عنده أدخلني عَلَيْهِ وأرسل إِلَى الأسقف ــوهوة صاحب أمرهم ــفاخبروه وأخبره وأقرأه الكتاب، فقال له الأسقف: هذا الذة كنا ننتظر وبشرنا به عيسي عَلَيْهِ السلاَم، قال له قيصر: كيف تأمرني؟ قال له الأسقف: أما أنا فمصدقه ومتبعه، فقال له قيصر: أما أنا ان فعلت ذلك ذهب ملكي، ثم خرجنا من عنده، فأرسل قيصر إِلَى ابي سفيان وهو يومئذ عنده قال: حدثني عن هذا الذي خرج بأرضكم ماهو؟ قال: شاب، قال: فكيف حسبه فيكم؟ قال: هو في حسب منا لاَيفضل عَلَيْهِ أحد، قال: هذه آية النبوة، قال: كيف صدقه؟ قال: ماكذب قط، قال: هذه آية النبوة قال: أرأيت من خرج من أصحابكم إِلَيْهِ هل يرجع إِلَى كم؟ قال

: لاَ، قال: هذه آية النبوة قال: هل ينكث أحيانا إِذَا قاتل هو في أصحابه؟ قال: قد قاتله قوم فهزمهم وهزموه، قال: هذه آية النبوة، قال: ثم دعاني فقال: أبلغ صاحبك أني أعلم أنه نبي ولكن لاَ أترك ملكي 0 وقال: وأما الأسقف فانه كانوا يجتمعون إِلَيْهِ في كل أحد، فيخرج إِلَى هم ويحدثهم ويذكرهم، فلما كان يوم الأحد لم يخرج إِلَى هم وقعد إِلَى يوم الأحد الآخر، فكنت أدخل إِلَيْهِ فيكلمني ويسألني

فلما جاء الأحد الآخر انتظروه ليخرج إِلَى هم فلم يخرج إِلَى هم واعتل عَلَيْهِم بالمرض وفعل ذلك مرارا، وبعثوا إِلَيْهِ لتخرجن إِلَى نا أو لندخلن عَلَيْك فنقتلك، فانا قد أنكرناك منذ قدم هذا العربي، فقال الأسقف: خذ هذا الكتاب واذهب إِلَى صاحبك فارأ عَلَيْهِ السلاَم وأخبره أني أشهد أن لاَ اله الاَ الله وأن محمدا رسول الله، وأني قد آمنت به، وصدقته واتبعته، وانهم قد أنكروا عَلَى ذلك، فبلغه ماتري، ثم خرج إِلَى هم فقتلوه ــفذكر الحديث، قال الهيثمي (8/ 236، 237) وفي رواية أخري للطبراني وأخرجه أيا الطبراني من حديث دحية رضي الله عنه مختصرا وهكذا أخؤجه أيو نعسم في الدلاَئل (ص 121) بمعناه مختصرا 0

وأخرج عبدان عن ابن اسحاق عن بعض أهل العلم أن هرقل قال لدحية رضي الله عنه ويحك! اني ــوالله ــلأعلم أن صاحبك نبي مرسل وأنه للذي كنا نتظر ونجه في كتابنا، ولكني أخاف الروم عَلَى نفسي ولولاَ ذلك لاَتبعته، فاذهب إِلَى ضغاطر الأسقف فاذكر له أمر صاحبكم فهو أعظم في الروم مني وأجوز قولاَ، فجاءه دحية فأخبره، فقال له: صاحبك ــوالله ــنبي مرسل، نعرفه بصفته واسمه، ثم دخل فألقي ثيابه ولبس ثيابا بيضاء، وخرج عَلَى الروم فشهد شهادة الحق فوثبوا عَلَيْهِ فقتلوه 0 وهكذا ذكره يحيي بن سعيد الأموي في المغازي والطبري عن ابن اسحاق؛ كذا في الاَصابة (2/ 216) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 109/ 1) 0

وأخرج عبد الله بن أحمد وأبو يعَلَى عن سعيد بن أبي راشد قال: رأيت التنوخي ــرسول هرقل إِلَى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ــ بحمص وكان جارا لي شيخا كبيرا قد بلغ الفناء ــأو قرب ــفقلت: الاَ تخبرني عن رسالة هرقل إِلَى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورسالة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هرقل؟ قال: بلي، وقدم رلول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبوك وبعث دحية الكلبي إِلَى هرقل، فلما أن جاء كتاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا قسيسي الروم وبطارقتها ثم غلق عَلَيْهِ وعَلَيْهِم الدار، قال: نزل هذا الرجل حيث رأيتم وقد أرسل إِلَى يدعوني إِلَى ثلاَث خصال: يدعوني أن أتبعه عَلَى دينه، أو أن نعطيه مالنا عَلَى أرضنا والأرض أرضنا، أو نلقي إِلَيْهِ الحرب، والله لقد عرفتهم فيما تقرأون من الكتب لتؤخذون ماتحت قدمي

فهلم نتبعه عَلَى دينه أو نعطيه مالنا عَلَى أرضنا، فنخروا نخرة رجل واحد حتي خرجوا من برانسهم هو السويتر ابو زعبوط وقالوا: تدعونا إِلَى أن نذر النصرانية أو نكون عبيداً لأعرابي جاء من الحجاز؟! فلما ظن أنهم ان خرجوا أفسدوا عَلَيْهِ رفاقهم وملكه، قال: إِنمَا قلت ذلك لكم لاَعلم صلاَبتكم عَلَى أمركم أي خدعهم بقوله لهم إِنمَا ذكرت لكم خبر النبي لأعلم تمسككم بدينكم 0 ثم دعا رجلاَ من عرب " تجيب " كان عَلَى نصاري العرب قال: ادع لي رجلاَ حافظا للحديث عربي اللسان أبعثه إِلَى هذا الرجل بجواب كتابه فجاءني فدفع إِلَى هرقل كتابا بأني ــ أي بِأنِّي ذلك الرجل ــ فقال: اذهب بكتابي إِلَى هذا الرجل، فما صغيت من حديثه فاحفظ منه ثلاَث خصال: انظر هل يذكر صحيفته إِلَى كتب إِلَى بشيء؟ وانظر إِذَا قرأ كتابي هل يذكر الليل؟ وانظر في ظهره هل به من

شيء يريبك؟ فانكلقت بكتابه حتي جئت تبوك فإِذَا هو جالس بين أصحابه عَلَى الماء فقلت: أين صاحبكم؟ قيل: هاهو ذا، فأقبلت أمشي حتي جلست بين يديه فناولته كتابي فوضعه في حجره ثم قال: " ممن أنت " أنا أحد تنوخ، فقال: " هل لك في الحنيفية ملة ابيكم ابراهيم؟ " قلت: اني سول قوم وعَلَى دين قوم، لاَ أرجع عنه حتي أرجع إِلَى هم، قال، انك لاَتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين) ياأخا تنوخ اني كتبت بكتابي إِلَى النجاشي فخرقها والله مخرقة ومخرق ملكه وكتبت إِلَى صاحبكم بصحيفة فأمسكها فلن يزال الناس يجدون منه بأسا مادام في العيش خير " قلت: هذه احدي الثلاَث التي اوصاني بها ــأي أنه ذكر صحيفتي ــوأخذت سهما من جعبتي فكتبتها في جلد سيفي، ثم انه ناول الصحيفة رجلاَ عن يساره فقلت: من صاحب كتابكم الذي يقرأ لكم؟ قالوا: معاوية فإِذَا في كتاب صاحبي ــأي هرقل

ــيدعوني إِلَى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين، فأين النار؟ فقال سول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " سبحان الله!! فأين الليل إِذَا جاء النهار؟ " فأخذت سهما من جعبتي في جلد سيفي ــوذلك انه ** صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ **ذكر الليل فلما فرغ من قراءة كتابي قال: " ان لك حقا وانك لسول، فلو وجدت عندنا جائزة جوزناك بها، انا سفر مرملون ــأي زادنا قليل ــقال: فناداه رجل من طائفة الناس: أنا أجوزه، ففتح رحله، فإِذَا هو يأتي بحلة صفورية فوضعها في حجري فقلت: من صاحب الحلة؟ قيل: عثمان، ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " من ينزل هذا الرجل؟ " فقال فتي من الأنصار: أنا فقام الأنصاري وقمت معه، فلما خرجت من طائفة المجلس ناداني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " ياأخا تنوخ " فأقبلت أهوي حتي كنت قائما في مجلسي الذي كنت

فيه بين يديه، فحل حبوته عن ظهره فقال: " هاهنا امضي لما أمرت به " وهذه كانت الثالثة أخرجه أبو يعَلَى وقال الهيثمي في رجاله أنهم كفاره كما أخرجه أحمد وقال استاذه لاَبأس به (5/ 15 / 6/ 27) البداية (110ــ1ــحَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ:) فجلت في ظهره، فإِذَا أنا بخاتم في موضع غضروف الكتف مثل الحجمة 0 قال الهيثمي (8/ 235 / 236) رجال أبي يعَلَى ثقات، ورجال عبد الله بن أحمد كذلك 0 انتهي 0 وأخرجه أيضا الاَمام أحمد كما في البداية (5 / / 15) وقال: هذا حديث غريب واسناده لاَ بأس به، تفرد به الاَمام أحمد 0 انتهي 0 وأخرجه أيضا يعقوب بن سفيان، كما في البداية أيضا (6/ 27) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 110/ 1) 0

بعثة صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلاَ إِلَى رجل من عظما الجاهلية وأخرج أبو بعَلَى عن أنس رضي الله عنه قال: ايش ربك الذي تدعوني؟ من حديد هو؟ من نحاس هو؟ من فضة هو؟ فأتي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره فأعاده النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثانية فقال مثل ذلك، فأتي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره، فأرسله إِلَيْهِ الثالثة، فقال مثل ذلك، فأتي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ان الله تبارك وتَعَالَىقد أنزل عَلَى صاحبك صاعقة فأحرقته "

فنزلت هذه الآية (ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال؟ (الرعد 13) قال الهيثمي (7/ 42): رواه أبو يعَلَى والبزار بنحوه الاَ أنه قال: إِلَى رجل من فراعنة العرب، وقال الصحابي فيه: يارسول الله انه أعتي من ذلك، وقال: فرجع فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه وفي رواية للطبرانيِّ في الأوسط قالْ: " فرعدت وأبرقت " ورجال البزار رجال الصحيح (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 100/ 1) 0 أَأَدَبْ2: بتوقير الله والرسول كتاب خالد إِلَى رسول الله ** صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ** (انظر أدب خالد بن الوليد مع رسول الله)

" بسم الله الرحمن الرحيم، لمحمد النبي رسول الله من خالد بن الوليد: السلاَم عَلَيْك يارسول الله ورحمة الله وبركاته، فاني أحمد إِلَيْكَ الله الذي لاَ اله الاَ هو، أما بعد: يارسول الله ــصلي الله عَلَيْك ــفانك بعثتني إِلَى بني الحارث بن كعب وأمرتني إِذَا أتيتهم أن لاَأقاتلهم ثلاَثة أيام وان أدعوهم إِلَى الإِسْلاَم، فان أسلموا قبلت منهم وعلمتهم معالم الإِسْلاَم وكتاب الله وسنة نبيه، وان لم يسلموا قاتلتهم واني قدمت عَلَيْهِم فدعوتهم إِلَى الإِسْلاَم ثلاَثة أيام كما أمرني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبعثت فيهم ركبانا: يابني الحارث، اسلموا تسلموا فأسلموا ولم يقاتلوا وانا مقيم بين أظهرهم آمرهم بما أمرهم الله به، وةأنهاهم عما نهاهم الله عنه، وأعلمهم معالم الإِسْلاَم وسني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتي يكتب اإِلَى رسول الله صَلَّى اللهُ

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والسلاَم عَلَيْك ــ يارسول الله ــ ورحمة الله وبركاته " 00!! فكتب إِلَيْهِ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد النبي رسول الله إِلَى خالد بن الوليد: سلاَم عَلَيْك فاني أحمد إِلَيْكَ الله الذي لاَ اله الاَ هو، أما بعد: فان كتابك جائني مع رسولك يخبر أن بني الحارث بن كعب قد أسلموا قبل أن تقاتلهم، وأجابوا إِلَى مادعوتهم إِلَيْهِ من الإِسْلاَم، وشهدوا أن لاَ اله الاَ الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأن قد هداهم الله بهداه فبشرهم وأنذرهم وأقبل وليقبل معك وفدهم، والسلاَم عيك ورحمة الله وبركاته " 0 (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 103/ 1) 0

وأخرج البخاري وأبو داود عن أنس رضي الله عنه أن غلاَما من إِلَى هود كان يخدم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمرض فأتاه يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: " أسلم " فنظر إِلَى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا القاسم فأسلم، فخرج صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقول: " الحمد لله الذي أنقذه بي من النار " كذا في جميع الفوائد , 1/ 124) حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: الصحابة (1/ 70 ج 1) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 70/ 1) هُمُومٌ فِي حَيَاةِ الرَّسُولْ عرضه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدعوة عَلَى بني كعب ‍‍‍

وأخرج أبو نعيم في دلاَئل النوة (ص 100) عن عبد الرحمن العامري عن أشياخ من قومه قالوا: أتانا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن بسوق عكاظ فقال: " ممن القوم؟ قلنا: من بني عامر بن صعصعة، قال: " من أي بني عامر؟ " قلنا: بنو كعب بن ربيعة، قال: " كيف المنعة فيكم؟ " قلنا: لاَيرام ماقبلنا، ولاَ يصلي بنارنا فقال لهم: " اتي رسول الله فان اتيتكم تمنعوني حتي أبلغ رسإِلَى ربي؟ ولم أكره أحدا منكم عَلَى شيء " قالوا: ومن أي قريش أنت؟ قال: " من بني عبد المطلب " قالوا: فأين أنت من بني عبد مناف؟ قال: " هم أول من كذبني وطردني " قالوا: ولكنا لاَ نطردك ولاَ نؤمن بك، ونمنعك حتي تبلغ رسالة ربك قال: فنزل إِلَى هم والقوم يتسوقون اذ أتاهم بجرة بن قيس القشيري فَأنكره فقالَ من هذا الذي أراه عندكم 00!؟

قالوا: محمد بن عبد الله القرشي قال: مالكم وله؟ قالوا: زعم لنا انه رسول الله يطلب إِلَى نا ان نمنعه حتي يبلغ رسالة ربه قال: فمإِذَا رددتم عَلَيْهِ؟ قالوا: قنا: في الرحب والسعه نخرجك إِلَى بلاَدنا ونمنعك مما نمنع به أنفسنا، قال بجرة: ماأعلم أحدا من أهل هذه السوق يرجع بشيء أشر من سيء ترجعون به بدأتم لتنابذ الناس وترميكم العرب عن قوس واحدة قومه أعلم به لو آنسوا منه فآنس من جانب الطور نارا خيرا لكانوا أسعد الناس به تعمدون إِلَى رهيقِ قَوْمٍ ــ أَيْ مَنْ زَادَ قَوْمَهُ رَهَقَاً لُعِنُواْ بمَا قَالواْ ــ رَجُلٌ قد طرده قومه وكذبوه فتؤونه وتنصرونه فبئس الرأي رأيتم ‍‍‍ ثم أقبل عَلَى رسول الله ** صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ **

فقال: قم فالحق بقومك فوالله لولاَ انك عند قومي لربت عنقك قال: فقام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ناقته فركبها فغمز الخبيث بجرة شاكلتها فقمصت برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فألقتهُ عَلَى الأَرْض، وعند بني عامر يومئذ ضباعة بنت عامر بن قرط ــ كانت من النسوةِ اللاَتي أسلمن مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكه ــ جاءت زائرة إِلَى بني عمها فقالت: ياآل عامر ــ ولاَ عامر لي ــ أيُصنع هذا برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين أظهركم، لاَ يمنعه أحد منكم؟ فقام ثلاَثة نفر من بني عمها إِلَى بجرة واثنين أعاناه، فأخذ كل رجل رجلاَ فجلد به الأض، ثم جلس عَلَى صدره ثم علو وجوههم لطما، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اللهم بارك عَلَى هؤلاَء، والعن هؤلاَء " فأسلم الثلاَثة الذين نصروه فقتلوا شهداء وهلك الآخرون

لعنا واسم الاَثنين اللذين نصرا بجرة بن فراس: حزن بن عبد الله ومعاوية بن عبادة وأما الثلاَثة الذين نصروا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فغطريف وعطفان ابنا سهل، وعروة بن عبد الله وأخرجه الحافظ سعيد ابن يحيي بن سعيد الأموي في مغازيه ع، أبيه به، كما في البداية (3/ 141) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 80/ 1) تحْتَ عُنوَان: تَوْقِيرُ كَافِرْ ــ لاَ يُؤمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرْ ــ لِرَسُولِ اللهِ صلى 0 دعوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبِي سفيان:

وأخرج ابن عساكر عن معاوية رضي الله عنه قال: خرج أبو سفيان إِلَى بادية له مردفا هنداً، وخرجت أسيرأمامهما وأنا غلاَم عَلَى حماره لي اذ سمعنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال أبو سفيان: انزل يامعاوية حتي يركب محمد، فنزلت عن الحمارة وركبها رسول الله فسار أمامنا هنية، ثم اتفـ إِلَى نا فقال: " ياأبا سفيان بن حرب، وياهند بنت عتبة، وَالله لتموتن ثم لتبعثن، ثم ليدخلن المحسن الجنة والمسيء النار، وأنا أقول لكم بحق، وانكم لأول من انذرتم، " ثم قرأ رسول الله (حم (*) تَنْزِيلُ الكِتَابِ من الرَّحمن الرَحيم) ــ حتي بلغ ــ (قالتا اتينا طائعين) (فصلت: 1: 11) فقال له أبو سفيان: يامحمد؟ قال: نعم، ونزل رسول الله عن الحمارة وركبتها، وأقبلت عند عَلَى أبي سفيان قالت: ألهذا الساحر أنزلت ابني؟ قال: لاَ والله ماهو بساحر ولاَ كذاب 0 كذا في الكنز (7 /

94) وأخرجه الطبراني أيضا مثله، قال الهيثمِي (6/ 20) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 72/ 1) أَأَدَبْ3: انزلوا الناس منازلهم دعوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفد عبد القيس إِلَى فرائض الإِسْلاَم " وأخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قدم وفد عبد القيس عَلَى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال مرحبا بالقوم غير خزايا ولاَ ندامي " (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 105/ 1) 0 تَتَوْقِيرْ: تنزيل الناس منازلهم (5717 ــ 5718) جـ (3) إِنْزَالُ الناس منازلهم (8503 ــ 8505) جـ (3) تَوْقِيرُ الأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ وَالعُلَمَاء: والخضر (37833) جـ (14) وعلى الترتيب: 1) الإمام الشافعى جـ (14) 2) محمد بن الحنفية جـ (14)

3) محمد بن الحسين بن على جـ (14) 4) النجاشى جـ (14) 5) لقمان الحكيم جـ (14) 6) فرعون جـ (14) 7) امرؤ القيس الشاعر جـ (14) 8) أبو جهل جـ (14) فضائل الكعبة والحرم وزمزم (38034/ 38200) جـ (14) فضائل المدينة (34800 ــ 24979) جـ (12) فضائل المملكة عموماً (34980 ــ 34998) جـ (12) فضل الحرمين والمسجد الأقصى (34999 ــ 35010) جـ (12) فضائل الحرمين والمسجد الأقصى (35061 ــ 25063) جـ (12) فضائل الحجاز (34995 ــ 34997) جـ (12) فضائل الحجاز (34630 ــ 347829) جـ (12) فضائل الروضة والبقيع ومسجد قباء ومني (34794 ــ 34976) جـ (12) فضائل أبو بكر وعمر (35591 ــ 36086) جـ (12) تبجيل العلماء (العِقدُ الفَرِيدْ ــ جـ: 2) ص91، ص4، ص5، ص6، ص8، ص281، ص282 المدح (2/ 11 ــ 17) (العِقدُ الفَرِيدْ ــ جـ: 2)

توقير النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ص193 (شُعَبُ الإِيمَانِ لِلبَيْهَقِيّ ــ جـ: 2) بركة الرسول وكرمه حديث طويل تحت رقم (23549) جـ (8) فضائل الصحابة بتبجيل أهل العلم فِي الرُّكنِ اليماني بمَكتَبَةِ أَحْمَد بَدَوِي الأَدَبْ مَعَ الله: انظرْ تَوْقِيرَ اللهِ وَالرَّسُولِ وَالصَّحَابَةِ وَالعُلَمَاءِ بِالعِلمْ الخوف من الله بطاعة الله والرسول ص463 (شُعَبُ الإِيمَانِ لِلبَيْهَقِيّ ــ جـ: 1) تَوْقِيرُ الصَّحَابَة: الصَّحَابَةُ الذِينَ حَمَلُواْ الدَّعْوَةَ وَرَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا 00!!

" وأخرج أبو نعيم (1/ 84) ايضاً وابن عبد البر في الاَستيعاب (3/ 44) عن أبي صالح قال: دخل ضرار بن ضمرة الكناني عَلَى معاوية فقال له: صِف لي عَلِيَّاً، فقال: أوتعفيني يا أمير المؤمنين؟ قال: لاَ أعفيك، قال: (أما اذ لاَبد فانه كان – والله – بعيد المدي، شديد القوي، يقول فصلاَ ويحكم عدلاَ يتفجر العلم من جوانبه، وتنكق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته، كان – والله – عزيز العبرة، طويل الفكرة " يعجبه من الطعام ماجشب، كان – والله – كأحدنا، يدنينا إِذَا أتيناه، ويجيبنا إِذَا سألناه، وكان مع تقربه إِلَى نا وقربه منا لاَنكلمه هيبة له، فان تبسم فهن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظم أهل الدين، ويحب المساكين، لاَيطمع القوي في باطله، ولاَ ييأس الضعيف من عدله؛ فأشهد بالله لقد رأيته في بهض مواقفه – وقثد أرخي الليل سدوله وغارت نجومه

– يميل في محرابه قابا عَلَى لحيته، يتململ – يتأوه تململ السليم المريض الوجع، ويبكي بكاء الحزين، فكأني أسمعه الآن وهو يقول: ياربنا، ياربنا يتضرع إِلَيْهِ، ثم يقول للدنيا: إِلَى تغررت؟ إِلَى تشوفت؟ هيهاـ هيهات، غري غيري قد بتتك – أي حلقتك – ثلاَثا فهمرك قصير ومجلسك حقير وخرك – أي مكسبك – يسير، آه آه من قلة الزاد وبعد السر ووحشة الطريق)!! فوكفت دموع معاوية عَلَى لحيته ما يملكها وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء فقالَ ــ أَيْ مُعَاوِيَةُ ــ كيف وجدك عَلَيْهِ ضِرَارْ 00؟ قالَ (رضي) وَجْدَ مَنْ ذُبِحَ وَاحِدُهَا في حجرها لاَ ترقأ دمعتها ــ أي لاَ تكف عن البكاء 0 (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَى لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 41/ 1)

العِلمُ وَالتَّعْلِيمْ 0 مِنَ التَّكبيرِ إِلَى التَّسْلِيمْ ــ بِتَوْقِيرِ النَّبيِّ صلى وَصَحَابَتِهِ الكِرَامِ رضي: وَرَوَى البُخَارِيُّ فِي كِتَابِ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ عَنِ النَّبيِّ صلى أَنَّهُ قَالْ: " النُّجُومُ أَمَانٌ لِلسَّمَاءِ فَإِن غَابَتْ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدْ، وَأَنَا أَمَانٌ لأَصْحَابِي فَإِنْ مِتُّ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُون، وَالصَّحَابَةُ أَمَانٌ لأُمَّتي فَإِنْ مَاتُواْ أَتَى أُمَّتي مَا تُوعَدْ " 00!! أخرج الطبراني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهم أعز الإِسْلاَم بهعمر بن الخطاب أو ب"ابي جهل بن هشام " فجعل الله دعوة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهمر بن الخطاب، فبني عَلَيْهِ الإِسْلاَم وهدم به الأوثان 0 قال الهيثمي (9/ 61): رجاله رجال

(حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 58/ 1) جمعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشيرته وأهل بيته عي الطعام للدعوة إِلَى الله وأخرج أحمد أيضا عن عَلَى رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية (وانذر عشيرتك الاَقربين) جمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أهل بيته فاجتمع ثلاَثون، فأكلوا وشربوا، قال: وقال لهم: " من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي؟ " فقال رجل: يارسول الله أنت كنت بحرا من يقوم بهذا؟ قال: ثم قال الآخر ــثلاَثا ــقال: فعرض ذلك عَلَى أهل بيته فقال عَلَى رضي الله عنه أنا مناقب عَلَى بتبجيل العلماء (91/ 1)

وأخرج أحمد أيضا عن عَلَى رضي الله عنه قال: جمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ــ أو دعا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ــ بني عبد المطلب وهم رهط وكلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق فصنع لهم مدا من طعام فأكلوا حتي شبعوا وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس ثم دعا بغمر فشربوا حتي رووا وبقي الشراب كأنه لم يمس أو لم يشرب، وقال: " يابني عبد المطلب اني بعثت إِلَى كم خاصة وإِلَى الناس عامة فقد رأيتم من هذه الآية مارأيتم فأيكم يبايعني عَلَى أن يكون أخي وصاحبي؟ " فلم يقم إِلَيْهِ أحد، قال: قمت ايه ــوكنت أصغر القوم ــقال: فقال: اجلس، ي ثم قال ــثلاَث مرات ــكل ذلك أقوم إِلَيْهِ فيقول: اجلس حتي كان في الثالثة ضرب بيده عَلَى يدي ــالتفسير لاَبن كثير (3/ 350) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 91/ 1)

أخرج الطبراني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهم أعز الإِسْلاَم بهعمر بن الخطاب أو ب"ابي جهل بن هشام " فجعل الله دعوة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعمر بن الخطاب، فبني عَلَيْهِ الإِسْلاَم وهدم به الأوثان 0 قال الهيثمي (9/ 61): رجاله رجال (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 58)

فَضْلُ أَبِي بَكْر: قال ابن اسحاق: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين التميمي أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " مادعوت أحداً إِلَى الإِسْلاَم الاَ كانت عنده كبوة وتردد ونظر الاَ أبا بكر، مَا عكم عنه حين ذكرته ولاَ تردد فيه " 00!! (وَعكَمَ أَيْ تَرَدَّدْ 0 حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 58) دعوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي قحافة رضي الله عنه

رَوَى ابن سعد (5/ 451): عن أسماء قالت: لما دخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة واطمأن وجلس في المسجد أتاه أبو بكر بأبي قحافة، فلما رآه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " يا أبا بكر، الاَ تركت الشيخ حتي أكون أنا الذي أمشي إِلَيْهِ؟ " قال: يارسول الله، هو أحق أن يمشي إِلَيْكَ من أن تمشي إِلَيْهِ، فأجلسه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين يديه ووضع يده عَلَى قلبه ثم قال: " ياأبا قحافة، أسلم تسلم " فأسلم وشهد شهادة الحق وأدخل عَلَيْهِ ورأسه ولحيته كأنهما ثغامة ــشجرة بيا وهي كناية عن ابيضاض شعره وطول عمره 0 فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " غيروا هذه الشيب وجنبوه السواد "00!! (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 70/ 1)

دعوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لضماد رضي الله عنه

أخرج مسلم والبيهقي، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قدم ضماد مكة ــوهو رجل من أزد شنوءة ــوكان يرقي من هذه الرياح (أي الأرواح) فسكع سفهاء من أهل مكة يقولون: ان محمدا مجنون فقال: أين هذا الرجل؟ لعل الله ان يشفيه عهلي يدي، فلقيت محمداً فقلت: اني أرقي من هذه الرياح، وان الله يشفي عَلَى يدي من شاء فهلم؛ فقال محمد: " ان الحمد لله نحمده ونستعينه، من يهده الله فلاَ مضل له، ومن يضل فلاَ هادي له، أشهد أن لاَ اله الاَ الله وحده لاَشريك له " ــثلاَث مرات ــفقال: والله لقد سمعت الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء، فما سمعت مثل هؤلاَء الكلمات، فهلم يدك أبايعك عَلَى الإِسْلاَم، فبايعه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له: وعَلَى قومك ققال: وعَلَى قومي، فبعث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جيشا فمروا بقوم ضماد فقال: صاحب الجيش للسرية: هل أصبتم

من هؤلاَا القوم شيئا؟ فقال رجل منهم: أصبت منهم مطهرة فقال: ردها عَلَيْهِم فانهم قوم ضماد 0 كذا في البداية (3/ 36)

وأخرجه ايضا النسائي والبغوي ومسدد في مسنده كما في الاَصابة (2/ 210) وأخرجه أبو نعيم في دلاَئل النبوة (ص 77) من طريق الواقدي، قال: حدثني محمد بن سليط عن أبيه عن عبد الرحمن العدوي قال: قال ضماد: قدمت مكة مهتمرا فجلست مجلسا فيه أبو جهل وعتبة بن ربيعة وأميمة بن خلف، فقال أبو جهل: هذا الرجل الذي فرق جماعتنا، وسفه احلاَمنا وأضل من مات منا، وعاب آلهتنا؛ فقال أمية: الرجل مجنون غير شك، قال ضماد: فوقعت في نفسي كلمته وقلت: اني رجل اعالج من الريح فقمت من ذلك المجلس وأطلب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم أصادفه ذلك اليَوْم حتي الغد فجئته فوجدتسه جالسا خلف المقام يصلي، فجلست حتي فرغ ثم جلست إِلَيْهِ فقلت: يابن عبد المطلب، فأقبل عَلَى فقال: ماتشاء؟ اني أعالج من الريح فان احببت عالجتك ولاَ تكبرن مابك فقد عالجت من كان به أشد مما بك فبرأ، وسمعت

فومك يذكرون فيك خصالاَ سيئة: من تسفيه أحلاَمهم، وتفريق جماعتهم وتضليل من مات منهم، وعيب آلهتهم فقلت: مافعل هذا الاَ رجل به جنة 0 فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الحمد لله أحمده واستعينه وأومن به وأتوكل عَلَيْهِ، من يهده الله فلاَ مضل له ومن يضلله فلاَ هادي له، وأشهد أن لاَ اله الاَ الله وحده لاَشريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " قال ضماد: فسمعت كلاَما لم أسمع كلاَما قط أحسن منه، فاستعدته الكلاَم فأعاد عَلَى، فقلت: الاَم تعو؟ قال: " إِلَى أن تؤمن بالله وحده لاَشيك له،

وتخلع الأوثان من رقبتك، وتشهد اني عبد الله ورسوله، فقلت: فمإِذَا لي ا، فعلت؟ قال: لك الجنة " قلت: فاني أشهد أن لاَ اله الاَ الله وحده لاَشيك له، وأخلع الأوثان من رقبتي وأبرأ منها، وأشهد أنك عبد الله ورسوله 0 فأمت مر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتي علمت سورا كثيرة من القرآن، ثم رجعت إِلَى قومي، قال عبدالله بن عبد الرحمن العدوي: فبعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بن أبي طالب رضي الله عنه في سرية وأصابوا عرين بعيرا بموضع واستاقوهي، وبلغ عَلَى بن أبي طالب أنهم قوم ضماد فقال: ردوها إِلَى هم فردت (انها بركة الإِسْلاَم) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 63/ 1) تَوْقِيرُ النَّبيِّ صلى): دعوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للأعرابي في سفرْ

وأخرج الحاكم أبو عبد الله النيسابوري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفر فأقبل أعرابي، فلما دنا منه قال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أين تريد؟ " قال: إِلَى أهلي، قال: " هل لك إِلَى خير؟ " قال: ماهو؟ قال: " تشهد أن لاَ اله الاَ الله وحده لاَشريك له، وأن محمدا عبده ورسوله " قال: هل من شاهد عَلَى ماتقول؟ قال: " هذه الشجرة " فدعاها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي عَلَى شاطيء الوادي، فأقبلت تخذ الأرض خذا فقامت بين يديه فاستشهدها ثلاَثا فشهدت أنه كما قال، ثم انها رجعت إِلَى منبتها، ورجع الأعرابي إِلَى قومه فقال: ان يتبعوني أتيتك بهم والاَ رجعت إِلَيْكَ وكنت معك 0 وهذا اسناد جيد كذا في البداية (6/ 125) وقال الهيثمي (8/ 292): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، ورواه

أبو يعَلَى أيضا والبزار (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 93/ 1) 0 وأخرج أحمد عن ابن عباس ضي الله عنه قال: لما أنزل الله (وانذر عشيرتك الاَقربين) اتي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصفا فصعد عَلَيْهِ ثم نادي: " ياصباحاه " فاجتمع الناس إِلَيْهِ ين رجل يجيء إِلَيْهِ وين رجل يبعث رسوله فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يابني عبد المطلب يابني فهر يابني كعب أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاَ بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عَلَى كم صدقتموني؟ قالوا: نعم قال: " فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " فقال أبو لهب: تباً لك سائر اليَوْم أما دعوتنا الاَ لهذا؟ وأنزل الله عز وجل: (تبت يدا أبي لهب وتب) وأخرجه الشيخان بنحوه كما في البداية (3/ 38) 77

(حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 77/ 1) عرضه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدعوة في مواسم الحج وعَلَى قبائل العرب عرضه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدعوة عَلَى بني عامر وبني محارب

أخرج أبو نعيم في دلاَئل النبوة (ص 101) عن عبد الله بن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: أقام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاَث سنين من نبوته مستخفيا ثم اعلن في الرابعة، فدعا عش سنين يوافي الموسم يتبع الحاج في منازلهم: بعكاظ ومجنة وذي المجاز يدعوهم إِلَى أن يمنعوه حتي يبلغ رسالة ربه عز وجل ولهم الجنة، فلاَ يجد أحدا ينصره، حتي انه يسأل عن القابئل ومنازلهم قبيلة قبيلة، حتي انتهي إِلَى بني عامر بن صعصعة فلم يلق من أحد من الأذي قط مالقي منهم حتي خرج من عندهم وانهم ليرمونه من ورائه حتي انتهي إِلَى بني محارب بن خصفه فوجد فيهم شيخا ابن مائة سنة وعشرين سنة فكلمه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعاه إِلَى الإِسْلاَم زم يمنعه حتي يبلغ رسالة ربه قال الشيخ: أيها الرجل قومك أعلم بنبئك والله لاَيئوب بك رجل إِلَى أهله الاَ آب بشر مايئوب به أهل الموسم

فأغن عنا نفسك وان ابا لهب لقائم يسمع كلاَم المحاربي ثم وقف أبو لهب عَلَى المحاربي فقال: لو كان أهل الموسم كلهم مثلك لترك هذا الدين الذي هو عَلَيْهِ انه صابيء كذاب قال المحاربي: أنت ــوالله ــأعرف به هو ابن أخيك ولحمتك ــ أي من لحمك ودمك ــ ثم قال المحاربي: لعل ياأبا عتبة ــلما؟ فان معنا رجلاَ من الحي يهتدي لعلاَجه فلم يرجع أبو لهب بشيء غير إِذَا رآه وقف عَلَى حي من أحياء العرب صاح به أبو لهب: انه صابيء كذاب (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 77/ 1) عرضه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدعوة عَلَى الجماعة مبالغة رؤساء قريش في اظهار العناد والتحدي

أخرج ابن جرير عن ابن عباس أن عتبة وشيبة ابني ربيعة، وأبا سفيان بن حرب، ورجلاً من بني عبد الدار، وأبا البختري، وأبا البختري، أخا بني الأسد بن عبد المصلب بن أسد، وزمعة بن الأسود، والوليد بن المغيرة، وأبا جهل بن هشام، وعبد الله بن أبي أمية بن خل والعاص بن وائل ونبيها ومنبها ابن الحجاج السهميين اجتمعوا ــأو من اجتمع منهم ــبعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة فقال بعضهم لبعض: ابعثوا إِلَى محمد فكلموه وخاصموه حتي تعذروا فيه فبعثوا إِلَيْهِ أن اشراف قومك قد اجتمهوا لك ليكلموك، فجاءهم رسول الله هـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سريعا وهو يظن أنه قد بدأ في أمره بداء ــوكان عَلَيْهِم عريصا يحب رشدهم ويعز عَلَيْهِ عنتهم ــ حتي جلس إِلَى هم فقالوا: يامحمد، انا قد بعثنا إِلَيْكَ لنعذر فيك، وانا ــوالله ــمانهلم رجلاَ من العرب أدخل عَلَى قومه ماأدخلت عَلَى قومك!! لقد

شتمت الآباء، وعبت الدين وسفهت الأحلاَم، وشتمت الآلهة وفرقت الجماعة، فما بقي من قبيح الاَ وقد جئته فيما بيننا وبينك، فان كنت إِنمَا جئت بهذا الحديث تطلب به مالاَ جمعنا لك م، أموالنا حتي تكون أكثرنا مالاَ، وان كنت إِنمَا تطلب الشرف فينا سودناك عَلَى نا، وان كنت تريد ملكا ملكناك عَلَى نا وان كان هذا الذي يأتيك بما يأتيك رئيا تراه قد غلب عَلَيْك ــ وكانوا يسمون التابع من الجن الرئي ــفربما كان ذلك، بذلنا أموالنا في طلب الطب حتي نبرئك منه أو نعذر فيك 0

فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مايي ماتقولون ماجئتكم يما جئتكم به أطلب أموالكم ولاَ الشرف فيكم، ولاَ الملك عَلَى كم ولكن الله بعثني إِلَى كم رسولاَ وانزل عَلَى كتابا وامرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا فبلغتكم رسالاَت ربي ونصحت لكم فان تقبلوا مني ماجئتكم به فهو حظكم من الدنيا والآخرة وان تردوه عَلَى أصبر لأمر الله حتي يحكم الله بيني وبينكم"

فقالوا: يامحمد فان كنت غير قابل منا ماعرضنا عَلَيْك فقد علمت أنه ليس أحد من الناس اضيق بلاَداً ولاَ أقل مالاً، ولاَ أشد عيشا منا فاسأل لنا ربك الذي بعثك بما بعثك به فليسير عنا هذه الجبال التي قد ضيقت عَلَى نا وليبسط لنا بلاَدنا وليفجر فيها أنهاراً كأنهار الشام والعراق، وليبعث لنا من مضي من آبائنا وليكن فيمن يبعث لنا منهم قصي بن كلاَب فانه كان شيخا صدوقا نسألهم عما تقول أحق هو أم باطل؟ فان صنعت ماسألناك وصدقوك صدقناك وعرفنا به منزلتك عند الله وانه بعثك رسولاَ كما تقول فقال لهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما بهذا بعثت إِنمَا جئتكم من عند الله بما بعثني به، فقد بلغتكم ماأرسلت به إِلَى كم فان تقبلوه فهو حظكم في الدنيا والآخرة وان تردوه عَلَى أصبر لأمر الله حتي يحكم الله بيني وبينكم "

قالوا: فان لم تفعل لنا هذا فخذ لنفسك، فسل ربك أن يبعث ملكا يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك، وتسأله فيجعل لك جنات وكنوزا وقصورا من ذهب وفضة ويغنيك بها عما نراك تبتغي ــفانك تقوم بالأسواق وتلتمس المعاش كما نلتمسه ــحتي نعرف فضل منزلتك من ربك، ان كنت رسولاَ كما تزعم، فقال لهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ماأنا بفاعل، ما أنا بالذي يسأل ربه هذا ومابعثت إِلَيْكَ بهذا، ولكن الله بعثني بشيراً ونذيراً فان تقبلوا ماجئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وان تردوه عَلَى أصبر لأمر الله حتي يحكم اله بيني وبينكم "

قالوا: فأسقط السماء كما زعمت أن ربك ان شاء فعل ذلك فانا لن نؤمن لك الاَ ان تفعل فقال لهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وذلك إِلَى الله ان شاء فعل بكم ذلك " فقالوا: يامحمد، اما علم ربك أنا سنجلس معك ونسألك عما سألناك عنه ونطلب منك مانطلب؟ فيقدم إِلَيْكَ ويعلمك ما تراجعنا به ويخبرك ماهو صانع في ذلك بنا إِذَا لم نقبل منك ماجئتنا به فقد بلغنا انه إِنمَا يعلمك هذا رجل بإِلَى مامة يقال ÷ " الرحمن " وانا ــوالله ــلاَنؤمن بالرحمن ابداً فقد أعذرنا إِلَيْكَ يامحمد ‍‍ أما والله لاَنتركك ومافعلت بنا حتي تهلكك أو تهلكنا، وقال قائلهم: نحن نعبد الملاَئكة وهي بنات الله، وقال قائلهم: لن نؤمن لك حتي تأتي بالله والملاَئكةِ قبيلاَ ــ أي معا نعاينهم كما نراك رأي العين ــ فلما قالوا ذلك قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنهم وقام معه عبد الله بن أبي

أميه بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ــوهو ابن عمته عاتكة ابنة عبد المطلب ــفقال: يامحمد عض عَلَيْك قومك ماعرضوا فلم تقبله منهم ثم سألوك لأنفسهم أمورا ليعرفوا بها منزلتك من الله فلم تفعل ذلك ثم سألوك أن تعجل لهم ماتخوفهم به من العذاب فوالله لاَ أومن بك ابدا حتي تتخذ إِلَى السماء سلما ثم ترقي به وأنا انظر حتي تأتيها وتأتي مشعك بصحيفة منشورة ومعك أربعة من الملاَئكة يشهدون لك أنك كما تقول وايم الله لو فعلت ذلك لظننت اني لاَأصدقك ثم انصرف عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وانصرف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أهله حزينا آسفا لما فانه مما كان طمع فيه من قومه حين دعوه ولما رأي من مباعتهم اياه (رواه زياد بن عبد الله البكائي عن ابن اسحاق عن بعض أهل العلم عن سعيد بن جبير وعكرمه عن ابن عباس رضي الله عنه ــفذكر مثله سوغاء كذا في التفسير

لاَبن كثقير (3/ 62) والبداية (3/ 50) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 73/ 1) ينمى الى ذروة العز التى قصرت عن نيلها عرب الاَسلاَم والعجم مشتقة من الرسول الله نبعتة طابت مغارسة والخيم والشم ينشق ثوب الدجى عن نور غرتة كالشمس فى غرتة عن اشرافها الظلم كَانَ أَعْرَابِيٌّ يمْشِي لَيْلاً فِي الصَّحْرَاءْ، فَنَظَرَ إِلَى البَدْرِ فِي عَليَاءِ السَّمَاءْ، فَخَاطَبَهُ وَقَالَ أَيُّهَا البَدْرُ لاَ أَدْرِي: أَأَقُولُ لَكَ لَقَدْ نَوَّرَكَ الله 00؟ لَقَدْ نَوَّرَكْ 00!! أَأَقُولُ لَكَ لَقَدْ رَفَعَكَ الله 00؟ لَقَدْ رَفَعَكْ 00!! أَأَقُولُ لَكَ لَقَدْ جَمَّلَكَ الله 00؟ لَقَدْ جَمَّلَكْ 00!! فَسُبْحَانَ اللهِ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ حُسْنُ البَدْر: فَكَيْفَ بحُسْنِكَ يَا سَيِّدِي يَا رَسُولِ الله 00!!؟

(" مَاذَا تَقُولُ الأَلسِنَة (*) إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الأَحْسَنَا ") أرى كلّ مدح في النبيّ مقصّرا (*) وإنْ بالغ المَدَّاحُ فِيهِ وأكثرا إذا كان فِي القُرْآنِ جَاءَ مَدِيحُهُ (*) فَهَلْ سَتُشَرِّفُهُ أَمَادِيحُ الوَرَى وَبِتَوْقِيرِ الرُّسُلْ: وَانْظُرْ مَقَالَ اليَهُودِ الذِينَ شَبَّهُواْ رَسُولَ اللهِ بخِنْزِيرْ 0 تَوْقِيرُ الصَّحَابَة: أمره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيَّا في غزوة خيبرَ بالدعوة إِلَى الاَسلاَم

واخرج البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن سول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يوم خيبر: " لأعطين هذه الراية غدا رجلاً يفتح الله عَلَى يديه، يحب الله وسوله ويحبه الله ورسوله " قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يهطاها، فلما أصبح الناس غدوا عَلَى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلهم يرجو أن يعطاها فقال: " أين عَلَى بن أبي طالب "؟ فقالوا: هو يارسول الله يشتكي عينيه، قال: فأرسل إِلَيْهِ فأتي فبصق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عينيه ودعا له فبرأ حتي كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال عَلَى: يارسول الله، أقاتلهم حتي يكونوا مثلنا، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " انفذ عَلَى رسلك حتي تنزل بساحتهم، ثم ادعم إِلَى الاَسلاَم؛ وأخبرهم بما يجب عَلَيْهِم من حق الله تَعَالَى فيه؛ فوالله لئن يهدي الله بك رجلاَ

واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النهم " أي لأَن اتهْديهم خير لك من أن تقاتلهم فتظفر عَلَيْهِم وتغنم حمر النعم وهي ابل من أنفس الإِبل عند العرب لم تكن الاَ عند النعمان "وأخرجه أيضا مسلم (2/ 279) نحوه 0 (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَى لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 53/ 1) تَوْقِيرُ الصَّحَابَة:

وأخرج الحاكم في المستدرك (3/ 264) عن أبي سعيد المقبري قال: لما طعن أبو عبيدة رضي الله عنه قال: يا معاذ صل بالناس، فصلي معاذ بالناس، ثم مات أبو عبيدة بن الجراح، فقام معاذ في الناس فوعظ الناس ثم قالْ: إِنكم أيها الناس قد فجعتم برجل – والله – ماأزعم أني رأيت من عباد الله عبداً قط أقل غمرا – أي حقداً، ولاَأبرأ صدرا، ولاَ أبعد غائلة وجعل يعدد محاسنه ثم قال فوالله 00 الخ والله لاَيلي عَلَى كم مثله ابداً) فاجتمع الناس وأخرج أبو عبيدة رضي الله عنه وتقدم معاذ رضي الله عنه فصلي عَلَيْهِ، حتي إِذَا أتي به قبره دخل قبره معاذ بن جبل وعمرو بن العاص والضحاك بن قيس، فلما وهوه في لحده وخرجوا فشنوا ليه التراب، فقال معاذ بن جبل: (ياأبا عبيدة، لأثنين عَلَى ك ولاَ أقول باطلاَ أخاف أن يلحقني بها من الله مقت: كنت – والله – ماعلمت من الذاكرين الله كثيراً، ومن الذين يمشون

عَلَى الأرض هوناً والذا خاكبهم الجاهلون قاولاَ سلاَما، والذين إِذَا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما، وكنت والله من المخْبِتين، المتواعين، الذين يرحمون إِلَى تيم والمسكين ويبغضون الخائنين المتكبرين رحمك الله يا أبا عبيدة " 00!! (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَى لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 42/ 1)

وأخرج الطبراني عن ربعي بن حراش قال: استأذن عبد الله بن عباس عَلَى معاويه رضي الله عنه وقد علقت عنده بطون قريش وسعيد بن العاص جالس عن يمينه، لما رآه معاوية مقبلاَ قال: ياسعيد، والله لألقين عَلَى ابن عباس مسائل يهبي بجوابها، فقال له سعيد: ليس مثل ابن عباس يهيي بمسائلك، فلما جلس قال له معاوية: ماتقول في أبي بكر؟ قال: (رحم الله أبا بكر، كان – والله – للقرآن تَالِيَاً، وعنِ الميل نائيَا، وعن الفَحْشَاء ساهيا، وع المنكر ناهيا، وبدينه عارفا، ومن الله خائفا، وبالليل قائم وبالنهار صائما ومن دنياه سالما وعَلَى عدل البريي عازما، وبالمعْروف آمراً وإِلَى هـ صائبا وفي الأحوال شاكراً والله في الغدو والرواح ذاكرا، ولنفسه بالمصالح قاهرا، فاق أصحابه ورعا وكافاً وزهداً وبراً وحياطة وزهادة وكفاءة، بأعقب الله من ثلبه اللعائن إِلَى يوم القيامه) 0

قال معاوية: فما تقول في عمر بن الخطاب؟ قال: (رحم الله أبا حفص، كان – والله – حليف الاَسلاَم، ومأوي الأيتام، ومحل الاَيمان، ومعاذ العاء، ومعقل الحنفاء، للخلق حصنا وللناس عوناً قام بحق الله صابرا مختسبا ختي أظهر الله الدين وفتح الديار وذكر الله في الأقطار ثم قال " فأعقب الله من يبغضه اللعنة إِلَى يوم الحسرة " قال معاوية ري الله عنه: فما تقول في عثمان بن عقان؟ قال: (رحم الله أبا عمرو، كان – والله – أكرم الحفدة، وأوصل البررة، وأصبر الغزاة، هجادا بالأسحار، كثير الدموع عند ذكر الله، دائم الفكر فيما يعنيه الليل والنهار، ناهضا إِلَى كل مكرمة يسعي إِلَى كل منجية، فراراً من كل موبقبة، وصاحب الجيش والبئربئر تشنرتخت بكبلغ كبير للمسلمين وختن المصطفي عَلَى ابنتيه، فأعقب الله من سبه الندامة إِلَى يوم القيامه) 0

قال معاوية: فلما تقول في عَلَى بن أبي طالب؟ قال: رحم الله أبا الحسن، كان - والله علم الهدي، وكهف التقي، ومحل الحجي وطود البهاء ونور السري ومن قول العرب عند الصحاب يحمد في ظلم الدجي، داعيا إِلَى المحجة العظمي، عالما بما في الصحف الأولي، وقائما بالتأويل والذكري متعلقا بأسباب الهدي، تاركا للجور والأذي، لم ترَ عيني مثله ولاَ تري إِلَى يوم القيامه واللقاء، من لعَنه فعَلَيْه لعنة الله والعباد إِلَى يوم القيامه " 00!! (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَى لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 43/ 1) وأخرج أبو نهيم عن قتادة قال: مثل ابن عمر ري الله عنه هل كان أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يضحكون؟ قال: (نهم والاَيمان في قلوبهم أعظم من الجبال) كذا في الحلية (1/ 311) 0 (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَى لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 41/ 1)

الإسراء والمعراج

الإِسْرَاءوَالمِعْرَاج: قصة ماشطه بنت فرعون (40468/ 40473) جـ[15] مُنَاسَبَةُ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجْ: (000 (الإسراء والمعراجْ 1) 000) آية الإسراء، إنّها ذكرى الإسراء والمعراج يا أحبّتي الكرامْ، التي يحتفل العالم الإسلاَميّ بها هذه الأيّامْ، المكان: البلدُ الحرامْ، الزّمان: من ألفٍ وربعماْئة عامْ، عام الحزن؛ ماتت فيه السّيّدة خديجة، وجدّه عبد المطّلبْ، واشتدَّ إيذاءُ المشركين له (عليه) بعد موت جدّهِ عبْد المطّلبْ، رحلة ترفيهيّة، لكنَّ النَّبيَّ (ص) أصبَحَ منها حزيناً؛ لعلمه أنَّ قومَه لاَ محالةَ مكذبوه، وبينما هو يفكِّرُ في كلِّ تلكَ الهُمُومِ إذْ جاءتْهُ تسعى على قدمين: فجاءهُ أبو جهلٍ بخيْلِهِ وخُيَلاَءهِ وسألَهُ سؤالَ المُتَجَاهلِ لاَ سُؤالَ الجاهل كعادته (لعنه الله) وقالَ له: ـــ هل نُزِّل عليك شيئٌ من القرآنِ يا محمّدْ 00؟ ـــ نعم: أُسرى بي00!! فأذاع أبو جهلٍ الخبرْ، وذهب أوّل ما ذهب إلى أبي بكرٍ فقال عليه لعنةُ الله أبو جهل: هل سمعتَ ما يقوله صاحبُك يا أبا بكر00!؟ أبو بكرْ: ماذا قال00؟ أبو جهل: يزعمُ أنّه أُسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وكلّ هذا في ليلةٍ واحدة 00!!

أبو بكرْ: إنْ كان قد قال هذا فقد صدقْ؛ أفأصدّقه في وحيٍ يأتيه كلّ ليلةٍ من فوق سبع سماواتْ، وأكذّبه في مسافةٍ كهذه 00!؟ ومن هنا لقّبَ أبو بكرٍ بالصّديق بالصّديق، فكما أنَّ أبا جهلٍ سُمِّىَ بأبي جهلٍ لتجاهلِهِ النُّورَ الذي أنْزِلَ على الرَّسُول: فالصّديق سُمِّىَ بالصّديق لتصديقِهِ بالنُّورَ الذي أنْزِلَ على الرَّسُول 00 وما أكثر الإخوان 00000 في النّائباتِ قليلُ، ولاَ خيرَ في ودِّ امرئٍ 00 إذا الرّيحُ مالت مال حيثُ تميلُ، ويقولُ آخر: جزى الله النّوائب 000 المهمّ: لم يقتنعْ أبو جهلٍ بقولِ أبي بكر، وأخبر مشركي مكّة ـــ " ما هو عاوز اللي يهاوده، وما يهاودْشِ المشرك الاَ المشرك اللي زيّه " 00!! فقالوا يا محمّدْ: قل كلاَماً يعقلُ حتّى يُصَدَّق؛ إنّ الإبل حتّى نذهب بها إلى هناك غدوّها شهرٌ ورواحُها شهرْ 00!! °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°ـــ

(000 (الإسراء والمعراجْ 2) 000) وبدلاً من أنْ يؤمنوا وتخبت قلوبهم ركبهم البطرْ: فجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعُلُوّا 00!! وبدلاً من أنْ يقولوا ربّنا إنْ كان هذا هو الحقّ من عندك فاهدنا إليه قالوا ربّنا إنْ كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمْ 00!! ولم ينْطقوا حتّى بقول الأمّةِ الملعونة في القرآن ـــ اليهودِ لموسى ـــ حيث قالوا الآن جئت بالحقّ، وما أخلد إلى حفرته حتّى نكصوا على أعقابهم وارتدّوا كافرين 00!!

الجدير بالذكر أيّها الإخوة الأعزّاء ـــ عن المسجد الأقصى ـــ أنْ تعلمواْ أنّ الذي فتحه هو عمرُ بن الخطّابْ، دخله ماشياً على قدميه وغلاَمُه راكبْ، ولم يسلّمه بطريركُ النّصارى مفاتحه إلاَ بعد أنْ نْظر إليه، فنظر إليه وقال هذه صفتُك يا عمر، مكتوبةٌ عنْدنا في التّوراة: أنّ الذي سيفتحُ المسجد الأقصى رجلٌ من أمّة نبيّ آخر الزّمان، يدخلُ القدْس ماشياً على قدميه وغلاَمُه راكبْ، وفي ثوبه بضعَ عشرةَ رُقعة 00!! انْظر 00 دخلها وفي ثوبه بضعَ عشرةَ رُقعة، وهو من هو: أميرُ المؤمنين، وحين فتحه وجائته البشائرُ بالنّصر ما قال أنا الزّعيمُ الأوحدْ، ولاَ أنا القائدُ الأعلى الذي لاَ يقهرُ جيشُه، وإنّما خرّ لله ساجداً وبكى وقال أخشى أنْ تُفتحَ عليكم الدُّنيا فتفتنكم كما فتنت الذين من قبلكم 00!!

رحمةُ الله عليك يا عمر، كأنّما كان ينظر من شرفة التّاريخ إلى حالنا اليوم: أقبلنا على الدّنيا ونسينا الدّين؛ فضاع منّا البلدُ المباركة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°ـــــــــــــــــــــــ (000 (الإسراء والمعراجْ 2) 000) نعم 00 غدوّها شهرٌ ورواحُها شهرْ، ولكنْ ذلك تقدير البشرْ، وقولُ البشرْ، أمّا عنْد ربّ البشرْ: ففي لمح البصرْ إلاَ أنّهم أصرّوا واستكبروا استكبارا؛ فطلبواْ منه أمارةً فقال (صلواتُ) بينما أنا في طريقي إذ بصُرت ببعيرٍ شاردٍ من قافلةٍ قادمةٍ من اليمن، وحدَّدَ لهم المكانَ الذي عثرواْ فيهِ على البعير، والموعدَ الذي سوف تصلهم فيهِ وكانَ بعدَ ثلاَثةِ أيَّامٍ في طلوعِ الشّمس ـــ وهكذا كانوا يقدّرون السير ـــ قال قائلهم إنْ يبْغِ عليك قومُك لاَ يبغي عليك القمرْ " يعني الميّة تكذّب الغطّاس " 00!

وأعطاهم أمارَةَ البعيرِ الذي تنحَّى عن القافلة ولونَ الغرائرِ التي كانت عليه (يعني الاَشولة اللي كانْ شايِلها) وقال لهم هذه القافلة لفلاَن بن فلاَن، وأخبرهم بقافلة أُخرى كُسِرَتْ لهم ناقةٌ حمراء، وسمَّى لهم أصحابَها؛ ولذلكَ آمَنَ أكثرُهُمْ باللهِ وعادَ المُرتَدُّونوبينما هم وقوفٌ إذ قال واحدٌ ها هى الشّمسُ قدْ طلعتْ، وقال الآخرُ وها هى الإبل قد أقبلتْ، فسألوا صاحب القافلة عنْ قصَّةِ البعير فكانت كما أخبَرَ النَّبيُّ (ص) 00!! فلم يقتنعوا وطلبوا منه وصف المسجد الأقصى؛ لأنّهم يعرفون ـــ ورسولُ الله يعيشُ بينهم ـــ أنّه ما سافر إلى الشّام ولاَ رأى المسجد الأقصى قطّ، والدّنيا كانت ليلاً ساعة ما دخل رسولُ الله (ص) المسجد الأقصى وصلّى بالأنبياء، فمثّله له (تبارك وتعالى) بين يديه فوصفه لهم وصفاً دقيقاً بقدْرةِ الله (عزَّ وجلّ) 00!

المسجدُ الأقصى وضاعت منّا فلسطين 00 البلدُ المباركة كما أخبَرَ القُرآنُ الكريم؛ ألم يقُلِ اللهُ تعالى: إلى المسجدِ الأقْصى الذي باركنا حوله 00!؟ وأصبحنا مُهانينا (*) وقد كنّا مُهابينا، ومن يهن الله فما له من مكرمْ، كم تغيظهم احتفالاَتُنا بأكتوبرَ الغرّاءْ؛ لأنّها تذكّرهم بهزيمتهم النّكراءْ؛ ولذا يحاولون بكلّ وسيلةٍ إفسادها علينا، لك الله يا فِلَسطين 00 صلبوها أمامنا (*) كالمسيح بن مريمِ وبيعت مثلَ يوسُفَ (*) بالدّينارِ والدّرهمِ فكأنّي بهم: ولستُ بعلاَم الغُيُوبِ وإنّما (*) أرى بلحاظ الرّأي ما هو واقِعُ كأنّي بهم وبعد الفتْك بفلسطين يخطّطون للفتْك بمصرَ، حينئذٍ سوف نقولُ ألاَ إنّا أُكلنا يومَ أُكل الثّورُ الأبيضْ 00!! صدقت والله نبوءة المُصطفى: ستتداعى عليكم الأممُ كما تتداعى الأكلةُ على قصعتها، قال الصّحابة: أمن قلّةٍ نحنُ يومئذٍ يا رسولَ الله 00!؟

قال لاَ، لكن غُثاءْ، كغُثاء السّيل، بأسُهم بينهم شديدْ: " يعني ما بنحبّشِ الخير لبعضينا واللي بنعمله في نفسينا أكثر من اللي أعدائنا بيعملوه فينا " طيّبْ ما الحلّ 00؟ هل في المُظاهرات والهُتافات؛ عرف العالمُ كلّه أنّنا غضابٌ لما يحدُثُ في فلسطين، لكنّها عفواً غضبةُ القططْ ـــ لاَ غضبةُ الأسُودْ ـــ فماذا فعل الفلسطينيّون بغضبنا 00!؟ هل افترقت لغضبتنا الثُّريَّا (*) أو اجتمعت هناك بناتُ نعشٍ

يا إخواني الأعزّاءْ ـــ أحلى ما في الكلاَمِ خلاَصتُه ـــ إذا أردْنا أنْ نُفكّر في الحلولْ، فلاَ بُدَّ أنْ نختارَ منها الحلّ المعقولْ، نحنُ الآنَ ستّون مليوناً، لو خرج من كلّ ستّين واحدْ عبْقري؛ لأصبح فينا مليون عالم في التّكنولوجيا أو عالم ذرّة أو مُخترع، لم لاَ يكون ابني أو ابنُك زويل، ولاَ أديسون، ولاَ صلاَح الدّين، لم يولدْ أحدٌ من هؤلاَءِ وفي فمه ملعقةٌ من ذهبْ، الإمامْ أحمد بن حنبل كانْ شيّال، وأديسون كانْ بيّاع جرائدْ 00!! لكن تعالَ وانْظرْ إلى القدْوةِ في عيُون شبابنا اليوم: تجد من قدوتُه عمرو ديابْ، ومن قدْوته حُسام حسن 00 وإنّا لله وإنّا 000!! يا إخواني حفظكم الله أعداؤنا إذا عقدوا العزمَ على حربِ مصر فلنْ نُغنِّىَ لهم أو نلاَعبهم كرة لكنّها الحربْ، نارٌ ودمارٌ وفظائعُ كفظائع الصّربْ؛ ولاَ بُدَّ أن نُعِدَّ العُدَّةَ من الآن 0

إنَّكم هنا تأكلون ما تشتهي النّفوسْ، وتلبسون أحسنَ ملبُوسْ، ولاَ تشعُرون بإخوانكم المُعذبين المُستضعفينَ الجياعِ الضِّياعِ في شتّى البقاع، ومن لم يهتمّ بأمر المُسلمين فليس منهم، هذا 00 ومهما سمعتم فليس من سمع كمنْ رأى 00!!

بلدٌ به، قد كان، لهفي على، قد أوشكت، يرنو، ويظلّ يدعوهم بصوتٍ في القلوب له، سكنوا العراءَ، لم ألقَ حيّاً، قرّحتِ منّا، قسماً بمن أجلى قريظةَ والنّضيرَ عن الحصون، وبمن أتاحَ لجُنْده، لنُرتّلنّ لهم، ولندْخلنّ ولنُنْقذنّ المسجدَ 00 من الشّعب اللعين، ولنحملنّ لكلّ من عبثوا به الحقد حقدٌ 00 فإنْ مُتنا نورّثه البنين، لنْ يعرف 00 الجبين، أبناء يعرُب لستمُ نسلَ الكماةِ الفاتحين، لَسنا 000 ولاَ الأمين، إنْ لم نخضّبْ أرضَ يعرُبَ من دماءِ الغاصبين، منْ روّعوا البلدَ 000 البلد الأمين، العُربُ لاَ ينْسون ثأرهم على مرِّ السِّنين، فلتثأروا يا قومِ للشّيخ المُحطّمِ والجنين 0

اللهمَّ حرِّرِ المسجد الأقصى الأسيرْ 00 من أبناءِ القردةِ والخنازيرْ 00 إنّك على ما تشاءُ قديرْ، وأنت نعمَ الموْلى ونعمَ النَّصيرْ، اللهمّ عليكَ بإسرائيلْ، اللهمّ أرسلْ عليهم طيراً أبابيلْ، ترميهم بحجارةٍ من سِجِّيلْ، حتَّى يكونوا كعصفٍ مأكولْ، اللهمّ انْصُرنا على أعدائنا نصرَ عزيزٍ مقتدرْ، واجعلْ 000 إلخ 0 (*) (بعدَ الدُّعاء لاَ تنْسى التّنْبيه على صلاَةِ الغائب) (*) °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°ـ ا (*) (الإسراء والمعراجْ 5) (*)

كنّا قد توقَّفنا في الخُطبة الماضيةِ عنْدَ رحلتِه (ص) إلى المسجِدِ الأقصى وقبلَ أنْ نخوضَ في الحديثِ عن الإسراءِ والمِعراجِ أوَدُّ أن أقول كلمة: لاَ بُدَّ أنْ لاَ نأخُذَ الحديثِ عن الإسراءِ والمِعراجِ على أنَّهُ مجرَّدْ طُرفة أو حدُّوتة، لكنْ نأخُذُها أنَّها واقعة وقعتْ للنَّبي (ص) نهزُّ لها الرُّءوسْ، ولكن علينا أنْ نتعلَّمَ ممَّا فيها من العِبَرِ والدُّرُوسْ، واليوم في الحديثِ عن الإسراءِ والمعراجْ كلمة الإسراء: في الصّباح يحمدُ القومُ السُّرى " يعني تعب الليل هيتنسى في الصُّبح " إذا طلعت الشّمسُ وأشرقت الأرضُ بنور بّها كلمة المعراج: ولو فتحنا عليهم باباً من السّماء فظلّوا فيه يعرجون: لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا بل نحنُ قومٌ مسحورون، قد يتسائل سائلٌ " ما الحكمةُ من الإسراء، أو لم شرع اللهُ الإسراء 00!؟

قلنا ـــ في الخُطبة الماضية ـــ أنَّه بمثابةِ رحلةٍ ترفيهيّةٍ للمُصطفى (عليه الصَّلاَةُ والسَّلاَم) بعدَ عام الحزن؛ ماتت فيه السّيّدة خديجة، وجدّه عبد المطّلبْ، واشتدَّ إيذاءُ المشركين له (عليه) بعد موت عمِّهِ أبي طاّلبْ، وبعدَ رحلَةِ أهلِ الطَّائفِ القاسيَةِ قلوبُهُم، حيثُ سلَّطواْ عليْهِ سُفَهَائَهُمْ ومجانينَهُمْ فوقفواْ لهُ صفَّاً صفَّاً يرضخونهُ بالحجَارةِ حتَّى لمْ يبْقَ منهُ موضعُ أُنمُلَةٍ (ص) إلاَ وأُصيبَ بضرْبَةِ يَدٍ أو رمْيَةِ حجرْ؛ حتَّى ارفضَّتْ منها الدِّماءوسالت على جسده الشَّريف، حتَّى أنَّهُ بلغتْ من قسوةِ قلوبهم أنَّهُ كانَ (ص) إذا سقطَ مغشِيَّاً عليهِ منْ شِدَّةِ الضَّرْبِ كانواْ يأخذون بيدِهِ ويقيمونه، فإذا ما اطْمَأَنَّ بأنَّ فيهم من يأخُذُ بيده ثابتْ إليهِ نفسُهُ (ص) وقام يمْشي انهالواْ عليْهِ بوابلٍ من الحِجَارَةِ أشَدَّ من الذي

قبله 00!! فما كانواْ يقيمونه إذنْ رحمةً بِهِ وإنَّمَا ليستأنفواْ قذْفَهُ بالحِجَارَةِ مرَّةً أُخرى 00!! وبِهَذا استَحَقَّ النَّبيُّ (ص) الدَّرَجَةَ العاليةَ الرَّفيعة، التي لاَ تنْبغي إلاَ لعبْدٍ من عبادِ الله وبمواقفَ أخرى عاناها سوفَ نذكُرُها في ذكرى مولِدِهِ (ص) (*) (الإسراء والمعراجْ 6) (*) فأرادَ اللهُ (تباركَ) أنْ يُنْسِيَهُ هذه الرِّحلةَ القاسيةَ بِرِحلَةٍ مِثلِها، ولكن هل هناك سببٌ آخرُ غيرَ هذا السَّببْ 00!؟ حسبكم أنْ تعلمواْ يا أحبَّتي الكرام أنَّه لولاَ الإسراءُ لما اجتمعنا اليوم في بيتٍ من بيُوتِ الله، لأنَّه الذي مَنَحَ اللهُ فيهِ رسولَه أعظمْ منحة، وأعطاهُ أجمَلَ هديَّة لأُمَّتِهِ (ص) الصَّلاَة 00!!

يِيجي الجماعة المستشرقينْ ـــ أيِ الذينَ يبحثونَ في عُلُومِ الشَّرق يريدونَ أنْ يُطفِئواْ نُورَ اللهِ بأفواههِم ويأبى اللهُ إلاَ أنْ يُتِمَّ نُورَهُ ولو كرهَ الكافرون تعالى وشُوفِ بيقولوا إيه 00 بيعلَّقواْ على هذه النُّقطة دي بالذَّاتْ ويقولواْ: ـــ ما دامت الصَّلاَةُ هى المُستهدفةَ منْ رحلةِ والمِعراج؛ فما الهَدَفُ إذنْ من الإسراءِ 00!!؟ ـــ لولاَ الإسراءِ لَمَا صدَّقَ النَّاسُ المِعراج، فالنَّاسُ لم يصدِّقوا رسُولَ اللهِ في الإسراءِ إلاَ بعدما وَصَفَ لهم رسولُ اللهِ المسجدَ الأقصى شرفةً شُرفة؛ ولذا صدَّقوهُ لأنَّهم رَأَوا المسجدَ الأقصى أمَّا الجنَّةُ والنَّارُ فمَتَى رأوهَا 00!!؟ البعضُ يقول بالرّوح، والبعضُ يقولُ بالجسدْ، والبعضُ الآخرُ يقولُ الإسراءُ كان بالرّوحِ والجسدِ معاً، أمّا المعراجُ هو الذي كان بالرّوح 0

أمورٌ قبلنا اختلفوا عليها (*) وطال البحثُ واتّصل الحوارُ إلاَ أنّ لي سؤالاً في منتهى البساطة لهؤلاَء الأغبياء: ألستم تؤمنون بأنّ الله هو خالق الأرضِ والسّماوات 00؟ فسيقولون بلى، أفتؤمنون بأنّ الله هو خالق الأرضِ والسّماوات، وتستكثرون عليه أنْ يصعد برسوله إليهنّ، أو بمعنىً آخرْ: ـــ أَلَيْسَتْ للسَّماواتِ والأرضِ قونينُ تنظِّمُ حَرَكَتَهَا 00؟ ـــ بلى لها قونينُ تنظِّمُ حَرَكَتَهَا من خالقُ هذهِ القوانينْ 00؟ ـــ الله 00!! ـــ هل يعجَزُ خالقُ القوانينِ عنِ اختراقِها 00!!!؟ ـــ حاشا للهِ 00 إذا أراد فلاَ تسأل عن السّبب 00!! ... (*) (الإسراء والمعراجْ 7) (*) ولذلك الجماعة المستشرقين دول هو ربِّنا ـــ ربِّنا يأخذهم يا ربّ ـــ يقولواْ لك هو ربِّنا مش فرض الصَّلاَة ليلة الإسراء والمعراج 00؟ ـــ نعم 00!

ـــ إذنْ كيفَ صلَّى الرَّسول (عليه) بالأنبياء في المسجِدِ الأقصى00!!؟ ـــ صلَّى بهم على الصَّلاَةِ الإبراهيميَّة التي كانَ يتعبَّدُ بها عمرو بن نُفَيْل وورقة بن نوفلْ00!! المُستشرقينْ بردو مش عاوزين يسيبونا في حالنا؛ يطلعواْ لنا بسؤال ثاني " ما هو مش بيقولْ لك: شرّ النَّاس العُلماء 00 إذا فسدوا " 00!؟ " ربّنا ادّى لهم مخّ لكن ما ادّىلهمش قلبْ00 بمعني انّه وهبهم ذكاء لكن بدل ما يستغلّوه في الخير استغلّوه في الشّرّ ـــ وهى دي مشكلتنا ــــ تلاَقي اللي مخّه نظيف قلبه مش نظيف، واللي قلبه نظيف تلاَقي مخّه مش نظيف؛ فواحد من هؤلاَء بدل ما يسخّر شعره للدّفاع عن الإسلاَم قال، وبعض النّاس قوله كبوله: قالوا في القُرآن عنْدكم يا مسلمون يقولُ ربُّكم " واسألْ من أرسلنا من قبلك من رسلنا: أجعلنا من دونِ الرَّحمن آلهةً يُعبدون " 00!؟

قالواْ ـــ تفكير أبالسة ـــ كيف يسألهم رسولُ الله وهو لم يرهم 00!؟ قامواْ ردُّواْ عليهم علماء الإسلاَمْ وقالواْ لهم يا أشقى خلق الله سألهم عندما صلَّى بهم في المسجِدِ الأقصى00!! للهمَّ حرِّرِ المسجد الأقصى الأسيرْ 00 من أبناءِ القردةِ والخنازيرْ 00 إنّك على ما تشاءُ قديرْ، وأنت نعمَ الموْلى ونعمَ النَّصيرْ، اللهمّ عليكَ بإسرائيلْ، اللهمّ أرسلْ عليهم طيراً أبابيلْ، ترميهم بحجارةٍ من سِجِّيلْ، حتَّى يكونوا كعصفٍ مأكولْ، اللهمّ انْصُرنا على أعدائنا نصرَ عزيزٍ مقتدرْ، واجعلْ 000 إلخ 0 (*) (الإسراء والمعراجْ 8) (*)

الذي رأى فيه رسولُ الله (صلواتُ) أهلَ الجنَّةِ وهم يُنعَّمون، ورأى أهلَ النَّار وهم يُعَذَّبون ورأى من آياتِ ربِّهِ الكبْرى، وصعدَ إلى سِدْرةِ المُنْتهى وكانَ قابَ قوسينِ أو أدنى فتنحَّى عنهُ جبريل في هذا المكانِ العصيبْ، وفي هذا الموقفِ الرَّهيبْ، فقال له الحبيبْ: ـــ أفي هذا المكانِ يترُكُ الخليلُ خليلَه 00!؟ أفي هذا المكانِ يترُكُ الحبيبُ حبيبَه 00!؟ ـــ قال يا رسولَ الله: ما منَّا إلاَ ولهُ مقامٌ معلومْ، أنتَ إذا تقدَّمتَ اخترقتَ وأنا إذا تقدَّمتُ احترقت 00!! (000 (الإسراء والمعراجْ 9) 000)

وبينما رسولُ الله (صلواتُ) في طريقه إلى المسجد الأقصى إذْ شمّ ريحاً طيّبةً كأحسنِ ما تكون فسأل جبريلَ ريح من هذه يا أخي يا جبريل 00؟ قال هذه ريح عظام ماشطةَ وأبنائها يا محمّد، وقصّة ماشطة هذه 000 قدراً ووضع فيه ماءً وأوقد عليه إلى درجة الغليان حتّى إنّ الزّبد كان يتطايرُ من شدّة الغليان، رمى لها ابناً فيه تلو الآخر، فلمّا أتى على الرّضيع بخلت به وتردّدت، فنزعه من يدها وقرّبه من الآذان فكادت أنْ ترجع عنْ دينها فأنْطقه الله الذي أنْطق كلّ شيئ وقال لها اثبتي يا أمّاه فإنّك على الحقّ 00 وكان ثالث ثلاَثةٍ نطقوا في المهدْ، وجاء دورُ ماشطة، فقال لها فرعون يا ماشطة: إنّك ميّتة فهل لك أمنيّةٌ قبل موتك تودّين تحقيقها لكِ " هو المحكومْ عليه بلإعدام مش بيقولوا له نفسك في إيه " قالت إنْ كانت لي وصيّةٌ أوصي بها فوصيّتي يا فرعونُ أنْ تجمع عظامي وعظامَ أبنائي وتدفننا في

مكان كذا وكذا، فذلك هو المكانُ الذي شممتَ فيه الرّيح الطيّبة يا محمّدْ 00!!! اللهمَّ حرِّرِ المسجد الأقصى الأسيرْ 00 من أبناءِ القردةِ والخنازيرْ 00 إنّك على ما تشاءُ قديرْ، وأنت نعمَ الموْلى ونعمَ النَّصيرْ، اللهمّ عليكَ بإسرائيلْ، اللهمّ أرسلْ عليهم طيراً أبابيلْ، ترميهم بحجارةٍ من سِجِّيلْ، حتَّى يكونوا كعصفٍ مأكولْ، اللهمّ انْصُرنا على أعدائنا نصرَ عزيزٍ مقتدرْ، واجعلْ 000 إلخ 0 (*) (بعدَ الدُّعاء لاَ تنْسى التّنْبيه على صلاَةِ الغائب) (*) كلمة الإسراء: في الصّباح يحمدُ القومُ السُّرى " يعني تعب الليل هيتنسى في الصُّبح " إذا طلعت الشّمسُ وأشرقت الأرضُ بنور ربّها كلمة المعراج: ولو فتحنا عليهم باباً من السّماء فظلّوا فيه يعرجون: لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا بل نحنُ قومٌ مسحورون 0 قد يتسائل سائلٌ " ما الحكمةُ من الإسراء، أو لم شرع (000) 00!؟

قلنا ـــ في الخُطبة الماضية ـــ أنَّه بمثابةِ رحلةٍ ترفيهيّةٍ للمُصطفى (عليه الصَّلاَةُ والسَّلاَم) ولكن هل هناك سببٌ آخرُ غيرَ هذا السَّببْ 00!؟ حسبكم أنْ تعلمواْ يا أحبَّتي الكرام أنَّه لولاَ الإسراءُ لما اجتمعنا اليوم في بيتٍ من بيُوتِ الله، لأنَّه فرضت فيه الصَّلاَة 00!! البعضُ يقول بالرّوح، والبعضُ يقولُ بالجسدْ، والبعضُ الآخرُ يقولُ الإسراءُ كان بالرّوحِ والجسدِ معاً، أمّا المعراجُ هو الذي كان بالرّوح فقط أمورٌ قبلنا اختلفوا عليها (*) وطال البحثُ واتّصل الحوارُ إلاَ أنّ لي سؤالاً في منتهى البساطة لهؤلاَء الأغبياء: ألستم تؤمنون بأنّ الله هو خالق الأرضِ والسّماوات 00؟ فسيقولون بلى، أفتؤمنون بأنّ الله هو خالق الأرضِ والسّماوات، وتستكثرون عليه أنْ يصعد برسوله إليهنّ، إذا أراد فلاَ تسأل عن السّبب 00!! مُنَاسَبَةُ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجْ:

(*) (في ظلاَلِ الإسراءِ والمعراج) (*) الجدير بالذكر أنَّ الذي فتح المسجد الأقصى هو عمرُ بن الخطّابْ، دخله ماشياً على قدميه وغلاَمُه راكبْ، ولم يسلّمه بطريركُ النّصارى مفاتحه إلاَ بعد أنْ نْظر إليه، فنظر إليه وقال هذه صفتُك يا عمر، مكتوبةٌ عنْدنا في التّوراة: أنّ الذي سيفتحُ المسجد الأقصى رجلٌ من أمّة نبيّ آخر الزّمان، يدخلُ القدْس ماشياً على قدميه وغلاَمُه راكبْ، وفي ثوبه بضعَ عشرةَ رُقعة 00!! انْظر 00 دخلها وفي ثوبه بضعَ عشرةَ رُقعة، وهو من هو: أميرُ المؤمنين، وحين فتحه وجائته البشائرُ بالنّصر ما قال أنا الزّعيمُ الأوحدْ، ولاَ أنا القائدُ الأعلى الذي لاَ يقهرُ جيشُه، وإنّما خرّ لله ساجداً وبكى وقال أخشى أنْ تُفتحَ عليكم الدُّنيا فتفتنكم كما فتنت الذين من قبلكم 00!!

رحمةُ الله عليك يا عمر، كأنّه كان ينظر من شرفة التّاريخ إلى حالنا اليوم: أقبلنا على الدّنيا ونسينا الدّينْ؛ فضاع منّا المسجدُ الأقصى وضاعت منّا فِلَسطينْ، البَلَدُ المُباركةُ كما وصفها اللهُ في كتابِهِ العزيز، حيثُ قال في سورةِ الإسراء: (*) (إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) (*) وأصبحنا مُهَانينَا (*) وقد كنَّا مُهَابينَا ومن يهن الله فما له من مكرمْ، كم تغيظهم احتفالاَتُنا بأكتوبرَ الغرّاءْ؛ لأنّها تذكّرهم بهزيمتهم النّكراءْ؛ ولذا يحاولون بكلّ وسيلةٍ إفسادها علينا، لك الله يا فِلَسطينْ 00 صلبوها أمامنا (*) كالمسيح بن مريمِ وبيعت مثلَ يوسُفَ (*) بالدّينارِ والدّرهمِ فكأنّي بهم: ولستُ بعلاَم الغُيُوبِ وإنّما (*) أرى بلحاظ الرّأي ما هو واقِعُ

كأنّي بهم وبعد الفتْك بفلسطين يخطّطون للفتْك بمصرَ، حينئذٍ لنْ يسعنا إلاَ أنْ نقول: ألاَ إنّا أُكلنا يومَ أُكل الثّورُ الأبيضْ 00!! صدقت والله نبوءة المُصطفى: ستتداعى عليكم الأممُ كما تتداعى الأكلةُ على قصعتها قال الصّحابة: أمن قلّةٍ نحنُ يومئذٍ يا رسولَ الله 00!؟ قال لاَ، لكن غُثاءْ، كغُثاء السّيل، بأسُهم بينهم شديدْ: " يعني ما بنحبّشِ الخير لبعضينا واللي بنعمله في نفسينا أكثر من اللي أعدائنا بيعملوه فينا " طيّبْ ما الحلّ 00؟ هل في المُظاهرات والهُتافات؛ عرف العالمُ كلّه أنّنا غضابٌ لما يحدُثُ في فلسطين، لكنّها عفواً غضبةُ القططْ ـــ لاَ غضبةُ الأسُودْ ـــ فماذا فعل الفلسطينيّون بغضبنا 00!؟ هل افترقت لغضبتنا الثُّريَّا (*) أو اجتمعت هناك بناتُ نعشٍ

لكن أحلى ما في الكلاَمِ خلاَصتُه: لقد مللنا الخُطبَ الحماسيَّة؛ فإذا أردْنا أنْ نُفكّر في حلولْ، فلاَ بُدَّ أنْ نُفكِّرَ في الحلِّ المعقولْ، نحنُ الآنَ ستّون مليوناً، لو خرج من كلّ ستّين عبْقريٌّ واحدٌ؛ لأصبح فينا مليون عالم في التّكنولوجيا أو عالم ذرّة أو مُخترع لم لاَ يكون ابني أو ابنُك زويل، ولاَ أديسون، ولاَ صلاَح الدّين 00!؟ لم يولدْ أحدٌ من هؤلاَءِ في فمه ملعقةٌ من ذهبْ، الإمامْ أحمد بن حنبل كانْ شيّال، وأديسون كانْ بيّاع جرائدْ 00!! لكن تعالَ وانْظرْ إلى القدْوةِ في عيُون شبابنا اليوم: تجد من قدوتُه عمرو ديابْ، ومن قدْوته حُسام حسن 00 وإنّا لله وإنّا للهِ وإنَّا إليه راجعون 00!!

يا إخواني حفظكم الله: إسرائيلُ إذا عقدت العزمَ على غزوِ مصر لنْ نُغنِّىَ لها أو نلاَعبها كرة، لكنّها الحربْ، نارٌ ودمارٌ وفظائعُ كفظائع الصّربْ؛ ولاَ بُدَّ أن نُعِدَّ لها العُدَّةَ من الآن 0 إنَّكم هنا تأكلون ما تشتهي النّفوسْ، وتلبسون أحسنَ ملبُوسْ، ولاَ تشعُرون بإخوانكم المُعذبين المُستضعفينَ الجياعِ الضِّياعِ في شتّى البقاع، ومن لم يهتمّ بأمر المُسلمين فليس منهم، والله لتُسألُنَّ يومئذٍ عن النّعيمْ بلدٌ به شبحُ الرَّدى في كلِّ زاويةٍ كمين قد كان مبْكىً لليهُودِ فصارَ مبكى المُسلمين لهفي على الشُّمِّ الأُباةِ عن الدِّيارِ مُشرَّدين قد أوشكت شُرُفاتُها تومي إليهم باليمين يرنو إليهم صخرُها فيذوبُ من فرطِ الحنين ويظلّ يدعوهم بصوتٍ في القلوب له أنين سكنوا العراءَ ودُورُهم منهُم على مرأى العُيُون لم ألقَ حيّاً مثلَه أحياؤهُ لاَ يُرزقون

قرّحتِ منّا يا فِلَسطينْ الحشا قبلَ الجُفون قسماً بمن أجلى قريظةَ والنّضيرَ عن الحصون وبمن أتاحَ لجُنْده في خيبرَ النَّصرَ المُبين لنُرتّلنّ لهم غداً كونواْ قروداً خاسئين ولندْخلنّ مُحلِّقينَ رءوسَنَا ومُقصِّرين ولنُنْقذنّ المسجدَ الأقصى من الشَّعبِ اللَّعين ولنحملنّ لكلّ من عبثوا به الحقد الدَّفين حقدٌ نعيشُ به فإن مُتنا نورِّثه البنين لنْ يعرف العربيُّ بعدَ اليومِ إحناءَ الجبين أبناء يعرُب لستمُ نسلَ الكماةِ الفاتحين لَسنا إلى المأمونِ يوم الفخرِ نُنْسَبُ والأمين إنْ لم نخضّبْ أرضَ يعرُبَ من دماءِ الغاصبين مَنْ رَوَّعَوا البَلَدَ البَلَدَ الحَرامَ ودنَّسوا البلد الأمين العُربُ لاَ ينْسون ثأرهم على مرِّ السِّنين فلتثأروا يا قومِ للشّيخ المُحطّمِ والجنين

اللهمَّ حرِّرِ المسجد الأقصى الأسيرْ 00 من أبناءِ القردةِ والخنازيرْ 00 إنّك على ما تشاءُ قديرْ، وأنت نعمَ الموْلى ونعمَ النَّصيرْ، اللهمّ انْصُرنا على أعدائنا نصرَ عزيزٍ مقتدرْ، واجعلْ كلَّ من عادانا عبْرةً لمن يعتبرْ 0 (*) (ياسر الحمداني) (*)

الدين الحق

الدِّينُ الحَقّ: بسم الله الرحمن الرحيم هَذَا الكِتَابُ لَنْ يَقِلَّ عَنْ مِاْئَةِ صَفحَة، وَسَوْفَ يَتَنَاوَلُ الكِتَابُ المَوَاضِيعَ الآتِيَة: {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتىَّ يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُواْ} {البَقَرَة/217} 1 ـ مُلُوكُ الرُّوم [أَصْلُ أُورُوبَّا] وَمُلُوكُ الفُرْس [أَصْلُ إِيرَان، وَجِيرَانُ إِيرَان] 2 ـ وَمَوْقِفُهُمْ مِنْ محَمَّد 0 3 ـ سَمَاحُةُ الإِسْلاَم 4 ـ عَدَمُ انْتِشَارِهِ بِالسَّيْف 5 ـ الذِينَ يَعْبُدُونَ الطَّبِيعَة: الزَّرَادِتشِيُّون: عُبَّادُ الطَّبِيعَة [الكَوَاكِبُ وَالنُّجُوم] 6 ـ شَهَادَةُ أَعْدَاءِ الإِسْلاَمِ الّذِينَ أَصَرُّواْ عَلَى الكُفرِ بِصِدْقِ الإِسْلاَم 0 7 ـ عَظَمَةُ الإِسْلاَم 8 ـ مَوَاقِفُ مِن حَيَاةِ الرَّسُول 9 ـ حِقدُ الغَرْبِ عَلَى الإِسْلاَم 10 ـ شُبُهَاتٌ أَثَارَهَا الكَافِرُونَ حَوْلَ الإِسْلاَم: 11 ـ بَعْضُ قِصَصِ الّذِينَ أَسْلَمُواْ وَسَعَادَتهُمْ بِالإِسْلاَم 0 12 ـ نمَاذِجُ مِن إِعْجَازِ القُرْآنِ العِلمِيّ 0

التَّنَاقُضُ الّذِي وَجَدُوهُ في دِيَانَاتهِمْ؛ وَالّذِي بِسَبَبِهِ أُعْدِمَ جَالِيليُو وَغَيرُه: جَعَلَهُمْ يهَاجِمُونَ أَيَّ دِين 00 بمَا في ذَلِكَ دِينُ المُسْلِمِين 00!! بِعَظَمَةِ الإِسْلاَم: وَانْظُرْ تَفسِيرَ قَوْلِهِ تَعَالى: {وَلاَ تَكُنْ لِلخَائِنِينَ خَصِيمَا} وَأَسْبَابَ نُزُولهَا، فَسَبَبُ نُزُولهَا حَادِثَةٌ نَصَرَ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى يَهُودِيَّاً عَلَى مُسْلِم 0

أَمَّا المَلاَحِدَةُ الَّذِينَ يَطعَنُونَ في القُرْآنِ وَيَقُولُونَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى أَخَذَهُ عَنْ فُلاَنٍ أَوْ فُلاَنٍ أَوْ فُلاَن: فَاعْلَمْ ـ يَرْحَمُكَ الرَّحْمَن ـ أَنهُمْ مَا قَالُواْ هَذَا إِلاَّ لإِفلاَسِهِمْ مِنَ الحُجَّةِ وَالبرْهَان؛ وَلَقَدْ ذَكَرَ هَذِهِ الحَقِيقَةَ القُرْآن: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِن هَذَا إِلاَّ إِفكٌ افترَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُون، فَقَد [لَقَد] جَاءواْ ظُلمَاً وَزُورَا {4} وَقَالُواْ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكتَتَبَهَا فَهِيَ تمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاَ} [الفُرْقَان] عَنِ القُرْآن: يَقُصُّ كُلَّ مَا يخُصُّ العَقِيدَةَ وَالتَّوْحِيدَ وَمَكَارِمَ الأَخْلاَق 0 تحْتَ عُنوَان: شُبُهَاتٌ أَثَارَهَا الكَافِرُونَ حَوْلَ الإِسْلاَمْ: كَتَبَ هِرَقلٌ إِلَى النَّبيِّ صلى بِهَذَا الكِتَاب:

" تَدْعُونِي إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ فَأَيْنَ النَّارْ: يَعْني إِذَا كَانَتِ الجَنَّةُ مِسَاحَتُهَا السَمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَأَيْنَ النَّارْ 00!!؟ ... فَكَتَبَ لَهُ صلى: " سُبْحَانَ الله؛ أَيْنَ اللَيْلُ إِذَا جَاءَ النَّهَارْ 00!!؟ ... أَيْ هَذِهِ مِثلُ هَذِهِ 00!! (الكَنْز: 29661) وَهَذَ أَيْضَاً مَرْدُودٌ عَلَيْهِ كَالتَّالِي: وَهَلِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ هِيَ كُلُّ مُلكِ الله 00!!؟ لَقَدْ جَاءَ فِي أَحَادِيثَ عَنِ النَّبيِّ صلى أَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرَاضِينَ السَّبْعَ فِي عَرْشِ اللهِ كَحَلقَةٍ فِي فَلاَة: أَيْ كَخَاتَمٍ أَوْ قُرْطٍ (حَلَقٍ) فِي صَحْرَاءَ مُتَرَامِيَةِ الأَطرَافْ 00!!

وَيَكفِي مِن عَظَمَةِ الإِسْلاَمِ وَمَا يُثبِتُ أَنَّهُ دِينُ العِلمِ أَنَّ أَوَّلَ كَلِمَةٍ نَزَلَتْ فِي شَرِيعَتِهِ كَانَتْ " اقرَأ " 00!! وَانظُرْ تَفسِيرَ ابْنِ كَثِيرٍ لِقَوْلِهِ تَعَالَى " الذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ مُؤمِنُون 0000000 (52) القَصَصْ " لاَ تَرْجُوَنَّ مِنَ الطَّبِيعَةِ رَحْمَةً إِنَّ الطَّبِيعَةَ دِينُهَا قَانُونُهَا سَقَطَ الرَّضِيعُ فَمَا وَقَتْهُ سَمَاؤُهَا تَلَفَاً وَلاَ دَمَعَتْ عَلَيْهِ عُيُونُهَا " لآمَنَ مَنْ في الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعَا، أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ أَنْ يَكُونُواْ مُؤمِنِين " 00 وَمَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا رَدَّاً عَلَى مَنْ زَعَمُواْ أَنَّ الإِسْلاَمَ قَدِ انْتَشَرَ بِالسَّيْف 0 خبر أبي سفيان مع هرقل ملك الروم

وأخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن أبا سفيان أخبره: أن هرقل أرسل إِلَيْهِ في ركب من قريش ـوكانوا تجارا بالشام ـفي المدة التي كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش، فأتوه وهم بايلياء، فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم ثم دعاهم ودعا بالترجمان فقال: أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ قال أبو سفيان: فقلت: أنا أقربهم نسبا، قال: أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه قل لهم: اني سائل هذا عن هذا الرجل فان كذبني فكذبوه، فوالله لولاَ أن يؤثروا عني كذبا لكذبت عنه ـأي لولاَ أنه يعيروني لكذبت ولكني تكرفت عن هذا 0

ثم كان أول ماسألني عنه أن قال: كيف نسبه فيكم؟ قلت: هو فينا ذو نسب، قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قلت: لاَ، قال: فهل كان من آبائه من ملك؟ قلت: لاَ، قال: فأشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ قلت: بل ضعفاؤهم، قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون، قال: فهل يرتد أحد منهم سخطه لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت: لاَ، قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ماقال؟ قلت: لاَ، قال: فهل يغدر؟ قلت: لاَ ونحن منه في مدة لاَندري ماهو فاعل فيها ـقال: ولم يمكني كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة ـقال: فهل قاتلتموه؟ قلت: نهم قال: فكيف كان قتالكم اياه؟ قلت: الحرب بيننا وبينه سجال، ينال منا وننال منه، قال: مإِذَا يأمركم؟ قلت: يقول: اعبدوا الله وحده ولاَ تشركوا به شيئا، واتركوا مايقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاَة والصدق والعفاف والصلة 0

فقال للترجمان: قل له سألتك عن نسبه فزعت أنه فيكم ذو نسب، وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها، وسألتك: هل قال أحد منكم هذا القول قبله، فذكرت أن لاَ، فقلت: لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يتأسي بقول قيل قبله، وسألتك: هل كان من آبائه من ملك فذكرت أن لاَ، فلو كان من آبائه من ملك قلت رجل يطلب ملك أبيه، وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ماقال، فذكرت أن لاَ، فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب عَلَى الناس ويكذب عَلَى الله وسألتك: أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم، فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل، وسألتك: أيزيدون أم ينقصون، فذكرت أنهم يزيدون، وكذلك أمر الاَيمان حتي يتم وسألتك: أيرتد أحد منهم سخطه لدينه بعد أن يدخل فيه، فذكرت أن لاَ، وكذلك الاَيمان حين تخالط بشاشته القول، وسألتك: هل يغدر فذكرت أن لاَ، وكذلك الرسل لاَ تغدر، وسألتك: بم

يأمركم، فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولاَ تشركوا به شيئا وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلة والصدق والعفاف، فان كان ماتقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج، لم أكن أظن أنه منكم، فلو أعلم أني أخلص إِلَيْهِ لتجشمت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه 0 ثم دعا بكتاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي بعث به مع دحية رضي الله عنه إِلَى عظيم بصري فدفعه إِلَى هرقل فإِذَا فيه 0 " بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله إِلَى هرقل عظيم الروم، سلاَم عَلَى من اتبع الهدي، أما بعد: فاني أدعوك بدعاية الإِسْلاَم، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فان توليت فان عَلَيْك اثم

الأريسيين و (ياأهل الكتاب تعالوا إِلَى كلمة سواء بيننا وبينكم الاَ نعد الاَ الله ولاَ نشرك به شيئا ولاَ يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون) (آل عمران 64)

قال أبو سفيان: فلما قال ماقال وفرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب، وارتفعت الأصوات وأخرجنا، فقلت لأصحابي ـحين خرجنا ـلقد أمر أمر ابن أبي كبشه ـ= وأبو كبشه هو والد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الرضاعة وزوج حليمه السعدية ـوانه يخافه ملك بني الأصفر فمازلت موقفنا أنه سيظهر حتي أدخل الله عَلَى الإِسْلاَم له بحمص ثم أمر بأبوابها فغلقت ثم اطلع فقال: يامعشر الروم هل لكم في الفلاَح والرشد وأن يثبت لكم ملككم فتتابعوا لهذا النبي؟ فحاصوا حيصة حمر الوحش إِلَى الأبواب فوجدوها قد غلقت فلما رأي هرقل نفرتهم وأيس من الاَيمان أي صاحوا قال: ردوهم عَلَى وقال: اني إِنمَا قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم عَلَى دينكم؛ فقد رأيت، فسجدوا له وروا عنه، فكان ذلك آخر شأن هرقل وقد رواه البخاري في مواع كثيرة في صحيحه بألفاظ يطول استقصاؤها؛ وأخرجه بقية الجماعة الاَ ابن ماجه "

وبعث عبد الله بن حذاقة رضي الله عنه إِلَى كسري بن هرمز ملك فارس وكتب معه 0 " بسم الله الرحمن الحيم، من محمد سول الله إِلَى كسري عظيم فارس: سلاَم عَلَى من اتبع الهدي وآمن بالله وسوله، وشهد أن لاَ اله الاَ الله وحده لاَشريك له وأن محمداً عبده وسوله؛ وأدعوك بدعاء الله، فاني أنا رسول الله إِلَى الناس كافة لأنذر من كان حيا ويحق القول عَلَى الكافرين، فان تسلم تلم، وان أبيت فان اثم المجوس عَلَيْك " قال: فلما قرأه شقه وقال: يكتب إِلَى بهذا وهو عبدي، قال: ثم كتب كسري إِلَى بإِذَام ـفذكر ماتقدم عن ابن اسحاق، ودخلاَ عَلَى الله {وقد حلقا لحاهما وأعفيا شواربهما، فكره النظر إِلَى هما وقال: " ويلكما م، أمركما بهذا؟ " قالاَ: أمرنا ربنا ـيعنينا كسري ـفقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ولكن ربي أمرني باعفاء لحيتة وقص شاربي " كذا في البداية (4/ 269)

وأخرج الطبراني عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: لما بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث كسري إِلَى عامله عَلَى أر ايمن ومن يليه من العرب ـوكان يقال له: بادام ـانه بلغني أنه خرج رجل قبلك يزعم أنه نبي فقل له فليكف عن ذلك أو لاَبعثن إِلَى هي من يقتله أو يقتل قومه، فجاء رسول بادام إِلَى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له هذا، فقال سول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لو كان شيء فعلته من قبلي كففت ولكن الله عز وجل بعثني " فأقام الرسول عنده، فقال له سول اله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ان ربي قتل كسري ولاَ كسري بهعد اليَوْم؛ وقتل قيصر ولاَ قيصر بعد اليَوْم، قال فكتب قوله في الساعة التي حدثه والليوم الذي حدثه والشهر الذي حدثه فيه، ثم رجع إِلَى بادام فإِذَا كسري قد مات، وإِذَا قيصر قد قتل 0 وقال الهيثمي (8/ 287): ورجاله رجال

الصحيح " (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 111/ 1) 0 الكسب الحلاَل تعَلِيمُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَا كيف يدعو إِلَى فرائض الإِسْلاَم

وأخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمعاذِ بن جبل رضي الله عنه ـحين بَعثه إِلَى إِلَى من ـ" إِنك ستأتي قوما أهل كتاب، فإِذَا جئتهم فادعهم إِلَى أن يشهدوا أن لاَ اله الاَ الله وأن محمداً رسول الله، فان هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله فرض عَلَيْهِم خمس صلوات كل يوم وليلة، فان هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله فر عَلَيْهِم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد عَلَى فقرائهم، فان هم أطاعوا لك بذلك فاياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب " وقد أخرجه بقية الجماعة، كذا في البداية (5/ 100) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 104/ 1) 0

وأخرج البيهقي (9/ 107) عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: أتي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأساري من اللآت والعزي، قال: فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " هل دعوتموهم إِلَى الإِسْلاَم؟ " فقالوا: لاَ، فقال لهم " هل دعوكم إِلَى الإِسْلاَم؟ " فقالوا: لاَ، قال: " خلوا سبيلهم حتي يبلغو مأمنهم " 00!! حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 97/ 1) 0 (عظمة الإِسْلاَم) أمره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البعوث بتألِيفِ الناس ودعوتهم

وأخرج ابن مسنده وابن عساكر عن عبد الرحمن بن عائذ رضي الله عنه قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بعث بعثا قال: " تألفوا الناس ولاَ تغيروا عَلَيْهِم حتي تدعوهم، فما عَلَى الأرض من أهل بيت مدر ولاَ وبر الاَ تأتوني بهم مسلمين أحب إِلَى أن تأتوني بنسائهم وأولاَدهم وتقتلوا رجالهم " كذا في الكنز (2/ 294) وأخرجه أيضا ابن شاهين والبغوي كما في الاَصابة (3/ 152) والترمذي (1/ 195) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 94/ 1) 0

وأخرج البخاري عن سيدنا عَلِيٍّ كرم أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه يوم خيبر فقال له " انزل بساحتهم ثم ادعهم إِلَى الإِسْلاَم وأخبرهم بما يجب عَلَيْهِم من حق الله تَعَالَىفيه فوالله لاَن يهدي الله بك رجلاَ واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم (وحمر النعم هيَ كناية عن كثرة وعظمة الغنائم (96/ 1 جياة) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 96/ 1) 0 وَانْظُرْ التي وُضِعَتْ خَطَئَاً بِشُكْرِ نِعَمِ الله 0 عرضه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدعوة عَلَى كندة:

وأخرج أبو نعيم في الدلاَئل (ص: 103) أيضا من طريق الواقدي: حدثني محمد بن عبد الله ابن كثير بن الصلت عن ابن رومان وعبد الله بن أبي بكر وغيرهما رضي الله عنهما قالوا: جاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كندة في منازلهم بعكاظ فلم يأت حيا من العرب كان إِلَى ن منهم فلما رأي لينهم وقوة جبههم له ـ أَيْ إِقبَالهِمْ عَلَيْهِ ـ جعل يكلمهم ويقول: " أدعوكم إِلَى الله وحده لاَشريك له وان تمنعوني مما تمنهون منه أنفسكم فان أظهر فأنتم بالخيار " فقال عامتهم ماأحسن هذا القول ‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍ ولكنا نعبد ماكان يعبد آباؤنا قال أصغر القوم: ياقوم اسبقوا إِلَى هذا الرجل قبل أن تسبقوا إِلَيْهِ فوالله ان أهل الكتاب ليحدثون أن نبيا يخرج من الحرم قد أظل زمانه وكان في القوم انسان أعور فقال: امسكوا عَلَى أَخرجته عشيرته وتؤؤنهُ ـ أَيْ يُقِيمُ بَيْنَكُمْ وَتجِيرُونَه ـ أي تجبرونه بينكم

أنتم تحملون حرب العرب قاطبة؟ ‍‍‍‍لاَ ثم لاَ فانصرف عنهم حزينا فانصرف القوم إِلَى قومهم فخبروهم فقال جل من إِلَى هود: والله انكم مخطئون بخطئكم لو سبقتم إِلَى هذا الرجل لسدتم العرب ونحن نجد صفته في كتابنا فوصفه للقوم الذين رأوه كل ذلك يصدقونه بما يصف من صفته ثم قال: نجد مخرجه بمكة ودار هجرته يثرب فاجمع القوم ليوافره في الموسم قابل فحسبهم سيد لهم عن حج تلك السني فلم يواف أحد منهم فمات إِلَى هودي فسمع عند موته يصدق بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويُؤمِن به 0 ‍ (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 79/ 1) دعوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للوليد بن المغيرة

وأخرج اسحاق بن راهويه عن ابن عباس صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن الوليد بن المغيرة جاء إِلَى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقرأ عَلَيْهِ القرآن، فكأنه رق له فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال: ياعم ان قومك يريدون أن يجمعوا لك مالاَ، قال: لم؟ قال: ليعطوكه فانك أتيت محمدا لتعر ماقبله قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالاَ قال: فقل فيه قولاَ يبلغ قومك أنك منكر له، قال: ومإِذَا أقول؟ فوالله مامنكم رجل أعرف بالأشعار مني، ولاَ أعلم برجزه ولاَ بقصيده مني ولاَ بأشعار الجن والله مايشبه الذي يقول شيئا من هذا، ووالله ان لقوله الذي يقول حلاَوي، وان عَلَيْهِ لطلاَوة ـ أَيْ جمال وحسن كحسن الطلاَء ـ وإِنه لمثمر أعلآه مغدقٌ أَسْفَلُه ـ وَهِيَ اسْتِعَارَةٌ مَكنِيَّةٌ حَيْثُ شَبَّهَ القُرْآنَ بِالجَنَّةِ فِي أَعْلاَهَا الثمَارْ، وَفِي أَسْفَلُهَا الأَنهَارْ ـ

غزير الخير ـ أسفله وانه ليعلو ولاَ يعَلَى، وانه ليحطم ما تحته، قال: لاَ يرضي عنك قومك حتي تقول فيه قال: قف عني حتي أفكر فيه، فلما فكر قال: ان هذا الاَ سحر يؤثر ـ أي يتناقل كَالأَثر بين الكهان والمعني أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذه عنهم ـ يأثر عن غيره فنزلت: (ذرني ومن خلقت وَحِيدَا (*) وجعلت له مالاَ ممدودا (*) وبنين شهودا) (المدثر 11 ـ13 وَوَحِيدَا أي لاَ نَظِيرَ لَهُ فِي الغني والجاه 0 هكذا رواه البيهقي عن الحاكم عن عبد الله بن محمد (كذا في البداية (3/ 60) وأخرجه ابن جرير عن عكرمة كما في التسير لاَ بن كثير (4/ 443) حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: (1/ 71 / طبعة (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 71/ 1)

وأخرج البخاري وأبو داود عن أنس رضي الله عنه أن غلاَما من إِلَى هود كان يخدم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمرض فأتاه يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: " أسلم " فنظر إِلَى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا القاسم فأسلم، فخرج صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقول: " الحمد لله الذي أنقذه بي من النار " كذا في جميع الفوائد , 1/ 124) حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: الصحابة (1/ 70 ج 1) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 70/ 1) هُمُومٌ فِي حَيَاةِ الرَّسُولْ عرضه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدعوة عَلَى بني كعب ‍‍‍

وأخرج أبو نعيم في دلاَئل النوة (ص 100) عن عبد الرحمن العامري عن أشياخ من قومه قالوا: أتانا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن بسوق عكاظ فقال: " ممن القوم؟ قلنا: من بني عامر بن صعصعة، قال: " من أي بني عامر؟ " قلنا: بنو كعب بن ربيعة، قال: " كيف المنعة فيكم؟ " قلنا: لاَيرام ماقبلنا، ولاَ يصلي بنارنا فقال لهم: " اتي رسول الله فان اتيتكم تمنعوني حتي أبلغ رسإِلَى ربي؟ ولم أكره أحدا منكم عَلَى شيء " قالوا: ومن أي قريش أنت؟ قال: " من بني عبد المطلب " قالوا: فأين أنت من بني عبد مناف؟ قال: " هم أول من كذبني وطردني " قالوا: ولكنا لاَنطردك ولاَ نؤمن بك، ونمنعك حتي تبلغ رسالة ربك قال: فنزل إِلَى هم والقوم يتسوقون اذ أتاهم بجرة بن قيس القشيري فقال: من هذا الذي أراه عندكم؟ أنكره قالوا: محمد بن عبد الله القرشي قال: مالكم وله؟ قالوا: زعم

لنا انه رسول الله يطلب إِلَى نا ان نمنعه حتي يبلغ رسالة ربه قال: فمإِذَا رددتم عَلَيْهِ؟ قالوا: قنا: في الرحب والسعه نخرجك إِلَى بلاَدنا ونمنعك مما نمنع به أنفسنا، قال بجرة: ماأعلم أحدا من أهل هذه السوق يرجع بشيء أشر من سيء ترجعون به بدأتم لتنابذ الناس وترميكم العرب عن قوس واحدة قومه أعلم به لو آنسوا منه فآنس من جانب الطور نارا خيرا لكانوا أسعد الناس به تعمدون إِلَى رهيق رَجُلٌ قد طرده قومه وكذبوه فتؤونه وتنصرونه فبئس الرأي رأيتم ‍‍‍ ثم أقبل عَلَى رسول الله ** صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ **

فقال: قم فالحق بقومك فوالله لولاَ انك عند قومي لربت عنقك قال: فقام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ناقته فركبها فغمز الخبيث بجرة شاكلتها فقمصت برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فألقته وعند بني عامر يومئذ ضباعة بنت عامر بن قرط ـكانت من النسوي اللاَتي أسلمن مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكه ـجاءت زائرة إِلَى بني عمها فقالت: ياآل عامر ـولاَ عامر لي ـأيصنع هذا برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين أظهركم، لاَ يمنعه أحد منكم؟ فقام ثلاَثة نفر من بني عمها إِلَى بجرة واثنين أعاناه، فأخذ كل رجل رجلاَ فجلد به الأض، ثم جلس عَلَى صدره ثم علو وجوههم لطما، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اللهم بارك عَلَى هؤلاَء، والعن هؤلاَء " فأسلم الثلاَثة الذين نصروه فقتلوا شهداء وهلك الآخرون لعنا واسم الاَثنين اللذين

نصرا بجرة بن فراس: حزن بن عبد الله ومعاوية بن عبادة وأما الثلاَثة الذين نصروا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فغطريف وعطفان ابنا سهل، وعروة بن عبد الله وأخرجه الحافظ سعيد ابن يحيي بن سعيد الأموي في مغازيه ع، أبيه به، كما في البداية (3/ 141) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 80/ 1) دعوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي جهل

أخرج البيهقي عن المغيرة بن شعبة قال: ان أول يوم عرفت فيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أني أمشي أنا وأبو جهل بن هشام في بعض أزقة مكة، اذ لقينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي جهل: " ياأبا الحكم، هلم إِلَى الله وإِلَى رسوله، أدعوك إِلَى الله " فقال أبو جهل: يا محمد، هل أنت منته عن سب آلهتنا؟! هل تريد الاَ أن تشهد أنك قد بلغت؟! فنحن نشهد أن قد بلغت، فوالله لو أني أعلم أن ماتقول حق لاَ تبعتك 0

فانصرف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأقبل عَلَيَّ فقال: والله اني لأعلم أن مايقول حق، ولكن بمنعني شيء: أن بني قصي قالوا: فينا الحجابة ـ أي مفاتيح الكعبه والقيام عَلَى ـ خدمتها فقلنا: نعم، ثم قالوا: فينا السقايَة ـ أي سقايَةُ الحجِيجْ ـ فقلنا نعم؛ ثم قالوا: فينا الندوة ـ كالعمدية في القري والنجوع ـ فقلنا: نعم، ثم قالوا: فِينا اللواء ـ راية الحرب ـ فقلنا: نعم، ثم أطهموا وأطعمنا، حتي إِذَا تحاكت الركب ـ أي تساووا في الفضل كفرس رهان ـ قالوا: منا نبي فَمَتي نُدْرِكُ هَذِهِ والله لاَ أفعل " 00!! كذا في البداية (3/ 64) وأخرجه أيضا ابن أبي شيبة بنحوه، كما في الكنز (7/ 129) 0 (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 71/ 1) تحْتَ عُنوَان: شُرُوط قَبُولِ العَمَلِ الصَّالحْ:

وأخرج البيهقي وابن المنذر والحاكم عن أبي عمران الجوني قال: مر عمر رضي الله عنه براهب فوق ونودي بالراهب قيل له: هذا أمير المؤمنين، فاطلع فإِذَا انسان به من الضر والاَجتهاد وترك الدنيا؛ فلما رآه عمر بكي، فقيل له: انه نصراني، فقال عمر: قد علمت، ولكني رحمته، ذكرت قول الله عز وجل: (عاملة ناصبة * تصلي نارا حامية) (وَنَاصِبَةٌ أَيْ مُتعَبَة 0 الغاشية: 3، 4) رحمت نصبه واجتهاده وهو في النار 0 كذا ي كنز الهمال (1/ 175) 0 بسم الله الرحمن الرحيم (أولئك الذين ضل سعيهم في الحَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: الدنيا وهو يحسبون أنهم يحسنون صنعا) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 57/ 1) دعوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحصين والد عمران رضي الله عنهما

أخرج ابن خزيمة عن عمران بن خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين قال:

حدثني أبي عن أبيه عن جده أن قريشا جاءت إِلَى الحصين ـوكانت تعظمه ـفقالوا له: كلم لنا هذا الرجل فانه يذكر آلهتنا ويسبهم، فجاءوا معه حتي جلسوا قريبا من باب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " أوسعوا للشيخ ـوعمران وأصحابه متوافرون ـفقال حصين: ماهذا الذي بلغنا عنك أنك تشتم آلهتنا وتذكرهم، وقد كان أبوك حصينة وخيراً؟ فقال: " ياحصين، ان أبي وأباك في النار ياحصين، كم تعبد من اله " قال: سبعا في الأر وواحدا في السماء قال: " فإِذَا أصابك الر من تدعو؟ " قال: الذي في السماء، قال: " فإِذَا هلك المال من تدعو؟ " قال: الذي في السماء قال: " فيستجيب لك وحده وتشركهم معه، أريته ي الشكر أم تخاف أن يغلب عَلَيْك؟ " قال: ولاَ واحدة من هاتين؛ قال: وعلمت اني لم أكلم مثله قال: " ياحصين أسلم تسلم " قال: ان لي قوما وعشيرة فمإِذَا أقول؟ قال: " قل: اللهم

استهديك لأرشد أمري وزدني علما ينفعني " فقالها حصين فلم يقم حتي أسلم، فقام إِلَيْهِ عمران فقبل رأسه ويديه ورجليه، فلما رأي ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكي، وقال: " بكيت من صنيع عمران دخل حصين وهو كافر فلم يقم إِلَيْهِ عمران ولم يلتفت ناحيته، فلما أسلم قضي حقه فدخلني من ذلك الرقة " فلما أراد حصين أن يخرج قال لأصحابه: " قوموا فشيعوه إِلَى منزله " فلما خرج من سدة الباب رأته قريش فقالوا: صبأ!! وتفرقوا عنه 0 كذا في الاَصابة (1/ 337) ـ (64) 0 (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 64/ 1) الدِّينُ الحَقّ: الدِّينُ الحَقّ: (" فَلَمَّا جَاءهُمْ مَا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِه ") الدِّينُ الحَقّ:

أم خلقواْ السموات والأرض بل لاَ يوقنون * أم عندهم خزائن ربك أم هم المسَيطرون * أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين * أم له البنات ولكم البنون * أم تسئلهم أجرافهم من مغرم مثقلون * أم عندهم الغيب فهم يكتبون * أم يريدون كيداً فالذين كفروا هم المكيدون * أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون)

هذا المقام فى إثبات الربوبية وتوحيد الألوهية فقال تعالى (أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون) أى أوجدوا من غير موجد؟ م هم أوجدوا أنفسهم، أى لاَ هذا ولاَ هذا بل الله هو الذى خلقهم وأنشأهم بعد أن لم يكونوا شيئاً مذكورا قال البخارى حدثنا الحميدى حدثنا سفيان قال حدثنى عن الزهرى عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال سمعت النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ فى المغرب بالطور فلما بلغ هذه الآية (أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون * أن خلقوا السموات والأرض؟ بل لاَيوقنون) أى أهم خلقوا السموات والأرض؟ وهذا إنكار عليهم فى شركهم بالله وهم يعلمون أنه الخالق وحده لاَشريك له ولكن عدم ايقانهم هو الذى يحملهم على ذلك (أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون) أى اهم يتصرفون فى الملك وبيدهم مفاتيح الخزائن (أم هم المصيطرون) المحاسبون للخلاَئق؟ ليس الأمر كذلك بل الله عز وجل هو المالك

المتصرف الفعال لما يريد وقوله تعالى (أم لهم سلم يستمعون فيه) أى مرقاة إلى الملإ الأعلى (فليأت مستمعهم بسلطان مبين) أى فليأت الذى يستمع لهم بحجة ظاهرة على صحة ما هم فيه من الفعال والمقال أى ليس لهم سبيل إلى ذلك فليسوا على شئ ولاَ لهم دليل ثم قال منكراً عليهم فيما نسبوه إليه من البنات وجعلهم الملاَئكة إناثاً واختيارهم لأنفسهم الذكور على الإناث بحيث إذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم، هذا وقد جعلوا الملاَئكة بنات الله وعبدوهم مع الله فقال (أم له البنات ولكم البنون) وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد (أم تسألهم أجراً) أى أجرة على

إبلاَغك إياهم رسالة الله؟ أى لست تسألهم لعى ذلك شيئاً (فهم من مغرم مثقلون) أى فهم من أدنى شئ يبترمون منه ويثقلهم عليهم (أم عندهم الغيب فهم يكتبون) أى ليس الأمر كذلك فإنه لاَيعلم من أهل السموات والأرض الغيب إلاَ الله (أم يريدون كيداً فالذين كفروا هم المكيدون) يقول تعالى أم يريد هؤلاَء بقولهم هذا في الرسول وفى الدين غرور الناس وكيد الرسول وأصحابه فكيدهم إنما يرجع وباله على أنفسهم فالذين كفروا هم المكيدون (أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون) وهذا إنكار شديد على المشركين فى عيادتهم الأصنام والأنداد مع الله، ثم نزه نفسه الكريمة عما يقولون ويفترون ويشركون فقال (سبحان الله عما يشركون)

وإن يروا كسفاً من السماء ساقطاً يقولوا سحاب مركوم * فذرهم حتى يلاَقوا يومهم الذى فيه يصعقون * يوم لاَيغنى عنهم كيدهم شيئا ولاَ هم ينصرون * وإن للذين ظلموا عذابً دون ذلك ولكن أكثرهم لاَيعلمون * واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم * ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم*

ثم قال تعالى (وإن للذين ظلموا عذاباً دون ذلك) أى قبل ذلك فى الدار الدنيا كقوله تعالى (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون) ولهذا قال تعالى (ولكن أكثرهم لاَ يعلمون) أى نعذبهم فى الدنيا ونبتليهم فيها بالمصائب لعلهم يرجعون وينيبون فلاَ يفهمون مايراد بهم بل إذا خلى عنهم مما كانوا فيه عادوا إلى أسوإ ماكانوا عليه كما جاء فى بعض الأحاديث "إن المنافق إذا مرض وعوفى مثله فى ذلك كمثل البعير لاَيدرى فيما عقلوه ولاَ فيما أرسلوه" وفى الأثر الإلهى "كم أعصيك ولاَ تعاقبنى؟ قال الله تعالى ياعبدى كم أعاقبك وأنت لاَتدرى؟ وقوله تعالى (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا) أى اصبر على أذاهم ولاَ تبالهم فإنك بمرأى منا وتحت كلاَءتنا والله يعصمك من الناس [أَظُنُّهُ ابْنَ كَثِير] بِالدين الحق توبة طبيب نصراني وإسلاَمه على يد داعية مسلم

جي ميشيل "36 سنة" مسئول هيئة تنصرية جاءت من ألمانيا العربية للعمل في الصومال، ولأن البعثة جاءت للعمل فكان لاَ بد من تسميتها بعثة "المشروع الوطني لمحاربة أمراض العمى" كان ميشيل من النابغين في الإشراف على فريق التمريض، لذلك لم يفاجأ بخبر تعيينه مسئولاَ للبعثة إضافة إلى إدارة المشروع 0 تحركت البعثة في منتصف عام 1987 م وأمامها خريطة للتنصير في القرن الإفريقي تحت لاَفته: "محاربة أمراض العمى"0 حديث "ميشيل" يأتي عذبا صافيا لأنه نابع من القلب، ولأن حديثي يختلف بالتأكيد عن حديث "ميشيل" من حيث الصدق والإحساس سأتركه لكم: يقول جي ميشيل:

سعادتي بالصومال والصوماليين كانت كبيرة، ربما لحسن استقبالهم لنا، وربما لإحساسنا بمدى الفقر الذي يعانونه في الوقت الذي يعتزون فيه بأنفسهم، كما لو كانوا من أثرى الأثرياء، ربما لوجهوهم الطيبة التي تستطيع رغم سمرتها أن تترجم كل حركة أو إشارة صادرة منها بسهولة0 أشياء كثيرة كانت وراء فرحتي بمكان المهمة0

يبدو أنني في زحمة انشغالي بالعمل وفرحتي واحترامي للشعب الصومالي نسيت مهمتي الأصلية التي جئت وجاء الفريق من أجلها! فبسرعة عجيبة كان لي أصدقاء مسلمون يسألون عني وأسأل عنهم، تفانيت في محاربة أمراض العمى، وأشرفت على علاَج عشرات الحالاَت، وكانت كلمات المديح والإطراء تخرج من كل الأفواه أثناء مروري على أي تجمع أو في أي شارع، كنت أفهم كلماتهم رغم أنها صادرة بلغة غير لغتي لكنها لغة الإحساس 0 في زحمة ذلك كله وبعد خمسة أشهر من النجاح الباهر في محاربة العمي جاءتني برقية من قصر رئاسة المنظمة الألمانية التي تتولى تنفيذ المشروع من ألمانيا!

قلت لنفسي: لعلها بشرى سارة فقد أمروني بالعودة فوراً، ربما ليشكروني على التفاني في العمل، وربما ليقدموا لي ولأفراد الفريق هدايا أو أوسمة. لم أستطيع أن أفسر طلبهم العجيب بضرورة توجهي إلى إنجلترا لأخذ دورة جديدة تساعدني في إنجاح مهمتي، إن مهمتي ناجحة تماماً والعمل هناك يمضي بصورة رائعة فما جدوى هذه الدورة مع رجل مثلي كان الأول على كل الدورات السابق؟ لم أستطع التفسير وبالتالي لم أستطع الرد بأكثر من نعم. سافرت إلى إنجلترا وأمضيت هناك شهراً كاملاً، وعدت إلى ألمانيا الغربية وأنا أتوق إلى أوامر بعودتي إلى الصومال، وبعد أسبوع جاء الأمر: توجه إلى تنزانيا! ومرة أخرى لاَ أجد تفسيراً لتوجهي إلى تنزانيا رغم نجاحي في الصومال، ولأنني لم أناقشهم في سبب ذلك. اطمأنوا تماماً لي وأرسلوا لي برقية بعد 4 أسابيع يطلبون فيها عودتي إلى الصومال، وبكيت فرحاً!

عدت إلى الصومال بعد خمسة أشهر من الاَنقطاع عن الوجوه الطيبة والقلوب الدافئة. التحقت بالمشروع على الفور، ومارست عملي وإشرافي، كانت فرحة الصوماليين بعودتي تكاد تقترب من فرحة مريض بمرض في عينه وتم علاَجه، ولولاَ اتهامي بالمبالغة لقلت إن فرحتهم بي كانت كفرحة الأعمى بعودة البصر إلى عينيه، هذا ما أحسست به خاصة من صديقي "محمد باهور".

دعاني "محمد باهور" لزيارة منزله، وهناك كان الترحيب بي من أسرته ومن جيرانه رائعاً، وفوجئت أثناء جلوسي معهم برجل يتحدث الإنجليزية بشكل جيد، فرحت كثيراً بذلك وفرحت أكثر عندما علمت أنه والد "محمد" ها هي الفرصة تتحقق وها هو الجزء الثاني والأهم في مهمتي إلى الصومال سيتحقق! إن اللغة تقف عائقاً كبيراً في عملية التنصير لكن وجود مثل هذا الرجل سيساعدني كثيراً في شرح أبعاد التبشير بالنصرانية خاصة وأن هذا الرجل يحترمه الجميع ويقدرونه بصورة تكاد تقترب من الخوف!

وبدأت مع هذا الرجل الذي توقعت أن يكون مفتاح التبشير والتنصير في المنطقة كلها، قلت لنفسي فلأبدأ معه بالحديث عن الأديان عموماً وأنتقل للحديث عن الإنجيل وعن المسيح الذي أدركت واكتشفت أكثر من مرة أن المسلمين جميعاً يحبونه ويعترفون به! ولاَ أدري ماذا حدث وكيف اكتشف هذا الرجل أن حديثي معه سيكون عن الأديان! قبل أن أبدأ حديثي وجدته ممسكاً بنسخة من "القرآن" في يديه وسألني: تعرف هذا الكتاب؟ ابتسمت ولم أجب خشية إثارته أو التلميح له بمهمتي! مرة أخرى أحسست أن الرجل يدرك ما يدور بعقلي منحني فرصة الخروج من المأزق وبدأ هو يتحدث عن الإنجيل وعن المسيح، وطلب مني أن أوجه له أي سؤال أريد الإجابة عنه سواء في الإنجيل أو في القرآن! قلت: كيف؟ قال: في القرآن كل شيء!

انتهت زيارتي وعدت إلى عملي ثم مقر إقامتي وأنا في كيفية اختراق عقل وفكر هذا الرجل، إنني لو نجحت في ذلك سأكون بلاَ شك قد قطعت شوطاً كبيراً وسيسهل بعد ذلك اصطياد الواحد تلو الآخر عدت إلى بعض النشرات والكتيبات، وسخرت من نفسي وأنا أشعر وكأنني تلميذ مقبل على امتحان خطير! طمأنت نفسي وقلت: إنها مهمة بسيطة ويبدو أنني أضخمها أكثر من اللاَزم، إن السيطرة على تفكير رجل مثل والد محمد مسألة سهلة، هي بالتأكيد سهلة وخرجت إلى عملي، أنهيته وبدأت في البحث عن "محمد باهور" طامعاً في وعد بزيارة جديدة حتى ألتقي بالرجل "المفتاح".

كان الموعد وكان اللقاء وكانت البداية المباغتة: فور جلوسي سألني الرجل عن طبيعة مهنتي فقلت: الطب! قال لي: إن "القرآن الكريم" يشرح بالتفصيل عملية "الخلق" و "النشأة" وكل ما يحدث في الإنسان من تغيرات! قلت: كيف؟ وكأن الرجل كان ينتظر الإشارة الخضراء، اندفع يتحدث بلغة إنجليزية جيدة، وليس هذا مهماً، لكن المهم أنه كان يتحدث بإحساس شديد لكل كلمة تخرج من فمه. أقول لكم بصراحة أنني دهشت لدرجة الاَنبهار بكتاب "عمره" أكثر من 1400 عام يتحدث عن كيفية نمو الجنين في رحم المرأة! لقد درست لسنوات طويلة وتدربت تدريباً شاقاً وأعرف مراحل نمو الجنين، لكن ما ذكره هذا الرجل شدني كثيراً وقد آلمني ذلك كثيراً!!

كالعادة طمأنت نفسي وهدأت من روعها حتى أستطيع النوم، أوكلت بعض مهامي في العمل للفريق، وبدأت أفكر كيف أنجح في الجزء الثاني من المهمة "التنصير" مثلما نجحت في الجزء الأول منها "محاربة أمراض العمى". صحيح أنني أحب الصومال والصوماليين، لكنني أحب عملي وأحب النصرانية فلماذا لاَ أجذبهم إليها؟ من جديد اضطررت لأن أطلب من "محمد باهور" أن أزوره، لكنني قبل أن أطلب منه ذلك فوجئت به يطلب مني أن أزور والده يومياً إن أمكنني ذلك لأنه يريدني ويحب دائماً الجلوس معي! فرحت في البداية لكنني قلت لنفسي: كيف أفرح وأنا حتى الآن لم أتمكن من السيطرة عليه، إنه هو البادئ دائماً فلماذا لاَ أبدأ أنا بالهجوم أو بالغزو؟

لن أحكي لكم تفاصيل ما حدث في الزيارة الثالثة والرابعة والخامسة لقد وجدتني محاصراً تماماً، أذهب إلى الرجل وأنا مستعد تماماً للمواجهة لكن حديثه وصدقه وقدرته الفائقة على الشرح والتوضيح جعلتني أبدو أمامه تلميذاً يسمع دروساً في الدين لأول مرة. لم أكن أدري أنني مراقب منذ أول زيارة إلى منزل والد "محمد باهور" ويبدو أن المراقبة كانت دقيقة للغاية حتى أنها وصلت إلى أن يواجهني أفراد الفريق الطبي ويطلبون مني عدم الذهاب إلى هذا المنزل أو الاَتصال بهذه العائلة. اكتملت المراقبة وتوجهت بقرار صادر من ألمانيا الغربية ينص على ضرورة مغادرتي للمعسكر! وقبيل تنفيذ الأمر بيوم واحد اكتشفت وجود قرار آخر بنقل "محمد باهور" من عمله إلى مكان آخر!

لم تكن هناك قوة تستطيع أن تمنعني من أن أحب "محمد باهور" وأحب والده وأسرته وأحب الصوماليين جميعاً، مكثت في مقديشيو أياماً معدودة، وكنت أتسلل ليلاً وأركب شاحنة أخرى حتى أصل إلى منزل عائلة "محمد" لكن ذلك لم يدم طويلاً، فقد قام رئيس فريق العمل الألماني بدفع أموال كبيرة لبعض مسؤولي الأمن بالمنطقة، وذلك لمنعي من الوصول إلى هذه المنطقة، وعندما نجحت في إقناع مسؤولين آخرين على قدر من التقوى والجدية في العمل كان الخبر المؤلم، لقد تم اعتقال "محمد" لعلاَقته بي!

بكيت كثيراً من أجل "محمد" وتألمت كثيراً من عدم تمكني من مواصلة المشوار مع والده للنهاية، كنت أريد أن أصل إلى نهاية، أو بمعنى أوضح إلى بداية، فإما نهاية للشكوك التي بدأت تتسرب إلى عقلي من حديث هذا الرجل، وإما بداية لرحلة جديدة! أثناء ذلك جاءتني برقية أخرى من ألمانيا تطلب مني مغادرة الصومال خلاَل أيام والاَنتقال إلى كينيا لتقضية "إجازة ممتعة"! تعللت بضرورة أخذ بعض أوراقي من مكان المعسكر وأبلغت مسؤول الأمن بذلك، وفور دخولي توجهت إلى منزل "محمد باهور". وجدت في المنزل فرحة غير عادية، قال لي الوالد لقد جئت مع إطلاَلة شهر الخير والبركة، سألته عن هذا الشهر فقال إنه رمضان! تناولت وجبة "السحور" معهم وقبيل الفجر شاهدت المنطقة كلها تخرج للصلاَة! مكثت معهم يوماً كاملاً واضطررت احتراماً لمشاعرهم أن أصوم لأول مرة في حياتي يوماً كاملاً عن الطعام والشراب!

وفي "نيروبي" وجدت في المطار من يستقبلني ويخبرني بأنني سأقيم في منزل كبير بدلاً من الفندق، وكانت الحفاوة بي واضحة، لكنني بعد عدة أسابيع أخبرت بخبر آخر أشد ألماً. جاءت البرقية تقول: "لن تستطيع العودة مرة أخرى إلى الصومال لأسباب أمنية"! لماذا؟ وكيف؟ ولمصلحة من هذا القرار؟! لم أجد من يجيبني عن تساؤلاَتي. هدأت قليلاً وأنا أتذكر موقف "محمد" ووالده وسرته معي وأتذكر كل الوجوه الصومالية التي التقيت بها. ووصلني رسالة ساخنة من والدي يطالبني فيها بالعودة إلى ألمانيا بأسرع ما يمكن، كانت سطور الرسالة تقول أو توحي بأن والدي تلقى ما يفيد خطورة موقفي إذا سافرت إلى الصومال! اكتشفت كذلك أن الرئاسة في ألمانيا الغربية لديها تقرير مفصل عني وعن تحركاتي الكاملة، واتخذت قراري!

قارنت بين ما يحدث في ألمانيا وما يحدث في الصومال من لهفة الناس علي وقلقهم البالغ وسؤالهم المستمر عني وأغلقت بابي على نفسي ورحت أراجع الدروس التي سمعتها من والد محمد. جهزت ورقة بيضاء ناصعة وأحضرت القلم وكتبت هذه البرقية إلى رئاستي في ألمانيا الغربية: اطمئنوا تماماً كل شيء على ما يرام. سأعتنق الإسلاَم!

وضعت رسالتي في صندوق البريد لأنهي رحلة من القلق والتوتر. كنت أشعر وأنا أتوجه إلى صندوق البريد وكأنني عريس في يوم زفافه، وتوجهت إلى أصدقائي في "نيروبي" قلت لهم: قررت العودة إلى الصومال مهما كلفني ذلك! سأعود حتى ولو أدى ذلك إلى قتلي! كان من الطبيعي ألاَ أجد شيئاً أنفذ به قراري بالعودة، بعت حاجاتي وملاَبسي كلها باستثناء ما أرتديه، وثلاَثة أحذية كنت أحضرتها معي، وتمكنت من تحصيل سعر التذكرة إلى الإيمان! نعم فقد وصلت إلى مقديشيو ومنها إلى منزل الوالد "باهور" وفور أن عانقني قلت هامساً: "أشهد أن لاَ إله إلاَ الله وأشهد أن محمداً رسول الله"!

لم يكن لدي وقت للفرح، عكفت على الدراسة والحفظ الجيد للقرآن الكريم والأحاديث الشريفة وكان إعجاب الصوماليين بي شديداً ولأن المسؤولين في المنطقة جزء من نسيج هذا الشعب فقد نجحوا في استصدار قرار يسمح لي بالتحرك والاَنتقال والتعايش مع الصوماليين في أي وقت وفي أي مكان كشقيق وأخ مسلم اسمه الجديد "عبد الجبار". الآن فقط فكرت في المشروع الذي كنا نقوم بتنفيذه، لقد توقف المشروع بحمد الله دون أن ينجح في الجزء الثاني أو الأول منه وهو الخاص بالتنصير، لكنه حقق نجاحات باهرة في الجزء الخاص بالعلاَج، لذلك لم أفاجأ بموافقة الدكتور عبد الله نصيف الأمين العام لرابطة العالم الإسلاَمي بمكة المكرمة على أو أواصل العمل في المشروع في وجهه الجديد وجه الخير والعمل الخالص لوجه الله، وها أنا أعود! ". [العائدون إلى الله للشيخ / محمد عبد العزيز المسند 0 الجُزْءُ الثَّالِث]

بِالدِّينِ الحَقّ: (فإنهم لاَ يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) أى لاَيتهمونك بالكذب فى نفس الأمر (ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) أى ولكنهم يعاندون الحق ويدفعونه بصدورهم كما قال سفيان الثورى عن أبى إِسحاق عن ناجية بن كعب عن على قال قال أبو جهل للنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنا لاَ نكذبك ولكن نكذب ما جئت به فأنزل الله فإنهم لاَيكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون رواه الحاكم من طريق إسرائيل عن أبى إسحاق ثم قال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقال ابن أبى حاتم حدثنا محمد بن الوزير الواسطى بمكة حدثنا بشر بن المبشر الواسطى عن سلاَم بن مسكين عن أبى يزيد المدنى أن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقى أبا جهل فصافحه قال له رجل ألاَ أراك تصافح هذا الصابىء؟ فقال والله إنى لأعلم إنه لنبى ولكن متى كنا لبنى عبد مناف تبعا؟ وتلاَ أبو يزيد (فإنهم لاَ

يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) وقال أبو صالح وقتادة يعلمون أنك رسول الله ويجحدون؛ وذكر محمد بن إسحاق عن الزهرى فى قصة أبى جهل حين جاء يستمع قراءة النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الليل هو وأبو سفيان صخر بن حرب والأخنس بن شريق ولاَ يشعر أحد منهم بالآخر فاستمعوها إلى الصباح فلما هجم الصبح تفرقوا فجمعتهم الطريق فقال كل منهم للآخر ما جاء بك؟ فذكر له ماجاء به ثم تعاهدوا أن لاَيعودوا لما يخافون من علم شباب قريش بهم لئلاَ يفتتنوا بمجيئهم، فلما كانت الليلة الثانية جاء كل منهم ظنا أن صاحبيه لاَيجيئان لما سبق من العهود فلما أصبحوا جمعتهم الطريق فتلاَوموا ثم تعاهدوا أن لاَيعودوا فلما كانت الليلة الثالثة جاءوا ايضاً فلما أصبحوا تعاهدوا أن لاَيعودوا لمثلها ثم تفرقوا فلما أصبح الأخنس بن شريق أخذ عصاه ثم خرج حتى أتى أبا سفيان بن حرب فى بيته فقال أخبرنى يا أبا

حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد قال يا أبا ثعلبة والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف مايراد بها وسمعت أشياء ما عرفت معناها ولاَ ما يراد بها، قال الأخنس وأنا والذى حلفت به، ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل فدخل عليه فى بيته فقال يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد؟ قال ماذا سمعت؟ قال تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف أطعموا فأطعمنا وحملوا فحملنا وأعطوا فأعطينا حتى إذا تجاثينا على الركب وكنا كفرسى رهان قالوا منا نبى يأتيه الوحى من السماء فمتى ندرك هذه؟ والله لاَنؤمن به أبداً ولاَ نصدقه، قال فقام عنه الأخنس وتركه

وروى ابن جرير من طريق أسباط عن السدى فى قوله (قد نعلم إنه ليحزنك الذى يقولون فإنهم لاَيكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) لما كان يوم بدر قال الأخنس بن شريق لبنى زهرة يا بنى زهرة إن محمد ابن أختكم فأنتم أحق من ذب عن ابن أخته فإنه إن كان نبياً لم تقاتلوه اليوم وإن كان كاذباً كنتم أحق من ك عن ابن أخته، قفوا حتى ألقى أبا الحكم فإن غلب محمد رجعتم سالمين، وإن غلب محمد فإن قومكم لم يصنعوا بكم شيئاً ـ فيومئذ سمى الأخنس وكان اسمه أبى ـ فالتقى الأخنس بأبى جهل فخلاَ به فقال يا أبا الحكم أخبرنى عن محمد أصادق هو أم كاذب فإنه ليس ههنا من قريش غيرى وغيرك يستمع كلاَ منا؟ فقال أبو جهل ويحك والله إن محمداً لصادق وما كذب إذا ذهبت بنو قصى باللواء والسقاية والحجابة والنبوة فماذا يكون لسائر قريش؟ فذلك قوله (فانهم لاَيكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) فآيات الله محمد ** صَلَّى

اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ **

وقوله (ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا) هذه تسلية للنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتعزية له فيمن كذبه من قومه، وأمر له بالصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل، ووعد له بالنصر كما نصروا، وبالظهر حتى كانت لهم العاقبة بعد ما نالهم من التكذيب من قومهم والأذى البليغ ثم جاءهم النصر فى الدنيا كما لهم النصر فى الآخرة، ولهذا قال (ولاَ مبدل لكلمات الله) أى التى كتبها بالنصر فى الدنيا والآخرة لعبادة المؤمنين كما قال (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم لهم المنصورون * وإن جندنا لهم الغالبون) وقال تعالى (كتب الله لاَغلبن أنا ورسلى إن الله قوى عزيز) وقوله (ولقد جاءك من نبإ المرسلين) أى من خبرهم كيف نصروا وأيدوا على من كذبهم من قومهم فلك فيهم أسوة وبهم قدوة ثم قال تعالى (وإن كان كبر عليك إعراضهم) أى إن كان شق عليك إعراضهم عنك (إن استعطت أن

تبتغى نفقا فى الأرض أو سلما فى السماء) قال على بن أبى طلحة عن ابن عباس النفق السرب فتذهب فيه فتأتيهم بآية أو تجعل لك سلما فى السماء فتصعد فيه فتأتيهم بآية أفضل مما أتيتهم به فافعل، وكذا قال قتادة والسدى وغيرهما؛ وقوله (ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلاَ تكونن من الجاهلين) كقوله تعالى (ولو شاء ربك لأمن من فى الأرض كلهم جميعاً) الآية قال على بن أبى طلحة عن ابن عباس فى قوله (ولو شاء الله لجمعهم على الهدى) قال إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يحرص أن يؤمن جميع الناس ويتابعوه على الهدى فأخبر الله انه لاَيؤمن إلاَ من قد سبق له من الله السعادة فى الذكر الأول، وقوله تعالى (لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين) وقوله (والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون) يعنى بذلك الكفار لأنهم موتى القلوب فشبههم الله بأموات الأجساد فقال (والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون)

وهذا من باب التهكم بهم والإزدراء عليهم الدِّينُ الحَقّ: قَالَ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ {رَحِمَهُ الله} وَانظُرْ إِلَى هَذَا الكَوْنِ الفَسِيحِ تجِدْهُ كَالبَيْتِ الكَبِير: الإِنسَانُ صَاحِبُه، وَالسَّمَاءُ سَقفُه، وَالأَرْضُ أَرْضُه، وَالنُّجُومُ مَصَابِيحُه، وَالحَيَوَانَاتُ مَرَاكِبُه، وَالنَّبَاتَاتُ مَطَاعِمُه؛ فَإِذَا كَانَ هَذَا البَيْتُ الصَّغِيرُ يحتَاجُ إِلَى صَانِعٍ فَكَيْفَ بِالبَيْتِ الكَبِير 00!!؟

بَلاَغَةُ القُرْآن، عَن فَنِّ الاَقتِبَاس: وَوُلُوعِ الأُدَبَاءِ بِهَذَا اللَّوْنِ البَلاَغِيِّ ظَاهِرٌ وَمَعْرُوف: مِنْ ذَلِكَ مَا قَالَهُ (000000) فِي كِتَابِ العِقدِ الفَرِيدِ عِنْدَمَا جِيءَ بِهِ إِلَيْهِ مِنَ الأَنْدَلُسْ ـ وَهُوَ كِتَابٌ أَلَّفَهُ رَجُلٌ أَدِيبٌ هُنَاكَ بِالأَنْدَلُسِ وَبِلاَدِ المَغْرِبِ يُعَدُّ مَوْسُوعَةً فِي الأَدَبْ تَنَاوَلَ اللَّطَائِفَ وَالطَّرَائِفَ وَالنَّوَادِرَ الأَدَبِيَّة، وَهْيَ مَوْضُوعَاتٌ تَنَاوَلَتْهَا كُتُبٌ عِدَّةٌ بِالمَشْرِقْ: كَالبَيَانِ وَالتَّبْيِينِ لِلجَاحِظ وَالأَمَالِي لأَبِي عَلِي القَالِي وَالأَغَانِي لأَبِي الفَرَجِ الأَصْفَهَانِي ـ فَقَالَ فِيهِ بَعْدَمَا اطَّلَعَ عَلَيْهِ " هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا " فَطَارَتْ هَذِهِ الكَلِمَةُ حَتي بَلَغَتْ عَنَانَ السَّمَاء، وَصَارَ يَتَرَدَّدُ ذِكْرُهَا

كُلَّمَا ذُكِرَ لاَعِقدُ الفَرِيدْ 00!! تُرَى لَوْ أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ لَهُ " هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا " وَقَالَ لَهُ " هَذَا الكِتَابُ عِنْدَنَا مَثِيلُه " أَوْ " هَذَا الكِتَابُ لَمْ يُضِفْ جَدِيدَاً " 00هَلْ كَانَتْ سَتَجُوبُ المَشْرِقَيْنِ كَمَا جَابَتْهُمَا هَذِهِ الكَلِمَة 00!!؟ الدِّينُ الحَقّ: سُئِلَ أَعْرَابِيٌّ مَا الدَّلِيلُ عَلَى وُجُودِ الله 00؟ فَقَالَ سُبْحَانَ الله؛ إِنَّ البَعْرَةَ لَتَدُلُّ عَلَى البَعِيرْ، وَإِنَّ الأَثَرَ لَيَدُلُّ عَلَى المَسِيرْ 00!! فَقِيلَ لَهُ أَفصِحْ يَا أَعْرَابِيّ 00؟ فَقَالَ سَمَاءٌ ذَاتُ أَبْرَاجْ، وَأَرْضٌ ذَاتُ فِجَاجْ، وَبحَارٌ ذَاتُ أَمْوَاجْ: أَلاَ يَدُلُّ ذَلِكَ أَنَّ لِلكَوْنِ خَالِقَاً 00!؟ الدِّينُ الحَقّ:

وقوله تعالى (أم تسألهم أجراً فهم من مغرم مثقلون÷أم عندهم الغيب فهم يكتبون) تقدم تفسيرهما فى سورة الطور، والمعنى فى ذلك أنك يا محمد تدعوهم إلى الله عز وجل بلاَ أجر تأخذه منهم بل ترجو ثواب ذلك عند الله تعالى وهم يكذبون بما جئتهم به بمجرد الجهل والكفر والعناد فاصبر لحكم ربك ولاَتكن كصاحب الجوت إذ نادى وهو مكظوم*لولاَ أن تدركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم * فاجتبه ربه فجعله من الصالحين * وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصرهم لما سمعوا الذكر ويقولن إنه لمجنون * وما هو إلاَ ذكر للعالمين

يقول تعالى (فاصبر) يا محمد على قومك لك وتكيبهم فإن الله سيحكم لك عليهم ويجعل العاقبة لك ولأتباعك فى الدنيا والآخرة (ولاَ تكن كصاحب الحوت) يعنى ذا النون وهو يونس بن متى عليه لاَسلاَم حين ذهب مغاضباً على قومه فكان من أمره ماكان من ركوبه فى البحر والتقام الحوت له وشرود الحوت به فى البحار وظلمات غمرات اليم وسماعه تسبيح البحر بما فيه للعلى القدير الذى لاَ يرد ما أنفذه من التقدير فحينئذ نادى فى الظلمات (أن لاَ إله إلاَ أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين) قال الله تعالى (فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجى المؤمنين) وقال تعالى (فلولاَ أنه كان من المسبحين * للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون) وقال هاهنا (إذ نادى وهو مكظوم) قال ابن عباس ومجاهد والسدى وهو مغموم، وقال عطاء الخرسانى وأبو مالك مكروب، وقد قدمنا فى الحديث أنه لما قال (لاَ إله إلاَ أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين) خرجت

الكلمة تحن حول العرش فقالت الملاَئكة يارب هذا صوت ضعيف معروف من بلاَد غريبة فقال الله تبارك وتعالى أما تعرفون

بِعَظَمَةِ الإِسْلاَم: وَانْظُرْ تَفسِيرَ قَوْلِهِ تَعَالى: {وَلاَ تَكُنْ لِلخَائِنِينَ خَصِيمَا}

وَأَسْبَابَ نُزُولهَا، فَسَبَبُ نُزُولهَا حَادِثَةٌ نَصَرَ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى يَهُودِيَّاً عَلَى مُسْلِم 0 أَمَّا المَلاَحِدَةُ الَّذِينَ يَطعَنُونَ في القُرْآنِ وَيَقُولُونَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى أَخَذَهُ عَنْ فُلاَنٍ أَوْ فُلاَنٍ أَوْ فُلاَن: فَاعْلَمْ ـ يَرْحَمُكَ الرَّحْمَن ـ أَنهُمْ مَا قَالُواْ هَذَا إِلاَّ لإِفلاَسِهِمْ مِنَ الحُجَّةِ وَالبرْهَان؛ وَلَقَدْ ذَكَرَ هَذِهِ الحَقِيقَةَ القُرْآن: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِن هَذَا إِلاَّ إِفكٌ افترَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُون، فَقَد [لَقَد] جَاءواْ ظُلمَاً وَزُورَا {4} وَقَالُواْ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكتَتَبَهَا فَهِيَ تمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاَ} [الفُرْقَان] عَنِ القُرْآن: يَقُصُّ كُلَّ مَا يخُصُّ العَقِيدَةَ وَالتَّوْحِيدَ وَمَكَارِمَ الأَخْلاَق 0

تحْتَ عُنوَان: شُبُهَاتٌ أَثَارَهَا الكَافِرُونَ حَوْلَ الإِسْلاَمْ: كَتَبَ هِرَقلٌ إِلَى النَّبيِّ صلى بِهَذَا الكِتَاب: " تَدْعُونِي إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ فَأَيْنَ النَّارْ: يَعْني إِذَا كَانَتِ الجَنَّةُ مِسَاحَتُهَا السَمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَأَيْنَ النَّارْ 00!!؟ ... فَكَتَبَ لَهُ صلى: " سُبْحَانَ الله؛ أَيْنَ اللَيْلُ إِذَا جَاءَ النَّهَارْ 00!!؟ ... أَيْ هَذِهِ مِثلُ هَذِهِ 00!! (الكَنْز: 29661) وَهَذَ أَيْضَاً مَرْدُودٌ عَلَيْهِ كَالتَّالِي: وَهَلِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ هِيَ كُلُّ مُلكِ الله 00!!؟ لَقَدْ جَاءَ فِي أَحَادِيثَ عَنِ النَّبيِّ صلى أَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرَاضِينَ السَّبْعَ فِي عَرْشِ اللهِ كَحَلقَةٍ فِي فَلاَة: أَيْ كَخَاتَمٍ أَوْ قُرْطٍ (حَلَقٍ) فِي صَحْرَاءَ مُتَرَامِيَةِ الأَطرَافْ 00!!

وَيَكفِي مِن عَظَمَةِ الإِسْلاَمِ وَمَا يُثبِتُ أَنَّهُ دِينُ العِلمِ أَنَّ أَوَّلَ كَلِمَةٍ نَزَلَتْ فِي شَرِيعَتِهِ كَانَتْ " اقرَأ " 00!! وَانظُرْ تَفسِيرَ ابْنِ كَثِيرٍ لِقَوْلِهِ تَعَالَى " الذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ مُؤمِنُون 0000000 (52) القَصَصْ " لاَ تَرْجُوَنَّ مِنَ الطَّبِيعَةِ رَحْمَةً (*) إِنَّ الطَّبِيعَةَ دِينُهَا قَانُونُهَا سَقَطَ الرَّضِيعُ فَمَا وَقَتهُ سَمَاؤُهَا (*) تَلَفَاً وَلاَ دَمَعَتْ عَلَيْهِ عُيُونُهَا " لآمَنَ مَنْ في الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعَا، أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ أَنْ يَكُونُواْ مُؤمِنِين " 00 وَمَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا رَدَّاً عَلَى مَنْ زَعَمُواْ أَنَّ الإِسْلاَمَ قَدِ انْتَشَرَ بِالسَّيْف 0 خبر أبي سفيان مع هرقل ملك الروم

وأخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن أبا سفيان أخبره: أن هرقل أرسل إِلَيْهِ في ركب من قريش ـوكانوا تجارا بالشام ـفي المدة التي كان رسول الله (ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش، فأتوه وهم بايلياء، فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم ثم دعاهم ودعا بالترجمان فقال: أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ قال أبو سفيان: فقلت: أنا أقربهم نسبا، قال: أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه قل لهم: اني سائل هذا عن هذا الرجل فان كذبني فكذبوه، فوالله لولاَ أن يؤثروا عني كذبا لكذبت عنه ـأي لولاَ أنه يعيروني لكذبت ولكني تكرفت عن هذا 0

ثم كان أول ماسألني عنه أن قال: كيف نسبه فيكم؟ قلت: هو فينا ذو نسب، قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قلت: لاَ، قال: فهل كان من آبائه من ملك؟ قلت: لاَ، قال: فأشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ قلت: بل ضعفاؤهم، قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون، قال: فهل يرتد أحد منهم سخطه لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت: لاَ، قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ماقال؟ قلت: لاَ، قال: فهل يغدر؟ قلت: لاَ ونحن منه في مدة لاَندري ماهو فاعل فيها ـقال: ولم يمكني كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة ـقال: فهل قاتلتموه؟ قلت: نهم قال: فكيف كان قتالكم اياه؟ قلت: الحرب بيننا وبينه سجال، ينال منا وننال منه، قال: مإِذَا يأمركم؟ قلت: يقول: اعبدوا الله وحده ولاَ تشركوا به شيئا، واتركوا مايقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاَة والصدق والعفاف والصلة 0

فقال للترجمان: قل له سألتك عن نسبه فزعت أنه فيكم ذو نسب، وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها، وسألتك: هل قال أحد منكم هذا القول قبله، فذكرت أن لاَ، فقلت: لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يتأسي بقول قيل قبله، وسألتك: هل كان من آبائه من ملك فذكرت أن لاَ، فلو كان من آبائه من ملك قلت رجل يطلب ملك أبيه، وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ماقال، فذكرت أن لاَ، فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب عَلَى الناس ويكذب عَلَى الله وسألتك: أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم، فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل، وسألتك: أيزيدون أم ينقصون، فذكرت أنهم يزيدون، وكذلك أمر الاَيمان حتي يتم وسألتك: أيرتد أحد منهم سخطه لدينه بعد أن يدخل فيه، فذكرت أن لاَ، وكذلك الاَيمان حين تخالط بشاشته القول، وسألتك: هل يغدر فذكرت أن لاَ، وكذلك الرسل لاَ تغدر، وسألتك: بم

يأمركم، فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولاَ تشركوا به شيئا وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلة والصدق والعفاف، فان كان ماتقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج، لم أكن أظن أنه منكم، فلو أعلم أني أخلص إِلَيْهِ لتجشمت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه 0 ثم دعا بكتاب رسول الله (الذي بعث به مع دحية رضي الله عنه إِلَى عظيم بصري فدفعه إِلَى هرقل فإِذَا فيه 0 " بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله إِلَى هرقل عظيم الروم، سلاَم عَلَى من اتبع الهدي، أما بعد: فاني أدعوك بدعاية الإِسْلاَم، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فان توليت فان عَلَيْك اثم

الأريسيين و (ياأهل الكتاب تعالوا إِلَى كلمة سواء بيننا وبينكم الاَ نعد الاَ الله ولاَ نشرك به شيئا ولاَ يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون) (آل عمران 64)

قال أبو سفيان: فلما قال ماقال وفرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب، وارتفعت الأصوات وأخرجنا، فقلت لأصحابي ـحين خرجنا ـلقد أمر أمر ابن أبي كبشه ـ= وأبو كبشه هو والد النبي (من الرضاعة وزوج حليمه السعدية ـوانه يخافه ملك بني الأصفر فمازلت موقفنا أنه سيظهر حتي أدخل الله عَلَى الإِسْلاَم له بحمص ثم أمر بأبوابها فغلقت ثم اطلع فقال: يامعشر الروم هل لكم في الفلاَح والرشد وأن يثبت لكم ملككم فتتابعوا لهذا النبي؟ فحاصوا حيصة حمر الوحش إِلَى الأبواب فوجدوها قد غلقت فلما رأي هرقل نفرتهم وأيس من الاَيمان أي صاحوا قال: ردوهم عَلَى وقال: اني إِنمَا قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم عَلَى دينكم؛ فقد رأيت، فسجدوا له وروا عنه، فكان ذلك آخر شأن هرقل وقد رواه البخاري في مواع كثيرة في صحيحه بألفاظ يطول استقصاؤها؛ وأخرجه بقية الجماعة الاَ ابن ماجه "

وبعث عبد الله بن حذاقة رضي الله عنه إِلَى كسري بن هرمز ملك فارس وكتب معه 0 " بسم الله الرحمن الحيم، من محمد سول الله إِلَى كسري عظيم فارس: سلاَم عَلَى من اتبع الهدي وآمن بالله وسوله، وشهد أن لاَ اله الاَ الله وحده لاَشريك له وأن محمداً عبده وسوله؛ وأدعوك بدعاء الله، فاني أنا رسول الله إِلَى الناس كافة لأنذر من كان حيا ويحق القول عَلَى الكافرين، فان تسلم تلم، وان أبيت فان اثم المجوس عَلَيْك " قال: فلما قرأه شقه وقال: يكتب إِلَى بهذا وهو عبدي، قال: ثم كتب كسري إِلَى بإِذَام ـفذكر ماتقدم عن ابن اسحاق، ودخلاَ عَلَى الله {وقد حلقا لحاهما وأعفيا شواربهما، فكره النظر إِلَى هما وقال: " ويلكما م، أمركما بهذا؟ " قالاَ: أمرنا ربنا ـيعنينا كسري ـفقال رسول الله (" ولكن ربي أمرني باعفاء لحيتة وقص شاربي " كذا في البداية (4/ 269)

وأخرج الطبراني عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: لما بعث رسول الله (بعث كسري إِلَى عامله عَلَى أر ايمن ومن يليه من العرب ـوكان يقال له: بادام ـانه بلغني أنه خرج رجل قبلك يزعم أنه نبي فقل له فليكف عن ذلك أو لاَبعثن إِلَى هي من يقتله أو يقتل قومه، فجاء رسول بادام إِلَى النبي (فقال له هذا، فقال سول الله (" لو كان شيء فعلته من قبلي كففت ولكن الله عز وجل بعثني " فأقام الرسول عنده، فقال له سول اله (: " ان ربي قتل كسري ولاَ كسري بهعد اليَوْم؛ وقتل قيصر ولاَ قيصر بعد اليَوْم، قال فكتب قوله في الساعة التي حدثه والليوم الذي حدثه والشهر الذي حدثه فيه، ثم رجع إِلَى بادام فإِذَا كسري قد مات، وإِذَا قيصر قد قتل 0 وقال الهيثمي (8/ 287): ورجاله رجال الصحيح " (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 111/ 1) 0

الكسب الحلاَل تعَلِيمُه (مُعَاذَا كيف يدعو إِلَى فرائض الإِسْلاَم وأخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله (لمعاذِ بن جبل رضي الله عنه ـحين بَعثه إِلَى إِلَى من ـ" إِنك ستأتي قوما أهل كتاب، فإِذَا جئتهم فادعهم إِلَى أن يشهدوا أن لاَ اله الاَ الله وأن محمداً رسول الله، فان هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله فرض عَلَيْهِم خمس صلوات كل يوم وليلة، فان هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله فر عَلَيْهِم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد عَلَى فقرائهم، فان هم أطاعوا لك بذلك فاياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب " وقد أخرجه بقية الجماعة، كذا في البداية (5/ 100) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 104/ 1) 0

وأخرج البيهقي (9/ 107) عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: أتي رسول الله (بأساري من اللآت والعزي، قال: فقال رسول الله (" هل دعوتموهم إِلَى الإِسْلاَم؟ " فقالوا: لاَ، فقال لهم " هل دعوكم إِلَى الإِسْلاَم؟ " فقالوا: لاَ، قال: " خلوا سبيلهم حتي يبلغو مأمنهم " 00!! حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 97/ 1) 0 (عظمة الإِسْلاَم) أمره (البعوث بتألِيفِ الناس ودعوتهم

وأخرج ابن مسنده وابن عساكر عن عبد الرحمن بن عائذ رضي الله عنه قال: كان رسول الله (إِذَا بعث بعثا قال: " تألفوا الناس ولاَ تغيروا عَلَيْهِم حتي تدعوهم، فما عَلَى الأرض من أهل بيت مدر ولاَ وبر الاَ تأتوني بهم مسلمين أحب إِلَى أن تأتوني بنسائهم وأولاَدهم وتقتلوا رجالهم " كذا في الكنز (2/ 294) وأخرجه أيضا ابن شاهين والبغوي كما في الاَصابة (3/ 152) والترمذي (1/ 195) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 94/ 1) 0 وأخرج البخاري عن سيدنا عَلِيٍّ كرم أن رسول الله (بعثه يوم خيبر فقال له " انزل بساحتهم ثم ادعهم إِلَى الإِسْلاَم وأخبرهم بما يجب عَلَيْهِم من حق الله تَعَالَىفيه فوالله لاَن يهدي الله بك رجلاَ واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم (وحمر النعم هيَ كناية عن كثرة وعظمة الغنائم (96/ 1 جياة)

(حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 96/ 1) 0 وَانْظُرْ التي وُضِعَتْ خَطَئَاً بِشُكْرِ نِعَمِ الله 0 عرضه (الدعوة عَلَى كندة:

وأخرج أبو نعيم في الدلاَئل (ص: 103) أيضا من طريق الواقدي: حدثني محمد بن عبد الله ابن كثير بن الصلت عن ابن رومان وعبد الله بن أبي بكر وغيرهما رضي الله عنهما قالوا: جاء رسول الله (كندة في منازلهم بعكاظ فلم يأت حيا من العرب كان إِلَى ن منهم فلما رأي لينهم وقوة جبههم له ـ أَيْ إِقبَالهِمْ عَلَيْهِ ـ جعل يكلمهم ويقول: " أدعوكم إِلَى الله وحده لاَشريك له وان تمنعوني مما تمنهون منه أنفسكم فان أظهر فأنتم بالخيار " فقال عامتهم ماأحسن هذا القول ‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍ ولكنا نعبد ماكان يعبد آباؤنا قال أصغر القوم: ياقوم اسبقوا إِلَى هذا الرجل قبل أن تسبقوا إِلَيْهِ فوالله ان أهل الكتاب ليحدثون أن نبيا يخرج من الحرم قد أظل زمانه وكان في القوم انسان أعور فقال: امسكوا عَلَى أَخرجته عشيرته وتؤؤنهُ ـ أَيْ يُقِيمُ بَيْنَكُمْ وَتجِيرُونَه ـ أي تجبرونه بينكم أنتم تحملون حرب العرب قاطبة؟

‍‍‍‍لاَ ثم لاَ فانصرف عنهم حزينا فانصرف القوم إِلَى قومهم فخبروهم فقال جل من إِلَى هود: والله انكم مخطئون بخطئكم لو سبقتم إِلَى هذا الرجل لسدتم العرب ونحن نجد صفته في كتابنا فوصفه للقوم الذين رأوه كل ذلك يصدقونه بما يصف من صفته ثم قال: نجد مخرجه بمكة ودار هجرته يثرب فاجمع القوم ليوافره في الموسم قابل فحسبهم سيد لهم عن حج تلك السني فلم يواف أحد منهم فمات إِلَى هودي فسمع عند موته يصدق بمحمد (ويُؤمِن به 0 ‍ (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 79/ 1) دعوته (للوليد بن المغيرة

وأخرج اسحاق بن راهويه عن ابن عباس (أن الوليد بن المغيرة جاء إِلَى رسول الله (فقرأ عَلَيْهِ القرآن، فكأنه رق له فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال: ياعم ان قومك يريدون أن يجمعوا لك مالاَ، قال: لم؟ قال: ليعطوكه فانك أتيت محمدا لتعر ماقبله قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالاَ قال: فقل فيه قولاَ يبلغ قومك أنك منكر له، قال: ومإِذَا أقول؟ فوالله مامنكم رجل أعرف بالأشعار مني، ولاَ أعلم برجزه ولاَ بقصيده مني ولاَ بأشعار الجن والله مايشبه الذي يقول شيئا من هذا، ووالله ان لقوله الذي يقول حلاَوي، وان عَلَيْهِ لطلاَوة ـ أَيْ جمال وحسن كحسن الطلاَء ـ وإِنه لمثمر أعلآه مغدقٌ أَسْفَلُه ـ وَهِيَ اسْتِعَارَةٌ مَكنِيَّةٌ حَيْثُ شَبَّهَ القُرْآنَ بِالجَنَّةِ فِي أَعْلاَهَا الثمَارْ، وَفِي أَسْفَلُهَا الأَنهَارْ ـ غزير الخير ـ أسفله وانه ليعلو ولاَ يعَلَى، وانه ليحطم ما

تحته، قال: لاَ يرضي عنك قومك حتي تقول فيه قال: قف عني حتي أفكر فيه، فلما فكر قال: ان هذا الاَ سحر يؤثر ـ أي يتناقل كَالأَثر بين الكهان والمعني أنه (أخذه عنهم ـ يأثر عن غيره فنزلت: (ذرني ومن خلقت وَحِيدَا (*) وجعلت له مالاَ ممدودا (*) وبنين شهودا) (المدثر 11 ـ13 وَوَحِيدَا أي لاَ نَظِيرَ لَهُ فِي الغني والجاه 0 هكذا رواه البيهقي عن الحاكم عن عبد الله بن محمد (كذا في البداية (3/ 60) وأخرجه ابن جرير عن عكرمة كما في التسير لاَ بن كثير (4/ 443) حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: (1/ 71 / طبعة (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 71/ 1)

وأخرج البخاري وأبو داود عن أنس رضي الله عنه أن غلاَما من إِلَى هود كان يخدم النبي (فمرض فأتاه يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: " أسلم " فنظر إِلَى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا القاسم فأسلم، فخرج (وهو يقول: " الحمد لله الذي أنقذه بي من النار " كذا في جميع الفوائد , 1/ 124) حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: الصحابة (1/ 70 ج 1) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 70/ 1) هُمُومٌ فِي حَيَاةِ الرَّسُولْ عرضه (الدعوة عَلَى بني كعب ‍‍‍

وأخرج أبو نعيم في دلاَئل النوة (ص 100) عن عبد الرحمن العامري عن أشياخ من قومه قالوا: أتانا رسول الله (ونحن بسوق عكاظ فقال: " ممن القوم؟ قلنا: من بني عامر بن صعصعة، قال: " من أي بني عامر؟ " قلنا: بنو كعب بن ربيعة، قال: " كيف المنعة فيكم؟ " قلنا: لاَيرام ماقبلنا، ولاَ يصلي بنارنا فقال لهم: " اتي رسول الله فان اتيتكم تمنعوني حتي أبلغ رسإِلَى ربي؟ ولم أكره أحدا منكم عَلَى شيء " قالوا: ومن أي قريش أنت؟ قال: " من بني عبد المطلب " قالوا: فأين أنت من بني عبد مناف؟ قال: " هم أول من كذبني وطردني " قالوا: ولكنا لاَنطردك ولاَ نؤمن بك، ونمنعك حتي تبلغ رسالة ربك قال: فنزل إِلَى هم والقوم يتسوقون اذ أتاهم بجرة بن قيس القشيري فقال: من هذا الذي أراه عندكم؟ أنكره قالوا: محمد بن عبد الله القرشي قال: مالكم وله؟ قالوا: زعم لنا انه رسول الله يطلب إِلَى

نا ان نمنعه حتي يبلغ رسالة ربه قال: فمإِذَا رددتم عَلَيْهِ؟ قالوا: قنا: في الرحب والسعه نخرجك إِلَى بلاَدنا ونمنعك مما نمنع به أنفسنا، قال بجرة: ماأعلم أحدا من أهل هذه السوق يرجع بشيء أشر من سيء ترجعون به بدأتم لتنابذ الناس وترميكم العرب عن قوس واحدة قومه أعلم به لو آنسوا منه فآنس من جانب الطور نارا خيرا لكانوا أسعد الناس به تعمدون إِلَى رهيق رَجُلٌ قد طرده قومه وكذبوه فتؤونه وتنصرونه فبئس الرأي رأيتم ‍‍‍ ثم أقبل عَلَى رسول الله (

فقال: قم فالحق بقومك فوالله لولاَ انك عند قومي لربت عنقك قال: فقام رسول الله (إِلَى ناقته فركبها فغمز الخبيث بجرة شاكلتها فقمصت برسول الله (فألقته وعند بني عامر يومئذ ضباعة بنت عامر بن قرط ـكانت من النسوي اللاَتي أسلمن مع رسول الله (بمكه ـجاءت زائرة إِلَى بني عمها فقالت: ياآل عامر ـولاَ عامر لي ـأيصنع هذا برسول الله (بين أظهركم، لاَ يمنعه أحد منكم؟ فقام ثلاَثة نفر من بني عمها إِلَى بجرة واثنين أعاناه، فأخذ كل رجل رجلاَ فجلد به الأض، ثم جلس عَلَى صدره ثم علو وجوههم لطما، قال رسول الله (" اللهم بارك عَلَى هؤلاَء، والعن هؤلاَء " فأسلم الثلاَثة الذين نصروه فقتلوا شهداء وهلك الآخرون لعنا واسم الاَثنين اللذين نصرا بجرة بن فراس: حزن بن عبد الله ومعاوية بن عبادة وأما الثلاَثة الذين نصروا رسول الله (فغطريف وعطفان ابنا سهل، وعروة بن عبد الله وأخرجه الحافظ

سعيد ابن يحيي بن سعيد الأموي في مغازيه ع، أبيه به، كما في البداية (3/ 141) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 80/ 1) دعوته (لأبي جهل أخرج البيهقي عن المغيرة بن شعبة قال: ان أول يوم عرفت فيه رسول الله (أني أمشي أنا وأبو جهل بن هشام في بعض أزقة مكة، اذ لقينا رسول الله (فقال رسول الله (لأبي جهل: " ياأبا الحكم، هلم إِلَى الله وإِلَى رسوله، أدعوك إِلَى الله " فقال أبو جهل: يا محمد، هل أنت منته عن سب آلهتنا؟! هل تريد الاَ أن تشهد أنك قد بلغت؟! فنحن نشهد أن قد بلغت، فوالله لو أني أعلم أن ماتقول حق لاَ تبعتك 0

فانصرف رسول الله (وأقبل عَلَيَّ فقال: والله اني لأعلم أن مايقول حق، ولكن بمنعني شيء: أن بني قصي قالوا: فينا الحجابة ـ أي مفاتيح الكعبه والقيام عَلَى ـ خدمتها فقلنا: نعم، ثم قالوا: فينا السقايَة ـ أي سقايَةُ الحجِيجْ ـ فقلنا نعم؛ ثم قالوا: فينا الندوة ـ كالعمدية في القري والنجوع ـ فقلنا: نعم، ثم قالوا: فِينا اللواء ـ راية الحرب ـ فقلنا: نعم، ثم أطهموا وأطعمنا، حتي إِذَا تحاكت الركب ـ أي تساووا في الفضل كفرس رهان ـ قالوا: منا نبي فَمَتي نُدْرِكُ هَذِهِ والله لاَ أفعل " 00!! كذا في البداية (3/ 64) وأخرجه أيضا ابن أبي شيبة بنحوه، كما في الكنز (7/ 129) 0 (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 71/ 1) تحْتَ عُنوَان: شُرُوط قَبُولِ العَمَلِ الصَّالحْ:

وأخرج البيهقي وابن المنذر والحاكم عن أبي عمران الجوني قال: مر عمر رضي الله عنه براهب فوق ونودي بالراهب قيل له: هذا أمير المؤمنين، فاطلع فإِذَا انسان به من الضر والاَجتهاد وترك الدنيا؛ فلما رآه عمر بكي، فقيل له: انه نصراني، فقال عمر: قد علمت، ولكني رحمته، ذكرت قول الله عز وجل: (عاملة ناصبة * تصلي نارا حامية) (وَنَاصِبَةٌ أَيْ مُتعَبَة 0 الغاشية: 3، 4) رحمت نصبه واجتهاده وهو في النار 0 كذا ي كنز الهمال (1/ 175) 0 بسم الله الرحمن الرحيم (أولئك الذين ضل سعيهم في الحَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: الدنيا وهو يحسبون أنهم يحسنون صنعا) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 57/ 1) دعوته (لحصين والد عمران رضي الله عنهما

أخرج ابن خزيمة عن عمران بن خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين قال:

حدثني أبي عن أبيه عن جده أن قريشا جاءت إِلَى الحصين ـوكانت تعظمه ـفقالوا له: كلم لنا هذا الرجل فانه يذكر آلهتنا ويسبهم، فجاءوا معه حتي جلسوا قريبا من باب النبي (فقال: " أوسعوا للشيخ ـوعمران وأصحابه متوافرون ـفقال حصين: ماهذا الذي بلغنا عنك أنك تشتم آلهتنا وتذكرهم، وقد كان أبوك حصينة وخيراً؟ فقال: " ياحصين، ان أبي وأباك في النار ياحصين، كم تعبد من اله " قال: سبعا في الأر وواحدا في السماء قال: " فإِذَا أصابك الر من تدعو؟ " قال: الذي في السماء، قال: " فإِذَا هلك المال من تدعو؟ " قال: الذي في السماء قال: " فيستجيب لك وحده وتشركهم معه، أريته ي الشكر أم تخاف أن يغلب عَلَيْك؟ " قال: ولاَ واحدة من هاتين؛ قال: وعلمت اني لم أكلم مثله قال: " ياحصين أسلم تسلم " قال: ان لي قوما وعشيرة فمإِذَا أقول؟ قال: " قل: اللهم استهديك لأرشد أمري وزدني علما

ينفعني " فقالها حصين فلم يقم حتي أسلم، فقام إِلَيْهِ عمران فقبل رأسه ويديه ورجليه، فلما رأي ذلك النبي (بكي، وقال: " بكيت من صنيع عمران دخل حصين وهو كافر فلم يقم إِلَيْهِ عمران ولم يلتفت ناحيته، فلما أسلم قضي حقه فدخلني من ذلك الرقة " فلما أراد حصين أن يخرج قال لأصحابه: " قوموا فشيعوه إِلَى منزله " فلما خرج من سدة الباب رأته قريش فقالوا: صبأ!! وتفرقوا عنه 0 كذا في الاَصابة (1/ 337) ـ (64) 0 (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 64/ 1) الدِّينُ الحَقّ: الدِّينُ الحَقّ: (" فَلَمَّا جَاءهُمْ مَا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِه ") الدِّينُ الحَقّ:

أم خلقواْ السموات والأرض بل لاَ يوقنون * أم عندهم خزائن ربك أم هم المسَيطرون * أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين * أم له البنات ولكم البنون * أم تسئلهم أجرافهم من مغرم مثقلون * أم عندهم الغيب فهم يكتبون * أم يريدون كيداً فالذين كفروا هم المكيدون * أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون)

هذا المقام فى إثبات الربوبية وتوحيد الألوهية فقال تعالى (أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون) أى أوجدوا من غير موجد؟ م هم أوجدوا أنفسهم، أى لاَ هذا ولاَ هذا بل الله هو الذى خلقهم وأنشأهم بعد أن لم يكونوا شيئاً مذكورا قال البخارى حدثنا الحميدى حدثنا سفيان قال حدثنى عن الزهرى عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال سمعت النبى (يقرأ فى المغرب بالطور فلما بلغ هذه الآية (أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون * أن خلقوا السموات والأرض؟ بل لاَيوقنون) أى أهم خلقوا السموات والأرض؟ وهذا إنكار عليهم فى شركهم بالله وهم يعلمون أنه الخالق وحده لاَشريك له ولكن عدم ايقانهم هو الذى يحملهم على ذلك (أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون) أى اهم يتصرفون فى الملك وبيدهم مفاتيح الخزائن (أم هم المصيطرون) المحاسبون للخلاَئق؟ ليس الأمر كذلك بل الله عز وجل هو المالك المتصرف الفعال لما يريد وقوله

تعالى (أم لهم سلم يستمعون فيه) أى مرقاة إلى الملإ الأعلى (فليأت مستمعهم بسلطان مبين) أى فليأت الذى يستمع لهم بحجة ظاهرة على صحة ما هم فيه من الفعال والمقال أى ليس لهم سبيل إلى ذلك فليسوا على شئ ولاَ لهم دليل ثم قال منكراً عليهم فيما نسبوه إليه من البنات وجعلهم الملاَئكة إناثاً واختيارهم لأنفسهم الذكور على الإناث بحيث إذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم، هذا وقد جعلوا الملاَئكة بنات الله وعبدوهم مع الله فقال (أم له البنات ولكم البنون) وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد (أم تسألهم أجراً) أى أجرة على إبلاَغك إياهم رسالة

الله؟ أى لست تسألهم لعى ذلك شيئاً (فهم من مغرم مثقلون) أى فهم من أدنى شئ يبترمون منه ويثقلهم عليهم (أم عندهم الغيب فهم يكتبون) أى ليس الأمر كذلك فإنه لاَيعلم من أهل السموات والأرض الغيب إلاَ الله (أم يريدون كيداً فالذين كفروا هم المكيدون) يقول تعالى أم يريد هؤلاَء بقولهم هذا في الرسول وفى الدين غرور الناس وكيد الرسول وأصحابه فكيدهم إنما يرجع وباله على أنفسهم فالذين كفروا هم المكيدون (أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون) وهذا إنكار شديد على المشركين فى عيادتهم الأصنام والأنداد مع الله، ثم نزه نفسه الكريمة عما يقولون ويفترون ويشركون فقال (سبحان الله عما يشركون)

وإن يروا كسفاً من السماء ساقطاً يقولوا سحاب مركوم * فذرهم حتى يلاَقوا يومهم الذى فيه يصعقون * يوم لاَيغنى عنهم كيدهم شيئا ولاَ هم ينصرون * وإن للذين ظلموا عذابً دون ذلك ولكن أكثرهم لاَيعلمون * واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم * ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم*

ثم قال تعالى (وإن للذين ظلموا عذاباً دون ذلك) أى قبل ذلك فى الدار الدنيا كقوله تعالى (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون) ولهذا قال تعالى (ولكن أكثرهم لاَ يعلمون) أى نعذبهم فى الدنيا ونبتليهم فيها بالمصائب لعلهم يرجعون وينيبون فلاَ يفهمون مايراد بهم بل إذا خلى عنهم مما كانوا فيه عادوا إلى أسوإ ماكانوا عليه كما جاء فى بعض الأحاديث "إن المنافق إذا مرض وعوفى مثله فى ذلك كمثل البعير لاَيدرى فيما عقلوه ولاَ فيما أرسلوه" وفى الأثر الإلهى "كم أعصيك ولاَ تعاقبنى؟ قال الله تعالى ياعبدى كم أعاقبك وأنت لاَتدرى؟ وقوله تعالى (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا) أى اصبر على أذاهم ولاَ تبالهم فإنك بمرأى منا وتحت كلاَءتنا والله يعصمك من الناس [أَظُنُّهُ ابْنَ كَثِير] بِالدين الحق توبة طبيب نصراني وإسلاَمه على يد داعية مسلم

جي ميشيل "36 سنة" مسئول هيئة تنصرية جاءت من ألمانيا العربية للعمل في الصومال، ولأن البعثة جاءت للعمل فكان لاَ بد من تسميتها بعثة "المشروع الوطني لمحاربة أمراض العمى" كان ميشيل من النابغين في الإشراف على فريق التمريض، لذلك لم يفاجأ بخبر تعيينه مسئولاَ للبعثة إضافة إلى إدارة المشروع 0 تحركت البعثة في منتصف عام 1987 م وأمامها خريطة للتنصير في القرن الإفريقي تحت لاَفته: "محاربة أمراض العمى"0 حديث "ميشيل" يأتي عذبا صافيا لأنه نابع من القلب، ولأن حديثي يختلف بالتأكيد عن حديث "ميشيل" من حيث الصدق والإحساس سأتركه لكم: يقول جي ميشيل:

سعادتي بالصومال والصوماليين كانت كبيرة، ربما لحسن استقبالهم لنا، وربما لإحساسنا بمدى الفقر الذي يعانونه في الوقت الذي يعتزون فيه بأنفسهم، كما لو كانوا من أثرى الأثرياء، ربما لوجهوهم الطيبة التي تستطيع رغم سمرتها أن تترجم كل حركة أو إشارة صادرة منها بسهولة0 أشياء كثيرة كانت وراء فرحتي بمكان المهمة0

يبدو أنني في زحمة انشغالي بالعمل وفرحتي واحترامي للشعب الصومالي نسيت مهمتي الأصلية التي جئت وجاء الفريق من أجلها! فبسرعة عجيبة كان لي أصدقاء مسلمون يسألون عني وأسأل عنهم، تفانيت في محاربة أمراض العمى، وأشرفت على علاَج عشرات الحالاَت، وكانت كلمات المديح والإطراء تخرج من كل الأفواه أثناء مروري على أي تجمع أو في أي شارع، كنت أفهم كلماتهم رغم أنها صادرة بلغة غير لغتي لكنها لغة الإحساس 0 في زحمة ذلك كله وبعد خمسة أشهر من النجاح الباهر في محاربة العمي جاءتني برقية من قصر رئاسة المنظمة الألمانية التي تتولى تنفيذ المشروع من ألمانيا!

قلت لنفسي: لعلها بشرى سارة فقد أمروني بالعودة فوراً، ربما ليشكروني على التفاني في العمل، وربما ليقدموا لي ولأفراد الفريق هدايا أو أوسمة. لم أستطيع أن أفسر طلبهم العجيب بضرورة توجهي إلى إنجلترا لأخذ دورة جديدة تساعدني في إنجاح مهمتي، إن مهمتي ناجحة تماماً والعمل هناك يمضي بصورة رائعة فما جدوى هذه الدورة مع رجل مثلي كان الأول على كل الدورات السابق؟ لم أستطع التفسير وبالتالي لم أستطع الرد بأكثر من نعم. سافرت إلى إنجلترا وأمضيت هناك شهراً كاملاً، وعدت إلى ألمانيا الغربية وأنا أتوق إلى أوامر بعودتي إلى الصومال، وبعد أسبوع جاء الأمر: توجه إلى تنزانيا! ومرة أخرى لاَ أجد تفسيراً لتوجهي إلى تنزانيا رغم نجاحي في الصومال، ولأنني لم أناقشهم في سبب ذلك. اطمأنوا تماماً لي وأرسلوا لي برقية بعد 4 أسابيع يطلبون فيها عودتي إلى الصومال، وبكيت فرحاً!

عدت إلى الصومال بعد خمسة أشهر من الاَنقطاع عن الوجوه الطيبة والقلوب الدافئة. التحقت بالمشروع على الفور، ومارست عملي وإشرافي، كانت فرحة الصوماليين بعودتي تكاد تقترب من فرحة مريض بمرض في عينه وتم علاَجه، ولولاَ اتهامي بالمبالغة لقلت إن فرحتهم بي كانت كفرحة الأعمى بعودة البصر إلى عينيه، هذا ما أحسست به خاصة من صديقي "محمد باهور".

دعاني "محمد باهور" لزيارة منزله، وهناك كان الترحيب بي من أسرته ومن جيرانه رائعاً، وفوجئت أثناء جلوسي معهم برجل يتحدث الإنجليزية بشكل جيد، فرحت كثيراً بذلك وفرحت أكثر عندما علمت أنه والد "محمد" ها هي الفرصة تتحقق وها هو الجزء الثاني والأهم في مهمتي إلى الصومال سيتحقق! إن اللغة تقف عائقاً كبيراً في عملية التنصير لكن وجود مثل هذا الرجل سيساعدني كثيراً في شرح أبعاد التبشير بالنصرانية خاصة وأن هذا الرجل يحترمه الجميع ويقدرونه بصورة تكاد تقترب من الخوف!

وبدأت مع هذا الرجل الذي توقعت أن يكون مفتاح التبشير والتنصير في المنطقة كلها، قلت لنفسي فلأبدأ معه بالحديث عن الأديان عموماً وأنتقل للحديث عن الإنجيل وعن المسيح الذي أدركت واكتشفت أكثر من مرة أن المسلمين جميعاً يحبونه ويعترفون به! ولاَ أدري ماذا حدث وكيف اكتشف هذا الرجل أن حديثي معه سيكون عن الأديان! قبل أن أبدأ حديثي وجدته ممسكاً بنسخة من "القرآن" في يديه وسألني: تعرف هذا الكتاب؟ ابتسمت ولم أجب خشية إثارته أو التلميح له بمهمتي! مرة أخرى أحسست أن الرجل يدرك ما يدور بعقلي منحني فرصة الخروج من المأزق وبدأ هو يتحدث عن الإنجيل وعن المسيح، وطلب مني أن أوجه له أي سؤال أريد الإجابة عنه سواء في الإنجيل أو في القرآن! قلت: كيف؟ قال: في القرآن كل شيء!

انتهت زيارتي وعدت إلى عملي ثم مقر إقامتي وأنا في كيفية اختراق عقل وفكر هذا الرجل، إنني لو نجحت في ذلك سأكون بلاَ شك قد قطعت شوطاً كبيراً وسيسهل بعد ذلك اصطياد الواحد تلو الآخر عدت إلى بعض النشرات والكتيبات، وسخرت من نفسي وأنا أشعر وكأنني تلميذ مقبل على امتحان خطير! طمأنت نفسي وقلت: إنها مهمة بسيطة ويبدو أنني أضخمها أكثر من اللاَزم، إن السيطرة على تفكير رجل مثل والد محمد مسألة سهلة، هي بالتأكيد سهلة وخرجت إلى عملي، أنهيته وبدأت في البحث عن "محمد باهور" طامعاً في وعد بزيارة جديدة حتى ألتقي بالرجل "المفتاح".

كان الموعد وكان اللقاء وكانت البداية المباغتة: فور جلوسي سألني الرجل عن طبيعة مهنتي فقلت: الطب! قال لي: إن "القرآن الكريم" يشرح بالتفصيل عملية "الخلق" و "النشأة" وكل ما يحدث في الإنسان من تغيرات! قلت: كيف؟ وكأن الرجل كان ينتظر الإشارة الخضراء، اندفع يتحدث بلغة إنجليزية جيدة، وليس هذا مهماً، لكن المهم أنه كان يتحدث بإحساس شديد لكل كلمة تخرج من فمه. أقول لكم بصراحة أنني دهشت لدرجة الاَنبهار بكتاب "عمره" أكثر من 1400 عام يتحدث عن كيفية نمو الجنين في رحم المرأة! لقد درست لسنوات طويلة وتدربت تدريباً شاقاً وأعرف مراحل نمو الجنين، لكن ما ذكره هذا الرجل شدني كثيراً وقد آلمني ذلك كثيراً!!

كالعادة طمأنت نفسي وهدأت من روعها حتى أستطيع النوم، أوكلت بعض مهامي في العمل للفريق، وبدأت أفكر كيف أنجح في الجزء الثاني من المهمة "التنصير" مثلما نجحت في الجزء الأول منها "محاربة أمراض العمى". صحيح أنني أحب الصومال والصوماليين، لكنني أحب عملي وأحب النصرانية فلماذا لاَ أجذبهم إليها؟ من جديد اضطررت لأن أطلب من "محمد باهور" أن أزوره، لكنني قبل أن أطلب منه ذلك فوجئت به يطلب مني أن أزور والده يومياً إن أمكنني ذلك لأنه يريدني ويحب دائماً الجلوس معي! فرحت في البداية لكنني قلت لنفسي: كيف أفرح وأنا حتى الآن لم أتمكن من السيطرة عليه، إنه هو البادئ دائماً فلماذا لاَ أبدأ أنا بالهجوم أو بالغزو؟

لن أحكي لكم تفاصيل ما حدث في الزيارة الثالثة والرابعة والخامسة لقد وجدتني محاصراً تماماً، أذهب إلى الرجل وأنا مستعد تماماً للمواجهة لكن حديثه وصدقه وقدرته الفائقة على الشرح والتوضيح جعلتني أبدو أمامه تلميذاً يسمع دروساً في الدين لأول مرة. لم أكن أدري أنني مراقب منذ أول زيارة إلى منزل والد "محمد باهور" ويبدو أن المراقبة كانت دقيقة للغاية حتى أنها وصلت إلى أن يواجهني أفراد الفريق الطبي ويطلبون مني عدم الذهاب إلى هذا المنزل أو الاَتصال بهذه العائلة. اكتملت المراقبة وتوجهت بقرار صادر من ألمانيا الغربية ينص على ضرورة مغادرتي للمعسكر! وقبيل تنفيذ الأمر بيوم واحد اكتشفت وجود قرار آخر بنقل "محمد باهور" من عمله إلى مكان آخر!

لم تكن هناك قوة تستطيع أن تمنعني من أن أحب "محمد باهور" وأحب والده وأسرته وأحب الصوماليين جميعاً، مكثت في مقديشيو أياماً معدودة، وكنت أتسلل ليلاً وأركب شاحنة أخرى حتى أصل إلى منزل عائلة "محمد" لكن ذلك لم يدم طويلاً، فقد قام رئيس فريق العمل الألماني بدفع أموال كبيرة لبعض مسؤولي الأمن بالمنطقة، وذلك لمنعي من الوصول إلى هذه المنطقة، وعندما نجحت في إقناع مسؤولين آخرين على قدر من التقوى والجدية في العمل كان الخبر المؤلم، لقد تم اعتقال "محمد" لعلاَقته بي!

بكيت كثيراً من أجل "محمد" وتألمت كثيراً من عدم تمكني من مواصلة المشوار مع والده للنهاية، كنت أريد أن أصل إلى نهاية، أو بمعنى أوضح إلى بداية، فإما نهاية للشكوك التي بدأت تتسرب إلى عقلي من حديث هذا الرجل، وإما بداية لرحلة جديدة! أثناء ذلك جاءتني برقية أخرى من ألمانيا تطلب مني مغادرة الصومال خلاَل أيام والاَنتقال إلى كينيا لتقضية "إجازة ممتعة"! تعللت بضرورة أخذ بعض أوراقي من مكان المعسكر وأبلغت مسؤول الأمن بذلك، وفور دخولي توجهت إلى منزل "محمد باهور". وجدت في المنزل فرحة غير عادية، قال لي الوالد لقد جئت مع إطلاَلة شهر الخير والبركة، سألته عن هذا الشهر فقال إنه رمضان! تناولت وجبة "السحور" معهم وقبيل الفجر شاهدت المنطقة كلها تخرج للصلاَة! مكثت معهم يوماً كاملاً واضطررت احتراماً لمشاعرهم أن أصوم لأول مرة في حياتي يوماً كاملاً عن الطعام والشراب!

وفي "نيروبي" وجدت في المطار من يستقبلني ويخبرني بأنني سأقيم في منزل كبير بدلاً من الفندق، وكانت الحفاوة بي واضحة، لكنني بعد عدة أسابيع أخبرت بخبر آخر أشد ألماً. جاءت البرقية تقول: "لن تستطيع العودة مرة أخرى إلى الصومال لأسباب أمنية"! لماذا؟ وكيف؟ ولمصلحة من هذا القرار؟! لم أجد من يجيبني عن تساؤلاَتي. هدأت قليلاً وأنا أتذكر موقف "محمد" ووالده وسرته معي وأتذكر كل الوجوه الصومالية التي التقيت بها. ووصلني رسالة ساخنة من والدي يطالبني فيها بالعودة إلى ألمانيا بأسرع ما يمكن، كانت سطور الرسالة تقول أو توحي بأن والدي تلقى ما يفيد خطورة موقفي إذا سافرت إلى الصومال! اكتشفت كذلك أن الرئاسة في ألمانيا الغربية لديها تقرير مفصل عني وعن تحركاتي الكاملة، واتخذت قراري!

قارنت بين ما يحدث في ألمانيا وما يحدث في الصومال من لهفة الناس علي وقلقهم البالغ وسؤالهم المستمر عني وأغلقت بابي على نفسي ورحت أراجع الدروس التي سمعتها من والد محمد. جهزت ورقة بيضاء ناصعة وأحضرت القلم وكتبت هذه البرقية إلى رئاستي في ألمانيا الغربية: اطمئنوا تماماً كل شيء على ما يرام. سأعتنق الإسلاَم!

وضعت رسالتي في صندوق البريد لأنهي رحلة من القلق والتوتر. كنت أشعر وأنا أتوجه إلى صندوق البريد وكأنني عريس في يوم زفافه، وتوجهت إلى أصدقائي في "نيروبي" قلت لهم: قررت العودة إلى الصومال مهما كلفني ذلك! سأعود حتى ولو أدى ذلك إلى قتلي! كان من الطبيعي ألاَ أجد شيئاً أنفذ به قراري بالعودة، بعت حاجاتي وملاَبسي كلها باستثناء ما أرتديه، وثلاَثة أحذية كنت أحضرتها معي، وتمكنت من تحصيل سعر التذكرة إلى الإيمان! نعم فقد وصلت إلى مقديشيو ومنها إلى منزل الوالد "باهور" وفور أن عانقني قلت هامساً: "أشهد أن لاَ إله إلاَ الله وأشهد أن محمداً رسول الله"!

لم يكن لدي وقت للفرح، عكفت على الدراسة والحفظ الجيد للقرآن الكريم والأحاديث الشريفة وكان إعجاب الصوماليين بي شديداً ولأن المسؤولين في المنطقة جزء من نسيج هذا الشعب فقد نجحوا في استصدار قرار يسمح لي بالتحرك والاَنتقال والتعايش مع الصوماليين في أي وقت وفي أي مكان كشقيق وأخ مسلم اسمه الجديد "عبد الجبار". الآن فقط فكرت في المشروع الذي كنا نقوم بتنفيذه، لقد توقف المشروع بحمد الله دون أن ينجح في الجزء الثاني أو الأول منه وهو الخاص بالتنصير، لكنه حقق نجاحات باهرة في الجزء الخاص بالعلاَج، لذلك لم أفاجأ بموافقة الدكتور عبد الله نصيف الأمين العام لرابطة العالم الإسلاَمي بمكة المكرمة على أو أواصل العمل في المشروع في وجهه الجديد وجه الخير والعمل الخالص لوجه الله، وها أنا أعود! ". [العائدون إلى الله للشيخ / محمد عبد العزيز المسند 0 الجُزْءُ الثَّالِث]

بِالدِّينِ الحَقّ: (فإنهم لاَ يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) أى لاَيتهمونك بالكذب فى نفس الأمر (ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) أى ولكنهم يعاندون الحق ويدفعونه بصدورهم كما قال سفيان الثورى عن أبى إِسحاق عن ناجية بن كعب عن على قال قال أبو جهل للنبى (إنا لاَ نكذبك ولكن نكذب ما جئت به فأنزل الله فإنهم لاَيكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون رواه الحاكم من طريق إسرائيل عن أبى إسحاق ثم قال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقال ابن أبى حاتم حدثنا محمد بن الوزير الواسطى بمكة حدثنا بشر بن المبشر الواسطى عن سلاَم بن مسكين عن أبى يزيد المدنى أن النبى (لقى أبا جهل فصافحه قال له رجل ألاَ أراك تصافح هذا الصابىء؟ فقال والله إنى لأعلم إنه لنبى ولكن متى كنا لبنى عبد مناف تبعا؟ وتلاَ أبو يزيد (فإنهم لاَ يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) وقال أبو صالح وقتادة

يعلمون أنك رسول الله ويجحدون؛ وذكر محمد بن إسحاق عن الزهرى فى قصة أبى جهل حين جاء يستمع قراءة النبى (من الليل هو وأبو سفيان صخر بن حرب والأخنس بن شريق ولاَ يشعر أحد منهم بالآخر فاستمعوها إلى الصباح فلما هجم الصبح تفرقوا فجمعتهم الطريق فقال كل منهم للآخر ما جاء بك؟ فذكر له ماجاء به ثم تعاهدوا أن لاَيعودوا لما يخافون من علم شباب قريش بهم لئلاَ يفتتنوا بمجيئهم، فلما كانت الليلة الثانية جاء كل منهم ظنا أن صاحبيه لاَيجيئان لما سبق من العهود فلما أصبحوا جمعتهم الطريق فتلاَوموا ثم تعاهدوا أن لاَيعودوا فلما كانت الليلة الثالثة جاءوا ايضاً فلما أصبحوا تعاهدوا أن لاَيعودوا لمثلها ثم تفرقوا فلما أصبح الأخنس بن شريق أخذ عصاه ثم خرج حتى أتى أبا سفيان بن حرب فى بيته فقال أخبرنى يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد قال يا أبا ثعلبة والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف مايراد بها

وسمعت أشياء ما عرفت معناها ولاَ ما يراد بها، قال الأخنس وأنا والذى حلفت به، ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل فدخل عليه فى بيته فقال يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد؟ قال ماذا سمعت؟ قال تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف أطعموا فأطعمنا وحملوا فحملنا وأعطوا فأعطينا حتى إذا تجاثينا على الركب وكنا كفرسى رهان قالوا منا نبى يأتيه الوحى من السماء فمتى ندرك هذه؟ والله لاَنؤمن به أبداً ولاَ نصدقه، قال فقام عنه الأخنس وتركه

وروى ابن جرير من طريق أسباط عن السدى فى قوله (قد نعلم إنه ليحزنك الذى يقولون فإنهم لاَيكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) لما كان يوم بدر قال الأخنس بن شريق لبنى زهرة يا بنى زهرة إن محمد ابن أختكم فأنتم أحق من ذب عن ابن أخته فإنه إن كان نبياً لم تقاتلوه اليوم وإن كان كاذباً كنتم أحق من ك عن ابن أخته، قفوا حتى ألقى أبا الحكم فإن غلب محمد رجعتم سالمين، وإن غلب محمد فإن قومكم لم يصنعوا بكم شيئاً ـ فيومئذ سمى الأخنس وكان اسمه أبى ـ فالتقى الأخنس بأبى جهل فخلاَ به فقال يا أبا الحكم أخبرنى عن محمد أصادق هو أم كاذب فإنه ليس ههنا من قريش غيرى وغيرك يستمع كلاَ منا؟ فقال أبو جهل ويحك والله إن محمداً لصادق وما كذب إذا ذهبت بنو قصى باللواء والسقاية والحجابة والنبوة فماذا يكون لسائر قريش؟ فذلك قوله (فانهم لاَيكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) فآيات الله محمد (

وقوله (ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا) هذه تسلية للنبى (وتعزية له فيمن كذبه من قومه، وأمر له بالصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل، ووعد له بالنصر كما نصروا، وبالظهر حتى كانت لهم العاقبة بعد ما نالهم من التكذيب من قومهم والأذى البليغ ثم جاءهم النصر فى الدنيا كما لهم النصر فى الآخرة، ولهذا قال (ولاَ مبدل لكلمات الله) أى التى كتبها بالنصر فى الدنيا والآخرة لعبادة المؤمنين كما قال (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم لهم المنصورون * وإن جندنا لهم الغالبون) وقال تعالى (كتب الله لاَغلبن أنا ورسلى إن الله قوى عزيز) وقوله (ولقد جاءك من نبإ المرسلين) أى من خبرهم كيف نصروا وأيدوا على من كذبهم من قومهم فلك فيهم أسوة وبهم قدوة ثم قال تعالى (وإن كان كبر عليك إعراضهم) أى إن كان شق عليك إعراضهم عنك (إن استعطت أن تبتغى نفقا فى الأرض أو سلما فى

السماء) قال على بن أبى طلحة عن ابن عباس النفق السرب فتذهب فيه فتأتيهم بآية أو تجعل لك سلما فى السماء فتصعد فيه فتأتيهم بآية أفضل مما أتيتهم به فافعل، وكذا قال قتادة والسدى وغيرهما؛ وقوله (ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلاَ تكونن من الجاهلين) كقوله تعالى (ولو شاء ربك لأمن من فى الأرض كلهم جميعاً) الآية قال على بن أبى طلحة عن ابن عباس فى قوله (ولو شاء الله لجمعهم على الهدى) قال إن رسول الله (كان يحرص أن يؤمن جميع الناس ويتابعوه على الهدى فأخبر الله انه لاَيؤمن إلاَ من قد سبق له من الله السعادة فى الذكر الأول، وقوله تعالى (لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين) وقوله (والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون) يعنى بذلك الكفار لأنهم موتى القلوب فشبههم الله بأموات الأجساد فقال (والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون) وهذا من باب التهكم بهم والإزدراء عليهم الدِّينُ الحَقّ:

قَالَ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ {رَحِمَهُ الله} وَانظُرْ إِلَى هَذَا الكَوْنِ الفَسِيحِ تجِدْهُ كَالبَيْتِ الكَبِير: الإِنسَانُ صَاحِبُه، وَالسَّمَاءُ سَقفُه، وَالأَرْضُ أَرْضُه، وَالنُّجُومُ مَصَابِيحُه، وَالحَيَوَانَاتُ مَرَاكِبُه، وَالنَّبَاتَاتُ مَطَاعِمُه؛ فَإِذَا كَانَ هَذَا البَيْتُ الصَّغِيرُ يحتَاجُ إِلَى صَانِعٍ فَكَيْفَ بِالبَيْتِ الكَبِير 00!!؟

بَلاَغَةُ القُرْآن، عَن فَنِّ الاَقتِبَاس: وَوُلُوعِ الأُدَبَاءِ بِهَذَا اللَّوْنِ البَلاَغِيِّ ظَاهِرٌ وَمَعْرُوف: مِنْ ذَلِكَ مَا قَالَهُ (000000) فِي كِتَابِ العِقدِ الفَرِيدِ عِنْدَمَا جِيءَ بِهِ إِلَيْهِ مِنَ الأَنْدَلُسْ ـ وَهُوَ كِتَابٌ أَلَّفَهُ رَجُلٌ أَدِيبٌ هُنَاكَ بِالأَنْدَلُسِ وَبِلاَدِ المَغْرِبِ يُعَدُّ مَوْسُوعَةً فِي الأَدَبْ تَنَاوَلَ اللَّطَائِفَ وَالطَّرَائِفَ وَالنَّوَادِرَ الأَدَبِيَّة، وَهْيَ مَوْضُوعَاتٌ تَنَاوَلَتْهَا كُتُبٌ عِدَّةٌ بِالمَشْرِقْ: كَالبَيَانِ وَالتَّبْيِينِ لِلجَاحِظ وَالأَمَالِي لأَبِي عَلِي القَالِي وَالأَغَانِي لأَبِي الفَرَجِ الأَصْفَهَانِي ـ فَقَالَ فِيهِ بَعْدَمَا اطَّلَعَ عَلَيْهِ " هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا " فَطَارَتْ هَذِهِ الكَلِمَةُ حَتي بَلَغَتْ عَنَانَ السَّمَاء، وَصَارَ يَتَرَدَّدُ ذِكْرُهَا

كُلَّمَا ذُكِرَ لاَعِقدُ الفَرِيدْ 00!! تُرَى لَوْ أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ لَهُ " هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا " وَقَالَ لَهُ " هَذَا الكِتَابُ عِنْدَنَا مَثِيلُه " أَوْ " هَذَا الكِتَابُ لَمْ يُضِفْ جَدِيدَاً " 00هَلْ كَانَتْ سَتَجُوبُ المَشْرِقَيْنِ كَمَا جَابَتْهُمَا هَذِهِ الكَلِمَة 00!!؟ الدِّينُ الحَقّ: سُئِلَ أَعْرَابِيٌّ مَا الدَّلِيلُ عَلَى وُجُودِ الله 00؟ فَقَالَ سُبْحَانَ الله؛ إِنَّ البَعْرَةَ لَتَدُلُّ عَلَى البَعِيرْ، وَإِنَّ الأَثَرَ لَيَدُلُّ عَلَى المَسِيرْ 00!! فَقِيلَ لَهُ أَفصِحْ يَا أَعْرَابِيّ 00؟ فَقَالَ سَمَاءٌ ذَاتُ أَبْرَاجْ، وَأَرْضٌ ذَاتُ فِجَاجْ، وَبحَارٌ ذَاتُ أَمْوَاجْ: أَلاَ يَدُلُّ ذَلِكَ أَنَّ لِلكَوْنِ خَالِقَاً 00!؟ الدِّينُ الحَقّ:

وقوله تعالى (أم تسألهم أجراً فهم من مغرم مثقلون÷أم عندهم الغيب فهم يكتبون) تقدم تفسيرهما فى سورة الطور، والمعنى فى ذلك أنك يا محمد تدعوهم إلى الله عز وجل بلاَ أجر تأخذه منهم بل ترجو ثواب ذلك عند الله تعالى وهم يكذبون بما جئتهم به بمجرد الجهل والكفر والعناد فاصبر لحكم ربك ولاَتكن كصاحب الجوت إذ نادى وهو مكظوم*لولاَ أن تدركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم * فاجتبه ربه فجعله من الصالحين * وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصرهم لما سمعوا الذكر ويقولن إنه لمجنون * وما هو إلاَ ذكر للعالمين

يقول تعالى (فاصبر) يا محمد على قومك لك وتكيبهم فإن الله سيحكم لك عليهم ويجعل العاقبة لك ولأتباعك فى الدنيا والآخرة (ولاَ تكن كصاحب الحوت) يعنى ذا النون وهو يونس بن متى عليه لاَسلاَم حين ذهب مغاضباً على قومه فكان من أمره ماكان من ركوبه فى البحر والتقام الحوت له وشرود الحوت به فى البحار وظلمات غمرات اليم وسماعه تسبيح البحر بما فيه للعلى القدير الذى لاَ يرد ما أنفذه من التقدير فحينئذ نادى فى الظلمات (أن لاَ إله إلاَ أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين) قال الله تعالى (فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجى المؤمنين) وقال تعالى (فلولاَ أنه كان من المسبحين * للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون) وقال هاهنا (إذ نادى وهو مكظوم) قال ابن عباس ومجاهد والسدى وهو مغموم، وقال عطاء الخرسانى وأبو مالك مكروب، وقد قدمنا فى الحديث أنه لما قال (لاَ إله إلاَ أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين) خرجت

الكلمة تحن حول العرش فقالت الملاَئكة يارب هذا صوت ضعيف معروف من بلاَد غريبة فقال الله تبارك وتعالى أما تعرفون أَمَّا إِنْ وَجَدْتُ مَا يَكْفِي لِنَفَقَاتي الشَّخْصِيَّة؛ حَتى أَتَفَرَّغَ تمَامَاً لهَذَا العَمَل، وَنَفَقَاتِ الصَّرْفِ عَلَى هَذَا العَمَلِ مِنْ كِتَابَةٍ وَنَسْخٍ وَمُرَاجَعَةٍ عَلَى الكُمْبُيُوتَر، وَتَألِيفٍ وَتحْقِيقٍ 00000 إِلَخ: فَلَنْ يَسْتَغْرِقَ هَذَا العَمَلُ ثَلاَثَةَ أَشْهُر مِنْ تَارِيخِهِ إِنْ شَاءَ الله 0 النَّفَقَاتُ المَطلُوبَة لإِنجَازِ هَذَا العَمَل: [1000 جُنَيْهٍ مِصْرِيَّة] المُرْفَقَةِ بِالرِّسَالَة قَائمَةٌ بِأَسْمَاءِ المَرَاجِع تِسْعَةِ: لاَ يُوجَدُ لَدَيَّ مِنَ السُّيُولَةِ المَادِّيَّةِ مَا يَكْفِيني لِلتَّفَرُّغِ لهَذَا العَمَل، وَخَاصَّةً هَذِهِ الأَيَّام 0

أَمَّا إِنْ وَجَدْتُ مَا يَكْفِي لِنَفَقَاتي الشَّخْصِيَّة؛ حَتى أَتَفَرَّغَ تمَامَاً لهَذَا العَمَل، وَنَفَقَاتِ الصَّرْفِ عَلَى هَذَا العَمَلِ مِنْ كِتَابَةٍ وَنَسْخٍ وَمُرَاجَعَةٍ عَلَى الكُمْبُيُوتَر، وَتَألِيفٍ وَتحْقِيقٍ 00000 إِلَخ: فَلَنْ يَسْتَغْرِقَ هَذَا العَمَلُ ثَلاَثَةَ أَشْهُر مِنْ تَارِيخِهِ إِنْ شَ1 ـ 1 ـ 11 ـ 11 ـ 11 ـ 11 ـ 11 ـ 11 ـ 11 ـ 11 ـ 11 ـ 11 ـ تِسْعَةِ لاَ يُوجَدُ لَدَيَّ مِنَ السُّيُولَةِ المَادِّيَّةِ مَا يَكْفِيني لِلتَّفَرُّغِ لهَذَا العَمَل، وَخَاصَّةً هَذِهِ الأَيَّام 0 أَمَّا إِنْ وَجَدْتُ مَا يَكْفِي لِنَفَقَاتي الشَّخْصِيَّة؛ حَ2345678902

أَمَّا إِنْ وَجَدْتُ مَا يَكْفِي لِنَفَقَاتي الشَّخْصِيَّة؛ حَتى أَتَفَرَّغَ تمَامَاً لهَذَا العَمَل، وَنَفَقَاتِ الصَّرْفِ عَلَى هَذَا العَمَلِ مِنْ كِتَابَةٍ وَنَسْخٍ وَمُرَاجَعَةٍ عَلَى الكُمْبُيُوتَر، وَتَألِيفٍ وَتحْقِيقٍ 00000 إِلَخ: فَلَنْ يَسْتَغْرِقَ هَذَا العَمَلُ ثَلاَثَةَ أَشْهُر مِنْ تَارِيخِهِ إِنْ شَاءَ الله 0 النَّفَقَاتُ المَطلُوبَة لإِنجَازِ هَذَا العَمَل: [1000 جُنَيْهٍ مِصْرِيَّة] ِ المُرْفَقَةِ بِالرِّسَالَة تى أَتَفَرَّغَ تمَامَاً لهَذَا العَمَل، وَنَفَقَاتِ الصَّرْفِ عَلَى هَذَا العَمَلِ مِنْ كِتَابَةٍ وَنَسْخٍ وَمُرَاجَعَةٍ عَلَى الكُمْبُيُوتَر، وَتَألِيفٍ وَتحْقِيقٍ 00000 إِلَخ: فَلَنْ يَسْتَغْرِقَ هَذَا العَمَلُ ثَلاَثَةَ أَشْهُر مِنْ تَارِيخِهِ إِنْ شَاءَ الله 0 النَّفَقَاتُ المَطلُوبَة لإِنجَازِ هَذَا العَمَل:

[1000 جُنَيْهٍ مِصْرِيَّة] قَائمَةٌ بِأَسْمَاءِ المَرَاجِعِ المُرْفَقَةِ بِالرِّسَالَة التَّنَاقُضُ الّذِي وَجَدُوهُ في دِيَانَاتهِمْ؛ وَالّذِي بِسَبَبِهِ أُعْدِمَ جَالِيليُو وَغَيرُه: جَعَلَهُمْ يهَاجِمُونَ أَيَّ دِين 00 بمَا في ذَلِكَ دِينُ المُسْلِمِين 00!!

الطيبة في الإسلام

الطِّيبَةُ في الإِسْلاَم: ن نَاس1: مُكَاشَفَةُ القُلُوبْ لأَبِي حَامِدٍ الغَزَالِيّ البَابُ الحَادِي عَشَرْ مُكَاشَفَةُ القُلُوبْ لأَبِي حَامِدٍ الغَزَالِيّ البَابُ الخَامِسَ عَشَرْ: 45 مُكَاشَفَةُ القُلُوبْ لأَبِي حَامِدٍ الغَزَالِيّ البَابُ الحَادِي وَالثَمَانُون: 248 فَأَكثَرُهُمْ عَاشَرْتُهُمْ فَإِذَا هُمُ ذِئَابٌ عَلَى أَجْسَادِهِنَّ ثِيَابُ {أَبُو فِرَاسٍ الحَمَدَانيّ} خم: 14، 61، / 2 الكَنْز: ح 0 ر: 5960، 6998 8476، 8709 8729 الكَنْز: 8754، 8470 خم: 61، / 2 وَأَدْرِجْ بِهِ كُلُّ مَا يَصْلُحُ أَنْ يُوَجَّهَ كَنَصِيحَةٍ لِشِرَارِ النَّاسْ خَمْ: 172/ 3

اللهُمَّ اصْرِفِ الشَّرَّ عَن أَهْلِ الخَيْر، وَاصْرِفِ الخَيْرَ عَن أَهْلِ الشَّرّ 00!! النَّاسْ: شَكَا مِنهُمُ العُلَمَاءْ، وَشَكَا مِنهُمُ الأَنبِيَاءْ، وَشَكَا مِنهُمْ مُعْظَمُ الشُّعَرَاءْ، وَلَيْسَ جُبرَانُ فَقَطْ وَأَبُو العَلاَءْ 00!! وَبَعْضُ خَلاَئِقِ الإِنسَانِ دَاءٌ * كَدَاءِ البَطْنِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءُ عِنْدَ أَبْيَاتِ أَبي العَلاَءْ: وَلمَّا رَأَيْتُ الجَهْلَ في النَّاسِ فَاشِيَاً 00000 إِلخْ: لَيْسَ الغَبيُّ بِسَيِّدٍ في قَوْمِهِ لَكِنَّ سَيِّدَ قَوْمِهِ المُتَغَابِي عِنْدَ مَنِ احْترَمَهُمْ أَهَانُوه: رَأَيْتُ النَّاسَ مَن أَلْقَى * عَلَيْهِمْ نَفْسَهُ هَانَا فَطَيِّبُهُمْ غَشِيمُ وَذَكِيُّهُمْ لَئِيمُ كَمَا قَالَ أَحَدُ الزُّعَمَاءْ: " تجْمَعُهُمْ عَرْكَةٌ وَتُفَرِّقُهُمْ عَصَا 00!!

