من ذخائر ابن مالك في اللغة مسألة من كلام الإمام ابن مالك في الاشتقاق

ابن مالك

مقدمة

من ذخائر ابْن مَالك فِي اللُّغَة مَسْأَلَة من كَلَام الإِمَام ابْن مَالك فِي الِاشْتِقَاق تَقْدِيم ودراسة وَتَحْقِيق وَتَعْلِيق الدكتور: مُحَمَّد الْمهْدي عبد الْحَيّ عمار أستاذ مساعد فِي كُلية اللُّغَة الْعَرَبيَّة فِي الجامعة الإسلامية بِالْمَدِينَةِ المنورة مُقَدّمَة الْحَمد لله وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على إِمَام الْمُرْسلين وَخَاتم النَّبِيين سيدنَا وَنَبِينَا مُحَمَّد وعَلى آله وَصَحبه الطيبين الطاهرين. أما بعد: فَإِنَّهُ لجلى كل الْجلاء مَا لتحقيق المخطوطات ونفض الْغُبَار عَنْهَا وإخراجها من ظلمات المخازن من عَظِيم المزية وكبير الْفَائِدَة فِي خدمَة لُغَة الْقُرْآن ولسان السّنة. وَلَقَد كَانَ ابْن مَالك من الْعلمَاء الأفذاذ الَّذين أثروا المكتبة الْعَرَبيَّة بمؤلفاتهم المفيدة فِي مُخْتَلف مجالاتها، وَقد حُقِّق بعض مؤلفاته ونشِر، وَلَكِن بَعْضهَا مَا زَالَ مخطوطاً ينْتَظر من يقوم بخدمته. ورغبة مني فِي الْمُشَاركَة فِي خدمَة هَذَا التراث الْمُفِيد فقد قُمْت بتحقيق مَسْأَلَة لِابْنِ مَالك فِي الِاشْتِقَاق، وَلما كَانَت الْمَسْأَلَة المحققة مختصرة وخاصة بجزئية محدودة من الِاشْتِقَاق فقد مهدت لَهَا بِتَقْدِيم اشْتَمَل على أهم مسَائِل الِاشْتِقَاق؛ ليَكُون الْقَارئ لهَذِهِ الْمَسْأَلَة مستحضراً لموضوع الِاشْتِقَاق؛ ليسهل عَلَيْهِ فهمها واستيعاب محتواها ومضمونها، وَقد سلكت فِي عَمَلي الخطة التالية: أَولا: الاستفتاح. ثَانِيًا: التَّقْدِيم وَقد ضمنته سَبْعَة مطَالب وَهِي: الْمطلب الأول: فِي بَيَان فَائِدَة الِاشْتِقَاق وَقُوَّة الْحَاجة إِلَيْهِ. الْمطلب الثَّانِي: فِي بَيَان جهود الْعلمَاء فِي الِاشْتِقَاق. الْمطلب الثَّالِث: فِي تَعْرِيف الِاشْتِقَاق وَبَيَان أَنْوَاعه.

الْمطلب الرَّابِع: فِي الْخلاف فِي وُقُوع الِاشْتِقَاق والآراء فِي أصل المشتقات. الْمطلب الْخَامِس: فِي بَيَان أَرْكَان الِاشْتِقَاق والأنواع الَّتِي لَا يدخلهَا. الْمطلب السَّادِس: فِي المرجحات الَّتِي يُؤْخَذ بهَا عِنْد تردد الْكَلِمَة بَين أصلين. الْمطلب السَّابِع: فِي التغييرات الَّتِي تحصل بَين الأَصْل الْمُشْتَقّ مِنْهُ وَالْفرع الْمُشْتَقّ. ثَالِثا: الدراسة وَهِي قِسْمَانِ: أ - دارسة المؤلِّف وَقد اختصرت الحَدِيث عَنهُ لشهرته وَقصرت كَلَامي عَنهُ فِي: نسبه: اسْم وكنيته ولقبه ونسبته، وتاريخ ميلاده ووفاته، وَذكرت عدد مصنفاته إِجْمَالا. ب - دراسة الْمَسْأَلَة وَقد تَضَمَّنت: تَوْثِيق نسبتها، وَسبب وَضعهَا وَبَيَان أهميتها، وأتبعت ذَلِك بِوَصْف المخطوط. رَابِعا: تَحْقِيق نَص الْمَسْأَلَة: وَقد قُمْت فِيهِ بكتابتها وفْق الْقَوَاعِد الإملائية، وشرحت وَجه التَّمْثِيل من الْأَمْثِلَة وفسرت الْكَلِمَات الغريبة مَعَ تَوْثِيق ذَلِك كُله من مراجعه. خَامِسًا: الفهرس: هَذَا وَإِنِّي لِأَحْمَد الله الْعلي الْقَدِير على أَن مكنني من إنجاز هَذَا الْعَمَل الَّذِي مَا قصدت مِنْهُ إِلَّا وَجه الله ثمَّ خدمَة اللُّغَة الْعَرَبيَّة، فَإِن أكن قد وفقت فِيهِ فَذَلِك من فضل الله وجوده، وَإِن كَانَت الْأُخْرَى فحسبي أنني بذلت جهدي وَمَا بخلت بطاقتي، والتوفيق من الله. نَسْأَلهُ تَعَالَى أَن يوفقنا إِلَى مَا يُحِبهُ ويرضاه، وَآخر دعوانا أَن الْحَمد لله رب الْعَالمين وَصلى الله وَسلم على مُحَمَّد وَآله وَصَحبه أَجْمَعِينَ.

تمهيد

تمهيد الْمطلب الأول فِي بَيَان فَائِدَة الِاشْتِقَاق وَقُوَّة الْحَاجة إِلَيْهِ إنّ المتأمل فِي اللُّغَة الْعَرَبيَّة وَمَا يحصل فِي بعض كلماتها من تفريعات، وَمَا يتولّد مِنْهَا من أَلْفَاظ مُخْتَلفَة المبنى مُتَقَارِبَة الْمَعْنى ليدرك بوضوح قيمَة الِاشْتِقَاق، الَّذِي يُعَدُّ من أبرز الخصائص الَّتِي مَهَّدت للغة الضَّاد سُبُل التَّوَسُّع، ومكنتها من الْقُدْرَة على مواكبة التطور الحضاري، والتفاعل مَعَ وَاقع البيئة والمجتمع، فَهِيَ بواسطته تتجدد مَعَ كل طور من أطوار الْحَيَاة، مُزَوِّدَةً الْمُتَكَلّم بهَا بِكُل متطلبات عصره من الْأَلْفَاظ، والتراكيب الَّتِي تمكنه من التَّعْبِير عَن كل مَا يطْرَأ فِي حَيَاته السياسية، والاجتماعية، والفكرية، والاقتصادية، مَعَ الْحفاظ على الْأُصُول الأولى لتِلْك الْأَلْفَاظ وبسبب الِاشْتِقَاق ظلّ آخر هَذِه اللُّغَة يتَّصل بأولها فِي نَسِيج متقن، من غير أَن تذْهب معالمها، أَو يَنْبَهم مَا خَلَّفَه السّلف من تُراث على الأجيال بعدهمْ، فالاشتقاق يُسَهِّل إِيجَاد صِيغ جَدِيدَة من الجذور الْقَدِيمَة، بِحَسب مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الْإِنْسَان، فَعَن طَرِيقه يَسْتَطِيع الْعَرَبِيّ استبدال المصطلحات الْأَجْنَبِيَّة بِكَلِمَات عَرَبِيَّة فصيحة هِيَ أحسن تعبيراً وأدق دلَالَة على مفهومها، وَذَلِكَ باستمدادها من الْأُصُول الْمُنَاسبَة المتمتعة بسمات الرسوخ والحيوية الدائمة1، وَقد اشتدت الْحَاجة إِلَى الِاشْتِقَاق فِي عصرنا الْحَاضِرَة عصر التقنيات والمخترعات الَّتِي نحتاج إِلَى تعريبها، وسبيلنا إِلَى ذَلِك هُوَ الِاشْتِقَاق. وَقد كَانَ لمجمعي اللُّغَة الْعَرَبيَّة فِي الْقَاهِرَة ودمشق دور بارز فِي اشتقاق الْأَسْمَاء الْمُنَاسبَة لكثير من تِلْكَ المخترعات.

_ 1 تنظر الفصحى لُغَة الْقُرْآن ص12، ومقدمة مُحَقّق الْعلم الخفاق ص7.

المطلب الثاني: جهود العلماء في الإشتقاق.

الْمطلب الثَّانِي جهود الْعلمَاء فِي الِاشْتِقَاق لقد فطن الْعلمَاء مُنْذُ الْقدَم لفائدة الِاشْتِقَاق وأهميته واتضح لَهُم دوره البارز فِي إثراء اللُّغَة الْعَرَبيَّة بِمَا ينْتج عَنهُ من توليد للألفاظ والصيغ وربط بَين الْكَلِمَات ذَات الْحُرُوف المتجانسة والمعاني المتقاربة. فَلذَلِك أولوه عناية فائقة، وَقَامُوا بدرسه وسطرت أقلامهم فِيهِ تراثاً عَظِيما وصلنا بعضه وسطت غير الزَّمَان على بعضه، فقد ذكر المؤرخون جمعا غفيراً من الْمُتَقَدِّمين الَّذين كَانَت لَهُم جهود جبارَة فِي هَذَا الميدان، فَمنهمْ من أفرد لَهُ مؤلفات، وَمِنْهُم من جعل لَهُ فصولاً ضمن كتبهمْ. وَقد ربط المحدثون الحاضرَ بالماضي فِي هَذَا المجال، فَقَامُوا هم أَيْضا ببحثه وتمحيصه، وأودعوا مرئياتهم فِيهِ كتبا مُسْتَقلَّة، وأبحاثاً ضمن مؤلفاتهم. وَقد قَامَ الدكتور عبد السَّلَام هَارُون فِي تَقْدِيمه لكتاب الِاشْتِقَاق لِابْنِ دُرَيْد بحصر شَامِل لِجُلِّ مؤلفات الِاشْتِقَاق مَعَ ذكر أَسمَاء مؤلفيها من الْمُتَقَدِّمين والمحدثين، وَنقل عَنهُ ذَلِك الْحصْر نَذِير مُحَمَّد مكتبي فِي مقدمته لتحقيق الْعلم الخفاق من علم الِاشْتِقَاق، وَزَاد عَلَيْهِ بعض المؤلفات الَّتِي توصل إِلَيْهَا من خلال بَحثه فِي هَذَا المجال، وَكَذَلِكَ قَامَ بحصر أَكثر تِلْكَ المؤلفات الدكتور رَمَضَان عبد التواب فِي مقدمته لتحقيق اشتقاق الْأَسْمَاء للأصمعي. وَفِيمَا يَلِي ثَبت بأسماء أَصْحَاب تِلْكَ المؤلفات كَمَا ذكرهَا أُولَئِكَ الْمُحَقِّقُونَ

