منتقى الأذكار
خالد الجريسي
سلسلة زاد المؤمن (1) منتقى الأذكار حصن في الدنيا وأجر في الآخرة تأليف د. خالد بن عبد الرحمن الجريسي تقديم العلاّمة الشيخ د/ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
تقديم فضيلة العلامة الشيخ د. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
تقديم فضيلة العلاّمة الشيخ د. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين الحَمْدُ للهِ الْمَلِكِ الْمَعْبُودِ، الْمَعْرُوفِ باِلْكَرَمِ وَالْجُودِ، أَحْمَدُهُ وَأَشْكُرُهُ عَلَى مَا أَوْلاَهُ مِنَ الْخَيْرِ الْمَمْدُودِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ فِي الْوُجُودِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَاحِبُ الْمَقَامِ الْمَحْمُودِ، وَالْحَوْضِ الْمَوْرُودِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، دَائِماً إِلىَ الْيَوْمِ الْمَوْعُودِ. أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ قَرَأْتُ هَذِهِ الرِّسَالَةَ
الَّتِي أَلَّفَهَا الأَخُ الشَّابُّ خَالِدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْجُرَيْسِيُّ فِي فَضْلِ الذِّكْرِ وَالدُّعاءِ، وَوَسَائِلِ الإِجَابَةِ، وَبَعْضِ الأَدْعِيَةِ الْمَأْثُورَةِ، وَلَقَدْ أَحْسَنَ الاخْتِيَارَ مَعَ الاقْتِصَارِ عَلَى الثَّابِتِ الصَّحِيحِ أَوِ الْحَسَنِ مِنَ الأَدْعِيَةِ وَالأَْوْرَادِ الْمُؤَقَّتَةِ وَالْمُطْلَقَةِ، لِمَا فِيهَا مِنَ الأَجْرِ الْكَبِيرِ، وَكَذَا الأَذْكَارِ الْوَارِدَةِ مَعَ الإِشَارَةِ إِلَى مَا فِيهَا مِنَ الثَّوَابِ الْجَزِيلِ، وَاسْتَشْهَدَ عَلَيْهَا بِالنَّقْلِ الصَّحِيحِ، مَعَ تَخْرِيجِ الأَْحَادِيثِ
وَبَيَانِ دَرَجَتِهَا، فَجَزَاهُ اللهُ أَحْسَنَ الْجَزَاءِ وَأَعْظَمَ لَهُ الأَْجْرَ. واللهُ أَعْلَمُ وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. كَتَبَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجِبْرِين 2/9/1421هـ.
المقدمة
المُقدِّمة الحَمْدُ للهِ الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ، مَنْ لاَ تُدْرِكُهُ الأَْبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَْبْصَارَ، جَاعِلِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ تَذْكِرَةً لأُِولِي النُّهَى وَالأَْبْصَارِ، مُرْسِلِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ الْهَادِي الْمُصَطَفى الْمُخْتَارِ، إِمَامِ الذَّاكِريِنَ الْمُتَّقِينَ الأَبْرَارِ، مَنْ أَعْلَمَنَا بِسَبْقِ الْمُفَرِّدِينَ وَعُلُوِّ مَنْزِلَتِهِمْ فِي دَارِ الْقَرَارِ، فَاسْتَجَابَ لَهُ كُلُّ رَاغِبٍ فِي الْجَنَّةِ وَعَائِذٍ بِاللهِ مِنَ النَّارِ، فَأَدَامُوا ذِكْرَ اللهِ تَعَالَى آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ
النَّهَارِ، صلى الله عليه وسلم مَا تَعَاقَبَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَعَلَى إِخْوَانِهِ الْمُرْسَلِينَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَْخْيَارِ، وَآلِ كُلٍّ، وَكُلِّ ذَاكِرٍ لِلّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ. أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ لَمَّا كَانَ أَعْظَمُ حَقٍّ لِلّهِ عَلَيْنَا تَوْحِيدَهُ تَعَالَى، وَخَيْرُ ثَوَابٍ مُدَّخَرًا لِمَنْ ذَكَرَهُ كَثِيراً، فَلَمْ يَسْبِقِ الذَّاكِرِينَ أَحَدٌ مِنَ الْخَلْقِ، وَلَمَّا كَانَ أَفْضَلُ قُرْبَةٍ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ حُسْنَ اتِّبَاعِ نَبِيِّهِ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، فَقَدْ أَحْبَبْتُ إهْدَاءَ أُمَّتِهِ صلى الله عليه وسلم
قَبَسَاتٍ مِنْ أَنْوَارِ الأَْذْكَارِ النَّبَوِيَّةِ الشَّرِيفَةِ، وَلَمْ أَتَوَخَّ فِي ذَلِكَ اسْتِقْصَاءَهَا - فَهِيَ تَكَادُ لاَ تُحْصَى -، بَلْ قَصَدْتُ انْتِقَاءً مِنْ كَثِيرِهَا وَاخْتِيَاراً مِنْ صَحِيحِهَا، كَيْ تَكُونَ زَاداً للْمُقِلِّ، وَرَأْفَةً بِمَنْ قَدْ يَمَلُّ، ثُمَّ لاَ يَسَعُهُ الإِتْيَانُ بِالْكُلِّ، رَاجِياً فِي ذَلِكَ حُسْنَ الأُْسْوَةِ بِرَأْفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرَحْمَتِهِ بِالْمُؤمِنِينَ. وَقَدْ سَمَّيْتُهُ - بِعَوْنِ اللهِ تَعَالَى - «مُنْتَقَى الأَذْكَارِ» عَازِماً على أَنْ يَكُونَ الْحَلْقَةَ الأُْولَى مِنْ حَلَقَاتِ
سِلْسِلَةِ [زَادِ الْمُؤْمِنِ] ، نَفَعَ اللهُ بِهَا، وَالَّتِي سَتَأْتِي تِبَاعاً، إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. أَمَّا تَقْسِيمُ الْكِتَابِ، فَقَدْ جَعَلْتُ ذَلِكَ عَلَى سِتَّةِ فُصُولٍ بَعْدَ الْمُقدِّمَةِ، وَهِيَ: الأَوَّلُ: ... فِي ذِكْرِ الصِّفَةِ الْمُخْتَارَةِ لِلصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. الثَّانِي: ... فِي بَيَانِ بَعْضِ آدَابِ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ. الثَّالِثُ: ... فِي أَذْكَارٍ مَشْرُوعَةٍ فِي أَحْوَالٍ وُمُنَاسَبَاتٍ.
الرَّابِعُ: ... فِي أَذْكَارٍ خَاصَّةٍ بِالْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ. الْخَامِسُ: ... فِي أَذْكَارٍ مَخْصُوصَةٍ بِالْعِبَادَاتِ [الصَّلاةِ وَمَا لاَزَمَهَا، الزَّكَاةِ، الْصِّيامِ، الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ] . السَّادِسُ: ... فِي أَذْكَارٍ غَيْرِ مُقَيَّدَاتٍ بِأَوْقَاتٍ أَوْ مُنَاسَبَاتٍ. وَقَدِ اسْتَفَدتُّ فِي طَرِيقَتِي هَذِهِ مِنْ مَنْهَجِ الإِْمَامِ أَبِي زَكَرِيَّا النَّوَوِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى، فِي تَصْنِيفِ كِتَابِهِ الْجَامِعِ الْفَذِّ فِي بَابِهِ (الأَذْكَارِ) (¬1) ، عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ فِي ذَلِكَ عَوْناً لِمَنْ ضَعُفَتْ ¬
هِمَّتُهُ عَنِ الاسْتِفَادَةِ مِنْ أُمَّاتِ الْمُصَنَّفَاتِ فِي الأَذْكَارِ. وَقَدْ حَرَصْتُ فِي كِتَابِي هَذَا عَلَى الضَّبْطِ التَّامِّ لِلرِّوَايَاتِ، عِنْدَ إِيَرادِهَا فيِ الْمَتْنِ، مُلْتَزِماً كَوْنَهَا صَحِيحَةً أَوْ حَسَنَةً - إِنْ شَاءَ اللهُ -، ثُمَّ عَمَدتُّ إِلَى تَأْخِيرِ تَخْرِيجِهَا، قَاصِداً - مَعَ حُسْنِ الاخْتِيارِ للقارِئ - صَرْفَ هِمَّتِهِ لِلرِّوَايةِ، يَحْفَظُهَا وَيَعْمَلُ بِهَا، إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، وَقَدْ تَيَسَّرَ - بِحَمْدِ اللهِ - تَسْجِيلُ مُحْتَوَى هَذَا الْكِتَابِ مِنَ
الأَْذْكَارِ صَوْتِيًّا؛ كَيْمَا يَتَسَنَّى لِلْقَارِئِ حِفْظُهَا وَالْعَمَلُ بِهَا. هذَا، وَإِنْ يَسَّرَ اللهُ لَكَ - أَخِي الْمُؤمِنَ - الاسْتِزَادَةَ، فَالذِّكْرُ خَيْرُ الزَّادِ، وَعِنْدَ اللهِ مَغَانِمُ كَثِيرةٌ، وَلَدَيْهِ الْمَزِيدُ. قَالَ تَعَالَى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزَاب: 35] ، وَقَالَ تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا *وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الأحزَاب: 41-42] وَقَالَ سُبْحَانَهُ {لَهُمْ مَا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: 35] . وَقَالَ
عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: «سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ، سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ» ، قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ» (¬2) . هذَا، وَإِنِّي مُتَضَرِّعٌ إِلَى اللهِ تَعَالَى أَنْ يَكْتُبَ لِعَمَلِي هَذَا قَبُولاً عِنْدَهُ، وَأَنْ يَنْفَعَ بِهِ أُمَّةَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَأَنْ يُلْهِمَ كُلَّ مَنْ قَرَأَهُ وَعَمِلَ بِهِ أَنْ يَخُصَّنِي وَوَالِدَيَّ بِدَعْوَةٍ صَالِحَةٍ، تَكُونُ لَنَا ذُخْرًا يَوْمَ نَلْقَاهُ عَزَّ وَجَلَّ. د. خالد بن عبد الرحمن الجريسي ¬
الفصل الأول في ذكر الصفة المختارة للصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم
الفصل الأول في ذِكْرِ الصِّفةِ المختارةِ للصَّلاةِ والسَّلامِ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال اللهُ تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا *} [الأحزَاب: 56] . وقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى [إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى] (¬3) آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا ¬
بَارَكْتَ عَلَى [إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى] آلِ إِبْرَاهِيمَ، [فِي الْعَالَمِينَ] (¬4) إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» (¬5) . أخي المؤمن، استجِبْ لله تعالى، ولرسوله صلى الله عليه وسلم وأَكثِرْ من الصلاة والسَّلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبخاصَّةٍ في يوم الجُمُعة، امتثالاً لقوله عليه الصَّلاة والسَّلام: «مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِن الصَّلاةِ فِيهِ، فَإِنَّ ¬
صَلاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ» فَقَالُوا: يَارَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ عَلَيْكَ صَلاتُنَا وَقَدْ أَرِمْتَ؟ - يَعْنِي: وَقَدْ بَلِيتَ- قَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الأرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ» (¬6) . ¬
الفصل الثاني في بيان بعض آداب الذكر والدعاء
الفصل الثاني في بيانِ بعضِ آدابِ الذِّكْرِ والدُّعَاءِ (¬7) 1- ... الإخلاصُ وحُسْنُ النِّيَّةِ: قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ» (¬8) . ¬