عَابَ الصَّالحُونَ بِلاَدَاً، وَمَا عَابُوهَا إِلاَّ لأَجْلِ أَهْلِهَا، وَكَذَلِكَ مَدَحُواْ بِلاَدَاً، وَمَا مَدَحُوهَا إِلاَّ لأَجْلِ أَهْلِهَا 00 لَعَمْرُكَ مَا ضَاقَتْ بِلاَدٌ بِأَهْلِهَا وَلكِنَّ أَخْلاَقَ العِبَادِ تَضِيقُ لاَ عَيْبَ في الشُّرَفَاء إِلاَّ انَّهُمْ ضُعَفَاء {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} وَلاَ تَنْسَ قَصِيدَة حَتى صَارَ الأَعْمَشُ كحَّالَ هَذَا الزَّمَان وَاسْجَعْ وَلَوْ بِالنَّثرِ: " زَمَنٌ صَارَتْ فِيهِ العَرَبَةُ قُدَّامَ الحِصَان " 00!! مَا لِلمَنَازِلِ أَصْبَحَتْ لاَ أَهْلُهَا أَهْلِي وَلاَ جِيرَانُهَا جِيرَانِي فَمَا أُسَائِلُ عَنْ قَوْمٍ عَرَفتُهُمُ بِالعِلمِ وَالفَضْلِ إِلاَّ قِيلَ قَدْ مَاتُواْ وَمَا حَيَاةُ امْرِئٍ أَمْسَتْ مَدَامِعُهُ مَقسُومَةً بَيْنَ أَحْيَاءٍ وَأَمْوَاتِ عند أينَ الفقه 00!؟ ... اين المعاملاَت 00!؟

وأعجب ما في الأمر ادعاءُ بَعْضِهِمْ أنهم نباتيون وهم يعيشون علي أكل لحوم البشر أعاشر من لو عاشر القرد بعضهم 00000 داروين 00000 صار الأعمش كحال هذا الزمان ولله ور القائل ومنحنا الورد بلاَ شوكٍ فزرعنا الشوك بأيدينا حَتى أَصْبَحْنَا نَعِيشُ في بِيئَةٍ وَبِيئَةٍ يمُوتُ فِيهَا الخَيرُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُولَدْ لو مشي فيهم نبي سائلاً ما وصلوه وهم لو طمعوا في زاد كلب أكلوه وليس بعامر … إلخ بحره يحمل الرِّمَمْ دائما ً فوق القمم فوق الرأس يحمل الأقذار والأعفان وتدوس أرجله الياقوت والمرجان وهكذا يسفل الراجح في الميزان إن دعوا للمعروف قاموا وهم كسالي ابطأ من غراب نبي الله نوح وان دعوتهم الي فاحشة أَتَوْكَ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ وَصَوْبٍ يَنْسِلُون، لُعِنَ الفَاعِلُ وَالمَفعُولْ أبيت جوارها أرضا بغير الظلم لاَ ترضى بلاَد ظلمها أمسى على أبنائها فرضا

فلو عرض الزمان على رجال بلاَدنا عرضا وقال منحتكم يا قو م طول الأرض والعرضا بشرط واحد أن لاَ ينازع بعضكم بعضا لكان جوابهم في صو ت رجل واحد رفضا نظرت فلم أجدفي النا س إلاَ الحقد والبغضا فداء عدائنا استعصى وبيت اخائنا انقضا وشر بلاَئنا حسد يمض نفوسنا مضا يصافحني الأسى ضما ويلثمني الضني عضا عجيب أنني ميت وعيني لم تذق غمضا أأمطرت السما سما فأمسى روضنا رمضا مسكت يد الأخاء فما وجدت بقلبه نبضا هموم في نواحى الصد ر يزحم بعضها بعضا فقلبي صار مستشفى وكل جوارحي مرضى إلىكم مقامي في بلاَد معاشر تساوى بها آسادها وكلاَبها اقلدها الدر الثمين وإنه لعمرك شيئ أنكرته رقابها نَنَنَاسْ2 الصَّدَاقَة: مُكَاشَفَةُ القُلُوبْ لأَبِي حَامِدٍ الغَزَالِيّ البَابُ السَّابِعُ وَالسَّبْعُون: 239

بِاتِّفَاءِ شُرُورِهِمْ: فَإِنْ دَعَتكَ بَلِيَّاتٌ لِعِشْرَتِهِمْ فَأَنْتَ مُضْطَرٌّ لِلتَّعَامُلِ مَعَهُمْ بِالطَّرِيقَةِ التي هُمْ يحِبُّونَهَا لاَ التي أَنْتَ تحِبُّهَا 0 وَسُبْحَانَ اللهِ رَأَيْنَاهَا وَاللهِ رَأيَ العَين: إِذَا رَضِيَ اللهُ عَن عَبْدٍ احْتَمَلَ النَّاسُ سُوءَ خُلُقِه، وَإِذَا غَضِبَ عَلَى عَبْدٍ شَكَا النَّاسُ مِن حُسْنِ خُلُقِه 00!! قَدْ يَقُولُ قَائِلٌ كَيْفَ يُبْغِضُهُ اللهُ مَعَ حُسْنِ خُلُقِه 00!؟ يُبْغِضُهُ اللهُ مَعَ حُسْنِ خُلُقِهِ بِأَنْ يَكُونَ حَسَنَ الخُلُقِ مَعَ النَّاسِ سَيِّئَ الخُلُقِ مَعَ النَّاس 00!! وَانظُرْ بِالكَنْز: ح 0 ر: 7005: 7028، 6997: 7020 وَانظُرْ بِالكَنْز: ح 0 ر: 7054، 7062، 7168، 7170 وَانظُرْ بِالكَنْز: ح 0 ر: 7175، 8301 وَانظُرْ بِالكَنْز: ح 0 ر: 5815

حَسِبْتُهُمُ دُرُوعَاً لي تَقِيني فَكَانُوهَا وَلكِنْ لِلأَعَادِي وَرِشْتُهُمُ سِهَامَاً صَائِبَاتٍ فَكَانُوهَا وَلَكِنْ في فُؤَادِي وَقَالُواْ قَدْ صَفَتْ مِنَّا قُلُوبٌ فَقُلتُ نَعَمْ وَلكِنْ مِنْ وِدَادِي وَالصَّدَاقَةُ الفُسْفُورِيَّةُ هِيَ التي تُضِيءوَقْتَ الظَّلاَم 00!! وَمَا أَكثَرَ الإِخْوَانَ حِينَ تَعُدُّهُمْ وَلكنهُمْ فِي النَّائِبَات قَلِيلُ وَلاَ خَيرَ فِي وُدِّ امْرِئٍ مُتَمَلِّقٍ إذَا الريحُ مَالَت مَالَ حَيثُ تمِيلُ وَلِذَا قِيلَ: جَزَى اللهُ النَّوَائِبَ كُلَّ خَيرٍ عَرَفْتُ بهَا عَدُوِّي مِنْ صَدِيقِي أَيْنَ كُنْتَ يَا صَدِيقِي وَأَنَا في وَقتِ الضِّيقِ كُلُّ المَصَائِبِ قَدْ تَمُرُّ عَلَى الفَتى فَتَهُونُ غَيْرَ شَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ @@@@@@@@@@ وَتجَلُّدِي لِلشَّامِتِينَ أُرِيهُمُ أَنِّي لِرَيْبِ الدَّهْرِ لاَ أَسْتَسْلِمُ @@@@@@@@@@

وَحَسْبُكَ مِنْ نَكْبَةٍ بِامْرِئٍ تَرَى حَاسِدِيهِ لَهُ رَاحِمِينَا وَالمُؤسِفُ حَقَّاً أَنَّ مَنْ يَكُونُ مُتَدَيِّنَاً لاَ تَلقَاهُ مِن أَهْلِ المُرُوءة، وَأَنَّ مَنْ تَلقَاهُ مِن أَهْلِ المُرُوءة لاَ يَكُونُ مُتَدَيِّنَاً 00!! فَبَينَ عَاقِلٍ تُرْجَى صُحْبَتُهُ وَلاَ تُرْجَى دَعْوَتُهُ لأَنَّهُ غَيرُ مُتَدَيَّن 00!! وَبَينَ مُتَدَيِّنٍ تُرْجَى دَعْوَتُهُ وَلاَ تُرْجَى صُحْبَتُهُ لأَنَّهُ غَيرُ عَاقِلْ 00!! وَلِذَا قِيلَ مَهْمَا كَانَتْ مَرَارَةُ الدَّوَاء: فَأَمَرُّ مِنهُ الدَّاء، وَأَمَرُّ مِنَ الدَّاء: شَمَاتَةُ الأَعْدَاء، وَأَمَرُّ مِنْ شَمَاتَةِ الأَعدَاءِ: خِيَانَةُ الأَصْدِقَاء 00!! جزي الله النوائب كل خير عرفت بها عدوي من صديق وَمِنْ سُوءِ حَظِّ المَرْءِ في العَيْشِ أَنْ يَرَى عَدُوَّاً لَهُ مَا مِنْ صَدَاقَتِهِ بُدُّ

وقديماً قيل مهما كانت مرارة الدواء فأمر منه الداء، وأمر من الداء شماتة الأعداء، وأمر من شماتة الأعداء خيانة الأصدقاء، أما إن كنت أنا الذي اخترتهم 00 إلخ" {احْذَر عَدُوَّكَ مَرَّةً وَاحْذَرْ صَدِيقَكَ أَلْفَ مَرَّة} {فَلَرُبمَا انْقَلَبَ الصَّدِيقُ فَكَانَ أَعْلَمَ بِالمَضَرَّة} البَابُ الثَّانِي الصَّبر عَلَى أَذَى النَّاسْ النَّاس هُمُ النَّاسُ فِي كُلِّ زَمَان قَالَ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ العَزِيزْ، بِسُورَةِ المَائِدَة: وَإِنَّ كَثِيرَاً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُون وَقَالَ تَعَالَى بِسُورَةِ يُوسُفْ: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤمِنِين وَقَالَ بِسُورَةِ البَقَرَةِ وَكَرَّرَهَا أَيْضَاً بِسُورَةِ يُوسُفْ: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤمِنِين

وَيَكْفِي أَنَّ الله تَعَالَى كَانَ يَقُولُ دَائِمَاً يَا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإِنْسِ مُقَدِّمَاً الجِنَّ عَلَى الإِنْس إِلاَّ حَيْثُ قَالَ: شَيَاطِينُ الإِنْسِ وَالجِنّ 00!! وَلَوْ أَنَّ ثَمَّةَ كَلِمَةً أَخْبَثَ مِنْ كَلِمَةِ النَّاسْ: لَمَا جَعَلَهَا الله آخِرَ كَلِمَةٍ فِي المُصْحَفِ حَيْثُ قَالَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسْ وَلَوْ كَانَ فِيهَا خَيْرٌ لَقَدَّمَهَا 00!! إِنَّ النَّاس هُمُ النَّاسُ فِي كُلِّ زَمَان، ذَمُّهُمْ جَاءَ حَتى فِي القُرْآن؛ الضَّعيف بَيْنَهُمْ كتِبَتْ عليه المذلة والهوان: فإذا كَانَ حَكِيمَاً قالوا متفلسف، وإذا كَانَ كَرِيمَاً قالوا مسرفْ، وَإِذَا كَانَ مُتَدَيِّنَاً قَالُواْ مُتَطَرِّفْ، وهذا بَيْنَهُمْ مصيرُ من لاَ شوكة له 00!!

ولم يزالوا به لاَ يدعونه وشئونه حَتى لأن يضع إصبعه بفم التنين فيخرجها سُمَّاً فيبتلعه كان ذلك أهون عليه من بعض ما يسمع ويرى وَإِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى00!! فالمرء عندهم بمكانته الاَجتماعية ومركزه المرموقْ حَتى ولو كان أعظم من دَبَّ وَدَرَجْ لاَ بذاته حَتى ولو كان أعظم حكيمٍ فوق صعيد الأرض وتحت أديم السماء؛ ولذا سفهوا كلاَم العظماء، وعظموا كلاَم السفهاء؛ ذلك لأنهم ينظرون إلى القائل ولاَ يلتفتون إلى القول 00!! الذِي يمْلُكُ شهادةً عندهُم بدون علم: أحسنُ مِنَ الذِي يمْلُكُ العلمَ بدون شَهَادَة 00 وَإِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى00!! حَتى أَنَّكَ لَوْ فَعَلتَ لَهُمْ مَا لَمْ يَفعَلْهُ " أَينشتين" لَقَالُواْ كَذَّابٌ أَشِرْ 00!!! بَلْ وَكَأَني بالمتَنَبي لَوْ مَا " انْتَفَضَ فَزَالَ القَبْرُ وَالكَفَنُ " 00!! وَإِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعَى 00!!

بَلْ وَكَأَني بِالمُتَنَبي لَوْ مَا انْتَفَضَ فَزَالَ القَبْرُ وَالكَفَنُ: وَكَانَ قَدْ أُشِيعَ في مجْلِسِ كَافُورٍ الإِخْشِيدِيِّ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ فَبَعَثَ إِلَيْهِ ـ بَعْدَ غَضْبَتِهِ عَلَيْهِ ـ يَقُولُ لَهُ: يَا مَنْ نُعِيتُ عَلَى بُعْدٍ بِمَجْلِسِهِ كُلٌّ بِمَا زَعَمَ النَّاعُونَ مُرْتَهَنُ كَمْ قَدْ قُتِلتُ وَكَمْ قَدْ مُتُّ عِنْدَكُمُ ثمَّ انْتَفَضْتُ فَزَالَ القَبْرُ وَالكَفَنُ كَأَنِّي بِهَذَا العِمْلاَقِ ـ عَلَى عِظَمِ مَكَانَتِهِ ـ لَوْ انْتَفَضَ فَزَالَ القَبْرُ وَالكَفَنُ لأَعَادُوهُ إِلى قَبْرِهِ وَقَالُواْ لَهُ مَا الذِي أَخْرَجَكْ 00؟ إِنَّهُ لَمْ يَعُدْ زَمَانَك 00!! يا أمة ضحكت من جهلها الأممُ [0000]ـ " ذذذ " 00!! صدقوا والله شر البلية ما يضحك؛ فلقد صِرْنَا فِي مَسْرَحٍ كبير، المُضْحِكَاتُ فِيهِ كَثِيرْ 00!!

وَكَم يَفعَلُ النَّاسُ من مضحكات وَلكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكَا أمور يضحك السفهاء مِنهَا وَيَبْكي من عَواقِبها اللبيب بَلْ صِرْنَا وَكَأَنَّنَا فِي بَحْر: فوق الرأس يحمل الأقْذَارَ وَالأَعْفَان وَتَدُوسُ أَرْجُلُه اليَاقُوت وَالمَرْجَان وَهَكَذا يَسْفُلُ الراجح في المِيزان وَالأَحْجَارُ الكَرِيمَةُ دائمَا تحتَ الأقْدَامِ وأبياتُ الشَّافِعِيُّ فِي ذَلِكَ مَعْرُوفَة: لَمْ يَبْقَ في النَّاسِ إِلاَّ المَكْرُ وَالمَلقُ شَوْكٌ إِذَا لُمِسُواْ وَرْدٌ إِذَا رُمِقُواْقُ فَإِنْ دَعَتْكَ ضَرُورَاتٌ لِعِشْرَتِهِمْ فَكُنْ جَحِيمَاً لَعَلَّ الشَّوكَ يحْتَرِقُ {الإِمَامُ الشَّافِعِيّ} ومن لاَ يذدْ عَن حَوضه بسلاَحه يُهَدَّمْ وَمَنْ لاَ يظلمُ الناس يظلم فَإنك إن سببت الناس سبوكْ، وإن نافرتهم نافروكْ، وإن تركتهم لَمْ يتركوكْ، وإن فررت منهم أدركوكْ 00!!

وَمكتوبٌ في التوراةِ منْ سالم الناس لم يسلمْ، ومن شاتم الناس يشتمْ، ومن يجْعَلِ الفضل فِي غير أهله يندمْ 00!! البُعْدُ عَنهُمْ غَنِيمَة صدق والله أبو العلاَء الذي تطيرواْ به وإنما طائرهم معهم: َ فَزَهَّدَني في النَّاسِ مَعْرِفَتي بِهِمْ وَعِلمِي بِأَنَّ كَثِيرَهُمْ سُفَهَاءُ وَلِذَا قَالَ أحد الحُكماء لاَبنه وهو يعظه " لاَ تعاتب النَّاسَ في هذا الزمان فإنك إن عاتبتهُمْ عابُوك بأشد من الأمر الذي عاتبتهُمْ مِن أَجْلِه " وَهَذَا وَإِنْ لَمْ يَكُن حَالَ أَكثرِ النَّاسِ إِلاَّ أَنَّهُ حَالُ الفِئَةِ الغَالِبَة، وَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون 00!! ألاَ ترى كَيْفَ يَتَمَرَّدُونَ عَلَى الرَّفِيقِ بِهِمْ وَيَجْرُونَ خَلفَ كُلِّ نَاعِقْ 00‍‍‍‍!؟ فَالضَّعِيفُ بَيْنَهُم: متي يَتَكَلَّمْ يهزئواْ بِكَلاَمِهِ وإن لم يَقُل قالواْ عَديم بَيَان

هَذِي أَوَّلُ عَلاَمَة مِن عَلاَمَاتِ القِيَامَة أَنْ كَرَامَةُ الكِرَامِ تضِيعُ بَيْن اللِّئَامِ وَحين أغلقت عليّ باب داري، وعملت بنصيحة سيد الأخيار " ليسعك بيتك " ابتليت: بجيران سوء لاَ أمان لجارهم إِذا لم تشاجرهم تضق بشجارهم نِصْفُهُمْ يَنُمُّ وَالنِّصْفُ الآخَرُ يَتَجَسَّسُ عَلَيْه، وَإِذَا مَا وَقَعَ الضَّعِيفُ فِي خَيَّةٍ مِن خَيَّاتِهِمْ قَالُواْ لَقَدْ وَقَعَ فِي شَرِّ أَعْمَالِه، وَعَلَى نَفسِهَا جَنَتْ بَرَاقِشُ والمِسْكِينُ لَمْ يَجْنِ شَيْئَا 00!!

وَطَبْعَاً لَيْسَ هَذَا حَالَ كُلِّ النَّاسْ، وَلَكِنَّهُ حَالُ الفِئَةِ الغَالِبَة، وَلاَ عِبْرَةَ بِالشَّوَاذ 00 فَأَهْلُ الخَيْرِ كَثِيرُون، وَلَكِن أَهْلُ النَّذَالَةِ أَكْثَرْ، فَلَقَدْ كَانَ النَّاسُ ثمراَ بلاَ شوك فَأَصْبَحُواْ اليَوْمَ شوكاً بلاَ ثَمَرْ، وَكَانَتْ قُلُوبُهُمْ رَقِيقَةً فَصَارَتْ أَقسَى مِنَ الحَجَرْ 00!! كَيْفَ بِالمُتَنَبي الذِي يَقُولُ فِي زَمَنِهِ: إِنَّا لَفِي زَمَنٍ فِعْلُ القَبِيحِ بِهِ مِن أَكْثَرِ النَّاسِ إِحْسَانٌ وَإِجْمَالُ أين هُوَ لِيَرَى ما نحن فيه؛ فزماننا أَلعَنُ مِنهُ، أَوْ بِمَعْنيً أَدَقّ أَهْلُهُ أَلعَنْ00 نَعِيبُ زَمَانَنَا وَالعَيْبُ فِينَا وَمَا لِزَمَانِنَا عَيْبٌ سِوَانَا وَكَمْ قُلنَا الزَّمَانُ بِهِ فَسَاد لَعَمْرُكَ نحْنُ أَفْسَدْنَا الزَّمَانَا

فَلَيْسَ الذِّئبُ يَأكُلُ لَحْمَ ذِئبٍ وَيَأكُلُُ بَعْضُنَا بَعْضَاً عَيَانَا أَيْنَ هُوَ لِيَرَى أَهْلَ زَمَانِنَا وَمَا صَارُواْ إِلَيْه؛ زَمَانُنَا شَرٌّ مِنهُ 00 فَإِذَا أَرَدْتَّ بِأَنْ تُحَقِّرَ صَالِحَاً يَكْفِيكَ بَيْنَ النَّاسِ ذِكْرُ صَلاَحِهِ حَقَّاً وَاللهِ كَمَا قُلتُ مِن أَزْجَالي: " الدُّنيَا بَقِتْ غَابَة مَا فِيهَا غِيرْ دِيَابَة " " الغُلبِ مَا انْكَتَبْشِ فِيهَا الاَ عَالغَلاَبَة " أَلَيْسَ هُوَ الذِي يَقُولْ: تَأَمَّلتُ في هَذِي الحَيَاةِ فَلَمْ أَجِدْ سِوَى ذُلِّ مَظْلُومٍ وَطُغْيَانِ ظَالِمِ وَمَن عَرَفَ الأَيَّامَ مَعْرِفَتي بِهَا وَبِالنَّاسِ رَوَّى رُمحَهُ غَيْرَ رَاحِمِ أَيْنَ هُوَ لِيَرَى النَّاسَ فِي زَمَانِنَا الذِي لاَ يَعْلَمُ بِهِ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلم:

غَاضَ الوَفَاءوَفَاضَ الغَدْرُ وَاتَّسَعَتْ فِيهِ المَسَافَة بَيْنَ القَوْلِ وَالعَمَل وَشَانَ صِدْقَكَ بَيْن النَّاس كِذبُهُمُ وَهَلْ يُطَابَقُ مُعْوَجٌّ بِمُعْتَدِلِ صدق والله بديع الزمان: هَذَا زَمَانٌ مَشُومُ فِيهِ المُحِقُّ مَلُومُ وَالجَهْلُ فِيهِ مَمْدُوحٌ وَالعِلمُ فِيهِ مَذمُومُ وَالمَالُ طَيْفٌ ولَكِن حَوْلَ اللِّئَامِ يَحُومُ ... لاَ يَصْدُرُ الشَّرُّ قَطُّ إِلاَّ إِذَا كَانَ عَنهُمْ أَمَّا إِنْ جَاءواْ بخَيْرٍ فَهُوَ خَطَأٌ مِنهُمْ فَلاَ يَأتِيكَ مِنهُم أَيُّ خَيْرٍ سِوَى وَوَرَاءهُ شَرٌ عَظِيمُ وإن حدث شيءٌ كهذا فَالحِدَأَةُ لاَ تُلقِي بِالكتاكيت، وإنما هو على سبيل التجارة في الاَنتخابات 00؛ لكسب الأصوات 00‍‍‍‍! ‍‍! وَإِذَا رَأَوُاْ الظَّالِمَ مِنهُمْ قَدْ أَمَدَّهُ الله مِنَ الأموال مدّا: قالوا كُلٌّ يُعْطِيهِ الله عَلَى قَدْرِ نِيَّتِه 00!!

أحسن حسناتهم سيئة، وأهون سيئاتهم كبيرة 00‍‍‍‍!! أَلَمْ تَسْمَعْ أَبَا العَتَاهِيَةِ وَهْوَ يَقُولُ عَنهُمْ: فَيَا رَبِّ إِنَّ النَّاسَ لاَ يُنْصِفُونَني وَحَتىَّ إِذَا أَنْصَفْتُهُمْ ظَلَمُونيونِ وَإِنْ كَانَ لي شَيْءٌ تَصَدَّواْ لأَخْذِهِ وَلَوْ جِئْتُ أَبْغِي شَيْئَهُمْ مَنَعُوني وَإِنْ نَالَهُمْ بِرِّي فَلاَ شُكْرَ عِنْدَهُمْ وَإِن أَنَاْ لَمْ أَعْبَأْ بِهِمْ شَتَمُوني وَإِنْ وَجَدُوني في رَخَاءٍ تجَمَّعُواْ وَإِنْ نَزَلَتْ بي فَاقَةٌ تَرَكُوني وَإِنْ طَرَقَتْني نَكْبَةٌ فَكِهُواْ بِهَا وَإِنْ صَحِبَتْني نِعْمَةٌ حَسَدُوني يَقُولُونَ لي أَهْلاً وَسَهْلاً وَمَرْحَبَاً وَلَوْ ظَفِرُواْ بي مُفْرَدَاً قَتَلُونيونِ وَمَنْ صَحِبَ الدُّنْيَا بِعِفَّةِ رَاهِبِ فَأَيَّامُهُ مَحْفُوفَةٌ بِالمَصَائِبِ

فإذا لقيتم من يقول امْشِ مُسْتَقِيمَاً يَحَارُ عَدُوُّكَ فِيكَ فَقولوا له أَنْتَ كَاذِبْ، وَإِذَا لَقِيتُمْ مَنْ يَقُولْ: لاَ أَسْأَلُ النَّاسَ عَمَّا في ضَمَائِرِهِمْ مَا في ضَمِيرِي لَهُمْ مِنيِّ سَيَأْتِيني قولوا له أَنت مِسْكِين؛ لأني حاولت كثيراً: فَوَجَدْتُّ أَنَّ رِضَى النَّاسِ غَايَةٌ لاَ تُدْرَكْ، اللهُمَّ إِلاَّ فِي حَالَةٍ وَاحِدَة: هِىَ أَلاَ تُرْضِيَ ضَمِيرَك 00!!

صَدَقَ وَاللهِ شَاعِرُ الرَّسُولْ، وَلِسَانُ الدَّعْوَةِ المَسْلُولْ، عِنْدَمَا ظَلَّ طُولَ اللَّيْلِ سَاهِرَاً فَمَا أَن صَحْصَحَ الإصْبَاحُ وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا حَتى صَعَدَ الجَبَلَ وَنَادَى فِي أَهْلِ مَكَّةَ أَنْ يَا أَهْلَ مَكَّةَ، يَا أَهْلَ مَكَّةَ: لَقَدْ كَتَبْتُ بَيْتَاً مِنَ الشِّعْرِ مَا يَسُرُّنِي أَنْ يَكُونَ لِي بِهِ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَبَاً، قَالُواْ وَمَا هُوَ يَا حَسَّان 00؟ لَمْ يَقُولُواْ تَبَّاً لَكَ يَا حَسَّان؛ أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا 00!؟ فَبِرَغْمِ أَنَّهُمْ كَانُوأ أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ أَنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكْمَة، وَيَقُولُونَ لِلمُحِقِّ صَدَقت00!! فَقَالُواْ لَهُ وَمَا ذَاكَ يَا حَسَّان00؟ فَقَالَ بَيْتَاً غَدَا مِنْ بَعْدِهِ مَثَلاً وَأَصْبَحَ الجِيل بَعْدَ الجِيلِ يَرْوِيهِ

وَإِنَّ امْرَءَاً أَمْسَى وَأَصْبَحَ سَالِمَاً مِنَ النَّاسِ إِلاَّ مَا جَني لَسَعِيدُ مَن خَالَطَ النَّاسَ لَمْ يَسْلَمْ مِنَ النَّاسِ وَضَرَّسُوهُ بِأَنيَابٍ وَأَضْرَاسِ فَالظُّلْمُ مِنْ شِيَمِ النُّفُوسِ فَإِنْ تجِدْ ذَا عِفَّةٍ فَلِعِلَّةٍ لاَ يَظْلِمُ هذا 00 فَظُلْمُ ذَوِي الْقُرْبى أَشَدُّ مَضَاضَةً عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّدِ وهل يلاَم الناس في أن ضيّعوا دما ضيّعه أهله 00!!؟ أَلاَ يَرْحَمُ الله البَسُوسَ التي؛ عِنْدَمَا قَتَلَ أَخُوهَا زَوْجَهَا فَقَالَتْ: لَوْ بِعَيْنٍ فُقِئَتْ عَيْني سِوَى أُخْتِهَا لَهَانَ مَا أَلَمَّ بِي تَحْمِلُ العَيْنُ قَذَى العَيْنِ كَمَا تَحْمِل الأُمُّ أَذَى مَنْ تُرَبِّي بُلِيتُ بِهِمْ وَهُمْ قَوْمٌ بِلاَ عَقْلٌ وَلاَ أَدَبِ فَمِنهُمْ مَنْ يُنَافِقُني وَيحْلِفُ لي عَلَى الْكَذِبِ

وَمَنْ لَمْ أَلْقَ أَخْبَثَ مِن هُ في عَجَمٍ وَلاَ عَرَبِ وَلاَ يَتَعَجَّبَنَّ أَحَدٌ مِنْ كَلاَمِي هَذَا؛ فلقد اتخذت على نفسي عهدا: بِأَن أَمْدَحَ الخَيْرَا وَلَوْ كَانَ في خَصْمِيمِ وَأَن أَذُمَّ الشَّرَّا وَلَوْ كَانَ في قَوْمِيمِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} أَكْثَرُهُمْ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمْ: يَعِيثُونَ مَعَ الذِّئْبِ وَيَبْكُونَ مَعَ الرَّاعِياعِ {الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي} وُحُوشٌ لهَا أَنيَابْ تخْتَفِي تحْتَ الثِّيَابْ تَتَعَلَّمُ مِنهَا كَيْفَ تَفْتِكُ الذئَابْ {أَفْكَارٌ لمحْمُود غُنَيْم قُمْتُ بِإِعَادَةِ نَظْمِهَا وَالزِّيَادَةِ عَلَيْهَا 0 يَاسِرٌ الحَمَدَاني} لاَ والله بل أوحش من أن يشبهوا بالوحوش 00!! مَكرهم تزول منه الجبال، كُلٌّ يَتَفَنَّن في تَشْيِيدِ البُيُوتِ

وَقَلْبُهُ أَوْهَنُ مِنْ بَيْتِ الْعَنْكَبُوتِ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} إِنِ استووا فَسِكِّين وإن اعوجوا فمنجلْ لسَانُهُمْ مِنْ رُطَبْ وَقَلْبُهُم من حَطَبْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} فلله شاعر النيل عندما فطن إلى ما فطنت إليه فقال قولة حَق أصبحت مثَلاَ وَأَصْبَحَ الجِيل بَعْدَ الجِيلِ يَرْوِيهَا شعُوبٌ تَفر مِنَ الصَّالحَاتِ فرارَ السَّليم مِنَ الأجْرَبِ يُهان بهَا العبقري الحكيم وَيُكْرَمُ فيهَا الحقِير الغَبي وَهَكَذَا الشُّعُوبُ النَّامِيَةُ وَدُوَلُ العَالَمِ الثَّالِث: يَتَمَرَّدُونَ على الرفيق بهم وَيَتبعُونَ كُلَّ جبار عنيدْ، حَتى ولو قال لهم: يَا قَوْمُ لاَ تَتَكَلَّمُواْ إِنَّ الكَلاَمَ محَرَّمُ أَوْ قَالَ إِنَّ نَهَارَكُمْ كَاللَّيْلِ قَالُواْ مُظْلِمُ أَوْ قَالَ إِنَّ الشَّهْدَ مُرُّ الطَّعْمِ قَالُواْ عَلْقَمُ

أَوْ قَالَ مَا هُوَ حَقُّكُمْ يَا قَوْمُ قَالُواْ نُعْدَمُ عَبيد العَصَا وَللهِ دَرُّ القَائل: خُلِقَ النَّاسُ عَبِيدَاً لِلَّذِي يَأْبى الخُضُوعَا {جُبرَان خَلِيل جُبرَان} والنفاق هو الحلُّ الوحيد في شريعة الجبناء 00!! في النَّاسِ أَقْوَامٌ تَسِيرُ بدُونِ رَأَيٍ أَو إِرَادَة فَتِلْكَ مَكَارِمُ الأَخْلاَقِ سُدَّتْ دُونَهَا الطُّرُقُ وَأَصْبَحْنَا لِغَدْرِ النَّاسِ لاَ نَدْرِي بمَن أَثِقُ فَلاَ عِلْمٌ لاَ أَدَبٌ وَلاَ دِينٌ وَلاَ خُلُقُ إِنَّ النَّاسَ جَمِيعَاً لاَ يَأْتي عَلَيْهِمْ زَمَانٌ إِلاَّ وَتَسُوءُ أَخْلاَقُهُمْ وَطِبَاعُهُمْ؛ فَقَدِيمَاً كَانَ النَّاسُ ثَمَرَاً بِلاَ شَوْك: فَأَصْبَحُواْ الآنَ شَوْكَاً بِلاَ ثمَر، وَكَانَتْ قُلُوبهُمْ رَقِيقَةً فَصَارَتْ أَقْسَى مِنَ الحَجَر 00!!

لَقَدْ عَاشَرْتُ في مِصْرَ نَوْعَاً مِنَ النَّاسِ: نِصْفُهُمْ أَبَالِسَةٌ وَالنِّصْفُ الآخَرُ شَرٌّ مِنَ الأَبَالِسَة، رَأَيْتُ مِنهُمْ مِنْ صُنُوفِ الغَدْرِ وَاللُّؤْمِ وَالجَوْرِ وَالخِيَانَةِ وَالإِجْرَام: مَا لاَ يُرَى إِلاَّ في الأَفْلاَم 00!! مَن أَذَلَّهُمْ أَحَبُّوهُ وَمَن أَحَبَّهُمْ أَذَلُّوه 00!! مَنْ ضَحِكَ لَهُمْ ضَحِكُواْ عَلَيْهِ وَمَنْ ضَحِكَ عَلَيْهِمْ ضَحِكُواْ لَهُ 00!! مَن أَهَانهُمُ احتَرَمُوهُ وَمَن احتَرَمَهُمْ أَهَانُوه، وَمَن خَانَهُمُ ائتَمَنُوه، وَمَنِ ائتَمَنَهُمْ خَانُوهْ 00!! مَنْ تَوَاضَعَ لَهُمْ تَكَبرُواْ عليه، وَمَنْ تَكَبَّرَ عَلَيْهِمْ تَوَاضَعُواْ لَه 00!! مَن أَحْسَنَ إِلَيْهِمْ قَلَّمَا شَكَرُوهْ، وَمَن أَسَاءَ إِلَيْهِمْ قَلَّمَا عَذَرُوه 00!!

الوَاحِدُ مِنهُمْ إِذَا عَمِلَ الخَيرَ فَذَلِكَ إِمَّا عَلَى سَبِيلِ الخَطَأ، وَإِمَّا لِكَسْبِ الأَصْوَاتِ في الاَنْتِخَابَات 00!! وَإِذَا مَرَّ يَوْمٌ وَلَمْ يَعْمَلْ فِيهِ شَرَّاً فَإِمَّا نَسِيَ أَوْ " فَلِعِلَّةٍ لاَ يَظْلِمُ " 00!! لَوْ مَشَى فِيهِمْ نَبيٌّ سَائِلاً مَا وَصَلُوهُ وَهُمُ لَوْ طَمِعُواْ في زَادِ كَلبٍ أَكَلُوهُ نَاس أَنجَاس؛ أَعْظَمُهُمْ مُرُوءةً امْرُؤٌ لاَ مُرُوءةَ لَهُ 00!! فَالمُرُوءةُ شَيْءٌ لاَ يُوجَدُ إِلاَّ في الأَحْلاَمْ يحِبُّونَ فِعْلَ الشَّرِّ حَتى لَوْ كَانُواْ لَنْ يَرْبَحُواْ شَيْئَا، وَيُبْغِضُونَ فِعْلَ الخَيرِ حَتى لَوْ كَانُواْ لَنْ يخْسَرُواْ شَيْئَا؛ بِيئَةٌ وَبِيئَة، وَمَعَادِنُ رَدِيئَة 00!! قَوْمٌ تَوَاصَواْ بِتَرْكِ البرِّ بَيْنَهُمُ تَقُولُ ذَا شَرُّهُمْ بَلْ ذَاكَ بَلْ هَذَا

يَدَّعُونَ أًَنهُمْ نَبَاتِيُّونَ وَأَجْسَامُهُمْ مَا نَبَتَتْ إِلاَّ مِن أَكْلِ لحُومِ البَشَر 00!! الَّذِي يَصْنَعُونَهُ في أَنْفُسِهِمْ أَشَدُّ مِنَ الَّذِي يَصْنَعُهُ بهِمْ أَعْدَاؤُهُمْ 00!! وَللهِ دَرُّ القَائِل: وَمُنِحْنَا الوَرْدَ بِلاَ شَوْكٍ فَزَرَعْنَا الشَّوْكَ بِأَيْدِينَا @ أَصْبَحْتُ في مَعْشَرٍ تَقْذَى العُيُونُ بهِمْ @ أُعَاشِرُ مَنْ لَوْ عَاشَرَ القِرْدُ بَعْضَهُمْ لَمَا رَدَّ عَنْ دَرْوِينَ مَا كَانَ يخْطُبُ وَأُنْصِتُ مُضْطَرَّاً إِلى كُلِّ أَبْلَهٍ كَأَنَّي بِأَسْرَارِ البَلاَهَةِ مُعْجَبُ وَأَشْرَبُ ممَّا تَشْرَبُ البُهْمُ مَرَّةً وَأُخْرَى تَعَافُ البُهْمُ مِمَّا أَشْرَبُ حَقاً والله: وليس بعامر بُنيَان قَوم إذا أخلاَقهم كَانَتْ خَرَابَا الأَرْضُ تحْتَ الْقَوْمِ كَا دَتْ مِنْ مَظَالِمِهِمْ تمِيدْ

عَهْدٌ بِهِ العُلَمَاءُ قَدْ صَارُواْ أذَلَّ مِنَ الْعَبِيدْ {محْمُود غُنَيْم؟} بَلَغُواْ منْ طَمَعِهِمْ فِيمَا في أَيَادِي الغَيْرِ أَنْ لو تَمَكَّنُواْ يَومَا سَطَواْ عَلَى رِزْقِ الطَّيْرِ لَم أَرَ مِثْلَهُمْ قَوْمَاً أَشِحَّةً عَلَى الخَيْرِ مَنِ احتَاجَ إِلَيهم كَانَ أولَ مَا يبذل دِينه 00!! لَو أَتَاهُمْ نَبي سائلاَ مَا وَصَلُوهُ وَهُمْ لَو طَمِعُوا في زاد كَلب أَكَلُوهُ صَدَقَ وَالله المُتَنبي إِذ يَقُولْ: بِلاَدٌ مَا اشْتَهَيْتَ رَأَيْتَ فِيهَا فَلَمْ يَنْقُصْ بِهَا إِلاَّ الكِرَامُ {المُتَنَبيِّ} فَمَا مِنْ شَاعِرٍ إِلاَّ وَهَجَا النَّاسَ فَقُلْ لِي بِرَبِّكَ قَوْمٌ هَجَاهُمُ المتنبي والمعري وفلاَسفة الشرق والغرب كيف يعلو لهُمْ علم 00!!؟ أعظمُهُمْ مُرُوءةً امْرُؤٌ لاَ مُرُوءةَ له، لاَ مروءة في المرأة ولاَ رجولة في الرجل 00!!

فلاَ تَلْقَى الخير إلاَ في الأَفْلاَمِ وَالأَحْلاَمِ قَوم تَوَاصَوا بترك البر بينَهم تَقُول ذَا شَرُّهُم بَل ذَاكَ بَل هَذا فما أدري كيف انحطواْ إلى الدرك الأسفل من الحطة إِلاَّ قَلِيلاً مِنهُمْ 00!! مَرَرْتُ عَلى المُروء ةِ وَهْيَ تَبْكِي فَقُلتُ عَلاَمَ تَنْتَحِبُ الفَتَاةُ فَقَالَتْ كَيْفَ لاَ أَبْكِي وَأَهْلِي جَمِيعَاً دُونَ خَلْقِ اللهِ مَاتُواْاتُ مَن عِنْدَهُ مُرُوءة لاَ تَجِدْ عِنْدَهُ مَالْ، وَمَن عِنْدَهُ مَالٌ لاَ تَجِدْ عِنْدَهُ مُرُوءة، هَذَا لَوْ كَانَتْ تُوجَدْ فِيهِمْ مُرُوءة00!! وَمَنْ يُقَدِّرُ مِنهُمْ لاَ يَقْدِرْ، وَمَنْ يَقْدِرُ مِنهُمْ لاَ يُقَدِّرْ، هَذَا لَوْ كَانَ فِيهِمْ أَحَدٌ يُقَدِّرْ 00!! الواحد منهم تَجِدْهُ يمْلِكُ كُلَّ شَيْء، وَمَعَ ذَلِكَ لاَ تَلقَاهُ إِلاَّ مُدَّعِيَاً الفَقرَ كَالحُوتِ الظَّمْآن 00!!

حِجَارَةُ بخْلٍ مَا تجُودُ وَرُبمَا تَفَجَّرَ مِنْ صُمِّ الحِجَارَةِ مَاءُ فَلو أَنَّ مُوسَى جَاءَ يَضْرِبُ بالعَصَا لَمَا انبَجَسَتْ مِنْ ضَرْبِهِ البُخَلاَءُ طلبت فيهَمْ زَاهدَا فَمَا أَصَبت وَاحدَا مَا أَزهَدَ مَن لَم يجد وَمَا أبخَلَ الوَاجدَا أُقَلِّبُ طَرْفِي لاَ أَرَى غَيرَ تَاجِرٍ يُفَكِّرُ فِي أَسْواقِهِ كَيْفَ يَكْسَبُ وَكَمْ في مِصْرَ تُبْصِرُ مِن أُمُورٍ تحَارُ لَعَمْرُكُمْ فيهَا العُقُولُ كَرِهْتُ بِهَا جَمِيعَ النَّاسِ حَتىَّ كَأَنَّ الطَّائِرَ الغِرِّيدَ غُولُ بِلاَدٌ لاَ يَعِيشُ بِهَا كَرِيمٌ وَلاَ يَحْيى بِهَا إِلاَّ بخِيلُ وَبَاعُ المُصْلِحِينَ بِهَا قَصِيرٌ وَبَاعُ المُفْسِدِينَ بِهَا طَوِيلُ وَلَيْسَ المَوْتُ فِيهَا مُسْتَحِيلاً وَلَكِنَّ البَقَاءَ المُسْتَحِيلُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر بِتَصَرُّف، بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَخِير}

فَالغَنيُّ مِنهُمُ يَنهَبُ حَقَّ الْفَقِيرْ والكَبيرُ مِنهُم يَهْضِمُ حَقَّ الصَّغِيرْ حَتىَّ الزَّاهِدُ مِنهُمْ بِالْفِلْسِ بَاعَ الضَّمِيرْ وَالشَّعْبُ وَرَاءهُم يَرْكُضُ رَكْضَ الحَمِيرْ حَتى صرنا وكأنا على رقعة شطرنج 00 فَرَضَ قويُّنَا عَلى الضَّعِيفِ حِصَارْ كَالأَسْمَاكِ يَأْكُلُ ال كِبَارُ مِنهَا الصغَارْ يَشْكو الضَّعِيف القَويَّ المُسْتَبِدَّ وَإِنْ يَقْوَ اسْتَبَدَّ وَمَا في ذَاكَ مِن عَجَبِ فَالخَيرُ في البَعْضِ بالتَّهْذيبِ مُكتَسَبٌ وَالشَّر في الكُلُّ طَبْعٌ غَيرُ مُكْتَسَبِ لَمْ يخْلقِ اللهُ أَنيَابَاً محَدَّدَةً فَظَلَّ يَسْعَى إِلَيْهَا المَرْءُ بِالطَّلبِ فَضَعِيفُهُمْ مُرَاءٍ وَقَوِيُّهُمْ غَشُوم ومن هنا قلت لأصحاب شعار الإسلاَم هو الحل: فَأَسْبَابُ العُلاَ في مِصْرَ شَتىَّ وَأَبْرَزُهَا التَّمَلُّقُ وَالرِّيَاءُ

فَكُنْ فِيهَا كَمَاءٍ كُلَّ حِينٍ يُكَيِّفُهُ الإِنَاءُ كَمَا يَشَاءُ طُيُورُ الأَمْنِ طَارَتْ لَيْسَ إِلاَّ نُسُورُ الظُّلْمِ طَابَ لهَا الْبَقَاءُ فَلاَ تَرْفَعْ إِلى الحُكَّامِ شَكْوَى فَأُذْنُ العَدْلِ يُزْعِجُهَا النِّدَاءُ الحَلُّ هُوَ الرِّيَاءُ فَكُنْ كَأَنَّكَ مَاءُ يُكَيِّفُهُ الإِنَاءُ كَيْفَمَا هُوَ يَشَاءُ يَا بَائِعَ الوُدِّ اسْتَرِحْ مَا في الوَرَى مِنْ مُشْتَرِ أَرَأَيْتَ أَفْعَى أَبْصَرَتْ مِنَّا فَتىً لَمْ تَنْفِرِ وَيَغِيظُني أَنيِّ أَنَا وَحْشٌ وَإِنْ لَمْ أَزْأَرِ فَاحْذَرْ فَإِني ثَعْلَبٌ وَالوَيْلُ إِنْ لَمْ تَحْذَرِ طَبْعٌ وَرِثْنَاهُ فَمَنْ مِنَّا كَرِيمُ العُنْصُرِ فَلَمْ أَرَ وُدَّهُمْ إِلاَّ خِدَاعَاً وَلَمْ أَرَ دِينَهُمْ إِلاَّ نِفَاقَا {المُتَنَبيِّ} فَالفَمُ يُسَبِّح وَاليَدُ تُذَبِّح

إِذَا عُدَّتْ مخَازِيهِمْ فَمَا تُحْصَى وَلاَ تَفْنىنَا الخيرُ في النَّاسِ مَوْجُودٌ إِذَا جُبِرُواْ وَالشَّرُّ في النَّاسِ لاَ يَفْنى وَلَوْ قُبرواْرُ فَمَا أَرَى غَيرَ قُطْعَان تُسَاقُ عَلى كُرْهٍ وَلوْلاَ سِيَاطُ رُعَاتِهِمْ فَجَرُواْرُ وَأَكْثَرُ النَّاسِ آلاَتٌ تُحَرِّكُهَا أَصَابِعُ الدَّهْرِ حِينَاً ثُمَّ تَنْكسِرُ وَالدِّينُ في النَّاسِ حَقْلٌ لَيْسَ يَزْرَعُهُ غَيرُ الَّذِينَ لَهُمْ في زَرعِهِ وَطَرُ كَأَنَّمَا الدِّينُ ضَرْبٌ مِنْ مَتَاجِرِهِم بِدِينِهِمْ رَبحُواْ وَبِدُونِهِ خَسِرُواْرُ فَالقَوْمُ لَوْلاَ عِقَابُ اللهِ مَا عَبَدُواْ رَبَّا وَلَوْلاَ الثَّوابُ المُرْتجَى كَفَرُواْرُ فَذَا يُعَرْبِدُ إِنْ صَلَّى وَذَاكَ إِذَا أَثْرَى وَذَلِكَ بِالأَحْلاَمِ يخْتَمِرُ فَالأَرْضُ كَالبَارِ وَالإِنْسَانُ صَاحِبُهَا وَلَيسَ يَرضَى بهَا غَيْرَ الأُلى سَكِرُواْرُ

ليْسَ الأَذَانُ أَذَانَاً في مَنَارَتِهِ إِذَا تَعَالى وَلاَ الآذَانُ آذَانَا وَبَعْضُ النَّاسِ أَوْلى مِن إِبْلِيسَ بِالرَّجْمِ فنصفهم أبالسة، والنصف الثَّاني شَرٌّ من الأبالسة 00!! وَمَنْ رَأَى مَا رَأَيْتُ مِنهُمْ باللهِ اسْتَعَاذَا وَقَالَ إِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يحْسِنُ مِثْلَ هَذَا لهُمْ صُورَةُ الإِنْسِ وَلَكِنَّهُمْ جِنَّة فَبَاطِنُهُمْ نَارٌ وَظَاهِرُهُمْ جَنَّة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} الأَرْضُ مِمَّا تَرَى وَدَّتْ أَنْ تُطَهَّرَا بِطُوفَانِ آخَرَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} حُقَّ والله لأَعْدَائِنَا أَنْ يقولواْ: " الَّذِي تَفْعَلُونَهُ في أَنْفُسِكُمْ؛ أَكْثَرُ مِمَّا نَفْعَلُهُ بِكُمْ " 00!! ذَكِيُّهُمْ لَئِيمُ وَالطَّيِّبُ غَشِيمُ اغْسِلْ يَدَيْكَ مِنَ الزَّمَانِ وَغَدْرِهِ وَعَنِ الْوَرَى كُنْ رَاهِبَاً في دَيْرِهِ

إِنيِّ اطَّلَعْتُ فَلَمْ أَجِدْ لي صَاحِبَاً أَصْحَبْهُ في دَهْرِي وَلاَ في غَيْرِهِ فَتَرَكْتُ أَسْفَلَهُمْ لِكَثْرَةِ شَرِّهِ وَتَرَكْتُ أَعْلاَهُمْ لِقِلَّةِ خَيْرِهِ فَصَدَقَ وَاللهِ مَنْ قَالَ في الإِنْسَانِ الآليّ: أَنْتَ أَطْهَرُ أَحْشَاءَا مِنْ مَنْ مُلِئُواْ بَغْضَاءَا حَيَّيْتُ فِيكَ إِنْسَانَا في عُمْرِهِ مَا أَسَاءَا فَأَكْثَرُهُمْ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي: لاَ قَوْلَ لهُمْ إِلاَّ فُلاَنٌ بِهِ كَذَا فَإِنْ جَاءَ بَغْتَةً طَارَحُوهُ النُّبَذَا فَالبِسْ لحَرْبِهِمُ الدُّ رُوعَ وَالخُوَذَا {أَفْكَارُ محَمَّدٍ الأَسْمَر، نَظْمُ يَاسِرٍ الحَمَدَاني} عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنَهُ / عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنَهُ / عَن جَابِرِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَضِيَ اللهُ عَنَهُ / وَرَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ / رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ 00 عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: رَضِيَ اللهُ عَنَهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: رَضِيَ اللهُ عَنَهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: [0000]ـ " ذذذ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 0000، 0000] [حَسَّنَهُ صَحَّحَهُ شَيْخُنَا الأَلبَانيُّ في سُنَنِ أَبي دَاوُدَ بِرَقم: ــ/مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 0000] الحقد بِالطِّيبَة وَالحُبّ: (8835) 0ج (3) طَطِيبَة:

المروءةُ فِي الإِسْلاَمْ (7176 7178) ج (3) المروءة: (8760 8765) 0ج (3) التؤدة والاَناة (8487 8488) ج (3) الحسبْ بِالمُرُوءة وَالطيبَة: (351 360) (العِقدُ الفَرِيدْ ج: 3) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ طَبْعَةُ المَكْتَبِ الثَّقَافِي: 144/ 1) [انظُرْ حَدِيثَاً عَظِيمَاً في ذَلِكَ في المِشْكَاةِ بِرَقم: 175] بمُقَدِّمَةِ الطِّيبَة:

وَإِنَّهُ وَاللهِ لأَمْرٌ مُؤسِفٌ لِلغَايَةِ أَنْ تجِدَ أَكثرَ الإِسْلاَمِيِّينَ مِنَ الدُّعَاةِ وَمِمَّنْ يُطْلَقُ عَلَيْهِمُ المُلتَزِمُونَ لِلأَسَفِ وَيَنْتَسِبُونَ إِلى السُّنَّةِ بمُجَرَّدِ لحْيَةٍ أَطْلَقُوهَا وَجَعَلُوهَا لهُمْ شِعَارَاً وَكَأَنَّ الإِسْلاَمَ فَقَطْ شِعَارَات، وَهُمْ أَسْوَأُ النَّاسِ في العَلاَقَاتِ وَالمُعَامَلاَت، يَهْتَمُّونَ بجَانِبِ العَقِيدَةِ وَالتَّوْحِيدِ وَيُهْمِلُونَ الأَخْلاَقَ وَالسُّلُوكِيَّات؛ ممَّا نَتَجَ عَنهُ نَشْأَةُ جِيلٍ مُتَدَيِّنٍ مِنَ الشَّبَاب: مخْلِفٌ لِلمِيعَاد، جِلفٌ مَعَ العِبَاد 00 بَذِيءُ الكَلاَمِ إِذَا حَاوَرَكْ مُسِيءُ الجُوَارِ إِذَا جَاوَرَكْ

كَمْ كُنْتُ أَتمَنى أَن أَسْتَثْنيَ مِنْ كَلاَمِيَ هَذَا ثُلَّةً حَتى وَلَوْ كَانُواْ قِلَّةً، وَلَكِن أَبَتِ الحَقِيقَةُ المُرَّةُ وَالوَاقِعُ الأَلِيمُ إِلاَّ أَنْ نَكُون: مِنَ الَّذِينَ لاَ يَسْتَثْنُون، وَاللهُ يَشْهَدُ مَا أَرَدْتُ بهَذَا الكَلاَمِ إِرْضَاءَ جِهَةٍ مَا، وَلاَ اسْتَجَبْتُ بِهِ لهَوَىً في نَفْسِي، وَلَكِني مَا كَتَبْتُهُ إِلاَّ بَعْدَمَا وَجَدْتُ هَذَا الفِكْرَ هُوَ فِكْرُ الفِئَةِ الغَالِبَة؛ بِسَبَبِ الجَهْلِ بِالدِّين، وَازْدِيَادِ الحَمَاسَة، مَعَ قِلَّةِ البَحْثِ وَالعِلمِ وَالدِّرَاسَة، إِلاَّ عَلَى أَيْدِي مَشَايِخَ يَعْرِفُونهُمْ مَفْتُونِينَ بحُبِّ الرِّيَاسَة، وَاللَّبِيبُ المُنْصِفُ مُتَّهَمٌ عِنْدَهُمْ إِمَّا بِرِقَّةِ الدِّينِ وَإِمَّا بِالنَّقْصِ وَالخَسَاسَة 00!! هَلِ الدِّينُ كُلُّهُ تَوْحِيدْ 00!؟

أَيْنَ الفِقهُ أَيْنَ المُعَامَلاَتْ 00!؟ هَلِ الدِّينُ كُلُّهُ تَوْحِيدٌ وَعِبَادَاتْ 00!!؟ أَيْنَ السَّمَاحَةُ الَّتي أَمَرَ بهَا الإِسْلاَمُ وَأَيْنَ القِرَاءةُ التي نَدْرَأُ بهَا عَن عُقُولِنَا هَذِهِ القَاذُورَات 00!؟ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ امْرَأَةٍ لَيْلُهَا قِيَام، وَنَهَارُهَا صِيَام، إِلاَّ أَنَّهَا تُؤذِي جِيرَانَهَا فَقَالَ إِمَامُ المُتَّقِينَ وَرَسُولُ السَّلاَم: هِيَ في النَّار 00 لِمَ يَا رَسُولَ الله 00!!؟ قَالَ لأَنَّهَا تُؤذِي جِيرَانَهَا 00!! [0000]ـ وَعَنْ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنَهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " رَحِمَ اللهُ عَبْدَاً سَمْحَاً إِذَا بَاعَ سَمْحَاً إِذَا اشْترَى سَمْحَاً إِذَا اقتَضَى " 00!!

[أَخْرَجَهُ الإِمَامُ البُخَارِي 0 الشُّعَبْ: 8112] [0000]ـ وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنَهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " المُؤمِنُ هَيِّنٌ لَيِّنٌ تخَالُهُ مِنَ اللِّينِ أَحْمَقْ " 00!! (الشُّعَبْ: 8127) وَعَن أَنَسٍ رضي في صِفَةِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَهُ قَالْ: " كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَافَحَ رَجُلاً لَمْ يَنْزَعْ يَدَهُ حَتى يَكُونَ الرَجُلُ هُوَ الذِي يَنْزِعْ، وَلاَ يَصْرِفُ وَجْهَهُ حَتى يَكُونَ الرَجُلُ هُوَ الذِي يَصْرِفْ " 00!! (الشُّعَبْ: 8132) وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَهُ فَقَالْ: " مَن أَهْلُ الجَنَّةِ يَا رَسُولَ الله 00!!؟

قَالْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ قَرِيبٌ سَهْل " 00!! ... ... (الشُّعَبْ: 8124) وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَجَابِرٍ وَآخَرِينَ رضيم أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأَصْحَابِهِ يَوْمَاً: " أَلاَ أُخْبرُكُمْ عَلَى مَنْ تحْرُمُ النَّارْ 00؟ عَلَى كُلِّ سَهْلٍ قَرِيبٍ هَيِّنٍ لَيِّن " 00!! ... ... ... (الشُّعَبْ: 8125) (مُكَاشَفَةُ القُلُوبْ لأَبِي حَامِدٍ الغَزَالِيّ البَابُ الثَامِنَ عَشَرْ: 61) (مُكَاشَفَةُ القُلُوبْ لأَبِي حَامِدٍ الغَزَالِيّ البَابُ الحَادِي وَالثَّلاَثُون: 100) (مُكَاشَفَةُ القُلُوبْ لأَبِي حَامِدٍ الغَزَالِيّ البَابُ السِّتُّون: 201) (مُكَاشَفَةُ القُلُوبْ لأَبِي حَامِدٍ الغَزَالِيّ البَابُ السَّبْعُون: 221: 222)

(مُكَاشَفَةُ القُلُوبْ لأَبِي حَامِدٍ الغَزَالِيّ البَابُ الخَامِسُ وَالثَمَانُون: 255) (خم: 107/ 1) وَانظُرْ بِالكَنْز: (، 34591/ 34609) وَانظُرْ بِالكَنْز: (ح 0 ر: 7257، 8435/ 8439،) وَانظُرْ بِالكَنْز: (ح 0 ر: 7821/ 7826، 7018، 7019) اللؤم 0 الكَنْز: (8888) اللُّؤمُ وَالفُصُولُ الدَّنِيئَة: وَانظُرْ بِالكَنْز: (ح 0 ر: 7679/ 7683) 0 وَأَلحِقْ بِهَذَا المَوْضُوعِ قَصِيدَة: أَبَيْتُ جِوَارَهَا أَرْضَا (*) 00000000 إِلخْ 0 أَبْنَاءَ آدَمَ مَا هَذَا التَّنَاحُرُ هَلْ مِنْكُمْ لَهُ ابْنٌ وَمِنْكُمْ مَنْ تَبَنَّاهُ مَا هَذَا التَّنَاحُرُ وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئَاً 00!!؟ أَمَّا إِنْ كَانَ زُهَيْرُ بْنُ أَبِي سُلمَى عَلَى مَكَانَتِهِ فِي قُلُوبِنَا وَقَلبِ عُمَرَ يَقُول:

وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ في غَيْرِ أَهْلِهِ يَكُن حَمْدُهُ ذَمَّاً عَلَيْهِ وَيَنْدَمِ {زُهَيرُ بْنُ أَبي سُلْمَى} فَهَذَا عَمَّن يَنْتَظِرُ المَثُوبَةَ في الدُّنيَا مِنَ النَّاسْ، أَمَّا مَنْ يَنتَظِرُ المَثُوبَةَ مِنَ اللهِ فَلاَ يَهُمُّهُ ثَنَاءُ النَّاسْ، كَمَا لاَ يَهُمُّهُ ذَمُّهُمْ؛ وَمِن هُنَا كَانَ قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اصْنَعِ المَعْرُوفَ فِي أَهْلِهِ وَفِي غَيْرِ أَهْلِه: فَإِنْ صَادَفَ أَهْلَهُ فَهُوَ أَهْلُه، وَإِنْ لَمْ يُصَادِفْ أَهْلَهُ فَأَنْتَ أَهْلُه " 00!! فَزُهَيْرٌ يُطَالِبُكَ أَنْ لاَ تحْسِنَ إِلاَّ إِلَى مَنْ يَسْتَحِقّ، أَمَّا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُطَلِبُكَ بِالإِحْسَانِ إِلَى مَنْ يَسْتَحِقُّ وَإِلَى مَنْ لاَ يَسْتَحِقُّ فَأَيُّهُمَا أَهْدَى سَبِيلاَ 00!!؟

ثُمَّ أَنَّ حَتى العَمَلَ مِن أَجْلِ اللهِ تعالى لاَ يَعْدِمُ صَاحِبُهُ المَثُوبَةَ فِي الدُّنيَا، فَهَذَا أَيْضَاً نَقدٌ آخَرُ يُوَجَّهُ لِزُهَيرِ بْنِ أَبِي سُلمَى؛ أَلَمْ تَسْمَعِ الحُطَيْئَةَ وَهْوَ يَقُولُ رَغْمَ اتجَاهَاتِهِ العُدْوَانِيَّةِ فِي ذَمِّ النَّاسِ وَهِجَائِهِمْ مِن أَجْلِ الثَّرَاء: مَنْ يَفعَلِ الخَيْرَ لاَ يَعْدِمْ مَثُوبَتَهُ * لاَ يَذهَبُ الخَيْرُ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ وَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ قَوْلِ الآخَرْ: ازْرَعْ جَمِيلاً وَلَوْ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ (*) فَلاَ يَضِيعُ جَمِيلٌ أَيْنَمَا زُرِعَا طَطِيبَة: بِالطِّيبَةِ وَالمُرُوءةِ فِي الإِسْلاَمْ: بِالحُبّ: قَدْ تَقُولُ إِنِّي أُعَادِيهِمْ لأَنَّ أَبَاهُمْ كَانَ عَدُوَّاً 00!!

يَا أَخِي أَصْلَحَكَ الله إِنَّكَ جَعَلتَ نَفسَكَ بِهَذَا كَإِبْلِيسَ عِنْدَمَا عَادَى ذُرِّيَّةَ آدَمَ لِلعَدَاوَةِ التي كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ آدَمْ، رَغْمَ أَنَّهُ هُوَ البَاغِي وَالمُعْتَدِي عَلَى آدَمْ 00!! المُرُوءة: وَكَانَ أغظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة وموازرة " (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 37/ 1) بِالصَّلاَة: ذِئْبٌ تَرَاهُ مُصَلِّيَاً لَمْ يَدْرِ كَمْ هُوَ قَدْ رَكَعْ يَدْعُو وَكُلُّ دُعَائِهِ مَا لِلفَرِيسَةِ لاَ تَقَعْ الدَّافِعُ لِفِعْلِ الخَيْر:

قَالَ تَعَالَى فِي حَدِيثٍ قُدُسِيّ: " ثَلاَثُ خِصَالٍ غَيَّبْتُهُنَّ عَن عِبَادِي لَوْ رَآهُنَّ رَجُلٌ مَا عَمِلَ سُوءَاً أَبَدَا: لَوْ كَشَفتُ غِطَائِي فَرَآنِي حَتى يَسْتَيْقِنَ وَيَعْلَمَ كَيْفَ أَفْعَلُ بخَلقِي إِذَا أَمَتُّهُمْ وَقَبَضْتُ السَّمَاوَاتِ بِيَدِي ثُمَّ قَبَضْتُ الأَرْضَ ثُمَّ الأَرَاضِينَ ثُمَّ قُلتُ أَنَا المَلِكُ مَنْ ذَا الذِي لَهُ المُلكُ دُونِي 00!!؟ ثُمَّ أُرِيهِمُ الجَنَّةَ وَمَا أَعْدَدْتُ لهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ خَيْرٍّ فَيَسْتَيْقِنُونَهَا، وَأُرِيهِمُ النَّارَ وَمَا أَعْدَدْتُ لهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ فَيَسْتَيْقِنُونَهَا، وَلكِن عَمْدَاً غَيَّبْتُ ذَلِكَ عَنهُمْ لأَعْلَمَ كَيْفَ يَعْمَلُون " 00!! [أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ عَن أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيّ 0 الكَنْز: 29858]

بِالمُرُوءة: وَرُدُودُ الأَفعَالْ: هِيَ التي تُظهِرُ مَعَادِنَ الرِّجَالْ 00!! بِالطِّيبَةِ وَالمُرُوءةِ فِي الإِسْلاَمْ: وَعَتهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالْ: " مَنْ لاَ يَرْحَمُ النَّاسَ لاَ يَرْحَمُهُ الله " 00!! (البخَارِيُّ: 4/ 446 وَمُسْلِمٌ: 7/ 77 كَمَا صَحَحَهُ الأَلبَانِيُّ بمُشْكِلَةِ الفَقرِ تحْتَ رَقمْ: 108)

وَعَتهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى السُّوقِ لِشِرَاءِ قَمِيصٍ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَرَى قَمِيصَاً بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمْ، فَاعْتَرَضَهُ وَهْوَ عَائِدٌ إِلَى البَيْتِ فَقِيرٌ فَقَالَ مِسْكِينٌ عُرْيَانٌ يَا رَسُولَ اللهِ فَاكسُني يَكسُكَ اللهُ حُلَّةً مِن حُلَلِ الجَنَّةِ فَكَسَاهُ إِيَّاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَهَبَ لِيَشْتَرِيَ قَمِيصَاً آخَرْ، فَبَيْنَمَا هُوَ فِي طَرِيقِهِ إِذ بجَارِيَةٍ تَبْكِي، فَقَالَ لهَا مَا يُبْكِيكِ 00!؟ قَالَتْ بَعَثني أَهْلي فِي حَاجَةٍ لهُمْ بِدِرْهَمَيْنِ فَضَاعَا مِني، فَأَعْطَاهَا رَسُولُ اللهِ دِرْهَمَيْنِ مَكَانَهُمَا، وَلمْ يَبرَحِ المَكَانَ حَتى وَجَدَهَا تَبْكِي فَسَأَلهَا مَا يُبْكِيكِ 00!!؟

قَالَتْ لَقَدْ تَأَخَّرْتُ عَلَى أَهْلِي وَأَخْشَى أَنْ يَضْرِبُونَني إِذَا رَجَعْتُ إِلَيْهِمْ، فَأَخَذَهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَدِهَا وَذَهَبَ بِهَا إِلَى البَيْتِ وَطَرَقَ البَابَ وَقَالَ " السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ " 00 فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ أَحَدٌ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَانِيَةً " السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ " 00 فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ أَحَدٌ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَالِثَةً " السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ " 00 فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ أَحَدٌ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَكُمْ لاَ تَرُدُّونَ عَلَيّ 00!!؟

فَقَالُواْ أَرَدْنَا أَنْ تَزِيدَنَا مِنْ سَلاَمِكَ يَا رَسُولُ الله، فَأَوْصَاهُمْ بِالجَارِيَةِ خَيرَاً وَقَالَ لهُمْ لاَ تَضْرِبُوهَا، فَقَالُواْ هِيَ حُرَّةٌ لِوَجْهِ اللهِ يَا رسُولَ اللهِ لأَنَّهَا جَاءَتْ بِكَ إِلَيْنَا 00!!! وقيل لجندب الواعِظ هَل سمعت من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئاً قال: سمعته يقول: "من سمع سمع الله به يوم القيامة، ومن يشقق يشققِ الله عليه يوم القيامة " 00!! فقالواْ أوصنا فقال: إن أول ما ينتن من الإنسان بطنه فمن استطاع منكم أن لاَ يأكل إلاَ طيباً فيلفعل" (رواه البخارى، الشعب 5753). قال بعض الصحابة رضوان الله عليهم: ما كنا نعد إيمان الرجل إيمانا إذا لم يصبر على الأذى 00!! (الإحياء الطَّبْعة الآولَى لِدَارِ الوَثَائِقِ: 1413) وقال تعالى: (*) (ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون) (*)

وقسم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرة مالاَ، فقال بعض الأعراب من المسلمين: هذه قسمة ما أريد بها وجه الله، فأخبر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاحمرت وجنتاه ثم قالْ: " يرحم الله أخي موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر00!! (الإحياء الطَّبْعة الآولَى لِدَارِ الوَثَائِقِ: 1413) وقال تعالى: (*) (ودع أذاهم وتوكل على الله) (*) 00!! وقال تعالى: (*) (واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلاَ) (*) وقال تعالى (*) (ولتسمعن من الذين أوتوا الكتب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور) (*) 00 أي: تصبروا عن المكافأةِ بِالمِثل، ولذلك مدح الله تعالى العافِين عن حقوقهم فِي القصاص وغيره فقال تعالى: (*) (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصَّابرين) (*)

وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صل من قطعك وأَعط من حرمك واعف عمن ظلمك " ولذلك قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أسألك من اليقين ما تهون علي به من مصائب الدنيا " 00!! (أخرجه الحاكم وصححه الترمذي والنسائي 0الإحياء الطَّبْعة الآولَى لِدَارِ الوَثَائِقِ: 1414) شمائل متفرقة لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إيثاره صلى أصحابه على نفسه: (مسند الصديق رضى الله عنه) عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه قال: نزل النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منزلاً فبعثت إليه امرأة مع ابن لها بشاة فحلب، ثم قال: انطلق به إلى أمك، فشربت حتى رويت، ثم جاءه بشاة أخرى فحلب، ثم سقى أبا بكر، ثم جاء بشاة أخرى فحلب ثم شرب (أخرجه أبو يعلى، الكنز 18667).

وعنه قال: كنا نقعد مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالغدوات فى المسجد فإذا قام إلى بيته لم نزل قياماً حتى يدخل بيته، فقام يوماً فلما بلغ وسط المسجد أدركه أعرابى فقال: يا محمد احملني على بَعيرين فانك لاَ تحملني من مالك ولاَ من مال أبيك وجذب بردائه حين أدركه فاحمرت رقبته، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لاَ وأستغفر الله لاَ أحملك حتى تقيدني قالها ثلاَث مرات، ثم دعا رجلاً فقال له: احمله على بعيرين، على بعير شعير وعلى بعير تمر (ابن جرير الطبرى، الكنز/18709). وعنها قالت: ما رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منتصراً من ظلاَمه ظلمها قط إلاَ أن ينتهك من محارم الله شيء، فإذا انتهك من محارم الله شئ كان أشدهم فى ذلك، وما خير بين أمرين قط إلاَ اختار أيسرهما (أخرجه أبو يعلى وابن عساكر، الكنز/18716).

عن أبى عبدالله الجدلي قال: قلت لعائشة: كيف كان خلق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى أهله؟ قالت: كان أحسن الناس خلقاً لم يكن فاحشاً ولاَ متفحشاً ولاَ سخاباً فى الأسواق ولاَيجزي بالسيئة مثلها، ولكن يعفو ويصفح (أخرجه أحمد وابن عساكر). عن عائشة أنها سئلت عن خلق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: كان خلقه القرآن يرضى لرضاه ويسخط لسخطه. (أخرجه ابن عساكر، الكنز/18718). عن عمرة قالت: سألت عائشة كيف كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا خلاَل مع نسائه قالت: كان كالرجل من رجالكم إلاَ أنه كان أكرم الناس وألين الناس ضحاكاً بساماً (أخرجه الخرائطى وابن عساكر، الكنز/18719). (مسند ابن مسعود) كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يؤتى بالسبي من الخمس فيعطي أهل البيت جميعاً ويكره أن يفرق بينهم.

عن الحسن قال: أهدى اكيدر دومة الجندل إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جرة فيها المن الذى رأيتم وبالنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأهل بيته يؤمئذ والله بها حاجة، فلما قضى الصلاَة أمر طائفاً فطاف بها على أصحابه فجعل الرجل يدخل يده فيستخرج فيأكل، فأتى على خالد بن الوليد، فأدخل يده فقال: يارسول الله أخذ القوم مرة وأخذت مرتين، فقال: كل وأطعم أهلك. (ابن جرير الطبرى. الكنز/18724). رَرَرِفْق:

وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا عائشة، ارفقي فإن الله إذا أراد بأهل بيت كرامة دلهم على باب الرفق". وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من يحرم الرفق يحرم الخير كله". وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أيما وال ولي فرفق ولاَن رفق الله به يوم القيامة". وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تدرون من يحرم على النار يوم القيامة؟ كل هين لين سهل قريب". وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الرفق يمن والخرق شؤم". وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "التأني من الله والعجلة من الشيطان" وروى أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتاه رجل فقال: يارسول الله: إن الله بارك لجميع المسلمين فيك فاخصصني منك بخير. فقال: "الحمد لله" مرتين أو ثلاَثاً، ثم أقبل عليه فقال: "هل أنت مستوص؟ " مرتين أو ثلاَثاً قال: نعم قال: "إن أردت أمراً فتدبر عاقبته، فإن كان رشداً

فأمضه، وإن كانت سوى ذلك فانته"، وعن عائشة رضى الله عنها أنها كانت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى سفر على بعير صعب فجعلت تصرفه يميناً وشمالاً فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا عائشة عليك بالرفق فإنه لاَ يدخل فى شئ إلاَ زانه ولاَ ينزع من شئ إلاَ شانه". وَوَضْعُ النَّدَى في مَوْضِعِ السَّيْفِ يَا فَتى مُضِرٌّ كَوَضْعِ السَّيْفِ في مَوْضِعِ النَّدَىدَا

عن قيس بن وهب عن رجل من بني سراة قال: قلت لعائشة: أخبريني عن خندق رسول الله صلى. فقالت: أما تقرأ القرآن (وإنك لعلى خلق عظيم) قالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أصحابه فصنعت له طعاماً، وصنعت له حفصة طعاماً، فسبقتني حفصة، فقلت للجارية انطلقي فاكفئى قصعتها، فأهوت أن تضعها بين يدي النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكفأتها فانكسرت القصعة فانتثر الطعام فجمعها النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وما فيها من الطعام على الأرض فأكلوا، ثم بعثت بقصعتي، فدفعها النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى حفصة فقال: خذوا ظرفاً مكان ظرفكم، وكلوا مافيها (أخرجه أبو شيبه، الكنز 1866، والظرف هو الإناء الذى يوضع فيه الطعام). الطِّيبَةُ وَالمُرُوءةُ فِي الإِسْلاَمْ: وَانظُرْ (ر 0 ص: 73 78، 240)

وَعَنهُ صلي أَنَّهُ قَالْ: " إذا أردت أمراً فعليك بالتؤدَّةِ حَتى يجعل الله لك فرجاً ومخرجاً " 00!! (رواه ابن المبارك) الطِّيبَةُ وَالمُرُوءةُ فِي الإِسْلاَمْ: وَصَدَمَ سَفِيهٌ قَدَمَ حَكِيمٍ وَمضَى مِن غَيرِ أَنْ يَعْتَذِرْ، فَكَظَمَ الحَكِيمُ غَيْظَهُ وَلَمْ يَنْتَصِرْ لِنَفسِهِ؛ فَقَالَ لَهُ تَلاَمِذَتِهِ عَجِبْنَا لِصَبْرِكَ عَلَيْه 00!! فَقَالَ وَمَاذَا فِي ذَلِك 00؟ جَعَلتُهُ كَحَجَرٍ تَعَثَّرْتُ فِيهِ 00!! الطِّيبَةُ وَالمُرُوءةُ فِي الإِسْلاَمْ: وقال أحد حكماء الهند: إن رجل السوء لاَ يتغير عن طبعه، كما أن الشجرة المرة لو طليتها بالعسل لم تثمر إلاَ مراً.

وَأَنَا أَقُولُ هَذَا الكَلاَمَ وَنَفسِي مُقَصِّرَةٌ بِتَقوَى الله، وَأَخْوَفُ مَا أَخَافُ أَن أُذَكِّرَكُمْ بِهِ وَأَنسَاهْ، لَكِنَّهَا كَلِمَةٌ وَلاَ بُدَّ وَأَنْ تُقَالْ، وَاللهُ المُسْتَعَانُ عَلَى صَلاَحِ الحَالْ الطِّيبَةُ وَالمُرُوءةُ فِي الإِسْلاَمْ: قال أحد الصالحين لاَبنه وهو يعظه يابنى إن المكارم لو كانت سلهة يسيرة لسابقكم إليها اللئام ولكنها كريمة مرة ل لاَ يصبر عليها إلاَ من عرف فضلها ورجا ثوابها 00!! وعن سيدنا أنس رضى الله عنه فى سنن النسائى وشعب البيهقى عنه النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إن لله لوحاً من زبرجدة خضراء جعله تحت العرش ثم كتب فيه إنى أنا الله لاَ إله إلاَ أنا خلقت عشر وثلثمائة خلق من جاء يخلق منها مع شهادة أن لاَ إله إلاَ الله دخلَ الجَنَّة " 00!!

بالطيبة في الإسلاَم: عن سيدنا عثمان (رضى الله عنه) أن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال "أن الله عز وجل مائة وسبعة عشر خلقاً لاَيوافى عبد بخلق منها إلاَ أدخله الجنة". عن عبدالله بن راشد مولى عثمان بن عفان قال: سمعت أبا سعيد الخدرى يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن بين يدى الله عز وجل لوحاً فيه ثلاَثمائة وخمس عشرة خلق يقول الرحمن: وعزتى وجلاَلى لاَيأتينى عبد من عبادى مالم يشرك فيه واحدة منهن إلاَ أدخلته الجنة". مُعَاشَرَةُ النَّاسْ بِالطِّيبَة:

957** عن أنس رضي الله قال: مروا بجنازة، فاثنوا عليها خيرا فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وجبت)، ثم مروا بأخرى، فأثنوا عليها شرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وَجَبَتْ) فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنهُ ما وجبت 00؟ قالَ هذا أثنيتم عليه خيراً، فَوَجَبَتْ له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً، فَوَجَبَت له النار، أَنتم شهداءُ الله فِي الأرض " 00!! (أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم / 1367 فَتح 0 وَمُسْلِمٌ تحْتَ رَقم / 949 عَبْدِ البَاقِي) خُطبَةُ الطيبةِ في الإسلاَم: تبارك من له الحمد على الدوام، تبارك من لاَيغفل ولاَ ينام، له الحمد فى الأولى، وله الحمد فى الآخرة، وله الحمد فى البداية والنهاية، وله الحمد دائماً وأبداً له العزة والجبروت، وله الملك والملكوت، يحيى ويميت هو حى لاَيموت سبحانه سبحانه

إلهى لك الحمد الذى أنت أهله * على نعم ما كنت قط لها أهلاَ إذا زدت عصياناً تزدنى تفضلاً * كأنى بالعصيان أستوجب الفضلاَ فيارب قد أحسنت رغم إسائتى * إليك فلم ينهض بإحسانك الشكر فمن كان معتذراً إليك بحجة * فعذرى إقرارى بأن ليس لى عذر والصلاَة والسلاَم على من أرسله الله هادياً ومبشراً ونذيراً، اللهم صل وسلم عليه تسليماً كثيراً إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهى الكرم ماقال لاَ قط إلاَ فى تشهده * لولاَ التشهد كانت لاَؤه نعم فمبلغ العلم فيه أنه بشر * وأنه خير خلق الله كلهم اللهُمَّ صَلَّ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ عدد أوراق الشجر، وعدد حبات المطر، وعدد ما خلقت من البشر اللهم أمين ثم أما بعد: نستكمل اليوم أحبتى الكرام ما كنا قد بدأناه فى الجمعة الماضية عن الطيبة فى الإسلاَم يقول تعالى بسورة المزمل (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجرا)

ويقول تعالى بسورة المائدة (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء) ويقول تعالى بسورة الشعراء (يوم لاَينفع مال ولاَ بنون، إلاَ من أتى الله بقلب سليم) ويقول تعالى بسورة الأعلى (قد أفلح من تزكى) أى أفلح من أصلح من نفسه وهذبها وشذبها فطهرها من الإثم والخبائث؛ ومن سميت الزكاة بالزكاة؛ لأنها مطهرة للقلب، ومرضاة للرب، يقول تعالى بسورة التوبة (خذ من أموالهم صدق تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم) الله زك ألستنا وأفئدتنا واجعلنا كما نحب وترضى يارب العالمين" اللهم أمين أما بعد: كيف يطيب لنا الكلاَم يا أحبتي الكرام عن الطيبة فى الإسلاَم بغير ذكر ابن عباس حبر الأمة وخير الناس بلغة (رضوان الله عليه) أن ناساً ينتقصونه (ولاَيسلم الشرف الرفيع من الأذى)

فكان يسمع، وكأنه لم يسمع، حتى شق ذلك عليه فركب إليهم وقال لهم "إنكم لتنتقصونى وإن فى ثلاَث خصال، إنى لأسمع بالبلد من بلاَد المسلمين يصيبها الغيث، فأفرج بذلك كثيراً وليس لى بها سائمة، وأسمع بالفئ يفيئه الله على المسلمين بغير ما قتال، فأفرح بذلك كثيراً وما لي يوم تقسم الغنائم حين تقسم سعنه ولاَ معنه، وإنى لأسمع بالوالى من ولاَة المسلمين يعدل فى القضية، فأفرح بذلك كثيراً ولعلى لاَ أتحاكم إليه أبداً ففى أى واحدة من الثلاَث تنقمون على؟ ثم تركهم وانصرف؟؟ وبهذا كان ابن عباس حبرها، وخير الناس واعلموا يا إخوانى أن الشر الذى انتشر بين البشر إنما يرجع لأسباب ثلاَث: * قلة الأصل * أو قلة العقل * أو قلة الدين أما الأولى فلاَ سبيل إلى إصلاَحها؛ لأنها طبع والطبع غلاَب فكل يرى طرق الشجاعة والندى * ولكن طبع النفس للنفس قائد

وأما قلة العقل فيمكن معالجتها، فإذا ما أتينا البخيل وعرفناه أن ما يوفره من ماله يخسره من سمعته سوف يفضى به الأمر فى النهاية إلى تعلم الكرم، ويمكن أن يصبح مضرب الأمثال فى بذل المال وأما قلة الدين وذلك ما كنا نبغى فتعالج بالتذكر بالله وسيره رسول الله والصحابة، وهذا هو دور الخطابة وأشر بإصبعك إلى المنبر الواقف أنت عليه وهذا حديث فى هذا المضمار، فأعيرونى القلوب والأسماع أيها الأحبة الأخيار؛ لأن هذا الحديث فيه معنى عظيم: يقول الرسول فيه (عليه أفضل الصلوات والتسليم) والحديث فى صحيح الإمام مسلم: "الناس معادن، كمعادن الذهب والفضة، وخياركم فى الجاهلية خياركم فى الإسلاَم إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة؛ ما تعارف من المعروف منها ائتلف، وما تناكر من المنكر منها اختلف" صدق رسول الله، وشر الناس عباد الله، قوم يحبون فعل الشر حتى وإن لم يكن فيه مكسب، ويبغضون فعل الخير حتى وإن لم

تكن فيه خسارة ولاَ حول ولاَ قوة إلاَ بالله العلى العظيم والطيبة يا إخوانى ليست قاصرة على فعل الخير فحسب، بل أن تفعل الخير وأن لاَيكون ثمة مقابل تنتظره من وراء هذا الخير، فهو إذن تجارة، ويرحم الله شاعر الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حسان بن ثابت إذ يقول: إِنَّ الهَدَايَا تِجَارَاتُ اللِّئَامِ وَمَا يَبْغِي الْكِرَامُ لِمَا يُهْدُونَ مِنْ ثَمَنِ وأعود مرة أخرى بعد هذا للهادى البشير (صلوات ربى وتسليماته عليه) لأتحدث عن طيبته التى ما أدرى بعد كيف أطويها، ومن ذا يوفيها مهما قال فيها؟؟ فكل من يشرحها سيبدو لشدة جمالها أنه يمدحها، وهل يحتاج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدح من أمثالنا؟؟ أرى كل من مدح النبى مقصراً * وإن نقح الأشعار فيه وأكثرا إذا كان فى القرآن جاء مديحه * فهل ستشرق أماديح الورى

حسبكم عن طيبته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما قالته السيدة خديجة (رضى الله عنها) له فى قصة بدء الوحى والحادثة بالبخارى عندما أخذه وجنده جبريل (عليه السلاَم) الجنده المعروفة، وقال له اقرأ فأوجس فى نفسه خيفة صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعاد إلى أهله فزعاً يقول زملونى زملونى أى غطوني هنا قالت له السيدة العاقلة كلاَ والله لاَ يخزيك الله أبداً؛ إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل أى تحمل العبء عند قومك والهموم وتقري الضيف وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق أى على موائد الحق فى حل مشاكل الناس وعن أم المؤمنين عائشة (رضى الله عنها) عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان يدع العمل مخافة أنه يعمل به الناس فيعرض عليهم" بأبى أنت وأمى يارسول الله كان أرحم بأمته من الأم بولدها ولاَ يريد أن يشق عليها؟

وفى البخارى عن قتادة بن الحارث (رضى الله عنهما) أنه كان يقوم إلى الصلاَة ويريد تطويلها فيسمع بكاء الصبى فيتجوز فيها" يا أمة الإسلاَم هذا دينكم ونبيكم فتمسكوا وتوحدوا إِيوَانُ كِسْرَى مَا لَهُ مُتَصَدِّعٌ نَارُ المجُوسِ وَمَا لَهَا لاَ تُوقَدُ فَمُحَمَّدٌ يَا بِنْتَ وَهْبٍ قَدْ غَدَا وَهْوَ الْيَتِيمُ لَهُ عَلَى الدُّنيَا يَدُ أى فضله على البشرية كلها

هذه هى أخلاَق النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع الصبى فليتنا نتعلم منها؛ فمن المؤسف أن يسمع أحدكم صوت صبى من الصبية لاَ نحن نصلى فيظل طوال الصلاَة يفكر فى أفعوله منكرة يفعلها به عقب الصلاَة، وما يكاد الإمام ينتهى من السلاَم، حتى ينهض كالحربة معلناً الحرب الضروس على هذا الصبى المسكين، فيقول ابن من هذا؟ فإن كان وحده ربما صفعه على وجهه وألقاه خارج المسجد وصب عليه العذاب صباً وكأنه ليس ابناً من أبناء المسلمين ولاَ حول ولاَ قوة إلاَ بالله العلى العظيم فالرحمة الرحمة يا إخوان؛ فالراحمون يرحمهم الرحمن، وتذكروا أن الله (تبارك وتعالى) بسورة الفتح قد مدح المؤمنين بقوله: (أشداء على الكفار رحماء بينهم)

وعَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال "مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" نعم فلو كان الإيمان شيئاً يسيراً لما قال الله (تبارك وتعالى) للأعراب بسورة الحجرات (لاَتقولوا أمنا ولكن قولوا أسلمنا، ولما يدخل الإيمان فى قلوبكم)

فاتقوا النار ولو بشق تمرة؛ فالله يرحم من عباده الرحماء، فعن أم المؤمنين عائشة (رضى الله عنها) قالت "جائتنى مسكينة تحمل بنتيها، فأعطيتها ثلاَث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت الثالثة إلى فيها لتأكلها، فاستطعمتها بنتاها فشقت بينهما التمرة التى كانت تريد أكلها فأجبنى صنيعها، فلما جاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قصصت عليه ما كان من أمرها فقال إن الله قد أوجب لها بهما الجنة، ذلك لأن الطيبة من صفات أهل الجنة، أليس فى القرآن يقول تعالى (ونزعنا مافى صدورهم من غل على سرر متقابلين) إن المرء عندما ينظر للغرب ويقلب بصره فى تعاملاَتهم وأخلاَقهم ثم تعود فتقلبه فى تعاملاَتنا وأخلاَقنا ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير؟

. صارت تضرب بهم الأمثال فى الطيبة ومحاسن الأخلاَق رغم أنا كنا أحق بها، وأهلها، ذلك لأنهم يعملون بالقرآن وإن كانوا لاَيعلمون به فى حين أن المسلمين يعلمون به ولاَ يعملون به، ألاَ صدق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندما قال "لاَيزال أهل الغرب ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة" رواه مسلم وحتى لاَيفهم هذا الحديث الشريف على غير معناه أو تشريدكم أفكاركم إلى بعيد، فمعنى هذا الحديث بكل بساطة وبدون أى تعقيد، أنك تجد فى ديارهم العدالة والأخلاَق الحميدة وحسن المعاملة برغم أنهم كفار، لاَيؤمنون بجنة ولاَ يؤمنون بنار فعندهم الإسلاَم وإن لم يكونوا بمسلمين؟؟ والطيبة يا إخوانى بما أنها حب الخير للغير فإن ذلك يقتضى منك أن لاَتقف فى طريق سعادته، يقول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى الحديث الصحيح "لاَتوك فيوكى عليك" أى لاَتمنع الخير عن الناس فيمنعه الله عنك

وَإِنَّ امْرَاً ضَنَّتْ يَدَاهُ عَلَى امْرِئٍ بِنَيْلِ يَدٍ مِن غَيرِهِ لَلَئِيمُ فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وإيذاء المسلم يا إخوانى يدخل النار حتى وإن كان صاحبه يصلى ويصوم ويزكى ويحج، لاَينفعه ذلك عند الله، وكلكم يحفظ حديث المفلس، الذى سأل فيه المصطفى (عليه الصلاَة والسلاَم) صحابته الكرام: أتدرون من المفلس، المفلس فينا يارسول الله من لاَ درهم له ولاَ متاع، إن المفلس من أمتى، من يأتى يوم القيامة بصلاَة وصيام وزكاة ويأتى وقد شتم هذا، وضرب هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، فيعطى هذا من حسناته، ويعطى هذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح فى النار" ذلك لأن حرمة المؤمن أشد على الله من حرمة الكعبة فالصلاَة لاَتنفع * بنص هذا الحديث والصيام لاَيرفع * بنص هذا الحديث والزكاة لاَتشفع * بنص هذا الحديث وصاحبها حسيس أو خبيث

لأن الدين عند الله فى كلمة واحدة المعاملة، وليس الصيام ولاَ الزكاة ولاَ الصلاَة، فدينكم يا أمة الإسلاَم أخلاَق وعادات قبل أن يكون عبادات والصحابة فتحوا بغير الجهاد من البلاَد ما أن تعدوها لاَتحصوها بماذا؟ بحسن المعاملة وطبعاً أنا لاَ اسوق هذا الكلاَم للمصلين الذين يعملون بصلاَتهم ليس السليم، بحاجة لدواء، وطبعاً نحن كما نلوم المصلى الذى لاَيعمل بصلاَته من باب أولى أن نلوم من يعمل بالصلاَة ولاَيصلى، ومثل هذا نقول له يا أخى (يرحمك الله) كيف ترضى لنفسك أن تكون فى الدنيا من الأخيار، ويوم القيامة من أهل النار، نعم ستوفى نصيبك فى الدنيا بالصيت والسمعة الحسنة ولكنه ليس لك فى الآخرة من نصيب سقطات خطبتي الطيبة: رضى الله عنها) فى الحديث المتفق عليه عن الخ" يعلمون بما فيه ولاَ إنك عندما تنظر للغرب وتقلب بصرك فى الخ بسورة الأحقاف لاَيجيز لك الخ

ويسر أمورنا، وطهر قلوبنا، واستر عيوبنا، واغفر ذنوبنا، وتوقنا وأنت الخ وكانت فقيرة فكنت أحسن إليها وأعطف عليها فى أمس الحاجة فزينها الشيطان فى عينى فراودتها الخ من الذئب؛ أليسوا يقولون فى الأمثال "النعجة العياطة ما ياكلهاش الذيب فلم أجده لم يقل "بركة ياجامع" أو رزق ساق الله إلى وإنما نمى له ماله واستثمره فنميت له ماله الخ ياناكر الجميل؟ لأنت والله شر مكانا، وأصل عن سواء السبيل، وتريد بعد ذلك أن ترد الخ من بعده وتجوع وتعرى، وأنتم إلخ من العالمين، يارب إن لم تكن أهلاً للعفو فأنت أهل للعفو حتى عمن لاَيستحق، اللهم الخ بما يستمع، وتذكروا أن الله تعالى ما أهلك بنى إسرائيل إلاَ لأنهم كانوا يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض أى ما يتفق مع هواهم يأخذونه، وما لاَيتفق ينبذون، فاتقوا

يارب العالمين، وانصرهم نصر عزيز مقتدر، واقذف الرعب فى قلوب أعداءهم واجعلهم عبرة لمن يعتبر، يارب فيتنا الخ الصلاَة، يقول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رب وتسليماً عليه" "أبغض الخلق إلى الله رجل يلبس ثوب الأنبياء ويعمل بعمل الجبارين فدينكم" عليه" فى الحديث الذى رواه الدّيلمى، "أبغض الخ" من يعمل الجبارين داخل المسجد يقرأن القرآن، وخارج المسجد شيطان يا إخوانى لم ينزل الله تبارك وتعالى القرآن لتتلوه ولاَيجاوز ألسنتنا، وإنما لنعمل به، فدينكم يا إلخط الجبارين" كقبور الكفار، خارجها جنة وداخلها نار؟ قد يكون يصلى ويصوم لكن رب صائم ليس له من صيامه إلاَ الجوع والعطش، وما ظلمهم الله ولكنهم هم الذين يظلمون أنفسهم؛ تجد الواحد منهم الخ"

وكلنا يعرف قصة علقمة الشهيرة يا إخوانى وهذه القصة وإن كانت ضعيفة الإسناد إلاَ أنها صحيحة المعنى، وسبحان الله يسئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الإسرائيليات فيقول فيها خذوا منها ما يتفق مع الكتاب والسنة؛ أفحدث عدم بنى إسرائيل ولاَ نحدث عن الصحابة هل هذا يعقل؟ سبحان الله؟ تذكرون جيداً كيف حجب عقوق الوالدين لسانه عن النطق بالشهادة، هل نفعه بره بزوجته؟ كلاَ، هل نفعته صلاَته وصيامه؟ كلاَ، هل نفعته كثرة صدقاته وسائر أعماله الصالحة؟ كلاَ ولذا قال المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لخير أجيال الأرض "يا معشر المهاجرين والأنصار، من فضل زوجته على أمه فعليه لعنه الله والملاَئكة والناس أجمعين، لاَيقبل الله منه صرفاً ولاَ عدلاَ، إلاَ أن يتوب إلى الله (عز وجل) ويحسبن إليها ويطلب رضاها؛ فرضى الله فى رضاها، وسخط الله فى سخطها" أخرجه البيهقى؛ فليتق الله كل

الخ" رباني صغيرا" يقول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى الحديث الذى رواه الديلمى، "لو يعلم الله شيئاً من العقوق أدنى من الأف لنهى عنه؛ فليعمل العاق ماشاء أن يعمل فلن يدخل الجنة، وليعمل البار ماشاء أن يعمل فلن يدخل النار" ثم تعالى هنا يا أخى وانظر معى إلى الخ" الوالدين لاَيقل عنه خطراً، الشرك بالله فى المرتبة الأولى وهو المحل الثانى يقول ابن عباس حبر الأمة وخير الناس ثلاَث آيات نزلت مقرونة بثلاَث، لاَتقل منها واحدة بغير قرينتها: قال تعالى "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول"؛ فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم يقبل منه؟ وقال تعالى "وأقيموا الصلاَة وأتوا الزكاة"؛ فمن أقام الصلاَة ولم يؤت الزكاة لم يقبل منه؟ وقال تعالى وذلك ما كنا نبغى: أشكر لى ولوالديك إلى المصير" فمن شكر الله ولم يشكر لوالديه لم يقبل منه؟ نكمل الآيات (من بدايتها)

وقال كعب لأحبار (رحمة الله) إن الله ليعجل بهلاَك العبد العاق لوالديه ليعجل له العذاب، وإن الله ليؤخر فى عمر العبد البار بوالديه ليزداد من فعل الخيرات وسئل ابن عباس حبر الأمة وخير الناس عن أصحاب الأعراف من هم فقال سموا بذلك لأنهم موقوفون على جبل يقال له الأعراف، بين الجنة والنار؛ وذلك لأنهم أناس خرجوا للجهاد بغير رضا أباءهم وأمهاتهم فقتلوا فى سبيل الله فمنعهم عقوق الوالدين من دخول الجنة ومنعهم الجهاد من دخول النار

الخيرات: ويروى أنه إذا وفق العاق لوالديه عصره قبره حتى تختلف أضلاَعه، وأشد الناس عذاب يوم القيامة ثلاَثة: المشرك بالله، والزانى، والعاق لوالديه" وفى حديث آخر رواه الحاكم فى مستدركه والبيهقى يقول الرسول فيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أربعة حق على الله أن لاَيدخلهم الجنة ولاَيذيقهم نعيمها، مدمن الخمر، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والعاق لوالديه وجاء "رجلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له أرأيت يارسول الله إذا صليت الصلوات الخمس، وصمت رمضان، وأديت زكاة مالى، وحججت البيت فماذا لى؟ قال النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من فعل ذلك حشر يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين إلاَ أن يعق والديه؟ وفى سنن الترمذى "ثلاَث دعوات لاَترد، دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على والده" يارب سلم وفى حديث الإسراء الطويل أن النبى

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى ليله أسرتى به أقواماً معلقين فى جذوع من نار فسأل جبريل، من هؤلاَء يا أخى ياجبريل؟ قال هؤلاَء الذين كانوا يشتمون آباءهم وأمهاتهم فى الدنيا" وفى "الصحيحين" يقول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن الخ؟ من أشهر، ول بين حياتك وموتها لاَختارت حياتك بأعلى صوتها، أشق عليك برها وهو يسير وطال عليك عمرها وهو قصير، حتى ضاق بها ذرعك ياناكر الجميل" " الوالدين، ولعل بعضكم يستكثر عليه، أيسهر الليل كله من أجل والديه، وهما كم سهرا على راحتك وأنت الخ" أبناؤنا؟؟ من يزرع الشر يحصد فى عواقبه * ندامة والحصد الزرع ميعاد ويقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخ"

من ينبذونه؛ لذلك لاَ تتعجبوا مما أصابكم فهو من عند أنفسكم؛ فإنه لاَ يهلك على الله إلاَ هالك، والشر للشر خلق؛ فدعوا الشر يدعكم، أى ابتعدوا عنه يبتعد عنكم ... الهم أرزقنا ... إلخ". " ... والد"؛ ولذا أتت النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خالته من الرضاعة من انظر، أكرر وأقول من الرضاعة أى أخت حليمة السعدية وليست أخت آمنة بنت وهب ومع ذلك هش لاَستقبالها وأظهر لها بشراً وسروراً وقال مرحباً أمى وليس مرحباً خالتى وبسط لها رداءه وأجلسها عليه .. ! صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا عَلَمَ الهُدَى صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمَا فالأم مدرسة .. إلخ" "وما بطن اللهم اكتب لنا منازل الشهداء، وعيش السعداء، والنصر على الأعداء، اللهم اشرح … الخ". الصَّبْرُ عَلَى أَذَى النَّاسْ:

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قالْ: لما كان يوم حُنَين آثر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ناسا في القسمةِ فأعطى الأقرعَ بن حابس مائةً مِنَ الإبلِ وَأَعطى عُيينةَ بن حصن مِثل ذلك، وأعطى ناسا من أشراف العرب وآثرهم يومئذ في القسمةِ فقالَ رَجُلٌ والله إنَّ هَذِهِ لَقِسْمَةٌ ما عُدِلَ فِيهَا وَمَا أُرِيدَ فيها وجهُ الله، فقلتُ والله لأخبرنَّ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأتيته فأخبرته بما قالَ فتغير وجهُهُ حَتى صَارَ كَالصِّرْف وهو صبغ أحمر ثم قالَ فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله 00!!؟ ثمَّ قالَ يرحم الله موسى قد أوذي بأَكثرَ من هذا فصبرْ، فقلت: لاَ جَرَمَ لاَ أرفع إليه بعدها حديثا " 0 (أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم / 3150 فَتح 0 وَمُسْلِمٌ تحْتَ رَقم / 1062 عَبْدُ البَاقِي)

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي أَنَّهُ قَالْ: قدم عيينةُ بن الحصن بن حذيفة فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس بن الحصن وكان من النفر الذين يدينهم عمر لِسَعَةِ عِلمِهِ وَفِقهِه رَغْمَ حَدَاثَةِ سِنِّه، فَقالَ لَهُ عيينةُ يَا ابن أخي: إِنَّ لك حُظوةً عند هذا الأمير فاستأذن لي عليه؛ فَاستأذن لَهُ، فلما دخل على عُمَرَ قالَ: هِيه يا ابنَ الخطابْ؛ ما تعطينَا الجَزْلَ ولاَ تحكمُ فِينَا بالعدل؛ فغضب عمرُ حَتى هَمَّ أَنْ يُوقِعَ بِهِ فقال لهُ الحرُّ يا أميرَ المؤمنين: إن الله عز وجل قال لنبيه: (*) (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) (*) وَهذا من الجاهلين فَأَعْرِضْ عَنه، فَوَالله مَا جاوزها عمرُ وكان وقافا عند كتاب الله "00!! (أَخْرَجَهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم / 4642) الصبر على أذى الناس: باب الحلم والأناة والرفق

قال الله تعالى: {والكاظمين الغيظ وَالعَافِينَ عَنِ النَّاس والله يحب المحسنين} (آل عمران: 134) وقال تعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف وأفرض عن الجاهلين} (الأعراف: 199). وقال تعالى: {وال تستوي الحسنة وال السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلاَ الذين صبروا وما يلقاها إلاَ ذو حظ عظيم} (فصلت: 34،35) وقال تعالى: {ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور} (الشورى: 43). فَمَا لِي مَطِيَّةٌ (*) فِي النَّاسِ غير رجلي إِذَا مَلَلتُ امْرَءَاً (*) كَانَ عَقلِي فِي نعلي أَيْ تَرَكْتُ لَهُ المَكَانَ وَانْطَلَقت 00!!

637** وَعَنِ ابنِ عَبَّاس رَضِي اللهُ عَنِ النَّبيِّ صَلي الله عَلَيه أَنَّهُ قَالَ لأشج عَبدِ قَيس: " إِن فِيك خصلتينِ يحِبهما الله: الحِلم وَالأَنَاة " 00!! ... ... ... ... (أَخْرَجَهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ تحْتَ رَقم / 17 عَبْدُ البَاقِي) 638** وَعَن عَئِشَةَ رَضِيَ الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله صَلى الله عليه "إِنَّ اللهَ رَفِيق يحِبُّ الرِّفقَ فِي الأَمْرِ كُلِّه " 00!! (أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم / 1927 أَ، 9927 فَتح 0 وَمُسْلِمٌ تحْتَ رَقم / 2165 عَبْدُ البَاقِي) 639** وعنها أَيْضَاً رضي أَنَّهُ صلي الله عليه وسلم قالْ: " إن الله رفيق يحب الرفقَ ويعطي على الرفق ما لاَ يعطى على العنف وما لاَ يعطى على ما سواه " 00!! ... ... (أَخْرَجَهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ تحْتَ رَقم / 2593 عَبْدُ البَاقِي)

640** وعنها رضي أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إن الرفق لاَ يكون في شَيْءٍ إِلاَّ زَانه، ولاَ ينزع من شَيْءٍ إلاَ شَانه " 00!! (أَخْرَجَهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ تحْتَ رَقم / 2594 عَبْدُ البَاقِي) 641** وعن أبي هريرة رضي الله عنه قالْ: بَالَ أَعرَابي في المَسجد، فَقَامَ النَّاسُ إليه ليقعوا فيهِ فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعُوهُ وأريقواْ على بوله سجلاً مِنْ ماء، أو ذَنُوبَاً من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين) رواه البخاري. (أَخْرَجَهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم / 220 فَتح) وَالسِّجِلُّ هُوَ الدَّلو المُمْتَلِئَةُ، كذلك الذنوبْ؛ وَمِنهُ قوله تعالى: (*) (فَإِنَّ لِلَذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوبَا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلاَ يَستَعْجِلُون) (*) (سُورَةُ الذَّارِيَاتْ 59)

642** وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قالْ: " يسروا ولاَ تعسروا، وبشروا ولاَ تنفروا " 00!! (أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم / 69 فَتح 0 وَمُسْلِمٌ تحْتَ رَقم / 1734 عَبْدُ البَاقِي) 643** وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قالْ: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من يحرم الرفق يحرم الخير كله " 00!! (أَخْرَجَهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ بِاخْتِلاَفٍ يَسِير تحْتَ رَقم / 2592 عَبْدُ البَاقِي) 644** وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاَ قال للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصِني يَا رَسُولَ الله، فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ صلي: " لاَ تغضبْ فردد مراراً قالَ لاَ تغضبْ " 00!! ... (أَخْرَجَهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم / 6116 فَتح)

646** وَعَن عَائِشَةَ رَضي الله عَنهَا قَالَتْ: " ما خير رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين أمرين قطُّ إلاَ أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإنْ كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لنفسه في شَيْءٍ قَطُّ إلاَ أن تُنتَهَكَ حرمة اللهِ فينتقمَ لله تعالى " 00!! (أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم / 3560 فَتح 0 وَمُسْلِمٌ تحْتَ رَقم / 2327 عَبْدُ البَاقِي) الرفق فِي كُعَامَلَة النَّاسْ: 647 وعن ابن مسعود رضي الله عنه قالْ: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ألاَ أخبركم بمَنْ يحرم عَلَى النارْ، أَوْ بمن تحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارْ 00؟ تحرم على كل قريب هين لين سهل " 00!! (صَحَّحَهُ الأَلبَانِيُّ تحْتَ رَقم: 938)

قال الله تَعَالى: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) (الأعراف: 199) وقال تعالى: (فاصفح الصفح الجميل) (الحجر: 85) وَالعَفوُ سَبِيلٌ إِلَى مَغْفِرَةِ اللهِ تَعَالى وقال تَعَالى: (وليعفوا وليصفحوا ألاَ تحبون أن يغفر الله لكم) (النور: 22) وقال تعالى: (وَالعَافِينَ عَنِ النَّاس والله يحب المحسنين) (آل عمران: 134) وقال تعالى: (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور) (الشورى: 43). 648 وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أُحُدْ 00!؟

قالَ لقد لقيت مِنْ قومِكِ وكان أَشَدَّ ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ليلٍ فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهمومٌ على وجهي فلم أستفق إلاَ وأنا بقرن الثعالبِ فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريلٌ عليه السلاَمُ، فناداني فقالَ إن الله تعالى قد سمع قولَ قومك لَكَ وما رَدُّواْ عليكَ وقد بعث إليك مَلِكَ الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملكُ الجبالِ فسلم عليَّ ثم قالَ يا محمد: إن الله قد سمع قول قومك لَكَ وأنا مَلِكُ الجبالِ وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك مَا شِئتَ فَإِنْ شِئتَ أطبقت عليهم الأخشبينِ فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بل أرجو أن يخرج الله من أصلاَبهم من يعبد الله وحده لاَ يشرك به شيئا " 00!! (أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم: 3231 فَتح 0 وَمُسْلِمٌ تحْتَ رَقم: 1795 عَبْدُ البَاقِي)

والأخشانِ جبلاَنِ محيطان بمكة، والأخشبُ هو الجبل الغليظ 0 وعن عائشة رضي الله عنها قالتْ: ما ضرب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئا قط بيده، ولاَ امرأة ولاَ خادما، إلاَ أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيْءٌ قط فينتقم من صاحبه إلاَ أن ينتهك شيْءٌ من محارم الله تعالى: فينتقم لله تعالى " 00!! (أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ تحْتَ رَقم: 2328 عَبْدُ البَاقِي) تحمّل أذَاهم: وما يلقاها إلاَ الذين صبروا وما يلقاها إلاَ ذو حظ عظيم ... ... 35ك فصلت اتّقَاء شرورهم: وإن تصروا وتتقوا لاَ يضركم كيدهم شيئا ... 120م آل عمران تحمّل أذَاهم: ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ... ... ... 43ك الشورى واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلاً ... ... ... 10م النمل

وَرَوَى البَيْهَقِيُّ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلَه: " أَفضَلُ الأَعْمَالِ بَعْدَ الإِيمَانِ بِاللهِ (جَلَّ جَلاَلُهُ) التَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ وَاصْطِنَاعُ المَعْرُوفِ إِلَى كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرْ " 00!! انظُرْ: " إِلَى كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرْ " 00 وَلَيْسَ كَمَا يَعْتَقِدُ البَعْضُ فَيَقُولُ " لاَ يَأكُلْ طَعَامَكَ إِلاَّ تَقِيّ " فَهَذَا كِنَايَةٌ عَنِ المُعَاشَرَة: أَيْ أَنْ يَصِيرَ هَذَا الفَاجِرُ لَكَ صَاحِبَاً وَصَدِيقَاً، أَمَّا أَنْ تُطعِمَهُ وَتحْسِنَ إِلَيْهِ مِنْ بَابِ الدَّعْوَةِ وَالنَّصِيحَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ فَهَذَا لاَ شَيْءَ فِيهِ بَلْ وَتُؤجَرُ عَلَيْه 0 (أَ 0 هـ) (كرمه صلى مع الكفار 0 حَيَاةُ الصَّحَابَةِ طَبْعَةُ المَكْتَبِ الثَّقَافِي: 148/ 1)

وَحُسْنُ مُعَامَلَةِ النَّاسِ لَنْ يُكَلِّفَكَ كَثِيرَاً 00 النَّاسُ لِلنَّاسِ مِنْ بَدْوٍ وَمِن حَضَرٍ بَعْضٌ لِبَعْضٍ وَإِنْ لَمْ يَشْعُرُواْ خَدَمُ وَاعْلَمْ أَنَّ النَّاسَ لَنْ يحْتَمِلُوكَ كُلُّهُمْ؛ فَبِالطَّبْعِ الذِي خَلَقَكَ خَلَقَ مَن هُوَ أَشَدُّ مِنْك فَاحْذَرْ 00 كَانَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ إِذَا غَضِبَ غَضِبَ لَهُ أَلفُ سَيْفْ، لاَ تَسْأَلني مَا الذِي سَيَحْدُثُ بَعْدَهَا وَكَيْف 00!! أَوْصَى أَعْرَابِيٌّ بَنِيهِ قَبْلَ مَوْتِهِ فَقَالَ لهُمْ: يَا بَنيَّ عَاشِرُواْ النَّاسَ مُعَاشَرَةً إِذَا غِبْتُمْ حَنُّواْ إِلَيْكُمْ، وَإِذَا مُتُّمْ بَكَواْ عَلَيْكُمْ " 00!! وَأَلحِقْ بِهَذَا الفَصْلِ قَصِيدَة: كُنْ جَمِيلاً تَرَى الوُجُودَ جَمِيلاَ "، " وَقَصِيدَة: كُنْ بَلسَمَاً إِنْ صَارَ غَيرُكَ أَرْقَمَاً " 00!!

وَكَانَ سَيِّدُنَا عُمَرُ رضي جَالِسَاً ذَاتَ يَوْمٍ مَعَ الصَّحَابَةِ فَسَأَلهُمْ سُؤَالاً ظَرِيفَاً: قَالَ لِيَتَمَني كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ شَيْئَاً 00!؟ قَالَ الأَوَّلُ أَتمَني أَنْ يَرْزُقَني اللهُ جلجل مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبَا فَأُنْفِقَهُ في سَبِيلِ الله 00!! وَقَالَ الثَّانِي وَأَنَا أَتمَني مِلءَالمَدِينَةِ خَيْلاً أَغْزُو بِهَا في سَبِيلِ الله 00!! وَقَالَ الثَّالِثُ وَأَنَا أَتمَني مِلءَالمَدِينَةِ عَبِيدَاً فَأُعْتِقَهُمْ في سَبِيلِ الله 00!! انظُرْ إِلَى الأَمَانِي وَتَعَلَّمْ: لَمْ يَطلُبُواْ سَيَّارَةً شَبَح، وَلاَ شَالِيهَاً في رَفَح، هَذَا هُوَ الفَرْقُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، وَمِن أَجْلِ هَذَا خَذَلَنَا وَنَصَرَهُمْ 00!! كُلُّ هَذَا وَعُمَرُ صَامِتٌ صَمْتَ البَحْرِ العَمِيق؛ فَسَأَلُوهُ مَاذَا تَتَمَني أَنْتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِين 00؟

قَالَ أَتمَني مِلءَ هَذَا المَسْجِدِ رِجَالاً مِثلَ أَبِي بَكر 00!!! إِنَّ الوَازِعَ الدِّينيَّ (الضَّمِير) مَوْجُودٌ بِدَاخِلِ كُلِّ إِنسَان، غَيرَ أَنَّ النَّفسَ الطَّيِّبَةُ تُقَوِّيه، وَالنَّفسُ الخَبِيثَةُ تَعْصِيه 00!! وَالمُؤسِفُ حَقَّاً أَنَّ مَنْ يَكُونُ مُتَدَيِّناً لاَ تَلقَاهُ مِن أَهْلِ المُرُوءة، وَأَنَّ مَنْ تَلقَاهُ مِن أَهْلِ المُرُوءة لاَ يَكُونُ مُتَدَيِّنَاً 00!! من لاَ محالة نابت فيها الرأس بالرأس والأذن زيادة أما مذاقه فحلو وأما وجهه فجميل حَدِيثُ النَّاسِ مَعَادِن " ح 0 ر 0 ص: 375 "

العلم والتعليم

الْعِلْمُ وَالتَّعْلِيم: ع علم: فضل طلب العلم كتاب بعنوان الحث على طلب العلم فِي الرُّكنِ اليماني بمَكتَبَةِ أَحْمَد بَدَوِي فضل طلب العلم ص251، ص319 (شُعَبُ الإِيمَانِ لِلبَيْهَقِيّ ــ جـ: 2) العلوم النافعة وفضل العلم (العِقدُ الفَرِيدْ ــ جـ: 2) من ص79: ص104 العلوم النافعة (النحو) العقد (307 ــ 321) (العِقدُ الفَرِيدْ ــ جـ: 2) العلم والتعلم آدابه وفضله إلخ (28641 ــ 29466) جـ (10) عَ عَصُّبْ: الاَقتصاد والرفق فِي المعيشة (5431 ــ 5467) جـ (3) الاَقتصاد فِي الأعمال ــ بِالتَّعَصُّبْ (8411 ــ 8425) جـ (3) بِالتَّعَصُّب: أََوْغِلْ فِيهِ بِرِفق (5292 ــ 5430) جـ (3) المعاملة مع أهل الذمة (41632 ــ 41677) جـ (15) علم النحو وقصة سيدنا على كرم الله وجهه مع أبي الأسود الدُّؤلىّ (29456 ــ 29457) جـ (10)

التَّعَصُّبْ: أخرج البخاري وأبو داود عن أنس رضي الله عنه أن غلاَما من إِلَى هود كان يخدم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمرض فأتاه يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: " أسلم " فنظر إِلَى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا القاسم فأسلم، فخرج صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقول: " الحمد لله الذي أنقذه بي من النار " كذا في جميع الفوائد , 1/ 124) حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: الصحابة (1/ 70 ج 1) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 70/ 1) العِلمُ وَالتَّعْلِيمْ 0 مِنَ التَّكبيرِ إِلَى التَّسْلِيمْ ــ فَضْلُ طَلَبِ العِلم:

تحْتَ عُنوَان: صَدَقَةُ العِلمِ تَعْلِيمُه: أخرج الحافظ أبو الحسن الأطرابلسي عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرج أبو بكر يريد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وكان له صديقا فلقيه فقال: ياأبا القاسم، فقدت من مجالس قومك واتهموك بالعيب لاَبائها وأمهاتها، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اني رسول الله أدعوك إِلَى الله " فلما فرغ من كلآمه أسلم أبو بكر، فانطلق عنه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومابين الاَخشبين أحد أكثر سرورا منه باسلاَم أبي بكر؛ ومضي أبوة بكر فراح لعثمان بن عفان وطلحه بن عبيد الله والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص أسلموا، ثم جاء الغد بهثمان بن مظمون وأبي عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وأبي سلمة بن عبد الأسد والأرقم بن أبي الأرقم /، فأسلموا رضي الله عنهم 0 كذا في البداية (3/ 29)

(حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 57/ 1) اسلاَم ابي بكر واسلاَم عدد من اكابر الصحابه عَلَى يديه رضي الله عنه المجلد الاَول بباب الدعوة دعوته للأفراد والاَشخاص) 0 وقالَ رَجُلٌ لِعُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيزِ إِنَّهُ كان يقالُ إِنِ استطعت أَنْ تَكُونَ عَالمَاً فَكن عَالمَاً، فَإِنْ لمْ تَسْتطِعْ أَنْ تَكُونَ عَالماً فكن متعلماً، فإن لم تستطع أن تكون متعلماً فأحبهم، فإن لم تستطع فلاَ تبغضهم، فقال: سبحان الله لقد جعل الله لنا مخرجا العِلمُ وَالتَّعْلِيمْ 0 مِنَ التَّكبيرِ إِلَى التَّسْلِيمْ ــ قَضِيَّةُ التَّعْلِيمْ: لاَ تَغضَبُواْ أَنَّا شَكَوْنَا لَيْسَتِ الشكوى جِنَايَة. إنا بلغنا رشدنا (*) والرشد تَسْبِقُهُ الْغِوَايَة العِلمُ وَالتَّعْلِيمْ 0 مِنَ التَّكبيرِ إِلَى التَّسْلِيمْ ــ فَضْلُ طَلَبِ العِلم:

هَلْ تَعْلَمْ أَنَّ الإِمَامَ البُخَارِيَّ سَمِعَ لأَكْثَرِ مِن أَلفِ عَالِمْ، وَكَتَبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ أَكْثَرَ مِن عَشْرَةِ آلاَفِ حَدِيثْ 00!! (سِيَرُ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ الإِمَامِ البُخَارِي ــ الطَّبْعَةُ الآولَى لمُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة: 407/ 1) العِلمُ وَالتَّعْلِيمْ 0 مِنَ التَّكبيرِ إِلَى التَّسْلِيمْ ــ فَضْلُ طَلَبِ العِلم: اطْلُبِ العِلْمَ وَلاَ تَكْسَلْ فَمَا أَبْعَدَ الخَيْرَ عَلَى أَهْلِ الكَسَلْ لاَ تَقُلْ عَهْدٌ مَضَى أَرْبَابُهُ كُلُّ مَنْ سَارَ عَلَى الدَّرْبِ وَصَلْ العِلمُ وَالتَّعْلِيمْ 0 مِنَ التَّكبيرِ إِلَى التَّسْلِيمْ ــ تَقْدِيمُ الأَخْلاَقِ عَلَى العِلم: لَوْ كَانَ لِلعِلمِ مِنْ دُونِ التُّقَى شَرَفٌ (*) لَكَانَ أَشْرَفُ خَلقِ اللهِ إِبْلِيسَا العِلمُ وَالتَّعْلِيمْ 0 مِنَ التَّكبيرِ إِلَى التَّسْلِيمْ ــ بالتعصب:

وَإِذَا مَا قَامَتْ فِتنَةٌ فَلاَ تَقُلْ أَقِفُ فِي صَفِّ الحَقِّ فَإِنَّ الفِتَنَ القَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ القَائِمْ 00!! العِلمُ وَالتَّعْلِيمْ 0 مِنَ التَّكبيرِ إِلَى التَّسْلِيمْ ــ بالتعصب: وعنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل" مما يدل حقاً أن الدين يسر وليس عسر بالدين الحق: عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال "ثلاَثة يؤتون أجرهم مرتين، رجل من أهلِ الكتاب أمن بنبيه ثم أمن بي، وعبد أدى حق الله وحق مواليه، ورجُل كانت له أمه فأمر بها وأحسن تأويبها ثم أعتقها فتزوجها" حديث صحيح العِلمُ وَالتَّعْلِيمْ 0 مِنَ التَّكبيرِ إِلَى التَّسْلِيمْ ــ بالتعصُّب: رَوَى ابْنُ عَسَاكِرَ عَن أَبِي أُمَامَةَ رضي أَنَّهُ قَالْ: " حَبِّبُواْ اللهَ إِلَى النَّاسِ يُحِبُّكُمُ الله " 00!!

العِلمُ وَالتَّعْلِيمْ 0 مِنَ التَّكبيرِ إِلَى التَّسْلِيمْ ــ بِالفَرْقِ بَينَ العِلمِ وَالمَعْرِفَة وَالحَرْبِ الشَّوْقِيَّةِ العَقَّادِيَّة: جَاءَ شَابٌّ صَغِيرْ: إِلَى عَالمٍ كَبِيرْ، وَاتَّهَمَ عِلمَ الكَلاَمِ بِأَنَّهُ كُفرٌ وَرَمَى أَصْحَابَهُ بِالتَّكْفِيرْ؛ فَرَدَّ عَلَيْهِ هَذَا العَالمُ البَجِيلْ، وَالشَّيْخُ الجَلِيلْ، فَقَالَ لَهُ يَا بُنيَّ إِنَّكَ بَيْنَ أَمْرَيْن: 1 ــ إِمَّا أَنْ تَكُونَ عَرَفتَ عِلمَ الكَلاَمِ فَدَعْنَا نَعْرِفُهُ كَمَا عَرَفتَه 00!! 2 ــ وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ لَمْ تَعْرِفْهُ وَبِالتَّالي كَيْفَ تَسَني لَكَ الحُكمُ عَلَى شَيْءٍ لَمْ تَعْرِفْهُ 00!!؟ فَبُهِتَ الشَّابُّ وَاتَّعَظَ وَاعْتَبَرْ 0 العِلمُ وَالتَّعْلِيمْ 0 مِنَ التَّكبيرِ إِلَى التَّسْلِيمْ ــ فَضْلُ العِلم:

أَخْطَأَ أُسْتَاذٌ وَرَدَّهُ أَحَدُ تَلاَمِذَتِه: أَصَابَتِ امْرَأَةٌ وَأَخْطَأَ عُمَرْ العِلمُ وَالتَّعْلِيمْ 0 مِنَ التَّكبيرِ إِلَى التَّسْلِيمْ ــ فَضْلُ العِلم: فَفُزْ بِعِلمٍ تَعِشْ حَيَّاً بِهِ أَبَدَاً النَّاسُ مَوْتَى وَأَهْلُ العِلمِ أَحْيَاءُ وَعَنهُ صلى أَنَّهُ قَالْ: " طَلَبُ العِلمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمْ " 00!! (صَحَحَهُ الأَلبَانِيُّ بمُشْكِلَةِ الفَقرِ تحْتَ رَقمْ: 86) حَدِيثْ: " إِذَا مَاتَ اتلمَيِّتُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثْ " 00 (صَحَحَهُ الأَلبَانِيُّ بمُشْكِلَةِ الفَقرِ تحْتَ رَقمْ: 122) العِلمُ وَالتَّعْلِيمْ 0 مِنَ التَّكبيرِ إِلَى التَّسْلِيمْ ــ فَضْلُ العِلم:

يَقُولُ ابْنُ كَثِيرٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى " أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرَاً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثقَلون " يَقُولُ أَيْ أُجْرَةً عَلَى بَلاَغِكَ ــ وَهَذِهِ نَتَّفِقُ مَعَهُ فِيهَا ــ أَمَّا عَنْ قَوْلِهِ " فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثقَلون " فَيَقُولُ فَهُمْ مِن أَدْنَى شَيْءٍ يَتَبَرَّمُون، وَهَذَا لاَ عَلاَقَةَ لَهُ بنمَعْني الآيَةِ بِالمَرَّة: إِذ أَنَّ الآيَةَ تمَثِّلُ عِبَارَةً لاَذِعَةٍ غَايَةً فِي السُّخْرِيَةِ مِن هَؤلاَءِ الكُفَّار، حَيْثُ يَقُولُ (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) لنَبِيِّهِ مُعَرِّضَاً بهِمْ: أَمْ أَنَّكَ تَسْأَلُهُمْ عَلَى ذَلِكَ أَجْرَاً وَالقَوْمُ ــ كَانَ اللهُ فِي عَوْنِهِمْ ــ قَدْ أَثقَلَتهُمُ الدُّيُون 00!!؟ العَمَل بِالعِلم ــ العِلمُ وَالتَّعْلِيمْ 0 مِنَ التَّكبيرِ إِلَى التَّسْلِيمْ:

وَلاَحِظ يَا أَخِي أَنَّ اللهَ تَعَالَى عِنْدَمَا تَكَلَّمَ عِنِ الجَنَّةِ قَالْ: (" وَنِعْمَ أَجْرُ العَاملِين ") 00 وَلَمْ يَقُلْ وَنِعْمَ أَجْرُ العَالمِين 0 فَضْلُ العِلمِ وَالتَّعْلِيمْ: فَالعِلمُ شَرَفٌ لاَ يُدَانِيهِ شَرَفْ، وَمَنْ ذَاقَ عَرَفْ 00!! أَمَّا تَوْقِيرُ الله: فَانْظرْهُ بِعُنوَان: الأَدَبْ مَعَ اللهِ

العمل والكسب

العَمَلُ وَالكَسْب: ععمَلْ: العقد (337 ــ 356) (العِقدُ الفَرِيدْ ــ جـ: 2) الرشوة (110 ــ 120) جـ6 الكنز جـ (6) العمل والكسب: الكسب الحلال تعَلِيمُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَا كيف يدعو إِلَى فرائض الإِسْلام وأخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمعاذِ بن جبل رضي الله عنه ــحين بَعثه إِلَى إِلَى من ــ" إِنك ستأتي قوما أهل كتاب، فإِذَا جئتهم فادعهم إِلَى أن يشهدوا أن لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله، فان هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله فرض عَلَيْهِم خمس صلوات كل يوم وليلة، فان هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله فر عَلَيْهِم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد عَلَى فقرائهم، فان هم أطاعوا لك بذلك فاياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب " وقد أخرجه بقية الجماعة، كذا في البداية (5/ 100) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 104/ 1) 0 (*) الحاج بمحجنه، فإذا علموا به قال: لست أنا أسرقكم إنما تعلق بمحجني متكئاً على محجنه فِي النار يقول: أنا سارق المحجن (حم، ن وابن جرير عن ابن عمر) (الكنز ـ 21578)

أَمَرَ صلى مُعَاذَاً حِينَ بَعَثَهُ لِليمَنِ فَقَالَ لَهُ ضِمْنَ مَا قَالْ: " 000، وَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افترَضَ عَليْهِمْ صَدَقَةً تُؤخَذُ مِن أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِن هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ المَظلُومْ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ حِجَابْ " 00!! (كَمَا صَحَحَهُ الأَلبَانِيُّ بمُشْكِلَةِ الفَقرِ تحْتَ رَقمْ: 69) جاء رجل إلى عبدالله يعني ابن مسْعود فقال: إن لي جاراً ولا أعلم شيئاً إلا خبيثاً أو حراماً وإنه يدعوني فأحرج أن أتيه وأتحرج أن لا أتِيه فقال: ائته وأجبه فإنما وزره عليه. حق الصديق وعظة وقل له فى نفسه قولاً بليغاً (الشعب 5799) بالواسطة والفلوس تشتري وتبيع في النفوس نظرت لأغلب المستخدمينا (*) فلم أر فيهم حراً أمينا

ولولا ذاك ما لبسوا حريرا (*) ولا شربوا خمور الأندرينا تنسك معشر منهم وعدوا (*) من الزهاد والمتورعينا وقيل لهم دعاء مستجاب (*) وقد ملأوا من السحت البطونا وأصبح شغلهم تحصيل تبر (*) وكانت راؤهم من قبل نونا ما بيكونوش شرفاء إلا مع الفقراء عن أبى هريرة قال: قال النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم فليأكل من طعامه ولا يسأل ويشرب من شرابه ولا يسأل" بحق الصديق. المقدام بن معدي كرب صاحب النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: وَعَنهُ صلى أَنَّهُ قَالْ: " ما أكل أحد طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يديه، وَإِنَّ نَبيَّ اللهِ داوُودَ عليه السلام لا يأكل إلا من عمل يده " 00!! (أخرجه البخاري 0 كَمَا صَحَحَهُ الأَلبَانِيُّ بمُشْكِلَةِ الفَقرِ تحْتَ رَقمْ: 33)

عن زيد بن أرقم عن أبي بكر الصديق رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "كل جَسَد نبت من سحت فالنار أولى به وفي رواية المؤذن أيما لحم من سحت فالنار أولى به" (5759) عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لأن يجعل أحدكم في فيه تراباً خير له من أن يجعل فى فيه ما حرم الله عز وجل" (5764) عبدالله بن عمرو بن العاص يقول عن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "مثل المؤمنين مثل النحلة إن أكلت أكلت طيباً وإن وضعت وضعت طيباً وإن وقعت على عود شجر لم تكسره". (بالعفو والصمت 5766).

عبدالوهاب بن أبي حفص قال: أمسى داود عليه السلام صائماً فلما كان عند إفطاره أتى بشربة لبن فقال: من أين لكم هذا اللبن قالوا من شاتنا قال: ومن أين ثمنها قالوا: يا نبي الله من أين تسأل قال: إنا معاشر الرسل أمرنا أن نأكل من الطيبات ونعمل صالحاً وهذا مصداق (5738). عن عائشة قالت: كان لأبي بكر رضي الله عنه غلام يخرج له الخراج فكان أبو بكر يأكل من خراجه فجاء يوماً بشيء فأكل منه أبو بكر فقال له الغلام تدري ما هذا فقال أبو بكر: وما هو قال: كنت تكهنت لإنسان فى الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني بذلك؛ فهذا الذى أكلت منه قال: فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء فى بطنه. رواه البخارى فى الصحيح (5770).

وشرب عمر بن الخطاب رضي عنه لبناً فأعجبه قال للذي سقاه: من أين لك هذا اللبن فأخبره أنه ورد على ماء قد سماه. فإذا نعم من نعم الصدقة وهم يسقون فحلبوا لي من ألبانها فجعلته فى سقائي وهو هذا فأدخل عمر يده فاستقاه" أى تقيأه. (5771). قال بشر بن الحارث: قال يوسف بن أسباط: إذا تعبد الشاب يقول إبليس: انظروا من أين مطعمه فإن كان مطعمه مطعم سوء قال: دعوه لا تشتغلوا به دعوه يجتهد وينصب فقد كفاكم نفسه" (5774) عن الفضيل بن عياض يقول: سأل رجل سفيان الثوري عن فضل الصف الأول فقال انظر كسرتك التى تأكلها من (أين) تأكلها وقم فى الصف الأخير (5777)

أخبرنا أبو عبدالرحمن السلمي وأبو نصر بن قتادة أنا أبو محمد يحيى بن منصور القاضي ثنا بقره بن الوليد قال: دعاني إبراهيم بن أدهم إلى طعام فاتيته فجلس هكذا وضع رجله اليسرى تحت أليتيه ونصب رجله اليمني ووضع مرفق يده عليها قال: ثم قال: يا أبا محمد تعرف هذه الجلسة قلت: لا قال: هذه جلسة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يجلس جلسة العبد ويأكل أكل العبيد خذوا باسم الله، فلما أكلنا قلت لرفيقه أخبرني عن أشد شيء مر بك منذ صحبته؟ قال نعم كنا يوماً صياماً فلما كان الليل لم يكن شيء نفطر عليه، فلما أصبحنا قلت له يا أبا إسحاق، هل لك أن تأتي باب الرستن فنكري أنفسنا مع هؤلاء الحصادين قال وذاك قال: فأتينا باب الرستن فجاء رجل فاكتراني بدرهم قال: قلت: صاحبي قال: صاحبك لا حاجة لى فى صاحبك أراه ضعيفاً قال: فما زلت به حتى اكتراه بأربعة دوانيق (أى ثلث درهم) قال: فحصدنا يومنا ذلك

فأخذت كراي فأتيت السوق فاكتريت حاجتي وتصدقت بالباقي فهيأته وقربته إليه قال: فلما نظر إلى بكى قلت ما يبكيك قال: أما نحن فقد استوفينا أجورنا فليت شعري أوفينا صاحبنا أم لا قال فغضبت فقال: ما يغضبك أتضمن لي ألا وفيا صاحبنا أم لا فأخذت الطعام فتصدقت به، فهذا أشد شيء مر بي منذ صحبته. عله قوم أخلصوا فى حبه (5780). وعن الجنيد قال: سمعت السري يقول: كنت بطرسوس ـ إحدى قرى الريف المصرى ـ فكان معي فى الدار فتيان يتعبدون، وكان فى الدار تنور يخبزون فيه فانكسر التنور؛ فعملت بدله من مالي فتورعوا أن يخبزوا فيه. سبحان الله؛ حتى مالك يا سريى كانوا يتورعون عن الأكل منه (5782). وَلُقْمَةٌ بجَرِيشِ المِلْحِ تَأْكُلُهَا أَلَذُّ مِنْ تَمْرَةٍ تُحْشَى بِزُنْبُورِ وَأَكْلَةٌ قَرَّبَتْ لِلْحَتْفِ صَاحِبَهَا كَحَبَّةِ الْفَخِّ دَقَّتْ عُنْقَ عُصْفُورِ

وَلاحِظ أَنَّ الذِي أَتَى بِنَا إِلَى دَارِ الشَّقَاءِ إِنمَا طُعْمَةٌ طَعِمَهَا أَبُونَا آدَمُ فِي سَخَطِ الله، وَإِنْ كَانَ مَا مِنْ شَيْءٍ إِلا بِقَدَرِ الله عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أكثر ما يدخل الناس الجنة قال: "تقوى الله وحسن الخلق" وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار قال: "الأجوفان الفرج والفم" (5756) بِالعَمَلِ وَالكَسْب: ذكر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له" لفظ حديث أبى نعيم (5738). عن الشعبى عن النعمان بن بشير قال: خطبنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "الحلال بين والحرام بين بينهما مشتبهات".

فذكره وقال: الشبهات وزاد: "ألا وإن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد ألا وهى القلب" (رواه الشيخان كما بالشعب تحت رقم 5741). عن أنس بن مالك أن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجد تمرة فقال: "لولا أن تكون من تمر الصدقة لأكلتها" (أخرجه الشيخان. الشعب 5742). أبو هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي أو في بيتي فأرفعها لأكلها ثم أخشى أن تكون من الصدقة فالقيها" (أخرجه البخارى. الشعب 5743). وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تضور ذات ليلة فقيل له: ما أسهرك قال: إني وجدت تمرة ساقطة فأكلتها ثم تذكرت تمراً كان عندنا من تمر الصدقة فما أدرى من ذلك كانت التمرة أو تمر أهلى فذلك أسهرني (الشعب 5744). بِالعَمَلِ وَالكَسْب:

عن مالك بن دينار قال: حدثني رجل قد أدرك الصدر الأول قال: استعمل عمر بن الخطاب رجلاً على خوخى فقال: انطلق إلى خوخي فاستخرج خراجها وقم عليها حتى يأتيك أمري فانطلق هو وغلام له أسود على بعير يعتقبان البعير عقبة له وعقبة للغلام حتى أتى خوخى قال: يا سيدى استحي أن تدخل وأنت تمشي وأنا راكب وأنت تسوق بي قال: فكيف أصنع وهى (عقبتك). قال: أدعها لك قال: طيبة بها نفسك؟ قال: طيبة بها نفسي، فركب وساق به الغلام حتى دخل خوخي فلما دخل نودي فى أهل الأرض والدهاقين فقالوا جاء أمير جاء جاء أمير فسجدوا فقال: إخ إخ لبعيرة فنزل فسجد معهم فرفعوا رؤسهم وهو ساجد فلما رفع رأسه قالوا له: لأي شيء سجدت قال: رأيت قوماً سجدوا فسجدت معهم فقيل له: إنما سجدوا لك فقال: أسجدوا لي؟ قالوا: نعم فقال فسجدت معهم فقيل له: إنما سجدوا لك فقال: أسجدوا لي؟ قالوا: نعم فقال لغلامه: إنما بعثني عمر لأتخذ إلهاً من دون

الله النجاء النجاء قال: فركب بعيره ثم رجع حتى قدم المدينة فلما رأى عمر قال: يا أمير المؤمنين إنما بعثتني لأتخذ إلهاً من دون الله قال: فضحك عمر وتركه ثم أرسل إلى رجلين من الأنصار فقال لهما: انطلقا إلى خوخى فلما قدموا قالوا: لا تسجدوا لهما فيرجعان كما رجع الأول وحضر طعام إما غداء وإما عشاء فجيء بالمائدة فوضعت بين أيديهما ثم وضعت قصعة فسيما وأكلا ثم جاء يأخذها الا له: لا تأخذها فإن هذا طعام طيب قالوا: عندنا أطيب منه فأخذها ووضع قصعة أخرى فقال أحدهما لصاحبه: إنما بعثنا لنأكل طيباتنا فى حياتنا الدنيا النجاء النجاء فركبا فأتيا المدينة فأتيا عمر وقال: ما جاء بكما فقالا: يا أمير المؤمنين إنما بعثنا لنأكل طيباتنا فى حياتنا الدنيا فغضب عمر وقال: كيف أصنع؟ من أستعمل؟ بمن أستعين؟ ثم تركهما ثم أرسل إلى رجل من المهاجرين من مزينة يقال له أبو يسار فبعثه إلى خوخى وذكر القصة فى

قدومه وأنهم جاءوا بالخراج وقالوا: هذا خراجنا وهذا هدية لك قال: لا حاجة لي فيه قالوا: نحن تطوعنا به طيبة أنفسنا ال: لا حاجة لي فيه لم يأمرني أمير المؤمنين بهذا فرده وأخذ الخراج (5684). بِالعَمَلِ وَالكَسْب: عن أبي حرة الرقاشي عن عمه أن رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قال: "لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه " 0 (الشعب - 5492) 0 وعن زينب بنت أبي سَلَمَةَ عن أم سلمة قالت: قال رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "انكم تختصمون إلى ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو مما اسمع منه فمن قطعت له من حق أخيه شيئا فلا يأخذه فإنما اقطع له به قطعة من النار"0 رواه مسلم فِي الصحيح عن يحيى بن يحيى وراجع 0 (الشعب - 5495) 0

وعن أبي هريرة عن النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قال: "من اشترى سرقة وهو يعلم أنها سرقة فقد اشترك فِي عارها وإثمها"0 (الشعب - 5500) 0 الأمانة "من سرق شبرا من أرض طوقه من سبع أرضين من نار جهنم"0 أخرجاه فِي الصحيح من وجه آخر عن هشام0 (الشعب - 5501)، وعن أبي زرعة عن ثوبان قال: لعن رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) الراشي والرائش - قال الذي يعمل بينهما" (الشعب - 5503) 0 وعن سمرة بن جندب عن النَّبيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فِي رؤياه قال: فأتينا على نهر أحسب أنه قال: أحمر مثل الدم فإذا فِي النهر رجل يسبح وإذا على الشط رجل قد جمع حجارة كثيرة وإذا ذلك السابح يسبح ثم يأتى ذلك الذي جمع الحجارة فِيغفر له فاه فليقمه حجرا قال: فِينطلق به فِيسبح ما يسبح ثم يرجع إليه كلما رجع فغرفاه فألقمه حجرا قلت: ما هذا قالا: انطلق"0

فذكر الحديث ثم قال فِي التفسير: وأما الرجل الذي يسبح فِي النهر ويلقم الحجر فإنه آكل الربا 0 أخرجه البخاري فِي الصحيح من حديث عوف0 عن عكرمة عن ابن عباس عن النبى (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قال: "درهم ربا أشد على الله من ست وثلاثين زنية"0 وقال: "من نبت لحمه من السحت فالنار أولى به"0 (الشعب - 5518) 0 وعن إبراهيم عن مسروق عن عبد الله عن النبى (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قال: "الربا ثلاثة وسبعون بابا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه" (الشعب - 5501) 0 عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "إن الربا سبعون بابا أصغرها كالذي ينكح أمه"0 (الشعب - 5521) 0

وعن ثابت عن أنس بن مالك قال: خطبنا رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فذكر الربا وعظم شأنه فقال: "إن الرجل يصيب من الربا أعظم عند الله فِي الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم أى أن يقع فِيه كما نصت على ذلك أحاديث أخرى بنفس المعنى 0 (الشعب - 5523) 0 الكَسْبُ الحَلالْ: وَعَنهُ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قَالْ: " إِنَّ فِي الجَنَة دَرَجَة لا يَنَالهَا إلا أَربَاب الهمومِ فِي طَلَبِ المَعِيشَة " 00!! (أَخْرَجَهُ أَبُو مَنْصُورٍ الدَّيْلَمِيُّ عن أبي هريرة (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) وَهْوَ مَوْجُودٌ بِالكَنْزِ تحْتَ رَقمْ: الكَنْز: 16639) الكَسْبُ الحَلالْ:

قيل وما بوائقه قال: غشمه وظلمه قال وقال رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): " لا يكتسب عبد مال حرام فِيتصدق فِينفق فِيبارك له فِيه ولا يتصدق فِيقبل منه ولا يترك خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار إن الله تبارك وتعالى لا يمحو السيئ بالسيئ ولا يمحواْ السيئ إلا بالحسن إن الخبيث لا يمحو الخبيث"0 (الشعب - 5524) 0 وعن عمر بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "الدنيا خضرة حلوة من اكتسب فِيها مالامن حله وأنفقه فِي حقه أثابه الله عليه وأورده جنته، ومن اكتسب فِيها مالا من غير حله وأنفقه فِي غير حقه أحله الله دار الهوان، ورب متخوض فِي مال الله وروسوله له النار يوم القيامة، يقول الله كلما خبت زدناهم سعيرا"0 (الشعب - 5527) 0

وعن أحد الزهاد أنه قال: من أحسن فليرج الثواب ومن أساء فلا يستنكر الجزاء من أخذ عزا بغير حق أورثه الله ذلا بحق، ومن جمع مالا بظلم أورثه الله فقرا بغير ظلم"0! (الشعب - 5528) 0 وعن إبراهيم بن خيثم بن عراك بن مالك عن أبيه عن جده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "أربع حق على الله أن لا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيما: مدمن خمر وآكل ربا وآكل مال اليتيم بغير حق والعاق لوالديه" (الشعب - 5530) 0 وعن شعبة عن يحى بن سعيد عن أنس قال: إذا أقرضت قرضا لأخيك فلا تركب دابته ولا تقبل هديته إلا أن يكون قد جرت بينك وبينه مخالطة قبل ذلك" (الشعب - 5532) 0

وعن شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه قال: أتيت المدينة فلقيت عبد الله بن سلام - كان يهوديا فأسلم وحسن إسلامه - فقال لي: ألا تجئ إلى البيت حَتي أطعمك سويقا وتمرا فذهبا فأطعمنا سويقا وتمرا ثم قال: إنك بأرض الربا بها فاش فإذا كان لك على رجل دين فأهدى إليك حبلة من علف أو شعير أو حبلة من تبن فلا تقبله فإن ذلك من الربا0 بِالعَمَل وَالكَسْبْ: ولست مع الذين يسافرون ويتركون أولادهم بحجة لقمة العيشِ ومتطلبات الحياة؛ فَالرَّازِقُ هنا هو الرَّازِقُ هناك، (*) (تعددت الأسباب والرزق واحد) (*)

صحيح أنك ستجد هناك المالَ الكثيرْ، لكن اعلم أن الرزقَ ليس مالاً فقطْ: فالتربية الحسنة رزق؛ مَنْ سَيربى أولادك إِنْ سافرت، ومكثك وسط أهلك رزق؛ مَنْ لك في غَيْبَتِهِمْ وَمَنْ لهم في غَيْبَتِك، "ءَاللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُون " نعم إِنْ سافرتَ سوفَ تأتي لهم بالمالْ، لكنْ مِن أينَ ستأتي لهم بالأخلاقِ الحميدة، بلغك ضيقُ العيشِ في بلادنا ولم يَبْلُغْكَ أَنَّ الانحرافَ أَقرَبُ إِلَيْهِمْ مِن حَبْلِ الوَرِيدْ، إِنَّك لأنتَ الحليمُ الرشيدْ 00!!! بالعمل والكسب (الكسب الحلال) توبة أسرة كاملة عن أكل الحرام على يد أحد أبنائها أسرة كاملة كانت تعيش على الحرام، وتأكل الحرام .. ويقدر الله ويهتدي أحد أبنائها فيكون سبباً في هداية الأسرة كلها .. يروي القصة فيقول:

"أنا شاب عشت حياة مترفة مع أبي في أحد الأحياء الراقية بالقاهرة، وكان الخمر يقدم على المائدة بصورة طبيعية .. وكنت أعرف تماماً أن دخل والدي كله من الحرام وخاصة الربا .. وكان بجوار بيتنا مسجد كبير فيه شيخ يسمى (إبراهيم) وفي يوم من الأيام كنت جالساً في شرفة المنزل والشيخ يتحدث، فأعجبني كلامه، فنزلت من الشرفة وذهبت إلى المسجد لأجد نفسي كأنني قد انسلخت من كل شيء، وأصبحت شيئاً آخر.

كان الشيخ يتحدث عن قول الرسول، صلى الله عليه وسلم: "أيما جسد نبت من حرام فالنار أولى به". فوجدت نفسي لا أريد أن أدخل البيت، ولا أن آكل منه شيئاً، صرت أدخل وأخرج، وأتعمد ألا آكل شيئاً، وأجلس بعيداً عن أسرتي، وأضع أمامي قطعة من الجبن وبعض (الفلافل)، وأسرتي أمامها كل ما تشتهيه النفس من الطعام. كادت أمي تموت هماً من أجلي، تريدني أن آكل معهم ولكني رفضت، وأفهمتها أن مال أبي حرام، وأنهم يأكلون حراماً ويشربون حراماً، فانضمت أمي إلي، والتزمت بالصلاة، وبعدها انضمت إلينا أختي، أما أبي فقد أصر على فعله عناداً واستكباراً. كنت أتعامل مع أبي بأدب واحترام، وقمت أنا وأمي وأختي كل منا يجتهد في الدعاء لأبي، كنت أقوم الليل فأسمع نحيب أمي وأختي وتضرعهما إلى الله أن يهدي والدي.

وفي صباح يوم من الأيام، استيقظت لأجد أبي قد تخلص من كل الخمور التي في البيت، ثم أخذ يبكي بكاءً شديداً ويضمني إلى صدره ويقول: سوف أتخلص من كل شيء يغضب الله. ولما حان وقت الصلاة، أخذت والدي وذهبنا إلى المسد، وصار يسمع خطب الشيخ، والحمد لله تخلص من الربا ومن الخمور، وأصبح بيتنا – ولله الحمد – مملوءَاً بالطاعات .. ". (العائدون إلى الله الشيخ / محمد عبد العزيز المسند – جـ 3) بالعمل والكسب توبة شاب غافل س. ع.، شاب أردني، قدم إلى هذه البلاد بحثاً عن عمل، فوجد عملاً، ولكنه وجد شيئاً آخر لم يخطر له على بال، لقد وجد الهداية، وجد حلاوة الإيمان، يروى القصة فيقول: "أنا شاب أردني، قدمت إلى السعودية (تبوك) بحثاً عن عمل، ولم أكن آنذاك مسلماً حقيقياً، وإنما كنت مسلماً بالوراثة كحال كثير من المسلمين في هذا الزمن العصيب.

في البداية عملت في أحد المطاعم، ثم طلب مني صاحب المطعم أن أعمل في محلٍ آخر له لبيع أشرطة الفيديو، وما أدراك ما أشرطة الفيديو، وما فيها من الخلاعة والمجون، - أو في أكثرها على الأقل _. عملت في هذا المحل – وهو من أشهر محلات الفيديو بتبوك – خمس سنوات تقريباً، وفي السنة الرابعة، وفي إحدى الليالي، دخل علي شاب مشرق الوجه، بهي الطلعة، تبدو عليه علامات الصلاح والالتزام. "عجباً .. ماذا يريد هذا الشاب" قلتها في نفسي.

مد هذا الشاب يده، وصافحني بحرارة، وقد علت محياه ابتسامة رائعة، تأسر القلب، وتزيل الوحشة، وتحطم الحواجز النفسية التي كثيراً ما تقف حائلاً، تمنع وصول الخير إلى من هم في أمس الحاجة إليه، ثم نصحني نصيحة موجزة، وحذرني من عاقبة مثل هذا العمل، وما يترتب عليه من إفساد للمجتمع، ونشر للرذيلة بين أفراده، وأن الله سيحاسبني على ذلك يوم القيامة، وبعد أن فرغ من حديثه، أهدى إلي شريطاً للشيخ تميم العدناني عن "كرامات المجاهدين". كنت أسكن بمفردي، وأعاني من وحدة قاتلة، وقد مللت سماع الأغاني ومشاهدة الأفلام، فدفعني الفضول لاستماع ذلك الشريط الذي يتحدث عن كرامات المجاهدين. وما إن فرغت من سماعه حتى انتابني شعور بالخوف والندم، واكتشفت حقيقة حالي وغفلتي عن الله، وتقصيري تجاه خالقي سبحانه فانخرطت في البكاء.

بكيت بكاء مراً كما يبكي الطفل الصغير من شدة الندم، لقد تحدث الشيخ – وهو ممن نذروا أنفسهم للجهاد في سبيل الله – تحدث عن كرامات المجاهدين وبطولاتهم، أولئك الذين يقفون على قمم الجبال وهم يرفعون راية لا إله إلا الله، وقد باعوا أنفسهم لله، وحملوا أرواحهم على أكفهم ليقدموها رخيصة في سبيل الله، فعقدت مقارنة بينهم وبين من ينشر الرذيلة والفساد، ويعيش كما تعيش البهائم لا هم له إلا إشباع شهواته البهيمية، والأدهى من ذلك أنني لم أركع لله ركعة واحدة منذ اثني عشر عاماً مضت من عمري الحافل بالضياع والمجون. لقد ولدت تلك الليلة من جديد، وأصبحت مخلوقاً آخر لا صلة له بالمخلوق السابق، وأول شيء فكرت فيه: التخلص من العمل في ذلك المحل، والبحث عن عمل شريف يرضي الله – عز وجل -.

ولكن، أأنجو بنفسي، وأودع الناس في غيهم وضلالهم؟ فرأيت أن أعمل في محل الفيديو سنة أخرى، ولكنها ليست كالسنوات السابقة، لقد كنت في تلك السنة أنصح كل من يرتاد المحل بخطورة هذه الأفلام وأبين لهم حكم الله فيها، راجياً أن يغفر الله لي ما سلف وأن يقبل توبتي. ولم تمض أيام حتى جاء شهر رمضان وما أدراك ما شهر رمضان، شهر الرحمة والغفران، هذا الشهر الذي لم أشعر بحلاوته وروحانيته إلا في هذه السنة التي منَّ الله علي فيها بالهداية، فقد أقبلت على تلاوة القرآن، وسماع الأشرطة النافعة من خطب ودروس ومحاضرات، وأذكر أنني استمعت إلى شريطين لم أتأثر بشيء من الأشرطة مثلما تأثرت بهما وهما: "هادم اللذات" و "وصف الجنة والنار" للمورعي.

أما العمل، فقد كان بجوار محل الفيديو الذي كنت أعمل فيه تسجيلات لبيع الأشرطة الإسلامية، وكانت أمنيتي أن أعمل فيها، وبعد أن مضت السنة الخامسة، تركت محل الفيديو فاراً من غضب الله ولعنته، ومكثت مدة شهرين بلا عمل إلى أن حقق الله أمنيتي، ويسر لي العمل في تلك التسجيلات الإسلامية، وشتان بين العملين. أما صاحب المحل فقد قمنا بنصحه وتذكيره بالله، ونحمد الله أنه استجاب، وترك المحل لوجه الله تعالى. وأذكر أنني في مرحلة الانتقال من عقر الفساد إلى عقر الإيمان رأيت رؤيا عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مما زاد في إيماني بالله في تلك الفترة، كما رأيت رؤيا أخرى، رأيت فيها الشيخ عبد الله عزام – رحمه الله – الذي تأثرت لمقتله كثيراً وبكيت لذلك، كما رأيت رؤيا لبعض المشايخ، وكلها زادت في إيماني وتثبيتي على الحق "من يرد الله به خيراً يشرح صدره للإسلام ".

وفي الختام، أسأل الله أن يثبتني على دينه، كما أسأله أن يجعل ما قلته عبرة لكل غافل، فالسعيد من اعتبر بغيره. (العائدون إلى الله الشيخ / محمد عبد العزيز المسند – جـ 3). الكَسْبُ الحَلالْ: إن رجالاً يتخوضون فى مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة (خ عن خولة الأنصارية) (رواه البخارى عن خولة الأنصارية) وعنه r أنه قال والعَمَلْ وَالكَسْب: اأحمل هذا الحديث "إن من الذنوب ذنوباً لا تكفرها الصلاة ولا الصيام ولا الحج ولا العمرة تكفرها الهموم فِي طلب المعيشة .. !! (رواه ابن عساكر وأبو نعيم فِي الحلية ـ الكنز/16600). " إِنَّ فِي الجَنَة دَرَجَة لا يَنَالهَا إلا أَربَاب الهمومِ فِي طَلَبِ المَعِيشَة " 00!! (أَخْرَجَهُ أَبُو مَنْصُورٍ الدَّيْلَمِيُّ عن أبي هريرة (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) وَهْوَ مَوْجُودٌ بِالكَنْزِ تحْتَ رَقمْ: الكَنْز: 16639) الكَسْبُ الحَلالْ:

** التعفف عن المكاسب المشبوهة: قال الله تعالى: (وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم) (النور: 15) وقال تعالى: (إن ربك لبالمرصاد) (الفجر: 14). وعن النعمان بن بشير رضى الله عنهما قال: سمعت رسول الله r يقول: "إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما مشتبهات لايعلمهن كثير من الناس، فمن أتقى الشبهات، استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع فى الشبهات، وقع فى الحرام، كالراعى يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله: ألا وهى القلب" متفق عليه. وروياه من طرق بألفاظ متقاربة (البخارى: 52، مسلم: 1599). وعن أنس رضى الله عنه أن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجد تمرة فى الطريق، فقال: "لولا أنى أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها". متفق عليه (البخارى: 2055، مسلم: 1071).

وعن النواس بن سمعان رضى الله عنه عن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "البر حسن الخلق والإثم ما حاك فى نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس" (رواه مسلم: 2553). "حاك" فى نفسك، أى تردد فيها. وعن وابصة بن معبد رضى الله عنه قال: أتيت رسول الله r فقال: "جئت تسأل عن البر؟ " قلت: نعم، فقال: "استفت قلبك"، البر: ما اكمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك فى النفس وتردد فى الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك" حديث حسن. رواه أحمد، والدارمى فى "مسنديهما". (حسنه الألبانى: 948) وفى الحديث.

وعن أبى سروعة ـ بكسر السين المهملة وفتحها ـ عقبة بن الحارث رضى الله عنه، أنه تزوج ابنة لأبى إهاب بن عزيز، فأتته امرأة فقالت: إنى قد أرضعت عقبة والتى قد تزوج بها، فقال لها عقبة: ما أعلم أنك أرضعتنى ولا أخبرتنى، فركب إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة، فسأله، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "كيف وقد قيل؟ " ففارقها عقبة ونكحت زوجاً غيره (رواه البخارى: 2640). اتقاء الشائعة بالكرامة ومن وضع نفسه. وعن الحسن بن على رضى الله عنهما، قال: حفظت من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" رواه الترمذى وقال: حديث حسن صحيح (صحيح الألبانى: 2074). معناه: اترك ماتشك فيه، وخذ ما لاتشك فيه.

وعن عائشة رضى الله عنها، قالت: كان لابى بكر الصديق، رضى الله عنه غلام يخرج له الخراج وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوماً بشئ، فأكل منه أبو بكر، فقال له الغلام: تدرى ما هذا؟ فقال أبو بكر: وماهو؟ قال: كنت تكهنت لإنسان فى الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أنى خدعته، فلقينى، فأعطانى بذلك هذا الذى أكلت منه، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شئ فى بطنه. (رواه البخارى: 3842). "الخراج": شئ يجعله السيد على عبده يؤديه إليه كل يوم، والباقى يكون للعبد عفاف الكسب. عن نافع أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلاف، وفرض لابنه ثلاثة ألاف وخمسمائة، فقيل له: هو من المهاجرين فلم نقصته؟ فقال: إنما هاجر به أبوه يقول: ليس هو كمن هاجر بنفسه (رواه البخارى: 3912) بالعدل.

وعن عطية بن عروة السعدى الصحابى رضى الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لايبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذراً مما به بأس". رواه الترمذى وقال: حديث حسن (سننه الترمذى: 2451). لا تخلطن الهزل بالجد فتكن كصاحب الجوهر الوَاسْطَة وَالرَّشَاوَى: وعنها أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالواْ مَنْ يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: من يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فكلمة أسامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتشفع في حد من حدود الله تعالى؟ ثم قام فاختطب ثم قال: (إنما أهلك من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحدّ، وايم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها " 00!!

(أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم / 3475 ـــ فَتح 0 وَمُسْلِمٌ تحْتَ رَقم / 1688 ــ عَبْدُ البَاقِي) الكَسْبُ الحَلالْ: وَعن النبي صلي الله عليه وسلم قال "لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن وأكل أثمانهن حرام، وفيهن أنزل الله عز وجل علي (ومن الناس من يشتر لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) وهكذا رواه الترمذي وابن جرير. بِالعَمَلِ وَالكَسْبْ: قال الله تعالى: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فِي الأرض وابتغوا من فضل الله) (الجمعة: 10) وعن أبي عبدالله الزبير بن العوام رضى الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لأن يأخذ أحدكم أحبله ثم يأتي الجبل، فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها، فيكف الله بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه" رواه البخارى

وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره، خير له من أن يسأل أحداً" فيعطيه أو يمنعه" متفق عليه وعنه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "كان داود عليه السلام لا يأكل إلا من عمل يده" رواه البخارى وعنه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "كان زكريا عليه السلام نجاراً" رواه مسلم وعن المقدام بن معد يكرب رضى الله عنه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده" رواه البخارى البحْثُ عَن عَمَل: حتي ركبت الموتا*في سبيل الحياة ومن ضاق ذرعه * ركب المعجزات وَإِنْ لم تكن إلا الأسنة مركبا فما حيلة المضطرّ إلا ركوبها (*) (وألهتني القروصُ عنِ القرِيضِ) (*) وهكذا: نظرت إلى أموالى * فيئست من آمالي

******* فالمال من العلم * كالماء من الزرع ولكني وجدت أنه يصعب عليّ الجمع بين التاليف والكتابة كما ذكرت 00 وكنت كُلَّمَا غطّيت رأسي بدت قدمايا ولم أزل على تلك الحال حتي صرت في منعطف الطر يق لا أدري هل أعود وآوثرالسلامة ــــ والسلامة إحدى الغنيمتين ــــ وأكتفي بفوت ما قد فات، أم أغامر بحياتى القصيرة في دوّامة أخرى00ءءء؟ كنت إذا ما رأيت أبنائي يجهشون في البكاء وهم ينظرون إلي التفاح في أيدي أبناء الجيران والثياب الجدد عليهم قلت لنفسي: أرى تفّاح هذا العيد جمرا ولو قطفوه من جنّات عدن والمرء يحتال إن عزّت مطالبه ور بما نفعت أربابها الحيل والحاجة دائما تفتق الحيلة 00 وَمَا نَيل المَطَامح بالتَّمني ولكن تؤخذ الدّنيا غلابا خاطر بنفسك كى تصيب غنيمة (*) إنّ القعود مع النساء معرّة (*) (فَعَلَيْكَ أَنْ تسْعَى وَلَيْسَ عَلَيْكَ إِدْرَاكُ النَّجَاحْ) (*) فإنما رجل الدّنيا وواحدها

من لا يعوّل في الدنيا على أحد فما للمرء خير في الحياة (*) إذا ما عدّ ضمن المهملات فخرجت علي وجهي أهيم في الارض وأضرب في مناكبها بحثا عن أيّة عمل أتكسّب منه أيّا كان أستعين به على سدّ رمقي وديوني "لحدّ امّا ضاقت الدّنيا في وشّي واتأكدت انّ الإنسانيّة دي عملة بطلت مابقتشي تمشي في الزّمان ده؛ فخرجت علي وجهي أهيم في الارض وأضرب في مناكبها بحثا عن أيّة عمل أتكسّب منه أيّا كان أستعين به علىسدّ فَالإنْسَانيّةُ عُملةٌ انْقَرَضَتْ في الزّمان

الكبر والغرور

الكِبْرُ وَالغُرُور زَرَعْتُ لَكُمْ زَرْعَاً فَأَخْرَجَ شَطْأَهُ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمُ دَقَائِقَ شَطْرَهُ وانظروا إلى ثمره إذا أثمر ينعه ... ؛ فكل الصيد في جوف الفرا، وعند جهينة الخبر اليقين 00 أغني الصباح عن المصباح ياولدي ** ياسرالحمداني بسم الله الرحمن الرحيم حسبكم عن الكبر يا أحبتي الكرام: إنه الذي اخرج إبليس من الجنة؛ فعندما دعي إلى السّجود لآدم أبى وأخذته العزة بالأثم 00! وأطلعكم على صورة للكبر في أسطورة بالشعر عن الطاووس الذي أوتي تاج الحسن ولكنه يا خسارة؛ الحلو مابيكملش: فمفيش حلاَوة من غير نار، ولاَ ورد من غير شوك؛ فإنه ردئ الصوت 00 ومن المعروف عن الطاووس العجب والخيلاَء ـ ويبدو انهما كانتا صفتي إبليس في الجنّة قبل طرده منها؛ ولذا لقبوه بطاووس الملاَئكة، فاستمعوا معي لأمير الشعراء وهو يحكي ويقول؛ لأولي الاَلباب والعقول:

سَمِعْتُ بِأَنَّ طَاوُوسَاً * أَتَى يَوْمَاً سُلَيْمَانَا يَرَى مِنْ كِبْرِهِ النَّاسَا * لَهُ يَا صَاحِ عُبْدَانَا فَقَالَ لَدَيّ مَسْأَلَةٌ * أَظُنُّ أَوَانَهَا آنَا وَهَا قَدْ جِئْتُ أَعْرِضُهَا * لأَعْرِفَ رَأْيَ مَوْلاَنَا أَلَمْ أُصْبِحْ بِبَابِكُمُ * لجَمْعِ الطَّيْر سلطانَا فَكَيْفَ يكُونُ حُسْنِ الصَّوْ * تِ حَظِّي مِنهُ حِرْمَانَا فَمَا تَيَّمْتُ أَفْئِدَةً * وَلاَ أَسْكَرْتُ آذَانَا وَأُبْصِرُ أَحْقَرَ الطَّيْرِ * يُغَنيِّ الصَّوْتَ أَلحَانَا فَقَالَ لَه سُلَيْمَانُ * لَقَدْ كَانَ الَّذِي كَانَا وَقَدْ صَيَّرْتَ يَا مَغْرُو * رُ نُعْمَى اللهِ كُفْرَانَا فَلَوْ أَصْبَحْتَ ذَا صَوْتٍ * لَمَا كَلَّمْتَ إِنْسَانَا (1) بني آدم ما هذا * الكبر الذي آراه فهل منكم ابن له * ومنكم من تبناه ألم تروا أنّ الواحد منكم: "حتة بئة تسهّره * حتة شئة تزوّره * حتّة زئه تكعبره"

وخلق الإنسان ضعيفا , فليت شعري: مَتى يعلم المتكبر أنه كواقف فوق جبل: يرى الناس صغارا، ويرونه صغيرا 00!!! ولذلك يظل: مهما كان جليلاَ * عند الناس وضيعا ويظل المتواضع: مهما كان ضئيلاَ * عند الناس رفيعا لتعلموا أنّ من تواضع لله رفعه، فإن كنت غنيّا قلت لك دعك من هذه الأبّهة حَتى لاَينشد الناس على قبرك بعد موتك هذين البيتين: إِذَا مَا مَاتَ أَصْحَابُ القُصُورِ بَنَواْ فَوْقَ المَقَابِرِ بِالصُّخُورِ أَبَواْ إِلاَّ مُبَاهَاةً وَفَخْرَاً عَلَى الفُقَرَاءِ حَتىَّ في القُبُورِ وإن كنت فقيرا قلت لك دعه؛ 00 "حَتى عشان ما يقولوش عليك بكرة وبعده اقرع ونزهي" فثلاَثة لاَ يكلمهم الله ولاَينظر إليهم يوم القيامة ولاَ يزكيهم ولهم عذاب أليم: " شيخ زانٍ، وملك كذّاب، وعائل مستكبر " 00 والعائل الفقير، ومنه قوله تعالى "ووجدك عائلاَ فأغني " 0 ... ... ... (2)

وذلك لأنّ الله تعالى يبغض ثلاَثة، وبغضه لثلاَثة أشدّ: يبغض الفقير غير العفيف، وبغضه للغني غير العفيف أشدّ، ويبغض الفقير البخيل، وبغضه للغنيّ البخيل أشدّ، ويبغص الغنيّ المتكبر، وبغضه للفقير المتكبر أشدّ 00!! فما أقبح الكبر بكم على كل حال00 فحَتى مَتى الكبر يا متكبرونا 00!؟ ألم تظنوا يَومَاً أنكم مبعُوثونا 00!؟ خصلة ذميمة 00 فدعوها، دعوها إنها منتنة، جيفة وطلاَبها كلاَب، الناس لآدم وآدم من تراب، منه خلقناكم وفيه نعيدكم ومنه نخرجكم تارة أخرى؛ فعلاَم الكبر ولقد خلقنا الإنسان من صلصال، من حمأ مسنون: أي من طين لاَزب ـ وهو الطّين اللزج المنتن، وهذا بالضبط هو ما نعنيه بسبابنا "يا وحل البرك" وهو ـ لو علمنا ـ أصل لكل بني الإنسان 00! نسى الطين نفسه * فاستبدّ وعر بدا وحوى المال كيسه * فاختال وتمرّدا يا أخي لست فحمة * ولست أنت فرقدا

والطّين ليس يبالي * لك أم لي غرّدا لاَ يكن قلبك غارا * فقلبي صار معبدا علاَم هذا التكبّر يا أحبتنا أَبُوكُمُ آدَمٌ وَالأُمُّ حَوَّاءُ وإن يكن لكم أصل يشرّفكم ... ... ... وتفخرون به فالطين والماء فعلى أيّ شئ الكبر يا أخي ألم تنظر للنبات *وتتبادل الغازات * في النور والظلمات أنفاس خير الملاَح * تكون عند الصّباح كريهة منفّرة وأنفاس أدنى النبت * تكون في هذا الوقت طيبة مطهّرة وهذا هو ما يحدث تماما في عملية البناء الضوئي، فإن لقيت متكبرا "بيرسم نفسه عليك" قل له: بأكثر من حثو التراب عليكا علاَم أيها البول * تتكبر عليا فتارةً خرجت منه * فرج أبيك منيا وفرج أمك أخرى * خرجت منه صبيا ********* فلتنظر مما خلقت * خلقت من ماء البول

فبدايتك قبل مولدك نطفة قذرة، ونهايتك بعد موتك جيفة مذرة، وطيلة حياتك بينهما كنت تحمل العذر‍‍ة 00! وحسبك يا ابن آدم أنك تأكل أهنأ وأمرأ مما تأكل البهائم، ومع ذلك فالذي تخرجه البهائم أفضل مما تخرج ‍‍ 00! هذا هو أصلنا 00 (4) لو علمناه لم يفخر * سيد على عبده وبعد فإن سأل سائل بلسان المتعجب كيف يكون الكبر بعد كل هذا من صفات الله (عز وجل) وهو كما نعلم العزيز الجبار المتكبر قلت له: الكبر هنا بمعني العزّة والعظمة؛ إذ كيف يكون كتكبّرنا وهو الربّ الودود الحليم، الرّءوف الغفور الرّحيم، الذي يقبل التوب عن عباده ممّن لم يركع له ركعة في حياته وكأن بين جبهته وبين الأرض عدوان، ويبيت ليله جنباً من الزّنا أو سكران، ويجاهر بالفطر في رمضان 00!؟ فلاَ تمش في الأرض فرحا فإنك لن تخحرق الأرض ولن تبلغ الجبال في طولها.

فَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا ظَالِمَاً مُتَمَرِّدَاً يَرَى النَّجْمَ تِيهَاً تحْتَ ظِلِّ رِكَابِهِ وَعَمَّا قَلِيلٍ وَهْوَ في غَفَلاَتِهِ وَإِذْ بِالْقَوَاصِمِ قَدْ أَنَاخَتْ بِبَابِهِ {الإِمَامُ الشَّافِعِيّ} فلاَ تصعر خدك للناس ولاَ تمش في الأرض مرحا فالله لاَ يحب كل مختال فخور. وإقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير، ولاَ يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولاَ نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن، ولاَ تلمزوا أنفسكم ولاَ تنابزوا بلألقاب بئس الأسم الفسوق بعد الإيمان، ومن لم يتب فأولاَئك هم الظالمون. والآن وبعد الحديث عن الكبر آخذ في الحديث عن أخيه الملاَز م له والتوأم ألاَ وهو الغرور، وأستهله بغرور المرء مع نفسه، وأقول لصاحبه: ألم تستطع على فعل شيئ فدعه ولتجاوزه إلى ما أنت مستطعه لَوِ اتَّعَظْنَا بِالأَجَلْ لَتَابَ أَهْلُ الْغُرُورِ

وَكَانَ أَزْهَدَ رَجُلْ فِينَا حَفَّارُ الْقُبُورِ ورحم الله امرءَا عرف قدر نفسه ثانيا: الغرور مع الناس .. وأقول لصاحبه: من كان بيته من البلور فمن الحماقة أن يرمي الناس بالحجارة من علاَ رءوس الورى رأوا منه ما لاَ يرى فالناس من بغضها في غرور ترى محاسنه مساوئ، كما أن من حبهم ** على صعيد آخر ** للمتواضع يرون مساوئه محاسن " فخليك زي الفار اللي جالوا ألو تاخد حتة جبنه وتمشى على شنب الجط!؟ جال الجبنه طعمة لكن الطريج واعر!! ولاَ تكن كالثعلب الذي: رأى في يوم محتالاَ ينادي بيا ثعلب فقال اليوم أصبحت بمكان لاَ يطلب من في الناس مثلي حتى بي المثل يضرب ماضرَّ لو آريتهم مني فوق ما استغربوا لعلهم ينصبوا لي محفلاَ فيه أخطب فَيَجِيءُ في الحضور الديك أو الأرنب فألقي خطيبنا للكلب به يلعب فلاَ تغترن يوما قد ينخدع الثعلب

فَلاَ يَغُرَّكَ صَفْوٌ أَنْتَ شَارِبُهُ فَرُبَّمَا كَانَ بِالتَّكْدِيرِ مُمْتَزِجَا قَدِّرْ لرجلك قبل الخطو موضعها فمن علاَ في لقاء من غره زلجا وحسبك يابني أن الغرور ما امتطاه امرؤ إلاَ وقاده إلى الهزيمة " واللي كان من شوية معجب بيه أصبح شمتان فيه! " وألمس هذا في كل مجالاَت الحياة ** بدءَا من " مصارعة المحترفين " ** وحتى في " الدراسة والمذاكرة ". ثالثا: غرور المرء بعبادة ربه: إن الإنسان بطبعه إن ابتلاَه ربه فأكرمه ونعمه قال ربي أكرمن! .. وإن ابتلاَه فضيق عليه رزقه قال ربي أهانن! .. وكأن الحقير يقول بكل وقاحة لمولاَه إنك لم تعرف لي قدري! وهكذا الإنسان منذ أن كان .. فسبحان من قال في القرآن: " إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها فأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولاَ "

ألم تنظروا لما قاله الصديق أبو بكر في ذلك " لاَ آمن مكر الله ولو كانت احدى قدمي في الجنة والأخرى فوق العتب " .. أبو بكر الذي قال فيه (صلوات ربي وتسلماته عليه) لو وزن إيمان الأمة في كفة وإيمان أبي بكر في كفة لرجحت كفة أبو بكر .. أبو بكر الذي سأل أحد الملاَئكة ربه أن يمنحه مائة ألف جناح وقوة مائة ألف ملك حتى يطوف حول العرش إلى أن يبلغ سدرة المنتهى، فطاف وطاف وطاف حتى تعب من الطواف فظل يبكي فسمعته إحدى الحور العين فخرجت له وسألته ما يبكيك أيها الملك الكريم فحكى لها القصة ثم سألها كم تبقى من الطريق؟ فقالت بل قل كم قطعت منه؟ إنك لم تقطع في هذا الزمان جزءَا من مائة ألف جزء من نصيب أبي بكر في الجنة!!

ولاَ عمر الذي كان يقول رغم اجتهاده وأبي بكر في عبادة ربهما: لو كتب الله أن كل من عليها سيدخلون الجنة إلاَ واحد لظننت أنه أنا .. عمر الذي قال فيه ايضا (صلوات ربي وتسلماته عليه): لو كان نبي من بعدي لكان عمر! وكليم الله موسى الذي اعتكف ملاَوة انقطع فيها لعبادة ربه فلما ظن أنه قد عبد الله حق عبادته قال له ربه وعزتي وجلاَلي ما وفيتني شكر أدنى نعمة من نعمي عليك!! فاستاء لذلك موسى ثم ولى إلى الظل كالذى يتخبطه الشيطان من لمس وقال إني ثقيم فلن أكلم اليوم إنسان ثم دعا ربه وقال فدلني كيف أشكرك يا صاحب السر فلو إنقطعت لعبادتك طيلة العمر لما وفيتك حقك علي من الشكر والعرفان بالجميل وهنا قال له ربه: بخ .. بخ الآن شكرتني يا موسى.

سبحانك ربي سبحانك سبحانك ما أعظم شأنك حتى الملاَئكة بعد عبادة إستمرت خمسين ألف سنة ما بين ركع وسجود ترفع رءوسها قائلة ** أول ما تقول: سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك! فمهما الطاعات جلت فقد لاَ تقبل منكا ومهما المعاصي قلتت فستدون عنكا هذا .. ورب طاعة أورثت صاحبها عجابا واغترارا فأدخلته النار، ورب معصية أورثت صاحبها ذلاَ واكسارا فأدخلته الجنة. أما رابعا وأخيرا الغرور بالعلم: واعلم أن الجاهل المتواضع أقرب إلي قلوب الناس من العالم المتكبر وحسبك أنه ما ازداد امرء علما إلاَ ازداد به جهلاَ وذلك لكثرة علاَمات الإستفهام. فرأى شيئا واحدا وغابت عنه أشياء فَمَا أُوتِيتُمُ إِلاَّ قَلِيلاً عَلاَمَا بَعْدَ ذَلِكَ الاَغْتِرَارُ وَسِرُّ حَيَاتِكُمْ مَا زَالَ لُغْزَاً عَوِيصَاً لَمْ يُزَحْ عَنهُ السِّتَارُ

فَمَا تِلْك الحَيَاةُ وَكَيْفَ جِئْنَا خِيَارٌ ذَا المجِيءُ أَمِ اضْطِرَارُ أُمُورٌ قَبْلَنَا اختَلَفُواْ عَلَيْهَا وَطَالَ البَحثُ وَاتَّصَلَ الحِوَارُ سِوَى أَنيِّ أَرَى للكَوْنِ رَبَّاً لَهُ في الكَوْنِ أَسْرَارٌ كِبَارُ {محْمُود غُنَيْم؟} قودوا البخار وسوقوا الكهرباء فما زلتم باسرار هذا الكون جهالاَ لكم حياة وموت ظل سرهما من عهد فرعون مستورا ومازالاَ وأعلم أنك مهما بلغت من العبقرية العقلية فلست في غنى عن عقول الآخرين، ففوق كل ذي علم عليم وحسبك عن علماء الصحابة بما قاله الفاروق لسيد القراء "أبي بن كعب (رضي الله عنه) " عندما رآه يسير على رأس كوكبة من العلماء فعلاَه بالدرة وقال: إنها فتنة للمتبوع ومزلة للتابع وما كان يفتي الواحد منهم إلاَ ويقول في نهاية فتواه: هذا مبلغ علمي ** وبالله التوفيق، أو ذلك مبلغنا من العلم، وتبارك من أحاط بكل شيئ علما.

وأختم بهذا المقال الذي رددت به على سفيه تطاول علي وإتهمني بالغرور والعجب والخيلاَء فقلت له: الفرق بين الثقة بالنفس والغرور عندما انعمت فيهما نظري، وأعملت رويتي خصلتان: الأولى المصداقية والأخرى عدم التعالي والكبر .. أما عن المصداقية فلاَ بد أن يكون صادقا مع نفسه واقعيا مع الآخرين .. أما عن صدقه مع نفسه فلئلاَ يخدعنها .. وأما عن واقعيته مع الآخرين فلئلاَ يتبين كذبه يوما ما فيحقر نفسه في أعينهم .. " فمش هيلاَئي إللي يشتري منه سمك في ميه " .. ، وخاصة أن الناس لن تجامله كما جامل نفسه؛ فمن إدعى بين المصرين أي إدعاء ** ما دام حسنا ** يتهمونه رأسا بالكبر والغرور حتى ولو كان صادقا .. ؛ لأن المتواضع في عرفهم من يحقر من نفسه .. !!!

أما عن عدم التعالي والكبر: فإعلم بادئا ذا بدء أن الكبرياء **بمعنى عزة النفس ** والإباء لاَ شيئ فيه .. ، إنما العيب كل العيب في الكبر .. " أما إذا أولتلي يا عم البرياء لله .. ": قلت صفة نسبية، يشترك فيها العبد والمعبود .. كقولنا فلاَن ودود .. وهو من أسماء الله الحسنى وصفاته، فشتان بين ود وود، وكذا غني، حكيم، حليم، إلخ .. تماما مثله ذو كبرياء .. فشتان بين كبرياء وكبرياء، أما إني ذكرت لك هذا لتعلم أن الكبرياء لاَ شيئ فيه، إنما المذموم الكبر لاَ الكبرياء، ولكن أكثر الناس لاَ يعلمون.

أما عن كونه معجبا بنفسه فأقول لكل واحد منكم أما يعجبك مني ما أقول؟ فسيرد لو أنصفني بلاَ شك .. ، وحينئذ سأقول له بأنك لست أحق بالاَعجاب بشيئ من صاحبه، ومرة أخرى هنا أيضا أقول إن الاَعجاب بالنفس لاَ بأس فيه، إنما البأس كل البأس فالعجب بها ثم انك لو اتهمت كل من قال أني وأني بالكبر والغرور لرميت نبي الله يوسف (عليه السلاَم بهما)؛ عندما قال: " إني حفيظ عليم "، وشرع من قبلنا شرع لنا، ما لم يأته نهي من شرعنا فعندما قالها (عليه السلاَم) لم يك متكبرا ولاَ مغروا فليس كل من قال أني وأني يتهم باكبر والغرور مادام صادقا " وهو الواحد عشان يبقى متواضع عندكم لاَزم تلغوا شخصيه خالص " وأما عن تواضعي وعدم التعالي والكبر فإن الكبر لاَ يظهر إلاَ على الكبرياء، ولاَ التعالي إلاَ على علية القوم " ومش أنا إللي إذا أعليت تعاليت، وارجع تاني أقولك الفرق بين الثقة بالنفس والغرور

زي ما شفتم شعرة، وإللي يمشي على الحبل ممكن يقع فاعذروني إذا وقعت من على الشعرة، وبعدين تعالوا بينا على جنب كده هسأل سؤال وتردوا عليه، وتردوا عليه "، ثم إني لاَ أقول لكم عندي خزائن الله ولاَ أعلم الغيب ولاَ أقول لكم إني ملك، وإنما أنا بشر مثلكم آكل مما تأكلو ن منه وأشرب مما تشربون منه إلاَ أن الله فضلني على كثير ممن خلق تفضيلاَ، وجعل لي لسان صدق عليا، وأخيرا فعلى الله قصد السبيل، ولله الأمر من قبل ومن بعد. ربنا لاَ تؤاخنا إن نسينا أو أخطأنا فحسبي وإن أسأت حرصي على أن أحسنا وبعد فما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه، إن أريد إلاَ الإصلاَح ما استطعت وما توفيقي إلاَ بالله عليه توكلت وإليه أنيب، وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد.

هذا وسبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلاَم على المرسلين، والحمد لله رب العالمين له الحمد في الأولى والأخرة، وله الحكم وهو أحكم الحاكمين، وإلى اللقاء في عدد آخر إن شاء الله. أبو الطيب المصري (ياسر أحمد)

وروى أن رجلاَ قال يا رسول الله ذهب مالى وسقم جسمى فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لاَ خير فِي عبد لاَ يذهب ماله ولاَ يسقم جسمه، إن الله إذا أحب عبدا ابتلاَه، وإذا ابتلاَه صبره " 00!! (أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي الدُّنيَا 0 الإِحْيَاء طَبْعَة دَارِ الوَثَائِقْ ــ الأُولَى ــ صـ: 1478) وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن الرجل لتكون له الدرجة عند الله تعالى لاَ يبلغها بعمل حَتي يبتلى ببلاَء فِي جسمه فِيبلغها بذلك " 00!! (أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلى وَأَبُو دَاوُودَ وَالطَّبَرَانَيُّ 0 الإِحْيَاء طَبْعَة دَارِ الوَثَائِقْ ــ الأُولَى ــ صـ: 1479) وقال أَحَدُ الصَّالحِينَ: من إجلاَل الله ومعرفة حقه أن لاَ تشكو وجعك ولاَ تذكر مصيبتك " 00!! المَرَضْ: وعن عطاء بن رَبَاحٍ قالْ: قال لي ابن عباس رضي الله ألاَ أريك امرأة من أهل الجنة 00؟

فَقلتُ: بلى، قالَ هذه المرأة السوداء؛ أتت النبيَّ صلى الله فقالتْ إِني أصرع وإني أتكشَّفْ، فادعُ الله تعالى لي، فَقَالَ صلي إِنْ شئت صبرتِ ولك الجنةُ وإن شئت دعوتُ الله تعالى أن يعافيك، قالتْ أَصْبر، فقالتْ إني أتكشفْ، فادع الله أن لاَ أتكشَّفْ، فدعا لها " 00!! (أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم: 5652 ــ فَتح 0 وَمُسْلِمٌ تحْتَ رَقم: 2576 ــ عَبْدُ البَاقِي) وعنه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أنه قال "إذا رأيتم العبد ألم الله به الفقر والمرض فإن الله يريد أن يصافيه " 00!! (رواه الديلميّ ــ وَهْوَ مَوْجُودٌ بِالكَنْزِ تحْتَ رَقمْ: 16602) بِالمَرَضْ: وَعَن يحيي بن عبد الحميد الحمامي عَنْ جريرٍ عن أبي البلاَدِ قالْ: قلت للعلاَء بن بدرٍ (*) (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) (*) وقد ذهب بصري وأنا غلاَم 00!؟

قالَ فبذنوب والديك: أَيْ عَاقَبَهُمَا اللهُ فِيك، فَكَانَ مَا أَصَابَكَ لَهُمَا عِقَابَاً، وَلَكَ ثَوَابَاً 00!! وَلِذَا قَالَ وكيعٌ ــ أُسْتَاذُ الشَّافِعِيِّ ــ عند عبد العزيز بن أبي داوود عن الضحاك قال ما نعلم أحداً حفظ القرآن ثم نسيه إلاَ بذنبٍ ثم قرأ الضحاك (*) (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) (*) 00!! بِالمَرَضْ: ومن يخدمه بالإحسان إليه واحتماله والصبر على ما يشق من أمره وكذا بالوصية بمن قرب سبب موته بحد أو قصاص ونحوهما.

918** عن عمران بن الحصين رضي الله عنهما أن امرأة من جهينة أتت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي حبلى من الزنا، فقالت: يا رسول الله، أصبت حدا فأقمه على، فدعا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وليها، فقال: (أحسن إليها، فإذا وضعت فأتني بها) ففعل فأمر بها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فشدت عليها ثيابها، ثم أمر بها فرجمت، ثم صلى عليها. (رواهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ تحْتَ رَقم / 1696 ــ عَبْدُ البَاقِي) بِالمَرَضْ: وَعَنِ القَاسِمِ بْنِ محَمَّدٍ قَالْ: قَالَتْ أُمُّ المُؤمِنِينَ عَائِشَةَ رَضي وَارَأسَاه؛ فَقَالَ النَّبيُّ صلي بَلْ أَنَا وَارَأسَاه " 00 كَأَنَّهُ صلي يَتَأَلَّمُ لأَلَمِهَا 00!! (أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم / 5666 ـــ فَتح)

919** عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يوعك، فمسسته، فقلت: إنك لتوعك وعكا شديدا، فقال: (أجل إني أوعك كما يوعحك رجلاَن منكم) (أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم / 5667 ـــ فَتح 0 وَمُسْلِمٌ تحْتَ رَقم / 2571 ــ عَبْدُ البَاقِي) وَالمرض: إنا وجدناه صابرا نعم الصبر إنه أواب ـــ مدْحٌ مِنَ الله لِـ ... ... 44ك ص وَالمرض: جاء فى بعض الأحاديث "إن المنافق إذا مرض وعوفى مثله فى ذلك كمثل البعير لاَ يدرى فيما عقلوه ولاَ فيما أرسلوه" وفى الأثر الإلهى "كم أعصيك ولاَ تعاقبني؟ قال الله تعالى ياعبدى كم أعاقبك وأنت لاَتدرى؟ وقوله تعالى (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا) أى اصبر على أذاهم ولاَ تبالهم فإنك بمرأى منا وتحت كلاَءتنا والله يعصمك من الناس

المَرَضْ: وعن أنس رضي الله عنه قالْ: سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولْ: "إن الله عز وجل قالْ: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فَصَبَرَ عَوَّضته منهمَا الجَنَّة " 00!! وَحَبِيبَتَاهُ أَيْ عَيْنَاه 0 (أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم: 5653 ــ فَتح) 39** وعن ابن مسعود رضي الله قالْ: دخلت على النبي صلى الله وهو يوعك فقلتُ: يا رسول الله إنك توعك وعكا شديدا قالَ أجل إني أوعك كما يوعك رجلاَن منكم، قلتُ: ذلك ان لك أجرين؟ قال: (أجل ذلك كذلك ما من مسلم يصيبه أذى، شوكة فما فوقها إلاَ كفر الله بها سيئاته، وحطت عنه ذنوبه كما تحط الشجرة ورقها " 00!! وَالوَعْكُ هُوَ التَّوَجُّعُ مِنَ الحُمَّى 0 (أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم: 5648 ــ فَتح 0 وَمُسْلِمٌ تحْتَ رَقم: 2571) والوعك: مغث الحمى, وقيل: الحمى.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسولَ الله صَلى الله عَلَيه وَسَلَّمَ قَالْ: " من يرد الله به خيرا يصب منه " 00!! (أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم / 5645 ـــ فَتح) المَرَضْ: 907** وعنها أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يعود بعض أهله يَمْسَحُ بيده اليمني ويقول: (اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لاَ شفاء إلاَ شفاؤك، شفاء لاَ يغادر سقما " 00!! (أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم / 5743 ـــ فَتح 0 وَمُسْلِمٌ تحْتَ رَقم / 2191) 908** وعن أنس رضي الله عنه أنه قال لثابت - رحمه الله: ألاَ ارقيك برقية رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: بلى. قال: اللهم رب الناس، مذهب البأس، اشف أنت الشافي، لاَ شافي إلاَ أنت، شفاء لاَ يغادر سقما " 00!! (أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم / 5742)

909 ــ وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قالْ: عادني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالَ " اللهم اشفِ سعداً، اللهم اشفِ سعداً، اللهم اشف سعداً " 00!! (أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم / 5659 ـــ فَتح 0 وَمُسْلِمٌ تحْتَ رَقم / 1628) 910 ــ وعن أبي عبد الله عثمان بن أبي العاص، رضي الله عنه انه شكا إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجعا يجده في جسده، فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ضع يدك على الذي تالم مِنهُ جسدك وقل: بسم الله ثالاَثا، وقل سبع مرات: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذرْ " 00!! (أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ تحْتَ رَقم / 2202)

وعن ابن عباس، رضي الله عنهما، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالْ: " من عاد مريضا لم يحضره أجله، فقال عنده سَبعَ مراتٍ أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك: إلاَ عافاه الله من ذلك المرضْ " 00!! (صَحَّحَهُ الأَلبَانِيُّ تحْتَ رَقم / 6388) وعن ابن عباسٍ أَيْضَاً أَنَّهُ صلي الله عليه وسلم دخل على أعرابي يعودهن وكان إذا دخل على مَنْ يعوده قالْ: " لاَ باس، طهورٌ إن شاء الله " 00 يَعْني صلي طَهُورٌ مِنْ ذُنُوبِكَ لأَنَّ المَرَضَ يَضَعُ الذُّنُوبَ عَنِ العَبْدِ كَمَا تَضَعُ الشَّجَرَةُ أَوْرَاقَهَ فِي فَصْلِ الخَرِيفْ كُمَا نَصَّتْ بِذَلِكَ أَحَادِيثُ أُخَرْ 00 (أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم / 5656)

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن جبريل أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا محمد اشتكيت؟ قال: (نعم) قال: بسم الله أرقيك، من كل شئ يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك) رواه مسلم.

وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة ري الله عنهما أنهما شهدا على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: من قال: (لاَ إله إلاَ الله وحده لاَ شريك له). صدقه ربه، فقالَ لاَ إله إلاَ أنا وأنا أكبرُ وإذا قالَ لاَ إله إلاَ الله وحده لاَ شريك لهُ قالَ يقولُ لاَ إله إلاَ أنا وحدي لاَ شريك لي، وإذا قالَ لاَ إله إلاَ الله له الملك وله الحمدُ قالَ لاَ إله إلاَ أنا ليَ الملك وليَ الحمدْ، وإذا قالَ لاَ إله إلاَ الله ولاَ حول ولاَ قوة إلاَ بالله قالَ لاَ إله إلاَ أنا ولاَ حول ولاَ قوة إلاَ بي، وكان يقولْ: من قالها في مرضه ثم ماتَ لم تطعمه النارْ " 00!! (أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ تحْتَ رَقم / 3430) البَترُ بِالمَرَضْ:

وهذه قصة فى منتهى الروعة تعلمنا الرضا والقضاء والقدر حلوه ومره، خيره وشره، تقول أن ملكاً من الملوك كان له وزير صالح لاَيصيبه شئ من قدو الله ـ خيراً كان أو شراً ـ إلاَ قال الحمد لله، فخرجا يوماً فى رحلة صيد مع حاشيته فعنت للملك عنه بعد طبيه فأخرج سهماً من جعبته ووضعها فى قوسه ليرميها فنشب السهم فى اصبعه وأحدث الجرح تسمماً فأمر الأطباء بقطعة وإلاَ انتقل التسمم والفساد إلى سائر اليد فقطع إصبع الملك، فقال الوزير الحمد لله، فاغتاظ الملك وظنها شماته من الوزير فأودعه السجن وتركه حيناً من الدهر فحمد الله، وكان يوم آخر انطلق فيه الملك فى رحلة صيد فأوغل فى الغيافى حتى يعد عن أنظار حاشيته والحرس، فأسلمته قدماه، إلى قبيلة مشركة بالله على بوابتها صنم وكان أفراد هذه القبيلة قد أصيبت بقحط مات فيه الكثير؛ فنذرت لهذا الصنم ـ إن أمطرهم بزعمهم ـ أن يذبحوا له أول إنسان يقدم عليهم من

جهة المشرق ـ ولاَية هذا الملك ـ فقدم عليهم الملك، حاول الفرار فلم يستطع، فأحاطوا به وهموا بذبحه، إلاَ أنها كانت المفاجأة عندما نظروا إلى اصبع ذلك الملك فوجدوها مقطوعة، ولقد كان القوم فى غاية الكرمِ مع هذا الصنمِ إذ لاَبد في تلك الذبيحة التي سيذبحونها أن تكون لاَشيةَ فيها، فخلوا سبيله00 فقال الحمد لله 00 قَدْ يُنعِمُ اللهُ بِالبَلوَى وَإِن عَظُمَتْ (*) وَيَبْتَلِي اللهُ بَعْضَ القَوْمِ بِالنِّعَمِ هنا تذكر الملكُ وزيره فأزمع على إخراجه من السجن والعفو عن وأن يقص عليه الحكاية التى حدثت معه، وبالفعل أخرجه وقال أما قطع اصبعى فما أخرجتك إلاَ بعد علمى أنه حقاً خير يستحق حمد الله، لكن دخولك السجن فعلى أى شئ حمدت الله فيه؟؟ فقال له ـ وكان رجلاً أريباً لبيباً ـ ألم تر أنى لو كنت معك يومئذ أيها الملك لأمروا بذبحى؟

فما تصيبك يا أخى من مصيبة فى دنياك إلاَ وينبغى عليك أن تحمد الله (أهـ) °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°ـــ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°ـــ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°ـــ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°ـــ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°ـــ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°ـــ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°ـــ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°ـــ هُهُمُومْ: الهُمُومُ وَالحُزن: كتاب الرحم والحزن للحافظ بن أبى الدنيا فِي الرُّكنِ اليماني بمَكتَبَةِ أَحْمَد بَدَوِي جَوَانِبُ مِنْ مُعَانَاتِهِ صلى فِي سَبِيلِ الدَّعْوَة:

أخرج الطبراني هَذَا الدُّعَاءَ عَن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قالْ: " فأتي ظل شجرة فصلي ركعتين ثم قال " اللهم اني اشكو إِلَيْكَ ضعف قوتي، وهواني عَلَى الناس، أرحم الراحمين، أنت أرحم الراحمين، إِلَى من تكلني؟ إِلَى عدو يتجهمني، أم إِلَى قريب ملكته أمري؟ ان لم تكن غضبان عَلَى فلاَا أبإِلَى، غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بوجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عَلَيْهِ أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي غضبك، أو يحل بن سخطك لك العتبي حتي ترضي ولاَ قوة الاَ بالله " قال الهيثمي (6/ 35) وفيه: ابن اسحاق وهو مدلس ثقة وبقية رجاله ثقات 0 انتهي وسيأتي الحديث من طريق الزهري وغيره مطولاَ في تحمل الشدائد والإِذَايا في الدعوة إِلَى الله (94/ 1 / حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ:)

(حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 94/ 1) 0 وأخرج ابن جرير الطبري عن ابن عباس قال: لما مر أبو طالب دخل عَلَيْهِ رهط من قريش فيهم أبو جهل فقالوا: ان ابن أخيك يشتم آلهتنا ويفعل، ويقول ويقول، فلو بعثت إِلَيْهِ فنهيته، فبعث إِلَيْهِ فجاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدهل البيت وبينهم وبين أبي طالب قدر مجلس رجل، فخشي أبو جهل – لعنه الله – ان جلس إِلَى جنب أبي طالب أن يكون أرق له عيه، فوثب فجلس في ذلك المجلس، ولم يجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مجلسا قرب عمه فجلس عنج الباب، فقال له أبو طالب: أي البن أخي، ما بال قومك يكونك ويزعمون أنك تشتم آلهتهم وتقول وتقول 00؟ قال: وأكثروا عَلَيْهِ من القول 0

وتكلم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " ياعم، اني أريدهم عَلَى كلمي واحدة يقولونها، تدين لهم بها العرب، وتؤدي إِلَى هم بها العجم الجزية " ففزعوا لكلمته ولقوله، فقال القوم: كلمَةٌ واحدة 00!؟ نعَمْ وأبيك عشراً، وما هيَ 00!؟ وقال أبو طالب: وأي كلمة هي يا بن أخي00!؟ قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لاَ اله إِلاَّ الله " فقاموا فزعين ينفُضُون ثبابهم وهم يقولون: (أَجعل الآلهة إلها واحدا ان هذا لشيء عجاب) (ص: 5) 00!! وَفِي هذا الموضع نزلَ قوله تعالى: مِن 5 / سورة: ص وَحَتي (بل لما يذوقوا عذاب) (ص: 8) – هكذا رواه الإِمَام أحمد والنسائي وابن أبي جريرٍ كلهم فِي تفاسيرهم 0 ورواه الترمذي والحاكم (2/ 432) بمعناه وقال: حديث صَحيح الاَسناد، وقال الذهبي حديث صحيح (أ 0 هـ)

(حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَى لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 47/ 1) وعند ابن اسحاق عن ابن عباس رضي الله عنه كما فِي البداية (3/ 123) – قال: لما مشوا إِلَى أبي طالب وكلموه، وهم أشراف قومه: عتبة وأبو جهل وأمية بن خلف، وأبو سُفيان بن حرب، وَرجال من أشرافهم فقالواْ يا أبا طالب، إِنك منا حيث قد علمت، وقد حضرك ما تري، وتخوفنا عَلَيْك، وقد علمت الذي بيننا وبَيْن ابن أخيك، فادعه فخذ لنا منه وخذ له منا ليكف عنه، وليدعنا وديننا ولندعه ودينه 0 فبعث إِلَيْهِ أبو طالب فجاءهُ فقالَ يا بن أخي: هؤلاَءِ أشراف قومك قد اجتمعُوا إِلَيْكَ ليعطوك وليأخذوا منك 0

قال: فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نهم، كلمة واحدة تعطونها تملكون بها العرب، وتدين لكم بها العجم " قال أبو جهل: نهم وأبيك، وعشر كلمات، قال: " تقولون: لاَ اله الاَ الله، وتخلعون ماتعبدون من دونه فصفقوا بأيديهم، ثم قالوا: يا محمد، أتريدُ أنْ تجعل الآلهة الها واحداً؟! ان أمرك لعجب!! قال: ثم قال بعضهم لبعض: انه – والله – ما هذا الرجل بمعطيكم شيئا مما تريدون، فانطلقوا وامضوا عَلَى دين آبائكم حتي يحكم الله بينكم وبينه، ثم تفرقوا فقال أبو طالب: والله يابن أخي، ما رأيتك سألتهم شططاً، فطمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه، فجعل يقول له: " أي عم، فأنت فقلها أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة " فلما رأي حرص رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: يا بن أخي، والله لولاَ مخافة السبة عَلَيْك وعَلَى بني أبيك من بعدي

، وأن تظن قريش أني إِنمَا قلتها جزعاً من الموت لَقُلتُهَا لاَ أقولها إِلاَّ لأسرك بها 00!! (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَى لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 48/ 1)

وعند البخاري عن ابن المسيب عن أبيه أن أبا طالب لما حَضَرته الوفَاة دخل عَلَيْهِ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعنده أبو جهل فقال: " أي عم، قل: لاَ اله الاَ الله، كلمة أحاج بها عند الله " فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: ياأبا طالب، أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلمْ يزالاَ بكلماته حتي قال آخر ما كلمهم به: عَلَى ملة عبد المطلب؛ فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لأَسْتَغفرن لك ما لم أنه عنكَ فنزلَ قَوْلُهُ تعالى: (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغْفِروا للمشركين ولو كانوا اولي قربي من بعد ماتَبَين لهم أنهم أصحاب الجحيم) (التوبة: 113) ونزلت (انك لاَ تهدي من أَحببت) 0 (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَى لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 49/ 1)

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: اجتمع قريش يوما فقالوا: انظروا أعلمكم بالسحر والكهانه والشعر فليأت هذا الرجل الذي فرق جماعتنا وشتت أمرنا وعاب ديننا، فليكلمه، ولينظر مإِذَا يرد عَلَيْهِ، فالوا: مانهلم احداً غير عتبة بن ربيعة؛ قالوا: ائته ياأبا الوليد، فأتاه عتبة فقال: يامحمد، أنت خير أم عبد الله؟ فسكت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أنت خير أم عبد المطلب؟ فسكت سول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فان كنت تزعم أن هؤلاَء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبت، وان كنت تزعم انك خير منهم تكلم حتي نسمع قولك!! انا – والله – مارأينا سخلة قط أشأم عَلَى قومه منك، فرقـ جماعتنا، وشتـ أمرنا، وعبـ ديننا، وحتنا ي العرب، حتي لقد طار فيهم أن ي قريش ساحرا وأن ي قريش كاهنا والله ماننتظر الاَ مثل صيحة الحبلي أن يقوم بهضنا إِلَى بع

بالسيوف حتي نتفاني!! أيها الرجل، ان كان إِنمَا بك الحاجة جمعنا لك حتي تكون أغني قريش رجلاَ، وان كان إِنمَا بك الباه، باختر أي نساء قريش شَيْءٍت فلنزوجك عشرا، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فرغت؟ " قال: نعم، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بسم الله الرحمن الرحيم: (حم * تنزيل من الرحمن الرحيم * كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون) إِلَى أن بلغ (فان أعرضوا فقل أنذتكم صاعقة** مثل صاعقة عاد وثمود) فقال عتبة: حسبك!! ماعندك غير هذا؟ قال: " لاَ " فرجع إِلَى قريش فقالوا: ماوراءك؟ قال: ماتركت شيئا أري أنكم تكلمونه الاَ كلمته، قالوا: فهل أجابك؟ فقال: نهم، ثم قال: لاَ والذي نصبها بنية مافهمت شيئا مما قال غير أنه انذركم صاعقة عاد وثمود!! قالوا: ويلك، يكلمك الرجل بالعربية لاَتدري ماقال

؟! قال: لاَ والله مافهمت شيئا مما قال غير ذكر الصاعقة 0 وفي رواية للبيهقي أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندما تلاَ قوله تَعَالَى: (فان أعروا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) أمسك عتبة عَلَى فيه وناشده الرحم أن يكف عنه ولم يخرج إِلَى أهله واحتبس عنهم، فقال أبو جهل: والله يا معشر قريش ما نري عتبة إِلاَّ صبأ إِلَى محمد وأعجبه طعامه، ومإِذَاك الاَ من حاجة أصابته، انطلقوا بنا إِلَيْهِ، فأتوه، فقال أبو جهل: والله ياعتبة ماجئنا الاَ أنك صبوت إِلَى محمد وأعجبك أمره، فان كان بك حاجة جمعنا لك من أموالنا مايغنيك عن طعام محمد، فغضب وأقسم بالله لاَيكلم محمداً أبداً، وقال: لقد علمتم أني من أكثر قريش مالاَ ولكني أتيته – وقص عَلَيْهِم القصة – فأجابني بشيء والله، ماهو بسحر ولاَ بشعر ولاَ كهانة، قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم (حم * تنزيل من الرحمن

الرحيم) حتي بلغ (فان أعروا فقل انذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) فأمسكت بفيه وناشدته الرحم أن يكف، وقد علمتم ان محمداً إِذَا قال شيئا لم يكذب!! فخفت أن ينزل عَلَيْكم العذاب 0 (كذا في البداية 3/ 62 ــــ حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَى لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 50/ 1) وأخرج أبو نعيم ي دلاَئل النبوة (س76) عن ابن عمر رضي الله عنه أن قريشاً اجتمعت لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورسول الله ** صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ **

جالس في المسجد، فقال عتبة بن ريعة لهم: دعوني حتي أقوم إِلَيْهِ أكلمه فاني عسي أن أكون أرفق به منكم، فقام عتبة حتي جلس إِلَيْهِ فقال: يابن أخي، أراك أوسطنا بيتا، وأفلنا مكاناً، وقد أدخلت عَلَى قومك مالم يدخل رجل عَلَى قومه مثله!! فان كنت تكلب بهذا الحديث مالاً فذلك لك عَلَى قومك أن يجمع لك حتي تكون أكثرنا مالاً، وان كنت تطلب شراً نحن نشرك حتي لاَيكون أحد من قومك أشر منك ولاَ نقطع أمراً دونك، وان كان هذا عن ملم يصيبك فلاَ تقدر عَلَى النزوع منه بذلنا لك خزائننا حتي نعذر في طلب الطب لذلك منك، والن كنت تيد ملكا ملكناك 0 فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أفرغتَ يا أبا الوليد؟ قال: نعم، قال: فقرأ عَلَيْهِ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حم السجدة، حتي مر بالسجدة، فسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعتبة ملق يده خل

ظهره حتي فرغ من قراءتها، ثم قام عتبة مايدري مايرجع به إِلَى نادي قومه، لما رأوه مقبلاً قالوا: لقد رجع إِلَى كم بوجه غير ماقام من عندكم، فجلس إِلَى هم فقال: يامعشَر قريش، قد كلمته بالذي أمرتموني به حتي إِذَا فرغت كلمني بكلاَم، لاَ والله ماسمعت أذناي مثله قط ومادربت ماأقول له!! يامعشر قريش، فأطيعوني اليَوْم واعصوني فيما بعده واتركوا الرجل واعتزلوه، فوالله ما هو بتارك ما هو عَلَيْهِ، وخلوا بينه وبين سائر العرب، فان يظهر عَلَى كم يكن شرفه شرفكم وعزه عزكم، وان يظهروا عَلَيْهِ تكونوا قد كفيتموه بغيركم، قالوا: صبأت ياأبا الوليد 0وهكذا ذكره ابن اسحاق بطوله كما ذكر في البداية (3/ 63) وأخرجه البيهقي أيضا من حديث عمر مختصراً

(حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَى لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 51/ 1) هموم العلماء الجزء الأَوَّل: وَرَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ مجاهدٍ عَن عَائشَةَ رَضي الله عنها قالتْ: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "إذا كثرت ذنوب العبد ولم يكن له ما يكفرها ابتلاَه الله تعالي بالحزن ليكفرها " 00!! وأخرج الطبراني عن طارق بن عبد الله قال: اني بسوق ذي المجاز اذ مر رجل شاب عَلَيْهِ حلة من يرد أحمر وهو يقول: " يأيها الناس، قولوا: لاَ اله الاَ اله تفلحوا " ورجل خلفه قد أدمي عرقوبيه وساقيه يقول: يأيها الناس، انه كذاب فلاَ تطيعوه، فقلت: من هذا؟ قال: غلاَم بني هاشم الذي يزعم انه " رسول الله " وهذا عمه عبد العزي، فذكر الحديث، قال الهيثمي (6/ 23) وقد وثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح (90) 0

وأخرج أحمد عن رجل من بني مالك بن كنانة قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسوق ذي المجاز يتخللها يقول: " يأيها الناس، قولوا: لاَ اله الاَ الله تفلحوا " قال: وأبو جهل يحثي عَلَيْهِ التراب ويقول: لاَ يغوينكم هذا عن دينكم، إِنمَا يرد لتتركوا آلهتكم وتتركوا اللآت والعزي؛ ومايلتفت إِلَيْهِ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلت: انعت لنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: بين بردين أحمرين، مربوع كثير اللحم، حسن الوجه، شديد سواد الشعر، أبيض شديد البياض سابغ الشعر، قال الهيثمي (6/ 21) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح 0 انتهي وأخرجه البيهقي أيضا بمعناه الاَ أنه لم يذكر نعته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما في البداية (3/ 139) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 88/ 1)

عرضه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدعوة عَلَى بكر

وأخرج الحافظ أبو نعيم عن العباس رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ولاَ أري لي عندك ولاَ عند أخيك منعه، فهل أنت مخرجي إِلَى السوق غداً حتي نقر في منازل قبائل الناس " وكانت مجمع العرب فقلت هذه كندة ولفها وهي أفضل من بحج البيت من إِلَى من، وهذه منازل بكر بن وائل وهذه منازل بني عامر بن صعصهه، فاختر لنفسك؟ قال فبدأ بكندة فأتاهم فقال: " ممن القوم؟ " قالوا: من أهل إِلَى من قال: " من أي إِلَى من؟ " قالوا: من كندة، قال: " من أي كندة؟ " قالوا: من بني عمرو بن معاوية، قال: " فهل لكم إِلَى خير؟ " قالوا: وماهو؟ قال: " تشهدون أن لاَ اله الاَ الله وتقيمون الصلاَة وتؤمنون بما جاء من عند الله " قال عبد الله بن الاَجلح: وحدثني أبي عن أشياخ قومه أن كندة قالت له: ان ظفرت تجعل لنا الملك من بعدك؟

فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ان الملك لله يجعله حيث يشاء " فقالوا: لاَحاجة لنا فيما جئتنا به، وقال الكلبي: فقالوا: أجئتنا لتصدنا عن آلهتنا وننابذ العرب، الحق بقومك فلاَ حاجة لنا بك 00!!