مُضَاف إِلَيْهَا مَا وقفت عَلَيْهِ من المؤلفات الَّتِي فَاتَتْهُمْ فَلم ترد فِي كتبهمْ. 1 - أَبُو عَليّ مُحَمَّد بن المستنير "قطرب" الْمُتَوفَّى سنة 206هـ، لَهُ كتاب (الِاشْتِقَاق) 1. 2 - أَبُو سعيد عبد الْملك بن قريب الْأَصْمَعِي الْمُتَوفَّى سنة 215هـ، لَهُ (اشتقاق الْأَسْمَاء) 2. 3 - أَبُو الْحسن سعيد بن مسْعدَة الْأَخْفَش الْأَوْسَط الْمُتَوفَّى سنة 215هـ لَهُ: (الِاشْتِقَاق) 3. 4 - أَبُو نصر أَحْمد بن حَاتِم الْبَاهِلِيّ ابْن أُخْت الْأَصْمَعِي الْمُتَوفَّى سنة 231هـ لَهُ: (اشتقاق الْأَسْمَاء) 4. 5 - أَبُو الْوَلِيد عبد الْملك بن قطن الْمهرِي القيرواني الْمُتَوفَّى سنة 253هـ، لَهُ (اشتقاق الْأَسْمَاء مِمَّا لم يَأْتِ بِهِ قطرب) 5. 6 - أَبُو الْفضل أَحْمد بن طَاهِر طيفور الْمُتَوفَّى سنة 280هـ. لَهُ (الْمُشْتَقّ) 6. 7 – أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يزِيد الْمبرد الْمُتَوفَّى سنة 285هـ، لَهُ (الِاشْتِقَاق) 7.

_ 1 ينظر مُعْجم الأدباء 19:52 والمزهر 1/351، وَتَقْدِيم هَارُون ومقدمة كل من رَمَضَان عبد التواب ونذير مُحَمَّد مكتبي. 2 ينظر المزهر 1/351، والبغية 2/113،وَقد طبع بتحقيق د/رَمَضَان عبد التواب ود/صَلَاح الدّين الْهَادِي سنة 1400هـ مكتبة الخانجي. 3 ينظر مُعْجم الأدباء 11/230، وبغية الوعاة 1/591، والمزهر 1/351 والمقدمات السَّابِقَة. 4 تنظر طَبَقَات النَّحْوِيين ص 250، والفهرست 83، والمزهر 1/351 وَتَقْدِيم هَارُون 28 ومقدمة رَمَضَان وَصَلَاح الدّين 46 ومقدمة نَذِير مُحَمَّد مكتبي ص 40. 5 تنظر طَبَقَات النَّحْوِيين واللغويين 250 والبغية 2/114 ومقدمة رَمَضَان وَصَلَاح الدّين ص 47، ومقدمة مُحَمَّد نَذِير مكتبي ص 40. 6 تنظر الفهرست 215، والمقدمتان السابقتان فِي الصفحات نَفسهَا. 7 تنظر الفهرست ص88، ووفيات الْأَعْيَان 4/313، والمزهر 1/351، وَتَقْدِيم هَارُون 29، ومقدمة رَمَضَان وَصَلَاح الدّين ص47، ومقدمة نَذِير مُحَمَّد مكتبي ص 40.

8 - أَبُو طَالب الْمفضل بن سَلمَة بن عَاصِم الْمُتَوفَّى سنة 300هـ، لَهُ (الِاشْتِقَاق) 1. 9 - أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن السّري الزّجاج الْمُتَوفَّى سنة 311هـ لَهُ (الِاشْتِقَاق) 2. 10 - أَبُو بكر مُحَمَّد بن سهل ابْن السراج الْمُتَوفَّى سنة 316هـ لَهُ (الِاشْتِقَاق) وَلم يتمه3. 11 - أَبُو بكر مُحَمَّد بن دُرَيْد الْمُتَوفَّى سنة 321هـ، لَهُ (الِاشْتِقَاق) 4. 12 -أَبُو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق الزجاجي الْمُتَوفَّى سنة 337هـ لَهُ (اشتقاق أَسمَاء الله وَصِفَاته) 5. 13 - أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْمرَادِي ابْن النّحاس الْمُتَوفَّى سنة 338هـ لَهُ كِتَابَانِ: أ - كتاب الِاشْتِقَاق لأسماء الله عزوجل. ب - كتاب الِاشْتِقَاق6.

_ 1 ينظر مُعْجم الأدباء 1/151، وبغية الدعاة 2/297 والمزهر 1/351، ومقدمة رَمَضَان عبد التواب وَصَلَاح الدّين ص 47 وطبقات ابْن قَاضِي شهية 1/254. 2 تنظر الفهرست ص91 ومعجم الأدباء 1/151 والمزهر 1/351 وَتَقْدِيم عبد السَّلَام هَارُون29 ومقدمة رَمَضَان وَصَلَاح الدّين ص 47، ومقدمة نَذِير مُحَمَّد مكتبي ص 40. 3 ينظر مُعْجم الأدباء 18/200، والمزهر 1/351، والبغية 1/110 وَقد نشره مُحَمَّد صَلَاح التكويتي 1973 كَمَا نشره مُحَمَّد عَليّ الدرويش ومصطفى الحدري فِي دمشق سنة 1973م، تنظر مُقَدّمَة نَذِير مُحَمَّد مكتبي للْعلم الخفاق ص 42. 4 طبع بتحقيق الدكتور عبد السَّلَام هَارُون وَمن تَقْدِيمه لَهُ استقيت جلّ هَذِه المعلومات. 5 طبع بتحقيق عبد الْحُسَيْن الْمُبَارك. 6 ينظر فصل الْمقَال ص 34 وفهرست ابْن خير 386 ومعجم الأدباء 4/228، وَتَقْدِيم هَارُون 29 ومقدمة رَمَضَان وَصَلَاح الدّين ص50، ومقدمة نَذِير مُحَمَّد مكتبي ص 40.

14 - أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن جَعْفَر بن درسْتوَيْه الْمُتَوفَّى سنة 347هـ. لَهُ كِتَابَانِ: أ- الِاشْتِقَاق الصَّغِير. ب- الِاشْتِقَاق الْكَبِير1. 15 - أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن أَحْمد بن خالويه الْمُتَوفَّى سنة 370هـ، لَهُ كتاب (الِاشْتِقَاق) 2. 16 - أَبُو الْحسن عَليّ بن عِيسَى الرماني الْمُتَوفَّى 374هـ لَهُ كِتَابَانِ: أ- الِاشْتِقَاق الصَّغِير. ب - الِاشْتِقَاق الْكَبِير3. 17 - أَبُو الْقَاسِم يُوسُف بن عبد الله الزجاجي الْمُتَوفَّى سنة 415هـ، لَهُ: اشتقاق الْأَسْمَاء، أَو اشتقاق أَسمَاء الرياحين4. 18 - أَبُو عبيد الْبكْرِيّ عبد الله بن عبد الْعَزِيز الأندلسي الْمُتَوفَّى سنة 487هـ لَهُ (اشتقاق الْأَسْمَاء) 5. 19 - حجَّة الأفاضل عَليّ بن مُحَمَّد الْخَوَارِزْمِيّ الْمُتَوفَّى سنة 560هـ، لَهُ كتاب (اشتقاق أَسمَاء الْمَوَاضِع والبلدان) 6.

_ 1 تنظر الفهرست لِابْنِ النديم ص 95، والتقديم والمقدمتان الصفحات السَّابِقَة. 2 تنظر الفهرست 122، وبغية الوعاة 1/530، وَتَقْدِيم هَارُون 29، ومقدمة رَمَضَان وَصَلَاح الدّين ص 51، ومقدمة الْعلم الخفاق ص 40. 3 ينظر مُعْجم الأدباء 14/74 والمزهر 1/351، وَتَقْدِيم هَارُون ومقدمة رَمَضَان وَصَلَاح الدّين ومقدمة نَذِير مُحَمَّد مكتبي. 4 ينظر مُعْجم الأدباء 20/60، والبغية 2/358، وكشف الظنون 2/212، وَتَقْدِيم هَارُون 29، ومقدمة رَمَضَان وَصَلَاح الدّين ص 51، ومقدمة نَذِير مكتبي ص 41. 5 تنظر بغية الوعاة 2/49، وَتَقْدِيم ومقدمتا الْمُحَقِّقين السَّابِقين. 6 تنظر البغية 2/195، وهدية العارفين 1/698 والتقديم والمتقدمتان.