2- ... أن يكونَ الذَّاكِرُ في مجالس الذِّكْر: قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، إِلاَّ حَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» (¬9) . 3- ... أن يذكرَ الذاكرُ ربَّه على كلِّ أحيانه، ولا يَدَعَ ذلك، ولو كان على غير طهارةٍ كاملة، أو كان غيرَ مُستَقبِلٍ القِبلة. ... قال تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا ¬
وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [آل عِمرَان: 191] . ... وقد صحَّ عن السيدة عائشةَ رضي الله عنها أنَّها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ اللهَ على كلِّ أحيانِهِ» (¬10) . 4- ... أن يكونَ الموضع للذِّكْرِ طاهراً، ولهذا مُدِحَ الذِّكرُ في المساجد، قال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} . 5- ... أن يكونَ فمُ الذَّاكِرِ نظيفاً، لقول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ ¬
الشَّجَرَةِ - يَعْنِي الثُّوْمَ - فَلاَ يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا [فَإِنّ الْمَلاَئِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ] » (¬11) . 6- ... أن يكونَ الذَّاكِرُ متدبِّراً لما يقول. قال صلى الله عليه وسلم للرجل المُسِيءِ في صلاته، غيرِ المطمئِنِّ بها: «ارْجِعْ فَصَلِّ؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» ، قالها ثلاثاً (¬12) . 7- ... أن يُلازِمَ الذاكرُ وظيفتَه التي اعتاد عليها، فإنْ فاتَتْه تدارَكَها: قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ، أَوْ عَنْ ¬
شَيْءٍ مِنْهُ فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلاةِ الظُّهْرِ، كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ» (¬13) . 8 - أن يعملَ بما بَلَغَه مِن صُنوف الأذكار، ولو لمرَّةٍ واحدةٍ، وأن يأتيَ بما تيسَّرَ له منها، من أجل أن يُحتسَب في عِداد الذَّاكرين إن شاء الله تعالى، قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» (¬14) . ¬
الفصل الثالث في أذكار مشروعة في أحوال ومناسبات
الفصل الثالث في أذكارٍ مشروعةٍ في أحوالٍ ومناسباتٍ دعاءُ الاستخارةِ: قال جابر بنُ عبد الله رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلِّمنا الاستخارةَ في الأمور كلِّها كالسُّورةِ من القرآن، يقول: «إِذَا هَمَّ أحدُكُم بِالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غَيْرِ الفَرِيْضَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ،
فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ. وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لِي ويَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ، وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ» (¬15) . ¬
أذكار السفر:
أذكارُ السَّفَرِ: ما يقولُ إذا ركِبَ الدابَّةَ - أو ما يقومُ مقَامَها - ودعاءُ السَّفَرِ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا استوى على بعيره - خارجاً إلى سفَرٍ - كبَّرَ ثلاثاً، ثم قال: «سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ
دعاء الرجوع من السفر:
فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأهْلِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ (وَعْثَاءِ) السَّفَرِ، وَ (كَآبَةِ) الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ (الْمُنْقَلَبِ) فِي الْمَالِ وَالأهْلِ» (¬16) . دُعَاءُ الرجوعِ منَ السَّفَر: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا رجع قال مِثْلَ ما قال عند الخروج، وزاد: «آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ» (¬17) . ما يقولُ إذا ودَّع مسافراً: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا ودَّعَ أحداً، قال: «أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ» (¬18) . ¬
ما يقول المسافر لمن يودعه:
ومن ذلك قولُه عليه الصَّلاة والسَّلام: «زَوَّدَكَ اللهُ التَّقْوَى، وَغَفَرَ ذَنْبَكَ، وَيَسَّرَ لَكَ الْخَيْرَ حَيْثُمَا كُنْتَ» (¬19) . ما يقولُ المسافرُ لمن يودِّعُهُ: عن أَبي هريرةَ، قال: وَدَّعَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَسْتَوْدِعُكَ اللهَ الَّذِي لا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ» (¬20) . ما يقولُ إذا لبِسَ ثوباً: قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَبِسَ ثَوْبًا فَقَالَ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي كَسَانِي هَذَا الثَّوْبَ وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلا قُوَّةٍ، غُفِرَ لَهُ مَا ¬
وإذا استجد ثوبا - أي: لبس ثوبا جديدا - قال:
تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ» (¬21) . وإذا استجدَّ ثوبًا - أي: لبس ثوبًا جديدًا - قال: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ، أَسْأَلُكَ خَيْرَهُ وَخَيْرَ مَا صُنِعَ لَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ» (¬22) . وإذا رأى صاحبَه قد لَبِس ثوباً جديداً: يقول له كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرَ رضي الله عنه: «اِلْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حَمِيدًا، وَمُتْ شَهِيدًا» (¬23) . ما يقولُ إذا دخلَ منزِلَه: قالَ ¬
رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلا عَشَاءَ» (¬24) . ومن ذلك، أن يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَوْلِجِ، وَخَيْرَ الْمَخْرَجِ، بِسْمِ اللهِ وَلَجْنَا، وَبِسْمِ اللهِ خَرَجْنَا، وَعَلَى اللهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا. ثُمَّ لِيُسَلِّمْ عَلَى أَهْلِهِ» (¬25) . وما يقولُ إذا خرَج منهُ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا خرج من بيته، قال: «بِسْمِ ¬
اللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لاَ حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ» (¬26) . ولوِ اقتصر على قول: «بِسْمِ اللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ» ، لَكَفاه ذلك. قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ - يَعْنِي إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ -: بِسْمِ اللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ، يُقَالُ لَهُ: كُفِيتَ ¬
ما يقول إذا توجه إلى المسجد:
وَوُقِيتَ، وَتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيْطَانُ» (¬27) . ما يقولُ إذا توجَّه إلى المسجِدِ: يقولُ المسلمُ كما علَّمهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا وَتَحْتِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا وَخَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ لِي نُورًا، (وَعَظِّمْ لِي نُورًا) » (¬28) . ما يقولُ عندَ دخولِ المسجِدِ، والخروجِ منه: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ¬
فائدة:
«إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، [فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم] ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ. فَإِذَا خَرَجَ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ» (¬29) . فائدة: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ فِي تَنَعُّلِهِ، وَتَرَجُّلِهِ، وَطُهُورِهِ، وَفِي شَأْنِهِ كُلِّهِ» (¬30) ، أي في الأمورِ المُسْتَحْسَنة. قالَ الإمامُ النوويُّ رحمه الله: قاعدةُ الشَّرْعِ المستمرةُ أنَّ كلَّ ما كان من باب التزيين والتحسين استُحِبَّ فيه التَّيمُّنُ، وما كان بضِدِّ ذلك استُحِبَّ فيه ¬
ما يقول عند الطعام والشراب:
التَّياسُرُ. اهـ (¬31) . وعليه؛ فالمسلمُ يقدِّم رِجْلَه اليُمنى عند دخول المسجد، ويقدِّمُ اليُسرى عند الخروج منه. ما يقولُ عندَ الطعامِ والشرابِ: يسمِّي اللهَ في أوَّلِ طعامِه أو شرابه؛ لقول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «يَا غُلامُ سَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ» (¬32) ، [فإنْ نَسيَ قالَ: بسمِ اللهِ أوَّلَه وآخِرَه] (¬33) . ويقول عند الفراغ من الطعام أو الشَّراب: «الْحَمْدُ للهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلا مُوَدَّعٍ، وَلاَ مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا» لأن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ ¬
ما يقول في تشميت العاطس:
يقولُ ذلكَ إذا رَفَعَ مائدتَهُ (¬34) . ما يقولُ في تشميتِ العاطِسِ: قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الْحَمْدُ للهِ، وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَإِذَا قَالَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ» (¬35) . ما يقولُ في التهنئةِ بالنِّكاحِ: يقول: «بَارَكَ اللهُ لَكَ، وَبَارَكَ عَلَيْكَ، وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرٍ» (¬36) . ما يقولُ عندَ الجِماعِ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ¬
ما يقول عند القيام من المجلس (كفارة المجلس) :
«لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ: «بِسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَقُضِيَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ لَمْ يَضُرَّهُ [شَيْطَانٌ أَبَدًا] » (¬37) . مَا يقولُ عندَ القيامِ من المجلسِ (كفَّارةُ المجلسِ) : يقول النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ، فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، ¬
ما يقول إذا دخل السوق:
إلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ» (¬38) . ما يقولُ إذا دخل السوق: يقول النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فَقَالَ: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، كَتَبَ اللهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفَ حَسَنَةٍ، ومَحى عَنْهُ أَلْفَ أَلْفَ سَيِّئَةٍ، وَرَفَعَ لَهُ ألفَ ألفَ دَرَجَةٍ» (¬39) . ما يقولُ إذا غضِبَ: جاء في الحديث «اسْتَبَّ رَجُلانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ ¬