فانصرف من عنهم فأتي بكر بن وائل فقال: " ممن القوم؟ " قالوا: من بكر بن وائل قال: " من أي بكر بن وائل " قالوا: من بني قيس بن ثعلبة، قال: " كيف العدد؟ " قالوا: كثير مثل الثري قال: " فكيف المنعه؟ " قالوا: لاَمنعة جاورنا فارس فنحن لاَنمتنع منهم ولاَ نجير عَلَيْهِم قال: " فتجعلون لله عَلَى كم ان هو اأبقاكم حتي تنزلوا منازلهم، وتستنكحوا نساءهم، وتستعبدوا أبناءهم أن تسبحوا لله ثلاَثا وثلاَثين، وتحمدوه ثلاَثا وثلاَثين، وتكبروه أربعا وثلاَثين " قالوا: ومن أنت؟ قال: " أنا سول اله " ثم انطلق فلما ولي عنهم قال الكلبي: وكان عمه أبو لهب يتبعه فيقول للناس: لاَتقبلوا قوله، ثم مر أبو لهب فقالوا: هل تعرف هذا الرجل؟ قال: نعم، هذا في الذروي منا، فعن أي شأنه تسألون؟ فأخبروه بما دعاهم إِلَيْهِ وقالوا: زعم أنه " رسول الله " قال: الاَ لاَترفعوا برأسه قولاَ،

فانه مجنون يهذي من أم رأسه، فقالوا: قد رأينا ذلك حين ذكر من أمر فارس " 00!! والمعني: قال لهم أبو لهب انه مجنون فلاَ تصدقوه فقالوا عرفنا جنونه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندما ظل يعدنا بكنوز فارس 00!! كذا فِي البداية (3/ 140) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 82/ 1) وَانظرْ حَدِيثَيْنِ بِالفَقرِ بَكَى فِيهِمَا الرَّسُولْ هُمُومٌ فِي حَيَاةِ الرَّسُولْ عرضه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدعوة عَلَى بني كعب ‍‍‍

وأخرج أبو نعيم في دلاَئل النوة (ص 100) عن عبد الرحمن العامري عن أشياخ من قومه قالوا: أتانا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن بسوق عكاظ فقال: " ممن القوم؟ قلنا: من بني عامر بن صعصعة، قال: " من أي بني عامر؟ " قلنا: بنو كعب بن ربيعة، قال: " كيف المنعة فيكم؟ " قلنا: لاَيرام ماقبلنا، ولاَ يصلي بنارنا فقال لهم: " اتي رسول الله فان اتيتكم تمنعوني حتي أبلغ رسإِلَى ربي؟ ولم أكره أحدا منكم عَلَى شيء " قالوا: ومن أي قريش أنت؟ قال: " من بني عبد المطلب " قالوا: فأين أنت من بني عبد مناف؟ قال: " هم أول من كذبني وطردني " قالوا: ولكنا لاَنطردك ولاَ نؤمن بك، ونمنعك حتي تبلغ رسالة ربك قال: فنزل إِلَى هم والقوم يتسوقون اذ أتاهم بجرة بن قيس القشيري فقال: من هذا الذي أراه عندكم؟ أنكره قالوا: محمد بن عبد الله القرشي قال: مالكم وله؟ قالوا: زعم

لنا انه رسول الله يطلب إِلَى نا ان نمنعه حتي يبلغ رسالة ربه قال: فمإِذَا رددتم عَلَيْهِ؟ قالوا: قنا: في الرحب والسعه نخرجك إِلَى بلاَدنا ونمنعك مما نمنع به أنفسنا، قال بجرة: ماأعلم أحدا من أهل هذه السوق يرجع بشيء أشر من سيء ترجعون به بدأتم لتنابذ الناس وترميكم العرب عن قوس واحدة قومه أعلم به لو آنسوا منه فآنس من جانب الطور نارا خيرا لكانوا أسعد الناس به تعمدون إِلَى رهيق رَجُلٌ قد طرده قومه وكذبوه فتؤونه وتنصرونه فبئس الرأي رأيتم ‍‍‍ ثم أقبل عَلَى رسول الله ** صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ **

فقال: قم فالحق بقومك فوالله لولاَ انك عند قومي لربت عنقك قال: فقام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ناقته فركبها فغمز الخبيث بجرة شاكلتها فقمصت برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فألقته وعند بني عامر يومئذ ضباعة بنت عامر بن قرط ــكانت من النسوي اللاَتي أسلمن مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكه ــجاءت زائرة إِلَى بني عمها فقالت: ياآل عامر ــولاَ عامر لي ــأيصنع هذا برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين أظهركم، لاَ يمنعه أحد منكم؟ فقام ثلاَثة نفر من بني عمها إِلَى بجرة واثنين أعاناه، فأخذ كل رجل رجلاَ فجلد به الأض، ثم جلس عَلَى صدره ثم علو وجوههم لطما، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اللهم بارك عَلَى هؤلاَء، والعن هؤلاَء " فأسلم الثلاَثة الذين نصروه فقتلوا شهداء وهلك الآخرون لعنا واسم الاَثنين

اللذين نصرا بجرة بن فراس: حزن بن عبد الله ومعاوية بن عبادة وأما الثلاَثة الذين نصروا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فغطريف وعطفان ابنا سهل، وعروة بن عبد الله وأخرجه الحافظ سعيد ابن يحيي بن سعيد الأموي في مغازيه ع، أبيه به، كما في البداية (3/ 141) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 80/ 1)

وأخرج أحمد عن ابن عباس ضي الله عنه قال: لما أنزل الله (وانذر عشيرتك الاَقربين) اتي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصفا فصعد عَلَيْهِ ثم نادي: " ياصباحاه " فاجتمع الناس إِلَيْهِ ين رجل يجيء إِلَيْهِ وين رجل يبعث رسوله فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يابني عبد المطلب يابني فهر يابني كعب أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاَ بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عَلَى كم صدقتموني؟ قالوا: نعم قال: " فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " فقال أبو لهب: تباً لك سائر اليَوْم أما دعوتنا الاَ لهذا؟ وأنزل الله عز وجل: (تبت يدا أبي لهب وتب) وأخرجه الشيخان بنحوه كما في البداية (3/ 38) 77 (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 77/ 1) عرضه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدعوة في مواسم الحج وعَلَى قبائل العرب

عرضه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدعوة عَلَى بني عامر وبني محارب

أخرج أبو نعيم في دلاَئل النبوة (ص 101) عن عبد الله بن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: أقام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاَث سنين من نبوته مستخفيا ثم اعلن في الرابعة، فدعا عش سنين يوافي الموسم يتبع الحاج في منازلهم: بعكاظ ومجنة وذي المجاز يدعوهم إِلَى أن يمنعوه حتي يبلغ رسالة ربه عز وجل ولهم الجنة، فلاَ يجد أحدا ينصره، حتي انه يسأل عن القابئل ومنازلهم قبيلة قبيلة، حتي انتهي إِلَى بني عامر بن صعصعة فلم يلق من أحد من الأذي قط مالقي منهم حتي خرج من عندهم وانهم ليرمونه من ورائه حتي انتهي إِلَى بني محارب بن خصفه فوجد فيهم شيخا ابن مائة سنة وعشرين سنة فكلمه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعاه إِلَى الإِسْلاَم زم يمنعه حتي يبلغ رسالة ربه قال الشيخ: أيها الرجل قومك أعلم بنبئك والله لاَيئوب بك رجل إِلَى أهله الاَ آب بشر مايئوب به أهل الموسم

فأغن عنا نفسك وان ابا لهب لقائم يسمع كلاَم المحاربي ثم وقف أبو لهب عَلَى المحاربي فقال: لو كان أهل الموسم كلهم مثلك لترك هذا الدين الذي هو عَلَيْهِ انه صابيء كذاب قال المحاربي: أنت ــوالله ــأعرف به هو ابن أخيك ولحمتك ــ أي من لحمك ودمك ــ ثم قال المحاربي: لعل ياأبا عتبة ــلما؟ فان معنا رجلاَ من الحي يهتدي لعلاَجه فلم يرجع أبو لهب بشيء غير إِذَا رآه وقف عَلَى حي من أحياء العرب صاح به أبو لهب: انه صابيء كذاب (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 77/ 1) عرضه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدعوة عَلَى الجماعة مبالغة رؤساء قريش في اظهار العناد والتحدي

أخرج ابن جرير عن ابن عباس أن عتبة وشيبة ابني ربيعة، وأبا سفيان بن حرب، ورجلاً من بني عبد الدار، وأبا البختري، وأبا البختري، أخا بني الأسد بن عبد المصلب بن أسد، وزمعة بن الأسود، والوليد بن المغيرة، وأبا جهل بن هشام، وعبد الله بن أبي أمية بن خل والعاص بن وائل ونبيها ومنبها ابن الحجاج السهميين اجتمعوا ــأو من اجتمع منهم ــبعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة فقال بعضهم لبعض: ابعثوا إِلَى محمد فكلموه وخاصموه حتي تعذروا فيه فبعثوا إِلَيْهِ أن اشراف قومك قد اجتمهوا لك ليكلموك، فجاءهم رسول الله هـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سريعا وهو يظن أنه قد بدأ في أمره بداء ــوكان عَلَيْهِم عريصا يحب رشدهم ويعز عَلَيْهِ عنتهم ــ حتي جلس إِلَى هم فقالوا: يامحمد، انا قد بعثنا إِلَيْكَ لنعذر فيك، وانا ــوالله ــمانهلم رجلاَ من العرب أدخل عَلَى قومه ماأدخلت عَلَى قومك!! لقد

شتمت الآباء، وعبت الدين وسفهت الأحلاَم، وشتمت الآلهة وفرقت الجماعة، فما بقي من قبيح الاَ وقد جئته فيما بيننا وبينك، فان كنت إِنمَا جئت بهذا الحديث تطلب به مالاَ جمعنا لك م، أموالنا حتي تكون أكثرنا مالاَ، وان كنت إِنمَا تطلب الشرف فينا سودناك عَلَى نا، وان كنت تريد ملكا ملكناك عَلَى نا وان كان هذا الذي يأتيك بما يأتيك رئيا تراه قد غلب عَلَيْك ــ وكانوا يسمون التابع من الجن الرئي ــ فربما كان ذلك، بذلنا أموالنا في طلب الطب حتي نبرئك منه أو نعذر فيك 0

فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مايي ماتقولون ماجئتكم يما جئتكم به أطلب أموالكم ولاَ الشرف فيكم، ولاَ الملك عَلَى كم ولكن الله بعثني إِلَى كم رسولاَ وانزل عَلَى كتابا وامرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا فبلغتكم رسالاَت ربي ونصحت لكم فان تقبلوا مني ماجئتكم به فهو حظكم من الدنيا والآخرة وان تردوه عَلَى أصبر لأمر الله حتي يحكم الله بيني وبينكم"

فقالوا: يامحمد فان كنت غير قابل منا ماعرضنا عَلَيْك فقد علمت أنه ليس أحد من الناس اضيق بلاَداً ولاَ أقل مالاً، ولاَ أشد عيشا منا فاسأل لنا ربك الذي بعثك بما بعثك به فليسير عنا هذه الجبال التي قد ضيقت عَلَى نا وليبسط لنا بلاَدنا وليفجر فيها أنهاراً كأنهار الشام والعراق، وليبعث لنا من مضي من آبائنا وليكن فيمن يبعث لنا منهم قصي بن كلاَب فانه كان شيخا صدوقا نسألهم عما تقول أحق هو أم باطل؟ فان صنعت ماسألناك وصدقوك صدقناك وعرفنا به منزلتك عند الله وانه بعثك رسولاَ كما تقول فقال لهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما بهذا بعثت إِنمَا جئتكم من عند الله بما بعثني به، فقد بلغتكم ماأرسلت به إِلَى كم فان تقبلوه فهو حظكم في الدنيا والآخرة وان تردوه عَلَى أصبر لأمر الله حتي يحكم الله بيني وبينكم "

قالوا: فان لم تفعل لنا هذا فخذ لنفسك، فسل ربك أن يبعث ملكا يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك، وتسأله فيجعل لك جنات وكنوزا وقصورا من ذهب وفضة ويغنيك بها عما نراك تبتغي ــفانك تقوم بالأسواق وتلتمس المعاش كما نلتمسه ــحتي نعرف فضل منزلتك من ربك، ان كنت رسولاَ كما تزعم، فقال لهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ماأنا بفاعل، ما أنا بالذي يسأل ربه هذا ومابعثت إِلَيْكَ بهذا، ولكن الله بعثني بشيراً ونذيراً فان تقبلوا ماجئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وان تردوه عَلَى أصبر لأمر الله حتي يحكم اله بيني وبينكم "

قالوا: فأسقط السماء كما زعمت أن ربك ان شاء فعل ذلك فانا لن نؤمن لك الاَ ان تفعل فقال لهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وذلك إِلَى الله ان شاء فعل بكم ذلك " فقالوا: يامحمد، اما علم ربك أنا سنجلس معك ونسألك عما سألناك عنه ونطلب منك مانطلب؟ فيقدم إِلَيْكَ ويعلمك ما تراجعنا به ويخبرك ماهو صانع في ذلك بنا إِذَا لم نقبل منك ماجئتنا به فقد بلغنا انه إِنمَا يعلمك هذا رجل بإِلَى مامة يقال ÷ " الرحمن " وانا ــوالله ــلاَنؤمن بالرحمن ابداً فقد أعذرنا إِلَيْكَ يامحمد ‍‍ أما والله لاَنتركك ومافعلت بنا حتي تهلكك أو تهلكنا، وقال قائلهم: نحن نعبد الملاَئكة وهي بنات الله، وقال قائلهم: لن نؤمن لك حتي تأتي بالله والملاَئكةِ قبيلاَ ــ أي معا نعاينهم كما نراك رأي العين ــ فلما قالوا ذلك قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنهم وقام معه عبد الله بن أبي

أميه بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ــوهو ابن عمته عاتكة ابنة عبد المطلب ــفقال: يامحمد عض عَلَيْك قومك ماعرضوا فلم تقبله منهم ثم سألوك لأنفسهم أمورا ليعرفوا بها منزلتك من الله فلم تفعل ذلك ثم سألوك أن تعجل لهم ماتخوفهم به من العذاب فوالله لاَ أومن بك ابدا حتي تتخذ إِلَى السماء سلما ثم ترقي به وأنا انظر حتي تأتيها وتأتي مشعك بصحيفة منشورة ومعك أربعة من الملاَئكة يشهدون لك أنك كما تقول وايم الله لو فعلت ذلك لظننت اني لاَأصدقك ثم انصرف عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وانصرف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أهله حزينا آسفا لما فانه مما كان طمع فيه من قومه حين دعوه ولما رأي من مباعتهم اياه (رواه زياد بن عبد الله البكائي عن ابن اسحاق عن بعض أهل العلم عن سعيد بن جبير وعكرمه عن ابن عباس رضي الله عنه ــفذكر مثله سوغاء كذا في التفسير

لاَبن كثقير (3/ 62) والبداية (3/ 50) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 73/ 1) وظل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعرض نفسه عَلَى قبائل العرب وأَحيائِهم فَيكذبون ويسخرون منه حتي كان لقاؤه مع أهلِ يثرب فوجد في قلوبهم رقةً فعرض عَلَيْهِم دعوته وأسمعهم شيئا من القرآن فآمنوا به وصدقوه ووعدوه بالنصرة 0

فمر العباس بن عبد المطلب وهو يكلمهم ويكلمونه، فهر صوت النبي {فقال: ابن أخي، من هؤلاَء الذين عندك؟ قال: ياعم سكان يثرب: الأوس والخزرج، قد دعوتهم إِلَى مادعوت إِلَيْهِ من قبلهم من الأحياء فأجابوني وصدقوني، وذكروا أنهم يخرجونني إِلَى بلاَدهم فنزل العباس بن عبد المطلب وعقل راحلته ثم قال لهم: يامعشر الأوس والخزرج، هذا ابن أخي ــوهو أحب الناس إِلَى ــفان كنتم صدقتموه وآمنتم به وأردتم اخراجه معكم فاني أريد أن آخذ عَلَى كم موثقا تطمئن به نفسي ولاَ تخذلوه ولاَ تغروه ان جيرانكم إِلَى هود وإِلَى هود له عدو ولاَ آمن مكرهم عَلَيْهِ، فقال أسعد بن زراره ــوشق عَلَيْهِ قول العباس حين اتهم عَلَيْهِ سعدا وأصحابه ــقال: يارسول الله ائذن لنا لنجبه غير مخشنين بصدرك ولاَ متعرين لشيء مما تكره الاَ تصديقا لاَجابتنا اياك، وايمانا بك، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ " أجيبوه غير متهمين " فقال أسعد بن زرارة ــوأقبل عَلَى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بوجهه ــفقال: يارسول الله ان لكل دعوة سبيلاَ ان لين وان شدة، وقد دعوت اليَوْم إِلَى دعوة متجهمة للناس متوعرة عَلَيْهِم دعوتنا إِلَى ترك ديننا واتباعك عَلَى دينك وتلك رتبة صعبة فأجبناك إِلَى ذلك ودعوتنا إِلَى قطع مابيننا وبين

الناس من الجوار والأرحام، القريب والبعيد، وتلك رتبة صعبة فأجبناك إِلَى ذلك ودعوتنا ونحن جماعة في دار عز ومنعه لاَ يطمع فيها أحد أن يرأس عَلَى نا رجل من غيرنا قد أقرده قومه وأسلمه أعمامه وتلك رتبة صعبة فأجبناك إِلَى ذلك، وكل هؤلاَا الرتب مكروهه عند الناس الاَ من عزم الله عَلَى رشده والتمس الخير في عواقبها وقد أجبناك إِلَى ذلك بألتنا وصدورنا وأيدينا، ايمانا بما جئت به، وتصديقا بمعرفة ثبتت في قلوبنا، نبايعك عَلَى ذلك ونبايع ربنا وربك، يد الله فوق ايدينا ودماؤنا دون دمك، وأيدينا دون يدك، نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأبناءنا ونساءنا فان نفي بذلك فلله نفي، وان نغدر فبالله نغدر ونحن به أشقياء، هذا الصدق منا يارسول الله، والله المستعان 0

ثم أقبل عَلَى العباس بن عبد المطلب بوجهه فقال: وأما أنت أيها المعترض لنا بالقول دون النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ــ والله أعلم ماأردت بذلك ــذكرت أنه ابن اخيك وأحب الناس إِلَيْكَ، فنحن قد قطعنا القريب إِلَى نا والبعيد وذا الرحم ونشهد أنه رسول الله، الله أرسله من عنده، ليس بكذاب وان ماجاء به لاَيشبه كلاَم البشر، وأما ماذكرت أنك لاَتطمئن إِلَى نا في أمره حتي تأخذ مواثيقنا فهذه خصلة لاَنردها عَلَى أحد أرادها لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فخذ ماشَيْءٍت، ثم التت إِلَى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يارسول الله، خذ لنفسك ماشَيْءٍت، واشترط لربك ماشَيْءٍت (ابو نعيم في الدلاَئل 105 ــحَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: (87 ــ89) 0

(حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 88/ 1) هُمُومُ العُلَمَاءْ: 1111111 590** عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (لاَ يتمنين أحدكم الموت إما محسنا، فلعله يزداد، وإما مسيا فلعله يستعتبْ " (أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم / 5673 ـــ فَتح 0 وَمُسْلِمٌ تحْتَ رَقم / 2682 ــ عبْدُ) وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (لاَ يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به فإنه إذا مات إنقطع عمله، وإنه لاَ يزيد المؤمن عمرة إلاَ خيرا). 591** وعن أنس رضي الله عنه قال: قالك رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاَ يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه فإن كان لاَبد فاعلاَ، فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي " 00!!

(أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم / 5671 ـــ فَتح 0 وَمُسْلِمٌ تحْتَ رَقم / 2680 ــ عَبْدُ البَاقِي) بالحُزن: هل تحسدوني على فقري فيا نكدي (*) حَتي على الفقر لاَ أنجو من الحسد أرى قوماً وجوههم حسانٌ (*) إذا كانت حوائجهم إلينا (*) (*) (*) (*) (*) وعن أنس رضى الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لاَيتمنين أحدكم الموت لضر أصابه فإن كان لاَبد فاعلاً، فليقل: اللهم احينى ما كانت الحياة خيراً لى، وتوفنى إذا كانت الوفاة خيراً لى" متفق عليه. (البخارى: 1756، مسلم: 2680). بِالحُزن: حتي انقلب علينا (*) أقرب الناس إلينا راى بنيّ صغار الحي قد غنمواْ (*) في ليلة العيد أشياءً وما غنما فجاء يسأل مالاَ لست أملكه (*) ولو أتى طالبا روحى لما حرما فرحت في كل ما يرجو أؤمّله (*) فكان قولى له أملاَ ولي ألما لمّا رأت أمّه حالى وحالته (*) مالت لناحية تبكي الدموع دما

حتي انقلب علينا (*) أقرب الناس إلينا راى بنيّ صغار الحي قد غنمواْ (*) في ليلة العيد أشياءً وما غنما فجاء يسأل مالاَ لست أملكه (*) ولو أتى طالبا روحى لما حرما فرحت في كل ما يرجو أؤمّله (*) فكان قولى له أملاَ ولي ألما لمّا رأت أمّه حالى وحالته (*) مالت لناحية تبكي الدموع دما فكم قد حُرِمْنَا وَكَمْ قَدْ ظلِمْنَا (*) إِلي أنْ نسِينَا مذاق السعادة هُمُومُ العُلَمَاءْ: وعن أبي عبد الله خَبَّابِ بن الأرتّ رضي الله عنه قالْ: شكونا إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو متوسد بُرْدَةً له في ظل الكعبةِ فقلنا ألاَ تستنصرُ لنا، ألاَ تدعو لنا 00!؟

فقالَ صلي قد كان مَنْ قَبلَكم يؤخَذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فِيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمهِ ما يصده ذلك عن دينه، والله لَيُتِمَّنَّ اللهُ هذا الأمر حَتي يسير الرَّاكِبُ مِنْ صَنعَاءَ إلى حَضرَمَوتِ لاَ يخاف إلاَ اللهَ والذئبَ على غنمه، ولكنلكم تستعجلون " 00!! وَقَوْلُهُ " حَتي يَسِيرَ الرَّاكِبُ 000 إِلخ " كِنَايَةٌ عَن عِزَّةِ المُسْلِمِينَ وَمَنَعَتِهِمْ وَقِلَّةِ اللُّصُوصِ يَوْمَئِذٍ 0 (أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقمَي / 3852، 6943 ـــ فَتح) أَعَجَزْتَ أَنْ تَكُونَ مِثلَ هَذَا الغُلاَمْ 00!؟

وعن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر، فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت فابعث إلى غلاَما أعلمه السحر، فبعث إليه غلاَما يعلمه، وكان في طريقه وقعد إليه، فإذا اتى الساحر ضربه، فشكا ذلك إلى الراهب فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر.

فبينما هو على ذلك غذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال: اليوم اعلم السحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجرا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها ومضى الناس، فأتى الراهب فأخبره. فقال له الراهب: أي بني أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلاَ تدل على، وكان الغلاَم يبرئ الأكمة والاَبرص، ويداوي الناس من سائر الأدواء. فسمع جليس للملك كان قد عمى، فأتاه بهدايا كثيرة فقال: ما ههنا لك أجمع إن أنت شفيتني، فقالك إني لاَ اشفي أحدا، إنما يشفي الله تعالى، فإن آمنت بالله تعالى دعوت الله فشفاك، فآمن بالله تعالى فشفاه الله تعالى، فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي. قال: ولك رب غيرى؟، قال: ربي وربك الله، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلاَم فجئ

بالغلاَم، فقال له الملك: أي بني قد بلغ من سحرك ما بترئ الاَكمة والأبرص وتفعل وتفعل فقال: إني لاَ أشفي أحدا، إنما يشفي الله تعالى، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى د\ل على الرلاَاهب، فجئ بالراهب فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه حتى وقع سقاه، ثم جئ بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك فأَبى، فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه به حتى وقع شقاه، قم جئ بالغلاَم فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذروته فَمُرُوهُ أَنْ يَرجع عن دينه وإلاَ فاطرحوه فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال: اللهم اكفينيهم بما شئت، فرجف بهم الجبل فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله تعالى، فدفعه إلى نفر من الصحابه فقال: اذهبوا به فقال: البلهم اكفنيهم بما

شئت، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا، وجاء يمشي إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم خُذ سهما من كنانتي، ثم ضع السهعم في كبد القوس ثم ق: بسم الله رب الغلاَم ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني. فجمع الناس في صعيد واحد، وصلبه على جذع، ثم أخذ سهما من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس، ثم قال: بسم الله رب الغلاَم، ثم رماه فوقع السهم في صدرِه فماتْ؛ فقال الناسْ: آمنا برب الغلاَمْ، فأتى الملك فقيل له: أَرأيت ما كنت تحذرْ00؟ قد آمن الناسْ 00!! فأمر بالأُخدود بأفواه السكك فخدت وأضرم فيها النيران وقالَ مَنْ لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها، ففعلوا حتي جاءت امرأة ومعها صبي لها؛ فتقاعست أن تقع فيها فَأَنْطَقَهُ اللهُ الذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ فقالَ لها " يا أماهُ اصبري فإنك على الحق) (رواه مسلم ــ 3005 ــ عَبْدُ البَاقِي)

هموم العلماء الجزء الثاني: إنه من يتق ويصبر فإن الله لاَ يضيع أجر المحسنين 90ك يوسف هموم العلماء الجزء الثاني: واصبر وما صبرك إلاَ بالله ولاَ تحزن عليهم ... 127م النحل هموم العلماء الجزء الثاني: واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ... 17ك لقمان هموم العلماء الجزء الثاني: واصبر وما صبرك إلاَ بالله 127م النحل هموم العلماء الجزء الثاني: وعَنهُ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قال: " إن أَطْوَلَكم حزْناً فِي الدنيَا أَطوَلُكمْ فَرَحَاً فِي الآخِرَة، وَإِن أَكثرَكمْ شِبْعَاً فِي الدنيَا أَكثَرُكمْ جُوعَاً فِي الآخِرَة " 00!! ... (أَخْرَجَهُ وَابْنُ عَسَاكِرْ 0 كَمَا أَخْرَجَهُ صَاحِبُ الكَنْزِ تحْتَ رَقمْ: 16578)

هموم العلماء الجزء الثاني: عن كعب بن عجرة قال: لقيت النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوماً فرأيته متغيراً قلت بأبى أنت مالي أراك متغيراً؟ قال: ما دخل جوفى ما يدخل جوف ذات كبد منذ ثلاَث، فذهبت فإذا يهودى يسقى إبلاً له فسقيت له على كل دلو بتمرة فجمعت تمراً فأتيت به النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: من أين لك يا كعب؟ فأخبرته، فقال النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أتحبنى يا كعب؟ قلت بأبى أنت نعم، قال: إن الفقر إلى من يحبني أسرع من السيل إلى معادنه وإنه سيصيبك بلاَء فأعد له تجفافاً أى فأعد له عدته ففقده النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: ما فعل كعب؟ قالوا مريض، فخرج يمش حتى دخل عليه فقال له: أبشر يا كعب (رواه ابن عساكر)

عن غيلاَن بن سلمة الثقفي قال: قال رسول الله ** صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ **: اللهم من آمن بي وصدقني وعلم أن ما جئت به الحق من عندك فأقلل ماله وولده وحبب إليه لقاءك، وم لم يؤمن بى ولم يصدقني ولم يعلم أن ما جئت به إلحق من عندك فأكثر ماله وولده وأطل عمره (رواه ابن عساكر) هموم العلماء الجزء الثاني: قَدْ يَقُولُ قَائِلٌ لَكِنَّ الفِتَنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ لمْ تَكُنْ كَعَهْدِنَا، ثُمَّ أَنَّ الصَّحَابَةَ رَأَواْ رَسُولَ اللهِ وَنحْنُ لمْ نَرَه 00!؟ وَهَذَا أَقُولُ لَهُ أَمَّا عَنِ الأَمْرِ الأَوَّلِ فَلَيْسَ كَمَا تَرَاءَى لَك 00 1 ــ اسْتِضْعَافُ المُسْلِمِينَ وَإِيذَاءُ الرَّسُولِ وَإِيذَائِهِمْ 00!! 2 ــ صَحِيفَةُ المُقَاطَعَةِ وَتجْوِيعِهِمْ بِرَغْمِ فَقرِهِمْ وَشِدَّةِ جُوعِهِمْ 00!!

3 ــ حُرُوبُهُ صلي مَعَ المُشْرِكِين، وَالحَرْبُ هِيَ الحَرْبُ قَتلٌ وَأَسْرٌ وَسَفكٌ لِلدِّمَاء 00!! 4 ــ حُرُوبُ الرِّدَّةِ وَافتِتَانِ النَّاسِ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ الله صلي 00!! 5 ــ وَقعَةُ الجَمَلِ وَصِفينَ وَاخْتِلاَفُ الصَّحَابَةِ حَوْلَ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ رضي 00!! أَمَّا عَنْ قَوْلِكَ أَنَّهُمْ رَأَوْ رَسُولَ اللهِ صلي وَلَمْ نَرَهُ فَتُقَابِلُهَا: 1 ــ آيَاتٌ بَاهِرَاتٌ تَأَكَّدَ بِهَ صِدْقُ الإِسْلاَمِ أَذكُرُ مِنهَا عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ لاَ الحَصْرِ الإِعْجَازُ العِلمِيُّ فِي القُرْآن 00!! 2 ــ يُسْرُ اعْتِنَاقِ الإِسْلاَمِ وَيُسْرُ أَنْ تَأمَنَ عَلَى مَالِكَ وَدَمِك 00!! (*) (إِنَّ اللهَ لاَ يَظلِمُ مِثقَالَ ذَرَّة) (*) 0 (*) (وَلاَ يَظلِمُ رَبُّكَ أَحَدَا) (*) هموم العلماء الجزء الثاني:

وعَنهُ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قال: " إن أَطْوَلَكم حزْناً فِي الدنيَا أَطوَلُكمْ فَرَحَاً فِي الآخِرَة، وَإِن أَكثرَكمْ شِبْعَاً فِي الدنيَا أَكثَرُكمْ جُوعَاً فِي الآخِرَة " 00!! (أَخْرَجَهُ وَابْنُ عَسَاكِرْ 0 كَمَا أَخْرَجَهُ صَاحِبُ الكَنْزِ تحْتَ رَقمْ: 16578) هموم العلماء الجزء الثاني: وعن خباب بن الأرت رضي قالْ: " أتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو متوسد بردائه فِي ظل الكعبة فشكونا إليه فقلنا: يا رسول الله، ألاَ تدعو الله تستنصره لنا 00!؟ فجلس محمراً لونه ثم قالْ: " إن من كان قبلكم ليؤتى بالرجل فِيحفر له فِي الأرض حفِيرة ويجاء بالمنشار فِيوضع على رأسه فِيجعل فرقتين ما يصرفه ذلك عن دينه " 00!! هُمُوم ــ 2: وقال داود: عليه السلاَم: يا رب ما جزاء الحزين الذي يصبر على المصائب ابتغاء مرضاتك 00؟

قالَ جزاؤه أن ألبسه لباس الإيمان فلاَ أنزعه عنه أبدا " 00!! (الإحياء الطَّبْعة الآولَى لِدَارِ الوَثَائِقِ: 1415) هموم العلماء الجزء الثاني: وَرَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ عَن أُمَّ المُؤمِنِينَ عَائِشَةَ رضي عَنِ النَّبيِّ صلى أَنَّهُ قَالْ: " إِذَا كَثُرَتْ ذُنُوبُ العَبْدِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُكَفِّرُهَا ابْتَلاَهُ اللهُ بِالحُزْنِ لِيُكَفِّرَهَا عَنه " 00!! (ابْن كَثِير: 123 ــ النِّسَاء) °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°ـــ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°ـــ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°ـــ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°ـــ ممُصِيبْ: مَصَائِبُ أُخْرَى: الزلاَزل والرياح (23553 ــ 23560) جـ (8) مَصَائِبُ أُخْرَى:

وعن عَلى رضي قالْ: " أَيما رجل حبسه السلطان ظلما فمات فهو شهيدْ، وإن ضربه فمات فهو شهيدْ " 00!! (الإِحْيَاء طَبْعَة دَارِ الوَثَائِقْ ــ الأُولَى ــ صـ: 1479) وقال أَحَدُ الصَّالحِينَ: من إجلاَل الله ومعرفة حقه أن لاَ تشكو وجعك ولاَ تذكر مصيبتك " 00!! مَصَائِبُ أُخْرَى: وعن الحسن البصري رحمه الله) أن رجلاَ من الصحابة رضي الله عنهم) رأى امرأة كان يعرفها فِي الجاهليةِ فكلمها ثم تركها، فجعل يلتفت إليها وهو يمشى فصدمه حائطٌ فأثر فِي وجهه، فأتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرهُ فقالْ: " إذا أراد الله بعبد خيرا عجل له عقوبة ذنبه فِي الدنيا " 00!! (أَخْرَجَهُ َابْنُ مَاجَةَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالطَّبَرَانَيُّ 0 الإحياء طَبْعة دَارِ الوَثَائِقِ الآولَى: بَابُ الرُّكنِ الثَّالِثُ مِنَ الصَّبرِ وَالشُّكر: 1480) مَصَائِبُ أُخْرَى:

لاَ تَغْتَمّ وَلاَ تَهْتَمّ (*) وَلاَ تَنْدَمْ عَلَى مَا تَمّ مَصَائِبُ أُخْرَى: وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي قالْ: قَالَ رسول صلى: "من يرد الله به خيرا يصب منه " 00!! (رواه البخارى) قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قال تعالى: " إذا وجهت إلى عبد من عبيدي مصيبة فِي بدنه أو ماله أو ولده ثم استقبل ذلك بصبر جميل استحييت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزانا أو أنشر له ديوانا " 00!! (الإِحْيَاء طَبْعَة دَارِ الوَثَائِقْ ــ الأُولَى ــ صـ: 1478) وروى أن رجلاَ قال يا رسول الله ذهب مالى وسقم جسمى فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لاَ خير فِي عبد لاَ يذهب ماله ولاَ يسقم جسمه، إن الله إذا أحب عبدا ابتلاَه، وإذا ابتلاَه صبره " 00!! (أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي الدُّنيَا 0 الإِحْيَاء طَبْعَة دَارِ الوَثَائِقْ ــ الأُولَى ــ صـ: 1478) مصائب أخرى ــ السرقة:

ويروى عن بعض الصالحين أنه خرج يوما وفِي كمه صرة فافتقدها فإذا هي قد أُخِذَتْ من كمه فقالَ بارك الله له فِيها لعله أحوج إليها مني 00!! لاَ في العتمة والماس لاَ يوجد * دوما إ لاَ في الطين وَاعْلَمْ أَنَّ أَوَّلَ مَا يَضِيعُ العَالِمُ بَينَ أَهْلِه؛ فَلاَ تُفْرِطْ فِي لَوْمِ النَّاسِ إِذَا مَا ضيّعوا دما ضيّعه أهله 00؟ وَلِذَا قَالَ سَيِّدُنَا لُقْمَانُ لاَبْنِهِ وَهْوَ يَعِظُهُ وَأمُرْ بِالمَعْرُوفِ وَانهَ عَنِ المُنكَرِ وَاصْبرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ لمِن عَزْمِ الأُمُورْ؛ لأَنَّ مَنْ سَلَكَ طَرِيقَ الدَّعْوَةِ فَلاَ بُدَّ وَأَنْ يُبْتَلَى " قِصَّة الغُلاَمْ 00 سُورَةُ البُرُوجْ "، وَلِذَا أَيْضَاً (*) (وَتَوَاصَواْ بِالصَّبْرِ) (*) بَعْدَمَا قَالَ (*) (وَتَوَاصَوْا بِالحَقِّ) (*)

لاَ تَسأَلَن مِنِ ابِنِ آدَمَ حَاجَةً (*) وَسَلِ الذِي أَبْوَابُهُ لاَ تحْجَبُ فَاللهُ يَغْضَبُ إِنْ تَرَكْتَ سُؤَالَهُ (*) أَمَّا ابْنُ آدَمَ حِينَ يُسْأَلُ يَغْضَبُ ومن طريف ما رَوَتْهُ بَعْضُ كُتُبِ الأَدَبِ في ذلك أن امرأةً يقال لها أم جعفرَ كانت تحسن إلى الفقراء، فاجتمع عَلَيْهِا ذَاتَ يَوْمٍ سائلاَنِ كَانَ يقولُ أحدهما أسأل الله من فضل أم جعفر، ويقول الآخر أسأل اللهَ من فضلِه، فكانت تعطى كل واحد منهما دجاجة ودرهمين، لكنها كانت تضعُ عشرة دراهمَ داخل الدجاجةِ التي كَانَتْ تُعْطِيهَا لِلَّذِي يسأل الله من فضلها، فكان هذا الغبيُّ يَبِيعُ الدَّجَاجَةَ للَّذِي يسأل الله من فضلهِ بِدِرْهَمٍ فَيَذهَبُ بِدِرْهَمَيْنِ وَيَذهَبُ مَنْ يَسْأَلُ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ بِدَجَاجَتَيْنِ وَعَشْرَة دَرَاهِم 00!!

فَإِذا سَأَلتَ فَاسأَلِ الله وَدَعْكَ مِن أم جَعْفَر، وَكُنْ كَمَا قَالَ الشَّاعِر: وَلاَ تَسأَلِ النَّاسَ مِنْ فَضْلِهِمْ (*) وَلَكِن سَلِ اللهَ مِن فَضلِهِ مَلِكُ المُلُوكِ أَحَقُّ بِالسُّؤَالِ مِنَ المُلُوك أحسن أحد الملوك إلى لبيدٍ الشاعرِ فَأَمَرَ ابنَتَه أَنْ تجيبَهُ فأجابته بقصيدة عصماءَ ختمتها بهذا البيتْ: فَعُدْ إِنَّ الكريمَ له مَعَادٌ (*) وظني بابن أروى أن يعودا فقال لها أحسنت، غير أنك استزدتيه ـ أَيِ اسْتَقْبَحَ مَسْأَلَتَهَا ـ فقالت لَهُ يا أبتِ إِنَّ الملوكَ لاَ يُسْتَحْيَى مِنْ سؤالهم؛ فقالَ لها أنتِ والله فِي هَذِهِ أشعر 00!! فَتَدَبَّرْ يَا أَخِي: إذا كَانَ هَذَا هُوَ الحَالُ فِي سُؤَالِ المُلُوكِ فَكَيْفَ بمَلك الملوك 00!!؟ وَأَن تَسفَّ الترَابْ (*) خَير منْ ذلِّ الأَبوَابْ فَإن قَنِعَ الهزَبْر بقوت كَلبٍ (*) فَليْسَ الفَضل إلاَ في الأَسَامي

فلاَ طابَ لنا عَيش (*) إذَا بالذل رَضينا إن تطْعمواْ الليثَ شَهْدَا (*) تجرعه غسْلينا فدَعوه سيَجوع (*) حينا وَيَشبع حينا فَنَفَسكَ أَكرمْهَا فَإنكَ إنْ تَهُن (*) عَليك فلنْ تلقى لها قط مُكْرِمَا وَعَنهُ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قَالْ: " عز المؤمن استغناؤه عن الناس " 00!! (رواه الطبرانيّ) وعن حكيم بن حزامٍ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) قال: " سألت رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألتهُ فأعطاني ثُمَّ قَالْ:

يا حكيم: إن هذا المال خضر حلو؛ فمن أخذه بسخاوة نفس ـ أَيْ بِنَفسٍ غَنِيَّةٍ قَنُوعَةٍ ـ بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس ـ أَيْ بِطَمَعٍ وَتَهَافُتٍ ـ لم يبارك له فيه، وكان كالذِي يأكل ولاَ يشبعْ، وَاليَدُ العليا خير من اليَدِ السُّفلى، فقلتُ والذِي بعثك بالحقِّ لاَ أَرزَأ أَحَدَاً بعدك شيئاً حَتي أفارق الدنيا ـ أَيْ لاَ أَسْأَلُ أَحَدَاً بعدك شيئاً حَتي أفارق الدنيا ـ فكان أبو بكر (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) يدعو حكيماً ليعطيه العطاءَ فيأبى أن يقبلَ منه شيئا، ثم إن عمر (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) دعاهُ ليعطيهُ فأبى أن يقبله؛ فقالَ ـ وَالقَائِلُ عُمَرْ ـ يا معشر المسلمينَ أشهدكم على حكيمٍ أني أعرضُ عليه حقه الذِي قَسَمَهُ اللهُ لهُ فِي هذا الفيْءِ فيأبى أن يأخذه " 00!! (أَخْرَجَهُ البخاريُّ بِرَقم: 1472 / فَتح 0 وَمُسْلِمٌ بِكِتَابِ الزَّكَاةِ: 1035)

حَقَّاً رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللهَ عَلَيْه 00!! وعن عَمْرِو بنِ تَغْلِبَ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بمالٍ أو سبيٍ فقَسَّمَهُ فأعطى رجالاً وترك رجالاً، فبلغه أن الذِين تَرَكَ عَتَبُواْ؛ فَحَمِدَ اللهَ ثم أثني عليهِ ثم قالَ: أَمَّا بعد: فَوَاللهِ إني لأعطي الرجلَ وَأَدَعُ الرجلَ والذِي أدع أَحَبُّ إِلَى مِنَ الذِي أعطي، ولكني إنما أعطي أقواماً لما أرى فِي قلوبهم من الجَزَعِ وَالهَلَعْ، وأكل أقواماً إلى ما جعل الله فِي قلوبهم من الغني والخيرِ مِنهُمْ عَمْرُو بنُ تَغْلِبْ " 00!! يَقُولُ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ فواللهِ ما أحبُّ أَنَّ لي بكلمةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُمْرَ النَّعَمْ 00!! (أَخْرَجَهُ الإِمَامُ البخاريُّ تحْتَ رَقمْ: 923 ـ فَتح 0 وَالهَلَعُ هُوَ الجَزَعْ)

{وَإِذَا سَأَلتَ فَاسْأَلِ الله}

عن سعيد بن عبد الرحمن قال: " كنت مع موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن بمكة وقد نفدت نفقتي فقال لي بعض ولد الحسن ابن علي: من تؤمل لما نزل بك 00؟ فقلت موسى بن عبد الله فقالَ إذَنْ لاَ تقضى حاجتك ولاَ تنجح طلبتك فقلت وما علمت قال: لأني وجدت فى كتب آبائي يقول الله جل جلاَله: ومجدي وارتفاعي في أعلى مكاني لأقطعن أمل كل مؤمل غير بالإياس، ولأكسونه ثوب المذلة عند الناس، ولأنحِّيَنَّهُ من قربي ولأبعدنه من فضلي أيؤمل في الشدائد غيري وأنا الحي 00؟ ويرجى غيري وبيدى مفاتيح الأبواب وهى مغلقة وبابي مفتوح لمن دعاني ألم يعلموا أن من قرعته نائبه منن مخلوق لم يملك كشفها غيري فما لي أراه يأمله معرضاً غني؟ ومإِلَى أراه لاَهياً عني أعطيته بجودى وكرمي ما لم يسألني ويسأل غيري، ابدأ بالعطية قبل المسألة ثم أسأل أفلاَ أجود، أبخيل أنا فيبخِّلني عبدي؟ أو ليس الجود والكرم لي؟ أو ليس الفضل والرحمة

والخير فى الدنيا والآخرة بيدي؟ فمن يقطعها دوني أفلاَ يخشى المؤملون أن يؤملوا غيرى؟ فلو أن أهل سماواتي وأهل أرضى أملوا جميعاً ثم أعطيت واحداً منهم مثل ما أمل الجميع ما انتقص من ملكي مثل عضو بعوضة وكيف ينتقص ملك أنا قيمة، فيا بؤساً لمن عصاني ولم يراقبني، فقلت: يا ابن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْلِ عليَّ هذا الحديث فلاَ سألت أحداً بعد هذا حاجة " 00!! (ابن النجار 0 الكَنز: 17145) وعن سفيان صخر بن حربٍ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالْ: " لاَ تلحفوا فِي المسألة، فواللهِ لاَ يسألني أحد منكم شيئاً فتُخْرِجَ لهُ مَسْألتُهُ مِني شيئاً وأنا له كارهٌ فيباركَ له فيما أعطيته " 00!! (مُسْلِمٌ بِكِتَابِ الزَّكَاةِ بِرَقمْ: 1038)

وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالْ: " لاَ تزال المسألة بأحدكم حَتي يلقى الله (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) وليس فِي وجهه مُزْعَةُ لحم " 00!! (أَخْرَجَهُ البخاريُّ بِرَقمْ: 1474 ـ فَتح 0 وَمُسْلِمٌ بِكِتَابِ الزَّكَاةِ: 1040) وَعَنِ عَبْدِ اللهِ ابْنِ عُمَرَ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وهو على المنبرِ، وذكر الصَّدَقَةَ وَالتعَففَ عَنِ المسْألَة: " اليَدُ العُليا خَيرٌ مِنَ اليَدِ السُّفلى: وَاليَدُ العُليَا هِيَ المنفقة، والسُّفلى هيَ السائلة " 00!! (أَخْرَجَهُ البخاريُّ بِرَقمْ: 1429 / فَتح 0 وَمُسْلِمٌ بِكِتَابِ الزَّكَاةِ بِرَقمْ: 1033 / عَبْدِ البَاقِي)

وَيُرْوَى أَنَّ رَجُلاً كَانَ يَعْمَلُ حَطاباً، يَكُدُّ وَيَتعَبُ وَيَعْرَقُ وَيَأتي بالقُوتِ آخرَ اليَوْمِ إلى أولاَده وَقَدْ هَدَّهُ التعب، فَمَكَثَ أَيَّامَاً لاَ يخرجُ إلى عمله حتى جاع أولاَده وَبَدَتْ عَلَيْهِمْ أَمَارَاتُ الفَاقَةِ وَالجُوعِ؛ فشكا أَقْرِبَاؤُهُ وَأَصْدِقَاؤُهُ إِلى رجل حَكِيمٍ كَانَ يَتَرَدَّدُ عَلَيْهِ فأتاهُ وقالَ له ما الذي أقعدك في البيتِ يَا فُلاَن 00!!؟

قال كنت أحتطبُ ذاتَ يومٍ كعادتي يا سيدي فَرَأَيْتُ غراباً مكسور الجناحين، مُقَطَّعَ السَّيقَان، عاجزاً عن الطيران، يَبْدُو كَالمَيِّتِ وَمَا هُوَ بمَيِّت، لَكِني كُنتُ عَلَى يَقِينٍ مِن أَنَّهُ سَيَمُوتُ إِن عَاجِلاً أَوْ آجِلاً، فَمضى بِي مِنَ الأيامِ ما مضى وَأُتيتُ إلى ذلك المكانِ فَقلتُ أَنظُرُ ماذَا فعل الغراب، فوجدته كما هو عَلَى قيد الحياةِ لم يمتْ؛ فقلتُ في نفسي إِنَّ لهذا الغرابِ لَشَأناً؛ فَقَعَدْتُ مِنهُ غيرَ بعيدٍ سَائِرَ اليَوْمِ وَقُلتُ أَنظُرُ حَالَهُ، فَبينما شمسُ المغربِ قَدْ آذنتْ بالمغيبِ إذ بَعَثَ اللهُ غراباً يبحثُ في الأرضِ فَأَعْطَى هَذَا الغُرَابَ العَاجِزَ كِسْرَةً مِنَ الخُبْزِ كَانَ يَقضم عَليهَا بفَمه، فَقلتُ فِي نَفسِي وَاللهِ إِنَّ الذي رَزَقَ هَذَا الغرَابَ العَاجزَ لَقَادِرٌ عَلَى أَنْ يَرْزُقَني، فَرَجَعْتُ إِلَى بَيتي

وَقَعَدْتُ فِيهِ بِلاَ عَمَل 00!!! هنا قال له الحكيم ـ وقد استوعب تمَامَاً ما سمِعَ ـ وَلمَ اخْتَرْتَ لنفسِك أَنْ تكونَ الغرابَ العَاجِزَ وَلمَ تخْتَرْ أَنْ تَكُونَ الغرابَ القَوِيّ 00!!؟ وَعَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " من سأل الناس تكثراً فإنما يسأل جمراً فليستقل أو ليستكثرْ " 00!! (أَخْرَجَهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ بِكِتَابِ الزَّكَاةِ بِرَقمْ: 1041 ـ عَبْدِ البَاقِي) وَعَنِ ابنِ مَسْعُود (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) أَنَّ قَال رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " من أَصَابَتْهُ فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن أنزلها باللهِ يوشك الله له برزق عاجلٍ أو آجلْ " 00!! [صَحَّحَهُ الأَلبَانِيُّ في بِالمِشْكَاةِ بِرَقم: 1852 / وَفي صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقمْ: 6041]

وَيُوشِكُ هُنَا لَيْسَ مَعْنَاهَا " يحْتَمَلْ " كَمَا يَظُنُّ الكَثِيرُونَ وَإِنمَا هِيَ هُنَا بمَعْني يُسْرِع؛ ومنه قَالُواْ وشيكاً أَيْ سريعاً 00!!

وَعَن أَبِي بِشْرٍ قُبَيصَةَ بن المخَارِقِ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) قال: " تحَمَّلتُ حَمَالةً ـ أَيْ تحَمَّلَ غُرْمَاً خِلاَلَ فَضِّهِ لِنزَاعٍ بَينَ اثنَين ـ فأتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسأله فيها فقالَ أقم حَتي تأتينا الصدقةُ فنأمر لك بها، ثم قالَ يا قُبَيصَة: إن المسألة لاَ تحل إلاَ لأحد ثلاَثة: رَجل تحَمَّل حَمَالةً فحلت له المسألة حَتي يُصِيبَهَا ثُمَّ يمْسِك، وَرَجُلٌ أصابته جائحة ـ أَيْ مُصِيبَةٌ ـ اجْتَاحَتْ مالهُ فحلت له المسألة حَتي يُصِيبَ قِوَامَاً مِن عَيْشٍ أَوْ قالَ سِدَادَاً مِن عَيْش ـ أَيْ مَا يَسُدُّ بِهِ حَاجَتَه ـ ورجل أصابته فاقةٌ ـ أَيْ فَقرٌ شَدِيدٌ ـ حَتي يقول ثلاَثة من ذوى الحجى من قومه ـ أَيْ من عقلاَئِهِمْ ـ لقد أصابتْ فلاَناً فاقة: فحلت له المسألة حَتي يُصِيبَ قِوَامَاً مِن عَيْشٍ أَوْ قالَ سِدَادَاً مِن عَيْش،

فما سواهن من المسألة يا قُبَيصَةُ سُحْتٌ يأكلها صَاحِبُهَا سُحْتَاً " 00!! (أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ بِكِتَابِ الزَّكَاةِ بِرَقمْ: 1041 ـ عَبْدِ البَاقِي 0 كَمَا صَحَحَهُ الأَلبَانِيُّ بمُشْكِلَةِ الفَقرِ تحْتَ رَقمْ: 82) وَعَنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يتساءل الرجل في الجائحة أو الفتق ليصلح بِهِ بين قومهِ فإذا بلغ أو كرب استعف " 00!! (حم طب ق عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده 0 الكَنز: 16788) أَيْ يحِقُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَنْ يُعْطُوهُ مَالاً لِيُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فَرِيقَيْنِ بَيْنَهُمَا دِيَاتٌ أَوْ غَرَامَات كَجمْعَ التَّبَرُّعَات، وَهُوَ مَا قَصَدَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِه: " أَوْ

وَعَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " ليس المسكين الذِي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان، ولكنَّ المسكينَ الذِي لاَ يجد غنيً يغنيه، ولاَ يفطن له فيتصدق عليه ولاَ يقومُ فيسأل الناس " 00!! (أَخْرَجَهُ الإِمَامُ البخاريُّ بِرَقمْ: 1479 / فَتح 0 وَمُسْلِمٌ بِكِتَابِ الزَّكَاةِ: 1039) وَعَنِ عَبْدِ اللهِ ابْنِ عُمَرَ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) عن أبيه أَنَّهُ قال: " كان رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعطيني العطاءَ فأقولُ أعطه من هو أفقرُ إِلَيْهِ مِني فقالَ خذهُ، إذا جاءك من هذا المال شَيْءٌ وأنت غيرُ مُشْرِفٍ ـ أَيْ طَامِعٍ ـ وَلاَ سَائِلٍ خذه فتمولهُ فَإِنْ شِئتَ كله، وإن شِئتَ تصدقْ بِهِ، وَمَا لاَ ـ أَيْمَا لَمْ يَأتِكَ هَكَذَا ـ فلاَ تتبعه نفسَك " 00!!

(أَخْرَجَهُ الإِمَامُ البخاريُّ بِرَقمْ: 7136 / فَتح 0 وَمُسْلِمٌ بِكِتَابِ الزَّكَاةِ: 1045 / عَبْدِ البَاقِي) وَعَنهُ قال: بينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقسم ذهباً إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله أعطني فأعطاه ثم قال: زدني فزاده مراراً ثم ولى مدبراً فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الرجل ليأتني فيسألني فأعطيه، ثمَّ يسألني فأعطيه ثم يولي مدبراً وقد أخذ بيده ناراً ووضع في ثوبه ناراً وانقلب إلى أهله بنار " 00!! (ابن جرير الطبري 0 الكَنْز: 17122) عن رجل من أهل الرَّبْذَةُ يقال له عبد الرحمن أو أبو عبد الرحمن قال: " أتى رجل أبا ذر يسأله فأعطاه شيئاً، فقيل له إنه غنيٌّ فَقالَ وما أحفل أن يجِيءَ يوم القيامة يخمش وجهه " 00!!

وَمَا كَانَ أَبُو ذّرٍّ لِيَقُولَ هَذَا مِنْ تِلقَائِ نَفسِهِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ قَدْ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ 0 [ابن جرير الطبري 0 الكَنْز: 17127 / وَالرَّبْذَةُ اسْمُ مَوْضِعٍ] المَسْأَلَةُ وَمَتي تجُوز وَعَنْ سَيِّدِنَا عليٍّ [كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ] أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من سأل مسألة عن ظهر غنى استكثر بها فإِنما هيَ رَضَفَةٌ مِنْ رَضَفِ جَهَنَّم، قالواْ يا رسول الله وما ظهر غني 00!؟ قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشاء ليلة " 00!! (رواه الدارقطني 0 الكَنز: 17144) أَدَبُ المَسْأَلَة

عن أصبغ بن نباتةَ قال: " جاء رجل إلى عليٍّ [كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ] فقالَ يا أمير المؤمنين إن لي إِلَيْكَ حاجة قد رفعتها إلى الله قبل أن أرفعها إِلَيْكَ فان أنت قضيتها حمدت الله وشكرتك، وإن أَنْتَ لم تقضها حمدت الله وعذرتك، فقال عليٌّ اكتبْ على الأرض فإِني أكره أن أرى ذُلَّ السؤال في وجهك، فكتب إني محتاج، فقالَ عليَّ بحلة فأتي بها فأخذها الرجل فلبسها ثم أنشأ يقول: كَسَوتَني حلة تَبلَى محَاسنهَا (*) فَسَوفَ أَكسُوكَ مِن حُسْنِ الثنَا حُلَلاَ إن نلت حسنَ ثَنَائِي نِلتَ مَكرُمَةً (*) وَلَستَ أَبْغِي لمَا قَدْ قُلتُهُ بَدَلاَ إِنَّ الثنَاءَ لَيُحْيى ذِكرَ صَاحِبِهِ (*) كَالغَيث يحبي نَدَاه السَّهْلَ وَالجَبَلاَ فقال عليٌّ عليَّ بالدنانير، فأتي بمائة دِينَارٍ فدفعها إِلَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ حلةٌ ومائةُ دينارِ يا أمير المؤمنين 00!؟

فَقَالَ [كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ] نعم؛ سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " أنزلواْ الناس منازلهمْ، وهذه منزلة هذا الرجل عندِي " 00!! (رواه ابن عساكر وأبو موسى المُدَينيّ: شَيْخُ البُخَارِيّ 0 الكَنْز: 17146) مَاَ تَفعَلُ إِذَا قُدِّمَتْ إِلَيْكَ صَدَقَةٌ وَأَنْتَ غَيرُ محْتَاجٍ إِلَيْهَا وَعَن سالم بن عَبْد الله بن عمرَ عَن أبيه عَبْد الله بن عمر عن عُمَرَ بِنِ الخَطَّابِ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) أَنَّهُ قال: " كان رَسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعطينى العَطاءَ فأقولُ أَعْطِهِ مَن هوَ أَفقَر إِلَيْهِ مني، فَيَقُولُ خُذهُ، إذَا جَاءَكَ من هَذَا المال شَيْءٌ وَأَنت غَير مشرف ـ أَيْ مُتَطَلِعٍ ـ ولاَ سائلٍ فخذه فتموله ـ أَيْ فَخُذهُ ـ فَإن شئتَ كلهُ وَإن شئتَ تَصَدق به، وما لاَ ـ أَيْ مَا لَم يجئكَ ـ فَلاَ تتبعه نفسَك

قال سالِم: فكان عَبْدُ اللهِ ـ أَيْ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَر: أَبُوهُ ـ لاَ يسأل أحداً شيئاً، ولاَ يرد شيئاً أعطيه " 00!! [البُخَارِيُّ: 7163 / مسلم: 1045] وَعن سَيِّدِنَا عُمَرُ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) قال: " أرسل إِلَيَّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمال فرددته، فلما جئتهُ قالَ ما حملك على أن ترد ما أرسلت به إِلَيْكَ " 00!؟ قلتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَلَيْسَ قَد قلتَ لي أَن لاَ تَأخُذَ مِن الناسِ شَيئَاً 00؟ قالَ إنما ذاك أن لاَ تسْأَلَ، وَأَما مَا جَاءَكَ من غَير مَسأَلَة فَإِنما هوَ رزق رَزَقَكَهُ الله "00!! [رَوَاهُ البَيهَقِيُّ وَأَبُو يَعْلى وَابنُ عَبدِ البر 0 الكَنز: 17150]

عن عبد الله بن زياد أن عمر بن الخطاب أعطى سعيد بن عامر ألف دينار، فقالَ لاَ حاجة لي فيها، أعط من هو أحوج إِلَيْهِا مني، فقال عمرُ على رسلك حتى أحدثك ما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم إن شِئتَ فاقبل وإن شِئتَ فدعْ: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " من أعطِيَ شيئاً على غير سؤال ولاَ استشراف نفسٍ فإنه رزق من الله فليقبله ولاَ يردُّه؛ فقال سعيدٌ أنت سمعتَه من رسول الله 00؟ قال نعم، فقبله 00!! (ابن عساكر 0 الكَنز: 17155)

عن ابن السعديِّ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) قال استعملني عمر على الصدقة، فلما أَدَّيْتُهَا إِلَيْهِ أعطاني عَمَالَتي ـ أَيْ أُجْرَتي ـ فقلت إنما عملت وأجرتي على الله، قالَ خذ ما أَعطيتك فإِني عملت على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأعطاني فقلت مثل قولك فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا أَعطيتك شيئاً من غير أن تسألني فكل وتصدق " 00!! (ابن جرير0 الكَنز: 17156) عن نافع أن المختار بن أبى عبيد كان يرسل إلى عَبْد الله ابن عمر بالمال فيقبله ويقول: " لاَ أسأل أحداً شيئاً ولاَ أرد ما رزقني الله " 00!! [جرير0 الكَنز: 17158] وَلاَ غَرَابَةَ فَمَنْ تَأَمَّلَ فِقهَ عُمَر: لاَ يَتَعَجَّبُ مِنْ فِقهِ ابْنِ عُمَر 00 وَيَنْشأُ وَاحِدُ الفِتيانِ مِنَّا (*) عَلَى مَا كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ

وَعَن عَائِذِ بْنِ عَمْروٍ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالْ: " لَوْ تَعْلَمُونَ مَا فِي المَسْأَلَةِ مَا مَشَى أَحَدٌ إِلَى أَحَدٍ يَسْأَلُهُ شَيْئَا " 00!! (النَّسَائِيُّ 0 الكنز: 17721) وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي مُسْنَدِهِ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قَالْ: " مَلعُونٌ مَنْ سَأَلَ بِوَجْهِ الله، وَمَلعُونٌ مَنْ سُئِلَ بِوَجْهِ اللهِ ثُمَّ مَنَعَ سَائِلَهُ " 00!! (الكنز: 17725) اطلبوا الحوائج إلى ذوى الرحمة من أمتى ترزقوا وتنجحوا فإن الله (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) يقول: رحمتي فى ذوي الرحمة من عبادي ولاَ تطلبوا الحوائج عند القاسية قلوبهم فلاَ ترزقوا ولاَ تنجحوا فإن الله يقول: إن سخطي فيهم (عق طس عن أبى سعيد 0 الكَنز: 16801)

وَقالَ سَيِّدُنَا دَاودُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): " إدخالك يدك في فم التنين إلى أن تبلغ المرفق فيقضمها خير لك من أن تسأل من لم يكن له شَيْء ثم كان " 00!! [ابن عساكر عن أبى هريرة 0 الكَنز: 16804] وَيقصد بهذا الكلاَم (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) أنك إن كنت لاَ محالة سائلاً فلتسأل ذوى ذوي المروءة من الناس أو ذوى الدِّين أو ذوى سلطان، أو ذوي أَيِّ شَيْء ترجِّح به نجح طلبك عندهم 0 " اطلبوا المعروف من رحماء أمتى تعيشوا فى أكنافهم فإن فيهم رحمتي ولاَ تطلبوه من القاسية قلوبهم فإن اللعنة تنزل عليهمْ، يا عليّ: إن الله خلق المعروف وخلق له أهلاً فحببه إِلَيْهِمْ وحبب إِلَيْهِمْ فعاله، ووجه إِلَيْهِمْ طلاَبه كما وجه الماء في الأرضِ الجدبة لتحيى به ويحيى بِهِ أهلها، يا عَليّ: إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة " 00!!

[رواه الحاكم في المستدرك عن سيدنا على بن أبى طالب 4/ 321 ـ الكَنز: 16807] " اسْتَعِينُواْ عَلَى قَضَاءِ الحوائج بِالكِتمَان؛ فَإِنَّ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ محْسُود " 00!! [صَحَّحَهُ شَيْخُنَا الأَلبَانِيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقم: 1453 / الكنز: 16809] اطلبوا حوائجكم عند حسان الوجوه فإن قضى حاجتك قضاها بوجه طليق وإن ردك ردك بوجه طليق فرب حسن الوجه دميمه عند طلب الحاجة ورب دميم الوجه حسنه عند طلب الحاجة " 00!! [ابن أبي الدنيا فى قضاء الحوائج عن عمرو بن دنيار، مرسلاً / الكنز:16810] وَابْدَأ بِالأَقرِبَاءِ فَإِنَّهُمْ أولى بأن تطلب مِنهُم حاجتكَ وَتُطلِعُهُمْ عَلَى أَسْرَارِك؛ يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لاَ تصلح المسألة لغَنيٍّ إلاَ من ذي رحم أو سلطان " 00!! [رواه الطبرانى عن سمره 0 الكنز / 16813]

وَعَنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لأَنَسٍ: " ألاَ أعلمك ما علمني جبريل إذا كانت لك حاجة إلى بخيل شحيح أو سلطان جائر أو غريم فاحش تخاف فحشه فقل: اللهم إنك أنت العزيز الكبير وأنا عبدك الضعيف الذليل الَذِي لاَ حول له ولاَ قوة إلاَ بك، اللهم سخر لى فلاَناً كما سخرت فرعون لموسى ولين لي قلبه كما لينت الحديد لدواد فإنه لاَ ينطق إلاَ بإذنك، ناصيته فى قبضتك وقلبه فى يدك جل ثناء وجهك يا أرحم الراحمين " 00!! (الديلميُّ عن أنس 0 الكنز/16815) وأخرج البيهقيّ عن عمر أن رسولاَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال إذا آتاك ما لم تسأله ولم تشره إِلَيْهِ نفسك فاقبله فانما هو رزق ساقه الله إِلَيْكَ (الكنز ـ 16817) إذا جاءك من هذا المال شَيْء وأنت غير مشرف ولاَ سائل فخذه ومالاَ، فلاَ تتبعه نفسك (أخرجه البُخَارِيُّ عن عمر)

وعن أم المؤمنين عائشة (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لها: " يا عائشة: من أعطاك عطاءً من غير مسألة فاقبليه؛ فَإِنما هو رزق عرضه الله عليك " 00!! ... [متفق عليه] وَعَنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِعُمَرَ: " إذا أُعْطِيتَ شَيئَاً من غَير أَن تَسأَلَ فَكل وَتَصَدق " 00!! [رواه مسلم وأبو داود والنسائى] وعن سمرة بن جندب (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن المسألة كَدٌّ يَكُدُّ بها الرجلُ وجههُ ـ أَيْ يخْدِشُهُ ـ إلاَ أن يسأل الرجُلُ سلطاناً أو في أمر لاَبد منه " 00!! [صَحَّحَهُ الأَلبَانِيُّ بِصَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقم: 1947 / وَالتِّرْمِذِيُّ بِرَقم: 681، 687 / الكَنْز: 16699]

وَرَوَى أَبُو دَاوُودَ وَالنَّسَائِيُّ عَنهُ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قَالْ: " إِنْ كُنْتَ لاَ بُدَّ سَائِلاً فَاسْأَلِ الصَّالِحِين " 00!! كَمَا رَوَى أَبُو دَاوُودَ أَيْضَاً عَن جَابِرٍ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُول: " لاَ يُسْأَلُ بِوَجْهِ اللهِ إِلاَّ الجنَّة " 00!! [رواه أَبُو دَاوُودَ في سُنَنِهِ أَيْضَاً تحت رقم: 1655 بِكِتَابُ الزَّكَاةِ بَابُ ذَمِّ السُّؤَالْ ـ الكَنْز: 16731] وَعَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيَّ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) عَنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن سَأَلَ الناسَ مَسأَلَة وَهوَ عَنهَا غَني كَانَت شَيئَاً في وَجهِهِ يَومَ القِيَامَة " 00!! [رواه أحمد 0 الكَنْز: 16733]

وَعَنْ ثوبانَ أَيْضَاً أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالْ: " منْ تكفل لي أنْ لاَ يسألَ النَّاسَ شيئا وَأتكفلُ لهُ بالجنة 00؟ فقَالَ ثَوْبَانُ أنا يا رسول الله، فَكَانَ لاَ يَسْأَلُ النَّاسَ شَيْئَاً، حَتي أَنَّ السَّيِّدَةَ عَائشة كانت تقولُ تعاهدوا ثوبان فَإِنهُ لاَ يسأل أحدا شيئاً، وكان يسقط منه العصا والسواكُ فلاَ يسألُ أحداً أنْ يناوله إياهُ حتي ينزل فيأخذه " 00!! [صَحَّحَهُ الألبانيُّ بِصَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقم: 6604 / وَفي التَّرْغِيبِ بِرَقم: 857 / أَمَّا زِيَادَةُ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ فَذَكَرَهَا البيهقيُّ في الشعبِ وَأبو داودَ في سُنَنِهِ بِرَقْم / 1643] 2222222

وَرَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) عَنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَن سَأَلَ الناسَ مِن غَيرِ فَاقَةٍ نَزَلَت بِهِ أَو عِيَال لاَ يطِيقهم جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ بِوَجهِهِ لَيسَ عَلَيهِ لحم، وَمَن فَتَحَ عَلَى نَفسِهِ بَابَ مَسأَلَة مِن غَيرِ فَاقة نَزَلَت بِهِ فَتَحَ الله عَلَيهِ بَابَ فَاقَة مِن حَيث لاَ يحتَسِب " 00!! [رواه ابن جرير والبيهقيّ عن ابن عباس 0 الكَنز: 16743] " مَن يستغن يغنه الله ومن يستعف يعفه الله وَاليَدُ العليا خير من اليَدِ السفلى، ولاَ يفتح أحد باب مسألة إلاَ فتح الله عليه باب فقر " 00!! [ابن مسعد عن أبى سعيد 0 الكنز: 16780]

وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَنْ فَتَحَ بَابَ مَسأَلَة فَتَحَ الله لَهُ بَابَ فَقر في الدنيَا وَالآخرة، وَمَنْ فَتَحَ بَابَ عَطِيَّةٍ ابتغاءً لوَجْهِ اللهِ أَعْطَاهُ اللهُ خَيرَ الدنيَا وَالآخِرَة " 00!! [رواه ابن جرير في التهذيب عن أبى هريرة 0 الكَنز: 16745] " لاَ يفتح عبْد باب مسألة إلاَ فتح الله عليه باب فقر، لأن يأخذ أحدكم أحبُلهُ فَيَأتيَ الجَبَلَ فَيَحتَطبَ عَلَى ظَهره فَيبيعَه فَيَأكلَه خَيرٌ لَه من أَن يَسأَلَ الناسَ معطَى أَو ممنوعَاً " 00!! [ابن جرير في تهذيبه عن أبى هريرة 0 الكَنز: 16747] سمِعَ عُمَرُ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) سَائلاً يَسأَل بَعدَ المغرب فَقَالَ لوَاحدٍ مِن قَومه عَش الرَّجُل، فَعَشَّاه ثم سمِعَه يَسأَلُ ثَانيَاً فَقَالَ أَلَم أَقل لَكَ عَشِّ الرَّجُل 00!؟

قالَ قد عَشَّيتهُ يَا أًَمِيرَ المُؤمِنِين، فنظر عُمرُ فإذا تحت يده مخلاَةٌ مملوءةٌ خُبْزَاً فقالَ لَهُ: لستَ سَائلاَ وَلكنكَ تَاجر، وَأَخَذَ المخلاَةَ وَنَثَرَهَا بَينَ يَدَي إِبِلِ الصَّدَقَة وَضَرَبَه بالدِّرَّةِ ـ أَيْ بِالسَّوْطِ ـ وقالَ لاَ تَعُدْ " 00!! [الإِحْيَاء ـ بَابْ تحْرِيمِ السُّؤَالِ مِت غَيرِ ضَرُورَة: 1569] ولولاَ أن سؤاله كان حراماً لما ضربه وَأَخَذَ مخلاَته 00!! وَعَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِن قوماً يجيئوني فأعطيهم ما يتأبطون إلاَ النار، قيل: لم تعطيهم؟ قال: إنهم يخيزوني بين أن أعطيهم أو أبخل وإنى لست ببخيل وإن الله لم يرض لى البخل (الخرائطى فى مكارم الأخلاَق عن جابر) (الكنز: 16756) وروي البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال

" والذي نفسي بيده لاَن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب علي ظهره خير من أن يأتي رجلاَ قد أعطاه الله من فضله فيسأله أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَه " 00!! وَرُوي عن عمرَ بنِ الخطابِ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) أَنَّهُ قالَ كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعطيني العطاء فأقول أعطه من هو أفقر مني فَيَقُولُ لِي خذهُ، وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرفٍ ولاَ سائلِهِ فخذه وإلاَ فلاَ تتبعه نفسك " 00 (أخرجه البخاريُّ وَمسلم) وقال أحد الصالحين لأَحَدِ السَّائِلِينَ لاَ تكلمني في حَاجَتِكَ ولكن اكتبها (في رقعة) ثم ارفعها إِلَى فإِني أكرهُ أن أري ذل السؤالِ في وجهك 00!! مَن عَفَّ خَفَّ عَلَى الصَّديق لِقَاءُهُ (*) وَأَخُو الحوَائِجِ وَجْهُهُ مَمْلُولُ

وَعن أَبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عوفِ بن مالكٍ الأشجَعِيِّ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) أَنَّهُ قالْ: كنا عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسعةً أو ثمانيةً أَوْ سَبْعَةً فقالَ أَلاَ تبايعون رسول الله 00!؟ وَكُنَّا حَدِيثي عَهْدٍ بِبَيْعَةٍ، فقلنا قد بايعناكَ يا رسول الله، ثُمَّ قَالَ أَلاَ تبايعون رسول الله 00!؟ فَبَسَطْنَا أَيْدِيَنَا وَقُلنَا قد بايعناكَ يا رسول اللهِ فَعَلاَمَ نُبَابِعُك 00؟ قالَ عَلَى أنْ تعبدوا اللهَ ولاَ تشركواْ بِهِ شيئا، والصلواتِ الخمسِ وَتُطِيعُواْ، وَأَسَرَّ كلمة خفيةً " ولاَ تسألواْ الناس شَيئَاً " يَقُولُ عَوْف: " فَلَقَد رَأَيت بَعضَ أولَئكَ النفَرَ يسقط سَوطُ أَحَدِهِمْ فَمَا يسألُ أحداً يناولُهُ إِيَّاه " 00!! (أخرجه مسلمٌ تحْتَ رَقْم: 1043)

وعن حكيم بن حزام (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) أن النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " اليَدُ العليا خير من اليَدِ السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله " 00!! [البُخَارِيُّ: 1427، مسلم: 1034] وعن سفيان صخر بن حرب (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لاَ تلحفواْ في المسألة، فَوَالله لاَ يَسْأَلُني أَحَدٌ منكم شيئاً فتخرجَ له مسألته منى شيئاً وأنا له كارهٌ فيبارك له فيما أعطيته " 00!! [رواه مسلم: 1038] وعن ابن عمر (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) أن النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لاَ تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) وليس في وجهه مُزْعَةُ لحم " 00!! [البُخَارِيُّ: 1474 / مسلم: 1040 ـ وَالمُزْعَةُ هِيَ القِطعَة]

وعنه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال وهو على المنبرِ وذكر الصدقة والتعفف عن المسألة: " اليَدُ العليا خير من اليَدِ السفلى، وَاليَدُ العليا هِيَ المنفقة، والسُّفلى هيَ السائلة " 00!! لأنها تكون أسفل وتلك الأعلى [البخَارِيُّ: 1429 / مسلم: 1033] وعن أبى هريرة (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من سأل الناس تكثرا فإنما يسأل جمراً، فليستقل أو ليستكثر " 00!! [رواهُ 000000: 1041]

عن سيدنا عَبْد الله بن مسعودٍ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " الأَيْدِي ثلاَثة: فَيَدُ الله (جَلَّ جَلاَلُهُ) العُليَا، وَيَد المعْطِي التي تَلِيهَا، وَيَدُ السَّائلِ هِيَ السُّفلى إِلى يَومِ القِيَامَة، فَاستَعِفَّ عَنِ السؤَالِ مَا استَطَعْتَ " 00!! [رواه أحمد والبيهقى والحاكم وأبو نعيم الكنز: 17667] وَرَوَى سَيِّدُنَا أَنَسٌ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) عَنهُ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " من كان له قوت ثلاَثة أيام لم يحل له أن يسأل الناس شيئاَ " 00!! [الكنز: 16774] وَعَنْ زِيَادِ بْنِ الحَارِثِ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) عَنهُ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " من سأل الناس عن ظهر غنى فصداعٌ في الرأس وداءٌ في البطن " 00!!

[أَيْ يَدْعُو عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصُدَاعٍ في الرَّأسِ وَبِدَاءٍ في البَطن 0 الكَنز: 16784] وَعَنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " من يبايعني على أن لاَ تسألواْ الناس شيئاً ولكم الجنة " 00!! (طب عن أبى أمامة 0 الكَنز: 16785) وَعَنهُ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قَالَ لِنَفَرٍ سَأَلُوهُ: " لاَ أعطيكم وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم من الجوع " 00!! [أَخْرَجَهُ البَيْهَقِيُّ عن سَيِّدِنَا علي0 الكَنز: 16786] وَعَنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " والَذِي نفس محمد بيده لو تعلمون ما أعلم في المسألة ما سأل رجل رجلاً وهو يجد ليلة تُبَيِّتُهُ " 00!! [أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيّ عن عائد بن عمرو بن هلاَل المزني 0 الكَنز: 16790]

وَلِذَا رُوِيَ عَنهُ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إذا رددت على السائل ثلاَثاً فلم يرجع فلاَ عليك أن تَزْبُرَهُ " 00!! [رواهُ الطبرانيُّ وابنُ النَّجَّارِ عن أبى هريرة 0 وَتَزْبُرُهُ أَيْ تَنهَرُهُ وَتُغلِظُ لهُ في القَول 0 الكَنز: 16791] وعن أبى هريرة (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " ليس المسكين الَذِي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الَذِي لاَ يجد غنى يغنيه ولاَ يفطن لهُ فيتصدق عليه، ولاَ يقوم فيسأل الناس " 00!! [البُخَارِيُّ: 1479 / مسلم: 1039] قال الله (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى): {فَإِذَا قُضيَتِ الصَّلاَةُ فَانتَشِرُوا في الأَرضِ وَابتَغُوا مِن فَضلِ الله} [الجمعة:10]

وعن أبى عبد الله الزبير بن العوام، وَرُوِيَ أَيْضَاً عَن حَكِيمِ بْنِ حِزَام (رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ) قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لأَن يَأخذَ أَحَدكم أَحْبُلَهُ ـ أَيْ حَبَائِلُه ـ ثم يَأتي الجَبَلَ، فَيَأتي بحزمَة من حَطَب عَلَى ظَهرِهِ فَيَبيعَها فَيَكف الله بهَا وَجهَهُ خَير له من أَن يَسأَلَ الناسَ أَعطوه أَو مَنَعوه " 00!! [أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ بِرَقم: 1471، 2074 / وَمُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقم: 1042 / الكَنز: 16787] وَتَقدِيرُ الكَلاَمِ أَيْ لأَنْ يحتَطِبَ أَحَدُكُمْ خَيرٌ لَهُ مِن أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ شَيْئَا 00!!

وعن المقدام بن معد يكرب (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: " ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبيَّ الله دَاوُودَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) كان يأكل من عمل يده " 00!! [أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ: 2072] وانظر إلى نساء الصحابة (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) كيف كانت تأخذ الواحدة منهن بتلاَبيب زوجها قبل الخروج إلى طَلَبِ المَعِيشَةِ وتقول له اتق الله فينا ولاَ تطعمنا إلاَ من حلاَل؛ فَإِنَّا نصبر على الجوع ولاَ نصبر على حر جهنم 00!!

وَتَأَمَّلْ مَوقفَ المهَاجرينَ وَالأَنصَار ـ وَمَا أَروَعَ المَوقفَين ـ كَيفَ كَانَ الأَنصَارِيُّ يَأتي بمالِهِ وَيُقَسِّمُهُ إلى شطرين، ويقول لأخيه المهاجر خذ أحبهما إِلَيْك، ويخيره بين زوجاته ويقول له انظر خيرهن أطلقها لك فتتزوجها فما يكون من المهاجر إلاَ كل خير، حيث تتجلى أسمى صور العفة في قوله لأخيه بارك الله لك يا أخي في مالك وفي أهلك ولكن دُلَّني على السُّوق 00!! ومن هنا كان الحديث العظيمُ لِرسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك والَذِي توجَّه به إلى المهاجرين: " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته لدُنيَا يصِيبها أو امرأةٍ ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إِلَيْهِ " 00!! وَرَحِمَ اللهُ الشَّاعِرَ القَائِل: أَمَا والَذِي لاَ يَعلَمُ الغَيبَ غَيره (*) وَيحيى رفَاتَ العَظمِ وَهْوَ رَمِيمُ

لَكَم منْ لَيَال بت فيهن طَاويَاً (*) مخَافَةَ يَومَاً أَنْ يُقَالَ لَئِيمُ وَطَاويَاً أَيْ جَائعَاً، منَ الطوَى وَهوَ الجوع؛ ومنه قول عنترةَ الَذِي أعجب به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يخبركِ مَن شَهِدَ الوَقِيعَةَ أَنَّني (*) أَغشَى الوَغَى وَأَعِفُّ عِندَ المَغنَمِ فَأَرَى مَغَانمَ لَو أَشَاءُ غَنِمْتُهَا (*) فَيَصُدُّني عَنهَا الحَيَا وَتَكَرُّمِي وَلَقَدْ أَبِيت عَلَى الطوَى مُسْتَعْفِفَاً (*) حَتى أَنَالَ به كَريمَ المَطعَمِ لاَ تغْضَبَنَّ عَلَى امْرِئ (*) مَنَعَ الَذِي مَلَكَت يَدَيْه وَاغضَب عَلَى الطمَع الَذِي (*) أغرَى بِعَيْنِكَ مَا لَدَيْه دَوْرُ الأغْنِيَاء في رِعَايَةِ العُلَمَاء

جَاءَتْ إلى فتحٍ الموصليِّ صرةٌ فيها خمسونَ درهماً فَرَدَّهَا؛ فَقِيلَ لَهُ يَقُولُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من أتاه رزق من غير مسألة فإنما يرده على الله " فَفَتَحَ فَتْحٌ الصرةَ وَأخذ منها درهما ورد سائرها 00!! وكان الحسن يروي هذا الحديث أيضا ولكن حمل إِلَيْهِ رجل كيسا ورزمة من رقيق ثياب خراسانَ فرد ذلكَ كُلَّهُ وقال: " من جلس فِي مَقَامِي هَذَا وقبل من الناس مثل هذا لقي الله (جَلَّ جَلاَلُهُ) يوم القيامة وليس له خلاَق " 00!! وهذا يدل على أَنَّ أمر العالم والواعظ أشد في قبول العطاء 0 (أَ 0 هـ) وكان إِبراهيم التَّمِيميُّ يسأل من أصحابه الدرهم والدرهمين، ويعرض عليه غيرهم المِائَةَ المئتين فَلاَ يقْبَلُها 00!!

وجاء خراساني إِلَى الجنيد (رحمه الله) بمال وسأله أن يأكلَ مِنهُ فقامَ لِيُفرِّقهُ علي الفقراء؛ فقالَ الخُرَسَانِيُّ ما أريد هذا، فَقالَ لَهُ الإِمَامُ الجُنَيْدُ ومتي أعيش حتي آكلَ كُلَّ هذا 00!!؟ قالَ: ما أريد أن تنفقه في أَكْلِ الزَّيْتِ الخلِّ والبقل بل في الحلاَوات والطيبات، فقبلَ منهُ؛ فَسُرَّ بِذَلِكَ الخراسانيُّ وَقَال: " وَاللهِ ما أجد في بغداد أَحَقَّ بِهِ منك " 00!! فقال الجنيد: " ولاَ ينبغي أن يُقبَلَ إلاَ مِنْ مِثلك " 00!! انظُرْ ـ يَرْحَمُكَ الله ـ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ العُلَمَاء، وَهَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الأَغْنِيَاء قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما المعطي من سعة بأعظم أجراً من الآخذ إذا كان محتاجاً" رواه الطبراني 0

وقد كان سري السقطي يصل أحمد بن حنبل رحمه الله عليهما شيئاً فرده مرةً؛ فقال له السريُّ يا أحمد: " احذر آفة الردِّ فإنها أشد من آفةِ الأخذ " 00!! ... فقال له أحمدُ أعد علي ما قلتَ فأعاده؛ فقال أحمدُ ما رددت عليك إلاَ لأن عندي قوت شهرٍ فاحبسه لي عندكَ فإذا كان بعد شهرٍ فأنفذه إِلَى 00!! ... ... وَعَنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: " ما الَذِي يعطى من سعة بِأَعْظمَ أَجْرَاً مِنَ الذِي يَقبَلُ إذا كان محتاجاً " 00!! (أخرجه الطبرانى عن أنسٍ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) 0 الكَنْز: 16659) ومتي رأيت بلداً العلماء فيها هم أتعس الناس حظاً فاعلم أنها بلد سوء {أُسْرَةُ الشَّاعِر حَافِظ إِبْرَاهِيم وَذُلهَا مِنْ بَعْدِه}

وَلذَا كنت كَثيرَا مَا أَتمثل بأَبيَات شَاعرنَا الكَبير/محمُود غُنيم التي يُصَوّر فيهَا أسرَة حَافظ التي تَشَردَت من بَعده وَذَاقَت الأَمرَّينِ وَألبَسَهَا الفَقر لبَاسَ الجوع ـ وَإن كَانَت في الحَقيقَة عَاريَةَ الجَسَد ـ وَلاَ يَدري مَا البؤس إلاَ البؤَسَاء الذينَ ذَاقُوه، وَإن كَانَ غَيري ذَاقَ الأَمَرَّينِ فَلَقَد أَكَلتُهُمَا وَاليَوْمَ أَطلبهُمَا فَلاَ أَجِدُهُمَا وَأَسْلو عَنهمَا بِإِنشَادِ هَذِهِ القَصِيدَة 00!! لَن يَبْلُغَ المجْدَ شَعب مَاتَ شَاعُرُهُ (*) فَبَاتَ يَشكو بَنُوهُ رِقَّة الحَال لَو كَانَ أَنصَفَني دَهرِي وَأَنصَفَهُ (*) لَم يَشْكُ أَمثَالُهُ بُؤسَا وَأَمثَالي يَا شِعرُ وَيحَك لاَ إِن عِشتُ تَنفَعُني (*) وَلاَ تَقُوتُ إِذَا مَا متُّ أَطفَالي إن رُمتُ قُوتَا فَإِنّ الشِّعر مِن خَزَف (*) أَو رُمتُ رِيَّا فَإِنّ الشِّعرَ مِن آلِ

مَن يَشتَرِي برَغِيف وَاحِدٍ أَدَبي (*) مَن يَشتَرِي الشِّعرَ دِيوَانَا بمِثقَال وَالآلُ هُوَ السَّرَابُ الذِي يحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتي إِذَا جَاءهُ لم يجِدْهُ شَيْئَا 0 وَرُبَّ أُمور يخْجِلُ الحُرَّ ذِكرُهَا (*) يَضِيقُ بهَا الصَّدْرُ الفَسِيحُ وَأَكتُمُ لاَ عَيْبَ لي غَيْرَ أَنِّي مِنْ دِيَارِهِمُ (*) وَزَامِرُ الحَيِّ لاَ تُشْجِي مَزَامِرُهُ وَللهِ دَرُّ الشَّاعِرِ القَائِل: رَأَى بَنيَّ صِغَارَ الحَي قَدْ غَنمُواْ (*) في لَيْلَةِ العِيدِ أَشيَاءً وَمَا غَنِمَا فَجَاءَ يَسأَلُ مَالاً لَسْتُ أَملكُهُ (*) وَلَو أَتَى طَالبَاً رُوحي لَمَا حُرِمَا فَرُحْتُ في كُل مَا يَرجُو أؤمِّلُهُ (*) فَكَانَ قَوْلي لَه أَمَلاً وَلي أَلَمَا لَمَّا رَأَت أمُّهُ حَالي وَحَالَتَهُ (*) مَالَت لنَاحيَة تَبكِي الدُّمُوعَ دَمَا

سَامحَهَا اللهُ مِن أَيَّام؛ هَانَ فِيهَا الكِرَام، وَأُكْرِمَ فِيهَا اللِّئَام 00!! زَمَنٌ صَارَتْ فِيهِ العَرَبَةُ قُدَّامَ الحِصَان 00!! وَلمَّا كَانَ بِدَاخِلِ كُلٍّ مِنَّا شَيْطَان، يُزَيِّنُ لَهُ الإِثمَ وَالعُدْوَان، وَتَقوى وَإِيمَان، رَمَزْتُ لهُمَا بمَلاَكٍ يحُثُّنَا عَلَى الصَّبْرِ وَالسُّلوَان، كَانَ يَدُورُ بَيْنَهُمَا الحُوَارُ التَّالِي: الشَّيْطَان: أَنْتَ الذِي جَلَبْتَ عَلَى نَفسِكَ المَتَاعِب، هَلْ رَأَيْتُ عَاقِلاً يَكُونُ مَعَهُ القَلَمْ، وَيَكتُبُ نَفسَهُ مِنَ الأَشْقِيَاء 00!!؟ أَنَّى لَكَ بِإِصْلاَحِ الكَوْن، وَمَنْ قَالَ لَكَ أَصْلاً أَنَّهُ يحْتَاجُ إِلى إِصْلاَحْ 00!؟ أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ الشَّاعِرْ: وَأَصْمُتُ عَنْ بَعْضِ الأُمُورِ وَإِنْ يَكُنْ (*) بِقَلبيَ مِنهَا ثوْرَةٌ وَزَمَازِمُ

وَنَدِيمَكَ أَبَا العَلاَءِ وَهْوَ يَقُولْ: وَلما رَأَيت الجَهْلَ في النَّاس فَاشيَا (*) تجَاهَلت حَتى قِيلَ عَني جَاهِلُ فَوَاعَجبَا كَم يَدَّعي الفَضْلَ نَاقص (*) وَوَاأَسَفَا كمْ يُظهِر النقْصَ عَاقِلُ إذَا وَصَفَ الطائيُّ بالبخل مَادر (*) وَعَيَّرَ قسَّا بالفَهَاهَة باقِلُ وَقَال الدجَى للشَّمْس مَا لَك قيمَة (*) وَفَاخَرَت الشهْب الحَصَى والجَنَادِلُ فَهُبي رِيَاحَ المَوْتِ هَيَّا وَأَطفِئي (*) سِرَاجَ حَيَاةٍ هَانَ فِيهَا الأَفَاضِلُ بِلاَد ظلمُهَا أمسى (*) على أبنائها فرضا فلو عرض الزمَان على (*) رجال بلاَدنا عرضا وقال منحتكم يَا قَو (*) م طول الأرض والعرضا بشَرط واحد أن لاَ (*) ينازع بعضكم بعضا لكَان جوابهم في صو (*) ت رجُل واحد رفضا نظرت فلم أجدفي النا (*) س إلاَ الحقد والبغضا فداء عدائِنا استعصى (*) وبيت إِخائنا انقضا

وَشَر بلاَئِنا حسد (*) يمض نفُوسنا مضا يصافحني الأسى ضما (*) ويلثمني الضَّنى عضا عجيب أنَّني ميت (*) وعيني لَم تَذق غمضا أأمطرت السَّمَا سما (*) فأمسى روضنا رمضا مسكت يد الأخاء فما (*) وجَدت بقلبه نبضا هُمُومٌ في نواحى الصد (*) ر يزحم بعضها بعضا فقلبي صار مستشفى (*) وكل جوارحي مرضى لَئِن كنتُ محْتَاجَا إلى العِلمِ إنَّني (*) إلَى الجَهلِ في بَعضِ المجالسِ أَحوَجُ وماكُنت أَرضَىالعَيشَ بالجَهلِ صَاحبَا (*) وَلكنني أَرْضَى بِه حِين أحرَجُ فَلي فرَس للعِلمِ في البَيتِ مُلجَم (*) وَلى فَرَسٌ في الناسِ بالجَهلِ مُسْرَجُ فَمَن شاءَ تَقويمي فَإني مُقَومُ (*) وَمَنْ شاءَ تَعْويجِي فَإنِّي مُعَوَّجُ ** فَكُنْ رَجُلاً كَالضِّرْسِ يَرْسُو مَكَانَهُ (*) لِيَمْضُغَ لاَ يَعْنِيهِ حُلوٌ وَلاَ مُرُّ ** هَذَا زَمانٌ لِلأَوَائِلِ شَمْسُهُ (*) عَرَفُواْ القَصِيدَ بحورَهُ وَقَوَافِية

أَيَّامَ كَانَ لِكُلِّ حُسْنٍ شاعِرٌ (*) كَلِفٌ بهِ وَلِكلِّ شِعرٍ رَاوِية الملاَكْ: إِنَّ الهُمُومَ وَالأَحْزَانَ مَثَلُهَا مَثَلُ الحَجَرِ الذِي يُرْمَى لأَعْلَى: لَهُ نِهَايَةٌ يَنْتَهِي إِلَيْهَا في ارْتِفَاعِهِ لَيْسَ بَعْدَهَا إِلاَّ الاَنخِفَاضْ، وَمَثَلُهَا أَيْضَاً مَثَلُ البَدْرِ الذِي يَبْدَأُ هِلاَلاً وَيَظَلُ يَكبُرُ حَتي إِذَا مَا تمَّ وَاكتَمَلَ بَدَأَ في النُّقصَان، وَحَوْلَ هَذَا المَعْني قَالَ الشَّاعِرْ: وَإِذَا غَلاَ شَيْءٌ عَلَيَّ تَرَكتُهُ (*) فَيَكُونُ أَرْخَصَ مَا يَكُونُ إِذَا غَلاَ فَيَا صَاحِبي هَوِّن عَلي نَفْسِكَ الأَسَى (*) فَفِي الليْلَةِ الظلمَاءِ يَنْبَلِجُ الفَجْرُ الشَّيْطَان: بَلْ قُلْ وَفِي الليْلَةِ الظلمَاءِ يَنْبَلِجُ الفَقْرُ 00 فَالنَّحْسُ أَمرٌ مُؤَكدْ (*) وَالسَّعْدُ إِحدَى الأَمَانِي

لاَ ذُو الصلاَحِ مخَلدْ (*) وَلاَ أَخو الشرِّ فانِي كُلَّمَا طَيرُ السَّعَادَة (*) بِالقرْبِ مِني اسْتقرَّا وَأَرَدْتُ أَن أَصْطادَه (*) نفرَ مِني وَفرَّا نحْسٌ مُسْتَمِرّ، حَتي إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنَّني لَوِ اتجَرْتُ في الأَكفَانِ لمَا مَاتَ أَحَدْ، وَلَوْ عَمِلتُ مِسَحَّرَاتي لمَا طَلَعَ هِلاَلُ العِيد 00!! حَتي أَني لَم أَعد أفَكِّر في الفَرَجِ خَشيَةَ أَن يَهرَبَ مِني لمجَرَّدِ عِلمِهِ أَني أفَكِّر فِيه00!! الملاَكْ: اتَّقِ اللهَ وَاصْبِر إِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ المحْسِنِين فَالدَّاعِيَةُ يَنْبَغِي أَنْ لاَ يَنْصَهِرَ أَمَامَ الهُمُومِ وَالأَحْزَان، مَثَلُهُ في ذَلِكَ مَثَلُ المَاءِ مَهْمَا أُوقِدَتْ عَلَيْهِ النِّيرَانُ، وَبَلَغَ المَبْلَغَ في الغَلَيَان، لاَ يمْنَعُهُ ذَلِكَ مِن إِطْفَائِهَا إِذَا صُبَّ عَلَيْهَا 00!!

وَهُوَ بِذَلِكَ مِثلُ الكُوبِ مِنَ الذَّهَبِ بَطِيءُ الاَنْكِسَار، وَإِذَا مَا انْكَسَرَ فَإِصْلاَحُهُ أَمْرٌ يَسِير 00!! لاَ كَكُوبِ الفَخَّار، سَرِيعُ الاَنْكِسَار، وَإِذَا مَا انْكَسَرَ فَإِصْلاَحُهُ أَمْرٌ عَسِير 00!! وَلاَ تَغْضَبْ مِنْ مُزَاحَمَةِ أَنْصَافِ المَوْهُوبِين؛ فَالبرْمِيلُ الفَارِغُ دَائِمَاً هُوَ الذِي يحْدِثُ رَنِينَاً، وَالبَيْضَةُ لاَ تَكسِرُ الحَجَر، وَللهِ دَرُّ الشَّاعِرِ القَائِل: فَيَا ضَاربَا حَجَرَاً بِالعَصَا (*) ضَرَبْتَ العَصَا مَا ضَرَبْتَ الحَجَر وَتَذَكَّرْ أَنَّهُ لَمْ يُوجَدْ شَاعِرٌ وَلاَ أَدِيبٌ وَلاَ كَاتِبٌ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَبْدَعَ وَبَرَّزَ في التِّرَاجِيدْيَا وَالكِتَابَةِ المَأسَاوِيَّةِ وَمحَارَبَةِ السَّلبِيَّاتِ مِن غَيرِ أَنْ يُعَانِيَ مُرَّ المُعَانَاة؛ وَيَرَى المَوْتَ وَهْوَ عَلَى قَيْدِ الحَيَاة 00!!

فَلَئِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ فَاصْبِرْ لهَا (*) عَظُمَتْ مُصِيبَةُ مُبْتَلٍ لاَ يَصْبِرُ عَسَى أَنْ تَكْرَهُواْ شَيْئَاً وَيجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيرَاً كَثِيرَا، وَرُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَة قَدْ يُنعِمُ اللهُ بِالبَلوَى وَإِن عَظُمَتْ (*) وَيَبْتَلِي اللهُ بَعْضَ القَوْمِ بِالنِّعَمِ صَبْرَاً فَمَنْ تَكُنِ العَليَاءُ هِمَّةَ نَفسِهِ (*) هَانَتْ عَلَيْهِ المَتَاعِبُ وَالعَرَاقِيلُ مِنْ وَاجِبِ النَّاسِ أَنْ يَتُوبُواْ (*) لَكِنَّ تَرْكَ الذُّنُوبِ أَوْجَبْ وَالدَّهْرُ فِي صَرْفِهِ عَجِيبٌ (*) وَغَفلَةُ النَّاسِ عَنهُ أَعْجَبْ وَالصَّبْرُ في النَّائِبَاتِ صَعْبٌ (*) لَكِنْ فَوَاتُ الثَّوَابِ أَصْعَبْ وَكُلُّ مَا تَرْتجِي قَرِيبٌ (*) وَالمَوْتُ مِنْ دُونِ ذَاكَ أَقرَبْ المجْدُ لاَ يَبْنِيهِ بانِيهِ بِأَسْمَنْتٍ وَماءْ يُبْني بِأَشلاَءِ الضحَأيا ثُمَّ يُطلَى بِالدماءْ

فَمَهْرُ المجْدِ غالٍ (*) وَبَعْضُ المَهرِ موْتُ أُعِدَّتِ الرَّاحَةُ الكُبْرَى لمَنْ تَعِبا (*) وَفَازَ بِالمجدِ مَنْ لَمْ يألهُ طَلَبَا وَهَكَذَا الرَّاحَةُ دَائِمَاً لاَ تَأتي إِلاَّ بَعْدَ طُلُوعِ الرُّوحْ 00!! وَالآمَالُ لاَ تُنَالُ (*) إِلاَّ بِشِقِّ الأَنْفُسِ وَلاَ خَيْرَ فِيمَنْ لاَ يُرَوِّضُ نَفسَهُ (*) عَلَى غَائِلاَتِ الدَّهْرِ حِينَ تَغُولُ فَإِنْ تَأَزَّمَ أَمْرٌ فَانْتَظِرْ فَرَجَاً (*) فَأَضيَقُ الأَمْرِ أَدْنَاهُ مِنَ الفَرَجِ وَإِنَّ امْرَأً قَدْ سَارَ عِشْرِينَ حَجَّةً (*) إِلَى مَنهَلٍ مِنْ وِرْدِهِ لَقَرِيبُ أَلَمْ تَرَ أَنِّي مُنذُ عِشْرِينَ حَجَّةً (*) أَرُوحُ وَأغْدُو دَائِمَ الحَسَرَاتِ وَقَدِيمَاً سَمِعْنَا حَكِيمَاً قَالَ لاَبْنِهِ وَهْوَ يَعِظُهُ يَا بُنيَّ: إِنْ كُنْتَ سِنْدَانَاً فَاصْبِرْ، وَإِنْ كُنْتَ مِطْرَقَةً فَأَوْجِعْ 00!!

ـ وَاللهِ مَا الصَّبْرُ إِلاَّ قَسْوَة ـ دَعْكَ مِنِ اصْبِرْ 00 تجَلَّدْ 00 ـ مَا فَتَّ في عَضُدِ الحَزِينِ وَهَدَّهُ (*) شَيْءٌ كَقَوْلِكَ لِلحَزِينِ تجَلدِ ـ مَا دُمْتَ في الدُّنيَا فَلاَ تَكُ بَائِسَاً (*) إِنَّ البَئِيسَ كَمَيِّتٍ لَمْ يُلحدِ لاَ تَيْأَسَنَّ مِنَ النَّجَاحِ لِعَثْرَةٍ (*) مَا لاَ يُنَالُ اليَوْمَ يُدْرَكُ في الغدِ اتَّقِ اللهَ إِنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْر، وَإِنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْب، قَالَ تَعَالَى: " فَإِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرَا، إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرَا " 00000 (الشَّرْح:) كَرَّرَهَا القُرْآنُ مَرَتَيْن؛ فَكَيْفَ يَغْلِبُ عُسْرٌ يُسْرَيْن 00!؟ أَيُّهَا الأَدِيبُ صَبْرَاً (*) إِنَّ بَعْدَ العُسْرِ يُسْرَاً أَلاَ تَعْرِفُ حِكَايَةَ أَبِي أَيُّوبَ الكَاتِبْ 00؟ ـ وَمَا حِكَايَةَ أَبِي أَيُّوبَ الكَاتِبْ 00!؟

كَانَ قَدْ سُجِنَ وَطَالَ بِهِ المُكثُ في السِّجْنِ فَكَتَبَ إِلَى أَخِيهِ الحَسَنِ بْنِ وَهْبٍ يَشْكُو لَهُ ظُلمَةَ السِّجْنِ فَكَتَبَ لَه: اصْبِرْ أَبَا أَيُّوبَ صَبْرَاً طَيِبَاً (*) فَإِذَا جَزِعْتَ عَنِ الهُمُومِ فَمَنْ لهَا أَرَى الضِّيقَ مِن خَيْرِ البَشَائِرِ بِالفَرَجْ (*) وَيُوسُفُ لَوْ لَمْ يَدْخُلِ السِّجْنَ مَا خَرَجْ فَرَدَّ عَلَيْهِ أَبُو أَيُّوبْ: صَبَّرْتَني وَوَعَظتَني وَأَنَا لهَا (*) وَسَتَنْجَلِي بَلْ لاَ أَقُولُ لَعَلَّهَا فَلَمْ يمْضِ سِوَى أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ حَتي أَظهَرَ اللهُ بَرَاءَتَهُ فَأُفرِجَ عَنهُ وَخَرَجَ في مَوْكِبٍ عَظِيمٍ شَهِدَهُ كُلُّ العُلَمَاءِ وَالفُقَهَاءِ وَالأُدَبَاءِ وَكَانَ يَوْمَاً مَشْهُودَا 00 فَإِنْ تَأَزَّمَ أَمْرٌ فَانْتَظِرْ فَرَجَاً (*) فَأَضيَقُ الأَمْرِ أَدْنَاهُ مِنَ الفَرَجِ

وَإِنَّ امْرَأً قَدْ سَارَ عِشْرِينَ حَجَّةً (*) إِلَى مَنهَلٍ مِنْ وِرْدِهِ لَقَرِيبُ لَقَدْ أَتَيْتُكَ بِبَيْتٍ مِنَ الشِّعْرِ وَأَنَا أَعْرِفُ حُبَّكَ لَهُ لَكِنْ مَا دُمْتَ مُصِرَّاً عَلَى هَذَا المَوْقِفِ السَّلبيِّ فَلاَ حَاجَةَ لَكَ بِه، بِإِذنِكَ يَا أَخِي 00 ـ إِلَى أَينَ وَهَلْ تَظُنُّ أَنِي سَأَدَعُكَ دُونَ أَنْ تخْبِرَني بِه 00!؟ ـ وَإِنَّ النَّفسَ تَهْدَأُ بَعْدَ حِينٍ (*) إِذَا لَمْ تَلقَ بِالجَزَعِ انْتِفَاعَا ـ لَيْسَ هَكَذَا بَلْ قُلْ: وَإِنَّ النَّفسَ تجْزَعُ بَعْدَ حِينٍ (*) إِذَا لَمْ تَلقَ بِالصَّبْرِ انْتِفَاعَا

وَأَحْيَانَاً كُنْتُ أَتخَيَّلُ هَذَا المَلاَكَ في صُورَةِ صَدِيقٍ لي شَاعِرٍ ممْتَازٍ طَالمَا شَجَّعَني هُوَ وَأَخُوهُ مُصْطَفَى جَزَاهُمَا اللهُ خَيرَاً وَوَفَّقَهُمَا لِمَا يحِبُّهُ وَيَرْضَاه، وَأَعْطَى كُلَّ وَاحِدٍ مِنهُمَا مَا يَتَمَنَّاه، وَلَمْ أَكُنْ لأَنْسَى مَوْقِفَاً لِعَمْروٍ مِنَ المَوَاقِفِ التي لاَ تُنْسَى: أَتَانِي في إِحْدَى اللَّيَالي، وَدَارَ بَيْنَنَا الحُوَارُ التَّالي ـ وَكنتُ أَحكِي وَأَشكِي وَأَبكِي مِنْ ظُرُوفٍ صَعْبَةٍ مَرَرْتُ بهَا ـ فَقاَلَ واحِد ممَّنْ ضَمَّهُمُ المجْلِسُ رِفقا بنفسِكَ يَا يَاسِرُ أما مللت مِن الشّكوى 00!؟ فَقَالَ عَمروٌ وَقَد رَقَّ لما سَمِعَ وَاغرَورَقَت عَينَاهُ مِنَ الدَّمعِ حَزَنَا عَلَى صَاحِبِهِ: لَكَ اللهُ لاَ تَشكُو وَلاَ تَتَبَرَّمُ (*) وَصَدرك فَيَّاض وَفَمُّكَ مُلجَمُ

يَفيضُ لِسَانُ المَرءِ إِن ضَاقَ صَدرُهُ (*) وَيَطفَح مَا بِالقِدْرِ وَالقِدر مُفعَمُ فَلَم أَرَ مِثلَك بَين لحيَيهِ جَنَّة (*) وَبينَ حَشاه وَالتَّرَاقِي جَهَنمُ لَعَمرِي بقَلبي مثلُ مَا أَنتَ وَاجِد (*) فنَم عَلنَا في النَّوم بِالمَجْدِ نحلُمُ ** فَقلتُ لحَاك اللهُ يَا عَمرُو مِن أَخٍ (*) فَذَلكَ لاَ يُغْني فَليتك درهَمُ فَمَا أَنَا مِمَّن تخطئُ العَين مِثلَه (*) وَلكن تَعَامَى القَومُ عَنيَ أَو عَمُوا سَلوتُ عَنِ العَليَاءِ رَغمَ الذِي مَضَى (*) فَمَا ليَ بَعْدَ سُلوِّهَا لَسْتُ أَنعَمُ وَعدْتُ لرُشْدِي وَاتهمْتُ فَضَائِلِي (*) عَلى أَنهَا شَمْس تضِيءوَأَنجُمُ وَطَلقتُ آمَالي وَقلتُ لهَا انهَضِي (*) فَإن سَبِيلَ اليَأسِ أَهْدَى وَأَقوَمُ لعَمرُكَ مَا أَدْرِي بأَيةِ مَنْطِق (*) بمِصْرَ حُظوظُ النابغِينَ تُقسَّمُ

لَقَدْ كَانَ فِي شَكوَى مَآسِيَّ رَاحَةٌ (*) وَلَكِنَّني أَشكُو لمَنْ لَيْسَ يَرْحَمُ فكَمْ رَصَدَ الأَفلاَك في مِصْرَ أكْمَه (*) وَزلزَلَ أَعوَادَ المنابِرِ أَبكَمُ دَفَنْتُ بهَا أَحْلَى سِنينيَ سَاكِنَا (*) كَمَا سَكَنَتْ أَهرَامُهَا وَالمقَطمُ تَعَللتُ دَهْرَا بالمني فإِذَا بِهَا (*) قَوَارِيرُ مِن مَسِّ الصِّبَا تَتَحَطَّمُ شُهُورَاً وَأيَّامَاً مَشَيْتُ وَأَخمُصِي (*) عَلَى الشَّوك مِن طُولِ السُّرَى تَتَورَّمُ وَرُبَّ أُمور يخْجِلُ الحُرَّ ذِكرُهَا (*) يَضِيقُ بهَا الصَّدْرُ الفَسِيحُ وَأَكتُمُ فُصُولاَ بَدَأَنَاهَا وَسَوْفَ نُعِيدُهَا (*) دَوَاليْكَ وَاللحْنُ المكَرَّرُ يُسْأَمُ وَمَنْ يَكُ ذَا قُرْبَى وَصِهْر فَإِنَّني (*) بمصْرَ غَرِيب لاَ قَرِيب وَلاَ حَمُو أَيُذوَى شَبَابِي بَينَ جُدْرَانِ حُجْرَة (*) إِذَا قُورِنَتْ فَغَيَابةُ الجبِّ أَرحَمُ

أَكَادُ مِنَ الصَّمْتِ المخيِّمِ فَوْقَهَا (*) إذَا حُسِبَ الأَحْيَاءُ لَمْ أَكُ منهُمُ أَصَاحِبُ مَنْ لاَ يُصْحَبُونَ وَإنَّني (*) بَعِيد بإِحْسَاسِي ورُوحِيَ عَنهُمُ وَمَا صَدَّعَ القَلبَ العَظِيمُ وَإِنمَا (*) تَصَدَّع قَلبي بالذِي هُوَ أعْظَمُ حَمَلنَا عَلَى الأَقدَارِ وَهْيَ بَريئَة (*) وَقُلنَا هِيَ الأَقدَارُ تُعْطِي وَتحْرِمُ وَرُبَّ أُمُور يخْجِلُ الحُرَّ ذِكرُهَا (*) يَضِيقُ بهَا الصَّدْرُ الفَسِيحُ وَأَكتُمُ فَيَا لَيْتَني أَغْضَيتُ جَفْني عَلى القَذَى (*) وَعَلَّمْتُ نَفسِي بَعضَ مَا ليْسَ تَعْلَمُ ** أَشْقَى البَرِ يَّة عَيْشَا صَاحِبُ القَلَمِ (*) وَأَتعَسُ الخَلقِ حَظا صَاحِبُ الهمَمِ لكل ذي همَّةٍ في عَيشه أَمل (*) وَكل ذِي أَمَل سَيَعِيشُ ذَا أَلمِ فَيَا لهُ عَاشِقَا طابَتْ مَنِيَّتهُ (*) لَهُ وَذُو العشْق مجْنُون فَلاَ تلُمِ

عَاف الزَّمَانُ بَني الدُّنيَا وَقَيَّدَهُ (*) وَالطَّيْرُ يحْبَسُ مِنهُ جَيِّد النَّغَم وَلي أَن أَسْأَل كُل شَاعِر بَلْ وَكُل شُوَيْعِر: برَبِّكَ هَلْ جُزِيتَ عَنِ القوافي (*) بغَيرِ أَجَدْتَ أَو لاَ فُضَّ فوكَا جَزَاؤُكَ مِنْ كرِيم أو بخِيل (*) رَقِيقَا كَانَ شِعْرُكَ أَم رَكِيكَا كَلاَم لَيْسَ يُغني عَنْكَ شَيْئَا (*) إِذَا لَمْ يَقْتلِ الآمَال فِيكَا

وَلِذَا أَغْلَبُ الكُتَّابِ المُبْدِعِينَ وَالشُّعَرَاءِ يُفَضِّلُونَ الكِتَابَةَ لِلسِّينِمَا وَالتِّلِفِزْيُون، وَنَاهِيكَ عَنْ كَثْرَةِ التَّنَازُلاَتِ التي يُقَدِّمُونَهَا في سَبِيلِ ذَلِك، وَتَذهَبُ المَبَادِئُ وَتَذهَبُ القِيَمُ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ في يَوْمٍ عَاصِف، لَقَدْ رَأَيْتُ أَكثَرَ مِنْ مُؤَلِّفٍ يَبِيعُ كُتُبَهُ عَلَى الأَرْصِفَةِ أَوِ المُوَاصَلاَتِ العَامَّة، إِمَّا بِنَفسِهِ أَوْ بمُسَاعَدَةِ أَقرِبَائِهِ وَذَوِيه، وَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون 00!! فَأَفقَرُ خَلقِ اللهِ الكَاتِبُ الإِسْلاَمِيّ، حَتى إِذَا اشْتَهَرَ إِذَا مَا قُورِنَ بِالكُتَّابِ الآخَرِين 00!!

ثمَّ أَنَّ شَعْبَنَا (وَالحَمْدُ لله، الذِي لاَ يحْمَدُ عَلَى مَكرُوهٍ سِوَاه) لاَ يَقرَأُ إِلاَّ لِلمَشَاهِير، تَسْأَلُ عَنِ الشُّهْرَةِ فَيَقُولُونَ أَنَّ سَبَبَهَا أَجْهِزَةُ الإِعْلاَم، تَسْأَلُ أَجْهِزَةَ الإِعْلاَمِ عَن هَذَا الكَلاَم 00!؟ فَيَقُولُونَ إِنَّ الشَّعْبَ لاَ يَقرَأُ إِلاَّ لأَعْلاَمِ الأَقلاَم، وَهَكَذَا يحَمِّلُ كُلٌّ مِنهُمَا المَسْئُولِيَّةَ لِلآخَر، وَالضَّحِيَّةُ هَذِهِ العُقُولُ الغَضَّةُ النَّضِرَة 00!! يَبْدُو أَنَّنَا خُلِقنَا لِنُسْعِدَ الآخَرِينَ لاَ لِنَسْعَد 00!! وَللهِ دَرُّ القَائِل: لاَ تحْسَبُواْ أَنَّ رَقصِي بَينَكُمْ طَرَبَا (*) فَالطَّيْرُ يَرْقُصُ مَذبُوحَا مِنَ الأَلَمِ كَمطربَة تشْجِي الأَنَامَ بصَوتهَا (*) وَقَدْ حَمَلَتْ بَينَ الضُّلوعِ مَآسِيَا

وَيُذَكِّرُنِي هَذَا بِقَصِيدَةٍ رَائعَةٍ بَعَثَ بهَا أَحَدُ شعَرَاءِ مِصْرَ إلَى أدبَاء روسيَا عندَما هَدَّوواْ حكومَتَهم بالاَنتحَار إذَا لَم تَلتَفت إلَيهم فَقَال: شَكَت قَبْلَكم في شِعْرِهَا الشُّعَرَاء (*) فَصَبرَا جَمِيلاَ أَيهَا الأُدَباءُ روَيدَكُمُ لاَ تترُكُونَا فَإِنَّكُمْ (*) حَقِيقَتنَا وَالكُلُّ بَعد هَباءُ وَعيشواْ كَمَا عِشنَا بمِصْرَ فإِنَّنَا (*) وَنحنُ بَنوهَا فَوْقهَا غرَباءُ وَإِنَّا لَنَنْسَى مَا بِنَا مِنْ تَعَاسَة (*) إِذَا كَانَ خَلفَ سِتارِهَا سُعَدَاءُ وَمَا ضَرَّنَا أَنْ يُنْكِرَ النَّاسُ فَضْلَنَا (*) إِذَا كَانَ فَضْلاَ لَيْسَ فِيه خَفاءُ لَقَد كَانَ ظَني أَنَّكُمْ أَسْعَدُ الوَرَى (*) وَمَا بأَدِيب بَينَكُمْ بَأساءُ وَلمْ أَدْرِ أَنَّ الشَّرْقَ وَالغَرْبَ وَاحِد (*) وَأَنَّا عَلَى كُل البِقاع سوَاءُ **

وَطَنٌ بَعَثنَاهُ عَلى طَلَب العُلاَ (*) فَأَبَى سِوَى أَن يَسْتَكِينَ إِلى الشقَا أَفَكلمَا جَاءَ الزمَان بمصْلِح (*) لأمُورِهِمْ قَالواْ عَلَيهِ تَزَندَقَا فَكَأَنمَا لَمْ يَكفِهِمْ مَا قَدْ جَنَواْ (*) وَكَأَنمَا لَمْ يَكفِهِ أَن أَخفَقَا ** لَيْتَنا كُنَّا طُيُورَا (*) نَرْعَى نَهْرَاً أَوْ غَدِيرَا نَرْشفُ المَاءَ النَّمِيرَا (*) نَلقطُ الحَبَّ النَّثيرَا تَعَبٌ كلهَا الحَيَاة 00 فَطمُوحِي كَبيرٌ (*) لكنْ بَاعي قصِيرٌ لَعِبَ البِلاَ بمَعَالمِي وَرُسُومِي (*) وَقُبِرْتُ حَيَّاً تحْتَ رَدْمِ هُمُومِي وَمَنْ تَعْلَقْ بِهِ حُمَةُ الأَفَاعي (*) يَعِشْ إِن عَاشَ مُعْتَلاَ سقيمَا فَيَا لَكَ دُنيَا حُسنُهَا بَعضُ قُبحهَا (*) وَيَا لَكَ كَونَا قَد حَوَى بَعضُهُ الكُلاَ عَلَى مَنْ تَقرَأُ مَزَامِيرَكَ يَا دَاوُودْ 00!؟

غَزَلت لهمْ غَزْلاَ رَقِيقَا فَلَمْ أَجِدْ (*) لغزلِيَ نسَّاجَا فَكَسَّرت مغزَلِي (*) (*) (*) (*) (*) لاَ عَيْبَ لي غَيْرَ أَنِّي مِنْ دِيَارِهِمُ (*) وَزَامِرُ الحَيِّ لاَ تُشْجِي مَزَامِرُهُ فَكَمْ زَرَعْنَا وَرْدَاً (*) وَجَنَيْنَا الأَشْوَاكَا مَا أَيْسَرَ أَنْ يَقُولَ المُفَكِّرُ لاَ نُرِيدُ للعُمْيَانِ أَنْ يُبْصِرُوا 00 وَلَكِنَّ الرَّغبَةَ في مَرْضَاةِ الله: هِيَ التي تجْعَلُ الوَاحِدَ مِنَّا يَتَحَمَّلُ المَأسَاة 00!! اليَأسُ وَالإِحْبَاطُ مِنْ نَاحِيَة، وَالفَقرُ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، بِكُلٍّ ابْتُلِينَا وَكُوِينَا، وَتَدَاوَيْنَا فَمَا شُفِينَا 00 وَاليَأسُ مَوْتٌ غَيرَ أَنَّ صَرِيعَهُ (*) يَفني وَأَمَّا نَفسُهُ فَتَزُولُ ** لم يَبْقَ شَيْءٌ مِنَ الدنيَا بأَيدينَا (*) إلاَ بَقيَّة دَمْع في مَآقينَا

كانَت مَنَازلنَا بالعِز شَامخَة (*) لاَ تُشرقُ الشمسُ إلاَ في مَغَانينَا فَلمْ نَزَل وَصُرُوفُ الدَّهْرِ تقَلبُنا (*) ظَهرَاً لبَطن هُنا بَدَأَت مَآسينَا حَتي غَدَونَا لمنْ نُعطيهِ نَسْألُهُ (*) ولاَ قَرِيبٌ وَلاَ خِلٌّ يُوَاسِينَا فَقَالَ لي عَمْرو: مَنْ يَصْحَبِ الدَّهْرَ يَأَكُلْ (*) فِيهِ ثمِينَاً وَغَثا فَالبِسْهُ يَوْماً جَدِيدَاً (*) وَيَوْمَاً آخرَ رَثا فَقُلتُ لَهُ وَأَيْنَ هُوَ هَذَا الجَدِيدُ يَا عَمْرُو وَثَوْبِي: تتغني إِحْدَى نَواحِيهِ صوْتَا (*) فتشقُّ الأُخرَى عَلَيهِ الجيوبا فإذا مَا لمته قالَ مَهلاَ (*) لاَ يَكونَ الكَرِيمُ إِلاَّ طرُوبا عَمْرو: طالتْ شِكَاتكَ أَيهَا الغرِّيدُ (*) فَانعَبْ إِذَا لَم يَنفعِ التَّغرِيدُ عِشرُونَ عَامَا في الكِنَانَة صبْحُنَا (*) فيهَا الأَنينُ وَليلنَا التَّسْهيدُ

سُبْحَانَكَ اللهُمَّ كَمْ مِن حِكمَةٍ (*) لَكَ ضَلَّ فِيها الرَّأيُ وَهْوَ سَدِيدُ ـ سَبْعَةُ أَعْوَامٍ وَأَنَا أَبحَثُ عَن صَحِيفَةٍ أَوْ مجَلَّةٍ أَكتُبُ فِيهَا حَتي تَأَكَّدْتُ في النِّهَايَةِ أَنِّي أَسِيرُ في أَحَدِ طَرِيقَيْن: إِمَّا طَرِيقٍ مَسْدُودْ، أَوْ طَرِيقٍ لَيْسَ لَهُ آخِرْ 00!! بَعْدَمَا قَطَعْتُ الأَرْضَا (*) كُلَّهَا طُولاً وَعَرْضَا فَقَدْ طَوَّفتُ بِالآفاقِ حَتي (*) رَضِيتُ مِنَ الغَنِيمَةِ بِالإِيَابِ فَشَرَّقتُ حَتي اجْتَزْتُ سَبْعِينَ وِجْهَةً (*) وَغَرَّبْتُ حَتي قِيلَ هَذَا هُوَ الخِضرُ كَرَحَّالَةٍ جَابَ المَدَائِنَ وَالقرَى (*) كَسَتهُ يدُ الأَيامُ حلَّة خَائِبِ وَيَا طُولَ مَا طَرَقْتُ بَابَ المَشَاهِيرِ وَأَنَا كُلَّمَا طَرَقتُ بَابَ وَاحِدٍ مِنهُمْ قُلتُ لَهُ:

وَتَعْلَمُ نَفسِي أَنَّهُ مِثلُ غَيرِهِ (*) وَلَكِنَّني أَسْتَدْفِعُ اليَأسَ رَاجِيَا يَتَحَدَّثُونَ عَنِ المَبَادِئِ وَالقِيَمْ (*) وَهُمُ بِلاَ عَهْدٍ وَلَيْسَ لهُمْ ذِمَمْ وَلِذَا لَمْ أَجِدْ إِلاَّ الأَحْلاَمَ أُخْلِدُ إِلَيْهَا، فَقَضَيْتُ بِضْعَ سِنِينَ بَعْدَ هَذِهِ الأَعْوَامِ السَّبْعَةِ: أَحْيى عَلَى أَمَلِي وَكَمْ مِنْ شَاعِرٍ (*) يحْيى كَمَا أَحْيى عَلَى الأَوْهَامِ وَإِذَا الحَقِيقَةُ أَعْجَزَتْكَ فَرُبمَا (*) أَدْرَكْتَ مَا أَعْيَاكَ بِالأَحْلاَمِ وَلاَ عيب في الأحلاَمْ (*) إلاَ أَنهَا أحْلاَمْ فالمُروءة شَيْءٌ لاَ (*) يوجد إلاَ في الأفلاَمْ لَكَ اللهُ يَا حَافِظ؛ كَأَنَّكَ تُعَبِّرُ عَمَّ يجِيشُ في نَفسِي وَأَنتَ تَقُولْ: أَفَتِلكَ عَاقِبتي وَذَاكَ مآلِي (*) خُطُّواْ المَضَاجِعَ وَادْفِنُواْ آمالِي

لاَ تخْدَعُونِي بِالمني وَحَدِيثِهَا (*) قَدْ كَانَ ذَلِكَ في الزَّمَانِ الخالِي فَلَقَدْ بَرِمْتُ بمِصْرَ حِينَ وَجَدْتُّهَا (*) قَبْرَ النُّبُوغِ وَمَسْرَحَ الجُهَّالِ بَلدٌ تَسَرْبَلَ بِالحَرِيرِ جَهُولُهُ (*) وَمَشَى الأَدِيبُ بِهِ بِلاَ سِرْبالِ إِنْ شِئْتَ أَنْ تحْيَا بمِصْرَ فَلاَ تَكُن (*) حَيَّ الضَّمِيرِ تَعِشْ خَلِيَّ البالِ وَاظفَرْ بِذِي جَاهٍ فَعِشْ في ظِلِّهِ (*) أَوْ عِشْ بِلاَ جَاهٍ وَلاَ أَموَالِ اللهُ يَشهَدُ لَوْ أَرَدْتُّ بَلَغْتُهُ (*) لَكِنَّ مَاءَ الوَجْهِ عِنْدِي غالِي يَا رَبِّ ضَاقَتْ بِنَا الأَرْضُ بمَا رَحُبَت، وَخَرَجَتِ الرُّوحُ مِنَ الحُلقُومِ وَالحُلقُومُ خَرَج؛ فَعَجِّلِ اللهُمَّ بِالفَرَجْ 00!! وَليسَ الموت فيها مستحيلاَ (*) ولكن البقاء المستحيل ***********

وسأل نبى الله داوود (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) رَبَّهُ فقال: " أَيْ ربّ: أَيُّ عِبادِك أحب إِلَيْكَ 00؟ قال يا داوود، أحب العباد إليَّ تقيُّ القلب، نَقيُّ اليَد، من لَم يسِئ إلى جارِهِ ولَم يظلم، وأحبني وأحب من يحبني وَحَبَّبَني إلى خلقِي " 00!! حُوَارٌ بَيْنَ غَنيٍّ وَغَبيّ اختصم غَنيٌّ وَغَبيٌّ فَدَارَ بَيْنَهُمَا الحُوَارُ الآتي: الغبيّ: لم تبخلُ بما آتاك الله على عباد الله 00!؟ الغنيّ: أيرزقني الله وحدي أم يرزقك كما يرزقني 00!؟ الغبيّ: يرزقني كما يرزقك 00 الغنيّ: فلم تطمع في رزق غيرك وعندك رزقك 00!!؟ وفى الأثر: ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس 00؟ فالفقير نطالبه بِالحَيَاء، والغنيُّ نطالبه بِالسَّخَاء 00

مر سائل بخيمة أحد الأعراب فاستطعمه فقال ليس عندي إلاَ ما يكفيني، فَوَلَّى وَهْوَ يَقُول: أين الذين كانواْ " يؤثرون على أنفسهم " فقال ذهبوا مع الذين " لاَ يسألون الناس إلحافاً " 00!! وَقَدْ قِيل: " العَفَافُ زِينَةُ الفَقر " 00!! وفى الحَدِيثِ الصحيح المشْهُورِ الذِي رَوَاهُ سَيِّدُنَا عَبْدُ اللهِ بْنِ عباس (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قالَ لَهُ يَا غُلاَم: أني معلمك كلماتْ:

" احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألتَ فأسألِ الله، وإذا استعنت فاستعنْ بالله، واعلم أَنَّ الأمَّةَ لو اجتمعت على أن ينفعوك بشَيْءٍ فلنْ ينفعوك إلاَ بشَيْءٍ قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت ليضروك بشَيْءٍ فلنْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بشَيْءٍ قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفْ " 00!! (صَحَّحَهُ الأَلبَانِيُّ في المِشْكَاةِ بِرَقم: 5302) وَفي الأَثَر: " إن الله يحِبُّ ثلاَثة، وَحُبُّهُ لثلاَثة أشدّ، وَيحِبُّ الغنيَّ السَّخِيَّ وحبه للفقير السخيِّ أشدّ، وَيحِبُّ الفقير المتواضعَ وَحبه للغنيِّ المتواضعِ أشدّ، وَيحِبُّ الغَنيَّ العفيفَ وحبه للفقير العفيف أشدّ " 00!! حتى أن أحد الشعراء أخزاه الله أراد هجاء غريمٍ له من أبناء الطائفة فقال ضمن ما قال ينتقضه: يَظَل بَأَبوَاب الأَشِحَّا مدَفعَاً (*) يحِب سُؤَالهم اشتِيَاقاً إِلى المَنعِ

وأسال الله من فضلهِ وسبحان القائل: {وَإن من شئ إلاَ عندنا خزائنه وما ننزله إلاَ بقدر معلوم} [الحجر: 2] وإن هنا نافية بمعنى ما: أيْ ما من شَيْء إلاَ عندنا خزائنه 000 الآية 0 وعن العفاف أيضاً والتورع عن الأكل من مال الغير ما رُوِيَ عن أبي الدراء (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) من أنه كان ينصرف كل يوم عقب صلاَة الصبح في جنح الظلاَم ولاَ يمكث للحج والعمرة التامةِ فأمسك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثوبه ذات يوم وقال له ما خطبك يا أبا الدراء 00!؟ قال أَنطلق إلى بيتي يا رسول اللهِ فلي جار يهودي في بيته نخله مُطِلة على بيتنا تُسَاقِطُ الرُّطَبَ علينا فأذهبُ لأُلقيَهُ في بيت إِلَيْهِوديِّ خشية أن يستيقظ أطفالي الصغار فيأكلوهُ وكل جسد نبت من سحت فالنار أولى به 00!!

فسر رسول الله بموقف أَبى الدراءِ وقرر شراء هَذِهِ النخْلَةِ من اليَهِودِيِّ وأن يهبها لأبى الدرداء، فذهب إلى اليَهُودِيِّ وعرض عليه أن يبيعه النخلة بعشر نخلاَتٍ في الجنة ـ وهو النبيُّ الصادق الأمين ـ فرفض اليَهُودِيُّ وقال لاَ أشترى حاضراً بغائب؛ فاشتراها منه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالثمن الَذِي أرادَ ووهبها لأبى الدَّرْداء ببركة عَفَافِه 00!! وكان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمر كثيراً بالتعفف عن السؤال ويقول: " من سألنا أعطيناهُ، ومن استغني أغناه الله، ومن لم يسألنا فهو أحب إِلَيْنَا "00!! رواه ابن أبي الدنيا أُهدى إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمن وأقط وَكبش ـ وَالأَقِطُ شَيْءٌ كَالكِشْكِ فِي بِلاَدِنَا ـ فقبل السمنَ والأقطَ وردَّ الكبش، وكان يقبل من بعض الناس ويرد على بعض 00!!

" ثُمَّ أنَّ السُّؤَالَ فيه إذلاَلُ السائل نَفسَهُ لغير الله (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى) وليس للمؤمن أن يذل نَفسَهُ لغير الله، بل عليه أن يذل نَفسَهُ لمولاَه فإن في ذَلِكَ العِزَّ كُلَّه، فأما سائر الخلق فإنهم عباد أمثالُهُ؛ فلاَ ينبغي أن يذل نَفسَهُ لهم إلاَ لضرورة 0 ثُمَّ أنَّهُ أَيْضَاً إِيذَاءٌ لِلمَسئولِ لأنه ربما لاَ تسمح نفسه بالبذل عن طيب قلب منه، فإن بَذَلَ بَذَلَ مِنْ قَبِيلِ الحياء، وَإِن أَعْطَى أَعْطَى مِنْ بَابِ الرِّيَاء، وإن مَنَعَ فَقَدْ أَلحَقَ نَفسَهُ بِالبُخَلاَء، ففي البذل نقصان مالهِ وفي المنع نقصان جاههِ والسائل هو السبب في كُلِّ هَذَا الإيذاء، والإيذاءُ حَرَامٌ باتِّفَاقِ الآرَاء " 00!! [الإِحْيَاءْ: بَابْ أَحْوَالُ السَّائِلِين: 1568] وروي البخاري عن عائشة (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) عن النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قال:

" ما خالطت صدقة مالاَ إلاَ أهلكته " 00!! قال عبد الله: تفسيره أنَّ الرجلَ يأخذ الصدقة وإنما هي للفقراءِ وهو موسرٌ 0 قال شقيق البلخيُّ لإبراهيم بن أدهم حين قدم عليه من خراسان: كيف تركت الفقراء من أصحابك 00؟ قال تركتهم إن أُعطُواْ شكرواْ، وإن مُنعُواْ صبرواْ، وظن أنه لما وصفهم بترك السؤال قد أثني عليهم غاية الثناء، فقال شقيقٌ هكذا تركت كلاَب بَلخ ـ بَلَدُه ـ فقال لهُ إِبراهيمُ فكيف قَال فَإِذا سَأَلتَ فَاسأَلِ الله وَدَعْكَ مِن أم جَعْفَر 00!! الفقراء عندنَا إِن منِعواْ شكرواْ، وإِن أعطواْ آثرواْ ـ أَيْ قَبِلُواْ مَا أُعْطُوهُ وَتَصَدَّقُواْ ـ فَقَبَّلَ إِبْرَاهِيمُ رأسه وقالَ صدقت يا أستاذي 00!! (الإِحْيَاءْ ـ بَابْ أَحْوَالُ السَّائِلِين: 1573)

إِنَّ خزائن الأرض حملت إِلَى رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وإِلَى أبي بكر وعمر فأخذوها ووضعوها في مواضعها، وَهذا معروفٌ كَانَتِ الدُّنيَا فِي أَيْدِيهِمْ لاَ فِي قُلُوبِهِمْ وَرَوَى البُخَارِيُّ عَنْ سَيِّدِنَا أنسٍ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) أَنَّ النبيَّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَتَاهُ مالٌ من البحرين وكان أكثر مال أُتِيَ به، فخرج رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إِلَى الصلاَة ولم يلتفت إِلَيْهِ، فلما قضي الصلاَة جاء فجلس إِلَيْهِ، فقلما كان يري أحداً إلاَ أعطاه 00!! [البُخَارِيُّ بِرَقم: ـــ]

وقال بعض المجاورين بمكة: كانت عندي دراهم أعددتها للإنفاق في سبيل الله، فسمعت فقيراً قد فرغ من طوافه وهو يقول بصوت خفيّ: أنا جائع كما ترى، عريان كما ترى، فما تري فيما ترى يا من يسمع ويرى فنظرت فإذا عليه خلقان لاَ تكاد تواريه، فقلت في نفسي: لاَ أجد لدراهمي موضعاً أحسن من هذا، فحملتها إِلَيْهِ، فنظر إِلَيْهِا ثم أخذ منها خمسة دراهم وقال: أربعة ثمن مئزرين، ودرهم أنفقه ثلاَثة فلاَ حاجة بي إِلَى الباقي00!! وَمَا أَجْمَلَ قَوْلَ الفَقِيرِ الشَّاعِرْ: إني وَإِن كنتُ ذَا عِيَالٍ (*) قَلِيلَ مَال كَثير دَين لأَحمَدُ اللهَ حَيث صَارَتْ (*) حَوَائِجِي بَينَه وَبَيني وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من سأل عن غني فإنما يستكثر من جمر جهنم " 00!! رواه ابو داوود وابن حيان

وعن ابن عباسْ ـ حَبرُ الأُمَّةِ وَخَيرُ النَّاسْ ـ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) أَنَّهُ قال: " ما نقصت صدقة من مال، ولاَ مدَّ عبدٌ يَدَهُ بصدقة إلاَ وقعت في يَدِ الله قبل أن تقع في أن يد السائل، ولاَ فتح عبدٌ علي نفسه بابَ مسألة إلاَ فتح الله عليه بابَاً مِن أَبْوَابِ الفقر " 00!! " من سأل الناس في غير فاقة نزلت به أو عيال لاَ يطيقهم جاء يوم القيامة بوجهٍ ليس عليه لحم " 00!! وَرَوَى سفيانُ بنُ عيينةَ عن (أيوب بن موسي) أَنَّهُ قَال: " المسألة للمضْطَرِّ؛ ألاَ تري إِلَى نَبيِّ اللهِ موسى (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) وصاحبه كَيْفَ استطعما أَهْلَ القَرْيَة 00!!؟

روي البخاري عن أبي سعيد الخدري أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم سألوا فأعطاهم حتي نَفِدَ ما عندهُ فَقالْ: " ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومنْ يستعفْ يعفه الله، ومن يستغن يغنهِ الله، ومن يتصبر بصبره الله، وما أعطيَ أحدٌ عطاءً هُوَ خيرٌ وأوسعُ من الصبر " 00!! مُتَّفَقٌ عَلَيْه (1469 ـ 1053) وَفِي سُنَنِ البيهقيِّ عن أبي سعيد الخدريِّ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) أنه قال " أصابني جُوعٌ علي عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتي شددت علي بطني حجراً؛ فقالت ليَ امرأتي لو أتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسألته فقد أتاه فلاَنٌ فسأَله فأعطاهُ وأتاهُ فلاَنٌ فسأله فأعطاه 00!؟

فقلت لاَ أسأله حتي لاَ أجد شيئا، فالتمست فلم أجد شيئا فانطلقت إِلَيْهِ فوافقته يخطب فأدركت منْ قوله وَمَنْ يستعفِفْ يعفه الله، ومنْ يستغنِ يغنِهِ الله، وَمَنْ سألنا فإما أن نبذل له، وَإِما أنْ نواسيه، ومن استغني عنا أحب إِلَيْنَا ممن سألنا، فرجعت فما سألت أحدا بعده شيئا، وها نحن اليَوْمَ قد أقبَلت علينا الدنيَا فما في الأنصار بيتٌ أكثرَ منا أموالاَ " 00!!! فإنْ ما رزئت فَلاَ تَرْكَن إِلى أَحَدِ (*) وَإنْ رزقت فَلاَ تفخر على أَحَد فَلاَ ترق ماء وجهك عند من لاَ ماءَ في وجهه، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ازْهَدْ فِيمَا عِنْدَ اللهِ يُحِبُّكَ الله، وَازهد فيما عند الناس يحبُّك الناسْ " 00!! (صَحِيحِ الأَلبَانِيّ ـ 944) وكما تعلمت الثقة فيما عند الله، تعلم اليَأسَ مما عند الناس، وهكذا لاَ تضرعن لمخلوق على طمع وسل الذي يستجيب دعاك في الحين

لاَ يملك العبد منحك نصف خردلةٍ إِلاَّ بأمر الذي سواك من طين وارغب إِلى الله مما في خزائنه فإنما هو بين الكاف والنون أما ترى كل من ترجو وتسأله من الخلاَئق مسكين وابن مسكين فاستغن بالله عن دنيا الملوك تتغنى الملوك بدنيا لهم عن الدين حَتامَ تشكو الضِّيقَ يَا هَذَا وَرِزْقُكَ وَاسعُ كَالتيْسِ يَثغُو وَهُوَ في (*) ظِلِّ الخَمَائِلِ رَاتعُ يحب ثلاَثة وحبه لثلاَثة اشدّ: يحب الغني السخي، وحبه للفقير السخي أشد، ويحب الفقير المتواضع، وحبه للغني المتواضع اشد ويحب الغني العفيف، وحبه للفقير أشد. وصدق الذي قال: زينة الفقر العفاف بأبي أنت وامي يارسوال الله (عش ماعشت فانك ميت، واحيت من شئت فإنك مفارق، واعلم ان شرف المؤمن في قيامه الليل، وعزه في استغنائه عن الناس، ومن هنا قلت في من الذقون كان بيديني وكانوا بيتصدق علينا، ويرحم الله الإمام الفقيه الشاعر إذ يقول:

بَلَوتُ لَعَمري النَّاسَ لم أَرَينهم (*) سوى من غدا والبُخلُ ملءُ إهابِة فَلاَ ذَا يَرَاني قاعداً في طريقه (*) ولاَ ذا يراني وَاقفاً عندَ بَابِه غَنيٌّ بِلاَ مَال عَنِ النَّاسِ كُلهِم (*) وَلَيسَ الغِنى إِلاَّ عَنِ الشَّيْءِ لاَ بِهِ فَاطلُبْ مِنَ اللهِ لاَ (*) تَطلُبْ مِنَ الإِنسَانِ فَالسَّخَاءُ عِندَهُ (*) تَمَامَا كَالإِحْسَان إِذا ما أهان امرؤ نفسه فلاَ أكرم الله من يكرمه فلاَ تحسد الكلب أكل العظام فعند تغوّطه ترحمه تراه وشيكا شكا إِسْتَهُ وما باسْتِه قد جناه فمه وتذكِّرُني هذه الأَبيات بالناسك المعدم الذي رق له صاحبه فعرض عليه الذهاب للأمير فلاَن، يشكو إِلَيْهِ ضيق حاله عساه أن يسد رمقه بأي شئ 00؟ فغضب منه غضباً شديدا وقال له أما إني لأَستحبي أن أسأل الدنيا ممن يملكها؛ فكيف بمن لاَ يملكها من 00!؟ ألاَ رحم الله من قال:

وما أقنعني بالكفاف وحييني في العفاف كهذين البيتين الذين اعجبا رسول الله نفسه قبل ان يعجباني: ولقد أبيت على الطوى متعففاً (*) حتي أنال به مطاب المطعم فأرى مغانم لو أشاء بلغتها (*) فيصدني عنها التقى وتكرمي (*) (يَحْسَبُهُمُ الجَاهِلُ أَغنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ) (*) لَوْ أَنَّمَا أَسَدٌ قَبِلَ الهَوَانَ لَهُ (*) تَنْسَى الكِلاَبُ وَيَنْسَى أَنَّهُ أَسَدُ ألاَ صدق والله أوفى من دبّ ودرج فوق صعيد الأرض وتحت أديم السّماء: إذا أنت لم تحمل على النفس ضيمها فليس إلى حسن الثناء سبيل فلعنة الله على يوم اتخذت فيه المضلين عضدا00 فَاسْتغْنِ بالله عما في خزائنهم (*) إن الغني من استغني عن الناسِ وقال يزيد بن المهلب: ما رأيت أشرف عفةً مِنَ الفرزدق؛ هجاني ملكاً وَمَدَحني سُوقة 00!! السؤال لغير الله مذلة

قال النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): " لأن يأخذ أحدكم أحبله فيحتطب بها علي ظهره أهون عليه من أن يأتي رجلاً أعطاه الله من فضله فيسأله أعطاه أو منعه " 00!! وَوَرَدَ عَنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالْ: " مَنْ فتح علي نفسه باباً من السؤالْ: فتح الله عليه سبعين باباً من الفقر " 00!! ورأي علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) رجلاً يسأل بعرفات فقنعه بالسوطِ وقالَ لَهُ ويلك؛ أَفي مثلِ هذا اليوم تسأل غيرَ الله 00!!؟ اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا (أَ 0 هـ) {وَإن من شئ إلاَ عندنا خزائنه وما ننزله إلاَ بقدر معلوم} وشاعر كان يشكو رق الحال، وقلة المال، وكثرة العيال

ـ حَالُ المُسْلِمِين وَالحَلّ: متي يَبْلُغُ البنيان البُنيانُ يوْماً تَمامَهُ إِذَا كُنْتَ تَبْنِيهِ وَآخرُ يهدِمُ الي الله أشكو أنني كل ليلة (*) اذا نمت لم أعدم طوارق أوهامي فإن كان شراً فهو لاَبد واقع (*) وإن كان خيراً فهو أضغاث أحلاَم احْترَقَ الوَجْهُ وَالقَفَا، وَالعَدُوُّ بَعْدُ مَا اشتَفَى 00 وَحَسبكَ من نَكبَة بامرئ (*) تَرَى حَاسِدِيهِ لَه رَاحمينَا وَهَكَذَا 00

المملكة العادلة

المَمْلَكَةُ العَادِلَة: ========= أَفَكُلَّمَا بَاحَ الضَّعِيفُ بِأَنَّةٍ * أَمْسَى إِلى مَعْنى التَّعَصُّبِ يُنْسَبُ فَاجْعَلْ شِعَارَكَ رَحْمَةً وَمَوَدَّةً * إِنَّ القُلُوبَ بِمِثْلِ هَذَا تُكْسَبُ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم} إِنَّ الهَدَفَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا البَحْثِ هُوَ التَّعَرُّضُ لِسَلبِيَّاتِ التَّيَّارِ الإِسْلاَمِيِّ في الدُّوَلِ النَّامِيَةِ وَاسْتِفْزَازَاتِ الحِزْبِ الحَاكِمِ لَهُمْ في بِلاَدِهِمْ، وَلَوْلاَ أَنِّي رَأَيْتُ فِيمَا آتَانيَ اللهُ حَلاً لهَذِهِ القَضِيَّةِ التي أَرَّقَتِ الأُمَّةَ كَثِيرَاً لَمَا فَكَّرْتُ في عَرْضِ أَفْكَارِيَ فِيهَا مُعَرِّضَاً نَفْسِيَ وَحَيَاتيَ لِلخَطَر 0 الكَاتِبُ الإِسْلاَمِي / يَاسِرٌ الحَمَدَاني إِنَّ الإِرْهَابَ وَلِيدُ الظُّلْم؛ فَبِالظُّلْمِ يَسْتَحِيلُ المَظْلُومُ إِلى ظَالِم، لاَ يُفَكِّرُ إِلاَّ في الاَنْتِقَامِ وَالجَرَائِم، وَمِن أَغْرَبِ القَصَصِ المُثِيرَةِ الَّتي سَمِعْتُهَا مِن أَحَدِ المَسَاجِينِ مَا حَكَاهُ لي قَائِلاً: هَرَبَ أَحَدُ المَسَاجِينِ في زَحْمَةِ الزِّيَارَات، فَبَدَأَتْ حَالَةُ الطَّوَارِئِ في السِّجْنِ عَلَى أَشُدِّهَا، حَتىَّ إِنهُمْ بَعَثُواْ في طَلَبِ أُخْتِهِ وَأُمِّهِ وَأَخِيه، وَهَدَّدُواْ أَخَاهُ بِاغْتِصَابِ أُخْتِهِ إِنْ لَمْ يخْبِرْهُمْ بمَكَانِ أَخِيهِ الهَارِب، سَمِعَ بِذَلِكَ أَخُوه؛ فَقَرَّرَ تَسْلِيمَ نَفْسِهِ رَحْمَةً بِأَهْلِه؛ فَمَاذَا كَانَ مِن إِدَارَةِ السِّجْن؟ أَذَاقُوهُ أَلوَانَ العَذَاب، حَتىَّ إِذَا كَانَ بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّام؛ جَمَعُواْ كُلَّ المَسَاجِينِ في سَاحَةٍ وَاسِعَة، ثُمَّ أَخْرَجُوهُ عَارِيَ الجَسَدِ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّه، كَانَ جِسْمُهُ مُسْوَدَّاً مِنْ كَثرَةِ الضَّرْبِ وَالتَّعْذِيب، وَبَعْدَ يَوْمَينِ مَاتَ السَّجِينُ مِنْ شِدَّةِ مَا رَآهُ مِنَ التَّعْذِيب، فَوَضَعُواْ جُثَّتَهُ أَمَامَ أَعْينِ النَّاس، وَوَضَعُواْ بجُوَارِهَا زُجَاجَةَ سُمٍّ فَارِغَة، وَقَامُواْ بِالإِبْلاَغِ عَنِ انْتِحَارِه 00!!

الظُّلْمُ في مِصْرَ عَلَّمَنَا المَهَابَةَ مِنْ * كُلِّ الأُمُورِ وَكُنَّا قَبْلُ لَمْ نَهَبِ لِتَعْذُرُونيَ في الآهَاتِ إِنْ صَدَرَتْ * في الشِّعْرِ أَوْ في مَقَالاَتي وَفي كُتُبي {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} لَقَدْ نَظَرْتُ إِلى أَحْوَالِنَا الَّتي مِنهَا الإِسْلاَمُ يَبرَأ، وَأُمُورِنَا الَّتي لاَ تَنحَدِرُ مِنْ سَيِّئٍ إِلاَّ إِلى أَسْوَأ، وَلاَ مِنْ رَدِيءٍ إِلاَّ إِلى أَرْدَأ؛ فَنَظَمْتُ عِدَّةَ قَصَائِدَ بِهَذِهِ الْقَصِيدَةِ أَبْدَأ: زَمَانُ الْفِتَن حَتىَّ مَتى يَا رَبَّنَا نَتَأَلَّمُ * وَنَظَلُّ بِالنَّصْرِ المُؤَزَّرِ نَحْلُمُ أَفَنَصْرُنَا أَمْسَى لِبُعْدِ مَنَالِهِ * عَنَّا كَمَا ابْتَعَدَتْ عَلَيْنَا الأَنْجُمُ ظُلْمٌ وَتخْوِيفٌ وَفَقْرٌ مُدْقِعٌ * وَالهَمُّ جَمٌّ في الصُّدُورِ وَنَكْتُمُ

لَمْ يَلْقَ ظُلْمَاً في الْوَرَى أَحَدٌ كَمَا * لَقِيَ المَظَالِمَ وَالهَوَانَ المُسْلِمُ كَلاَّ وَلاَ سَالَتْ دِمَاءٌ مِثْلَمَا * في أُمَّةِ الإِسْلاَمِ سَالَ بِهَا الدَّمُ وَكَأَنَّمَا الأَحْزَانُ قَدْ خُلِقَتْ لَنَا * أَوْ أَنَّ ذُلَّ المُسْلِمِينَ محَتَّمُ وَكَأَنَّمَا الأَيَّامُ حُبْلَى أَوْشَكَتْ * في بَطْنِهَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ تَوْأَمُ بِمَصَائِبِ النَّشَرَاتِ يَبْدَأُ يَوْمُنَا * وَبِمَا نَرَاهُ في الْكِنَانَةِ يُخْتَمُ هَذَا يَمُوتُ وَلَمْ يجِدْ ثَمَنَ الدَّوَا * ءِ وَذَاكَ مَاتَ بِهِ وَذَلِكَ يُظْلَمُ وَيَظَلُّ يَجْرِي في المحَاكِمِ عُمْرَهُ * وَلَقَدْ يَمُوتُ بِسَاحِهَا أَوْ يَهْرَمُ كَمْ في سُجُونِ المُسْلِمِينَ فَظَائِعَاً * نَكْرَاءَ لَمْ يَنْطِقْ بِقَسْوَتِهَا فَمُ وَتَوَدُّ جُدْرَانُ السُّجُونِ لِمَا بِهَا * مِنْ شِدَّةِ التَّعْذِيبِ لَوْ تَتَكَلَّمُ

كَمْ عَالِمٍ شَيْخٍ جَلِيلٍ لَمْ يُصِبْ * جُرْمَاً يُكَالُ لَهُ السِّبَابُ وَيُلْطَمُ وَيَجُرُّهُ في السِّجْنِ بَلْ وَيُذِيقُهُ * كَأْسَ المَذَلَّةِ تَامِرٌ أَوْ هَيْثَمُ وَفَظَائِعٌ أُخْرَى يَكَادُ لخُبْثِهَا * عَنْ ذِكْرِهَا يَنأَى اللِّسَانُ وَيُحْجِمُ اللِّصُّ فِيهِمْ سَيِّدٌ وَمُكَرَّمٌ * وَمحَاوِلُ الإِصْلاَحِ شَخْصٌ مجْرِمُ كَمْ مِنْ أَدِيبٍ قُصِّفَتْ أَقْلاَمُهُ * في بَيْتِهِ ثَاوٍ وَفَاهُ مُلْجَمُ لَوْ أَنَّهُمْ نَزَعُواْ الْكِمَامَةَ مَرَّةً * عَنهُ لأَصْغَى الْعَالَمُ المُتَقَدِّمُ وَلِيَضْمَنُواْ حَتىَّ النِّهَايَةِ صَمْتَهُ * تُلْقَى لَهُ تُهَمٌ وَإِذْ بِهِ يُعْدَمُ أَوْ في السُّجُونِ يَظَلُّ فِيهَا عُمْرَهُ * الْعَظْمُ يُسْحَقُ وَالأَصَابِعُ تُفْرَمُ وَيُقَالُ في التَّبْرِيرِ إِنَّ بِدُونِ ذَا * كَ سَلاَمَةُ الأَوْطَانِ لَيْسَتْ تَسْلَمُ

كَيْ يُقْنِعُوكَ وَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنَّهُ * كَذِبٌ بِأَلْوَانِ الخَدِيعَةِ مُفْعَمُ مَا أَن يُغَادِرَنَا لَئِيمٌ غَادِرٌ * حَتىَّ يَجِيءَ لَنَا الَّذِي هُوَ أَلأَمُ وَالشَّعْبُ يَظْلِمُ بَعْضُهُ بَعْضَاً كَمَا * في الْغَابِ تَنْقَضُّ الْوُحُوشُ وَتَلْقَمُ لَمْ يَبْقَ بَينَ النَّاسِ إِلاَّ ثَعْلَبٌ * أَوْ عَقْرَبٌ أَوْ حَيَّةٌ أَوْ أَرْقَمُ الحَقُّ فِيهِمْ ضَائِعٌ وَالْعَدْلُ مَفْـ * قُودٌ لَدَيْهِمْ وَالأَمَانَةُ مَغْنَمُ أَخْلاَقُهُمْ سَاءَتْ وَسَاءَ سُلُوكُهُمْ * وَالشَّرُّ فِيهِمْ كُلَّ يَوْمٍ يَعْظُمُ عَبَسَ الضَّرِيرُ إِلَيْهِمُ مِنْ قُبْحِهِمْ * وَبِفُحْشِهِمْ نَطَقَ اللِّسَانُ الأَبْكَمُ يَا رَبِّ إِنَّ قُلُوبَنَا مِمَّا بِهَا * مِنْ كَثْرَةِ الأَحْزَانِ كَادَتْ تَسْأَمُ إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ ذَا بِذُنُوبِنَا * وَبِأَنَّ عَيْنَ الْعَدْلِ فِيمَا تَحْكُمُ

لَكِنَّنَا يَا رَبِّ رَغْمَ ذُنُوبِنَا * سُرْعَانَ مَا كُنَّا نَتُوبُ وَنَنْدَمُ لاَ زَالَ يَغْمُرُنَا يَقِينٌ قَاطِعٌ * يَا رَبِّ أَنَّكَ في النِّهَايَةِ تَرْحَمُ فَأَنِرْ طَرِيقَ المُسْلِمِينَ وَقَوِّهِمْ * فَطَرِيقُهُمْ وَعْرٌ طَوِيلٌ مُعْتِمُ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} فأخمدوا الفتن في مهدها، ولاَ تعطوا فرصة لِفُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ أن يقولَ إن [0000] علاَ في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم: يذ بّح أبنائهم*ويستحني نسائهم إنه كان من المفسدين 00 ... الآيَة 0 ونر يد أن نمن*على الذين استضعفوا ونجعلهم أئمّة*ذوي ملك لاَ يوصف

ونمكن لهم في الأرض ونرى فلاَن وفلاَن وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون؛ فهؤلاَء قوم: إذا قيل لهم لاَإله إلاَ الله يستكبرون، أوهؤلاَء قوم: إذا قيل لهم تعالو اإلى الله ورسوله لوّو ارءوسهم ورأيتهم يصدّون وهم مستكبرون، وأهل مصر كالمعتاد يجرون خلف كل ناعق؛ فأنصت إليّ إني لك من الناصحين، الجميع اليوم يقول عنكم: قوم بنوا إلى السّما* للجور صرحا محمكا واتخذوه سلما {الأرض تحت القوم كادت من مظالمهم تميد} {عهد به الحكماء قد صاروا أذل من العبيد} وفي الحديث القدسيّ الشريف يقول ربّ العزّة (جلّ وعلاَ): "من آذى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب " 00؛ فحرمة المؤمن أشدّ على الله من حرمة الكعبة، أفتهلكنا بما فعل السّفهاء منّا، ومنّا الصّالحون ومنّا القاسطون وكما تعرف: طرائق قددا 00 "ولاَّ انت صوابعك كلّها زيّ بعضها " 00!؟

ويلكم، متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا 00 "فرجّالتك يا ر يّس: "بياخذوا عاطل مع باطل*لاَ بيرحموا حابل ولاَ نابل" "ما عندهمش غير غيّة*وهيّة حب الأذ يّة" "صدق اللي قال الفاضي*في البلددي بيعمل قاضي" 99999999999999999999999999999999999 "عشان تعرفوا ان الدّاخليّة من يومها وهى أوسخ جهازخلقه ربّنا؛ أقلّ جربوع فيها يحبّ يرسم نفسه "علىقفا الغلاَبة اللي زيينا، تلاَقي الواحدمنهم: "بيه ونز يه وبرغم سنّه لسانه متبرّي منّه" أرأيتم بالله عليكم مهزلة كهذه 00!!!؟ أمّا السّجّانين "وياما في السّجن مظاليم: مردوا على البطش*واستعذبوا التّعذيبا ******* قلوبهم كالحجارة*أو أشدّ منها قسوة مفاتيحهم تنوء*بالعصبة أولي القوّة "لدرجة اني سألت واحدمنهم في مرّة: إنتم ما بتخافوش ربنا 00!؟ قام ضحك وقال لي بنخاف، لكن ما بنختشيش " 00! 6666666666666666666666666666

وَجَرَّبْنَا مَرَارَةَ السُّجُون، وَانْتِظَارَ الفَرَج، وَتَرَقُّبَ رَنِينَ المَفَاتِيحِ مِنْ دَاخِلِ الزِّنْزَانَة 00 وَعَلَى حَدِّ قَوْلِ الشَّاعِر: إِنْ لاَحَ طَيْفٌ قُلتُ يَا عَينُ انْظُرِي * أَوْ عَمَّ صَمْتٌ قُلتُ يَا أُذُنُ اسْمَعِي {إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي} كُنَّا إِذَا حَاصَرَتْنَا الهُمُومُ نهْرَبُ إِلى النَّوْم، فَإِذَا مَا أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا فَوْقَ البَلاَطِ هَرَبَ مِنَّا النَّوْمُ لِشِدَّةِ الهُمُوم 00!! حَتىَّ أَنَّا كُنَّا إِذَا مَا ضَاقَ صَدْرُنَا مِنْ طُولِ البَلاَء: نَرْفَعُ أَكُفَّ الضَّرَاعَةِ إِلى السَّمَاء، وَنَدْعُو بهَذَا الدُّعَاء: " يَا رَبِّ هَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيل " 00!؟ يَأْتي الطَّعَامُ إِلى فَمِي * مُرَّاً تَلَوَّثَ بِالدَّمِ 77777777777777777777777777777777 [10]ـ عَن أَبي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْهُ قَال:

" قَالُواْ يَا رَسُولَ الله أَيُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَل 00؟ قَالَ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 10، 59] [1315]ـ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنَهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ " 00!! [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الجَامِع 0 الترْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ في صَخْرٍ بِرَقم: 1315، 3922] [9]ـ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِه، وَالمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نهَى الله عَنْهُ " 00!!

[الإِمَامُ البُخَارِيُّ في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 9] [0000]ـ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنَهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " عُرِضَ عَلَيَّ أَوَّلُ ثَلاَثَةٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ وَأَوَّلُ ثَلاَثَةٍ يَدْخُلُونَ النَّار: فَأَمَّا أَوَّلُ ثَلاَثَةٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ فَالشَّهِيد، وَعَبْدٌ مَمْلُوكٌ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ وَنَصَحَ لِسَيِّدِه، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَال، وَأَمَّا أَوَّلُ ثَلاَثَةٍ يَدْخُلُونَ النَّارَ فَأَمِيرٌ مُسَلَّط، وَذُو ثَرْوَةٍ مِنْ مَالٍ لاَ يُعْطِي حَقَّ مَالِه، وَفَقِيرٌ فَخُورٌ " 00!! [ابْنِ خُزَيمَةَ في صَحِيحِهِ بِرَقم: 2249 / الإِمَامُ أَحْمَدُ في صَخْرٍ بِرَقم: 9128]

[9815]ـ عَنِ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنَهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِني لأَعْلَمُ أَوَّلَ ثَلاَثَةٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّة: الشَّهِيد، وَعَبْدٌ أَدَّى حَقَّ اللهِ وَحَقَّ مَوَالِيه، وَفَقِيرٌ عَفِيفٌ مُتَعَفِّف، وَإِني لأَعْلَمُ أَوَّلَ ثَلاَثَةٍ يَدْخُلُونَ النَّار: سُلْطَانٌ مُتَسَلِّط، وَذُو ثَرْوَةٍ مِنْ مَالٍ لاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ وَفَقِيرٌ فَخُورٌ " 00!! [الإِمَامُ أَحْمَد 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 9815] فَلاَ تُكْثِرُواْ شَوْكَ الأَذَى في غُصُونِكُمْ * فَيَكْثُرَ مِنهُمْ فِيكُمُ الكَسْرُ وَالخَبْطُ لِلقَوَافي غَضْبَةٌ * تَفْعَلُ في الأَعْرَاضِ كَمِثْلِ فِعْلِ النَّبْلِ * تمَامَاً في الأَغْرَاضِ أَعْذَرَ مَن أَنْذَرَ * فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضِ فَاحْذَرْ لِسَانَ الشُّعَرَاء 00

وَاعْلَمْ بِأَنهُمُ إِذَا لَمْ يُنْصَفُواْ * حَكَمُواْ لأَنْفُسِهِمْ عَلَى الحُكَّامِ وَجِنَايَةُ الجَادِي عَلَيْهِمْ تَنْقَضِي * وَهِجَاؤُهُمْ يَبْقَى مَعَ الأَيَّامِ فَإِنَّ وَصْمَةَ الشُّعَرَاءِ مِثْلُ الوَشْمِ لاَ تَزُول 00 وَهَكَذَا الشَّاعِرُ دَائِمَاً: كَالمَاءِ أَعْذَبُ مَا يَكُونُ وَإِنَّهُ * لأَشَدُّ مَا يَسْطُو عَلَى النِّيرَانِ وَيُفَصِّلُ القَرَوِيُّ مَا أَجْمَلَهُ في هَذَا البَيْتِ بِقَوْلِهِ في سَيَّارَةٍ سَقَطَتْ عَلَيْهَا قِطْعَةٌ مِنَ الجَلِيدِ مِنْ قِمَّةِ أَحَدِ جِبَالِ الثَّلْجِ في أُورُوبَّا فَحَطَّمَتْهَا فَقَالَ مُؤَيِّدَاً لِفِكْرَةِ بَيْتِهِ السَّابِقِ: جَالاَ بمُعْترَكِ الصِّدَامِ فَلَمْ يُطِقْ * جَبُلُ الحَدِيدِ مَعَ الجَلِيدِ جِلاَدَا لاَ تَسْتَخِفُّواْ بِالضَّعِيفِ وَحَاذِرُواْ * زَمَنَاً يَصِيرُ المَاءُ فِيهِ جَمَادَا

وَهَكَذَا، وَكَمَا يَقُولُ ابْنُ الرُّومِيّ: كُنْتُ مِصْبَاحَاً فَصِرْتُ اليَوْمَ شَمْسَاً * أَطْفِئُواْ الشَّمْسَ إِذَا كُنْتُمْ رِجَالاَ وَلِذَا أَقُولُ لَكُمْ كَمَا قَالَ ابْنُ رَشِيق: لاَ تَسْتَطِيلُواْ عَلَى ضَعْفي بِقُوَّتِكُمْ * فَالنَّمْلُ وَالنَّحْلُ قَدْ يَعْدُواْ عَلَى الفِيلِ فَلاَ تَعْجَلْ أَبَا {000} عَلَيْهِمْ * وَمُدَّ لَهُمْ خُيُوطَ الوَهْمِ مَدَّا سَتَعْلَمُ أَيُّنَا شَرٌّ مَكَانَاً * وَأَضْعَفُ نَاصِرَاً وَأَقَلُّ جُنْدَا عَجِبْتُ لِمَنْ يَرَاهُ النَّاسُ قِطَّاً * وَيجْعَلُ نَفْسَهُ لِلَّيْثِ نِدَّا هَذَا لِتَعْلَمَ يَا بَاقِل: أَنَّ الشَّاعِرَ لاَ يُؤْخَذُ مِنهُ حَقٌّ وَلاَ بَاطِل 00!! فَتَاللهِ لَوْ كَانَ أَبُوكَ الرَّئِيس: لَقَالَ الخَسِيسُ بْنُ الخَسِيس، وَلَوْ كَانَ أَبُوكَ الوَزِير: لَقَالَ الحَقِيرُ بْنُ الحَقِير 00

%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%% وَهْوَ أَيْضَاً كَالمِرْآة: إِن أَرَيْتَهَا حَسَنَاً أَرَتكَ حَسَنَاً، وَإِن أَرَيْتَهُ قَبِيحَاً أَرَاكَ قَبِيحَاً 00!! أَوْ كَالأَرْض: إِن زَرَعْتَهَا تُفَّاحَاً أَنْبَتَتْ لَكَ تُفَّاحَاً، وَإِنْ زَرَعْتَهَا حَنْظَلاً أَنْبَتَتْ لَكَ حَنْظَلاً 00!! وَلِذَا جَعَلنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقنَاهُمْ كُلَّ ممَزَّق، وَكَمَا يَقُولُ ابْنُ المُقَفَّعِ رَحِمَهُ الله: " فَإِنَّ الفَأْسَ تُقْطَعُ بهَا أُصُولُ الشَّجَر فَيَعُودُ فَيَنْبُت، وَالسَّيْفُ يَقْطَعُ اللَّحْمَ ثمَّ يَعُودُ فَيَنْدَمِل، وَلاَلِّسَانُ لاَ يَلتَئِمُ جُرْحُهُ وَلاَ تُؤْسَ مَقَاطِعُه، وَالنَّصْلُ مِنَ السَّهْمِ يَغِيبُ في اللَّحْمِ ثمَّ يُنْتَزَعُ فَيَخْرُج، وَأَشْبَاهُ النَّصْلِ مِنَ الكَلاَمِ إِذَا وَصَلَ إِلى القَلبِ فَلاَ سَبِيلَ إِلَيْهَا " 00!!

وَ {لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ يُسْتَطَبُّ بِهِ} فَلِلسُّمِّ التِّرْيَاق، وَلِلهُمُومِ وَالأَحْزَان: الصَّبرُ وَالسُّلوَان 00 إِلاَّ التِّرَة؛ فَإِنهَا الدَّاءُ العَيَاء، الَّذِي أَعْيى العَرَّافِينَ وَحَيرَ الأَطِبَّاء؛ فَنَارُهَا لَيْسَتْ كَنَارِ إِبْرَاهِيم، بَلْ كَمَا يَقُولُ أَمِيرُ الشُّعَرَاء: نَارٌ لَوِ ابْتُلِيَ الخَلِيلُ بمِثْلِهَا * أَسْتَغْفِرُ اللهَ لَوَلَّى هَارِبَا نَارٌ لاَ تُطْفَأُ إِلاَّ بمَاءِ النَّار 00!! وَالشَّرُّ إِنْ تَلقَهُ بِالخَيرِ ضِقْتَ بِهِ * ذَرْعَاً وَإِنْ تَلقَهُ بِالشَّرِّ يَنْفَصِمِ المَلاَك: وَإِنْ يَبْغِ عَلَيْكَ قَوْمُكَ لاَ يَبْغِ عَلَيْكَ القَمَر 00!!

وَاللهِ لأَعْصِبَنَّهُمْ عَصْبَ السَّلَمَة، وَلأَضْرِبَنَّهُمْ ضَرْبَ غَرَائِبِ الإِبِل، وَلأَجْعَلَنَّ الوَاحِدُ مِنهُمْ يَنْكُتُ في الأَرْضِ رَأسَهُ وَيَقُول: لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْني 00!! فَتَاللهِ لَقَدْ كَانَا * بِأَيْدِيهِمْ أَنْ نَكُونَا كَخَاتمِ سُلَيْمَانَا * لَكِنَّهُمْ جَعَلُونَا كَعَصَاةِ ابْنِ عِمْرَانَا * تَلقَفُ مَا يَأفِكُونَا عَامٌ تَوَلى في الكَلاَمِ وَعَامُ * فَعَلَى المَطَالِبِ رَحْمَةٌ وَسَلاَمُ يَا أَوْلِيَاءَ أُمُورِنَا رِفْقَاً بِنَا * فَلَنَا عَلَيْكُمْ حُرْمَةٌ وَزِمَامُ هَذِي المُمَاطَلَةُ الَّتي تُبْدُونهَا * لاَ الشَّعْبُ يَرْضَاهَا وَلاَ الإِسْلاَمُ %%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%% الشَّاعِرُ الَّذِي فَضَحَ زَعِيمَ الثَّوْرَة، وَأَظْهَرَ لِلْعَالَمِ جَوْرَه

إِنَّهُ الشَّاعِر / هَاشِم الرِّفَاعِي، وَهَذِهِ حِكَايَتُهُ مَعَ الثَّوْرَة ـ أَعْرِضُ فِيهَا دَوْرَه ـ ابْتِدَاءً مِنْ تَرْحِيبِهِ وَابْتِهَاجِهِ بِهَا كَمِصْرِيٍّ وَشَاعِر، وَانْتِهَاءً بِانْقِلاَبِهِ عَلَيْهَا لَمَّا رَأَى دِيكْتَاتُورِيَّةَ وَاسْتِبْدَاد جَمَال عَبْد النَّاصِر: عَادَ السُّرُورُ لِمِصْرِنَا وَالنُّورُ * وَتَدَفَّقَتْ لِلْخَيْرِ فِيهِ بحُورُ لاَ أَرْجَعَ الرَّحْمَنُ أَيَّامَاً مَضَتْ * كَانَتْ عَلَيْنَا بِالشَّقَاءِ تَدُورُ لَمَّا أَتَيْتَ لَنَا كَغَيْثٍ هَاطِلٍ * سَارَ الرِّضَا وَالخَيْرُ حَيْثُ تَسِيرُ سَوَّيْتَ بَينَ ضَعِيفِنَا وَقَوِيِّنَا * لَمْ يَبْقَ فِينَا خَادِمٌ وَأَمِيرُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي؟} ـــــــــــــــــــــــــــــ وَمِمَّا قِيلَ في الظَّلَمَةِ قَبْلَ الثَّوْرَةِ هَذِهِ القَصِيدَةُ لِلشَّاعِر هَاشِم الرِّفَاعِي أَيْضَاً:

أَمَا آنَ لاَبْنِ النِّيلِ أَنْ يُدْرِكَ النَّصْرَا * وَآنَ لِهَذَا اللَّيْلِ أَنْ يُظْهِرَ الفَجْرَا فَكُنْتُ إِذَا مَا ذَاقَتِ الظُّلْمَ دَوْلَةٌ * عَلَى يَدِ محْتَلٍّ ذَكَرْتُ بِهَا مِصْرَا بَذَلْنَا لَهَا الأَرْوَاحَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ * وَجُزْنَا لأَجْلِ بِلاَدِنَا الصَّعْبَ وَالوَعْرَا وَمَرَّتْ بِنَا الأَعْوَامُ وَالنِّيلُ حَانِقٌ * يُعَاني مِنَ الضِّيقِ الَّذِي يَمْلأُ الصَّدْرَا شُيُوخٌ وَشُبَّانٌ مَضَواْ في سَبِيلِهِ * وَفي نَيْلِ الاَسْتِقْلاَلِ قَدْ أَفنَوُاْ العُمْرَا فَمَا نَامَ هَذَا الشَّعْبُ عَنْ نَيْلِ مَأْرَبٍ * وَلَكِنَّهُ عُدْوَانُ مَنْ سَكَنَ القَصْرَا فَكَمْ مِنْ زَعِيمٍ أُودِعَ السِّجْنَ مَا جَنى * فَسَارَ إِلَيْهِ رَافِعَاً رَأْسَهُ فَخْرَا وَثَوْرَاتِ أَبْطَالٍ أَثَارُواْ لَهِيبَهَا * فَأَخْمَدَهَا مَن أَضْمَرُواْ الحِقْدَ وَالغَدْرَا

فَحَيِّ الَّذِي بَاعَ الكِنَانَةَ نَفْسَهُ * وَفَوْقَ قُبُورِ الخَالِدِينَ ضَعُواْ الزَّهْرَا وَإِنْ يُدْرِكِ الوَادِي الجَلاَءَ فَجَدِّدُواْ * مَدَى الدَّهْرِ في عِيدِ الجَلاَءِ لهُمْ ذِكْرَى {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} ـــــــــــــــــــــــــــــ وَمِمَّا قِيلَ في الظَّلَمَةِ قَبْلَ الثَّوْرَةِ هَذَا البَيْتَ لِلشَّاعِر هَاشِم الرِّفَاعِي أَيْضَاً: نُسَاقُ إِلى السُّجُونِ وَنُسْتَرَقُّ * بحُكْمٍ فِيهِ إِجْحَافٌ وَحُمْقُ وَذَلِكَ مَنْطِقِيٌّ حِينَ يَرْعَى زِمَامَ الأَمْرِ مَنْ لاَ يَسْتَحِقُّ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} ـــــــــــــــــــــــــــــ وَمِمَّا قِيلَ في الظَّلَمَةِ أَيْضَاً قَبْلَ الثَّوْرَةِ هَذِهِ القَصِيدَةُ لِلشَّاعِر هَاشِم الرِّفَاعِي: هَاتِ الحُسَامَ وَوَدِّعْ هَذِهِ الدَّارَا * فَالخَطْبُ أَشْعَلَ في أَحْشَائيَ النَّارَا

وَاثْأَرْ لِمَجْدِكَ يَا ابْنَ النِّيلِ مُقْتَحِمَاً * سَاحَ المَعَارِكِ وَامْحُ الذُّلَّ وَالعَارَا الحُكْمُ للَّهِ يَا مَنْ بَاعَ أُمَّتَهُ * كَيْ يَأْخُذَ الحُكْمَ مِنْ مَوْلاَهُ إِجْبَارَا يَا أَيُّهَا الحَاكِمُ الطَّاغِي بِقُوَّتِهِ * لاَ تُغْرِ بِالأَزْهَرِ المَعْمُورِ أَشْرَارَا إِنْ كَانَ في طَوْعِكَ البُولِيسُ إِنَّ لَنَا * يَوْمَ الجِهَادِ قُلُوبَاً تَلقَفُ النَّارَا هَذِي الكِنَانَةُ لَنْ تَنْسَى لَكُمْ أَبَدَاً * عَهْدَاً طَلَيْتُمْ لَنَا آفَاقَهُ قَارَا ********* يَنْفُخْنَ في أَشْبَالهِنَّ حَمَاسَةً * تَثِبُ الصُّدُورُ لَهَا مِنَ الغَلَيَانِ وَقَالَ في مُنَاسَبَةِ شَمُّ النَّسِيم {عِيدُ الرَّبِيع} مُعَرِّضَاً بهَذَا الظُّلم: رَبِيعٌ أَظَلَّتْهُ لَيَالٍ سُودُ * وَمَاتَ لَهُ فَوْقَ الشِّفَاهِ نَشِيدُ

فَلاَ النِّيلُ بَسَّامَاً بِيَوْمِ وُرُودِهِ * وَلاَ عِيدُهُ بَينَ المَصَائِبِ عِيدُ وَقَدْ صَارَ تَغْرِيدُ البَلاَبِلِ صَرْخَةً * مِنَ الظُّلمِ في الوَادِي لَهَا تَرْدِيدُ وَأَصْبَحَ تَغْرِيدُ الطُّيُورِ تَوَجُّعَاً * لِكُلِّ بَرِيءٍ أَثْقَلَتْهُ قُيُودُ وَسَاقِيَةٍ بَاتَتْ تَئِنُّ فَخِلتُهَا * عَلَى مِصْرَ بِالدَّمْعِ الغَزِيرِ تَجُودُ ثَلاَثَةُ أَعْوَامٍ رَأَيْنَا خِلاَلَهَا * لَيَاليَ كَالخَرُّوبِ أَغْلَبُهَا سُودُ ثَلاَثَةُ أَعْوَامٍ رَأَيْنَا خِلاَلَهَا * مِنَ الهَوْلِ شَيْئَاً مَا رَأَتْهُ ثَمُودُ وَذُقْنَا مِنَ الإِرْهَابِ مَا لاَ نُطِيقُهُ * وَلَيْسَ لَهُ مَهْمَا يَطُولُ حُدُودُ أَفي مِصْرَ نحْيى اليَوْمَ أَمْ في جَهَنَّمٍ * فَقَدْ نَضِجَتْ مِنَّا بِمِصْرَ جُلُودُ بِنَا مِنْ زُكَامِ الفَقْرِ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ * يُشَمُّ نَسِيمٌ أَوْ تُشَمُّ وُرُودُ

أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ نَعِيشُ لِمَرَّةٍ * وَلَيْسَ لِبَطْشِ الحَاكِمِينَ وُجُودُ حَلُمْنَا بِأَنْ نَحْيى بِمَنأَىً عَنِ الأَذَى * فَحَطَّ بِنَا في مِصْرَ مِنهُ مَزِيدُ وَلَوْ كَانَ ظُلمَاً يَنْتَهِي خَفَّ أَمْرُهُ * وَلَكِنَّهُ ظُلْمٌ لَهُ تجْدِيدُ وَمِمَّا قَالَهُ في الظَّلَمَةِ أَيْضَاً إِبَّانَ الثَّوْرَة: فَالنِّيلُ عَبْدٌ وَالكِنَانَةُ في أَسَىً * وَالشَّعْبُ يَشْكُو الجُوعَ وَالإِمْلاَقَا ــــــــــــــــــــــــــــــــــ وَمِمَّا قَالَهُ يُبَارِكُ الثَّوْرَةَ في مَهْدِهَا مُنَدِّدَاً بِما كَانَ قَبْلَهَا مِنَ الظُّلمِ وَالاَسْتِبْدَاد، الذِي سَادَ البِلاَد: حَكَمَ الطُّغَاةُ فَمَا رَأَيْتُ بِعَهْدِهِمْ * غَيرَ الرَّصَاصِ إِلى الصُّدُورِ يُسَدَّدُ يَا مِصْرُ قَدْ عَاثَتْ بِأَرْضِكِ عُصْبَةٌ * بِاسْمِ الحِمَايَةِ وَالتَّطَوُّرِ أَفْسَدُواْ

سَيُسَجِّلُ التَّارِيخُ أَنَّ بِعَهْدِكُمْ * ظُلمٌ وَعُدْوَانٌ وَحُكْمٌ أَسْوَدُ رَغْمَ الحُرُوبِ وَرَغْمَ مَا كُنَّا بِهِ * مِنْ ضَيْعَةٍ كَانَ الفَقِيرُ يُزَغْرِدُ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ وَمِمَّا قَالَهُ لِيُؤَيِّدَهَا أَيْضَاً: هَذِي حِكَايَةُ أُمَّةٍ في ثَوْرَةٍ * أَحْيى بَنُوهَا بِالجِهَادِ شُعُوبَا قَدْ أَثْخَنَتْ قَوْمِي جِرَاحٌ جَمَّةٌ * حَتىَّ أَتَاحَ لَهَا الإِلَهُ طَبِيبَا ــــــــــــــــــــــــــــــــــ وَقَالَ فِيهِمْ أَيْضَاً: هَلْ كَانَ وَادِي النِّيلِ إِلاَّ ضَيْعَةً * يَلْقَى بِهَا الحُكَّامُ كُلَّ المَغْنَمِ فَإِلاَمَ وَادِي النِّيلِ يَفْقِدُ خَيرَهُ * يجْرِي الفَسَادُ بجِسْمِهِ مجْرَى الدَّمِ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ وَمِمَّا قَالَهُ في الظَّلَمَةِ أَيْضَاً عِنْدَمَا اعْتُقِلَ أَخُوهُ مُصْطَفَى الرِّفَاعِي:

مَضَى لِلنَّوْمِ سُمَّارٌ * قَدِ افْتَقَدَتهُمُ الدَّارُ فَلَمْ يُسْمَعْ لَهُمْ نَثْرٌ * وَلاَ أَدَبٌ وَأَشْعَارُ فَعُدْتُ بمُهْجَةٍ حَرَّى * وَقَلبٍ مِلْؤُهُ نَارُ وَحَوْلي مِنْ سُكُونِ اللَّيْ * ـلِ وَالأَوْهَامِ أَسْتَارُ تُعَذِّبُني أَحَاسِيسٌ * لَهَا في القَلْبِ أَظْفَارُ وَفي رَأْسِي خَيَالاَتٌ * تَمُوجُ بِهِ وَأَفكَارُ كَذَلِكَ في رُبَا الوَادِي * يَذُوقُ المُرَّ أَحْرَارُ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} وَهَذِهِ القَصِيدَةُ قَالَهَا الشَّاعِرُ هَاشِم الرِّفَاعِي؛ رَدَّاً رِسَالَةٍ تَلَقَّاهَا مِنْ مُعْتَقَلٍ سِيَاسِيٍّ حَكَمَ الظَّلَمَةُ عَلَيْهِ بِالإِعْدَام؛ طَلَبَ مِنهُ فيهَا أَنْ يُوَاسِيَ أَبَاه؛ فَكَتَبَ هَذِهِ القَصِيدَةَ عَلَى لِسَانِ ابْنِهِ قَائِلاً: أَبَتَاهُ مَاذَا قَدْ يخُطُّ بَنَاني * وَالسَّوْطُ وَالجَلاَدُ مُنْتَظِرَانِ

هَذَا الكِتَابُ إِلَيْكَ مِنْ زِنْزَانَةٍ * مَوْبُوءَ ةٍ صَخْرِيَّةِ الجُدْرَانِ لَمْ تَبْقَ إِلاَّ لَيْلَةٌ أَحْيى بِهَا * وَأَحُسُّ أَنَّ ظَلاَمَهَا أَكْفَانيانِ سَتَمُرُّ يَا أَبَتَاهُ لَسْتُ أَشُكُّ في * هَذَا وَتحْمِلُ بَعْدَهَا جُثْمَانيانِ اللَّيْلُ مِن حَوْلي هُدُوءٌ قَاتِلٌ * وَالذِّكْرَيَاتُ تَمُرُّ في وُجْدَانيانِ وَيهُدُّني فَزَعِي فَأَنْشُدُ هَدْأَتي * في بِضْعِ آيَاتٍ مِنَ القُرْآنِ وَالنَّفسُ بَينَ جَوَانِحِي خَفَّاقَةٌ * الخَوْفُ دَبَّ بِهَا فَهَزَّ كِيَانيانِ قَدْ عِشْتُ أُومِنُ بِالإِلَهِ وَلَمْ أَذُقْ * إِلاَّ أَخِيرَاً لَذَّةَ الإِيمَانِ وَمُعَذَّبٍ سَمِعَ الدُّجَى أَنَّاتِهِ * مُتَعَلِّلاً بِالصَّبرِ وَالسُّلْوَانِ يَسْتَعْمِلُ الأَشْرَارُ في تَعْذِيبِهِ * مَا فَاقَ كُلَّ وَسَائِلِ الشَّيْطَانِ

شُكْرَاً لهُمْ أَنَاْ لاَ أُرِيدُ طَعَامَهُمْ * فَليَرْفَعُوهُ فَلَسْتُ بِالجَوْعَانِ هَذَا الطَّعَامُ المُرُّ مَا صَنَعَتهُ لي * أُمِّي وَلاَ وَضَعُوهُ فَوْقَ خِوَانِ مَدُّواْ إِليَّ بِهِ يَدَاً مَصْبُوغَةً * بِدَمِي وَهَذِي غَايَةُ الإِحْسَانِ إِنَّ السُّجُونَ وَلَوْ طَلَوْ جُدْرَانَهَا * بِالمِسْكِ فَهْيَ كَرِيهَةُ الْبُنيَانِ وَالصَّمْتُ يَقْطَعُهُ رَنِينُ سَلاَسِلٍ * عَبِثَتْ بِهِنَّ أَصَابِعُ السَّجَّانِ مِنْ كُوَّةٍ بِالبَابِ يَرْقُبُ صَيْدَهُ * وَيَعُودُ في أَمْنٍ إِلى الدَّوَرَانِ أَنَاْ لاَ أَحُسُّ بِأَيِّ حِقْدٍ نَحْوَهُ * مَاذَا جَنى فَتَمَسَّهُ أَضْغَانيانِ هُوَ طَيِّبُ الأَخْلاَقِ مِثْلُكَ يَا أَبي * لَمْ يَبْدُ في ظَمَأٍ إِلى العُدْوَانِ فَلَرُبَّمَا وَهُوَ المُرَوِّعُ سِحْنَةً * لَوْ كَانَ مِثْلِي شَاعِرَاً لَرَثَانيانِ

وَعَلَى الجِدَارِ تُطِلُّ نَافِذَةٌ بِهَا * مَعْنى الحَيَاةِ غَلِيظَةُ القُضْبَانِ فَلَطَالَمَا شَارَفتُهَا مُتَأَمِّلاً * في الثَّائِرِينَ عَلَى الأَسَى اليَقْظَانِ فَأَرَى وُجُومَاً في الوُجُوهِ مُصَوِّرَاً * مَا في قُلُوبِ النَّاسِ مِن غَلَيَانِ نَفْسُ الشُّعُورِ لَدَى الجَمِيعِ وَإِن هُمُ * كَتَمُواْ لأَنَّ المَوْتَ في الإِعْلاَنِ أَوَكُلُّ شَهْمٍ لاَ يُؤَيِّدُ ظُلْمَكُمْ * يُمْسِي لَدَيْكُمْ خَائِنَ الأَوْطَانِ خَدَعُواْ المُوَاطِنَ بِالتَّوَدُّدِ عِنْدَمَا * لَبِسُواْ مُسُوحَ الزُّهْدِ وَالرُّهْبَانِ مَاذَا أَفَادَ النِّيلُ مِنْ كُورْنِيشِهِ * إِنْ كَانَ يَشْكُو ذِلَّةً وَيُعَانيانِ مَا سَدَّ جُوعَاً أَوْ كَسَا عُرْيَاً بَدَا * تَحْدِيدُهُمْ مِلكِيَّةَ الأَطْيَانِ المَالُ قَدْ أَفْنَوْهُ كَيْ يَتَظَاهَرُواْ * بِتَتَابُعِ التَّشْيِيدِ وَالعُمْرَانِ

قَدْ أُبْدِلَ المَلِكُ العَظِيمُ بحَاكِمٍ * وَالشَّعْبُ بَيْنَهُمَا المَرِيضُ العَانيانِ وَيَدُورُ هَمْسٌ في الجَوَانحِ مَا الَّذِي * بِالثَّوْرَةِ الحَمْقَاءِ قَدْ أَغْرَانيانِ أَوَلَمْ يَكُن خَيرَاً لِنَفْسِيَ أَن أُرَى * مِثْلَ الجَمِيعِ أَسِيرُ في إِذْعَانِ مَا ضَرَّني لَوْ أَنْ سَكَتُّ وَكُلَّمَا * غَلَبَ الأَسَى بَالَغْتُ في الكِتْمَانِ هَذَا دَمِي سَيَسِيلُ يَجْرِي مُطْفِئَاً * مَا ثَارَ في جَنْبيَّ مِنْ نِيرَانِ وَالظُّلمُ بَاقٍ لَنْ يحَطِّمَ قَيْدَهُ * مَوْتي وَلَنْ يُودِي بِهِ قُرْبَانيانِ هَذَا حَدِيثُ النَّفْسِ في أَعْمَاقِهَا * يُنْبِيكَ عَنْ بَشَرِيَّةِ الإِنْسَانِ وَيَرُدُّ قَلْبي بَلْ تَعِيشُ لِغَايَةٍ * أَسْمَى مِنَ التَّصْفِيقِ لِلطُّغْيَانِ دَمْعُ السَّجِينِ بمِصْرَ في أَغْلاَلِهِ * وَدَمُ الشَّهِيدِ هُنَاكَ يَلْتَقِيَانِ

إِنَّ احْتِدَامَ النَّارِ في جَوْفِ الثَّرَى * أُولى الخُطَى لإِثَارَةِ البرْكَانِ فَيَمُوجُ يَقْتَلِعُ الطُّغَاةَ مُزَمْجِرَاً * أَقْوَى مِنَ الجَبرُوتِ وَالسُّلطَانِ وَتَتَابُعُ القَطَرَاتِ يَنْزِلُ بَعْدَهُ * سَيْلٌ يَلِيهِ تَدَفُّقُ الفَيَضَانِ كَمْ مِنْ قَوِيٍّ ظَالِمٍ قَدْ نَالَهُ * مِنْ شَعْبِهِ مَا لَيْسَ في الحُسْبَانِ فَارُوقُ مَنْ مِنَّا تخَيَّلَ أَنَّهُ * مُتَنَازِلٌ يَوْمَاً عَنِ السُّلطَانِ أَنَاْ لَسْتُ أَدْرِي هَلْ سَتُذْكَرُ قِصَّتي * أَمْ سَوْفَ يَطْوِيهَا دُجَى النِّسْيَانِ أَوْ أَنَّهُ سَيُقَالُ عَنيِّ خَائِنٌ * مُتَآمِرٌ يَنْسَلُّ كَالثُّعْبَانِ كُلُّ الَّذِي أَدْرِيهِ أَنَّ تجَرُّعِي * كَأْسَ المَظَالِمِ لَيْسَ في إِمْكَانيانِ أَهْوَى الحَيَاةَ كَرِيمَةً لاَ قَيْدَ لاَ * إِرْهَابَ لاَ اسْتِخْفَافَ بِالإِنْسَانِ

فَإِذَا سَقَطْتُ سَقَطْتُ أَحْمِلُ عِزَّتي * يَغْلِي دَمُ الأَحْرَارِ في وِجْدَانيانِ أَبَتَاهُ إِنْ طَلَعَ الصَّبَاحُ عَلَى الوَرَى * وَأَضَاءَ نُورُ الشَّمْسِ كُلَّ مَكَانِ وَاسْتَقبَلَ العُصْفُورُ بَينَ غُصُونِهِ * يَوْمَاً جَدِيدَاً مُشْرِقَ الأَلوَانِ سَأَكُونُ بَعْدَ هُنَيْهَةٍ مُتَأَرْجِحَاً * في الحَبْلِ مَشْدُودَاً عَلَى العِيدَانِ أَنَاْ لاَ أُرِيدُكَ أَنْ تَعِيشَ محَطَّمَاً * أَوْ عُرْضَةَ الآلاَمِ وَالأَشْجَانِ إِنَّ ابْنَكَ المَصْفُودَ في أَغْلاَلِهِ * قَدْ سِيقَ نحْوَ المَوْتِ غَيرَ مُدَانِ فَاذْكُرْ حِكَايَاتٍ بِأَيَّامِ الصِّبَا * قَدْ قُلْتَهَا ليَ عَن هَوَى الأَوْطَانِ وَإِذَا سمِعْتَ نَشِيجَ أُمِّيَ في الدُّجَى * تَبْكِي شَبَابَاً ضَاعَ في الرَّيْعَانِ وَتُكَتِّمُ الأَحْزَانَ في أَعْمَاقِهَا * حَتىَّ غَدَتْ أُحْدُوثَةَ الجِيرَانِ

فَاطْلُبْ لَدَيْهَا الصَّفْحَ عَنيَ إِنَّني * لاَ أَبْتَغِي مِنهَا سِوَى الغُفْرَانِ لاَ زَالَ في سَمْعِي يَرِنُّ حَدِيثُهَا * وَمَقَالُهَا في رَحْمَةٍ وَحَنَانِ أَبُنيَّ أَيَّامِي غَدَتْ مَعْدُودَةً * لَمْ يَبْقَ لي جَلَدٌ عَلَى الأَحْزَانِ فَأَذِقْ فُؤَادِي فَرْحَةً بِالبَحْثِ عَن * بِنْتِ الحَلاَلِ وَدَعْكَ مِن عِصْيَانيانِ تِلْكَ الَّتي كَانَتْ لَهَا أُمْنِيَّةً * يَا حُسْنَ آمَالٍ لهَا وَأَمَانيانِ غَزَلَتْ خُيُوطَ السَّعْدِ نَاعِمَةً وَلَمْ * يَكُنِ انْتِقَاضُ الغَزْلِ في الحُسْبَانِ هَذَا الَّذِي سَطَّرْتُهُ لَكَ يَا أَبي * بَعْضُ الَّذِي يَجْرِي بِفِكْرٍ عَانيانِ لَكِن إِذَا انْتَصَرَ الضِّيَاءُ وَمُزِّقَتْ * بِيَدِ الإِلَهِ شَرِيعَةُ القُرْصَانِ فَلَسَوْفَ يَذْكُرُني وَيُكْبرُ هِمَّتي * مَنْ كَانَ في الدُّنيَا حَلِيفَ هَوَانِ

وَإِلى لِقَاءٍ تحْتَ ظِلٍّ عَدَالَةٍ * قُدْسِيَّةِ الأَحْكَامِ وَالمِيزَانِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} ـــــــــــــــــــــــــــــ وَلَمَّا رَأَى أَنَّ الثَّوْرَةَ لَمْ تحَقِّقْ لِلْمِصْرِيِّينَ الأَهْدَافَ الَّتي قَامَتْ مِن أَجْلِهَا، وَرَأَى أَنَّ الدِّيكْتَاتُورِيَّةُ لَمْ تَزَلْ جَاثمَةً عَلَى صَدْرِ الدِّيمُقْرَاطِيَّة؛ قَالَ رَحِمَهُ الله: قَدْ أُبْدِلَ المَلِكُ العَظِيمُ بِحَاكِمٍ * وَالشَّعْبُ بَيْنَهُمَا المَرِيضُ العَاني المَالُ قَدْ أَفنَوْهُ كَيْ يَتَظَاهَرُواْ * بِتَتَابُعِ التَّشْيِيدِ وَالعُمْرَانِ وَقَالَ رَحِمَهُ اللهُ أَيْضَاً لَمَّا رَأَى أَنَّ الثَّوْرَةَ لَمْ تحَقِّقْ لِلْمِصْرِيِّينَ الأَهْدَافَ الَّتي قَامَتْ مِن أَجْلِهَا، وَرَأَى أَنَّ الدِّيكْتَاتُورِيَّةُ لَمْ تَزَلْ جَاثمَةً عَلَى صَدْرِ الدِّيمُقْرَاطِيَّة:

قَوْمِي عَلاَمَ تُهَلِّلُونَ عَلاَمَا * وَلِمَنْ نَصَبْتُمْ هَذِهِ الأَعْلاَمَا هَلْ قَامَ مِنْ بَعْدِ التَّحَيُّزِ نَائِبٌ * في البرْلَمَانِ يُحَاسِبُ الحُكَّامَا هَلْ أَصْبَحَ الإِسْلاَمُ دُسْتُورَاً لَنَا * مِنْ بَعْدِ أَنْ ذُقْنَا الأَسَى أَعْوَامَا قَدْ خِلْتُ في دَقِّ البَشَائِرِ أَنَّهُمْ * نَزَعُواْ القُيُودَ وَحَرَّرُواْ الأَقْلاَمَا وَظَنَنْتُ أَنَّ هُتَافَ مَن هَتَفُواْ عَلَى * أَنْقَاضِ سِجْنٍ فَارَقُوهُ حُطَامَا يَا أُمَّةً مُنِيَتْ بِأَفْدَحِ نَكْبَةٍ * زَادَتْ شَقَاءَ حَيَاتهَا آلاَمَا أَوْلى بِهَا لَوْ أَنَّهَا مِن خِزْيِهَا * بَينَ الوَرَى خَفَضَتْ لِذَاكَ الهَامَا أَوَلَيْسَ يُنْكِرُ كُلَّ صَوْتٍ غَيرَهُ * وَلَوِ اسْتَطَاعَ لأَنْكَرَ الإِسْلاَمَا هُوَ لَعْنَةٌ نَزَلَتْ بِنَا وَكَأَنَّهُ * ذِئْبٌ رَأَى في جُوعِهِ أَغْنَامَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي}

وَقَالَ رَحِمَهُ اللهُ أَيْضَاً لَمَّا رَأَى أَنَّ الثَّوْرَةَ لَمْ تحَقِّقْ لِلْمِصْرِيِّينَ الأَهْدَافَ الَّتي قَامَتْ مِن أَجْلِهَا، وَرَأَى أَنَّ الدِّيكْتَاتُورِيَّةُ لَمْ تَزَلْ جَاثمَةً عَلَى صَدْرِ الدِّيمُقْرَاطِيَّة: هُوَ الظُّلمُ يَا ابْنَ النِّيلِ بِالنِّيلِ نَازِلٌ * تَمُرُّ بِكَ الأَيَّامُ وَالظُّلمُ شَامِلُ صَبَاحُكَ دَيْجُورٌ وَحَقُّكَ ضَائِعٌ * وَعَهْدُكَ مَخْفُورٌ فَمَا أَنْتَ فَاعِلُ عَهِدْتُكَ لاَ تَسْتَعْذِبُ الضَّيْمَ مَوْرِدَاً * وَلَوْ أُحْكِمَتْ حَوْلَ اليَدَينِ السَّلاَسِلُ أَرَى كُلَّ يَوْمٍ لِلطُّغَاةِ مَكِيدَةً * فَلاَ الحَقُّ مَنْصُورٌ وَلاَ الجَوْرُ زَائِلُ وَلاَ هُمْ عَنِ الغَيِّ الَّذِي عَمَّ أَقْصَرُواْ * فَيَهْدَأَ مَوْتُورٌ وَتَسْكُتَ ثَاكِلُ كَأَني بهَذَا الشَّعْبِ قَدْ ثَارَ ثَوْرَةً * وَإِخْمَادَهَا لاَ تَسْتَطِيعُ القَنَابِلُ

فَمَا بَيْنَهُمْ لَوْ يَصْدُقُ الظَّنُّ فِيهِمُ * وَبَينَ الرَّدَى إِلاَّ لَيَالٍ قَلاَئِلُ وَلَنْ يَأْمَنَ القَتْلَ المُدَبَّرَ جَائِرٌ * كَمَا لاَ يَخَافُ القَتْلَ إِنْ سَارَ عَادِلُ فَذَلِكَ عَهْدٌ لاَ رَأَتْ مِصْرُ مِثْلَهُ * وَذَلِكَ حُكْمٌ بِالإِسَاءَ اتِ حَافِلُ فَقَدْ نَصَبُواْ فَوْقَ الرُّؤُوسِ مَشَانِقَاً * لِمَنْ يَبْتَغِي دَفْعَاً لَهُمْ أَوْ يحَاوِلُ سُجُونٌ قَدِ اكْتُظَّتْ بِمَنْ نَزَلُواْ بِهَا * وَمُعْتَقَلاَتٌ أَفْعَمَتْهَا الجَحَافِلُ وَأَنى مَشَواْ في كُلِّ وَادٍ فَحَوْلَهُمْ * يُصَفِّقُ مَأْجُورٌ وَيهْتِفُ جَاهِلُ عَلَى دُبْلُومَاسِيِّ العُرُوبَةِ رَحْمَةٌ * فَقَدْ لَفَظَتْهُ كَالنَّوَاةِ المحَافِلُ مَهَازِلُ مَا زِلنَا نُقَاسِي جَحِيمَهَا * وَقَدْ كَثُرَتْ في ذَا الزَّمَانِ المَهَازِلُ

لِمَا لَمْ تَكُنْ كُورْيَا كَبَغْدَادَ لُقْمَةً * وَمِصْرَ الَّتي سَاغَتْ لِمَن هُوَ آكِلُ فَهَيْهَاتَ مَا كُلُّ البِلاَدِ كِنَانَةً * وَلاَ شَعْبُهُمْ كَالشَّعْبِ في مِصْرَ غَافِلُ وَقَالَ رَحِمَهُ اللهُ أَيْضَاً لَمَّا رَأَى أَنَّ الثَّوْرَةَ لَمْ تحَقِّقْ لِلْمِصْرِيِّينَ الأَهْدَافَ الَّتي قَامَتْ مِن أَجْلِهَا، وَرَأَى أَنَّ الدِّيكْتَاتُورِيَّةُ لَمْ تَزَلْ جَاثمَةً عَلَى صَدْرِ الدِّيمُقْرَاطِيَّة: لاَ مِصْرُ دَارِي وَلاَ هَذِي الرُّبا بَلَدِي * إِنِّي مِنَ الحَقِّ فِيهَا قَدْ نَفَضْتُ يَدِي أَمْسِي نِفَاقٌ وَيَوْمِي كُلُّهُ كَذِبٌ * فَكَيْفَ يَفْرَحُ قَلْبي بِانْتِظَارِ غَدِي شَعْبٌ تَلَذُّ لَهُ أَسْيَافُ قَاتِلِهِ * حُمْرَاً وَتُطْرِبُهُ تَرْنِيمَةُ الصَّفَدِ تَرَاهُ يَلْهُو وَسَوْطُ الذُّلِّ يُلْهِبُهُ * فَلاَ يَحُسُّ وَلاَ يَرْثَى لِمُضْطَهِدِ

وَقَالَ جَلاَدُهُ يَوْمَاً يُدَاعِبُهُ * اخْتَرْ رَئِيسَكَ لاَ تَرْهَبْ أَذَى أَحَدِ فَاخْتَارَ جَلاَدَهُ مِنْ فَرْطِ طِيبَتِهِ * وَقَالَ إِنىِّ سَأَلْقَى الجَلْدَ بِالجَلَدِ وَقَائِلٌ ليَ يَنهَاني وَيَنْصَحُني * السِّجْنُ بَاتَ قَرِيبَاً مِنْكَ فَابْتَعِدِ فَقُلْتُ فِكْرِي وَإِحْسَاسِي أَأَقْتُلُهُ * إِنْ يَسْجِنُوني فَلَنْ يَشْقَىسِوَىجَسَدِي {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} ثَارَتْ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ في افْتِتَاحِ أَوَّلِ بَرْلَمَانٍ سُودَانيّ؛ حَدَثَتْ بِسَبَبِهَ مَذْبحَةٌ مِنْ تَدْبِيرِ المُسْتَعْمِر، فَقَالَ الشَّاعِرُ هَاشِمٌ الرِّفَاعِيُّ عَلَى إِثرِهَا: أَيَصْرَعُ فِينَا البَعْضُ بَعْضَاً كَأَنَّنَا * فَقَدْنَا عَدُوَّاً في البِلاَدِ نُحَارِبُه أَثَارَ بِيَوْمِ الحَفْلِ مَذْبَحَةً إِذَا * رَآهَا وَلِيدُ المَهْدِ شَبَتْ ذَوَائِبُه

دَهَتنَا اللَّيَالي الحَالِكَاتُ بحَاكِمٍ * مَصَائِبُهُ لاَ تَنْقَضِي وَعَجَائِبُه رَأَى فِيهِ الاَسْتِعْمَارُ رُوحَاً وَجِسْمَهَا * فَصَاغَهُمَا حَتىَّ تَتِمَّ رَغَائِبُه فَأَصْبَحَ لِلمُحْتَلِّ كَفَّاً وَسَاعِدَاً * لِيَنعَبَ فِينَا بِالمَكِيدَةِ نَاعِبُه {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} وَقَالَ أَيْضَاً في ذَلِكَ مُوَجِّهَاً الكَلاَمَ إِلى الرَّئِيس جَمَال عَبْد النَّاصِر شَخْصِيَّاً: هَا هُمْ كَمَا تَهْوَى فَحَرِّكْهُمْ دُمَى * لاَ يَفْتَحُونَ بِغَيرِ مَا تَهْوَى فَمَا إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّهُمْ قَدْ جُمِّعُواْ * لِيُصَفِّقُواْ إِنْ شِئْتَ أَنْ تَتَكَلَّمَا وَهُمُ الَّذِينَ إِذَا صَبَبْتَ لَنَا الأَسَى * هَتَفُواْ بِأَنْ تَحْيى لِمِصْرَ وَتَسْلَمَا وَسَطَوْتَ قَبْلَ اليَوْمِ تَحْذَرُ لاَئِمَاً * فَالآنَ تَسْطُو لاَ تَخَافُ اللُّوَّمَا

وَدَعَوْتَنَا لِنُقِيمَ مَجْلِسَ أُمَّةٍ * حُرَّاً فَصَدَّقْنَا وَقُلْنَا رُبَّمَا قَدْ كُنْتَ مَكْشُوفَ النَّوَايَا فَاتخِذْ * مَنْ شِئْتَ في نَيْلِ المَطَامِعِ سُلَّمَا فَأَبَيْتَ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ كَعَهْدِنَا * بِكَ في النُّعُومَةِ وَالضَّرَاوَةِ أَرْقَمَا أَيُّ الأَبَالِسَةِ اجْتَبَاكَ فَكُنْتَ في * إِحْكَامِ تَدْبِيرِ المَكِيدَةِ مُلهَمَا فَخَدَعْتَنَا يَوْمَ القَنَالِ وَكُنْتَ لاَ * تَنْفَكُّ إِنْ ذُكِرَ العِدَا مُتَهَكِّمَا وَظَلَلْتَ تَنْسِجُ في وُعُودِكَ جَنَّةً * حَتىَّ وَجَدْنَا مَا تَقُولُ جَهَنَّمَا كَلِمَاتُكَ الجَوْفَاءُ كَانَ طَنِينُهَا * كَعُوَاءِ ذِئْبٍ في إِهَابِكَ قَدْ نمَا تَنْسَابُ في آذَانِنَا مَعْسُولَةً * وَإِذَا جَلاَهَا العَقْلُ كَانَتْ عَلقَمَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي}

وَمِمَّا قَالَهُ بَعْدَ العُدْوَانِ الثُّلاَثيِّ وَازْدِيَادِ الظُّلمِ وَالجَبرُوتِ مُعَرِّضَاً بِالرَّئِيس جَمَال عَبْد النَّاصِر أَيْضَاً: يُعَتِّقُ خَمْرَاً مِنْ دِمَاءٍ أَبَاحَهَا * وَيَصْنَعُ كَأْسَاً مِن عِظَامِ الجَمَاجِمِ وَيَسْكُبُ في الأَسْمَاعِ لَفظَاً مُنَمَّقَاً * لِنَسْبَحَ في حُلمٍ مِنَ الأَمْنِ وَاهِمِ يَدَاهُ يَدٌ بِإِشَارَةٍ لجُنُودِهِ * تحَوِّلُ لَيْلَ العُرْسِ لَيْلَ مَآتِمِ وَأُخْرَى تُنِيلُ المُعْوِزِينَ مَعُونَةً * تُشَابُ إِذَا سِيقَتْ بِسُمِّ الأَرَاقِمِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} وَمِمَّا قَالَهُ في الرَّئِيس جَمَال عَبْد النَّاصِر أَيْضَاً: يَسْعَى لِتَقْتِيلِ الشُّيُوخْ * في كُلِّ زَاوِيَةٍ وَكُوخْ وَيَدَاهُ تُغْمَسُ كُلَّ يَوْمٍ في دَمِ المُسْتَضْعَفِين الثَّائِرِينَ عَلَى القُيُودِ وسَطْوَةِ المُتَجَبِّرِين {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي}

وَمِمَّا قَالَهُ في الرَّئِيس جَمَال عَبْد النَّاصِر أَيْضَاً: وَحِينَ كَشَفْنَا لِلأَنَامِ قِنَاعَهُ * وَعُرِّيَ عَنْ ثَوْبِ الدَّهَاءِ الَّذِي ارْتَدَىدَا أَقَامَ لَنَا النِّيرَانَ في كُلِّ مَوْطِنٍ * وَإِنْ تَكُ نَارَاً قَدْ أَضَاءَتْ لَنَا الغَدَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} وَتَأْتي هَذِهِ الْقَصِيدَةُ في قِمَّةِ مَا قَالَهُ في الرَّئِيس جَمَال عَبْد النَّاصِر؛ يهْجُوهُ صَرَاحَةً وَيُنَدِّدُ بمَا سَادَ في عَصْرِهِ مِنَ الظُّلْمِ وَالاَسْتِبْدَادِ، وَيَصْفُ أَحَدَ السُّجُونِ في تِلْكَ الأَثْنَاءِ قَائِلاً: قَالُواْ الجَلاَءُ فَقُلْتُ حُلمَ خَيَالِ * لاَ تَطْمَعُواْ في نَيْلِ الاَسْتِقْلاَلِ لَيْسَ الجَلاَءُ رَحِيلَ جَيْشٍ غَاصِبٍ * إِنَّ الجَلاَءَ تحَطُّمُ الأَغْلاَلِ إِنْ يَتْرُكِ الدُّخَلاَءُ مِصْرَ فَإِنَّنَا * نَحْيى بِمِصْرَ فَرِيسَةَ الإِذْلاَلِ

مَا كَانَ هَذَا الأَجْنَبيُّ بِبَالِغٍ * في البَطْشِ مَبْلَغَ سَالِمٍ وَجَمَالِ يَا نِيلُ إِنَّ السَّيْلَ قَدْ بَلَغَ الزُّبى * وَغَدَتْ بِلاَدُكَ دُمْيَةَ الأَطْفَالِ طَعَنُواْ جَبَابِرَةَ الكِفَاحِ وَأَلصَقُواْ * لَقَبَ الخَؤُونِ بجَبْهَةِ الأَبْطَالِ هُمْ أَخْرَسُواْ الأَصْوَاتَ حَتىَّ كَبَّلُواْ * حُرِّيَّةَ الآرَاءِ وَالأَقْوَالِ جِئْ يَا جَمَالُ بِمَا تَشَاءُ مُظَفَّرَاً * إِنَّ الطُّغَاةَ قَصِيرَةُ الآجَالِ وَاظْلِمْ كَمَا تَهْوَى وَظُلْمُكَ وَاسِعٌ * قَدْ آذَنَتْ شَمْسٌ لَكُمْ بِزَوَالِ لَمْ يَعْرِفِ " البَاسْتِيلُ " يَوْمَاً بَعْضَ مَا * في سِجْنِكَ الحَرْبيِّ مِن أَهْوَالِ مِصْرُ الأَمَانِ غَدَتْ لِكَثرَةِ ظُلمِكُمْ * سِجْنَاً كَبِيرَاً مُحْكَمَ الأَقْفَالِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي}

وَ " البَاسْتِيلُ " سِجْنَاً في فَرَنْسَا لَمْ يَكُن عَادِيَّاً، كَانَتْ تمَارَسُ فِيهِ أَبْشَعُ أَنوَاعِ التَّعْذِيبِ حَتىَّ هَاجَمَهُ جَمَاهِيرُ الشَّعْبِ الفَرَنْسِيِّ وَهَدَمُوهُ في الثَّوْرَةِ الفَرَنْسِيَّة، وَكَانَ لِسُقُوطِهِ دَوِيَّاً عَظِيمَاً دَاخِلَ وَخَارِجَ فَرَنْسَا 00!! وَمِمَّا قَالَهُ في الرَّئِيس جَمَال عَبْد النَّاصِر أَيْضَاً: أَنْزِلْ بِهَذَا الشَّعْبِ كُلَّ هَوَانِ * وَأَعِدْ عُهُودَ الرِّقِّ لِلأَذْهَانِ وَاقْتُلْ كَرَامَتَهُ وَعِزَّةَ نَفْسِهِ * وَافْرِضْ عَلَيْهِ شَرِيعَةَ القُرْصَانِ أَطْلِقْ زَبَانِيَةَ الجَحِيمِ عَلَيْهِ مِن * بُولِيسِكَ الحَرْبيِّ وَالأَعْوَانِ وَاصْنَعْ بِهِ مَا شِئْتَ غَيرَ محَاسَبٍ * فَالسَّوْطُ لَمْ يخْلَقْ لِغَيرِ جَبَانِ أَلَّهْتَ نَفْسَكَ يَا جَمَالُ فَهَلْ لَنَا * مِنْ جَنَّةٍ في جَانِبِ النِّيرَانِ

هَدَّمْتَ صَرْحَ فَسَادِهِ لَكِن عَلَى * حُرِّيَّةِ الأَرْوَاحِ وَالأَبْدَانِ هَبْني خُدِعْتُ بِكُلِّ مَا زَيَّفْتَهُ * عَنْ سَادَةِ الأَحْزَابِ وَالإِخْوَانِ هَلْ خَانَ قَائِدُنَا نَجِيبٌ عَهْدَنَا * أَمْ رَاحَ نَهْبَ الحِقْدِ وَالأَضْغَانِ لَمْ يَرْضَ بِالدِّكْتَاتُورِيَّةِ شِرْعَةً * بَعْدَ العُهُودِ وَبَيْعَةِ الرِّضْوَانِ أَوَكُلُّ شَهْمٍ لاَ يُؤَيِّدُ ظُلْمَكُمْ * يُمْسِي لَدَيْكُمْ خَائِنَ الأَوْطَانِ مَاذَا أَفَادَ النِّيلُ مِنْ كُورْنِيشِهِ * إِنْ كَانَ يَشْكُو ذِلَّةً وَيُعَانيانِ مَا سَدَّ جُوعَاً أَوْ كَسَا عُرْيَاً بَدَا * تَحْدِيدُهُمْ مِلكِيَّةَ الأَطْيَانِ المَالُ قَدْ أَفْنَوْهُ كَيْ يَتَظَاهَرُواْ * بِتَتَابُعِ التَّشْيِيدِ وَالعُمْرَانِ قَدْ أُبْدِلَ المَلِكُ العَظِيمُ بحَاكِمٍ * وَالشَّعْبُ بَيْنَهُمَا المَرِيضُ العَانيانِ

خَدَعُواْ المُوَاطِنَ بِالتَّوَدُّدِ عِنْدَمَا * لَبِسُواْ مُسُوحَ الزُّهْدِ وَالرُّهْبَانِ فَإِذَا بِهِ شَعْبٌ ذَلِيلٌ صَاغِرٌ * نحْوَ السُّجُونِ يُسَاقُ كَالقُطْعَانِ وَمُعَذَّبٍ سَمِعَ الدُّجَى أَنَّاتِهِ * مُتَعَلِّلاً بِالصَّبرِ وَالإِيمَانِ يَسْتَعْمِلُ الأَشْرَارُ في تَعْذِيبِهِ * مَا فَاقَ كُلَّ وَسَائِلِ الشَّيْطَانِ مِن أَيِّ غَابٍ قَدْ أَتَيْتَ بِشِرْعَةٍ * لَيْسَتْ يُسَاسُ بِهَا سِوَى الحَيَوَانِ يَكْفِيكَ عَرْضُ الجُنْدِ في حَفَلاَتِهِ * وَالكَشْفُ عَمَّا ضَمَّ مِنْ شُجْعَانِ لَوْ كَانَ عَهْدُكَ قَبْلَ عَهْدِ مُحَمَّدٍ * لَلُعِنْتَ يَا جَبَّارُ في القُرْآنِ " نِيرُونُ " لَوْ قِيسَتْ بِكُمْ أَفْعَالُهُ * سَيَكُونُ رَمْزَ البِرِّ وَالإِحْسَانِ جَلاَدَ مِصْرَ وَيَا كَبِيرَ طُغَاتِهَا * مَهْلاً فَأَيَّامُ الخَلاَصِ دَوَانيانِ

إِنَّ احْتِدَامَ النَّارِ في جَوْفِ الثَّرَى * أُولى الخُطَى لإِثَارَةِ البرْكَانِ فَيَمُوجُ يَقْتَلِعُ الطُّغَاةَ مُزَمْجِرَاً * أَقْوَى مِنَ الجَبرُوتِ وَالسُّلطَانِ وَتَتَابُعُ القَطَرَاتِ يَنْزِلُ بَعْدَهُ * سَيْلٌ يَلِيهِ تَدَفُّقُ الفَيَضَانِ كَمْ مِنْ قَوِيٍّ ظَالِمٍ قَدْ نَالَهُ * مِنْ شَعْبِهِ مَا لَيْسَ في الحُسْبَانِ فَارُوقُ مَنْ مِنَّا تَخَيَّلَ أَنَّهُ * مُتَنَازِلٌ يَوْمَاً عَنِ السُّلطَانِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي} ـــــــــــــــــــــــــــــ وَهَذِهِ قَصِيدَةٌ قَالهَا في إِقَالَةِ الصَّاغ صَلاَح سَالِم ـ ذَلِكَ الطَّاغِيَةِ الظَّالِم ـ وَالَّتي كَانَتْ بَعْدَ أَقَلَّ مِنْ شَهْرٍ مِنْ محَاوَلَةِ اغْتِيَال جَمَال: أَبىَ اللهُ إِلاَّ أَنْ تَذِلَّ وَتَخْضَعَا * وَشَاءَ لِرُكْنِ البَغْيِ أَنْ يَتَصَدَّعَا

فَفَارَقْتَ دَسْتَ الحُكْمِ وَالأَنْفُ رَاغِمٌ * فَمُتْ بِالأَسَى أَوْ عِشْ ذَلِيلاً مُضَيَّعَا فَيَا طُولَ مَا أَفزَعْتَ في مِصْرَ آمِنَاً * فَبِتْ مِثْلَ مَنْ قَدْ بَاتَ بِالأَمْسِ مُفْزَعَا هَوَى غَيرَ مَأْسُوفٍ عَلَيْهِ فَلَمْ يَدَعْ * بِأَيِّ فُؤَادٍ لِلتَّرَحُّمِ مَوْضِعَا وَكَانَ سُقُوطُ الْفَرْدِ مَصْدَرَ فَرْحَةٍ * فَكَيْفَ يَكُونُ الأَمْرُ لَوْ سَقَطُواْ مَعَا وَجُرْتُمْ عَلَيْنَا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ * وَجَرَّعْتُمُونَا الكَأْسَ بِالذُّلِّ مُتْرَعَا أَرَى مِصْرَ وَالسُّودَانَ مِنْ بَعْدِ وِحْدَةٍ * تَفَرَّقَ مِنْ شَمْلَيْهِمَا مَا تَجَمَّعَا فَعُدْوَانُكُمْ قَدْ أَلبَسَ النِّيلَ فُرْقَةً * وَأَسْخَطْتُمُ مِنهُ مَصَبَّاً وَمَنْبَعَا وَمَا نَالَ أَقْطَارَ العُرُوبَةِ غَيرَ أَن * تَقَطَّعَ مِنْ مِيثَاقِهَا مَا تَقَطَّعَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي}

لِتَعْلَمْ أَخِي الْكَرِيم؛ أَنَّ هَذَا لَمْ يَكُ رَأْيَ هَاشِمٍ وَحْدَه، بَلْ هُوَ رَأْيُ أَغْلَبِ الْكُتَّابِ وَالأُدَبَاءِ وَالشُّعَرَاءِ وَإِنْ كَانُواْ أَقَلَّ حِدَّة، فَلَقَدْ رَأَى هَذَا مِنهُمْ عَدَدٌ غَيرُ محْدُودِ، عَلَى رَأْسِهِمْ محْمُود سَامي الْبَارُودِي؛ فَاسْتَمِعْ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ مُتَحَسَّرَاً عَلَى الأَمَلِ المَنْشُودِ، وَالمُسْتَقْبَلِ المَفْرُوشِ بِالْوُرُودِ: كُنَّا نَوَدُّ انْقِلاَباً نَسْتَرِيحُ بِهِ * حَتىَّ إذا تَمَّ سَاءتْنَا مَصَائِرُهُ وَفي نِهَايَةِ هَذِهِ السِّلْسِلَةِ الشِّعْرِيَّة؛ أُقَدِّمُ لِلْقُرَّاءِ مُفَاجَأَةً كُبْرَى عَن هَذِهِ الْعَبْقَرِيَّة: كَمْ سَنَةٍ تَعْتَقِدُونَ عَاشَهَا ذَلِكَ الشَّاعِرُ الرَّبَّاني، الَّذِي تَصَدَّى بِصَدْرِهِ لِلظُّلْمِ وَالطُّغْيَانِ 00؟

تُوُفِّيَ هَاشِمٌ الرِّفَاعِي يَوْمَ تُوُفِّيَ وَعُمْرُهُ ثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ عَامَاً وَنِصْف 00!! تَدْرُونَ كَيْفَ كَانَتْ أَحْدَاثُ تِلْكَ الْوَفَاة 00؟ كَانَ في حَفْلٍ أَقَامَتْهُ إِحْدَى النَّوَادِي في الأَقَالِيم؛ فَحَدَثَتْ مُشَاجَرَةٌ مُفْتَعَلَة؛ فَقَامَ الشَّاعِرُ وَمَنْ مَعَهُ لِلتَّحْجِيزِ بَينَ المُتَشَاجِرِين؛ فَلَمْ يَنْتَبِهُواْ إِلاَّ وَشَاعِرُنَا الْعَظِيمُ يُمْسِكُ بِبَطْنِهِ وَالدِّمَاءُ تَسِيلُ مِنْ بَينِ أَصَابِعِه 00!! وَالجِهَةُ الَّتي وَرَاءَ قَتْلِهِ ـ وَإِنْ قِيلَ أَنَّهَا مجْهُولَة ـ فَإِنَّهُ يُمْكِنُ مَعْرِفَتُهَا بِسُّهُولَة؛ إِذَا مَا تَأَمَّلْنَا فِيمَا نَقَلْنَا عَنهُ مِن أَشْعَار؛ أَقَلُّ مَا تُوصَفُ بِهِ أَنَّهَا جُذْوَةٌ مِنْ نَار 00!!