20 - أَبُو بكر مُحَمَّد بن وَائِل الْبكْرِيّ الأندلسي الْمُتَوفَّى سنة 685هـ، لَهُ كتاب (الِاشْتِقَاق) 1. 21 - عَليّ بن عبد الْكَافِي السُّبْكِيّ الْمُتَوفَّى سنة 756هـ، لَهُ أرجوزة سَمَّاهَا: لمْعَة الْإِشْرَاق فِي أَمْثِلَة الِاشْتِقَاق2. 22 - الإِمَام مُحَمَّد بن عَليّ الشوكاي الْمُتَوفَّى سنة 1250هـ، لَهُ (نزهة الأحداق فِي علم الِاشْتِقَاق) 3. وَمِمَّا يَنْبَغِي أَن يُضَاف إِلَى كتب الِاشْتِقَاق. 23 - كتاب (مقاييس اللُّغَة لِأَحْمَد بن الْحُسَيْن ابْن فَارس الْمُتَوفَّى سنة 395هـ4. فَإِنَّهُ تنَاول مواده اللُّغَوِيَّة فِي ضوء الِاشْتِقَاق. 24 - وَمثل ذَلِك مُعْجم الْبلدَانِ لياقوت الْحَمَوِيّ الْمُتَوفَّى سنة 626 فقد جرى فِيهِ على بَيَان اشتقاق أَسمَاء الْبلدَانِ5. 25 - السَّيِّد الإِمَام أَبُو الطّيب مُحَمَّد بن صديق خَان الْحُسَيْنِي الْمُتَوفَّى سنة 1307هـ، لَهُ: الْعلم الخفاق من علم الِاشْتِقَاق6. 26 - الْعَلامَة عبد الْقَادِر المغربي الْمُتَوفَّى سنة 1376هـ لَهُ: الِاشْتِقَاق والتعريب7.

_ 1 تنظر هَدِيَّة العارفين 2/135، وبغية الوعاة 2/44 ومقدمة رَمَضَان عبد التواب وَصَلَاح الدّين لاشتقاق الْأَسْمَاء للأصمعي ص 51 ومقدمة نَذِير مُحَمَّد مكتبي للْعلم الخفاق ص43. 2 تنظر طَبَقَات الشَّافِعِيَّة الْكُبْرَى للسبكي 10/186، وَتنظر مُقَدّمَة الْعلم الخفاق ص 43. 3 تنظر مُقَدّمَة مُحَقّق الْعلم الخفاق ص 43. 4 طبع بتحقيق عبد السَّلَام هَارُون سنة 1411هـ بدار الجيل، بيروت. 5 مطبوع فِي دَار إحْيَاء التراث الْعَرَبِيّ بيروت. 6 طبع بتحقيق نَذِير مُحَمَّد مكتبي وَقد أفدت من مُقَدّمَة مُحَققَة فِي جلّ مَا أثْبته هُنَا. 7 ينظر تَقْدِيم هَارُون ص 30 ومقدمة رَمَضَان وَصَلَاح الدّين ص 50.

27 - الْأُسْتَاذ عبد الله أَمِين لَهُ: كتاب الِاشْتِقَاق1. 28 - الدكتور فؤاد حنا ترز لَهُ (الِاشْتِقَاق) 2. 29 - الدكتور عبد الحميد أَبُو سكين لَهُ: (الِاشْتِقَاق وأثره فِي النمو اللّغَوِيّ) 3. وَلم تهمل كتب فقه اللُّغَة والدراسات اللُّغَوِيَّة والصرفية جَانب الِاشْتِقَاق، بل إِنَّهَا قد تطرقت إِلَيْهِ وتناولته من جَمِيع النواحي، وَمن أَمْثِلَة ذَلِك الخصائص لِابْنِ جني، والصاحبي لِابْنِ فَارس، والمزهر للسيوطي من الْكتب الْقَدِيمَة، وَمن الحديثة تصريف الْأَسْمَاء لمُحَمد الطنطاوي، ودروس الصّرْف لمُحَمد مُحي الدّين عبد الحميد، ودقائق الْعَرَبيَّة للأمير أَمِين آل نَاصِر، وَفِي أصُول النَّحْو لسَعِيد الأفغاني، والمدخل إِلَى علم النَّحْو وَالصرْف للدكتو عبد الْعَزِيز عَتيق، ودراسات فِي فقه اللُّغَة للدكتور صبحي الصَّالح، كَمَا تنَاوله الدكتور عبد السَّلَام هَارُون فِي تَقْدِيمه لكتاب الِاشْتِقَاق لِابْنِ دُرَيْد. وَمن الْعلمَاء من أفرد كلا من الْقلب والإبدال والنحت بالتأليف دون أَن يذكر أَنَّهَا من أَنْوَاع الِاشْتِقَاق مَعَ أَنَّهَا من صميمه وَمن أَمْثِلَة ذَلِك: 1 - أَبُو يُوسُف يَعْقُوب بن إِسْحَاق ابْن السّكيت الْمُتَوفَّى سنة 244 لَهُ كتاب الْقلب وَله كتاب الْإِبْدَال4. 2 - عبد الْوَاحِد بن عَليّ أَبُو الطّيب اللّغَوِيّ الْمُتَوفَّى بعد سنة 350هـ لَهُ كتاب الْإِبْدَال5.

_ 1 تنظر مُقَدّمَة رَمَضَان وَصَلَاح الدّين ص50 وَتَقْدِيم هَارُون30 ومقدمة الْعلم الخفاق ص43. 2 تنظر المقدمتان السابقتان. 3 مطبوع بمطبعة الْأَمَانَة، الطبعة الأولى سنة 1399هـ. 4 تنظر طَبَقَات الزبيدِيّ ص 223 وقد طبع كتاب الْإِبْدَال بتحقيق الدكتور حُسَيْن مُحَمَّد مُحَمَّد شرف تنظر مقدمته ص 27. 5 تنظر بغية الوعاة 2/120.

3 - أَبُو عَليّ الظهير الْفَارِسِي الْعمانِي لَهُ كتاب فِي النحت سَمَّاهُ (تَنْبِيه البارعين على المنحوت من كَلَام الْعَرَب) 1. 4 - جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الله بن مَالك لَهُ: الْوِفَاق فِي الْإِبْدَال2. 5 - أَحْمد فَارس الشدياق لَهُ: سر الليال فِي الْقلب والإبدال3. وَمن الْكتب الَّتِي اشْتَمَلت على مبَاحث من الْأَنْوَاع الثَّلَاثَة جمهرة ابْن دُرَيْد والمزهر للسيوطي.

_ 1 ينظر المرهز 1/482. 2 ينظر بغية الوعاة 1/130 ومَا بعْدهَا وَقد طبع بتحقيق بدر الزَّمَان النيبالي. 3 طبع بالمطبعة العامرية بالاستانة سنة 1248هـ.

المطلب الثالث: تعريف الإشتقاق وبيان أنواعه.

الْمطلب الثَّالِث: تَعْرِيف الِاشْتِقَاق وَبَيَان أَنْوَاعه أَولا: تَعْرِيفه: فِي اللُّغَة: يُطلق على معَان مِنْهَا: أَخذ الشَّيْء من الشَّيْء، وَمِنْهَا الْأَخْذ فِي الْكَلَام وَالْخُصُومَة يَمِينا وَشمَالًا مَعَ ترك الْقَصْد، واشتقاق الْحَرْف من الْحَرْف أَخذه مِنْهُ، وَكَذَلِكَ أَخذ الْكَلِمَة من الْكَلِمَة، واشتقاق الْكَلَام إِخْرَاجه أحسن مخرج1 وَقد ورد بِمَعْنى أَخذ شَيْء من شَيْء فِي حَدِيث قدسي وَهُوَ قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة

_ 1ينظر الصِّحَاح وَاللِّسَان والقاموس ((شقق)) ، ومقاييس اللُّغَة 3/171.

وَالسَّلَام فِيمَا يرويهِ عَن ربه عزوجل: أَنا الرَّحْمَن خلقت الرَّحِم وشققت لَهَا من اسْمِي1. وَفِي الِاصْطِلَاح: أَخذ كلمة من أُخْرَى مَعَ تناسب بَينهمَا فِي الْمَعْنى وَاخْتِلَاف فِي الصِّيغَة2. ثَانِيًا: أَنْوَاعه: حصر الْعلمَاء الِاشْتِقَاق فِي أَرْبَعَة أَنْوَاع وَهِي: الأول: الصَّغِير أَو الْأَصْغَر. ويُعَرَّف بِأَنَّهُ: أَخذ صِيغَة من أُخْرَى مَعَ اتِّفَاقهمَا معنى ومادة أَصْلِيَّة وهيئة تركيب لَهَا؛ ليدل بِالثَّانِيَةِ على معنى الْأَصْلِيَّة بِزِيَادَة مفيدة؛ لأَجلهَا اخْتلفَا حروفا وتركيبا كضارب من الضَّرْب، وحَذِر من الحذَرِ3. وَهَذَا النَّوْع هُوَ أَكثر أَنْوَاع الِاشْتِقَاق وروداً وَهُوَ المُرَاد عِنْد إِطْلَاق الِاشْتِقَاق. وأفراده عشرَة هِيَ:

_ 1- الْفِعْل الْمَاضِي 2- الْفِعْل الْمُضَارع 3- فعل الْأَمر 1 ورد هَذَا الحَدِيث فِي مُسْند الإِمَام أَحْمد 1/190، 194 وينظر المزهر 1/346، وَالْعلم الخفاق ص 94، وأصول النَّحْو لسَعِيد الأفغاني ص 130. 2 ينظر المزهر 1/346، وَالْعلم الخفاق ص 65 ودقائق الْعَرَبيَّة 19، وتصريف الْأَسْمَاء لمُحَمد الطنطاوي ص 38، ودروس التصريف لمُحَمد مُحي الدّين ص 10 وَفِي أصُول النَّحْو لسَعِيد الأفغاني ص 130 ودراسات فِي فقه اللُّغَة لصبحي الصَّالح 174،وَتَقْدِيم عبد السَّلَام هَارُون لكتاب الِاشْتِقَاق لِابْنِ دُرَيْد ص 26، والاشتقاق لعبد الحميد أَبُو سكين ص 10. 3 المزهر 1/346، وَينظر التَّبْيِين للعبكري ص 144، والاشتقاق وأثره فِي النمو اللّغَوِيّ ص15.