ما يقول إذا انحبس المطر:
أَحَدُهُمَا يَغْضَبُ وَيَحْمَرُّ وَجْهُهُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ ذا عَنْهُ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» (¬40) . ما يقولُ إذا انحَبسَ المطرُ: رفَعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْيهِ، وقال: «اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا / اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا» (¬41) . ما يقولُ إذا هاجَتِ الرِّيحُ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا عَصَفَتِ الرِّيحُ قال: ¬
ما يقول إذا سمع الرعد:
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ» (¬42) . ما يقولُ إذا سمِع الرَّعدَ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا سمِعَ صوتَ الرَّعدِ، قال: «اللَّهُمَّ لا تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ، وَلاَ تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ» . وكان عبدُالله بنُ الزُّبَيْرِِ رضي الله عنهما إذا سمع الرعد يقول: «سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ، وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ» (¬43) . ¬
ما يقول إذا نزل المطر، وبعده، ثم إذا خاف الضرر من نزوله:
ما يقولُ إذا نزلَ المطرُ، وبعدَه، ثم إذا خافَ الضررَ مِن نزولِهِ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا رأى المطر، قال: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا» (¬44) . أما بعد نزوله فيقول: «مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ» (¬45) . وإن خاف ضرراً من نزوله قال: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالجِبَالِ، وَالآجَامِ وَالظِّرَابِ (¬46) ، وَبُطُونِ الأوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ» (¬47) . ¬
ما يقول عند الكرب:
ما يقولُ عندَ الكَرْبِ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكَرْبِ فيقول: «لاَ إِلهَ إلاَّ اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لاَ إِلهَ إلاَّ اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ» (¬48) . ما يقولُ إذا استَصْعبَ عليهِ أمرٌ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ لاَ سَهْلَ إلاَّ مَا جَعَلْتَهُ سَهْلاً، وَأَنْتَ تَجْعَلُ الحَزْنَ (¬49) إِذَا شِئْتَ سَهْلاً» (¬50) . ما يقولُ إذا غَلَبَهَ أمرٌ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ... وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلا ¬
ما يقول إذا بلي بالوسوسة:
تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ "لَوْ" تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» (¬51) . ما يقولُ إذا بُلِيَ بالَوْسَوسَةِ: يقول: أعوذُ باللهِ، آمنتُ باللهِ ورسُلِهِ. قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: « ... فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ وَلْيَنْتَهِ» ، وقال عليه الصَّلاة والسَّلام: « ... فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ وَرُسُلِهِ» (¬52) . ما يقولُ إذا خاف على نفسه شركًا من وسوسةٍ ونحوِها. يدعو قائلاً: ¬
ما يقول إذا هم بفعل أمر، وانتابه تطير - تشاؤم - لفعله.
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا أَعْلَمُهُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ» (¬53) . ما يقولُ إذا هَمَّ بفعل أمرٍ، وانْتابَه تطيُّرٌ - تشاؤم - لِفِعْلِه. يدعو فيقول: «اللَّهُمَّ لاَ طَيْرَ إِلاَّ طَيْرُكَ، وَلاَ خَيْرَ إِلاَّ خَيْرُكَ، وَلاَ إلهَ غَيْرُكَ» (¬54) . ما يقولُ إذا رأى مبتلًى، عافانا الله تعالى. يقول في نفسه دون أن يُسمِع صاحبَ البلاء -: «الْحَمْدُ للهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاَكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى ¬
ما يقول، وما يفعل، إذا أتاه أمر يسره، أو أمر يكرهه.
كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً» (¬55) . ما يقولُ، وما يفعل، إذا أتاه أمرٌ يَسُرُّه، أو أمرٌ يكرهه. يَخِرُّ المؤمنُ ساجدًا، إذا أتاهُ أمرٌ فيه سرورٌ له، شكرًا لله تعالى (¬56) ، ويَحْمَدُ الله تعالى، فيقول: «الْحَمْدُ للهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ، وإذا أتاه الأمر يكرهه، قال: الْحَمْدُ للهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ» (¬57) . ما يقول مَن أعجبه شيء، ثم خشي أن يَعينَه. يتعيّن على من علم من نفسه ¬
ما يقول عند سماع صياح ديك، أو نهيق حمار، أو نباح كلب.
ضررَ عينه، أن يُبرِّك إذا استحسن إنسانًا أو شيئًا، وذلك بالمبادرة إلى قول: اللهم بارك عليه. لأمره صلى الله عليه وسلم عامرَ بنَ ربيعة لما عان سهلَ بن حُنيفٍ رضي الله عنهما، بقوله: «أَلاَ بَرَّكْتَ» (¬58) . ما يقولُ عند سماع صياح ديكٍ، أو نهيق حمار، أو نُباح كلب. إذا سمع صياح ديكٍ قال: اللَّهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ، وإذا سمع نهيق حمار أو نباح كلب بليلٍ، قال: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (¬59) . ¬
باب الرقية المشروعة
بابُ الرُّقيةِ المشروعةِ رقيةُ الملدوغِ: رقى نفرٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سيِّدَ حيٍّ من أحياء العرب، كانَ قد لُدِغَ، رقاهُ أحدُهم بسورة الفاتحة [الزُّمَر: 75] {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فتعافى، فجعلوا لهم قَطِيعَ غنمٍ، فأَذِنَ لهم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم باقتسامه، وقال: «وَمَا يُدْريكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ، ثُمَّ قَالَ: قَدْ أَصَبْتُمُ، اِقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ سَهْمًا، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم» (¬60) . رقيةُ مَنِ اشتكى مرضاً: «كَانَ ¬
رقية من اشتكى قرحة أو جرحا:
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ» (¬61) ، قيل للزُّهْرِيِّ _ح: كيفَ يَنْفُثُ؟ قال: كانَ يَنْفُثُ عَلَى يَدَيْهِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا عَلَى وَجْهِهِ (¬62) . رقيةُ مَنِ اشتكى قُرحةً أو جُرْحاً: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَضَعُ سَبَّابَتَهُ بِالأَْرْضِ ثُمَّ يَرْفَعُهَا، وَيَقُولُ: بِسْمِ اللهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، يُشْفَى بِهِ سَقِيمُنَا، بِإِذْنِ رَبِّنَا» (¬63) . رقيةُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: رقى أنسٌ رضي الله عنه ¬
رقية جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
ثابِتاً رحمه الله قائلاً: «أَلا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، مُذْهِبَ الْبَاسِ، اِشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لاَ شَافِيَ إلاَّ أَنْتَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا» (¬64) . رقيةُ جِبريلَ عليه السلام لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كان جبريل عليه السَّلام إذا اشتكى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رَقاهُ، فقال: «بِسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ» (¬65) . ¬
الرقية من الوجع في الجسد:
الرُّقيةُ مَن الوجعِ في الجسدِ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي يَأْلَمُ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ: بِسْمِ اللهِ ثَلاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ» (¬66) . ما يقولُ إذا عادَ مريضاً لم يحضُرْ أجلُه: قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا، لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ، فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مِرَارٍ: أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ، إِلاَّ عَافَاهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ» (¬67) . ¬
ما يقوله إذا خاف الفتنة من ضر أصابه:
وكان عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ إذا دخل على مريضٍ يعودُه قال: «لا بَأْسَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللهُ» (¬68) . ما يقولُه إذا خافَ الفتنةَ من ضُرٍّ أصابَه: قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كَانَ لا بُدَّ فَاعِلاً، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي» (¬69) . مَا يقولُه إذا أَيِسَ من حياتِه (إذا مرِض مرَضَ الموتِ) : تلا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ¬
في مرض وفاته قولَه تعالى: [النِّسَاء: 69] ، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ الأَعْلَى» (¬70) ، كما يُستحب للمُحتضَر قولُ: «لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ» ، قال عليه الصلاة والسلام: ¬
ما يقول عند النزع الأخير:
«مَنْ قَالَهَا فِي مَرَضِهِ، ثُمَّ مَاتَ لَمْ تَطْعَمْهُ النَّارُ» (¬71) . ما يقولُ عندَ النزعِ الأخيرِ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ: لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ» (¬72) . وقال عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ: لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ» (¬73) . (فائدة) : كَيْفَ يلقِّنُه كلمةَ التوحيدِ؟ * ... يُلقِّنُه ذلك برِفْقٍ، مخافةَ أن يَضْجَرَ فَيَرُدَّها، والعياذُ بالله. ¬
ما يقول إذا أغمض عيني الميت.