وَلِذَلِكَ لاَ أَنْصَحُ أَحْبَابي مُطْلَقَاً بِالإِفْرَاطِ في الحَمَاسِ؛ وَلاَ أَنْصَحُهُمْ بِالْكِتَابَةِ في الشِّعْرِ السِّيَاسِي؛ إِلاَّ لِمَنْ كَانَتْ لَدَيْهِ مَنَعَةٌ يَمْتَنِعُ بَعْدَ اللهِ بِهَا؛ فَإِنَّ السِّيَاسَةَ لاَ قَلْبَ لَهَا 00 ـ على نَفسِهَا جَنَتْ براقش 00!! {ذُوقُواْ فَإِنَّ سُقُوطَكُمْ يَشْفي صُدُورَ المُؤْمِنِين} مَا كَانَ أَغْنى رِجَالاً ضَلَّ سَعْيُهُمُ * عَنِ الضِّرَارِ وَأَغْنَاهُمْ عَنِ العَنَتِ فَسَأَشْطُبُ اسْمَكَا * مِنْ سِجِلِّ الأَحْيَاءِ فَقُلْ لَهُمْ بَادِرُواْ بِالعُذْرِ وَالتَمِسُواْ * قَوْلاً يُبَرِّئُكُمْ لَنْ يَنْفَعَ الحَذَرُ أَوْلى لكُمْ ثُمَّ أَوْلى أَنْ تُصِيبَكُمُ * مِنيِّ صَوَاعِقُ لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا {000} لَتَكُونَنَّ مِنَ المَفصُولِين 00!! {لَقَدْ جَاوَزَ الظَّالِمُونَ المَدَى}

فحاربوا الله ورسله 00 ير يدون أن يطفئوا* نوره بأفواههم ليتهم فعلوا بعبدة الشّيطان: كما يفعلون بعباد الرّحمن 00!! أفتجعل المسلمين كالمجرمين 00!؟ ما لكم كيف تحكمون 00!؟ فاتقوا الله في رجال الدين "وبعدين مهما حصل 00 تشتموا تضر بوا لكن المصحف ذنبه إيه تقطعوه وتدوسوا عليه بالجزم " 00!؟ إن لم تستحيوا من جرأتكم على الله فاستحيوا من حلم الله عليكم؛ فمن أظلم ممّن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها 00!؟ أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلاَ خائفين، لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم00 إن الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا 00 وحتي لاَيظنوا أن زمانك هو المقصود بقوله (ص): " سيأتي زمان على أمتي القابض فيه على دينه بالقابض على جمرة من نار " 00 فلاَ تكونن أنت هذه الجمرة 00

" هتضرب في الإرهاب بالكر باج هيورم00 "والزكي اللي يستغني*بعقله عن دراعه" "فدولاَ ناس ماشيين بفلسفة بصرف النظر انها فلسفة خاطئة والفلسفة: تعالج بالفلسفة " 00؛ وحتي لاَيقولو امعرضين بك وبمن معك إن فرعون وهامان وجنودهماكانو اخاطئين 00 "وبعدين اذا كان في التيّار الإسلاَمي عيب: ففي الحكومة عيوب00بها فابدأ، وأعطهم الحر يّة في التعبير عن آرائهم، واحترم وجهة نظرهم وإن كنت لاَ تو افقهم عليها؛ حتي لاَ ينشدو امعرضين بك وبمن معك: قالوا لقد ظلموا بالدين أنفسهم والله يشهد أن الظالمين هم فإن سكتنا يظنونا نكيد بهم وإن نطقنا يقولوا فتنة عمم "ولاَ هى الديمقراطيّة ما اتعملتش غير بسّ عشان العلمانيين يشتموا في الدين زيّ ما هم عايز ين " 00!؟ "رجّعتلنا زمان قرقوش* اللي يخالفه يروح كلبوش" *************** فَإِنْ نَطَقْنَا فَغَا * يَتُنَا إِلى السُّجُون

وَإِنْ سَكَتْنَا فَلاَ * تَنَامُ مِنَّا العُيُون {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} "وبعدين اذا كان في التيّار الإسلاَمي عيب: ففي الحكومة عيوب00بها فابدأ، وأعطهم الحر يّة في التعبير عن آرائهم، واحترم وجهة نظرهم وإن كنت لاَ تو افقهم عليها؛ حتي لاَ ينشدو امعرضين بك وبمن معك: قَالُواْ لَقَدْ ظَلَمُواْ بِالدِّينِ أَنْفُسَهُمْ * وَاللهُ يَشْهَدُ أَنَّ الظَّالمِينَ هُمُ فَإِنْ سَكَتْنَا يَظُنُّونَا نَكِيدُ بِهِمْ * وَإِنْ نَطَقْنَا يَقُولُواْ فِتْنَةٌ عَمَمُ "ولاَ هى الديمقراطيّة ما اتعملتش غير بسّ عشان العلمانيين يشتموا في الدين زيّ ما هم عايز ين " 00!؟ "رجّعتلنا زمان قرقوش* اللي يخالفه يروح كلبوش" ******* فَإِنْ نَطَقْنَا فَغَا * يَتُنَا إِلى السُّجُون وَإِنْ سَكَتْنَا فَلاَ * تَنَامُ مِنَّا العُيُون {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} ******* أفكلما اشتكينا*للتعصّب ننسب

ولو أنصتّ إلينا*قلوبنا ستكسب يَعَضُّونَ في النَّاسِ بِذَنْبٍ وَبِغَيرِ ذَنْب، وَإِذَا بَصُرُواْ عَنْ جُنُبٍ بِإِنْسَانٍ يَعْطَسُ لَسَحَبُوهُ بِتُهْمَةِ إِزْعَاجِ السُّلطَات 00!! فأنصف أهل العلم ورجال الدّين؛ حتي لاَيصيحوا في وجهك يوما قائلين: أفق يا متكبر*فالحق منك أكبر فكم قد فاز الضعيف*على من هو أقدر ألاَ ترى أن الفيلاَ*على النحل لاَ يقدر إن الإرهاب له خمسة محاور00 أما المحور الأوّل: فهو النصيحة للسّلطان وذوي الهيئات من أولي الأمر00 ودار حول هذا المحورالحديث عن منابر السّوء الذين لاَ ينصحون المرء إلاَ ليؤَكِّدوا لأنفسهم أنه لاَيقبل النصيحة00! وقلت لهم بعد ملاَمهم وتسفيه أحلاَمهم: ما كان أغني رجالاَضلّ سعيهم عن الضّرار وأغناهم عن العنت

وقلت لهم إن إساءة ظننا بهم هى التي ولّدت إساءة معاملتهم لنا00"وعرّفتهم انّ مش غلط انّ الواحد يتكلّم في السّياسة، لكن الغلط انّه يتكلّم بطر يقة غلط: فمش كفاية انّك تتكلّم صحّ، لاَزما تتكلّم صحّ، وبطر يقة صحّ، فالغلط ما يتعالجش بالغلط، وبعدين اللي انتم شايفينوا غلط دوّا من وجهة نظركم إنتم، وزيّ ما انتم عارفين: لكل مشكلة ألف حلاَّل والمركب اللي تكثر ريّسينها بتغرق " 0 أما المحور الثاني: ودارت حول هذا المحور مفاهيم التوادّ والتحابّ، والخلاَصة أن كل جماعة مهما حسنت: لاَ تخلو من المساوئ، وكل جماعة مهما سائت: لاَتخلو من المحاسن

وهذا كان كلاَمي في أمن الدّولة وإن كلّ إلاَواردها كان على ربك حتما مقضيّا، بم ننجي الذين اتّقوا ونذرالظالمين فيها جثيّا: حيث سألوني إلى أيّ الجماعات تنتمي00؟ "فقلت له والله يا بيه زيّ ما كل جماعة مهما كانت وحشة فيها صفات كويّسة: كل جماعة مهما كانت كويّسة فيها صفات وحشة " 00؛ فلقد أخذت الحلم مثلاَ عن جماعة الدّعوة والتّبليغ، والشّجاعة مثلاَ عن الجماعة الإسلاَميّة، وهلمّ جرّا 0 بم قلت لهم في النهاية يا قوم اجلسوا على موائد الحوار، وأغلقوا أبواب الشّجار، واعلموا أن الخلاَف لاَيفسد للودّ قضيّة؛ فمن الطّبيعيّ أن تختلف عقولكم، ولكنّ المهمّ أن لاَ تختلف قلوبكم 0 (أ 0 هـ) أما المحور الثالث فلقد كان عن إساءة الفهم لتعاليم الإسلاَم؛ فهؤلاَء قوم: بلغوا بحرصهم*حدّ أن تعصّبوا فحادوا عن اليسر*خوف ان يتسيّبوا ******* فهموا ما لاَ يرضاه*عاقل من الأديان

حتي صار كثيرا ما يطلع علينا بين الحين والحين: من نتمثّل فيه قائلين: كذب على الله*وصدّقوا الأحمقا والشّر أن يجد ال*كذاب مصدّقا ولذا كنت كثيرا ما أقول لهم: حجّرتم والله واسعا يا هؤلاَء، فحرّمتم مارزقكم الله افتراءً علىالله؛ حتي ضاقت عليكم الأرض بمارحبت وضاقت عليكم أنفسكم، ألم يخجلكم قول الشّاعر: تَضِيقُ عَلَى الحَمْقَى أُمُورٌ كَثِيرَةٌ * وَفِيهَا لأَرْبَابِ العُقُولِ مخَارِجُ فرفقاً بأنفسكم، أنا لاَ أريدشيئا لاَمنكم ولاَ منهم، إنما كل الذي أريده أن تسمعوني ولو مرّة، إني لكم من الناصحين: لاَتكونوا في خوفكم على الدّين كمثل الدّبّة التي قتلت صاحبها0 فخذوا النّقل بالعقل*واحبموا العقل بالنّقل ******* أم كلّ من أعملاَ*عقله قد ألحدا

أما المحور الرّابع: فتحدّثت فيه عن للتقليد الأعمى وخطره السيّئ علىالأمّة والمجتمع، وحذرت فيه من دعاته وعلى وجه الخصوص الشّيخ أسامة عبد العظيم/ أستاذ الفقه بكلّيّة الدّراسات الإسلاَميّة بجامعة الأزهر: الذي يقول لتلاَمذته ما أريكم إلاَ ما أرى وما أهديكم إلاَسبيل الرّشاد00 "لدرجة انّه من كثرة ما عوّدهم على الطاعة العمياء لو قال لهم في يوم الفرخة باربع رجلين لقالوا له آمين"00! وأظنّ سامر يّهم قد خرج الآن ودعاهم لعبادته فخرّوا له ساجدين00! وقلت لهم إن الحق لاَيعرف بالرجال، ولبنّ الرجال هم الذين يعرفون بالحق، وضر بت لهم الأمثال،

وذكرتهم بالغراب الذي رأى حجلة تدرج في مشيتها فأعجبه ذلك منها ونال استحسانه فلم يزل يعالج مشيتها زمانا حتي سخرت منه الطّير وحقّرنه، فلمّا أن أراد العودة إلى مشيته الآولى وجدّ في طلبها لم يحسنها00"وعمل زيّ اللي رقص على السّلاَلم: لاَ اللي تحت شافوه، ولاَ اللي فوق سمعوه"00 فصار مضرب الأمثال 00!!! ونهيتهم أن يكونوابين أيدي مشايخهم بالميّت بين يدي مغسّله، ولاَ حتي كالقمر الصّناعي: إِن أَرَادُواْ السَّلاَمَة * كَانَ لَهُمْ حَمَامَة أَوْ أَرَادُواْ الحُرُوبَا * كَانَتْ لَهُ الزَّعَامَة فكونوا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه لاَيأكلون الحامض وغير الحامض فإ يّاكم إيّاكم والطّاعة العمياءيا أولي الأبصار 00 فالرّ يح لو أطاعتها* الغصون قطعتها

أما المحورالخامس فكان عن الفتنة الطّائفيّة، وأصلحت به كثيرا من المفاهيم الخاطئة ولكن من الناحية العقديّة، أما عن الأفكار التي دارت حول هذا المحور: فتتجلّى في هذه الكلمة التي توجّهت بها لإحدى الصّحف المصر يّة إثر حادث ضرب الإخوة الأقباط في حرم الكنيسة أثناء الصلاَة 00فلم تنشرها كالعادة 00!! وهما جر يدتا الأسبوع والّلو اء الإسلاَمي، وأقول فيها: بسم الله الرّحمن الرّحيم صرخة في وجه كل معتدٍ أثيم ليت شعري: أليس هذا نفسه ما حدث بالحرم الإبراهيمي فقامت له قيامة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها 00 ألاَما أشبه الليلة بالبارحة 00!!! وبعد أفلم تستح يا صاحب القرآن أن يحسن إليك صاحب الصّليب وتسيئ أنت إليه 00!؟ فهمتم ما لاَ يرضاه*عاقل من الأديان فأوشكتم أن تضر بوا*الإنجيل بالقرآن

لبلٍّ شرعة ومنهاج 00 "وزيّ ما بيقولوا كل شيخ وله طر يقة"00فلاَ إكراه في الدّين قدتبيّن الرّشدمن الغيّ وأما عن قضيّة البغض في الله واللاَء والبراء: فأبغضوا الشّر لاَ الأشرار00؛ فكيف تنتظر ممّن تبغضه أن يسمعك 00!؟ وانظروا كيف كان يعطف رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) على الكفّار فضلاَ عن أهل الكتاب فعندما أتاه جبريل بنفسه وقال له إن الله يقول لك وعزّتي وجلاَلي يا محمّد: لو أمرتني أن أطبق عليهم الأخشبين لفعلت: رفض صلوات ربي وتسليماته عليه مأكان منه إلاَ أن رفع يديه إلى السّماء وقال برضى نفسٍ منقطع النظير: رب اهد قومي فإنهم لاَ يعلمون 00! رفع يديه إلى السّماء وقال برضىنفسٍ منقطع النظير: رب اهد قومي إنهم لاَ يعلمون 00! فما أدري والله لم لاَنتأسّى به في مثل هذه الأمور00!؟

بم أنّ عدواننا لهم لن يثمر غير الحقد على الإسلاَم والمسلمين، وانظروا لمغبة غبائكم وعواقبه الوخيمة التي وصلت بأحدهم حدّقوله معرّضا بنا في مديحه لأحدرهبانهم: عبدوا الإله لمغنمٍ يرجونه وعبدتّ ر بّك لست تطلب مغنما كم عذّبوا بجهنمٍ أرواحنا فتألّمت من قبل أن نتألّما زعموا الإله أعدّها لعذابنا كلاَّ فما كان الإله ليظلما ما كان من أمر الورى أن يرحموا أعدائهم إلاَ أرقّ وأرحما ليست جهنّم غير فكرة تاجرٍ الله لم يخلق لنا إلاَّ السّما فذوقوا أيّها القتلة المجرمون، ذوقوا ما كنتم تكسبون؛ فمن جعل نفسه عظما أكلته الكلاَب 00 ألاَ زال فوق الأرض بكر وتغلب فحتي متي هذا الدّم المتصبّب فيا لك شرّا لم يزل في طباعنا ويا لك إنسانيّة تتعذّب "عشان تعرفوا انّ الجرائد المصر يّة مش عاوزة الحلّ بقدر ما هى عاوزة جنازة وتشبع فيها لطم " 00! وبعد

فسامحوني إن كنت قد أغلظت عليكم: فما هذا والله إلاَمن حبي لكم00 وكما قال الشّاعر: فقسا ليزدجروا ومن يك حازما فليقس أحيانا على من يرحم وَقَدْ يَكُونُ الْعِقَابْ أَنْفَعَ مِنَ الْعِتَابْ في وقتٍ ما يا أحباب ولله من قال: يا ابنتي من ير بّيك*خير ممّن يلبّيك فلاَ تجدوا في أنفسكم حرجا ممّا كتبت 0 أما القساوسة الأبالسة الذين غرسوا الحقدوالضغينة في صدور أولئك الشعراء فقد أفردت لهم بابا خاصّا0 وأخيرا من الأسباب التي أدّت إلى الإرهاب ودفعت بالمستمسكين أن يغلوا في دينهم، وبالمتساهلين أن يستخفوا به: تشتت آراء الفقهاء في أمور الدّين؛ ويصدق على هذا قول ابن الروميّ: أَحَلَّ العِرَاقِيُّ النَّبِيذَ وَشُرْبَهُ * وَقَالَ المحَرَّمُ إِنَّمَا الكَأْسُ وَالسُّكْرُ وَقَالَ الحِجَازِيُّ الشَّرَابَانِ وَاحِدٌ * فَحَلَّتْ لَنَا بَيْنَ اخْتِلاَفِهِمَا الخَمْرُ

سَآخُذُ مِنْ قَوْلَيْهِمَا طَرَفَيْهِمَا * وَأَشْرَبُهَا وَعَلَى الَّذِي اخْتَلَفَ الوِزْرُ فإلى متي معشر الفقهاء تطوّعون الدين لهوى في نفوس الحكّام والزعماء00!؟ إلى متي: نُرَقِّعُ دُنيَانَا بِإِفْسَادِ دِينِنَا * فَلاَ الدِّينَ أَصْلَحْنَا وَلاَ مَا نُرَقِّعُ (أ 0 هـ) بم ختمت عملي بالحديث عن رفق الدّ عاة والرّ عاة على صعيد آخر 0 التوقيع إن السّلطان زمام الأمور، والقطب الذي عليه مدار الدين والدنيا، وهو حمى الله في بلاَده، وظله الممدود على عباده 00 ويحكى في الأساطير أن الثعلب قال للديك بعدما أذّن ذات يوم أما تنزل لنصلي 00!؟ فقال الدّيك حسنا، فأيقظ الإمام النابم تحت الشجرة، فنظر الثعلب فإذ بالكلب 00 فولى مدبرا ولم يعقب، قأل له الدّيك الصلاَة 00؟! فقال وهو يجري وله حصاص أي ضراط: قد انتقض وضوئي00! أَشْرَفَ البَدْرُ عَلَى الغَابَاتِ في إِحْدَى اللَّيَالي

فَرَأَى الثَّعْلَبَ يَمْشِي خِلسَةً بَينَ الدَّوَالي كُلَّمَا لاَحَ خَيَالٌ فَرَّ مِنْ ذَاكَ الخَيَالِ * فَرَأَى لَيْثَاً هَصُورَاً وَاقِفَاً عِنْدَ الغَدِيرْ كُلَّمَا اسْتَشْعَرَ حِسَّاً مَلأَ الوَادِي زَئِيرْ 000 إلخ فهذا ما ينبغي أن يكون عليه السلطان "هع، مين هناك " 00 ومن هنا كانت أمانة السلطة؛ لذا كانوا يتحامونها، حتى إِن أحد أهل الورع جاءَ ته الوزارة راكعة تحت قدميه فعمّم بها إياس فرارا منها وقال: الله يشهد أنه أحق بها مني؛ فإن كنت صادقا: فأنا لاَ أصلح، وإن كنت كاذبا: فَكَيْفَ تسلطُ عَلَى المُسْلِمِينَ كذّاب 00!؟ فإيّاكم والتكالب على الإمامة؛ فإنها يوم القيامة خزي وندامة، نعمت المرضعة وبئست الفاطمة، ولو دام الكرسيّ لغيرك ما وصل إليك 0

أما أنتم معشر الرعيّة: فلاَ تغلغلوا أعناقكم بربقة البيعة لكلّ من لبس التاج وقعد فوق السّر ير؛ فتلقوا بأنفسبم في التهلكة 00 بمغبّة إذعانكم فيكون مصيركم كمصير تلك القر ية التي مات ملكها وكان حاكما ظالما لكن للأسف00 "خرجوا من حفرة وقعوا في دحديرة " 00 فخلف من بعده حاكم أظلم وأطغى00 فعلاَ علواً كبيرا؛ حتي صار حال البلاَد على عهده شرّا مستطيرا، فتنحّوا جانبا وظلّوا يبكون على الأوّل رغم أن جراحهم منه لم تلتئم منه بعدحتي قال قائلهم: سخطنا على عمروٍ000 البيت: فردّ عليه آخر وقال له "ما اسخن من سيدتي الاَّسيدي " 0 هَزِئَ الشَّاعِرُ مِنهُمْ قَائِلاً * بَلَغَ السُّوسُ أُصُولَ الشَّجَرَة إِنَّ مَنْ تَبْكُونَهُ يَا سَادَتي * كَالَّذِي تَشْكُونَ فِيكُمْ بَطَرَهْ فلاَ بد أن تتحرّوا عمّن تعطونه صفقة أيمانكم، أما إن كان الأمر قد توجّه: فإن تمكّنت الرعيّة من قلعه

فبها ونعمة، وإلاَ فإمام غشوم: فبها ونعمة، وإلاَ فعليكم بالسّواد الأعظم؛ فإنّ الذئب يأكل من الغنم القاصية، وإمام غشوم: خير من فتنة تدوم، ولاَتقولوا إنه الجهاد؛ فأين العتاد00!؟ ولمّاكانت معادن الرجال تتضعضع بالدينار والدرهم ومن هنا قيل إذا أردت أن تعرف امرءَا فسلّطه وفي السّلطان: يعرف الملك من الشيطان: فعلى كل حاكم أن يتقى الله في حكومته، وعلى كل راعٍ أن يتقى الله في رعيّته 00 فَكُلُّكُمُ رَاعٍ وَنحْنُ رَعِيَّةٌ * وَكُلٌّ سَيَلْقَى رَبَّهُ فَيُحَاسِبُه وانظر كيف بلغت الأمانة بالفاروق حدّ أن أحدعمّاله سأله ذات يومٍ عن أحوال المسلمين فأجابه، فما أن سأله عن أحواله الشّخصيّة حتي أطفأ السراج وأوقد شمعة لاَتكاد تضيئ، فلما سأله عن ذلك قال: لأنّ الشمعة من بيت مالي، أما السّراج فيوقد من بيت مال المسلمين 00!

وأخلص لله تخلص لك الرعيّة؛ فقديما قيل: ما أخلص الذئب للشّياه: إلاَعندما أخلص الراعي لله، واعلم أنّ ما كان لله دام واتّصلاَ، وما كان لغير الله انقطع وانفصلاَ 00 ولاَتكذب؛ فالكذب يكون عند الخوف والملك ينبغي أن يكون شجاعا، ولاَتكن بخيلاَّ؛ إذ كيف يبخل من عنده خزائن الرزق وآتاه الله من كل شيئ سببا، كما ينبغي أن يكون عفيفا00 وقديما قيل: لاَ تَأْمَنَنَّ الأَمِيرْ * إِذَا غَشَّكَ الْوَزِيرْ {يَاسِرٌ الحَمَدَاني 0 وَهُوَ في الأَصْلِ مَثَلٌ عَرَبيٌّ قُمْتُ بِوَزْنِه} ومن هنا قال الإمام عليّ (كرّم الله وجهه) لعمر بن الخطاب (رضىالله عنه) عندماعجب الفاروق ممّن أتى بتاج كسرى ولم يمسّه بسوء عندجمع الغنابم في وقعة القادسيّة ووضعه بين يديه "يا أمير المؤمنين: عففت فعفّوا، ولو رتعت لرتعوا 00!

فمن كان غنيّا فليستعفف، ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف "ولاَتكن رئيسا كرؤساء اليومين دول "شعراء لاَينظمون ولاَينثرون: فليس فيهم من صفة الشعراء إلاَ أنهم يقولون ما لاَيفعلون 00!!! كالمهديّ عليه (لعنة الله) عندما أرادمعاقبة الفرزدق حيث أفاض في وصف الخمر بإحدى قصائده فقال له وما أدراك ياأمير المؤمنين أنّي أوصفها إن لم تكن تعرفها00!؟ وخرج من عنده وهو يقول: إذاكان ربّ البيت بالطبل ضارباّ فلاَ تلم الصبيان فيه على الرقص ******* يحرّم بيننا الصّهباء صبحاً ويشر بها على عمدٍ مساء ا متي يذنب أمير المؤمنينا فمن جهتين لاَ جهة أساءَا ******* بالملح نصلح ما نخشى تغيّره فكيف بالملح لو حاقت به الغير كما أوصيك بالمشورة، فلاَتك ديكتاتور يّا لاَ يسئل عمّا يفعل ولاَيشرك في حكمه أحدا 00!

فناد في المملكة بحثا عن العباقرة واجمعهم حولك؛ فهؤلاَء صحبتهم غنيمة، وانظر إلى الفاروق ومن هو كيف كان يلاَزم باب مدينة العلم الإمام عليّ (كرّم الله وجهه) وحبر الأ مّة وخير الناس: ترجمان القرآن ابن عبّاس 00! أَمْرَانِ مَا اجْتَمَعَا لِقَائِدِ أُمَّةٍ * إِلاَّ جَنى بِهِمَا ثِمَارَ السُّؤْدَدِ جَمْعٌ يَكُونُ الأَمْرُ شُورَى بَيْنَهُمْ * هَذَا وَجُنْدٌ لِلْعَدُوِّ بِمَرْصَدِ فَالحَزْمُ لاَ يَمْضِي بِدُونِ عَزِيمَةٍ * وَالْعَزْمُ لاَ يَمْضِي بِدُونِ مُهَنَّدِ {حَافِظ إِبْرَاهِيم؟} ******* وَإِذَا كَانَتِ البِلاَدُ بِلاَ جَيْ * شٍ غَزَاهَا قَبْلَ النُّسُورِ الذُّبَابُ مَا عَجِيبٌ فَنَاءُ شَعْبٍ ضَعِيفٍ * بَلْ بَقَاءُ الضَّعِيفِ شَيْءٌ عُجَابُ

ولذا كان من المضحك المبكي أن نطيع الغرب في معاهدة حظر الأسلحة 00 "بئا بعد امّا يصنعوا هم السلاَح النووي: يطلبوا منا التوقيع على معاهدة حظر الأسلحة 00 يا ولاَد الكلب " 00!!! أمّاعن موضوع المستشارين فإيّاك والإكثار منهم في غير فائدة؛ فمتي كثر الملاَحون غرقت السّفينة، وهذا بالطبع لاَيقلل أهمّيّتهم؛ فإنّ للملك سكرة: لاَ يفيق صاحبها إلاَبمواعظ الحكماء؛ ومن هنا قيل أنّ الحكيم الفاضل دائما لاَيرى إلاَفي مكانين عظيمين: إمّا من أهل النسك * أو من أعوان الملك وحذارحذار أن يمكر به من حولك ويكيدوا له حسدا من عند أنفسهم00 كما فعل بالشّغبر الناسك ولولاَ أن تداركه الله برحمة منه لبان من المدحضين: فقدزعمواأنّ أسدابحث عن وزيرليستوزره ويصطنعه لنفسه فدلوه علىشغبر ناسك والشّغبرابن آوى فلمّا أن عرض عليه الأمر وهو يرجو أن يلينا: قال له ابن آوى

في وقار الحكماء يا مولاَي إنّ الواحد منكم معشر الملوك ليغضب غضب الصّبي ويبطش بطش الأسد00! في وقار الحكماء يا مولاَي إنّ الواحد منكم معشر الملوك ليغضب غضب الصّبي ويبطش بطش الأسد00! فَمُرَافِقُ السُّلْطَانِ مِثْلُ سَفِينَةٍ * في الْبَحْرِ تَرْجُفُ دَائِمَاً مِن خَوْفِهِ إِن أَدْخَلَتْ مِنْ مَائِهِ في جَوْفِهَا * يَغْتَالُهَا مَعَ مَائِهَا في جَوْفِهِ فلم يدعه الملك وكان أديبا أريبا وقال له لو نفر من السلطان أمثالك من الكرام الأفاضل أليس واجدا بغيته في اللئام الأراذل 00!؟

ولم يزل به حتي ثناه عن عزمه فلم يجد الشّغبر بدّا أمام هذا البيان الناصع من القبول، ومرّت الأ يّام طيّبة حتي بدأت المساعي، وأبت إلاَ أن تخرج أعناقها الأفاعي: فدسّت بطانة السّوء للشّغبر من خبّأ في مخدعه قطعة من غداء الملك، وبينما هم جلوس إذ زجّوا بمن يطعن في أمانته ويشكك في ذمّته فقال انظر يا مولاَي إلى هذا الشّغبر يتخذمن غدائك كل يوم نصيبا معلوم، وشهد معه على هذا الجور كل من في القصر: بدءَا من صاحب الطعام وحتي الرّسول الذي كان يبدّل رسائل ابن آوى من سجنه عن وجهها بما بما يؤكد عليه التهمة ويرميه بالخساسة والخباسة والخبّ، كل هذا00 هذا00 والآخرون يقولون: محال، هذا ما لاَيكون، الشّغبر00!!؟ والآخرون يقولون محال، هذا ما لاَيكون، الشّغبر00!!

وظلوا هكذا: كلما قال واحد منهم شيئا سفّه رأيه الآخر، حتي قطعت جهيزة قول كل خطيبٍ وقال قائلهم ابعثوا بمن يفتّش لنا بيته، وما أن عثروا على اللحم في طيّات فراشه حتي أزمع الأسد على قتله وإن لم يفعل؛ فقد كان ذا حلم وأناة، ولم يزل في حيرة من أمره حتي حضر النمر وكان من الغائبين فقال له الملك أين كنت ألاَتعلم أني لاَ أقطع أمرا دونك 00!؟

فقال يا مولاَي لقد تأكدّت من المؤامرة قبل حدوثها وخاصّة لما أعرفه من نزاهة ابن آوى وحسن صحابته إلاَ أني لم أشأ أن أتقدّم بما لديّ من البراهين والأدلة لعلمي أنّ الشّهادة لاَيقوم بها إلاَشاهدان ذوا عدل؛ فالتمست الشاهدالآخر فما وجدت أبرّ وأفى ذمّة من الفهد، فسأله وأين هو، فقال بالباب ينتظر الإذن بالدخول فأذن له، فقال أوّل ما قال الآن حصحص الحقّ وقدّم الدّليل القاطع على براءة ابن آوى وتآمر المتآمر ين فحكم بالإعدام على كل من تورّط في هذه المؤامرة وتم تغيير الحاشية بقوم صالحين على شاكلة ابن آوى وأفرج عنه في موكبٍ عظيم وأسبغت عليه النعم والعطايا من السّلطان والأعيان، ولم تزد الأيام الملك إلاَحبّا في الشّغبر ولم تزدالشغبر إلاَغبطة وسرورا0 وسرورا

فلتكن يقظان لمثل هذه لاَمؤامرات من أوّل يوم تتسنّم فيه مقاليدالحكم فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم00 فإيّاك ومن إذا أعطوا منها رضوا وإذا لم يعطوا منها إذا هم يسخطون 00 تعلم أنّ أكثر من تهادي وإن بشّوا إليك هم الأعادي فحذارحذارمعشرالسّلاَطين من أرؤس النفاق فعمّا قليل سيرتدّون على أدبارهم وينقلبون عليكم ضدّا؛ كيف وإن أصابتهم مصيبة بما قدّمت أيديهم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلاَ إحسانا وتوفيقا، يخفون في أنفسهم ما لاَ يبدون لك وفيكم سمّاعون لهم، أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاَ بليغا00 ولكن حذارحذارمن ند بم الباذنجان قفد زعموا فيما زعموا أنه: كَانَ لِلسُّلْطَانِ نَدِيمٌ إِمَّعَة * لاَ يَقُولُ شَيْئَاً إِلاَّ كَانَ مَعَه وَقَدْ يَزِيدُ في الثَّنَا عَلَيْهِ * إِذَا حَلاَ شَيْءٌ مَا في عَيْنَيْهِ

وَكَانَ مَوْلاَهُ يَرَى وَيَعْلَمُ * وَيُبْصِرُ النِّفَاقَ لَكِنْ يَكْتُمُ فَجَلَسَا يَوْمَاً عَلَى الخِوَانِ * وَجِيءَ في الأَكْلِ بِبَاذِنجَانِ فَأَكَلَ السُّلْطَانُ مِنهُ مَا أَكَلْ * وَقَالَ بَاذِنجَانٌ هَذَا أَمْ عَسَلْ قَالَ النَّدِيمُ صَدَقَ السُّلْطَانُ * لاَ يَسْتَوِي شَهْدٌ وَبَاذِنجَانُ هَذَا الَّذِي غَنىَّ بِهِ الرَّئِيسُ * وَقَالَ فِيهِ الشِّعْرَ جَالِينُوسُ فِيهِ تِرْيَاقٌ يُعَالجُ السُّمَّا * وَيُسْتَخْدَمُ في عِلاَجِ الحُمَّى قَالَ وَلَكِنْ شَانَتْهُ مَرَارَة * وَمَا حَمِدْتُ مَرَّةً آثَارَه قَالَ نَعَمْ مُرٌّ وَهَذَا عَيْبُهُ * مُذْ كُنْتُ يَا مَوْلاَيَ لاَ أُحِبُّهُ هَذَا الَّذِي مَاتَ بِهِ بُقْرَاطُ * كَذَاكَ حَذَّرَ مِنهُ سُقْرَاطُ فَالْتَفَتَ السُّلْطَانُ لِمَن حَوْلَهُ * وَقَالَ كَيْفَ تجِدُونَ قَوْلَهُ

قَالَ النَّدِيمُ يَا سَيِّدَ النَّاسِ * دَعْ كَذِبي وَخُذْ مِنيِّ إِينَاسِي جُعِلْتُ كَيْ أُنَادِمَ السُّلْطَانَا * لاَ لِكَيْ أُنَادِمَ البَاذِنجَانَا بالدخول فقال الآن حصحص الحقّ وقدّم الدّليل القاطع على براءة ابن آوى وتآمر المتآمرين أوكغيلاَن بن خرشة الذي كان يسيرمع أميرالمؤمنين ذات يوم علىنهرفقال له أميرالمؤمنين ما أنفع هذا النهر: فقال له نعم يا أميرالمؤمنين، حسبنا أنّ صبياننا يتعلمون فيه العوما00! بم قال له في يوم آخر ما أضرّ هذا النهر: فقال حسبنا يا أميرالمؤمنين غرق الصّبية فيه وانبعاث البعوض منه الذي آذى القوما00! فإيّاك إيّاك ومن إذا ما لقى اللصّ قال له اسرق، وإذا ما لقىربّ المنزل قال له أمسك عليك مالك00 فإيّاك إيّاك وأمثال هؤلاَء ممن قال فيهم حبيم العرب يلقاك يحلف أنّه بك واثق وإذا توارى عن سوادك عقرب

واعلم أنّ مثل بطانة السّوء في تز يين المنكر بمثل الذئب والغراب وابن آوى عندما ضللوا الملك: فيحبي فيما زعموا أنّ جملاَ تخلف عن الإبل في أجمة كثيفة، فلم يزل يعيش في كنف أسد هذه الأجمة معتصما بجواره 00 يَطْعَمُ الطَّيْرَ وَاللُّحُومَ وَيُسْقَى * عَسَلاً لَمْ يَشُبْهُ إِلاَّ الزُّلاَلُ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي؟} حتي أجدب المكان وأصابتهم الطواعين بما فيهم الأسدالذي أصابه الهزال الشّديدهو وأعوانه، فأشارت عليه بطانة السّوء يوما بافتراس الجمل

وبرّروا له ذلك بما آلت إليه أحوالهم: إلاَ أنه كان شهما فأبى بشدّة، فأجمعوا أمرهم على أن يعرض كل واحد منهم نفسه على الملك بما يؤكد إخلاَصه بم يقوم الآخران فيقسمان بالله أنّ لحمه رديئ وأنّ من أكله يصاب بكذا وكذا00 حتي إذا ما جاء الدّورعلىالجمل وعرض نفسه أمسكوا، وفعلوا هذا بمرأى ومسمع من الجمل، فلمّا أن جاء الدّورعليه قال أمّا أنا يا مولاَي فطيّب الحلم غيرعسرالهضم فكلني هنيئا مر يئا، قد طبت بذلك نفسا علىسبيل المجاملة معتقدا أنّ الآخر ين سيخذلوا عنه كما رأى، إلاَ أنهم ما أن سمعوا ذلك منه حتي وثبوا عليه وثبة رجل واحد فشبرقوه ومزّقوه كل ممزّق00!! فلاَ تتخذالمضلين عضدا، ولاَسيّما من هم علىشاكلة حاشية الرّشيدالذي عندما أتى بأحدالخارجين عليه

فآنس منه رشدا وكانت له سوق في العفو يخشى كسادها فهمّ بالعفو عنه قفامت قيامة الذين معه وخوّفوه من جرأة الخارجين عليه بعدذلك فتردّد، هنا قال الرّجل يا أميرالمؤمنين لاَتطع فىّ الناس فلوأطاعهم الله فيك لما استخلفك عليهم00 فلاَتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطا، ولاَتكن للخائنين خصيما، وإذا احتكم إليك جمعان فأرادأحدهما أن يغر يك بالآخرفقال لك هؤلاَء فعلوا كذا وكذا فآتهم ضعفين من العذاب فقل له لكل ضعف ولكن لاَ تعلمون 00 وإيّاك أن تستخدم أحدا من أعدائنا مهما أظهرلك من الولاَء والإخلاَص00 "يا أيها الذين آمنوا لاَتتخذوا بطانة من دونكم لاَيألونكم خبالاَودّوا لو عنتم، قدبدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر " 00 وإيّاك أن تستوزرالفجرة الفسقة؛ فمن استرعى الذئب فقدظلم، أتجعل فيها من يفسدفيها ويسفك الدّماء ويهلك الحرث والنسل00!؟

فالتمس الأكفاء العدول من أهل مملكتك، واعلم أنه لاَخيرفي صاحب الحقّ الضعيف ولاَفي القويّ إن كان صاحب باطل؛ ومن هنا قالت ابنة شعيب (عليه السلاَم) يا أبت استأجره إنّ خيرمن استأجرت القويّ الأمين00؛ فإذا ما أتاك الضّعيف الأمين فقل له إنك لن تستطيع معى صبرا، وإذا ما أتاك القويّ الخائن فقل له إنك لاَينال عهدي الظالمين 00 وإيّاك أن تحكم فينا الرّويبضة؛ فإنّ الرسول سئل ذات يوم متي تقوم السّاعة فقال: إذا ضيّعت الأمانة فانتظر السّاعة، قيل وكيف إضاعتها يا رسول الله 00؟ قال: إذا وسّدالأمر لغيرأهله فانتظرالسّاعة 00 فضع الرّجل المناسب في المكان المناسب "ولاَتعط الحلق للي بلاَ ودان " 00؛ حتي لاَتقول الرّعيّة هؤلاَء قوم كلما جائهم عامل بما لاَتهوىأنفسهم فر يقا بذبوا وفر يقا يقتلون 00

ولاَتك آمرا بالمنكرناهيا عن المعروف؛ حتي لاَيقولوا يوم القيامة ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السّبيلاَ، ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا 00 ولاَتترك أهل الحكمة والأدب جائعين ضائعين كما هوالحال في مصروتجمع حولك الشّعراء من كل صوب؛ فالشعراء يتبعهم الغاوون 00 والشّعر أعذبه * في المدح أكذبه ولكن إيّاك وألسنتهم؛ فإنّ الواحد منهم يقول البيت لاَ يلقي له بالاَ: فيقوّض مجدك ولو كان جبالاَ00 ولتتق الله بعد في رعيّتك فإنهم بين يديك لحم على وضم؛ فلتسهرعلىراحتهم لئلاَ تسمع من يدعو الله عليك قبيل الفجر ويناجي ربّه ويقول: نَامَ الرُّعَاةُ عَنِ الخِرَافِ وَلَمْ تَنَمْ * فَإِلَيْكَ نَشْكُو الهَاجِعِينَ النُّوَّمَا

وإيّاك أن تفتح باب مملكتك لأيّ دخيل مهما ادّعى من المزاعم، وتحضرني في ذلك قصيدة قالها أمير الشعراء في قائد الحملة الفرنسيّة نابليون بونابرت عندما خدع المصريين بمزاعمه الكاذبة فانخدعوا له كالعادة: كَانَتْ ضِعَافٌ مِنْ دَجَاجِ الرِّيفِ تَخْطِرُ في بَيْتٍ لَهَا طَرِيفِ إِذْ جَاءَهُمْ هِنْدِي كَبِيرُ الْعُرْفِ فَقَامَ بِالْبَابِ قِيَامَ الضَّيْفِ يَقُولُ حَيَّى اللهُ ذِي الْوُجُوهَا وَلاَ أَرَاهَا أَبَدَاً مَكْرُوهَا أَتَيْتُكُمْ أَنْشُرُ فِيكُمْ فَضْلِي وَزَوْجَاً أَقْضِي بَيْنَكُمْ بِالْعَدْلِ وَكُلُّ مَا عِنْدَكُمُ حَرَامُ عَلَيَّ إِلاَّ المَاءُ وَالطَّعَامُ فَعَاوَدَ الدَّجَاجَ دَاءُ الطَّيْشِ وَفَتَحَتْ لِلْعِلْجِ بَابَ الْعُشِّ فَجَالَ فِيهِ جَوْلَةَ المَلِيكِ يَدْعُو لِكُلِّ فَرْخَةٍ وَدِيكِ وَبَاتَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ السَّعِيدَة مُمَتَّعَاً بِدَارِهِ الجَدِيدَة

وَبَاتَتِ الدَّجَاجُ في أَمَانِ تَحْلُمُ بِالذِّلَّةِ وَالهَوَانِ حَتىَّ إِذَا مَا أَشْرَقَ الصَّبَاحُ عَلاَ مِنْ ذَلِكَ الضَّيْفِ الصِّيَاحُ يَقُولُ بِلِسَانِهِ الْفَصِيحِ للهِ دَرُّ مَنْزِلي الْفَسِيحِ فَاسْتَيْقَظَ لِصَوْتِهِ الرِّفَاقُ وَقَالُواْ هَذَا غَدْرٌ وَنِفَاقُ فَضَحِكَ الهِنْدِيُّ حَتىَّ اسْتَلْقَى وَقَالَ قَدْ صَدَّقْتُمُ يَا حَمْقَى وَصَفْتُمُوني الآنَ بِالْكَذَّابِ قَدْ كَانَ هَذَا قَبْلَ فَتْحِ الْبَابِ ولولاَ أن تداركه الله برحمة منه لبان من المدحضين: فقدزعمواأنّ أسدابحث عن وزيرليستوزره ويصطنعه لنفسه فدلوه على شغبرٍ ناسك والشّغبرابن آوى فلمّا أن عرض عليه الأمر وهو يرجو أن يلينا: قال له ابن آوى في وقار الحكماء يا مولاَي إنّ الواحد منكم معشر الملوك ليغضب غضب الصّبي ويبطش بطش الأسد00! فمرافق السّلطان مثل سفينة في البحر ترجف دائما من خوفه

إن أدخلت من مائه في جوفها يغتالها مع مائها في جوفه فلم يدعه الملك وكان أديبا أريبا وقال له لو نفر من السلطان أمثالك من الكرام الأفاضل أليس واجدا بغيته في اللئام الأراذل 00!؟ ولم يزل به حتي ثناه عن عزمه فلم يجد الشّغبر بدّا أمام هذا البيان الناصع من القبول، ومرّت الأ يّام طيّبة حتي بدأت المساعي، وأبت إلاَ أن تخرج أعناقها الأفاعي: فدسّت بطانة السّوء للشّغبر من خبّأ في مخدعه قطعة من غداء الملك، وبينما هم جلوس إذ زجّوا بمن يطعن في أمانته ويشكك في ذمّته فقال انظر يا مولاَي إلى هذا الشّغبر يتخذمن غدائك كل يوم

الشّغبرالذي يأخذمن غدائك كل يوم لنفسه نصيبا معلوم، وشهدمعه على هذا الجور كل من في القصر: بدءَا من صاحب الطعام وحتي الرّسول الذي كان يبدّل رسائل ابن آوى من سجنه عن وجهها بما بما يؤكد عليه التهمة ويرميه بالخساسة والخباسة والخبّ، كل هذا00 والآخرون يقولون: محال، هذا ما لاَيكون، الشّغبر00!!؟ وظلوا هكذا: كلما قال واحد منهم شيئا سفّه رأيه الآخر، حتي قطعت جهيزة قول كل خطيبٍ وقال قائلهم ابعثوا بمن يفتّش لنا بيته، وما أن عثروا على اللحم في طيّات فراشه حتي أزمع الأسد على قتله وإن لم يفعل؛ فقد كان ذا حلم وأناة، ولم يزل في حيرة من أمره حتي حضر النمر وكان من الغائبين فقال له الملك أين كنت ألاَتعلم أني لاَ أقطع أمرا دونك 00!؟

فقال يا مولاَي لقد تأكدّت من المؤامرة قبل حدوثها وخاصّة لما أعرفه من نزاهة ابن آوى وحسن صحابته إلاَ أني لم أشأ أن أتقدّم بما لديّ من البراهين والأدلة لعلمي أنّ الشّهادة لاَيقوم بها إلاَشاهدان ذوا عدل؛ فالتمست الشاهدالآخر فما وجدت أبرّ وأفى ذمّة من الفهدفقال الآن حصحص الحقّ وقدّم الدّليل القاطع على براءة ابن آوى وتآمر المتآمر ين فالسّيف لاَ يمضي بدون رويّة والرّأي لاَ يمضي بدون مهنّد ******* فإذا كانت البلاَد بلاَ جي شٍ غزاها قبل النّسور الذّباب ما عجيب فناء شعبٍ ضعيفٍ بل بقاء الضّعيف شبي عجاب ولذا كان من المضحك المبكي أن نطيع الغرب في معاهدة حظر الأسلحة 00 "بئا بعد امّا يصنعوا هم السلاَح النووي: يطلبوا منا التوقيع على معاهدة حظر الأسلحة 00 يا ولاَد الكلب " 00!!!

أمّاعن موضوع المستشارين فإيّاك والإكثار في غير فائدة منهم؛ فمتي كثر الملاَحون غرقت السّفينة، وهذا بالطبع لاَيقلل أهمّيّتهم؛ فإنّ للملك سكرة: لاَ يفيق صاحبها إلاَبمواعظ الحكماء؛ ومن هنا قيل أنّ الحكيم الفاضل دائما لاَيرى إلاَفي مكانين عظيمين: إمّا من أهل النسك * أو من أعوان الملك وحذار وحذار أن يمكر به من حولك ويكيدوا له حسدا من عند أنفسهم00 كما فعل بالشّغبر الناسك ولولاَ أن تداركه الله برحمة منه لبان من المدحضين: فقدزعمواأنّ أسدابحث عن وزيرليستوزره ويصطنعه لنفسه فدلوه على شغبرٍ ناسك والشّغبرابن آوى فلمّا أن عرض عليه الأمر وهو يرجو أن يلينا: قال له ابن آوى في وقار الحكماء يا مولاَي إنّ الواحد منكم معشر الملوك ليغضب غضب الصّبي ويبطش بطش الأسد00! فمرافق السّلطان مثل سفينة في البحر ترجف دائما من خوفه إن أدخلت من مائه في جوفها يغتالها مع مائها في جوفه

فلم يدعه الملك وكان أديبا أريبا وقال له لو نفر من السلطان أمثالك من الكرام الأفاضل أليس واجدا بغيته في اللئام الأراذل 00!؟ ولم يزل به حتي ثناه عن عزمه فلم يجد الشّغبر بدّا أمام هذا البيان الناصع من القبول، ومرّت الأ يّام طيّبة حتي بدأت المساعي، وأبت إلاَ أن تخرج أعناقها الأفاعي: فدسّت بطانة السّوء للشّغبر من خبّأ في مخدعه قطعة من غداء الملك، وبينما هم جلوس إذ زجّوا بمن يطعن في أمانته ويشكك في ذمّته فقال انظر يا مولاَي إلى هذا الشّغبر يتخذمن غدائك كل يوم الشّغبرالذي يأخذمن غدائك كل يوم لنفسه نصيبا معلوم، وشهدمعه على هذا الجور كل من في القصر: بدءَا من صاحب الطعام وحتي الرّسول الذي كان يبدّل رسائل ابن آوى من سجنه عن وجهها بما بما يؤكد عليه التهمة ويرميه بالخساسة والخباسة والخبّ، كل هذا00 والآخرون يقولون: محال، هذا ما لاَيكون، الشّغبر00!!؟

وظلوا هكذا: كلما قال واحد منهم شيئا سفّه رأيه الآخر، حتي قطعت جهيزة قول كل خطيبٍ وقال قائلهم ابعثوا بمن يفتّش لنا بيته، وما أن عثروا على اللحم في طيّات فراشه حتي أزمع الأسد على قتله وإن لم يفعل؛ فقد كان ذا حلم وأناة، ولم يزل في حيرة من أمره حتي حضر النمر وكان من الغائبين فقال له الملك أين كنت ألاَتعلم أني لاَ أقطع أمرا دونك 00!؟ فقال يا مولاَي لقد تأكدّت من المؤامرة قبل حدوثها وخاصّة لما أعرفه من نزاهة ابن آوى وحسن صحابته إلاَ أني لم أشأ أن أتقدّم بما لديّ من البراهين والأدلة لعلمي أنّ الشّهادة لاَيقوم بها إلاَشاهدان ذوا عدل؛ فالتمست الشاهدالآخر فما وجدت أبرّ وأفى ذمّة من الفهدفقال الآن حصحص الحقّ وقدّم الدّليل القاطع على براءة ابن آوى وتآمر المتآمر ين فالسّيف لاَ يمضي بدون رويّة والرّأي لاَ يمضي بدون مهنّد ******* فإذا كانت البلاَد بلاَ جي

شٍ غزاها قبل النّسور الذّباب ما عجيب فناء شعبٍ ضعيفٍ بل بقاء الضّعيف شبي عجاب ولذا كان من المضحك المبكي أن نطيع الغرب في معاهدة حظر الأسلحة 00 "بئا بعد امّا يصنعوا هم السلاَح النووي: يطلبوا منا التوقيع على معاهدة حظر الأسلحة 00 يا ولاَد الكلب " 00!!! أمّاعن موضوع المستشارين فإيّاك والإكثار في غير فائدة منهم؛ فمتي كثر الملاَحون غرقت السّفينة، وهذا بالطبع لاَيقلل أهمّيّتهم؛ فإنّ للملك سكرة: لاَ يفيق صاحبها إلاَبمواعظ الحكماء؛ ومن هنا قيل أنّ الحكيم الفاضل دائما لاَيرى إلاَفي مكانين عظيمين: إمّا من أهل النسك * أو من أعوان الملك وحذار وحذار أن يمكر به من حولك ويكيدوا له حسدا من عند أنفسهم00 كما فعل بالشّغبر الناسك ولولاَ أن تداركه الله برحمة منه لبان من المدحضين: فقدزعمواأنّ أسدابحث عن وزيرليستوزره ويصطنعه

لنفسه فدلوه على شغبرٍ ناسك والشّغبرابن آوى فلمّا أن عرض عليه الأمر وهو يرجو أن يلينا: قال له ابن آوى في وقار الحكماء يا مولاَي إنّ الواحد منكم معشر الملوك ليغضب غضب الصّبي ويبطش بطش الأسد00! فمرافق السّلطان مثل سفينة في البحر ترجف دائما من خوفه إن أدخلت من مائه في جوفها يغتالها مع مائها في جوفه فلم يدعه الملك وكان أديبا أريبا وقال له لو نفر من السلطان أمثالك من الكرام الأفاضل أليس واجدا بغيته في اللئام الأراذل 00!؟ ولم يزل به حتي ثناه عن عزمه فلم يجد الشّغبر بدّا أمام هذا البيان الناصع من القبول، ومرّت الأ يّام طيّبة حتي بدأت المساعي، وأبت إلاَ أن تخرج أعناقها الأفاعي: فدسّت بطانة السّوء للشّغبر من خبّأ في مخدعه قطعة من غداء الملك، وبينما هم جلوس إذ زجّوا بمن يطعن في أمانته ويشكك في ذمّته فقال انظر يا مولاَي إلى هذا الشّغبر يتخذمن غدائك كل يوم

الشّغبرالذي يأخذ من غدائك كل يوم لنفسه نصيبا معلوم، وشهد معه على هذا الجور كل من في القصر: بدءَا من صاحب الطعام وحتي الرّسول الذي كان يبدّل رسائل ابن آوى من سجنه عن وجهها بما بما يؤكد عليه التهمة ويرميه بالخساسة والخباسة والخبّ، كل هذا00 والآخرون يقولون: محال، هذا ما لاَيكون، الشّغبر00!!؟ وظلوا هكذا: كلما قال واحد منهم شيئا سفّه رأيه الآخر، حتي قطعت جهيزة قول كل خطيبٍ وقال قائلهم ابعثوا بمن يفتّش لنا بيته، وما أن عثروا على اللحم في طيّات فراشه حتي أزمع الأسد على قتله وإن لم يفعل؛ فقد كان ذا حلم وأناة، ولم يزل في حيرة من أمره حتي حضر النمر وكان من الغائبين فقال له الملك أين كنت ألاَ تعلم أني لاَ أقطع أمرا دونك 00!؟

فقال يا مولاَي لقد تأكدّت من المؤامرة قبل حدوثها وخاصّة لما أعرفه من نزاهة ابن آوى وحسن صحابته إلاَ أني لم أشأ أن أتقدّم بما لديّ من البراهين والأدلة لعلمي أنّ الشّهادة لاَيقوم بها إلاَشاهدان ذوا عدل؛ فالتمست الشاهد الآخر فما وجدت أبرّ وأفى ذمّة من الفهد فقال الآن حصحص الحقّ وقدّم الدّليل القاطع على براءة ابن آوى وتآمر المتآمرين اللهُمَّ ارْزُقْ أَهْلَ الدِّينِ حِكْمَةً وَعَقْلاً، وَارْزُقْ أَهْلَ الحِكْمَةِ وَالعَقْلِ دِينَا 00!! الكَاتِبُ الإِسْلاَمِي / يَاسِرٌ الحَمَدَاني وَهَذِهِ النَّبْذَةُ المخْتَصَرَةُ هِيَ قَلِيلٌ مِنْ كَثِير، وَبِنَفْسِ الطَّرِيقَةِ كُلُّ كِتَابَاتي بَيْدَ أَني أُكْثِرُ فِيهَا مِنَ الأَحَادِيثِ وَالآثَارِ وَالأَشْعَارِ عَلَى طَرِيقَةِ كُتُبِ التُّرَاث 0 {يَاسِرُ الحَمَدَاني 0 مِصْر}

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ أَنَّهُ قَال: " أَلاَ هَلَكَ المُتَنَطِّعُون " 0 [قَالَ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَعِ " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (251/ 10)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيّ]

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " وَالَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ؛ مَا رَأَيْتُ أَحَدَاً كَانَ أَشَدَّ عَلَى المُتَنَطِّعِينَ مِنْ رَسُولِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، وَلاَ رَأَيْتُ أَحَدَاً أَشَدَّ عَلَيْهِمْ مِنْ بَعْدِهِ مِن أَبي بَكْر، وَإِنيِّ لأَظُنُّ عُمَرَ كَانَ أَشَدَّ أَهْلَ الأَرْضِ خَوْفَاً عَلَيْهِمْ " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (251/ 10)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ وَأَبُو يَعْلَى] فَتِلْكَ فِئَةٌ نَسَكَتْ نُسُكَاً أَعْجَمِيَّاً 00 {فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعَاً} {الأَنعَام/159} يَكْفُرُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضَا 00!! فَلَسْتَ تَرَاهُمُ إِلاَّ حَيَارَى * كَأَنَّهُمُ يَهُودٌ أَوْ نَصَارَى {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

{لَوْ أَنْفَقْتَ مَا في الأَرْضِ جَمِيعَاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} {الأَنْفَال/63} {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} {المُؤْمِنُون/53} فَتَارَةً يَتَّخِذُونَ رُءوسَاً جُهَّالاً، وَتَارَةً يَنْقَلِبُونَ عَلَيْهِمْ ضِدَّا 00!! كَأَنْ قَدْ فَسَتْ بَيْنَهُمُ الظَّرَابِين 00 {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعَاً وَقُلُوبُهُمْ شَتىَّ} {الحَشْر/14} فَكَيْفَ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ أَنْ يَقُومُواْ بِالدِّينِ وَإِنَّهُ لاَ يَصِحُّ إِلاَّ الصَّحِيح 00؟!

فَهَؤُلاَءِ أُنَاسٌ: مَا حَمَلَهُمْ عَلَى تَعَصُّبِهِمْ إِلاَّ حُبُّهُمْ لِلدِّينِ ـ وَمِنَ الحُبِّ مَا قَتَل ـ فَصِدْقُ نَوَايَاهُمْ مَعَ جَهْلِهِمْ؛ هُوَ الَّذِي أَعْمَاهُمْ عَنْ صُنعِ أَيْدِيهِمْ، وَإِخْلاَصُ قُلُوبِهِمْ مَعَ بَطَرِ الحَقِّ وَغَمْطِ النَّاس؛ هُوَ الَّذِي زَيَّنَ لَهُمْ سُوءَ أَعْمَالِهِمْ وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنعَا 00!! أَعْطَواْ لأَنْفُسِهِمُ الحَقَّ في تَفْسِيقِ كُلِّ مَن خَالَفَهُمْ، وَكَأَنَّهُمْ آلِهَةٌ مِنْ دُونِ اللهِ مَن خَالَفَهُمْ قَدْ ضَلَّ عَنْ سَوَاءِ 0 السّبيل 00 "ولذلك بيفضلو اطول عمرهم في الغلط " 00؛ وذلك لأنهم لاَيقبلون خلاَف ما عندهم00! فتالله لو أقرّ إبليس بخطأه واعترف بذنبه فرعون: لما أقرّوا بأخطائهم ولاَ اعترفو ابذنوبهم00 "عقولهم متكلفة: "بتلاَت تعر يفة الحزمة*متبرمجة من غير لزمة"

"داسوا عليها بالجزمة" لَيْتَ عُقُولَهُمْ كَانَتْ * كَقُلُوبِهِمْ صَفَاءَا كَمْ حَاوَلْتُ أَن أَجْعَلَ * مِنهُمُ لي أَصْدِقَاءَا فَأَضْرَبُواْ عَنيِّ صَفْحَاً * وَأَبَواْ إِلاَّ الْعَدَاءَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} فلقد كنت كلّما حاولت أن أتقرّب إليهم شبرا ابتعدوا عني ذراعا، فلاَ تلومنّ إلاَ نفسك يا دين؛ أنت الذي رضيت لنفسك صحبة الحمقى، والأحمق دائما يريد أن ينفعك فيضرّك 0 وأنتهز هذه الخاتمة لأجعل منها مقدّمة أستعرض من خلاَلها سلبيّات التيّار الإسلاَمي في مصر: "فيا ما قلت لهم هل معني اني خالفتكم اني خالفت الحق 00 مَنْ قَالَ هَذَا 00؟ هَلْ أَنَا عِنْدَمَا نَادَيْتُ بِالإِصْلاَحِ وَحُرِّيَّةِ الفِكْرِ وَرَفْعِ الظُّلمِ عَنْ رِجَالِ الدِّينِ كُنْتُ أُرْضِيكُمْ بِذَلِكَ أَمْ أُرْضِي الله 00!؟

ليه دايما تعتبروا اللي هيتكلّم عن الإرهاب انه هينافق 00 طب ما احنا فينا سلبيّات كرّهت فينا المجتمع وجعلت اللي يسوا واللي ما يسواش يتريأ علينا ويستهزأ بينا، ويشاور على عشرات الحشرات من الممثلين الفجّر والممثلاَت: ويقول هؤلاَء أهدى من الذين آمنوا سبيلاَ، لو كان فيهم خير ما كانش حاربهم المجتمع 00! ولولاَنا ما كانتش طلعت مسرحيّة الجنزير ولاَ فيلم الإرهابي ولاَ مسلسل هالة والدّراويش " 00!

بر الوالدين

بِرُّ الوَالِدَين: حق الولد: (273 ــ 277) (جـ: 2) العقد تربية أهل البيت بالبيت السعيد (44972 ــ 44999) جـ (16) حق الولد حسب التسمية من ص157: ص163 (العِقدُ الفَرِيدْ ــ جـ: 2) حق الولد وبر الوالدين (45191 ــ 45556) جـ (16) بر الوالدين وحق الأولاَد (45927 ــ 46047) جـ (16) العكس حق السيد على الخادم من ص381 ص389 (شُعَبُ الإِيمَانِ لِلبَيْهَقِيّ ــ جـ: 6) الاَحسان إلى الخدم: (369 ــ 381) (جـ: 6) شعب الإيمان حق الجار والخادم على سيده (25601 ــ 25679) جـ (9) حق الخادم على سيده (2501 ــ 25123) جـ (9)

حق الولد: ووضع الندي فى موضِع السيف يا أخي * مضر كوضع السيف فى موضع الندى حَدِيثْ: " إِذَا مَاتَ اتلمَيِّتُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثْ " 00 (صَحَحَهُ الأَلبَانِيُّ بمُشْكِلَةِ الفَقرِ تحْتَ رَقمْ: 122) حَقُّ الوَلَدْ: " أما ترضى إحداكن أنها إذا كانت حاملاً من زوجها وهو عنها راض أن لها مثل أجر الصائم القائم فِي سبيل الله، وإذا أصابها الطلق لم يعلم أهل السماء والأرض ما أخفِي لها من قرة أعين فإذا وضعت لم يخرج من لبنها جرعة ولم يمص من ثديها مصة إلاَ كان لها بكل جرعة وبكل مصة حسنة، فان أسهرها ليلة كان لها مثل أجر سبعين رقبة تعتقهم فِي سبيل الله سلاَمة، أتدرين من أعني بهذا! المتنعمات الصالحات المظيعات لأزواجهن اللاَتي لاَيكفون العشير (أخرجه الطيالسي وابن عساكر ـ الكنز/45122).

المرأة فِي حملها إلى وضعها إلى فصالها كالمرابط فِي سبيل الله، وإن ماتت فيما بين ذلك فانها أجر شهيد (طب ـ عن ابن عمر) (رواه الطبراني عن ابن عمر ـ الكنز/45159). بَبَبِرّ1: دعوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحصين والد عمران رضي الله عنهما أخرج ابن خزيمة عن عمران بن خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين قال:

حدثني أبي عن أبيه عن جده أن قريشا جاءت إِلَى الحصين ــوكانت تعظمه ــفقالوا له: كلم لنا هذا الرجل فانه يذكر آلهتنا ويسبهم، فجاءوا معه حتي جلسوا قريبا من باب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " أوسعوا للشيخ ــ وعمران وأصحابه متوافرون ــفقال حصين: ماهذا الذي بلغنا عنك أنك تشتم آلهتنا وتذكرهم، وقد كان أبوك حصينة وخيراً؟ فقال: " ياحصين، ان أبي وأباك في النار ياحصين، كم تعبد من اله " قال: سبعا في الأر وواحدا في السماء قال: " فإِذَا أصابك الر من تدعو؟ " قال: الذي في السماء، قال: " فإِذَا هلك المال من تدعو؟ " قال: الذي في السماء قال: " فيستجيب لك وحده وتشركهم معه، أريته ي الشكر أم تخاف أن يغلب عَلَيْك؟ " قال: ولاَ واحدة من هاتين؛ قال: وعلمت اني لم أكلم مثله قال: " ياحصين أسلم تسلم " قال: ان لي قوما وعشيرة فمإِذَا أقول؟ قال: " قل: اللهم

استهديك لأرشد أمري وزدني علما ينفعني " فقالها حصين فلم يقم حتي أسلم، فقام إِلَيْهِ عمران فقبل رأسه ويديه ورجليه، فلما رأي ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكي، وقال: " بكيت من صنيع عمران دخل حصين وهو كافر فلم يقم إِلَيْهِ عمران ولم يلتفت ناحيته، فلما أسلم قضي حقه فدخلني من ذلك الرقة " 00!! (كذا في الاَصابة 1/ 337) 0 (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 64/ 1) بَبَبِرّ2:

وأخرج أبو نعيم عن حوشب ذي ظليم قال: لما أن أظهر الله محمدا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انتدبت إِلَيْهِ من الناس في أربعين فارسا مع عبد شر، فقدموا عه المدينة بكتابي فقال (عبد شر): أيكم محمد؟ قالوا: هذا، قال: ماالذي جئتنا به؟ قان يك حقا اتبعناك، قال: " تقيموا الصلاَة، وتعطوا الزكاة وتحقنوا الدماء، وتأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر " فقال عبد شر: ان هذا لحسن؛ مد يدك أبايعك، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مااسمك؟ " قال: عبد شر، قال: " لاَ بل أنت عب خير " (فبايعه عَلَى الإِسْلاَم) وكتب معه الجواب , إِلَى) حوشب ذي ظليم فآمن 0 كذا في كنز العمال (5/ 325) وأخرجه أيضا ابن منده وابن عساكر كما في الكنز أيضا (1/ 84) وأخرجه أيضا ابن السكن بنحوه كما في الاَصابه (1/ 382)

(حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 104/ 1) 0 ببر الوالدين: وأخرج ابن أبى الدنيا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله "إن الرجل ليموت والده وهو لهما عاق فيدعو لهما فيكتب عند الله من البارين بِرُّ الوَالِدَين: وعن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر، فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت فابعث إلى غلاَما أعلمه السحر، فبعث إليه غلاَما يعلمه، وكان في طريقه وقعد إليه، فإذا اتى الساحر ضربه، فشكا ذلك إلى الراهب فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر.

فبينما هو على ذلك غذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال: اليوم اعلم السحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجرا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها ومضى الناس، فأتى الراهب فأخبره. فقال له الراهب: أي بني أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلاَ تدل على، وكان الغلاَم يبرئ الأكمة والاَبرص، ويداوي الناس من سائر الأدواء. فسمع جليس للملك كان قد عمى، فأتاه بهدايا كثيرة فقال: ما ههنا لك أجمع إن أنت شفيتني، فقالك إني لاَ اشفي أحدا، إنما يشفي الله تعالى، فإن آمنت بالله تعالى دعوت الله فشفاك، فآمن بالله تعالى فشفاه الله تعالى، فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي. قال: ولك رب غيرى؟، قال: ربي وربك الله، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلاَم فجئ

بالغلاَم، فقال له الملك: أي بني قد بلغ من سحرك ما بترئ الاَكمة والأبرص وتفعل وتفعل فقال: إني لاَ أشفي أحدا، إنما يشفي الله تعالى، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى د\ل على الرلاَاهب، فجئ بالراهب فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه حتى وقع سقاه، ثم جئ بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك فأَبى، فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه به حتى وقع شقاه، قم جئ بالغلاَم فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذروته فَمُرُوهُ أَنْ يَرجع عن دينه وإلاَ فاطرحوه فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال: اللهم اكفينيهم بما شئت، فرجف بهم الجبل فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله تعالى، فدفعه إلى نفر من الصحابه فقال: اذهبوا به فقال: البلهم اكفنيهم بما

شئت، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا، وجاء يمشي إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم خُذ سهما من كنانتي، ثم ضع السهعم في كبد القوس ثم ق: بسم الله رب الغلاَم ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني. فجمع الناس في صعيد واحد، وصلبه على جذع، ثم أخذ سهما من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس، ثم قال: بسم الله رب الغلاَم، ثم رماه فوقع السهم في صدرِه فماتْ؛ فقال الناسْ: آمنا برب الغلاَمْ، فأتى الملك فقيل له: أَرأيت ما كنت تحذرْ00؟ قد آمن الناسْ 00!! فأمر بالأُخدود بأفواه السكك فخدت وأضرم فيها النيران وقالَ مَنْ لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها، ففعلوا حتي جاءت امرأة ومعها صبي لها؛ فتقاعست أن تقع فيها فَأَنْطَقَهُ اللهُ الذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ فقالَ لها " يا أماهُ اصبري فإنك على الحق) (رواه مسلم ــ 3005 ــ عَبْدُ البَاقِي)

خُطبَةُ حق الوالد على بنيه: تبارك من له الحمد على الدوام، تبارك من لاَيغفل ولاَ ينام، له الحمد فى الأولى، وله الحمد فى الآخرة، وله الحمد فى البداية والنهاية، وله الحمد دائماً وابدا، له العزة والجبروت، وله الملك والملكوت، يحيى ويميت وهو حى لاَيموت ـ سبحانه سبحانه ـ الهى لك الحمد الذى أنت أهله * على نعم ما كنت قط لها أهلاَ إذا زدت عصيانا تزدنى تفضلاَ * كأنى بالعصيا أستوجب الفضلاَ والصلاَة والسلاَم على من أرسله الله شاهداً ومبشراً ونذيرا، اللهم صلى وسلم وبارك عليه تسليماً كثيراً ما قال لاَ قط إلاَ فى تشهده * لولاَ التشهد كانت لاَؤه نعم إذا رأته قريش قال قائلهم * إلى مكارم هذا ينتهى الكرم فمبلغ العلم فيه أنه بشر * وأنه خير خلق الله كلهم اللهم صل وسلم عليه عدد أوراق الشجر، وعدد حبات المطر، وعدد ما خلقت من البشر ثم أما بعد

يقول تعالى "ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا، حملته أمه كرهاً ووضعته كرها، وحمله وفصاله ثلاَثون شهرا، حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدى، وأن أعمل صالحاً ترضاه، وأصلح لى فى ذريتى، إنى تبت إليك وإنى من المسلمين، أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم فى أصحاب الجنة وعد الصدق الذى كانوا يوعدون * والذى قال لوالديه أف لهما اتعاننى أن أخرج وقد خلت القرون من قبلى وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق، فيقول ما هذا إلاَ أساطير الأولين ويقول تعالى بسورة الإسراء: "وقضى ربك أن لاَتعبدوا إلاَ إياه وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاَهما فلاَ تقل لهما أف ولاَ تنهرهما، وقل لهما قولاً كريماً، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا"

انظر إلى روعة التعبير والتصوير التى تدل على عظمة القرآن، كان بمقدوره (تعالى) أن يقول وانخفض لهما أو واخفض لهما جناحك، وكان سيصلنا المعنى كأحسن ما يكون لكنه قال (تعالى) واخفض لهما جناح الذل ـ ولم يسكت ـ ولو اكتفى لكفى ـ لكنه (تبارك وتعالى) أبى إلاَ أن يقول: "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة" ولو كان هناك معنى فوق هذا المعنى لذكره القرآن وحدوا الواحد الديان! ويقول تعالى بسورة لقمان: "ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله فى عامين، أن اشكر لى ولوالديك إلى المصير* وإن جاهداك على أن تشرك بى ما ليس لك به علم فلاَ تطعهما وصاحبهما فى الدنيا معروفا، واتبع سبيل من أناب إلى، ثم إلى مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون" سبحان الله ـ حتى يارب وإن حرضونا على الشرك ـ وهو أكبر الكبائر توصينا بهم خيرا؟؟

ما أرحمك يارب العالمين، اللهم عاملنا برحمتك ولاَ تعاملنا بذنوبنا يا أرحم الراحمين يا أمة الإسلاَم هذا ربكم * ونبيكم فتمسكوا وتوحدوا يأمرنا الله تبارك وتعالى بحسن صحابتهما ومعاشرتهما بالمعروف حتى وإن كانوا بربهم مشركين، ويؤيد ذلك حديث السيدة أسماء بنت أبى بكر (رضى الله عنها) عندما قدمت عليها أمها وهى مشركة فذهبت للنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسألها هل تصلها؟ وعرفته أنها لم تسلم بعد، فقال "صلى أمك" رغم أن الشرك من أكبر الكبائر ـ لكن عقوق الوالدين ... وفى حديث آخر صحيح يقول الرسول فيه (صلوات ربى وتسليماته عليه) "رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف قبل من هذا يارسول الله خاب وخسر؟ قال من أدرك أبويه أحدهما أو كلاَهما فلم يدخلاَه الجنة"؛ ذلك لأن بر الوالدين مكسب مضمون، وغنيمة باردة

ويقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى حديث آخر متفق عليه "ألاَ أنبئكم بأكبر الكبائر ألاَ أنبئكم بأكبر الكبائر، ألاَ أنبئكم بأكبر الكبائر ـ كررها ثلاَثاً ـ قالوا بلى يارسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين ولم يقل الاَشراك بالله ثم عقوق الوالدين؛ لأن ثم تقيد بعد ما قبلها عما بعدها؛ ولذا يقول لنا الموحدون: قولوا توكلت على الله ثم عليك واستعنت بالله ثم بك؛ ذكرت هذا يا إخوانى لتعلموا كيف قرن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين الإشراك بالله وعقوق الوالدين كما قرن الله بين التوحيد وبر الوالدين حيث قال تعالى (وقضى ربك أن لاَ تعبدوا إلاَ إياه وبالوالدين إحسانا" وليس هذا فحسب بل والجهاد، برغم أنه ذروة سنام الإسلاَم وسيف الله على الأعداء إلاَ أنه ليس بأفضل من بر الوالدين، فلقد سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى الحديث الصحيح أى الأعمال

أفضل يارسول الله؟ قال الصلاَة على وقتها، قيل ثم أمى؟ قال بر الوالدين ـ كررها مرتين ـ قيل ثم أى؟ قال الجهاد فى سبيل الله، ويؤيد هذا الحديث الذى رواه الإمام أحمد فى مسنده أن شاباً من اليمن جاء ليجاهد مع النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسأله الهادى البشير: هل أبواك باليمن؟ قال نعم قال هل استأذنتهما؟ قال لاَ قال (عليه الصلاَة والسلاَم) وأنصتوا للكلاَم ارجع فأستأذنهما فإن أذنا لك وإلاَ فامكث معهما، ويقول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن من أكبر الكبائر شتم الرجل والديه، قيل وكيف يشتم الرجل والديه يارسول الله؟؟

الصحابة (رضوان الله عليهم) يتعجبون؛ لأن هذا شئ غير موجود بينهم فى الجاهلية ولاَ فى الإسلاَم، لكنه موجود بيننا هذه الأيام ـ قال: شتم الرجل والديه أن يسب الرجل الرجل فيسب أباه ويسب أمه أى أنك تسب إنساناً ما فتقول له أنت كذا، فيقول لك وأنت كذا وابن كذا وكذا انظر معى إلى هذا الحديث من بعد، من أكبر الكبائر أن تتسبب فى سب والديك؛ فما بالك بمن يسبهما بل وقد تصل به الدرجة إلى أن يضر بهما قطعت يده؛ فحتى لو زنت الأم لاَ لك الشرع ضربها؟

يا من يشتم أمه من أجل أمرأته ولو كان والله فى زوجتك خير لما حرضتك على أمك التى حملتك فى بطنها تسعة أشهر يا ناكر الجميل أمه ترد على جنة، والله لاَ يليق بأمثالك أن يدخل الجنة أو يجد ريحها فليتق الله كل رجل منكم فى والديه، بل إن هذا ليدعونى إلى القول بأن من بر الرجل بوالديه أن يختار لهما الزوجة التى تصونهما وترعاهما، فلتراع عند اختيار زوجتك أن تكون أصيلة ـ قبل أن تكون جميلة ـ وتذكر أن الزوجة يمكن أن تعوض، أما الأم فلاَ يمكن أن تعوض؛ فإياك أن تسخط والديك تبتغى مرضاة أزواجك، وتذكر أن من علاَمات يوم القيامة أن يفضل الرجل زوجته على أمه؟ تلك أول علاَمة * من علاَمات القيامة وكذلك من علاَمات يوم القيامة أن تلد الأم ربتها، أى سيدتها التى تأمرها وتنهاها؛ من رب الأسرة أى سيدها

وكما حذرتك من تفضيل زوجتك على أمك يا أخى فإنى أحذرك ايضاً من تفضيل أبنائك عليهما؛ لقد اختلف كثير من الفقهاء والمفكرين حول هذه الآية الكريمة: (أباؤكم وأبناؤكم لاَتدرون أيهم أقرب لكم نفعا) فهذه الآية بمثابة إعجاز لنا؛ فمن منكم يستطيع أن يخبرنى من ذا أحب إليه؟ هل يفضل أولاَده أم والديه؟ منهم من ذهب إلى تفضيل الأبناء، ومنهم من ذهب إلى تفضيل الأباء، وطال البحث واتصل الحوار، حتى هدانى الله تعالى إلى شئ فطنت إليه من طرف خفى، أفمن تعودت منه أن يعطيك، أم منه تعودت من أن يأخذ منك؟ هل يستويان مثلاً؟؟ ... دعك من هذا، ويكفى أن الاَبن بمقدورك تعويض، أما الأب فهيهات هيهات أن يعوض

قد يقول قائل مجادل لكن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أوصى الأم ثلاَثاً وأوصى الأب واحدة "يعنى حاجة كده سد خانة عشان ما يزعلش" وهذا أقول له يا أخى ما فيه شئ فى الإسلاَم اسمه "سد خانة" ـ هدانا الله وإياك ـ صحيح ما تريد أن تقول من أن الرسول، قد أوصى بالأم ثلاَثاً وبالأب واحدة لكن هذا لاَيقلل على الإطلاَق من دور الأب وحسبكم عن مكانته فى الإسلاَم ـ يا أحبتى الكرام ـ أنه لاَيقال إلاَ عمن مات أبوهم فقط أيتام؛ فإن اليتيم الذى قد مات والده وليس أمه؛ ذلك لأن الأب هو الكاسب والراعى، الذى تنشر الأسرة فى الشوارع من بعده، وأنتم تعرفون جيداً حتى الأمهات اللاَئى يسمعننى بالخارج أن الأب فى بعض الأحيان يكون خيراً وأحسن على الإدلاَء وأحب إليهم من أمهم

نترك الأب ونعود إلى الأم حتى لاَتغضب كفانا الله شر غضب الأمن، يقول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى حديث المغيرة بن شعبة المتفق عليه إن الله تعالى حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، وسحره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال" ... وجاء أحد الصالحين رجل فقال له: إن لى أماً قد بلغت من الكبر عتيا، أحملها على أكف الراحة وأقضى جميع حاجياتها، ترانى وفيت حقها؟ قال الأولاَد بطلقة واحدة؛ لأنها فعلت معك أكثر من هذا وهى تتمنى حياتك وأنت فعلت ما فعلت وأنت ضائق بها وتتمنى موتها ... حتى أخت الأم أوصى بها الإسلاَم خيراً، ففى سنن الترمذى بإسناد صحيح يقول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "الخالة بمنزلة الأم"، ومن هنا جاء المثل العامى الشهير "الخال والد" الأُمُّ مَدْرَسَةٌ إِذَا أَعْدَدْتَهَا أَعْدَدْتَ شَعْبَاً طَيَّبَ الأَعْرَاقِ

الأُمُّ أُسْتَاذُ الأَسَاتِذَةِ الأُلى بَلَغَتْ مَآثِرُهُمْ مَدَى الآفَاقِ {حَافِظ إِبْرَاهِيم} والجنة تحت أقدام الأمهات "إن لم يكن حديثاً لهو حكمة بالغة وقال أنه عند موت الأم يبعث الله ملكاً ينادي على ابنها فى سماء الدنيا أن يا فلاَن ابن فلاَن، ماتت من كنا نكرمك من أجلها؟

ولكنا يعرف قصة الثلاَثة نفر الذين أواهم المبيت إلى غار، فسقطت صخرة من أعلى الجبل سدت عليهم باب الغار، فقرر كل واحد، منهم أن يدعو الله بأرجى عمل عمله فى حياته فقال الأول لقد كانت لى ابنة عم جميلة جداً وكانت فقيرة عرضت عليها الزواج فأبت؛ فقطعت عنها ما كنت أعطيها من المال، حتى أتتنى ذات يوم وهى فى أمس الحاجة فراودتها عن نفسها وقلت لها ليس قبل أن تمكنينى من نفسك ففعلت وهى راغمة، فقلقت الأبواب وبينما أنا قاب قوسين أو أدنى من الزنا إذ صاحت فى وجهى ألاَ تخشى الله؟ فقمت من فورى فزعاً وأعطيتها كل ما تريد وخليت سبيلها، اللهم إن كنت قد فعلت ما فعلته مخافة سخطك وابتغاء مرضاتك ففرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة قليلاً إلاَ أن هذا القليل غير كاف لإخراجهم

وقال الآخر اللهم إنه كان عندى أجير يعمل عندي يوماً بيوم، حتى كان ذات يوم بحثت عنه لأعطيه أجره فلم أجده فنميت له ماله حتى أصبح مالاً كثيراً، فأتانى بعد عشر سنين يسألنى أجره فأشرت له على غنم بين جبلين وقلت له ها هو دونك فخذه، فقال أتهزأ بى يا عبدالله؟ قلت أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين فأخذ الأغنام وانصرف اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ياربى الأعلى ففرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة قليلاً إلاَ أن هذا القليل أيضاً لاَيسمح بخروجهم

وهنا قام الثالث ـ وذلك ما كنا نبغى ـ فقال اللهم أنت تعلم أن كان لى أبوان، كنت باراً بهما، وذات يوم تأخرت فى عملى فلما جئتهما بالعشاء وجدتهما قد ناما، فظلت واقفاً عند رأسيهما وتحتى صبية لى يتضورون جوعاً ـ انظر لم يفضل أولاَده على والديه ـ فظللت واقفاً حتى طلع الفجر فأطعمتهما وسقيتهما وحمدت الله وانطلقت إلى عملى اللهم إن كنت قد فعلت ما فعلت ابتغاء وجهك الكريم، ففرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة بإذن الله وجو جميعاً؟ هذه هى بركة رضى الوالدين وأنت تبكى شبعاً وجوعاً ولم تأخذك بهما رأفة

ذكرت هذا لتعلموا أن حنان الأم لاَيعوض؛ وأحكى لكم فى ذلك قصة جميلة تقول هذه القصة أن راعياً كان يرعى قطيعاً من الغنم فيه نعجة لها حمل رضيع، فلما أن أقبل الليل أخذوا مضاجعهم ونام كل القطيع، إلاَ هذه النعجة ظلت ساهرة على حملها الرضيع حتى الراعى أخذته سنة من النوم وغلبه النعاس، وبينما هم نيام إذ طلع عليهم ذئب شديد كثافة الشعر ضخم الجثة وأراد اصطياد هذا الحمل فصاحت أمه فاستيقظ الراعى، واستيقظ القطيع وهرب الذئب فجال وصال أحد الشعراء الملهمين بفكرة فى هذه الأقصوصة ليستخلص منها حكمة عن الأمومة تكون بمثابة نبراس للناس فى حياتهم، وبالفعل يصر بما لم يبصروا به فقال: قِصَّةُ الأُمِّ وَالرَّاعِي عِبْرَةٌ لِكُلِّ وَاعِ نَامَ الْقَطِيعُ كُلُّهُ يَشْتَكِي مِنَ الأَوْجَاعِ إِلاَّ هَذِي النَّعْجَةُ لَمْ يَدْعُهَا لِلنَّوْمِ دَاعِ أَبْصَرَتِ الذِّئْبَ يَسْعَى فَنَبَّهَتْهُمْ لِلسَّاعِي

فَوَلىَّ مِنهُمْ مَذْعُورَاً وَهْوَ خَائِبُ الأَطْمَاعِ وَقَالَ قَوْلاً يَرِنُّ حَتىَّ الآنَ في أَسْمَاعِي إِنْ نَامَ الرَّاعِي يَسْهَرُ قَلْبُ الأُمِّ عَلَى الرَّاعِي حتى الراعى أخذته سنة من النوم وغلبه النعاس، وبينما هم نيام إذ طلع عليهم ذئب شديد كثافة الشعر ضخم الجثة وأراد اصطياد هذا الحمل فصاحت أمه فاستيقظ الراعى، واستيقظ القطيع وهرب الذئب فجال وصال أحد الشعراء الملهمين بفكرة فى هذه الأقصوصة ليستخلص منها حكمة عن الأمومة تكون بمثابة نبراس للناس فى حياتهم، وبالفعل يصر بما لم يبصروا به فقال: قصة الأم والراعى * عبرة لكل واعى نام القطيع كله * يشتكى من الأوجاع إلاَ هذى النعجة لم * يدعها للنوم داعى أبصرت الذئب يسعى * فنبهتهم للساعى فولى منهم مذعوراً * وهو خائب الأطماع وقالت قولاً يرن * حتى الآن فى أسماعى إن نام الراعى يهر * قلب الأم على الراعى

إنها الأمومة أيها الأحبة فى الله، صدقوا والله عندما قالوا إن الأولاَد هم ثمرة الفؤاد، وفلذة الأكباد وكل منا شعر بالأمومة وحنانها فى أمة يوماً ما، كم مرة جرأت عليها فقيض الله أباك (أو هولاَكو) على حد تعبير بعضكم، قيضه الله ليقتص لهذه المسكينة منك وما أن تراه يمد يده ليبطش بك حتى تحول بينه وبين الوصول اليك وتكون هى أول الشافعين لك عنده وكأنها تقول بلسان الحال "تأبى له بنات أليبى"!! كان بطنها لك وعاءَاً، وصدرها لك سقاءَاً بارداً صيفاً ودافئاً شتاءَاً ـ أنسيت كل هذا ياناكر الجميل؟؟ أنسيت عندما كانت تشد عليك غطاءك بأنفاس كأنفاس الخزافى * قبيل الفجر بلتها السماء وأعلم يا أخى أنك كما تدين تدان، فلو كنت باراً بأبيك حتماً سوف تلقى البر من بينك، يقول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى الحديث الذى رواه الطبرانى: "بروا أباءكم، تبركم أبناؤكم"

والله (تعالى) الذى قال "وبالوالدين إحساناً" هو نفسه الذى قال "إن الله لاَ يضيع أجر المحسنين" من بها لذلك يا إخوانى اللى عنده فقه فى الدين ـ ومن يرد الله به خيراً يفقه فى الدين ـ لاَيتعجب كثيراً من بر سيدنا إسماعيل بأبيه إبراهيم، لأنه يعلم جيداً كيف إبراهيم عليه السلاَم كان باراً بأبيه أزر ـ رغم أنه كافر ـ ولعلكم تذكرون حديث السيدة أسماء رضى الله عنها قدمت عليها أمة وهى مشركة فسألت النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفاصل أمى يا رسول الله؟ قال صلى أمك، حينما كنا بصدد قوله تعالى وإن جاهداك على أن تشرك بى ما ليس لك به علم فلاَ تطعمها (لأانه لاَ طاعة لمخلوق فى معصية الخالق) وصاحبهما فى الدنيا معروفاً"

وتعالوا بنا سريعاً ـ يا أحبتى الكرام ـ لننزه فى بستان سورة مريم (ونرى صحة) الكلاَم قال تعالى بسورة مريم "واذكر فى الكتاب إبراهيم؛ إنه كان صديقاً نبيا * إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد مالاَيسمع ولاَ يبصر ولاَ يغنى عنك شيئاً * يا أبت إنى قد جائنى من العلم ما لم يأتك فاتبعنى أهدك صراحاً سويا* يا أبت لاَ تعبد الشيطان إن الشيطان كان لرحمن عصيا * يا أبت إنى أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا* قال أراغب أنت عن آلهتى يا إبراهيم، لئن لم تنته لأرجمنك واهجرنى مليا، قال سلاَم عليك سأستغفر لك ربى إنه كان بى حفيا) أى ألقى منه الحفاوة والتكريم، وكيف لاَ يكرم الخليل وخليله؟ أما إنى ذكرت لكم هذا يا أخوانى لتعلموا صدق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندما قال "بروا آباءكم تبركم أبناؤكم" فالبر لاَيبلى أى يضيع سدى أو لاَيذهب هباء منثورا، فالبلد الطيب يخرج نباته بإذن

ربه والذى خبث لاَ يخرج إلاَ نكدا، طابت البذور التى غرسها إبراهيم فبارك الله إسماعيل وأنبته نباتاً حسنا، تعالوا لنستعرض الآيات الكريمات، ونتنزه فى بستان سورة الصافات لنرى ذلك عملياً "قال ـ والكلاَم لإبراهيم ـ "قال رب هب لى من الصالحين * فبشرناه بغلاَم حليم ـ انظر قال "غلاَم حليم" ولم يقل غلاَم عليم" كما قال على إسحاق؛ ولذلك اشتهر الغرب بالعلم لأنهم ورثوه عن نبيهم إسحاق، وتعالوا بنا بعد هذه الاَستراحة ليستأنف المسير فى رحاب هذه السورة الكريمة "قال رب هب لى من الصالحين * فبشرناه بغلاَم حليم * فلما بلغ معه السعى قال يابنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى؟ قال يا أبت انظر نفس الكلمة التى كان يقولها إبراهيم لأبيه بالحرف الواحد ـ وحدوا الواحد ـ نفس الكلمة بحرف الواحد التى كان ـ لأبيه "يا ابتى" "يا أبت"؛ لتعلموا أن البر لاَيبلى يا إخوان، وأنك كما تدين تدان "قال

يابنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى؟ قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين * فلما أسلما وتله للجبين * وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزى المحسنين * إن هذا لهو البلاَء المبين" لذلك يا إخوانى ليس عجيبا أن يكثر العقوق هذه الأيام؛ فلو كنا قد بررنا آباءنا لبرتنا أبناؤنا؛ يقول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى الحديث الذى رواه الطبرانى "اثنان يعجلهما الله فى الدنيا: الظلم، وعقوق الوالدين" وتحضرنى فى هذا قصة عظيمة تقول أن رجلاً من بنى إسرائيل بلغ به العقوق حد قتل والده، فلما أن ذهب به ليقتله قال له أبوه اقتلنى يابنى عند تلك الصخرة، قال الاَبن ولم؟ قال لأنى قتلت أبى عندها منذ أربعين سنة؟ فمهما دار الزمان كما تدين تدان

عِتَابُ النَّفس (التَّوْبَة): قال صلي الله عليه وسلم: " لو أنكم تكونون علي الحال التي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملاَئكة بأكفهم ولزارتكم في بيوتكم، ولو لم تذنبوا لجاء الله عز وجل بقومٍ يذنبون كي يغفر لهم، قلنا يا رسول الله حدثنا عن الجنة وما بناؤها 00؟

نزهة في لسان العرب

نُزْهَةٌ في لِسَانِ الْعَرَب: ============= ** قِرَاءَاتٌ مُزْدَوَجَة، وَمُتَعَدِّدَةُ الأَوْجُه ** [في التَّشْكِيل] يُقَالُ خَرَجْتُ في إِثْرِهِ، وَفي أَثَرِهِ وَكِلاََهُمَا صَحِيح 0 {لِسَانُ العَرَب: 5/ 4} وَيُقَالُ المَأْثَرَة وَالمَأْثُرَة: هِيَ المَكْرُمَة 0 {لِسَانُ العَرَب: 7/ 4} وَيُقَالُ الأُذُن، وَالأُذْن 00 مُؤَنَّثَة 0 {لِسَانُ العَرَب: 11/ 13}

وَيُقَالُ في جَمْعِ الأَخ: إِخْوَة، وَأُخْوَة 0 {لِسَانُ العَرَب: 19/ 14} وَيُقَالُ الأُرْز، وَالأُرُز، وَالأُرُزّ، أَمَّا الأَرْز: فَهُوَ شَجَرُ الصَّنَوْبَر {لِسَانُ العَرَب: 305/ 5} وَيُقَالُ في جَمْعِ أَسِير: أَسْرَى وَأُسَارَى وَأَسَارَى 0 {لِسَانُ العَرَب: 19/ 4}

وَيُقَال: بَرَأَ مِنْ مَرَضِهِ وَبَرِئَ [الأُولى لُغَةُ أَهْلِ الحِجَاز، وَالثَّانِيَةُ لُغَةُ سَائِرِ الْعَرَب] {لِسَانُ العَرَب: 31/ 1} وَيُقَال: الْبَرْذَعَة، وَالبَرْدَعَة: وَهِيَ الْفِرَاشُ الَّذِي يُوضَعُ تحْتَ الرَّحْلِ وَفَوْقَ ظَهْرِ الحِمَارِ أَوِ الْبَغْلِ مُبَاشَرَةً 0 {لِسَانُ العَرَب: 8، 9/ 8} وَيُقَال: تَفَل يَتْفُل ويَتْفِل تَفْلاً: أَيْ بَصَقَ 0 {لِسَانُ العَرَب: 77/ 11} وَيُقَال: الثُّمْنُ وَالثُّمُن 0 {لِسَانُ العَرَب: 80/ 13}

وَيُقَال: جُدُّ النَّهَر وَجَدُّه، وَجِدَّتُه، وَجُدَّتُهُ: أَيْ شَاطِئُه 0 {لِسَانُ العَرَب: 108/ 3} وَيُقَالُ في جَمْعِ الجُرَذ: جِرْذَان [الْعَيْن]، وَجُرْذَان [مخْتَارُ الصِّحَاح] {لِسَانُ العَرَب: 480/ 3} وَيُقَال: يَوْمُ الجُمْعَة، وَيَوْمُ الجُمَعَة، وَيَوْمُ الجُمُعَة 0 {لِسَانُ العَرَب: 58/ 3} وَيُقَال: جَاوَرْتُهُمْ جِوَارَاً وَجُوَارَاً: أَيْ صِرْتُ جَارَاً لَهُمْ 0 {لِسَانُ العَرَب: 153/ 4}

وَيُقَالُ حَثَا التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ يَحْثُوهُ حَثْوَاً وَيَحْثِيهِ حَثْيَاً 0 {لِسَانُ العَرَب: 164/ 14} وَيُقَالُ الحَجّ، وَالحِجّ: وَالأُولىَ أَشْهَر 0 {لِسَانُ العَرَب: 226/ 2} وَيُقَالُ في الْعَيْنِ الْغَائِرَة [عَكْسَ الجَاحِظَة]: جَحْرَاء، وَحَجْرَاء؛ وَلاَ شَكَِّ لِمَنْ يَتَذَوَِّقُ اللُّغَةَ أَنَّ الأُولىَ أَجْمَلُ مَنْطِقَاً وَأَسْهَلُ مخْرَجَاً 0 {لِسَانُ العَرَب: 165/ 4، 117/ 4}

وَيُقَال: أَعْطَيْتُهُ حَسَبَ مَا يَكْفِيه، وَحَسْبَ مَا يَكْفِيه، أَيْ قَدْرَ مَا يَكْفِيه، وَتَدْخُلُ الْبَاءُ كَحَرْفِ جَرٍّ زَائِدٍ فَيُقَال: تخْتَلِفُ رُدُودُ الأَفْعَال؛ بحَسْبِ مَعَادِنِ الرِّجَال 0 {لِسَانُ العَرَب: 311/ 1} وَيُقَالُ حَرَصَ عَلَيْهِ وَحَرِص، وَيحْرِصُ وَيحْرُصُ حِرْصَاً 0 {لِسَانُ العَرَب: 11/ 7} يُقَالُ حَزِنَ حُزْنَاً وَحَزَنَاً، وَيُقَالُ هَذَا الأَمْرُ يَحْزُنُهُ وَيُحْزِنُهُ؛ مِنَ الثُّلاَثِيِّ وَالرُّبَاعِيّ 0 {لِسَانُ العَرَب: 111، 112/ 13}

وَيُقَالُ حَسَبَ الشَّيْءَ يَحْسُبُه حَسْبَاً وَحِسَابَاً: عَدَّهُ وَأَحْصَاه 0 أَمَّا حَسَبَ الشَّيْءَ يَحْسِبُهُ وَيَحْسَبُهُ، وَالكَسْرُ أَجْوَدُ اللُّغَتَين، وَفي الصِّحَاح: وَيُقَال: أَحْسِبُهُ بِالْكَسْرِ وَهُوَ شَاذّ؛ لأَنَّ كُلَّ فِعْلٍ مَاضِيهِ مَكْسُورٌ؛ فَإِنَّ مُضَارِعَهُ يَأْتي مَفْتُوحَ الْعَين، نحْوَ عَلِمَ يَعْلَم، إِلاَّ أَرْبَعَةَ أَحْرُفٍ جَاءتْ نَوَادِر: حَسِبَ يَحْسِبُ، ويَبِسَ يَيْبِسُ، ويَئِسَ يَيْئِسُ، ونَعِمَ يَنْعِمُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 315/ 1} وَيُقَال: حَسَدَه يَحْسُدُهُ وَيَحْسِدُهُ حَسَداً، وَهُوَ محْسُودٌ وَمحَسَّد {لِسَانُ العَرَب: 148/ 3}

وَيُقَال: حَسَّ يَحُسُّ حَسَّاً وَحِسَّاً، وَيُقَال: أَحَسَّ يُحِسُّ، وَلاَ يُقَالُ حَسَّ يَحِسُّ 0 {لِسَانُ العَرَب: 49/ 6} وَيُقَال: الحِفْشُ وَالحَفْشُ وَالحَفَش: وَهُوَ البَيْتُ الصَّغِيرُ الحَقِيرُ الَّذِي لاَ يُؤْبَهُ لَه [العُشَّة] {لِسَانُ العَرَب: 287/ 6} وَيُقَال: الحِقْو، وَالحَقْو [وَهُوَ الْكَشْح: مَنْطِقَةُ الْبَطْنِ مِنَ الجَانِبَين] {اللِّسَانُ: 189/ 14}

وَيُقَالُ حَلَبَ الْبَقَرَةَ يَحْلِبُهَا وَيَحْلُبُهَا، حَلْبَاً وَحِلاَبَاً 0 {لِسَانُ العَرَب: 327/ 1} وَيُقَال: اسْتَحَى يَسْتَحِي [لُغَةُ تَمِيم]، وَاسْتَحْيَا يَسْتَحْيِي [لُغَةُ الحِجَاز] {لِسَانُ العَرَب: 211/ 14} وَيُقَالُ الخَاتَم [بِفَتْحِ المِيم] وَالخَاتِم [بِكَسْرِهَا] لِمَا يُلْبَسُ في الأَصَابِعِ وَلِمَا يُخْتَمُ بِهِ المَظْرُوفُ مِن خَارِجٍ لِئَلاَّ يُفْتَح 0 {لِسَانُ العَرَب: 163/ 12} وَيُقَال: مِخْدَع، مُخْدَع: وَهُوَ الحُجْرَة 0 {لِسَانُ العَرَب: 83/ 8}

وَيُقَال: يَخْدُمُ وَيَخْدِم 0 {لِسَانُ العَرَب: 166/ 12} وَيُقَال: الخُرْص، وَالخِرْص: أَيِ الْقُرْط: وَهُوَ مَا نُسَمِّيهِ بِالحَلَق، وَيُسَمَّى أَيْضَاً التُّومَة 0 إِذَا كَانَ فِيهِ فَصّ 0 {لِسَانُ العَرَب: 22/ 7} وَيُقَال: الخَضِر وَالخِضْر 0 {لِسَانُ العَرَب: 243/ 1} وَيُقَال: الخُمْس، وَالخُمُس 0 {لِسَانُ العَرَب: 66/ 6}

وَتَدَّعِي شِرْذِمَةٌ مِنْ جَهَابِذَةِ الجُهَلاَءِ أَنَّ قَوْلَكَ أَخَافَني الطَّرِيقُ فَهُوَ مخِيفٌ خَطَأ، بَيْنَمَا يَصِحُّ قَوْلُكَ مخِيفٌ وَمخُوف؛ الأُولى مِن أَخَافَني، وَالثَّانِيَةُ مِن خِفْتُهُ {لِسَانُ العَرَب: 100/ 9} وَيُقَال: الخِوَان، وَالخُوَان 0 بِضَمِّ الخَاءِ وَكَسْرِهَا 0 {لِسَانُ العَرَب: 146/ 13} وَيُقَال: دَلَّهُ عَلَى الشَّيْءِ يَدُلُّه دَلاَلَةً وَدِلاَلَةً بِفَتْحِ الدَّالِ وَكَسْرِهَا {لِسَانُ العَرَب: 247/ 11} وَيُقَال: ذِقْنُ الإِنْسَانِ وَذَقَنُه: وَهُوَ مجتَمَعُ اللَّحْيَينِ مِن أَسْفَلِهِمَا {لِسَانُ العَرَب: 173/ 13}

ذَهِلَ، ذَهَلَ 0 تَقُولُ ذَهَلْتُ عَنهُ وَذَهِلْتُ: أَيْ نَسِيتُهُ، وَأَذْهَلَني عَنهُ كَذَا وَكَذَا: أَيْ أَنْسَاني 0 وَيُقَال: رَبَطَ الشَّيْءَ يَرْبِطُهُ وَيَرْبُطُهُ رَبْطَاً 0 {لِسَانُ العَرَب: 302/ 7} وَيُقَال: الرُّبْعُ وَالرُّبُع 0 {لِسَانُ العَرَب: 99/ 4}

وَتَقُولُ رَثَيْتُ المَيِّتَ رِثَاءً وَمَرْثِيَّةً وَمَرْثَاةً، وَلاَ تَقُولُ رَثَيْتُهُ رَثَاءً، كَمَا يُقَالُ أَيْضَاً رَثَوْتُهُ: أَيْ عَدَّدْتُ محَاسِنَه، وَيُقَال: رَثَتِ المَرْأَةُ زَوْجَهَا، وَرَثِيَتْهُ، تَرْثَاهُ رِثَايَةً {لِسَانُ العَرَب: 309/ 14} وَيُقَال: في جَمْعِ رَسُول: رُسُل، ورُسْل {لِسَانُ العَرَب: 281/ 11} وَيُقَال: رَضَعَ يَرْضَعُ: رَضَاعَاً وَرِضَاعَاً، وَرَضَاعَةً وَرِضَاعَةً {لِسَانُ العَرَب: 125/ 8} وَيُقَال: رَضِيَ رِضْوَانَاً، وَرُضْوَانَاً 0 {لِسَانُ العَرَب: 323/ 14} وَيُقَالُ رِكْوَة، وَرَكْوَة: وَهِيَ إِنَاءٌ صَغِير 0 {لِسَانُ العَرَب: 333/ 14}

وَيُقَال: رَنِقَ المَاءُ وَرَنَقَ أَيْ تَكَدَّر، أَمَّا التَّرْنِيق: فَهْوَ مِنَ الأَضْدَاد؛ فَيَأْتي بمَعْنى التَّكْدِير، وَيَأْتي بمَعْنى التَّصْفِيَة، رَنَّقَ المَاء: أَيْ كَدَّرَهُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 126/ 10} وَيُقَال: لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّة: [لَمْ يَرِحْ، وَلَمْ يُرِحْ، وَلَمْ يَرَحْ] {لِسَانُ العَرَب: 455/ 8} وَيُقَالُ الزَّبَرْجَدُ والزَّبَرْدَج: وَهُوَ الزُّمُرُّذُ بِالذَّال {لِسَانُ العَرَب: 285/ 2، 194/ 3} وَيُقَالُ الزَّنْبِيل وَالزِّنْبِيل: وَهُوَ [القُفَّة] {لِسَانُ العَرَب: 312/ 11}

وَيُقَالُ السُّؤدُد، السُّؤْدَدُ: الأُولىَ قَالَ بِهَا الأَزْهَرِيّ وَالأَخِيرَةُ قَالَ بِهَا أَبُو عُبَيْد 0 {لِسَانُ العَرَب: 224/ 3} وَيُقَال: السُّبْعُ وَالسُّبُع 0 {لِسَانُ العَرَب: 146/ 8} وَيُقَالُ السَّبْعُ وَالسَّبُع 0 {لِسَانُ العَرَب: 146/ 8} وَيُقَال: السُّدْسُ وَالسُّدُس 0 {لِسَانُ العَرَب: 104/ 6}

وَيُقَال: سَفَرَ بَيْنَهُمْ سِفَارَةً وَسَفَارَةً: أَيْ صَارَ سَفِيرَاً بَيْنَهُمْ؛ وَبُنَاءً عَلَيْه: أَرَى أَنَّهُ مِنَ الخَطَإِ البَيِّنِ أَنْ نُطْلِقَ اسْمَ السِّفَارَةِ عَلَى مَوْضِعِ إِقَامَةِ السُّفَرَاء: أَيِ الَّذِينَ يَسْعَوْنَ في الإِصْلاَحِ بَينَ جِهَتَينِ ـ كَمَا تَقَدَّم ـ وَبِالتَّالي يُمْكِنُ الاَسْتِعَاضَةُ عَنهَا بِقَوْلِنَا: أَنَاْ ذَاهِبٌ إِلى السُّفَرَا، وَتحْدِيدَاً نَقُول: إِلى سُفَرَا فَرَنْسَا، وَحَذْفُ الهَمْزَةِ عَلَى سَبِيلِ التَّخْفِيفِ عَلَى الْعَوَامِّ تَرْخِيمَاً 0 {اللِّسَان: 370/ 4}

وَيُقَال: السَّقْط، وَالسُّقْط، وَالسَّقْط: وَهُوَ الْوَلَدُ الَّذِي تَضَعُهُ المَرْأَةُ ذَكَرَاً كَانَ أَوْ أُنْثَى؛ قَبْلَ اكْتِمَالِ نُمُوُِّه 0 {لِسَانُ العَرَب: 316/ 7} وَيُقَالُ سَقِمَ وسَقُمَ جِسْمُهُ سُقْمَاً وسَقَمَاً وَسَقَامَاً: أَيْ مَرِضَ 0 {لِسَانُ العَرَب: 288/ 12} وَيُقَال: هَذَا السُّوقُ وَهَذِهِ السُّوق، تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّث 0 {لِسَانُ العَرَب: 167/ 10}

وَيُقَال: شَبِعَ شِبْعَاً وَشِبَعَاً 0 {لِسَانُ العَرَب: 171/ 8} وَيُقَال: شَتَمَهُ يَشْتُمُهُ وَيَشْتِمُهُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 318/ 12} وَيُقَال: شَرْيَانَ وَشِرْيَانَ 0 {لِسَانُ العَرَب: 431/ 14} وَيُقَال: الشِّص وَالشَّصّ: وَهِيَ مَا نُسَمِّيهِ بِالسِّنَّارَة 0 {لِسَانُ العَرَب: 48/ 7} وَيُقَال: شَعُرَ وَشَعَرَ يَشْعُرُ شِعْرَاً وَشُعُورَاً {لِسَانُ العَرَب: 410/ 4} وَيُقَال: لِشَعْرِ الإِنْسَانِ شَعَر، وَشَعْر {لِسَانُ العَرَب: 411/ 4}

وَيُقَال: شَغَبَ شَغْبَاً وَشَغَبَاً، وَمَعْنَاهُمَا تَهْيِيجُ الشَّرّ 0 {لِسَانُ العَرَب: 504/ 1} وَيُقَال: الشُّغْلُ والشُّغُل 0 {لِسَانُ العَرَب: 355/ 11} وَيُقَالُ الإِصْبَع، وَالأُصْبُع، وَالأُصْبَع: وَاحِدُ الأَصَابِع 0 {لِسَانُ العَرَب: 192/ 8} وَيُقَال: صَعِقَ وَصُعِقَ صَعْقَاً 0 {لِسَانُ العَرَب: 198/ 10} وَيُقَال: صَلَحَ وَصَلُحَ، وَيَصْلُحُ وَيَصْلَحُ صَلاَحَاً وَصُلُوحَاً، إِلاَّ أَنَّ ابْنَ دُرَيْدٍ ضَعَّفَ صَلُحَ 0 {لِسَانُ العَرَب: 516/ 2}

وَيُقَال: ضَحِكَ يَضْحَكُ ضِحْكَاً وَضَحِكَاً 0 {لِسَانُ العَرَب: 459/ 10} وَيُقَال: الضِّغْنُ وَالضَّغَن: أَيِ الحِقْد 0 {لِسَانُ العَرَب: 255/ 13} تَقُولُ الضِّلْعُ وَالضِّلَعُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 225/ 8} وَيُقَال: الطُّحْلُب، وَالطِّحْلِب، وَالطِّحْلَب: وَهُوَ خُضْرَةٌ تَعْلُو المَاءَ الرَّاكِد 0 {لِسَانُ العَرَب: 556/ 1} وَيُقَالُ طَهَرَ وَطَهُرَ طُهْرَاً وَطَهَارَةً 0 {لِسَانُ العَرَب: 504/ 4} وَيُقَال: طَهَا الطَّعَامَ طَهْوَاً وَطَهْيَاً فَهُوَ طَاهٍ {لِسَانُ العَرَب: 16/ 15}

وَيُقَال: طَاقَ الشَّيْءَ يَطِيقُهُ، وَأَطَاقَ الشَّيْءَ يُطِيقُهُ بِمَعْنىً وَاحِد: أَيْ قَدَرَ عَلَيْه، مِنَ الثَّلاَثِي وَالرُّبَاعِي 0 {لِسَانُ العَرَب: 233/ 10} وَيُقَال: عَتَبَ عَلَيْهِ في كَذَا وَكَذَا يَعْتِبُ وَيَعْتُبُ عَتْبَاً وَعِتَابَاً 0 {لِسَانُ العَرَب: 577/ 1} وَيُقَال: عَجَّ يَعِجُّ وَيَعَجُّ عَجَّاً وَعَجِيجَاً: بِمَعْنى يَضِجُّ وَيَصِيح 0 {لِسَانُ العَرَب: 318/ 2} وَيُقَالُ عَجَزَ وَعَجِزَ عَنْ كَذَا يَعْجِزُ عَنهُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 369/ 5}

عَدَا عَلَيْهِ عُدْوَانَاً وَعِدْوَانَاً 0 {لِسَانُ العَرَب: 31/ 15} وَيُقَال: وَقْفَةُ عَرَفَة، وَعَرَفَات 0 كِلاَهُمَا صَحِيح 0 {لِسَانُ العَرَب: 236/ 9} وَيُقَال: العُضْو وَالعِضْو: بِالضَّمِّ وَالكَسْر 0 {لِسَانُ العَرَب: 68/ 15} وَيُقَال: عَطَسَ يَعْطِسُ وَيَعْطُسُ عَطْسَاً وَعُطَاسَاً 0 {لِسَانُ العَرَب: 142/ 6} وَيُقَال: عَمَدَ وَعَمِدَ يَعْمِدُ إِلَيْهِ عَمْدَاً: أَيْ قَصَدَهُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 303/ 3} وَيُقَال: عِنوَان، وَعُنوَان، وَعُلْوَان، وَعِلْوَان، وَأَصْلُهَا عِنَّان، وَقَلَبُواْ النُّونَ الْوُسْطَى وَاوَاً أَوْ لاَمَاً أَيْضَاً لأَنَّهَا أَخَفُّ وَأَقْرَب؛ لِيُقَلِّلُواْ بِذَلِكَ عَدَدَ النُّونَاتِ في الْكَلِمَة {لِسَانُ العَرَب: 290/ 13}

وَيُقَال: أَغْلِقْ بَابَكَ وَاغْلِقْهُ مِنَ الثَّلاَثِي وَالرُّبَاعِي 0 {لِسَانُ العَرَب: 291/ 10} وَيُقَال: أُغْنِيَةً، وَأُغْنِيَّة 0 وَيُقَال: الْفَتْخَة، وَالْفَتَخَة: وَهِيَ الخَاتَمُ بِفَصٍّ وَبِغَيرِ فَصّ 0 {لِسَانُ العَرَب: 40/ 3} وَيُقَال: افْتَتَنَ الرَّجُل، وَافْتُتِنَ الرَّجُل 0 {لِسَانُ العَرَب: 317/ 13}

وَيُقَالُ مَفْرِقُ رَأْسِهِ، وَمَفْرَقُ رَأْسِه 0 {لِسَانُ العَرَب: 299/ 10} وَيُقَال: فَزِعَ فَزَعَاً، وَفَزَعَ فَزَعَاً 0 {لِسَانُ العَرَب: 251/ 8} تَقُولُ فَسَدَ وَفَسُدَ يَفْسُدُ وَيَفْسِدُ وَلاَ تَقُولُ يَفْسَدُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 335/ 3} وَيُقَال: اقْرَأْ هَذِهِ الْفِقْرَة، وَهَذِهِ الْفَقْرَة، كِلْتَاهُمَا صَحِيحَة {لِسَانُ العَرَب: 60/ 5}

وَيُقَالُ فَقُهَ، وَفَقِهَ في دِينِه: بِمَعْنىَ فَهِمَ وَعَلِمَ وَنَبَغَ فِيه 0 {لِسَانُ العَرَب: 522/ 13} وَيُقَال: فَوَاقَ النَّاقَةِ وَفُوَاقَ النَّاقَة: وَهُوَ مَا بَينَ الحَلْبَتَينِ مِنَ الوَقْت 0 {اللِّسَان: 317/ 10}

وَيُقَالُ قُبَّرَة، وَقُنْبَرَة: وَهِيَ طَائِرٌ كَالحُمَّرَة 0 {لِسَانُ العَرَب: 68/ 5} وَيُقَال: حَدِيثٌ قُدْسِيّ، وَقُدُسِيّ: أَيْ مُطَهَّر، وَمِنهُ الأَرْضُ المُقَدَّسَة: أَيِ المُطَهَّرَةُ، وتَقَدِّسَ اللهُ أَيْ تَنَزَّه، وَالقُدُّوسُ أَيِ المُنَزَّه 0 {لِسَانُ العَرَب: 168/ 6} وَيُقَال: بِقِرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا، وَبِقُرَابِهَا: أَيْ بِمِلْئِهَا 0 {لِسَانُ العَرَب: 662/ 1}

وَيُقَالُ قِرْطَاس، وَقُرْطَاس: وَهُوَ الصَّحِيفَة 0 {لِسَانُ العَرَب: 172/ 6} وَيُقَال: قَشَرَ الشَّيْءَ يَقْشِرُهُ وَيَقْشُرُهُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 93/ 5} وَيُقَال: قَنَطَ وَقَنِطَ، وَيَقْنَطُ وَيَقْنِطُ وَيَقْنُطُ قُنُوطَاً 0 {لِسَانُ العَرَب: 386/ 7} وَيُقَالُ مَقَامُكَ وَمُقَامُكَ: أَيْ مَوْضِعُ قِيَامِكَ وَإِقَامَتِك 0 {لِسَانُ العَرَب: 498/ 12}

وَيُقَالُ " أَقُول، وَقَال ": بِمَعْنَاهُمَا المُتَعَارَفِ عَلَيْه، وَتُقَالاَ أَيْضَاً بِمَعْنى " أَفْعَلُ، وَفَعَلْتُ "؛ وَمِنهُ حَدِيثُ أَبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ الشَّهِير، الَّذِي قَالَ لَهُ فِيهِ الْبَشِيرُ النَّذِير 00 صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّ الأَكْثَرِين: هُمُ الأَقَلُّونَ يَوْمَ القِيَامَة، إِلاَّ مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا [عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِن خَلْفِهِ] وَقَلِيلٌ مَا هُمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6444 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 94 / عَبْد البَاقِي]

وَيُقَالُ الْكَبِد وَالْكِبْد 0 {لِسَانُ العَرَب: 374/ 3} وَيُقَال: كَبِرَ يَكْبَرُ، وَكَبُرَ يَكْبُرُ، وَلَكِنَّ الأُولَيَانِ غَالِبَاً مَا تُقَالاَ في السِّنّ، أَمَّا الأُخْرَيَان؛ فَغَالِبَاً مَا يُقَالاَ في الحَجْم 0 {لِسَانُ العَرَب: 126، 127/ 5} وَيُقَالُ الْكَذِب وَالْكِذِب 0 {لِسَانُ العَرَب: 708/ 1}

وَيُقَال: كِفَّةُ المِيزَان، وَكَفَّةُ المِيزَان 0 {لِسَانُ العَرَب: 301/ 9} وَيُقَال: الْكِسْوةُ وَالْكُسْوة 0 {لِسَانُ العَرَب: 223/ 15} وَيُقَال: كَمُلَ الشَّيْءُ يَكْمُلُ وَكَمِلَ وَكَمَلَ كَمالاً وَكُمُولاً فَهُوَ كامِلٌ وَكَمِيل 0 {لِسَانُ العَرَب: 598/ 11}

وَيُقَالُ اللَّبْوَةُ، وَاللَّبُؤَة: وَهِيَ أُنْثَى الأَسَد 0 {لِسَانُ العَرَب: 150/ 1} وَيُقَالُ لَثَمَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ يَلْثِمُهَا وَيَلْثَمُهَا لَثْمَاً: أَيْ قَبَّلَهَا 0 {لِسَانُ العَرَب: 533/ 12} وَيُقَالُ لَعِبَ لَعْبَاً، وَلَعِبَاً 0 {لِسَانُ العَرَب: 739/ 1} وَيُقَالُ المِحَاق، وَالمُحَاق، وَلاَ تَقُولُ المَحَاق: وَهُوَ آخِرُ مَنَازِلِ الْقَمَرِ وَأَشَدُّهَا إِظْلاَمَاً، وَيَكُونُ أَوَاخِرَ الشُّهُورِ الْعَرَبِيَّةِ وَأَوَائِلَهَا 0 {لِسَانُ العَرَب: 339/ 10}

وَيُقَال: لَهُ مَشْط، وَمُشْط، وَمِشْط 0 {لِسَانُ العَرَب: 403/ 7} يُقَالُ المَعِدَة، وَالمِعْدَة 0 {لِسَانُ العَرَب: 404/ 3} وَيُقَال: مَلَكَ الشَّيْءَ يَمْلِكُهُ مَلْكَاً وَمُلْكَاً وَمِلْكَاً 0 {لِسَانُ العَرَب: 494/ 10} يُقَالُ مَا مَهْنَتُكَ هَاهُنَا 00؟ وَمِهْنَتُكَ؟ وَمَهَنَتُكَ؟ وَمَهِنَتُكَ؟ أَيْ مَا عَمَلُك 00؟ {لِسَانُ العَرَب: 424/ 13}

وَيُقَال: النَّبِقُ وَالنَّبَقُ وَالنِّبْق وَالنَّبْق: وَهُوَ ثَمَرُ شَجَرِ السِّدْر 0 {لِسَانُ العَرَب: 350/ 10} وَيُقَال: نَتُنَ وَنَتَنَ في المَاضِي وَيَنْتِنُ وَيُنْتِنُ في المُضَارِع 0 {لِسَانُ العَرَب: 426/ 13} وَيُقَال: يَنْذِرُ وَيَنْذُرُ نَذْراً وَنُذُوراً 0 {لِسَانُ العَرَب: 200/ 5} وَيُقَال: نُسُك وَنُسْك: وَهُوَ الْعِبَادَة 0 {لِسَانُ العَرَب: 498/ 10} وَيُقَال: نُصُبٌ تَذْكَارِيّ، وَنُصْبٌ تَذْكَارِيّ 0 ج: أَنْصَاب 0 {لِسَانُ العَرَب: 758/ 1} وَيُقَال: النَّطْعُ وَالنِّطْعُ وَالنِّطَعُ: وَهُوَ مَا بَينَ الحَلْبَتَينِ مِنَ الوَقْت {لِسَانُ العَرَب: 357/ 8}

وَيُقَالُ نُكْتَةٌ سَوْدَاء، وَنُقْطَةٌ سَوْدَاء، وَيُقَالُ نِقَاطٌ وَنِكَاتٌ عِلْمِيَِّة 0 {لِسَانُ العَرَب: 100/ 2} وَيُقَال: النَّهْرُ وَالنَّهَر 0 {لِسَانُ العَرَب: 236/ 5} وَيُقَال: الْوَتْرُ وَالْوِتْر (كِلاَهمَا صَحِيح) 0 {لِسَانُ العَرَب: 273/ 5} وَيُقَال: الوَثَاقُ وَالْوِثَاق 0 فَيُقَالُ اشْدُدْ وَثَاقَهُ وَوِثَاقَه 0 {لِسَانُ العَرَب: 371/ 10} وَيُقَالُ الْوِدُّ وَالْوُدّ: أَيِ الْوِدَادُ وَالمَوَدَّة 0 {لِسَانُ العَرَب: 453/ 3}

وَيُقَال: حُبُّهُ يَسْرِي في وِجْدَاني، وَلَيْسَ وُجْدَاني 0 {لِسَانُ العَرَب: 445/ 3} وَيُقَال: تِجَاهَك، وَتُجَاهَك: أَيْ أَمَامَك: تِلْقَاءَ وَجْهِك، أَوْ قِبَلَ وَجْهِك {لِسَانُ العَرَب: 555/ 13} وَيُقَال: الوَرِك، وَالوَرْك، وَالوِرْك 0 {لِسَانُ العَرَب: 510/ 10} يُقَالُ وِعَاء، وَوُعَاء، وَلَكْنْ لاَ يُقَالُ وَعَاء 0 {لِسَانُ العَرَب: 396/ 15} وَيُقَال: الوُكَاف، والوِكَاف، وَالأُكَاف، وَالإِكَاف: وَهُوَ السَّرْجُ الَّذِي يُوضَعُ فَوْقَ ظَهْرِ الحِمَارِ أَوِ الْبَغْل {لِسَانُ العَرَب: 8، 362/ 9}

وَيُقَالُ في جَمْعِ الْوَلَدِ أَوْلاَدٌ وَوِلْدَان؛ وَلاَ يُقَالُ وُلْدَان 0 {لِسَانُ العَرَب: 467/ 3} وَقَدْ وَرَدَ ذِكْرُهَا في سِتَِّةِ مَوَاضِعَ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيم، مِنهَا قَوْلُهُ تَقَدَِّسَتْ أَسْمَاؤُه: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤَاً مَنثُورَا} {الإِنْسَان/19} وَيُقَال: وَهِمَ وَوَهَمَ: أَيْ غَلِطَ [الأُولىَ أَشْهَر] {لِسَانُ العَرَب: 643/ 12} وَيُقَالُ يَبِسَ الشَّيْءُ يَيْبِسُ ويَيْبَسُ يَبْساً ويُبْساً؛ أَمَّا الْيَبَس: فَهُوَ المَكَانُ الْيَابِس 0 {لِسَانُ العَرَب: 261/ 6}

قِرَاءَاتٌ مُزْدَوَجَة، وَمُتَعَدِّدَةُ الأَوْجُه [في الحُرُوف]: ============================= يُقَالُ خَذَفَ بِهَا وَحَذَفَ بِهَا وَقَذَفَ بِهَا: أَيْ رَمَى بِهَا 0 وَيُقَالُ ثَقَبَ، وَنَقَبَ 0 وَيُقَالُ نَفِدَ، وَنَفِذَ 0 وَيُقَالُ انْفَتَلَ، وَانْفَلَتَ 0 وَيُقَالُ امْتُقِعَ لَوْنُه، وَانْتُقِعَ لَوْنُه 0

أَخْطَاءٌ شَائِعَة [صَرْفِيَّة / أَخْطَاء1]: ==================== وَيُقَال: الإِبْط، وَلاَ يُقَالُ الأَبِط وَلاَ الإِبِط 0 {لِسَانُ العَرَب: 253/ 7} وَيُقَال: وَيُقَالُ أَلْيَةُ الخَرُوف، وَلاَ يُقَالُ إِلْيَةُ الخَرُوف، وَلاَ لِيَّةُ الخَرُوف؛ وَيُقَالُ في الجَمْعِ أَلَيَات، وَأَلاَيَا، وَلاَ يُقَالُ إِلْيَات، وَلاَ لِيَّات 0 {لِسَانُ العَرَب: 40/ 14} وَيُقَال: الأُرْز: وَهِيَ حُبُوبٌ كَالبُرّ، أَمَّا الأَرْز: فَهُوَ الصَّنَوْبَر {لِسَانُ العَرَب: 306/ 5}

وَيُقَال: في جَمْعِ أَرْض: أَرْضِين، وَأَرْضُون بِتَسْكِينِ الرَّاء؛ كَمَا هُوَ الحَالُ في حَالَةِ الإِفْرَاد تَمَامَاً كَأَهْلِين، وَأَهْلُون 0 وَيُقَال: الْبَخُور، وَلاَ يُقَالُ الْبُخُور 0 {لِسَانُ العَرَب: 47/ 4} وَيُقَال: بَطَلَ الشَّيْءُ يَبْطُلُ بُطْلاَنَاً، وَلاَ يُقَالُ بَطُلَ وَلاَ يَبْطَل 0 {لِسَانُ العَرَب: 56/ 11} وَيُقَالُ التُّرْس [أَيِ المِجَنّ]، وَلاَ يُقَالُ التِّرْس 0 {لِسَانُ العَرَب: 32/ 6} وَيُقَالُ ثَبَتَ الشَّيْءُ يَثْبُتُ ثَبَاتَاً وثُبُوتَاً، وَلاَ يُقَالُ ثَبُتَ 0 {لِسَانُ العَرَب: 19/ 2}

وَيُقَالُ الجِدّ: وَهُوَ الاَجْتِهَاد، وَلاَ يُقَالُ الجَدّ؛ فَإِنَّ الجَدَّ هُوَ العَظَمَة، وَيَأْتي أَيْضَاً بِمَعْنى الحَظِّ وَالغِنى، وَأَمَّا الجُدّ: فَهُوَ شَاطِئُ النَّهَر 0 {لِسَانُ العَرَب: 107، 108/ 3} وَيُقَال: جَرُؤَ وَيجْرُؤُ جَرَاءَ ةً وَجُرْأَةً، وَلاَ يُقَالُ جَرْأَةً 0 {لِسَانُ العَرَب: 44/ 1} وَيُقَال: ضَرَبَهُ بِالسَّيْف؛ فَقَطَعَهُ جِزْلَتَيْن، وَلاَ يُقَالُ جَزْلَتَيْن 0 {لِسَانُ العَرَب: 109/ 11}

وَيُقَالُ جَنَاحُ الطَّائِر، وَلاَ يُقَالُ جِنَاح، وَلاَ جُنَاح؛ فَالجُنَاحُ هُوَ الإِثْم {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ في الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ} {الأَنعَام/38} {لِسَانُ العَرَب: 428/ 2} وَيُقَالُ اقْبَلْ مِنيِّ جُهْدَ المُقِلّ، وَلاَ يُقَالُ اقْبَلْ مِنيِّ جُهْدِيَ المُقِلّ؛ فَإِنَّ المُقِلَّ هُوَ الفَقِير، خِلاَفُ المُكْثِر، وَجُهْدُ الإِنْسَانِ طَاقَتُه، وَقِيلَ الشَّيْءُ القَلِيل، أَمَّا الجَهْد: فَهُوَ المَشَقَّة 0 {لِسَانُ العَرَب: 133، 134/ 3، 564/ 11}

وَيُقَال: جَهْوَرِيَّ الصَّوْت، وَلاَ يُقَالُ جَهُورِيَّ الصَّوْت 0 {لِسَانُ العَرَب: 149/ 4} وَيُقَال: حِبَالَةُ الصَيَّاد: أَيْ أَحْبَالُهُ (شَبَكَتُهُ) الَّتي يَصِيدُ بِهَا، وَلاَ يُقَالُ حَبَالَةُ وَلاَ حُبَالَة 0 {لِسَانُ العَرَب: 134/ 11} وَيُقَالُ حَجَّ الْبَيْتَ يَحُجُّهُ، وَلاَ يُقَالُ يَحِجُّه 0 {لِسَانُ العَرَب: 226/ 2}

وَيُقَالُ بَقْلَةٌ حِرِّيفَة، وَلاَ يُقَالُ حَرِّيفَة: أَيْ لَهُ حُرْقَةٌ في الْفَم 0 {لِسَانُ العَرَب: 41/ 9} وَيُقَال: حَسَّ بِالشَّيْءِ يحُسُّهُ، وَأَحَسَّهُ وَأَحَسَّ بِه، وَلاَ يُقَالُ يَحِسُّهُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 49/ 6} وَيُقَالُ حَصَلَ الشَّيْءُ يَحْصُلُ حُصُولاً، وَلاَ يُقَالُ حَصُلَ {لِسَانُ العَرَب: 153/ 11} وَيُقَالُ زَبَبْتَ قَبْلَ أَنْ تَصِيرَ حِصْرِمَاً، وَلاَ يُقَالُ حُصْرُمَاً {لِسَانُ العَرَب: 137/ 12}

وَيُقَال: لِذَكَرِ الخَيْل: حِصَان، وَلاَ يُقَالُ حُصَان 0 {اللِّسَان: 121/ 13} يُقَالُ حَضَرَ يَحْضُرُ حُضُورَاً: أَيْ أَتَى، وَلاَ يُقَالُ يَحْضَرُ، أَمَّا الَّتي بمَعْنى المَوْتِ فَمَبْنِيَّةٌ لِلْمَجْهُولِ فَتَقُول: حُضِرَ فُلاَن: أَيْ حَضَرَهُ المَوْت {لِسَانُ العَرَب: 196، 199/ 4}

وَيُقَال: حَفَرَ الأَرْضَ يَحْفِرُهَا، وَلاَ يُقَالُ يَحْفُرُهَا 0 {اللِّسَان: 204/ 4} يُقَالُ حَفَنْتُ لِفُلاَنٍ حَفْنَةً: أَيْ أَعْطَيْتُهُ بِرَاحَةِ كَفِّكَ وَالأَصَابِعُ مَضْمُومَة، وَلاَ يُقَالُ حِفْنَة 0 {لِسَانُ العَرَب: 125/ 13} وَيُقَالُ هَذَا مَحِلُّ نِزَاع، أَوْ مَحِلٌّ يَبِيعُ كَذَا وَكَذَا، وَلاَ يُقَالُ مَحَلّ؛ لِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ: {حَتىَّ يَبْلُغَ الهَدْيُ مَحِلَّهُ} {البَقَرَة/196} وَقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلاَ: {ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلىَ البَيْتِ العَتِيق} {الحَجّ/33}

وَيُقَال: حَمِدَ اللهَ أَيْ أَثْنى عَلَيْه، وَيُقَال: حَمِدَهُ حَمْداً وَمحْمَدَةً؛ فَهُوَ محْمُودٌ وَحَمِيد، وَالأُنْثَى حَمِيدَة، وَلاَ يُقَالُ حَمَدَ اللهَ 0 {لِسَانُ العَرَب: 155/ 3} يُقَالُ حِوَارٌ وَلاَ يُقَالُ حُوَار؛ فَإِنَّ الحُوَارَ هُوَ وَلَدُ النَّاقَة 0 {لِسَانُ العَرَب: 218/ 4}

{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمَا} {الأَحْزَاب/40} تُوجَدُ قِرَاءَتَانِ لهَذِهِ الآيَة: إِحْدَاهُمَا بِفَتْحِ التَّاءِ [كَمَا في الآيَة] وَالأُخْرَى بِكَسْرِهَا وَإِخَالُهَا الأَصَحّ 0 فَيُقَالُ عَنْ محَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: خَاتِمُ النَّبِيِّين [لأَنَّهُ اسْمُ فَاعِلٍ مِن خَتَمَ]، وَلاَ يُقَالُ خَاتَمُ النَّبِيِّين؛ لأَنَّ الخَاتَمَ هُوَ مَا يُلْبَسُ في الأَصَابِع، أَوْ مَا يُخْتَمُ بِهِ المَظْرُوفُ مِن خَارِجٍ لِئَلاَّ يُفْتَح 0

وَيُقَال: الخَصْم، وَلاَ يُقَالُ الخِصْم 0 {لِسَانُ العَرَب: 180/ 12} وَيُقَال: خَطَّ الكِتَابَ يخُطُّهُ: أَيْ كَتَبَهُ، وَلاَ يُقَالُ يخَطُّهُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 287/ 7} وَتَقُولُ خَمَدَت النَّار تَخْمُدُ خُمُوداً، وَلاَ يُقَالُ تَخْمَدُ خُمُوداً {لِسَانُ العَرَب: 165/ 3} وَيُقَالُ خَطَبَ يَخْطُبُ خُطْبَةَ الجُمُعَة، أَوْ خَطَبَ يَخْطُبُ المَرْأَةَ خِطْبَةً، وَلاَ يُقَالُ يَخْطِبُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 360/ 1}

وَيُقَال: لِصَوْتِ الثَّوْر: خُوَار، وَلاَ يُقَالُ خِوَار 0 {اللِّسَان: 261/ 4} وَيُقَال: دَرَسَ الشَّرِيعَةَ يَدْرُسُهَا، وَلاَ يُقَالُ يَدْرِسُهَا 0 {لِسَانُ العَرَب: 79/ 6} وَيُقَال: أَبُو ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، وَلاَ يُقَالُ أَبُو ذَرٍ الغِفَارِيّ 0 {لِسَانُ العَرَب: 303/ 4}

وَيُقَال: ذَرَفَتِ الْعَينُ الدَّمْعَ تَذْرِفُهُ ذَرَفَاناً وَذَرِيفَاً وَتَذْرافاً {اللِّسَان: 109/ 9} وَيُقَال: رَأَيْتُ رُؤْيَا جَمِيلَة، وَلاَ يُقَالُ رَأَيْتُ رُؤْيَةً جَمِيلَة؛ يَقُولُ تَعَالى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى العَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَاً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيل رؤْيَايَ مِن قَبْل قَدْ جَعَلَهَا رَبي حَقَّا} {يُوسُف/100}

وَيُقَال: رَثَيْتُ المَيِّتَ رِثَاءً وَمَرْثِيَّةً وَمَرْثَاةً، وَلاَ يُقَالُ رَثَيْتُهُ رَثَاءً، كَمَا يُقَالُ أَيْضَاً رَثَوْتُهُ: أَيْ عَدَّدْتُ محَاسِنَه، وَيُقَال: رَثَتِ المَرْأَةُ زَوْجَهَا، وَرَثِيَتْهُ، تَرْثَاهُ رِثَايَةً 0 {لِسَانُ العَرَب: 309/ 14} الرَّضْف: الحِجَارَةُ المحْمَاة، وَلاَ يُقَالُ الرَّضَف {لِسَانُ العَرَب: 121/ 9} وَيُقَال: في أَسْمَاءِ الْقَبْر: رَمْس، وَجَمْعُهَا: أَرْمَاس، وَرُمُوس، وَلاَ يُقَالُ رِمْس 0 {لِسَانُ العَرَب: 102/ 6} وَيُقَالُ الزُّمُرُّذُ بِالذَّالِ المُعْجَمَة، وَلَيْسَ بِالدَّال {لِسَانُ العَرَب: 493/ 3}

وَيُقَال: إِنَّ اللهَ حَيِيٌّ سَتِيرٌ وَسِتِّيرٌ ـ عَلَى وَزْنِ صِدِّيق ـ يُحِبُّ السَّتْر، وَأَمَّا السِّتْر: فَهُوَ السِّتَارُ الَّذِي يُسْتَرُ بِه 0 {لِسَانُ العَرَب: 343/ 4} وَيُقَال: سَجَنَهُ يَسْجُنُهُ سَجْنَاً، وَلاَ يُقَالُ يَسْجِنُهُ، كَمَا لاَ يُقَالُ سِجْنَاً إِذَا أُرِيدَ المَصْدَر، فَيُقَالُ هَذَا سِجْنُ أَبي غرِيب، أَوْ سِجْنُ البَاسْتِيل، لاَ سَجْنُ أَبي غرِيب، أَوْ سَجْنُ البَاسْتِيل، وَتَقُولُ سُجِنْتُ سَجْنَاً طَوِيلاً، لاَ سِجْنَاً طَوِيلاً 0 {لِسَانُ العَرَب: 203/ 13}

وَيُقَال: السَّحُور، وَلاَ يُقَالُ السُّحُور 0 {لِسَانُ العَرَب: 351/ 4} وَيُقَالُ اشْتَرَيْتُ سَعُوطَاً [أَيْ نَشُوقَاً]، وَلاَ يُقَالُ سُعُوطَاً [فَالسُّعُوطُ هُوَ المَصْدَر] 0 {لِسَانُ العَرَب: 314/ 7} وَيُقَال: سَلَبَهُ الشَّيْءَ يَسْلُبُهُ إِيَّاهُ، وَلاَ يُقَالُ يَسْلِبُهُ 0 {اللِّسَان: 471/ 1} وَيُقَال: مِسْمَار، وَلاَ يُقَالُ مُسْمَار 0 {لِسَانُ العَرَب: 379/ 4} وَيُقَال: ذِرْوَةُ سَنَامِ الأَمْر، وَسَنَامُ الْبَعِير، وَلاَ يُقَالُ سِنَام {لِسَانُ العَرَب: 306/ 12}

وَيُقَال: في جَمْعِ السَّنَة: سِنُون، وَلاَ يُقَالُ سُنُون؛ فَالسُّنُونُ جَمْعُ السِّنّ 0 {لِسَانُ العَرَب: 405/ 14، 501/ 13} وَيُقَال: سَهِرَ سَهَرَاً فَهُوَ سَاهِر، وَلاَ يُقَالُ سَهَرَ 0 {لِسَانُ العَرَب: 383/ 4} تَقُولُ رَجُلُ سَوْء، وَرَجُلُ السَّوْء، وَلاَ يُقَالُ رَجُلُ السُّوء، وَلاَ الرَّجُلُ السَّوْء، وَفي جَمِيعِ الأَحْوَالِ لاَ تُقَالُ بِضَمِّ السِّينِ سُوْء 0 {لِسَانُ العَرَب: 98/ 1}

وَيُقَال: صَعِدَ الجَبَل، وَلاَ يُقَالُ صَعَدَ الجَبَل 0 {لِسَانُ العَرَب: 251/ 2} وَيُقَال: مُصَلَّى السَّيِّدَات، وَلاَ يُقَالُ مَصْلَى السَّيِّدَات؛ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالى: {وَاتَّخِذُواْ مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} {البَقَرَة/125} وَيُقَال: شَكَا الرَّجُلُ أَمْرَهُ لِلْقَاضِي شَكْوَاً وَشَكْوَى وَشَكَاةً وشَكاوَةً وشِكَايَةً، وَلاَ يُقَالُ شِكَاة 0 {لِسَانُ العَرَب: 14/ 439}

وَيُقَال: ضَجَّ يَضِجُّ ضَجِيجَاً أَيْ صَاحَ وَفَزِع، وَلاَ يُقَالُ يَضَجُّ 0 {لِسَانُ العَرَب: 312/ 2} يُقَالُ الأُضْحِيَّة: لاَ الأُضْحِيَة، وَيُقَال: أَيْضَاً الضَّحِيَّة 0 {لِسَانُ العَرَب: 477/ 14} وَيُقَال: ضَرَطَ ضُرَاطَاً، وَلاَ يُقَالُ ضَرِطَ، وَلاَ يُقَالُ ضِرَاطَاً {لِسَانُ العَرَب: 341/ 7} وَيُقَال: لاَ يَضِيرُكَ في شَيْءٍ، وَلاَ يُقَال: لاَ يُضِيرُكَ في شَيْءٍ 0 {اللِّسَان: 494/ 4}

وَيُقَالُ طَرَفُ الشَّيْء: أَيْ حَافَّتُه، وَلاَ يُقَالُ طَرْفُه؛ فَالطَّرْفُ الْعَين؛ وَمِنهُ قَوْلُهُ تَعَالىَ: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفَاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَات} {هُود/114} وَقَوْلُهُ تَعَالىَ: {قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُك} {النَّمْل/40} وَقَوْلُهُ تَعَالىَ: {يَنْظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيّ} {الشُّورَى/45} {لِسَانُ العَرَب: 213/ 9} وَيُقَال: الطُّهُور: بِمَعْنى التَّطَهُّر، وَأَمَّا الطَّهُور: فَهُوَ المَاءُ الَّذِي يُتَطَهَّرُ بِه 0 {لِسَانُ العَرَب: 504/ 4}

وَيُقَال: لاَ أُكَلِّمُهُ طَوَالَ الدَّهْرِ وَطُولَ الدَّهْر، وَلاَ يُقَالُ طِوَالَ الدَّهْرِ وَلاَ طُوَالَ الدَّهْر 0 {لِسَانُ العَرَب: 410/ 11} وَيُقَالُ رَجُلٌ طُوَال وَطُوَّال، وَامْرَأَةٌ طُوَالَة وَطُوَّالَة، وَرِجَالٌ طِوَال 0 {جَمْعُ طَوِيل، مِثْلَ كِرَام 0 لِسَانُ العَرَب: 410/ 11} يُقَالُ ظَفِرَ ظَفَرَاً فَهُوَ ظَافِر، كَمَا يُقَالُ ظَفَّرَهُ اللهُ فَهُوَ مُظَفَّر، وَلاَ يُقَالُ ظَفَرَ {لِسَانُ العَرَب: 519/ 4} يُقَالُ فُلاَنٌ مَظِنَّةٌ لِكُلِّ خَير: أَيْ أَهْلٌ لأَنْ نَظُنَّ بِهِ كُلِّ خَير، وَلاَ يُقَالُ مَظَنَّة، وَلاَ مِظَنَّة 0 {لِسَانُ العَرَب: 272/ 13}

وَيُقَال: تَظَاهَرَ الْقَوْمُ مُظَاهَرَةً: أَيْ تَآزَرُواْ وَتَنَاصَرُواْ عَلَى نُصْرَةِ شَيْءٍ مَا، وَلاَ يُقَالُ تَظَاهَرُواْ تَظَاهُرَةً؛ ارْحَمُونَا مِن هَذَا السَّخَفِ وَبَلْبَلَةِ عُقُولِ النَّاس 0 {اللِّسَان: 525/ 4} وَيُقَال: أَخَذْتُ جَاءَ مَنْدُوبُ التَّعْدَاد، وَلاَ يُقَالُ جَاءَ مَنْدُوبُ التِّعْدَاد 0 {لِسَانُ العَرَب: 281/ 3} وَيُقَال: عِدَّةُ المُطَلَّقَة، أَمَّا العُدَّة: فَهِيَ مَا يُعْتَدُّ بِهِ مِنَ السِّلاَح {لِسَانُ العَرَب: 281/ 3}

وَيُقَال: مَدِينَةُ عَدَن، وَجَنَّةُ عَدْن، وَلاَ يُقَالُ مَدِينَةُ عَدْن وَلاَ جَنَّةُ عَدَن 0 {لِسَانُ العَرَب: 279/ 13} وَيُقَال: الْعِدَى وَالْعُدَى وَالْعُدَاة، وَلاَ يُقَالُ الْعِدَاة 0 {لِسَانُ العَرَب: 36/ 15} وَيُقَال: عَذَرَهُ يَعْذُرُهُ، وَلاَ يُقَالُ عَذَرَهُ يَعْذِرُهُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 545/ 4} وَيُقَال: عَرَفَ الشَّيْءَ يَعْرِفُهُ عِرْفَانَاً، وَلاَ يُقَالُ عَرِفَ 0 {لِسَانُ العَرَب: 236/ 9} وَيُقَال: عَطَسَ يَعْطِسُ وَيَعْطُسُ عَطْسَاً وَعُطَاسَاً، وَلاَ يُقَالُ عَطِسَ، وَلاَ يُقَالُ يَعْطَسُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 142/ 6} وَيُقَال: عَفَّ يَعِفُّ عِفَّةً وَعَفَافَاً، وَلاَ يُقَالُ يَعَفّ، أَوْ يَعُفّ 0 {لِسَانُ العَرَب: 253/ 9}

وَيُقَال: في جَمْعِ الْعُقَاب: عِقْبَان، وَلاَ يُقَالُ عُقْبَان 0 {لِسَانُ العَرَب: 621/ 1} وَيُقَال: عَقَلَ الأَمْرَ يَعْقِلُهُ أَيْ فَهِمَهُ وَاسْتَوْعَبَهُ، وَلاَ يُقَالُ عَقِلهُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 458/ 11} وَيُقَال: لَبِسَتِ المَرْأَةُ الْعِقْدَ وَلَيْسَ الْعُقْد، وَالمَصْدَرُ عَقْدٌ 0 {لِسَانُ العَرَب: 297/ 3} وَيُقَال: عِمَارَةَ الأَرْضُ وَلاَ يُقَالُ عَمَارَةُ الأَرْض 0 {لِسَانُ العَرَب: 601/ 4}

وَيُقَال: عِنَانُ الْفَرَس ـ عَلَى وَزْنِ اللِّجَامِ وَالزِّمَام ـ وَلاَ يُقَالُ عَنَانَ الْفَرَس 0 {لِسَانُ العَرَب: 290/ 13} وَيُقَال: سِدَادَاً مِن عَوَز، وَلاَ سَدَادَاً مِن يُقَالُ عِوَز 0 {لِسَانُ العَرَب: 385/ 5} وَيُقَال: رَآهُ وَعَايَنَهُ عِيَانَاً وَمُعَايَنَةً، وَلاَ يُقَالُ عَيَانَاً 0 {اللِّسَان: 302/ 13} وَيُقَال: عَمَدَ إِلَيْهِ فَقَتَلَه، وَلاَ يُقَالُ عَمِدَ إِلَيْهِ فَقَتَلَه 0 {لِسَانُ العَرَب: 302/ 3}

وَيُقَال: سُوقُ عُكَاظ، وَلاَ يُقَالُ عِكَاظ، وَتَعَاكَظُواْ: أَيْ تَنَافَسُواْ وَتَفَاخَرُواْ 0 {لِسَانُ العَرَب: 448/ 7} وَيُقَال: العِمَامَة، وَلَيْسَ العَمَامَةَ 0 {لِسَانُ العَرَب: 425/ 12} وَيُقَال: أَخَذْتُ كَذَا؛ عِوَضَاً عَنْ كَذَا: أَيْ بَدَلاً مِنْ كَذَا، وَلاَ يُقَالُ عَوَضَاً 0 {لِسَانُ العَرَب: 192/ 7} وَيُقَال: غَفَلَ عَنهُ يَغْفُلُ غُفُولاً وَغَفْلَةً، وَلاَ يُقَالُ يَغْفَل 0 {لِسَانُ العَرَب: 497/ 11} وَيُقَال: غَوَى غَيَّاً: أَيْ ضَلَّ، وَلاَ يُقَالُ غَوَى غِيَّاً 0 {لِسَانُ العَرَب: 140/ 15}

وَيُقَالُ لِلْخَزَف: فَخَّار، وَلاَ يُقَالُ فُخَّار 0 {لِسَانُ العَرَب: 48/ 5} يُقَالُ فَرِحَ فَرَحَاً، وَلاَ يُقَالُ فَرْحَاً 0 {لِسَانُ العَرَب: 541/ 2} يُقَالُ فِرَاسَةُ المُؤْمِن، وَلاَ يُقَالُ فَرَاسَةُ المُؤْمِن 0 {لِسَانُ العَرَب: 159/ 6} يُقَالُ فَرَغَ وَفَرِغَ يَفْرَغُ فَرَاغَاً وَفُرُوغَاً: وَلاَ يُقَالُ يَفْرُغُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 444/ 8} يُقَالُ فُسْتُق، وَلاَ يُقَالُ فُسْدُق 0 {لِسَانُ العَرَب: 308/ 10} يُقَالُ فُلْفُل، وَلاَ يُقَالُ فِلْفِل 0 {لِسَانُ العَرَب: 530/ 11}

وَيُقَال: قَدَرُواْ اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ فَهُمْ يَقْدِرُونَهُ، وَلاَ يُقَالُ يَقْدُرُونَهُ إِلاَّ في لُغَةٍ شَاذَّة 0 {لِسَانُ العَرَب: 77/ 5} وَيُقَالُ قَدُوم [بِتَخْفِيفِ الدَّال]، وَلاَ يُقَالُ قَدُّوم بِتَشْدِيدِهَا 0 {لِسَانُ العَرَب: 465/ 12} وَيُقَال: قَرَضَ الشَّاعِرُ الشِّعْرَ يَقْرِضُهُ قَرْضَاً، وَقَرَضَتِ الْفَأْرَةُ الخُبْزَ تَقْرِضُهُ، وَلاَ يُقَالُ تَقْرُضُهُ وَلاَ يَقْرُضُهُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 216/ 7} وَيُقَال: الْقَسُّ وَالْقِسِّيس، وَلاَ يُقَالُ القِسّ 0 {لِسَانُ العَرَب: 174/ 6}

قُلْ جَلَسَ عَلَى المَقعَد ـ بِفَتْحِ المِيمِ لاَ بخَفضِهَا ـ وَفي الذِّكرِ الحَكِيم: {فَرِحَ المُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللهِ} {التَّوْبَة/81} وَيُقَالُ بَحْرُ الْقُلْزُم [أَيِ الْبَحْرُ الأحْمَر]، وَلاَ يُقَالُ الْقِلْزَم 0 {لِسَانُ العَرَب: 492/ 12} وَيُقَالُ قِوَامُ الشَّيْء: أَيْ مِلاَكُهُ وَعِمَادُهُ أَمَّا قَوَامُ الإِنْسَان: فَهُوَ طُولُهُ وَقَامَتُه 0 {لِسَانُ العَرَب: 496/ 12}

وَيُقَالُ المُكْحُلَة، وَلاَ يُقَالُ المِكْحَلَة 0 {لِسَانُ العَرَب: 584/ 11} وَيُقَال: كَدَّ يَكُدُّ في عَمِلِهِ كَدَّاً: أَيِ اجْتَهَد، وَلاَ يُقَالُ يَكِدُّ 0 {لِسَانُ العَرَب: 377/ 3} وَيُقَالُ كَرْبَلاَء، وَلاَ يُقَالُ كَرْبِلاَء 0 بِفَتْحِ الْبَاءِ لاَ بِخَفْضِهَا 0 {لِسَانُ العَرَب: 586/ 11} وَيُقَال: مَلاَعِبُ كُرَوِيَّة، بِضَمِّ الكَاف ـ لاَ بِفَتْحِهَا ـ لأَنَّهَا نِسْبَةٌ لِلْكُرَة

وَيُقَال: لَبِسَ الثَّوْبَ يَلْبَسُهُ لُبْسَاً، وَلاَ يُقَالُ يَلْبِسُهُ وَلاَ يُقَالُ لِبْسَاً وَلاَ لَبْسَاً؛ فَاللِّبْسُ هُوَ اللِّبَاس، وَاللَّبْسُ هُوَ الاِلْتِبَاس 0 {لِسَانُ العَرَب: 202/ 6} وَيُقَال: أَخْطَاءٌ لُغَوِيَّة، بِضَمِّ اللاَّم ـ لاَ بِفَتْحِهَا ـ لأَنَّهَا نِسْبَةٌ لِلُّغَة 0 يُقَالُ لَقَمَ اللُّقْمَةَ يَلْقَمُهَا لَقْمَاً، وَلاَ يُقَالُ يَلْقُمُهَا لَقْمَاً 0 {لِسَانُ العَرَب: 546/ 12} يُقَالُ اللِّوَاط، وَلاَ يُقَالُ اللُّوَاط 0 {لِسَانُ العَرَب: 394/ 7} يُقَالُ يَمْزُجُهُ لاَ يَمْزِجُهُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 366/ 2}

وَيُقَال: المَسَاء، وَصَبَاحَ مَسَاء ـ بِفَتْحِ المِيم، وَلاَ يُقَالُ المِسَاء 0 {اللِّسَان: 280/ 15} يُقَالُ مَصِصْتُهُ وَأَمَصُّهُ هُمَا الأَشْهَرُ وَالأَصَحّ، بخِلاَفِ مَا قَالَهُ الأَزْهَرِيُّ مِن أَنَّ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُون: مَصَصْتُهُ وَأَمُصُّهُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 91/ 7} وَيُقَال: مَصِصْتُ الشَّيْءَ مَصَّاً، وَأَمَصُّهُ مَصَّاً، وَامْتَصَّهُ امْتِصَاصَاً، بخِلاَفِ مَا قَالَهُ الأَزْهَرِيُّ مِن أَنَّ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُون: مَصَصْتُهُ وَأَمُصُّهُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 91/ 7} وَيُقَال: مَلَكَ الشَّيْءَ يَمْلِكُهُ وَلاَ يُقَالُ يَمْلُكُهُ {لِسَانُ العَرَب: 494/ 10}

وَيُقَال: أَخْطَاءٌ نحْوِيَّة، بِتَسْكِينِ الحَاء ـ لاَ بِفَتْحِهَا ـ لأَنَّهَا نِسْبَةٌ لِلنَّحْو 0 وَيُقَال: نَبَذَهُ يَنْبِذُهُ: أَيْ طَرَحَهُ وَقَذَفَهُ، وَلاَ يُقَالُ يَنْبُذُهُ، وَيُقَال: نُبْذَةً وَلاَ يُقَالُ نَبْذَةً 0 {لِسَانُ العَرَب: 511، 513/ 3} وَيُقَالُ نِحَاس، وَلاَ يُقَالُ نُحَاس؛ فَالنُّحَاسُ هُوَ الدُّخَان؛ وَمِنهُ قَوْلُهُ جَلَّ وَعَلاَ: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنْتَصِرَان} {الرَّحْمَن/35} {لِسَانُ العَرَب: 227/ 6} وَيُقَال: مَنخَرِي، وَلاَ يُقَالُ مِنخَرِي 0 {لِسَانُ العَرَب: 197/ 5} وَيُقَال: نَسَمَة، وَلاَ يُقَالُ نَسْمَة وَلاَ نِسْمَة 0 {لِسَانُ العَرَب: 573/ 12}

وَيُقَال: نَشِبَ الشَّيْءُ في الشَّيْءِ نَشْبَاً وَنُشُوبَاً: أَيْ تَعَلَّقَ بِه، وَلاَ يُقَالُ نَشَبَ 0 {لِسَانُ العَرَب: 756/ 1} وَيُقَالُ نَعَسَ الرَِّجُل [أَيْ أَصَابَهُ النُّعَاس]، وَلاَ يُقَالُ نَعِسَ 0 {لِسَانُ العَرَب: 233/ 6} وَيُقَالُ نَفَرَ مِنَ الشَّيْءِ نُفُورَاً، وَلاَ يُقَالُ يَنْفُرُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 224/ 5} وَيُقَال: نَقَلَ الشَّيْءَ يَنْقُلُهُ نَقْلاً: وَلاَ يُقَالُ يَنْقِلُهُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 674/ 11} وَيُقَال: مَنْكِبُ الإِنْسَان؛ وَلاَ يُقَالُ مِنْكَب {لِسَانُ العَرَب: 770/ 1}

وَيُقَال: المَهْبِل: وَلاَ يُقَالُ المِهْبَل، وَهُوَ الرَّحِم، وَهُوَ أَيْضَاً المَحْبِل 0 {اللِّسَان: 687/ 11} وَيُقَال: الهَرَم، وَلاَ يُقَالُ الهِرَم: أَيِ الْكِبرُ في السِّنّ 0 وَهُوَ هَرِم، وَهِيَ هَرِمَة 0 {لِسَانُ العَرَب: 607/ 12} وَيُقَال: هَلَكَ يَهْلِكُ هَلاَكَاً وَمَهْلِكَاً: وَلاَ يُقَالُ يَهْلَك 0 {لِسَانُ العَرَب: 503/ 10}

يُقَالُ مِيزَان، وَلاَ يُقَالُ مَيْزَان 0 {لِسَانُ العَرَب: 446/ 13} يُقَالُ وَسْق، وَلاَ يُقَالُ وَسَق 0 {لِسَانُ العَرَب: 378/ 10} يُقَالُ وِعَاء، وَوُعَاء، وَلَكْنْ لاَ يُقَالُ وَعَاء {لِسَانُ العَرَب: 396/ 15} يُقَالُ يَقَظَةُ الضَّمِير؛ وَلاَ يُقَالُ يَقَظَةَ الضَّمِير {لِسَانُ العَرَب: 466/ 7} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَخْطَاءٌ شَائِعَة ـ تَرْكِيبِيَّة، حَرْفِيَّة / أَخْطَاء2 يَعْتَقِدُ البَعْضُ أَنَّ فِعْلَ الحَمَاقَةِ لاَ يَأْتي مِنهُ أَفْعَلُ التَّعَجُّبِ وَلاَ التَّفْضِيل، وَهَذَا خَطَأْ، حَيْثُ يمْكِنُ أَنْ تَجِيءَ مِنهُ أَفْعَلُ التَّعَجُّب وَالتَّفْضِيلِ فَيُقَالُ مَا أَحْمَقَه، وَفُلاَنٌ أَحْمَقُ مِن هَبَنَّقَة 0 {لِسَانُ العَرَب: 67/ 10}

قُلِ اعْتَذَرَ الضَّيْفُ عَن عَدَمِ الحُضُورِ وَلاَ تَقُلِ اعْتَذَرَ الضَّيْفُ عَنِ الحُضُور 0 قُلْ خَبرٌ مُهْمّ، وَلاَ تَقُلْ هَامّ؛ فَهَامّ: مِن هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا، وَمُهِمّ: مِن أَهَمَّني 0 الأَفْصَحُ وَالمَشْهُورُ أَنْ يُقَالَ أَجَابَ عَنْ سُؤَالي {وَلَيْسَ} أَجَابَ عَلَى سُؤَالي 00

دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ السُّوقَ لِيَشْتَرِي ثَوْبَاً؛ فَقَالَ لِلْبَائِع: " أَتَبِيعُ هَذَا الثَّوْب " 00؟ قَالَ الْبَائِع: لاَ عَافَاكَ الله، قَالَ لَهُ أَبُو بَكْر: " قَدْ عُلِّمْتُمْ لَوْ تَعْلَمُون؛ قُلْ لاَ وَعَافَاكَ الله " [ذَكَرَهُ الآبَادِيُّ في عَوْنِ المَعْبُود بِطَبْعَةِ دَارِ الكُتُبِ العِلمِيَّة: 93/ 13، وَالمَيْدَانيُّ في مجْمَعِ الأَمْثَالِ بِطَبْعَةِ دَارِ المَعْرِفَة: 451/ 2] وَيُقَال: عَجُوزٌ لِلْمَرْأَةِ وَالرَّجُلِ عَلَى السَّوَاء، كَمَا يُقَالُ أَيْضَاً لِلْمَرْأَةِ عَجُوزَة 0 {لِسَانُ العَرَب: 372/ 5}

وَيُقَال: هَذَا السُّوقُ وَهَذِهِ السُّوق، تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّث 0 {لِسَانُ العَرَب: 167/ 10} قُلِ اتخَذَ هَذَا الأَمْرَ تُكَأَةً يُعَلِّقُ أَخْطَاءهُ عَلَيْهَا أَوْ مُتَّكَأً يُعَلِّقُ أَخْطَاءَهُ عَلَيْه، وَلاَ تَقُلْ: اتخَذَهَا شَمَّاعَة يُعَلِّقُ أَخْطَاءهُ عَلَيْهَا 0 {لِسَانُ العَرَب: 200/ 1} لاَ تَقُلْ أَتَعَشَّمُ فِيه، وَلَكِنْ قُلْ: لي فِيهِ عَشَمٌ كَبِير؛ فَالْعَشَمُ هُوَ الطَّمَع، أَمَّا تَعَشَّمَ: فَمَعْنَاهَا يَبِسَ 0 {لِسَانُ العَرَب: 402/ 12} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَعْرِيبُ الأَلْفَاظِ الْعَامِّيَّة: ============== الدَّمَال، وَالسِّرْجِين، وَالسِّرْقِين: هُوَ السِّبَاخ أَوْ مَا نُسَمُِّيهِ بِالجِلَّة [رَوْثُ المَاشِيَة]، وَيُقَال: دَمَلَ الأَرْضَ يَدْمُلُهَا وَأَدْمَلَهَا بِالدَّمَال، وَسَرْجَنَهَا وَسَرْقَنَهَا: أَيْ أَصْلَحَهَا بِالسِّبَاخِ وَالسَّمَاد الْبَاطِيَةُ وَالنَّاجُود وَالرَّكْوَة: هُوَ الشَّفْشَق، أَمَّا الدَّوْرَق: فَهُوَ مِقْدَارُ مَا يَشْرَبُ الإِنْسَان الخَصَاص: الفُرْجَةُ الَّتي بِالبَاب 0 {لِسَانُ العَرَب 0 مَادَّة: خَصَصَ} الغِسْلُ وَالأُشْنَان: مَادَّةٌ حِمْضِيَّة، كَانَتِ العَرَبُ تَسْتَعْمِلُهَا مَعَ المَاءِ لِلتَّنْظِيفِ كَالصَّابُونِ الْيَوْم، وَيُقَالُ لَهُ الحَرْض، وَالغَسُّول، وَالقُلاَم، وَمِمَّا يُغْسَلُ بِهِ: القِلَى وَالقِلْي: وَهُوَ رَمَادُ الغَضَى 0

وَالْعَجِيبُ أَنَّ كَلِمَةَ الصَِّابُونِ كَانَ لَهَا ذِكْرٌ عَلَى أَلْسِنَةِ الأُدَبَاءِ وَالمحَدِّثِين بَعْدَ سَنَةِ 200 هـ، بَلْ لََقَدْ وَرَدَتْ عَلَى لِسَانِ أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا في حَدِيثِهَا عَنْ مَقْتَلِ عُثْمَانَ بِسِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 الحَفْرُ وَالحَفَر: هُوَ تَسَوُّسُ الأَسْنَان 0 {لِسَانُ العَرَب: 204/ 4} وَيُقَال: الحِفْشُ وَالحَفْشُ وَالحَفَش: وَهُوَ البَيْتُ الصَّغِيرُ الحَقِيرُ الَّذِي لاَ يُؤْبَهُ لَه [العُشَّة] {لِسَانُ العَرَب: 287/ 6}

القَشَّاش: هُوَ مَنْ نُسَمِّيهِ الزَّبَّال؛ فَهِيَ كَلِمَةٌ لاَ تخْلُو مِنَ الاَبْتِذَال، وَالقَشَّاشُ في اللِّسَان: هُوَ الَّذِي يَلْتَقِطُ الطَّعَامَ الَّذِي لاَ خَيرَ فِيهِ مِنَ المَزَابِل 0 {لِسَانُ العَرَب: 99/ 6} يُقَال: لُبِطَ الرَّجُلُ لَبْطَاً: أَيْ أَصَابَهُ " دور بَرْد " 0 {لِسَانُ العَرَب: 388/ 7} المَحْبِل: هُوَ المَهْبِل: وَهُوَ الرَّحِم 0 {لِسَانُ العَرَب: 140/ 11} المِرْكَن وَالإِجَّانَة وَالطَّسْت: هُوَ يُسَمُّونَهُ في الْبِلاَدِ الطِّشْت 0 {لِسَانُ العَرَب: 185/ 13} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لُغَتُكَ صَحِيحَة ======== لَمْ أَقُلْهُ اعْتِبَاطَاً أَوِ اهْتِبَالاً: أَيْ كَذِبَاً وَاخْتِلاَقَا 0 {لِسَانُ العَرَب: 347/ 7، 685/ 11} مِقْلاَع: هُوَ خَيْطٌ مجْدُولٌ أَوْ شَرِيطٌ طُولهُمَا مِنْ مِتْرٍ إِلى مِتْرٍ وَنِصْف، وَفي وَسَطِهِ مُتَّسَعٌ لِوَضْعِ حَجَر، يُلَفُّ هَذَا الحَبْلُ بِسُرْعَةٍ مَمْسُوكَاً مِنْ طَرَفَيْه، ثُمَّ يُتْرَكُ أَحَدُ طَرَفَيْهِ فُجَاءةً؛ فَيَنْطَلِقُ الحَجَرُ كَالْقَذِيفَة 0 [لِسَانُ العَرَبِ] حَلَّلأَ عَلَيْهَا: أَيْ صَدَّهَا 0 [لِسَانُ العَرَب]

شَاعَ في أَوْسَاطِ اللُّغَوِيِّيِنَ تخْطِيءُ مَنْ قَالَ رَأَيْتُ نَفْسَ الشَّيْء أَوْ فَكَّرْتُ في نَفْسِ الشَّيْء، وَيَأْمُرُونَهُ أَنْ يَقُول: رَأَيْتُ نَفْسَ الشَّيْء أَوْ فَكَّرْتُ في نَفْسِ الشَّيْء، وَهَذَا خِلاَفُ مَا في لِسَانِ الْعَرَب؛ حَيْثُ يَقُولُ ابْنُ مَنْظُورٍ ـ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه: " نَفْسُ الشَّيْءِ عَيْنُهُ " 00 وَاسْتَدَلَّ بِمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ: " نَزَلْتُ بِنَفْسِ الجَبَل " 0 {لِسَانُ العَرَب: 237/ 6}

دُعْمُوص / دَعَامِيص ـ صَحَّتْ عَنِ الْعَرَبِ كَمَا يَسْتَخْدِمُهَا النَّاسُ الْيَوْم: وَهِيَ كَائِنٌ مَائِيٌّ صَغِيرٌ لَهُ ذَنَب، يَعِيشُ في قَنَوَاتِ المَاءِ الجَارِيَة 0 {لِسَانُ العَرَب: 36/ 7} قَوْلُنَا " رُجَّ الْقَارُورَةَ قَبْلَ الاَسْتِعْمَال رَجَّةً قَوِيَّةً " 00 لُغَةٌ صَحِيحَة؛ وَفي الذِّكْرِ الحَكِيم: {إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجَّاً} {الوَاقِعَة/4}

فُلاَنٌ مُتَعَجْرِف 0 كَلِمَةٌ صَحِيحَة؛ فَفي لِسَانِ الْعَرَب: " فُلاَنٌ يَتَعَجْرَفُ عَلَى فُلاَن: إِذَا كَانَ يُرْكِبُهُ بِمَا يَكْرَه، وَتَعَجْرَفَ فُلاَنٌ عَلَيْنَا: أَيْ تَكَبَّر، كَمَا يُقَال: رَجُلٌ فِيهِ تعَجْرُفٌ: أَيْ كِبْر " 0 {لِسَانُ الْعَرَب 0 بِتَصَرُّفٍ وَاخْتِصَار: 234/ 9} مُغِصْتُ: أَيْ أَصَابَني المَغَص؛ فَأَنَا مَمْغُوص 0 صَحَّتْ عَنِ الْعَرَبِ كَمَا يَسْتَخْدِمُهَا النَّاسُ الْيَوْم: وَهُوَ وَجَعٌ كَالتَّقْطِيعِ يَأْخُذُ في الْبَطْنِ وَالأَمْعَاء {لِسَانُ العَرَب: 93/ 7} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَوْلُهُمْ: إِمْبَارِح، وَامْبَارْحَة: أَصْلُهَا البَارِحَة؛ فَبَعْضُ اللَّهَجَاتِ الْعَرَبِيَّةُ تَقْلِبُ لاَمَ المَعْرِفَةِ مِيمَاً فَيَقُولُون: لَيْسَ مِنَ امْبِرِّ امْصِيَامُ في امْسَفَر [وَهِيَ مَشْهُورَةٌ في كُتُبِ اللُّغَة] تِرْعَة: أَصْلُهَا " تَلْعَة ": مجْرَى مِنَ المَاءِ يَسِيلُ مِن أَعْلَى الْوَادِي إِلىَ بُطُونِ الأَرَض 0 {لِسَانُ العَرَب: 35/ 8} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَضْلُ تَعَلُّمِ النَّحْو: =========== لَوْ يَعْلَمُ الطَّيْرُ مَا في النَّحْوِ مِنْ شَرَفٍ * لاَنْقَضَّ رَأْسَاً عَلَيْهِ بِالمَنَاقِيرِ إِنَّ الْكَلاَمَ بِلاَ نحْوٍ يُشَابِهُهُ * صَوْتُ الْقُرُودِ وَصَيْحَاتُ الخَنَازِيرِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° النَّحْوُ يُصْلِحُ مِنْ لِسَانِ الأَلْكَنِ * وَالمَرْءُ تُكْرِمُهُ إِذَا لَمْ يَلْحَنِ فإِذَا طَلَبْتَ مِنَ الْعُلُومِ أَجَلَّهَا * فَأَجَلُّهَا قَدْرَاً مُقِيمُ الأَلْسُنِ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بَابُ المُثَنىَّ: ======= {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُواْ في رَبِّهِمْ} {الحَج/19} {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} {التَّحْرِيم/4} {أَوَ لَمْ يَرَواْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامَاً فَهُمْ لهَا مَالِكُون} {يَسِ/71} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الاَسْتِثنَاءُ التَّامُّ وَالمُفَرَّغ: ================= المُسْتَثْنى: [1] " كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَه " 00!! [2] {وَمَا محَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُل} {آلِ عِمْرَان/144} [3] {وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالبَصَر} {القَمَر/50} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

[4] المَدْحُ وَالذَّمّ: ============= [5] قَوْلُهُ تَعَالى في سُورَةِ الكَهْف: {نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقَا} {الكَهْف/31} [6] وَقَوْلُهُ تَعَالى في سُورَةِ الكَهْف: {بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقَا} {الكَهْف/29} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

[7] أَدَوَاتُ الشَّرْط: ============= [8]] إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ [{آلِ عِمْرَان/160} [9] جَزْمُ المُضَارِعِ في جَوَابِ الطَّلَب: ====================== [10] {اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرَاً} {يُوسُف/93} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

[11] عَمَلُ المَصْدَر: ============ [12] فَكَمْ مَرَّةٍ قَدْ أَحْسَنَتْ فِيهِ ظَنَّهَا فَكَلَّفَهَا إِحْسَانُهَا الظَّنَّ غَالِيَا نَوَاصِبُ الْفِعْلِ المُضَارِع: ============= [13] نَصْبُ المُضَارِعِ بِأَوْ: =============== {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُون} {آلِ عِمْرَان/128}

نَصْبُ المُضَارِعِ بِفَاءِ السَّبَبِيَّة: =============== {وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِين} {البَقَرَة/35} {عَبَسَ وَتَوَلي {1} أَنْ جَاءَهُ الأَعمَى {2} وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّه يَزَّكَّى {3} أَو يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكرَى} {عَبَس} الْمَفْعُولُ المُطْلَق: ========= الْعَدَدِي: مِنهُ قَوْلُنَا: ازْدَادُواْ وَاحِدَاً 0 المُطَابِق: مِنهُ قَوْلُهُ تَعَالى: {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاَ} {الإِنْسَان/14}

التَّمْيِيز: ==== قَوْلُهُ تَعَالى في سُورَةِ الفُرْقَان: {حَسُنَتْ مُسْتَقَرَّاً وَمُقَامَا} {الفُرْقَان/76} البَدَل: ==== بِهِ حِكَمٌ تَرُوقُ السَّامِعِينَا كَخَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَا وَلَوْلاَ أَنَّهُ لَمْ يُعْطَ حَظَّاً لأَمْسَى آيَةً لِلسَّائِلِينَا النَّصْبُ عَلَى نَزْعِ الخَافِض: =============== ] لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ المُسْتَقِيم [{الأَعْرَاف/16} النَّعْتُ السَّببي: ======== لاَ النَّافِيَةُ لِلْجِنْس: ==========

[14] لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله 0 [15] {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ} {آلِ عِمْرَان/160} [16] {ذَلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِين} {البَقَرَة/2} المَمنُوعُ مِنَ الصَّرْف: ============ [17] جَرُّ الاَسْمِ الأَعْجَمِيِّ بِالْفَتْحَة: {وَكَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ في دِينِ المَلِكِ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ الله} {يُوسُف}

جَرُّ المَمْدُودِ بِالْفَتْحَة: =========== [18] {وَمَا كَانَ لَهُمْ مِن أَوْلِيَاءَ يَنْصُرُونَهُمْ} {الشُّورَى/46} [19] كَلِمَة يَسِير: عَلَى وَزْنِ الفِعْلِ وَمَعَ هَذَا لاَ تمْنَعُ مِنَ الصَّرْف؛ لأَنَّهَا لَيْسَتْ عَلَمَاً 0 [20] {إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِير} {الحَج/70، فَاطِر/11} كَلِمَة أَحْسَن وَأَحْكَم: عَلَى وَزْنِ أَفْعَلَ وَمَعَ هَذَا لاَ تمْنَعُ مِنَ الصَّرْف؛ لأَنَّهَا لَيْسَتْ عَلَمَاً 0

صِيغَةُ مُنْتَهَى الجُمُوع: ============= [21] كَـ عُمَر، وَزُحَل، وَ 0000 إِلخ 0 صِيَغٌ أُخْرَى مَمْنُوعَةٌ مِنَ الصَّرْف: ================== فُعَلاَء، وَأَفْعِلاَء 00 وَمِنهُ قَوْلُهُ تَعَالىَ: [22] {محَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} {الفَتْح/29}

أَنْ يَكُونَ اسْمَاً عَلَمَاً، لَكِنْ بِشُرُوط: ===================== أَوَلهَا عَلَمْ عَلَى وَزْن فُعَل: =============== ثَانِيَاً: العَلَمُ المُرَكَب: ============ [22] كَـ بُورسَعِيد وَبَني سُوِيف؟؟؟؟ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

ثَالِثَاً: مَا كَانَ مِنَ العَلَمِ عَلَى وَزْنِ الفِعْل: ===================== [23] كَـ يَثرِبَ وَيَزِيد 0 رَابِعَاً: مَا كَانَ عَلَمَاً عَلَى وَزْنِ فَعْلاَن: °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَمِنهُ قَوْلُهُ تَعَالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآن} {البَقَرَة/185} وَقَوْلُنَا: أَبُو سُفْيَانَ [كُسِرَ بِالْفَتِْحَة]

خَامِسَاً: مَا كَانَ عَلَمَاً أَعْجَمِيَّاً: مِنهُ قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامَاً آلِهَةً إِنيِّ أَرَاكَ وَقَوْمَكَ في ضَلاَلٍ مُبِين} {الأَنعَام/74} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

حَالاَتُ بُطْلاَنِ عَمَلِ مَوَانِعِ الصَّرْف: 1 ـ الإِضَافَة: ======== [24] قَالَ تَعَالىَ:] لَقَد خَلَقنَا الإِنسَانَ في أَحْسَنِ تَقوِيم [{التِّين/4} [25] وَمِثْلُهَا:] أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الحَاكِمِين [{التِّين/8} {إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرَاً فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيم} {البَقَرَة/158} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

حَرْفُ الجَرِّ الزَّائِد: ========== {أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الحَاكِمِين} {التِّين/8} في تَأَتي بمَعْنىَ عَلَى أَوْ فَوْق؛ كَقَوْلِهِ تَعَالىَ: {وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ في جُذُوعِ النَّخْل} {طَهَ/71} وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَسِيحُواْ في الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُر} {التَّوْبَة/2} وَقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلاَ: {أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ في الأَرْض} {المَائِدَة/26} قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الْفَتَاوَى عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ مُعَلِّقَاً عَلَى هَذِهِ الآيَات: " لَيْسَ المُرَادُ أَنَّهُمْ في جَوْفِ النَّخْل، أَوْ جَوْفِ الأَرْض " 0

مَا الزَّائِدَة: ====== [28] {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ} {آلِ عِمْرَان/159} تَرْتِيبُ الضَّمَائِرِ وَعَوْدَةُ الضَّمِيرِ الأَوَّلِ عَلَى الاِسْمِ الأَوَّل، وَالضَّمِيرِ الثَّاني عَلَى الاِسْمِ الثَّاني: °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون} {القَصَص/73} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بَابُ الاِشْتِغَال: ========= {قُمْ فَأَنْذِرْ {2} وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ {3} وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ {4} وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} {المُدَّثِّر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الإِتْبَاع ==== وَهُوَ إِتْبَاعُ الْكَلِمَةِ بِكَلِمَةٍ أُخْرَى بِنَفْسِ الْوَزْنِ وَالْقَافِيَةِ لاَ غَرَضَ وَرَاءَ الإِتْيَانِ بِهَا إِلاَّ إِعْطَاءَ جَرْسٍ مُوسِيقِيٍّ وَمَلْمَسٍ جَمَاليّ، أَمَّا مِن حَيْثُ المَعْنى فَلاَ مَعْنى لَهَا مِثْل: يُقَالُ لَيْسَ لي حَاجَةٌ وَلاَ دَاجَة، يُقَالُ حَسَنٌ بَسَن، وَيُقَالُ حَلاَلي بَلاَلي 0 وَيُقَالُ حَيَّاكَ اللهُ وَبَيَّاك [حَيَّاكَ بمَعْنىَ أَحْيَاك: أَيْ أَبْقَاك، وَبَيَّاك: بمَعْنىَ بَوَّأَكَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ، وَقِيلَ لَيْسَتْ مِنَ الإِتْبَاع؛ لأَنَّ الإِتْبَاعَ لاَ يَكُونُ بِالْوَاو]

مَعَايِيرُ إِمْلاَئِيَّة تُكْتَبُ الحِجَا: بِالأَلِف؛ لأَنَّهَا مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاو، مِن حَجَا السِّرَّ أَوِ المَاءَ أَوِ المَاشِيَة، يحْجُوه: أَيْ أَمْسَكَهُ وَحَفِظَه 0 {لِسَانُ العَرَب: 165/ 14} وَتُكْتَبُ خُطَىً هَكَذَا، وَلاَ تُكْتَبُ خُطَاً، وَهِيَ جَمْعُ خُطْوَة {اللِّسَان: 231/ 14} الرَّحَى: كَانَ أَبُو زَكَرِيَّا الْفَرَّاءُ يَكْتُبُهَا بِالأَلِفِ وَبِالْيَاء 0 {لِسَانُ العَرَب: 312/ 14}

يَقْرَءُ ون: كُتِبَتْ عَلَى السَّطْرِ؛ لأَنَّ مَا قَبْلَهَا مَفْتُوح، وَلاَ يَشْتَبِكُ بِمَا بَعْدَهَا 0 يَسْأَلُون: كُتِبَتْ عَلَى الأَلِف؛ لأَنَّهَا مَفْتُوحَةٌ 0 يُجَرِّئُهُمْ: كُتِبَتْ عَلَى نَبرَةٍ لأَنَّ مَا قَبْلَهَا مَكْسُور 0 جَرُؤَ: كُتِبَتْ عَلَى وَاوٍ لأَنَّ مَا قَبْلَهَا مَضْمُوم 0 فُئُوس: كُتِبَتْ عَلَى نَبرَةٍ لأَنَّ مَا قَبْلَهَا مَضْمُومٌ وَيَشْتَبِكُ بِمَا بَعْدَهَا 0 رُءُوس: كُتِبَتْ عَلَى السَّطْرِ لأَنَّ مَا قَبْلَهَا مَضْمُومٌ وَلاَ يَشْتَبِكُ بِمَا بَعْدَهَا 0 مَسْئُول: كُتِبَتْ عَلَى نَبرَةٍ لأَنَّ مَا بَعْدَهَا سَاكِنٌ وَيَشْتَبِكُ بِمَا بَعْدَهَا 0

بَوَّأَهُمْ: كُتِبَتْ عَلَى أَلِفٍ لأَنَّ مَا قَبْلَهَا مَفْتُوح 0 التَّبَوُّؤ: كُتِبَتْ وَاوٍ لأَنَّ مَا قَبْلَهَا مَضْمُوم 0 سُئِلَ، أَئِمَّة أَرْجَائِهَا، أَسْئِلَة، قَارِئِين: كُتِبَتْ عَلَى السَّطْرِ لأَنَّ جَاءَتْ مَكْسُورَة 0 رُءُوس: كُتِبَتْ عَلَى السَّطْرِ لأَنَّ مَا قَبْلَهَا مَضْمُومٌ وَلاَ يَشْتَبِكُ بِمَا بَعْدَهَا 0 وَتُكْتَبُ نَشْوَة بِالتَّاءِ المَرْبُوطَة، وَلَيْسَ بِالأَلِفِ اللَّيِّنَة كَنَجْوَى {لِسَانُ العَرَب: 325/ 15} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

نِكَاتٌ لُغَوِيَّة / طَرَائِف1 تَقُولُ الْعَرَب: بادِئَ بَدْءٍ فَإِنَّني أَحْمَدُ اللهَ عَلَى وُصُولِكُمْ سَالمِين {لِسَانُ العَرَب: 26/ 1} بَخٍ بَخٍ: أَيْ مَرْحَى مَرْحَى 00 المَغْلَطةُ والأُغْلُوطة: ما يُغالَطُ بِهِ مِنَ المَسَائِل، الجَمْع: أَغالِيط {لِسَانُ العَرَب: 363/ 7} القِصَصُ وَالقَصَص: الأُولى بِاعْتِبَارِهَا جَمْعَ قِصَّة، وَالأُخْرَى بِاعْتِبَارِهَا بِمَعْنى الخَبر؛ كَمَا في قَوْلِهِ تَعَالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَص} {يُوسُف/3} {لِسَانُ العَرَب: 74/ 7}

وَسْطَ الشَّيْء، وَوَسَطَ الشَّيْء، قَالَ ثَعْلَب: يُقَالُ وَسْطَ الشَّيْء؛ إِذَا كَانَ مجَزَّأً، فَتَقُول: جَلَسْتُ وَسْطَ الْقَوم ـ وَيُقَال: وَسَطَ الشَّيْء؛ إِذَا كَانَ غَيرَ مجَزَّأ ـ فَتَقُول: السُّرَّةُ وَسَطُ الْبَطْن، وَذَكَرَ الجَوْهَرِيُّ كَلاَمَاً مُشَابِهَاً قَالَ فِيه: كُلُّ عِبَارَةٍ جَاءَتْ فِيهَا عَلَى سَبِيلِ الظَّرْف ـ أَيْ بِمَعْنى بَين ـ تُسَكَّنُ فِيهَا السِّين ـ فَتَقُول: جَلَسْتُ وَسْطَ الْقَوم ـ وَكُلُّ عِبَارَةٍ لَمْ تَأْتِ فِيهَا بِمَعْنى بَين؛ تُفْتَحُ فِيهَا السِّين، وَقَوْلُ الجَوْهَرِيِّ أَكْثَرُ وُضُوحَاً وَأَسْهَلُ مَأْخَذَاً، وَأَقُولُ أَنَا إِن أُذِنَ لي:

كُلُّ مَا كَانَ بَينَ طَرَفَيْنِ يُقَالُ لَهُ وَسَط، وَكُلُّ مَا كَانَ كَنُقْطَةٍ في دَائِرَة: يُقَالُ لَهُ وَسْط: فَيُقَال: الشَّمْسُ وَسْطَ السَّمَاء، وَالرُّكْبَةُ وَسَطُ السَّاق، بَيْدَ أَنَّ الشِّعْرَ الجَاهِلِيَّ كُلَّهُ لَمْ يَسْتَعْمِلْ إِلاَّ سَاكِنَةَ الْوَسَط، دُونَمَا تَفْرِيق 0 {لِسَانُ العَرَب: 427/ 7} قَال: تَأْتي أَحْيَانَاً في كَلاَمِ الْعَرَب: بمَعْنى فَعَل، أَوْ أَشَار، فَتَقُولُ قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا: أَيْ أَشَارَ هَكَذَا 0

نِكَاتٌ لُغَوِيَّة مِن: مِنْ في اللُّغَةِ قَدْ تَكُونُ لِبَيَانِ الجِنس؛ كَقَوْلِهِمْ: بَابٌ مِن حَدِيد 0 وَقَدْ تَكُونُ للاِبْتِدَاء؛ كَقَوْلِهِمْ: خَرَجْت مِنْ مَكَّةَ إِلىَ يَثْرِب 0 وَلِلاِسْتِغْرَاقِ؛ كَقَوْلِهِمْ: اقْتَلَعَهَا مِنْ جُذُورِهَا 0 الإِضَافَةُ: إِضَافَةُ مِلْك: كَقَوْلِنَا عَبْدُ اللهِ وَسَمَاءُ الله 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَمَّا: لَمَّا ظَرْفٌ يُقَيِّدُ هَذَا الفِعْلَ بِزَمَانِ هَذَا الفِعْلِ وَالمَعْنىَ أَنَّهُ حِينَ كَانَ كَذَا حَدَثَ كَذَا 0 1 ـ بَاءُ الاِسْتِعَانَة: بِاسْمِ الله: الْبَاء لِلاِسْتِعَانَةُ وَإِظْهَارُ الحَاجَةِ وَتَقْدِيرُهُ: أَسْتَعِينُ بِالله 0 2 ـ بَاءُ السَّبَبِيَّة: بَلْ لاَ بُدَّ مِنَ الْعَمَل؛ أَلَمْ تَسْمَعْ إِلىَ قَوْلِهِ جَلَّ وَعَلاَ: {ادْخُلُواْ الجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون} {النَّحْل/32} هَذِهِ بَاءُ السَّبَبِيَّة: بِسَبَبِ أَعْمَالِكُمْ» 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَلَمَّا: قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الْفَتَاوَى عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ عَنْ دِلاَلاَتِ وَلَمَّا: «يُنْفَى بِهَا مَا يُنْتَظَرُ وَيَكُونُ حُصُولُهُ مُتَرَقَّبَاً؛ كَقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلاَ: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُواْ الجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِين} {آلِ عِمْرَان/142} {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُواْ الجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَواْ مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ البَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُواْ حَتىَّ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتى نَصْرُ الله} {البَقَرَة/214} {قُلْ لَمْ تُؤْمِنُواْ وَلَكِنْ قُولُواْ أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ في قُلُوبِكُمْ} {الحُجُرَات/14} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

جَوَازِمُ الْفِعْلِ المُضَارِعِ وَنَوَاصِبُهُ تُخَلِّصُهُ لِلاِسْتِقْبَال: مِثْلُ " إِن " وَ " أَن " وَكَذَلِكَ " إِذَا ": ظَرْفٌ لِمَا يُسْتَقْبَلُ مِنَ الزَّمَان؛ فَقَوْلُهُ:] إِذَا أَرَادَ اللهُ [وَ] إنْ شَاءَ الله [وَنَحْوُ ذَلِك: يَقْتَضِي حُصُولَ إِرَادَةٍ مُسْتَقْبَلَة، وَمَشِيئَةٍ مُسْتَقْبَلَة» 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الأَلِفُ وَاللاَّم ـ تَكُونُ لِلاِسْتِغْرَاق: {الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين} {الْفَاتحَة} قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الْفَتَاوَى عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ مُعَلِّقَاً عَلَى هَذِهِ الآيَة: «ذَكَرَ الحَمْدَ بِالأَلِفِ وَاللاََّمِ الَّتي تَقْتَضِي الاِسْتِغْرَاقَ لجَمِيعِ المحَامِد؛ فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الحَمْدَ كُلَّهُ لله» 0 ـ وَلِلْعَهْد: مِثْل / الحَجُّ عَرَفَة، الذَّبْحُ هَكَذَا 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

إِن، وَإِذَا الفَرْقُ بَيْنَهُمَا أَنَّ الأُولىَ تَدُلُّ عَلَى نُدْرَةِ الحُدُوث، أَمَّا الثَّانِيَةُ فَلاَ تَدُلُّ عَلَى ذَلِك: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا، فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُواْ الَّتي تَبْغِي حَتىَّ تَفِيءَ إِلى أَمْرِ الله، فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بِالعَدْلِ وَأَقْسِطُواْ} {الحُجُرَات/9} مَلْحُوظَة: الأُولى فَقَطْ لِلنُّدْرَة، بَيْنَمَا الاَثْنَتَانِ الأُخْرَيَانِ لِلتَّدْرِيج، أَمَّا إِن أَتَتْ مُفْرَدَةً؛ فَهِيَ غَالِبَاً مَا تُفِيدُ النُّدْرَة، وَاللهُ أَعْلَم 0

" أَن " المُفَسِّرَة تَأْتي بَعْدَ الأَفْعَالِ الَّتي فِيهَا مَعْنىَ الْقَوْل: كَقَوْلِنَا " أَمَرْتُهُ أَن 000 ": أَيْ قُلْتُ لَهُ 000، وَمِنهُ قَوْلُ اللهِ جَلَّ وَعَلاَ: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحَاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَن أَقِيمُواْ الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيه} {الشُّورَى/13} أَيْ مَا قَالَهُ لِنُوحٍ عَلَيْهِ السَّلاَم، وَمَا قَالَهُ لإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَم: " أَن أَقِيمُواْ الدِّين " وَكَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلّ: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفَاً وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِين} {النَّحْل/123} أَيْ قُلْنَا لَكَ " اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفَاً " 0

الْعَطْف كَثِيرَاً مَا يَأْتي في اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ الْعَطْفُ لِيُفِيدَ التَّخْصِيص؛ كَقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلاَ: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَآمَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} {محَمَّد/2} وَقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلاَ: {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الوُسْطَى} {البَقَرَة/238} وَقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلاَ: {وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُواْ الزَّكَاة} {البَيِّنَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الْقَطِين: أَيِ المُقِيمُون 0 وَهِيَ لِلْوَاحِدِ وَالجَمْع؛ فَيُقَالُ أَنَا الْقَطِينُ بِهَذِهِ الدَّار، وَيُقَال: نحْنُ الْقَطِينُ بِهَذِهِ الدَّار 0 {لِسَانُ العَرَب: 343/ 13} الحَال: يَعْتَقِدُ الْبَعْضُ أَنَّهَا لاَ بُدَّ أَنْ تُؤَنَّث، بَيْنَمَا هِيَ جَائِزَةُ التَّذْكِيرِ وَالتَّأْنِيث 0 {لِسَانُ العَرَب: 185/ 11} الطَّرِيقُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّث 0 {لِسَانُ العَرَب: 220/ 10} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

سُبُّوح: هِيَ صِيغَةُ مُبَالَغَةٍ مِنَ المَفْعُول، وَمَعْنَاهَا: الَّذِي نُسَبِّحُهُ، مِثْلُ قُدُّوس: الَّذِي نُقَدِّسُهُ 0 دَيُّوم: هِيَ صِيغَةُ مُبَالَغَةٍ مِنَ الفَاعِل، وَمَعْنَاهَا: الدَّائِم؛ الحَيُّ الَّذِي لاَ يَمُوت، مِثْلُ قَيُّوم: القَائِمُ عَلَى أُمُورِ الْعِبَاد 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

المُثَنىَّ مِن غَيرِ المِثْلَين [التَّغْلِيب] ================= وَمِن هَذَا النَّوْعِ مِنَ المُثَنىَّ لِغَيرِ المَثِيلَينِ قَوْلُنَا: " الأَبَوَان: لِلأَبِ وَالأُمّ، وَالمَشْرِقَان: لِلْمَشْرِقِ وَالمَغْرِب، وَالدَّارَان: لِلدُّنيَا وَالآخِرَة، وَالْعِرَاقَان: الْكُوفَةُ وَالْبَصْرَة 000 إِلخ " 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَرَادُفُ الْكَثِيرِ مِنَ الأَفْعَالِ المُعْتَلَّةِ وَالمُضَعَّفَة العَرَبُ تُعَاقِبُ بَيْنَ الحَرْفِ المُعْتَلِّ وَالحَرْفِ المُضَعَّفِ كَقَوْلِهِمْ: صَبَابَة، وَصَبَا وَتَصَابىَ، وَقَوْلِهِمْ: حَنَا، وَحَنَّ، وَقَوْلِهِمْ: كَبَا، وَانْكَبَّ، وَقَوْلِهِمْ: مَدَى تَمَادَى، وَمُدَّة امْتَدَّ، وَقَوْلِهِمْ: صَحَا صَحْوَة، وَصَحَّ صِحَّة، وَقَوْلِهِمْ: ذَرَاهُ، وَذَرَّهُ، وَقَوْلِهِمْ: الضَارّ، وَالضَّاري، وَقَوْلِهِمْ: أَغْرَاهُ، وَغَرَّهُ، وَقَوْلِهِمْ: غَضَّ، وَأَغْضَى، وَقَوْلِهِمْ: خَطَا، وَخَطَّ، وَقَوْلِهِمْ: تَغَطَّى، وَغَطَّ، وَقَوْلِهِمْ: تَمَطَّى، وَمَطَّ، وَقَوْلِهِمْ: حَظّ، وَحُظْوَة يَحْظَى، وَقَوْلِهِمْ: كَفَى، وَكَفَّ، وَقَوْلِهِمْ: حَمِيَ حُمَّى، وَحَمِيم، وَقَوْلِهِمْ: كَبَا، وَانْكَبَّ، وَقَوْلِهِمْ: صَبَابَة، وَصَبَا وَتَصَابىَ 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

طَرَائِفُ وَلَطَائِفُ نحْوِيَّة / طَرَائِف2: ==================== تَعْبِيرَاتٌ وَعِبَارَات: تَقُولُ الْعَرَب: أَعَدْنَاهَا جَذَعَةً: أَيْ مَرَّةً أُخْرَى 0 {لِسَانُ العَرَب: 43/ 8} تَقُولُ الْعَرَب: بادِئَ بَدْءٍ فَإِنَّني أَحْمَدُ اللهَ عَلَى وُصُولِكُمْ سَالمِين {لِسَانُ العَرَب: 26/ 1} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَالَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ التَّقْسِيرِ بِصَحِيحِهِ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالىَ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ في لَيْلَةِ القَدْر} {القَدْر/1} " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ: خَرَجَ مخْرَجَ الجمِيعِ وَالمُنْزِلُ هُوَ الله ـ أَيْ وَاحِدٌ أَحَد ـ وَالعَرَبُ تُوَكِّدُ فِعْلَ الوَاحِدِ فَتَجْعَلُهُ بِلَفْظِ الجمِيع " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ تحْتَ رَقْم: 4958 / فَتْح] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الْفَتَاوَى عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ مِنْ زَاوِيَةٍ أُخْرَى: " قَوْلُهُ جَلَّ وَعَلاَ: {نَتَلُواْ} وَ {نَقُصُّ} وَنَحْوُهُ: هَذِهِ الصِّيغَةُ في كَلاَمِ العَرَبِ لِلْوَاحِدِ العَظِيم، الَّذِي لَهُ أَعْوَانٌ يُطِيعُونَهُ؛ فَإِذَا فَعَلَ أَعْوَانُهُ فِعْلاً بِأَمْرِهِ قَالَ نحْنُ فَعَلْنَا، كَمَا يَقُولُ المَلِك: نَحْنُ فَتَحْنَا هَذَا البَلَد، وَهُوَ مِنْ فِعْلِ الجَيْش؛ فَمِثْلَ هَذَا اللَّفْظ [إِنَّا وَنحْنُ]: إِذَا ذَكَرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ في كِتَابِهِ دَلَّ عَلَى أَنَّ المُرَادَ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ فَعَلَ ذَلِكَ بجُنُودِهِ مِنَ المَلاَئِكَةِ " 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَهُوَ كَقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلاَ: {لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاء} {آلِ عِمْرَان/181} قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الْفَتَاوَى عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ مُعَلِّقَاً عَلَى هَذِهِ الآيَة: «أَخْبَرَ جَلَّ وَعَلاَ بِالكِتَابَةِ بِقَوْلِهِ نَحْنُ؛ لأَنَّ جُندَهُ هُمُ الَّذِينَ يَكْتُبُونَ بِأَمْرِهِ، وَفَصَلَ بَيْنَ السَّمَاعِ وَالكِتَابَة؛ لأَنَّهُ يَسْمَعُ بِنَفْسِهِ، أَمَّا كِتَابَةُ الأَعْمَالِ فَتَكُونُ بِأَمْرِهِ لِلْمَلاَئِكَةِ الْكَاتِبِين» 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

نَمَاذِجُ مِنْ تَصْحِيفِ العَامَّةِ لِلأَلفَاظِ الفَصِيحَة الأَلمَاس: هُوَ مُا نُسَمِّيهِ الأَلمَاظ 0 {لِسَانُ العَرَب: 213/ 6}

جَوَازِمُ الْفِعْلِ المُضَارِعِ وَنَوَاصِبُهُ تُخَلِّصُهُ لِلاِسْتِقْبَال: مِثْلُ " إِن " وَ " أَن " وَكَذَلِكَ " إِذَا ": ظَرْفٌ لِمَا يُسْتَقْبَلُ مِنَ الزَّمَان؛ فَقَوْلُهُ:] إِذَا أَرَادَ اللهُ [وَ] إن شَاءَ الله [وَنَحْوُ ذَلِك: يَقْتَضِي حُصُولَ إِرَادَةٍ مُسْتَقْبَلَة، وَمَشِيئَةٍ مُسْتَقْبَلَة» 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

وَمِنَ الطَّرَائِفِ المُتَعَلِّقَةِ بِالنَّحْوِ أَنْ تَذْهَبَ لِخِطْبَةِ فَتَاةٍ أَوْ شِرَاءِ سَيَّارَةٍ أَوْ شَقَّة؛ فَيَتَشَدَّقَ الطَّرَفُ الآخَرُ لِيُرِيَكَ جَهَالَتَهُ فَيَتَفَاصَحُ في الْقَوْلِ فَيَرْفَعُ مَفْعُولاً أَوْ يَنْصِبُ فَاعِلاً 00 لاَ بَأْسَ يَا عَمِّي؛ مَنْصُوبٌ مَنْصُوب؛ لإِتْمَامِ الزَّوَاج 00!! وَمِنَ الأَخْطَاءِ الشَّائِعَةِ في التَّرَاكِيبِ اللُّغَوِيَّةِ قَوْلهُمْ: " أَكَلُوني البرَاغِيث " 00!! حَيْثُ لاَ يجْتَمِعُ فَاعِلاَنِ لِفِعْلٍ وَاحِد 00 فَإِمَّا أَنْ تَقُولَ أَكَلَتْني البَرَاغِيث، عَلَى اعْتِبَارِ التَّاءِ لِلتَّأْنِيثِ وَلَيْسَتْ تَاءَ الْفَاعِل، أَوْ تَقُول:

" أَكَلَني البرَاغِيث " أَوْ أَنْ تَقلِبَهَا جُمْلَةً إِسْمِيَّةً فَتَجْعَلَ أَحَدَ الفَاعِلَينِ مُبْتَدَاً، وَالفِعْلُ الآخَرُ تجْعَلُهُ هُوَ وَفَاعِلَهُ وَمَفعُولَهُ جُمْلَةً فِعْلِيَّةً في محَلِّ رَفعِ خَبرٍ فَتَقُول: " البرَاغِيثُ أَكَلُونِي " 00 أَيُّ آيَةٍ تخْتَمُ بِـ: " إِنَّ " فَذَلِكَ تَعْلِيل، لاَ سِيَّمَا إِذَا إِنْ كَانَتْ " إِنَّ " مَسْبُوقَةً بِطَلَب، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَقْسِطُواْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ} {الحُجُرَات/9} س ـ مَا هِيَ حَرَكَةُ الدَّالِ في قَوْلِنَا " من عِنْدكُمْ " 00!؟ ج ـ إِذَا كَانَتْ " مَنِ " اسْتِفهَامِيَّة: تَكُونُ الدَّالُ مَفتُوحَة، وَإِذَا كَانَتْ حَرْفَ جَرٍّ بِكَسْرِ المِيم: تَكُونُ الدَّالُ مَكْسُورَة!! °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

جَوَازُ تَأْنِيثِ الْفِعْلِ وَتَذْكِيرِه يُؤَنَّثُ الفِعْلُ جَوَازَاً في الحَالاَتِ الآتِيَة: 1 ـ عِنْدَمَا يَكُونُ الفَاعِلُ مُؤَنَّثَاً مجَازِيَّاً كَالشَّمْسِ وَالدَّارِ وَالصَّحْرَاءِ 000 إِلَخ 0 يجُوزُ مَعْهُ تَأْنِيثُ الفِعْلِ وَتَذْكِيرُه: فَتَقُولُ طَلَعَتِ الشَّمْس، وَتَقُولُ طَلَعَ الشَّمْس 0 بَيْنَمَا لاَ تَقُولُ عِنْدَ الاَبْتِدَاءِ بِالشَّمْسِ إِلاَّ " الشَّمْسُ طَلَعَتْ " وَمِنَ الخَطَأِ قَوْلُكَ " الشَّمْسُ طَلَعَ " 00؛ لأَنَّ الْفَاعِلَ هُنَا في مِثلِ هَذِهِ الحَالَةِ ضَمِيرٌ مُؤَنَّثٌ 00 " هِيَ " 00!! في الحَالاَتِ الآتِيَة:

2 ـ وَيجُوزُ تَأْنِيثُ الفِعْلِ وَتَذْكِيرُهُ أَيْضَاً عِنْدَمَا يَكُونُ الفَاعِلُ مُؤَنَّثَاً حَقِيقِيَّاً مَفصُولاً عَنِ الفِعْلِ بِفَاصِل: فَتَقُولُ " حَضَرَتِ اليَوْمَ فَاطِمَة " وَتَقُولُ " حَضَرَ اليَوْمَ فَاطِمَة " 00!! 3 ـ وَيجُوزُ تَأْنِيثُ الفِعْلِ وَتَذْكِيرُهُ أَيْضَاً عِنْدَمَا يَكُونُ الفَاعِلُ جَمْعَ تَكْسِير ـ أَيْ لَيْسَ جَمْعَ مُؤَنَّثٍ سَالِمَاً، وَلاَ جَمْعَ مُذَكَّرٍ سَالِمَاً ـ كَرِجَال، وَأَقلاَم، وَجُنُود، وَفَسَقَة وَلَيْسَ مُؤْمِنَاتٍ وَلاَ صَالِحَاتٍ وَلاَ صَالحِينَ وَلاَ فَاسِقِين: " فَتَقُولُ فَسَدَتِ الأَوْلاَدُ " وَ " فَسَدَ الأَوْلاَد "!! 4 ـ وَيجُوزُ تَأْنِيثُ الفِعْلِ وَتَذْكِيرُهُ أَيْضَاً عِنْدَمَا يَكُونُ فِعْلُ الجُمْلَةِ " نِعْمَ " أَوْ " بِئْسَ ": فَتَقُولُ " نِعْمَتِ الفَتَاةُ فَاطِمَة " 00 وَتَقُولُ " نِعْمَ الفَتَاةُ فَاطِمَة " 0 وَتَقُولُ " بِئْسَتِ الفَتَاةُ فَاطِمَة " 00 وَتَقُولُ " بِئْسَ الفَتَاةُ فَاطِمَة " 0

هَنْدَسَةُ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة الأَلفَاظُ المَنْطِقِيَّة: أَلاَ تَلْحَظُ أَنَّ مَادَّةَ النَّفْسِ وَالعَينِ لاَ يَشْتَرِكَانِ في التَّوْكِيدِ فَقَطْ، بَلْ وَفي إِفَادَةِ مَعْنى الحَسَد؛ فَتَقُولُ الْعَرَب: نَفْسُ الشَّيْء: أَيْ عَيْنُهُ؛ وَتَقُولُ أَيْضَاً: نَفَسَهُ أَيْ عَانَهُ: حَسَدَه، الْبَلْعُوم: قَنَاةُ البَلْع؛ مِنَ البَلْع 0 المَاوِيَّة: المِرْآة؛ وَسُمِّيَتِ المَاوِيَّة لأَنَّ الْعَرَبَ كَانُواْ لاَ يَعْرِفُونَ اسْمَ المِرْآة؛ وَلِذَلِكَ سَمَّوْهَا مَاوِيَّة؛ لأَنَّهَا كَالمَاء: يَرَى الإِنْسَانُ صُورَتَهُ فِيه 0 {لِسَانُ العَرَب: 142/ 6} البَيْضَة؛ مِنَ الْبَيَاض: أَيْ لِبَيَاضِهَا، القَلْب؛ مِنَ التَّقَلُّب 0 وَمَا سُمِّيَ الإِنْسَانُ إِلاَّ لأُنْسِهِ * وَلاَ القَلْبُ إِلاَّ أَنَّهُ يَتَقَلَّبُ

الأَضْدَاد: ====== وَيُقَالُ الأَيَلّ؛ لِصَغِيرِ الأَسْنَان، وَيُقَالُ أَيْضَاً لِكَبِيرِ الأَسْنَان 0 {لِسَانُ العَرَب: 740/ 11} وَيُقَالُ بَثْر: أَيْ كَثِير، وَيُقَالُ بَثْر: أَيْ قَلِيل 0 {لِسَانُ العَرَب: 39/ 4} وَيُقَالُ هَذَا بَسْلٌ: أَيْ حَلاَلٌ، هَذَا بَسْلٌ: أَيْ حَرَام لِلْمُذَكَّرِ وَالمُؤَنَّث، وَالجَمْعِ وَالمُفْرَد 0 {لِسَانُ العَرَب: 53/ 11} وَيُقَالُ بِعْتُهُ وَابْتَعْتُهُ: أَيْ اشْتَرَيْتُهُ، وَيُقَالُ بِعْتُهُ وَابْتَعْتُهُ: أَيْ بِعْتُهُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 23/ 8}

التَّلْعَة [مُفْرَدُ تِلاَع]: مَا عَلاَ مِنَ الأَرْض، وَيُقَالُ تَلْعَة: لِمَا انخَفَضَ مِنهَا {لِسَانُ العَرَب: 35/ 8} وَيُقَالُ لِلتَّائِبِ الْكَثِيرِ التَّوْب " تَوَّاب "، وَيُقَالُ لِقَابِلِ التَّوْب " تَوَّاب "؛ قَالَ تَعَالىَ: {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم} {التَّوْبَة/118} {فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيم} {البَقَرَة/160} {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِين} {البَقَرَة/222}

وَيُقَالُ الإِجْذامُ لِلإِقْلاَعِ عَنِ الشَّيْء، وَيُقَالُ الإِجْذَامُ أَيْضَاً لِلْعَزْمِ عَلَى فِعْلِه {لِسَانُ العَرَب: 86/ 12} وَيُقَالُ جَعِمَ الرَّجُلُ جَعَمَاً: أَيْ لَمْ يَشْتَهِ الطَّعَام، جَعِمَ جَعَمَاً: أَيْ زَادَ حِرْصُهُ وَطَمَعُه، وَرَجُلٌ جَيْعَم: أَيْ لاَ يَرَى شَيْئَاً إِلاَّ اشْتَهَاه، وَرَجُلٌ جَيْعَم: أَيْ جَائِع 0 {لِسَانُ العَرَب: 101/ 12}

وَيُقَالُ أَمْرٌ جَلَل: أَيْ جَلِيلٌ عَظِيم، وَيُقَالُ شَيْءٌ جَلَل: أَيْ حَقِير 0 {لِسَانُ العَرَب: 284/ 4، 116/ 11} وَيُقَالُ حَدَاهُ: أَيْ أَعْطَاه، وَيُقَالُ حَدَاه: أَيْ سَأَلَه 0 {لِسَانُ العَرَب: 134/ 14}

وَيُقَالُ الحَذَمَان: لِلْبُطْءِ في المَشْيِ وَلِلإِسْرَاعِ الْقَلِيلِ فِيه 0 {لِسَانُ العَرَب: 118/ 12} وَيُقَالُ لِلْغُلاَمِ الْقَوِيّ: حَزَوَّر، وَيُقَالُ لِلْغُلاَمِ الضَّعِيفِ أَيْضَاً حَزَوَّر 0 {لِسَانُ العَرَب: 185/ 4} وَيُقَالُ الحَمِيم: لِلْمَاءِ الْبَارِد، وَلِلْمَاءِ الحَارّ 0 {لِسَانُ العَرَب: 150/ 12} وَيُقَالُ كَبْشٌ حَنِيض: أَيْ كَثِيرُ اللَِّحْم، وَيُقَالُ كَبْشٌ حَنِيض: أَيْ قَلِيلُ اللَِّحْم 0 {لِسَانُ العَرَب: 235/ 7}

الحَنَف: هُوَ الاَعْوِجَاج؛ وَهُوَ أَيْضَاً الاَسْتِقَامَة؛ فَمِنَ الأَوَّلِ قَوْلُهُمْ: رَجُلٌ أَحْنَف، وَامْرَأَةٌ حَنْفَاء: أَيْ بِهِمَا اعْوِجَاجٌ في قَدَمَيْهِمَا، وَمِنَ الآخَرِ قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيَّاً وَلاَ نَصْرَانِيَّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفَاً مُسْلِمَاً وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِين} {آلِ عِمْرَان/67}

وَقَوْلُنَا عَنِ الإِسْلاَم: الحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَة، وَتَقُولُ الْعَرَبُ حَنَفَ عَنِ الشَّيْء: أَيْ مَالَ عَنهُ، وَتَقُولُ حَنَفَ عَلَى الشَّيْء: أَيْ مَالَ إِلَيْهِ، وَيُمْكِنُ الْقَوْلُ أَنَّ التَّحَنُّفَ هُوَ التَّطَهُّرَ وَالتَّرَفُّع، فَالحَنِيفُ هُوَ المُسْلِمُ الَّذِي يَتَحَنَّفُ عَن عِبَادَةِ الأَصْنَام، وَيُخْلِصُ نَفْسَهُ لله {لِسَانُ العَرَب: 57/ 9} وَيُقَالُ أَحْنَقَ الْبَعِير: أَيْ سَمِنَ، وَيُقَالُ أَحْنَقَ الْبَعِير: أَيْ هَزُلَ 0 {لِسَانُ العَرَب: 69/ 10} وَيُقَالُ خَفَيْتُ الأَمْرَ: أَيْ كَتَمْتُه، وَيُقَالُ خَفَيْتُهُ: أَيْ أَظْهَرْتُه 0 {لِسَانُ العَرَب: 234/ 14}

وَيُقَالُ أَدْهَقْتُ الإِنَاء: أَيْ مَلأْتُهُ، وَيُقَالُ أَدْهَقْتُ المَاء: أَيْ أَفْرَغْتُهُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 106/ 10} وَيُقَالُ دَوَّمَ تَدْوِيمَاً: أَيْ دَارَ، وَيُقَالُ أَيْضَاً دَوَّمَ تَدْوِيمَاً: أَيْ سَكَنَ، وَيُقَالُ الدَّائِمُ: لِلسَّاكِن، وَلِلَّذِي يَدُور 0 {لِسَانُ العَرَب: 212/ 12} وَيُقَالُ بِئْرٌ ذَمَّة: أَيْ قَلِيلَةُ المَاء، وَيُقَالُ أَيْضَاً بِئْرٌ ذَمَّة: أَيْ غَزِيرَةُ المَاء 0 {لِسَانُ العَرَب: 220/ 12} وَيُقَالُ رُفِعَ ذِكْرُهُ أَوْ قَدْرُهُ: أَيْ عَلاَ، وَيُقَالُ رُفِعَ المجْلِسُ: أَيْ خَلاَ، وَرُفِعَ الْعِلْم: أَيِ امَّحَى

رَنَّقَ: أَيْ كَدَّرَ، وَيُقَالُ رَنِقَ المَاءُ وَرَنَقَ وَتَرَنَّقَ: أَيْ تَكَدَّر، أَمَّا التَّرْنِيق: فَهْوَ مِنَ الأَضْدَاد؛ فَيَأْتي بمَعْنى التَّكْدِير، وَيَأْتي بمَعْنى التَّصْفِيَة 0 {لِسَانُ العَرَب: 126/ 10} وَالرَّهْو: السَّيْرُ الهَادِئُ اللَّيِّنُ في رِفْق، وَالرَّهْو: السَّيْرُ السَّرِيع 0 {لِسَانُ العَرَب: 340/ 14} وَيُقَالُ بَعِيرٌ زَاهِق: أَيْ شَدِيدُ الهُزَال، وَيُقَالُ بَعِيرٌ زَاهِق: أَيْ سَمِين 0 {لِسَانُ العَرَب: 147/ 10}

وَيُقَالُ أَسْدَفَ اللَّيْل: أَيْ أَظْلَم، وَيُقَالُ أَسْدَفَ الصُّبْح: أَيْ أَضَاءَ، وَيُقَالُ السَّدَف: أَيِ اللَّيْل، وَيُقَالُ السَّدَف: أَيْ ضَوْءُ النَّهَار، وَيُقَالُ أَسْدِفْ لَنَا السِّرَاج: أَيْ أَوْقِدْهُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 146/ 9} وَيُقَالُ أَسَرَّ الخَبرَ: أَيْ كَتَمَهُ، وَيُقَالُ أَسَرَّ النَّبيُّ إِلىَ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثَاً: أَيْ أَظْهَرَهُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 356/ 4} أَشْرَاطُ النَّاسِ أَيْ عِلْيَتُهُمْ، وَأَشْرَاطُ النَّاس: أَيْ أَرَاذِلُهُمْ 0 {لِسَانُ العَرَب: 329/ 7}

وَيُقَالُ شَرَيْتُهُ وَاشْتَرَيْتُهُ: إِذَا اشْتَرَيْتُهُ وَإِذَا بِعْتُه 0 {لِسَانُ العَرَب: 427/ 14} وَيُقَالُ شَفَّ الشَّيْء: أَيْ زَادَ، وَيُقَالُ شَفَّ الشَّيْء: أَيْ نَقَصَ 0 {لِسَانُ العَرَب: 179/ 9} وَيُقَالُ شَامَ السَّيْفَ شَيْمَاً: أَيْ سَلَّهُ، وَيُقَالُ شَامَ السَّيْفَ شَيْمَاً: أَيْ أَغْمَدَهُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 329/ 12} وَيُقَالُ لِلَّذِي يَسْتَغِيث: الصَّرِيخ، وَيُقَالُ لِلَّذِي يُغِيثُهُ أَيْضَاً: الصَّرِيخ 00 وَمُصْرِخِكُمْ أَيْ مُغِيثُكُمْ 0 {لِسَانُ العَرَب: 33/ 3}

وَيُقَالُ لِمَنْ لاَ يُطِيقُ الْبَرْد: المِصْرَاد، وَيُقَالُ لِلَِّذِي لاَ يُطِيقُهُ أَيْضَاً: المِصْرَاد 0 {لِسَانُ العَرَب: 248/ 3} وَيُقَالُ الصَّرِيم: لِلصُّبْح، وَيُقَالُ أَيْضَاً لِلَّيْل 0 {لِسَانُ العَرَب: 334/ 12} وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ الحَار: صِنَّبْر، وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ الْبَارِدِ أَيْضَاً: صِنَّبْر 0 {لِسَانُ العَرَب: 469/ 4} وَيُقَالُ أَضَبُّواْ عَنِ الْكَلاَم: أَيْ سَكَتُواْ، وَيُقَالُ أَضَبُّواْ في الْكَلاَم: أَيْ خَاضُواْ وَأَفَاضُو 0 {لِسَانُ العَرَب: 538/ 1}

وَيُقَالُ طَلَعَ عَلَيْهِمْ: أَيْ أَتَاهُمْ، وَيُقَالُ طَلَعَ عَنهُمْ: أَيْ غَابَ عَنهُمْ 0 {لِسَانُ العَرَب: 235/ 8} وَيُقَالُ لِلسَّمِينِ المُطَهَّم، وَيُقَالُ أَيْضَاً لِلنَّحِيفِ المُطَهَّم 0 {لِسَانُ العَرَب: 372/ 12}

وَيُقَالُ ظَنُّواْ: أَيْ شَكُّواْ، وَيُقَالُ ظَنُّواْ: أَيْ أَيْقَنُواْ 0 وَمِنَ الَّذِي بِمَعْنىَ الشَِّكِّ قَوْلُهُ جَلَّ وَعَلاَ: {إِنْ نَظُنُّ إِلاَّ ظَنَّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِين} {الجَاثِيَة/32} {وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا} {الأَحْزَاب/10} {وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِن هُمْ إِلاَّ يَظُنُّون} {الجَاثِيَة/24}

وَمِنَ الَّذِي بِمَعْنىَ الْيَقِينِ قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ: {قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُلاَقُو اللهِ كَمْ مِن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِين} {البَقَرَة/249} {وَظَنُّواْ أَنْ لاَ مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم} {التَّوْبَة/118} {لِسَانُ العَرَب: 272/ 13}

وَيُقَالُ أَعْبَلَتِ الشّجَرَة: أَيْ أَوْرَقَتْ، وَيُقَالُ أَعْبَلَتِ الشّجَرَة: أَيْ سَقَطَ وَرَقُهَا 0 {لِسَانُ العَرَب: 420/ 11} عَدَلَ: يُقَالُ عَدَلَ عَنِ الحَقّ: أَيْ حَادَ عَنهُ، وَعَدَلَ في الحُكْم: أَيْ حَكَمَ بِالْعَدْل 0 {لِسَانُ العَرَب: 430/ 11}

وَيُقَالُ عَسْعَسَ اللَّيْلُ: أَيْ أَقْبَلَ، وَعَسْعَسَ أَيْضَاً: أَيْ أَدْبَرَ 0 {لِسَانُ العَرَب: 139/ 6} الْغَرِيم: يُقَالُ لِلَّذِي عَلَيْهِ الدَّيْنُ غَرِيمَاً، وَيُقَالُ لِلَّذِي لَهُ الدَّيْنُ غَرِيمَاً {اللِّسَان: 436/ 12} وَيُقَالُ لَيْلَةٌ غَاضِيَة: أَيْ مُضِيئَة، وَيُقَالُ لَيْلَةٌ غَاضِيَة: أَيْ مُظْلِمَة 0 {لِسَانُ العَرَب: 128/ 15} وَيُقَالُ لِلصُّعُود: الإِفْرَاع، وَيُقَالُ لِلْهُبُوطِ أَيْضَاً الإِفْرَاع 0 {لِسَانُ العَرَب: 251/ 3}