4- اسْم الْفَاعِل 5- اسْم الْمَفْعُول 6- الصّفة المشبهة 7- اسْم التَّفْضِيل 8- اسْم الزَّمَان 9- اسْم الْمَكَان 10- اسْم الْآلَة1. الثَّانِي: الِاشْتِقَاق الْكَبِير: وعَرَّفوه بأنّه أَخذ كلمة من كلمة مَعَ تناسبهما فِي الْمَعْنى واتفاقهما فِي الْحُرُوف الْأَصْلِيَّة دون ترتيبها، مثل: حمد ومدح. وأيس ويئس، والحلم وَالْحمل، ودهده وهدد2، وَجُمْهُور الصرفيين يطلقون على هَذَا النَّوْع الْقلب المكاني3. وَأول من فكر فِيهِ الْخَلِيل بن أَحْمد الفراهيدي (ت170هـ) وعلىّ أساس تِلْكَ الفكرة رتب مُعْجَمه (كتاب الْعين) وَلَكِن أول من بسط فِيهِ القَوْل وَبَين جوانبه ووضحه أَبُو الْفَتْح عُثْمَان بن جني (ت392هـ) الَّذِي ذكر أَن شَيْخه أَبَا عليّ (ت 377هـ) كَانَ يسْتَأْنس بن يَسِيرا4. الثَّالِث: الِاشْتِقَاق الْأَكْبَر وهوأخذ لَفْظَة من أُخْرَى مَعَ تناسبهما فِي الْمَعْنى واتحادهما فِي أغلب الْحُرُوف، مَعَ كَون المتبقي من الْحُرُوف من مخرج أَو مخرجين متقاربين مثل: نعق

_ 1 تنظر المراجع السَّابِقَة فِي الْحَاشِيَة 2 ص 315، وَالصرْف الْعَرَبِيّ نشأة ودراسة للدكتور فتحي الدجني ص 166. 2 ينظر الخصائص 1/5، 2/134، والمزهر 1/347، ودقائق الْعَرَبيَّة ص 19 وتصريف الْأَسْمَاء للطنطاوي ص 39، ودراسات فِي فقه اللُّغَة لصبحي الصَّالح ص 186. 3 ينظر الِاشْتِقَاق وأثره فِي النمو اللّغَوِيّ ص 91. 4 تنظر المراجع السَّابِقَة.

ونهق، وهتن وهتل، وثلب وثلم، وَيُطلق على هَذَا النَّوْع أَحْيَانًا الْإِبْدَال اللّغَوِيّ1. الرَّابِع: الِاشْتِقَاق من الُكُبَّار: وَهُوَ أَخذ كلمة من كَلِمَتَيْنِ أَو أَكثر مَعَ تناسب الْمَأْخُوذ والمأخوذ مِنْهُ فِي اللَّفْظ وَالْمعْنَى مثل: عبشمي وعبدري فِي عبد شمس وَعبد الدَّار، وبسمل وسبحل قَالَ بِسم الله وَسُبْحَان الله، وَكثير من الْعلمَاء يُسَمِّيه بالنحت2.

_ 1 تنظر دراسات فِي فقه اللُّغَة لصبحي الصَّالح ص 210 وتصريف الْأَسْمَاء للطنطاوي ص 39، والمدخل فِي علم النَّحْو وَالصرْف ص 55، والاشتقاق وأثره فِي النمو اللّغَوِيّ ص 39. 2 تنظر المراجع السَّابِقَة، وَتَقْدِيم عبد السَّلَام هَارُون لكتاب الِاشْتِقَاق لِابْنِ دُرَيْد ص 28، وَفِي أصُول النَّحْو لسَعِيد الأفغاني ص 134، والاشتقاق وأثره فِي النمو اللّغَوِيّ ص 125.

المطلب الرابع: الخلاف في وقوع الإشتقاق والأراء في أصل المشتقات.

الْمطلب الرَّابِع: الْخلاف فِي وُقُوع الِاشْتِقَاق والآراء فِي أصل المشتقات. أَولا: الْخلاف فِي وُقُوعه: اخْتلفت الآراء فِي وُقُوع الِاشْتِقَاق فِي اللُّغَة الْعَرَبيَّة فَقَالَ الْخَلِيل بن أَحْمد ت (170هـ) وسيبويه (ت180هـ) وَجمع غفير من أَئِمَّة الْعَرَبيَّة: إِن بعض الْكَلم مُشْتَقّ وَبَعضه غير مُشْتَقّ، وَقَالَت طَائِفَة من الْمُتَأَخِّرين اللغويين إِن كل الْكَلم مُشْتَقّ، وَنسب هَذَا القَوْل إِلَى سِيبَوَيْهٍ والزجاج (ت 311هـ) . وَقَالَ فريق ثَالِث - وَصفهم السُّيُوطِيّ بالنظار1 إِن الْكَلم كُله أصل

_ 1النظار هم أَصْحَاب النّظر والجدل، تنظر التعريفات للجرجاني ص 207 وَينظر المزهر 1/348.

، وَالرَّاجِح هُوَ الأول1. ثَانِيًا: الآراء فِي أصل المشتقات: تباينت آراء الْعلمَاء قَدِيما وحديثاً فِي أصل المشتقات، فَذهب جُمْهُور الْبَصرِيين: إِلَى أَن الْمصدر هُوَ أصل المشتقات، وَقد احْتَجُّوا لرأيهم بأدلة أوصلها بعض الْعلمَاء إِلَى الْعشْرَة، وَقد اخْتَار أَكثر الْمُتَقَدِّمين والمتأخرين رَأْيهمْ. وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ: إِن الْفِعْل هُوَ أصل المشتقات، وأوردوا على ذَلِك عدَّة أَدِلَّة، وَقد حاول بعض الْمُحدثين تاييد رَأْيهمْ2. وَهَذَا الْخلاف وأدلة الْفَرِيقَيْنِ وردودهم مَبْسُوط فِي كثير من كتب الصّرْف بِخَاصَّة وَكتب النَّحْو بعامة وَلَا يَتَّسِع الْمقَام هُنَا لتفصيله3.

_ 1 ينظر همع الهوامع 2/212، 213، والمزهر 1/348، وَالْعلم الخفاق ص 98، 101 والاشتقاق وأثره فِي النمو اللّغَوِيّ ص 16. 2 ينظر فِي أصُول النَّحْو لسَعِيد الأفغاني ص 141. 3 ينظر الْكتاب 1/12، وَالْأُصُول 1/162، والإيضاح فِي علل النَّحْو ص 56، والتكملة لأبي عَليّ ص 507، وَشرح الْكتاب للسيرافي 1/54، وأسرار الْعَرَبيَّة ص 171، والإنصاف الْمَسْأَلَة 28، والتبيين 143 وَشرح التسهيل لِابْنِ مَالك 2/178، وَشرح الكافية للرضى 2/192 وبدائع الْفَوَائِد 1/27، والأشباه والنظائر 1/56، والمدخل إِلَى علم النَّحْو ص 58،60 وفِي أصُول اللُّغَة لسَعِيد الأفغاني ص 141 والاشتقاق وأثره فِي النمو اللّغَوِيّ ص 121.

المطلب الخامس: في بيان أركان الإشتقاق والأنواع التي لا يدخلها.

الْمطلب الْخَامِس فِي بَيَان أَرْكَان الِاشْتِقَاق والأنواع الَّتِي لَا يدخلهَا أَولا: أَرْكَان الِاشْتِقَاق: لابد فِي عملية الِاشْتِقَاق من تحقق أَرْبَعَة أُمُور هِيَ أَرْكَانه. 1- الْمُشْتَقّ 2- الْمُشْتَقّ مِنْهُ 3- تشاركهما فِي الْمعَانِي والحروف. 4- أَن يكون بَينهمَا تَغْيِير لفظا مثل: طَالب من الطَّلَبِ أَو تَقْديرا مثل طَلَبَ من الطَّلَبِ1. ثَانِيًا: الْأَنْوَاع الَّتِي لَا يدخلهَا الِاشْتِقَاق: يذكر الْعلمَاء سِتَّة أَنْوَاع لَا ينقاس الِاشْتِقَاق مِنْهَا وَمَا ورد من ذَلِك يَعْدُّونه نَادرا مَقْصُورا على السماع، والأنواع هِيَ: 1 - الْأَسْمَاء الأعجمية. 2 - أَسمَاء الْأَصْوَات 3 - الْأَسْمَاء المتوغلة فِي الْإِبْهَام مثل: (مَنْ، مَاء، مهما) . 4 - الْأَلْفَاظ النادرة مثل: طُوبَى. 5 - الْأَسْمَاء الَّتِي لَهَا معَان متقابلة مثل الجون للأبيض وَالْأسود والجلل للكبير وَالصَّغِير.

_ 1 أصُول النَّحْو لسَعِيد الأفغاني ص 100، وَتنظر دروس التصريف ص 11 مَعَ حَاشِيَته (1) وص 12 مَعَ حاشيتها.

6 - الْحُرُوف1. وَقد أجَاز مجمع اللُّغَة الْعَرَبيَّة الِاشْتِقَاق من الْأَعْيَان عِنْد الضَّرُورَة2.

_ 1 المزهر 1/353، 354، وَينظر فِي أصُول اللُّغَة للأفغاني ص 151، وَالْعلم الخافق 107 ودروس الصّرْف 20 (الِاشْتِقَاق وأثره فِي النمو اللّغَوِيّ ص 21. 2 تنظر مجلة الْمجمع 1/233، 235، 2/9،10، والاشتقاق وأثره فِي النمو اللّغَوِيّ ص 35.

المطلب السادس: في المرجحات التي تؤخذ بها عند تردد الكلمة بين أصلين.