* ... ولا يعيدُها عليه إذا قالها مرَّةً، إلاَّ أن يتكلَّمَ المُحتضَرُ بكلامٍ آخَر (¬74) . ما يقول إذا أغمض عينَيِ المَيِّت. يقول: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِفُلاَنٍ (ويذكره باسمه) ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِه، وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ» (¬75) . ما يدعو للمَيِّتِ عندَ الصَّلاةِ عليه: صلََّى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على جَنازةٍ فقال: ¬
ما يقوله من مات له ميت:
«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلاً خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، ومِنْ عَذَابِ النَّارِ» (¬76) . ما يقولُهُ مَنْ مَات له مَيِّتٌ: يقولُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللهُ: إِنَّا للهِ وَإِنَّا ¬
تنبيه:
إلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلاَّ أَخْلَفَ اللهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا» (¬77) . تنبيه: لِيَحذرْ أهلُ المَيِّت من الدعاء على أَنفُسِهم إلا بخير، فقد قال عليه الصلاةُ والسلامُ لِناسٍ من أهل أبي سلمةَ عند عِلْمهم بموته: «لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ بِخَيْرٍ، فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ» (¬78) . ما يقولُ المسلمُ لأخيه المسلمِ إذا عزّاهُ: يقول كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لابنتِهِ ¬
ما يقول إذا صلى على جنازة طفل:
حين أَرْسَلَتْ إليه تقولُ: إِنَّ ابْنًا لِي قُبِضَ فَأْتِنَا، فَأَرْسَلَ يُقْرِئُ السَّلامَ وَيَقُولُ: «إِنَّ للهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ» (¬79) . ما يقولُ إذا صلَّى على جنازةِ طفلٍ: يدعو لأبَوَيْهِ بقولهِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لَهُمَا فَرَطاً (¬80) ، وَاجْعَلْهُ لَهُمَا سَلَفاً، وَاجْعَلْهُ لَهُمَا ذُخْراً، وَثَقِّلْ بِهِ مَوَازِينَهُمَا، وَأَفْرِغِ الصَّبْرَ عَلَى قَلُوبِهِما، وَلاَ تَفْتِنْهُمَا بَعْدَهُ، وَلاَ تَحْرِمْهُمَا أَجْرَهُ (¬81) . ¬
(فائدة) :
(فائدة) : هل يقولُ مَن مشى في جَنازةٍ شيئاً؟ اِعلمْ - رَحِمَكَ اللهُ - أنَّ الصَّواب المختارَ ما كان عليه السَّلَفُ رضي الله عنهم من السُّكون والسُّكوتِ حالَ السَّيْرِ مع الجَنازة، فإن اشتغلَ بِذِكْرٍ أو فِكْرٍ فلا يَرفعْ صوتَه بذلك (¬82) . ما يقولُ إذا أدخل المَيِّت قبرَه: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا وَضَعْتُمْ مَوْتَاكُمْ فِي الْقُبُورِ، فَقُولُوا: بِسْمِ اللهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم» ، وفي روايةٍ: «بِسْمِ اللهِ، وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم» (¬83) . ¬
ما يقول إذا فرغ من الدفن:
ما يقولُ إذا فَرَغ منَ الدَّفنِ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: «اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ، وَسَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ، فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ» (¬84) . الدُّعَاءِ في صلاةِ الجَنازةِ: أجمع العلماء على أن الدعاءَ للأمواتِ ينفعُهُم ويَصِلُ إليهم ثوابُه (¬85) . ومما يقوله المسلمُ كما علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، اللَّهُمَّ مَنْ ¬
(فائدة)
أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى [الإيمَانِ] ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى [الإسْلامِ] اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ» (¬86) . (فائدة) مِن حقِّ المسلمِ على أخيه المسلمِ أنْ يذكُرَ محاسِنَهُ، حتى بعدَ موتِهِ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تَسُبُّوا الأمْوَاتَ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا» (¬87) . ما يقولُهُ زائرُ مِقبرة المسلمين: علَّم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المسلمَ إذا خرجَ إلى المِقبرة أن يقول: «السَّلامُ عَلَى أَهْلِ ¬
الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ اللهُ مِنَّا الْمُسْتَقْدِمِينَ وَالْمُستَأخِرِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَلاَحِقُونَ» (¬88) . ¬
الفصل الرابع الأذكار الواردة في اليوم والليلة
الفصل الرابع الأذكارُ الواردةُ في اليومِ والليلةِ اِعلم - رَحِمَكَ اللهُ - أنَّ الأذكارَ في ذلك قد كَثُرَتْ على مُحصِيها، وليس هنا موضعُ جَمْعِها، لكنِ القصدُ انتقاءُ بعضِها واختيارٌ من صحيحها لِيسْهُلَ بذلك حِفْظُها والالتزامُ بها، وهاكَ جملةً منها، فاستعِنْ بالله ولا تَعجِزْ، واحرِصْ عليها حرصك على نفسك، فإن نفعها لا يُحصى. بابٌ في جملةٍ مِمَّا يقالُ عندَ الصَّباحِ والمساءِ: عند الصَّباح يقول: «الْحَمْدُ
للهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ» (¬89) . «الْحَمْدُ للهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي، وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ» (¬90) . ثم يقرأُ آيةَ {اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} . فقد جاء في الحديث أنه «لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ، وَلا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ» (¬91) . ويقرأُ المعوِّذاتِ [الإخلاصَ والفلقَ والناسَ] . ثلاثَ مرَّاتٍ، فإنها كما قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ» (¬92) . ¬
وإذا أصبح أو أمسى قال سيِّدَ الاستغفارِ، وهو كما قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «سيِّدُ الاستغفارِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ [لَكَ] بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ» (¬93) . وإذا أصبحَ يقول: «اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، ¬
وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ» . وإذا أمسى قالها: «اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ» (¬94) . وإذا أصبح قال: «أصْبَحْنا وأصبحَ الْمُلْكُ للهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» . وإذا أمسى قالها: «أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ للهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ ¬
الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» وإن شاء زاد: «رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا» (¬95) . ومن مُهِمَّات أدعية الصباح والمساء: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ ¬
ما يقال في صبيحة يوم الجمعة:
رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظْمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي» (¬96) . ما يقالُ في صبيحةِ يومِ الجُمُعةِ: اِعلم - رَحِمَكَ الله - أنه يُقال في صبيحتها جميعُ ما سبق، ويُزاد فيه كثرةُ الصَّلاةِ والسَّلام على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقد قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ ¬
الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِن الصَّلاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ ... » الحديث (¬97) . ¬
باب أذكار النوم وما يتعلق به:
بابُ أذكارِ النَّوْمِ وما يتعلقُ به: يُسَنَّ للمسلم إذا أراد النومَ فِعلُ أمورٍ، وقولُ أذكارٍ (¬98) ، سأورد بعضاً منها: فاستعن بالله تعالى على المداومة عليها، قاصدًا في ذلك حُسنَ اتباع سُنَّةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: (1) ... اِقرأ آيةَ الكرسِيِّ، لِما جاء في روايةِ حِفْظِ أبي هريرةَ لزكاة رمضانَ من قولِ الآتي الذي أتاه: «إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ» وقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ¬
«صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ» (¬99) . (2) ... اِقرأ خواتيمَ سورةِ البقرة: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ} [البَقَرَة: الآيتان 285 - 286] إلى آخر السُّورة الكريمة، وذلك لقول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مَنْ قَرَأَ بِهِمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ» (¬100) . (3) اِقرأ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، فإنها براءة من الشرك، كما في قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأْ {قُلْ يَاأَيُّهَا ¬
الْكَافِرُونَ} ثُمَّ نَمْ عَلَى خَاتِمَتِهَا فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ» (¬101) . (4) اُنفُثْ في يَدَيْكَ ثَلاثًا، واقْرَأْ بِهِمَا بِالمُعَوِّذَاتِ، وَامْسَحْ بِهِمَا مَا اسْتَطَعتَ مِنْ ظَاهِرِ جَسَدِك، تَبْدَأُ بِمَسْحِ الرَّأْسِ وَالوَجْهِ، ثُمَّ مَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِكَ، (تفعلُ ذلكَ ثلاثاً) ، «فقد كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ نَفَثَ فِي يَدَيْهِ (¬102) ، وَقَرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ (¬103) ، وَمَسَحَ بِهِمَا جَسَدَهُ» (¬104) . ¬
(5) كبِّرِ اللهَ أربعاً وثلاثين، واحمَده ثلاثاً وثلاثين، وسبِّحْ له ثلاثاً وثلاثين، فقد أرشدَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عليًّا وفاطمةَ رضي الله عنهما إلى ذلك، فقال: «إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا، فَكَبِّرَا اللهَ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَسَبِّحَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ» (¬105) . (6) ... قلِ: «اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأَْرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلَّ شَيءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ ¬
وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِْنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأْوّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ» (¬106) . (7) قُلِ: «اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَحْيَا، وَبِاسْمِكَ أَمُوتُ» (¬107) . ¬
(8) قُلْ: «بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ» (¬108) . (9) واختم ذلك كلَّه بما أرشد إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم البراءَ بنَ عازبٍ رضي الله عنه بقوله: «إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأيْمَنَ وَقُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، ¬
ما يقول إذا رأى في منامه ما يحب أو ما يكره:
وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَا مِنْكَ إِلا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَ [بِـ]ـنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ، [واجعلْهُنَّ مِن آخرِ كلامِك] » (¬109) . ما يقولُ إذا رأى في منامِه ما يحبُّ أو ما يَكْره: - ... إن كانَتْ رُؤيا يحبُّها، فهي من الله تعالى، فليقل: الحمدُ لله. ثم إنَّ ¬