وَيُقَالُ أَفْزَعْتُهُ: أَيْ أَخَفْتُهُ، وَيُقَالُ أَفْزَعْتُهُ: أَيْ أَغَثْتُه، وَيُقَالُ الْفَزِعُ: لِلْمُغِيثِ وَالمُسْتَغِيث 0 {لِسَانُ العَرَب: 251/ 8} الْقُرْء: يَأْتي بِمَعْنى الحَيْض، وَيَأْتي بِمَعْنى الطُّهْر، قَالَ جَلَّ وَعَلاَ: {وَالمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوء} {البَقَرَة/228} {لِسَانُ العَرَب: 128/ 1} وَيُقَالُ أَقْرَنَ الرَّجُل: أَيْ عَجَزَ عَنِ الأَمْر، وَيُقَالُ أَقْرَنَ: إِذَا قَدَرَ عَلَيْهِ وَأَطَاقَه {لِسَانُ العَرَب: 331/ 13}

وَمِنهُ قَوْلُهُ تَعَالى: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينْ} {الزُّخْرُف/13} وَيُقَالُ ثَوْبٌ قَشِيب: أَيْ جَدِيدٌ حَدِيث، وَيُقَالُ ثَوْبٌ قَشِيب: أَيْ قَدِيم {لِسَانُ العَرَب: 672/ 1} وَيُقَالُ قَسَطَ: أَيْ عَدَلَ [مِنَ الْقِسْطِ أَيِ الْعَدْل]، وَيُقَالُ قَسَطَ: أَيْ جَارَ وَظَلَم؛ وَمِنهُ قَوْلُهُ تَعَالىَ: {وَأَنَّا مِنَّا المُسْلِمُونَ وَمِنَّا القَاسِطُونَ فَمَن أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّواْ رَشَدَا {14} وَأَمَّا القَاسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَبَا} {الجِنّ} {لِسَانُ العَرَب: 377/ 7}

وَيُقَالُ قَعَدَ: أَيْ جَلَسَ، وَيُقَالُ قَعَدَ: أَيْ قَام 0 {لِسَانُ العَرَب: 357/ 3} قَنِعَ بِالْكَسْرِ يَقْنَعُ قُنُوعاً وقَنَاعَةً: أَيْ رَضِيَ، وقَنَعَ بِالْفَتْحِ يَقْنَعُ قُنُوعَاً: أَيْ سَأَل، وَيُقَالُ الْقَانِعُ: أَيِ الرَّاضِي، وَالْقَانِعُ أَيِ السَّائِل 0 {لِسَانُ العَرَب: 297/ 8}

وَيُقَالُ فُلاَنٌ قِفْوَتُنَا: أَيْ تُهْمَتُنَا، وَفُلاَنٌ قِفْوَتُنَا: أَيْ صَفْوَتُنَا 0 {لِسَانُ العَرَب: 192/ 15} وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ أَكْرَى: إِذَا زَادَ أَوْ نَقَصَ، وَإِذَا طَالَ أَوْ قَصُرَ 0 {لِسَانُ العَرَب: 218/ 15} وَيُقَالُ لَمَقَ الْكَلِمَةَ لَمْقَاً: أَيْ كَتَبَهَا، وَيُقَال: لَمَقَ الْكَلِمَةَ لَمْقَاً: أَيْ محَاهَا 0 {لِسَانُ العَرَب: 332/ 10} وَيُقَالُ لأَوَّلِ مَا يُسْقَى مِنَ الْبِئْرِ أَوِ الإِنَاء: مُكْلَة، وَيُقَالُ أَيْضَاً لآخِرِ مَا يَبْقَى فِيهِ مُكْلَة 0 {لِسَانُ العَرَب: 628/ 11}

وَيُقَالُ لِلضَّعِيف: المَنِين، وَيُقَالُ أَيْضَاً لِلْقَوِيّ: المَنِين؛ مِنَ المُنَّة: أَيِ الْقُوَّة 0 {لِسَانُ العَرَب: 415/ 13} وَيُقَالُ النِّدّ: لِلْمِثْلِ وَالضِّدّ {وَتجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادَاً ذَلِكَ رَبُّ العَالَمِين}: أَيْ نُظَرَاء 0 {لِسَانُ العَرَب: 413/ 3} وَيُقَالُ نَصَلَ السَِّهْم: أَيْ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ الرَّمِيَّة، وَيُقَالُ نَصَلَ السَِّهْم: أَيْ خَرَج 0 {لِسَانُ العَرَب: 662/ 11} وَيُقَالُ نَضَحَتِ الإِبِل: أَيْ شَرِبَتْ حَتىَّ ارْتَوَتْ أَوْ شَرِبَتْ دُونَ الرِّيّ 0 {لِسَانُ العَرَب: 618/ 2}

وَيُقَالُ لِلظَّمْآن: نَاهِل، وَيُقَالُ أَيْضَاً لِمَنْ شَرِبَ حَتىَّ ارْتَوَى: نَاهِل 0 {لِسَانُ العَرَب: 680/ 11} وَيُقَالُ تَهَجَّدَ: أَيْ سَهِرَ، وَيُقَالُ تَهَجَّدَ: أَيْ نَامَ 0 {لِسَانُ العَرَب: 431/ 3} وَيُقَالُ أَهْمَدَ في سَيْرِهِ: أَيْ أَسْرَعَ، وَيُقَالُ أَهْمَدَ في سَيْرِهِ: أَيْ أَبْطَأ 0 {لِسَانُ العَرَب: 436/ 3} وَيُقَالُ أَوْدَعَهُ الشَّيْء: أَيْ تَرَكَهُ عِنْدَه، وَيُقَالُ لِلطَّرَفِ الآخَرِ أَوْدَعَهُ الشَّيْء: أَيْ قَبَضَهُ لِيَحْفَظَه؛ أدْرَجَهُ الْكَسَائِيُّ ضِمْنَ الأَضْدَاد 0 {لِسَانُ العَرَب: 380/ 8}

وَيُقَالُ أَوْرَقْنَا في الْغَزْو: أَيْ غَنِمْنَا، وَيُقَالُ أَوْرَقْنَا في الْغَزْو: أَيْ أَخْفَقْنَا 0 {لِسَانُ العَرَب: 374/ 10} وَيُقَالُ لِلْمَاءِ الْقَلِيل: الْوَشَل، وَيُقَالُ أَيْضَاً لِلْمَاءِ الْكَثِيرِ أَيْضَاً: الْوَشَل 0 {لِسَانُ العَرَب: 725/ 11} وَيُقَالُ لِلَّذِي يُوصِي: الْوَصِيّ، وَيُقَالُ لِلَّذِي يُوصَى لَهُ أَيْضَاً الْوَصِيّ 0 {لِسَانُ العَرَب: 394/ 15} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*

أَمْشَاجٌ لُغَوِيَّة تَدَاخُلُ الإِنجِلِيزِيَةِ وَالعَرَبِيَّة: طَوِيل: { Tall} ـ قَنَاة: { Canal}{ كُوب: Cup} { غَزَال: Gazelle}{ جِنْس: Genus}{ غَرْغَرَة: gargle} عَدّ [مِنَ الْعَدَد]: { add}{ السِّمْسِم: Sesame}{ الْكَافُور: camphor} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*

تَدَاخُلُ الفَرَنْسِيَّةِ وَالعَرَبِيَّة: {يَشْتَرِي: Acheter}{ كَسَر: Casser} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*

تَدَاخُلُ الإِيطَالِيَّةِ وَالعَرَبِيَّة: وَفي: " نِبِّي " أَيْ نَبْغِي 0 تَدَاخُلُ الرُّوسِيَّة وَالعَرَبِيَّة: فِيهَا: " كَاك " أَيْ كَيْفَ 0 وَفِيهَا: " أَقْد " أَيْ عَقْد 0 وَفِيهَا: " قُطّ " أَيْ قِطّ 0 وَفِيهَا: " اسْتُرُوكَا " أَيْ سَطْر 0 وَفِيهَا: " أَلمَاظ " أَيْ أَلمَاس 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*

تَدَاخُلُ الهِنْدِيَّة وَالعَرَبِيَّة: مجْرِم ـ جَرِيمَة، قَانُون، تَهَاني ـ مَبْرُوك، جَرِيمَة 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° المَعْنى الصَّحِيح لِلْكَارِيزْمَا: لَيْسَ قُوَّةَ الشَّخْصِيَّة، كَلاَّ وَلاَ الحُضُور [حُضُورُ الْبَدِيهَة]، وَلاَ الْقَبُول، وَلَكِنَّ المَعْنى الصَّحِيحَ لِلْكَارِيزْمَا كَمَا في قَامُوسِ المحَدِّث: هُوَ الْفِتْنَة، وَالسِّحْر [ charisma] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

نُزْهَةٌ في لِسَانِ الْعَرَب بَابُ الأَرْض/ع، المَكَان/ع، الأَمَاكِن/ع، الْبَلَد/ع، الْبَلاَد/ع: يُقَالُ عَلَى لَدِيدَيِ الوَادِي: أَيْ عَلَى جَانِبَيْه 0 {لِسَانُ العَرَب: 390/ 3} بَابُ الأَصْل/ع، النَّوْع/ع: بَابُ الطُّرُق/ع، السُّبُل/ع:

بَابُ الأَكْل/ع، الطَّعَام/ع، الأَطْعِمَة/ع: يُقَالُ لَقَمَهُ يَلْقُمُهُ لَقْمَاً، وَلاَ يُقَالُ يَلْقَمُهُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 546/ 12} الصَّفْصَافَة: هِيَ السَّكبَاج 0 وَالسِّلْقُ هُوَ الفِجْل 0 السَّرَنْد: هُوَ المَنخُل 0 قَالَ ابْنُ الأَعْرَابيّ: الذَّوْذَخُ وَالوَخْواخ: أَيْ مَا لاَ حَلاَوَةَ لَهُ وَلاَ طَعْم، مِنَ التَّمْرِ وَالثِّمَار 0 {لِسَانُ العَرَب: 16/ 3، 66/ 3}

بَابُ الأَسْقِيَة/ع، الأَشْرِبَة/ع: الزِّفْر: القِرْبَة 0 آلاَت/ع، آلَة/ع: النُّفَاثَة: الشَّظْيَةُ السِّوَاكِ تَبْقَى بِفَمِ الرَّجُلِ بَعْدَ تَسَوُّكِهِ فَيَنْفُثُهَا 0 {لِسَانُ العَرَب: 504/ 3}

الدِّسَار: هُوَ المِسْمَار؛ وَمِنهُ قَوْلُهُ تَعَالى: {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُر} {القَمَر/13} الغِسْلُ وَالأُشْنَان: مَادَّةٌ حِمْضِيَّة، كَانَتِ العَرَبُ تَسْتَعْمِلُهَا مَعَ المَاءِ لِلتَّنْظِيفِ كَالصَّابُونِ الْيَوْم، وَيُقَالُ لَهُ الحَرْض، وَالغَسُّول، وَالقُلاَم، وَمِمَّا يُغْسَلُ بِهِ: القِلَى وَالقِلْي: وَهُوَ رَمَادُ الغَضَى 0 وَالْعَجِيبُ أَنَّ كَلِمَةَ الصَِّابُونِ كَانَ لَهَا ذِكْرٌ عَلَى أَلْسِنَةِ الأُدَبَاءِ وَالمحَدِّثِين بَعْدَ سَنَةِ 200 هـ، بَلْ لََقَدْ وَرَدَتْ عَلَى لِسَانِ أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا في حَدِيثِهَا عَنْ مَقْتَلِ عُثْمَانَ بِسِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0

السَّرَنْد: هُوَ المَنخُل 0 بَابُ الأَسْمَاء/ع، الْكُنى/ع، الأَلْقَاب/ع: أَبُو طَلحَة: الطَّلحَةُ شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ ذَاهِبَةٌ في السَّمَاءِ لَهَا ظِلٌّ ظَلِيل 0 أَبُو حِسْل: كُنيَةُ الضَّبّ 0 {لِسَانُ العَرَب: 539/ 1} أَبْصَرَ: [انْظُرِ الْعَينَ بحَرْفِ الْعَين] بَابُ الْبَلاَيَا/ع، المَصَائِب/ع، الْهَلاَك/ع، المَوْت/ع:

تَقُولُ زِيجَةٌ رَقْمَاء أَوْ وَرْطَةٌ رَقْمَاء: أَيْ دَهْيَاء 0 النَّيْطَل: أَيِ المَوْتُ وَالهَلاَك 0 الْبِنْت: [انْظُرِ الرَّجُلَ 0 بحَرْفِ الرَّاء] بَيْت/ع، مَنْزِل/ع: الخَصَاص: الفُرْجَةُ الَّتي بِالبَاب 0 الجَمَال: [انْظُرِ الحُسْنَ بحَرْفِ الحَاء] الثُّقْل/ع، الحِمْل/ع: الزَّفْرُ مَصدَرُ قَوْلِكَ: زَفَرَ الحِمْلَ يَزْفِرُهُ زَفْراً: أَيْ حَمَلَهُ، ازْدَفَرَهُ أَيضاً 0

أَسْمَاءُ الجَبَل/ع: أَبُو دُلاَمَة: مِنْ كُنى الجِبَال 0 وَالصَّبِيرُ الجَبَل 0 الْعَقَبَة: الجَبَلُ الطَّوِيلُ الشَّدِيدُ صَعْبُ المُرْتَقَى 0 العَقَبَةُ: طَرِيقٌ وَعْرَةٌ في الجَبَل، وَالْعَقَبَةُ الجَبَلُ الطَّوِيلُ الشَّدِيدُ صَعْبُ المُرْتَقَى، قَالَ الأَزْهَرِيّ: والجَمْعُ: عِقَابٌ وَعَقَبَاتٌ، وَيُقَال:: مِن أَيْنَ كَانَتْ عَقِبُك: أَيْ مِن أَيْنَ أَقْبَلْتَ 00؟

بَابُ الجِنْس/ع، الجِمَاع/ع: الزَّخُّ أَيِ الدَّفْع؛ وَمِنهُ قِيلَ زخَّ الإِبِلَ يَزُخُّها زَخَّاً سَاقَهَا وَدَفَعَهَا أَمَامَهُ بِقُوَّة، المرْأَةَ يَزُخُّها زَخّاً وزَخْزَخَها: أَيْ جَامَعَهَا، وَزَخَّةُ الإِنْسَانِ وَمَزَخَّتُهُ وَمِزَخَّتُه: أَيِ امْرَأَتُه، وَزَخَّتِ المَرْأَةُ بِالمَاءِ تَزُخُّ: أَيْ دَفَعَتْهُ، وَامْرَأَةٌ زَخَّاخَةٌ وَزَخَّاء: أَيْ تَزُخُّ المَاءَ عِنْدَ الجِمَاع، وَزَخَّ بِبَوْلِهِ زَخَّاً: أَيْ دَفَعَ بِهِ ـ مِثْلُ ضَخَّ ـ وَالزَّخُّ السُّرعة، والزَّخُّ وَالنَّخّ: السَّيرُ العنِيف، وَالزَّخُّ وَالزَّخَّة: أَيِ الحِقْدُ وَالغَيْظُ وَالْغَضَب، وَيُقَال: زَخَّ الرَّجُلُ زَخَّاً: أَيِ اغْتَاظ، وَالزَّخِيخ: النار، وَقِيلَ هِيَ شِدَّةُ بَرِيقِ الجَمْرِ وَالحَرِّ وَالحَرِير؛ لأَنَّ الحَرِيرَ يَبْرُق 0 {لِسَانُ العَرَب: 20، 21/ 3}

يُقَالُ لِفَرْجِ المَرْأَة: الحَيَاء 0 الإِسْكَتَان: جَانِبَا فَرْجِ المَرْأَة، وَالشُّفْرَان: حَافَّتَا الإِسْكَتَينِ مِنَ الدَّاخِل، وَالأَشْعَرَان: هُمَا الإِسْكَتَان؛ وَسُمِّيَا بِهَذَا الاَسْم؛ لأَنَّهُمَا مَنْبِتُ الشَّعْرِ في فَرْجِ المَرْأَة {اللِّسَان: 415/ 4} القُذَّتَان: الأُذُنَانِ مِنَ الإِنْسَانِ وَالْفَرَس، وَالْقُذَّتَان: الإِسْكَتَان {لِسَانُ العَرَب: 504/ 3}

وَالمَرْأَةُ الرَّتْقَاءُ: هِيَ الَّتي الْتَصَقَ مِنهَا الإِسْكَتَانِ أَوِ الشُّفْرَان، وَيُقَال: لَهَا أَيْضَاً الحَصْرَاء، وَيُقَال: لَهَا حَائِص، وَرَصُوص، وَخُلَّق، وَخَلْقَاء، وَرَطُوم، وَمُكْدِيَة، وَعَكْسُهَا الفَتْقَاء: وَهِيَ وَاسِعَةُ فَتْحَةِ الْفَرْج 0 {لِسَانُ العَرَب: 18/ 7، 90/ 10، 114/ 10، 297/ 10، 245/ 12، 217/ 15}

الأَجْهِزَة: المَنْجَنِين أَوِ وَالمَنْجَنُون، النَّاعُورَة: هِيَ السَّاقِيَة 0 {لِسَانُ العَرَب: 220/ 5، 423/ 13} بَابُ الحِرَف/ع: الْعَزْمِيّ: هُوَ بَيَّاعُ الثَّجِير: أَيْ مُصَاصَةُ الْعَصِيرِ وَمَا يُتَبَقَّى مِن عُودِ الْقَصَبِ أَوْ الثَّمَرَةِ بَعْدَ عَصْرِهِمَا 0 {لِسَانُ العَرَب: 401/ 12} بَابُ الحُسْنِ/ع، وَالجَمَال/ع: جَارِيَةٌ عَتِيقَة: أَيْ جَمِيلَة 0

الحِمْل: [انْظُرِ الثُّقْل] بَابُ الحَيَوَان/ع، الحَيَوَانَات/ع: يُقَالُ الْكَوْسَج وَالجَمَل، وَالْكُبَع، وَالْكُبَعَة، وَاللُّخْم: كُلُّهَا أَسْمَاءٌ لأَسْمَاكٍ تَأْكُلُ النَّاس الزَّخُّ أَيِ الدَّفْعُ في سُرْعَة؛ وَمِنهُ قِيلَ زخَّ الإِبِلَ يَزُخُّها زَخَّاً سَاقَهَا وَدَفَعَهَا أَمَامَهُ بِقُوَّة، والزَّخُّ وَالنَّخّ: السَّيرُ العنِيف، وَالزَّخُّ وَالزَّخَّة: أَيِ الحِقْدُ وَالغَيْظُ وَالْغَضَب، وَيُقَال: زَخَّ الرَّجُلُ زَخَّاً: أَيِ اغْتَاظ، وَالزَّخِيخ: النار، وَقِيلَ هِيَ شِدَّةُ بَرِيقِ الجَمْرِ وَالحَرِّ وَالحَرِير؛ لأَنَّ الحَرِيرَ يَبْرُق {لِسَانُ العَرَب: 20، 21/ 3} الْوَعْلُ وَالْوَعِل: التَّيْسُ الجَبَلِيّ 0 {لِسَانُ العَرَب: 730/ 11} مِن أَسْمَاءِ الجَمَل/ع: يُقَالُ لِلْجَمَلِ الضَّخْمِ زُفَر 0 مِن أَسْمَاءِ الأَسَد/ع: يُقَالُ لِلأَسَدِ زُفَر 0 بَابُ الطَّيْر/ع، الطُّيُور/ع:

الزَّبِيط: صَوْتُ الْبَطّ؛ وَيُقَال: زَبَطَتِ الْبَطَّةُ زَبْطَاً وَزَبِيطَاً {لِسَانُ العَرَب: 307/ 7} الدِّيك/ع: الشُّقَر: الدِّيك 0 كَانَ أَحَدُ الشُّعَرَاءِ سَائِرَاً في طَرِيقِهِ مُغْضَبَاً؛ فَأَبْصَرَ دِيكَاً يُؤَذِّنُ وَهُوَ يَبْسُطُ جَنَاحَيْهِ فَقَال: أَفَتَهْزَأُ بِالدِّين أَيُّهَا الدِّيكُ اللَّعِين تُصَفِّقُ في التَّأْذِين مَنْ لي الآنَ بِالسِّكِّين العُقَابُ: طَائِرٌ كَالصَّقْر، وَهِيَ كَلِمَةٌ مُؤَنَّثَة؛ فَتَقُول: حَطَّتْ عَلَى الجِدَارِ الْعُقَاب، وَيَبْدُو أَنَّ الْعَرَبَ أَنَّثَتْهُ لِغَلَبَةِ الإِنَاثِ عَلَيْه، فَإِن أُرِيدَ إِطْلاَقَهُ عَلَى الذَّكَرِ قِيل: هَذَا عُقَابٌ ذَكَر، وَالجَمْعُ أَعْقُبٌ وَأَعْقِبَةٌ وَعِقْبَانٌ ـ وَلاَ يُقَالُ عُقْبَان ـ وَجَمْعُ الجَمْع: عَقَابِين {اللِّسَان: 621/ 1}

بَابُ الأَصْوَات/ع، صَوْتُ الطُّيُورِ وَالحَيَوَانَات 0 صَوْت/ع: صَوْتُ الْبَغْل: شَحِيج؛ وَيُقَال: بَعِيرٌ شَحَّاج 0 بَابُ الحَشَرَات/ع: القَتَع: الدُّودُ الَّذِي يَكُونُ في جَوْفِ القَصَب: أَيِ الغَابِ وَالبُوص 0 الحُبّ/ع، الوُدّ/ع، الصُّلْح/ع: الحِجِّيزَى: التَّحْجِيزُ وَالمحَاجَزَة 0 الحِقْد/ع، الْكَرَاهِيَة/ع، البُغْض/ع: الزَّخُّ أَيِ الدَّفْعُ في سُرْعَة؛ وَمِنهُ قِيلَ زخَّ الإِبِلَ، وَالزَّخُّ وَالزَّخَّة: أَيِ الحِقْدُ وَالغَيْظُ وَالْغَضَب، وَيُقَال: زَخَّ الرَّجُلُ زَخَّاً: أَيِ اغْتَاظ، وَالزَّخِيخ: النار، وَقِيلَ هِيَ شِدَّةُ بَرِيقِ الجَمْرِ وَالحَرِّ وَالحَرِير؛ لأَنَّ الحَرِيرَ يَبْرُق 0 {لِسَانُ العَرَب: 20، 21/ 3} الحَذَر/ع:

تَغِرَّةَ كَذَا وَكَذَا: أَيْ حِذَارَ كَذَا وَكَذَا، أَوْ مخَافَةَ كَذَا وَكَذَا {لِسَانُ العَرَب: 14/ 5} بَابُ الحَسَد/ع: أَلاَ تَلْحَظُ أَنَّ مَادَّةَ النَّفْسِ وَالعَينِ لاَ يَشْتَرِكَانِ في التَّوْكِيدِ فَقَطْ، بَلْ وَفي إِفَادَةِ مَعْنى الحَسَد؛ فَتَقُولُ الْعَرَب: نَفْسُ الشَّيْء: أَيْ عَيْنُهُ؛ وَتَقُولُ أَيْضَاً: نَفَسَهُ أَيْ عَانَهُ أَيْ حَسَدَه 0 نَفْسُ الشَّيْءِ أَيْ عَيْنُهُ؛ وَمِنهُ قِيلَ نَفَسَهُ أَيْ عَانَهُ أَيْ حَسَدَه، وَفيمَا صَحَّ وَاشْتُهِرَ مِنْ لَهَجَاتِ العَرَبِ أَيْضَاً نَفَثَهُ: بمَعْنى نَفَسَهُ 0 الخِضَاب: [انْظُرْ أَدَوَاتِ الزِّينَةِ بحَرْفِ الزَّايْ] الخَمْر/ع:

قَالَ ابْنُ مَنْظُورٍ في لِسَانِ العَرَب: " المُزُّ والمُزَّةُ والمُزَّاء: الخَمْرُ اللَّذِيذَةُ الطَّعْم، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِلَذْعِهَا اللِّسَان " 0 وَنَقَلَ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ اللُّغَةِ قَوْلَهُ: " المَزَّةُ بِفَتْحِ المِيم: الخمر " 0 {لِسَانُ العَرَب: 307/ 5} الذَّهَب/ع، الجَوَاهِر/ع: الأَلمَاس: هُوَ مُا نُسَمِّيهِ الأَلمَاظ 0 {لِسَانُ العَرَب: 213/ 6} رَأَى: [انْظُرِ الْعَينَ بحَرْفِ الْعَين]

مَعَاني الأَسْمَاء، وَالكُنىَ وَالأَلقَاب: أَبُو طَلحَة: الطَّلحَةُ هِيَ شَجَرَةُ المَوْز 0 [تَفسِيرُ الإِمَامِ الطَّبرِي لِسُورَةِ الوَاقِعَة: 29] السَّمَوْأَل: أَيِ الظِّلّ 0 {لِسَانُ العَرَب: 347/ 11} جَعْفَر: الجَعْفَرُ النَّهْرُ الْفَيَِّاض 0 {لِسَانُ العَرَب: 142/ 4}

أَسْمَاءُ الْوَلَد/ع، الصَّبيّ/ع، الطِّفْل/ع: أَسْمَاءُ البِنْت/ع: الرَّجُل/ع: رَجُلٌ ضُبَاضِب أَوْ بَعِيرٌ ضُبَاضِب: أَيْ سَمِينٌ قَصِيرٌ فَاحِشٌ جَرِيء {اللِسَان: 543/ 1} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَجُلٌ ضِبْضِب: سَمِينٌ قَصِيرٌ فَاحِشٌ جَرِيء {لِسَانُ العَرَب: 543/ 1} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رَجُلٌ ضُبَاضِب أَوْ بَعِيرٌ ضُبَاضِب: أَيْ سَمِينٌ قَصِيرٌ فَاحِشٌ جَرِيء {اللِسَان: 543/ 1} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

المَرْأَة/ع: الجَنْفَلِيقُ: الضَّخْمَةُ مِنَ النِّسَاء، وَهِيَ العَظِيمَة، وَكَذَلِكَ الشَّفْشَلِيقُ {اللِّسَان: 37/ 10} امْرَأَةٌ ضِبْضِب: أَيْ سَمِينَةٌ قَصِيرَة 0 {لِسَانُ العَرَب: 543/ 1} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° بَابُ التَّرْحِيب/ع، الضِّيَافَة/ع: حَيَّاكَ الله: أَيْ عَمَّرَك 0 {لِسَانُ العَرَب: 217/ 14} بَابُ لأَمَةِ الحَرْب/ع: بَابُ الزِّينَة/ع: أَسْمَاءُ الْعِطْر/ع، وَالكُحْل/ع، وَالخِضَاب/ع: الخُولاَن: ضَرْبٌ مِنَ الكُحْل 0 السَّبّ: [انْظُرِ الشَّتْمَ بحَرْفِ الشِّين] السُّبُل: [انْظُرِ الأَرْضَ بحَرْفِ الأَلِف] السَّبَب/ع، الأَسْبَاب/ع: مِنْ جَرَّاءِ كَذَا وَكَذَا: أَيْ بِسَبَبِ كَذَا وَكَذَا، وَمِنهُ هَذَا الحَدِيث: عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ مِنْ جَرَّاءِ هِرَّةٍ لهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2619 / عَبْد البَاقِي] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مَظَانُّ الشَّيْء: أَيْ مَنَابِعُهُ الَّتي يُطْلَبُ مِنهَا 0 المَعَادِن: المَرْمَرِيس: أَيِ الأَمْلَس، وَالمَرْمَرِيس: الرُّخَامُ الأَمْلَس، وَالمَرْمَرِيس: الأَرْضُ الَّتي لاَ تُنْبِت 0 {لِسَانُ العَرَب: 215/ 6} السَّحَاب/ع، الْغَيْم/ع: الغَيْم: جَمْعُهُ غُيُوم وَغِيَام، وَيُقَال: غَامَتِ السَّمَاءُ وَأَغَامَتْ، وَأَغْيَمَتْ وَغَيَّمَتْ وَتَغَيَّمَتْ {لِسَانُ العَرَب: 170/ 12} الصُّرَّادُ: غَيْمٌ رَقِيقٌ لاَ مَاءَ فِيه 0 [لِسَانُ العَرَب] أَسْمَاءُ النَّعِيم/ع، السَّعَادَة/ع، السُّرُور/ع: مِن أَسْمَاءِ السَّيْف/ع:

السَّيْر/ع، المَشْي/ع، الجَرْي: أَسِيرُ شَأْوَاً وَأَرْكَبُ شَأْوَاً، أَيْ: أَسِيرُ شَوْطَاً وَأَرْكَبُ شَوْطَاً الشِّجَار/ع، المُشَاجَرَة/ع، العِرَاك/ع، المَعْرَكَة/ع: الحِجِّيزَى: التَّحْجِيزُ وَالمحَاجَزَة 0 الصَّبيّ: [انْظُرِ الرَّجُلَ 0 بحَرْفِ الرَّاء] الصُّلْح: [انْظُرِ الحُبَّ بِحَرْفِ الحَاء] بَابُ الصِّفَات/ع: الجَحْدَر: الرَّجُلُ الجَعْدُ القَصِير، وَالأُنْثَى جَحْدَرَة، وَيُقَال: جَحْدَرَ صَاحِبَهُ وجَحْدَلَهُ: إَذَا صَرَعَهُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 4/ 118} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الجُود/ع، الجَوَّاد/ع: يُقَالُ لِلرَّجُلِ الجَوَّادِ زُفَر 0 الشَّحَاعَة/ع، الشُّجَاع/ع: يُقَالُ لِلرَّجُلِ الشُّجَاعِ زُفَر 0 بَابُ الطِّيبَةِ/ع، وَالسَّمَاحَة/ع:

لَيِّنُ العَرِيكَةِ، لَيِّنُ الأَخْلاَقِ، ذَلِيلُ الجَنَاحِ غَضِيضُ الطَّرْف، مَيْمُونُ النَّقِيبَةِ: أَيْ يُسْتَبْشَرُ بِقُدُومِه، دَمِثُ الأَخْلاَقِ، مُتَوَاضِعٌ سَهْلٌ لَيِّنُ الجَانِب، آمِنُ السِّرْب، طَيِّبُ الصَّدْر، كَرِيمُ المحَيَّا، الوَجْه، سَمْحُ الخَلِيقَة، يُغْضِي عَلَى القَذَى وَلاَ تخْشَى بَوَادِرُهُ 0 الأَحْمَق/ع، الجَاهِل/ع: الْعَوْكَل: الرَّجُلُ الْقَصِيرُ الأَفْحَج: أَيْ مُتَبَاعِدُ مَا بَينَ السَّاقَين، وَكَذَلِكَ الْعَوْكَل: المَرْأَةُ الحَمْقَاء 0 {لِسَانُ العَرَب: 467/ 11} الشَّتْم/ع، السَّبّ/ع، الهِجَاء/ع: شَنْظَرَ الرَّجُلُ بِالْقَوْمِ أَيْ شَرَّدَ بِأَعْرَاضِهِمْ 0 {اللِّسَان: 431/ 4} بَابُ الصِّدْق/ع، الْكَذِب/ع:

افْتَأَتَ فُلاَنٌ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْهُ افْتِئَاتَاً: أَيِ اخْتَلَقَه، وَقِيلَ افْتَأَتَ فُلاَنٌ عَلَيْنَا يَفْتَئِتُ افْتِئَاتَاً: أَيِ اسْتَبَدَّ عَلَيْنَا بِرَأْيِه 0 {لِسَانُ العَرَب: 69/ 2} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ضَرَبَ/ع، صَرَعَ/ع: الجَحْدَر: الرَّجُلُ الجَعْدُ القَصِير، وَالأُنْثَى جَحْدَرَة، وَيُقَال: جَحْدَرَ صَاحِبَهُ وجَحْدَلَهُ: إَذَا صَرَعَهُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 4/ 118} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الضِّيَافَة: [انْظُرِ التَّرْحِيب 0 بحَرْفِ الرَّاء] الطُّرُق: [انْظُرِ الأَرْضَ بحَرْفِ الأَلِف] طَعَام/ع: [انْظُرِ الأَكْل] بَابُ الطَّقْس/ع: صَبَارَّة الشِّتَاء: أَيْ شِدَّةُ بُرُودَتِه 0 حَمَارَّةُ الصَّيْف: أَيْ شِدَّةُ حَرَارَتِه 0 العَجَلَة/ع:

تَلَهْوَجَ الشَّيْء: أَيْ تَعَجَّلَهُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 259/ 2} بَابُ الأَعْضَاء/ع ـ بَدْءَاً بِشَعْرِ الرَّأْس، وَنُزُولاً وَانْتِهَاءً بِأَصَابِعِ الْقَدَمَين: بَنَاتُ الهَام: أَيِ المُخّ {لِسَانُ العَرَب: 624/ 12} القُذَّتَان: الأُذُنَانِ مِنَ الإِنْسَانِ وَالْفَرَس، وَالْقُذَّتَان: الإِسْكَتَان {لِسَانُ العَرَب: 504/ 3} عَكَدَةُ اللِّسَانِ أَيْ أَصْلُه 0 النَّكَفَتَان، وَالغُنْدُبَتَان (مُثَنَّى غُنْدُوَة): اللَّوْزَتَان 0 أَرْنَبَةُ الإِنْسَان: أَيْ طَرَفُ أَنْفِه 0 {لِسَانُ العَرَب: 435/ 1}

الخَوْرَمَةُ أَرْنَبَةُ الإِنْسَانِ وَرَجُلٌ أَخْرَمُ الأُذُن ـ كَأَخْرَبِهَا: مَثْقُوبُهَا، وَالخَرْمَاءُ مِنَ الآذَان: المُتَخَرِّمةُ، وعَنْزٌ خَرْماءُ: أَيْ شُقَّتْ أُذُنُهَا عَرْضَاً، وَالأَخْرَم: أَيْ مَثْقُوبُ الأُذُنِ وَالأَنْف، وَالَّذِي قُطِعَتْ وَتَرَةُ أَنْفِه: أَيْ مَا بَينَ المِنخَرَيْن 0 {لِسَانُ العَرَب: 170/ 12} العُثْنُونُ هُوَ طَرَفُ اللِّحْيَة 0

يُقَالُ لِفَرْجِ المَرْأَة: الحَيَاء 0 الإِسْكَتَان: جَانِبَا فَرْجِ المَرْأَة، وَالشُّفْرَان: حَافَّتَا الإِسْكَتَينِ مِنَ الدَّاخِل، وَالأَشْعَرَان: هُمَا الإِسْكَتَان؛ وَسُمِّيَا بِهَذَا الاَسْم؛ لأَنَّهُمَا مَنْبِتُ الشَّعْرِ في فَرْجِ المَرْأَة {اللِّسَان: 415/ 4} عَارِضُ الإنْسَان: أَيْ خَدُّه، وَيُقَالُ الْعَارِضَين، وَيَأْتي بمَعْنى الأَسْنَان 0 {لِسَانُ العَرَب: 165/ 7} الْعَقِب: مُؤَخِّرَةُ الْقَدَم {لِسَانُ العَرَب: 611/ 1} الْعُرْقُوب: هُوَ الْوَتَرُ الخَلْفِيُّ الَّذِي يَمْتَدُّ فَوْقَ مُؤَخِّرَةِ الْقَدَم {لِسَانُ العَرَب: 594/ 1} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الْعِطْر: [انْظُرْ أَدَوَاتِ الزِّينَةِ بحَرْفِ الزَّايْ] العَين/ع، نَظَرَ/ع، أَبْصَرَ/ع، رَأَى/ع: أَطَلَّ عَلَيْهِ فَهُوَ مُطِلٌّ عَلَيْه: أَيِ اطَّلَعَ عَلَيْه 0 {اللِّسَان: 407/ 11} الكُحْل: [انْظُرْ أَدَوَاتِ الزِّينَةِ بحَرْفِ الزَّايْ] بَابُ الْكَذِب: [انْظُرِ الصِّدْق] بَابُ الْفَتْح/ع، الْغَلْق/ع، تَفَارِيج/ع: الْتَفارِيج: الْفُرَجُ الَّتي تَكُونُ في الشَّيْء؛ فَتَقُولُ تَفارِيجُ الأَصابع وَتَفارِيجُ السُّور، وَتَفارِيجُ الدَّرَابْزِين 0 {لِسَانُ العَرَب: 218/ 2}

القَوْل/ع، الْكَلاَم/ع: عَرْقَلَ فُلاَنٌ عَلَى فُلاَنٍ الكَلاَمَ أَيْ: خَادَعَهُ فِيهِ وَأَرَادَ إِقْنَاعَهُ بِمَا لاَ يَصِحّ {لِسَانُ العَرَب: 440/ 11} بَابُ الْكَلاَم: [انْظُرِ الْقَوْلَ بحَرْفِ الْقَاف] بَابُ المَلاَبِسِ/ع، اللِّبَاس/ع، وَالثِّيَاب/ع، الثَّوْب/ع: التُّبَّان: هُوَ " السِّلِبّ " أَو " الكُلُتّ " 00!! نَمِّلْ ثَوْبَكَ أَيِ ارْفَأْهُ 0 {لِسَانُ العَرَب: 679/ 11} المَرْأَة: [انْظُرِ الرَّجُلَ 0 بحَرْفِ الرَّاء]

بَابُ المَرَض/ع: الْعُقْبُول، وَالحَلأ، وَالحَلاَء: الثَّلاَثَةُ بمَعْنى البُثُورُ الَّتي تَظْهَرُ بِالشَّفَة {اللِّسَان: 466/ 11} يُقَال: لُبِطَ الرَّجُلُ لَبْطَاً: أَيْ أَصَابَهُ زُكَامٌ وَسُعَال 0 {لِسَانُ العَرَب: 388/ 7} المَشْي: [انْظُرِ السَّيْرَ بحَرْفِ السِّين] مَنْزِل/ع: [انْظُرِ الْبَيْتَ بحَرْفِ الْبَاء] مَاء/ع، المِيَاه/ع:

الغِسْلُ وَالأُشْنَان: مَادَّةٌ حِمْضِيَّة، كَانَتِ العَرَبُ تَسْتَعْمِلُهَا مَعَ المَاءِ لِلتَّنْظِيفِ كَالصَّابُونِ الْيَوْم، وَيُقَالُ لَهُ الحَرْض، وَالغَسُّول، وَالقُلاَم، وَمِمَّا يُغْسَلُ بِهِ: القِلَى وَالقِلْي: وَهُوَ رَمَادُ الغَضَى 0 وَالْعَجِيبُ أَنَّ كَلِمَةَ الصَِّابُونِ كَانَ لَهَا ذِكْرٌ عَلَى أَلْسِنَةِ الأُدَبَاءِ وَالمحَدِّثِين بَعْدَ سَنَةِ 200 هـ، بَلْ لََقَدْ وَرَدَتْ عَلَى لِسَانِ أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا في حَدِيثِهَا عَنْ مَقْتَلِ عُثْمَانَ بِسِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0

رَنَّقَ: أَيْ كَدَّرَ، وَيُقَال: رَنِقَ المَاءُ وَرَنَقَ أَيْ تَكَدَّر، أَمَّا التَّرْنِيق: فَهْوَ مِنَ الأَضْدَاد؛ فَيَأْتي بمَعْنى التَّكْدِير، وَيَأْتي بمَعْنى التَّصْفِيَة 0 الأَضَاةُ، وَالأَضَاءَ ةُ: المُسْتَنْقَعُ، أَوِ الْبِرْكَةُ أَوِ البُحَيرَةُ الصَّغِيرَة 0 نَظَر: [انْظُرِ الْعَينَ بحَرْفِ الْعَين]

النَّهْر/ع، وَالْبَحْر/ع، وَالْبُحَيْرَة/ع، وَالْغَدِير/ع، وَالشَّلاَّل/ع: يُقَالُ الْكَوْسَج وَالجَمَل، وَالْكُبَع، وَالْكُبَعَة، وَاللُّخْم: كُلُّهَا أَسْمَاءٌ لأَسْمَاكٍ تَأْكُلُ النَّاس يُقَالُ عَلَى لَدِيدَيِ الوَادِي: أَيْ عَلَى جَانِبَيْه 0 {لِسَانُ العَرَب: 390/ 3} الأَضَاةُ، وَالأَضَاءَ ةُ: المُسْتَنْقَعُ، أَوِ الْبِرْكَةُ أَوِ البُحَيرَةُ الصَّغِيرَة 0 أَسْمَاءُ المَال/ع الثَّرْوَة/ع: الرَّقِينُ هُوَ الدِّرْهَم 0

بَابُ النَّبَات/ع: أُذُنُ الحِمَار: نَبَاتٌ لَهُ وَرَقٌ طُولُهُ شِبْر، وَلَهُ أَصْلٌ يُؤْكَلُ أَكْبَرُ مِنَ الجَزَرَةِ وَفِيهِ حَلاَوَة 0 السِّدْر: شَجَرُ النَّبَق، وَهُوَ أَنوَاع: مِنهُ مَا يَنْبُتُ في البَادِيَة، وَمِنهُ مَا يَنْبُتُ عَلَى المَاء، وَهُوَ الَّذِي يُسْتَخْدَمُ وَرَقُهُ في الغَسُول، وَالنَّبَق: ثمَرُ السِّدْر 0 السَّفَرْجَل: هُوَ الْبُرْتُقَال 0 [لِسَانُ العَرَب] السَّلَع: اللِّبْلاَب 0 [لِسَانُ العَرَب]

الشَّحْط: الخَشَبَةُ الَّتي تُسْنَدُ بِهَا الشَّجَرَةُ الضَّعِيفَةُ لِتَتَسَلَّقَ عَلَيْهَا أَغْصَانُهَا 0 {لِسَانُ العَرَب: 328/ 7} الطَّلحَة: شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ ذَاهِبَةٌ في السَّمَاءِ لَهَا ظِلٌّ ظَلِيل 0 الغَضَى مِن أَشْجَارِ البَوَادِي، خَشَبُهُ أَجْوَدُ أَنوَاعِ الْفَحْم 0

بَابُ النَّوْم/ع: اسْلَنْقَى يَسْلَنْقي اسْلِنْقاءً: أَيِ اسْتَلْقَى عَلَى قَفَاه 0 {لِسَانُ العَرَب: 163/ 10} الْكَابُوس: هُوَ الجَاثُوم، وَالنَّيْدَلاَن، وَالْبَارُوك {لِسَانُ العَرَب: 192/ 6} الهِجَاء: [انْظُرِ الشَّتْمَ بحَرْفِ الشِّين]

الْوَقْت/ع، النَّهَار/ع، اللَّيْل/ع: شُفَافَةُ النَّهَار: أَيْ بَقِيَّتُه 0 الزُّلْفَةُ مِنَ اللَّيْل: أَيِ الْقِطْعَةُ مِن أَوَّلِه؛ وَمِنهُ قَوْلُهُ تَعَالى: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفَاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَات} {هُود/114}

الوَلَدْ: [انْظُرِ الرَّجُلَ 0 بحَرْفِ الرَّاء] النَّوْع: [انْظُرِ الأَصْلَ بحَرْفِ الأَلِف] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الحَرَكَاتُ وَالأَشْكَالُ وَالرُّسُومَات: احْقَوْقَفَ: أَيْ تَقَوَّسَ: انحَنى °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

ترجمة الذهبي؛ بأسلوب أدبي

تَرْجَمَةُ الذَّهَبيّ؛ بِأُسْلُوبٍ أَدَبيّ [تَرْجَمَةٌ مُخْتَصَرَةٌ مِنْ بَحْثٍ لِلدُّكْتُور بَشَّار عَوَّاد مَعْرُوف 87 صَفْحَة، اخْتُصِرَ في ثَلاَثِينَ صَفْحَة]: ===============================

ـ نُبْذَةٌ مُخْتَصَرَةٌ عَن هَذَا الإِمَام: وُلِدَ الإِمَامُ المُؤَرِّخُ الحَافِظُ شَمْسُ الدِّينِ محَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ قَيْمَازَ المُلَقَّبُ بِالذَّهَبيِّ سَنَة / 692 هـ، في عَصْرٍ مَلِيءٍ بِالصِّرَاعَاتِ المَذْهَبِيَّةِ بَينَ الصُّوفِيَّةِ الَّذِينَ كَانَ لهُمْ حُظْوَةٌ عِنْدَ المَمَالِيك، وَالأَشَاعِرَةِ الَّذِينَ كَانَتْ لَهُمْ مِثْلُهَا في الدَّوْلَةِ الأَيُّوبِيَّة [وَعَلَّ بَعْضَنَا مِنَ القُرَّاءِ في المِلَلِ وَالنِّحَلِ وَالتَِّرَاجِم: يَعْرِفُ أَنَّ القَائِدَ صَلاَح الدِّينِ كَانَ مُعْتَنِقَاً لِمَذْهَبِهِمْ، وَكَانَ أَشْعَرِيَّاً مُتَعَصِّبَاً] وَلِذَا عَلاَ صَوْتُ الأَشَاعِرَةِ في دَوْلَتِهِ؛ وَكَانَ الصِّرَاعُ بَيْنَهُمْ وَبَينَ أَهْلِ السُّنَِّةِ لاَ سِيَّمَا الحَنَابِلَةِ عَلَى أَشُدِّه 0

كَانَ أَصْحابُ المَذْهَبِ الحَنْبَلِيّ: يَعْتَمِدُونَ في مُنَاظَرَاتِهِمْ عَلَى القُرْآنِ وَالحَدِيثِ وَالاِِسْتِدْلاَلِ النَّقْلِيّ، بَيْنَمَا كَانَ الأَشَاعِرَةُ يَعْتَمِدُونَ عَلَى الفَلْسَفَةِ وَالمَنْطِقِ وَالاِسْتِدْلاَلِ العَقْلِيّ 0 رَحَلَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ رِحْلاَتٍ عِدَّةً في طَلَبِ العِلْمِ إِلىَ الحِجَازِ وَمِصْرَ وَالشَّام [مَنْشَئِهُ وَمَسْقَطِ رَأْسِه] حَصَّلَ خِلاَلَهَا الكَثِيرَ مِنَ اللُّغَةِ وَالتَّارِيخِ وَالنَِّحْوِ وَالأَدَب، تَأَثَّرَ كَثِيرَاً بِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَةَ وَتَمَذْهَبَ بِالمَذْهَبِ الحَنْبَلِيّ، وَكَانَ يُدَرِّسُ الحَدِيثَ في أَكْثَرِ مِنْ دَارٍ لِلْحَدِيثِ بِدِمَشْق 0 ـ العُلُومُ الَّتي بَدَأَ يَتَخَصَّصُ فِيهَا:

جُلُّ كِتَابَاتِهِ كَانَ في الحَدِيثِ وَالتَّارِيخ، وَيَأْتي في مُقَدِّمَةِ كِتَابَاتِهِ التَّارِيخِيَّةِ كِتَابُِهُ المَوْسُوعِيُّ تَارِيخُ الإِسْلاَم، وَيَأْتي في مُقَدِّمَةِ كِتَابَاتِهِ في التَّرَاجِمِ كِتَابُِهُ سِيَرُ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء، وَالَّذِي يَرَى البَعْضُ أَنَّهُ لَيْسَ إِلاَّ اخْتِصَارَاً لِتَارِيخِ الإِسْلاَم، أَوْ قُلْ: جَمَعَ فِيهِ لَطَائِفَ تَارِيخِ الإِسْلاَمِ وَطَرَائِفَه 0 وَمَعَ سَعَةِ مُؤَلَّفَاتِهِ في الحَدِيثِ وَالتَّارِيخ: فَلَقَدْ تَمَيَّزَ رَحِمَهُ اللهُ أَيَّمَا تَمَيُّزٍ في عِلْمِ نَقْدِ الرِّجَال [الجَرْحِ وَالتَّعْدِيل] وَاسْتَدْرَكَ عَلَى أَئِمَّةِ هَذَا الفَنِّ نِقَاطَاً كَشَفَتْ عَنْ ثَاقِبِ فِكْرِهِ وَعُمْقِ نَظْرَتِه 0

وَقَدْ نَفَعَتِ الإِمَامَ الذَّهَبيَّ إِلىَ أَبْعَدِ مَدَىً دِرَاسَتُهُ لِلْحَدِيثِ وَنَظَرُهُ في الأَسَانِيدِ عِنْدَ كِتَابَةِ مُؤَلَّفَاتِهِ في التَّارِيخِ وَالتَّرَاجِم، حَيْثُ جَاءَتْ أَقْوَالُهُ فِيهِمَا مُوَثَّقَةً وَمُنْصِفَة، خَالِيَةً مِنَ الأَسَانِيدِ الوَاهِيَةِ وَالأَخْبَارِ المَوْضُوعَةِ وَالأَكَاذِيب 0 ـ نُبْذَةٌ عَن وَأُسْرَتِه: تَرْجِعُ أُصُولُ الإِمَامِ الذَّهَبيِّ إِلى تُرْكُمَان [تَقَعُ شَمَالَ إِيرَان]

وَكَانَ جَدُّهُ عُثْمَانُ يَعْمَلُ نجَِّارَاً، وَأَمَّا وَالِدُهُ أَحْمَدُ فَقَدْ كَانَ يَدُقُّ الذَّهَب، وَكَانَتْ لَهُ بَرَاعَة؛ في تِلْكَ الصِّنَاعَة، وَجَذَبَهُ الحَدِيثُ فَسَمِعَ صَحِيحَ البُخَارِيّ، وَكَانَ عَابِدَاً صَالحَاً يَقُومُ اللَّيْل، وَاسِعَ الغِنىَ مُعْتِقَاً لِلرِّقَاب، وَأَكْرَمَهُ اللهُ عِنْدَ زَوَاجِهِ بِابْنَةِ رَجُلٍ عَاقِلٍ مِنْ سُرَاةِ المَوْصِلِيِّيِن، فَأَنْجَبَ غُلاَمَاً [هُوَ الَّذِي أَصْبَحَ فِيمَا بَعْدُ الإِمَامَ الذَّهَبيّ] نَشَأَ الغُلاَمُ في حِجْرِ عَمَّتِهِ سِتِّ الأَهْلِ أُمِّ محَمَّد ـ صَاحِبَةِ الإِجَازَةِ مِنَ ابْنِ أَبي اليَسَرِ وَجَمَالِ الدِّينِ بْنِ مَالِكٍ وَالزَّرْعِيّ ـ تَوَلَّتْ إِرْضَاعَهُ وَالقِيَامَ بِشُئُونِه [فَيَبْدُو أَنَّ أُمَّهُ تُوُفِّيَتْ وَهُوَ رَضِيع]

وَكَانَ خَالُهُ عَلِيٌّ أَيْضَاً طَالِبَاً لِلْعِلْمِ رَوَى عَنهُ الإِمَامَ الذَّهَبيّ، وَكَانَ ذَا مُرُوءَةٍ وَخَوْفٍ مِنَ الله، وَكَانَ زَوْجُ خَالَتِهِ فَاطِمَةَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الغَنيِّ بْنِ عَبْدِ الكَافي حَافِظَاً لِلْقُرْآنِ الكَرِيمِ كَثِيرَ التِّلاَوَةِ لَه 0 الإِجَازَاتُ الَّتي حَصَلَ عَلَيْهَا مِنْ شُيُوخِهِ في القُرْآنِ وَهُوَ لاَ يَزَالُ صَغِيرَاً:

وَقَدِ اسْتَجَازَ لَهُ أَخُوهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ عَلاَءُ الدِّينِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ العَطَّارِ عِدَّةَ إِجَازَاتٍ مِنْ جُمْلَةِ مَشَايِخَ بِدِمَشْقَ وَمَكَِّةَ وَالمَدِينَة؛ فَانْتَفَعَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ بهَذِهِ الإِجَازَاتِ انْتِفَاعَاً عَظِيمَاً، حَيْثُ شَجَّعَتْهُ وَهُوَ صَغِير، وَذَلَّلَتْ لَهُ بِفَضْلِ اللهِ سُلُوكَ طَرِيقِ الدَّعْوَةِ وَهُوَ كَبِير 0 وَعُهِدَ بِهِ إِلىَ أَحَدِ كِبَارِ المُؤَدِّبِينَ في عَصْرِهِ وَأَخْبَرِهِمْ بِالصِّبْيَان، فَتَأَدَّبَ علَى يَدَيْهِ وَأَحْسَنَ الخَطّ 0 وَتَعَلَّمَ القُرْآنَ أَيْضَاً عَلَى يَدِ أَحَدِ شُيُوخِ زَمَانِه 0

وَكَانَ خِلاَلَ هَذِهِ المَرْحَلَةِ يَعْمَلُ في صِنَاعَةِ أَبِيهِ الذَّهَب؛ وَمِنْ ثَمَِّ أَلْصَقُواْ بِهِ كَوَالِدِهِ لَقبَ الذَّهَبيّ، وَلَكِنْ جُلُّ وَقْتِهِ كَانَ يَذْهَبُ في الاِخْتِلاَفِ إِلى مجَالِسِ العُلَمَاءِ وَالشُّيُوخِ لِيَسْمَعَ مِنهُمْ 0 انْطِلاَقَةُ الإِمَامِ في تحْصِيلِ عُلُومِ القِرَاءَاتِ وَالحَدِيث وَبِدَايَةُ الرِّحْلَةِ إِلَيْهِمَا:

أَكْبَرُ اهْتِمَام الإِمَامِ كَانَ بِعِلْمَيِ القِرَاءَاتِ وَالحَدِيث: فَأَخَذَ القِرَاءَاتِ عَنْ شَيْخِ القُرَّاءِ جَمَالِ الدِّينِ أَبي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دَاوُدَ العَسْقَلاَنيّ، المَعْرُوفِ بِالفَاضِلِيّ، حَتىَّ قَرَأَ عَلَيْهِ خَتْمَةً جَامِعَةً لمَذَاهِبِ القُرَّاء؛ حَتىَّ أَصْبَحَ عَلَى دِرَايَةٍ جَيِّدَةٍ بِالقِرَاءَاتِ وَأُصُولِهَا وَمَسَائِلِهَا وَلَمَّا يَزَلْ بَعْدُ فَتىً لَمْ يَتَجَاوَزِ العِشْرِينَ مِن عُمُرِه، وَظَلَّ يَجْمَعُ هَذَا العِلْمَ وَيَقْرَأُ عَلَى الشُّيُوخِ حَتىَّ تَلاَ خَتْمَةً لِلسَّبْعَةِ عَلَى مَشَايِخِ الشَّام، وَقَرَأَ كِتَابَ " المُبْهِجِ في القِرَاءَاتِ السَّبْع " وَالسَّبْعَةَ لاِبْنِ مجَاهِدٍ وَغَيرَ ذَلِكَ عَلَى شَيْخِهِ أَبي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ القَوَّاس، وَسَمِعَ الشَّاطِبِيَّةَ مِن غَيرِ وَاحِدٍ مِنَ القُرَّاء 0

إِلىَ أَنْ نَبَغَ في القِرَاءَاتِ وَبَرَعَ فِيهَا حَتىَّ تَنَازَلَ لَهُ شَيْخُهُ شَمْسُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللهِ محَمَّدُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ الدِّمْيَاطِيُّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ الشَّافِعِيُّ عَن حَلْقَتِهِ بِالجَامِعِ الأُمَوِيّ في أَوَاخِرِ سَنَة / 692 هـ 0

وَكَانَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ قَدْ أَكْمَلَ عَلَيْهِ القِرَاءَاتِ قَبْلَ ذَلِك؛ فَكَانَ هَذَا أَوَّلَ مَنْصِبٍ عِلْمِيٍّ يَتَوَلاَّهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ وَهُوَ في الثَّامِنَةِ عَشْرَةَ مِن عُمُرِه، وَفي هَذِهِ السِّنِّ كَانَ قَدْ مَالَ قَلْبُ الإِمَامِ الذَّهَبيِّ إِلىَ سَمَاعِ الحَدِيث؛ فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ يُسَابِقُ الرِّيحَ بِذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُر؛ في هَذا العِلْمِ عَظِيمِ الأَثَر؛ فَطَغَى ذَلِكَ عَلَى لُبِّهِ وَتَفْكِيرِه، فَانْقَطَعَ لِتَحْصِيلِهِ وَجَمْعِه؛ حَتىَّ صَارَ ذَلِكَ مُنْتَهَى بَصَرِهِ وَسَمْعِه؛ فَسَمِعَ مَا لاَ يُحْصَى كَثْرَةً مِنَ الكُتُبِ وَالأَجْزَاء 0 وَاقْتَفَى آثَارَ الشُّيُوخِ وَالمَشْيَخَات، وَهُوَ مَعَ هَذَا كَانَ يَتَحَسَّرُ عَلَى الرِّحْلَةِ

إِلىَ البُلْدَانِ الأُخْرَى؛ لِمَا لِذَلِكَ مِن عَظِيمِ النَّفْعِ وَالأَثَر، وَرَغْبَةً مِنهُ في عُلُوِّ الإِسْنَاد [أَيْ في النَّقْلِ عَنْ شُيُوخِ الشُّيُوخِ بَدَلاَ مِنَ الشُّيُوخ] وَلَكِنَّ وَالِدَهُ كَانَ يَمْنَعُهُ مِنَ الرِّحْلَة، حَتىَّ قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في ذَلِكَ عَنْ نَفْسِه: " وَقَدْ هَمَمْتُ بِالرِّحْلَةِ إِلَيْه [أَيِ لاِبْنِ وَرِيدَةَ البَغْدَادِيِّ الحَنْبَلِيِّ شَيْخِ المُسْتَنْصِرِيَّة] ثُمَّ تَرَكْتُهُ لمَكَانِ الوَالِد " وَقَالَ يَرْحَمُهُ اللهُ أَيْضَاً في تَرْجَمَتِهِ لَه: " وَانْفَرَدَ عَن أَقْرَانِهِ، وَكُنْتُ أَتَحَسَّرُ عَلَى الرِّحْلَةِ إِلَيْه، وَمَا أَتَجَسَّرُ خَوْفَاً مِنَ الوَالِد؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَمْنَعُني " أَتَجَسَّرُ أَيْ أَتَجَرَّأ؛ مِنَ الجَسَارَةِ وَقَوْلِهِمْ جَسُور

وَيَبْدُو أَنَّ الإِمَامَ الذَّهَبيَّ كَانَ وَحِيدَ أَبَوَيْه؛ لأَجْلِ هَذَا كَانَ يَخَافُ عَلَيْه؛ خَوْفَ يَعْقُوبَ عَلَى يُوسُفَ عَلَيْهِمَا السَّلاَم، ثُمَّ أَذِنَ لَهُ وَالِدُهُ في الرِّحْلَةِ بَعْدَ بُلُوغِهِ العِشْرِينَ مِن عُمْرِه، وَذَلِكَ سَنَة 693 هـ لَكِنِّهَا كَانَتْ رِحْلاَتٍ قَصِيرَةً لاَ يُقِيمُ فِيهَا أَكْثَرَ مِن أَرْبَعَةِ أَشْهُر، وَيُرَافِقُهُ فِيهَا بَعْضُ مَنْ يَعْتَمِدُ عَلَيْهِمْ 0 ـ رِحْلَتُهُ في بِلاَدِ الشَّام: رَحَلَ إِلىَ بَعْلَبَك سَنَةَ 693 هـ فَقَرَأَ هُنَالِكَ القُرْآنَ جَمْعَاً عَلَى المُوَفَّقِ النُّصَيْبيِّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 695 هـ، وََسَمِعَ مِنهُ " الحَاجِبِيَّةَ " في النَّحْو 0 وَأَخَذَ الكَثِيرَ عَنِ المحَدِّثِ الأَدِيبِ تَاجِ الدِّينِ أَبي محَمَّدٍ المَغْرِبيِّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 696 هـ 0

وَرَحَلَ بَعْدَهَا إِلىَ حَلَب، فَلَقِيَ هُنَاكَ سُنْقُرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الأَرْمَنيّ: عَلاَءَ الدِّينِ أَبي سَعِيد، قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ يحْكِي عَنْ ذَلِك: " رَحَلْتُ إِلَيْهِ وَأَكْثَرْتُ عَنه، وَنِعْمَ الشَّيْخُ كََاَن 00 دينَاً وَمُرُوءَةً وَعَقْلاً وَتَعَفُّفَا " وَسَمِعَ في حَلَبَ مِنْ جُمْلَةِ شُيُوخِهَا 0 كَمَا رَحَلَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ إِلىَ حِمْصٍ وَحَمَاة، وَطَرَابُلْسَ وَالكَرْكِ وَالمَعَرَّةِ وَبُصْرَى وَنَابُلْسَ وَالرَّمْلَةِ وَالقُدْسِ وَتَبُوك 0 ـ رِحْلَتُهُ إِلىَ الدِّيَارِ المِصْرِيَّة: رَحَلَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ إِلىَ الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ عَقِبَ وَفَاةِ وَالِدِهِ سَنَة 695 هـ، وَعَادَ مِنهَا سَنَة 699 هـ

افْتَتَحَ سَمَاعَهُ بِمِصْرَ عَلَى شَيْخِهِ جَمَالِ الدِّينِ أَبي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ محَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الحَلَبيّ، المَعْرُوفِ بِابْنِ الظَّاهِرِيّ 696 ـ 626 هـ 0 قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ يَرْحَمُهُ اللهُ في كِتَابِهِ المَوْسُوعِيّ / تَارِيخِ الإِسْلاَم: " وَبِهِ افْتَتَحْتُ السَّمَاعَ في الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ وَبِهِ اخْتَتَمْت، وَعِنْدَهُ نَزَلْت، وَعَلَى أَجْزَائِهِ اتَّكَلْت " 0 كَمَا سَمِعَ لِقَاضِي القُضَاةِ أَبي الفَتْحِ محَمَّدِ بْنِ عَليّ / المَعْرُوفِ بِابْنِ دَقِيقِ العِيد المُتَوَفىَّ سَنَة 702 هـ وَسَمِعَ لِلْعَلاَّمَةِ شَرَفِ الدِّينِ عَبْدِ المُؤْمِنِ بْنِ خَلَفٍ الدِّمْيَاطِيِّ المُتَوَفىَّ سَنَة 705 هـ وَغَيرِهِمْ 0

وَرَحَلَ في مِصْرَ لِطَلَبِ العِلْمِ أَيْضَاً إِلىَ الإِسْكَنْدَرِيَّة، وَقَرَأَ بِهَا خَتْمَةً لِوَرْشٍ وَحَفْصٍ على صَدْرِ الدِّينِ سَحْنُون 00 ـ تَحْصِيلُهُ لِعُلُومِ الآلَة [كَعُلُومِ العَرَبِيَّة: كَالنَّحْوِ وَاللُّغَةِ وَالأَدَب وَشَيْءٍ مِنَ الفَلْسَفَة]: وَهُوَ مَعَ رِحْلَتِهِ وَأَسْفَارِهِ في طَلَبِ القِرَاءَاتِ وَالحَدِيثِ وَقِرَاءَتِهِ عَلَى كِبَارِ أَئِمَّةِ مِصْرَ وَالشَّام؛ فَإِنَّ اهْتِمَامَهُ لَمْ يَقْتَصِرْ عَلَى هَذَيْنِ العِلْمَينِ فَحَسْب؛ بَلْ كَانَتْ مُتَنَوِّعَةَ الأَغْرَاض: فَاعْتَنى فِيهَا بِدِرَاسَةِ النَّحْو، فَسَمِعَ " الحَاجِبِيَّةَ " في النَّحْوِ كَمَا ذَكَرْنَا عَلَى شَيْخِهِ أَبي عَبْدِ اللهِ محَمَّدِ بْنِ أَبي العَلاَءِ النُّصَيْبيِّ المُتَوَفىَّ سَنَة 695 هـ 0

وَدَرَسَ عَلَى شَيْخِ العَرَبِيَّةِ وَإِمَامِ أَهْلِ الأَدَبِ في مِصْرَ آنَذَاكَ الشَّيْخِ بَهَاءِ الدِّينِ محَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ المَعْرُوفِ بِابْنِ النَّحَّاس، المُتَوَفىَّ سَنَة 698 هـ 0 هَذَا 00 بِالإِضَافَةِ إِلىَ لَفِيفٍ كَثِيفٍ مِن أَسَاطِينِ الشِّعْرِ وَاللُّغَةِ وَالأَدَب 0

وَيُمْكِنُ أَنْ نَخْلُصَ نجِيَّاً في النِّهَايَةِ إِلى أَمْرٍ لاَ يَخْتَلِفُ عَلَيْهِ اثْنَان: أَلاَ وَهُوَ أَنَِّ رِحْلَةَ الإِمَامِ الذَّهَبيِّ لَمْ تَكُنْ قَاصِرَةً عَلَى عُلُومِ التَِّخَصُّص [الحَدِيث وَالقِرَاءَاتِ وَالمَوَادِّ التَّارِيخِيَّة: كَالتَّرَاجِمِ وَالغَزَوَاتِ وَالتَّارِيخ] بَلْ تَعَدَّى طَلَبُهُ لهَذِهِ العُلُومِ إِلىَ عُلُومُ الآلَةِ المُسَاعِدَة، وَالَّتي في رَأْيِي لَهَا أَعْظَمُ فَائِدَة؛ لأَنَّهَا تُعَدُّ القَاعِدَة، وَلِذَا فَقَدْ طَلَبَهَا الإِمَامُ الذَّهَبيُّ وَأَخَذَ مِنهَا بحَظٍّ وَافِر [وَهِيَ النَّحْو، وَاللُّغَة، وَالأَدَب] كَمَا طَالَعَ يَرْحَمُهُ اللهُ بَعْضَ الكُتُبِ الفَلْسَفِيَّة 0 ـ سَلاَمَةُ كُتُبِهِ وَخُطَبِهِ مِنَ اللَّحْن، وَبَلاَغَةُ أُسْلُوبِهِ وَحُسْنُ خَطِّهِ وَرِقَّةُ مَا وَصَلَنَا مِنْ نَظْمِهِ:

وَلِذَا جَاءَتْ لُغَتُهُ في كُتُبِهِ جَيِّدَةً قِيَاسَاً بِالعَصْرِ الَّذِي عَاشَ فِيه؛ حَسْبُكَ أَنَّنَا قَلَّمَا نجِدُ لَهُ لحْنَاً فِيهَا 0 أَمَّا مِنَ النَّاحِيَةِ البَلاَغِيَّةِ فَقَدْ بَلَغَ البُلَغِين؛ فِيمَا يَنْثُرُهُ مِنَ الدُّرِّ الثَّمِين؛ َلَقَدْ كَانَ عَذْبَ الأَلْفَاظِ رَفِيعَ العِبَارَةِ رَقِيقَ الأُسْلُوب، كَلاَمُهُ يَأْخُذُ بمَجَامِعِ القُلُوب، وَالتَمِسْهُ في تحبير التراجم 0 وَأُثِرَ عَنهُ رَحِمَهُ اللهُ نَظْمُ الشِّعْرِ في المَدِيحِ وَالرِّثَاء [كَرِثَائِهِ لِصَدِيقِ عُمْرِهِ وَرَفِيقِ دَرْبِهِ ابْنِ تَيْمِيَة] أَمَّا الَّذِينَ بَلَغَنَا في مُعْجَمِ الشُّيُوخِ أَنَّ الإِمَامَ الذَّهَبيَّ مَدَحَهُمْ فَمِنهُمْ: إِسْحَاقُ بْنُ أَبي بَكْرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيِّ الحَلَبيُّ الحَنَفِيُّ النَّحَّاس، المُتَوَفىَّ سَنَة 710 هـ 0

وَتَقِيُّ الدِّينِ السُّبْكِيّ، المُتَوَفىَّ سَنَة 756 هـ 0 وَوَلَدُهُ تَاجُ الدِّينِ السُّبْكِيّ، المُتَوَفىَّ سَنَة 771 هـ 0 وَمِمَّا جَاءَ في الرَّدِّ الوَافِرِ لاِبْنِ نَاصِرِ الدِّينِ الدِّمَشْقِيِّ أَنَّهُ مَدَحَهُمْ: عَلَمُ الدِّينِ أَبُو محَمَّدٍ القَاسِمُ بْنُ محَمَّدٍ البِرْزَاليّ " 661 ـ 739 هـ " كَمَا نَقَلَتْ لَنَا عَنهُ الكُتُبُ الَّتي تَرْجَمَتْ لَهُ بَعْضَ القَصَائِدِ التَّعْلِيمِيَّة: فَلَقَدْ نَظَمَ أَسْمَاءَ المُدَلِّسِينَ في قَصِيدَةٍ أَوْرَدَهَا السُّبْكِيُّ في طَبَقَاتِه، كَمَا نَظَمَ أَسْمَاءَ الخُلَفَاءِ في قَصِيدَةٍ أُخْرَى أَوْرَدَهَا في كِتَابِهِ العَظِيم / تَارِيخِ الإِسْلاَم 0

كَمَا يُنْبِيكَ عَنْ مَنزِلَةِ الشِّعْرِ لَدَى هَذَا الإِمَامِ الجَلِيل: كَثْرَةُ تَرَاجِمِ الشُّعَرَاءِ في كِتَابَيْهِ تَارِيخِ الإِسْلاَمِ وَسِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ، وَالقَصَائِدَ الكَثِيرَةَ الَّتي رَصَّعَ بِهَا هَذَيْنِ الكِتَابَينِ وَكُسَائِرَ كُتُبِهِ في الرَّقَائِقِ وَالأَخْلاَق، وَاهْتِمَامُهُ بِالشِّعْرِ يَتَجَلَّى أَيْضَاً في عِنَايَتِهِ الفَائِقَةِ بِتَتَبُّعِ دَوَاوِينَ الشُّعَرَاء 0 وَكَانَ يَرْحَمُهُ اللهُ ذَا خَطٍ جَمِيل؛ أَشَادَ بِهِ عَدَدٌ غَيرُ قَلِيل 0

وَدُورُ الوَثَائِقِ تَعُجُّ بِالمخْطُوطَاتِ الَّتي مِنْ تَأْلِيفِهِ أَوْ مِنْ تَأْلِيفِهِ غَيرِهِ وَقَدْ كُتِبَتْ بخَطِّه 00 وَهُوَ إِنْ لَمْ يَصِلْ إِلىَ القِمَّةِ في الحُسْنِ بَينَ أَهْلِ تِلْكَ الصِّنَاعَة؛ فَإِنَّهُ لاَ يَنْفَكُّ عَنْ كَوْنِهِ لاَ يَخْلُو مِنَ البَرَاعَة، وَهُوَ مَعَ حُسْنِهِ: يَتَّسِمُ بِالدِّقَّةِ وَالإِتْقَان، وَكَمَا يَقُولُ القُرْآن: {يَزِيدُ في الخَلْقِ مَا يَشَاء} {فَاطِر/1} ـ تَحْصِيلُهُ لِعِلْمَيِ التَّخَصُّص [الحَدِيث وَالتَّارِيخِ]:

وَاهْتَمَّ بِالكُتُبِ التَّارِيخِيَّة، فَسَمِعَ عَدَدَاً كَبِيرَاً مِنهَا عَلَى أَيْدِي شُيُوخِهَا في المَغَازِي، وَالسِّيَرِ وَالتَّارِيخِ العَامّ، وَمُعْجَمَاتِ الشُّيُوخِ وَالمَشْيَخَاتِ وَالتَّرَاجِم، إِلاَّ أَنَّ عِنَايَتَهُ بِالحَدِيثِ وَعُلُومِهِ تَجِيءُ دَائِمَاً في المُقَدِّمَة؛ فَلَقَدْ سَمِعَ مِئَاتِ الكُتُبِ وَالأَجْزَاءِ الحَدِيثِيَّةِ عَلَى شُيُوخِه، وَمَا قَرَأَهُ لاَ شَكَّ أَكْثَر، أَضِفْ إِلىَ هَذَا أَنَّهُ كَانَ رُبَّمَا سَمِعَ الكِتَابَ أَوِ الجُزْءَ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ شَيْخٍ حَتىَّ يَبْلُغَ في بَعْضِ الأَحَايِينِ عَشَرَاتِ المَرَّات: وَمِنْ ذَلِكَ مَثَلاً أَنَِّهُ سَمِعَ " جُزْءَ ابْنِ عَرَفَة "

وَهُوَ مِنَ الأَجْزَاءِ الحَدِيثِيَّةِ المَشْهُورَةِ أَكْثَرَ مِن أَرْبَعِينَ مَرَّةً عَلَى أَكْثَرَ مِن أَرْبَعِينَ شَيْخَاً، وَسَمَعَ " نُسْخَةَ أَبي مِسْهَرٍ " أَكْثَرَ مِنَ اثْنَتيْ عَشْرَةَ مَرَّة 0 هَذَا 00 بِالإِضَافَةِ إِلىَ مَا اكْتَسَبَهُ وَحَصَّلَهُ مِنْ مُعْظَمِ الدِّرَاسَاتِ التَّارِيخِيَّةِ الَّتي كَانَتْ في عَصْرِه: كَسِيرَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 151 هـ وَالَّتي غُبِنَ مُؤَلُِّفُهَا كَثِيرَاً بِتَهْذِيبِ ابْنِ هِشَامٍ لَهَا فَنَسَبُوهَا إِلَيْهِ وَنَسُواْ مُؤَلِّفَهَا الأَصْلِيّ، الرَجُلَ الَّذِي قَالَ عَنهُ شُعْبَةُ بْنُ الحَجَّاجِ رَحِمَهُ الله: " محَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ في الحَدِيث " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 48، 217/ 7]

وَبِالإِضَافَةِ إِلىَ سِيرَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ اسْتَفَادَ أَيْضَاً مِنْ تَارِيخِ الإِمَامِ الطَّبَرِيِّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 310 هـ وَابْنِ الأَثِيرِ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 630 هـ وَابْنِ الجَوْزِيِّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 597 هـ

أَمَّا مُؤَلَّفَاتُهُ الشَّخْصِيَّةُ بَعِيدَاً عَنِ المُخْتَصَرَات: فَيَأْتي في مُقَدِّمَتِهِ كِتَابُهُ العَظِيم " تَارِيخُ الإِسْلاَم، وَوَفِيَّاتُ المَشَاهِيرِ وَالأَعْلاَم " وَالَّذِي هُوَ إِلىَ بِكُتُبِ التَّرَاجِمِ أَشْبَهُ مِنْ كُتُبِ التَّارِيخ 0 وَكِتَابُهُ النَّفِيس " سِيَرُ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ " الَّذِي لَمْ يَتَضَمَّن غَيرَ التَّرَاجِم 000 إِلخ مُؤَلَّفَاتِه 0 إِنَّ دِرَاسَةَ الإِمَامِ الذَّهَبيِّ لِهَذِهِ المَكْتَبَةِ التَّارِيخِيَِّةِ الضَّخْمَة، وَمَعْرِفَتَهُ بِطَبَقَاتِ الرِّجَال: هُوَ الَّذِي جَعَلَهُ يَتْرُكُ لَنَا هَذِهِ الدُّرَرَ الثَّلاَثَةَ مِن أَعْمَالِهِ التَّارِيخِيَّةِ مُرَتَّبَةً عَلَى الحَوَادِثِ وَالوَفِيَّات 0 مِثْل: " تَارِيخِ الإِسْلاَم " وَ " العِبَر " وَ " دُوَلِ الإِسْلاَم " وَغَيرِهَا 0

وَالَّتي اسْتَطَاعَ خِلاَلَهَا اسْتِيعَابَ عُصُورَ التَّارِيخِ الإِسْلاَمِيِّ مِن أَوَّلِ ظُهُورِه حَتىَّ الزَّمَانِ الَّذِي كَتَبَ فِيهِ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ مُؤَلَّفَاتِه، وَهِيَ فَتْرَةٌ تَزِيدُ عَلَى سَبْعَةِ قُرُون 0 ـ أَعْظَمُ الشُّيُوخِ الَّذِينَ اعْتَنَقَ أَفْكَارَهُمْ، وَاقْتَفَى لحُبِّهِمْ آثَارَهُمْ: لَمْ يَتَّفِقْ ذَلِكَ لأَحَدٍ مِنَ المِئِينَ الَّذِينَ رَحَلَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ إِلَيْهِمْ، وَسَمِعَ مِنهُمْ أَوْ قَرَأَ عَلَيْهِمْ؛ كَمَا اتَّفَقَ ذَلِكَ لِهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ نَفَر: الإِمَامِ جَمَالِ الدِّينِ أَبي الحَجَّاجِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُزِّيِّ الشَّافِعِيّ " 654 ـ 742 هـ " وَتَقِيِّ الدِّين أَبي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الحَلِيمِ المَعْرُوفِ بِابْنِ تَيْمِيَةَ الحَرَّانيّ " 661 ـ 728 هـ "

وَعَلَمِ الدِّينِ أَبي محَمَّدٍ القَاسِمِ بْنِ محَمَّدٍ البِرْزَاليّ " 661 ـ 739 هـ " فَقَدْ صَحِبَهُمُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ طِيلَةَ حَيَاتِه، وَكَانَ أَصْغَرَهُمْ سِنَّاً، وَكَانَ المُزِّيُّ أَكْبَرَهُمْ سِنَّاً 0 وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَقْرَأُ عَلَى بَعْض؛ فَهُمْ شُيُوخٌ في العِلْمِ وَأَقْرَان 0 كَمَا كَانَتْ بَيْنَهُمْ أَوَاصِرُ إِخْوَانِ الصَّفَا، كَأَنَّمَا كَانُواْ عَلَى مِيعَادٍ لإِحْيَاءِ سُنَّةِ المُصْطَفَى 0 وَكَانَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ ذاكِرَاً لِفَضَائِلِهِمَا بِكُلِّ لِسَان، نَاشِرَاً لِعِلْمِهِمَا في كُلِّ مَكَان 0 ـ صُحْبَتُهُ لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيمِيَة:

وَبَلَغَ مِنْ طُولِ صُحْبَتِهِ لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ المجَاهِدِ ابْنِ تَيمِيَةَ أَن أُوذِيَ هُوَ وَالمُزِّيُّ بِسَبَبِهِ كَثِيرَاً، فَاسْتُبْعِدَ مِنْ جَرَّاءِ وُقُوفِهِ بجَانِبِ ابْنِ تَيْمِيَةَ مِنْ تَوَليِّ أَكْبَرِ دَارٍ لِلْحَدِيثِ بِدِمَشْق: وَهِيَ دَارُ الحَدِيثِ الأَشْرَفِيَّة؛ حَيْثُ كَانَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ مجَاهِدَاً لاَ يَخْشَى في اللهِ لَوْمَةَ لاَئِم: كَانَ يَصِلُ بِهِ الأَمْرُ إِلىَ المُرُورِ عَلَى الحَانَاتِ بِنَفْسِهِ وَغَلْقِهَا، وَسَكْبِ خُمُورِهَا، بَلْ وَكَانَتْ غَيرَتُهُ وَهِمَّتُهُ وَجَسَارَتُهُ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ تَصِلُ إِلىَ حَدِّ أَنَّهُ كَانَ يَذْهَبُ إِلىَ السُّجُونِ بِنَفْسِهِ مِنْ دُونِ أَمْرٍ سُلْطَانيٍّ لإِخْرَاجِ بَعْضِ مَنْ

فِيهَا، هَذَا بِالإِضَافَةِ إِلىَ أَمْرٍ آخَرَ في غَايةِ الخُطُورَة، بَيْدَ أَنَّهُ لَدَى مَنْ يُرِيدُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ لاَ يَعْمَلُ لَهُ حِسَابَاً: ذَلِكَ أَنَّهُمُ اتُّهِمُواْ في كُلِّ مَا وَافَقَ آرَاءَ ابْنِ تَيْمِيَةَ مِن آرَائِهِمَا أَنَّهُمَا مُقَلِّدَانِ لَهُ، أَوْ نَاقِلاَنِ عَنهُ، وَقَدْ يُؤْبَنَانِ بِأَنَِّهُمَا سُرَّاقٌ لِعِلْمِه 0 وَكُلُّهَا يَعْلَمُ الله: أَقْوَالٌ مُفْتَرَاة، وَكَيْفَ لاَ تَبْدُو أَقْوَالُ السَّلَفِيِّينَ أَنَّهَا أَشْبَاه؛ وَقَدْ خَرَجَتْ مِنْ نَفْسِ المِشْكَاة 00 00؟!

ـ بِدَايَتُهُ تَأْلِيفَ الكُتُبِ وَإِلْقَاءَ الخُطَب: بَدَأَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ مُصَنَّفَاتِهِ بِاخْتِصَارِ عَدَدٍ كَبِيرٍ مِن أُمَّهَاتِ الكُتُبِ في شَتىَّ المَعَارِفِ وَالعُلُوم، وَعَلَى رَأْسِهَا طَبْعَاً التَّارِيخُ وَالحَدِيثُ وَعُلُومُ القُرْآن 0 ثُمَّ أَخَذَ بَعْدَ ذَلِكَ في تَأْلِيفِ كِتَابِهِ العَظِيم " تَارِيخِ الإِسْلاَم " الَّذِي انْتَهَى مِن إِخْرَاجِهِ الأَوَّلِ سَنَة 714 هـ 0 وَكَانَ قَدْ تَوَلىَّ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سَنَةِ 703 هـ الخَطَابَةَ بِمَسْجِدٍ في قَرْيَةٍ بِغُوطَةِ دِمَشْق، وَظَلَّ مُقِيمَاً بِهَا إِلىَ سَنَة 718 هـ، وَفي هَذِهِ القَرْيَةِ الهَادِئَةِ أَلَّفَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ خِيرَةَ كُتُبِه، وَقَدْ سَاعَدَهُ عَلَى ذَلِكَ كَمَا يَبْدُو تَفَرُّغُهُ التَّامُّ لِلتَّأْلِيف 0

ـ أَهَمُّ المَنَاصِبِ الَّتي تَبَوَّأَهَا الإِمَامُ الذَّهَبيّ: تَوَلىَّ في نَفْسِ العَامِ مَشْيَخَةَ دَارِ الحَدِيثِ بِتُرْبَةِ أُمِّ الصَّالح، وَهَذِهِ الدَّارُ مِنْ كُبْرَيَاتِ دُورِ الحَدِيثِ بِدِمَشْقَ آنَذَاك؛ اتَّخَذَهَا الإِمَامُ الذَّهَبيُّ سَكَنَاً لَهُ وَبَقِيَ فِيهَا إِلىَ حِينِ وَفَاتِه 0 وفي شَهْرِ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَة 729 هـ وَليَ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ دَارَ الحَدِيثِ الظَّاهِرِيَّة 0

وَكَأَنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلهُ قَدْ قَالَ يَا مَصَائُبُ تَرَاجَعِي، وَيَا مَنَاصِبُ تَوَاضَعِي: فَأَتَمَّ لَهُ الرِّيَاسَةَ في الدُّنيَا، وَعَوَّضَهُ عَمَِّا لحِقَهُ مِنَ الضُّرِّ بِسَبَبِ صُحْبَتِهِ لاِبْنِ تَيْمِيَة، فَبَعْدَ أَنْ تُوُفِّيَ شَيْخُهُ عَلَمُ الدِّينِ البِرْزَاليُّ شَيْخُ الحَدِيثِ بِالمَدْرَسَةِ النَّفِيسِيَّةِ سَنَة 739 هـ: تَوَلىَّ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ تَدْرِيسَ الحَدِيثِ بِهَا وَإِمَامَتَهَا عِوَضَاً عَنهُ، وَفي نَفْسِ السَّنَةِ أَيْضَاً انْتُهِيَ مِن عِمَارَةِ دَارِ الحَدِيثِ وَالقُرْآنِ التَّنَكُّزِيَّة؛ فَكَانَتْ في حُسْنِهَا آيَةً تَسُرُّ النَّاظِرِين؛ بَاشَرَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ مَشْيَخَةَ الحَدِيثِ بِهَا 0

وَمِنْ دُورِ الحَدِيثِ الَّتي تَوَلاَّهَا الإِمَامُ الذَّهَبيُّ دَارُ الحَدِيثِ الفَاضِلِيَّة، الَّتي أَسَّسَهَا القَاضِي الفَاضِلُ وَزِيرُ صَلاَحِ الدِّينِ المُتَوَفىَّ سَنَة 596 هـ 0 ـ مُؤَلَّفَاتُ الإِمَامِ الذَّهَبيِّ وَمخْتَصَرَاتُهُ الفَرِيدَة: بَدَأَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ كَتَابَاتِهِ التَّارِيخِيَّةَ بِاخْتِصَارِ أُمَّهَاتِ الكُتُبِ فِيه: كَتَارِيخِ بَغْدَادَ لِلْخَطِيبِ البُغْدَادِي المُتَوَفىَّ سَنَةَ 463 هـ، وَاخْتِصَارَاتِهِ لِلذُّيُولِ الَّتي وُضِعَتْ عَلَيْهِ لاِبْنِ السَّمْعَانيِّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 562 هـ، وَابْنِ الدُّبَيْثِيِّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 637 هـ، وَابْنِ النَّجَّارِ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 643 هـ 0 وَمِن هَذِهِ الاِخْتِصَارَاتِ أَيْضَاً اخْتِصَارُهُ لِتَارِيخِ دِمَشْقَ لاِبْنِ عَسَاكِرَ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 571 هـ 0

وَاخْتِصَارُهُ لِتَارِيخِ مِصْرَ لاِبْنِ يُونُسَ المُتَوَفىَّ سنة 347 هـ، وَلِتَارِيخِ نَيْسَابُورَ لأَبي عَبْدِ اللهِ الحَاكِمِ النَّيْسَابُورِي المُتَوَفىَّ سَنَةَ 405 هـ، وَلِتَارِيخِ خَوَارِزْمَ لاِبْنِ أَرْسَلاَنَ الخَوَارِزْمِيِّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 568 هـ وَمِنْ كُتُبِ الوَفِيَّاتِ اخْتِصَارُهُ لِكِتَابِ " التَّكْمِلَة؛ لِوَفِيَّاتِ النَّقَلَة " لِزَكِيِّ الدِّينِ المُنْذِرِيِّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 656 هـ وَصِلَتِهِ لِلْحُسَيْنيِّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 695 هـ 0 وَاخْتِصَارُهُ لِتَارِيخِ أَبي شَامَةَ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 665 هـ وَتَارِيخِ أَبي الفِدَاءِ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 732 هـ إِلخ 0 وَمِنْ كُتُبِ الأَنْسَابِ اخْتِصَارُهُ لِكِتَابِ الأَنْسَابِ لأَبي سَعْدٍ السَّمْعَانيِّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 562 هـ 0

وَمِنْ كُتُبِ الصَّحَابَةِ اخْتِصَارُهُ لِكِتَابِ أَسَدِ الغَابَةِ لاِبْنِ الأَثِيرِ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 630 هـ 0 وَمِنْ كُتبِ الرِّجَالِ اخْتِصَارُهُ لِكِتَابِ تَهْذِيبِ الكَمَال لأَبي الحَجَّاجِ المزِّيِّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 742 هـ 0 وَاخْتِصَارُهُ لمُعْجَمِ الشُّيُوخِ لاِبْنِ عَسَاكِرَ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 571 هـ 00 وَغَيرُهَا كَثِير 0 وَكَانَتْ هَذِهِ الاِخْتِصَارَات: هِيَ خَيرَ مَرْحَلَةٍ انْتِقَالِيَّةٍ صَنَعَتْ مِنهُ نجْمَاً في سَمَاءِ المُؤَلِّفِين، وَأَكْسَبَتْهُ مَلَكَةً أَتْحَفَتْنَا بِالدُّرِّ الثَّمِين 0 ـ كَيْفَ كَانَ دَقِيقَ الاِخْتِيَارِ في الاِخْتِصَار:

وَلَمْ يَكُ يَخْتَصِرُ رَحِمَهُ اللهُ إِلاَّ أَجْوَدَ أُمَّهَاتِ الكُتُبِ في عَصْرِه، وَالَّتي تَزِيدُ عَلَى خَمْسِينَ كِتَابَاً مِن أَحْسَنِ الكُتُبِ وَأَكْثَرِهَا أَصَالَةً؛ مِمَّا يُبَرْهِنُ عَلَى أَنَّهُ كَانَ مُبْدِعَاً في كُلِّ شَيْءٍ حَتىَّ في انْتِقَائِه، وَاخْتِيَارُ الفَتى جُزْءٌ مِن عَقْلِه 0 وَلَوْ ذَهَبْتَ إِلىَ تِلْكَ المخْتَصَرَاتِ لِتُطَالِعَ مِنهَا أَيَّ كِتَابٍ لأَعْجَبَتْكَ صَنعَتُهُ وَأُسْلُوبُهُ أَيَّمَا إِعْجَاب، وَلَبَادَرْتَ قَائِلاً: إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَاب، وَفَيْءٌ لأُوْلي الأَلْبَاب، فَهُوَ كَبَاحِث: يَعْرِفُ جَيِّدَاً مِن أَيْنَ تُؤْكَلُ الكَتِف، وَكَمُخْتَصِرٍ: يَعْرِفُ مَا يُطْرَقُ وَمَا يُتْرَك، وَكَناقِد: غَيرَ حَاسِدٍ وَلاَ حَاقِد 0

ـ بَعْضُ إِضَافَاتِهِ في مُخْتَصَرَاتِهِ، وَعَبْقَرِيَّتُهُ في تخْرِيجَاتِه وَتَعْلِيقَاتِه: وَهُوَ فَوْقَ هَذَا في هَذِهِ الاِخْتِصَارَات: لَيْسَ مجَرَِّدَ نَاقِلٍ لأَلْفَاظِ وَعِبَارَات، بَلْ لَهُ مِنَ التَّعْلِيقَاتِ الدَّقِيقَة، وَالاِسْتِدْرَاكَاتِ العَمِيقَة، وَالعِبَارَاتِ الرَّشِيقَة: مَا تَقَرُّ بِهِ العُيُون، وَيَطْرَبُ لَهُ المُثَقَّفُون، فَتَرَاهُ [لَهُ اللهُ] كَأَنَّهُ يَمْلِكُ رَادَارَاً يَرْصُدُ بِهِ كُلَّ مَا فِيهَا، وَيَتَعَقَّبُ أَوْهَامَ وَأَخْطَاءَ مُؤَلِّفِيهَا، دُونَمَا تَجِنٍّ في تَصْوِيبِ رَآه، وَلاَ مَنٍّ في تَعْقِيبٍ أَهْدَاه، وَهُوَ الأَمْرُ الَّذِي لاَ يَتَأَتىَّ إِلاَّ لِلأَسَاتِيذِ الجَهَابِيذِ مِنَ المُصَنِّفِينَ المُنْصِفِين 0

وَهُمْ قِلَّةٌ في هَذَا الزَّمَنِ البَغِيض؛ الَّذِي وَصَلَتْ فِيهِ الأُمَّةُ لِلْحَضِيض، وَتحَوَّلَتْ مِنَ النَّقِيضِ إِلى النَّقِيض 00 فَتَرَاهُ مَثَلاً حِينَ اخْتَصَرَ كِتَابَ " أَسَدِ الغَابَة في مَعْرِفَةِ الصَّحَابَة " لاِبْنِ الأَثِيرِ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 630 هـ زَادَ فِيهِ عِدَّةَ تَوَارِيخَ مِنهَا: " تَارِيخَ الصَّحَابَةِ الَّذِينَ نَزَلُواْ حِمْصَ لأَبي القَاسِمِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ سَعِيدٍ الحِمْصِيِّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 324 هـ " وَ " مُسْنَدَ الإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 241 هـ " وَ " طَبَقَاتِ بْنِ سَعْدٍ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 230 هـ " وَ " تَارِيخَ دِمَشْقَ لاِبْنِ عَسَاكِرَ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 571 هـ " 000 إِلخ 0

وَمِنْ تَعْلِيقَاتِهِ النَّفِيسَهِ الَّتي تَرَاهَا في مخْتَصَرَاتِهِ: مَا في كِتَابِ " الكَاشِف " الَّذِي اخْتَصَرَهُ مِنْ " تَهْذِيبِ الكَمَال " لأَبي الحَجَّاجِ المزِّيِّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 742 هـ؛ وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ عَلَّقَ عَلى آرَاءِ بَعْضِ أَئِمَّةِ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيل فَخَطَّأَ بَعْضَهَا، كَمَا حَقَّقَ كَثِيرَاً مِنْ تَرَاجِمِ الكِتَابِ تحْقِيقَاً دَقِيقَاً 0 هَذَا كُلُّهُ مَا كُنْتَ لِتَجِدَهُ في الأَصْل 0 وَمِن أَشْهَرِ مَا تَظْهَرُ فِيهِ بَرَاعَةُ الإِمَامِ الذَّهَبيِّ في النَّقْدِ وَالتَّحْقِيقِ في مخْتَصَرَاتِهِ تَعْلِيقَاتُهُ عَلَى كِتَابِ

" المُسْتَدْرَكِ عَلَى الصَّحِيحَينِ لأَبي عَبْدِ اللهِ الحَاكِمِ النَّيْسَابُورِي المُتَوَفىَّ سَنَةَ 405 هـ " الَّذِي أَخَذَ عَلَى نَفْسِهِ في مُؤَلَّفِهِ أَنْ لاَ يُورِدَ مِنَ الأَحَادِيثِ إِلاَّ مَا هُوَ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ البُخَارِيِّ وَمُسْلِم، مِمَّا لَمْ يَذْكُرَاهُ في صَحِيحَيْهِمَا؛ فَأَظْهَرَ الإِمَامُ بِمَا لَهُ مِنَ الدِّرَايَةِ وَالمَلَكَةِ في عُلُومِ الحَدِيثِ غَلَطَ الحَاكِمِ وَأَوْهَامَهُ: حَيْثُ بَيَّنَ أَنَّ نِصْفَ الكِتَابِ فَقَطْ هُوَ الَّذِي عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَينِ أَوْ أَحَدِهِمَا، وَأَنَّ النِّصْفَ الآخَرَ لاَ يَخْلُو مِنَ العِلَل، بَلْ كَشَفَ الطَّامَّةَ الكُبرَى: أَلاَ وَهِيَ أَنَّ في الكِتَابِ مَا لاَ يَقِلُّ عَنْ ثَلاَثِمِاْئَةِ حَدِيثٍ مَا بَينَ بَعْضُهَا مُنْكَر، أَوْ وَاهِي الإِسْنَاد، أَوْ مَوْضُوع 0

وَمِنْ تَصَرُّفَاتِهِ في مخْتَصَرَاتِهِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالىَ مَا فَعَلَهُ في كِتَابِ العِلَلِ لاِبْنِ الجَوْزِيِّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 597 هـ: حَيْثُ لَمْ يَقْنَعْ بِاخْتِصَارِهِ فَحَسْب؛ حَتىَّ خَرَّجَ أَحَادِيثَه 0 كَمَا اخْتَصَرَ رَحِمَهُ اللهُ كِتَابَ " السُّنَنِ الكُبْرَى لِلإِمَامِ البَيْهَقِيِّ المُتَوَفىَّ سَنَة 458 هـ " 0 فَعَلَّقَ عَلَى أَسَانِيدِهِ بِكَلاَمٍ يَدُلُّ عَلَى تَبَحُّرِهِ في المُصْطَلَح، وَوَضَعَ رُمُوزَاً عَلَى الأَحَادِيثِ المَرْوِيَّةِ في الصَّحِيحَينِ وَفي السُّنَنِ الأَرْبَع، وَخَرَّجَ الأَحَادِيثَ الَّتي لَمْ تَرِدْ في هَذِهِ الكُتُبِ السِّتَّة 0 كَمَا اخْتَصَرَ رَحِمَهُ اللهُ في الشِّعْرِ كِتَابَ " الخريدة لِلْعِمَادِ الأَصْبَهَانيِّ القُرَشِيِّ المُتَوَفىَّ سَنَة 596 هـ " 0

كَمَا اخْتَصَرَ كِتَابَاتٍ أُخْرَى لِكِبَارِ العُلَمَاءِ مِثْلِ زَكِيِّ الدِّينِ البِرْزَاليِّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 636 هـ " 0 وَفَخْرِ الدِّينِ ابْنِ البُخَارِيِّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 690 هـ " 0 وَشِهَابِ الدِّينِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الأَبْرَقُوهِي المُتَوَفىَّ سَنَةَ 701 هـ " 0 وَضِيَاءِ الدِّينِ المَقْدِسِيِّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 643 هـ " 0 وَغَيرُهُمْ كَثِير 0 بَلْ وَكَانَ يَرْجِعُ في بَعْضِ الأَحْيَانِ إِلى النُّسَخِ الأَصْلِيَّةِ المخْطُوطَةِ بخُطُوطِ مُؤَلُِّفِيهَا: كَمَا في المُخْتَصَرِ المُحْتَاج: " قَرَأْتُ بِخَطِّ ابْنِ قُدَامَة " 0 ـ إِتْقَانُهُ وَإِحْسَانُهُ في مُخْتَصَرَاتِهِ، وَإِكْمَالُهُ لِلنَّقْصِ فِيهَا:

هَذَا بِالإِضَافَةِ إِلى زِيَادَتِهِ هُوَ في التَّرَاجِمِ بِمَا يَذْكُرُهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ شُيُوخِهِ الَّذِينَ عَاصَرُواْ صَاحِبَ التَّرْجَمَة: كَقَوْلِهِ مَثَلاً: " وَرَوَى لَنَا عَنهُ بِمِصْرَ أَبُو المَعَالي الأَبْرَقُوهِيّ " وَقَوْلِهِ " رَوَى لَنَا عَنهُ أَبُو العَبَّاسِ ابْنُ الظَّاهِرِيِّ وَأَبُو الحُسَينِ اليُونِينيّ، وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ وَمحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الأَرْبَلِّيّ 0 وَمِن إِضَافَاتِهِ في اخْتِصَارَاتِهِ أَيْضَاً: ذِكْرُ تَوَارِيخِ وَفِيَّاتِ كُلِّ الشَّخْصِيَّاتِ الوَارِدِ ذِكْرُهَا في الكُتُبِ الَّتي اخْتَصَرَهَا وَالَّتي لَمْ يَذْكُرْ مُؤَلِّفُوهَا تَوَارِيخَ لِهَذِهِ الوَفِيَّات 0

فَابْنُ الدُّبَيْثِيِّ مَثَلاً لَمْ يَذْكُرْ وَفَاةَ أَحَدٍ مِمَّنْ ذَكَرَهُمْ في تَارِيخِهِ مِمَّنْ تَأَخَّرَتْ وَفَاتُهُ عَنْ سَنَةَ 621 هـ " وَهِيَ السَّنَةُ الَّتي حَدَّثَ ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ فِيهَا بِتَارِيخِه، وَلَمْ يَذْكُرْهَا بَعْدَ ذَلِك؛ فَاسْتَدْرَكَ الذَّهَبيُّ هَذِهِ السَّقَطَات، وَاسْتَخْرَجَ بِنَفْسِهِ هَذِهِ الوَفِيَّات؛ لِتَكُونَ الفَائِدَةُ أَعَمّ، وَيَكُونَ اخْتِصَارُهُ لِلْكِتَابِ أَتَمّ 0 ـ قِيَامُهُ بِتَحْقِيقِ وَتَخْرِيجِ كُلِّ أَثَرٍ في طَرِيقِهِ وَالحُكْمِ عَلَيْه: أَضِفْ إِلىَ هَذَا تَدَخُّلاَتِهِ العِلْمِيَّةَ في كُلِّ مَا يَقَعُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِن أَخْطَاءٍ مِمَّا لَهُ صِلَةٌ بِالأَسَانِيد؛ فَيَقُومُ عَلَى الفَوْرِ بِتَصْوِيبِهَا 0

كَمَا يَقُومُ بِالتَّنْبِيهِ أَيْضَاً عَلَى وَضْعِ كُلِّ الآثَارِ المَوْضُوعَةِ الَّتي أَغْفَلَ المُؤَلِّفُ عَامِدَاً أَوْ نَاسِيَاً التَّنْبِيهَ عَلَيْهَا، كَمَا يَقُومُ أَيْضَاً بِتَخْرِيجِ مَا أَغْفَلَ المُؤَلِّفُ عَامِدَاً أَوْ نَاسِيَاً تَخْرِيجَهُ، فَمَا كَانَ في الصَّحِيحَينِ أَشَارَ إِلىَ ذَلِكَ بِرُمُوزٍ اسْتَعْمَلَهَا، وَمَا كَانَ بخِلاَفِ هَذَا عَزَاهُ إِلىَ مَصَادِرِهِ وَقَامَ بِالحُكْمِ عَلَيْه؛ فَلِلَّهِ دَرُّهُ مِنْ رَجُل 00 عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَه " 0

[صَحَّحَهُ العَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1880، 1113، رَوَاهُ الإِمَامَانِ أَبُو يَعْلَى وَالبَيْهَقِيُّ في شُعَبِه] ـ وَمِن إِضَافَاتِهِ إِلىَ مُخْتَصَرَاتِهِ: إِعَادَةُ تَرْتِيبِهَا إِنْ لَزِمَ الأَمْر: وَمِن إِضَافَاتِهِ يَرْحَمُهُ اللهُ في مخْتَصَرَاتِهِ أَنَّهُ عِنْدَمَا اخْتَصَرَ مَثَلاً كِتَابَ الكُنىَ لأَبي أَحْمَدَ الحَاكِمِ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 378 هـ أَعَادَ تَرْتِيبَهُ عَلَى حُرُوفِ المُعْجَمِ بَعْدَ أَن أَضَافَ إِلَيْهِ أَشْيَاءَ أُخْرَى مِمَّا لَيْسَ فِيه 0 كَمَا رَتَّبَ أَيْضَاً " المُجَرَّدَ مِنْ تَهْذِيبِ الكَمَالِ لِلْمُزِّيِّ " عَلَى عَشْرِ طَبَقَات، وَرَتَّبَ كُلَّ طَبَقَةٍ عَلَى حُرُوفِ المُعْجَم؛ في حِينِ أَنَّهُ كَانَ مُرَتَّبَاً عَلَى حُرُوفِ المُعْجَم 0

ـ حَجْمُ الآثَارِ الَّتي خَلَّفَهَا لِلنَّاس؛ هَذَا النِّبرَاس: لَقَدْ كَانَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ رَحِمَهُ اللهُ عَالمَاً مَوْسُوعِيَّاً، حَيْثُ تَرَكَ ثَرْوَةً ضَخْمَةً مِنَ المُؤَلَّفَاتِ وَالمُخْتَصَرَاتِ أَتْعَبَتِ البَاحِثِينَ وَالمحَقِّقِين 00 وَصَفَهُ الإِمَامُ ابْنُ حَجَرٍ العَسْقَلاَنيُّ في الدُّرَرِ الكَامِنَةِ بِأَنَّهُ كَانَ أَكْثَرَ أَهْلِ عَصْرِهِ تَصْنِيفَاً، مُعْظَمُهَا في الحَدِيثِ وَالتَّرَاجِم 0 أَمَّا عَنْ رُسُوخِ قَدَمِهِ في القِرَاءَاتِ فَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ نَاصِرِ الدِّينِ الدِّمَشْقِيُّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 842 هـ في كِتَابِهِ الرَّدِّ الوَافِرِ أَنَّهُ كَانَ "إِمَامَاً في القِرَاءَات " 0 ـ سِرُّ ضَآلَةِ مُؤَلَّفَاتِهِ في القِرَاءَاتِ الَّتي أَتْقَنَهَا:

وَلَكِنْ يُلاَحَظُ مَعَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَتَخَرَّجْ عَلَيْهِ في القِرَاءَاتِ سِوَى عَدَدٍ قَلِيلٍ جِدَّاً؛ وَعَلَّ السَّبَبَ في هَذَا يَرْجِعُ إِلىَ أَنَّ اهْتِمَامَهُ بِالحَدِيثِ وَالتَّرَاجِمِ وَالتَّارِيخ: غَلَبَ عَلَى اهْتِمَامِهِ بِالقِرَاءَات؛ وَمِنْ ثَمَّ لَمْ يُعْلَمْ لَهُ في القِرَاءَاتِ غَيرَ كِتَابِ " التَّلْوِيحَاتِ في عِلْمِ القِرَاءَات " وَكِتَابِ " مَعْرِفَةِ القُرَّاءِ الكِبَارِ عَلَى الطََّبَقَاتِ وَالأَعْصَار " الَّذِي هُوَ بِكُتُبِ التَّرَاجِمِ أَشْبَهُ مِنْ كُتُبِ القراءَات 0 وَقَدْ شَهِدَ لَهُ ابْنُ الجَزْرِيِّ بِالإِحْسَانِ فِيه؛ لِذَلِكَ اقْتَبَسَ جُلَّهُ في كِتَابِهِ " غَايَةِ النِّهَايَة " كَمَا نَصَّ عَلَى ذَلِكَ في المُقَدِّمَة، وَوَصَفَهُ شَمْسُ الدِّينِ السَّخَاوِيُّ في الإِعْلاَنِ بِأَنَّهُ " كِتَابٌ حَافِل " 0

وَيُمْكِنُ القَوْلُ في النِّهَايَةِ أَنَّ هَذَا العِلْمَ كَانَ لَدَى الإِمَامِ أَقَلَّ حَظَّاً مِنْ صَاحِبَيْه [الحَدِيثِ وَالتَّرَاجِم] فَلَقَدْ كَانَتْ مُؤَلَّفَاتُهِ الحَدِيثِيَّةُ مَثَلاً أَحْسَنَ الوُجُوهِ إِشْرَاقَاً في الحَيَاةِ العِلْمِيَّةِ لهَذَا العَالِمِ القَدِير؛ وَالسِّرَاجِ المُنِير، حَيْثُ حَظِيَ بِنَصِيبِ الأَسَدِ بَينَ مُؤَلَّفَاتِهِ؛ يُدْرِكُ القَارِئُ مَدَى صِدْقِ ذَلِكَ إِذَا أَلْقَى نَظْرَةً عَلَى قَائِمَةِ مُؤَلَّفَاتِه 0 كَمَا أَلَّفَ في المُصْطَلَحِ كُتُبَاً، وَخَرَّجَ التَّخَارِيجَ الكَثِيرَةَ مِنَ الأَرْبَعِينَاتِ وَالثَّلاَثِينَاتِ وَالعَوَالي وَالأَجْزَاءِ وَمُعْجَمَاتِ الشُّيُوخِ وَالمَشْيَخَات وَغَيرُهَا كَثِير 0 ـ مُؤَلَّفَاتُهُ في العَقَائِدِ وَالفِقْه:

وَأَمَّا عَمَّا تَرَكَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ لَنَا مِنْ مُؤَلَّفَاتِهِ في العَقَائِدِ كِتَابُهُ " الأَرْبَعِين في صِفَاتِ رَبِّ العَالمِين " وَكِتَابُ " العَرْش " وَكِتَابُ " مَسْأَلَةُ الوَعِيد " وغيرها 0 وَأَشْهَرُهَا كِتَابُهُ المَعْرُوف " العُلُوُّ لِلْعَلِيِّ الغَفَّار " الَّذِي يُعَدُّ أَوْسَعَ هَذِهِ الكُتُبِ وَأَكْثَرَهَا شُهْرَةً ونَهَجَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في العَقِيدَةِ مَنهَجَ أَهْلِ السُّنَّة: فَتَجِدُ اللَّبِنَةَ الأَسَاسِيَّةَ الَّتي بَنى بِهَا الإِمَامُ الذَّهَبيُّ كَلاَمَهُ فِيهَا: آيَاتٌ مِنَ القُرْآن، وَأَحَادِيثُ مِنْ كَلاَمِ النَّبيِّ العَدْنَان صَلَوَاتُ رَبيِّ وَتَسْلِيمَاتُهُ عَلَيْه 0

وَلَمْ يسْلَمْ طَبْعَاً كِتَابُهُ العُلُوّ؛ مِن أَهْلِ التَّنَطُّعِ وَالغُلُوّ، وَقَانَا اللهُ وَحَفِظَ الأُمَّةَ مِنْ شُرُورِ أَهْلِ التَّشَدُّد، الَّذِينَ يَقِفُونَ حَجَرَ عَثْرَةٍ في طَرِيقِهَا إِلىَ التَّوَحُّد، وَيَقْطَعُونَ السَّبِيلَ عَلَى المُصْلِحِينَ [الصَّالحِين] نحْوَ التَّمَدُّد 00 فَلَمْ يَسْلَمِ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ مِنْ مُهَاجَمَتِهِمْ وَهُوَ مَن هُوَ بَينَ أَعْلاَمِ أَهْلِ السُنَّة 0 إِنَّهُمْ يُهَاجِمُونَ مَن 00؟ يُهَاجِمُونَ رَجُلاً بِرَغْمِ أَنَّهُ كَانَ شَافِعِيَّ المَذْهَب؛ إِلاَّ أَنَّهُ رَغْبَةً مِنهُ في بُلُوغِ الغَايَةِ كَانَ في العَقِيدَةِ حَنْبلِيَّ المَذْهَب؛ حَتىَّ لَقَدْ قِيلَ عَنهُ أَنَّهُ كَانَ شَافِعِيَّ الفُرُوعِ حَنْبلِيَّ المُعْتَقَد 0

فَالإِمَامُ الذَّهَبيُّ وَإِنْ لَمْ يَكُ فَقِيهَاً، وَلَمْ يُعْرَفْ بِأَنَّهُ أَخَذَ الفِقْهَ عَن أَعْلاَمِ عَصْرِهِ الكِبَارِ كَابْنِ الزَّمْلَكَانيّ، وَلاَ بُرْهَانِ الدِّينِ الفَزَارِيّ؛ وَلَكِنْ كَفَاهُ شَرَفَاً أَنْ صَحِبَ ابْنَ تَيْمِيَة، وَكُلُّ الصَّيْدِ في جَوْفِ الفَرَا، وَلَمْ يَبْتَعِدِ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في قِرَاءَاتِهِ وَدِرَاسَتِهِ كَثِيرَاً عَنْ دَائِرَةِ الفِقْهِ وَأُصُولِه؛ فَقَدْ أَلَّفَ في أُصُولِهِ، كَمَا اعْتَنى بِاخْتِصَارِ كِتَابِ المحَلَّى لاِبْنِ حَزْم، وَأَسْمَا اخْتِصَارَهُ " المُسْتَحْلَى في اخْتِصَارِ المحَلَّى " وَهُوَ مِنْ كِبَارِ الكُتُبِ الفِقْهِيَّة، وَأَلَّفَ عَدَدَاً لاَ بَأْسَ بِهِ مِنَ الكُتُبِ والأَجْزَاءِ الفِقْهِيَّة، وَكَانَتْ لَهُ خَوَاطِرُ وَاجْتِهَادَاتٌ بَثَّهَا مِنهَا في مَوَاطِنَ كَثِيرَة 00

مِنْ ذَلِكَ مَثَلاً كَلاَمُهُ في تَذْكِرَةِ الحُفَّاظِ عَنْ مَسْأَلَةٍ في الطَّلاَقِ وَمُنَاقَشَتِهِ لاِبْنِ تَيْمِيَةَ فِيهَا 0 وَمِنْ نَظْمِهِ الرَّقِيق؛ في تحْبِيذِ الاِسْتِدْلاَلِ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَتَقْدِيمِهِمَا عَلَى مَا سِوَاهُمَا قَوْلُهُ: الفِقْهُ قَالَ اللَّهُ قَالَ رَسُولُهُ * إِنْ صَحَّ وَالإِجْمَاعُ فَاجْهَدْ فِيهِ وَحَذَارِ مِنْ نَصْبِ الخِلاَفِ جَهَالَةً * بَيْنَ النَّبيِّ وَبَينَ رَأْيِ فَقِيهِ

وَمِمَّا اخْتَصَرَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ مِنْ كُتُبِ العَقَائِدِ كِتَابُ " البَعْثِ وَالنُّشُور " وَكِتَابُ " القَدَر " لِلإِمَامِ البَيْهَقِيِّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 458 هـ، وَكِتَابُ " الفَارُوقِ في الصِّفَات " لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ الأَنْصَارِيِّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 481 هـ، وَكِتَابُ " مِنهَاجِ الاِعْتِدَالِ في نَقْضِ كَلاَمِ أَهْلِ الرَّفْضِ وَالاِعْتِزَال " لِرَفِيقِهِ وَشَيْخِهِ تَقِيِّ الدِّينِ ابْنِ تَيْمِيَة؛ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 728 هـ 0 ـ كَيْفَ كَانَ مُجَدِّدَاً لاَ مُقَلِّدَاً في اخْتِصَارَاتِهِ وَمُؤَلَّفَاتِه:

تَعْلَمُ ثِقَلَ هَذَا الإِمَامِ إِذَا نَظَرْتَ إِلى العَصْرِ الَّذِي نَشَأَ فِيهِ وَكَيْفَ غَلَبَ عَلَى أَهْلِ العِلْمِ فِيهِ الجَمْعُ وَالتَّرْتِيب؛ مِن غَيرِ مَا بَحْثٍ وَلاَ تَنْقِيب، وَالتَّلْخِيصُ الَّذِي هُوَ مُجَرَّدُ حَذْفٍ وَنَقْل، خَالٍ مِن أَيِّ إِعْمَالٍ لِلْعَقْل، فَكَانَ يَرْحَمُهُ اللهُ بِحَقٍّ: نجْمَاً في سَمَاءِ ذَلِكَ الزَّمَان 0 قَالَ تِلْمِيذُهُ صَلاَحُ الدِّينِ الصَّفَدِيُّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 764 هـ: " لَمْ أَجِدْ عِنْدَهُ جُمُودَ المُحَدِّثِين، وَلاَ كَوْدَنَةَ النَّقَلَة، بَلْ هُوَ فَقِيهُ النَّظَر، لَهُ دُرْبَةٌ بِأَقْوَالِ النَّاسِ وَمَذَاهِبِ الأَئِمَّة " 0 وَيُعْجِبُكَ في كُتُبِهِ جَمْعَاء: أَنَّهُ لاَ يُورِدُ حَدِيثَاً فِيهِ ضَعْفُ مَتْنٍ أَوْ ظَلاَمُ إِسْنَادٍ إِلاَّ بَيَّنَهُ لَك 0

ـ غِبْطَةُ الحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ لَهُ عَلَى فِطْنَتِهِ وَذَكَائِه: وَبَلَغَ مِنْ فَضْلِهِ أَنَّ الحَافِظَ ابْنَ حَجَرٍ العَسْقَلاَنيَّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 852 هـ شَرِبَ مَاءَ زَمْزَمٍ سَائِلاً اللهَ أَنْ يَصِلَ إِلىَ مَرْتَبَةِ الإِمَامِ الذَّهَبيِّ في الحِفْظِ وَالفِطْنَة [أَخْبرَ عَنهُ بِذَلِكَ تِلْمِيذُهُ السَّخَاوِيُّ في الإِعْلاَن]

وَحِينَمَا كَتَبَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ كِتَابَهُ " تَذْكِرَةَ الحُفَّاظ " وَرَتَّبَهُ عَلَى الطَّبَقَات؛ تَنَاوَلَ في نِهَايَةِ كُلِّ طَبَقَةٍ الأَوْضَاعَ السِّيَاسِيَّةَ وَالثَّقَافِيَّةَ وَالاِجْتِمَاعِيَّةَ وَالاِقْتِصَادِيَّةَ الَّتي سَادَتْ عَصْرَهَا، فَأَجْمَلَ ذَلِكَ في فَقْرَاتٍ قَلِيلَة؛ دَلَّتْ عَلَى سَعَةِ أُفُقِهِ وَقُدْرَتِهِ البَارِعَةِ عَلَى اسْتِيعَابِ الحِقْبِ الزَّمَنِيَّةِ لِلْعَالَمِ الإِسْلاَمِيِّ المُمْتَدِّ في عِبَارَاتٍ قَصِيرَة؛ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى عُمْقِ الرُّؤْيَةِ وَنَفَاذِ البَصِيرَة 0 ـ بَرَاعَتُهُ في الجَرْحِ وَالتَّعْدِيل:

أَمَّا كُتُبُهُ في الرِّجَالِ وَالجَرْحِ وَالتَّعْدِي؛ فَيَأْتي في مُقَدِّمَتِهَا كِتَابُهُ العَظِيم " مِيزَانُ الاِعْتِدَال؛ في نَقْدِ الرِّجَال " وَالَّذِي اعْتَبَرَهُ مُعَاصِرُوهُ وَمَنْ جَاءَ بَعْدَهُمْ مِن أَحْسَنِ كُتُبِهِ وَأَجَلِّهَا 00 تَنَاوَلَ فِيهِ عَدَدَاً كَبِيرَاً مِنَ الحُفَّاظِ وَالعُلَمَاءِ ورِجَالِ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ بِالنَّقْدِ اسْتِدْرَاكَاً أَوْ تَعْقِيبَاً أَوْ تَلْخِيصَاً كَذَلِكَ في الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ كَتَبَ أَيْضَاً رِسَالَةً بِعُنوَان " ذِكْرِ مَنْ يُؤْتَمَنُ قَوْلُهُ في الجَرْحِ وَالتَّعْدِيل " تَكَلَّمَ فِيهَا عَن أُصُولِ النَّقْدِ وَطَبَقَاتِ النُّقَّاد وَفَنَّدَ أَقْوَالَهُمْ تَفْنِيدَا 0 ـ انْتِقَادُهُ لأَئِمَّةِ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيل:

وَهُوَ في أَحْكَامِهِ وَاسِعَ الأُفُق، حَسَنَ الخُلُق، أَمِينٌ مُنْصِف، فِيمَا يُؤَلِّفُ وَيُصَنِّف؛ مِنْ ذَلِكَ مَثَلاً مَا ذَكَرَهُ في تَرْجَمَتِهِ لأَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ الكُوفيِّ حَيْثُ قَالَ فِيه: " شِيعِيٌّ جَلْد [أَيْ قَوِيُّ الحِفْظ] وَلَكِنَّهُ صَدُوق؛ فَلَنَا صِدْقُهُ وَعَلَيْهِ بِدْعَتُه، وَقَدْ وَثَّقَةُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ وَابْنُ مَعِين، وَأَبُو حَاتِم، وَأَوْرَدَهُ ابْنُ عَدِيٍّ [أَيْ ضِمْنَ الضُّعَفَاء] وَقَال: كَانَ غَالِيَاً في التَّشَيُّع، وَقَالَ السَّعْدِيّ: زَائِغٌ مجَاهِر " 00 فَكَأَنَّ الذَّهَبيّ؛ أَنْكَرَ عَلَى ابْنِ عَدِيّ: ذِكْرَ مَنْ جَرَّحُوهُ وَقَبَّحُوه، وَإِغْفَالَ مَنْ تَقَبَّلُوهُ وَعَدَِّلُوه 0

وَلاَ يُغْضِبَنَّكَ أَخِي القَارِئُ الكَرِيمُ كَثِيرَاً كَوْنُهُ مُتَشَيِّعَاً؛ فَالتَّشَيُّعُ مَرَاتِبُ كَمَا تَعْلَم: فَمِنهُمْ ـ كَأَبَانَ هَذَا ـ مَنْ يَقْتَصِرُ تَشَيُّعُهُ عَلَى تَفْضِيلِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ علَى أَبي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا 00 وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ لاَ يَنحَدِرْ في التَِّشَيُّعِ إِلى الحَطِّ عَلَى أَبي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا أَوِ النَّيْلِ مِنهُمَا 0 ثُمَّ أَنَّا لَوْ رَدَدْنَا أَحَادِيثَ هَذَا وَأَمْثَالِهِ مِمَّن هُمْ في نَفْسِ رُتْبَتِهِ في الجَرْح: لَرَدَدْنَا الكَثِيرَ مِمَّا صَحّ؛ فَكَثِيرٌ مِنَ التَّابِعِينَ كَانَ مُتَلَبِّسَاً بِالتَّشَيُّع 0

وَلِلإِمَامِ الذَّهَبيِّ رِسَالَتَانِ يَرُدُّ فِيهِمَا عَلَى جِمْلَةٍ مِن عُلَمَاءِ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيل: رِسَالَةٌ في " الرُّوَاةِ الثِّقَاتِ المُتَكَلَّمِ فِيهِمْ بِمَا لاَ يُوجِبُ رَدَّهُمْ " وَالأُخْرَى في " مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ وَهُوَ مُوَثَّق " 0 وَلَهُ رِسَالَةٌ لَمْ تُطْبَعْ بِعُنوَان: " الرَّدُّ عَلَى ابْنِ القَطَّان " المُتَوَفىَّ سَنَةَ 268 هـ 0 وَلَمْ يَقْتَصِرْ نَقْدُ الإِمَامِ الذَّهَبيِّ عَلَى الرِّجَالِ فَحَسْب، بَلْ تَعَدَّى ذَلِكَ إِلىَ نَقْدِ بَعْضِ المُؤَلَّفَات: فَتَرَاهُ مَثَلاً قَدِ انْتَقَدَ كِتَابَ " الضُّعَفَاءِ " لاِبْنِ الجَوْزِيِّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 597 هـ وَالَّذِي اخْتَصَرَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ وَذَيَّلَ عَلَيْه، فَقَالَ في تَرْجَمَةِ أَبَانَ بْنِ يَزِيدَ العَطَّارِ مَثَلاً:

" قَدْ أَوْرَدَهُ العَلاَّمَةُ ابْنُ الجَوْزِيِّ في " الضُّعَفَاءِ " وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ أَقْوَالَ مَنْ وَثَّقَه، وَهَذَا مِن عُيُوبِ كِتَابِهِ: يَسْرِدُ الجَرْحَ وَيَسْكُتُ عَنِ التَّوْثِيق " 0 كَمَا انْتَقَدَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ كِتَابَ " الضُّعَفَاءِ " لأَبي جَعْفَرٍ محَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو العُقَيْلِيِّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 322 هـ لإِيرَادِهِ بَعْضَ الثِّقَات: وَمِنهُمْ حَافِظُ عَصْرِهِ عَلِيُّ بْنُ المَدِينيِّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 234 هـ 0

فَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في تَرْجَمَةِ ابْنِ المَدِينيِّ في المِيزَان: " ذَكَرَهُ العُقَيْلِيُّ في " الضُّعَفَاءِ " فَبِئْسَ مَا صَنَع " وَرَدَّ عَلَيْهِ حِينَمَا نَقَلَ قَوْلَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ: " كَانَ أَبي حَدَّثَنَا عَنهُ ثُمَّ أَمْسَكَ عَنِ اسْمِهِ، ثمَّ تَرَكَ حَدِيثَهُ " رَدَّ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ هَذَا الاِدِّعَاءَ قَائِلاً: " بَلْ حَدِيثُهُ عَنهُ في مُسْنَدِهِ " وَهَذَا رَدٌّ مُفْحِمٌ مِنَ الإِمَامِ الذَّهَبيّ، ثمَّ قَالَ بَعْدَ هَذَا: " وَهَذَا أَبُو عَبْدِ اللهِ البُخَارِيُّ ـ وَنَاهِيكَ بِهِ ـ قَدْ شَحَنَ صَحِيحَهُ بحَدِيثِ ابْنِ المَدِينيّ " 0 ـ إِنْصَافُهُ وَذِكْرُهُ لمحَاسِنِ الكُتُبِ الَّتي انْتَقَدَهَا:

وَلَمْ يَقْتَصِرْ دَوْرُ الإِمَامِ الذَّهَبيِّ في نَقْدِهِ لِلْكُتُبِ عَلَى إِيرَادِ مَسَاوِئِهَا؛ بَلْ كَثِيرَاً مَا نَرَاهُ يُسْهِبُ في ذِكْرِ محَاسِنِهَا، فَقَدْ سَبَقَ أَنْ قَالَ إِنَّ كِتَابَ العُقَيْلِيِّ مُفِيد، وَقَالَ عَنِ " الكَامِلِ في الضُّعَفَاءِ " لاِبْنِ عَدِيٍّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 365 هـ في مِيزَانِ الاِعْتِدَال: " أَكْمَلُ الكُتُبِ وَأَجَلُّهَا في ذَلِك " 0 وَقَالَ في تَرْجَمَةِ الدَّارَ قُطْنيِّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 385 هـ بِتَذْكِرَةِ الحُفَّاظ: " وَإِذَا شِئْتَ أَنْ تَتَبَيَّنَ بَرَاعَةَ هَذَا الإِمَامِ الفَرْد؛ فَطَالِعِ العِلَلَ لَه؛ فَإِنَّكَ تَنْدَهِشُ وَيَطُولُ تَعَجُّبُك " 0 مَوْضُوعِيَّتُهُ وَحُجَّتُهُ في الرَّدِّ عَلَى الفِتَنِ الَّتي يَفْتَعِلُهَا المُتَنَطِّعُون وَالمُكَفِّرُون:

وَكَانَ يَرْحَمُهُ اللهُ يَتَحَلَّى في رُدُودِهِ العِلْمِيَّةِ عَلَى مخَالِفِيهِ يَتَّسِمُ بِالطَّابَعِ المَوْضُوعِيّ 00

مِنْ ذَلِكَ رُدُودُهُ وَتَفْنِيدُهُ لِمَا اتُّهِمَ بِهِ أَبُو الوَلِيدِ حِينمَا أَخَذَ بِظَاهِرِ حَدِيثِ صَحِيفَةِ الحُدَيْبِيَةِ [وَهُوَ في الصَّحِيحَين] مِن إِثْبَاتِ الكِتَابَةِ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَكَفَّرَهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ الصَّائِغِ وَاتَّهَمَهُ بِذَلِكَ أَنَّهُ يُكَذِّبُ القُرْآنَ الَّذِي وَصَفَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّهُ النَّبيُّ الأُمِّيّ؛ حَتىَّ كَادَتْ تَكُونُ فِتْنَة؛ فَعَلَّقَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ عَلَى ذَلِكَ في تَرْجَمَتِهِ فَذَكَرَ تَقْبِيحَ العَامَّةِ لَهُمْ ثُمَّ قَال: " مَا كُلُّ مَن عَرَفَ أَنْ يَكْتُبَ اسْمَهُ فَقَطْ بخَارِجٍ عَنْ كَوْنِهِ أُمِّيَّاً لأَنَّهُ لاَ يُسَمَّى كَاتِبَاً " 0 ـ مَكَانَتُهُ في الفِقْه:

وَالذَّهَبيُّ لَمْ يَكُنْ بِالمُسْتَوَى الَّذِي يُزْرِي بِصَاحِبِهِ مِن حَيْثُ النَّظَرِ في كُتُبِ الفِقْهِ وَأَقْوَالِ الأَئِمَّة؛ قَالَ ابْنُ نَاصِرِ الدِّينِ الدِّمَشْقِيُّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 842 هـ في كِتَابِهِ الرَّدِّ الوَافِر: " لَهُ دُرْبَةٌ بِمَذَاهِبِ الأَئِمَّة " 0 ـ أَشْهَرُ تَلاَمِذَةِ الإِمَامِ الذَّهَبيّ: قَالَ ابْنُ قَاضِي شُهْبَةَ الأَسَدِيُّ في الإِعْلاَم: " سَمِعَ مِنهُ السُّبْكِيُّ وَالبِرْزَاليُّ وَالعَلاَئِيُّ وَابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ رَافِعٍ وَابْنُ رَجَب " 00 وَغَيرُهُمْ كَثِير 0

وَهَذَا الأَخِير: هُوَ الحَافِظُ أَبُو الفِدَاءِ عِمَادُ الدِّينِ ابْنُ كَثِير / صَاحِبُ التَّفْسِير المُتَوَفىَّ سَنَة 774 هـ، وَصَاحِبُ كِتَابِ " البِدَايَةِ وَالنِّهَايَة " وَالَّذِي تَولىَّ بَعْدَ وَفَاةِ الإِمَامِ الذَّهَبيِّ مَشْيَخَةَ تُرْبَةِ أُمِّ الصَّالح ـ قَالُواْ عَنِ الإِمَامِ الذَّهَبيّ: كَانَ زَاهِدَاً وَرِعَاً حَسَنَ الدِّيَانَة [أَيْ سَلِيمَ المُعْتَقَد] كَمَا كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ بِمَشَاهِيرِ قُرَّاءِ زَمَانِهِ وَبِالكَثِيرِ مِنْ كِبَارِ الزُّهَّادِ وَالعُبَّادِ وَالنَّاسِكِين، وَالمُعْتَدِلِينَ مِنَ المُتَصَوُِّفِينَ غَيرِ الشَّاطِحِين 0

قَالَ عَنهُ تِلْمِيذُهُ تَقِيُّ الدِّينِ بْنُ رَافِعٍ السُّلاَمِيُّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 774 هـ: " كَانَ خَيِّرَاً صَالِحَاً مُتَوَاضِعَاً حَسَنَ الخُلُقِ حُلْوَ المحَاضَرَة، غَالِبُ أَوْقَاتِهِ في الجَمْعِ وَالاِخْتِصَار وَالاِشْتِغَالِ بِالعِبَادَة، لَهُ وِرْدٌ بِاللَّيْل [أَيْ قِيَامٌ بِاللَّيْل] وَعِنْدَهُ مُرُوءَةٌ وَعَصَبِيَّةٌ وَكَرَم " 00 العَصَبِيَّةُ هُنَا هِيَ الاِنْتِمَاء 0 وَقَالَ عَنهُ الزَّرْكَشِيُّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 794 هـ: " كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الزُّهْدِ التَّامِّ وَالإِيثَارِ العَامِّ وَالسَّبْقِ إِلىَ الخَيْرَات " 0 هَذَا عَنْ صَلاَحِهِ وَخُلُقِه 00 وَلَكِنْ مَاذَا عَنْ مَكَانَتِهِ العِلْمِيَّةِ وَإِبْدَاعِهِ في الجَرْحِ وَالتَّعْدِيل 00 00؟ ـ مَا قَالُوهُ عَنْ مَكَانَتِهِ العِلْمِيَّةِ وَإِبْدَاعِهِ في الجَرْحِ وَالتَّعْدِيل:

لَقَدْ صَدَقَ تَاجُ الدِّينِ السُّبْكِيُّ في وَصْفِهِ لِلإِمَامِ الذَّهَبيِّ عِنْدَمَا قَالَ: " شَيْخُ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيل " وَقَالَ ابْنُ نَاصِرِ الدِّينِ الدِّمَشْقِيُّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 842 هـ في كِتَابِهِ الرَّدِّ الوَافِر: " نَاقِدُ المُحَدِّثِينَ وَإِمَامُ المُعَدِّلِينَ وَالمُجَرِّحِين، كَانَ آيَةً في نَقْدِ الرِّجَال، عُمْدَةً في الجَرْحِ وَالتَّعْدِيل " 0 وَقَالَ شَمْسُ الدِّينِ السَّخَاوِيُّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 902 هـ في الإِعْلاَن: " وَهُوَ مِن أَهْلِ الاِسْتِقْرَاءِ التَّامِّ في نَقْدِ الرِّجَال " 0 هَذَا وَغَيرُهُ مِمَّا جَعَلَ أَحْكَامَ الإِمَامِ الذَّهَبيِّ لَدَى المُؤَرِّخِينَ وَرِجَالِ الحَدِيثِ وَكُتَّابَ الرَّائِقِ بمَثَابَةِ خَاتَمِ النَّسْر 0

وَوَصَفَهُ شَيْخُهُ وَرَفِيقُهُ عَلَمُ الدِّينِ أَبُو محَمَّدٍ القَاسِمُ بْنُ محَمَّدٍ البِرْزَاليُّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 739 هـ في مُعْجَمِ شُيُوخِهِ فَقَالَ عَنهُ وَالإِمَامُ الذَّهَبيُّ كَانَ لاَ زَالَ شَابَّاً في مُقْتَبَلِ العُمُر: " رَجُلٌ فَاضِلٌ صَحِيحُ الذِّهْن، اشْتَغَلَ وَرَحَلَ وَكَتَبَ الكَثِير، وَلَهُ تَصَانِيفُ وَاخْتِصَارَاتٌ مُفِيدَة، وَلَهُ مَعْرِفَةٌ بشيوخ القراءَات " 0 وَقَالَ تِلْمِيذُهُ صَلاَحُ الدِّينِ الصَّفَدِيُّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 764 هـ في الوَافي:

" الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ شَمْسُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللهِ الذَّهَبيّ: حَافِظٌ لاَ يُجَارَى، وَلاَفِظٌ لاَ يُبَارَى، أَتْقَنَ الحَدِيثَ وَرِجَالَه، وَنَظَرَ عِلَلَهُ وَأَحْوَالَه، وَعَرَفَ تَرَاجِمَ النَّاس، وَأَزَالَ الإِبْهَامَ في تَوَارِيخِهِمْ وَالاِلْتِبَاس، ذِهْنٌ يَتَوَقَّدُ ذَكَاؤُه، وَصَحَّ إِلىَ الذَّهَبِ نِسْبَتُهُ وَانْتِمَاؤُه، جَمَعَ الكَثِير، وَنَفَعَ الجَمَّ الغَفِير، وَأَكْثَرَ مِنَ التَّصْنِيف، وَوَفَّرَ بِالاِخْتِصَارِ مَؤُونَةَ التَّطْوِيلِ في التَّأْلِيف، اجْتَمَعْتُ بِهِ وَأَخَذْتُ عَنهُ، وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ كَثِيرَاً مِنْ تَصَانِيفِهِ، فَلَمْ أَجِدْ عِنْدَهُ جُمُودَ جُمُودَ المُحَدِّثِين، وَلاَ كَوْدَنَةَ النَّقَلَة، بَلْ هُوَ فَقِيهُ النَّظَر، لَهُ دُرْبَةٌ بِأَقْوَالِ النَّاسِ وَمَذَاهِبِ الأَئِمَّة " 0

وَبِرَغْمِ مخَالَفَاتِ تَاجِ الدِّينِ السُّبْكِيِّ لِشَيْخِهِ الإِمَامِ الذَّهَبيِّ في بَعْضِ المَسَائِلِ وَرَدِّهِ عَلَيْهِ؛ فَإِنَّهُ قَالَ في حَقِّه: " شَيْخُنَا وَأُسْتَاذُنَا، الإِمَامُ الحَافِظ، محَدِّثُ العَصْر، اشْتَمَلَ عَصْرُنَا عَلَى أَرْبَعَةٍ مِنَ الحُفَّاظ، بَيْنَهُمْ عُمُومٌ وَخُصُوص [أَيْ عَامَّتُهُمْ مِنَ الحُفَّاظ، وَإِنِ اخْتَصَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنهُمْ بِالتَّفَرُّدِ في فَرْعٍ مِنَ الفُرُوع] المُزِّيُّ وَالبِرْزَاليُّ وَالذَّهَبيُّ وَالشَّيْخُ الإِمَامُ الوَالِد [أَيْ تَقِيُّ الدِّينِ السُّبْكِيّ] لاَ خَامِسَ لهَؤُلاَءِ في عَصْرِهِمْ، وَأَمَّا أُسْتَاذُنَا أَبُو عَبْدِ الله: فَبَصَرٌ لاَ نَظِيرَ لَه، وَكَنْزٌ هُوَ المَلْجَأُ إِذَا نَزَلَتْ المُعْضِلَة،

إِمَامُ الوُجُودِ حِفْظَاً، وَذَهَبُ العَصْرِ مَعْنىً وَلَفْظَاً، وَشَيْخُ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيل، وَرَجُلُ الرِّجَالِ في كُلِّ سَبِيل، وَهُوَ الَّذِي خَرَّجْنَا في هَذِهِ الصِّنَاعَة، وَأَدْخَلَنَا في عِدَادِ الجَمَاعَه " وَقَالَ عَنهُ تِلْمِيذُهُ أَبُو الفِدَاءِ عِمَادُ الدِّينِ بْنُ كَثِيرٍ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 774 هـ في البِدَايَةِ وَالنِّهَايَة: " الشَّيْخُ الحَافِظُ الكَبِيرُ مُؤَرِّخُ الإِسْلاَمِ وَشَيْخُ المحَدِّثِين، وَقَدْ خُتِمَ بِهِ شُيُوخُ الحَدِيثِ وَحُفَّاظُه " وَحِينَ قَدِمَ العَلاَّمَةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ محَمَّدُ بْنُ محَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الكَرِيمِ المَوْصِلِيُّ الأَصْل، الطَّرَابُلْسِيُّ دِمَشْقَ سَنَةَ 734 هـ وَدَرَسَ عَلَى الإِمَامِ الذَّهَبيِّ في تِلْكَ السَّنَةِ قَالَ فِيه:

مَا زِلْتُ بِالسَّمْعِ أَهْوَاكُمْ وَمَا ذُكِرَتْ * أَخْبَارُكُمْ قَطُّ إِلاَّ مِلْتُ مِنْ طَرَبِ وَلَيْسَ مِن عَجَبٍ أَنْ مِلْتُ نَحْوَكُمُ * فَالنَّاسُ في طَبْعِهِمْ مَيْلٌ إِلىَ الذَّهَبِ وَوَصَفَهُ ابْنُ نَاصِر؛ في الرَّدِّ الوَافِر فَقَال: " الحَافِظُ الهُمَام، مُفِيدُ الشَّام، وَمُؤَرِّخُ الإِسْلاَم " 0 وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ جَلاَلُ الدِّينِ السِّيُوطِيّ: " إِنَّ المحَدِّثِينَ عِيَالٌ في الرِّجَالِ وَغَيرِهَا مِنْ فُنُونِ الحَدِيثِ عَلَى أَرْبَعَة: المُزِّيّ، وَالذَّهَبيّ، وَالعِرَاقِيّ، وَابْنِ حَجَر " 0 وَقَالَ فِيهِ بَدْرُ الدِّينِ العَيْنيُّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 855 هـ: " الشَّيْخُ الإِمَامُ العَالِمُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ المُؤَرِّخُ شَيْخُ المحَدِّثِين " 0

وَقَالَ فِيهِ سِبْطُ ابْنُ حَجَرٍ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 899 هـ في " رَوْنَقِ الأَلْفَاظ ": " للهِ دَرُّهُ مِن إِمَامٍ محَدِّث؛ فَكَمْ دَخَلَ في جَمِيعِ الفُنُونِ وَخَرَّجَ وَصَحَّح، وَعَدَّلَ وَجَرَّح، وَأَتْقَنَ هَذِهِ الصِّنَاعَة؛ فَهُوَ الإِمَامُ سَيِّدُ الحُفَّاظِ إِمَامُ المحَدِّثِينَ قُدْوَةُ النَّاقِدِين " 0 وَيَكْفِيهِ شَرَفَاً أَنَّهُ أَفْنىَ حَيَاتَهُ في دِرَاسَةِ أَحَادِيثِ الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَدْرِيسِهَا؛ وَلِذَا أَمَّهُ طَلَبَةُ العِلْمِ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ وَصَوْب 0 ـ وَفَاتُهُ رَحِمَهُ الله:

أَضَرَّ يَرْحَمُهُ اللهُ في أُخْرَيَاتِ حَيَاتِه [أَيْ كَفَّ بَصَرُه] قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعِ سِنِين ثُمَّ تُوُفيَ بِتُرْبَةِ أُمِّ الصَّالح لَيْلَةَ الاِثْنَينِ في الثَّالِثِ مِنْ ذِي القِعْدَةِ قَبْلَ نِصْفِ اللَّيْل سَنَةَ 748 هـ وَدُفِنَ بِمَقَابِرِ بَابِ الصَّغِير، وَحَضَرَ الصَّلاَةَ عَلَيْهِ جُمْلَةٌ مِنَ العُلَمَاء، كَانَ مِنْ بَيْنِهِمْ تَاجُ الدِّينِ السُّبْكِيّ، وَقَدْ رَثَاهُ غَيرُ وَاحِدٍ مِنْ تَلاَمِذَتِه، مِنهُمْ صَلاَحُ الدِّينِ الصَّفَدِيّ، وَتَاجُ الدِّينِ السُّبْكِيّ0 ـ أَوْلاَدُهُ مِنْ بَعْدِه:

َتَرَكَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ ثَلاَثَةً مِنَ الوَلَد، عُرِفُواْ بِالعِلْم: هُمْ: ابْنَتُهُ أَمَةُ العَزِيز، وَقَدْ أَجَازَ لَهَا غَيرُ وَاحِدٍ بِاسْتِدْعَاءِ وَالِدِهَا مِنهُمْ: شَيْخُ المُسْتَنْصِرِيَّةِ رَشِيدُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللهِ محَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ البَغْدَادِيُّ المُتَوَفىَّ سَنَةَ 707 هـ 0 وَيَبْدُو أَنَّهَا تَزَوَّجَتْ في حَيَاتِهِ رَحِمَهُ الله وَأَنْجَبَتْ وَلَدَاً اسْمُهُ عَبْدُ القَادِر 0 وَوَلَدَاهُ الآخَرَانِ محَمَّدٌ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ وَقَدْ حَصَّلاَ مِنَ العِلْمِ الشَّيْءَ غَيرَ القَلِيل {اخْتِصَارُ الكَاتِبِ الإِسْلاَمِيّ / يَاسِر الحَمَدَاني؛ مِنْ بحْثٍ لِلدُّكْتُور بَشَّار عَوَّاد مَعْرُوف 87 صَفْحَة}

حال المسلمين

حَالُ المُسْلِمِين: {بِسْم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم} {كوسوفا: أخت البوسنة} لمّا رأت أختها بالأمس قد خر بت كان الخراب لها أعدى من الجرب أبالسّلاَح استعدّوا في كوسوفو ولم يحموا بذلك من ذهب ولاَ حطب كالنخل ينبت شوكاً لاَ يذود به من يعتدون عليه أو على الرّطب يا مجلس الأمن جدّ أنت أم لعب وصورة حيّة أم هيكل خشب ردّوا اعتباركم يا قوم حسبكم حلما فقد فقدت أحلاَمها العرب

عيسى سبيلك رحمة ً ومودّة للعالمين وعصمة وسلاَم ما كنت سفاك الدّماء ولاَ امرءَا هان الضّعاف عليه والأيتام يا حامل الآلاَم عن هذا الورى كثرت عليه باسمك الآلاَم أنت الذي جعل العباد جميعهم رحما ً وباسمك تقطع الأرحام *********

من هؤلاَء وما تلك الوجوه ومن أيّ الخلاَئق هذا المنظر البشع من أيّ جحر ببطن الأرض قد طلعوا من أيّ مستنقع في جوفها نبعوا سبحان من زيّن الدّنيا وشوّههم إنّ الخليقة ثوب هم به رقع لكم الله يا أهل البوسنة 00 لكلّ شني إذا ما تمّ نقصان فلاَ يغرّ بطيب العيش إنسان يا غافلاَ وله في الدّهر موعظة إن كنت في سنةٍ فالدّهر يقظان هىالخطوب ـــ كما عاينتهاـ دول من سرّه زمن سائته أزمان وهذه الدّار لاَ تبقي على أحد ولاَ يدوم على حال لها شان فأين ما شاده شدّاد في إرم وأين ما ساسه في الملك ساسان دار الزّمان على دارا فشرّده وذلّ كسرى فما آواه إيوان تبكي الحنيفيّة الغرّاء من أسف كما بكى من فراق الإلف هيمان على ديارٍ من الإسلاَم خاوية قد أقفرت ولها بالكفر عمران

حيث المساجد قد صارت كنائس ما فيهنّ إلاَ قساوسة وصلبان تلك البليّة أنست ما تقدّمها ومالها رغم طول الدّهر نسيان وللبليّات مهما كنّ سلوان وما لما حلّ بالإسلاَم سلوان أعندكم نبأ من أهل أندلس فقد مضى بحديث القوم ركبان كم يستغيث بها المستضعفون وهم قتلى وأسرى فما يهتزّ إنسان أين الحميّة فيكم أين غيرتكم أما على الحقّ أنصار وأعوان يا من لذلّة قوم بعد عزّهم أباد ملكهم كفر وطغيان بالأمس كانواملوكافي ممالكهم واليوم هم فوق نفس الأرض عبدان فلو تراهم حيارى لاَ دليل لهم وفوقهم من عذاب الهون ألوان ولو رأيت المذلّة في وجوههم لطوّفت بك أحزان وأشجان يا ربّ أمّ وطفلٍ حيل بينهما كما تفرّق أرواح وأبدان وغادةٍ حازكلّ الحسن منظرها كأنما هى ياقوت ومرجان يجرّها الفسل للفحشاء مرغمة ً والعين باكية والقلب حسران لمثل هذا يئنّ القلب من كمدٍ إن كان في القلب إسلاَم وإيمان

غرناطة يا غرناطة * أين أنت من صولتك ما نهرك الجاري سوى* بكاء على دولتك وما النسمة الرائحة * إلاَ عليك نائحة لاَ تفخروا بعقولكم ونتاجها كانت لكم قبل الحروب عقول في كلّ يوم منكم أوعنكم نبأ تجني به الرّواة مهول يا أرض آوروبّا ويا أبنائها في عنق من هذا الدّم المطلول في الشّرق قوم لم يسلوا شفرة ً والسّيف فوق رءوسهم مسلول أكبادهم مقروحة كجفونهم وزفيرهم بأنينهم موصول أمّا الرّجاء وطالما عاشوا به فالدّمع يشهد انّه مقتول واليأس موت غير أنّ صر يعه يبقى وأمّا نفسه فتزول إن كان هذا ما يسمى عندكم علما ً فأين الجهل والتضليل في الله والوطن المعزّز أمّة نكبوا فذا عان وذاك قتيل لو لم يمت شمم النفوس بموتهم ثار العراق لموتهم والنيل ربّاه قد بلغ البلاَء أشدّه رحماك إنّ الرّاحمين قليل ********* أدرك بفجرك عالما مكروبا عوذت فجرك ان يكون كذوبا لم تبق في مجرى الدّماء بقيّة

شكت العروق من الدّماء نضوبا طحنت بقرنيها الوغى أبنائها لاَ غالباً رحمت ولاَ مغلوبا ريح تدمّر كلّ شبيء حولها وتخلف البرج الأشمّ كثيبا ملأوا الكؤوس وكلما همّوا بها ذكروا بحمرتها الدّم المسكوبا يا أيّها السّلم المطلّ على الورى طوبى لعهدك إن تحقّّق طوبى من فارقته يداه في ساح الوغى أنّى يصفّّق للسّلاَم طروبا ********* إنّي عرفت من الإنسان ما كانا فلست أحمد بعد اليوم إنسانا وجدته وهو مشتدّ القوى أسدا ً صعب المراس وعندالضّعف ثعبانا تعوّد الشّرّ حتي لو نبت يده عنه إلى الخير بات الليل حسرانا إنّ الحديد إذا ما لاَن صار مدىً فكن على حذر منه إذا لاَنا كأنما المجد ربّ لن يقرّ به إلاَ إذا قرّب الأرواح قر بانا قد حارب الدّين خوفاً من زواجره كأنّ بين الورى والدّين عدوانا إنّي ليأخذني من أمره عجب أكلما زاد علماً زاد كفرانا ليس الكفيف الذي أمسى بلاَ بصر

صرنا نرى من ذوي الأبصار عميانا ********* لاَ تبسطوا للغرب يا قومي يداً للغرب طرف في السّياسة احول لاَ كان منا من إذا انتهك الحمى بالدّمع جادوا باللسان وحوقلوا لاَ كان منّا من بأمّ أو أب أو طفلة في مهدها يتعلل {كلّ تطلع للسّلاَم بعين ذئب لاَ تنام} {والذئب فيه الخير لو يتعلم الذئب النظام} حق بأقصى العالمين وقوة يتنازعان فمن هناك الفائز قالوا السّلاَم فقلت بضعة أحرف أما طباع النّاس فهى غرائز ما دمت في دنياك صاحب قوّة فجميع ما تهواه شبيء جائز من عاش بين الكلاَب * لاَ بدّ له من ناب ومن لاَ ظفر له * تظفر به الذئاب لتعلم أنّ الحقّ إن لم تتح له بواسل يخشى ظلمها فهو باطل فلاَ تحسبنّ الحق ينفع وحده إذا ملت عنه فهو لاَ شك مائل لعمرك لو اغني عن الحق أنّه هو الحق ما قام الرسول يقاتل من العقل أن لاَ يطلب الحقّ عاجز فليس على وجه البسيطة عادل فهلاَ نهضتم كلكم وكأنما

سيقتلكم الأعداء إن لم تقاتلوا يا معشر المسلمين هبّوا * فإنّه قدْ دنا الحصاد ما بال حظ الجميع ورد* وحظكم أنتم قتاد زمانكم كله وحوش * إن لم تصيدوا به تصادوا وحّدتم الله من قديم * فأين يا قوم الاَتحاد يا ربّ وجه مشرقٍ تحت الرّكام خبا ضياؤه يا ربّ صخرٍ أحمرٍ من دمّ غانيةٍ طلاَؤه يا ربّ طفل تحته نادى فلم يسمع نداؤه يا ربّ شيخٍ لاَ يطيق الجرح قد سالت دماؤه أثوابه من فوقه كفن ومدفنه خباؤه ما ادرى والله لما كل هذا الحقد على المسلمين، وما عدلت أمة حكمت العالم عدل المسلمين 00!؟ سنّ العداوة آباء لهم سلفوا ولن تموت وللأباء أبناء ولكن عما قليلٍ لينتقمنّ الله منهم انتقام عز يزٍ مقتدر، وليكونن عبرة لمن يعتبر قل للألى بدأوا بداية هتلرٍا ستجرّعون غداً نهاية هتلرا إنا تركنا الخصم يضحك أوّلاً حتي نراه وهو يبكي آخرا ********* كم من ملوكٍ مضى ريب المنون بهم

قد أصبحوا عبراً فينا وأمثالاَ وهذه سنة الكون: فليس بعد اكتمال البدر إلاَ التلاَشي، وفطن إلى هذه السنة الكونية هذا الشاعر الاَقتصادى فقال: وإذا غلاَ شبيء على تركته فيكون أرخص ما يكون إذا غلاَ وليس بعد ارتفاع الحجر إلاَ السّقوط، وفي الذكر الحكيم: {الله الذى خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة، ثم جعلة من بعد قوة ضعفا وشيبة، يخلق ما يشاء وهو العليم القدير} حسناً: هذه دولتكم معشر الغرب، ولو كانت تدوم لأحد لدامت لنا 00 وعلى العالم أن يعلم أنّ عدم الإنكار: لاَ يعني سوى الإقرار، والتباطؤ لاَ يعني سوى التواطؤ؛ فمن لاَ يعادي أعداء القيم والعدالة والإنسانيّة فهو شر يك معهم، والسّاكت على الحقّ شيطان أخرس 00 هلاَ كفرت يا آوروبا عن خذلاَنكم للبوسنة بنصرتكم لكوسوفو 00!؟

ها هى الفرصة قد سنحت لكم مرتين فتداركوا ما يمكن ادراكه، والرجوع الى الحق خير من التمادى في الباطل؛ وإلاَ فلن يغفر لكم التاريخ هذا التقاعس كما لن يغفر لأمريكا ظلمها للعرب، وستقرن أسماؤكم بشرّ مجرمين عرفهم التاريخ / التتار والصليبيون00 {وشر ما يكسب الاَنسان ما يصم} هذا 00 ولعذاب الآخرة اكبر وبعد أما إنى لأعلم يا أهل كوسوفا أنّ هذا الكلاَم لاَ يسمن ولاَ يغني من جوع؛ لكن: ما حيلة السّمكة * في الشّصّ والشّبكة لكن لعمري لينصرنكم نصرا مؤزّرا، وليجعلنّ من أبناء القردة والخنازير عبرةً لمن يعتبر، ولينتقمنّ منهم انتقام عز يزٍ مقتدر00 قل عسى أن يكون قر يبا 0

أما عن واجبنا نحوهم: فأقل ما نقدّمه لهم التبرّعات "ناس غيركم كانوا بنوا مستشفيات وكتبوا عليها مطلوب عيّانين، وفتحوا مطاعم وكتبوا عليها مطلوب جعانين " 00؛ فلقد أسبل الله عليكم نعمه: فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير 00 أرى المال مثل الماء يفسد راكدا ويبقى صلاَح الماء ما دام جاريا فلاَ تتركوه آسناً ينقلب إلى مباءة أمراضٍ وقد كان شافيا * في ضرب أمر يكا للسّودان وأفغانستان، كما تمثلت بها في غزو أمر كا للعراق: قل للألى بدأوا بداية هتلرا ستجرّعون غداً نهاية هتلرا إنا تركنا الخصم يضحك أوّلاً حتي نراه وهو يبكي آخرا أتسيطرون على شعوبٍ حرّةٍ وعليكم شعب اليهود تسيطرا ليست لإبراهيم نسبتهم ولاَ لبنيه لكن ينسبون لآزرا لو تسألون أبا البرايا آدماً هل من سلاَلتك اليهود لأنكرا * {وجهة نظر} *********

تغضب إسرائيل إن قتل منهم واحد ولاَ تبالي بقتل الآحاد بل والعشرات من الفلسطينيّين00 أفتقتلون كرامنا وتلوموننا علىقتل كلاَبكم 00!؟ {كلّ تطلع للسّلاَم بعين ذئبٍ لاَ تنام} {والذئب فيه الخير لو يتعلم الذئب لاَ نظام} * {النجّار الشّاطر} ********* "خليك دايماً زيّ النجّار الشّاطر اللي بيقيس عشر مرّات عشان لمّا ييجي يقطع يقطع مرّة واحدة"00!! ففكر قبل أن تقرّر واعلم أنّ الذي يتخذ قراره بسهولة: يرجع عنه بسهولة، أمّا الذي يتخذ قراره بصعوبة: فمحال أن يرجع عنه بسهولة؛ وهذا هو السّرّ في صعوبة إقناعي0 ... ... (ياسرالحمداني) * {واقع نعيشه} ********* تقدّم أحد الحيتان: برشوةٍ لموظفٍ غلبان؛ ليأخذ شيئاً ليس من حقه فدار بينهما الحوار الآتي: الموظف: إنت بترشيني00؟ الحوت: دي مش رشوة 00 الموظف: امّال ايه زكا 00!؟ الحوت: لاَ سمسرة 00! الموظف: ما اقدرش00

الحوت: (100) ألف جنيه، قلت إيه 00؟ الموظف: مش ممكن 00 الحوت: (500) ألف جنيه 00؟ الموظف: ما اقدرش اخالفك لإني عارفك تقدر تحط الحديدفي إيدي أمرك يا سيدي00!! * {وجهة نظر} ********* تغضب إسرائيل إن قتل منهم واحد ولاَ تبالي بقتل الآحاد بل والعشرات من الفلسطينيّين00 أفتقتلون كرامنا وتلوموننا علىقتل كلاَبكم 00!؟ {كلّ تطلع للسّلاَم بعين ذئبٍ لاَ تنام} {والذئب فيه الخير لو يتعلم الذئب لاَ نظام} {آخر أخبار مونيكا وكلينتون} س: أتدرون السّرفي تفشّي ظاهرة البغاء والدّعارة بالشّعب الأمر يكيّ 00!!؟ جـ: لقد قيل الناس على دين ملوكهم 00 وإن كان ربّ البيت بالطبل ضاربا فلاَ تلم الصّبيان فيه على الرّقص لذا لاَتعجبوا إن أبقوا عليه؛ لأنّ العجيب أن يعزلوه00! إنما العجيب حقا أنهم تركوا بطشه بالمسلمين، تارةً بالشّمال وأخرىباليمين، وحاسبوه علىحنث اليمين00!

أمّا السّرفي غضب كلينتون على ليبيا والعراق: ضبط عشيقته مونيكا مع شابّ عراقيّ؛ لذا غضب على العراق واحتجّ بغزوها للكويت 00!! وضبطها أخرى في وضع أشدّ حرارةً مع آخر ليبيّ؛ فغضب على ليبيا واحتجّ بطائرة لوكير بي00!! وعمّا قليل سيجدلها عشيقا في كلّ بلد وما أدري بم سوف يحتجّ حينها 00 وبعد: أعتذر لتلويث ليبياوالعراق: باسم هذا الأفاق00 أزال الله دولته سر يعا فقد ثقلت على عنق الليالي أتنتقم من العراق على ما فعلته بك مونيكا يا لطيم الشّيطان00!؟ حكومة ظلمتنا * وقامت فينا تخطب تقول إني رضيت * فما لعبدي يغضب فلمن نشكو وأينا * من القضاء المهرب قام وصيّا علينا * فظلّ فينا ينهب قلبنا لاَ زال منهم * في نار يتقلّب

ولكنيّ مع ذلك أحببت أن ألقى نظرةً على زوجته من طرف خفيّ ــــ من باب العلم بالشّيّ؛ فقد يكون الرّجل معذوراً: فوجدتها آية في الحسن والجمال فقلت "حدّ يكون معاه القمر ويبصّ للنجوم"0! 0؟ ثمّ تصادف أنّي قرأت في بعض المجلاَت القديمة فضائح أغرب من الخيال، نشرت عن هذه السّيدة وعن ضر بها لزوجها على رءوس الأشهاد في صحن البيت الأبيض باللكمات وركلها إيّاه في النّواصي بالأقدام: أخلق الغزال وخلق النّمر وقلب الذئاب ووجه القمر وكيف يتمّ جمال الزّهور إذا لم تفح بأريج الزّهر "هيلاَري" تجرّ على زوجها مآتم تبقى طوال العمر فيخلع فيها رداء الشّباب ويلبس فيها رداء الكبر وبعض النّساء شبيه السّباع وبعض الرّجال شبيه الحمر أرأيتم معشرالعرب أهون على أمر يكا منا00!؟! يضرب من امرأته على قفاه ويضرب العرب على قفاهم00! (ياسرالحمداني) * فكرة كاريكاتر:

رقاب مغلغلة بالسّلاَسل تخرج من بغداد وفلسطين وليبيا بصورة تبدو عليها الويلاَت والثبور، وكلينتون يقبّل مونيكا في ركن من الصّورة ويقول ما نصّه: اغر بوا عن وجهي فإني اليوم في شغل عظيم00!! فكرة: ياسرالحمداني ريشة: 0000000000 {الحلقة الأخيرة من مسلسل أمر يكا والعراق} *

كلنايعرف أنّ أمر يكا هى التي ضللت العراق وشجّعتها على غزو الكويت وغرّرت بالعراقيّين وأخذت تملي لهم: فاستغلت الحرباء النّزاع الدّائر بين الكويت والعراق على حقلٍ من حقول البترول وقامت بدور دمنة ذي الوجهين بين الثّور والأسد فذهبت للكويت وقالت لها إنّ هذا الحقل من حقّك وليس للعراق فيه من قطمير، وذهبت للعراق وقالت لها إنّ الكويت تقول عنك كيت وكيت 00 أنت التي دفعت عنها خطر الإيرانيّين00 في حربٍ ذقت ويلاَتها بضع سنين، وقاسمتهما بالله أنّها لهما لمن النّاصحين ــــ وغمزت العراق من طرفٍ خفيّ: وقالت لها إنّا معكم ــــ وهى أكذب من مسيلمة الكذاب وأغدر من عرقوب، وقالت لصدّام سنهدّدك فلاَ تلتفت إلينا، سنتوعّدك فلاَ تحف منّا 00 فصدّقها صدّام00 جاهلاً بما أزمع عليه اللئام، وما تخفيه له الأيّام "وللأسف: فالطّيبة في زماننا خيبة، والخباسة هى الكياسة لاَسيّما في السّياسة"00!؟

وهكذا: خدعوه حتي إذا ما أزفت الآزفة ــــ التي ليس لها من دون الله كاشفة، وحانت ساعة الصّفر "قالت له أمّك في العشّ ولاَ طارت"00!؟ أي: هيهات هيهات ما توعدون؛ إنّي أرى ما لاَ ترون وركبت خيلها وخيلاَءها وجاست خلاَل الدّيار00! هؤلاَء هم الأمر يكان: تتار آخر الزّمان 0 وبعد ممّا لاَ شكّ فيه أنّ العراق غرّر بشعبه وأوردهم المهالك؛ بمغبّة وقوعه في ذلك الشّرك اللذي نصب له، ولكنّ الخطأ لاَ يعالج بالخطأ: فهذا لاَ يعطينا الحقّ أن نقف مكتوفي الأيدي ونحن نراه يسقط أمامنا، والأخوّة تقتضي منا الوقوف بجانبه ومساعدته حتي يتماثل للشّفاء ولاَ يكون ما مضى سوى ذكر يات أليمة، وبالمساعي الدّوليّة يمكننا أن نطلب من الصّين التأثير على أمر يكا؛ فهى الوسيط الوحيد القر يب من الطرفين، أمّا أطفال العراق فلاَ قبل لهم بهذا الهجوم الشّرس من الفكّ المفترس00 ضاعت الفلك وهى لم تجن ذنبا

في اشتباك الرّ ياح بالأمواج بغداد يا بلد الرّشيد* ومنارة المجد التليد يا بسمة لما تزل * زهراء في ثغر الخلود يا موطن الحبّ المقيم ومضرب المثل الشّرود يا سطر مجد للعروبة خط في لوح الوجود ليت شعري أين ذاك الشّاعر الفصيح الذي قال في محنة الخليج: وعلى الخليج تمزّقت أوصالنا عاد التتار تقودهم بغداد بغداد تفتك بالكويت فخورة صدّام يفخر أنه الجلاَد والنار تأكل خيرهم وخيارهم ضرب الشّيوخ ويتم الأولاَد أين هو الآن ليرى بغداد وأبنائها الذين يعانون من نقص الأغذية والأدوية، والطوعين والأمراض تقف لهم بالمرصاد 00 ألاَ رحمة الله عليك يابغداد 00 الضّعيف ليس له مكان في هذا الزّمان؛ ما دامت أمر يكا كالحوت الظمآن 0 "ديابة ما بتتشطرش الاَ عالغلاَبة"00‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍! ‍! لاَ يقيمون العدلاَ * إلاَ على الضّعفاء

ليتهم غضبوا علىالصّرب ولو معشارغضبتهم على العراق رغم أنّ العراق لم تجرم حتي معشار جرائم الصّرب00‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍! فإلى متي يا غرب * تكيل بمكيالين ولو أخذت الصّرب * لما عادت مرّتين ... ********* مردو على البطش * واستعذبوا التعذيبا ********* قوم بنوا إلى السّما * للجور صرحا محكما ... واتخذوه سلما فليس ورائهم غير التجني وليس أمامنا غير الدّعاء وانفجار سفارتي أمر يكا بكينيا وتنزانيا يؤكد كراهية العرب وغير العرب لأمر يكا 00!! كلّ الصّدور تغلي * عليهم غليانا علوا فتعالوا، وكبروا فتكبروا، وعزّوا فأذلوا، لاَ ير يدون بأيّة حال من الأحوال أن تقوم للعرب قائمة؛ فبعدما يصنعون هم السّلاَح النوويّ يطلبون منا ــــ نحن الضّعاف ــــ التوقيع على معاهدة حظر الأسلحة 00!! وهم أوائل دول العالم في دول العالم في سباق التسلح 00 "ولاَ هى لنا كخة ولهم دحّة 00 يا اخي أحّة "00!!

أسمع كلاَمك يعجبني , أري أمورك أتعجب 00؛ ومن هنا بادرت كل من الهند وباكستان بتجاربهما النووية قبل أن يدركهما الغرق؛ فيقولاَ ألاَ ليتنا أكلنا يوم أكل الثور الأبيض هذا هو الغرب وهكذا فكر وقدّر00!! {كلّ تطلّع للّسّلاَم بعين ذئب لاَ تنام} {والذئب فيه الخير لو يتعلم الذئب النظام} وإن رأيت ثنايا الذئب بادية فلاَ تظننّ أنّ الذئب يبتسم فملّة الكفر واحدة إن كانت آوروبّاولاَأمريكا ذرّية بعضها من بعض ــــ وكأنهما قد خرجا من مشكاة واحدة؛ ولذا يسلط الله عليهم بين الحين والحين الأعاصير التي تدمّر كل شني بأمر ربّها، ما من شني أتت عليه إلاَ جعلته كالرّميم لاَ تغترّي يا أمر يكا * بعلاَك لاَ تغترّي فالقمامة دائما * تطفو فوق سطح البحر أتحمين الضّعاف وكنت قدماً بأضعف أمّةٍ تستنجدينا ********* وراعي الشّاة يحمي الذئب عنها فكيف لو الذئاب هم الرّعاة

صبر جميل، فعمّا قليلٍ لينتقمنّ الله منكم انتقام عزيزٍ مقتدر، ولتكوننّ عبرةً لمن يعتبر00 كم من ملوك مضى ريب المنون بهم قد أصبحوا عبرا فينا وأمثالاَ أمّا الشّعب العراقيّ فأقلّ ما نقدّمه له التبرّعات ــــ والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ـــــ حسبك أنهم: يخالون الرّغيف كقرص بدر وأمّا اللحم قد أمسى حراما فإن وجدوا الرّغيف بلاَ هوان ترى ــــ واهاً لهم ــــ يجدوا الإداما شراء القوت كالياقوت يغلو إلى أن أصبحوا دوماً صياما ********* يا قوم إن لم تسعفوا فقرائكم فلم ادّخاركم إذن للمال أولستم أبناء من سارت بهم في المكرمات روائع الاَمثال "مش هو دا بردو صدّام اللي كان فاتح لنا بلاَده وكنا بناكل معاه في طبق واحد، ولاَ احنا كده ما لناش صاحب، ودايماً مع الغالب"00!؟ والله ما تجرّأت أمريكا على العراق إلاَ وهى تعلم أنّ الكلّ إمّا ضعفاء، أو جبناء، أو عملاَء 00!!

" أمر يكا كاسرة عينينا بإيه عشان نقف معاها ضدّ العراق، ولاَ احنا نحبّ ننافق حتي لو ما لناش مصلحة في النفاق"00!؟ (ياسرالحمداني) 0 {ما دعوت الله به يوم القصف العراقى} أيضرب المسلمين الكفرة الفجرة , وأنت تسمع وترى 00!؟ أفتنهش فينا * يا ربي أعادينا وكأنّنا ليس * لنا ربّ يحمينا ماذا بوسع الضعفاء أن يفعلوا بعد تخليك عنه يارب 00!؟ هل يبحثون لهم عن رب أخر ينصر الضعفاء 00!؟ ياربى بدلاَ من أن تتفنّن في تعذيب المسلمين أذهب فعذب من ينتهكون حرماتك ويتجرءون عليك 00!؟ أفتكون غنيّا * ولاَ تعطي الفقراءَا أفتكون قويّا * ولاَ تحمي الضعفاءَا إنهم لاَيقولون ــــ كما نقول ــــ سنة كونيّة وإنما يقولون إنكم تعبدون ربّا لاَيملك لكم نفعا ولاَ ضرّا , ولو كان يقدر لفعل 00!! "ليه تسيب يا ربي الدّيابة * تتشطر على الغلاَبة "

لوكنت تبتلى الجبابرة بما تبتلى به الضعفاء والفقراء لقلّ الفساد في البرّ والبحر , ياربي ما الفرق بيننا وبين من ليس له ربّ 00 "دا حتي من ليس له رب حاله أحسن من أحوالنا"00!! ليس من البلاَء أن تتخلي عن عبادك وقت الشدائد , إن لم تذد عن المسلمين فذد عن الإسلاَم، إن كان المسلمون لاَ يستحقون النصر فأظن أنّ الإسلاَم يستحقّ؛ أتتخلى عنهم وتغضب منهم إن عبدوا غيرك 00!؟ أفمن البلاَء * أن تتخلى عنّا (ياسرالحمداني) {عيد الأضحى} أفطر وأطفال العراق بمأتم وعيد وكوسوفو حديث العالم بلاَدك قدّمها على كل ملة ومن أجلها أفطر ومن أجلها صم لقد صام هنديّ فجوّع أمّةً فهل ضار علجاً صوم مليار مسلم فهلاَ جعلتم عيدكم يوم نصركم وصمتم إلى أن يفطر السّيف بالدّم * {في اليهوديّ الذي رسم خننزيرا وقال هذا رسول الله} أيا غبيّاً على جهلٍ يطاولنا ورّطت نفسك فانظر كيف عقباها

من أنت هل أنت ذو قدرٍ فنخفضه أو حرمةٍ تتأذى إن هتكناها كم مرّةٍ قربت منا كتائبكم ولم تصل أرضنا حتي هزمناها لاَ يحتقر الأديا * ن إلاَ امرؤ حقير أنجس من الكلب * وأوطى من الخنز ير أشأم عند النّاس * من منكر ونكير ألم تعرف حرمة الأديان وقبح التطاول على النبيّ: أيّها القرد الخصيّ 00!؟ ولكن هذا ديدن اليهود وكل أناء بما فيه ينضح: فمن تلك العصا هذه العصية , وهل تلد الحية ألاَ الحية 00!؟ فمن يومهم اليهود وهم ــــ على جبنهم ــــ أجرأ شعوب الله على دين الله وأنبياءه ورسله , حطموا الاَرقام القياسية في السّفالة والندالة والتطاول على الله ورسالاَته 00!! {ما دعوت الله به يوم القصف العراقى} أيضرب المسلمين الكفرة الفجرة , وأنت تسمع وترى 00!؟ ماذا بوسع الضعفاء أن يفعلوا بعد تخليك عنه يارب 00!؟ هل يبحثون لهم عن رب أخر ينصر الضعفاء 00!؟

يا ربى بدلاَ من أن تتفنّن في تعذيب المسلمين أذهب فعذب من ينتهكون حرماتك ويتجرءون عليك 00!؟ أفتكون غنيّا * ولاَ تعطي الفقراءَا أفتكون قويّا * ولاَ تحمي الضعفاءَا ألاَ تشاهد يا ربّي الصّرب وهم ينتهكون أعراض العذارى ويبقرون بطون الحوامل 00!! يا ربّ إنّ مجلس الأمن لاَيقول ــــ كما نقول ــــ سنة كونيّة، وإنما يقول إنكم تعبدون ربّا لاَيملك لكم نفعا ولاَ ضرّا , ولو كان يقدر لفعل، ادعوا ربّكم إنّه أشدّ بأساً وأشدّ تنكيلاَ 00!! "ليه تسيب يا ربي الدّيابة * تتشطر على الغلاَبة " لوكنت تبتلى الجبابرة بما تبتلى به الضعفاء والفقراء لقلّ الفساد في البرّ والبحر , يا ربي ما الفرق بيننا وبين من ليس له ربّ 00 "دا حتي من ليس له رب حاله أحسن من أحوالنا"00!! أفمن البلاَء أن تتخلى عن عبادك وقت الشدائد وتلقي بهم إلى التهلكة 00!؟

إن لم تذد عن المسلمين فذد عن الإسلاَم، إن كان المسلمون لاَ يستحقون النصر فأظن أنّ الإسلاَم يستحقّ أتتخلى عنهم وتغضب منهم إن عبدوا غيرك 00!؟ أمع المؤمنينا * العز يز الجبار ومع الكافر ينا * الحليم الغفّار (ياسرالحمداني) * {أفلاَم المقاولاَت} ********* كلنا يلقي اللوم على المنتجين في حين أنهم لو وجدوا أذواقاً جيّدة لأنتجوا أفلاَماً جيّدة؛ فلقد بارت أذواق المصر يّين منذ أن ضربوا العندليب وشجّعوا "كمنّنا وقلبي طيّارة ورق وزيّ ما بيقولوا الاَبيض في الكلاَب نجس"00!! * {الثرثرة الصّحفيّة} ********* محرّرة حسنة المظهر: سيّدي رئيس التحر ير: اؤمر يا قمر المحرّرة: بقىعمودان فارغان ولاَ بدّ من ملئهما يا سيّدي 00؟ رئيس التحر ير: اكتبي في العمودالأوّل ما يلي: حدث تصادم مؤلم على طريق مصر/ اسماعليّة الصّحراوي 0000 التفاصيل المحرّرة: والعمود الثاني000!؟

رئيس التحر ير: نأسف للإزعاج؛ فقد تبيّن عدم صحّة الخبر حيث اتصل بنا قبل الطبع بلحظاتٍ أحدمن تستهويهم مثل هذه المقالب السّخيفة و00!! {شعراء النصّ كم} جاءفي ثناياكلاَم طويل تهكّمت فيه بمن يسمّون أنفسهم بحماة العر بيّة الذين ضيّعوها ضيّعهم الله، وماضاع العرب إلاَ يوم أن ضاعت العربيّة؛ فما خوفهم على العر بيّة إلاَ كخوف الدّبّة التي قتلت صاحبها؛ ولذا تقدّم أهل العلوم أجمعين: تأخر أهل اللغة والدّين، فلمّا أن جاء الدّور على الشّعراء قلت لهم مانصّه: أما عنكم أنتم* يا معشر الشّعراء فإنكم اجوف* من الطبول الجوفاء وذلك لأنهم ليس فيهم من صفة الشّعراء إلاَ أنهم يقولون ما لاَ يفعلون "جم يكحلوها عموها"00! ارادو اتبسيط الشعر* فزادو االشعر تعقيدا عجزوا ان يعر بوه* فأعجموه تجديدا فلهم شعر: ليس له إلاَ الله * والرّاسخون في العلم برغم أنّ خير الشّعر السّهل الممتنع 00

فإنما شاعر * الشعراء الفحول من نفهم كلنا* من شعره يقول هذا 00 وإن كان من الحماقة أن نأخذ الماضى برمّته على ما فيه من الأخطاء 00 دون أن تكون لنا فيها آراء؛ فكن مجدّدا ولاَتكن مقلدّا، ولكن ليس معني هذا أن ننبذ كل مامضى، وأن نأخذ كل ما أتى 00 فالقديم والجديد* غير الجيّد هباء فلك الله يا أمير الشعراء00 أين أنت صفقة * لم يشهدها حاطب أين أنت إذ تقول: ليت الشّعر كما كانا* بمعناه لاَ مبناه لاَ تقطيعا واوزانا * مثلما اليوم آر اهـ فهؤلاَء أناس: شغلتهم معانيه* فتأتت قوافيه فأين أنت من أولئك البعداء الذين ضيعو االمبني من أجل المعني00 " لاَ طالوا بلح الشّام* ولاَ عنب اليمن" فتالله لشعرذلك الأحمق المتشاعرالذي لمانظم بيتاقافيته راء والأخرى زاي فقيل له هذا شعر فاسد لاَ يصلح قال ولم00!؟ قالوا لأنّ القافية الآولى راء بينما الأخرى زاي: فقال بكل سخف لاَتنقطها00!

أقول لشعره والله خير وأحبّ إلي من ذلك النّثر الذي استخفوا به عقول الناس وأوهموهم انه شعر، ولذا احرنجم علىهذه الصناعة كل من دب ودرج؛ فاسودّ وجهها وكسف بالها، وكثر فيها الهر ج والمر ج 00"والشّعراء بئم علي قفا من يشيل وكلّ من دقّ مسمار: عمل لك نجار" حتي صار الشّعر مهنة من لاَ مهنة له 00 وقد خلت محافله* إلاَ من الحشرات أين حين بلاَبله* حوله بالعشرات ليت شعري: أفمن كان على بيّنة من ربه كمن زيّن له سوء عمله فرآه حسنا00!؟ ولكن أعود فأقول: ما دام الناس راضينا * فدع الشاعر يهذي فهؤلاَء أناس: هذوا بالشّعر زمانا * فذاع عنهم وطارا فاستحسنوأ الهذيانا * واتخذوه شعارا ********* "وبحلونة في سلونة * ساقوا الهبل عالشّيطنة" وأحكي لكم قصّتي مع شرذمة من سفهائهم أتوني فقال قائلهم "أنت لم تتقبّل الشعر الحرّ اصلاَ " 00 وذلك الشّعر مثلك ليس يفهمه فقلت لست سليمان بن داوودا

آسف يا امرأ التّيس00 معدتي لاَ تهضم * الحامض من الشّعر فشعركم من رخصه* يباع بغير سعر وعند فساد الذوق* يستوي الترب بالتبر كثرة لاَ قدر لها * فألف صفر كالصفر شعرنا إن كان عبدا* فضلوه على الحر فلتهنا خفافيشكم* بالدّجي أهلّ فجري فتشنجوا وقالوا أفكار متسلطة عليك فقلت لاَ ضير ما دامت صحيحة وبامكاني التخلي عنها لوتبين لي خطؤها يومامن الاَيام، أفهذا خير أم أن اتحرّرهذا التحرّر المطلق00 حتي من العقل والمنطق ـــ كالبعيرالجامح الذي يتخبطه الشّيطان من المسّ00!؟ أواشتبه القرآن * عليكم يا هؤلاَء فلم تفرّقوا بين الاَنعام والشّعراء ********* وأنت أيّها الشّعر* لاَ تبتئس ولاَ تحزن ********* ما طار طير وارتفع * إلاَ كما طار وقع وبعد فالشّعر حيث يقال * من ذاك الذي قاله لاَ إن سمعوه قالوا* من ذاك الذي باله ********* فربّ شعر مبتذل * لاَ بالنثر ولاَ الزّجل

لو كان الشعر هكذا* لاَشبعتكم مرتجل فهذا شعر كالخنبي* لاَ بالأنبي ولاَ الرّجل إلى القوافي مفتقر *في خبطته كالحجر من أتي بشعر خلي* من فعل ومستفعل رمي الشعر في المقتل أرأيتم هذا الذي * يستبقون عليه لعمري لو كان خيرا * ما سبقونا إليه وإني قد دعوتكم إلى مذهبي00 وربكم أعلم * بمن اهدى سبيلاَ فإن أبيتم إلاَ ما أنتم عليه فلكم دينكم ولى دين، واعملوا على مكانتكم إنا عاملون، لنا أعمالنا ولكم أعمالكم، لاَ حجة بيننا وبينكم 00 فأما الزّ بد فيذهب جفاء، وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الاَرض 0 ... ... ... (ياسرالحمداني) " شعراء النصّ كم" " شعراء النصّ كم" " شعراء النصّ كم" {محنة النابغين في مصر} فكم لديك يا مصر * من شاعر عبقرى لو انصفوه تغني * من الشّعر بما يعني والشّعر وحي ولكن * يوحي لغير نبي ليس اليتيم الذي قد مات والده إنّ اليتيم يتيم العلم والأدب

فالمرء بلاَ آدب * صورة من الخشب فما هو بشعر * او نثر أو خطب إنما هو ر وح * للاَبدان وعصب ومن هنا قال الشاعر: إن لم يجد مكانا *في شعب شاعره فاعلم أنّه شعب * ماتت مشاعره ********* أبدأ بسم الله، وأثني بحمد الله، وأختم بالصلاَة والسلاَم على رسول الله 00 أما بعد: لقد رأيت أنه من الخير البدءبهذا المقال ليتسني لكم معرفة أسلوب المؤلف من ناحية، ولعلاَقته الوطيدة بموضوع الكتاب من ناحية أخرى، وهو صفحة من سجل العرب الأسود مع حكمائهم وفلاَسفتهم علىمر القرون منذ فجر التاريخ بدءَاً من بشار الذي اتهموه بالزندقة والإلحاد لمجرد أن فضل النار على الطين؛ زاعمين أنه بذلك قد فضّل إبليس على آدم 00! وصالح بن عبد القدوس الذي تجرأ عليه خليفة منحط وجد متسعا من الجبن والهمجية في نفوس المحيطين به شأن حكامهم مع حكمائهم: الواحد منهم لاَ يسأل عما يفعل 00!

والطغرائي، وغيره وغيره وغيره 00 وهلم جرا00! بل ومع ملاَئكة العباد: البرامكة الأجو اد، وقبل أن تسألوني وماذا فعل البرامكة فإني أسألكم وماذا فعل الرّ يان 00 ‍‍‍‍‍‍!؟ البرامكة الذين كلّ ذنبهم أن أحبّهم الناس فحقدعليهم الرّشيدوحمله الحسد وبطانة السّوء على قتلهم حتي يموت معهم حبّهم في صدور الناس وهيهات هيهات ما خسروا ألاَ أنفسهم وضلّ عنهم ما كانوا يعملون 00 ‍‍‍‍‍‍! بل وحتي مع الرّسول الذي جاءهم بالمعجزة الكبرى "الإسراء والمعراج" فجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوا حتي قالوا عندما وصف لهم المسجد الأقصى غيباً ولم يره: إنّ الإبل حتي نضرب أكبادها إلى هناك غدوّها شهر ورواحها شهر 00! فبدلاًمن أن يقولوا ربنا إن كان هذا هو الحقّ من عندك فاهدنا صراطك المستقيم: قالوا ربنا إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم00!

ولم ينطقواحتي بقول الأمة الملعونة في القرآن/ اليهود لموسى: "الآن جئت بالحق " 00؛ لتعلموا أنهم يستحقون الحرق، وماأخلدإلى حفرته حتي نكصوا على أعقابهم وارتدوا على أدبارهم كافر ين 00! ومع مشاقته في حياته، وارتدادهم بعد مماته وبفرهم بآيات الله لقتلهم الحكماء بغير حق واتهامهم بالزندقة والإلحاد لأسباب واهية سفهتها في بابها ضمن شواهد حية من التاريخ، وكيف كان بعضهم يقتل صبراً00 دون أن يعطىحتي حقه في الدفاع عن نفسه 00! وهذا هو بالضبط ما فعل بالحكيم/صالح بن عبد القدوس ــــ حيث قتلوه قتلهم الله أثناء استجوابه ــــ فقال له المهدي عليه لعنة الله: أهل الفساد وزمرة الشيطان كم تدعون محبّة الأوطان واستل صارمه وطاح برأسه ورمى بجثته إلى الغر بان فيا حسرة على العباد00؛ ما يأتيهم من حكيم إلاَ كانوا به يستهزئون 00!

وهكذا: فما عاش حكماء العرب إلاَ جياعاً ضياعاً مشردين؛ فهل سمعت عن حكيم من حكمائهم إلاَ أن يكون نبطيا أو عبداً مملوكا لاَ يقدر على شني00! فهم دائماًً قليل مستضعفون في الأرض يخافون أن يتخطفهم الناس؛ ولذا اتخذ الناس من بعدهم رءوسا جهالاً فأفتوهم بغير علم فضلوا وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل (أ. هـ) واختمت حديبي بالموازنة بين أمتي العرب والعجم في أمور شتي متعلقة بالموضوع ذاته فقلت مانصه: " ... ومن هنا روىالإمام مسلم في العجم عَنِ النَّبيِّ قوله: " لاَ يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق إلى أن تقوم السّاعة " 00؛ ومن هنا قيل: الحق لاَ يأتي إلاَ * على لسان الأعداء أليسوا يعملون بما في القرآن ولاَ يعلمون به ـــ في حين أن أهله يعلمون بما فيه ولاَ يعملون به 00!؟ فعندهم الإسلاَم * وليسوا بمسلمينا في حين أننانحن المسلمين ليس لدينا من الإسلاَم غيراسمه00!

وحسبك أن تعلم أن أعجميا كأديسون ـــ الذي اخترع الكهر باء والمصباح الكهر بي: ما مات حتي خلف من المخترعات ما ير بو على المائتين بعد الألف 00! قلدوا الغرب تقليداً * كعبادة الأصنام ساروا على نظامهم* لكن بغير نظام كل هذا ليكونوا كالغرب وهيهات هيهات 00 فلو لبس الحمار ثياب خزّ لقال الناس يا لك من حمار "بلاَص المشّ مهما عمل: لاَ يمكن في يوم وليلة يتحوّل لبلاَص عسل؛ فيا ريت نقلدهم في الهندسة والكيميا والطبّ زي ما بنقلدهم في الموضة والميني جيب " 00! يا أمّة ضحكت * من جهلها الأمم صدق والله المصطفى: "لتتبعنّ سنن من كانوا قبلبم شبراً بشبر وذراعا بذراع حتي لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه"00! وذلك هو الذي * يسمى التقليد الأعمى مسمع وبصر حتي لم نعد نستبعد* إن نبي فيه ظهر وقصارى ما فعلنا*أثنينا علي ما ابتكر نمتم فخلتم كل طرف نائما ما أجهل الوسنان باليقظان تعس الذى رضى الأمانى ثروة

إن الأمانى ثروة الكسلاَن يا أمة لعبت* بميراث النبي فلعبت الدنيا*بها لعب الصبي ترك المسيحيون ما أمروا به والمسلمون بغوا على الإسلاَم فما ضيع الإسلاَم * إلاَ غشم المسلمينا ولذا أصابتهم لعنة السماء ــــ من جراء وقاحتهم وسوء أدبهم مع الحكماء 00؛ فصاروا أذل قوم في العالمين 00 وأصبحوا مها نينا * وقد كانوا مها بينا ... ********* ومن يهن الله* فما له من مكرم فكأني بالعربي اليوم من الخليج إلى المحيط لو سقطت صفعة من السماء ما حطت على قفاه 00! فأي عارٍ بعدما* استجرنا باليهود لقد متنا فلم يخضع * غير الميت للدود وانظروا الآن أين هى فلسطين 00!؟ صلبوها آمامنا * كالمسيح بن مريم وبيعت مثل يوسف *بالدينار والدرهم يا الهي كيف صالاَ* ثعلب على القشعم بل وحتي الدولة الوحيدة التي لها جيش باسمها يحارب اليهود فوق أرض فلسطين: جيش حزب الله الموالي

لإيران .. "إيران اللي سبق قبل كده ووقفت في وش رمم الأمم المتحدة واتحدت العالم كله وبعثت بالسلاَح إلى أبناء البوسنة العزل؛ للتصدي لمجرمي الحرب 00من سفاحي الصرب 00ـــ اللى ما فيه دولة عربية عملت ربع اللى عملته 00! وبعدين تعالى شوف النهاردة العرب بيردولها الجميل ازاي 00!؟ فما انثنت ولاَ استحوا " 00!!! نعم غضب شعب العرب ولكن للأسف: فما افترقت لغضبته الثريا ولاَ اجتمعت لذاك بنات نعش قلنا اعتراك الأسود* فتعاركوا كالقطط ولكن أعود فأقول: من لم يحركه جوع * ووجد من يشبعه هل يحرك مثله * ببيت شعر يسمعه واخجلتا منك يا شعب العرب 00 كفنوه وادفنوه * فيا ليته يفيق حي لكن كميت*ضمه قبر عميق ... ********* رب عار رب نار*حركت قلب الجبان لكنها لم تحر ك*منهم غير اللسان ... *********

كمثل القطاة قاموا*لو يتركون لناموا تعللنا بالسلاَم* وسلاَمنا استسلاَم من هانوا هان عليهم* أن يذلوا أو يضاموا ما لجرح بميت *كما قد قالوا إيلاَم ... ********* بأفعالنا خطأ لغوي يحير إصلاَحه سيبويه نحارب أعداء أعداءنا كأن المضاف المضاف إليه فها هم أولاَء اليوم بعدما استفردوا بالعراق يخططون للفتك بإيران وكأني بهم عما قليل ولست بعلاَم الغيوب وإنما أرى بلحاظ الرأي ما هو واقع: كأني بمصر إذا ما أتى عليها الدور تلطم وجهها وتنعي حظها وتقول: "ألاَ إني أكلت يوم أكل الثور الأبيض " 00 صدقت والله نبوءة المصطفى: "ستتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها " 00 عندما قال له الصحابة أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله 00!؟ فقال لاَبل غثاء كغثاء السيل00؛ بأسهم بينهم شديد 00! فالرحمة يا ربنا* الراحمون قليل نصفنا اليوم آسير* والنصف الثاني قتيل ولاَ تسألني: أتعريتم حتي من السيوف 00!؟

بُسْتَانُ الأُدَبَاء: ========= [انْظُرْ مُعْجَمَ " الأَلفَاظِ المُؤْتَلِفَة "] [وَانْظُرْ أَيْضَاً كِتَاب " اتِّفَاقُ المَبَاني وَاخْتِلاَفُ المَعَاني "] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الطَّبْعَةُ المُعْتَمَدَةُ لِلِسَانِ الْعَرَبِ في هَذِهِ الرِّسَالَة: [هِيَ طَبْعَةُ دَارِ صَادِر 0 بَيرُوت] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

"دا حتي اللعب ــــ من خيبتنا ــــ مش عارفين نقلدهم فيه؛ ولإنا مش لاَقيين شمّاعة نعلق عليها خيبتنا بنعلقها على الإمكانيّات 00 خيبة بالويبة بعيد عنكم "00!! رأينا إعجاز الغرب * على مسمع وبصر حتي لم نعد نستبعد* إن نبيّ فيه ظهر وقصارى ما فعلنا * أثنينا على ما ابتكر نمتم فخلتم كل طرف نائما ما أجهل الوسنان باليقظان قبحا لمن رضى الأمانى ثروة إن الأمانى ثروة الكسلاَن يا أمّة لعبت * بميراث النبيّ فلعبت الدنيا * بها لعب الصّبيّ ترك المسيحيون ما أمروا به والمسلمون بغوا على الإسلاَم فما ضيّع الإسلاَما * إلاَ غشم المسلمينا ولذا أصابتهم لعنة السماء ــــ من جرّاء وقاحتهم وسوء أدبهم مع الحكماء 00؛ فصاروا أذل قوم في العالمين وأصبحوا مها نينا * وقد كانوا مها بينا ... ********* ومن يهن الله * فما له من مكرم

فكأني بالعربيّ اليوم من الخليج إلى المحيط لو سقطت صفعة من السّماء ما حطت إلاَ على قفاه 00! فأيّ عارٍ بعدما * استجرنا باليهود لقد متنا فلم يخضع * غير الميّت للدّود وانظروا الآن أين هى فلسطين 00!؟ صلبوها آمامنا * كالمسيح بن مر نم وبيعت مثل يوسف * بالدينار والدرهم يا الهي كيف صالاَ* ثعلب على القشعم بل وحتي الدولة الوحيدة التي لها جيش باسمها يحارب اليهود فوق أرض فلسطين: جيش حزب الله الموالي لإيران .. "إيران اللي سبق قبل كده ووقفت في وشّ رمم الأمم المتحدة واتحدت العالم كله وبعثت بالسّلاَح إلى أبناء البوسنة العزّل؛ للتصدي لمجرمي الحرب من سفاحي الصرب ــــ اللي ما فيه دولة عر بية عملت ربع اللىعملته 00وبعدين تعالى شوف النهارده العرب بيردّوا لها الجميل ازاي 00!؟ فما انثنت ولاَ استحوا " 00!!!

ولاَاحنا دايما كده معاهم معاهم عليهم عليهم: يقولوا لنا الدّولة الفلاَنيّة راعية للإرهاب نصدّقهم ونحاربها، ويقولوا لنا الدّولة الفلاَنيّة راعية للسّلاَم نصدّقهم ونصاحبها " 00!!!؟ بأفعالنا خطأ لغويّ يحيّر إصلاَحه سيبويه نحارب أعداء أعداءنا كأنّ المضاف المضاف إليه فها هم أولاَء اليوم بعدما استفردوا بالعراق يخططون للفتك بإيران، وكأني بهم عمّا قليل ولست بعلاَم الغيوب وإنما أرى بلحاظ الرأي ما هو واقع: كأني بمصر إذا ما أتى عليها الدور تلطم وجهها وتنعي حظها وتقول"ألاَ إنىأكلت يوم أكل الثورالأبيض " 00 أولى أولى للعرب * من شرّ قد اقترب صدقت والله نبوءة المصطفى: "ستتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها " 00 عندما قال له الصّحابة أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله 00!؟ فقال لاَبل غثاء كغثاء السّيل00؛ بأسهم بينهم شديد 00! فالرّحمة يا ربنا* الرّاحمون قليل

نصفنا اليوم آسير* والنصف الثاني قتيل ولاَ تسألني: أتعرّيتم حتي من السيوف 00!؟ فالسّيوف موجودة * ولكن أين الفرسان فلقد نام الاَسود *وروّعت الغزلاَن ********* فاليوم شأن الرجال * شأن ربات الحجال وبعد فحقّ والله لأبي نواس أن يقول ما قاله ــــ فعندما أوغر صدور بني أسد بهجائهم: قالوا له بنو آسد* غضبت منك للآبد فقال متي الهباء* كان عندى من آحد ... ********* قبلوا حكم الطاغية * واستصعبوا لاَ الناهية لم ينسهم طول العهد* ذل رعاة الماشية خضعوا وكأنهم* أعجاز نخل خاوية ولذا قال أحدهم في مؤتمر من عشرات المؤتمرات التي تنعقد كل يوم بزعامة مصر: يا مصر قد قدمتك * البلاَد تقدمي ظلم اليهود الناس * واظلموا للآمم فكيف نصنع مع * ظالم متظلم أين السموئل يرى * مطالهم للمسلم ومن لنا بقضاة * يحكمون بالمحكم فما افترقت لغضبته الثر يّا ولاَ اجتمعت لذاك بنات نعش

قلنا اعتراك الأسود* فتعاركوا كالقطط ولكن أعود فأقول: من لم يحركه جوع * ووجد من يشبعه هل يحرك مثله * ببيت شعر يسمعه واخجلتا منك يا شعب العرب 00 كفنوه وادفنوه * فيا ليته يفيق حي لكن كميت* ضمّه قبر عميق ... ********* ربّ عار رب نار* حركت قلب الجبان لكنها لم تحر ك* منهم غير اللسان ... ********* كمثل القطاة قاموا* لو يتركون لناموا تعللنا بالسلاَم* وسلاَمنا استسلاَم من هانوا هان عليهم* أن يذلوا أو يضاموا ما لجرح بميت * كما قد قالوا إيلاَم ... فدع الكلاَم واسلل * سيفك وتكلم موتى على قيد الحياة، تحسبهم أيقاظا وهم رقود00 فقتم والله يا قومي*أصحاب الكهف فىالنوم بأيديكم نوران*في السنة والقرآن فما الذي أدى بكم* الى غيابات الظلم ولكن أعود فأقول ماظلمهم الله ولكنهم كانوا أنفسهم يظلمون 00 {فلاَ يهلك على الله إلاَ هالك نسوه فنسيهم*والنسيان بالنسيان

فصاروا اليوم أضيع*من شاة بين ذؤبان فليت شعري ماذا أفعل لو سافرت إلى أحد البلاَد الآوروبية فسألني أحدهم: شيخ القوافي ما لقومك أصبحوا لاَ الحزن يجمعهم ولاَ الأفراح عبثت بهم أهواؤهم فتفرقوا شيعاً وليس مع الخلاَف نجاح صاروا وهم لاَ يملكون زمامهم كالفلك تجري ما لها ملاَح أيام كلها نقم*ما ضر لو كانت نعم كأن الدهر أقسما*ألاَ يعلو لنا علم للموت والله خير*لنا من عيش كالعدم آغاروا على خيرنا* وأعطوه لغيرنا فوا أسفا على قومي00 فاتتهم السلحفاة *حين رجعوا القهقرى كان لهم ملك الدنيا*من الثريا للثرى فضيعوه وقالوا* الله الذي قدرا وهكذا: جعلنا من القدر شماعة نعلق عليها تخلفنا عن سائر الأمم 00! ومن هنا قلت لذلك الشاعر الذي رأيته وهو باخع نفسه من أجلهم: هون على نفسك يا أخي 00 إنما يستجيب * الذين يسمعون وهؤلاَء صم * بكم ولاَ يعقلون أم هل تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون 00!؟

إن هم إلاَ كالأنعام* بل هم آضل سبيلاَ أفتنعق بمن لاَ يسمع إلاَ دعاءَا ونداءَا 00! فهؤلاَء قوم: ركنوا إلى الضلاَلة لاَ يبغون عنها حولاَ00 بئس للسالفين بدلاَ، أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون؛ فلاَ حياة ـــ ولاَ حياء ـــ لمن تنادي؛ فقل لي بربك لمن تقول: هبوا من سباتكم * دوت رنة الجرس ألشعب العرب تقول: لقد قام كل العالم * ولاَ زلت أنت نائم فوفروا أشعاركم معشر الشعراء؛ أفتطمعون أن يسمعوا لكم ـــــ ولو سمعو اما استجابو الكم 00!؟ موتىعلى قيد الحياة، تحسبهم أيقاظا وهم رقود00 فقتم والله يا قومي* أصحاب الكهف في النوم بأيديكم نوران*في السّنة والقرآن فما الذي أدّى بكم* الى غيابات الظلم ولكن أعود فأقول ما ظلمهم الله ولكنهم كانوا أنفسهم يظلمون 00 {فلاَ يهلك على الله إلاَ هالك نسوه فنسيهم* والنسيان بالنسيان فصاروا اليوم أضيع * من شاة بين ذؤبان

فليت شعري ماذا أفعل لو سافرت إلى أحد البلاَد الآوروبية فسألني أحدهم: شيخ القوافي ما لقومك أصبحوا لاَ الحزن يجمعهم ولاَ الأفراح عبثت بهم أهواؤهم فتفرّقوا شيعاً وليس مع الخلاَف نجاح صاروا وهم لاَ يملكون زمامهم كالفلك تجري ما لها ملاَح أيام كلها نقم * ما ضر لو كانت نعم كأنّ الدّهر أقسما* ألاَ يعلو لنا علم للموت والله خير * لنا من عيش كالعدم آغاروا على خيرنا * وأعطوه لغيرنا فوا أسفا على قومي00 فاتتهم السلحفاة * حين رجعوا القهقرى كانّ لهم ملك الدنيا * من الثّريا للثرى فضيّعوه وقالوا* الله الذي قدّرا وهكذا: جعلنا من القدر شماعة نعلق عليها تخلفنا عن سائر الأمم 00! ومن هنا قلت لذلك الشاعر الذي رأيته وهو باخع نفسه من أجلهم: هوّن على نفسك يا أخي 00 إنما يستجيب * الذين يسمعون وهؤلاَء صم * بكم ولاَ يعقلون أم هل تحسب أنّ أكثرهم يسمعون أو يعقلون 00!؟

إن هم إلاَ كالأنعام* بل هم آضل سبيلاَ أفتنعق بمن لاَ يسمع إلاَ دعاءَا ونداءَا 00! فهؤلاَء قوم: ركنوا إلى الضلاَلة لاَ يبغون عنها حولاَ00 بئس للسالفين بدلاَ، أموات غير أحياء وما يشعرون أيّان يبعثون؛ فلاَ حياة ــــ ولاَ حياء ــــ لمن تنادي؛ فقل لي بربك لمن تقول: هبوا من سباتكم * دوّت رنّة الجرس ألشعب العرب تقول: لقد قام كل العالم* ولاَ زلت أنت نائم فوفروا أشعاركم معشر الشعراء؛ أفتطمعون أن يسمعوا لكم ـــــ ولو سمعو اما استجابو الكم 00!؟ غرناطة يا غرناطة * أين أنت من صولتك ما نهرك الجاري سوى*بكاء على دولتك وما النسمة الرائحة * إلاَ عليك نائحة تكاد قبورهم ممّا حوته يقدّسها الورى حجراً وطينا كسوا جنباتها جنداً وخيلاً كما ملأوا شواطئها سفينا فسل عنهم طليطلة ستلقى لديها عنهم الخبر اليقينا وسل كم شيدوا من جامعات بقرطبة فكانوا السّابقينا فحسبك أرض أندلس افتخاراً

بأنك كنت مهد الخالدينا ذا عصرك الذهبي * يا أمّة العرب وأختم حديبي بهذه القصيدة العصماء، التي أحتفل بمولدها قبل أهل الأرض أهل السماء: ما لي وللنجم يرعاني وأرعاه أمسى كلاَنا يعاف الغمض جفناه إني تذكرت والذكرى مؤرقة مجداً تليدا بأيدينا أضعناه وأمة حكمت كوناً بأكمله فأصبحت تتوارى في زواياه قالوا تعود إلى الإسلاَم كبوتنا ويظلم السيف من خانته كفاه أنى اتجهت إلى الإسلاَم في بلد تجده كالطير مقصوصاً جناحاه بالله سل خلف بحر الروم عن عرب بالأمس كانوا هنا واليوم قد تاهوا وطف ببغداد واسأل عن مقابرها علّ امرءَا من بني العباس تلقاه إني لأشعر إذ أغشى معالمهم بأنني راهب يغشى مصلاَه تلكم معالم خرس كل واحدة منهن قامت خطيبا ً فاغراً فاه الله يشهد ما قلبت سيرتهم يوماً وأخطأ دمع العين مجراه أين الرشيد وقد مر الغمام به فحين جاوزه قدماً تحداه ماض تعيش على أنقاضه أمم

وتستمد القوى من وحي ذكراه لاَ در در امرئ يطري أوائله فخراً ويطرق إن سائلته ما هو استرشد الغرب ماضيه فأرشده ونحن كان لنا ماض نسيناه ما بال شمل بلاَد العرب منصدعاً رباه أدرك بلاَد العرب رباه ياسر الحمداني*كلمة تأبين لفقيد المسلمين* كان رجلاَ بحقّ يصدق فيه قوله تعالى: {وعلمناه من لدنا علما} كان (رحمه الله) بحرا لاَساحل له 00 فتبارك من آتاه الحكمة وعلمه البيان 0 عمّر فينا عمرا طويلاَ حتي حسدت السّماء عليه الأرض فاستأثرت به 00! فرحمه الله * وأحسن مثواه كان ولاَ زال وسيظلّ عند الناس وجيها0 إلى الله أشكو أنّ كلّ قبيلة من النّاس أفني الموت خيرة أهلها ********* أفي كلّ يوم للمنية غارة تغير على سرب النفوس فتخطف لئن كان فقد النّاس للبدر مؤسفا فيزداد في الليل البهيم التأسّف لقد كنت حقّا في حياتك كعبة يلاَذ بها واليوم ذكرك مصحف ********* سلاَم على التفسير بعد إمامنا

سلاَم على أيّامه النضرات على الدّين والدّنيا على العقل والحجى على البرّ والتقوى على الحسنات أبان لنا القرآن حكما وحكمة وفرّق بين النّور والظلمات ففي الغرب مهموم وفي الشّرق جازع وفي مصر باك دابم الحسرات وليس البكا يوفيه حقا ولو بكت عليه عيون الشّعر بالعبرات لقد كنت أخشى عادى الموت بعده فأصبحت أخشى أن تطول حياتي ********* كانت تعدّ بلاَدنا بك شيخنا بين المحافل زهرة البلدان لو كان للذكر الحكيم بقيّة لم تأت بعد رثيت في القرآن أقسمت أنك بين قبرك سيّدي ملك يهاب لقائه الملكان وأنا الذي أرثي النجوم إذا هوت فتعود بالأفلاَك للدّوران ما مات إلاَ من تطاول عمره فأذيق ثكلك لاَ ذاق ثكلك ذائق حتي نرى في الناس مثلك لعمرك ما الرّزيّة فقد مال ولاَ فرس يموت ولاَ بعير ولكنّ الرّزيّة فقدنا من يموت بموته خلق كثير

ولكن حسبنا أنّه ما مات إلاَ والعالم العربيّ من الخليج إلى المحيط يعرفونه كما يعرفون أبنائهم00 إن غبت عن العيون * لم تغب عن القلوب ذكراك فينا رغم موتك حيّة مهما تغب عنّا فلست بغائب ********* فكلّ الناس تدفن في التراب وبعض الناس يدفن في الحشايا وهكذا: موت الكر نم حياة لاَ نفاد لها قدمات قوم وهم في الناس أحياء (ياسرالحمداني) إن غبت عن العيون * لم تغب عن القلوب ذكراك فينا رغم موتك حيّة مهما تغب عنّا فلست بغائب ********* فكلّ الناس تدفن في التراب وبعض الناس يدفن في الحشايا وهكذا: موت الكر نم حياة لاَ نفاد لها قدمات قوم وهم في الناس أحياء (ياسرالحمداني) مدينة كوسوفو (أخت البوسنة) لمّّا رأت أختها بالأمس قد خر بت كان الخراب لها أعدى من الجرب ********* يا مجلس الأمن جدّ أنت أم لعب وصورة حيّة أم هيكل خشب ردّوا اعتباربم يا قوم حسبكم

حلما فقد فقدت أحلاَمها العرب ********* ابالسّلاَح استعدّوا في "بوسوفو" ولم يحموا به ذهبا حتي ولاَ حطبا كالنخل ينبت شوكا لاَ يذود به أيدي الجناة ولاَ يحمي به الرّطبا فإلى متي يا غرب * تكيل بمكيالين ولو أخذت الصرب * لما عادت مرّتين لاَ ير يدون بأ يّة حال من الأحوال أن تقوم للإسلاَم قائمة؛ فشعارهم دائما:"دمّروا الإسلاَم، أبيدوا أهله " 00!! يلدغون لدغة العقرب 00في لمح البصر أو هو أقرب 00؛ فإن يظهروا عليهم يرجموهم أو يعيدوهم في ملتهم ولن يفلحوا إذن أبدا، وما نقموا منهم إلاَ أن آمنوا بالله ورسوله كأني بهم وقد خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، جياعا ضياعا مشرّدين: ينتظرون جيش المعتصم ولاَ حياء ولاَ حياة لمن تنادي 00 اللهمّ خذل عنهم ولاَ تخذلهم، وكن لهم ولاَ تكن عليهم 0 وبعد أما إني لأعلم ــــ يا أهل كوسوفوـ أنّ هذا الكلاَم

لاَ يسمن ولاَ يغني من جوع؛ فما حيلة الجحش بين مخالب الوحش00 لكن لعمري لينصرنكم نصرا مؤزّرا، وليجعلنّ من أبناء القردة والخنازير عبرة لمن يعتبر، ولينتقمنّ منهم انتقام عز يز مقتدر00 قل عسى أن يكون قر يبا 0 (ياسرالحمداني) قلنا لقاء الاَسود * فتناوشوا كالقطط قلنا واصغى السّامعون طويلاَ خلوا المنابر للسيوف قليلاَ من يستدل على الحقوق فلن يرى مثل السيوف على الحقوق دليلاَ لغة الاَعادى من دم احبارها فلتقرأوا ديوان اسرائيلاَ يا اخت عمّورية لبيك قد دقت حماتك للحروب طبولاَ ناديت معتصما فكان غياثه جيشا شروبا للدماء اكولاَ يتسابقون الى الطعان كانما يجدون مرّ مذاقه معسولاَ الطعنة النجلاَء تحكى عندهم طرفا غضيضا جفنه مكحولاَ ويكاديحسبها الجريح بجسمه ثغرا فيومىء نحوه تقبيلاَ ما كان بالاَلفاظ جرس جوابه بل كان قعقعة وكان صليلاَ فلقد بحثت عن السلاَم فلن اجد

كإراقة الدم بالسلاَم كفيلاَ ياسر الحمداني (كاتب ناشبيء) ********* وبعد أما إني لأعلم ــــ يا أهل كوسوفوـ أنّ هذا الكلاَم لاَ يسمن كلمة تأبين لآخرالشّعراء الملهمين ********* يا شؤم طائر أخبارٍ مبرّحةٍ يطير قلبي لها من بين أضلاَعي ما زلت أفزع من يأسٍ إلى طمعٍ حتي تر بّع يأسي فوق أطماعي الكهف في النوماليالي غاديات رائحة بالدّواهي وآراكم تنظرون يا لهول الخطب يا للفادحة أمّة تفني وأنتم تلعبون ********* لاَ تفخروا بعقولكم ونتاجها كانت لكم قبل الحروب عقول في كلّ يوم منكم أو عنكم نبأ تجني به الرّواة مهول يا أرض آوروبّا ويا أبنائها في عنق من هذا الدّم المطلول في الشّرق قوم لم يسلوا شفرة والسّيف فوق رءوسهم مسلول أكبادهم مقروحة كجفونهم وبعد أما إني لأعلم ــــ يا أهل كوسوفوـ أنّ هذا الكلاَم لاَ يسمن ولاَ يغني من جوع ولاَ يغني

كالنخل ينبت شوكا لاَ يذود به أيدي الجناة ولاَ يحمي به الرّطبا فإلى متي يا غرب * تكيل بمكيالين ولو أخذت الصرب * لما عادت مرّتين لاَ ير يدون بأ يّة حال من الأحوال أن تقوم للإسلاَم قائمة؛ فشعارهم دائما"دمّروا الإسلاَم، أبيدوا أهله " 00!! يلدغون لدغة العقرب 00في لمح البصر أو هو أقرب 00؛ فإن يظهرواعليهم يرجموهم أو يعيدوهم في ملتهم ولن يفلحوا إذن أبدا، وما نقموا منهم إلاَ أن آمنوا بالله ورسوله 0 كأني بهم وقد خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، جياعا ضياعا مشرّدين: ينتظرون جيش المعتصم ولاَ حياء ولاَ حياة لمن تنادي 00 اللهمّ خذل عنهم ولاَ تخذلهم، وكن لهم ولاَ تكن عليهم * 0* ><><><><><><>><><<<><><><><>>><><><><><><>><><<<><><><><>>><><><><><><>><><<<><><><><>>><><><><><><>><><<<><><><><>>><><><><><><>><><<<><><><><>>><><><><><><>><><<<><><><><>>

يه وقال: هذا رسول الله 00!!! على النبيّقرد الخصيّ لاَ يحتقر الأديا * ن إلاَ امرؤ حقير أنجس من الكلب * وأوطى من الخنز ير أشأم عند الناس * من منكرٍ ونكير ولكن هذا ديدن اليهود وكلّ إناءٍ بما فيه ينضح: فمن تلك العصا هذه العصيّة، وهل تلد الحيّة إلاَ الحيّة 00!؟ فمن يومهم اليهود وهم ــــ علىجبنهم ــــ أجرأ الشّعوب على دين الله وأنبيائه ورسله، حطموا الأرقام القياسيّة في السّفالة والنذالة والتطاول على الله ورسله 00 * واقع نعيشه تقدّم أحد الحيتان: برشوةٍ لموظفٍ غلبان؛ ليأخذ شيئاً ليس من حقه فدار بينهما الحوار الآتي: الحوت: دي مش رشوة الموظف: امّال ايه زكا 00!؟ الحوت: لاَ سمسرة الموظف: ما اقدرش الحوت: (100) ألف جنيه الموظف: مش ممكن الحوت: (500) ألف جنيه الموظف: ما اقدرش اخالفك لإني عارفك تقدر تحط الحديد في إيدي أمرك، أمرك يا سيدي *

ضاعت الفلك وهى لم تجن ذنبا في اشتباك الرّ ياح بالأمواج بغداد يا بلد الرّشيد* ومنارة المجد التليد يا بسمة لمّا تزل * زهراءفي ثغر الخلود يا موطن الحبّ المقيـ *ـم ومضرب المثل الشّرود يا سطر مجد للعرو* بة خطّ في لوح الوجود ليت شعري أين ذاك الشّاعر الفصيح الذي قال في محنة الخليج: وعلى الخليج تمزّقت أوصالنا عاد التتار تقودهم بغداد بغداد تفتك بالكويت فخورة صدّام يفخر أنه الجلاَد والنار تأكل خيرهم وخيارهم ضرب الشّيوخ ويتم الأولاَد أين هو الآن ليرى بغداد وأبنائها الذين يعانون من نقص الأغذية والأدوية، والطوعين والأمراض تقف لهم بالمرصاد 00 ألاَ رحمة الله عليك يابغداد 00 الضّعيف ليس له مكان في هذا الزّمان؛ ما دامت أمر يكا كالحوت الظمآن 0 لاَ يقيمون العدلاَ * إلاَ على الضّعفاء ********* فإلى متي يا غرب * تكيل بمكيالين ولو أخذت الصّرب * لما عادت مرّتين

لاَ يريدون بأيّة حال من الأحوال أن تقوم للعرب قائمة؛ فبعدما يصنعون هم السّلاَح النوويّ يطلبون منا ــــ نحن الضّعاف ــــ التوقيع على معاهدة حظر الأسلحة 00!؟ "طب ماانت يا أمريكا أولى دول العالم في سباق التسلح؛ ولاَ هى لنا كخة ولكم دحّة 00 يا اخي أحّة " 00!؟ ولذا سلط الله عليها أعتي جنوده: الأعاصيرالتي تدمّر كل شني بأمر ربّها، ما من شني أتت عليه إلاَ جعلته كالرّميم وعمّا قليل لينتقمنّ الله منهم انتقام عز يز مقتدر، وليكوننّ عبرة لمن يعتبر00 ********* أمّا هذه الكلمة فكتبتها في اليهوديّ الذي رسم خنز يرا بم أشار إليه وقال: هذا رسول الله 00!!! أيا غبيّاً على جهلٍ يطاولنا ورّطت نفسك فانظر كيف عقباها من أنت هل أنت ذو قدرٍ فنخفضه أو حرمةٍ تتأذى إن هتكناها كم مرّةٍ قربت منا كتائبكم ولم تصل أرضنا حتي هزمناها ألم تعرف حرمة الأديان وقبح التطاول على النبيّ أيها القرد الخصيّ

لاَ يحتقر الأديا * ن إلاَ امرؤ حقير أنجس من الكلب * وأوطى من الخنز ير أشأم عند الناس * من منكرٍ ونكير ولكن هذا ديدن اليهود وكلّ إناءٍ بما فيه ينضح: فمن تلك العصا هذه العصيّة، وهل تلد الحيّة إلاَ الحيّة 00!؟ فمن يومهم اليهود وهم - على جبنهم - أجرأ الشّعوب على دين الله وأنبيائه ورسله، حطموا الأرقام القياسيّة في السّفالة والنذالة والتطاول على الله ورسله 00

رجال أسلموا على يد الرسول

رِجَالٌ أَسْلَمُواْ عَلَى يَدِ الرَّسُول: =================== صبره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في دعوة الحكم بن كيسان إِلَى الإِسْلاَم: وأخرج لبت سعد في الطبقات (4/ 137) عن المقداد بن عمرو قال: أنا أسرت الحكم بن كيسان فأراد أميرنا ضرب عنقه، فقلت: دعه نقدم به عَلَى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقدمنا فجعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعوه إِلَى الإِسْلاَم فأطال، فقال عمر: علاَم تكلم هذا يا رسول الله؟ والله لاَ يسلم نفذا آخر الأبد، دعني أضرب عنقه ويقدم إِلَى الهاوية، فجعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَيقبل عَلَى عمر حتي أسلم الحكم، فقال عمر: فما هو الاَ أن رأيته قد أسلم حتي اخذني ما تقدم وما تأخر وقلت: كيف أَرد عَلَى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرا هو أعلم به مني؟! ثم أقول: إِنمَا أردت بذلك النصيحة لله ولرسوله، فقال عمر: فأسلم والله فحسن اسلاَمه وجاهد في الله حتي قتل شهيدا ببئر معونه (بئر معونه: مكان في أرض نجد يقع بين أرض بني عامر وحرة بني سليم وهو إِلَى حرة بني سليم أقرب، كما قال ابن هشام في سيرته وعندما استشهد سبعون قارئا من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قتلهم المشركون ــمن سليم وعصية ورتل وذكوان ــغدرا وقد أرسلهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعون الناس إِلَى الله ويعلمونهم القرأن وقصتهم في الصحيح وكتب السير مشهورة) 0 وفي الطبقات أيضا 4/ 138 أنه عندما اسلم قال: قال الحكم: وما الإِسْلاَم؟ قال: " تعبد الله وحده لاَشريك له وتشهد أن محمداً عبده ورسوله " فقال: قد أسلمت، فالتفت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أصحابه فقال: " لو أطعتكم فيه آنفا فقتلته دخل النار " 00!! (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَى لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 53/ 1)

قصة اسلاَم وحش بن حرب

وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى وحشي بن حرب ــقاتل حمزة ــيدعوه إِلَى الاَسلاَ، فأرسل إِلَيْهِ: يامحمد، كيف تدعوني وأنت تزعم أن من قتل أو أشرك أو زني يلقي أثاما، يضاعف له العذاب يوم القيامه ويخلد فيه مهانا؛ وأنا صنعت ذلك؟! فهل تجد لي من رخصة؟ فأنزل الله عز وجل: (الاَ من تاب وآمن وعمل عملاَ صالحا، فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) (الفرقان: 70) فقال وحشي: يامحمد، هذا شرط شديد (الاَ من تاب وآمن وعمل عملاَ صالحا) فلعَلَى لاَ أقدر عَلَى هذا، فأنزل الله عز وجل: (ا، الله لاَ يغفر مادون ذلك لمن يشاء) (النساؤ 48) فقال وحشي: يامحمد، هذا رأي بعد مشيئة فلاَ أدري هل يغفر لي أم لاَ، فهل غير هذا؟ فأنزل الله عز وجل: (قل ياعبادي الذين أسرفوا عَلَى أنفسهم لاَتقنطوا من

رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم) (الزمر: 53) قال وحشي: هذا نعم، فأسلم؛ فقال الناس: يارسول الله، انا أصبنا ماأصاب وحشي: قال: " هي للمسلمين عامة " 0

وأخرج عبد الرازق عن أنس رضي الله عنه قال: بعثني أبو موسي إِلَى عمر، فسألني عمر ــوكان ستي نتفر من بكر بن وائل قد ارتدوا عهن الإِسْلاَم ولحقوا بالمشركين ــفقال: مافعل النفر من بكر بن وائل؟ قلت: ياأمير المؤمنين، قوم قد ارتدوا عن الإِسْلاَم ولحقوا بالمشركين ماسبيلهم الاَ القتل، فقال عمر: لأن أكون اخذتهم سلما أحب إِلَى مما طلعت عَلَيْهِ الشمس من صفراء وبيضاء، قلت: ياأمير المؤمنين، وماكنت صانعا بهم لو أخذتهم، قال لي: كنت عارضا عَلَيْهِم الباب الذي خرجوا منه أن يدخلوا فيه، فان فعلوا ذلك قبلت منهم والاَ استودعتهم السجن 0 كذا في الكنز (1/ 79) وأخرجه البيهقي (8/ 207) أيضا بمعناه 0

وعند مالك والشافعي وعبد الرازق وأبي عبيد في الغريب والبيهقي (ص 207) عن عبد الرحمن القاري قال: قدم عَلَى عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجل من قبل أبي موسي رضي الله عنه فسأله عن الناس فأخبره، ثم قال: هل كان فيكم من مغربة خبر ــ أي خير غريب ــ فقال: نعم رجل كفر بعد اسلاَمه، قال: فما فعلتم به؟ قال: قربناه فضربنا عنقه، قال عمر:

فهلاَ حبستموه ثلاَثا، وأطهمتموه كل يوم رغيفا، واستتبتموه؛ لعله يتوب ويراجع أمر الله؟! اللهم اني لم أحضر، ولم أمر ولم أرض اذ بلغتي!! (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: الصحابه والمجدل الاَول حرص عمر عَلَى رجوع المرتدين) وأخرج البيهقي وابن المنذر والحاكم عن أبي عمران الجوني قال: مر عمر رضي الله عنه براهب فوق ونودي بالراهب قيل له: هذا أمير المؤمنين، فاطلع فإِذَا انسان به من الضر والاَجتهاد وترك الدنيا؛ فلما رآه عمر بكي، فقيل له: انه نصراني، فقال عمر: قد علمت، ولكني رحمته، ذكرت قول الله عز وجل: (عاملة ناصبة * تصلي نارا حامية) (وَنَاصِبَةٌ أَيْ مُتعَبَة 0 الغاشية: 3، 4) رحمت نصبه واجتهاده وهو في النار 0 كذا ي كنز الهمال (1/ 175) 0

أخرج الحافظ أبو الحسن الأطرابلسي عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرج أبو بكر يريد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ــ وكان له صديقا في الجامعة ــفلقيه فقال: ياأبا القاسم، فقدت من مجالس قومك واتهموك بالعيب لاَبائها وأمهاتها، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اني رسول الله أدعوك إِلَى الله " فلما فرغ من كلآمه أسلم أبو بكر، فانطلق عنه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومابين الاَخشبين أحد أكثر سرورا منه باسلاَم أبي بكر؛ ومضي أبوة بكر فراح لعثمان بن عفان وطلحه بن عبيد الله والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص أسلموا، ثم جاء الغد بهثمان بن مظمون وأبي عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وأبي سلمة بن عبد الأسد والأرقم بن أبي الأرق /، فأسلموا رضي الله عنهم 0 كذا في البداية (3/ 29) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ

الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 57) الصحابه ــاسلاَم ابي بكر واسلاَم عدد من اكابر الصحابه عَلَى يديه رضي الله عنه المجلد الاَول بباب الدعوة دعوته للأفراد والاَشخاص) 0 وأخرج البيهقي وابن المنذر والحاكم عن أبي عمران الجوني قال: مر عمر رضي الله عنه براهب فوق ونودي بالراهب قيل له: هذا أمير المؤمنين، فاطلع فإِذَا انسان به من الضر والاَجتهاد وترك الدنيا؛ فلما رآه عمر بكي، فقيل له: انه نصراني، فقال عمر: قد علمت، ولكني رحمته، ذكرت قول الله عز وجل: (عاملة ناصبة * تصلي نارا حامية) (وَنَاصِبَةٌ أَيْ مُتعَبَة 0 الغاشية: 3، 4) رحمت نصبه واجتهاده وهو في النار 0 كذا ي كنز الهمال (1/ 175) 0 بسم الله الرحمن الرحيم (أولئك الذين ضل سعيهم في الحَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: الدنيا وهو يحسبون أنهم يحسنون صنعا)

(حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 57) قال ابن اسحاق: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين التميمي أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " مادعوت أحداً إِلَى الإِسْلاَم الاَ كانت عنده كبوة وتردد ونظر الاَ أبا بكر، ناعكم عنه حين ذكرته ولاَتردد فيه " ــعكم: أي تردد 0 (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 58/ 1) وأخرج الطبراني عن مدرك قال: حججت مع أبي، فلما نزلنا مني إِذَا نحن بجماعة فقلت لآبي: ماهذه الجماعة؟ قال: هذا الصابيء فإِذَا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " يأيها الناس، قولوا: لاَ اله الاَ الله تفلحوا " قال الهيثمي (6/ 21) رجالة ثقات وأخرجه البخاري بلفظٍ مختلف

(حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 84/ 1) عرضه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدعوة عَلَى بني شيبان وأخرج أبو نعيم في الدلاَئل (ص 96) عن ابن عباس عن عَلَى بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لما أمر الله عز وجل نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يعرض نفسه عَلَى قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر إِلَى مني حتي دفعْنا إِلَى مجلس من مجالس العرب، فتقدم أبو بكر فسلم ــ وكان أبو بكر مقدَّما في كل حِينٍ وَكَانَ رَجُلاً نَسَّابَةً ــ أَيْ عَلاَمَةً بِالأَنْسَابْ ــ فقال لهم ممن القوم 00؟ قالوا: مِنْ رَبِيعَة، قَالَ وَأَيُّ رَبِيعَةَ أَنْتُمْ 00!؟

فَذَكَرَ الحَدِيثَ بِطُولِهِ وفيه قَالْ: " ثم انتهينا إِلَى مجلس عَلَيْهِ السكينه والوقار وإِذَا مشايخ لهم أقدار فتقدم: أبو بكر فسلم: وكان مقدَّمَا فِي كل حين، فقال لهم ممن القوم 00؟ فالوا: نحن بنو شيبان بن ثعلبة، فالتفَتَ إِلَى رسول الله فقال: بأبي أنت وأمي ليس بعد هؤلاَا من عز في قومهم وكان في القوم: مفروق بن عمرو وهانيء بن قبيصة والمثني بن حارثة والنهمان بن شريك، وكان أقرب القوم إِلَى أبي بكر مفروق بن عمرو، وكان مفروق قد غلب عَلَيْهِم بيانا ولسانا وكانت له غديرتان تسقطان عَلَى صدره، وكان أدني القوم مجلسا من أبقي بكر، فقال له أبو بكر وكيف العدد فيكم؟ فقال ÷: انا لنزيد عَلَى الألف، ولن يغلب ألف من قلة قال: فكيف المنعة فيكم؟ قال: عَلَى نا الجهد ولكل قوم جهة قال أبو بكر: فكيف الحرب بينكم وبين عدوكم؟ قال مفروق: انا أشد مانكون عضبا حين نلقي وانا

أشد مانكون لقاء إِذَا عضبنا وانا لنؤثر الجياد عَلَى الأولاَد والسلاَح عَلَى اللقاح ــ أي عَلَى معاشرة النساء، أَو هي جمع لقحه وهي الناقة اللبون؛ فيكون المعني أي نُؤثر السلاَح عَلَى الغنيمة ــ والنصرُ من عند الله يديلنا مرة وَنُديل عَلَيْهِ مرة ــ أَيِ الحربُ بَيْنَنَا دول ــ لعلك أخو قريش؟ قال أبو بكر ان كان بلغك انه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فها هو ذا فقال مفروق: قد بلغنا أنه يذكر ذلك 0

ثم التفت إِلَى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: الاَم تدعو ياأخا قريش؟ فتقدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجلس وقال ابو بكر يظلله بثوبه، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أدعو لكم إِلَى شهادة أن لاَ اله الاَ الله وحده، وأني رسول الله، وأن تؤوني، وتمنعوني وتنصروني حتي أؤدي عن الله تَعَالَى ماأمرني به فان قريشا قد تظاهرت عَلَى أمر الله وكذبت رسوله، واستغنت بالباطل عن الحق والله هو الغني الحميد " قال له: والاَم تدعو أيضا ياأخا قريش؟ فتلاَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (قل تعالوا أتل ماحرم ربكم عَلَى كم الاَ تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا) إِلَى قوله تَعَالَى: (فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لهلكم تتقون

(الاَنعام: 151 ــ153) فقال له مفروق: والاَم تدعو أيضا ياأخا قريش؟ فوالله ماهذا من كلاَم أهل الأرض، ولو كان من كلاَمهم لعرفناه، فتلاَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (ان الله يأمر بالعدل والاَحسان) إِلَى قوله تَعَالَى (لعلكم تذكككرون) (النحل: 90) فقال له مفروق: دعوت ــوالله ــياقرشي إِلَى مكارم الأخلاَق ومحاسن الأعمال، ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك ــ أي ضل قوم كذبوك وغلبوك عَلَى أمرك؛ ومن قوله تَعَالَى فَأَني تُؤفَكُون: أي فمن أين تأتيكم بعد الضلاَلة ــ وكأنه أحب أن يشركه في الكلاَم هانيء بن قبيصه فقال: وهذا هانيء بن قبيصة، شيخنا وصاحب ديننا، فقال له هانيء: قد سمعت مقالتك ياأخا قريش وصدقت قولك واني أري أن تركنا ديننا واتباعنا اياك عَلَى دينك لمجلس جلسته إِلَى نا ليس له أول ولاَ آخر لم نتفكر في أمرك، وننظر في عاقبة ماتدعونا

إِلَيْهِ زلة في الرأي، وكيشة في العقل، وقلة نظر في العاقبة وإِنمَا تكون الزلة مع العجلة وان من ورائنا قوما نكره أن نعقد عَلَيْهِم عقدا ولكن ترجع وترجع وتنظر وننظر 0 وكأنه أحب أن يشركه في الكلاَ المثني بن حارثة فقال: وهذا شيخنا وصاحب حربنا، فقال المثني: قد سمعت مقالتك، واستحسنت قولك ياأخا قريش، وأعجبني ماتكلمت به، والجواب هو جواب هانيء بن قبيصه، إِنمَا نزلنا بين صيرين: أحدهما فطفوف البر وأرض العرب، وأما الآخر فارض فارس وأنهار كسري وإِنمَا نزلنا عَلَى عهد أخذه عَلَى نا كسري أن لاَنحدث حدثا ولاَ نؤوي محدثا، ولعل هذا الأمر الذي تدعونا إِلَيْهِ مما تكرهه الملوك فأما ماكةن مما يلي بلاَد العرب فذنب صاحبه مغفور وعذره مقبول، وأما ماكان مما يلي بلاَد فارس فذنب صاحبه غير مغفور، وعذره غير مقبول، فان أردت أن تنصرك مما يلي العرب فعلنا 0

فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ما أسأتم الرد اذ أفصحتم بالصدق، انه لاَيقوم بدين الله الاَ من حاطه من جميع جوانبه " ثم نهض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قابضا عَلَى يد أبي بكر، ثم دفنا إِلَى مجلس الأوس والخوج، فما نهضنا حتي بايعوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال عَلَى رضي الله عنه وكانوا صدقا صر ارضوان الله ورضي عَلَيْهِم أجمعين ــكذا فلي دلاَئل النبوي لأبي نعيم وقال في البداية (3/ 142): رواه أبو نعيم والحاكم والبيهي، والسياق لأبي نعيم ــفذكر الحديث وفيه بعد قوله: " انه لاَيقوم بدين الله الاَ من حاطه من جميع جوانبه " ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرأيتم؟ ان لم تلبثوا الاَ يسيراً حتي يمنحكم الله بلاَدهم وأموالهم ويفرشكم بناتهم، أتسبحون الله وتقدسونه؟ " فقال له النهمان بن شريك: اللهم وان ذلك

لك ياأخا قريش، فتلاَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (انا ارسلناك شاهدا ومبشراً ونذيراً * وداعيا إِلَى الله بِإِذنِه وسراجا منيرا) (الاَحزاب: 45، 46) ثم نهض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قابضا عَلَى يدي أبي بكر رضي الله عنه قال عَلَى ري الله عنه: ثم التفت إِلَى نا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " ياعَلَى اية اخلاَق للعرب كانت في الجاهلية ــماأشرفها؟ ‍ بها يتحاجزون في الحَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: الدنيا " قال: ثم دفعنا إِلَى مجلس الأوس والخزرج؛ ما نهضنا حتي بايعوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قال عَلَى: وكانوا صدقاء صبراء فسر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من معرفة أبي بكر بأنسابهم فلم يلبث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الاَ

يسيرا حتي خرج إِلَى أصحابه ال لهم: " احمدوا الله كثيراً " فقد ظفرت اليَوْم أبناء ربيعة بأهل فارس، قتلوا ملوكهم، واستباحوا عسكرهم، وبي نصروا " قال ابن كثير في البداية (3/ 145) وقد ورد هذا من طريق أخري وفيه أنهم لما تحاربوا هم وفارس والتقوا معهم بقرار ــمكان قريب من الفرات ــجعلوا شعارهم اسم محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنصروا عَلَى فارس بذلك، وقد دخلوا بعد فذكر شيئا من هذا الحديث 0 عرضه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدعوة عَلَى الأوس والخزرج (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 85/ 1) 0

وأخرج أبو نعيم في الدلاَئل (ص 105) من طريق الواقدي عن اسحاق بن حباب عن يحيي بن يعَلَى قال: قال عَلَى بن أبي طالب رضي الله عنه يوما ــ وهو يذكر الأنصار وفضلهم وسابقتهم فقال: انه ليس بمؤمن من لم يحب الأنصار ويعرف لهم حقوقهم هم ــ والله ربوا الإِسْلاَم كما يربي الفلو في غنائهم بأسيافهم وطول ألسنتهم وسخاء أنفسهم، لقد كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخرج في المواسم فيدعو القابئل، ماأحد من الناس يستجيب له ويقبل منه دعاءه فقد كان يأتي القبائل بمجنة وعكاظ وبمني حتي يستقبل القبائل يعود إِلَى هم سنة بعد سنة حتي ان القبائل منهم من قال: ماأن لك أن تيأس منا؟ من طول مايعرض نفسه عَلَيْهِم، حتي اراد الله عز وجل ماأراد بهذا الحي من الأنصار فعرض عَلَيْهِم الإِسْلاَم، فاستجابوا وأسرعوا وآووا ونصروا وواسوا ــفجزاهم الله خيرا ــقدمنا عَلَيْهِم، فنزلنا معهم في

منازلهم ــولقا تشاحوا فينا حتي ان كانوا ليقترعون عَلَى نا، ثم كنا في أموالهم أحق بها منهم، طيبة بذلك أنفسهم؛ ثم بذلوا مهج أنفسهم دون نبيهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعَلَيْهِم أجمعين 0 (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 86/ 1) دعوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعمرو بن عبسة رضي الله عنه أخرجَ أحمد (4/ 112) عن شداد بن عبد الله قال: قال أبو أمامه: ياعمرو بن عبسه، بأي شيء تدعي أنك رُبْعُ الإِسْلاَم 00!؟ قال: اني كنت ي الجاهلية أري الناس عَلَى ضلاَلة ولاَ أري الأوثان شيئاً، ثم سمعت عن رجل يخبر أخبارا بمكة ويحدث أحاديث، فركبت راحلتي حتي قدمت مكه فإِذَا أنا برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مستخفيا، وإِذَا قومه عَلَيْهِ جراء، تلطفت له

فدخلت عَلَيْهِ فقلت: ماأنت؟ قال: " أنا نبي الله " فقلت: ومانبي الله؟ قال: " رسول الله " قال: قلت: الله أرسلك؟ قال: " نعم " قلت: بأي شيء أرسلك؟ قال: " بأن يوحد الله ولاَيشرك به شيء، وكسر الأوثان، وصلة الرحم " فقلت له: من معك عَلَى هذا؟ قال: " حر وعبد " ــأو عبد وحر ــوإِذَا معه أبو بكر ابن أبة قحافة وبلاَل، مولي أبي بكر ــ وَمِن هُنَا ادَّعَى رضي أَنَّهُ رُبْعُ الإِسْلاَم، وَإِنَّهُ لمِنَ الصَّادِقِين: فَلَقَدْ قَصَدَ بمَا قَالَ أَنَّهُ كَانَ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ وَلإِسْلاَمُ لاَ زَالَ فِي طَوْرِ البُغَاثِ أَيْ فِي مَهْدِه ــ يَقُولُ ابْنُ عَبْسَةَ لرَسُولِ اللهِ صلى: إِني متبعك، قال: " انك لاَتستطيع ذلك يومك هذا ولكن ارجع إِلَى أهلك، فإِذَا سمعت بي قد ظهرت بالحق بي " 00!!