الْمطلب السَّادِس: فِي المرجحات الَّتِي تُؤْخَذ بهَا عِنْد تردد الْكَلِمَة بَين أصلين. ... الْمطلب السَّادِس: فِي المرجحات الَّتِي يُؤْخَذ بهَا عِنْد تردد الْكَلِمَة بَين أصلين: لما كَانَت بعض الْكَلِمَات الْعَرَبيَّة مُحْتَملَة للاشتقاق من أَكثر من أصل فقد بحث الْعلمَاء عَن مَا يرجح كَونهَا من أحد تِلْكَ الْأُصُول وَقد أورد السُّيُوطِيّ ت 911هـ فِي المزهر تِلْكَ المرجحات فَقَالَ: "وَإِذا ترددت الْكَلِمَة بَين أصلين فِي الِاشْتِقَاق طُلِب التَّرْجِيح وَله وُجُوه: أَحدهَا: الأمكنية كمهدد علما من الهد أَو المهد فَيرد إِلَى المهد؛ لِأَن بَاب كُرُم أمكن وأوسع وأفصح وأخف من بَاب (كرّ) فيرجح بالأمكنية. الثَّانِي: كَون أحد الْأَصْلَيْنِ أشرف؛ لِأَنَّهُ أَحَق بِالْوَضْعِ لَهُ، والنفوس أذكر لَهُ وَأَقْبل كدوران اشتقاق كلمة (الله) -فِيمَن اشتقها - بَين الِاشْتِقَاق من ((ألَهَ)) أَو ((لوه)) أَو ((وَله)) 1 فَيُقَال من ((أَلَه)) أشرف وأُقرب. الثَّالِث: كَونه أظهر وأوضح كالإقبال والقُبُل.

_ 1 تنظر الآراء فِي اشتقاق كلمة (الله) فِي اشتقاق أَسمَاء الله للزجاجي ص 23 وَمَا بعْدهَا.

لرابع: كَونه أخص فيرجح الْأَعَمّ كالفضل والفضيلة وَقيل عَكسه. الْخَامِس: كَونه أسهل وَأحسن تَصرفا كاشتقاق الْمُعَارضَة من الْعرض بِمَعْنى الظُّهُور أَو من العرْض وَهُوَ النَّاحِيَة فَمن الظُّهُور أولى. السَّادِس: كَونه أقرب وَالْآخر أبعد كالعقار يرِد إِلَى عقر الْفَهم لَا إِلَى أَنَّهَا تسكر فتعقر صَاحبهَا. السَّابِع: كَونه أليق كالهداية بِمَعْنى الدّلَالَة لَا بِمَعْنى التَّقَدُّم من الهوادي بِمَعْنى المتقدمات. الثَّامِن: كَونه مُطلقًا فيرجح على الْمُقَيد كالقرب والمقاربة. التَّاسِع: كَونه جوهراً وَالْآخر عرضا لَا يصلح للمصدرية وَلَا شَأْنه أَن يشتق مِنْهُ فَإِن الرَّد إِلَى الْجَوْهَر حِينَئِذٍ أولى لِأَنَّهُ أسبق، فَإِن كَانَ مصدرا تعين الرَّد إِلَيْهِ؛ لِأَن اشتقاق الْعَرَب من الْجَوْهَر قَلِيل جدا وَالْأَكْثَر من المصادر"1.

_ 1 المزهر 1/349، 350، وَينظر الْعلم الخفاق ص 104، والاشتقاق وأثره فِي النمو اللّغَوِيّ ص 19،20.

المطلب السابع: في التغيرات التي تحصل بين الأصل المشتق منه والفرع المشتق.

الْمطلب السَّابِع: فِي التغيرات الَّتِي تحصل بَين الأَصْل الْمُشْتَقّ مِنْهُ وَالْفرع الْمُشْتَقّ من ينعم النّظر فِي الْمصدر - أصل الِاشْتِقَاق - وَمَا أَخذ مِنْهُ يَتَّضِح لَهُ أَن الْفرق بَينهمَا لَا يخرج عَن كَونه زِيَادَة حَرَكَة أونقصها، أَو زِيَادَة حرف أَو

نَقصه، أَو نقص أَحدهمَا وَزِيَادَة الآخر أَو نقص الِاثْنَيْنِ أَو زيادتهما، أَو الْجمع بَين ذَلِك. وَقد قَالَ أَبُو حَيَّان ت (745هـ) : إنَّ التغييرات الَّتِي تعرض بَين الْمُشْتَقّ والمشتق مِنْهُ تِسْعَة1. وَلَكِن السُّيُوطِيّ ت (911هـ) ذكر أَن تِلْكَ التغييرات تَنْحَصِر فِي خَمْسَة عشر تغييراً، وَفِيمَا يَلِي بَيَانهَا كَمَا فِي المزهر: الأول: زِيَادَة حَرَكَة كعَلِم وعِلْم. الثَّانِي: زِيَادَة حرف كطَالِب وطَلَبَ. الثَّالِث: زيادتهما كضَارِب وضَرْب. الرَّابِع: نُقْصَان حَرَكَة كالفُرْس من الفَرَس2. الْخَامِس: نُقْصَان مَادَّة كـ ((ثَبَتَ وثَباتٍ)) . السَّادِس: نقصانهما كنَزَا ونَزَوَان. السَّابِع: نُقْصَان حَرَكَة وَزِيَادَة مَادَّة كغضبي وَغَضب. الثَّامِن: نقص مَادَّة وَزِيَادَة حَرَكَة كـ حَرَمٍ وحِرْمَان. التَّاسِع: زيادتهما مَعَ نقصانهما كـ: استنوق من النَّاقة3. الْعَاشِر: تغاير الحركتين كـ: بَطِرَ بَطَرَا. الْحَادِي عشر: نُقْصَان حَرَكَة وَزِيَادَة أُخْرَى وحرف كـ: أَضْرِب من الضَّرْبِ. الثَّانِي عشر: نُقْصَان مَادَّة وَزِيَادَة أُخْرَى كـ: راضع من الرَّضَاعَةِ.

_ 1 ينظر همع الهوامع 2/213، وَلم أعثر على مَا نسب لأبي حَيَّان فِي مؤلفاته الَّتِي بَين يَدي. 2 لم أجد فِي المعاجم مايثبت أَن الفُرْس مَأْخُوذ من الفَرَس. 3 هَذِه التِّسْعَة هِيَ الَّتِي ذكرهَا أَبُو حَيَّان، ينظر الهمع 2/213.

الثَّالِث عشر: نُقْصَان مَادَّة وَزِيَادَة أُخْرَى وحركة كـ ((خَافَ من الخَوْف)) ؛ لِأَن الْفَاء سَاكِنة فِي خوف لعدم التَّرْكِيب. الرَّابِع عشر: نُقْصَان حَرَكَة وحرف وَزِيَادَة حَرَكَة فَقَط كـ ((عِدْ)) من الوَعْدِ فِيهِ نُقْصَان الْوَاو وحركتها وَزِيَادَة كسرة الْعين. الْخَامِس عشر: نُقْصَان حَرَكَة وحرف وَزِيَادَة حرف كـ: فَاخِرْ من الفَخَارِ نقصت ألف وفتحة وزادت ألف 1. وَهَذِه التغييرات بَين الْمُشْتَقّ والمشتق مِنْهُ هِيَ مَوْضُوع الْمَسْأَلَة الَّتِي قدمت لَهَا بِهَذِهِ المطالب. وَقد بلغت التغييرات الَّتِي اشْتَمَلت عَلَيْهَا هَذِه الْمَسْأَلَة أَرْبَعَة وَعشْرين تغييراً2.

_ 1 ينظر المزهر 1/348 وَالْعلم الخفاق ص 102 والاشتقاق وأثره فِي النمو اللّغَوِيّ ص 17. 2 ينظر النَّص الْمُحَقق ص 29.

الدراسة

الدراسة ابْن مَالك ... الدراسة أ - ابْن مَالك اسْمه - نسبه - لقبه - كنيته تَارِيخ ميلاده - تَارِيخ وَفَاته عدد مصنفاته. ب - الْمَسْأَلَة تَوْثِيق نسبتها - سَبَب وَضعهَا - أهميتها - وصف المخطوط أ - ابْن مَالك اسْمه وَنسبه: أجمع المترجمون لِابْنِ مَالك على أَن اسْمه ((مُحَمَّد)) وَلَكنهُمْ اخْتلفُوا فِي سلسلة آبَائِهِ وَيُمكن تَلْخِيص آرائهم فِي الصُّور التالية: 1 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الله بن مَالك. وَردت هَذِه الصِّيغَة فِي أول بعض مؤلفاته1 وَذكرهَا بعض من تَرْجمهُ2. 2 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مَالك، وَقد وَردت هَذِه الصِّيغَة أَيْضا فِي أَوَائِل بعض كتبه3، وَكَذَلِكَ صرح بهَا بعض مترجميه4. 3 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مَالك. وَردت هَذِه الصِّيغَة فِي أول تَعْلِيق الفرائد على تسهيل الْفَوَائِد

_ 1 وَردت فِي أول المخطوط مَوْضُوع الْبَحْث ووردت أَيْضا فِي أَوَائِل كل من شَوَاهِد التَّوْضِيح والتصحيح ص 3، والاعتضاد فِي الْفرق بَين الظَّاء وَالضَّاد ص 33 وَفِي أول شَرحه للتسهيل جـ1 ص1 وَجَاءَت أَيْضا على غلاف نُسْخَة من شرح عُمْدَة الْحَافِظ تُوجد بمكتبة الْأَوْقَاف بِبَغْدَاد، وَفِي إِكْمَال الْإِعْلَام بِتَثْلِيث الْكَلَام 1/ص4. 2 مِنْهُم الذَّهَبِيّ فِي العبر 5/300، والسبكي فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة 8/68، وَابْن قَاضِي شُهْبَة فِي طَبَقَات النُّحَاة واللغوين ص 133، وَابْن مَكْتُوم فِي ذيل معرفَة الْقُرَّاء الْكِبَار ص 610، والفيروز آبادي فِي الْبلْغَة فِي تَارِيخ أَئِمَّة اللُّغَة ص 229، وَابْن الْجَزرِي فِي غَايَة النِّهَايَة فِي طَبَقَات الْقُرَّاء 2/180 والسيوطي فِي بغية الوعاة 1/130. 3 مِنْهَا شرح النّظم الأوجز فِي مَا يهمز وَمَا لَا يهمز ص 29، والاعتماد فِي نَظَائِر الظَّاء وَالضَّاد ص 23، ووفاق الْمَفْهُوم فِي اخْتِلَاف الْمَقُول والمرسوم ص 43. 4 مِنْهُم ابْن شَاكر الكتبي فِي فَوَات الوفيات 2/452 واليافعي فِي مرْآة الْجنان 4/173 والأسنوي فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة 2/454 وَابْن كثير فِي الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة 13/267 وَغَيرهم كثير.