له أن يحدِّثَ بها مَنْ أحبَّ. - ... وإنْ كانَتْ حُلْماً يكرهُهُ، فهي من الشيطان. فليقل: أعوذُ باللهِ من شرِّ الشيطانِ وشرِّها. ولْينفُثْ (¬110) عن يساره ثلاثاً. ولا يحدِّثْ بها أحداً. ... قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا، فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ اللهِ، فَلْيَحْمَدِ اللهَ عَلَيْهَا وَلْيُحَدِّثْ بِهَا، وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ، فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا، وَلا يَذْكُرْهَا لأَحَدٍ، ¬
ما يقول إذا فزع في النوم:
فَإِنَّهَا لا تَضُرُّهُ» (¬111) . ما يقول إذا فزع في النوم: «بِسْمِ اللهِ، أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُونِ» (¬112) . ما يقولُ إذا تعارَّ (¬113) من الليل:، أي: استيقظَ وأرادَ النومَ بعده. قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تعارَّ منَ الليلِ، فقال: لاَ إِله إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ، لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ، وَلهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدٍيرٌ، ¬
ما يقول إذا تسوك وتوضأ، حال استيقاظه ليلا:
وَالْحَمْدُ للهِ، وَسُبْحانَ اللهِ، وَلاَ إِله إلاَّ الله، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيْبَ لَهُ، فَإَنْ تَوَضَّأ وَصَلّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ» (¬114) . ما يقول إذا تسوَّك وتوضَّأ، حال استيقاظه ليلاً: «اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ، وَهُوَ يَتْلُو قَوْلَهُ تَعَالى: [آل عِمرَان: 190-194] {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآَيَاتٍ لأُِولِي الأَلْبَابِ *الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ ¬
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ *رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ *رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ *رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ *} ، فقرأ صلى الله عليه وسلم حتى ختم السورة» (¬115) . ¬
الفصل الخامس في أذكار مخصوصة بالعبادات
الفصل الخامس في أذكارٍ مخصوصةٍ بالعباداتِ [الصَّلاة ومالازَمَها، الزَّكاة، الصِّيام، الحج والعمرة] بابُ أذكارٍ مخصوصةٍ بالصَّلاة ومالازَمَها ما يقولُ عندَ دخولِ الخلاءِ: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ عند دخول الخلاء: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ» (¬116) . (فائدة) يُكره الذِّكْرُ والكلامُ حالَ قضاء الحاجة، إلاَّ لضرورة؛ فلا يشمِّتُ - حال ذلك - عاطساً، ¬
ما يقول عند الخروج من الخلاء:
ولايردُّ سلاماً، ولايجيبُ المؤذِّنَ. «وَقَدْ مَرَّ رَجُلٌ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَبُولُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ» (¬117) . ما يقولُ عندَ الخروجِ من الخلاءِ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا خرج من الخلاء: «غُفْرَانَكَ» (¬118) . ما يقولُ إذا أرادَ الوضوءَ: يقول: «بِسمِ اللهِ» ، لما جاء في الحديث: «لا صَلاةَ لِمَنْ لا وُضُوءَ لَهُ، وَلا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِ» (¬119) . ¬
ما يقول بعد الفراغ من الوضوء:
ما يقولُ بعدَ الفراغِ من الوضوءِ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَمَانِيَةُ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ» (¬120) . هل يصلِّي ركعتَيْنِ بعدَ الوضوءِ؟ قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، لا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» (¬121) . ¬
(فائدة)
(فائدة) يُستحَبُّ للمُغْتَسِلِ وللمُتيمِّمِ أن يقولا أذكار الوضوء أيضاً، ولايجوز للحائض والجُنُبِ إذا أتَيَا بالبسملة تامةً أن يقصِدا بها تلاوةَ آيةٍ من القرآن (¬122) . ما يقولُ إذا خرج َمن منزلِهِ وتوجَّهَ إلى المسجِدِ أو غيره: يقول: «بِسْمِ اللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لا حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ» «اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، ¬
ما يقول عند دخول المسجد وعند الخروج منه:
وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا وَتَحْتِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا وَخَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ لِي نُورًا، (وَعَظِّمْ لِي نُورًا) » (¬123) . ما يقولُ عندَ دخولِ المسجِدِ وعند الخروجِ منه: يقول: «بِسمِ اللهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ، اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ» وإذا خرَجَ قالَ: «بِسمِ اللهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ» ويقدِّم ¬
ما يستحب فعله في المسجد:
رِجلَه اليُمنى في الدُّخولِ، ويقدِّمُ اليُسرى في الخروجِ (¬124) . ما يُستحب فعلُه في المسجِدِ: يُكثِر المسلم من ذِكر الله، والصَّلاة، وقراءة القرآن. قال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ *رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ *} . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا بُنِيَتِ ¬
ما يقول إذا سمع المؤذن:
الْمَسَاجِدُ لِمَا بُنِيَتْ لَهُ» ، (¬125) «إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالصَّلاةِ، وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ» (¬126) . ما يقولُ إذا سمعَ المؤذِّنَ: يقولُ مِثْلَ قولِ المؤذِّن، إلا في الحيعلتَيْن، أي: عند قول المؤذن: «حيَّ على الصَّلاةِ، حيَّ على الفلاح» ، فإنه يُحَوْقِل، أي: يقول بعد كلٍّ منهما: «لاحولَ ولاقوَّةَ إلاَّباللهِ» . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ» (¬127) . ¬
ما يقول بعد فراغ المؤذن من التأذين:
وقد رَدَّدَ معاويةُ رضي الله عنه مِثْلَ ما قال المؤذّن إلى قوله: «أشهد أن محمداً رسولُ الله» فلما قال: «حيَّ على الصلاة» قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: هكذا سمعنا نبيَّكم صلى الله عليه وسلم يقول. ما يقولُ بعدَ فراغِ المؤذِّنِ من التأذينِ: يقول: اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ على النَّبِيِّ محمَّدٍ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللهِ تَعَالَى رَبّاً،
وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم رَسُولاً، وَبِالإسْلامِ دِينًا. اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاةِ الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ. ثم يَدعُو بما شاءَ من خَيْرَيِ الدُّنيا والآخرةِ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّن، فقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لاَ
تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي» (¬128) . وقال عليه الصَّلاة والسَّلام: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً، وَبِالإسْلامِ دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ» (¬129) . وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاةِ ¬
ما يقول في دعاء الاستفتاح [التوجه] ، ولا يكون إلا بعد تكبيرة الإحرام:
الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (¬130) . وقال عليه أفضلُ الصَّلاةِ وأتمُّ التسليمِ: «لا يُرَدُّ الدُّعَاءُ بَيْنَ الأذَانِ وَالإقَامَةِ» (¬131) . ما يقولُ في دعاءِ الاستفتاحِ [التوجُّه] ، ولا يكونُ إلا بعدَ تكبيرةِ الإحرام: اِعلم - رَحِمَني اللهُ وإيَّاك - أنه قد جاء في ذلك أحاديثُ كثيرةٌ صحيحةٌ انتقَيْتُ منها أيسرَها حِفْظاً، واخترتُ لك من ¬
أصحِّها، وفَّقني اللهُ وإياك للعمل بها. يقول: «وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ» (¬132) . أو يقول: «سُبْحانَك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلا إِلهَ غَيْرُكَ» (¬133) . وإن شاء زاد: «اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي ¬
وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ» (¬134) . أو يزيد - وبخاصة في استفتاح صلاة الليل -: «اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى ¬
(فائدة) :
صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» (¬135) . (فائدة) : اللفظ المختار في الاستعاذة هو: [أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم] (¬136) . وإن شاء قال: «أَعُوذُ بِاللهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ، مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ؛ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ» (¬137) . بعضُ أذكارِ الركوعِ: يقول: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، (ثلاثاً) . قال عليه الصَّلاة والسَّلام: «إِذَا رَكَعَ أَحَدُكُمْ فَقَالَ فِي رُكُوعِهِ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، (ثَلاثَ ¬
مَرَّاتٍ) فَقَدْ تَمَّ رُكُوعُهُ، وَذَلِكَ أَدْنَاهُ» (¬138) . وقال صلى الله عليه وسلم: «فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ» (¬139) . أو يقول: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ» ثلاثاً (¬140) . ويزيد إن شاء: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي» (¬141) . ويزيد إن شاء كذلك: «سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ» (¬142) . ¬
(فائدة) :
(فائدة) : يُكْرَهُ قراءةُ القرآنِ في الرُّكوعِ والسُّجودِ (¬143) . قال عليٌّ رضي الله عنه: «نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَقْرَأَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا» (¬144) . ما يقولُ حالَ رَفْعِ رأسِهِ من الرُّكوعِ: يقول: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» . ويقول عند الاعتدال منه: « [اللَّهُمَّ] رَبَّنَا [وَ] لَكَ الْحَمْدُ» (¬145) . أو يقول: «رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيه» (¬146) ويزيد إن شاء: «مِلْءُ السَّمَاوَاتِ، وَمِلْءُ ¬
بعض أذكار السجود:
الأرْضِ، وَمَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ» (¬147) وإن شاء زاد: «أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ، وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ، اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ» (¬148) . وأقلُّ أذكار الاعتدال من الركوع أن يقول: «رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ» (¬149) . بعضُ أذكارِ السُّجودِ: يقول: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الأعْلَى» ثلاثاً (¬150) . أو يقول: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الأعْلَى ¬
ما يقول إذا سجد للتلاوة في الصلاة وغيرها.