ــ وَالمَعْني أَمَرَهُ صَلى أَنْ يَكتُمَ إِسْلاَمَهُ فِي صَدْرِهِ حَتي يَظهَرَ صلى حِينَئِذٍ يُنَاصِرُهُ وَيُؤَازِرُهُ خَوْفَاً عَلَيْهِ أَنْ يَرْتَدَّ بَعْدَ إِسْلاَمِهِ مِنَ الفِتَنِ التي سَيَتَعَرَّضُ لهَا وَسُبْحَانَ القَائِلْ: (" وَمَا أَرْسَلنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلعَالمِين ") 00!! قال: فرجعت إِلَى أهلي وقد أسلمتُ 0 فخرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مهاجرا إِلَى المدينه فجعلت اتخبر الأخبار حتي جاء ركبة من يثرب فقلت: ماهذا المكي الذي أتاكم؟ قالوا: أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك وحيل بينهم وبينه وتركنا الناس إِلَيْهِ سراعا، قال عمرو بن عبسة: فركبت راحلتي حتي قدمت عَلَيْهِ المدينة فدخلت عَلَيْهِ فقلت: يارسول الله أتعرفني؟ قال: " نعم، ألست أنت الذي أتيتني بمكة؟ قلت: بلي يارسول الله، علمني مما علمك الله وأجهل (60) 0

(حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 60/ 1) دعوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لخالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه

أخرج البيهقي عن جعفر بن محمد بن خالد بن الزبير عن أبيه قال: كان اسلاَم خالد بن سعيد بن العاص قديما وكان اول اخوته اسلاَما وكان بدء اسلاَمه أنه رأي في المنام أنه وقف به عَلَى شفير النار 00 فذكر من سعتها ماالله به أعلم ــويري في النوم كأن أباه يدفعه فيها، ويري رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذا بحقوبه لئلاَ يقع ففزع من نومه فقال: أحلف بالله ان هذه لرؤيا حق، فلقي أبا بكر بن أبي قحافة فذكر ذلك له، ال: أريد بك خير، هذا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاتبعه فانك ستتبعه وتدخل معه في الإِسْلاَم والإِسْلاَم يحجزك أن تدخل فيها وأبوك واقع فيها، فلقي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بأجياد، فقال: يامحمد، الاَم تدعو؟ قاغل: " أدعوك إِلَى الله وحده لاَشريك له وان محمداً عبده ورسوله، وتخلع ماأنت عَلَيْهِ من عبادة حجر لاَ يسمع لولاَ

ير ولاَ يبصر، ولاَ ينفع ولاَيدري من عبده ممن لاَيعيده "!! قال خالد: فاني أشهد أن لاَ اله الاَ الله وأشهد أنك رسول الله، فسر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باسلاَمه 0

كَذَا فِي البِدَيَةِ (4/ 94) 0 وَأَخْرَجَهُ الحَاكِمُ (4/ 94) وَفِي رِوَايَتِهِ: وأرسل أبوه في طلبه من بقي من ولده، ممن لم يسلم ورافعا مولاَه وجدوه، فأتوا به أباه ــأبا أحيحة ــفأنبه وبكته وضربه بصريمة في يده حتي كسرها عَلَى رأسه، ثم قال: اتبعت محمداً وأنت تري خلاَفه قومه وماجاء به من عيب الهتهم وعيبه من مصي من آبائهم؟ فقال خالد: قد صدق والله واتبعته، فغضب أبوه ــأبو أحيحة ــونال منه وشتمه، ثم قال: اذهب يالكع! حيث شَيْءٍت، والله لأمنهنك القوت، قال خالد: فان منعتني فان الله عز وجل يرزقني ماأعيش به، فأخرجه وقال لبنيه: لاَيكلمه أحد منكم الاَ صنعت به ماصنعت به، فانصرف خالد إِلَى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكان يكرمه ويكون معه 0 وأخرجه ابن سعد (4/ 94) عن الواقدي عن جعفر بن محمد عن محمد ابن عبد الله نحوه مطولاً، وهكذا ذكره في

الاَستيعاب (1/ 401) من طريق الواقدي 0 " وأخرج الحاكم (3/ 349) أيضا عن خالد بن سعيد أن سعيد ابن العاص بن أمية مر فقال: لئن رفعني الله من مرضي هذا لاَيعبد اله ابن أبي كبشة ببطن مكة ابداً، فقال خالد بن سعيد عند ذلك: اللهم لاَ ترفعه، فتوفي في مرضه ذلك 0 وهكذا أخرجه ابن سعد (4/ 95) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 61/ 1) دعوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لضماد رضي الله عنه

أخرج مسلم والبيهقي، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قدم ضماد مكة ــوهو رجل من أزد شنوءة ــوكان يرقي من هذه الرياح (أي الأرواح) فسكع سفهاء من أهل مكة يقولون: ان محمدا مجنون فقال: أين هذا الرجل؟ لعل الله ان يشفيه عهلي يدي، فلقيت محمداً فقلت: اني أرقي من هذه الرياح، وان الله يشفي عَلَى يدي من شاء فهلم؛ فقال محمد: " ان الحمد لله نحمده ونستعينه، من يهده الله فلاَ مضل له، ومن يضل فلاَ هادي له، أشهد أن لاَ اله الاَ الله وحده لاَشريك له " ــثلاَث مرات ــفقال: والله لقد سمعت الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء، فما سمعت مثل هؤلاَء الكلمات، فهلم يدك أبايعك عَلَى الإِسْلاَم، فبايعه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له: وعَلَى قومك ققال: وعَلَى قومي، فبعث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جيشا فمروا بقوم ضماد فقال: صاحب الجيش للسرية: هل أصبتم

من هؤلاَا القوم شيئا؟ فقال رجل منهم: أصبت منهم مطهرة فقال: ردها عَلَيْهِم فانهم قوم ضماد 0 كذا في البداية (3/ 36) وأخرجه ايضا النسائي والبغوي ومسدد في مسنده كما في الاَصابة (2/ 210) وأخرجه أبو نعيم في دلاَئل النبوة (ص 77) من طريق الواقدي، قال: حدثني محمد بن سليط عن أبيه عن عبد الرحمن العدوي قال: قال ضماد: قدمت مكة مهتمرا فجلست مجلسا فيه أبو جهل وعتبة بن ربيعة وأميمة بن خلف، فقال أبو جهل: هذا الرجل الذي فرق جماعتنا، وسفه احلاَمنا وأضل من مات منا، وعاب آلهتنا؛ فقال أمية: الرجل مجنون غير شك، قال ضماد: فوقعت في نفسي كلمته وقلت: اني رجل اعالج من الريح فقمت من ذلك المجلس وأطلب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم أصادفه ذلك اليَوْم حتي الغد فجئته فوجدتسه جالسا خلف المقام يصلي، فجلست حتي فرغ ثم جلست إِلَيْهِ فقلت: يابن عبد اغلمطلب،

فأقبل عَلَى فقال: ماتشاء؟ اني أعالج من الريح فان احببت عالجتك ولاَ تكبرن مابك فقد عالجت من كان به أشد مما بك فبرأ، وسمعت فومك يذكرون فيك خصالاَ سيئة: من تسفيه أحلاَمهم، وتفريق جماعتهم وتضليل من مات منهم، وعيب آلهتهم فقلت: مافعل هذا الاَ رجل به جنة 0 فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الحمد لله أحمده واستعينه وأومن به وأتوكل عَلَيْهِ، من يهده الله فلاَ مضل له ومن يضلله فلاَ هادي له، وأشهد أن لاَ اله الاَ الله وحده لاَشريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " قال ضماد: فسمعت كلاَما لم أسمع كلاَما قط أحسن منه، فاستعدته الكلاَم فأعاد عَلَى، فقلت: الاَم تعو؟ قال: " إِلَى أن تؤمن بالله وحده لاَشيك له،

وتخلع الأوثان من رقبتك، وتشهد اني عبد الله ورسوله، فقلت: فمإِذَا لي ا، فعلت؟ قال: لك الجنة " قلت: فاني أشهد أن لاَ اله الاَ الله وحده لاَشيك له، وأخلع الأوثان من رقبتي وأبرأ منها، وأشهد أنك عبد الله ورسوله 0 فأمت مر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتي علمت سورا كثيرة من القرآن، ثم رجعت إِلَى قومي، قال عبدالله بن عبد الرحمن العدوي: فبعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بن أبي طالب رضي الله عنه في سرية وأصابوا عرين بعيرا بموضع واستاقوهي، وبلغ عَلَى بن أبي طالب أنهم قوم ضماد فقال: ردوها إِلَى هم فردت (انها بركة الإِسْلاَم) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 63/ 1) دعوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحصين والد عمران رضي الله عنهما

أخرج ابن خزيمة عن عمران بن خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين قال:

حدثني أبي عن أبيه عن جده أن قريشا جاءت إِلَى الحصين ــوكانت تعظمه ــفقالوا له: كلم لنا هذا الرجل فانه يذكر آلهتنا ويسبهم، فجاءوا معه حتي جلسوا قريبا من باب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " أوسعوا للشيخ ــوعمران وأصحابه متوافرون ــفقال حصين: ماهذا الذي بلغنا عنك أنك تشتم آلهتنا وتذكرهم، وقد كان أبوك حصينة وخيراً؟ فقال: " ياحصين، ان أبي وأباك في النار ياحصين، كم تعبد من اله " قال: سبعا في الأر وواحدا في السماء قال: " فإِذَا أصابك الر من تدعو؟ " قال: الذي في السماء، قال: " فإِذَا هلك المال من تدعو؟ " قال: الذي في السماء قال: " فيستجيب لك وحده وتشركهم معه، أريته ي الشكر أم تخاف أن يغلب عَلَيْك؟ " قال: ولاَ واحدة من هاتين؛ قال: وعلمت اني لم أكلم مثله قال: " ياحصين أسلم تسلم " قال: ان لي قوما وعشيرة فمإِذَا أقول؟ قال: " قل: اللهم

استهديك لأرشد أمري وزدني علما ينفعني " فقالها حصين فلم يقم حتي أسلم، فقام إِلَيْهِ عمران فقبل رأسه ويديه ورجليه، فلما رأي ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكي، وقال: " بكيت من صنيع عمران دخل حصين وهو كافر فلم يقم إِلَيْهِ عمران ولم يلتفت ناحيته، فلما أسلم قضي حقه فدخلني من ذلك الرقة " فلما أراد حصين أن يخرج قال لأصحابه: " قوموا فشيعوه إِلَى منزله " فلما خرج من سدة الباب رأته قريش فقالوا: صبأ!! وتفرقوا عنه 0 كذا في الاَصابة (1/ 337) ــ (64) 0 (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 64/ 1) دعوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعدي بن حاتم رضي الله عنه

أخؤج أحمد عن عدي ين حاتم قال: لما بلغني خروج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كرهت خروجه كراهية شديدة، فخرجت حتي وقعت ناحية الروم ــوفي رواية: حتي قدمت عَلَى قيصر ــقال: فكرهت مكاني ذلك أشد من كراهتي لخروجه، قال: قلت: والله لولاَ أتيت هذا الرجل فان كان كاذبا لم يضرني وان كان صادقا علمت قال: فقدمت فأتيته فلما قدمت قال

الناس: عدي بن حاتم، عدة بن حاتم!! قال: فدخلت عَلَى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال لي: " ياعدي بن حاتم اسلم تسلم ــثلاَثا ــقال: قلت: اني عَلَى دين قال: " أنا أعلم بدينك منك " فقلت: أنت أعلم بديني مني؟! قال: " نهم الست من الروسية وأنت تأكل مرباع قومك؟ " قلت: بلي قال: " هذا لاَيحل لك في دينك " قال: فلم يعد أن قالها فتواضعت لها ال: أما اني أعلم الذي يمنك من الإِسْلاَم تقول: إِنمَا اتبعه ضعفة الناس ومن لاَقوي لهم وقد رمتهم العرب أتعرف الحيرة؟ " قلت: لم أرها وقد سمعت بها، قال: " فوالذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر حتي تخرج الظعينة من الحيرة حتي تطوف بالبيت في غير جوار أحد وليفتحن كنوز كسري ابن هرمز " قال: قلت: كنوز ابن هرمز؟ قال: " نعم كسري بن هرمز وليبذلن المال حتي لاَ يقبله أحد " 0

قال عدي بن حاتم: فهذه الظينه تأتي من الحيرة فتطوف بالبيت في غير جوار، ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسري، والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة، لأن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد قالها 0 كذا في البداية (5/ 66) وأخرجه البغوي أيضا في معجمعه بمعناه، كما في الاَصابة (2/ 468)

وأخرج أحمد أيضا عن عدي بن حاتم، قال: جاءت خيل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا بعقرب ــ اسْمُ مَوْضِعٍ ــ فأخذوا عمتي وناسا فلما أتوا بهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فصفوا له، قالت: يارسول الله، بان الوافد ــ أَيِ ابْتَعَدَ وَانْقَطَعَ الرَجَاءُ فِيه، وَالوَافِدُ هُوَ العَائِلُ ــ وانقطع الولد وأنا عجوز كبيرة مابي من خدمة، فمن عَلَى من الله عَلَيْك، فقال: " ومن وافدك " قالت: عدي بن حاتم قال: " الذي فر من الله ورسوله " قالت: فمن عَلَى، فلما رجع ورجل إِلَى جنبه نري أنه عَلَى ــقال: سليه حملاَنا قال: فسألته فأمر لها، قال عدي: فأتتني فقالت: لقد فعلت فعلة ماكان أبوك يفعلها أتته راغبا أو راهبا، فقد أتاه فلاَن فأصاب منه وأتاه فلاَن فأصاب منه، قال: فأتيته فإِذَا عنده امرأة وصبيان ــأوصبي ــفذكر قربهم منه ــفهرفت أنه ليس

ملك ككسري ولاَ قيصر، فقال له: " ياعدي بن حاتم ماأفرك؟! أفرك أن يقال: لاَ اله الاَ الله، فهل من اله الاَ الله؟! ماأفرك؟ أفرك أن يقال: الله اكبر، هل شيء هو أكبر من الله عز وجل؟! " قال: فأسلمت فرأيت وجهه استبشر وقال: " ان المغضوب عَلَيْهِم اليَهود، وان الضَّالينَ النصارى " 0 (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 66/ 1) دعوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لذي الجوشن الضبابي رضي الله عنه

أخرج الطبراني عن ذي الجوشن الضبابي قال: أتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أن فرغ من أهل بدر بابن فرس لي يقال لها " الفرحاء " فقلت: يامحمد قد جئتك بابن القرحالء لتتخذه قال: " لاَحاجة لي فيه وان أردت اقيضك بها المختارة من دروع بدر فعلت " فقلت: ماكنت لاَقيضه اليَوْم بغرة قال: " لاَحاجة لي فيه " ثم قال: " يإِذَا الجوشن الاَ تسلم فتكون من أول أهل هذا الأمر؟ " فقلت: لاَ قال: لم؟ قلت: رأيت قومك قد ولوا بك قال: " فكيف بلغك عن مصارعهم ببدر؟ " قلت: قد بلغني قال: " فانا نهدي ــ أي نَنْصح لك ــ قلت: ان تغلب عَلَى الكعبة وتقطنها قال: " لهلك ان عشت تري ذلك " ثم قال: " يا بلاَل، خذ حقيبة الرجل فزوده من العجوة " فلما أدبرت قال: " أما انه من خير فرسان بني عامر " قال: فوالله اني

بأهلي بالغور اذ أقبل راكب، فقلت: مافعل الناس؟ قال: والله قد غلب محمد عَلَى الكعبة وقطنها، فقلت: هبلتني أمي، ولو أسلمت يومئذ ثم اسأله الحيرة لأقطعنيها!! وفي رواية: فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما يمنعك من ذلك؟ " قال: رأيت قومك قد كذبوك وأخرجوك وقاتلوك فأنظر مإِذَا تصنع؟ فان ظهرت عَلَيْهِم آمنت بك واتبعتك، وان ظهروا عيك لم أتبعك 0 قال الهيثمي (6/ 162) رجاله رجال الصحيح 0 (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 67/ 1) دعوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لرجل لم يسلم

أخرج أبو يعَلَى عن حرب بن سريج قال: حدثني رجل من بلعدوية قال: حدثني جدي قال: انطلقت إِلَى المدينة فنزلت عند الوادي، فإِذَا رجلاَن بينهما عنز واحدة، وإِذَا المشْتري ــ الذِي يُرِيدُ شِرَاءهَذِهِ العَنْز ــ يقول للبائع: أحسن مبايعتي، فقلت في نفسي هذا الهاشمي الذي قد أضل الناس أهو هو؟ فنظرت فإِذَا رجل حسن الجسم، عظيم الجبهة، دقيق الأنف، دقيق الحاجبين، وإِذَا من ثغرة نحره إِلَى سرته مثل الخيط الأسود شعر أسود وإِذَا هو ين طمرين قال: فدنا منا فقال: السلاَم عَلَى كم فرددنا عَلَيْهِ، فلم البث أن دعا المشتري ال: يارسول الله قل له: يحسن مبايعتي فمد يده وقال: " أموالكم تملكون، اني أرجو ألأن ألقي الله عز وجل يوم القيامة لاَيطلبني أحد منكم بشيء ظلمته في مال ولاَ في دم ولاَ عرض الاَ بحقه، رحم الله امرأ سهل البيع، سهل الشراء سهل الأخذ، سهل العطاء، سهل القاء

، سهل التقاي " ثم مضي 0

فقلت: والله لاَقين هذا فانه حسن القول، فتبعته فقلت: يا محمد فالتفت إِلَى بجميعه فقال: " ما تشاء " فقلت: أنت الذي أضللت الناس وأهلكتهم وصددتهم عما كان يعبد آباؤهم؟ قال: " ذاك الله " قال: ما تدعو إِلَيْهِ؟ قال: " أدعو عباد الله إِلَى الله " قلت: ما تقول؟ قال: تشهد أن لاَ اله الاَ الله واني محمد رسول الله، وتؤمن بما أنزله عَلَى وتكفر باللاَت والعزي وتقيم الصلاَة وتؤدي الزطاة " قلت: وماالزكاة؟ قال: " يرد غنينا عَلَى فقيرنا " قلت: نعم الشيء تدعو إِلَيْهِ فلقد كان ومافي الأرض أحد يتنفس أبغض إِلَى منه، فما برح حتي كان أحب إِلَى من ولدي ووالدي ومن الناس أجمعين فقلت: قد عرفت؛ قال: " قد عرفت؟ " قلت: نعم قال: " تشهد أن لاَ اله الاَ الله واني ممد رسول الله، وتؤمن بما أنزل عَلَى " قلت: نعم يارسول الله، اني أرد ماء عَلَيْهِ كثير من الناس فأدعوهم إِلَى

مادعوتني إِلَيْهِ فاني أرجو أن يتبعوك، قال نعم فادعهم " فأسلم أهل ذلك الماء رجالهم ونساؤهم، فمسح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأسه (69) 0 (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 69/ 1) وأخرج البخاري وأبو داود عن أنس رضي الله عنه أن غلاَما من إِلَى هود كان يخدم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمرض فأتاه يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: " أسلم " فنظر إِلَى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا القاسم فأسلم، فخرج صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقول: " الحمد لله الذي أنقذه بي من النار " كذا في جميع الفوائد , 1/ 124) حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: الصحابة (1/ 70 ج 1)

(حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 70/ 1) دعوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي قحافة رضي الله عنه

رَوَى ابن سعد (5/ 451): عن أسماء قالت: لما دخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة واطمأن وجلس في المسجد أتاه أبو بكر بأبي قحافة، فلما رآه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " ياأبا بكر، الاَ تركت الشيخ حتي أكون أنا الذي أمشي إِلَيْهِ؟ " قال: يارسول الله، هو أحق أن يمشي إِلَيْكَ من أن تمشي إِلَيْهِ، فأجلسه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين يديه ووضع يده عَلَى قلبه ثم قال: " ياأبا قحافة، أسلم تسلم " فأسلم وشهد شهادة الحق وأدخل عَلَيْهِ ورأسه ولحيته كأنهما ثغامة ــشجرة بيا وهي كناية عن ابيضاض شعره وطول عمره 0 فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " غيروا هذه الشيب وجنبوه السواد "00!! (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 70/ 1) عثمان بن عفان

وأخرج ابن سعد (3/ 55) عن يزيد بن رومان قال: خرج عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنه عَلَى أثر الزبير بن العوام رضي الله عنه فدخلاَ عَلَى رسول الله فعرض عَلَى هما الإِسْلاَم، وقرأ عَلَى هما القرآن، وأنبأهما بحقوق الإِسْلاَم، ووعدهما الكرامة من الله فآمنا وصدقا، فقال عثمان: يارسول الله، قدمت حديثا من السام، فلما كنا بين معان والزرقاء فنحن كانيام اذ مناد ينادينا أيها النيام، هبوا فان أحمد قد خرج بمكة، فقدمنا فسمعنا بك، وكان اسلاَم عثمان قديما قبل دخول رسول الله ** صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ **دار الأرقم 0 (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 72/ 1) اسلاَم صهيب الرومي وعمار بن ياسر:

وأخرج ابن سعد (3/ 247) عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار قال: عمار بن ياسر رضي الله عنه: لقيت صهيب بن سنان رضي الله عنه عَلَى باب دار الأرقم ورسول الله فيها فقلت له: ماتريد، قال لي: ماتريد أنت، فقلت: أردت أن أدخل عَلَى محمد فأسمع كلاَمه، قال: وأنا أريد ذلك فدخلنا عَلَيْهِ فهرض عَلَى نا الإِسْلاَم فأسلمنا، ثم مكثنا يومنا عَلَى ذلك حتي أمسينا، ثم خرجنا ونحن مستخفون فكان اسلاَم عمار وصهيب بعد بعة وثلاَثين رجلاَ (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 72/ 1) تحْتَ عُنوَان: لاَ يطَاعُ لِقَصِيرٍ أَمْر: عرضه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدعوة عَلَى بني عبس

وأخرج أبو نعيم (ص 201) أيضا من طريق الواقدي عن عبد الله بن وابصة العبسي عن ابيه عن جده قال: جاءنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في منازلنا بمني ونحن نازلزن بالجمرة الاَولي التي تلي مسجد الخيف وهو عَلَى راحلته مردفا خلفه زيد بن حارثه ــفدعانا لوالله مااستجبنا له ولاَ خير لنا قال: وقد كنا سمعنا به وبدعائه في الموسم فوقف عَلَى نا يدعونا فلم نستجب له وكان معنا ميسرة بن مسروق العبسي فقال: أحلف بالله لو صدقنا هذا الرجل وحملناه حتي نحل به وسط رجالنا لكان الرأي فاحلف بالله ليظهرن أمره حتي يبلغ كل مبلغ فقال له القوم دعنا عنك لاَتهرضنا لما لاَقبل لنا به فطمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ميسرة فكلمه فقال ميسرة: ماأحسن كلاَمك وأنوره ‍ ولكن قومي يخالفونني وإِنمَا الرجل بقومه فان لم يعضدوه فالعداء أبعد ــ أَيْ إِنْ لَمْ يَنْصُرْوهُ قَوْمُهُ

فَكَيْفَ يَنْصُرْهُ أَعْدَاؤُه 00!؟ فَهُمْ أَبْعَدُ مِن أَنْ يَنصُرُوه ــ فانصرف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخرج القوم صادين إِلَى اهليهم فقال لهم ميسرة: ميلوا بنا إِلَى فدك فان بها يهود نسائلهم عن هذا الرجل فمالوا إِلَى يهود فأخرجوا سفرا لهم فوضعوه ثم درسوا ذكر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النبي الأمي العربي يركب الجمل ويجتزي بالكسرة أي تجزؤه الكسرة ــ أَيْ لاَ يَرُدُّهَا عَلَى صَاحِبِهَا حَتي لَوْ لَمْ يَكُ محْتَاجَاً إِلَيْهَا ولاَ يردها عَلَى صاحبها إِلاَّ ان تكون صدقةً فَالأَنبِيَاءُ لاَ يَأكُلُونَ الصَّدَقَة ــ وليس بالطويل ولاَ بالقصير ولاَ بالجعدِ ولاَ بالسبط ــ وَالجَعْدُ عَكسُ السَّبْط: وَالمَقصُودُ أَنَّ شَعْرَهُ صلى لَمْ يَكُ بِالنَّاعِمِ المُسْتَرْسِلِ وَلاَ الخَشِن ــ في عينه حمرة مشرب اللون فان كان هذا هو الذي دعاكم

فأجيبوه وادخلوا في دينه فانا نحسده فلاَ نتبعه ولنا منه في مواطن بلاَء عظيم

ولاَ يبقي أحد من العرب الاَ اتبعه أو قاتله فكونوا ممن يتبعه فقال ميسرة: ياقوم ان هذا الاَمر بين، قال القوم: نرجع إِلَى الموسم فنلقاه، فرجعوا إِلَى بلاَدهم وأبي ذلك عَلَيْهِم رجالهم فلم يتبعه أحد منهم فلما قدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينه وحج حجة الوداع لقيه ميسرة فعرفه فقال يارسول الله واللهي مازلت حريصا عَلَى اتباعك من يوم أنخت بنا حتي كان ماكان وابي الله الاَ ماتري من تأخير اسلاَمي وقد ماـ عامة النفر الذين كانوا معي فَأَين مدخلهم يا نبي الله؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كل من مات عَلَى غير دين الإِسْلاَم فهو في النار " فقال: الحمد لله الذي انقذني، فأسلم وَحسن اسلاَمه وكان له عند أبي بكر رضي الله عنه مكان وذكره في البداية (3/ 145) عن الواقدي باسناده مثله (78) 0

(حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 78/ 1) عرضه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدعوة عَلَى كندة:

وأخرج أبو نعيم في الدلاَئل (ص: 103) أيضا من طريق الواقدي: حدثني محمد بن عبد الله ابن كثير بن الصلت عن ابن رومان وعبد الله بن أبي بكر وغيرهما رضي الله عنهما قالوا: جاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كندة في منازلهم بعكاظ فلم يأت حيا من العرب كان إِلَى ن منهم فلما رأي لينهم وقوة جبههم له ــ أَيْ إِقبَالهِمْ عَلَيْهِ ــ جعل يكلمهم ويقول: " أدعوكم إِلَى الله وحده لاَشريك له وان تمنعوني مما تمنهون منه أنفسكم فان أظهر فأنتم بالخيار " فقال عامتهم ماأحسن هذا القول ‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍ ولكنا نعبد ماكان يعبد آباؤنا قال أصغر القوم: ياقوم اسبقوا إِلَى هذا الرجل قبل أن تسبقوا إِلَيْهِ فوالله ان أهل الكتاب ليحدثون أن نبيا يخرج من الحرم قد أظل زمانه وكان في القوم انسان أعور فقال: امسكوا عَلَى أَخرجته عشيرته وتؤؤنهُ ــ أَيْ يُقِيمُ بَيْنَكُمْ وَتجِيرُونَه ــ أي تجبرونه

بينكم أنتم تحملون حرب العرب قاطبة؟ ‍‍‍‍لاَ ثم لاَ فانصرف عنهم حزينا فانصرف القوم إِلَى قومهم فخبروهم فقال جل من إِلَى هود: والله انكم مخطئون بخطئكم لو سبقتم إِلَى هذا الرجل لسدتم العرب ونحن نجد صفته في كتابنا فوصفه للقوم الذين رأوه كل ذلك يصدقونه بما يصف من صفته ثم قال: نجد مخرجه بمكة ودار هجرته يثرب فاجمع القوم ليوافره في الموسم قابل فحسبهم سيد لهم عن حج تلك السني فلم يواف أحد منهم فمات إِلَى هودي فسمع عند موته يصدق بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويُؤمِن به 0 ‍ (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 79/ 1) هُمُومٌ فِي حَيَاةِ الرَّسُولْ عرضه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدعوة عَلَى بني كعب ‍‍‍

وأخرج أبو نعيم في دلاَئل النوة (ص 100) عن عبد الرحمن العامري عن أشياخ من قومه قالوا: أتانا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن بسوق عكاظ فقال: " ممن القوم؟ قلنا: من بني عامر بن صعصعة، قال: " من أي بني عامر؟ " قلنا: بنو كعب بن ربيعة، قال: " كيف المنعة فيكم؟ " قلنا: لاَيرام ماقبلنا، ولاَ يصلي بنارنا فقال لهم: " اتي رسول الله فان اتيتكم تمنعوني حتي أبلغ رسإِلَى ربي؟ ولم أكره أحدا منكم عَلَى شيء " قالوا: ومن أي قريش أنت؟ قال: " من بني عبد المطلب " قالوا: فأين أنت من بني عبد مناف؟ قال: " هم أول من كذبني وطردني " قالوا: ولكنا لاَنطردك ولاَ نؤمن بك، ونمنعك حتي تبلغ رسالة ربك قال: فنزل إِلَى هم والقوم يتسوقون اذ أتاهم بجرة بن قيس القشيري فقال: من هذا الذي أراه عندكم؟ أنكره قالوا: محمد بن عبد الله القرشي قال: مالكم وله؟ قالوا: زعم

لنا انه رسول الله يطلب إِلَى نا ان نمنعه حتي يبلغ رسالة ربه قال: فمإِذَا رددتم عَلَيْهِ؟ قالوا: قنا: في الرحب والسعه نخرجك إِلَى بلاَدنا ونمنعك مما نمنع به أنفسنا، قال بجرة: ماأعلم أحدا من أهل هذه السوق يرجع بشيء أشر من سيء ترجعون به بدأتم لتنابذ الناس وترميكم العرب عن قوس واحدة قومه أعلم به لو آنسوا منه فآنس من جانب الطور نارا خيرا لكانوا أسعد الناس به تعمدون إِلَى رهيق رَجُلٌ قد طرده قومه وكذبوه فتؤونه وتنصرونه فبئس الرأي رأيتم ‍‍‍ ثم أقبل عَلَى رسول الله ** صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ **

فقال: قم فالحق بقومك فوالله لولاَ انك عند قومي لربت عنقك قال: فقام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ناقته فركبها فغمز الخبيث بجرة شاكلتها فقمصت برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فألقته وعند بني عامر يومئذ ضباعة بنت عامر بن قرط ــكانت من النسوي اللاَتي أسلمن مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكه ــجاءت زائرة إِلَى بني عمها فقالت: ياآل عامر ــولاَ عامر لي ــأيصنع هذا برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين أظهركم، لاَ يمنعه أحد منكم؟ فقام ثلاَثة نفر من بني عمها إِلَى بجرة واثنين أعاناه، فأخذ كل رجل رجلاَ فجلد به الأض، ثم جلس عَلَى صدره ثم علو وجوههم لطما، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اللهم بارك عَلَى هؤلاَء، والعن هؤلاَء " فأسلم الثلاَثة الذين نصروه فقتلوا شهداء وهلك الآخرون لعنا واسم الاَثنين

اللذين نصرا بجرة بن فراس: حزن بن عبد الله ومعاوية بن عبادة وأما الثلاَثة الذين نصروا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فغطريف وعطفان ابنا سهل، وعروة بن عبد الله وأخرجه الحافظ سعيد ابن يحيي بن سعيد الأموي في مغازيه ع، أبيه به، كما في البداية (3/ 141) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 80/ 1) (انظر أدب خالد بن الوليد مع رسول الله)

" بسم الله الرحمن الرحيم، لمحمد النبي رسول الله من خالد بن الوليد: السلاَم عَلَيْك يارسول الله ورحمة الله وبركاته، فاني أحمد إِلَيْكَ الله الذي لاَ اله الاَ هو، أما بعد: يارسول الله ــصلي الله عَلَيْك ــفانك بعثتني إِلَى بني الحارث بن كعب وأمرتني إِذَا أتيتهم أن لاَأقاتلهم ثلاَثة أيام وان أدعوهم إِلَى الإِسْلاَم، فان أسلموا قبلت منهم وعلمتهم معالم الإِسْلاَم وكتاب الله وسنة نبيه، وان لم يسلموا قاتلتهم واني قدمت عَلَيْهِم فدعوتهم إِلَى الإِسْلاَم ثلاَثة أيام كما أمرني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبعثت فيهم ركبانا: يابني الحارث، اسلموا تسلموا فأسلموا ولم يقاتلوا وانا مقيم بين أظهرهم آمرهم بما أمرهم الله به، وةأنهاهم عما نهاهم الله عنه، وأعلمهم معالم الإِسْلاَم وسني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتي يكتب اإِلَى رسول الله صَلَّى اللهُ

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والسلاَم عَلَيْك ــ يارسول الله ــ ورحمة الله وبركاته " 00!! فكتب إِلَيْهِ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد النبي رسول الله إِلَى خالد بن الوليد: سلاَم عَلَيْك فاني أحمد إِلَيْكَ الله الذي لاَ اله الاَ هو، أما بعد: فان كتابك جائني مع رسولك يخبر أن بني الحارث بن كعب قد أسلموا قبل أن تقاتلهم، وأجابوا إِلَى مادعوتهم إِلَيْهِ من الإِسْلاَم، وشهدوا أن لاَ اله الاَ الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأن قد هداهم الله بهداه فبشرهم وأنذرهم وأقبل وليقبل معك وفدهم، والسلاَم عيك ورحمة الله وبركاته " 0 (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 103/ 1) 0 دعوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للأعرابي في سفرْ

وأخرج الحاكم أبو عبد الله النيسابوري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفر فأقبل أعرابي، فلما دنا منه قال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أين تريد؟ " قال: إِلَى أهلي، قال: " هل لك إِلَى خير؟ " قال: ماهو؟ قال: " تشهد أن لاَ اله الاَ الله وحده لاَشريك له، وأن محمدا عبده ورسوله " قال: هل من شاهد عَلَى ماتقول؟ قال: " هذه الشجرة " فدعاها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي عَلَى شاطيء الوادي، فأقبلت تخذ الأرض خذا فقامت بين يديه فاستشهدها ثلاَثا فشهدت أنه كما قال، ثم انها رجعت إِلَى منبتها، ورجع الأعرابي إِلَى قومه فقال: ان يتبعوني أتيتك بهم والاَ رجعت إِلَيْكَ وكنت معك 0 وهذا اسناد جيد كذا في البداية (6/ 125) وقال الهيثمي (8/ 292): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، ورواه

أبو يعَلَى أيضا والبزار (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 93/ 1) 0

وأخرج أبو نعيم عن حوشب ذي ظليم قال: لما أن أظهر الله محمدا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انتدبت إِلَيْهِ من الناس في أربعين فارسا مع عبد شر، فقدموا عه المدينة بكتابي فقال (عبد شر): أيكم محمد؟ قالوا: هذا، قال: ماالذي جئتنا به؟ قان يك حقا اتبعناك، قال: " تقيموا الصلاَة، وتعطوا الزكاة وتحقنوا الدماء، وتأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر " فقال عبد شر: ان هذا لحسن؛ مد يدك أبايعك، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مااسمك؟ " قال: عبد شر، قال: " لاَ بل أنت عب خير " (فبايعه عَلَى الإِسْلاَم) وكتب معه الجواب , إِلَى) حوشب ذي ظليم فآمن 0 كذا في كنز العمال (5/ 325) وأخرجه أيضا ابن منده وابن عساكر كما في الكنز أيضا (1/ 84) وأخرجه أيضا ابن السكن بنحوه كما في الاَصابه (1/ 382) (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 104/ 1) 0

فوائد الصوم

فَوَائِدُ الصَّوْم: وَكَانَ أَحَدُ الزُّهَّادِ يخْرِجُ خُبْزَاً يَابِسَاً فَيَبِلُّهُ بالماءِ وَيَأكُلُ وَيَقُولْ: مَنْ رَضِيَ بِهَذَا مِنَ الدُّنيَا لم يحْتَجْ إلى أَحَدْ 00!! وَرُوِيَ عَنِ الحَسَنِ البَصرِيِّ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) قالْ: " واللهِ لقد أدركت أقواماً كَانَ الرجل مِنهم يمسِي وَعِندَه مِنَ الطعَامِ مَا يَكفِيهِ وَلو شاء لأكله فيقولُ والله لاَ أجعَل هَذا كله لبَطني حَتي أَجعَلَ بَعضَه لله " 00!! (الإِحْيَاءُ بَابُ فَضِيلَةِ الجُوعْ) قال رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): " معاشر الشباب عليكم بالباءة، فمن لم يستطع فعليه بالصوم، فالصوم له وجاء " 00!! (وَوِجَاءْ: أَيْ وِقَاءْ) وفِي حديث آخر " إن الشيطان ليجرى فِي ابن آدم مجرى الدم فِي العروق، فضيقوا عليه بالجوع والعطش " 00!!

وَعَنهُ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قَالْ: " مَا مَلأَ ابْنُ آدَمَ وِعَاءً شَرَّاً مِنْ بَطنِه، بحَسْبِ ابْنِ آدَمَ لُقَيْمَاتٍ يُقِمْنَ صُلبَه " 00!! (صَحَّحَهُ الأَلبَانِيُّ تحْتَ رَقم: 5550) وَقَالَ سُمَيْطُ بْنُ عُجْلاَن: " إنما بطنك يا ابن آدَمَ شِبرٌ فِي شِبرٍ فَلِمَ يُدخِلُكَ النَّار " 00!؟ (مَكَاشَفَةُ القُلُوبْ طَبْعَةِ الإِرْشَادْ 0 دَارُ البَيَان: 113)

عن طبيب علي بن مرة الطائي وكان له نحو من تسعين قلت: له فدنا من طبك قال: أحفظ أربع خصال قلت هات قال: أما إحداهن فمتى ما مرضت فإن أهلك يشفقون عليك فيقولون لو أكلت شيئاً لو شربت شيئاً فإن حضرتك شهوة ليس عما يعرضعون عليك فكل العافية قد جاءنك وإن لم تشته شيئاً فلاَ تلتفت إلى كلاَمهم فإنك أن أكلته على غير شهوة فمضرته فى بدنك أعظم من منفعته وأما الثانية فإن يكن لك امرأة أو جارية فلاَ تقربها أبداً إلاَ على (قرم)

فإنك إن قربتها على غير قرم كانت مضرة فى بدنك وإذا قربتها على القرم كانت بمنزلة الجنابة تصيبك وأما الثالثة فمتى ما هاج بك داء فلاَ تدخل الحمام فإنه يهيج الداء الساكن وادخله على الصحة فإنه نافع وأما الرابعة فإن أحدهم يدخل بيته ويغلق بابه ويرخي ستره ويقول أريد أن أنام وليس به نوم فيتناوم فيقوم أثقل مما دخل ولو أنه لم ينم حتى ينعس قام كأن نشط من عقال 0 (النظافة والنظام الشعب 5793)

وأخبرنا ابو الحسن المقرئ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق أخبرني الحسن بن سفيان ثنا عمر بن كثير بن دينار ثنا بقية رطاة قال: اجتمع رجال من أهل الطب عند ملك الملوك فسألهم ما رأس دواء المعدة فقال كل رجل منهم قولاً وفيهم رجل ساكت فلما فرغوا قال: ما تقول أنت: قال: ذكروا أشياء وكلها تنفع بعض النفع ولكن ملاَك ذلك ثلاَثة أشياء لاَ تأكل طعاماً أبداً إلاَ وأنت تشتهيه، ولاَ تأكل لحماً يطبخ لك حتى ينعم انضاجه، ولاَ تبتلع لقمة أبداً حتى تمضغها مضغاً شديداً لاَ يكون على المعدة فيها مؤونة" الشعب 5794 بالنظافة والنظام.

وقيل لجندب الواعظ هل سمعت من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئاً قال: سمعته يقول: "من سمع سمع الله به يوم القيامة، ومن يشقق يشققِ الله عليه يوم القيامة " 00!! فقالواْ أوصنا فقال: إن أول ما ينتن من الإنسان بطنه فمن استطاع منكم أن لاَ يأكل إلاَ طيباً فيلفعل" (رواه البخارى، الشعب 5753).

رَمَضَانِيَّاتْ: عن نافع عن ابن عمر أنه ربما تصدق فى الشهر ثلاَثين ألف درهم وما يأكل فيه أكلة لحم (5687) كان سالم بن عبدالله رجلاً غليظاً كأنه حمال فسأله بعض الأمراء ما أدمك أو طعامك قال: الخل والزيت فقال كيف تشتهه قال: أدعه حتى أشتهِيه (5688)

قال محمد بن المنكدر إني خلفت زياد بن زياد مولى ابن عياش وهو يخاصم نفسه فى المسجد يقول: إجلسي تريدين أين تذهبين أتخرجين إلى أحسن من هذا المسجد انظري إلى ما فيه تريدين أن تبصري دار فلاَن ودار فلاَن ودار فلاَن قال: وكان يقول لنفسه مالك من الطعام يا نفس إلاَ هذا الخبز والزيت ومالك من الثياب إلاَ هذين الثوبين ومالك من النساء إلاَ هذه العجوز أفتحبين أن تموتي فقالت: أنا أصبر على هذا العيش (5691).

قال: قالت داية داود الطائي لداود: يا أبا سليمان أما تشتهي الخبز قال: بلى يا داية، ولكن بين مضع الخبز وبين شرب الفتيت قراءة خمسين آية. انظر نالت منهم العبادة كل هذا الاَهتمام، ولم يكن كل همهم فى الطعام (5694). ... قال لقمان لاَبنه وهو يعظه (ويا بنى لاَ تكونن أعجز من هذا الديك الذى يصوت بالاَسحار وأنت نائم على فراشك) (5698).

قال إبراهيم بن أدهم الجوع يرق القلب فبإسناده قال: سمعت بشراً يقول: قال الفضيل بن عياض خصلتان تقسيان القلب كثرة النوم وكثرة الأكل فبإسناده قال: سمعت بشراً بن الحارث يقول لم أر شيئاً أفضح لهذا العبد من بطنه وفرجه (5705). ... قال: قال أبو سليمان الدارنى أي شيء يزيد الفاسقون عليكم إذا كان كلما اشتهيتهم شيئاً أكلتموه وأولئك كلما أرادوا شيئاً فعلوه) (5720). ... وقيل فى قول الله عز وجل: (وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً). الذين صبروا عن الشهوات (5724).

. قال عيسى ابن مريم: طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعود لم يره. (5725) ... سمعت إبراهيم الخواص يقول: كنت فى جبل لكام فرأيت رماناً فاشتهيت فدنوت فأخذت منها واحداً فشققته فوجدته حامضاً فمضيت وتركت الرمان فرأيت رجلاً مطروحاً قد اجتمع عليه الزنابير فقلت السلاَم عليك فقال: وعليك السلاَم يا إبراهيم قلت: وكيف عرفتني

قال: من عرف الله لاَ يخفى عليه شيء من دون الله فقلت: أرى لك حالاً مع الله فلو سألته أن يحميك ويقيك الأذى من هذه الزنابير فقال لي: أرى لك حالاً مع الله فلو سألته أن يقيك شهوة الرمان فإن لدغ الرمان يجد الإنسان ألمه فى الآخرة ولدغ الزنابير يجد ألمه فى الدنيا وتركته ومضيت قال الشيخ: وهذا عندي محمول على أنه يعرف فى منامه من علم الغيب ما عسى 0 وقد كان يكون فى الأمم محدثون فإن يكن فى أمتي منهم أحد كان عمر بن الخطاب منهم" (5734)

وعندما قال يا سارية الجبل الجبل وخبره. ... أخبرنا أبو عبدالله الحافظ أخبرني جعفر الخواص حدثني عمر بن عاصم أبو القاسم البقال (حدثني) (أحمد بن خلف المؤدب قال: دخلت على السرى غرفته فرأيته يبكى فوقفت فأومأ إلى فإذا قلته مكسورة فقال جاءت الصبية البارحة بهذه القلة فقالت يا أبي هذه القلة ههنا معلقة فإذا أفطرت فاشرب منها فإنها ليلة غمة ومضت فقمت إلى أمر كنت أقوم إليه فغلبتني عيني فرأيت جارية كأحسن الجواري قد دخلت على الغرفة فقلت لها: يا جارية لمن أنت قالت: لمن لاَيشرب الماء المبرد فى الكيزان وتناولت القلة بيدها فضربت بها على الأرض فكسرتها. رَمَضَانِيَّاتْ: عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول االلهِ صلى:

" إن المؤمن يأكل فى معى واحد وإن الكافر يأكل فى سبعة أمعاء" مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع (الشعب 5628). ... واد بن محمد عن نافع قال: كان ابن عمر لاَ يأكل حتى يؤتي بمسكين فيأكل معه فأدخلت عليه يوماً رجلاً فأكل أكلاً كثيراً فقال لي ابن عمر: يا نافع لاَ تدخل علي هذا فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "الكافر يأكل فى سبعة أمعاء". ... رواه البخارى فى الصحيح عن بندار عن عبدالصمد بن عبدالوارث. وأخرجه مسلم من حديث غندر عن شعبة. (الشعب 5629). ... عن أبى هريرة أن رجلاً كان يأكل كثيراً فأسلم فكان يأكل بعد ذلك أكلاً قليلاً فذكر ذلك للنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: الكافر يأكل فى سبعة أمعاء والمسلم فى معي واحد".

. عن أبي هريرة قال: أتى رجل النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان يأكل أكلاً كثيراً فأسلم ثم أكل أكلاً قليلاً فذكر باقى الحديث مثله غير أنه زاد إن وأن. رواه البخارى فى الصحيح عن سليمان بن حرب. ... عن مالك عن سهيل عن أبيه عن أبى هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضافه ضيف وهو كافر فأمر له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشاة حلبت فشرب ثم أخرى فشرب حتى شرب حلاَب سبع شاه ثم أصبح فأسلم فأمر له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشاة فشرب حلاَبها ثم أمر بأخرى فلم يستتمها؛ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "المؤمن يشرب فى معى واحد والكافر يأكل فى سبعة أمعاء".

. وفى رواية القعنبى بشاة فحلبت فشرب حلاَبها ثم أمر له بأخرى فلم يستتمها فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "إن المسلم يشرب فى معي واحد والكافر يشرب فى سبعة أمعاء". رواه مسلم فى الصحيح عن محمد بن رافع بن عيسى (الشعب 5632). ... عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "طعام الاَثنين كافي الثلاَثة وطعام الثلاَثة كافي الأربعة" أخرجاه فى الصحيح من حديث مالك ورواه أبو الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "طعام الواحد يكفى الاَثنين وطعام الاَثنين يكفى الأربعة وطعام الأربعة يكفي الثمانية". ... وهذا يدل على أن القليل من الطعام يكفي الكثير من الناس لو رضوا بالكفاف .. !! "أخرجه مسلم عن جابر بن عبدالله. الشعب 5634".

. وعن عائشة أخبرته أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يشبع شبعتين فى يوم حتى مات. (الشعب 5639). ... وعن أبي الأسود عن عمرو عن عائشة قالت: رآنى النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد أكلت فى اليوم مرتين فقال: يا عائشة أما تحبين أن يكون لك شغل إلاَ فى جوفك. الأكل فى اليوم مرتين من الإسراف والله لاَ يحب المسرفين. (شعب الإيمان 5640). ... عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: أكلت ثريد بر ولحماً فأتيت النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا أتجشأ فقال: أكفف أو احبس عنا من جشائك يا أبا جحيفة فإن أكثركم شبعاً فى الدنيا أطولكم جوعاً يوم القيامة قال: فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه حتى فارق الدنيا كان إذا تعشى لم يتغد وإذا تغد لم يتعش" (5644).

. قال الضحاك بن سفيان الكلاَبي قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: يا ضحاك ما طعامك قال: قلت: اللحم واللبن قال: ثم يصير إلى ماذا قال قلت: إلى ما علمت قال: فإن الله عز وجل جعل ما يخرج من ابن آدم مثلاً للدنيا (5653). ... عن ثوبان فى حديث طويل فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "يا ثوبان إني لاَ أريد أن يأكل أهلي طيباتهم فى حياتهم الدنيا" (5659). ... عن ابن عباس رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "ليس المؤمن من يشبع وجاره جائع إلى جنبه" (5660). ... عن جعدة الجشمي قال: رأيت النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يشير بيده إلى بطن رجل سمين ويقول: لو كان هذا فى غير هذا لكان خيراً لك (5666). ... وفى الأثر إن الله يبغض أهل البيت اللحميين".

. وعن عبدالله بن الحسن عن أمه عن فاطمة بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شرار أمتي الذين غذو فى النعيم الذين يأكلون الطعام ويلبسون " من أى يتكى على شماله، ويأكل فى غير ماله ... !! (5669). ... محمد بن عمار المؤذن مؤذن مسجد المدينة أخبرني صالح مولى التوأمة قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "ليؤتين يوم القيامة بالعظيم الطويل الأكول الشروب فلاَ يزن عند الله عز وجل جناح بعوضة اقرأوا إن شئتم: (فلاَ تقيم لهم يوم القيامة وزناً) (5670). ... يشير بذلك إلى قوله تعالى (إذ هبتم طيباتكم فى حياتكم الدنيا واستمتعتم بها).

. عن عكرمة بن خالد أن حفصة وابن مطيع وعبدالله بن عمر كلموا عمر بن الخطاب فقالوا: لو أكلت طعاماً طيباً كان أقوى لك على الحق قال: أكلكم على هذا الرأى قالوا: نعم قال: قد علمت أنه ليس منكم إلاَ ناصح ولكني تركت صاحبي يعني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر على جادة فإن تركت جادتهما لم أدركهما فى المنزل قال: وأصاب الناس سنة فما أكل عامئذ سمناً ولاَ سميناً حتى أحيي الناس وقد روينا فى هذا المعنى أخباراً عن عمر في كتاب الفضائل وروينا عن ابن عمر أنه اشترى من اللحم المهزول وحمل عليه سميناً فرفع عمر يده وقال: والله ما اجتمعتا عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ط إلاَ أكل أحدهما وتصدق بالآخر فقال ابن عمر: اطعم يا أمير المؤمنين فو الله لاَ يجتمعان عندي أبداً إلاَ فعلت ذلك. (5675).

. عن علي رضي الله عنه أنه أتي بفالوذج فأبي أن يأكل منه وقال: شيء لم يأكل منه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ أحب أن آكل منه (5680). ... عن على بن أبى طالب أنه قال لعمر يا أمير المؤمنين إن سرك أن تلحق بصاحبيك فأقصر الأمل وكل دون الشبع وأقصر الإزار وارقع القميص واخصف النعل تلحق بهما" شعب 5681. ... عن هشام بن حسان عن الحسن قال: (قيل ليوسف عليه السلاَم: تجوع وخزائن الأرض بيدك، قال: إني أخاف أن أشبع فأنسى الجياع. رَمَضَانِيَّاتْ: قَالَ أَحَد الزهادْ: مَثَلُ البَطنِ مَثَلُ المزهَر ــ وَهُو العُود ــ حُسْنُ صَوتِهِ إِنمَا لخفتهِ ورقته؛ لأَنَّهُ أجوف غير ممتلئ 00!! ... (الإِحْيَاءُ الطَبْعَة الأُولَى لِدَارِ الوَثَائِقْ بَابُ فَضِيلَةِ الجُوعْ ــ 964) رَمَضَانِيَّاتْ:

وَعَنِ المقدامِ بن معدِ يكرب رضى قالْ: " سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ ما ملأ آدميٌّ وعاءً شراً من بطنه، بحسب ابنِ آدَمَ أُكُلاَتٌ يُقِمْنَ صُلبَه، فإن كان لاَ محالةَ فثلث لطعامِهِ وثلث لشرابِهِ وثلث لِنَفَسِه " 00!! (صَحَّحَهُ الأَلبَانِيُّ تَحْتَ رَقم: 5674) رَمَضَانِيَّاتْ:

آيةُ الصِّيام (*) ويقولُ رسول الله (ص) " إذا جاءَ رمضانْ: فتِّحت أبوابُ الجنَّة، وغُلقتْ أبوابُ النَّارْ، وصُفِّدتِ الشَّياطين " 00 متفقٌ عليه (*) وعنِ أُمِّ المُؤمنين السَّيّدة عائشةَ (رضى اللهُ عنها) أنَّ رسولَ الله (ص) كانَ إذا جاءَ رمضانْ: أحيى الليْلَ، وأيقظَ أهلَهْ، وشدَّ المئزرْ 00 متفقٌ عليه (*) وعنهُ (ص) أنَّهُ قال: " منْ صامَ رَمَضانَ إيماناً واحتساباً غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ منْ ذنْبهِ وما تأخَّر" متَّفقٌ عليه (*) ويكفي عنْ بركَةِ رمضانَ أنَّ فيهِ ليْلةٌ خيْرٌ من ألفِ شهر (*) تظلُّ طُوالَ النَّهارْ: تحملُ همَّ الإفطارْ، وما أنْ يُؤَذِّنَ المغْرِبُ حتَّى يأتيَكَ من حيْثُ لاَ تدْري (*) رمضانُ أهلاً مرحباً رمضانُ (*) الذِّكْرُ فيكَ يطيبُ والقُرآنُ بالنُّورِ جئتَ وبالسُّرورِ ولمْ يزلْ (*) لكَ في نُفُوسِ الصَّالحينَ مكانُ

ولكنْ منَ الظّواهرِالمُؤسفةِ انّك تجدْ بعض النَّاس طُوالْ شهرِ رمضان: داخلَ المسجدْ يقرأ القُرآن، وبعد رمضان يتحوَّل إلى شيْطان، وكأنّ ربّ رجبْ وشَعْبان مش هو ربّ رمضان (*) حديث المُفلس (*) فدينُكم يا مُسلِمون دينُ عاداتْ قبل أنْ يكونَ دينُ عباداتْ (*) " رُبَّ قائمٍ ليسَ لهُ من قيامِهِ إلاَ السَّهَرْ، ورُبَّ صائمٍ ليس لهُ من صِيَامِهِ إلاَ الجُوعُ والعَطشْ 00 الطَّبَرانيّ (*) وعنهُ (ص) أنَّهُ قال " منْ لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ والعَمَلَ بِهِ فليسَ للهِ حاجةٌ في أنْ يَدَعَ طعامَهُ وشَرابَه " 00 البُخاريّ (*) وعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِىَ الله عنه في الحديثِ القُدُسيّ عنْ ربِّ العِزَّةِ (سُبْحانَهُ وتَعَالى) أَنَّهُ قالاَ: كلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلاَ الصّوْم 00 فإنَّهُ لي، وأنا أجْزي بِه، والصِّيَامُ جُنَّة؛ فإذا كانَ يومَ صوْمِ أحَدِكم فلاَ يرفُث، ولاَ

يَصخَبْ (يعني لاَ يفسُقْ) فإنْ سابَّهُ أحَدْ، أو شاتَمَهُ أحَدْ: فليقُل إنِّي صائمْ " (*) ومنَ المُؤسِفِ أنَّ بَعْضَ المُسلِمين يُخطِئُ فَهْمَ هذا الحَدِيثِ ويَظَلُّ يَشْتُمُ جارَهُ طُوَالَ نَهَارِ رَمَضَانَ وبَعْدَما يَشْبَعُ منَ الشَّتَائمْ: يقولُ اللهمَّ إنِّي صائمْ 00!! (*) ومنَ العاداتِ السَّيِّئةِ التي يَقَعُ فيها أكْثَرُ الصَّائمين الإسْرافُ في تَنَاولِ الطّعامِ والشَّرابْ، وما مَلأَ ابْنُ آدَمَ وعاءَاً شَرَّاً من بَطْنِه (*) فَمَن أكل كثيرا شربَ كثيراً، ومنْ شربَ كثيراً نامَ كثيراً ولذلك 00 قِصَّة إبْليس مَعَ يَحْيَى بن زَكَرِيَّا (*) صلاَة التَّراويحْ التي يُضَيِّعُهَا الكثيرْ؛ من أجْلِ الفَوازيرْ، ومن أجل السَّهَرِ أمامَ التِّليفزيون، وإنَّا لله وإنَّأ إليهِ راجعون 00 سَهَرُ العيون لغيرِ وجهك باطلٌ (*) (*) (*) وبُكاؤهُنَّ بغيرِ بابك باطلُ

وكما ينْصحك الأطبّاء انّك تتمشَّى بعد ما تتعشَّى لتيسير عمليّة الهضم فصلاَة التَّراويح تقوم بهذا الغَرَض بما فيها من قيامٍ وقُعُودْ، وركوعٍ وسُجودْ (*) مقاطعة التِّليفزيون ربّنا لمّا حرّم الخمْر 000 مرَّة واحدة

(*) ومنَ الظّوَاهِرِ السَّيِّئَةِ البَلبَلَةِ التي تحدث كلّ عامٍ في رُؤيَةِ هِلاَلِ رَمَضَان 00 السُّعُوديَّة (*) حديث معاوية (*) صومواْ لِرُؤيَتِه و000 فإن غُمِّىَ عَلَيْكُمْ (30) يوْماً (م 0 ع) (*) لاَ يَتَقَدَّمَنَّ أحَدُكُم رَمَضَانَ بصَوْمِ يَوْمٍ أوْ يَوْمَيْن، إلاَ أنْ يكونَ رجُلاً يصُومُ صَوْمَهُ المُعتادْ: فوافقَ صوْمَهُ ذلك اليَوْم فليَصُمْه " (*) وعن عمّار بن ياسرٍ في الحديثِ الذي رَواهُ أبو داوودَ والتّرمذيُّ وقال حديثٌ حَسَنٌ صحيح يقولُ رسولُ الله (ص): " مَنْ صامَ اليَوْم الذي يُشَكّ فيه فقد عصا رسول الله" (*) ومنَ العاداتِ 000 تأخيرُ الفِطر (*) " لاَ يَزالُ النَّاسُ بخَيْرٍ ما عجَّلوا الفِطر" متّفَقٌ عليه (*) وقال (عزّ وجلّ) في الحديثٍ قُدُسيّ الذي رواهُ التّرمذيّ " أحبّ عبادي إليَّ أعجلُهُم فطرا (*) ومنَ الـ 000 البُخل في أيّ شهر إلاَ هذا الشّهر

الكريم تعالَ بنا لنرى الحبيبَ المُصطَفى وكيفَ كانت أخلاَقُهُ في هذا الشّهر الكريم: يقولُ ابنُ عبَّاسْ ـــ حبْر الأُمّةِ وخيْر النَّاسْ ـــ كانَ رسولُ الله أجودَ النّاس، وكانَ أجودَ ما يكونُ في رمضان " (*) وكلّ هذا أمرْ، والفِطرُ في رَمَضَانَ أدْهى وأمرْ؛ يقولُ رسولُ الله (ص) قَوَاعدُ وعُرى الإسلاَم ثلاَث، من ضيَّعَ واحدةً منها حلاَلُ الدَّم: شهادةُ أن لاَ إله إلاَ الله، وإقامُ الصّلاَة 00 التي ضيّعَها كثيرٌ من المُسلمين، والثالثة صيامُ رَمَضَآن (*) ويقول رسولُ الله (ص) في حديثٍ آخَرْ: من أفطَرَ يوماً من رَمَضانَ من غيرِ عُذرٍ لاَ يُعَوِّضه صيامُ الدّهرِ كلّه وإنْ صامه (*)

يقولُ رسُولُ اللهِ (ص) الصِّيَامُ والقُرآنُ يَشفَعَانِ للعَبْدِ يوْمَ القيامَة: فيقولُ القُرآنُ أيْ ربّ: مَنَعْتُهُ النّوْمَ (يعني كانْ بيقيمْ بى الليْلَ) فشفّعْني فيه، ويَقولُ الصِّيَامُ أيْ ربّ: مَنَعْتُهُ الطّعَامَ والشَّرابَ فَشَفّعْني فيه، ولاَ يَبْرَحَانِ حتّى يأخُذاِ بيَديْهِ إلى الجَنَّة (*) " ده حتّى يا أخي الله تعالى يُبَاهي ملاَئكته بالشَّابِّ الصَّائمِ ويقولُ لهُ أيُّهَا الشَّابّ التَّاركُ شَهوَتَهُ من أجلي: أنتَ عنْدي كبَعْضِ ملاَئكتي، وعِزَّتي وجلاَلي لأُشبِعَنَّكَ في الآخِرَةِ ممَّا حَرَمتَ منهُ نَفسَكَ في الدُّنيا (*) فاتَّقواْ اللهَ عبادَ اللهِ وكونواْ عنْدَ حُسنِ ظنِّ ربِّكم بِكم (*) وليُصلِحْ كُلّ واحدٍ منكم من نفسه، وها هىَ الفُرصَةُ قدْ سَنَحَتْ ويقفُ الآنَ على البابِ ضيْفٌ عزيزٌ علينَا ننْتظرهُ من العامِ للعَام (*) فمنْ كانَ واقِعاً

في شيئٍ منَ المَعَاصي فليغتنمْ هذا الشّهرَ الكريمْ، وليُبَادرْ بالتّوْبةِ قبلَ فَوَاتِ الأوان، وما أجمَلَ التَّوْبَةَ في رَمَضَان (*) اللهمَّ ارزُقنَا التّوْبَةَ في رَمَضَان0 (*) (*) (*) (*) (*) (*) (*) (*) (*) (*) (*) (*) (*) الشَّيْطان يجري في ابن آدمَ مجرى الدَّمِ في العُروقْ رَمَضَانَ

فدينُكم يا مُسلِمون دينُ عاداتْ قبل أنْ يكونَ دينُ (*) " رُبَّ قائمٍ ليسَ لهُ من قيامِهِ إلاَ السَّهَرْ، ورُبَّ صائمٍ ليس لهُ من صِيَامِهِ إلاَ الجُوعُ والعَطشْ 00 الطَّبَرانيّ (*) وعنهُ (ص) أنَّهُ قال " منْ لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ والعَمَلَ بِهِ فليسَ للهِ حاجةٌ في أنْ يَدَعَ طعامَهُ وشَرابَه " 00 البُخاريّ (*) وعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِىَ الله عنه في الحديثِ القُدُسيّ عنْ ربِّ العِزَّةِ (سُبْحانَهُ وتَعَالى) أَنَّهُ قالاَ: كلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلاَ الصّوْم 00 فإنَّهُ لي، وأنا أجْزي بِه، والصِّيَامُ جُنَّة؛ فإذا كانَ يومَ صوْمِ أحَدِكم فلاَ يرفُث، ولاَ يَصخَبْ (يعني لاَ يفسُقْ) فإنْ سابَّهُ أحَدْ، أو شاتَمَهُ أحَدْ: فليقُل إنِّي صائمْ " (*) ومنَ المُؤسِفِ أنَّ بَعْضَ المُسلِمين يُخطِئُ فَهْمَ هذا الحَدِيثِ ويَظَلُّ يَشْتُمُ جارَهُ طُوَالَ نَهَارِ

رَمَضَانَ وبَعْدَما يَشْبَعُ منَ الشَّتَائمْ: يقولُ اللهمَّ إنِّي صائمْ 00!! (*) ومنَ العاداتِ السَّيِّئةِ التي يَقَعُ فيها أكْثَرُ الصَّائمين الإسْرافُ في تَنَاولِ الطّعامِ والشَّرابْ، وما مَلأَ ابْنُ آدَمَ وعاءَاً شَرَّاً من بَطْنِه (*) قِصَّة إبْليس مَعَ يَحْيَى بن زَكَرِيَّا (*)

آيةُ الصِّيام (*) ويقولُ رسول الله (ص) " إذا جاءَ رمضانْ: فتِّحت أبوابُ الجنَّة، وغُلقتْ أبوابُ النَّارْ، وصُفِّدتِ الشَّياطين " 00 مُتفقٌ عليه (*) وعنِ أُمِّ المُؤمنين السَّيّدة عائشةَ (رضى اللهُ عنها) أنَّ رسولَ الله (ص) كانَ إذا جاءَ رمضانْ: أحيى الليْلَ، وأيقظَ أهلَهْ، وشدَّ المئزرْ 00 متفقٌ عليه (*) وعنهُ (ص) أنَّهُ قال: " منْ صامَ رَمَضانَ إيماناً واحتساباً غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ منْ ذنْبهِ وما تأخَّر" وتَّفقٌ عليه (*) ويكفي عنْ بركَةِ رمضانَ أنَّ فيهِ ليْلةٌ خيْرٌ من ألفِ شهر (*) تظلُّ طُوالَ النَّهارْ: تحملُ همَّ الإفطارْ، وما أنْ يُؤَذِّنَ المغْرِبُ حتَّى يأتيَكَ من حيْثُ لاَ تدْري (*) رمضانُ أهلاً مرحباً رمضانُ (*) الذِّكْرُ فيكَ يطيبُ والقُرآنُ بالنُّورِ جئتَ وبالسُّرورِ ولمْ يزلْ (*) لكَ في نُفُوسِ الصَّالحينَ مكانُ

ولكنْ منَ الظّواهرِ المُؤسفةِ انّك تجدْ بعض النَّاس طُوالْ شهرِ رمضان داخلَ المسجدْ يقرأ القُرآن، وبعد رمضان يتحوَّل إلى شيْطان، وكأنّ ربّ رجبْ وشَعْبان مش هو ربّ رمضان (*) حديث المُفلس (*) فدينُكم يا مُسلِمون دينُ عاداتْ قبل أنْ يكونَ دينُ (*) " رُبَّ قائمٍ ليسَ لهُ من قيامِهِ إلاَ السَّهَرْ، ورُبَّ صائمٍ ليس لهُ من صِيَامِهِ إلاَ الجُوعُ والعَطشْ 00 الطَّبَرانيّ (*) وعنهُ (ص) أنَّهُ قال " منْ لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ والعَمَلَ بِهِ فليسَ للهِ حاجةٌ في أنْ يَدَعَ طعامَهُ وشَرابَه " 00 البُخاريّ (*) وعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِىَ الله عنه في الحديثِ القُدُسيّ عنْ ربِّ العِزَّةِ (سُبْحانَهُ وتَعَالى) أَنَّهُ قالاَ: كلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلاَ الصّوْم 00 فإنَّهُ لي، وأنا أجْزي بِه، والصِّيَامُ جُنَّة؛ فإذا كانَ يومَ صوْمِ أحَدِكم فلاَ يرفُث، ولاَ يَصخَبْ (

يعني لاَ يفسُقْ) فإنْ سابَّهُ أحَدْ، أو شاتَمَهُ أحَدْ: فليقُل إنِّي صائمْ " (*) ومنَ المُؤسِفِ أنَّ بَعْضَ المُسلِمين يُخطِئُ فَهْمَ هذا الحَدِيثِ ويَظَلُّ يَشْتُمُ جارَهُ طُوَالَ نَهَارِ رَمَضَانَ وبَعْدَما يَشْبَعُ منَ الشَّتَائمْ: يقولُ اللهمَّ إنِّي صائمْ 00!! (*) ومنَ العاداتِ السَّيِّئةِ التي يَقَعُ فيها أكْثَرُ الصَّائمين الإسْرافُ في تَنَاولِ الطّعامِ والشَّرابْ، وما مَلأَ ابْنُ آدَمَ وعاءَاً شَرَّاً من بَطْنِه (*) قِصَّة إبْليس مَعَ يَحْيَى بن زَكَرِيَّا (*) رَمَضَانِيَّاتْ: " إنَّ الشَّيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم فضيقوا مجاريه بالجوع والعطش " 00!! (أخرجه بن أبي الدنيا) وفى الخبرْ: " إِنَّ الأَكلَ عَلَى الشِّبَعَ يورِث البرَصْ " 00!! وقال صلي: " المؤمن يأكل فِي مِعَىً وَاحِدٍ وَالمُنَافق يأكل فِي سَبْعَةِ أَمْعَاء " 00!! (متفق عليه)

أَيْ يأكلُ سَبْعَةَ أَضعَافِ مَا يَأكُلُ المُؤمِن 0 وَرُوِيَ أَنَّ رَجُلاً تجَشَّأَ فِي مجْلِسِ النَّبيِّ صلي فقال لهُ: " أقصِرْ مِنْ جُشَائِكَ فَإِنَّ أَطوَلَ الناسِ جُوعَاً يَوْمَ القِيَامَةِ أَكثرُهُمْ شِبْعَاً فِي الدُّنيَا " 00!! (أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَةَ وَالبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ وَحَسَّنَهُ التِّرْمِذِيّ) وَانظُرْ رِسَالَةَ الرِّضَا بِالقَضَاءِ وَالقَدَرْ ــ الجُزْءُ الأَوَّلْ ــ بَابُ فَضْلِ الجُوعِ يَوْمَ القِيَامَة 0 وَانظُرْ رِسَالَةَ الرِّضَا بِالقَضَاءِ وَالقَدَرْ ــ الجُزْءُ الأَوَّلْ ــ بَابُ فَضْلِ الجُوعِ يَوْمَ القِيَامَة 0 وَانظُرْ رِسَالَةَ الرِّضَا بِالقَضَاءِ وَالقَدَرْ ــ الجُزْءُ الأَوَّلْ ــ بَابُ فَضْلِ الجُوعِ يَوْمَ القِيَامَة 0 وَانظُرْ رِسَالَةَ الرِّضَا بِالقَضَاءِ وَالقَدَرْ ــ الجُزْءُ الأَوَّلْ ــ بَابُ فَضْلِ الجُوعِ يَوْمَ القِيَامَة 0

زهديات

زُهْدِيَّات: زُهْد: الزُّهْد: (5619 ـ 5623) جـ (3) الزهد: (8541 ـ 8601) 0جـ (3) البذاذة والتقشف: (8486) جـ (3) طول الأمل ـ بِالزُّهْد (7553 ـ 7575) جـ (3) الزهد وَفوائدُه وَزُهْدُهُ صلي (6054 ـ 6331) جـ (3) الاَكمال حب الجاه (7430 ـ 7431) جـ (3) الزهد: من (113 ـ 118) (جـ: 3) العقد زهده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (18597 ـ 18617) جـ (7) الزهد زهده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ص166 (شُعَبُ الإِيمَانِ لِلبَيْهَقِيّ ـ جـ: 2) الزهد العقد (81 ـ 125) (العِقدُ الفَرِيدْ ـ جـ: 3) الزهد (149 ـ 152) (العِقدُ الفَرِيدْ ـ جـ: 3) الزهد: جـ4 ص380 (شُعَبُ الإِيمَانِ لِلبَيْهَقِيّ ـ جـ: 4) الزهد: (عدم ترك الزواج ـ وانظر فقه السنة)

عَن عَائِشَةَ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) عَنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " الدُّنيَا دَارُ مَنْ لاَ دَارَ لَه، وَمَالُ مَنْ لاَ مَالَ لَه، وَلهَا يجْمَعُ مَنْ لاَ عَقْلَ لَه " 00!! (صَحَّحَهُ الهَيْثَمِيُّ؟ وَالعَلاَمَة أَحْمَد شَاكر بالمُسْنَد: 24300 /الشُّعَب: 10638)

بِالزُّهْد ـ بَيَان ذَمِّ الدّنيَا أَوْ: بِفِتنَةِ المَالْ: وأخرج البيهقي وابن المنذر والحاكم عن أبي عمران الجوني قال: مر عمر رضي الله عنه براهب فوق ونودي بالراهب قيل له: هذا أمير المؤمنين، فاطلع فإِذَا انسان به من الضر والاَجتهاد وترك الدنيا؛ فلما رآه عمر بكي، فقيل له: انه نصراني، فقال عمر: قد علمت، ولكني رحمته، ذكرت قول الله عز وجل: (عاملة ناصبة * تصلي نارا حامية) (وَنَاصِبَةٌ أَيْ مُتعَبَة 0 الغاشية: 3، 4) رحمت نصبه واجتهاده وهو في النار 0 كذا ي كنز الهمال (1/ 175) 0

وَعَنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) أَنَّهُ قَالْ: " مِسْكِينٌ ابْنُ آدَمْ؛ رَضِيَ بِدَارٍ حَلاَلهَا حِسَابْ، وَحَرَامُهَا عَذَابْ: إِن أَخَذَهُ مِن حِلِّهِ حُوسِبَ بِه، وَإِن أَخَذَهُ مِن حَرَامٍ عُذِّبَ بِه، يَسْتَقِلُّ مَالَهُ وَلاَ يَسْتَقِلُّ عَمَلَه، يَفْرَحُ بمُصِيبَتِةِ فِي دِينِهِ وَيجْزَعُ مِنْ مُصِيبَتِهِ فِي دُنيَاه " 00!! (مَكَاشَفَةُ القُلُوبْ طَبْعَةِ الإِرْشَادْ 0 دَارُ البَيَان: 104 ـ 105) وعنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال "إذا أحب الله عبد أحماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمى سقيمه الماء" .. !! (رواه البيهقى والحاكم ـ الكنز / 16597) بِالزُّهْد ـ بَيَان ذَمِّ الدّنيَا أَوْ: بِفِتنَةِ المَالْ: وأخرج أيضا عن أبي وائل قال: سمع عبد الله رجلاَ يقول: أين الزاهدون في الدنيا الراغبون في الآخرة 00؟

فقال عبد الله: أولئك أصحاب الجابية ـ اشترطَ خمس مائة من المسلمين أن لاَ يرجعواْ حتي يقتلوا، فحلقوا رؤسهم ولقوا العدو فقتلوا إِلاَّ مخبرٌ عنهم " 00!! (كذا في حلية الأولياء: 1/ 135 ـ حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 40/ 1) بِالزُّهْد ـ بَيَان ذَمِّ الدّنيَا أَوْ: بِفِتنَةِ المَالْ: وَمَنْ يحْمَدِ الدًّنيَا لِشَيْءٍ يَسُرُّهُ فَسَوْفَ لَعَمْرِي عَنْ قَلِيلٍ يَلُومُهَا إِذَا أَدْبَرَتْ كَانَتْ عَلَى المَرْءِ حَسْرَةً وَإِن أَدْبَرَتْ كَانَتْ كَثِيرَاً هُمُومُهَا بِالزُّهْد ـ بَيَان ذَمِّ الدّنيَا أَوْ: بِفِتنَةِ المَالْ: فالدنيَا كَالمَاء الملح الذِي لاَ يَزْدَاد شَاربه شرْبَاً إلاَ ازْدَاد عَطَشَاً 00!!

وَهيَ كَالعَظم الذِي يصِيبه الكَلب فَيَجد فيه ريح اللحمِ فَلاَ يَزال يَطلبُهُ فِيهِ؛ حَتي يَسِيلَ الدَّمُ مِنْ فِيهِ 00!! وَكَالحدَأَة التي تَظفَر بقطعَة اللحمِ فَيَجتَمعُ عَليهَا الطيرُ فَلاَ تَزَال تَدور وَتَدُورُ حَتي تَعيَا وَتَتعَبَ فَتُلقِيَ مَا مَعَهَا 00!! وَكَالكوز من العَسَل الذِي فِي أسفَله السمُّ الذِي تُذَاق منه حَلاَوَةٌ عَاجلَةٌ وَفِي قَعْرِهِ الموْتُ الذعافْ 00!! وَكَأَحلاَم النائم التي يَفرَح بهَا الإنسَان فِي نَومهِ فإذَا استَيقَظ ذَهَبَ الفَرَحْ 00!! بِالزُّهْد ـ بَيَان ذَمِّ الدّنيَا أَوْ: بِفِتنَةِ المَالْ:

وَاعْلمُواْ أَنَّ مَنْ تَعَجَّلَ عَلَى نَصيبه فِي الدُّنيَا أُوتِيَ نَصِيبَهُ فِيهَا وَليسَ لَه في الآخرَة من نَصيبْ، وَمَا عند الله خَير وأبقى، ودائما يجعل الله الدنيا للمتكبرين والآخرةُ يجْعَلُهَا للذين لاَ يرِيدون علوَّاً في الأَرض ولاَ فَسَادا، (بسم الله الرحمن الرحيم) {أَفَمَنْ وَعَدنَاهُ وَعدَاً حَسَنَاً فَهوَ لاَقيهِ كَمَنْ مَتعنَاهُ مَتَاعَ الحيَاة الدّنيَا ثُمَّ هُوَ يَومَ القيَامةِ مِنَ المحضَرِين} (صدق الله العظيم) (القَصَصْ: 61) بِالزُّهْد ـ بَيَان ذَمِّ الدّنيَا أَوْ: بِفِتنَةِ المَالْ:

وَعَنهْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالْ: " الدُّنيَا دَار مَن لاَ دَارَ لَه، وَمَالُ مَنْ لاَ مَالَ لَه، وَلها يجمَع مَنْ لاَ عَقلَ لَه، وَعَلَيْهَا يُعَادِي مَنْ لاَ عِلمَ لَه، وَعَلَيْهَا يحْسُدُ مَنْ لاَ فِقهَ لَه، وَلهَا يَسْعَى مَنْ لاَ يَقِينَ لَه " 00!! (أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي الدُّنيَا وَأَحْمَدُ عَن عَائِشَة، قَالَ الحَافِظُ العِرَاقِي إِسْنَادُهُ جَيِّد 0 الإِحْيَاء طَبْعَة دَارِ الوَثَائِقِ الأُولَى: 1100) بِالزُّهْد ـ بَيَان ذَمِّ الدّنيَا أَوْ: بِفِتنَةِ المَالْ:

وَلاَ تَنْسَ يَوْمَاً يَا أَخِي أَنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ البَقَاءْ، وَأَنَّ الدُّنيَا دَارُ شَقَاءْ، وَلاَ تَنْتَظِرْ مِنهَا غَيرَ ذَلِك؛ أَلمْ تَسْمَعْ قَوْلَهُ (سُبْحَانَهُ وَتَعَالى): (*) (فَقُلنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلاَ يخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الجَنَّةِ فَتَشْقَى (*) إِنَّ لَكَ أَنْ لاَ تجُوعَ فِيهَا وَلاَ تَعْرَى) (*) (طَهَ ـ 117) وَعَنهُ صلي أَنَّهُ قَالْ: " إِنَّ اللهَ لَيَحْمِي عَبْدَهُ المُؤمِنَ مِنَ الدُّنيَا كَمَا يحْمِي أَحَدُكُمْ مَرِيضَه " 00!! 00!! (الإِحْيَاء طَبْعَة دَارِ الوَثَائِقْ ـ الأُولَى ـ صـ: 1475) بِالزُّهْد ـ بَيَان ذَمِّ الدّنيَا أَوْ: بِفِتنَةِ المَالْ:

وَعَن خَالد بن عمَرَ العَدَويِّ قَالْ: " خَطَبَنَا عتبَةُ بنُ غزوَانَ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) ـ وَكَان أَميرَاً على البصرة ـ فحمد الله وأثني عَلَيهِ ثم قَالَ أَما بَعد: فَإن الدنيَا قَد آذَنَتْ بِصِرَمْ ـ أَي أَشْرَفَتْ عَلَى قَطِيعَةٍ ـ وولت حذاءً ـ أَيْ وَلَّتْ وَشِيكَاً ـ ولم يبق منها إلاَ صُبَابَةً كَصُبَابَةِ الإِنَاءِ يَتَصَابُّهَا صاحبها، وَإنكم متَنقلونَ منهَا إلى دَار لاَ زوال لها، فانتقلوا بخير ما بحَضْرَتِكُمْ؛ فَإنه قَد ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الحَجَر يُلقَى مِنْ شَفيرِ جَهَنَّمَ فَيَهوي فيهَا سَبعينَ عاماً لاَ يدرك لها قعراً وَوَالله لتُمْلأَنَّ وَلَقَد ذكرَ لَنَا أَنَ مَا بَينَ مصرَاعَينِ مِنْ مَصَارَيعِ الجنةِ مَسِيرَةَ أَربَعينَ عَامَاً وليأتينَّ عليه يومٌ وهو كظيظ من الزحامْ، وَلقَد رَأَيتني سَابعَ سَبعَة مَعَ رَسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ) مَا لنَا طعَامٌ إلاَ وَرَقُ الشَّجَرْ؛ حَتي قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا فالتقطتُ بُرْدَةً فَشَقَقتُها بَيني وَبَين سَعدِ بن مَالكٍ فَاتزَرت بنصفِها وَاتزَرَ سَعد بِنِصفِهَا، فَمَا أَصبَحَ اليَومَ منَا أَحَدٌ إلاَ أَصبَحَ أَميرَاً عَلَى مصر منَ الأَمصَار، وَإني أَعوذ بالله أَن أَكونَ فِي نَفْسِي عَظِيمَاً وَعندَ الله صَغيرَاً 00!! (مُسْلِمٌ: الزُّهد: 2967) بِالزُّهْد ـ بَيَان ذَمِّ الدّنيَا أَوْ: بِفِتنَةِ المَالْ: وَقَالَ تَعَالى: (*) (مَنْ كَانَ يُريدُ العَاجلَة عَجَّلنَا لَه فيهَا مَا نَشَاءُ لمَنْ نُريدُ ثمَ جَعَلنَا لَهُ جَهَّنَمَ يَصْلاَهَا مَذْمُومَاً مَدْحُورَاً) (*) (الإسراء: 18) بِالزُّهْد ـ بَيَان ذَمِّ الدّنيَا أَوْ: بِفِتنَةِ المَالْ:

وعن سهل بن سَعد السَاعِدِيِّ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) قالْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضةٍ، ما سقى كافراً منها شربة ماء "!! (صَحَّحَهُ الأَلبَانِيُّ تَحْتَ رَقم: 943) وَعَن أَبي هرَيرَة (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) قَالْ: " سَمعت رَسولَ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ أَلاَ إِن الدنيَا مَلعُونَةٌ مَلعُونٌ مَا فِيهَا إِلاَّ ذِكر الله تعالى " 00!! (صَحَّحَهُ الأَلبَانِيُّ تَحْتَ رَقم: 3414) بِفِتنَةِ المَالْ:

وَعَن أَحَدِ الصَّحَابَةِ (رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ) قالْ: " أتيت النبيَّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَهوَ يقرأُ (*) (أَلهَاكُمُ التَّكَاثُر) (*) فَقَالْ: يقولُ ابنُ آدَمَ مَالي مَالي، وَهَل لَكَ يَا ابنَ آدَمَ من مَالكَ إلاَ مَا أَكلتَ فَأَفنَيتَ أَو لبستَ فَأَبلَيتْ، أَو تَصَدقتَ فَأَمضَيتْ "00!!؟ (أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ بِكِتَابِ الزُّهْدِ تَحْتَ رَقمْ: 2958 ـ عَبْدِ البَاقِي) وعن عبد الله بن مسعودٍ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) قالْ: نام رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) على حصير فقام وقد أثر فِي جنبه؛ فَقلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاءً فقالْ: " ما لي وللدنيا 00!؟ ما أنا فِي الدنيا إلاَ كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها " 00!! (صَحَّحَهُ الأَلبَانِيُّ تَحْتَ رَقم: 5668) بِالزُّهْد ـ بَيَان ذَمِّ الدّنيَا أَوْ: بِفِتنَةِ المَالْ:

وَعَن عَمْرِو بْنِ عوفِ الأنصاريِّ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) أن رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) بَعَثَ أَبَا عبَيدَةَ بن الجَرَّاحِ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) إلى أَرْضِ البحرين يأتي بجزيتها فقدم بمالٍ كَثِيرْ؛ فَسَمعَتْ الأنصارُ بقدوم أبِي عبيدةَ فوافواْ رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فِي صلاَة الفجر، فَلمَّا صلى (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) انصرفَ فتعرَّضوا له؛ فَتَبَسَّمَ رَسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) حين رآهمْ ثم قالْ: " أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشَيْءٍ منَ البحرين " 00!؟

قَالواْ أَجَلْ يَا رَسُولَ الله، فقالَ أبشرواْ وَأَمِّلواْ مَا يَسُركُمْ، فوالله ما الفقرَ أخشى عليكمْ، ولكني أخشى أنْ تبسط الدُّنيَا عَلَيْكمْ كما بسطتْ على منْ كان قبلكمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، فَتُهلكَكُم كما أهلكتهم " 00!! (أَخْرَجَهُ البخاريُّ تَحْتَ رَقمْ: 3158 ـ فَتح 0 وَمُسْلِمٌ تَحْتَ رَقمْ: 2961 ـ بِكِتَابِ الزَّكَاةِ ـ عَبْدِ البَاقِي) وفى روايةٍ أَنَّهُ قالَ لهمْ: " ومن استغني أحبُّ إلينا ممَّنْ سَأَلَنَا " 00!! وَعَن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) قالْ: " جلس رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) على المنبرِ وجلسنا حولهُ فقالَ إِنَّ ممَّا أَخَافُ عَلَيكم من بَعدى مَا يفتَح عَلَيكم من زَهرَة الدنيَا وَزينَتهَا " 00!!

(أَخْرَجَهُ البخاريُّ تَحْتَ رَقمْ: 1465 ـ فَتح 0 وَمُسْلِمٌ بِكِتَابِ الزَّكَاةِ تَحْتَ رَقمْ: 1052 ـ عَبْدِ البَاقِي) وَعَن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) أَيْضَاً أن رَسُولَ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قالْ: " إِنَّ الدنيَا حلوَة خَضرَة، وَإنَّ اللهَ تَعَالى مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنظرَ كَيْفَ تَعْمَلُون؛ فَاتَّقُواْ الدُّنيَا وَاتَّقُواْ النِّسَاء " 00!! (أَخْرَجَهُ الإِمَامُ مُسٍلِمٌ بِكِتَابِ الرَّقَائِقِ تَحْتَ رَقمْ: 2742 ـ عَبْدِ البَاقِي) وَعَن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) أَيْضَاً أَنَّ رَسُول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالْ: " يُؤتي بأنعم أهل الدنيا ـ من أهل النار يوم القيامة ـ فيُصبغ فِي النار صبغةً ثم يُقالُ يا ابنَ آدمَ هلْ رأيت خيراً قطّ 00!؟ ... هلْ مر بك نعيمٌ قطّ 00!؟

فيقُولُ لاَ والله يا ربّ 00!! وَيُؤتي بأشدِّ الناس بُؤسَاً فِي الدنيَا ـ من أَهل الجَنةِ ـ فيُصبَغَ صَبغَة فِي الجَنةِ فيُقالُ له: يَا ابنَ آدَمَ هَلْ رَأَيتَ بُؤساً قطّ 00!؟ هَل مَر بكَ شدة قَطّ 00!؟ فَيَقُولُ لاَ وَاللهِ مَا مَر بِي بُؤسٌ قطُّ وَلاَ رَأَيتُ شِدَّةً قَطّ " 00!! (مُسٍلِمٌ بِكِتَابِ صِفَةِ القِيَامَةِ رَقمْ: 2807) وَعَن المستَورد بن شَداد (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) الله عَنهُ قَالْ: قالَ رسولُ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): " ما الدنيا فِي الآخرة إلاَ مثل ما يجعلُ أحدكم إِصْبعه فِي اليمِّ فلينظرْ بمَ يرجعْ " 00!؟ (أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ بِكِتَابِ الجَنَّةِ تَحْتَ رَقمْ: 2858 ـ عَبْدِ البَاقِي)

وَعَن جَابر (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) أن رَسولَ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) مَرَّ بالسوق وَالناسُ كَنَفَتَيه ـ أَيْ عَلَى جَانِبَيْه ـ فَمَرَّ بجدْيٍ أَسَكٍّ مَيِّتْ، فتناولهُ ـ وَأَسَكٌّ أَيْ صَغِيرُ الأُذُن، وَهُوَ عَيْبٌ يَبخِسُ مِنْ ثَمَنِهِ إِذَا بِيعْ ـ فأخذ بأذنه ثم قالْ: " أيكم يحبُّ أَنْ يكُونَ هَذَا لَه بِدِرهَمْ 00!؟ قَالواْ مَا نحبُّ أَنَّهُ لَنَا بشَيْءٍ وَمَا نَصنَعُ بِهِ 00!؟ ثمَّ كَرَّرَهَا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لَهُمْ فَقَالَ " أتحِبون أَنَّهُ لكُم " 00!؟ قَالواْ وَالله لَو كَانَ حَياً لَكَانَ عَيبَاً؛ إنه أَسَكٌّ فَكَيفَ وَهوَ مَيِّت 00!!؟ فقالَ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) " فَوَاللهِ للدُّنيَا أَهوَنُ عَلَى الله مِن هَذَا عَلَيكمْ " 00!! (أَخْرَجَهُ مُسٍلِمٌ بِكِتَابِ الزُّهد رَقمْ: 2957)

وَعَن النُّعمَان بن بَشيرٍ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) قَالْ: " ذكر عمر بن الخطابِ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) ما أصاب النَّاسَ من الدُّنيا فقالْ: لقد رأيت رسولَ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يظل اليوم يلتوي ما يجد مِنَ الدَّقَلِ ما يملأ به بطنه " 00!! (وَالدَّقَلُ رَدِيءُ التمر 0 أَخْرَجَهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ بِكِتَابِ الزُّهْد تَحْتَ رَقْمَيْ: 2977، 2978 ـ عَبْدِ البَاقِي) بِالزُّهْد ـ بَيَان ذَمِّ الدّنيَا أَوْ: بِفِتنَةِ المَالْ: وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) عن النَّبيّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قَالْ: " تَعِسَ عَبدُ الدِّينَارِ وَالدِّرهَمِ وَالقَطِيفَةِ وَالخَمِيصَةِ إن أُعْطيَ رَضِيَ وَإن لم يُعْطَ لم يَرضَ " 00!! ... ... ... ... (أَخْرَجَهُ البخاريُّ تَحْتَ رَقمْ: 2887 ـ فَتح)

وَسميَ عَبْدَ الخَميصَةِ والدِّينارِ والدِّرهمِ لأَنَّهُ يَعبُدُ الله مِن أَجلِهِمْ فإن أعطاهُ عَبَدَه، وَإِنِ لَمْ يُعْطِهِ جَحَدَهُ 00!! وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) عن النَّبيّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قَالْ: " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " 00!! (أَخْرَجَهُ مُسٍلِمٌ بِكِتَابِ الزُّهْد تَحْتَ رَقمْ: 2956 ـ عَبْدِ البَاقِي) وعن ابن عمرَ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) قالْ: " أخذ رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) بمنكبيَّ فقالَ كنْ فِي الدنيَا كَأَنَّكَ غَريبٌ أَو عَابر سَبيلْ "00!!

وَكَانَ ابن عمَرَ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) يَقولْ: " إذَا أَمسَيتَ فَلاَ تَنتَظر الصَّباحَ وَإِذَا أَصبَحتَ فَلاَ تَنتَظِرِ المَسَاء، وَخُذ مِن صِحَّتكَ لمَرضكَ وَمن حَيَاتكَ لمَوتكْ " 00!! ... ... ... (أَخْرَجَهُ البخاريُّ تَحْتَ رَقمْ: 6416 ـ فَتح) وَعَن أَبي العَبَّاس سَهل بن سَعدٍ السَّاعديِّ (رَضِيَ اللهُ عَنهُ) قالْ: " جاء رجل إلى النبيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَقَالَ دُلني يَا رسُولَ الله عَلَى عَمَل إذَا عَملته أَحَبني اللهُ وأحبني الناسْ 00؟ فَقَالَ لَهُ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ازْهَدْ فِي الدنيَا يحبكَ اللهُ وَازهَد فيمَا عندَ الناس يحبك الناسْ "00!! (صَحَّحَهُ الأَلبَانِيُّ بِرَقمْ: 944) بِالزُّهْد ـ بَيَان ذَمِّ الدّنيَا: فقد روى أن رسول الله صلي مر على شاة ميتة فقالْ: " أترون هذه الشاةَ هينة على أهلها 00!؟

قالواْ من هوانها ألقوها، قالَ والذي نفسي بيدِهِ للدنيا أهونُ على الله من هذه الشاة على أهلها، ولو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء " 00!! (رواه ابن ماجة والحاكم والترمذيُّ ومسلمٌ بلفظ مختلف) وقال صلي: " الدُّنيَا مَلعُونَةٌ مَلعُونٌ مَا فِيهَا إِلاَّ مَا كَانَ مِنهَا لله " 00!! (أَخْرَجَهُ ابنُ ماجةَ والترمذيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَن) وقال صلي: " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافرْ " 00!! (أَخْرَجَهُ مُسْلم)

وقال رسول الله صلي: " من أحب دنياه أضرَّ بآخرته، ومن أحبَّ أخرته أَضَرَّ بدنياه، فَآثرواْ ما يبقي على ما يفني " 00!! وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بشراب فأتي بماء وعسل، فلما أدناه من فيه بكى حتى أبكى أصحابه وسكتوا وما سكت، ثم عاد وبكى حتى ظنوا أنهم لاَ يقدرون على مسألته قال: ثم مسح عينيه فقالوا: يا خليفة رسول الله ما الذى تدفع عن نفسك؟ قال: "هذه الدنيا مثلت لى فقلت لها: إليك عني، ثم رجعت فقالت: إنك إن أفلت مني لم يفلت مني من بعدك " 00!! (رواه البيهقي والحاكم والبزار وابن أبى الدنيا)

وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله يستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، إن بني إسرائيل لما بسطت لهم الدنيا ومهدت تاهوا فى الحلية والنساء والطيب والثياب" (أخرجه الترمذى وابن ماجة والجزء الأول من الحديث "متفق عليه") وقال عيسى عليه السلاَم: لاَ تتخذوا الدنيا ربا فتتخذكم عبيداً، أكنزوا كنزكم عند من لاَ يضيعه، فإن صاحب كنز الدنيا يخاف عليه الآفة، وصاحب كنز الله لاَ يخاف عليه الآفة وقال عليه أفضل الصلاَة والسلاَم: يا معشر الحواريين إني قد كببت لكم الدنيا على وجهها فلاَ تنعشوها بعدي، فإن من خبث الدنيا أن عصي الله فيها، وإن من خبث الدنيا أن الآخرة لاَ تدرك إلاَ بتركها، ألاَ فاعبروها ولاَ تعمروها، واعلموا أن أصل كل خطيئة حب الدنيا، ورب شهوة ساعة أورثت أهلها حزناً طويلاً وقال أيضاً: بطحت لكم الدنيا وجلستم على ظهرها فلاَ ينازعنكم فيها الملوك

والنساء، فأما الملوك فلاَ تنازعوهم الدنيا؛ فإنهم لن يعرضوا لكم ما تركتموهم ودنياهم، وأما النساء فاتقوهن بالصوم والصلاَة وقال أيضاً: الدنيا طالبة ومطلوبة، فطالب الآخرة تطلبه الدنيا حتى يكتمل فيها رزقه، وطالب الدنيا تطلبه الآخرة حتى يجيئه الموت فيأخذ بعنقه (الإحياء) وقال موسى بن يسار: قال النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إن الله عز وجل لم يخلق خلقاً أبغض إليه من الدنيا، وأنه منذ خلقها لم ينظر إليها" وروى أن سليمان بن داود عليهما السلاَم مر فى موكبه والطير تظله والجن والإنس عن يمينه وشماله قال: لتسبيحه فى صحيفة مؤمن خير مما أعطى ابن داود، فإن ما أعطى ابن داود يذهب والتسبيحة تبقى ويؤيد هذا قول، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ألهاكم التكاثر يقول ابن آدم: مالي مالي، وهل لك من مالك إلاَ ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأبقيت؟ " وقال صَلَّى اللهُ

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الدنيا دار من لاَ دار له، ومال من لاَ مال له، ولها يجمع من الدنيا وألوانها وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دعوا الدنيا لأهلها، من أخذ من الدنيا فوق ما يكفيه أخذ حتفه وهو لاَيشعر" وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يقول ابن آدم: مالي مالي، وهل لك من مالك إلاَ ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضت؟ "

وكتب سلمان الفارسي إلى أبى الدرداء رضى الله عنهما: يا أخي إياك أن تجمع من الدنيا ما لاَ تؤدي شكره، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "يجاء بصاحب الدنيا الذى أطاع الله فيها وماله بين يديه، كلما تكفا به الصراط قال له ماله: امض فقد أديت حق الله في، ثم يجاء بصاحب الدنيا الذى لم يطع الله فيها وماله بين كتفيه، كلما تكفأ به الصراط قال له ماله: ويلك ألاَ أديت حق الله في، فما يزال كذلك حتى يدعو بالويل والثبور" رواه البيهقي قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا مات العبد قالت الملاَئكة: ما قدم؟ وقال الناس: ما خلف؟ " (شعب البيهقي) بالزُّهْد: قال أحد الحكماء لتلاَمذته: إذا علِمْتُمْ أنكم مُنْتَقِلون منْ دارٍ إِلى دارٍ فأيُّ الدارين كنتم سَتُعَمِّرُونَ الجَدِيدَةَ أَمِ القَدِيمَة 00؟

قالوا الدَّارَ الجديدة؛ قال فما بالكم تعمِّرون دارَكُمْ فِي الدنيا وتخربون داركم فِي الآخرة 00!!؟ بالزُّهْد: قال الله تعالى: (*) (إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون) (*) (يونس: 24) وقال تعالى: (*) (واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح وكان الله على كل شَيْء مقتدراً (*) المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخيراً أملاً) (*) (الكهف: 45، 46)

وقال تعالى: (*) (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر فِي الأموال والأولاَد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً وفى الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلاَ متاع الغرور) (*) (الحديد: 20) وقال تعالى: (*) (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الدنيا والله عنده حسن المآبْ) (*) (آلُ عمران: 114) وقال تعالى: (*) (يا أيها الناس إن وعد الله حق فلاَ تغرنكم الحياة الدنيا ولاَ يغرنكم بالله الغرور) (*) (فاطر: 5) وقال تعالى: (*) (ألهاكم التكاثر (*) حتى زرتم المقابر (*) كلاَ سوف تعلمون (*) ثم كلاَ سوف تعلمون (*) كلاَ لو تعلمون علم اليقين) (*) (التكاثر: 1 ـ 5)

وقال تعالى: (*) (وَمَا هَذه الحَيَاة الدنيَا إلاَ لهو وَلَعب وَإن الدارَ الآخرَة لهىيَ الحيوان لو كانوا يعلمون) (*) (العنكبوت: 64) بالزُّهْد: وَكَمَا أَنَّهُ لاَ يَعِيبُ أَهْلَ التَّصَوُّفِ إِلاَّ جَهْلُهُمْ بِالسُّنَّةِ فَإِنَّهُ لاَ يَعِيبُ أَهْلَ السُّنَّةِ إِلاَّ جَهْلُهُمْ بِالتَّصَوُّفْ، مَعَ الوَضْعِ فِي الاَعْتِبَارِ طَبْعَاً أَنَّ الصُّوفِيَّةَ عِنْدَنَا فِي مَفْهُومِهَا لاَ تخْتَلِفُ عَنهُ عِنْدَ عَالمِنَا القَدِير، وَأُسْتَاذِنَا الكَبِير: أَبِي حَامِدٍ الغَزَالِيّ، الْقَائِل: " الصُّوفِيَّةُ عِنْدَنَا: هِيَ مَا وَافَقَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّة "

طوارئ خطابية

(*) (طَوَارِئُ خَطَابِيَّة) (*) (*) ـ الغَايَةُ لاَ تُبَرِّرُ الوَسِيلَة، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعِيَ أَنَّ نَفْسَاً لَنْ تمُوتَ حَتي تَسْتَوفِيَ رِزْقَهَا اتَّقُوا اللهَ وَأَجمِلُواْ في الطَّلَبْ؛ فَإِنَّ مَا عِندَ اللهِ لاَ يُنَالُ إِلاَّ بِطَاعَةِ الله "00!! (*) ـ اللهُمَّ عَامِلنَا بِإِحْسَانِكَ لاَ بمِيزَانِك للهِ قَوْمٌ أَخْلَصُواْ في حُبِّهِ * فَأَحَبَّهُمْ وَاخْتَارَهُمْ خَدَّامَا قَوْمٌ إِذَا جَنَّ الظَّلاَمُ عَلَيْهِمُ * قَامُواْ هُنَالِكَ سُجَّدَاً وَقِيَامَا (*) ـ وَتَعَالَوْ بِنَا إِلَى بُسْتَانِ البَيَانِ الرَّبَّانِي، وَآيَاتِ مِنْ سُوَرِ القُرْانِ 0

(*) (طَوَارِئُ مُعْجَمِيَّة) (*) بِالبُرْهَان: (*) (هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَليْكُمْ بِالحَقّ) (*) (الجاثِيَة ــ 29) بِالحِكَايَة: وَفِي لَيْلَةٍ رَقَّ مَاؤُهَا، صَفَتْ سَمَاؤُهَا، وضطَابَ هَوَاؤُهَا خَرَجَ 000 إِلخْ بِالحُمَاقَة: أَلَيْسَ مِتكُمْ رَجُلٌ رَشِيدْ 00!؟ بِالدُّخُولْ: عَلَى أَيِّ بَابٍ أَطلُبُ الإِذنَ بَعْدَمَا (*) حُجِبْتُ عَنِ البَابِ الذِي أَنَا حَاجِبُه بِالقِلَّةِ وَالكَثرَةِ وَالعَدَدْ: " مِلَبِّسَة " صَغِيرَة جِدَّاً، أَوْ أَيُّ شَيْءٍ صَغِيرٌ جِدَّاً: " دَه كَانْ مَشْرُوعْ مِلَبِّسَة وْفَشَلْ " 00!! بِالطَّلَبْ: وَالبَخِيلُ إِذَا أَعْطَى أَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَىدَا بِالنَّدْب: عَلَى أَيِّ بَابٍ أَطلُبُ الإِذنَ بَعْدَمَا (*) حُجِبْتُ عَنِ البَابِ الذِي أَنَا حَاجِبُه بِالإِنْكَارْ: أَلَيْسَ مِتكُمْ رَجُلٌ رَشِيدْ 00!؟

يَا أَخِي (أَصْلَحَكَ الله) هَذَا عَمَلٌ غَيرُ صَالحْ 00!! بِالرَّدِّ عَلَى الهَدَايَا: دَخَلنَا مَعَاً مُسَابَقَةً فَفَازُواْ وَخَسِرْت؛ فَبَعَثُواْ لِي بِهَدِيَّةٍ يُوَاسُونَني بِهَا، فَبَعَثتُ إِلَيْهِمْ بهَذِهِ الآيَة: (*) (أَتمِدُّونَني بمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللهُ خَيْرٌ ممَّا آتَاكُمْ، بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفرَحُون) (*) (*) (طَوَارِئُ مُبَوَّبَة) (*) الحُمَاقَة ــ بِالأَجِنْدَةِ الخَضْرَاء: أَلَيْسَ مِتكُمْ رَجُلٌ رَشِيدْ 00!؟ بِالمَأكُولاَتِ وَالمَشْرُوبَاتْ: ـ (طَلَبْ سَحْلَبْ) ـ السَّحْلَبْ ـ السَّحْلَبْ فَاتْ فَاتْ فَاتْ وِفي ذيلُه سَبَعْ لَفَّاتْ 00!! عَلَى ثَلاَجَة مَاء صَدَقَةً جَارِيَةً يَشْرَبُ مِنهَا السَّابِلَة: " عَيْنَاً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفجِيرَا " 00!! بِالحِرَفْ:

يَعْمَلُ فِي مُسْتَشْفَى (دُكتُورْ أَوْ تمَرْجِي أَوْ ممَرِّضٌ أَوْ أَيُّ عَمَلٍ آخَرْ): 0000 مُعَانَاتُهُ مِن ضُغُوطِ العَمَلْ: " وَاهُو عَلَى الحَالْ دَه طُولِ النَّهَارْ: العَيَّان يُقُولْ آه، وَانَا اقُولْ لأ " 00!! بِالمَدَائحْ: إِنمَا قُدُومُكَ يَا (000) كَمَا قَالَ الشَّاعِر: ثَلاَثَةٌ تُشْرِقُ الدُّنيَا بمَقدِمِهِمْ (*) وَجْهُ ابْنُ إِسْحَاقَ وَالإِصْبَاحُ وَالقَمَرُ (*) (طَوَارِئ غَرَامِيَّة) (*) انظُرْ: (زَوْجِيَّات)

فضائل الصحابة

فَضَائِلُ الصَّحَابَة: ========= مُقَدِّمَةُ الْكِتَاب تَبَارَكَ مَنْ لَهُ الحَمْدُ عَلَى الدَّوَام، تَبَارَكَ مَنْ لاَ يَغْفَلُ وَلاَ يَنَام، لَهُ الحَمْدُ في الأُولى وَالآخِرَة، وَلَهُ الحَمدُ دَائِمَاً وَأَبَدَا، سُبْحَانَه سُبحَانَه، لَهُ العِزَّةُ وَالجَبَرُوت، وَلَهُ المُلكُ وَالمَلَكُوت، يحْيى وَيمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لاَ يمُوت، يُسَبِّحُ بحَمْدِهِ كُلُّ مَنْ في الأَرْضِ وَالسَّمَاوَات، بَدْءً امِنَ الذَّرَّاتِ وَحَتىَّ المجَرَّات 00!! إِلهِي لَكَ الحَمْدُ الَّذِي أَنْتَ أَهْلُهُ * علَى نِعَمٍ مَا كُنْتُ قَطُّ لهَا أَهْلاَ إِذَا زِدْتُّ عِصْيَانَاً تَزِيدُ تَفَضُّلاَ * كَأَنيَ بِالعِصْيَانِ أَسْتوْجِبُ الفَضْلاَ نُسِيءُ إِلَيْهِ وَيحْسِنُ إِلَيْنَا؛ فَمَا قَطَعَ إِحْسَانَهُ وَلاَ نحْنُ اسْتَحْيَيْنَا 00!! اللهُمَّ خُذْ بِأَيْدِينَا؛ حَتى نُرْضِيَكَ كَمَا تُرْضِينَا 00!! أَنْتَ الَّذِي أَرْشَدْتَني مِنْ بَعْدِ مَا * في الكَوْنِ كُنْتُ أَتِيهُ كَالحَيرَانِ وَزَرَعْتَ لي بَينَ القُلُوبِ محَبَّةً * حَتىَّ أَحَبَّتْ يَاسِرَ الحَمَدَاني وَنَشَرْتَ لي في العَالمِينَ محَاسِنَاً * وَسَتَرْتَ عَن أَبْصَارِهِمْ عِصْيَاني {مِنْ نُونِيَّةِ ابْنِ الْقَيِّمِ بِتَصَرُّف}

إِلهِي لَقَدْ أَحْسَنْتَ رَغْمَ إِسَاءتي * إِلَيْكَ فَلَمْ يَنهَضْ بِإِحْسَانِكَ الشُّكْرُ فَمَنْ كَانَ مُعْتَذِرَاً إِلَيْكَ بحُجَّةٍ * فَعُذْرِيَ إِقْرَارِي بأَنْ لَيْسَ لي عُذْرُ دَعَوْتُكَ مُفْتَقِرَاً إِلَيْكَ وَلَمْ يَكُنْ * لِيُعْجِبَني لَوْلاَ محَبَّتُكَ الفَقْرُ {الْبَيْتَانِ الأَوَّلاَنِ لأَبي نُوَاس / الحَسَنِ بْنِ هَانِئٍ بِتَصَرُّف، وَالأَخِيرُ لِلْبُحْتُرِيّ 0 أَيْضَاً بِتَصَرُّف} وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه، وَأَشْهَدُ أَنَّ محَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُه، أَرْسَلَهُ اللهُ هَادِيَاً وَمُبَشِّرَاً وَنَذِيرَا، وَدَاعِيَاً إِلى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجَاً مُنِيرَا، اللهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى مَنْ سَارَ عَلَى دَرْبِهِ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا 00

أَنْتَ الَّذِي لَمَّا رُفِعْتَ إِلى السَّمَا * بِكَ قَدْ سَمَتْ وَتَزَيَّنَتْ لِلِقَاكَا أَنْتَ الَّذِي مِنْ نُورِكَ البَدْرُ اكْتَسَى * وَالشَّمْسُ قِنْدِيلٌ أَمَامَ ضِيَاكَا نَادَيْتَ أَشْجَارَاً أَتَتْكَ مُطِيعَةً * وَشَكَا الْبَعِيرُ إِلَيْكَ حِينَ رَآكَا وَالمَاءُ فَاضَ بِرَاحَتَيْكَ وَسَبَّحَتْ * صُمُّ الحَصَى للهِ في يُمْنَاكَا وَالجِذْعُ حَنَّ إِلَيْكَ حِينَ تَرَكْتَهُ * وَعَلَى سِوَاهُ أُوقِفَتْ قَدَمَاكَا مَاذَا يَقُولُ المَادِحُونَ وَمَا عَسَى * أَنْ يجْمَعَ الكُتَّابُ مِنْ مَعْنَاكَا صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا عَلَمَ الهُدَى * مَا اشْتَاقَ مُشْتَاقٌ إِلىَ رُؤْيَاكَا {شِهَابُ الدِّينِ الأَبْشِيهِيُّ صَاحِبُ المُسْتَطْرَف، بِشَيْءٍ مِنَ التَّصَرُّف}

اللهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا محَمَّدٍ عَدَدَ أَوْرَاقِ الشَّجَر، وَعَدَدَ حَبَّاتِ المَطَر، وَعَدَدَ مَا خَلَقْتَ مِنَ البَشَر ثمَّ أَمَّا بَعْد لاَ زِلْنَا نَسْمَعُ بَينَ الحِينِ وَالحِين؛ مَنْ يَنْتَقِصُ قَدْرَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِين 00!! بِاللهِ عَلَيْكُمْ يَا مُسْلِمُون: هَلْ يجْرُؤُ أَحَدٌ أَنْ يُكَلِّمَ بِهَذَا الكَلاَمِ رَئِيسَاً؛ حَتىَّ وَلَوْ كَانَ خَسِيسَاً، أَوْ وَزِيرَاً؛ حَتىَّ وَلَوْ كَانَ حَقِيرَاً 00 فَضْلاً عَنْ صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00!!؟ لَيْتَنَا نُوَقِّرُ الصَّحَابَةَ وَنَعْتَزُّ بِسِيرَتِهِمْ؛ كَمَا نُوَقِّرُ أَحْمُسَ وَحُورَسَ وَمَن عَلَى شَاكِلَتِهِمْ 00!! لَيْتَنَا نهْتَمُّ بِدِرَاسَةِ تَارِيخِ الصَّحَابَةِ كَمَا نهْتَمُّ بِدِرَاسَةِ تَارِيخِ الفَرَاعِنَة 00!!

نَعَمْ لَقَدْ كَانُواْ أَصْحَابَ عِمَارَةٍ وَحَضَارَة؛ وَلَكِنْ لِمَ لاَ نُشِيدُ بِالْعِمَارَةِ الإِسْلاَمِيَّة؛ كَمَا نُشيدُ بِالْعِمَارَةِ الْفِرَعَوْنِيَّة؟! لِمَ لاَ نُشِيدُ بِالْحَضَارَةِ الإِسْلاَمِيَّة؛ كَمَا نُشيدُ بِالْحَضَارَةِ الْفِرَعَوْنِيَّة؟! لَيْتَنَا نُقَدِّسُ الصَّحَابَةَ وَنُشيدُ بحَضَارَتِهِمْ؛ كَمَا نُقَدِّسُ الْفَرَاعِنَةَ وَنُشيدُ بحَضَارَتِهِمْ 00!! فَضَائِلُ الصَّحَابَة إِنَّ الصَّحَابَةَ لاَ تُحْصَى فَضَائِلُهُمْ * أَخْلاَقُهُمْ سُنَنٌ لِلنَّاسِ تُتَّبَعُ لاَ يَجْهَلُونَ إِذَا أَوْغَرْتَ صَدْرَهُمُ * في فَضْلِ أَحْلاَمِهِمْ عَنْ ذَاكَ مُتَّسَعُ إِنْ كَانَ في النَّاسِ سَبَّاقُونَ بَعْدَهُمُ * فَكُلُّ سَبْقٍ لأَدْنى سَبْقِهِمْ تَبَعُ أَكْرِمْ بِقَوْمٍ رَسُولُ اللهِ قَائِدُهُمْ * إِذَا تَفَرَّقَتِ الأَهْوَاءُ وَالشِّيَعُ

{حَسَّانُ بْنُ ثَابِت بِتَصَرُّفٍ يَسِيرٍ وَاخْتِصَار} قَوْمٌ لَوِ احْتَفَلَتِ الدُّنيَا مَا ازَّيَّنَتْ إِلاَّ بِهِمْ، وَلَوِ ازَّيَّنَتْ مَا كَانَ ذَلِكَ إِلاَّ لَهُمْ!! كَانُواْ مَلاَئِكَةً تَمْشِي عَلَى الأَرْضِ 00!! سَلاَمٌ بِالْغَدَاةِ وَبِالعَشِيِّ * لأَكْرَمَ مَنْ مَشَواْ بَعْدَ النَّبيِّ أَخْلاَقُهُمْ جَلَّتْ عَنِ الأَوْصَافِ * وَكَذَا تَكُونُ طَبِيعَةُ الأَشْرَافِ {سِبْطُ بْنُ التَّعَاوِيذِي} فَسُبْحَانَ مَن حَبَّبَ إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْرَات 00!! لَئِن خُلِقَ الأَنَامُ لحُبِّ كَأْسٍ * وَأُغْنِيَةٍ وَمِزْمَارٍ وَعُودِ فَمَا خُلِقَ الصَّحَابَةُ قَطُّ إِلاَّ * لمجْدٍ أَوْ لِبَأْسٍ أَوْ لجُودِ {أَبُو فِرَاسٍ الحَمَدَانيّ} فَمَا صَلُحَتْ إِلاَّ لجُودٍ أَكُفُّهُمْ * وَأَرْجُلُهُمْ إِلاَّ لأَعْوَادِ مِنْبَرِ

عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خَيرُكُمْ قَرْني، ثمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ـ قَالَهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثَاً ـ ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَهُمْ قَوْمٌ: يَشْهَدُونَ وَلاَ يُسْتَشْهَدُون ـ أَيْ يَشْهَدُونَ وَلَيْسُواْ أَهْلاً لِلشَّهَادَة ـ وَيخُونُونَ وَلاَ يُؤْتَمَنُون، وَيَنْذِرُونَ وَلاَ يَفُونَ وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَن " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6428 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2535 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " بُعِثْتُ مِن خَيرِ قُرُونِ بَني آدَمَ قَرْنَاً فَقَرْنَاً، حَتىَّ كُنْتُ مِنَ القَرْنِ الَّذِي كُنْتُ فِيه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3557 / فَتْح] عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَين رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " خَيرُ أُمَّتي: القَرْنُ الَّذِي بُعِثْتُ فِيهِمْ " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 2222] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ الْقُشَيْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ في هَذِهِ الآيَة: [كُنْتُمْ خَيرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاس] {آلِ عِمْرَان/110}

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إِنَّكُمْ تَتِمُّونَ سَبْعِينَ أُمَّةً؛ أَنْتُمْ خَيرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلّ " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 3001] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " أَعْتَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً بِالعِشَاء، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَفْشُوَ الإِسْلاَم؛ فَلَمْ يخْرُجْ حَتىَّ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: نَامَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَان؛ فَخَرَجَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لأَهْلِ المَسْجِد: " مَا يَنْتَظِرُهَا أَحَدٌ مِن أَهْلِ الأَرْضِ غَيرُكُمْ " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (566 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 938 / عَبْد البَاقِي]

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ نَبيٍّ بَعَثَهُ اللهُ في أُمَّةٍ قَبْلي؛ إِلاَّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِه ـ وَفي رِوَايَةٍ: يَهْتَدُونَ بِهَدْيِهِ وَيَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِه ـ ثمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوف؛ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُون، وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُون؛ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِن، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِن، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِن، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَل " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 50 / عَبْد البَاقِي]

عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " جَلَسْنَا إِلى المِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ يَوْمَاً، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَقَال: طُوبى لِهَاتَيْنِ العَيْنَيْنِ اللَّتَيْنِ رَأَتَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَاللهِ لَوَدِدْنَا أَنَّا رَأَيْنَا مَا رَأَيْتَ وَشَهِدْنَا مَا شَهِدْت؛ فَاسْتُغْضِبَ ـ أَيْ أَبْدَى غَضَبَهُ مِنَ الْكَلِمَة ـ فَجَعَلْتُ أَعْجَب؛ مَا قَالَ إِلاَّ خَيرَاً ـ مَا قَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ إِلاَّ خَيْرَاً ـ ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْهِ فَقَال: مَا يحْمِلُ الرَّجُلُ عَلَى أَنْ يَتَمَنىَّ محْضَرَاً غَيَّبَهُ اللهُ عَنْهُ؛ لاَ يَدْرِي لَوْ شَهِدَهُ كَيْفَ كَانَ يَكُونُ فِيه 00؟!

وَاللهِ لَقَدْ حَضَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْوَامٌ أَكَبَّهُمُ اللهُ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ في جَهَنَّم؛ لَمْ يُجِيبُوهُ وَلَمْ يُصَدِّقُوه، أَوَلاَ تَحْمَدُونَ اللهَ إِذْ أَخْرَجَكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ إِلاَّ رَبَّكُمْ، مُصَدِّقِينَ لِمَا جَاءَ بِهِ نَبيُّكُمْ، قَدْ كُفِيتُمُ البَلاَءَ بِغَيْرِكُمْ 00؟!

وَاللهِ لَقَدْ بَعَثَ اللهُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَشَدِّ حَالٍ بُعِثَ عَلَيْهَا نَبيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ في فَتْرَةٍ وَجَاهِلِيَّة، مَا يَرَوْنَ أَنَّ دِينَاً أَفْضَلُ مِن عِبَادَةِ الأَوْثَان، فَجَاءَ بِفُرْقَانٍ فَرَّقَ بِهِ بَينَ الحَقِّ وَالبَاطِل، وَفَرَّقَ بَيْنَ الوَالِدِ وَوَلَدِه؛ حَتىَّ إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَرَى وَالِدَهُ وَوَلَدَهُ أَوْ أَخَاهُ كَافِرَاً، وَقَدْ فَتَحَ اللهُ قُفْلَ قَلْبِهِ لِلإِيمَان، يَعْلَمُ أَنَّهُ ـ أَيْ أَخَاهُ أَوْ أَبَاهُ ـ إِنْ هَلَكَ دَخَلَ النَّار؛ فَلاَ تَقَرُّ عَيْنُهُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ حَبِيبَهُ في النَّار " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 87] عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" لَمَشْهَدُ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، يَغْبَرُّ فِيهِ وَجْهُهُ؛ خَيرٌ مِن عَمَلِ أَحَدِكُمْ عُمُرَه، وَلَوْ عُمِّرَ عُمُرَ نُوح " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 4650] كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُول: " لاَ تَسُبُّواْ أَصْحَابَ محَمَّدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ؛ فَلَمُقَامُ أَحَدِهِمْ سَاعَةً ـ يَعْني مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ خَيرٌ مِن عَمَلِ أَحَدِكُمْ عُمُرَه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 162]

كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُول: " لاَ تَسُبُّواْ أَصْحَابَ محَمَّدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ؛ فَلَمُقَامُ أَحَدِهِمْ سَاعَةً ـ يَعْني مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ خَيرٌ مِن عَمَلِ أَحَدِكُمْ أَرْبَعِينَ سَنَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في شَرْحِ الْعَقِيدَةِ الطَّحَاوِيَّةِ بِرَقْم: 530] إِنَّ الصحَابَةَ لَوْلاَ صَبْرُهُمْ وَصِدْقُهُمْ مَعَ الصَّادِقِ الأَمِين؛ لَمَا وَصَلَ إِلَيْنَا هَذَا الدّين 00!!

سَبُّ الصَّحَابَة رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ وَانْتِقَاصُهُمْ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَنْ سَبَّ أَصْحَابي؛ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِين " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (6285، 2340)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيُّ في الْكَبِير]

عَن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا قَالَتْ لَهُ: " يَا ابْنَ أُخْتي؛ أُمِرُواْ أَنْ يَسْتَغْفِرُواْ لأَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَبُّوهُمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3022 / عَبْد البَاقِي]

سُرْعَةُ اسْتِجَابَتِهِمْ للهِ وَالرَّسُول رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَا كَانَ لَنَا خَمْرٌ غَيْرُ فَضِيخِكُمْ هَذَا الَّذِي تُسَمُّونَهُ الفَضِيخ ـ وَهُوَ نَقِيعُ التَّمْر ـ فَإِنيِّ لَقَائِمٌ أَسْقِي أَبَا طَلْحَةَ وَفُلاَنَاً وَفُلاَنَاً؛ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَال: وَهَلْ بَلَغَكُمُ الخَبَر 00؟ فَقَالُواْ وَمَا ذَاك 00؟ قَالَ حُرِّمَتِ الخَمْر؛ قَالُواْ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ: أَهْرِقْ هَذِهِ القِلاَلَ يَا أَنَس، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فَمَا سَأَلُواْ عَنْهَا، وَلاَ رَاجَعُوهَا بَعْدَ خَبَرِ الرَّجُل " [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 4617 / فَتْح]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَا كَانَ لأَهْلِ المَدِينَةِ شَرَابٌ حَيْثُ حُرِّمَتِ الخَمْرُ أَعْجَبُ إِلَيْهِمْ مِنَ التَّمْرِ وَالْبُسْر؛ فَإِنيِّ لأَسْقِي أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ عِنْدَ أَبي طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ مَرَّ رَجُلٌ فَقَال: إِنَّ الخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ؛ فَمَا قَالُواْ مَتى أَوْ حَتىَّ نَنْظُر، قَالُواْ يَا أَنَس؛ أَهْرِقْهَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 1241]

للَّهِ قَوْمٌ أَخْلَصُواْ في حُبِّهِ * فَأَحَبَّهُمْ وَاخْتَارَهُمْ خَدَّامَا قَوْمٌ إِذَا جَنَّ الظَّلاَمُ عَلَيْهِمُ * قَامُواْ هُنَالِكَ سُجَّدَاً وَقِيَامَا تَوَاضُعُهُمْ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ عَن عَدِيِّ بْنِ أَرْطَأَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ الرَّجُلُ مِن أَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا زُكِّيَ قَال: اللهُمَّ لاَ تُؤَاخِذْني بِمَا يَقُولُون، وَاغْفِرْ لي مَا لاَ يَعْلَمُون " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 761]

عَن أَبي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمْ يَكُن أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ مُتَحَزِّقِينَ وَلاَ مُتَمَاوِتِين ـ أَيْ لاَ مُتَغَطْرِسِينَ وَلاَ أَذِلاَّء ـ وَكَانُواْ يَتَنَاشَدُونَ الشِّعْرَ في مجَالِسِهِمْ، وَيَذْكُرُونَ أَمْرَ جَاهِلِيَّتِهِمْ، فَإِذَا أُرِيدَ أَحَدٌ مِنهُمْ عَلَى شَيْءٍ مِن أَمْرِ الله؛ دَارَتْ حَمَالِيِقُ عَيْنَيْهِ كَأَنَّهُ مجْنُون " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 555]

أَيْ ثَارُواْ وَكَأَنَّهُمْ أُسُدُ الشَّرَى، لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوْلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارَاً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبَاً] تَتَزَلْزَلُ الدُّنيَا إِذَا غَضِبُواْ فَإِنْ * بَلَغُواْ الرِّضَا أَمِنَتْ مِنَ الزِّلْزَالِ {ابْنُ حَيُّوس} بِصُدُورِهِمْ وَقَوُاْ الشَّرِيعَةَ عُزَّلاً * لَمْ يَلْبَسُواْ غَيْرَ الشَّجَاعَةِ مِغْفَرَا مَا قَامَرُواْ بِالدِّينِ في سُبُلِ الهَوَى * كَلاَّ وَلاَ اتَّخَذُواْ الشَّرِيعَةَ مَتْجَرَا عَاشُواْ حُمَاةَ الدِّينِ مِن أَعْدَائِهِ * لاَ يَسْمَحُونَ بِأَنْ يُبَاعَ وَيُشْترَى {الأَوَّلُ لأَبي مَاضِي، وَالْبَاقِي لِهَاشِمٍ الرِّفَاعِي}

وَهُمْ رَغْمَ هَذِهِ البُطُولَةِ الشّامخَة؛ كَانُواْ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ كَمَا قَالَ تَعَالى: [أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعَاً سُجَّدَاً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَانَاً سِيمَاهُمْ في وُجُوهِهِمْ مِن أَثَرِ السُّجُودِ] {الفَتْح/29}

فَبَيْنَ أَصْحَابِهِمْ حَمَامٌ * وَبَيْنَ أَعْدَائِهِمْ أَسَادُ فَهُمْ سُوَيْدَاءُ كُلِّ قَلْبٍ * وَهُمْ مِنَ الأَعْيُنِ السَّوَادُ بِمَدْحِهِمْ تَشْرُفُ القَوَافي * وَيَشْرُفُ الطِّرْسُ وَالمِدَادُ لَمْ يُوفِهِمْ قَطُّ أَيُّ مَدْحٍ * بِمَا اسْتَحَقُّواْ وَمَا أَرَادُواْ مَهْمَا يُقَالُ المَدِيحُ فِيهِمْ * فَإِنَّهُ يَنْبَغِي يُزَادُ فَكُلُّ مَدْحٍ يُقَالُ فِيهِمْ * محَاوَلاَتٌ أَوِ اجْتِهَادُ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} وَمَاذَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَ المَدْحُ في قَوْمٍ وَصَفَهُمُ الْقُرْآنُ بِأَنَّهُمْ رِجَال 00؟!

فَقَالَ تَعَالى: [رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللهَ عَلَيْه] {الأَحْزَاب/23} وَقَالَ تَعَالى: [رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمَاً تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصَار] {النُّور/37} قَالَ قَتَادَة: " كَانَ القَوْمُ يَتَبَايَعُونَ وَيَتَّجِرُون، وَلَكِنَّهُمْ إِذَا نَابَهَمْ حَقٌّ مِن حُقُوقِ الله؛ لَمْ تُلْهِهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ قَبْلَ رَقْم: 2060 / فَتْح]

رِجَالٌ ذِكْرُهُمْ لاَ زَالَ فِينَا * يُخَلِّدُهُمْ عَلَى مَرِّ السّنِينَا إِذَا شَهِدُواْ الوَغَى كَانُواْ كُمَاةً * يَدُكُّونَ المَعَاقِلَ وَالحُصُونَا وَلَمْ تَشْهَدْهُمُ الأَقْدَاحُ يَوْمَاً * وَقَدْ مَلأُواْ نَوَادِيَهُمْ مجُونَا فَمَا عَرَفُواْ الخَلاَعَةَ في بَنَاتٍ * وَلاَ عَرَفُواْ التَّخَنُّثَ في بَنِينَا وَلَمْ يَتَشَدَّقُواْ بِقُشُورِ عِلْمٍ * عَوِيصٍ كَيْ يُقَالَ مُثَقَّفُونَا {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف}

إِلى مَنْ يَسُبُّونَ الصَّحَابَة رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيِّ صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " لاَ تَسُبُّواْ أَصْحَابي؛ فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبَاً؛ مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3673 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2540 / عَبْد البَاقِي]

قَالَ عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ الجُنَيْدِ: سَمِعْتُ يحْيىَ بْنَ مَعِينٍ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ وَرَفَعَ ذِكْرَهُ يَقُول: " إِنَّا لَنَطْعَنُ عَلَى أَقْوَامٍ؛ لَعَلَّهُمْ قَدْ حَطُّواْ رِحَالَهُمْ في الجَنَّةِ مِن أَكْثَرَ مِنْ مِاْئَةِ سَنَة " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 269/ 13]

لِمَاذَا يَا عَبَاقِرَةَ الْكِتَابَة * تَرَكْتُمْ مَنْ يَنَالُ مِنَ الصَّحَابَة وَلَوْ ذُدْتُمْ عَنِ الإِسْلاَمِ يَوْمَاً * سَيَحْسِبُ كُلُّ زِنْدِيقٍ حِسَابَه فَأَيْنَ الأَزْهَرُ المَيْمُونُ مِنهُمْ * لِيَصْفَعَهُمْ وَأَيْنَ هِيَ الرَّقَابَة لِهَذَا الحَدِّ في الإِعْلاَمِ ضَاعَتْ * لِقَدْرِ الدِّينِ في مِصْرَ المَهَابَة {يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

أَدَبُ الصَّحَابَةِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنَّا نَتَّقِي الْكَلاَمَ وَالاَنْبِسَاطَ إِلى نِسَائِنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ مخَافَةَ أَنْ يَنْزِلَ فِينَا القُرْآن، فَلَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَكَلَّمْنَا " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 1632]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ وَالنَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنَاجِي رَجُلاً في جَانِبِ المَسْجِد، فَمَا قَامَ إِلى الصَّلاَةِ حَتىَّ نَامَ القَوْم " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (642 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 376 / عَبْد البَاقِي] عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أُقِيمَتِ الصَّلاَة، وَرَجُلٌ يُنَاجِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَمَا زَالَ يُنَاجِيهِ حَتىَّ نَامَ أَصْحَابُهُ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6292 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 376 / عَبْد البَاقِي] مَا قَامَ أَحَدُهُمْ وَقَال: دَعِ الحَدِيثَ الآنَ يَا رَسُولَ اللهِ فَلَقَدْ غَلَبَنَا النَّوْم 00

بَرَكَةُ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيِّ صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " يَأْتي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَغْزُونَ فَيُقَالُ لَهُمْ: فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ الرَّسُولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00؟ فَيَقُولُونَ نَعَمْ؛ فَيُفْتَحُ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ يَغْزُونَ فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ مَنْ صَحِبَ الرَّسُولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00؟ فَيَقُولُونَ نَعَمْ؛ فَيُفْتَحُ لَهُمْ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3594 / فَتْح] عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيِّ صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:

" يَأْتي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُبْعَثُ مِنْهُمُ البَعْثُ فَيَقُولُون: انْظُرُواْ؛ هَلْ تَجِدُونَ فِيكُمْ أَحَدَاً مِن أَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00؟ فَيُوجَدُ الرَّجُل؛ فَيُفْتَحُ لَهُمْ بِه 00 ثُمَّ يُبْعَثُ البَعْثُ الثَّاني فَيَقُولُون: هَلْ فِيهِمْ مَنْ رَأَى أَصْحَابَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00؟ فَيُفْتَحُ لَهُمْ بِه، ثُمَّ يُبْعَثُ البَعْثُ الثَّالِثُ فَيُقَال: انْظُرُواْ؛ هَلْ تَرَوْنَ فِيهِمْ مَنْ رَأَى مَنْ رَأَى أَصْحَابَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00؟

ثُمَّ يَكُونُ البَعْثُ الرَّابِعُ فَيُقَال: انْظُرُواْ؛ هَلْ تَرَوْنَ فِيهِمْ أَحَدَاً رَأَى مَنْ رَأَى أَحَدَاً رَأَى أَصْحَابَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00؟ فَيُوجَدُ الرَّجُل؛ فَيُفْتَحُ لَهُمْ بِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2532 / عَبْد البَاقِي] عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " صَلَّيْنَا المَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ قُلْنَا: لَوْ جَلَسْنَا حَتىَّ نُصَلِّيَ مَعَهُ العِشَاءَ فَجَلَسْنَا، فَخَرَجَ عَلَيْنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: " مَا زِلْتُمْ هَاهُنَا " 00؟

قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله؛ صَلَّيْنَا مَعَكَ المَغْرِبَ ثُمَّ قُلْنَا: نَجْلِسُ حَتىَّ نُصَلِّيَ مَعَكَ الْعِشَاء 00 قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أَحْسَنْتُمْ أَوْ أَصَبْتُمْ " 00 فَرَفَعَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ إِلى السَّمَاءِ وَكَانَ كَثِيرَاً مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلى السَّمَاءِ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاء؛ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَد، وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابي؛ فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابي مَا يُوعَدُون، وَأَصْحَابي أَمَنَةٌ لأُمَّتي؛ فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابي أَتَى أُمَّتي مَا يُوعَدُون " [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2531 / عَبْد البَاقِي] اللهُمَّ تَوَلَّنَا بِرَحْمَتِكَ إِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ 0

وَصِيَّتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَصْحَابِه عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " احْفَظُوني في أَصْحَابي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 2363] وَفي النِّهَايَةِ خَيرُ مَا نَخْتِمُ بِهِ عَنِ الصَّحَابَةِ قَوْلُ الْقَائِل: إِنْ لَمْ تَكُونُواْ مِثْلَهُمْ فَتَشَبَّهُواْ * إِنَّ التَّشَبُّهَ بِالرِّجَالِ فَلاَحُ * وَصَلُواْ إِلى مَوْلاَهُمُ وَبَقِينَا * وَتَنَعَّمُواْ بِوُصُولِهِمْ وَشَقِينَا فَتَجَمَّعُواْ يَا مُسْلِمُونَ إِلى مَتى * نَبْكِي شُهُورَاً قَدْ مَضَتْ وَسِنِينَا اللهُمَّ اجْعَلْ كَلِمَاتي؛ في مِيزَانِ حَسَنَاتي 00

وَانْصُرِ المُسْلمِينَ عَلَى مَن عَادَاهُمْ، وَأْذِ مَن آذَاهُمْ، ولاَ تحَمِّلْهُمْ مَا لاَ طَاقَةَ لهُمْ بِهِ يَا رَبَّ العَالَمِين!! اللهُمَّ عَلَيْكَ بِاليَهُود، اللهُمَّ دَمِّرْهُمْ كَمَا دَمَّرْتَ عَادَاً وَثمُود، وَاجْعَلِ الدَّائِرَةَ عَلَيْهِمْ تَعُود 00!! اللهُمَّ حَرِّرِ المَسْجِدَ الأَقْصَى الأَسِير، مِن أَبْنَاءِ القِرَدَةِ وَالخَنَازِير؛ إِنَّكَ عَلَى مَا تَشَاءُ قَدِير، وَبحَالِ المُسْلِمِينَ بَصِير، وَأَنْتَ نِعْمَ المَوْلى وَنِعْمَ النَّصِير 00!! اللهُمَّ إِنَّكَ رَفِيقٌ تحِبُّ الرِّفقَ فَارْفُقْ بِنَا 00 فَنَحْنُ أَهْلٌ لِكُلِّ عَذَابٍ وَأَنْتَ أَهْلٌ لِكُلِّ رَحْمَة 0 يَا رَبِّ نَصْرَكَ الَّذِي وَعَدْت؛ قَدْ أَخْبرَنَا رَسُولُكَ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبر 00

يَا رَبِّ فَرَجَكَ الَّذِي وَعَدْت؛ قَدْ أَخْبرَنَا رَسُولُكَ أَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْب 00 يَا رَبِّ يُسْرَكَ الَّذِي وَعَدْت؛ قَدْ أَخْبرْتَنَا أَنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرَا 00 اللهُمَّ انْصُرِ المُوَحِّدِينَ عَلَى المُلْحِدِينَ نَصْرَ عَزِيزٍ مُقتَدِر، وَأَرِنَا في الْعَلْمَانِيِّيِنَ مِنَ الآيَاتِ مَا فِيهِ مُزْدَجَر، وَاجعَلْهُمْ عِبرَةً لمنْ يَعْتَبر، وَأَقِرَّ أَعْيُنَنَا بِأَنْ تُصِيبَهُمْ قَارِعَةٌ أَوْ تحُلُّ قَرِيبَاً مِنْ دَارِهِمْ 00!! أَفَتَنهَشُ فِينَا * يَا رَبي أَعَادِينَا وَكَأَنَّنَا لَسْنَا * لَنَا رَبٌّ يحْمِينَا {يَاسِرٌ الحَمَدَاني} وَلاَ يَسَعُنَا الْيَوْمَ إِلاَّ أَنْ نَقُول: يَا رَبِّ إِنَّ الْعَبْدَ يَمْنَعُ رَحْلَهُ فَامْنَعْ رِحَالَكْ لاَ يَغْلِبَنَّ صَلِيبُهُمْ وَمحَالُهُمْ أَبَدَاً محَالَكْ

{جَدُّ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَبْدُ المُطَّلِب} مَاذَا بِوُسْعِ الضُّعَفَاءِ أَنْ يَفْعَلُواْ إِنْ تَخَلَّيْتَ عَنهُمْ يَا رَبّ 00؟! اللهُمَّ خَذِّلْ عَنهُمْ وَلاَ تخْذُلهُمْ، وَكُنْ لَهُمْ وَلاَ تَكُن عَلَيْهِمْ 0 مَاذَا تَبَقَّى لَنَا يَا رَبُّ مَا تَرَكَتْ * فِينَا المَصَائِبُ عَظْمَاً غَيرَ مَكسُورِ لَيْسَ بَعْدَ المَوْتِ مَوْتُ يَا رَبِّ نُسْبى هَكَذَا وَنُبَادُ * فَإِلى مَتى يَتَطَاوَلُ الأَوْغَادُ وَإِلى مَتى تُدْمِي الجِرَاحُ قُلُوبَنَا * وَإِلى مَتى تَتَقَرَّحُ الأَكْبَادُ نَصْحُو عَلَى صَوْتِ الرَّصَاصِ كَأَنَّنَا * بَقَرٌ يُسَاقُ لِذَبحِهِ وَيُقَادُ يَتَسَامَرُ الأَعْدَاءُ في أَوْطَانِنَا * وَنَصِيبُنَا التَّشْرِيدُ وَالإِبْعَادُ نُشْرَى كَأَنَّا في المحَافِلِ سِلْعَةٌ * وَنُبَاعُ كَيْ يَتَمَتَّعَ الأَسْيَادُ

رَبِّ لَقَدْ نَزَلَتْ بِنَا هُمُومٌ تَنُوءُ بِالعُصْبَةِ أُولي القُوَّة؛ فَاكْشِفهَا عَنَّا يَا كَاشِفَ الضُّرّ 00 رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا العَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُون، إِنْ لَمْ يَكُنْ يَا رَبِّ مِن أَجْلِ المُسْلِمِينَ فَمِن أَجْلِ الإِسْلاَم 00 [رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرَاً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ] {البَقَرَة/250} يَا رَبِّ لَقَدْ دَعَوْنَاكَ كَمَا أَمَرْتَنَا؛ فَاسْتَجِبْ لَنَا كَمَا وَعَدْتَنَا، مُنْذُ زَمَنٍ طَوِيل؛ وَالمُسْلِمُونَ يَقُولُونَ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل؛ فَرُحْمَاكَ يَا رَبّ، قَدِ اعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا 00 عَصَيْنَا وَأَجْرَمْنَا فَعَاقَبْتَ عَادِلاً * وَحَكَّمْتَ فِينَا اليَوْمَ مَنْ لَيْسَ يَرْحَمُ

لُطْفَكَ يَا رَبّ؛ فَلَقَدْ بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى؛ نَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَات، وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنيَا وَالآخِرَة: أَنْ تجْعَلَ لَنَا مِن أَمْرِنَا يُسْرَا، وَلاَ تُرْهِقنَا مِن أَمْرِنَا عُسْرَا، وَلاَ تحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِه، وَاعْفُ عَنَّا، وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا؛ أَنْتَ مَوْلاَنَا؛ فَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِين 0 مُرِّغَ أَنْفُنَا في التُّرَاب، وَتَقَطَّعَتْ بِنَا الأَسْبَاب؛ فَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّاب 0 نَامَ الرُّعَاةُ عَنِ الخِرَافِ وَلَمْ تَنَمْ * فَإِلَيْكَ نَشْكُو الهَاجِعِينَ النُّوَّمَا ********* يَا رَبِّ عِشْنَا في الكِنَانَةِ حِقْبَةً * نَهْبَ الكَوَارِثِ وَالخُطُوبِ النُّزَّلِ

مَرَّتْ بِنَا الأَعْوَامُ فِيهَا كَالدُّجَى * نَنْجُو بهَا مِنْ وَحْلَةٍ لِلأَوْحَلِ وَاليَوْمَ وَالمَاضِي تَوَلىَّ وَانْقَضَى * بِصِعَابِهِ نَدْعُوكَ لِلْمُسْتَقْبَلِ {هَاشِمٌ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّفٍ كَبِير} اللهُمَّ إِلاَّ أَنْ نَسْتَجِيرَ بِكَ فَلاَ تُجِيرَنَا، ارْحَمْ دُمُوعَاً تحَدَّرَتْ، وَضُلُوعَاً تَكَسَّرَتْ 00!! بَلَغَتِ القُلُوبُ الحَنَاجِر، وَخَرَجَتِ الرُّوحُ مِنَ الحُلقُومِ وَالحُلْقُومُ خَرَج؛ فَعَجِّلِ اللهُمَّ بِالفَرَجْ!!

بُسْتَانُ الأُدَبَاء: ========= [انْظُرْ مُعْجَمَ " الأَلفَاظِ المُؤْتَلِفَة "] [وَانْظُرْ أَيْضَاً كِتَاب " اتِّفَاقُ المَبَاني وَاخْتِلاَفُ المَعَاني "] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الطَّبْعَةُ المُعْتَمَدَةُ لِلِسَانِ الْعَرَبِ في هَذِهِ الرِّسَالَة: [هِيَ طَبْعَةُ دَارِ صَادِر 0 بَيرُوت] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

اللهُمَّ أَلهِمْنَا الصَّبْرَ والثَّبَات، وَاكْفِنَا شَرَّ المَصَائِبِ وَالآفَات، وَاجْعَلْ مَا هُوَ آت: خَيرَاً مِمَّا قَدْ فَات، يَا وَاسِعَ الرَّحَمَات، وَيَا مجِيبَ الدَّعَوات، يَا رَبِّ إِنْ لَمْ نَكُن أَهْلاً لِعَفْوِكَ فَأَنْتَ أَهْلٌ لِلعَفْوِ حَتىَّ عَمَّنْ لاَ يَسْتَحِقّ؛ فَاعْفُ عَنَّا، وَادْفَعْ عَنَّا وَلاَ تَدْفَعْنَا، وَارْفَعْ مَقْتَكَ وَغَضَبَكَ عَنَّا، وَلاَ تُؤَاخِذْنَا رَبَّنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا، وَإِنْ كُنَّا عَلَى ضَلاَلٍ فَاهْدِنَا وَإِنْ كُنَّا عَلَى هُدَىً فَأَعِنَّا، وَلاَ تَفْتِنَّا؛ إِنَّهُ مَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئَا، اللهُمَّ اكْفِنَا شَرَّ الفِتَن، مَا ظَهَرَ مِنهَا وَمَا بَطَن، وَارْزُقْنَا الإِخْلاَصَ في السِّرِّ وَالعَلَن، وَانْصُرْنَا عَلَى أَعْدَائِنَا

وَلاَ تُخْزِنَا، وَاجْعَلِ القُرْآنَ العَظِيمَ مَصْدَرَ عِزِّنَا 0 هَذَا 00 وَسُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون، وَسَلاَمٌ عَلَى المُرْسَلِين، وآخِرُ دَعْوَانَا: أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين 00 أَخِي الكَرِيم: احْرِصْ بَعْدَ سَمَاعِكَ الشَّرِيطَ أَنْ تُعِيرَهُ لإِخْوَانِكَ وَجِيرَانِك؛ فَصَدَقَةُ العِلْمِ تَعْلِيمُه، وَالدَّالُّ عَلَى الخَيْرِ كَفَاعِلِه، وَلأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدَاً؛ خَيرٌ لَكَ مِن حُمْرِ النَّعَم 0 عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَثَلُ الَّذِي يَتَعَلَّمُ العِلْمَ ثُمَّ لاَ يُحَدِّثُ بِه؛ كَمَثَلِ الَّذِي يَكْنزُ الكَنزَ فَلاَ يُنْفِقُ مِنه " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5835، 3479، أَخْرَجَهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ وَالْكَبِير] فَلاَ تَمْنَعْ شَرِيطَاً مُسْتَعِيرَاً * فَإِنَّ الْبُخْلَ لِلإِنْسَانِ عَارُ أَلَمْ تَسْمَعْ حَدِيثَاً عَنْ ثِقَاتٍ * جَزَاءُ الْبُخْلِ عِنْدَ اللهِ نَارُ وَمَنْ كَانَتْ لَدَيْهِ مَلحُوظةٌ قَدْ تَنْفَعُ المُسْلِمِين، أَوْ أَيَّةُ إِضَافَةٍ، تَتَعَلَّقُ بِمَوْضُوعِ الشَّرِيط؛ فَسَوْفَ أَكُونُ في غَايَةِ السُّرُورِ لَوْ تَفَضَّلَ عَلَيَّ بِهَا؛ فَالخَطِيبُ كَالحَالِب، وَالسَّامِعُ كَالشَّارِب، وَلاَ تَنْسَنَا يَا أَخِي مِنْ دُعَائِك؛ فَاجْعَلْ لَنَا مِنهُ نَصِيبَاً مَفْرُوضَا 0 وَأَخِيرَاً: اللهُمَّ اجْعَلْ كُلَّ كَلِمَاتي؛ في مِيزَانِ حَسَنَاتي 00

سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبحَمْدِك، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْك 0 بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني: °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الْفَوَازِيرُ وَالأَحَاجِي: ============ أَلغَاز: س ـ مَا هِيَ حَرَكَةُ الدَّالِ في قَوْلِنَا " من عِنْدكُمْ " 00؟! ج ـ إِذَا كَانَتْ " مَنِ " اسْتِفْهَامِيَّة: تَكُونُ الدَّالُ مَفْتُوحَة، وَإِذَا كَانَتْ حَرْفَ جَرٍّ بِكَسْرِ المِيم: تَكُونُ الدَّالُ مَكْسُورَة 00!! س: اذْكُرْ سَبْعَ كَلِمَاتٍ تُقْرَأَ مِنْ نَاحِيَتَين، أَيْ: مِنَ اليَمِينِ لِلشِّمَال، وَمنَ الشِّمَالِ لِليَمِين 00؟

الفوازير والأحاجي

ج: إِذَا، أَشَأ، أَطَأ، أَمَا، يَدِي [اسْمٌ وَفِعْل]، يَشِي، يَعِي، يَفِي، يَقِي، يَلِي، أَنَا، ثُلُث، سُدُس، وَاو، مِيم، كَفَّك، مُهِمّ، وَلَوْ، وَهُوَ، لِكُلِّ، بِالطُّلاَب أَوْ بِالطِّلاَب، بِالكِلاَب، العُلاَ، الحُلاَ، الخَلاَ، السَّلاَ، الطِّلاَ، كُلُّك، كَالهَلاَك، كَالمَلاَك، هِلاَلُه، لعَلَّ، بَاب، هَذِهِ، هُرَيْرَة، نحْنُ، تُوت، خُوخ، كَعْك، كَفُّكَ، كُلُّكَ، كِشْك، كِيك، لَيْل، هُمُومُه، هَمُّه، هَلْهَلَ ثَوْبَهُ أَوْ شِعْرَهُ: هَلْهَلَهَ، هَدْهَدَهُ، هَزْهَزَهُ: أَيْ حَرَّكَهُ، مَوْهُوم، أَهْلُهَا، نَتِن، مَكَّنَكُمْ، مَكْرُكُمْ، مُكْثُكُمْ، مَهْرُهُمْ، مَهْدُهُمْ، مَهْلُهُمْ، مِهَنُهُمْ، مُهَجُهُمْ، نَهَتْهُنَّ، نَهْبُهُنَّ، نَهْجُهُنَّ، نَهْدُهُنَّ، نَهُدُّهُنَّ، نَهْرُهُنَّ، نَهُشُّهُنَّ، نَهُمُّهُنَّ، تَارَات، تَاءَات، تَامَّات، نَابَان، نَارَان، تحْت، نُون، مِيم، وَاو، تَبَّتْ، تَمَّتْ، تِكِت، تَخْت، تُبْتُ 0

اذْكُرْ عِبَارَةً تُقْرَأَ مِنْ نَاحِيَتَين، أَيْ: مِنَ اليَمِينِ إِلى الشِّمَال، وَمنَ الشِّمَالِ إِلى اليَمِين 00؟ ج: كَانَ بَيْنَ الْقَاضِي الْفَاضِلِ وَالْعِمَادِ الأَصْبَهَانيِّ مُرَاسَلاَتٌ وَمُكَاتَبَات: كَتَبَ مَرَّةً الْعِمَادُ الأَصْبَهَانيُّ لِلْقَاضِي الْفَاضِل: مِمَّا يُقْرَأُ مَنْكُوسَاً [أَيْ مَقْلُوبَاً]: " سِرْ فَلاَ كَبَا بِكَ الْفَرَس "؛ فَأَجَابَهُ الْقَاضِي الْفَاضِلِ بِمِثْلِهِ فَقَال: " دَامَ عُلاَ الْعِمَاد " 0 [الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: 348/ 21]

مَا هُوَ 00؟ وَجَارِيَةٍ لاَ تَسْتَرِيحُ إِذَا جَرَتْ * أُشَاهِدُهَا تجْرِي وَلَيْسَ لَهَا رِجْلُ وَتُرْضِعُ أَطْفَالاً وَمَا هِيَ أُمُّهُمْ * وَلَيْسَ لَهَا ثَدْيٌ وَلَيْسَ لَهَا بَعْلُ وَنحْوَ مَزِيدٍ مِنَ التَّيْسِير: كَأَنَّمَا كِيزَانُهَا أَنْجُمُ * دَائِرَةٌ في فَلَكٍ دَائِرِ مَا هُوَ 00؟ حَاكِمٌ لاَ يَظْلِمُ * فى النَّاسِ محَكَّمُ لِسَانُهُ طَوِيلٌ * وَلَكِنْ لاَ يَشْتُمُ وَنحْوَ مَزِيدٍ مِنَ التَّيْسِير: الحَاكِمُونَ بِلاَ سَمْعٍ وَلاَ بَصَرِ * وَلاَ لِسَانٍ فَصِيحٍ يُعْجِبُ النَّاسَا

وَلاَ يجُورُونَ فى حُكْمٍ لَهُمْ أَبَدَاً * حَتىَّ غَدَا حُكْمُهُمْ في النَّاسِ مِقْيَاسَا ج: الهَوْن / مِدَقُّ الثَّوْم 0 أَخْبِرُوني أَيُّ شَيْءٌ * أَوْسَعُ مَا فِيهِ فَمُهْ في بَطْنِهِ وَلَدُهُ * يَرْفُسُهُ وَيَلْكُمُهْ فَهُوَ يَصْرُخُ دَوْمَاً * وَلَمْ يجِدْ مَنْ يَرْحَمُهْ ـــــــــــــــــــــــ ج: الهَوْن / مِدَقُّ الثَّوْم 0 مَا هِيَ 00؟ وَآكِلَةٍ بِغَيْرِ فَمٍ وَبَطْنٍ * لَهَا الأَشْجَارُ وَالحَيَوَانُ قُوتُ إِذَا أَطْعَمْتَهَا عَاشَتْ وَعَاثَتْ * وَإِن أَسْقَيْتَهَا مَاءً تَمُوتُ ج: النَّار 0 مَا هِيَ 00؟ وَمَا شَيْءٌ إِذَا فَسَدَا * تحَوَّلَ غَيُّهُ رَشَدَا وَإِن هُوَ ظَلَّ في دَعَةٍ * أَثَارَ الشَّرَّ حَيْثُ بَدَا ذَكِيُّ العِرْقِ وَالِدُهُ * وَلَكِنْ بِئْسَ مَا وَلَدَا ج: الخَمْر 0 مَا هُوَ 00؟

وَغَانِيَةٍ جَاءتْ بِأَخْرَسَ نَاطِقٍ * بِدُونِ لِسَانٍ ظَلَّ يَنْطِقُ بِالسِّحْرِ لِتَكْشِفَ سِرَّ العَاشِقِينَ بِنُطْقِهِ * كَمَا تَكْشِفُ الأَقْلاَمُ مِنهُمْ عَنِ السِّرِّ إِذَا مَا لَوَتْ يَوْمَاً بِهِ إِصْبَعَاً لَهَا * غَلاَ الحُبُّ في سُوقِ الأَحِبَّةِ في السِّعْرِ ج: العُود / المِزْهَر 0 مَا هُوَ 00؟ فَوْقَ الرَّأْسِ يحْمِلُ * الأَقْذَارَ وَالأَعْفَان وَتَدُوسُ أَرْجُلُه * اليَاقُوتَ وَالمَرْجَان وَهَكَذَا يَسْفُلُ * الرَّاجِحُ في المِيزَان ج: البَحْر 0 وَمَا اسْمٌ سُدَاسِيٌ إِذَا مَا قَرَأْتَهُ * تَرَى فِيهِ مَا قَدْ يُسْتَطَابُ وَيُنْكَرُ لَهُ ثُلُثَاً يَأْتِيكَ بِالمَوْتِ فَجْأَةً * وَثُلْثٌ مَعَ الكُتَّابِ يُطْوَى وَيُنْشَرُ وَثُلْثٌ وَقَاكَ اللهُ مِمَّنْ دَعَا بِهِ * إِلى اللهِ أَمْسَى ذَنْبُهُ لاَ يُغْفَرُ

وَفي الشَّطْرَةِ اليُمْنى دَلِيلٌ عَلَى الهَوَى * حَدِيثٌ شَجِيٌّ بِاللَّيَالي مُعَطَّرُ وَفي شَطْرِهِ البَاقِي إِذَا مَا أَكَلْتَهُ * يُقَصِّرُ عَنهُ في الحَلاَوَةِ سُكَّرُ فَأَوِّلْ لَنَا ذَا اللُّغْزِ إِنْ كُنْتَ ذَا حِجَا * فَلُغْزِي عَلَى ذِي اللُّبِّ لُغْزٌ مُيَسَّرُ ج: سَمَرْقَنْد 0 وَالقَنْدُ هُوَ عَسَلُ قَصَبُ السُّكَّر 0 {لِسَانُ العَرَب: 369/ 3} مَا هُوَ 00؟ مَا طَائِرٌ كَانَ يَوْمَاً خَصْمَ إِبْلِيسِ * لاَ زَالَ صَاحِبَ تَنْقِيبٍ وَتَدْسِيسِ يُصْبي بِمَنْظَرِهِ يُعْبي بِمَخْبَرِهِ * يَحْتَالُ في أَمْرِهِ شَأْنَ الجَوَاسِيسِ قَدْ هَمَّ يَوْمَاً نَبيٌّ ذَبْحَهُ غَضَبَاً * لَوْلاَ سِعَايَةُ صَاحِبِنَا بِبَلْقِيسِ ج: الهُدْهُد 0 مَا هُوَ 00؟ وَمَا شَيْءٌ يُرَى في السُّو * قِ مَعْدُودَاً مَوْزُونَا إِذَا مَا زِدْتَهُ وَاوَاً * وَنُونَاً صَارَ مَوْزُونَا *********

في الشَّكْلِ كَالأَصَابِعِ * مَوْزُونٌ عِنْدَ البَائِعِ وَاسْمُهُ الطَّلْحُ المَنْضُودُ * وَهُوَ في اللُّغْزِ مَوْجُودُ ج: المَوْز 0 امْلأْ مَا بَينَ القَوْسَين 00؟ أَلْفَيْتُهَا عُرْيَانَةِ * لَمْ تَسْتَتِرْ بحُلَّةِ قَبَّلْتُهَا فَقَهْقَهَتْ * ضَاحِكَةً مِنْ قُبْلَتي وَلَمْ أَزَلْ مُقَبِّلاً * حَتى رَوَيْتُ غُلَّتي حَبِيبَتي تِلْكَ وَمَا * قَصَدْتُ غَيرَ {000} ج: القُلَّةِ 0 مَا هوَ الشَّيْءُ الَّذِي تَتَحَدَّثُ عَنهُ القَصِيدَة 00؟ لَوْ تَرَاهُ قُلْتَ حُوتٌ طَائِرٌ * هَذِهِ الدُّنيَا لَهُ لجَّةُ مَاءْ أَبْيَضُ البَشْرَةِ فِضِّيٌّ إِذَا * لاَحَ ظَنَّتْهُ العُيُونُ ابْنَ ذُكَاءْ تَسْأَلُ الطَّيْرُ سِبَاعَ الجَوِّ عَنْ * ذَا الَّذِي يَسْبَحُ في جَوِّ السَّمَاءْ أَيُّهَا السَّائِلُ عَمَّا قَدْ رَأَى * لَكَ في مَمْلَكَةِ الجَوِّ العَزَاءْ

آيَةٌ لَوْ أَنَّهُ فِيمَا مَضَى * قِيلَ إِحْدَى مُعْجِزَاتُ الأَنْبِيَاءْ أَبُسَاطٌ أَمْ بُرَاقٌ آخَرٌ * أَمْ خَيَالٌ مِن خَيَالِ الشُّعَرَاءْ مِثْلُهُ إِنْ كَانَ مَعْنىً لَمْ يَكُن * في المَعَاني غَيْرَ مَعْنى الكِبْرِيَاءْ مُعْجِزَاتُ الرُّسْلِ وَلىَّ عَصْرُهَا * وَتجَلَّتْ مُعْجِزَاتُ العُلَمَاءْ {ابْنُ ذُكَاء: أَيِ ابْنُ الشَّمْس 0 وَالْقَصِيدَةُ لمحَمَّدٍ الأَسْمَرِ في الطَّائِرَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَنحْوَ مَزِيدٍ مِنَ التَّيْسِير: يَا لاَئِمِي لاَ تَلُمْني لَسْتُ أَرْكَبُهَا * عِفْرِيتَةٌ هِيَ مِنْ شَرِّ العَفَارِيتِ كَأَنَّهَا حِينَمَا طَارَتْ بِمَن حَمَلَتْ * حِدَّاءةٌ خَطَفَتْ بَعْضَ الكَتَاكِيتِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} إِنَّ الطَّمَعَ لاَ يحْمَدُ إِلاَّ فيهِ؛ فَإِنَّهُ كَمَا قَالَ الشَّاعِر:

مِثْلُ النَّعِيمِ فَلَيْسَ فِيهِ قَنَاعَةٌ * بَلْ فِيهِ تحْمَدُ كَثْرَةُ الأَطْمَاعِ [60]ـ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنَهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لاَ يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَإِنهَا مَثَلُ المُسْلِمِ ـ أَيْ كُلُّهَا مَنَافِعُ ـ حَدِّثُوني مَا هِيَ 00؟ فَوَقَعَ النَّاسُ في شَجَرِ البَوَادِي، قَالَ عَبْدُ الله: فَوَقَعَ في نَفْسِي أنهَا النَّخْلَةُ فَاسْتَحْيَيْتُ، ثمَّ قَالُواْ حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ هِيَ النَّخْلَةُ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 60]

وَفَرَاسَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنَهُ لَمْ تَكُ وَلِيدَةَ الصُّدْفَةِ وَإِنمَا كَانَتْ لهَا دَوَاعٍ وَأَسْبَاب: وَمِنهَا رُؤْيَتُهُ لحَالِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَثْنَاءَ قَوْلِهِ هَذَا الكَلاَم: حَيْثُ أُهْدِيَ لَهُ قَبْلَهُ جُمَّار: وَالجُمَّارُ هُوَ قَلْبُ النَّخْلَةِ في أُمِّ رَأْسِهَا، وَيَكُونَ أَبْيَضَ يمِيلُ إِلى الصُّفْرَة، حُلْوَاً مَذَاقُهُ بَعْضَ الشَّيْء، لَدِنَ المجَسِّ كَقَلْبِ البَاذِنجَان 0 [70]ـ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنَهُ أَنَّهُ قَال: كُنَّا عِنْدَ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُتيَ بجُمَّارٍ فَقَال:

" إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً مَثَلُهَا كَمَثَلِ المُسْلِم؛ فَأَرَدْتُ أَن أَقُولَ هِيَ النَّخْلَةُ فَإِذَا أَنَا أَصْغَرُ القَوْمِ فَسَكَتّ، قَالَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ النَّخْلَةُ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 70] [128]ـ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنَهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لاَ يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَهِيَ مَثَلُ المُسْلِم: حَدِّثُوني مَا هِيَ 00؟ فَوَقَعَ النَّاسُ في شَجَرِ البَادِيَةِ وَوَقَعَ في نَفْسِي أنهَا النَّخْلَةُ فَاسْتَحْيَيْت، فَقَالُواْ يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنَا بهَا 00؟

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ النَّخْلَة، فَحَدَّثْتُ أَبي بمَا وَقَعَ في نَفْسِي فَقَال: لأَنْ تَكُونَ قُلتَهَا أَحَبُّ إِليَّ مِن أَنْ يَكُونَ لي كَذَا وَكَذَا " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 128، 5027] مَا هِيَ 00؟ تُنَادِيكَ: أَنِ اجْعَلْني * كَأُمٍّ لاَ تَمِلْ عَنيِّنِ وَلاَ تَفْزَعْ كَمَأْخُوذٍ * مِنَ البَيْتِ إِلى السِّجْنِ كَأَنِّي وَجْهُ صَيَّادٍ * وَأَنْتَ الطَّيرُ في الغُصْنِ وَلاَ بُدَّ لَكَ اليَوْمَ * وَإِلاَّ فَغَدَاً مِنيِّنِ أَوِ اسْتَغْنِ عَنِ العَقْلِ * إِذَن عَنيِّ سَتَسْتَغْنينِ أَنَاْ المِصْبَاحُ لِلْفِكْرِ * أَنَاْ المِفْتَاحُ لِلذِّهْنِ أَنَاْ البَابُ إِلى المجْدِ * تَعَالَ ادْخُلْ عَلَى اليُمْنِ غَدَاً سَتَجُولُ في حَوْشِي * وَتَقْضِي الْيَوْمَ في حُضْنينِ

وَتَلْقَى فيَّ إِخْوَانَاً * كَمِثْلِكَ أَنْتَ في السِّنِّ تُنَادِيهِمْ بِيَا مجْدِي * وَيَا فِكْرِي وَيَا حُسْنينِ وَآبَاءٍ أَحَبُّوكَ * وَمَا أَنْتَ لَهُمْ بِابْنِ {أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي في مجْمُوعَتِهِ بِقَصَائِدِ الأَطْفَالِ بِالشَّوْقِيَّات} ـــــــــــــــــــــــ هُوَ كَالنَّعِيمِ فَلَيْسَ فِيهِ قَنَاعَةٌ * بَلْ فِيهِ تحْمَدُ كَثْرَةُ الأَطْمَاعِ ج: العِلْم 0 وَذِي أُذُنٍ بِلاَ سَمْعٍ * وَلاَ بَصَرٍ وَلاَ وَعْيِ وَمَنْ يُبْصِرْهُ عَنْ ظَمَأٍ * يَنَلْ مَا شَاءَ مِنْ رِيِّ ج: الكُوب 0 أَتَى شَرْطِيّ بِشَابٍّ ثَمِلٍ فَسَأَلَهُ ابْنُ مَن أَنْت 00؟ فَقَال: أَنَا ابْنُ الَّذِي لاَ يُنْزِلُ الدَّهْرَ قِدْرَهُ * وَإِنْ نَزَلَتْ يَوْمَاً فَسَوْفَ تَعُودُ تَرَى النَّاسَ أَفْوَاجَاً عَلَى ضَوْءِ نَارِهِ * فَمِنهُمْ قِيَامٌ حَوْلَهَا وَقُعُودُ

فَظَنَّهُ ابْنُ أَحَدِ الأَعْيَانِ وَخَلَّى سَبِيلَه، رَغْمَ أَنَّ أَبَاهُ صَاحِبَ حِرْفَةٍ لاَ يَشْتَغِلُ بِهَا إِلاَّ الفُقَرَاء 00!! تُرَى مَاذَا كَانَتْ صَنعَةُ أَبِيه 00؟! ج: كَانَ صَاحِبَ عَرَبَةِ فُول 00!! اذا كان تمر فى طبق، وقال قائل هذه التمرة افضل العشر، وقال اخر هذه التمرة افضل من العشر: فكم عدد التمر فى كلتا الحالتين؟ اعرب واضبط ما بين القوسين فى العبارتين: 1** ما أكثر (الشياطون) 2** قال (الشياطين) منكرا من القول وزورا ************************ لما لم يقل الله تعالى "المستضعفون " رغم انها مبتدأ وقال " المستضعفين " فى الاَية الكريمة {وما لكم لاَ تقاتلون فى سبيل الله (والمستضعفين) من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا اخرجنا من هذه البلدة الظالم اهلها واجعل لنامن لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا} *************************

أئت بجمعى تكسير احدهما ينتهى بتاء المؤنث السالم، والاَخر ينتهى بنون المذكر السالم 0 ************************* أعرب كلمة نستعين فى الفاتحة ام الكتاب ************************* اتدرى متى تأتى الـ (10) مؤنثة، ومتى تأتى مذكرة، وفى ضوء ما تعرفه علل قوله تعالى {من جاء بالحسنة فله عشر امثالها} ************************* لم قال الله تعالى {حتى اذا كنتم فى الفلك وجرين بهم بريح طيبة} ولم يقل وجرت بهم 0000؟ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°ـــ منصوبة على الظرفية ****************** عدد التمر فى الحالة الاَولى (10) لأنالتمرة مضاة الى العشر؛ لذا خفضناها على الاَضافة، اما فى الحالة الثانية فعدد التمر (11) لأن التمرة منفصلة عن العشر بـ (من)

لأن الشياطين جمع تكسير للشيطان، ليست جمع مذكر سالم حتى ترفع بالواو، أما النون فهى اصلية: اى فى اصل كلمة الشيطان وجمعت معها وليست زائدة كما العاملون جمعا لكلمة لاَ نون فيها0 ****************** "المستضعفين " ليست مبتدأ كما ذكر، بل معطوفة على لفظ الجلاَله 000 اى فى سبيل الله وفى سبيل المستضعفين من 000 الاَية وفيها دليل واضح على ان الواو المرسلة ليست على سبيل الشرك وانما هى على سبيل اللغو؛ ومنه قوله (ص) "افلح وابيه ان صدق" وايد ذلك سبحانه وتعالى فى بداية سورة النساء فى قوله {واتقوا الله الذى تسائلون به والاَرحام} ****************** بنات وطواعين ****************** نستعين: فعل مضارع مرفوع بالضمة (لم يسبقة ناصب ولاَ جازم) ******************

تجرى فى هذا مجرى الـ (3) والـ (4): فتذكر فى حالة المعدود المؤنث، وتؤنث فى حالة المعدود المذكر، هذا 00 ان كانت وحدها: فيقال عشرة مرضى، وعشر زجاجات اما ان كانت مركبة فى عدد اخر فتتبع المعدود فى التأنيث والتذكير: فيقال ثلاَثة عشر مريضا، وثلاَث عشرة زجاجة 0 اما عن الاَية الكريمة والتى يخيل اليك لأول وهلة انها كان ينبغى ان تكون: من جاء بالحسنة فله عشر امثالها00 الاَ انها جاءت عشر امثالها لغائب تقديره: عشر حسنات امثالها (أ 0 هـ) ****************** لأن الفلك من الكلمات النادرة فى اللغة العربية التى تأتى على سبيل الجمع والمفرد: فهى هنا بمعنى السفن؛ لذا قال "وجرين" وليست بمعنى السفينة حتى يقول جرت، ومثلها تماما: واجعلنا للمتقين اماما: فالمعنى ائمة؛ حيث انها من هذه الكلمات النادرة التى تأتى جمعاومفردا0 ****************** وازن بين (يا بني)، (يا ابني)

وازن بين (بنو الاَهرام)، (بنوا الاَهرام) ************************* ائت بسبعة افعال ماضية تبدأ بحرف الياء ************************* الاَلغاز الحسابية ماعدد: اذا ضرب فى (5) وجمع على (5) ثم طرح منه (5) ثم قسم على (5) كان الناتج (5) 00000000؟ ************************* ماعدد: اذا ضرب فى (5) وجمع على (5) ثم قسم على (5) ثم طرح منه (5) كان الناتج (5) 00000000؟ ************************* املأ هذه الخانات بحيث يكون مجموع كل صف وكل عمود (34) 000000 شريطة ان لاَ يتكرر عددان، وان لاَ تترك خانة فارغة: ************************* املأ هذه الخانات بحيث يكون مجموع كل صف وكل عمود (35) 000000 شريطة ان لاَ يتكرر عددان، وان لاَ تترك خانة فارغة: ************************* الحل يفرض ان هذا العدد "س" يكون: (5س + 5) * 5 (5س + 5) * 5 ويضرب الوسطين فى الطرفين ينتج ان: (5 س+5) = 50

اذن (5س) = 50 ** 5 = 45 45 5 (9×5) + 5 وللتأكد: ... * 5 = 45 + 5 * 5 = 50 * 5 * كما قيل لنا ****************** أما اللغز الأول فلاَ يحتاج فى الحقيقة الى عملية حسابية؛ لأن الحل انما يعتمد على قوة الملاَحظة: حيث ان المسألة دائرية: فبعد الضرب والجمع عدنا فطرحنا وقسمنا، وبالتالى عادت المسألة الى سيرتها الاَولى، وبالتالى فأى حل صالح لتطبيق المسألة عليه بمعنى: اذا كان الحل المطلوب هو (5) كان العدد هو خمسة، وان كان (9) كان (9) ****************** بنى الاَولى ـــــ بضم الباء ـــــ تصغير ابن، اما الثانية ــــ بفتح الباء ــــ فهى مثنى، وحذفت النون للاَضافة كقولنا: ابنى معاذ، ولما كان المضاف اليه ياء الملكية: ادغمت الياءَان ـــــ ياء المثنى التى قبل النون، وياء الملكية ــــ فصارت بالياء المشددة 0 ******************

أما السؤال الثانى: بنو أصلها ايضا بنون، وحذفت النون للاَضافة والمعنى أبناء الاَهرام (الفراعنة) اما الثانية: فهى فعل ماض من بنى؛ ولذا كتب بواو الجماعة ****************** يئس / يمم: اى قصد، ومنه قوله تعالى " ولاَ تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه الاَ ان تغمضوا فيه " / يفع (من يافع) / يسر / يقن / يقظ / ينع: من اينعت الثمار / يتم 0 ****************** الفيتها عريانتا * لم تستتر بحلة قبلتها فقهقهت * ضاحكة من قبلتى ولم ازل مقبلاَ * حتى رويت غلتى حبيبتى تلك وما * قصدت غير (اسمها) ************************* اذكر عشرا من كنى والقاب الاَسد 00؟ ************************* اذكر عشرا من القاب السيف ******** اذكر عشرا من القاب وكنى الثعلب ************************* اذكر عشرا من كنى والقاب الذئب ************************* اذكر خمسا من كنى والقاب حمار الوحش

************************* اذكر خمسا من كنى والقاب المها (بقر الوحش)، المشهور بطيب لحمه وجمال عينيه) 0000؟ ******** اذكر عشرا من كنى والقاب الغزال00000؟ ******** اذكر عشرا من القاب الحية والثعبان ولقبا للعقرب 000؟ ******** وبمناسبة الاَفاعى (وما اكثرها) والشىء بالشىء يذكر ما الفرق بين: النهش / اللدغ / اللسع0000000؟ ******** الاَجوبة ** القله ************************ الليث / الهزبر / الضيغم / الضرغام /الغضنفر الرئبال / البيهس والبهنس /درواس /أسامة / رستم / الخزرج / العباس /حمزة / حمارس / عوف/ هرماس / الشيظم / الغضافر ******** الحسام / الصيلم / الهذهاذ / الهذاهذ/ المهند/ الهندوانى / المخصل / الصارم/ الباتر / القرضاب / الاَحدب/ اللهذم / الصمصامه/ الفرند0 ********

ابو الحصن / تتفل (الواردة بمعلقة امرأ القيس) / ثعاله/ هجرس (ومنه اسم الفنان الشعير نيبل الهجرسى) /صيدا / ضغبوس / سمسم/ سماسم/ هيطل0 ******** ابو جعدة / سندان /عوف / سرحان/ السيد/ (جهيزة: للأنثى) / ابو رعلة / علوص / اطلس/ اكدر / الاَكحل / رئبال/ اوس/ لعلع/ دعلج / ارسح/ قطرب / الاَقزل/ شقذان 0 ******** علجوم/ علج/ يحمور/ مسحل/ عكرمة / ااتان (للأنثى) / ناحوص / حمار الزرد/ديدب: (خلاَف بيدب الفيلسوف الهندى، صاحب كتاب كليلة ودمنة) / ام حليس/تولب / دروص/ الجحش/ الفرا: ومنه المثل العربى الشهير /كل الصيد فىجوف الفرا: حث خرج ثلاَثة نفر للصيد فصاد احدهما ارنب، والاَخر غزال، والثالث حمار وحش 00

فافتخر صاحب الاَرنب وصاحب الغزال على صاحب الحمار: فعيره صاحب الاَرنب بفرائه الناعم، وعيره صاحب الغزال بحسن منظره وطيب مخبره فقال لهم موتو ابغيظكم 00؛ كل الصيد فى جوف الفرا00 فسارت مثلاَ 0 ******** المها / الجؤذر / الخنساء / مارية 0 ******** يعفور / عزة /الظبى / الرشأ (ومنه سمينا رشا/ خوله (ومنه خوله بنت مالك التى جادلت النبى فى زوجها) / رئم وريم/ الخشف/ شادن/ آرام (للجمع) 0 ******** الشجاع / الاَقرن / الحنش/ الاَسود/ الجندب/ الاَرقم / الدساس/ الأعيرج/ الاَيم/ الاَخزم/ الصل/ التنين/ الرقطاء/الرتيلاَء / الاَفعى، والاَفعوان للذكر/ ذو الزبيبتين (او) الطفيتين / أم الربيق، اما العقرب فيلقب: بالشّبدع ******** النهش خاص بالسباع، امااللدغ: فخاص بالحيات والثعابين، اما اللسع: فخاص بالعقارب، وعلى وجه العموم: فاللسع يكون بالذنب، اما النهش والدغ فبالفم:

قبض احد رجال الشرطةفى عهد الخليفة المأمون على رجل متصعلق فما ان اراد ان يبطش به قال له على رسلك، اتدرى من انا قال له ومن تكون غير صعلوك من صعاليك العرب 00!؟ قال: أَنَا ابْنُ الَّذِي لاَ يُنْزِلُ الدَّهْرَ قِدْرَهُ * وَإِنْ نَزَلَتْ يَوْمَاً فَسَوْفَ تَعُودُ تَرَى النَّاسَ أَفْوَاجَاً عَلَى ضَوْءِ نَارِهِ * فَمِنهُمْ قِيَامٌ حَوْلَهَا وَقُعُودُ فظنه ابن احد الاَعيان فخل سبيله برغم انه كان ابن افقر رجل فىالبلدة 00 تترى ما كانت صناعة ابيه ــــ مع العلم انها لاَزالت منتشرة بيننا حتى الاَن 000!!؟ ******** اذا علمت ان بالسوق ثلاَثة انواع من البط 000 نوع الواحدة بنصف فرنك، واخر الواحدة بفرنك واحد، والثالث الواحدة منها بثلاَثة فرنكات 00 فكيف تشترى بعشرين فرنك عشرين بطة من الاَنواع الثلاَثة00؟ ******** ما هو:

كان يقف بعربة فول وبليلة على الطريق، وتفد اليه الناس من كل فج عميق 00!! ******* بفرض ان عدد البط الذى سنشتريه من النوع الاَول (س) وعدد البط الذى سنشتريه من النوع الثانى (ص) وعدد البط الذى سنشتريه من النوع الثالث (ع) فالمطلوب اذن ان يكون: (س × ـــــــ) + (ص ×1) + (ع×3) = (س +ص+ع) اى: ـــــــ س +ص+3 ع = (س+ص+ع) وبحذف (ص) من الطرفين ينتج ان: ــــــ س + 3ع = س + ع اذن: 3ع ** ع = س ـــــ ــــــ س اذن: 2 ع = ــــــ س وبالتعويض ينتج ان للمسألة ثلاَثة حلول: فبالتعويض عن ع بـ (1) ينتج ان:2 (1) = ــــ س، اذن س = (4) وبالتالى يكون الحل كالآتى: عدد (1) بطه بـ 3 قروش، 4 بطة بـ ـــــــ قرش: اجمالى عدد (5) بطة بـ (5) قروش، والباقى بالباقى (15) بـ (15) 00000000 (الحل الاَول) أو بالتعويض عن ع بـ (2) ينتج ان 2 (2) = ـــــ س، اذن س = (8) وبالتالى يكون الحل كالآتى:

عدد: (2) بطة بـ (3) قروش، 8 بـ ــــــ قرش، و (10) بـ (10) 0000000000 (الحل الثانى) أو بالتعويض عن ع بـ (3) ينتج ان: 2 (3) = ـــــــ (س) اذن (س) = 6 ÷ ـــــــ = 12، وبالتالى يكون الحل: (3) بطه بـ (9) قروش، (12) بطه بـ (ــــــ) قرش، و (5) بـ (5) 000000 وبعد: فاعلموا انى ماتلجأت الى التعويض الاَ بعد التأكد منالسيطرة على الاَجابة وحصرها فى ارقام ثلاَثة، لاَ تقبل المعادلة سواهم0 (أ 0 هـ) ********* هى الطائرة *********** قسم هذا الشكل الى اربعة اشكال متساوية: ***************** معنا ذئب وخروف وبرسيم، ونريد ان نحملهم الى الشاطىء الاَخر: فماذا نفعل ان كان القارب لاَ يحمل اكثر من اثنين، احدهما المركبى 0000؟ ****** الاَجوبة ******

الساقية / الميزان / الهون / النار /الخمر / العود / البحر / مدينة سمرقند: فالسمر هو الحديث الشجى، والقند هو العسل، ويقال قنديد؛ ومنه قول المتنبى: {ان المنية عن الضيم قنديد} هذا تنصيفا، واما تثليثا: السم (معروف)، الرق: وهواللوح اوالدفتر، الند: وهو الشريك ********** ************* الخروف عامل مشترك؛ وبالتالى اماان يؤخذ او يستثنى، والحل ان يؤخذ ـــــــ اماان يستثنى: فالمركب لاَ يستطيع حمل البرسيم والخروف، وبعد نقله للبر الاَخرنعود فنأخذ احدالمتروكين: الذئب او البرسيم، ثم نتركه بالبر الاَخر ونعو بالخروف مرة اخرى الى البرا لاَول ونتركه ونأخذ ثانى المتروكين: الذئب او البرسيم الى البر الاَخر ثم نعود فنأخذ الخروف 0 (أ0هـ) أربع برتقالاَت نريدتقسيمها علىثلاَثة نفر بشرط ان لاَ يأخذ واحد اكثر من الثانى 00‍‍؟ إعرب "كل" في الآية الكريمة كان تمر في " وكل يوم هو في شأن "

إذا قال قائل هذه الت ما أكثر (الشياطون). قال الشياطين منكرا من القول وزورا. لما لم يقل الله تعالى المستضعفون وقال المستضعفين في الآية " وما لكم لاَ تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه البلدة الظالم أهلها وأجعل لنا من لدنك وليا وأجعل لنا من لدنك نصرا. ائت بجمعي تكسير أحدهما ينتهي بتاء المذكر السالم والآخر ينون المذكر السالم. إعرب كلمة " نستعين " في ام الكتاب ولاَ تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه - اعرب الكلمتين اللتين بين القوسين أتدري متى تأتي ال (10) مؤنثة ومتى تذكر وفي ضوء ما تعرفه علل قوله تعالى (من جاء بالحسنة فله عشرة أمثالها). قال الله تعالى (وجرين بهم بريح طيبة) ولم يقل وجرت بهم … وازن بين " يا بنى" و "يا ابنى". وازن بين "بنو" و "بنوا".