للدماميني1 وَذكرهَا بعض المترجمين لَهُ2. 4 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الله بن عبد الله بن مَالك ذكر هَذِه الصِّيغَة ابْن طولون فِي القلائد الجوهرية فِي تَارِيخ الصالحية الْقسم الثَّانِي3. 5 - مُحَمَّد بن مَالك وَردت هَذِه الرِّوَايَة فِي أول كتاب الْأَلْفَاظ الْمُخْتَلفَة فِي الْمعَانِي المؤتلفة4. كنيته ولقبه: لقد اشتهرت تكنيته بِابْنِهِ عبد الله، فَهُوَ أَبُو عبد الله، ولقبه الْمَشْهُور هُوَ جمال الدّين5، وَذكر بَعضهم لَهُ لقبا آخر وَهُوَ: جلا الْأَعْلَى6. وَهُوَ ينتسب إِلَى قَبيلَة طَيء الْعَرَبيَّة، وَكَانَ مذْهبه الفقهي - فِي بداية حَيَاته الْمَذْهَب الْمَالِكِي ثمَّ انْتقل إِلَى الْمَذْهَب الشَّافِعِي7، وَقد ولد رَحمَه الله فِي مَدِينَة

_ 1 ينظر تَعْلِيق الفرائد 1/25. 2 ينظر تَارِيخ الْأَدَب الْعَرَبِيّ لبروكلمان 5/275 ودائرة المعارف الإسلامية 1/272 وَقد رجح الدكتور مُحَمَّد كَامِل بَرَكَات هَذِه الصِّيغَة فِي مقدمته لتسهيل الْفَوَائِد ص1، ورد عَلَيْهِ الدكتور سعد حمدَان الغامدي فِي مقدمته لإكمال الْإِعْلَام بِتَثْلِيث الْكَلَام ص 13. 3 تنظر مُقَدّمَة التسهيل لمُحَمد بن كَامِل بَرَكَات ص 1. 4 ينظر كتاب الْأَلْفَاظ الْمُخْتَلفَة فِي الْمعَانِي المؤتلفة ص 21، وَينظر نفح الطّيب للمقري 2/427 وَمَا بعْدهَا فقد وَردت فِيهِ الآراء الْمُخْتَلفَة فِي سلسلة نسبه وَأَشَارَ إِلَيْهَا ايضاً د/مُحَمَّد بَرَكَات فِي مقدمته للتسهيل ود/سعد بن حمدَان الغامدي فِي مقدمته لكتاب إِكْمَال الْإِعْلَام بِتَثْلِيث الْكَلَام والدكتور عبد الرَّحْمَن السَّيِّد فِي مقدمته لشرح التسهيل لِابْنِ مَالك وعدنان الدوري فِي مقدمته لشرح عُمْدَة الْحَافِظ وعدة اللافظ. 5 تنظر العبر 5/300، وطبقات النُّحَاة واللغويين 133 وَالْبُلغَة 229 والبغية 1/130. 6 مُقَدّمَة عبد الْمُنعم هريدي على شرح عُمْدَة الْحَافِظ ص 32. 7 تنظر طَبَقَات الشَّافِعِيَّة للسبكي 8/68، وطبقات الشَّافِعِيَّة للأسنودي 2/454، ونفح الطّيب 2/427 وَمَا بعْدهَا وَتنظر المراجع السَّابِقَة.

جَيَّان1 الأندلسية وَتُوفِّي فِي دمشق. تَارِيخ ميلاده ووفاته تَارِيخ ميلاده: اخْتلفت أَقْوَال المؤرخين فِي تَحْدِيد تَارِيخ ميلاده رَحمَه الله، فَمنهمْ من يرى أَنه ولد سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة2. وَمِنْهُم من ذكر أَنه ولد سنة إِحْدَى وسِتمِائَة3 وَقيل: إِنَّه ولد سنة سِتّمائَة4، وَتردد بَعضهم فَقَالُوا إِنَّه ولد سنة سِتّمائَة أَو إِحْدَى وسِتمِائَة5. تَارِيخ وَفَاته: أـ أجمع المترجمون لَهُ على أَنه توفّي سنة 672هـ وَدفن بِدِمَشْق6. مؤلفاته: بلغت مؤلفاته الَّتِي وقفت على أسمائها خَمْسَة وَخمسين مصنفا، طبع بَعْضهَا

_ 1 جيان مَدِينَة لهاكورة وَاسِعَة بالأندلس تقع شَرْقي قرطبة، ينظر مُعْجم الْبلدَانِ 2/169. 2 ينظر نفح الطّيب 2/196 وَغَايَة النِّهَايَة 2/180 وذيل معرفَة الْقُرَّاء الْكِبَار ص 610. 3 ينظر الوافي بالوفيات 3/359، النُّجُوم الزاهرة 7/244. 4 تنظر مُقَدّمَة شرح التسهيل للدماميني وَتَعْلِيق الفرائد ص 11، وفوات الوفيات 2/452، وَالْبُلغَة فِي تَارِيخ اللُّغَة 229. 5 تنظر طَبَقَات الشَّافِعِيَّة للسبكي 8/67، وبغية الوعاة 1/130 ونفح الطّيب 2/421، وشذرات الذَّهَب 5/339، وَانْظُر الآراء عَن تَارِيخ ميلاده فِي مُقَدّمَة التسهيل ص 2 ومقدمة شرح عُمْدَة الْحَافِظ تَحْقِيق عدنان الدروي 19 ومقدمة إِكْمَال الْإِعْلَام بِتَثْلِيث الْكَلَام ص 15، 16. 6 تنظر المراجع السَّابِقَة.

وَبَعضهَا مازال مخطوطاً1.

_ 1 تنظر مُقَدّمَة التسهيل لمُحَمد كَامِل بَرَكَات ومقدمة سعيد حمدَان الغامدي لإكمال الْإِعْلَام ومقدمة عدنان الدوري لشرح عُمْدَة الْحَافِظ وعدة اللافظ ومقدمة وفَاق الْمَفْهُوم فِي اخْتِلَاف الْمَقُول والمرسوم ومقدمة شرح التسهيل لِابْنِ مَالك.

المسألة

ب - الْمَسْأَلَة تَوْثِيق نِسْبَة الْمَسْأَلَة: لقد جَاءَت نِسْبَة هَذِه الْمَسْأَلَة لِابْنِ مَالك صَرِيحَة فِي أول المخطوط حَيْثُ جَاءَ فِي أَوله بعد الْبَسْمَلَة (مَسْأَلَة من كَلَام الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الله بن مَالك الطَّائِي الجياني رَحمَه الله) 2. وَكَذَلِكَ نَسَبهَا لَهُ حاجي خَليفَة فِي كشف الظنون2، وَذكرهَا الدكتور حَاتِم الضَّامِن ضمن مؤلفات ابْن مَالك3، وَمِمَّنْ نَسَبهَا لَهُ أَيْضا بدر الزَّمَان مُحَمَّد شَفِيع النيبالي 4وعنوانها فِي المخطوط ((مَسْأَلَة)) وَفِي المراجع الَّتِي ذكرتها (رِسَالَة فِي الِاشْتِقَاق) وَلَكِن الرسَالَة يَصح إِطْلَاقهَا على الْمَسْأَلَة كَمَا يجوز أَن تسمى الرسَالَة مَسْأَلَة إِذا كَانَت فِي مَوْضُوع وَاحِد.

_ 1 ينظر التَّحْقِيق ص 333. 2 ينظر كشف الظنون 2/127. 4 ينظر تَقْدِيمه لكتاب الِاعْتِمَاد فِي نَظَائِر الظَّاء وَالضَّاد للْمُصَنف ص 14. 4 تنظرمقدمته لوفاق الْمَفْهُوم فِي اخْتِلَاف الْمَقُول والمرسوم للْمُصَنف ص 13.

سَبَب وضع الْمَسْأَلَة: لقد أوضح ابْن مَالك السَّبَب الَّذِي دَفعه إِلَى وضع هَذِه الْمَسْأَلَة، فَقَالَ: "فَهَذِهِ أَمْثِلَة الْأَقْسَام الَّتِي تعرض فِي السُّؤَال، وَفِي السُّؤَال تَقْصِير، من قبل ذكر الِاسْم، فَالَّذِي يَنْبَغِي أَن يسْأَل عَن أمثلته تغيّر الْمُشْتَقّ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمُشْتَقّ مِنْهُ، ليدْخل فِي ذَلِك الْفِعْل، فَإِنَّهُ أصل الِاشْتِقَاق". فَهَذَا تَصْرِيح مِنْهُ بِسَبَب وَضعه لهَذِهِ الْمَسْأَلَة، وَهُوَ ذَلِك السُّؤَال الَّذِي عُرِض عَن أَمْثِلَة التَّغْيِير الَّذِي يحصل بَين الْأَسْمَاء الْمُشْتَقّ بَعْضهَا من بعض. وَلَكِن الشَّيْخ لم يكتف بالإجابة على هَذَا السُّؤَال وَقَالَ: إِن فِيهِ تقصيرا؛ لكَونه خَاصّا بالإسم. وَقَالَ إِن الَّذِي يَنْبَغِي أَن يسْأَل عَنهُ هُوَ تغيّر الْمُشْتَقّ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمُشْتَقّ مِنْهُ، على وَجه الْعُمُوم؛ ليدْخل فِي ذَلِك الِاسْم وَالْفِعْل على حد سَوَاء. وَقد أجَاب الشَّيْخ عَن ذَلِك السُّؤَال المفترض وَذكر أمثلته. أهمية هَذِه الْمَسْأَلَة إِن أهمية الْمَسْأَلَة تكمن فِي أَنَّهَا أوسع مَبْحَث مُسْتَقل - حسب علمي - يحصر التغيرات الَّتِي تحدث بَين الْمُشْتَقّ والمشتق مِنْهُ مَعَ توضيحها بالأمثلة وعَلى ذَلِك تكون هَذِه الْمَسْأَلَة عِنْد نشرها أول مَسْأَلَة مُسْتَقلَّة تنشر فِي هَذَا الْمَوْضُوع. وصف المخطوطة لقد اعتمدت فِي تَحْقِيق هَذِه الْمَسْأَلَة على نُسْخَة وَاحِدَة، عثرت على مصورة مِنْهَا فِي قسم المخطوطات بالمكتبة المركزية بالجامعة الإسلامية تَحت رقم (4239) .

وَهِي مصورة من مَجْمُوع تحتفظ بِهِ المكتبة الظَّاهِرِيَّة بِدِمَشْق تَحت رقم 1593، تبدأ فِيهِ من (75/ب إِلَى 77/أ) فَهِيَ تقع فِي ورقتين وَعدد أسطر الصفحة 18 سطراً عدا الصفحة الْأَخِيرَة فَإِن أسطرها لَا تتجاوز 7 أسطر، وَلم يكْتب عَلَيْهَا اسْم النَّاسِخ وَلَا تَارِيخ النّسخ، إِلَّا أنني وجدت ضمن الْمَجْمُوع الَّذِي يحويها رِسَالَة أُخْرَى لِابْنِ مَالك وَهِي ((الِاعْتِمَاد فِي نَظَائِر الظَّاء وَالضَّاد)) . وَقد نسخت هَذِه الرسَالَة فِي 5 جمادي الأولى سنة 735هـ وكاتبها هُوَ عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن أَحْمد بن مَالك النفري الأندلسي وبمقابلة الرسالتين مَعَ بعضهما تبين لي اتِّحَاد خطهما، وتأكد لديّ أنّ كاتبهما وَاحِد. وَالله أعلم.

التحقيق

التَّحْقِيق مَسْأَلَة من كَلَام الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الله بن مَالك الطَّائِي الجيائي رَحمَه الله. الْمُشْتَقّ إمّا بِزِيَادَة حرف، أَو حَرَكَة، أَو حَرَكَة وحرف، وإمّا بِنُقْصَان حرف أَو حَرَكَة، أَو حَرَكَة وحرف. فَهَذِهِ ستتة مَعَ إِفْرَاد الزِّيَادَة وإفراد النَّقْص ثمَّ يَنْضَم إِلَيْهَا زِيَادَة حرف مَعَ نُقْصَان حَرَكَة، وَزِيَادَة حَرَكَة مَعَ نقصا حرف، فَتَصِير ثَمَانِيَة: فَأول أمثلتها: كـ ((طَالِب)) وكَرِيم، فاشتقاقهما من الطَّلَب، والكَرَم1. وَثَانِيها: كـ ((حَسَنَ)) و ((مَزَق)) فاشتقاقهما من الحُسْنِ والمَزْق2. وَثَالِثهَا: كـ ((فَاضل ومَجِيد)) فاشتقاقهما من الفَضْلِ والمَجْدِ3.

_ 1 زيدت الْألف فِي ((طَالب)) وَالْيَاء فِي ((كريم)) . 2 زَادَت فَتْحة السِّين فِي حَسَنَ وفتحه الزَّاي فِي ((مزق)) والمَزْق: الخَرْق والشق للثياب وَنَحْوهَا، يُقَال: مَزَقَه يمْزقه مَزْقاً ومِزْقةً، وَصَارَ الثَّوْب مَزَقاً أَي قِطعاً، وسحاب مَزِق، على التَّشْبِيه، الصِّحَاح وَاللِّسَان مزق. 3 زَادَت الْألف وكسرة الضَّاد فِي فَاضل، وَالْيَاء وكسرة الْجِيم فِي مجيد، وَالْفضل ضد النَّقْص، وَالْمجد الْمُرُوءَة والسخاء والشرف وَقيل: لَا يكون إِلَّا بِالْآبَاءِ، يُقَال: مَجَدَ يَمْجُدُ فَهُوَ ماجد، ومَجُدَ مَجَادَة فَهُوَ مجيد، الصِّحَاح وَاللِّسَان مجد.

وَرَابِعهَا: كـ ((شُجَاع)) و ((يَقِظ)) فاشتقاقهما من الشَّجَاعَة واليَقَظَةِ1. وخامسها: كـ ((ضَخْم ورِجْس)) فاشتقاقهما من الضخم والرجس أَي قذر2. وسادسها: كـ ((حُلْوٍ)) و ((عَذْب)) فاشتقاقهما من الحَلاوَة والعذُوبة3. وسابعها: كـ ((أَشْنَبٍ)) و ((يَعْمَل)) فاشتقاقهما من الشَّنَبِ والعَمل4. وثامنها: كـ ((فَطِن)) و ((خَضِر)) فاشتقاقهما من الفِطْنَة والخُضرَة5. فَهَذِهِ أَمْثِلَة الْأَقْسَام الَّتِي تُعَرَّض فِي السُّؤَال، وَفِي السُّؤَال تَقْصِير من قِبَل

_ 1 نقصت التَّاء من الشجَاعَة واليقظة، والشجاعة شدَّة الْقلب عِنْد الْبَأْس، وَقد شَجُع الرجل - بِالضَّمِّ - فَهُوَ شُجَاع بِضَم الشين وروى بِكَسْرِهَا المشوف الْمعلم 1/418، واليَقَظَة محركة نقيض النّوم وَرجل يَقِظ ويَقْظ متيقظ حذر. اللِّسَان يقظ. 2 نقصت حَرَكَة الْخَاء فِي ضخْم وَالْجِيم فِي رِجْس والضَّخَم بِالْفَتْح والتحريك الْعَظِيم من كل شَيْء والجرم الْكثير اللَّحْم والرجس بِالْكَسْرِ القذر ويحرك وتفتح الرَّاء وتكسر الْجِيم وَقد يعبر بِهِ عَن الْحَرَام وَالْفِعْل الْقَبِيح اللِّسَان ضخم ورجس. 3 نقصت الْألف وفتحة اللَّام من الْحَلَاوَة وَالْوَاو وضمة الذَّال من العذُوبة. 4 زَادَت الْهمزَة فِي أشْنَب ونقصت مِنْهَا حَرَكَة الشين وَزَاد الْيَاء فِي يعْمل ونقصت مِنْهَا حَرَكَة الْعين والشنَب محركة مَاء ورقة وعذوبة وَبرد فِي الْأَسْنَان أَو نُقَط بيض فِيهَا أَو حِدة الأنياب، يُقَال: شَنِب كفرح فَهُوَ شانب وشنيب وأشنَب وَهِي شنباء وشمباء وشانبة ((اللِّسَان)) شنب. واليَعْمَلة النَّاقة النجيبة المطبوعة على الْعَمَل والجمل يَعْمَل وَلَا يُوصف بهما إِنَّمَا هما اسمان الْقَامُوس وَاللِّسَان ((عمل)) . 5 فِي فَطِنِ زَادَت حَرَكَة الطَّاء ونقصت التَّاء من آخِره، وَفِي خَضر زَادَت حَرَكَة الضَّاد ونقصت التَّاء من آخِره والفِطنة بِالْكَسْرِ الحذق يُقَال فَطَن بِهِ وَإِلَيْهِ كفَرح ونَصَر وكرم فطنا - مثلثه وبالتحريك فَهُوَ فاطن وفطين وفَطُون وفَطِنٌ وفَطْنٌ، الْقَامُوس واللِّسَان ((فطن)) . وخَضر الزَّرْع كفرِح واخضوضر وأخضرَّ فَهُوَ أَخْضَر وخضور وخَضِرٌ الْقَامُوس وَاللِّسَان ((خضر)) .

ذكر الِاسْم، فَالَّذِي يَنْبَغِي أَن يسْأَل عَن أمثلته تغير الْمُشْتَقّ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمُشْتَقّ مِنْهُ؛ ليدْخل فِي ذَلِك الْفِعْل، فَإِنَّهُ أصل فِي الِاشْتِقَاق؛ إِذْ لَا فعل إِلَّا وَهُوَ مُشْتَقّ من مصدر مُسْتَعْمل أَو مُقَدّر1، وَالِاسْم تبع لَهُ؛ وَلذَلِك كثر فِيهِ الجمود. وَبعد ذَلِك فالاعتبار الصَّحِيح يَقْتَضِي كَون الْمُشْتَقّ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مباينة الْمُشْتَقّ مِنْهُ عشْرين قسما أَو أَكثر من ذَلِك. أَولهَا: متغير بِزِيَادَة حرف دون تبدل حَرَكَة: كـ ضَاحِك فاشتقاقه من الضَّحك2. وَثَانِيها: متغير بِزِيَادَة حرف مَعَ تبدل حَرَكَة كـ: طَالب فاشتقاقه من ((الطَّلَبِ)) 3. وَثَالِثهَا: متغير بِزِيَادَة حَرَكَة دون تبدل أُخْرَى: كـ ((مَزَق فاشتقاقه من المَزْق)) 4. وَرَابِعهَا: متغير بِزِيَادَة حَرَكَة مَعَ تَبَدُّلِ أُخرى: كـ ((حَسَنَ فاشتقاقه من الحُسْنِ)) 5.

_ 1 كَلَام ابْن مَالك هُنَا مُؤَكد لما ذكره فِي التسهيل وَشَرحه من أَن الْفِعْل مَأْخُوذ من الْمصدر وَهُوَ بذلك ينهج نهج الْبَصرِيين الَّذِي تقدّمت الْإِشَارَة إِلَيْهِ، لَكِن كَلَامه هُنَا يدل على أَنه يرى أَن الْفِعْل أصل لبَقيَّة المشتقات بَيْنَمَا نجده يُصَرح فِي شَرحه للتسهيل بِأَنَّهُ يجب كَون الصّفة مُشْتَقَّة من الْمصدر، وَبِهَذَا يكون لَهُ فِي الْمَسْأَلَة رأيان، وَقد ذكر مُحَقّق شرح التسهيل أَنه من آخر مؤلفاته، وعَلى ذَلِك يكون مَا فِي شَرحه هُوَ الرَّأْي الْأَخير لِابْنِ مَالك وَالله أعلم. ينظر شرح التسهيل لِابْنِ مَالك 2/178، وَمَا بعده والتقديم ص 6. 2 زَادَت فِيهِ ألف فَاعل وَفِي الصِّحَاح ضحك يضْحك ضَحْكاً وضِحْكاً وضِحَكاً وضَحِكاً أَربع لُغَات. 3 زَادَت فِيهِ ألف فَاعل وتغيرت حَرَكَة اللَّام من الْفَتْح إِلَى الْكسر. 4 زَادَت فِيهِ حَرَكَة الزَّاي، والمزق الْخرق والشق للثياب وَنَحْوهَا يُقَال: مَزَقه يَمْزِقه مَزْقاً ومزقة.، الصِّحَاح وَاللِّسَان ((فزق)) . 5 زَادَت حَرَكَة الشين وتغيرت حَرَكَة الْحَاء من الضَّم إِلَى الْفَتْح.