وَبِحَمْدِهِ» ثلاثاً (¬151) . ويزيد إن شاء: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي» (¬152) . ويزيد إن شاء أيضاً: «سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ» (¬153) . ما يقولُ إذا سجدَ للتلاوةِ في الصَّلاةِ وغيرِها. يقول: «سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، [بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ] ، تَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ» (¬154) . ويزيد أيضاً قولَ: «اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي ¬
ما يقول في الجلوس بين السجدتين:
بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا، وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا، وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ» (¬155) عليه السلام. ما يقولُ في الجلوسِ بينَ السجدتَيْنِ: يقول: «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي [وَاجْبُرْنِي] وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي [وَارْفَعْنِي] » (¬156) . أو يقول: «رَبِّ اغْفِرْ لِي، رَبِّ اغْفِرْ لِي» (¬157) . ما يقولُ في التشهُّدِ، مهما تعدَّدَ: يقول: «التَّحِيَّاتُ للهِ، وَالصَّلَوَاتُ ¬
وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ» (¬158) . كيف يصلِّي على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بعد السَّلامِ عليهِ والتشهُّدِ؟: قال صلى الله عليه وسلم: «قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ ¬
ما يدعو بعد التشهد الأخير قبل التحلل من الصلاة بالتسليم:
وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» (¬159) . ما يدعو بعدَ التشهُّدِ الأخيرِ قبلَ التحلُّلِ من الصَّلاةِ بالتسليم: «يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ فَيَدْعُو» (¬160) . ومن الأدعيةِ الجامعةِ لخَيْرَيِ الدُّنيا والآخرةِ، قولُ الله تعالى: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآْخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البَقَرَة: 201] . {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا ¬
مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} ومن ذلك أن يتعوَّذَ بالله من أربعٍ، فيقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ» (¬161) . ومن ذلك: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، ¬
لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ» (¬162) . ومن ذلك: «اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» (¬163) . بيانُ الأذكارِ المشروعةِ بعد السَّلامِ في الصَّلَواتِ الخَمسِ: يُسَنُّ للمسلم إذا سلَّمَ من صلاة الفريضة أن يَشْرَعَ بالأذكار الآتية (¬164) : 1- ... أستغفِرُ اللهَ (ثلاثاً) . ¬
2- ... «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ، وَمِنْكَ السَّلامُ، تَبَارَكْتَ يا ذَا الْجَلالِ وَالإكْرَامِ» (¬165) . 3- ... «لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ (¬166) » (¬167) . 4- ... «لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى ¬
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَلا نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ، وَلَهُ الْفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ، وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ» (¬168) . 5- ... ثم يعقِد التسبيح بيمينه، ويقول: سُبحَانَ اللهِ (ثلاثاً وثلاثينَ) ، الحَمْدُ للهِ (ثلاثاً وثلاثينَ) ، اللهُ أَكْبَرُ (ثلاثاً وثلاثينَ) ، ويقولُ تمامَ المائةِ: لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ ¬
الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (¬169) . 6- ... ثم يقرأُ آيةَ الكرسِيِّ (¬170) ، والمعوِّذاتِ: الإخلاصَ والفلقَ والناسَ (¬171) . 7- ... إضافةً لما ذُكِر، فإنه يكرِّرُ عَشْراً قَوْلَهُ: «لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» وذلك بعدَ أداء فريضتَي الفجر والمغرِبِ خاصة (¬172) . ¬
ما يقرأ في صلاة الوتر:
ما يقرأُ في صلاةِ الوترِ: يقرأ في الرَّكعة الأولى بسورة (الأعلى) ، وفي الثانية بسورة (الكافرون) ، وفي الثالثة بسورة (الإخلاص) . كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم «يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَْعْلَى} ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَفِي الثَّالِثَةِ بِـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، ولا يسلِّمُ إِلاَّ فِي آخِرِهِنَّ» (¬173) . ما يقولُ إذا قنتَ في الوتر (أو في الصُّبحِ) : (¬174) يقول: «اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، ¬
وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، [فـ] إِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، [وَلا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ] ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ» (¬175) . ويزيدُ إن شاءَ، دعاءَ قنوتِ عمرَ أو ابنِه رضي الله عنهما، وهو: «اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِينُك، وَنَسْتَغْفِرُكَ، وَلاَ نَكْفُرُكَ، وَنُؤْمِنُ بِكَ وَنَخْلَعُ (¬176) مَنْ يَكْفُرُكَ، اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْكَ ¬
ما يقول عقب السلام من الوتر:
نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَكَ وَنَخْشَى عَذَابَكَ، إِنَّ عَذَابَكَ الْجِدَّ بِالْكُفَّارِ مُلْحِقٌ، اللَّهُمَّ عَذِّبِ الكَفَرَةَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ» (¬177) . ما يقولُ عقبَ السَّلامِ من الوترِ: يقول: «سُبْحَانَ المَلِكِ القُدُّوس» ثَلاثَ مَرَّاتِ، يُطِيُلِ في آخِرِهِنَّ (¬178) . ما يقولُ إذا كلَّمه إنسانٌ وهو يصلِّي، أو وسوسَ له (خَنْزَب) وهو: شيطانُ الوسوسةِ في الصَّلاة. إذا كلَّمه إنسانٌ قال: «سبحان الله» . ¬
لقوله صلى الله عليه وسلم: « ... مَنْ نَابَهُ شَيْئٌ فِي صَلاتِهِ فَلْيُسَبِّح ... » (¬179) . وإذا وجد وسوسةً في صلاته يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم يَتْفُل عن يساره ثلاثًا. لقوله صلى الله عليه وسلم لعثمان بن أبي العاص، حين شكا لرسول الله صلى الله عليه وسلم تلبيسَ شيطانٍ عليه صلاتَه: «ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهْ: خَنْزَبٌ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْهُ، وَاتْفُلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلاَثاً» ، قال عثمان: ففعلتُ ذلك فأَذْهَبَه الله عني (¬180) . ¬
باب في أذكار صلوات مخصوصة
بابٌ في أذكارِ صلواتٍ مخصوصةٍ دعاء صلاةُ الاستسقاءِ: يقول: «اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا / اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا» (¬181) . وإن شاء زاد: «اللَّهُمَّ اسْقِ عِبَادَكَ وَبَهَائِمَكَ، وَانْشُر رَّحْمَتَكَ، وَأَحْيِ بَلَدَكَ الْمَيِّتَ» ، (¬182) «اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا، مَرِيئًا مَرِيعًا، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ، ¬
صلاة الاستخارة:
عَاجِلاً غَيْرَ آجِلٍ» (¬183) . ويقرأ فيها بعد الفاتحة - كما في العيدين وفي الجمعة - (¬184) في الركعة الأولى بسورة (الأعلى) ، وفي الثانية بسورة (الغاشية) (¬185) . صلاةُ الاستخارةِ: يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ ... » الحديث (¬186) ، وقد مرَّ بتمامه في مطلِع الفصل الثالث، وكرَّرتُ ذِكْرَه هنا للتنبيه على أنَّه من أذكارِ الصَّلوات المخصوصة. ما يتلو في صلاة فجرِ الجُمُعة: يقرأ ¬