ائت بسبعة أفعال ماضية يائية الفاء (الاَفعال التي تلقى مشافهة ولاَ تكتب). نطقا (12) قميص على الحبل بكم مشبك… والمعنى اتنشر قميص على الحبل … الاَلغاز الحسابية. ما عدد إذا ضرب في خمسة وجمع الناتج على خمسة، ثم قسم على خمسة كان الناتج خمسة °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°ــــــــــ {تسالى الصائم في رمضان} زرعت لكم زرعا فاخرج شطأه فولوا وجوهكم دقائق شطره وانظروا الى ثمره اذا اثمر وينعه؛ فكل الصيد فىجوف الفرا، وعند جهينة الخبر اليقين 00 {اغنى الصباح عن المصباح يا ولدى} (ياسر الحمدانى) اعرب "كل" فى الاَيةالكريمة: {وكل يوم هو فى شأن} ************************ اذا كان تمر فى طبق، وقال قائل هذه التمرة افضل العشر، وقال اخر هذه التمرة افضل من العشر: فكم عدد التمر فى كلتا الحالتين؟ اعرب واضبط ما بين القوسين فى العبارتين: 1** ما أكثر (الشياطون)

2** قال (الشياطين) منكرا من القول وزورا ************************ لما لم يقل الله تعالى "المستضعفون " رغم انها مبتدأ وقال " المستضعفين " فى الاَية الكريمة {وما لكم لاَ تقاتلون فى سبيل الله (والمستضعفين) من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا اخرجنا من هذه البلدة الظالم اهلها واجعل لنامن لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا} ************************* أئت بجمعى تكسير احدهما ينتهى بتاء المؤنث السالم، والاَخر ينتهى بنون المذكر السالم 0 ************************* أعرب كلمة نستعين فى الفاتحة ام الكتاب ************************* اتدرى متى تأتى الـ (10) مؤنثة، ومتى تأتى مذكرة، وفى ضوء ما تعرفه علل قوله تعالى {من جاء بالحسنة فله عشر امثالها} ************************* لم قال الله تعالى {حتى اذا كنتم فى الفلك وجرين بهم بريح طيبة} ولم يقل وجرت بهم 0000؟

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°ـــ منصوبة على الظرفية ****************** عدد التمر فى الحالة الاَولى (10) لأنالتمرة مضاة الى العشر؛ لذا خفضناها على الاَضافة، اما فى الحالة الثانية فعدد التمر (11) لأن التمرة منفصلة عن العشر بـ (من) لأن الشياطين جمع تكسير للشيطان، ليست جمع مذكر سالم حتى ترفع بالواو، أما النون فهى اصلية: اى فى اصل كلمة الشيطان وجمعت معها وليست زائدة كما العاملون جمعا لكلمة لاَ نون فيها0 ****************** "المستضعفين " ليست مبتدأ كما ذكر، بل معطوفة على لفظ الجلاَله 000 اى فى سبيل الله وفى سبيل المستضعفين من 000 الاَية وفيها دليل واضح على ان الواو المرسلة ليست على سبيل الشرك وانما هى على سبيل اللغو؛ ومنه قوله (ص) "افلح وابيه ان صدق" وايد ذلك سبحانه وتعالى فى بداية سورة النساء فى قوله {واتقوا الله الذى تسائلون به والاَرحام}

****************** بنات وطواعين ****************** نستعين: فعل مضارع مرفوع بالضمة (لم يسبقة ناصب ولاَ جازم) ****************** تجرى فى هذا مجرى الـ (3) والـ (4): فتذكر فى حالة المعدود المؤنث، وتؤنث فى حالة المعدود المذكر، هذا 00 ان كانت وحدها: فيقال عشرة مرضى، وعشر زجاجات اما ان كانت مركبة فى عدد اخر فتتبع المعدود فى التأنيث والتذكير: فيقال ثلاَثة عشر مريضا، وثلاَث عشرة زجاجة 0 اما عن الاَية الكريمة والتى يخيل اليك لأول وهلة انها كان ينبغى ان تكون: من جاء بالحسنة فله عشر امثالها00 الاَ انها جاءت عشر امثالها لغائب تقديره: عشر حسنات امثالها (أ 0 هـ) ******************

لأن الفلك من الكلمات النادرة فى اللغة العربية التى تأتى على سبيل الجمع والمفرد: فهى هنا بمعنى السفن؛ لذا قال "وجرين" وليست بمعنى السفينة حتى يقول جرت، ومثلها تماما: واجعلنا للمتقين اماما: فالمعنى ائمة؛ حيث انها من هذه الكلمات النادرة التى تأتى جمعاومفردا0 وازن بين (يا بني)، (يا ابني) وازن بين (بنو الاَهرام)، (بنوا الاَهرام) ************************* ائت بسبعة افعال ماضية تبدأ بحرف الياء ************************* الاَلغاز الحسابية ماعدد: اذا ضرب فى (5) وجمع على (5) ثم طرح منه (5) ثم قسم على (5) كان الناتج (5) 00000000؟ ************************* ماعدد: اذا ضرب فى (5) وجمع على (5) ثم قسم على (5) ثم طرح منه (5) كان الناتج (5) 00000000؟ *************************

املأ هذه الخانات بحيث يكون مجموع كل صف وكل عمود (34) 000000 شريطة ان لاَ يتكرر عددان، وان لاَ تترك خانة فارغة: ************************* املأ هذه الخانات بحيث يكون مجموع كل صف وكل عمود (35) 000000 شريطة ان لاَ يتكرر عددان، وان لاَ تترك خانة فارغة: الحل يفرض ان هذا العدد "س" يكون: (5س + 5) * 5 (5س + 5) * 5 ويضرب الوسطين فى الطرفين ينتج ان: (5 س+5) = 50 اذن (5س) = 50 ** 5 = 45 45 5 (9×5) + 5 وللتأكد: ... * 5 = 45 + 5 * 5 = 50 * 5 * كما قيل لنا ****************** أما اللغز الأول فلاَ يحتاج فى الحقيقة الى عملية حسابية؛ لأن الحل انما يعتمد على قوة الملاَحظة: حيث ان المسألة دائرية: فبعد الضرب والجمع عدنا فطرحنا وقسمنا، وبالتالى عادت المسألة الى سيرتها الاَولى، وبالتالى فأى حل صالح لتطبيق المسألة عليه

بمعنى: اذا كان الحل المطلوب هو (5) كان العدد هو خمسة، وان كان (9) كان (9) ****************** بنى الاَولى ـــــ بضم الباء ـــــ تصغير ابن، اما الثانية ــــ بفتح الباء ــــ فهى مثنى، وحذفت النون للاَضافة كقولنا: ابنى معاذ، ولما كان المضاف اليه ياء الملكية: ادغمت الياءَان ـــــ ياء المثنى التى قبل النون، وياء الملكية ــــ فصارت بالياء المشددة 0 ****************** أما السؤال الثانى: بنو أصلها ايضا بنون، وحذفت النون للاَضافة والمعنى أبناء الاَهرام (الفراعنة) اما الثانية: فهى فعل ماض من بنى؛ ولذا كتب بواو الجماعة ****************** يئس / يمم: اى قصد، ومنه قوله تعالى " ولاَ تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه الاَ ان تغمضوا فيه " / يفع (من يافع) / يسر / يقن / يقظ / ينع: من اينعت الثمار / يتم 0 ****************** ــــ 5 = 5 = 5 + 5 = 10 اذن (س) =

الفيتها عريانتا * لم تستتر بحلة قبلتها فقهقهت * ضاحكة من قبلتى ولم ازل مقبلاَ * حتى رويت غلتى حبيبتى تلك وما * قصدت غير (اسمها) ************************* اذكر عشرا من كنى والقاب الاَسد 00؟ ************************* اذكر عشرا من القاب السيف ******** اذكر عشرا من القاب وكنى الثعلب ************************* اذكر عشرا من كنى والقاب الذئب ************************* اذكر خمسا من كنى والقاب حمار الوحش ************************* اذكر خمسا من كنى والقاب المها (بقر الوحش)، المشهور بطيب لحمه وجمال عينيه) 0000؟ ******** اذكر عشرا من كنى والقاب الغزال00000؟ ******** اذكر عشرا من القاب الحية والثعبان ولقبا للعقرب 000؟ ******** وبمناسبة الاَفاعى (وما اكثرها) والشىء بالشىء يذكر ما الفرق بين: النهش / اللدغ / اللسع0000000؟ ******** الاَجوبة ** القله ************************

الليث / الهزبر / الضيغم / الضرغام /الغضنفر الرئبال / البيهس والبهنس /درواس /أسامة / رستم / الخزرج / العباس /حمزة / حمارس / عوف/ هرماس / الشيظم / الغضافر ******** الحسام / الصيلم / الهذهاذ / الهذاهذ/ المهند/ الهندوانى / المخصل / الصارم/ الباتر / القرضاب / الاَحدب/ اللهذم / الصمصامه/ الفرند0 ******** ابو الحصن / تتفل (الواردة بمعلقة امرأ القيس) / ثعاله/ هجرس (ومنه اسم الفنان الشعير نيبل الهجرسى) /صيدا / ضغبوس / سمسم/ سماسم/ هيطل0 ******** ابو جعدة / سندان /عوف / سرحان/ السيد/ (جهيزة: للأنثى) / ابو رعلة / علوص / اطلس/ اكدر / الاَكحل / رئبال/ اوس/ لعلع/ دعلج / ارسح/ قطرب / الاَقزل/ شقذان 0 ********

علجوم/ علج/ يحمور/ مسحل/ عكرمة / ااتان (للأنثى) / ناحوص / حمار الزرد/ديدب: (خلاَف بيدب الفيلسوف الهندى، صاحب كتاب كليلة ودمنة) / ام حليس/تولب / دروص/ الجحش/ الفرا: ومنه المثل العربى الشهير /كل الصيد فىجوف الفرا: حث خرج ثلاَثة نفر للصيد فصاد احدهما ارنب، والاَخر غزال، والثالث حمار وحش 00 فافتخر صاحب الاَرنب وصاحب الغزال على صاحب الحمار: فعيره صاحب الاَرنب بفرائه الناعم، وعيره صاحب الغزال بحسن منظره وطيب مخبره فقال لهم موتو ابغيظكم 00؛ كل الصيد فى جوف الفرا00 فسارت مثلاَ 0 ******** المها / الجؤذر / الخنساء / مارية 0 ******** يعفور / عزة /الظبى / الرشأ (ومنه سمينا رشا/ خوله (ومنه خوله بنت مالك التى جادلت النبى فى زوجها) / رئم وريم/ الخشف/ شادن/ آرام (للجمع) 0 ********

الشجاع / الاَقرن / الحنش/ الاَسود/ الجندب/ الاَرقم / الدساس/ الأعيرج/ الاَيم/ الاَخزم/ الصل/ التنين/ الرقطاء/الرتيلاَء / الاَفعى، والاَفعوان للذكر/ ذو الزبيبتين (او) الطفيتين / أم الربيق، اما العقرب فيلقب: بالشّبدع ******** النهش خاص بالسباع، امااللدغ: فخاص بالحيات والثعابين، اما اللسع: فخاص بالعقارب، وعلى وجه العموم: فاللسع يكون بالذنب، اما النهش والدغ فبالفم: قبض احد رجال الشرطةفى عهد الخليفة المأمون على رجل متصعلق فما ان اراد ان يبطش به قال له على رسلك، اتدرى من انا قال له ومن تكون غير صعلوك من صعاليك العرب 00!؟ قال: أَنَا ابْنُ الَّذِي لاَ يُنْزِلُ الدَّهْرَ قِدْرَهُ * وَإِنْ نَزَلَتْ يَوْمَاً فَسَوْفَ تَعُودُ تَرَى النَّاسَ أَفْوَاجَاً عَلَى ضَوْءِ نَارِهِ * فَمِنهُمْ قِيَامٌ حَوْلَهَا وَقُعُودُ

فظنه ابن احد الاَعيان فخل سبيله برغم انه كان ابن افقر رجل فىالبلدة 00 تترى ما كانت صناعة ابيه ــــ مع العلم انها لاَزالت منتشرة بيننا حتى الاَن 000!!؟ ******** اذا علمت ان بالسوق ثلاَثة انواع من البط 000 نوع الواحدة بنصف فرنك، واخر الواحدة بفرنك واحد، والثالث الواحدة منها بثلاَثة فرنكات 00 فكيف تشترى بعشرين فرنك عشرين بطة من الاَنواع الثلاَثة00؟ ******** ما هو: لَوْ تَرَاهُ قُلْتَ حُوتٌ طَائِرٌ * هَذِهِ الدُّنيَا لَهُ لجَّةُ مَاءْ أَبْيَضُ البَشْرَةِ فِضِّيٌّ إِذَا * لاَحَ ظَنَّتْهُ العُيُونُ ابْنَ ذُكَاءْ تَسْأَلُ الطَّيْرُ سِبَاعَ الجَوِّ عَنْ * ذَا الَّذِي يَسْبَحُ في جَوِّ السَّمَاءْ أَيُّهَا السَّائِلُ عَمَّا قَدْ رَأَى * لَكَ في مَمْلَكَةِ الجَوِّ العَزَاءْ آيَةٌ لَوْ أَنَّهُ فِيمَا مَضَى * قِيلَ إِحْدَى مُعْجِزَاتُ الأَنْبِيَاءْ

أَبُسَاطٌ أَمْ بُرَاقٌ آخَرٌ * أَمْ خَيَالٌ مِن خَيَالِ الشُّعَرَاءْ مِثْلُهُ إِنْ كَانَ مَعْنىً لَمْ يَكُن * في المَعَاني غَيْرَ مَعْنى الكِبْرِيَاءْ مُعْجِزَاتُ الرُّسْلِ وَلىَّ عَصْرُهَا * وَتجَلَّتْ مُعْجِزَاتُ العُلَمَاءْ {ابْنُ ذُكَاء: أَيِ ابْنُ الشَّمْس 0 وَالْقَصِيدَةُ لمحَمَّدٍ الأَسْمَرِ في الطَّائِرَة} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° ونحو مزيد من التيسير: يَا لاَئِمِي لاَ تَلُمْني لَسْتُ أَرْكَبُهَا * عِفْرِيتَةٌ هِيَ مِنْ شَرِّ العَفَارِيتِ كَأَنَّهَا حِينَمَا طَارَتْ بِمَن حَمَلَتْ * حِدَّاءةٌ خَطَفَتْ بَعْضَ الكَتَاكِيتِ {محَمَّدٌ الأَسْمَر} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كان يقف بعربة فول وبليلة على الطريق، وتفد اليه الناس من كل فج عميق 00!! *******

بفرض ان عدد البط الذى سنشتريه من النوع الاَول (س) وعدد البط الذى سنشتريه من النوع الثانى (ص) وعدد البط الذى سنشتريه من النوع الثالث (ع) فالمطلوب اذن ان يكون: (س × ـــــــ) + (ص ×1) + (ع×3) = (س +ص+ع) اى: ـــــــ س +ص+3 ع = (س+ص+ع) وبحذف (ص) من الطرفين ينتج ان: ــــــ س + 3ع = س + ع اذن: 3ع ** ع = س ـــــ ــــــ س اذن: 2 ع = ــــــ س وبالتعويض ينتج ان للمسألة ثلاَثة حلول: فبالتعويض عن ع بـ (1) ينتج ان:2 (1) = ــــ س، اذن س = (4) وبالتالى يكون الحل كالآتى: عدد (1) بطه بـ 3 قروش، 4 بطة بـ ـــــــ قرش: اجمالى عدد (5) بطة بـ (5) قروش، والباقى بالباقى (15) بـ (15) 00000000 (الحل الاَول) أو بالتعويض عن ع بـ (2) ينتج ان 2 (2) = ـــــ س، اذن س = (8) وبالتالى يكون الحل كالآتى:

عدد: (2) بطة بـ (3) قروش، 8 بـ ــــــ قرش، و (10) بـ (10) 0000000000 (الحل الثانى) أو بالتعويض عن ع بـ (3) ينتج ان: 2 (3) = ـــــــ (س) اذن (س) = 6 ÷ ـــــــ = 12، وبالتالى يكون الحل: (3) بطه بـ (9) قروش، (12) بطه بـ (ــــــ) قرش، و (5) بـ (5) 000000 وبعد: فاعلموا انى ماتلجأت الى التعويض الاَ بعد التأكد منالسيطرة على الاَجابة وحصرها فى ارقام ثلاَثة، لاَ تقبل المعادلة سواهم0 (أ 0 هـ) ********* هى الطائرة وَجَارِيَةٍ لاَ تَسْتَرِيحُ إِذَا جَرَتْ * أُشَاهِدُهَا تجْرِي وَلَيْسَ لَهَا رِجْلُ وَتُرْضِعُ أَطْفَالاً وَمَا هِيَ أُمُّهُمْ * وَلَيْسَ لَهَا ثَدْيٌ وَلَيْسَ لَهَا بَعْلُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كَأَنَّمَا كِيزَانُهَا أَنْجُمُ * دَائِرَةٌ في فَلَكٍ دَائِرِ حاكم لاَ يظلم * فى الناس محكم لسانه طويل * ولكن لاَ يشتم

يونحو مزيد من التيسير والتفسير: الحَاكِمُونَ بِلاَ سَمْعٍ وَلاَ بَصَرِ * وَلاَ لِسَانٍ فَصِيحٍ يُعْجِبُ النَّاسَا وَلاَ يجُورُونَ فى حُكْمٍ لَهُمْ أَبَدَاً * حَتىَّ غَدَا حُكْمُهُمْ في النَّاسِ مِقْيَاسَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° أَخْبِرُوني أَيُّ شَيْءٌ * أَوْسَعُ مَا فِيهِ فَمُهْ في بَطْنِهِ وَلَدُهُ * يَرْفُسُهُ وَيَلْكُمُهْ فَهُوَ يَصْرُخُ دَوْمَاً * وَلَمْ يجِدْ مَنْ يَرْحَمُهْ ـــــــــــــــــــــــ وما شىء اذا فسدا * تحول غيه رشدا وان هو ظل فى دعة * اثار الشر حيث بدا ذكى العرق والده * ولكن بئس ما ولدا ********* وغانية جاءت بأخرس ناطق بدون لسان ظل ينطق بالسحر لتكشف سر العاشقين بنطقه كما تكشف الاَقلاَم منهم عن السر اذا ما لوت يوما به اصبعا لها غلاَ الحب فى سوق الاَحبة فى السعر ********** " الحطب: بينجيه * والدهب: يغرق فيه "

" وان رميت فيه الرمم * يشيلها فوق القمم" ********* فوق الرأس يحمل * الاَقذار والاَعفان وتدوس أرجله * الياقوت والمرجان وهكذا يسفل * الراجح فى الميزان قسم هذا الشكل الى اربعة اشكال متساوية: معنا ذئب وخروف وبرسيم، ونريد ان نحملهم الى الشاطىء الاَخر: فماذا نفعل ان كان القارب لاَ يحمل اكثر من اثنين، احدهما المركبى 0000؟ ****** الاَجوبة ****** الساقية / الميزان / الهون / النار /الخمر / العود / البحر / مدينة سمرقند: فالسمر هو الحديث الشجى، والقند هو العسل، ويقال قنديد؛ ومنه قول المتنبى: {ان المنية عن الضيم قنديد} هذا تنصيفا، واما تثليثا: السم (معروف)، الرق: وهواللوح اوالدفتر، الند: وهو الشريك ********** *************

الخروف عامل مشترك؛ وبالتالى اماان يؤخذ او يستثنى، والحل ان يؤخذ ـــــــ اماان يستثنى: فالمركب لاَ يستطيع حمل البرسيم والخروف، وبعد نقله للبر الاَخرنعود فنأخذ احدالمتروكين: الذئب او البرسيم، ثم نتركه بالبر الاَخر ونعو بالخروف مرة اخرى الى البرا لاَول ونتركه ونأخذ ثانى المتروكين: الذئب او البرسيم الى البر الاَخر ثم نعود فنأخذ الخروف 0 (أ0هـ) أربع برتقالاَت نريدتقسيمها علىثلاَثة نفر بشرط ان لاَ يأخذ واحد اكثر من الثانى 00‍‍؟ وما {تسالى الصائم في رمضان} زرعت لكم زرعا فاخرج شطأه فولوا وجوهكم دقائق شطره وانظروا الى ثمره اذا اثمر وينعه؛ فكل الصيد فىجوف الفرا، وعند جهينة الخبر اليقين 00 {اغنى الصباح عن المصباح يا ولدى} (ياسر الحمدانى) اعرب "كل" فى الاَيةالكريمة: {وكل يوم هو فى شأن} ************************

اذا كان تمر فى طبق، وقال قائل هذه التمرة افضل العشر، وقال اخر هذه التمرة افضل من العشر: فكم عدد التمر فى كلتا الحالتين؟ ************************ اعرب واضبط ما بين القوسين فى العبارتين: 1** ما أكثر (الشياطون) 2** قال (الشياطين) منكرا من القول وزورا ************************ لما لم يقل الله تعالى "المستضعفون " رغم انها مبتدأ وقال " المستضعفين " فى الاَية الكريمة {وما لكم لاَ تقاتلون فى سبيل الله (والمستضعفين) من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا اخرجنا من هذه البلدة الظالم اهلها واجعل لنامن لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا} ************************* أئت بجمعى تكسير احدهما ينتهى بتاء المؤنث السالم، والاَخر ينتهى بنون المذكر السالم 0 ************************* أعرب كلمة نستعين فى الفاتحة ام الكتاب *************************

اتدرى متى تأتى الـ (10) مؤنثة، ومتى تأتى مذكرة، وفى ضوء ما تعرفه علل قوله تعالى {من جاء بالحسنة فله عشر امثالها} ************************* لم قال الله تعالى {حتى اذا كنتم فى الفلك وجرين بهم بريح طيبة} ولم يقل وجرت بهم 0000؟ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°ـــ منصوبة على الظرفية ****************** عدد التمر فى الحالة الاَولى (10) لأنالتمرة مضاة الى العشر؛ لذا خفضناها على الاَضافة، اما فى الحالة الثانية فعدد التمر (11) لأن التمرة منفصلة عن العشر بـ (من) لأن الشياطين جمع تكسير للشيطان، ليست جمع مذكر سالم حتى ترفع بالواو، أما النون فهى اصلية: اى فى اصل كلمة الشيطان وجمعت معها وليست زائدة كما العاملون جمعا لكلمة لاَ نون فيها0 ******************

"المستضعفين " ليست مبتدأ كما ذكر، بل معطوفة على لفظ الجلاَله 000 اى فى سبيل الله وفى سبيل المستضعفين من 000 الاَية وفيها دليل واضح على ان الواو المرسلة ليست على سبيل الشرك وانما هى على سبيل اللغو؛ ومنه قوله (ص) "افلح وابيه ان صدق" وايد ذلك سبحانه وتعالى فى بداية سورة النساء فى قوله {واتقوا الله الذى تسائلون به والاَرحام} ****************** بنات وطواعين ****************** نستعين: فعل مضارع مرفوع بالضمة (لم يسبقة ناصب ولاَ جازم) ****************** تجرى فى هذا مجرى الـ (3) والـ (4): فتذكر فى حالة المعدود المؤنث، وتؤنث فى حالة المعدود المذكر، هذا 00 ان كانت وحدها: فيقال عشرة مرضى، وعشر زجاجات اما ان كانت مركبة فى عدد اخر فتتبع المعدود فى التأنيث والتذكير: فيقال ثلاَثة عشر مريضا، وثلاَث عشرة زجاجة 0

اما عن الاَية الكريمة والتى يخيل اليك لأول وهلة انها كان ينبغى ان تكون: من جاء بالحسنة فله عشر امثالها00 الاَ انها جاءت عشر امثالها لغائب تقديره: عشر حسنات امثالها (أ 0 هـ) ****************** لأن الفلك من الكلمات النادرة فى اللغة العربية التى تأتى على سبيل الجمع والمفرد: فهى هنا بمعنى السفن؛ لذا قال "وجرين" وليست بمعنى السفينة حتى يقول جرت، ومثلها تماما: واجعلنا للمتقين اماما: فالمعنى ائمة؛ حيث انها من هذه الكلمات النادرة التى تأتى جمعاومفردا0 ****************** الفيتها عريانتا * لم تستتر بحلة قبلتها فقهقهت * ضاحكة من قبلتى ولم ازل مقبلاَ * حتى رويت غلتى حبيبتى تلك وما * قصدت غير (اسمها) ************************* اذكر عشرا من كنى والقاب الاَسد 00؟ ************************* اذكر عشرا من القاب السيف ******** اذكر عشرا من القاب وكنى الثعلب

************************* اذكر عشرا من كنى والقاب الذئب ************************* اذكر خمسا من كنى والقاب حمار الوحش ************************* اذكر خمسا من كنى والقاب المها (بقر الوحش)، المشهور بطيب لحمه وجمال عينيه) 0000؟ ******** اذكر عشرا من كنى والقاب الغزال00000؟ ******** اذكر عشرا من القاب الحية والثعبان ولقبا للعقرب 000؟ ******** وبمناسبة الاَفاعى (وما اكثرها) والشىء بالشىء يذكر ما الفرق بين: النهش / اللدغ / اللسع0000000؟ ******** الاَجوبة ** القله ************************ الليث / الهزبر / الضيغم / الضرغام /الغضنفر الرئبال / البيهس والبهنس /درواس /أسامة / رستم / الخزرج / العباس /حمزة / حمارس / عوف/ هرماس / الشيظم / الغضافر ********

الحسام / الصيلم / الهذهاذ / الهذاهذ/ المهند/ الهندوانى / المخصل / الصارم/ الباتر / القرضاب / الاَحدب/ اللهذم / الصمصامه/ الفرند0 ******** ابو الحصن / تتفل (الواردة بمعلقة امرأ القيس) / ثعاله/ هجرس (ومنه اسم الفنان الشعير نيبل الهجرسى) /صيدا / ضغبوس / سمسم/ سماسم/ هيطل0 ******** ابو جعدة / سندان /عوف / سرحان/ السيد/ (جهيزة: للأنثى) / ابو رعلة / علوص / اطلس/ اكدر / الاَكحل / رئبال/ اوس/ لعلع/ دعلج / ارسح/ قطرب / الاَقزل/ شقذان 0 ******** علجوم/ علج/ يحمور/ مسحل/ عكرمة / ااتان (للأنثى) / ناحوص / حمار الزرد/ديدب: (خلاَف بيدب الفيلسوف الهندى، صاحب كتاب كليلة ودمنة) / ام حليس/تولب / دروص/ الجحش/ الفرا: ومنه المثل العربى الشهير /كل الصيد فىجوف الفرا: حث خرج ثلاَثة نفر للصيد فصاد احدهما ارنب، والاَخر غزال، والثالث حمار وحش 00

فافتخر صاحب الاَرنب وصاحب الغزال على صاحب الحمار: فعيره صاحب الاَرنب بفرائه الناعم، وعيره صاحب الغزال بحسن منظره وطيب مخبره فقال لهم موتو ابغيظكم 00؛ كل الصيد فى جوف الفرا00 فسارت مثلاَ 0 ******** المها / الجؤذر / الخنساء / مارية 0 ******** يعفور / عزة /الظبى / الرشأ (ومنه سمينا رشا/ خوله (ومنه خوله بنت مالك التى جادلت النبى فى زوجها) / رئم وريم/ الخشف/ شادن/ آرام (للجمع) 0 ******** الشجاع / الاَقرن / الحنش/ الاَسود/ الجندب/ الاَرقم / الدساس/ الأعيرج/ الاَيم/ الاَخزم/ الصل/ التنين/ الرقطاء/الرتيلاَء / الاَفعى، والاَفعوان للذكر/ ذو الزبيبتين (او) الطفيتين / أم الربيق، اما العقرب فيلقب: بالشّبدع ******** النهش خاص بالسباع، امااللدغ: فخاص بالحيات والثعابين، اما اللسع: فخاص بالعقارب، وعلى وجه العموم: فاللسع يكون بالذنب، اما النهش والدغ فبالفم:

قبض احد رجال الشرطةفى عهد الخليفة المأمون على رجل متصعلق فما ان اراد ان يبطش به قال له على رسلك، اتدرى من انا قال له ومن تكون غير صعلوك من صعاليك العرب 00!؟ قال: انا ابن الذى لاَ تنزل الدهر قدره وان نزلت يزما فسزف تعود فكلهم ياتيه يطلب رفده قيام تراهم حوله وقعود فظنه ابن احد الاَعيان فخل سبيله برغم انه كان ابن افقر رجل فىالبلدة 00 تترى ما كانت صناعة ابيه ــــ مع العلم انها لاَزالت منتشرة بيننا حتى الاَن 000!!؟ ******** اذا علمت ان بالسوق ثلاَثة انواع من البط 000 نوع الواحدة بنصف فرنك، واخر الواحدة بفرنك واحد، والثالث الواحدة منها بثلاَثة فرنكات 00 فكيف تشترى بعشرين فرنك عشرين بطة من الاَنواع الثلاَثة00؟ ******** ما هو: لاَح فى الآفاق جبار السماء كان يسبح مختالاَ فى الفضاء لو تراه قلت حوت طائر هذه الدنيا له لجة ماء ابيض البشرة فضى اذا لاَح ظنته العيون ذكاء

يسال النسر سباع الجو ما هذا الذى بين الاَرض والسماء ايها السائل عما قد راى لك فىمملكة الجو العزاء ابساط ام براق آخر اام يال من خيال الشعراء واما ان كان معنى لم يكن فى المعانى غير معنى الكبرياء آية لو انها فيما مضى قيل احدى معجزات الاَنبياء معجزات الرسل ولى عصرها وتجلت معجزات العلماء ونحو مزيد من التيسير: يا لاَئمى لاَ تلنى لست اركبها عفريته هى من شرالعفاريت كأنها حينما طارت بمن حملت حداية خطفت بعض الكتاكيت كان يقف بعربة فول وبليلة على الطريق، وتفد اليه الناس من كل فج عميق 00!! ******* بفرض ان عدد البط الذى سنشتريه من النوع الاَول (س) وعدد البط الذى سنشتريه من النوع الثانى (ص) وعدد البط الذى سنشتريه من النوع الثالث (ع) فالمطلوب اذن ان يكون: (س × ـــــــ) + (ص ×1) + (ع×3) = (س +ص+ع) اى: ـــــــ س +ص+3 ع = (س+ص+ع) وبحذف (ص) من الطرفين ينتج ان:

ــــــ س + 3ع = س + ع اذن: 3ع ** ع = س ـــــ ــــــ س اذن: 2 ع = ــــــ س وبالتعويض ينتج ان للمسألة ثلاَثة حلول: فبالتعويض عن ع بـ (1) ينتج ان:2 (1) = ــــ س، اذن س = (4) وبالتالى يكون الحل كالآتى: عدد (1) بطه بـ 3 قروش، 4 بطة بـ ـــــــ قرش: اجمالى عدد (5) بطة بـ (5) قروش، والباقى بالباقى (15) بـ (15) 00000000 (الحل الاَول) أو بالتعويض عن ع بـ (2) ينتج ان 2 (2) = ـــــ س، اذن س = (8) وبالتالى يكون الحل كالآتى: عدد: (2) بطة بـ (3) قروش، 8 بـ ــــــ قرش، و (10) بـ (10) 0000000000 (الحل الثانى) أو بالتعويض عن ع بـ (3) ينتج ان: 2 (3) = ـــــــ (س) اذن (س) = 6 ÷ ـــــــ = 12، وبالتالى يكون الحل: (3) بطه بـ (9) قروش، (12) بطه بـ (ــــــ) قرش، و (5) بـ (5) 000000 وبعد:

فاعلموا انى ماتلجأت الى التعويض الاَ بعد التأكد منالسيطرة على الاَجابة وحصرها فى ارقام ثلاَثة، لاَ تقبل المعادلة سواهم0 (أ 0 هـ) ********* هى الطائرة وجارية لاَ تستريح اذا جرت اشاهدها تجرى وليس لها رجل وترضع اطفالاَ وما هى امهم وليس لها ثدى وليس لها بعل ******* كأنما كيزانها انجم دائرة فى فلك دائر ******* حاكم لاَ يظلم * فى الناس محكم لسانه طويل * ولكن لاَ يشتم يونحو مزيد من التيسير والتفسير: الحاكمون بلاَ سمع ولاَ بصر ولاَ لسان فصيح يعجب الناسا ولاَ يجورون فى حكم لهم ابدا جتى غدا حكمهم فى الناس مقياسا ******** خبرونى اى شى * اوسع ما فيه فمه وابنه فى بطنه * يرفسه ويلكمه وصياحه يعلو * ولاَ احد يرحم ******** وآكلة بغير فم وبطن لها الاَشجار والحيوان قوت اذا اطعمها عاشت وعاثت وان ارويتها ماء تموت ********* وما شىء اذا فسدا * تحول غيه رشدا

وان هو ظل فى دعة * اثار الشر حيث بدا ذكى العرق والده * ولكن بئس ما ولدا ********* وغانية جاءت بأخرس ناطق بدون لسان ظل ينطق بالسحر لتكشف سر العاشقين بنطقه كما تكشف الاَقلاَم منهم عن السر اذا ما لوت يوما به اصبعا لها غلاَ الحب فى سوق الاَحبة فى السعر ********** " الحطب: بينجيه * والدهب: يغرق فيه " " وان رميت فيه الرمم * يشيلها فوق القمم" ********* فوق الرأس يحمل * الاَقذار والاَعفان وتدوس أرجله * الياقوت والمرجان وهكذا يسفل * الراجح فى الميزان ************** وما اسم سداسى اذا ما قرأته ترى فيه ما قد يستطاب وينكر له ثلث ياتيك بالموت فجأة وثلث مع الكتاب يطوى وينشر وثلث وقاك الله ممن دعا له بشىء كمثله ذنبه لاَ يغفر وفى الشطرة اليمنى أمارات الهوى حديث شجى بالليالى معطر وفى شطره الباقى اذا ما ذقته يقصر عنه فى المذاق السكر فأول لنا ذا اللغز ان كنت ذا حجى

فلغزى على ذى اللب نظم ميسر *********** قسم هذا الشكل الى اربعة اشكال متساوية أربع برتقالاَت نريدتقسيمها علىثلاَثة نفر بشرط ان لاَ يأخذ واحد اكثر من الثانى 00‍‍؟ ***************** معنا ذئب وخروف وبرسيم، ونريد ان نحملهم الى الشاطىء الاَخر: فماذا نفعل ان كان القارب لاَ يحمل اكثر من اثنين، احدهما المركبى 0000؟ ****** الاَجوبة ****** الساقية / الميزان / الهون / النار /الخمر / العود / البحر / مدينة سمرقند: فالسمر هو الحديث الشجى، والقند هو العسل، ويقال قنديد؛ ومنه قول المتنبى: {ان المنية عن الضيم قنديد} هذا تنصيفا، واما تثليثا: السم (معروف)، الرق: وهواللوح اوالدفتر، الند: وهو الشريك ********** *************

الخروف عامل مشترك؛ وبالتالى اماان يؤخذ او يستثنى، والحل ان يؤخذ ـــــــ اماان يستثنى: فالمركب لاَ يستطيع حمل البرسيم والخروف، وبعد نقله للبر الاَخرنعود فنأخذ احدالمتروكين: الذئب او البرسيم، ثم نتركه بالبر الاَخر ونعو بالخروف مرة اخرى الى البرا لاَول ونتركه ونأخذ ثانى المتروكين: الذئب او البرسيم الى البر الاَخر ثم نعود فنأخذ الخروف 0 (أ0هـ) وازن بين (يا بني)، (يا ابني) وازن بين (بنو الاَهرام)، (بنوا الاَهرام) ************************* ائت بسبعة افعال ماضية تبدأ بحرف الياء ************************* الاَلغاز الحسابية ماعدد: اذا ضرب فى (5) وجمع على (5) ثم طرح منه (5) ثم قسم على (5) كان الناتج (5) 00000000؟ ************************* ماعدد: اذا ضرب فى (5) وجمع على (5) ثم قسم على (5) ثم طرح منه (5) كان الناتج (5) 00000000؟ *************************

املأ هذه الخانات بحيث يكون مجموع كل صف وكل عمود (34) 000000 شريطة ان لاَ يتكرر عددان، وان لاَ تترك خانة فارغة: الحل يفرض ان هذا العدد "س" يكون: (5س + 5) * 5 (5س + 5) * 5 ويضرب الوسطين فى الطرفين ينتج ان: (5 س+5) = 50 اذن (5س) = 50 ** 5 = 45 45 5 (9×5) + 5 وللتأكد: ... * 5 = 45 + 5 * 5 = 50 * 5 * كما قيل لنا ****************** أما اللغز الأول فلاَ يحتاج فى الحقيقة الى عملية حسابية؛ لأن الحل انما يعتمد على قوة الملاَحظة: حيث ان المسألة دائرية: فبعد الضرب والجمع عدنا فطرحنا وقسمنا، وبالتالى عادت المسألة الى سيرتها الاَولى، وبالتالى فأى حل صالح لتطبيق المسألة عليه بمعنى: اذا كان الحل المطلوب هو (5) كان العدد هو خمسة، وان كان (9) كان (9) ******************

بنى الاَولى ـــــ بضم الباء ـــــ تصغير ابن، اما الثانية ــــ بفتح الباء ــــ فهى مثنى، وحذفت النون للاَضافة كقولنا: ابنى معاذ، ولما كان المضاف اليه ياء الملكية: ادغمت الياءَان ـــــ ياء المثنى التى قبل النون، وياء الملكية ــــ فصارت بالياء المشددة 0 ****************** أما السؤال الثانى: بنو أصلها ايضا بنون، وحذفت النون للاَضافة والمعنى أبناء الاَهرام (الفراعنة) اما الثانية: فهى فعل ماض من بنى؛ ولذا كتب بواو الجماعة ****************** يئس / يمم: اى قصد، ومنه قوله تعالى " ولاَ تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه الاَ ان تغمضوا فيه " / يفع (من يافع) / يسر / يقن / يقظ / ينع: من اينعت الثمار / يتم 0 املأ هذه الخانات بحيث يكون مجموع كل صف وكل عمود (35) 000000 شريطة ان لاَ يتكرر عددان، وان لاَ تترك خانة فارغة: زرعت لكم زرعا فاخرج شطأه

فولوا وجوهكم دقائق شطره وانظروا الى ثمره اذا اثمر وينعه؛ فكل الصيد فىجوف الفرا، وعند جهينة الخبر اليقين 00 {اغنى الصباح عن المصباح يا ولدى} (ياسر الحمدانى) اعرب "كل" فى الاَيةالكريمة: {وكل يوم هو فى شأن} أَنْتَ الذِي لمَّا رُفِعْتَ إِلَى السَّمَا (*) بِكَ قَدْ سَمَتْ وَتَزَيَّنَتْ لِلقَاكَا أَنْتَ الذِي مِنْ نُورِكَ البَدْرُ اكْتَسَى (*) وَانْشَقَّ مِنْ تَصْدِيقِهِ بِهُدَاكَا نَادَيْتَ أَشْجَارَاً أَتَتْكَ مُطِيعَةً (*) وَشَكَا الْبَعِيرُ إِلَيْكَ حِينَ رَآكَا وَالجِذْعُ حَنَّ إِلَيْكَ حِينَ تَرَكتُهُ (*) وَعَلَى سِوَاهُ أُوقِفَتْ قَدَمَاكَا مَاذَا يَقُولُ المَادِحُونَ وَمَا عَسَى (*) أَنْ يجْمَعَ الكُتَّابُ مِنْ مَعْنَاكَا صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا عَلَمَ الهُدَى أَنْتَ الذِي لمَّا رُفِعْتَ إِلَى السَّمَا (*) بِكَ قَدْ سَمَتْ وَتَزَيَّنَتْ لِلقَاكَا

أَنْتَ الذِي مِنْ نُورِكَ البَدْرُ اكْتَسَى (*) وَانْشَقَّ مِنْ تَصْدِيقِهِ بِهُدَاكَا نَادَيْتَ أَشْجَارَاً أَتَتْكَ مُطِيعَةً (*) وَشَكَا الْبَعِيرُ إِلَيْكَ حِينَ رَآكَا وَالجِذْعُ حَنَّ إِلَيْكَ حِينَ تَرَكتُهُ (*) وَعَلَى سِوَاهُ أُوقِفَتْ قَدَمَاكَا مَاذَا يَقُولُ المَادِحُونَ وَمَا عَسَى (*) أَنْ يجْمَعَ الكُتَّابُ مِنْ مَعْنَاكَا *******بالأحاجي******** أتى شرطيّ بشابّ ثمل فسأله ابن من أنت 00؟ فقال: أنا ابن الذي لاَيتزل الدّهر قدره وإن نزلت يوما فسوف تعود ترى الناس أفواجا على ضوء ناره فمنهم قيام حولها وقعود فظنه ابن أحد الأعيان وخلىسبيله رغم أنّ أباه صاحب حرفة لاَيشتغل بها إلاَ الفقراء00!!! ترى ماذا كانت صنعة أبيه 00!؟ اولاَ الاَذاعيات س1 النجار الشاطر يقيس عشرة مرات عشان يقطع مرة واحداة ولاَ تى يفكر قبل ما اقرر واللى يتخذ قرار بصعوبة ولاَ يمكن يخطا بسهولة

س2 الحكومة المصرية ايه رايك فيها؟ او لتك حزب الشيطانوجزب الشيطان همالخاسرون س3 هل كلهم فعلوا معك كما يفعل الشعراوى وهيكل وزير الثاقفة السابق؟! سيدتى الجملة؟ فذاك الذى يبن اللقائين وحهة فذاك الذى ايدى للك المنع ياسا ومن مطامعى انى اعالج اساعد اقربائى واحد الباحثين وظائف شاغة بتكلفتهمبجمع اللزومات ومراجعة قصيدةالعرب او ديوان العرب حقوق النشر متاحة لجميع الدول العربية الاَ مصر لاَ تريدللعمياء ان يبصروا وما كان للاَدب فى مصر سوق قط ومن طموحات ان اضيف كتابا فى فى الفتانى الفقهية والفقهية ومن طموحاتىالاَ اسمع يتمزق كتابى وتفصي

مش حاسيس انك حميدة الناس اكثر من طاقتها فى كتابك وطلبت المتحبل من ضحاتك ولما اردت بلاَد اساسها بشى من حتى لاَ يقولون ماحط ببلاَدنا حتى اصابنا عشرة مستيطرة اداء لاَبد ان ارحل عنكم لاَ يصيبكم من تحت راسى ى مستطير محزون الوافر ادواد ام شى ما ان كلة راجل احسن النى اجرة اناسيا الدهر ــــ ولم أزل مذلولاَحتي أعزّنا الله في ألمانيا ــــ لاَبل أعزّ الله المانيا بك يا اباالطيب

بعد العودة الىمصر بسانى مصر بالكلاَم الللى قولتنى مصر؟! لذل كنت قلت بحبوا بشروا للجاجة راىاليهود استطاع فاللى عملمتوة معايا مصر بخيلى اقول اكثر من شجدة ومن من بلية عليك لوما ما كنتش قلت فيهم اللى قلت هل كانوا احترفواالاَحترام دة!!؟ كلة لتعلم انى لم اخطى عندما قلت من احترمهم اهانوا ومن الن بحبهم ليس هكذا بالضبط وانمما المهم واذا كانو يحبوا بشروا بالطاعة للحاجة زى اليهودمن استطاعفللى عملمتوة يامصر يخلينى اقول اكثر من سجدة ويلين عليك لوما كن قلت فيهم اللى قلتة هل كانوا احترمونى كلة ليس هكذا بالصبط وانما المرو كاب شى هذا الكون تضع للنسبيتن بمعنى انها تتابسة منه شخص اخر ولكن للنسبين بمعنى انها تتاشبهة عصور الجاهلية الوسطةى فمن الواضح انها ترددت فى القرن الذى كانت يبنغى ان يكون فى ادج اقمر اكثر مما قلت واقسم بالله العظيم لو كانت يلبينى انا او اسافر اوحى البايان او فرنسا

او حتى اليابان ***************** وليس هذا هروبا؛ فقبلي هرب المصطفى00 ومن طموحاتى الاَ اسمع يتمزق كتابى وتيصصية كمالستطرف ومن طموحاتى ان جميع النوادر زالطرائف والمأثورة منه كل بيت من اتحاد العالم وبخاصة نوادر الصغار حتى لمسات الجمال فة ديكور المنزل نظير ارجوا مادية محزية ومنطموحاتى ايضا ان اتتبع ومسيحى امام عشرين مسلما اصبحت النسبة فى القرن الماضى متكالة كالماء فامام كل عشرين منالمسلمين عشرون من المسلمين برغم ان عدمتهمفامام كل عشرين من المسلمين عشرون م المسلمين برغم ان عدمتهم لاَ تسمح بهذا الغد اصلاَ فمن ايه لهم بهذا التفوق!؟ هل للصراعات التى كانت دائرة اينهم آنذاك والتى انصرصر لها مشاعرهم والشعراء مشاعرة؟! ولماذا!!!!؟ 6** ومن مطامحى ان اساعد اقرباتى واصدقائى والاَحثين عن وظائف شاغرة بتكلفتهم بجمع المال للزومات ومراجعة قصد العرب او ديوان العرب

7**ومن طوحاتى تتبع الكاريكتار بجيع المجلاَت والصحف والعربيةوتوظيفها كالشعر تماما وحشوها فى مؤلفاتى عائلاَت وقوممنيات وصداقيات وعداويات احناولاَد النهاردة؟ والنهاردة اين امبارح ولست اذا حرفت ثوبا بجامع تفارقة ن بعدها ما تجزقا لاَ تعتذروا اليوم من بعدها ما تجزقا لاَ تعذروا اليوم فلن اقبل منكم صدقا ولاَ عدلاَ وفى الى احدهم واراد ان يقدم لى اعتذار من نوع خاص اعرب عن وجهى او اليلك عنى بالنسبة فليست من ليسروا على انسنى كما نهمن ابيسر عليك ان تعذر هلى جيران السوق الذين اخذوا فى التقريب الى بمجرد ان بلغت المنى انا لاَ ارعرف ايام الرخاء الاَ من عرفتى ايام الشدة مش حساس من ضحايك ولماذا اردت فى كتابك قطاع فمر بها مستطاع!؟ ولماذا اردت ان قطاع فمر بها فليت اليسير عليك ان تعذروا اليسير على ان اسى كما انه منايسير عليلك ان تعذروا

اهلى وجيران السوق الذين اخذوا فىالتقريب الى بمجرد ان بلغت المنى انا لاَ اعرف ايام الرخاء الاَ عرفتنى ايام الشدة مش حاسيس نك حملت الناس الكثر طاقتها فى كتابك وطلبت المستحيل من ضحايك ولماذا اردت ان قطاع ف اذا ارات ان تطاع فامر بما تستطاع كلاَ وساحكى لكم فما يالى ارى احدهما اغنى والاَخرين فقير واثلاَثة الذين كانوا يؤثرون مع انفسهم وهلتعللت له وتللك هى الصداقة المثلى وادنىدرجا المروة العظمى ولاَ سيما مع اللموهبين معنى هذا الناس كلهم كما ذكرت لاَ مرارة لهم تذكر ومن الأدلة أنّ المروءة لاَعلاَقة لها بالدّين قول الرّسول (صلى) ـ ومن أعلم بدين الله من رسول الله: خياربم في الجاهليّة خياركم في الإسلاَم00 الحبّ يسعد من غيرمال، لكن المال عمره ما يسعد من غيرحبّ 00 الحبّ والفقر بينهما برزخ لاَ يلتقيان 00 "فاذا دخل الفقرمن الباب: خرج الحبّ من الشبّاك " 00!! ،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،

قائمة الشعراء

قَائِمَةٌ بِأَسْمَاءِ بَعْضِ الشُّعَرَاءِ الَّذِينَ قَرَأْتُ وَأَقْرَأُ دَوَاوِينَهُمْ: [$]ـ شُعَرَاءُ الْعَصْرِ الجَاهِلِي: 1 ـ أبو طالب 2 ـ أوس بن حجر 3 ـ الأعشى 4 ـ الحادرة 5 ـ الحارث بن حلزة 6 ـ الخرنق بنت بدر 7 ـ السليك بن عمرو

8 ـ السموأل 9 ـ الشنفرى 10 ـ المثقب العبدي 11 ـ النابغة الذبياني 12 ـ امرؤ القيس 13 ـ ثابت بن جابر 14 ـ حاتم الطائي 15 ـ حاجب بن حبيب 16 ـ زهير بن أبي سلمى 17 ـ سلاَمة بن جندل 18 ـ طرفة بن العبد 19 ـ طفيل الغنوي 20 ـ عامر بن الطفيل 21 ـ عروة بن الورد 22 ـ علقمة الفحل 23 ـ عمرو بن قميئة 24 ـ عمرو بن كلثوم 25 ـ عمرو بن مالك 26 ـ عنترة بن شداد 27 ـ قيس بن الخطيم 28 ـ لقيط بن يعمر الإيادي 29 ـ مهلهل بن ربيعة [$]ـ الشُّعَرَاءُ المُخَضْرَمِين: 1 ـ ابن مقبل 2 ـ الحطيئة 3 ـ الخنساء 4 ـ الشماخ بن ضرار 5 ـ حسان بن ثابت 6 ـ سلمة بن عياض 7 ـ عمرو بن معدي كرب 8 ـ كعب بن زهير 9 ـ لبيد بن ربيعة العامري [$]ـ شُعَرَاءُ الْعَصْرِ الإِسْلاَمِي: 1 ـ معاوية بن أبي سفيان 2 ـ علي بن أبي طالب 3 ـ الأقيشر السعدي [$]ـ ـ شُعَرَاءُ الْعَصْرِ الأُمَوِي: 1 ـ أبو الشمقمق 2 ـ الأحوص

3 ـ الأخطل 4 ـ الراعي النميري 5 ـ الطرماح 6 ـ الفرزدق 7 ـ النابغة الشيباني 8 ـ جرير 9 ـ جميل بثينة 10 ـ ذو الرمة 11 ـ عبد الله بن المبارك 12 ـ عدي بن الرقاع 13 ـ عروة بن أذينة 14 ـ عروة بن حزام 15 ـ عمر ابن أبي ربيعة 16 ـ قيس لبنى 17 ـ كثير عزة 18 ـ ليلى الأخيلية 19 ـ مجنون ليلى 20 ـ مروان ابن أبي حفصة 21 ـ وضاح اليمن [$]ـ شُعَرَاءُ الْعَصْرِ الْعَبَّاسِي: 1 ـ أبو الشيص محمد 2 ـ أبو العتاهية 3 ـ أبو العلاَء المعري 4 ـ أبو الفضل الميكالي 5 ـ أبو الفضل بن الأحنف 6 ـ أبو تمام 7 ـ أبو فراس الحمداني 8 ـ أبو منصور الثعالبي 9 ـ أبو نواس 10 ـ أسامة بن منقذ 11 ـ ابن الخياط 12 ـ ابن الرومي 13 ـ ابن الفارض 14 ـ ابن القيسراني 15 ـ ابن المعتز 16 ـ ابن النبيه 17 ـ ابن حيوس 18 ـ ابن دريد 19 ـ ابن رشيق القيرواني الأزدي 20 ـ ابن عنين 21 ـ الأبيوردي 22 ـ الإمام الشافعي

23 ـ الباخرزي 24 ـ البحتري 25 ـ البرعي 26 ـ البوصيري 27 ـ الحسن بن هانئ 28 ـ الخالديان 29 ـ السري الرفاء 30 ـ الشاب الظريف 31 ـ الشريف الرضي 32 ـ الشريف المرتضى 33 ـ المتنبي 34 ـ الواواء الدمشقي 35 ـ بديع الزمان الهمذاني 36 ـ بشار بن برد 37 ـ بهاء الدين 38 ـ دعبل بن علي 39 ـ ديك الجن 40 ـ ربيعة الرقي 41 ـ سبط ابن التعاويذي 42 ـ عبد الصمد بن المعذل 43 ـ عبد الله الخفاجي 44 ـ عرقلة الكلبي 45 ـ علي بن جبلة 46 ـ علي بن محمد التهامي 47 ـ علية بنت المهدي 48 ـ عماد الدين الأصبهاني 49 ـ كشاجم 50 ـ محمد بن بشير الخارجي 51 ـ محمد بن حازم الباهلي 52 ـ محيي الدين بن عربي 53 ـ مهيار الديلمي [$]ـ شُعَرَاءُ الْعَصْرِ الأَنْدَلُسِي: 1 ـ أبو إسحاق الألبيري 2 ـ ابن الزقاق البلنسي 3 ـ ابن خفاجة 4 ـ ابن دارج القسطلي 5 ـ ابن زمرك 6 ـ ابن زيدون 7 ـ ابن سهل الأندلسي 8 ـ ابن شهيد

9 ـ ابن عبد ربه 10 ـ ابن هانئ الأندلسي 11 ـ الحداد القيسي 12 ـ الحكم بن أبي الصلت 13 ـ الرصافي البلنسي 14 ـ عبد الجبار بن حمديس 15 ـ لسان الدين الخطيب [$]ـ شُعَرَاءُ الْعَصْرِ الْعُثْمَاني: 1 ـ أبو الهدى الصيادي 2 ـ ابن شهاب 3 ـ ابن مشرف 4 ـ ابن معتوق 5 ـ ابن معصوم المدني 6 ـ ابن نباتة المصري 7 ـ الهبل 8 ـ حيدر بن سليمان الحلي 9 ـ صفي الدين الحلي 10 ـ عبد الغفار الأخرس 11 ـ عبد الغني النابلسي 12 ـ معروف الرصافي [$]ـ شُعَرَاءُ الْعَصْرِ الحَدِيث: 1 ـ أبو القاسم الشابي 2 ـ أحمد شوقي 3 ـ أحمد محرم 4 ـ أمين تقي الدين 5 ـ إبراهيم اليازجي 6 ـ السيد الحميري 7 ـ حافظ إبراهيم 8 ـ خليل جبران 9 ـ علي الجارم 10 ـ محمد إقبال 11 ـ محمود سامي البارودي 12 ـ وليد الأعظمي

مدينة كوسوفو

مَدِينَةُ كُوسُوفُو: مدينة كوسوفو (أخت البوسنة) * لمّارأت أختهابالأمس قد خر بت*كان الخراب لها أعدى من الجرب ،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛ يا مجلس الأمن جدّ أنت أم لعب وصورة حيّة أم هيكل خشب ردّوا اعتباركم يا قوم حسبكم حلما فقد فقدت أحلاَمها العرب ،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛

أبالسّلاَح استعدّوا في "كوسوفو" ولم يحموا به ذهبا حتي ولاَ حطبا كالنخل ينبت شوكا لاَ يذود به أيدي الجناة ولاَ يحمي به الرّطبا فإلى متي يا غرب * تكيل بمكيالين ولو أخذت الصرب * لما عادت مرّتين لاَ ير يدون بأ يّة حال من الأحوال أن تقوم للإسلاَم قائمة؛ فشعارهم دائما"دمّروا الإسلاَم، أبيدوا أهله " 00!! يلدغون لدغة العقرب 00في لمح البصر أو هو أقرب 00؛ فإن يظهرواعليهم يرجموهم أو يعيدوهم في ملتهم ولن يفلحوا إذن أبدا، وما نقموا منهم إلاَ أن آمنوا بالله ورسوله 0 كأني بهم وقد خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، جياعا ضياعا مشرّدين: ينتظرون جيش المعتصم ولاَ حياء ولاَ حياة لمن تنادي 00 اللهمّ خذل عنهم ولاَ تخذلهم، وكن لهم ولاَ تكن عليهم 0 عيسى سبيلك رحمة ومودّة للعالمين وعصمة وسلاَم ما كنت سفاك الدّماء ولاَ امرءَا هان الضّعاف عليه والأيتام يا حامل الآلاَم عن هذا الورى

كثرت عليه باسمك الآلاَم أنت الذي جعل العباد جميعهم رحما وباسمك تقطع الأرحام لكم الله يا أهل البوسنة 00 لكلّ شني إذا ما تمّ نقصان فلاَ يغرّ بطيب العيش إنسان يا غافلاَ وله في الدّهر موعظة إن كنت في سنةٍ فالدّهر يقظان هىالخطوب ــــ كما عاينتها ــــ دول من سرّه زمن سائته أزمان وهذه الدّار لاَ تبقي على أحد ولاَ يدوم على حال لها شان فأين ما شاده شدّاد في إرم وأين ما ساسه في الملك ساسان دار الزّمان على دارا فشرّده وذلّ كسرى فما آواه إيوان تبكي الحنيفيّة الغرّاء من أسف كما بكى من فراق الإلف هيمان على ديارٍ من الإسلاَم خاوية قد أقفرت ولها بالكفر عمران حيث المساجد قدصارت كنائس ما فيهنّ إلاَ قساوسة وصلبان تلك البليّة أنست ما تقدّمها وما لها رغم طول الدّهر نسيان وللبليّات مهما كنّ سلوان وما لما حلّ بالإسلاَم سلوان أعندكم نبأ من أهل أندلس فقد مضى بحديث القوم ركبان

كم يستغيث بها المستضعفون وهم قتلى وأسرى فما يهتزّ إنسان أين الحميّة فيكم أين غيرتكم أما على الحقّ أنصار وأعوان يا من لذلّة قوم بعد عزّهم أباد ملكهم كفر وطغيان بالأمس كانواملوكافي ممالكهم واليوم هم فوق نفس الأرض عبدان فلو تراهم حيارى لاَ دليل لهم وفوقهم من عذاب الذلّ ألوان ولو رأيت المذلّة في وجوههم لطوّفت بك أحزان وأشجان يا ربّ أمّ وطفلٍ حيل بينهما كما تفرّق أرواح وأبدان وغادةٍ حاز كلّ الحسن منظرها كأنما هى ياقوت ومرجان يجرّها الفسل للفحشاء مرغمة والعين باكية والقلب حسران لمثل هذا يئنّ القلب من كمدٍ إن كان في القلب إسلاَم وإيمان غرناطة يا غرناطة * أين أنت من صولتك ما نهرك الجاري سوى*بكاء على دولتك وما النسمة الرائحة * إلاَ عليك نائحة (ياسرالحمداني) كالنخل ينبت شوكا لاَ يذود به أيدي الجناة ولاَ يحمي به الرّطبا

فإلى متي يا غرب * تكيل بمكيالين ولو أخذت الصرب * لما عادت مرّتين لاَ ير يدون بأ يّة حال من الأحوال أن تقوم للإسلاَم قائمة؛ فشعارهم دائما"دمّروا الإسلاَم، أبيدوا أهله " 00!! يلدغون لدغة العقرب 00في لمح البصر أو هو أقرب 00؛ فإن يظهرواعليهم يرجموهم أو يعيدوهم في ملتهم ولن يفلحوا إذن أبدا، وما نقموا منهم إلاَ أن آمنوا بالله ورسوله 0 كأني بهم وقد خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، جياعا ضياعا مشرّدين: ينتظرون جيش المعتصم ولاَ حياء ولاَ حياة لمن تنادي 00 اللهمّ خذل عنهم ولاَ تخذلهم، وكن لهم ولاَ تكن عليهم 0 وهذه الدّار لاَ تبقي على أحد ولاَ يدوم على حال لها شان فأين ما شاده شدّاد في إرم وأين ما ساسه في الملك ساسان دار الزّمان على دارا فشرّده وذلّ كسرى فما آواه إيوان تبكي الحنيفيّة الغرّاء من أسف كما بكى من فراق الإلف هيمان على ديارٍ من الإسلاَم خاوية

قد أقفرت ولها بالكفر عمران حيث المساجد قدصارت كنائس ما فيهنّ إلاَ قساوسة وصلبان تلك البليّة أنست ما تقدّمها وما لها رغم طول الدّهر نسيان وللبليّات مهما كنّ سلوان وما لما حلّ بالإسلاَم سلوان أعندكم نبأ من أهل أندلس فقد مضى بحديث القوم ركبان كم يستغيث بها المستضعفون وهم قتلى وأسرى فما يهتزّ إنسان أين الحميّة فيكم أين غيرتكم أما على الحقّ أنصار وأعوان يا من لذلّة قوم بعد عزّهم أباد ملكهم كفر وطغيان بالأمس كانواملوكافي ممالكهم واليوم هم فوق نفس الأرض عبدان فلو تراهم حيارى لاَ دليل لهم وفوقهم من عذاب الذلّ ألوان ولو رأيت المذلّة في وجوههم لطوّفت بك أحزان وأشجان يا ربّ أمّ وطفلٍ حيل بينهما كما تفرّق أرواح وأبدان وغادةٍ حاز كلّ الحسن منظرها كأنما هى ياقوت ومرجان يجرّها الفسل للفحشاء مرغمة والعين باكية والقلب حسران لمثل هذا يئنّ القلب من كمدٍ إن كان في القلب إسلاَم وإيمان

وبعد أما إني لأعلم ــــ يا أهل كوسوفوـ أنّ هذا الكلاَم لاَ يسمن ولاَ يغني من جوع؛ فما حيلة الجحش بين مخالب الوحش00 لكن لعمري لينصرنكم نصرا مؤزّرا، وليجعلنّ من أبناء القردة والخنازير عبرة لمن يعتبر، ولينتقمنّ منهم انتقام عز يز مقتدر00 قل عسى أن يكون قر يبا 0 (ياسرالحمداني) كالنخل ينبت شوكا لاَ يذود به أيدي الجناة ولاَ يحمي به الرّطبا فإلى متي يا غرب * تكيل بمكيالين ولو أخذت الصرب * لما عادت مرّتين لاَ ير يدون بأ يّة حال من الأحوال أن تقوم للإسلاَم قائمة؛ فشعارهم دائما"دمّروا الإسلاَم، أبيدوا أهله " 00!! يلدغون لدغة العقرب 00في لمح البصر أو هو أقرب 00؛ فإن يظهرواعليهم يرجموهم أو يعيدوهم في ملتهم ولن يفلحوا إذن أبدا، وما نقموا منهم إلاَ أن آمنوا بالله ورسوله 0

كأني بهم وقد خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، جياعا ضياعا مشرّدين: ينتظرون جيش المعتصم ولاَ حياء ولاَ حياة لمن تنادي 00 اللهمّ خذل عنهم ولاَ تخذلهم، وكن لهم ولاَ تكن عليهم 0 اليالي غاديات رائحة بالدّواهي وآراكم تنظرون يا لهول الخطب يا للفادحة أمّة تفني وأنتم تلعبون ********* لاَ تفخروا بعقولكم ونتاجها كانت لكم قبل الحروب عقول في كلّ يوم منكم أو عنكم نبأ تجني به الرّواة مهول يا أرض آوروبّا ويا أبنائها في عنق من هذا الدّم المطلول في الشّرق قوم لم يسلوا شفرة والسّيف فوق رءوسهم مسلول أكبادهم مقروحة كجفونهم 6 ( * مدينة كوسوفو (أخت البوسنة) * لمّّا رأت أختها بالأمس قد خر بت كان الخراب لها أعدى من الجرب ********* يا مجلس الأمن جدّ أنت أم لعب وصورة حيّة أم هيكل خشب ردّوا اعتباركم يا قوم حسبكم حلما فقد فقدت أحلاَمها العرب *********

ابالسّلاَح استعدّوا في "كوسوفو" ولم يحموا به ذهبا حتي ولاَ حطبا كالنخل ينبت شوكا لاَ يذود به أيدي الجناة ولاَ يحمي به الرّطبا فإلى متي يا غرب * تكيل بمكيالين ولو أخذت الصرب * لما عادت مرّتين لاَ ير يدون بأ يّة حال من الأحوال أن تقوم للإسلاَم قائمة؛ فشعارهم دائما"دمّروا الإسلاَم، أبيدوا أهله " 00!! يلدغون لدغة العقرب 00في لمح البصر أو هو أقرب 00؛ فإن يظهرواعليهم يرجموهم أو يعيدوهم في ملتهم ولن يفلحوا إذن أبدا، وما نقموا منهم إلاَ أن آمنوا بالله ورسوله 0 كأني بهم وقد خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، جياعا ضياعا مشرّدين: ينتظرون جيش المعتصم ولاَ حياء ولاَ حياة لمن تنادي 00 اللهمّ خذل عنهم ولاَ تخذلهم، وكن لهم ولاَ تكن عليهم 0 عيسى سبيلك رحمة ومودّة للعالمين وعصمة وسلاَم ما كنت سفاك الدّماء ولاَ امرءَا هان الضّعاف عليه والأيتام يا حامل الآلاَم عن هذا الورى

كثرت عليه باسمك الآلاَم أنت الذي جعل العباد جميعهم رحما وباسمك تقطع الأرحام لكم الله يا أهل البوسنة 00 لكلّ شني إذا ما تمّ نقصان فلاَ يغرّ بطيب العيش إنسان يا غافلاَ وله في الدّهر موعظة إن كنت في سنةٍ فالدّهر يقظان هىالخطوب ــــ كما عاينتها ــــ دول من سرّه زمن سائته أزمان مدينة كوسوفو (أخت البوسنة) * لمّّا رأت أختها بالأمس قد خر بت كان الخراب لها أعدى من الجرب ********* يا مجلس الأمن جدّ أنت أم لعب وصورة حيّة أم هيكل خشب ردّوا اعتباركم يا قوم حسبكم حلما فقد فقدت أحلاَمها العرب ********* ابالسّلاَح استعدّوا في "كوسوفو" ولم يحموا به ذهبا حتي ولاَ حطبا كالنخل ينبت شوكا لاَ يذود به أيدي الجناة ولاَ يحمي به الرّطبا فإلى متي يا غرب * تكيل بمكيالين ولو أخذت الصرب * لما عادت مرّتين

لاَ ير يدون بأ يّة حال من الأحوال أن تقوم للإسلاَم قائمة؛ فشعارهم دائما"دمّروا الإسلاَم، أبيدوا أهله " 00!! يلدغون لدغة العقرب 00في لمح البصر أو هو أقرب 00؛ فإن يظهرواعليهم يرجموهم أو يعيدوهم في ملتهم ولن يفلحوا إذن أبدا، وما نقموا منهم إلاَ أن آمنوا بالله ورسوله 0 كأني بهم وقد خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، جياعا ضياعا مشرّدين: ينتظرون جيش المعتصم ولاَ حياء ولاَ حياة لمن تنادي 00 اللهمّ خذل عنهم ولاَ تخذلهم، وكن لهم ولاَ تكن عليهم 0 كالنخل ينبت شوكا لاَ يذود به أيدي الجناة ولاَ يحمي به الرّطبا فإلى متي يا غرب * تكيل بمكيالين ولو أخذت الصرب * لما عادت مرّتين لاَ ير يدون بأ يّة حال من الأحوال أن تقوم للإسلاَم قائمة؛ فشعارهم دائما"دمّروا الإسلاَم، أبيدوا أهله " 00!!

يلدغون لدغة العقرب 00في لمح البصر أو هو أقرب 00؛ فإن يظهرواعليهم يرجموهم أو يعيدوهم في ملتهم ولن يفلحوا إذن أبدا، وما نقموا منهم إلاَ أن آمنوا بالله ورسوله 0 كأني بهم وقد خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، جياعا ضياعا مشرّدين: ينتظرون جيش المعتصم ولاَ حياء ولاَ حياة لمن تنادي 00 اللهمّ خذل عنهم ولاَ تخذلهم، وكن لهم ولاَ تكن عليهم 0

معلقات الأدب الإسلامي

مُعَلَّقَاتُ الأَدَبِ الإِسْلاَمِيّ: **** بُشْرَاهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلفُقَرَاء **** عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِن خَلْقِ اللهُ الفُقَراءُ المُهَاجِرُون، الَّذِينَ تُسَدُّ بهِمُ الثغُور، وَتُتَّقَى بهِمُ المكَارِه، وَيمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ في صَدْرِهِ لاَ يَسْتَطِيعُ لهَا قَضَاءَاً، فَيَقُولُ اللهُ تَعَالى لمَلاَئِكَتِهِ اِيتُوهُمْ فَحَيُّوهُمْ، فَتَقُولُ المَلاَئِكَةُ نحْنُ سُكَّانُ سَمَائِك، وَخِيرَتُكَ مِن خَلقِك؛ أَفَتَأَمُرنَا أَنْ نَأتِيَ هَؤُلاَءِ فَنُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ 00!؟

ـ أَيْ يَتَعَجَّبُون ـ فَيَقُولُ اللهُ تَعَالى: إِنهُمْ كَانُواْ عِبَادَاً يَعْبُدُونَني لاَ يُشْرِكُونَ بي شَيْئَا، وَتُسَدُّ بهمُ الثغُور، وَتُتَّقَى بهمُ المكَارِه، وَيمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ في صَدْرِهِ لاَ يَسْتَطِيعُ لهَا قَضَاءَاً؛ فَتَأْتِيهِمُ فَتَأْتِيهِمُ المَلاَئِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبى الدَّار " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6570، وَالإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالْعَلاَّمَة الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَالصَّحِيحَة] {فَقرُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ}

عَن عَمْرِو بنِ الحَارِثِ أَخِي أُمِّ المؤْمِنِينَ جُويرِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَا تَرَكَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِندَ مَوتِهِ دِينَارَاً وَلاَ دِرهَمَاً وَلاَ عَبدَاً وَلاَ أَمَةً، وَلاَ شَيئَاً إِلاَّ بَغلتَهُ البَيضَاءَ التي كَانَ يَركَبُهَا، وَسِلاَحَهُ وَأَرضَاً جَعَلَهَا لاَبنِ السَّبيلِ صَدَقَة " 00!! [أَخْرَجَهُ الإِمَامُ البُخَاريُّ تحْتَ رَقمْ: 4461 ـ فَتح] يَا أُمَّةَ الإِسْلاَمِ هَذَا دِينُكُمْ وَنَبِيُّكُمْ فَتَمَسَّكُواْ وَتَوَحَّدُواْ {مَاتَ الرَّسُولُ وَلَمْ يُوَرِّثْ دِرْهَمَا} {مخْتَارَات / يَاسِرُ الحَمَدَاني} ،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم} عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " يَؤُمُّ القَوْمَ أَقرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ تَعَالى " 00!! [صَحَّحَهُ العَلاَمَة أَحْمَد شَاكِر في تحْقِيقِهِ وَتَعْلِيقِهِ عَلَى المُسْنَدِ بِرَقم: 17000]

" عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كُنْتُ جَالِسَاً مَعَ أَبِي الدَّرْدَاءِ في مَسْجِدِ دِمَشْق، فَجَاءهُ رَجُلٌ فَقَال: يَا أَبَا الدَّرْدَاء، إِني جِئْتُكَ مِنْ مَدِينَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحَدِيثٍ بَلَغَني أَنَّكَ تحَدِّثُهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا جِئْتُ لحَاجَةٍ، قَالَ ـ أَيْ أَبُو الدَّرْدَاءِ ـ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول:

" مَنْ سَلَكَ طَرِيقَاً يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمَاً؛ سَلَكَ اللهُ بِهِ طَرِيقَاً مِنْ طُرُقِ الجَنَّة، وَإِنَّ المَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ العِلْم؛ رِضَاً بمَا يَصْنَع، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ في السَّمَوَاتِ وَمَنْ في الأَرْض، وَالحِيتَانُ في جَوْفِ المَاء، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى العَابِد: كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِب، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاء، وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارَاً وَلاَ دِرْهَمَاً، إِنمَا وَرَّثُوا العِلْم، فَمَن أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِر " 0 صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقم: (6297)، وَفي " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقم: (3641) 0

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " صَنَائِعُ المَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوء، وَالصَّدَقَةُ خُفْيَا تُطْفِئُ غَضَبَ الرَبّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ في العُمُر، وَكُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَة، وَأَهْلُ المَعْرُوفِ في الدُّنيَا هُمْ أَهْلُ المَعْرُوفِ في الآخِرَة، وَأَهْلُ المُنْكَرِ في الدُّنيَا هُمْ أَهْلُ المُنْكَرِ في الآخِرَة " 00!! [الإِمَامُ الطَّبَرَانيُّ في الأَوْسَط // صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في صَحِيحِ الجامِعِ] " الدُّنيَا بَقِتْ غَابَة مَا فِيهَا غِيرْ دِيَابَة " " الغُلْبِ مَا انْكَتَبْشِ فِيهَا الاَّ عَالغَلاَبَة " حَسْبُكُمْ مَعْشَرَ الفُقَرَاء 00 أَنَّ الفَقرَ مِنْ صِفَاتِ الأَنْبِيَاء 00!!

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَدِمَ رَجُلاَنِ مِنَ المَشْرِقِ فَخَطَبَا؛ فَعَجِبَ النَّاسُ لِبَيَانِهِمَا ـ أَيْ لِفَصَاحَتِهِمَا ـ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ البَيَانِ لَسِحْرَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5146 / فَتْح] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَن أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 6145 / فَتْح] وَعَنِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَرْدَفَني رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَاً، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبي الصَّلْتِ شَيْء " 00؟ قُلْتُ نَعَمْ؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيهْ " 00 أَيْ أَسْمِعْني، فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتَاً، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيهْ " 00 ثمَّ أَنْشَدْتُهُ بَيْتَاً، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيهْ " 00 حَتىَّ أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْت " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2255 / عَبْد البَاقِي] وَفي رِوَايَةٍ عَنهُ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَيْضَاً أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " كَادَ يُسْلِمُ في شِعْرِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2255 / عَبْد البَاقِي] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° {وَلاَ تُفْسِدُواْ في الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا} {الأَعْرَاف/56، 85}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وَقَدِيمَاً قَالَ حُكَمَاءُ الْعَرَب: " دَلَّ عَلَى عَاقِلٍ اخْتِيَارُه " 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الدَّهْرُ خَيرُ مُؤَدِّبٍ لِمَنْ لاَ مُؤَدِّبَ لَه 00 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا ذَلَّ في الدُّنيَا الأَعِزَّةُ وَاكْتَسَتْ أَذِلَّتُهَا عِزَّاً وَسَادَ مَسُودُهَا هُنَالِكَ لاَ جَادَتْ سَمَاءٌ بِصَوْبِهَا وَلاَ أَخْصَبَتْ أَرْضٌ وَلاَ اخْضَرَّ عُودُهَا {ابْنُ الرُّومِي} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَنْ مَعْرِضِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" حَجَجْتُ حَجَّةَ الوَدَاع؛ فَدَخَلْتُ مَكَّةَ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّ وَجْهَهُ القَمَر، وَسَمِعْتُ مِنهُ عَجَبَاً: جَاءهُ رَجُلٌ مِن أَهْلِ اليَمَامَةِ بِصَبيٍّ قَدْ لُفَّ في خِرْقَةٍ بَيْضَاءَ فَقَالَ: " لَهُ مَن أَنَا "؟ قَالَ أَنْتَ رَسُولُ الله؛ قال: " صَدَقْتَ بَارَكَ اللهُ فِيك " 0 ثُمَّ لَمْ يَتَكَلَّمِ الغُلاَمُ بَعْدَهَا حَتىَّ شَبَّ؛ قَالَ مَعْرِض: " فَكُنَّا نُسَمِّيهِ مُبَارَكَ الْيَمَامَة " 0 [ابْنُ حَجَرٍ الْعَسْقَلاَنيُّ في " الإِصَابَة؛ في مَعْرِفَةِ الصَّحَابَة " ص: (180/ 6) 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَواْ أَصْحَابَ الجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ {46} وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِين {47} وَنَادَى أَصْحَابُ الأعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ {48} أَهَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنْتُمْ تحْزَنُون} {الأَعْرَاف}

عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَصْحَابُ الأَعْرَافِ قَوْمٌ تجَاوَزَتْ بهِمْ حَسَنَاتهُمُ النَّار، وَقَصَّرَتْ بهِمْ سَيِّئَاتهُمْ عَنِ الجَنَّة؛ فَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا: رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِين؛ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ جَلَّ جَلاَلُهُ قَال: " قُومُواْ ادْخُلُواْ الجَنَّة؛ فَإِنيِّ قَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ " 0 [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 انْظُرِ " المُسْتَدْرَك " بِرَقْم: (3247) 0

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " الأَعْرَاف: السُّورُ الَّذِي بَينَ الجَنَّةِ وَالنَّار، وَأَصْحَابُ الأَعْرَافِ بِذَلِكَ المَكَان، حَتىَّ إِذَا بَدَا اللهُ أَنْ يُعَافِيَهُمْ؛ انْطَلَقَ بِهِمْ إِلى نَهْرٍ يُقَالُ لَهُ نَهْرُ الحَيَاة، حَافَّتَاهُ قَصَبُ الذَّهَب ـ أَيْ مِن عِيدَانِ الذَّهَب ـ مُكَلَّلٌ بِاللُّؤْلُؤ، تُرَابُهُ المِسْك؛ فَأُلْقُواْ فِيهِ حَتىَّ تَصْلُحَ أَلْوَانهُمْ، وَتَبْدُو في نحُورِهِمْ شَامَةٌ بَيْضَاءَ يُعْرَفُونَ بِهَا، حَتىَّ إِذَا صَلُحَتْ أَلْوَانهُمْ؛ أَتَى بهِمُ الرَّحْمَنُ تَبَارَكَ وَتَعَالى فَقَال: " تَمَنَّواْ مَا شِئْتُمْ " 00 فَيَتَمَنَّوْن؛ حَتىَّ إِذَا انْقَطَعَتْ أُمْنِيَتُهُمْ قَالَ لهُمْ: " لَكُمُ الَّذِي تَمَنَّيْتُمْ وَمِثْلُهُ سَبْعُونَ ضِعْفَاً " 00 فَيَدْخُلُونَ الجَنَّةَ وَفي نحُورِهِمْ

شَامَةٌ بَيْضَاءُ يُعْرَفُونَ بِهَا، يُسَمُّونَ مَسَاكِينَ أَهْلِ الجَنَّة " 0 [ابْنُ كَثِيرٍ في بِدَايَةِ تَفْسِيرِهِ لِهَذِهِ الآيَات 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° صَدَقَ وَاللهِ بَدِيعُ الزَّمَانِ الهَمَذَانيِّ إِذْ يَقُول: هَذَا زَمَانٌ مَشُومُ فِيهِ المحِقُّ مَلُومُ وَالجَهْلُ فِيهِ مَمْدُوحٌ وَالعِلْمُ فِيهِ مَذْمُومُ وَالمَالُ طَيْفٌ وَلَكِن حَوْلَ اللِّئَامِ يحُومُ {بَدِيعُ الزَّمَانِ الهَمَذَانيّ} وَهُوَ القَائِلُ أَيْضَاً: الذَّنْبُ لِلأَيَّامِ لاَ لي فَاعْتِبْ عَلَى صَرْفِ اللَّيَالي بِالحُمْقِ أَدْرَكْتُ المُنى وَرَفَلْتُ في الحُلَلِ الغَوَالي {بَدِيعُ الزَّمَانِ الهَمَذَانيّ} °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° كُلُّ رَغِيفٍ مُسْتَدِيرٌ؛ وَلَكِنْ لَيْسَ كُلُّ مُسْتَدِيرٍ رَغِيفَا 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

عَن أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ مُؤْمِنَاً حَسَنَةً؛ يُعْطَى بِهَا في الدُّنْيَا، وَيُجْزَى بِهَا في الآخِرَة، وَأَمَّا الكَافِر: فَيُطْعَمُ بحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا للهِ في الدُّنْيَا، حَتى إِذَا أَفْضَى إِلى الآخِرَة؛ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2808 / عَبْد البَاقِي] وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الكَافِرَ إِذَا عَمِلَ حَسَنَةً؛ أُطْعِمَ بِهَا طُعْمَةً مِنَ الدُّنْيَا، وَأَمَّا المُؤْمِن: فَإِنَّ اللهَ يَدَّخِرُ لَهُ حَسَنَاتِهِ في الآخِرَة، وَيُعْقِبُهُ رِزْقَاً في الدُّنْيَا عَلَى طَاعَتِه " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2808 / عَبْد البَاقِي] عَنْ ثَوْبَانَ الصَّحَابيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " إِنَّ الْعَبْدَ لَيَلْتَمِسُ مَرْضَاةَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلاَ يَزَالُ كَذَلِك؛ فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا جِبْرِيل، إِنَّ عَبْدِي فُلاَنَاً يَلْتَمِسُ أَنْ يُرْضِيَني؛ فَرِضَائِي عَلَيْه؛ فَيَقُولُ جِبْرِيل: رَحْمَةُ اللهِ عَلَى فُلاَن، وَتَقُولُ حَمَلَةُ العَرْش، وَيَقُولُ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، حَتى يَقُولَ أَهْلُ السَّمَوَاتِ السَّبْع، ثُمَّ يَهْبِطُ إِلى الأَرْض " 0 ثمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" وَهِيَ الآيَةُ الَّتي أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكُمْ في كِتَابِهِ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَيجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدَّاً} {مَرْيم/96} وَإِنَّ العَبْدَ لَيَلْتَمِسُ سَخَطَ الله؛ فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: يَا جِبرِيل، إِنَّ فُلاَنَاً يَسْتَسْخِطُني، أَلاَ وَإِنَّ غَضَبي عَلَيْه؛ فَيَقُولُ جِبرِيل: غَضِبَ اللهُ عَلَى فُلاَن، وَيَقُولُ حَمَلَةُ العَرْش، وَيَقُولُ مَنْ دُونَهُمْ، حَتى يَقُولَهُ أَهْلُ السَّمَوَاتِ السَّبْع، ثُمَّ يَهْبِطُ إِلى الأَرْض " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (272/ 10)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في " الأَوْسَط " 0 وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" إِنَّ مِمَّا يَلحَقُ المُؤْمِنَ مِن عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: عِلْمَاً عَلَّمَهُ وَنَشَرَه، وَوَلَدَاً صَالحَاً تَرَكَه، وَمُصْحَفَاً وَرَّثَهُ أَوْ مَسْجِدَاً بَنَاهُ أَوْ بَيْتَاً لاَبْنِ السَّبِيلِ بَنَاه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: (242)، وَفي " كَنْزِ العُمَّالِ " بِرَقْم: (43657) 0 عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُول: " ابْغُوني الضُّعَفَاءَ فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: (2594)، وَالحَدِيثُ في " الكَنْزِ " بِرَقْم: (17107) 0 وَفي رِوَايَةٍ لِلحَدِيث:

" وَأَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ أَهْلُ المَعْرُوف " 00!! [الإِمَامُ الطَّبَرَانيُّ في الأَوْسَط // ضَعَّفَهَا الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في صَحِيحِ الجامِعِ إِثْرَ الحَدِيث] أَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ طُيُورٌ تَسْبَحُ في رِيَاضِ الجَنَّة عَنْ مَسْرُوقٍ الهَمَدَانيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " سَأَلْنَا عَبْدَ اللهِ ـ أَيِ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ عَنْ هَذِهِ الآيَة: " وَلاَ تحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ في سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتَاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون " 00!! {آلِ عِمْرَان/169}

قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أَرْوَاحُهُمْ في جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالعَرْشِ تَسْرَحُ مِنَ الجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ ثمَّ تَأْوِي إِلى تِلْكَ القَنَادِيل، فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمُ اطِّلاَعَةً فَقَالَ هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئَاً 00؟ قَالُواْ أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا 00!؟

فَفَعَلَ ذَلِكَ بهِمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ـ أَيْ سَأَلهُمْ ثَلاَثَ مَرَّات ـ فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُواْ مِن أَنْ يُسْأَلُواْ قَالُواْ: يَا رَبِّ نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا في أَجْسَادِنَا حَتى نُقْتَلَ في سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى؛ فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُواْ " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَخْرٍ بِرَقْم: 3500] يَهُونُ القَتْلُ في سَبِيلِ اللهِ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ مَصِيرُ الشُّهَدَاء عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " لَمَّا قُتِلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ ـ أَيْ أَبُوهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ يَوْمَ أُحُد: لَقِيَني رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا جَابِرُ مَا لي أَرَاكَ مُنْكَسِرَاً 00؟

قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ اسْتُشْهِدَ أَبي وَتَرَكَ عِيَالاً وَدَيْنَاً؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفَلاَ أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللهُ بِهِ أَبَاك 00؟ قَالَ بَلَى يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ مَا كَلَّمَ اللهُ أَحَدَاً قَطُّ إِلاَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَاب، وَكَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحَاً ـ أَيْ وَجْهَاً لِوَجْه ـ فَقَالَ يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِك 00؟ قَالَ يَا رَبِّ تُحْيِيني فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيَةً؛ فَقَالَ الرَّبُّ سُبْحَانَه: إِنَّهُ سَبَقَ مِني أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لاَ يَرْجِعُون، قَالَ يَا رَبّ: فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي؛ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالى وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا في سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ " 00!! {آلِ عِمْرَان/169}

[حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 190 // ابْنُ مَاجَةَ في صَخْرٍ بِرَقْم: 186] شَرُّ النَّاسِ العُلَمَاءِ إِذَا فَسَدُواْ 00!! لاَ تحْقِرَنَّ صَغِيرَةً إِنَّ الجِبَالَ مِنَ الحَصَى الجَبَان: لَيْسَ لَهُ مَكَان 00 في هَذَا الزَّمَان 00!! ظَلَمْتَ أَخَاكَ وَمَا أَنْصَفتَهُ لَوْ نَظَرْتَ إِلى سَوْأَتِهِ الوَحِيدَة، وَعَمِيتَ عَنْ محَاسِنِهِ العَدِيدَة يَا رَبِّ نُسْبى هَكَذَا وَنُبَادُ فَإِلى مَتى يَتَطَاوَلُ الأَوْغَادُ وَإِلى مَتى تُدْمِي الجِرَاحُ قُلُوبَنَا وَإِلى مَتى تَتَقَرَّحُ الأَكْبَادُ نَصْحُو عَلَى صَوْتِ الرَّصَاصِ كَأَنَّنَا بَقَرٌ يُسَاقُ لِذَبحِهِ وَيُقَادُ يَتَسَامَرُ الأَعْدَاءُ في أَوْطَانِنَا وَنَصِيبُنَا التَّشْرِيدُ وَالإِبْعَادُ نُشْرَى كَأَنَّا في المحَافِلِ سِلْعَةٌ وَنُبَاعُ كَيْ يَتَمَتَّعَ الأَسْيَادُ

فَإِنْ يَكُنِ الفِعْلُ الَّذِي سَاءَ وَاحِدَاً فَأَفْعَالُهُ الَّلاَئِي سَرَرْنَ أُلُوفُ نَعَمْ إِنَّكَ يَا هَذَا تَسُرُّنَا بِالزِّيَارَة وَلَكِنَّكَ لِمَاذَا تَضُرُّنَا بِالسِّيجَارَة قَدْ يَكُونُ مِن حَقِّكَ أَنْ تُدَخِّن، وَلَكِنْ لَيْسَ مِن حَقِّكَ أَنْ تخْنُقَني 00!! °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° إِذَا رَأَيْتَ ثَنَايَا الذِّئْبِ بَادِيَةً فَلاَ تَظُنَّنَّ أَنَّ الذِّئْبَ يَبْتَسِمُ ********* إِنَّ العَدُوَّ وَإِن أَبْدَى مُسَالَمَةً إِذَا رَأَى مِنْكَ يَوْمَاً غَفْلَةً وَثَبَا إِذَا وَتَرْتَ امْرَءً افَاحْذَرْ عَدَاوَتَهُ مَنْ يَزْرَعِ الشَّوْكَ لاَ يحْصُدْ بِهِ عِنَبَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° عَن عِيَاضٍ المجَاشِعِيِّ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ في إِحْدَى الخُطَب:

" وَأَهْلُ الجَنَّةِ ثَلاَثَة: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّق، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ القَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبى وَمُسْلِمٍ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ " 0 [000] رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2865 / عَبْد البَاقِي] وَفَدَتِ الوُفُودِ مِنْ كُلِّ بَلَد، عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ حِينَ تَوَلى مَنْصِبَ الخِلاَفَة، فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ وَفْدُ أَهْلِ الحِجَاز، فَاشْرَأَبَّ مِنهُمْ غُلاَمٌ يُرِيدُ أَنْ يَتَكَلَّم؛ فَقَالَ عُمَر: مَهْلاً يَا غُلاَم، لِيَتَكَلَّمْ مَن هُوَ أَسَنُّ مِنْك 00 فَقَالَ الغُلاَم: إِنَّمَا المَرْءُ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين بِأَصْغَرَيْه: قَلْبِهِ وَلِسَانِه، وَلَوْ كَانَ الأَمْرُ بِالسِّن؛ لَكَانَ في هَذِهِ الأُمَّةِ مَن هُوَ أَحَقُّ مِنْكَ بِمَجْلِسِك 00!!

فَقَالَ عُمَر: صَدَقْت، تَكَلَّمْ لاَ فَضَّ اللهُ فَاك 00 فَقَال: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين؛ نحْنُ وَفْدُ التَّهْنِئَة، لاَ وَفْدُ المَرْزَئَة ـ أَيْ جِئْنَا مِن أَجْلِ التَّهْنِئَة، لاَ مِن أَجْلِ طَلَبِ المَال ـ قَدِمْنَا إِلَيْكَ مِنْ بَلَدِنَا نحْمَدُ الله الَّذِي مَنَّ بِكَ عَلَيْنَا، لَمْ تخْرِجْنَا إِلَيْكَ رَغْبَةٌ وَلاَ رَهْبَة؛ لأَنَّا قَدْ أَمِنَّا في أَيَّامِكَ مَا خِفْنَا، وَأَدْرَكْنَا مَا طَلبْنَا، فَقَالَ لَهُ عُمَر: عِظْنَا يَا غُلاَم 00

فَقَالَ نَعَمْ 00 إِنَّ نَاسَاً غَرَّهُمْ حِلْمُ اللهِ عَلَيْهِمْ، وَطُولُ أَمَلِهِمْ وَحُسْنُ الثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ؛ فَلاَ يَغُرَّنَّكَ حِلْمُ اللهِ عَلَيْك، وَلاَ طُولُ أَمَلِكَ وَلاَ حُسْنُ الثَّنَاءِ عَلَيْك؛ فَتَزِلَّ قَدَمُك، فَنَظَرَ عُمَرُ في سِنِّ الغُلاَم؛ فَإِذَا هُوَ ابْنُ اثْنَتيْ عَشْرَةَ سَنَة 00!! [000] الأُسْتَاذ أَحْمَد زَكِي صَفْوَت في " جَمْهَرَةِ خُطَبِ العَرَب " طَبْعَةِ المَكْتَبَةِ العِلْمِيَّةِ بِتَصَرُّفٍ وَاخْتِصَار 0 رَقْم: (399) مَثَلُ المُتَكَبِّرِ كَوَاقِفٍ فَوْقَ جَبَل 00 يَرَى النَّاسَ صِغَارَاً، وَيَرَوْنَهُ صَغِيرَا 00!! لَنْ تَكُونَ وَرِعَاً حَتىَّ تَدَعَ بَعْضَ الحَلاَل؛ مخَافَةَ الوُقُوعِ في الحَرَام 00!!

كُلٌّ مِنْكُمْ يَطْلُبُ مِنَ ابْنِهِ أَنْ يَكُونَ كَإِسْمَاعِيلَ في بِرِّهِ بِأَبِيهِ وَمَنْ مِنْكُمْ كَإِبْرَاهِيم 00!!؟ ازْرَعْ جَمِيلاً وَلَوْ في غَيرِ مَوْضِعِهِ فَلاَ يَضِيعُ جَمِيلٌ أَيْنَمَا زُرِعَا الكَلبُ الحَيُّ خَيرٌ مِنَ الأَسَدِ المَيِّت 00!! لاَ تُضَيِّعْ وَقتَكَ في البُكَاءِ عَلَى اللَّبَنِ المَسْكُوب؛ فَلَيْسَ كُلُّ مَا انْكَسَرَ يمْكِنُ إِصْلاَحُه 00!! لَوْ كَانَ المَالُ يَنْفَعُ في كُلِّ شَيْءٍ لَنَفَعَتْ قَارُونَ أَمْوَالُه 00!! المَرْأَةُ فَرَس، وَالرَّجُلُ فَارِس، وَالحُبُّ عِنَانٌ بَيْنَهُمَا 00!! مَنِ اتخَذَ الغُرَابَ لَهُ دَلِيلاً سَيُنْزِلُهُ عَلَى جِيَفِ الكِلاَبِ مَنْ بَلَغَ السَّبْعِينَ اشْتَكَى مِن غَيرِ عِلَّة 00!! دَارِهِمْ مَا دُمْتَ في دَارِهِمْ، وَأَرْضِهِمْ مَا دُمْتَ في أَرْضِهِمْ 00

وَإِنْ لَمْ تَكُن إِلاَّ الأَسِنَّةُ مَرْكَبَاً فَمَا حِيلَةُ المُضْطَرِّ إِلاَّ رُكُوبهَا قَصِيدَة: " كُلُواْ وَاشْرَبُواْ أَيُّهَا الأَغْنِيَاء وَإِنْ مَلأَ السِّكَكَ الجَائِعُون " إِنَّ اللهَ قَسَّمَ المَوَاهِبَ كَمَا قَسَّمَ الأَرْزَاق، وَالذَّكِيُّ حَقَّاً هُوَ مَنْ يَعْرِفُ مَا هِيَ مَوْهِبَتُهُ فَيَعْتَنيَ بهَا 00!! العَدُوُّ لاَ يَصِيرُ حَبِيبَاً حَتىَّ يَصِيرَ الحِمَارُ طَبِيبَاً 00!! لاَ يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في " فَتْحِ البَارِي " بِرَقْم: (2095، 2363، 2365،) الإِمَامُ مُسْلِمٌ في " صَحِيحِهِ / عَبْد البَاقِي " بِرَقْم: (1552، 1553، 1716، 1913، 2613، 2613، 2616، 2617/ 2/1914، 2617/ 2/1914/ 2، 2617/ 2/1914/ 3، 2617/ 2/1914/ 4، 2630، 2638/ 2)

الإِمَامُ ابْنُ مَاجَةَ في " سُنَنِهِ " بِرَقْم: (237، 240، 252، 2235، 2491 /المَرْفُوعُ فَقَطْ، 2505د، 3373، 3377، 3384، 3790، 3793، 3865، 3934د، 4035، 4035، 4038 /دُونَ قَوْلِهِ فَمُوتُواْ ـ عِنْدَ: إِلى اللهِ أَشْكُو أَنَّ كُلَّ قَبِيلَة مِنَ النَّاسِ أَفْني المَوْتُ خِيرَةَ أَهلِهَا، 4241، 4300) 0 سَمَّيْتُهَا بِالمُعَلَّقَاتِ تَشْبِيهَاً لَهَا بِالمُعَلَّقَاتِ العَشْرِ الَّتي كَانَ العَرَبُ يُعَلِّقُونَهَا عَلَى خِيَامِهِمْ لجَوْدَتِهَا

الإِمَامُ أَبُو دَاوُدَ في " سُنَنِهِ " بِرَقْم: (1046، 1297، 1298، 1459، 1584، 1716، 1811، 2380، 2387، 2408، 2483، 2494، 2524، 2527، 2528، 2530، 2535، 2536، 2537، 2598، 2602، 2629، 2675، 4941، 4942، 4943، 5128) 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° [المِشْكَاةُ بِرَقم: 4507، 4508، 4511، 4863] [الإِرْوَاءُ: 140 // 1] [الإِرْوَاءُ: 279 // 6] [الإِرْوَاءُ: 150، 150 // 7] [انْظُرِ الكَنْز: ح 0 ر: 6999، 7000، 7001، 13538، 32031، 43223، 43545] [انْظُرْ صَحِيحَ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ لِلأَلبَانيِّ طَبْعَةَ الرِّيَاض: 337 // 3] [انْظُرْ صَحِيحَ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ لِلأَلبَانيِّ طَبْعَةَ الرِّيَاض: 509 ـ 521 // 2] [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة 0 كِشْك: 15 // 5]

[انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة 0 كِشْك: 17 // 10] [نَفَائِسُ اللَّطَائِف لِلدُّكتُور نَايِف 0 طَبْعَةُ بَيرُوت 0 المَكتَبَةُ العُمَرِيَّة 0 ص: 9 ـ 10] [نَفَائِسُ اللَّطَائِف لِلدُّكتُور نَايِف 0 طَبْعَةُ بَيرُوت 0 المَكتَبَةُ العُمَرِيَّة 0 ص: 111] اصْبِرْ عَلَى كَيْدِ الحَسُودِ فَإِنَّ صَبْرَكَ قَاتِلُه فَالنَّارُ تَأكُلُ بَعْضَهَا إِنْ لَمْ تجِدْ مَا تَأكُلُه وَأَغيَظُ مَنْ نَادَاكَ مَنْ لاَ تجِيبُهُ شَكَا أَحَدُ أَصْحَابِ المَطَاعِمِ لِفَضِيلَةِ الشّيخ كِشك [رَحِمَهُ الله] أَنَّ الزَّبَائِنَ يَأكُلُونَ وَلاَ يَدْفَعُونَ الحِسَاب، قَالَ الشَّيْخُ وَلِمَ 00!؟ قَالَ لأَنِّي وَضَعْتُ لاَفِتَةً مَكتُوبٌ عَلَيْهَا: " إِنمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله " 00!!

فَقَالَ لَهُ الشَّيْخُ احْمِلْ هَذِهِ اللاَفِتَةِ وَضَعْ مَكَانهَا لاَفِتَةً مَكتُوبٌ عَلَيْهَا: " ادْفَعْ بِالَّتي هِيَ أَحْسَن "00!! بِالمَسْرَحِيَّة: أَنَا ادِّيتْ لأَهْلِي خَلفِيَّة؛ يَا تَرَى هَتْفَرَّحْهُمْ بِيَّا وَلاَ هَتْفَرَّحْهُمْ فِيَّا " 00!؟ لاَ تَحْرِمَنِّيَ يَا عَمِّي مِنِ امْرَأَةٍ عَيْني تَقَرُّ بِهَا في الخَلْقِ وَالخُلُقِ أَنْسَى بِهَا مُرَّ مَا قَدْ مَرَّ مِنْ محَنٍ وَيَكْتَسِي العُودُ بَعْدَ الجَدْبِ بِالوَرَقِ أَبْكِي إِذَا غَضِبَتْ حَتىَّ إِذَا رَضِيَتْ بَكَيْتُ بَعْدَ الرِّضَا خَوْفَاً مِنَ الغَضَبِ قيل لأَرابيٍّ فِي احْتِضَارِه بمنْ توصي بامْرَأَتِكَ ـ وكانت قد تزوجت أَربعةَ قبله ـ فقال إِلَى الخامس الأَشقى (عَلَيهِ لعنةُ الله) 00!! وَقيلَ لآخَرَ مَاتَ اليَومَ طبَّالٌ وَزَمَّارٌ ومغنٍّ فقال لاَ شك أَنَّ في جهنمَ فرحْ 00!!

وَكَأَنَّهُ يَقُولُ بِذَلِكَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئسَ المَصِير 00!! {يَاسِر الحَمَدَاني ـ مِصْر} عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" لَمْ يَتَكَلَّمْ في المَهْدِ إِلاَّ ثَلاَثَة: عِيسَى ابْنُ مَرْيم، وَصَاحِبُ جُرَيْج، وَكَانَ جُرَيْجٌ رَجُلاً عَابِدَاً، فَاتَّخَذَ صَوْمَعَةً فَكَانَ فِيهَا، فَأَتَتْهُ أُمُّهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ يَا جُرَيْج، فَقَالَ يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلاَتي 00؟! فَأَقْبَلَ عَلَى صَلاَتِهِ فَانْصَرَفَتْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ يَا جُرَيْج، فَقَالَ يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلاَتي 00؟! فَأَقْبَلَ عَلَى صَلاَتِهِ فَانْصَرَفَتْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ يَا جُرَيْج، فَقَالَ أَيْ رَبِّ أُمِّي وَصَلاَتي 00؟!

فَأَقْبَلَ عَلَى صَلاَتِهِ فَقَالَت: اللهُمَّ لاَ تمِتْهُ حَتى يَنْظُرَ إِلى وُجُوهِ المُومِسَات؛ فَتَذَاكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ جُرَيْجَاً وَعِبَادَتَهُ، وَكَانَتِ امْرَأَةٌ بَغِيٌّ يُتَمَثَّلُ بحُسْنِهَا فَقَالَتْ: إِنْ شِئْتُمْ لأَفْتِنَنَّهُ لَكُمْ؛ فَتَعَرَّضَتْ لَهُ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا، فَأَتَتْ رَاعِيَاً كَانَ يَأْوِي إِلى صَوْمَعَتِهِ ـ أَيْ صَوْمَعَةِ جُرَيْجٍ ـ فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا، فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ، فَلَمَّا وَلَدَتْ قَالَتْ: هُوَ مِنْ جُرَيْجٍ؛ فَأَتَوْهُ فَاسْتَنْزَلُوهُ وَهَدَمُواْ صَوْمَعَتَهُ وَجَعَلُواْ يَضْرِبُونَهُ؛ فَقَالَ مَا شَأْنُكُمْ 00؟! قَالُواْ زَنَيْتَ بهَذِهِ البَغِيِّ فَوَلَدَتْ مِنْكَ، فَقَالَ أَيْنَ الصَّبيُّ 00؟

فَجَاءواْ بِهِ، فَقَالَ ـ أَيْ جُرَيْج: دَعُوني حَتى أُصَلِّيَ فَصَلَّى، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَتَى الصَّبيَّ، فَطَعَنَ في بَطْنِهِ وَقَال: يَا غُلاَمُ مَن أَبُوك 00؟

قَالَ فُلاَنٌ الرَّاعِي؛ فَأَقْبَلُواْ عَلَى جُرَيْجٍ يُقَبِّلُونَهُ وَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ وَقَالُواْ: نَبْني لَكَ صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَب، قَالَ لاَ، أَعِيدُوهَا مِنْ طِينٍ كَمَا كَانَتْ فَفَعَلُواْ، وَبَيْنَا صَبِيٌّ يَرْضَعُ مِن أُمِّه، فَمَرَّ رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى دَابَّةٍ فَارِهَةٍ وَشَارَةٍ ـ أَيْ هَيْئَةٍ ـ حَسَنَة؛ فَقَالَتْ أُمُّهُ: اللهُمَّ اجْعَلِ ابْني مِثْلَ هَذَا، فَتَرَكَ الثَّدْيَ وَأَقْبَلَ إِلَيْه، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَال: اللهُمَّ لاَ تَجْعَلْني مِثْلَه، ثمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهِ فَجَعَلَ يَرْتَضِع " 00 قَالَ ـ أَيْ أَبُو هُرَيْرَة: فَكَأَني أَنْظُرُ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يحْكِي ارْتِضَاعَهُ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ في فَمِه، فَجَعَلَ يَمُصُّهَا، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((

وَمَرُّواْ بجَارِيَةٍ وَهُمْ يَضْرِبُونهَا وَيَقُولُون: زَنَيْتِ، سَرَقْتِ، وَهِيَ تَقُول: حَسْبيَ اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ؛ فَقَالَتْ أُمُّهُ: اللهُمَّ لاَ تَجْعَلِ ابْني مِثْلَهَا، فَتَرَكَ الرَّضَاعَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا فَقَال: اللهُمَّ اجْعَلْني مِثْلَهَا، فَهُنَاكَ تَرَاجَعَا الحَدِيثَ ـ أَيِ الأُمُّ وَوَلَدُهَا ـ فَقَالَتْ: حَلْقَى ـ أَيْ أَوْجَعَ اللهُ حَلقَكَ؛ مَرَّ رَجُلٌ حَسَنُ الهَيْئَةِ فَقُلْتُ: اللهُمَّ اجْعَلِ ابْني مِثْلَهُ فَقُلْتَ: اللهُمَّ لاَ تَجْعَلْني مِثْلَه، وَمَرُّواْ بِهَذِهِ الأَمَةِ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا، وَيَقُولُونَ زَنَيْتِ، سَرَقْتِ؛ فَقُلْتُ: اللهُمَّ لاَ تَجْعَلِ ابْني مِثْلَهَا، فَقُلْتَ: اللهُمَّ اجْعَلْني مِثْلَهَا 00؟!!

قَالَ ـ أَيِ الغُلاَم: إِنَّ ذَاكَ الرَّجُلَ كَانَ جَبَّارَاً فَقُلْتُ: اللهُمَّ لاَ تَجْعَلْني مِثْلَهُ، وَإِنَّ هَذِهِ يَقُولُونَ لَهَا زَنَيْتِ وَلَمْ تَزْنِ، وَسَرَقْتِ وَلَمْ تَسْرِقْ؛ فَقُلْتُ اللهُمَّ اجْعَلْني مِثْلَهَا " 0 البُخَارِيُّ بِنَحْوِهِ في كِتَابِ أَحَادِيثِ الأَنْبِيَاء بَابِ قَوْلِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {وَاذْكُرْ في الكِتَابِ مَرْيمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِن أَهْلِهَا مَكَانَاً شَرْقِيَّاً} {مَرْيم/16} حَدِيثٌ رَقْم: (3436)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ بِنَصِّهِ في كِتَابِ البِرِّ وَالصِّلَةِ وَالآدَاب، بَابٍ تَقْدِيمِ بِرِّ الوَالِدَيْنِ عَلَى التَّطَوُّعِ بِالصَّلاَةِ وَغَيرِهَا 0 حَدِيثٌ رَقْم: (2550) 0 وَصِيَّتي

هجرة الرسول دروس وعبر بحث

هِجْرَةُ الرَّسُولِ دُرُوسٌ وَعِبر: ================= تَبَارَكَ مَنْ لَهُ الحَمْدُ عَلَى الدَّوَام، تَبَارَكَ مَنْ لاَ يَغْفَلُ وَلاَ يَنَام، لَهُ الحَمْدُ في الأُولى وَالآخِرَة، وَلَهُ الحَمدُ دَائِمَاً وَأَبَدَا، سُبْحَانَه سُبحَانَه، لَهُ العِزَّةُ وَالجَبَرُوت، وَلَهُ المُلكُ وَالمَلَكُوت، يحْبي وَيمِيتُ وَهْوَ حَيٌّ لاَ يمُوت، يُسَبِّحُ بحَمْدِهِ كُلُّ مَنْ في الأَرْضِ وَالسَّمَاوَات، بَدْءَاً مِنَ الذّرَّاتِ وَحَتى المجَرَّات 00!! إِلهِي لكَ الحَمْدُ الَّذِي أَنتَ أَهْلهُ * علَى نِعَمٍ مَا كُنتُ قطُّ لهَا أَهْلاَ إِذَا زِدْتُّ عِصْياناً تزِدْني تَفضُّلاَ * كَأَنِّيَ بِالعِصْيَان أَسْتوْجِبُ الفَضْلاَ نُسِيءُ إِلَيْهِ وَيحْسِنُ إِلَيْنَا؛ فَمَا قَطَعَ إِحْسَانَهُ وَلاَ نحْنُ اسْتَحْيَيْنَا 00!! اللهُمَّ خُذْ بِأَيْدِينَا؛ حَتى نُرْضِيَكَ كَمَا تُرْضِينَا 00!!

أَنْتَ الَّذِي أَرْشَدْتَني مِنْ بَعْدِ مَا * في الأَرْضِ كُنتُ أَتِيهُ كَالحَيرَانِ وَزَرَعْتَ لي بَينَ القُلُوبِ محَبَّةً * حَتى أَحَبَّتْ يَاسِرَ الحَمَدَاني وَنَشَرْتَ لي في العَالمِينَ محَاسِنَاً * وَسَتَرْتَ عَن أَبْصَارِهِمْ عِصْيَاني وَاللهِ لَوْ عَلِمُواْ بمَا كَسَبَتْ يَدِي * لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلقَاني يَا رَبِّ سَاعِدْنِي عَلَى نَفسِي بِمَا * تَرْضَى وَسَاعِدْنِي عَلَى الشَّيْطَانِ ********** إِلهِي لَقَدْ أَحْسَنتَ رَغْمَ إِسَاءَتي * إلَيكَ فَلَمْ يَنهَضْ بِإِحْسَانِكَ الشُّكرُ فَمَنْ كانَ مُعْتَذِرَاً إِلَيْكَ بحُجَّةٍ * فَعُذرِيَ إِقْرَارِي بأَنْ لَيْسَ لي عُذرُ {{{{{{{

وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه، وَأَشْهَدُ أَنَّ محَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُه، أَرْسَلَه اللهُ هَادِيَاً وَمُبَشِّرَاً وَنَذِيرَا، وَدَاعِيَاً إِلى اللهُ بِإِذنِهِ وَسِرَاجَاً مُنِيرَا، اللهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيهِ وَعَلَى مَنْ سَارَ عَلَى دَرْبِهِ تَسلِيمَاً كَثِيرَا 00 أَنْتَ الذِي لَمَّا رُفِعْتَ إِلى السَّمَا * بِكَ قَدْ سَمَتْ وَتَزَيَّنَتْ لِلقَاكَا أَنْتَ الذِي مِنْ نُورِكَ البَدْرُ اكْتَسَى * وَالشَّمْسُ قِنْدِيلٌ أَمَامَ ضِيَاكَا نَادَيْتَ أَشْجَارَاً أَتَتْكَ مُطِيعَةً * وَشَكَا الْبَعِيرُ إِلَيْكَ حِينَ رَآكَا وَالمَاءُ فَاضَ بِرَاحَتَيْكَ وَسَبَّحَتْ * صُمُّ الحَصَى للهِ فِي يمْنَاكَا وَالجِذْعُ حَنَّ إِلَيْكَ حِينَ تَرَكتَهُ * وَعَلَى سِوَاهُ أُوقِفَتْ قَدَمَاكَا

مَاذَا يَقُولُ المَادِحُونَ وَمَا عَسَى * أَنْ يجْمَعَ الكُتَّابُ مِنْ مَعْنَاكَا صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا عَلَمَ الهُدَى * مَا اشْتَاقَ مُشْتَاقٌ إِلىَ رُؤْيَاكَا اللهمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا محَمَّدٍ عَدَدَ أَورَاقِ الشَّجَر، وَعَدَدَ حَبَّاتِ المَطَر، وَعَدَدَ مَا خَلَقتَ مِنَ البَشَر0 ثمَّ أَمَّا بَعْد فَسَوْفَ أَتَنَاوَلُ في هَذَا البَحْثِ جَانِبَاً مِن حَيَاةِ صَاحِبِ السِّيرَةِ العَطِرَة، أَلاَ وَهُوَ حَادِثُ الهِجْرَة، وَمَا يَتَخَلَّلُهَا مِنَ العِظَةِ وَالعِبرَة 0 هَذَا 00 مَعَ مُرَاعَاةِ عَدَمِ التَّطْوِيل، وَعَلَى اللهُ قَصْدُ السَّبِيل، عَلَيْهِ تَوَكَّلنَا وَهُوَ نِعْمَ الوَكِيل 0 {البَاحِث / يَاسِر أَحْمَد محْمُود 0 الشَّهِير بِيَاسِرٍ الحَمَدَاني} بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ـــــــــــ الهِجْرَةُ لُغَةً

يُقَالُ الهِجْرَةُ وَالهُجْرَة: وَهِيَ مُفَارَقَةُ الوَطَن، وَالخُرُوجُ مِن أَرْضٍ لأَرْض، وَالسَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَاب 0 [2779]ـ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنَهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَابِ؛ يمْنَعُ أَحَدَكُمْ نَوْمَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ؛ فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ فَلْيُعَجِّلْ إِلى أَهْلِهِ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ 0 في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقمَي: 2779، 3554]

فَهِيَ لَفْظَةٌ مُرْتَبِطَةٌ بِالمَشَقَّةِ فَمِنهَا الهَجْرُ وَالهِجْرَانُ وَمَا فِيهِمَا مِنَ المَشَقَّةِ وَالحَنِين، وَالمَهْجُورُ وَمَا يُلاَقِيهِ وَيُعَانِيهِ مِنَ الأَنِين، وَمِنهَا وَمِنهَا التَّهْجِيرُ أَيِ الخُرُوجُ بِالهَجِير، الهَجِيرُ أَوِ الهَاجِرَة: أَيْ مُنْتَصَفِ النَّهَار، عِنْدَ بَدْءِ تَنَحِّي الظِّلِّ مِنْ تحْتِ الشَّيْء؛ وَمِنهُ قَوْلُ جَابِر: " كَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ بِالهَاجِرَةِ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيّ 0 في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ بِرَقم: 532] فِتْيَةٌ آمَنُواْ بِرَبهِمْ

وَيحْلُو لي أَن أُرَدِّدَ في مِثْلِ هَذَا المَقَامِ الكَرِيم: أَبْيَاتَاً لِشَاعِرِنَا العَظِيم / هَاشِم الرِّفَاعِي، قَالهَا في مُنَاسَبَةِ الاَحْتِفَالِ بِالعَامِ الهِجْرِيِّ الجَدِيدِ، في فَترَةٍ سَادَ فِيهَا الظُّلْمُ وَالاَسْتِبْدَاد؛ فَأَنْشَدَ وَأَجَادَ الإِنْشَاد: عِيدٌ عَلَى الوَادِي أَتَى مخْتَالاَ * يحْكِي الرَّبِيعَ بَشَاشَةً وَجَمَالاَ إِنَّا لَنَذْكُرُ بِالمُحَرَّمِ فِتيَةً * بِكِفَاحِهِمْ ضَرَبُواْ لَنَا الأَمْثَالاَ خَرَجُواْ لِيَثرِبَ هَارِبِينَ بِدِينِهِمْ * قَدْ فَارَقُواْ أَصْحَابهُمْ وَالآلاَ وَلِنُصْرَةِ الحَقِّ الذِي خَرَجُواْ لَهِ * بَذَلُواْ النُّفُوسَ وَقَدَّمُواْ الأَمْوَالاَ وَمَنِ ابْتَغَى الإِصْلاَحَ في دُنيَا الوَرَى * رَكِبَ الشَّدَائِدَ وَامْتَطَى الأَهْوَلاَ

كَمْ مَرَّ بِالوَادِي حَكِيمٌ ضَائِعٌ * يَبْكِي عُلاَهُ وَيَشْتَكِي الإِذْلاَلاَ فَالنِّيلُ عَبْدٌ وَالكِنَانَةُ في أَسَىً * وَالشَّعْبُ يَشْكُو الجُوعَ وَالإِقْلاَلاَ مَا أَنْتَ إِلاَ عِيدُ كُلِّ مُعَذَّبٍ * في الأَرْضِ قَدْ ذَاقَ الضَّنى أَشْكَالاَ أَمْسَى وَأَصْبِحَ في القُيُودِ مُكَبَّلاً * وَقَدِ ارْتَدَى مِنْ بُؤْسِهِ سِرْبَالاَ أَحْدَاثُ الهِجْرَة

لَمَّا ازْدَادَ إِيذَاءُ المُؤْمِنِينَ في مَكَّةَ وَرَأَواْ أَنهُمْ قَدْ أُحِيطَ بهِمْ وَضَاقَ بهِمْ ذَرْعَاً بَدَأُواْ في الهِجْرَة، وَكَانَتْ هِجْرَتهُمْ بَادِئَ بَدْءٍ إِلى الحَبَشَة، حَتى بَدَأَتِ المُبَشِّرَاتُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّ اللهَ جَاعِلٌ لَهُ مُتَنَفَّسَاً في أَرْضِ يَثرِب؛ فَطَفِقَتْ جُمُوعُ المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ في شَدِّ الرِّحَالِ إِلَيْهَا لَمَّا رَأَوْهَا قَدْ حَسُنَتْ مُسْتَقَرَّاً وَمُقَامَا 0 إِنهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدَا قال ابْنُ إِسْحَاقَ بِاخْتِصَار:

" لَمَّا رأت قريش أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد صارت له شيعة وأصحاب من غيرهم بغير بلدهم، ورأوا خروج أصحابه من المهاجرين إليهم عرفوا أنهم قد نزلوا دارا ـ يَعْني المَدِينَة ـ وأصابوا منهم منعة؛ فَحَذَروا خروج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليهم وعرفوا أنهم قد أُجمِعَ لحربهم؛ فاجتمعوا له في دار الندوة، وهي دار قصي بن كلاَب التي كانت قريش لاَ تقضي أمرا إلاَ فيها، يتشاورون فيها ما يصنعون في أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين خافوه، غدوا في اليوم الذي اتعدوا له، وكان ذلك اليوم يسمى يوم الرحمة، فاعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل عليه بتلة ـ أَيْ عَبَاءةٌ مُوَشَّاة ـ فوقف على باب الدار فلما رأوه واقفا على بابها قالوا من الشيخ 00؟

قال شيخ من أهل نجد، سَمع بالذي اتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون، وعسى أن لاَ يعدمكم منه رأيا ونصحا، قالوا أجل فادخل معهم، وقد اجتمع فيها أشراف قريشٍ فقال بعضهم لبعض: إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم؛ فإنا والله ما نأمنه على الوثوب علينا فيمن قد اتبعه من غيرنا؛ فأجمعوا فيه رأيا 00؟ فتشاوروا ثم قال قائل منهم: احبسوه في الحديد وأغلقوا عليه بابا ثم تربصوا به ما أصاب أشباهه من الشعراء الذين كانوا قبله زهيرا والنابغة وَمن مَضَى منهم من هَذَا المَوتِ حَتى يصيبَه مَا أَصَابهم، فقال الشيخ النجدي لاَ والله ما هذا لكم برأي، والله لئن حبستموه كما تقولون ليُخْرِجَنَّ أمره من وراء الباب الذي أغلقتم دونه إلى أصحابه فلأوشكوا أن يثبوا عليكم فينزعوه من أيديكم ثُمَّ يكاثروكم به حتى يغلبوكم على أمركم 00 ما هذا لكم برأيٍ فانظروا في غيره 00

فتشاوروا ثم قال قائل منهم: نخرجه من بين أظهرنا فننفيه من بلاَدنا؛ إِذَن والله ما نبالي أين ذهب ولاَ حيث وقع إِذَن، وفرغنا منه فأصلحنا أمرنا وَأُلفَتَنَا كما كانت؛ فقال الشيخ النجدي لاَ والله ما هذا لكم برأي؛ أَلَم تَرَوا حسنَ حَديثه وَحَلاَوَةَ مَنطقه وَغَلَبَته عَلَى قلوب الرجَال بمَا يَأتي به؛ وَالله لو فعلتم ذلك ما أمنتم أن يحل على حيٍّ من العرب فيغلِب عليهِم بِذلِك مِن قولِهِ وحدِيثِهِ حتى يتابعوه عليه ثُمَّ يسير بهم إليكم حتى يطأكم بهم في بلاَدكم فيأخذ أمركم من أيديكم ثم يفعل بكم ما أراد، فقال أبو جهل بن هشام والله إن لي فيه لرأيا ما أراكم وقعتم عليه بعد، قالوا وما هو يا أبا الحكم 00؟

قال أرى أن يُنفَذَ من كل قَبيلَة فَتى شَابا جليدا نسيبا وسيطا فينا ـ أَيْ حَسِيبَاً شَرِيفَاً ـ ثم نعطي كل فتى منهم سيفا صارما ثم يعمدوا إليه فيضربوه بها حصول رجل واحدٍ فيقتُلُوهُ فنستريحُ منهُ؛ فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دَمُهُ في القبائل جميعا فلم يقدر بنُو عبد مناف على حرب قومهم جميعا، فرضوا منا بالعقلِ ـ أَيْ بِالدِّيَةِ ـ فَعَقَلنَاهُ لهم 00 فقال الشيخ النَّجدي القول ما قال الرجل، هذا الرأي الذي لاَ رأي غيرَه، فتفرق القوم على ذلك وهم مجمعون له " 00!! [السِّيرَةُ لاَبْنِ هِشَام 0 الطَّبْعَةُ الأُولى لِدَارِ الجَبَل 0 بَيرُوت: 5 ـ 9/ 3] وَفَاءُ الأَنْبِيَاء 00 حَتى مَعَ الأَعْدَاء

فأتى جبريل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال لاَ تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه، فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه، فلما رأى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكانهم قال لعلي بن أبي طالب نم على فراشي وتسج ببردي هذا الحضرميِّ الأخضر؛ فنم فيه فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم، وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينام في برده ذلك إذا نام، وَرَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ أَنهُمْ لَمَّا اجتمعوا له وفيهم أبو جهل بن هشام قال وهم على بابه ـ أَيْ يُعَرِّضُ المَلعُونُ بِرَسُولِ اللهِ قَائِلاً ـ إن محمدا يزعم أنكم إن تابعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم، ثم بعثتم منْ بعد موتكم فجعلت لكم جنان كجِنان الأردن، وإن لَمْ تفعلوا كان ذبحٌ ثم بعثتم من بعد موتكم ثم جُعِلَتْ لكم نارٌ تحرقون فيها، وخرج

عليهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخذ حفنة من تراب في يده ثُم قال أنا أقول ذلك، أنت أحدهم، وأخذ الله تعالى على أبصارهم عنه فلاَ يرونه، فجعل ينثر ذلك التراب على رؤوسهم وهو يتلو هؤلاَء الآيات: " يَسِ، وَالقُرْآنِ الحَكِيمِ، إِنَّكَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ، عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ، تَنزِيلَ العَزِيزِ الرَّحِيمِ، لِتُنْذِرَ قَوْمَاً مَّا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ، لَقَدْ حَقَّ القَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُون، إِنَّا جَعَلْنَا في أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِيَ إِلى الأذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ، وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدَّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدَّاً فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُون " 00!! {يَسِ/1 ـ 9}

حتى فرغ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من هؤلاَء الآيات وَلَمْ يبق منهم رجل إلاَ قد وضع على رأسه ترابا ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب، فأتاهم آت ممن لم يكن معهم فقال ما تنتظرون ها هنا 00؟ قالوا محمدا، قال خيبكم الله؛ قد والله خرج عليكم محمدٌ ثم ما ترك منكم رجلاَ إلاَ وقد وضع على رأسه تراباً وانطلق لحاجته؛ أفما ترون ما بكم 00!؟ فوضع كل رجل منهم يده على رأسه فإذا عليه تراب، ثم جعلوا يتطلعون فيرون عليَّا على فِرَاشِهِ مُسَجِّيَاً ـ أَيْ مُغَطَّىً ـ ببرد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيقولون: والله إن هذا لمحمد نائماً عليه برده؛ فلم يبرحوا كذلك ـ أَيْ ظَنُّواْ أَنَّ ذَلِكَ الآتيَ مِنْ شِيعَتِهِ وَيُرِيدُ تَضْلِيلَهُمْ فَكَذَّبُوه ـ حتى أصبحوا فقام عليٌّ رضي الله عنه عنِ الفِرَاشِ فقالُواْ والله لقد كان صدقنا الذي حدثنا " 00!!

حَدِيثُ الهِجْرَةِ في البُخَارِي [000] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إِلاَ وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ ـ أَيِ الإِسْلاَمَ ـ وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ؛ إِلاَ يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَفيِ النَّهَارِ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً، فَلَمَّا ابْتُليَ المُسْلِمُون؛ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرَاً نحْوَ أَرْضِ الحَبَشَة، حَتى إِذَا بَلَغَ بَرْكَ الغِمَاد ـ مَوْضِعَاً أَسْفَلَ مَكَّةَ في طَرِيقِ الحَبَشَة ـ لَقِيَهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ وَهُوَ سَيِّدُ القَارَةِ ـ اسْمُ قَبِيلَةِ ابْنِ الدُّغُنَّة ـ فَقَالَ أَيْنَ تُرِيدُ يَا أَبَا بَكْر 00؟

فَقَالَ أَبُو بَكْر: أَخْرَجَني قَوْمِي؛ فَأُرِيدُ أَن أَسِيحَ في الأَرْضِ وَأَعْبُدَ رَبِّي، قَالَ ابْنُ الدَّغِنَة: فَإِنَّ مِثْلَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ لاَ يَخْرُجُ وَلاَ يُخْرَج؛ إِنَّكَ تَكْسِبُ المَعْدُوم، وَتَصِلُ الرَّحِم، وَتحْمِلُ الكَلّ ـ أَيِ العِبْءَ الثَّقِيل ـ وَتَقْرِي الضَّيْف، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقّ؛ فَأَنَا لَكَ جَارٌ 00 ارْجِعْ وَاعْبُدْ رَبَّكَ بِبَلَدِك، فَرَجَعَ وَارْتَحَلَ مَعَهُ ابْنُ الدَّغِنَة، فَطَافَ ابْنُ الدَّغِنَةِ عَشِيَّةً في أَشْرَافِ قُرَيْشٍ فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لاَ يَخْرُجُ مِثْلُهُ وَلاَ يُخْرَج؛ أَتُخْرِجُونَ رَجُلاً يَكْسِبُ المَعْدُومَ وَيَصِلُ الرَّحِم، وَيحْمِلُ الكَلَّ وَيَقْرِي الضَّيْفَ وَيُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ 00!؟

فَلَمْ تُكَذِّبْ قُرَيْشٌ بجِوَارِ ابْنِ الدَّغِنَةِ وَقَالُواْ لاَبْنِ الدَّغِنَة: مُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيَعْبُدْ رَبَّهُ في دَارِه، فَلْيُصَلِّ فِيهَا وَلْيَقْرَأْ مَا شَاءَ وَلاَ يُؤْذِينَا بِذَلِكَ وَلاَ يَسْتَعْلِنْ بِه؛ فَإِنَّا نخْشَى أَنْ يَفْتِنَ نِسَاءنَا وَأَبْنَاءنَا، فَقَالَ ذَلِكَ ابْنُ الدَّغِنَةِ لأَبي بَكْر، فَلَبِثَ أَبُو بَكْرٍ بِذَلِكَ يَعْبُدُ رَبَّهُ في دَارِهِ، وَلاَ يَسْتَعْلِنُ بِصَلاَتِهِ وَلاَ يَقْرَأُ في غَيْرِ دَارِه، ثُمَّ بَدَا لأَبي بَكْرٍ ـ أَيْ رَأَى غَيرَ ذَلِكَ ـ فَابْتَنى مَسْجِدَاً بِفِنَاءِ دَارِهِ وَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ وَيَقْرَأُ القُرْآن، فَيَنْقَذِفُ عَلَيْهِ نِسَاءُ المُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ ـ أَيْ يَنْدَفِعُونَ إِلَيْهِ ـ وَهُمْ يَعْجَبُونَ مِنْهُ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْه، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلاً بَكَّاءً:

لاَ يَمْلِكُ عَيْنَيْهِ إِذَا قَرَأَ القُرْآن؛ وَأَفْزَعَ ذَلِكَ أَشْرَافَ قُرَيْشٍ مِنَ المُشْرِكِين؛ فَأَرْسَلُواْ إِلى ابْنِ الدَّغِنَة، فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ فَقَالُواْ: إِنَّا كُنَّا أَجَرْنَا أَبَا بَكْرٍ بجِوَارِك، عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ في دَارِه، فَقَدْ جَاوَزَ ذَلِكَ فَابْتَنى مَسْجِدَاً بِفِنَاءِ دَارِه، فَأَعْلَنَ بِالصَّلاَةِ وَالقِرَاءةِ فِيه؛ وَإِنَّا قَدْ خَشِينَا أَنْ يَفْتِنَ نِسَاءنَا وَأَبْنَاءنَا فَانْهَهُ، فَإِن أَحَبَّ أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ في دَارِهِ فَعَل، وَإِن أَبى إِلاَ أَنْ يُعْلِنَ بِذَلِكَ فَسَلْهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْكَ ذِمَّتَك؛ فَإِنَّا قَدْ كَرِهْنَا أَنْ نُخْفِرَكَ، وَلَسْنَا مُقِرِّينَ لأَبي بَكْرٍ الاَسْتِعْلاَن، فَأَتَى ابْنُ الدَّغِنَةِ إِلى أَبي بَكْرٍ فَقَال: قَدْ عَلِمْتَ الَّذِي

عَاقَدْتُ لَكَ عَلَيْه؛ فَإِمَّا أَنْ تَقْتَصِرَ عَلَى ذَلِكَ وَإِمَّا أَنْ تُرْجِعَ إِليَّ ذِمَّتي؛ فَإِني لاَ أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ العَرَبُ أَني أُخْفِرْتُ في رَجُلٍ عَقَدْتُ لَهُ؛ فَقَالَ أَبُو بَكْر: فَإِني أَرُدُّ إِلَيْكَ جِوَارَكَ وَأَرْضَى بجِوَارِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ، وَالنَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ بمَكَّة، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُسْلِمِين: " إِني أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ، ذَاتَ نخْلٍ بَينَ لاَبَتَينِ: وَهُمَا الحَرَّتَان " 00

ـ أَيْ بُقْعَتَانِ كَبِيرَتَانِ ذَوَاتَا حِجَارَةٍ سُود ـ فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ المَدِينَة، وَرَجَعَ عَامَّةُ مَنْ كَانَ هَاجَرَ بِأَرْضِ الحَبَشَةِ إِلى المَدِينَة، وَتجَهَّزَ أَبُو بَكْرٍ قِبَلَ المَدِينَة، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " عَلَى رِسْلِكَ؛ فَإِني أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لي " 00 ـ أَيْ أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لي فَأَصْحَبَكَ مَعِي ـ فَقَالَ أَبُو بَكْر: وَهَلْ تَرْجُو ذَلِكَ بِأَبي أَنْتَ 00!؟

قَالَ نَعَمْ، فَحَبَسَ أَبُو بَكْرٍ نَفْسَهُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَصْحَبَهُ، وَعَلَفَ رَاحِلَتَيْنِ كَانَتَا عِنْدَهُ وَرَقَ السَّمُر: وَهُوَ الخَبَط ـ أَيْ نَوْعٌ مِنَ الشَّجَر ـ أَرْبَعَةَ أَشْهُر، فَبَيْنَمَا نحْنُ يَوْمَاً جُلُوسٌ في بَيْتِ أَبي بَكْرٍ في نحْرِ الظَّهِيرَةِ ـ أَيْ في وَسْطِهَا ـ قَالَ قَائِلٌ لأَبي بَكْرٍ: هَذَا رَسُولُ اللهِ مُتَقَنِّعَاً ـ أَيْ مُتَلَثِّمَاً ـ في سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا، فَقَالَ أَبُو بَكْر: فِدَاءٌ لَهُ أَبي وَأُمِّي، وَاللهِ مَا جَاءَ بِهِ في هَذِهِ السَّاعَةِ إِلاَ أَمْر، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَه، فَدَخَلَ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبي بَكْرٍ: " أَخْرِجْ مَن عِنْدَك " 00 فَقَالَ

أَبُو بَكْر: إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ بِأَبي أَنْتَ يَا رَسُولَ الله، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فَإِني قَدْ أُذِنَ لي في الخُرُوج " 00 فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصَّحَابَةَ ـ أَيِ الصُّحْبَةَ ـ بِأَبي أَنْتَ يَا رَسُولَ الله 00؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " نَعَمْ " 00 قَالَ أَبُو بَكْر: فَخُذْ بِأَبي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ إِحْدَى رَاحِلَتيَّ هَاتَيْنِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " بِالثَّمَن " 00 قَالَتْ عَائِشَة: فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ الجِهَاز ـ أَيْ أَسْرَعَ الجِهَاز ـ وَصَنَعْنَا لَهُمَا سُفْرَةً ـ أَيْ زَادَ المُسَافِرِ ـ في جِرَاب، فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبي بَكْرٍ قِطْعَةً مِنْ نِطَاقِهَا، فَرَبَطَتْ بِهِ عَلَى فَمِ الجِرَاب؛ فَبِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْن 0

ثمَّ لحِقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ بِغَارٍ في جَبَلِ ثَوْر، فَكَمَنَا فِيهِ ثَلاَثَ لَيَالٍ، يَبِيتُ عِنْدَهُمَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبي بَكْرٍ وَهُوَ غُلاَمٌ شَابّ، ثَقِفٌ لَقِن ـ أَيْ ذَكِيٌّ حَاذِق ـ فَيُدْلِجُ مِن عِنْدِهِمَا بِسَحَر، فَيُصْبِحُ مَعَ قُرَيْشٍ بمَكَّةَ كَبَائِتٍ ـ أَيْ بَيْنَهُمْ ـ فَلاَ يَسْمَعُ أَمْرَاً يُكْتَادَانِ بِهِ ـ أَيْ يَكِيدَانِهِ ـ إِلاَ وَعَاهُ حَتى يَأْتِيَهُمَا بخَبَرِ ذَلِكَ حِينَ يخْتَلِطُ الظَّلاَم، وَيَرْعَى عَلَيْهِمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَة، مَوْلى أَبي بَكْرٍ مِنْحَةً مِنْ غَنَمٍ ـ أَيْ غَنَمَاتٍ يَقُومُ بِرَعْيِهَا مَقَابِلَ الاَنْتِفَاعِ بِأَلْبَانهَا ـ فَيُرِيحُهَا عَلَيْهِمَا حِينَ تَذْهَبُ سَاعَةٌ مِنَ العِشَاء، فَيَبِيتَانِ ـ أَيْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وَأَبُو بَكْر ـ في رِسْلٍ: وَهُوَ لَبَنُ مِنْحَتِهِمَا وَرَضِيفِهِمَا، حَتى يَنْعِقَ بِهَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بِغَلَس، يَفْعَلُ ذَلِكَ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ تِلْكَ اللَّيَالي الثَّلاَث، وَاسْتَأْجَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ رَجُلاً مِنْ بَني الدِّيَل ـ اسْمُ قَبِيلَةٍ ـ وَهُوَ مِنْ بَني عَبْدِ بْنِ عَدِيٍّ، هَادِيَا خِرِّيتَاً، وَالخِرِّيتُ المَاهِرُ بِالهِدَايَة ـ أَيْ بِإِرْشَادِ السَّالِكِين ـ قَدْ غَمَسَ حِلْفَاً في آلِ العَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيّ، وَهُوَ عَلَى دِينِ كُفَّارِ قُرَيْش، فَأَمِنَاهُ فَدَفَعَا إِلَيْهِ رَاحِلَتَيْهِمَا،

وَوَاعَدَاهُ غَارَ ثَوْرٍ بَعْدَ ثَلاَثِ لَيَالٍ بِرَاحِلَتَيْهِمَا ـ أَيْ بمُقَابِلِ رَاحِلَتَيْهِمَا ـ صُبْحَ ثَلاَث، وَانْطَلَقَ مَعَهُمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ وَالدَّلِيل، فَأَخَذَ بهِمْ طَرِيقَ السَّوَاحِل " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3905 / فَتْح]

عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " جَاءنَا رُسُلُ كُفَّارِ قُرَيْش، يجْعَلُونَ في رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبي بَكْرٍ دِيَةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، مَنْ قَتَلَهُ أَوْ أَسَرَهُ، فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ في مجْلِسٍ مِنْ مجَالِسِ قَوْمِي بَني مُدْلِج؛ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ حَتى قَامَ عَلَيْنَا وَنحْنُ جُلُوس، فَقَالَ يَا سُرَاقَة: إِني قَدْ رَأَيْتُ آنِفَاً أَسْوِدَةً بِالسَّاحِلِ أُرَاهَا محَمَّدَاً وَأَصْحَابَه، قَالَ سُرَاقَة: فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ هُمْ، فَقُلْتُ لَهُ إِنَّهُمْ لَيْسُواْ بهِمْ، وَلَكِنَّكَ رَأَيْتَ فُلاَنَاً وَفُلاَنَاً انْطَلَقُواْ بِأَعْيُنِنَا ـ أَيْ ضَلَّلَهُ ـ ثمَّ لَبِثْتُ في المجْلِسِ سَاعَةً ثُمَّ قُمْت، فَدَخَلْتُ فَأَمَرْتُ جَارِيَتي أَنْ تَخْرُجَ بِفَرَسِي، وَهِيَ مِنْ وَرَاءِ أَكَمَةٍ فَتَحْبِسَهَا عَلَيَّ ـ أَيْ

تَنْتَظِرَني بهَا ـ وَأَخَذْتُ رُمحِي فَخَرَجْتُ بِهِ مِنْ ظَهْرِ البَيْت، فَحَطَطْتُ بِزُجِّهِ الأَرْضَ وَخَفَضْتُ عَالِيَهُ ـ أَيْ يَرْشُقُهُ في الأَرْضِ ثمَّ يَأْخُذُهُ ـ حَتى أَتَيْتُ فَرَسِي فَرَكِبْتُهَا، فَرَفَعْتُهَا ـ أَيِ أَسْرَعْتُ بهَا ـ تُقَرِّبُ بي حَتى دَنَوْتُ مِنْهُمْ، فَعَثَرَتْ بي فَرَسِي فَخَرَرْتُ عَنْهَا، فَقُمْتُ فَأَهْوَيْتُ يَدِي إِلى كِنَانَتي فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا الأَزْلاَم ـ أَيْ شَيْئَاً كَالقُرْعَةِ كَانُواْ في الجَاهِلِيَّة يَسْتَخِيرُونَ بِهِ الأَصْنَام ـ فَاسْتَقْسَمْتُ بهَا أَضُرُّهُمْ أَمْ لاَ 00؟

فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ ـ أَيْ لاَ أَضُرُّهُمْ ـ فَرَكِبْتُ فَرَسِي وَعَصَيْتُ الأَزْلاَمَ تُقَرِّبُ بي، حَتى إِذَا سَمِعْتُ قِرَاءةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَهُوَ لاَ يَلْتَفِتُ وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الاَلتِفَات؛ سَاخَتْ يَدَا فَرَسِي في الأَرْض، حَتى بَلَغَتَا الرُّكْبَتَيْن، فَخَرَرْتُ عَنْهَا ثمَّ زَجَرْتُهَا فَنهَضَتْ، فَلَمْ تَكَدْ تُخْرِجُ يَدَيْهَا، فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَائِمَةً؛ إِذَا لأَثَرِ يَدَيْهَا عُثَانٌ سَاطِعٌ في السَّمَاءِ مِثْلُ الدُّخَان ـ أَيْ يَنْبَعِثُ مِنْ مَغْرِزِ قَدَمَيْهَا الأَمَامِيَّتَين ـ فَاسْتَقْسَمْتُ بِالأَزْلاَمِ فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَه ـ أَيْ لاَ أَضُرُّهُمْ ـ فَنَادَيْتُهُمْ بِالأَمَانِ فَوَقَفُواْ، فَرَكِبْتُ فَرَسِي حَتى جِئْتُهُمْ، وَوَقَعَ في نَفْسِي حِينَ لَقِيتُ مَا لَقِيتُ مِنَ

الحَبْسِ عَنْهُمْ؛ أَنْ سَيَظْهَرُ أَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَعَلُواْ فِيكَ الدِّيَة، وَأَخْبَرْتُهُمْ أَخْبَارَ مَا يُرِيدُ النَّاسُ بِهِمْ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمُ الزَّادَ وَالمَتَاعَ فَلَمْ يَرْزَآني ـ أَيْ لَمْ يُكَلِّفَاني شَيْئَاً ـ وَلَمْ يَسْأَلاَني، إِلاَّ أَنْ قَال: " أَخْفِ عَنَّا " فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لي كِتَابَ أَمْن، فَأَمَرَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ فَكَتَبَ في رُقْعَةٍ مِن أَدِيم ـ أَيْ مِنْ جِلْد ـ ثمَّ مَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْر: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ الزُّبَيْرَ في رَكْبٍ مِنَ المُسْلِمِين، كَانُواْ تُجَّارَاً قَافِلِينَ مِنَ الشَّام، فَكَسَا الزُّبَيْرُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى

اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ ثِيَابَ بَيَاض، وَسَمِعَ المُسْلِمُونَ بِالمَدِينَةِ مخْرَجَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّة، فَكَانُواْ يَغْدُونَ كُلَّ غَدَاةٍ إِلى الحَرَّةِ فَيَنْتَظِرُونَهُ، حَتى يَرُدَّهُمْ حَرُّ الظَّهِيرَة، فَانْقَلَبُواْ يَوْمَاً بَعْدَ مَا أَطَالُواْ انْتِظَارَهُمْ، فَلَمَّا أَوَوْا إِلى بُيُوتِهِمْ؛ أَوْفى رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ عَلَى أُطُمٍ مِنْ آطَامِهِمْ لأَمْرٍ يَنْظُرُ إِلَيْهِ ـ أَيْ عَلَى حِصْنٍ مُرْتَفِع ـ فَبَصُرَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ مُبَيَّضِينَ ـ أَيْ بِيضَ اللَّوْنِ ـ يَزُولُ بِهِمُ السَّرَاب، فَلَمْ يمْلِكِ اليَهُودِيُّ أَنْ قَالَ بِأَعْلَى صَوْتِه: يَا مَعَاشِرَ العَرَب، هَذَا جَدُّكُمُ الَّذِي تَنْتَظِرُون، فَثَارَ المُسْلِمُونَ إِلى

السِّلاَحِ فَتَلَقَّوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِظَهْرِ الحَرَّة ـ أَرْضٌ عَلَى مَشَارِفِ المَدِينَة ـ فَعَدَلَ بهِمْ ذَاتَ اليَمِين، حَتى نَزَلَ بِهِمْ في بَني عَمْرِو بْنِ عَوْف، وَذَلِكَ يَوْمَ الاَثْنَيْنِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّل، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ لِلنَّاسِ وَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامِتَاً، فَطَفِقَ مَنْ جَاءَ مِنَ الأَنْصَارِ مِمَّنْ لَمْ يَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَيِّي أَبَا بَكْر، حَتى أَصَابَتِ الشَّمْسُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ حَتى ظَلَّلَ عَلَيْهِ بِرِدَائِهِ؛ فَعَرَفَ النَّاسُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِك، فَلَبِثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بَني عَمْرِو بْنِ

عَوْفٍ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَة، وَأَسِّسَ المَسْجِدَ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، وَصَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ فَسَارَ يَمْشِي مَعَهُ النَّاس، حَتى بَرَكَتْ عِنْدَ مَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالمَدِينَة، وَهُوَ يُصَلِّي فِيهِ يَوْمَئِذٍ رِجَالٌ مِنَ المُسْلِمِين، وَكَانَ مِرْبَدَاً لِلتَّمْرِ لِسُهَيْلٍ وَسَهْل: غُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ في حِجْرِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَة، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُه: " هَذَا إِنْ شَاءَ اللهُ المَنْزِل " 00 ثمَّ دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الغُلاَمَيْن، فَسَاوَمَهُمَا بِالمِرْبَدِ لِيَتَّخِذَهُ مَسْجِدَاً، فَقَالاَ لاَ، بَلْ نَهَبُهُ لَكَ يَا رَسُولَ الله،

فَأَبى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْبَلَهُ مِنْهُمَا هِبَةً حَتى ابْتَاعَهُ مِنْهُمَا، ثمَّ بَنَاهُ مَسْجِدَاً، وَطَفِقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْقُلُ مَعَهُمُ اللَّبِنَ في بُنْيَانِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3906 / فَتْح] مِنَ الدُّرُوسِ المُسْتَفَادَةِ مِن حَادِثِ الهِجْرَةِ الشَّجَاعَةُ وَالبُطُولَةُ وَالتي تجَلَّتْ في مَوْقِفِ عَلِيّ، وَهْوَ شِبْهُ صَبيّ الصَّدَاقَةُ الصَّادِقَة وَمِنَ الدُّرُوسِ المُسْتَفَادَةِ مِن حَادِثِ الهِجْرَةِ أَيْضَاً الصَّدَاقَةُ الصَّادِقَةُ وَالإِخَاء، وَالإِخْلاَصُ النَّادِرُ وَالوَفَاء، في جَمِيعِ مَوَاقِفِ أَبي بَكْرٍ التي وَقَفَهَا، وَالمَشَاهِدِ التي شَهِدَهَا 0

رَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنهَا قَالَتْ: " فوالله ما شعرت فط قبل ذلك اليوم أن أحداً يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ ـ أَيْ يَوْمَ بُشِّرَ بِالصُّحْبَة ـ ثم قال يا نبي الله: إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما لهذا، فاستأجرا عبد الله بن أرقط: رجلاَ من بني الدئل بن بكر وكانت أمه امرأة من بني سهم بن عمرو، وكان مشركا يدلهما على الطريق، فدفعا إليه راحلتيهما فكانتا عنده يرعاهم لميعادهما 0000 إِلخ " 00!! [السِّيرَةُ لاَبْنِ هِشَام 0 الطَّبْعَةُ الأُولى لِدَارِ الجَبَل 0 بَيرُوت: 11/ 3] وَرَوَى ابْنُ هِشَامٍ عَنِ الحسن البصري رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قال:

" انتهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر إلى الغار ليلاَ فدخل أبو بكر رضي الله عنه قبل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَسَ الغَارَ ليَنظرَ أَفيه سَبع أَو حَيَّة يَقي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنفسه " 00!! [السِّيرَةُ لاَبْنِ هِشَام 0 الطَّبْعَةُ الأُولى لِدَارِ الجَبَل 0 بَيرُوت: 12/ 3] [000] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: قُلْتُ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا في الغَار: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تحْتَ قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنَا 00 فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا " 0 [000] رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3653 / فَتْح) 0 {إِنَّهَا ذَاتُ النِّطَاقَين}

عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: " لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَرَجَ مَعَهُ أَبُو بَكْر؛ احْتَمَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ مَالَهُ كُلَّهُ مَعَهُ [خَمْسَةَ آلافِ دِرْهَمٍ أَوْ سِتَّةَ آلافِ دِرْهَم]، وَانْطَلَقَ بِهَا مَعَه، فَدَخَلَ عَلَيْنَا جَدِّي أَبُو قُحَافَةَ وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ فَقَال: وَاللهِ إِني لأَرَاهُ قَدْ فَجَعَكُمْ بِمَالِهِ مَعَ نَفْسِهِ، قُلْتُ كَلاَّ يَا أَبَتِ؛ إِنَّهُ قَدْ تَرَكَ لَنَا خَيْرًا كَثِيرَا؛ فَأَخَذْتُ أَحْجَارَاً فَتَرَكْتُهَا فَوَضَعْتُهَا في كُوَّةِ الِبَيْت؛ كَانَ أَبي رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَضَعُ فِيهَا مَالَه، ثُمَّ وَضَعْتُ عَلَيْهَا ثَوْبًا ثمَّ أَخَذْتُ بِيَدِهِ فَقُلْت: يَا أَبَتِ؛

ضَعْ يَدَكَ عَلَى هَذَا المَال، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ فَقَال: لا بَأْس، إِنْ كَانَ قَدْ تَرَكَ لَكُمْ هَذَا فَقَدْ أَحْسَن، وَفي هَذَا لَكُمْ بَلاَغ، قَالَتْ أَسْمَاءُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَعَنْ وَالِدَيْهَا: لا وَاللهِ مَا تَرَكَ لَنَا شَيْئَا، وَلَكِنيِّ قَدْ أَرَدْتُ أَنْ أُسْكِنَ الشَّيْخَ بِذَلِك " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيب الأَرْنَؤُوطُ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 27002، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم]

عَلَيْهِ فَقَال: لاَ بَأْس، إِنْ كَانَ قَدْ تَرَكَ لَكُمْ هَذَا فَقَدْ أَحْسَنَ، وَفي هَذَا لَكُمْ بَلاَغ، قَالَتْ أَسْمَاء: لاَ وَاللهِ مَا تَرَكَ لَنَا شَيْئَا، وَلَكِني قَدْ أَرَدْتُ أَن أُسْكِنَ الشَّيْخَ بِذَلِك " 00!! [000] صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم 0 انْظُرِ " المُسْتَدْرَك " بِرَقْم: (4267)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ أَحْمَدُ في " مُسْنَدِهِ " بِرَقْم: (26417) انْظُرْ كَيْفَ كَانَ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يخْدُمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00!! النَّاسُ مَعَادِن وَمِنَ الدُّرُوسِ المُسْتَفَادَةِ مِن حَادِثِ الهِجْرَةِ أَنَّ المُؤْمِنَ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ حَكِيمَاً وَدَقِيقَاً، عِنْدَمَا يخْتَارُ رَفِيقَاً؛ فَكَمَا قَالَ ** صلى الله عليه وسلم **: " النَّاسُ مَعَادِن " 00!!

[الإِمَامُ البُخَارِيُّ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 3131، 4774] فَبِالمُرُوءةِ يُؤْتمَنُ الكَافِر، وَبِالخِيَانَةِ يحْذَرُ المُسْلِمُ الغَادِر 00!! وَنَتَعَلَّمُ مِنَ الحَدِيثِ جَوَازَ اسْتِئْجَارِ المُشْرِكِينَ عِنْدَ الضَّرُورَةِ إِنْ لَمْ يُوجَدْ مَنْ في كَفَاءَتهِ مِنَ المُسْلِمِين 0

[2103]ـ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ اسْتَأْجَرَ وَأَبُو بَكْرٍ رَجُلاً مِنْ بَني الدِّيلِ ثمَّ مِنْ بَني عَبْدِ بْنِ عَدِيٍّ هَادِيَاً خِرِّيتَاً ـ الخِرِّيتُ المَاهِرُ بِالهِدَايَة ـ قَدْ غَمَسَ يَمِينَ حِلْفٍ في آلِ العَاصِ بْنِ وَائِلٍ وَهُوَ عَلَى دِينِ كُفَّارِ قُرَيْش، فَأَمِنَاهُ فَدَفَعَا إِلَيْهِ رَاحِلَتَيْهِمَا وَوَاعَدَاهُ غَارَ ثَوْرٍ بَعْدَ ثَلاَثِ لَيَالٍ، فَأَتَاهُمَا بِرَاحِلَتَيْهِمَا صَبِيحَةَ لَيَالٍ ثَلاَث، فَارْتَحَلاَ وَانْطَلَقَ مَعَهُمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ ـ أَيْ خَادِمُ أَبي بَكْرٍ ـ وَالدَّلِيلُ الدِّيلِيّ، فَأَخَذَ بهِمْ أَسْفَلَ مَكَّةَ وَهُوَ طَرِيقُ السَّاحِل " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيّ 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 2103]

أَيْ لَمْ يَتَّجِهْ بهِمَا مُبَاشَرَةً جِهَةَ الشَّمَالِ نَاحِيَةَ المَدِينَةِ وَلَكِنِ اتجَهَ بهِمَا جَنُوبَاً بمَيْلٍ جِهَةَ الغَرْبِ نَاحِيَةَ البَحْرِ الأَحْمَر، ثمَّ سَارَ بهِمَا شَمَالاً حَتى إِذَا رَأَى أَنَّهُ قَدْ حَازَ المَدِينَةَ يمَّمَ جِهَتَهَا شَرْقَاً 0 وَنَتَعَلَّمُ بِرَّ أَسْمَاءَ بِوَالِدِهَا أَبي بَكْر، وَتَضْحِيَتُهَا في الدَّعْوَةِ كَمَا سَيَأْتي وَشَقُهَا لِنِطَاقِهَا في سَبِيلِ الله 0 ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ وَمَا أَجْمَلَهُ مِنْ لَقَب [2757]ـ عَن أَسْمَاءَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ:

" صَنَعْتُ سُفْرَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بَيْتِ أَبي بَكْرٍ حِينَ أَرَادَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلى المَدِينَة، فَلَمْ نجِدْ لِسُفْرَتِهِ وَلاَ لِسِقَائِهِ مَا نَرْبِطُهُمَا بِه؛ فَقُلْتُ لأَبي بَكْرٍ وَاللهِ مَا أَجِدُ شَيْئَاً أَرْبِطُ بِهِ إِلاَ نِطَاقِي 00!؟ قَالَ فَشُقِّيهِ بِاثْنَيْنِ فَارْبِطِيهِ: بِوَاحِدٍ السِّقَاءَ وَبِالآخَرِ السُّفْرَة، فَفَعَلْتُ فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيّ 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 2757] وَرَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ عن أسْماء بنت أبي بكر رَضِيَ اللهُ عَنهَا أنها قالت: " لَمَّا خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر رضي الله عنه أتانا نفر من قريش فيهم أبو جهل بن هشام فوقفوا على باب أبي بكر فخرجت إليهم فقالوا أين أبوك يا بنت أبي بكر 00؟

قلت لاَ أدري والله أين أبي؛ فرفع أبو جهل يده ـ وكان فاحشا خبيثا ـ فلطم خدي لطمة طرح منها قرطي، ثم انصرفوا، فمكثنا ثلاَث ليال وما ندري أين وجه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " 00!! [السِّيرَةُ لاَبْنِ هِشَام 0 الطَّبْعَةُ الأُولى لِدَارِ الجَبَل 0 بَيرُوت: 14/ 3] وَبَيْنَمَا قُرَيْشٌ تجُوسُ بِكُلِّ دَار؛ بحْثَاً عَنِ النَّبي المخْتَار: إِذْ سَمِعَتْ صَوْتَاً يَقُولُ هَذِهِ الأَشْعَار: جَزَى الله رَبُّ النَّاسِ خَيرَ جَزَائِهِ * رَفِيقَينِ حَلاَّ خَيْمَتي أُمَّ مَعْبَدِ همَا نَزَلاَ بِالبِرِّ ثُم تَرَوَّحَا * فَأَفْلَحَ مَن أَمْسَى رفِيقَ محمَّدِ [السِّيرَةُ لاَبْنِ هِشَام 0 الطَّبْعَةُ الأُولى لِدَارِ الجَبَل 0 بَيرُوت: 14/ 3]

وَنَتَعَلَّمُ ذَكَاءَ العَرَبيِّ وَقُوَّةَ مُلاَحَظِتِهِ وَكَيْفَ كَانَ لَمَّاحَاً لِكُلِّ مَا يَنْتَابُهُ وَيَعْترِيه؛ انْظُرْ سُرَاقَةَ كَمْ مَرَّةً أَخْرَجَ أَزْلاَمَهُ وَاسْتَقْسَمَ بهَا 00 وَإِقْرَارَهُ بِالحَقِّ إِذْ تَبَينَ وَعَدَمَ المُكَابَرَةِ كَمَا سَيَأْتي 00 انْظُرْ: كَانَ أَوَّلَ النَّهَارِ مُنَقِّبَاً عَنهُمْ، وَصَارَ آخِرَ النَّهَارِ مخَذِّلاً عَنهُمْ 00!! كَادَتْ تُسْرَقُ رُوحُكَ يَا سُرَاقَة [3618]ـ عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَال: " لَمَّا أَقْبَلَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى المَدِينَةِ تَبِعَهُ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُم، فَدَعَا عَلَيْهِ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَاخَتْ بِهِ فَرَسُه، قَالَ ادْعُ اللهَ لي وَلاَ أَضُرُّكَ فَدَعَا لَهُ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيّ 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 3618]

[4177]ـ عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَال: " قَدِمَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ وَأَبُو بَكْرٍ مَعَهُ، قَالَ أَبُو بَكْر: مَرَرْنَا بِرَاعٍ وَقَدْ عَطِشَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَحَلَبْتُ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ في قَدَحٍ فَشَرِبَ حَتى رَضِيت، وَأَتَانَا سُرَاقَةُ بْنُ جُعْشُمٍ عَلَى فَرَسٍ فَدَعَا عَلَيْه؛ فَطَلَبَ إِلَيْهِ سُرَاقَةُ أَنْ لاَ يَدْعُوَ عَلَيْهِ وَأَنْ يَرْجِعَ فَفَعَل " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيّ 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 4177]

إِسْلاَمُ سُرَاقَة رَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ عَنْ سُرَاقَةَ قَوْلَه: فكتب لي كتابا في عظم أو في رقعة أو في خِرفةٍ ثم ألقاه إليَّ، فأخذتهُ فجعلته في كنانتي، ثم رجعت فسكت فلم أذكر شيئا مما كان، حتى إذا كان فتح مكة على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفرغ من حُنَينٍ والطائفِ خرجت ومعي الكتاب لألقاهُ فلقيته بالجعرانة، فدخلت في كتيبة من خيل الأنصار، فجعلوا يَقرَعُونَني بالرماح ويقولون إليك ماذا تريد 00!؟

فدنوت من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو على ناقته، والله لكأني أنظر إلى ساقه في غزرة كأنها جُمارة ـ أَيْ بَيْضَاء ـ فرفعت يدي بالكتاب ثم قلت يا رسول الله هذا كتابك أنا سراقة بن جعشم، فَقَالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم وفاء وبر، ادنُهْ ـ أَيِ ادْنُ مِني ـ فدنوت منه فأسلمت، ثم تذكرت شيئا أَسأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنه فما أذكره، إلاَ أني قلت يا رسول الله: الضالةُ من الإبل تغشى حياضي وقد ملأتها لأبلي: هل لي أجر في أن أسقيَهَا 00؟ قال " نعم؛ في كل ذات كبد حرى أجر " 00!! ثم رجعت إلى قومي فسقت إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صدقتي " 00!! [السِّيرَةُ لاَبْنِ هِشَام 0 الطَّبْعَةُ الأُولى لِدَارِ الجَبَل 0 بَيرُوت: 17/ 3]

[2853]ـ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَال: " ذَهَبْنَا نَتَلَقَّى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ الصِّبْيَانِ إِلى ثَنِيَّةِ الوَدَاعِ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيّ 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 2853] وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى لِلأَمَانَةِ العِلمِيَّةِ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ في مَقْدِمِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن غَزْوَةِ تَبُوك

حَدَّثَ ثَابِتٌ الْبُنَانيُّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " إِنيِّ لأَسْعَى في الْغِلْمَانِ يَقُولُونَ جَاءَ محَمَّد؛ فَأَسْعَى فَلاَ أَرَى شَيْئَاً، ثُمَّ يَقُولُون: جَاءَ محَمَّد، فَأَسْعَى فَلاَ أَرَى شَيْئَاً، حَتىَّ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبُهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَكَمَنَّا في بَعْضِ حِرَارِ المَدِينَة، ثُمَّ بَعَثَا رَجُلاًَ مِن أَهْلِ البَادِيَةِ لِيُؤْذِنَ بِهِمَا الأَنْصَار؛ فَاسْتَقْبَلَهُمَا زُهَاءُ خَمْسِمِاْئَةٍ مِنَ الأَنْصَار، حَتىَّ انْتَهَوْا إِلَيْهِمَا، فَقَالَتِ الأَنْصَار: انْطَلِقَا آمِنَيْنِ مُطَاعَيْن؛ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبُهُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ؛ فَخَرَجَ أَهْلُ المَدِينَة، حَتىَّ إِنَّ العَوَاتِقَ لَفَوْقَ البُيُوتِ يَتَرَاءَيْنَه [الْعَاتِق: هِيَ الْبِنْتُ إِذَا بَلَغَتْ سِنَّ الزَّوَاج]، يَقُلْنَ: أَيُّهُمْ هُوَ، أَيُّهُمْ هُوَ " 00؟ [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء / طَبْعَةُ الرِّسَالَةِ (3) بَابِ السِّيرَةِ 0 ص: 416/ 1، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

قال ابْنُ إِسْحَاقَ: فأقام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقباء في بني عمرو بن عوف يَوْمَ الاَثنين وَيَوْمَ الثلاَثاء وَيَوْمَ الأَربعاء وَيَوْمَ الخميس وأسس مسجده " 00!! [السِّيرَةُ لاَبْنِ هِشَام 0 الطَّبْعَةُ الأُولى لِدَارِ الجَبَل 0 بَيرُوت: 22/ 3] وَنَتَعَلَّمُ إِكْرَامَ الصَّالحِينَ وَالأَوْلِيَاء، وَأَدَبُ الكِرَامِ مَعَ الأَنْبِيَاء: يَتَجَلَّى هَذَا وَاضِحَاً في شَمَائِلِ الأَنْصَار، وَمَا تحَلَّواْ بِهِ مِنَ الكَرَمِ وَالإِيثَار 0

كَرَمُ الأَنْصَار مَعَ النَّبي المُخْتَار رَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ مخْتَصَرَاً أَنَّ رَسُولَ اللهِ مَرَّ بِنَاقَتِهِ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى عتبانَ بن مالك وعباس ابن عُبَادَةَ في رجال من بني سالِم بن عوف فقالوا يا رسول الله أقم عندنا في العدد والعدة والمنعة 00؟ قالَ خلوا سبيلها فإنها مأمورة، فخلوا سبيلها فانطلقت، حتى إذا وازنت دار بني بياضة تلقاه زياد بن الوليد وفروة بن عمرو في رجال من بني بياضة فقالوا يا رسول الله هلم إلينا إلى العدد والعدة والمنعة 00؟

قال خلوا سبيلها فإنها مأمورة، فخلوا سبيلها فانطلقت حتى إذا مرت بدار بني ساعدة اعترضه سعد بن عبادة والمنذر بن عمروٍ في رجال من بني ساعدة فقالوا يا رسول الله هلم إلينا إلى العدد والعدة والمنعة 00؟ قال خلوا سبيلها فإنها مأمورة، فخلوا سبيلها فانطلقت حتى وازنت دار بني الحارث بن الخزرج، اعترضه سعد ابن الربيع وخارجة بن زيد وعبدُ الله بن رواحة في رجال من بني الحارث بن الخزرج فقالوا يا رسول الله هلم إلينا إلى العدد والعدة والمنعة 00؟ قال خلوا سبيلها فإنها مأمورة، فخلوا سبيلها فانطلقت، حتى إذا مرت بدار بني عدي بن النجار وهُمْ أخوالُهُ؛ أُمُّ عبد المطلب سلمى بنت عمرو: إحدى نسائهم، اعترضه سليط بن قيس وأبو سليط في رجال من بني عدي بن النجار فقالوا يا رسول الله هلم إلى أخوالك إلى العدد والعدة والمنعة 00؟

قال خلوا سبيلها فإنها مأمورة، فخلوا سبيلها فانطلقت، حتى إذا أتت دار بني مالك بن النجار بركت على باب مسجده ** صلى الله عليه وسلم **: وهو يومئذ مربد لغلاَمين يتيمين من بني النجار، ثم من بني مالك بن النجارِ وهما في حجر معاذ بن عفراء، فلما بركت ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليها لَمْ ينزل وثبت فَسَارَتْ غَيرَ بعيدٍ ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واضع لها زمامها لاَ يُثْنِيهَا، ثم التفتت إلى خلفها فرجعت إلى مبركها أول مرةٍ فَبَرَكَت فيه ثُم تحلحلت وَأَرْزَمَت ـ أَيِ اسْتَقَرَّتْ ـ وَأَلقَتْ بجرانها ـ أَيْ بِرَقَبَتِهَا عَلَى الأَرْض ـ فَنَزَلَ عنها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فاحتمل أبو أيوب خالد بن زيد رحله فوضعه في بيته، ونزل عليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسأل عن المِرْبَدِ لمن هو 00؟

فقال له معاذ بن عفراءهو يا رسول الله لِسَهْل وسهَيْلٍ ابني عمرو: وهما يتيمان لي وسأرضيهما منه؛ فاتخذه مسجدا " 00!! [السِّيرَةُ لاَبْنِ هِشَام 0 الطَّبْعَةُ الأُولى لِدَارِ الجَبَل 0 بَيرُوت: 23/ 3] وَنَتَعَلَّمُ كَرَمُ الضِّيَافَةِ مِن أَبي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ وَمَا تحَلَّى بِهِ مِنَ الإِيثَار، وَحِرْصُهِ الشَّدِيدُ عَلَى رَاحَةِ النَّبي المُخْتَار، فَمَا أَكْرَمَ المَزُورِ وَأَكْرَمَ المُزَار 0 أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيّ [3828]ـ عَن أَبي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنَهُ قَال: " نَزَلَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في السُّفْلِ وَأَبُو أَيُّوبَ في العِلْو، فَانْتَبهَ أَبُو أَيُّوبَ لَيْلَةً فَقَالَ نَمْشِي فَوْقَ رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00!؟

فَتَنَحَّوْا فَبَاتُواْ في جَانِبٍ، ثمَّ قَالَ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00!؟ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السُّفْلُ أَرْفَق، فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ لاَ أَعْلُو سَقِيفَةً أَنْتَ تَحْتَهَا، فَتَحَوَّلَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في العُلُوِّ وَأَبُو أَيُّوبَ في السُّفْل، فَكَانَ يَصْنَعُ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامَاً، فَإِذَا جِيءَ بِهِ إِلَيْهِ سَأَلَ عَنْ مَوْضِعِ أَصَابِعِهِ فَيَتَتَبَّعُ مَوْضِعَ أَصَابِعِهِ، فَصَنَعَ لَهُ طَعَامَاً فِيهِ ثُوم، فَلَمَّا رُدَّ إِلَيْهِ سَأَلَ عَنْ مَوْضِعِ أَصَابِعِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ لَمْ يَأْكُلْ؛ فَفَزِعَ وَصَعِدَ إِلَيْهِ فَقَالَ أَحَرَامٌ هُوَ 00؟

فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ وَلَكِني أَكْرَهُه، قَالَ فَإِني أَكْرَهُ مَا تَكْرَه، أَوْ مَا كَرِهْت " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 3828] [22467]ـ عَن أَبي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنَهُ قَال:

" نَزَلَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بَيْتِنَا الأَسْفَل، وَكُنْتُ في الْغُرْفَةِ ـ أَيْ أَعْلَى ـ فَأُهْرِيقَ مَاءٌ في الغُرْفَة؛ فَقُمْتُ أَنَا وَأُمُّ أَيُّوبَ بِقَطِيفَةٍ لَنَا نَتْبَعُ المَاءَ شَفَقَةَ يخْلُصُ المَاءُ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَنَزَلْتُ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مُشْفِقٌ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ لَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ نَكُونَ فَوْقَك، انْتَقِلْ إِلى الْغُرْفَة، فَأَمَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمَتَاعِهِ فَنُقِلَ وَمَتَاعُهُ قَلِيل، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ كُنْتَ تُرْسِلُ إِليَّ بِالطَّعَامِ فَأَنْظُرُ فَإِذَا رَأَيْتُ أَثَرَ أَصَابِعِكَ وَضَعْتُ يَدِي فِيه، حَتى إِذَا كَانَ هَذَا الطَّعَامُ الَّذِي أَرْسَلْتَ بِهِ إِليَّ فَنَظَرْتُ

فِيهِ فَلَمْ أَرَ فِيهِ أَثَرَ أَصَابِعِك 00!؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَلْ إِنَّ فِيهِ بَصَلاً؛ فَكَرِهْتُ أَنْ آكُلَهُ مِن أَجْلِ المَلَكِ الَّذِي يَأْتِيني وَأَمَّا أَنْتُمْ فَكُلُوهُ " 00!! [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم 0 المُسْتَدْرَكُ بِرَقم: 5939/الطَّبرَانيُّ وَأَحْمَد في صَخْرٍ بِرَقم: 22467] وَنَتَعَلَّمُ أَيْضَاً أَهَمِّيَّةَ بِنَاءِ المَسْجِدِ قَبْلَ بِنَاءِ الدَّوْلَةِ الإِسْلاَمِيَّة، وَلِذَا اهْتَمَّ بِهِ رَسُولُ اللهِ بَادِئَ بَدْءٍ 0 بِنَاءُ المَسْجِد [000] عَن أَنَسِ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ نَزَلَ في عُلْوِ المَدِينَةِ في حَيٍّ يُقَالُ لهُمْ بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْف، فَأَقَامَ فِيهِمْ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً ثمَّ أَرْسَلَ إِلى مَلإِ بَني النَّجَّارِ فَجَاءواْ مُتَقَلِّدِي سُيُوفِهِمْ قَالَ أَنَس: وَكَأَني أَنْظُرُ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَأَبُو بَكْرٍ رِدْفَهُ وَمَلأُ بَني النَّجَّارِ حَوْلَهُ حَتى أَلْقَى ـ أَيْ نَزَلَ ـ بِفِنَاءِ أَبي أَيُّوبَ، فَكَانَ يُصَلِّي حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَة، وَيُصَلِّي في مَرَابِضِ الغَنَم، ثمَّ إِنَّهُ أَمَرَ بِبِنَاءِ المَسْجِدِ فَأَرْسَلَ إِلى مَلإِ بَني النَّجَّارِ فَجَاءواْ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَا بَني النَّجَّارِ ثَامِنُوني حَائِطَكُمْ هَذَا " 00؟

* ـ أَيِ اعْرِضُواْ عَلَيَّ لَهُ ثَمَنَاً ـ فَقَالُواْ: لاَ وَاللهِ لاَ نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلاَ إِلى الله 00 فَكَانَ فِيهِ مَا أَقُولُ لَكُمْ: كَانَتْ فِيهِ قُبُورُ المُشْرِكِين، وَكَانَتْ فِيهِ خِرَب، وَكَانَ فِيهِ نخْل، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُبُورِ المُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ، وَبِالخِرَبِ فَسُوِّيَتْ، وَبِالنَّخْلِ فَقُطِع، فَصَفُّواْ النَّخْلَ قِبْلَةَ المَسْجِدِ وَجَعَلُواْ عِضَادَتَيْهِ حِجَارَةً " 0 عِضَادَتَيْهِ أَيْ عَمُودَيْ بَوَّابَتِهِ 0 الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ المَنَاقِبِ بَابِ مَقْدِمِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ المَدِينَة 0 حَدِيثٌ رَقْم: (3932)، الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ المَسَاجِدِ وَمَوَاضِعِ الصَّلاَةِ مِنهَا، بَابِ ابْتِنَاءِ مَسْجِدِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 0 حَدِيثٌ رَقْم: (524) 0

[428]ـ عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ في بِنَاءِ المَسْجِدِ: " كُنَّا نحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً وَعَمَّارٌ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْن، فَرَآهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْهُ وَيَقُولُ وَيْحَ عَمَّار؛ تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ يَدْعُوهُمْ إِلى الجَنَّةِ وَيَدْعُونَهُ إِلى النَّار، قَالَ عَمَّار: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الفِتَنِ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيّ 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 428] وَنَتَعَلَّمُ أَيْضَاً رَفْضَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأُمُورِ الجَاهِلِيَّةِ وَالسُّخْرِيَّةِ بِالضُّعَفَاءِ وَالفُقَرَاءِ 0

مَا لَكُمْ وَلِعَمَّار يَقُولُ ابْنُ إِسْحَاقَ في سِيرَةِ ابْنِ هِشَام: " فدخل عمار بن ياسر وقد أثقلوه باللبن؛ فقال يا رسول الله قتلوني: يحملون عليَّ ما لاَ يحملون، قالت أم سلمة زوج النبي ** صلى الله عليه وسلم **: " فرأيتُ رسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينفُضُ وفرتهُ بيده ـ أَيْ يَنْفُضُ مَا بَيْنَ أُذُنِهِ وَمَنْكِبِه ـ وكان رجلاَ جعدا، وهو يقول ويح ابن سمية، ليسوا بالذين يقتلونك، إنما تقتلك الفئة الباغية " 00!!

قال ابْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ يَنْقِلُ اللَّبنَ وَهُوَ يَتَمَثَّلُ بهَذَا البَيْت: لاَ يَسْتَوِي مَنْ يَعْمُرُ المَسَاجِدَا * يَدْأَبُ فِيهَا قَائِمَاً وَقَاعِدَا فأخذها عمار بن ياسر فجعل يرتجز بها " 00!!

قَالَ ابْنُ هِشَام: " فلما أكثر ظن رجلٌ من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه إنما يعرض به؛ فقال قد سمعت ما تقول منذ اليوم يا ابن سمية؛ والله إني لأراني سأعرض هذه العصا لأنفك ـ أَيْ سَأُوسِعُكَ بهَا ضَرْبَاً وَإِذْلاَلاً ـ وفي يده عصاً؛ فغضب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم قال: " ما لهم ولعمار 00!؟ يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار 00!! إن عمارا جلدة ما بين عيني وأنفي؛ فإذا بلغ ذلك من الرجل فلم يستبق ـ فاجتنبوه " 00!! [السِّيرَةُ لاَبْنِ هِشَام 0 الطَّبْعَةُ الأُولى لِدَارِ الجَبَل 0 بَيرُوت: 25/ 3]

انْتِقَامُ قُرَيْش وَنَتَعَلَّمُ أَيْضَاً الصَّبرَ وَالاَحْتِسَابَ لأَنَّ اكْتِسَابَ الدِّينِ غَالِبَاً يَكُونُ عَلَى حِسَابِ الدُّنيَا، وَاكْتِسَابُ الدُّنيَا يَكُونُ غَالِبَاً عَلَى حِسَابِ الدِّين 0 " لَمَّا خرج بنو جحش بن رئاب من دارهم عدا عليها أبو سفيان بن حرب فباعها من عمرو بن علقمة أخي بني عامرِ بن لؤي، فلما بلغ بني جحشٍ ما صنع أبو سفيان بدارهم ذكر ذلك عبدُ الله بن جحش لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ألاَ ترضى يا عبد الله أن يعطيك بها الله دارا خيرا منها في الجنة " 00!!؟ قال بلى، قال فذلك لك " 00!! [السِّيرَةُ لاَبْنِ هِشَام 0 الطَّبْعَةُ الأُولى لِدَارِ الجَبَل 0 بَيرُوت: 28/ 3]

يَقُولُ ابْنُ إِسْحَاقَ في سِيرَةِ ابْنِ هِشَامٍ بِاخْتِصَار: " واستجمع إسلاَم هذا الحيِّ من الأنصار فلم يبق دار من دور الأنصار إلاَ أسلم أهلها إِلاَ بِضْعَةُ دُورٍ بَقِيَتْ عَلَى الشِّرْك " 00!! [السِّيرَةُ لاَبْنِ هِشَام 0 الطَّبْعَةُ الأُولى لِدَارِ الجَبَل 0 بَيرُوت: 29/ 3] هِجْرَةُ خَلِيلِ اللهِ إِبْرَاهِيمَ وَمَا أَجْمَلَ مجِيءَ حَادِثِ الهِجْرَةِ بَعْدَ مَوْسِمِ الحَجِّ وَتَذْكَارِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَهِجْرَتِهُ بِسَارَّة، وَكَأَنَّ اللهَ تَعَالى يُرِيدُ أَنْ يُذَكِّرَنَا أَنَّهُ كَمَا أَكْرَمَ بِالهِجْرَةِ إِبْرَاهِيمَ أَبَا الأَنْبِيَاء، في هَاجَرَ بِالصَّحْرَاء: وَفَجَّرَ لهَا يُنْبُوعِ المَاء: كَذَلِكَ بِالهِجْرَةِ أَكْرَمَ محَمَّدَاً في المَدِينَةِ بِسِنيِّ الرَّخَاء، بَعْدَ سِنيِّ البَلاَءِ وَالعَنَاءِ وَالشَّقَاء 0

فَقَبْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَبُو الأَنْبِيَاءِ هَاجَر بِسَارَّة: [2065]ـ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْه عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَم بِسَارَةَ فَدَخَلَ بهَا قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ مِنَ المُلُوك، أَوْ جَبَّارٌ مِنَ الجَبَابِرَة، فَقِيلَ دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بِامْرَأَةٍ هِيَ مِن أَحْسَنِ النِّسَاء؛ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ مَنْ هَذِهِ الَّتي مَعَك 00؟

قَالَ أُخْتي، ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا فَقَالَ لاَ تُكَذِّبي حَدِيثِي: فَإِني أَخْبَرْتهُمْ أَنَّكِ أُخْتي، وَاللهِ إِن عَلَى الأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرُك، فَأَرْسَلَ بهَا إِلَيْه، فَقَامَ إِلَيْهَا، فَقَامَتْ تَوَضَّأُ وَتُصَلِّي، فَقَالَتِ اللهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِك، وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلاَ عَلَى زَوْجِي؛ فَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيَّ الكَافِرَ؛ فَغُطَّ ـ أَيْ غَاصَتْ قَدَمَاه ـ حَتى رَكَضَ بِرِجْلِهِ، قَالَتِ اللهُمَّ إِنْ يَمُتْ يُقَالُ هِيَ قَتَلَتْهُ؛ فَأُرْسِلَ ثمَّ قَامَ إِلَيْهَا، فَقَامَتْ تَوَضَّأُ تُصَلِّي وَتَقُولُ اللهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلاَ عَلَى زَوْجِي؛ فَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيَّ هَذَا الكَافِرَ؛ فَغُطَّ حَتى رَكَضَ بِرِجْلِهِ، فَقَالَتِ اللهُمَّ إِنْ يمُتْ

فَيُقَالُ هِيَ قَتَلَتْهُ؛ فَأُرْسِلَ في الثَّانِيَةِ أَوْ في الثَّالِثَةِ فَقَالَ وَاللهِ مَا أَرْسَلْتُمْ إِليَّ إِلاَ شَيْطَانَاً؛ ارْجِعُوهَا إِلى إِبْرَاهِيمَ وَأَعْطُوهَا آجَرَ ـ أَيْ هَاجَرَ ـ فَرَجَعَتْ إِلى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَتْ أَشَعَرْتَ ـ أَيْ أَرَأَيْتَ ـ أَنَّ اللهَ كَبَتَ الكَافِرَ وَأَخْدَمَ وَلِيدَةً " 00!! [الوَلِيدَةُ أَيِ الخَادِمَة 0 الإِمَامُ البُخَارِيّ 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 2134] [3108]ـ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ إِلاَ ثَلاَثَاً وَفي رِوَايَةٍ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَال: " لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَم إِلاَ ثَلاَثَ كَذَبَات: ثِنْتَيْنِ مِنْهُنَّ في ذَاتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: قَوْلُهُ " إِني سَقِيمٌ " وَقَوْلُهُ " بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا " وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ وَسَارَةُ إِذْ أَتَى عَلَى جَبَّارٍ مِنَ الجَبَابِرَة، فَقِيلَ لَهُ إِنَّ هَا هُنَا رَجُلاً مَعَهُ امْرَأَةٌ مِن أَحْسَنِ النَّاس، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَنْهَا فَقَالَ مَنْ هَذِهِ 00؟

قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أُخْتي، فَأَتَى سَارَةَ قَالَ يَا سَارَة: لَيْسَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرَكِ، وَإِنَّ هَذَا سَأَلَني فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّكِ أُخْتي فَلاَ تُكَذِّبِيني فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ ذَهَبَ يَتَنَاوَلُهَا بِيَدِهِ فَأُخِذَ، فَقَالَ ادْعِي اللهَ لي وَلاَ أَضُرُّكِ، فَدَعَتِ اللهَ فَأُطْلِقَ، ثمَّ تَنَاوَلهَا الثَّانِيَةَ فَأُخِذَ مِثْلَهَا أَوْ أَشَدَّ، فَقَالَ ادْعِي اللهَ لي وَلاَ أَضُرُّكِ، فَدَعَتْ فَأُطْلِقَ، فَدَعَا بَعْضَ حَجَبَتِهِ فَقَالَ إِنَّكُمْ لَمْ تَأْتُوني بِإِنْسَان، إِنمَا أَتَيْتُمُوني بِشَيْطَان، فَأَخْدَمَهَا هَاجَرَ، فَأَتَتْهُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ مَهْيَا 00؟ قَالَتْ رَدَّ اللهُ كَيْدَ الكَافِرِ أَوِ الفَاجِرِ في نحْرِه، وَأَخْدَمَ هَاجَر،

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ تِلْكَ أُمُّكُمْ يَا بَني مَاءِ السَّمَاءِ " 00!! [أَيْ يَا مَعْشَرَ العَرَب، مَهْيَا أَيْ مَا الخَبر 00؟ / الإِمَامُ البُخَارِيّ 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ بِرَقم: 3108] هِجْرَةُ العُلَمَاء وَمِنَ الدُّرُوسِ المُسْتَفَادَةِ مِن حَادِثِ الهِجْرَةِ أَنْ نَعْلَمَ أَنَّهُ لاَ حَرَجَ في سَفَرِ الدُّعَاةِ وَالعُلَمَاءِ عِنْدَمَا يُضْطَهَدُواْ في بِلاَدِهِمْ بِغَيرِ ذَنْب، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُواْ فَقَدْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ بِنَصِّ هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَة: " إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ المَلاَئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنْتُمْ 00!؟ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ في الأَرْضِ قَالُواْ أَلَمْ تَكُن أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا 00!؟ فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرَاً " {النِّسَاء/97}

بُسْتَانُ الأُدَبَاء: ========= [انْظُرْ مُعْجَمَ " الأَلفَاظِ المُؤْتَلِفَة "] [وَانْظُرْ أَيْضَاً كِتَاب " اتِّفَاقُ المَبَاني وَاخْتِلاَفُ المَعَاني "] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° الطَّبْعَةُ المُعْتَمَدَةُ لِلِسَانِ الْعَرَبِ في هَذِهِ الرِّسَالَة: [هِيَ طَبْعَةُ دَارِ صَادِر 0 بَيرُوت] °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَوْ يُضْطَرُّواْ إِلى بَيْعِ ضَمَائِرِهِمْ لِلمُؤَسَّسَاتِ العِلمَانِيَّةِ وَالصَّهَايِنَةِ مِن أَجْلِ لُقْمَةِ العَيْش، وَإِذَا مَا مَاتَ ضَمِيرُ العَالِمِ فَإِنَّهُ لاَ يُشْبِعُهُ العَالَم 00!! أَهَذَا خَيرٌ أَمْ خُرُوجُهُمْ عَلَى القَانُون؛ وَقَضَاؤُهُمْ زَهْرَةَ شَبَابهِمْ في السُّجُون، وَلَكَ أَنْ تَتَخَيَّلَ هَوَانَ العَالِمِ بَينَ المَسَاجِين، أَوْ يُفضِي بِهِ الأَمْرُ في النِّهَايَةِ إِلى المَصَحَّاتِ النَّفسِيَّةِ مَعَ المجَانِين 00!! ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْض 00 فَالمُهِمُّ هُوَ نجَاحُ البَاحِثُ لاَ يهُمُّ في أَيِّ بَلَد 00!! كَرَامَةُ اللهِ لِلمُهَاجِرِينَ

وَلِكَوْنِ الهِجْرَةِ بَالِغَةَ الشُّقَّة، وَالأَجْرُ عَلَى قَدْرِ المَشَقَّة: لِذَا شَكَرَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى صَنِيعَ المهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ وَتَضْحِيَاتهِمْ فجَاءَ في صَحِيحِ الأَثَر: فَعَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِن خَلقِ اللهُ الفقراءُ المُهَاجِرُون، الذِينَ تُسَدُّ بهِمُ الثغُورُ وَتُتَّقَى بهمُ المكَارِه، وَيموتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ في صَدْرِهِ لاَ يَستَطِيعُ لهَا قَضَاءَاً، فَيَقُولُ اللهُ تَعَالى لمَلاَئِكَتِهِ اِيتُوهُمْ فَحَيُّوهُمْ، فَتَقُولُ المَلاَئِكَةُ نحْنُ سُكَّانُ سَمَائِك، وَخِيرَتُكَ مِن خَلقِك؛ أَفَتَأَمُرنَا أَنْ نَأتِيَ هَؤلاَءِ فَنُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ 00!؟

ـ سُؤَالُ تَعَجُّبٍ طَبْعَاً وَلَيْسَ اسْتِكْبَار ـ فَيَقُولُ اللهُ إِنهُمْ تَعَالى كَانُواْ عِبَادَاً يَعْبُدُونَني لاَ يُشْرِكُونَ بي شَيْئَا، وَتُسَدُّ بهمُ الثغُور، وَتُتَّقَى بهمُ المكَارِه، وَيَموتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَته في صَدْرِهِ لاَ يَستَطِيعُ لهَا قَضَاءَاً؛ فَتَأتِيهِمُ المَلاَئِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ فَيَدْخُلُونَ عَلَيهِم مِنْ كل بَابٍ سَلاَمٌ عَلَيكم بما صَبرتم فَنِعمَ عقبي الدَّار " 00!! [صَحَّحَهُ العَلاَمَة أَحْمَدْ شَاكِرْ بِالمُسْنَدْ: 6570 / الكَنْز: 16636] [1078]ـ عَن أَبي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنَهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:

" يَؤُمُّ القَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ الله، فَإِنْ كَانُواْ في القِرَاءةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّة، فَإِنْ كَانُواْ في السُّنَّةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَة، فَإِنْ كَانُواْ في الهِجْرَةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ سِنَّاً، وَلاَ يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ في سُلْطَانِه، وَلاَ يَقْعُدْ في بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلاَ بِإِذْنِهِ " 00!! [التَّكْرِمَةُ هِيَ مَوْضِعُ جُلُوسِ رَبِّ البَيْت 0 الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1078] [1197]ـ عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ رَضِيَ اللهُ عَنَهُ قَال:

" هَاجَرْنَا مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَلْتَمِسُ وَجْهَ الله؛ فَوَقَعَ ـ أَيْ وَجَبَ ـ أَجْرُنَا عَلَى الله، فَمِنَّا مَنْ مَاتَ لَمْ يَأْكُلْ مِن أَجْرِهِ شَيْئَاً مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْر، وَمِنَّا مَن أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يَهْدِبُهَا قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ فَلَمْ نَجِدْ مَا نُكَفِّنُهُ إِلاَ بُرْدَةً إِذَا غَطَّيْنَا بهَا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلاَه، وَإِذَا غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ خَرَجَ رَأْسُه؛ فَأَمَرَنَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُغَطِّيَ رَأْسَهُ وَأَنْ نجْعَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ مِنَ الإِذْخِرِ " 00!! [يَهْدِبهَا أَيْ يُهَذِّبهَا 0 الإِمَامُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِم 0 في صَخْرٍ بِرَقمَيْ: 1197، 1562] [498]ـ عَنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنَهُ قَال:

" خَرَجَ رَسُولُ اللهِ في أَصْحَابِهِ إِلى بَقِيعِ الغَرقَد ـ أَيْ مَقَابِرِ الصَّحَابَة ـ فَقَالَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ القُبُور، لَو تَعْلَمُونَ مَا نجَّاكُمُ اللهُ مِنهُ مِمَّا هُوَ كَائِن بَعْدَكُمْ 00!! ثمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ هَؤلاَءِ خَير لي مِنْكُم؛ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ إِخوَانُنَا أَسلَمْنَا كَمَا أَسْلَمُوا، وَهَاجَرْنَا كَمَا هَاجَرُواْ، وَجَاهَدْنَا كَمَا جَاهَدُواْ، وَأَتَواْ عَلَى آجَالهِمْ فَمَضَواْ فِيهَا وَبَقِينَا في آجَالِنَا؛ فَمَا بجْعَلُهُمْ خَيرَا مِنَّا 00!؟

قَالَ إِنَّ هَؤلاَءِ خَرَجُواْ مِنَ الدُّنيَا وَلَمْ يَأْكُلُواْ مِن أُجُورِهِمْ شَيْئَاً، وَخَرَجُواْ وَأَنَا الشَّهِيدُ عَلَيْهِمْ ـ أَيْ شَهِيدٌ عَلَى حُسْنِ خَاتمَتِهِمْ ـ وَإِنَّكُمْ قَدْ أَكَلتُمْ مِن أُجُورِكُمْ وَلاَ أَدْرِي مَا تحْدِثُونَ بَعْدِي 00!! فَلَمَّا سَمِعَهَا القَوْمُ وَاللهِ عَقَلُوهَا وَانْتَفَعُواْ بهَا، قَالواْ وَإِنَا لمحَاسَبُونَ بمَا أَصَبْنَا مِنَ الدُّنيَا، وَإِنَهُ لَيُنْقَصُ بِهِ مِن أُجُورِنَا 00!؟ فَأَكَلُواْ وَاللهِ طَيِّبَا وَأَنْفَقُواْ قَصْدَا وَقَدَّمُواْ فَضْلاَ " 00!! [ابْنُ القَيِّمِ في عُدَّةِ الصَّابِرِينَ بِالبَابِ رَقم: 23 // الزُّهْدُ لاَبْنِ المُبَارَكِ بِرَقم: 498] المُؤَاخَاةُ بَينَ المهَاجِرِينَ وَالأَنْصَار

وَتَأَمَّلْ مَوقفَ المهَاجرينَ وَالأَنصَار ـ وَمَا أَروَعَ المَوقِفَين ـ كَيفَ كَانَ الأَنصَارِيُّ يَأتي بمالِهِ وَيُقَسِّمُهُ إِلى شَطرَين وَيَقُولُ لأَخِيهِ المهَاجِر خُذ أَحَبَّهُمَا إِلَيْك، وَيخيرُهُ بَين زَوجَاتِهِ وَيَقُولُ لَه انظُر خَيرَهُن أُطلقُهَا لَكَ فَتَتَزَوَّجُهَا بَعْدَ انْقِضَاءِ عِدَّتهَا، فَمَا يَكُونُ مِنَ المهاجر إِلاَ أَنْ يجِيبَهُ ـ وَالعِفةُ تَتَجَلى في أَسْمَى مَعَانِيهَا ـ بَارَكَ اللهُ لَكَ يَا أَخِي في مَالكَ وَفي أَهْلِكَ وَلَكِنْ دُلَّني عَلَى السُّوق 00!! [3496]ـ عَن عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" لَمَّا قَدِمُواْ المَدِينَةَ آخَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَعْدِ بْنِ الرَّبِيع، قَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ إِني أَكْثَرُ الأَنْصَارِ مَالاً؛ فَأَقْسِمُ مَالي نِصْفَيْن، وَليَ امْرَأَتَان؛ فَانْظُرْ أَعْجَبَهُمَا إِلَيْكَ فَسَمِّهَا لي أُطَلِّقْهَا، فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا فَتَزَوَّجْهَا، قَالَ بَارَكَ اللهُ لَكَ في أَهْلِكَ وَمَالِكَ أَيْنَ سُوقُكُمْ 00؟ فَدَلُّوهُ عَلَى سُوقِ بَني قَيْنُقَاع، فَمَا انْقَلَبَ إِلاَ وَمَعَهُ فَضْلٌ مِن أَقِطٍ وَسَمْن، ثُمَّ تَابَعَ الغُدُوّ 00!! ثُمَّ جَاءَ يَوْمَاً وَبِهِ أَثَرُ صُفْرَة ـ أَيْ صِبْغٌ كَالحِنَّاء ـ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَهْيمْ 00؟

قَالَ تَزَوَّجْتُ، قَالَ كَمْ سُقْتَ إِلَيْهَا 00؟ قَالَ نَوَاةً مِنْ ذَهَب، أَوْ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيّ 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 3496] [3644]ـ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَال: قَدِمَ عَبْدُ الرَّحمَنِ بْنُ عَوْفٍ المَدِينَةَ فَآخَى النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيّ؛ فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُنَاصِفَهُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحمَن: بَارَكَ اللهُ لَكَ في أَهْلِكَ وَمَالِكَ دُلَّني عَلَى السُّوق، فَرَبحَ شَيْئَاً مِن أَقِطٍ وَسَمْن، فَرَآهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَيَّامٍ وَعَلَيْهِ وَضَرٌ مِنْ صُفْرَةٍ ـ أَيْ خِضَابٌ أَصْفَرُ كَالحِنَّاء ـ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

" مَهْيمْ ـ أَيْ مَا الخَبرُ ـ يَا عَبْدَ الرَّحمَن 00!؟ قَالَ يَا رَسُولَ اللهِ تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَار، قَالَ فَمَا سُقْتَ فِيهَا 00؟ فَقَالَ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَب، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيّ 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 3644] طِيبَةُ الأَنْصَار [2203]ـ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَال: " أَرَادَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقْطِعَ مِنَ البَحْرَيْنِ ـ أَيْ أَرَادَ تَقْسِيمَهَا ـ فَقَالَتِ الأَنْصَارُ حَتى تُقْطِعَ لإِخْوَانِنَا مِنَ المُهَاجِرِينَ مِثْلَ الَّذِي تُقْطِعُ لَنَا قَالَ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُواْ حَتى تَلْقَوْني " 00!!

[الإِمَامُ البُخَارِيّ 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 2203] [2128]ـ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَال: " كَانَ المُهَاجِرُونَ لَمَّا قَدِمُواْ المَدِينَةَ يَرِثُ المُهَاجِرُ الأَنْصَارِيَّ دُونَ ـ أَيْ يَتَقَدَّمُ بِذَلِكَ ـ ذَوِي رَحِمِهِ؛ لِلأُخُوَّةِ الَّتي آخَى النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمْ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيّ 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 2128] كَرَامَةُ اللهِ لِلأَنْصَار وَمِنْ كَرَمِ اللهِ تَعَلى لِلأَنْصَارِ قَوْلَهُ في فَضْلِ المُهَاجِرِينَ وَفَضْلِهِمْ:

" لِلْفُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانَاً وَيَنصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ، وَالَّذِينَ تَبَوَّءواْ الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ في صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُواْ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ " 00!! {الحَشْر/9} [3492]ـ عَن غَيْلاَنَ بْنِ جَرِيرٍ أَنَّهُ قَال: " قُلْتُ لأَنَسٍ أَرَأَيْتَ اسْمَ الأَنْصَارِ كُنْتُمْ تُسَمَّوْنَ بِهِ أَمْ سَمَّاكُمُ الله 00؟ قَالَ بَلْ سَمَّانَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيّ 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 3492] {أَعَدَّهُ وَكَتَبَهُ: الفَقِيرُ إِلى عَفْوِ اللهِ وَدُعَائِكُم / يَاسِرٌ بِيَاسِرٍ الحَمَدَاني}

هذا رسول الله

لَوْ كَانُواْ محْتَرَمِين؛ لَمَا تَطَاوَلُواْ عَلَى الصَّادِقِ الأَمِين ============================= لَوْ عَرَفُوهُ لأَحَبُّوه، وَلَكِنَّ الإِنْسَانَ عَدُوُّ مَا يَجْهَل 00!! رَدَّاً مِنيِّ عَلَى ذَلِكَ اللَّعِين؛ الَّذِي تَطَاوَلَ عَلَى الصَّادِقِ الأَمِين؛ أَقُولُ لَهُ وَلأَمْثَالِهِ مِنَ الشَّيَاطِين: أَيَا غَبِيَّاً عَلَى جَهْلٍ يُطَاوِلُنَا وَرَّطْتَ نَفْسَكَ فَانْظُرْ كَيْفَ عُقْبَاهَا مَن أَنْتَ هَلْ أَنْتَ ذُو قَدْرٍ فَنَخْفِضَهُ أَوْ حُرْمَةٍ تَتَأَذَّى إِن هَتَكْنَاهَا أَلَمْ تَعْرِفْ حُرْمَةَ الأَدْيَانِ وَقُبْحَ التَّطَاوُلِ عَلَى النَّبيّ: أَيُّهَا القِرْدُ الخَصِيّ 00؟

وَلَكِن أَعُودُ فَأَقُول: إِنَّ هَذَا هُوَ دَيْدَنُ اللِّئَام؛ في عَدَاوَتِهِمْ الإِسْلاَم 00 وَكُلُّ إِنَاءٍ بِالَّذِي فِيهِ يَنْضَحُ فَمِنْ تِلْكَ العَصَا هَذِهِ العُصَيَّة، وَهَلْ تَلِدُ الحَيَّةُ إِلاَّ الحَيَّة 00؟! وَلَكِنْ مِنَ المُؤَكَّدِ أَنَّ لِلْيَهُودِ فِيهِ أَصَابِعُ خَفِيَّة؛ فَمِنْ يَوْمِهِمُ اليَهُودُ وَهُمْ ـ رَغْمَ أَنَّهُمْ جُبَنَاء ـ أَجْرَأُ شُعُوبِ اللهِ عَلَى الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاء، حَطَّمُواْ الأَرْقَامَ القِيَاسِيَّةَ في السَّفَالَةِ وَالنَّذَالَة، وَالتَّطَاوُلِ عَلَى الله وَأَصْحَابِ الرِّسَالَة 00!!

وَلي أَن أَسْأَلَ سُؤَالاً أُوَجِّهُهُ لِلْغَرْب: مَا بَالُنَا لَمْ نَرَ مُسْلِمَاً في ظِلِّ فَظَائِعِ الصِّرْب؛ وَهَجْمَتِهِمْ عَلَى المُسْلِمِينَ وَمحَارَبَتِهِمْ بِدُونِ مُبَرِّرٍ لِلْحَرْب؛ رَسَمَ خِنْزِيرَاً وَكَتَبَ تحْتَهُ في انْتِهَاكٍ صَرِيح: هَذَا يَسُوعُ المَسِيح 00؟! أَوْ في ظِلِّ فَظَائِعِ إِسْرَائِيلَ وَهَجْمَتِهِمْ عَلَى المُسْلِمِين ـ فَوْقَ أَرْضِ فِلَسْطِين ـ رَسَمَ صُورَةَ إِنْسَانٍ سَكْرَان، وَكَتَبَ تحْتَهُ هَذَا هُوَ مُوسَى بْنُ عِمْرَان 00؟! هَذَا إِنْ دَلَّ عَلَى شَيْءٍ فَإِنَّمَا يُبَرْهِنُ لِلْعَالَمِين؛ عَلَى أَدَبِ المُسْلِمِين، وَأَنَّا وَرَغْمَ عُيُوبِنَا نُؤْمِنُ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِه، لاَ نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِن رُّسُلِه، وَلأَنَّا نَعْرِفُ حُرْمَةَ الأَدْيَانِ، وَلاَ نَسِيرُ وِفْقَ هَوَى الشَّيْطَان؛ وَرَدَّاً مِنيِّ عَلَى هَذِهِ الحَمْلَةِ الشَّدِيدَة؛ كَتَبْتُ هَذِهِ الْقَصِيدَة:

لِمَ ذَلِكَ الحِقْدُ الْغَزِيرْ أَفَلَيْسَ عِنْدَكُمُ ضَمِيرْ لَمْ يَحْتَقِرْ شَخْصَ النَّبيِّ محَمَّدٍ إِلاَّ حَقِيرْ وَأَشَدُّ شُؤْمَاً في الْوَرَى مِنْ مُنْكَرٍ أَوْ مِنْ نَكِيرْ أَتُرِيدُ يَا خِنْزِيرُ شَتْمَ نَبِيِّنَا في الْكَارْكَتِيرْ مَاذَا جَنَاهُ الْمُسْلِمُونَ لِيَحْصُدُواْ الحِقْدَ المَرِيرْ مَاذَا جَنى يَا هَؤُلاَءِ المُصْطَفَى الهَادِي الْبَشِيرْ وَهُوَ الَّذِي مَنْ لَيْسَ يُبْصِرُ فَضْلَهُ شَخْصٌ ضَرِيرْ أَثْنى عَلَى أَخْلاَقِهِ مِنْ بَيْنِكُمْ خَلْقٌ كَثِيرْ وَبِعَفْوِهِ في فَتْحِ مَكَّةَ يُضْرَبُ المَثَلُ الْكَبِيرْ مَاذَا جَنَاهُ زَاهِدٌ وَرِعٌ يَنَامُ عَلَى الحَصِيرْ حَتىَّ يُلاَقِيَ مِثْلُهُ مِنْ مِثْلِكُمْ هَذَا المَصِيرْ يَرْحَمُ اللهُ فَضِيلَةَ الشّيخ عَبْد الحَمِيد كِشْك؛ حَيْثُ كَانَ يَقُول: " إِنَّهُمْ يَسُبُّونَ مَن 00؟ يَسُبُّونَ الرَّجُلَ الَّذِي إِنْ تحَدَّثَ عَنهُ التَّارِيخُ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْه، وَإِنْ تَكَلَّمَتْ عَنهُ الدُّنيَا تمَرَّغَتْ تحْتَ قَدَمَيْه 00!!

يَسُبُّونَ الرَّجُلَ الأُمِّيَّ الَّذِي عَلَّمَ المُتَعَلِّمِين، يَسُبُّونَ الرَّجُلَ الْفَقِيرَ الَّذِي بَعَثَ الأَمَلَ في قُلُوبِ الْبَائِسِين، يَسُبُّونَ الرَّجُلَ الَّذِي قَادَ سَفِينَةَ الْعَالَمِ الحَائِرِ إِلى مَعْرِفَةِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِين " 0 [الخُطَبُ المِنْبَرِيَّةُ بِتَصَرُّف 0 كِشْك: 69/ 2] " لَمْ يَكُنْ لَهُ حَرَسٌ خَاصّ، وَلَمْ تَكُنْ لَهُ سَيَّارَةٌ ضِدُّ الرَّصَاص " 0 [الخُطَبُ المِنْبَرِيَّةُ بِتَصَرُّف 0 كِشْك: 14/ 3] سَيِّدِي يَا رَسُولَ الله: أَنَا لاَ أَدْرِي مَاذَا أَقُولُ فِيكَ أَفْضَلَ ممَّا قِيل، فَلَوْلاَ أَنَّ الكَلاَمَ يُعَادُ لَنَفَد، إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكَ يَا رَسُولَ الله كَمَثَلِ الأَعْرَابِيِّ وَالقَمَر، أَتَدْرُونَ مَا حِكَايَةُ الأَعْرَابِيِّ وَالقَمَر 00؟

كَانَ هَذَا الأَعْرَابِيُّ يَسِيرُ بِالصَّحْرَاءِ في لَيْلَةٍ مُقمِرَة، فَنَظَرَ إِلى القَمَرِ وَحُسْنِهِ فَقَال: أَنَا لاَ أَدْرِي مَاذَا أَقُولُ أَيُّهَا القَمَر، أَأَقُولُ رَفَعَكَ الله 00؟ لَقَدْ رَفَعَك، أَأَقُولُ جَمَّلَكَ اللهُ 00؟ لَقَدْ جَمَّلَك، أَأَقُولُ شَرَّفَكَ الله 00؟ لَقَدْ شَرَّفَك 00!! هَذَا هُوَ البَدْر، الَّذِي ضُرِبَ بِهِ المَثَلُ في الشِّعْر، لَوْ رَآكَ لاَنْطَفَأَ نُورُهُ خَجَلاً مِنْكَ يَا رَسُولَ الله سَعِدَتْ بِطَلْعَتِكَ السَّمَاوَاتُ الْعُلاَ وَالأَرْضُ صَارَتْ جَنَّةً خَضْرَاءَ

تُدْرِكُ مَدَى عَظَمَةِ هَذَا النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: عِنْدَمَا تَنْظُرُ كَيْفَ دَعَا كُلُّ نَبيٍّ عَلَى قَوْمِهِ عِنْدَمَا كَذَّبُوه، إِلاَّ محَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: دَعَا لهُمْ وَلَمْ يَدْعُ عَلَيْهِمْ؛ فَقَالَ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلاَم: {رَبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الكَافِرِينَ دَيَّارَاً} {أَيْ أَحَدَاً، نُوح/26} أَمَّا محَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: رَبِّ اهْدِ قَوْمِي فَإِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُون؛ صَدَقَ الَّذِي قَال: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِن أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتِّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} {التَّوْبَة/128} وَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم: {رَبِّ اشْرَحْ لي صَدْرِي} {طَهَ/25}

أَمَّا محَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ رَبُّه: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَك} {الشَّرْح/1} وَكُلُّ الأَنْبِيَاءِ نَادَاهُمُ اللهُ بِأَسْمَائِهِمْ 00 فَآدَمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ نَادَاهُ بِاسْمِهِ فَقَال: {يَا آدَمُ اسْكُن أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدَاً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} {البَقَرَة/35} وَنُوحٌ عَلَيْهِ السَّلاَمُ نَادَاهُ بِاسْمِهِ فَقَال: {يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} {هُود/48} وَإِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ نَادَاهُ بِاسْمِهِ فَقَال: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ {104} قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا}

وَإِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ نَادَاهُ بِاسْمِهِ فَقَال: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ {104} قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} {الصَّافَّات} وَمُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ نَادَاهُ بِاسْمِهِ فَقَال: {يَا مُوسَى إِنيِّ اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِنَ الشَّاكِرِينَ} {الأَعْرَاف/144} وَعِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ نَادَاهُ بِاسْمِهِ فَقَال: {يَا عِيسَى إِنيِّ مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} {آلِ عِمْرَان/55} أَمَّا محَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَلَمْ يُنَادِهِ جَلَّ جَلاَلُهُ إِلاَّ بِالنُّبُوَّةِ أَوْ بِالرِّسَالَةِ تَشْرِبفَاً وَتَكْرِيمَاً، فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى:

{يَا أَيُّهَا النَّبيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدَاً وَمُبَشِّرَاً وَنَذِيرَاً {45} وَدَاعِيَاً إِلى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجَاً مُنِيرَاً} {الأَحْزَاب} وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الكَافِرِين} {المَائِدَة/67} وُلِدَ الهُدَى فَالكَائِنَاتُ ضِيَاءوَفَمُ الزَّمَانِ تَبَسُّمٌ وَثَنَاءُ اللهُ قَدْ أَثْنى عَلَيْكَ فَهَلْ لِمَن أَثْنى عَلَيْهِ إِلَهُهُ إِطْرَاءُ دَاوَيْتَ مُتَّئِدَاً وَدَاوَواْ طَفْرَةً وَأَخَفُّ مِنْ بَعْضِ الدَّوَاءِ الدَّاءُ أَنْصَفْتَ أَهْلَ الْفَقْرِ مِن أَهْلِ الْغِنى فَالْكُلُّ في حَقِّ الحَيَاةِ سَوَاءُ

لَيْسَ الغَنيُّ عَلَى الفَقِيرِ بِسَيِّدٍ الاَثْنَانِ في سَاحِ القَضَاءِ سَوَاءُ وَالمُسْلِمُونَ جَمِيعُهُمْ جَسَدٌ إِذَا عُضْوٌ شَكَا سَهِرَتْ لَهُ الأَعْضَاءُ لَوْ أَنَّ إِنْسَانَاً تَخَيَّرَ مِلَّةً مَا اخْتَارَ إِلاَّ دِينَكَ الْفُقَرَاءُ اللهُ لِلأَمْرِ الجَلِيلِ أَعَدَّهُ إِنَّ العَظَائِمَ كُفْؤُهَا العُظَمَاءُ مَا بَالُهُ لَمْ يَعْرِفِ اللهْوَ الَّذِي يَلْهُو بِهِ مِن حَوْلِهِ القُرَنَاءُ ظَنُّواْ بِهِ كُلَّ الظُّنُّونِ وَإِنَّهُ مِنْ كَلِّ مَا ظَنُّوهُ فِيهِ بَرَاءُ إِنْ كَانَ حَقَّاً مَا أَتَوْهُ فَكَيْفَ لَمْ تَنْطِقْ بِمِثْلِ حَدِيثِهِ الشُّعَرَاءُ سَلْ مَن عَلَى بَابِ الرَّسُولِ تَرَبَّصُواْ وَالكُلُّ يحْرِصُ أَنْ تُرَاقَ دِمَاءُ نَثَرَ التُّرَابَ عَلَى الوُجُوهِ فَأَصْبَحُواْ حَتىَّ كَأَنَّ عُيُونهُمْ عَمْيَاءُ

وَمَشَى إِلى الصِّدِّيقِ يَصْحَبُهُ إِلى بَلَدٍ كَرِيمٍ أَهْلُهُ كُرَمَاءُ مَا دَارَ في خَلَدِ اللِّئَامِ وُجُودُهُ في الغَارِ لَمَّا بَاضَتِ الوَرْقَاءُ مَا مِنْ طَعَامٍ يُرْزَقَانِ سِوَى الَّذِي لِلْغَارِ قَدْ جَاءتْ بِهِ أَسْمَاءُ {الأَبْيَاتُ [1]، [3]، [4]، [7] لأَمِيرِ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي، وَالبَاقِي لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف} يَاسِر الحَمَدَاني نحْنُ لاَ نحْيِي ذِكْرَاه، وَلَكِنَّا نحْيَى بِذِكْرَاه 00!! الكَلِيمُ يَعْمَلُ عَلَى رِضَى الله، وَالحَبِيبُ يَعْمَلُ مَوْلاَهُ عَلَى رِضَاه 00!! الكَلِيمُ يحِبُّ الله، وَالحَبِيبُ يحِبُّهُ الله 00!!

عن الحسن كنت أدخل بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في خلاَفة عثمان رضي الله عنه فأتناول سقفها بيدي " 00!! °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° يَا زَائِرَاً قَبْرَ الحَبِيبِ الهَادِي أَبْلِغْ رَسُولَ اللهِ شَوْقَ فُؤَادِي إِنيِّ بِحُبِّكَ يَا رَسُولُ مُتَيَّمٌ وَزِيَارَتي إِيَّاكَ كُلُّ مُرَادِي °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° رُوحِي بِحُبِّكَ يَا رَسُولُ تَهِيمُ وَالشَّوْقُ في قَلْبي إِلَيْكَ عَظِيمُ °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° سَعِدَتْ بِطَلْعَتِكَ السَّمَاوَاتُ الْعُلاَ وَالأَرْضُ صَارَتْ جَنَّةً خَضْرَاءَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° لَقَدْ وَلَدَتْهُ آمِنَةٌ ضِيَاءً كَمَا تَلِدُ السَّمَاوَاتِ الشِّهَابَا فَكَانَ عَلَى سَمَاءِ الْبَيْتِ نُورَاً يُضِيءُ جِبَالَ مَكَّةَ وَالهِضَابَا

وَمَا عَرَفَ الْبَلاَغَةَ ذُو بَيَانٍ إِذَا لَمْ يَتَّخِذْكَ لَهُ كِتَابَا °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° وُلِدَ الهُدَى فَالكَائِنَاتُ ضِيَاءوَفَمُ الزَّمَانِ تَبَسُّمٌ وَثَنَاءُ اللهُ قَدْ أَثْنى عَلَيْكَ فَهَلْ لِمَن أَثْنى عَلَيْهِ إِلَهُهُ إِطْرَاءُ دَاوَيْتَ مُتَّئِدَاً وَدَاوَواْ طَفْرَةً وَأَخَفُّ مِنْ بَعْضِ الدَّوَاءِ الدَّاءُ أَنْصَفْتَ أَهْلَ الْفَقْرِ مِن أَهْلِ الْغِنى فَالْكُلُّ في حَقِّ الحَيَاةِ سَوَاءُ لَيْسَ الغَنيُّ عَلَى الفَقِيرِ بِسَيِّدٍ الاَثْنَانِ في سَاحِ القَضَاءِ سَوَاءُ وَالمُسْلِمُونَ جَمِيعُهُمْ جَسَدٌ إِذَا عُضْوٌ شَكَا سَهِرَتْ لَهُ الأَعْضَاءُ لَوْ أَنَّ إِنْسَانَاً تَخَيَّرَ مِلَّةً مَا اخْتَارَ إِلاَّ دِينَكَ الْفُقَرَاءُ اللهُ لِلأَمْرِ الجَلِيلِ أَعَدَّهُ إِنَّ العَظَائِمَ كُفْؤُهَا العُظَمَاءُ

مَا بَالُهُ لَمْ يَعْرِفِ اللهْوَ الَّذِي يَلْهُو بِهِ مِن حَوْلِهِ القُرَنَاءُ ظَنُّواْ بِهِ كُلَّ الظُّنُّونِ وَإِنَّهُ مِنْ كَلِّ مَا ظَنُّوهُ فِيهِ بَرَاءُ قَدْ صَوَّرُوهُ بِأَنَّهُ مُتَطَرِّفٌ يَا إِفْكَ مَا نَادَى بِهِ السُّفَهَاءُ سَلْ مَن عَلَى بَابِ الرَّسُولِ تَرَبَّصُواْ وَالكُلُّ يحْرِصُ أَنْ تُرَاقَ دِمَاءُ نَثَرَ التُّرَابَ عَلَى الوُجُوهِ فَأَصْبَحُواْ حَتىَّ كَأَنَّ عُيُونهُمْ عَمْيَاءُ وَمَشَى إِلى الصِّدِّيقِ يَصْحَبُهُ إِلى بَلَدٍ كَرِيمٍ أَهْلُهُ كُرَمَاءُ مَا دَارَ في خَلَدِ اللِّئَامِ وُجُودُهُ في الغَارِ لَمَّا بَاضَتِ الوَرْقَاءُ مَا مِنْ طَعَامٍ يُرْزَقَانِ سِوَى الَّذِي لِلْغَارِ قَدْ جَاءتْ بِهِ أَسْمَاءُ {الأَبْيَاتُ [1]، [3]، [4]، [7] لأَمِيرِ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي، وَالبَاقِي لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف}

يُكَذِّبُهُ الكُفَّارُ إِذْ قَامَ دَاعِيَاً وَقَدْ كَانَ ذَا صِدْقٍ لَدَيْهِمْ مُجَرَّبَا وَقَالُواْ عَلَيْهِ يَنْشُدُ المُلكَ وَالْغِنى وَقَدْ عَلِمُواْ مَا رَامَ بِالدِّينِ مَنْصِبَا وَكَمْ حَاوَلُواْ في الأَرْضِ إِطْفَاءَ نُورِهِ فَلاَ شَمْسُهُ غَابَتْ وَلاَ ضَوْءُ هُ خَبَا %%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%% يَا قَائِمَ اللَّيْلِ مَا لِلدَّمْعِ يَنْسَكِبُ مِمَّا تَسَاقَطَ هَذَا اللُّؤْلُؤُ الرَّطِبُ تَقْضِي الدُّجَى في خُشُوعٍ خَائِفَاً قَلِقَاً وَقَلبُكَ الغَضُّ في جَنْبَيْكَ يَضْطَرِبُ سُهْدٌ وَدَمْعٌ وَأَفكَارٌ مُبَعْثرَةٌ وَأَنجُمٌ نحْوَهَا تَرْنُو وَتَقترِبُ وَكَمْ أَخَا النَّجْمِ في الأَنحَاءِ أَفئِدَةً إِذَا أَتى ذِكْرُ طَهَ هَزَّهَا الطَّرَبُ أَتَى لِقَوْمٍ بِدِينِ اللهِ قَدْ كَفَرُواْ وَبَعْضُهُمْ لِحُقُوقِ البَعْضِ يَغْتَصِبُ

كَانُواْ حَيَارَى بِلَيْلٍ كُلُّهُ ظُلَمٌ فَأَشْرَقَتْ شَمْسُ طَهَ وَاهْتَدَى العَرَبُ وَسَلْ خَدِيجَةَ لَمَّا رَاحَ يخْطُبُهَا قَوْمٌ بِمَكَّةَ فِيهَا كُلُّهُمْ رَغِبُواْ رَدَّتْهُمُ أَجْمَعِينَ وَمَا ارْتَضَتْ رَجُلاً غَيرَ الأَمِينِ لهَا زَوْجَاً فَمَا عَجِبُواْ وَيَنْظُرُ الصَّادِقُ الأَحْجَارَ آلِهَةً وَالقَوْمَ في مَرْكَبِ الخُسْرَانِ قَدْ رَكِبُواْ أَيَصْنَعُ المَرْءُ أَصْنَامَاً وَيَعْبُدُهَا هَذَا هُوَ الزُّورُ وَالبُهْتَانُ وَالكَذِبُ فَقَامَ يَدْعُو إِلى الرَّحْمَنِ أَفئِدَةً يحُولُ بَينَ الهُدَى وَدُخُولهَا حُجُبُ فَمَا اسْتَجَابَ لَهُ مِنهُمْ سِوَى نَفَرٍ في اللهِ مَا عُذِّبُواْ في اللهِ مَا ضُرِبُواْ بَاتُواْ وَبَاتَ الرَّدَى مِنهُمْ بِمَقْرُبَةٍ وَمِنْ كُؤُوسِ العَذَابِ المُرِّ قَدْ شَرِبُواْ %%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%

أَمَّا العُيُونُ فَطُولُ الهَجْرِ يُبْكِيهَا وَالدَّمْعُ يَلْمَعُ دُرَّاً في مَآقِيهَا هَوِّن عَلَيْكَ فَمَا تُجْدِي الدُّمُوعُ وَلاَ تَقضِي لُبَانَةَ مَن قَدْ بَاتَ يُذْرِيهَا لَيْلُ المُحِبِّينَ آهَاتٌ يُرَدِّدُهَا نَايُ الهَوَى وَلهِيبُ الشَّوْقِ يُذْكِيهَا يَا رَاكِبَ البِيدِ في اللَّيْلِ البَهِيمِ أَمَا طَالَ السُّرَى يَا غَرِيبَاً في نَوَاحِيهَا مَا أَنْتَ أَوَّلَ عَانٍ في الغَرَامِ مَضَى يَطْوِي البِلاَدَ وَيمْشِي في فَيَافِيهَا تَمْشِي تَحُثُّ الخُطَى وَالوَجْدُ مُسْتَعِرٌ وَالنَّفسُ فِيهَا مِنَ الآلاَمِ مَا فِيهَا لَقَدْ ذَكَرْتُ بِكَ الأَحْبَابَ فَانْبَعَثَتْ ذِكْرَى الرَّسُولِ فَقُمْتُ اليَوْمَ أُحْيِيهَا هَذَا هُوَ الكَوْنُ في دَيْجُورِ ظُلمَتِهِ يَحْكِي ذِئَابَاً وَشَاةً نَامَ رَاعِيهَا

فَذُو العَشِيرَةِ وَالأَنْصَارِ تَرْهَبُهُ كُلُّ البَرِيَّةِ قَاصِيهَا وَدَانِيهَا يَسْطُو عَلَى الخَلْقِ لاَ قَانُونَ يَمْنَعُهُ وَلاَ شَرِيعَةَ يَخْشَى بَأْسَ قَاضِيهَا أَمَّا الضَّعِيفُ فَمَغْبُونٌ وَلَيْسَ لَهُ في الأَرْضِ عَوْنٌ يَقِيهِ شَرَّ بَاغِيهَا كَانَتْ مَآثِمُهُمْ في عُرْفِهِمْ مَرَحَاً وَالقَتْلُ في شَرْعِهِمْ لَهْوَاً وَتَرْفِيهَا هَذِي مَبَادِئُهُمْ أَيَّامَ دَوْلَتِهِمْ الزُّورُ يَنْشُرُهَا وَالإِثْمُ يُطْوِيهَا حَتىَّ أَضَاءتْ بِمَوْلُودٍ لآمِنَةٍ أَرْجَاءُ مَكَّةَ وَانجَابَتْ دَيَاجِيهَا وَمَنْ تَتَبَّعَ نَهْجَ الأَنْبِيَاءِ رَأَى فِيهِ الجَلاَلَةَ في أَسْمَى مَعَانِيهَا مَا بَالُ قَوْمٍ بِدَارِ النَّدْوَةِ اجْتَمَعُواْ بِبَطْنِ مَكَّةَ لَمَّا نَامَ سَارِيهَا يَقُولُ قَائِلُهُمْ وَالغَيْظُ قَاتِلُهُمْ قَدْ جَاءَ يَا قَوْمِ لِلأَصْنَامِ مخْزِيهَا

يَسُبُّ آبَاءنَا جَهْرَاً وَيَلعَنُهُمْ وَيُوسِعُ الَّلاَتَ تَقْبِيحَاً وَتَسْفِيهَا وَلِلشَّرِيعَةِ كَادُواْ كَيْدَهُمْ وَنَسُواْ أَنَّ الإِلَهَ مِنَ الآفَاتِ حَامِيهَا حَتىَّ أَصَرُّواْ فَقَالَ السَّيْفُ قَوْلَتَهُ وَقَلْعَةُ الكُفْرِ قَدْ دُكَّتْ صَيَاصِيهَا %%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%% مَاتَ يُوصِي فِينَا وَكَأَنَّهُ يَقُولُ لَنَا: إِنيِّ تَرَكْتُ لَكُمْ كِتَابَاً جَامِعَاً هُوَ خَيرُ دُسْتُورٍ لخَيرِ قُضَاةِ قَسَمَاً بِرَبيِّ لَنْ تَضِلُّواْ طَالَمَا هُوَ بَيْنَكُمْ بمَثَابَةِ المِشْكَاةِ أَعِدْ لي حَدِيثَاً في فَمِ الدَّهْرِ عَاطِرٍ أَضَاءَ لَهُ وَجْهُ الزَّمَانِ تَبَسُّمَا أَضَاءَ طَرِيقَ النَّاسِ بالنُّورِ وَالهُدَى وَفَاضَ عَلَى البَيْدَاءِ كَالغَيْثِ إِذ همَى نَدِمْنَا عَلَى مَا ضَاعَ لَوْ كَانَ مُجْدِيَاً لِطَالِبِ مجْدٍ ضَاعَ أَنْ يَتَنَدَّمَا

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَرَهُمْ أَمَرَهُمْ مِنَ الأَعْمَالِ بمَا يُطِيقُونَ قَالُواْ إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ الله قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّر ـ أَيْ يُرِيدُونَ المَزِيد ـ فَيَغْضَبُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتىَّ يُعْرَفَ الغَضَبُ في وَجْهِهِ ثمَّ يَقُول: " إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِالله أَنَا " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 19] عَن عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ رَضِيَ الله عَنْهُ وَكَانَ شَهِدَ بَدْرَاً وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ العَقَبَةِ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِن أَصْحَابِه:

" بَايِعُوني عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكُواْ بِالله شَيْئَاً وَلاَ تَسْرِقُواْ وَلاَ تَزْنُواْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُمْ، وَلاَ تَأْتُواْ بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ وَلاَ تَعْصُواْ في مَعْرُوف، فَمَنْ وَفى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى الله، وَمَن أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئَاً فَعُوقِبَ في الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَه، وَمَن أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئَاً ثمَّ سَتَرَهُ الله فَهُوَ إِلى الله إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ؛ فَبَايَعْنَاهُ عَلَى ذَلِك " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 17، 3223] حُقَّ لَهُ أَنْ يَقُولَ غَيرَ مُبَالِغٍ وَلاَ مُدِلّ: عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:

" لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتىَّ أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 14، 63] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَان: أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ ممَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يحِبَّ المَرْءَ لاَ يحِبُّهُ إِلاَّ لله، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ في النَّارِ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 15، 60] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ:

" أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالحَةُ في النَّوْم: فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلاَّ جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ـ أَيْ تحَقَّقَتْ بحَذَافِيرِهَا ـ ثمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الخَلاَء، وَكَانَ يخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيه: وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَاليَ ذَوَاتِ العَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ ـ أَيْ يَرْجِعَ ـ إِلى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِك، ثمَّ يَرْجِعُ إِلى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا، حَتىَّ جَاءهُ الحَقُّ ـ أَيِ الوَحْيُ ـ وَهُوَ في غَارِ حِرَاء: فَجَاءهُ المَلَكُ فَقَالَ اقْرَأْ 00 قَالَ مَا أَنَا بِقَارِئ ـ أَيْ لَسْتُ بمَنْ يَعْرِفُ القِرَاءة ـ قَالَ فَأَخَذَني فَغَطَّني ـ أَيْ غَطَّسَ رَأسِي إِلى أَسْفَل ـ حَتىَّ بَلَغَ مِنيِّ الجَهْدَ ـ أَيْ حَتىَّ شَقَّ

عَلَيَّ ـ ثمَّ أَرْسَلَني فَقَالَ اقْرَأْ 00 قُلتُ مَا أَنَا بِقَارِئ، فَأَخَذَني فَغَطَّني الثَّانِيَةَ حَتىَّ بَلَغَ مِنيِّ الجَهْد، ثمَّ أَرْسَلَني فَقَالَ اقْرَأْ 00 فَقُلتُ مَا أَنَا بِقَارِئ، فَأَخَذَني فَغَطَّني الثَّالِثَةَ ثمَّ أَرْسَلَني فَقَالَ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإِنْسَانَ مِن عَلَق، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَم، فَرَجَعَ بهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ ـ أَيْ يَرْتَعِدُ ـ فُؤَادُه، فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ الله عَنْهَا فَقَالَ زَمِّلُوني زَمِّلُوني فَزَمَّلُوهُ ـ أَيْ غَطُّوني وَأَدْفِئُوني ـ حَتىَّ ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ ـ أَيِ الفَزَع ـ فَقَالَ لخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الخَبَرَ لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي، فَقَالَتْ خَدِيجَةُ كَلاَ وَالله مَا يُخْزِيكَ الله

أَبَدَاً؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِم، وَتَحْمِلُ الكَلّ ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْف، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقّ ـ أَيْ مجَالِسُ الحُقُوق ـ فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتىَّ أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى، ابْنَ عَمِّ خَدِيجَة، وَكَانَ امْرَاً قَدْ تَنَصَّرَ في الجَاهِلِيَّة، وَكَانَ يَكْتُبُ الكِتَابَ العِبْرَانيّ، فَيَكْتُبُ مِنَ الإِنجِيلِ بِالعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ الله أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخَاً كَبِيرَاً قَدْ عَمِيَ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ يَا ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَخِيك 00 فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى 00؟

فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى؛ فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ الله عَلَى مُوسَى؛ يَا لَيْتَني فِيهَا جَذَعَاً ـ أَيْ صَغِيرَ السِّنّ ـ لَيْتَني أَكُونُ حَيَّاً إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُك، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَمخْرِجِيَّ هُمْ 00!؟ قَالَ نَعَمْ؛ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلاَّ عُودِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْني يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرَاً مُؤَزَّرَا، ثمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفي وَفَتَرَ الوَحْي " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 3، 231] عَنْ جَابِرِ بْنَ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال:

" بَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتَاً مِنَ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ بَصَرِي فَإِذَا المَلَكُ الَّذِي جَاءني بحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْض؛ فَرُعِبْتُ مِنْهُ فَرَجَعْتُ فَقُلتُ زَمِّلُوني زَمِّلُوني؛ فَأَنْزَلَ الله تَعَالى يَا أَيُّهَا المُدَّثِّر: قُمْ فَأَنْذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ، وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ، وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ 00 فَحَمِيَ الوَحْيُ وَتَتَابَعَ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 3، 233] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا أَنَّ الحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ سَأَلَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ الله: كَيْفَ يَأْتِيكَ الوَحْيُ 00؟

فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْيَانَاً يَأْتِيني مِثْلَ صَلصَلَةِ الجَرَس، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ، فَيُفْصَمُ ـ أَيْ فَيُخَلَّى ـ عَنيِّ وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَال، وَأَحْيَانَاً يَتَمَثَّلُ لي المَلَكُ رَجُلاً فَيُكَلِّمُني فَأَعِي مَا يَقُول، قَالَتْ أُمُّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ رَضِيَ الله عَنْهَا: وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الوَحْيُ في اليَوْمِ الشَّدِيدِ البَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقَاً " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 2، 4304] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ تَعَالى " لاَ تحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ " قَالَ باخْتِصَار:

" كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً؛ فَأَنْزَلَ الله تَعَالى لاَ تحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِه، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَه: قَالَ جَمْعُهُ لَكَ في صَدْرِكَ وَتَقْرَأَهُ، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ: قَالَ فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ، ثمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَه: ثمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ، فَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمَعَ، فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَرَأَهُ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 4، 679] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاس، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلقَاهُ جِبْرِيل، وَكَانَ يَلقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآن، فَلَرَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 5، 4268] [12153]ـ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" كَانَ أَهْلُ بَيْتٍ مِنَ الأَنْصَارِ لهُمْ جَمَلٌ يَسْنُونَ ـ أَيْ يَسْقُونَ ـ عَلَيْهِ وَإِنَّ الجَمَلَ اسْتُصْعِبَ عَلَيْهِمْ فَمَنَعَهُمْ ظَهْرَهُ، وَإِنَّ الأَنْصَارَ جَاءوا إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: إِنَّهُ كَانَ لَنَا جَمَلٌ نُسْني ـ أَيْ نَسْقِي ـ عَلَيْهِ، وَإِنَّهُ اسْتَصْعَبَ عَلَيْنَا وَمَنَعَنَا ظَهْرَهُ؛ وَقَدْ عَطِشَ الزَّرْعُ وَالنَّخْل 00!؟

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابِهِ قُومُوا فَقَامُوا، فَدَخَلَ الحَائِطَ وَالجَمَلُ في نَاحِيَة، فَمَشَى النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحْوَهُ، فَقَالَتْ الأَنْصَارُ يَا نَبيَّ اللهِ إِنَّهُ قَدْ صَارَ مِثْلَ الكَلْبِ الكَلِبِ ـ أَيِ العَقُورِ ـ وَإِنَّا نخَافُ عَلَيْكَ صَوْلَتَهُ ـ أَيْ ثَوْرَتَهُ ـ فَقَالَ لَيْسَ عَلَيَّ مِنْهُ بَأْس، فَلَمَّا نَظَرَ الجَمَلُ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ نحْوَهُ حَتىَّ خَرَّ سَاجِدَاً بَيْنَ يَدَيْه، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَاصِيَتِهِ أَذَلَّ مَا كَانَتْ قَطُّ حَتىَّ أَدْخَلَهُ في العَمَل؛ فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ يَا رَسُولَ اللهِ هَذِهِ بهِيمَةٌ لاَ تَعْقِلُ تَسْجُدُ لَكَ وَنحْنُ نَعْقِلُ فَنَحْنُ أَحَقُّ أَنْ

نَسْجُدَ لَك 00!! فَقَالَ لاَ يَصْلُحُ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَر، وَلَوْ صَلُحَ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ لأَمَرْتُ المَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا مِن عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه: لَوْ كَانَ مِنْ قَدَمِهِ إِلى مَفْرِقِ رَأْسِهِ قُرْحَةٌ تَنْبَجِسُ بِالقَيْحِ وَالصَّدِيدِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْهُ فَلَحَسَتْهُ مَا أَدَّتْ حَقَّهُ " 00!! [صَحَّحَهُ الاَلبَانيُّ بِالجَامِعِ مخْتَصَرَاً 0 التَّرْغِيب 0 الإِمَامُ أَحمَدُ في صَخْرٍ بِرَقم: 12153]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّ رَجُلاً اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ بِئْسَ أَخُو العَشِيرَةِ وَبِئْسَ ابْنُ العَشِيرَة، فَلَمَّا جَلَسَ تَطَلَّقَ ـ أَيْ تَبَسَّمَ ـ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وَجْهِهِ وَانْبَسَطَ إِلَيْه، فَلَمَّا انْطَلَقَ الرَّجُلُ قَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللهِ حِينَ رَأَيْتَ الرَّجُلَ قُلْتَ لَهُ كَذَا وَكَذَا ثمَّ تَطَلَّقْتَ في وَجْهِهِ وَانْبَسَطْتَ إِلَيْه 00!؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عَائِشَة: مَتى عَهِدْتِني فَحَّاشَاً 00!؟ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ القِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ " 00!!

[الإِمَامُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 5572، 4693] عَنْ شُرَيْحٍ أَنَّهُ سَأَلَ أُمَّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا هَلْ تَأْكُلُ المَرْأَةُ مَعَ زَوْجِهَا وَهِيَ طَامِث 00؟

قَالَتْ نَعَمْ؛ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُوني فَآكُلُ مَعَهُ وَأَنَا عَارِكٌ ـ أَيْ حَائِضٌ ـ وَكَانَ يَأْخُذُ العَرْقَ ـ أَيِ العَظْمَ بِهِ بَعْضُ اللَّحْم ـ فَيُقْسِمُ عَلَيَّ فِيهِ فَأَعْتَرِقُ مِنْهُ ـ أَيْ أَتَتَبَّعُ اللَّحْمَ فِيهَا بِأَسْنَاني ـ ثُمَّ أَضَعُهُ فَيَأْخُذُهُ فَيَعْتَرِقُ مِنْهُ وَيَضَعُ فَمَهُ حَيْثُ وَضَعْتُ فَمِي مِنْ العَرْقِ، وَيَدْعُو بِالشَّرَابِ فَيُقْسِمُ عَلَيَّ فِيهِ ـ أَيْ يحْلِفُ أَن أَشْرَبَ ـ قَبْلَ أَنْ يَشْرَبَ مِنْهُ، فَآخُذُهُ فَأَشْرَبُ مِنْهُ ثُمَّ أَضَعُه، فَيَأْخُذُهُ فَيَشْرَبُ مِنْهُ وَيَضَعُ فَمَهُ حَيْثُ وَضَعْتُ فَمِي مِنْ القَدَحِ " 00!! [الإِمَامُ النَّسَائِيُّ 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 277] حُقَّ لَهُ وَاللهِ أَنْ يَقُول:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " مَا مِن أَحَد يَسْمَعُ بي مِن هَذِهِ الأُمَّةِ وَلاَ زُفَر ـ أَيْ يَهُودِيٌّ ـ وَلاَ نَصْرَانيٌّ وَلاَ يُؤْمِنُ بي إِلاَّ دَخَلَ النَّار؛ فَجَعَلْتُ أَقُولُ أَينَ تَصْدِيقُهَا في كِتَابِ الله 00؟ حَتىَّ وَجَدْتُ هَذِهِ الآيَة: " وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُه " 00!! {هُود/17} قَالَ الأَحْزَابُ المِلَلُ كُلُّهَا " 00!! [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا 0 المُسْتَدْرَكُ بِرَقْم: 3309/ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ كَثِير: هُود/17] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مَرَّ بِتَمْرَةٍ في الطَّرِيقِ فَقَال: " لَوْلاَ أَني أَخَافُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الصَّدَقَةِ لأَكَلْتُهَا " 00!!

[الإِمَامُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 2252، 1782] وَهِيَ لَيْسَتْ حَرَامَاً عَلَى المُسْلِمِين، وَلَكِنَّهَا حَرَامٌ عَلَى الأَنْبِيَاء: أَيِ الصَّدَقَة 0 عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: ذَبحْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاة، فَقَالَ نَاوِلْني الذِّرَاعَ فَنَاوَلْتُه، ثُمَّ قَالَ نَاوِلْني الذِّرَاعَ فَنَاوَلْتُه، ثمَّ قَالَ نَاوِلْني الذِّرَاع، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنمَا لِلشَّاةِ ذِرَاعَان، قَالَ أَمَا إِنَّكَ لَوِ ابْتَغَيْتَهُ لَوَجَدْتَه " 00!! [ابْنُ حِبَّانَ في صَحِيحِهِ بِرَقم: 6484 / الهَيْثَمِيُّ في مَوَارِدِ الظَّمْآنِ بِرَقم: 2153] [25940]ـ عَن أَبي رَافِعٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ خَادِمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَواْ أَصْحَابَ الجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ {46} وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِين {47} وَنَادَى أَصْحَابُ الأعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ {48} أَهَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنْتُمْ تحْزَنُون} {الأَعْرَاف}

فَقَالَ شَاةٌ أُهْدِيَتْ لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ فَطَبَخْتُهَا في القِدْر، فَقَالَ نَاوِلْني الذِّرَاعَ يَا أَبَا رَافِع، فَنَاوَلْتُهُ الذِّرَاع، ثُمَّ قَالَ نَاوِلْني الذِّرَاعَ الآخَر، فَنَاوَلْتُهُ الذِّرَاعَ الآخَر، ثُمَّ قَالَ نَاوِلْني الذِّرَاعَ الآخَر؛ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ إِنمَا لِلشَّاةِ ذِرَاعَان 00 فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَكَتَّ لَنَاوَلْتَني ذِرَاعَاً فَذِرَاعَاً مَا سَكَتَّ، ثمَّ دَعَا بمَاءٍ فَمَضْمَضَ فَاهُ وَغَسَلَ أَطْرَافَ أَصَابِعِهِ ثمَّ قَامَ فَصَلَّى، ثمَّ عَادَ إِلَيْهِمْ فَوَجَدَ عِنْدَهُمْ لحْمَاً بَارِدَاً فَأَكَلَ ثُمَّ دَخَلَ المَسْجِدَ فَصَلَّى وَلَمْ يمَسَّ مَاءً " 00!! [الإِمَامُ أَحْمَد في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 25940]

عَن عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ في رَكْبٍ مِنْ قُرَيْش، وَكَانُواْ تُجَّارَاً بِالشَّأْمِ في المُدَّةِ الَّتي كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَادَّ فِيهَا أَبَا سُفْيَانَ وَكُفَّارَ قُرَيْش، فَأَتَوْهُ وَهُمْ بِإِيلِيَاءَ فَدَعَاهُمْ في مجْلِسِهِ وَحَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّوم، ثمَّ دَعَاهُمْ وَدَعَا بِتَرْجُمَانِهِ فَقَال: أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبَاً بهَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبيّ 00؟

فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ فَقُلتُ أَنَا أَقْرَبُهُمْ نَسَبَاً، فَقَالَ أَدْنُوهُ مِنيِّ وَقَرِّبُواْ أَصْحَابَهُ فَاجْعَلُوهُمْ عِنْدَ ظَهْرِهِ، ثمَّ قَالَ لِتَرْجمَانِهِ قُل لهُمْ إِني سَائِلٌ هَذَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ فَإِنْ كَذَبَني فَكَذِّبُوه، فَوَالله لَوْلاَ الحَيَاءُ مِن أَنْ يَأْثِرُواْ عَلَيَّ كَذِبَاً لَكَذَبْتُ عَنْهُ، ثمَّ كَانَ أَوَّلَ مَا سَأَلَني عَنْهُ أَنْ قَالَ كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ 00؟ قُلتُ هُوَ فِينَا ذُو نَسَب، قَالَ فَهَل قَالَ هَذَا القَوْلَ مِنْكُمْ أَحَدٌ قَطُّ قَبْلَه 00؟ قُلتُ لاَ، قَالَ فَهَل كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِك 00؟ قُلتُ لاَ، قَالَ فَأَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ 00؟ فَقُلتُ بَل ضُعَفَاؤُهُمْ، قَالَ أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُون 00؟

قُلتُ بَل يَزِيدُون، قَالَ فَهَل يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيه 00؟ قُلتُ لاَ، قَالَ فَهَل كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَال 00؟ قُلتُ لاَ، قَالَ فَهَل يَغْدِر 00؟ قُلتُ لاَ، وَنحْنُ مِنْهُ في مُدَّةٍ لاَ نَدْرِي مَا هُوَ فَاعِلٌ فِيهَا، وَلَمْ تُمْكِني كَلِمَةٌ أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئَاً غَيْرُ هَذِهِ الكَلِمَة، قَالَ فَهَل قَاتَلتُمُوه 00؟ قُلتُ نَعَمْ، قَالَ فَكَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاه 00؟ قُلتُ الحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِجَال، يَنَالُ مِنَّا وَنَنَالُ مِنْه، قَالَ مَاذَا يَأْمُرُكُمْ 00؟

قُلتُ يَقُولُ اعْبُدُواْ الله وَحْدَهُ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئَاً، وَاتْرُكُواْ مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّدْقِ وَالعَفَافِ وَالصِّلَة، فَقَالَ لِلتَّرْجُمَان: قُل لَهُ سَأَلتُكَ عَنْ نَسَبِهِ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو نَسَبٍ فَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ في نَسَبِ قَوْمِهَا، وَسَأَلتُكَ هَل قَالَ أَحَدٌ مِنْكُمْ هَذَا القَوْلَ فَذَكَرْتَ أَنْ لاَ؛ فَقُلتُ لَوْ كَانَ أَحَدٌ قَالَ هَذَا القَوْلَ قَبْلَهُ لَقُلتُ رَجُلٌ يَأْتَسِي بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَه، وَسَأَلتُكَ هَل كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ فَذَكَرْتَ أَنْ لاَ؛ قُلتُ فَلَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ قُلتُ رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلكَ أَبِيه، وَسَأَلتُكَ هَل كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ فَذَكَرْتَ أَنْ لاَ؛

فَقَدْ أَعْرِفُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ الكَذِبَ عَلَى النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَى الله 00!! وَسَأَلتُكَ أَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ فَذَكَرْتَ أَنَّ ضُعَفَاءهُمُ اتَّبَعُوه، وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُل، وَسَأَلتُكَ أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ فَذَكَرْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُون، وَكَذَلِكَ أَمْرُ الإِيمَان حَتىَّ يَتِمّ، وَسَأَلتُكَ أَيَرْتَدُّ أَحَدٌ سُخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ فَذَكَرْتَ أَنْ لاَ، وَكَذَلِكَ الإِيمَان حِينَ تخَالِطُ بَشَاشَتُهُ القُلُوب 00!!

وَسَأَلتُكَ هَل يَغْدِرُ فَذَكَرْتَ أَنْ لاَ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لاَ تَغْدِر، وَسَأَلتُكَ بمَا يَأْمُرُكُمْ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُواْ الله وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئَاً، وَيَنْهَاكُمْ عَن عِبَادَةِ الأَوْثَان، وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلاَةِ وَالصِّدْقِ وَالعَفَاف؛ فَإِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقَّاً فَسَيمْلِكُ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْن، وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِج، لَمْ أَكُن أَظُنُّ أَنَّهُ مِنْكُمْ، فَلَوْ أَني أَعْلَمُ أَني أَخْلُصُ إِلَيْهِ لَتَجَشَّمْتُ لِقَاءهُ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلتُ عَنْ قَدَمِهِ 00!! ثمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي بَعَثَ بِهِ دِحْيَةَ إِلى عَظِيمِ بُصْرَى، فَدَفَعَهُ إِلى هِرَقْلَ فَقَرَأَهُ، فَإِذَا فِيه:

بِسْمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ 00 مِنْ محَمَّدٍ عَبْدِ الله وَرَسُولِهِ إِلى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّوم، سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى، أَمَّا بَعْد:

فَإِني أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ أَسْلِمْ تَسْلَمْ؛ يُؤْتِكَ الله أَجْرَكَ مَرَّتَيْن، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّين، وَيَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ: أَنْ لاَ نَعْبُدَ إِلاَّ الله وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئَاً، وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضَاً أَرْبَابَاً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُون، قَالَ أَبُو سُفْيَان: فَلَمَّا قَالَ مَا قَالَ وَفَرَغَ مِنْ قِرَاءةِ الكِتَابِ كَثُرَ عِنْدَهُ الصَّخَبُ وَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ وَأُخْرِجْنَا؛ فَقُلتُ لأَصْحَابي حِينَ أُخْرِجْنَا: لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبي كَبْشَة ـ أَيْ عَظُمَ ـ إِنَّهُ يخَافُهُ مَلِكُ بَني الأَصْفَر، فَمَا زِلتُ مُوقِنَاً أَنَّهُ سَيَظْهَرُ حَتىَّ أَدْخَلَ الله عَلَيَّ

الإِسْلاَمَ 0 وَكَانَ ابْنُ النَّاظُورِ ـ صَاحِبُ إِيلِيَاءَ وَهِرَقْلَ ـ سُقُفَّاً عَلَى نَصَارَى الشَّأْم، يُحَدِّثُ أَنَّ هِرَقْلَ حِينَ قَدِمَ إِيلِيَاءَ أَصْبَحَ يَوْمَاً خَبِيثَ النَّفْس، فَقَالَ بَعْضُ بَطَارِقَتِهِ قَدِ اسْتَنْكَرْنَا هَيْئَتَكَ 00!؟ وَكَانَ هِرَقْلُ حَزَّاءً يَنْظُرُ في النُّجُوم؛ فَقَالَ لهُمْ حِينَ سَأَلُوه: إِني رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ حِينَ نَظَرْتُ في النُّجُومِ مَلِكَ الخِتَانِ قَدْ ظَهَر؛ فَمَنْ يخْتَتِنُ مِنْ هَذِهِ الأُمَّة 00؟

قَالُواْ لَيْسَ يخْتَتِنُ إِلاَّ اليَهُودُ فَلاَ يُهِمَّنَّكَ شَأْنُهُمْ، وَاكْتُبْ إِلى مَدَايِنِ ـ أَيْ مَدَائِنِ ـ مُلكِكَ فَيَقْتُلُواْ مَنْ فِيهِمْ مِنَ اليَهُود، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى أَمْرِهِمْ أُتيَ هِرَقْلُ بِرَجُلٍ أَرْسَلَ بِهِ مَلِكُ غَسَّان، يُخْبِرُ عَنْ خَبَرِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَلَمَّا اسْتَخْبَرَهُ هِرَقْلُ قَالَ اذْهَبُواْ فَانْظُرُواْ أَمخْتَتِنٌ هُوَ أَمْ لاَ 00؟

فَنَظَرُواْ إِلَيْهِ فَحَدَّثُوهُ أَنَّهُ مخْتَتِن، وَسَأَلَهُ عَنِ العَرَبِ فَقَالَ هُمْ يخْتَتِنُونَ؛ فَقَالَ هِرَقْلُ هَذَا مَلِكُ هَذِهِ الأُمَّةِ قَدْ ظَهَر، ثمَّ كَتَبَ هِرَقْلُ إِلى صَاحِبٍ لَهُ بِرُومِيَّةَ وَكَانَ نَظِيرَهُ في العِلم، وَسَارَ هِرَقْلُ إِلى حِمْصَ فَلَمْ يَرِمْ حِمْصَ حَتىَّ أَتَاهُ كِتَابٌ مِنْ صَاحِبِهِ يُوَافِقُ رَأْيَ هِرَقْلَ عَلَى خُرُوجِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ نَبيّ فَأَذِنَ هِرَقْلُ لِعُظَمَاءِ الرُّومِ في دَسْكَرَةٍ ـ أَيْ قَاعَةٍ ـ لَهُ بحِمْص، ثمَّ أَمَرَ بِأَبْوَابهَا فَغُلِّقَتْ، ثمَّ اطَّلَعَ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الرُّوم: هَل لَكُمْ في الفَلاَحِ وَالرُّشْدِ وَأَنْ يَثْبُتَ مُلكُكُمْ فَتُبَايِعُواْ هَذَا النَّبيّ 00؟

فَحَاصُواْ حَيْصَةَ ـ أَيْ صَاحُواْ صَيْحَةَ ـ حُمُرِ الوَحْشِ إِلى الأَبْوَابِ فَوَجَدُوهَا قَدْ غُلِّقَتْ، فَلَمَّا رَأَى هِرَقْلُ نَفْرَتَهُمْ وَأَيِسَ مِنَ الإِيمَان قَالَ رُدُّوهُمْ عَلَيَّ وَقَال: إِني قُلتُ مَقَالَّتي آنِفَاً أَخْتَبِرُ بهَا شِدَّتَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ فَقَدْ رَأَيْت، فَسَجَدُواْ لَهُ وَرَضُواْ عَنْه، فَكَانَ ذَلِكَ آخِرَ شَأْنِ هِرَقْلَ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 6، 3322] ضَيْفٌ عَلَى مَائِدَةِ الرَّسُول

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: كُنْتُ جَالِسَاً في دَارِي فَمَرَّ بي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَشَارَ إِليَّ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَأَخَذَ بِيَدِي، فَانْطَلَقْنَا حَتىَّ أَتَى بَعْضَ حُجَرِ نِسَائِهِ فَدَخَلَ، ثمَّ أَذِنَ لي فَدَخَلْتُ الحِجَابَ عَلَيْهَا فَقَالَ " هَلْ مِنْ غَدَاء " 00؟ فَقَالُواْ نَعَمْ، فَأُتيَ بِثَلاَثَةِ أَقْرِصَةٍ فَوُضِعْنَ عَلَى نَبيٍّ ـ أَيْ عَلَى صَحْنٍ ـ فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرْصَاً فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْه، وَأَخَذَ قُرْصَاً آخَرَ فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيَّ، ثمَّ أَخَذَ الثَّالِثَ فَكَسَرَهُ بِاثْنَيْنِ فَجَعَلَ نِصْفَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَنِصْفَهُ بَيْنَ يَدَيَّ ثمَّ قَالَ هَلْ مِن أُدُم00؟

قَالُواْ لاَ، إِلاَّ شَيْءٌ مِنْ خَلّ، قَالَ هَاتُوه، فَنِعْمَ الأُدُمُ هُوَ " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 3826]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: سَافَرْتُ مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَلَمَّا أَن أَقْبَلْنَا قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَن أَحَبَّ أَنْ يَتَعَجَّلَ إِلى أَهْلِهِ فَلْيُعَجِّلْ، قَالَ جَابِر: فَأَقْبَلْنَا وَأَنَا عَلَى جَمَلٍ لي أَرْمَكَ ـ أَيْ يخَالِطُ لَوْنَهُ اسْوِدَاد ـ لَيْسَ فِيهِ شِيَة ـ أَيْ عَلاَمَةٌ تمَيزُه ـ وَالنَّاسُ خَلْفي، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ قَامَ عَلَيَّ ـ أَيْ ثَبُتَ مَكَانَهُ ـ فَقَالَ لي النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا جَابِرُ اسْتَمْسِكْ، فَضَرَبَهُ بِسَوْطِهِ ضَرْبَةً فَوَثَبَ البَعِيرُ مَكَانَهُ، فَقَالَ أَتَبِيعُ الجَمَل 00؟

قُلْتُ نَعَمْ، فَلَمَّا قَدِمْنَا المَدِينَةَ وَدَخَلَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَسْجِدَ في طَوَائِفِ أَصْحَابِه: فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ وَعَقَلْتُ الجَمَلَ في نَاحِيَةِ البَلاَطِ ـ أَيْ رَبَطَهُ جِهَةَ الوَادِي ـ فَقُلْتُ لَهُ هَذَا جَمَلُك، فَخَرَجَ فَجَعَلَ يُطِيفُ بِالجَمَلِ وَيَقُول: الجَمَلُ جَمَلُنَا، فَبَعَثَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَاقِيَ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ أَعْطُوهَا جَابِرَاً، ثمَّ قَالَ اسْتَوْفَيْتَ الثَّمَنَ 00؟ قُلْتُ نَعَمْ، قَالَ الثَّمَنُ وَالجَمَلُ لَكَ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 2649] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" كُنْتُ مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غَزَاةٍ فَأَبْطَأَ بي جَمَلي وَأَعْيَا، فَأَتَى عَلَيَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ جَابِر 00 فَقُلْتُ نَعَمْ، قَالَ مَا شَأْنُكَ 00!؟ قُلْتُ أَبْطَأَ عَلَيَّ جَمَلي وَأَعْيَا فَتَخَلَّفْتُ، فَنَزَلَ يحْجُنُهُ بمِحْجَنِهِ ـ أَيْ يَنغُزُهُ بِعَصَاهُ ـ ثمَّ قَالَ ارْكَبْ، فَرَكِبْتُ، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ أَكُفُّهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ أَيْ سَابَقَ بِهِ رَسُولَ الله ـ قَالَ تَزَوَّجْتَ 00؟ قُلْتُ نَعَمْ، قَالَ بِكْرَاً أَمْ ثَيِّبَاً 00؟ قُلْتُ بَلْ ثَيِّبَاً، قَالَ أَفَلاَ جَارِيَةً تُلاَعِبُهَا وَتُلاَعِبُك 00!؟

قُلْتُ إِنَّ لي أَخَوَات؛ فَأَحْبَبْتُ أَن أَتَزَوَّجَ امْرَأَةً تجْمَعُهُنَّ وَتمْشُطُهُنَّ وَتَقُومُ عَلَيْهِنَّ، قَالَ أَمَا إِنَّكَ قَادِمٌ فَإِذَا قَدِمْتَ فَالكَيْسَ الكَيْسَ ـ أَيِ احْرِصْ عَلَى إِنجَابِ الوَلَدِ وَلاَ تَسْتَكْثرِ البَنَات؛ كَمَا في بَعْضِ الرِّوَايَات ـ ثمَّ قَالَ أَتَبِيعُ جَمَلَكَ 00؟ قُلْتُ نَعَمْ، فَاشْتَرَاهُ مِنيِّ بِأُوقِيَّةٍ، ثمَّ قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلي وَقَدِمْتُ بِالغَدَاةِ ـ أَيْ فَجْرَاً ـ فَجِئْنَا إِلى المَسْجِدِ فَوَجَدْتُهُ عَلَى بَابِ المَسْجِد، قَالَ آلآنَ قَدِمْتَ 00!؟

قُلْتُ نَعَمْ، قَالَ فَدَعْ جَمَلَكَ فَادْخُلْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْن، فَدَخَلْتُ فَصَلَّيْت، فَأَمَرَ بِلاَلاً أَنْ يَزِنَ لَهُ أُوقِيَّةً فَوَزَنَ لي بِلاَلٌ فَأَرْجَحَ لي في المِيزَان، فَانْطَلَقْتُ حَتىَّ وَلَّيْت، فَقَالَ ادْعُ لي جَابِرَاً، قُلْتُ الآنَ يَرُدُّ عَلَيَّ الجَمَلَ ـ أَيْ لَمْ يُعْجِبْهُ ـ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِليَّ مِنْهُ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُذْ جَمَلَكَ وَلَكَ ثَمَنُهُ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 1955] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ وَهُوَ عَلَى حَصِيرٍ قَدْ أَثَّرَ في جَنْبِهِ فَقَالَ يَا نَبيَّ اللهِ لَوْ اتخَذْتَ فِرَاشَاً أَوْثَرَ مِنْ هَذَا 00؟ فَقَالَ " مَا لي وَلِلدُّنْيَا 00!؟

مَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكِبٍ سَارَ في يَوْمٍ صَائِفٍ فَاسْتَظَلَّ تحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً مِنْ نهَارٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا " 00!! [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ البُخَارِيِّ بِالمُسْتَدْرَكِ رَقْم: 7858/وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ بِالمجْمَع: 326/ 10] يَقُولُ ابْنُ القَيِّمِ في كِتَابِهِ القَيِّم / عُدَّةُ الصَّابِرِينَ تَعْلِيقَاً عَلَى هَذَا الحَدِيث: " تَأَمَّلْ حُسْنَ هَذَا المثَالِ وَمُطَابَقَتَهُ لِلوَاقِعِ سَوَاءً؛ فَإِنهَا في خُضْرَتهَا كَالشَّجَرَة، وَفي سُرْعَةِ انْقِضَائِهَا وَقَبْضِهَا شَيْئَاً فَشَيْئَاً كَالظِّل، وَالعَبْدُ مُسَافِرٌ إِلى رَبِّهِ وَالمُسَافِرُ إِذَا رَأَى شَجَرَةً في يَوْمٍ صَائِفٍ لاَ يحْسُنُ بِهِ أَنْ يَبْنيَ تحْتَهَا دَارَاً، وَلاَ يَتَّخِذَهَا قَرَارَاً، بَلْ يَسْتَظِلُّ بهَا قَدْرَ الحَاجَة " 00!!

[ابْنُ القَيِّمِ في عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِينَ بِالبَابِ الثَّالِثِ وَالعِشْرِين] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنهَا قَالَتْ لِعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيرِ ابْنِ أُخْتِهَا أَسْمَاءَابْنَ أُخْتي: إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلى الهِلاَلِ ثمَّ الهِلاَلِ ثَلاَثَةَ أَهِلَّةٍ في شَهْرَيْن، وَمَا أُوقِدَتْ في أَبْيَاتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَار، فَقُلْتُ يَا خَالَةُ مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ 00!؟ قَالَتِ الأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالمَاء، إِلاَّ أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ كَانَتْ لهُمْ مَنَائِحُ ـ أَيْ نِيَاقٌ ـ وَكَانُواْ يمْنَحُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ البَانِهِمْ فَيَسْقِينَا " 00!!

[الإِمَامُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ بِرَقمَيْ: 2379، 5282] عَنْ قَتَادَةَ عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " مَا عَلِمْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ عَلَى سُكْرُّجَةٍ ـ أَيْ طَبَقٌ صَغِيرٍ كَطَبَقِ المخَلَّل ـ قَطُّ وَلاَ خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ ـ أَيِ الرُّقَاق ـ قَطُّ وَلاَ أَكَلَ عَلَى خِوَانٍ ـ أَيْ عَلَى مَائِدَةٍ ـ قَطُّ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 4967] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: نَاوَلَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِسْرَةً مِنْ خُبْزِ شَعِير، فَقَالَ مَا هَذِهِ 00؟ فَقَالَتْ قُرْصٌ خَبَزْتُهُ فَلَمْ تَطِبْ نَفْسِي حَتىَّ أَتَيْتكَ بهَذِهِ الكِسْرَةِ فَقَال:

" هَذَا أَوَّلُ طَعَامٍ أَكَلَهُ أَبُوكِ مِنْ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ " 00!! [الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الجَامِعِ الكَبِير 0 وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ 0 ص: 312/ 10] عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: لَمَّا مَاتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ دُعِيَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْه، فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثَبْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَتُصَلِّي عَلَى ابْنِ أُبَيٍّ وَقَدْ قَالَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا: أُعَدِّدُ عَلَيْهِ قَوْلَهُ 00!؟

فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ أَخِّرْ عَنيِّ يَا عُمَر، فَلَمَّا أَكْثَرْتُ عَلَيْهِ قَالَ " إِني خُيِّرْتُ فَاخْتَرْت، لَوْ أَعْلَمُ أَني إِنْ زِدْتُ عَلَى السَّبْعِينَ يُغْفَرُ لَهُ لَزِدْتُ عَلَيْهَا " 00 فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ انْصَرَف، فَلَمْ يمْكُثْ إِلاَّ يَسِيرَاً حَتىَّ نَزَلَتِ الآيَتَانِ مِنْ بَرَاءة: " وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدَاً وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ " 00!! {التَّوْبَة/84}

قَالَ فَعَجِبْتُ بَعْدُ مِنْ جُرْأَتي عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 1277] عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن أَبِيهِ قَال: " لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الوَفَاةُ جَاءهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ أَبي أُمَيَّة، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبي طَالِبٍ يَا عَمّ: قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بهَا عِنْدَ الله، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبي أُمَيَّةَ يَا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِب 00!؟

فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ وَيَعُودَانِ بِتِلْكَ المَقَالَةِ حَتىَّ قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِب، وَأَبى أَنْ يَقُولَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَا وَاللهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ؛ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالى فِيهِ مَا كَانَ لِلنَّبيِّ الآيَةَ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 1272] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" كَانَ غُلاَمٌ يَهُودِيٌّ يخْدُمُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرِض؛ فَأَتَاهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ أَسْلِمْ؛ فَنَظَرَ إِلى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ 00!؟ فَقَالَ لَهُ أَطِعْ أَبَا القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَم، فَخَرَجَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 1268] كَرَمُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبي حَازِمٍ عَن أَبِيهِ عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتِ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبُرْدَةٍ مَنْسُوجَةٍ فِيهَا حَاشِيَتُهَا أَتَدْرُونَ مَا البُرْدَةُ قَالُواْ الشَّمْلَةُ ـ أَيِ العَبَاءة ـ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ، قَالَتْ نَسَجْتُهَا بِيَدِي فَجِئْتُ لأَكْسُوَكَهَا، فَأَخَذَهَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محْتَاجَاً إِلَيْهَا، فَخَرَجَ إِلَيْنَا وَإِنهَا إِزَارُهُ فَحَسَّنهَا فُلاَنٌ ـ أَيِ اسْتَحْسَنَهَا ـ فَقَالَ اكْسُنِيهَا مَا أَحْسَنهَا 00!؟ قَالَ القَوْمُ مَا أَحْسَنْتَ؛ لَبِسَهَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محْتَاجَاً إِلَيْهَا ثمَّ سَالتَهُ وَعَلِمْتَ أَنَّهُ لاَ يَرُدُّ 00!!؟

قَالَ إِني وَاللهِ مَا سَالتُهُ لاَلبَسَهُ، إِنَّمَا سَالتُهُ لِتَكُونَ كَفَني فَكَانَتْ كَفَنَهُ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 1198] رَحْمَتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيٍّ بْنِ سَلُولٍ لَمَّا تُوُفي جَاءَابْنُهُ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ الله: أَعْطِني قَمِيصَكَ أُكَفِّنْهُ فِيهِ وَصَلِّ عَلَيْهِ وَاسْتَغْفِرْ لَهُ 00؟ فَأَعْطَاهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَمِيصَهُ فَقَالَ آذِني أُصَلِّي عَلَيْهِ فَآذَنَهُ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ جَذَبَهُ عُمَرُ فَقَالَ أَلَيْسَ اللهُ نهَاكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى المُنَافِقِين 00!؟

فَقَالَ أَنَا بَيْنَ خِيَرَتَيْنِ: قَالَ " اسْتَغْفِرْ لهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لهُمْ، إِنْ تَسْتَغْفِرْ لهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لهُمْ " 00 فَصَلَّى عَلَيْهِ فَنَزَلَتْ وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدَاً وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالمِيَّةُ بِرَقم: 1190]

بْنُ يُونُسَ الحَنَفي حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ سِمَاكٍ أَبي زُمَيْلٍ حَدَّثَني عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ حَدَّثَني عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ قَالَ لمَّا اعْتَزَلَ نَبيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءهُ قَالَ دَخَلْتُ المَسْجِدَ فَإِذَا النَّاسُ يَنْكُتُونَ بِالحَصَى وَيَقُولُونَ طَلَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءهُ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُؤْمَرْنَ بِالحِجَابِ فَقَالَ عُمَرُ فَقُلْتُ لأَعْلَمَنَّ ذَلِكَ اليَوْمَ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ يَا بِنْتَ أَبي بَكْرٍ أَقَدْ بَلَغَ مِنْ شَأْنِكِ أَنْ تُؤْذِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ مَا لي وَمَا لَكَ يَا ابْنَ الخَطَّابِ عَلَيْكَ بِعَيْبَتِكَ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ فَقُلْتُ لهَا يَا حَفْصَةُ أَقَدْ

بَلَغَ مِنْ شَأْنِكِ أَنْ تُؤْذِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يحِبُّكِ وَلَوْلاَ أَنَا لَطَلَّقَكِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَكَتْ أَشَدَّ البُكَاءِ فَقُلْتُ لهَا أَيْنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ هُوَ في خِزَانَتِهِ في المَشْرُبَةِ فَدَخَلْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَبَاحٍ غُلاَمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدَاً عَلَى أُسْكُفَّةِ المَشْرُبَةِ مُدَلٍّ رِجْلَيْهِ عَلَى نَقِيرٍ مِنْ خَشَبٍ وَهُوَ جِذْعٌ يَرْقَى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَنْحَدِرُ فَنَادَيْتُ يَا رَبَاحُ اسْتَأْذِنْ لي عِنْدَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ رَبَاحٌ إِلى

الغُرْفَةِ ثمَّ نَظَرَ إِليَّ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئَاً ثمَّ قُلْتُ يَا رَبَاحُ اسْتَأْذِنْ لي عِنْدَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ ** صلى الله عليه وسلم **

فَنَظَرَ رَبَاحٌ إِلى الغُرْفَةِ ثمَّ نَظَرَ إِليَّ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئَاً ثمَّ رَفَعْتُ صَوْتي فَقُلْتُ يَا رَبَاحُ اسْتَأْذِنْ لي عِنْدَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِني أَظُنُّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظَنَّ أَني جِئْتُ مِن أَجْلِ حَفْصَةَ وَاللهِ لَئِن أَمَرَني رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضَرْبِ عُنُقِهَا لأَضْرِبَنَّ عُنُقَهَا وَرَفَعْتُ صَوْتي فَأَوْمَأَ إِليَّ أَنِ ارْقَهْ فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى حَصِيرٍ فَجَلَسْتُ فَأَدْنى عَلَيْهِ إِزَارَهُ وَلَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ وَإِذَا الحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ في جَنْبِهِ فَنَظَرْتُ بِبَصَرِي في خِزَانَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا أَنَا بِقَبْضَةٍ مِنْ

شَعِيرٍ نحْوِ الصَّاعِ وَمِثْلِهَا قَرَظَاً في نَاحِيَةِ الغُرْفَةِ وَإِذَا أَفِيقٌ مُعَلَّقٌ قَالَ فَابْتَدَرَتْ عَيْنَايَ قَالَ مَا يُبْكِيكَ يَا ابْنَ الخَطَّابِ قُلْتُ يَا نَبيَّ اللهِ وَمَا لي لاَ أَبْكِي وَهَذَا الحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ في جَنْبِكَ وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ لاَ أَرَى فِيهَا إِلاَّ مَا أَرَى وَذَاكَ قَيْصَرُ وَكِسْرَى في الثِّمَارِ وَالأَنْهَارِ وَأَنْتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَفْوَتُهُ وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ فَقَالَ يَا ابْنَ الخَطَّابِ أَلاَ تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا الآخِرَةُ وَلَهُمُ الدُّنْيَا قُلْتُ بَلَى قَالَ وَدَخَلْتُ عَلَيْهِ حِينَ دَخَلْتُ وَأَنَا أَرَى في وَجْهِهِ الغَضَبَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَا يَشُقُّ عَلَيْكَ مِنْ شَأْنِ النِّسَاءِ فَإِنْ كُنْتَ طَلَّقْتَهُنَّ فَإِنَّ اللهَ مَعَكَ وَمَلاَئِكَتَهُ

وَجِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَأَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَالمُؤْمِنُونَ مَعَكَ وَقَلَّمَا تَكَلَّمْتُ وَأَحمَدُ اللهَ

بِكَلاَمٍ إِلاَّ رَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ اللهُ يُصَدِّقُ قَوْلي الَّذِي أَقُولُ وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ آيَةُ التَّخْيِيرِ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجَاً خَيْرَاً مِنْكُنَّ وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ وَالمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ وَكَانَتْ عَائِشَةُ بِنْتُ أَبي بَكْرٍ وَحَفْصَةُ تَظَاهَرَانِ عَلَى سَائِرِ نِسَاءِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَطَلَّقْتَهُنَّ قَالَ لاَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ إِني دَخَلْتُ المَسْجِدَ وَالمُسْلِمُونَ يَنْكُتُونَ بِالحَصَى يَقُولُونَ طَلَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءهُ أَفَأَنْزِلُ فَأُخْبِرَهُمْ أَنَّكَ لَمْ تُطَلِّقْهُنَّ قَالَ نَعَمْ إِنْ شِئْتَ فَلَمْ أَزَلْ

أُحَدِّثُهُ حَتىَّ تَحَسَّرَ الغَضَبُ عَنْ وَجْهِهِ وَحَتىَّ كَشَرَ فَضَحِكَ وَكَانَ مِن أَحْسَنِ النَّاسِ ثَغْرَاً ثمَّ نَزَلَ نَبيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَزَلْتُ فَنَزَلْتُ أَتَشَبَّثُ بِالجِذْعِ وَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنمَا يمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا يَمَسُّهُ بِيَدِهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنمَا كُنْتَ في الغُرْفَةِ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ قَالَ إِنَّ الشَّهْرَ يَكُونُ تِسْعَاً وَعِشْرِينَ فَقُمْتُ عَلَى بَابِ المَسْجِدِ فَنَادَيْتُ بِأَعْلَى صَوْتي لَمْ يُطَلِّقْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءهُ وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلى الرَّسُولِ وَإِلى أُولي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ

يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ فَكُنْتُ أَنَا اسْتَنْبَطْتُ ذَلِكَ الأَمْرَ وَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ آيَةَ التَّخْيِيرِ " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 2704] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " قَتَلَ المُسْلِمُونَ يَوْمَ الخَنْدَقِ رَجُلاً مِنْ المُشْرِكِينَ فَأَعْطَوْا بجِيفَتِهِ مَالاً فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ جِيفَتَهُمْ فَإِنَّهُ خَبِيثُ الجِيفَةِ خَبِيثُ الدِّيَةِ فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُمْ شَيْئَاً " 00!! [الإِمَامُ أَحْمَد 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 2119] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" جَاءَ الأَسْلَمِيُّ ـ أَيْ مَاعِزٌ ـ نَبيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ أَصَابَ امْرَأَةً حَرَامَاً أَرْبَعَ مَرَّات، كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَأَقْبَلَ في الخَامِسَةِ فَقَالَ أَنِكْتَهَا 00؟ قَالَ نَعَمْ، قَالَ حَتىَّ غَابَ ذَلِكَ مِنْكَ في ذَلِكَ مِنْهَا 00؟ قَالَ نَعَمْ، قَالَ كَمَا يَغِيبُ المِرْوَدُ في المُكْحُلَةِ وَالرِّشَاءُ في البِئْر 00؟ قَالَ نَعَمْ، قَالَ فَهَلْ تَدْرِي مَا الزِّنَا 00؟

قَالَ نَعَمْ أَتَيْتُ مِنْهَا حَرَامَاً مَا يَأْتي الرَّجُلُ مِنْ امْرَأَتِهِ حَلاَلاً، قَالَ فَمَا تُرِيدُ بهَذَا القَوْل 00؟ قَالَ أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَني؛ فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ، فَسَمِعَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَيْنِ مِن أَصْحَابِهِ يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ انْظُرْ إِلى هَذَا الَّذِي سَتَرَ اللهُ عَلَيْهِ فَلَمْ تَدَعْهُ نَفْسُهُ حَتىَّ رُجِمَ رَجْمَ الكَلْب، فَسَكَتَ عَنْهُمَا ثمَّ سَارَ سَاعَةً حَتىَّ مَرَّ بجِيفَةِ حِمَارٍ شَائِلٍ بِرِجْلِهِ ـ أَيْ مَرْفُوعَةٍ رِجْلَهُ مِنَ الاَنْتِفَاخ ـ فَقَالَ أَيْنَ فُلاَنٌ وَفُلاَن 00؟ فَقَالاَ نحْنُ ذَانِ ـ أَيْ هَا نحْنُ ـ يَا رَسُولَ الله، قَالَ انْزِلاَ فَكُلاَ مِنْ جِيفَةِ هَذَا الحِمَار، فَقَالاَ يَا نَبيَّ اللهِ مَنْ يَأْكُلُ مِنْ هَذَا 00!؟

قَالَ فَمَا نِلْتُمَا مِن عِرْضِ أَخِيكُمَا آنِفَاً أَشَدُّ مِن أَكْلٍ مِنْهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ الآنَ لَفي أَنهَارِ الجَنَّةِ يَنْقَمِسُ فِيهَا " 00!! [السُّنَنُ لأَبي دَاوُود 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 3843]

[23049]ـ عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: دَخَلَ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاَن، فَأَغْلَظَ لَهُمَا وَسَبَّهُمَا؛ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ لَمَن أَصَابَ مِنْكَ خَيْرَاً مَا أَصَابَ هَذَانِ مِنْكَ خَيْرَاً ـ أَيْ لاَ أَحَدَ انْتَقَصَ مِن أَجْرِكَ مِثْلَهُمَا ـ فَقَالَ أَوَمَا عَلِمْتِ مَا عَاهَدْتُ عَلَيْهِ رَبي عَزَّ وَجَلَّ 00؟ قُلتُ اللهُمَّ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَبَبْتُهُ أَوْ جَلَدْتُهُ أَوْ لَعَنْتُهُ فَاجْعَلْهَا لَهُ مَغْفِرَةً وَعَافِيَةً وَكَذَا وَكَذَا " 00!! [الإِمَامُ أَحْمَد 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 23049]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَرَ عَلَى الصَّدَقَة، فَقِيلَ مَنَعَ ابْنُ جَمِيلٍ وَخَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ وَالعَبَّاسُ عَمُّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَا يَنْقِمُ ابْنُ جمِيلٍ إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ فَقِيرَاً فَأَغْنَاهُ الله، وَأَمَّا خَالِدٌ فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خَالِدَاً؛ قَدِ احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَأَعْتَادَهُ في سَبِيلِ الله، وَأَمَّا العَبَّاسُ فَهِيَ عَلَيَّ وَمِثْلُهَا مَعَهَا، ثمَّ قَالَ يَا عُمَر: أَمَا شَعَرْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1634]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " اسْتَأْذَنْتُ رَبي أَن أَسْتَغْفِرَ لأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَن أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لي "00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1621] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " زَارَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ فَقَال: " اسْتَأْذَنْتُ رَبي في أَن أَسْتَغْفِرَ لهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ في أَن أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لي؛ فَزُورُواْ القُبُورَ فَإِنهَا تُذَكِّرُ المَوْتَ " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1622]

وَالكَافِرُ شَقِيٌّ لاَ حَظَّ لَهُ، وَشَقَاؤُهُ لَيْسَ في عَذَابِهِ فَحَسْب، وَلَكِنْ في حِرْمَانِهِ حَتىَّ مِنْ دُعَاءِ وَشَفَاعَةِ الصَّالحِينَ وَاسْتِغْفَارِهِمْ، حَتىَّ لَوْ كَانَ ابْنَ نَبيٍّ أَوْ أَبَاه 00!! عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " قَامَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ لجَنَازَةِ يَهُودِيٍّ حَتىَّ تَوَارَتْ " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1595] عَنْ قَيْسِ بْنَ سَعْدٍ وَسَهْلِ بْنَ حُنَيْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنهُمَا كَانَا بِالقَادِسِيَّة، فَمَرَّتْ بهِمَا جَنَازَةٌ فَقَامَا؛ فَقِيلَ لَهُمَا إِنهَا مِن أَهْلِ الأَرْض ـ أَي مِن أَهْلِ الذِّمَّة 00!؟

فَقَالاَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جَنَازَةٌ فَقَام، فَقِيلَ إِنَّهُ يَهُودِيٌّ 00!؟ فَقَالَ أَلَيْسَتْ نَفْسَاً " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1596] رَغْمَ مَا يَفْعَلُهُ اليَهُودُ في المُسْلِمِينَ بِفِلَسْطِين 00!! عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ المَسْجِدَ ـ أَيْ تُنَظِّفُهُ مِنَ القِمَامَة ـ فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَ عَنْهَا 00؟ فَقَالُواْ مَاتَتْ، قَالَ " أَفَلاَ كُنْتُمْ آذَنْتُمُوني " 00!؟

فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُواْ أَمْرَهَا، فَقَالَ دُلُّوني عَلَى قَبْرِهَا فَدَلُّوه، فَصَلَّى عَلَيْهَا ثمَّ قَال: " إِنَّ هَذِهِ القُبُورَ مَمْلُوءةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا لهُمْ بِصَلاَتي عَلَيْهِمْ " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1588] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الرِّيحِ وَالغَيْمِ عُرِفَ ذَلِكَ في وَجْهِهِ وَأَقْبَلَ وَأَدْبَر، فَإِذَا مَطَرَتْ سُرَّ بِهِ وَذَهَبَ عَنْهُ ذَلِك؛ قَالَتْ عَائِشَة: فَسَالتُهُ فَقَال: " إِني خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ عَذَابَاً سُلِّطَ عَلَى أُمَّتي " 00!! وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى المَطَر: " رَحمَةٌ " 00!!

[الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1495] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ قَال: " اللهُمَّ إِني أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا فِيهَا وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِه، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِه " 00!! وَإِذَا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ ـ أَيْ غَيَّمَتْ ـ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَخَرَجَ وَدَخَلَ وَأَقْبَلَ وَأَدْبَر، فَإِذَا مَطَرَتْ سُرِّيَ عَنْهُ فَعَرَفْتُ ذَلِكَ في وَجْهِهِ فَسَالتُهُ فَقَال: " لَعَلَّهُ يَا عَائِشَةُ كَمَا قَالَ قَوْمُ عَادٍ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضَاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُواْ هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا " 00!!

[العَارِضُ هُوَ السَّحابُ الذي يَعْتَرِضُ أُفُقَ السَّمَاء، وَالمَعْنى أَنهُمْ ظَنُّوهُ مَطَرَاً وَرَحْمَة، فَكَانَ عَذَابَا 0 الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بمَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 1496] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتجْمِعَاً ضَاحِكَاً حَتىَّ أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِه ـ أَيْ جَوَانِبَ فَمِه ـ إِنمَا كَانَ يَتَبَسَّم، وَكَانَ إِذَا رَأَى غَيْمَاً أَوْ رِيحَاً عُرِفَ ذَلِكَ في وَجْهِه؛ فَقُلتُ يَا رَسُولَ الله: أَرَى النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الغَيْمَ فَرِحُواْ رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ المَطَر، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عَرَفْتُ في وَجْهِكَ الكَرَاهِيَةَ 00!؟

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَا عَائِشَة: مَا يُؤَمِّنُني أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَاب 00!؟ قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ العَذَابَ فَقَالُواْ هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1497] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ المَسْجِدَ يَوْمَ جُمُعَةٍ مِنْ بَابٍ كَانَ نحْوَ دَارِ القَضَاء، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يخْطُب، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمَاً ثمَّ قَال: يَا رَسُولَ الله: هَلَكَتِ الأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُل؛ فَادْعُ اللهَ يُغِثْنَا؛ فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ ثمَّ قَال:

" اللهُمَّ أَغِثْنَا، اللهُمَّ أَغِثْنَا، اللهُمَّ أَغِثْنَا " 00 قَالَ أَنَس: وَلاَ وَاللهِ مَا نَرَى في السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ وَلاَ قَزَعَةٍ ـ أَيْ وَلاَ غَمَامَةٍ رَقِيقَة ـ وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ ـ أَيْ لاَ يُوجَدُ بَيْنَنَا وَبَينَ السَّمَاءِ ما يحْجُبُ الرُّؤْيَةَ ـ مِنْ بَيْتٍ وَلاَ دَار، فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْس، فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَانْتَشَرَتْ ثمَّ أَمْطَرَتْ، فَلاَ وَاللهِ مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سَبْتَاً ـ أَيْ يَوْمَ السَّبْت ـ ثمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ البَابِ في الجُمُعَةِ المُقْبِلَةِ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمَاً فَقَالَ يَا رَسُولَ الله: هَلَكَتِ الأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُل؛ فَادْعُ اللهَ يمْسِكْهَا عَنَّا؛ فَرَفَعَ

رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ ثمَّ قَال: " اللهُمَّ حَوْلَنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ ـ أَيْ عَلَى التِّلاَلِ وَالجِبَالِ ـ وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَر " 00 فَانْقَلَعَتْ وَخَرَجْنَا نمْشِي في الشَّمْس " 00!! رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (897 / عَبْد البَاقِي)، وَسَلع: اسْمُ جَبَل 0

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَبَيْنَا ـ أَيْ فَبَيْنَمَا ـ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخْطُبُ النَّاسَ عَلَى المِنْبَرِ يَوْمَ الجُمُعَةِ إِذْ قَامَ أَعْرَابيٌّ فَقَالَ يَا رَسُولَ الله: هَلَكَ المَالُ وَجَاعَ العِيَالُ وَسَاقَ الحَدِيثَ بمَعْنَاه، وَفِيهِ قَال: " اللهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا " 00 فَمَا يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلى نَاحِيَةٍ إِلاَّ تَفَرَّجَتْ، حَتىَّ رَأَيْتُ المَدِينَةَ في مِثْلِ الجَوْبَةِ ـ أَيِ يحِيطُ بهَا السَّحَابُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَلَيْسَ فَوْقَهَا سَحَاب ـ وَسَالَ وَادِي قَنَاةٍ شَهْرَاً ـ أَيْ وَادٍ بِالمَدِينَةِ ـ وَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلاَّ أَخْبَرَ بجَوْدٍ " 00!!

[الجَوْدُ هُوَ المَطَرُ الشَّدِيد 0 الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1493] عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَبَيْنَا ـ أَيْ فَبَيْنَمَا ـ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخْطُبُ النَّاسَ عَلَى المِنْبَرِ يَوْمَ الجُمُعَةِ إِذْ قَامَ أَعْرَابيٌّ فَقَالَ يَا رَسُولَ الله:

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخْطُبُ يَوْمَ الجُمُعَة، فَقَامَ إِلَيْهِ النَّاسُ فَصَاحُواْ وَقَالُواْ يَا نَبيَّ الله: قَحَطَ المَطَر، وَاحمَرَّ الشَّجَر، وَهَلَكَتِ البَهَائِمُ وَسَاقَ الحَدِيثَ وَفِيهِ لَمَّا دَعَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا: فَتَقَشَّعَتْ عَنِ المَدِينَةِ فَجَعَلَتْ تمْطِرُ حَوَالَيْهَا وَمَا تمْطِرُ بِالمَدِينَةِ قَطْرَة، فَنَظَرْتُ إِلى المَدِينَةِ وَإِنهَا لَفي مِثْلِ الإِكْلِيل " 00!! [الإِكْلِيلُ أَيِ الطَّوْق 0 الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1493]

عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: " أَصَابَنَا وَنحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَطَر، فَحَسَرَ ـ أَيْ كَشَفَ ـ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ حَتىَّ أَصَابَهُ مِنَ المَطَر؛ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا 00!؟ قَالَ لأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالى " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1494] سَمَاحَتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ السَّيِّدَةِ عَائِشَة:

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ في أَيَّامِ مِنىً: تُغَنِّيَانِ وَتَضْرِبَان ـ أَيْ عَلَى الدُّفِّ ـ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسَجّىً ـ أَيْ مُغَطَّىً ـ بِثَوْبِهِ، فَانْتَهَرَهُمَا أَبُو بَكْر؛ فَكَشَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ وَقَالَ دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْر؛ فَإِنهَا أَيَّامُ عِيد، وَقَالَتْ ـ أَيِ السَّيِّدَةُ عَائِشَة ـ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتُرُني بِرِدَائِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلى الحَبَشَةِ وَهُمْ يَلْعَبُونَ وَأَنَا جَارِيَةٌ ـ أَيْ صَغِيرَة ـ فَاقْدِرُواْ قَدْرَ الجَارِيَةِ العَرِبَةِ الحَدِيثَةِ السِّنِّ " 00!!

[العَرِبَةُ هِيَ المحْبُوبَةُ اللَّعُوبَة 0 الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالمِيَّةُ بِرَقم: 1480] وَمِمَّا يُثِيرُ حَفَائِظَهُمْ وَحَفِيظَةَ الغَوْغَاءِ مِنَ الجُهَلاَءِ أَنْ لَوْ دَخَلَ المَسْجِدَ غَرِيبٌ يَسْأَلُ عَنِ الإِسْلاَمِ فَنَزَلَ الخَطِيبُ لِيُجِيبَهُ لَقَامَتْ قِيَامَتُهُمْ بِرَغْمِ أَنَّ هَذَا هُوَ هَدْيُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00!! عَن أَبي رِفَاعَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " انْتَهَيْتُ إِلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يخْطُبُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ رَجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ يَسْأَلُ عَنْ دِينِهِ لاَ يَدْرِي مَا دِينُهُ 00؟

فَأَقْبَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَرَكَ خُطْبَتَهُ حَتىَّ انْتَهَى إِليَّ، فَأُتيَ بِكُرْسِيٍّ حَسِبْتُ قَوَائِمَهُ حَدِيدَاً فَقَعَدَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَ يُعَلِّمُني ممَّا عَلَّمَهُ الله، ثمَّ أَتَى خُطْبَتَهُ فَأَتَمَّ آخِرَهَا " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1450] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا قَالَتْ:

"وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ عَلَى بَابِ حُجْرَتي وَالحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ بحِرَابهِمْ في مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، يَسْتُرُني بِرِدَائِهِ لِكَيْ أَنْظُرَ إِلى لَعِبِهِمْ، ثمَّ يَقُومُ مِن أَجْلي حَتىَّ أَكُونَ أَنَا الَّتي أَنْصَرِف؛ فَاقْدِرُواْ قَدْرَ الجَارِيَةِ الحَدِيثَةِ السِّنِّ حَرِيصَةً عَلَى اللهْوِ " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1481] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا قَالَتْ:

" دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاث ـ أَيْ يَوْمٍ مِن أَيَّامِ العَرَبِ المَشْهُودَة ـ فَاضْطَجَعَ عَلَى الفِرَاشِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَانْتَهَرَني وَقَالَ مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 00!؟ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ دَعْهُمَا، فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا، وَكَانَ يَوْمَ عِيدٍ يَلْعَبُ السُّودَانُ بِالدَّرَقِ وَالحِرَاب، فَإِمَّا ـ أَيْ فَمَا أَنْ ـ سَالتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِمَّا ـ أَيْ حَتىَّ ـ قَالَ تَشْتَهِينَ تَنْظُرِين 00؟

فَقُلْتُ نَعَمْ، فَأَقَامَني وَرَاءهُ خَدِّي عَلَى خَدِّهِ وَهُوَ يَقُولُ دُونَكُمْ يَا بَني أَرْفِدَةَ حَتىَّ إِذَا مَلِلْتُ قَالَ حَسْبُكِ ـ أَيْ هَلِ اكْتَفَيْتِ 00؟ ـ قُلْتُ نَعَمْ، قَالَ فَاذْهَبي " 00!! [وَبَنُو أَرْفِدَةَ كُنيَةُ الأَحْبَاش 0 الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1482] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا قَالَتْ: " جَاءَ حَبَشٌ يَزْفِنُونَ ـ أَيْ يَلهُونَ ـ في يَوْمِ عِيدٍ في المَسْجِد، فَدَعَاني النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعْتُ رَأْسِي عَلَى مَنْكِبِهِ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلى لَعِبِهِمْ حَتىَّ كُنْتُ أَنَا الَّتي أَنْصَرِفُ عَنِ النَّظَرِ إِلَيْهِمْ " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1483]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا قَالَتْ: " لِلَعَّابِينَ ـ أَيْ لِلاَعِبِينَ مَهَرَةٍ ـ وَدِدْتُ أَني أَرَاهُمْ؛ فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُمْتُ عَلَى البَابِ أَنْظُرُ بَيْنَ أُذُنَيْهِ وَعَاتِقِهِ وَهُمْ يَلْعَبُونَ في المَسْجِدِ " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1484] عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " بَيْنَمَا الحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحِرَابهِمْ إِذْ دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّاب، فَأَهْوَى إِلى الحَصْبَاءِ يحْصِبُهُمْ ـ أَيْ يَرْمِيهِمْ ـ بهَا؛ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْهُمْ يَا عُمَرُ " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1485]

بَابُ رِفْقُهُ بِالمُسْلِمِينَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: عَن أَبي سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاس: عَلَيْكُمْ مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللهَ لاَ يمَلُّ حَتىَّ تمَلُّواْ، وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلى اللهِ مَا دُووِمَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّ " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1302] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلى الله 00؟ قَالَ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1303] عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال:

" دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَسْجِدَ وَحَبْلٌ ممْدُودٌ بَيْنَ سَارِيَتَيْن؛ فَقَالَ مَا هَذَا 00!؟ قَالُواْ لِزَيْنَبَ تُصَلِّي فَإِذَا كَسِلَتْ أَوْ فَتَرَتْ أَمْسَكَتْ بِهِ فَقَالَ حُلُّوهُ لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ فَإِذَا كَسِلَ أَوْ فَتَرَ قَعَدَ " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1306] عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّهَا قَالَتْ: " دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدِي امْرَأَةٌ فَقَالَ مَنْ هَذِهِ 00؟ فَقُلْتُ امْرَأَةٌ لاَ تَنَامُ تُصَلِّي، قَالَ عَلَيْكُمْ مِنَ العَمَلِ مَا تُطِيقُونَ فَوَاللهِ لاَ يمَلُّ اللهُ حَتىَّ تمَلُّواْ، وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ " 00!!

[الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1308]

عَن أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " قَالَ كُنْتُ في المَسْجِدِ فَدَخَلَ رَجُلٌ يُصَلِّي، فَقَرَأَ قِرَاءةً أَنْكَرْتهَا عَلَيْهِ ثمَّ دَخَلَ آخَرُ فَقَرَأَ قِرَاءةً سِوَى قَرَاءةِ صَاحِبِهِ فَلَمَّا قَضَيْنَا الصَّلاَةَ دَخَلْنَا جمِيعَاً عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ إِنَّ هَذَا قَرَأَ قِرَاءةً أَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ وَدَخَلَ آخَرُ فَقَرَأَ سِوَى قِرَاءةِ صَاحِبِهِ فَأَمَرَهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأا، فَحَسَّنَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَأْنهُمَا؛ فَسَقَطَ في نَفْسِي مِنَ التَّكْذِيبِ وَلاَ إِذْ كُنْتُ في الجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَدْ غَشِيَني ضَرَبَ في

صَدْرِي، فَفِضْتُ عَرَقَاً وَكَأَنمَا أَنْظُرُ إِلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَرَقَاً، فَقَالَ لي يَا أُبيُّ أُرْسِلَ إِليَّ أَنِ اقْرَأِ القُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ، فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ أَنْ هَوِّن عَلَى أُمَّتي؛ فَرَدَّ إِليَّ الثَّانِيَةَ اقْرَأْهُ عَلَى حَرْفَيْن، فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ أَنْ هَوِّن عَلَى أُمَّتي؛ فَرَدَّ إِليَّ الثَّالِثَةَ اقْرَأْهُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُف، فَلَكَ بِكُلِّ رَدَّةٍ رَدَدْتُكَهَا ـ أَيْ لَكَ بِكُلِّ رَدٍّ ـ مَسْأَلَةٌ تَسْأَلُنِيهَا؛ فَقُلْتُ اللهُمَّ اغْفِرْ لأُمَّتي، اللهُمَّ اغْفِرْ لأُمَّتي، وَأَخَّرْتُ الثَّالِثَةَ لِيَوْمٍ يَرْغَبُ إِليَّ الخَلْقُ كُلُّهُمْ حَتىَّ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَم " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1356]

بَابُ اجْتِهَادِهِ في العِبَادَةِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ:

" صَلَّيْتُ مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَحَ البَقَرَةَ فَقُلْتُ يَرْكَعُ عِنْدَ المِائَة، ثمَّ مَضَى، فَقُلْتُ يُصَلِّي بهَا في رَكْعَة، فَمَضَى فَقُلْتُ يَرْكَعُ بهَا، ثمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا، ثمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا 00 يَقْرَأُ مُتَرَسِّلاً: إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّح، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَل، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذ، ثمَّ رَكَع، فَجَعَلَ يَقُولُ سُبْحَانَ رَبيَ العَظِيمِ فَكَانَ رُكُوعُهُ نحْوَاً مِنْ قِيَامِه، ثمَّ قَالَ سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه، ثمَّ قَامَ طَوِيلاً قَرِيبَاً ممَّا رَكَع، ثمَّ سَجَدَ فَقَالَ سُبْحَانَ رَبيَ الأَعْلَى، فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبَاً مِنْ قِيَامِه " 00!!

[الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1291] عَنْ جَرِيرٍ عَن أَبي وَائِلٍ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَال: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَطَالَ حَتىَّ هَمَمْتُ بِأَمْرِ سَوْءٍ، قِيلَ وَمَا هَمَمْتَ بِهِ 00؟ قَالَ هَمَمْتُ أَن أَجْلِسَ وَأَدَعَهُ " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1292] انْظُرْ: صَبرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ رَغْمَ الإِعَاقَةِ الَّتي كَانَتْ في رِجْلَيه 00!!

وَعَن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ أُمَّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فَصَلَّى في المَسْجِدِ فَصَلَّى رِجَالٌ بِصَلاَتِهِ فَأَصْبَحَ النَّاسُ يَتَحَدَّثُونَ بِذَلِكَ فَاجْتَمَعَ أَكْثَرُ مِنْهُمْ فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ فَصَلَّوْا بِصَلاَتِهِ فَأَصْبَحَ النَّاسُ يَذْكُرُونَ ذَلِكَ فَكَثُرَ أَهْلُ المَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ فَخَرَجَ فَصَلَّوْا بِصَلاَتِهِ فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ المَسْجِدُ عَن أَهْلِهِ فَلَمْ يخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطَفِقَ رِجَالٌ مِنْهُمْ يَقُولُونَ الصَّلاَةَ فَلَمْ يخْرُجْ

إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتىَّ خَرَجَ لِصَلاَةِ الفَجْرِ فَلَمَّا قَضَى الفَجْرَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ ثمَّ تَشَهَّدَ فَقَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ لَمْ يخْفَ عَلَيَّ شَأْنُكُمُ اللَّيْلَةَ وَلَكِنيِّ خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ صَلاَةُ اللَّيْلِ فَتَعْجِزُواْ عَنْهَا " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1271] عَن أَبي سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاس: عَلَيْكُمْ مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللهَ لاَ يمَلُّ حَتىَّ تمَلُّواْ، وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلى اللهِ مَا دُووِمَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّ " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1302]

عَن أَبي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ سَأَلَ أُمَّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا كَيْفَ كَانَتْ صَلاَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رَمَضَانَ 00؟ قَالَتْ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ وَلاَ في غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُصَلِّي أَرْبَعَاً فَلاَ تَسْال عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ثمَّ يُصَلِّي أَرْبَعَاً فَلاَ تَسْال عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ثمَّ يُصَلِّي ثَلاَثَاً فَقَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ فَقَالَ يَا عَائِشَةُ إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ وَلاَ يَنَامُ قَلْبي " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1219]

عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: " فَعَلَيْكُمْ بِالصَّلاَةِ في بُيُوتِكُمْ فَإِنَّ خَيْرَ صَلاَةِ المَرْءِ في بَيْتِهِ إِلاَّ الصَّلاَةَ المَكْتُوبَةَ " 00!! وَفي رِوَيَةٍ أُخْرَى نحْوَ هَذِهِ: " وَلَوْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ مَا قُمْتُمْ بِه " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1301]

عَن أَبي مُرَّةَ مَوْلى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبي طَالِبٍ عَن أُمِّ هَانِئٍ أَنهَا قَالَتْ: تَقُولُ ذَهَبْتُ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الفَتْحِ فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ وَفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ بِثَوْبٍ قَالَتْ فَسَلَّمْتُ فَقَالَ مَنْ هَذِهِ قُلْتُ أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبي طَالِبٍ قَالَ مَرْحَبَاً بِأُمِّ هَانِئٍ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ قَامَ فَصَلَّى ثَمَاني رَكَعَاتٍ مُلْتحِفَاً في ثَوْبٍ وَاحِدٍ فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ زَعَمَ ابْنُ أُمِّي ـ أَيْ أَخُوهَا ـ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِبٍ أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلاً أَجَرْتُهُ فُلاَنُ ابْنُ هُبَيْرَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَجَرْنَا مَن أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ قَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ وَذَلِكَ ضُحىً " 00!!

[الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1179] رِفْقُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُمَّتِه: عَن عَائِشَةَ أنهَا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي سُبْحَةَ الضُّحَى قَطُّ وَإِني لأُسَبِّحُهَا وَإِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَدَعُ العَمَلَ وَهُوَ يحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1174] كَرَمُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ كَانَ لي عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَيْنٌ فَقَضَاني وَزَادَني وَدَخَلْتُ عَلَيْهِ المَسْجِدَ فَقَالَ لي صَلِّ رَكْعَتَيْنِ " 00!!

[الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1168] سَمَاحَةُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَوَاضُعُه: حَدَّثَنَا أَحمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا سِمَاكٌ ح وَحَدَّثَنَا يحْيى بْنُ يحْيى وَاللَّفْظُ لَهُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ قُلْتُ لجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَكُنْتَ تُجَالِسُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَعَمْ كَثِيرَاً كَانَ لاَ يَقُومُ مِنْ مُصَلاَهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الصُّبْحَ أَوِ الغَدَاةَ حَتىَّ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَامَ وَكَانُواْ يَتَحَدَّثُونَ فَيَأْخُذُونَ في أَمْرِ الجَاهِلِيَّةِ فَيَضْحَكُونَ وَيَتَبَسَّمُ " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1074]

سَمَاحَةُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَوَاضُعُه: حَدَّثَني زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ القَاسِمِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ ثَابِتٍ عَن أَنَسٍ قَالَ دَخَلَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَمَا هُوَ إِلاَّ أَنَا وَأُمِّي وَأُمُّ حَرَامٍ خَالَّتي فَقَالَ قُومُواْ فَلأُصَلِّيَ بِكُمْ في غَيْرِ وَقْتِ صَلاَةٍ فَصَلَّى بِنَا فَقَالَ رَجُلٌ لِثَابِتٍ أَيْنَ جَعَلَ أَنَسَاً مِنْهُ قَالَ جَعَلَهُ عَلَى يَمِينِهِ ثمَّ دَعَا لَنَا أَهْلَ البَيْتِ بِكُلِّ خَيْرٍ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَقَالَتْ أُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ خُوَيْدِمُكَ ادْعُ اللهَ لَهُ قَالَ فَدَعَا لي بِكُلِّ خَيْرٍ وَكَانَ في آخِرِ مَا دَعَا لي بِهِ أَنْ قَالَ اللهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ " 00!!

وَحَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ وَأَبُو الرَّبِيعِ كِلاَهُمَا عَن عَبْدِ الوَارِثِ قَالَ شَيْبَانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ عَن أَبي التَّيَّاحِ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقَاً فَرُبَّمَا تحْضُرُ الصَّلاَةُ وَهُوَ في بَيْتِنَا فَيَأْمُرُ بِالبِسَاطِ الَّذِي تحْتَهُ فَيُكْنَسُ ثمَّ يُنْضَحُ ثمَّ يَؤُمُّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَقُومُ خَلْفَهُ فَيُصَلِّي بِنَا وَكَانَ بِسَاطُهُمْ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1054]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ لَهُ فَأَكَلَ مِنْهُ، ثمَّ قَالَ قُومُواْ فَلأُصَلِّ لَكُمْ، قَالَ أَنَس: فَقُمْتُ إِلى حَصِيرٍ لَنَا قَدِ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ ـ أَيْ مِنْ طُولِ مَا جُلِسَ عَلَيْهِ ـ فَنَضَحْتُهُ بمَاء، فَقَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَفَفْتُ وَاليَتِيمَ وَرَاءهُ وَالعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا، فَصَلَّى لَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ ثمَّ انْصَرَفَ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 367، 1053]

حَدَّثَني حَرْمَلَةُ بْنُ يحْيى التُّجِيبيُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبرَني يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ محْمُودَ بْنَ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ وَهُوَ مِن أَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرَاً مِنَ الأَنْصَارِ أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ إِني قَدْ أَنْكَرْتُ بَصَرِي ـ أَيْ لَمْ يَعُدْ كَمَا كَانَ مِنْ ذِي قَبْل ـ وَأَنَا أُصَلِّي لِقَوْمِي وَإِذَا كَانَتِ الأَمْطَارُ سَالَ الوَادِي الَّذِي بَيْني وَبَيْنَهُمْ وَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ آتيَ مَسْجِدَهُمْ فَأُصَلِّيَ لهُمْ وَدِدْتُ أَنَّكَ يَا رَسُولَ اللهِ تَأْتي فَتُصَلِّي في مُصَلًّى فَأَتَّخِذَهُ مُصَلًّى قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَفْعَلُ

إِنْ شَاءَ اللهُ قَالَ عِتْبَانُ فَغَدَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ حِينَ ارْتَفَعَ النَّهَارُ فَاسْتَأْذَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَذِنْتُ لَهُ فَلَمْ يجْلِسْ حَتىَّ دَخَلَ البَيْتَ ثمَّ قَالَ أَيْنَ تحِبُّ أَن أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ قَالَ فَأَشَرْتُ إِلى نَاحِيَةٍ مِنَ البَيْتِ فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَبَّرَ فَقُمْنَا وَرَاءهُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ سَلَّمَ قَالَ وَحَبَسْنَاهُ عَلَى خَزِيرٍ ـ أَيْ طَعَامٍ ـ صَنَعْنَاهُ لَهُ قَالَ فَثَابَ رِجَالٌ مِن أَهْلِ الدَّارِ حَوْلَنَا حَتىَّ اجْتَمَعَ في البَيْتِ رِجَالٌ ذَوُو عَدَدٍ فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُنِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ ذَلِكَ مُنَافِقٌ لاَ يحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَالَ

رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ تَقُلْ لَهُ ذَلِكَ أَلاَ تَرَاهُ قَدْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ قَالُواْ اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ ـ أَيْ ذَلِكَ الرَّجُلُ الَّذِي رَمَاهُ بِالنِّفَاقِ ـ فَإِنمَا نَرَى وَجْهَهُ وَنَصِيحَتَهُ لِلْمُنَافِقِينَ 00!؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ اللهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ " 00!! [الإِمَامُ مُسْلِم 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 1052] رِفْقُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتىَّ بِالعُصَاةِ وَالمُذْنِبِين:

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَال: " أُتيَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ قَالَ اضْرِبُوهُ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ وَالضَّارِبُ بِنَعْلِهِ وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ بَعْضُ القَوْمِ أَخْزَاكَ الله، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ تَقُولُوا هَكَذَا لاَ تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ " 00!! [الإِمَامُ البُخَارِيُّ في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 6279] هل رأيت صورة الرسول؟ الكاتب: أبو الهيثم بسم الله نبدأ , وعلى هدي نبيه نسير .. قفز إليَّ أخي بخبر عجيب: "إحدى المواقع تنشر صورة للنبي صلى الله عليه وسلم نشرتها دولة كفرية "

في الحقيقة في البداية أخذني حب الإستطلاَع , وأنا أعلم يقيناً أن هذا من الكذب على النبي بل وقضية التصوير بالرسم نفسها حكمها واضح من الشرع , فبقي البحث عن المرجعيات الَّتي جاءوا من خلاَلها بتلك الصورة , ودون النظر إِلى مرجعياتهم, فدواوين السنة أفضل مرجع لنقل صورة الرسول إِلى الأذهان , بنقل العدول من الصحابة عليهم الرضوان , فبقي أن نغلق في وجوه هؤلاَء الكذبة الأعين والآذان , وأن نستعرض نحن صفات نبينا لتكون عالقة في القلوب والأذهان , وحَتىَّ لاَ تفارقنا في كل وقت وآن , بطريقة النقل الصحيح من كل مرجع للسنة أو ديوان. وهذه صورة النبي أسردها بترتيب ما ورد من صفاته الجسدية الشريفة مبتدءَاً من شعره ووجهه ثم بتتابع ما ورد في صفة جسده الشريف , ففيما ورد لنا من السنة الكفاية الكافية عن كذب الكاذبين , وإغراض المغرضين. وبالله التوفيق ..

أولاً: صفاته الخَلقية: وبعد ذكر الصفات سألحق المصادر الحديثية وكتب السيرة أولاً: **الوجه والشعر: تصف أم معبد لزوجها الرسول لما مر بخيمتها في حادثة الهجرة قائلة:" ظاهر الوضائة , أبلج الوجه " (أي مستنير الوجه أبيضه) ويقول على وهو ينعت الرسول:" وكان في الوجه تدوير وكان ابيضاً " وقال أبو الطفيل: " كان أبيض , مليح الوجه " وقال أنس بن مالك:" كان أزهر اللون " , وقال البراء:" كان أحسن الناس وجهاً " وسئل البراء: أكان وجه النبي مثل السيف؟ قال: لاَ بل كان مثل القمر , وفي رواية بل كان وجهه مستديراً, وقال أبو هريرة: " ما رأيت شيئاً احسن من رسول الله كأن الشمس تجري في وجهه " وقال جابر بن سمرة: رأيته في ليلة أضحيان , فجعلت أنظر إِلى رسول الله وأنظر إِلى القمر – وعليه حلة حمراء – فإذا هو أحسن

عندي من القمر , وقال كعب بن مالك " كان إذا سر استنار وجهه ,كأنه قطعة قمر " , وعرق مرة وهو عند عائشة فجعلت تبرك أسارير وجهه , فتمثلت له بقول أبي كبير الهَذَليّ: وَإِذَا نَظَرْتَ إِلى أَسِرَّةِ وَجْهِهِ بَرَقَتْ كَبَرْقِ العَارِضِ المُتَهَلِّلِ ثم يقول كذلك كان رسول الله. أما تفاصيل وجهه فورد فيها ما يلي: تقول أم معبد " في عينيه دعج (سواد العين) , وفي أشفاره وطف (في شعر أجفانه طول) وفي صوته صحل (بحة وخشونة) , وفي عنقه سطع (طول) , أحور أكحل , أزج (الحاجب الرقيق في الطول) " وقال ابن عباس:" كان أفلج الثنيتين (بعيد ما بين الأسنان) , إذا تكلم رؤي كالنور يخرج من بين ثناياه.

وقال جابر بن سمرة: " كان ضليع الفم (عظيم الفم , والعرب تمدح هذه الصفة " , أشكل العين (طويل شق العين) " وجاء في خلاَصة السير أنه "أقنى العرنين (ارتفع أعلى أنفه واحدودب وسطه وضاق منخراه , وهي غاية الجمال لمنظر الأنف , والعرنين أي الأنف وما صلب منه) , وفي لحيته كثاثة وقال أبو جحيفة: رأيت بياضاً تحت شفته السفلى: العنفقة " , وقال عبد الله بن بسر:" كان في عنفقته شعرات بيض " , وجاء في مشكاة المصابيح " وكان إذا غضب احمر وجهه , حَتىَّ كأنه فقئ في وجنته حب الرمان

وأما شعره: قالت أم معبد: " شديد سواد الشعر " وقال علي رضي الله عنه " لم يكن بالجعد القطط (الملتوي الشعر شديد الجعودة) ولاَ بالسبط (المسترسل شديد النعومة) "قال البراء:" له شعر يبلغ شحمة أذنيه " , " وكان يسدل شعره أولاً لحبه متابعة أهل الكتاب , ثم فرق رأسه بعد " , وقال أنس:" قبض وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء " ثانياً: باقي جسده الشريف: تقول أم معبد " لاَ تقحمه عين من قصر ولاَ تشنؤه من طول " وقال علي:" لم يكن بالطويل الممغط , ولاَ القصير المتردد , وكان ربعة من القوم " وقال أيضاً: " جليل المشاش والكتد (المشاش أي عظيم رؤوس

العظام كالمرفقين والكتفين والركبتين أما الكتد فهو مجتمع الكتفين وهو الكاهل) , دقيق المسربة (الشعر الدقيق كأنه قضيب من الصدر إِلى السرة " , أجرد (ليس في البدن شعر) , شثن الكفين والقدمين (الغليظ الأصابع من الكفين والقدمين) , وقال البراء:" كان مربوعاً ما بين القدمين " , وجاء في خلاَصة السير " من لبته إِلى سرته شعر يجري كالقضيب , ليس في بطنه ولاَ صدره شعر غيره , أشعر الذراعين والمنكبين , سواء الصدر والبطن , مسيح الصدر عريضه , طويل الزند , رحب الراحة , سبط القصب (يريد ساعديه وساقيه بلاَ تعقد ولاَ نتوء) " وقال أنس:" ما مسست حريراً ولاَ ديباجاً ألين من كف النبي , ولاَ شممت ريحاً قط أو عرفاً قط , وفي رواية: ما شممت عنبراً قط ولاَ مسكاً ولاَ شيئاً أطيب من ريح أو عرف رسول الله "

وقال أبو جحيفة: "أخذت بيده , فوضعتها على وجهي , فإذا هي أبرد من الثلج , وأطيب رائحة من المسك " وقال جابر بن سمرة –وكان صبياً **: مسح خدي فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جونة عطار (الَّتي يعد فيها الطيب). وقال انس: كأن عرقه اللؤلؤ. وقالت أم سليم: هو من أطيب الطيب. وفي مسلم " كان بين كتفيه خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة , يشبه جسده , وكان عند ناغص كتفه اليسرى , جمعاً عليه خيلاَن كأمثال الثآليل (الثآليل: الحبة الَّتي تظهر في الجلد).

(خ د س) أبو سعيد بن المعلى رَضِيَ اللهُ عَنهُ: قال: " كنتُ أُصَلِّي في المسجد فدعاني رسولُ الله **صلى الله عليه وسلم**، فلم أُجِبْه، ثم أتيتُه، فقلتُ: يا رسول الله، إِني كنتُ أُصلي، فقال: ألم يَقُل الله: {اسْتَجِيبُوا للهِ ولِلرَّسولِ إِذا دَعَاكُم} [الأنفال: 25]؟ ثم قال لي: أَلاَ أُعلِّمُكَ سورة هي أعظمُ السُّوَرِ في القرآن قبل أن تخرُجَ من المسجد؟ ثم أخذ بيدي، فلما أرادَ أن يخرجَ قلتُ: ألم تَقُلْ: لأُعَلِّمنَّكَ سورة هي أعظمُ سورة في القرآن؟ قال: الحمدُ للهِ رب العَالمين قال: هي السَّبْعُ المَثَاني، والقرآنُ العَظيمُ الذي أوتِيتُه ". أخرجه الإِمَامُ البخاريُّ، وقال: قال معاذ: وذكر الإِسناد، وقال: " هي: الحمدُ للهِ رب العَالمين السبع المثاني ". وأخرجه أبو داود، والنسائي. وفي حديث أبي داود قال: " ما منعك أن تُجِيبَني؟ ".

(ت) أبو هريرة رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَنَّ رسولَ الله **صلى الله عليه وسلم** " خرج على أُبيِّ بنِ كعب وهو يُصلي، فقال له رسولُ الله **صلى الله عليه وسلم**: يا أُبيُّ، فالتفت أُبيِ فلم يُجبْه، وصلى وخفّف، ثم انصرف فقال: السلاَم عليك يا رسولَ الله، قال: وعليك السلاَم، ما منعك أن تُجِيبَني إِذ دعوتُك؟ قال: كنتُ في صلاَة، قال: أَفلم تَجِدْ فيما أُوحِيَ إِليَّ أن: اسْتَجِيبُوا للهِ ولِلرَّسولِ إِذا دَعَاكُم لِما يُحْييِكم؟ قال: لاَ أَعود إِن شاء الله، قال: تُحِبُّ أن أُعلّمكَ سورة لم ينزل في التوراة، ولاَ في الإِنجيل، ولاَ في الزَّبور، ولاَ في الفرقان مثلُها؟ قال: نعم، قال: كيف تَقْرَأْ في الصلاَة؟ قال: فقرأ أمَّ القرآن، فقال رسولُ الله **صلى الله عليه وسلم**: والذي نفسي بيده، ما أُنْزِلَ في التوراة ولاَ في الإِنجيل ولاَ في الزبور ولاَ في الفرقان

مثلُها، وإِنها سبع من المثاني، والقرآنُ العظِيمُ الذي أُعْطِيتُه ". أخرجه الترمذي. 2 ** وأخرجه الترمذي (3125). والنسائي (2/ 139) قال الترمذي: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا الفضل بن موسى 0

فَهْرَسَةُ الْفَتَاوَى الْكُبْرَى: ============== مَنَاقِب مُعَاوِيَة، وَحَقُّ الرَّعِيَّةِ عَلَى الرَّاعِي: يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الفَتَاوَى الكُبرَى: [000] دخل أبو مسلم الخولاَنى على معاوية بن أبى سفيان فقال السلاَم عليك أيها الأجير فقالوا قل السلاَم عليك أيها الأمير فقال السلاَم عليك أيها الأجير فقالوا قل السلاَم عليك ايها الأمير فقال السلاَم عليك أيها الأجير فقالوا قل السلاَم عليك أيها الأمير فقال السلاَم عليك ايها الأجير فقال معاوية دعو أبا مسلم فانه اعلم بما يقول فقال إنما أنت اجير استأجرك رب هذه الغنم لرعايتها فان انت هنأت جرباها وداويت مرضاها وحبست اولاَها على أخراها وفاك سيدها أجرك وإن أنت لم تهنأ جرباها ولم تداو مرضاها ولم تحبس أولاَها على أخراها عاقبك سيدها وهذا ظاهر فى الاَعتبار فان الخلق عباد الله والولاَة نواب

الله على عباده وهم وكلاَء العباد على نفوسهم بمنزلة احد الشريكين مع فتاوى ابن تيمية ج28/ص251 " 0 تَكْفِيرُ المُسْلِمِ وَسَفْكُ دَمِه: يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الفَتَاوَى الكُبرَى: قال شيخ الإسلاَم تقي الدين أحمد بن تيمية رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى وتقدس يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاَ تموتن إلاَ وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولاَ تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءَا فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ولاَ تكونا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه قال ابن عباس وغيره

تبيض وجوه أهل السنة والجماعة وتوسد وجوه أهل البدعة والفرقة فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون فتاوى ابن تيمية ج3/ص278 " 0 وَحَتى ص: (288)، وَحَتى ص: (288)، وَحَتى ص: (288)، وَحَتى ص: (288) تَكْفِيرُ المُسْلِمِ وَسَفْكُ دَمِه: أحد من السلف أنه عارض القرآن بعقل ورأى وقياس ولاَ بذوق ووجد ومكاشفة ولاَ قال قط قد تعارض فى هذا العقل والنقل فضلاَ عن أن يقول فيجب تقديم العقل والنقل يعنى القرآن والحديث وأقوال الصحابة والتابعين اما أن يفوض واما أن يؤول ولاَ فيهم من يقول ان له ذوقا أو وجدا أو مخاطبة أو مكاشفة تخالف القرآن والحديث فضلاَ عن أن يدعى أحدهم أنه يأخذ من حيث يأخذ الملك الذى يأتى الرسول وأنه يأخذ من ذلك

المعدن علم التوحيد والاَنبياء كلهم يأخذون عن مشكاته أو يقول الولى أفضل من النبى ونحو ذلك من مقالاَت أهل الاَلحاد فإن هذه الأقوال لم تكن حدثت بعد فى المسلمين وانما يعرف مثل هذه أما عن ملاَحدة اليهود والنصارى فإن فيهم من يجوز أن غير النبى أفضل من النبى كما قد يقوله فى الحواريين فإنهم عندهم رسل وهم يقولون أفضل من داود وسليمان بل ومن ابراهيم وموسى وان سموهم أنبياء الى أمثال هذه الأمور ولم يكن السلف يقبلون معارضة الآية الاَ بآية أخرى تفسرها وتنسخها او بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم تفسرها فإن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين القرآن وتدل عليه وتعبر عنه وكانوا يسمون ما عارض الآية ناسخا لها فالنسخ عندهم اسم عام لكل ما يرفع دلاَلة الآية على معنى باطل وان كان ذلك المعنى لم فتاوى ابن تيمية ج13/ص29 الفَتَاوَى الكُبرَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة: (000/ 000) 0

وَحَتى ص: (34/ 13)، وَحَتى ص: (34/ 13)، وَحَتى ص: (34/ 13) 0 باب حكم المرتد سئل شيخ الاَسلاَم رضى الله عنه عن رجلين تكلما فى مسألة التأبير فقال احدهما من نقص الرسول صلى الله عليه وسلم او تكلم بما يدل على نقص الرسول كفر لكن تكفير المطلق لاَ يستلزم تكفير المعين فان بعض العلماء قد يتكلم فى مسألة بإجتهاده فيخطىء فيها فلاَ يكفر وان كان قد يكفر من قال ذلك القول اذا قامت عليه الحجة المكفرة ولو كفرنا كل عالم بمثل ذلك لزمنا ان نكفر فلاَنا وسمى بعض العلماء المشهورين الذين لاَ يستحقون التكفير وهو الغزالى فانه ذكر فى بعض كتبه تخطئة الرسول فى مسألة تأبير النخل فهل يكون هذا تنقيصا بالرسول بوجه من الوجوه وهل عليه فى تنزيه العلماء من الكفر اذا قالوا مثل ذلك تعزير ام لاَ واذا نقل ذلك وتعذر عليه فى الحال نفس الكتاب الذى نقله منه وهو معروف بالصدق

فهل عليه فى ذلك تعزير ام لاَ وسواء أصاب فى النقل عن العالم أم أخطأ وهل يكون فى ذلك تنقيص بالرسول صلى الله عليه وسلم ومن اعتدى على مثل هذا او نسبه الى تنقيص بالرسول او العلماء وطلب عقوبته على ذلك فما يجب عليه أفتونا مأجورين فتاوى ابن تيمية ج35/ص99 " 0 وَحَتى ص: (105)، وَحَتى ص: (105)، وَحَتى ص: (105)، وَحَتى ص: (105) الفَتَاوَى الكُبرَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة: (000/ 000) 0 يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الفَتَاوَى الكُبرَى: [000] وفى رواية مثقال دينار من خير ثم يخرج من النار من كان فى قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان وفى رواية من خير ويخرج من النار من كان فى قلبه مثقال ذرة من إيمان أو خير وهذا وأمثاله من النصوص المستفيضة عن النبى صلى الله عليه وسلم يدل انه لاَ يخلد فى النار من معه

شىء من الاَيمان والخير وان كان قليلاَ وان الاَيمان مما يتبعض ويتجزأ ومعلوم قطعا ان كثيرا من هؤلاَء المخطئين معهم مقدار ما من الاَيمان بالله ورسوله اذ الكلاَم فيمن يكون كذلك وأيضا فان السلف اخطأ كثير منهم فى كثير من هذه المسائل واتفقوا على عدم التكفير بذلك مثل ما أنكر بعض الصحابة أن يكون الميت يسمع نداء الحى وأنكر بعضهم ان يكون المعراج يقظة وأنكر بعضهم رؤية محمد ربه ولبعضهم فى الخلاَفة والتفضيل كلاَم معروف وكذلك لبعضهم فى قتال بعض ولعن بعض واطلاَق تكفير بعض أقوال معروفة وكان القاضى شريح ينكر قراءة من قرأ بل عجبت ويقول إن الله لاَ يعجب فبلغ ذلك إبراهيم النخعى فقال إنما شريح شاعر يعجبه علمه كان عبدالله أفقه منه فكان يقول بل عجبت فهذا قد أنكر قراءة ثابتة وأنكر صفة دل عليها الكتاب والسنة واتفقت الأمة على

انه إمام من الأئمة وكذلك بعض السلف أنكر فتاوى ابن تيمية ج12/ص492 " 0 وَحَتى ص: (501)، وَحَتى ص: (501)، وَحَتى ص: (501)، وَحَتى ص: (501) الفَتَاوَى الكُبرَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة: (000/ 000) 0 يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الفَتَاوَى الكُبرَى: وقال شيخ الإسلاَم رحمه الله فصل في الإكتفاء بالرسالة والإستغناء بالنبى صلى الله عليه وسلم عن إتباع ما سواه إتباعا عاما وأقام الله الحجة على خلقه برسله فقال تعالى انا أوحينا إليك كما أوحينا الى نوح والنبيين من بعده الى قوله لئلاَ يكون للناس على الله حجة بعد الرسل فدلت هذه الآية على أنه لاَ حجة لهم بعد الرسل بحال وأنه قد يكون لهم حجة قبل الرسل ف الأول يبطل قول من أحوج الخلق الى غير الرسل حاجة عامة كالأئمة والثانى يبطل قول من أقام

الحجة عليهم قبل الرسل من المتفلسفة والمتكلمة فتاوى ابن تيمية ج19/ص66 " 0 وَحَتى ص: (75)، وَحَتى ص: (75)، وَحَتى ص: (75)، وَحَتى ص: (75) الفَتَاوَى الكُبرَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة: (000/ 000) 0 يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الفَتَاوَى الكُبرَى: وسئل رحمه الله ورضى عنه عن أجناد يمتنعون عن قتال التتار ويقولون أن فيهم من يخرج مكرها معهم واذا هرب أحدهم هل يتبع أم لاَ فأجاب الحمد لله رب العالم قتال التتار الذين قدموا الى بلاَد الشام واجب بالكتاب والسنة فان الله يقول فى القرآن وقاتلوهم حتى لاَ تكون فتنة ويكون الدين كله لله والدين هو الطاعة فاذا كان بعض الدين لله وبعضه لغير الله وجب القتال حتى يكون الدين كله لله ولهذا قال الله تعالى يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا

ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين فان لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وهذه الآية نزلت فى اهل الطائف لما دخلوا في الاَسلاَم والتزموا الصلاَة والصيام لكن امتنعوا من ترك الربا فبين الله انهم محاربون له ولرسوله اذا لم ينتهوا عن الربا والربا هو آخر ما حرمه الله وهومال يؤخذ برضا صاحبه فاذا كان هؤلاَء محاربين لله ورسوله يجب جهادهم فكيف بمن يترك كثيرا من شرائع الاَسلاَم او اكثرها كالتتار فتاوى ابن تيمية ج28/ص544 " 0 وَحَتى ص: (552)، وَحَتى ص: (552)، وَحَتى ص: (552)، وَحَتى ص: (552) الفَتَاوَى الكُبرَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة: (000/ 000) 0 بِالصُّوفِيَّةِ وَبِدَعِهِمْ وَبِالحَدِيثِ عَنِ السَّحَرَةِ وَبِتَكْفِيرِ المُسْلِمِينَ أَيْضَاً: يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الفَتَاوَى الكُبرَى:

[000] فصل أول التفرق والاَبتداع فى الاَسلاَم بعد مقتل عثمان وافتراق المسلمين فلما اتفق علي ومعاوية على التحكيم أنكرت الخوارج وقالوا لاَ حكم إلاَ لله وفارقوا جماعة المسلمين فارسل اليهم ابن عباس فناظرهم فرجع نصفهم والآخرون أغاروا على ماشية الناس واستحلوا دماءهم فقتلوا ابن خباب وقالوا كلنا قتله فقاتلهم علي وأصل مذهبهم تعظيم القرآن وطلب اتباعه لكن خرجوا عن السنة والجماعة فهم لاَ يرون اتباع السنة التى يظنون أنها تخالف القرآن كالرجم ونصاب السرقة وغير ذلك فضلوا فان الرسول أعلم بما أنزل الله عليه والله قد أنزل عليه الكتاب والحكمة وجوزوا على النبى أن يكون ظالما فلم ينفذوا لحكم النبى ولاَ لحكم الأئمة بعده بل قالوا ان عثمان وعليا ومن والاَها قد حكموا بغير ما أنزل الله ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون فكفروا المسلمين

بهذا وبغيره وتكفيرهم وتكفير سائر أهل البدع مبنى على مقدمتين باطلتين احداهما أن هذا يخالف القرآن فتاوى ابن تيمية ج13/ص208 " 0 وَحَتى ص: (230)، وَحَتى ص: (230)، وَحَتى ص: (230)، وَحَتى ص: (230) الفَتَاوَى الكُبرَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة: (000/ 000) 0 ،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛،؛، بِالصَّوْم: [000] وسئل عما إذا قبل زوجته أو ضمها فأمذى هل يفسد ذلك صومه ام لاَ فأجاب يفسد الصوم بذلك عند اكثر العلماء وسئل عمن أفطر فى رمضان الخ فأجاب إذا افطر فى رمضان مستحلاَ لذلك وهو عالم بتحريمه استحلاَلاَ له وجب قتله وان كان فاسقا عوقب عن فطره فى رمضان بحسب ما يراه الاَمام واخذ منه حد الزنا وان كان جاهلاَ عرف بذلك واخذ منه حد الزنا ويرجع فى ذلك الى إجتهاد الاَمام والله أعلم فتاوى ابن تيمية ج25/ص265 " 0

وَحَتى ص: (000)، وَحَتى ص: (000)، وَحَتى ص: (000)، وَحَتى ص: (000) الفَتَاوَى الكُبرَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة: (000/ 000) 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°ـــــ الجَهْرُ بِالبَسْمَلَة، بِالتَّعَصُّبِ وَالصَّلاَة: يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الفَتَاوَى الكُبرَى: [000] سئل شيخ الإسلاَم احمد بن تيمية رحمه الله عما يشتبه على الطالب للعبادة من جهة الأفضلية مما إختلف فيه الأئمة من المسائل التى أذكرها وهى أيما أفضل فى صلاَة الجهر ترك الجهر بالبسملة أو الجهر بها وأيما أفضل المداومة على القنوت فى صلاَة الفجر أم تركه ام فعله أحيانا بحسب المصلحة وكذلك فى الوتر وأيما أفضل طول الصلاَة ومناسبة أبعاضها فى الكمية والكيفية أو تخفيفها بحسب ما إعتادوه فى هذه الأزمنة

وايما أفضل مع قصر الصلاَة فى السفر مداومة الجمع أم فعله أحيانا بحسب الحاجة وهل قيام الليل كله بدعة أم سنة أم قيام بعضه أفضل من قيامه كله كذلك سرد الصوم أفضل أم صوم بعض الأيام وإفطار بعضها وفى المواصلة أيضا وهل لبس الخشن وأكله دائما أفضل أم لاَ وأيما أفضل فعل السنن الرواتب فى السفر أم تركها أم فعل البعض دون البعض وكذلك التطوع بالنوافل فى السفر وأيما افضل الصوم فى السفر أم الفطر وإذا لم يجد ماء أو تعذر عليه إستعماله لمرض أو يخاف منه الضرر من شدة البرد وأمثال ذلك فتاوى ابن تيمية ج22/ص264 " 0 الفَتَاوَى الكُبرَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة: (000/ 000) 0 يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الفَتَاوَى الكُبرَى: [000] فهل يتيمم أم لاَ وهل يقوم التيمم مقام الوضوء فيما ذكر ام لاَ وايما أفضل

فى إغماء هلاَل رمضان الصوم أم الفطر أم بخير بينهما أم يستحب فعل احدهما وهل ما واظب عليه النبى صلى الله عليه وسلم فى جميع أفعاله وأحواله وأقواله وحركاته وسكناته وفى شأنه كله من العبادات والعادات هل المواظبة على ذلك كله سنة فى حق كل واحد من الأمة أم يختلف بحسب إختلاَف المراتب والرتبين أفتونا مأجورين فأجاب الحمد لله هذه المسائل التى يقع فيها النزاع مما يتعلق بصفات العبادات أربعة أقسام منها ما ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه سن كل واحد من الأمرين وإتفقت الأمة على أن من فعل أحدهما لم يأثم بذلك لكن قد يتنازعون فى الأفضل وهو بمنزلة القراءَات الثابتة عن النبى صلى الله عليه وسلم التى إتفق الناس على جواز القراءة بأى قراءة شاء منها كالقراءة المشهورة بين المسلمين فهذه يقرأ المسلم بما شاء منها وإن إختار بعضها لسبب من الأسباب ومن هذا الباب الإستفتاحات المنقولة عن

النبى صلى الله عليه وسلم فتاوى ابن تيمية ج22/ص265 " 0 الفَتَاوَى الكُبرَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة: (000/ 000) 0 يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الفَتَاوَى الكُبرَى: [000] إنه كان يقولها فى قيام الليل وأنواع الأدعية التى كان يدعو بها فى صلاَته فى آخر التشهد فهذه الأنواع الثايتة عن النبى صلى الله عليه وسلم كلها سائغة بإتفاق المسلمين لكن ما أمر به من ذلك أفضل لنا مما فعله ولم يأمر به وقد ثبت فى الصحيح أنه قال إذا قعد أحدكم فى التشهد فليستعذ بالله من أربع يقول اللهم إنى أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال فالدعاء بهذا أفضل من الدعاء بقوله اللهم إغفر لى ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به منى أنت المقدم وانت المؤخر لاَ إله إلاَ

أنت وهذا أيضا قد صح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان يقوله فى أخر صلاَته لكن الأول أمر به وما تنازع العلماء فى وجوبه فهو اوكد مما لم يأمر به ولم يتنازع العلماء فى وجوبه وكذلك الدعاء الذى كان يكرره كثيرا كقوله ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اوكد مما ليس كذلك فتاوى ابن تيمية ج22/ص266 " 0 القسم الثانى ما إتفق عليه العلماء على أنه إذا فعل كلاَ من الأمرين كانت عبادته صحيحة ولاَ إثم عليه لكن يتنازعون فى الأفضل وفيما كان النبى صلى الله عليه وسلم يفعله ومسألة القنوت فى الفجر والوتر والجهر بالبسملة وصفة الإستعاذة ونحوها من هذا الباب فإنهم متفقون على أن من جهر بالبسملة صحت صلاَته ومن خافت صحت صلاَته وعلى أن من قنت فى الفجر صحت صلاَته ومن لم يقنت فيها صحت صلاَته وكذلك القنوت فى الوتر وإنما تنازعوا فى وجوب قراءة البسملة وجمهورهم على

أن قراءتها لاَ تجب وتنازعوا أيضا فى إستحباب قراءتها وجمهورهم على أن قراءتها مستحبة وتنازعوا فيما إذا ترك الإمام ما يعتقد المأموم وجوبه مثل ان يترك قراءة البسملة والمأمور يعتقد وجوبها أو يمس ذكره ولاَ يتوضأ والمأموم يرى وجوب الوضوء من ذلك أو يصلى فى جلود الميتة المدبوغة والمأموم يرى ان الدباغ لاَ يطهر أو يحتجم ولاَ يتوضأ والمأموم يرى الوضوء من الحجامة والصحيح المقطوع به أن صلاَة المأموم صحيحة خلف إمامه وإن كان إمامه مخطئا فى نفس الأمر لما ثبت فى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسم أنه قال يصلون لكم فإن اصابوا فلكم ولهم وإن أخطأوا فلكم وعليهم وكذلك إذا إقتدى المأموم بمن يقنت فى الفجر أو الوتر قنت معه سواء فتاوى ابن تيمية ج22/ص267 قنت قبل الركوع أو بعده وإن كان لاَ يقنت لم يقنت معه ولو كان الإمام يرى إستحباب شىء والمأمومون لاَ يستحبونه فتركه لأجل الإتفاق والإئتلاَف

كان قد أحسن مثال ذلك الوتر فإن للعلماء فيه ثلاَثة أقوال أحدها أنه لاَ يكون إلاَ بثلاَث متصلة كالمغرب كقول من قاله من أهل العراق والثانى أنه لاَ يكون إلاَ ركعة مفصولة عما قبلها كقول من قال ذلك من اهل الحجاز والثالث أن الأمرين جائزان كما هو ظاهر مذهب الشافعى وأحمد وغيرهما وهو الصحيح وإن كان هؤلاَء يختارون فصله عما قبله فلو كان الإمام يرى الفصل فإختار المأمومون أن يصلى الوتر كالمغرب فوافقهم على ذلك تأليفا لقلوبهم كان قد أحسن كما قال النبى صلى الله عليه وسلم لعائشة لولاَ أن قومك حديثوا عهد بجاهلية لنقضت الكعبة ولألصقتها بالأرض ولجعلت لها بابين بابا يدخل الناس منه وبابا يخرجون منه فترك الأفضل عنده لئلاَ ينفر الناس فتاوى ابن تيمية ج22/ص268 وكذلك لو كان رجل يرى الجهر بالبسملة فأم بقوم لاَ يستحبونه أو بالعكس ووافقهم كان قد أحسن وإنما تنازعوا فى الأفضل فهو بحسب ما إعتقدوه

من السنة وطائفة من أهل العراق إعتقدت أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يقنت إلاَ شهرا ثم تركه على وجه النسخ له فإعتقدوا أن القنوت فى المكتوبات منسوخ وطائفة من اهل الحجاز إعتقدوا أن النبى صلى الله عليه وسلم ما زال يقنت حتى فارق الدنيا ثم منهم من إعتقد أنه كان يقنت قبل الركوع ومنهم من كان يعتقد أنه كان يقنت بعد الركوع والصواب هو القول الثالث الذى عليه جمهور أهل الحديث وكثير من أئمة أهل الحجاز وهو الذى ثبت فى الصحيحين وغيرهما أنه صلى الله عليه وسلم قنت شهرا يدعو على رعل وذكوان وعصية ثم ترك هذا القنوت ثم أنه بعد ذلك بمدة بعد خيبر وبعد إسلاَم أبى هريرة قنت وكان يقول فى قنوته اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام والمستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر وإجعلها عليهم سنين كسنى يوسف فلو كان قد نسخ القنوت لم يقنت هذه المرة الثانية وقد ثبت عنه فى

الصحيح أنه قنت فى المغرب وفى العشاء الآخرة وفى السنن أنه كان يقنت فى الصلوات الخمس وأكثر قنوته فتاوى ابن تيمية ج22/ص269 كان فى الفجر ولم يكن يداوم على القنوت لاَ فى الفجر ولاَ غيرها بل قد ثبت فى الصحيحين عن أنس أنه قال لم يقنت بعد الركوع إلاَ شهرا فالحديث الذى رواه الحاكم وغيره من حديث الربيع بن أنس عن أنس انه قال ما زال يقنت حتى فارق الدنيا إنما قاله فى سياقه القنوت قبل الركوع وهذا الحديث لو عارض الحديث الصحيح لم يلتفت إليه فإن الربيع بن أنس ليس من رجال الصحيح فكيف وهو لم يعارضه وإنما معناه أنه كان يطيل القيام فى الفجر دائما قبل الركوع وأما انه كان يدعو فى الفجر دائما قبل الركوع أو بعده بدعاء يسمع منه أو لاَ يسمع فهذا باطل قطعا وكل من تأمل ألأحاديث الصحيحة علم هذا بالضرورة وعلم أن هذا لو كان واقعا لنقله الصحابة والتابعون ولما أهملوا قنوته الراتب المشروع لنا مع

أنهم نقلوا قنوته الذى لاَ يشرع بعينه وإنما يشرع نظيره فإن دعاءه لأولئك المعينين وعلى أولئك المعينين ليس بمشروع بإتفاق المسلمين بل إنما يشرع نظيره فيشرع أن يقنت عند النوازل يدعو للمؤمنين ويدعو على الكفار فى الفجر وفى غيرها من الصلوات وهكذا كان عمر يقنت لما حارب النصارى بدعائه الذى فيه اللهم إلعن كفرة أهل الكتاب إلى آخره فتاوى ابن تيمية ج22/ص270 وكذلك على رضى الله عنه لما حارب قوما قنت يدعو عليهم وينبغى للقانت أن يدعو عند كل نازلة بالدعاء المناسب لتلك النازلة وإذا سمى من يدعو لهم من المؤمنين ومن يدعو عليهم من الكافرين المحاربين كان ذلك حسنا وأما قنوت الوتر فللعلماء فيه ثلاَثة اقوال قيل لاَ يستحب بحال لأنه لم يثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قنت فى الوتر وقيل بل يستحب فى جميع السنة كما ينقل عن إبن مسعود وغيره ولأن فى السنن أن

النبى صلى الله عليه وسلم علم الحسن بن على رضى الله عنهما دعاء يدعو به فى قنوت الوتر وقيل بل يقنت فى النصف الأخير من رمضان كما كان أبى بن كعب يفعل وحقيقة الأمر أن قنوت الوتر من جنس الدعاء السائغ فى الصلاَة من شاء فعله ومن شاء تركه كما يخير الرجل أن يوتر بثلاَث أو خمس أو سبع وكما يخير إذا أوتر بثلاَث إن شاء فصل وإن شاء وصل وكذلك يخير فى دعاء القنوت إن شاء فعله وإن شاء تركه وإذا صلى بهم قيام رمضان فإن قنت فى جميع الشهر فقد أحسن وإن قنت فى النصف الأخير فقد أحسن وإن لم يقنت بحال فقد أحسن فتاوى ابن تيمية ج22/ص271 وأما البسملة فلاَ ريب أنه كان فى الصحابة من يجهر بها وفيهم من كان لاَ يجهر بها بل يقرؤها سرا أو لاَ يقرؤها والذين كانوا يجهرون بها أكثرهم كان يجهر بها تارة ويخافت بها أخرى وهذا لأن الذكر قد تكون السنة المخافتة به ويجهر به لمصلحة راجحة مثل تعليم المأمومين فإنه قد

ثبت فى الصحيح أن إبن عباس قد جهر بالفاتحة على الجنازة ليعلمهم أنها سنة وتنازع العلماء فى القراءة على الجنازة على ثلاَثة أقوال قيل لاَ تستحب بحال كما هو مذهب أبى حنيفة ومالك وقيل بل يجب فيها القراءة بالفاتحة كما يقوله من يقوله من أصحاب الشافعى وأحمد وقيل بل قراءة الفاتحة فيها سنة وإن لم يقرأ بل دعا بلاَ قراءة جاز وهذا هو الصواب وثبت فى الصحيح أن عمر بن الخطاب كان يقول الله أكبر سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك إسمك وتعالى جدك ولاَ إله غيرك يجهر بذلك مرات كثيرة وإتفق العلماء على أن الجهر بذلك ليس بسنة راتبة لكن جهر به للتعليم ولذلك نقل عن بعض الصحابة أنه كان فتاوى ابن تيمية ج22/ص274 يجهر أحيانا بالتعوذ فإذا كان من الصحابة من جهر بالإستفتاح والإستعاذة مع إقرار الصحابة له على ذلك فالجهر بالبسملة أولى أن يكون كذلك وأن يشرع الجهر بها أحيانا لمصلحة راجحة لكن لاَ لاَ نزاع بين

أهل العلم بالحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يجهر بالإستفتاح ولاَ بالإستعاذة بل قد ثبت فى الصحيح أن أبا هريرة قال له يا رسول الله ارأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ماذا تقول قال أقول اللهم بعد بينى وبين خطاياى كما بعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقنى من خطاياى كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم إغسلنى من خطاياى بالثلج والماء والبرد وفى السنن عنه أنه كان يستعيذ فى الصلاَة قبل القراءة والجهر بالبسملة أقوى من الجهر بالإستعاذة لأنها آية من كتاب الله تعالى وقد تنازع العلماء فى وجوبها وإن كانوا قد تنازعوا فى وجوب الإستفتاح والإستعاذة وفى ذلك قولاَن فى مذهب أحمد وغيره لكن النزاع فى ذلك أضعف من النزاع فى وجوب البسملة والقائلون بوجوبها من العلماء أفضل وأكثر لكن لم يثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان يجهر بها وليس فى الصحاح ولاَ السنن حديث صحيح صريح بالجهر والأحاديث

الصريحة بالجهر كلها فتاوى ابن تيمية ج22/ص275 ضعيفة بل موضوعة ولهذا لما صنف الدارقطنى مصنفا فى ذلك قيل له هل في ذلك شىء صحيح فقال أما عن النبى صلى الله عليه وسلم فلاَ وأما عن الصحابة فمنه صحيح ومنه ضعيف ولو كان النبى صلى الله عليه وسلم يجهر بها دائما لكان الصحابة ينقلون ذلك ولكان الخلفاء يعلمون ذلك ولما كان الناس يحتاجون أن يسألوا أنس بن مالك بعد إنقضاء عصر الخلفاء ولما كان الخلفاء الراشدون ثم خلفاء بنى أمية وبنى العباس كلهم متفقين على ترك الجهر ولما كان أهل المدينة وهم أعلم أهل المدائن بسنته ينكرون قراءتها بالكلية سرا وجهرا والأحاديث الصحيحة تدل على أنها آية من كتاب الله وليست من الفاتحة ولاَ غيرها وقد تنازع العلماء هل هى آية أو بعض آية من كل سورة أو ليست من القرآن إلاَ فى سورة النمل أو هى آية من كتاب الله حيث كتبت فى المصاحف

وليست من السور على ثلاَثة أقوال والقول الثالث هو أوسط الأقوال وبه تجتمع الأدلة فإن كتابة الصحابة لها فى المصاحف دليل على أنها من كتاب الله وكونهم فصلوها عن السورة التى بعدها دليل على أنها ليست منها وقد ثبت فى الصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم قال نزلت على آنفا سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر إلى آخرها فتاوى ابن تيمية ج22/ص276 وثبت فى الصحيح أنه أول ما جاء الملك بالوحى قال إقرأ بإسم ربك الذى خلق خلق الإنسان من علق إقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم فهذا اول ما نزل ولم ينزل قبل ذلك بسم الله الرحمن الرحيم وثبت عنه فى السنن أنه قال سورة من القرآن ثلاَثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهى تبارك الذى بيده الملك وهى ثلاَثون آية بدون البسملة وثبت عنه فى الصحيح أنه قال يقول الله تعالى قسمت الصلاَة بينى

وبين عبدى نصفين نصفها لي ونصفها ولعبدى ما سأل فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدنى عبدى فإذا قال الرحمن الرحيم قال الله أثنى على عبدى فإذا قال مالك يوم الدين قال الله مجدنى عبدى فإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذه الآية بينى وبين عبدى نصفين وللعبدى ما سأل فإذا قال العبد إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولاَ الضالين قال الله هؤلاَء لعبدى ولعبدى ما سأل فهذا الحديث صحيح صريح فى أنها ليست من الفاتحة ولم يعارضه فتاوى ابن تيمية ج22/ص277 حديث صحيح صريح وأجود ما يرى فى هذا الباب من الحديث إنما يدل على أنه يقرأ بها في أول الفاتحة لاَ يدل على أنها منها ولهذا كان القراء منهم من يقرأ بها فى أول السورة ومنهم من لاَ يقرأ بها فدل على أن كلاَ الأمرين سائغ لكن من قرأ بها كان قد أتى بالأفضل وكذلك من كرر قراءتها

فى أول كل سورة كان أحسن ممن ترك قراءتها لأنه قرأ ما كتبته الصحابه فى المصاحف فلو قدر أنهم كتبوها على وجه التبرك لكان ينبغى أن تقرأ على وجه التبرك وإلاَ فكيف يكتبون فى المصحف مالاَ يشرع قراءته وهم قد جردوا المصحف عما ليس من القرآن حتى أنهم لم يكتبوا التأمين ولاَ أسماء السور ولاَ التخميس والتعشير ولاَ غير ذلك مع أن السنة للمصلى أن يقول عقب الفاتحة آمين فكيف يكتبون مالاَ يشرع أن يقوله وهم لم يكتبوا ما يشرع أن يقوله المصلى من غير القرآن فإذا جمع بين الأدلة الشرعية دلت على أنها من كتاب الله وليست من السورة والحديث الصحيح عن أنس ليس فيه نفى قراءة النبى صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم أو فلم يكونوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم ورواية من روى فلم يكونوا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في فتاوى ابن تيمية ج22/ص278

أول قراءة ولاَ آخرها إنما تدل على نفى الجهر لأن أنسا لم ينف إلاَ ما علم وهو لاَ يعلم ما كان يقوله النبى صلى الله عليه وسلم سر ولاَ يمكن أن يقال إن النبى صلى الله عليه وسلم لم يكن يسكت بل يصل التكبير بالقراءة فإنه قد ثبت فى الصحيحين أن أبا هريرة قال له أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ماذا تقول ومن تأول حديث أنس على نفى قراءتها سرا فهو مقابل لقول من قال مراد أنس أنهم كانوا يفتتحون بفاتحة الكتاب قبل غيرها من السور وهذا أيضا ضعيف فإن هذا من العلم العام الذى ما زال الناس يفعلونه وقد كان الحجاج بن يوسف وغيره من الأمراء الذين صلى خلفهم أنس يقرأون الفاتحة قبل السورة ولم ينازع فى ذلك أحد ولاَ سئل عن ذلك أحد لاَ أنس ولاَ غيره ولاَ يحتاج أن يروى أنس هذا عن النبى صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ومن روى عن أنس أنه شك هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ البسملة أو لاَ يقرأها فروايته

توافق الروايات الصحيحة لأن أنسا لم يكن يعلم هل قرأها سرا أم لاَ وإنما نفى الجهر ومن هذا الباب الذى إتفق العلماء على أنه يجوز فيه الأمران فعل الرواتب فى السفر فإنه من شاء فعلها ومن شاء تركها بإتفاق الأئمة والصلاَة التى يجوز فعلها وتركها قد يكون فعلها أحيانا أفضل فتاوى ابن تيمية ج22/ص279 لحاجة الإنسان إليها وقد يكون تركها أفضل إذا كان مشتغلاَ عن النافلة بما هو أفضل منها لكن النبى صلى الله عليه وسلم فى السفر لم يكن يصلى من الرواتب إلاَ ركعتى الفجر والوتر ولما نام عن الفجر صلى السنة والفريضة بعد ما طلعت الشمس وكان يصلى على راحلته قبل أى وجه توجهت به ويوتر عليها غير أنه لاَ يصلى عليها المكتوبة وهذا كله ثابت فى الصحيح فأما الصلاَة قبل الظهر وبعدها وبعد المغرب فلم ينقل أحد عنه أنه فعل ذلك فى السفر وقد تنازع العلماء فى السنن الرواتب مع الفريضة

فمنهم من لم يوقت فى ذلك شيئا ومنهم من وقت أشياء بأحاديث ضعيفة بل أحاديث يعلم أهل العلم بالحديث أنها موضوعة كمن يوقت ستا قبل الظهر وأربعا بعدها وأربعا قبل العصر وأربعا قبل العشاء وأربعا بعدها ونحو ذلك والصواب فى هذا الباب القول بما ثبت فى الأحاديث الصحيحة دون ما عارضها وقد ثبت فى الصحيح ثلاَثة أحاديث حديث إبن عمر قال حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء فتاوى ابن تيمية ج22/ص280 الفَتَاوَى الكُبرَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة: (000/ 000) 0 تَابِعْ دُعَاءَ الاَسْتِفْتَاحِ وَالجَهْرَ بِالبَسْمَلَة: يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الفَتَاوَى الكُبرَى: [000] وهذا هو المنصوص عن أحمد وأنه لاَ يستحب إلاَ سكتتان والثانية عند الفراغ

من القراءة للإستراحة والفصل بينها وبين الركوع وأما السكوت عقيب الفاتحة فلاَ يستحبه أحمد كما لاَ يستحبه مالك وابوحنيفة والجمهور لاَ يستحبون أن يسكت الإمام ليقرأ المأموم وذلك أن قراءة المأموم عندهم إذا جهر الإمام ليست بواجبة ولاَ مستحبة بل هى منهى عنها وهل تبطل الصلاَة إذا قرأ مع الإمام فيه وجهان فى مذهب أحمد فهو إذا كان يسمع قراءة الإمام فإستماعه أفضل من قراءته كإستماعه لما زاد على الفاتحة فيحصل له مقصود القراءة والإستماع يدل على قراءته فجمعه بين الإستماع والقراءة جمع يدل بين البدل والمبدل ولهذا لم يستحب أحمد وجمهور أصحابه قراءته فى سكتات الإمام إلاَ أن يسكت سكوتا بليغا يتسع للإستفتاح والقراءة وأما إن ضاق عنهما فقوله وقول أكثر أصحابه إن الإستفتاح أولى من القراءة بل هو فى إحدى الروايتين يأمر

بالإستفتاح مع جهر الإمام فإذا كان الإمام ممن يسكت عقيب الفاتحة سكوتا يتسع للقراءة فالقراءة فيه أفضل من عدم القراءة لكن هل يقال القراءة فيه بالفاتحة أفضل للإختلاَف فى وجوبها أو بغيرها من القرآن لكونه قد إستمعها هذا فيه نزاع ومقتضى نصوص أحمد وأكثر اصحابه أن فتاوى ابن تيمية ج22/ص339 القراءة بغيرها أفضل فإنه لاَ يستحب أن يقرأ بها مع إستماعه قراءتها وعامة السلف الذين كرهوا القراءة خلف الإمام هو فيما إذا جهر ولم يكن أكثر الأئمة يسكت عقب الفاتحة سكوتا طويلاَ وكان الذى يقرأ حال الجهر قليلاَ وهذا منهى عنه بالكتاب والسنة وعلى النهى عنه جمهور السلف والخلف وفى بطلاَن الصلاَة وبذلك نزاع ومن العلماء من يقول يقرأ حال جهره بالفاتحة وإن لم يقرأ بها ففى بطلاَن صلاَته أيضا نزاع فالنزاع من الطرفين لكن الذين ينهون عن القراءة مع الإمام هم جمهور السلف والخلف

ومعهم الكتاب والسنة الصحيحة والذين أوجبوها على المأموم فى حال الجهر هكذا فحديثهم قد ضعفه الأئمة ورواه أبوداود وقوله فى حديث أبى موسى وذا قرأ فانصتوا صححه أحمد وإسحاق ومسلم بن الحجاج وغيرهم وعلله البخارى بأنه إختلف فيه وليس ذلك بقادح فى صحته بخلاَف ذلك الحديث فإنه لم يخرج فى الصحيح وضعفه ثابت من وجوه وإنما هو قول عبادة بن الصامت بل يفعل فى سكوته ما يشرع من الإستفتاح والإستعاذة ولو لم يسكت الإمام سكوتا يتسع لذلك أو لم يدرك سكوته فهل يستفتح ويستعيذ مع جهر الإمام فيه ثلاَث روايات إحداها يستفتح ويستعيذ مع جهر الاَمام وإن لم يقرأ لأن فتاوى ابن تيمية ج22/ص340 مقصود القراءة حصل بالإستماع وهو لاَ يسمع إستفتاحه وإستعاذته إذ كان الإمام يفعل ذلك سرا والثانية يستفتح ولاَ يستعيذ لأن الإستعاذة تراد للقراءة وهو لاَ يقرأ وأما الإستفتاح فهو تابع لتكبيرة الإفتتاح والثالثة لاَ يستفتح

ولاَ يستعيذ وهو أصح وهو قول أكثر العلماء كمالك والشافعى وكذا أبوحنيفة فيما أظن لأنه مأمور بالإنصات والإستماع فلاَ يتكلم بغير ذلك ولأنه ممنوع من القراءة فكذا يمنع من ذلك وكثير من العلماء من أصحاب أحمد وغيرهم يقول منعه أولى لأن القراءة واجبة وقد سقطت بالإستماع لكن مذهب أحمد ليس منعه القراءة أوكد فإن القراءة عنده لاَ تجب على المأموم لاَ سرا ولاَ جهرا وإن إختلف فى وجوبها على المأموم فقد إختلف فى وجوب الإستفتاح والإستعاذة وفى مذهبه فى ذلك قولاَن مشهوران ومن حجة من يأمر بهما عند الجهر أنهما واجبان لم يجعل عنهما بدل بخلاَف القراءة فإنه جعل منها بدل وهو الإستماع لكن الصحيح أن ذلك ليس بواجب والإستعاذة إنما أمر بها من يقرأ والأمر بإستماع قراءة الإمام والإنصات له مذكور فى القرآن وفى السنة الصحيحة وهو فتاوى ابن تيمية ج22/ص341

إجماع الأمة فيما زاد على الفتحة وهو قول جماهير السلف من الصحابة وغيرهم فى الفاتحة وغيرها وهو أحد قولى الشافعى وإختاره طائفة من حذاق أصحابه كالرازى وأبى محمد بن عبدالسلاَم فإن القراءة مع جهر الإمام منكر مخالف للكتاب والسنة وما كان عليه عامة الصحابة ولكن طائفة من أصحاب أحمد إستحبوا للمأموم القراءة فى سكتات الإمام ومنهم من إستحب أن يقرأ بالفاتحة وإن جهر وهو إختيار جدى كما إستحب ذلك طائفة منهم الأوزاعى وغيره وإستحب بعضهم للإمام أن يسكت عقب الفاتحة ليقرأ من خلفه وأحمد لم يستحب هذا السكوت فإنه لاَ يستحب القراءة إذا جهر الإمام وبسط هذا له موضع آخر والمقصود هنا أن سكوت الإستفتاح ثبت بهذا الحديث الصحيح ومع هذا فعامة العلماء من الصحابة ومن بعدهم يستحبون الإستفتاح بغيره كما يستحب جمهورهم الإستفتاح بقوله سبحانك اللهم وقد بينا سبب ذلك فى غير هذا الموضع

وهو أن فضل بعض الذكر على بعض هو لأجل ما إختص به الفاضل لاَ لأجل إسناده والذكر ثلاَثة أنواع أفضله ما كان ثناء على الله ثم ما كان إنشاء من العبد أو إعترافا بما يجب لله عليه ثم ما كان دعاء من العبد فتاوى ابن تيمية ج22/ص342 فالأول مثل النصف الأول من الفاتحة ومثل سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك إسمك وتعالى جدك ولاَ إله غيرك ومثل التسبيح فى الركوع والسجود والثانى مثل قوله وجهت وجهى للذى فطر السموات والأرض ومثل قوله فى الركوع والسجود اللهم لك ركعت ولك سجدت وكما فى حديث على الذى رواه مسلم والثالث مثل قوله اللهم بعد بينى وبين خطاياى ومثل دعائه فى الركوع والسجود ولهذا أوجب طائفة من اصحاب أحمد ما كان ثناء كما أوجبوا الإستفتاح وحكى فى ذلك عن أحمد روايتان وإختار إبن بطة وغيره وجوب ذلك وهذا لبسطه موضع آخر والمقصود هنا أن النوع المفضول

مثل الإستفتاح الذى رواه أبوهريرة ومثل الإستفتاح بوجهت أو سبحانك اللهم عند من يفضل الآخر فعله أحيانا أفضل من المداومة على نوع وهجر نوع وذلك أن أفضل الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم كما ثبت فى الصحيح أنه كان يقول فى خطبة الجمعة خير الكلاَم كلاَم الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ولم يكن يداوم على إستفتاح واحد قطعا فإن حديث أبى هريرة يدل على أنه كان يستفتح بهذا فتاوى ابن تيمية ج22/ص343 فإن قيل كان يداوم عليه فكانت المداومة عليه أفضل قلنا لم يقل هذا أحد من العلماء فيما علمناه فعلم أنه لم يكن يداوم عليه وأيضا فقد كان عمر يجهر بسبحانك اللهم وبحمدك يعلمها الناس ولولاَ أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقولها فى الفريضة ما فعل ذلك عمر وأقره المسلمون وكما كان بعضهم يجهر بالإستعاذة وكذلك قيل فى جهر جماعة منهم بالبسملة

أنه كان لتعليم الناس قراءتها كما جهر من جهر منهم بالإستعاذة والإستفتاح وكما جهر إبن عباس بقراءة الفاتحة فى صلاَة الجنازة ولهذا كان الصواب هو المنصوص عن أحمد أنه يستحب الجهر أحيانا بذلك فيستحب الجهر بالبسملة أحيانا ونص قوم على أنه كان يجهر بها إذا صلى بالمدينة فظن القاضى أن ذلك لأن أهل المدينة شيعة يجهرون بها وينكرون على من لم يجهر بها لأن القاضى لما حج كان قد ظهر بها التشيع وإستولى عليها وعلى أهل مكة العبيديون المصريون وقطعوا الحج من العراق مدة وإنما حج القاضى من الشام والصواب أن أحمد لم يأمر بالجهر لذلك بل لأن أهل المدينة على عهده كانوا لاَ يقرأون سرا ولاَ جهرا كما هو مذهب مالك فأراد أن يجهر بها كما جهر بها من جهر من الصحابة تعليما للسنة وأنه يستحب قراءتها فى الجملة وقد إستحب أحمد أيضا لمن صلى بقوم لاَ يقتنون فتاوى ابن تيمية ج22/ص344

بالوتر وأرادوا من الإمام أن لاَ يقنت لتأليفهم فقد إستحب ترك الأفضل لتأليفهم وهذا يوافق تعليل القاضى فيستحب الجهر بها إذا كان المأمومون يختارون الجهر لتأليفهم ويستحب أيضا إذا كان فيه إظهار السنة وهم يتعلمون السنة منه ولاَ ينكرونه عليه وهذا كله يرجع إلى أصل جامع وهو ان المفضول قد يصير فاضلاَ لمصلحة راجحة وإذا كان المحرم كأكل الميتة قد يصير واجبا للمصلحة الراجحة ودفع الضرر فلأن يصير المفضول فاضلاَ لمصلحة راجحة أولى وكذلك يقال فى أجناس العبادات كالصلاَة جنسها أفضل من جنس القراءة والذكر ثم أنها منهى عنها فى أوقات النهى فالقراءة والذكر والدعاء فى ذلك الوقت أفضل من الصلاَة وكذلك الدعاء فى مشاعر الحج بعرفة ومزدلفة ومنى والصفا والمروة أفضل من القراءة أيضا بالنص والإجماع فإن النبى صلى الله عليه وسلم قال إنى نهيت ان أقرأ القرآن راكعا وساجدا وهذا هو الصحيح

من حديث إبن عباس ومن حديث على ايضا أنه نهاه عن ذلك ولو قرأ هل تبطل صلاَته فيه وجهان فى مذهب أحمد فالنهى عن الصلاَة والقراءة فى المشاعر الفضيلة فتاوى ابن تيمية ج22/ص345 فإن الطهارة شرط فى الصلاَة ولاَ يشترط له الطهارة ولكل مكان عبادة تشرع وكذلك ترك الصلاَة وقت النهى مشروع فى كل زمان وأما الطواف فهل تكره فيه القراءة فيه قولاَن مشهوران للعلماء وهما روايتان عن أحمد والرخصة مذهب الشافعى بل هو مستحب فيه القراءة ولاَ يستحب الجهر بها وللأخرى مصنف وإذا كان هذا من أجناس العبادات التى ثبت فضل بعضها على بعض بالنص والإجماع فكيف فى أنواع الذكر لاَ سيما فيما فيه نزاع فالأصل بلاَ ريب هدى النبى صلى الله عليه وسلم وقد ثبت أنه كان يستفتح بهذا الإستفتاح الذى فى حديث أبى هريرة فالأفضل أن يستفتح به أحيانا ويستفتح بغيره احيانا وأيضا فلكل إستفتاح حاجة ليست

لغيره فيأخذ المؤمن بحظه من كل ذكر وأيضا فقد يحتاج الإنسان إلى المفضول ولاَ يكفيه الفاضل كما فى قل هو الله أحد فإنها تعدل ثلث القرآن أى يحصل لصاحبها من الأجر ما يعدل ثواب ثلث القرآن القدر لاَ فى الصفة فإن ما فى القرآن من الأمر والنهى والقصص والوعد والوعيد لاَ يغنى عنه فتاوى ابن تيمية ج22/ص346 ما تنازع فيه شذوذ الناس وكذلك الجهر بالبسملة والمخافتة كلاَهما جائز لاَ يبطل الصلاَة وإن كان من العلماء من يستحب أحدهما أو يكره الآخر أو يختار أن لاَ يقرأ بها فالمنازعة بينهم فى المستحب وإلاَ فالصلاَة بأحدهما جائزة عند عوام العلماء فإنهم وإن تنازعوا بالجهر والمخافتة فى موضعهما هل هما واجبان أم لاَ وفيه نزاع معروف فى مذهب مالك وأحمد وغيرهما فهذا فى الجهر الطويل بالقدر الكثير مثل المخافتة بقرآن الفجر والجهر بقراءة صلاَة الظهر فأما الجهر بالشىء اليسير أو المخافتة به

فمما لاَ ينبغ لأحد أن يبطل الصلاَة بذلك وما أعلم أحدا قال به فقد ثبت فى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان فى صلاَة المخافتة يسمعهم الآية أحيانا وفى صحيح البخارى عن رفاعة بن رافع الزرقى قال كنا نصلى ورواء النبى صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال سمع الله لمن حمده قال رجل ورواءه ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما إنصرف قال من المتكلم قال أنا قال رأيت بضعة وثلاَثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول ومعلوم أنه لولاَ جهره بها لما سمعه النبى صلى الله عليه وسلم ولاَ فتاوى ابن تيمية ج22/ص369 الرواى ومعلوم أن المستحب للمأموم المخافتة بمثل ذلك وكذلك ثبت فى الصحيح عن عمر أنه كان يجهر بدعاء الإستفتاح سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك إسمك وتعالى جدك ولاَ إله غيرك وهذا فعله بين المهاجرين والأنصار

والسنة الراتبة فيه المخافتة وكذلك كان من الصحابة من يجهر بالإستعاذة وفى الصحيح عن إبن عباس أنه جهر بقراءة الفاتحة على الجنازة وقال لتعلموا أنها السنة ولهذا نظائر وأيضا فلاَ نزاع أنه كان من الصحابة من يجهر بالبسملة كإبن الزبير ونحوه ومنهم من لم يكن يجهر بها كإبن مسعود وغيره وتكلم الصحابة فى ذلك ولم يبطل أحد منهم صلاَة أحد فى ذلك وهذا مما لم أعلم فيه نزاعا وإن تنازعوا فى وجوب قراءتها فتلك مسألة أخرى وكذلك القنوت فى الفجر إنما النزاع بينهم فى إستحبابه أو كراهيته وسجود السهو لتركه أو فعله وإلاَ فعامتهم متفقون على صحة صلاَة من ترك القنوت وأنه ليس بواجب وكذلك من فعله إذ هو تطويل يسير للإعتدال ودعاء الله فى هذا الأذان فإذا كان كل واحد من مؤذنى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمره النبى صلى الله عليه وسلم فتاوى ابن تيمية ج22/ص370

بأحد النوعين صار ذلك مثل تعليمه القرآن لعمر بحرف ولهشام بن حكيم بحرف آخر وكلاَهما قرآن أذن الله أن يقرأ به وكذلك الترجيع فى الأذان هو ثابت فى اذان أبى محذورة وهو محذوف من أذان بلاَل الذى رووه فى السنن وكذلك الجهر بالبسملة والمخافتة بها صح الجهر بها عن طائفة من الصحابة وصحت المخافتة بها عن أكثرهم وعن بعضهم الأمران جميعا وأما المأثور عن النبى صلى الله عليه وسلم فالذى فى الصحاح والسنن يقتضى أنه لم يكن يجهر بها كما عليه عمل أكثر الصحابة وأمته ففى الصحيح حديث أنس وعائشة وأبى هريرة يدل على ذلك دلاَلة بينة لاَ شبهة فيها وفى السنن أحاديث أخر مثل حديث إبن مغفل وغيره وليس فى الصحاح والسنن حديث فيه ذكر جهره بها والأحاديث المصرحة بالجهر عنه كلها ضعيفة عند أهل العلم بالحديث ولهذا لم يخرجوا فى أمهات الدواوين منها شيئا ولكن فى الصحاح والسنن أحاديث محتملة وقد روى

الطبرانى بإسناد حسن عن إبن عباس أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يجهر بها إذا كان بمكة وأنه لما هاجر إلى المدينة ترك الجهر بها حتى مات ورواه أبوداود فى الناسخ والمنسوخ وهذا فتاوى ابن تيمية ج22/ص371 يناسب الوقع فإن الغالب على أهل مكة كان الجهر بها وأما أهل المدينة والشام والكوفة فلم يكونوا يجهرون بها وكذلك أكثر البصريين وبعضهم كان يجهر بها ولهذا سألوا أنسا عن ذلك ولعل النبى صلى الله عليه وسلم كان يجهر بها بعض الأحيان أو جهرا خفيفا إذا كان ذلك محفوظا وإذا كان فى نفس كتب الحديث أنه فعل هذا مرة وهذا مرة زالت الشبهة وأما القنوت فأمره بين لاَ شبهة فيه عند التأمل التام فإنه قد ثبت فى الصحاح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قنت فى الفجر مرة يدعو على رعل وذكوان وعصية ثم تركه ولم يكن تركه نسخا له لأنه ثبت عنه فى الصحاح

أنه قنت بعد ذلك يدعو للمسلمين مثل الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام والمستضعفين من المؤمنين ويدعو على مضر وثبت عنه انه قنت أيضا فى المغرب والعشاء وسائر الصلوات قنوت إستنصار فهذا فى الجملة منقول ثابت عنه لكن إعتقد بعض العلماء من الكوفيين أنه تركه ترك نسخ فإعتقد أن القنوت منسوخ وإعتقد بعضهم من المكيين أنه ما زال يقنت فى الفجر القنوت المتنازع فيه حتى فارق الدنيا والذى عليه أهل المعرفة بالحديث أنه قنت لسبب وتركه لزوال السبب فتاوى ابن تيمية ج22/ص372 وسئل عن حديث نعيم المجمر قال كنت وراء ابى هريرة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ بأم الكتاب حتى بلغ ولاَ الضالن قال آمين وقال الناس آمين ويقول كلما سجد الله اكبر فلما سلم قال والذى نفسى بيده انى لاَشبهكم صلاَةبرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان المعتمر بن سليمان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم قبل فاتحة الكتاب وبعدها ويقول ما

آلوا ان اقتدى بصلاَة أبى وقال أبى ما آلوا ان اقتدى بصلاَة أنس وقال أنس ما الوا ان اقتدى بصلاَة النبى صلى الله عليه وسلم فهذا حديث ثابت فى الجهر بها ذكر الحاكم ابو عبدالله ان رواة هذا الحديث عن اخرهم ثقات فهل يحمل ما قاله أنس وهو صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وابى بكر وعمر وعثمان فلم اسمع احدا منهم يذكر بسم الله الرحمن الرحيم على عدم السماع وما التحقيق فى هذه المسألة والصواب فأجاب الحمد لله رب العالمين اما حديث انس فى نفى الجهر فهو فتاوى ابن تيمية ج22/ص410 صريح لاَيحتمل هذا التأويل فانه قد رواه مسلم فى صحيحه فقال فيه صليت خلف النبى صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين لاَ يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم فى أول قراءة ولاَ فى آخرها وهذا النفى لاَ يجوز الاَ مع العلم بذلك لاَ يجوز بمجرد

كونه لم يسمع مع امكان الجهر بلاَ سماع واللفظ الآخر الذى فى صحيح مسلم صليت خلف النبى صلى الله عليه وسلم وابى بكر وعمر وعثمان فلم اسمع احدا منهم يجهر او قال يصلى ببسم الله الرحمن الرحيم فهذا نفى فيه السماع ولو لم يرو الاَ هذا اللفظ لم يجز تأويله بأن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقرأ جهرا ولاَ يسمع انس لوجوه أحدها ان انسا انما روى هذا ليبين لهم ما كان النبى صلى الله عليه وسلم يفعله اذ لاَ غرض للناس فى معرفة كون أنس سمع او لم يسمع الاَ ليستدلوا بعدم سماعه على عدم المسموع فلو لم يكن ما ذكره دليلاَ على نفى ذلك لم يكن انس ليروى شيئا لاَ فائدة لهم فيه ولاَ كانوا يروون مثل هذا الذى لاَ يفيدهم الثانى ان مثل هذا اللفظ صار دالاَ فى العرف على عدم ما لم فتاوى ابن تيمية ج22/ص411 يدرك فاذا قال ما سمعنا اوما راينا لما شانه ان يسمعه ويراه كان مقصوده

بذلك نفى وجوده وذكر نفى الاَدراك دليل على ذلك ومعلوم انه دليل فيما جرت العادة بادراكه وهذا يظهر بالوجه الثالث وهو ان انسا كان يخدم النبى صلى الله عليه وسلم من حين قدم النبى صلى الله عليه وسلم المدينة الى ان مات وكان يدخل على نسائه قبل احجاب ويصحبه حضرا وسفرا وكان حين حج النبى صلى الله عليه وسلم تحت ناقته يسيل عليه لعابها افيمكن مع هذا القرب الخاص والصحبة الطويلة ان لاَ يسمع النبى صلى الله عليه وسلم يجهر بها مع كونه يجهر بها هذا مما يعلم بالضرورة بطلاَنه فى العادة ثم انه صحب ابا بكر وعمر وعثمان وتولى لاَبى بكر وعمر ولاَيات ولاَكان يمكن مع طول مدتهم انهم كانوا يجهرون وهو لاَ يسمع ذلك فتبين ان هذا تحريف لاَ تاويل لو لم يرو الاَ هذا اللفظ فكيف والآخر صريح فى نفى الذكر بها وهو يفضل هذه الرواية الاَخرى وكلاَ الروايتين ينفي تأويل من تأول قوله يفتتحون الصلاَة بالحمد لله

رب العالمين انه اراد السورة فان قوله يفتتحون بالحمد لله رب العالمين لاَ يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم فى اول قراءة ولاَ فى فى آخرها صريح انه فى قصد الاَفتتاح بالاَية لاَ بسورة الفاتحة التى فتاوى ابن تيمية ج22/ص412 أولها بسم الله الرحمن الرحيم اذ لو كان مقصوده ذلك لتناقض حديثاه وأيضا فإن إفتتاح الصلاَة بالفاتحة قبل السورة هو من العلم الظاهر العام الذى يعرفه الخاص والعام كما يعلمون إن الركوع قبل السجود وجميع الأئمة غير النبى صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر وعثمان يفعلون هذا ليس فى نقل مثل هذا فائدة ولاَ هذا مما يحتاج فيه إلى نقل أنس وهم قد سالوه عن ذلك وليس هذا مما يسأل عنه وجميع الأئمة من أمراء الأمصار والجيوش وخلفاء بنى أمية وبنى الزبير وغيرهم ممن أدركه أنس كانوا يفتتحون بالفاتحة ولم يشتبه هذا على أحد ولاَ شك فكيف يظن أن

أنسا قصد تعريفهم بهذا وأنهم سألوه عنه وإنما مثل ذلك مثل أن يقال فكانوا يصلون الظهر أربعا والعصر أربعا والمغرب ثلاَثا أو يقول فكانوا يجهرون فى العشاءين والفجر ويخافتون فى صلاَتى الظهرين أو يقول فكانوا يجهرون فى الأوليين دون الأخيرتين ومثل حديث أنس حديث عائشة الذى فى الصحيح أيضا أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يفتتح الصلاَة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين إلى آخره وقد روى يفتح القراءة بالحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين وهذا صريح فى إرادة فتاوى ابن تيمية ج22/ص413 الآية لكن مع هذا ليس فى حديث أنس نفى لقراءتها سرا لأنه روى فكانوا لاَ يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم وهذا إنما نفى هنا الجهر وأما اللفظ الآخر لاَ يذكرون فهو إنما ينفى ما يمكنه العلم بإنتفائه وذلك موجود فى الجهر فإنه إذا لم يسمع مع القرب علم أنهم لم يجهروا وأما كون

الإمام لم يقرأها فهذا لاَ يمكن إدراكه إلاَ إذا لم يكن له بين التكبير والقراءة سكتة يمكن فيها القراءة سرا ولهذا إستدل بحديث أنس على عدم القراءة من لم ير هناك سكوتا كمالك وغيره لكن قد ثبت فى الصحيحين من حديث أبى هريرة أنه قال يا رسول الله أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ماذا تقول قال أقول كذا وكذا إلى آخره وفى السنن من حديث عمران وأبى وغيرهما أنه كان يسكت قبل القراءة وفيها أنه كان يستعيذ وإذا كان له سكوت لم يمكن أنسا أن ينفى قراءتها فى ذلك السكوت فيكون نفيه للذكر وإخباره بإفتتاح القراءة بها إنما هو فى الجهر وكما أن الإمساك عن الجهر مع الذكر سرا يسمى سكوتا كما فى حديث أبى هريرة فيصلح أن يقال لم يقرأها ولم يذكرها أى جهرا فإن لفظ السكوت ولفظ نفى الذكر والقراءة مدلولها هنا واحد فتاوى ابن تيمية ج22/ص414 ويؤيد هذا حديث عبدالله بن مغفل الذى فى السنن أنه سمع إبنه يجهر بها

فأنكر عليه وقال يا بنى إياك والحدث وذكر أنه صلى خلف النبى صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر وعثمان فلم يكونوا يجهرون بها فهذا مطابق لحديث أنس وحديث عائشة اللذين فى الصحيح وأيضا فمن المعلوم أن الجهر بها مما تتوافر الهمم والدواعى على نقله فلو كان النبى صلى الله عليه وسلم يجهر بها كالجهر بسائر الفاتحة لم يكن فى العادة ولاَ فى الشرع ترك نقل ذلك بل لو إنفرد بنقل مثل هذا الواحد والإثنان لقطع بكذبهما إذ التواطؤ فيما تمنع العادة والشرع كتمانه كالتواطؤ على الكذب فيه ويمثل هذا بكذب دعوى الرافضة فى النص على علي فى الخلاَفة وأمثال ذلك وقد إتفق أهل المعرفة بالحديث على أنه ليس فى الجهر بها حديث صريح ولم يرو أهل السنن المشهورة كأبى داود والترمذى والنسائى شيئا من ذلك وإنما يوجد الجهر بها صريحا فى احاديث موضوعة يرويها الثعلبى والماوردى وأمثالهما فى التفسير أو فى بعض

كتب الفقهاء الذين لاَ يميزون بين الموضوع وغيره بل يحتجون بمثل حديث الحميرا فتاوى ابن تيمية ج22/ص415 وأعجب من ذلك أن من أفاضل الفقهاء من لم يعز فى كتابه حديث إلى البخارى إلاَ حديثا فى البسملة وذلك الحديث ليس فى البخارى ومن هذا مبلغ علمه فى الحديث كيف يكون حالهم فى هذا الباب أو يرويها من جمع هذا الباب كالدارقطنى والخطيب وغيرهما فإنهم جمعوا ما روى وإذا سئلوا عن صحتها قالوا بموجب علمهم كما قال الدارقطنى لما دخل مصر وسئل أن يجمع أحاديث الجهر بها فجمعها فقيل له هل فيها شىء صحيح فقال أما عن النبى صلى الله عليه وسلم فلاَ وأما عن الصحابة فمنه صحيح ومنه ضعيف وسئل أبوبكر الخطيب عن مثل ذلك فذكر حديثين حديث معاوية لما صلى بالمدينة وقد رواه الشافعى رضى الله عنه وقال حدثنا عبدالمجيد عن إبن جريج قال أخبرنى عبدالله بن عثمان بن خثيم أن

أبا بكر بن حفص بن عمر أخبره أن أنس بن مالك قال صلى معاوية بالمدينة فجهر فيها بأم القرآن فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم لأم القرآن ولم يقرأ بها للسورة التى بعدها ولم يكبر حين يهوى حتى قضى تلك الصلاَة فلما سلم ناداه من سمع ذلك من المهاجرين من كل مكان يا معاوية أسرقت الصلاَة أم نسيت فلما صلى بعد ذلك قرأ بسم الله الرحمن الرحيم للسورة التى بعد أم القرآن وكبر حين يهوى ساجدا فتاوى ابن تيمية ج22/ص416 وقال الشافعى أنبأنا إبراهيم بن محمد قال حدثنى إبن خثيم عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه أن معاوية قدم المدينة فصلى بهم ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ولم يكبر إذا خفض وإذا رفع فناداه المهاجرون حين سلم والأنصار أى معاوية سرقت الصلاَة وذكره وقال الشافعى أنبأنا يحيى بن سليم عن عبدالله إبن عثمان بن خثيم عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة

عن أبيه عن جده عن معاوية والمهاجرين والأنصار بمثله أو مثل معناه لاَ يخالفه وأحسب هذا الإسناد أحفظ من الإسناد الأول وهو فى كتاب إسماعيل إبن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن جده عن معاوية وذكر الخطيب أنه أقوى ما يحتج به وليس بحجة كما يأتى بيانه فإذا كان أهل المعرفة بالحديث متفقين على أنه ليس فى الجهر حديث صحيح ولاَ صريح فضلاَ أن يكون فيها اخبار مستفيضة أو متواترة إمتنع أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يجهر بها كما يمتنع أن يكون كان يجهر بالإستفتاح والتعوذ ثم لاَ ينقل فإن قيل هذا معارض بترك الجهر بها فإنه مما تتوافر الهمم والدواعى على نقله ثم هو مع ذلك ليس منقولاَ بالتواتر بل قد تنازع فيه العلماء كما أن ترك الجهر بتقدير ثبوته كان يداوم عليه ثم لم ينقل نقلاَ قاطعا بل وقع فيه النزاع فتاوى ابن تيمية ج22/ص417 وَتَابِعْ حَتى ص: (437/ 22) 0

ومنهم من يرى القراءة فيها سنة كقول الشافعى وأحمد لحديث ابن عباس هذا وغيره ثم من هؤلاَء من يقول القراءة فيها واجبة كالصلاَة ومنهم من يقول بل هي سنة مستحبة ليست واجبة وهذا اعدل الأقوال الثلاَثة فإن السلف فعلوا هذا وهذا وكان كلاَ الفعلين مشهورا بينهم كانوا يصلون على الجنازة بقراءة وغير قراءة كما كانوا يصلون تارة بالجهر بالبسملة وتارة بغير جهر بها وتارة باستفتاح وتارة بغير استفتاح وتارة برفع اليدين فى المواطن الثلاَثة وتارة بغير رفع اليدين وتارة يسلمون تسليمتين وتارة تسليمة واحدة وتارة يقرأون خلف الإمام بالسر وتارة لاَ يقرأون وتارة يكبرون على الجنازة أربعا وتارة خمسا وتارة سبعا كان فيهم من يفعل هذا وفيهم من يفعل هذا كل هذا ثابت عن الصحابة كما ثبت عنهم أن منهم من كان يرجع فى الأذان ومنهم من لم يرجع فيه ومنهم من كان يوتر الاَقامة ومنهم من كان يشفعها وكلاَهما ثابت عن النبى

صلى الله عليه وسلم فتاوى ابن تيمية ج24/ص197 وَتَابِعْ حَتى ص: (203/ 24) 0 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*° العُلُومِ النَّافِعَة / التَّفْسِير، وَبِالأَمَانَةِ في العِلم: الفَتَاوَى الكُبرَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة: (000/ 000) 0 [000] " يقطع بكذب ما يرويه الوضاعون من اهل البدع والغلو فى الفضائل مثل حديث يوم عاشوراء وأمثاله مما فيه أن من صلى ركعتين كان له كأجر كذا وكذا نبيا وفى التفسير من هذه الموضوعات قطعة كبيرة مثل الحديث الذى يرويه الثعلبى والواحدى والزمخشرى فى فضائل سور القرآن سورة سورة فانه موضوع باتفاق أهل العلم والثعلبى هو فى نفسه كان فيه خير ودين وكان حاطب ليل ينقل ما وجد فى كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع والواحدى صاحبه كان أبصر منه بالعربية لكن هو أبعد عن السلاَمة واتباع السلف والبغوى

تفسيره مختصر من الثعلبى لكنه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة والموضوعات فى كتب التفسير كثيرة مثل الأحاديث الكثيرة الصريحة فى الجهر بالبسملة وحديث على الطويل فى تصدقه بخاتمه فى الصلاَة فانه موضوع باتفاق أهل العلم ومثل ما روى فى قوله ولكل قوم هاد أنه على وتيعها اذن واعية اذنك يا على فتاوى ابن تيمية ج13/ص354 بالصوفيّة: صَدَقَ إِذْ كَانَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ رَحِمَهُ اللهُ يُسَمِّيهِمْ: ((قَالَ أَنهُمْ يَتشبهُون بأولياء الله من ذوي الزهادات والعبادات والمقامات وليس هو من أولياء الله المتقين بل من الجاهلين الظالمين المعتدين أو المنافقين أو الكافرين، وهذا كثير ملأ العالم تجد كل قوم يدعون من الاَختصاص بالأسرار والحقائق ما لاَ يدعى المرسلون، وأن ذلك عند خواصهم، وأن ذلك لاَ ينبغي أن

يقابل إلاَ بالتسليم، ويحتجون لذلك بأحاديث موضوعه وتفسيرات باطلة مثل قولهم عن عمر إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحدث هو وأبو بكر بحديث وكنت كالزنجي بينهما فيجعلون عمر مع النبي صلى الله عليه وسلم وصديقه كالزنجي وهو حاضر يسمع الكلاَم ثم يدعي أحدهم أنه علم ذلك بما قذف في قلبه ويدعى كل منهم أن ذلك هو ما يقوله من الزور والباطل ولو ذكرت ما في هذا الباب من أصناف الدعاوي الباطلة لطال فمنهم من يجعل للشيخ قصائد يسميها جنيب القرآن ويكون وجده بها وفرحه بمضمونها أعظم من القرآن ويكون فيها من الكذب والضلاَل أمور فتاوى ابن تيمية ج4/ص76 ومنهم من يجعل له قصائد في الاَتحاد وأنه خالق جميع الخلق وأنه خلق السموات والأرض وأنه يسجد له ويعبد ومنهم من يصف ربه في قصائده بما نقل في الموضوعات من أصناف التمثيل والتكييف والتجسيم التي هي كذب

مفترى وكفر صريح مثل مواكلته ومشاربته ومماشاته ومعانقته ونزوله إلى الأرض وقعوده في بعض رياض الأرض ونحو ذلك، ويجعل كل منهم ذلك من الأسرار المخزونة والعلوم المصونة التي تكون لخواص اولياء الله المتقين، ومن أمثلة ذلك أنك تجد عند الرافضة والمتشيعة جملة اعتراضيَّة: ومن أخذ عنهم من دعوى علوم الأسرار والحقائق التي يدعون أخذها عن أهل البيت إما من العلوم الدينية وإما من علم الحوادث الكائنة ما هو عندهم من أجل الأمور التي يجب التواصي بكتمانها والإيمان بما لاَ يعلم حقيقته من ذلك، وجميعها كذب مختلق وإفك مفترى فإن هذه الطائفة الرافضة من أكثر الطوائف كذبا وادعاء للعلم المكتوم ولهذا انتسبت إليهم الباطنية والقرامطة وهؤلاَء خرج أولهم في زمن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وصاروا يدعون أنه خص بأسرار من العلوم والوصية حتى

كان يسأله عن ذلك خواص أصحابه فيخبرهم بانتفاء ذلك ولما بلغه أن ذلك قد قيل كان يخطب الناس وينفي ذلك عن نفسه فتاوى ابن تيمية ج4/ص77 انْظُرِ البُخَارِي: وقد خرج أصحاب الصحيح كلاَمَ عليّ هذا من غير وجه مثل ما في الصحيح عن أبي جحيفة قال سألت عليا هل عندكم شيء ليس في القرآن فقال لاَ والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما عندنا إلاَ ما في القرآن إلاَ فهما يعطيه الله الرجل في كتابه وما في هذه الصحيفة قلت وما في الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير وأن لاَ يقتل مسلم بكافر ولفظ البخاري هل عندكم شيء من الوحي غير ما في كتاب الله قال لاَ والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه إلاَ فهما يعطيه الله رجلاَ في القرآن وفي الصحيحين عن إبراهيم التيمي عن أبيه وهذا من أصح إسناد على وجه الأرض عن علي قال ما عندنا شيء إلاَ كتاب الله وهذه الصحيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم

المدينة حرام ما بين عير إلى ثور وفي رواية لمسلم خطبنا علي بن أبي طالب فقال من زعم أن عندنا كتابا نقرؤه إلاَ كتاب الله وما في هذه الصحيفة قال وصحيفته معلقة في قراب سيفه فقد كذب فيها أسنان الإبل وأشياء من الجراحات وفيها قال النبي صلى الله عليه وسلم المدينة حرام الحديث وأما الكذب والأسرار التي يدعونها عن جعفر الصادق فمن أكبر الأشياء كذبا حتى يقال ما كذب على أحد ما كذب على جعفر رضي الله عنه ومن هذه الأمور المضافة كتاب الجفر الذي يدعون أنه كتب فيه فتاوى ابن تيمية ج4/ص78 الحوادث والجفر ولد الماعز يزعمون أنه كتب ذلك في جلده وكذلك كتاب البطاقة الذي يدعيه ابن الحلي ونحوه من المغاربة ومثل كتاب الجدول في الهلاَل والهفت عن جعفر وكثير من تفسير القرآن وغيره ومثل كتاب رسأل إخوان الصفا الذي صنفه جماعة في دولة بني بويه ببغداد وكانوا من

الصابئة المتفلسفة المتحنفة جمعوا بزعمهم بين دين الصابئة المبدلين وبين الحنيفية وأتوا بكلاَم المتفلسفة وبأشياء من الشريعة وفيه من الكفر والجهل شيء كثير ومع هذا فإن طائفة من الناس من بعض أكابر قضاة النواحي يزعم أنه من كلاَم جعفر الصادق وهذا قول زنديق وتشنيع جاهل ومثل ما يذكره بعض العامة من ملاَحم ابن غنضب ويزعمون أنه كان معلما للحسن والحسين وهذا شيء لم يكن في الوجود باتفاق أهل العلم وملاَحم ابن غنضب إنما صنفها بعض الجهال في دولة نور الدين ونحوها وهو شعر فاسد يدل على أن ناظمه جاهل وكذلك عامة هذه الملاَحم المروية بالنظم ونحوه عامتها من الأكاذيب وقد أحدث في زماننا من القضاة والمشائخ غير واحدة منها وقد قررت بعض هؤلاَء على ذلك بعد أن ادعى قدمها وقلت له بل أنت صنفتها ولبستها فتاوى ابن تيمية ج4/ص79 على بعض ملوك المسلمين لما كان المسلمون محاصري عكة وكذلك غيره

من القضاة وغيرهم لبسوا على غير هذا الملك وباب الكذب في الحوادث الكونية أكثر منه في الأمور الدينية لأن تشوف الذين يغلبون الدنيا على الدين إلى ذلك أكثر وإن كان لأهل الدين إلى ذلك تشوف لكن تشوفهم إلى الدين أقوى وأولئك ليس لهم من الفرقان بين الحق والباطل من النور ما لأهل الدين فلهذا كثر الكذابون في ذلك ونفق منه شيء كثير وأكلت به أموال عظيمة بالباطل وقتلت به نفوس كثيرة من المتشوفة إلى الملك ونحوها ولهذا ينوعون طرق الكذب في ذلك ويتعمدون الكذب فيه تارة بالإحالة على الحركات والأشكال الجسمانية الإلهية من حركات الأفلاَك والكواكب والشهب والرعود والبروق والرياح وغير ذلك وتارة بما يحدثونه هم من الحركات والأشكال كالضرب بالرمل والحصا والشعير والقرعة باليد ونحو ذلك مما هو من جنس الاَستقسام بالأزلاَم فإنهم يطلبون علم الحوادث بما يفعلونه من هذا الاَستقسام بها سواء كانت قداحا

أو حصا أو غير ذلك مما ذكره أهل العلم بالتفسير فكل ما يحدثه الإنسان بحركة من تغيير شيء من الأجسام ليستخرج به علم ما يستقبله فهو من هذا الجنس بخلاَف الفأل الشرعي وهو الذي كان فتاوى ابن تيمية ج4/ص80 يعجب النبي صلى الله عليه وسلم وهو أن يخرج متوكلاَ على الله فيسمع الكلمة الطيبة وكان يعجبه الفأل ويكره الطيرة لأن الفأل تقوية لما فعله بإذن الله والتوكل عليه والطيرة معارضة لذلك فيكره للإنسان أن يتطير وإنما تضر الطيرة من تطير لأنه أضر نفسه فأما المتوكل على الله فلاَ وليس المقصود ذكر هذه الأمور وسبب إصابتها تارة وخطئها تارات وإنما الغرض أنهم يتعمدون فيها كذبا كثيرا من غير أن تكون قد دلت على ذلك دلاَلة كما يتعمد خلق كثير الكذب في الرؤيا التي منها الرؤيا الصالحة وهي جزء من ستة وأربعين جزءَا من النبوة وكما كانت الجن تخلط

بالكلمة تسمعها من السماء مائة كذبة ثم تلقيها إلى الكهان ولهذا ثبت في صحيح مسلم عن معاوية بن الحكم السلمي قال قلت يا رسول الله إني حديث عهد بجاهلية وقد جاء الله بالإسلاَم وإن منا رجالاَ يأتون الكهان قال فلاَ تأتهم قال قلت ومنا رجال يتطيرون قال ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلاَ يصدهم قال قلت ومنا رجال يخطون قال كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك فإذا كان ما هو من أجزاء النبوة ومن أخبار الملاَئكة ما قد يتعمد فيه الكذب الكثير فكيف بما هو في نفسه مضطرب لاَ يستقر على أصل فلهذا تجد عامة من في دينه فساد يدخل في الأكاذيب الكونية مثل أهل الاَتحاد فإن ابن عربي في كتاب عنقاء مغرب وغيره أخبر بمستقبلاَت كثيرة فتاوى ابن تيمية ج4/ص81 عامتها كذب وكذلك ابن سبعين وكذلك الذين استخرجوا مدة بقاء هذه الأمة من حساب الجمل من حروف المعجم الذي ورثوه من اليهود ومن حركات

الكواكب الذي ورثوه من الصابئة كما فعل أبو نصر الكندي وغيره من الفلاَسفة وكما فعل بعض من تكلم في تفسير القرآن من أصحاب الرازي ومن تكلم في تأويل وقائع النساك من المائلين إلى التشيع وقد رأيت من أتباع هؤلاَء طوائف يدعون أن هذه الأمور من الأسرار المخزونة والعلوم المصونة وخاطبت في ذلك طوائف منهم وكنت أحلف لهم أن هذا كذب مفترى وأنه لاَ يجري من هذه الأمور شيء وطلبت مباهلة بعضهم لأن ذلك كان متعلقا بأصول الدين وكانوا من الاَتحادية الذين يطول وصف دعاويهم فإن شيخهم الذي هو عارف وقته وزاهده عندهم كانوا يزعمون أنه هو المسيح الذي ينزل وأن معنى ذلك نزول روحانية عيسى عليه السلاَم وأن أمه اسمها مريم وأنه يقوم بجمع الملل الثلاَث وأنه يظهر مظهرا أكمل من مظهر محمد وغيره من المرسلين ولهم مقالاَت من أعظم المنكرات يطول ذكرها ووصفها ثم إن من

عجيب الأمر أن هؤلاَء المتكلمين المدعين لحقائق الأمور العلمية والدينية المخالفين للسنة والجماعة يحتج كل منهم بما يقع له من حديث فتاوى ابن تيمية ج4/ص82 موضوع أو مجمل لاَ يفهم معناه وكلما وجد أثرا فيه إجمال نزله على رأيه فيحتج بعضهم بالمكذوب مثل المكذوب المنسوب إلى عمر كنت كالزنجي ومثل ما يروونه من سر المعراج وما يروونه من أهل الصفة سمعوا المناجاة من حيث لاَ يشعر الرسول فلما نزل الرسول أخبروه فقال من أين سمعتم فقالوا كنا نسمع الخطاب حتى إني لما بينت لطائفة تمشيخوا وصاروا قدوة للناس أن هذا كذب ما خلقه الله قط قلت ويبين لك ذلك أن المعراج كان بمكة بنص القرآن وبإجماع المسلمين والصفة إنما كانت بالمدينة فمن أين كان بمكة أهل صفة وكذلك احتجاجهم بأن أهل الصفة قاتلوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مع المشركين لما انتصروا

وزعموا أنهم مع الله ليحتجوا بذلك على متابعة الواقع سواء كان طاعة لله أو معصية وليجعلوا حكم دينه هو ما كان كما قال الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولاَ آباؤنا وأمثال هذه الموضوعات كثيرة وأما المجملاَت فمثل احتجاجهم بنهي بعض الصحابة عن ذكر بعض خفي العلم كقول علي رضي الله عنه حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون أتحبون أن يكذب الله ورسوله وقول عبدالله بن مسعود فتاوى ابن تيمية ج4/ص83 ما من رجل يحدث قوما بحديث لاَ تبلغه عقولهم إلاَ كان فتنة لبعضهم وقول عبدالله بن عباس في تفسير الآيات ما يؤمنك أني لو أخبرتك بتفسيرها كفرت وكفرك بها تكذيبك بها وهذه الآثار حق لكن ينزل كل منهم ذاك الذي لم يحدث به على ما يدعيه هو من الأسرار والحقائق التي إذا كشفت وجدت من الباطل والكفر والنفاق حتى إن أبا حامد الغزالي في منهاج القاصدين وغيره هو وأمثاله تمثل بما يروى عن علي بن

الحسين أنه قال يا رب جوهر علم لو أبوح به لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا ولاَ ستحل رجال مسلمون دمى يرون أقبح ما يأتونه حسنا فإذا كانت هذه طرق هؤلاَء الذين يدعون من التحقيق وعلوم الأسرار ما خرجوا به عن السنة والجماعة وزعموا أن تلك العلوم الدينية أو الكونية مختصة بهم فآمنوا بمجملها ومتشابهها وأنهم منحوا من حقائق العبادات وخالص الديانات ما لم يمنح الصدر الأول حفاظ الإسلاَم وبدور الملة ولم يتجرؤوا عليها برد وتكذيب مع ظهور الباطل فيها تارة وخفائه أخرى فمن المعلوم أن العقل والدين يقتضيان أن جانب النبوة والرسالة أحق بكل تحقيق وعلم ومعرفة وإحاطة بأسرار الأمور وبواطنها هذا لاَ ينازع فيه مؤمن ونحن الآن في مخاطبة من في قلبه إيمان فتاوى ابن تيمية ج4/ص84 الإِخْلاَص، وَالعِشْق: يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الفَتَاوَى الكُبرَى:

[000] ونظيره فى الدنيا من نزل به بلاَء عظيم أو فاقة شديدة أو خوف مقلق فجعل يدعو الله ويتضرع اليه حتى فتح له من لذة مناجاته ما كان أحب إليه من تلك الحاجة التى قصدها أولاَ، ولكنه لم يكن يعرف ذلك أولاَ حتى يطلبه ويشتاق اليه 00000000 إِن تعلق العبد بما سوى الله مضرة عليه اذا أخذ منه القدر الزائد على حاجته فى عبادة الله؛ فانه ان نال من الطعام والشراب فوق حاجته ضره وأهلكه 0000000 وان أحب شيئا حبا تاما بحيث يخالله؟؟؟ فلاَبد أن يسأمه أو يفارقه؛ واعلم أن كل من أحب شيئا لغير الله فلاَ بد ان يضره محبوبه ويكون ذلك سببا لعذابه ولهذا كان الذين يكنزون الذهب والفضة ولاَ ينفقونها فى سبيل الله يمثل لأحدهم كنزه يوم القيامة شجاع أقرع يأخذ بلهزمته يقول انا كنزك انا مالك وكذلك نظائر هذا، فى الحديث يقول الله يوم القيامة يا ابن آدم أليس عدلاَ منى أن أولى كل

رجل منكم ما كان يتولاَه فى الدنيا وأصل التولى فتاوى ابن تيمية ج1/ص28 الحب، فكل من أحب شيئا دون الله ولاَه الله يوم القيامة ما تولاَه، وأصلاَه جهنم وساءت مصيرا، فمن أحب شيئا لغير الله فالضرر حاصل له، إِن وجد أو فقد فإن فقد عذب بالفراق وتألم وان وجد فإنه يحصل له من الألم أكثر مما يحصل له من اللذة، وهذا أمر معلوم بالاَعتبار والاَستقراء وكل من احب شيئا دون الله لغير الله فلإن مضرته أكثر من منفعته فصارت المخلوقات بالاَ عليه الاَ ما كان لله وفى الله معلوم بالإعتبار والإستقراء ما علق العبد رجاءه وتوكله بغير الله الاَ خاب من تلك الجهة ولاَ إستنصر بغير الله إلاَ خذل وقد قال الله تعالى واتحذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا كلاَ سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا إن الله سبحانه غنى حميد كريم واجد رحيم فهو سبحانه محسن الى عبده مع غناه

عنه يريد به الخير ويكشف عنه الضر لاَ لجلب منفعة اليه من العبد ولاَ لدفع مضرة بل رحمة وإحسانا والعباد لاَ يتصور أن يعملوا إلاَ لحظوظهم فأكثر ما عندهم للعبد أن يحبوه ويعظموه ويجلبوا فتاوى ابن تيمية ج1/ص29 له منفعة ويدفعوا عنه مضرة ما وإن كان ذلك أيضا من تيسير الله تعالى فإنهم لاَ يفعلون ذلك الاَ لحظوظهم من العبد اذا لم يكن العمل لله فإنهم إذا أحبوه طلبوا أن ينالوا غرضهم من محبته 0000000000 فهو يجب أن ينال حظه من تلك المحبة ولولاَ التلذذ 0000 بها لما أحبه وإن جلبوا له منفعة كخدمة أو مال أو دفعوا عنه مضرة كمرض وعدو ولو بالدعاء أو الثناء فهم يطلبون العوض إذا لم يكن العمل لله فتاوى ابن تيمية ج1/ص30 حُبُّ الخَير 0 بِالإِخْلاَصِ وَبِالطِّيبَةِ وَالمَعْرُوف: يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الفَتَاوَى الكُبرَى:

" كالحزين على مصيبة فى دينه وعلى مصائب المسلمين عموما فهذا يثاب على ما فى قلبه من حب الخير وبغض الشر وتوابع ذلك ج10/ص17 " 0 رُؤْيَةُ الله: يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الفَتَاوَى الكُبرَى: " وروى أن يوم الجمعة يوم المزيد وهو يوم الجمعة من أيام الآخرة وفى الأحاديث والآثار ما يصدق هذا قال الله تعالى فى حق الكفار كلاَ إنهم عن ربهم يؤمئذ لمحجوبون ثم إنهم لصالوا الجحيم فعذاب الحجاب أعظم أنواع العذاب ولذة النظر الى وجهه أعلى اللذات ولاَ تقوم حظوظهم من سائر المخلوقات مقام حظهم منه تعالى فتاوى ابن تيمية ج1/ص27 " 0 الفَتَاوَى الكُبرَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة: (000/ 000) 0 سُبُلُ السَّلاَمِ لِلصَّنعَانيّ:

[000] لإطلاَق فالحق لأهل الإيمان إذا عارضهم غيرهم من أهل الملل كما أشير إليه في إلجائهم إلى مضايق الطرق ولاَ يزال دين الحق يعلو ويزداد علوا والداخلون فيه أكثر في كل عصر من الأعصار وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لاَ تبدءوا اليهود والنصارى بالسلاَم وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه رواه مسلم فيه دليل على تحريم ابتداء المسلم لليهودي والنصراني بالسلاَم لأن ذلك أصل النهي وحمله على الكراهة خلاَف أصله وعليه حمله الأقل وإلى التحريم ذهب الجمهور من السلف والخلف ذهب طائفة منهم ابن عباس إلى جواز الاَبتداء لهم بالسلاَم وهو وجه لبعض الشافعية إلاَ أنه قال المازري إنه يقال السلاَم عليك بالإفراد ولاَ يقال السلاَم عليكم واحتج لهم بعموم قوله تعالى وقولوا للناس حسنا وأحاديث الأمر بإفشاء السلاَم والجواب أن هذه العمومات مخصوصة بحديث الباب وهذا إذا كان

الذمي منفردا وأما إذا كان معه مسلم جاز الاَبتداء بالسلاَم ينوي به المسلم لأنه قد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم على مجلس فيه أخلاَط من المشركين والمسلمين ومفهوم قوله لاَ تبدءوا أنه لاَ ينهى عن الجواب عليهم إن سلموا ويدل له عموم قوله تعالى وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها وأحاديث إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم وفي رواية إن اليهود إذا سلموا عليكم يقول أحدهم السام عليكم فقولوا وعليك واتفق العلماء على أنه يرد على أهل الكتاب ولكنه يقتصر على قوله وعليكم وهو هكذا بالواو ثم مسلم في روايات قال الخطابي عامة المحدثين يروون هذا الحرف بالواو قالوا وكان ابن عيينة يرويه بغير الواو وقال الخطابي هذا هو الصواب لأنه إذا حذف صار كلاَمه بعينه مردودا عليهم خاصة وإذا أثبت المشاركة معهم فيما قالوه قال النووي إثبات الواو وحذفها جائزان صحت به الروايات فإن الواو وإن اقتضت

المشاركة فالموت هو علينا وعليهم ولاَ امتناع وفي الحديث دليل على إلجائهم إلى مضايق الطرق إذا اشتركوا هم والمسلمون في الطريق فيكون واسعه للمسلمين فإن خلت الطريق عن المسلمين فلاَ حرج عليهم وأما ما يفعله اليهود في هذه الأزمنة من تعمد جعل المسلم على يسارهم إذ لاَقاهم في الطريق فشيء ابتدعوه لم يرو فيه شيء وكأنهم يريدون التفاؤل بأنهم من أصحاب اليمين فينبغي منعهم مما يتعمدونه من ذلك لشدة محافظتهم المسلم وعن المسور بن مخرمة ومروان رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عام الحديبية فذكر الحديث بطوله وفيه هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو على وضع الحرب عشر سنين يأمن فيها الناس ويكف بعضهم عن بعض أخرجه أبو داود وأصله في البخاري وعن المسور بن مخرمة ومروان رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عام الحديبية " 0

سُبُلُ السَّلاَمِ لِلصَّنعَانيّ 0 ص: 68/ 4 يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الفَتَاوَى الكُبرَى: " ولهذا كان طائفة من المشائخ يعزمون على الرضا قبل وقوع البلاَء فاذا وقع انفسخت عزائمهم كما يقع نحو ذلك فى الصبر وغيره كما قال تعالى ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان تلقوه فقد رايتموه وانتم تنظرون فتاوى ابن تيمية ج10/ص37 " 0 الفَتَاوَى الكُبرَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة: (000/ 000) 0 يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الفَتَاوَى الكُبرَى: " عَن أبو جعفر محمد بن يعقوب الصفار قال كنا عند أحمد بن حنبل فقلنا إدع الله لنا فقال اللهم إنك تعلم أنا نعلم انك لنا على أكثر ما نحب فاجعلنا نحن لك على ما تحب قال ثم جلست ساعة فقيل له يا أبا عبد الله زدنا فقال اللهم إنا نسألك بالقدرة التى قلت للسموات والأرض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا

طائعين اللهم وفقنا لمرضاتك اللهم إنا نعوذ بك من الفقر إلاَ إليك ونعوذ بك من الذل إلاَ لك اللهم لاَ تكثر فنطغى ولاَ تقل علينا فننسى فتاوى ابن تيمية ج8/ص384 " 0 التَّصَوُّف: آخِر الصَّفْحَة: (27/ 11) يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الفَتَاوَى الكُبرَى: " طريق الله لاَ تتم إلاَ بعلم وعمل يكون كلاَهما موافقا الشريعة فالسالك طريق الفقر والتصوف والزهد والعبادة ان لم يسلك بعلم يوافق الشريعة والاَ كان ضالاَ عن الطريق وكان ما يفسده اكثر مما يصلحه والسالك من الفقه والعلم والنظر والكلاَم ان لم يتابع الشريعة ويعمل بعلمه والاَ كان فاجرا ضالاَ عن الطريق فهذا هو فتاوى ابن تيمية ج11/ص27 " 0 يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الفَتَاوَى الكُبرَى: (( وسئل رحمه الله تعالى عن قوله تعالى وأن ليس للاَنسان إلاَ ما سعى وقوله صلى الله عليه وسلم

إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاَ من ثلاَث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له فهل يقتضى ذلك إذا مات لاَ يصل إليه شىء من أفعال البر فأجاب الحمد لله رب العالمين ليس فى الآية ولاَ فى الحديث أن الميت لاَ ينتفع بدعاء الخلق له وبما يعمل عنه من البر بل أئمة الإسلاَم متفقون على انتفاع الميت بذلك وهذا مما يعلم بالاَضطرار من دين الإسلاَم وقد دل عليه الكتاب والسنة والإجماع فمن خالف ذلك كان من أهل البدع قال الله تعالى الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شىء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا وأدخلهم جنات عدن التى وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم وقهم فتاوى ابن تيمية ج24/ص306 الفَتَاوَى الكُبرَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة: (000/ 000) 0

السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته فقد أخبر سبحانه أن الملاَئكة يدعون للمؤمنين بالمغفرة ووقاية العذاب ودخول الجنة ودعاء الملاَئكة ليس عملاَ للعبد وقال تعالى واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات وقال الخليل عليه السلاَم رب اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب وقال نوح عليه السلاَم رب اغفر لى ولوالدى ولمن دخل بيتى مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات فقد ذكر استغفار الرسل للمؤمنين أمرا بذلك وإخبارا عنهم بذلك ومن السنن المتواترة التى من جحدها كفر صلاَة المسلمين على الميت ودعاؤهم له فى الصلاَة وكذلك شفاعة النبى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة فإن السنن فيها متواترة بل لم ينكر شفاعته لأهل الكبائر إلاَ أهل البدع بل قد ثبت أنه يشفع لأهل الكبائر وشفاعته دعاؤه وسؤاله الله تبارك وتعالى فهذا وأمثاله من القرآن والسنن المتواترة وجاهد مثل ذلك كافر بعد قيام الحجة عليه والأحاديث الصحيحة

فى هذا الباب كثيرة مثل ما فى الصحاح عن إبن عباس رضي الله عنهما أن رجلاَ قال للنبى صلى الله عليه وسلم إن أمي توفيت أفينفعها أن أتصدق عنها قال نعم فتاوى ابن تيمية ج24/ص307 الفَتَاوَى الكُبرَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة: (000/ 000) 0 قال ان لي مخرفا أى بستانا أشهدكم أنى تصدقت به عنها وفى الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن رجلاَ قال للنبى صلى الله عليه وسلم أن أمى افتلتت نفسها ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت فهل لها أجر إن تصدقت عنها قال نعم وفى صحيح مسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رجلاَ قال للنبى صلى الله عليه وسلم إن أبى مات ولم يوص أينفعه إن تصدقت عنه قال نعم وعن عبدالله بن عمرو بن العاص أن العاص بن وائل نذر فى الجاهلية أن يذبح مائة بدنة وأن هشام بن العاص نحر حصته خمسين وان عمرا سأل النبى صلى الله عليه وسلم عن

ذلك فقال أما أبوك فلو أقر بالتوحيد فصمت عنه أو تصدقت عنه نفعه ذلك وفى سنن الدارقطنى أن رجلاَ سأل النبى صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن لي أبوان وكنت أبرهما حال حياتهما فكيف بالبر بعد موتهما فقال النبى صلى الله عليه وسلم ان من بعد البر أن تصلي لهما مع صلاَتك وأن تصوم لهما مع صيامك وأن تصدق لهما مع صدقتك وقد ذكر مسلم فى أول كتابه عن أبى إسحق الطالقانى قال فتاوى ابن تيمية ج24/ص308 الفَتَاوَى الكُبرَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة: (000/ 000) 0 قلت لعبد الله بن المبارك يا أبا عبد الرحمن الحديث الذى جاء إن البر بعد البر أن تصلي لأبويك مع صلاَتك وتصوم لهما مع صيامك قال عبد الله يا أبا إسحاق عمن هذا قلت له هذا من حديث شهاب بن حراس قال ثقة قلت عمن قال عن الحجاج بن دينار فقال ثقة عمن قلت عن رسول الله

صلى الله عليه وسلم قال يا أبا إسحق إن بين الحجاج وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مفاوز تقطع فيها أعناق المطي ولكن ليس فى الصدقة اختلاَف والأمر كما ذكره عبد الله بن المبارك فإن هذا الحديث مرسل والأئمة اتفقوا على أن الصدقة تصل إلى الميت وكذلك العبادات المالية كالعتق وإنما تنازعوا فى العبادات البدنية كالصلاَة والصيام والقراءة ومع هذا ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها عن النبى صلى الله عليه وسلم قال من مات وعليه صيام صام عنه وليه وفى الصحيحين عن إبن عباس رضى الله عنه أن امرأة قالت يا رسول الله إن أمى ماتت وعليها صيام نذر قال أرأيت إن كان على أمك دين فقضيتيه أكان يؤدي ذلك عنها قالت نعم قال فصومي عن أمك فتاوى ابن تيمية ج24/ص309 الفَتَاوَى الكُبرَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة: (000/ 000) 0 وفى الصحيح عنه أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت

إن أختى ماتت وعليها صوم شهرين متتابعين قال أرأيت لو كان على أختك دين أكنت تقضيه قالت نعم قال فحق الله أحق وفى صحيح مسلم عن عبد الله بن بريدة بن حصيب عن أبيه أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن أمى ماتت وعليها صوم شهر أفيجزى عنها أن أصوم عنها قال نعم فهذه الأحاديث الصحيحة صريحة فى أنه يصام عن الميت ما نذر وأنه شبه ذلك بقضاء الدين والأئمة تنازعوا فى ذلك ولم يخالف هذه الأحاديث الصحيحة الصريحة من بلغته وإنما خالفها من لم تبلغه وقد تقدم حديث عمرو بأنهم إذا صاموا عن المسلم نفعه وأما الحج فيجزى عند عامتهم ليس فيه إلاَ اختلاَف شاذ وفى الصحيحين عن ابن عباس رضى الله عنهما إن امرأة من جهينة جاءت إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقالت إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها فقال حجي عنها أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته عنها

اقضو الله فالله أحق فتاوى ابن تيمية ج24/ص310 الفَتَاوَى الكُبرَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة: (000/ 000) 0 بالوفاء وفى رواية البخارى إن أختى نذرت أن تحج وفى صحيح مسلم عن بريدة أن امرأة قالت يا رسول الله إن أمي ماتت ولم تحج افيجزى أو يقضى أن أحج عنها قال نعم ففى هذه الأحاديث الصحيحة أنه أمر بحج الفرض عن الميت وبحج النذر كما أمر بالصيام وان المأمور تارة يكون ولدا وتارة يكون أخا وشبه النبى صلى الله عليه وسلم ذلك بالدين يكون على الميت والدين يصح قضاؤه من كل أحد فدل على أنه يجوز أن يفعل ذلك من كل أحد لاَ يختص ذلك بالولد كما جاء مصرحا به فى الأخ فهذا الذي ثبت بالكتاب والسنة والإجماع علم مفصل مبين فعلم أن ذلك لاَ ينافى قوله وأن ليس للاَنسان إلاَ ما سعى إذا مات إبن آدم انقطع عمله إلاَ من ثلاَث بل هذا حق وهذا حق أما الحديث فإنه قال انقطع عمله إلاَ من

ثلاَث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له فذكر الولد ودعاؤه له خاصين لأن الولد من كسبه كما قال ما أغنى عنه ماله وما كسب قالوا إنه ولده وكما قال النبى صلى الله عليه وسلم ان فتاوى ابن تيمية ج24/ص311 الفَتَاوَى الكُبرَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة: (000/ 000) 0 أطيب ما أكل الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه فلما كان هو الساعي فى وجود الولد كان عمله من كسبه بخلاَف الأخ والعم والأب ونحوهم فإنه ينتفع أيضا بدعائهم بل بدعاء الأجانب لكن ليس ذلك من عمله والنبى صلى الله عليه وسلم قال انقطع عمله إلاَ من ثلاَث لم يقل إنه لم ينتفع بعمل غيره فإذا دعا له ولده كان هذا من عمله الذى لم ينقطع وإذا دعا له غيره لم يكن من عمله لكنه ينتفع به وأما الآية فللناس عنها أجوبة متعددة كما قيل إنها تختص بشرع من قبلنا وقيل إنها مخصوصة وقيل

إنها منسوخة وقيل إنها تنال السعى مباشرة وسببا ولإيمان من سعيه الذى تسبب فيه ولاَ يحتاج إلى شىء من ذلك بل ظاهر الآية حق لاَ يخالف بقية النصوص فإنه قال ليس للاَنسان إلاَ ما سعى وهذا حق فإنه إنما يستحق سعيه فهو الذى يملكه ويستحقه كما أنه إنما يملك من المكاسب ما اكتسبه هو وأما سعى غيره فهو حق وملك لذلك الغير لاَله لكن هذا لاَ يمنع أن ينتفع بسعى غيره كما ينتفع الرجل بكسب غيره فمن صلى على جنازة فله قيراط فيثاب المصلى على سعيه الذى هو صلاَته والميت أيضا يرحم بصلاَة الحى عليه كما قال ما من فتاوى ابن تيمية ج24/ص312 الفَتَاوَى الكُبرَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة: (000/ 000) 0 مسلم يموت فيصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون أن يكونوا مائة ويروى أربعين ويروى ثلاَثة صفوف ويشفعون فيه إلاَ شفعوا فيه أو قال الاَ

غفر له فالله تعالى يثيب هذا الساعى على سعيه الذى هو له ويرحم ذلك الميت بسعي هذا الحى لدعائه له وصدقته عنه وصيامه عنه وحجه عنه وقد ثبت فى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من رجل يدعو لأخيه دعوة إلاَ وكل الله به ملكا كلما دعا لأخيه دعوة قال الملك الموكل به آمين ولك بمثله فهذا من السعى الذى ينفع به المؤمن أخاه يثيب الله هذا ويرحم هذا وان ليس للاَنسان إلاَ ما سعى وليس كل ما ينتفع به الميت أو الحى أو يرحم به يكون من سعيه بل أطفال المؤمنين يدخلون الجنة مع آبائهم بلاَ سعي فالذى لم يجز الاَ به أخص من كل انتفاع لئلاَ يطلب الاَنسان الثواب على غير عمله وهو كالدين يوفيه الإنسان عن غيره فتبرأ ذمته لكن ليس له ما وفى به الدين وينبغى له أن يكون هو الموفي له والله أعلم فتاوى ابن تيمية ج24/ص313 الفَتَاوَى الكُبرَى لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَة: (000/ 000) 0

يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ في الفَتَاوَى الكُبرَى: " مسألة كلاَم الله ونحو ذلك من صفاته هل هي قديمة لاَزمة لذاته لاَيتعلق شيء منها بفعله وبمشيئته ولاَ قدرته أو يقال أنه يتكلم إذا شاء ويسكت إذا شاء وأنها مع ذلك صفات فعلية وهذا فيه قولاَن لأصحابنا وغيرهم من أهل السنة قلت وهذا اللدعاء الذي دعا به الشيخ أبو زكريا مأثور عن الإمام أحمد ومن هناك حفظه الشيخ والله أعلم فإنه كان كثير المحبة لأحمد وآثاره والنظر فى مناقبه وأخباره وقد ذكروه في مناقبه ورواه الحافظ البيهقي فى مناقب أحمد وهي رواية الشيخ أبى زكريا عن الحافظ عبد القادر الرهاوي أجازة وقد سمعوها عليه عنه إجازة قال البيهقي وفيما أنبأنى أبو عبد الله الحافظ اجازة حدثنى أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس حدثنى أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوى حدثنا أبو جعفر محمد

بن يعقوب الصفار قال كنا عند أحمد بن حنبل فقلنا إدع الله لنا فقال اللهم إنك تعلم أنا نعلم انك لنا على أكثر ما نحب فاجعلنا نحن لك على ما تحب قال ثم جلست ساعة فقيل له يا أبا عبد الله زدنا فقال اللهم إنا نسألك بالقدرة التى قلت للسموات والأرض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين اللهم وفقنا لمرضاتك اللهم إنا نعوذ بك من الفقر إلاَ إليك ونعوذ بك من الذل إلاَ لك اللهم لاَ تكثر فنطغى ولاَ تقل علينا فننسى فتاوى ابن تيمية ج8/ص384 " 0 حُكْمُ تَنْظِيمُ الأُسْرَة: وأما العزل فقد حرمه طائفة من العلماء لكن مذهب الأئمة الأربعة أنه يجوز بإذن المرأة والله أعلم فتاوى ابن تيمية ج32/ص108 قضي لى بولد وجد والاَ لم يوجد ولاَ حاجة الى وطء كان احمق بخلاَف ما اذا وطيء وعزل الماء فان عزل الماء لاَ يمنع انعقاد الولد اذا شاء الله اذ قد

يسبق الماء بغير اختياره ومن هذا ما ثبت فى الصحيحين عن ابى سعيد الخدري قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوة بنى المصطلق فاصبنا سبيا من العرب فاشتهينا النساء واشتدت علينا العزبة واحببنا العزل فسألنا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما عليكم الاَ تفعلوا فان الله قد كتب ما هو خالق الى يوم القيامة وفى صحيح مسلم عن جابر ان رجلاَ أتى النبى صلى الله عليه سلم فقال ان لي جارية هي خادمتنا وسانيتنا في النخل وانا اطوف عليها واكره ان تحمل فقال اعزل عنها ان شئت فانه سيأتيها ما قدر لها وهذا مع ان الله سبحانه قادر على ما قد فعله من خلق الاَنسان من غير ابوين كما خلق آدم ومن خلقه من اب فقط كما خلق حواء من ضلع آدم القصير ومن خلقه من ام فقط كما خلق المسيح بن مريم عليه السلاَم فتاوى ابن تيمية ج10/ص27 °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فهرسة سير أعلام النبلاء

فَهْرَسَةُ سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء [000] روى محمد بن عون عن ابن عيينة أن المأمون جلس فجاءته امرأة فقالت مات أخي وخلف ست مئة دينار فأعطوني دينارا واحدا وقالوا هذا ميراثك فحسب المأمون وقال هذا خلف أربع بنات قالت نعم قال لهن أربع مئة دينار قالت نعم قال وخلف أما فلها مئة دينار وزوجة لها خمسة وسبعون دينار بالله ألك اثنا عشر أخا قالت نعم قال لكل واحد ديناران ولك دينار [000] الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في " سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء " طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص: (277/ 10)

فَهَارِسُ إِضَافِيَّة (لِلْبُحُوثِ المُسْتَقْبَلِيَّة): حَ حِجَاب: [الحِجَاب: انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة: 21 // 4] [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة لِلشَّيْخ عَبْدِ الحَمِيد كِشْك: 53 // 5] [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة لِلشَّيْخ عَبْدِ الحَمِيد كِشْك: 145 // 8] [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة لِلشَّيْخ عَبْدِ الحَمِيد كِشْك: 148 // 8]

فهارس إضافية (للبحوث المستقبلية)

عِنْدَ رَاقِصَاتِ البَالِيه: وَيَرْحَمُ اللهُ مَوْلاَنَا الشّيخ كِشْك؛ عِنْدَمَا كَانَ يَقُول: " الشَّعْبُ المِصْرِيُّ لَيْسَ بحَاجَةٍ إِلى تَرْفِيه، إِنمَا هُوَ بحَاجَةٍ إِلى تَوْجِيه 00!! الشَّعْبُ المِصْرِيُّ لَيْسَ بحَاجَةٍ إِلى تَسْلِيَة، إِنمَا هُوَ بحَاجَةٍ إِلى تَوْعِيَة " 00!! [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة لِلشَّيْخ عَبْدِ الحَمِيد كِشْك: 85 // 8] [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة 0 كِشْك: 121 // 7] [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة 0 كِشْك: 141 // 7] [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة 0 كِشْك: 196 // 7]

رِزْق: [الرِّزْق: انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة: 124 ـ الآيَةُ التي بِالهَامِش // 4] [الرِّزْق: انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة: 188 // 4] [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة: 58 // 5] [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة: 59 // 5] [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة لِلشَّيْخ عَبْدِ الحَمِيد كِشْك: 111 // 5] [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة لِلشَّيْخ عَبْدِ الحَمِيد كِشْك: 117 // 5] [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة لِلشَّيْخ عَبْدِ الحَمِيد كِشْك: 157 // 5] [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة لِلشَّيْخ عَبْدِ الحَمِيد كِشْك: 34 // 8] [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة لِلشَّيْخ عَبْدِ الحَمِيد كِشْك: 64 // 8] [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة لِلشَّيْخ عَبْدِ الحَمِيد كِشْك: 85 // 8] [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة لِلشَّيْخ عَبْدِ الحَمِيد كِشْك: 108 // 8]

[انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة لِلشَّيْخ عَبْدِ الحَمِيد كِشْك: 132 // 8] [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة لِلشَّيْخ عَبْدِ الحَمِيد كِشْك: 132 // 8] [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة 0 كِشْك: 11 // 9] [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة 0 كِشْك: 15 // 9] [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة 0 كِشْك: 21 // 9] [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة 0 كِشْك: 67 // 9] [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة 0 كِشْك: 68 // 9] [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة 0 كِشْك: 144 // 9] [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة 0 كِشْك: 146 // 9] فَنَسْتَطِيعُ أَنْ نَقُولَ أَنَّ الفَقرَ شَرٌّ بِالنَّظَرِ إِلى عَذَابِه، وَنَسْتَطِيعُ أَنْ نَقُولَ أَنَّ الفَقرَ خَيرٌ بِالنَّظَرِ إِلى ثَوَابِه 00!!

دَكَاترة الجَامِعَات: الوَاحِدُ مِنهُمْ يَكَادُ أَنْ يخْرِقَ الأَرْضَ أَوْ يَبْلُغَ الجِبَالَ طُولاَ 00 وَكَأَنَّمَا الدُّنيَا لِفَرْطِ غُرُورِهِ * كَمُلَتْ بِهِ وَبِغَيرِهِ لاَ تَكمُلُ فَيَظُنُّ أَنَّ الوَرْدَ يَنْشُرُ عِطْرَهُ * مِن أَجْلِهِ وَلَهُ يُغَني البُلبُلُ فَقُدْرَةُ الغَنيِّ عَلَى الشُّكْر: أَيْسَرُ بِكَثِيرٍ مِنْ قُدْرَةِ الفَقِيرِ عَلَى الصَّبر 00!! الصَّحَافَة: يُرِيدُ اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْنَا و00000000 صَعَالِيكٌ أَرَادُواْ 0000 عُدْ إِلى كِتَابِ طَوَارِئُ كِتَابِيَّة: [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة لِلشَّيْخ عَبْدِ الحَمِيد كِشْك: 80 // 5] فَفَتَاةُ الأَحْلاَم: [انْظُرْ الخُطَبَ المِنْبَرِيَّة لِلشَّيْخ عَبْدِ الحَمِيد كِشْك: 111 // 5]

أخطاء الكتب التسعة

أَخْطَاءٌ إِمْلاَئِيَّةٌ في الْكُتُبِ التِّسْعَة: ـ مِنَ المَوْطِئِ وَلَيْسَ مِنَ المَوْطِإ ح/ر: 133/ت 0 ـ شَرْحُ كَلِمَةِ النُّعْمَان، مِنْ طُوبى أَيْ مِنْ طِيبِهَا = طِيبى، عَلَى وضزْنِ فُعْلَى 0 في: ح 0 ر/ أَيْ حَدِيث رَقم: 11290/ح 0 ـ وَلَن أُبَرِّئَ أَحَدَاً {لاَ} وَلَن أُبْلِيَ أَحَدَاً، وَالرِّوَايَتَانِ غَيرُ مَوْجُودَتَانِ بجَامِعِ المَتن " 00!! [الإِمَامُ أَحْمَد 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 25284، 25439] ـ في كُوَّةِ لِبَيْتٍ وَلَيْسَ في كُوَّةِ البَيْتِ 0 [الإِمَامُ أَحْمَدُ بِرَقم: 25719] ـ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصَّحَابَةَ بِالنَّصْب 0 ح 0 ر: 3616/خ، وَأَسِّسَ المَسْجِدَ 0 مَبْنيٌّ لِلمَعْلُومِ وَلَيْسَ المجْهُول 0 ح 0 ر: 3616/خ، قَافِلِينَ مِنَ الشَّام لاَ قَافِلِينَ مِنَ الشَّأْم ـ فَنِمْتُ فَرَأَيْتُ لاَ فَرِيتُ لِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ عَيْنَاً، وَكَسْرَةُ لَفْظِ الجَلاَلَةِ في وَأَنَا رَسُولُ الله 0 ح0ر: 3636/خ 0 ـ مَا كَانَ مِنْ شَيْءٍ أَهَمَّ لاَ أَهَمُّ 0 خَبر كَانَ 0 ح0ر: 3424/خ 0 ـ عَلاَمَاتُ الترْقِيمِ عُمُومَاً؛ فَإِنهَا تُسَاعِدُ عَلَى الفَهْم 0 ـ أَوَاقِيَ مَفْعُول وَلَيْسَ أَوَاق 0 أَوَاقِيَ بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيف 0 ح/ر: 2649/خ 0 ـ أَمَا إِنَّكَ قَادِمٌ لاَ أَمَّا، وَكَلِمَة آلآنَ وَلَيْسَ قَالَ أالآنَ 0 ح0 ر/1955/خ 0 ـ[5937/خ 0 فَإِنَّ اليَوْمَ عَمَلٌ وَلاَ حِسَابَ وَغَدَاً حِسَابٌ وَلاَ عَمَلٌ " 00!! ـ[6830]: مَا أَحَدٌ أَصْبَرَ وَلَيْسَ أَصْبَرُ 0 ـ مَا السُّهْمَانُ " جَمْع " وَلَيْسَ السُّهْمَانِ 0 أَبُو دَاوُودَ 0 في صَخْرٍ بِرَقم: 2165] ـ مَعْنى كَلِمَة إِيهٍ 0 الإِمَامُ أَحْمَد 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 20444] ـ سُكُرُّجَةٍ وَلَيْسَ سُكْرُجَة 0 ح/ر: 4967، 4995/خ 0 ـ صَوَّرُواْ فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ وَلَيْسَ الصُّورَة 0 ح/ر: 1255/خ 0كَمَا في 409، 416 ـ إِبْرَاهِيمُ بِدُونِ عَلَيْهِ السَّلاَم 0 ح/ر: 1220/م ـ لاَ يُرْضِعْهُ وَلَيْسَ لاَ يُرْضِعُهُ 0 ح/ر: 4496/م ـ احْتُبِسْتُ لاَ احْتَبَسْتُ 0 ح/ر: 4496/م ـ تَصَنَّعُ لاَ تَصَنَّعُ 0 ح/ر: 4496/م ـ أَعَرَّسْتُمُ اللَّيْلَة لاَ أَعْرَسْتُمُ 00 ح/ر: 3996/م ـ أَمَّا نُقْصَانُ العَقْلِ، وَلَيْسَ نُقْصَانِ العَقْلِ 0 السُّنَنُ لأَبي دَاوُدَ بِرَقم: 3837] ـ كِتَابُ الرِّقَاقِ غَيْرُ مَوْجُودٍ بِالفِهْرِس 0ح 0 ر: 4919 ـ كَلِمَة أَبْطَأُواْ ح/ر: 1023/م ـ[عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُول لاَ يَقُولاَ ـ الحَدِيث رَقم: 1236] ـ[ذَلِكَ وَلَيْسَ ذَلِكِ بِالحَدِيث رَقم: 1464] ـ[إِلاَّ هَذِهِ الآيَةُ الفَاذَّةُ لاَ الآيَةَ بِالحَدِيث رَقم: 1647] ـ[أُمْسِي وَلَيْسَ أَمْسَى بِالحَدِيث رَقم: 1654] ـ[أَتبَعْهُ وَلَيْسَ أَتَّبِعَه بِالحَدِيث رَقم: 1654] ـ محَمَّدُ بْنُ حَازِم 0 ـ وَقَالَ لَ الآخَرَانِ 0 ـ افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا وَلَيْسَ نَفْسَهَا 0 ـ قِيلَ الأَخِيرَة كُتِبَتْ وَلَيْسَ قَالَ 0 ـ كَلِمَة زَكَرِيَّا 0 ـ يُبْلِّغَهُ لاَ يُبْلِغَهُ 0 [الإِمَامُ أَحْمَد 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 21306] ـ سَقَطَتْ كَلِمَةُ لِلْمَلَكِ، وَعَزَّ وَجَلَّ في قَوْلِهِ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمَلَكِ 0 [الإِمَامُ أَحمَد 0 في صَخْر بِرَقم: 12045 / أَقَرَّهُ الهَيْثَمِيُّ في مجْمَعِ الزَّوَائِد: 304/ 2] مَعْنَى بَاشَرَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ أَيِ التَحَفَا بِثَوْبٍ وَاحِد 0 انْظُرْ لِسَانَ العَرَب 0 وَلَيْسَتْ مُعَاشَرَةَ الجِمَاعِ كَمَا هُوَ مَذْكُورٌ حَاشَا لله بِالحَدِيثِ رَقم: [الإِمَامُ أَحمَد 0 رَقم: 14712] [الحَدِيثُ رَقم: 1173 بِالبُخَارِيِّ، وَالحَدِيثُ رَقم: 4677 في مُسْلِمٍ بجَامِعِ المَتنِ غَيرُ مَوْجُودَين] ـ وَرَأْسُهُ في حِجْرِ وَلَيْسَ حَجْرِ امْرَأَةٍ مِن أَهْلِهِ 0 ح/ر: 1213 بِالبَاب 0أَخْطَاءُ صَخْرٍ ـ أَعْتَقِدُ أَنهَا: إِذَا أَمَرَهُمْ أَمْرَهُمْ مِنَ الأَعْمَالِ ح 0 ر/19/خ 0 ـ وَكَانُواْ تُجَّارَاً بِالشَّأْمِ وَلَيْسَ تِجَارَاً، هَذَا مَلِكُ هَذِهِ الأُمَّةِ وَلَيْسَ مُلكَ هَذِهِ الأُمَّةِ، صَاحِبٍ لَهُ بِرُومِيَّةَ وَلَيْسَ بِرُومِيَةَ، بَعَثَ بِهِ دِحْيَةَ لاَ بَعَثَ بِهِ دِحْيَةُ ح 0 ر: 6/خ 0 ـ نَوَائِبِ الحَقّ ـ أَيْ مجَالِسُ الحُقُوق، وَتَفْسِيرُ كَلِمَةِ جَذَع ـ ح 0 ر: 3/خ 0 ـ قُرْحَةٌ 0 اسْمُ كَانَ مُؤَخَّر [12153/ح] ـ اسْتَصْعَبَ عَلَيْنَا وَلَيْسَ اسْتُصْعِبَ عَلَيْنَا [12153/ح] ـ خَارِجٌ خَلَّةً: أَيْ خَارِجٌ أَرْضَاً، فَعَاثٍ يمِينَاً 0 اسْمُ فَاعِلٍ مُنَوَّن ح 0 ر: 5228/م ـ أُعَجِلَهُ وَلَيْسَ أُعَجِّلَهُ 0 ح/ر: 1129/ن 0 ـ فَلأُصَلِّ بِتَسْكِينِ الَّلاَمِ الأُولى لاَ كَسْرِهَا 0 ح/ر: 367/خ 0 ـ مِنَ المَوْطِئِ وَلَيْسَ مِنَ المَوْطِإ ح/ر: 133/ت 0 ـ شَرْحُ كَلِمَةِ النُّعْمَان، مِنْ طُوبى أَيْ مِنْ طِيبِهَا = طِيبى، عَلَى وضزْنِ فُعْلَى 0 في: ح 0 ر/ أَيْ حَدِيث رَقم: 11290/ح 0 ـ وَلَن أُبَرِّئَ أَحَدَاً {لاَ} وَلَن أُبْلِيَ أَحَدَاً، وَالرِّوَايَتَانِ غَيرُ مَوْجُودَتَانِ بجَامِعِ المَتن " 00!! [الإِمَامُ أَحْمَد 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 25284، 25439] ـ في كُوَّةِ لِبَيْتٍ وَلَيْسَ في كُوَّةِ البَيْتِ 0 [الإِمَامُ أَحْمَدُ بِرَقم: 25719] ـ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصَّحَابَةَ بِالنَّصْب 0 ح 0 ر: 3616/خ، وَأَسِّسَ المَسْجِدَ 0 مَبْنيٌّ لِلمَعْلُومِ وَلَيْسَ المجْهُول 0 ح 0 ر: 3616/خ، قَافِلِينَ مِنَ الشَّام لاَ قَافِلِينَ مِنَ الشَّأْم ـ فَنِمْتُ فَرَأَيْتُ لاَ فَرِيتُ لِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ عَيْنَاً، وَكَسْرَةُ لَفْظِ الجَلاَلَةِ في وَأَنَا رَسُولُ الله 0 ح0ر: 3636/خ 0 ـ مَا كَانَ مِنْ شَيْءٍ أَهَمَّ لاَ أَهَمُّ 0 خَبر كَانَ 0 ح0ر: 3424/خ 0 ـ عَلاَمَاتُ الترْقِيمِ عُمُومَاً؛ فَإِنهَا تُسَاعِدُ عَلَى الفَهْم 0 ـ أَوَاقِيَ مَفْعُول وَلَيْسَ أَوَاق 0 أَوَاقِيَ بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيف 0 ح/ر: 2649/خ 0 ـ أَمَا إِنَّكَ قَادِمٌ لاَ أَمَّا، وَكَلِمَة آلآنَ وَلَيْسَ قَالَ أالآنَ 0 ح0 ر/1955/خ 0 ـ[5937/خ 0 فَإِنَّ اليَوْمَ عَمَلٌ وَلاَ حِسَابَ وَغَدَاً حِسَابٌ وَلاَ عَمَلٌ " 00!! ـ[6830]: مَا أَحَدٌ أَصْبَرَ وَلَيْسَ أَصْبَرُ 0 ـ مَا السُّهْمَانُ " جَمْع " وَلَيْسَ السُّهْمَانِ 0 أَبُو دَاوُودَ 0 في صَخْرٍ بِرَقم: 2165] ـ مَعْنى كَلِمَة إِيهٍ 0 الإِمَامُ أَحْمَد 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 20444] ـ سُكُرُّجَةٍ وَلَيْسَ سُكْرُجَة 0 ح/ر: 4967، 4995/خ 0 ـ صَوَّرُواْ فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ وَلَيْسَ الصُّورَة 0 ح/ر: 1255/خ 0كَمَا في 409، 416 ـ إِبْرَاهِيمُ بِدُونِ عَلَيْهِ السَّلاَم 0 ح/ر: 1220/م ـ لاَ يُرْضِعْهُ وَلَيْسَ لاَ يُرْضِعُهُ 0 ح/ر: 4496/م ـ احْتُبِسْتُ لاَ احْتَبَسْتُ 0 ح/ر: 4496/م ـ تَصَنَّعُ لاَ تَصَنَّعُ 0 ح/ر: 4496/م ـ أَعَرَّسْتُمُ اللَّيْلَة لاَ أَعْرَسْتُمُ 00 ح/ر: 3996/م ـ أَمَّا نُقْصَانُ العَقْلِ، وَلَيْسَ نُقْصَانِ العَقْلِ 0 السُّنَنُ لأَبي دَاوُدَ بِرَقم: 3837] ـ كِتَابُ الرِّقَاقِ غَيْرُ مَوْجُودٍ بِالفِهْرِس 0ح 0 ر: 4919 ـ كَلِمَة أَبْطَأُواْ ح/ر: 1023/م ـ[عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُول لاَ يَقُولاَ ـ الحَدِيث رَقم: 1236] ـ[ذَلِكَ وَلَيْسَ ذَلِكِ بِالحَدِيث رَقم: 1464] ـ[إِلاَّ هَذِهِ الآيَةُ الفَاذَّةُ لاَ الآيَةَ بِالحَدِيث رَقم: 1647] ـ[أُمْسِي وَلَيْسَ أَمْسَى بِالحَدِيث رَقم: 1654] ـ[أَتبَعْهُ وَلَيْسَ أَتَّبِعَه بِالحَدِيث رَقم: 1654] ـ محَمَّدُ بْنُ حَازِم 0 ـ وَقَالَ لَ الآخَرَانِ 0 ـ افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا وَلَيْسَ نَفْسَهَا 0 ـ قِيلَ الأَخِيرَة كُتِبَتْ وَلَيْسَ قَالَ 0 ـ كَلِمَة زَكَرِيَّا 0 ـ يُبْلِّغَهُ لاَ يُبْلِغَهُ 0 [الإِمَامُ أَحْمَد 0 مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 21306] ـ سَقَطَتْ كَلِمَةُ لِلْمَلَكِ، وَعَزَّ وَجَلَّ في قَوْلِهِ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمَلَكِ 0 [الإِمَامُ أَحمَد 0 في صَخْر بِرَقم: 12045 / أَقَرَّهُ الهَيْثَمِيُّ في مجْمَعِ الزَّوَائِد: 304/ 2] مَعْنَى بَاشَرَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ أَيِ التَحَفَا بِثَوْبٍ وَاحِد 0 انْظُرْ لِسَانَ العَرَب 0 وَلَيْسَتْ مُعَاشَرَةَ الجِمَاعِ كَمَا هُوَ مَذْكُورٌ حَاشَا لله بِالحَدِيثِ رَقم: [الإِمَامُ أَحمَد 0 رَقم: 14712] [الحَدِيثُ رَقم: 1173 بِالبُخَارِيِّ، وَالحَدِيثُ رَقم: 4677 في مُسْلِمٍ بجَامِعِ المَتنِ غَيرُ مَوْجُودَين] ـ وَرَأْسُهُ في حِجْرِ وَلَيْسَ حَجْرِ امْرَأَةٍ مِن أَهْلِهِ 0 ح/ر: 1213 بِالبَاب 0 ـ فَقَدْ أَلحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ/خ ـ وَقَالَ هَذَا رِكْس: أَيْ رَجِيعٌ وَلَيْسَ نجَس: 152/خ 0 ـ فَلاَ يَسْتَقْبِل القِبْلَةَ الَّلاَمُ غَيرُ مَشْكُولَة 0 ح/ر: 141/خ 0 ـ وَلاَ يَغْتَسِلْ بِالجَزْمِ لاَ يَغْتَسِلُ بِالضَّمّ 0 ح/ر: 64/د 0 ـ أَحَدٌ أَوَّلَ مِنْكَ 00 حَالٌ مَنْصُوبَة 00 وَلَيْسَ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ، أَنْ لاَ يَسْأَلَني مَنْصُوبٌ بِأَنْ 0 [97، 6085/خ مِثْلَ: 8503/ح] ـ طَائِفَةٌ أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ وَلَيْسَ طَائِفَةً أُخْرَى 000 إِلخ: 77/خ 0 ـ مَا دَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ: مَسَافَةٌ سَقَطَتْ 0 41/خ 0 ـ وَيُفْرُغَ مَبْنيٌّ لِلمَجْهُول: 45/خ 0 ـ فَفَدَّاهُ بِالأَبِ وَالأُمِّ بِتَشْدِيدِ الدَّال / ح 0 ـ أَظُنُّ الفِعْلَ مَنْصُوبَاً بِأَوِ المَنْفِيَّة 0 أَوْ لاَ تَأْتيَ 000 إِلخ 0 النَّسَائِيُّ بِرَقْم: 2088 ـ اسْتِبْدَالُ كَلِمَة يَقُولُا بِكَلِمَة: يَقُولُ 0 [وَهَلَ: أَيْ نَسِيَ وَأَخْطَأ لاَ وَهَلَ 0 الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ المَغَازِي بَابِ قَتْلِ أَبي جَهْلٍ عَلَيْهِ لَعْنَةُ الله 0 حَدِيثٌ رَقْم: (3979)، الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الجَنَائِزِ، بَابِ المَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْه 0 حَدِيثٌ رَقْم: (932) 0 الإِمَامُ مُسْلِمٌ في كِتَابِ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالاَسْتِغْفَار، بَابِ مَن أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءه، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءه 0 حَدِيثٌ رَقْم: (2683 وَلَيْسَ 157) 0 [أَكْثَرُ أَخْذٍ لِلْقُرْآن 0 الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ الصَّلاَةِ عَلَى الشَّهِيد 0 حَدِيثٌ رَقْم: (1343) 0 [قَالَ أَبُو حَازِم: رَحْمَةُ اللهِ بِالضَّمّ 0 الإِمَامُ الدَّارِمِيُّ في سُنَنِه بِكِتَابِ المُقَدِّمَةِ بَابِ إِعْظَامِ العِلم " حَدِيثُ رَقْم: 647 " [بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ الجَنَائِزِ بَابِ مَا يُكْرَهُ مِنَ الصَّلاَةِ عَلَى المُنَافِقِينَ وَالاَسْتِغْفَار 0 حَدِيثٌ رَقْم: (1366) 0 حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في ابْنِ مَاجَةَ بِرَقم: 190/لاَ يُرْجَعُون 0 مَبْنِيَّةٌ لِلمَجْهُولِ كَالآيَة 0 تَرْقِيمُ العَالَمِيَّة: [الرَّحْمَن وَلَيْسَ الرُّحْمَن 0 الإِمَامُ أَحْمَد في صَخْرٍ بِرَقم: 21203] [مَا زِلْتُ 0 مَسَافَةٌ بَينَ الكَلِمَتَين 0 الإِمَامُ أَبُو دَاوُدَ في صَخْرٍ بِرَقم: 3912] [

السِّيرَةُ الذاتِيَّةُ لِلْكَاتِب: ـ الاسْمُ: يَاسِر أَحْمَد محْمُود أَحْمَد [الاِسْمُ الأَدَبيُّ الَّذِي أَكْتُبُ بِهِ: يَاسِر الحَمَدَاني] ـ المُؤَهِّلُ الدِّرَاسِي: تخَرَّجْتُ مِن أَحَدِ مَعَاهِدِ الدُّعَاةِ التَّابِعَةِ لِلْجَمْعِيَّة الشَّرْعِيَّة بِتَقْدِير جَيِّد 0 ـ بَدَأَتْ صَدَاقَتي بِالتُّرَاثِ مِن عِشْرِينَ سَنَة، قَضَّيْتُهَا بِفَضْلِ اللهِ جَلَّ وَعَلاَ أَجْمَعُ نَوَادِرَ وَجَوَاهِرَ الحَدِيثِ النَّبَوِيِّ وَالشِّعْرِ الْعَرَبيِّ وَالحِكَمِ وَالأَمْثَال 0

النَّشَاطُ الدِّينيُّ وَالأَدَبيّ: طُبِعَتْ وَنُشِرَتْ لي عِدَّةُ مُؤَلَّفَات، وَهِيَ عَلَى التَّرْتِيب: 1 التَّبرُّجُ وَالسُّفُور، وَغَلاءُ المُهُور، وَأَسْبَابُ تَفَشِّي الزِّنَا وَالفُجُور طُبِعَتْ مِنهُ الطَّبْعَةُ الأُولىَ عَلَى نَفَقَتي الشَّخْصِيَّة، وَنَفَدَتِ الكِمِّيَّة {2000م} 2 الرِّضَا بِالْقَضَاءِ وَالقَدَر: طُبِعَ عَلَى نَفَقَتي الشَّخْصِيَّة، وَنَفَدَتِ الطَّبْعَةُ مِنَ الأَسْوَاق {2001م}

3 القَنَاعَةُ وَالرِّضَا: طُبِعَ عَلَى نَفَقَتي الشَّخْصِيَّة، وَنَفَدَتِ الطَّبْعَةُ مِنَ الأَسْوَاق {2002م} 4 إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ الله: طُبِعَ عَلَى نَفَقَتي الشَّخْصِيَّة، وَنَفَدَتِ الطَّبْعَةُ مِنَ الأَسْوَاق {2002م} 5 التَّبرُّجُ وَالسُّفُور، وَغَلاءُ المُهُور، وَأَسْبَابُ تَفَشِّي الزِّنَا وَالفُجُور طُبِعَتْ مِنهُ الطَّبْعَةُ الثَّانِيَةُ في دَارِ هَاشِم لِلتُّرَاث، وَنَفَدَتِ الكِمِّيَّة 0 {2003م} 6 الرِّضَا بِقِسْمَةِ الأَرْزَاق: طُبِعَ في دَارِ الْكُتُبِ العِلْمِيَّة 0 بَيرُوت 0 {2004م} 7 جَوَاهِرُ مِن أَقوَالِ الرَّسُول: طُبِعَ في دَارِ الحَرَمَين 0 مِصْر 0 {2008م}

ـ نَشَرَتْ لي كُبْرَيَاتُ الصُّحُفِ المِصْرِيَّة: كَالأَخْبَارِ وَالْوَفْدِ وَعَقِيدَتي وَآفَاق عَرَبِيَّة 0 ـ كَمَا قَدَّمْتُ عِدَّةَ حَلْقَاتٍ دِينِيَّة وَأَدَبِيَّة؛ لِلإِذَاعَةِ المِصْرِيَّة 0 ـ كَمَا قَدَّمَتْ لي قَنَاةُ الرَّحْمَةِ قَصِيدَةً مُغَنَّاةً عَنِ الإِسَاءَةِ الدِّنمَارْكِيَّة بِعُنوَان " إِلاَّ الحَبِيب " سُبْحَانَكَ اللَِّهُمَِّ وَبحَمْدِكَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْك، اللَِّهُمَّ اجْعَلْ كُلَّ كِتَابَاتي في مِيزَانِ حَسَنَاتي بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني °*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

§1/1