وخامسها: متغير بِزِيَادَة حرف وحركة، دون تبدل أُخْرَى، كـ ((ضَارِب)) فاشتقاقه من الضَّرْبِ1. وسادسها: متغير بِزِيَادَة حرف وحركة مَعَ تبدل أُخْرَى ((عَالِم فاشتقاقه من العِلْم)) 2. وسابعها: متغير بِنُقْصَان حرف دون تبدل حَرَكَة، كـ ((حَصَان)) فاشتقاقه من الحَصَانة3. وثامنها: متغير بِنُقْصَان حرف مَعَ تبدل حَرَكَة كـ ((شُجَاع)) فاشتقاقه من الشَّجَاعَة4. وتاسعها: متغير بِنُقْصَان حَرَكَة فَقَط: كـ ((شَأْزٍ)) ، فاشتقاقه من شَئِزَ الْمَكَان إِذا كثرت حجارته5. وعاشرها: متغير بِنُقْصَان حَرَكَة مَعَ تبدل أُخْرَى كـ ((ضَخْم)) فاشتقاقه من الضِّخَم6. وَالْحَادِي عشر: متغير بِنُقْصَان حرف وحركة دون تبدل أُخْرَى، كـ:

_ 1 زَادَت فِيهِ الْألف وحركة الرَّاء. 2 زَادَت فِيهِ الْألف وحركة اللَّام وتغيرت حَرَكَة الْعين من الْكسر إِلَى الْفَتْح. 3 سَقَطت مِنْهُ التَّاء الَّتِي فِي آخر الحصانة، والحاصِن والحَصَان: الْمَرْأَة المتعففة الحاصنة فرجهَا. مقاييس اللُّغَة 2/69. 4 نقصت مِنْهُ التَّاء، وتغيرت حَرَكَة الشين من الْفَتْح إِلَى الضَّم، وَيجوز فِيهَا الْكسر شِجاع: المشوف الْمعلم 1/418. 5 نقصت مِنْهُ حَرَكَة الْهمزَة، وشئز الْمَكَان كفرح شأَزا وشؤزا فَهُوَ شَئِزٌ وشَأْزٌ، غلظ وارتفع والشأز الْموضع الغليظ الْكثير الْحِجَارَة. اللِّسَان ((شأز)) . 6 نقصت حَرَكَة الْخَاء وتغيرت حَرَكَة الضَّاد من الْكسر إِلَى الْفَتْح، والضخم الْعَظِيم من كل شَيْء والجرم الْكثير اللَّحْم ((اللِّسَان)) .

((حيٍ)) فاشتقاقه من الْحَيَاة1. وَالثَّانِي عشر: متغير بِنُقْصَان حرف وحركة مَعَ تبدل أُخْرَى كـ ((حَرٍّ)) فاشتقاقه من الحِرَار وَهُوَ الحرَّة2. وَالثَّالِث عشر: متغير بِزِيَادَة حرف ونقصان حَرَكَة: كـ ((أَشْيَب)) فاشتقاقه من الشَّيبِ3. وَالرَّابِع عشر: متغير بِزِيَادَة حرف وحركة ونقصان أُخْرَى: كـ ((أشّنب)) فاشتقاقه من الشَّنَب4. وَالْخَامِس عشر: متغير بِزِيَادَة حَرَكَة ونقصان حرف: كـ ((رَؤُفَ)) فاشتقاقه من الرَّأْفَة5. وَالسَّادِس عشر: متغير بِزِيَادَة حَرَكَة مَعَ تبدل حرف: كـ ((رَحِيم)) فاشتقاقه من الرَّحْمَة6. وَالسَّابِع عشر: متغير بتبدل حرف دون زِيَادَة وَلَا نُقْصَان: كـ

_ 1 نقصت مِنْهُ التَّاء الَّتِي فِي آخِره كَمَا نقصت حَرَكَة الْيَاء والحي ضد الْمَيِّت، والحي وَاحِد آبَاء الْعَرَب الصِّحَاح ((حَيّ)) . 2 حذفت مِنْهُ الْألف، وَكَذَلِكَ نقصت حَرَكَة الرَّاء وتغيرت حَرَكَة الْحَاء من الْكسر إِلَى الْفَتْح والحرَّة والحرارة الْعَطش وَقوم حِرار عطاش، مقاييس اللُّغَة 2/6 والصحاح وَاللِّسَان ((حرر)) . 3 زَادَت الْهمزَة فِي أَوله، ونقصت حَرَكَة الشين، والشيب بَيَاض الشّعْر وَرُبمَا سمي بِهِ الشّعْر: شَاب يشيب شيباً ومشيباً وَشَيْبَة وَهُوَ أشيب، الصِّحَاح وَاللِّسَان ((شيب)) . 4 زَادَت الْهمزَة وحركتها ونقصت حَرَكَة الشين. 5 زَادَت الْهمزَة وحذفت التَّاء والرأفة أَشد من الرَّحْمَة يُقَال رجل رؤوف على فَعُول ورؤف على فَعُل الصِّحَاح ((رأف)) . 6 تحركت الْحَاء ونقصت التَّاء وزادت الْيَاء وَالرَّحْمَة الرقة والتعطف، والرحمن والرحيم اسمان مشتقان من الرَّحْمَة، والرحيم قد يكون بِمَعْنى المرحوم كَمَا يكون بِمَعْنى الراحم ((الصِّحَاح)) رحم.

((مُدَحْرِج)) فاشتقاقه من الدحْرَجَة1. وَالثَّامِن عشر: متغير بتبدل حركتين ونقصان حرفين: كـ ((جُنُب)) فاشتقامه من الجَنَابَة2. وَالتَّاسِع عشر: متغير بتبدل حرف ونقصان حَرَكَة: كـ ((أسْوَد)) فَإِنَّهُ مُشْتَقّ من السّواد3. الموفي عشْرين: متغير بِزِيَادَة حرفين ونقصان حَرَكَة: كـ ((شَّنْبَاء)) فاشتقاقه من الشَّنَب4. الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: متغير بتبدل حَرَكَة فَقَط: كـ ((فَرِح)) فاشتقاقه من الفَرَح5. الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: متغير بِزِيَادَة حرفين وتبدل حَرَكَة، وتسكين متحرك كـ ((مَطْلُوب)) فاشتقاقه من الطَّلَب6. الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: متغير بِزِيَادَة حرفين وتحريك سَاكن وتسكين متحرك

_ 1 نقصت مِنْهُ التَّاء وزادت فِيهِ الْمِيم. 2 تَغَيَّرت حَرَكَة الْجِيم وَالنُّون من الْفَتْح إِلَى الضَّم ونقصت الْألف وَالتَّاء وَرجل جنب من الْجَنَابَة يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِد وَالْجمع والمؤنث وَرُبمَا قَالُوا فِي جمعه أجناب وجُنوب الصِّحَاح ((جنيب)) . 3 زَادَت الْهمزَة فِي أَوله ونقصت الْألف من وَسطه، كَمَا نقصت حَرَكَة الشين مِنْهُ. 4 زَادَت فِيهِ الْألف والهمزة ونقصت مِنْهُ حَرَكَة النُّون، والشنباء مؤنث الأشنب وَقد تقدم شَرحه فِي الْحَاشِيَة 1/26. 5 تَغَيَّرت حَرَكَة الرَّاء من الْفَتْح إِلَى الْكسر. 6 زَادَت فِيهِ الْمِيم وَالْوَاو، وتغيرت حَرَكَة اللَّام من الْفَتْح إِلَى الضَّم، وسكنت الطَّاء الَّتِي كَانَت متحركة.

كـ ((مَضْرُوب)) فاشتقاقه من الضَّرْب1. وَالرَّابِع وَالْعشْرُونَ: متغير بتبدل المصحوب مَعَ اتِّحَاد اللَّفْظَيْنِ كـ ((طَلَبَ وضَحِكَ)) فَإِنَّهُمَا مشتقان من الطَّلَبِ والضَّحِكِ2. هَذَا شرح مَا حضرني، وَالْحَمْد لله أَولا وآخراً، وظاهراً، وَبَاطنا، عدد ماخلق، وَعدد مَا هُوَ خَالق، حمداً يوافي نعمه الجسيمة، ويكافئ مننه الْعَظِيمَة، وَصلَاته وَسَلَامه على سيدنَا مُحَمَّد النَّبِي الْأُمِّي، وعَلى آله وَأَصْحَابه، وَالتَّابِعِينَ لَهُم بِإِحْسَان، والمقتدين بهم فِي كل زمَان، مَا ذكره الذاكرون، وَمَا غفل عَن ذكره الغافلون.

_ 1 زَادَت فِيهِ الْمِيم وَالْوَاو وتحركت الرَّاء الَّتِي كَانَت سَاكِنة وسكنت الضَّاد الَّتِي كَانَت متحركة. 2 اتَّحد لفظ الْفِعْل والمصدر فِي الْكَلِمَتَيْنِ فهما فِي الْأَوليين فعلان وَفِي الْأَخِيرَتَيْنِ مصدران، وَوزن طَلَب وَضحك مُخْتَلف وَمن هُنَا جَاءَ التغاير بَين المصحوب ومصاحبه.

§1/1