(فائدة) :
في الركعة الأولى بِـ {الم *تَنْزِيلُ} [السَّجدَة] ، وفي الثانيةِ بِـ {هَلْ أَتَى عَلَى الإِْنْسَانِ ... } [الدَّهر] (¬187) . (فائدة) : والسُّنَّةُ أن يقرأَهما بكَمَالِهما، لا أن يقتصِرَ على بعضِهما، فهذا خِلافُ السُّنَّةِ (¬188) . صلاةُ الجُمُعِة: يُكثِر من الدُّعاء في ساعة الإجابة نهارَ الجُمُعة، «وَهِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الإِمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلاَةُ» (¬189) وهذا أصحُّ ماجاء فيها (¬190) . ويقرأُ بسورة {ق} ، في ¬
الخُطبة أحياناً، حالَ كونِه الإمامَ، للإِعلام بأنَّ ذلك ثابتٌ في سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم (¬191) . ويقرأ في الصَّلاة أحياناً - إعلامًا بالسُّنَّة وعملاً بها -: بسورة (الجُمُعة) بعد الفاتحة في الرَّكعة الأولى، وبسورة (المنافقون) في الثانية (¬192) . ويقرأ أحياناً أخرى بسورة (الأعلى) في الأولى، وبسورة (الغاشية) في الثانية، وإذا اجتمع العيد والجُمُعة في يوم واحد، يقرأ بهما أيضاً في الصلاتَيْنِ (¬193) . ¬
المشروع في صلاة الكسوف:
المشروع في صلاةُ الكُسوفِ: مجموعُ ما يفعله المسلم عند حدوث الكسوف: أن يُكثِرَ من ذِكْرِ اللهِ تعالى ودُعائِه واستغفارِه، ويَفْزَعَ إلى الصَّلاة حتى يَنْجَلِيَ، ويتصدَّقَ، ويُعتِقَ - إنْ مَلَكَ رقيقاً - ويتعوَّذَ بالله تعالى من فتنة المسيح الدَّجَّال ومن عذاب القبر. وستأتي أدلَّةُ ذلك - إن شاء الله -. أما الإمام فيقرأ بعد الفاتحة في الرَّكعة الأولى، بنحو سورة البقرة، وفي الثانية دون ذلك نحو سورة آل عِمْرانَ، ويطيلُ
في ركوعه وسجوده، ثم إنَّه يبقى في صلاته حتى تنجلِيَ. قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ مَعَهُ، فَقَامَ قِيَاماً طَوِيلاً نَحْواً مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعاً طَوِيلاً، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَاماً طَوِيلاً، وَهُوَ دُونَ الْقِيامِ الأَوَّلِ..» الحديث (¬194) . قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «هَذِهِ الآيَاتُ الَّتِي يُرْسِلُ اللهُ، لا تَكُونُ لِمَوْتِ ¬
أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنْ يُخَوِّفُ اللهُ بِهِ عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، فافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ» (¬195) . وقال عليه الصَّلاة والسَّلام: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا، فَادْعُوا اللهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ» (¬196) . ويقول صلى الله عليه وسلم: «فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، ¬
صلاة العيدين:
فَادْعُوا اللهَ، وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا» (¬197) . «وَقَدْ أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْعَتَاقَةِ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ» (¬198) . وقال صلى الله عليه وسلم في خُطبة الكُسوف: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ كَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ» (¬199) . صلاةُ العِيدَيْنِ: السُّنَّةُ أن يقرأَ في صلاة العيدين في الرَّكعة الأُولى بعد الفاتحة بسورة (الأعلى) ، وفي الثَّانية بسورة (الغاشية) (¬200) . ¬
التكبير في العيدين:
التكبير في العيدَيْن: ويكبِّرُ المسلمُ في عيد الفِطْر من غروب شمس آخر يومٍ من رمضانَ (عند ثبوت هلال شوَّال) ، إلى أنْ يُحرِمَ الإمامُ بصلاة العيد. كما يكبِّرُ في عيد الأَضْحى من بعد صلاة الفجر يومَ عرفةَ إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق (الثالثِ عشَرَ من ذِي الحِجَّة) (¬201) . وصيغة التكبير المختارةُ: أن يقول: اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لاإلهَ إلاَّ اللهُ، ¬
واللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ. فقد كان ابن مسعودٍ رضي الله عنه يكبِّرُ أيامَ التشريق فيقولُ: (اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الْحَمْدُ) (¬202) . ¬
باب أذكار الزكاة، والإحسان بالمال
بابُ أذكارِ الزَّكاةِ، والإحسان بالمال - ما يقولُ آخِذُ الزكاةِ (سواءٌ أكان الواليَ أو الساعيَ أو الفقراءَ) . يدعو لمن دفع الزكاة بالخير. ومن ذلك أن يقول: جزاك الله خيرًا. قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم «مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ، فَقَالَ لِفَاعِلِهِ: جَزَاكَ اللهُ خَيْراً، فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ» (¬203) . أو يقول: اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً (¬204) . (مسألة) : هل يقول آخِذُ الزكاة لمن ¬
أعطاها: اللهمَّ صلِّ على فُلانٍ؟ لقوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *} [التّوبَة: 103] . قال النوويُّ رحمه الله: قال العلماء: ولا يُسْتَحَبُّ أن يقول في الدُّعاء: اللَّهمَّ صلِّ على فُلانٍ، لكون لفظِ الصَّلاة مختصّاً بالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فله أنْ يخاطِبَ به مَنْ يشاء، بخلافنا نحن. والمراد بقوله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} [التّوبَة: 103] ، أي ادعُ لهم. اهـ (¬205) . ¬
ما تقول لمن عرض عليك من ماله.
ما تقول لمن عَرَض عليك من مالِه. تدعو له بالبركة، قائلاً: «بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ» (¬206) . ما تقول لمن أحسن إليك بقرضٍ، ثم جئتَ توفِّيه حقَّه. تدعو له بالبركة، وتشكر صنيعه، فتقول: «بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، إِنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ الْحَمْدُ وَالأَْدَاءُ» (¬207) . ¬
باب أذكار الصيام
بابُ أذكارِ الصِّيامِ - ما يقولُ عندَ رؤيةِ الهلالِ: يقول: «اللَّهُمَّ أَهْلِلْهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإيمَانِ، وَالسَّلامَةِ وَالإسْلامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ» (¬208) . - ما يقول وهو صائمٌ، لمن شاتَمَه: يقول «إِنَّي صَائِمٌ، مَرَّتَيْنِ» (¬209) . كما يُستحب للصائم الإكثارُ من أفعال البِرِّ: من صلاةٍ، وذِكْرٍ، وتِلاوةٍ، ودُعاء. ¬
- ما يقول عند الإفطار.
قال عليه الصَّلاة والسَّلام: «ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ، الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَالإمَامُ الْعَادِلُ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ» (¬210) . - ما يقول عندَ الإفطار. يقول: «ذَهَبَ الظَّمَأُ، وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ، وَثَبَتَ الأجْرُ إِنْ شَاءَ اللهُ» (¬211) . - ما يقول إذا أفطر عند قوم. يقول: «أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الأبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلائِكَةُ» (¬212) . ¬
- ما يدعو به إذا علم ليلة القدر.
- ما يدعو به إذا عَلِمَ ليلة القَدْر. يقول: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» (¬213) . ويُستحبُّ له فيها قراءةُ القرآن، وقولُ سائرِ الأذكارِ والدَّعَواتِ المستحبَّةِ في المواطنِ الشريفةِ، كما يُسْتَحَبُّ له ذلك في الاعتكافِ أيضًا (¬214) . ¬
باب أذكار ... الحج والعمرة
بابُ أذكارِ ... الحجِّ والعُمْرة وهي على ضَربَيْنِ: الأول: الأذكار المتعلِّقة بالسفر. الثاني: الأذكار المتعلِّقة بأعمال الحجِّ والعُمْرة. أما الأولُ، فالأذكارُ المتعلِّقةُ بالسفر، وقد سبقَ ذِكْرُ غالِبِها، ويُضاف إليها هنا (إتماماً للفائدة) :
- ما يقول إذا سار به المركوب فصعد مرتفعا أو نزل منحدرا.
- ما يقولُ إذا سارَ بِه المركُوبُ فصَعِدَ مرتفعاً أو نزل منحَدَراً. يقول إذا صعِدَ: (الله أكبر) ، وإذا نزل: (سبحان الله) . قال جابرٌ رضي الله عنه: «كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا، وَإِذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا» (¬215) . - ما يقولُ إذا تعسَّرَ مركوبُه. ينبغي ألاَّ يلعنَه، فقد جاء النَّهْيُ عن لعن البهيمة. قال صلى الله عليه وسلم في دابَّة لعنَتْها امرأةٌ في سَفَرٍ: «خُذُوا مَا عَلَيْهَا وَدَعُوهَا، فَإِنَّهَا مَلْعُونَةٌ» (¬216) . ¬
- ما يقول إذا أسحر - أي وافق وقت السحر في سفره - يقول:
- ما يقولُ إذا أسْحَر - أي وافَق وقتَ السَّحَرِ في سفره - يقول: «سَمِعَ سَامِعٌ بِحَمْدِ اللهِ وَحُسْنِ بَلائِهِ عَلَيْنَا، رَبَّنَا صَاحِبْنَا، وَأَفْضِلْ عَلَيْنَا، عَائِذًا بِاللهِ مِنَ النَّارِ» (¬217) . - ما يقولُ إذا نزَلَ منزِلاً، لِيبيتَ فيه. يقول: «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ» (¬218) . - ما يقولُ إذا دخل بلدةً أو قرية. يقول: «اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ ¬
وأما الثاني:
وَمَا أَظْلَلْنَ، وَرَبَّ الأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ، وَرَبَّ الرِّياح وَمَا ذَرَيْنَ، أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ القَرْيَةِ وَخَيْرَ أَهْلِهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ أَهْلِهَا، وَشَرِّما فِيهَا» (¬219) . وأما الثاني: فالأذكارُ المتعلِّقةُ بأعمالِ الحجِّ والعُمْرةِ، وقد تقدَّم منها أذكارُ الاغْتسالِ، والوُضوءِ، وأذكارُ لُبسِ الثَّوْبِ - وهو هنا الرداءُ والإزارُ -، ويقول ذلك كلَّه عند إحرامِه. وهاكَ تَمامَها - إن شاء الله -: ¬
- صفةُ تلبيةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ» (¬220) . وإن شاء زاد «لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ، لَبَّيْكَ وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ» (¬221) . - متى يقطع التلبيةَ في العُمْرةِ؟ يقطع التلبية في ¬
- متى يقطع التلبية في الحج؟
العُمْرة، إذا دخل الحَرَم. كان ابنُ عمرَ رضي الله عنهما يقطع التلبية في العُمْرة إذا دخل الحَرَم (¬222) . - متى يقطع التلبيةَ في الحجِّ؟ يقطع التلبية في الحجِّ إذا رمى جَمْرةَ العَقَبَةِ (الكبرى) يومَ النَّحْر. «لَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ» (¬223) . - الأذكار المشروعة عند الطواف. - إذا استلمَ الركنَ الأسودَ (الركنَ الذي عنده الحجرُ الأسودُ) : أشار إليه، وقال: اللهُ أكبر. «طَافَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْبَيْتِ عَلَى بَعِيرٍ ¬
مسألة:
كُلَّمَا أَتَى الرُّكْنَ أَشَارَ إِلَيْهِ بِشَيْءٍ كَانَ عِنْدَهُ (¬224) وَكَبَّرَ» (¬225) . مسألة: هل يستلمُ أركانَ الكعبةِ جميعَها - إن أَمْكَنَه ذلك -؟ السُّنَّةُ من فِعْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه لا يُستلَمُ من البيتِ إلا الركنان اليمانيَّان، (¬226) [أي الركنُ اليمانيُّ والركنُ الأسود] . - الذِّكرُ المشروع عند الطواف (ما بين الركنين) . كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يتلو بين الركنَيْنِ قولَه تعالى: [البَقَرَة: 201] (¬227) . ¬
- ما يقول إذا دنا من الصفا أو من المروة مريدا السعي بينهما:
- ما يقرأ في ركعتَيِ الطوافِ عند المقامِ. كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يقرأُ في الرَّكعتَيْنِ ُ س ش ص ض ِ، و ُ ش س ز ِ (¬228) . - ما يقول إذا دَنا من الصَّفَا أو من المَرْوَةَ مريداً السعيَ بينهما: يقرأ قوله تعالى: [البَقَرَة: 158] . وإذا دَنا من الصفا عند أوَّلِ شُروعِه بالسَّعي، يقول: «أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللهُ بِهِ» (¬229) . ¬
- ما يقول إذا رقي الصفا أو المروة، ورأى الكعبة المشرفة:
- ما يقول إذا رقِيَ الصَّفَا أو المروَةَ، ورأى الكعبة المشرَّفة: يقول: [ثلاثَ مراتٍ] «لا إلهَ إلاَّ اللهُ، اللهُ أكبرُ» . ثمَّ يقولُ: «لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ» . ثم يدعو بما أَحبَّ (¬230) . - ما يقول إذا سار من مِنى إلى عرفَةَ بعد طلوع الشمس: يقول: ¬
- ما يسن للحاج في يوم عرفة.
«لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ. لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ، لَبَّيْكَ وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ» . يقول ذلك كلَّه مِراراً كلَّما تيسَّر له (¬231) . - ما يُسن للحاجِّ في يوم عرفَةَ. يُستحبُّ له الاجتهادُ في الدعاء، [ورفعُ اليدينِ فيه] (¬232) ، وكثرةُ الذِّكْرِ ¬
ما يشرع بعيد فجر يوم النحر حتى يسفر جدا.
والإخلاصُ فيه، فإنَّ خيرَ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفَةَ. قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (¬233) . ما يُشرَعُ بُعَيْدَ فجرِ يومِ النَّحرِ حتى يُسفِرَ جداً. - أن يقفَ مُستقبِلاً القِبلةَ عند المَشْعرِ الحرامِ - وهو جبلُ قُزَح - ¬
حيث وقف النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فإنْ وقف في أيِّ موضِعٍ آخرَ من مزدلِفةَ أَجْزَأَهُ. قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَقَفْتُ هَاهُنَا، وجَمْعُ (¬234) كُلُّهَا مَوْقِفٌ» (¬235) . - أنْ يُكثِرَ من ذِكْر الله تعالى، من تكبيرٍ، وتحميد، وتهليل، ودعاء. - أن يخالفَ المشركين فيدفعَ من مُزدلِفةَ قبل طلوع الشمس لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك (¬236) . قال الله تعالى: ¬
ما يشرع عند رمي الجمار:
[البَقَرَة: 198] . وقد «أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ، فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ؛ فَدَعَاهُ، وَكَبَّرَهُ، وَهَلَّلَهُ، وَوَحَّدَهُ، فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفاً حَتّى أَسْفَرَ جِدّاً، فَدَفَعَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ» (¬237) . ما يُشرَعُ عند رميِ الجِمارِ: - ... يقطع التلبية إذا شرع برمي جَمْرةِ العَقَبة الكبرى يومَ النَّحْرِ. «لَمْ يَزَلْ رَسُولُ الله ِ صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي حَتّى رَمَى الْجَمْرَةَ» (¬238) . ¬
- ... أَن يكبِّرَ كلَّما رمى بحصاة أيّاً من الجِمار الثلاث. - ... أن يتقدَّمَ قليلاً بعد الفراغِ من رميِ الجَمْرَتَيْنِ الصُّغرى والوُسطى، ويطيلَ الوقوفَ، مُستقبِلاً القِبلة، رافعاً يديه، يدعو. - ... ولا يقفَ بعد الفراغ من رمْيِ جَمْرةِ العَقَبةِ الكُبرى. ... موافِقاً في ذلك جميعِه سُنَّةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (¬239) . ويستمرُّ الحاجُّ بالتكبير طوالَ أيام ¬
ما يشرع قوله عند النحر، أو عند ذبح الضحية.
التشريق بمِنىً قائلاً: «اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ» (¬240) . كان عمرُ رضي الله عنه يكبِّرُ في قُبَّتِه بمنىً، فيسمَعُه أهل المسجد فيكبِّرون، ويكبِّرُ أهلُ الأسواقِ حتى ترتجَّ مِنىً تكبيراً (¬241) . ما يُشرع قوله عند النحر، أو عند ذبح الضَّحِيَّة. إذا رَمى الحاجُّ جَمْرةَ العقبةِ، وأراد نحرَ هَدْيِه، أو أراد المسلمُ ذبحَ ضَحِيَّةٍ، بعد صلاة عيد ¬
الأضاحي، فإنه يُشرع له أن يقول: بِسْمِ اللهِ، واللهُ أكبر، اللَّهُمَّ تقبَّلْ مني. وذلك اقتداءً بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم حين ذبح كبشًا ضحيةً، فقال: «بِسْمِ اللهِ، وَاللهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ» (¬242) . فإذا قضى مناسِكَه جميعَها، أكثرَ بعد ذلك من ذِكْرِ اللهِ تعالى، ومن تلاوةِ قولِه سبحانه: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآْخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البَقَرَة: 201] . ¬
وقولِه تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآْخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ *وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآْخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البَقَرَة: 200-201] .
الفصل السادس في أذكار غير مقيدات بأوقات أو مناسبات
الفصل السادس في أذكارٍ غيرِ مقيَّداتٍ بأوقاتٍ أو مناسباتٍ قال اللهُ تبارك وتعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} [البَقَرَة: 152] . وقال سبحانه: {فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ *لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الصَّافات: 143-144] . وقال تعالَى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزَاب: 56] . وقالَ عزَّ وجلَّ: {وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلاَ إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ} [التّوبَة: 99] . ويقولُ النَّبِيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا» (¬243) . ويقول صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ» (¬244) . أخي القارئ الحبيب، أحَبَّكَ اللهُ، هاك - ختامًا - بعضًا من الأذكار ¬
الفاذَّة الجامعة، أختمُ بها هديَّتي هذه لأمَّة نبيِّنا صلى الله عليه وسلم: - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» (¬245) . - ... وقال عليه الصَّلاة والسَّلام: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ¬
ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ» (¬246) . - ... ويقول النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الْكَلامِ إِلَى اللهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَلا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أكبرُ» (¬247) . - ... وقال عليهِ الصَّلاة والسَّلام لأمِّ المؤمنينَ جُوَيْرِيَّةَ بنتِ الحارثِ رضي الله عنهما: «لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ ¬
وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ» (¬248) . - ... وقال عليه أفضلُ الصَّلاةِ، وأتمُّ التسليمِ: «مَنْ قَالَ: لا إِلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ ¬
بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ إِلاَّ رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ» (¬249) . ويقول صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ الذِّكْرِ: لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ: الْحَمْدُ للهِ» (¬250) . وهذا كنزٌ من كنوزِ الجنَّة، دلَّنا عليه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «أَلا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ؟ قُلْ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ» (¬251) . وأوصيكَ ونفسي ختامًا، بوصيةٍ جامعةٍ أَوْصى بها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُمَّتَهُ، نَستمسِكُ بها طمعًا في أن يُدخِلَنا ربُّنا جنةَ نعيمٍ، ¬
- إن شاء الله - ضاحكين مستبشرين. قال عليه أعطر الصلاة وأزكى التسليم: «لا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللهِ» (¬252) . ¬
خاتمة
خاتمة الحمدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّاتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّاتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. تمَّ الْكِتَابُ بحَمْدِ اللهِ تَعَالى، وَعَظيمِ
فَضْلِهِ سُبْحَانَهُ، وَحُسْنِ تَوْفِيقِهِ. اللَّهمَّ انْفَعْ بكِتَابِي هَذَا، كَمَا نَفَعْتَ بِأُصُولِهِ. وَاجْزِ عَنَّا سَيَّدَنَا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم مَا هُوَ أَهْلُهُ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمَِينَ.