منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ومعه المقصد لتلخيص ما في المرشد

الأُشْمُوني، المقرئ

مقدمة التحقيق

مقدمة التحقيق بسم الله الرّحمن الرّحيم إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، وبعد، فهذا كتاب قيم في علم من علوم القراءات وهو علم الوقف والابتداء، أحببت أن أعلق عليه بما يفيد وأن أقوم نصه واعتمدت في ذلك على الطبعة الوحيدة للكتاب والتي طبعت بمطبعة الحلبي واجتهدت في إصلاح نصها وتحقيقه والتعليق عليها بما يفيد إن شاء الله قدر الإمكان والطاقة، والله خير مسئول أن يجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. وكتب: شريف أبو العلا العدوي

ترجمة المؤلف

ترجمة المؤلف (¬1) (القرن الحادي عشر الهجري- القرن السابع عشر الميلادي) هو أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن عبد الكريم الأشموني الشافعي. فقيه، مقرئ. من تصانيفه: منار الهدى في بيان الوقف والابتداء، والقول المتين في بيان أمور الدين. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ (¬1) انظر معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة (1/ 275).

مقدمة المؤلف

[مقدمة المؤلف] [خطبة الكتاب] بسم الله الرّحمن الرّحيم (¬1) الحمد لله (¬2) الذي نوّر قلوب أهل القرآن بنور معرفته تنويرا، وكسا (¬3) وجوههم من إشراق ضياء بهجته نورا، وجعلهم من خاصة أحبابه إكراما لهم وتوقيرا، فجعل صدورهم أوعية كتابه ووفقهم لتلاوته آناء الليل وأطراف النهار ليعظم لهم بذلك أجورا، فترى وجوههم كالأقمار تتلألأ من الإشراق ـــــــــــــــــــــــــ بسم الله الرّحمن الرّحيم قال سيدنا ومولانا قاضي القضاة، شيخ المشايخ الإسلام، ملك العلماء الأعلام، عمدة المحققين، زين الملة والدين، أبو يحيى زكريا الأنصاري الشافعيّ، متع الله ¬

_ (¬1) الباء فيها قيل: إنها زائدة فلا تحتاج إلى ما تتعلق به، أو للاستعانة، أو للمصاحبة، متعلقة بمحذوف، إما أن يكون فعل والتقدير أبدأ أو أفعل، أو متعلقة باسم، أو متعلقة بحال، أي ابتدئ متبركا ومستعينا بالله، أو مصدر مبتدأ خبره محذوف، أي ابتدائي باسم الله ثابت أو دائم، والله أعلم على الذات العلية الواجبة للوجود المستحقة لجميع المحامد، والرحمن الرحيم: اسما مبالغة مشتقان من الرحمة، على وزن فعلان وفعيل، وقيل: إن الرحمن: يعم جميع الخلق، والرحيم مختص بالمؤمنين، وانظر: «نهاية المحتاج» للشمس الرملي (1/ 16 - 20) «القاموس المحيط» (4/ 344)، «شرح جوهرة التوحيد» (3). (¬2) افتتح المصنف- رحمه الله- بعد التيمن بالبسملة بحمد الله، أداء لحق شيء مما يجب عليه نظير إنعام الله عليه بإنجاز هذا الكتاب، واقتداء بالقرآن الكريم، وبالسنة النبوية المطهرة، حيث كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يفتتح خطبه دائما بالحمد، ولم ينقل عنه غير ذلك، وأما حديث كل أمر ذي بال فقد اختلفت فيه أنظار النقاد والراجح: ضعفه وانظر «فتح الباري» شرح حديث «إنما الأعمال» رقم (1). (¬3) كسا: ألبس: أي جعل على وجوههم لباس النور دليلا على التقوى والطاعة.

وتبتهج سرورا، وقد أخبر عنهم الصادق المصدوق ممثلا بأنهم جراب مملوء مسكا وأعظم بذلك فخرا وتبشيرا، فيا لها من نعمة طهروا بها تطهيرا، وجاوزوا بها عزّا ومهابة وتحبيرا، فهم أعلى الناس درجات في الجنان تخدمهم فيها الملائكة الكرام عشيّا وبكورا، ويقال لهم في الجنة تهنئة لهم وتبشيرا، إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً فسبحانه من إله عظيم تعالى في ملكه عَمَّا يقول الظالمون عُلُوًّا كَبِيراً، تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً أحمده سبحانه وتعالى حمد من قام بواجب تجويد (¬1) كلامه ومعرفة وقوفه (¬2) ونسأله من فيض فضله وإحسانه لطفا وعناية وتيسيرا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة يغدو قلب قائلها مطمئنا مستنيرا، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا صلّى الله عليه وسلّم عبده ورسوله الذي اختاره الله من القدم حبيبا ونبيّا ورسولا، وأرسله إلى الثقلين بشيرا ونذيرا، وقد أخذ له العهد والميثاق على سائر المخلوقات وكتب له بذلك منشورا: أما بعد (¬3): فيقول العبد الفقير القائم على قدمي العجز والتقصير، ـــــــــــــــــــــــــ بوجوده الأنام، وحرسه بعينه التي لا تنام، بجاه سيدنا محمد أشرف الأنام، وآله وصحبه البررة الكرام. ¬

_ (¬1) التجويد: لغة هو التحسين، واصطلاحا: قراءة القرآن الكريم على نحو مخصوص بصفة مخصوصة كما نقل إلينا وتواتر. (¬2) الوقف: هو القطع لغة، واصطلاحا: هو قطع القراءة مع أخذ نفس، مع نية الاستئناف. السكت: هو قطع القراءة بدون تنفس مع نية الاستئناف. وسوف يأتي تفريق المصنف بين هذه الأشياء. (¬3) أما بعد: لفظة تسمى: فصل الخطاب، وهي لقطع الكلام الذي قبلها عما بعدها انظر: السبع كتب المفيدة لعلوي السقاف (ص 63).

الراجي عفو ربه القدير، أحمد بن الشيخ عبد الكريم ابن الشيخ محمد بن الشيخ عبد الكريم، عامل الله الجميع بفضله العميم، وأسكنهم من إحسانه جنات النعيم: هذا تأليف لم يسألني فيه أحد لعلمهم أني قليل البضاعة، غير دريّ بهذه الصناعة، فإني والله لست أهلا لقول ولا عمل، وإني والله من ذلك على وجل، لكن الكريم يقبل من تطفل، ولا يخيب من عليه عوّل، فإني بالعجز معلوم، ومثلي عن الخطأ غير معصوم، وبضاعتي مزجاة (¬1)، وتسمع بالمعيديّ خير من أن تراه (¬2)، فشرعت فيما قصدت، وما لغيري وجدت، وذلك بعد لبثي حينا من الدهر أتروّى وأتأمل، وأنا إلى جمع ما تشتت من ذلك أميل، قادني إلى ذلك أمل ثواب الآخرة، سائلا من المولى الكريم الصواب والإعانة، متبرئا من حولي وقوّتي إلى من لا حول ولا قوّة إلا به، والمأمول من ذي العزة والجلال، أن ينفع به في الحال والمآل، وأن يكون تذكرة لنفسي في حياتي. وأثرا لي بعد وفاتي، فلا تكن ممن إذا رأى صوابا غطاه، وإذا وجد سهوا نادى عليه وأبداه، فمن رأى خطأ منصوصا عليه فليضفه بطرّته إليه والنصّ عليه. [البسيط]: يا من غدا ناظرا فيما كتبت ومن ... أضحى يردّد فيما قلته النّظرا سألتك الله إن عاينت لي خطأ ... فاستر عليّ فخير الناس من سترا ـــــــــــــــــــــــــ بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله على آلائه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وأصفيائه. وبعد: فهذا مختصر المرشد في الوقف والابتداء الذي ألفه العلامة أبو محمد الحسن بن عليّ بن سعيد العماني- رحمه الله تعالى- وقد التزم أن يورد فيه جميع ما أورده أهل هذا ¬

_ (¬1) مزجاة: قليلة. (¬2) مثل مشهور عند العرب يقال عند ما يكون شخص ما له سيط وسمعة، ثم إذا رآه الإنسان اكتشف أنه غير ذلك تماما، وانظر: «مجمع الأمثال» للميداني (1/ 157).

فالموافق تكفيه الإشارة، ولا ينفع الحسود تطويل العبارة، وعلى الله اعتمادي في بلوغ التكميل، وهو حسبي ونعم الوكيل، وسميته: منار الهدى، في بيان الوقف والابتداء (¬1) مقدما أمام المقصود فوائد وتنبيهات تنفع القارئ وتعينه على معرفة الوقف والابتداء ليكون على بصيرة إذا خاض في هذا البحر الزخار، الذي لا يدرك له قرار، ولا يسلك إلى قنته ولا يصار، من أراد السبيل إلى استقصائه لم يبلغ إلى ذلك وصولا، ومن رام الوصول إلى إحصائه لم يجد إلى ذلك سبيلا قد أودع الله فيه علم كل شيء، وأبان فيه كل هدى وغيّ، فترى كل ذي فنّ منه يستمد، وعليه يعتمد، جعله للحكم مستودعا ولكل علم منبعا، وإلى يوم القيامة نجما طالعا، ومنارا لامعا، وعلما ظاهرا، ولا يقوم بهذا الفن (¬2) إلا من له باع في العربية، عالم بالقراءات، عالم بالتفسير، عالم باللغة التي نزل القرآن بها على خير خلقه، مزيل الغمة بعثه به بشيرا ونذيرا إلى خير أمة، ـــــــــــــــــــــــــ الفنّ، وأنا أذكر مقصود ما فيه مع زيادة بيان محل النزول وزيادة أخرى غالبها عن أبي عمرو عثمان بن سعيد المقري، وسميته: المقصد لتلخيص ما في المرشد فأقول: الوقف يطلق على معنيين: أحدهما القطع الذي يسكت القارئ عنده. ¬

_ (¬1) حذف همزة كلمة «الابتداء» وهذا جائز على بعض لغات العرب، وقد ورد ذلك أيضا في كتاب الله الكريم في قراءة «حمزة» عند الوقف حيث إنه يحذف الهمزة عند الوقف، ووافقه في ذلك هشام. (¬2) شرع الشيخ يبين شروط من يتكلم في هذا العلم الشريف وبين أنه لا يتكلم فيه إلا متمكن من آلة هذه العلوم التي ذكر، وإن علمنا ذلك فينبغي علينا أن نتوقف عند علامات الوقف والابتداء المختلفة التي وضعها علماء القراءات وأن لا نتجاوزها، ولا نقيس ذلك بمجرد العقول والاستحسان، فالأمر أصعب مما قد يتخيل، فمن قال في القرآن برأيه وهو غير عالم فهو مخطئ وإن كان ما قاله صوابا.

شهد به كتابه المبين، عن لسان رسوله الصادق الأمين، جعله كتابا فارقا بين الشك واليقين، أعجز الفصحاء معارضته، وأعيا الألباء مناقضته، وأخرس البلغاء مشاكلته، جعل أمثاله عبرا للمتدبرين، وأوامره هدى المستبصرين، ضرب فيه الأمثال، وفرّق فيه بين الحرام والحلال، وكرّر القصص والمواعظ بألفاظ لا تمل، وهي مما سواها أعظم وأجلّ، ولا تخلق على كثرة الترديد، بل بكثرة تلاوتها حسنا وحلاوة ولا تزيد، قد حثنا على فهم معانيه، وبيان أغراضه ومبانيه، فليس المراد حفظ مبناه، بل فهم قارئه معناه، قال تعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها فقد ذمّ الله اليهود حيث يقرءون التوراة من غير فهم فقال: وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ (¬1) فعلى العاقل الأديب، والفطن اللبيب، أن يربأ بنفسه عن هذه المنزلة الدنية، ويأخذ بالرتبة السنية، فيقف على أهم العلوم وآكدها المتوقف عليها فهم الكتاب والسنة، وهي بعد تجويد ألفاظه خمسة: علم العربية، والصرف، واللغة، والمعاني، والبيان. ـــــــــــــــــــــــــ وثانيهما: المواضع التي نصّ عليها القراء، فكل موضع منها يسمى وقفا وإن لم يقف القارئ عنده، ومعنى قولنا هذا وقف: أي موضع يوقف عنده، وليس المراد أن كل موضع من ذلك يجب الوقف عنده، بل المراد أنه يصلح عنده ذلك وإن كان في نفس القارئ طول، ولو كان في وسع أحدنا أن يقرأ القرآن كله في نفس واحد ساغ له ذلك، والقارئ كالمسافر، والمقاطع التي ينتهي إليها القارئ كالمنازل التي ينزلها المسافر، وهي مختلفة بالتامّ والحسن وغيرهما مما يأتي كاختلاف المنازل في الخصب ووجود الماء والكلأ وما يتظلل به من شجر ونحوه، والناس مختلفون في الوقف فمنهم من جعله على مقاطع الأنفاس، ومنهم من جعله على رءوس الآي، والأعدل أنه قد يكون في ¬

_ (¬1) في هذه الآية إشارة إلى أن المرء يجب أن يعقل ما يقرأ ويتدبره ولا يكتف بترديده فحسب بل يجب أن يعمل به أيضا، وإلا أصبح كاليهود عياذا بالله تعالى، كما قال عز وجل في آية أخرى فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا.

فوائد مهمة تحتاج إلى صرف الهمة

فوائد مهمة تحتاج إلى صرف الهمة الفائدة الأولى: في ذكر الأئمة الذين اشتهر عنهم هذا الفنّ وهو فنّ جليل: قال عبد الله بن عمر- رضي الله تعالى عنهما-: لقد عشنا برهة من دهرنا، وأن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلّى الله عليه وسلّم فنتعلم حلالها وحرامها، وما ينبغي أن يوقف عنده منها كما تتعلمون أنتم اليوم القرآن، ولقد رأينا اليوم رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده وكل حرف منه ينادي: أنا رسول الله إليك لتعمل بي وتتعظ بمواعظي. قال النحاس: فهذا يدل على أنهم كانوا يتعلمون الوقوف كما يتعلمون القرآن حتى قال بعضهم: إن معرفته تظهر مذهب أهل السنة من مذهب المعتزلة (¬1) ـــــــــــــــــــــــــ أوساط الآي. وإن كان الاغلب في أواخرها، وليس آخر كل آية وقفا، بل المعاني معتبرة والأنفاس تابعة لها، والقارئ إذا بلغ الوقف وفي نفسه طول يبلغ الوقف يليه فله مجاوزته إلى ما يليه فما بعده، فإن علم أن نفسه لا يبلغ ذلك فالأحسن أن لا يجاوزه كالمسافر إذا لقي منزلا خصبا ظليلا كثير الماء والكلأ وعلم أنه إن جاوزه لا يبلغ المنزل الثاني واحتاج إلى النزول في مفازة لا شيء فيها من ذلك فالأوفق له أن لا يجاوزه، فإن ¬

_ (¬1) المقصود من ذلك أن كل واحد قد يوظف الوقف في القرآن العظيم على هواه إذا لم يكن عالما من أهل السنة، فإنه حتما سيقف على الجزء الذي يبرر مذهبه الفاسد، أما المثل الذي ضربه الشيخ، فهو يقصد به المعتزلة، لأنهم ينفون المشيئة لله في خلق أفعال العباد على مذهبهم الفاسد في نفى صفة خلق الله لأفعال العباد، وهم يرون كما هو معلوم أن العباد هم الذين يختارون ويخلقون أفعالهم بأنفسهم، وهذا كلام باطل، لأنه ليس معنى أن يختار العباد أفعالهم أنهم يخلقونها أو يفعلونها بمشيئتهم دون مشيئة الله فالله تعالى يقول: وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ، وليس هذا موضع بسط الكلام في هذه المسألة، ففيما قلنا كفاية والله أعلم، وللتفصيل عليك بالعقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية فقد

كما لو وقف على قوله وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ، فالوقف على يختار هو مذهب أهل السنة لنفي اختيار الخلق لاختيار الحق فليس لأحد أن يختار، بل الخيرة لله تعالى، أخرج هذا الأثر البيهقي في سننه. وقال عليّ كرّم الله وجهه في قوله تعالى وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا الترتيل تجويد الحروف ومعرفة الوقوف. وقال ابن الأنباري: من تمام معرفة القرآن معرفة الوقف والابتداء، إذ لا يتأتى لأحد معرفة معاني القرآن إلا بمعرفة الفواصل، فهذا أدل دليل على وجوب تعلمه وتعليمه. وحكى أن عبد الله بن عمر قد قام على حفظ سورة البقرة ثمان سنين، وعند تمامها نحر بدنة. أخرجه مالك في الموطأ، وقول الصحابي (¬1) كذا له حكم المرفوع إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم: أي ولم يخالفه غيره ولم يكن للرأي فيه مجال. وهذا لا دخل للرأي فيه، فلو خالفه غيره أو كان للرأي فيه مجال لا يكون قوله حجة. واشتهر هذا الفنّ عن جماعة من الخلف، وهم: نافع ابن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني القارئ (¬2) وعن صاحبه يعقوب بن ـــــــــــــــــــــــــ عرض له أي للقارئ عجز بعطاس أو قطع نفس أو نحوه عند ما يكره الوقف عليه عاد من أوّل الكلام ليكون الكلام متصلا بعضه ببعض. ولئلا يكون الابتداء بما بعده موهما للوقوع في محذور كقوله تعالى: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا فإن ابتدأ بما يوهم ذلك كان مسيئا إن عرف معناه. وقال ابن الأنباري: لا إثم عليه، لأن نيته الحكاية عمن قاله وهو غير معتقد له، ولا خلاف أنه لا يحكم بكفره من غير تعمد واعتقاد لظاهره. ¬

_ أجاد وأفاد في هذا المبحث كعادته. (¬1) قول الصحابي له حكم المرفوع بثلاثة شروط: 1 - أن لا يعلم له مخالف. 2 - ليس للرأي فيه مجال. 3 - ليس معروفا بالأخذ عن أهل الكتاب. (¬2) هو إمام حرم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، مولى جعونة بن شعوب الليثي، حليف حمزة بن عبد المطلب- رضي الله عنه-، وكنيته أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو رويم، وأصله من أصفهان، ونشأ بالمدينة، وأقام بها، وكان من الطبقة الثالثة، وانظر ترجمته في: «معرفة القراء الكبار» (1/ 107 - 111)، «غاية النهاية» (2/ 330 - 334)، «السبعة» (53 - 64)، «التاريخ الكبير» (8/ 87)، «الكامل» (7/ 2515)، «مشاهير علماء الأمصار» (141)، «وفيات الأعيان»

إسحاق الحضرمي البصري (¬1)، وعن أبي حاتم السجستاني (¬2)، وعن محمد ابن عيسى (¬3)، وعن أحمد بن موسى (¬4)، وعن عليّ بن حمزة الكسائي (¬5)، ـــــــــــــــــــــــــ ويسن للقارئ أن يتعلم الوقوف، وأن يقف على أواخر الآي إلا ما كان منها شديد التعلق بما بعده كقوله تعالى وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ وقوله: ¬

_ (5/ 368، 369)، «سير أعلام النبلاء» (7/ 336 - 338)، «ميزان الاعتدال» (4/ 242)، «تقريب التهذيب» (2/ 295)، «شذرات الذهب» (1/ 270). (¬1) هو أبو محمد يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، وكان حسن القراءة كثير الرواية، مشتهرا بجودة التلاوة عالما بالنحو واللغة، وانظر ترجمته في «معرفة القراء الكبار» (1/ 157، 158)، «غاية النهاية» (2/ 386 - 389)، «طبقات ابن سعد» (7/ 304)، «تاريخ خليفة» (472)، «طبقات النحويين» (54)، «وإنباه الرواة» (4/ 45)، و «وفيات الأعيان» (6/ 390 - 392)، «الكاشف» (3/ 290)، «بغية الوعاة» (2/ 328)، «تهذيب الكمال» (3/ 1549). (¬2) هو الإمام سهل بن محمد بن عثمان بن يزيد، أبو حاتم السجستاني، إمام البصرة في النحو والقراءات واللغة والعروض، عرض على يعقوب الحضرمي، وغيره، روى عنه القراءة: الزردقي، وغيره، توفي سنة 255 هـ، وقيل سنة 250 هـ وانظر: «غاية النهاية» (1/ 320)، «معرفة القراء» (1/ 219). (¬3) هو محمد بن عيسى بن إبراهيم بن رزين، أبو عبد الله التيمي الأصبهاني، إمام في القراءات، كبير مشهور، أخذ القراءة عن خلاد بن خالد، ونمير، وغيرهما روى القراءة عنه الفضل بن شاذان، وعبد الله بن أحمد البلخي، وغيرهما، صنف كتاب الجامع في القراءات، وكتاب في العدد، وغيرهما مات سنة 253، وقيل سنة 242 هـ. «غاية النهاية» (2/ 223)، «معرفة القراء» (1/ 223). (¬4) هو أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي، الحافظ الأستاذ، أبو بكر بن مجاهد البغدادي، شيخ الصنعة، وأول من سبع السبعة، ولد سنة 245 هـ ببغداد وتوفي سنة 324 هـ، وانظر: «غاية النهاية» (1/ 139)، «معرفة القراء» (1/ 269). (¬5) هو أبو الحسن على بن حمزة الكسائي، أعلم أهل الكوفة في زمانه بعلم العربية، ومنه نشأ علم الكوفيين، وكان علما مشهورا في زمانه، وكان يؤدب الأمين والمأمون ابني الرشيد، ومات في الري في قرية من أعمالها تعرف بأرنبوية في سنة 289 هـ وانظر: «معرفة القراء الكبار»

وعن القراء الكوفيين (¬1)، وعن الأخفش سعيد (¬2)، وعن أبي عبيدة معمر بن المثنى (¬3)، ـــــــــــــــــــــــــ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* لأن اللام في الأول واللام في الثاني متعلقان بالآية قبلهما. ثم الوقف على مراتب: أعلاها التامّ، ثم الحسن، ثم الكافي، ثم الصالح ثم المفهوم، ثم ¬

_ (1/ 120 - 128)، «غاية النهاية» (1/ 535 - 540)، «السبعة» (78، 79)، «التاريخ الكبير» (6/ 268)، «الجرح والتعديل» (6/ 182)، «مراتب النحويين» (120، 121)، «طبقات النحويين» (127 - 130)، «الفهرست» لابن النديم (4544)، «تاريخ بغداد» (11/ 403 - 415)، «الأنساب» (482)، «وفيات الأعيان» (3/ 295 - 297)، «السير» (9/ 131 - 134)، «البداية والنهاية» (10/ 201 - 202)، «بغية الوعاة» (2/ 162 - 164)، «طبقات المفسرين» للدوري (1/ 399 - 403)، «شذرات الذهب» (1/ 321). (¬1) القراء الكوفيون جماعة وأشهرهم وأهمهم معرفة هم: 1 - الإمام: أبو بكر عاصم بن أبي النجود الأسدي الكوفي، وانظر ترجمته في معرفة القراء الكبار (1/ 88 - 94)، «غاية النهاية» (1/ 346 - 349)، «طبقات خليفة» (159)، «وفيات الأعيان» (3/ 9)، «السير» (5/ 256). 2 - الإمام: أبو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الزيات الفرضى وانظر ترجمته في «معرفة القراء» (1/ 111 - 118)، «غاية النهاية» (1/ 261)، «السير» (7/ 90)، «ميزان الاعتدال» (1/ 605)، «شذرات الذهب» (1/ 240). 3 - الإمام أبو محمد خلف بن هشام بن ثعلب، أبو محمد البزار البغدادي، أحد القراء العشرة وأحد الرواة عن حمزة في نفس الوقت، وانظر «غاية النهاية» (1/ 272)، «معرفة القراء» (1/ 208)، وقد مر ذكر الإمام الكسائي وترجمته في الترجمة السابقة. (¬2) هو أبو الحسن، سعيد بن مسعد المجاشعي بالولاء، النحوي البلخي، المعروف بالأخفش الأوسط، أحد نحاة البصرة، أخذ النحو عن سيبويه، وزاد في العروض بحر الخبب توفي سنة 215 هـ، انظر «وفيات الأعيان» (2/ 380)، «بغية الوعاة» (1/ 590). (¬3) هو أبو عبيدة معمر بن المثنى، أبو عبيدة التيمي البصري النحوي، العلامة مولى بني تميم بن مرة انظر ترجمته في «تاريخ خليفة» (19)، «المعارف» (543)، «سؤالات الآجري» لأبي داود (3/ 302)، «المعرفة» ليعقوب الفسوي (3/ 315)، «تاريخ أبي زرعة الدمشقي» (489)، «الجرح والتعديل» (8/ ت 1175)، «الثقات» (9/ 196)، «أخبار النحويين البصريين» (52 - 55)، «تاريخ الخطيب» (13/ 252 - 258)، «وفيات الأعيان»

وعن محمد بن يزيد (¬1) والقتبي والدينوري (¬2)، وعن أبي محمد الحسن بن علي العماني (¬3) وعن أبي عمرو عثمان الداني (¬4)، وعن أبي جعفر محمد بن ـــــــــــــــــــــــــ الجائز، ثم البيان، ثم القبيح، فأقسامه ثمانية، ومنهم من جعلها أربعة: تام مختار، ¬

_ (5/ 235)، «السير» (9/ 445)، «تذكرة الحفاظ» (1/ 371)، «الكاشف» (3/ 5665)، «العبر» (1/ 359)، «الميزان» (4/ ت 869)، «شذرات الذهب» (2/ 24)، «تهذيب الكمال» (28/ ت 6107)، «تهذيب التهذيب» (10/ 246 - 248). (¬1) هو إمام النحو: أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدي، البصري النحوي، الأخباري (صاحب الكامل) انظر ترجمته في «طبقات النحويين واللغويين» (1 - 101)، «تاريخ بغداد» (3/ 380)، «المنتظم» (6/ 9)، «معجم الأدباء» (19/ 110 - 122)، «إنباه الرواة» (3/ 241 - 253)، «وفيات الأعيان» (4/ 313)، «العبر» (2/ 74)، «الوافي بالوفيات» (5/ 216)، «البداية والنهاية» (11/ 79)، «طبقات القراء» (2/ 280)، «لسان الميزان» (5/ 430)، «النجوم الزاهرة» (3/ 117)، «الشذرات» (2/ 190)، «طبقات المفسرين» (2/ 267)، «بغية الوعاة» (1/ 269). (¬2) هو عبد الله بن مسلم بن عتيبة، أبو محمد الدينوري وقيل المروزي، نزل بغداد وصنف وجمع وزاع صيته وانظر ترجمته مفصلة في: «طبقات النحويين واللغويين» للزبيدي (116)، «تاريخ بغداد» (10/ 170)، «المنتظم» (5/ 102)، «إنباه الرواة» (2/ 143)، «وفيات الأعيان» (3/ 42)، «تذكرة الحفاظ» (2/ 133)، «الميزان» (2/ 503)، «العبر» (2/ 65)، «البداية» (11/ 48)، «اللسان» (3/ 357 - 359)، «الشذرات» (2/ 169 - 170)، «بغية الوعاة» (2/ 63 - 64)، «السير» (13/ 269). (¬3) هو الحسن بن علي بن عبيدة، أبو محمد الكوفي، المقرئ النحوي قرأ بالروايات على سبط الخياط، وأبي منصور بن خيرون وغيرهم، كان رأسا في القراءات وتصدى للإقراء مدة وتوفي في شوال سنة 582 هـ وانظر «معرفة القراء الكبار» (2/ 504)، «إرشاد الأريب» (3/ 155)، «إنباه الرواة» (1/ 316)، «مرآة الزمان» (8/ 249)، ««المختصر المحتاج» (1/ 285)، «المشتبه» (343)، «غاية النهاية» (1/ 224)، «النجوم الزاهرة» (6/ 104)، «بغية الوعاة» (1/ 511). (¬4) هو الإمام عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي مولاهم، الإمام العلم المعروف في زمانه بابن الصيرفي وفي زماننا بأبي عمرو الداني، لنزوله بدانية ولد سنة 371 هـ، وتوفي

طيفور السجاوندي (¬1)، وعن أبي جعفر يزيد بن القعقاع (¬2) أحد أعيان التابعين وغيرهم من الأئمة الأعلام، والجهابذة العظام، بأن أحدهم آخذا بزمام التحقيق والتدقيق، وتضرب إليه أكباد الإبل من كل مكان سحيق. [الطويل]: أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع وما حكاه ابن برهان عن أبي يوسف صاحب أبي حنيفة من أن تسمية الوقوف بالتام والحسن والقبيح بدعة ومعتمد الوقف على ذلك مبتدع. قال لأن القرآن معجز وهو كالقطعة الواحدة فكله قرآن وبعضه قرآن، فليس على ما ـــــــــــــــــــــــــ وكاف جائز، وصالح مفهوم، وقبيح متروك، وهذا اختاره أبو عمرو. ومنهم من جعلها ثلاثة: مختار وهو التامّ. وجائز وهو الكافي الذي ليس بتامّ، وقبيح وهو ما ليس بتامّ ولا كاف، ومنهم من جعلها قسمين: تام، وقبيح، فالتامّ هو الموضع الذي يستغني عما بعده كقوله في البقرة وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وقوله في الفاتحة: وَإِيَّاكَ ¬

_ بدانية يوم الاثنين منتصف شوال سنة 444، ودفن بعد العصر وشيعه خلق عظيم، وانظر ترجمته في «جذوة المقتبس» (305)، «بغية الملتمس» (399)، «إرشاد الأريب» (12/ 121)، «إنباه الرواة» (2/ 341)، «تذكرة الحفاظ» (3/ 1120)، «العبر» (3/ 207)، «مرآة الجنان» (3/ 62)، «الديباج المذهب» (2/ 84)، «غاية النهاية» (1/ 503)، «معرفة القراء الكبار» (1/ 345)، «طبقات المفسرين» (159)، وللداودي (1/ 373)، «الشذرات» (3/ 272). (¬1) هو الإمام العلامة أبو جعفر محمد بن طيفور السجاوندي، للكتاب في الوقف والابتداء وقد طبع مؤخرا. (¬2) هو يزيد بن القعقاع، الإمام أبو جعفر المخزومي المدني القارئ، أحد القراء العشرة، تابعي مشهور ثقة صالح كبير القدر، وهو شيخ الإمام نافع، عرض القراءة على مولاه عبد الله بن عياش وعبد الله بن عباس، وأبي هريرة، وروى عنهم، توفي سنة 103، وانظر تاريخ ابن معين (3/ 192)، «معرفة القراء» (1/ 72 - 76)، «غاية النهاية» (2/ 382).

ينبغي (¬1)، وضعف قوله غنيّ عن البيان بما تقدم عن العلماء الأعلام، ويبعده قول أهل هذا الفنّ: الوقف على رءوس الآي سنة متبعة، والخير كله في الاتباع، والشر كله في الابتداع، ومما يبين ضعفه ما صح عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه نهى الخطيب لما قال: «من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما» ووقف. فقال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: «بئس خطيب القوم أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله فقد غوى» ففي الخبر دليل واضح على كراهة القطع، فلا يجمع بين من أطاع ومن عصى، فكان ينبغي للخطيب أن يقف على قوله: فقد رشد. ثم يستأنف: ومن يعصهما فقد غوى. وإذا كان مثل هذا مكروها مستقبحا في الكلام الجاري بين الناس فهو في كلام الله أشدّ كراهة وقبحا وتجنبه أولى وأحق، وفي الحديث «أن جبريل أتى النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال اقرإ القرآن على حرف. فقال ميكائيل: استزده حتى بلغ سبعة أحرف» (¬2) كل شاف ما لم تختم آية ـــــــــــــــــــــــــ نَسْتَعِينُ لكن الأول أتمّ لكونه آخر صفة المتقين، وما بعده صفة الكافرين. والثاني وإن استغنى عما بعده، لكن له به تعلق ما، لأن قوله اهْدِنَا سؤال من المخاطب، وقوله: إِيَّاكَ نَعْبُدُ موجه للمخاطب، فمن حيث أن الكلام كله صادر من المتكلم إلى المخاطب كان في أوّله تعلق بما في آخره، ومن حيث أن قوله وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ آخر الثناء على الله تعالى كان مستغنيا عما بعده، فالتام يتفاوت، فالأعلى تامّ، وما دونه تامّ لكنه يسمى حسنا أيضا، ومنه الوقف على قوله تعالى في الصافات: مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ هو وقف تام، لكن على أَفَلا تَعْقِلُونَ أتمّ، لأنه آخر القصة، ولذلك ¬

_ (¬1) هذا القول غير سليم تماما، لأن تقسيمات الوقوف لا تنافي إعجاز القرآن بل إن الوقوف السليمة تزيد المعنى وضوحا وبهاء وجلاء، وليس المقصود بالوقف القبيح- مثلا- أن القرآن العظيم به قبيح، بل إن المقصود أن ذلك المعنى الذي ينشأ عن وقف ما سوف يحيل المعنى وهذا هو وجه قباحته، والله أعلم. (¬2) أخرج البخاري في صحيحه (6/ 222) من رواية ابن عباس أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال أقرأني جبريل عليه السلام على حرف، فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف. وهو

عذاب بآية رحمة، أو آية رحمة بآية عذاب، فالمراد بالحروف لغات العرب: أي أنها مفرقة في القرآن، فبعضه بلغة قريش، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة هوازن، وبعضه بلغة اليمن، وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه (¬1)، على أنه قد جاء في القرآن ما قد قرئ بسبعة أوجه وعشرة أوجه ـــــــــــــــــــــــــ يسمى الأول حسنا أيضا، ولا يشترط في التام أن يكون آخر القصة بل أن يستغنى عما ¬

_ عند البخاري أيضا من حديث عمر (9/ 21 - 23)، وهو عند أحمد في «المسند» (1/ 263 - 264). (¬1) هذا وجه مستبعد جدّا، وترده دلائل كثيرة، ولا يحتمله معنى الحديث وليس هذا مجال الرد عليها، ولكن الراجح الذي استقر عليه المحققون من علماء القراءات واختاره ابن الجزري وانتصر له، أن القراءات كلها صحيحها وشاذها، وضعيفها ومنكرها، اختلافها كلها إلى سبعة أوجه لا يخرج عنها وهي: الأول: أن يكون الاختلاف في الحركات بلا تغير في المعنى والصورة نحو «يحسب» بفتح السين وكسرها». الثاني: أن يكون بتغير في المعنى فقط دون تغير في الصورة نحو: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فقرئت آدم مرة بالرفع على أنها فاعل ومرة بالنصب على أنها مفعول مقدم. الثالث: أن يكون في الحروف مع التغير في المعنى لا السورة نحو: «يتلوا تتلوا». الرابع: أن يكون في الحروف مع التغيير في الصورة لا المعنى نحو: «الصراط، السراط». الخامس: أن يكون في الحروف والصورة نحو: يأتل، يتأل. السادس: أن يكون في التقديم والتأخير نحو: «فيقتلون، ويقتلون» على بناء الأول للمعلوم والثاني للمجهول والعكس. السابع: أن يكون في الزيادة والنقصان نحو: «وأوحى، ووحى». فهذه الأوجه السبعة لا يخرج الاختلاف عنها. إذا فجميع القراءات سبعية، أو عشرية، صحيحة، أو شاذة، نزلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كما قال «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه»، وعلى هذا فليس المقصود بهذه الأحرف هي القراءات السبع التي بين أيدينا فهناك ثلاثة زائدة عليهم، وهي متواترة أيضا، وإنما المقصود ما بيناه، واعلم أن القراءة لكي تكون مقبولة يجب أن تتوفر فيها ثلاثة شروط وهي:

كمالك يوم الدين، وفي البحر أن في قوله وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ اثنتين وعشرين قراءة، وفي أُفٍّ* لغات أوصلها الرماني إلى سبعة وثلاثين لغة. قال في فتح الباري: قال أبو شامة: ظن قوم أن القراءات السبع الموجودة الآن هي التي أريدت في الحديث وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة، وقال مكي ابن أبي طالب، وأما من ظن أن قراءة هؤلاء القراء السبعة، وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي هي الأحرف السبعة التي في الحديث فقد غلط غلطا عظيما. قال: ويلزم من هذا أن ما خرج عن قراءة هؤلاء السبعة مما ثبت عن الأئمة ووافق خط المصحف العثماني لا يكون قرآنا وهذا غلط عظيم (¬1)، إذ لا شك أن هذه القراءات السبع مقطوع بها من عند ـــــــــــــــــــــــــ بعده كما تقرر كقوله تعالى مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فإنه مبتدأ وخبر، فهو مستغن عن غيره وإن كانت الآيات إلى آخر السورة قصة واحدة. وبذلك علم أن الوقف الحسن هو التام، لكن له تعلق ما بما بعده، وقيل الحسن ما يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده كما تقرر لتعلقه به لفظا ومعنى كقوله تعالى الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ والرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ومالِكِ يَوْمِ الدِّينِ لأن المراد مفهوم، والابتداء برب العالمين وبالرحمن الرحيم وبملك يوم الدين قبيح، لأنها مجرورة تابعة لما قبلها. والكافي ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده إلا أن له به تعلقا معنويّا كالوقف على حُرِّمَتْ ¬

_ 1 - موافقتها لرسم المصحف ولو احتمالا. 2 - موافقتها لوجه من وجوه اللغة. 3 - صحة إسنادها إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم. وقد جمع الإمام ابن الجزري هذه الشروط الثلاثة فقال في طيبته: فكل ما وافق وجه نحو ... وكان للرسم احتمالا يحوي وصح إسنادا هو القرآن ... فهذه الثلاثة الأركان وللاستزادة راجع «الإرشادات الجلية» (16، 17). (¬1) هذا كلام صحيح، لأن قراءات الأئمة الثلاثة المتممة للعشرة هي قراءات متواترة أيضا عن النبي

الله تعالى، وهي التي اقتصر عليها الشاطبي وبالغ النووي في أسئلته حيث قال: لو حلف الإنسان بالطلاق الثلاث أن الله قرأ القراءات السبع لا حنث عليه، ومثلها الثلاث التي هي قراءة أبي جعفر ويعقوب وخلف، وكلها متواتر تجوز القراءة به في الصلاة وغيرها، واختلف فيما وراء العشرة، وخالف خط المصحف الإمام، فهذا لا شك فيه أنه لا تجوز قراءته في الصلاة ولا في غيرها، وما لا يخالف تجوز القراءة به خارج الصلاة (¬1). وقال ابن عبد البر: لا تجوز القراءة بها ولا يصلى خلف من قرأ بها. وقال ابن الجزري: تجوز مطلقا إلا في الفاتحة للمصلي، انظر شرح العباب للرملي. والشاذ ما لم يصح سنده نحو لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ بفتح الفاء وإِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ برفع الله ونصب العلماء، وكذا كل ما في إسناده ضعف لأن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم سواء وافق الرسم أم لا. قال مكي: ما روى في القرآن ثلاثة أقسام: قسم يقرأ به ويكفر جاحده، وهو ما نقله الثقات ووافق العربية وخط المصحف. وقسم صح نقله عن الأجلاء وصح في العربية، ـــــــــــــــــــــــــ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وعلى الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ والصالح والمفهوم دونهما كالوقف على قوله تعالى وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ فهو صالح، فإن قال وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ كان كافيا، فإن بلغ يَعْتَدُونَ كان تاما، فإن بلغ عِنْدَ رَبِّهِمْ كان مفهوما، والجائز ما خرج عن ذلك ولم يقبح. والبيان سيأتي بيانه. والقبيح ¬

_ صلّى الله عليه وسلّم، وهي داخلة بلا شك في معنى الأحرف السبعة، وهذا مما يقطع باستحالة أن يكون معنى الأحرف السبعة هي القراءات السبع، وقد ألف الإمام ابن الجزري خصيصا لهذا الغرض كتاب منجد المقرئين، ليبين أن القراءات الثلاثة متواترة داخلة في الأحرف السبعة، ليرد على بعض المتوهمين نفي ذلك، وأثبت تواترها، فراجع ذلك فإنه مفيد. (¬1) يجب الانتباه إلى أن ما خالف خط المصحف الإمام وضعف إسناده، أو لم يوافق وجها من وجوه النحو، فليس قرآنا فلا يجوز قراءته داخل الصلاة ولا خارجها على أنه قرآن، وإنما قد يستأنس به فقط، وأما كونه يفيد في الأحكام أم لا فهذا خلاف في الأصول شهير.

وخالف لفظه الخط فيقبل ولا يقرأ به. وقسم نقله ثقة ولا وجه له في العربية أو نقله غير ثقة فلا يقبل وإن وافق خط المصحف. فالأول كملك ومالك (¬1) والثاني كقراءة ابن عباس «وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة» (¬2) واختلف في القراءة بذلك، فالأكثر على المنع لأنها لم تتواتر، وإن ثبتت بالنقل فهي منسوخة بالعرضة الأخيرة. ومثال الثالث وهو ما نقله غير ثقة كثير، وأما ما نقله ثقة ولا وجه له في العربية فلا يكاد يوجد. وقد وضع السلف علم القراءات دفعا للاختلاف في القرآن، كما وقع لعمر بن الخطاب مع أبيّ بن كعب حين سمعه يقرأ سورة الفرقان على غير ما سمعها هو من النبي صلّى الله عليه وسلّم، فأخذه ومضى به إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأمر النبي صلّى الله عليه وسلّم كل واحد أن يقرأ، فقرأ كل واحد ما سمعه، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم هكذا أنزل (¬3)، ولا شك أن القبائل كانت ترد على النبي صلّى الله عليه وسلّم، وكان يترجم لكل أحد بحسب لغته، فكان يمدّ قدر الألف والألفين والثلاثة لمن لغته كذلك، وكان يفخم لمن لغته كذلك، ويرقق لمن لغته كذلك، ويميل لمن لغته كذلك. وأما ما يفعله قراء زماننا من أن القارئ كل آية يجمع ما فيها من اللغات (¬4)، فلم يبلغنا وقوعه عن رسول الله ـــــــــــــــــــــــــ ما لا يعرف المراد منه أو يوهم الوقوع في محذور كالوقف على بسم ورب وملك، وعلى قوله لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا وقوله: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا* ويسنّ للقادر ¬

_ (¬1) قرأ: عاصم والكسائي ويعقوب وخلف مالِكِ بإثبات الألف بعد الميم، على اسم الفاعل، وقرأ باقي العشرة ملك على الصفة المشبهة بحذف الألف وراجع «البهجة المرضية» (8)، «إرشاد المريد» (29). (¬2) الذي يبدو أن هذا تفسير منه لا قراءة، وقد يكون سبب الخلط من الرواة الذين سمعوا منه ذلك التفسير فظنوه قراءة، والله أعلم. (¬3) أخرجه أحمد في «المسند» بإسناد صحيح من حديث عمرو بن العاص. (¬4) جمع القراءات التي في الآية الواحدة حال القراءة أو الصلاة من البدع، وإنما ينبغي لمن جمع القراءات أن ينتهي بكل قراءة إلى تمام المعنى ثم يبدأ من جديد بالقراءة الأخرى، وذلك حتى لا تختلط المعاني ببعضها، وتختلط الوجوه.

صلّى الله عليه وسلّم ولا عن أحد من أصحابه. قاله الشعراوي في [الدرر المنثورة في بيان زبدة العلوم المشهورة] وينبغي للقارئ أن يقطع الآية التي فيها ذكر النار أو العقاب عما بعدها إذا كان بعدها ذكر الجنة، ويقطعها أيضا عما بعدها إن كان بعدها ذكر النار: نحو قوله وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ (¬1) هنا الوقف، ولا يوصل ذلك بقوله: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ (¬2) ونحو يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ (¬3) هنا الوقف، ولا يوصله بما بعده ونحو وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (¬4) هنا الوقف، فلا يوصله بما بعده من قوله لِلْفُقَراءِ ونحو قوله في التوبة: وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (¬5) هنا الوقف، فلا يوصله بما بعده من قوله: الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا (¬6) وكذا كل ما هو خارج عن حكم الأول، فإنه يقطع. قال السخاوي: ينبغي للقارئ أن يتعلم وقف جبريل، فإنه كان يقف في سورة آل عمران عند قوله صَدَقَ اللَّهُ (¬7) ثم يبتدئ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً (¬8) والنبي صلّى الله عليه وسلّم يتبعه، وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم يقف في سورة البقرة والمائدة عند قوله تعالى: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ (¬9) وكان يقف على قوله: سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ (¬10) وكان يقف قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ (¬11) ثم يبتدئ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ ـــــــــــــــــــــــــ على شيء من الوقوف أن يقدّم منها الأعلى مرتبة. ولا بدّ للقارئ من معرفة أمور تتعلق بالوقف والابتداء وقد أوردتها في أبواب. ¬

_ (¬1) غافر: 6. (¬2) غافر: 7. (¬3) الإنسان: 31. (¬4) الحشر: 7. (¬5) التوبة: 19. (¬6) التوبة: 20. (¬7) آل عمران: 95. (¬8) آل عمران: 95. (¬9) المائدة: 48. (¬10) المائدة: 116. (¬11) يوسف: 108.

الفائدة الثانية: في الوقف والابتداء

اتَّبَعَنِي (¬1) وكان يقف كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ (¬2) ثم يبتدئ لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى (¬3) وكان يقف وَالْأَنْعامَ خَلَقَها (¬4) ثم يبتدئ لَكُمْ فِيها دِفْءٌ (¬5) وكان يقف أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً (¬6) ثم يبتدئ لا يَسْتَوُونَ (¬7) وكان يقف ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى فَحَشَرَ (¬8) ثم يبتدئ فَنادى فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى (¬9) وكان يقف لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (¬10) ثم يبتدئ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ (¬11) فكان صلّى الله عليه وسلّم يتعمد الوقف على تلك الوقوف، وغالبها ليس رأس آية، وما ذلك إلا لعلم لدنيّ علمه من علمه وجهله من جهله، فاتباعه سنة في جميع أقواله وأفعاله. الفائدة الثانية: في الوقف والابتداء وهو لغة الكف عن الفعل والقول، واصطلاحا قطع الصوت آخر الكلمة زمنا ما، أو هو قطع الكلمة عما بعدها، والوقف والقطع والسكت بمعنى، وقيل القطع عبارة عن قطع القراءة رأسا، والسكت عبارة عن قطع الصوت زمنا ـــــــــــــــــــــــــ الباب الأول: في ألف الوصل وهي تدخل على فعل الأمر المجرّد دون ماضيه ومضارعه ومصدره، وعلى الجميع غير المضارع إذا كان فعلها مزيدا فيه، وعلى الاسم للتعريف أو لغيره، وزيدت في ذلك للحاجة إليها، لأن فعل الأمر المجرّد مثلا ساكن ولا يمكن الابتداء به فاجتلبت الألف ليتوصل بها إلى النطق بالساكن وكان حقها ¬

_ (¬1) يوسف: 108. (¬2) الرعد: 17. (¬3) الرعد: 18. (¬4) النحل: 5. (¬5) النحل: 5. (¬6) السجدة: 18. (¬7) السجدة: 18. (¬8) النازعات: 22، 23. (¬9) النازعات: 23، 24. (¬10) القدر: 3. (¬11) القدر: 4.

ما دون زمن الوقف عادة من غير تنفس، والناس في اصطلاح مراتبه مختلفون كل واحد له اصطلاح، وذلك شائع لما اشتهر أنه لا مشاحة في الاصطلاح، بل يسوغ لكل أحد أن يصطلح على ما شاء كما صرّح بذلك صدر الشريعة وناهيك به: قال ابن الأنباري والسخاوي (¬1): مراتبه ثلاثة: تام، وحسن، وقبيح. وقال غيرهما أربعة: تام مختار، وكاف جائز، وحسن مفهوم، وقبيح متروك. وقال السجاوندي خمسة: لازم، ومطلق، وجائز، ومجوّز لوجه، ـــــــــــــــــــــــــ السكون، لأن الحروف حقها البناء عليه إلا أنهم اضطروا إلى حركتها بالابتداء بها فكسرت إن انفتح، أو انكسر عين الفعل كاعلموا واهدنا، وتضم إن انضمّ كاذكروا، ¬

_ (¬1) اعلم أن الوقف على أربعة أقسام: اختياري: وهو أن يقصد لذاته من غير عروض سبب من الأسباب، وهذا هو الذي نتكلم عنه. اضطراري: وهو ما يعرض بسبب ضيق النفس ونحوه، كبخر ونسيان فحينئذ يجوز الوقف على أي كلمة كانت وإن لم يتم المعنى لكن يجب الابتداء من الكلمة التي وقف عليها إن صلح الابتداء بها، وإلا أتى بالمعنى من أوله. انتظاري: وهو أن يقف على كلمة ليعطف عليها غيرها حين جمعه لاختلاف الروايات. اختياري: لبيان المقطوع والموصول والثابت من المحذوف وهو متعلق بالرسم، ولا يوقف عليه إلا لعذر كانقطاع نفس أو سؤال ممتحن أو تعليم قارئ كيف يقف، أما ما يفعله البعض من الوقف دون أدنى داع وإنما لحاجة في نفوسهم فلا ينبغي. وأما الوقف الاختياري الذي نتكلم عنه أرجحها ما ذكره الداني وابن الجزري أنه أربعة أقسام: تام وكاف وحسن وقبيح. فالتام: هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها ولا بما قبلها لفظا ولا معنى. والكافي: هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها ولا بما قبلها لفظا بل معنى فقط. والحسن: هو الوقف على كلمة تعلق ما بعدها بها أو بما قبلها لفظا، بشرط تمام الكلام عند تلك الكلمة. والقبيح: هو الوقف على لفظ غير مفيد لعدم تمام الكلام. وانظر «نهاية القول المفيد» (153).

ومرخص ضرورة. وقال غيره ثمانية: تامّ، وشبيه، وناقص، وشبيه، وحسن، وشبيه، وقبيح، وشبيه، وجميع ما ذكروه من مراتبه غير منضبط ولا منحصر، لاختلاف المفسرين والمعربين، لأنه سيأتي أن الوقف يكون تاما على تفسير وإعراب وقراءة، غير تام على آخر إذ الوقف تابع للمعنى. واختلفوا فيه أيضا؛ فمنهم من يطلق الوقف على مقاطع الأنفاس على القول بجواز إطلاق السجع في القرآن، ونفيه منه أجدر، لقوله صلّى الله عليه وسلّم: «أسجع كسجع الكهان؟» فجعله مذموما، ولو كان فيه تحسين الكلام دون تصحيح المعنى. وفرق بين أن يكون الكلام منتظما في نفسه بألفاظه التي تؤدي المعنى المقصود منه، وبين أن يكون منتظما دون اللفظ، لأن في القرآن اللفظ تابع للمعنى: وفي السجع المعنى تابع للفظ، ومنهم من يطلقه على رءوس الآي، وأن كل موضع منها يسمى وقفا، وإن لم يقف القارئ عليه، لأنه ينفصل عنده الكلامان، والأعدل أن يكون في أواسط الآي، وإن كان الأغلب في أواخرها كما في آيتي المواريث، ففيهما ثلاثة عشر وقفا ف يُوصِيكُمُ اللَّهُ وما عطف عليه فيه تعلق معنوي لأن عطف الجمل، وإن كان في اللفظ منفصلا، فهو في المعنى متصل فآخر الآية الأولى عَلِيماً حَكِيماً وآخر الثانية تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ كما سيأتي مفصلا في محله إن شاء الله تعالى، وليس آخر كل آية وقفا، بل المعتبر المعاني، والوقف تابع لها فكثيرا ما تكون آية تامة، وهي متعلقة بآية ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ واعتبرت حركة عينه لأنها لا تتغير، بخلاف فائه ولامه، وإنما كسرت في نحو: امشوا واقضوا مع أن عينه مضمومة نظرا لأصله، لأن أصله امشيوا واقضيوا بكسر عينه استصقلت الضمة على الياء فنقلت إلى العين فسكنت الياء والواو ساكنة فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، فإن دخلت عليها همزة الاستفهام وهي لا تدخل على فعل الأمر سقطت لعدم الحاجة إليها حينئذ وتبقى همزة الاستفهام مفتوحة كقوله تعالى: أَفْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً أَطَّلَعَ الْغَيْبَ وإن

مطلب تنوع الوقف

أخرى ككونها استثناء، والأخرى مستثنى منها، أو حالا مما قبلها أو صفة أو بدلا، كما يأتي التنبيه عليه في محله. وإذا تقاربت الوقوف بعضها من بعض لا يوقف عند كل واحد إن ساعده النفس. وإن لم يساعده وقف عند أحسنها، لأن ضيق النفس عن بلوغ التمام يسوّغ الوقف، ولا يلزم الوقف على رءوس الآي، كذا جعل شيخ الإسلام طول الكلام مسوّغا للوقف. قال الكواشي: وليس هذا العذر بشيء، بل يقف عند ضيق النفس، ثم يبتدئ من أوّل الكلام حتى ينتهي للوقف المنصوص عليه، كما يأتي في سورة الرعد، ليكون الكلام متصلا بعضه ببعض، وهذا هو الأحسن ولو كان في وسع القارئ أن يقرأ القرآن كله في نفس واحد ساغ له ذلك. مطلب تنوع الوقف (¬1): ويتنوع الوقف نظرا للتعلق خمسة أقسام، لأنه لا يخلو إما أن لا يتصل ما بعد الوقف بما قبله لا لفظا، ولا معنى، فهو التام، أو يتصل ما بعده بما قبله لفظا ومعنى، وهو القبيح، أو يتصل ما بعده بما قبله معنى لا لفظا، وهو ـــــــــــــــــــــــــ بني الفعل للمفعول ضمت الألف نحو: ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ اضْطُرَّ* اؤْتُمِنَ انطلق به. وأما الداخلة على الاسم فهي مفتوحة في الابتداء إن صحبتها لام التعريف نحو: الْمُفْلِحُونَ*، الدَّارُ*، الْآخِرَةِ* فإن دخلت عليها همزة الاستفهام أبدلت ¬

_ (¬1) وهناك أيضا نوع من أنواع الوقوف وهو وقف التعسف وهو من الوقوف القبيحة، وقد ظهر هذا النوع بين بعض أهل زماننا وهو أن يقف مثلا على قوله تعالى: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ثم يبدأ العقبة فك رقبة، أو ثُمَّ جاؤُكَ يَحْلِفُونَ ثم الابتداء بالله إن أردنا، ومنه سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي ثم الابتداء بِحَقٍّ فهذه الوقوف وأشباهها ينبغي علينا تجنبها والسير وراء خطى العلماء في الوقوف وقد أشار إلى ذلك الشمس ابن الجزري في النشر وقوله عنه صاحب الثغر الباسم وراجع: «نهاية القول المفيد» (171).

مطلب مراتب الوقف:

الكافي، أو لا يتصل ما بعده بما قبله معنى ويتصل لفظا، وهو الحسن، والخامس متردّد بين هذه الأقسام، فتارة يتصل بالأول، وتارة بالثاني على حسب اختلافهما قراءة وإعرابا وتفسيرا، لأنه قد يكون الوقف تاما على تفسير وإعراب وقراءة، غير تام على غير ذلك وأمثلة ذلك تأتي مفصلة في محلها. مطلب مراتب الوقف: وأشرت إلى مراتبه بتامّ أو أتمّ، وكاف وأكفى، وحسن، وأحسن، وصالح وأصلح، وقبيح، وأقبح، فالكافي والحسن يتقاربان، والتام فوقهما، والصالح دونهما في الرتبة فأعلاها الأتمّ ثم الأكفى، ثم الأحسن، ثم الأصلح، ويعبر عنه بالجائز. وأما وقف البيان، وهو أن يبين معنى لا يفهم بدونه كالوقف على قوله تعالى: وَتُوَقِّرُوهُ (¬1) فرق بين الضميرين، فالضمير في وتوقروه للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وفي تسبحوه لله تعالى، والوقف أظهر هذا المعنى المراد، والتام على قوله: وَأَصِيلًا* وكالوقف على قوله: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ (¬2) ثم يبتدئ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ (¬3) بين الوقف على عليكم أن الظرف بعده متعلق ـــــــــــــــــــــــــ مدّة ولم تسقط لئلا يلتبس الخبر بالاستفهام لانفتاح كل منهما، وإن لم تصحبها لام التعريف كسرت على الأصل في التقاء الساكنين، وذلك في تسعة أسماء: اسم وامرؤ وامرأة، واثنان واثنتان، وابن وابنم، وابنة واست. الباب الثاني: في الياءات وهي ضربان: ياءات تثبت خطّا، وياءات تحذف استغناء بالكسرة قبلها، فالثابتة لا تحذف لفظا ولا وصلا ولا وقفا وهي تقع حشو الآية لا آخرها نحو: ¬

_ (¬1) الفتح: 9. (¬2) يوسف: 92. (¬3) يوسف: 92.

بمحذوف، وليس متعلقا باسم لا، لأن اسمها حينئذ شبيه بالمضاف، فيجب نصبه وتنوينه. قاله في الإتقان. فالتامّ سمى تامّا، لتمام لفظه بعد تعلقه وهو ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، ولا يتعلق ما بعده بشيء مما قبله لا لفظا ولا معنى. وأكثر ما يوجد عند رءوس الآي غالبا، وقد يوجد قرب آخرها كقوله: وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً (¬1) هنا التمام، لأنه آخر كلام بلقيس، ثم قال تعالى: وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ (¬2) وهو أتمّ، ورأس آية أيضا، ولا يشترط في التام أن يكون آخر قصة كقوله: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ (¬3) فهو تام، لأنه مبتدأ وخبر، وإن كانت الآيات إلى آخر السورة قصة واحدة ونحوه: لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي (¬4) هنا التام، لأنه آخر كلام الظالم أبي بن خلف، ثم قال تعالى: وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولًا (¬5) وهو أتمّ، ورأس آية أيضا، وقد يوجد بعد رأس الآية كقوله: مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ (¬6) هنا التامّ، لأنه معطوف على المعنى: أي تمرون عليهم بالصبح وبالليل، فالوقف عليه تامّ، ـــــــــــــــــــــــــ إني أعلم، وأنصارى إلى الله، وطهر بيتي للطائفين، وهي كثيرة إلا أن فيها ما له نظائر محذوفة خطّا. فلا بد من معرفتها لئلا تلتبس الثابتة بالمحذوفة فيذهب القارئ إلى جواز حذف الثابت منها وحاذفه لاحن، فالثابتة في البقرة: وَاخْشَوْنِي، وفي آل عمران: فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ، وفي ¬

_ (¬1) النمل: 34. (¬2) النمل: 34. (¬3) الفتح: 29. (¬4) الفرقان: 29. (¬5) الفرقان: 29. (¬6) الصافات: 137: 138.

وليس رأس آية، وإنما رأسها مصبحين، وأَ فَلا تَعْقِلُونَ (¬1) أتمّ، لأنه آخر القصة، ومثله يَتَّكِؤُنَ وَزُخْرُفاً (¬2) رأس الآية يتكئون، وزخرفا هو التمام، لأنه معطوف على سقفا، ومن مقتضيات الوقف التام الابتداء بالاستفهام ملفوظا به أو مقدّرا، ومنها أن يكون آخر قصة وابتداء أخرى وآخر كل سورة، والابتداء بياء النداء غالبا، أو الابتداء بفعل الأمر، أو الابتداء بلام القسم، أو الابتداء بالشرط، لأن الابتداء به ابتداء كلام مؤتنف أو الفصل بين آية عذاب بآية رحمة أو العدول عن الإخبار إلى الحكاية أو الفصل بين الصفتين المتضادتين، أو تناهي الاستثناء أو تناهي القوم أو الابتداء بالنفي أو النهي، وقد يكون الوقف تامّا على تفسير وإعراب وقراءة، غير تامّ على آخر نحو وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ (¬3) تامّ إن كان والراسخون مبتدأ خبره يقولون على أن الراسخين لم يعلموا تأويل المتشابه، غير تام إن كان معطوفا على ـــــــــــــــــــــــــ الأنعام: قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي، وفي الأعراف: الْمُهْتَدِي، وفي هود: فَكِيدُونِي، وفي يوسف: وَمَنِ اتَّبَعَنِي، وما نَبْغِي، وفي الحجر: أَبَشَّرْتُمُونِي وفي الكهف: فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي، وفي مريم: فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ، وفي طه: فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي، وفي القصص: أَنْ يَهْدِيَنِي وفي يس: وَأَنِ اعْبُدُونِي. وفي المنافقين: لَوْلا أَخَّرْتَنِي، ومن ذلك: فَلا تَسْئَلْنِي في الكهف عند الجمهور. وروى عن ابن عامر حذف الياء فيه. وأما قوله: بِهادِي الْعُمْيِ، وهما موضعان في النمل والروم. قال ابن الأنباري: فالياء محذوفة منه في الروم دون النمل، ¬

_ (¬1) الصافات: 138. (¬2) الزخرف: 34، 35. (¬3) آل عمران: 7.

الجلالة، وأن الراسخين يعلمون تأويل المتشابه: كما سيأتي بأبسط من هذا في محله. والكافي ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده واستغناء ما بعده عنه بأن لا يكون مقيدا له، وعود الضمير إلى ما قبل الوقف لا يمنع من الوقف، لأن جنس التام، والكافي جميعه كذلك، والدليل عليه ما صح عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال لي رسول الله «اقرأ عليّ» فقلت يا رسول الله أقرأ عليك، وعليك أنزل؟ فقال: «إني أحب أن أسمعه من غيري»، قال: فافتتحت سورة النساء فلما بلغت شهيدا، قال لي: «حسبك» (¬1) ألا ترى أن الوقف على شهيدا كاف وليس بتام، والتامّ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً (¬2) لأنه آخر القصة وهو في الآية الثانية، وقد أمره النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يقف دون التامّ مع قربه، فدل هذا دلالة واضحة على جواز الوقف على الكاف، لأن قوله يومئذ إلخ ليس قيدا لما قبله، وفي الحديث نوع إشارة إلى أن ابن مسعود كان صيتا. قال عثمان النهدي: صلى بنا ابن مسعود المغرب بقل هو الله أحد فوددنا أنه لو قرأ سورة البقرة من حسن صوته وترتيله، وكان أبو موسى الأشعري كذلك، ـــــــــــــــــــــــــ فمن وقف على التي في النمل أثبت، ومن وقف على التي في الروم جوّز الحذف كما في الخط والجمهور يحذفون كل الياءات المحذوفة عند الوقف عليها اتباعا للمصحف، وكان يعقوب يثبت الياءات كلها في الوقف وإن كانت محذوفة في الخط إلا المنوّن والمنادي كهاد ووال ويا قوم ويا عباد وسيأتي بيانه. وأما نظائر هذه الياءات وهي محذوفة خطا، ففي آل عمران: وَمَنِ اتَّبَعَنِ، وفي المائدة: وَاخْشَوْنِ، وفي الأنعام: وَقَدْ هَدانِ، وفي الأعراف: ثُمَّ كِيدُونِ، وفي الإسراء: أَخَّرْتَنِ، وفيها وفي الكهف: ¬

_ (¬1) صحيح: أخرجه البخاري (9/ 81)، وأحمد في المسند (1/ 374) من حديث ابن مسعود. (¬2) النساء: 42.

ورد أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سمع صوته وهو يقرأ القرآن. فقال «لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود» كان داود عليه السلام إذا قرأ الزبور تدنو إليه الوحوش حتى تؤخذ بأعناقها، والمراد بقوله: وآتاه الله الملك هو الصوت الحسن. قاله السمين: وعلامته أن يكون ما بعده مبتدأ أو فعلا مستأنفا أو مفعولا لفعل محذوف، نحو وعد الله، وسنة الله أو كان ما بعده نفيا أو إن المكسورة أو استفهاما أو بل أو ألا المخففة أو السين أو سوف، لأنها للوعيد، ويتفاضل في الكفاية، نحو فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ (¬1) صالح فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً (¬2) أصلح منه، بما كانوا يكذبون أصلح منهما، وقد يكون كافيا على تفسير وإعراب وقراءة، غير كاف على آخر، نحو يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ (¬3) كاف إن جعلت ما نافية، حسن إن جعلتها موصولة، وتأتي أمثلة ذلك مفصلة في محالها، والحسن ما يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده إذ كثيرا ما تكون آية تامة وهي متعلقة بما بعدها ككونها استثناء، والأخرى مستثنى منها، إذ ما بعده مع ما قبله كلام واحد من جهة المعنى كما تقدم، أو من حيث كونه نعتا لما قبله أو بدلا أو حالا أو توكيدا نحو: الحمد لله حسن، لأنه ـــــــــــــــــــــــــ الْمُهْتَدِ، وفي الكهف: إِنْ تَرَنِ، أَنْ يُؤْتِيَنِ، ما كُنَّا نَبْغِ، أَنْ يَهْدِيَنِ. وفي المؤمن والزخرف: اتَّبِعُونِ، فالجمهور على حذفها لفظا كما حذفت خطّا ويعقوب يثبتها وصلا ووقفا والياءات الواقعة آخر الآيات كقوله: فَارْهَبُونِ*، فَاتَّقُونِ*، وَلا تَكْفُرُونِ، وَأَطِيعُونِ*، والقراء على حذف الياء منها وصلا ووقفا إلا يعقوب فأثبتها في الحالين. ¬

_ (¬1) البقرة: 10. (¬2) البقرة: 10. (¬3) البقرة: 102.

في نفسه مفيد يحسن الوقف عليه دون الابتداء بما بعده للتعلق اللفظي، وإن رفع ربّ على إضمار مبتدأ أو نصب على المدح وبه قرئ، وحكى سيبويه الحمد لله أهل الحمد برفع اللام ونصبها، فلا يقبح الابتداء به كأن يكون رأس آية نحو رَبِّ الْعالَمِينَ* يجوز الوقف عليه، لأنه رأس آية، وهو سنة، وإن تعلق ما بعده بما قبله لما ثبت متصل الإسناد إلى أمّ سلمة رضي الله عنها «أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان إذا قرأ قطع قراءته يقول: بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم ثم يقف، ثم يقول الحمد لله ربّ العالمين ثم يقف، ثم يقول الرحمن الرحيم ثم يقف» (¬1) وهذا أصل معتمد في الوقف على رءوس الآي، وإن كان ما بعد كلّ مرتبطا بما قبله ارتباطا معنويّا، ويجوز الابتداء بما بعده لمجيئه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد يكون الوقف حسنا على قراءة، غير حسن على أخرى، نحو الوقف على مُتْرَفِيها (¬2) فمن قرأ أمرنا بالقصر والتخفيف وهي قراءة العامة من الأمر: أي أمرناهم بالطاعة فخالفوا فلا يقف على مترفيها، ومن قرأ آمرنا (¬3) بالمد والتخفيف بمعنى كثرنا، أو قرأ أمّرنا بالقصر والتشديد من الإمارة بمعنى ـــــــــــــــــــــــــ ذكر ياءات حذفت خطأ لسقوطها درجا والعربية توجب إثباتها وهي الياءات التي هي لامات الفعل، وكلها في محل الرفع نحو: وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما، ويقص الحق، حقّا علينا ننج المؤمنين، لهاد الذين آمنوا، فيوقف عليها بالحذف تبعا للخط ويعقوب يثبتها وقفا، وحذفت من: إن يردن الرحمن في يس، وليست من الياءات، لأنها ليست من نفس الكلمة، وحذفت من الواد، ووقف عليها الكسائي بالياء حيث جاء وخالف أصله في اتباع الكتابة. ¬

_ (¬1) صحيح: رواه أبو داود (1466)، والترمذي (2924)، والنسائي (3/ 214)، وأحمد في المسند (6/ 294). (¬2) الإسراء: 16. (¬3) قراءة المد والتخفيف قراءة يعقوب، وأما قراءة أمّرنا بالقصر والتشديد فشاذة.

سلطنا حسن الوقف على مترفيها، وهما شاذان لا تجوز القراءة بهما، وقد يكون الوقف حسنا والابتداء قبيحا نحو يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ (¬1) الوقف حسن، والابتداء بإياكم قبيح لفساد المعنى، إذ يصير تحذيرا عن الإيمان بالله تعالى. ولا يكون الابتداء إلا بكلام موفّ للمقصود. والجائز هو ما يجوز الوقف عليه وتركه، نحو وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ (¬2) فإن واو العطف تقتضي عدم الوقف، وتقديم المفعول على الفعل يقتضي الوقف، فإن التقدير ويوقنون بالآخرة، لأن الوقف عليه يفيد معنى وعلامته أن يكون فاصلا بين كلامين من متكلمين، وقد يكون الفصل من متكلم واحد كقوله لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ (¬3) الوقف جائز فلما لم يجبه أحد أجاب نفسه بقوله: لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (¬4) وكقوله: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ (¬5) هنا الوقف. ثم يبتدئ رسول الله على أنه منصوب بفعل مقدّر، لأن اليهود لم يقرّوا بأن عيسى رسول الله، فلو وصلنا عيسى ابن مريم برسول الله لذهب فهم من ـــــــــــــــــــــــــ ذكر ياءات مقرونة بنون الجمع حال النصب والجرّ، والنون محذوفة للإضافة، والياء ثابتة خطّا فتثبت لفظا في الوقف نحو: حاضري المسجد الحرام، ومحلى الصيد، والمقيمي الصلاة، ولا ترد وقفا إذ لم تثبت خطّا، ولأن حكم الإضافة لم يزل بالوقف، وإلا لوجب أن لا يجرّ ما بعد الياء، لأن الجرّ إنما كان بالإضافة وقد زالت، فمن زعم ردّ النون فقد أخطأ وخرق الإجماع وزاد في القرآن ما ليس منه. ¬

_ (¬1) الممتحنة: 1. (¬2) البقرة: 4. (¬3) غافر: 16. (¬4) غافر: 16. (¬5) النساء: 157.

لا مساس له بالعلم أنه من تتمة كلام اليهود فيفهم من ذلك أنهم مقرّون أنه رسول الله وليس الأمر كذلك، وهذا التعليل يرقيه ويقتضي وجوب الوقف على ابن مريم وبرفعه إلى التامّ. والقبيح وهو ما اشتدّ تعلقه بما قبله لفظا ومعنى ويكون بعضه أقبح من بعض نحو إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي (¬1)، فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (¬2) فإنه يوهم غير ما أراده الله تعالى، فإنه يوهم وصفا لا يليق بالباري سبحانه وتعالى، ويوهم أن الوعيد بالويل للفريقين، وهو لطائفة مذكورين بعده، ونحو لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ (¬3) يوهم إباحة ترك الصلاة بالكلية، فإن رجع ووصل الكلام بعضه ببعض غير معتقد لمعناه فلا إثم عليه، وإلا أثم مطلقا وقف أم لا، ومما يوهم الوقف على الكلام المنفصل الخارج عن حكم ما وصل به، نحو إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتى (¬4) لأن ـــــــــــــــــــــــــ ذكر ياءات تثبت خطا وتحذف لفظا في الوصل للساكن بعدها وتثبت في الوقف وهي كثيرة نحو: الْقَتْلى الْحُرُّ، مُوسَى الْكِتابَ*، وَيَأْبَى اللَّهُ، يُوَفَّى الصَّابِرُونَ. ذكر المنادى المضاف إلى ياء المتكلم ياؤه محذوفة خطّا فكذا لفظا نحو: يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ*، يا قَوْمِ اذْكُرُوا، يا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا، رَبِّ ارْجِعُونِ، رَبِّ اغْفِرْ لِي*، ويا عِبادِ فَاتَّقُونِ، ويا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا وهما في الزمر، لكنهم أثبتوها خطّا في يا عِبادِيَ الَّذِينَ ¬

_ (¬1) البقرة: 26. (¬2) الماعون: 4. (¬3) النساء: 43. (¬4) الأنعام: 36.

الموتى لا يسمعون ولا يستجيبون، إنما أخبر الله عنهم أنهم يبعثون ومنه وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ* وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا (¬1) ونحو: لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ (¬2) ونحو: مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ (¬3) ونحو: فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا (¬4) ونحو: فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي (¬5) وشبه ذلك من كل ما هو خارج عن حكم الأول من جهة المعنى، لأنه سوّى بالوقف بين حال من آمن ومن كفر، وبين من ضلّ ومن اهتدى فهذا جليّ الفساد، ويقع هذا كثيرا ممن يقرأ تلاوة لحرصه على النفس فيقف على بعض الكلمة دون بعض، ثم يبني على صوت غيره ويترك ما فاته، ومثل ذلك ما لو بني كل واحد على قراءة نفسه، إذ لا بدّ أن يفوته ما قرأه بعضهم، والسنة المدارسة، وهو أن يقرأ شخص حزبا ويقرأ الآخر عين ما قرأه الأول وهكذا، فهذه هي السنة التي كان يدارس جبريل النبي صلّى الله عليه وسلّم بها في رمضان، فكان جبريل يقرأ أولا ثم يقرأ النبي صلّى الله عليه وسلّم عين ما قرأه جبريل. قال تعالى: فَإِذا قَرَأْناهُ (¬6) أي على لسان جبريل فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (¬7) وأما الأقبح فلا يخلو: إما أن يكون الوقف والابتداء قبيحين، أو يكون الوقف ـــــــــــــــــــــــــ آمَنُوا في العنكبوت، ويا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا في الزمر فتثبت في الوقف، واختلفوا في: يا عبادي لا خوف عليكم في الزخرف فعن أبي عمرو أنه وجدها ¬

_ (¬1) المائدة: 9 - 10. (¬2) الرعد: 18. (¬3) الأعراف: 178. (¬4) آل عمران: 20. (¬5) إبراهيم: 36. (¬6) القيامة: 18. (¬7) القيامة: 18.

حسنا والابتداء قبيحا، فالأول كأن يقف بين القول والمقول نحو وَقالَتِ الْيَهُودُ (¬1) ثم يبتدئ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ (¬2) أو وَقالَتِ النَّصارى (¬3)، ثم يبتدئ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ (¬4) أو قالَتِ الْيَهُودُ (¬5) ثم يبتدئ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ (¬6) أو لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا ثم يبتدئ إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ (¬7) وشبه ذلك من كل ما يوهم خلاف ما يعتقده المسلم. قال أبو العلاء الهمداني: لا يخلو الواقف على تلك الوقوف: إما أن يكون مضطرّا أو متعمدا، فإن وقف مضطرّا وابتدأ ما بعده غير متجانف لإثم ولا معتقد معناه لم يكن عليه وزر، وقال شيخ الإسلام: عليه وزر إن عرف المعنى، لأن الابتداء ـــــــــــــــــــــــــ ثابتة في مصاحف أهل المدينة فكان يثبتها وصلا ووقفا، وأهل الكوفة يحذفونها فيهما. وعن أبي بكر عن عاصم فتحها والوقف عليها بالياء، وكل ما ذكر من العباد مضافا غير منادى فياؤه ثابتة كقوله: يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ، قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا، وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ، ويوقف عليها بالياء إلا قوله: فَبَشِّرْ عِبادِ. فأكثر القراء على أنها محذوفة خطّا فكذا تحذف لفظا في الوقف، وقيل بتحريكها وصلا فيجب إثباتها وقفا، ومثلها في ذلك الياء في يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا في الزمر، وفي فَما آتانِيَ اللَّهُ في النمل. ذكر المنوّن يوقف عليه بغير ياء عند الأكثر تبعا للخط نحو: باق وهاد ومهتد ومفتر، وابن ¬

_ (¬1) التوبة: 30. (¬2) التوبة: 30. (¬3) التوبة: 30. (¬4) التوبة: 30. (¬5) المائدة: 64. (¬6) المائدة: 64. (¬7) المائدة: 73.

لا يكون إلا اختياريّا. وقال أبو بكر بن الأنباري: لا إثم عليه وإن عرف المعنى، لأن نيته الحكاية عمن قاله وهو غير معتقد لمعناه، وكذا لو جهل معناه، ولا خلاف بين العلماء أن لا يحكم بكفره من غير تعمد واعتقاد لمعناه، وأما لو اعتقد معناه فإنه يكفر مطلقا وقف أم لا، والوصل والوقف في المعتقد سواء. إذا علمت هذا عرفت بطلان قول من قال: لا يحلّ لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقف على سبعة عشر موضعا، فإن وقف عليها وابتدأ ما بعدها فإنّه يكفر ولم يفصل، والمعتمد ما قاله العلامة النكزاوي أنه لا كراهة إن جمع بين القول والمقول، لأنه تمام قول اليهود والنصارى، والواقف على ذلك كله غير معتقد لمعناه، وإنما هو حكاية قول قائلها حكاها الله عنهم، ووعيد ألحقه الله بالكفار، والمدار في ذلك على القصد وعدمه، وما نسب لابن الجزري من تكفير من وقف على تلك الوقوف ولم يفصل فنفي ذلك نظر نعم إن صحّ عنه ذلك حمل على ما إذا وقف عليها معتقدا معناها فإنه يكفر سواء وقف أم لا، والقارئ والمستمع المعتقدان ذلك سواء، ولا يكفر المسلم إلا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كثير يثبت بعضها كما هو مبين في محله لزوال التنوين المانع من ثبوت الياء وصلا، فإن عرّف الاسم بأل كالداعي والمهتدي جاز إثبات الياء وحذفها وصلا ووقفا في الرفع والجر. أما في النصب فلا تحذف الياء بحال سواء كان الاسم معرّفا أو منوّنا نحو: يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ، وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ، لخفة الفتحة وأما لام الأفعال المضارعة من ذوات الواو فثابتة خطّا كقوله تعالى: يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ، وإن حذفت لفظا، وقد حذفت خطا ولفظا في أربعة مواضع استغناء عنها بالضمة وللاتقاء الساكنين وهي: وَيَدْعُ الْإِنْسانُ، وَيَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ، ويَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ، وسَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ، وعلى حذفها في الجميع الجمهور، وأثبتها فيه يعقوب، وما ثبت خطّا لم يحذف وقفا، وواو الجمع تثبت خطّا ووقفا نحو: صالوا الْجَحِيمِ، وَامْتازُوا الْيَوْمَ، وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ، وما حذف من الكلمة من واو وياء للجازم غير ما مرّ.

إذا جحد ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وما نسب لابن الجزري من قوله: [الرجز] مغلولة فلا تكن بواقف ... فإنه حرام عند الواقف ما لم يكن قد ضاق منك النفس ... فإن تكن تصغى فأنت القبس ولا على إنّا نصارى قالوا ... أيضا حرام فاعرفن ما قالوا ولا على المسيح ابن الله ... فلا تقف واستعذن بالله فإنه كفر لمن قد علما ... قد قاله الجزري نصّا حسبما وقس على الأحكام فيما قد بقي ... فإنه الحقّ فعي وحقق ولا تقل يجز على الحكاية ... فإنه قول بلا دراية مخالف للأئمة الأعلام، وما جزاء من خالفهم إلا أن يمحى اسمه من ديوان العقلاء فضلا عن الفضلاء، وما علمت وجه تكفيره الواقف على قوله (¬1): فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ (¬2) وهو وقف جائز على أن جواب لما محذوف، وعليه فلا كراهة في الابتداء بقوله: ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ (¬3) قال السمين: قال ابن عصفور: يجوز أن يكون الله قد أسند إلى نفسه ذهابا يليق ـــــــــــــــــــــــــ فهو محذوف خطّا ولفظا ووصلا ووقفا نحو: وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ، قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ*، وَاتْلُ عَلَيْهِمْ*، ونحو: اتَّقِ اللَّهَ*، وَلْتَأْتِ طائِفَةٌ منهم، وَصَلِّ عَلَيْهِمْ. ¬

_ (¬1) لم يفهم الشيخ مراد كلام الشيخ ابن الجزري، إنما مراده من تعمد ذلك الوقف دون عذر واعتقده فإنه بلا شك يكفر، بالإضافة إلى أن ابن الجزري لم يعمم إطلاق حكم الكفر وإنما أطلقه على من وقف على مواضع نسبة الولد والعجز- لله سبحانه وتعالى- والعياذ بالله تعالى وتعمد ذلك واعتقده كما أسلفنا، ولم يعمم الحكم على بقية الوقوف القبيحة. (¬2) البقرة: 17. (¬3) البقرة: 17.

تنبيهات

بجلاله، كما أسند المجيء والإتيان على معنى يليق به تعالى: فلعل تكفيره الواقف لاحظ أن الله لا يوصف بالذهاب ولا بالمجيء، وكذلك لا وجه لتكفيره الواقف على قوله: لَفِي خُسْرٍ (¬1) مع أن الهمداني والعبادي قالا: إنه جائز، والكتابة على بقية ما نسب لابن الجزري تطول أضربنا عنها تخفيفا، ويدخل الواقف على الوقوف المنهي عنها في عموم قوله صلّى الله عليه وسلّم في حق من لم يعمل بالقرآن: «رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه» كأن يقرأه بالتطريب والتصنع، فهذه تخلّ بالمروءة وتسقط العدالة. قال التتائي: ومما يردّ الشهادة التغني بالقرآن: أي بالألحان التي تفسد نص القرآن ومخارج حروفه بالتطريب وترجيع الصوت من لحن بالتشديد طرب. وأما الترنم بحسن الصوت، فهو حسن، فقد ورد «أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم سمع صوت عبد الله بن قيس المكنى بأبي موسى الأشعري، وهو يقرأ القرآن، فقال لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود» (¬2). تنبيهات : [التنبيه] الأول: يجب (¬3) اتباع ما رسم في المصحف العثماني من ـــــــــــــــــــــــــ الباب الثالث: في هاء التأنيث كطلحة وحمزة ونعمة وشجرة أكثرها مكتوب بالهاء، وبعضها بالتاء كما سيأتي ¬

_ (¬1) العصر: 2. (¬2) رواه البخاري (9/ 81)، ومسلم (793)، والترمذي (3854). (¬3) اعلم أنه يجب على كل مسلم أن يتلقى ما كتبته الصحابة بالقبول والتسليم فقد اجتمع على كتابة المصحف الشريف اثنا عشر ألفا من الصحابة رضي الله عنهم وناهيك بهذا إجماع، فكيف المخالفة وقد قال الله تعالى: وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً، وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: تحرم مخالفة خط المصحف العثماني في واو أو ياء أو ألف أو غير ذلك، ونقل الجعبري وغيره إجماع الأئمة الأربعة على وجوب اتباع مرسوم المصحف العثماني، وقال الخراز في عمدة البيان في الزجر

المقطوع والموصول، وما كتب بالتاء المجرورة، وما كتب بالهاء، وتأتي مفصلة في محالها. كل ما في القرآن من ذكر إنما من كل حرفين ضم أحدهما إلى الآخر، فهو في المصحف الإمام حرف واحد، فلا تفصل أن عن ما إن كان لا يحسن موضع ما الذي نحو إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ فلا يقال إن الذي نحن مصلحون، وإن كان يحسن موضع ما الذي نحو إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ فهما حرفان، ولم يقطع في القرآن غيره، وكل ما في القرآن من ذكر عما، فهو حرف واحد إلا قوله تعالى: فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ فهما حرفان، لأن المعنى الذي نهوا عنه، ولم يقطع في القرآن غيره، وكل ما في القرآن من ذكر ماذا فلك فيه وجهان. أحدهما: أن تجعل ما مع ذا كلمة واحدة، وذا ملغاة. ـــــــــــــــــــــــــ بيانهما في الباب الآتي ويجوز كتابة الجميع بالهاء وبالتاء، ولم يختلفوا في الوصل أنها تاء وإنما اختلفوا في الوقف عليها والاختيار عند أكثرهم اتباع الخط. وقيل: إن شئت وقفت بالهاء وإن شئت وقفت بالتاء، فعليه الهاء والتاء أصلان. وقيل التاء أصل، لأنها حرف إعراب ولأنك تقول قامت وقعدت، ويوقف عليها في لغة طيئ في امرأة وجارية. وقيل الهاء أصل في الأسماء للفرق بينها وبين الأفعال لكثرة ما كتب بالهاء في الأسماء ¬

_ عن مخالفة رسم المصاحف: فواجب على ذوي الأذهان ... أن يتبعوا المرسوم في القرآن ويعتدوا بما رآه نظرا ... إذ جعلوه للأنام وزرا وكيف لا يحب الاقتداء ... لما أتى نصابه الشفاء إلى عياض أنه من غيرا ... حرفا من القرآن عمدا كفرا زيادة أو نقصا أو أن يبدلا ... شيئا من الرسم الذي تأصلا واعلم أن كل ما كتب في المصحف على غير أصل لا يقاس عليه غيره من الكلام لأن القرآن يلزمه لكثرة الاستعمال ما لا يلزم غيره، واتباع المصحف في هجائه واجب والطاعن في هجائه كالطاعن في تلاوته، وقد تواطأ إجماع الأمة حتى قالوا في جميع هجائه أنه كتب بحضرة جبريل عليه السلام وأقره جبريل فدل ذلك على أنه توقيفي من عند الله عز وجل وانظر نهاية القول المفيد (184)، تحبير التيسير (77).

والثاني: أن تجعل ما وحدها استفهاما محلها رفع على الابتداء وذا اسما موصولا بمعنى الذي محله رفع خبر ما، لأنها لم تلغ، فهما كلمتان، واشترطوا في استعمال ذا موصولة أن تكون مسبوقة بما، أو من الاستفهاميتين نحو قوله: [الكامل] وقصيدة تأتي الملوك غريبة ... قد قلتها ليقال من ذا قالها أي من الذي قالها، وإن لم يتقدّم على ذا ما ولا من الاستفهاميتان لم يجز أن تكون موصولة، وأجازه الكوفيون تمسكا بقول الشاعر: [الطويل] عدس ما لعباد عليك إمارة ... نجوت وهذا تحملين طليق فزعموا أن التقدير والذي تحملينه طليق، فذا موصول مبتدأ وتحملين صلة والعائد محذوف وطليق خبر وعدس اسم صوت تزجر به البغلة، وفيه الشاهد على مذهب الكوفيين أن هذا بمعنى الذي، ولم يتقدم على ذا ما، ولا من الاستفهاميتان، ومن ذلك وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ (¬1) فمن نصب العفو له وجهان. أحدهما: جعل ماذا كلمة واحدة ونصبه بينفقون ونصب العفو بإضمار ينفقون: أي ينفقون العفو. الثاني: جعل ماذا حرفين ما وحدها استفهاما محلها رفع على الابتداء، وذا اسما موصولا بمعنى الذي محله رفع خبر ما لأنها لم تلغ ونصب العفو بإضمار ينفقون. وكل ما فيه من ـــــــــــــــــــــــــ وقلة ما كتب بالتاء فيها، ووقف الجمهور بالتاء على: وَلاتَ حِينَ، وأَ فَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ، وذات من ذاتَ بَهْجَةٍ بالتاء إن وقف لضرورة، وإلا فليس ذلك وقفا، ووقف أبو جعفر وابن كثير وابن عامر ورويس عن يعقوب على يا أبت بالهاء والباقون بالتاء والوقف على ملكوت والطاغوت والتابوت بالتاء، وعلى هَيْهاتَ هَيْهاتَ بالتاء عند من كسرها تشبيها لها بتاء الجمع في نحو عرفات، وبالهاء عند من فتحها، وعلى ¬

_ (¬1) البقرة: 219.

ذكر أينما فهو في الإمام كلمة واحدة في قوله فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ (¬1) في البقرة، وأَيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ (¬2) في النحل، وأَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (¬3) في الشعراء. وكل ما فيه من ذكر كل ما، فكل مقطوعة عن ما. قال الزجاجي: إن كانت كلما ظرفا فهي موصولة وإن كانت شرطا فهي مقطوعة كقوله: وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ (¬4) فكل مقطوعة من غير خلاف، وما عدا ذلك فيه خلاف وكل ما فيه من ذكر أمّن فهو بميم واحدة إلا أربعة مواضع فبميمين، وهي: أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (¬5) في النساء، وأَمْ مَنْ أَسَّسَ (¬6) في التوبة، وأَمْ مَنْ خَلَقْنا (¬7) في الصافات، وأَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً (¬8) في فصلت. وكل ما فيه من ذكر: فإن لم فهو بنون إلا قوله: فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ (¬9) في هود: وكل ما فيه من ذكر إما فهو بغير نون إلا قوله: وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ (¬10) في الرعد فبنون. وكل ما فيه من ذكر ألا فبغير نون كلمة واحدة إلا عشر مواضع فبنون اثنان في الأعراف حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ (¬11)، وأَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ (¬12)، وأَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ (¬13) في التوبة، واثنان في هود: وَأَنْ ـــــــــــــــــــــــــ التوراة بالهاء عند الجمهور، وبها عند حمزة، وعلى مرضات بالهاء عند الكسائي، وبالتاء عند حمزة. ¬

_ (¬1) البقرة: 115. (¬2) النحل: 76. (¬3) الشعراء: 92. (¬4) إبراهيم: 34. (¬5) النساء: 109. (¬6) التوبة: 109. (¬7) الصافات: 11. (¬8) فصلت: 40. (¬9) هود: 14. (¬10) الرعد: 40. (¬11) الأعراف: 105. (¬12) الأعراف: 169. (¬13) التوبة: 118.

لا إِلهَ إِلَّا هُوَ (¬1) وأَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ (¬2). الثاني: أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً (¬3) في الحج، وأَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ (¬4) في يس، وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ (¬5) في الدخان، وأَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً (¬6) في الممتحنة، وأَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ (¬7) في ن. وكل ما فيه من ذكر كيلا ولكيلا فموصول كلمة واحدة في آل عمران لِكَيْلا تَحْزَنُوا (¬8) وفي الحج لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً (¬9)، وثانية الأحزاب: لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ (¬10). وفي الحديد لِكَيْلا تَأْسَوْا (¬11)، وأما كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً (¬12) في الحشر، ولِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ (¬13) في الأحزاب فهما كلمتان. وكل ما فيه من ذكر نعمة فبالهاء إلا في أحد عشر موضعا، فهي بالتاء المجرورة اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ* (¬14) في البقرة وآل عمران، واذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ (¬15) في المائدة، وبَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ (¬16) في إبراهيم، وفيها وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها (¬17)، وثلاثة في النحل وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (¬18)، ـــــــــــــــــــــــــ الباب الرابع: فيما جاء من هاء التأنيث مكتوبا بالتاء ومكتوبا بالهاء فالنعمة كتبت بالهاء إلا في أحد عشر موضعا فبالتاء، وهي: واذكروا نعمت الله ¬

_ (¬1) هود: 14. (¬2) هود: 26. (¬3) الحج: 26. (¬4) يس: 60. (¬5) الدخان: 19. (¬6) الممتحنة: 12. (¬7) القلم: 24. (¬8) آل عمران: 153. (¬9) الحج: 5. (¬10) الأحزاب: 50. (¬11) الحديد: 23. (¬12) الحشر: 7. (¬13) الأحزاب: 37. (¬14) البقرة: 231، آل عمران: 103. (¬15) المائدة: 117. (¬16) إبراهيم: 28. (¬17) إبراهيم: 34. (¬18) النحل: 72.

التنبيه الثاني: يكره اتخاذ القرآن معيشة وكسبا،

ويَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ (¬1)، واشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ (¬2)، وبِنِعْمَتِ اللَّهِ (¬3) في لقمان، واذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ (¬4) في فاطر، فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون (¬5) في الطور. وكل امرأة ذكرت فيه مع زوجها فهي بالتاء المجرورة كامرأت عمران، وامرأت العزيز معا بيوسف، وامرأت فرعون، وامرأت نوح، وامرأت لوط، ولم تذكر امرأة باسمها في القرآن إلا مريم في أربعة وثلاثين موضعا. التنبيه الثاني: (¬6) يكره اتخاذ القرآن معيشة وكسبا، والأصل في ذلك ما رواه عمران بن حصين مرفوعا: «من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيأتي قوم يقرءون القرآن يسألون الناس به» وفي تاريخ البخاري بسند صالح: «من قرأ القرآن عند ظالم ليرفع منه لعن بكل حرف عشر لعنات». قاله السيوطي في الإتقان: أي لأن في قراءته عنده نوع إهانة ينزه القرآن عنها، ونصب عشر على أنه مفعول لعن ونائب الفاعل مستتر يعود إلى من. وللسيوطي في الجامع «من أخذ على القرآن أجرا فذاك حظه من القرآن» حل عن أبي هريرة، وفيه ـــــــــــــــــــــــــ عليكم واحدة في البقرة وواحدة في آل عمران: وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ في المائدة، وبَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ، وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ في إبراهيم، وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ، ويَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ، وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ في النحل، وبِنِعْمَتِ اللَّهِ في لقمان، واذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ في فاطر، وبنعمت بك في الطور، والرحمة كتبت بالهاء إلا في سبعة مواضع فبالتاء، وهي: ويَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ في ¬

_ (¬1) النحل: 83. (¬2) النحل: 114. (¬3) لقمان: 31. (¬4) فاطر: 3. (¬5) الطور: 29. (¬6) اختلف العلماء في أخذ الأجرة على تعليم القرآن فمنعه: الزهري وأبو حنيفة، وقال جماعة: يجوز ما لم يشترط، وهو قول الحسن والشعبي وابن سيرين، وذهب مالك والشافعي وأحمد إلى الجواز وانظر المغنى (13/ 276)، والتبيان (47).

التنبيه الثالث: اعلم أن كل كلمة تعلقت بما بعدها وما بعدها من تمامها لا يوقف عليها كالمضاف دون المضاف إليه

«من قرأ القرآن يتأكل به الناس جاء يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم» هب عن بريدة ويدخل في الوعيد كل من ركن إلى ظالم، وإن لم يرفع منه شيئا لعموم قوله وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ (¬1) وقراءة القرآن أو غيره عنده تعدّ ميلا وركونا، قال السمين: ولما كان الركون إلى الظالم دون مشاركته في الظلم واستحق العقاب على الركون دون العقاب على الظلم أتى بلفظ المسّ دون الإحراق. وهذا يسمى في علم البديع الاقتدار وهو أن يبرز المتكلم المعنى الواحد في عدة صور اقتدارا على نظم الكلام، وركن من بابي علم وقتل، قرأ العامة: ولا تركنوا بفتح التاء والكاف ماضيه ركن بكسر الكاف من باب علم، وقرأ قتادة بضم الكاف مضارع ركن بفتح الكاف من باب قتل، والمراد بالظالم من يوجد منه الظلم، سواء كان كافرا أو مسلما. التنبيه الثالث (¬2): اعلم أن كل كلمة تعلقت بما بعدها وما بعدها من تمامها لا يوقف عليها كالمضاف دون المضاف إليه ، ولا على المنعوت دون نعته ما لم يكن رأس آية، ولا على الشرط دون جوابه، ولا على الموصوف دون صفته، ولا على الرافع دون مرفوعه، ولا على الناصب دون منصوبه، ولا على المؤكد دون توكيده، ولا على المعطوف دون المعطوف عليه ولا على البدل دون ـــــــــــــــــــــــــ البقرة، وإِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ في الأعراف، ورَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ في هود، وذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ في مريم، وفَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ في الروم، وأَ هُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ، ورَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ في الزخرف. والسنة كتبت بالهاء إلا في خمسة مواضع فبالتاء، وهي سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ في الأنفال، وإِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ، وفَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا، ولَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا في فاطر، وسُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ في المؤمن. والمرأة كتبت بالهاء إلا في سبعة مواضع، فبالتاء ¬

_ (¬1) هود: 113. (¬2) انظر نهاية القول المفيد (166)، (171).

المبدل منه، ولا على أن أو كان أو ظن وأخواتهنّ، دون اسمهن، ولا اسمهنّ دون خبرهنّ ولا على المستثنى منه دون المستثنى، لكن إن كان الاستثناء منقطعا فيه خلاف: المنع مطلقا لاحتياجه إلى ما قبله لفظا، والجواز مطلقا لأنه في معنى مبتدأ حذف خبره للدلالة عليه. الثالث التفصيل، فإن صرح بالخبر جاز وإن لم يصرح به فلا، قاله ابن الحاجب في أماليه. ولا يوقف على الموصول دون صلته. ولا على الفعل دون مصدره، ولا على حرف دون متعلقه. ولا على شرط دون جوابه، سواء كان الجواب مقدّما أو مؤخرا، فالمقدّم كقوله: قَدِ افْتَرَيْنا عَلَى اللَّهِ كَذِباً (¬1) لأن قوله إن عدنا متعلق بسياق الكلام والافتراء مقيد بشرط العود، والمؤخر كقوله: غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ (¬2) فإن قوله فإن الله جزاء من في: فَمَنِ اضْطُرَّ، ولا على الحال دون ذيها، ولا على المبتدإ دون خبره، ولا على المميز دون مميزه. ولا على القسم دون جوابه، ـــــــــــــــــــــــــ وهي امْرَأَتُ عِمْرانَ في آل عمران، وامْرَأَتُ الْعَزِيزِ ثنتان في يوسف، وامْرَأَتُ فِرْعَوْنَ في القصص، وامْرَأَتَ نُوحٍ، وامْرَأَتَ لُوطٍ، وامْرَأَتَ فِرْعَوْنَ في التحريم. والكلمة تكتب بالهاء إلا في ثلاثة مواضع فبالتاء، وهي: وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ في الأعراف، وحقت كلمت ربك في يونس، وحقت كلمت ربك في المؤمن. والمعصية تكتب بالهاء إلا في موضعين فبالتاء وهما: معصيت الرسول ثنتان في المجادلة. واللعنة تكتب بالهاء إلا في موضعين فبالتاء، وهما: لَعْنَتَ اللَّهِ في آل عمران، ولَعْنَتَ اللَّهِ في النور، والشجرة تكتب بالهاء إلا في موضع واحد فبالتاء، وهو: إن شجرت الزقوم في الدخان، والثمرة تكتب بالهاء إلا في موضع واحد فبالتاء وهو: وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ في فصلت، وتكتب لومة لائم في المائدة بالهاء، وبَقِيَّتُ اللَّهِ في هود بالتاء، قُرَّتُ عَيْنٍ لِي في القصص بالتاء، ويجوز في جميع المستثنيات أن يوقف عليه بالهاء. ¬

_ (¬1) الأعراف: 89. (¬2) المائدة: 3.

التنبيه الرابع: إذا اضطر القارئ ووقف على ما لا ينبغي الوقف عليه حال الاختيار

ولا على القول دون مقوله لأنهما متلازمان كل واحد يطلب الآخر، ولا على المفسر دون مفسره لأن تفسير الشيء لا حق به ومتمم له، وجار مجرى بعض أجزائه، ويأتي التنبيه على ذلك في محله. التنبيه الرابع (¬1): إذا اضطر القارئ ووقف على ما لا ينبغي الوقف عليه حال الاختيار فليبتدئ بالكلمة الموقوف عليها إن كان ذلك لا يغير المعنى، فإن غير فليبتدئ بما قبلها ليصح المعنى المراد، فإن كان وقف على مضاف فليأت بالمضاف إليه أو وقف على المفسر فليأت بالمفسر، أو على الأمر فليأت بجوابه، أو على المترجم فليأت بالمترجم نحو: أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ (¬2) فلا يوقف عليه حتى يأتي بالمترجم. التنبيه الخامس (¬3): قال ابن الجزري: ليس كل ما يتعسفه بعض القراء مما يقتضي وقفا يوقف عليه كان يقف على قوله: أَمْ لَمْ* تنذر، ويبتدئ هم لا يُؤْمِنُونَ* على أنها جملة من مبتدإ وخبر، وهذا ينبغي أن يردّ ولا يلتفت إليه وإن كان قد نقله الهذلي في الوقف والابتداء وكأن يقف على ـــــــــــــــــــــــــ الباب الخامس في الهاءات التي تزاد في آخر الكلمة للوقف عليها تزاد الهاء وقفا للعوض عن حرف حذف. ولبيان حركة الساكن، فالتي للعوض لازمة وجائزة، فاللازمة تكون في فعل الأمر المعتلّ الفاء واللام نحو شه من وشى يشي، وعه من وعى يعي، وله من ولى يلي، وليس في القرآن منه شيء فلا يجوز حذفها منه وقفا لئلا تصير الكلمة على حرف واحد، وهو ممتنع إذ أقلّ حروف الكلمة حرفان: حرف يبتدأ به وحرف يوقف عليه، ويستغنى عنها وصلا تقول: ش ثوبك، وع كلاما، ¬

_ (¬1) انظر: نهاية القول المفيد (155). (¬2) الصافات: 125. (¬3) انظر: نهاية القول المفيد (171).

قوله: ثُمَّ جاؤُكَ يَحْلِفُونَ ثم يبتدئ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنا، ونحو: وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ. ثم يبتدئ: اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ، ونحو: فَلا جُناحَ ثم يبتدئ: عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما، ونحو: سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي ثم يبتدئ: بِحَقٍّ، وهو خطأ من وجهين. أحدهما: أن حرف الجرّ لا يعمل فيما قبله. قال بعضهم: إن صح ذلك عن أحد كان معناه إن كنت قلته فقد علمته بحق. الثاني: أنه ليس موضع قسم. وجواب آخر أنه إن كانت الباء غير متعلقة بشيء فذلك غير جائز، وإن كانت للقسم لم يجز. لأنه لا جواب هاهنا، وإن كان ينوي بها التأخير كان خطأ، لأن التقديم والتأخير مجاز ولا يستعمل المجاز إلا بتوقيف عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أو حجة قاطعة، ونحو: ادْعُ لَنا رَبَّكَ* ثم يبتدئ: بِما عَهِدَ عِنْدَكَ* وجعل الباء حرف قسم، ونحو: يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ ثم يبتدئ: بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ، وذلك خطأ، لأن باء القسم لا يحذف معها الفعل، بل متى ما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ول أمرا، ويجوز حذفها من المضارع وقفا لانتفاء المحذور، ويستغنى عنها وصلا والاختيار إلحاقها به في غير القرآن، تقول لم يشه ولم يعه ولم يله. أما في القرآن نحو: وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ، فلا يجوز إلحاقها به تبعا للمصحف، ولئلا يزاد فيه ما ليس منه، ويجوز حذفها عند الأكثر في الأمر من معتلّ اللام وفي مضارعه المجزوم نحو: اغزه واخشه وارمه ولم يغزه ولم يخشه ولم يرمه، بل واجب القرّاء حذفها في ذلك من القرآن اتباعا للخط، ولئلا يلتبس بضمير المفعول كقوله تعالى: وَيَخْشَ اللَّهَ، ثُمَّ يَرْمِ بِهِ، يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وأما قوله تعالى: فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ، فالهاء فيه ثابتة خطّا، واختلف فيها فقيل إنها ضمير المصدر: أي اقتد الاقتداء، وقيل هاء السكت وعليه الأكثر. وقال الزجاج: إنها لبيان الحركة. ثم قال: فإن وصلت حذفت الهاء، والوجهان جيدان، لكن أكثر القرّاء على إثباتها وصلا كما أثبتوها وقفا تبعا للخط، ومثل اقتده، لم يتسنه إن جعلت الهاء للسكت بناء على أنه من سانيت، ومن قال إنه من سانهت كانت الهاء عنده أصلية، والوجهان جاريان فيه وفي اقتده وصلا. أما الوقف عليهما فبالهاء إجماعا.

التنبيه السادس: ينبغي للقارئ أن يراعي في الوقف الازدواج والمعادل والقرائن والنظائر.

ذكرت الباء تعين الإتيان بالفعل كقوله: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ*، يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ*، ولا تجد الباء مع حذف الفعل، ونحو: وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ ثم يبتدئ: رَأَيْتَ نَعِيماً وليس بشيء لأن الجواب بعده، وثم ظرف لا ينصرف فلا يقع فاعلا ولا مفعولا، وغلط من أعربه مفعولا لرأيت، أو جعل الجواب محذوفا والتقدير إذا رأيت الجنة رأيت فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ونحو: كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ، ثم يبتدئ عِلْمَ الْيَقِينِ بنصب علم على إسقاط حرف القسم وبقاء عمله وهو ضعيف، وذلك من خصائص الجلالة فلا يشركها فيه غيرها عند البصريين، وجواب القسم لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ أي والله لترونّ الجحيم كقول امرئ القيس: [الطويل] فقالت يمين الله مالك حيلة ... وما إن أرى عنك الغواية تنجلي فهذا كله تعنت وتعسف لا فائدة فيه فينبغي تجنبه وتحرّيه لأنه محض تقليد، وعلم العقل لا يعمل به إلا إذا وافقه نقل وسقت هذا هنا ليجتنب فإني رأيت من يدعي هذا الفنّ يقف على تلك الوقوف فيلقى في أسماع الناس شيئا لا أصل له وأنا محذر من تقليده واتباعه، وكذا مثله ممن يتشبه بأهل العلم وهم عنهم بمعزل، اللهم أرنا الحق حقا فنتبعه، والباطل باطلا فنجتنبه. التنبيه السادس (¬1): ينبغي للقارئ أن يراعي في الوقف الازدواج والمعادل والقرائن والنظائر. قال ابن نصير النحوي: فلا يوقف على الأول حتى ـــــــــــــــــــــــــ والتي لبيان حركة الساكن تلحق أنواعا: منها نون التثنية وجمع المذكر السالم نحو رجلين ورجلان ومسلمين ومسلمون فيقال: رأيت رجلينه ومسلمينه وجاءني رجلانه ومسلمونه لتسلم كسرة النون في التثنية وفتحتها في الجمع عند الوقف. ولا يجوز إلحاقها بنون مساكين، لأنها ليست نون جمع. وقد تلحق بالنون الداخلة على الأفعال ¬

_ (¬1) انظر نهاية القول المفيد (155).

التنبيه السابع: كل ما في القرآن من ذكر الذين والذي يجوز فيه الوصل بما قبله نعتا،

يأتي بالمعادل الثاني، لأنه به يوجد التمام وينقطع تعلقه بما بعده لفظا نحو: لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ، يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ*، مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها* والأولى الفصل والقطع بين الفريقين، ولا يخلط أحدهما مع الآخر بل يقف على الأول. ثم يبتدئ بالثاني. التنبيه السابع (¬1): كل ما في القرآن من ذكر الذين والذي يجوز فيه الوصل بما قبله نعتا، والقطع على أنه خبر مبتدإ محذوف أو مبتدإ حذف خبره إلا في سبعة مواضع فإنه يتعين الابتداء بها: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ (¬2) في البقرة، وفيها أيضا: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ (¬3)، وفيها. أيضا: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا (¬4)، وفي التوبة: الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا (¬5)، وفي الفرقان: الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ (¬6)، وفي غافر: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ (¬7) لا يجوز وصلها بما قبلها لأنه يوقع في ـــــــــــــــــــــــــ نحو يضربان ويضربون تشبيها لها بنون التثنية والجمع فيقال يضربانه ويضربونه، وإنما فعلوا ذلك لأن النون فيما ذكر خفية وقعت بعد ساكن فكرهوا إسكانها وقفا لخفائها، ¬

_ (¬1) انظر نهاية القول المفيد (155). (¬2) البقرة: 121. (¬3) البقرة: 146. (¬4) البقرة: 275. (¬5) التوبة: 20. (¬6) الفرقان: 34. (¬7) غافر: 7.

التنبيه الثامن: أصل بلى عند الكوفيين بل التي للإضراب

محظور كما بين فيما تقدم، وفي سورة الناس: الَّذِي يُوَسْوِسُ (¬1) على أنه مقطوع عما قبله، وفصل الرماني إن كانت الصفة للاختصاص امتنع الوقف على موصوفها لأنها لتعريفه فيلزم أن تتبعه في إعرابه ولا تقطع وإن كانت للمدح لا لتعريفه جاز القطع والإتباع والقطع أبلغ من إجرائها لأن عاملها في المدح غير عامل الموصوف. التنبيه الثامن (¬2): أصل بلى عند الكوفيين بل التي للإضراب زيد الياء ـــــــــــــــــــــــــ إسكانها وقفا لخفائها، هذا كله فيما وقع في غير القرآن، أما ما وقع فيه فلا يجوز عند ¬

_ (¬1) الناس: 5. (¬2) بلى وقعت في القرآن في اثنتين وعشرين موضعا، وهي على ثلاثة أقسام: أ- قسم يختار الوقف عليه: وهو عشرة مواضع: 1 - قوله تعالى: أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ بَلى البقرة. 2 - إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ بَلى البقرة. 3 - أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى البقرة. 4 - وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ بَلى آل عمران. 5 - أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى الأعراف. 6 - ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلى النحل. 7 - بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى يس. 8 - أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى غافر 9 - بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى الأحقاف. 10 - إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ الانشقاق. ب- قسم يمتنع الوقف عليه: 1 - قوله تعالى: أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَرَبِّنا الأنعام. 2 - مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا النحل. 3 - قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ سبأ. 4 - بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي الزمر.

في آخرها علامة لتأنيث الأداة ليحسن الوقف عليها يعنون بالياء الألف، وإنما سموها ياء لأنها تمال وتكتب بالياء، لأنها للتأنيث كألف حبلى. وقال البصريون: بلى حرف بسيط، وتحقيق المذهبين في غير هذا، وهي للنفي المتقدم في اثنتين وعشرين موضعا في ست عشرة سورة يمتنع الوقف على سبعة، وخمسة فيها خلاف، وعشرة يوقف عليها أشار إلى ذلك العلامة السيوطي نظما فقال: [الكامل] حكم بلى في سائر القرآن ... ثلاثة عن عابد الرحمن أعني السيوطي جامع الإتقان ... عن عصبة التفسير والبرهان فالوقف في سبع عليها قد منع ... لما لها تعلق بما جمع قالوا بلى في سورة الأنعام ... والنحل وعدا عن ذوي الأفهام ـــــــــــــــــــــــــ ما روى عن يعقوب، وتفصيله يعرف من محله، ومنها النون التي هي ضمير جمع ¬

_ 5 - قالُوا بَلى وَرَبِّنا الأحقاف. 6 - قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ التغابن. 7 - بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ القيامة. ج- قسم مختلف فيه: 1 - قوله تعالى: بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ بَلى آل عمران. 2 - قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ الزمر. 3 - أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا الزخرف. 4 - قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ الحديد. 5 - أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ، قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا الملك. وأما لفظ نعم فالواقع منه في القرآن أربعة مواضع يوقف منها على واحد والثلاثة الباقية لا يوقف عليها ولا يبدأ إلا بما قبلها، والذي يوقف عليه: قوله تعالى: فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ الأعراف. وانظر نهاية القول المفيد (174)، التمهيد (ق 15).

التنبيه التاسع: اعلم أن كلا حرف لا حظ له في الإعراب،

وقل بلى في سبأ قد استقرّ ... كذا بلى قد فاتلونها في الزمر قالوا بلى في آخر الأحقاف ... وفي التغابن للذكي الوافي وقل بلى في سورة القيامة ... فاحذر من التفريط والملامة وخمسة فيها خلاف زبرا ... بالمنع والجواز حيث حرّرا بلى ولكن قد أتى في البقرة ... وفي الزمر بلى ولكن حرّره بلى ورسلنا أتى في الزخرف ... وفي الحديد مثلها عنهم قفي قالوا بلى في الملك ثم جوّزوا ... في ثالث الأقسام وقفا أبرزوا وعدّها عشر سوى ما قد ذكر ... لم تخف عن فهم الذكيّ المستقرّ قوله وعدها أي ما الاختيار جواز الوقف عليه وهو العشرة الباقية. التنبيه التاسع (¬1): اعلم أن كلا حرف لا حظ له في الإعراب، وكذا ـــــــــــــــــــــــــ المؤنث مشدّدة أو مخففة نحو: فأتمهن، يأكلهنّ، منهنّ، أرضعن لكم، يتربصن، فالنحويون يجيزون إلحاق الهاء بها وقفا كما في الوقف على إنّ وأنّ المشدّدتين، لكن إلحاقها بالمشدّدة أحسن منه بالمخففة، ومنع ذلك القرّاء إلا يعقوب فيجيزه في المشدّدة، ومنها ما الاستفهامية المجرورة، وهي عمّ وفيم وبم ولم وممّ فيلحق بها الهاء يعقوب والبزيّ ¬

_ (¬1) ولفظ كل الواقع منه في القرآن ثلاثة وثلاثون موضعا في خمس عشرة سورة وهي كلها مكية وفي القسم الأخير منه، قال السيوطي في الإتقان قال مكي هي أربعة أقسام: القسم الأول: ما يحسن الوقف عليها على معنى الردع وهو الاختيار ويجوز الابتداء بها على معنى حقّا وذلك أحد عشر موضعا: الأول والثاني بمريم: عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً كَلَّا ولَهُمْ عِزًّا كَلَّا. والثالث بالمؤمنين: فِيما تَرَكْتُ كَلَّا. والرابع في سبأ: شُرَكاءَ كَلَّا. والخامس والسادس بالمعارج: ثُمَّ يُنْجِيهِ كَلَّا، جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلَّا. والسابع والثامن بالمدثر: أَنْ أَزِيدَ كَلَّا، مُنَشَّرَةً كَلَّا.

جميع الحروف لا يوقف عليها إلا بلى ونعم، وكلا. وحاصل الكلام عليها أن ـــــــــــــــــــــــــ بخلاف عنهما، ومنها هو وهي فيلحق بهما الهاء يعقوب، واتفقوا على إلحاقها بكتابيه ¬

_ والتاسع بالمطففين: أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ كَلَّا. والعاشر بالفجر: أَهانَنِ كَلَّا. والحادي عشر بالهمزة: أَخْلَدَهُ كَلَّا. القسم الثاني: ما لا يحسن الوقف عليها ولا الابتداء بها بل توصل بما قبلها وبما بعدها وهو موضعان: الأول من سورة النبأ: ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ. الثاني من ألهاكم التكاثر: ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ. القسم الثالث: ما يحسن الوقف عليها ولا يجوز الابتداء بها، بل توصل بما قبلها وهو موضعان في الشعراء: أَنْ يَقْتُلُونِ قالَ كَلَّا، إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قالَ كَلَّا. القسم الرابع: ما لا يحسن الوقف عليها ولكن يبتدأ بها وهو الثماني عشرة الباقية: بسورة المدثر موضعان: كَلَّا وَالْقَمَرِ، كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ. وبسورة القيامة ثلاثة مواضع: كَلَّا لا وَزَرَ، كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ، كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ. وبسورة النبأ موضع: كَلَّا سَيَعْلَمُونَ*. وبسورة عبس موضعان: عَنْهُ تَلَهَّى كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ، ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ كَلَّا لَمَّا. وبسورة الانفطار موضع: رَكَّبَكَ كَلَّا بَلْ. وبسورة التطفيف ثلاثة مواضع: لِرَبِّ الْعالَمِينَ كَلَّا، إن ما كانُوا يَكْسِبُونَ كَلَّا، تُكَذِّبُونَ كَلَّا إِنَّ. وبسورة الفجر موضع: حُبًّا جَمًّا كَلَّا إِذا. وبسورة العلق ثلاثة مواضع: كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ، كَلَّا لَئِنْ لَمْ، كَلَّا لا تُطِعْهُ. وبسورة التكاثر موضعان: كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ*، كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ. وقد جمع هذه المواضع بعضهم فقال: بكاف كلا معا والمؤمنين سبأ ... وسال حقا بها حرفان قد وقعا أزيد كلا وما يتلو منشرة ... والثاني في سورة التطفيف فاستمعا وقبل بل لا الذي في الفجر قد ذكروا ... وبعد أخلده حرف أتى اتبعا

فيها أربعة أقوال: يوقف عليها في جميع القرآن، لا يوقف عليها في جميعه، لا يوقف عليها إذا كان قبلها رأس آية، الرابع التفصيل، إن كانت للردع والزجر وقف عليها وإلا فلا. قاله الخليل وسيبويه، وهي في ثلاثة وثلاثين موضعا في خمس عشرة سورة في النصف الثاني، وسئل جعفر بن محمد عن كلا لم لم تقع ـــــــــــــــــــــــــ وماليه وحسابيه وسلطانيه وماهيه وقفا تبعا للخط. واختلفوا فيه وصلا كما هو مبين في محله. الباب السادس: في الوقف على هاء الكناية ويقال لها هاء الضمير، فإن كانت لمؤنث لحقتها ألف وقفا ووصلا، لأنها من مخرجها، ولأنها كهي في الخفاء فضمت الألف إليها لبيانها فيقال ضربها وضربتها وبها، وإن كانت لمذكر لحقتها وصلا وواو إن انفتح ما قبلها أو انضم وياء إن انكسر ما قبلها فيقال ضربهو وضربتهو ونهي، ويحذفان وقفا، لأنهم يحذفونهما، وهما من نفس الكلمة ففيما إذا زيدتا أولى، وإنما لم تحذف الألف في المؤنث، لأنهم جعلوها فاصلة بين المذكر والمؤنث. وقال بعض النحاة: والياء بعد الكسرة بدل من الواو وهو الأصل إلا أنهم كرهوا الخروج من كسرة إلى ضمة فكسرت الهاء وانقلبت الواو ياء كما في ميراث، والحجازيون يضمون الهاء بكل حال فيقولون مررت بهو وبدار هو الأرض، وهذا يدل على أن الأصل هو الواو، وما ذكر في المذكر أوّلا هو إجماع القرّاء. ومن العرب من يختلس الضمة والكسرة وصلا، وهذه اللغة لا تجري في القرآن. نعم تجري فيه عند ابن كيسان إن حذفت الياء للجازم كقوله تعالى: نؤته، ومن يأته، وف (أ) لقه فإن سكن ما ¬

_ وكلها جوزوا وقفا بها وكذا ... وقفا بما قبلها يا من لذاك وعا وثان ألهاكم والثان في نبأ ... فالوقف فيها وفيما قبلها منعا وموضعا الشعراء جاز الوقوف بها ... لا وقف ما قبلها في الموضعين معا وفي البواقي اعكسا أقسام أربعة ... تمت مهذبة قد عز من قنعا هذا وعن بعضهم جاز الوقوف على ... جميعها ثم بعض مطلقا منعا وانظر نهاية القول المفيد (174 - 176)، التمهيد لابن الجزري (ق 15 - أ- ب).

التنبيه العاشر: اعلم أن ترتيب السور وتسميتها وترتيب آيها وعدد السور مسموع

في النصف الأول منه؟ فقال لأن معناها الوعيد فلم تنزل إلا بمكة إيعادا للكافر. التنبيه العاشر (¬1): اعلم أن ترتيب السور وتسميتها وترتيب آيها وعدد السور مسموع من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومأخوذ عنه، وهو عن جبريل، فكان جبريل يعلمه عند نزول كل آية أن هذه تكتب عقب آية كذا في سورة كذا، وجمعته الصحابة من غير زيادة ولا نقصان، وترتيب نزوله غير ترتيبه في التلاوة والمصحف، وترتيبه في اللوح المحفوظ كما هو في مصاحفنا كل حرف كجبل قاف، ولم يزل يتلقى القرآن العدول عن مثلهم إلى أن وصل إلينا وأدّوه أداء شافيا، ونقله عنهم أهل الأمصار وأدّوه إلى الأئمة الأخيار وسلكوا في نقله وأدائه الطريق التي سلكوها في نقل الحروف وأدائها من التمسك بالتعليم والسماع دون الاستنباط والاختراع، ولذلك صار مضافا إليهم وموقوفا عليهم إضافة تمسك ولزوم واتبع لا إضافة استنباط، ورأي واختراع بل كان بإعلام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأصحابه فعنه أخذوا رءوس الآي آية آية. وقد أفصح الصحابة بالتوقيف بقوله: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعلمنا العشر فلا نتجاوزها إلى عشر أخر حتى نتعلم ما فيها من العلم والعمل» وتقدّم أن عبد الله بن عمر قام على حفظ ـــــــــــــــــــــــــ قبل الهاء فإن كان ياء كسرت الهاء، وإلا ضمت، واختلف القرّاء في إثبات الياء بعد الهاء المكسورة والواو بعد المضمومة وصلا، فمن أثبتهما فعلى الأصل، ومن حذفهما كره أن يجمع بين ساكنين في نحو: اضربهي، واضربيهو، لأن الهاء ليست بحاجز حصين، والوقف عليها بالسكون أو بالروم أو بالإشمام بشرطهما المعروف في محله. الباب السابع في الوقف على آخر الكلمة المتحركة منوّنة وغير منوّنة الوقف عليها يكون بالسكون وهو الأصل سواء تحركت بضمة أم بكسرة أم بفتحة، وبالإشمام إن تحركت بضمة وهو ضمّ الشفتين بعد السكون، وبالروم إن تحركت بضمة أو ¬

_ (¬1) انظر نهاية القول المفيد (184).

التنبيه الحادي عشر: أول من اقتصر على جمع قراءة السبعة المشهورين أثناء المائة الرابعة: أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد.

سورة البقرة ثمان سنين، أخرجه مالك في موطئه، وما نقل عن الصحابة فالنفس إليه أميل مما نقل عن التابعين، لأن قول الصحابي كذا له حكم المرفوع إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم خصوصا من دعا له النبي صلّى الله عليه وسلّم كابن عباس حيث قال له: «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل». قال ابن عباس: «قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لما رأيت جبريل لم يره خلق إلا عمى إلا أن يكون نبيا ولكن يكون ذلك في آخر عمرك». التنبيه الحادي عشر (¬1): أوّل من اقتصر على جمع قراءة السبعة المشهورين أثناء المائة الرابعة: أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد. واختلاف القرّاء اختلاف تنوّع وتغاير لا اختلاف تضادّ وتناقض، ـــــــــــــــــــــــــ كسرة، وهو اختلاس الضمة أو الكسرة وانتزاعها إلى محل الواو أو الياء، ويفارق الإشمام بأنه يدركه البصير والأعمى، والإشمام لا يدركه إلا البصير، واختص به الضمّ لإمكان الإشارة إلى محله بخلافها إلى محل الكسر والفتح، والروم في المفتوح ليس بحسن لأنه غير مضبوط لخفاء الألف، والمنصوب المنون يبدل تنوينه ألفا في الوقف إيذانا بوجوده في الوصل، واختاروا الألف لشبهها بالتنوين، لأنها تهوى في خرق الفم وهو يهوى في الخياشيم وكان القياس أن يقفوا على المرفوع والمجرور المنونين بالواو والياء إلا أن الوقف عليه بالواو يخرج عن الأصل، إذ ليس في كلامهم اسم آخره واو مضموم ما قبلها، ولو وقف على المجرور بالياء لالتبس بالمضاف إلى ياء المتكلم وقد حققت ذلك كله في شرح الشافية. واعلم أن القرّاء اختلفوا في الظنونا، والرسولا، والسبيلا، فمنهم من يثبت الألف فيها وقفا ويحذفها وصلا، ومنهم من يثبتها فيهما، ومنهم من يحذفها فيهما. وذلك مذكور في محله، ومن نوّن: قواريرا وسلاسلا، في هل أتى وثمودا في هود ¬

_ (¬1) ثم توارد العلماء بعد ذلك حتى جاء الإمام أبو عمرو الداني وألف التيسير في القراءات السبع ثم جاء الإمام ابن الجزري وألف تحبير التيسير ليجمع فيه القراءات العشرة المتواترة، ليدفع توهم من ظن أن القراءات المتواترة سبعة فقط، ثم ألف النشر و «طيبة النشر» التي هي نظم للنشر ليجمع فيه كل القراءات المتواترة فجمع فيها زهاء ألف طريق للقراءات فحفظ الله عز وجل ذلك العلم المبارك بهذا الرجل وجعله سببا في خدمة كتابه، اللهم اجعلنا كذلك آمين.

التنبيه الثاني عشر: قد عد أربعة من الصحابة الآي: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وأنس بن مالك وعائشة

فإن هذا محال أن يكون في كلام الله تعالى. وهو إما في اللفظ فقط والمعنى واحد. وإما فيهما مع جواز اجتماعهما في شيء واحد أو اختلافهما معا مع امتناع جواز اجتماعهما في شيء واحد، بل يتفقان من وجه آخر لا يقتضي التضاد. فالأول كالاختلاف في الصراط، والثاني نحو مالك بالألف وملك بغيرها، والثالث نحو وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا مشدّدا ومخففا، فمعنى المشدّد أن الرسل تيقنوا أن قومهم قد كذبوهم، ومعنى المخفف أن الرسل توهموا أن قومهم قد كذبوهم فيما أخبروهم به، فالظنّ في الأولى يقين، وفي الثانية شك، والضمائر الثلاثة للرسل، فكل قراءة حق وصدق نزلت من عند الله نقطع بذلك ونؤمن به. التنبيه الثاني عشر: قد عدّ أربعة من الصحابة الآي: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وأنس بن مالك وعائشة ، ونقله عنهم التابعون. فمن أهل المدينة عروة بن الزبير، وعمر بن عبد العزيز، ومن أهل مكة عطاء بن أبي رباح وطاوس. ومن أهل الكوفة أبو عبد الرحمن السلمى وزر بن حبيش وسعيد بن جبير والشعبي وإبراهيم النخعي ويحيى بن وثاب. ومن أهل البصرة الحسن البصري وابن سيرين ومالك بن دينار وثابت البناني وأبو مجلز. ومن أهل الشام ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ والفرقان والعنكبوت والنجم وصلا أثبت ألفها وقفا، ومن لم ينوّن حذفها: ومنهم من يثبت الألف وقفا وإن لم ينوّن وصلا، واتفقوا على تنوين مصرا في: اهبطوا مصرا، ويوقف عليها بالألف: ومنع الحسن صرفها فتحذف الألف، ومن نوّن تترى في سورة المؤمنين وقف عليها بالألف ولا تمال، ومن منع صرفها جعلها بوزن فعلى وقرأها وصلا ووقفا بالألف وجاز إمالتها، وأجمعوا على الوقف بالألف في: لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي واختلفوا في الوصل فمنهم من أثبتها ومنهم من حذفها. وكل ما في القرآن من أيها يوقف عليه بالألف إلا في ثلاثة مواضع وهي: أيه المؤمنون في النور، وأيه الساحر في الزخرف. وأَيُّهَ الثَّقَلانِ في الرحمن فيجوز الوقف عليها بالهاء تبعا للخط.

كعب الأحبار فكان هؤلاء لا يرون بأسا بعدّ الآي، وروى أن عليّا عدّ الم آية، وكهيعص آية، وحم آية، وكذا بقية الحروف أوائل السور فهي عنده كلمات لا حروف لأن الحرف لا يسكت عليه ولا ينفرد وحده في السورة وقد يطلق الحرف على الكلمة والكلمة على الحرف مجازا، فما عدّه أهل الكوفة عن أهل المدينة ستة آلاف آية ومائتا آية وسبع عشرة آية. ثم عدّ ثانيا ستة آلاف آية ومائتي آية وأربع عشرة آية، وعدّه المكيون ستة آلاف آية ومائتي آية وتسع عشرة آية، وعدّه الكوفيون ستة آلاف آية ومائتي آية وثلاثين وست آيات، وعدّه البصريون ستة آلاف ومائتين وأربع آيات. وأما عدد كلمه وحروفه على قول عطاء بن يسار فسبعة وسبعون ألفا وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة. وحروفه ثلاثة مائة ألف وثلاثة وعشرون ألفا وخمسة عشر حرفا. وقال ابن عباس حروف القرآن ثلاثمائة ألف وثلاثة وعشرون ألف حرف وستمائة حرف وأحد وسبعون حرفا. فحروف القرآن متناهية ومعانيها غير متناهية، وفي الجامع الصغير «القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف، فمن قرأه صابرا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الباب الثامن: في كلا وهي حرف على الأصح والوقوف عليها مختلفة الأحوال، فمنها ما يصلح للوقف عليه والابتداء به، ومنها ما لا يصلح لهما، ومنها ما يصلح لأحدهما دون الآخر، وسنذكر كلا منها في السورة التي هي فيها. والوارد منها في القرآن ثلاثة وثلاثون موضعا كلها في النصف الأخير وتكون لمعان، لأنها قد تكون حرف ردع وزجر نحو: رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ، كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها. ونحو: أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً كَلَّا سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ، وقد تكون حرف جواب بمعنى إي ونعم نحو: وَما هِيَ إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ كَلَّا وَالْقَمَرِ، معناه إي والقمر، وقد تكون بمعنى ألا الاستفتاحية نحو: كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ، كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ، وقد تكون بمعنى حقا. ونقله ابن الأنباري عن المفسرين نحو: كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى، وكَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ، وردّ الأول بأن إن لا

محتسبا كان له بكل حرف زوجان من الحور العين» طس عن عمر. قال أبو نصر: غريب الإسناد والمتن. أوّل من جمع الناس في القرآن على حرف واحد، ورتب سوره عثمان بن عفان، وأوّل من نقطه أبو الأسود الدؤلي بأمر عبد الملك بن مروان، وعدد نقطه مائة ألف وخمسون ألفا وإحدى وخمسون نقطة، وعدد جلالاته ألفان وستمائة وأربعة وتسعون. وليس الاختلاف في عدد الحروف اضطرابا في عدّها بل هو إما باعتبار اللفظ أو الخط. لأن الكلمة تزيد حروفها في اللفظ، والشارع إنما اعتبر رسمها دون لفظها، لقوله في الحديث: «اقرءوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه، أما إني لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» وروى عن عبد الله بن مسعود أنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «تعلموا القرآن واتلوه فإنكم تؤجرون فيه بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول الم حرف ولكن ألف ولام وميم ثلاثون حسنة» أما ترى أن الم في الكتابة ثلاثة أحرف، وفي اللفظ تسعة أحرف، فلو كانت الكلمة تعدّ حروفها لفظا على سبيل البسط دون رسمها لوجب أن يكون لقارئ الم تسعون حسنة، إذ هي في اللفظ تسعة ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تكسر بعد حقا ولا بعد ما هو بمعناها، وإذا كانت للردع والزجر جاز الوقف عليها والابتداء بما بعدها. وإذا صلحت لذلك ولغيره جاز الوقف عليها والابتداء بها على اختلاف التقديرين. الباب التاسع في الكلمتين اللتين ضمت إحداهما إلى الأخرى فصارتا كلمة واحدة لفظا وهي ضربان: أحدهما أن يضمّ المعنى أيضا فلا يفصل بينهما بحال، لأنهما كلمة واحدة. وثانيهما أن لا يضمّ المعنى فيجوز الفصل بينهما لضرورة، وكذا هما في الخط ضربان: أحدهما أن تكتبا منفصلتين. والثاني أن تكتبا متصلتين، والوقف عليهما مبنيّ

التنبيه الثالث عشر: اختلف في الحروف التي في أوائل السور.

أحرف، فلما قال الصحابي وبعضهم يرفعه أنها ثلاثة أحرف وأن لقارئها ثلاثين حسنة لكل حرف عشر حسنات ثبت أن حروف الكلمة إنما تعدّ خطّا لا لفظا، وأن الثواب جار على ذلك، والمضاعفة مختلفة فنوع إلى عشرة ونوع إلى خمسين، كما هو في لفظ: «من قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف خمسون حسنة» والمعتبر ما رسم في المصحف الإمام. التنبيه الثالث عشر (¬1): اختلف في الحروف التي في أوائل السور. قال الصدّيق والشعبي والثوري وغيرهم: هي سرّ الله تعالى في القرآن، وهي من المتشابه الذي انفرد الله بعلمه. قال الأخفش: كل حرف من هذه الأحرف قائم بنفسه يحسن الوقف عليه، والأولى الوقف على آخرها اتباعا للرسم العثماني، وبعضهم جعلها أسماء للسور. وحاصل الكلام فيها أن فيها أقوالا ـــــــــــــــــــــــــ على الخط، فمن ذلك قوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ، فماذا على وجهين: أحدهما أن تكون ما مع ذا كلمة واحدة، والآخر أن تكون ذا بمعنى الذي فيكونان كلمتين، فالعفو على الأول منصوب بفعل مقدّر: أي قل ينفقون العفو، وعلى الثاني مرفوع خبر مبتدإ محذوف: أي قل الذي ينفقونه هو العفو، ومن الأول قوله تعالى في النحل: وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً. ومن الثاني قوله فيها: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ، ومن ذلك قوله تعالى: أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى، وقوله: أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ*، قرئ بإسكان الواو وفتحها، فمن فتحها بجعلها واو عطف والهمزة للاستفهام كانت مع ما بعدها كلمة واحدة، لأنها وحدها لا ¬

_ (¬1) المختار في هذه الحروف أحد أمرين: الأول: إما أن الله تعالى استأثر بعلمها. الثاني: أن الله تعالى أنزلها على جهة الإعجاز وكأنه يقول للكفار هذه الحروف التي تؤلفون منها كلامكم هي الحروف التي ألف منها القرآن العظيم ومع تشابه أجناس الحروف، فلن تستطيعوا أن تأتوا بمثله، وللتفصيل انظر التفسير الكبير للرازي (1/ 356)، روح المعاني للآلوسي (1/ 98).

مطلب علوم القرآن ثلاثة:

توجب الوقف عليها وأقوالا توجب عدمه، وهي مأخوذة من أسماء الله تعالى، ف الر وحم ون هي حروف الرحمن مفرّقة، وكل حرف مأخوذ من أسمائه تعالى، زاد الشعبي: لله تعالى في كل كتاب سرّ، وسرّه في القرآن فواتح السور، في ثمانية وعشرين حرفا في فواتح تسع وعشرين سورة عدد حروف المعجم، وهي مع التكرير خمسة وسبعون حرفا، وبغير تكرير أربعة عشر حرفا وهي نصف جميع الحروف، وتسمى الحروف النورانية، جمعها بعضهم في قوله:* من قطعك صله سحيرا* فبعضها أتى على حرف ك ص وق ون، وبعضها على حرفين ك طه وطس ويس وحم، وبعضها على ثلاثة أحرف ك الم وطسم. وبعضها على أربعة أحرف ك المص والمر، وبعضها على خمسة نحو كهيعص حمعسق ولم تزد على الخمسة شيئا، ما كتبت على شيء أو ذكرت عليه إلا حفظ من كل شيء. مطلب علوم القرآن ثلاثة (¬1): وفيها أسرار وحكم أودعها الله فيها معلومة عند أهلها، لأن علوم القرآن ـــــــــــــــــــــــــ تستقلّ بنفسها ومن أسكنها كانت أو التي للعطف وهي مستقلة فتكون كلمة وما بعدها كلمة، فعلى الأول لا يجوز الوقف على الواو، وعلى الثاني يجوز. وأما الواوات في قوله: أَوَعَجِبْتُمْ*، أَوَلَيْسَ اللَّهُ، أَوَكُلَّما عاهَدُوا، أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ، أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ فواوات عطف لا يجوز الوقف عليها، ومن ذلك: كالوهم أو وزنوهم، فكل منهما كلمة واحدة لأن الضمير المنصوب مع ناصبه كلمة واحدة هنا وإن كان المعنى كالوا لهم أو وزنوا لهم، ولو كانا كلمتين لكتب بينهما ألف كما كتبوها في جاءوا وذهبوا، فلا يجوز الوقف على كالوا ووزنوا. وعن عيسى بن عمر وحمزة أنهما كانا يقرءان كالوا لهم أو وزنوا لهم فيجوز على مذهبهما الوقف على الواو ¬

_ (¬1) الشيخ- رحمه الله تعالى- لا يقصد تقسيم علوم القرآن من الناحية التقعيدية النظرية، وإنما يقصد تقسيمه من ناحية العموم، وهو تقسيم جيد.

مطلب استخراج عمر النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن:

ثلاثة: علم لم يطلع الله عليه أحدا من خلقه، وهو ما استأثر الله به، كمعرفة ذاته وأسمائه وصفاته، والثاني ما أطلع الله عليه نبيه. والثالث علوم علمها نبيه وأمره بتعليمها. قال بعض العلماء: لكل آية ستون ألف فهم، لأن معاني القرآن لا تتناهى والتعرض لحصر جزئياتها غير مقدور للبشر ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ قال الشافعي: جميع ما حكم به النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فهو ما فهمه من القرآن، وما من شيء إلا ويمكن استخراجه من القرآن لمن فهمه الله، وقال بعضهم ما من شيء في العالم إلا وهو في كتاب الله تعالى، وقال ابن برهان: ما قال النبي صلّى الله عليه وسلّم من شيء فهو في القرآن أو فيه أصله قرب أو بعد فهمه من فهمه وعمه عنه من عمه. مطلب استخراج عمر النبي صلّى الله عليه وسلّم من القرآن (¬1): وقد استخرج بعضهم عمر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ثلاثا وستين سنة من قوله تعالى في سورة المنافقين وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها فإنها رأس ثلاث وستين سورة، وعقبها بالتغابن ليظهر التغابن في فقده، ومن أراد البحر العذب فعليه بالإتقان ففيه العجب العجاب. ـــــــــــــــــــــــــ عند الضرورة والابتداء بقوله هم إجراء مجرى قولهم قاموا هم وقعدوا هم. ومن ذلك قوله: وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ، فغضبوا كلمة وهم كلمة، وموضع هم رفع، لأنه مؤكد للضمير المرفوع، وقوله: لَا انْفِصامَ كلمتان، وقوله: لَانْفَضُّوا كلمة واحدة واللام للتأكيد، وكذا قوله: ولأاوضعوا وقوله: ولأاذبحنه، وكتب هذان في المصحف بزيادة ألف بعد لا كما ترى ومن ذلك قوله تعالى: وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي، فما كلمة، وهي حرف نفي، ولي كلمة أخرى: أي لا مانع لي من عبادته، بخلافهما في قوله: ما لِيَ لا أَرَى الكهف. ومال هذا الرسول في الفرقان، ¬

_ (¬1) لا دليل على هذا الكلام، وينبغي أن لا يحمل على محمل الاحتجاج، والتسليم.

التنبيه الرابع عشر: في بيان ثواب القارئ.

مطلب ثواب القارئ: التنبيه الرابع عشر: في بيان ثواب القارئ. أخرج البيهقي من حديث أبي هريرة مرفوعا: «أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه» وأخرج أيضا من حديث ابن عمر مرفوعا: «من قرأ القرآن فأعربه كان له بكل حرف عشرون حسنة، ومن قرأه بغير إعراب كان له بكل حرف عشر حسنات» والمراد بإعرابه معرفة معاني ألفاظه، وليس المراد الإعراب المصطلح عليه، وهو ما يقابل اللحن إذ القراءة به ليست قراءة ولا ثواب فيها، وإطلاق الإعراب على النحو اصطلاح حادث، لأنه كان لهم سجية لا يحتاجون إلى تعلمه، وتفسير القرآن لا يعلم إلا بأن يسمع من النبي صلّى الله عليه وسلّم، لأنه كلام متكلم لم تصل الناس إلى مراده بالسماع منه، بخلاف كلام غيره، ولهذا كان كلام الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل له حكم المرفوع، فلا يفسر بمجرّد الرأي والاجتهاد لخبر «من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ» (¬1) أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي، وثبت متصل الإسناد إلى شداد بن أوس أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «ما من مسلم يأخذ مضجعه فيقرأ سورة من كتاب الله إلا وكل الله به ملكا يحفظه فلا يقربه شيء يؤذيه حتى يهبّ متى هب» وفيه: «ما من رجل يعلم ولده القرآن إلا توّج يوم القيامة بتاج في الجنة» وفيه: «يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل القرآن كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند الله آخر آية تقرؤها» (¬2). ـــــــــــــــــــــــــ وفمال الذين كفروا في المعارج فكلمتان، واختار الأصل أنهما كلمة واحدة، ووقف على ما في ذلك أبو عمرو والكسائي بخلاف عنه، والباقون على اللام، واختار ابن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند بنحوه (1/ 269). (¬2) أخرجه الترمذي (2914)، وأحمد في المسند (1/ 223)، وفي سنده قابوس بن أبي ظبيان وفيه لين، ورواه الحاكم (1/ 554) وصححه كعادته، وتعقبه الذهبي بأن قابوسا فيه لين، ورواه أبو داود (1464) بإسناد فيه كلام، وأخرجه الدارمي (3310) عن ابن مسعود موقوفا.

مطالب

[مطالب] مطلب أهل الجنة يقرءون فيها: وفيه دليل على أن أهل الجنة يقرءون فيها، وفيه: «من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائة آية أو مائتي آية كتب من القانتين. ومن قرأ خمسمائة آية إلى ألفي آية أصبح وله قنطار من الأجر» (¬1). مطلب كيفية قراءة النبي صلّى الله عليه وسلّم: وصحّ عن عائشة كيفية قراءة النبي صلّى الله عليه وسلّم: كان يصلي النافلة جالسا حين أسنّ قبل موته بسنة فكان يقرأ قاعدا حتى إذا أراد أن يركع قام وقرأ نحوا من ثلاثين أو أربعين آية ثم يركع، وفيه: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين» (¬2) قوله أقواما: أي درجة أقوام، وهم من آمن به، وعمل بمقتضاه ويضع به آخرين، وهم من أعرض عنه ولم يحفظ وصاياه، وفيه: «أعطيت مكان التوراة السبع الطوال، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل السبع المثاني، وفضلت بالمفصل» وفيه دلالة على أن القرآن كان مؤلفا من ذلك الوقت، وإنما جمع في المصحف على شيء واحد، وفيه دلالة على أن سورة الأنفال سورة مستقلة وليست من براءة، والسبع الطوال البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس، والمئون ما كان فيه مائة آية أو قريب منها بزيادة يسيرة أو نقصان يسير. مطلب ما لقارئ القرآن في بيت المال (¬3): وعن عليّ وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا: «ليس من مسلم قرأ ـــــــــــــــــــــــــ الجزري الوقف على ما لكل القراء. فمن وقف على «ما» ابتدأ بما بعدها، ومن وقف على ¬

_ (¬1) رواه أبو داود (1398) وإسناده لا يخلو من ضعف. (¬2) رواه مسلم (817). (¬3) ناقشنا هذه المسألة عما قريب وراجع المغني مع الشرح الكبير (14/ 379).

مطلب الاستعاذة:

القرآن إلا وله في بيت مال المسلمين في كل سنة مائتا دينار، فإن أخذها في الدنيا، وإلا أخذها غدا بين يدي الله عزّ وجل» وكان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لا يفرض من بيت المال إلا لمن قرأ القرآن. مطلب الاستعاذة (¬1): اعلم أن الاستعاذة يجب قطعها من التسمية ومن أوّل السورة، لأنها ليست من القرآن، وكذا آمين يستحب قطعه من: وَلَا الضَّالِّينَ، لئلا يصل القرآن لما ليس منه. قال تعالى: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ أي إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ، لأن الاستعاذة إنما تكون قبل القراءة، دلت الآية أن الله أمرنا بالاستعاذة عند قراءة القرآن، وليس المعنى إذا استعذت فاقرأ، ولو كان المعنى كذلك لم تكن الآية تدل على أنا أمرنا بالاستعاذة قبل القراءة، بل كانت تدل على أنا أمرنا بالقراءة بعد الاستعاذة، وجائز أن نستعيذ من الشيطان الرجيم ثم لا نقرأ شيئا. قال أبو بكر بن الأنباري، فلو كان كما قال السجستاني: إن الآية من المقدّم والمؤخر: أي إذا ـــــــــــــــــــــــــ اللام ابتدأ بما بعدها. واتفقوا على كتابة اللام منفصلة، ومن ذلك قوله: أحد عشر كوكبا، فأحد وعشر كلمتان فيجوز الوقف على أوّلهما للضرورة، ومن ذلك يومئذ وحينئذ، فمجموع كل منهما كلمة واحدة فلا يوقف على أوّلها بحال، لاتصاله مع إذ خطا سواء أعرب يوم أم بني خلافا لبعضهم فيما إذا أعرب، ومن ذلك قوله: أَيَأْمُرُكُمْ ¬

_ (¬1) الاستعاذة ليست قرآنا بالإجماع، والمرضى فيها المتلقى عن السلف، الموافق للتنزيل هو: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وإلى هذا ذهب أبو عمرو وعاصم، وروى عن أكثر العلماء، ويجهر في غير الصلاة، ورواية عن الشافعي في الصلاة أيضا، ومحلها قبل القراءة إجماعا، ولا يصح قول بخلافه عن أحد ممن يعتبر قوله والله أعلم. وانظر: النشر (1/ 243 - 257)، الإقناع (1/ 149 - 154)، الإتحاف (19، 20)، هداية القاري (561 - 566).

مطلب البسملة:

استعذت بالله من الشيطان الرجيم فاقرأ القرآن لوجب على كل مستعيذ بالله من الشيطان أن يقرأ القرآن، وليس الأمر كذلك. وأما أوّل التوبة، فمن كان مذهبه التسمية وصل آخر الأنفال بأوّل التوبة معربا، ومنهم من وصل غير معرب كأنه واقف واصل كراهة أن يأتي بالتسمية في أوّل التوبة، والوقف على آخر التعوّذ تامّ لأن الاستعاذة لا تعلق لها بما بعدها لا لفظا ولا معنى، لأنا مأمورون به عند التلاوة، وإن لم يكن من القرآن. مطلب البسملة (¬1): واختلف في البسملة فقيل إنها ليست من القرآن؛ وإنما كتبت للفصل ـــــــــــــــــــــــــ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، فبعد وإذ كلمتان، لأن إذ هنا عاملة للجرّ في الجملة بعدها، فلا تكون مبنية مع غيرها، وجميع ما ذكر يعرف اتصاله وانفصاله من جهة المعنى، لا من جهة صورة الخط، وكل ما في كتاب الله تعالى من قوله: أمّن، فهو بميم واحدة إلا في أربعة مواضع فبميمين، وهي: أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا في النساء، وأَمْ مَنْ أَسَّسَ في التوبة، وأَمْ مَنْ خَلَقْنا في الصافات، وأَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً في فصلت، وكل ما فيه من قوله: فَإِنْ لَمْ*، فهو بنون إلا قوله: فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ في هود، وكل ما فيه من قوله عما فهو بغير نون إلا قوله تعالى: عَنْ ما نُهُوا ¬

_ (¬1) اختلف القراء في كون البسملة آية من القرآن في أوائل الفاتحة وباقي السور أم لا فذهب نافع وابن كثير وعاصم والكسائي ويعقوب إلى الجهر بالاستعاذة والبسملة في الفاتحة وفي جميع القرآن، إلا بين الأنفال والتوبة، وتابعهم أبو عمرو في الجهر بالاستعاذة وبالبسملة إلا في الفصل بين كل سورتين، فكان يتركها ويصل أواخر السور بأوائل ما يليها ولا يعربها، كقوله: «ولا الضالين الم» لا يحرك النون إذا وصلها بالم، بل يسكت عليها سكتة خفيفة ثم يصلها، وكذلك يفعله بأواخر السور كلها، وعنه وجه آخر وهو القطع بالبسملة مثلهم، ووجه ثالث وهو إخفاؤها في القرآن كله ووصله ببعضه كحمزة كما سيأتي وشاركه في هذا الوجه أيضا ابن عامر وورش أحد رواة نافع، وذهب حمزة إلى الجهر بالاستعاذة والبسملة في فاتحة الكتاب فقط ويخفيها في سائر القرآن. انظر النشر (1/ 270، 271)، إرشاد المبتدع (200)، الإقناع (1/ 155 - 163)، الاستذكار (2/ 172 - 182)، تفسير ابن كثير (1/ 16).

مطلب وصل أوائل السورة بأواخرها:

بين السور، وهو قول ابن مسعود ومذهب مالك، والمشهور من مذهب قدماء الحنفية، وعليه قراء المدينة والبصرة والشام وفقهاؤها، وقيل آية من القرآن نزلت للفصل والتبرّك بها، وهو الصحيح، وقيل آية تامّة من كل سورة، وهو قول ابن عباس وابن عمر وسعيد بن جبير والزهري وعطاء وعبد الله بن المبارك وعليه قراء مكة والكوفة وفقهاؤهما، وهو القول الجديد للشافعي. وقيل آية تامّة في الفاتحة، وبعض آية في البواقي، وقيل بعض آية في الكل، قاله المفتي أبو السعود في تفسيره، والوقف على آخر البسملة تامّ، لأن الحمد مبتدأ لانقطاعه عما قبله لفظا ومعنى. مطلب وصل أوائل السورة بأواخرها (¬1): واعلم أن لك في وصل أوائل السور بأواخرها ووصل الآيات بعضها ببعض أربعة أوجه: وهي أن تقول الرَّحِيمِ* الْحَمْدُ فتسكن الميم وتقطع الهمزة من الحمد، وهذه قراءة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، لأنه كان يقف على آخر كل آية ـــــــــــــــــــــــــ عَنْهُ في الأعراف فبنون، وكل ما فيه من قوله وأما فهو بغير نون إلا قوله تعالى: وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ في الرعد فبنون، وكل ما فيه من قوله ألا فبغير نون إلا في عشرة مواضع فبنون: اثنان في الأعراف: حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ، وأَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ، وواحد في التوبة: أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ، واثنان في هود: وَأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ، وأَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ، وواحد في الحج: أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً، وواحد في يس: أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ، وواحد في الدخان: أَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ، وواحد في الممتحنة: أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً، وواحد في: ن ¬

_ (¬1) وصل أواخر السور بالتي بعدها فيها ثلاثة أوجه جائزة وهي: 1 - قطع الجميع. 2 - وصل الجميع. 3 - قطع آخر السورة عن أول السورة والبسملة. وأما الوجه الرابع وهو وصل آخر السورة بالبسملة فممتنع لئلا يظن أن البسملة من السورة الفائتة، وأما عند حمزة ومن وافقه في وجه له فوصل الجميع كما أسلفنا لأنه يسقط البسملة وانظر النشر (1/ 271)، روح المعاني (1/ 37).

سورة الفاتحة

ويبتدئ بالذي بعدها. الثاني أن تقول الرَّحِيمِ* الْحَمْدُ لِلَّهِ فتكسر الميم وتحذف الألف من الحمد، لأنها ألف وصل. الثالث الرَّحِيمِ* الْحَمْدُ لِلَّهِ بفتح الميم من الرحيم، لأنك تقدر الوقف على الميم لأنها رأس آية. ثم تلقى حركة همزة الوصل عليها وتحذفها. وهذا الوجه ردئ لم يقرأ به أحد، وإنما سمعه الكسائي من العرب، ولا يجوز لأحد أن يقرأ به لأنه لا إمام له. الرابع أن تقول الرَّحِيمِ* الْحَمْدُ لِلَّهِ فتكسر الميم وتقطع الهمزة. كقول الشاعر: [الطويل] أرى كلّ ذي مال يعظّم أمره ... وإن كان نذلا خامل الذّكر والاسم سورة الفاتحة (¬1) مكية مدنية، لأنها نزلت مرتين، مرة بمكة حين فرضت الصلاة، ومرة بالمدينة حين حوّلت القبلة، وهي سبع آيات إجماعا، لكن عدّ بعضهم البسملة ـــــــــــــــــــــــــ والقلم: أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ واختلفوا في أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ في الأنبياء، وما كان فيه من ذلك نون فللقارئ أن يقف عليها عند الضرورة، وكتب كي لا في النحل والحشر كلمتين، ولكيلا في آل عمران والحج وثاني الأحزاب وفي الحديد كلمة واحدة، وكتب: يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ في المؤمن، ويَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ في الذاريات كلمتين، ويَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ في المعارج، ويَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ في الطور كلمة واحدة كما ترى. سورة الفاتحة، مكية مدنية لأنها نزلت مرّتين: مرّة بمكة، ومرّة بالمدينة، والوقف على آخر التعوّذ تام وإن لم ¬

_ (¬1) سورة الفاتحة مكية على الراجح وأما القول بأنها مدنية فهو قول مجاهد وهو مروي عنه بسند صحيح كما في الإتقان (1/ 30)، ونقل السيوطي أن الحسين بن فضل قال: «هذه هفوة من مجاهد لأن العلماء على خلاف قوله: «وقد قال السيوطي: الأكثرون على أنها مكية ودلّل على مكيتها» وانظر الإتقان (1/ 30)، وقد حاول المصنف هاهنا أن يجمع بين القولين، ولكن الصحيح ما قدمنا، لأن أكثر المفسرين على ذلك.

منها. والسابعة صِراطَ الَّذِينَ إلى آخرها وإن لم تكن منها. فالسابعة غَيْرِ الْمَغْضُوبِ إلى آخرها، وكلمها مع البسملة تسع وعشرون كلمة، وبغيرها خمس وعشرون كلمة، وحروفها بالبسملة وبقراءة (ملك) بغير ألف مائة وأحد وأربعون حرفا. قاله الإسنوي. على أن ما حذف رسم لا يحسب، لأن الكلمة تزيد حروفها في اللفظ دون الخط. وبيان ذلك أن الحروف الملفوظ بها ولو في حالة كألفات الوصل، وهي بها مائة وسبعة وأربعون حرفا، وقد اتفق علماء الرسم على حذف ست ألفات: ألف اسم من بسم، وألف بعد لام الجلالة مرتين، وبعد ميم الرحمن مرتين، وبعد عين العالمين. والحق الذي لا محيص عنه اعتبار اللفظ عليه، فهل تعتبر ألفات الوصل نظرا إلى أنها قد يتلفظ بها في حالة الابتداء أولا لأنها محذوفة من اللفظ غالبا؟ كل محتمل. والأوّل أوجه، فتحسب مائة وسبعة وأربعين حرفا غير شدّاتها الأربعة عشر، وفيها أربعة وقوف تامّة على أن البسملة آية تامّة منها لا تعلق لها بما بعدها، لأنها جملة من مبتدإ وخبر: أي ابتدائي بسم الله أو في محل نصب، وعلى كل تقدير هو تامّ. قال المازري في شرح التلقين: وإذا كانت قرآنا فهلا كفر الشافعي مالكا وأبا حنيفة في مخالفتهما له في ذلك، كما يكفر هو وغيره من خالف في كون الحمد لله ربّ العالمين قرآنا. قيل لم يثبتها الشافعي قرآنا مثل ما أثبت غيرها، بل أثبتها حكما وعملا لأدلة اقتضت ذلك عنده، ومعنى حكما: أن الصلاة لا تصح إلا بها فهي آية حكما لا قطعا. واختلف هل ثبوت البسملة قرآنا بالقطع، أو بالظن؟ الأصح أن ثبوتها بالظن حتى يكفي فيها أخبار الآحاد، وتعلق الأحكام مظنون، ولا يحكم بكونها قرآنا إلا بالنقل المتواتر قطعا ويقينا، بل ولا نكفر بيقينيّ لم يصحبه تواتر، ولما لم ينقلوا إلينا كون البسملة قرآنا، كما نقلوا غيرها، ولا ظهر ذلك منهم، كما ظهر في غيرها من الآي وجب القطع بأنها ليست من الفاتحة ولم يقل أحد من السلف إن البسملة آية

من كل سورة إلا الشافعي، وقد أثبتها نصف القراء السبعة ونصفهم لم يثبتها، والمصحح للقسمة أن لنافع راويين أثبتها أحدهما والآخر لم يثبتها، وقوّة الشبهة بين الفريقين منعت التكفير من الجانبين اه، وفيها ثلاثة وعشرون وقفا، أربعة تامة وستة جائزة يحسن الوقف عليها ولا يحسن الابتداء بما بعدها، لأن التعلق فيها من جهة اللفظ والوقف حسن، إذ الابتداء لا يكون إلا مستقلا بالمعنى المقصود، وثلاثة عشر يقبح الوقف عليها والابتداء بما بعدها، فالتامّة أربعة: البسملة، والدين، ونستعين. والضالين على عدّ أهل الكوفة، وثلاثة على عدّ أهل المدينة والبصرة، وهو الدين، ونستعين والضالين، ومن قوله اهدنا إلى آخرها سؤال من العبد لمولاه متصل بعضه ببعض فلا يقطع لشدّة تعلق بعضه ببعض. والجائزة الحمد لله، والعالمين، والرحيم، وإياك نعبد، والمستقيم، وأنعمت عليهم، لكونه رأس آية، وإنما جاز الوقف عليها على وجه التسامح، ولا ينبغي الوقف على الأخير سواء نصب غير بدلا أو نعتا أو حالا، أو على الاستثناء. قال أبو العلاء الهمداني: ومن قرأ غير بالرفع خبر مبتدإ محذوف حسن الابتداء به، وهي قراءة شاذة (¬1). والثلاثة عشر التي يقبح الوقف عليها والابتداء بما بعدها: الحمد، ومالك، ورب، ويوم، وإياك فيهما، واهدنا، ـــــــــــــــــــــــــ يكن من القرآن، لأنا مأمورون به عند القراءة، وعلى البسملة تامّ بل أتم، وتقديره ابتدائي بسم الله. أو أبتدئ بسم الله، وعلى (الحمد) غير جائز، لأنه لا يفيد، وقس به ما يشبهه، وعلى (لله) قبيح للفصل بين النعت والمنعوت، وعلى (ربّ) غير جائز لما مرّ، وللفصل بين المتضايفين اللذين هم كشيء واحد (العالمين) صالح، لأنه رأس آية، وليس تاما للزوم الابتداء بعده بالمجرور بغير جارّ (الرحيم) كاف وليس تاما، كذلك (الدين) تام و (نعبد) جائز وليس حسنا للفصل بين المتعاطفين (نستعين) تامّ ¬

_ (¬1) قراءة شاذة لا تصح الصلاة بها ولا تعتبر قرآنا لأن ما يعتبر قرآنا هو ما اجتمعت فيه ثلاثة شروط كما أسلفنا وهي موافقة وجه من وجوه النحو ولو احتمالا، 2 - أن يحتملها، الرسم، 3 - أن يصح إسنادها.

سورة البقرة

والصراط، وصراط، والذين، وغير. والمغضوب، وعليهم الثاني، ولا شك أن الواقف على تلك الوقوف أحق أن يوسم بالجهل كما لا يخفى، وبيان قبحها يطول. سورة البقرة (¬1) مدنية، مائتا آية وثمانون وخمس آيات في المدني والشامي والمكي، ـــــــــــــــــــــــــ (المستقيم) جائز وليس حسنا وإن كان آخر آية، لأن ما بعده بدل منه وهو متعلق به (أنعمت عليهم) جائز وليس حسنا، لأن ما بعده مجرور نعتا أو بدلا أو منصوب حالا أو استثناء وكل منهما متعلق به وقال أبو عمرو: حسن وليس بتام ولا كاف سواء جرّ ما بعده أم نصب (ولا الضالين) تامّ (آمين) ليست من القرآن، والمختار فصلها عما قبلها. وجوّز وصلها به. ومعناها استجب، وحركت النون وإن كان حقها السكون الذي هو الأصل في المبنيّ لالتقاء الساكنين، ولم تكسر لكسرة الميم ومجيء الياء الساكنة قبلها. واختير الفتح لأنه أخفّ الحركات وتشبيها له بليس وكيف. سورة البقرة مدنية والوقف على الم ونحوه مما يأتي في أوائل السور تام إن جعل خبر مبتدإ ¬

_ (¬1) ذكر المصنف- رحمه الله تعالى- أنها مائتان وست في الكوفي وسبع في البصري وخمس في المدني والشامي والمكي وهاكم بيان هذا الاختلاف: الم (1) آية في الكوفي. مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (10) آية في الشامي. مُصْلِحُونَ (11) آية في غير الشامي. خائِفِينَ (114) وقَوْلًا مَعْرُوفاً (235) آية في البصري. مِنْ خَلاقٍ (200) في المدني الأخير. لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) سماوي ومدني أخير. الْحَيُّ الْقَيُّومُ (255) مكي، بصري ومدني أخير. ماذا يُنْفِقُونَ (219) مدني، مكي. يا أُولِي الْأَلْبابِ (197) غير مدني، مكي.

وست في الكوفي، وسبع في البصري، وكلمها ستة آلاف كلمة ومائة وإحدى وعشرون كلمة، وحروفها خمسة وعشرون ألف وخمسمائة حرف، وفيها مما يشبه رءوس الآي، وليس معدودا منها بإجماع اثنا عشر موضعا ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ، وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ، فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ، وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ طَعامُ مِسْكِينٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ يَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ الأول، ولا شهيد. والمكي يعدّها. يبني الوقف على الم، والوصل على اختلاف المعربين في أوائل السور، هل هي مبنية أو معربة؟ وعلى أنها معربة عدّها الكوفيون آية. لأن هذه الحروف إذا وقف عليها كان لها محل من الإعراب، وتصير جملة مستقلة بنفسها، ففيها ونظائرها ستة أوجه، وهي لا محل لها أو لها المحل، وهو الرفع بالابتداء أو الخبر، والنصب بإضمار فعل أو النصب على إسقاط حرف القسم كقوله: [الوافر] إذا ما الخبز تأدمه بلحم ... فذاك أمانة الله الثريد وكقوله: [الطويل] فقالت يمين الله ما لك حيلة ... وما إن أرى عنك الغواية تنجلي ـــــــــــــــــــــــــ محذوف: أي هذه أو هذا الم، أو منصوبا بمحذوف: أي اقرأ أو خذ الم أو جعل كل حرف منه مأخوذ من كلمة. ومعناه أنا الله أعلم. وقال أبو حاتم هو حسن. وقال أبو عمرو قال أبو حاتم هو كاف. وقال غيره ليس بتام ولا كاف لأن معناه يا محمد. وقيل هو قسم. وقيل تنبيه انتهى. وقيل مبتدأ خبره ذلِكَ الْكِتابُ وقيل عكسه، وعلى كل من هذه الأوجه لا يوقف عليه، بل على الكتاب إن جعل لا ريب لا شك، وإن جعل بمعنى حقا فالوقف على لا ريب. والوقف على الوجهين تامّ. وللثاني شرط يأتي، ¬

_ النُّورِ (257) مدني. وانظر التلخيص (206)، الإتحاف (125)، الفرائد الحسان (31).

وكقوله: [الوافر] تمرون الديار فلم تعوجوا ... كلامكمو عليّ إذا حرام أو الجر بإضمار حرف القسم: أي إنها مقسم بها حذف حرف القسم وبقي عمله، ونحو الله لأفعلنّ، وذلك من خصائص الجلالة فقط لا يشركها فيه غيرها الم تام. إن رفع ذلك بهدى، أو هدى به، أو رفع بما عاد من الهاء المتصلة بفي، أو رفع بموضع لا ريب فيه كأنك قلت ذلك الكتاب حق بهدى، أو رفع ذلك بالكتاب، أو الكتاب به، أو رفع ذلك بالابتداء والكتاب نعت أو بدل، ولا ريب فيه خبر المبتدإ، وكاف: إن جعلت خبر مبتدإ محذوف أي هذه أو هذا الم، وحسن: إن نصبت بمحذوف: أي اقرأ الم وليست بوقف إن جعلت على إضمار حرف القسم. وأن ذلك الكتاب قد قام مقام جوابها، وكأنه قال وحق هذه الحروف أن هذا الكتاب يا محمد هو الكتاب الذي وعدت به على لسان النبيين من قبلك فهي متعلقة بما بعدها لحصول الفائدة فيه فلا تفصل منه لأن القسم لا بدّ له من جواب وجوابه بعده، والقسم يفتقر إلى أداة، وهنا الكلام عار من أداة القسم، وليست الم وقفا أيضا إن جعلت مبتدأ وذلك خبره، وكذا لا يكون الم وقفا إن جعل ذلك مبتدأ ثانيا، والكتاب خبره، والجملة خبر الم وأغنى الربط باسم الإشارة، وفيه نظر من حيث تعدّد الخبر، وأحدهما جملة، لكن الظاهر جوازه كقوله: فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى إن جعل تسعى خبرا، وأما إن جعل صفة فلا وإن جعل الم مبتدأ وذلك مبتدأ ثانيا، والكتاب بدل أو عطف بيان حسن الوقف على الكتاب، وليس بوقف إن جعل ذلك مبتدأ خبره لا ريب، أو جعل ذلك مبتدأ والكتاب، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ والوقف على ذلك غير جائز، لأن الكتاب إما بيان له وهو الأصح أو خبر له، وعلى الكتاب مفهوم إن جعل خبرا لذلك لا صفة له لا رَيْبَ تام إن رفع هدى بفيه، أو بالابتداء وفيه خبره.

ولا ريب فيه خبران له، أو جعل لا ريب فيه خبرا عن المبتدإ الثاني، وهو وخبره خبر عن الأول، وهكذا يقال في جميع الحروف التي في أوائل السور على القول بأنها معربة، وأن لها محلا من الإعراب، ولا يجوز الوقف على ذلك، لأن الكتاب إما بيان لذلك وهو الأصح، أو خبر له أو بدل منه فلا يفصل مما قبله، والوقف على لا قبيح لأن لا صلة لما بعدها مفتقرة إليه، والوقف على رَيْبَ تامّ: إن رفع هدى بفيه أو بالابتداء وفيه خبره، وكاف إن جعل خبر لا محذوفا لأن العرب يحذفون خبر لا كثيرا، فيقولون لا مثل زيد أي في البلد، وقد يحذفون اسمها ويبقون خبرها يقولون لا عليك أي لا بأس عليك، ومذهب سيبويه أنها واسمها في محل رفع بالابتداء، ولا عمل لها في الخبر إن كان اسمها مفردا، فإن كان مضافا أو شبيها به فتعمل في الخبر عنده كغيره. ومذهب الأخفش أن اسمها في محل رفع وهي عاملة في الخبر، والتقدير هنا لا ريب فيه، فيه هدى، ففيه الأول هو الخبر وبإضمار العائد على الكتاب يتضح المعنى، وردّ هذا أحمد بن جعفر، وقال لا بدّ من عائد، ويدل على خلاف ذلك قوله تعالى في سورة السجدة: تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ لأنه لا يوقف على ريب اتفاقا لأنهم يشترطون لصحة الوقف صحة الوقف على نظير ذلك الموضع. وهذا تعسف من جماعة من النحاة أضمروا محلا متصلا به خبر لا، واكتفى بالمحل لأن خبر لا التبرئة لا يستنكر إضماره في حال نصب الاسم ولا رفعه، نقول إن زرتنا فلا براح بالرفع، وإن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ فِيهِ تام إن جعل هُدىً خبر مبتدإ، محذوف أو مبتدأ خبره فيه محذوفا أو مرفوعا بفيه محذوفا. وقيل تامّ. وقيل كاف، وإن جعل خبرا لذلك الكتاب أو حالا منه: أي هاديا لم يجز الوقف على فيه لِلْمُتَّقِينَ تامّ: إن جعل الذين خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ خبره: أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ، أو منصوبا بأعنى، وإن جرّ صفة للمتقين جاز الوقف على ذلك وليس حسنا وإن كان رأس آية. وقال أبو عمرو

زرتنا فلا براح بنصبه وهم يضمرون في كلا الوجهين. وهذا غير بعيد في القياس عندهم ولو ظهر المضمر لقيل لا ريب فيه هدى. وهذا صحيح في العربية. والوقف على فِيهِ تام: إن رفع هدى بالابتداء خبره محذوف أو رفع بظرف محذوف غير المذكور تقديره فيه فيه هدى، وكاف: إن جعل خبر مبتدإ محذوف أي هو، وحسن: إن انتصب مصدرا بفعل محذوف، وليس بوقف إن جعل هدى خبرا لذلك الكتاب، أو حالا منه أو من الضمير في فيه أي هاديا، أو من ذلك، ففي هدى ثمانية أوجه: الرفع من أربعة والنصب من أربعة لِلْمُتَّقِينَ تام: إن رفعت الذين بالابتداء، وفي خبره قولان: أحدهما أولئك الأولى والثاني أولئك الثانية والواو زائدة وهذان القولان منكران لأن والذين يؤمنون يمنع كون أولئك الأولى خبرا، ووجود الواو يمنع كون أولئك الثانية خبرا أيضا والأولى تقديره محذوفا أي هم المذكورون، وحسن: إن نصب الذين بأعنى أو أمدح أو أذكر، لأن النصب إنما يكون بإضمار فعل فنصبه بالفعل المضمر، وهو في النية عند ابتدائك بالمنصوب، فلا يكون فاصلا بين العامل والمعمول، لأنك إذا ابتدأت بالمعمول فكأنك مبتدئ بالعامل معه وتضمره حال ابتدائك بالمعمول وليس المتقين بوقف إن جرّ الذين صفة لهم أو بدلا من هم أو عطف بيان لأنه لا يفصل بين النعت والمنعوت، ولا بين البدل والمبدل منه لأنهما كالشيء الواحد، ومن حيث كونه رأس آية يجوز، ففي ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الوقف عليه حسن وهو نظير ما قدمت عنه في أنعمت عليهم. قال ومثل ذلك يأتي في نظائره، نحو: لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً، ونحو: بصير بالعباد الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ جائز، وكذا: ويقيمون الصلاة يُنْفِقُونَ تامّ: إن جعلت الواو بعدها للاستئناف، وإلا فجائز وليس بحسن، وإن كان رأس آية. وقال ابن الأنباري إنه حسن. وقال أبو عمرو إنه كاف. وقيل تامّ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ كاف إن جرّ الذين الأول أو نصب بما مرّ أو رفع بجعله خبر مبتدإ محذوف وعطف الذين الثاني

محل الذين ثلاثة أوجه: الجرّ من ثلاثة وهو كونه صفة للمتقين أو بدلا من هم أو عطف بيان والنصب من وجه واحد وهو كونه مفعولا لفعل محذوف، والرفع من وجهين كونه خبرا لمبتدإ محذوف، أو مبتدأ والخبر ما ذكرناه فيما تقدم بِالْغَيْبِ، والصَّلاةَ جائزان: والأولى وصلهما لعطف يقيمون الصلاة على يؤمنون يُنْفِقُونَ تامّ: على استئناف ما بعده، وكاف إن جعل الذين الأوّل منصوبا على المدح أو مجرورا على الصفة أو مرفوعا خبر مبتدإ محذوف أي هم المذكورون، فعلى هذه التقديرات الثلاث يكون، والذين يؤمنون مستأنفا جملة مستقلة من مبتدإ وخبر، ولا وقف من قوله وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ إلى يُوقِنُونَ فلا يوقف على أولئك لأن ما الثانية عطف على ما الأولى، ولا على من قبلك لأنها عطف على ما قبلها، ولا على الآخرة، لأن الباء من صلة يوقنون، وموضع بالآخرة نصب بالفعل بعدها وقدّم المجرور اعتناء به أو للفاصلة، وتقديم المفعول على الفعل يقطع النظم، وتقدير الكلام وهم يوقنون بالآخرة، وإن جعل الذين يؤمنون بالغيب مبتدأ، والخبر محذوفا تقديره هم المذكورون، والذين الثاني عطفا على الذين الأوّل جاز الوقف على من قبلك يُوقِنُونَ تامّ إن جعل أولئك مبتدأ خبره على هدى من ربهم، وليس بوقف إن جعل الذين يؤمنون بالغيب مبتدأ خبره أولئك على هدى للفصل بين المبتدإ والخبر، ومن حيث كونه رأس آية يجوز مِنْ رَبِّهِمْ ليس بوقف منصوص عليه فلا يحسن تعمده، فإن وقف عليه واقف جاز. قاله العماني. الْمُفْلِحُونَ تام: وجه تمامه أنه انقضاء صفة المتقين وانقطاعه عما بعده لفظا ومعنى، وذلك أعلى درجات التمام، وأولئك مبتدأ أوّل، وهم مبتدأ ثان، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عليه، فإن استؤنف الأول أو الثاني لم يجز الوقف على ذلك لما يلزم من الوقف على ما بين المبتدإ والخبر وهو: أولئك على هدى يُوقِنُونَ تامّ: وقال أبو عمرو كاف. هذا إن جعل أولئك مبتدأ، فإن جعل خبرا لم يحسن الوقف على ذلك إلا مع تجوّز مِنْ رَبِّهِمْ جائز الْمُفْلِحُونَ تامّ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ تامّ: إن جعلت التسوية خبر إنّ، وإن

والمفلحون خبر الثاني والجملة خبر الأول، ويجوز أن يكون هم فصلا، والخبر المفلحون فيكون من قبيل الإخبار بالمفرد وهو أولى، إذ الأصل في الخبر الإفراد، ويجوز أن يكون بدلا من أولئك الثانية أو مبتدأ كما تقدم. هذا ما يتعلق بالوقوف، وأما ما يتعلق بالرسم العثماني، فقد اتفق علماء الرسم على حذف الألف التي بعد الذال التي للإشارة في نحو ذلك، وذلكم حيث وقع، ومن لكنه، ولكن حيث وقع من أولئك وأولئك حيث وقع، ورسموا أولئك بزيادة واو قبل اللام قيل للفرق بينها وبين إليك جارا ومجرورا. قال أبو عمرو في المقنع: كمل ما في القرآن من ذكر الكتاب، وكتاب معرّفا ومنكرا فهو بغير ألف إلا أربعة مواضع فإنها كتبت بالألف أوّلها في الرعد لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ وفي الحجر: إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ، وهو الثاني فيها، وفي الكهف: مِنْ كِتابِ رَبِّكَ، وهو الثاني منها، وفي النمل: تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ، ورسموا الألف واوا في الصلاة والزكاة والحياة ومناة حيث وقعت لأنهم يرسمون ما لا يتلفظ به لحكم ذكروها علمها من علمها وجهلها من جهلها فلا يسأل عنها، ولذا قالوا: خطان لا يقاس عليهما خط المصحف الإمام وخط العروض، كما يأتي التنبيه على ذلك في محله. قال مجاهد: أربع آيات من أوّل البقرة في صفة المؤمنين، والمفلحون آخرها، وآيتان في نعت الكفار، وعظيم آخرهما، وفي المنافقين ثلاث عشرة آية كلها متصل بعضها ببعض، وقدير آخرها إِنَّ حرف توكيد ينصب الاسم ويرفع الخبر، الذين: اسمها، وكفروا صلة وعائد، ولا يؤمنون خبر إنّ وما بينهما جملة معترضة بين اسم إن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جعلتها جملة معترضة بين اسم إنّ وخبرها بجعل خبرها لا يؤمنون، فالوقف على لا يؤمنون تامّ وعلى أم لم تنذرهم ليس بحسن وبتقدير جعل جملة التسوية خبر إنّ يحتمل أن تكون جملة لا يؤمنون خبرا ثانيا وأن يتعلق به ختم يجعل ختم حالا: أي لا يؤمنون خاتما الله على قلوبهم، وأطلق أبو عمرو أن الوقف على لا يؤمنون كاف.

وخبرها، فعلى هذا الوقف على لا يُؤْمِنُونَ تام، وإن جعلت سواء خبر إن كان الوقف على أم لم تنذرهم تامّا أيضا، لأنك أتيت بإن واسمها وخبرها كأنه قال لا يؤمنون أأنذرتهم أم لم تنذرهم. فإن قلت: إذا جعلت لا يؤمنون خبر إنّ، فقد عم جميع الكفار، وأخبر عنهم على وجه العموم أنهم لا يؤمنون. قيل الآية نزلت في قوم بأعيانهم، وقيل عامّة نزلت في جميع الكفار كأنه سلى النبي صلّى الله عليه وسلّم بأن أخبر عنهم أن جميعهم لا يؤمنون وإن بذل لهم نصحه، ولم يسلم من المنافقين أحد إلا رجلان، وكان مغموصا عليهما في دينهما. أحدهما أبو سفيان، والثاني الحكم بن العاصي. وإن جعلت سواء مبتدأ وأ أنذرتهم وما بعده في قوّة التأويل بمفرد خبرا، والتقدير سواء عليهم الإنذار وعدمه كان كافيا أَأَنْذَرْتَهُمْ ليس بوقف لأن أم لم تنذرهم عطف عليه، لأن ما قبل أم المتصلة وما بعدها لا يستغنى بأحدهما عن الآخر وهما بمنزلة حرف واحد، وقيل الوقف على تنذر. ثم يبتدئ هم لا يؤمنون على أنها جملة من مبتدإ وخبر. وهذا ينبغي أن يردّ ولا يلتفت إليه، وإن كان قد نقله الهذلي في الوقف والابتداء، ومفعول أأنذرتهم الثاني محذوف تقديره العذاب على كفرهم. وإن لم تجعل لا يؤمنون خبر إنّ كان الوقف على أم لم تنذرهم ويكون ختم حالا متعلقا بلا يؤمنون: أي لا يؤمنون خاتما الله على قلوبهم. قاله العماني: أي لأن ختم متعلق بالأول من جهة المعنى، وإن جعلته استئنافا دعاء عليهم ولم تنو الحال كان الوقف على لا يؤمنون تامّا عَلى قُلُوبِهِمْ صالح: إن قدّرت الختم على القلوب خاصة، وإن قدّرته بمعنى وختم على سمعهم أيضا لم يكن على قلوبهم وقفا لأن الثاني معطوف على الأول. فإن قيل: إذا كان الثاني معطوفا على الأول فلم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عَلى قُلُوبِهِمْ جائز وَعَلى سَمْعِهِمْ تامّ: وقال أبو عمرو كاف. وقيل تامّ.

أعيد حرف الجر؟ فالجواب: أن إعادة الحرف لمعنى المبالغة في الوعيد أو أن المعنى وختم على سمعهم فحذف الفعل وقام الحرف مقامه وَعَلى سَمْعِهِمْ تامّ: إن رفعت غشاوة بالابتداء أو بالظرف: أي ترفع غشاوة بالفعل المضمر قبل الظرف، لأن الظرف لا بدّ له أن يتعلق بفعل إما ظاهر أو مضمر. فإذا قلت في الدار زيد كأنك قلت استقرّ في الدار زيد. وقال الأخفش والفراء: إن معنى الختم قد انقطع. ثم استأنف، فقال وعلى أبصارهم غشاوة، وكرّر لفظ على ليشعر بتغاير الختمين، وهو أن ختم القلوب غير ختم الأسماع، وقد فرّق النحويون بين مررت بزيد وعمرو، وبين مررت بزيد وبعمرو، فقالوا في الأوّل هو مرور واحد، وفي الثاني هما مروران، وقرأ عاصم وأبو رجاء العطاردي غشاوة بالنصب بفعل مضمر: أي وجعل على أبصارهم غشاوة، فلا يرون الحق فحذف الفعل، لأن ما قبله يدل عليه كقوله: [الكامل] يا ليت زوجك قد غدا ... متقلدا سيفا ورمحا أي وحاملا رمحا لأن التقليد لا يقع على الرمح كما أن الختم لا يقع على العين، وعلى هذا يسوغ الوقف على سمعهم أو على إسقاط حرف الجرّ ويكون: وعلى أبصارهم معطوفا على ما قبله: أي ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم بغشاوة، فلما حذف حرف الجرّ وصل الفعل إليه فانتصب كقوله: [الوافر] تمرّون الديار فلم تعوجوا ... كلامكمو عليّ إذا حرام أي تمرون بالديار. وقال الفراء: أنشدني بعض بني أسد يصف فرسه: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ هذا إن رفعت غشاوة بالابتداء أو بالظرف: أي استقرّ، أو حصل على أبصارهم غشاوة، وإن نصبتها كما روي عن عاصم إما بختم أو بفعل دل عليه ختم: أي وجعل على أبصارهم غشاوة، أو بنزع الخافض، وأصله بغشاوة، فالوقف على سمعهم على الثاني من الأوجه

علفتها تبنا وماء باردا ... حتى غدت همّالة عيناها فعلى هذا لا يوقف على سمعهم لتعلق آخر الكلام بأوّله، وقال آخر: إذا ما الغانيات برزن يوما ... وزجّجن الحواجب والعيونا والعيون لا تزجج وإنما تكحل، أراد وكحلن العيون، فجواز إضمار الفعل الثاني وإعماله مع الإضمار في الأبيات المذكورة لدلالة الفعل الأوّل عليه غِشاوَةٌ حسن: سواء قرأ غشاوة بالرفع أو بالنصب (¬1) عَظِيمٌ تام: لأنه آخر قصة الكفار، ورسموا أنذرتهم بألف واحدة كما ترى، وكذا جميع ما وقع من كل استفهام فيه ألفان أو ثلاثة اكتفاء بألف واحدة كراهة اجتماع صورتين متفقتين نحو أأمنتم، أأنت قلت للناس، وقالوا أآلهتنا خير، ورسموا وعلى أبصارهم بحذف الألف التي بعد الصاد، وحذفوا الألف التي بعد الشين في غشاوة، ولا وقف من قوله: ومن الناس إلى قوله بمؤمنين، فلا يوقف على آمنا بالله، ولا على وباليوم الآخر، لأن الله أراد أن يعلمنا أحوال المنافقين أنهم يظهرون خلاف ما يبطنون، والآية دلت على نفي الإيمان عنهم، فلو وقفنا على: وباليوم الآخر، لكنا مخبرين عنهم بالإيمان، وهو خلاف ما تقتضيه الآية، وإنما أراد تعالى أن يعلمنا نفاقهم، وأن إظهارهم للإيمان لا حقيقة له بِمُؤْمِنِينَ تام: إن جعل ما بعده استئنافا بيانيا كأن قائلا يقول: ما بالهم قالوا آمنا ويظهرون الإيمان وما هم بمؤمنين، فقيل يُخادِعُونَ اللَّهَ وليس بوقف إن ـــــــــــــــــــــــــ الثلاثة كاف، وقال أبو عمرو: لا يوقف عليه انتهى. وعلى الآخرين جائز غِشاوَةٌ صالح. وقال أبو عمرو كاف، فإن أراد أنه صالح فلا خلاف، وقس عليه نظائره مما يأتي عَظِيمٌ تام وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ صالح. وقال أبو عمرو كاف. هذا إن جعل يخادعون حالا: أي ومن الناس من يقول آمنا بالله مخادعين، فإن كان مستأنفا فالوقف تامّ وَالَّذِينَ ¬

_ (¬1) قراءة النصب شاذة.

جعلت الجملة بدلا من الجملة الواقعة صلة لمن، وهي يقول وتكون من بدل الاشتمال، لأن قولهم مشتمل على الخداع أو حال من ضمير يقول، ولا يجوز أن يكون يخادعون في محل جرّ صفة لمؤمنين، لأن ذلك يوجب نفي خداعهم، والمعنى على إثبات الخداع لهم، ونفي الإيمان عنهم: أي وما هم بمؤمنين مخادعين وكل من الحال والصفة قيد يتسلط النفي عليه وعليهما، فليس بوقف، ومن حيث كونه رأس آية يجوز وَالَّذِينَ آمَنُوا حسن: لعطف الجملتين المتفقتين مع ابتداء النفي، ومن قرأ وما يخدعون بغير ألف بعد الخاء كان أحسن، وقرأ أبو طالوت (¬1) عبد السلام بن شداد وما يخدعون إلا أنفسهم بضم الياء وسكون الخاء ورفع أنفسهم بدلا من الضمير في يخدعون كأنه قال: «وما يخدع إلا أنفسهم» أو بفعل مضمر كأنه قال وما يخدعون إلا نخدعهم أنفسهم، ولا يجوز الوقف على أنفسهم، لأن ما بعدهم جملة حالية من فاعل واما يخادعون أي وما يخادعون إلا أنفسهم غير شاعرين بذلك، إذ لو شعروا بذلك ما خادعوا الله ورسوله والمؤمنين، وحذف مفعول يشعرون للعلم به: أي وما يشعرون وبال خداعهم وَما يَشْعُرُونَ كاف: رسموا يخدعون في الموضعين بغير ألف بعد الخاء كما ترى فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ صالح: وقال ابن الأنباري حسن ليس بحسن لتعلق ما بعده به، لأن الفاء للجزاء فهو توكيد مَرَضاً كاف: لعطف الجملتين المختلفتين أَلِيمٌ ليس بوقف لأن قوله بما ـــــــــــــــــــــــــ آمَنُوا تامّ وإِلَّا أَنْفُسَهُمْ ليس بوقف، لأن ما بعده حال من فاعل يخادعون. وقال أبو عمرو: الوقف على: والذين آمنوا، وعلى: إلا أنفسهم كاف وَما يَشْعُرُونَ كاف فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ صالح. وقال أبو عمرو كاف. وقول ابن الأنباري: إنه حسن ليس بحسن لتعلق ما بعده به مَرَضاً صالح يَكْذِبُونَ تام: وقال أبو عمرو كاف. وقيل تام: مُصْلِحُونَ كاف الْمُفْسِدُونَ ليس بوقف لتعلق ما بعده به لا يَشْعُرُونَ تامّ. ¬

_ (¬1) قراءة شاذة، والمتواتر قراءتان هما: يخادعون بضم الياء وألف بعد الخاء وكسر الدال وقراءة نافع وابن كثير وأبو عمرو، والباقون يَخْدَعُونَ كحفص، وانظر البدور الزاهرة (21).

متعلقة بالموصوف يَكْذِبُونَ كاف: ولا وقف إلى مصلحون، فلا يوقف على تفسدوا لأن في الأرض ظرف للفساد، ولا على في الأرض، لأن قالوا جواب إذا، ولا على قالوا لأن إنما نحن حكاية مُصْلِحُونَ كاف: لفصله بين كلام المنافقين، وكلام الله عز وجل في الردّ عليهم الْمُفْسِدُونَ ليس بوقف لشدّة تعلقه بما بعده عطفا واستدراكا لا يَشْعُرُونَ كاف: الناس ليس بوقف، لأن قالوا جواب إذا السُّفَهاءُ الأول كاف: لحرف التنبيه بعده السُّفَهاءُ الثاني ليس بوقف للاستدراك بعده لا يَعْلَمُونَ أكفى. قال أبو جعفر: وهذا قريب من الذي قبله من جهة الفصل بين الحكاية عن كلام المنافقين وكلام الله في الردّ عليهم قالُوا آمَنَّا ليس بوقف، لأن الوقف عليه يوهم غير المعنى المراد، ويثبت لهم الإيمان، وإنما سموا النطق باللسان إيمانا وقلوبهم معرضة تورية منهم وإبهاما، والله سبحانه وتعالى أطلع نبيه على حقيقة ضمائرهم، وأعلمه أن إظهارهم للإيمان لا حقيقة له وأنه كان استهزاء منهم إِنَّا مَعَكُمْ ليس بوقف: إن جعل ما بعده من بقية القول، وجائز: إن جعل في جواب سؤال مقدّر تقديره كيف تكونون معنا وأنتم مسالمون أولئك بإظهار تصديقكم، فأجابوا إنما نحن مستهزءون مُسْتَهْزِؤُنَ كاف: وقال أبو حاتم السجستاني: لا أحب الابتداء بقوله: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ولا وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ* حتى أصله بما قبله. قال أبو بكر بن الأنباري: ولا معنى لهذا الذي ذكره لأنه يحسن الابتداء بقوله: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ على معنى الله يجهلهم ويخطئ فعلهم، وإنما فصل: الله يستهزئ بهم ولم يعطفه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وقال أبو عمرو كاف وقيل تامّ السُّفَهاءُ كاف لا يَعْلَمُونَ تامّ. وقال أبو عمرو أكفى مما قبله قالُوا آمَنَّا ليس بوقف، لأن الله تعالى لم يرد أن يعلمنا أنهم إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا، بل أراد أن يعلمنا نفاقهم، وأن إظهارهم للإيمان لا حقيقة له، وذلك لا يحصل إلا به مع ما بعده مُسْتَهْزِؤُنَ كاف، وإن كره أبو حاتم الابتداء بقوله: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ، وبقوله: وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ*، إذ لا وجه لكراهته، إذ المعنى أنه تعالى

على قالوا لئلا يشاركه في الاختصاص بالظرف، فيلزم أن يكون استهزاء الله بهم مختصا بحال خلوّهم إلى شياطينهم، وليس الأمر كذلك يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ صالح: ووصله أبين لمعنى المجازاة، إذ لا يجوز على الله الاستهزاء، وظهور المعنى في قول الله: الله يستهزئ بهم مع اتصاله بما قبله يظهر في حال الابتداء بضرب من الاستنباط، وفي حال الاتصال يظهر المعنى من فحوى الكلام كذا وجه أبو حاتم، وأما وجه الوقف على مستهزءون أنه معلوم أن الله لا يجوز عليه معنى الاستهزاء، فإذا كان ذلك معلوما عرف منه معنى المجازاة: أي يجازيهم جزاء الاستهزاء بهم، وقيل معنى الله يستهزئ بهم بجهلهم، وبهذا المعنى يكون الوقف على يعمهون كافيا، وعلى الأوّل يكون تاما، انظر النكزاوي يَعْمَهُونَ كاف: لأن أولئك الذين اشتروا الضلالة منفصل لفظا لأنه مبتدأ وما بعده الخبر، ومتصل معنى لأنه إشارة لمن تقدّم ذكرهم بِالْهُدى صالح: لأن ما بعده بدون ما قبله مفهوم تِجارَتُهُمْ أصلح: مُهْتَدِينَ كاف: اتفق علماء الرسم على حذف الألف التي بعد اللام من أولئك، وأولئك حيث وقع، والألف التي بعد اللام من الضللة، والألف التي بعد الجيم من تجرتهم كما ترى ناراً وكذا ما حوله ليسا بوقف، لأنهما من جملة ما ضربه الله مثلا للمنافقين بالمستوقد نارا، وبأصحاب الصيب، والفائدة لا تحصل إلا بجملة المثل ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ كاف: على استئناف ما بعده، وأن جواب لما محذوف تقديره خمدت، وليس بوقف إن جعل هو وما قبله من جملة المثل لا يُبْصِرُونَ كاف: إن رفع ما بعده خبر مبتدإ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يجازيهم على استهزائهم ومكرهم يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ جائز يَعْمَهُونَ تامّ بِالْهُدى صالح تِجارَتُهُمْ جائز مُهْتَدِينَ تام. وقال أبو عمرو كاف ناراً ليس بوقف، وكذا ما حَوْلَهُ لأنهما من جملة ما ضرب الله مثلا للمنافقين في تعلقهم بظاهر الإسلام لحقن دمائهم، والمثل يؤتى به على وجهه، لأن الفائدة إنما تحصل بجملته ذَهَبَ اللَّهُ

محذوف أي هم وليس بوقف إن نصب على أنه مفعول ثان لترك وإن نصب على الذم جاز ذلك كقوله: [الوافر] سقوني الخمر ثم تكنّفوني ... عداة الله من كذب وزور فنصب عداة على الدم، فمنهم من شبه المنافقين بحال المستوقد، ومنهم من شبههم بحال ذوي صيب: أي مطر على أن أو للتفصيل لا يَرْجِعُونَ صالح: وقيل لا يوقف عليه لأنه لا يتم الكلام إلا بما بعده، لأن قوله أو كصيب معطوف على كمثل الذي استوقد نارا أو كمثل أصحاب صيب، فأو للتخيير أي أبحناكم أن تشبهوا هؤلاء المنافقين بأحد هذين الشيئين أو بهما معا، وليست للشك، لأنه لا يجوز على الله تعالى مِنَ السَّماءِ ليس بوقف لأن قوله: فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ من صفة الصيب، وكذا من الصواعق لأن حذر مفعول لأجله أو منصوب بيجعلون، وإن جعل يجعلون خبر مبتدأ محذوف أي هم يجعلون حسن الوقف على برق حَذَرَ الْمَوْتِ حسن: وقيل كاف بِالْكافِرِينَ أكفى: اتفق علماء الرسم على حذف الألف التي بعد الميم من ظلمت، وما شاكله من جمع المؤنث السالم، وحذفوا الألف التي بعد الصاد من أصبعهم والتي بعد الكاف من الكفرين، وما كان مثله من الجمع المذكر السالم كالصالحين والقنتين ما لم يجيء بعد الألف همزة أو حرف مشدد، نحو السائلين والضالين، فنثبت الألف في ذلك اتفاقا أَبْصارَهُمْ، حسن: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بِنُورِهِمْ جائز لا يُبْصِرُونَ تام. وقال أبو عمرو كاف، هذا على رفع ما بعده فمن نصبه كابن مسعود فليس ذلك وقفا إن نصب على أنه مفعول ثان لترك، فإن نصب على الذمّ جاز ذلك لا يَرْجِعُونَ صالح. وقال أبو عمرو كاف. وقيل تامّ وَبَرْقٌ ليس بوقف لتعلق ما بعده به حَذَرَ الْمَوْتِ حسن وقال أبو عمرو تامّ بِالْكافِرِينَ تامّ قامُوا تامّ. وقال أبو عمرو كاف يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ جائز مَشَوْا فِيهِ ليس بوقف لمقابلة ما بعده به قامُوا تامّ. وقال أبو عمرو كاف. وقيل تامّ وَأَبْصارِهِمْ كاف

كُلَّما وردت في القرآن على ثلاثة أقسام، قسم مقطوع اتفاقا من غير خلاف، وهو قوله تعالى: مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ. وقسم مختلف فيه، وهو كلما ردوا إلى الفتنة، وكلما دخلت أمة، وكلما جاء أمة رسولها، وكلما ألقى فيها فوج. وما هو موصول من غير خلاف، وهو كلما أضاء لهم مشوا فيه مَشَوْا فِيهِ ليس بوقف لمقابلة ما بعده له فلا يفصل بينهما قامُوا حسن. وقال أبو عمرو: كاف وأَبْصارَهُمْ كاف: للابتداء بإن قَدِيرٌ تام: باتفاق، لأنه آخر قصة المنافقين اعْبُدُوا رَبَّكُمُ كاف: إن جعل الذي مبتدأ وخبره الذي جعل لكم الأرض، أو خبر مبتدأ محذوف: أي هو الذي، وحسن إن نصب بمقدّر، وليس بوقف إن جعل نعتا لربكم، أو بدلا منه، أو عطف بيان خَلَقَكُمْ ليس بوقف، لأن والذين من قبلكم معطوف على الكاف، وإن جعل الذي جعل لكم الثاني منصوبا بتتقون كان الوقف على والذين من قبلكم حسنا وكان قوله: لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ليس بوقف لفصله بين البدل والمبدل منه، وهما كالشيء الواحد ومن حيث كونه رأس آية يجوز الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ يحتمل الذي النصب والرفع، فالنصب من خمسة أوجه نصبه على القطع، أو نعت لربكم، أو بدل منه، أو مفعول تتقون، أو نعت النعت: أي الموصول الأول، والرفع من وجهين: أحدهما: أنه خبر مبتدأ محذوف: أي هو الذي، أو مبتدأ خبره فلا تجعلوا، فإن جعل الذي جعل لكم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ قَدِيرٌ تامّ. قال مجاهد: أربع آيات أوّل البقرة في نعت المؤمنين: يعني إلى المفلحون، وآيتان في نعت الكافرين: يعني إلى عذاب عظيم، وثلاث عشرة آية في نعت المنافقين: يعني إلى قدير، فهذه الوقوف الثلاثة هي أعلى درجات التامّ، لأنها آخر الآيات والقصص تَتَّقُونَ صالح، لأنه آخر آية، وليس بحسن، لأن ما بعده بدل من الذي خلقكم. وقال أبو عمرو حسن وَالسَّماءَ بِناءً صالح عند بعضهم، وأباه آخرون، وهو الأجود، لأن ما بعده إلى قوله: رزقا لكم: من تمام صلة الذي من قوله: الذي جعل لكم ولا يفصل بين الصلة والموصول. وقال أبو عمرو: الوقف عليه كاف رِزْقاً لَكُمْ صالح، وليس بحسن

خبرا عن الذي الأول، أو نعتا لربكم، أو بدلا من الأول، أو نعتا لم يوقف على تتقون، وإن جعل الثاني خبر مبتدأ محذوف، أو في موضع نصب بفعل محذوف كان الوقف كافيا وَالسَّماءَ بِناءً حسن: إن جعل ما بعده مستأنفا، وليس بوقف إن عطف على ما قبله، وداخلا في صلة الذي جعل لكم، فلا يفصل بين الصلة والموصول رِزْقاً لَكُمْ صالح: وليس بحسن، لأن ما بعده متعلق بما قبله أَنْداداً ليس بوقف، لأن جملة وأنتم تعلمون حال، وحذف مفعول تعلمون: أي وأنتم تعلمون أنه إله واحد في التوراة والإنجيل وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ كاف: مِنْ مِثْلِهِ جائز: وليس بوقف إن عطف: وادعوا على: فأتوا بسورة صادِقِينَ كاف وَلَنْ تَفْعَلُوا ليس بوقف، لأن فاتقوا جواب الشرط، وقوله: وَلَنْ تَفْعَلُوا معترضة بين الشرط وجزائه وحذف مفعول لم تفعلوا ولن تفعلوا اختصارا، والتقدير فإن لم تفعلوا الإتيان بسورة من مثله، ولن تفعلوا الإتيان بسورة من مثله، والوقف على النَّارَ لا يجوز، لأن التي صفة لها النَّاسُ صالح: لما ورد «أن أهل النار إذا اشتدّ أمرهم يبكون ويشكون فتنشأ لهم سحابة سوداء مظلمة فيرجون الفرج، ويرفعون الرءوس إليها، فتمطرهم حجارة كحجارة الزجاج وتزداد النار إيقادا والتهابا» وقيل الوقف على الحجارة حسن: إن جعل أعدّت مستأنفا: أي هي أعدّت. قال ابن عباس: هي حجارة الكبريت، لأنها تزيد على سائر الأحجار بخمس خصال: سرعة وقودها، وبطء طفئها، ونتن ريحها، وزرقة لونها، وحرارة جمرها لِلْكافِرِينَ تامّ الْأَنْهارُ حسن: إن جعلت الجملة بعدها مستأنفة: كأنه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لأن ما بعده متعلق به مع ما قبله. وقال أبو عمرو تامّ أَنْداداً ليس بوقف وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ تامّ مِنْ مِثْلِهِ جائز صادِقِينَ تامّ وَالْحِجارَةُ صالح: إن جعل أعدّت مستأنفا لِلْكافِرِينَ تامّ مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ مفهوم مُتَشابِهاً مفهوم وقال أبو عمرو كاف مُطَهَّرَةٌ جائز وليس بحسن. وقال أبو عمرو كاف خالِدُونَ تامّ مَثَلًا

قيل لما وصفت الجنات ما حالهما؟ فقيل كلما رزقوا. قالوا: فليس لها محل من الإعراب، وقيل محلها رفع: أي هي كلما. وقيل محلها نصب على الحال وصاحبها إما الذين آمنوا، وإما جنات، وجاز ذلك، وإن كانت نكرة، لأنها تخصصت بالصفة، وعلى هذين تكون حالا مقدّرة، لأن وقت البشارة بالجنات لم يكونوا مرزوقين ذلك، وقيل صفة لجنات أيضا، وعلى كون الجملة حالا أو صفة لا يكون حسنا رِزْقاً ليس بوقف، لأن قالوا جواب كلما مِنْ قَبْلُ جائز مُتَشابِهاً قال أبو عمرو: كاف، ومثله مطهرة إن جعل ما بعده مستأنفا خالِدُونَ تامّ. وكتبوا كلما هنا، وكلما أضاء لهم متصلة، وحذفوا الألف التي بعد النون من جنت، والألف التي بعد الهاء من الأنهر، والألف التي بعد الشين من متشبها، والألف التي بعد الخاء من خلدون كما ترى مَثَلًا ما يبني الوقف على ما، وعدمه على اختلاف القراء والمعربين لما، وبعوضة قرئ بعوضة بالرفع والنصب والجرّ فنصبها من سبعة أوجه: كونها منصوبة بفعل محذوف تقديره أعني بعوضة، أو صفة لما، أو عطف بيان لمثلا، أو بدلا منه أو مفعولا بيضرب، ومثلا حال تقدمت عليها أو مفعولا ثانيا ليضرب، أو منصوبة على إسقاط بين، والتقدير ما بين بعوضة، فلما حذفت بين أعربت بعوضة كإعرابها، أنشد الفراء: [البسيط] يا أحسن الناس ما قرنا إلى قدم ... ولا حبال محبّ واصل يصل أراد ما بين قرن إلى قدم وعليه لا يصلح الوقف على ما لأنه جعل إعراب بين فيما بعدها ليعلم أن معناها مراد فبعوضة في صلة ما ورفعها أي بعوضة من ثلاثة أوجه كونها خبرا لمبتدإ محذوف: أي ما هي بعوضة أو أن ما استفهامية وبعوضة خبرها: أي أيّ شيء بعوضة أو المبتدأ محذوف أي هو بعوضة، وجرها ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ما جائز وليس بحسن، فمثلا مفعول يضرب وما صفة لمثلا زادت النكرة شياعا، وبعوضة بدل من ما فَما فَوْقَها تامّ. وقال أبو عمرو كاف. وقيل تامّ مِنْ رَبِّهِمْ صالح

من وجه واحد، وهي كونها أي بعوضة بدلا من مثلا على توهم زيادة الباء، والأصل أن الله لا يستحي بضرب مثل بعوضة، وهو تعسف ينبو عنه بلاغة القرآن العظيم والوقف يبين المعنى المراد، فمن رفع بعوضة على أنها مبتدأ محذوف الخبر أو خبر مبتدأ محذوف كان الوقف على ما تاما، ومن نصبها أي بعوضة بفعل محذوف كان كافيا لعدم تعلق ما بعدها بما قبلها لفظا لا معنى، وكذلك يكون الوقف على ما كافيا إذا جعلت ما توكيدا لأنها إذا جعلت تأكيدا لم يوقف على ما قبلها، وأما لو نصبت بعوضة على الاتباع لما ونصبت ما على الاتباع لمثلا، فلا يحسن الوقف على ما، لأن بعوضة متممة لما كما لو كانت بعوضة صفة لما، أو نصبت بدلا من مثلا أو كونها على إسقاط الجار أو على أن ما موصولة، لأن الجملة بعدها صلتها، ولا يوقف على الموصول دون صلته أو أن ما استفهامية وبعوضة خبرها، أو جرت بعوضة بدلا من مثلا، ففي هذه الأوجه السبعة لا يوقف على ما لشدّة تعلق ما بعدها بما قبلها، وإنما ذكرت هذه الأوجه هنا لنفاستها لأنها مما ينبغي تحصيله وحفظه. هذا ما أردناه أثابنا الله على ما قصدناه، وهذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف فَما فَوْقَها كاف: مِنْ رَبِّهِمْ جائز: لأن. أما الثانية معطوفة على الأولى، لأن الجملتين وإن اتفقتا فكلمة أما للتفصيل بين الجمل بِهذا مَثَلًا كاف: على استئناف ما بعده جوابا من الله للكفار، وإن جعل من تتمة الحكاية عنهم كان جائزا كَثِيراً الثاني حسن: وكذا الفاسقين على وجه، وذلك أن في الذين الحركات الثلاث الجر من ثلاثة أوجه: كونه صفة ذم للفاسقين أو بدلا منهم أو ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بِهذا مَثَلًا كاف إن جعل ما بعده مستأنفا جوابا من الله لكلام الكافرين، وإن جعل من تمام الحكاية عن الكفار لم يحسن الوقف على ذلك ولا يبعد أن يكون جائزا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً كاف إِلَّا الْفاسِقِينَ تامّ: إن جعل ما بعده مستأنفا، وجاز إن جعل صفة له مِيثاقِهِ صالح، وكذا في الأرض الْخاسِرُونَ تامّ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ كاف، وأنكره

عطف بيان، والنصب من وجه واحد، وهو كونه مفعولا لفعل محذوف، والرفع من وجهين كونه خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ، والخبر جملة أولئك هم الخاسرون، فإن رفع بالابتداء كان الوقف على الفاسقين تامّا لعدم تعلق ما بعده بما قبله لا لفظا ولا معنى، وإن رفع خبر مبتدإ محذوف: أي هم الذين كان كافيا، وإن نصب بتقدير أعني كان حسنا، وليس بوقف إن نصب صفة للفاسقين أو بدلا منهم أو عطف بيان، ومن حيث كونه رأس آية يجوز مِيثاقِهِ جائز: لعطف الجملتين المتفقتين فِي الْأَرْضِ صالح: إن لم يجعل أولئك خبر الذين، وإن جعل خبرا عن الذين لم يوقف عليه لأنه لا يفصل بين المبتدإ وخبره الْخاسِرُونَ تام كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ ليس بوقف لأن بعده واو الحال، فكأنه قال كيف تكفرون بالله والحال أنكم تقرون أن الله خالقكم ورازقكم فَأَحْياكُمْ كاف: عند أبي حاتم على أن ما بعده مستأنف وبخهم بما يعرفونه ويقرون به، وذلك أنهم كانوا يقرون بأنهم كانوا أمواتا إذا كانوا نطفا في أصلاب آبائهم ثم أحيوا من النطف ولم يكونوا يعترفون بالحياة بعد الموت. فقال تعالى موبخا لهم: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثم ابتدأ فقال: ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وقيل ثم يميتكم ليس مستأنفا، وقال أبو حاتم: مستأنف وإن ثم لترتيب الأخبار: أي ثم هو يميتكم وإذا كان كذلك كان ما بعدها مستأنفا. قال الحلبي على الأزهرية: إذا دخلت ثم على الجمل لا تفيد الترتيب، وقد خطأ ابن الأنباري أبا حاتم، واعترض عليه اعتراضا لا يلزمه، ونقل عنه أن الوقف على قوله فأحياكم فأخطأ في الحكاية عنه ولم يفهم عن الرجل ما قاله، وقوله إن القوم لم يكونوا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بعضهم ثُمَّ يُحْيِيكُمْ كاف تُرْجَعُونَ تامّ جَمِيعاً مفهوم، وقيل حسن. وقال أبو عمرو: كاف سَبْعَ سَماواتٍ تامّ، وكذا عليم خَلِيفَةً قيل تامّ وردّ بأن ما بعده

يعترفون بأنهم كفار ليس بصحيح، بل كانوا مقرّين بالكفر مع ظهور البراهين والحجج ومعاينتهم إحياء الله البشر من النطف. ثم إماتته إياهم ثُمَّ يُحْيِيكُمْ حسن تُرْجَعُونَ تام جَمِيعاً حسن: لأن ثم هنا وردت على جهة الإخبار لتعداد النعم، لا على جهة ترتيب الفعل كقوله: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ فتجاوز هذا ووصله أحسن سَبْعَ سَماواتٍ كاف عَلِيمٌ تام: ورسموا فأحييكم بالياء. قال أبو عمرو في باب ما رسم بالألف من ذوات الياء من الأسماء والأفعال. فقال يكتب بالياء على مراد الإمالة سواء اتصل بضمير أم لا، نحو المرضى والموتى واحديها ومجريها وآتيكم وآتيه وآتيها ولا يصليها، واتفقوا على حذف الألفين من لفظ السموات وسموت حيث وقع، وسواء كان معرّفا أو منكرا إلا في سورة فصلت، فإنهم اتفقوا على إثبات الألف التي بين الواو والتاء في قوله: سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ خَلِيفَةً قيل تام: ورد بأن ما بعده جواب له ووصله أولى الدِّماءَ حسن: لأنه آخر الاستفهام وَنُقَدِّسُ لَكَ أحسن: ما لا تَعْلَمُونَ تام: قيل علم الله من إبليس المعصية قبل أن يعصيه وخلقه لها، ولا وقف من قوله: وَعَلَّمَ إلى ما عَلَّمْتَنا فلا يوقف على الملائكة لأن، فقال متعلق بما قبله، ولا على صادقين، لأن قالوا سبحانك جواب الملائكة، ومن حيث كونه رأس آية يجوز إِلَّا ما عَلَّمْتَنا حسن: الْحَكِيمُ كاف بِأَسْمائِهِمْ الأول حسن: والثاني ليس بوقف، لأن قوله: قال ألم أقل لكم جواب لما وَالْأَرْضِ جائز تَكْتُمُونَ تام اسْجُدُوا لِآدَمَ صالح: وقيل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جواب له فهو كاف وَنُقَدِّسُ لَكَ كاف ما لا تَعْلَمُونَ تامّ صادِقِينَ حسن. وقال أبو عمرو كاف الْحَكِيمُ أحسن أو أكفى مما قبله، والوقف على ما قبله من قوله: إلا ما علمتنا: جائز بِأَسْمائِهِمْ كاف تَكْتُمُونَ تامّ اسْجُدُوا لِآدَمَ جائز مِنَ الْكافِرِينَ كاف حَيْثُ شِئْتُما جائز مِنَ الظَّالِمِينَ حسن. وقال أبو عمرو كاف

لا يوقف عليه للفاء إِلَّا إِبْلِيسَ أصلح لأن أبى واستكبر جملتان مستأنفتان جوابا لمن قال: فما فعل؟ وهذا التقدير يرقيه إلى التامّ، وقال أبو البقاء: في موضع نصب على الحال من إبليس: أي ترك السجود كارها ومستكبرا، فالوقف عنده على واستكبر الْكافِرِينَ كاف: على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل معطوفا على ما قبله. فائدة: أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ضمرة. قال بلغني أن أوّل من سجد لآدم إسرافيل فأثابه الله أن كتب القرآن في جبهته اه. من الحبائك الْجَنَّةَ جائز: ومثله حيث شئتما على استئناف النهي، للظالمين، كاف: وقيل حسن لأن الجملة بعده مفسرة لما أجمل قبلها فِيهِ حسن: لعطف الجملتين المتفقتين اهْبِطُوا حسن: إن رفع بعضكم بالابتداء وخبره لبعض عدوّ وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال من الضمير، في اهبطوا أي اهبطوا متباغضين بعضكم لبعض عدوّ والوقف على عدو أحسن إِلى حِينٍ كاف كَلِماتٍ ليس بوقف لأن الكلمات كانت سببا لتوبته فَتابَ عَلَيْهِ كاف الرَّحِيمُ تام مِنْها جَمِيعاً حسن. ولا وقف من قوله، فإما إلى عليهم فلا يوقف على هدى ولا على هداى، لأن فَمَنْ تَبِعَ جواب إما فلا يفصل بين الشرطين وهما إن ومن وجوابهما، وقال السجاوندى: جواب الأول وهو إن محذوف تقديره فاتبعوه وجواب من فلا خوف عليهم والوقف على عليهم حينئذ جائز يَحْزَنُونَ تامّ: أَصْحابُ النَّارِ صالح: بأن يكون هم فيها مبتدأ وخبرا بعد خبر لأولئك نحو الرمان حلو حامض خالِدُونَ تام اتفق علماء الرسم على حذف الألف بعد الياء من آيتنا وآيت ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مِمَّا كانا فِيهِ كاف، وكذا: اهبطوا بعضكم لبعض عدوّ، إلى حين، وفتاب عليه التَّوَّابُ الرَّحِيمُ تامّ مِنْها جَمِيعاً كاف فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ جائز يَحْزَنُونَ تامّ أَصْحابُ النَّارِ جائز بقبح خالِدُونَ تامّ أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ جائز بقبح، وكذا

ربك وآيت الله وآيتي والآيات حيث وقع، وسواء كان معرفا بالألف واللام أو منكرا، واستثنوا من ذلك موضعين في سورة يونس وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ* وإذا لهم مكر في آياتنا فاتفقوا على إثبات الألف فيهما وحذفوا الألف التي بعد الخاء في خلدون حيث وقع كما ترى يا بَنِي إِسْرائِيلَ ليس بوقف لأن قوله اذكروا أمر لهم وما قبله تنبيه عليهم أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ جائز: ومثله أوف بعهدكم، وقيل لا يوقف عليه لإيهام الابتداء بإياى أنه أضاف الرهبة إلى نفسه في ظاهر اللفظ وإن كان معلوما أن الحكاية من الله، والمراد بالعهد الذي أمرهم بالوفاء به هو ما أخذ عليهم في التوراة من الإيمان بمحمد صلّى الله عليه وسلّم وما أمرهم به على ألسنة الرسل، إذ كان اسمه صلّى الله عليه وسلّم وصفاته موجودة عندهم في التوراة والإنجيل فَارْهَبُونِ كاف لِما مَعَكُمْ جائز كافِرٍ بِهِ حسن: والضمير في به للقرآن أو للتوراة، لأن صفة محمد صلّى الله عليه وسلّم فيها فبكتمانهم لها صاروا كفارا بالتوراة فنهوا عن ذلك الكفر ثَمَناً قَلِيلًا جائز: وفيه ما تقدم من الإيهام بالابتداء بإياي فَاتَّقُونِ كاف: بالباطل ليس بوقف لأنه نهى عن اللبس والكتمان معا: أي لا يكن منكم لبس ولا كتمان، فلا يفصل بينهما بالوقف وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ تام الزَّكاةَ جائز الرَّاكِعِينَ تام: اتفق علماء الرسم على حذف الألف بعد ياء النداء من قوله: يبني إسرائيل أو يبني آدم حيث وقع، وكذا حذفوا الألف التي بعد الباء من البطل كما ترى ورسموا الألف واوا في الصلاة والزكوة والنجوة ومنوة والحيوة كما تقدم، وحذفوا الألف بعد الراء من الركعين كما ترى الْكِتابَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ لقبح الابتداء بقوله: وإياي فارهبون، لأن الرهبة لا تكون إلا من الله تعالى فَارْهَبُونِ كاف لِما مَعَكُمْ جائز أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ صالح فَاتَّقُونِ تامّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ تامّ وَآتُوا الزَّكاةَ جائز مَعَ الرَّاكِعِينَ تامّ تَتْلُونَ الْكِتابَ كاف أَفَلا تَعْقِلُونَ تامّ. وقال أبو عمرو: فيه وفي فاتقون وأنتم تعلمون ومع الراكعين

حسن: والكتاب التوراة أَفَلا تَعْقِلُونَ تامّ: ومفعول تعقلون محذوف: أي قبح ما ارتكبتم من ذلك وَالصَّلاةِ حسن: الْخاشِعِينَ الَّذِينَ يحتمل الحركات الثلاث، فتامّ إن رفع موضعه أو نصب، وليس بوقف إن جرّ نعتا لما قبله مُلاقُوا رَبِّهِمْ ليس بوقف، لأن وأنهم معطوف على أن الأولى، فلا يفصل بينهما بالوقف راجِعُونَ تام: للابتداء بعد بالنداء أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ ليس بوقف، لأن وأنى، وما في حيزها في محل نصب لعطفها على المفعول وهو نعمتي كأنه قال: اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وتفضيلي إياكم على العالمين، والوقف عَلَى الْعالَمِينَ حسن غير تامّ لأن قوله: واتقوا يوما عطف على اذكروا نعمتي لا استئناف العالمين، والوقف عَلَى الْعالَمِينَ حسن غير تامّ لأن قوله: واتقوا يوما عطف على اذكروا نعمتي لا استئناف والوقف على شَيْئاً، وعلى عَدْلٌ جائز يُنْصَرُونَ كاف إن علق إذ باذكروا مقدرا مفعولا به فيكون من عطف الجمل، وتقديره واذكروا إذ أنجيناكم مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ليس بوقف، يسومونكم حال من آل فرعون ولا يفصل بين الحال وذيها بالوقف، وإن جعل مستأنفا جاز سُوءَ الْعَذابِ ليس بوقف، لأن يذبحون تفسير ليسومونكم، ولا يوقف على المفسر دون المفسر، وكذا لو جعل جملة يذبحون بدلا من يسومونكم لا يوقف على ما قبله، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه نِساءَكُمْ حسن عَظِيمٌ كاف، ومثله تنظرون. قال جبريل: يا محمد ما أبغضت أحدا كفرعون، لو رأيتني وأنا أدسّ الطين في فيّ فرعون مخافة أن يقول كلمة يرحمه الله بها ظالِمُونَ كاف، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف وَالصَّلاةِ كاف الْخاشِعِينَ جائز إِلَيْهِ راجِعُونَ تامّ الْعالَمِينَ حسن لا تام، لاحتمال أن الواو بعده للعطف على اذكروا، لا للاستئناف، والوقف على شيئا، وعلى شفاعة، وعلى عدل جائز وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ كاف مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ قبيح إن جعل يسومونكم حالا، وإن جعل استئنافا فجائز بلا قبح نِساءَكُمْ صالح عَظِيمٌ كاف

ومثله تَشْكُرُونَ إن علق إذ باذكر مقدّرا وليس بوقف إن عطف على ما قبله ومن حيث كونه رأس آية يجوز تَهْتَدُونَ كاف فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ حسن إن كانت التوبة في القتل فيكون فاقتلوا بدلا من فتوبوا عِنْدَ بارِئِكُمْ كاف إن كانت الفاء في قوله فتاب متعلقة بمحذوف: أي فامتثلتم وفعلتم فتاب عليكم، أو قتلتم فتاب عليكم فَتابَ عَلَيْكُمْ كاف الرَّحِيمُ أكفى منه، وقال أبو عمرو تامّ. فائدة: ذكر موسى في القرآن في مائة وعشرين موضعا نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً جائز، وجهرة مصدر نوعي في موضع الحال من الضمير في نرى: أي ذوي جهرة، أو جاهرين بالرؤية وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ وتشكرون، والسلوى ورَزَقْناكُمْ كلها حسان يَظْلِمُونَ كاف خَطاياكُمْ حسن الْمُحْسِنِينَ كاف قِيلَ لَهُمْ جائز على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن علق بما قبله مِنَ السَّماءِ ليس بوقف، لأن ما بعده متعلق بما قبله يَفْسُقُونَ تامّ: ورسموا خطاياكم بوزن قضاياكم، وبها قرأ أبو عمرو هنا وفي نوح مما خطاياهم بألف قبل الياء وألف بعدها في اللفظ محذوفة في الخط جمع تكسير مجرورا بالكسرة المقدّرة على الألف وهو بدل من ما، وقرأ الباقون خطيئاتكم ومما خطيائاتهم بالياء والهمز والتاء جمع تصحيح مجرورا بالكسرة الظاهرة، ورسموا يا قوم اذكروا. يا قوم استغفروا، يا عباد فاتقون من كل اسم منادى إضافة المتكلم إلى نفسه بلا ياء فالياء منه ساقطة وصلا ووقفا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تَنْظُرُونَ كاف وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ صالح تَشْكُرُونَ كاف تَهْتَدُونَ كاف فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ مفهوم عِنْدَ بارِئِكُمْ كاف، وكذا: فتاب عليكم التَّوَّابُ الرَّحِيمُ حسن. وقال أبو عمرو تامّ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ كاف وكذا تشكرون

اتباعا للمصحف الإمام الْحَجَرَ جائز وإنما انحطت مرتبته لأن الفاء داخلة على الجزاء المحذوف، والتقدير فضرب فانفجرت، وكانت العصا من آس الجنة طولها عشرة أذرع على طول موسى لها شعبتان يتقدان في الظلمة نورا عَيْناً حسن مَشْرَبَهُمْ أحسن منه مِنْ رِزْقِ اللَّهِ صالح مُفْسِدِينَ كاف وَبَصَلِها حسن غير تامّ، لأن أتستبدلون الآية فيها جملتان: الأولى من كلام الله لبني إسرائيل على جهة التوبيخ فيما سألوه، وقيل من كلام موسى، وذلك أنه غصب لما سألوه هذا فقال أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ والثانية وهي اهبطوا مصرا من كلام الله، وهذا هو المشهور، وعليه فيكون الوقف على خير تاما، لأنهما كلامان، ومن جعلهما كلاما واحدا كان الوصل أولى ما سَأَلْتُمْ حسن، ويقارب التامّ، لأن الواو بعده للاستئناف وليست عاطفة وَالْمَسْكَنَةُ حسن مِنَ اللَّهِ أحسن منه بِغَيْرِ الْحَقِّ كاف يَعْتَدُونَ تامّ، ولا وقف من قوله: إن الذين آمنوا، إلى قوله: عند ربهم فلا يوقف على هادوا، ولا على الصابئين ولا على صالحا، لأن فلهم خبر إنّ فلا يفصل بين اسمها وخبرها عِنْدَ رَبِّهِمْ كاف على أن الواوين بعده للاستئناف وليس بوقف إن جعلتا للعطف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَالسَّلْوى حسن، وكذا رزقناكم يَظْلِمُونَ كاف خَطاياكُمْ كاف الْمُحْسِنِينَ حسن يَفْسُقُونَ كاف. وقال أبو عمرو تام: الْحَجَرَ صالح اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً حسن، وكذا مشربهم مِنْ رِزْقِ اللَّهِ جائز مُفْسِدِينَ كاف وَبَصَلِها حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وقوله: أتستبدلون إلى: اهبطوا مصرا. قيل الجملتان حكاية عن موسى عليه السلام حين غضب على قومه. وقيل من قول الله تعالى. وقيل الأولى حكاية عن موسى عليه السلام، والثانية من قوله تعالى، وهذا هو المشهور، فعليه الوقف على خير تامّ، وعلى الأولين كاف. وقيل تامّ ما سَأَلْتُمْ حسن وَالْمَسْكَنَةُ صالح. وقال أبو عمرو تامّ مِنَ اللَّهِ أحسن منه بِغَيْرِ الْحَقِّ كاف يَعْتَدُونَ تامّ عِنْدَ رَبِّهِمْ جائز، وكذا عليهم يَحْزَنُونَ حسن. وقال أبو عمرو

يَحْزَنُونَ تام إن علق إذ باذكر مقدّرا، وجائز إن عطف ما بعده على ما قبله فَوْقَكُمُ الطُّورَ حسن على مذهب البصريين، لأنهم يضمرون القول: أي قلنا خذوا ما آتيناكم بقوّة فهو منقطع مما قبله، والكوفيون يضمرون أن المفتوحة المخففة تقديره أن خذوا، فعلى قولهم لا يحسن الوقف على الطور بِقُوَّةٍ جائز تَتَّقُونَ تامّ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ جائز، قوله: مِنْ بَعْدِ ذلِكَ أي من بعد قيام التوراة، أو من بعد الميثاق، أو من بعد الأخذ الْخاسِرِينَ تامّ، ومثله خاسئين لِلْمُتَّقِينَ كاف إن تعلق إذ باذكر مقدّرا فيكون محل إذ نصبا بالفعل المقدّر، وصالح إن عطف على قوله: اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ لتعلق المعطوف بالمعطوف عليه أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً حسن، ومثله هُزُواً بإبدال الهمزة واوا اتباعا لخط المصحف الإمام مِنَ الْجاهِلِينَ كاف ما هِيَ حسن وَلا بِكْرٌ كاف إن رفع عوان خبر مبتدإ محذوف: أي هي عوان فيكون منقطعا من قوله: لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ وليس بوقف إن رفع على أنه صفة لبقرة، لأن الصفة والموصوف كالشيء الواحد، فكأنه قال إنها بقرة عوان، قاله الأخفش. قال أبو بكر بن الأنباري: وهذا غلط، لأنها إذا كانت نعتا لها لوجب تقديمها عليهما فلما لم يحسن أن تقول، إنها بقرة عوان بين ذلك لا فارض ولا بكر لم يجز، لأن ذلك كناية عن الفارض البكر فلا يتقدم المكنى على الظاهر، فلما بطل في المتقدم بطل في المتأخر، انظر السخاوي، وكررت لا لأنها متى وقعت قبل خبر أو نعت ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ فَوْقَكُمُ الطُّورَ صالح. تَتَّقُونَ كاف. وقال أبو عمرو تامّ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ حسن مِنَ الْخاسِرِينَ كاف، وكذا خاسئين لِلْمُتَّقِينَ حسن أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً صالح وكذا- هزؤا- مِنَ الْجاهِلِينَ كاف ما هِيَ كاف وَلا بِكْرٌ كاف إن جعل عوان خبر المبتدإ محذوف: أي هي عوان بين ذلك أي بين الكبيرة والصغيرة بَيْنَ ذلِكَ كاف، وكذا تؤمرون، وما لونها، وفاقع لونها، وتسرّ الناظرين ما هِيَ جائز، وكذا تشابه علينا

أو حال وجب تكريرها تقول زيد لا قائم ولا قاعد، ومررت به لا ضاحكا ولا باكيا، ولا يجوز عدم التكرار إلا في الضرورة خلافا للمبرّد وابن كيسان بَيْنَ ذلِكَ كاف، وكذا ما تؤمرون، ومثله ما لونها، والوقف على صَفْراءُ حسن غير تامّ، لأن فاقع لونها من نعت البقرة، وكذا فاقع لونها، لأنه نعت البقرة ومن وقف على فاقع وقرأ يسرّ بالتحتية صفة للون لا للبقرة لم يقف على لونها لأن الفاقع من صفة الأصفر، لا من صفة الأسود. واختلف الأئمة في صفراء قيل من الصفرة المعروفة ليس فيها سواد ولا بياض حتى قرنها وظلفها أصفران، وقيل صفراء بمعنى سوداء لَوْنُها جائز النَّاظِرِينَ كاف ما هِيَ جائز، ومثله: تشابه علينا لَمُهْتَدُونَ كاف، ومثله لا ذَلُولٌ إن جعل تُثِيرُ خبر مبتدإ محذوف. وقال الفراء: لا يوقف على ذلول، لأن المعنى ليست بذلول فلا تثير الأرض، وقال هذه البقرة وصفها الله بأنها تثير الأرض ولا تسقي الحرث. قال أبو بكر: وهذا القول عندي غير صحيح، لأن التي تثير الأرض لا يعدم منها سقي الحرث، وما روى عن أحد من الأئمة أنهم وصفوها بهذا الوصف ولا ادّعوا لها ما ذكره هذا الرجل، بل المأثور في تفسيرها ليست بذلول فتثير الأرض وتسقي الحرث، وقوله أيضا يفسد بظاهر الآية، لأنها إذا أثارت الأرض كانت ذلولا، وقد نفى الله هذا الوصف عنها، فقول السجستاني لا يؤخذ به ولا يعرّج عليه، والوقف على تثير الأرض كاف، ومثله الحرث إن جعل ما بعدها خبر مبتدإ محذوف لا شِيَةَ فِيها أكفى منهما بِالْحَقِّ جائز، لأن فذبحوها عطف على ما قبله ولا يوقف على كادُوا، لأن خبرها لم يأت يَفْعَلُونَ كاف فَادَّارَأْتُمْ فِيها حسن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لَمُهْتَدُونَ كاف لا ذَلُولٌ كاف إن جعل تثير الأرض خبر مبتدإ محذوف، وكذا تثير الأرض ولا تسقي الحرث إن جعل ما بعد كل منهما خبر مبتدإ محذوف لا شِيَةَ فِيها أكفى من ذلك جِئْتَ بِالْحَقِّ حسن يَفْعَلُونَ كاف، وكذا: فَادَّارَأْتُمْ

تَكْتُمُونَ كاف بِبَعْضِها جائز، والأولى وصله، لأن في الكلام حذفا: أي اضربوه يحيا، أو فضرب فحيي، ثم وقع التشبيه في الإحياء المقدّر: أي مثل هذا الإحياء للقتيل يحيي الله الموتى، وإن جعل ما بعده مستأنفا، وأن الآيات غير إحياء الموتى وأن المعجزة في الإحياء لا في قول الميت قتلني فلان، فموضع الحجة غير موضع المعجزة، وقول الميت حق لا يحتاج إلى يمين، وعلى هذا يكون كافيا الْمَوْتى حسن على استئناف ما بعده، وتكون الآيات غير إحياء الموتى، وليس بوقف إن جعل ويريكم آياته بإحيائه الموتى فلا يفصل بينهما تَعْقِلُونَ تامّ، وثم لترتيب الأخبار وقَسْوَةً، والْأَنْهارُ، ومِنْهُ الْماءُ، ومِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ كلها حسان. وقال أبو عمرو في الأخير كاف للابتداء بالنفي تَعْمَلُونَ كاف لمن قرأ بالفوقية وتامّ لمن قرأ يعملون بالتحتية، لأنه يصير مستأنفا أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ ليس بوقف، لأن قوله: وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ في موضع الحال: أي أفتطمعون في إيمانهم والحال أنهم كاذبون محرّفون لكلام الله، وعلامة واو الحال أن يصلح موضعها إذ وَهُمْ يَعْلَمُونَ كاف قالُوا آمَنَّا حسن بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ليس بوقف، لأن بعده لام العلة والصيرورة عِنْدَ رَبِّكُمْ كاف تَعْقِلُونَ تام وَما يُعْلِنُونَ كاف أَمانِيَّ حسن: على استئناف ما بعده يَظُنُّونَ أحسن ثَمَناً قَلِيلًا حسن: ومثله أيديهم على استئناف ما بعده يَكْسِبُونَ كاف مَعْدُودَةً حسن عَهْداً وكذا لن يُخْلِفَ اللَّهُ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ فِيها، وما كنتم تكتمون، وببعضها، وتعقلون أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً تامّ. وقال أبو عمرو كاف الْأَنْهارُ كاف، وكذا منه الماء مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ حسن. وقال أبو عمرو كاف وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ تامّ. قال أبو عمرو: إن قرئ يعملون بالياء التحتية، لأنه حينئذ استئناف، ومن قرأه بالفوقية فالوقف على ذلك كاف لاتصال ذلك بالخطاب المتقدّم في قوله: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ حسن قالُوا آمَنَّا مفهوم عِنْدَ رَبِّكُمْ صالح أَفَلا تَعْقِلُونَ تام وَما يُعْلِنُونَ كاف إِلَّا يَظُنُّونَ صالح وكذا

عَهْدَهُ ليس بوقف لأن ما قبل أم المتصلة وما بعدها لا يستغنى بأحدهما عن الآخر، وهما بمنزلة حرف واحد ما لا تَعْلَمُونَ كاف: ثم تبتدئ بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً قال شيخ الإسلام: بلى هنا، وفي: بلى من أسلم الوقف على بلى خطأ، لأن بلى وما بعدها جواب للنفي السابق قبلهما، وهو لن في قوله؛ لن تمسنا، وفي الثاني لن يدخل الجنة، وقال أبو عمرو: بوقف على بلى في جميع القرآن ما لم يتصل بها شرط أو قسم، والتحقيق التفصيل والرجوع إلى معناها، وهي حرف يصير الكلام المنفي مثبتا بعد أن كان منفيا عكس نعم، فإنها تقرّر الكلام الذي قبلها مطلقا سواء كان نفيا أو إثباتا على مقتضى اللغة فبلى هنا ردّ لكلام الكفار لن تمسنا النار إلا أياما معدودة، فردّ عليهم بلى تمسكم النار، بدليل قوله: هم فيها خالدون، لأن النفي إذا قصد إثباته أجيب ببلى، وإذا قصد نفيه أجيب بنعم، تقول ما قام زيد فتقول بلى أي قد قام، فلو قلت نعم فقد نفيت عنه القيام، وبذلك فرّق النووي بينهما بقوله ما استفهم عنه بالإثبات كان جوابه نعم، وما استفهم عنه بالنفي كان جوابه بلى، ونقل عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى لو قالوا نعم لكفروا يريد أن النفي إذا أجيب بنعم كان تصديقا فكأنهم أقرّوا بأنه ليس ربهم كذا نقل عنه، وفيه نظر إن صح عنه، وذلك أن النفي صار إثباتا، فكيف يكفرون بتصديق التقرير وهو حمل المخاطب على الإقرار وصارت نعم واقعة بعد الإثبات فتفيد الإثبات بحسب اللغة، وهذا إذا كان النفي إنكاريا. أما لو كان تقريريا فلا يكون في معنى النفي إجماعا، ولا يجوز مراعاة المعنى إلا في الشعر كقوله: [الوافر] ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ثمنا قليلا. وقال أبو عمرو كاف فيهما مِمَّا يَكْسِبُونَ تامّ. قال أبو عمرو كاف مَعْدُودَةً صالح ما لا تَعْلَمُونَ حسن بَلى ليس بوقف، لأن ما بعده متعلق به، لأنه من تتمة الجواب، ومنه قوله تعالى فيما يأتي بلى من أسلم وجهه فالوقف على

أليس الليل يجمع أمّ عمرو ... وإيّانا فذاك بنا تداني نعم وترى الهلال كما أراه ... ويعلوها المشيب كما علاني فأجاب النفي المقرون بالاستفهام بنعم وهو قليل جدا مراعاة للمعنى لأنه إيجاب كأنه قال الليل يجمعنا. قيل هو ضرورة، وقيل نظر إلى المعنى. وقيل نعم ليست جوابا لأ ليس بل جوابا لقوله: فذاك بنا تداني، والفقهاء سوّوا بينهما فيما لو قال شخص لآخر أليس لي عندك عشرة. فقال الآخر نعم أو بلى لزمه الإقرار بذلك على قول عند النحاة أن نعم كبلى، لكن اللزوم في بلى ظاهر، وأما نعم فإنما لزم بها الإقرار على عرف الناس لا على مقتضى اللغة، لأنها تقرّر الكلام الذي قبلها مطلقا نفيا أو إثباتا، وعليه قول ابن عباس فالوقف تابع لمعناها والتفصيل أبين، فلا يفصل بين بلى وما بعدها من الشرط كما هنا أو اتصل بها قسم نحو قالُوا بَلى وَرَبِّنا* فلا يفصل بينها وبين الشيء الذي توجبه، لأن الفصل ينقض معنى الإيجاب كما جزم بذلك العلامة السخاوي وأبو العلاء الهمداني وأبو محمد الحسن بن عليّ العماني: بفتح العين المهملة وتشديد الميم نسبة إلى عمان مدينة البلقاء بالشأم دون دمشق، لا العماني بالضم والتخفيف نسبة إلى عمان قرية تحت البصرة وبها جبل جمع الله الذوات عليه، وخاطبهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أنك ربنا لا ربّ لنا غيرك، ولا إله لنا سواك، كذا يستفاد من السمين وغيره ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بلى في الآيتين خطأ، ففيه ردّ على أبي عمرو حيث قال: الوقف على بلى كاف في جميع القرآن، لأنه ردّ للنفي المتقدّم. نعم إن اتصل به قسم كقوله تعالى: قالُوا بَلى وَرَبِّنا*، وقُلْ بَلى وَرَبِّي* لم يوقف عليه دونه، وما قاله أبو عمرو أوجه أَصْحابُ النَّارِ مفهوم، وكذا أصحاب الجنة، وهو ظاهر إن جعلت الجملة بعد كل منهما مستأنفة، لا إن أعربت حالا كما حكى عن ابن كيسان، أو خبرا ثانيا خالِدُونَ* في الموضعين تامّ إِلَّا اللَّهَ تامّ. وقال أبو عمرو كاف وَالْمَساكِينِ مفهوم حُسْناً صالح وَأَقِيمُوا

أَصْحابُ النَّارِ جائز خالِدُونَ تامّ أَصْحابُ الْجَنَّةِ جائز هُمْ فِيها فيه وجهان، وذلك أن أولئك في الموضعين مبتدأ وأصحاب بعدهما خبر، وهم فيها خبر ثان فهما خبران. وهذا يتوجه عليه سؤال. وذلك أنهم قالوا الجملة إذا اتصلت بجملة أخرى فلا بدّ من واو العطف لتعلق إحداهما بالأخرى، فالجواب أن قوله أصحاب النار خبر وهم فيها خبر فهما خبران عن شيء واحد، فاستغنى عن إدخال حرف العطف بينهما نحو الرمان حلو حامض، ففي قوله هم فيها وجهان الوقف على أنها جملة مستأنفة من مبتدإ وخبر بعد كل منهما، وليس وقفا إن أعربت حالا خالِدُونَ تامّ إِلَّا اللَّهَ حسن وإِحْساناً مصدر في معنى الأمر، أي وأحسنوا أو استوصوا بالوالدين إحسانا، وكذا يقال في وقولوا للناس حسنا وَالْمَساكِينِ جائز، ووصله أولى لأن ما بعده معطوف على ما قبله حُسْناً صالح، ومثله الصلاة، وكذا الزكاة مُعْرِضُونَ كاف: ومثله تَشْهَدُونَ على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال بمعنى متظاهرين وَالْعُدْوانِ حسن. ومثله إخراجهم، وكذا ببعض، وكذا الحياة الدنيا، وقال أبو عمرو في الثلاثة كاف الْعَذابِ كاف تَعْمَلُونَ تام سواء قرئ بالفوقية أو بالتحتية وتمامه على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل ما بعده صفة لما قبله بِالْآخِرَةِ جائز على أن الفعل بعده مستأنف، وعلى أن الفاء للسبب والجزاء يجب الوصل يُنْصَرُونَ أتمّ مما قبله بِالرُّسُلِ حسن الْبَيِّناتِ صالح الْقُدُسِ كاف اسْتَكْبَرْتُمْ صالح، وقوله ففريقا منصوب بالفعل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الصَّلاةَ جائز، وكذا وآتوا الزكاة مُعْرِضُونَ كاف، وكذا تشهدون وَالْعُدْوانِ صالح إِخْراجُهُمْ حسن، وكذا ببعض، والحياة الدنيا، وقال أبو عمرو في الثلاثة كاف أَشَدِّ الْعَذابِ كاف تَعْمَلُونَ تامّ سواء قرئ بالتاء الفوقية أو بالتحتية. وقال أبو عمرو كاف. ثم قال وقال أبو حاتم: تامّ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ أتمّ منه بِالرُّسُلِ كاف

بعده: أي كذبتم وقتلتم فريقا تَقْتُلُونَ كاف غُلْفٌ صالح، لأن بل إعراض عن الأول وتحقيق للثاني بِكُفْرِهِمْ ليس بوقف إن نصب قليلا حالا من فاعل يؤمنون: أي فجمعا قليلا يؤمنون: أي المؤمن منهم قليل، وجائز إن نصب بمصدر محذوف: أي فإيمانا قليلا، أو نصب صفة لزمان محذوف: أي فزمانا قليلا يؤمنون ما يُؤْمِنُونَ كاف مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ ليس بوقف لأن الواو بعده للحال، ومثله في عدم الوقف كفروا، لأن جواب لما الأولى دلّ عليه جواب الثانية كَفَرُوا بِهِ حسن. وقيل كاف على استئناف ما بعده الْكافِرِينَ تام بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ تام: إن جعل محل أن رفعا خبر مبتدإ محذوف: أي هو أن يكفروا، أو جعل مبتدأ محذوف الخبر، وليس بوقف إن جعلت أن مبتدأ وما قبلها خبرا، أو جعلت بدلا من الضمير في به إن جعلت ما تامّة مِنْ عِبادِهِ حسن عَلى غَضَبٍ أحسن مُهِينٌ تام عَلَيْنا جائز: لأن ما بعده جملة مستأنفة الأخبار، وكذا بما وراءه لفصله بين الحكاية وبين كلام الله. قال السدي: بما وراءه أي القرآن لِما مَعَهُمْ حسن مِنْ قَبْلُ ليس بوقف لأن ما بعده شرط جوابه محذوف: أي إن كنتم آمنتم بما أنزل عليكم فلم قتلتم أنبياء الله، فهي جملة سيقت توكيدا لما قبلها، وقيل إن نافية بمعنى ما: أي ما كنتم مؤمنين لمنافاة ما صدر منكم الإيمان مُؤْمِنِينَ تام. اتفق علماء الرسم على وصل بئسما، والقاعدة في ذلك أن كل ما في أوّله اللام فهو مقطوع كما يأتي التنبيه عليه في محله ظالِمُونَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْبَيِّناتِ مفهوم الْقُدُسِ حسن. وقال أبو عمرو كاف اسْتَكْبَرْتُمْ صالح تَقْتُلُونَ كاف قُلُوبُنا غُلْفٌ صالح ما يُؤْمِنُونَ تام مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ ليس بوقف كَفَرُوا بِهِ حسن عَلَى الْكافِرِينَ تامّ. وقال أبو عمرو كاف مِنْ عِبادِهِ صالح عَلى غَضَبٍ كاف مُهِينٌ تام لِما مَعَهُمْ كاف مُؤْمِنِينَ تامّ ظالِمُونَ كاف فَوْقَكُمُ الطُّورَ حسن وَاسْمَعُوا حسن وَعَصَيْنا صالح بِكُفْرِهِمْ حسن مُؤْمِنِينَ تام صادِقِينَ تام أَيْدِيهِمْ كاف بِالظَّالِمِينَ

كاف: وثم لترتيب الأخبار الطُّورَ جائز، لأن ما بعده على إضمار القول: أي قلنا خذوا وَاسْمَعُوا حسن وَعَصَيْنا صالح بِكُفْرِهِمْ حسن مُؤْمِنِينَ تامّ: ومثله صادِقِينَ أيديهم كاف بِالظَّالِمِينَ تام. وقال أبو عمرو كاف عَلى حَياةٍ تام عند نافع لأن قوله: يودّ أحدهم عنده جملة في موضع الحال من قوله: ومن الذين أشركوا، ويجوز أن يكون ومن الذين أشركوا في موضع رفع خبرا مقدّما تقديره ومن الذين أشركوا قوم يودّ أحدهم لو يعمر ألف سنة، فعلى هذا يكون الوقف على حياة تاما، والأكثر على أن الوقف على أشركوا وهم المجوس، كان الرجل منهم إذا عطس قيل له زي هز رسال: أي عش ألف سنة، فاليهود أحرص على الحياة من المجوس الذين يقولون ذلك، وذلك أن المجوس كانت تحية ملوكهم هذا عند عطاسهم ومصافحتهم أَلْفَ سَنَةٍ حسن: وقيل كاف، لأن ما بعده يصلح أن يكون مستأنفا وحالا أَنْ يُعَمَّرَ أحسن: منه يَعْمَلُونَ تامّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ حسن: إن رفعت هدى لِلْمُؤْمِنِينَ تامّ وَمِيكالَ ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت لِلْكافِرِينَ تامّ بَيِّناتٍ كاف الْفاسِقُونَ تامّ، للاستفهام بعده عَهْداً ليس بوقف، لأن نبذه جواب لما قبله فَرِيقٌ مِنْهُمْ جائز لا يُؤْمِنُونَ تام: وقال أبو عمرو: كاف مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ ليس بوقف لأن جواب لما منتظر أُوتُوا الْكِتابَ جائز: إن جعل مفعول أوتوا الواو، والثاني الكتاب، وليس بوقف إن جعل الكتاب مفعولا أوّل، وكتاب الله مفعول نبذ كما أعربه السهيلي ووراء منصوب على الظرفية كذا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تام. وقال أبو عمرو كاف، وقيل تام: وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا تام. وقال أبو عمرو: كاف، كلاهما بناء على جعله معطوفا على ما قبله: أي وأحرص من الذين أشركوا وإن جعل متعلقا بما بعده فالوقف على حياة، وهو تامّ أَلْفَ سَنَةٍ كاف: وكذا أن يعمر بِما يَعْمَلُونَ تامّ: وكذا للمؤمنين، وعدوّ للكافرين، وقال أبو عمرو في الأخيرين: كاف

في السمين وَراءَ ظُهُورِهِمْ ليس بوقف، لأن كأنهم لا يعلمون جملة حالية وصاحبها فريق، والعامل فيها نبذ والتقدير مشبهين للجهال لا يَعْلَمُونَ كاف: ومثله عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ والوقف على وما كفر سليمان. قال نافع وجماعة، تامّ: وقال أبو عمرو: ليس بتامّ ولا كاف بل حسن، وعلى كل قول فيه البداءة بلكن، وهي كلمة استدراك يستدرك بها الإثبات بعد النفي، أو النفي بعد الإثبات وواقعة بين كلامين متغايرين، فما بعدها متعلق بما قبلها استدراكا وعطفا وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا حسن على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع نصب على الحال أو خبر لكن السِّحْرَ كاف إن جعلت ما نافية، ثم يبتدئ وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ أي لم ينزل عليهما سحر ولا باطل، وإنما أنزل عليهما الأحكام وأمرا بنصرة الحق وإبطال الباطل، وليس بوقف إن جعلت ما بمعنى الذي: أي ولكنّ الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر، والذي أنزل على الملكين بفتح اللام ومن قرأ بفتحها وقف على الملكين ويبتدئ ببابل هاروت وماروت، والذي قرأ بكسر اللام أراد بهما داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام، قوله: هاروت وماروت هما في موضع خفض عطف بيان في الأول والثاني عطف عليه، أو بدلان من الملكين، وبابل قال ابن مسعود: هي في سواد الكوفة، وهما لا ينصرفان للعلمية والعجمة أو العلمية والتأنيث. والوقف على هاروت وماروت تام سواء جعلت ما نافية أو بمعنى الذي، وبابل لا ينصرف أيضا وهو في موضع خفض للعلمية والتأنيث لأنه اسم بقعة، وقرأ الزهري والضحاك هاروت وماروت برفعهما خبر مبتدإ محذوف، فعلى هذه القراءة يوقف على بابل، أو ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بَيِّناتٍ كاف الْفاسِقُونَ تامّ، وقال أبو عمرو: كاف نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ جائز لا يُؤْمِنُونَ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف لا يَعْلَمُونَ كاف، وكذا ملك سليمان وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ تامّ. قاله نافع وجماعة. وقال أبو عمرو: ليس بتامّ ولا كاف، بل

مرفوعان بالابتداء وببابل الخبر: أي هاروت وماروت ببابل، فعلى هذه القراءة بهذا التقدير يكون الوقف على الملكين، وهذا الوقف أبعد من الأول لبعد وجهه عند أهل التفسير ونصبهما بإضمار أعني فيكون الوقف على بابل كافيا ونصبهما بدلا من الشياطين على قراءة نصب النون، وعلى هذه القراءة لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف. قوله وما كفر سليمان- ردّ على الشياطين، لأنهم زعموا أن سليمان استولى على الملك بالسحر الذي ادّعوه عليه فعلى هذا يكون قوله: وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ ردّا على اليهود، والسبب الذي من أجله أضافت اليهود السحر إلى سليمان بزعمهم فأنزل الله براءته، وما ذاك إلا أن سليمان كان جمع كتب السحر تحت كرسيه لئلا يعمل به، فلما مات ووجدت الكتب قالت الشياطين بهذا كان ملكه، وشاع في اليهود أن سليمان كان ساحرا، فلما بعث الله محمدا صلّى الله عليه وسلّم بالرسالة خاصموه بتلك الكتب وادّعوا أنه كان ساحرا، فأنزل الله وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ الآية، فأنزل الله براءته حَتَّى يَقُولا ليس بوقف لفصله بين القول والمقول، وحتى هنا حرف جرّ، وتكون حرف عطف، وتكون حرف ابتداء تقع بعدها الجمل كقوله: [الطويل] فما زالت القتلى تمجّ دماءها ... بدجلة حتّى ماء دجلة أشكل والغاية معنى لا يفارقها في هذه الأحوال الثلاثة: إما في القوّة أو ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ هو حسن وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا صالح يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ كاف إن جعلت ما جحدا، وإن جعلت بمعنى الذي لم يوقف على ذلك هارُوتَ وَمارُوتَ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف فَلا تَكْفُرْ كاف إن جعل ما بعده معطوفا على ما تقدّم، وحسن إن جعل ما بعده مستأنفا: أي فهم يتعلمون بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ حسن إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كاف وَلا يَنْفَعُهُمْ حسن مِنْ خَلاقٍ صالح. وقال أبو عمرو فيهما: كاف لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ اثنان أوّلهما صالح وثانيهما تامّ. وقال أبو عمرو في الأول كاف، وفي

الضعف أو غيرها فَلا تَكْفُرْ كاف إن جعل ما بعده معطوفا على يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وعلى المعنى: أي فلا تكفر فيأتون فيتعلمون، وقيل عطف على محل وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا لأن موضعه رفع، أو على خبر مبتدإ محذوف: أي فهم يتعلمون وَزَوْجِهِ، وبِإِذْنِ اللَّهِ، وَلا يَنْفَعُهُمْ كلها حسان لَمَنِ اشْتَراهُ ليس بوقف، لأن قوله: ما لَهُ جواب القسم، فإن اللام في لَمَنِ اشْتَراهُ موطئة للقسم، ومن شرطية في محل رفع بالابتداء وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ جواب القسم مِنْ خَلاقٍ حسن، وكذا يُعَلِّمُونَ الأول وَاتَّقَوْا ليس بوقف، لأن جواب لو بعد ويَعْلَمُونَ الثاني تامّ، لأنه آخر القصة راعِنا ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، وجائز لمن قرأ راعِنا بالتنوين، وتفسيرها لا تقولوا حقّا مأخوذ من الرعونة، والوقف عليها في هذه القراءة سائغ وَاسْمَعُوا حسن أَلِيمٌ تامّ مِنْ رَبِّكُمْ كاف مَنْ يَشاءُ أكفى الْعَظِيمِ تامّ أَوْ نُنْسِها ليس بوقف لأن قوله: نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها جواب الشرط كأنه قال: أيّ آية ننسخها أو ننسأها نأت بخير منها أَوْ مِثْلِها حسن. وقال أبو حاتم السجستاني تامّ، وغلطه ابن الأنباري وقال لأن قوله: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تثبيت وتسديد لقدرة الله تعالى على المجيء بما هو خير من الآية المنسوخة وبما هو أسهل فرائض منها قَدِيرٌ تامّ للاستفهام بعده وَالْأَرْضِ كاف للابتداء بعده بالنفي وَلا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الثاني تامّ، لأنه آخر القصة وَاسْمَعُوا كاف عَذابٌ أَلِيمٌ تام، وأبو عمرو عكس ذلك مِنْ رَبِّكُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف مَنْ يَشاءُ كاف الْعَظِيمِ تامّ أَوْ مِثْلِها حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وقيل تامّ قَدِيرٌ تامّ وَالْأَرْضِ مفهوم. وقال أبو عمرو: كاف وَلا نَصِيرٍ صالح مِنْ قَبْلُ تامّ سَواءَ السَّبِيلِ تامّ. وقال أبو عمرو في الثلاثة كاف كُفَّاراً كاف، وقيل تام، نقل الأصل الأول عن أبي حاتم. ثم قال: وليس عندي بكاف ولا جيد إن نصب حسدا بالعامل قبله، وإنما يكون

نَصِيرٍ تامّ للابتداء بالاستفهام بعده مِنْ قَبْلُ تامّ للابتداء بالشرط السَّبِيلِ تامّ كُفَّاراً كاف إن نصب حسدا بمضمر غير الظاهر، لأن حسدا مصدر فعل محذوف: أي يحسدونكم حسدا، وهو مفعول له: أي يردّونكم من بعد إيمانكم كفارا لأجل الحسد، وليس بوقف إن نصب حسدا بالعامل قبله سواء نصب حسدا على أنه مصدر أو أنه مفعول له، إذ لا يفصل بين العامل والمعمول بالوقف الْحَقُّ حسن بِأَمْرِهِ أحسن منه قَدِيرٌ تامّ الزَّكاةَ حسن عِنْدَ اللَّهِ أحسن منه بَصِيرٌ تامّ أَوْ نَصارى حسن أَمانِيُّهُمْ أحسن منه صادِقِينَ تامّ بَلى ليس بوقف، لأن بلى وما بعدها جواب للنفي السابق. والمعنى أن اليهود قالوا: لن يدخل الجنة أحد إلا من كان يهوديا، والنصارى قالوا: لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانيا، فقيل لهم بلى يدخلها من أسلم وجهه، فقوله بلى ردّ للنفي في قولهم لن يدخل الجنة أحد، وتقدم ما يغني عن إعادته عِنْدَ رَبِّهِ جائز، وقرئ شاذا وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ بحذف المضاف إليه وإبقاء المضاف على حاله بلا تنوين: أي ولا خوف شيء عليهم يَحْزَنُونَ تامّ عَلى شَيْءٍ في الموضعين جائز، والأول أجود لأن الواو في قوله: وهم يتلون الكتاب للحال يَتْلُونَ الْكِتابَ حسن على أن الكاف في كذلك متعلقة بقول أهل الكتاب: أي قال الذين لا يعلمون، وهم مشركو العرب مثل قول اليهود والنصارى، فهم في الجهل سواء، ومن وقف على كذلك ذهب إلى أن الكاف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كافيا إن نصب بمضمر سواء فيهما نصب بأنه مصدر أو مفعول له وتقدير المضمر يحسدونكم أو يردّونكم ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ كاف وكذا بأمره قَدِيرٌ تامّ وَآتُوا الزَّكاةَ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف عِنْدَ اللَّهِ كاف بَصِيرٌ تامّ أَوْ نَصارى كاف تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ حسن. وقال أبو عمرو كاف. وقيل تامّ صادِقِينَ كاف وقيل حسن بَلى تقدّم عِنْدَ رَبِّهِ جائز، وكذا لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ تامّ عَلى شَيْءٍ في الموضعين مفهوم يَتْلُونَ الْكِتابَ كاف كَذلِكَ ليس بوقف

راجعة إلى تلاوة اليهود وجعل وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ راجعا إلى النصارى: أي والنصارى يتلون الكتاب كتلاوة اليهود، وأن أحد الفريقين يتلو الكتاب كما يتلو الفريق الآخر، فكلا الفريقين أهل كتاب، وكل فريق أنكر ما عليه الآخر، وهما أنكرا دين الإسلام كإنكار اليهود النصرانية وإنكار النصارى اليهودية من غير برهان ولا حجة، وسبيلهم سبيل من لا يعرف الكتاب من مشركي العرب، فكما لا حجة لأهل الكتاب لإنكارهم دين الإسلام لا حجة لمن ليس له كتاب وهم مشركو العرب فاستووا في الجهل مِثْلَ قَوْلِهِمْ حسن، لأن فالله مبتدأ مع فاء التعقيب، قاله السجاوندي يَخْتَلِفُونَ تامّ فِي خَرابِها حسن خائِفِينَ كاف، لأن ما بعده مبتدأ وخبر، ولو وصل لصارت الجملة صلة لهم لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ جائز عَظِيمٌ تامّ وَالْمَغْرِبُ حسن تُوَلُّوا ليس بوقف، لأن ما بعده جواب الشرط، لأن أين اسم شرط جازم وما زائدة وتولوا مجزوم بها، وزيادة ما ليست لازمة لها بدليل قوله: أين تصرف بنا العداة تجدنا ... وهي ظرف مكان والناصب لها ما بعدها وَجْهُ اللَّهِ كاف عَلِيمٌ تامّ على قراءة ابن عامر قالوا: بلا واو أو بها وجعلت استئنافا، وإلا فالوقف على ذلك حسن، لأنه من عطف الجمل سُبْحانَهُ صالح: أي تنزيها له عما نسبه إليه المشركون فلذلك صلح الوقف على سبحانه وَالْأَرْضِ كاف لأن ما بعده مبتدأ وخبر قانِتُونَ تام وَالْأَرْضِ جائز لأن إذا، إذا أجيب بالفاء كانت شرطية كُنْ جائز إن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ومن وقف عليه جعله راجعا إلى تلاوة اليهود وجعل وهم يتلون الكتاب راجعا إلى النصارى أي والنصارى يتلون الكتاب كتلاوة اليهود مِثْلَ قَوْلِهِمْ صالح يَخْتَلِفُونَ تامّ فِي خَرابِها صالح. وقال أبو عمرو كاف خائِفِينَ كاف عَذابٌ عَظِيمٌ تامّ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ كاف واسِعٌ عَلِيمٌ تامّ إن قرئ قالوا بلا واو أو بالواو وجعلت استئنافا وإلا فالوقف على ذلك كاف، وأطلق أبو عمرو أن الوقف عليه كاف سُبْحانَهُ مفهوم وَالْأَرْضِ كاف قانِتُونَ تام السَّماواتِ وَالْأَرْضِ

رفع فيكون خبر مبتدإ محذوف تقديره، فهو وليس بوقف لمن نصب يكون على جواب الأمر أو عطفا على يقول فعلى هذين الوجهين لا يوقف على كُنْ لتعلق ما بعده به من حيث كونه جوابا له فَيَكُونُ تامّ على القراءتين أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ حسن، ومثله: مثل قولهم تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ كاف يُوقِنُونَ تامّ وَنَذِيراً حسن على قراءة ولا تسأل بفتح التاء والجزم، وهي قراءة نافع، وهي تحتمل وجهين. أحدهما: أن يكون أمره الله بترك السؤال، والثاني أن يكون المعنى على تفخيم ما أعدّ لهم من العقاب. أو هو من باب تأكيد النهى نحو لا تأكل السمك ولا تشرب اللبن، ومن قرأ بضم التاء والرفع استئنافا له وجهان أيضا: أحدهما أن يكون حالا من قوله إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ فيكون منصوب المحل معطوفا على بشيرا ونذيرا: أي إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا: وغير مسئول عن أصحاب الجحيم، فعلى هذه القراءة لا يوقف على ونذيرا إلا على تسامح. الثاني أن تكون الواو للاستئناف، ويكون منقطعا عن الأول على معنى ولن تسأل أو ولست تسأل أو ولست تؤاخذ فهو على هذا منقطع عما قبله فيكون الوقف على ونذيرا كافيا الْجَحِيمِ تامّ مِلَّتَهُمْ حسن: ومثله الهدى مِنَ الْعِلْمِ ليس بوقف، لأن نفى الولاية والنصرة متعلق بشرط اتباع أهوائهم فكان في الإطلاق خطر، فلذلك جاء الجواب ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ لأن اللام في وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ مؤذنة بقسم مقدّر قبلها، فلا يفصل بين الشرط وجوابه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ صالح كُنْ جائز، وقال أبو عمرو كاف، هذا إن رفع فيكون خبر مبتدإ محذوف وإلا لم يوقف عليه فَيَكُونُ تامّ على القراءتين، ومثل ذلك يأتي في أمثاله الواقعة في القرآن أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ كاف: وكذا مثل قولهم، وتشابهت قلوبهم يُوقِنُونَ تامّ وَنَذِيراً حسن: إن قرئ وَلا تُسْئَلُ بفتح التاء، والجزم أو بضمها والرفع استئنافا، فإن رفع حالا فالوقف على ذلك جائز أَصْحابِ الْجَحِيمِ كاف مِلَّتَهُمْ حسن هُوَ الْهُدى صالح وَلا نَصِيرٍ تامّ يُؤْمِنُونَ بِهِ حسن. وقال أبو عمرو كاف،

بالوقف وكذا يقال فيما يأتي وَلا نَصِيرٍ تامّ يُؤْمِنُونَ بِهِ حسن: وقيل تامّ، الذين مبتدأ، وفي خبره قولان: أحدهما أنه يتلونه وتكون جملة أولئك مستأنفة، والثاني أن الخبر هو أولئك يؤمنون به ويكون يتلونه في محل نصب حالا من المفعول في آتيناهم، وعلى كلا القولين هي حال مقدرة، لأن وقت الإيتاء لم يكونوا تالين، ولا كان الكتاب متلوا. وقال أبو البقاء: ولا يجوز أن يكون يتلونه خبرا لئلا يلزم أن كل مؤمن يتلو الكتاب حق تلاوته بأيّ تفسير فسرت التلاوة، وكذا جعله حالا، لأنه ليس كل مؤمن على حالة التلاوة بأي تفسير فسرت التلاوة وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ ليس بوقف لأن جواب الشرط لم يأت فلا يفصل بين الشرط وجوابه بالوقف الْخاسِرُونَ تام الْعالَمِينَ كاف عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً جائز يُنْصَرُونَ تامّ، قرأ ابن عامر إبراهام بألف بعد الهاء في جميع ما في هذه السورة ومواضع أخر، وجملة ذلك ثلاثة وثلاثون موضعا، وما بقي بالياء فَأَتَمَّهُنَّ وإِماماً، وذُرِّيَّتِي كلها حسان الظَّالِمِينَ كاف وَأَمْناً حسن: على قراءة واتخذوا بكسر الخاء أمرا لأنه يصير مستأنفا، ومن قرأ بفتح الخاء ونسق التلاوة على جعلنا فلا يوقف على وأمنا لأن واتخذوا عطف على وَإِذْ جَعَلْنَا كأنه قال: واذكروا إذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا، وإذ اتخذوا مُصَلًّى حسن: على القراءتين السُّجُودِ تامّ مِنَ الثَّمَراتِ ليس وقفا، لأن من آمن بدل بعض من كل من أهله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ حسن. وقيل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وذلك يجعل أولئك يؤمنون به خبر الذين آتيناهم الكتاب ومن أجاز الوقف على حق تلاوته جعل يتلونه حق تلاوته خبر الذين آتيناهم الكتاب الْخاسِرُونَ تامّ عَلَى الْعالَمِينَ كاف عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً حسن وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ كاف: وقال أبو عمرو تامّ فَأَتَمَّهُنَّ صالح وكذا إماما، ومن ذرّيتي الظَّالِمِينَ كاف: وقال أبو عمرو تامّ وَأَمْناً حسن على قراءة واتخذوا بكسر الخاء على الأمر، وجائز على قراءته بفتحها على الخبر مُصَلًّى حسن على القراءتين، وقال أبو عمرو كاف وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ

تامّ لأن ما بعده من قول الله لما روى عن مجاهد في هذه الآية. قال استرزق إبراهيم لمن آمن بالله واليوم الآخر قال تعالى ومن كفر فأرزقه عَذابِ النَّارِ جائز الْمَصِيرُ تامّ وَإِسْماعِيلُ كاف، إن جعل ربنا مقولا له ولإبراهيم: أي يقولان ربنا، ومن قال إنه مقول إسماعيل وحده وقف على البيت ويكون قوله وإسماعيل مبتدأ وما بعده الخبر، وقد أنكر أهل التأويل هذا الوجه ولم يذكر أحد منهم فساده. والذي يظهر والله أعلم أنه من جهة أن جمهور أهل العلم أجمعوا على أن إبراهيم وإسماعيل كلاهما رفعا القواعد من البيت، فمن قال إنه من مقول إسماعيل وحده، وإن إسماعيل كان هو الداعي وإبراهيم هو الباني وجعل الواو للاستئناف قد أخرجه من مشاركته في رفع القواعد، والصحيح أن الضمير لإبراهيم وإسماعيل تَقَبَّلْ مِنَّا حسن الْعَلِيمُ تامّ مُسْلِمَةً لَكَ حسن مَناسِكَنا صالح: ومثله علينا الرَّحِيمُ تامّ مِنْهُمْ ليس بوقف لأن يتلو صفة للرسول كأنه قال رسولا منهم تاليا وَيُزَكِّيهِمْ حسن الْحَكِيمُ تامّ نَفْسَهُ كاف لفصله بين الاستفهام والإخبار فِي الدُّنْيا حسن: وليس منصوصا عليه الصَّالِحِينَ أحسن منه. وقيل كاف على أن العامل في إذ قال أسلمت: أي حين أمره بالإسلام. قال أسلمت أو يجعل ما بعده بمعنى اذكر إذ قال له ربه أسلم. وليس بوقف إن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف: وقال أبو عمرو تامّ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ تام إِلى عَذابِ النَّارِ جائز وَبِئْسَ الْمَصِيرُ كاف وَإِسْماعِيلُ كاف، إن جعل ربنا مقولا له ولإبراهيم: أي يقولان ربنا، ومن قال إنه مقول له وحده وقف على البيت تَقَبَّلْ مِنَّا مفهوم: وقال أبو عمرو كاف السَّمِيعُ الْعَلِيمُ تامّ، وقال أبو عمرو أكفى مما قبله، وقال ابن الأنباري مُسْلِمَيْنِ لَكَ حسن أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ كاف مَناسِكَنا صالح وَتُبْ عَلَيْنا مفهوم، وقال أبو عمرو كاف الرَّحِيمُ تامّ وَيُزَكِّيهِمْ صالح، وقال أبو عمرو كاف الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ تامّ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ كاف: وكذا في الدنيا لَمِنَ الصَّالِحِينَ مفهوم أَسْلِمْ كاف الْعالَمِينَ تامّ بَنِيهِ جائز وَيَعْقُوبُ

جعل منصوب المحل من قوله قبله: ولقد اصطفيناه في الدنيا كأنه قال ولقد اصطفيناه حين قال له ربه أسلم، فإذ منصوب المحل لأنه ظرف زمان، واختلفوا في قوله: إذ قال له ربه أسلم متى قيل له ذلك أبعد النبوّة أم قبلها؟ والصحيح أنه كان قبلها حين أفلت الشمس. فقال إني بريء مما تشركون وكان القول له إلهاما من الله تعالى فأسلم لما وضحت له الآيات وأتته النبوة وهو مسلم. وقال قوم معنى قوله: إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ أي استقم على الإسلام وثبت نفسك عليه وكان القول له بوحي وكان ذلك بعد النبوّة والله أعلم بالصواب. قاله النكزاوي أَسْلِمْ كاف الْعالَمِينَ تامّ بَنِيهِ حسن: إن رفع ويعقوب على الابتداء: أي ويعقوب وصى بنيه فالقول والوصية منه وليس بوقف إن عطف على إبراهيم: أي ووصى يعقوب بنيه، لأن فيه فصلا بين المعطوف والمعطوف عليه، وكذا لا يوقف على بنيه على قراءة يعقوب بالنصب عطفا على بنيه: أي ووصى إبراهيم يعقوب ابن ابنه إسحاق بجعل الوصية من إبراهيم والقول من يعقوب وَيَعْقُوبُ أحسن منه للابتداء بعده بياء النداء يا بَنِيَّ ليس بوقف لآن في الكلام إضمار القول عند البصريين وعند الكوفيين لإجراء الوصية مجرى القول وأن الله هو القول المحكى، فلذا لم يجز الوقف على ما قبله لفصله بين القول والمقول مُسْلِمُونَ تامّ، لأن أم بمعنى ألف الاستفهام الإنكاري: أي لم تشهدوا وقت حضور أجل يعقوب فكيف تنسبون إليه ما لا يليق به. وقيل لا تموتن إلا وأنتم مسلمون: أي محسنون الظن بالله تعالى الْمَوْتُ ليس بوقف لأنّ إذ بدل من إذ الأولى ومن قطعها ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أجوز منه وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ كاف، وكذا مِنْ بَعْدِي وإله آبائك: صالح، إن نصب ما بعده بفعل أي يعنون إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، وليس بوقف إن جر ذلك بالبدلية من آبائك، وهو ما عليه الأكثر إِلهاً واحِداً كاف: إن جعلت الجملة بعده مستأنفة وليس بوقف إن جعلت حالا مُسْلِمُونَ حسن: على الوجهين قَدْ

عنها وقف على الموت إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ليس بوقف أيضا لفصله بين القول والمقول مِنْ بَعْدِي حسن، ومثله آبائِكَ إن نصب ما بعده بفعل مقدّر وليس بوقف إن جرّت الثلاثة بدل تفصيل من آبائك وَإِسْحاقَ ليس بوقف، لأن إلها منصوب على الحال ومعناه نعبد إلها في حال وحدانيته فلا يفصل بين المنصوب وناصبه، وكذا لا يوقف على إسحاق إن نصب إلها على أنه بدل من إلهك بدل نكرة موصوفة من معرفة كقوله: بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ، والبصريون لا يشترطون الوصف مستدلين بقوله: [الوافر] فلا وأبيك خير منك إنّي ... ليؤذيني التّحمحم والصّهيل فخير بدل من أبيك وهو نكرة غير موصوفة واحِداً حسن: وقيل كاف إن جعلت الجملة بعده مستأنفة وليس بوقف إن جعلت حالا أي نعبده في حال الإسلام مُسْلِمُونَ تامّ قَدْ خَلَتْ حسن هنا وفيما يأتي لاستئناف ما بعده، ومثله كَسَبَتْ هنا وفيما يأتي. وكذا كَسَبْتُمْ هنا وفيما يأتي على استئناف ما بعده، وقال أبو عمرو في الثلاثة كاف يَعْمَلُونَ تامّ أَوْ نَصارى ليس بوقف لأن تهتدوا مجزوم على جواب الأمر، والأصل فيه تهتدون، فحذفت النون للجازم عطفا على جواب الأمر ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ خَلَتْ هنا وفيما يأتي صالح لَها ما كَسَبَتْ هنا وفيما يأتي: مفهوم وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ هنا وفيما يأتي صالح. وقال أبو عمرو في الثلاثة كاف يَعْمَلُونَ تامّ تَهْتَدُوا حسن. وقال أبو عمرو تامّ حَنِيفاً صالح إن جعل ما بعده من مقول القول: أي قل بل ملة إبراهيم، وقل ما كان إبراهيم من المشركين، وكاف إن جعل ذلك استئنافا، وأطلق أبو عمرو أنه كاف مِنَ الْمُشْرِكِينَ تامّ، وكذا: ونحن له مسلمون فَقَدِ اهْتَدَوْا حسن. وقال أبو عمرو كاف فِي شِقاقٍ صالح، وكذا قوله: فسيكفيكهم الله الْعَلِيمُ تامّ صِبْغَةَ اللَّهِ صالح وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً صالح. وقال أبو عمرو كاف لَهُ عابِدُونَ تامّ وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ صالح وَلَكُمْ

تَهْتَدُوا حسن: وقال أبو عمرو تامّ حَنِيفاً صالح: إن جعل ما بعده من مقول القول: أي قل بل ملة إبراهيم، وقل ما كان إبراهيم، وعلى هذا التقدير لا ينبغي الوقف على حنيفا إلا على تجوّز لأن ما بعده من تمام الكلام الذي أمر النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يقوله، وكاف: إن جعل ذلك استئنافا وانتصب ملة على أنه خبر كان أي بل تكون ملة إبراهيم أي أهل ملة: أو نصب على الإغراء أي الزموا ملة، أو نصب بإسقاط حرف الجر، والأصل نقتدي بملة إبراهيم، فلما حذف حرف الجرّ انتصب مِنَ الْمُشْرِكِينَ تامّ مِنْ رَبِّهِمْ جائز: ومثله منهم مُسْلِمُونَ تامّ فَقَدِ اهْتَدَوْا حسن: ومثله فِي شِقاقٍ للابتداء بالوعد مع الفاء فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ صالح: لاحتمال الواو بعده للابتداء والحال الْعَلِيمُ تامّ: إن نصب ما بعده على الإغراء أي الزموا، والصبغة دين الله، وليس بوقف إن نصب بدلا من ملة صِبْغَةَ اللَّهِ حسن صِبْغَةَ أحسن منه: لاستئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال عابِدُونَ تامّ وَرَبُّكُمْ حسن: ومثله أعمالكم مُخْلِصُونَ كاف: إن قرئ أم يقولون بالغيبة. وجائز على قراءته بالخطاب، ولا وقف من قوله: أم يقولون إلى قوله: أو نصارى، فلا يوقف على أم يقولون، ولا على الأسباط لأن كانوا خبر إن، فلا يوقف على اسمها دون خبرها أَوْ نَصارى كاف: على القراءتين. وقال الأخفش تامّ: على قراءة من قرأ أم تقولون بالخطاب لأن من قرأ به جعله استفهاما متصلا بما قبله، ومن قرأ بالغيبة جعله استفهاما منقطعا عن الأول فساغ أن يكون جوابه ما بعده أَمِ اللَّهُ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أَعْمالُكُمْ صالح مُخْلِصُونَ كاف: على قراءة أم يقولون بالغيبة، وصالح على قراءته بالخطاب لأن المعنى حينئذ: اتحاجوننا في الله، أم تقولون إن الأنبياء كانوا على دينكم أَوْ نَصارى كاف أَمِ اللَّهُ تامّ مِنَ اللَّهِ حسن. وقال أبو عمرو كاف عَمَّا تَعْمَلُونَ تامّ، وكذا كانُوا يَعْمَلُونَ كانُوا عَلَيْها كاف وَالْمَغْرِبُ

تامّ مِنَ اللَّهِ حسن تَعْمَلُونَ تامّ عَلَيْها كاف: للابتداء بالأمر وَالْمَغْرِبُ جائز: وليس منصوصا عليه مُسْتَقِيمٍ تامّ شَهِيداً، وعَقِبَيْهِ، وهَدَى اللَّهُ كلها حسان إِيمانَكُمْ كاف: للابتداء بإن رَحِيمٌ تام فِي السَّماءِ صالح: لأن الجملتين وإن اتفقا فقد دخل الثانية حرفا توكيد يختصان بالقسم والقسم مصدر. قاله السجاوندي تَرْضاها جائز: لأن الفاء لتعجيل الموعد الْحَرامِ حسن شَطْرَهُ أحسن منه مِنْ رَبِّهِمْ كاف يَعْمَلُونَ تامّ بِكُلِّ آيَةٍ ليس بوقف لأن قوله: ما تبعوا قبلتك جواب الشرط قِبْلَتَكَ جائز قِبْلَتَهُمْ حسن بَعْضٍ أحسن منه مِنَ الْعِلْمِ ليس بوقف لأن إنك جواب القسم، لا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف الظَّالِمِينَ تامّ أَبْناءَهُمْ حسن وَهُمْ يَعْلَمُونَ تامّ: على أن الحق مبتدأ وخبره من ربك أو مبتدأ والخبر محذوف أي الحق من ربك يعرفونه أو الحق خبر مبتدإ محذوف أي هو الحق من ربك، أو مرفوع بفعل مقدّر أي جاءك الحق من ربك، فعلى هذه الوجوه يكون تامّا وليس بوقف إن نصب الحق بدلا من الحق أي ليكتمون الحق من ربك، وعلى هذا لا يوقف على يعلمون لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ جائز الْمُمْتَرِينَ تامّ الْخَيْراتِ حسن، ومثله جميعا قَدِيرٌ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ صالح مُسْتَقِيمٍ تامّ، وكذا: عليكم شهيدا عَلى عَقِبَيْهِ كاف هَدَى اللَّهُ حسن. وقال أبو عمرو تامّ إِيمانَكُمْ كاف رَحِيمٌ تامّ فِي السَّماءِ حسن قِبْلَةً تَرْضاها مفهوم، وكذا الْمَسْجِدِ الْحَرامِ، وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ حسن وقال أبو عمرو كاف مِنْ رَبِّهِمْ كاف، وكذا عَمَّا يَعْمَلُونَ، ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ مفهوم بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ حسن بِتابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ حسن. وقال أبو عمرو كاف لَمِنَ الظَّالِمِينَ تامّ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ كاف وَهُمْ يَعْلَمُونَ تامّ، وكذا: الحق من ربك، والممترين الْخَيْراتِ حسن، وكذا جميعا. وقال أبو عمرو فيهما كاف قَدِيرٌ تامّ وقال أبو عمرو: كاف الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كاف، وكذا: للحق من ربك

تامّ الْحَرامِ كاف: ومثله من ربك عَمَّا يَعْمَلُونَ تامّ: سواء قرئ بتاء الخطاب أو بياء الغيبة الْحَرامِ الأخير حسن شَطْرَهُ ليس بوقف للام العلة بعده ولا يوقف على حجة إن كان الاستثناء متصلا، وعند بعضهم يوقف عليه إن كان منقطعا لأنه في قوة لكن فيكون ما بعده ليس من جنس ما قبله. واخشوني بإثبات الياء وقفا ووصلا، ومثله في إثبات الياء: فاتبعوني يحببكم الله، في آل عمران وفي الأنعام: قُلْ إِنَّنِي هَدانِي، وفي الأعراف: فَهُوَ الْمُهْتَدِي، وفي هود: فَكِيدُونِي، وفي يوسف: أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي، وفيها: ما نَبْغِي، وفي الحجر: أَبَشَّرْتُمُونِي، وفي الكهف: فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي، وفي مريم: فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ، وفي طه: فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي، وفي القصص: أَنْ يَهْدِيَنِي، وفي يس: وَأَنِ اعْبُدُونِي، وفي المنافقين: لَوْلا أَخَّرْتَنِي هذه كلها بالياء الثابتة كما هي في مصحف عثمان بن عفان، وما ثبت فيه لم يجز حذفه في التلاوة بحال، لا في الوصل ولا في الوقف، وقطعوا حيث عن ما في وحيث ما كنتم في الموضعين وَاخْشَوْنِي جائز، وتبتدئ: ولأتمّ نعمتي، وكذا كل لام قبلها واو ولم يكن معطوفا على لام كي قبلها، فإن عطف على لام قبلها كقوله تعالى: وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ فإنه معطوف على لتبتغوا فضلا، لأن لام العلة في التعلق كلام كي، فلا يوقف على فضلا من ربكم، ولا على مبصرة لشدة التعلق كما سيأتي تَهْتَدُونَ تام إن علق كما بقوله: فَاذْكُرُونِي، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عَمَّا يَعْمَلُونَ تامّ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ صالح وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ تامّ: إن علق ما بعده بقوله بعد فاذكروني، وليس بوقف إن علق ذلك بقوله قبل ولأتمّ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ كاف وَلا تَكْفُرُونِ تامّ وَالصَّلاةِ كاف: وكذا مَعَ الصَّابِرِينَ، وأَمْواتٌ، ولا تَشْعُرُونَ وَالثَّمَراتِ حسن، وقال أبو عمرو: كاف وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ تامّ. وقال أبو عمرو كاف: هذا إن جعل الذين مبتدأ خبره أولئك إلخ، وليس

وليس بوقف إن علق بقوله قبل: ولأتمّ: أي فاذكروني كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ فإن جزاء هذه النعمة هو ذكرى والشكر لي، وعلى هذا لا يوقف على تعلمون لتعلق الكاف بما بعدها من قوله فاذكروني، ولا يوقف على تهتدون إن علقت الكاف بما قبلها من ولأتمّ، والمعنى على هذا أن الله أمرهم بالخشية ليتمّ نعمته عليهم في أمر القبلة كما أنعم عليهم بإرسال الرسول، وعلى هذا التأويل يوقف على تعلمون أَذْكُرْكُمْ كاف على أن الكاف من قوله كما متعلقة بما قبلها وَلا تَكْفُرُونِ تام للابتداء بالنداء وَالصَّلاةِ جائز عند بعضهم، وبعضهم لم يقف عليه، وجعل قوله: إِنَّ اللَّهَ جواب الأمر، ومثله يقال في وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وفي النهي ولا تعتدوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ كاف، ومثله: أموات، وكذا: لا تشعرون، والثمرات الصَّابِرِينَ تامّ: إن رفع الذين مبتدأ، وخبره أولئك، أو رفع خبر مبتدإ محذوف تقديره هم الذين، وكاف إن نصب بأعني مقدرا، وليس بوقف إن جعل نعتا للصابرين أو بدلا منهم، لأنه لا يفصل بين النعت والمنعوت، ولا بين البدل والمبدل منه بالوقف مُصِيبَةٌ ليس بوقف، لأن قالوا جواب إذا راجِعُونَ تام: ما لم يجعل أولئك خبرا لقوله: الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ فلا يفصل بين المبتدإ والخبر بالوقف وَرَحْمَةٌ جائز الْمُهْتَدُونَ تامّ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ كاف، ومن وقف على جُناحَ وابتدأ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما ليدلّ على أن السعي بين الصفا والمروة واجب فعليه إغراء: أي عليه الطواف، وإغراء الغائب ضعيف، والفصيح إغراء ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بوقف إن جعل ذلك نعتا للصابرين. وأولئك مبتدأ خبره ما بعده بل الوقف على راجعون وهو وقف تامّ وَرَحْمَةٌ صالح الْمُهْتَدُونَ تامّ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ كاف أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما حسن وقال أبو عمرو كاف شاكِرٌ عَلِيمٌ تامّ وكذا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ولا بأس بالوقف على: أجمعين خالِدِينَ فِيها كاف. وقال أبو عمرو صالح وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ تامّ إِلهٌ واحِدٌ جائز الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ تام: وكذا:

المخاطب. يروى أن المسلمين امتنعوا من الطواف بالبيت لأجل الأصنام التي كانت حوله للمشركين، فأنزل الله هذه الآية: أي فلا إثم عليه في الطواف في هذه الحالة. وقيل إن الصفا والمروة كانا آدميين فزنيا في جوف الكعبة فمسخا فكره المسلمون الطواف بهما، فأنزل الله الرخصة في ذلك أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما حسن. وقيل كاف شاكِرٌ عَلِيمٌ تام فِي الْكِتابِ ليس بوقف، لأن أولئك خبر إن فلا يفصل بين اسمها وخبرها بالوقف، ومثله اللاعنون للاستثناء بعده أَتُوبُ عَلَيْهِمْ جائز الرَّحِيمُ تامّ وَهُمْ كُفَّارٌ ليس بوقف، لأن خبر إن لم يأت بعد أَجْمَعِينَ ليس بوقف ولم ينص أحد عليه، ولعل وجه عدم حسنه أن خالدين منصوب على الحال من ضمير عليهم ومن حيث كونه رأس آية يجوز خالِدِينَ فِيها حسن. وقال أبو عمرو صالح، لأن ما بعده يصلح أن يكون مستأنفا وحالا يُنْظَرُونَ تامّ إِلهٌ واحِدٌ جائز، لأن ما بعده يصلح أن يكون صفة أو استئناف إخبار الرَّحِيمُ تامّ: ولا وقف من قوله: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ إلى يَعْقِلُونَ فلا يوقف على الأرض، ولا على النهار، ولا على الناس ولا بعد موتها، ولا بين السماء والأرض لأن العطف يصير الأشياء كالشيء الواحد يَعْقِلُونَ تام. فإن قيل: لم ذكر في هذه الآية أدلة ثمانية وختمها بيعقلون، وفي آخر آل عمران ذكر ثلاثة وختمها بأولي الألباب فلم لا عكس؟ لأن ذا اللب أحضّ وأقوى على إتقان الأدلة الكثيرة والنظر فيها من ذي العقل، كذا أفاده بعض مشايخنا كَحُبِ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لقوم يعقلون كَحُبِّ اللَّهِ حسن. وقال أبو عمرو كاف أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ حسن: وقال أبو عمرو تامّ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ مفهوم لمن قرأ ولو ترى بالتاء الفوقية وكسر الهمزة من: أن القوّة لله وإنّ الله شديد العذاب، وإلا فليس بوقف، بل الوقف على شديد العذاب، وهو وقف صالح بِهِمُ الْأَسْبابُ صالح. وقال أبو عمرو: كاف مِنَّا صالح حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ كاف مِنَ النَّارِ تامّ طَيِّباً صالح، وكذا:

اللَّهِ حسن، ومثله حُبًّا لِلَّهِ وقال أبو عمرو فيهما تام الْعَذابَ حسن لمن قرأ: ولو ترى بالتاء الفوقية وكسر الهمزة من أن القوّة لله وأن الله شديد العذاب، وهو نافع ومن وافقه من أهل المدينة، وحذف جواب لو تقديره لرأيت كذا وكذا والفاعل السامع مضمرا كقول الشاعر: [الطويل] فلو أنّها نفس تموت سوية ... ولكنّها نفس تساقط أنفسا أراد لو ماتت في مرة واحدة لاستراحت، ومن فتح أن فالوصل أولى لأن التقدير ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب لعلموا أن القوّة لله فأن من صلة الجواب إلا أنه حذف الجواب لأن في الكلام ما يدل عليه أو هي منصوبة بيرى: أي ولو يرى الذين ظلموا وقت رؤيتهم العذاب أن القوّة لله جميعا لرأيتهم يقولون إن القوّة لله جميعا، فعلى هذين لا يوقف على العذاب شَدِيدُ الْعَذابِ حسن من حيث كونه رأس آية وليس وقفا، لأن إذ بدل من إذ قبله الْأَسْبابُ كاف مِنَّا حسن، قاله الكلبي، لأن العامل في كَذلِكَ يُرِيهِمُ فكأنه قال: يريهم الله أعمالهم السيئة كتبري بعضهم من بعض، والمعنى تمني الاتباع لو رجعوا إلى الدنيا حتى يطيعوا ويتبرءوا من المتبوعين مثل ما تبرأ المتبوعون منهم أولا حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالا مِنَ النَّارِ تامّ للابتداء بالنداء طَيِّباً حسن الشَّيْطانِ أحسن منه مُبِينٌ تامّ وَالْفَحْشاءِ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله تَعْلَمُونَ كاف آباءَنا كذلك للابتداء بالاستفهام يَهْتَدُونَ تام وَنِداءً كاف لا يَعْقِلُونَ تام للابتداء بالنداء ما رَزَقْناكُمْ جائز وليس منصوبا عليه تَعْبُدُونَ تامّ لِغَيْرِ اللَّهِ جائز ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ خطوات الشيطان عَدُوٌّ مُبِينٌ تامّ ما لا تَعْلَمُونَ كاف، وكذا: آباءنا وَلا يَهْتَدُونَ تامّ وَنِداءً كاف لا يَعْقِلُونَ تام ما رَزَقْناكُمْ جائز تَعْبُدُونَ

فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ كاف رَحِيمٌ تامّ ثَمَناً قَلِيلًا ليس بوقف لأن خبر إن لم يأت بعد النَّارَ جائز وَلا يُزَكِّيهِمْ كاف على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل في موضع الحال لا يوقف عليه ولا على النار قبله أَلِيمٌ تامّ، ومثله: بالمغفرة، وكذا: عَلَى النَّارِ بِالْحَقِّ كاف بَعِيدٍ تامّ، ولا وقف من قوله: لَيْسَ الْبِرَّ إلى وَآتَى الزَّكاةَ لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على وَالْمَغْرِبِ لاستدراك ما بعده، ولا يوقف على مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ، لأن الإيمان بالله منفردا من غير تصديق بالرسل وبالكتب وبالملائكة لا ينفع، ولا على وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ولا على وَالنَّبِيِّينَ لأن ما بعده معطوف على ما قبله. وأجاز بعضهم الوقف عليه لطول الكلام، ولا يوقف على وَابْنَ السَّبِيلِ لأن ما بعده معطوف على ما قبله وَآتَى الزَّكاةَ تامّ وَالْمُوفُونَ مرفوع خبر مبتدإ محذوف: أي وهم الموفون، والعامل في إذا الموفون: أي لا يتأخر إيفاؤهم بالعهد عن وقت إيقاعه، فإنّه أبو حيان، وليس بوقف إن عطف على الضمير المستتر في من آمن كأنه قال: ولكن ذوي البرّ من آمن ومن أقام الصلاة، ومن آتى الزكاة، ومن أوفى إِذا عاهَدُوا حسن وَالصَّابِرِينَ منصوب على المدح كقول الشاعر: [مخلع البسيط] لا يبعدنّ قومي الذين هم ... سمّ العداة وآفة الجزر النازلين بكلّ معترك ... والطيبون معاقد الأزر وقد ينصبون ويرفعون على المدح وَحِينَ الْبَأْسِ كاف غير تامّ. وقال أبو حاتم السجستاني تام. قال السخاوي: وما قاله خطأ، لأن قوله: أُولئِكَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ مفهوم فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ كاف غَفُورٌ رَحِيمٌ تام إِلَّا النَّارَ صالح عَذابٌ أَلِيمٌ تامّ عَلَى النَّارِ تامّ الْكِتابَ بِالْحَقِّ كاف بَعِيدٍ تامّ وَحِينَ الْبَأْسِ كاف. وقيل تامّ صَدَقُوا مفهوم الْمُتَّقُونَ تامّ فِي الْقَتْلى

الَّذِينَ صَدَقُوا خبر وحديث عنهم، فلا يتم الوقف قبله الْمُتَّقُونَ تامّ فِي الْقَتْلى حسن إن رفع ما بعده بالابتداء، وليس بوقف إن رفع بالفعل المقدّر، والتقدير أن يقاص الحرّ بالحرّ، ومثله الأنثى بالأنثى بِإِحْسانٍ جائز وَرَحْمَةٌ كاف عَذابٌ أَلِيمٌ تامّ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ كاف، كذا قيل، وليس بشيء، لأن الابتداء بالنداء المجرّد لا يفيد إلا أن يقترن بالسبب الذي من أجله نودي فتقول يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ*، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ* ومن قال يضمر قبل النداء فعل تقديره: اعلموا يا أولي الألباب قوله فاسد، لأن الأوامر والنواهي التي تقترن بالنداء لا نهاية لها، فإذا أضمر أحدها لم يتميز عن أخواته. رسموا أولى بواو بعد الهمزة في حالتي النصب والجرّ فرقا بينهما وبين إلى التي هي حرف جرّ: كما فرّق بين أولئك التي هي اسم إشارة وبين إليك جارا ومجرورا، أولي منادى مضاف وعلامة نصبه الياء تَتَّقُونَ تامّ، حذف مفعوله تقديره القتل بالخوف من القصاص إِنْ تَرَكَ خَيْراً حسن، كذا قيل، وليس بشيء، لأن قوله الوصية مرفوعة بكتب الذي هو فعل ما لم يسم فاعله، وأقيمت الوصية مقام الفاعل فارتفعت به، والمعنى فرض عليكم الوصية: أي فرض عليكم أن توصوا وأنتم قادرون على الوصية، أو مرفوعة باللام في لِلْوالِدَيْنِ بمعنى فقيل لكم الوصية للوالدين بإضمار القول، ولا يجوز الفصل بين الفعل وفاعله، ولا بين القول ومقوله، لكن بقي احتمال ثالث، وهو أنها مرفوعة بالابتداء، وما بعدها، وهو قوله: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن بِالْأُنْثى كاف بِإِحْسانٍ صالح وَرَحْمَةٌ كاف عَذابٌ أَلِيمٌ حسن تَتَّقُونَ تامّ إِنْ تَرَكَ خَيْراً قيل حسن، وردّ بأن قوله الوصية مرفوع إما بكتب أو باللام في للوالدين بمعنى فقيل لكم الوصية للوالدين بإضمار القول، ولا يجوز الفصل بين الفعل وفاعله ولا بين القول ومقوله، لكن بقي احتمال ثالث، وهو أنه مرفوع بالابتداء، وما بعده خبره، أو خبره محذوف أي الإيصاء كتب عليكم، فعليه يحسن

لِلْوالِدَيْنِ خبرها، ومفعول كتب محذوف: أي كتب عليكم أن توصوا، ثم بين لمن الوصية، أو خبره محذوف: أي الإيصاء كتب: أي فرض عليكم الوصية للوالدين والأقربين، فعلى هذا يحسن الوقف على خيرا بِالْمَعْرُوفِ كاف إن نصب حقا على المصدر كأنه قال: أحقّ ذلك اليوم عليكم حقا، أو وجب وجوبا، أو كتب عليكم الوصية حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ كاف ويُبَدِّلُونَهُ وسَمِيعٌ عَلِيمٌ، وفَلا إِثْمَ عَلَيْهِ كلها حسان رَحِيمٌ تامّ للابتداء بالنداء تَتَّقُونَ جائز، لأنه رأس آية، وليس بحسن، لأن ما بعده متعلق بكتب، لأن أياما منصوب على الظرف أي كتب عليكم الصيام في أيام معدودات، فلا يفصل بين الظرف وبين ما عمل فيه من الفعل. وقيل منصوب على أنه مفعول ثان لكتب: أي كتب عليكم أن تصوموا أياما معدودات، والوقف على مَعْدُوداتٍ ومِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وطَعامُ مِسْكِينٍ كلها حسان فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ أحسن مما قبله تَعْلَمُونَ تامّ إن رفع شهر بالابتداء وخبره الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ وكاف إن رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف: أي المفترض عليكم، أو هي أو الأيام شهر رمضان، ومثل ذلك من نصبه على الإغراء، أو حسن إن نصب بفعل مقدر: أي صوموا شهر رمضان وليس بوقف إن جعل بدلا من أياما معدودات كأنه قال أياما معدودات شهر رمضان، والبدل والمبدل منه كالشيء الواحد أو بدلا من الصيام على أن تجعله اسم ما لم يسم فاعله أي كتب عليكم شهر رمضان وَالْفُرْقانِ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الوقف على خَيْراً بِالْمَعْرُوفِ كاف إن نصب حقا على المصدر، وليسب بوقف إن نصب ذلك بكتب عَلَى الْمُتَّقِينَ حسن يُبَدِّلُونَهُ كاف، وكذا: سميع عليم، وفلا إثم عليه رَحِيمٌ تامّ تَتَّقُونَ جائز. لأنه رأس آية، وليس بحسن، لأن ما بعده متعلق بكتب عليكم الصيام مَعْدُوداتٍ حسن مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ هنا وفيما يأتي حسن وقال أبو عمرو كاف طَعامُ مِسْكِينٍ كاف فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ كاف تَعْلَمُونَ تامّ إن رفع شهر رمضان بالابتداء، وجعل ما بعده خبرا، وكاف إن رفع

كاف: وقيل تامّ للابتداء بالشرط فَلْيَصُمْهُ، ومِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ، والْعُسْرَ كلها حسان. وقال أحمد بن موسى وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ كاف على أن اللام في قوله: ولتكملوا العدة متعلقة بمحذوف تقديره وفعل هذا لتكملوا العدة وهو مذهب الفراء. وقال غيره اللام متعلقة بيريد مضمرة والتقدير ويريد لتكملوا العدة قاله النكزاوي تَشْكُرُونَ تامّ فَإِنِّي قَرِيبٌ حسن: ومثله إِذا دَعانِ والياءان من الداع ودعان من الزوائد لأن الصحابة لم تثبت لها صورة في المصحف العثماني، فمن القرّاء من أسقطها تبعا للرسم وقفا ووصلا، ومنهم من يثبتها في الحالين، ومنهم من يثبتها وصلا ويحذفها وقفا: مطلب: عدد ياءات الزوائد وجملة هذه الزوائد اثنان وستون ياء فأثبت أبو عمرو وقالون هاتين الياءين وصلا وحذفاها وقفا كما سيأتي مبينا في محله يَرْشُدُونَ تامّ إِلى نِسائِكُمْ حسن: وقيل كاف. لأن هن مبتدأ، والوقف على لَهُنَّ، وعَنْكُمْ، ولَكُمْ كلها حسان، وقيل الأخير أحسن منهما لعطف الجملتين المتفقتين مع اتفاق المعنى مِنَ الْفَجْرِ جائز إِلَى اللَّيْلِ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ذلك بأنه خبر مبتدإ محذوف، وصالح إن رفع ذلك بأنه بدل من الصيام وَالْفُرْقانِ كاف. وقيل تامّ فَلْيَصُمْهُ كاف تَشْكُرُونَ تامّ فَإِنِّي قَرِيبٌ صالح، وكذا إِذا دَعانِ يَرْشُدُونَ تامّ إِلى نِسائِكُمْ كاف، وكذا: لباس لكم لِباسٌ لَهُنَّ تامّ وَعَفا عَنْكُمْ صالح، وكذا: ما كتب الله لكم إِلَى اللَّيْلِ كاف، وكذا في المساجد فَلا تَقْرَبُوها حسن. وقال أبو عمرو كاف يَتَّقُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تام تَعْلَمُونَ تامّ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ صالح، أو مفهوم، وكذا نظائره: ك يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ، ويَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وأبى الوقف عليه جماعة لأن ما بعده جوابه فلا يفصل بينهما وَالْحَجِّ كاف، وكذا.

حسن: وكذا المساجد فَلا تَقْرَبُوها حسن: وقال أبو عمرو: كاف يَتَّقُونَ تامّ إِلَى الْحُكَّامِ وبالإثم، ليسا بوقف للام العلة في الأول ولواو الحال في الثاني تَعْلَمُونَ تامّ عَنِ الْأَهِلَّةِ جائز: وأبى الوقف عليه جماعة لأن ما بعده جوابه فلا يفصل بينهما وَالْحَجِّ كاف مِنْ ظُهُورِها ليس بوقف لتعلق ما بعده به عطفا واستدراكا مَنِ اتَّقى كاف: ومثله من أبوابها تُفْلِحُونَ تامّ وَلا تَعْتَدُوا صالح: لأن قوله: إن الله جواب للنهي قبله، فله به بعض تعلق الْمُعْتَدِينَ تامّ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ حسن: ومثله من القتل حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ كاف: للابتداء بالشرط مع الفاء فَاقْتُلُوهُمْ جائز لأن قوله: كذلك جزاء الكافرين منقطع في اللفظ متصل المعنى الْكافِرِينَ كاف رَحِيمٌ اكفى منه فِتْنَةٌ ليس بوقف لأن ما بعده معطوف على ما قبله الدِّينُ لِلَّهِ حسن الظَّالِمِينَ تامّ قِصاصٌ كاف عَلَيْكُمْ حسن وَاتَّقُوا اللَّهَ أحسن الْمُتَّقِينَ تامّ إِلَى التَّهْلُكَةِ حسن وَأَحْسِنُوا جائز: لأن إن جواب الأمر، فهو منقطع لفظا متصل معنى الْمُحْسِنِينَ كاف وَأَتِمُّوا الْحَجَّ حسن: لمن رفع والعمرة على الاستئناف، فلا تكون العمرة واجبة، وبها قرأ الشعبي وعامر وتأولها أهل العلم بأن الله أمر بإتمام الحج إلى انتهاء مناسكه. ثم استأنف الإخبار بأن العمرة لله ليدل على كثرة ثوابها، وللترغيب ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ من اتقى، ومن أبوابها تُفْلِحُونَ تامّ وَلا تَعْتَدُوا صالح الْمُعْتَدِينَ تامّ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ كاف مِنَ الْقَتْلِ حسن حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ كاف فَاقْتُلُوهُمْ صالح الْكافِرِينَ كاف رَحِيمٌ حسن الدِّينُ لِلَّهِ صالح الظَّالِمِينَ تامّ قِصاصٌ كاف، وكذا: بمثل ما اعتدى عليكم الْمُتَّقِينَ تامّ وَأَحْسِنُوا صالح الْمُحْسِنِينَ حسن وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ كاف، ومن قرأ العمرة بالرفع فله الوقف على: وأتموا الحج مِنَ الْهَدْيِ حسن الْهَدْيُ مَحِلَّهُ كاف أَوْ

في فعلها، وليس بوقف لمن نصبها عطفا على الحج فتكون داخلة في الوجوب، وبهذه القراءة قرأ العامة لِلَّهِ كاف ومثله مِنَ الْهَدْيِ، ومَحِلَّهُ، وأَوْ نُسُكٍ، ومِنَ الْهَدْيِ وإذا للشرط مع الفاء، وجوابها محذوف: أي فإذا أمنتم من خوف العدوّ أو المرض فامضوا إِلَى الْحَجِّ ليس بوقف لأن قوله: فما استيسر جواب الشرط، وموضع ما رفع، فكأنه قال فعليه ما استيسر من الهدى فحذف الخبر لأن الكلام يدل عليه، وقيل موضعها نصب بفعل مضمر كأنه قال فيذبح ما استيسر من الهدى إِذا رَجَعْتُمْ حسن كامِلَةٌ أحسن منه. فائدة: من الإجمال بعد التفصيل قوله: فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ، أعيد ذكر العشرة لدفع توهم أن الواو في وسبعة بمعنى أو فتكون الثلاثة داخلة فيها وأتى بكاملة لنفي احتمال نقص في صفاتها وهي أحسن من تامة، فإن التمام من العدد قد علم. قاله الكرماني الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حسن. مطلب ما ينفع القارئ: فائدة تنفع القارئ: حذفت النون في حاضري في حالتي النصب والجرّ للإضافة مع إثبات الياء خطا ساقطة في اللفظ وصلا، ومثله غير محلي الصيد في المائدة، والمقيمي الصلاة في الحج، وفي التوبة غير معجزي الله في الموضعين، وفي مريم إلا آتي الرحمن عبدا، وفي القصص: وما كنا مهلكي القرى، فالياء في هذه المواضع كلها ثابتة خطا ولفظا في الوقف. وساقطة وصلا لالتقاء الساكنين، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ نُسُكٍ صالح مِنَ الْهَدْيِ كاف كامِلَةٌ حسن، وكذا: المسجد الحرام الْعِقابِ تامّ مَعْلُوماتٌ كاف فِي الْحَجِّ تام. وقال أبو عمرو كاف، ولا وقف على شيء مما قبله في الآية، سواء رفع أم نصب، فإن رفع الرفث والفسوق ونصب

وأجمعوا على أن ما بعد الياء مجرور مضاف إليه، لأن الوصف المقرون بأل لا يضاف إلا لما فيه أل أو لما أضيف لما فيه أل، نحو المقيمي الصلاة، ونحو الضارب رأس الجاني، ومن لا مساس له بهذا الفنّ يعتقد أو يقلد من لا خبرة له أن النون تزاد حالة الوقف، ويظنّ أن الوقف على الكلمة يزيل حكم الإضافة، ولو زال حكمها لوجب أن لا يجرّ ما بعد الياء، لأن الجرّ إنما أوجدته الإضافة، فإذا زالت وجب أن يزول حكمها وأن يكون ما بعدها مرفوعا، فمن زعم ردّ النون فقد أخطأ، وزاد في القرآن ما ليس منه الْعِقابِ تامّ مَعْلُوماتٌ كاف، يبني الوقف على فُسُوقَ ووصله على اختلاف القراء والمعربين في رفع رفث وما بعده، فمن قرأ برفعهما والتنوين وفتح جدال، وبها قرأ أبو عمرو وابن كثير فوقفه على فسوق تامّ، ولا يوقف على شيء قبله. ثم يبتدئ، ولا جدال في الحج، وليس فسوق بوقف لمن نصب الثلاثة وهي قراءة الباقين، واختلف في رفع رفث وفسوق، فقيل بالابتداء والخبر محذوف تقديره كائن أو مستقرّ في الحج، أو رفعهما على أن لا بمعنى ليس والخبر محذوف أيضا، ففي الحج عن الأوّل خبر ليس، وعلى الثاني خبر المبتدأ وعليهما الوقف على فسوق كاف، ومن نصب الثلاثة لم يفصل بوقف بينهما وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ كاف: وقيل تامّ على جميع القراءات أي لا شك في الحج أنه ثبت في ذي الحجة مِنْ خَيْرٍ ليس بوقف لأن يعلمه الله جواب الشرط يَعْلَمْهُ اللَّهُ تام: ووقف بعضهم على وتزودوا فارقا بين الزادين، لأن أحدهما زاد الدنيا، والآخر زاد الآخرة التَّقْوى كاف، وعند قوم وَاتَّقُونِ ثم يبتدئ يا أولي الألباب وليس بشيء لأن الابتداء بالنداء المجرد لا يفيد إلا أن يقرن بالسبب الذي من أجله نودي والْأَلْبابِ تام لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ ليس بوقف مِنْ رَبِّكُمْ حسن: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الجدال وقف على الفسوق، وهو وقف كاف يَعْلَمْهُ اللَّهُ تام التَّقْوى كاف يا أُولِي الْأَلْبابِ تامّ مِنْ رَبِّكُمْ كاف، وكذا الْمَشْعَرِ الْحَرامِ كَما هَداكُمْ

ومثله الحرام كَما هَداكُمْ ليس بوقف، لأن الواو بعده للحال. وقال الفرّاء: إن بمعنى ما، واللام بمعنى إلا: أي وما كنتم من قبله إلا من الضالين، والهاء في قبله راجعة إلى الهدى أو إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وعند قوم كما هداكم لأن الواو تصلح حالا واستئنافا، وأن بمعنى قد، قاله السجاوندي وعلى هذا يجوز الوقف عليه، والصحيح أنها مخففة من الثقيلة الضَّالِّينَ كاف، وثم للترتيب الأخبار أَفاضَ النَّاسُ جائز وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ كاف رَحِيمٌ تامّ، ومثله ذكرا مِنْ خَلاقٍ كاف، وكذا: عذاب النار، ومثله كسبوا الْحِسابِ تامّ باتفاق مَعْدُوداتٍ كاف، لأن الشرط في بيان حكم آخر، والمعدودات هي ثلاثة أيام بعد يوم النحر والأيام المعلومات هي يوم النحر ويومان بعده، فيوم النحر معلوم للنحر غير معدود للرمي إلا للعقبة، واليومان بعده معدودان معلومان، والرابع معدود غير معلوم فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ الأول جائز. وقال يحيى بن نصير النحوي لا يوقف على الأول حتى يؤتى بالثاني، وهذا جار في كل معادل كما تقدم وعَلَيْهِ الثاني ليس بوقف لتعلق ما بعده: أي لمن اتقى الله في حجه وغيره لِمَنِ اتَّقى حسن. وقال أبو عمرو كاف تُحْشَرُونَ تامّ عَلى ما فِي قَلْبِهِ قيل ليس بوقف، لأن الواو بعده للحال الْخِصامِ كاف، ومثله لِيُفْسِدَ فِيها لمن رفع وَيُهْلِكَ بضم الياء والكاف من أهلك على الاستئناف. أو خبر مبتدإ محذوف: أي وهو ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن والضَّالِّينَ، مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ جائز وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ كاف، وكذا: رَحِيمٌ وأَوْ أَشَدَّ ذِكْراً، ومِنْ خَلاقٍ، وعَذابَ النَّارِ، ومِمَّا كَسَبُوا الْحِسابِ حسن. وقال أبو عمرو تامّ مَعْدُوداتٍ كاف، وكذا: فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ الأوّل لِمَنِ اتَّقى حسن. وقال أبو عمرو كاف. وقيل تامّ تُحْشَرُونَ تامّ عَلى ما فِي قَلْبِهِ ليس بوقف أَلَدُّ الْخِصامِ كاف، وكذا: والنسل، ومن قرأ وَيُهْلِكَ بالرفع على الاستئناف فله الوقف على لِيُفْسِدَ فِيها لا يُحِبُّ الْفَسادَ حسن أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ جائز فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ كاف وَلَبِئْسَ الْمِهادُ تامّ مَرْضاتِ اللَّهِ كاف. وقال أبو عمرو تامّ بِالْعِبادِ تامّ كَافَّةً صالح،

يهلك والْحَرْثَ وَالنَّسْلَ مفعولان بهما: أي ليفسد فيها ويهلك، وليس بوقف لمن رفعه عطفا على يشهد، أو نصبه نسقا على ليفسد. وحكى ابن مقسم عن أبي حيوة الشامي أنه قرأ ويهلك بفتح الياء والكاف معا، والحرث والنسل برفعهما كأنه قال: ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل على يده، والوقف إذا على والنسل كقراءة الجماعة، ويهلك بضم الياء وفتح الكاف، ونصب الحرث والنسل عطفا على ليفسد، والرابعة ويهلك بضم الكاف مضارع هلك ورفع ما بعده، وكذا مع فتح اللام، وهي لغة شاذة لفتح عين ماضيه، وليست عينه، ولا لامه حرف حلق وَالنَّسْلَ كاف، ومثله الفساد بِالْإِثْمِ جائز جَهَنَّمُ كاف الْمِهادُ تامّ مَرْضاتِ اللَّهِ كاف بِالْعِبادِ تام كَافَّةً جائز: وكافة حال من الضمير في ادخلوا: أي ادخلوا في الإسلام في هذه الحالة الشَّيْطانِ كاف: للابتداء بأنه، ومثله مبين حَكِيمٌ تام: للابتداء بالاستفهام مِنَ الْغَمامِ كاف: لمن رفع الملائكة على إضمار الفعل أي وتأتيهم الْمَلائِكَةُ والوقف على والملائكة حسن: سواء كانت الملائكة مرفوعة أو مجرورة لعطفها على فاعل يأتيهم أي وأتتهم الملائكة، وليس بوقف لمن قرأ بالجر وهو أبو جعفر يزيد بن القعقاع عطفا على الغمام كأنه قال في ظلل من الغمام وفي الملائكة، وعليه فلا يوقف على الغمام ولا على الملائكة بل على: وقضي الأمر، وهو حسن الْأُمُورُ تام بَيِّنَةٍ حسن: لانتهاء الاستفهام الْعِقابِ تامّ آمَنُوا حسن، ومثله يوم القيامة بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ واحِدَةً ليس بوقف لفاء العطف بعده مُنْذِرِينَ جائز، لأن مبشرين حالان من النبيين ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: خطوات الشيطان عَدُوٌّ مُبِينٌ كاف عَزِيزٌ حَكِيمٌ تامّ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ جائز، وإن قال ابن كثير إنه كاف، لأن قوله: والملائكة معطوف على فاعل يأتيهم قبله، ومن قرأ والملائكة بالجر عطفا على الغمام لم يقف على الغمام وَالْمَلائِكَةُ صالح على القراءتين وَقُضِيَ الْأَمْرُ حسن تُرْجَعُ الْأُمُورُ تامّ بَيِّنَةٍ حسن شَدِيدُ الْعِقابِ تامّ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا حسن. وقال أبو عمرو

حال مقارنة لأن بعثهم كان وقت البشارة والنذارة، وقيل حال مقدرة فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ حسن، ومثله بغيا بينهم بِإِذْنِهِ كاف. فإن قلت ما معنى الهداية إلى الاختلاف والهداية إلى الاختلاف ضلال؟ فالجواب أن أهل الكتاب اختلفوا وكفر بعضهم بكتاب بعض فهدى الله المؤمنين فآمنوا بالكتب كلها فقد هداهم الله لما اختلفوا فيه من الحق، لأن الكتب التي أنزلها الله تعالى حق وصدق، واختلفوا في القبلة، فمنهم من يصلي إلى المشرق، ومنهم من يصلي إلى المغرب، ومنهم من يصلي إلى بيت المقدس، فهدانا الله إلى الكعبة، واختلفوا في عيسى فجعلته اليهود ولد زنا، وجعلته النصارى إلها، فهدانا الله للحق فيه. مطلب: عدد الأنبياء الذين في القرآن: فائدة: الذي في القرآن من الأنبياء ثمانية وعشرون نبيّا، وجملتهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، والمرسل منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيّا، وكانت العرب على دين إبراهيم إلى أن غيره عمرو بن لحيّ مُسْتَقِيمٍ تام مِنْ قَبْلِكُمْ حسن للفصل بين الاستفهام والإخبار، لأن ولما يأتكم عطف على أم حسبتم: أي أحسبتم وأ لم يأتكم. قاله السجاوندي، ولما أبلغ في النفي من لم، والفرق بين لما ولم أن لما قد يحذف الفعل بعدها بخلاف لم، فلا يجوز حذفه فيها إلا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف يَوْمَ الْقِيامَةِ كاف بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ وَمُنْذِرِينَ حسن فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ حسن وقال أبو عمرو كاف، والوقف على كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً ليس بجيد، وإن قيل إنه حسن، لأن ما بعده متعلق به بَغْياً بَيْنَهُمْ مفهوم، وقال أبو عمرو كاف وقيل تامّ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ كاف، وكذا: مستقيم خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ صالح، وإن قيل إنه حسن مَتى نَصْرُ اللَّهِ حسن، وقال أبو عمرو كاف قَرِيبٌ تامّ ماذا

لضرورة مَتى نَصْرُ اللَّهِ حسن، وقال أبو عمرو كاف للابتداء بأداة التنبيه قَرِيبٌ تامّ يُنْفِقُونَ حسن وَابْنِ السَّبِيلِ أحسن منه للابتداء بالشرط، وما مفعول: أي أيّ شيء تفعلوا عَلِيمٌ تامّ كُرْهٌ لَكُمْ حسن خَيْرٌ لَكُمْ كاف، ومثله شرّ لكم لا تَعْلَمُونَ تامّ قِتالٍ فِيهِ حسن كَبِيرٌ تامّ: لأن وصدّ مرفوع بالابتداء وما بعده معطوف عليه، وخبر هذه الأشياء كلها أكبر عند الله، فلا يوقف على الْمَسْجِدِ الْحَرامِ لأن خبر المبتدإ لم يأت فلا يفصل بينهما بالوقف أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ حسن، وقال الفراء: وصدّ معطوف على كبير، وردّ لفساد المعنى لأن التقدير عليه قل قتال فيه كبير وقتال فيه كفر. قال أبو جعفر: وهذا القول غلط من وجهين. أحدهما أنه ليس أحد من أهل العلم يقول القتال في الشهر الحرام كفر، وأيضا فإن بعده وإخراج أهله منه أكبر عند الله، ولا يكون إخراج أهل المسجد منه عند الله أكبر من القتل، والآخر أن يكون وصدّ عن سبيل الله نسقا على قوله: قُلْ قِتالٌ فيكون المعنى قل قتال فيه وصدّ عن سبيل الله وكفر به كبير. وهذا فاسد لأن بعده وإخراج أهله منه أكبر عند الله إشارة، قاله النكزاوي مِنَ الْقَتْلِ أحسن منه إِنِ اسْتَطاعُوا كاف وَهُوَ كافِرٌ ليس بوقف لأن ما بعده إلى من اتصف بالأوصاف السابقة وَالْآخِرَةِ صالح لأن ما بعده يجوز أن يكون عطفا على الجزاء، ويجوز أن يكون ابتداء إخبار عطفا على جملة الشرط. قاله أبو حيان. أَصْحابُ النَّارِ جائز: ويجوز في هم أن يكون خبرا ثانيا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يُنْفِقُونَ هنا وفيما يأتي مفهوم على ما من وَابْنِ السَّبِيلِ كاف بِهِ عَلِيمٌ تامّ كُرْهٌ لَكُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف خَيْرٌ لَكُمْ كاف: وكذا شرّ لكم لا تَعْلَمُونَ تامّ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ حسن، وهو خبر قوله: وصد عن سبيل الله مع ما عطف عليه أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ حسن أيضا. وقال أبو عمرو فيهما: كاف إِنِ اسْتَطاعُوا حسن. وقال أبو عمرو: كاف

لأولئك، وأن يكون هم فيها خالدون جملة مستقلة من مبتدإ وخبر، أو تقول أصحاب خبر وهم فيها خبر آخر، فهما خبران عن شيء واحد وتقدم ما يغني عن إعادته خالِدُونَ تامّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ليس بوقف، لأن ما بعده خبر إن رَحْمَتَ اللَّهِ بالتاء المجرورة: كاف رَحِيمٌ تامّ وَالْمَيْسِرِ جائز لِلنَّاسِ حسن مِنْ نَفْعِهِما كاف ماذا يُنْفِقُونَ حسن لمن قرأ العفو بالرفع والْعَفْوَ كاف تَتَفَكَّرُونَ ليس بوقف لأن ما بعده متعلق به لأنه في موضع نصب بما قبله وهو تتفكرون أو متعلق بقوله يبين الله فعلى هذين الوجهين لا يوقف على تتفكرون، لأن في الوقف عليه فصلا بين العامل والمعمول وَالْآخِرَةِ تامّ عَنِ الْيَتامى حسن: عند بعضهم خَيْرٌ أحسن منه فَإِخْوانُكُمْ كاف مِنَ الْمُصْلِحِ حسن. ومثله: لأعنتكم حَكِيمٌ تامّ حَتَّى يُؤْمِنَّ حسن: لأن بعده لام الابتداء وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ كاف: ولو هنا بمعنى إن: أي وإن أعجبتكم حَتَّى يُؤْمِنُوا حسن: لأن بعده لام الابتداء وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ كاف إِلَى النَّارِ حسن: للفصل بين ذكر الحق والباطل، والوصل أولى، لأن المراد بيان تفاوت الدعوتين مع اتفاق الجملتين بِإِذْنِهِ كاف يَتَذَكَّرُونَ تامّ الْمَحِيضِ جائز: وكذا: فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ، حَتَّى يَطْهُرْنَ بالتخفيف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَالْآخِرَةِ مفهوم أَصْحابُ النَّارِ جائز فِيها خالِدُونَ تامّ رَحْمَةِ اللَّهِ كاف رَحِيمٌ تامّ وَالْمَيْسِرِ مفهوم. وتقدّم بما فيه وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ صالح مِنْ نَفْعِهِما كاف ماذا يُنْفِقُونَ مفهوم، وتقدّم بما فيه قُلِ الْعَفْوَ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف، وقيل تامّ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ليس بوقف، لأن ما بعده متعلق به أو يبين الله لكم وَالْآخِرَةِ تامّ عَنِ الْيَتامى مفهوم وتقدّم إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ صالح فَإِخْوانُكُمْ كاف: وكذا من المصلح لَأَعْنَتَكُمْ صالح. وقال أبو عمرو: كاف حَكِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ حَتَّى يُؤْمِنَّ صالح وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ كاف حَتَّى يُؤْمِنُوا صالح وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ كاف إِلَى النَّارِ حسن بِإِذْنِهِ

والتشديد، فمن قرأ بالتخفيف فإن الطهر يكون عنده بانقطاع الدم فيجوز له الوقف عليه لأنه وما بعده كلامان، ومن قرأ بالتشديد فإن الطهر يكون عنده بالغسل، فلا يجوز له الوقف عليه لأنه وما بعده كلام واحد أَمَرَكُمُ اللَّهُ حسن يُحِبُّ التَّوَّابِينَ جائز الْمُتَطَهِّرِينَ تامّ حَرْثٌ لَكُمْ ليس بوقف، لأن قوله نساؤكم متصل بقوله: فأتوا لأنه بيان له، لأن الفاء كالجزاء: أي إذا كنّ حرثا فأتوا أَنَّى شِئْتُمْ حسن، ومثله لأنفسكم مُلاقُوهُ كاف الْمُؤْمِنِينَ تامّ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ حسن، إن جعل موضع أن تبرّوا رفعا بالابتداء والخبر محذوف: أي أن تبرّوا وتتقوا وتصلحوا بين الناس أفضل من اعتراضكم باليمين، وليس بوقف إن جعل موضع أن نصبا بمعنى العرضة كأنه قال ولا تعترضوا بأيمانكم لأن تبروا فلما حذف اللام وصل الفعل فنصب، فلا يوقف على لأيمانكم للفصل بين العامل والمعمول، ولو جعل كما قال أبو حيان أن تبرّوا وما بعده بدلا من أيمانكم لكان أولى في عدم الوقف، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف بَيْنَ النَّاسِ كاف عَلِيمٌ تامّ قُلُوبُكُمْ كاف حَلِيمٌ تامّ أَشْهُرٍ حسن رَحِيمٌ كاف عَلِيمٌ تامّ قُرُوءٍ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وإِصْلاحاً، وبِالْمَعْرُوفِ، ودَرَجَةٌ كلها حسان، والأخير أحسن مما قبله حَكِيمٌ تامّ مَرَّتانِ حسن بِإِحْسانٍ أحسن منه حُدُودَ اللَّهِ الأول كاف دون الثاني، لأن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف يَتَذَكَّرُونَ تامّ عَنِ الْمَحِيضِ تقدم ذكره قُلْ هُوَ أَذىً مفهوم حَتَّى يَطْهُرْنَ صالح أَمَرَكُمُ اللَّهُ كاف التَّوَّابِينَ جائز الْمُتَطَهِّرِينَ تام أَنَّى شِئْتُمْ كاف: وكذا لأنفسكم، وملاقوه. وقال أبو عمرو مُلاقُوهُ تامّ، ولو وقف على: وَاتَّقُوا اللَّهَ جاز وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ تامّ بَيْنَ النَّاسِ كاف عَلِيمٌ تامّ كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ كاف غَفُورٌ حَلِيمٌ تامّ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ مفهوم رَحِيمٌ كاف سَمِيعٌ عَلِيمٌ تامّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ كاف وَالْيَوْمِ الْآخِرِ حسن: وكذا إصلاحا بِالْمَعْرُوفِ كاف: وكذا عليهنّ درجة عَزِيزٌ حَكِيمٌ تامّ الطَّلاقُ

الفاء فيه للجزاء فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ أكفى: مما قبله فَلا تَعْتَدُوها تامّ الظَّالِمُونَ كاف: ومثله غيره وحدود الله يَعْلَمُونَ تامّ بِمَعْرُوفٍ حسن لِتَعْتَدُوا تام نَفْسَهُ كاف: ومثله هزوا، ويَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ صالح عَلِيمٌ تام بِالْمَعْرُوفِ حسن، ومثله: واليوم الآخر وَأَطْهَرُ كاف لا تَعْلَمُونَ تامّ الرَّضاعَةَ حسن: وكذا وكسوتهنّ بالمعروف، ووسعها على القراءتين، لكن من قرأ لا تضارّ بالفتح أحسن لأنهما كلامان، ومن قرأ بالرفع فالوصل أولى لأنه كلام واحد مِثْلُ ذلِكَ أحسن عَلَيْهِما كاف بِالْمَعْرُوفِ حسن وَاتَّقُوا اللَّهَ جائز بَصِيرٌ تامّ وَعَشْراً حسن: ومثله بالمعروف خَبِيرٌ* تامّ فِي أَنْفُسِكُمْ حسن عَلِمَ اللَّهُ ليس بوقف، لأن ما بعده مفعول علم قَوْلًا مَعْرُوفاً كاف أَجَلَهُ حسن فَاحْذَرُوهُ كاف حَلِيمٌ تامّ فَرِيضَةً كاف: على القراءتين في تماسوهنّ، قرأ حمزة والكسائي بالألف، والباقون تمسوهنّ من غير ألف وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ حسن: عند أبي حاتم إن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مَرَّتانِ صالح، وقيل: حسن بِإِحْسانٍ كاف: وكذا أن لا يقيما حدود الله، وفيما افتدت به فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ ليس بوقف فَلا تَعْتَدُوها تامّ. وقال أبو عمرو كاف الظَّالِمُونَ حسن زَوْجاً غَيْرَهُ كاف: وكذا أن يقيما حدود الله يَعْلَمُونَ تام، وقيل كاف أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ حسن: وقال أبو عمرو كاف ضِراراً لِتَعْتَدُوا تام نَفْسَهُ كاف وكذا هزوا، ويعظكم به وَاتَّقُوا اللَّهَ صالح عَلِيمٌ تام بِالْمَعْرُوفِ كاف وَالْيَوْمِ الْآخِرِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف وَأَطْهَرُ كاف لا تَعْلَمُونَ تام الرَّضاعَةَ حسن، وكذا كِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وإلا وسعها. وقال أبو عمرو: في إِلَّا وُسْعَها كاف بِوَلَدِهِ صالح مِثْلُ ذلِكَ أصلح منه وقال أبو عمرو إنه: كاف فَلا جُناحَ عَلَيْهِما كاف: وكذا ما آتيتم بالمعروف وَاتَّقُوا اللَّهَ جائز بَصِيرٌ تام وَعَشْراً صالح بِالْمَعْرُوفِ كاف خَبِيرٌ تام فِي أَنْفُسِكُمْ حسن قَوْلًا مَعْرُوفاً تام أَجَلَهُ حسن. وقال أبو عمرو: فَاحْذَرُوهُ كاف غَفُورٌ حَلِيمٌ تامّ فَرِيضَةً كاف وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ

نصب متاعا على المصدر بفعل مقدّر، وأنه غير متصل بما يليه من الجملتين، وليس بوقف إن نصب على الحال من الواو في: وَمَتِّعُوهُنَّ وقرأ أبو جعفر وابن عامر وحمزة والكسائي وحفص قدره بفتح الدال الْمُحْسِنِينَ كاف. ومثله: عقدة النكاح، وأقرب للتقوى وبينكم بَصِيرٌ تامّ الْوُسْطى حسن: وإن كان ما بعده معطوفا على ما قبله، لأنه عطف جملة على جملة، فهو كالمنفصل عنه. الوسطى عند الإمام مالك هي الصبح، وعند أبي حنيفة وأحمد، وفي رواية عند مالك أنها العصر، لقوله صلّى الله عليه وسلّم يوم الأحزاب: «شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارا» قاله النكزاوي قانِتِينَ كاف أَوْ رُكْباناً حسن. لأن إذا وفي معنى الشرط تَعْلَمُونَ تام أَزْواجاً حسن، إن رفع ما بعده بالابتداء: أي فعليهم وصية لأزواجهم، أو رفعت وصية بكتب: أي كتب عليهم وصية ولأزواجهم صفة والجملة خبر الأول، وليس بوقف لمن نصب وصية على المصدر: أي يوصون وصية. وقال العماني: والذين مبتدأ وما بعده صلة إلى قوله: أَزْواجاً، وما بعده أزواجا خبر المبتدأ سواء نصبت أو رفعت، فلا يوقف على أزواجا لأن هذه الجملة في موضع خبر المبتدأ، فلا يفصل بين المبتدأ وخبره ولِأَزْواجِهِمْ حسن إن نصب ما بعده بفعل مقدّر من لفظه: أي متعوهن متاعا أو من غير لفظه ويكون مفعولا: أي جعل الله لهنّ متاعا إلى الحول، وليس بوقف إن نصب حالا مما قبله غَيْرَ إِخْراجٍ كاف: ومثله من معروف حَكِيمٌ تامّ. مطلب فيما اتفق عليه من قطع في عن ما: اتفق علماء الرسم على قطع في عن ما الموصولة في قوله هنا: فِي ما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لا يوقف عليه اختيارا لاتصال ما بعده به عَلَى الْمُحْسِنِينَ كاف: وكذا: عقدة النكاح أَقْرَبُ إلى التقوى حسن وقال أبو عمرو: كاف بَيْنَكُمْ كاف بَصِيرٌ تامّ الْوُسْطى صالح، وإن كان ما بعده معطوفا على ما قبله، لأنه عطف جملة على

فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ. الثاني في البقرة دون الأول، وفي قوله: قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ بالأنعام، وفي قوله: لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ بالنور، وفي قوله: فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ بالأنبياء، وفي قوله: لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ* في الموضعين بالمائدة والأنعام، وفي قوله: وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ بالواقعة، وفِي ما رَزَقْناكُمْ في الروم، وفِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ كلاهما بالزمر. وأما قوله: فِي ما هاهُنا آمِنِينَ في الشعراء فهو من المختلف فيه، وغير ما ذكر موصول بلا خلاف، فمن ذلك أول موضع في البقرة: فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وفِيمَ كُنْتُمْ في النساء، وفِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها في النازعات، فموصول باتفاق بِالْمَعْرُوفِ جائز إن نصب حقا بفعل مقدر: أي أحقّ ذلك حقا وليس بمنصوص عليه الْمُتَّقِينَ كاف تَعْقِلُونَ تامّ حَذَرَ الْمَوْتِ ليس بوقف لوجود الفاء، وفي الحديث: «إذا سمعتم أن الوباء بأرض فلا تقدموا عليها، وإن وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارا منه»، وفهم من قوله: «فرارا منه» أنه لو كان الخروج لا على وجه الفرار بل لحاجة فإنه لا يكره، وهذه الآية نزلت في قوم فرّوا من الطاعون وقالوا نأتي أرضا لا نموت فيها، فأماتهم الله، فمرّ بهم نبيّ فدعا الله فأحياهم بعد ثمانية أيام حتى نتنوا وكانوا أربعين ألفا، وبعض تلك الرائحة موجودة في أجساد نسلهم من اليهود إلى اليوم، وهذه الموتة كانت قبل انقضاء آجالهم، ثم بعثهم ليعلمهم أن الفرار من الموت لا يمنعه إذا حضر الأجل ثُمَّ أَحْياهُمْ حسن عَلَى النَّاسِ ليس بوقف للاستدراك بعده ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جملة، فهو كالمنفصل عنه قانِتِينَ كاف أَوْ رُكْباناً صالح تَعْلَمُونَ تامّ غَيْرَ إِخْراجٍ كاف، وكذا: من معروف عَزِيزٌ حَكِيمٌ تامّ وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ جائز الْمُتَّقِينَ حسن تَعْقِلُونَ تامّ أَحْياهُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لا يَشْكُرُونَ تامّ وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ جائز سَمِيعٌ عَلِيمٌ

لا يَشْكُرُونَ تامّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ جائز، وليس بمنصوص عليه عَلِيمٌ تام حَسَناً حسن لمن رفع ما بعده على الاستئناف، وليس بوقف لمن نصبه جوابا للاستفهام كَثِيرَةً حسن، ومثله: ويبسط. وقال أبو عمرو: فيهما كاف تُرْجَعُونَ تامّ مِنْ بَعْدِ مُوسى جائز، لأنه لو وصله لصار إذ ظرفا لقوله: أَلَمْ تَرَ، وهو محال، إذ يصير العامل في إذ تر، بل العامل فيها محذوف: أي إلى قصة الملأ، ويصير المعنى ألم تر إلى ما جرى للملإ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حسن أَلَّا تُقاتِلُوا كاف أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ليس بوقف، لأن الجملة المنفية بعده في محل نصب حال مما قبله كأنه قيل ما لنا غير مقاتلين وَأَبْنائِنا حسن، ومثله قَلِيلًا منهم بِالظَّالِمِينَ تامّ مَلِكاً حسن، ومثله: من المال وَالْجِسْمِ كاف، ومثله: من يشاء عَلِيمٌ تامّ مِنْ رَبِّكُمْ جائز، وليس بمنصوص عليه والْمَلائِكَةُ كاف، ومثله مُؤْمِنِينَ. وقال أبو عمرو تامّ بِالْجُنُودِ ليس بوقف لأن قال جواب لما بِنَهَرٍ حسن للابتداء بالشرط مع الفاء فَلَيْسَ مِنِّي جائز للابتداء بشرط آخر مع الواو فَإِنَّهُ مِنِّي حسن، لأن ما بعده من الاستثناء في قوّة لكن، فيكون ما بعده ليس من جنس ما قبله بِيَدِهِ كاف، ومثله قليلا منهم، آمَنُوا مَعَهُ ليس بوقف، لأن قالوا جواب لما فلا يفصل بينهما وَجُنُودِهِ كاف مُلاقُوا اللَّهِ ليس بوقف للفصل بين القول ومقوله بِإِذْنِ اللَّهِ كاف، ومثله: الصَّابِرِينَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ أَضْعافاً كَثِيرَةً حسن وَيَبْصُطُ جائز. وقال أبو عمرو: كاف وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ تامّ نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ صالح، وكذا أَلَّا تُقاتِلُوا وقال أبو عمرو فيه: كاف وَأَبْنائِنا كاف، وكذا: إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ بِالظَّالِمِينَ تام طالُوتَ مَلِكاً كاف، وكذا من المال، والجسم، ومن يشاء واسِعٌ عَلِيمٌ تامّ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ جائز تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ كاف وكذا: مُؤْمِنِينَ بِالْجُنُودِ ليس بوقف.

وَجُنُودِهِ الثاني ليس بوقف لأن قالوا جواب لما صَبْراً جائز، ومثله: وثبت أقدامنا الْكافِرِينَ كاف لفصله بين الإنشاء والخبر، لأن ما قبله دعاء وما بعده خبر بِإِذْنِ اللَّهِ حسن وإن كانت الواو في وقتل للعطف، لأنه عطف جملة على جملة، فهو كالمنفصل عنه، وبعضهم وقف على فهزموهم بإذن الله دون ما قبله لمكان الفاء، لأن الهزيمة كانت قتل داود وجالوت، وفي الآية حذف استغنى عنه بدلالة المذكور عليه. ومعناه فاستجاب لهم ربهم ونصرهم فهزموهم بنصره لأن ذكر الهزيمة بعد سؤال النصر دليل على أنه كان على معنى الإجابة فيتعلق قوله فَهَزَمُوهُمْ بالمحذوف، وتعلق المحذوف الذي هو الإجابة بالسؤال المتقدم، وعلى هذا لم يكن الوقف على الْكافِرِينَ تاما قاله النكزاوي، ومن حيث كونه رأس آية يجوز مِمَّا يَشاءُ تام لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ ليس بوقف للاستدراك بعده الْعالَمِينَ تامّ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ جائز الْمُرْسَلِينَ تامّ، ومثله عَلى بَعْضٍ وجه تمامه أنه لما قال فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ أي بالطاعات انقطع الكلام واستأنف كلاما في صفة منازل الأنبياء مفصلا فضيلة كل واحد بخصيصية ليست لغيره كتسمية إبراهيم خليلا، وموسى كليما وإرسال محمد إلى كافة الخلق، أو المراد فضلهم بأعمالهم، فالفضيلة في الأول شيء من الله تعالى لأنبيائه، والثانية فضلهم بأعمالهم التي استحقوا بها الفضيلة، فقال في صفة ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وقال أبو عمرو فيه: تامّ بِنَهَرٍ صالح فَلَيْسَ مِنِّي مفهوم بِيَدِهِ كاف وكذا: إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ، وَجُنُودِهِ وبِإِذْنِ اللَّهِ قال أبو عمرو في الأخير: كاف مَعَ الصَّابِرِينَ حسن أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً جائز، وكذا: وَثَبِّتْ أَقْدامَنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ صالح فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ كاف مِمَّا يَشاءُ تامّ، وكذا عَلَى الْعالَمِينَ، وكذا نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ، والْمُرْسَلِينَ، وفَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ، ومن وقف على قوله: كَلَّمَ اللَّهُ ونوى بما بعده استئنافا فوقفه كاف، أو نوى به عطفا فوقفه صالح دَرَجاتٍ حسن بِرُوحِ الْقُدُسِ كاف وَلكِنِ

منازلهم في النبوّة غير الذي يستحقونه بالطاعة مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ يعني موسى عليه السلام وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ يعني محمدا صلّى الله عليه وسلّم، ولو وصل لصار الجارّ وما عطف عليه صفة لبعض فينصرف الضمير في بيان المفضل بالتكليم إلى بعض فيكون موسى من هذا البعض المفضل عليه غيره، لا من البعض المفضل على غيره بالتكليم. وقيل الوقف على بعض حسن، ومثله مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ ومن وقف عليه ونوى بما بعده استئنافا كان كافيا، وإن نوى به عطفا كان صالحا دَرَجاتٍ حسن، ومثله الْبَيِّناتِ، وبِرُوحِ الْقُدُسِ، واخْتَلَفُوا، ومَنْ كَفَرَ أحسن مَا اقْتَتَلُوا الأولى وصله، لأن لكن حرف استدراك يقع بين ضدين. والمعنى ولو شاء الله الاتفاق لاتفقوا ولكن شاء الاختلاف فاختلفوا ما يُرِيدُ تامّ للابتداء بعده بالنداء وَلا شَفاعَةٌ كاف الظَّالِمُونَ تامّ لأن ما بعده مبتدأ، ولا إِلهَ إِلَّا هُوَ خبر إِلَّا هُوَ كاف إن رفع ما بعده مبتدأ وخبرا، أو خبر مبتدإ محذوف: أي هو الحيّ، أو جعل الحيّ مبتدأ وخبره لا تَأْخُذُهُ وليس بوقف إن جعل بدلا من لا إِلهَ إِلَّا هُوَ أو بدلا من هو وحده، وإذا جعل بدلا حلّ محل الأوّل فيصير التقدير: الله لا إله إلا الله، وكذا لو جعل بدلا من الله، أو جعل خبرا ثانيا للجلالة. السابع جعل الحيّ صفة لله، وهو أجودها لأنه قرئ الْحَيُّ الْقَيُّومُ بنصبهما على القطع، والقطع إنما هو في باب النعت، تقول جاءني عبد الله العاقل بالنصب وأنت تمدحه، وكلمني زيد الفاسق بالنصب تذمّه. ولا يقال في هذا الوجه الفصل بين الصفة والموصوف بالخبر. لأنا نقول إن ذلك ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ اخْتَلَفُوا صالح. وقال أبو عمرو: كاف مَنْ كَفَرَ كاف ما يُرِيدُ تامّ وَلا شَفاعَةٌ كاف الظَّالِمُونَ تامّ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ صالح الْحَيُّ الْقَيُّومُ كاف وَلا نَوْمٌ حسن وَما فِي الْأَرْضِ تامّ إِلَّا بِإِذْنِهِ حسن وَما خَلْفَهُمْ كاف، وكذا: بِما شاءَ، والْأَرْضِ حِفْظُهُما صالح الْعَظِيمُ تامّ لا إِكْراهَ فِي

جائز، تقول زيد قائم العاقل، ويجوز الفصل بينهما بالجملة المفسرة في باب الاشتغال نحو زيدا ضربته العاقل، على أن العاقل صفة لزيد، أجريت الجملة المفسرة مجرى الجملة الخبرية في قولك زيد ضربته العاقل، فلما جاز الفصل بالخبر جاز بالمفسرة الْحَيُّ الْقَيُّومُ كاف وَلا نَوْمٌ حسن: السنة ثقل في الرأس، والنعاس في العينين، والنوم في القلب وكررت لا في قوله وَلا نَوْمٌ تأكيدا وفائدتها انتفاء كل منهما. قال زهير بن أبي سلمى: [البسيط] لا سنة في طوال الدّهر تأخذه ... ولا ينام ولا في أمره فند وَما فِي الْأَرْضِ كاف للاستفهام بعده بِإِذْنِهِ حسن، لانتهاء الاستفهام وَما خَلْفَهُمْ كاف، كذا: بِما شاءَ، والْأَرْضِ، وحِفْظُهُما وقيل كلها حسان الْعَظِيمُ تامّ فِي الدِّينِ حسن، ومثله: مِنَ الْغَيِّ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد الْوُثْقى وصله أولى، لأن الجملة بعده حال للعروة: أي استمسك بها غير منفصمة لَا انْفِصامَ لَها كاف، ورسموا لَا انْفِصامَ كلمتين، لا كلمة، وانفصام كلمة عَلِيمٌ تامّ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ليس بوقف، لأن يخرجهم ويخرجونهم حال أو تفسير للولاية، والعامل معنى الفعل في ولي: أي الله يليهم مخرجا لهم، أو مخرجين إلى النور، قاله السجاوندي إِلَى النُّورِ حسن الطَّاغُوتُ حسن عند نافع إِلَى الظُّلُماتِ كاف أَصْحابُ النَّارِ جائز خالِدُونَ تام فِي رَبِّهِ ليس بوقف لأن أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ مفعول من أجله الْمُلْكَ جائز إن علق إذ باذكر مقدّرا، وليس بوقف إن علق بقوله: أَلَمْ تَرَ كأنه قال ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الدِّينِ صالح مِنَ الْغَيِّ كاف وكذا: لَا انْفِصامَ لَها سَمِيعٌ عَلِيمٌ تامّ إِلَى النُّورِ كاف أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ مفهوم إِلَى الظُّلُماتِ كاف خالِدُونَ تامّ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ جائز وليس بحسن، وإن قيل به. وقال أبو عمرو:

في الوقت الذي قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت، فإذ في موضع نصب على الظرف، والعامل فيه ألم تر، وليس ظرفا لإيتاء الملك، إذ المحاجة لم تقع وقت أن آتاه الله الملك، بل إيتاء الله الملك إياه سابق على المحاجة وَيُمِيتُ حسن وَأُمِيتُ أحسن مما قبله. وقيل ليس بوقف، لأن قال عامله في إذ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ كاف الظَّالِمِينَ جائز ووصله أحسن، لأن التقدير أرأيت كالذي حاجّ إبراهيم، أو كالذي مرّ على قرية، فلما كان محمولا عليه في المعنى اتصل به، أو لأن قوله: أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ جملة حالية مقرونة بالواو، وقد سوّغت مجيء الحال، لأن من المسوّغات كون الحال جملة مقرونة بواو الحال أو كالذي معطوف على معنى الكلام، فموضع الكاف نصب بتر أو زائدة للتأكيد أو أن أو بمعنى الواو كأنه قال: ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه والذي مرّ على قرية، فهو عطف قصة على قصة عَلى عُرُوشِها جائز، لأن ما بعده من تتمة ما قبله، قاله السجاوندي بَعْدَ مَوْتِها حسن، لأنه آخر المقول ثُمَّ بَعَثَهُ صالح كَمْ لَبِثْتَ كاف، ومثله: أو بعض يوم مِائَةَ عامٍ جائز، ومثله: لم يتسنه آيَةً لِلنَّاسِ حسن، وكذا: نَكْسُوها لَحْماً، لأنه آخر البيان: وقيل: من طَعامِكَ إلى لَحْماً كلام معطوف بعضه على بعض، ومن وصل يتسنه بما بعده حسن له الوقف على: حمارك، ومن جعل الواو في: وَلِنَجْعَلَكَ مقحمة لم يقف على: حمارك فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ ليس بوقف، لأن قال جواب لما قَدِيرٌ تامّ الْمَوْتى جائز أَوَلَمْ تُؤْمِنْ كاف قالَ بَلى لا يجوز الوقف على بلى، ولا الابتداء بها. أما الوقف عليها فإنك إذا وقفت عليها كنت مبتدئا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ صالح قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ كاف فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف الظَّالِمِينَ صالح، وكذا: ثم بعثه قالَ كَمْ لَبِثْتَ كاف، وكذا: أو بعض يوم لَمْ يَتَسَنَّهْ صالح آيَةً لِلنَّاسِ صالح

بلكن وهي كلمة استدراك يستدرك بها الإثبات بعد النفي أو النفي بعد الإثبات. وأما الابتداء بها، فإنك لو ابتدأت بها كنت واقفا على قال الذي قبلها وهي كلمة لا يوقف عليها بوجه، لأن القول يقتضي الحكاية بعده، ولا ينبغي أن يوقف على بعض الكلام المحكي دون بعض، هذا كله مع الاختيار، قاله النكزاوي، ولو وقع الجواب بنعم بدل بلى كان كفرا، لأن الاستفهام قد أكد معنى النفي، وبلى إيجاب النفي، سواء كان مع النفي استفهام أم لا كما تقدم الفرق بينهما بذلك وإبراهيم لم يحصل له شك في إحياء الموتى، وإنما شكّ في إجابة سؤاله قَلْبِي كاف: أي ليصير له علم اليقين وعين اليقين. ومن غرائب التفسير ما ذكره ابن فورك في تفسيره في قوله: وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي أن السيد إبراهيم عليه السلام كان له صديق وصفه بأنه قلبه: أي ليسكن هذا الصديق إلى هذه المشاهدة إذا رآه عيانا، قاله السيوطي في الاتقان سَعْياً حسن. وقيل كاف حَكِيمٌ تامّ سَبْعَ سَنابِلَ كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل متعلقا بما قبله مِائَةُ حَبَّةٍ كاف، ومثله: لمن يشاء عَلِيمٌ تامّ إن جعل الذين بعده مبتدأ وخبره لَهُمْ أَجْرُهُمْ وجائز إن جعل بدلا مما قبله وَلا أَذىً حسن ثم تبتدئ لهم أجرهم، وليس بوقف إن جعل: لهم خبر الذين لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ كاف يَحْزَنُونَ تامّ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ كاف: على أن قول خبر مبتدأ محذوف: أي المأمور به قول معروف، أو جعل مبتدأ خبره محذوف تقديره قول معروف أمثل بكم، وليس وقفا إن رفعت قول بالابتداء، ومعروف صفة وعطفت ومغفرة عليه، وخير خبر عن قول، وكذا ليس وقفا إن جعل خير خبرا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لَحْماً كاف قَدِيرٌ تامّ نُحْيِ الْمَوْتى صالح أَوَلَمْ تُؤْمِنْ كاف قالَ بَلى تقدّم الكلام على الوقف على بلى. لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي حسن. وقال أبو عمرو: كاف يَأْتِينَكَ سَعْياً كاف عَزِيزٌ حَكِيمٌ تامّ مِائَةُ حَبَّةٍ كاف، وكذا: لمن يشاء واسِعٌ عَلِيمٌ تامّ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ كاف، وكذا: يحزنون، ويتبعها

عن قول، وقوله: يتبعها أذى في محل جرّ صفة لصدقة، كذا يستفاد من السمين أَذىً حسن. وقيل: كاف حَلِيمٌ تامّ للابتداء بالنداء، والأذى ليس بوقف لفصله بين المشبه والمشبه به: أي لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى كإبطال الذي ينفق ماله رئاء الناس، وإن جعلت الكاف نعتا لمصدر: أي إبطالا كإبطال الذي ينفق ماله رئاء الناس كان حسنا وَالْيَوْمِ الْآخِرِ كاف صَلْداً صالح. وقال نافع: تامّ، وخولف لاتصال الكلام بعضه ببعض مِمَّا كَسَبُوا كاف الْكافِرِينَ تامّ. ولما ضرب المثل لمبطل صدقته وشبهه بالمنافق ذكر من يقصد بنفقته وجه الله تعالى فقال: ومثل الذين الآية بِرَبْوَةٍ ليس بوقف، لأن أصابها صفة ثانية لجنة أو لربوة ضِعْفَيْنِ جائز للابتداء بالشرط مع الفاء فَطَلٌّ كاف بَصِيرٌ تامّ، ولا وقف من قوله: أيودّ إلى فاحترقت، لأنه كلام واحد صفة لجنة الثَّمَراتِ ليس بوقف، لأن هذا مثل من أمثال القرآن والمثل يؤتى به على وجهه إلخ ليفهم الكلام، إذا وقف على بعضه لم يفد المعنى المعنى المقصود بالمثل، لأن الواو للحال فَاحْتَرَقَتْ كاف، لأنه آخر قصة نفقة المرائي والمانّ في ذهابها وعدم النفع بها تَتَفَكَّرُونَ تامّ الْأَرْضِ حسن، ووقف بعضهم على الْخَبِيثَ وليس بشيء لإيهام المراد بالقصد، لأنه يحتمل أن يكون المعنى لا تقصدوا أكله، أو لا تقصدوا كسبه، وإذا احتمل واحتمل وقع اللبس، فإذا قلت منه علم أن المراد به لا تقصدوا إنفاق الخبيث الذي هو الرديء من أموالكم، فإذا كان كذلك علم أن الوقف على الخبيث ليس جيدا، ووقف نافع على تنفقون، وخولف لاتصال ما بعده به. قال أبو عبيدة: سألت عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه عن قوله تعالى: وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ الآية؟ فقال: كانوا يصرمون ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أذى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ تام وَالْيَوْمِ الْآخِرِ كاف مِمَّا كَسَبُوا تامّ، وكذا: للكافرين، وفَطَلٌّ. وبصير فَاحْتَرَقَتْ كاف تَتَفَكَّرُونَ تامّ مِنَ الْأَرْضِ حسن، وكذا: إلا أن تغمضوا فيه غَنِيٌّ حَمِيدٌ تام بِالْفَحْشاءِ كاف

الثمرة فيعزلون الخبيث، فإذا جاءت المساكين أعطوهم من الرديء فأنزل الله هذه الآية. وقيل: منه تنفقون مستأنف ابتداء إخبار وأن الكلام تمّ عند قوله الخبيث، ثم ابتدأ خبرا آخر فقال: منه تنفقون وهذه يردّه المعنى تُنْفِقُونَ حسن، وكذا: فيه حَمِيدٌ تامّ بِالْفَحْشاءِ كاف، ومثله: فضلا عَلِيمٌ تامّ، ومثله: من يشاء، للابتداء بالشرط على قراءة، ومن يؤت بفتح الفوقية، وكاف على قراءة يعقوب يؤت بكسر الفوقية. قالوا وعلى قراءته للعطف أشبه إلا أنه من عطف الجمل، وعلى قراءة من فتح الفوقية يحتمل الاستئناف والعطف، وقراءة من فتح الفوقية معتبرة بما بعد الكلام وهو قوله: فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً، فكان ما بعده على لفظ ما لم يسم فاعله بالإجماع، وقراءة من كسر الفوقية معتبرة بما قبلها وهو قوله: يؤتي الحكمة من يشاء: أي يؤتي الله الحكمة من يشاء، ومن يؤته الله الحكمة فحذف الهاء كما حذف في قوله تعالى: أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا، أراد بعثه الله رسولا، والهاء مرادة في الآيتين، ... والحذف عندهم كثير منجلي أي حذف العائد المنصوب المتصل جائز. قال عبد الله بن وهب: سألت الإمام مالكا عن الحكمة في قوله تعالى: وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً فقال: هي المعرفة بدين الله تعالى والتفقه فيه والاتباع له، والياء من يؤت الثانية محذوفة على القراءتين خَيْراً كَثِيراً كاف الْأَلْبابِ تامّ يَعْلَمُهُ كاف مِنْ أَنْصارٍ تامّ فَنِعِمَّا هِيَ كاف خَيْرٌ لَكُمْ تامّ على قراءة من قرأ ونكفر بالنون والرفع: أي ونحن نكفر، وكاف لمن قرأه بالتحتية والرفع: أي والله يكفر وليس بوقف لمن قرأ نكفر بالجزم وعطفه على محل الفاء من قوله فهو: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: فضلا، وواسع عليم مَنْ يَشاءُ تامّ خَيْراً كَثِيراً كاف أُولُوا الْأَلْبابِ تامّ يَعْلَمُهُ كاف مِنْ أَنْصارٍ تامّ فَنِعِمَّا هِيَ كاف فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف، لكن من قرأ ونكفر بالجزم لم يقف على خَيْرٌ لَكُمْ لأن نكفر معطوف على

وكذا من قرأه بالياء والرفع أو النون والرفع وجعله معطوفا على ما بعد الفاء إلا أن يجعله من عطف الجمل فيكون كافيا وفيها إحدى عشرة قراءة انظرها وما يتعلق بها في المطولات، وإظهار الفريضة خير من إخفائها بخمس وعشرين ضعفا، ولا خلاف أن إخفاء النافلة خير من إظهارها مِنْ سَيِّئاتِكُمْ كاف خَبِيرٌ تامّ هُداهُمْ ليس بوقف للاستدراك بعده مَنْ يَشاءُ حسن. وعند أبي حاتم تامّ للابتداء بالشرط فَلِأَنْفُسِكُمْ حسن: ومثله وجه الله لا تُظْلَمُونَ تامّ: إن علق ما بعده بمحذوف متأخر عنه: أي للفقراء حق واجب في أموالكم، وكاف إن علق ذلك بمحذوف متقدّم: أي والإنفاق للفقراء فِي الْأَرْضِ حسن: ومثله من التعفف، وكذا بسيماهم إِلْحافاً كاف: للابتداء بالشرط عَلِيمٌ تامّ: والفقراء هم أهل الصفة أحصرهم الفقر والضعف في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم تكن لهم عشائر ولا منازل يأوون إليها كانوا قريبا من أربعمائة رجل كانوا يتعلمون القرآن بالليل ويتفهمون بالنهار ويجاهدون في سبيل الله سِرًّا وَعَلانِيَةً ليس بوقف، لأن ما بعد الفاء خبر لما قبلها، وكل ما كان من القرآن يستقبله فاء فالوقف عليه أضعف منه إذا استقبله واو عِنْدَ رَبِّهِمْ جائز: وكذا فلا خوف عليهم يَحْزَنُونَ تامّ مِنَ الْمَسِّ حسن: ومثله الربوا، وكذا: وَحَرَّمَ الرِّبا، وقيل كاف للابتداء بالشرط، كان الرجل يداين الرجل إلى أجل. فإذا جاء الأجل قال المداين أخرني إلى أجل كذا وأزيدك في مالك كذا. فإذا قيل له هذا الربا. قالوا إن زدناهم وقت البيع أو وقت الأجل فكله سواء. فهذا قولهم: إنما البيع مثل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جواب الشرط، فلا يفصل بينهما مِنْ سَيِّئاتِكُمْ كاف خَبِيرٌ تامّ مَنْ يَشاءُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف فَلِأَنْفُسِكُمْ كاف، وكذا: ابتغاء وجه الله لا تُظْلَمُونَ تامّ: إن علق ما بعده بمحذوف متأخر عنه: أي للفقراء المذكورين حقّ واجب في أموالكم، وكاف إن علق ذلك بمحذوف متقدّم: أي والإنفاق للفقراء المذكورين يوفّ إليكم فِي

الربوا، فأكذبهم الله عزّ وجلّ. فقال: وأحل الله البيع وحرّم الربوا. ورسموا الربوا بواو وألف في المواضع الأربعة كما ترى فَلَهُ ما سَلَفَ حسن وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ كاف: للابتداء بالشرط أَصْحابُ النَّارِ جائز خالِدُونَ تامّ الصَّدَقاتِ كاف أَثِيمٍ تامّ عِنْدَ رَبِّهِمْ جائز ولا خوف عليهم كذلك يَحْزَنُونَ تام: للابتداء بيا النداء، ومثله مؤمنين وَرَسُولِهِ جائز على القراءتين فآذنوا بالمدّ وكسر الذال من آذن: أي أعلموا غيركم بحرب من الله ورسوله، وبها قرأ حمزة، فأذنوا بإسكان الهمزة وفتح الذال والقصر من أذن بكسر الذال وهي قراءة الباقين رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ حسن: لاستئناف ما بعده وَلا تُظْلَمُونَ تامّ إِلى مَيْسَرَةٍ حسن. وقال الأخفش تام: لأن ما بعده في موضع رفع بالابتداء تقديره وتصدّقكم على المعسر بما عليه من الدين خير لكم. قاله الزجاج، وقال غيره: وتصدّقكم على الغريم بالإمهال عليه خير لكم: أي أن الثواب الذي يناله في الآخرة بالإمهال وترك التقضي خير مما يناله في الدنيا تَعْلَمُونَ تامّ إِلَى اللَّهِ حسن: على قراءة أبي عمرو تُرْجَعُونَ ببناء الفعل للفاعل بفتح التاء وكسر الجيم، وتوفي مبني للمفعول بلا خلاف فحسن الفصل بالوقف، لاختلاف لفظ الفعلين في البناء. وأما على قراءة الباقين ترجعون ببناء الفعل للمفعول موافقة لتوفي، فالأحسن الجمع بينهما بالوصل، لأن الفعلين على بناء واحد لا يُظْلَمُونَ تامّ فَاكْتُبُوهُ حسن، ومثله: بالعدل، وعلمه الله، وفليكتب إذا علقنا الكاف في كما بقوله فليكتب، ومن وقف على وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ، ثم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْأَرْضِ صالح، وكذا مِنَ التَّعَفُّفِ وقال أبو عمرو فيه: كاف إِلْحافاً كاف بِهِ عَلِيمٌ تامّ عِنْدَ رَبِّهِمْ جائز، وكذا: ولا خوف عليهم وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ تامّ مِنَ الْمَسِّ حسن، وكذا: مثل الربا. وقال أبو عمرو: فيهما كاف وَحَرَّمَ الرِّبا كاف وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ حسن: وقال أبو عمرو: كاف أَصْحابُ النَّارِ صالح خالِدُونَ تامّ وَيُرْبِي

يبتدئ كما علمه الله فليكتب فقد تعسف وعَلَيْهِ الْحَقُّ، وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ ومِنْهُ شَيْئاً، ووَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ كلها حسان، ووقف بعضهم أن يملّ هو، ووصله أولى لأن الفاء في قوله: فليملل جواب الشرط، وأول الكلام فإن كان الذي عليه الحق مِنْ رِجالِكُمْ حسن: للابتداء بالشرط مع الفاء مِنَ الشُّهَداءِ كاف: إن قرئ أن تضل بكسر الهمزة على أنها شرطية وجوابها فتذكر بشدّ الكاف ورفع الراء استئنافا، وبها قرأ حمزة ورفع الفعل لأنه على إضمار مبتدإ: أي فهي تذكر، وليس بوقف إن قرئ بفتح الهمزة على أنها أن المصدرية، وبها قرأ الباقون لتعلقها بما قبلها. واختلفوا بماذا تتعلق؟ فقيل بفعل مقدر: أي فإن يكونا رجلين فاستشهدوا رجلا وامرأتين، لأن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى، وقيل تتعلق بفعل مضمر على غير هذا التقدير، وهو أن تجعل المضمر قولا مضارعا تقديره، فإن لم يكونا رجلين فليشهد رجل وامرأتان، لأن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى، وقيل تتعلق بخبر المبتدإ الذي في قوله: فرجل وامرأتان وخبره فعل مضمر تقديره فرجل وامرأتان يشهدون لأن تضل إحداهما، فلا يحسن الوقف على الشهداء لتعلق أن بما قبلها فالفتحة قراءة حمزة فتحة التقاء الساكنين، لأن اللام الأولى ساكنة للإدغام في الثانية، والثانية مسكنة للجزم، ولا يمكن إدغام في ساكن، فحركت الثانية بالفتحة هروبا من التقائهما وكانت الحركة فتحة لأنها أخف الحركات، والقراءة الثانية أن فيها مصدرية ناصبة للفعل بعدها والفتحة فيها حركة إعراب بخلافها فإنها فتحة التقاء ساكنين، وأن وما في حيزها في محل نصب أو جرّ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الصَّدَقاتِ كاف كَفَّارٍ أَثِيمٍ تام، وكذا: يحزنون مُؤْمِنِينَ حسن وَرَسُولِهِ صالح، وكذا: رءوس أموالكم وَلا تُظْلَمُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف إِلى مَيْسَرَةٍ كاف تَعْلَمُونَ تامّ تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ حسن وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ تامّ فَاكْتُبُوهُ كاف، وكذا: بالعدل، وكما علمه الله، وفليكتب عَلَيْهِ الْحَقُّ جائز، وكذا

بعد حذف حرف الجرّ والتقدير لأن تضل، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بتخفيف الكاف ونصب الراء من أذكرنه. أي جعلته ذاكرا للشيء بعد نسيانه، انظر السمين الْأُخْرى كاف، ومثله إذا ما دعوا، لإثبات الشهادة وبذل خطوطهم إذا دعاهم صاحب الدين إلى ذلك، وهذا قول قتادة، وقيل إذا ما دعوا لإقامة الشهادة عند الحاكم فليس لهم أن يكتموا شهادة تحملوها. وهو قول مجاهد والشعبي وعطاء لأن الشخص إذا تحملها تعين عليه أداؤها إذا دعي لذلك ويأثم بامتناعه ولا يتعين عليه تحملها ابتداء بل هو مخير إِلى أَجَلِهِ حسن: ومثله تديرونها بينكم، وكذا: لا تكتبوها، وقيل كاف للابتداء بالأمر تَبايَعْتُمْ كاف: للابتداء بالنهي بعده، ومثله ولا شهيد، وكذا: فسوق بكم وَاتَّقُوا اللَّهَ جائز: وليس بمنصوص عليه وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ كاف عَلِيمٌ تام مَقْبُوضَةٌ كاف: للابتداء بالشرط واستئناف معنى آخر. ورسموا اؤتمن بواو لأنه فعل مبني لما لم يسم فاعله فيبتدأ به بضم الهمزة لأنها ألف افتعل وكان أصله اأتمن جعلت الهمزة الساكنة واوا لانضمام ما قبلها. فإن قيل: لما صارت ألف ما لم يسم فاعله مضمومة، فقل لأن فعل ما لم يسم فاعله يقتضي اثنين فاعلا ومفعولا وذلك أنك إذا قلت ضرب دل الفعل على ضارب ومضروب فضموا أوّله لتكون الضمة دالة على اثنين أو يقال إذا ابتدئ بالهمز الساكن فإنه يكتب بحسب حركة ما قبله أوّلا أو وسطا أو آخرا نحو ائذن لي واؤتمن والبأساء ومثله واضطر وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ، وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ، وقَلْبُهُ كلها حسان عَلِيمٌ تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف: ومثله ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وليتق الله ربه مِنْهُ شَيْئاً كاف، وكذا: وليه بالعدل، ومن رجالكم مِنَ الشُّهَداءِ كاف: إن قرئ إن تضلّ بكسر الهمزة، وليس بوقف إن قرئ بفتحها إِحْداهُمَا الْأُخْرى كاف، وكذا: إذا ما دعوا إِلى أَجَلِهِ صالح أَلَّا تَكْتُبُوها كاف، وكذا: إذا تبايعتم، ولا شهيد، وفسوق بكم وَاتَّقُوا اللَّهَ جائز وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ كاف بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ تام

يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ إن رفع ما بعده على الاستئناف: أي فهو يغفر، وليس بوقف إن جزم عطفا على يحاسبكم، فلا يفصل بينهما بالوقف لِمَنْ يَشاءُ جائز. وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المتقابلين حتى يؤتى بالثاني مَنْ يَشاءُ كاف قَدِيرٌ تامّ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ تامّ إن رفع والمؤمنون بالفاعلية عطفا على الرسول، ويدل لصحة هذا قراءة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وآمن المؤمنون فأظهر الفعل ويكون قوله: كل آمن مبتدأ وخبرا يدل على أن جميع من ذكر آمن بمن ذكر، أو المؤمنون مبتدأ أول، وكل مبتدأ ثان، وآمن خبر عن كل، وهذا المبتدأ وخبره خبر الأول، والرابط محذوف تقديره منهم، وكان الوقف على: من ربه حسنا لاستئناف ما بعده، والوجه كونها للعطف ليدخل المؤمنون فيما دخل فيه الرسول من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله بخلاف ما لو جعلت للاستئناف، فيكون الوصف للمؤمنين خاصة بأنهم آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله دون الرسول، والأولى أن تصف الرسول والمؤمنين بأنهم آمنوا بسائر هذه المذكورات وَرُسُلِهِ حسن لمن قرأ نفرّق بالنون، وليس بوقف لمن قرأ لا يفرّق بالياء بالبناء للفاعل: أي لا يفرّق الرسول كأنه قال: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كلهم آمن، فحذف الضمير الذي أضاف كل إليه، ومن أرجع الضمير في يفرّق بالياء لله تعالى كان متصلا بما بعده، فلا يوقف على رسله لتقدم ذكره تعالى، فلا يقطع عنه وَأَطَعْنا كاف، لأن ما بعده منصوب على المصدر بفعل مضمر ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مَقْبُوضَةٌ كاف وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ كاف، وكذا وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وكذا آثم قلبه بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ صالح: إن رفع ما بعده، وليس بوقف إن جزم ذلك لأنه معطوف على يحاسبكم فلا يفصل بينهما فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ صالح وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ كاف قَدِيرٌ تامّ وَالْمُؤْمِنُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وذلك على قراءة لا نفرّق بالنون لأنه منقطع عما قبله، ومن قرأه بالياء فلا يقف على ذلك لأن: لا يفرّق راجع إلى قوله: كل آمن

سورة آل عمران

كأنهم قالوا اغفر لنا غفرانا: أي مغفرة، أو نسألك غفرانك، أو أوجب لنا غفرانك: أي مغفرتك فيكون منصوبا على المفعول به، فلا يكون له تعلق بما قبله على كل تقدير الْمَصِيرُ تامّ إِلَّا وُسْعَها صالح، ومثله: ما كسبت، وكذا: وعليها ما اكتسبت. وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على الأول حتى يؤتى بالثاني، وهو أحسن للابتداء بالنداء أَوْ أَخْطَأْنا، ومِنْ قَبْلِنا، وما لا طاقَةَ لَنا بِهِ كلها حسان. وقال أبو عمرو: كافية للابتداء فيها بالنداء ولكن الواو لعطف السؤال على السؤال، وتؤذن بأن كل كلمة ربنا تكرار وَاعْفُ عَنَّا، وَاغْفِرْ لَنا، وَارْحَمْنا كلها حسان، واستحسن الوقف على كل جملة منها، لأنه طلب بعد طلب ودعاء بعد دعاء أَنْتَ مَوْلانا ليس بوقف لمكان الفاء بعده واتصال ما بعدها بما قبلها على جهة الجزاء، ولو كان بدل الفاء واو لحسن الوقف والابتداء بما بعدها الْكافِرِينَ تامّ، وفي الحديث: «إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام وأنزل فيه آيتين ختم بهما سورة البقرة، فلا يقرءان في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان». سورة آل عمران (¬1) مائتا آية اتفاقا، وكلمها ثلاثة آلاف وأربعمائة وثمانون كلمة، وحروفها أربعة عشر ألفا وخمسمائة وعشرون حرفا، وفيها ما يشبه الفواصل، وليس ـــــــــــــــــــــــــ بالله فلا يقطع عنه مِنْ رُسُلِهِ كاف على القراءتين، وكذا: سمعنا وأطعنا الْمَصِيرُ تامّ إِلَّا وُسْعَها صالح لَها ما كَسَبَتْ جائز وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ حسن، وكذا: أو أخطأنا، ومن قبلنا. وقال أبو عمرو: فيهما كاف ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ كاف وَاعْفُ عَنَّا صالح وَاغْفِرْ لَنا مفهوم وَارْحَمْنا صالح. وقال أبو عمرو: كاف لا يحسن الوقف على أَنْتَ مَوْلانا لمكان الفاء بعده، آخر السورة تامّ. سورة آل عمران مدنية ¬

_ (¬1) ذكر الشيخ أنها مائتا آية اتفاقا وهذا أمر مختلف فيه لأنها مائتا آية إلا آية في الشامي ومائتا آية

معدودا باتفاق تسعة مواضع: لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ مَتاعٌ قَلِيلٌ. الم تقدّم ما يغني عن إعادته، ونظائرها مثلها في فواتح السور، واختلف هل هي مبنية أو معربة وسكونها للوقف؟ أقول إِلَّا هُوَ تامّ إن رفع ما بعده على الابتداء: ونزل عليك الخبر، أو رفع ما بعده خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعلت الله مبتدأ وما بعده جملة في موضع رفع صفة الله، لأن المعنى يكون: الله الحيّ القيوم لا إله إلا هو، والحيّ القيوم الخبر، فلا يفصل بين المبتدإ وخبره بالوقف، وكذا لو أعربت الحيّ بدلا من الضمير لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف الْحَيُّ الْقَيُّومُ تامّ: إن جعلته خبرا ولم تقف على ما قبله، وليس بوقف إن جعلته مبتدأ، وخبره نزل عليك الكتاب، والوقف على بالحق لا يجوز لأن مصدّقا حال مما قبله: أي حال مؤكدة لازمة: أي نزل عليك الكتاب في حال التصديق للكتب التي قبله لِما بَيْنَ يَدَيْهِ كاف على استئناف ما بعده، وإن كان ما ـــــــــــــــــــــــــ والم تقدم الكلام عليه في سورة البقرة اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ حسن: إن رفعت ما ¬

_ في الباقي عند أبي معشر، ولكن الباقي لم يعتبر هذا الخلاف فقال السخاوي في جمال القراء (1/ 200): هي مائتا آية في جميع العدد، وقال ابن الجوزي: سورة آل عمران مائتا آية بلا خلاف في جملتها إلا ما حكى عن بعض الرواة أنها تنقص آية على أهل الشام قال: لأنه لم يعدوا حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ آية. انظر: «فنون الأفنان» (281) والخلاف في ست آيات هي الم (1)، وَالْإِنْجِيلَ الثاني (48): كوفي وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ (4): غير كوفي. مِمَّا تُحِبُّونَ (92): علوي. وَرَسُولًا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ (49): بصري. الإنجيل الأول (3): غير شامي وانظر «التلخيص» (230)، جمال القراء (1/ 200) فنون الأفنان (281)، الإتحاف (169).

بعده معطوفا على ما قبله، إلا أنه من عطف الجمل فيوقف على ما قبله على قول وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ ليس بوقف. قال أبو حاتم السجستاني: ولا ينظر إلى ما قاله بعضهم إن من قبل تامّ، ويبتدئ هدى للناس: أي وأنزل الفرقان هدى للناس، وضعف هذا التقدير لأنه يؤدّى إلى تقديم المعمول على حرف النسق وهو ممتنع لو قلت: قام زيد مكتوفا، وضربت هندا: يعني مكتوفة لم يصح فكذلك هذا، والمراد بالمعمول الذي قدّم على النسق هو قوله: هُدىً لِلنَّاسِ، والمراد بالنسق هو واو قوله: وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ الذي هو صاحب الحال. فتقدير الكلام وأنزل الفرقان هدى: أي هاديا، وإن جعل محل هدى رفعا جاز: أي هما هدى للناس قبل نزول القرآن أو هما هدى للناس إلى الإيمان بمحمد صلّى الله عليه وسلّم هُدىً لِلنَّاسِ تامّ عند أبي حاتم وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ أتمّ لانتهاء القصة عَذابٌ شَدِيدٌ تامّ عند نافع، ومثله: ذو انتقام فِي الْأَرْضِ ليس بوقف، لأن ما بعده معطوف عليه، أو أن السامع ربما يتوهم أنه لا يخفى عليه شيء في الأرض فقط، فينفي هذا التوهم بقوله: وَلا فِي السَّماءِ»، والوقف على في السماء تامّ فِي الْأَرْحامِ ليس بوقف لأن قوله: كيف يشاء متعلق بالتصوير كَيْفَ يَشاءُ تامّ، ومثله: الحكيم الْكِتابَ ليس بوقف، لأن قوله منه آيات متعلق به كتعلق الصفة بالموصوف، وآيات محكمات متعلق بمنه على معنى من الكتاب آيات محكمات ومنه أخر متشابهات، ولو جاز هذا الوقف لجاز أن يقف على قوله: ومن قوم موسى. ثم يبتدئ أمّة يهدون بالحق، ولا يقول هذا أحد لأنهم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بعده بأنه خبر لمبتدإ محذوف، وليس بوقف إن رفعت ذلك بأنه صفة الله الْحَيُّ الْقَيُّومُ تامّ: إن جعلته خبرا ولم تقف على ما قبله، وكاف إن جعلته خبرا ووقفت على ما قبله، وليس بوقف إن جعلته مبتدأ، لأن خبره: نزل عليك الكتاب مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ كاف، وكذا: هدى للناس وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ تامّ: لتمام القصة عَذابٌ شَدِيدٌ كاف ذُو انْتِقامٍ تامّ،

يشترطون لصحة الوقف صحة الوقف على نظير ذلك الموضع، ونقل بعضهم أن الوقف عند نافع على منه ولم يذكر له وجها، ووجهه والله أعلم أنه جعل الضمير في منه كناية عن الله: أي هو الذي أنزل عليك الكتاب من عنده فيكون منه بمعنى من عنده، ثم يبتدئ آيات محكمات: أي هو آيات محكمات، والوقف على مُحْكَماتٌ جائز: أُمُّ الْكِتابِ حسن مُتَشابِهاتٌ كاف، لاستئناف التفصيل معللا اتباع أهل الزيغ المتشابه بعلتين: ابتغاء فتنة الإسلام، وابتغاء التأويل، وكلاهما مذموم. فقال: ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، والوقف على تَأْوِيلِهِ حسن، وقال أبو عمرو: كاف إِلَّا اللَّهُ وقف السلف وهو أسلم لأنه لا يصرف اللفظ عن ظاهره إلا بدليل منفصل، ووقف الخلف على العلم ومذهبهم أعلم: أي أحوج إلى مزيد علم لأنهم أيدوا بنور من الله تعالى لتأويل المتشابه بما يليق بجلاله والتأويل المعين لا يتعين لأن من المتشابه ما يمكن الوقوف عليه، ومنه ما لا يمكن، وبين الوقفين تضادّ ومراقبة. فإن وقف على أحدهما امتنع الوقف على الآخر، وقد قال بكل منهما طائفة من المفسرين، واختاره العز بن عبد السلام، وقد روى ابن عباس أن النبي صلّى الله عليه وسلّم وقف على إلا الله، وعليه جمع من السادة النجباء كابن مسعود وغيره: أي إن الله استأثر بعلم المتشابه كنزول عيسى ابن مريم وقيام الساعة، والمدة التي بيننا وبين قيامها، وليس بوقف لمن عطف الراسخون على لفظ الجلالة: أي ويعلم الراسخون تأويل المتشابه أيضا، ويكون قوله يقولون جملة في موضع الحال من الراسخون: أي قائلين آمنا به. وقيل لا يعلم جميع المتشابه إلا الله تعالى وإن كان الله قد أطلع نبيه صلّى الله عليه وسلّم على بعضه، وأهل قوما من أمته لتأويل بعضه، وفي المتشابه ما يزيد على ثلاثين قولا، وهذا تقريب للكلام ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: في السماء، وكيف يشاء، والعزيز الحكيم، وقال أبو عمرو: في السماء، ويشاء كاف

على هذا المبحث البعيد المرام الذي تزاحمت عليه أفهام الأعلام. وقال السجستاني: الراسخون غير عالمين بتأويله، واحتجّ بأن وَالرَّاسِخُونَ في موضع وأما. وهي لا تكاد تجيء في القرآن حتى تثني أو تثلث كقوله: أما السفينة، وأما الغلام، وأما الجدار، فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر. وهنا قال: فأما الذين في قلوبهم زيغ، ولم يقل بعده وأما، ففيه دليل على أن قوله: وَالرَّاسِخُونَ مستأنف منقطع عن الكلام قبله. وقال أبو بكر: وهذا غلط، لأنه لو كان المعنى وأما الراسخون في العلم فيقولون لم يجز أن تحذف أما والفاء، لأنهما ليستا مما يضمر وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ صالح على المذهب الثاني على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة في موضع نصب على الحال، وإن جعل آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا كلاما محكيّا عنهم فلا يوقف على آمنا به، بل على قوله: كلّ من عند ربنا، وهو أحسن، لأن ما بعده من كلام الله: أي كل من المحكم والمتشابه، فهو انتقال من الكلام المحكي عن الراسخين إلى شيء أخبر الله به ليس بحكاية عنهم آمَنَّا بِهِ حسن على المذهبين مِنْ عِنْدِ رَبِّنا كاف. وقوله: وما يذكر إلا أولوا الألباب معترض ليس بمحكيّ عنهم، لأنه من كلام الله الْأَلْبابِ تامّ، وقيل كاف، لأن ما بعده من الحكاية آخر كلام الراسخين بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا حسن، ومثله: رحمة، للابتداء بأن الْوَهَّابُ تامّ: وإن كان ما بعده من الحكاية داخلا في جملة الكلام المحكي لأنه رأس آية وطال الكلام لا رَيْبَ فِيهِ كاف، لأن ما بعده من كلام الله، لا من كلام الراسخين، وحسن إن جعل التفاتا من الخطاب ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْكِتابَ صالح مُحْكَماتٌ جائز أُمُّ الْكِتابِ حسن وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ كاف تَأْوِيلِهِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ تام، على قول الأكثر، أن الراسخين لم يعلموا تأويل المتشابه، وليس بوقف على قول غيرهم أن الراسخين يعلمون تأويله آمَنَّا بِهِ صالح على المذهبين، ويجوز أن يوقف على: وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ على

إلى الغيبة: أي حيث لم يقل إنك، بل قال إن الله، والاسم الظاهر من قبيل الغيبة الْمِيعادَ تامّ شَيْئاً جائز، ومثله: وقود النار، يبني الوقف والوصل على اختلاف مذاهب المعربين في الكاف من كَدَأْبِ بماذا تتعلق؟ فقيل في محل رفع خبر مبتدإ محذوف: أي دأبهم في ذلك كدأب آل فرعون، أو في محل نصب. وفي الناصب لها تسعة أقوال. أحدها: أنها نعت لمصدر محذوف والعامل فيه كفروا: أي إن الذين كفروا به كفرا كدأب آل فرعون: أي كعادتهم في الكفر، أو منصوبة بكفروا مقدّرا، أو النصاب مصدر مدلول عليه بلن تغني: أي توقد النار بهم كما توقد بآل فرعون، أو منصوبة بلن تغني: أي بطل انتفاعهم بالأموال والأولاد كعادة آل فرعون، أو منصوبة بوقود: أي توقد النار بهم كما توقد بآل فرعون، أو منصوبة بلن تغني: أي لن تغني عنهم مثل ما لم تغن عن أولئك، أو منصوبة بفعل مقدّر مدلول عليه بلفظ الوقود: أي توقد بهم كعادة آل فرعون ويكون التشبيه في نفس الإحراق، أو منصوبة بكذبوا، والضمير في كذبوا لكفار قريش وغيرهم من معاصري الرسول عليه الصلاة والسلام: أي كذبوا تكذيبا كعادة آل فرعون في ذلك التكذيب. التاسع أن العامل فيها فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ أي فأخذهم الله كأخذه آل فرعون، وهذا مردود، فإن ما بعد فاء العطف لا يعمل فيما قبلها كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ تامّ: إن جعل ما بعده مبتدأ منقطعا عما قبله، وخبره كذبوا، أو خبر مبتدإ، وليس بوقف إن عطف على ما قبله بِذُنُوبِهِمْ كاف الْعِقابِ تامّ إِلى جَهَنَّمَ جائز الْمِهادُ تامّ الْتَقَتا كاف: لمن رفع فئة بالابتداء، وسوّغ الابتداء بها التفصيل، وثم صفة محذوفة تقديرها فئة مؤمنة تقاتل في سبيل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ المذهب الثاني، ويبتدأ بيقولون على معنى ويقولون آمنا به، لكن الأجود خلافه، إذ المشهور أن هذه الجملة على هذا المذهب حال رَبِّنا حسن وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ كاف: لأن ما بعده من الحكاية وإن كان هو ليس منها. وقال أبو عمرو: في ربنا، وأُولُوا الْأَلْبابِ تامّ

الله، وأخرى كافرة تقاتل في سبيل الطاغوت، فحذف من الجملة الأولى ما أثبت مقابله في الجملة الثانية، ومن الثانية ما أثبت مقابله في الأولى، وهو من النوع المسمى بالاحتباك من أنواع البديع، وهي قراءة العامة. وليس بوقف لمن قرأ فئة بالجرّ تقاتل في سبيل الله، وأخرى كافرة صفة، أو بدل من فئتين بدل تفصيل نحو: [البسيط] حتّى إذا ما استقلّ النجم في غلس ... وغودر البقل ملويّ ومحصود أي بعضه ملوي وبعضه محصود، ويجوز عربية نصب فئة، وكافرة على الحال من الضمير: أي التقتا مختلفتين، وقرئ فئة بالنصب على المدح: أي أمدح فئة وأخرى كافرة بالنصب على الذمّ: أي وأذم أخرى، وعلى هاتين القراءتين ليس بوقف، والوصل أولى، رَأْيَ الْعَيْنِ حسن. وقيل كاف مَنْ يَشاءُ تام لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ أتمّ منه ولا وقف من قوله: زين للناس إلى والحرث، لأن العطف صيرها كالشيء الواحد وَالْحَرْثِ حسن، ومثله: الدنيا الْمَآبِ تامّ. قال السدّي: حسن المنقلب هو الجنة، أصل المآب المأوب نقلت حركة الواو إلى الهمزة الساكنة قبلها فقلبت الواو ألفا، وهو هنا اسم مصدر: أي حسن الرجوع مِنْ ذلِكُمْ كاف: لتناهي الاستفهام إلى الإخبار ثم يبتدئ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ برفع جنات على الابتداء، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ إِذْ هَدَيْتَنا صالح. وقال أبو عمرو: كاف مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً صالح الْوَهَّابُ تامّ: وإن كان ما بعده من الحكاية، لأنه رأس آية وطال الكلام لا رَيْبَ فِيهِ كاف الْمِيعادَ تامّ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً جائز وَقُودُ النَّارِ جائز إن علق به وبكفروا كدأب، وكاف إن علق بكذبوا بعدها، أو جعل كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ خبرا لمبتدإ محذوف: أي عادتهم في كفرهم وتظاهرهم على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كعادة آل فرعون في تظاهرهم على موسى عليه السلام كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ تام: إن جعل ما بعده مبتدأ وخبرا، وليس بوقف إن عطف ذلك عليه بِذُنُوبِهِمْ كاف الْعِقابِ تامّ إِلى جَهَنَّمَ مفهوم الْمِهادُ تامّ الْتَقَتا حسن. وقال أبو عمرو:

وللذين خبره، والكلام مستأنف في جواب سؤاله مقدر كأنه قيل: ما الخير؟ فقيل: الذين اتقوا عند ربهم جنات، مثل قوله: قل أفأنبئكم بشرّ من ذلكم. ثم قال: النار وعدها الله الذين كفروا، ويضعف هذا الوقف من جعل قوله: عِنْدَ رَبِّهِمْ متعلقا بخير، وإن رفع جنات خبر مبتدإ محذوف تقديره ذلك جنات كاف الوقف على عِنْدَ رَبِّهِمْ حسنا، وليس بوقف لمن خفض جنات بدلا من خير، ولا يوقف على ما قبل جنات، ولا عند ربهم، وأزواج مطهرة، ورضوان بالجرّ في الجميع لعطفه على ما قبله جَنَّاتٌ جائز، لأن تجري في محل رفع، أو نصب، أو جرّ على حسب القراءتين وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ كاف بِالْعِبادِ تامّ. قال أصحاب الدرّ النظيم: أؤنبئكم رسموها بواو بعد ألف الاستفهام صورة للهمزة المضمومة كما ترى، وحذفوا الألف بعد النون في جنات في جميع القرآن اتفاقا، وفي محل الذين يقولون الحركات الثلاث: الرفع والنصب والجرّ، فمن رفعه خبر مبتدإ محذوف أو نصبه بمقدّر كان الوقف على بِالْعِبادِ تاما، أو كافيا، وليس بوقف لمن جرّه بدلا من قوله لِلَّذِينَ اتَّقَوْا، أو نعتا للعباد، ومن حيث كونه رأس آية يجوز ذُنُوبَنا جائز وَقِنا عَذابَ النَّارِ كاف: إن نصب ما بعده على المدح بإضمار أعني، أو أمدح، وليس بوقف إن جعل بدلا من الذين يقولون، أو مخفوضا نعتا، ومن حيث كونه رأس آية يجوز بِالْأَسْحارِ تامّ: إن قرئ شَهِدَ اللَّهُ فعلا ماضيا بمعنى أعلم بانفراده بالوحدانية، أو قضى الله: أو قرئ شهداء الله بالرفع ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف رَأْيَ الْعَيْنِ كاف مَنْ يَشاءُ تامّ لِأُولِي الْأَبْصارِ أتمّ منه وَالْحَرْثِ كاف الْحَياةِ الدُّنْيا حسن. وقال أبو عمرو: كاف حُسْنُ الْمَآبِ تامّ مِنْ ذلِكُمْ كاف جَنَّاتٌ جائز وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ كاف بَصِيرٌ بِالْعِبادِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، هذا إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف، أو منصوبا بأعني، وإن جعل مجرورا بدلا من قوله: للذين اتقوا، أو نعتا للعباد لا يحسن الوقف على بِالْعِبادِ إلا بتجوّز، لأنه رأس آية ذُنُوبَنا كاف، وكذا: وَقِنا عَذابَ النَّارِ، إن جعل ما بعده منصوبا على المدح، وإن

على إضمار مبتدإ محذوف والإضافة: أي هم شهداء الله وليس بوقف إن قرئ شهد مبنيا للمفعول: أي شهد انفراده بالألوهية أو قرئ شهداء الله جمعا منصوبا مضافا إلى الله حالا، أو على المدح جمع شهيد أو شاهد، أو قرئ شهدا الله بضم الشين والهاء وفتح الدال منوّنا ونصب الجلالة أو قرئ شهد الله بضم الشين والهاء وفتح الدال وضمها مضافا لاسم الله، فالرفع خبر مبتدإ محذوف: أي هم شهد الله والنصب على الحال، وهو جمع شهيد كنذير ونذر، أو قرئ شهد الله بضم الدال ونصبها وبلام الجرّ ونسبت هذه القراءة للإمام عليّ كرّم الله وجهه بِالْقِسْطِ حسن الْحَكِيمُ تامّ لمن قرأ إِنَّ الدِّينَ بكسر الهمزة، وليس بوقف لمن فتحها، وهو الكسائي، لأن محلها نصب، لأنها مع مدخولها معمول لشهد، وإن المعمولة لعامل يجب فتح همزتها ما لم تكن لقول، أو بإضمار حرف الجرّ كأنه قال: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ، ل «إ» ن الدين عند الله الإسلام، أو بأن الدين عند الله الإسلام وعلى هذا فلا يوقف على: بالقسط، ولا على: الحكيم، لئلا يفصل بين العامل ومعموله بالوقف الْإِسْلامُ كاف، ومثله: بغيا بينهم الْحِسابِ تامّ للابتداء بالشرط وَمَنِ اتَّبَعَنِ حسن للابتداء بأمر يشمل أهل الكتاب والعرب، والأول مختص بأهل الكتاب فلم يكن الثاني من جملة الشرط. قاله السجاوندي أَأَسْلَمْتُمْ حسن لتناهي الاستفهام إلى الشرط فَقَدِ اهْتَدَوْا حسن للابتداء بشرط آخر. وقال أبو عمرو فيهما: كاف الْبَلاغُ كاف بِالْعِبادِ تامّ للابتداء بإن بِغَيْرِ حَقٍّ جائز لمن قرأ ويقاتلون بألف بعد القاف لعدول المعنى عن قوله: ويقتلون بغير ألف، وليس بوقف لمن قرأ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جعل بدلا من الذين يقولون لم يحسن الوقف على النار إلا بتجوّز، لأنها رأس آية بِالْأَسْحارِ تامّ بِالْقِسْطِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف الْحَكِيمُ تامّ: على قراءة من كسر همزة إن، وليس بوقف على قراءة من فتحها، لأنها مع مدخولها معمولة لشهد بمعنى أخبر، ولا يوقف حينئذ على: بالقسط، ولا على: الحكيم، لئلا يفصل بين العامل ومعموله

ويقتلون بغير ألف لفصله بين اسم إن وخبرها، وقوله: فَبَشِّرْهُمْ في موضع خبر إن، وإن جعل خبر إن أولئك الذين حبطت أعمالهم، فلا يوقف على أليم، ولا على الناس للعلة المذكورة أَلِيمٍ كاف وَالْآخِرَةِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف للابتداء بالنفي مع اتحاد المقصود مِنْ ناصِرِينَ تامّ، ومثله: معرضون مَعْدُوداتٍ صالح، لأن الواو بعده تصلح للعطف وللحال: أي وقد غرّهم أو قالوا مغرورين يَفْتَرُونَ كاف لا رَيْبَ فِيهِ جائز. وقال نافع: تامّ وخولف في هذا، لأن ما بعده معطوف على الجملة قبله، فهو من عطف الجمل لا يُظْلَمُونَ تامّ مَنْ تَشاءُ جائز في المواضع الأربعة، وقد نصّ بعضهم على الأوّل منها والأخير، والوجه أنها شيء واحد بِيَدِكَ الْخَيْرُ كاف قَدِيرٌ تامّ فِي النَّهارِ جائز. وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المتقابلين حتى يؤتى بالثاني، ومثله: من الميت، ومن الحيّ بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ تامّ للابتداء بالشرط فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ. قال أبو حاتم السجستاني: كاف، ووافقه أبو بكر بن الأنباري ولم يمعن النظر، وأظنه قلده، وكان يتحامل على أبي حاتم ويسلك معه ميدان التعصب، تغمدنا الله وإياهم برحمته، ولعل وجه هذا الوقف أنه رأى الجملة مركبة من الشرط والجزاء، وهو قوله: ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء، استأنف بعده إلا على معنى إلا أن يكون الخوف يحمله عليه، فعلى هذا التأويل يسوغ الوقف على شيء، وأجاز الابتداء بإلا هنا، وفيه ضعف، لأن إلا حرف استدراك يستدرك بها الإثبات ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْإِسْلامُ كاف، وكذا: بغيا بينهم، وسريع الحساب، ومن اتبعن أَأَسْلَمْتُمْ صالح، وكذا: فقد اهتدوا. وقال أبو عمرو فيهما: كاف الْبَلاغُ كاف بِالْعِبادِ تام. وكذا، بعذاب أليم وَالْآخِرَةِ صالح: وقال أبو عمرو: كاف مِنْ ناصِرِينَ تامّ مُعْرِضُونَ كاف، وكذا: يفترون لا رَيْبَ فِيهِ مفهوم لا يُظْلَمُونَ تامّ مَنْ تَشاءُ مفهوم في المواضع المذكورة بِيَدِكَ الْخَيْرُ كاف قَدِيرٌ تامّ فِي النَّهارِ جائز وكذا في الليل، ومن الميت، ومن الحيّ بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ: وكذا، من دون المؤمنين فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ

بعد النفي، أو النفي بعد الإثبات، فهي متعلقة بما قبلها في جميع الأحوال، مع أن أبا حاتم في باب الوقف والابتداء هو الإمام المقتدى به في هذا الفنّ، ووافقه الكواشي وقال: إلا أن يجعل حرف الاستثناء بمعنى اللهمّ والله أعلم بكتابه. وفصل أبو العلاء الهمداني حيث قال: من العلماء من قال: إذا كان بعد الاستثناء كلام تامّ جاز الابتداء بإلا إذا لم يتغير معنى ما قبلها نحو: أَسْفَلَ سافِلِينَ، وقوله: بشرهم بِعَذابٍ أَلِيمٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا، وكقوله: وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وأما لو تغير بالوقف معنى ما قبله نحو: فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً، وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ، ونحو: فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ، فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ*، فلا يبتدأ بإلا. وأما إذا لم يكن بعد إلا كلام تامّ، بل كان متعلقا بما قبله فلا يوقف دونه. وقال ابن مقسم: إذا كان الاستثناء متصلا فالوقف على ما بعدها أحسن نحو: تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ، فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ، فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً، إلا أن يكون الاستثناء بعد الآية فيوقف على ما قبل إلا لتمام الآية، وعلى ما بعدها لتمام الكلام نحو: لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ*، إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلَّا عَجُوزاً. وإن كان منقطعا عما قبله فالوقف على ما قبل إلا أجود، وعلى ما بعدها حسن، ثم ما كان منه رأس آية ازداد حسنا في الوقف، فمن المنقطع قبل تمام الآية قوله: لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ هنا الوقف، ثم يبتدأ: إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا، وكذلك: لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ، لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلَّا سَلاماً، لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى، والتامّ في ذلك كله آخر الآية. وأما المنقطع بعد تمام الآية، فقوله: إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف، وهو بعيد مِنْهُمْ تُقاةً حسن. وقال أبو عمرو: كاف وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ

لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا، عَذابٌ واصِبٌ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ، بَرْداً وَلا شَراباً إِلَّا حَمِيماً، أَسْفَلَ سافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا، فإن اللفظ لفظ الاستثناء والتقدير الرجوع من إخبار إلى إخبار، ومن معنى إلى معنى، وللعلماء في ذلك اختلاف كبير يطول شرحه. وحاصله أن الاستثناء إن كان يتعلق بالمستثنى منه لم يوقف قبل إلا، وإن كان بمعنى لكن، وأن ما بعده ليس من جنس ما قبله نحو: لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ، إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى، إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ، إذ لم يستثن الظنّ من العلم، لأن اتباع الظنّ ليس بعلم، المعنى لكنهم يتبعون الظنّ، والنحويون يجعلون هذا الاستثناء منقطعا، إذ لم يصح دخول ما بعد إلا فيما قبلها، ألا ترى أن الأمانيّ ليست من الكتاب، وتكون إلا بمعنى الواو عند قوم نحو قوله: إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ، وكقوله: إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً، ونحو قوله: وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً. قال أبو عبيدة بن المثنى: إلا بمعنى الواو، لأنه لا يجوز للمؤمن قتل المؤمن عمدا ولا خطأ. ومن الاستثناء ما يشبه المنقطع كقوله: وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ، فقوله: إِلَّا فِي كِتابٍ منقطع عما قبله، إذ لو كان متصلا لكان بعد النفي تحقيقا، وإذا كان كذلك وجب أن يعزب عن الله تعالى مثقال ذرّة وأصغر وأكبر منها إلا في الحال التي استثناها، وهو قوله: إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ وهذا لا يجوز أصلا، بل الصحيح الابتداء بإلا على تقدير الواو: أي وهو أيضا في كتاب مبين، ونحو ذلك قوله: وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها إلى قوله: فِي كِتابٍ مُبِينٍ، ومعنى: فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ أي: ليس من توفيق الله وكرامته في شيء، أو ليس فيه لله حاجة، أي: لا يصلح لطاعته ولا لنصرة دينه. وقال الزجاج: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ نَفْسَهُ كاف. وقيل تامّ الْمَصِيرُ تامّ، وكذا: يعلمه الله وَما فِي الْأَرْضِ

معناه من يتول غير المؤمنين فالله بريء منه تُقاةً حسن. وقال أبو عمرو: كاف نَفْسَهُ كاف الْمَصِيرُ تامّ يَعْلَمْهُ اللَّهُ كاف لاستثناء ما بعده، وليس معطوفا على جواب الشرط، لأن علمه تعالى بما في السموات وما في الأرض غير متوقف على شرط، ومثله: وما في الأرض قَدِيرٌ كاف، إن نصب يوم باذكر مقدّرا مفعولا به، وليس بوقف إن نصب بيحذّركم الأولى، وكذا إن نصب بالمصير للفصل بين المصدر ومعموله كأنه قال: تصيرون إليه يوم تجد كل، ومن حيث كونه رأس آية يجوز ويضعف نصبه بقدير، لأن قدرته تعالى على كل شيء لا تختص بيوم دون يوم، بل هو متصف بالقدرة دائما ويضعف نصبه بتودّ: أي تودّ يوم القيامة حين تجد كل نفس خيرها وشرّها تتمنى بعد ما بينها وبين ذلك اليوم وهوله مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً تامّ، إن جعلت ما مبتدأ، وخبرها تودّ، ومن جعلها شرطية، وجوابها تودّ لم يصب، ولم يقرأ أحد إلا بالرفع ولو كانت شرطية لجزم تودّ، ولو قيل يمكن أن يقدّر محذوف: أي فهي تودّ أو نوى بالمرفوع التقديم ويكون دليلا للجواب لا نفس الجواب لكان في ذلك تقديم المضمر على ظاهره في غير الأبواب المستثناة، وذلك لا يجوز، وقراءة عبد الله من سوء ودّت تؤيد كون ما شرطية مفعولة بعملت، وفي الكلام حذف تقديره تسرّ به، ومن سوء محضرا حذف تسرّ من الأول ومحضرا من الثاني، والمعنى وتجد ما عملت من سوء محضرا تكرهه، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف قَدِيرٌ تامّ: إن نصب يوم تجد باذكر مقدّرا، وكاف إن نصب ذلك بالمصير، أو يحذركم الله نفسه مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً تامّ، إن جعل ما بعده مبتدأ وخبرا، وليس بوقف إن جعل ذلك معطوفا على: ما عملت من خير، بل الوقف على: وما عملت من سوء أَمَداً بَعِيداً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ نَفْسَهُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف بِالْعِبادِ تامّ ذُنُوبَكُمْ كاف رَحِيمٌ تامّ وَالرَّسُولَ مفهوم الْكافِرِينَ تامّ عَلَى الْعالَمِينَ جائز مِنْ بَعْضٍ كاف، وقيل تامّ سَمِيعٌ

وليس بوقف إن عطف وما عملت من سوء على ما عملت من خير أَمَداً بَعِيداً حسن: وكرّر التحذير تفخيما وتوكيدا كما في قوله: [المديد] لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... نغص الموت ذا الغنى والفقيرا نَفْسَهُ كاف بِالْعِبادِ تامّ يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله ذُنُوبَكُمْ كاف رَحِيمٌ تامّ وَالرَّسُولَ حسن: للابتداء بالشرط مع الفاء فَإِنْ تَوَلَّوْا ليس بوقف لأن جواب الشرط لم يأت بعد الْكافِرِينَ تام: العالمين جائز: من حيث كونه رأس آية، وليس بمنصوص عليه، لأن ذرية حال من اصطفى: أي اصطفاهم حال كونهم ذرية بعضها من بعض، أو بدل من آدم وما عطف عليه على قول من يطلق الذرية على الآباء والأبناء فلا يفصل بين الحال وذيها، ولا بين البدل والمبدل منه، فإن نصبت ذرية على المدح كان الوقف على العالمين كافيا مِنْ بَعْضٍ كاف عَلِيمٌ تامّ: على قول أبي عبيدة معمر بن المثنى أن إذ زائدة لا موضع لها من الإعراب والتقدير عنده قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ على أنه مستأنف. وهذا وهم من أبي عبيدة، وذلك أن إذ اسم من أسماء الزمان فلا يجوز أن يلغى لأن اللغو إنما يكون في الحروف، وموضع إذ نصب بإضمار فعل: أي اذكر لهم وقت إذ قالت قاله المبرد والأخفش فهي مفعول به لا ظرف، وقال الزجاج الناصب له اصطفى مقدرا مدلولا عليه باصطفى الأوّل: أي اصطفى آل عمران إذ قالت، فعلى هذين الوجهين لا يوقف على عليم لتعلق ما بعده بما قبله: أي سمع دعاءها ورجاءها، فإذ متعلقة بالوصفين معا مُحَرَّراً ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عَلِيمٌ كاف، وكذا: فتقبل مني، و: السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَضَعْتُها أُنْثى تامّ، وقال أبو عمرو: كاف، هذا على قراءة من سكن التاء من قوله: وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ لأنه إخبار من الله تعالى فهو مستأنف، ومن قرأ بضم التاء لم يقف على أنثى بِما وَضَعَتْ صالح على قراءة من سكن التاء، وليس بوقف على قراءة ضمها

جائز: وهو حال من الموصول، وهو ما في بطني، والعامل فيها نذرت، ولا يستحسن لتعلق الفاء بما قبلها فَتَقَبَّلْ مِنِّي تامّ: عند نافع للابتداء بإن الْعَلِيمُ كاف: ومثله: أنثى لمن قرأ وضعت بسكون التاء لأنه يكون إخبارا من الله عن أمّ مريم، وما بعده من كلام الله فهو منفصل من كلام مريم ومستأنف، وبها قرأ أبو جعفر ونافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي، وليس بوقف لمن قرأ بضم التاء وهو ابن عامر وأبو بكر عن عاصم، وعليه فلا يوقف على أنثى الأول والثاني لأنهما من كلامها فلا يفصل بينهما، فكأنها قالت اعتذارا إني وضعتها وأنت يا رب أعلم بما وضعت بِما وَضَعَتْ جائز: على قراءة سكون التاء، وليس بوقف لمن ضمها كَالْأُنْثى جائز: إن جعل من كلام الله، وليس بوقف إن جعل ما قبله من كلام أمّ مريم، ولا وقف من وإني سميتها مريم إلى الرجيم، فلا يوقف على مريم، سواء قرئ وضعت بسكون التاء أو بكسرها على خطاب الله لها لأنه معطوف على إني وضعتها. وما بينهما معترض بين المعطوف والمعطوف عليه مثل وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ اعترض بجملة لو تعلمون بين المنعوت الذي هو القسم وبين نعته الذي هو عظيم، وهنا بجملتين، الأولى والله أعلم بما وضعت، والثانية وليس الذكر كالأنثى، قرأ نافع وإني بفتح ياء المتكلم التي قبل الهمزة المضمومة، وكذلك كل ياء وقع بعدها همزة مضمومة إلا في موضعين، فإن الياء تسكن فيهما بعهدي أوف آتوني أفرغ الرَّجِيمِ كاف: وقيل تامّ: نَباتاً حَسَناً حسن: عند من خفف وكفلها، لأن الكلام منقطع عن الأول ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كَالْأُنْثى جائز: على القراءة الأولى، حسن على الثانية وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ جائز الرَّجِيمِ تامّ، وكذا نَباتاً حَسَناً إن قرئ وكفلها بالتخفيف، فإن شدّد لم يوقف على حسنا لأن كفلها حينئذ معطوف على أنبتها: أي وكفلها الله زكريا وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا صالح: على القراءتين عِنْدَها رِزْقاً صالح، وكذا: أنى لك هذا

بتبدّل فاعله. فإن فاعل المخفف زكريا، وفاعل المشدّد ضمير اسم الرب عز وجلّ: أي وكفلها الله زكريا، وليس بوقف لمن شدّد، لأن الفعلين معا لله تعالى: أي أنبتها الله نباتا حسنا وكفلها الله زكريا، وبها قرأ حمزة والكسائي وعاصم، وقصر زكريا غير عاصم، فإنه قرأ بالمدّ، فمن مدّ أظهر النصب، ومن قصر كان في محل النصب وخفف الباقون ومدّوا زكريا مرفوعا: أي ضمها زكريا إلى نفسه، ومن حيث إنه عطف جملة على جملة يجوز عند بعضهم وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا جائز: على القراءتين، ومثله رزقا، وكذا: هذا منصوص عليهما مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كاف: إن جعل ما بعده من كلام الله، وجائز إن جعل من الحكاية عن مريم أنها قالت: إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، والأولى وصله بما بعده بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ: وقيل كاف لأن ما بعده متعلق به من جهة المعنى، وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: لما رأى زكريا عليه السلام فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء، قال إن الذي يفعل هذا قادر على أن يرزقني ولدا، فعند ذلك دعا زكريا ربه طَيِّبَةً حسن: للابتداء بأن الدُّعاءِ تامّ الْمِحْرابِ حسن: على قراءة من كسر همزة إن على إضمار القول: أي قالت إن الله وقد جاء إضمار القول كثيرا، من ذلك قوله: وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ أي: يقولون سلام عليكم. فإن تعلقت إن المكسورة بفعل مضمر ولم تتعلق بما قبلها من الكلام حسن الابتداء بها والوقف على ما قبلها، وليس بوقف لمن فتحها لأن التقدير بأن الله فحذف الجار ووصل الفعل إلى ما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كاف: إن جعل ما بعده من قوله الله تعالى، وصالح إن جعل ذلك من الحكاية عن أمّ مريم بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ رَبَّهُ حسن ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً صالح سَمِيعُ الدُّعاءِ تامّ فِي الْمِحْرابِ حسن على قراءة من كسر همزة إن الله، وليس بوقف على قراءة من فتحها مِنَ الصَّالِحِينَ حسن ما يَشاءُ تامّ آيَةً كاف،

بعده فهو منصوب المحل بقوله: فَنادَتْهُ لأنه فعل يتعدى إلى مفعولين. أحدهما الهاء، والثاني أن الله. وأما من أقام النداء مقام القول فلا يقف على المحراب، وكذا: على قراءة من قرأ: أن الله بفتح الهمزة على تقدير بأن الله: أي بهذا اللفظ لتعلق ما بعد المحراب بما قبله انظر النكزاوي الصَّالِحِينَ كاف: وقيل تامّ عاقِرٌ حسن: ووقف بعضهم على كذلك على أن الإشارة بكذلك إلى حال زكريا وحال امرأته كأنه قال ربّ على أيّ وجه يكون لنا غلام ونحن بحال كذا؟ فقال له كما أنتما يكون لكما الغلام والكلام تمّ في قوله: كذلك، وقوله: الله يفعل ما يشاء جملة مبينة مقرّرة في النفس وقوع هذا الأمر المستغرب، وعلى هذا يكون كذلك متعلقا بمحذوف، والله يفعل ما يشاء جملة منعقدة من مبتدإ وخبر، وليس بوقف إن جعلت الكاف في محل نصب حال من ضمير ذلك: أي يفعله حال كونه مثل ذلك أو جعلت في محل رفع خبر مقدّم، والجلالة مبتدأ مؤخر اه. سمين ما يَشاءُ تامّ: وهو رأس آية اجْعَلْ لِي آيَةً حسن: ومثله رمزا، وقيل تام للابتداء بالأمر وَالْإِبْكارِ تام: على أن إذ منصوبة المحل بمضمر تقديره واذكر، وحسن إن جعل ما بعده معطوفا على ما قبله من عطف الجمل الْعالَمِينَ تامّ: للابتداء بالنداء الرَّاكِعِينَ حسن نُوحِيهِ إِلَيْكَ كاف: عند أبي حاتم، ومثله: يكفل مريم ويختصمون بِكَلِمَةٍ مِنْهُ جائز: ويبتدئ اسمه المسيح بكسر الهمزة، ومثله عيسى ابن مريم إن جعل عيسى خبر مبتدإ محذوف: أي هو عيسى، وليس بوقف إن جعل اسمه المجموع من قوله: الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ كما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: إِلَّا رَمْزاً، والْإِبْكارِ. وقال أبو عمرو في الأبكار تامّ الْعالَمِينَ تامّ مَعَ الرَّاكِعِينَ حسن نُوحِيهِ إِلَيْكَ كاف، وكذا: يَكْفُلُ مَرْيَمَ، ويَخْتَصِمُونَ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ صالح، وقيل تامّ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف، وقيل تامّ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ جائز وَكَهْلًا جائز وَمِنَ

في الكشاف، أو جعل عيسى بدلا من المسيح أو عطف بيان، وابن مريم صفة لعيسى وَالْآخِرَةِ جائز: ومثله المقرّبين عند من جعل ويكلم مستأنفا على الخبر. والأوجه أن وجيها، ومن المقرّبين ويكلم، ومن الصالحين. هذه الأربعة أحوال انتصبت عن قوله بكلمة، والمعنى أن الله يبشرك بهذه الكلمة موصوفة بهذه الصفات الجميلة، ولا يجوز أن تكون من المسيح ولا من عيسى ولا من ابن مريم ولا من الهاء في اسمه، انظر تعليل ذلك في المطوّلات، فلا يوقف على كهلا، لأن ومن الصالحين معطوف على وجيها: أي وجيها ومقرّبا وصالحا، أو يبشرك بعيسى في حال وجاهته وكهولته وتقريبه وصلاحه الصَّالِحِينَ تامّ بَشَرٌ كاف: ومثله ما يشاء كُنْ جائز فَيَكُونُ تامّ: لمن قرأ: ونعلمه بالنون على الاستئناف، وكاف لمن قرأ بالياء التحتية عطفا على يبشرك من عطف الجمل وَالْإِنْجِيلَ حسن، إن نصب ورسولا بمقدر: أي ونجعله رسولا، وليس بوقف لمن عطفه على وجيها فيكون حالا: أي ومعلما الكتاب، وهو ضعيف لطول الفصل بين المتعاطفين، وكذا على قراءة البزي، ورسول بالجرّ عطفا على بكلمة منه: أي يبشرك بكلمة منه ورسول لبعد المعطوف عليه والمعطوف مِنْ رَبِّكُمْ كاف، لمن قرأ إني أخلق بكسر الهمزة وهو نافع على الاستئناف أو على التفسير، فسّر بهذه الجملة قوله: بآية كأن قائلا قال وما الآية. فقال إني أخلق، ونظيرها يأتي في قوله: إِنَّ مَثَلَ عِيسى ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الصَّالِحِينَ تامّ بَشَرٌ كاف، وكذا: يخلق ما يشاء كُنْ فَيَكُونُ تقدم في البقرة، وقال الأصل هنا: فيكون تام لمن قرأ ونعلمه بالنون، وكاف لمن قرأه بالياء لأنه معطوف على يبشرك وَالْإِنْجِيلَ جائز بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ صالح، إن قرئ: إني أخلق بكسر الهمزة، وليس بوقف إن قرئ بفتحها بِإِذْنِ اللَّهِ صالح في الموضعين. وقال أبو عمرو: كاف فِي بُيُوتِكُمْ كاف، وكذا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ومصدّقا منصوب بجئت مقدّرا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ كاف: وَأَطِيعُونِ تامّ: فَاعْبُدُوهُ حسن

عِنْدَ اللَّهِ، فجملة خلقه مفسرة للمثل، وكما في قوله: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ، ثم فسر الوعد بقوله لَهُمْ مَغْفِرَةٌ، فالاستئناف يؤتى به تفسيرا لما قبله، وليس بوقف لمن قرأ بفتحها بدلا من أنى قد جئتكم أو جعله في موضع خفض بدلا من آية بدل كل من كل إن أريد بالآية الجنس أو جعلت خبر مبتدإ محذوف: أي هي أنى، فقوله أنى يجوز أن يكون في موضع رفع أو نصب أو جرّ على اختلاف المعاني وفتحها على إسقاط الخافض فموضعها جرّ: أي بأنى، ويجري الخلاف المشهور بين سيبويه والخليل في محل أنى نصب عند سيبويه وجرّ عند الخليل بِإِذْنِ اللَّهِ جائز: في الموضعين فِي بُيُوتِكُمْ كاف، ومثله: مؤمنين إن نصب ومصدقا بفعل مقدّر: أي وجئتكم مصدّقا لما بين يديّ، وليس بوقف إن نصب عطفا على رسولا أو على الحال مما قبله، ومن حيث كونه رأس آية يجوز، وجواب إن كنتم محذوف: أي انتفعتم بهذه الآية وتدبرتموها حُرِّمَ عَلَيْكُمْ كاف على استئناف ما بعده وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله مِنْ رَبِّكُمْ حسن وَأَطِيعُونِ كاف فَاعْبُدُوهُ حسن. وقيل كاف مُسْتَقِيمٌ تامّ إِلَى اللَّهِ الأول حسن، والثاني ليس بوقف، لأن آمنا في نظم الاستئناف مع إمكان الحال: أي قد آمنا كذلك مُسْلِمُونَ كاف: ومثله الشاهدين وَمَكَرَ اللَّهُ حسن الْماكِرِينَ كاف مُتَوَفِّيكَ جائز، ومثله: ورافعك إليّ، وليس منصوصا عليهما، والأولى وصلهما. وقيل هو من المقدّم والمؤخر: أي رافعك إليّ حيا ومتوفيك وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا حسن، إن جعل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مُسْتَقِيمٌ تامّ: إلى الله حسن، وكذا: نحن أنصار الله وآمَنَّا بِاللَّهِ وكذا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ومع الشاهدين وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ كاف، وكذا خير الماكرين مُتَوَفِّيكَ جائز، وكذا: رافعك إليّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا حسن. وقال أبو

الخطاب في اتبعوك للنبي صلّى الله عليه وسلّم والذين اتبعوه هم المسلمون: أي وجاعل الذين اتبعوك يا محمد فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة، فهو منقطع عما قبله في اللفظ وفي المعنى، لأنه استئناف خبر له، ومعنى قوله فوق الذين كفروا: أي في الحجة وإقامة البرهان، وقيل في اليد والسلطنة والغلبة، ويؤيد هذا ما في الصحيح عن ثوبان. قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تزال طائفة من أمّتي على الحق ظاهرين لا يضرّهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله» وقيل يراد بالخطاب عيسى، وليس بوقف إن جعل الخطاب لعيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، ولا يخفى أن المذكور في الآية الشريفة إنما هو عيسى لكون الكلام مع اليهود الذين كفروا به وراموا قتله، وما في خط شيخ الإسلام وفي النسخ القديمة: موسى لعله سبق قلم أو تصحيف من الناسخ، وفي ترتيب هذه الأخبار الأربعة: أعني متوفيك ورافعك ومطهرك وجاعل ترتيب حسن، وذلك أن الله تعالى بشره أولا بأنه متوفيه ومتولّي أمره فليس للكفار المتوعدين له بالقتل سلطان ولا سبيل ثم بشره ثانيا بأنه رافعه إليه: أي إلى سمائه محل أنبيائه وملائكته ومحل عبادته ليسكن فيها ويعبد ربه مع عابديه. ثم ثلاثا بتطهيره من أوصاف الكفرة وأذاهم وما قذفوه به. ثم رابعا برقعة تابعيه على من خالفه ليتم بذلك سروره، وقدّم البشارة بنفسه لأن الإنسان بنفسه أهم قال تعالى: قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وفي الحديث: «ابدأ بنفسك، ثم بمن تعول» إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ جائز: تختلفون كاف: للتفصيل بعده وَالْآخِرَةِ كاف أيضا للابتداء بالنفي مِنْ ناصِرِينَ تامّ أُجُورَهُمْ حسن الظَّالِمِينَ كاف، لأن ذلك مبتدأ، ومن الآيات في محل رفع خبر ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عمرو: تامّ، ومحلهما إذا جعل الخطاب فيما بعده للنبي صلّى الله عليه وسلّم. فإن جعل الخطاب كله لعيسى عليه السلام فليس ذلك بوقف إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مفهوم تَخْتَلِفُونَ حسن فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ كاف مِنْ ناصِرِينَ حسن: أجورهم كاف، وكذا:

الْحَكِيمِ تام كَمَثَلِ آدَمَ حسن: وليس بتام ولا كاف لأن خلقه من تراب تفسير للمثل وهو متعلق به فلا يقطع منه. وقال يعقوب: تامّ، وخلقه من تراب مستأنف، وإنما لم يكن خلقه متصلا به لأن الأعلام لا يتصل بها الماضي، فلا تقول مررت بزيد قام، لأن قام لا يكون صفة لزيد ولا حالا لأنه قد وقع وانقطع. فإن أضمرت في الكلام قد جاز أن يتصل الماضي بالأعلام لأن الجمل بعد المعارف أحوال، وفي جملة خلقه من تراب وجهان: أظهرهما أنها مفسرة لوجه التشبيه فلا محل لها من الإعراب. والثاني أنها في محل نصب على الحال من آدم، وقد معه مقدّرة لتقرّبه من الحال والعامل فيها معنى التشبيه، والضمير في خلقه عائد على آدم لا على عيسى لفساد المعنى كُنْ جائز: لاستئناف ما بعده، وما بعد الأمر ليس جوابا له وإنما أراد تعالى فهو يكون على الاستئناف، فلذلك انقطع عما قبله، وليس بوقف على قراءة الكسائي من نصب ما بعد الفاء، وذلك أن ما بعدها معطوف على ما عملت فيه كن، واختلف في المقول له كن، فالأكثر على أنه آدم وعليه يسأل، ويقال إنما يقال له كن قبل أن يخلقه لا بعده وهنا خلقه ثم قال له كن ولا تكوين بعد الخلق، فالجواب أنه تعالى أخبرنا أوّلا بأنه خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى. ثم ابتدأ خبرا آخر فقال: إني مخبركم بعد خبري الأول أني قلت له كن فكان مثل قوله: [الخفيف] إنّ من ساد ثم ساد أبوه ... ثمّ قد ساد قبل ذلك جدّه ومعلوم أن الأب متقدّم عليه والجدّ متقدّم على الأب، فالترتيب يعود إلى الخبر لا إلى الوجود فَيَكُونُ تام الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ جائز: أي الذي أنبأك به في قصة عيسى الحق من ربك أو هو الحق من ربك أو أمر عيسى، فهو خبر ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الظالمين الْحَكِيمِ تامّ كَمَثَلِ آدَمَ حسن كُنْ فَيَكُونُ تقدّم الْمُمْتَرِينَ تامّ: وكذا الكاذبين الْقَصَصُ الْحَقُّ كاف وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ حسن، وكذا

مبتدإ محذوف الْمُمْتَرِينَ تامّ، ولا وقف من قوله: فمن حاجك إلى الكاذبين فلا يوقف على من العلم لأن جواب الشرط لم يأت بعد الْكاذِبِينَ تامّ الْحَقُّ كاف إِلَّا اللَّهُ حسن، لأن من إله مبتدأ ومن زائدة وإلا الله خبر، أي ما إله إلا الله الْحَكِيمُ تامّ، ومثله: بالمفسدين: وكذا بيننا وبينكم عند نافع إن رفع ما بعده على أنه خبر مبتدأ محذوف. فإن العادة أنه لا يبتدأ بإلا لأن الغالب أنها تكون في محل نصب أو جرّ فهي مفتقرة إلى عاملها، وهنا كأن قائلا قال ما الكلمة؟ فقيل هي ألا نعبد إلا الله. وهذا وإن كان جائزا عربية رفعه، فالأحسن وصله، وليس بوقف إن جعلت أن وما في حيزها في محل رفع بالابتداء والظرف قبلها خبر، وكذا لا يوقف على بينكم إن جعلت أن فاعلا بالظرف قبلها، وحينئذ يكون الوقف على سواء. ثم يبتدئ بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله. وهذا فيه بعد من حيث المعنى، وكذا لا يوقف عليه إن جرّ على أنه بدل من كلمة بتقدير تعالوا إلى كلمة وإلى ألا نعبد إلا الله، لأن ما بعده معطوف على ما قبله ورسموا ألا نعبد بغير نون بعد الألف مِنْ دُونِ اللَّهِ تامّ: للابتداء بعده بالشرط. ومثله مسلمون إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ كاف: للابتداء بالاستفهام تَعْقِلُونَ تامّ فِيما لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ جائز: للاستفهام بعده لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ كاف: لاستئناف ما بعده وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ تامّ: للابتداء بالنفي بعده وَلا نَصْرانِيًّا ليس بوقف، لأن لكن حرف يقع بين نقيضتين، وهما هنا اعتقاد الباطل والحق مُسْلِماً جائز مِنَ الْمُشْرِكِينَ تامّ الذين اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وقال أبو عمرو: فيهما كاف بِالْمُفْسِدِينَ تامّ، وكذا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إن رفع ما بعده على أنه خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جرّ على أنه بدل من كلمة أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ جائز مِنْ دُونِ اللَّهِ كاف بِأَنَّا مُسْلِمُونَ تامّ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ صالح أَفَلا تَعْقِلُونَ تامّ لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ كاف وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ تامّ وَلا نَصْرانِيًّا جائز حَنِيفاً مُسْلِماً صالح مِنَ الْمُشْرِكِينَ

آمَنُوا كاف: فأولى الناس في محل نصب اسم إن، والذين في محل رفع خبرها، واللام في للذين لام التوكيد، وهذا النبيّ عطف على للذين، والذين آمنوا في محل رفع بالعطف على النبيّ والوقف على آمنوا. وقال النكزاوي: اختلف في ضمير اتبعوه، فقيل هو ضمير جماعة المسلمين راجع إلى الذين. وقيل راجع إلى القوم الذين كانوا في زمن إبراهيم فآمنوا به واتبعوه كقس بن ساعدة وزيد بن عمرو بن نفيل. وقال يعقوب: الوقف على اتبعوه كاف، ويبتدأ وهذا النبيّ على الاستئناف، والأجود العطف، ويدل على صحته الحديث المسند: «إن لكل بيت وليّا، وإن وليي إبراهيم عليه الصلاة والسلام» ثم قرأ هذه الآية اه. مع حذف، وقرأ أبو السمال العدوي: وهذا النبيّ بالنصب عطفا على الهاء في اتبعوه كأنه قال اتبعوه واتبعوا هذا النبيّ، ذكره ابن مقسم، والوقف على هذا الوجه على آمنوا، ومن نصب النبي على الإغراء وقف على اتبعوه، ثم يبتدئ وهذا النبيّ بالنصب كأنه قال: واتبعوا هذا النبيّ على لفظ الأمر، وهذا أضعف الأوجه. وقرئ بالجرّ عطفا على بإبراهيم: أي أن أولى الناس بإبراهيم وبهذا النبيّ، وعلى هذا كان ينبغي أن يثني الضمير في اتبعوه فيقول اتبعوهما، اللهم إلا أن يقال هو من باب وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا حسن وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ تامّ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ حسن وَما يَشْعُرُونَ تامّ، ومثله: تشهدون، وكذا: وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ، آخره ليس بوقف لحرف الترجي بعده، لأن الإنسان يترجى بها شيئا يصل إليه بسبب من الأسباب يَرْجِعُونَ صالح، لأن ما بعده من جملة الحكاية عن اليهود، وأن الواو بعده للعطف، فإن جعلت للاستئناف كان الوقف على ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ، وكذا: والذين آمنوا، و: وليّ المؤمنين لَوْ يُضِلُّونَكُمْ كاف وَما يَشْعُرُونَ تام، وكذا: وأنتم تشهدون، وأنتم تعلمون لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ صالح: وإن كان رأس آية، لأن ما بعده من جملة الحكاية عن اليهود، فإن جعلت الواو في وَلا تُؤْمِنُوا

يَرْجِعُونَ كافيا دِينَكُمْ تامّ: يبني الوقف على هُدَى اللَّهِ ووصله بما بعده على اختلاف القراء والمعربين فللقرّاء في محل أن يؤتى خمسة أوجه، وللمعربين فيه تسعة أوجه، والوقف تابع لها في تلك الأوجه ولهذا قال الواحدي: وهذه الآية من مشكلات القرآن. وقال غيره هي أشكل ما في السورة، قرأ العامة أن يؤتى بفتح الهمزة والقصر. ومعناها قالت اليهود بعضهم لبعض لا تصدّقوا ولا تقرّوا بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم من العلم والحكمة إلا لمن تبع اليهودية، وقرأ ابن محيصن وحميد فوق العشرة بمدّ الهمزة على الاستئناف التوبيخي الإنكاري، وقرأ ابن كثير في السبع على قاعدته بتسهيل الثانية بين بين من غير مدّ بينهما على الاستفهام ولام العلة والعلل محذوفان: أي إلا أن يؤتى أحد دبرتم ذلك وقلتموه فحذفت اللام، ونصبت أن ومدخولها: أي محلهما كأنه قال: لا تؤمنوا إلا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم، وقرأ الأعمش وشعيب بن أبي حمزة وسعيد بن جبير إن يؤتى بكسر الهمزة على أنها نافية: أي ما يؤتى أحد مثل ما أوتيتم خطاب من النبي صلّى الله عليه وسلّم لأمته، والوقف على دينكم، لأن ما بعده يكون منقطعا عن الأوّل، وقرأ الحسن أن يؤتى بفتح الهمزة وكسر الفوقية وفتح التحتية مبنيا للفاعل وأحد فاعل والمفعول الأول محذوف: أي أحدا وأبقى الثاني وهو مثل، والتقدير أن يؤتى أحد أحدا مثل ما أوتيتم، هذا توجيه القراءات. وأما توجيه الإعراب ففي محل أن يؤتى تسعة أوجه: ثلاثة من جهة الرفع. وأربعة من جهة النصب. وواحد من جهة الجرّ. وواحد محتمل للنصب والجرّ. ويوقف على: هدى الله في أربعة منها، وهي إن قرئ أن يؤتى بالاستفهام، لأن الاستفهام له صدر الكلام، سواء قرئ بهمزة محققة أو مسهلة، أو نصب أن على الاشتغال أو علق ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ للاستئناف فالوقف على يَرْجِعُونَ كاف لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ تامّ، وكذا: قل إن الهدى هدى الله، هذا إن قرئ أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ بالاستفهام، أو علق بالهدى، فإن

بالهدى، أو أنّ إن بمعنى ما وليس بوقف إن أعرب أن بدلا من: هدى الله، أو خبرا، لأن أو معمولا لما قبله، أو متعلقا بما قبله، أو متعلقا بلا تؤمنوا، أو قرئ أن يؤتى بالفتح والقصر، لأنه يصير علة لما قبله كما ستراه. فالأول من أوجه الرفع أن يؤتى يصح أن يكون محله رفعا على أنه مبتدأ على قول من يرفع في نحو: أزيد ضربته والخبر محذوف: أي إيتاء أحد مثل ما أوتيتم تصدّقونه أو تقرّون به: أي لا تصدقوا بذلك فهو إنكار أن يؤتي أحد مثل الذي أوتوه من التوراة وغيرها فهو حينئذ من كلام اليهود بعضهم لبعض، والوقف على هُدَى اللَّهِ تامّ، لأنه من كلام الله. والثاني من أوجه الرفع أنّ أن يؤتي بدل من هدى الله الذي هو خبر إن: أي إن الهدى هدى الله هو أن أن يؤتي أحد كالذي جاءنا نحن فيكون من كلام اليهود، والثالث من أوجه الرفع أن يؤتى خبر إن. وأما أوجه النصب: فأحدها أن بفتح الهمزة بمعنى لا، نقل ذلك بعضهم عن الفراء، فأقام أن مقام ما، وأو بمعنى إلا، فأن ومدخولها في محل نصب بالقول المحذوف: أي وقولوا لهم لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا أن يحاجوكم، وردّ بأن جعل أن المفتوحة للنفي غير محفوظ، بل هو قول مرغوب عنه. والثاني من أوجه النصب أن يكون مفعولا بمحذوف: أي إذا كان الهدى هدى الله فلا تنكروا أن يؤتى أحد، واستبعده أبو حيان بأن فيه حذف حرف النهي وحذف معموله وهو غير محفوظ، وردّ عليه تلميذه السمين بأنه متى دلّ دليل على حذف العامل جاز على أيّ وجه كان. والثالث من أوجه النصب هو أنّ أن يؤتى مفعول لأجله: أي ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم مخافة أن يؤتى أحد، أو مخافة أن يحاجوكم، أو أنّ آن يؤتى بالمدّ على الاستفهام مفعول لأجله أيضا، فليس هو من قول اليهود: أي الخوف أن يؤتى أحد قلتم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ علق بقوله ولا تؤمنوا، وجعل قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ اعتراضا فليس شيء من ذلك بوقف، والتقدير على الاستفهام أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم تصدّقونه على وجه

ذلك، ونقل ابن عطية الإجماع على أن ولا تؤمنوا من مقول اليهود غير سديد. والرابع من أوجه النصب أن يؤتى منصوب على الاشتغال: أي تذكرون أن يؤتى أحد تذكرونه، فتذكرونه مفسر بكسر السين، ولكونه في قوّة المنطوق صحّ أن يفسر. وأما وجه الجرّ فأن أصلها لأن، فأبدلت لام الجرّ مدّة كقراءة ابن عامر آن كان ذا مال بهمزة محققة ومسهلة أو محققتين، وبها قرأ حمزة وعاصم: أي لأن كان ذا مال. والوجه المحتمل هو أن أن يؤتى متعلق بلا تؤمنوا على حذف حرف الجرّ: أي ولا تؤمنوا بأن يؤتى أحد ولا يؤمنوا بأن يحاجوكم فيكون أن يؤتى وما عطف عليه مفعولا لقوله ولا تؤمنوا، وعلى هذا لا يوقف على: من تَبِعَ دِينَكُمْ، لأن أن متصلة بما قبلها فلا يفصل بين الفعل والمفعول. ويجوز أن لا تقدّر الباء فتقول ولا تؤمنوا إن يؤتى أحد النبوّة والكتاب إلا لمن تبع دينكم، فأن يؤتى من تمام الحكاية عن اليهود، وقوله: قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ اعتراض بين الفعل والمفعول، وإن جعل أن يؤتى متصلا بالهدى بتقدير قل إن الهدى هدى الله أن لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أيها المسلمون، وأن لا يحاجوكم كان الوقف على لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ اه. من أبي حيان وتلميذه السمين ملخصا، وهذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف، ولكن ما ذكر فيه كفاية، غفر الله لمن نظر بعين الإنصاف، وستر ما يرى من الخلاف عِنْدَ رَبِّكُمْ حسن بِيَدِ اللَّهِ كاف: لأن يؤتيه لا يتعلق بما قبله مع أن ضميري فاعله ومفعوله عائدان إلى الله وإلى الفضل، قاله السجاوندي مَنْ يَشاءُ كاف، ومثله: واسع عليم، وكذا: من يشاء الْعَظِيمِ تامّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ حسن قائِماً كاف: لأن ذلك مبتدأ سَبِيلٌ حسن يَعْلَمُونَ كاف. وقيل تامّ بَلى ليس بوقف. وقيل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ التوبيخ لهم بذلك ليتمسكوا بما هم عليه عِنْدَ رَبِّكُمْ كاف، وكذا: يؤتيه من يشاء وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ حسن مَنْ يَشاءُ كاف الْعَظِيمِ تامّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ صالح قائِماً كاف فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ صالح وَهُمْ يَعْلَمُونَ

وقف، لأن بلى جواب للنفي السابق: أي بلى عليهم سبيل العذاب بكذبهم، وتقدّم في البقرة ما يغني عن إعادته الْمُتَّقِينَ تامّ فِي الْآخِرَةِ جائز وَلا يُزَكِّيهِمْ كاف أَلِيمٌ تامّ وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ كاف على استئناف ما بعده، ومثله: ويقولون هو من عند الله. وقوله وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ أكفى منهما يَعْلَمُونَ تامّ، ولا وقف من قوله: وما كانَ لِبَشَرٍ إلى تَدْرُسُونَ فلا يوقف على النبوّة لا تساق ما بعده على ما قبله، لأن ما بعده جملة سيقت توكيدا للنفي السابق: أي ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوّة، ولا له أن يقول كما تقول: ما كان لزيد قيام ولا قعود على انتفاء كل منهما، فهي مؤكدة للجملة الأولى، والجملة وإن كانت في اللفظ منفصلة فهي في المعنى متصلة، إذ شرط عطف الجملة على الجملة أن يكون بينهما مناسبة بجهة جامعة نحو زيد يكتب ويشعر. وسبب نزولها: أن أبا رافع القرظي اليهودي والرئيس من نصارى نجران قالا: يا محمد تريد أن نعبدك ونتخذك ربّا؟ فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم معاذ الله، ما بذلك أمرت، ولا إليه دعوت، فانتفاء القول معطوف على أن يؤتيه فلا يفصل بينهما بالوقف، ولا يوقف على مِنْ دُونِ اللَّهِ لتعلق ما بعده بما قبله استدراكا وعطفا، وما رأيت أحدا دعم هذين الوقفين بنقل تستريح النفس به تَدْرُسُونَ كاف على قراءة ولا يأمركم بالرفع، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب عطفا على أن يؤتيه الله: أي ولا أن يأمركم: ففاعل يأمركم في الرفع الله تعالى: أي ولا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ بَلى تقدّم الْمُتَّقِينَ تامّ فِي الْآخِرَةِ مفهوم وَلا يُزَكِّيهِمْ صالح عَذابٌ أَلِيمٌ حسن وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ كاف، وكذا: هو من عند الله وما هو من عند الله وَهُمْ يَعْلَمُونَ تامّ مِنْ دُونِ اللَّهِ كاف: واستبعده الأصل لتعلق ما بعده به استدراكا وعطفا تَدْرُسُونَ كاف إن قرئ وَلا يَأْمُرَكُمْ بالرفع، وليس بوقف إن قرئ ذلك بالنصب، لأنه معطوف على: أن يؤتيه الله، وفاعل يأمركم في الرفع

يأمركم الله وفي النصب لبشر: أي ما كان لبشر أن يأمركم أَرْباباً كاف مُسْلِمُونَ تامّ النَّبِيِّينَ صالح، فرقا بين النبيين وضمير الأمم على قول من يقول إن الكاف والميم في آتيتكم ضمير الأمم، وتقدير ذلك: واذكر يا محمد حين أخذ الله العهد على النبيين والميثاق فأمرهم أن يخبروا الأمم عن الله تعالى فقال لهم: قولوا للأمم عني مهما أوتيتم من كتاب وحكمة ثم يجيئكم رسول مصدّق لما معكم من ذلك الكتاب والحكمة لتؤمننّ به ولتنصرنه. وقال بعضهم: إن قوله ثُمَّ جاءَكُمْ بمعنى إن جاءكم رسول، يعني إن أتاكم ذكر محمد لتؤمننّ به، أو ليكوننّ إيمانكم به كالذي عندكم في التوراة. وقيل الكاف والميم ضمير الأنبياء كأنه أوجب على كل نبيّ إن جاءه رسول بعده أن يؤمن به ويصدّقه وينصره، وعلى هذا لا يوقف على النبيين، لأن الخطاب للأنبياء لا للأمم ولا يوقف على قوله: وحكمة، ولا على قوله: لما معكم، لأن جواب القسم لم يأت، وهو قوله: لتؤمننّ به ولتنصرنه، وهذا أوفى بتأدية المراد، إذ ليس فيه الفصل بين المتلازمين، وهما القسم وجوابه وأحدهما يطلب الآخر وَلَتَنْصُرُنَّهُ كاف إِصْرِي صالح. وقيل: كاف قالُوا أَقْرَرْنا كاف مِنَ الشَّاهِدِينَ تامّ الْفاسِقُونَ كاف يَبْغُونَ حسن: لمن قرأ بالياء التحتية، وقرأ ترجعون بالتاء الفوقية لانتقاله من الغيبة إلى الخطاب، وليس بوقف لمن قرأهما بالتحتية أو بالفوقية، والأولى الوصل، لأن التقدير: أتبغون غير دين الله هذه صفته وهو الله تعالى؟ فلا يفصل بينهما كذلك: من في السموات والأرض طَوْعاً وَكَرْهاً جائز لمن قرأ يُرْجَعُونَ بالتحتية، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الله، وفي النصب بشر أَرْباباً كاف، وكذا: مسلمون وَلَتَنْصُرُنَّهُ كاف إِصْرِي صالح قالُوا أَقْرَرْنا كاف، وكذا: مِنَ الشَّاهِدِينَ الْفاسِقُونَ حسن يَبْغُونَ كاف، واستبعده الأصل، لأن ما بعده متعلق به كَرْهاً صالح على

وكاف لمن قرأه بالفوقية ترجعون تامّ: ولا وقف من قُلْ آمَنَّا إلى مِنْ رَبِّهِمْ فلا يوقف على الْأَسْباطِ لعطف ما بعده على ما قبله مِنْ رَبِّهِمْ جائز، لأن ما بعده حال: أي آمنا غير مفرّقين مِنْهُمْ صالح، لأن ما بعده يصلح مستأنفا وحالا مُسْلِمُونَ تامّ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ جائز مِنَ الْخاسِرِينَ تامّ حَقٌّ تامّ عند نافع وخولف في هذا، لأن قوله وَجاءَهُمُ الْبَيِّناتُ معطوف على ما قبله، ولكن هو من عطف الجمل فيجوز الْبَيِّناتُ كاف، وكذا: الظالمين أَجْمَعِينَ جائز، لأنه رأس آية، وليس بمنصوص عليه، غير أن خالِدِينَ حال من الضمير في عليهم، والعامل الاستقرار أو الجارّ لقيامه مقام الفعل خالِدِينَ فِيها أحسن. ومعنى خلودهم في اللعنة استحقاقهم لها دائما وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ جائز عند بعضهم. وقيل لا يجوز للاستثناء، وتقدّم ما فيه غَفُورٌ رَحِيمٌ تامّ، ومثله الضالون وَلَوِ افْتَدى بِهِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وقرأ عكرمة لن نقبل بنون العظمة، وتوبتهم بالنصب أيضا مفعول به، ورسموا ملء بلام واحدة، ومثلها الخبء، ودفء من كل ساكن قبل الهمز أَلِيمٌ كاف مِنْ ناصِرِينَ تامّ ومثله: تحبون للابتداء بالنفي، وهو رأس آية عند أهل الحجاز بِهِ عَلِيمٌ تامّ عَلى نَفْسِهِ ليس بوقف لتعلق حرف الجرّ بما قبله التَّوْراةُ كاف عند أبي حاتم. وقال نافع: تامّ صادِقِينَ كاف. وقيل تام للابتداء بالشرط بعده الظَّالِمُونَ تامّ صَدَقَ اللَّهُ حسن عند بعضهم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ قراءة وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ بالياء التحتية، وكاف على قراءته بالياء الفوقية وإليه ترجعون تامّ مِنْ رَبِّهِمْ صالح وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ مِنَ الْخاسِرِينَ تامّ الْبَيِّناتُ كاف الظَّالِمِينَ حسن أَجْمَعِينَ جائز، لأنه رأس آية، وليس بحسن، لأن ما بعده متعلق باللعنة قبله خالِدِينَ فِيها حسن وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ جائز عند بعضهم غَفُورٌ رَحِيمٌ تامّ وَلَوِ افْتَدى بِهِ حسن. وقال

حَنِيفاً أحسن منه مِنَ الْمُشْرِكِينَ تامّ للابتداء بأن مُبارَكاً كاف، إن جعل ما بعده في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف تقديره، وهو هدى مستأنفا، وليس بوقف إن جعل في موضع نصب معطوفا على مباركا لِلْعالَمِينَ كاف ومثله: بينات، على أن ما بعده خبر مبتدإ: أي منها مقام إبراهيم، أو أحدها مقام إبراهيم ارتفع آيات بالفاعلية بالجار والمجرور، لأن الجار متى اعتمد رفع الفاعل، وهذا أولى من جعلها جملة من مبتدإ وخبر، لأن الحال والنعت والخبر الأصل فيها أن تكون مفردة، فما قرب منها كان أولى، والجار قريب من المفرد، ولذلك يقدّم المفرد ثم الظرف ثم الجملة. قال تعالى: وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ فقدّم الوصف بالمفرد وهو مؤمن، وثنى بما قرب منه، وهو من آل فرعون، وثلث بالجملة وهو يكتم إيمانه، وليس بينات بوقف إن جعل مقام بدلا من آيات، أو عطف بيان مَقامُ إِبْراهِيمَ كاف، للابتداء بالشرط مع الواو، لأن الأمن من الآيات، وهذا إن جعل مستأنفا، وليس بوقف إن عطف عليه وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً لمن قرأ آيات بالجمع، ومن أفرده كان وقفه مقام إبراهيم كأنه قال: فيه آية بينة هي مقام إبراهيم الذي هو الحجر، أو المقام الحرم كله كما فسر ذلك مجاهد، لأن الآية مفردة فوجب أن يكون تفسيرها كذلك. وبالوقف على آمِناً تامّ حِجُّ الْبَيْتِ كاف: إن جعل من خبر مبتدإ محذوف كأنه قيل: من المفروض عليه؟ قيل هو من استطاع، وليست من فاعلا بالمصدر لما يلزم عليه أنه إذا لم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أبو عمرو: كاف عَذابٌ أَلِيمٌ كاف مِنْ ناصِرِينَ تامّ، وكذا: مما تحبون، و: بِهِ عَلِيمٌ. وقال أبو عمرو في مما تحبون: كاف التَّوْراةُ كاف، وكذا: صادقين الظَّالِمُونَ تامّ قُلْ صَدَقَ اللَّهُ كاف حَنِيفاً صالح. وقال أبو عمرو: كاف مِنَ الْمُشْرِكِينَ تامّ لِلْعالَمِينَ كاف: وكذا: فيه آيات بينات مَقامُ إِبْراهِيمَ كاف: إن جعل ما بعده استئنافا، وليس بوقف إن جعل ذلك عطفا عليه وَمَنْ دَخَلَهُ

يحج المستطيع تأثم الناس كلهم، وذلك باطل باتفاق، على أن حجّ مصدر مضاف لمفعوله: أي ولله على الناس أن يحج من استطاع منهم البيت، والأفصح أن يضاف المصدر لفاعله كقوله: [البسيط]. أفنى تلادي وما جمعت من نشب ... قرع القواقيز أفواه الأباريق يروى بنصب أفواه على إضافة المصدر، وهو قرع إلى فاعله، وبالرفع على إضافته إلى مفعوله، وإذا اجتمع فاعل ومفعول مع المصدر العامل فيهما، فالأولى إضافته لمرفوعه فيقال: يعجبني ضرب زيد عمرا، ولا يقال ضرب عمرو زيد وليس البيت بوقف إن جعل من بدلا من الناس بدل بعض من كل، والتقدير: ولله حجّ البيت على من استطاع إليه سبيلا من الناس سَبِيلًا كاف الْعالَمِينَ تامّ، لأنه آخر القصة بِآياتِ اللَّهِ كاف تَعْمَلُونَ تامّ مَنْ آمَنَ ليس بوقف، لأن ما بعده جملة حالية: أي باغين لها عوجا، ومثله: عوجا وَأَنْتُمْ شُهَداءُ كاف للابتداء بعده بالنفي تَعْمَلُونَ تام كافِرِينَ كاف وَفِيكُمْ رَسُولُهُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لتناهي الاستفهام، وللابتداء بالشرط مُسْتَقِيمٍ تامّ حَقَّ تُقاتِهِ جائز مُسْلِمُونَ كاف للابتداء بالأمر بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً كاف على استئناف ما بعده. وقيل صالح، وهو الأظهر، لأن ما بعده معطوف على ما قبله وَلا تَفَرَّقُوا أكفى مما قبله، ولا يوقف على عَلَيْكُمْ لأن ما بعده تفسير، ولا يفصل بين المفسر والمفسر بالوقف، فالناصب لإذ الفعل الذي ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كانَ آمِناً تامّ حِجُّ الْبَيْتِ كاف: إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف: وليس بوقف إن جعل ذلك بدلا من النَّاسِ سَبِيلًا كاف. وقيل: تامّ عَنِ الْعالَمِينَ تامّ بِآياتِ اللَّهِ كاف عَلى ما تَعْمَلُونَ تامّ وَأَنْتُمْ شُهَداءُ كاف عَمَّا تَعْمَلُونَ تامّ كافِرِينَ كاف وَفِيكُمْ رَسُولُهُ حسن، وقال أبو عمرو: كاف مُسْتَقِيمٍ تامّ حَقَّ تُقاتِهِ صالح وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ كاف بِحَبْلِ اللَّهِ

بعده وهو قوله: فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ كأنه لما قال واذكروا نعمة الله عليكم قيل ما هذه النعمة؟ قال: هي تأليفه بين قلوبكم في الوقت الذي كنتم فيه أعداء فيكون الكلام خرج على وجه التفسير للنعمة، ويجوز أن تكون إذ منصوبة باذكروا يعني مفعولا به، ولا يجوز أن تكون ظرفا لفساد المعنى لأن اذكروا مستقبل، وإذ ظرف لما مضى من الزمان، وعلى كل حال لا يوقف على عليكم، انظر العماني والسمين فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً صالح: على أن الواو في وكنتم عاطفة فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها حسن تَهْتَدُونَ كاف، ومثله: المنكر على استئناف ما بعده، وجائز إن جعلت الواو بعده للعطف لأنه من عطف الجمل الْمُفْلِحُونَ تامّ الْبَيِّناتُ كاف على استئناف ما بعده، وجائز إن عطف ما بعده على ما قبله عَظِيمٌ جائز، وليس بحسن لأن ما بعده عام فيه ما قبله، وإنما جاز لكونه رأس آية: أي وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ يوم كذا، ولا يجوز نصبه بعذاب لأنه مصدر، وقد وصف قبل أخذ متعلقاته، وشرطه أن لا يتبع قبل العمل ومعمولاته من تمامه، فلا يجوز إعماله، فلو أعمل وصفه وهو عظيم جاز، ولا يجوز الوقف على عذاب لفصله بين الصفة والموصوف وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ كاف: إن لم يوقف على عظيم، وجائز إن وقف عليه بَعْدَ إِيمانِكُمْ جائز: تكفرون، كاف فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جَمِيعاً صالح: إن جعل الواو بعده للاستئناف، لا للعطف وَلا تَفَرَّقُوا كاف فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً صالح فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كاف تَهْتَدُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ عَنِ الْمُنْكَرِ كاف: إن جعلت الواو بعده للاستئناف، وصالح إن جعلت للعطف الْمُفْلِحُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ الْبَيِّناتُ صالح عَظِيمٌ كاف: لأنه رأس آية، وليس بحسن لأن ما بعده متعلق به وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ كاف: إن لم يقف على عَظِيمٌ، وصالح إن وقف عليه بَعْدَ إِيمانِكُمْ صالح

كأنه قال في حال الخلود يتنعمون خالِدُونَ تامّ: وقيل كاف بِالْحَقِّ كاف لِلْعالَمِينَ تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف الْأُمُورُ تامّ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ حسن خَيْراً لَهُمْ أحسن منه الْفاسِقُونَ كاف إِلَّا أَذىً أكفى منه: وأذى منصوب بالاستثناء المتصل، وهو مفرغ من المصدر المحذوف: أي لن يضروكم ضررا إلا ضررا يسيرا لا نكاية فيه ولا غلبة الْأَدْبارَ حسن: قوله: وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ إن حرف شرط جازم وعلامة الجزم فيهما حذف النون. وقوله: ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ كاف لأنه مستأنف لرفع الفعل بالنون التي هي علامة رفعه فهو منقطع عما قبله لأن ما قبله مجزوم لأنه ليس مترتبا على الشرط بل التولية مترتبة على المقاتلة. فإذا وجد القتال وجدت التولية، والنصر منفيّ عنهم أبدا، سواء قاتلوا أو لم يقاتلوا لأن مانع النصر هو الكفر. فإذا وجد الكفر منع صاحبه النصر فهي جملة معطوفة على جملة الشرط والجزاء ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ كاف مِنَ النَّاسِ حسن. فسر حبل الله: بالإسلام، وحبل الناس: بالعهد والذمة بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ أحسن منه الْمَسْكَنَةُ أحسن منهما بِغَيْرِ حَقٍّ كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده سببا لما قبله يَعْتَدُونَ كاف لَيْسُوا سَواءً تامّ: على أن الضمير في ليسوا لأحد الفريقين، وهو من تقدم ذكره في قوله: منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون: أي ليس الجميع سواء: أي ليس من آمن كمن لم يؤمن وترتفع أمّة بالابتداء والجار والمجرور قبله الخبر. وهذا قول ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تَكْفُرُونَ كاف فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ صالح خالِدُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف بِالْحَقِّ كاف لِلْعالَمِينَ تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف الْأُمُورُ تامّ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف خَيْراً لَهُمْ كاف الْفاسِقُونَ حسن إِلَّا أَذىً كاف، وكذا الأدبار ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ حسن وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ صالح، وكذا: بغضب من الله الْمَسْكَنَةُ كاف، وكذا بغير حق ويعتدون لَيْسُوا

نافع ويعقوب والأخفش وأبي حاتم وهو الأصح. وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى لا يجوز الوقف عليه لأن أمّة مرفوعة بليسوا، وجمع الفعل على اللغة المرجوحة، نحو: وأسرّوا النجوى. فالواو في ليسوا للفريقين اللذين اقتضاهما، سواء، لأنه يقتضي شيئين، والصحيح أن الواو ضمير من تقدّم ذكرهم وليست علامة الجمع، فعلى قول أبي عبيدة الوقف على يعتدون تام: ولا يوقف على سواء، والضمير في ليسوا عائد على أهل الكتاب، وسواء خبر ليس يخبر به عن الاثنين وعن الجمع. وسبب نزولها إسلام عبد الله بن سلام وغيره، وقول الكفار ما آمن بمحمد إلا شرارنا ولو كانوا أخيارا ما تركوا دين آبائهم. قاله ابن عباس وَهُمْ يَسْجُدُونَ تامّ: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده وهو يؤمنون بدلا من يسجدون أو جعل يؤمنون في موضع الحال من الضمير في يسجدون ويكون الفعل المتصل بالضمير العامل في الحال فلا يوقف على يسجدون لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه ولا بين الحال وصاحبها ولا العامل فيها، ولا يصح لأن الإيمان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أوصاف لهم مطلقة غير مختصة بحال السجود فِي الْخَيْراتِ كاف مِنَ الصَّالِحِينَ تام: إن قرئ ما بعده بالفوقية فيهما لانتقاله من الغيبة إلى الخطاب، فكأنه رجع من قصة إلى قصة أخرى، وكاف إن قرئ بالتحتية فيهما جريا على نسق الغيبة ردّا على قوله: مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ فلن تكفروه كاف بِالْمُتَّقِينَ تامّ شَيْئاً جائز: وضعف هذا الوقف، لأن الواو في وأولئك للعطف أَصْحابُ النَّارِ جائز خالِدُونَ تام ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ سَواءً تامّ وَهُمْ يَسْجُدُونَ تام فِي الْخَيْراتِ صالح مِنَ الصَّالِحِينَ تامّ: إن قرئ: وما تفعلوا بالتاء الفوقية، لأنه انتقل من الغيبة إلى الخطاب فإنه انتقل من قصة إلى أخرى وكاف إن قرئ ذلك بالياء التحتية فلن تكفروه! حسن بِالْمُتَّقِينَ تامّ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً صالح، وكذا: أصحاب النار هُمْ فِيها خالِدُونَ تام فَأَهْلَكَتْهُ

فَأَهْلَكَتْهُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف وَما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ ليس بوقف للاستدراك والعطف يَظْلِمُونَ تامّ: للابتداء بعده بالنداء مِنْ دُونِكُمْ ليس بوقف، لأن جملة لا يألونكم خبالا مفسرة لحال البطانة الكافرة، والتقييد بالوصف يؤذن بجواز الاتخاذ عند انتفائهما، وقد عتب عمر أبا موسى الأشعري على استكتابه ذمّيّا وتلا هذه الآية عليه، وقد قيل لعمر في كاتب يجيد من نصارى الحيرة ألا يكتب عنك؟ فقال: إذا أتخذ بطانة سوء لأنه ينبغي استحضار ما جبلوا عليه من بغضنا وتكذيب نبينا، وإنهم لو قدروا علينا لاستولوا على دمائنا. ومر أحسن قول الطرطوشي لما دخل على الخليفة بمصر وكان من الفاطميين، ورآه سلّم قياده لوزيره الراهب ونفذ كلمته المشئومة حتى في الطرطوشي ورآه مغضبا عليه فأنشده: [الرجز] يا أيّها الملك الذي جوده ... يطلبه القاصد والراغب إن الذي شرّفت من أجله ... يزعم هذا أنّه كاذب فغضب الخليفة عند سماع ذلك، فأمر بالراهب فسحب وضرب وقتل، وأقبل على الطرطوشي وأكرمه بعد عزمه على أذيته، وإذا كانوا هم الظلمة كما هم بمصر، فهم كما قيل فيهم: [الكامل] لعن النصارى واليهود لأنّهم ... بلغوا بمكرهم بنا الآمالا جعلوا أطباء وحسّابا لكي ... يتقاسموا الأرواح والأموالا وجاءت لهذا الملك امرأة، وكان وزيره يهوديّا وكاتبه نصرانيّا، وقالت له فبالذي أعزّ اليهود بموسى والنصارى بعيسى، وأذلّ المسلمين بك إلا نظرت في ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن. وقال أبو عمرو؛ كاف يَظْلِمُونَ تامّ خَبالًا كاف وَدُّوا ما عَنِتُّمْ كاف مِنْ أَفْواهِهِمْ صالح صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ حسن، وكذا: تعقلون. وقال أبو عمرو: فيهما تامّ بِالْكِتابِ كُلِّهِ صالح مِنَ الْغَيْظِ كاف. وكذا: بغيظكم بِذاتِ

ظلامتي ما عَنِتُّمْ حسن: فما مصدرية: أي ودّوا عنتكم: أي هم لا يكتفون ببغضكم حتى يصرّحوا بذلك بأفواههم أَكْبَرُ أحسن مما قبله للابتداء بقد تَعْقِلُونَ كاف بِالْكِتابِ كُلِّهِ صالح آمَنَّا الأولى وصله، لأن المقصود بيان تناقض أحوالهم في النفاق مِنَ الْغَيْظِ كاف، ومثله: بغيظكم للابتداء بإن الصُّدُورِ تامّ تَسُؤْهُمْ حسن: للابتداء بالشرط يَفْرَحُوا بِها أحسن منه: لتناهي وصف الذم لهم وللابتداء بالشرط كَيْدُهُمْ شَيْئاً كاف: للابتداء بإن مُحِيطٌ تامّ لِلْقِتالِ كاف عَلِيمٌ تامّ: إن نصبت إذ باذكر مقدّرا وليس بوقف إن جعل العامل في إذ ما قبلها، والتقدير والله سميع عليم إذ همت طائفتان: أي سمع ما أظهروه وعلم ما أضمروه حين هموا تَفْشَلا حسن على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت الواو بعده للحال وَاللَّهُ وَلِيُّهُما أحسن مما قبله الْمُؤْمِنُونَ كاف أَذِلَّةٌ حسن عند نافع تَشْكُرُونَ كاف: إن نصبت إذ باذكر مقدرا، وليس بوقف إن جعلت إذ متعلقة بما قبلها، ومن حيث كونه رأس آية يجوز مُنْزَلِينَ كاف: وبلى وما بعدها جواب للنفي السابق الذي دخلت عليه ألف الاستفهام وما بعد بلى في صلته فلا يفصل بينهما، ولا وقف من قوله: بلى إلى مسوّمين فلا يوقف على فورهم ولا على هذا، لأن جواب الشرط لم يأت بعد وهو يمددكم فلا يفصل بين الشرط وجوابه بالوقف مُسَوِّمِينَ كاف، ومثله قلوبكم به الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ جائز: لأنه رأس آية، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الصُّدُورِ تامّ تَسُؤْهُمْ مفهوم يَفْرَحُوا بِها صالح كَيْدُهُمْ شَيْئاً كاف، وكذا: محيط، وللقتال، وعليم وَلِيُّهُما حسن، وكذا: المؤمنون وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ صالح تَشْكُرُونَ كاف مُنْزَلِينَ حسن بَلى تقدّم الكلام عليها مُسَوِّمِينَ حسن قُلُوبُكُمْ بِهِ كاف الْحَكِيمِ مفهوم خائِبِينَ تامّ: إن جعل أو يتوب عليهم عطفا على شيء: أي ليس لك من الأمر شيء أو من أن يتوب

والأولى وصله لأن لام كي في قوله، ليقطع متعلقة بما قبلها بقوله: ولقد نصركم: أي ولقد نصركم الله ببدر ليقطع طرفا من الذين كفروا. وقيل معناه إنما وقع التأييد من الله تعالى في إمدادكم بالملائكة ليقطع طرفا من الذين كفروا، فعلى كل حال اللام متعلقة بما قبلها فلا يفصل بينها وبين ما قبلها بالوقف خائِبِينَ تامّ: إن جعل أو يتوب عليهم عطفا على شيء: أي ليس لك من الأمر شيء أو من أن يتوب عليهم فليس منصوبا بما قبله، أو إنما كان تامّا لاختلاف نزول الآيتين في غزوتين، لأن من أوّل القصة إلى خائبين نزل في غزوة بدر، ومن قوله: ليس لك من الأمر شيء إلى ظالمون نزل في غزوة أحد وبينهما مدّة، روي عن أنس بن مالك أنه قال: «لما كان يوم أحد كسرت رباعية النبي صلّى الله عليه وسلّم وشجّ وجهه فجعل الدم يسيل على وجهه ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمسح الدم عن وجهه وهو يقول: كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدّم وهو يدعوهم إلى الله، فأنزل الله: ليس لك من الأمر شيء» وكاف: إن جعلت أو بمعنى إلا أو حتى كأنه قال ليس يؤمنون إلا أن يتوب عليهم، فجعلوا أو بمعنى إلا، وقد أجازه الزجاج وأجاز أيضا أن تكون أو بمعنى حتى كأنه قال ليس يؤمنون حتى يتوب عليهم كما قال الشاعر: [الكامل] فقلت له لا تبك عينك إنّما ... تحاول ملكا أو نموت فنعذرا بتقدير حتى، فعلى هذين الوجهين يكون الوقف على خائبين كافيا، وليس بوقف إن عطف ذلك على ليقطع. وهذا قول أبي حاتم والأخفش، لأنهما جعلا أو يتوب منصوبا عطفا على ليقطع، وجعلا ليس لك من الأمر شيء اعتراضا بين المتعاطفين ظالِمُونَ تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف: على ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عليهم، وكاف: إن جعل أو بمعنى إلا أو حتى وليس بوقف إن عطف ذلك على ليقطع، وجعل ليس لك من الأمر شيء اعتراضا بين المتعاطفين، فعلى هذا لا يوقف إلا على ظالمون ظالِمُونَ تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ صالح وَيُعَذِّبُ

استئناف ما بعده لِمَنْ يَشاءُ جائز: وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على الأول حتى يؤتى بالثاني وهو: ويعذب من يشاء وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ كاف رَحِيمٌ تامّ مُضاعَفَةً كاف تُفْلِحُونَ تامّ لِلْكافِرِينَ كاف تُرْحَمُونَ تامّ: على قراءة سارعوا بلا واو لأنه يصير منقطعا عما قبله فهو كلام مستأنف. وبها قرأ نافع وابن عامر، وكاف: على قراءته بواو، وإنما نقصت درجته عن التمام مع زيادة الواو، لأنه يكون معطوفا على ما قبله إلا أنه من عطف الجمل عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ ليس بوقف لأن ما بعده صفة جنة أي جنة واسعة معدّة للمتقين لِلْمُتَّقِينَ تامّ: إن جعل الذين ينفقون مبتدأ خبره أولئك جزاؤهم مغفرة، وجائز: إن جعل الذين في محل جرّ نعتا أو بدلا من المتقين، ففي محل الذين الرفع والجرّ، وإن نصب بتقدير أعني أو أمدح كان كافيا وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ كاف الْمُحْسِنِينَ تام: إن جعل الذين ينفقون نعتا أو بدلا للمتقين وجعل وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً مبتدأ وإن جعل معطوفا لم يحسن الوقف على المحسنين، سواء جعل الذين ينفقون نعتا أو مبتدأ للفصل بين المتعاطفين أو بين المبتدإ والخبر، ومع ذلك هو جائز ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مَنْ يَشاءُ كاف رَحِيمٌ تامّ مُضاعَفَةً كاف تُفْلِحُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لِلْكافِرِينَ كاف تُرْحَمُونَ تام: على قراءة سارعوا بلا واو، وكاف على قراءته بواو لِلْمُتَّقِينَ تامّ: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ وصالح إن جعل ذلك نعتا له، ولولا أنه رأس آية لم يكن وقفا وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ حسن: إن جعل الذين نعتا للمتقين، وليس بحسن إن جعل ذلك مبتدأ للفصل بين المبتدإ والخبر، لكنه مفهوم لحسن الابتداء بقوله تعالى: وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ولأن الكلام الذي بين المبتدإ والخبر طال فجاز الوقف في أثنائه إذا حسن الابتداء بما بعده وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ تامّ، إن جعل الَّذِينَ يُنْفِقُونَ نعتا لِلْمُتَّقِينَ وجعل والذين إذا فعلوا فاحشة مبتدأ. فإن جعل معطوفا لم يحسن الوقف على المحسنين، سواء جعل الذين ينفقون نعتا أم مبتدأ للفصل بين المتعاطفين أو المبتدإ والخبر، ومع ذلك هو صالح

لأنه رأس آية لِذُنُوبِهِمْ حسن: وقيل كاف للابتداء بالاستفهام، ومثله: إلا الله، والجمع بين فاستغفروا ومن يغفر أولى لشدة اتصالهما وَهُمْ يَعْلَمُونَ تامّ: إن جعل الذين ينفقون الأول نعتا أو بدلا، والثاني عطفا عليه، وليس بوقف إن جعل أولئك خبر الذين الأول للفصل بين المبتدإ والخبر بالوقف خالِدِينَ فِيها حسن الْعامِلِينَ تامّ: لانقضاء القصة سُنَنٌ جائز: وليس بمنصوص عليه لمكان الفاء الْمُكَذِّبِينَ تامّ: ومعنى الآية، قد مضى من قبلكم قوم كانوا أهل سنن فأهلكوا بمعاصيهم وافتياتهم على أنبيائهم لِلْمُتَّقِينَ تامّ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ ليس بوقف، لأن إن كنتم شرط فيما قبله قَرْحٌ مِثْلُهُ حسن، ومثله: بين الناس على أن اللام في وليعلم متعلقة بتداولها المحذوف بتقدير وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ نداولها بينكم، وليس بوقف إن جعلت اللام متعلقة بتداولها الظاهر. قاله أبو جعفر: ونقله عنه النكزاوي شُهَداءَ كاف الظَّالِمِينَ تام، ومثله: الكافرين أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ تامّ: عند نافع وخولف لأن ما بعده متعلق به، لأن الله أراد أن يعلمنا أن الطمع في دخول الجنة مع تضييع الجهاد وغيره هو الطمع الكاذب والظنّ الفاسد فقال أم حسبتم الآية: أي لا تدخلون الجنة إلا بوجود الجهاد منكم والمصابرة عليه وبفعل الطاعات، فعلى هذا لا معنى للوقف، لأن فائدة الكلام فيما بعده جاهَدُوا مِنْكُمْ حسن: لمن قرأ ويعلم بالرفع وهو أبو حيوة على الاستئناف: أي وهو يعلم، والوقف على ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لأنه رأس آية لِذُنُوبِهِمْ صالح وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ أصلح منه. وقال أبو عمرو فيهما: كاف، وإنما يصلح الوقف عليهما إن جعل الذين الأوّل نعتا، والثاني عطفا عليه، وإلا فلا يصلح إلا بتجوّز للفصل بين المبتدإ والخبر، ووجه الجواز طول الكلام بينهما وقصر النفس عن بلوغ التمام وَهُمْ يَعْلَمُونَ تامّ: إن جعل للذين الأوّل نعتا، والثاني عطفا عليه خالِدِينَ فِيها حسن. وقال أبو عمرو: كاف الْعامِلِينَ تامّ سُنَنٌ

منكم، وليس بوقف لمن نصبه على جواب النفي، وكذا على قراءة من قرأ ويعلم بالجرّ عطفا على: ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم الصَّابِرِينَ كاف أَنْ تَلْقَوْهُ ليس بوقف لمكان الفاء تَنْظُرُونَ تامّ إِلَّا رَسُولٌ جائز: لأن الجملة بعده تصلح أن تكون صفة أو مستأنفة الرُّسُلُ حسن أَعْقابِكُمْ كاف: لتناهي الاستفهام والابتداء بالشرط. وهذا يقرّ بأنه إلى التمام شَيْئاً حسن الشَّاكِرِينَ تامّ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ حسن: عند نافع والأخفش، على أن كتابا منصوب بمقدّر تقديره كتب الله كتابا، ومؤجلا نعته مُؤَجَّلًا كاف وقيل تامّ نُؤْتِهِ مِنْها الأوّل حسن، والثاني أحسن منه الشَّاكِرِينَ تامّ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ كاف: قرئ قتل بغير ألف وقاتل بألف، فمن قرأ قتل بغير ألف مبنيّا للمفعول بإسناد القتل للنبيّ فقط عملا بما شاع يوم أحد، ألا إن محمدا قد قتل فالقتل واقع على النبيّ فقط كأنه قال: كم من نبي قتل ومعه ربيون كثير فحذف الواو كما تقول جئت مع زيد بمعنى، ومعي زيد: أي قتل ومعه جموع كثيرة، فما وهنوا بعد قتله. هذا بيان هذا الوقف. ثم يبتدئ: معه ربيون كثير، فربيون مبتدأ ومعه الخبر، فما وهنوا لقتل نبيهم، ولو وصله لكان ربيون مقتولين أيضا، فقتل خبر لكأينّ التي بمعنى كم، ومن نبيّ تمييزها، وبها قرأ ابن عباس وابن كثير ونافع وأبو عمرو، وليس ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ صالح الْمُكَذِّبِينَ تامّ لِلْمُتَّقِينَ حسن، وكذا: إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. وقال أبو عمرو: فيهما تامّ قَرْحٌ مِثْلُهُ كاف بَيْنَ النَّاسِ كاف (عند بعضهم) وهو غلط، لأن ما بعده متعلق بما قبله شُهَداءَ كاف، وكذا: الظالمين والكافرين، وقال أبو عمرو: في الكافرين تامّ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ حسن تَلْقَوْهُ صالح وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ تامّ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ مفهوم عَلى أَعْقابِكُمْ صالح، وكذا: فلن يضرّ الله شيئا الشَّاكِرِينَ كاف. وقال أبو عمرو: تامّ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ مفهوم كِتاباً مُؤَجَّلًا حسن نُؤْتِهِ مِنْها الأول صالح، والثاني كاف الشَّاكِرِينَ تامّ وَكَأَيِّنْ

بوقف لمن قرأ قاتل بألف مبنيّا للفاعل بإسناد القتل للربيين، لأن رفعهم بقاتل، فكأنه قال: كم من نبيّ قاتل معه ربيون وقتل بعضهم فما وهن الباقون لقتل من قتل منهم وما ضعفوا وما استكانوا وما جبنوا عن قتال عدوّهم فلا يفصل بين الفعل وفاعله بالوقف، وعليها يكون الوقف على استكانوا، وعلى الأولى على قتل الصَّابِرِينَ تام على القراءتين فِي أَمْرِنا جائز، ومثله: أقدامنا، وليس منصوصا عليهما الْكافِرِينَ كاف: لفصله بين الإنشاء والخبر، لأن ما قبله دعاء وهو إنشاء، وما بعده خبر، وذلك من مقتضيات الوقف كما تقدم نظيره في البقرة، ومثله: الآخرة الْمُحْسِنِينَ تامّ خاسِرِينَ كاف مَوْلاكُمْ صالح، لأن الواو تصلح أن تكون للاستئناف وللحال خَيْرُ النَّاصِرِينَ تامّ سُلْطاناً جائز وَمَأْواهُمُ النَّارُ كاف الظَّالِمِينَ تامّ بِإِذْنِهِ حسن للابتداء بحتى، لأنها حرف يبتدأ بما بعده على وجه الاستئناف، وجواب إذا محذوف تقديره انهزمتم أو انقسمتم، وقدّره الزمخشري منعكم نصره. وقيل امتحنتم ما تُحِبُّونَ حسن، ومثله: الآخرة لفصله بين من عصى ومن ثبت. وقيل: كاف، لأن الذي بعده مخاطبة للذين تقدّموا، لأن الذين عصوا ليس هم الذين صرفوا، والذين صرفوا هم الذين ثبتوا، فأمرهم النبي صلّى الله عليه وسلّم أن ينحازوا لينضم بعضهم إلى بعض. قاله النكزاوي، لأن الرسول أجلس الرماة بسفح الجبل وقال لهم الزموا هذا المكان غلبنا أو نصرنا. فقال بعضهم نذهب فقد نصر أصحابنا، فتركوا المركز لطلب ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ قرئ قتل بالبناء للمفعول، وقاتل بالبناء للفاعل وعليهما الوقف على وَمَا اسْتَكانُوا وهو كاف: وقيل على الأول الوقف على قتل الصَّابِرِينَ كاف إِسْرافَنا فِي أَمْرِنا جائز: وكذا: أقدامنا الْكافِرِينَ كاف، وكذا: الآخرة الْمُحْسِنِينَ تامّ خاسِرِينَ كاف بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ صالح خَيْرُ النَّاصِرِينَ تامّ وَمَأْواهُمُ النَّارُ كاف الظَّالِمِينَ تامّ بِإِذْنِهِ صالح ما تُحِبُّونَ حسن يُرِيدُ

الغنيمة، وبعضهم ثبت به حتى قتل ثم صرفكم معشر المسلمين عنهم: يعني عن المشركين: أي ردّكم بالهزيمة عن الكفار ليظهر المخلص من غيره وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ كاف: راجع إلى الذي عصوا الْمُؤْمِنِينَ تامّ: على استئناف ما بعده. وقيل لا يوقف عليه، لأن قوله: إذ تصعدون العامل في إذ وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ أي: الوقت الذي انهزمتم وخالفتم أمر نبيكم، فعلى هذا التأويل لا يوقف على عنكم، لأن فيه فصلا بين العامل والمعمول وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ كاف: على استئناف ما بعده ما أَصابَكُمْ كاف تَعْمَلُونَ تام طائِفَةً مِنْكُمْ كاف، لأن وطائفة مبتدأ والخبر قد أهمتهم وسوّغ الابتداء بالنكرة التفصيل أَنْفُسُهُمْ جائز، إن جعل خبر وطائفة، وليس بوقف إن جعل الخبر يظنون بالله والوقف على الجاهلية الْجاهِلِيَّةِ جائز. وقال أحمد بن جعفر: تامّ إن جعل ما بعده مستأنفا، وليس بوقف إن جعل يقولون في موضع الحال من الضمير في يظنون، أو خبرا بعد خبر مِنْ شَيْءٍ كاف كُلَّهُ لِلَّهِ حسن على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من يظنون أيضا، ويكون حالا بعد حال، وكذا لو جعل يخفون نعتا لطائفة ما لا يُبْدُونَ لَكَ حسن على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل نعتا بعد نعت، أو خبرا بعد خبر هاهُنا كاف للابتداء بالأمر بعد إِلى مَضاجِعِهِمْ حسن إن علقت اللام في وَلِيَبْتَلِيَ بمحذوف: أي فعل ذلك لينفذ الحكم فيكم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْآخِرَةَ صالح عَفا عَنْكُمْ كاف، وكذا: على المؤمنين. وقال أبو عمرو: على المؤمنين تامّ: والوقف اختيارا على: وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ، وعلى: فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ غلط، لتعلق ما بعدهما بهما ولا: ما أَصابَكُمْ كاف، وكذا: بما تعملون طائِفَةً مِنْكُمْ حسن قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ صالح إن جعل خبرا لقوله: وطائفة، وليس بوقف إن جعل الخبر ما بعده ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ صالح على القولين مِنْ شَيْءٍ

وليبتلي إلخ وليس بوقف إن علقت لام كي بما قبلها ما فِي قُلُوبِكُمْ كاف بِذاتِ الصُّدُورِ تامّ الْجَمْعانِ ليس بوقف، لأن إنما خبر إن ما كَسَبُوا حسن عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ كاف للابتداء بعد بإن حَلِيمٌ تامّ للابتداء بياء النداء وَما قُتِلُوا تامّ عند الأخفش، لأنه آخر كلام المنافقين، واللام في ليجعل متعلقة بمحذوف: أي لا تكونوا كهؤلاء ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم دونكم، وقدّره الزمخشري: لا تكونوا مثلهم في النطق بذلك القول واعتقاده ليجعل وليس بوقف إن علقت بقالوا: أي أنهم لم يقولوا لجعل الحسرة، إنما قالوا ذلك لعلة فصار مآل ذلك إلى الحسرة والندامة فِي قُلُوبِهِمْ كاف، ومثله: وبميت، وبصير، وتجمعون، وتحشرون. ورسموا لَانْفَضُّوا كلمة واحدة، وهي لام التوكيد دخلت على انفضوا. ورسموا لا إلى الله بعد لام ألف، لأنهم يرسمون ما لا يتلفظ به، وذلك لا يخفى على العظماء الذين كتبوا مصحف عثمان بن عفان أشار الشاطبي إليه في الرائية في قوله: وكلّ ما فيه مشهور بسنته ... ولم يصب من أضاف الوهم والغيرا ردّ بذلك على الملحدة الذين يقولون: إن القرآن غيره الذين كتبوه وحرّفوه، فأضافوا الوهم والتغيير لكتاب المصحف فكيف وهم السادة الأبرار؟ وهم زيد بن ثابت. وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبان بن سعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف كُلَّهُ لِلَّهِ صالح، وكذا: ما لا يبدون لك هاهُنا كاف، وكذا: إلى مضاجعهم، وما في قلوبكم، وردّ الأصل الثاني لتعلق ما بعده بما قبله بِذاتِ الصُّدُورِ تامّ ما كَسَبُوا كاف، وكذا: عفا الله عنهم حَلِيمٌ تامّ فِي قُلُوبِهِمْ كاف. وكذا: يحيى ويميت، وبصير، ويجمعون تُحْشَرُونَ تامّ لِنْتَ

هشام، ومجمع بن حارثة، فكيف يصح تفريط هؤلاء النجباء لِنْتَ لَهُمْ حسن مِنْ حَوْلِكَ أحسن فِي الْأَمْرِ صالح عَلَى اللَّهِ كاف الْمُتَوَكِّلِينَ تامّ، ومثله: فلا غالب لكم، للابتداء بعده بالشرط مِنْ بَعْدِهِ كاف الْمُؤْمِنُونَ تامّ أَنْ يَغُلَّ كاف: للابتداء بالشرط، قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم أَنْ يَغُلَّ بفتح التحتية وضم الغين: أو يخون، والباقون بضم الياء وفتح الغين. قيل معناه أن يخوّن: أو ينسب إلى الخيانة. وقيل أن يخان: يعنى أن يؤخذ من غنيمته يَوْمَ الْقِيامَةِ جائز لا يُظْلَمُونَ تامّ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ حسن الْمَصِيرُ تامّ عِنْدَ اللَّهِ كاف بِما يَعْمَلُونَ تامّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ليس بوقف، لأن العامل في إذ من بتقدير لمن من الله على المؤمنين منه أو بعثه، فبعثه مبتدأ، ومحل الظرف خبر، وقرئ شاذا لمن منّ الله مُبِينٍ تامّ مِثْلَيْها ليس بوقف، لأن الاستفهام الإنكاري دخل على قلتم: أي أقلتم أنى هذا لما أصابتكم مصيبة، وهي ما نزل بالمؤمنين يوم أحد من قتل سبعين منهم، والمثلان هو قتلهم يوم بدر سبعين وأسرهم سبعين أَنَّى هذا حسن مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ كاف للابتداء بأن قَدِيرٌ تامّ ولا وقف من قوله، وما أصابكم إلى أو ادفعوا، فلا يوقف على الجمعان، ولا على فبإذن الله، لأن اللام في: وليعلم المؤمنين من تمام خبر المبتدإ الذي هو: وما أصابكم، لأن ما بمعنى الذي، وهي مبتدأ وخبرها فبإذن الله، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لَهُمْ صالح مِنْ حَوْلِكَ كاف فِي الْأَمْرِ صالح عَلَى اللَّهِ كاف الْمُتَوَكِّلِينَ حسن فَلا غالِبَ لَكُمْ صالح مِنْ بَعْدِهِ كاف الْمُؤْمِنُونَ تام أَنْ يَغُلَّ حسن يَوْمَ الْقِيامَةِ صالح لا يُظْلَمُونَ تامّ ومَأْواهُ جَهَنَّمُ كاف الْمَصِيرُ حسن عِنْدَ اللَّهِ كاف بِما يَعْمَلُونَ تامّ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ أَنَّى هذا صالح مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ كاف قَدِيرٌ

وقوله: وليعلم المؤمنين عطف على فبإذن الله من جهة المعنى، والتقدير وهو بإذن الله، وهو ليعلم المؤمنين، ودخلت الفاء في الخبر، لأن ما بمعنى الذي يشبه خبرها الجزاء، ومعنى فبإذن الله: أي ما أصابكم كان بعلم الله، وليعلم المؤمنين: أي ليظهر إيمان المؤمنين، ويظهر نفاق المنافقين، وإذا كان وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ من جملة الخبر لم يفصل بينه وبين المبتدإ: أي فلا يوقف على: فَبِإِذْنِ اللَّهِ، ولا على المؤمنين، ولا على نافقوا لما ذكر أَوِ ادْفَعُوا كاف، ومثله: لاتبعناكم لِلْإِيمانِ حسن فِي قُلُوبِهِمْ كاف، ومثله: يكتمون إن رفع ما بعده خبر مبتدإ محذوف، أو جعل في موضع رفع بالابتداء، وما بعده الخبر، أو في موضع نصب بإضمار أعني، وليس بوقف إن نصب ذلك بدلا من الذين نافقوا، أو جعل في موضع رفع بدلا من الضمير في يكتمون، أو جعل نعتا لما قبله، ففي محل الذين الحركات الثلاث: الجرّ على أنه تابع لما قبله نعتا، والرفع والنصب على القطع وَقَعَدُوا ليس بوقف، لأن لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا معمول قالوا، والتقدير قالوا لإخوانهم لو أطاعونا ما قتلوا وقعدوا عن القتال على التقديم والتأخير ما قُتِلُوا كاف على القراءتين: تشديد التاء وتخفيفها صادِقِينَ تامّ أَمْواتاً كاف عند أبي حاتم وتامّ عند محمد ابن عيسى، لأن بل بعد أمواتا ليست عاطفة، ولو كانت عاطفة لاختلّ المعنى، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ: والوقف اختيارا على: فبإذن الله غلط لتعلق ما بعده بما قبله أَوِ ادْفَعُوا كاف، وكذا: لاتبعناكم لِلْإِيمانِ صالح فِي قُلُوبِهِمْ كاف يَكْتُمُونَ حسن: إن رفع ما بعده خبرا لمبتدإ محذوف، وليس بوقف إن نصب ذلك بدلا من الذين نافقوا، والوقف على وَقَعَدُوا خطأ ما قُتِلُوا كاف صادِقِينَ تامّ أَمْواتاً كاف بَلْ أَحْياءٌ صالح: إن جعل ما بعده ظرفا ليرزقون، وليس بوقف إن جعل ذلك ظرفا لأحياء.

وتقدير الكلام بل هم أحياء، وهو عطف جملة على جملة، وهو في حكم الاستئناف بَلْ أَحْياءٌ جائز إن جعل عِنْدَ رَبِّهِمْ ظرفا ليرزقون كأنه قال: يرزقون عند ربهم، وليس بوقف إن جعل ذلك ظرفا لقوله أحياء كأنه قال: بل هم عند ربهم أحياء، لأن فيه الفصل بين الظرف وما عمل فيه، والوقف على بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ لأنك جعلت الظرف لأحياء ثم ابتدأت بيرزقون فرحين، وهذا الوقف ينبئ عن اجتماع الرزق والفرح في حالة واحدة فلا يفصل بينهما وكثير من القراء يتعمده، وليس بخطإ، وهو منصوص عليه، والله أعلم بكتابه. قاله الكواشي تبعا لغيره وفيه شيء إذ التعلق هنا من جهة اللفظ وإن كان الوقف في نفسه حسنا دون الابتداء بما بعده، إذ الابتداء لا يكون إلا اختياريّا مستقلا بالمعنى المقصود، وهنا ليس كذلك، وتعمد الوقف لا يكون إلا لمعنى مقصود كمن لم يقبل شهادة القاذف وإن تاب، فإنه يقف على أبدا، ومن ذلك تعمد الوقف على رءوس الآي للسنة، وهنا لا معنى للوقف لشدّة تعلق ما بعده بما قبله، والنص عليه من غير بيان كالعدم، والوقف على يُرْزَقُونَ جائز لكونه رأس آية، وليس بجيد، لأن فرحين حال من فاعل يرزقون مِنْ فَضْلِهِ جائز مِنْ خَلْفِهِمْ ليس بوقف، لأن أن وما بعدها في تأويل مصدر مجرور على أنه بدل اشتمال من الذين، فلا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف يَحْزَنُونَ كاف وَفَضْلٍ تامّ على قراءة من كسر همزة إن على الاستئناف. وبها قرأ الكسائي، وليس بوقف على قراءة من فتحها ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ نعم يصلح الوقف حينئذ على الظرف ثم يبتدئ بيرزقون، فإن وقف على يُرْزَقُونَ جاز، لكنه ليس بجيد، لأن فرحين حال من فاعل يرزقون مِنْ فَضْلِهِ صالح وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ حسن وَفَضْلٍ تامّ على قراءة من كسر همزة وإن الله، ليس بوقف على قراءة من فتحها أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ تامّ إن رفع ما بعده بالابتداء، أو نصب على المدح بتقدير أعني، وليس بوقف إن جرّ ذلك بأنه نعت للمؤمنين مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ

عطفا على ما قبلها، والتقدير يستبشرون بنعمة من الله وفضل وبأن الله لا يضيع، وعلى هذا فلا يوقف على: وفضل، لعطفه على ما قبله أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ تامّ إن رفع الذين بالابتداء وما بعده الخبر أو رفع خبر مبتدإ محذوف: أي هم الذين استجابوا، وكاف إن نصب على المدح بتقدير أعني، وليس بوقف إن جرّ نعت المؤمنين أو بدلا منهم أَصابَهُمُ الْقَرْحُ حسن: إن جعل الذين استجابوا نعت المؤمنين، أو نصب على المدح، وليس بوقف إن جعل ذلك مبتدأ ولِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا خبرا، لأنه لا يفصل بين المبتدإ والخبر بالوقف ويرتفع أجر عظيم بقوله: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا، والوقف على أَجْرٌ عَظِيمٌ تام: على أن ما بعده مبتدأ أو خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعل ذلك بدلا من الذين استجابوا قبله، ومن حيث كونه رأس آية يجوز فَاخْشَوْهُمْ جائز، ومثله: إيمانا، لأن هذا عطف جملة على جملة، وهو في حكم الاستئناف الْوَكِيلُ كاف وَفَضْلٍ ليس بوقف لأن لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ في موضع الحال تقديره: فانقلبوا سالمين لم يمسهم سوء، والوقف على لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ تام: عند نافع على استئناف ما بعده، وعند أبي حاتم رِضْوانَ اللَّهِ أتم منه عَظِيمٍ تامّ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ كاف: وتامّ عند أبي حاتم قال: لأن المعنى يخوّف الناس أولياءه، أو يخوّفونكم أولياءه، أو بأوليائه. وقال غيره: بل الوقف على قوله: فلا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْقَرْحُ حسن: إن جرّ الذين استجابوا نعتا للمؤمنين، أو نصب على المدح، وليس بوقف إن جعل ذلك مبتدأ ولِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ خبره أَجْرٌ عَظِيمٌ تامّ: إن جعل ما بعده مبتدأ، أو خبر مبتدإ محذوف، وليس بتامّ إن جعل ذلك بدلا من الذين قبله، لكن الوقف عليه صالح لطول الكلام وَنِعْمَ الْوَكِيلُ صالح، لأنه رأس آية وَفَضْلٍ ليس بوقف، لأن ما بعده حال مما قبله رِضْوانَ اللَّهِ كاف عَظِيمٍ تامّ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ كاف، وكذا: فلا تخافوهم مُؤْمِنِينَ حسن. وقال أبو عمرو:

تخافوهم. وقال نافع: بل الوقف على: وخافون. قاله النكزاوي مُؤْمِنِينَ كاف ومثله: في الكفر للابتداء بإن شَيْئاً الأوّل جائز على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من اسم بالله، والعامل لَنْ يَضُرُّوا والتقدير مريدا لإحباط أعمالهم، وأعيد ذكر الله تفخيما وتوكيدا لإزالة الشك، إذ جائز أن يتوهم أن المراد غيره فلا يوقف على شيئا فِي الْآخِرَةِ حسن عَظِيمٌ تامّ شَيْئاً جائز أَلِيمٌ تامّ لِأَنْفُسِهِمْ كاف. وقال الأخفش: تامّ إِثْماً صالح مُهِينٌ كاف: للابتداء بالنفي مَنْ يَشاءُ كاف للابتداء بالأمر وَرُسُلِهِ كاف للابتداء بالشرط عَظِيمٌ تامّ خَيْراً لَهُمْ كاف بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ أكفى منه يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن وَالْأَرْضِ كاف خَبِيرٌ تامّ لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا ليس بوقف لقبح الابتداء بما بعده. ويوهم الوقوع في محذور، وإن اعتقد المعنى كفر، سواء وقف أم لا، وإن اعتقد حكايته عن قائليه غير معتقد معناه فلا يكفر، لأن حاكي الكفر لا يكفر، ووصله بما بعده أسلم، وينبغي أن يخفض بها صوته حذرا من التشبيه بالكفر وَنَحْنُ أَغْنِياءُ تامّ، إذ لو وصله بما بعده لصار ما بعده من مقولهم، وهو إخبار من الله عن الكفار بِغَيْرِ حَقٍّ صالح: لمن قرأ سيكتب بالياء التحتية وبالبناء للمفعول، ورفع قتلهم وما عطف عليه، ويقول بالياء: أي ويقول الله أو الزبانية، وليس بوقف لمن قرأ سنكتب بالنون وبناء الفعل للفاعل ونصب ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ فِي الْكُفْرِ حسن شَيْئاً في الموضعين صالح، وكذا: في الآخرة عَظِيمٌ تامّ، وكذا: عذاب أليم لِأَنْفُسِهِمْ كاف لِيَزْدادُوا إِثْماً مفهوم مُهِينٌ تامّ مِنَ الطَّيِّبِ كاف مَنْ يَشاءُ صالح رُسُلِهِ كاف عَظِيمٌ تامّ هُوَ خَيْراً لَهُمْ كاف بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ أكفى منه يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن وَالْأَرْضِ صالح خَبِيرٌ تامّ فَقِيرٌ وقف كفر إن عرف المعنى واعتقده لا إن قصد حكاية عمن قاله

قتلهم، ونقول بالنون الْحَرِيقِ كاف لِلْعَبِيدِ تامّ: إن رفع ما بعده خبر مبتدإ محذوف: أي هم الذين، أو نصب بتقدير أعني وليس بوقف إن جعل بدلا من الذين الأول، أو جعل في محل جرّ نعتا للعبيد، ومن حيث كونه رأس آية يجوز تَأْكُلُهُ النَّارُ كاف: وتامّ عند نافع وَبِالَّذِي قُلْتُمْ كاف للابتداء بعده بالاستفهام صادِقِينَ تامّ للابتداء بالشرط ومثله، المنير، وذائِقَةُ الْمَوْتِ، ويَوْمَ الْقِيامَةِ وفازَ كلها حسان عند أبي حاتم الْغُرُورِ تامّ وَأَنْفُسِكُمْ جائز أَذىً كَثِيراً كاف الْأُمُورِ تامّ وَلا تَكْتُمُونَهُ جائز ثَمَناً قَلِيلًا حسن ما يَشْتَرُونَ تامّ بِما أَتَوْا ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله بِما لَمْ يَفْعَلُوا جائز، كذا نقل عن نافع، وهو غير جيد، والأولى وصله، لأن قوله: فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بدل مما قبله سواء قرئ بالتحتية أو بالفوقية، أو على قراءة من قرأ الأول بالتحتية والثاني بالفوقية على اختلاف المعاني والإعراب وجعل الثاني معطوفا على الأوّل، لأن المعطوف والمعطوف عليه كالشيء الواحد لأنه قد استغنى عن مفعولي بحسب الأولى بذكر مفعولي الثانية على قراءته بالتحتية، وعلى قراءته بالفوقية حذف الثاني فقط. وقال ابن عطية: لا يصح أن يكون بدلا لوجود الفاء فإنها تمنع من البدل بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ كاف عَذابٌ أَلِيمٌ تامّ وَالْأَرْضِ كاف قَدِيرٌ تامّ لِأُولِي الْأَلْبابِ تامّ: إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف تقديره لهم الجنة، أو الخبر رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَنَحْنُ أَغْنِياءُ حسن عَذابَ الْحَرِيقِ كاف لِلْعَبِيدِ تامّ: إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف، وليس بحسن إن جعل ذلك بدلا من الذين الأول، لكنه جائز، لأنه رأس آية، ولأن الكلام قد طال تَأْكُلُهُ النَّارُ كاف، وكذا: وبالذي قلتم، وصادقين، والمنير، وذائقة الموت، ويوم القيامة. وقال أبو عمرو: في المنير: تامّ فَقَدْ فازَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف الْغُرُورِ تامّ وَأَنْفُسِكُمْ مفهوم أَذىً كَثِيراً كاف

بتقدير يقولون كما قدّره شيخ الإسلام وحسن إن جعل في موضع نصب بإضمار أعنى، وليس بوقف إن جعل نعتا له، أو بدلا منه، ومن حيث كونه رأس آية يجوز جُنُوبِهِمْ جائز: إن جعل الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ نعتا أو بدلا، أو خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعل مبتدأ، وكذا الكلام على الأرض باطِلًا ليس بوقف، لاتحاد الكلام في تنزيه الباري عن خلقه الباطل النَّارِ كاف، ومثله: فقد أخزيته، ومن أنصار، وفآمنا، والأبرار، كلها وقوف كافية عَلى رُسُلِكَ جائز، ومثله: يوم القيامة الْمِيعادَ كاف: لأنه آخر كلامهم فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ صالح على قراءة عيسى بن عمر أَنِّي لا أُضِيعُ بكسر الهمزة على الاستئناف، وليس بوقف على قراءة الجماعة بفتحها أَوْ أُنْثى كاف. وقال أبو حاتم تامّ. ثم يبتدئ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ أي في المجازاة بالأعمال: أي مجازاة النساء على الأعمال كالرجال، وأنه لا يضيع لكم عملا وأنه ليس لأحد على أحد فضل إلا بتقوى الله. قال تعالى: إن أكرمكم عند الله أتقاكم، فعلى هذا بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ مبتدأ وخبر بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ تامّ: لأنه كلام مستقلّ بنفسه كقوله: إنما المؤمنون إخوة، وكقوله: «كلكم من آدم» فبعضكم مبتدأ وخبره من بعض، وقوله: فالذين هاجروا، مبتدأ وخبره: لأكفرنّ عنهم، وقوله: وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ عطف على الخبر الْأَنْهارُ ليس بوقف، لأن ثوابا منصوب على الحال والعامل فيه ولأدخلنهم أو مفعولا له أو مصدرا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْأُمُورِ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ وَلا تَكْتُمُونَهُ مفهوم ثَمَناً قَلِيلًا صالح يَشْتَرُونَ تامّ بِما لَمْ يَفْعَلُوا صالح بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ كاف عَذابٌ أَلِيمٌ تامّ وَالْأَرْضِ كاف قَدِيرٌ تامّ لِأُولِي الْأَلْبابِ تامّ إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف أو مبتدأ خبره ربنا: أي يقولون ربنا، وكاف إن جعل ذلك نعتا له أو بدلا منه جُنُوبِهِمْ صالح: إن جعل الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ نعتا أو بدلا، أو خبر مبتدإ

كاف الثَّوابِ تامّ فِي الْبِلادِ كاف: لأن ما بعده خبر مبتدإ محذوف: أي هو متاع أو مبتدأ محذوف الخبر: أي تقلبهم متاع قليل. وقال أبو حاتم: تامّ، وغلط لأن ما بعده متعلق بما قبله، لأن المعنى تقلبهم في البلاد وتصرّفهم فيها متاع قليل. وقال أبو العلاء الهمداني: الوقف على قليل، ثم يبتدئ: ثم مأواهم جهنم وضعف للعطف بثم إلا أنه عطف جملة على جملة، وهو في حكم الاستئناف عند بعضهم ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كاف الْمِهادُ جائز: لحرف الاستدراك بعده، ومن حيث كونه رأس آية خالِدِينَ فِيها ليس بوقف لأن نزلا حال من جنات قبله، وإن جعل مصدرا والعامل فيه ما دلّ عليه الكلام لأنه لما قال لهم ذلك دلّ على أنزلوا إنزالا كان الوقف على خالدين فيها كافيا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كاف: للابتداء بالنفي نص عليه أبو حاتم السجستاني لِلْأَبْرارِ تامّ خاشِعِينَ لِلَّهِ حسن عند الأكثر، وزعم بعضهم أن الوقف على خاشعين. ثم يبتدئ لله وهو خطأ، لأن اللام في لله لا تتصل بما بعدها، لأن لله من صلة خاشعين فلا يقطع عنه ثَمَناً قَلِيلًا حسن: وقيل كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده خبرا بعد خبر لأن ولمن اسمها دخلت عليها اللام، وحمل على لفظ من فأفرد الضمير في يؤمن ثم حمل على المعنى فجمع في وما أنزل إليهم وفي خاشعين، وعلى هذا فلا يوقف على قليلا ولا على الله لأن يشترون حال بعد حال: أي خاشعين غير ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ محذوف، وليس بوقف إن جعل ذلك مبتدأ وكذا الكلام في السموات والأرض وقنا عَذابَ النَّارِ كاف، وكذا: فقد أخزيته، ومن أنصار وفآمنا، ومع الأبرار يَوْمَ الْقِيامَةِ صالح الْمِيعادَ كاف، وكذا، من ذكر أو أنثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ تامّ لأنه كلام مستقل كقوله: إنما المؤمنون إخوة مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ جائز مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كاف حُسْنُ الثَّوابِ تامّ فِي الْبِلادِ كاف، وكذا: ومأواهم جهنم، وقوله: وَبِئْسَ الْمِهادُ، ونُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ تامّ خاشِعِينَ لِلَّهِ

سورة النساء

مشترين عِنْدَ رَبِّهِمْ كاف الْحِسابِ تامّ وَرابِطُوا جائز وَاتَّقُوا اللَّهَ ليس بوقف لحرف الترجي. وهو في التعلق كلام كي، آخر السورة تام. سورة النساء مدنية (¬1) وهي مائة آية وخمس وسبعون آية في المدني والمكي والبصري، وست في الكوفي، وسبع في الشامي، وكلمها ثلاثة آلاف وسبعمائة وخمس وأربعون كلمة، وحروفها ستة عشر ألف حرف وثلاثون حرفا وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا، منها إجماعا ستة مواضع فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا، إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ، وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا، وَاللَّهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ، وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً، وَلَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ولا وقف من أوّلها إلى ونساء، فلا يوقف على من نفس واحدة لا تساق ما بعده على ما قبله، ومثله كثيرا وَنِساءً تام وَالْأَرْحامَ كاف: على قراءتي نصبه وجرّه، فمن قرأ بالنصب عطف على لفظ الجلالة: أي واتقوا الأرحام: أي لا تقطعوها، أو على محل به نحو مررت بزيد وعمرا بالنصب لأنه في موضع نصب لأنه لما شاركه في الاتباع على اللفظ تبعه على الموضع، وانظر هذا مع ما قاله السمين في سورة الإنسان لا يعطف إلا على محل الحرف الزائد، وما هنا ليس كذلك، وقرأ بالجرّ عطفا على الضمير في به على مذهب الكوفيين وهي قراءة حمزة، وحمزة ـــــــــــــــــــــــــ صالح ثَمَناً قَلِيلًا حسن عِنْدَ رَبِّهِمْ كاف سَرِيعُ الْحِسابِ تامّ وَرابِطُوا مفهوم، آخر السورة تام. سورة النساء مدنية وَنِساءً تامّ وَالْأَرْحامَ كاف: على قراءتي نصبه وجرّه، ووجه نصبه: واتقوا ¬

_ (¬1) سورة النساء مائة وسبعون وست في الكوفي، وسبع في الشامي، الخمس في الباقي والخلاف في آيتين: أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (44) سماوي، فَيُعَذِّبُهُمْ عَذاباً أَلِيماً (173) شامي. وانظر: «التلخيص» (242)، «جمال القراء» (1/ 202).

أخذها عن سليمان بن مهران الأعمش وحمران بن أعين ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وجعفر بن محمد الصادق، وعرض القرآن على جماعة، منهم سفيان الثوري والحسن بن صالح، ومنهم إمام الكوفة في القراءات والعربية أبو الحسن الكسائي، ولم يقرأ حرفا من كتاب الله إلا بأثر صحيح، وكان حمزة إماما ضابطا صالحا جليلا ورعا مثبتا ثقة في الحديث وغيره وهو من الطبقة الثالثة، ولد سنة ثمانين وأحكم القرآن، وله خمس عشرة سنة، وأمّ الناس سنة مائة، وعرض عليه القرآن من نظرائه جماعة، وما قرأ به حمزة مخالف لأهل البصرة، فإنهم لا يعطفون على الضمير المخفوض إلا بإعادة الخافض، وكم حكم ثبت بنقل الكوفيين من كلام العرب لم ينقله البصريون، ومن ذلك قول الشاعر: [الطويل] إذا أوقدوا نارا لحرب عدوهم ... فقد خاب من يصلى بها وحميمها بجر حميمها عطفا على الضمير المخفوض في بها، وكم حكم ثبت بنقل البصريين لم ينقله الكوفيون، ولا التفات لمن طعن في هذه القراءة كالزجاج وابن عطية، وما ذهب إليه البصريون، وتبعهم الزمخشري من امتناع العطف على الضمير المجرور إلا بإعادة الجار غير صحيح، بل الصحيح مذهب الكوفيين في ذلك، وعلى هاتين القراءتين، أعنى نصبه وجرّه كاف. وقرئ والأرحام بالرفع على أنه مبتدأ حذف خبره كأنه قيل والأرحام محترمة: أي واجب حرمتها فلا تقطعوها، حثهم الشارع على صلة الأرحام، ونبههم على أنه كان من حرمتها عندهم أنهم يتساءلون: أي يحلفون بها، فنهاهم عن ذلك، وحرمتها باقية وصلتها مطلوبة وقطعها محرّم إجماعا، وعلى هذا يكون الوقف حسنا وليس ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الأرحام، ووجه جرّه عطفه على الضمير على مذهب الكوفيين، وقيل الوقف على أمّا به على النصب فبالإغراء، وأمّا على الجرّ فبالقسم: أي وربّ الأرحام رَقِيباً حسن

بوقف لمن خفض الأرحام على القسم والتقدير بالله وبالأرحام كقولك أسألك بالله وبالرحم، وقيل الوقف على به، وإن نصب ما بعده على الإغراء بمعنى عليكم الأرحام فصلوها فالوقف على به كاف عند يعقوب، وتام عند الأخفش، وخالفهما أبو حاتم ووقف على تساءلون به والأرحام على قراءتي النصب والجرّ رَقِيباً كاف الْيَتامى أَمْوالَهُمْ جائز بِالطَّيِّبِ كاف: عند نافع إِلى أَمْوالِكُمْ حسن كَبِيراً كاف وَرُباعَ حسن أَيْمانُكُمْ حسن أَلَّا تَعُولُوا كاف: وقال نافع تامّ: وهو رأس آية نِحْلَةً كاف: للابتداء بالشرط مَرِيئاً حسن: ومن وقف على فكلوه وجعل هنيئا مريئا دعاء: أي هنأكم الله وأمرأكم كان جائزا، ويكون هنيئا مريئا من جملة أخرى غير قوله: فكلوه لا تعلق له به من حيث الإعراب بل من حيث المعنى، وانتصب مريئا على أنه صفة وليس وقفا إن نصب نعتا لمصدر محذوف: أي فكلوه أكلا هنيئا، وكذلك إن أعرب حالا من ضمير المفعول فهي حال مؤكدة لعاملها، وعند الأكثر معناه الحال، ولذلك كان وصله أولى قِياماً جائز: لاتفاق الجملتين مَعْرُوفاً كاف النِّكاحَ حسن: عند بعضهم، وبعضهم وقف على وابتلوا اليتامى، وجعل حتى لانتهاء الابتداء لا للابتداء: أي غيا الابتداء بوقت البلوغ، لأن الآية لم تتعرّض لسن البلوغ. ثم ابتدأ حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ والجواب مضمر: أي حتى إذا بلغوا النكاح زوّجوهم وسلموا إليهم أموالهم فحذف الجواب لأن في قوله: فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً دلالة عليه رُشْداً ليس بوقف لشدة اتصاله بما بعده فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ حسن أَنْ يَكْبَرُوا أحسن منه: وقال أبو عمرو: كاف فَلْيَسْتَعْفِفْ حسن بِالْمَعْرُوفِ كاف، للابتداء ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بِالطَّيِّبِ كاف، وكذا: إلى أموالكم حُوباً كَبِيراً حسن وَرُباعَ صالح أَيْمانُكُمْ حسن أَلَّا تَعُولُوا كاف نِحْلَةً صالح هَنِيئاً مَرِيئاً كاف

بالشرط فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ حسن حَسِيباً تام وَالْأَقْرَبُونَ الأول حسن: وقيل كاف على استئناف ما بعده، ومثله: أو كثر إن نصب نصيبا بمقدر مَفْرُوضاً تامّ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ حسن: وقال أبو عمرو: كاف قَوْلًا مَعْرُوفاً تامّ: وقيل كاف عَلَيْهِمْ حسن: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت الفاء في قوله: فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ جواب قوله: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ سَدِيداً تامّ ناراً حسن وَسَيَصْلَوْنَ قرئ بفتح الياء وضمها، فمن قرأ وسيصلون بضم الياء مبنيا للمفعول كان أحسن مما قبله سَعِيراً تامّ: على القراءتين فِي أَوْلادِكُمْ حسن: على استئناف ما بعده الْأُنْثَيَيْنِ كاف، ومثله: ما ترك لمن قرأ واحدة بالرفع على أن كان تامّة، وحسن لمن قرأ بنصبها على أنها خبر كان فَلَهَا النِّصْفُ حسن: لانتهاء حكم الأول السُّدُسُ ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله لَهُ وَلَدٌ حسن: ومثله فلأمه الثلث، وكذا: فلأمه السدس، وعند أبي حاتم لا يحسن الوقف حتى يقول من بعد وصية يوصى بها أو دين، لأن هذا الفرض كله إنما يكون بعد الوصية والدين. قاله النكزاوي أَوْ دَيْنٍ تامّ: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره لا تدرون، وكاف إن رفع خبر مبتدإ محذوف: أي هم آباؤكم، وأيهم أقرب مبتدأ وخبر علق عنه تدرون. لأنه من أفعال القلوب، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ قِياماً صالح قَوْلًا مَعْرُوفاً حسن فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ صالح أَنْ يَكْبَرُوا حسن. وقال أبو عمرو: كاف فَلْيَسْتَعْفِفْ جائز بِالْمَعْرُوفِ كاف فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ جائز حَسِيباً تامّ، وكذا: نصيبا مفروضا فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ صالح. وقال أبو عمرو: كاف قَوْلًا مَعْرُوفاً تامّ خافُوا عَلَيْهِمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف سَدِيداً تامّ ناراً كاف سَعِيراً تامّ فِي أَوْلادِكُمْ صالح مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ كاف، وكذا: ثلثا ما ترك فَلَهَا النِّصْفُ حسن إِنْ كانَ لَهُ وَلَدٌ كاف وكذا: فلأمّه الثلث، وفلأمّه السدس، وقوله: أو دين، وأيهم أقرب لكم

والجملة في محل نصب أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً حسن: عند من نصب فريضة على المصدر: أي فرض ذلك فريضة أو نصبها بفعل مقدر: أي أعني، وليس بوقف إن نصب على الحال مما قبلها فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ كاف: للابتداء بأنّ حَكِيماً أكفى: ولم يبلغ درجة التمام لاتصال ما بعده بما قبله معنى لَهُنَّ وَلَدٌ حسن، وكذا: أو دين، ومثله: إن لم يكن لكم ولد، وكذا: أو دين، وكذا، منهما السدس كلها حسان أَوْ دَيْنٍ الأخير ليس بوقف، لأن غير منصوب على الحال من الفاعل في يوصى غَيْرَ مُضَارٍّ حسن: إن نصب بعده بفعل مضمر: أي يوصيكم الله وصية، والوقف على وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ كاف حَلِيمٌ حسن: أي حيث لم يعجل بالعقوبة حين ورثتم الرجال دون النساء، وقلتم لا نورّث إلا من قاتل بالسيف أو طاعن بالرمح تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ تامّ: للابتداء بالشرط بعده خالِدِينَ فِيها حسن الْعَظِيمُ تامّ: للابتداء بعده بالشرط خالِداً فِيها جائز مُهِينٌ تامّ: لأنه آخر القصة أَرْبَعَةً مِنْكُمْ حسن: للابتداء بالشرط مع الفاء سَبِيلًا تامّ فَآذُوهُما حسن عَنْهُما أحسن مما قبله. وقيل كاف للابتداء بإن رَحِيماً تامّ بِجَهالَةٍ ليس بوقف، لأن ثم لترتيب الفعل، وكذا: من قريب لمكان الفاء يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ كاف حَكِيماً أكفى مما قبله ولا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ نفعا. وقال أبو عمرو: في أو دين في الموضعين تامّ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ مفهوم. وقال أبو عمرو: كاف عَلِيماً حَكِيماً تامّ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ صالح أَوْ دَيْنٍ حسن إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ صالح أَوْ دَيْنٍ كاف: وقياس نظيره السابق أن يقال حسن فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ صالح أَوْ دَيْنٍ وهو الأخير ليس بوقف، لأن ما بعده حال مما قبله غَيْرَ مُضَارٍّ صالح، وكذا: وصية من الله. وقال أبو عمرو: فيهما كاف وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: كاف تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ حسن وقال أبو عمرو: تامّ خالِدِينَ فِيها صالح الْعَظِيمُ حسن خالِداً فِيها جائز عَذابٌ مُهِينٌ تامّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ كاف سَبِيلًا تامّ فَآذُوهُما صالح

وقف من قوله: وليست التوبة إلى أليما، فلا يوقف على السيئات، ولا على الموت، ولا على إني تبت الآن، لأن قوله: ولا الذين يموتون عطف على وليست، والوقف على المعطوف عليه دون المعطوف قبيح، فكأنه قال: وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ الذين هذه صفتهم وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ فالذين مجرور المحل عطفا على الذين يعملون: أي ليست التوبة لهؤلاء ولا لهؤلاء، فسوّى بين من مات كافرا وبين من لم يتب إلا عند معاينة الموت في عدم قبول توبتهما، وإن جعلت وللذين مستأنفا مبتدأ وخبره أولئك حسن الوقف على الآن، ويبتدئ وللذين يموتون، واللام في وللذين لام الابتداء وليست لا النافية وإن جعلت قوله أولئك مبتدأ، وأعتدنا خبره حسن الوقف على كفار، وقيل إن أولئك إشارة إلى المذكورين قبل أولئك أَلِيماً تامّ: للابتداء بالنداء كَرْهاً كاف: على استئناف ما بعده، وجعل قوله: ولا تعضلوهنّ مجزوما بلا الناهية، وليس بوقف إن جعل منصوبا عطفا على أن ترثوا فتكون الواو مشركة عاطفة فعلا على فعل: أي ولا أن تعضلوهنّ، وإن قدّرت أن بعد لا كان من باب عطف المصدر المقدر على المصدر المقدر لا من باب عطف الفعل على الفعل، انظر أبا حيان، ولا تعضلوهنّ ليس بوقف للام العلة مُبَيِّنَةٍ جائز بِالْمَعْرُوفِ تام للابتداء بالشرط والفاء خَيْراً كَثِيراً كاف: وقيل تام مَكانَ زَوْجٍ ليس بوقف، لأن الواو بعده للحال: أي وقد آتيتم مِنْهُ شَيْئاً حسن مُبِيناً كاف غَلِيظاً تام إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ كاف: للابتداء بعده بأن سَبِيلًا تام أُمَّهاتُكُمْ كاف، ومثله ما بعده لأن التعلق فيما بعده من جهة المعنى فقط. وقال أبو حاتم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ فَأَعْرِضُوا عَنْهُما كاف رَحِيماً تامّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ كاف عَلِيماً حَكِيماً حسن، وقال أبو عمرو: كاف وَهُمْ كُفَّارٌ تامّ، وكذا: عذابا أليما كَرْهاً كاف: إن جعل ما بعده مجزوما بالنهي وليس بوقف إن جعل ذلك منصوبا

السجستاني: الوقف على كل واحدة من الكلمات إلى قوله في الآية الثانية إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ كاف وَبَناتُ الْأُخْتِ جائز: للفرق بين التحريم النسبي والسببي، والوقف على مِنَ الرَّضاعَةِ، وفِي حُجُورِكُمْ، ودَخَلْتُمْ بِهِنَّ، وفَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ، ومِنْ أَصْلابِكُمْ، وإِلَّا ما قَدْ سَلَفَ، ورَحِيماً كلها وقوف جائزة، لأن التعلق فيها من جهة المعنى والنفس يقصر عن بلوغ التمام أَيْمانُكُمْ كاف: إن انتصب كتاب بإضمار فعل: أي الزموا كتاب الله، وعند الكوفيين أنه منصوب على الإغراء وهو بعيد، والصحيح أن الإغراء إذا تأخر لم يعمل فيما قبله، وتأول البصريون قول الشاعر: [الرجز] يا أيها المائح دلوي دونكا ... إنّي رأيت الناس يحمدونكا على أن دلوي منصوب بالمائح: أي الذي ماح دلوي، والمشهور أن ذلك من باب المبتدإ والخبر، وأن دلوي مبتدأ ودونك خبره، وما استدل به الكسائي على جواز تقديم معمول اسم الفعل عليه، وأن دونك اسم فعل ودلوي معموله لا يتعين، في الصحاح: الماتح بالمثناة الفوقية المستقي من أعلى البئر، والمائح بالتحتية الذي يملأ دلوه من أسفلها كِتابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ كاف: إن قرئ وأحل ببنائه للفاعل، وليس بوقف إن قرئ بضم الهمزة مبنيا للمفعول عطف على حرّمت غَيْرَ مُسافِحِينَ جائز فَرِيضَةً كاف، ومثله: من بعد ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عطفا على: أن ترثوا: أي ولا أن تعضلوهنّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ صالح، وكذا: بالمعروف خَيْراً كَثِيراً كاف وكذا: منه شيئا، ومبنيا غَلِيظاً حسن إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ كاف وَساءَ سَبِيلًا تامّ وَبَناتُ الْأُخْتِ صالح، وكذا: وأخواتكم من الرضاعة فِي حُجُورِكُمْ مفهوم دَخَلْتُمْ بِهِنَّ صالح فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ مفهوم، وكذا: من أصلابكم إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ صالح رَحِيماً تامّ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ كاف: إن قرئ: وأحل ببنائه للفاعل وإلا فصالح، ومثله فيهما كِتابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ

الفريضة حَكِيماً تامّ: لأنه تمام القصة الْمُؤْمِناتِ كاف بِإِيمانِكُمْ جائز: وقيل كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال على المعنى: أي فانكحوا مما ملكت أيمانكم غير معايرين بالأنساب، لأن بعضكم من جنس بعض في النسب والدين، فلا يترفع الحرّ عن نكاح الأمة عند الحاجة إليه، وما أحسن قول أمير المؤمنين عليّ كرّم الله وجهه: [البسيط] الناس من جهة التمثيل أكفاء ... أبوهم آدم والأمّ حوّاء بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ جائز، ومثله: بإذن أهلهنّ بِالْمَعْرُوفِ ليس بوقف، لأن محصنات غير مسافحات حالان من مفعول وآتوهن أَخْدانٍ حسن: وقيل تام: سواء قرئ أحسن مبنيّا للفاعل أو للمفعول. قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم أحسن بضم الهمزة وكسر الصاد مبنيّا للمفعول والباقون بفتحهما بالبناء للفاعل. ومعنى الأولى: فإذا أحصن بالتزويج فالحصن لهنّ هو الزوج. ومعنى الثانية: فإذا أحصن فروجهنّ أو أزواجهنّ مِنَ الْعَذابِ جائز مِنْكُمْ حسن، ومثله: خير لكم: أي وصبركم عن نكاح الإماء خير لكم لئلا يرق ولدكم ويبتذل، وفي سنن أبي داود وابن ماجة من حديث أنس. قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من أراد أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليتزوّج الحرائر» رَحِيمٌ تامّ عَلَيْكُمْ حسن حَكِيمٌ تامّ، ومثله: عظيما عَنْكُمْ كاف: على قراءة وخلق بضم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ غَيْرَ مُسافِحِينَ صالح فَرِيضَةً كاف وكذا: من بعد الفريضة عَلِيماً حَكِيماً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ كاف بِإِيمانِكُمْ جائز بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ صالح، وكذا: بإذن أهلهنّ أَخْدانٍ تامّ مِنَ الْعَذابِ جائز الْعَنَتَ مِنْكُمْ كاف، وكذا: خير لكم رَحِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: فيهما تامّ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ كاف عَلِيمٌ حَكِيمٌ حسن، وكذا: عظيما

الخاء، وعلى قراءته بفتحها الوصل أولى لأنهما كلام واحد ضَعِيفاً تامّ: للابتداء بيا النداء عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ حسن أَنْفُسَكُمْ كاف: للابتداء بإن رَحِيماً تامّ نُصْلِيهِ ناراً حسن يَسِيراً تام للابتداء بالشرط، ومثله: كريما عَلى بَعْضٍ حسن مِمَّا اكْتَسَبُوا ومثله: مما اكتسبن، وكذا، من فضله عَلِيماً تامّ: ووقف بعضهم على مِمَّا تَرَكَ إن رفع الوالدان بخبر مبتدإ محذوف جوابا لسؤال مقدّر، كأنه قيل ومن الوارث؟ فقيل هم الوالدان والأقربون: أي لكل إنسان موروث جعلنا موالي: أي ورّاثا مما ترك، ففي ترك ضمير يعود على كلّ، وهنا تمّ الكلام، ويتعلق مما ترك بموالي لما فيه من معنى الوراثة وموالي مفعول أوّل لجعل، ولكل جار ومجرور هو الثاني قدّم على عامله، ويرتفع الوالدان على أنه خبر مبتدإ محذوف إلى آخر ما تقدّم، وعلى هذا فكلام جملتان ولا ضمير محذوفا في جعلنا وإن قدّرنا: ولكل إنسان وارث مما تركه الوالدان والأقربون جعلنا موالي: أي موروثين، فيراد بالموالي الموروث ويرتفع الوالدان بترك، وتكون ما بمعنى من، والجار والمجرور صفة للمضاف إليه كل، والكلام على هذا جملة واحدة، وفي هذا بعد، وهذا غاية في بيان هذا الوقف، ولو أراد الإنسان استقصاء الكلام لاستفرغ عمره ولم يحكم أمره وَالْأَقْرَبُونَ كاف: لأن والذين بعده مبتدأ، والفاء في خبره لاحتمال عمومه معنى الشرط نَصِيبَهُمْ كاف للابتداء بعده بإن شَهِيداً تامّ مِنْ أَمْوالِهِمْ حسن. وقيل تامّ: لأن فالصالحات ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ كاف: على قراءة خلق بضم الخاء، وصالح على قراءته بفتحها ضَعِيفاً تامّ عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ حسن أَنْفُسَكُمْ كاف رَحِيماً حسن نُصْلِيهِ ناراً صالح يَسِيراً تامّ، وكذا: كريما عَلى بَعْضٍ حسن. وقال أبو عمرو: كاف مِمَّا اكْتَسَبُوا كاف، وكذا: مما اكتسبن: ومن فضله عَلِيماً حسن، وكذا والأقربون. وقال أبو عمرو: كاف نَصِيبَهُمْ كاف شَهِيداً تامّ مِنْ

مبتدأ وما بعده خبر إن، وللغيب متعلق بحافظات بِما حَفِظَ اللَّهُ كاف، ومثله: واضربوهنّ للابتداء بالشرط مع اتحاد الكلام، ومثله: سبيلا كَبِيراً تامّ بَيْنِهِما الأوّل ليس بوقف لمكان الفاء بَيْنَهُمَا الثاني كاف خَبِيراً تامّ بِهِ شَيْئاً كاف: على استئناف ما بعده على معنى: وأحسنوا بالوالدين إحسانا. وقال الأخفش: لا وقف من قوله: وَاعْبُدُوا اللَّهَ إلى أَيْمانُكُمْ لأن الله أمركم بهذه، فلا يوقف على شيئا، ولا على إحسانا ولا على وابن السبيل، لا تساق ما بعده على ما قبله وَما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ كاف: للابتداء بإنّ فَخُوراً تامّ إن رفع الذين مبتدأ والخبر محذوف تقديره أولئك قرناء السوء، وكذا إن جعل مبتدأ خبره إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وكذا إن جعل في محل رفع خبر مبتدإ محذوف تقديره هم الذين، وإن جعل في موضع نصب بتقدير أعني كان الوقف على فَخُوراً كافيا، وليس بوقف إن جعل الذين منصوبا بدلا من الضمير المستكنّ في فخورا، أو من من، أو نعتا لمن، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه، ولا بين النعت والمنعوت مِنْ فَضْلِهِ حسن مُهِيناً تامّ إن منه، ولا بين النعت والمنعوت مِنْ فَضْلِهِ حسن مُهِيناً تامّ إن جعل ما بعده مستأنفا مبتدأ، والكلام فيه كالذي قبله من الرفع والنصب والجرّ، فالرفع بالابتداء والنصب بتقدير أعني والجرّ عطفا على الكافرين وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ تامّ للابتداء بالشرط فَساءَ قَرِيناً كاف، ومثله: رزقهم الله ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أَمْوالِهِمْ صالح. وقال أبو عمرو: كاف بِما حَفِظَ اللَّهُ كاف، وكذا: واضربوهنّ، وسبيلا كَبِيراً حسن يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُما كاف خَبِيراً تامّ بِهِ شَيْئاً كاف، وكذا: وما ملكت أيمانكم فَخُوراً ليس بوقف إن جعل الذين منصوبا بدلا من من، وإن جعل مرفوعا مبتدأ خبره إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ كان وقفا تاما ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ صالح، وكذا: مهينا. وقال أبو عمرو في الأوّل: كاف وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ تامّ، وكذا: فساء قرينا. وقال أبو عمرو في الأول: كاف رَزَقَهُمُ اللَّهُ كاف عَلِيماً تامّ. ومحل هذه الوقوفات الأربعة إذا جعل الذين يبخلون منصوبا، فإن

عَلِيماً تامّ: ومحل هذه الوقوف الأربعة ما لم يجعل الذين يبخلون مبتدأ وخبره إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ فإن كان كذلك لم يوقف عليها، لأنه لا يفصل بين المبتدإ وخبره بالوقف مِثْقالَ ذَرَّةٍ حسن، ومن قرأ حَسَنَةً بالرفع كان أحسن أَجْراً عَظِيماً حسن. وقال بعضهم: لا يوقف عليه لأن قوله فكيف توكيد لما قبله: معناه إن الله لا يظلم مثقال ذرّة في الدنيا فكيف في الآخرة إذا جئنا من كل أمة بشهيد عَظِيماً حسن، ومثله: بشهيد شَهِيداً كاف الْأَرْضُ جائز: إن كان ما بعده داخلا في التمني، وإلا فالوقف عليه حسن، قرأ نافع وابن عامر تسوى بتشديد السين، وقرأ أبو عمرو وابن كثير وعاصم بضم التاء وتخفيف السين مبنيّا للمفعول، وقرأ حمزة والكسائي بفتح التاء والتخفيف، وجواب لو محذوف تقديره لسروا بذلك حَدِيثاً تامّ تَغْتَسِلُوا كاف: أي لا تقربوا مواضع بالصلاة جنبا حتى تغتسلوا صَعِيداً طَيِّباً ليس بوقف لمكان الفاء، أو لما كانت الجمل معطوفة بأو صيرتها كالشيء الواحد وَأَيْدِيكُمْ كاف للابتداء بعده بإن غَفُوراً تامّ السَّبِيلَ كاف بِأَعْدائِكُمْ حسن وَلِيًّا جائز للفصل بين الجملتين المستقلتين نَصِيراً كاف: إن جعل من الذين خبرا مقدّما: ويحرفون جملة في محل رفع صفة لموصوف محذوف: أي من الذين هادوا ناس أو قوم أو نفر يحرّفون الكلم عن مواضعه، فحذف الموصوف واجتزئ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جعل مرفوعا بالابتداء وخبره إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ لم يكن في هذه الوقوفات كاف ولا تامّ للفصل بين المبتدإ والخبر، بل كلها صالحة لبعد ما بينهما مِثْقالَ ذَرَّةٍ كاف عَظِيماً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً كاف لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ صالح: إن جعل ما بعده داخلا في التمنى، وإلا فالوقف عليه حسن حَدِيثاً تامّ تَغْتَسِلُوا كاف، وكذا: أيديكم غَفُوراً تامّ السَّبِيلَ كاف، وكذا: بأعدائكم بِاللَّهِ وَلِيًّا جائز نَصِيراً حسن. وقال أبو عمرو: كاف.

بالصفة عنه، أو تقول حذف المبتدأ وأقيم النعت مقامه، وكذا إن جعل من الذين خبر مبتدإ محذوف: أي هم الذين هادوا، وليس بوقف إن جعل من الذين حالا من فاعل يريدون، أو جعل بيانا للموصول في قوله: ألم تر إلى الذين أوتوا، لأنهم يهود ونصارى، أو جعل بيانا لأعدائكم وما بينهما اعتراض أو علق بنصيرا، وهذه المادة تتعدّى بمن. قال تعالى: وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ، فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ وأما على تضمين النصر معنى المنع: أي منعناه من القوم، وكذلك: وكفى بالله مانعا ينصره من الذين هادوا، فهي ستة أوجه: يجوز الوقف على نَصِيراً في وجهين: وفي هذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد وَراعِنا حسن: إن جعل ليّا مصدرا، أي: يلوون ليّا بألسنتهم ودلّ المصدر على فعله، وليس بوقف إن جعل مفعولا من أجله: أي يفعلون ذلك من أجل الليّ، وقرئ راعنا بالتنوين، وخرّج على أنه نعت لمصدر محذوف، أي قولا راعنا متصفا بالرعن فِي الدِّينِ حسن وَأَقْوَمَ ليس بوقف لتعلق ما بعده به استدراكا وعطفا إِلَّا قَلِيلًا تامّ: للابتداء بيا النداء مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله أَصْحابَ السَّبْتِ كاف مَفْعُولًا تامّ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ جائز لِمَنْ يَشاءُ كاف للابتداء بالشرط عَظِيماً تامّ أَنْفُسَهُمْ كاف. وقال الأخفش: تام. وقيل ليس بتامّ لأن ما بعده متصل به، والتفسير يدل على ذلك. قال مجاهد، كانوا يقدمون الصبيان يصلون بهم ويقولون هؤلاء أزكياء ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ومحلهما إذا علق ما بعده بمبتدإ محذوف: أي من الذين هادوا أناس، فإن علق بما قبله كأن يقدر: وكفى بالله ناصرا لكم من الذين هادوا لم يحسن الوقف على نَصِيراً إلا بتجوّز، لأنه رأس آية فِي الدِّينِ صالح، وكذا: وأقوم. وقال أبو عمرو فيهما: كاف إِلَّا قَلِيلًا تامّ أَصْحابَ السَّبْتِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف مَفْعُولًا تامّ لِمَنْ يَشاءُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف عَظِيماً تامّ

لا ذنوب لهم بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ أي ليست التزكية إليكم لأنكم مفترون، والله يزكي من يشاء بالتطهير فبعض الكلام متصل ببعض، قاله النكزاوي مَنْ يَشاءُ جائز فَتِيلًا كاف نَصِيراً كاف عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ جائز مُبِيناً تامّ سَبِيلًا كاف، ومثله: لعنهم الله للابتداء بالشرط نَصِيراً كاف، لأن أم بمعنى ألف الاستفهام الإنكاري نَقِيراً كاف، النقير: النقرة التي في ظهر النواة والفتيل خيط رقيق في شقّ النواة، والقطمير القشرة الرقيقة فوق النواة، وهذه الثلاثة في القرآن ضرب بها المثل في القلة، والثفروق بالثاء المثلثة والفاء غلافة بين النواة والقمع الذي يكون في رأس التمرة كالغلافة، وهذا لم يذكر في القرآن مِنْ فَضْلِهِ حسن: لتناهي الاستفهام. وقيل ليس بوقف لمكان الفاء عَظِيماً كاف مَنْ صَدَّ عَنْهُ كاف سَعِيراً تامّ ناراً كاف: لاستئناف ما بعده لما فيه من معنى الشرط الْعَذابَ كاف للابتداء بإن حَكِيماً تامّ الْأَنْهارُ ليس بوقف، لأن خالدين حال مما قبله أَبَداً حسن. وقيل كاف على استئناف ما بعده مُطَهَّرَةٌ كاف ظَلِيلًا تامّ إِلى أَهْلِها حسن: إن كان الخطاب عامّا، لأن قوله: أَنْ تَحْكُمُوا معطوف على أن تؤدوا: أي أن تؤدّوا وأن تحكموا بالعدل إذا حكمتم، فأن تؤدّوا منصوب المحل، إما على إسقاط حرف الجرّ، لأن حذفه يطرد مع أن، وليس بوقف إن كان الخطاب ولاة المسلمين بِالْعَدْلِ كاف، ومثله: يعظكم به بَصِيراً تامّ مِنْكُمْ كاف: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أَنْفُسَهُمْ كاف مَنْ يَشاءُ صالح. وقال أبو عمرو: كاف فَتِيلًا حسن عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ صالح مُبِيناً تامّ سَبِيلًا حسن، وكذا: لعنهم الله نَصِيراً صالح، وكذا: نقيرا مِنْ فَضْلِهِ مفهوم عَظِيماً كاف، وكذا: من صدّ عنه سَعِيراً تامّ. وقال أبو عمرو: كاف ناراً صالح لِيَذُوقُوا الْعَذابَ كاف حَكِيماً تامّ أَبَداً صالح مُطَهَّرَةٌ جائز ظَلِيلًا تامّ أَنْ تَحْكُمُوا

للابتداء بالشرط مع الفاء، واليوم الآخر كذلك تَأْوِيلًا تامّ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ جائز: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من الضمير في يزعمون، وهو العامل في الحال إِلَى الطَّاغُوتِ حسن أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ أحسن مما قبله بَعِيداً حسن: وَإِلَى الرَّسُولِ ليس بوقف، لأن جواب إذا لم يأت، وهو رأيت فلا يفصل بينهما بالوقف صُدُوداً تامّ: ولا وقف من قوله: فَكَيْفَ إلى وَتَوْفِيقاً فلا يوقف على: أيديهم، ولا على: يحلفون، وبعضهم تعسف ووقف على يحلفون وجعل بالله قسما، وإن أردنا جواب القسم وإن نافية بمعنى ما: أي ما أردنا في العدول عنك عند التحاكم إلا إحسانا وتوفيقا وليس بشيء لشدة تعلقه بما بعده، لأن الأقسام المحذوفة في القرآن لا تكون إلا بالواو، فإن ذكرت الباء أتى بالفعل كقوله: وأقسموا بالله: أي يحلفون بالله، ولا تجد الباء مع حذف الفعل أبدا، والمعتمد أن الباء متعلقة بيحلفون، وليست باء القسم كما تقدم، ويأتي إن شاء الله تعالى في سورة لقمان في قوله: يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ بأوضح من هذا وَتَوْفِيقاً كاف ما فِي قُلُوبِهِمْ جائز، ومثله: وعظهم بَلِيغاً تامّ بِإِذْنِ اللَّهِ كاف، ومثله: تَوَّاباً رَحِيماً، وبعضهم وقف على قوله: فلا، وابتدأ وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ وجعل لا ردا لكلام تقدمها، تقديره فلا يفعلون، أو ليس الأمر كما زعموا من أنهم آمنوا بما أنزل إليك، ثم استأنف قسما بعد ذلك بقوله: وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ، وهو توجيه حسن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بِالْعَدْلِ كاف، وكذا: يعظكم به بَصِيراً تامّ. وقال أبو عمرو: كاف وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ كاف، وكذا: واليوم الآخر تَأْوِيلًا تامّ. وقال أبو عمرو كاف إِلَى الطَّاغُوتِ صالح، وكذا: أن يكفروا به بَعِيداً حسن صُدُوداً كاف: وإن تعلق ما بعده بما قبله لطول الكلام وَتَوْفِيقاً حسن فِي قُلُوبِهِمْ صالح وَعِظْهُمْ جائز بَلِيغاً تامّ بِإِذْنِ اللَّهِ كاف رَحِيماً حسن فَلا

يرقيه إلى التمام، والأحسن الابتداء بها بناء على أنها توطئة للنفي بعدها فهو آكد تَسْلِيماً كاف: أكد الفعل بمصدره لرفع توهم المجاز فيه، ومثله: إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ على القراءتين رفعه بدل من الضمير في فعلوه ونصبه على الاستثناء تَثْبِيتاً حسن. قال الزمخشري: وإذا جواب سؤال مقدر كأنه قيل: وماذا يكون لهم بعد التثبيت؟ فقيل وإذا لو ثبتوا لآتيناهم، لأن إذا جواب وجزاء عليه، فلا يوقف على: تثبيتا، ولا على عظيما، لأن قوله: وإذا لآتيناهم ولهديناهم من جواب لو. قاله السجاوندي مع زيادة للإيضاح مُسْتَقِيماً تام وَالصَّالِحِينَ حسن رَفِيقاً كاف مِنَ اللَّهِ حسن عَلِيماً تامّ للابتداء بياء النداء جَمِيعاً كاف لَيُبَطِّئَنَّ تام للابتداء بالشرط مع الفاء شَهِيداً كاف مَوَدَّةٌ ليس بوقف، لأن قوله: كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ معترضة بين قوله: لَيَقُولَنَّ ومعمول القول، وهو يا لَيْتَنِي سواء جعلت للجملة- التشبيهية محلا من الإعراب نصبا على الحال من الضمير المستكن في ليقولنّ، أو نصبا على المفعول بيقولنّ، فيصير مجموع جملة التشبيه وجملة التمني من جملة المقول، أو لا محل لها لكونها معترضة بين الشرط وجملة القسم وأخرت والنية بها التوسط بين الجملتين، والتقدير ليقولنّ يا ليتني أنظر أبا حيان، وتوسمه شيخ الإسلام بجائز، لعله فرّق به بين الجملتين مَعَهُمْ كاف: لمن رفع ما بعد الفاء على الاستئناف: أو فأنا أفوز، وبها قرأ الحسن: وليس بوقف لمن رفعه عطفا على كنت وجعل كنت بمعنى أكون على معنى يا ليتني أكون فأفوز فيكون ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جائز: بناء على أنه ردّ لما قبله، والذي ابتدأ به، وهو الأحسن بني على أنه توطئة للنفي بعده، فهو آكد وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً حسن إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ كاف تَثْبِيتاً صالح مُسْتَقِيماً تامّ وَالصَّالِحِينَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف رَفِيقاً حسن مِنَ اللَّهِ كاف عَلِيماً تامّ جَمِيعاً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ

السكون معهم والفوز العظيم متمنين معا، لأن الماضي في التمني بمنزلة المستقبل، لأن الشخص لا يتمنى ما كان، إنما يتمنى ما لم يكن، فعلى هذا لا يوقف على معهم، لاتساق ما بعده على ما قبله ونصبه على جواب التمني، والمصيبة الهزيمة، والفضل الظفر والغنيمة، لأن المنافقين كانوا يوادّون المؤمنين في الظاهر تهكما وهم في الباطن أعدى عدوّ لهم، فكان أحدهم يقول وقت المصيبة: قد أنعم الله عليّ إذ لم أكن معهم شهيدا، ويقول وقت الغنيمة والظفر: يا ليتني كنت معهم، فهذا قول من لم تسبق منه مودّة للمؤمنين فَوْزاً عَظِيماً تام: للأمر بعده بِالْآخِرَةِ تامّ: للابتداء بالشرط ومثله: عظيما الظَّالِمِ أَهْلُها حسن وَلِيًّا جائز. وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المزدوجين حتى يؤتى بالثاني، والأولى الفصل بين الدعوات نَصِيراً تامّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ جائز، وكذا: الطاغوت أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ كاف: للابتداء بأن ضَعِيفاً تامّ وَآتُوا الزَّكاةَ جائز، ومثله: أو أشدّ خشية، وكذا القتال، لأن لولا بمعنى هلا، وهلا بمعنى الاستفهام، وهو يوقف على ما قبله وقَرِيبٍ وقَلِيلٌ كلها وقوف جائزة. وقال نافع: تامّ، لأن الجملتين وإن اتفقتا فالفصل بين وصفي الدارين لتضادهما مستحسن لِمَنِ اتَّقى حسن على القراءتين في يظلمون، قرأ ابن كثير والأخوان ولا يظلمون بالغيبة جريا على الغائبين قبله. والباقون بالخطاب التفاتا فَتِيلًا كاف أَيْنَما تَكُونُوا جائز: يجوز أن يتصل بقوله ولا تظلمون ثم يبتدئ بيدرككم الموت، والأولى وصله، انظر ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لَيُبَطِّئَنَّ مفهوم شَهِيداً صالح. وقال أبو عمرو: كاف مَوَدَّةٌ جائز فَوْزاً عَظِيماً حسن، وكذا: بالآخرة، وأجرا عظيما الظَّالِمِ أَهْلُها مفهوم. وقال أبو عمرو: كاف نَصِيراً تامّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مفهوم الطَّاغُوتِ صالح أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ كاف ضَعِيفاً تامّ وَآتُوا الزَّكاةَ جائز خَشْيَةً صالح، وكذا:

ضعفه في أبي حيان الْمَوْتُ ليس بوقف، لأن ما بعده مبالغة فيما قبله فلا يقطع عنه مُشَيَّدَةٍ حسن مِنْ عِنْدِ اللَّهِ حسن، ومثله: من عندك قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كاف: أي خلقا وتقديرا حَدِيثاً تام، اتفق علماء الرسم على قطع اللام هنا عن هؤلاء، وفي مالِ هذَا الْكِتابِ في الكهف ومالِ هذَا الرَّسُولِ في الفرقان وفَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا في المعارج. وقال أبو عمرو: في هذه الأربعة اللام منفصلة عما بعدها. وجه انفصال هذه الأربعة ما حكاه الكسائي من أن مال فيها جارية مجرى ما بال وما شأن، وأن قوله مال زيد وما بال زيد بمعنى واحد، وقد صحّ أن اللام في الأربعة لام جرّ اه. أبو بكر اللبيب على الرائية باختصار، وأبو عمرو يقف على ما وقف بيان، إذ لا يوقف على لام الجرّ دون مجرورها، والكسائي قال: عليها وعلى اللام منفصلة عما بعدها اتباعا للرسم العثماني، وليست اللام في هذه الأربعة متصلة بما كما قد يتوهم أنهما حرف واحد فَمِنَ اللَّهِ حسن: فصلا بين النقيضين فَمِنْ نَفْسِكَ كاف، أي: وأنا كتبتها عليك، قيل في قوله: فَمِنْ نَفْسِكَ أن همزة الاستفهام محذوفة والتقدير أفمن نفسك نحو قوله: وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ التقدير أو تلك نعمة، وقرأت عائشة رضي الله عنها فمن نفسك بفتح ميم من ورفع السين على الابتداء والخبر، أي: أيّ شيء نفسك حتى تنسب إليها فعلا رَسُولًا حسن شَهِيداً تامّ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ كاف: للابتداء بالشرط حَفِيظاً حسن وَيَقُولُونَ طاعَةٌ كاف: على استئناف ما بعده وارتفع طاعة على أنه خبر مبتدإ محذوف: أي أمرنا طاعة لك. وقيل ليس بوقف لأن الوقف عليه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ قريب، وقليل لِمَنِ اتَّقى مفهوم فَتِيلًا حسن مُشَيَّدَةٍ كاف، وكذا: من عند الله مِنْ عِنْدِكَ صالح مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كاف حَدِيثاً تام فَمِنْ نَفْسِكَ كاف، وكذا: رسولا شَهِيداً تامّ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ صالح، وكذا:

يوهم أن المنافقين موحدون وليس كذلك، وسياق الكلام في بيان نفاقهم، وذلك لا يتم إلا بوصله إلى تقولوا غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ حسن، ومثله: ما يبيتون وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ كاف وَكِيلًا تامّ الْقُرْآنَ حسن: لانتهاء الاستفهام على قول من قال: المعنى ولو كان ما تخبرونه مما ترون من عند غير الله لاختلف فيه، ومن قال المعنى، ولو كان القرآن من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا، فعلى هذا يكون كافيا لأن كلام الناس يختلف فيه ويتناقض. إما في اللفظ والوصف. وإما في المعنى بتناقض الأخبار أو الوقوع على خلاف المخبر به أو اشتماله على ما يلتئم وما لا يلتئم، أو كونه يمكن معارضته، والقرآن ليس فيه شيء من ذلك، كذا في أبي حيان اخْتِلافاً كَثِيراً كاف أَذاعُوا بِهِ يبنى الوقف على ذلك والوصل على اختلاف المفسرين في المستثنى منه، فقيل مستثنى من فاعل اتبعتم: أي لاتبعتم الشيطان إلا قليلا منكم. فإنه لم يتبعه قبل إرسال محمد صلّى الله عليه وسلّم، وذلك القليل كقس بن ساعدة وعمرو بن نفيل وورقة بن نوفل ممن كان على دين عيسى عليه السلام قبل البعثة، وعلى هذا فالاستثناء منقطع، لأن المستثنى لم يدخل تحت الخطاب، وقيل الخطاب في قوله: لاتبعتم لجميع الناس على العموم، والمراد بالقليل أمة محمد صلّى الله عليه وسلّم خاصة: أي هم أمة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا طائفة منهم، ويؤيد هذا القول حديث «ما أنتم فيمن سواكم من الأمم إلا كالرّقة البيضاء في الثور الأسود» وقيل مستثنى من قوله: لعلمه الذين يستنبطونه منهم. وقيل مستثنى من الضمير في أذاعوا به. وقيل مستثنى من الاتباع كأنه قال: لاتبعتم الشيطان اتباعا غير قليل وقيل مستثنى من قوله: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ أي: إلا قليلا منكم لم يدخله الله في فضله ورحمته، فيكون ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حفيظا وَيَقُولُونَ طاعَةٌ ليس بوقف، لأن الوقف عليه يوهم أن المنافقين موحدون وليس كذلك غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ صالح، وكذا: ما يبيتون وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ كاف

الممتنع من اتباع الشيطان ممتنعا بفضله ورحمته، فعلى الأول يتم الكلام على أذاعوا به. ولا يوقف على منهم حتى يبلغ قليلا، لأن الأمر إذا ردّوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الجماعة ولم يكن للاستثناء من المستنبطين معنى وجعله مستثنى من قوله: ولولا فضل الله عليكم ورحمته بعيد لأنه يصير المعنى وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتبع الجماعة الشيطان، والكلام في كونه استثناء منقطعا أو متصلا، وعلى كل قول مما ذكر يطول شرحه، ومن أراد ذلك فعليه بالبحر المحيط، فيه العذب العذاب والعجب العجاب، وما ذكرناه هو ما يتعلق بما نحن فيه. وهذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ كاف إِلَّا قَلِيلًا تامّ: للابتداء بالأمر فِي سَبِيلِ اللَّهِ جائز: لأن ما بعده يصلح مستأنفا وحالا الْمُؤْمِنِينَ حسن كَفَرُوا كاف تَنْكِيلًا تامّ: للابتداء بالشرط نَصِيبٌ مِنْها جائز: للابتداء بالشرط، وعلى قاعدة يحيى بن نصير لا يوقف على أحد المزدوجين حتى يأتي بالثاني وهو كفل منها وكِفْلٌ مِنْها كاف مُقِيتاً تامّ أَوْ رُدُّوها كاف حَسِيباً تامّ إِلَّا هُوَ جائز لا رَيْبَ فِيهِ كاف حَدِيثاً تامّ فِئَتَيْنِ جائز: عند أبي حاتم. قاله الهمداني. وقال النكزاوي: ليس بوقف لأن قوله: والله أركسهم بما كسبوا من تمام المعنى، لأن هذه الآية نزلت في قوم هاجروا من مكة إلى المدينة سرّا فاستثقلوها فرجعوا إلى مكة سرّا. فقال بعض المسلمين إن لقيناهم قتلناهم وصلبناهم لأنهم قد ارتدوا. وقال قوم أتقتلون قوما على دينكم من أجل أنهم استثقلوا المدينة. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَكِيلًا تامّ الْقُرْآنَ صالح، وكذا: اختلافا كثيرا، وأذاعوا به يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ كاف، وكذا: إلا قليلا فِي سَبِيلِ اللَّهِ صالح، وكذا: وحرّض المؤمنين الَّذِينَ كَفَرُوا كاف تَنْكِيلًا تامّ نَصِيبٌ مِنْها مفهوم كِفْلٌ مِنْها كاف مُقِيتاً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ أَوْ رُدُّوها كاف حَسِيباً تامّ اللَّهُ لا إِلهَ

فخرجوا عنها فبين الله نفاقهم. فقال: فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ أي: مختلفين وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا أي ردّهم إلى الكفر فعتب الله على كونهم انقسموا فيهم فرقتين، وفئتين حال من الضمير المتصل بحرف الجرّ مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ كاف؛ لانتهاء الاستفهام سَبِيلًا أكفى مما قبله سَواءً حسن فِي سَبِيلِ اللَّهِ أحسن مما قبله: للابتداء بالشرط وَجَدْتُمُوهُمْ كاف وَلِيًّا وَلا نَصِيراً تقدّم ما يغني عن إعادته فلا وقف من قوله: وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا إلى أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ، فلا يوقف على نصيرا ولا على ميثاق ولا على صدورهم لاتصال الكلام بعضه ببعض أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ كاف. ومثله: فَلَقاتَلُوكُمْ للابتداء بالشرط مع الفاء السَّلَمَ ليس بوقف لأن جواب فإن لم يأتي بعد سَبِيلًا كاف قَوْمَهُمْ جائز: أُرْكِسُوا فِيها حسن: تقدّم أن كلما أنواع ثلاثة: ما هو مقطوع اتفاقا وهو قوله: من كل ما سألتموه في إبراهيم. ونوع مختلف فيه، وهو كلما ردّوا إلى الفتنة، وكلما دخلت أمّة، وكلما جاء أمّة، وكلما ألقي فيها فوج، والباقي موصول اتفاقا حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ صالح مُبِيناً تامّ: إلا خطأ ليس بوقف. جعل أبو عبيدة والأخفش إلا في معنى ولا، والتقدير ولا خطأ والضراء جعل إلا في قوة لكن على معنى الانقطاع: أي لكن من قتله خطأ فعليه تحرير رقبة، فعلى قوله يحسن الابتداء بإلا، ولا يوقف على خطأ، إذ المعنى فيما بعده إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا كاف: للابتداء بحكم آخر، ومثله: مؤمنة في الموضعين مُتَتابِعَيْنِ جائز: إن نصب توبة بفعل مقدر. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ إِلَّا هُوَ جائز لا رَيْبَ فِيهِ كاف، وكذا حديثا. وقال أبو عمرو: فيه تامّ بِما كَسَبُوا كاف مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ حسن، وكذا: له سبيلا، وقال أبو عمرو: في الأول كاف فَتَكُونُونَ سَواءً صالح، وكذا: سبيل الله. وقال أبو عمرو في الأول: كاف حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ كاف، وكذا: يقاتلوا قومهم سَبِيلًا حسن قَوْمَهُمْ جائز، وكذا: أركسوا فيها حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ صالح مُبِيناً تام إِلَّا خَطَأً

أي: يتوب الله عليه توبة، وليس بوقف إن نصب بما قبله لأنه مصدر وضع موضع الحال تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ كاف حَكِيماً تام: للابتداء بالشرط، ومثله: عظيما للابتداء بيا النداء فَتَبَيَّنُوا حسن لَسْتَ مُؤْمِناً صالح: لأن ما بعده يصلح أن يكون حالا: أي لا تقولوا مبتغين أو استفهاما بإضمار همزة الاستفهام: أي أتبتغون. قاله السجاوندي الدُّنْيا حسن، ومثله: كثيرة فَتَبَيَّنُوا كاف: للابتداء بأن خَبِيراً تامّ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ ليس بوقف، سواء قرئ بالرفع صفة لقوله: القاعدون، أو بالنصب حالا مما قبله أو بالجرّ صفة للمؤمنين وَأَنْفُسِهِمْ الأول حسن. وقال الأخفش تامّ: لأن المعنى لا يستوي القاعدون والمجاهدون، لأن الله قسم المؤمنين قسمين قاعد ومجاهد، وذكر عدم التساوي بينهما دَرَجَةً حسن ومثله: الحسنى أَجْراً عَظِيماً ليس بوقف لأن ما بعده بدل من أجرا، وإن نصب بإضمار فعل حسن الوقف على عظيما وَرَحْمَةً حسن رَحِيماً تامّ فِيمَ كُنْتُمْ جائز، ومثله: في الأرض فِيها كاف: لتناهي الاستفهام بجوابه جَهَنَّمُ حسن مَصِيراً تقدّم ما يغني عن إعادته، وهو رأس آية وما بعده متعلق بما قبله لأن قوله إلا المستضعفين منصوب على الاستثناء من الهاء والميم في مأواهم، وصلح ذلك لأن المعنى فأولئك في جهنم، فحمل الاستثناء على المعنى فهو متصل، وأيضا فإن قوله: لا يستطيعون حيلة جملة في موضع الحال من المستضعفين، والعامل في الحال هو العامل في المستثنى بتقدير إلا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ صالح. وقال أبو عمرو: كاف إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا كاف، وكذا رقبة مؤمنة، في الموضعين، ومن الله حَكِيماً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ عَظِيماً تامّ فَتَبَيَّنُوا صالح الْحَياةِ الدُّنْيا مفهوم، وكذا: كثيرة فَتَبَيَّنُوا كاف خَبِيراً تامّ وَأَنْفُسِهِمْ حسن عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً كاف الْحُسْنى صالح أَجْراً عَظِيماً ليس بوقف، وإن كان رأس آية، لأن ما بعده بدل منه أو تأكيد

المستضعفين غير مستطيعين حيلة، وإن جعل منقطعا، وأن هؤلاء المتوفين إما كفار أو عصاة بالتخلف فلم يندرج فيهم المستضعفون. وهذا أوجه، وحسن الوقف على مصيرا سَبِيلًا جائز عَنْهُمْ حسن. قال أبو عمرو في المقنع: اتفق علماء الرسم على حذف الألف بعد الواو الأصلية في موضع واحد، وهو هنا: عسى الله أن يعفو عنهم لا غير. وأما قوله تعالى: أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي، وقوله: وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ، ولَنْ نَدْعُوَا، فإنهن كتبن بالألف بعد الواو عَفُوًّا غَفُوراً تامّ: للابتداء بالشرط وَسَعَةً كاف، للابتداء بالشرط أيضا، ولا وقف من قوله: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ إلى فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ فلا يوقف على ورسوله ولا على الموت، لأن جواب الشرط لم يأت، وهو فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وهو كاف رَحِيماً تام أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ تامّ لتمام الكلام على قصر صلاة المسافر، وابتدئ إن خفتم على أنهما آيتان والشرط لا مفهوم له، إذ يقتضي أن القصر مشروط بالخوف، وأنها لا تقصر مع الأمن، بل الشرط فيما بعده وهو صلاة الخوف، وإن أمنوا في صلاة الخوف أتموها صلاة أمن: أي إن سفرية فسفرية وإن حضرية فحضرية، وليس الشرط في صلاة القصر. ثم افتتح تعالى صلاة الخوف فقال تعالى: إِنْ خِفْتُمْ على إضمار الواو، أي: وإن خفتم كما تقدّم في مَعَهُ رِبِّيُّونَ ولا ريب لأحد في تمام القصة وافتتاح قصة أخرى، ومن وقف على كفروا وجعلها آية مختصة بالسفر معناه خفتم أم لم تخافوا فلا جناح عليكم أن تقصروا الصلاة في السفر، فقوله: من الصلاة مجمل، إذ يحتمل القصر من عدد الركعات والقصر من هيئات الصلاة، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ له وَرَحْمَةً صالح رَحِيماً تامّ فِيمَ كُنْتُمْ صالح، وكذا: في الأرض ومَأْواهُمْ جَهَنَّمُ مَصِيراً ليس بوقف، وإن كان رأس آية لتعلق ما بعده به. وقال أبو عمرو: كاف سَبِيلًا صالح، وكذا: عنهم غَفُوراً حسن. وقال أبو عمرو:

ويرجع في ذلك إلى ما صح في الحديث، انظر أبا العلاء الهمداني مُبِيناً تامّ أَسْلِحَتَهُمْ حسن، ومثله: من ورائكم، وكذا: أسلحتهم، وهو أحسن لانقطاع النظم مع اتصال المعنى مَيْلَةً واحِدَةً حسن وَخُذُوا حِذْرَكُمْ كاف: للابتداء بإن مُهِيناً تامّ وَعَلى جُنُوبِكُمْ كاف: للابتداء بالشرط، ومثله: فأقيموا الصلاة مَوْقُوتاً تامّ فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ كاف كَما تَأْلَمُونَ حسن: لأن قوله: وترجعون مستأنف غير متعلق بقوله: إن تكونوا وليس بوقف إن جعلت الواو للحال. أي: والحال أنتم ترجون ما لا يَرْجُونَ كاف حَكِيماً تامّ بِما أَراكَ اللَّهُ حسن خَصِيماً كاف، ومثله واستغفر الله للابتداء بإن رَحِيماً تامّ أَنْفُسَهُمْ كاف، ومثله: أثيما، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل يستخفون نعتا لقوله: خوّانا، لأنه لا يفصل بين النعت والمنعوت بالوقف، ومن حيث كونه رأس آية يجوز مِنَ الْقَوْلِ حسن مُحِيطاً تامّ: إن جعل ها أنتم مبتدأ، وهؤلاء خبرا، أو أنتم خبرا مقدّما وهؤلاء مبتدأ مؤخرا، أو أنتم مبتدأ وهؤلاء منادى وجادلتم خبر فِي الْحَياةِ الدُّنْيا كاف: للاستفهام بعده وَكِيلًا تامّ: قال علماء الرسم: كل ما في كتاب الله من ذكر أمن فهو بميم واحدة إلا في أربعة مواضع فبميمين، هنا: أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا، وفي التوبة: أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ، وفي الصافات: أَمْ مَنْ خَلَقْنا، وفي حم السجدة: أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً، وما سوى ذلك فبميم واحدة غَفُوراً رَحِيماً كاف، ومثله: على نفسه حَكِيماً تام بِهِ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ وَسَعَةً صالح. وقال أبو عمرو: كاف عَلَى اللَّهِ كاف رَحِيماً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ الَّذِينَ كَفَرُوا كاف مُبِيناً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ أَسْلِحَتَهُمْ مفهوم، وكذا: من ورائكم حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ حسن، وكذا: ميلة واحدة. وقال أبو عمرو في الأوّل: كاف وَخُذُوا حِذْرَكُمْ كاف، وكذا: مهينا، وعلى جنوبكم، و: فأقيموا الصلاة مَوْقُوتاً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ كاف ما لا يَرْجُونَ صالح حَكِيماً تامّ بِما أَراكَ اللَّهُ حسن. وقال أبو عمرو:

بَرِيئاً ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد مُبِيناً تامّ أَنْ يُضِلُّوكَ حسن، ومثله: من شيء، وما لم تكن تعلم عَظِيماً تامّ بَيْنَ النَّاسِ حسن، عَظِيماً تام نُصْلِهِ جَهَنَّمَ حسن مَصِيراً تامّ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ جائز لِمَنْ يَشاءُ كاف: للابتداء بالشرط بَعِيداً كاف إِلَّا إِناثاً جائز: للابتداء بالنفي مَرِيداً ليس بوقف، لأن ما بعده نعت له لَعَنَهُ اللَّهُ حسن: لأن ما بعده غير معطوف على، لعنه الله نَصِيباً مَفْرُوضاً ليس بوقف لعطف الخمس التي أقسم إبليس عليها، وهي اتخاذ نصيب من عباد الله وإضلالهم وتمنيته لهم إلى قوله: خلق الله، لأن العطف صيرها كالشيء الواحد، قوله فليغيرن خلق الله، أي دين الله، وقيل الخصاء. قالهما ابن عباس. وقال مجاهد: الفطرة يعني أنهم ولدوا على الإسلام فأمرهم الشيطان بتغييره. وعن الحسن: أنه الوشم. وهذه الأقوال ليست متناقضة لأنها ترجع إلى الأفعال. فأما قوله: لا تبديل لخلق الله. وقال هنا فليغيرنّ خلق الله. فإن التبديل هو بطلان عين الشيء فهو هنا مخالف للتغيير. قال محمد بن جرير: أولاها أنه دين الله، وإذا كان ذلك معناه فقد دخل فيه كل ما نهى الله عنه من خصاء ووشم وغير ذلك من المعاصي، لأن الشيطان يدعو إلى جميع المعاصي اه. نكزاوي خَلْقَ اللَّهِ حسن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف خَصِيماً كاف. وقال أبو عمرو: تام وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ صالح رَحِيماً حسن. وقال أبو عمرو: كاف أَنْفُسَهُمْ كاف أَثِيماً حسن مِنَ الْقَوْلِ صالح مُحِيطاً حسن فِي الْحَياةِ الدُّنْيا حسن، وكذا: وكيلا، و: رحيما. وقال أبو عمرو فيهما: كاف عَلى نَفْسِهِ صالح حَكِيماً تامّ مُبِيناً حسن، وقال أبو عمرو: فيهما كاف أَنْ يُضِلُّوكَ حسن مِنْ شَيْءٍ كاف ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ صالح عَظِيماً تامّ بَيْنَ النَّاسِ حسن. وكذا أجرا عظيما. وقال أبو عمرو: في الأول كاف وفي الثاني تامّ نُصْلِهِ جَهَنَّمَ كاف مَصِيراً تامّ لِمَنْ يَشاءُ حسن، وكذا: بعيدا ولَعَنَهُ اللَّهُ و: خلق الله. وقال أبو عمرو في الثاني

مُبِيناً كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من الضمير المستتر في: خسر، والعامل في الحال خسر، لأنه لا يجوز الفصل بين الحال والعامل فيها والاستئناف في ذلك أظهر. قاله النكزاوي وَيُمَنِّيهِمْ حسن إِلَّا غُرُوراً كاف، ومثله: محيطا أَبَداً ليس بوقف، لأن وعد منصوب بما قبله فهو مصدر مؤكد لنفسه، وحقّا مصدر مؤكد لغيره فوعد مؤكد لقوله: سَنُدْخِلُهُمْ، وحقّا مؤكد لقوله: وعد الله، وقيل تمييز حَقًّا حسن قِيلًا تامّ: إن جعل ليس بأمانيكم مخاطبة للمسلمين مقطوعا عما قبله مستأنفا، وإن جعل مخاطبة للكفار الذين تقدّم ذكرهم كان الوقف حسنا، وبكلا القولين قال أهل التفسير، فمن قال إنه مخاطبة للمسلمين مسروق، قال احتج المسلمون وأهل الكتاب. فقال المسلمون نحن أهدى منكم. فقال تعالى: لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ ومن قال إنه مخاطبة للكفار وأنه متصل بما قبله مجاهد. قال مشركو العرب لن نعذب ولن نبعث. وقال أهل الكتاب: نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ، ولَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً وديننا قبل دينكم ونبينا قبل نبيكم، واختار هذا القول محمد بن جرير ليكون الكلام متصلا بعضه ببعض، ولا يقطع ما بعده عما قبله إلا بحجة قاطعة. قاله النكزاوي أَهْلِ الْكِتابِ كاف. وقال ابن الأنباري تامّ: لأنه آخر القصة على قول من جعل قوله: من يعمل سوءا يجز به عاما للمسلمين وأهل الكتاب، ومن جعله خاصا للمشركين جعل الوقف على ما قبله كافيا، فمن قال إنه عام لجميع الناس، وإن كلّ من عمل سيئة جوزي بها أبيّ بن كعب وعائشة، فمجازاة الكافر النار، ومجازاة المؤمن نكبات الدنيا، ومن قاله إنه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ منهما: تامّ، وفي البقية كاف مُبِيناً كاف وَيُمَنِّيهِمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف إِلَّا غُرُوراً كاف مَحِيصاً تامّ حَقًّا حسن، وكذا: قبلا، وأهل

خاص بالكفار ابن عباس والحسن البصري، واختار الأول ابن جرير. وقال إن التخصيص لا يكون إلا بتوقيف وقد جاء عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما يدل على أنه عام نَصِيراً تامّ للابتداء بالشرط وَهُوَ مُؤْمِنٌ ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد نَقِيراً تامّ وَهُوَ مُحْسِنٌ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله حَنِيفاً حسن: وقال أبو عمرو: تامّ خَلِيلًا تامّ وَما فِي الْأَرْضِ حسن مُحِيطاً تامّ فِي النِّساءِ جائز قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ جائز عند بعضهم، وقيل ليس بوقف لأن قوله: وما يتلى معطوف على اسم الله، ويبنى الوقف والوصل على إعراب «ما» من قوله: وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ، فمحلها يحتمل الرفع والنصب والجرّ، فالرفع عطف على لفظ الله، أو عطف على الضمير المستكنّ في يفتيكم، أو على الابتداء والخبر محذوف: أي ما يتلى عليكم في يتامى النساء يبين لكم أحكامهنّ، والنصب على تقدير ويبين الله لكم ما يتلى عليكم، والجرّ على أن الواو للقسم، أو عطف على الضمير المجرور في فيهنّ. قاله محمد بن أبي موسى. قال أفتاهم الله فيما سألوا عنه وفيما لم يسألوا عنه، إلا أن هذا ضعيف، لأنه عطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار، وهو رأي الكوفيين، ولا يجيزه البصريون إلا في الشعر، فمن رفع «ما» على الابتداء كان الوقف على فيهنّ كافيا، وليس بوقف لمن نصبها أو جرّها، والوقف على: ما كتب لهنّ، وأن تنكحوهنّ، والولدان لا يسوغ، لأن العطف صيرهنّ كالشيء الواحد بِالْقِسْطِ حسن. وقال أحمد بن موسى: تام عَلِيماً تامّ صُلْحاً ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الكتاب. وقال أبو عمرو في الأخير: كاف عند ابن الأنباري، وهو عندي تامّ: لأنه تمام القصة نَصِيراً تامّ، وكذا: نقيرا حَنِيفاً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ خَلِيلًا تامّ وَما فِي الْأَرْضِ صالح مُحِيطاً حسن، فِي النِّساءِ مفهوم قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ جائز: عند بعضهم بِالْقِسْطِ حسن بِهِ عَلِيماً تامّ صُلْحاً

حسن وَالصُّلْحُ خَيْرٌ أحسن منه الْأَنْفُسُ الشُّحَّ كاف: للابتداء بالشرط خَبِيراً تامّ وَلَوْ حَرَصْتُمْ كاف: عند أبي حاتم، وتامّ عند نافع كَالْمُعَلَّقَةِ كاف، ومثله: رحيما، للابتداء بالشرط كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ كاف حَكِيماً تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف: أي ولله ما حوته السموات والأرض فارغبوا إليه في التعويض ممن فارقتموه فإنه يسد الفاقة، ويلمّ الشعث، ويغني كلا من سعته، يغني الزوج بأن يتزوّج غير من طلق، أو برزق واسع، وكذا المرأة، فعلى هذا تمّ الكلام على قوله: من قبلكم وَإِيَّاكُمْ تامّ عند نافع، وخالفه أهل العربية في ذلك. قال الأخفش: لا يتم الكلام إلا بقوله: وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ للابتداء بالشرط، وليس ما بعده داخلا في معمول الوصية، فهي جملة مستأنفة. وقيل معطوفة على: اتَّقُوا اللَّهَ، وضعف لأن تقدير القول ينفي كون الجملة الشرطية مندرجة سواء جعلت أن مفسرة أو مصدرية وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أي: ليس به حاجة إلى أحد، ولا فاقة تضطره إليكم، وكفركم يرجع عليكم عقابه وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ كاف حَمِيداً تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف: إذا فهمت هذا علمت ما أسقطه شيخ الإسلام، وهو ثلاثة وقوف: وهو وما في الأرض مرّتين، وحميدا. والحكمة في تكرير وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أن ذلك لاختلاف معنى الخبرين عما في السموات والأرض، فإن لله تعالى ملائكة وهم أطوع له تعالى منكم، ففي ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مفهوم وَالصُّلْحُ خَيْرٌ حسن الشُّحَّ كاف خَبِيراً حسن وَلَوْ حَرَصْتُمْ كاف، وكذا: كالمعلقة رَحِيماً حسن مِنْ سَعَتِهِ كاف حَكِيماً تام وَما فِي الْأَرْضِ كاف وَكِيلًا حسن. وقال أبو عمرو: تامّ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ كاف قَدِيراً تامّ وَالْآخِرَةِ كاف بَصِيراً تامّ: وقال أبو عمرو: كاف وَالْأَقْرَبِينَ كاف أَوْلى بِهِما صالح أَنْ تَعْدِلُوا حسن. وقال أبو عمرو فيهما: كاف

كل واحدة فائدة. وقال ابن جرير: كررت تأكيدا وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا تامّ: للابتداء بالشرط وَيَأْتِ بِآخَرِينَ كاف: لانتهاء الشرط بجوابه، لكن أجمع العادّون على ترك عدّ هذا، ومثله: ولا الملائكة المقرّبون حيث لم يتشاكل طرفاهما قَدِيراً تامّ وَالْآخِرَةِ كاف بَصِيراً تامّ لِلَّهِ ليس بوقف، لأن وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ مبالغة فيما قبله وَالْأَقْرَبِينَ كاف، للابتداء بالشرط أَوْلى بِهِما جائز أَنْ تَعْدِلُوا كاف خَبِيراً تامّ أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ كاف بَعِيداً تامّ: ولا وقف من قوله: إن الذين آمنوا إلى سبيلا، فلا يوقف على: ثم ازدادوا كفرا، لأن خبر إن لم يأت بعد سَبِيلًا تامّ: لانتهاء خبر إنّ أَلِيماً كاف: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ أو جعل خبر مبتدإ محذوف أو نصب على الذمّ، كأنه قال: أذمّ الذين، وليس بوقف إن جعل صفة للمنافقين، أو بدلا منهم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ كاف: على القول الثاني: أعني إن الذين نعت أو بدل، وليس بوقف إن جعل الذين مبتدأ والخبر يبتغون للفصل بين المبتدإ والخبر عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ جائز عند نافع جَمِيعاً كاف فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ جائز مِثْلُهُمْ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ جَمِيعاً كاف: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ أو خبر مبتدإ محذوف، أو مبتدأ حذف خبره، أو نصب بتقدير أعني، وليس بوقف إن جرّ نعتا للمنافقين على اللفظ، أو تابع لهم على المحل، لأن اسم الفاعل إذا أضيف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ خَبِيراً تامّ، وكذا: الذي أنزل من قبل، و: بعيدا سَبِيلًا كاف. وقال أبو عمرو: تام عَذاباً أَلِيماً حسن: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره: أيبتغون عندهم العزة، وجائز إن جعل ذلك نعتا للمنافقين. ووجه الجواز أنه رأس آية مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ كاف: على القول الثاني، وليس بوقف على القول الأوّل للفصل بين المبتدإ والخبر لِلَّهِ جَمِيعاً حسن. وقال أبو عمرو: كاف إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ حسن. وقال أبو عمرو:

إلى معموله جاز أن يتبع معموله لفظا وموضعا، تقول: هذا ضارب هند العاقلة بجرّ العاقلة ونصبها، لكن إن رفع الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ على الابتداء، و: فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ الخبر لا يوقف على بكم، ولا معكم، ولا على المؤمنين، لأنه لا يفصل بين المبتدإ والخبر بالوقف، وإن نصب أو جرّ ساغ الوقف على الثلاث. فيسوغ على بِكُمْ للابتداء بالشرط، وعلى أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ لانتهاء الشرط بجوابه، وللابتداء بشرط آخر وَإِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت وهو قالوا وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ حسن: إن جعل الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ نعتا أو بدلا يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن إن جعل ما بعده عاما للكافرين، أي: ليس لهم حجة في الدنيا ولا في الآخرة، وليس بوقف إن جعل ذلك لهم في الآخرة فقط سَبِيلًا تامّ وَهُوَ خادِعُهُمْ حسن كُسالى كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال، والعامل فيها قاموا إِلَّا قَلِيلًا كاف: إن نصب ما بعده بإضمار فعل على الذم، وليس بوقف إن نصب على الحال من فاعل يراءون، أو من فاعل ولا يذكرون. قال أبو زيد: مذبذبين بين الكفر والإسلام. روى في الحديث عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين غنمين» أي: المتردّدة إلى هذه مرة وإلى هذه مرة لا تدري أيهما تتبع، «إذا جاءت إلى هذه نطحتها، وإذا جاءت إلى هذه نطحتها، فلا تتبع هذه ولا هذه» وَلا إِلى هؤُلاءِ الثانية: كاف سَبِيلًا تامّ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ حسن مُبِيناً تامّ مِنَ النَّارِ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ جَمِيعاً كاف: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وليس بوقف إن جعل ذلك نعتا للمنافقين وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ حسن، على القول الثاني يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن سَبِيلًا تامّ وَهُوَ خادِعُهُمْ صالح وَلا إِلى هؤُلاءِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا تامّ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ كاف مُبِيناً تامّ مِنَ النَّارِ

حسن: للابتداء بالنفي نَصِيراً ليس بوقف، إذ لا يبتدأ بحرف الاستثناء، وتقدّم التفصيل فيه في قوله: إلا أن تتقوا منهم تقاة مَعَ الْمُؤْمِنِينَ كاف: للابتداء بسوف، واتفق علماء الرسم على حذف الياء من يؤت اتباعا للمصحف العثماني وحذفت في اللفظ لالتقاء الساكنين، وبني الخط على ظاهر التلفظ به في الإدراج وسوّغ لهم ذلك استغناؤهم عنها، لانكسار ما قبلها، والعربية توجب إثباتها، إذ الفعل مرفوع وعلامة الرفع فيه مقدّرة لثقلها، فكان حقها أن تثبت لفظا وخطا، إلا أنها حذفت لسقوطها في الدرج، وكذا مثلها في يقض الحق في الأنعام ونُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ في يونس ولَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا في الحج وبِهادِ الْعُمْيِ في الروم، وفي الصافات إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ، وفي ق: يُنادِ الْمُنادِ، وفي القمر: فَما تُغْنِ النُّذُرُ. كل هذه كتبت بغير ياء والوقف عليها كما كتبت ويعقوب أثبتها حال الوقف، ولا يمكن إثباتها حال الوصل لمجيء الساكنين بعدها أَجْراً عَظِيماً تامّ وَآمَنْتُمْ حسن شاكِراً عَلِيماً تامّ: إن قرئ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ بالبناء للمفعول، وبها قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وحمزة وأبو عمرو والكسائي وابن كثير وابن عامر، لأن موضع من صب على الاستثناء، والاستثناء منقطع، فعلى قراءة هؤلاء يتم الوقف على: عليما ومِنَ الْقَوْلِ ليس بوقف إن جعلت من فاعلا بالجهر كأنه قال: لا يحب الله أن يجهر بالسوء من القول إلا المظلوم، فلا يكده جهده به. والمصدر إذا دخلت عليه أل، أو أضيف عمل عمل الفعل،، كذلك إذا نوّن نحو قوله: أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما، وقرأ الضحاك وزيد بن أسلم إِلَّا مَنْ ظُلِمَ بفتح الظاء واللام، فعلى هذه القراءة يصح في إلا الاتصال والانقطاع، ويكون من التقديم والتأخير وكأنه قال: ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم إلا من ظلم، فعلى ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جائز نَصِيراً ليس بوقف، إذ لا يبتدأ بحرف الاستثناء مَعَ الْمُؤْمِنِينَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف عَظِيماً تامّ وَآمَنْتُمْ صالح شاكِراً عَلِيماً تامّ: إن قرئ إِلَّا

هذا لا يوقف على عليما إِلَّا مَنْ ظُلِمَ كاف عَلِيماً حسن: لأن ما بعده متصل به من جهة المعنى قَدِيراً تامّ: ولا وقف من قوله: إن الذين يكفرون إلى حقا، فلا يوقف على: ورسله، ولا على: ببعض، ولا على: سبيلا، لأن خبر إن لم يأت وهو أولئك حَقًّا كاف مُهِيناً تامّ أُجُورَهُمْ كاف رَحِيماً تامّ مِنَ السَّماءِ حسن مِنْ ذلِكَ ليس بوقف لمكان الفاء أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً جائز، ومثله: بظلمهم وثم لترتيب الأخبار، لا لترتيب الفعل فَعَفَوْنا عَنْ ذلِكَ حسن مُبِيناً كاف فِي السَّبْتِ جائز غَلِيظاً كاف. وقيل: تام: على أن الباء تتعلق بمحذوف تقديره: فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم. قاله الأخفش وقتادة. وقال الكسائي: هو متعلق بما قبله، وقول قتادة ومن تابعه أولاها بالصواب. قاله النكزاوي غُلْفٌ جائز قَلِيلًا كاف، ومثله: عظيما، والوقف على ابْنَ مَرْيَمَ وقف بيان، ويبتدئ رسول الله على أنه منصوب بإضمار أعني، لأنهم لم يقرّوا بأن عيسى ابن مريم رسول الله، فلو وصلنا عيسى ابن مريم بقوله: رسول الله لذهب فهم السامع إلى أنه من تتمة كلام اليهود الذين حكى الله عنهم، وليس الأمر كذلك، وهذا التعليل يرقيه إلى التمام، لأنه أدلّ على المراد، وهو من باب صرف الكلام لما يصلح له، ووصله بما بعده أولى، فإن رسول الله عطف بيان أو بدل أو صفة لعيسى كما أن عيسى بدل من المسيح. وأيضا فإن قولهم رسول الله هو على سبيل الاستهزاء منهم به كقول فرعون إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ وهذا غاية في بيان هذا الوقف لمن تدبر، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مَنْ ظُلِمَ بالبناء للمفعول، وإلا فلا لتعلقه بقوله: ما يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ، إِلَّا مَنْ ظُلِمَ كاف سَمِيعاً عَلِيماً تامّ، وكذا: قديرا حَقًّا كاف مُهِيناً تامّ أُجُورَهُمْ كاف رَحِيماً تامّ مِنَ السَّماءِ صالح بِظُلْمِهِمْ جائز: عند بعضهم فَعَفَوْنا عَنْ ذلِكَ جائز مُبِيناً صالح غَلِيظاً كاف غُلْفٌ جائز

ولله الحمد وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ حسن ووقف نافع على لَفِي شَكٍّ مِنْهُ أي: وما قتلوا الذي شبه لهم يقينا أنه عيسى، بل قتلوه على شك، ومنهم من وقف على ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وجعل الاستثناء منقطعا ووقف على قتلوه وجعل الضمير لعيسى وابتدأ يقينا وجعل يقينا متعلقا بما بعده: أي يقينا لم يقتلوه، فيقينا نعت لمصدر محذوف، وهو تقرير لنفي القتل، وليس قتلوه بوقف إن نصب يقينا برفعه لما فيه أن ما بعد بل يعمل فيما قبلها، وذلك ضعيف. وقيل الضمير في قتلوه يعود على العلم: أي ما قتلوا العلم يقينا على حدّ قولهم: قتلت العلم يقينا والرأي يقينا، بل كان قتلهم عن ظنّ وتخمين. وقيل يعود على الظنّ فكأنه قيل: وما صحّ ظنهم وما تحققوه يقينا فهو كالتهكم بهم، والذي نعتقده أن المشبه هو الملك الذي كان في زمان عيسى لما رفعه الله إليه وفقدوه أخرج لهم شخصا وقال لهم هذا عيسى فقتله وصلبه، ولا يجوز أن يعتقد أن الله ألقى شبه عيسى على واحد منهم كما قال وهب بن منبه لما هموا بقتل عيسى وكان معه في البيت عشرة قال أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل ويدخل الجنة. فكل واحد منهم بادر فألقى شبهه على العشرة ورفع عيسى، فلما جاء الذين قصدوا القتل وشبه عليهم فقالوا ليخرج عيسى وإلا قتلناكم كلكم، فخرج واحد منهم فقتل وصلب. وقيل إن اليهود لما هموا بقتله دخل عيسى بيتا، فأمر الله جبريل أن يرفعه من طاق فيه إلى السماء، فأمر ملك اليهود رجلا بإخراجه، فدخل عليه البيت فلم يجده، فألقى الله شبه عيسى على ذلك الرجل، فلما خرج ظنوا أنه عيسى فقتلوه وصلبوه ثم قالوا: إن كان هذا عيسى فأين صاحبنا، وإن كان صاحبنا فأين عيسى؟ واختلفوا، فأنزل الله تعالى قوله: وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وهذا وأمثاله ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا صالح، وكذا: بُهْتاناً عَظِيماً، ورَسُولَ اللَّهِ، وشُبِّهَ لَهُمْ. وقال أبو عمرو في الأخيرين: كاف لَفِي شَكٍّ مِنْهُ جائز إِلَّا اتِّباعَ

من السفسطة وتناسخ الأرواح الذي لا تقول به أهل السنة وَما قَتَلُوهُ تامّ إن جعل يقينا متعلقا بما بعده كما تقدّم، أي: بل رفعه الله إليه يقينا، وإلا فليس بوقف بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ كاف، ومثله: حكيما قَبْلَ مَوْتِهِ جائز: لأن قوله: وَيَوْمَ الْقِيامَةِ ظرف كونه شهيدا، لا ظرف إيمانهم، فالواو للاستئناف، والضمير في به وفي موته لعيسى. وقيل إنه في به لعيسى، وفي موته للكتابي. قالوا: وليس بموت يهودي حتى يؤمن بعيسى ويعلم أنه نبيّ، ولكن ذلك عند المعاينة والغرغرة، فهو إيمان لا ينفعه شَهِيداً كاف: ولا وقف من قوله: فَبِظُلْمٍ إلى قوله بالباطل فلا يوقف على أُحِلَّتْ لَهُمْ لاتساق ما بعده على ما قبله، ولا على: كَثِيراً، ولا على: نهوا عنه بِالْباطِلِ حسن أَلِيماً تامّ. وقال بعضهم: ليس بعد قوله: فَبِما نَقْضِهِمْ وقف تام إلى أليما على تفصيل في لكن إذا كان بعدها جملة صلح الابتداء بها كما هنا، وإذا تلاها مفرد فلا يصلح الابتداء بها مِنْ قَبْلِكَ حسن إن نصب ما بعده على المدح أي أمدح المقيمين، وإنما قطعت هذه الصفة عن بقية الصفات لبيان فضل الصلاة على غيرها، وهو قول سيبويه والمحققين، وليس بوقف إن عطف على بما أنزل إليك، أي: يؤمنون بالكتاب وبالمقيمين، أو عطف على ما من قوله: وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ فإنها في موضع جرّ أو عطف على الضمير في منهم وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ حسن: على استئناف ما بعده بالابتداء والخبر فيما بعده، أو جعل خبر مبتدإ محذوف، أي: هم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الظَّنِّ حسن. وقال أبو عمرو: كاف وَما قَتَلُوهُ تامّ: إن جعل يقينا متعلقا بما بعده: أي يقينا لم يقتلوه، بل رفعه الله إليه، وإلا فليس بوقف يَقِيناً كاف، إن جعل متعلقا بما قبله، وإلا فليس بوقف بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ صالح حَكِيماً حسن شَهِيداً صالح. وقال أبو عمرو: في الثلاثة كاف بِالْباطِلِ كاف أَلِيماً تامّ. وقال أبو عمرو: كاف وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ حسن إن جعل ما بعده منصوبا على

المؤتمون، وليس بوقف إن عطف على الرَّاسِخُونَ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ كاف: إن جعل أولئك مبتدأ وخبرا، وليس بوقف إن جعل خبر الراسخون أَجْراً عَظِيماً تامّ مِنْ بَعْدِهِ كاف: وتامّ عند نافع وَسُلَيْمانَ حسن، ومثله زَبُوراً إن نصب رسلا بإضمار فعل يفسره ما بعده: أي قد قصصنا رسلا عليك، أي: قصصنا أخبارهم، فهو على حذف مضاف، فهو من باب الاشتغال، وجملة قد قصصناهم مفسرة لذلك الفعل المحذوف، وليس بوقف إن عطف على معنى ما قبله، لأن معناه إنا أوحينا إليك وبعثنا رسلا، وقرأ الجمهور زبورا بفتح الزاي جمع جمع؛ لأنك تجمع زبورا زبرا، ثم تجمع زبرا زبورا وقرأ حمزة بضم الزاي جمع زبر، وهو الكتاب يعني أنه في الأصل مصدر على فعل جمع على فعول نحو فلس وفلوس فهو مصدر واقع موقع المفعول به. وقيل على قراءة العامة جمع زبور على حذف الزوائد: يعني حذفت الواو منه فصار زبرا كما قالوا: ضرب الأمير ونسج اليمن. قاله أبو علي الفارسي عَلَيْكَ حسن، ومثله، تكليما إن نصب رسلا على المدح، وليس بوقف إن نصب ذلك على الحال من مفعول أوحينا، أو بدلا من رسلا قبله، لأنه تابع لهم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز بَعْدَ الرُّسُلِ كاف حَكِيماً تامّ: لأن لكن إذا كان بعدها ما يصلح جملة صلح الابتداء بما بعدها، كذا قيل بِعِلْمِهِ صالح، لأن ما بعده يصلح أن يكون مبتدأ وحالا مع اتحاد المقصود يَشْهَدُونَ حسن شَهِيداً تامّ بَعِيداً كاف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ المدح، وإن جعل معطوفا على ما أنزل، أو على الضمير في منهم. فلا يحسن الوقف عليه وَالْيَوْمِ الْآخِرِ حسن: إن جعل ما بعده مبتدأ وخبرا، وليس بوقف إن جعل ذلك خبرا لقوله الرَّاسِخُونَ، أَجْراً عَظِيماً تامّ مِنْ بَعْدِهِ كاف، وكذا: سليمان زَبُوراً صالح، وكذا: لم نقصصهم عليك تَكْلِيماً حسن: إن نصب رُسُلًا على المدح، وصالح إن نصب ذلك على الحال من مفعول أوحينا، لأنه رأس

طَرِيقاً ليس بوقف إن أريد بالطريق الأولى العموم وكان استثناء متصلا، وإن أريد بها شيئا خاصا، وهو العمل الصالح كان منقطعا أَبَداً كاف يَسِيراً تامّ: للابتداء بعد بالنداء خَيْراً لَكُمْ حسن وَالْأَرْضِ كاف حَكِيماً تامّ إِلَّا الْحَقَّ كاف رَسُولُ اللَّهِ حسن وَكَلِمَتُهُ أحسن مما قبله إن عطف وَرُوحٌ مِنْهُ على الضمير المرفوع في ألقاها، وليس بوقف إن جعل ألقاها نعتا لقوله: وكلمته، وهي معرفة، والجملة في تأويل النكرة، وفي موضع الحال من الهاء المجرورة، والعامل فيها معنى الإضافة: أي وكلمة الله ملقيا إياها. وقيل ألقاها لا يصلح نعتا لكلمة لما ذكر، ولا حالا لعدم العامل فكان استئنافا مع أن الكلام متحد. ومن غريب ما يحكى أن بعض النصارى ناظر عليّ بن الحسين بن واقد المروزي. وقال: في كتاب الله ما يشهد أن عيسى جزء من الله، وتلا وَرُوحٌ مِنْهُ فعارضه ابن واقد بقوله: وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ وقال: يلزم أن تكون تلك الأشياء جزءا من الله تعالى، وهو محال بالاتفاق، فانقطع النصراني وأسلم. وروي عن أبيّ بن كعب أنه قال: لما خلق الله أرواح بني آدم أخذ عليهم الميثاق، ثم ردّها إلى صلب آدم، وأمسك عنده روح عيسى، فلما أراد خلقه أرسل ذلك الروح إلى مريم، فكان منه عيسى، فلهذا قال وَرُوحٌ مِنْهُ ومعنى كون عيسى روح الله أن جبريل نفخ في درع مريم بأمر الله، وإنما سمى النفخ روحا لأنه ريح يخرج عن الروح. قاله بعض المفسرين، أو أنه ذو روح، وأضيف إلى الله تشريفا وَرُوحٌ مِنْهُ تام، لأنه آخر القصة فَآمِنُوا بِاللَّهِ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ آية بَعْدَ الرُّسُلِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف حَكِيماً صالح، وكذا: يشهدون. وقال أبو عمرو في حكيما: كاف شَهِيداً تامّ، وكذا: بعيدا، وكذا: أبدا يَسِيراً تامّ خَيْراً لَكُمْ حسن وَالْأَرْضِ كاف حَكِيماً تام إِلَّا الْحَقَّ كاف رَسُولُ اللَّهِ صالح وَرُوحٌ مِنْهُ كاف. وقال أبو عمرو: تام لأنه آخر القصة.

وَرُسُلِهِ جائز، ومثله: ثلاثة، أي: هم ثلاثة، فالنصارى زعموا أن الأب إله، والابن إله، والروح إله، والكل إله واحد، وهذا معلوم البطلان ببديهة العقل أن الثلاثة لا تكون واحدا، وأن الواحد لا يكون ثلاثة خَيْراً لَكُمْ حسن. وقيل: كاف. وقيل: تامّ إِلهٌ واحِدٌ حسن، ووقع نافع على سُبْحانَهُ وخولف في ذلك، لأن أن متعلقة بما قبلها وَلَدٌ تامّ، ولا يجوز وصله بما بعده لأنه لو وصله لصار صفة له، فكان المنفيّ ولدا موصوفا بأنه يملك السموات والأرض، والمراد نفي الولد مطلقا وَما فِي الْأَرْضِ كاف وَكِيلًا تامّ الْمُقَرَّبُونَ كاف للشرط بعده جَمِيعاً تامّ مِنْ فَضْلِهِ كاف عَذاباً أَلِيماً ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله وَلا نَصِيراً تامّ، وكذا: مبينا ولا وقف من قوله: فأما الذين إلى مستقيما فلا يوقف على وَاعْتَصَمُوا بِهِ ولا على وَفَضْلٍ لاتساق ما بعدهما على ما قبلهما مُسْتَقِيماً تام فِي الْكَلالَةِ كاف على استئناف ما بعده، لأن في الكلالة متعلق بيفتيكم وهو من إعمال الثاني، لأن في الكلالة يطلبها يستفتونك ويفتيكم فأعمل الثاني، ورسم الهمداني يستفتونك بالحسن تبعا لبعضهم تقليدا ولم يدعمه بنقل يبين حسنه، ومقتضى قواعد هذا الفنّ أنه لا يجوز، لأن جهتي الإعمال مثبتة إحداهما بالأخرى، فلو قلت ضربني زيد وسكتّ. ثم قلت: وضربت زيدا لم يجز، ونظيره في شدّة التعلق قوله تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا*، آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً فقطرا منصوب بأفرغ على إعمال الثاني إذ تنازعه آتوني وأفرغ وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وقيل: كاف وَرُسُلِهِ جائز وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ مفهوم خَيْراً لَكُمْ صالح، وكذا: إله واحد أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف وَكِيلًا تامّ الْمُقَرَّبُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف جَمِيعاً كاف، وكذا: من فضله وَلا نَصِيراً تامّ مُبِيناً كاف مُسْتَقِيماً تامّ فِي الْكَلالَةِ كاف، وكذا: نصف

لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ فيستغفر مجزوم على جواب الأمر، ورسول الله يطلبه عاملان: أحدهما يستغفر، والآخر تعالوا فأعمل الثاني عند البصريين، ولذلك رفعه. ولو أعمل الأول لكان التركيب تعالوا يستغفر لكم إلى رسول الله اه. أبو حيان بزيادة للإيضاح. وهذا غاية في بيان ترك هذا الوقف ولله الحمد نِصْفُ ما تَرَكَ كاف: لأن ما بعده مبتدأ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ حسن مِمَّا تَرَكَ كاف، للابتداء بالشرط بحكم جامع للصنفين الْأُنْثَيَيْنِ حسن أَنْ تَضِلُّوا كاف، ووقف يعقوب على قوله: يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ، وخولف في ذلك لأن أن متعلقة بما قبلها على قول الجماعة، وحمله البصريون على حذف مضاف، أي يبين الله لكم كراهة أن تضلوا، وحمله الكوفيون على حذف «لا» بعد أن، أي: لئلا تضلوا ونظيرها إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا أي: لئلا تزولا، فحذفوا لا بعد أن وحذفها شائع ذائع، قال الشاعر: [الوافر] رأينا ما رأى البصراء منها ... فآلينا عليها أن تباعا أي: أن لا تباعا، وقيل مفعول البيان محذوف، أي: يبين الله لكم الضلالة لتجتنبوها، لأنه إذا بين الشرّ اجتنب، وإذا بين الخير ارتكب، فالوقف على هذه الأقوال كلها على قوله: أَنْ تَضِلُّوا، وعلى آخر السورة تام، ورسموا: إن امرؤا بواو وألف، ومثله: الرِّبَوا* حيث وقع كما مرّ التنبيه عليه. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ما ترك إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ حسن. وقال أبو عمرو: كاف حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف أَنْ تَضِلُّوا كاف، آخر السورة: تام.

سورة المائدة

سورة المائدة مدنية (¬1) إلا بعض آية منها، نزلت عشية عرفة يوم الجمعة، وهو قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ إلى دِيناً وهي مائة وعشرون آية في المكي، واثنتان وعشرون في المدني والشامي، وعشرون وثلاث آيات في البصري، وكلمها ألف وثمانمائة وأربع كلمات، وحروفها أحد عشر ألفا وسبعمائة وثلاثة وثلاثون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودا بإجماع خمسة مواضع: اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً جَبَّارِينَ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ من الذين استحق عليهم الأوّلين على قراءة من قرأ بالجمع بِالْعُقُودِ تام، للاستئناف بعده إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ ليس بوقف لأن غير منصوب على الحال من الواو في أوفوا أو من الكاف في أحلت لكم وَأَنْتُمْ حُرُمٌ كاف، وقال نافع تامّ ما يُرِيدُ تامّ وَرِضْواناً حسن، ومثله: فَاصْطادُوا ورسموا غير محلي الصيد، وغير معجزي الله في الموضعين، والمقيمي الصلاة بياء، وكان الأصل محلين الصيد وغير معجزين الله، والمقيمين الصلاة. فسقطت النون للإضافة، وسقطت الياء لسكونها وسكون اللام، ولا وقف من قوله: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ ـــــــــــــــــــــــــ سورة المائدة مدنية أَوْفُوا بِالْعُقُودِ تامّ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ كاف ما يُرِيدُ تامّ وَرِضْواناً مفهوم فَاصْطادُوا حسن، وكذا: أَنْ تَعْتَدُوا. وقال أبو عمرو في الأربعة: كاف ¬

_ (¬1) سورة المائدة مائة وعشرون وثلاث في البصري، واثنان في العلوي، وعشرون في الكوفي والخلاف في ثلاث آيات: أَوْفُوا بِالْعُقُودِ (1)، ويَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ (15) غير كوفي، فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ (23): بصري. انظر: «التلخيص» (249).

إلى أَنْ تَعْتَدُوا فلا يوقف على المسجد الحرام، والوقف على تَعْتَدُوا والتَّقْوى والْعُدْوانِ واتَّقُوا اللَّهَ كلها حسان. وقال أبو عمرو في الأربعة: كاف الْعِقابِ تامّ: ولا وقف من قوله: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ إلى (الأزلام)، فلا يوقف على به، ولا على أكل السبع، ولا على ما ذكيتم، ولا على النصب لاتساق بعضها على بعض بِالْأَزْلامِ حسن فِسْقٌ أحسن منه. وقال أحمد بن موسى ومحمد بن عيسى تامّ. وقال الفراء: ذلكم فسق انقطع الكلام عنده، حكى أنه قيل للكندي: أيها الحكيم اعمل لنا مثل هذا القرآن. فقال: نعم أعمل لكم مثل بعضه، فاحتجب أياما. ثم خرج فقال والله لا يقدر أحد على ذلك، إني افتتحت المصحف فخرجت سورة المائدة. فإذا هو نطق بالوفاء، ونهى عن النكث وحلل تحليلا عاما. ثم استثنى بعد استثناء. ثم أخبر عن قدرته وحكمته في سطرين مِنْ دِينِكُمْ جائز، وكذا: واخشون. وقال أبو عمرو: في الأول: تام، وفي الثاني كاف دِيناً حسن: لِإِثْمٍ ليس بوقف لاتصال الجزاء بالشرط رَحِيمٌ تامّ أُحِلَّ لَهُمْ حسن: فصلا بين السؤال والجواب، وقيل لا يوقف عليه حتى يؤتى بالجواب الطَّيِّباتُ ليس بوقف للعطف. فإن التقدير: وصيد ما علمتم بحذف المضاف. قاله السجاوندي مُكَلِّبِينَ كاف: على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل في موضع الحال من الضمير في مكلبين ومكلبين حال من الضمير في علمتم فلا يوقف على ذلك كله، وفي الحديث: «إذا أرسلت كلبك فأمسك فكل وإن أكل فلا تأكل. وإذا لم ترسله فأخذ وقتل فلا يكون حلالا إلا أن تدركه حيّا فتذبحه فحلال» مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ حسن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَالْعُدْوانِ كاف. وكذا: واتقوا الله الْعِقابِ تام بِالْأَزْلامِ صالح ذلِكُمْ فِسْقٌ حسن، وكذا: واخشون. وقال أبو عمرو في الأوّل: تام، وفي الثاني كاف دِيناً كاف رَحِيمٌ تامّ ماذا أُحِلَّ لَهُمْ صالح، وكذا: مكلبين ومِمَّا

اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ كاف وَاتَّقُوا اللَّهَ أكفى منه الْحِسابِ تامّ الطَّيِّباتُ كاف: لأن ما بعده مبتدأ خبره حلّ لكم، ومثله: وطعامكم حلّ لهم، إن جعل والمحصنات مستأنفا، وليس بوقف إن عطف على الطيبات ولا يوقف على شيء بعده إلى أخدان، والوقف على أخدان، تامّ: عند أحمد بن موسى للابتداء بعد بالشرط، وقيل المراد بالإيمان المؤمن به وهو الله تعالى وصفاته وما يجب الإيمان به فهو مصدر واقع موقع المفعول كضرب الأميد ونسج اليمن وقيل ثم محذوف: أي بموجب الإيمان وهو الله سبحانه وتعالى فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ جائز مِنَ الْخاسِرِينَ تامّ: للابتداء بيا النداء بِرُؤُسِكُمْ جائز: لمن قرأ وأرجلكم بالنصب عطفا على فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إيذانا بأن فرض الرجلين الغسل لا المسح، وهو الثابت عن رسول الله في الأحاديث المتواترة إِلَى الْكَعْبَيْنِ حسن: لابتداء شرط في ابتداء حكم فَاطَّهَّرُوا كاف، ولا وقف من قوله: وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى إلى وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ، فلا يوقف على سفر، ولا على الغائط، ولا على طيبا لاتساق الكلام بعضه ببعض وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ تامّ: عند نافع والأخفش للابتداء بالنفي مِنْ حَرَجٍ ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده تَشْكُرُونَ حسن: واثقكم به، ليس بوقف لأن إذ ظرف المواثقة وَأَطَعْنا حسن وَاتَّقُوا اللَّهَ أحسن منه الصُّدُورِ تامّ: للابتداء ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عَلَّمَكُمُ اللَّهُ وقال أبو عمرو فيهما: كاف اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ كاف، وكذا: واتقوا الله الْحِسابِ تامّ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ كاف، وكذا: وطعامكم حلّ لهم. هذا إن جعل قوله: والمحصنات مستأنفا. فإن جعل معطوفا على الطيبات لم يوقف عليهما إلا بتجوّز أَخْدانٍ كاف فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ جائز مِنَ الْخاسِرِينَ تام وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ صالح: لمن قرأ وأرجلكم بالنصب ليعلم أنه عطف على الوجوه والأيدي لا على الرءوس إِلَى الْكَعْبَيْنِ مفهوم فَاطَّهَّرُوا كاف وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ حسن، وكذا: تشكرون. وقال أبو عمرو: في الأول كاف وَأَطَعْنا كاف، وكذا: واتقوا الله

بياء النداء بِالْقِسْطِ صالح: وتامّ عند نافع أَلَّا تَعْدِلُوا كاف، ومثله: للتقوى وَاتَّقُوا اللَّهَ أكفى منهما، والوقوف إذا تقاربت يوقف على أحسنها ولا يجمع بينها بِما تَعْمَلُونَ تامّ، ومثله: الصالحات، وإنما كان تامّا لأن قوله: لهم مغفرة بيان وتفسير للوعد كأنه قدّم لهم وعدا، فقيل أيّ شيء وعده لهم؟ فقيل لهم مغفرة وأجر عظيم. قاله الزمخشري. وقال أبو حيان: الجملة مفسرة لا موضع لها من الإعراب ووعد يتعدّى لمفعولين. أو لهما الموصول. وثانيهما محذوف تقديره الجنة، والجملة مفسرة لذلك المحذوف تفسير السبب للمسبب لأن الجنة مترتبة على الغفران وحصول الأجر، وكونها بيانا أولى لأن تفسير الملفوظ به أولى من ادعاء تفسير شيء محذوف وهذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد، انظر أبا حيان عَظِيمٌ تامّ، ومثله: الجحيم عَنْكُمْ حسن وَاتَّقُوا اللَّهَ أحسن منه: كل ما في كتاب الله من ذكر نعمة فهو بالهاء إلا أحد عشر موضعا فهو بالتاء المجرورة وهي: وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ في البقرة، وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ في آل عمران، واذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هنا في هذه السورة، وبَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ في إبراهيم، وفيها: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها، وبِنِعْمَتِ اللَّهِ، ويَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ، واشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ في النحل، وبِنِعْمَتِ اللَّهِ في لقمان، واذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ في فاطر، وبنعمت ربك في الطور الْمُؤْمِنُونَ تامّ بَنِي إِسْرائِيلَ جائز، للعدول عن الإخبار إلى الحكاية نَقِيباً جائز: لأن ما بعده معطوف على ما قبله لأنه عدول عن الحكاية إلى الإخبار عكس ما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الصُّدُورِ تامّ بِالْقِسْطِ صالح أَلَّا تَعْدِلُوا كاف، وكذا: للتقوى، واتقوا الله بِما تَعْمَلُونَ تامّ، وكذا: وعملوا الصالحات، وأجر عظيم، والجحيم فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ كاف، وكذا: واتقوا الله الْمُؤْمِنُونَ حسن نَقِيباً صالح. وقال أبو عمرو في الأول تامّ، وفي الثاني كاف إِنِّي مَعَكُمْ تامّ مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كاف، وكذا:

قبله إِنِّي مَعَكُمْ تامّ: للابتداء بلام القسم، وجوابه لأكفرن الْأَنْهارُ حسن، وقيل كاف السَّبِيلِ تامّ لَعَنَّاهُمْ جائز: لأن ما بعده معطوف على ما قبله قاسِيَةً جائز، وقيل على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع نصب على الحال من الهاء في لعناهم وهو العامل في الحال، أي: لعناهم محرّفين، وعليه فلا يوقف عليه ولا على ما قبله لأن العطف يصير الشيئين كالشيء الواحد عَنْ مَواضِعِهِ حسن، ومثله: ذكروا به. وقال نافع: تام إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ حسن. ومثله: واصفح الْمُحْسِنِينَ تامّ عند الأخفش على أن ما بعده منقطع عما قبله لأنه في ذكر أخذ الميثاق على النصارى، وهو الإيمان بالله وبمحمد صلّى الله عليه وسلّم، إذا كان ذكره موجودا في كتبهم كما قال تعالى: يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وإنما كان تاما لأن قوله: ومن الذين متعلق بمحذوف على أنه خبر مبتدإ محذوف قامت صفته مقامه والتقدير: ومن الذين قالوا إنا نصارى قوم أخذنا ميثاقهم، الضمير في ميثاقهم يعود على ذلك المحذوف. وهذا وجه من خمسة أوجه في إعرابها ذكرها السمين، فانظرها إن شئت مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ الثاني جائز يَوْمِ الْقِيامَةِ كاف يَصْنَعُونَ تامّ عَنْ كَثِيرٍ كاف. وقال أبو عمرو: تامّ، وهو رأس آية عند البصريين مُبِينٌ كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع رفع نعتا لكتاب، ومن حيث كونه رأس آية يجوز سُبُلَ السَّلامِ حسن، وقيل تامّ بِإِذْنِهِ كاف على استئناف ما بعده مُسْتَقِيمٍ تامّ ابْنُ مَرْيَمَ الأول، كاف جَمِيعاً تامّ وَما بَيْنَهُما كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ سواء السبيل. وقال أبو عمرو: في الثاني تام قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً صالح، وكذا: عن مواضعه ذُكِّرُوا بِهِ كاف، وكذا: إلا قليلا منهم، وكذا: وَاصْفَحْ، ويُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وإِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، بِما كانُوا يَصْنَعُونَ تامّ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ صالح. وقال أبو عمرو: تام، وقيل كاف، وهو رأس آية عند البصريين وَكِتابٌ مُبِينٌ

إن جعل ما بعده خبرا بعد خبر على القول به بمعنى أنه مالك وخالق يَخْلُقُ ما يَشاءُ كاف قَدِيرٌ تامّ وَأَحِبَّاؤُهُ حسن بِذُنُوبِكُمْ كاف لتناهي الاستفهام مِمَّنْ خَلَقَ تامّ عند نافع على استئناف ما بعده وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ كاف، ومثله: وما بينهما وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ تامّ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ليس بوقف لتعلق أن بما قبلها وَلا نَذِيرٍ حسن بجرّ نذير على لفظ بشير، ولو قرئ برفعه مراعاة لمحله لجاز لأن من في من بشير زائدة وهو فاعل بقوله: ما جاءنا ولكن القراءة سنة متبعة، وليس كل ما تجوزه العربية تجوز القراءة به فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ كاف قَدِيرٌ تامّ: إن علق إذ باذكر مقدّرا مفعول به عَلَيْكُمْ ليس بوقف لتعلق إذ بما قبلها مُلُوكاً حسن: إن جعل ما بعده لأمة محمد صلّى الله عليه وسلّم وهو قول سعيد بن جبير، وليس بوقف لمن قال إنه لقوم موسى، وهو قول مجاهد، يعني بذلك المنّ والسلوى وانفلاق البحر وانفجار الحجر والتظليل بالغمام، وعليه فلا يوقف على ملوكا لأن ما بعده معطوف على ما قبله مِنَ الْعالَمِينَ كاف كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ حسن، ومثله: خاسِرِينَ، وجَبَّارِينَ، وحَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها كلها حسان داخِلُونَ كاف أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ليس بوقف لأنه لا يوقف على القول دون المقول، وهو: ادخلوا عليهم الباب عَلَيْهِمُ الْبابَ كاف، وكذا: غالبون وهو رأس آية عند البصريين مُؤْمِنِينَ كاف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف، وكذا: سبل السلام وبِإِذْنِهِ مُسْتَقِيمٍ تامّ ابْنُ مَرْيَمَ كاف جَمِيعاً تام يَخْلُقُ ما يَشاءُ كاف قَدِيرٌ تامّ وَأَحِبَّاؤُهُ حسن بِذُنُوبِكُمْ كاف، وكذا: بشر ممن خلق وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ تامّ وَما بَيْنَهُما كاف وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ تامّ وَلا نَذِيرٍ صالح بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ كاف قَدِيرٌ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً صالح. وقال أبو عمرو: تامّ مِنَ الْعالَمِينَ حسن كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ كاف، وكذا: خاسرين جَبَّارِينَ صالح، وكذا: حتى يخرجوا منها داخِلُونَ حسن. وقال أبو عمرو: في هذين، كاف عَلَيْهِمُ الْبابَ كاف، وكذا:

ما دامُوا فِيها جائز قاعِدُونَ كاف. واعلم أن في: وأخي ستة أوجه، ثلاثة من جهة الرفع، واثنان من جهة النصب، وواحد من جهة الجرّ، فالأوّل من أوجه الرفع عطفه على الضمير في أملك، ذكره الزمخشري وجاز ذلك للفصل بينهما بالمفعول المحصور، ويلزم من ذلك أن موسى وهارون لا يملكان إلا نفس موسى فقط، وليس المعنى على ذلك بل الظاهر أن موسى يملك أمر نفسه وأمر أخيه، أو المعنى: وأخي لا يملك إلا نفسه لا يملك بني إسرائيل، وقيل لا يجوز لأن المضارع المبدوء بالهمز لا يرفع الاسم الظاهر، لا تقول أقوم زيد. الثاني عطفه على محل إن واسمها، أي: وأخي كذلك، أي: لا يملك إلا نفسه كما في قوله: أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ، وكما في قوله: أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بالرفع على قراءة الكسائي، فقوله: بالنفس متعلق بمحذوف خبر. الثالث أن وأخي مبتدأ حذف خبره. أي وأخي كذلك لا يملك إلا نفسه فقصته كقصتي، والجملة في محل رفع خبر. قاله محمد بن موسى اللؤلؤي، وخولف في ذلك لأن المعنى أن قوم موسى خالفوا عليه إلا هارون وحده. الوجه الأوّل: من وجهي النصب أنه عطف على اسم إن. والثاني: إنه عطف على نفسي الواقع مفعولا لأملك. السادس: أنه مجرور عطفا على الياء المخفوضة بإضافة النفس على القول بالعطف على الضمير المخفوض من غير إعادة الخافض. وهذا الوجه لا يجيزه البصريون، فمن وقف على نفسي وقدّر وأخي مبتدأ حذف خبره: أي وأخي كذلك لا يملك إلا نفسه فوقفه تامّ، ومن وقف على وأخي عطفا على نفسي أو عطفا على الضمير في أملك، أي: لا أملك أنا وأخي إلا أنفسنا، أو على اسم إن أي إني وأخي كان حسنا، وهذا غاية في بيان هذا الوقف، ولله الحمد الْفاسِقِينَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ غالبون، وهو رأس آية عند البصريين مُؤْمِنِينَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف ما دامُوا فِيها صالح قاعِدُونَ حسن لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي تامّ: عند بعضهم إن قدّر وأخي مبتدأ خبره محذوف: أي وأخي كذلك: أي لا يملك إلا نفسه، والأكثر للوقف على

كاف لأنه آخر كلام موسى عليه السلام يبني الوقف على قوله: عليهم أو على سنة، والوصل على اختلاف أهل التأويل في أربعين هل هي ظرف للتيه بعده أو للتحريم قبله، فمن قال إن التحريم مؤبد وزمن التيه أربعون سنة وقف على مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ويكون على هذا أربعين منصوبا على الظرف والعامل فيه يتيهون، ومن قال إن زمن التحريم والتيه أربعون سنة فأربعين منصوب بمحرمة وقف على يتيهون في الأرض على أن يتيهون في موضع الحال. فإن جعل مستأنفا جاز الوقف على أربعين سنة. وهذا قول ابن عباس وغيره. وقال يحيى ابن نصير النحوي: إن كانوا دخلوا الأرض المقدّسة بعد الأربعين فالوقف على سنة. ثم حللها لهم بعد الأربعين وإن لم يكونوا دخلوها بعد الأربعين فالوقف على محرّمة عليهم اه. وقيل إنهم أقاموا في التيه أربعين سنة. ثم سار موسى ببني إسرائيل وعلى مقدّمته يوشع بن نون وكالب حتى قتل من الجبارين عوج ابن عنق فقفز موسى في الهواء عشرة أذرع، وطول عصاه عشرة أذرع فبلغ كعبه فضربه فقتله. وقال محمد بن إسحاق: سار موسى ببني إسرائيل ومعه كالب زوج مريم أخت موسى، وتقدّم يوشع ففتح المدينة ودخل فقتل عوجا. وقال قوم إن موسى وهارون ما كانا مع بني إسرائيل في التيه لأن التيه كان عقوبة، وإنما اختصت العقوبة ببني إسرائيل لعتوّهم وتمرّدهم كما اختصت بهم سائر العقوبات التي عوقبوا بها على يد موسى، وكان موسى قال: فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ وكان قدر التيه ستة فراسخ. قال أبو العالية: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وأخي وهو كاف، وهو على هذا عطف على نفسي أو على الضمير في أملك: أي لا أملك أنا وأخي إلا أنفسنا أو على اسم إن أي إني وأخي الْفاسِقِينَ حسن، وفي قوله: فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً. وجهان: أحدهما أن أربعين منصوب بمحرّمة فالوقف على سنة، ويبتدأ بيتيهون: أي هم يتيهون في الأرض، والثاني أنه منصوب بيتيهون، فالوقف على محرّمة عليهم، ويبتدأ بأربعين سنة، والوقف على كل من القولين

وكانوا ستمائة ألف، سماهم الله فاسقين بهذه المعصية. قال النكزاوي: ولا عيب في ذكر هذا لأنه من متعلقات هذا الوقف. والحكمة في هذا العدد أنهم عبدوا العجل أربعين يوما، فجعل لكل يوم سنة، فكانوا يسيرون ليلهم أجمع حتى إذا أصبحوا إذ هم في الموضع الذي ابتدءوا منه، ويسيرون النهار جادّين حتى إذا أمسوا إذ هم بالموضع الذي ارتحلوا عنه يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ كاف الْفاسِقِينَ تامّ بِالْحَقِّ حسن: إن علق إذ باذكر مقدّرا، وليس بوقف إن جعل ظرفا لقوله: اتْلُ لأنه يصير الكلام محالا، لأن إذ ظرف لما مضى لا يعمل فيه اذكر، لأنه مستقبل، بل التقدير اذكر ما جرى لابني آدم وقت كذا مِنَ الْآخَرِ جائز لَأَقْتُلَنَّكَ حسن مِنَ الْمُتَّقِينَ كاف لَأَقْتُلَنَّكَ جائز رَبَّ الْعالَمِينَ كاف النَّارِ حسن الظَّالِمِينَ كاف، وكذا: من الخاسرين فِي الْأَرْضِ ليس بوقف للام العلة بعده سَوْأَةَ أَخِيهِ حسن سَوْأَةَ أَخِي صالح مِنَ النَّادِمِينَ ومن أجل ذلك: وقفان جائزان، والوقوف إذا تقاربت يوقف على أحسنها، ولا يجمع بينها، وتعلق من أجل ذلك يصلح بقوله فأصبح، ويصلح بقوله كتبنا، وأحسنها النادمين، وإن تعلق من أجل ذلك بكتبنا أي من أجل قتل قابيل أخاه كتبنا على بني إسرائيل، فلا يوقف على الصلة دون الموصول. قال أبو البقاء، لأنه لا يحسن الابتداء بكتبنا هنا، ويجوز تعلقه بما قبله، أي: فأصبح نادما بسبب قتله أخاه، وهو الأولى، أو بسبب حمله، لأنه لما قتله وضعه في جراب وحمله أربعين يوما حتى أروح، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ كاف الْفاسِقِينَ تامّ مِنَ الْآخَرِ صالح لَأَقْتُلَنَّكَ كاف. وقال أبو عمرو: تامّ مِنَ الْمُتَّقِينَ حسن رَبَّ الْعالَمِينَ كاف، وكذا: من أصحاب النار، والظالمين، ومن الخاسرين، وسوأة أخيه. وقال أبو عمرو: في الكل تامّ سَوْأَةَ أَخِي صالح مِنَ النَّادِمِينَ تامّ: بناء على المشهور من جعل مِنْ أَجْلِ ذلِكَ متعلقا بكتبنا، فإن علق بما قبله فالوقف عليه، أي: فأصبح نادما من أجل

فبعث الله غرابين، فاقتتلا فقتل أحدهما الآخر، ثم حفر بمنقاره ورجليه مكانا وألقاه فيه وقابيل ينظر، فندمه من أجل أنه لم يواره أظهر: لكن يعارضه خبر «الندم توبة» إذ لو ندم على قتله لكان توبة، و «التائب من الذنب كمن لا ذنب له» فندمه إنما كان على حمله، لا على قتله، كذا أجاب الحسين بن الفضل لما سأله عبد الله بن طاهر والي خراسان وسأله عن أسئلة غير ذلك، انظر تفسير الثعالبي وحينئذ فالوقف على النادمين هو المختار، والوقف على النَّادِمِينَ تامّ قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً كاف، للابتداء بالشرط أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً حسن. وقال الهمداني: تامّ في الموضعين بِالْبَيِّناتِ جائز: لأن ثم لترتيب الأخبار لَمُسْرِفُونَ تامّ فَساداً ليس بوقف لفصله بين المبتدإ، وهو جزاء وخبره وهو أن يقتلوا مِنَ الْأَرْضِ كاف، ومثله: في الدنيا عَظِيمٌ فيه التفصيل السابق مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ جائز: لتناهي الاستثناء مع فاء الجواب رَحِيمٌ تامّ، للابتداء بعد بياء النداء الْوَسِيلَةَ جائز، ومثله: في سبيله قاله النكزاوي، والأولى وصله، لأنه لا يحسن الابتداء بحرف الترجي، لأن تعلقه كتعلق لام كي تُفْلِحُونَ تامّ يَوْمِ الْقِيامَةِ ليس بوقف ما تُقُبِّلَ مِنْهُمْ كاف: لتناهي خبر إن أَلِيمٌ تامّ: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من قوله: ليفتدوا وهو العامل في الحال مِنْها كاف مُقِيمٌ تامّ مِنَ اللَّهِ كاف، ومثله: حكيم، وكذا: يتوب عليه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ قتله أخاه قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً كاف أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً حسن، وكذا: لمسرفون. وقال أبو عمرو: فيهما تامّ مِنَ الْأَرْضِ كاف، وكذا: في الدنيا، وعذاب عظيم. وقيل لا يوقف على: عظيم، لأن الابتداء بحرف الاستثناء لا يحسن إلا عند الضرورة مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ جائز. وقال أبو عمرو: كاف رَحِيمٌ تامّ الْوَسِيلَةَ مفهوم تُفْلِحُونَ تامّ ما تُقُبِّلَ مِنْهُمْ صالح. وقال أبو عمرو: كاف أَلِيمٌ حسن

رَحِيمٌ تامّ للاستفهام بعد وَالْأَرْضِ جائز لِمَنْ يَشاءُ كاف قَدِيرٌ تامّ فِي الْكُفْرِ ليس بوقف قُلُوبُهُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف على أن سماعون مبتدأ. وما قبله خبره، أي: ومن الذين هادوا قوم سماعون، فهو من حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامة، ونظيرها قول الشاعر: وما الدّهر إلا تارتان فمنهما ... أموت وأخرى أبتغي العيش أكدح أي: تارة أموت فيها، وليس بوقف إن جعل خبر مبتدإ محذوف، أي: هم سماعون راجعا إلى الفئتين، وعليه فالوقف على هادوا، والأول أجود، لأن التحريف محكي عنهم، وهو مختص باليهود، ومن رفع سماعون على الذمّ وجعل وَمِنَ الَّذِينَ هادُوا عطفا على مِنَ الَّذِينَ قالُوا كان الوقف على هادوا أيضا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ كاف، على استئناف ما بعده، أي: يسمعون ليكذبوا والمسموع حقّ، وإن جعل سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ تابعا للأول لم يوقف على ما قبله لِقَوْمٍ آخَرِينَ ليس بوقف، لأن الجملة بعده صفة لهم لَمْ يَأْتُوكَ تامّ، على استئناف ما بعده فإن جعل يُحَرِّفُونَ في محل رفع نعتا لِقَوْمٍ آخَرِينَ أي: لقوم آخرين محرفين لم يوقف على ما قبله، وكذا إن جعل في موضع نصب حالا من الذين هادوا لم يوقف على ما قبله مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ جائز فَاحْذَرُوا كاف: على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل ما بعده في محل نصب حالا بعد حال، أو في ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مِنْها كاف مُقِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ نَكالًا مِنَ اللَّهِ كاف، وكذا: حكيم. وينوب عليه رَحِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ لِمَنْ يَشاءُ كاف قَدِيرٌ تامّ قُلُوبُهُمْ حسن، وقال أبو عمرو: كاف هذا إن جعل سَمَّاعُونَ مبتدأ وما قبله خبره، أي: ومن الذين هادوا قوم سماعون، فإن جعل خبرا لمبتدإ محذوف

موضع رفع نعتا لقوله: سَمَّاعُونَ أو في موضع خفض نعتا لقوله: لقوم آخرين شَيْئاً كاف، على أن أولئك مستأنف مبتدأ خبره الموصول مع صلته وأن يطهر محله نصب مفعول يرد، وقلوبهم المفعول الثاني قُلُوبُهُمْ كاف، وليس بوقف إن جعل خبر أولئك لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ جائز عَظِيمٌ كاف سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أي: هم سماعون أكالون للسحت أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ حسن، ومثله: أو أعرض عنهم. وقيل: كاف، للابتداء بالشرط فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً حسن بِالْقِسْطِ كاف، ومثله: المقسطين، ومن بعد ذلك، لتناهي الاستفهام بِالْمُؤْمِنِينَ تامّ هُدىً وَنُورٌ جائز، ولا وقف من قوله: يَحْكُمُ بِهَا إلى شُهَداءَ وشُهَداءَ، واخْشَوْنِ، وثَمَناً قَلِيلًا كلها وقوف كافية الْكافِرُونَ تامّ بِالنَّفْسِ حسن: على قراءة من رفع ما بعده بالابتداء، وهو الكسائي، وجعله مستأنفا مقطوعا عما قبله ولم يجعله مما كتب عليهم في التوراة، وليس بوقف إن جعل والعين وما بعده معطوفا على محل النفس، لأن محلها رفع، أي: وكتبنا عليهم فيها النفس بالنفس، أي: قلنا لهم النفس بالنفس، أو جعل معطوفا على ضمير النفس، أي: إن النفس مأخوذة هي بالنفس والعين معطوفة على هي، فلا يوقف على قوله بالنفس، وليس وقفا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لم يوقف على قُلُوبُهُمْ بل على وَمِنَ الَّذِينَ هادُوا عطفا على وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا والوقف عليه حينئذ تام سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف، ويبتدأ بما بعده: أي هم سماعون لقوم آخرين لَمْ يَأْتُوكَ تامّ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ مفهوم. وقال أبو عمرو فيهما: كاف فَاحْذَرُوا كاف، وكذا: من الله شيئا. وأن يطهر قلوبهم خِزْيٌ صالح عَظِيمٌ حسن، وقال أبو عمرو فيهما: كاف أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ كاف، وكذا: أو أعرض عنهم فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً صالح بِالْقِسْطِ كاف الْمُقْسِطِينَ حسن. قال أبو عمرو: كاف مِنْ بَعْدِ ذلِكَ كاف بِالْمُؤْمِنِينَ تامّ هُدىً وَنُورٌ مفهوم عَلَيْهِ شُهَداءَ كاف وَاخْشَوْنِ جائز. وقال أبو عمرو:

أيضا لمن نصب والْجُرُوحَ وما قبله، لأن العطف يصير الأشياء كالشيء الواحد بِالسِّنِّ حسن: على قراءة من رفع وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ ثم يبتدئ به، لأنه غير داخل في معنى ما عملت فيه أن معطوفة بعضها على بعض، وهي كلها مما كتب عليهم في التوراة وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ كاف: مطلقا، سواء نصب والجروح أو رفعها فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ كاف، ومثله: الظالمون مِنَ التَّوْراةِ الأول حسن، ولا وقف من قوله: وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ إلى لِلْمُتَّقِينَ فلا يوقف على: وَنُورٌ، لأنه في موضع الحال، ومصدقا عطف عليه، ولا يوقف على المعطوف عليه دون المعطوف، ولا على التوراة الثاني، لأن هُدىً بعده حال من الإنجيل أو من عيسى، أي: ذا هدى، أو جعل نفس الهدى مبالغة لِلْمُتَّقِينَ كاف، على قراءة الجماعة وَلْيَحْكُمْ بإسكان اللام، وجزم الفعل استئناف أمر من الله تعالى، وليس بوقف على قراءة حمزة فإنه يقرأ وَلْيَحْكُمْ بكسر اللام ونصب الميم على أنها لام كي، وإن جعلت اللام على هذه القراءة متعلقة بقوله: وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ فلا يوقف على لِلْمُتَّقِينَ أيضا، وإن جعلت اللام متعلقة بمحذوف تقدير الكلام فيه: وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه أنزلناه عليهم جاز الوقف على لِلْمُتَّقِينَ والابتداء بما بعده لتعلق لام كي بفعل محذوف بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ كاف الْفاسِقُونَ تامّ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ جائز، ومثله: بما أنزل الله مِنَ الْحَقِّ كاف، ومثله: ومنهاجا أُمَّةً ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف ثَمَناً قَلِيلًا كاف الْكافِرُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف بِالنَّفْسِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وهذا على قراءة من رفع ما بعده بِالسِّنِّ حسن على قراءة من رفع وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ كاف مطلقا فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ حسن، وكذا: الظالمون. وقال أبو عمرو فيه: تامّ مِنَ التَّوْراةِ كاف لِلْمُتَّقِينَ حسن بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ كاف الْفاسِقُونَ تامّ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ صالح مِنَ الْحَقِّ كاف، وكذا:

واحِدَةً ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده فِي ما آتاكُمْ حسن، ومثله: فاستبقوا الخيرات جَمِيعاً ليس بوقف لفاء العطف بعده تَخْتَلِفُونَ تام: على استئناف ما بعده وقطعه عما قبله، ويكون موضع وَأَنِ احْكُمْ رفعا بالابتداء والخبر محذوف تقديره: ومن الواجب أن احكم بينهم بما أنزل الله، وليس بوقف إن جعل وَأَنِ احْكُمْ في موضع نصب عطفا على الكتاب: أي وأنزلنا إليك الكتاب أن احكم بينهم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. ورسموا في مقطوعة عن ما: في ليبلوكم في ما، باتفاق ما أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ تامّ عند نافع ذُنُوبِهِمْ حسن لَفاسِقُونَ كاف، على قراءة تبغون بالفوقية، لأنه خطاب بتقدير: قل لهم أفحكم الجاهلية تبغون؟ فهو منقطع عما قبله، وليس بوقف لمن قرأ يَبْغُونَ بالتحتية لأنه راجع إلى ما تقدّمه من قوله: وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفاسِقُونَ فهو متعلق به، فلا يقطع عنه، ومن حيث كونه رأس آية يجوز يُوقِنُونَ تامّ، وكذا: أولياء ينبغي أن يوقف هنا، لأن لو وصل لصارت الجملة صفة لأولياء فيكون النهي عن اتخاذ أولياء صفتهم أن بعضهم أولياء بعض فإذا انتفى هذا الوصف جاز اتخاذهم أولياء، وهو محال، وإنما النهي عن اتخاذهم أولياء مطلقا، قاله السجاوندي، وهو حسن، ومثله: بعض فَإِنَّهُ مِنْهُمْ كاف، ومثله: الظالمين دائِرَةٌ حسن مِنْ عِنْدِهِ ليس بوقف لفاء العطف بعده نادِمِينَ قرئ يقول بغير واو، ورفع اللام: وقرئ بالواو ورفع اللام، وقرئ بالواو ونصب ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ومنهاجا، وفيما آتاكم فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف فِيهِ تَخْتَلِفُونَ مفهوم ما أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ كاف، وكذا: ببعض ذنوبهم لَفاسِقُونَ حسن، وكذا: يبغون يُوقِنُونَ تامّ، وكذا: والنصارى أولياء، وبَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وقال أبو عمرو فيهما: كاف فَإِنَّهُ مِنْهُمْ كاف، وكذا: الظالمين، ودائرة نادِمِينَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف هذا إن قرئ ويقول بالرفع مع الواو وبدونها، فإن

اللام، فنادمين كاف لمن قرأ ويقول بالرفع مع الواو، وبها قرأ الكوفيون وبدونها، وبها قرأ الحرميون وابن عامر على الاستئناف، وليس بوقف لمن قرأ بالنصب عطفا على يأتي، وبها قرأ أبو عمرو، ومن حيث كونه رأس آية يجوز جَهْدَ أَيْمانِهِمْ ليس بوقف، لأن قوله: إِنَّهُمْ جواب القسم، فلا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حسن خاسِرِينَ تامّ، ولا يوقف على ويحبونه، لأن أَذِلَّةٍ نعت لقوله بِقَوْمٍ، واستدلّ بعضهم على جواز تقديم الصفة غير الصريحة على الصفة الصريحة بهذه الآية، فإن قوله: يُحِبُّهُمْ صفة، وهي غير صريحة، لأنها جملة مؤولة وقوله: أذلة أعزة صفتان صريحتان، لأنهما مفردتان، ويحبهم ويحبونه معترض بين الصفة وموصوفها عَلَى الْكافِرِينَ تامّ: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في موضع النعت لقوله: بقوم، لأنه لا يفصل بين النعت والمنعوت بالوقف، ومن حيث كونه رأس آية يجوز لَوْمَةَ لائِمٍ كاف، ومثله: من يشاء عَلِيمٌ تامّ، ومثله: راكعون والغالبون، وأولياء، لأنه لو وصله لصارت الجملة صفة لأولياء كما تقدم مُؤْمِنِينَ كاف وَلَعِباً حسن لا يَعْقِلُونَ تامّ مِنْ قَبْلُ ليس بوقف لعطف: وإن أكثركم، على أن آمنا: أي لا يعيبون منا شيئا إلا الإيمان بالله، ومثل هذا لا يعدّ عيبا كقوله النابغة: [الطويل] ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم ... بهنّ فلول من قراع الكتائب ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ قرئ بالنصب عطفا على يأتي لم يحسن الوقف على نادِمِينَ لكنه صالح، لأنه رأس آية، ولأن الكلام طال إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ صالح خاسِرِينَ تام الْكافِرِينَ حسن، وكذا: لَوْمَةَ لائِمٍ. وقال أبو عمرو فيهما: كاف مَنْ يَشاءُ كاف عَلِيمٌ تامّ راكِعُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ هُمُ الْغالِبُونَ تامّ وَالْكُفَّارَ أَوْلِياءَ كاف مُؤْمِنِينَ حسن وَلَعِباً صالح لا يَعْقِلُونَ تام، وكذا: فاسقون مَثُوبَةً عِنْدَ

يعني: إن وجد فيهم عيب فهو هذا، وهذا لا يعدّه أحد عيبا، فانتفى العيب عنهم بدليله فاسِقُونَ تامّ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ كاف، لتناهي الاستفهام، وعلى أن ما بعده مرفوع خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو من لعنه الله، وليس بوقف إن جعل من في موضع خفض بدلا من قوله: بشر، وفي موضع نصب بمعنى: قل هل أنبئكم من لعنه الله؟ أو في موضع نصب أيضا بدلا من قوله: بِشَرٍّ على الموضع وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ حسن لمن قرأ وعبد الطاغوت فعلا ماضيا السَّبِيلِ كاف، وكذا: خرجوا به، ومثله: يكتمون السُّحْتَ جائز يَعْمَلُونَ كاف السُّحْتَ جائز يَصْنَعُونَ تامّ. ورسموا لبئس وحدها وما وحدها كلمتين، وقالوا: كل ما في أوّله لام فهو مقطوع مَغْلُولَةٌ جائز عند بعضهم: أي ممنوعة من الإنفاق، وهذا سبّ لله تعالى بغير ما كفروا به، وتجاوزه أولى، ليتصل قوله: غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وهو جزاء قولهم: يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ بِما قالُوا حسن، ولا يجوز وصله بما بعده، لأنه يصير قوله: بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ من قول اليهود ومفعول قالوا، وليس كذلك بل هو ردّ لقولهم يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ مَبْسُوطَتانِ ليس بوقف، لأن قوله ينفق من مقصود الكلام فلا يستأنف، وفي الإتقان قال النووي: ومن الآداب إذا قرأ نحو: وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ أو وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ من كل ما يوهم أن يخفض صوته بذلك اه. إذ كل ما خطر بالبال أو توهم بالخيال فالربّ جلّ جلاله على خلافه. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ اللَّهِ كاف: إن جعل ما بعده مرفوعا خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعل ذلك مجرورا تبعا بتقدير: بشرّ من ذلك من لعنه الله وَالْخَنازِيرَ كاف إن قرئ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ فعلا عطفا على لعنه الله، وليس بوقف إن قرئ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ بإضافة عبد إلى الطاغوت، لأنه معطوف على الخنازير، فلا يفصل بينهما وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ حسن سَواءِ السَّبِيلِ كاف وكذا: خرجوا به، ويكتمون وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ صالح

وقيل: ينفق كيف يشاء مستأنف، ومفعول يشاء محذوف، وجواب كيف محذوف أيضا، والتقدير ينفق كيف يشاء أن ينفق، ولا يجوز أن يعمل في كيف ينفق، لأن اسم الشرط لا يعمل فيه ما قبله، بل العامل فيه يشاء، لأن كيف لها صدر الكلام وما كان له صدر الكلام لا يعمل فيه إلا حرف الجرّ والمضاف كَيْفَ يَشاءُ كاف وَكُفْراً جائز يَوْمِ الْقِيامَةِ حسن. ومثله: أطفأها الله على استئناف ما بعده. وليس بوقف إن جعلت الواو للحال، أي: وهم يسعون فَساداً كاف الْمُفْسِدِينَ تامّ النَّعِيمِ كاف. ومثله: أرجلهم مُقْتَصِدَةٌ حسن يَعْمَلُونَ تامّ، للابتداء بعد بياء النداء مِنْ رَبِّكَ حسن، للابتداء بالشرط رِسالَتَهُ كاف، ومثله: من الناس الْكافِرِينَ تامّ مِنْ رَبِّكُمْ كاف وَكُفْراً جائز الْكافِرِينَ تامّ وَالنَّصارى ليس بوقف لأن خبر إن لم يأت بعده يَحْزَنُونَ تامّ رُسُلًا كاف بِما لا تَهْوى أَنْفُسُهُمْ ليس بوقف لأن ما بعده جواب كلما، أي: كلما جاءهم رسول كذبوه وقتلوه، أي: كذبوا فريقا وقتلوا فريقا يَقْتُلُونَ كاف، ومثله: وصموا إذا رفع كثير على الاستئناف خبر مبتدإ محذوف، أي: ذلك كثير منهم، وليس بوقف إن جعل بدلا من الواو في عموا وصموا لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه، فمن أضمر المبتدأ جعل قوله: كثير ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يَعْمَلُونَ حسن السُّحْتَ صالح يَصْنَعُونَ تامّ مَغْلُولَةٌ مفهوم، وكذا: غلت أيديهم بِما قالُوا صالح كَيْفَ يَشاءُ كاف طُغْياناً وَكُفْراً صالح يَوْمِ الْقِيامَةِ كاف، وكذا: فسادا الْمُفْسِدِينَ حسن النَّعِيمِ كاف أَرْجُلِهِمْ حسن مُقْتَصِدَةٌ صالح يَعْمَلُونَ تامّ مِنْ رَبِّكَ صالح رِسالَتَهُ كاف، وكذا: من الناس الْكافِرِينَ تامّ مِنْ رَبِّكُمْ كاف وَكُفْراً صالح الْكافِرِينَ تامّ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ حسن رُسُلًا كاف بِما لا تَهْوى أَنْفُسُهُمْ ليس بوقف، لأن ما بعده جواب كلما، أي: كلما جاءهم رسول كذبوه أو قتلوه، أي: كذبوا فريقا

هو العمى والصمم، ومن جعله بدلا جعل قوله: كَثِيرٌ راجعا إليهم، أي: ذوو العمى والصمم ولا يحمل ذلك على لغة أكلوني البراغيث لقلة استعمالها وشذوذها مِنْهُمْ كاف بِما يَعْمَلُونَ تام ابْنُ مَرْيَمَ حسن وَرَبَّكُمْ كاف، ومثله: النار مِنْ أَنْصارٍ تامّ ثالِثُ ثَلاثَةٍ حسن، ولا يجوز وصله بما بعده لأنه يوهم السامع أن قوله: وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ من قول النصارى الذين يقولون بالتثليث وليس الأمر كذلك، بل معناه ثالث ثلاثة آلهة لأنهم يقولون الآلهة ثلاثة، الأب والابن وروح القدس. وهذه الثلاثة إله واحد، ومستحيل أن تكون الثلاثة واحدا والواحد ثلاثة، وتقدّم ما يغني عن إعادته، ومن لم يرد الآلهة لم يكفر، لقوله تعالى: ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وفي الحديث «ما ظنك باثنين الله ثالثهما» وتجنب ما يوهم مطلوب إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ كاف، واللام في قوله: ليمسنّ جواب قسم محذوف تقديره والله أَلِيمٌ كاف، وكذا: يستغفرونه رَحِيمٌ تامّ الرُّسُلُ جائز: لأن الواو للاستئناف ولا محل للعطف وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ جائز: ولا يجوز وصله لأنه لو وصله لاقتضى أن تكون الجملة صفة لها، ولا يصح ذلك لتثنية ضمير كان الطَّعامَ حسن يُؤْفَكُونَ كاف، وكذا: ولا نفعا الْعَلِيمُ تامّ غَيْرَ الْحَقِّ كاف قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ تامّ، عند نافع، وقال غيره جائز لأن ما بعده معطوف عليه، والظاهر أنه جائز لاختلاف معنى الجملتين السَّبِيلِ تامّ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ حسن يَعْتَدُونَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وقتلوا فريقا يَقْتُلُونَ حسن كَثِيرٌ مِنْهُمْ كاف بِما يَعْمَلُونَ تامّ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ صالح وَرَبَّكُمْ كاف، وكذا: النار مِنْ أَنْصارٍ تامّ ثالِثُ ثَلاثَةٍ صالح إِلهٌ واحِدٌ كاف أَلِيمٌ حسن وَيَسْتَغْفِرُونَهُ كاف رَحِيمٌ تام الطَّعامَ حسن. وقال أبو عمرو كاف يُؤْفَكُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تام وَلا نَفْعاً كاف الْعَلِيمُ تامّ غَيْرَ الْحَقِّ كاف سَواءِ السَّبِيلِ تامّ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ

كاف فَعَلُوهُ كاف، ومثله يفعلون كَفَرُوا جائز خالِدُونَ كاف أَوْلِياءَ ليس بوقف لتعلق ما بعده به استدراكا وعطفا فاسِقُونَ تامّ أَشْرَكُوا حسن، ومثله: نصارى للابتداء بذلك بأن وَرُهْباناً ليس بوقف لأن ما بعده عطف على بأن منهم المجرورة بالباء لا يَسْتَكْبِرُونَ كاف الْحَقِّ الأول حسن: لأن يقولون يصلح حالا لقوله: عرفوا ويصلح مستأنفا، والحق الثاني ليس بوقف لأن الواو للحال، أي: ونحن نطمع وإن جعلت للاستئناف حسن الوقف على الثاني أيضا الشَّاهِدِينَ تامّ، لأن وما لنا ما استفهامية مبتدأ ولنا خبر، أي: أيّ شيء كائن لنا ولا نؤمن جملة حالية الصَّالِحِينَ كاف خالِدِينَ فِيها حسن الْمُحْسِنِينَ تامّ، ومثله: الجحيم وَلا تَعْتَدُوا كاف، ومثله: المعتدين، وقيل تامّ طَيِّباً كاف مُؤْمِنُونَ تامّ، في أيمانكم ليس بوقف للاستدراك بعده الْأَيْمانَ حسن، ومثله، رقبة، وكذا: أيام، وقيل كاف إِذا حَلَفْتُمْ حسن: أَيْمانِكُمْ أحسن منه: إن جعلت الكاف في كذلك نعتا لمصدر محذوف، أي: يبين الله لكم آياته تبيينا، مثل ذلك التبيين، وليس بوقف إن جعلت حالا من ضمير المصدر تَشْكُرُونَ تامّ الشَّيْطانِ حسن تُفْلِحُونَ أحسن وَعَنِ الصَّلاةِ حسن، للابتداء بالاستفهام مُنْتَهُونَ كاف، ومثله: واحذروا. وقال نافع تام، للابتداء بالشرط الْمُبِينُ تامّ وَأَحْسَنُوا كاف الْمُحْسِنِينَ تامّ، للابتداء بياء النداء بعده (الغيب) ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف يَعْتَدُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ فَعَلُوهُ كاف يَفْعَلُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ الَّذِينَ كَفَرُوا صالح خالِدُونَ كاف فاسِقُونَ تامّ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا صالح نَصارى كاف لا يَسْتَكْبِرُونَ حسن، وكذا: مع الشاهدين. وقال أبو عمرو: فيهما تامّ: فإن وقف على مِنَ الْحَقِّ فصالح الصَّالِحِينَ كاف خالِدِينَ فِيها صالح الْمُحْسِنِينَ حسن الْجَحِيمِ تامّ

كاف، للابتداء بالشرط أَلِيمٌ تام وَأَنْتُمْ حُرُمٌ كاف مِنَ النَّعَمِ جائز، قرأ أهل الكوفة، فجزاء مثل بتنوين جزاء ورفعه ورفع مثل، وباقي السبعة برفعه مضافا إلى مثل، وقرأ محمد بن مقاتل بتنوين جزاء ونصبه ونصب مثل ومن النعم صفة لجزاء، سواء رفع جزاء ومثل أو أضيف جزاء إلى مثل، أي: كائن من النعم وَبالَ أَمْرِهِ حسن، ومثله: عما سلف مِنْهُ كاف ذُو انْتِقامٍ تامّ وَطَعامُهُ حسن، إن نصب متاعا بفعل مقدّر، أي: متعكم به متاعا، وليس بوقف إن نصب متاعا مفعولا له، أي: أحل لكم تمتيعا لكم لأنه يصير كله كلاما واحدا فلا يقطع، لأن متاعا مفعول له مختص بالطعام كما أن نافلة في قوله: وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً مختصة بيعقوب لأنه ولد الولد بخلاف إسحاق فإنه ولده لصلبه، والنافلة إنما تطلق على ولد الولد دون الولد، فقد خصص الزمخشري كونه مفعولا له بكون أحلّ مسندا لطعامه، وليس علة لحلّ الصيد، وإنما هو علة لحلّ الطعام فقط لأن مذهبه أن صيد البحر منه ما يؤكل وما لا يؤكل وأن طعامه هو المأكول وأنه لا يقطع التمثيل إلا بالمأكول منه طريّا، وقديدا، ومذهب غيره أنه مفعول له باعتبار صيد البحر وطعامه وَلِلسَّيَّارَةِ حسن ومثله: حرما تُحْشَرُونَ تامّ وَالْقَلائِدَ حسن وَما فِي الْأَرْضِ ليس بوقف لعطف وإن الله على ما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَلا تَعْتَدُوا كاف الْمُعْتَدِينَ حسن طَيِّباً كاف مُؤْمِنُونَ تام الْأَيْمانَ صالح، وكذا: تحرير رقبة ثَلاثَةِ أَيَّامٍ كاف إِذا حَلَفْتُمْ صالح وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ كاف تَشْكُرُونَ تامّ الشَّيْطانِ مفهوم تُفْلِحُونَ حسن وَعَنِ الصَّلاةِ مفهوم مُنْتَهُونَ حسن وَاحْذَرُوا كاف الْمُبِينُ حسن. وقال أبو عمرو: تام وَأَحْسَنُوا كاف الْمُحْسِنِينَ تامّ بِالْغَيْبِ كاف أَلِيمٌ تامّ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ كاف وَبالَ أَمْرِهِ صالح عَمَّا سَلَفَ حسن فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ كاف ذُو انْتِقامٍ تامّ وَطَعامُهُ كاف وَلِلسَّيَّارَةِ حسن حُرُماً كاف

قبله، ومثله الوقف على العقاب لعطف ما بعده على ما قبله رَحِيمٌ تامّ إِلَّا الْبَلاغُ كاف تَكْتُمُونَ تامّ: والطيب ليس بوقف لأن ما بعده مبالغة فيما قبله فلا يقطع عنه الْخَبِيثُ كاف، وجواب لو محذوف، أي: ولو أعجبك كثرة الخبيث لما استوى مع الطيب أو لما أجدى تُفْلِحُونَ تامّ، للابتداء بعده بياء النداء تَسُؤْكُمْ تام، للابتداء بعده بالشرط تُبْدَ لَكُمْ حسن عَنْها كاف، وكذا: حليم كافِرِينَ تام، وقيل لا يوقف من قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إلى قوله: عَفَا اللَّهُ عَنْها لأن التقدير لا تسألوا عن أشياء عفا الله عنها لأن الجملة من قوله: إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ، وما عطف عليها من الشرط والجزاء في محل جرّ صفة لأشياء، والأشياء التي نهوا عن السؤال عنها ليست هي الأشياء التي سألها القوم فهو على حذف مضاف تقديره قد سأل مثلها قوم، وقيل الضمير في عنها للمسألة المدلول عليها بقوله: لا تَسْئَلُوا أي: قد سأل هذه المسألة قوم من الأولين، قيل الضمير في سألها لأشياء، ولا يتجه لأن المسئول عنه مختلف قطعا. فإن سؤالهم غير سؤال من قبلهم. فإن سؤالهم أين ناقتي وما في بطن ناقتي، وسؤال أولئك غير هذا، نحو: أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ، أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً، اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ، ولا يوقف من قوله: ما جعل الله من بحيرة، إلى قوله: لا يعقلون، والبحيرة هي الناقة إذا أنتجت خمسة أبطن في آخرها ذكر شقوا أذنها وخلوا سبيلها لا تركب ولا تحلب ولا تطرد عن ماء ولا مرعى، والسائبة هي التي تسيب للأصنام، أي: تعتق، والوصيلة هي الشاة التي تنتج سبعة أبطن. فإن كان السابع أنثى لم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تُحْشَرُونَ تام وَالْقَلائِدَ كاف بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ تامّ، وكذا: غفور رحيم الْبَلاغُ كاف تَكْتُمُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ كاف تُفْلِحُونَ تامّ تَسُؤْكُمْ مفهوم لا يَعْقِلُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ

تنتفع النساء منها بشيء إلا أن تموت فيأكلها الرجال والنساء، وإن كان ذكرا ذبحوه وأكلوه جميعا، وإن كان ذكرا وأنثى. قالوا: وصلت أخاها فتترك مع أخيها فلا تذبح. ومنافعها للرجال دون النساء. فإذا ماتت اشترك الرجال والنساء فيها. والحام الفحل من الإبل الذي تنتج من صلبه عشرة أبطن فيقولون قد حمى ظهره فيسيبونه لآلهتهم فلا يحمل عليه شيء. قاله أبو حيان وَلا حامٍ ليس بوقف لأن ما بعده استدراك بعد نفي، والمعنى ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب يجعلون البحيرة وما بعدها من جعل الله، نسبوا ذلك الجعل لله تعالى افتراء على الله ولا يَعْقِلُونَ كاف آباءَنا حسن وَلا يَهْتَدُونَ تامّ أَنْفُسَكُمْ صالح، أي: يصلح أن يكون ما بعده مستأنفا وحالا، أي: احفظوا أنفسكم غير مضرورين، قرأ الجمهور يضرّكم بضم الرّاء مشدّدة، وقرأ الحسن لا يضركم بضم الضاد وإسكان الراء، وقرأ إبراهيم النخعي لا يضركم بكسر الضاد، وسكون الراء، وقرأ أبو حيوة لا يضرركم بإسكان الضاد وضم الراء الأولى والثانية ومن فاعل، أي: لا يضركم الذي ضلّ وقت اهتدائكم إِذَا اهْتَدَيْتُمْ حسن تَعْمَلُونَ تام، ولا وقف من قول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ إلى مُصِيبَةُ الْمَوْتِ، فلا يوقف على حِينَ الْوَصِيَّةِ، ولا على مِنْكُمْ، ولا على مِنْ غَيْرِكُمْ، ولا على فِي الْأَرْضِ لأن خبر المبتدأ وهو شهادة لم يأت. وفي خبره خمسة أوجه. أحدها: أنه اثنان على حذف مضاف، إما من الأول أو من الثاني لأن شهادة معنى من المعاني، واثنان جثمان، أو الخبر محذوف، واثنان مرفوعان بالمصدر الذي هو شهادة والتقدير فيما فرض الله عليكم أن يشهد اثنان أو الخبر إذا حضر أو الخبر حين الوصية، أو اثنان فاعل سدّ مسدّ الخبر ورفع اثنان من خمسة أوجه أيضا كونه خبر الشهادة أو فاعلا بشهادة أو فاعلا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ آباءَنا حسن وَلا يَهْتَدُونَ تامّ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ صالح إِذَا اهْتَدَيْتُمْ

بيشهد مقدّرا أو خبر مبتدأ، أي: الشاهدان اثنان، أو فاعل سدّ مسدّ الخبر مُصِيبَةُ الْمَوْتِ حسن مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ ولَوْ كانَ ذا قُرْبى ليسا بوقف للعطف في الأول وفي الثاني، لأن ولا نكتم شهادة الله عطف على قوله: لا نشتري فتكون من جملة المقسم عليه فلا يفصل بينهما بالوقف شَهادَةَ اللَّهِ جائز: وكاف عند يعقوب على قراءته بالإضافة. وقال يحيى بن نصير: ومثلها من قرأ شهادة منونة منصوبة، ثم يبتدئ آلله بالمد على القسم، أي: والله إنا إذا لمن الآثمين، وقرئ شهادة الله بالتنوين والضم ونصب الجلالة، وقرئ شهادة بالتنوين والنصب آلله بالمدّ والجرّ، وقرئ شهادة بإسكان الهاء والوقف، ويبتدئ آلله بالمد والجرّ، وقرئ شهادة بإسكان الهاء أيضا والوقف من غير مدّ والجرّ، فالأوّل قراءة الجمهور مفعول به، وأضيفت إلى الله لأنه هو الآمر بها وبحفظها ولا نكتم شهادة الله ولا نضيع وما سواها شاذ، وبيان هذه القراءات يطول أضربنا عنه تخفيفا لَمِنَ الْآثِمِينَ حسن الْأَوْلَيانِ كاف: وبعضهم وقف على فَيُقْسِمانِ بتقدير يقولان بالله لشهادتنا والأجود تعلق بالله بيقسمان الظَّالِمِينَ كاف بَعْدَ أَيْمانِهِمْ حسن وَاسْمَعُوا أحسن منه الْفاسِقِينَ تام: إن نصب يوم باذكر مقدّرا مفعولا به، وليس بوقف إن نصب باتقوا، أي: اتقوا الله يوم جمعه الرسل لأن أمرهم بالتقوى يوم القيامة لا يكون إذ لا تكليف فيه، وإن جعل بدلا من الجلالة كاف غير جيد، لأن الاشتمال لا يوصف به الباري ماذا أُجِبْتُمْ جائز لا عِلْمَ لَنا حسن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن تَعْمَلُونَ تامّ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ صالح شَهادَةَ اللَّهِ زعموا أنه وقف ولا أحبه إذ لا يحسن الابتداء بما بعده الْآثِمِينَ صالح الْأَوْلَيانِ كاف، وكذا: فيقسمان، ويبتدأ بما بعده بتقدير يقولان بالله لشهادتنا، والأجود تعلق بالله بيقسمان الظَّالِمِينَ حسن بَعْدَ أَيْمانِهِمْ كاف، وكذا: واسمعوا، والفاسقين. وقال أبو عمرو: تام، يوم منصوب باتقوا لا عِلْمَ لَنا صالح. وقال أبو عمرو: كاف عَلَّامُ

الْغُيُوبِ تامّ، إن علق إذ باذكر مقدّرا وَعَلى والِدَتِكَ كاف إن علق إذ باذكر مقدّرة لا باذكر المذكورة قبل، أي: واذكر إذا أيدتك وَكَهْلًا حسن، ومثله: الإنجيل وبِإِذْنِي في المواضع الأربعة جائز، على أن إذ في كل من الأربعة منصوبة باذكر مقدّرة فيسوغ الوقف على الإنجيل، وعلى بإذني في المواضع الأربعة لتفصيل النعم، وإن لم تعلق إذ بمقدّر فلا يوقف على واحدة منها بِالْبَيِّناتِ جائز مُبِينٌ كاف، إن علق إذ باذكر مقدّرة، أي: اذكر إذا أوحيت وَبِرَسُولِي صالح، لاحتمال أن عامل إذ كلمة قالوا، ويحتمل أن كلمة قالوا مستأنفة مُسْلِمُونَ كاف مِنَ السَّماءِ الأولى كاف، ومثله: مؤمنين، ومن الشاهدين مِنَ السَّماءِ الثانية ليس بوقف لأن جملة: تكون لنا في محل نصب صفة لمائدة، والصفة والموصوف كالشيء الواحد، فلا يفصل بينهما بالوقف وَآيَةً مِنْكَ حسن، وعند بعضهم وارزقنا الرَّازِقِينَ كاف عَلَيْكُمْ حسن، للابتداء بالشرط مع الفاء الْعالَمِينَ تامّ إن علق إذ باذكر مقدّرا مفعولا به مِنْ دُونِ اللَّهِ حسن، ومثله: بحق. ووقف بعضهم على: ما ليس لي ثم يقول بحق. وهذا خطأ من وجهين. أحدهما: أن حرف الجرّ لا يعمل فيما قبله الثاني أنه ليس موضع قسم، وجواب آخر: أنه إن كانت الباء غير متعلقة بشيء فذلك غير جائز، وإن كانت للقسم لم يجز لأنه لا جواب هنا، وإن كان ينوي بها التأخير وأن الباء متعلقة بقلته، أي: إن كنت قلته فقد علمته بحق فليس خطأ على المجاز، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْغُيُوبِ تام وَكَهْلًا صالح، وكذا: والإنجيل بِإِذْنِي في المواضع الثلاثة مفهوم، وكذا: بالبينات مُبِينٌ صالح، وكذا: بأننا مسلمون وقال أبو عمرو فيهما: تامّ مِنَ السَّماءِ كاف، وكذا: مؤمنين مِنَ الشَّاهِدِينَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ وَآيَةً مِنْكَ صالح: وكلام أبي عمرو يقتضي أنه كاف الرَّازِقِينَ حسن، وكذا: من العالمين، وقال أبو عمرو فيهما: كاف مِنْ دُونِ اللَّهِ كاف، وكذا: بحقّ فَقَدْ

سورة الأنعام

لكنه لا يستعمل كما صح سنده عن أبي هريرة. قال لقن عيسى عليه الصلاة والسلام حجته، ولقنه الله في قوله لما قال تعالى: يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ الآية. قال أبو هريرة: عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لقنه الله حجته» بقوله: سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ سبحانك، أي: تنزيها لك أن يقال هذا أو ينطق به فَقَدْ عَلِمْتَهُ حسن، ومثله: ما في نفسك الْغُيُوبِ تامّ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ جائز: بناء على أن قوله: ربي وربكم من كلام عيسى، على أعني، لا على أنه صفة رَبِّي وَرَبَّكُمْ حسن، على استئناف ما بعده فِيهِمْ حسن الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ أحسن مما قبله شَهِيدٌ تام، للابتداء بالشرط عِبادُكَ حسن الْحَكِيمُ تامّ صِدْقُهُمْ كاف. لاختلاف الجملتين من غير عطف أَبَداً حسن، وقيل كاف على استئناف ما بعده وَرَضُوا عَنْهُ كاف الْعَظِيمُ تامّ، وما فيهنّ، كاف: آخر السورة تام. سورة الأنعام مكية (¬1) روى سليمان بن مهران عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال: ـــــــــــــــــــــــــ عَلِمْتَهُ حسن ما في نَفْسِكَ صالح الْغُيُوبِ تامّ وَرَبَّكُمْ صالح فِيهِمْ كاف، وكذا: عليهم شَهِيدٌ تامّ عِبادُكَ صالح الْحَكِيمُ تامّ صِدْقُهُمْ كاف أَبَداً صالح وَرَضُوا عَنْهُ مفهوم الْعَظِيمُ تامّ وَما فِيهِنَّ كاف: آخر السورة تامّ. سورة الأنعام مكية يَعْدِلُونَ تامّ قَضى أَجَلًا حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وهذا الأجل أجل ¬

_ (¬1) سورة الأنعام: مكية إلا ثلاث آيات وهن: قوله تعالى: قُلْ تَعالَوْا (151 - 153)، وهي مائة وستون وخمس في الكوفي، وست في البصري والشامي، وسبع في الباقي، والخلاف في أربع: وَالنُّورَ (1) حجازي، بِوَكِيلٍ (66) كوفي، كُنْ فَيَكُونُ (73) غير كوفي. إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (161) غير كوفي. انظر التلخيص (254).

نزلت سورة الأنعام ليلا بمكة جملة واحدة يقودها أو معها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح من قرأها صلّى عليه أولئك ليله ونهاره. قال الصاغاني في العباب في حديث ابن مسعود: الأنعام من نواجب أو من نجائب القرآن. قال نجائبه أفضله ونواجبه لبابه الذي ليس عليه نجب، وهي مائة وخمس وستون آية في الكوفي، وست في البصري، وسبع في المدني والمكي، اختلافهم في أربع آيات، وجعل الظلمات والنور عدّها المدنيان والمكي، قل لست عليكم بوكيل، وكلهم عدّ إلى صراط مستقيم. الأول: وكلمها ثلاثة آلاف واثنان وخمسون كلمة، وحروفها اثنا عشر ألفا وأربعمائة واثنان وخمسون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودا بإجماع خمسة مواضع: مِنْ طِينٍ، إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ، إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ، وَهذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً، فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ. وَالنُّورَ حسن: عدّها المدنيان والمكي آية، لأن الحمد لا يكون واقعا على: ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، فثم لترتيب الأخبار وليست عاطفة بل هي للتعجب والإنكار. قال الحلبي على الأزهرية عن بعضهم: إذا دخلت ثم على الجمل لم تفد الترتيب وليست لترتيب الفعل كقوله: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ، فهذا وصله وتجاوزه أحسن، ويبتدأ بثم إذا كان أول قصة كقوله: ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ*، ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا فليست هنا عاطفة، بل هي تعجب وإنكار يَعْدِلُونَ تامّ مِنْ طِينٍ ليس منصوبا عليه أَجَلًا حسن. وقال مجاهد: هو أجل الدنيا وأجل مسمى أجل البعث، أي: ما بين الموت والبعث لا يعلمه غيره، أو أجل الماضين، والثاني أجل الباقين، أو الأوّل النوم، والثاني الموت. قاله الصفدي في تاريخه تَمْتَرُونَ كاف وَهُوَ اللَّهُ حسن، إن جعل هو ضمير عائدا على الله تعالى وما بعده خبره. وجعل قوله: في ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الحياة، والأجل في قوله: وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ أجل ما بين الموت والبعث تَمْتَرُونَ

السموات وفي الأرض متعلقا بيعلم، أي: يعلم سرّكم وجهركم في السموات وفي الأرض، فتكون الآية من المقدّم والمؤخر، نظيرها الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً أي: أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا، وليس بوقف إن جعلت الجملة خبرا ثانيا، أو جعلت هي الخبر، والله بدل، أو جعل ضمير هو ضمير الشأن وما بعده مبتدأ وخبره يعلم. انظر أبا حيان وَفِي الْأَرْضِ حسن، أي: معبود فيهما وَجَهْرَكُمْ جائز تَكْسِبُونَ كاف، ومثله: معرضين لَمَّا جاءَهُمْ جائز، لأن سوف للتهديد، فيبتدأ بها لأنها لتأكيد الواقع يَسْتَهْزِؤُنَ تام، ولا وقف من قوله: أَلَمْ يَرَوْا، إلى بِذُنُوبِهِمْ فلا يوقف على: مِنْ قَرْنٍ، ولا على ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ، لعطف ما بعده على ما قبله، ولا على مِدْراراً بِذُنُوبِهِمْ حسن آخَرِينَ أحسن مما قبله مُبِينٌ كاف عَلَيْهِ مَلَكٌ حسن لا يُنْظَرُونَ كاف، ومثله: ما يَلْبِسُونَ ماضية ليس مفتوح الموحدة ومضارعه بكسرها، مأخوذ من الإلباس، في الأمر، لا من اللبس الذي ماضيه مكسور الباء ومضارعه بفتحها مِنْ قَبْلِكَ حسن، عند بعضهم يَسْتَهْزِؤُنَ تامّ، ومثله: المكذبين قُلْ لِلَّهِ كاف الرَّحْمَةَ حسن، إن جعلت اللام في لَيَجْمَعَنَّكُمْ جواب قسم محذوف كأنه قال: والله ليجمعنكم، وليس بوقف إن جعلت اللام جوابا لكتب لأن كتب أجرى مجرى القسم فأجيب بجوابه، وهو ليجمعنكم، كما في قوله: لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي قال السجاوندي قال الحسن: أقسم وأحلف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ وفِي الْأَرْضِ حسن وَجَهْرَكُمْ جائز تَكْسِبُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تام مُعْرِضِينَ كاف يَسْتَهْزِؤُنَ تام بِذُنُوبِهِمْ صالح. وقال أبو عمرو: كاف آخَرِينَ حسن، وكذا: سحر مبين. وقال أبو عمرو فيهما: تام عَلَيْهِ مَلَكٌ صالح لا يُنْظَرُونَ تام، وكذا: يلبسون، ويستهزءون،

وأشهد ليس بيمين حتى يقول بالله، أو نواه. والأصح أنها في جواب قسم محذوف، لأن قوله كَتَبَ وعد ناجز، وليجمعنكم وعيد منظر لا رَيْبَ فِيهِ تام، إن رفع الذين على الابتداء والخبر فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ وليس بوقف إن جعل الذين في موضع خفض نعتا للمكذبين، أو بدلا منهم لا يُؤْمِنُونَ تامّ وَالنَّهارِ كاف الْعَلِيمُ تامّ وَالْأَرْضِ حسن وَلا يُطْعَمُ كاف مَنْ أَسْلَمَ حسن مِنَ الْمُشْرِكِينَ كاف، ومثله: عظيم فَقَدْ رَحِمَهُ كاف الْمُبِينُ تام، للابتداء بالشرط إِلَّا هُوَ حسن قَدِيرٌ تامّ فَوْقَ عِبادِهِ حسن الْخَبِيرُ تام أَكْبَرُ شَهادَةً حسن. وقال نافع: الوقف على قُلِ اللَّهُ ثم يبتدئ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ والوقف على وَبَيْنَكُمْ حسن وَمَنْ بَلَغَ أحسن، والتفسير يدلّ على ما قاله محمد ابن كعب القرظي: من بلغته آية من كتاب الله فكأنما رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثم تلا: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ وقيل من بلغ، أي: احتلم لأن من لم يبلغ الحلم غير مخاطب. وقال نافع: الوقف على قُلِ اللَّهُ فيكون خبر مبتدإ محذوف تقديره قل هو الله، ويبتدئ شَهِيدٌ على أنه خبر مبتدإ محذوف تقديره هو شهيد بيني وبينكم قُلْ لا أَشْهَدُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف تُشْرِكُونَ تامّ أَبْناءَهُمُ كاف. وقيل: تام، إن جعل الذين في محل رفع على الابتداء والخبر فهم لا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ والمكذبين قُلْ لِلَّهِ كاف، وكذا: الرحمة لا رَيْبَ فِيهِ تامّ لا يُؤْمِنُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تام وَالنَّهارِ كاف الْعَلِيمُ تام وَلا يُطْعَمُ كاف مَنْ أَسْلَمَ صالح. وقال أبو عمرو: كاف مِنَ الْمُشْرِكِينَ حسن، وكذا: عظيم. وقال أبو عمرو: فيهما وفي بقية رءوس الآي الآتية تامّ فَقَدْ رَحِمَهُ كاف، وكذا: المبين إِلَّا هُوَ صالح قَدِيرٌ حسن فَوْقَ عِبادِهِ صالح الْخَبِيرُ حسن أَكْبَرُ شَهادَةً مفهوم. وقال أبو عمرو: كاف بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ كاف وَمَنْ بَلَغَ حسن. وكذا: قل لا أشهد. وقال أبو عمرو فيهما: كاف مِمَّا تُشْرِكُونَ تام

يؤمنون، ودخلت الفاء في الخبر لما في إبهام الذين من معنى الشرط، وليس بوقف إن جعل الذين نعتا لقوله: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ، أو بدلا منهم لا يُؤْمِنُونَ تامّ بِآياتِهِ كاف، ومثله: الظالمون. وقيل تام: إن علق يوم باذكر محذوفة مفعولا به، وليس بوقف إن علق بمحذوف متأخر تقديره: ويوم نحشرهم كان كيت وكيت فترك ليبقى على الإبهام الذى هو أدخل في التخويف تَزْعُمُونَ كاف، ومثله: مشركين، ويفترون إِلَيْكَ تامّ عند الأخفش، ومثله: وقرأ لا يُؤْمِنُوا بِها حسن أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ كاف، على استئناف ما بعده وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ حسن، للابتداء بالنفي مع واو العطف وَما يَشْعُرُونَ كاف وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ حسن، وجواب لو محذوف، أي: لرأيت أمرا فظيعا شنيعا وحذف ليذهب الوهم إلى كل شيء فيكون ذلك أبلغ في التخويف يا لَيْتَنا نُرَدُّ جائز: على قراءة رفع الفعلين بعده على الاستئناف، أي: ونحن لا نكذب ونحن من المؤمنين رددنا أم لا، وأيضا العامل قد أخذ معموليه، لأن نا اسم ليت، وجملة نردّ في محل الرفع خبر، وذلك من مقتضيات الوقف، وليس بوقف على قراءة نصبهما جوابا للتمني، ولا على قراءة رفعهما عطفا على نردّ، فيدخلان في التمني، ولا على قراءة رفع الأوّل ونصب الثاني، إذ لا يجوز الفصل بين التمني وجوابه مِنَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أَبْناءَهُمُ حسن وقال أبو عمرو: كاف لا يُؤْمِنُونَ تامّ بِآياتِهِ كاف الظَّالِمُونَ حسن تَزْعُمُونَ كاف مُشْرِكِينَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف يَفْتَرُونَ تامّ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ صالح وَقْراً كاف، وكذا: لا يؤمنون بها، وأساطير الأولين وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ حسن، وكذا: يشعرون وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ هنا وعَلى رَبِّهِمْ فيما يأتي كاف، وجواب لو محذوف أي لرأيت أمرا فظيعا يا لَيْتَنا نُرَدُّ جائز: على قراءة رفع الفعلين بعده استئنافا، أي: ونحن لا نكذب ونحن من المؤمنين رددنا أم لا، وليس بوقف على قراءة نصبهما جوابا للتمنى، ولا على قراءة

الْمُؤْمِنِينَ كاف مِنْ قَبْلُ حسن لِما نُهُوا عَنْهُ جائز، على أن التكذيب إخبار من الله على عادتهم وما هم عليه من الكذب في مخاطبة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، فيكون منقطعا عما قبله، وليس بوقف إن رجع إلى ما تضمنته جملة التمني بالوعد بالإيمان، إذ التقدير: يا ليتنا يكون لنا ردّ مع انتفاء التكذيب وكوننا من المؤمنين لَكاذِبُونَ كاف الدُّنْيا حسن، للابتداء بالنفي بِمَبْعُوثِينَ كاف، وقيل: تامّ. ونقل عن جماعة ممن يجهل اللغة أنهم يكرهون الوقف على هذا وأشباهه كقوله: إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ، وقوله: إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ، وقوله: فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ، وقوله: وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً، وقوله: وَقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً، وليس كما ظنوا، وذلك جهل منهم، لأن الوقف على ذلك كله وما أشبهه مما ظاهره كفر، تقدم أن الابتداء بما ظاهره ذلك غير معتقد لمعناه لا يكره ولا يحرم، لأن ذلك حكاية قول قائلها حكاها الله عنهم ووعيد ألحقه الله بالكفار والوقف والوصل في ذلك في المعتقد سواء بل ومثل ذلك المستمع أيضا، وتقدّم ما يغني عن إعادته عَلى رَبِّهِمْ حسن ومثله: بالحقّ، وكذا: وربنا تَكْفُرُونَ تام بِلِقاءِ اللَّهِ جائز، إن جعلت حتى ابتدائية، وليس بوقف إن جعلت غائية لتكذيبهم، لا لخسرانهم، لأنه لا يزال بهم التكذيب إلى قولهم يا حسرتنا وقت مجيء الساعة، فالساعة ظرف للحسرة، والعامل في إذا قوله: يا حسرتنا فَرَّطْنا فِيها تامّ: عند نافع على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة حالية وذو الحال الضمير في قالوا عَلى ظُهُورِهِمْ حسن ما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ رفعهما عطفا على نُرَدُّ فيدخلان في التمني، ولا على قراءة رفع الأوّل ونصب الثاني، إذ لا يجوز الفصل بين التمني وجوابه مِنَ الْمُؤْمِنِينَ كاف، وكذا: من قبل لَكاذِبُونَ حسن، وكذا: بمبعوثين بِالْحَقِّ كاف، وكذا: بلى وربنا تَكْفُرُونَ تامّ بِلِقاءِ اللَّهِ مفهوم عند بعضهم، وكذا: فرّطنا فيها عَلى ظُهُورِهِمْ حسن،

يَزِرُونَ أحسن مما قبله وَلَهْوٌ، ويَتَّقُونَ كلها حسان يعقلون تامّ، وعند من قرأ تَعْقِلُونَ بالفوقية أتمّ الَّذِي يَقُولُونَ جائز، ومثله: فإنهم لا يكذبونك. قال بعضهم: لكن إذا كان بعدها جملة صلح الابتداء بها يَجْحَدُونَ تامّ نَصْرُنا حسن لِكَلِماتِ اللَّهِ أحسن مما قبله الْمُرْسَلِينَ كاف، اتفق علماء الرسم على زيادة الياء في تسعة مواضع: أفائن مات، ومن نبإى المرسلين، وتلقائ نفسي، وإيتائ ذي القربى، ومن آناء الليل، وأ فائن مت، و: أو من ورائ حجاب، وبأييد، وبأييكم المفتون، ورسموا هذه كلها بزيادة الياء، وترسم بالحمرة كما ترى لحكم علمها من علمها وجهلها من جهل سنة متبعة بِآيَةٍ حسن، لأن جواب الشرط محذوف تقديره: فافعل أحد الأمرين ابتغاء النفق وابتغاء السلم، ومثله: الهدى مِنَ الْجاهِلِينَ كاف يَسْمَعُونَ حسن يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جائز يُرْجَعُونَ تامّ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ حسن عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً ليس بوقف لحرف الاستدراك لا يَعْلَمُونَ تامّ أَمْثالُكُمْ حسن، ومثله: من شيء يُحْشَرُونَ تامّ الظُّلُماتِ كاف، للابتداء بالشرط يُضْلِلْهُ حسن مُسْتَقِيمٍ تامّ صادِقِينَ كاف إِيَّاهُ تَدْعُونَ جائز، لأن جواب إن الشرطية منتظر محذوف تقديره، إن كنتم صادقين فأجيبوا إِنْ شاءَ حسن ومفعول شاء محذوف تقديره إن شاء كشفه ما تُشْرِكُونَ تامّ يَتَضَرَّعُونَ كاف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: ما يزرون، ولهو لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ كاف افلا يعقلون تامّ الَّذِي يَقُولُونَ صالح يَجْحَدُونَ تامّ نَصْرُنا صالح، وكذا: لكلمات الله الْمُرْسَلِينَ كاف بِآيَةٍ حسن، وكذا: من الجاهلين. وقال أبو عمرو في الأول: كاف يَسْمَعُونَ تامّ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ صالح يُرْجَعُونَ تامّ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ كاف لا يَعْلَمُونَ تامّ أَمْثالُكُمْ حسن مِنْ شَيْءٍ مفهوم يُحْشَرُونَ تامّ فِي الظُّلُماتِ كاف يُضْلِلْهُ صالح مُسْتَقِيمٍ تامّ صادِقِينَ تامّ بَلْ إِيَّاهُ

تَضَرَّعُوا جائز، كذا قيل قُلُوبُهُمْ مثله على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت الجملة داخلة تحت الاستدراك، فيكون الحامل على ترك التضرّع قسوة قلوبهم وإعجابهم بأعمالهم التي كان الشيطان سببا في تحسينها لهم، وهذا أولى يَعْمَلُونَ كاف، وقيل: تامّ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حسن مُبْلِسُونَ كاف، على استئناف ما بعده الَّذِينَ ظَلَمُوا جائز رَبِّ الْعالَمِينَ تامّ يَأْتِيكُمْ بِهِ حسن، وقيل: كاف. وقيل: تام يَصْدِفُونَ تامّ أَوْ جَهْرَةً لم ينص أحد عليه لكن نصوا على نظيره ووسموه بالتمام في قوله: ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ للاستفهام بعده، وشرطوا في النظير أن يكون منصوصا عليه، فهذا مثله، لأن جملة هَلْ يُهْلَكُ معناها النفي، أي: ما يهلك إلا القوم الظالمون ولذلك دخلت إلا، فهو جائز الظَّالِمُونَ كاف وَمُنْذِرِينَ حسن عَلَيْهِمْ جائز يَحْزَنُونَ تامّ، ومثله: يفسقون خَزائِنُ اللَّهِ حسن الْغَيْبَ أحسن مما قبله إِنِّي مَلَكٌ جائز: وهذه الأجوبة الثلاثة لما سأله المشركون، فالأول جواب لقولهم: إن كنت رسولا فاسأل الله يوسع علينا خيرات الدنيا. والثاني: جواب إن كنت رسولا فأخبرنا بما يقع في المستقبل من المصالح والمضارّ، فنستعد لتحصيل تلك ودفع هذه. والثالث: جواب قولهم: مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ما يُوحى إِلَيَّ كاف، ومثله: البصير، للابتداء بالاستفهام تَتَفَكَّرُونَ تامّ إِلى رَبِّهِمْ، وَلا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تَدْعُونَ جائز ما تُشْرِكُونَ تامّ يَتَضَرَّعُونَ كاف قُلُوبُهُمْ جائز يَعْمَلُونَ كاف أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ صالح مُبْلِسُونَ كاف رَبِّ الْعالَمِينَ تامّ يَأْتِيكُمْ بِهِ حسن يَصْدِفُونَ تامّ الظَّالِمُونَ تامّ وَمُنْذِرِينَ كاف عَلَيْهِمْ جائز يَحْزَنُونَ حسن يَفْسُقُونَ تامّ خَزائِنُ اللَّهِ جائز، وكذا: لا أعلم الغيب إِنِّي مَلَكٌ مفهوم ما يُوحى إِلَيَّ كاف، وكذا: البصير

شَفِيعٌ ليسا بوقف، لأن ليس لهم في موضع الحال وذو الحال الواو في: يحشرون، والعلة في الثاني الابتداء بحرف الترجي، وهو في التعلق كلام كي، أي: وأنذرهم رجاء أن تحصل لهم التقوى يَتَّقُونَ تامّ، ولا وقف من قوله: وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ إلى الظَّالِمِينَ فلا يوقف على من شيء فيهما، لأن فتطردهم جواب للنفي وفتكون جواب النهي لأن وَلا تَطْرُدِ نهي وجوابه فتكون وبعده في التقدير: ما عليك من حسابهم من شيء فهو نفي مقدّم من تأخير، لأنه لو تأخر لكان في موضع الصفة وعليك في موضع خبر المبتدإ كأنه قال: ما شيء من حسابهم عليك وجواب النفي فتطردهم على التقديم والتأخير، فينتفي الحساب والطرد، وصار جواب كل من النهي والنفي على ما يناسبه، فجملة النفي وجوابه معترضة بين النهي وجوابه الظَّالِمِينَ كاف مِنْ بَيْنِنا حسن للاستفهام بعده بِالشَّاكِرِينَ كاف سَلامٌ عَلَيْكُمْ حسن الرَّحْمَةَ كاف، على قراءة من قرأ أنه بكسر الهمزة استئنافا وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي بكسر الهمزة فيهما، وعاصم وابن عامر يفتحان الأولى والثانية، وليس بوقف لمن فتحهما بجعله مع ما بعده بيانا للرحمة، فلا يوقف على ما قبل الأولى، ولا على ما قبل الثانية، لأن الثانية معطوفة على الأولى، فهي منصوبة من حيث انتصبت، فلو أضمر مبتدأ، أي فأمره أنه غفور رحيم، أو هو أنه غَفُورٌ رَحِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: تام نُفَصِّلُ الْآياتِ ليس بوقف، لأن اللام في: ولتستبين متعلقة بما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تَتَفَكَّرُونَ تامّ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ حسن يُرِيدُونَ وَجْهَهُ كاف، وكذا: مِنَ الظَّالِمِينَ مِنْ بَيْنِنا حسن، وكذا: بالشاكرين سَلامٌ عَلَيْكُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف الرَّحْمَةَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وهذا على قراءة إنه بكسر الهمزة استئنافا. وأما على قراءته بالفتح بجعله مع ما بعده بيانا للرحمة فليس بوقف، فإن جعل ذلك على هذه القراءة خبر مبتدإ محذوف كان الوقف على الرحمة كافيا

قبلها الْمُجْرِمِينَ تامّ مِنْ دُونِ اللَّهِ كاف أَهْواءَكُمْ ليس بوقف. لأن إذا متعلقة بقوله: لا أتبع، وإذا منعناها الجزاء، أي: قد ضللت إن اتبعت أهواءكم مِنَ الْمُهْتَدِينَ كاف مِنْ رَبِّي جائز وَكَذَّبْتُمْ بِهِ حسن، ومثله: ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ. إِلَّا لِلَّهِ جائز، ومثله: يقض الحق، وعند من قرأ يَقُصُّ بالصاد أحسن، وتقدم أن رسم يقض بغير ياء بعد الضاد الْفاصِلِينَ كاف. وقيل: تامّ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ كاف بِالظَّالِمِينَ تامّ إِلَّا هُوَ حسن. وقال العباس بن الفضل: تامّ وَالْبَحْرِ حسن، ومثله: في ظلمات الأرض، لمن قرأ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ بالرفع على الابتداء، وبما قرأ الحسن وهي قراءة شاذة، وليس بوقف لمن رفع ذلك على أنه معطوف على المحل في قوله: من ورقة، لأن من زائدة وورقة فاعل تسقط، ويعلمها مطلقا قبل السقوط ومعه وبعده، ويعلمها في موضع الحال من ورقة وهي حال من النكرة كما تقول ما جاء أحد إلا راكبا، وبعضهم وقف على قوله: ولا يابس، ثم استأنف خبرا آخر بقوله: إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ بمعنى وهو في كتاب مبين أيضا. قال: لأنك لو جعلت قوله: إِلَّا فِي كِتابٍ متصلا بالكلام الأول لفسد المعنى إن اعتقد أنه استثناء آخر مستقل يعمل فيه يَعْلَمُها فينقلب معناه إلى الإثبات أي: لا يعلمها إلا في كتاب، وإذا لم يكن إلا في كتاب وجب أن يعلمها في كتاب، فإذا الاستثناء الثاني بدل من الأول أي: وما تسقط من ورقة إلا هي في كتاب ويعلمها اه. سمين. أما لو جعله استثناء مؤكدا للأوّل لم يفسد المعنى، وجعله أبو البقاء استثناء منقطعا تقديره: لكن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ غَفُورٌ رَحِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ نُفَصِّلُ الْآياتِ جائز سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ حسن مِنْ دُونِ اللَّهِ كاف مِنَ الْمُهْتَدِينَ تامّ وَكَذَّبْتُمْ بِهِ حسن، وكذا: ما تستعجلون به يَقُصُّ الْحَقَّ جائز الْفاصِلِينَ تامّ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ كاف بِالظَّالِمِينَ حسن، وكذا: إِلَّا هُوَ، و: ما فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، و: فِي كِتابٍ مُبِينٍ

هو في كتاب مبين، وبهذا التقرير يزول الفساد إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ تامّ أَجَلٌ مُسَمًّى جائز، لأن ثم لترتيب الأخبار مع اتحاد المقصود تَعْمَلُونَ تامّ فَوْقَ عِبادِهِ جائز، ومثله: حفظة لا يُفَرِّطُونَ حسن مَوْلاهُمُ الْحَقِّ كاف، للاستفهام بعده الْحاسِبِينَ تامّ وَخُفْيَةً جائز، لاحتمال الإضمار، أي: يقولون لئن أنجيتنا وتعلق لئن بمعنى القول في تدعونه أصح، وفي: لئن أنجيتنا اجتماع الشرط والقسم، وقرأ الكوفيون أنجانا، والباقون أنجيتنا بالخطاب، وقد قرأ كل بما رسم في مصحفه الشَّاكِرِينَ كاف، وكذا: تشركون، وبأس بعض، ويفقهون، وهو الحق، وبوكيل، ومستقرّ للابتداء بالتهديد مع شدّة اتصال المعنى، وتعلمون للابتداء بالشرط، وفي حَدِيثٍ غَيْرِهِ والظَّالِمِينَ كلها وقوف كافية، وقيل كلها حسان مِنْ شَيْءٍ جائز، ولكن إذا كان بعدها جملة صلح الابتداء بها، أي: ولكن هي ذكرى يَتَّقُونَ تامّ الْحَياةُ الدُّنْيا جائز بِما كَسَبَتْ جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت صفة نفس وَلا شَفِيعٌ حسن، وقيل كاف، للابتداء بالشرط مع العطف لا يُؤْخَذْ مِنْها حسن بِما كَسَبُوا كاف، على استئناف ما بعده يَكْفُرُونَ تامّ، ولا وقف إلى حيران فلا يوقف على قوله: وَلا يَضُرُّنا، ولا على: بعد إذ هدانا الله حَيْرانَ تامّ، على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل صفة لحيران وهو أولى لأن تمام التمثيل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عِبادِهِ مفهوم، وكذا: حفظة لا يُفَرِّطُونَ صالح مَوْلاهُمُ الْحَقِّ حسن الْحاسِبِينَ تامّ مِنَ الشَّاكِرِينَ حسن، وكذا: تشركون، وبأس بعض يَفْقَهُونَ كاف، وكذا: وهو الحق عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ حسن مُسْتَقَرٌّ كاف تَعْلَمُونَ حسن فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ كاف الظَّالِمِينَ حسن يَتَّقُونَ كاف الْحَياةُ الدُّنْيا صالح وَلا شَفِيعٌ كاف لا يُؤْخَذْ مِنْها حسن بِما كَسَبُوا كاف يَكْفُرُونَ تامّ حَيْرانَ حسن، وكذا ائتنا. وقال أبو عمرو في الأول: كاف هُوَ

حيران، والمعنى أن أبويه والمسلمين يقولون له تابعنا على الهدى ائْتِنا حسن. ومثله: الهدى الْعالَمِينَ جائز. قال شيخ الإسلام: وليس بحسن، وإن كان رأس آية لتعلق ما بعده بما قبله لأن التقدير، وأمرنا بأن نسلم، وأن أقيموا الصلاة وَاتَّقُوهُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف تُحْشَرُونَ كاف، ومثله: بالحق إن نصب يوم باذكر مقدّرا مفعولا به، وليس بوقف إن عطف على هاء واتقوه، أو جعل يوم خبر. قوله: قوله الحق والحق صفة، والتقدير قوله الحق كائن يوم يقول كما تقول اليوم القتال أو الليلة الهلال أو عطف على السموات للفصل بين المتعاطفين كُنْ جائز، وكن معمول لقوله، يقول، وقوله: فيكون خبر مبتدإ محذوف تقديره فهو بكون. وهذا تمثيل لإخراج الشيء من العدم إلى الوجود بسرعة، لا أن ثم شيئا يؤمر أو يرجع إلى القيامة يقول للخلق موتوا فيموتون وقوموا فيقومون فَيَكُونُ حسن، ومثله: قوله الحق فِي الصُّورِ كاف، إن رفع ما بعده خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن رفع ذلك نعتا للذي خلق أو قرئ بالخفض بدلا من الهاء في قوله، وله الملك، وهي قراءة الحسن والأعمش وعاصم وَالشَّهادَةِ كاف الْخَبِيرُ تامّ، إن علق إذ باذكر مقدّرا مفعولا به لِأَبِيهِ جائز، لمن رفع آزر على النداء. ثم يبتدئ آزر، وليس بوقف لمن خفضه بدلا من الهاء في أبيه أو عطف بيان، وبذلك قرأ السبعة وهو مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْهُدَى كاف لِرَبِّ الْعالَمِينَ جائز: وليس بحسن وإن كان رأس آية لتعلق ما بعده بما قبله وَاتَّقُوهُ صالح. وقال أبو عمرو: كاف تُحْشَرُونَ كاف بِالْحَقِّ كاف، إن نصب قوله: ويوم يقول باذكر مقدّرا، وليس بوقف إن عطف ذلك على هاء واتقوه أو على السموات للفصل بين المتعاطفين كُنْ صالح، وتقدم الكلام عليه في سورة البقرة فَيَكُونُ حسن. وقال أبو عمرو: تام قَوْلُهُ الْحَقُّ حسن يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ كاف: إن رفع ما بعده خبرا لمبتدإ محذوف، وليس بوقف إن رفع ذلك نعتا للذي خلق وَالشَّهادَةِ كاف، وكذا: الخبير. وقال أبو عمرو: تامّ لِأَبِيهِ آزَرَ

والمانع له من الصرف العلمية ووزن الفعل، وكذا: إن جعل آزر خبر مبتدإ محذوف، أي: هو آزر فيكون بيانا لأبيه، نحو قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ على المعنى هي النار أَصْناماً آلِهَةً حسن، للابتداء بأن مع اتحاد المقول مُبِينٍ حسن، ومثله: والأرض، وليكون من الموقنين، واللام متعلقة بمحذوف، أي: أريناه الملكوت وبعضهم جعل الواو في وليكون زائدة فلا يوقف على الأرض بل على الموقنين، واللام متعلقة بالفعل قبلها إلا أن زيادة الواو ضعيفة، ولم يقل بها إلا الأخفش، أو أنها عاطفة على علة محذوفة، أي: ليستدل وليكون أو ليقيم الحجة على قومه بإفراد الحق، وكونه لا يشبه المخلوقين الْمُوقِنِينَ كاف هذا رَبِّي حسن الْآفِلِينَ كاف هذا رَبِّي حسن، على حذف همزة الاستفهام، أي أهذا ربي كقوله: [الطويل] طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ... ولا لعبا منّي وذو الشيب يلعب وقوله: وتلك نعمة تمنها عليّ تقديره: وأذر الشيب وأ تلك الضَّالِّينَ كاف، هذا أكبر، حسن: تشركون، كاف، وكذا: حنيفا ومن المشركين وَحاجَّهُ قَوْمُهُ حسن وَقَدْ هَدانِ أحسن مما قبله لانتهاء الاستفهام لأن: وقد هدان جملة حالية وصاحبها الياء في أتحاجوني، أي: أتحاجوني فيه حال كوني مهديّا من عنده، ولا أخاف استئناف إخبار. وقوله: في الله، أي: في شأنه ووحدانيته. قاله نافع. قال المعرب والظاهر انقطاع الجملة القولية عما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ صالح، فإن قرئ آزر بالضم على النداء جاز الوقف على قوله: لأبيه للفرق بين القراءتين أَصْناماً آلِهَةً صالح مُبِينٍ حسن وَالْأَرْضِ كاف وكذا: وليكون من الموقنين، واللام متعلقة بمحذوف، أي: ونريه الملكوت، ومنهم من جعل الواو زائدة فلا يوقف على الأرض بل على الموقنين. هذا رَبِّي صالح الْآفِلِينَ كاف هذا رَبِّي صالح الضَّالِّينَ كاف هذا أَكْبَرُ صالح تُشْرِكُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف حَنِيفاً كاف مِنَ الْمُشْرِكِينَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف وَحاجَّهُ قَوْمُهُ صالح، وكذا: وقد

قبلها شَيْئاً حسن، ومثله: علما، وقيل كاف أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ كاف سُلْطاناً حسن تَعْلَمُونَ تام، لتناهي الاستفهام إلى ابتداء الأخبار، ولو وصله بما بعده لاشتبه بأن الذين آمنوا متصل بما قبله، بل هو مبتدأ خبره، أولئك لهم الأمن لأن جواب أن منتظر محذوف تقديره إن كنتم من أهل العلم فأخبروني، أي: الفريقين المشركين أم الموحدين أحق بالأمن. وأضاف أيا إلى الفريقين، ويعني فريق المشركين وفريق الموحدين، وعدل عن أينا أحق بالأمن أنا أم أنتم احترازا من تجريد نفسه فيكون ذلك تزكية لها بِظُلْمٍ ليس بوقف لأن خبر المبتدإ لم يأت وهو: أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ أو الذين مبتدأ وأولئك مبتدأ ثان ولهم الأمن خبر أولئك والجملة من أولئك وما بعده خبر عن الأول، لا إن جعل الذين خبر مبتدإ محذوف، أي: هم الذين ووقف نافع على بظلم كان التقدير عنده، فأي الفريقين أحق بالأمن الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أم الذين لم يؤمنوا؟ فعلى هذا وصلت الذين بما قبله، وابتدأ بأولئك لَهُمُ الْأَمْنُ جائز وَهُمْ مُهْتَدُونَ تامّ عَلى قَوْمِهِ كاف، على استئناف ما بعده، من نشاء كذلك عَلِيمٌ تامّ وَيَعْقُوبَ حسن، ومثله: كلا هدينا لأن نوحا مفعول لما بعده، ولو وصل بما بعده لالتبس بأنه مفعول لما قبله وَنُوحاً هَدَيْنا حسن مِنْ قَبْلُ كاف، على أن الضمير في: ومن ذريته عائد على نوح لأنه أقرب مذكور لأنه ذكر لوطا، وليس هو من ذرية إبراهيم لأن لوطا ابن أخي إبراهيم فهو من ذرية نوح، والمعنى ونوحا هدينا من قبل إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وعدّ من جملة الذرية يونس، وليس هو أيضا من ذرية إبراهيم إلا أن يقال أراد وهدى يونس ولوطا، فعلى هذا التقدير ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ هذان رَبِّي شَيْئاً حسن. وقال أبو عمرو: كاف عِلْماً كاف أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف سُلْطاناً صالح تَعْلَمُونَ تام الْأَمْنُ جائز وَهُمْ مُهْتَدُونَ كاف. وقال أبو عمرو: تامّ مَنْ نَشاءُ كاف، وكذا: عليم. وقوله

يكون الوقف على واليسع كافيا. وقال ابن عباس: هؤلاء الأنبياء مضافون إلى ذرية إبراهيم وإن كان منهم من لم تلحقه ولادة من جهتين من قبل أبّ وأمّ لأن لوطا ابن أخي إبراهيم، والعرب تجعل العمّ أبا كما أخبر الله عن ولد يعقوب، قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ، فإسماعيل عمّ يعقوب، فعلى هذا لم يكن الوقف على كلا هدينا ولا على نوحا هدينا من قبل، والوقف على هذا التأويل على قوله: وإلياس. وإسماعيل منصوب بفعل مضمر وما بعده معطوف عليه بتقدير ووهبنا له اه. نكزاوي وَهارُونَ حسن الْمُحْسِنِينَ كاف وَإِلْياسَ حسن الصَّالِحِينَ كاف وَلُوطاً حسن الْعالَمِينَ كاف، على استئناف ما بعده ويكون التقدير ومن هو من آبائهم، وكذا: إن قدرته وهدينا بعض آبائهم، فمن على هذا التقدير للتبعيض لأن هذه الأسماء ترتب آخرها على أوّلها وَإِخْوانِهِمْ جائز، على إضمار الخبر، المعنى ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم من هو صالح. ثم قال: واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ومُسْتَقِيمٍ كاف مِنْ عِبادِهِ حسن يَعْمَلُونَ كاف وَالنُّبُوَّةَ كاف، للابتداء بالشرط مع الفاء بِكافِرِينَ تامّ اقْتَدِهْ حسن، وقيل تامّ، وأكثر القرّاء يستحسنون الوقف على كل هاء سكت لأن هاء السكت إنما اجتلبت للوقف خاصة أَجْراً حسن، للابتداء بالنفي لأن إن بمعنى ما لِلْعالَمِينَ تامّ مِنْ شَيْءٍ حسن، ومثله: للناس، سواء قرئ ما بعده بالغيبة أم بالخطاب، وقيل إن قرئت، أي: الأفعال الثلاثة وهي يجعلونه قراطيس ويبدونها ويخفون بالغيبة ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ويعقوب ومن قبل كُلًّا هَدَيْنا جائز وَهارُونَ كاف، وكذا: الْمُحْسِنِينَ. وقوله: وَإِلْياسَ، و: مِنَ الصَّالِحِينَ. وقوله: وَلُوطاً، والْعالَمِينَ. وَإِخْوانِهِمْ صالح مُسْتَقِيمٍ كاف، وكذا: من عباده يَعْمَلُونَ حسن وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ كاف وكذا: بكافرين، و: فبهداهم اقتده ذِكْرى لِلْعالَمِينَ تامّ مِنْ شَيْءٍ حسن وَهُدىً

مخاطبة لليهود، وقوله: وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ مخاطبة للمسلمين كان كافيا لأن ما بعده استئناف، وهي قراءة مجاهد وابن كثير وأبي عمرو مخاطبة لمشركي العرب، وإن قرئت بالتاء الفوقية فليس بوقف لأن ما بعده خطاب متصل بالخطاب الذي تقدّم في قوله: قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ فلا يقطع بعضه من بعض قُلِ اللَّهُ حسن، الجلالة فاعل بفعل محذوف، أي: قل أنزله الله أو هو مبتدأ والخبر محذوف، أي: الله أنزله يَلْعَبُونَ تامّ وقال نافع: التام قل الله وَمَنْ حَوْلَها حسن وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ جائز، والذين مبتدأ خبره يؤمنون ولم يتحد المبتدأ والخبر لتغاير متعلقهما يُحافِظُونَ كاف، وقيل تامّ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ حسن، وقيل تامّ غَمَراتِ الْمَوْتِ كاف، وجواب لو محذوف تقديره لرأيت أمرا عظيما، والظالمون مبتدأ خبره في غمرات الموت باسِطُوا أَيْدِيهِمْ جائز. قال ابن عباس: باسطوا أيديهم بالعذاب أَنْفُسَكُمُ حسن: على تقدير محذوف، أي: يقولون أخرجوا أنفسكم، وهذا القول في الدنيا، وقيل في الآخرة، والمعنى خلصوا أنفسكم من العذاب، والوقف على قوله: اليوم، والابتداء بقوله: تجزون عذاب الهون، وقيل اليوم منصوب بتجزون، والوقف حينئذ على أنفسكم، والابتداء بقوله: اليوم، والمراد باليوم وقت الاحتضار أو يوم القيامة غَيْرَ الْحَقِّ كاف، إن جعل ما بعده مستأنفا، وليس بوقف إن عطف على بما كنتم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لِلنَّاسِ كاف، سواء قرئ ما بعده بالغيبة أم بالحضور، وقيل إن قرئ ذلك بالغيبة فالوقف كاف لأن ما بعده استئناف، أو بالحضور فليس بوقف لأن ما بعده خطاب متصل بالخطاب الذي تقدّمه في قوله: قل من أنزل الكتاب قُلِ اللَّهُ حسن. فإن وقف على قوله: ولا آباؤكم لم يقف على قل الله، وأطلق أبو عمرو أن الوقف على قل الله كاف يَلْعَبُونَ تام، وقال في الأصل حسن وَمَنْ حَوْلَها حسن يُؤْمِنُونَ بِهِ صالح يُحافِظُونَ تامّ ما أَنْزَلَ اللَّهُ حسن وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ

معللا جزاء العذاب بكذبهم على الله وباستكبارهم عن آياته تَسْتَكْبِرُونَ كاف، وقيل تامّ، لأنه آخر كلام الملائكة وَراءَ ظُهُورِكُمْ حسن، للابتداء بالنفي شُرَكاءُ أحسن بَيْنَكُمْ كاف، تَزْعُمُونَ: تام وَالنَّوى حسن، وقيل كان استئناف ما بعده مِنَ الْحَيِّ كاف تُؤْفَكُونَ حسن، وقيل وصله أحسن لأن فالق الإصباح تابع لما قبله الْإِصْباحِ حسن، على قراءة وجعل فعلا ماضيا، أي: فلق وجعل ونصب الليل والشمس والقمر، وهي قراءة الكوفيين، وأما على قراءة الباقين وجاعل فالوقف على حسبانا، فعلى قراءة غير الكوفيين الناصب للشمس والقمر، فعل مقدّر تقول: هذا ضارب زيد الآن أو غدا وعمرا فنصب عمرا بفعل مقدّر لا على موضع المجرور باسم الفاعل، وعلى رأي الزمخشري النصب على محل الليل ومنه قوله: [البسيط] هل أنت باعث دينار لحاجتنا ... أو عبد ربّ أخي عون بن مخراق بنصب عبد حُسْباناً حسن، على القراءتين الْعَلِيمِ كاف وَالْبَحْرِ حسن يَعْلَمُونَ تامّ وَمُسْتَوْدَعٌ حسن يَفْقَهُونَ تامّ. قال ابن عباس: مستقرّ في الأرض ومستودع عند الله، وقال ابن مسعود: مستقرّ في الرحم ومستودع في القبر أو مستودع في الدنيا كُلِّ شَيْءٍ جائز، والوقف على خضرا، وعلى متراكبا حسن دانِيَةٌ كاف، لمن رفع جنات مبتدأ، والخبر محذوف تقديره لهم جنات أو مبتدأ، والخبر. محذوف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْمَوْتِ كاف، وجواب لو محذوف أَنْفُسَكُمُ حسن غَيْرَ الْحَقِّ كاف، إن جعل ما بعده استئنافا لا معطوفا على كنتم تَسْتَكْبِرُونَ حسن وَراءَ ظُهُورِكُمْ كاف شُرَكاءُ حسن بَيْنَكُمْ كاف تَزْعُمُونَ تامّ وَالنَّوى حسن مِنَ الْحَيِّ كاف تُؤْفَكُونَ حسن فالِقُ الْإِصْباحِ حسن، على قراءة و: جعل الليل، وأما على قراءة: وجاعل الليل، فالوقف على حسبانا، وهو على القراءتين كاف الْعَلِيمِ حسن. وقال أبو عمرو: تام وَالْبَحْرِ كاف يَعْلَمُونَ حسن. وقال

تقديره وجنات من أعناب أخرجناها وهي قراءة الأعمش، ولا يصح رفعه عطفا على قنوان لأن الجنة من الأعناب لا تكون من القنوان، ومعنى دانية، أي: قريبة تدنو بنفسها لمن يجنيها، وليس بوقف لمن نصب جنات عطفا على حبّا أو على نبات وإن نصبتها بفعل مقدر، أي: وأخرجنا به جنات كانت الوقوف على خضرا وعلى متراكبا وعلى دانية كافية مِنْ أَعْنابٍ جائز وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ حسن، وقيل كاف، وَيَنْعِهِ كاف، وينعه من باب ضرب. يقال ينع الثمر يينع ينعا وينوعا إذا نضج وأدرك وأينع مثله، أي: وانظروا إلى إدراكه واحمراره قرأ الأخوان إلى ثمره بضمتين، والباقون بفتحتين يُؤْمِنُونَ تامّ شُرَكاءَ الْجِنَّ كاف، ومثله: وخلقهم وهو أكفى لمن قرأ: وخلقهم بفتح اللام، وفي الجنّ الحركات الثلاث، فالرفع على تقديرهم الجنّ جوابا لمن قال من الذين جعلوا لله شركاء، فقيل هم الجنّ، وبها قرأ أبو حيوة والنصب على أنه مفعول ثان لجعل، وضعف قول من نصبه بدلا من شركاء لأنه لا يصح للبدل، أي: يحلّ محلّ المبدل منه. فلا يصح وجعلوا لله الجنّ وبالنصب قرأ العامة والجنّ بالجرّ والإضافة. وبها قرأ شعيب بن أبي حمزة ويزيد بن قطيب بِغَيْرِ عِلْمٍ كاف، وقيل تامّ للابتداء بالتنزيه يَصِفُونَ تامّ، على استئناف ما بعده خبر مبتدأ محذوف، أي: هو بديع أو مبتدأ وخبره ما بعده من قوله: أنى يكون له ولد، وعليه فلا يوقف على الأرض لئلا يفصل بين المبتدإ وخبره، وإن جعل بديع بدلا من قوله: لله أو من الهاء في سبحانه أو نصب على المدح جاز الوقف على الأرض وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ حسن، ومثله: كل شيء عَلِيمٌ أحسن منهما إِلَّا هُوَ وفَاعْبُدُوهُ ووَكِيلٌ كلها حسان، ومثلها ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: خضرا مُتَراكِباً حسن. وقال أبو عمرو كاف دانِيَةٌ كاف مِنْ أَعْنابٍ صالح وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ حسن، وكذا: وينعه، ولقوم يؤمنون شُرَكاءَ الْجِنَّ كاف، وكذا: وخلقهم بِغَيْرِ عِلْمٍ حسن يَصِفُونَ تامّ وَالْأَرْضِ صالح

الأبصار الثاني الْخَبِيرُ تامّ من ربكم، حسن: للابتداء بالشرط فَعَلَيْها كاف، للابتداء بالنفي، ومثله: بحفيظ يَعْلَمُونَ تامّ، للابتداء بالأمر مِنْ رَبِّكَ كاف إِلَّا هُوَ حسن الْمُشْرِكِينَ كاف ما أَشْرَكُوا حسن، ومثله: حفيظا بِوَكِيلٍ تامّ مِنْ دُونِ اللَّهِ ليس بوقف لمكان الفاء بِغَيْرِ عِلْمٍ كاف عَمَلَهُمْ حسن، وثم لترتيب الأخبار لا لترتيب الفعل يَعْمَلُونَ كاف، ومثله: لَيُؤْمِنُنَّ بِها عِنْدَ اللَّهِ تامّ وَما يُشْعِرُكُمْ أتمّ: على قراءة أنها بكسر الهمزة، وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو استئناف أخبار عنهم أنهم لا يؤمنون إذا جاءت الآية وما يشعركم، أي: وما يدريكم إيمانهم إذا جاءت فأخبر الله عنهم بما علمه منهم فقال إنها إذا جاءت لا يؤمنون على الاستئناف، وليس بوقف على قراءتها بالفتح وما استفهامية مبتدأ، والجملة بعدها خبرها وهي تتعدى المفعولين. الأول ضمير الخطاب، والثاني محذوف، أي: وأيّ شيء يدريكم إذا جاءتهم الآيات التي يقترحونها لأن التقدير على فتحها لأنها إذا جاءت لا يؤمنون أو بأنها، وقد سأل سيبويه الخليل عنها. فقال هي بمنزلة قول العرب: أين السوق أنك تشتري لنا شيئا، أي: لعلك، فعلى قوله وقفت على يشعركم كما وقفت في المكسورة أيضا، فمن أوجه الفتح كونها بمعنى لعل أو كونها على تقدير العلة. قال الزمخشري: وما يشعركم وما يدريكم أن الآيات التي يقترحونها إذا جاءت لا يؤمنون، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ كاف، وكذا كل شيء عَلِيمٌ حسن، وكذا لا إله إلا هو فَاعْبُدُوهُ كاف وَكِيلٌ حسن الْخَبِيرُ تامّ مِنْ رَبِّكُمْ صالح فَعَلَيْها كاف، وكذا بحفيظ يَعْلَمُونَ تامّ مِنْ رَبِّكَ كاف إِلَّا هُوَ صالح الْمُشْرِكِينَ حسن ما أَشْرَكُوا صالح، وكذا: حفيظا بِوَكِيلٍ حسن بِغَيْرِ عِلْمٍ كاف عَمَلَهُمْ صالح يَعْمَلُونَ حسن، وكذا: ليؤمننّ بها عِنْدَ اللَّهِ

يعني أنا أعلم أنها إذا جاءت لا يؤمنون بها وأنتم لا تدرون، وذلك أن المؤمنين كانوا طامعين إذا جاءت تلك الآيات ويتمنون مجيئها. فقال تعالى وما يدريكم أنهم لا يؤمنون لما سبق في علمي أنهم لا يؤمنون، فعلى هذا لا يوقف على يشعركم، وقد قرأ أبو عمرو بإسكان الراء، وقرأ الدوري رواية بالاختلاس مع كسر همزة أنها فيهما، وقرأ ابن كثير بصلة الميم بالضم مع كسر همزة إنها، وقرأ الباقون بضم الراء مع فتح همزة: أنها وأما بإسكان الراء وفتح الهمزة. فلا يقرؤها أحد لا من السبعة ولا من العشرة، والكلام على سؤال سيبويه لشيخه الخليل بن أحمد، وما يتعلق بذلك يطول أضربنا عنه تخفيفا، وفيما ذكرنا غاية، ولله الحمد. وروى عن قنبل أنه قال: سمعت أحمد بن محمد القوّاس يقول: نحن نقف حيث انقطع النفس إلا في ثلاثة مواضع نتعمد الوقف عليها في آل عمران وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ثم نبتدئ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ وفي الأنعام وَما يُشْعِرُكُمْ ثم نبتدئ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ بكسر الهمزة، وفي النحل إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ثم نبتدئ لِسانُ الَّذِي وزيد عنه موضع رابع في: يس مِنْ مَرْقَدِنا ثم نبتدئ هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ اه النكزاوي لا يُؤْمِنُونَ كاف أَوَّلَ مَرَّةٍ حسن يَعْمَهُونَ تامّ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده يَجْهَلُونَ كاف، ومثله: غرورا ما فَعَلُوهُ جائز وَما يَفْتَرُونَ كاف على أن قوله: ولتصغى متعلق بمحذوف تقديره: وفعلوا ذلك. وقيل لا يوقف على هذه المواضع الثلاثة، لأن قوله: ولتصغى معطوف على: زخرف القول، وهو من عطف المصدر المسبوك على المصدر المفكوك، فلا يفصل بين المعطوف والمعطوف عليه، لأن ترتيب هذه المفاعيل في غاية الفصاحة، لأنه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ وَما يُشْعِرُكُمْ تامّ: على قراءة إنها بكسر الهمزة استئنافا وليس بوقف على قراءتها بالفتح، والمعنى على الأولى وما يشعركم إيمانهم لا يُؤْمِنُونَ كاف أَوَّلَ

أوّلا يكون الخداع، فيكون الميل، فيكون الرّضا، فيكون فعل الاقتراف، فكأن كل واحد مسبب عما قبله، فلا يفصل بينها بالوقف مُقْتَرِفُونَ كاف حَكَماً حسن عند نافع على استئناف ما بعده، ومثله مفصلا مِنَ الْمُمْتَرِينَ تامّ وَعَدْلًا حسن لِكَلِماتِهِ كاف للابتداء بالضمير المنفصل الْعَلِيمُ تامّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ حسن يَخْرُصُونَ كاف، وكذا: عن سبيله للابتداء بالضمير المنفصل بِالْمُهْتَدِينَ تامّ مُؤْمِنِينَ كاف، ومثله: إليه، وبغير علم، وبالمعتدين، وباطنه، كلها وقوف كافية يَقْتَرِفُونَ تامّ لَفِسْقٌ حسن لِيُجادِلُوكُمْ حسن لَمُشْرِكُونَ تام بِخارِجٍ مِنْها حسن يَعْمَلُونَ كاف لِيَمْكُرُوا فِيها حسن وَما يَشْعُرُونَ كاف رُسُلُ اللَّهِ تامّ رسالاته كاف يَمْكُرُونَ كاف. وقيل تامّ للابتداء بالشرط لِلْإِسْلامِ كاف. ومثله: في السماء لا يُؤْمِنُونَ تامّ مُسْتَقِيماً كاف يَذَّكَّرُونَ تامّ عِنْدَ رَبِّهِمْ حسن يَعْمَلُونَ تام لمن قرأ: تحشرهم بالنون، لأنه استئناف وإخبار من الله تعالى بلفظ الجمع، فهو منقطع عما قبله، ومن قرأ بالتحتية يقف على: يعملون أيضا، لأنه إخبار عن الله في قوله: وَهُوَ وَلِيُّهُمْ فهو متعلق به من جهة ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مَرَّةٍ صالح يَعْمَهُونَ تامّ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ مفهوم عند بعضهم يَجْهَلُونَ حسن، وكذا: غرورا يَفْتَرُونَ كاف مُقْتَرِفُونَ حسن مُفَصَّلًا صالح مِنَ الْمُمْتَرِينَ حسن وَعَدْلًا كاف لِكَلِماتِهِ صالح الْعَلِيمُ تامّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ حسن إِلَّا يَخْرُصُونَ تامّ عَنْ سَبِيلِهِ كاف، وكذا: بِالْمُهْتَدِينَ، ومُؤْمِنِينَ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ حسن، وكذا: بغير علم وبالمعتدين وَباطِنَهُ تام، وكذا: يقترفون، و: لفسق لِيُجادِلُوكُمْ كاف لَمُشْرِكُونَ تامّ بِخارِجٍ مِنْها كاف يَعْمَلُونَ حسن، وكذا: ليمكروا فيها وَما يَشْعُرُونَ كاف رُسُلُ اللَّهِ تام رسالاته حسن. وقال أبو عمرو: كاف يَمْكُرُونَ حسن لِلْإِسْلامِ كاف، وكذا: فِي السَّماءِ، ولا يُؤْمِنُونَ. مُسْتَقِيماً حسن يَذَّكَّرُونَ تامّ. وقال أبو عمرو:

المعنى، فهو أنزل من التام، فلا يقطع عنه مِنَ الْإِنْسِ الأول حسن، ومثله: أجلت لنا. وفي السجاوندي: يسكت على: قال، ثم يبتدئ: بقوّة الصوت: النار إشارة إلى أن النار مبتدأ بعد القول، وليست فاعلة بقال إيماء لأنه واقف واصل، وإن قال منفصل عما بعده لفظا إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ كاف عَلِيمٌ تامّ، وكذا: يكسبون، ومعنى نُوَلِّي نسلط بعضهم على بعض حتى ننتقم من الجميع، وكذلك ظلمة الجنّ على ظلمة الإنس. وقيل نكل بعضهم إلى بعض فيما يختارونه من الكفر كما نكلهم غدا إلى رؤسائهم الذين لا يقدرون على تخليصهم من العذاب، أي: كما نفعل ذلك في الآخرة كذلك نفعل بهم في الدنيا، وهذا أولى، قاله النكزاوي هذا حسن، ومثله: على أنفسنا الْحَياةُ الدُّنْيا جائز كافِرِينَ تامّ، ومثله: غافلون، وكذا: درجات مما عملوا، على قراءة: تعملون بالفوقية، لأنه استئناف خطاب على معنى: قل لهم يا محمد، وليس بوقف على قراءته بالتحتية حملا على ما قبله من الغيبة لتعلقه بما قبله، وهو وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا فلا يفصل بعضه من بعض تعملون تامّ على القراءتين ذُو الرَّحْمَةِ حسن آخَرِينَ تامّ لَآتٍ حسن، وقيل كاف. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف عِنْدَ رَبِّهِمْ مفهوم يَعْمَلُونَ حسن. وقال أبو عمرو: إنما يوقف عليه إن قرئ ويوم نحشرهم بالنون لأنه استئناف وإخبار من الله تعالى بلفظ الجمع للتعظيم فهو منقطع عما قبله، وأما على قراءة من قرأه بالياء فلا يوقف عليه، لأن ذلك إخبار عن الله المتقدّم في قوله: وهو وليهم، فهو متعلق به فلا يقطع عنه مِنَ الْإِنْسِ كاف، وكذا: أجلت لنا، و: ما شاء الله حَكِيمٌ عَلِيمٌ حسن يَكْسِبُونَ تامّ يَوْمِكُمْ هذا كاف عَلى أَنْفُسِنا حسن كافِرِينَ تامّ، وكذا: غافلون مِمَّا عَمِلُوا كاف. وقال أبو عمرو: إنما يوقف عليه على قراءة عما تعملون بالتاء الفوقية لأنه استئناف، وأما على قراءته بالتحتية فلا يوقف عليه، لأن ما

اتفق علماء الرسم على أن «إنّ ما» كلمتان: إن كلمة، وما كلمة في هذا المحل، وليس في القرآن غيره بِمُعْجِزِينَ تامّ إِنِّي عامِلٌ حسن، لأن سوف للتهديد، فيبتدأ بها الكلام، لأنها لتأكيد الواقع فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ كاف إن جعلت من مبتدأ والخبر محذوف، تقديره: من له عاقبة الدار فله جزاء الحسنى، وليس بوقف إن جعلت من في موضع نصب، لأن من للاستفهام ووقوع تعلمون على الجملة الاستفهامية، أي: فسوف تعلمون أيكم تكون له عاقبة الدار، ومن حيث كونه رأس آية يجوز عاقِبَةُ الدَّارِ حسن الظَّالِمُونَ تامّ نَصِيباً حسن بِزَعْمِهِمْ جائز، ومثله: لِشُرَكائِنا، وكذا: فلا يصل إلى الله، للفصل بين الجملتين المتضادّتين إِلى شُرَكائِهِمْ حسن ما يَحْكُمُونَ كاف، ومثله: دينهم ما فَعَلُوهُ جائز يَفْتَرُونَ كاف، وكذا: حِجْرٌ، ومثله: افْتِراءً عَلَيْهِ يَفْتَرُونَ كاف عَلى أَزْواجِنا حسن للابتداء بالشرط شُرَكاءُ كاف، ومثله: وصفهم حَكِيمٌ عَلِيمٌ تامّ عَلَى اللَّهِ حسن أُكُلُهُ تامّ عند نافع وخولف، لأن ما بعده معطوف على ما قبله وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ كاف حَصادِهِ حسن وَلا تُسْرِفُوا أحسن الْمُسْرِفِينَ كاف، على استئناف ما بعده، وإن عطف على جنات، أي: وأنشأ من الأنعام حمولة وفرشا كان جائزا لكونه رأس آية، ومثل هذا يقال في مُبِينٌ لأن، ثَمانِيَةَ منصوب بإضمار أنشأ، كأنه قال: وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ ومِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بعده متعلق بما قبله وهو: وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا. عما تعملون تامّ، وكذا آخرين لَآتٍ صالح بِمُعْجِزِينَ تامّ إِنِّي عامِلٌ صالح عاقِبَةُ الدَّارِ جائز لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ حسن نَصِيباً جائز، وكذا: بزعمهم، ولشركائنا إِلى شُرَكائِهِمْ حسن، وكذا: ما يَحْكُمُونَ دِينَهُمْ كاف ما فَعَلُوهُ صالح وَما يَفْتَرُونَ حسن حِجْرٌ كاف، وكذا: افْتِراءً عَلَيْهِ يَفْتَرُونَ حسن شُرَكاءُ

أَزْواجٍ، حَمُولَةً وَفَرْشاً جائز عند نافع خُطُواتِ الشَّيْطانِ كاف مُبِينٌ حسن إن نصب، ثمانية بالعطف على معمول، أنشأ، أو نصب بفعل مقدّر، وليس بوقف إن نصب بدلا من، حمولة، أو مما رزقكم الله لتعلق ما بعده بما قبله وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ جائز، لأن ما بعده استئناف أمر من الله تعالى، ومثله: أم الأنثيين، إن كان حرّم الذكور، فكل ذكر حرام، وإن كان حرّم الإناث، فكل أنثى حرام، واحتج عليهم بهذا لأنهم أحلوا ما ولد حيّا ذكر للذكور وحرّموه على الإناث، وكذا إن قالوا: الأنثيان، وكانوا يحرّمون أيضا الوصيلة وأخاها على الرجال والنساء، وإن قالوا حرّم: ما اشتملت عليه أرحام الأنثيين، فكل مولود منها حرام، وكلها مولود، فكلها إذن حرام، فتخصيص التحريم للبعض دون البعض تحكم، فمن أين جاء هذا التحريم أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ جائز، لأن: أم الأنثيين منصوب بأنشأ صادِقِينَ حسن، أي: إن الله حرّم ذلك وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ جائز أيضا، وكذا الأنثيين، ومثله: أرحام الأنثيين إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهذا كاف فإنه لم يأتكم بني به ولستم تؤمنون بكتاب، فهل شهدتم الله حرّم هذا. وقيل لا وقف من قوله: ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ إلى قوله: إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهذا، لأن ذلك كله داخل في قوله: أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ أي: على تحريم ذلك، لأنه لو جاء التحريم بسبب الذكور لحرّم جميع الذكور، ولو جاء التحريم بسبب الإناث لحرّم جميع الإناث، ولو جاء بسبب اشتمال الرّحم عليه لحرّم الكل. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف، وكذا: وصفهم حَكِيمٌ عَلِيمٌ تامّ عَلَى اللَّهِ حسن مُهْتَدِينَ تامّ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ مفهوم مُتَشابِهٍ كاف، وكذا: يوم حصاده، وكذا: ولا تسرفوا الْمُسْرِفِينَ حسن حَمُولَةً وَفَرْشاً صالح خُطُواتِ الشَّيْطانِ كاف مُبِينٌ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وهذا إن نصب ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ بالعطف على معمول أنشأ أو بإضمار كلوا. فإن نصب بدلا من حمولة، أو: مما رزقكم الله فليس ذلك وقفا

اتفق علماء الرسم على أن ما كان من الاستفهام فيه ألفان أو ثلاثة، نحو آلذَّكَرَيْنِ وأَ إِلهٌ مَعَ اللَّهِ* فهو بألف واحدة اكتفاء بها كراهة اجتماع صورتين متفقتين بِغَيْرِ عِلْمٍ كاف الظَّالِمِينَ تامّ يَطْعَمُهُ جائز: إن جعل الاستئناف منقطعا، لأن المستثنى منه ذات، والمستثنى معنى، وذلك لا يجوز، وكذا لا يجوز إن جعل مفعولا من أجله، والعامل فيه أهلّ مقدّما عليه، نظيره في تقديم المفعول من أجله على عامله، قوله: [الطويل] طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ... ولا لعبا منّي وذو الشيب يلعب فاسم يكون ضمير مذكر يعود على: محرّما، أي: إلا أن يكون المحرّم ميتة وليس بوقف إن جعل الاستثناء متصلا: أو إلا أن يكون ميتة وإلا دما مسفوحا وإلا لحم خنزير رِجْسٌ ليس بوقف، لأن قوله: أو فسقا مقدّم في المعنى، كأنه قال: إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو فسقا، فهو منصوب عطفا على خبر يكون، أي: إلا أن يكون فسقا، أو نصب على محل المستثنى، وقيل وقف إن نصب فسقا بفعل مضمر تقديره، أو: يكون فسقا، وقرأ ابن عامر: إلا أن تكون ميتة بالتأنيث ورفع ميتة، فتكون تامّة، ويجوز أن تكون ناقصة والخبر محذوف، أي: إلا أن تكون تلك ميتة أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ حسن رَحِيمٌ كاف ظُفُرٍ حسن، وهو للإبل والنعام، وعند أهل اللغة: أن ذا الظفر من الطير: ما كان ذا مخلب، وقوله: شُحُومَهُما قال ابن جريج: هو كل شحم لم يكن مختلطا بعظم ولا على عظم، وهذا أولى لعموم الآية، وللحديث المسند عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لتعلق ما بعده بما قبله إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهذا حسن. وقال أبو عمرو: كاف بِغَيْرِ عِلْمٍ كاف الظَّالِمِينَ تامّ طاعِمٍ يَطْعَمُهُ جائز: عند بعضهم إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً حسن، عند بعضهم فَإِنَّهُ رِجْسٌ حسن، وكذا: لغير الله به، و: رحيم

«قاتل الله اليهود حرّمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها» إلا ما حملت ظهورهما، أي: إلا شحوم الجنب وما علق بالظهر فإنها لم تحرّم عليهم أَوِ الْحَوايا واحدتها حاوية بتخفيف الياء، وحوية بتشديد الياء: هي ما تحوّى من البطن، أي: ما استدار منها بِعَظْمٍ حسن، ومثله: ببغيهم لَصادِقُونَ تامّ، أي: حرّمنا عليهم هذه الأشياء لأنهم كذبوا، فقالوا: لم يحرّمها الله علينا، وإنما حرّمها إسرائيل على نفسه فاتبعناه واسِعَةٍ كاف الْمُجْرِمِينَ تامّ مِنْ شَيْءٍ حسن، ومثله: بأسنا، وكذا: فتخرجوه لنا تَخْرُصُونَ تامّ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ حسن للابتداء: بالمشيئة أَجْمَعِينَ كاف هذا حسن، ومثله: معهم، وكذا: بالآخرة على استئناف ما بعده وقطعه عما قبله، وليس بوقف إن عطف على ما قبله يَعْدِلُونَ تامّ، أي: يجعلون له عديلا وشريكا ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ حسن، ثم يبتدئ: عليكم أن لا تشركوا على سبيل الإغراء، أي: الزموا نفي الإشراك وإغراء المخاطب فصيح، نقله ابن الأنباري. وأما إغراء الغائب فضعيف، والوقف على: عليكم جائز إن جعل موضع أن رفعا مستأنفا تقديره. هو أن لا تشركوا، أو نصبا، أي: وحرّم عليكم أن لا تشركوا، ولا زائدة، ومعناه: حرم عليكم الإشراك، وليس بوقف إن علق عليكم بحرّم، وهو اختيار البصريين، أو علق: باتل، وهو اختيار الكوفيين، فهو من باب الإعمال، فالبصريون يعملون الثاني، والكوفيون يعملون الأول، وكذا إن جعلت أن بدلا من ما، أو جعلت أن بمعنى: لئلا تشركوا، أو بأن لا تشركوا لتعلق الثاني بالأول شَيْئاً حسن، ومثله: إحسانا على استئناف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْمُجْرِمِينَ تامّ مِنْ شَيْءٍ كاف، وكذا: بأسنا فَتُخْرِجُوهُ لَنا حسن إِلَّا تَخْرُصُونَ تامّ، وكذا: أجمعين هذا كاف فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ حسن بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ تامّ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً حسن مِنْ إِمْلاقٍ صالح وَإِيَّاهُمْ كاف،

النهي بعده، أي: وأحسنوا بالوالدين إحسانا، فإحسانا مصدر بمعنى الأمر مِنْ إِمْلاقٍ جائز وَإِيَّاهُمْ كاف، ومثله: وما بطن، للفصل بين الحكمين، وكذا: بالحق تَعْقِلُونَ كاف أَشُدَّهُ حسن، ومثله: بالقسط على استئناف ما بعده للفصل بين الحكمين وليس بوقف إن جعل ما بعده حالا، أي: أوفوا غير مكلفين إِلَّا وُسْعَها جائز، ولا يوقف على: فاعدلوا، لأن قوله: وَلَوْ كانَ مبالغة فيما قبله بالأمر بالعدل وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى جائز أَوْفُوا كاف، لأنه آخر جواب إذا تَذَكَّرُونَ تامّ: على قراءة حمزة والكسائي: وإن هذا بكسر همزة إن وتشديد النون، ويؤيدها قراءة الأعمش وهذا صِراطِي بدون إنّ، وجائز على قراءة من فتح الهمزة وشدّد أن، وبها قرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير وعاصم، وكذا على قراءة ابن عامر، ويعقوب وَأَنَّ هذا بفتح الهمزة وإسكان النون، وعلى قراءتهما تكون أن معطوفة على: أَلَّا تُشْرِكُوا، فلا يوقف على: تَعْقِلُونَ، وجائز أيضا على قراءة ابن عامر غير أنه يحرّك الياء من: صراطي، وإن عطفتها على: أتل ما حرم، أي: وأتل عليكم أن هذا، فلا يوقف على ما قبله إلى قوله: فَاتَّبِعُوهُ والوقف على فَاتَّبِعُوهُ حسن، ومثله: عن سبيله تَتَّقُونَ كاف وَرَحْمَةً ليس بوقف، لأنه لا يبدأ بحرف الترجي يُؤْمِنُونَ تامّ فَاتَّبِعُوهُ حسن تُرْحَمُونَ جائز، وما بعده متعلق بما قبله، أي: فاتبعوه لئلا تقولوا، لأن أن منصوبة بالإنزال، كأنه قال: وهذا كتاب أنزلناه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: ما بطن، وبالحق لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ حسن حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ صالح بِالْقِسْطِ كاف إِلَّا وُسْعَها صالح ذا قُرْبى مفهوم وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا كاف تَذَكَّرُونَ حسن، وقال أبو عمرو: تام، وهذا على قراءة وإن هذا بكسر الهمزة. أما على قراءة فتحها فليس ذلك وقفا فَاتَّبِعُوهُ حسن عَنْ سَبِيلِهِ كاف، وكذا: تَتَّقُونَ يُؤْمِنُونَ حسن فَاتَّبِعُوهُ كاف لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ

لئلا تقولوا إنما أنزل مِنْ قَبْلِنا جائز لَغافِلِينَ ليس بوقف لعطف، أو تقولوا على: أن تقولوا، ومن حيث كونها رأس آية يجوز وَرَحْمَةٌ حسن. وقيل كاف للابتداء بالاستفهام وَصَدَفَ عَنْها كاف يَصْدِفُونَ تامّ للابتداء بالاستفهام آياتِ رَبِّكَ الأولى حسن، ويوم منصوب بلا ينفع، وإيمانها فاعل ينفع واجب تأخيره لعود الضمير على المفعول، نحو: ضرب زيد غلامه، ونحو: وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ خَيْراً كاف مُنْتَظِرُونَ تامّ فِي شَيْءٍ كاف يَفْعَلُونَ تامّ للابتداء بالشرط أَمْثالِها كاف: على القراءتين، أعني تنوين عشر، ورفع: أمثالها، أو بالإضافة إِلَّا مِثْلَها حسن على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من الفريقين، ولا يوقف: على أمثالها، لأن العطف يصير الشيئين كالشيء الواحد يُظْلَمُونَ تامّ مُسْتَقِيمٍ جائز إن نصب دينا بإضمار فعل تقديره: هداني دينا قيما، أو على أنه مصدر على المعنى، أي: هداني هداية دين قيم، أو نصب على الإغراء، أي: الزموا دينا، وليس بوقف إن جعل بدلا من محل إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ لأن: هدى تارة يتعدى بإلى، كقوله إِلى صِراطٍ وتارة بنفسه إلى مفعول ثان، كقوله: وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ حَنِيفاً كاف، للابتداء بالنفي الْمُشْرِكِينَ تامّ الْعالَمِينَ حسن لا شَرِيكَ لَهُ أحسن منه لانتهاء التنزيه وَبِذلِكَ أُمِرْتُ أحسن منهما أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ تامّ كُلِّ شَيْءٍ حسن إِلَّا عَلَيْها كاف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جائز: وليس بحسن وإن كان رأس آية لتعلق ما بعده بما قبله أَهْدى مِنْهُمْ صالح وَرَحْمَةٌ كاف وَصَدَفَ عَنْها حسن، وكذا: بما كانوا يصدفون. وقال أبو عمرو فيه: تامّ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ كاف فِي إِيمانِها خَيْراً حسن. وقال أبو عمرو: كاف مُنْتَظِرُونَ تامّ فِي شَيْءٍ كاف يَفْعَلُونَ تامّ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها كاف لا يُظْلَمُونَ تامّ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ صالح حَنِيفاً كاف مِنَ الْمُشْرِكِينَ تامّ

وِزْرَ أُخْرى حسن، لأن ثم لترتيب الأخبار مع اتّحاد المقصود تَخْتَلِفُونَ تامّ: هو من الوقوف المنصوص عليها، ولعل إسقاط شيخ الإسلام له سبق قلم، أو أنه تبع فيه الأصل الذي اختصره فِي ما آتاكُمْ كاف سَرِيعُ الْعِقابِ جائز، فصلا بين التحذير والتبشير، وارتضاه بعضهم فرقا بين الفريقين المقابلين، ولا يخلط أحدهما بالآخر وقال أبو حاتم السجستاني: لا أقف على سريع العقاب حتى أقول: وإنه لغفور رحيم، ومثله: ما في سورة الأعراف، لأن الكلام مقرون بالأول، وهو بمنزلة قوله: نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ فإن الثاني مقرون بالأول ومحمول عليه فلا يوقف على أحدهما حتى يؤتى بالثاني، هذا ما ذهب إليه أبو حاتم السجستاني، ووافقه على ذلك يحيى بن نصير الشهير بالنحوي، رحم الله الجميع وجزاهما الله أحسن الجزاء، آخر السورة تام. اتفق علماء الرسم على قطع: في ما أوحي، في وحدها، وما وحدها، وفي ما آتاكم، في وحدها، وما وحدها كما مرّ التنبيه عليه. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ حسن لا شَرِيكَ لَهُ كاف، وكذا: وبذلك أمرت أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ تامّ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ حسن. وقال أبو عمرو: كاف إِلَّا عَلَيْها كاف وِزْرَ أُخْرى صالح. فِي ما آتاكُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، ولا وقف على: سريع العقاب، بل على غفور رَحِيمٌ، آخر السورة للمقارنة بينهما، ومثله قوله في الأعراف: لسريع العقاب.

سورة الأعراف

سورة الأعراف مكية (¬1) إلا قوله: واسألهم عن القرية الثمان أو الخمس آيات، إلى قوله: وإذ نتقنا الجبل فمدني، وهي مائتان وخمس آيات في البصري والشامي، وست في المدني والمكي والكوفي، اختلافهم في خمس آيات المص عدّها الكوفي مخلصين له الدين، عدّها البصري والشامي كما بدأكم تعودون، عدّها الكوفي، ضعفا من النار عدّها المدنيان والمكي الحسنى على بني إسرائيل، الثالث عدّها المدنيان، وكلهم عدّ بني إسرائيل الأول والثاني ولم يعدّوا الرابع ولا قوله: من الجنّ والإنس. وفيها ما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع أربعة مواضع: فدلاهما بغرور، ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين، وخرّ موسى صعقا، عذابا شديدا، وكلمها ثلاثة آلاف وثلاثمائة وخمس وعشرون كلمة، وحروفها أربعة عشر ألفا وثلاثمائة وعشرة أحرف المص تقدّم أن في الحروف التي في فواتح السور الحركات الثلاث الرفع والنصب والجرّ، فالرفع من وجهين والنصب من وجه والجرّ من وجه، فالرفع كونها مبتدأ والخبر فيم بعدها أو خبر مبتدإ محذوف، والنصب كونها مفعولا لفعل محذوف، والجرّ على إضمار حرف القسم أو هي قسم. فعلى أنها مبتدأ أو خبر مبتدأ أو مفعول فعل محذوف، فالوقف عليها كاف، وإن جعل كتاب خبر مبتدأ محذوف ـــــــــــــــــــــــــ سورة الأعراف مكية إلا قوله: واسألهم عن القرية الثمان، أو الخمس آيات فمدني المص تقدم ¬

_ (¬1) وهي مائتان وست في الكوفي والحجازي، وخمس في الباقي والخلاف في خمس آيات: المص (1) كوفي. تَعُودُونَ (29) كوفي. لَهُ الدِّينَ (29) بصري وشامي. ضِعْفاً مِنَ النَّارِ (38) حجازي. الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ حجازي. «التلخيص» (265)، «جمال القراء» (1/ 22).

تقديره هذا كتاب كان الوقف على: المص تاما، وإن جعل في موضع جرّ على القسم والجواب محذوف جاز الوقف عليها، وليس بوقف إن جعل قسما وما بعده جوابه، والتقدير وهذه الحروف إنّ هذا الكتاب يا محمد هو ما وعدت به، وحينئذ فلا يوقف على المص، وهكذا يقال في جميع الحروف التي في أوائل السور على القول بأنها معربة، وأن لها محلا من الإعراب كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ جائز، لأن كتاب خبر مبتدإ محذوف، وأنزل جملة في موضع رفع صفة لكتاب، أي: كتاب موصوف بالإنزال إليك حَرَجٌ مِنْهُ كاف، إن علقت لام كي بفعل مقدّر، أي: أنزلناه إليك لتنذر به وليس بوقف إن علقت بأنزل لِتُنْذِرَ بِهِ حسن، إن جعل ما بعده مستأنفا خبر مبتدإ محذوف، أي: وهو ذكرى للمؤمنين وحذف مفعول لتنذر، أي: لتنذر الكافرين، ليس بوقف إن عطفت، وذكرى على كتاب لتعلق اللام بأنزل أو عطفته على لتنذر، أي: وتذكرهم وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ تامّ إن جعل الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، والمراد أمّته، وليس بوقف إن جعل الخطاب للأمّة وحدها، لأنه يكون الإنذار بمعنى القول، أي لتقول يا محمد اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز مِنْ رَبِّكُمْ جائز أَوْلِياءَ كاف. وقال أبو حاتم: تام تَذَكَّرُونَ تامّ قائِلُونَ كاف. وقيل: تام ظالِمِينَ كاف، ومثله: المرسلين. وقيل ليس بكاف لعطف فَلَنَقُصَّنَّ على فَلَنَسْئَلَنَّ بِعِلْمٍ أكفى منهما غائِبِينَ تامّ الْحَقُّ حسن. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الكلام عليه في سورة البقرة كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ صالح حَرَجٌ مِنْهُ كاف لِتُنْذِرَ بِهِ صالح إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف، وإن جعل معطوفا على قوله: لتنذر فليس بوقف لِلْمُؤْمِنِينَ تامّ مِنْ رَبِّكُمْ جائز أَوْلِياءَ كاف تَذَكَّرُونَ حسن. وقال أبو عمرو فيهما: تامّ قائِلُونَ كاف، وكذا: ظالمين، والمرسلين بِعِلْمٍ صالح غائِبِينَ حسن، وكذا: الحق الْمُفْلِحُونَ كاف يَظْلِمُونَ تامّ

وقيل: كاف، للابتداء بالشرط الْمُفْلِحُونَ كاف يَظْلِمُونَ تامّ مَعايِشَ كاف، وقيل: تامّ، ومعايش جمع معيشة فلا يهمز، لأن ياءه أصلية عين الكلمة غير زائدة ولا منقلبة. وأما الهمز في بضائع ورسائل فمنقلب عن ألف، وفي عجائز عن واو تَشْكُرُونَ تامّ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ جائز، ومثله: لآدم، والوصل أوضح لعطف الماضي على فعل الأمر بفاء التعقيب إِلَّا إِبْلِيسَ جائز مِنَ السَّاجِدِينَ كاف إِذْ أَمَرْتُكَ حسن: لما فيه من الفصل بين السؤال والجواب، وذلك أن الفعل الذي بعده جواب إلا أن الفاء حذفت منه وما استفهامية مبتدأ، والجملة بعدها خبر ما، أي: أيّ شيء منعك من السجود، أو أن لا تسجد، أو ما الذي دعاك أن لا تسجد أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ جائز مِنْ طِينٍ كاف، ومثله: من الصاغرين، ويبعثون، والمنظرين الْمُسْتَقِيمَ جائز وَعَنْ شَمائِلِهِمْ كاف، عند العباس بن الفضل، وقال غيره: ليس بكاف لاتصال ما بعده به. قاله النكزاوي شاكِرِينَ كاف مَدْحُوراً تامّ، عند نافع وأبي حاتم على أن اللام التي بعده لام الابتداء، ومن موصولة، ولأملأن جواب قسم محذوف بعد من تَبِعَكَ لسد جواب القسم مسدّه وذلك القسم المحذوف جوابه في موضع خبر من الموصولة أَجْمَعِينَ كاف مِنْ حَيْثُ شِئْتُما جائز الظَّالِمِينَ كاف مِنْ سَوْآتِهِما جائز. وقيل: كاف الْخالِدِينَ كاف النَّاصِحِينَ حسن. وقيل: ليس بوقف للعطف بِغُرُورٍ أحسن مما قبله ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مَعايِشَ كاف تَشْكُرُونَ تامّ لِآدَمَ كاف مِنَ السَّاجِدِينَ تامّ إِذْ أَمَرْتُكَ كاف مِنْ طِينٍ صالح مِنَ الصَّاغِرِينَ كاف، وكذا: يبعثون، ومن المنظرين الْمُسْتَقِيمَ صالح وَعَنْ شَمائِلِهِمْ كاف شاكِرِينَ حسن، وكذا: مدحورا أَجْمَعِينَ تامّ مِنْ حَيْثُ شِئْتُما مفهوم مِنَ الظَّالِمِينَ كاف مِنْ سَوْآتِهِما صالح مِنَ الْخالِدِينَ كاف لَمِنَ النَّاصِحِينَ صالح بِغُرُورٍ كاف،

مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ كاف، لأنه آخر جواب لما مُبِينٌ حسن أَنْفُسَنا صالح. وقيل: ليس بوقف لأن ما بعده متصل به مِنَ الْخاسِرِينَ كاف اهْبِطُوا حسن. وقال الأخفش تامّ، إن جعل ما بعده مبتدأ خبره لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال من الضمير في اهبطوا، أي: اهبطوا متباغضين عَدُوٌّ كاف إِلى حِينٍ تامّ، ومثله: تخرجون وَرِيشاً كاف، على قراءة وَلِباسُ التَّقْوى بالرفع خبر مبتدإ محذوف، وبها قرأ حمزة وعاصم وابن كثير وأبو عمرو وليس بوقف على قراءته بالنصب عطفا على لباسا، أي: أنزلنا لباسا وأنزلنا لباس التقوى، وبها قرأ نافع وابن عامر والكسائي ذلِكَ خَيْرٌ كاف، على القراءتين، أي: لباس التقوى خير من الثياب، لأن الفاجر وإن ليس الثياب الفاخرة فهو دنس. وقيل: لباس التقوى الحياء مِنْ آياتِ اللَّهِ ليس بوقف، لأن ما بعده حرف ترجّ، وهو لا يبدأ به يَذَّكَّرُونَ تامّ مِنَ الْجَنَّةِ ليس بوقف، لأن ينزع حال من الضمير في الشيطان لتسببه في ذلك سَوْآتِهِما كاف. وقال أبو حاتم: تامّ للابتداء بعده بأنه، وليس بوقف على قراءة عيسى بن عمر أنه بفتح الهمزة، والتقدير لأنه مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ تامّ لا يُؤْمِنُونَ كاف أَمَرَنا بِها حسن، وجه حسنه أنه فاصل بين الاعتقادين، إذ تقليد الكفار آباءهم ليس طريقا لحصول العلم، وقولهم والله أمرنا بها افتراء عليه تعالى، إذ كل كائن مراد لله تعالى وإن لم يكن مرضيّا له ولا آمرا به، وما ليس بكائن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: من ورق الجنة عَدُوٌّ مُبِينٌ حسن ظَلَمْنا أَنْفُسَنا صالح مِنَ الْخاسِرِينَ تامّ اهْبِطُوا حسن. وقال أبو عمرو: كاف عَدُوٌّ كاف إِلى حِينٍ حسن تُخْرَجُونَ تامّ وَرِيشاً حسن: على قراءة وَلِباسُ التَّقْوى بالرفع مبتدأ، وليس بوقف على قراءة ذلِكَ بالنصب عطفا على لباسا ذلِكَ خَيْرٌ حسن يَذَّكَّرُونَ تامّ سَوْآتِهِما كاف لا تَرَوْنَهُمْ تام لا يُؤْمِنُونَ كاف أَمَرَنا

ليس بمراد له تعالى. إذ قد أمر العباد بما لم يشأه منهم كأمره بالإيمان من علم موته على الكفر كإبليس ووزيريه أبوي جهل ولهب، إذ هم مكلفون بالإيمان نظرا للحالة الراهنة لقدرتهم ظاهرا وإن كانوا عاجزين عنه باطنا لعلم الله تعالى بأنهم لا يؤمنون، إذ قد علم تعالى ممن يموت على الكفر عدم إيمانه، فامتنع وجود الإيمان منه، وإذا كان وجود الإيمان ممتنعا فلا تتعلق الإرادة به لأنها تخصيص أحد الشيئين بالفعل أو الترك بالوقوع تعالى أن يكون في ملكه ما لا يريد بِالْفَحْشاءِ أحسن مما قبله. وقال نافع: تامّ ما لا تَعْلَمُونَ كاف، وكذا: بالقسط كُلِّ مَسْجِدٍ جائز، ومثله: له الدين على أن الكاف في محل نصب نعت المصدر محذوف تقديره تعودون عودا مثل ما بدأكم، وتامّ إن نصب فريقا بهدى أو جعلت الجملتان مستأنفتين، وليس بوقف إن نصبتا حالين من فاعل تعودون، أي: تعودون فريقا مهديا، وفريقا حاقا عليه الضلالة. والوقف حينئذ على الضلالة. ويدل لهذا ما في مصحف أبيّ بن كعب: كما بدأكم تعودون فريقين فريقا هدى. وفريق حق عليهم الضلالة، فنصب فريقا الثاني بإضمار فعل يفسره ما بعده، أي: وأضلّ فريقا، فهو من باب الاشتغال، وروى عن محمد بن كعب القرظي أنه قال في هذه الآية يختم للمرء بما بدئ به، ألا ترى أن السحرة كانوا كفارا. ثم ختم لهم بالسعادة، وأن إبليس كان مع الملائكة مؤمنا ثم عاد إلى ما بدئ به، فعلى هذه التأويلات لا يوقف على تعودون، قاله النكزاوي الضَّلالَةُ حسن مِنْ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بِها حسن بِالْفَحْشاءِ كاف ما لا تَعْلَمُونَ تامّ بِالْقِسْطِ كاف كُلِّ مَسْجِدٍ صالح تَعُودُونَ حسن، وكذا: الضلالة مِنْ دُونِ اللَّهِ جائز مُهْتَدُونَ تامّ وَاشْرَبُوا كاف، وكذا: ولا تسرفوا الْمُسْرِفِينَ تامّ مِنَ الرِّزْقِ كاف فِي الْحَياةِ الدُّنْيا كاف عند بعضهم على قراءة رفع: خالصة، وليس بوقف على قراءة نصبها يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لِقَوْمٍ

دُونِ اللَّهِ جائز مُهْتَدُونَ تامّ مَسْجِدٍ جائز وَاشْرَبُوا حسن وَلا تُسْرِفُوا أحسن مما قبله الْمُسْرِفِينَ تامّ مِنَ الرِّزْقِ حسن، وكذا: في الحياة الدنيا على قراءة نافع خالصة بالرفع استئنافا خبر مبتدإ محذوف تقديره هي خالصة للمؤمنين يوم القيامة أو الرفع خبر بعد خبر، والخبر الأول هو للذين آمنوا والتقدير قل الطيبات مستقرّة للذين آمنوا في الحياة الدنيا وهي خالصة لهم يوم القيامة، وإن كانوا في الدنيا تشاركهم الكفار فيها، وليس بوقف على قراءة باقي السبعة بالنصب على المحل من الضمير المستكنّ في الجار والمجرور، الواقع خبرا لهي، والتقدير قل هي مستقرّة للذين آمنوا في حال خلوصها لهم يوم القيامة ويَوْمَ الْقِيامَةِ حسن يَعْلَمُونَ كاف، ولا وقف من قوله: قل إنما حرّم ربي إلى ما لا تعلمون، فلا يوقف على ولا على: بغير الحق، ولا على: سلطانا لا تساق الكلام بعضه ببعض لأن العطف يصير الأشياء كالشيء الواحد ما لا تَعْلَمُونَ تامّ أَجَلٌ جائز أَجَلُهُمْ ليس بوقف، لأن جواب إذا لم يأت وَلا يَسْتَقْدِمُونَ تامّ، لانتهاء الشرط بجوابه آياتِي ليس بوقف، لأن الفاء في جواب إن الشرطية في قوله: إمّا يأتينكم عَلَيْهِمْ جائز يَحْزَنُونَ تامّ أَصْحابُ النَّارِ جائز: خالِدُونَ، تامّ بِآياتِهِ حسن، وكاف عند أبي حاتم مِنَ الْكِتابِ حسن، وتامّ: عند نافع يَتَوَفَّوْنَهُمْ ليس بوقف، لأن قالوا جواب إذا مِنْ دُونِ اللَّهِ حسن عَنَّا جائز كافِرِينَ تامّ فِي النَّارِ كاف لَعَنَتْ أُخْتَها حسن جَمِيعاً ليس بوقف لأن قالت ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يَعْلَمُونَ تامّ ما لا تَعْلَمُونَ كاف. وقال أبو عمرو: تامّ أَجَلٌ صالح وَلا يَسْتَقْدِمُونَ تامّ عَلَيْهِمْ جائز يَحْزَنُونَ تامّ أَصْحابُ النَّارِ مفهوم خالِدُونَ حسن بِآياتِهِ كاف، وكذا: من الكتاب مِنْ دُونِ اللَّهِ صالح كافِرِينَ تامّ فِي النَّارِ كاف لَعَنَتْ أُخْتَها صالح مِنَ النَّارِ كاف لا

جواب إذا فلا يفصل بينهما بالوقف ضِعْفاً مِنَ النَّارِ حسن لا تَعْلَمُونَ كاف مِنْ فَضْلٍ حسن تَكْسِبُونَ تامّ. ولا وقف إلى قوله: في سمّ الخياط، فلا يوقف على عنها، ولا على أبواب السماء فِي سَمِّ الْخِياطِ حسن، والكاف نعت لمصدر محذوف، أي: مثل ذلك الجزاء نجزي نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ كاف غَواشٍ حسن، الظَّالِمِينَ تامّ إِلَّا وُسْعَها جائز، إن جعلت جملة لا نُكَلِّفُ خبر والذين آمنوا، وليس بوقف إن جعلت جملة أولئك الخبر، وتكون جملة لا نكلف اعتراضا بين المبتدأ والخبر، وفائدة الاعتراض تنبيه الكفار على أن الجنة مع عظم محلها يوصل إليها بالعمل اليسير من غير مشقة أَصْحابُ الْجَنَّةِ جائز خالِدُونَ كاف مِنْ غِلٍّ جائز، على استئناف ما بعده، قيل إن أهل الجنة إذا سيقوا إليها وجدوا عند بابها شجرة في أصل ساقها عينان فيشربون من واحدة منهما فينزع ما في صدورهم من غلّ، فهو الشراب الطهور، ويشربون من الأخرى فتجري عليهم نضرة النعيم فلن يسغبوا ولن يشحنوا بعدها أبدا اه كواشي الْأَنْهارُ حسن، وقيل كاف لِهذا كاف على قراءة من قرأ ما بعده بالواو، حسن على قراءة من قرأه بلا واو، وجوابه لولا الجملة قبلها، وهو وما كنا لنهتدي، أي: من ذوات أنفسنا لَوْلا أَنْ هَدانَا اللَّهُ فأن وما في حيزها في محل رفع بالابتداء والخبر محذوف، وجواب لولا مدلول عليه بقوله: وما كنا لنهتدي، وقرأ الجماعة «وما كنا» بواو وهو كذا في مصاحف الأمصار وفيها وجهان: أظهرهما أنها واو الاستئناف والجملة بعدها مستأنفة، والثاني ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تَعْلَمُونَ حسن مِنْ فَضْلٍ كاف تَكْسِبُونَ تامّ سَمِّ الْخِياطِ كاف الْمُجْرِمِينَ حسن غَواشٍ صالح الظَّالِمِينَ تامّ، وكذا: خالدون، ويجوز الوقف على وسعها، إن جعل خبر المبتدأ، وإن وقف على أصحاب الجنة كان مفهوما مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ كاف هَدانا لِهذا كاف، على قراءة من قرأ ما بعده بالواو، وحسن على

أنها حالية، وقرأ ابن عامر ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ بدون واو، والجملة محتملة الاستئناف والحال وهي في مصحف الشاميين كذا، فقد قرأ كل بما في مصحفه اه. سمين لَوْلا أَنْ هَدانَا اللَّهُ حسن، ومثل: بالحق تَعْمَلُونَ تامّ حَقًّا كاف، لأنه آخر الاستفهام قالُوا نَعَمْ أكفى منه الظَّالِمِينَ كاف، وفي محل الذين الحركات الثلاث الرفع والنصب والجرّ، فكاف إن جعل الذين في محل رفع خبر مبتدإ محذوف تقديره هم الذين، وحسن إن جعل في موضع نصب بإضمار أعني، وليس بوقف إن جرّ نعتا لما قبله أو بدلا منه، ومن حيث كونه رأس آية يجوز عِوَجاً جائز، ومثله: كافِرُونَ من حيث كونه رأس آية يجوز حِجابٌ كاف بِسِيماهُمْ حسن، وقيل كاف أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ حسن، وقيل الوقف لم يدخلوها، ثم يبتدئ وهم يطمعون، أي: في دخولها، فقوله: وهم يطمعون مستأنف غير متصل بالنفي، لأن أصحاب الأعراف قالوا لأهل الجنة قبل أن يدخلوها سلام عليكم، أي: سلمتم من الآفات لأنهم قد عرفوهم بسيما أهل الجنة، فيكون المعنى على هذا لم يدخلوها وهم يطمعون في دخولها، فيكون النفي واقعا على الدخول لا على الطمع. وهذا أولى، وإن جعلت النفي واقعا على الطمع لم يجز الوقف على لم يدخلوها، وكذلك أنك تريد لم يدخلوها طامعين، وإنما دخلوها في غير طمع، فيكون النفي منقولا من الدخول إلى الطمع، أي: دخلوها وهم لا يطمعون كما تقول ما ضربت زيدا، وعنده أحد معناه ضربت ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ قراءة من قرأه بلا واو بِالْحَقِّ حسن تَعْمَلُونَ تامّ حَقًّا كاف قالُوا نَعَمْ أكفى منه عَلَى الظَّالِمِينَ جائز وقيل كاف وَبَيْنَهُما حِجابٌ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف بِسِيماهُمْ حسن، وكذا: أن سلام عليكم، ويطمعون. قال بعضهم، وكذا: لم يدخلوها مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ تامّ، وكذا: تستكبرون، وبرحمة تَحْزَنُونَ تامّ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ كاف عَلَى الْكافِرِينَ تامّ، إن جعل ما بعده مبتدأ خبره

زيدا وليس عنده أحد، والأوّل أولى عند الأكثر يَطْمَعُونَ كاف الظَّالِمِينَ تامّ: بسيماهم ليس بوقف لأن ما بعده نعت رجالا تَسْتَكْبِرُونَ تامّ بِرَحْمَةٍ حسن، لتناهي الاستفهام والإقسام وكلام الملائكة قد انقطع. قال الله لهم ادخلوا الجنة فحسنه باعتبارين. فإن نظرت إلى الانقطاع من حيث الجملة كان تامّا، وإن نظرت إلى التعلق من حيث المعنى كان حسنا، وقيل ليس بوقف لأن أهل الأعراف قالوا لأهل النار ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فأقسم أهل النار أن أهل الأعراف لا يدخلون الجنة، فقال الله تعالى: أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ فعلى هذا لا يوقف على برحمة للفصل بين الحكاية والمحكي عنه عن كلام الملائكة وكلام أهل النار أو كلام الله تعالى، والحكاية والمحكي كالشيء الواحد اه نكزاوي مع زيادة للإيضاح يحزنون تامّ وَنادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ ليس بوقف لأن قوله: أن أفيضوا منصوب بأن المصدرية أو المفسرة مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حسن، وفي محل الذين الحركات الثلاث الرفع والنصب والجرّ، فالرفع على أنه مبتدأ وخبره فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ والوقف عَلَى الْكافِرِينَ حينئذ تامّ، ومثله: إن رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره هم الذين، وكاف إن جعل في موضع نصب بإضمار أعني، وليس بوقف إن جرّ نعتا للكافرين أو بدلا منهم أو عطف بيان الْحَياةُ الدُّنْيا حسن هذا ليس بوقف لأن وما كانوا معطوف على ما في كَما نَسُوا وما فيهما مصدرية والتقدير كنسيانهم وكونهم جحده بآيات الله: أي فاليوم نتركهم في العذاب كما تركوا العمل للقاء يومهم هذا كانوا بآياتنا يجحدون، أي: بجحدهم لآياتنا يَجْحَدُونَ تامّ يُؤْمِنُونَ كاف، ومثله: إلا تأويله، لأن يوم منصوب بما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ وليس بوقف إن جعل ذلك نعتا للكافرين بل الوقف على الحياة الدنيا، وهو كاف يَجْحَدُونَ تامّ يُؤْمِنُونَ حسن، وقال أبو عمرو: تامّ إِلَّا

بعده وهو يقول فلذلك انفصل مما قبله، والجملة بعد يوم في تقدير مصدر، أي: يوم إتيان تأويله بِالْحَقِّ حسن، ومثله: كنا نعمل أَنْفُسَهُمْ جائز يَفْتَرُونَ تامّ عَلَى الْعَرْشِ حسن حَثِيثاً أحسن مما قبله على قراءة ما بعده بالرفع مستأنفا منقطعا عما قبله على الابتداء والخبر، وبها قرأ ابن عامر هنا، وفي النحل برفع الشمس وما عطف عليهما ورفع مسخرات، ووافقه حفص عن عاصم في النحل خاصة على رفع وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ وليس بوقف على قراءة الباقين بالنصب في الموضعين عطفا على السموات، لأن ما بعدها معطوف على ما قبله، ومسخرات حال من هذه المفاعيل بِأَمْرِهِ حسن، وقيل كاف على القراءتين أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ كاف رَبُّ الْعالَمِينَ تامّ وَخُفْيَةً كاف الْمُعْتَدِينَ تامّ، أي: في الدعاء بأن يدعو الشخص وهو متلبس بالكبر أو بالجهر والصياح، وفي الحديث «لستم تدعون أصمّ ولا غائبا، إنما تدعون سميعا قريبا» وَطَمَعاً كاف الْمُحْسِنِينَ تامّ رَحْمَتِهِ جائز مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ حسن، والكاف في ذلك نعت لمصدر محذوف، أي: تخرج الموتى إخراجا كإخراجنا هذه الثمرات تَذَكَّرُونَ تامّ بِإِذْنِ رَبِّهِ كاف، على استئناف ما بعده إِلَّا نَكِداً حسن، والنكد في اللغة النزر القليل. قال مجاهد: يعني أن في بني آدم الطيب والخبيث يَشْكُرُونَ تامّ اعْبُدُوا اللَّهَ حسن غيره، أحسن منه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تَأْوِيلَهُ كاف كُنَّا نَعْمَلُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف أَنْفُسَهُمْ جائز يَفْتَرُونَ تامّ حَثِيثاً حسن: على قراءة ما بعده بالرفع على الابتداء والخبر، وليس بوقف على قراءته بالنصب عطفا على السموات بِأَمْرِهِ حسن. وكذا: ألا له الخلق والأمر الْعالَمِينَ تامّ وَخُفْيَةً كاف الْمُعْتَدِينَ تامّ وَطَمَعاً كاف مِنَ الْمُحْسِنِينَ تامّ رَحْمَتِهِ صالح مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ حسن تَذَكَّرُونَ تامّ بِإِذْنِ رَبِّهِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف إِلَّا نَكِداً كاف يَشْكُرُونَ تامّ غَيْرُهُ كاف، وكذا: عَظِيمٍ، ومُبِينٍ الْعالَمِينَ حسن، وكذا: ما لا تعلمون،

على القراءتين جرّه نعتا له على اللفظ ورفعه نعتا له على المحل عَظِيمٍ كاف، ومثله: مبين، وكذا العالمين على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع رفع نعت رسول للفصل بين النعت والمنعوت ما لا تَعْلَمُونَ كاف، ومثله: ترحمون فِي الْفُلْكِ جائز بِآياتِنا كاف عَمِينَ تامّ: لأنه آخر القصة هُوداً حسن، ومثله: اعبدوا الله غَيْرُهُ كاف، ومثله: تَتَّقُونَ، وكذا: الْكاذِبِينَ. الْعالَمِينَ أحسن، وقيل كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في محل رفع نعت رسول رِسالاتِ رَبِّي جائز أَمِينٌ كاف للاستئناف الإنكاري التوبيخي لِيُنْذِرَكُمْ حسن، ومثله: بسطة تُفْلِحُونَ كاف آباؤُنا جائز مِنَ الصَّادِقِينَ كاف، ومثله: وغضب، وكذا: من سلطان، لأنه آخر الاستفهام فَانْتَظِرُوا حسن الْمُنْتَظِرِينَ كاف بِرَحْمَةٍ مِنَّا جائز، ومثله بِآياتِنا. مُؤْمِنِينَ تامّ، لأنه آخر القصة صالِحاً جائز، ومثله: اعبدوا الله غَيْرُهُ كاف، ومثله: من ربكم، وآية، وفي أرض الله بِسُوءٍ ليس بوقف لمكان الفاء أَلِيمٌ كاف، ولا وقف من قوله: واذكروا، إلى: بيوتا، لا تساق ما بعده بُيُوتاً كاف آلاءَ اللَّهِ جائز مُفْسِدِينَ كاف مِنْ رَبِّهِ جائز مُؤْمِنُونَ كاف ومثله: كافرون، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وترحمون. وقال أبو عمرو في الثلاثة: كاف فِي الْفُلْكِ صالح بِآياتِنا كاف عَمِينَ تامّ هُوداً مفهوم غَيْرُهُ كاف تَتَّقُونَ تامّ مِنَ الْكاذِبِينَ كاف الْعالَمِينَ حسن، وكذا: ناصح أمين. وقال أبو عمرو فيهما: كاف لِيُنْذِرَكُمْ كاف. وكذا: بسطة تُفْلِحُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف آباؤُنا صالح مِنَ الصَّادِقِينَ حسن، وكذا: وغضب مِنْ سُلْطانٍ كاف الْمُنْتَظِرِينَ حسن بِرَحْمَةٍ مِنَّا صالح مُؤْمِنِينَ تامّ صالِحاً مفهوم غَيْرُهُ كاف، وكذا: من ربكم، ولكم آية، وفي أرض الله أَلِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: كاف بُيُوتاً كاف آلاءَ اللَّهِ صالح مُفْسِدِينَ تامّ مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ كاف مُؤْمِنُونَ

ومثله: المرسلين جاثِمِينَ كاف وَنَصَحْتُ لَكُمْ ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده النَّاصِحِينَ تامّ: لأنه آخر القصة، وانتصب لوطا بإضمار وأرسلنا الْفاحِشَةَ جائز الْعالَمِينَ حسن مِنْ دُونِ النِّساءِ جائز مُسْرِفُونَ كاف، ومثله: من قريتكم يَتَطَهَّرُونَ أكفى الْغابِرِينَ كاف مَطَراً جائز الْمُجْرِمِينَ تامّ شُعَيْباً جائز، ومثله: اعبدوا الله غَيْرُهُ كاف مِنْ رَبِّكُمْ جائز وَالْمِيزانَ كاف، ومثله: أشياءهم، وكذا: بعد إصلاحها، ومؤمنين، وعوجا، وفكثركم الْمُفْسِدِينَ تامّ للابتداء بالشرط لَمْ يُؤْمِنُوا ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت وهو: فاصبروا، فلا يفصل بين الشرط وجوابه بالوقف بَيْنَنا حسن الْحاكِمِينَ تامّ، وفي قوله أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا جواز إطلاق العود على من لم يتقدّم فعله، لأن الرسل لم تكن في ملتهم قبل، لأنهم لم يدخلوا في ملة أحد من الكفار، فالمراد بالعود الدخول، ومنه حديث «الجهنميين عادوا حمما» أي: صاروا، لأنهم كانوا حمما ثم عادوا حمما فِي مِلَّتِنا حسن، ومثله: كارهين. وقيل ليس بوقف لبشاعة الابتداء بما بعده، وإذا كان محكيا عن السيد شعيب كان أشنع، ولكن الكلام معلق بشرط هو بعقبه، والتعليق بالشرط إعدام ونَجَّانَا اللَّهُ مِنْها، وإِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّنا، وكُلَّ شَيْءٍ عِلْماً، وعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنا، وبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ كلها وقوف حسان ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن. وقال أبو عمرو: كاف كافِرُونَ كاف، وكذا: من المرسلين جاثِمِينَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف النَّاصِحِينَ تامّ الْفاحِشَةَ صالح، وكذا: من العالمين، مُسْرِفُونَ تامّ مِنْ قَرْيَتِكُمْ جائز يَتَطَهَّرُونَ كاف، وكذا: من الغابرين مَطَراً جائز الْمُجْرِمِينَ تامّ شُعَيْباً مفهوم غَيْرُهُ كاف مِنْ رَبِّكُمْ مفهوم الْمِيزانَ صالح أَشْياءَهُمْ جائز بَعْدَ إِصْلاحِها كاف مُؤْمِنِينَ حسن، وكذا: عوجا فَكَثَّرَكُمْ كاف الْمُفْسِدِينَ حسن فَاصْبِرُوا جائز بَيْنَنا صالح الْحاكِمِينَ تامّ مِلَّتِنا كاف، وكذا: كارهين،

الْفاتِحِينَ تامّ لَخاسِرُونَ كاف، ومثله: جاثمين، على استئناف ما بعده مبتدأ خبره: كأن لم يغنوا فيها، وليس بوقف إن جعل ما بعده نعتا لما قبله، أو بدلا من الضمير في أصبحوا أو حالا من فاعل كذبوا، ومن حيث كونه رأس آية يجوز كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا حسن. وقيل تامّ: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ، وليس بوقف إن جعل ذلك بدلا من الذين قبله الْخاسِرِينَ كاف وَنَصَحْتُ لَكُمْ جائز، لأن كيف للتعجب فتصلح للابتداء، أي: فكيف أحزن على من لا يستحق أن يحزن عليه؟ كافِرِينَ تامّ يَضَّرَّعُونَ كاف حَتَّى عَفَوْا جائز. وقال الأخفش: تامّ. قال أبو جعفر: وذلك غلط، لأن وقالوا معطوف على عفوا، إلا أنه من عطف الجمل المتغايرة المعنى لا يَشْعُرُونَ كاف، ومثله: يكسبون، وكذا: نائمون لمن حرّك الواو، وليس بوقف على قراءة من سكنها، وهو نافع، وابن عامر، وابن كثير، وقرأ الباقون بفتحها. ففي قراءة من سكن الواو جعل أو بجملتها حرف عطف ومعناه التقسيم، ومن فتح الواو جعلها للعطف ودخلت عليها همزة الاستفهام مقدمة عليها، لأن الاستفهام له صدر الكلام وإن كانت بعدها تقديرا عند الجمهور وَهُمْ يَلْعَبُونَ كاف، ومثله: مكر الله الْخاسِرُونَ تامّ للاستفهام بعده بِذُنُوبِهِمْ جائز، للفصل بين الماضي والمستقبل، فإن نطبع: منقطع عما قبله، لأن أصبناهم ماض ونطبع مستقبل. وقال الفراء: تام، لأن نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ ليس داخلا في جواب لو، ويدل عليه ذلك قوله: فهم لا يسمعون. والوقف على لا يَسْمَعُونَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ونجانا الله منها رَبُّنا حسن، وكذا: كل شيء علما، وتوكلنا الْفاتِحِينَ تامّ لَخاسِرُونَ كاف جاثِمِينَ حسن كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا حسن، إن جعل ما بعده مبتدأ خبره كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ وصالح إن جعل ذلك بدلا من الذين كفروا الْخاسِرِينَ كاف قَوْمٍ كافِرِينَ تامّ يَضَّرَّعُونَ كاف حَتَّى عَفَوْا صالح لا يَشْعُرُونَ حسن، وكذا: يكسبون نائِمُونَ كاف وكذا: يلعبون، و: أفأمنوا

تامّ مِنْ أَنْبائِها حسن. ومثله: بالبينات لعطف الجملتين المختلفتين، لأن ضمير فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا لأهل مكة، وضمير جاءَتْهُمْ للأمم السابقة مع أن الفاء توجب الاتصال، وكذا: من قبل الْكافِرِينَ كاف للابتداء بالنفي، ومثله: من عهد لَفاسِقِينَ تامّ، وثم وردت لترتيب الأخبار، فيبتدأ بها لأنها جاءت أول قصة أخرى فَظَلَمُوا بِها حسن، للفصل بين الماضي والمستقبل مع العطف بالفاء الْمُفْسِدِينَ تامّ الْعالَمِينَ حسن، ورأس آية. كل ما في كتاب الله من ذكر أن لا، فهو بغير نون إلا في عشرة مواضع فهو بنون: منها: حقيق على أن لا أقول، والوقف على حَقِيقٌ أحسن على قراءة نافع علىّ بتشديد ياء المتكلم على أن الكلام تمّ عند قوله: حقيق، لأن حقيق نعت رسول، أي: رسول حقيق من ربّ العالمين أرسلت، وعلى هذا لا يوصف على العالمين، لأن حقيق صفة رسول، أو خبر بعد خبر، وليس حقيق وقفا إن جعلت: أن لا أقول أن وصلتها مبتدأ وحقيق خبرا، أو حقيق مبتدأ وأن لا أقول خبرا، أو أن لا أقول فاعل بحقيق، وهذا أعذب الوجوه لوضوحه لفظا ومعنى، وقرأ العامة على حرف جرّ مجردا من ياء المتكلم إِلَّا الْحَقَّ حسن مِنْ رَبِّكُمْ جائز بَنِي إِسْرائِيلَ كاف: ورأس آية الصَّادِقِينَ حسن مُبِينٌ جائز لِلنَّاظِرِينَ حسن، ومثله: لساحر عليم، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في موضع الصفة لما قبله مِنْ أَرْضِكُمْ حسن: إن جعل فَماذا تَأْمُرُونَ من كلام فرعون. ويؤيد كونه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مكر الله الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ تامّ بِذُنُوبِهِمْ صالح لا يَسْمَعُونَ تامّ مِنْ أَنْبائِها حسن مِنْ قَبْلُ كاف الْكافِرِينَ حسن مِنْ عَهْدٍ كاف، وكذا: لفاسقين فَظَلَمُوا بِها صالح الْمُفْسِدِينَ تامّ رَبِّ الْعالَمِينَ حسن، وكذا: إلا الحق بَنِي إِسْرائِيلَ كاف، وكذا: الصادقين مُبِينٌ صالح لِلنَّاظِرِينَ حسن مِنْ أَرْضِكُمْ كاف، إن جعل فَماذا تَأْمُرُونَ من كلام فرعون وما قبله حكاية

من كلامه قالُوا أَرْجِهْ ويُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فهو قول الملإ، وليس بوقف إن جعل من كلام الملإ وخاطبوا فرعون وحده بقولهم تأمرون تعظيما له كما تخاطب الملوك بصيغة الجمع، أو قالوا ذلك له ولأصحابه، ويجوز أن تكون ماذا كلها اسما واحدا مفعولا ثانيا لتأمرون والمفعول الأول محذوف وهو ياء المتكلم، والتقدير: بأيّ شيء تأمرونني. ويجوز أن تكون ما وحدها استفهاما مبتدأ، وذا اسم موصول بمعنى الذي خبر عنها، وتأمرون صلة ذا، ومفعول تأمرون محذوف، وهو ضمير المتكلم، والثاني الضمير العائد على الموصول، والتقدير: فأيّ شيء تأمروننيه، أي: تأمرونني به تَأْمُرُونَ كاف حاشِرِينَ رأس آية وليس بوقف، لأن ما بعده من تمام الحكاية عن الملأ، ولا يوقف على: حاشرين، لأن قوله: يأتوك جواب قوله: وأرسل، فلا يفصل بين الأمر وجوابه ساحِرٍ عَلِيمٍ كاف، ومثله: نحن الغالبين قالَ نَعَمْ جائز الْمُقَرَّبِينَ حسن الْمُلْقِينَ كاف قالَ أَلْقُوا حسن، ومثله: واسترهبوهم بِسِحْرٍ عَظِيمٍ تامّ عَصاكَ جائز عند بعضهم، وقيل: ليس بوقف، لأن ما بعده يفسر ما قبله ما يَأْفِكُونَ كاف، ومثله: يعملون، وصاغرين، وساجدين، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده حالا من فاعل انقلبوا الْعالَمِينَ ليس بوقف، لأن ما بعده بدل مما قبله رَبِّ مُوسى وَهارُونَ تامّ، وقدم موسى هنا على هارون وإن كان هارون أسنّ منه لكبره في الرتبة، أو لأنه هنا وقع فاصلة كما قدم هارون على موسى في طه لوقوعه فاصلة، ومات هارون قبل موسى بثلاث سنين قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عن الملأ، وليس بوقف إن جعل ذلك حكاية عن الملأ تَأْمُرُونَ كاف حاشِرِينَ رأس آية، وليس بوقف، لأن ما بعده من تمام الحكاية عن الملأ ساحِرٍ عَلِيمٍ حسن الْغالِبِينَ كاف من الْمُقَرَّبِينَ حسن الْمُلْقِينَ كاف بِسِحْرٍ عَظِيمٍ تامّ عَصاكَ صالح يَأْفِكُونَ كاف، وكذا: يعملون، وصاغرين ساجِدِينَ صالح

كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده داخلا في القول أَهْلَها جائز، على أن اللام في قوله: لِتُخْرِجُوا مِنْها أَهْلَها من صفة مكرتموه. ومن جعلها متعلقة بمحذوف تقديره، فعلتم ذلك لتخرجوا وقف على المدينة. وقال نافع: تامّ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ كاف، ومثله: أجمعين، وكذا: منقلبون لَمَّا جاءَتْنا حسن صَبْراً جائز مُسْلِمِينَ تام فِي الْأَرْضِ جائز، إن نصب وَيَذَرَكَ عطفا على جواب الاستفهام، وهو لِيُفْسِدُوا بإضمار أن والمعنى أنى يكون الجمع بين تركك موسى وقومه للإفساد وبين تركهم إياك وعبادة آلهتك، أي: إن هذا مما لا يمكن، وليس قصد الملأ بذلك زندقة فرعون على موسى وقومه، وليس بوقف إن قرئ بالرفع على أنذر، كما يروى عن الحسن أنه كان يقرأ وَيَذَرَكَ بالرفع، وكذا إن نصب عطفا على ما قبله، أو جعل جملة في موضع الحال، فلأهل العربية في إعراب ويذرك خمسة أوجه انظرها إن شئت وَآلِهَتَكَ حسن، ومثله: نساءهم قاهِرُونَ تامّ وَاصْبِرُوا كاف، للابتداء بإن مِنْ عِبادِهِ حسن لِلْمُتَّقِينَ كاف ما جِئْتَنا حسن فِي الْأَرْضِ ليس بوقف، لأن بعده فاء السببية تَعْمَلُونَ تامّ يَذَّكَّرُونَ كاف لَنا هذِهِ حسن، والمراد بالحسنة: العفاية والرفاء، والسيئة: البلاء والعقوبة وَمَنْ مَعَهُ كاف عِنْدَ اللَّهِ الأولى وصله لا يَعْلَمُونَ كاف، ومثله: بمؤمنين ومفصلات، وقوما مجرمين، ومن وقف على: ادع لنا ربك وابتدأ بما عهد عندك وجعل الباء حرف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ رَبِّ مُوسى وَهارُونَ تامّ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ كاف أَهْلَها صالح فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ كاف، وكذا: أجمعين، ومنقلبون جاءَتْنا حسن صَبْراً كاف مُسْلِمِينَ تامّ وَآلِهَتَكَ حسن قاهِرُونَ تامّ وَاصْبِرُوا حسن مِنْ عِبادِهِ كاف لِلْمُتَّقِينَ حسن ما جِئْتَنا كاف كَيْفَ تَعْمَلُونَ تامّ يَذَّكَّرُونَ كاف لَنا هذِهِ صالح وَمَنْ مَعَهُ تامّ، كذا: لا يَعْلَمُونَ. بِمُؤْمِنِينَ

قسم، فقد تعسف وأخطأ، لأن باء القسم لا يحذف معها الفعل، بل متى ذكرت الباء لا بدّ من الإتيان بالفعل معها بخلاف الواو بِما عَهِدَ عِنْدَكَ جائز بَنِي إِسْرائِيلَ حسن، ورأس آية أيضا يَنْكُثُونَ كاف فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده نفس الانتقام غافِلِينَ كاف يُسْتَضْعَفُونَ ليس بوقف، لأن مشارق الأرض منصوب على أنه مفعول ثان لأورثنا. قال السجستاني: نصبوا مشارق بأورثنا، ولم ينصبوها بالظرف، ولم يريدوا في مشارق الأرض وفي مغاربها. قال أبو بكر بن الأنباري: فإنكاره النصب على الظرفية خطأ، لأن في مشارق ومغارب وجهين: أحدهما أنها منصوبة بأورثنا على غير معنى محل، وهو الذي يسميه الكسائي صفة، ويسميه الخليل ظرفا. والثاني أن تنصب التي بأورثنا وتنصب مشارق ومغارب على المحل، كأنك قلت: وأورثنا القوم الأرض التي باركنا فيها في مشارق الأرض ومغاربها، فلما حذف الجارّ نصبا، وإذا نصبت مشارق ومغارب بوقوع الفعل عليها على غير معنى المحل جعلت الَّتِي بارَكْنا فِيها نعت مشارق ومغارب وعليهما فلا يوقف على يُسْتَضْعَفُونَ والوقف على وَمَغارِبَهَا حسن، إن جعلت التي باركنا فيها منقطعا عما قبله. قال الأخفش، باركنا فيها هو تمام الكلام بِما صَبَرُوا كاف، ومثله: يعرشون وأَصْنامٍ لَهُمْ، وكَما لَهُمْ آلِهَةٌ كلها حسان تَجْهَلُونَ كاف ما هُمْ فِيهِ جائز يَعْمَلُونَ كاف، ومثله: العالمين على قراءة الجماعة غير ابن عامر في قوله: وإذ أنجيناكم بالنون على لفظ الجمع، لأن كلام موسى قد تم، وليس بوقف على قراءة ابن عامر: وإذ أنجاكم على لفظ الواحد ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف، وكذا مفصلات مُجْرِمِينَ حسن بَنِي إِسْرائِيلَ كاف، وكذا ينكثون غافِلِينَ حسن بارَكْنا فِيها كاف، وكذا بما صبروا، ويعرشون، وعلى أصنام لهم آلِهَةٌ صالح تَجْهَلُونَ تامّ ما هُمْ فِيهِ جائز، ما كانُوا يَعْمَلُونَ حسن،

الغائب لأن ما بعده متصل بكلام موسى وإخباره عن الله تعالى في قوله: أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً، فهو مردود عليه فلا يقطع منه اه. نكزاوي سُوءَ الْعَذابِ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل بدلا من: يسومونكم نِساءَكُمْ حسن عَظِيمٌ تامّ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً حسن وَأَصْلِحْ جائز على استئناف النهي، نهاه عن اتباع سبيلهم، وأمره إياه بالإصلاح على سبيل التأكيد لا لتوهم أنه يقع منه خلاف الإصلاح، لأن منصوب النبوّة منزه عن ذلك الْمُفْسِدِينَ تامّ، و: كلمه ربه: ليس بوقف، لأن قال جواب لما إِلَيْكَ حسن، ومثله: لن تراني. ومثله: إلى الجبل للابتداء بالشرط مع الفاء، ومثله: فسوف تراني، وصعقا، قرأ الأخوان: دكاء بالمدّ بوزن حمراء، والباقون دكا بالقصر والتنوين أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ تامّ وَبِكَلامِي جائز الشَّاكِرِينَ كاف مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حسن، إن نصب ما بعده بفعل مقدر، وليس بوقف إن نصب بما قبله أو أبدل منه أو نصب على المفعول من أجله، أي: كتبنا له تلك الأشياء للاتعاظ والتفصيل لِكُلِّ شَيْءٍ حسن، ومثله: بأحسنها الفاسقين تامّ بِغَيْرِ الْحَقِّ كاف، للابتداء بالشرط لا يُؤْمِنُوا بِها كاف، للابتداء بالشرط أيضا سَبِيلًا حسن يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا كاف غافِلِينَ تامّ أَعْمالُهُمْ حسن يَعْمَلُونَ تامّ لَهُ خُوارٌ حسن، ومثله: سبيلا لئلا تصير الجملة صفة سبيلا، فإن الهاء ضمير العجل، وكذا ظالمين. وقال أبو جعفر فيهما: تامّ قَدْ ضَلُّوا ليس ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا على العالمين سُوءَ الْعَذابِ كاف، وكذا: نساءكم عَظِيمٌ حسن أَرْبَعِينَ لَيْلَةً كاف الْمُفْسِدِينَ تامّ أَنْظُرْ إِلَيْكَ كاف، وكذا: فسوف تراني إِلَى الْجَبَلِ مفهوم صَعِقاً كاف أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ تامّ وَبِكَلامِي صالح مِنَ الشَّاكِرِينَ كاف لِكُلِّ شَيْءٍ صالح بِأَحْسَنِها كاف الْفاسِقِينَ حسن بِغَيْرِ الْحَقِّ كاف لا يُؤْمِنُوا بِها صالح، وكذا: لا يتخذوه سبيلا يَتَّخِذُوهُ

بوقف، لأن قالوا بعده جواب لما الْخاسِرِينَ كاف أَسِفاً ليس بوقف، لأن قال جواب لما، ورسموا بئسما موصولة كلمة واحدة باتفاق، وتقدم الكلام على ذلك مِنْ بَعْدِي كاف، للابتداء بالاستفهام، ومثله: أمر ربكم يَجُرُّهُ إِلَيْهِ حسن، اتفق علماء الرسم على رسم ابْنَ أُمَّ ابن كلمة وأمّ كلمة على إرادة الاتصال، ويأتي الكلام على التي في طه يَقْتُلُونَنِي جائز، ووصله أحسن، لأن الفاء في جواب شرط مقدّر، أي: إذا هموا بقتلي فلا تشمتهم بضربي الظَّالِمِينَ تامّ فِي رَحْمَتِكَ حسن الرَّاحِمِينَ تامّ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا كاف. وقيل: تامّ إن جعل، إن الذين اتخذوا العجل وما بعده من كلام موسى، وهو أشبه بسياق الكلام. وقوله: في الحياة الدنيا آخر كلامه. ثم قال تعالى: وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ولا يبلغ درجة التمام إن جعل ذلك من كلام الله تعالى إخبارا عما ينال عباد العجل، ومخاطبة لموسى بما ينالهم. ويدلّ عليه قوله: وكذلك نجزي المفترين، وعلى هذا لم يتمّ الوقف علي قوله في الحياة الدنيا، ولكنه كاف الْمُفْتَرِينَ تامّ وَآمَنُوا كاف رَحِيمٌ تامّ الْغَضَبُ ليس بوقف، لأن جواب لما لم يأت، وهو قوله: أخذ الألواح فلا يفصل بينهما بالوقف الْأَلْواحَ حسن: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل: وفي نسختها جملة في محل نصب حالا من الألواح أو من ضمير موسى يَرْهَبُونَ كاف، وقيل: تامّ لِمِيقاتِنا حسن وَإِيَّايَ كاف، ومثله السفهاء منا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ جائز، لأن الجملة لا توصف بها المعرفة: ولا عامل يجعلها حالا. قاله السجاوندي وَتَهْدِي مَنْ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ سَبِيلًا كاف غافِلِينَ تامّ أَعْمالُهُمْ حسن، وكذا: يعملون لَهُ خُوارٌ كاف سَبِيلًا حسن، وكذا: ظالمين، و: من الخاسرين مِنْ بَعْدِي كاف، وكذا: أمر ربكم، و: يجرّه إليه يَقْتُلُونَنِي صالح الظَّالِمِينَ تامّ فِي رَحْمَتِكَ صالح الرَّاحِمِينَ تامّ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا كاف الْمُفْتَرِينَ تامّ، وكذا: رحيم

تَشاءُ حسن، ومثله: وارحمنا الْغافِرِينَ كاف هُدْنا إِلَيْكَ حسن، ومثله: من أشاء للفصل بين الجملتين كُلَّ شَيْءٍ كاف في محل الذين بعد يؤمنون الحركات الثلاث: الرفع والنصب والجرّ، فالرفع من وجهين والنصب من وجهين والجرّ من ثلاثة، فتامّ إن رفع على أنه خبر مبتدإ محذوف أو مبتدأ والخبر إما الجملة الفعلية من قوله: يأمرهم بالمعروف أو الجملة الاسمية، وكاف إن نصب الذين أو رفع على المدح وليس بوقف إن جرّ بدلا من الذين يتقون أو نعتا أو عطف بيان، ومن حيث كونه رأس آية يجوز وَالْإِنْجِيلِ كاف على استئناف ما بعده. وقيل: تامّ، لأن ما بعده يحتمل أن يكون خبر مبتدإ محذوف، أي: هو يأمرهم، وأن يكون نعتا لقوله: مكتوبا أو بدلا، أي: يجدونه آمرا أو صلة للذي قائما مقام يجدونه كالبدل من تلك الجملة، أي: الأمي الذي يأمرهم. قاله السجاوندي مع زيادة للإيضاح، والأمي بضم الهمزة، وهي قراءة العامة نسبة إلى الأمّة أو إلى الأمّ، فهو مصدر لأمّ يؤمّ، أي: قصد يقصد. والمعنى أن هذا النبي مقصود لكل أحد، وفيه نظر، لأنه لو كان كذلك لقيل الأمي بفتح الهمزة، وقد يقال إنه من تغيير النسبة أو نسبة لأمّ القرى، وهي مكة. أول من أظهر الكتابة أبو سفيان بن أمية عم أبي سفيان بن حرب كانَتْ عَلَيْهِمْ حسن أُنْزِلَ مَعَهُ ليس بوقف لأن أولئك خبر قوله: فالذين الْمُفْلِحُونَ تامّ جَمِيعاً حسن، إن رفع ما بعده أو نصب على المدح، وليس بوقف إن جرّ نعتا للجلالة أو بدلا منها. لكن فيه الفصل بين الصفة والموصوف بقوله: إليكم جميعا، وأجاز ذلك الزمخشري واستبعده أبو ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْأَلْواحَ كاف يَرْهَبُونَ حسن لِمِيقاتِنا صالح وَإِيَّايَ حسن، وكذا السفهاء منا تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ صالح وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ حسن الْغافِرِينَ كاف إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ حسن، وكذا: من أشاء كُلَّ شَيْءٍ كاف يُؤْمِنُونَ حسن، إن نصب الذي بعده أو رفع على المدح، وصالح إن رفع بدلا من الذين قبله وإن

البقاء وَالْأَرْضِ حسن، لأن الجملة بعده تصلح أن تكون مبتدأ أو حالا يُحيِي وَيُمِيتُ حسن وَكَلِماتِهِ جائز، للأمر بعده تَهْتَدُونَ تامّ يَعْدِلُونَ كاف أُمَماً حسن، وإن اتفقت الجملتان، لكن أوحينا عامل إذ استسقاه فلم يكن معطوفا على قطعنا، فإن تفريق الأسباط لم يكن في زمن الاستسقاء والْحَجَرَ، وعَيْناً، ومَشْرَبَهُمْ، والسَّلْوى، ورَزَقْناكُمْ كلها حسان يَظْلِمُونَ كاف خَطِيئاتِكُمْ حسن الْمُحْسِنِينَ كاف غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لهم ليس بوقف لمكان الفاء يَظْلِمُونَ كاف شُرَّعاً جائز لا تَأْتِيهِمْ تامّ، على القول بعدم الإتيان بالكلية، فإنهم كانوا ينظرون إلى الحيتان في البحر يوم السبت، فلم يبق حوت إلا اجتمع فيه، فإذا انقضى السبت ذهبت فلم تظهر إلى السبت المقبل. فوسوس إليهم الشيطان وقال لهم: إن الله لم ينهكم عن الاصطياد وإنما نهاكم عن الأكل فاصطادوا. وقيل قال لهم: إنما نهيتم عن الأخذ، فاتخذوا حياضا على ساحل البحر فتأتي إليها الحيتان يوم السبت، فإذا كان يوم الأحد خذوها، ففعلوا ذلك ثم اعتدوا في السبت، فاصطادوا فيه وأكلوا وباعوا فمسخ الله شبانهم قردة ومشايخهم خنازير، فمكثوا ثلاثة أيام ثم هلكوا ولم يبق ممسوخ فوق ثلاثة أيام أبدا. وأما من قال إن الإتيان في غير يوم السبت كان أقل من يوم السبت، أو بطلب ونصب: لأن التشبيه من تمام الكلام، فالوقف على كذلك. قال مجاهد: حرمت عليهم الحيتان يوم السبت، فكانت تأتيهم فيه شرّعا لأمنها ولا تأتيهم في غيره إلا أن يطلبوها. فقوله: كذلك، أي: تأتيهم شرعا. وهنا تمّ الكلام، ونبلوهم: مستأنف. ومحل الكاف نصب بالإتيان على ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كان فيه فصل بين البدل والمبدل منه لطول الكلام وَالْإِنْجِيلِ كاف كانَتْ عَلَيْهِمْ حسن، وقال أبو عمرو: كاف هُمُ الْمُفْلِحُونَ تامّ، وكذا: والأرض يُحيِي وَيُمِيتُ كاف لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ حسن يَعْدِلُونَ كاف. وقال أبو عمرو: تامّ أَسْباطاً أُمَماً حسن، وقال أبو عمرو: كاف الْحَجَرَ كاف، وكذا: عشرة عينا،

الحال، أي: لا تأتي مثل ذلك الإتيان أو الكاف صفة مصدر بعده محذوف، أي: نبلوهم بلاء كذلك، فالوقف على كذلك حسن فيهما أو تامّ يَفْسُقُونَ كاف، إن علق إذ باذكر مقدّرا مفعولا به قَوْماً ليس بوقف، لأن ما بعده صفة لقوله: قوما كأنه قال لم تعظون قوما مهلكين عَذاباً شَدِيداً حسن يَتَّقُونَ كاف، إن رفع معذرة على أنه مبتدأ محذوف، أي: قالوا موعظتنا معذرة، وقرأ حفص عن عاصم معذرة بالنصب بفعل مقدّر، أي: نعتذر معذرة، أو نصب بالقول، لأن المعذرة تتضمن كلاما، والمفرد المتضمن لكلام إذا وقع بدل القول نصب المفعول به: كقلت قصيدة وشعرا يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ جائز يَفْسُقُونَ كاف، كل ما في كتاب الله من ذكر عما، فهو بغير نون بعد العين إلا هنا في قوله: عن ما نهوا عنه، فهو ينون كما ترى خاسِئِينَ حسن وقيل: كاف سُوءَ الْعَذابِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لَسَرِيعُ الْعِقابِ جائز، ووصله أولى للجمع بين الصفتين ترغيبا وترهيبا كما تقدم رَحِيمٌ كاف، ومثله: أمما، ودون ذلك، ويرجعون سَيُغْفَرُ لَنا جائز، يأخذوه، حسن إِلَّا الْحَقَّ كاف، ومثله: ما فيه، وكذا: يتقون، تعقلون، تام وإن جعل والذين يمسكون مبتدأ وليس بوقف إن عطف على قوله: إن الذين يتقون، فلا يوقف على يتقون. ولا على تعقلون، وإن جعل والذين مبتدأ وخبره إِنَّا لا نُضِيعُ لم يوقف على قوله: وَأَقامُوا الصَّلاةَ لأنه لا يفصل بين المبتدأ والخبر بالوقف، لأن المصلحين هم الذين يمسكون بالكتاب، وفي قوله: وأقاموا الصلاة إعادة المبتدإ بمعناه، والرابط بينهما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ومَشْرَبَهُمْ، والسَّلْوى، وما رَزَقْناكُمْ، ويَظْلِمُونَ. خَطِيئاتِكُمْ صالح. وقال أبو عمرو: كاف الْمُحْسِنِينَ حسن يَظْلِمُونَ كاف لا تَأْتِيهِمْ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف وزعم بعضهم أن الوقف على كَذلِكَ تامّ يَفْسُقُونَ حسن عَذاباً شَدِيداً كاف يَتَّقُونَ حسن يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ صالح يَفْسُقُونَ كاف، وكذا:

العموم في المصلحين أو ضمير محذوف تقديره المصلحين منهم الْمُصْلِحِينَ تامّ واقِعٌ بِهِمْ حسن تَتَّقُونَ تامّ، إن علق إذ باذكر مقدرا مفعولا به، وإن عطف على ما أو على وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ لم يتم الكلام على ما قبله، واختلف في شهدنا هل هو من كلام الله أو من كلام الملائكة أو من كلام الذرية؟ فعلى أنه من كلام الملائكة وأن الذرية لما أجابوا ببلى قال الله للملائكة اشهدوا عليهم فقالت الملائكة شهدنا، فبلى آخر قصة الميثاق فاصلة بين السؤال والجواب، فالوقف على بلى تامّ لأنه لا تعلق له بما بعده، لا لفظا ولا معنى، وعلى أنه من كلام الذرية فالوقف على شهدنا، وأن متعلقة بمحذوف، أي: فعلنا ذلك أن تقولوا يوم القيامة، فإذا لا يوقف على بلى لتعلق ما بعدها بما قبلها لفظا ومعنى، وقال ابن الأنباري: لا يوقف على بلى، ولا على شهدنا لتعلق أن بقوله: وأشهدهم، فالكلام متصل بعضه ببعض غافِلِينَ ليس بوقف، لأن ما بعده معطوف على ما قبله مِنْ بَعْدِهِمْ حسن، للابتداء بالاستفهام الْمُبْطِلُونَ كاف يَرْجِعُونَ تامّ الْغاوِينَ كاف وَاتَّبَعَ هَواهُ حسن، وقيل كاف لأن ما بعده مبتدأ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ حسن، فهو لا يملك ترك اللهث بِآياتِنا كاف يَتَفَكَّرُونَ تامّ مَثَلًا جائز، إن جعل الفاعل مضمرا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ خاسئين سُوءَ الْعَذابِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لَسَرِيعُ الْعِقابِ جائز رَحِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: كاف أُمَماً كاف، وكذا: دون ذلك، ويَرْجِعُونَ سَيُغْفَرُ لَنا صالح يَأْخُذُوهُ حسن إِلَّا الْحَقَّ كاف وَدَرَسُوا ما فِيهِ حسن يَتَّقُونَ كاف تَعْقِلُونَ تامّ. الْمُصْلِحِينَ كاف واقِعٌ بِهِمْ صالح تَتَّقُونَ تامّ قالُوا بَلى شَهِدْنا منهم من قال الوقف على بَلى فشهدنا من كلام الملائكة لما قال الله تعالى لذرّية آدم حين مسح ظهره وأخرجهم منه أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى فأقرّوا له بالعبودية، فقال الله تعالى للملائكة اشهدوا، فقالوا: شهدنا. وقيل: من كلام الله تعالى والملائكة. ومنهم من قال الوقف على شَهِدْنا

تقديره ساد مثلهم مثلا ويكون القوم خبر مبتدإ محذوف تقديره هم القوم، وليس بوقف إن جعل القوم فاعلا بساء لأنه لا يفصل بين الفعل والفاعل يَظْلِمُونَ تامّ فَهُوَ الْمُهْتَدِي حسن، بإثبات الياء وصلا ووقفا باتفاق القرّاء هنا خلافا لما في سورتي الكهف والإسراء. فإن أبا عمرو ونافعا يثبتانها وصلا والباقون يحذفونها فيهما وقفا ووصلا الْخاسِرُونَ تامّ وَالْإِنْسِ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده موضع النعت لقوله: كثيرا لا يَسْمَعُونَ بِها حسن أَضَلُّ كاف (غافلون) تامّ فَادْعُوهُ بِها كاف، ومثله: في أسمائه يَعْمَلُونَ تام، ومثله: يعدلون لا يَعْلَمُونَ كاف، على استئناف ما بعده وَأُمْلِي لَهُمْ كاف، للابتداء بعده بأن مَتِينٌ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا أتمّ، للابتداء بعده بالنفي مِنْ جِنَّةٍ حسن. وقال أبو عمرو: كاف للابتداء بعد النفي، والمعنى أولم يتأملوا ويتدبروا في انتفاء هذا الوصف عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فإنه منتف عنه بلا محالة، ولا يمكن لمن أمعن الفكر أن ينسب ذلك إليه مُبِينٌ تامّ مِنْ شَيْءٍ ليس بوقف، لأن وَأَنْ عَسى متعلق بينظروا فهو في محل جرّ عطفا على ملكوت، أي: أو لم ينظروا في أن الأمر والشأن، عسى أن يكون، فإن يكون فاعل عسى، وهي حينئذ تامة لأنها متى رفعت إن وما في حيزها كانت تامة أَجَلُهُمْ كاف، للابتداء بالاستفهام، أي: إذا لم يؤمنوا بهذا الحديث فكيف يؤمنون بغيره يُؤْمِنُونَ تامّ، فلا هادي له، كاف، على قراءة ونذرهم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ فشهدنا من كلام بني آدم، والوقف على التقديرين كاف. وقال ابن الأنباري: ليس شهدنا بوقف لتعلق أن بأشهدهم بتقدير كراهة أن تقولوا غافِلِينَ لا يوقف عليه، لأن ما بعده معطوف على ما قبله مِنْ بَعْدِهِمْ حسن وكذا: المبطلون يَرْجِعُونَ تامّ الْغاوِينَ كاف وَاتَّبَعَ هَواهُ صالح أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ كاف، وكذا: كذبوا بآياتنا يَتَفَكَّرُونَ تامّ، وكذا: يظلمون، والخاسرون، فإن وقف على المهتدين، فصالح

بالنون والرفع على الاستفهام، لأنه منقطع عنه، وبها قرأ ابن كثير وابن عامر ونافع، وليس بوقف لمن قرأ ويذرهم بالياء والجزم لأنه معطوف على موضع الفاء، وذلك أن موضعها جزم لأنها جواب الشرط وجوابه مجزوم أنشد هشام: [الكامل] أيّا صدقت فإنّني لك كاشح ... وعلى انتقاصك في الجباية أزددي فجزم أزددي عطفا على محل الفاء، وأنشد الأخفش البصري: دعني وأذهب جانبا ... يوما وأكفك جانبا فجزم وأكفك عطفا على محل الفاء، وقرأ حمزة والكسائي وَيَذَرُهُمْ بالياء والجزم، وقرأ عاصم وأبو عمرو: ويذرهم بالياء والرفع. فإن جعلته معطوفا على ما بعد الفاء لم يجز الوقف على ما قبله، وإن جعلته مستأنفا وقفت على ما قبله يَعْمَهُونَ تامّ مُرْساها حسن عِنْدَ رَبِّي جائز: لاختلاف الجملتين إِلَّا هُوَ كاف: عند أبي عمرو، وعند نافع تامّ وَالْأَرْضِ حسن إِلَّا بَغْتَةً تامّ حَفِيٌّ عَنْها كاف، للأمر بعده، أي عالم ومعتن بها وبالسؤال عنها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ الأولى وصله للاستدراك بعده لا يَعْلَمُونَ تامّ ما شاءَ اللَّهُ حسن، وقيل كاف مِنَ الْخَيْرِ ليس بوقف لعطف وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ على جواب لو وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ تامّ، إن فسر السوء بالجنون الذي نسبوه إليه فكان ابتداء بنفي بعد وقف، أي: ما بي ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ كاف، وكذا: لا يسمعون بها، و: بل هم أضلّ هُمُ الْغافِلُونَ تامّ فَادْعُوهُ بِها حسن وكذا: في أسمائه، ويعملون وَبِهِ يَعْدِلُونَ تامّ لا يَعْلَمُونَ حسن، وكذا: وأملي لهم إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ تامّ، وكذا: أو لم يتفكروا مِنْ جِنَّةٍ حسن. وقال أبو عمرو: كاف مُبِينٌ تامّ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ كاف يُؤْمِنُونَ تامّ فَلا هادِيَ لَهُ حسن، على قراءة «ويذرهم» بالرفع، وليس بوقف على قراءة ذلك بالجزم عطفا على محله يَعْمَهُونَ تامّ مُرْساها صالح إِلَّا

جنون إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ أو المعنى لو علمت الغيب من أمر القحط لاستكثرت من الطعام وما مسني الجوع، والأولى أن يحمل السوء على الجنون الذي نسبوه إليه لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ تامّ لِيَسْكُنَ إِلَيْها حسن، ومثله: فمرّت به الشَّاكِرِينَ كاف فِيما آتاهُما كاف، أيضا لانقضاء قصة آدم وحوّاء عليهما السلام وما بعده تخلص إلى قصة العرب وإشراكهم، ولو كانت القصة واحدة لقال عما يشركان كقوله: دعوا الله ربهما، فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما يُشْرِكُونَ كاف، ومثله: يخلقون وينصرون ولا يَتَّبِعُوكُمْ قرأ نافع بتخفيف الفوقية، ومثله: يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ في الشعراء، والباقون بالتشديد فهما لغتان صامِتُونَ تامّ، ومثله: أمثالكم صادِقِينَ كاف، وكذا: بها الأخيرة، وفي المواضع الثلاثة لا يجوز الوقف لأن أم عاطفة، والمعنى يقتضي الوصل لأن الاستفهام قد يحمل على الابتداء به فَلا تُنْظِرُونِ تامّ الْكِتابَ كاف، على استئناف ما بعده الصَّالِحِينَ تامّ، على القراءتين، وقرأ العامّة والتي مضافا لياء المتكلم المفتوحة أضاف الولي إلى نفسه، وقرئ ولي الله بياء مشدّدة مفتوحة، وجرّ الجلالة بإضافة الولي إلى الجلالة يَنْصُرُونَ كاف لا يَسْمَعُوا جائز لا يُبْصِرُونَ تامّ الْجاهِلِينَ كاف، ومثله: بالله عَلِيمٌ تامّ مُبْصِرُونَ كاف لأن وَإِخْوانُهُمْ مبتدأ ويمدّونهم خبر لا يُقْصِرُونَ كاف، ومثله: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ هُوَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف وَالْأَرْضِ كاف إِلَّا بَغْتَةً تامّ حَفِيٌّ عَنْها صالح لا يَعْلَمُونَ تامّ ما شاءَ اللَّهُ حسن، وكذا: وما مسني السوء وقيل تامّ. وقال أبو عمرو فيهما: كاف يُؤْمِنُونَ تامّ لِيَسْكُنَ إِلَيْها كاف. وكذا: فمرّت به مِنَ الشَّاكِرِينَ حسن فِيما آتاهُما كاف يُشْرِكُونَ حسن. وقال أبو عمرو في الأول: تامّ، وفي الثاني كاف صامِتُونَ تامّ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ يَسْمَعُونَ بِها كاف فَلا تُنْظِرُونِ تامّ الْكِتابَ كاف الصَّالِحِينَ تامّ يَنْصُرُونَ حسن لا يَسْمَعُوا صالح. وقال

سورة الأنفال

اجتبيتها، وكذا: من ربي وَهُدىً وَرَحْمَةٌ ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله يُؤْمِنُونَ تامّ وَأَنْصِتُوا ليس بوقف لحرف الترجي بعده وتعلقه كتعلق لام كي تُرْحَمُونَ تامّ وَالْآصالِ جائز الْغافِلِينَ تامّ وَيُسَبِّحُونَهُ جائز، آخر السورة تامّ. سورة الأنفال مدنية (¬1) إلا سبع آيات أوّلها وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الآيات السبع فمكي، وهي سبعون وخمس آيات في الكوفي. وست في المدني والمكي والبصري، وسبع وسبعون في الشامي اختلافهم في ثلاث آيات ثُمَّ يُغْلَبُونَ عدّها البصري والشامي لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولًا الأول لم يعدّها الكوفي بنصره، وبالمؤمنين لم يعدّها البصري وكلمها ألف ومائتان وأحد وثلاثون كلمة، وحروفها خمسة آلاف ومائتان وأربعة وتسعون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع ثمانية مواضع: أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ، رِجْزَ الشَّيْطانِ، فَوْقَ الْأَعْناقِ، عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ، إِلَّا الْمُتَّقُونَ، يَوْمَ الْفُرْقانِ، يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ، أَمْراً كانَ مَفْعُولًا. الثاني بعده: وإلى الله ترجع الأمور ـــــــــــــــــــــــــ أبو عمرو في الأول: تامّ، وفي الثاني كاف لا يُبْصِرُونَ تامّ الْجاهِلِينَ حسن فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ كاف عَلِيمٌ تامّ مُبْصِرُونَ صالح. وقال أبو عمرو: تامّ لا يُقْصِرُونَ كاف، وكذا: لولا اجتبيتها مِنْ رَبِّي حسن. وقال أبو عمرو: كاف يُؤْمِنُونَ تامّ تُرْحَمُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ الْغافِلِينَ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف، آخر السورة تام. سورة الأنفال مدنية وقيل: إلا قوله: وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا الآيات السبع فمكيّ ¬

_ (¬1) سورة الأنفال سبعون وخمس في الكوفي، وسبع في الشامي، وست في الباقي والخلاف في ثلاثة مواضع: مَفْعُولًا (42): غير كوفي، وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62)، غير بصري، يُغْلَبُونَ (36) بصري وشامي، «التلخيص» (275)، «الإتحاف» (235).

عَنِ الْأَنْفالِ جائز. وقيل: ليس بوقف، لأن ما بعده جواب لما قبله وَالرَّسُولِ كاف، لأن عنده انقضى الجواب. وقيل حسن لعطف الجملتين المختلفتين بالفاء ذاتَ بَيْنِكُمْ كاف مُؤْمِنِينَ تام وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ حسن وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ تامّ، إن رفع الذين على الابتداء والخبر أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا أو رفع خبر مبتدإ محذوف، أي: هم الذين، وكاف إن نصب بتقدير أعني، وليس بوقف إن جعل بدلا مما قبله أو نعتا أو عطف بيان يُنْفِقُونَ حسن إن لم يجعل أولئك خبر للذين للفصل بين المبتدإ والخبر حَقًّا كاف. وقيل: تامّ كَرِيمٌ كاف، إن علقت الكاف في كما بفعل محذوف، وذكر أبو حيان في تأويل «كما» سبعة عشر قولا. حاصلها: أن الكاف نعت لمصدر محذوف أي: الأنفال ثابتة لله ثبوتا كما أخرجك ربك، أو أصلحوا ذات بينكم إصلاحا كما أخرجك ربك، أو وأطيعوا الله ورسوله طاعة محققة كما أخرجك ربك أو على ربهم يتوكلون توكلا حقيقيّا كما أخرجك ربك، أو هم المؤمنون حقّا كما أخرجك ربك، أو استقرّ لهم درجات استقرارا ثابتا كاستقرار إخراجك، فعلى هذه التقديرات الست لا يوقف على ما قبل الكاف لتعلقها بما قبلها، وإن علقت بما بعدها بتقدير يجادلونك مجادلة كما أخرجك ربك فهي متعلقة بما بعدها، أو لكارهون كراهية ثابتة كما أخرجك ربك، أو إن الكاف بمعنى إذ وما زائدة نحو وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ فمعناه وأحسن إذ أحسن الله إليك، لأن كما على هذا متعلقة بمضمر، فيسوغ الوقف على ما قبل كما، والتقدير: اذكر إذ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ صالح أو مفهوم وتقدم ذكره مع نظائره في سورة البقرة لِلَّهِ وَالرَّسُولِ كاف، وكذا: ذات بينكم إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ تامّ، وكذا: يتوكلون، إن جعل ما بعده مبتدأ، فإن جعل بدلا من الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ

أخرجك ربك، أو إن الكاف بمعنى على، والتقدير: امض على الذي أخرجك وإن كرهوا ذلك كما في كراهتهم له أخرجك ربك أو إن الكاف في محل رفع، والتقدير: كما أخرجك ربك فاتق الله، أو أنها في محل رفع أيضا، والتقدير: لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ. هذا وعد حق كما أخرجك، أو هي في محل رفع أيضا، والتقدير: أصلحوا ذات بينكم ذلكم خير لكم كما أخرجك ربك، أو هي في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف، أي: هذا الحال من تنفيلك الغزاة على ما رأيت في كراهتهم لها كحال إخراجك للحرب، أو هي صفة لخبر مبتدأ، وحذف هو وخبره، والتقدير: قسمتك الغنائم حق كما كان إخراجك حقا، أو أن التشبيه وقع بين إخراجين: إخراج ربك إياك من مكة وأنت كاره لخروجك وكان عاقبة ذلك الإخراج النصر والظفر كإخراجهم إياك من المدينة وبعض المؤمنين كاره يكون عقب ذلك الخروج النصر والظفر كما كان عاقبة ذلك الخروج الأول. السابع عشر: إنها قسم مثل وَالسَّماءِ وَما بَناها بجعل الكاف بمعنى الواو. قاله أبو عبيدة، ومعناه: والذي أخرجك كما قال: وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى أي: والذي خلق الذكر والأنثى، وبهذه التقارير يتضح المعنى ويكون الوقف لأن الوقف تابع للمعنى، فإن كانت الكاف متعلقة بفعل محذوف، أو متعلقة بيجادلونك بعدها، أو جعلت الكاف بمعنى إذ، أو بمعنى على، أو بمعنى القسم حسن الوقف على كريم، وجاز الابتداء بالكاف، وليس بوقف إن جعلتها متصلة بيسألونك أو بغير ما ذكر، واستيفاء الكلام على هذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف، وفيما ذكر غاية في بيان ذلك ولله الحمد ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ اللَّهُ كان الوقف على ذلك جائزا ولا يضرّ الفصل بين البدل والمبدل منه، لأن ذلك آخر آية، وعلى الوجه الأول لا يوقف على يُنْفِقُونَ للفصل بين المبتدإ والخبر حَقًّا حسن. وقال أبو عمرو: كاف رِزْقٌ كَرِيمٌ كاف، إن علق كما بقوله: قل الأنفال لله، وإلا فتام، ولا نصرّ في الأول الفصل بين المتعلق والمتعلق به، لأن ذلك رأس آية، ولأن الكلام قد طال بِالْحَقِّ كاف، وكذا: لَكارِهُونَ وإنما يصلح الوقف عليهما إذا لم يتعلق كما بيجادلونك

لَكارِهُونَ كاف، على استئناف ما بعده بَعْدَ ما تَبَيَّنَ جائز يَنْظُرُونَ تامّ أَنَّها لَكُمْ صالح تَكُونُ لَكُمْ حسن الْكافِرِينَ ليس بوقف، لتعلق ما بعده بما قبله الْمُجْرِمُونَ كاف. وقيل تام إن علق إذ باذكر مقدرة، وكاف إن علق بقوله: ليحقّ الحقّ ويبطل الباطل، أي: يحقّ الحقّ وقت استغاثتكم. وهو قول ابن جرير، وهو غلط، لأن ليحقّ مستقبل، لأنه منصوب بإضمار أن، وإذ ظرف لما مضى، فكيف يعمل المستقبل في الماضي. قاله السمين رَبَّكُمْ حسن مُرْدِفِينَ كاف، ومثله: به قلوبكم، للابتداء بالنفي إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ حسن حَكِيمٌ تامّ: إن نصب إذ باذكر مقدرة، وليس بوقف إن جعل إذ بدلا ثانيا من إذ يعدكم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز، قرأ نافع يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ بضم التحتية وسكون المعجمة ونصب النعاس، وقرأ أبو عمرو يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ برفع النعاس، وقرأ الباقون يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ بتشديد الشين المعجمة ونصب النعاس أَمَنَةً مِنْهُ جائز بِهِ الْأَقْدامَ كاف، إن علق إذ بمحذوف فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا تامّ الرُّعْبَ حسن فَوْقَ الْأَعْناقِ ليس بوقف للعطف كُلَّ بَنانٍ حسن ومثله: ورسوله الأول الْعِقابِ تامّ فَذُوقُوهُ جائز بتقدير: واعلموا أن للكافرين، أو بتقدير مبتدإ تكون أن خبره، أي: وختم أن، وليس بوقف إن جعلت وأن بمعنى مع أن، أو بمعنى وذلك أن عَذابَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يَنْظُرُونَ كاف تَكُونُ لَكُمْ صالح دابِرَ الْكافِرِينَ ليس بوقف، لتعلق ما بعده به الْمُجْرِمُونَ تامّ، إن علق إذ باذكر مقدّرا، وكاف إن علق بقوله: ليحقّ الحقّ ويبطل الباطل رَبَّكُمْ حسن مُرْدِفِينَ كاف، وكذا: قلوبكم، ومن عند الله، وحكيم أَمَنَةً مِنْهُ جائز بِهِ الْأَقْدامَ صالح فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا كاف الرُّعْبَ صالح، وكذا: كل بنان وَرَسُولَهُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف الْعِقابِ كاف، وكذا: فذوقوه. ثم يبتدأ: وأنّ للكافرين، بتقدير: واعلموا أن للكافرين عَذابَ النَّارِ تام الْأَدْبارَ حسن مِنَ اللَّهِ كاف، وكذا: ومأواه

النَّارِ تامّ الْأَدْبارَ كاف، للابتداء بالشرط مِنَ اللَّهِ حسن وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ أحسن منه الْمَصِيرُ تام قَتَلَهُمْ حسن وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله، إذ معناه ليبصرهم ويختبرهم وإن جعلت اللام في وَلِيُبْلِيَ متعلقة بمحذوف بعد الواو تقديره وفعلنا ذلك، أي: قتلهم ورميهم ليبلي المؤمنين كان وقفا حسنا بَلاءً حَسَناً كاف، ومثله: عليم الْكافِرِينَ تامّ الْفَتْحُ حسن، للفصل بين الجملتين المتضادتين مع العطف خَيْرٌ لَكُمْ كاف، على استئناف ما بعده نَعُدْ جائز وَلَوْ كَثُرَتْ كاف على قراءة وإن بكسر الهمزة، وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم، وليس بوقف إذ قرئ بفتحها لتعلق ما بعدها بما قبلها «وإن» قد عمل فيها ما قبل الواو، وبفتحها قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وحفص عن عاصم وابن عامر، وذلك على تقدير مبتدإ تكون أن في موضع رفع، أي: ذلكم وأن، أو في موضع نصب، أي: واعلموا أن الله مع المؤمنين، والوقف على الْمُؤْمِنِينَ تامّ، للابتداء بياء النداء وَرَسُولَهُ تامّ تَسْمَعُونَ كاف. وقيل: جائز لعطف: ولا تكونوا على قوله: ولا تولوا لا يَسْمَعُونَ تامّ لا يَعْقِلُونَ كاف، ومثله: لأسمعهم مُعْرِضُونَ تام: للابتداء بياء النداء لِما يُحْيِيكُمْ كاف وقبله حسن، بتقدير: واعلموا أنه، وليس بوقف إن جعل وأنه معطوفا على ما قبله تُحْشَرُونَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جهنم الْمَصِيرُ حسن قَتَلَهُمْ صالح رَمى ليس بوقف، لتعلق ما بعده به، إذ معناه ليبصرهم ويختبرهم بَلاءً حَسَناً كاف عَلِيمٌ حسن الْكافِرِينَ تامّ خَيْرٌ لَكُمْ كاف وَلَوْ كَثُرَتْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف. هذا إن قرئ: وإن الله بكسر الهمزة، فإن قرئ بفتحها فليس الوقف على ذلك بحسن ولا كاف لتعلق ما بعده بما قبله، إذ التقدير: ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين، ذلكم وأن الله مع المؤمنين مَعَ الْمُؤْمِنِينَ تامّ وَرَسُولَهُ مفهوم تَسْمَعُونَ كاف لا يَسْمَعُونَ تامّ لا يَعْقِلُونَ كاف، وكذا: لأسمعهم مُعْرِضُونَ تامّ لِما يُحْيِيكُمْ حسن، وكذا:

كاف خَاصَّةً حسن الْعِقابِ كاف تَشْكُرُونَ تامّ تَعْلَمُونَ كاف عَظِيمٌ تامّ وَيَغْفِرْ لَكُمْ كاف الْعَظِيمِ تامّ أَوْ يُخْرِجُوكَ حسن، ومثله: ويمكرون وَيَمْكُرُ اللَّهُ أحسن منه الْماكِرِينَ كاف. وقيل: تامّ مِثْلَ هذا حسن، ولا بشاعة في الابتداء بما بعده، لأنه حكاية عن قائلي ذلك الْأَوَّلِينَ كاف، ومثله: أليم وَأَنْتَ فِيهِمْ حسن، على أن الضمير في مُعَذِّبَهُمْ للمؤمنين والضمير في لِيُعَذِّبَهُمْ للكفار، ليفرق بينهما. وليس بوقف على قول من جعله فيهما للكفار وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ تامّ، لأن الله لا يهلك قرية وفيها نبيها، وما كان الله معذبهم لو استغفروه من شركهم وما لهم أن لا يعذبهم الله وهم لا يستغفرون من كفرهم، بل هم مصرّون على الكفر والذنوب أَوْلِياءَهُ كاف إِلَّا الْمُتَّقُونَ ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده لا يَعْلَمُونَ تامّ وَتَصْدِيَةً حسن، قرأ العامة صلاتهم بالرفع مُكاءً بالنصب، وقرأ عاصم وَما كانَ صَلاتُهُمْ بالنصب ورفع: مكاء، وخطأ الفارسي هذه القراءة. وقال: لا يجوز أن يخبر عن النكرة بالمعرفة إلا في ضرورة كقول حسان: [الوافر] كأنّ سبيئة من بيت رأس ... يكون مزاجها عسل وماء وخرّجها أبو الفتح على أن المكاء والتصدية اسما جنس، واسم الجنس تعريفه وتنكيره متقاربان، وهذا يقرب من المعرّف بأل الجنسية حيث وصفه بالجملة كما توصف به النكرة كقوله تعالى: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ وقوله: [الكامل] ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تحشرون خَاصَّةً كاف الْعِقابِ حسن تَشْكُرُونَ تامّ تَعْلَمُونَ حسن أَجْرٌ عَظِيمٌ تامّ وَيَغْفِرْ لَكُمْ كاف الْعَظِيمِ حسن أَوْ يُخْرِجُوكَ كاف، وكذا: ويمكرون، ولا يجمع بينهما وَيَمْكُرُ اللَّهُ حسن، وكذا: خير الماكرين، وأساطير الأوّلين، وبعذاب أليم، وقال أبو عمرو في الأخيرين: كاف، وفي خَيْرُ الْماكِرِينَ تامّ وَأَنْتَ فِيهِمْ كاف، على قول من جعل الضمير في مُعَذِّبَهُمْ

ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني ... فمضيت ثمّت قلت لا يعنيني وقرأ مكي بالقصر والتنوين، وجمع الشاعر بين القصر والمدّ في قوله: [الوافر] بكت عيني وحقّ لها بكاها ... وما يغني البكاء ولا العويل ونظير هذه القراءة ما قرئ به قوله أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ برفع الآية وهي ضعيفة وذلك أنه جعل اسم يكن نكرة، وخبرها معرفة، وهذا قلب ما عليه الباب ومن ذلك قول القطامي [الوافر]: قفي قبل التفرق يا ضباعا ... ولا يك موقف منك الوداعا وذلك أن قوله: أَنْ يَعْلَمَهُ في موضع نصب خبر يكن ونصب آية من وجهين: إما أن تكون خبرا ليكن وأن يعلمه اسمها، فكأنه قال: أو لم يكن علم علماء بني إسرائيل آية لهم تَكْفُرُونَ تامّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ حسن يُغْلَبُونَ كاف، ورأس آية في البصري والشامي، لأن: والذين مبتدأ يُحْشَرُونَ ليس بوقف لتعلق لام: ليميز بقوله: يُحْشَرُونَ ومن حيث كونه رأس آية يجوز مِنَ الطَّيِّبِ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله فِي جَهَنَّمَ كاف الْخاسِرُونَ تامّ ما قَدْ سَلَفَ حسن، للابتداء بالشرط الْأَوَّلِينَ كاف. كل ما في كتاب الله من ذكر سنة الله، فهو بالهاء: إلا في خمسة مواضع فهو بالتاء المجرورة هنا: سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ وإِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ للمؤمنين، والضمير في ليعذبهم للكافرين ليفرق بينهما، وليس بوقف على قول من جعله فيهما للكافرين وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ تامّ أَوْلِياءَهُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لا يَعْلَمُونَ تامّ وَتَصْدِيَةً كاف تَكْفُرُونَ تامّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كاف، وكذا: يغلبون، وفي جهنم الْخاسِرُونَ تامّ ما قَدْ سَلَفَ صالح سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ كاف كُلُّهُ لِلَّهِ صالح بَصِيرٌ كاف مَوْلاكُمْ حسن، وقال أبو

فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا، وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ثلاثتهن في فاطر وسُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ في غافر كُلُّهُ لِلَّهِ كاف، للابتداء بعد بالشرط بَصِيرٌ كاف، ومثله: مولاكم النَّصِيرُ تامّ، ولا وقف من قوله: واعلموا إلى الجمعان، فلا يوقف على ابن السبيل لتعلق حرف الشرط بما قبله، أي: واعلموا هذه الأقسام إن كنتم مؤمنين، وإن جعل: إن كنتم شرطا جوابه مقدّر لا متقدّم، أي: إن كنتم آمنتم فاعلموا أن حكم الخمس ما تقدم أو فاقبلوا ما أمرتم به كان الوقف على: ابن السبيل كافيا الْجَمْعانِ كاف، وكذا: قدير، ومثله: أسفل منكم لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ وصله أحسن لحرف الاستدراك. وقيل يجوز بتقدير ولكن جمعكم هنا، والأوّل أولى كانَ مَفْعُولًا ليس بوقف لتعلق لام ليهلك بما قبلها عَنْ بَيِّنَةٍ الثاني أحسن عَلِيمٌ كاف على استئناف ما بعده، ولا يوقف عليه إن جعل ما بعده متعلقا بما قبله، أي: وإن الله لسميع عليم إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلًا وقَلِيلًا حسن فِي الْأَمْرِ لا يوقف عليه، لتعلق ما بعده بما قبله استدراكا وعطفا سَلَّمَ كاف، وكذا: الصدور وقَلِيلًا تامّ إن جعل المعنى: واذكروا إذ يريكموهم، وإن جعل معطوفا على ما قبله كان كافيا مَفْعُولًا حسن الْأُمُورُ تامّ: للابتداء بعد بياء النداء تُفْلِحُونَ كاف، ومثله: ورسوله رِيحُكُمْ حسن وَاصْبِرُوا! أحسن منه الصَّابِرِينَ كاف، ومثله: عن سبيل الله، وكذا: محيط جارٌ لَكُمْ حسن، ومثله: برئ منكم وما لا تَرَوْنَ وأَخافُ اللَّهَ كلها حسان ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عمرو: كاف وَنِعْمَ النَّصِيرُ تامّ الْتَقَى الْجَمْعانِ كاف قَدِيرٌ صالح. وقال أبو عمرو: كاف وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ كاف، وكذا: من حيّ عن بينة، وعليم قَلِيلًا صالح سَلَّمَ كاف الصُّدُورِ صالح كانَ مَفْعُولًا كاف تُرْجَعُ الْأُمُورُ تامّ تُفْلِحُونَ حسن وَرَسُولَهُ كاف رِيحُكُمْ صالح، وكذا: واصبروا الصَّابِرِينَ حسن عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كاف، وكذا: محيط جارٌ لَكُمْ صالح، وكذا: ما لا ترون أَخافُ اللَّهَ كاف، وكذا: شديد العقاب دِينُهُمْ

الْعِقابِ كاف إن جعلت التقدير: اذكر إذ يقول دِينُهُمْ تامّ: لأنه آخر كلام المنافقين حَكِيمٌ تامّ كَفَرُوا بيان بين بهذا الوقف المعنى المراد على قراءة، يتوفى بالتحتية أن الفاعل هو ضمير يتوفى عائد على الله وأن الذين كفروا في محل نصب مفعول يتوفى، والملائكة مبتدأ، والخبر: يضربون، وأن الملائكة هي الضاربة لوجوه الكفار وأدبارهم، وكذا: إن جعل الذين كفروا فاعل، يتوفى بالتحتية، والمفعول محذوف. تقديره: يستوفون أعمالهم، والملائكة مبتدأ، وما بعده الخبر، فعلى هذين التقديرين الوقف على كفروا، وليس بوقف لمن قرأ: تتوفى بالفوقية أو التحتية، والملائكة فاعل، ويضربون في موضع نصب حال من الملائكة، وحينئذ الوقف على: الملائكة، ويبتدئ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ فبين به أن الملائكة هي التي تتوفاهم، ولم يصل الملائكة بما بعده لئلا يشكل بأن الملائكة ضاربة لا متوفاة، والأولى أن لا يوقف على: كفروا، ولا على الملائكة، بل على قوله: وأدبارهم، أي: حال الإدبار والإقبال، وجواب لو محذوف تقديره: لرأيت أمرا عجيبا وشيئا هائلا فظيعا الْحَرِيقِ كاف لِلْعَبِيدِ جائز، والأولى وصله بكدأب آل فرعون، وتقدّم ما يغني عن إعادته في آل عمران فعليك به إن شئت. والدأب: العادة، أي: كدأب الكفار في مآلهم إلى النار مثل مآل آل فرعون لما أيقنوا أن موسى ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ حَكِيمٌ تامّ وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا زعم بعضهم أنه وقف، وبعضهم أن الوقف على: الملائكة، ويبتدأ بيضربون أي: هم يضربون، والوقف على الموضعين عند القائل به وقف بيان وأراد الأوّل أن يبين به أن الملائكة هي الضاربة لوجوه الكفار وأدبارهم، وأن الله هو الذي يتوفاهم، وأراد الثاني أن يبين به أن الملائكة هي التي تتوفاهم بقرينة تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا ولم يصل لئلا يشكل بأن الملائكة ضاربة لا متوفاة. والاختيار أن لا يوقف على الموضعين، بل على: وأدبارهم، وجواب لو محذوف تقديره لرأيت أمرا فظيعا الْحَرِيقِ كاف لِلْعَبِيدِ صالح، والأحسن وصله بكدأب آل فرعون والذين من قبلهم، فيوقف عليه بِذُنُوبِهِمْ كاف، وكذا:

نبيّ فكذبوه، كذلك هؤلاء جاءهم محمد صلّى الله عليه وسلّم فكذبوه، فأنزل الله بهم عقوبة كما أنزل بآل فرعون وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جائز، ثم يبتدئ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ بِذُنُوبِهِمْ كاف، ومثله: العقاب عَلِيمٌ جائز، وفيه ما تقدم من أن الكاف في محل نصب أو في محل رفع وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كأمّة شعيب وصالح وهود ونوح آلِ فِرْعَوْنَ حسن، على استئناف ما بعده ظالِمِينَ تامّ لا يُؤْمِنُونَ تامّ، إن جعل الذين بعده مبتدأ والخبر فيما بعده، وكذا إن جعل خبر مبتدأ محذوف تقديره: هم الذين، أو في موضع نصب بتقدير أعني الذين، وليس بوقف إن جعل بدلا من الذين قبله، وهو الأحسن، ومن حيث كونه رأس آية يجوز لا يَتَّقُونَ كاف، ومثله: يذكرون، وكذا: على سواء الْخائِنِينَ تامّ سَبَقُوا حسن لمن قرأ إِنَّهُمْ بكسر الهمزة مستأنفا، وهذا تمام الكلام، أي: لا تحسب من أفلت من الكفار يوم بدر فأتونا، بل لا بدّ من أخذهم في الدنيا، وليس بوقف لمن قرأ بفتحها بتقدير: لأنهم لا يعجزون فهي متعلقة بالجملة التي قبلها لا يُعْجِزُونَ كاف ومثله، ومن رباط الخيل وَعَدُوَّكُمْ حسن، وتام عند الأخفش، ويجعل قوله: وَآخَرِينَ منصوبا بإضمار فعل غير معطوف على ما قبله، لأن النصب بالفعل أولى، وليس بوقف إن جعل؛ وآخرين معطوفا على وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ أي: وتؤتوا آخرين، أو معطوفا على وَعَدُوَّكُمْ أي: وترهبون آخرين، والتفسير يدل على هذين التقديرين ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ العقاب ما بِأَنْفُسِهِمْ صالح، وكذا: عليم، وكذا: آل فرعون ظالِمِينَ تامّ، وكذا: لا يؤمنون، إن جعل الذين بعده مبتدأ، وإن جعل بدلا من الذين قبله، وهو الأحسن لم يكن الوقف تاما، بل كاف (لا يثبتون) كاف، وكذا: يذكرون، وعلى سواء الْخائِنِينَ تامّ سَبَقُوا حسن، لمن قرأ إنهم بكسر الهمزة، وليس بوقف لمن قرأه بفتحها لا يُعْجِزُونَ صالح وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ كاف لا تَعْلَمُونَهُمُ صالح

لا تَعْلَمُونَهُمُ حسن، لأنهم يقولون: لا إله إلا الله ويغزون معكم. وقيل وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ هم الجنّ تفر من صهيل الخيل، وأنهم لا يقربون دارا فيها فرس، والتقدير على هذا: وترهبون آخرين لا تعلمونهم وهم الجن، وكان محمد بن جرير يختار هذا القول لا بني قريظة وفارس هم يعلمونهم لأنهم كفار وهم حرب لهم، قاله النكزاوي اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ تامّ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ جائز لا تُظْلَمُونَ كاف، ومثله: على الله، وكذا: العليم، وحسبك الله بَيْنَ قُلُوبِهِمْ الأوّل كاف، ومثله: ألف بينهم حَكِيمٌ تامّ وحَسْبُكَ اللَّهُ كاف على استئناف ما بعده وَمَنِ اتَّبَعَكَ في محل رفع بالابتداء، أي: ومن اتبعك حسبهم الله، وليس بوقف إن جعل ذلك في محل رفع عطفا على اسم الله أو في محل جرّ عطفا على الكاف مِنَ الْمُؤْمِنِينَ تامّ عَلَى الْقِتالِ حسن، ومثله: مائتين للابتداء بالشرط، ولا يفقهون كذلك ضَعْفاً كاف، وقيل تامّ مِائَتَيْنِ حسن للابتداء بالشرط، ومثله: بإذن الله مَعَ الصَّابِرِينَ تامّ فِي الْأَرْضِ كاف على استئناف ما بعده، لأن المعنى: حتى يقتل من بها من المشركين أو يغلب عليها، أو هو على تقدير أداة الاستفهام، أي: أتريدون عَرَضَ الدُّنْيا حسن، لأن ما بعده مستأنف مبتدأ وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ أحسن منه حَكِيمٌ كاف، ومثله: عظيم طَيِّباً حسن وَاتَّقُوا اللَّهَ أحسن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ تامّ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ مفهوم لا تُظْلَمُونَ حسن عَلَى اللَّهِ كاف الْعَلِيمُ حسن، وكذا: حسبك الله وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ تامّ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ كاف حَكِيمٌ تامّ حَسْبُكَ اللَّهُ كاف، إن جعل: ومن اتبعك في محل رفع بالابتداء بتقدير: ومن اتبعك من المؤمنين كذلك، أو في محل نصب بتقدير، يكفيك الله ويكفي من اتبعك من المؤمنين، وليس بوقف إن جعل ذلك في محل رفع عطفا على اسم الله أو في محل جرّ عطفا على الكاف مِنَ الْمُؤْمِنِينَ تامّ عَلَى الْقِتالِ حسن،

رَحِيمٌ تامّ مِنَ الْأَسْرى ليس بوقف، لأن ما بعده مقول قل. قرأ أبو عمرو: من الأسارى بزنة فعالى بضم الفاء وكسر اللام، والباقون بزنة فعلى بفتح الفاء وإسكان العين وفتح اللام. وقرأ أبو جعفر من العشرة: أيديكمو من الأسارى بألف بعد السين بغير إمالة. وقرأ ابن عامر وعاصم بعدم الصلة وبالقصر من غير إمالة. وأما بغير الصلة وضم الهمزة وفتح السين، وبغير إمالة فلم يقرأ بها أحد لا من العشرة ولا من السبعة وَيَغْفِرْ لَكُمْ كاف، ومثله: رحيم. وقيل: تامّ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ كاف حَكِيمٌ تامّ، ولا وقف من قوله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا إلى أولياء بعض فلا يوقف على في سبيل الله أَوْلِياءُ بَعْضٍ حسن. وقيل كاف. وقيل تامّ حَتَّى يُهاجِرُوا حسن للابتداء بالشرط مِيثاقٌ كاف بَصِيرٌ تامّ أَوْلِياءُ بَعْضٍ حسن. وقيل كاف للابتداء بالشرط، أي: إن لم تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير وكَبِيرٌ كاف، ولا وقف من قوله: وَالَّذِينَ آمَنُوا إلى حَقًّا فلا يوقف على فِي سَبِيلِ اللَّهِ ولا على: ونصروا، لأن خبر: والذين أولئك، فلا يفصل بين المبتدأ وخبره بالوقف حَقًّا كاف كَرِيمٌ تامّ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ كاف، ومثله: في كتاب الله «آخر السورة» تام. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: لا يفقهون ضَعْفاً كاف، وكذا: بإذن الله مَعَ الصَّابِرِينَ تامّ فِي الْأَرْضِ صالح عَرَضَ الدُّنْيا مفهوم الْآخِرَةَ صالح عَزِيزٌ حَكِيمٌ حسن، وكذا: عذاب عظيم طَيِّباً جائز وَاتَّقُوا اللَّهَ كاف رَحِيمٌ تامّ وَيَغْفِرْ لَكُمْ كاف رَحِيمٌ حسن فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ كاف حَكِيمٌ تامّ أَوْلِياءُ بَعْضٍ حسن حَتَّى يُهاجِرُوا صالح مِيثاقٌ كاف بَصِيرٌ تامّ أَوْلِياءُ بَعْضٍ صالح. وقال أبو عمرو فيه وفي الأوّل: كاف وَفَسادٌ كَبِيرٌ تامّ حَقًّا حسن. وقال أبو عمرو: كاف كَرِيمٌ تامّ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ حسن، وقال أبو عمرو: كاف فِي كِتابِ اللَّهِ كاف آخر السورة تام.

سورة التوبة

سورة التوبة مدنية (¬1) إلا آيتين من أخرها لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ إلى آخرها، فإنهما نزلتا بمكة، وإنما تركت البسملة في براءة لأنها نزلت لرفع الأمان. قال حذيفة بن اليمان: إنكم تسمونها التوبة، وإنما هي سورة العذاب، والله ما تركت أحدا إلا نالت منه، أو لأنها تشبه الأنفال وتناسبها، لأن في الأنفال ذكر العهود، وفي براءة نبذها فضمت إليها، وقيل لما اختلفت الصحابة في أنهما سورة واحدة هي سابعة السبع الطوال، أو سورتان تركت بينهما فرجة ولم تكتب البسملة، وهي مائة وتسع وعشرون آية في الكوفي، وثلاثون في عد الباقي اختلافهم في ثلاث آيات أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ عدّها البصري إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً عدّها الشامي وَعادٍ وَثَمُودَ عدّها المدنيان والمكي، وكلمها ألفان وأربعمائة وسبع وتسعون كلمة، وعلى قراءة ابن كثير ثمانية وتسعون كلمة، وحروفها عشرة آلاف وثمانمائة وسبعة وثلاثون حرفا، وفيها ما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع ستة عشر موضعا: عاهدتم من المشركين بعده، ثم لم ينقصوكم شيئا على أن أهل البصرة قد جاء عنهم خلاف فيه، وفي قوله: بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، والصحيح عنهم ما قدمناه، والذي في أوّل السورة مجمع على عدّه، وقاتلوا المشركين، برحمة منه ورضوان، وقلبوا لك الأمور، وفي الرقاب، ويؤمن للمؤمنين من يلمزك في الصدقات عذابا ـــــــــــــــــــــــــ سورة التوبة مدنية وقيل: إلا الآيتين آخرها فمكيتان عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كاف، وكذا: مخزي الكافرين، وكذا: ورسوله فَهُوَ ¬

_ (¬1) سورة التوبة مائة وعشرون وتسع في الكوفي، وثلاثون في الباقي، والخلاف في ثلاثة آيات: بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (3) بصري، وَعادٍ وَثَمُودَ (70) حجازي، يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً (39) شامي، «التخليص» (278).

أليما، وهو الثاني، ما على المحسنين من سبيل، ألّا يجدوا ما ينفقون من المهاجرين والأنصار، وتفريقا بين المؤمنين فيقتلون ويقتلون، أن يستغفروا للمشركين ما يتقون، أنهم يفتنون عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كاف، ورأس آية غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ليس بوقف لعطف وأن الله على ما قبله الْكافِرِينَ كاف، إن لم يعطف وأذان على براءة يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ حسن، على قراءة الحسن البصري، إن الله بكسر الهمزة على إضمار القول وليس بوقف لمن فتحها على تقدير بأن، لأن أن متعلقة بما قبلها وموضعها إما نصب أو جر، وهي قراءة الجماعة ورسولُه كاف، إن رفع ورسوله عطفا على مدخول إن قبل دخلوها، إذ هو قبلها رفع على الابتداء أو رفع عطفا على الضمير المستكنّ في بريء، أي: بريء هو ورسوله، وإن رفع على الابتداء والخبر محذوف تقديره ورسوله بريء منهم، وحذف الخبر لدلالة ما قبله عليه فعليه يحسن الوقف على المشركين ولا يحسن على ورسوله، وقد اجتمعت القراء على رفع ورسوله إلا عيسى بن عمرو، ابن أبي إسحاق فإنهما كانا ينصبان، فعلى مذهبهما يحسن الوقف على ورسوله ولا يحسن على المشركين لأن ورسوله عطف على لفظ الجلالة، أو على أنه مفعول معه، وقرأ الحسن ورسوله بالجر على أنه مقسم به: أي ورسوله إن الأمر كذلك وحذف جوابه لفهم المعنى، وعليها يوقف على المشركين أيضا. وهذه القراءة يبعد صحتها عن الحسن للإيهام، حتى يحكى أن أعرابيا سمع رجلا يقرأ ورسوله بالجرّ. فقال الأعرابي: إن كان الله بريئا من رسوله فأنا بريء، فأنفذه القارئ إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فحكى الأعرابي الواقعة، فحينئذ أمر بتعليم العربية، ويحكى أيضا عن عليّ كرّم الله وجهه، وعن أبي الأسود الدؤلي. قال أبو البقاء: ولا يكون ورسوله عطفا على من المشركين لأنه يؤدي إلى الكفر. وهذا من الواضحات اه. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ خَيْرٌ لَكُمْ جائز وغَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ الثاني كاف بِعَذابٍ أَلِيمٍ ليس بوقف

سمين مع زيادة للإيضاح فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ جائز غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ الثاني، حسن بِعَذابٍ أَلِيمٍ ليس بوقف للاستثناء بعده، وقيل يجوز بجعل إلا بمعنى الواو ويبتدأ بها ويسند إليها إِلى مُدَّتِهِمْ كاف، ومثله: المتقين، وقيل تامّ كُلَّ مَرْصَدٍ كاف، ومثله: سبيلهم رَحِيمٌ تامّ كَلامَ اللَّهِ جائز مَأْمَنَهُ حسن لا يَعْلَمُونَ كاف الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حسن فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ كاف الْمُتَّقِينَ تامّ وَلا ذِمَّةً حسن قُلُوبُهُمْ جائز فاسِقُونَ كاف، ومثله: عن سبيله، وكذا: يعملون وَلا ذِمَّةً حسن الْمُعْتَدُونَ كاف، ومثله: في الدين، ويعلمون، وأئمة الكفر، قرأ ابن عامر أنهم لا إيمان لهم بكسر الهمزة، أي: لا تصديق لهم، والباقون بفتحها جمع يمين، يعني نفي الأيمان عن الكفار إن صدرت منهم، وبذلك قال الشافعي، وقال أبو حنيفة: يمين الكافر لا تكون يمينا شرعية يَنْتَهُونَ كاف، ومثله: أوّل مرة، وقال الأخفش: تامّ، وخولف في هذا، لأن ما بعده متعلق بما قبله، وقال بعضهم: الوقف أتخشونهم، لأن اسم الله مبتدأ مع الفاء وخبره أحق، أو أن تخشوه مبتدأ وأحق خبره قدم عليه، والجملة خبر الأول مُؤْمِنِينَ كاف قُلُوبِهِمْ حسن، على القراءة المتواترة برفع يتوب مستأنفا، وليس بوقف على قراءة ابن أبي ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ للاستثناء بعده إِلى مُدَّتِهِمْ كاف، وكذا: المتقين، وكل مرصد، وسبيلهم. وقال أبو عمرو في الْمُتَّقِينَ تامّ رَحِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ مَأْمَنَهُ كاف لا يَعْلَمُونَ تامّ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ كاف الْمُتَّقِينَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ إِلًّا وَلا ذِمَّةً صالح. وقال أبو عمرو: كاف فاسِقُونَ حسن عَنْ سَبِيلِهِ كاف يَعْمَلُونَ حسن الْمُعْتَدُونَ كاف، وكذا: في الدين لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ حسن، وكذا: أئمة الكفر يَنْتَهُونَ حسن أَوَّلَ مَرَّةٍ كاف مُؤْمِنِينَ تامّ، وكذا: غيظ قلوبهم عَلى مَنْ يَشاءُ

إسحاق، ويتوب بالنصب على إضمار أن أو جوابا للأمر بالواو فيكون القتال سببا للتوبة مَنْ يَشاءُ كاف حَكِيمٌ تامّ وَلِيجَةً كاف بِما تَعْمَلُونَ تامّ: بالكفر، حسن: على استئناف ما بعده، أي: ما كان لهم أن يعمروه في حال إقرارهم بالكفر، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال من قوله: للمشركين، وعليه فلا يوقف على بالكفر، ولا على أعمالهم خالِدُونَ تامّ ومثله: مِنَ الْمُهْتَدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حسن، لا يستوون عند الله أحسن منه الظَّالِمِينَ تامّ، لانقطاع ما بعده عما قبله لفظا ومعنى عِنْدَ اللَّهِ حسن الْفائِزُونَ كاف وَجَنَّاتٍ جائز مُقِيمٌ ليس بوقف، لأن خالدين حال مما قبله أَبَداً كاف عَظِيمٌ تامّ عَلَى الْإِيمانِ كاف: للابتداء بعده بالشرط الظَّالِمُونَ تامّ: ولا وقف من قوله: قل إن كان إلى قوله: يأمره لعطف المذكورات على آباؤكم، وخبر كان أحب، ولا يوقف على اسم كان دون خبرها بِأَمْرِهِ كاف الْفاسِقِينَ تام كَثِيرَةٍ حسن، وقيل كاف على إضمار فعل تقديره ونصركم يَوْمَ حُنَيْنٍ وليس بوقف إن جعل، ويوم حنين معطوفا على قوله: في مواطن، ومنهم من وقف على حنين، لأن ويوم عطف على محل مواطن عطف ظرف زمان على ظرف مكان، وذلك جائز تقول: مررت أمامك ويوم الجمعة، وهو جيد عَنْكُمْ شَيْئاً جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال بِما رَحُبَتْ جائز ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن حَكِيمٌ تامّ وَلِيجَةً كاف بِما تَعْمَلُونَ تامّ بِالْكُفْرِ حسن حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ جائز خالِدُونَ حسن مِنَ الْمُهْتَدِينَ تامّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ صالح لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ كاف الظَّالِمِينَ تامّ عِنْدَ اللَّهِ جائز الْفائِزُونَ حسن وَجَنَّاتٍ مفهوم أَبَداً كاف عَظِيمٌ تامّ عَلَى الْإِيمانِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف الظَّالِمُونَ تامّ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ حسن.

مُدْبِرِينَ حسن وثم لترتيب الأخبار وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها صالح: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله، ولكنه من عطف الجمل المتغايرة المعنى وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا كاف، وكذا: الكافرين، ومثله من يشاء رَحِيمٌ تامّ نَجَسٌ حسن، على استئناف ما بعده بَعْدَ عامِهِمْ هذا كاف، وقيل تامّ إِنْ شاءَ كاف حَكِيمٌ تامّ: ولا وقف إلى صاغرون، لأن العطف يصير الأشياء كالشيء الواحد صاغِرُونَ تامّ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ جائز، ومثله: المسيح ابن الله، وقيل كاف لتناهي مقول الفريقين، ورسموا ابن بألف في الموضعين، لأن ألف ابن إنما تحذف إذا وقع ابن صفة بين علمين ونسب لأبيه، فلو نسب لجدّه: كقولك محمد ابن هشام الزهري لم تحذف الألف، لأن هشاما جدّه، أو نسب إلى أمّه لم تحذف أيضا كعيسى ابن مريم، أو نسب إلى غير أبيه لم تحذف أيضا كالمقداد ابن الأسود، فأبوه الحقيقي عمرو، وتبناه الأسود فهو كزيد ابن الأمير أو زيد ابن أخينا بِأَفْواهِهِمْ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال من الفريقين، أي: مضاهين قول الذين كفروا من قبل، وحينئذ لا يوقف من قوله: وقالت اليهود إلى: يضاهئون قول الذين كفروا من قبل، لاتصال الكلام بعضه ببعض مِنْ قَبْلُ كاف أَنَّى يُؤْفَكُونَ تامّ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ حسن، وقيل تامّ إن جعل ما بعده مبتدأ، وليس بوقف إن جعل حالا، أي: اتخذوه غير مأمورين باتخاذه إِلهاً ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وقال أبو عمرو: كاف الْفاسِقِينَ تامّ مَواطِنَ كَثِيرَةٍ مفهوم مُدْبِرِينَ صالح، وكذا: الكافرين عَلى مَنْ يَشاءُ كاف رَحِيمٌ تامّ عامِهِمْ هذا حسن إِنْ شاءَ كاف حَكِيمٌ تامّ، وكذا: صاغرون وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ جائز وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ كاف، وكذا: من قبل أَنَّى يُؤْفَكُونَ حسن وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ تامّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ حسن: وقال أبو عمرو فيهما: كاف

واحِداً حسن يُشْرِكُونَ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال، ومن حيث كونه رأس آية يجوز الْكافِرُونَ تامّ، على استئناف ما بعده وإن جعل ما بعده متعلقا بما قبله لم يتم: إلا أن يتمّ نوره، وكذا: الدين كله ليس بوقف، لأن لو قد اكتفى عن جوابها بما قبلها الْمُشْرِكُونَ تامّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ حسن، وقال أبو عمرو: تام إن جعل والذين يكنزون في محل رفع بالابتداء وخبره فبشرهم، وليس بوقف إن جعل في محل نصب عطفا على إن كثيرا، وكأنه قال: إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون، والذين يكنزون يأكلون أيضا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الثاني ليس بوقف لمكان الفاء بِعَذابٍ أَلِيمٍ كاف، إن نصب يوم بمحذوف يدل عليه عذاب، أي: يعذبون يوم يحمى أو نصب باذكر مقدرا، وليس بوقف إن نصب يوم بقوله: أليم، أو بعذاب، ولكن نصبه بعذاب لا يجوز لأنه مصدر قد وصف قبل أخذ متعلقاته، فلا يجوز إعماله. وهذا الشرط في عمله النصب للمفعول به لا في عمله في الظرف والجار والمجرور، لأن الجوامد قد تعمل فيه مع عمله في المتعلق، ولو أعمل وصفه وهو أليم لجاز، أي: أليم عظيم قدره يوم يحمى عليها وَظُهُورُهُمْ كاف، على استئناف ما بعده، لأن بعده قولا محذوفا تقديره، فيقال هذا الكي جزاء ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ ولِأَنْفُسِكُمْ جائز تَكْنِزُونَ تامّ وَالْأَرْضَ جائز حُرُمٌ حسن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يُشْرِكُونَ حسن الْكافِرُونَ تام، وكذا: المشركون عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ، هذا إن جعل وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ في محل رفع بالابتداء وخبره: فبشرهم. فإن جعل في محل نصب عطفا على كثيرا وكأنه قال: إن كثيرا منهم ليأكلون، والذين يكنزون يأكلون أيضا، لكن لم يكن الوقف حسنا ولا تاما بِعَذابٍ أَلِيمٍ كاف، وكذا: وظهورهم تَكْنِزُونَ تام أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ كاف ذلِكَ الدِّينُ

الْقَيِّمُ حسن أَنْفُسَكُمْ كاف، على أن الضمير فيهنّ يعود على أربعة، فلا يوقف من قوله: منها أربعة إلى قوله: أنفسكم، وإن جعل الضمير في فيهنّ يعود على اثنا عشر لم يوقف من قوله: يوم خلق السموات والأرض إلى قوله: ذلك الدين القيم. قاله يعقوب، ثم قال: والصحيح في ذلك أن عود الضمير لا يمنع الوقف على ما قبله، لأن بعض التامّ والكافي جميعه كذلك. قاله النكزاوي كَافَّةً كاف الْمُتَّقِينَ تامّ فِي الْكُفْرِ حسن: لمن قرأ: يضل بضم الياء وفتح الضاد مبنيا للمفعول، وبها قرأ الأخوان وحفص، والباقون مبنيا للفاعل من أضلّ، وليس بوقف لمن قرأ بفتح الياء وكسر الضاد يجعل الضلالة والزيادة من فعلهم كأنه قال زادوا في الكفر فضلوا ما حَرَّمَ اللَّهُ حسن أَعْمالِهِمْ كاف الْكافِرِينَ تامّ إِلَى الْأَرْضِ حسن، وقيل كاف للاستفهام بعده مِنَ الْآخِرَةِ أحسن منه إِلَّا قَلِيلٌ كاف، للابتداء بعده بالشرط وليست إلا حرف استثناء في الموضعين، وإنما هي إن الشرطية أدغمت النون في اللام، وسقطت النون في: تنفروا وسقوطها علامة الجزم، وجواب الشرط يعذبكم، وتقديرهما: إن لم تنفروا، إن لم تنصروه قَوْماً غَيْرَكُمْ حسن، ومثله: شيئا قَدِيرٌ كاف إِنَّ اللَّهَ مَعَنا حسن فَأَنْزَلَ اللَّهُ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْقَيِّمُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ كاف، وكذا: كما يقاتلونكم كافة مَعَ الْمُتَّقِينَ تامّ فِي الْكُفْرِ حسن: لمن قرأ يُضَلُّ بضم الياء مع فتح الضاد أو كسرها، وليس بحسن لمن قرأ بفتح الياء وكسر الضاد، لأنه يجعل الزيادة والضلالة من فعلهم، كأنه قال: زادوا في الكفر فضلوا، بخلافة على القراءتين الأوليين فإنه منقطع عن الأول فحسن الوقف على ذلك فَيُحِلُّوا ما حَرَّمَ اللَّهُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف سُوءُ أَعْمالِهِمْ كاف الْكافِرِينَ تامّ إِلَى الْأَرْضِ كاف، وكذا: من الآخرة، وإلا قليل وشيئا، وقدير. وقال أبو عمرو في إلا قليل وقدير: تامّ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا كاف

سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ كاف، إن جعل الضمير في عليه للصديق رضي الله عنه، وهو المختار كما روى عن سعيد بن جبير، وإن جعل الضمير في عليه للنبي صلّى الله عليه وسلّم لم يكف الوقف عليه السُّفْلى تامّ: لمن قرأ، وكلمة الله بالرفع، وبها قرأ العامة وهي أحسن لأنك لو قلت: وجعل كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا بالنصب عطفا على مفعولي جعل لم يكن حسنا، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب عطفا على كلمة الذين كفروا هي السفلى، وبها قرأ علقمة والحسن ويعقوب، قال أبو البقاء: وهو ضعيف لثلاثة أوجه، أحدها وضع الظاهر موضع المضمر كقول الشاعر: [الخفيف] لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... نغص الموت ذا الغنى والفقيرا إذ لو كان كذلك لكان (وجعل كلمته هي العليا) وقراءته بالنصب إذن جائزة معروفة في كلام العرب. الثاني أن فيه دلالة على أن كلمة الله كانت السفلى فصارت عليا، وليس كذلك. الثالث توكيد مثل ذلك ب هي بعيد، إذ ليس القياس أن تكون إياها. وقيل ليست توكيدا، لأن المضمر لا يؤكد المظهر. اه سمين. هِيَ الْعُلْيا كاف، على القراءتين حَكِيمٌ تامّ، للابتداء بالأمر وانتصب خِفافاً وَثِقالًا على الحال من فاعل انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ حسن تَعْلَمُونَ كاف، ومثله: الشقة على استئناف ما بعده، أي: يقولون بالله لو استطعنا، أو بالله متعلق بسيحلفون مَعَكُمْ حسن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ كاف، إن جعل الضمير في عليه للصديق رضي الله عنه، وهو المختار السُّفْلى تامّ: لمن قرأ وَكَلِمَةُ اللَّهِ بالرفع، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب عطفا على كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا الْعُلْيا كاف، على القراءتين حَكِيمٌ تامّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كاف تَعْلَمُونَ حسن، وكذا: الشقة مَعَكُمْ كاف، وكذا: أنفسهم لَكاذِبُونَ تامّ. وزعم بعضهم أن الوقف على عَفَا اللَّهُ عَنْكَ

يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ أحسن منه لَكاذِبُونَ كاف وزعم بعضهم أن الوقف على: عفا الله عنك، وغرّه أن الاستفهام افتتاح كلام، وليس كما زعم لشدّة تعلق ما بعده به، ووصله بما بعده أولى، وقول من قال: لا بدّ من إضمار شيء تكون حتى غاية له، أي: وهلا تركت الإذن لهم حتى يتبين لك العذر، الكلام في غنية عنه ولا ضرورة تدعو إليه لتعلق ما بعده به الْكاذِبِينَ كاف، ومثله: وأنفسهم، وبالمتقين، ويتردّدون لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وصله بما بعده أولى لحرف الاستدراك بعده، قرأ العامة عدّة بضم العين وتاء التأنيث، أي: من الماء والزاد والراحلة، وقرئ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً بفتح العين، وضمير له عائد على الخروج فَثَبَّطَهُمْ جائز الْقاعِدِينَ كاف. قيل هو من كلام بعضهم لبعض. وقيل من كلام النبي صلّى الله عليه وسلّم، والقاعدون النساء والصبيان يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ حسن: على أن الواو للاستئناف، وليس بوقف إن جعلت الجملة حالا من مفعول يبغونكم، أو من فاعله، ورسموا: ولا أوضعوا بزيادة ألف بعد لام ألف كما ترى، ولا تعلم زيادتها من جهة اللفظ، بل من جهة المعنى، لأنهم يرسمون ما لا يتلفظ به سَمَّاعُونَ لَهُمْ كاف، ومثله: بالظالمين، وكذا: كارهون وَلا تَفْتِنِّي حسن: نزلت في الجد بن قيس. قال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: هل لك في جلاد بني الأصفر: وكان لهم بنات لم يكن في وقتهنّ أجمل منهنّ، فقال الجد بن قيس ائذن لي في التخلف ولا تفتني بذكر بنات بني الأصفر، فقد علم قومي أني لا أتمالك عن النساء إذا رأيتهن. واختلف في الابتداء بقوله: ائذن لي، فالكسائي يبدأ بهمزتين الثانية منهما ساكنة، ومن أدرج الألف في الوصل ابتدأ بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة، لأن القاعدة في الابتداء بالهمزة أن يكتب الساكن بحسب حركة ما قبله ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف، وليس كذلك لتعلق ما بعده به وَتَعْلَمَ الْكاذِبِينَ تامّ وَأَنْفُسِهِمْ كاف، وكذا: بالمتقين، ويتردّدون. وزعم بعضهم أنه يوقف على لَهُ عُدَّةً ولا أراه جيدا مَعَ الْقاعِدِينَ حسن سَمَّاعُونَ لَهُمْ كاف بِالظَّالِمِينَ حسن، وكذا: كارهون،

أوّلا، أو وسطا، أو آخرا نحو ائذن وائتمن والبأساء، واقرأ وجئناك هيئ، والمؤتون، وتسؤهم، لأن اللفظ يكتب بحروف هجائية مع مراعاة الابتداء به والوقف عليه سَقَطُوا حسن: معناه في الإثم الذي حصل بسبب تخلفهم عن النبي صلّى الله عليه وسلّم بِالْكافِرِينَ كاف تَسُؤْهُمْ حسن: للابتداء بالشرط فَرِحُونَ تامّ لَنا جائز مَوْلانا حسن الْمُؤْمِنُونَ كاف الْحُسْنَيَيْنِ حسن، يعني الغنيمة أو الشهادة أَوْ بِأَيْدِينا حسن فَتَرَبَّصُوا أحسن منه للابتداء بعد بإنا مُتَرَبِّصُونَ أحسن منهما. وقيل: لا وقف من قوله: قل هل تربصون إلى متربصون، لأن ذلك كله داخل تحت القول المأمور به، والوقف على المواضع المذكورة في هذه الآية للفصل بين الجمل المتغايرة المعنى لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ جائز فاسِقِينَ كاف، ومثله: كارهون وَلا أَوْلادُهُمْ حسن: إن جعل في الحياة الدنيا متصلا بالعذاب كأنه قال: إنما يريد الله ليعذبهم بها: أي بالتعب في جمعها وإنفاقها كرها، وهو قول أبي حاتم وقيل: ليس بوقف، لأن الآية من التقديم، والتأخير لاتصال الكلام بعضه ببعض، أي: فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا إنما يريد الله ليعذبهم بها، أي: في الآخرة، وهذا الشرط معتبر في قوله: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وقوله: ولا تفتنى سَقَطُوا كاف بِالْكافِرِينَ تامّ تَسُؤْهُمْ صالح فَرِحُونَ تامّ كَتَبَ اللَّهُ لَنا جائز هُوَ مَوْلانا حسن، وكذا: المؤمنون إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ صالح: ولا أحبه، لأن فائدة الكلام فيما بعده أَوْ بِأَيْدِينا كاف مُتَرَبِّصُونَ حسن لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ مفهوم فاسِقِينَ تامّ كارِهُونَ كاف وَلا أَوْلادُهُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، هذا إن أريد بالعذاب إنفاق الذهب والفضة في الدنيا، لأنهم كانوا ينفقونها كرها، فإن أريد به عذاب الآخرة بتقدير، فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة، لم يكن ذلك وقفا، وهذا الشرط معتبر في قوله تعالى وَأَوْلادُهُمْ الآتي وَهُمْ كافِرُونَ كاف قَوْمٌ يَفْرَقُونَ حسن، وكذا: يجمحون فِي الصَّدَقاتِ مفهوم

وأَوْلادُهُمْ الآتي وَهُمْ كافِرُونَ حسن، ومثله: إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ الأول يَفْرَقُونَ كاف، ومثله يجمحون فِي الصَّدَقاتِ حسن، وهو حرقوص بن زهير التميمي ذو الخويصرة رأس الخوارج رَضُوا جائز: للفصل بين الشرطين، وجواب الأول لا يلزم فيه المقارنة، بخلاف الثاني فجاء بإذا الفجائية، وإنهم إذا لم يعطوا فاجأ سخطهم ولم يكن تأخيره لما جبلوا عليه من محبة الدنيا والشره في تحصيلها، ومفعول رَضُوا أي: رضوا ما أعطوا يَسْخَطُونَ كاف حَسْبُنَا اللَّهُ حسن ومثله: ورسوله، على استئناف ما بعده، وقيل: ليس بوقف، لأن من قوله: وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا إلى راغِبُونَ متعلق بلو، وجواب لو محذوف تقديره: لكان خيرا لهم. وقيل جوابها وقالوا والواو زائدة، وهذا مذهب الكوفيين، وقوله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون: هاتان الجملتان كالشرح لقوله: حسبنا الله، ولذلك لم يتعاطفا لأنهما كالشيء الواحد، لاتصال منع العطف. قاله السمين راغِبُونَ تامّ وَابْنِ السَّبِيلِ جائز، لأن ما بعده منصوب في المعنى بما قبله، لأنه في معنى المصدر المؤكد، أي: فرض الله هذه الأشياء عليكم فريضة فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ كاف حَكِيمٌ تامّ هُوَ أُذُنٌ حسن، وكاف إن نوّن أذن وخير ورفعا، ومن قرأ قُلْ هو أُذُنُ خَيْرٍ بخفض الراء على الإضافة، وهي القراءة المتواترة كان وقفه على مِنْكُمْ حسنا على القراءتين وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ كاف: لمن قرأ وَرَحْمَةٌ بالرفع مستأنفا، أي: وهو رحمة، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يَسْخَطُونَ كاف حَسْبُنَا اللَّهُ صالح وَرَسُولُهُ كاف راغِبُونَ تامّ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ كاف حَكِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ هُوَ أُذُنٌ صالح. وقال أبو عمرو: كاف لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ تامّ عَذابٌ أَلِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ لِيُرْضُوكُمْ كاف مُؤْمِنِينَ تامّ خالِداً فِيها كاف الْعَظِيمُ حسن بِما فِي قُلُوبِهِمْ كاف ما تَحْذَرُونَ حسن نَخُوضُ وَنَلْعَبُ صالح. وقال

وليس بوقف لمن رفعها عطفا على، أذن، وكذا من جرّها عطفا على خير. والمعنى إننا نقول ما شئنا ثم نأتي فنعتذر فيقبل منا، فقال الله: قل أذن خير لكم، أي: إن كان الأمر على ما تقولون فهو خير لكم، وليس الأمر كما تقولون ولكنه يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين، أي: إنما يصدّق المؤمنين آمَنُوا مِنْكُمْ كاف، ومثله: أليم، وكذا لِيُرْضُوكُمْ على استئناف ما بعده تامّ خالِداً فِيها كاف ومثله: العظيم وبِما فِي قُلُوبِهِمْ، وقُلِ اسْتَهْزِؤُا، وما تَحْذَرُونَ، ونَلْعَبُ كلها وقوف كافية تَسْتَهْزِؤُنَ حسن لا تَعْتَذِرُوا أحسن منه. وقيل: تامّ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كاف، سواء قرئ تعف بضم التاء مبنيا للمفعول، أي: هذه الذنوب، أو قرئ تعذب بضم التاء مبنيا للمفعول أيضا طائفة نائب الفاعل، وبها قرأ مجاهد، وقرئ نعف بنون العظمة ونعذب كذلك طائفة بالنصب على المفعولية، وبها قرأ عاصم، وقرأ الباقون إن يعف تعذب مبنيا للمفعول ورفع طائفة على النيابة والنائب في الأول الجارّ بعده مُجْرِمِينَ حسن، ومثله: من بعض لأنه لو وصل بما بعده لكانت الجملة صفة لبعض، وهي صفة لكل المنافقين أَيْدِيَهُمْ جائز فَنَسِيَهُمْ كاف، ومثله: الفاسقون خالِدِينَ فِيها جائز هِيَ حَسْبُهُمْ حسن وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ أحسن منه مُقِيمٌ ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله. وقيل حسن لكونه رأس آية، وذلك على قطع الكاف في قوله: كَالَّذِينَ عما قبلها، أي: أنتم كالذين فالكاف في ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أبو عمرو: كاف تَسْتَهْزِؤُنَ حسن لا تَعْتَذِرُوا تامّ، وكذا: بعد إيمانكم، وكانوا مجرمين فَنَسِيَهُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف الْفاسِقُونَ تامّ خالِدِينَ فِيها صالح، وكذا: هي حسبهم، ولعنهم الله. وأصلحها لعنهم الله عَذابٌ مُقِيمٌ ليس بوقف لتعلق ما بعده به كَالَّذِي خاضُوا تامّ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ جائز الْخاسِرُونَ تامّ وَالْمُؤْتَفِكاتِ كاف بِالْبَيِّناتِ صالح يَظْلِمُونَ تامّ أَوْلِياءُ

محل رفع خبر مبتدإ محذوف وَأَوْلاداً جائز بِخَلاقِهِمْ ليس بوقف، لاتساق ما بعده على ما قبله كَالَّذِي خاضُوا كاف على استئناف ما بعده وَالْآخِرَةِ جائز الْخاسِرُونَ كاف وَالْمُؤْتَفِكاتِ حسن، ومثله: بالبينات، للابتداء بعد بالنفي يَظْلِمُونَ تامّ أَوْلِياءُ بَعْضٍ جائز وَرَسُولَهُ حسن سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ أحسن منه. وقيل كاف: للابتداء بإن عَزِيزٌ حَكِيمٌ تامّ، ولا وقف من قوله: وعد الله إلى عدن، فلا يوقف على، الأنهار، لأن خالدين حال مما قبله، ولا على فيها، لاتساق ما بعده على ما قبله فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ كاف، ومثله: أكبر الْعَظِيمُ تامّ، لانتهاء صفة المؤمنين بذكر ما وعدوا به من نعيم الجنات وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ جائز وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ حسن وَبِئْسَ الْمَصِيرُ كاف ما قالُوا حسن. حلف الجلاس بن سويد من المنافقين إن كان محمد صادقا فنحن شرّ من الحمير بِما لَمْ يَنالُوا كاف وكذا: من فضله، للابتداء بالشرط مع الفاء يَكُ خَيْراً لَهُمْ كاف، للابتداء بالشرط أيضا، وللفصل بين الجملتين وَالْآخِرَةِ كاف: للابتداء بالنفي وَلا نَصِيرٍ تامّ مِنَ الصَّالِحِينَ حسن، ومثله: معرضون يَكْذِبُونَ تامّ الْغُيُوبِ كاف، إن جعل الذين خبر مبتدإ محذوف، أو مبتدأ خبره سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وليس بوقف إن جعل بدلا من الضمير في: نجواهم، ولا وقف من قوله: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ إلى قوله: سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ فلا يوقف على: في الصدقات، ولا على: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بَعْضٍ صالح وَرَسُولَهُ كاف وكذا: سيرحمهم الله عَزِيزٌ حَكِيمٌ تامّ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ كاف، وكذا: ورضوان من الله أكبر الْعَظِيمُ تامّ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ صالح وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كاف الْمَصِيرُ حسن ما قالُوا كاف بِما لَمْ يَنالُوا حسن. وقال أبو عمرو: كاف مِنْ فَضْلِهِ كاف، وكذا: الآخرة وَلا نَصِيرٍ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ مِنَ الصَّالِحِينَ صالح، وكذا: معرضون يَكْذِبُونَ تامّ عَلَّامُ

جهدهم، ولا على: فيسخرون منهم، لأن خبر المبتدأ لم يأت، وهو سخر الله منهم. والوقف على سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ جائز أَلِيمٌ كاف أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ جائز: للابتداء بالشرط فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ كاف ومثله: ورسوله الْفاسِقِينَ تامّ: ولا وقف من قوله فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ إلى قوله: فِي الْحَرِّ فلا يوقف على: رسول الله، ولا على: في سبيل الله فِي الْحَرِّ كاف، ومثله: أشدّ حرا، لأن جواب لو محذوف، أي: لو كانوا يفقهون حرارة النار لما قالوا: لا تنفروا في الحرّ، ولو وصل لفهم أن نار جهنم لا تكون أشدّ حرّا إن لم يفقهوا ذلك يَفْقَهُونَ كاف، ومثله كثيرا لأن جزاء إما مفعول له أو مصدر لفعل محذوف، أي: يجزون جزاء يَكْسِبُونَ كاف، ومثله: معي عدوّا، وقيل لا وقف من قوله: فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا إلى مَعَ الْخالِفِينَ لأن ذلك كله داخل في القول أَوَّلَ مَرَّةٍ جائز مَعَ الْخالِفِينَ كاف. والوقف على قَبْرِهِ، وفاسِقُونَ، وأَوْلادُهُمْ، وكافِرُونَ، ومَعَ الْقاعِدِينَ، ومَعَ الْخَوالِفِ، ولا يَفْقَهُونَ كلها وقوف كافية وَأَنْفُسِهِمْ جائز الْخَيْراتُ كاف الْمُفْلِحُونَ تامّ خالِدِينَ فِيها كاف الْعَظِيمُ تامّ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ تامّ، عند نافع، وقال غيره: ليس بتامّ، لأن قوله وَقَعَدَ الَّذِينَ معطوف على وجاء وَرَسُولَهُ كاف أَلِيمٌ تامّ: ولا وقف من قوله: ليس على الضعفاء، إلى قوله ورسوله، فلا يوقف على المرضى، ولا على حرج لاتساق الكلام وَرَسُولِهِ كاف، للابتداء بالنفي، ومثله: من سبيل، وكذا: رحيم، وجاز ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْغُيُوبِ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ صالح أَلِيمٌ تامّ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ صالح فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ كاف، وكذا: ورسوله الْفاسِقِينَ تامّ فِي الْحَرِّ كاف، وكذا: يفقهون بِما كانُوا يَكْسِبُونَ حسن، وكذا: معي عدوّا، ومع الخالفين، وعلى قبره، وفاسقون، وكذا: وأولادهم وكافرون، ومع القاعدين، ومع

الوقف عليه إن عطف ما بعده عليه لكونه رأس آية. وقيل تامّ، على أنه منقطع عما بعده، لأن الذين بعده نزل في العرباض بن سارية وأصحابه ولا وقف من قوله: ولا على الذين إلى قوله ما ينفقون، فلا يوقف على قوله عليه لأن قوله: تَوَلَّوْا علة لأتوك، ولا على حزنا، لأن قوله: ألا يجدوا مفعول من أجله. والعامل فيه حزنا فيكون ألا يجدون علة العلة: يعني أنه علل فيض الدمع بالحزن، وعلل الحزن بعدم وجدان النفقة، وهو واضح، انظر السمين. ما يُنْفِقُونَ تامّ أَغْنِياءُ جائز، لأن رضوا يصلح أن يكون مستأنفا ووصفا الْخَوالِفِ حسن لا يَعْلَمُونَ تامّ، على استئناف ما بعده إِلَيْهِمْ حسن لا تَعْتَذِرُوا أحسن منه لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ أحسن منهما مِنْ أَخْبارِكُمْ كاف: لاستيفاء بناء المفاعيل الثالث: الأول نا. والثاني من أخباركم ومن زائدة. والثالث حذف اختصارا للعلم به والتقدير: نبأنا الله من أخباركم كذا وَرَسُولُهُ حسن تَعْمَلُونَ كاف، وقيل: تامّ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ جائز، ومثله: فأعرضوا عنهم، وكذا: إنهم رجس ومأواهم جهنم، وما بعده منصوب بما قبله في المعنى، لأنه إما مفعول له، أو مفعول لمحذوف، أي: يجزون جزاء لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ كاف، للابتداء بالشرط مع الفاء الْفاسِقِينَ تامّ عَلى رَسُولِهِ كاف، ومثله: حكيم الدَّوائِرَ حسن. وقيل: كاف السَّوْءِ كاف عَلِيمٌ تامّ الرَّسُولِ كاف قُرْبَةٌ لَهُمْ حسن فِي رَحْمَتِهِ كاف رَحِيمٌ تامّ بِإِحْسانٍ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الخوالف، ولا يفقهون الْمُفْلِحُونَ تامّ خالِدِينَ فِيها كاف الْعَظِيمُ تامّ وَرَسُولَهُ حسن أَلِيمٌ تامّ وَرَسُولِهِ حسن مِنْ سَبِيلٍ صالح، وكذا: رحيم. وجاز الوقف عليه وإن عطف ما بعده عليه، لأنه رأس آية، ولطول الكلام بينهما ما يُنْفِقُونَ حسن، وكذا: مع الخوالف لا يَعْلَمُونَ تام رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ مفهوم، وكذا: لا تعتذروا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ كاف مِنْ أَخْبارِكُمْ صالح، وكذا،

ليس بوقف، لأن قوله: رضي الله عنهم خبر والسابقون، فلا يفصل بين المبتدإ والخبر بالوقف. وكان عمر بن الخطاب يرى أن الواو ساقطة من قوله: والذين اتبعوهم، ويقول إن الموصول صفة لما قبله حتى قال له زيد بن ثابت إنها بالواو، فقال ائتوني بثان فأتوه به، فقال له تصديق ذلك في كتاب الله في أول الجمعة وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وأوسط الحشر وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ وآخر الأنفال وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا وروى أنه سمع رجلا يقرؤها بالواو فقال أبيّ: إنها بلا واو فدعاه، فقال أقرأنيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وإنك لتبيع القرظ بالينبع، قال صدقت وإن شئت قل شهدنا وغبتم ونصرنا وخذلتم وأوينا وطردتم ومن ثم قال عمر لقد كنت أرى أنا رفعنا رفعة لا يرفعها أحد بعدنا وَرَضُوا عَنْهُ صالح أَبَداً أصلح الْعَظِيمُ تامّ مُنافِقُونَ كاف، إن جعل وممن حولكم خبرا مقدما ومنافقون مبتدأ مؤخرا ومن الأعراب لبيان الجنس، أو جعل ومن أهل المدينة خبرا مقدما، والمبتدأ بعده محذوفا قامت صفته مقامه والتقدير: ومن أهل المدينة قوم مردوا على النفاق، ويجوز حذف هذا المبتدأ الموصوف بالفعل كقولهم: منا ظعن ومنا أقام، يريدون منا جمع ظعن وجمع أقام، ويكون الموصوف بالتمرّد منافقو المدينة، ويكون من عطف المفردات إذا عطفت خبرا على خبر وليس بوقف إن جعلت مردوا جملة في موضع النعت لقوله: منافقون، أي: وممن حولكم من الأعراب منافقون مردوا على النفاق وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ جائز. والأولى وصله ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عملكم ورسوله تَعْمَلُونَ تامّ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ مفهوم، وكذا: فأعرضوا عنهم، و: إنهم رجس يَكْسِبُونَ حسن الْفاسِقِينَ تامّ عَلى رَسُولِهِ كاف حَكِيمٌ تامّ بِكُمُ الدَّوائِرَ كاف، وكذا: دائرة السوء عَلِيمٌ تامّ الرَّسُولِ كاف قُرْبَةٌ لَهُمْ صالح فِي رَحْمَتِهِ كاف رَحِيمٌ تامّ وَرَضُوا عَنْهُ صالح، وأصلح منه: خالدين فيها أبدا الْعَظِيمُ حسن وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ صالح، لكن الأجود وصله بما

بما بعده لتعلقه به لا تَعْلَمُهُمْ حسن، وكذا: نحن نعلمهم عَظِيمٍ تامّ، وقيل كاف، لأن قوله: وآخرون معطوف على قوله: منافقون إن وقف على المدينة، ومن لم يقف كان معطوفا على قوم المقدر أو خبر مبتدأ محذوف، أي: ومنهم آخرون وَآخَرَ سَيِّئاً جائز أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ كاف رَحِيمٌ تامّ، فلما تاب عليهم قالوا يا رسول الله خذ أموالنا لله وتصدّق بها. فقال رسول الله: «ما أمرت في أموالكم بشيء»، فأنزل الله تعالى خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ» الآية. وَصَلِّ عَلَيْهِمْ كاف، للابتداء بإن، وكذا: سكن لهم، ومثل ذلك عليم، والرحيم وَالْمُؤْمِنُونَ حسن تَعْمَلُونَ كاف، وما بعده عطف على الأول، أي: ومنهم آخرون وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ كاف، ومثله: حكيم على استئناف ما بعده، وهو مبتدأ محذوف الخبر، تقديره منهم أو فيما يتلى عليكم، أو فيم يقص عليكم على قراءة من قرأ والذين بغير واو وبالواو عطفا على ما قبله لأنه عطف جملة على جملة فكأنه استئناف كلام آخر، وليس بوقف على قراءة نافع وابن عامر بغير واو إن أعرب بدلا من قوله: وآخرون مرجون مِنْ قَبْلُ جائز الْحُسْنى كاف لَكاذِبُونَ تامّ إن لم تجعل لا تقم فيه أبدا خبر قوله: والذين اتخذوا، وليس وقفا إن جعل الذين مبتدأ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بعده لتعلقه به لا تَعْلَمُهُمْ كاف: وأجود منه: نحن نعلمهم عَظِيمٍ كاف وَآخَرَ سَيِّئاً صالح أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ كاف رَحِيمٌ تامّ سَكَنٌ لَهُمْ كاف عَلِيمٌ تامّ الرَّحِيمُ حسن وَالْمُؤْمِنُونَ صالح تَعْمَلُونَ كاف، وكذا: يتوب عليهم حَكِيمٌ تامّ: ولو على قراءة من قرأ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا بالواو عطفا على ما قبله لأنه عطف جملة على جملة، فكأنه استئناف كلام آخر إِلَّا الْحُسْنى كاف لَكاذِبُونَ تامّ، إن لم يجعل لا تقم فيه أبدا خبرا عن الذين اتخذوا وإلا فلا يتم الوقف بل يكون كافيا لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً حسن، وكذا: أحق أن تقوم فيه. وقال

وخبره لا يزال بنيانهم، فلا يوقف عليه ولا على شيء قبل الخبر، ومن حيث كونه رأس آية يجوز أَبَداً حسن، للابتداء بلام الابتداء أو جواب قسم محذوف وعلى التقديرين يكون لمسجد مبتدأ وأسس في محل رفع نعتا له وأحق خبره، ونائب الفاعل ضمير المسجد على حذف مضاف، أي: أسس بنيانه أَنْ تَقُومَ فِيهِ حسن، إن جعل فيه الثانية خبرا مقدما ورجال مبتدأ مؤخرا، وليس وقفا إن جعل صفة لمسجد ورجال فاعل بها، وهو أولى من حيث إن الوصف بالمفرد أصل، والجار قريب من المفرد، انظر السمين أَنْ يَتَطَهَّرُوا كاف الْمُطَّهِّرِينَ تام وَرِضْوانٍ خَيْرٌ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله فِي نارِ جَهَنَّمَ كاف الظَّالِمِينَ تامّ على أن قوله: لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً خبر الذين، أو على تقدير ومنهم الذين. فإن جعلت لا يزال خبر الذين، فلا يتم الوقف على الظالمين قُلُوبِهِمْ كاف حَكِيمٌ تامّ الْجَنَّةَ جائز، والقرآن كاف، للابتداء بعد بالشرط والاستفهام التقريري، أي: لا أحد أوفى بعهده من الله تعالى، فإخلافه لا يجوز على الله تعالى إذ إخلافه لا يقدّم عليه الكرام، فكيف بالغني الذي لا يجوز عليه قبيح قط مِنَ اللَّهِ جائز بايَعْتُمْ بِهِ كاف الْعَظِيمُ تام، إن رفع ما بعده على الاستئناف أو نصب على المدح، وليس بوقف إن جرّ بدلا من المؤمنين، ومن حيث كونه رأس آية يجوز، ولا وقف من قوله: التائبون إلى لحدود الله، ولم يأت بعاطف بين هذه الأوصاف لمناسبتها لبعضها إلا في صفة الأمر ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أبو عمرو فيهما: كاف أَنْ يَتَطَهَّرُوا كاف الْمُطَّهِّرِينَ تامّ فِي نارِ جَهَنَّمَ كاف الظَّالِمِينَ تامّ قُلُوبِهِمْ كاف حَكِيمٌ تامّ وَالْقُرْآنِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ صالح بايَعْتُمْ بِهِ كاف الْعَظِيمُ تام، إن رفع ما بعده أو نصب على المدح، وكاف إن جعل ذلك بدلا من المؤمنين وإنما جاز مع كونه بدلا من ذلك لطول الكلام بينهما لِحُدُودِ اللَّهِ مفهوم. وقال أبو عمرو: كاف، ورفع الأسماء المذكورة قبله، إما بالمدح أو بالابتداء وحذف الخبر تقديره التائبون إلخ لهم الجنة أو

بالمعروف والنهي عن المنكر لتباين ما بينهما. فإن الأمر طلب فعل، والنهي طلب ترك، وقيل الواو واو الثمانية لأنها دخلت في الصفة الثامنة كقوله: وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ لأن الواو تؤذن بأن ما بعدها غير ما قبلها، والصحيح أنها للعطف لِحُدُودِ اللَّهِ حسن: وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ تام: للابتداء بالنفي الْجَحِيمِ كاف وَعَدَها إِيَّاهُ حسن. وقال نافع: تامّ تَبَرَّأَ مِنْهُ حسن حَلِيمٌ تامّ ما يَتَّقُونَ كاف عَلِيمٌ تامّ وَالْأَرْضِ جائز وَيُمِيتُ كاف، للابتداء بالنفي وَلا نَصِيرٍ تامّ فَرِيقٍ مِنْهُمْ جائز، والأولى وصله لتنوّع توبة التائبين، والتوبة تشعر بذنب. وأما النبي فملازم للترقي فتوبته رجوع من طاعة إلى أكمل منها ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ الأول كاف، ومثله: رحيم على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على قوله: والأنصار، ومن حيث كونه رأس آية يجوز خُلِّفُوا جائز، لأن المعنى: لقد تاب الله على النبيّ وعلى الثلاثة، ويرتقي لدرجة الحسن بهذا التقدير إِلَّا إِلَيْهِ جائز. وثم لترتيب الأخبار لِيَتُوبُوا كاف الرَّحِيمُ تام، ومثله: الصادقين عَنْ نَفْسِهِ حسن. وقال أحمد بن موسى: تامّ عَمَلٌ صالِحٌ كاف الْمُحْسِنِينَ كاف. وقال أبو حاتم: لا أحب الوقف على المحسنين لأن قوله: ولا ينفقون نفقة معطوف على ولا ينالون، وقيل تامّ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بكونها بدلا من الضمير في يقاتلون وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ تام أَصْحابُ الْجَحِيمِ كاف وَعَدَها إِيَّاهُ صالح تَبَرَّأَ مِنْهُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ تام، وكذا: ما يتقون، و: عليم. وقال أبو عمرو: في ما يتقون كاف يُحْيِي وَيُمِيتُ كاف وَلا نَصِيرٍ تام قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ مفهوم عند بعضهم ولا أحبه ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ كاف، وكذا: رحيم وإن تعلق به ما بعده لأنه رأس آية. ثم تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا كاف الرَّحِيمُ تام، وكذا: مع الصادقين عَنْ نَفْسِهِ كاف، وكذا: عمل صالح، والمحسنين إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ كاف، وليس بتام، لأن لام: ليجزيهم الله لام كي،

قوله: لا يصيبهم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ ليس بوقف لأن لام ليجزيهم الله لام كي، وهي لا يبتدأ بها لأنها متعلقة بما قبلها. وقال أبو حاتم السجستاني تام، لأن اللام لام قسم حذفت منه النون تخفيفا، والأصل ليجيزينهم، فحذفوا النون وكسروا اللام بعد أن كانت مفتوحة فأشبهت في اللفظ لام كي فنصبوا بها كما نصبوا بلام كي. قال أبو بكر بن الأنباري: وهذا غلط، أن لام القسم لا تكسر ولا ينصب بها، ولو جاز أن يكون معنى ليجزيهم ليجزينهم لقلنا: والله ليقم عبد الله بتأويل والله ليقومنّ. وهذا معدوم في كلام العرب، واحتج بأن العرب تقول في محل التعجب أكرم بعبد الله فيجزمونه لشبهه لفظ الأمر، وقال أبو بكر بن الأنباري: وليس هذا بمنزلة ذاك لأن التعجب عدل إلى لفظ الأمر، ولام القسم لم توجد مكسورة قط في حال ظهور اليمين ولا في إضماره. قال بعضهم: ولا نعلم أحدا من أهل العربية وافق أبا حاتم في هذا القول، وأجمع أهل العلم باللسان على أن ما قاله وقدره في ذلك خطأ لا يصح في لغة ولا قياس، وليست هذه لام قسم. قال أبو جعفر: ورأيت الحسن بن كيسان ينكر مثل هذا على أبي حاتم، أي: يخطئه فيه ويعيب عليه هذا القول. ويذهب إلى أنها لام كي متعلقة بقوله: كتب اه نكزاوي مع زيادة للإيضاح، ويقال مثل ذلك في نظائره ما كانُوا يَعْمَلُونَ تامّ، كافة حسن، ولا وقف من قوله: فلولا نفر إلى يحذرون، فلا يوقف على في الدين لعطف ما بعده على ما قبله، ولا على إذا رجعوا إليهم لأنه لا يبتدأ بحرف الترجي لأنها في التعلق كلام زكي يَحْذَرُونَ تامّ غِلْظَةً حسن الْمُتَّقِينَ تامّ هذِهِ إِيماناً كاف، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ فهي متعلقة بما قبلها. وقال أبو حاتم: تام لأن اللام لام قسم والأصل ليجزينهم الله فحذفت النون وكسرت اللام فأشبهت لام كي فنصبوا بها يَعْمَلُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تام كَافَّةً مفهوم يَحْذَرُونَ تام فِيكُمْ غِلْظَةً كاف، وكذا: مع المتقين إِيماناً صالح، وكذا: يستبشرون كافِرُونَ تامّ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ كاف، ولا أحبه

ومثله: يستبشرون إِلَى رِجْسِهِمْ حسن كافِرُونَ تامّ، على قراءة من قرأ ولا ترون بالتاء الفوقية، يعني به المؤمنين، لأنه استئناف وإخبار، ومن قرأ بالتحتية لم يقف على كافرون، لأن ما بعده راجع إلى الكفار وهو متعلق به، وأيضا فإن الواو واو عطف دخلت عليها همزة الاستفهام أَوْ مَرَّتَيْنِ كاف، وكذا: ولا هم يذكرون، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله، ومن حيث كونه رأس آية يجوز ثُمَّ انْصَرَفُوا حسن. وقال الفراء: كاف لأن المعنى عنده: وإذا ما أنزلت سورة فيها ذكر المنافقين وعيبهم قال بعضهم لبعض: هل يراكم من أحد إن قمتم. فإن لم يرهم أحد خرجوا من المسجد صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ليس بوقف، لأن ما بعده متصل بالصرف إن جعل خبرا، وإن جعل دعاء عليهم جاز لا يَفْقَهُونَ تامّ مِنْ أَنْفُسِكُمْ كاف، وقرئ من أنفسكم بفتح الفاء، أي: من أشرفكم من النفاسة، وقيل الوقف على عزيز لأنه صفة رسول، وفيه تقديم غير الوصف الصريح، وهو من أنفسكم لأنه جملة على الوصف الصريح وهو عزيز لأنه مفرد ومنه وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ* فأنزلناه جملة ومبارك مفرد، ومنه يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ وهي غير صريحة لأنها جملة مؤوّلة بمفرد، وقوله: أذلة أعزة صفتان صريحتان لأنهما مفردتان كما تقدم، وقد يجاب بأن من أنفسكم متعلق بجاء، وجوّز الحوفي أن يكون عزيز مبتدأ وما عنتم خبره، والأرجح أنه صفة رسول لقوله: بعد ذلك حريص فلم يجعله خبرا لغيره، وادعاء كونه خبر مبتدإ محذوف لا حاجة إليه فقوله: حريص عليكم خطاب لأهل مكة، وبالمؤمنين رءوف رحيم عام لجميع الناس، وبالمؤمنين متعلق برءوف، ولا يجوز أن تكون المسألة من التنازع لأن من شرطه تأخر المعمول عن العاملين، وإن كان بعضهم قد خالف ويجيز زيدا ضربته فنصب زيدا بعامل مضمر وجوبا تقديره ضربت زيدا ضربته، وإنما كان الحذف واجبا، لأن العامل مفسر له، وقيل نصب زيدا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يَذَّكَّرُونَ كاف ثُمَّ انْصَرَفُوا حسن. وقال أبو عمرو: كاف لا يَفْقَهُونَ تام

سورة يونس عليه السلام

بالعامل المؤخر، وقال الفراء: الفعل عامل في الظاهر المتقدّم وفي الضمير المتأخر اه. من الشذور حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف رَؤُفٌ رَحِيمٌ كاف. وقال أبو عمرو: تامّ، ولم يجمع الله بين اسمين من أسمائه تعالى لأحد غير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حَسْبِيَ اللَّهُ جائز، ومثله: إلا هو، وكذا: عليه توكلت، والجمهور على جرّ الميم من العظيم صفة للعرش، وقرأ ابن محيصن برفعها نعتا لرب. قال أبو بكر الأصم: وهذه القراءة أحبّ إليّ لأن جعل العظيم صفة له تعالى أولى من جعله صفة للعرش، آخر السورة تام. سورة يونس عليه السلام مكية (¬1) إلا قوله: فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ الآيتين أو الثلاث. قال ابن عباس: فيها من المدني وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ الآية نزلت في اليهود بالمدينة، وهي مائة وعشر آيات في الشامي، وتسع في عدّ الباقين، اختلافهم في ثلاث آيات مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ عدّها الشامي لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ لم يعدّها الشامي. وشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ عدّها الشامي، وكلهم لم يعدّوا الر والمرّ في الست سور، وكلمها ألف وثمانمائة واثنتان وثلاثون كلمة، وحروفها سبعة آلاف وخمسمائة وسبعة وستون حرفا، وفيها ما يشبه الفواصل، وليس معدودا ـــــــــــــــــــــــــ مِنْ أَنْفُسِكُمْ كاف حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف رَحِيمٌ كاف. وقال أبو عمرو: تام إِلَّا هُوَ حسن، آخر السورة تام. سورة يونس عليه السلام مكية إلا قوله: فإن كنت في شك الآيتين أو الثلاث أو قوله: ومنهم من يؤمن به الآية فمدني الر تقدم الكلام عليه في سورة البقرة الْحَكِيمِ كاف. وقال أبو عمرو: ¬

_ (¬1) هي مائة وعشر آيات في الشامي، وتسع في الباقي، والخلاف في ثلاث آيات: مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ (22)، وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ (57) شامي، مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) غير شامي. «التلخيص» (282).

بإجماع موضع واحد، وهو وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الر تقدم ما يغني عن إعادته في سورة البقرة الْحَكِيمِ تامّ، للابتداء بالاستفهام الإنكاري أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ حسن، سواء أعربنا أن أوحينا اسم كان وعجبا الخبر أو عكسه، والتقدير أكان إيحاؤنا بالإنذار والتبشير إلى رجل منهم عجبا، وأن أنذر الناس تفسيرا وجعلت كان تامة. وأن أوحينا بدلا من عجبا بدل اشتمال أو كل من كل، وجعل هذا نفس العجب مبالغة أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ أحسن مما قبله، وليس بوقف على قول من يقول إن قوله: قال الكافرون جواب أن أوحينا. وهذا إشارة إلى الوحي. قاله أبو حاتم: والمراد بالقدم الصدق محمد صلّى الله عليه وسلّم وهي مؤنثة يقال قدم حسنة. قال حسان: لنا القدم العليا إليك وخلفنا ... لأوّلنا في طاعة الله تابع أي: ما تقدم لهم في السؤدد لَساحِرٌ مُبِينٌ أتمّ مما قبله عَلَى الْعَرْشِ حسن، ومثله في الحسن: يدبر الأمر إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ كاف، ومثله: فاعبدوه، وكذا: تذكرون جَمِيعاً حسن: سواء أعرب جميعا حال من المضاف وهو مرجع أو من المضاف إليه، وهو الكاف، وهو صحيح لوجود شرطه، وهو كون المضاف صالحا للعمل في الحال، ومثله: حقّا لمن قرأ إنه يبدأ الخلق بكسر الهمزة، وليس بوقف لمن قرأ بفتحها، وهو أبو جعفر يزيد بن القعقاع. فإنه كان يقرأ أنه بفتح الهمزة، فعلى قراءته لا يوقف على حقا، لأن ما قبلها عامل فيها بل يوقف على وَعْدَ اللَّهِ ثم يبتدئ حقّا أنه يبدأ الخلق. وقال أبو حاتم: موضع أن بالفتح نصب بالوعد لأنه مصدر مضاف لمفعوله، فكأنه قال وعد الله، فعلى قوله: لا يوقف على ما قبل حقّا ولا على ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ عِنْدَ رَبِّهِمْ تام، وكذا: لسحر مبين، وهي أتم عَلَى الْعَرْشِ حسن، وكذا: يدبر الأمر، ومن بعد إذنه. وقال أبو عمرو في الأخير، كاف فَاعْبُدُوهُ كاف تَذَكَّرُونَ حسن مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً كاف حَقًّا حسن، لمن قرأ إنه يبدأ بكسر

ما بعده وقيل موضعه رفع، أي: حقّا أنه يبدأ الخلق كما قال الشاعر: أحقّا عباد الله أن لست داخلا ... ولا خارجا إلا عليّ رقيب فرفع أن بعد حقّا لأنها لا تكسر بعد حقّا ولا بعد ما هو بمعناها، وقيل موضعها جرّ على إضمار حرف الجرّ، أي: وعد الله حقّا بأنه، وقرئ وعد الله فعل وفاعل ثُمَّ يُعِيدُهُ فيه ما مرّ في براءة من أن لام ليجزي لام كي بِالْقِسْطِ تام، لفصله بين ما يجزي به المؤمنون وما يجزي به الكافرون، وهو من عطف الجمل يَكْفُرُونَ تام، والحساب حسن. سئل أبو عمرو عن الحساب أتنصبه أم تجرّه، أي: هل تعطفه على عدد فتنصبه أو على السنين فتجرّه. فقال: لا يمكن جرّه إذ يقتضي ذلك أن يعلم عدد الحساب، ولا يقدر أحد أن يعلم عدده إِلَّا بِالْحَقِّ كاف، على قراءة نفصل بالنون، وهي قراءة، وليس بوقف لمن قرأ بالتحتية، لأن الكلام يكون متصلا لأن ما بعده راجع إلى اسم الله تعالى في قوله، ما خلق الله ذلك فلا يقطع منه يَعْلَمُونَ تامّ ومثله، يتقون، ولا وقف من قوله: إن الذين لا يرجون إلى يكسبون، فلا يوقف على الدنيا لاتساق ما بعده على ما قبله، ولا على واطمأنوا بها كذلك، ولا على الغافلون، لأن أولئك خبر إن، فلا يفصل بين اسمها وخبرها بالوقف، وكثيرا ما تكون آية تامة، وهي متعلقة بآية أخرى في المعنى لكونها استثناء، والأخرى مستثنى منها أو حالا مما قبلها، وإن جعل أولئك مبتدأ ومأواهم مبتدأ ثانيا والنار خبر الثاني. والثاني وخبره خبر أولئك كان الوقف على غافلون كافيا يَكْسِبُونَ تامّ بِإِيمانِهِمْ حسن فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ تامّ، عند أحمد بن موسى ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الهمزة، وليس بوقف لمن قرأه بفتحها ثُمَّ يُعِيدُهُ كاف وليس بتامّ لأن لام ليجزي لام كي ويأتي فيه ما مر في براءة بِالْقِسْطِ تامّ، وكذا: يكفرون والحساب إِلَّا بِالْحَقِّ حسن. وقال أبو عمرو في الجميع: كاف يَعْلَمُونَ تامّ، وكذا: يتقون، ويكسبون

سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ حسن. قال سفيان، إذا أراد أحد من أهل الجنة أن يدعو بالشيء إليه. قال سبحانك اللهم. فإذا قالوها مثل بين يديه، فهي علامة بين أهل الجنة وخدمهم، فإذا أرادوا الطعام قالوها أتاهم حالا ما يشتهون. فإذا فرغوا حمدوا الله تعالى فذلك قوله: وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين فِيها سَلامٌ أحسن مما قبله لأن الجملتين وإن اتفقتا فقد اعترضت جملة معطوفة أخرى لأن قوله: وآخر دعواهم معطوف على دعواهم. الأول فدعواهم مبتدأ وسبحانك منصوب بفعل مقدّر لا يجوز إظهاره هو الخبر والخبر هنا هو نفس المبتدإ، والمعنى أن دعاءهم هذا اللفظ فدعوى يجوز أن تكون بمعنى الدعاء، ويدل عليه اللهم، لأنه نداء في معنى يا الله، ويجوز أن يكون هذا الدعاء بمعنى العبادة، فدعوى مصدر مضاف للفاعل رَبِّ الْعالَمِينَ تامّ أَجَلُهُمْ حسن، للفصل بين الماضي والمستقبل، أي: ولو يعجل الله للناس الشرّ في الدعاء كاستعجالهم بالخير لهلكوا يَعْمَهُونَ تام أَوْ قائِماً حسن، ومثله: مسه، وزعم بعضهم أن الوقف على قوله: فلما كشفنا عنه ضرّه مرّ، وليس بشيء، لأن المعنى استمرّ على ما كان عليه من قبل أن يمسه الضرّ ونسي ما كان فيه من الجهل والبلاء ونسي سؤاله إيانا يَعْمَلُونَ تامّ: عند أبي عمرو لَمَّا ظَلَمُوا ليس بوقف، لعطف وَجاءَتْهُمْ على ظَلَمُوا أي: لما حصل لهم هذان الأمران: مجيء الرسل بالبينات وظلمهم أهلكوا وَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا حسن، والكاف من كذلك في موضع نصب على المصدر المحذوف، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بِإِيمانِهِمْ كاف فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ صالح، وكذا: سبحانك اللهم سَلامٌ حسن. وقال أبو عمرو: كاف رَبِّ الْعالَمِينَ تام لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ كاف يَعْمَهُونَ تام أَوْ قائِماً كاف، وكذا: ضر مسه يَعْمَلُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تام وَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا كاف، وكذا المجرمين: وتعملون أَوْ بَدِّلْهُ حسن. وقال أبو عمرو فيه: كاف، وفي تعملون تام يُوحى إِلَيَّ حسن. وقال أبو عمرو:

أي: مثل ذلك الجزاء، وهو الإهلاك نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ كاف، ومثله: تعملون بَيِّناتٍ ليس بوقف، لأن قال جواب إذا فلا يفصل بينهما أَوْ بَدِّلْهُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي جائز، للابتداء بأن النافية، وتقدم أن تلقائي من المواضع التسعة التي زيدت فيها الياء كما رسمت في مصحف عثمان يُوحى إِلَيَّ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، للابتداء بإني عَظِيمٍ تامّ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ جائز، على قراءة قنبل، ولأدراكم به بغير نفي فهو استفهام وإخبار بإيقاع الدراية من الله تعالى، فهو منقطع من النفي الذي قبله، وليس بوقف لمن قرأ وَلا أَدْراكُمْ بالنفي، لأنه معطوف على ما قبله من قوله: ما تلوته عليكم، فهو متعلق بالتلاوة، وأدخل معها في النفي فلا يقطع منها، وقرأ ابن عباس والحسن وابن سيرين وأبو رجاء: ولا أدرأكم به، بهمزة ساكنة بعد الرّاء مبدلة من ألف، والألف منقلبة عن ياء لانفتاح ما قبلها، وهي لغة لعقيل حكاها قطرب. وقيل الهمزة أصلية وإن اشتقاقه من الدرء وهو الدفع وَلا أَدْراكُمْ بِهِ جائز، على القراءتين مِنْ قَبْلِهِ كاف، للابتداء بالاستفهام بعده أَفَلا تَعْقِلُونَ تامّ بِآياتِهِ كاف الْمُجْرِمُونَ تامّ وَلا يَنْفَعُهُمْ ليس بوقف، لأن ما بعده من مقول الكفار عِنْدَ اللَّهِ كاف، لانتهاء مقولهم ومثله، ولا في الأرض عَمَّا يُشْرِكُونَ تامّ فَاخْتَلَفُوا حسن يَخْتَلِفُونَ تامّ، المعنى: ولولا كلمة سبقت من ربك لأهلك الله أهل الباطل وأنجى أهل الحق آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ جائز، لأن الأمر مبتدأ بالفاء، ومثله: الغيب لله فَانْتَظِرُوا أرقى منهما، لأن جواب الأمر ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف عَظِيمٍ تامّ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ صالح مِنْ قَبْلِهِ كاف أَفَلا تَعْقِلُونَ تامّ بِآياتِهِ كاف الْمُجْرِمُونَ حسن عِنْدَ اللَّهِ تامّ وقال أبو عمرو: كاف وَلا فِي الْأَرْضِ كاف يُشْرِكُونَ تامّ فَاخْتَلَفُوا حسن، وكذا: يختلفون. وقال أبو عمرو في الأول: كاف مِنْ رَبِّهِ صالح الْغَيْبُ لِلَّهِ مفهوم. وقال أبو عمرو: كاف

منقطع لفظا متصل معنى مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ تامّ فِي آياتِنا حسن، ومثله: أسرع مكرا ما تَمْكُرُونَ تامّ: سواء قرئ بالفوقية أم بالتحتية فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حسن، وقرئ: ينشركم من النشر والبثّ، ويسيركم من التيسير، لأن حتى للابتداء إذا كان بعدها إذا إلا قوله: حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ فإنها لانتهاء الابتداء، وجواب إذا قوله: جاءتها ريح مِنْ كُلِّ مَكانٍ حسن، ومثله: له الدين، لأن دَعَوُا اللَّهَ جواب سؤال مقدّر كأنه قيل: فما كان حالهم في تلك الشدّة؟ قيل دعوا الله ولم يدعوا سواه مِنَ الشَّاكِرِينَ كاف، ومثله: بغير الحق عَلى أَنْفُسِكُمْ تامّ، لمن قرأ متاع بإضمار مبتدأ محذوف تقديره: هو متاع، أو ذلك متاع، وكذا: لو نصب بمحذوف، أي: تبغون متاع، أو رفع بغيكم على الابتداء وعلى أنفسكم في موضع الخبر، وفيه ضمير عائد على المبتدإ تقديره، إنما بغيكم مستقرّ على أنفسكم، وهو متاع، فعلى متعلقة بالاستقرار، وكذا لو رفع بغيكم على الابتداء والخبر محذوف تقديره: إنما بغيكم على أنفسكم من أجل متاع الحياة مذموم، وليس بوقف إن رفع خبرا عن قوله بغيكم على أنفسكم متعلق بالبغي، فلا ضمير في قوله: على أنفسكم، لأنه ليس بخبر المبتدإ، فهو ظرف لغو أو نصب متاع ببغيكم، أو نصب على أنه مفعول من أجله، أي: من أجل متاع، وبالنصب قرأ حفص عن عاصم. على أن متاع ظرف زمان، أي: زمن متاع، وقرأ باقي السبعة متاع بالرفع تَعْمَلُونَ تامّ، ولا وقف من قوله إِنَّما مَثَلُ إلى وَالْأَنْعامُ فلا يوقف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ فِي آياتِنا حسن، وكذا: أسرع مكرا. وقال أبو عمرو في الثاني: كاف تَمْكُرُونَ تامّ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ صالح، وقال أبو عمرو فيهما: كاف مِنَ الشَّاكِرِينَ حسن بِغَيْرِ الْحَقِّ تامّ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ تامّ لمن قرأ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا بالرفع على أنه خبر مبتدإ محذوف، أو بالنصب بمحذوف تقديره: تبتغون متاع الحياة الدنيا، وليس بوقف لمن قرأه بالرفع على

على قوله: فاختلط، وزعم يعقوب الأزرق أنه هنا وفي الكهف تامّ على استئناف ما بعده جملة مستأنفة من مبتدإ وخبر، وفي هذا لوقف شيء من جهة اللفظ والمعنى، فاللفظ أن نبات فاعل بقوله فاختلط، أي: فنبت بذلك المطر أنواع من النبات يختلط بعضها ببعض. وفي المعنى تفكيك الكلام المتصل الصحيح والمعنى الفصيح وذهاب إلى اللغو والتعقيد وَالْأَنْعامُ حسن، لأن حتى ابتدائية تقع بعدها الجمل كقوله: [الطويل] فما زالت القتلى تمجّ دماءها ... بدجلة حتى ماء دجلة أشكل والغاية معنى لا يفارقها كما تقدم في قوله: حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ قادِرُونَ عَلَيْها ليس بوقف، لأن أتاها جواب إذا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ حسن، والكاف في كذلك نعت لمصدر محذوف، أي: مثل هذا التفصيل الذي فصلناه في الماضي نفصله في المستقبل لقوم يتفكرون ويَتَفَكَّرُونَ تامّ وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ جائز مُسْتَقِيمٍ تامّ وَزِيادَةٌ حسن. وقيل: كاف، وقيل: تامّ. قال الحسن: الحسنى العمل الصالح، والزيادة الجنة. وقيل النظر إلى وجه الله الكريم كما روى عن صهيب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا أن يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا أريد أن أنجزكموه، فيقولون ما هو؟ ألم تبيض وجوهنا؟ أم تزحزحنا عن النار؟ ألم تدخلنا الجنة؟ فيكشف الحجاب فينظرون إليه، فو الله ما أعطاهم شيئا هو أحب إليهم منه». وقيل واحدة من الحسنات بواحدة وزيادة تضعف عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف وَلا ذِلَّةٌ كاف أَصْحابُ الْجَنَّةِ جائز لأن قوله: هُمْ فِيها يصلح أن يكون جملة مستقلة مبتدأ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أنه خبر بغيكم، أو بالنصب ببغيكم تَعْمَلُونَ تامّ وَالْأَنْعامُ صالح كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ حسن. وقال أبو عمرو فيهما: كاف يَتَفَكَّرُونَ تامّ، وكذا: مستقيم وَزِيادَةٌ كاف، وكذا: ولا ذلة أَصْحابُ الْجَنَّةِ صالح أو مفهوم

وخبرا، ويصلح أن يكون أصحاب خبرا وهم فيها خبرا ثانيا فهما خبران لأولئك نحو الرمان حلو حامض خالِدُونَ تامّ، لأن وَالَّذِينَ كَسَبُوا مبتدأ، وجزاء مبتدأ ثان وخبره بمثلها ذِلَّةٌ حسن، ومثله: من عاصم، لأن الكاف لا تتعلق بعاصم مع تعلقها بذلة قبلها معنى، لأن رهق الذلة سواد الوجه وتغيره، وكون وجوههم مسودّة هو حقيقة لا مجازا، وكنى بالوجه عن الجملة لكونه أشرفها ولظهور السرور فيه مُظْلِماً حسن. وقيل: كاف أَصْحابُ النَّارِ جائز، وفيه ما تقدم خالِدُونَ تامّ، وانتصب يوم بفعل محذوف، أي: ذكرهم أو خوّفهم مَكانَكُمْ ليس بوقف لعطف، أنتم وشركاؤكم لأن مكانكم اسم فعل بمعنى اثبتوا فأكد وعطف عليه أنتم وشركاؤكم، ومكانكم اسم فعل لا يتعدّى، ولهذا قدّر باثبتوا، لأن اسم الفعل إن كان الفعل لازما كان لازما، وإن كان متعديا كان متعديا نحو: عليك زيدا لما ناب مناب الزم تعدّى. وقال ابن عطية: أنتم مبتدأ والخبر مخزيون أو مهانون، فيكون مكانكم قد تمّ، ثم يبتدئ أنتم وشركاؤكم، وهذا لا ينبغي أن يقال، لأن فيه تفكيكا لأفصح كلام. ومما يدل على ضعفه قراءة من قرأ وَشُرَكاءَكُمْ بالنصب على المعية والناصب له اسم الفعل أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ جائز، للعدول مع الفاء فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ حسن تَعْبُدُونَ أحسن مما قبله لَغافِلِينَ كاف ما أَسْلَفَتْ حسن، ومثله: الحق يَفْتَرُونَ تامّ. ولا وقف من قوله: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ إلى قوله: وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فلا يوقف على الأرض، لأن بعده ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ خالِدُونَ تامّ وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مفهوم، وكذا: من عاصم: عند بعضهم مُظْلِماً كاف خالِدُونَ تامّ فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ كاف، وكذا: تعبدون لَغافِلِينَ حسن مَوْلاهُمُ الْحَقِّ جائز يَفْتَرُونَ تام وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ صالح فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ جائز أَفَلا تَتَّقُونَ حسن رَبُّكُمُ الْحَقُّ صالح تُصْرَفُونَ

الدلائل الدالة على فساد مذهبهم مفصلة واعترافهم بأن الرازق والمالك والمخرج والمدبر هو الله تعالى أمرا لا يمكنهم إنكاره وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ جائز فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ كاف، لأن الأمر يبتدئ بالفاء أَفَلا تَتَّقُونَ كالذي قبله رَبُّكُمُ الْحَقُّ أحسن إِلَّا الضَّلالُ أحسن منه تُصْرَفُونَ كاف، ومثله: لا يؤمنون، وكذا: ثم يعيده الأول تُؤْفَكُونَ تامّ، عند أبي عمرو إِلَى الْحَقِّ الأوّل: كاف، ومثله: للحق على استئناف ما بعده إِلَّا أَنْ يُهْدى حسن. وقال أبو عمرو: كاف، للاستفهام بعده. وقال بعضهم: فما لكم، ثم يبتدئ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أي: على أي: حالة تحكمون أن عبادتكم الأصنام حتى وصواب كَيْفَ تَحْكُمُونَ تام: استفهام آخر، فهما جملتان: أنكر في الأولى وتعجب من اتباعهم من لا يهدي ولا يهتدي، وأنكر في الثانية حكمهم بالباطل وتسوية الأصنام بربّ العالمين إِلَّا ظَنًّا كاف، ومثله: شيئا بِما يَفْعَلُونَ تامّ، ولا وقف من قوله: وَما كانَ إلى قوله: لا رَيْبَ فِيهِ قال نافع: تامّ، ويكون التقدير هو من رب العالمين. قاله النكزاوي الْعالَمِينَ كاف للابتداء بالاستفهام بعده افْتَراهُ جائز صادِقِينَ كاف تَأْوِيلُهُ حسن، وتامّ عند أحمد بن جعفر مِنْ قَبْلِهِمْ جائز الظَّالِمِينَ كاف مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ حسن بِالْمُفْسِدِينَ كاف وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ حسن مِمَّا تَعْمَلُونَ كاف يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ حسن لا يَعْقِلُونَ كاف يَنْظُرُ إِلَيْكَ حسن لا يُبْصِرُونَ تام شَيْئاً الأولى ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن لا يُؤْمِنُونَ تام ثُمَّ يُعِيدُهُ صالح تُؤْفَكُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تام إِلَى الْحَقِّ كاف، وكذا: للحق إِلَّا أَنْ يُهْدى صالح، وقال أبو عمرو: كاف فَما لَكُمْ حسن: بمعنى التوبيخ كَيْفَ تَحْكُمُونَ تام إِلَّا ظَنًّا كاف، وكذا شيئا بِما يَفْعَلُونَ تام مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ كاف افْتَراهُ زعموا أنه صالح صادِقِينَ كاف، وكذا: تأويله الظَّالِمِينَ حسن، وقال أبو عمرو: تامّ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ حسن، وكذا: بالمفسدين، ولكم عملكم مِمَّا تَعْمَلُونَ تامّ يَسْتَمِعُونَ

وصف للاستدراك بعده يَظْلِمُونَ كاف، قرأ الأخوان بتخفيف لكن، ومن ضرورة ذلك كسر النون لالتقاء الساكنين وصلا ورفع الناس، والباقون بالتشديد ونصب الناس يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ حسن مُهْتَدِينَ كاف مَرْجِعُهُمْ جائز: وثم لترتيب الأخبار ما يَفْعَلُونَ تامّ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ حسن، وقيل: كاف: لأن جواب إذا منتظر لا يُظْلَمُونَ كاف، ومثله: صادقين إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ حسن، ومثله: لكل أمة أجل وَلا يَسْتَقْدِمُونَ تامّ أَوْ نَهاراً حسن الْمُجْرِمُونَ كاف آمَنْتُمْ بِهِ حسن، التقدير: قل لهم يا محمد عند نزول العذاب تؤمنون به، قالوا: نعم، قال يقال لكم: الآن تؤمنون وقد كنتم بالعذاب تستعجلون استهزاء به، وليس شيء من العذاب يستعجله عاقل، إذ العذاب كله مرّ المذاق تَسْتَعْجِلُونَ كاف، ومثله: عذاب الخلد تَكْسِبُونَ تامّ أَحَقٌّ هُوَ حسن، الضمير في هو عائد على العذاب. قيل الوقف على الحق بجعل السؤال والجواب والقسم كلاما واحدا، وقيل إي وربي، ثم يبتدأ إِنَّهُ لَحَقٌّ على الاستئناف فإن جعل قوله: إِنَّهُ لَحَقٌّ جواب القسم، أي: إي وربي إنه لحقّ. فلا يجوز الوقف على وربي، لأن القسم واقع على قوله: إنه لحقّ، أي: نعم والله، لأن إي بمعنى نعم في القسم خاصة، فلا يفصل منه. وقيل على إي. وقيل على أحقّ. والوقف على إِنَّهُ لَحَقٌّ تامّ: إن جعل وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ مستأنفا، وليس بوقف إن جعل معطوفا، وما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ إِلَيْكَ كاف لا يَعْقِلُونَ حسن يَنْظُرُ إِلَيْكَ كاف لا يُبْصِرُونَ تامّ النَّاسَ شَيْئاً قيل إنه وقف، ولا أحبه يَظْلِمُونَ تامّ يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ حسن، وكذا: مهتدين، وما يفعلون، وقال أبو عمرو في الأول: كاف وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ صالح لا يُظْلَمُونَ كاف صادِقِينَ حسن، وكذا: ما شاء الله وقال أبو عمرو في الثاني: كاف لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ كاف وَلا يَسْتَقْدِمُونَ تامّ، وكذا: المجرمون آمَنْتُمْ بِهِ صالح وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ كاف تَكْسِبُونَ تامّ وَيَسْتَنْبِئُونَكَ الآية. الوقف فيها على لَحَقٌّ بجعل السؤال والجواب والقسم

حجازية أو تميمية بِمُعْجِزِينَ تام لَافْتَدَتْ بِهِ حسن، ومثله: العذاب بِالْقِسْطِ تامّ، ومثله: لا يظلمون وَالْأَرْضِ حسن وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ الأولى وصله لحرف الاستدراك بعده لا يَعْلَمُونَ كاف تُرْجَعُونَ تامّ: للابتداء بعده بياء النداء لِلْمُؤْمِنِينَ كاف فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا حسن، ويزيد حسنا عند من خالف بين التحتية والفوقية في الحرفين مِمَّا يَجْمَعُونَ كاف وَحَلالًا حسن: للابتداء بعد بالاستفهام، وهو ما حرّموا من الحرث والأنعام والبحيرة والسائبة والوصيلة والحام، قل آلله أذن لكم، بهذا التحريم والتحليل، وأم بمعنى بل، أي: بل على الله تفترون التحليل والتحريم، وهو حسن بهذا التقدير، وليس بوقف إن جعلت أم متصلة تَفْتَرُونَ كاف يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف عَلَى النَّاسِ ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده لا يَشْكُرُونَ تامّ إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ حسن. وقيل: كاف، وقيل: تامّ وَلا فِي السَّماءِ كاف، إن قرئ ما بعده بالرفع بالابتداء، وكذا إن جعل الاستئناف منقطعا عما قبله، أي: وهو مع ذلك في كتاب مبين، والعرب تضع إلا في موضع الواو ومنه قول القائل: وكلّ أخ مفارقه أخوه ... لعمر أبيك إلا الفرقدان أي: والفرقدان، ومن ذلك قوله: وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً قال أبو عبيدة: إلا بمعنى الواو، لأنه لا يحلّ للمؤمن قتل المؤمن عمدا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كلاما واحدا. وقيل على إِي وَرَبِّي كما تقول: بلى والله، وقيل على إي، وقيل على أحقّ هو كنظيره في: يسألونك عن الأهلّة، والوقف على لَحَقٌّ تامّ: إن جعل وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ مستأنفا، فإن جعل معطوفا فلا وقف بِمُعْجِزِينَ تامّ، وكذا: لا افتدت به الْعَذابَ صالح بِالْقِسْطِ تامّ، وكذا: لا يظلمون وَالْأَرْضِ حسن لا يَعْلَمُونَ تامّ، وكذا: ترجعون، و: للمؤمنين مِمَّا يَجْمَعُونَ حسن، وكذا: وحلال. وتَفْتَرُونَ، و: يَوْمَ الْقِيامَةِ. وقال أبو عمرو فيه: كاف لا يَشْكُرُونَ تام،

ولا خطأ، وهنا لو كان متصلا لكان بعد النفي تحقيقا، وإن كان كذلك وجب أن لا يعزب عن الله تعالى مثقال ذرّة وأصغر وأكبر منهما إلا في الحالة التي استثناها، وهو: إلا في كتاب مبين، فيعرب، وهو غير جائز، بل الصحيح الابتداء بإلا على تقدير الواو، أي: وهو أيضا في كتاب مبين، وقال أبو شامة: ويزول الإشكال أيضا بأن تقدّر قبل قوله: إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ ليس شيء من ذلك إلا في كتاب مبين، ويجوز الاستثناء من يعزب، ويكون يعزب بمعنى يبين ويذهب المعنى لم يبن شيء عن الله تعالى بعد خلقه له إلا وهو في اللوح المحفوظ مكتوب يَحْزَنُونَ تامّ: إن رفع الذين على الابتداء والخبر لهم البشرى، أو جعل الذين في محل رفع خبر مبتدإ محذوف: أي هم الذين، أو نصب بأعني مقدرا، وليس بوقف في خمسة أوجه: وهي كونه نعتا على موضع أولياء أو بدلا من الموضع أيضا، أو بدلا من أولياء على اللفظ، أو على إضمار فعل لائق والجر بكونه بدلا من الهاء في عليهم، ففي إعراب الذين ثمانية أوجه: أربعة في الرفع، وثلاثة في النصب، وواحد في الجرّ يَتَّقُونَ تامّ: إن لم يجعل، لهم البشرى خبرا لقوله: الذين، وليس بوقف إن جعل خبرا وَفِي الْآخِرَةِ حسن. وقيل تامّ. والمعنى لهم البشرى عند الموت وإذا خرجوا من قبورهم. وقال عطاء: لهم البشرى في الحياة الدنيا عند الموت، تأتيهم الملائكة بالرحمة والبشارة من الله تعالى، وتأتي أعداء الله بالغلظة والفظاظة، وفي الآخرة عند خروج روح المؤمن تعرج بها إلى الله تعالى تزف كما تزف العروس تبشر برضوان الله تعالى، وفي الحديث «لا نبوّة بعدي إلا المبشرات»، قيل يا رسول الله وما المبشرات؟ قال: «الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له» وفيه «إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، فأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا» لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ حسن الْعَظِيمُ تامّ وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ أتمّ. ثم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: تفيضون فيه وَلا فِي السَّماءِ كاف: إن قرئ ما بعده بالرفع بالابتداء، وإلا فليس بوقف كِتابٍ مُبِينٍ تامّ، وكذا: ولا هم يحزنون، إن جعل الَّذِينَ آمَنُوا

يبتدئ إن العزة، وإن كان من المستحيل أن يتوهم أحد أن هذا من مقول المشركين، إذ لو قالوا ذلك لم يكونوا كفارا ولما حزن النبي صلّى الله عليه وسلّم بل هو مستأنف ليس من مقولهم، بل هو جواب سؤال مقدّر كأن قائلا قال لم لا يحزنه قولهم وهو مما يحزن؟ أجيب بقوله: إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً ليس لهم منها شيء، ولو وصل لتوهم عود الضمير إلى الأولياء، وقول الأولياء لا يحزن الرسول بل هو مستأنف تسلية عن قول المشركين وليس بوقف لمن قرأ أن العزة بفتح الهمزة، وبها قرأ أبو حيوة على حذف لام العلة، أي: لا يحزنك قولهم لأجل أن العزة لله، وبالغ ابن قتيبة. وقال فتح إن كفر وغلوّ على أن إن تصير معمولة لقولهم، إذ لو قالوا ذلك لم يكونوا كفارا كما تقدم جَمِيعاً حسن الْعَلِيمُ تامّ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حسن، ومثله: شركاء للنفي بعده، أي: ما يعبدون من دون الله شركاء إِلَّا الظَّنَّ كاف يَخْرُصُونَ تامّ مُبْصِراً كاف يَسْمَعُونَ تامّ سُبْحانَهُ حسن هُوَ الْغَنِيُّ أحسن منه، أي: عن الأهل والولد وَما فِي الْأَرْضِ كاف، للابتداء بالنفي، أي: ما عندكم حجة بهذا القول مِنْ سُلْطانٍ بِهذا حسن ما لا تَعْلَمُونَ كاف، ومثله: لا يفلحون و: متاع في الدنيا يَكْفُرُونَ تامّ نَبَأَ نُوحٍ جائز: ولا يوصل بما بعده لأنه لو وصل لصار إذ ظرفا لأتل بل هو ظرف لمقدر، أي: اذكر إذ قال، ولا يجب نصب إذ باتل لفساده إذ اتل مستقبل وإذ ظرف لما مضى تَوَكَّلْتُ حسن وَشُرَكاءَكُمْ أحسن منه: لمن نصب شركاءكم عطفا على أمركم، وبه قرأ العامة، ومن قرأ شركاؤكم بالرفع مبتدأ محذوف الخبر، أي: وشركاؤكم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مبتدأ فإن جعل وصفا لأولياء الله لم يكن ذلك وقفا، وعليه فالوقف التامّ عند يَتَّقُونَ وَفِي الْآخِرَةِ تامّ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ صالح الْعَظِيمُ تامّ، وكذا: ولا يحزنك قولهم، و: العليم وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حسن شُرَكاءَ كاف يَخْرُصُونَ تام مُبْصِراً كاف يَسْمَعُونَ تامّ سُبْحانَهُ حسن، والأحسن الوقف على: هو الغنى وَما فِي الْأَرْضِ كاف مِنْ سُلْطانٍ بِهذا حسن ما لا تَعْلَمُونَ تامّ لا يُفْلِحُونَ كاف يَكْفُرُونَ تامّ نَبَأَ نُوحٍ حسن،

فليجمعوا أمرهم كان الوقف على أمركم كافيا، وليس بوقف إن جعل وشركاؤكم بالرفع عطفا على الضمير في أجمعوا، وهي قراءة شاذة رويت عن الحسن، وهي مخالفة للمصحف الإمام الذي تقوم به الحجة لأن في القراءة بالرفع الواو وهي ليست في المصحف الإمام، وكذا: لا يوقف على أمركم إن نصب شركاءكم بفعل مضمر، أي: وادعوا شركاءكم أو نصب مفعولا معه، أي: مع شركائكم عَلَيْكُمْ غُمَّةً جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفا على فَأَجْمِعُوا لم يوقف على أمركم، ولا على شركائكم ولا على غمة لاتساق بعضها على بعض، وقرئ بالجرّ على حذف المضاف وإبقاء المضاف إليه مجرورا على حاله كقوله: [الطويل] أكلّ امرئ تحسبين امرأ ... ونار توقد بالليل نارا أي: وكل نار، أي: وأمر شركائكم، فحذف أمر وأبقى ما بعده على حاله وَلا تُنْظِرُونِ كاف مِنْ أَجْرٍ جائز، ومثله: على الله مِنَ الْمُسْلِمِينَ كاف خَلائِفَ حسن، ومثله: بآياتنا الْمُنْذَرِينَ كاف، لأن ثم لترتيب الأخبار لأنها جاءت في أول القصة بِالْبَيِّناتِ ليس بوقف لمكان الفاء مِنْ قَبْلُ حسن: لأن كذلك منقطع لفظا متصل معنى الْمُعْتَدِينَ كاف، ومثله: قَوْماً مُجْرِمِينَ، و: لَسِحْرٌ مُبِينٌ. لَمَّا جاءَكُمْ حسن على إضمار، أي: تقولون للحق لما جاءكم هذا سحر. قال تعالى: أسحر هذا، فدل هذا على المحذوف قبله أَسِحْرٌ هذا تامّ: إن جعلت الجملة بعده استئنافية لا حالية، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عند بعضهم، وهو عندي مفهوم تَوَكَّلْتُ صالح فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ مفهوم، سواء نصب شركاءكم أم رفع وَلا تُنْظِرُونِ صالح مِنَ الْمُسْلِمِينَ كاف خَلائِفَ صالح، وكذا: المنذرين مِنْ قَبْلُ حسن، قاله ابن عباد، الْمُعْتَدِينَ كاف، وكذا: مجرمين و: لسحر مبين لَمَّا جاءَكُمْ حسن أَسِحْرٌ هذا تامّ: إن جعلت الجملة بعده استئنافية لا حالية وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ حسن بِمُؤْمِنِينَ تام

أي: أسحر هذا الذي جئت به من معجز العصا واليد، وكان تامّا لأنه آخر كلام موسى عليه السلام السَّاحِرُونَ كاف فِي الْأَرْضِ حسن، للابتداء بالنفي بِمُؤْمِنِينَ كاف، ومثله: عليم، وكذا: ملقون ما جِئْتُمْ بِهِ حسن، لمن قرأ السحر بالمدّ على الاستفهام خبر مبتدإ محذوف، أي: هو السحر أو مبتدأ والخبر محذوف، أي: السحر هو، وليس بوقف لمن قرأ السحر على الخبر لا على الاستفهام على البدل من «ما» في قوله: ما جئتم به لاتصاله بما قبله، وبالمدّ قرأ أبو عمرو بن العلاء على جهة الإنكار عليهم، لأن موسى عليه السلام لم يرد أن يخبر السحرة أنهم أتوا بسحر لأنهم يعلمون أن الذي أتوا به سحر، ولكنه أراد الإنكار عليهم، فلو أراد إخبارهم بالسحر لما قالوا له أنت ساحر، وقد جئت بالسحر، لقال لهم ما جئتم به هو السحر على الحقيقة، وليس بوقف لمن قرأه بهمزة وصل، لأن ما بمعنى الذي مبتدأ خبره السحر والوقف عنده السحر، وفي الوجه الأول سيبطله وسَيُبْطِلُهُ حسن الْمُفْسِدِينَ كاف، ومثله: المجرمون أَنْ يَفْتِنَهُمْ حسن فِي الْأَرْضِ جائز لاتصال ما بعده به من جهة المعنى الْمُسْرِفِينَ كاف، ومثله: مسلمين تَوَكَّلْنا حسن الظَّالِمِينَ جائز، وقيل ليس بوقف للعطف، ومن حيث كونه رأس آية يجوز الْكافِرِينَ كاف، وقيل تامّ بُيُوتاً جائز وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ حسن، للفصل بين الأمرين لأن قوله: وبشر خطاب لمحمد صلّى الله عليه وسلّم، وإن أريد به موسى فلا بدّ من العدول الْمُؤْمِنِينَ كاف فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ليس بوقف، لأن قوله: ليضلوا متعلق بقوله: آتيت عَنْ سَبِيلِكَ كاف، وقيل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عَلِيمٍ كاف، وكذا: أنتم ملقون ما جِئْتُمْ بِهِ حسن: لمن قرأ آلسحر بالمدّ، أي: أيّ شيء جئتم به، وليس بوقف لمن قرأه بهمزة وصل لأن لما بمعنى الذي وهو مبتدأ خبره السحر السِّحْرُ تامّ: والتقدير على قراءة المدّ: آلسحر هو إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ حسن الْمُفْسِدِينَ كاف كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ تامّ أَنْ يَفْتِنَهُمْ حسن لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ تامّ

تامّ، لأن موسى استأنف الدعاء فقال: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا قال ابن عباس: صارت دراهمهم حجارة منقوشة صحاحا أثلاثا وأنصافا ولم يبق معدن إلا طمس الله عليه فلم ينتفع به أحد، واشدد على قلوبهم، أي: امنعها من الإيمان فلا يؤمنوا، ولا حجة بدعاء موسى على فرعون بما ذكر على جواز الدعاء على الظالم بسوء الخاتمة للفرق بين الكافر الميئوس منه والمؤمن العاصي المقطوع له بالجنة، إما أولا أو ثانيا بل يجوز الدعاء على الظالم بعزله لزوال ظلمه بذلك كان ظالما له أو لغيره أو بمؤلمات في جسده، ولا يجوز الدعاء عليه بسوء الخاتمة، ولا بفقد أولاده، ولا بوقوعه في معصية الْأَلِيمَ حسن فَاسْتَقِيما كاف لا يَعْلَمُونَ تامّ بَغْياً وَعَدْواً حسن، حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ ليس بوقف لأن قال جواب إذا، فلا يفصل بينها وبين جوابها قالَ آمَنْتُ حسن، لمن قرأ إنه بكسر الهمزة على الاستئناف، وبها قرأ حمزة والكسائي ويحيى بن وثاب والأعمش، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وعاصم بفتحها لأن أن منصوبة به لأن الفعل لا يلغى إذا قدر على إعماله، وعلى قراءته بفتحها لا يوقف على آمنت بَنُوا إِسْرائِيلَ جائز مِنَ الْمُسْلِمِينَ كاف. وقيل تامّ: لأن ما بعده ليس من كلام فرعون. قال السدّي: بعث الله ميكائيل. فقال له أتؤمن الآن وقد عصيت قبل. وروى أن جبريل سدّ فاه عند ذلك بحال البحر ودسه به مخافة أن تدركه الرحمة، وليس هذا رضا بالكفر لأن سدّه سدّ باب الاحتمال البعيد، ولا يلزم من إدراك الرحمة له صحة إيمانه، لأنه في حالة اليأس لأنه لم يكن مخلصا في إيمانه ولم يكره جبريل إيمانه، وإنما فعل ذلك غضبا لله تعالى لا رضا بكفره، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مُسْلِمِينَ كاف تَوَكَّلْنا حسن الظَّالِمِينَ جائز الْكافِرِينَ تامّ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ حسن عَنْ سَبِيلِكَ كاف الْأَلِيمَ حسن فَاسْتَقِيما كاف لا يَعْلَمُونَ تامّ بَغْياً وَعَدْواً صالح قالَ آمَنْتُ حسن، لمن قرأ أنه بكسر الهمزة،

لأن الرضا به كفر مِنَ الْمُفْسِدِينَ كاف لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً حسن لَغافِلُونَ تامّ مِنَ الطَّيِّباتِ حسن، للابتداء بالنفي مع الفاء، ومثله: جاءهم العلم يَخْتَلِفُونَ تام مِنْ قَبْلِكَ حسن الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ جائز مِنَ المُمْتَرِينَ كاف، على استئناف النهي بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفا على ما قبله مِنَ الْخاسِرِينَ تامّ، لا يؤمنون، ليس بوقف لأن لو تعلقها بما قبلها، أي: لو جاءتهم كل آية لا يؤمنون الْأَلِيمَ تامّ عند يعقوب، وليس بجيد لأن الكلام متصل بعضه ببعض، وكذا: عنده فَنَفَعَها إِيمانُها وجعل يعقوب الاستثناء منقطعا من غير الجنس، والتقدير: لكن قوم يونس، فقوم يونس لم يندرجوا في قوله: قرية وإلى الانقطاع ذهب سيبويه والفراء والأخفش، وقيل متصل كأنه قيل ما آمنت قرية من القرى الهالكة إلا قوم يونس، وهم أهل نينوى من بلاد الموصل كانوا يعبدون الأصنام، فبعث الله إليهم سيدنا يونس عليه السلام، فأقاموا على تكذيبه سبع سنين، وتوعدهم بالعذاب بعد ثلاثة أيام فلم يرجعوا حتى دنا الموعد فغامت السماء غيما أسود اذا دخان شديد فهبط حتى غشى مدينتهم فهابوا فطلبوا يونس فلم يجدوه فأيقنوا صدقه فلبسوا المسوح وبرزوا إلى الصعيد بأنفسهم ونسائهم وصبيانهم ودوابهم، وفرّقوا بين كل والدة وولدها، فحنّ بعضها إلى بعض، وعلت الأصوات والضجيج، وأخلصوا التوبة، وأظهروا الإيمان، وتضرّعوا إلى الله تعالى، فرحمهم وكشف عنهم، وكان يوم عاشوراء يوم الجمعة اه بيضاوي إِلى حِينٍ تامّ جَمِيعاً جائز مُؤْمِنِينَ كاف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وإلا فليس بوقف بَنُوا إِسْرائِيلَ صالح عند بعضهم، وليس بجيد مِنَ الْمُسْلِمِينَ حسن مِنَ الْمُفْسِدِينَ كاف، وكذا: آية لَغافِلُونَ تامّ مِنَ الطَّيِّباتِ كاف، وكذلك: جاءهم العلم يَخْتَلِفُونَ حسن. وكذا: من قبلك. وقال أبو عمرو: فيهما تام مِنَ المُمْتَرِينَ كاف مِنَ الْخاسِرِينَ تامّ الْأَلِيمَ كاف. وقال أبو عمرو: تامّ إِلى حِينٍ تامّ جَمِيعاً صالح. وقال أبو عمرو: كاف مُؤْمِنِينَ تامّ بِإِذْنِ

إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لمن قرأ: ونجعل الرجس بالنون، وحسن لمن قرأ بالتحتية لتعلقه بما قبله لا يَعْقِلُونَ كاف وَالْأَرْضِ حسن، يجوز في ماذا أن تكون كلمة واحدة استفهاما مبتدأ، وفي السموات خبره، ويجوز أن تكون ما وحدها مبتدأ، وذا كلمة وحدها، وذا اسم موصول بمعنى الذي وفي السموات صلتها وهو خبر المبتدإ، وعلى التقديرين فالمبتدأ والخبر في محل نصب بإسقاط الخافض لا يُؤْمِنُونَ كاف، ومثله: من قبلهم، وكذا: من المنتظرين وَالَّذِينَ آمَنُوا تامّ: على أن الكاف في محل رفع، أي: الأمر كذلك يحق علينا ننج المؤمنين، وعلى أنها في محل نصب نعتا لمصدر محذوف، أي: إنجاء مثل ذلك يحق علينا ننج المؤمنين، فيوقف على كذلك. ثم يبتدأ به لتعلقه بما بعده من جهة المعنى فقط، وعلى أنها متعلقة بما قبلها كأنه قال ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك. فالتشبيه من تمام الكلام، والوقف على كذلك، ولا يبتدأ بها لعدم تعلق ما بعدها بما قبلها، ورسموا ننج المؤمنين بحذف الياء بعد الجيم كما ترى نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ تامّ يَتَوَفَّاكُمْ حسن وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ كاف، إن جعل ما بعده بمعنى، وقيل لي أن أقم وجهك، أي: وأوحى إليّ أن أقم. فإن أقم معمولة بقوله، وأمرت مراعى فيها المعنى لأن معنى قوله: أن أكون، كن من المؤمنين، فهما أمران، وجوّز سيبويه أن توصل بالأمر والنهي، والغرض وصل أن بما تكون معه في معنى المصدر، والأمر والنهى دالان على المصدر دلالة غيرهما من الأفعال حَنِيفاً جائز، وهو حال من الضمير في أقم أو من المفعول مِنَ الْمُشْرِكِينَ كاف وَلا يَضُرُّكَ حسن، للابتداء بالشرط وهي جملة ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ اللَّهِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، لمن قرأ ونجعل الرجس بالنون، وحسن لمن قرأه بالياء لتعلقه بما قبله لا يَعْقِلُونَ تامّ وَالْأَرْضِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لا يُؤْمِنُونَ كاف، وكذا: من قبلهم، ومن المنتظرين وَالَّذِينَ آمَنُوا حسن. وقال أبو عمرو: كاف نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ تامّ يَتَوَفَّاكُمْ صالح مِنَ الْمُشْرِكِينَ حسن.

سورة هود عليه السلام

استئنافية، ويجوز أن تكون معطوفة على جملة الأمر، وهي أقم فتكون داخلة في صلة أن بوجهيها أعني كونها تفسيرية أو مصدرية مِنَ الظَّالِمِينَ تامّ، ومثله: إلا هو للابتداء بالشرط، وكذا: فلا رادّ لفضله عند أحمد بن جعفر الرَّحِيمُ أتم منهما مِنْ رَبِّكُمْ حسن، ومثله: لنفسه. وقال يحيى بن نصير النحوي، لا يوقف على الأول من المقابلين والمزدوجين حتى يؤتى بالثاني، والأولى الفصل بالوقف بينهما، ولا يخلط أحدهما مع الآخر فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها أحسن مما قبله وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ تامّ، يجوز في ما أن تكون حجازية أو تميمية لخفاء النصب في الخبر حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ صالح، لاحتمال الواو للاستئناف والعطف، والوصل أظهر لشدّة اتصال المعنى، آخر السورة تام. سورة هود عليه السلام مكية (¬1) إلا قوله: وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ. الآية، وقيل إلا قوله: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ. الآية، وقوله: أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ فمدنيّ، وهي مائة آية وإحدى وعشرون آية في المدني الأخير والمكي والبصري، واثنتان في الأول والشامي، ـــــــــــــــــــــــــ وقال أبو عمرو: كاف وَلا يَضُرُّكَ صالح مِنَ الظَّالِمِينَ كاف، وكذا: إلا هو، و: فلا رادّ لفضله الرَّحِيمُ تام مِنْ رَبِّكُمْ صالح بِوَكِيلٍ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، آخر السورة تام. سورة هود عليه السلام مكية إلا قوله: أَقِمِ الصَّلاةَ. الآية، وقيل إلا: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ. الآية، و: أُولئِكَ ¬

_ (¬1) وهي مائة وعشرون وست: سماوي، وثلاث في الكوفي، وآيتان في المدني والشامي، وآية في الباقي، الخلاف في سبع: بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) كوفي، يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) غير بصري، مِنْ سِجِّيلٍ (82)، مكي وإسماعيل، مَنْضُودٍ (82) غير مكي وإسماعيل، إِنَّا عامِلُونَ (121) غير مكي وإسماعيل، إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (86) حجازي، مُخْتَلِفِينَ (118) غير حجازي، «التلخيص» (288)، «الإتحاف» (254).

وثلاث في الكوفي، واختلافهم في سبع آيات أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ عدّها الكوفي ولم يعدّها الباقون يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ لم يعدّها البصري، وكلهم عدّ إلى قوم لوط مِنْ سِجِّيلٍ عدّها المدني الأخير والمكي، منضود لم يعدّها المدني الأخير والمكي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ عدها المدنيان والمكي وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ لم يعدّها المدنيان والمكي إِنَّا عامِلُونَ لم يعدّها المدني الأخير والمكي، وكلمها ألف وتسعمائة وخمس عشرة كلمة، وحروفها سبعة آلاف وخمسمائة وتسعة وستون حرفا كحروف سورة يونس عليه السلام، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا منها بإجماع، ستة مواضع: وَما يُعْلِنُونَ. فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ الأول، وَفارَ التَّنُّورُ، فِينا ضَعِيفاً، سَوْفَ تَعْلَمُونَ الثاني، ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ. الر تام، إن جعل كتاب خبر مبتدأ محذوف تقديره، هذا كتاب كما قال الشاعر: وقائلة خولان فانكح فتاتهم ... وأكرومة الحيين خلو كما هيا أراد هذه خولان، وكذا: إن جعل كتاب مبتدأ حذف خبره، وليس بوقف إن جعل الر مبتدأ وكتاب خبره لأنه لا يفصل بين المبتدإ وخبره بالوقف، وكذا: إن جعلت الر مقسما بها وما بعدها جواب ولا وقف من قوله: كتاب أحكمت آياته إلى قوله: إلا الله، فلا يوقف على خبير إن جعل موضع أَلَّا تَعْبُدُوا نصبا بفصلت أو بأحكمت لأن أن بعده في محلها الحركات الثلاث الرفع والنصب والجرّ، والعامل فيها إما فصلت وهو المشهور. وإما أحكمت عند الكوفيين، فتكون المسألة من الإعمال، لأن المعنى أحكمت لئلا تعبدوا أو قلت لئلا تعبدوا، فالرفع على أنها مبتدأ محذوف الخبر أو خبر مبتدإ محذوف، أي: تفصيله أن لا تعبدوا إلا الله أو هو أن لا تعبدوا، والنصب فصلت أن لا تعبدوا فتكون أن تفسيرية، والجرّ فصلت بأن لا تعبدوا، والوقف على خَبِيرٍ كاف إن رفع ما بعده مبتدأ أو خبر مبتدإ، وليس بوقف إن نصب تفسيرا لما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يُؤْمِنُونَ بِهِ. الآية: فمدني الر تقدم الكلام عليه في سورة البقرة إِلَّا اللَّهَ

قبله أو جرّ كما تقدم، ومعنى أحكمت آياته بالفضل، ثم فصلت بالعدل، أو أحكمت آياته في قلوب العارفين، ثم فصلت أحكامه على أبدان العارفين، وخص بالأحكام في قوله: منه آيات محكمات، وعمم هنا لأنه أوقع العموم بمعنى الخصوص، كقولهم أكلنا طعام زيد يريدون بعضه قاله ابن الأنباري، ولا يوقف على بشير لأن قوله: وأن استغفروا ربكم معطوف على ما قبله داخل في صلة أن إِلَّا اللَّهَ حسن، وقيل كاف فَضْلَهُ كاف، للابتداء بعده بالشرط، ومثله: كبير إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ صالح، لاحتمال الواو بعده للحال والاستئناف قَدِيرٌ كاف ومِنْهُ حسن، وقيل: كاف ثِيابَهُمْ ليس بوقف لأن عامل حين قوله بعد، يعلم، أي: ألا يعلم سرّهم وعلنهم حين يفعلون كذا. وهذا معنى واضح. وقيل يجوز لئلا يلزم تقييد علمه تعالى بسرّهم وعلنهم بهذا الوقت الخاص، وهو تعالى عالم بذلك في كل وقت. وهذا غير لازم لأنه إذا علم سرّهم وعلنهم في وقت التغشية التي يخفى السرّ فيها فأولى في غيرها، وهذا بحسب العادة. قاله السمين وَما يُعْلِنُونَ كاف بِذاتِ الصُّدُورِ تام عَلَى اللَّهِ رِزْقُها جائز وَمُسْتَوْدَعَها كاف مُبِينٍ تامّ، أي: في اللوح قبل أن يخلقها، ومستقرّها هو أيام حياتها، ومستودعها هو القبر، قاله الربيع. ويدل على هذا التفسير قوله: في وصف الجنة حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً وفي وصف النار إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً قاله النكزاوي أَحْسَنُ عَمَلًا حسن سِحْرٌ مُبِينٌ كاف ما يَحْبِسُهُ حسن، وقيل كاف، وقيل تامّ مَصْرُوفاً ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ صالح، وكذا: فضله، بل هو أصلح منه يَوْمٍ كَبِيرٍ كاف قَدِيرٌ حسن، وكذا: ليستخفوا منه. وقال أبو عمرو: في الأولين تامّ، وفي الثالث كاف وَما يُعْلِنُونَ كاف بِذاتِ الصُّدُورِ تامّ وَمُسْتَوْدَعَها حسن، وكذا: مبين. وقال أبو عمرو فيه: تامّ أَحْسَنُ عَمَلًا كاف وكذا: سحر مبين ما يَحْبِسُهُ حسن، وقال أبو عمرو: كاف يَسْتَهْزِؤُنَ كاف، وكذا: كَفُورٌ، والسيئات عني فَخُورٌ كاف، عند بعضهم.

عَنْهُمُ حسن، على استئناف ما بعده يَسْتَهْزِؤُنَ تام كَفُورٌ كاف، ومثله: السيئات عني، وفخور على أن الاستثناء منقطع بمعنى لكن الذين صبروا، فالذين مبتدأ والخبر أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وهو قول الأخفش، وقال الفراء: هو متصل، وعليه فلا يوقف على فخور بل على الصالحات، وعلى قول الأخفش لا يوقف على الصالحات لفصله بين المبتدإ وخبره كَبِيرٌ تام مَعَهُ مَلَكٌ حسن إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ أحسن منه وَكِيلٌ كاف افْتَراهُ جائز صادِقِينَ كاف رسموا جميع ما في كتاب الله من قوله: فإن لم بنون إلا قوله هنا: فإلم يستجيبوا لكم فهو بغير نون إجماعا بِعِلْمِ اللَّهِ ليس بوقف لاتساق ما بعده على ما قبله مُسْلِمُونَ تامّ لا يُبْخَسُونَ كاف إِلَّا النَّارُ حسن فِيها أحسن منه، على قراءة من رفع وباطل على الاستئناف خبر مقدّم إن كان من عطف الجمل ولفظة «ما» من قوله: ما كانوا هي المبتدأ وإن كان باطل خبرا بعد خبر ارتفع ما بباطل على الفاعلية، وهي قراءة العامة، وليس بوقف على قراءة ابن مسعود وأنس، وباطلا بالنصب، أي: وكانوا يعملوا باطلا فيها. وكذا ليس وقفا لمن قرأ وبطل يَعْمَلُونَ تامّ شاهِدٌ مِنْهُ كاف. وقيل تامّ، أي: ويتلو القرآن شاهد من الله تعالى، وهو جبريل، وهذا على قراءة العامة برفع كتاب ومن نصبه وبها قرأ محمد بن السائب الكلبي عطفا على الهاء في يتلوه، أي: ويتلو القرآن وكتاب موسى شاهد من الله، وهو جبريل، فوقفه ورحمة، وعن عليّ كرّم الله وجهه. قال: ما من رجل من قريش إلا وقد نزلت فيه الآية والآيتان، فقال رجل من ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ قال: لأن ما بعده في تقدير المبتدإ الصَّالِحاتِ حسن وَأَجْرٌ كَبِيرٌ كاف. وقال أبو عمرو: تامّ مَعَهُ مَلَكٌ صالح إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ كاف وَكِيلٌ حسن. وقال أبو عمرو: كاف إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ كاف إِلَّا هُوَ صالح مُسْلِمُونَ تامّ، وكذا: لا يبخسون إِلَّا النَّارُ صالح ما صَنَعُوا فِيها حسن ما كانُوا يَعْمَلُونَ

قريش: فأنت أيّ شيء نزل فيك؟ فقال: ويتلوه شاهد منه. وقيل الشاهد لسانه صلّى الله عليه وسلّم. وفي الشاهد أقوال كثيرة كلها توجب الوقف على منه يُؤْمِنُونَ بِهِ كاف، للابتداء بالشرط مَوْعِدُهُ حسن، ومثله: في مرية منه على قراءة إنه بكسر الهمزة وليس بوقف لمن فتحها وهو عيسى بن عمر مِنْ رَبِّكَ الأولى وصله لحرف الاستدراك بعده لا يُؤْمِنُونَ تامّ كَذِباً حسن. وقيل: كاف عَلى رَبِّهِمْ كاف، على استئناف ما بعده عَلى رَبِّهِمْ الثاني. قال محمد بن جرير: تم الكلام. ثم قال الله تعالى: أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ فعلى قوله لا يوقف على الظَّالِمِينَ لأن الله إنما لعن الظالمين الذين وصفهم خاصة بقوله: الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ الآية كافِرُونَ كاف فِي الْأَرْضِ حسن، للابتداء بالنفي مِنْ أَوْلِياءَ تامّ عند نافع، وكذا: العذاب. ثم يبتدأ ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ أي: لم يكونوا يستمعون القرآن ولا ما يأتي به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لشدّة العداوة، فلذلك كانت ما نفيا، ولذلك حسن الوقف على العذاب. وقيل: ما بمعنى الذي ومعها حرف جرّ محذوف، أي: يضاعف لهم العذاب بما كانوا يستطيعون السمع، فلما حذفت الباء تخفيفا وصل الفعل فنصب، وعلى هذا لا يوقف على العذاب يُبْصِرُونَ كاف، على القولين في ما أَنْفُسَهُمْ جائز يَفْتَرُونَ كاف، لا وقف بين أن لا ردّ لإنكارهم البعث وأنهم يستحقون النار، كأنه قال: حقّ وجوب النار لهم. وقال الفراء: جرم مع لا كلمة واحدة معناها لا بدّ، فحينئذ لا يوقف على دون جرم الْأَخْسَرُونَ تامّ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ وَرَحْمَةً حسن يُؤْمِنُونَ بِهِ تامّ مَوْعِدُهُ كاف، وكذا: منه لا يُؤْمِنُونَ تامّ كَذِباً كاف، وكذا: على ربهم، المراد به الثاني، وهم كافرون مِنْ أَوْلِياءَ صالح، وكذا: العذاب يُبْصِرُونَ كاف أَنْفُسَهُمْ مفهوم يَفْتَرُونَ كاف الْأَخْسَرُونَ تامّ الْجَنَّةِ صالح خالِدُونَ تامّ وَالسَّمِيعِ كاف،

أَصْحابُ الْجَنَّةِ جائز خالِدُونَ تامّ وَالسَّمِيعِ حسن مَثَلًا أحسن منه تَذَكَّرُونَ تام إِلى قَوْمِهِ كاف، لمن قرأ إِنِّي لَكُمْ بكسر الهمزة على إضمار القول، وبها قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة على أن قوله: أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ متعلق بما بعد إني، وليس بوقف لمن فتحها وجعلها متعلقة بأرسلنا، وبفتحها قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي لأن أَنْ لا تَعْبُدُوا بدل من قوله: إِنِّي لَكُمْ مُبِينٌ كاف، على أن ما بعده في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعل بدلا مما قبله إِلَّا اللَّهَ حسن أَلِيمٍ كاف بادِيَ الرَّأْيِ جائز. وقيل: حسن، للابتداء بالنفي مِنْ فَضْلٍ أحسن منه كاذِبِينَ كاف فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ حسن. قرأ الأخوان: فَعُمِّيَتْ بضم العين وتشديد الميم، والباقون بالفتح والتخفيف لَها كارِهُونَ حسن، ومثله: مالا، وكذا: على الله، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله آمَنُوا حسن مُلاقُوا رَبِّهِمْ ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده تَجْهَلُونَ كاف، وكذا: إن طردتهم، وكذا: تذكرون إِنِّي مَلَكٌ جائز لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً حسن. وقيل: كاف. وقيل: تام، وقيل: ليس بوقف، لأن قوله: وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ إلخ جوابه إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ وقوله: اللَّهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ اعتراض بينهما جِدالَنا جائز الصَّادِقِينَ كاف، والوقف على: إِنْ شاءَ، وبِمُعْجِزِينَ، أن يغويكم، أي: يضلكم كلها ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: مثلا تَذَكَّرُونَ تامّ نُوحاً إِلى قَوْمِهِ كاف: لمن قرأ إِنِّي لَكُمْ بالكسر بإضمار القول، وليس بوقف لمن قرأه بالفتح يَوْمٍ أَلِيمٍ كاف بادِيَ الرَّأْيِ صالح كاذِبِينَ حسن، وكذا: كارهون عَلَى اللَّهِ صالح تَجْهَلُونَ حسن إِنْ طَرَدْتُهُمْ كاف أَفَلا تَذَكَّرُونَ حسن إِنِّي مَلَكٌ صالح لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً جائز: لطول الكلام، وليس بجيد، لأن قوله: وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ

وقوف كافية، والوقف على: أن أنصح لكم، على أن في الآية تقديما وتأخيرا، وتقدير الكلام، إن كان الله يريد أن يغويكم لا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم، فجواب الشرط الأول محذوف أو الشرط الثاني هو جواب الشرط الأول. قال أبو البقاء: حكم الشرط إذا دخل على الشرط أن يكون الشرط الثاني والجواب جوابا للشرط الأول، لأن الشرط الثاني معمول للأول، لأنه مقيد له نحو: إن أتيتني إن كلمتني أكرمتك فقولك إن كلمتني أكرمتك جواب إن أتيتني، وإذا كان كذلك صار الشرط مقدما في الذكر مؤخرا في المعنى حتى إن أتاه ثم كلمه لم يجب الإكرام، ولكن إن كلمه ثم أتاه وجب الإكرام على المرتضى من أقوال في توالي شرطين ثانيهما قيد للأول مع جواب واحد كقوله: [البسيط] إن تستعينوا بنا إن تذعروا تجدوا ... منّا معاقل عزّ زانها كرم أي: إن تستعينوا بنا مذعورين، ومثله: إن وهبت نفسها للنبيّ، إن أراد النبيّ أن يستنكحها، وظاهر القصة يدل على عدم اشتراط تقدم الشرط الثاني على الأول، وذلك أن إرادته عليه الصلاة والسلام للنكاح إنما هو مرتب على هبة المرأة نفسها له، وكذا الواقع في القصة لما وهبت أراد نكاحها ولم يروا أنه أراد نكاحها فوهبت وهو يحتاج إلى جواب اه سمين. قال الزمخشري: لا يسند إلى الله هذا الفعل، ولا يوصف بمعناه وللمعتزلي أن يقول، ولا يتعين أن تكون إن شرطية، بل هي نافية، والمعنى ما كان الله يريد أن يغويكم، قال أبو حيان: قلت: لا أظن أحدا يرضى بهذه المقالة وإن كانت توافق مذهبه ... وقيل في الآية إضمار، أي: ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله في مقدوره إضلالكم، فعلى هذا يوقف على لكم، ثم يبتدئ: إن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ إلخ جوابه: إني إذا لمن الظالمين، وقوله: اللَّهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ، اعتراض بينهما الظَّالِمِينَ تامّ مِنَ الصَّادِقِينَ حسن إِنْ شاءَ كاف، وكذا: بِمُعْجِزِينَ،

كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم، أي: فهو ربكم، فيكون قد حذف الفاء في هذا القول من جواب الشرط كما قال الشاعر: من يفعل الحسنات الله يشكرها ... والشرّ بالشرّ عند الله مثلان أي: فالله يشكرها: فعلى هذا القول لا يوقف على: يغويكم، لأن ما بعده جواب الشرط، وإنما أتى بإن الشرطية دون الواو لاختلاف الفاعل في المحلين، وإنما سقنا هذا برمته لنفاسته لبيان هذا الوقف، ولو أراد الإنسان استقصاء الكلام في بيانه لاستفرغ عمره، ولم يحكم أمره. انظر السمين، وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ كاف، لأن أم بمعنى ألف الاستفهام افْتَراهُ حسن مِمَّا تُجْرِمُونَ كاف مَنْ قَدْ آمَنَ ليس بوقف لمكان الفاء يَفْعَلُونَ كاف وَوَحْيِنا جائز ظَلَمُوا حسن، على استئناف ما بعده، لأن إن كالتعليل لما قبلها مُغْرَقُونَ كاف سَخِرُوا مِنْهُ حسن. وقيل كاف: لأنه جواب كلما، وقوله: قال مستأنف على تقدير سؤال سائل كَما تَسْخَرُونَ كاف، ومثله: فسوف تعلمون، لأن فسوف للتهديد فيبدأ بها الكلام، لأنها لتأكيد الواقع إن جعلت من في محل رفع بالابتداء والخبر: يخزيه، وليس بوقف لمن جعلها في موضع نصب مفعولا لقوله: تعلمون، وليست رأس آية لتعلق ما بعدها بما قبلها، ولا يفصل بين العامل والمعمول بالوقف مُقِيمٌ كاف، لأن حتى للابتداء إذا كان بعدها إذا التَّنُّورُ ليس بوقف، لأن: قلنا جواب إذا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ جائز، ثم يبتدئ: وأهلك، أي: وأهلك الله، من الهلاك جميع الخلائق إلا من سبق عليه القول، فما بعده الاستثناء خارج مما قبله يعني إبليس ومن آمن. قاله أبو العلاء الهمداني ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وأن يغويكم وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ مِمَّا تُجْرِمُونَ تامّ يَفْعَلُونَ حسن وَوَحْيِنا صالح مُغْرَقُونَ كاف سَخِرُوا مِنْهُ صالح وكذا: تسخرون فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ليس بوقف ولا آية، لتعلق ما بعده به مُقِيمٌ

وَأَهْلَكَ ليس بوقف، لأن الوقف يشعر بأنه أمر يحمل جميع أهله، وتعلق الاستثناء أيضا يوجب عدم الوقف وَمَنْ آمَنَ تامّ، اتفاقا للابتداء بالنفي، وأيضا من مفعول به عطف على مفعول، احمل إِلَّا قَلِيلٌ أتم وَمُرْساها كاف، ومثله: رحيم وكذا: كالجبال فِي مَعْزِلٍ حسن، إن جعل ما بعده على إضمار قول، وليس بوقف إن جعل متصلا بنادى، ومعنى في معزل، أي: من جانب من دين أبيه، وقيل من السفينة مَعَ الْكافِرِينَ كاف مِنَ الْماءِ حسن مِنْ أَمْرِ اللَّهِ جائز، على أن الاستئناف منقطع، أي: لكن من رحمة الله معصوم، والصحيح أنه متصل. والوقف على مَنْ رَحِمَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وخبر لا محذوف، أي: لا عاصم موجود، ولا يجوز أن يكون الخبر اليوم لأن ظرف الزمان لا يكون خبرا عن الجثة، ويجوز أن يكون الفاعل بمعنى المفعول، والمفعول بمعنى الفاعل كقوله: مِنْ ماءٍ دافِقٍ، أي: مدفوق، وعيشة راضية أي: مرضية مِنَ الْمُغْرَقِينَ كاف، وكذا: أقلعي وَغِيضَ الْماءُ جائز، ومثله: الأمر وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ كاف، والواو بعده للاستئناف، لا للعطف، لأنه فرغ من صفة الماء وجفافه الظَّالِمِينَ تامّ مِنْ أَهْلِي حسن وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ أحسن مما قبله الْحاكِمِينَ كاف، وكذا: لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ كاف، على قراءة من قرأ إنه عمل غير صالح، برفع عمل وتنوينه وفتح الميم، وبها قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وحمزة وابن عامر، وذلك على أن الضمير في إنه الثاني يعود إلى السؤال، كأنه قال: سؤالك يا نوح إياي أن أنجيه كافرا ما ليس لك به علم عمل غير صالح، فعلى ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف وَمَنْ آمَنَ تامّ، وكذا: إلا قليل وَمُرْساها كاف رَحِيمٌ حسن، وكذا: كالجبال، وقال أبو عمرو: في الأول تام مَعَ الْكافِرِينَ كاف مِنَ الْماءِ صالح إِلَّا مَنْ رَحِمَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف مِنَ الْمُغْرَقِينَ حسن أَقْلِعِي كاف، وكذا: على الجوديّ الظَّالِمِينَ تامّ الْحاكِمِينَ كاف، وكذا: من أهلك وغير صالح،

هذا يحسن الوقف على: من أهلك، ويحسن الابتداء بما بعده، لأنه منقطع مما قبله، وليس بوقف على أن الضمير في إنه عائد على ابن نوح، والتقدير: إن ابنك ذو عمل غير صالح فحذف ذو وأقيم عمل مقامه كما تقول عبد الله إقبال وإدبار، أي: ذو إقبال وإدبار، وليس بوقف أيضا على قراءة الكسائي إنه عمل غير صالح بالفعل الماضي بكسر الميم وفتح اللام ونصب غير نعتا لمصدر محذوف تقديره، إنه عمل عملا غير صالح فلا يوقف على من أهلك لأن الضمير في إنه الثاني يعود على الضمير في إنه ليس من أهلك الأول. فبعض الكلام متصل ببعضه فوصله بما قبله أولى، لأنه مع ما قبله كلام واحد، وهذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ كاف على استئناف ما بعده، ومثله: الجاهلين بِهِ عِلْمٌ حسن، للابتداء بالشرط مِنَ الْخاسِرِينَ كاف، ومثله ممن معك، وقيل: تام، لأن وأمم مبتدأ محذوف الصفة، وهي المسوغة للابتداء بالنكرة، أي: وأمم منهم، أو مبتدأ، ولا تقدر صفة، والخبر سنمتعهم في التقديرين، والمسوغ التفصيل أَلِيمٌ تامّ نُوحِيها إِلَيْكَ حسن، ومثله من قبل هذا، وقوله: فَاصْبِرْ أحسن مما قبله، للابتداء بإن لِلْمُتَّقِينَ تامّ لانتهاء القصة أَخاهُمْ هُوداً جائز اعْبُدُوا اللَّهَ حسن، ومثله غيره للابتداء بالنفي، أي: ما أنتم في عبادتكم الأوثان إلا مفترون ومُفْتَرُونَ كاف أَجْراً حسن، ومثله: فطرني، وقيل كاف، على استئناف الاستفهام تَعْقِلُونَ كاف ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ليس بوقف، لأن جواب الأمر لم يأت بعد، وكذا: لا يوقف على مدرارا لعطف ما بعده على ما قبله، والعطف يصير الشيئين كالشيء الواحد إِلى قُوَّتِكُمْ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وما ليس لك به علم مِنَ الْجاهِلِينَ حسن لِي بِهِ عِلْمٌ مفهوم مِنَ الْخاسِرِينَ حسن، وكذا: ممن معك أَلِيمٌ كاف نُوحِيها إِلَيْكَ حسن مِنْ قَبْلِ هذا صالح لِلْمُتَّقِينَ تامّ أَخاهُمْ هُوداً مفهوم مُفْتَرُونَ حسن أَجْراً صالح، وكذا: فطرني أَفَلا تَعْقِلُونَ كاف وكذا: مجرمين بِبَيِّنَةٍ صالح بِمُؤْمِنِينَ

كاف مُجْرِمِينَ كاف بِبَيِّنَةٍ حسن، ومثله: عن قولك بِمُؤْمِنِينَ كاف، ومثله: بسوء، وقيل: تام، لأنه آخر كلامهم مِنْ دُونِهِ جائز ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ كاف ومثله: وربكم، وكذا بناصيتها، ومستقيم، وإليكم كلها وقوف كافية قَوْماً غَيْرَكُمْ جائز: لاستئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالا شَيْئاً كاف حَفِيظٌ تام بِرَحْمَةٍ مِنَّا جائز؛ لأن التقدير، وقد نجيناهم غَلِيظٍ تامّ عَنِيدٍ كاف، وقيل تامّ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ كاف، للابتداء بالاستفهام بعده، ومثله: كفروا ربهم قَوْمِ هُودٍ تامّ، لانتهاء القصة أَخاهُمْ صالِحاً جائز، ومثله: اعبدوا الله غَيْرُهُ حسن، على القراءتين، رفعه نعت لإله على المحل وجرّه نعت له على اللفظ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها جائز ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ كاف مُجِيبٌ تامّ قَبْلَ هذا حسن، على استئناف الاستفهام، وإن كان داخلا في القول آباؤُنا حسن مُرِيبٍ كاف، ومثله: إن عصيته وكذا: غير تخسير لَكُمْ آيَةً جائز، ومثله: في أرض الله، وقيل: حسن بِسُوءٍ ليس بوقف لمكان الفاء قَرِيبٌ كاف فَعَقَرُوها جائز، ومثله: ثلاثة أيام مَكْذُوبٍ كاف بِرَحْمَةٍ مِنَّا ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ كاف، ومثله: العزيز جاثِمِينَ ليس بوقف إن جعل ما بعده نعتا لما قبله، أو بدلا من الضمير في أصبحوا، وإن جعلت الكاف متعلقة بمحذوف كان تامّا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها حسن، ومثله: كفروا ربهم لِثَمُودَ تام قالُوا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن بِسُوءٍ كاف ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ تامّ، وكذا: ربي وربكم آخِذٌ بِناصِيَتِها كاف، وكذا: مستقيم، وشيئا حَفِيظٌ حسن، وكذا: غليظ عَنِيدٍ جائز وَيَوْمَ الْقِيامَةِ حسن كَفَرُوا رَبَّهُمْ كاف قَوْمِ هُودٍ تامّ أَخاهُمْ صالِحاً مفهوم مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ حسن تُوبُوا إِلَيْهِ كاف مُجِيبٌ حسن مُرِيبٍ كاف إِنْ عَصَيْتُهُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وجوابه محذوف غَيْرَ تَخْسِيرٍ كاف لَكُمْ آيَةً جائز فِي أَرْضِ اللَّهِ كاف، وكذا عذاب قريب ثَلاثَةَ أَيَّامٍ

سَلاماً حسن: أي سدادا من القول، والمعنى سلمنا سلاما أو قولا ذا سلامة لم يقصد به حكاية قالَ سَلامٌ جائز، وسلام خبر مبتدإ محذوف، أي: أمري وأمركم سلام، أو مبتدأ محذوف الخبر، أي: عليكم سلام حَنِيذٍ كاف لا تَخَفْ جائز، وقال نافع: تامّ، وخولف لأن الكلام متصل قَوْمِ لُوطٍ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال فَضَحِكَتْ تامّ، على أن لا تقديم في الكلام ولا تأخير، ويكون المعنى أنهم لما لم يأكلوا من طعام إبراهيم صلّى الله عليه وسلّم خافهم، فلما تبينوا ذلك في وجهه قالوا لا تخف فضحكت امرأته سرورا بالبشارة بزوال الخوف، وهذا قول السدي، والرسل هنا جبريل وميكائيل وإسرافيل، ذكره جماعة من المفسرين. وقال قتادة: ضحكت من غفلة القوم وقد جاءهم العذاب، وقال وهب: ضحكت تعجبا من أن يكون لها ولد وقد هرمت. وقيل ضحكت حين أخبرتهم الملائكة أنهم رسل، وقيل كانت قالت لإبراهيم سينزل بهؤلاء القوم عذاب فلما جاءت الرسل سرّت بذلك. وقيل ضحكت من إبراهيم إذ خاف من ثلاثة وهو يقوم بمائة رجل. وقال مجاهد: ضحكت بمعنى حاضت. قال الفراء: لم أسمعه من ثقة، ووجهه أنه كناية. وقال الجمهور: هو الضحك المعروف، وقيل هو مجاز معبر به عن طلاقة الوجه وسروره بنجاة أخيها لوط وهلاك قومه فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ كاف، لمن قرأ يعقوب بالرفع بالابتداء، والتقدير: ويعقوب من وراء إسحاق، وبها قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ونافع والكسائي وأبو بكر عن عاصم، أو رفع يعقوب على أنه فاعل، أي: واستقرّ لها من وراء إسحاق يعقوب، وجائز لمن قرأه بالنصب عطفا على موضع بإسحاق، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ صالح مَكْذُوبٍ كاف، وكذا: يومئذ، والعزيز كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها حسن بُعْداً لِثَمُودَ تامّ قالُوا سَلاماً كاف، وكذا: حنيذ قالُوا لا تَخَفْ صالح. وكذا: إلى قوم لوط، وفضحكت. وقال أبو عمرو في الثاني: تامّ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ كاف لمن قرأ يَعْقُوبَ بالرفع بالابتداء، والتقدير: ويعقوب من وراء إسحاق، وجائز

أي: فبشرناها بإسحاق ووهبنا لها يعقوب، ومراد من نصب لم يدخل يعقوب في البشارة، لأنه يفسد أن ينسق على إسحاق الأول لدخول من بينهما، إذ لا يجوز مررت بعبد الله ومن بعده محمد، ومن نصب لم يرد هذا الوجه. وإنما أراد أن يضمر فعلا ينصبه به كما تقول: مررت بعبد الله ومن بعده محمدا على معنى وجزت من بعده محمدا، وليس بوقف إن جرّ يعقوب تقديرا، والمعنى فبشرناها بإسحاق ويعقوب، وضعف للفصل بين واو العطف والمعطوف بالظرف، وهذا بعيد، والصحيح أنه منصوب بفعل مقدّر دلّ عليه المظهر، والتقدير: وآتيناها من وراء إسحاق يعقوب، فيعقوب ليس مجرورا عطفا على إسحاق، لأن متى كان المعطوف عليه مجرورا أعيد مع المعطوف الجارّ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ حسن، ومثله: شيخا عَجِيبٌ كاف مِنْ أَمْرِ اللَّهِ حسن أَهْلَ الْبَيْتِ كاف مَجِيدٌ تامّ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى صالح، على أن جواب لما محذوف، أي: أقبل يجادلنا، فيجادلنا حال من فاعل أقبل، وليس بوقف إن جعل جوابها يجادلنا، وكذا إن جعل يجادلنا حالا من ضمير المفعول في جاءته فِي قَوْمِ لُوطٍ كاف، وقيل تامّ، وهو رأس آية في غير البصري، وذلك أن لوطا لم يعرف أنهم ملائكة، وعلم من قومه ما هم عليه من إتيان الفاحشة لأنهم كانوا في أحسن حال فخاف عليهم، وعلم أنه يحتاج إلى المدافعة عن أضيافه مُنِيبٌ تامّ أَعْرِضْ عَنْ هذا حسن ومثله: أمر ربك غَيْرُ مَرْدُودٍ كاف، ومثله: عصيب، أي: شديد إِلَيْهِ حسن، ومثله: السيئات، وكذا: هنّ أطهر لكم ضَيْفِي كاف، استئناف على الاستفهام رَشِيدٌ كاف مِنْ حَقٍّ جائز ما نُرِيدُ حسن، وهو إتيان الذكور شَدِيدٍ كاف، وجواب لو محذوف تقديره، لبطشت بكم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لمن قرأه بالنصب حملا على المعنى، والتقدير: فبشرناها بإسحاق ووهبنا لها يعقوب من ورائه، لأن البشارة في معنى الهبة وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ حسن، وكذا: بعلي

لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ حسن، ومثله: بقطع من الليل على قراءة من قرأ: إلا امرأتك بالرفع بدلا من أحد، وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو، وليس بوقف لمن قرأ بالنصب استثناء من قوله: فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ، وهي قراءة الباقين، ويجوز نصبه استثناء من أحد، والوقف على الليل كما قرئ: ما فعلوه إلا قليلا بالنصب وإِلَّا امْرَأَتَكَ حسن، على القراءتين. قال قتادة والسدي: خرجت الملائكة من عند إبراهيم نحو قرية لوط فأتوا لوطا نصف النهار، وهو في أرض له يعمل فيها، وقد قال الله لهم لا تهلكوهم حتى يشهد عليهم، فاستضافوه فانطلق بهم، فلما مشى ساعة قال لهم: أما بلغكم أمر هذه القرية؟ قالوا: وما أمرهم؟ قال أشهد بالله إنهم لشرّ أهل قرية في الأرض عملا فدخلوا معه منزله ولم يعلم بذلك أحد إلا أهل بيت لوط عليه السلام، فخرجت امرأته فأخبرت قومها وقالت: إنّ في بيت لوط رجالا ما رأيت مثل وجوههم قط، فجاء قومه يهرعون إليه، أي: يسرعون في المشي، فقال لهم حين حضروا وظنوا أنهم غلمان: هؤلاء بناتي هنّ أطهر لكم من نكاح الرجال: يعني بالتزويج، ولعله في ذلك الوقت كان تزويجه بناته من الكفرة جائزا كما زوّج النبي صلّى الله عليه وسلّم ابنته من عتبة بن أبي لهب والعاص بن الربيع قبل الوحي وكانا كافرين، وقيل أراد نساء أمته كما قرئ في الشاذ (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وهو أب لهم). انتهى النكزاوي. قال ابن عباس: أغلق لوط بابه والملائكة معه وهم يعالجون سور الدار، فلما رأت الملائكة ما لقي لوط من الكرب بسببهم قالوا: يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فافتح الباب ودعنا وإياهم ففتح الباب، فاستأذن جبريل ربه في عقوبتهم فأذن له. فقام في الصورة التي خلقه الله عليها فنشر جناحه وضرب وجوههم فطمس أعينهم فأعماهم، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ شيخا، وعجيب مِنْ أَمْرِ اللَّهِ تامّ أَهْلَ الْبَيْتِ كاف مَجِيدٌ حسن فِي قَوْمِ لُوطٍ كاف مُنِيبٌ تامّ، وكذا: غير مردود يَوْمٌ عَصِيبٌ حسن

فصاروا لا يعرفون الطريق ولا يهتدون إلى بيوتهم، فانصرفوا وهم يقولون: النجاة النجاة سحرونا ما أَصابَهُمْ حسن، ومثله: موعدهم الصبح فهو منقطع عما قبله، وذلك أنه روى أن الملائكة لما قالت للوط عليه السلام، إنهم يهلكون في الصبح. قال لهم لوط: لا تؤخروهم إلى الصبح كأنه يريد العجلة قالوا له: أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ وإنما قرّبوا عليه لأن قلوب الأبدال لا تحتمل الانتظار، وبقريب كاف مَنْضُودٍ حسن: إن نصب مسوّمة بفعل مقدّر، وليس بوقف إن نصب نعتا للحجارة كأنه قال: وأمطرنا عليهم حجارة مسوّمة عِنْدَ رَبِّكَ كاف بِبَعِيدٍ تامّ لانتهاء القصة أَخاهُمْ شُعَيْباً جائز، ومثله: مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ على القراءتين رفعه نعتا لإله على المحل، وجرّه نعت له على اللفظ وَالْمِيزانَ حسن، ومثله: بخير، أي: برخص الأسعار مُحِيطٍ كاف بِالْقِسْطِ حسن، ومثله أشياءهم مُفْسِدِينَ تامّ مُؤْمِنِينَ كاف. ورسموا بقيت الله بالتاء المجرورة كما ترى بِحَفِيظٍ حسن ما نَشؤُا كاف، ورسموا نشواء بواو وألف بعد الشين كما ترى الرَّشِيدُ كاف رِزْقاً حَسَناً تام، وفي الكلام حذف تقديره وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً أفتأمرونني أن أعصيه مع هذه النعم التي له عليّ أَنْهاكُمْ عَنْهُ تامّ مَا اسْتَطَعْتُ حسن إِلَّا بِاللَّهِ كاف، ومثله: أنيب أَوْ قَوْمَ صالِحٍ حسن بِبَعِيدٍ كاف ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ حسن وَدُودٌ كاف ضَعِيفاً حسن، للابتداء بلو لا، ومثله: لرجمناك بِعَزِيزٍ كاف، ومثله: من الله فصلا بين الاستخبار والإخبار ظِهْرِيًّا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ السَّيِّئاتِ صالح فِي ضَيْفِي كاف، وكذا: رشيد ما نُرِيدُ حسن شَدِيدٍ كاف لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ مفهوم إِلَّا امْرَأَتَكَ كاف، وكذا: ما أصابهم وموعدهم الصبح بِقَرِيبٍ حسن عِنْدَ رَبِّكَ تامّ، وكذا: ببعيد أَخاهُمْ شُعَيْباً مفهوم مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ جائز وَالْمِيزانَ كاف يَوْمٍ مُحِيطٍ حسن مُفْسِدِينَ تامّ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ كاف بِحَفِيظٍ حسن ما نَشؤُا

كاف، ومثله: محيط إِنِّي عامِلٌ حسن، ثم يبتدئ سوف تعلمون لأنه وعيد فهو منقطع عما قبله، وتعلمون ليس بوقف ولا رأس آية، لأن من في موضع نصب مفعول تعلمون وإن جعلت من في محل رفع بالابتداء والخبر يخزيه. قال الفضل بن العباس: كان تامّا، ورأس آية أيضا على الاستئناف، ورد بأنه ليس رأس آية إجماعا، ويجوز أن تكون من استفهامية وما بعدها الخبر، أي: سوف تعلمون الشقيّ الذي يأتيه عذاب يخزيه والذي هو كاذب أم غيرهما وَمَنْ هُوَ كاذِبٌ حسن، ومثله: وارتقبوا رَقِيبٌ كاف بِرَحْمَةٍ مِنَّا حسن، ومثله: جاثمين إن جعلت الكاف متعلقة بمحذوف وليس بوقف إن جعلت ما بعدها متعلقا بما قبلها بدلا من جاثمين أو حالا من الضمير في أصبحوا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها حسن بَعِدَتْ ثَمُودُ تامّ وَسُلْطانٍ مُبِينٍ ليس بوقف، لأن حرف الجر وما بعده موضعه نصب بأرسلنا وَمَلَائِهِ جائز أَمْرَ فِرْعَوْنَ حسن، وقيل كاف بِرَشِيدٍ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال يَوْمَ الْقِيامَةِ جائز النَّارَ حسن الْمَوْرُودُ كاف لَعْنَةً ليس بوقف، لأن ويوم القيامة معطوف على موضع في هذه كأنه قال: وألحقوا لعنة في الدنيا ولعنة يوم القيامة وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تامّ، ويبتدئ بئس الرفد، وقيل لعنة واحدة في الدنيا، ويوم القيامة بئس ما يوعدون به، فهي لعنة واحدة، وهذا لا يصح لأنه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف الرَّشِيدُ حسن رِزْقاً حَسَناً تامّ أَنْهاكُمْ عَنْهُ كاف مَا اسْتَطَعْتُ حسن إِلَّا بِاللَّهِ كاف وَإِلَيْهِ أُنِيبُ حسن أَوْ قَوْمَ صالِحٍ تامّ بِبَعِيدٍ كاف وَدُودٌ حسن ضَعِيفاً جائز، وكذا: لرجمناك بِعَزِيزٍ حسن ظِهْرِيًّا كاف مُحِيطٌ حسن إِنِّي عامِلٌ جائز، وكذا: كاذب سَوْفَ تَعْلَمُونَ ليس بوقف ولا آية لما مرّ في نظيره رَقِيبٌ حسن بِرَحْمَةٍ مِنَّا كاف كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها حسن بَعِدَتْ ثَمُودُ تامّ أَمْرَ فِرْعَوْنَ حسن. وكذا: برشيد، وقال أبو عمرو: فيهما كاف فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ كاف الْمَوْرُودُ حسن وَيَوْمَ الْقِيامَةِ كاف

يؤدي إلى إعمال بئس فيما تقدم عليها، وذلك لا يجوز لعدم تصرّفها. أما لو تأخر لجاز الْمَرْفُودُ كاف نَقُصُّهُ عَلَيْكَ جائز وَحَصِيدٌ كاف أَنْفُسَهُمْ حسن أَمْرُ رَبِّكَ كاف، وكذا: تتبيب، وكذا: ظالمة شَدِيدٌ تامّ الْآخِرَةِ حسن مَجْمُوعٌ ليس بوقف لأن الناس مرفوع به كأنه قال مجموع الناس له، أي: فيه، أي: ستجمع له الناس ولَهُ النَّاسُ جائز مَشْهُودٌ كاف مَعْدُودٍ جائز إِلَّا بِإِذْنِهِ تامّ، عند نافع وَسَعِيدٌ كاف فَفِي النَّارِ جائز وَشَهِيقٌ ليس بوقف، لأن خالدين حال مقدّرة مما قبله وَالْأَرْضُ ليس بوقف لحرف الاستثناء بعده ما شاءَ رَبُّكَ كاف، ومثله: فعال لما يريد، وفي هذا الاستثناء أربعة عشر قولا، أظهرها أنه استثناء من قوله: ففي النار وفي الجنة، أي: إلا الزمان الذي شاء الله، فلا يكونون في النار ولا في الجنة، وهو الزمان الذي يفصل الله فيه بين الخلق يوم القيامة، لأنه زمان يخلو فيه الشقيّ والسعيد من دخول النار والجنة أو أن إلا بمعنى قد، أي: قد شاء ربك، انظر السمين، ففي الجنة ليس بوقف لأن خالدين حال، فلا يفصل بين الحال وذيها وَالْأَرْضُ ليس بوقف لحرف الاستثناء بعده إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ الثاني حسن: إن نصب عطاء بفعل مضمر، أي: يعطون عطاء، وليس بوقف إن نصب بما قبله لأن المصدر يعمل فيه معنى ما قبله، ومعنى عطاء إعطاء كنباتا، أي: إنباتا غَيْرَ مَجْذُوذٍ تامّ، ومثله: هؤلاء للابتداء بالنفي مِنْ قَبْلُ كاف غَيْرَ مَنْقُوصٍ تامّ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْمَرْفُودُ حسن، وكذا: حصيد أَنْفُسَهُمْ صالح، وكذا: أمر ربك تَتْبِيبٍ كاف، وكذا: ظالمة شَدِيدٌ حسن الْآخِرَةِ كاف لَهُ النَّاسُ صالح مَشْهُودٌ حسن مَعْدُودٍ صالح إِلَّا بِإِذْنِهِ كاف، وكذا: سعيد ما شاءَ رَبُّكَ* في الموضعين: حسن، وكذا: لما يريد وغير مجذوذ هؤُلاءِ تامّ مِنْ قَبْلُ حسن. وقال أبو عمرو فيهما: كاف، والثاني: أكفى منه غَيْرَ مَنْقُوصٍ تامّ

فَاخْتُلِفَ فِيهِ كاف، ومثله: لقضي بينهم مُرِيبٍ تام، على قراءة من شدد النون والميم، وقرئ إن مخففة وكلا اسمها وإعمالها مخففة ثابت في لسان العرب، ففي كتاب سيبويه أن زيد المنطلق بتخفيف أن، فبالتخفيف قرأ نافع وابن كثير وأبو بكر عن عاصم والباقون بالتشديد، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة لما هنا مشددة، وفي يس: وإن كل لما جميع لدينا، وفي الزخرف: وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا، وفي الطارق: إن كل نفس لما عليها حافظ. قال صاحب الكشاف: أعجب كلمة كلمة لما إن دخلت على ماض كانت ظرفا، وإن دخلت على مضارع كانت حرفا جازما نحو لما يخرج، وتكون اسما مبنيا لاتحاده بين كونه اسما وكونه حرفا كمنذ، فإنه مبني حال الاسمية لمجيئه اسما على صورة الحرف فكذلك لما أَعْمالَهُمْ كاف خَبِيرٌ تامّ، للابتداء بعده بالأمر وَمَنْ تابَ مَعَكَ حسن وَلا تَطْغَوْا أحسن مما قبله بَصِيرٌ تام، حكي عن بعض الصالحين أنه رأى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في المنام، فقال له يا رسول الله، روي عنك أنك قلت شيبتني هود وأخواتها، فما الذي شيبك في هود أقصص الأنبياء أو هلاك الأمم؟ فقال: «لا ولكن قوله تعالى: فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ» أي: لأن الاستقامة درجة بها تمام الأمر وكماله، وهي مقام لا يطيقه إلا الأكابر، قاله الفخر الرازي فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ حسن، ومثله: من أولياء ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ تامّ مِنَ اللَّيْلِ كاف، ومثله: السيئات. قال مجاهد: الحسنات هي: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ فَاخْتُلِفَ فِيهِ حسن، وكذا: لقضى بينهم، وقال أبو عمرو فيهما: كاف مُرِيبٍ تامّ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ كاف بِما يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ حسن وَمَنْ تابَ مَعَكَ كاف، وكذا: ولا تطغوا بَصِيرٌ تامّ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف مِنْ أَوْلِياءَ كاف ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ مِنَ اللَّيْلِ كاف، وكذا: السيئات لِلذَّاكِرِينَ حسن، وكذا: المحسنين، وممن

لِلذَّاكِرِينَ كاف وَاصْبِرْ جائز الْمُحْسِنِينَ تامّ مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ حسن، ومثله: فيه مُجْرِمِينَ تامّ، ومثله: مصلحون، أي: ما كان الله ليهلكهم وهذه حالتهم أُمَّةً واحِدَةً حسن خَلَقَهُمْ تامّ، إن جعل قوله: ولذلك خلقهم بمعنى وللاختلاف في الشقاء والسعادة خلقهم، وإن قدرته بمعنى وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ولذلك خلقهم على التقديم والتأخير كان الوقف على من رحم ربك كافيا وابتدأ ولذلك خلقهم إلى أجمعين، ويكون الوقف على أجمعين كافيا. قاله النكزاوي. كَلِمَةُ رَبِّكَ ليس بوقف، لأن لأملأن تفسير للكلمة فلا يفصل بين المفسر والمفسر بالوقف أَجْمَعِينَ تامّ فُؤادَكَ حسن الْحَقُّ ليس بوقف، لأن وموعظة معطوفة على الحقّ، والوقف على، وموعظة حسن إن جعل ما بعدها منصوبا بفعل مقدر، أو جعل وذكرى مبتدأ، والخبر ما بعدها، وليس بوقف إن رفع ما بعدها عطفا عليها لِلْمُؤْمِنِينَ كاف عَلى مَكانَتِكُمْ حسن عامِلُونَ أحسن مما قبله وَانْتَظِرُوا جائز مُنْتَظِرُونَ تامّ وَالْأَرْضِ جائز، ومثله: فاعبده وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ كاف، آخر السورة تام. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أنجينا منهم مُجْرِمِينَ تامّ، وكذا: مصلحون أُمَّةً واحِدَةً حسن. وقال أبو عمرو: كاف خَلَقَهُمْ تامّ، وكذا: أجمعين فُؤادَكَ كاف لِلْمُؤْمِنِينَ حسن عامِلُونَ جائز مُنْتَظِرُونَ تامّ وَالْأَرْضِ جائز وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، آخر السورة تام.

سورة يوسف عليه السلام

سورة يوسف عليه السلام مكية (¬1) إلا أربع آيات، من أوّلها ثلاث آيات، والرابعة قوله: لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ الآية، وهي مائة وإحدى عشرة آية إجماعا، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع أربعة مواضع: منهنّ سكينا، معه السجن فتيان، يأت بصيرا، لأولي الألباب، وكلمها ألف وسبعمائة وستة وسبعون كلمة، وحروفها سبعة آلاف وستة وستون حرفا. الر تقدم هل هي مبنية كأسماء الأعداد أو معربة، ولها محل من الإعراب تقدّم ما يغني عن إعادته الْمُبِينِ تامّ، ومثله: تعقلون هذَا الْقُرْآنَ حسن الْغافِلِينَ تامّ إن قدرت اذكر إِذْ قالَ يُوسُفُ فإن جعلت إذ داخلة في الصلة، أي: لمن الغافلين ذلك الوقت، فلا يتم الكلام على الموصول دون الصلة، والمعتمد أن العامل في إذ قال يا بني إذ تبقى على وضعها الأصلي من كونها ظرفا لما مضى، وحينئذ فلا يوقف على ساجدين، أي: قال يعقوب يا بني وقت قول يوسف له كيت وكيت. وهذا أسهل الوجوه. إذ فيه إبقاء إذ على كونها ظرفا ماضيا، والوقف على: ساجدين ومبين، وإسحاق وقوف كافية حَكِيمٌ تام لِلسَّائِلِينَ كاف، إن علق إذ ـــــــــــــــــــــــــ سورة يوسف عليه السلام مكية الر تقدم الكلام عليه في سورة البقرة الْمُبِينِ حسن. وقال أبو عمرو: تام تَعْقِلُونَ تامّ الْغافِلِينَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ ساجِدِينَ حسن لَكَ كَيْداً كاف، وكذا: عدوّ مبين، وإبراهيم وإسحاق حَكِيمٌ تامّ لِلسَّائِلِينَ ¬

_ (¬1) وهي مائة وإحدى عشرة ولا خلاف في عد آياتها، وهناك أربع آيات مدنية وهي أول ثلاث آيات في السورة من قوله تعالى: الر إلى قوله تعالى: وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ. والآية الرابعة: قوله تعالى: لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ (7).

باذكر مقدرا، وليس بوقف إن علق إذ بما قبلها وَنَحْنُ عُصْبَةٌ كاف، ومثله: مبين، ولا يكره الابتداء بما بعدها، إذ القارئ ليس معتقدا معناه، وإنما هو حكاية قول قائل حكاه الله عنه (¬1) وَجْهُ أَبِيكُمْ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله صالِحِينَ كاف لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ جائز فِي غَيابَتِ الْجُبِّ ليس بوقف لأن يلتقطه جواب الأمر، وقرأ نافع غيابات الجب في الموضعين والباقون بالإفراد فاعِلِينَ كاف، ومثله: لناصحون ونلعب حسن لَحافِظُونَ كاف، ومثله: غافلون، ولخاسرون فِي غَيابَتِ الْجُبِّ يبنى الوقف على الجبّ على اختلاف التقادير. فإن جعل جواب لما محذوفا تقديره فعلوا به ما أجمعوا عليه من الأذى أو سروا بذهابهم به وإجماعهم على ما يريدون، والواو في أوحينا عاطفة على ذلك المقدر ولم يجعل وأوحينا جواب لما لعدم صحته، وذلك أن الإيحاء كان بعد إلقائه في الجبّ، فليس مرتبا على عزمهم على ما يريدون، وإنما يترتب الجواب المقدر، وبهذا يحسن الوقف على الجبّ، ويحسن أيضا على استئناف وأوحينا ولم يجعل داخلا تحت جواب لما، وليس بوقف إن جعل جواب لما قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا أو جعل جواب لما قوله: وأوحينا على مذهب الكوفيين أن الواو زائدة، أي: فلما ذهبوا به أوحينا، وعلى هذين التقديرين لا يوقف على الجبّ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ كاف يَبْكُونَ جائز، ومثله: فأكله الذئب للابتداء بالنفي صادِقِينَ كاف بِدَمٍ كَذِبٍ جائز أَمْراً حسن فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ـــــــــــــــــــــــــ كاف، ولا يوقف على قوله: عصبة، ولا على قوله: ضلال مبين، لبشاعة الابتداء بما بعدهما قَوْماً صالِحِينَ تامّ، وكذا: غافلين لَناصِحُونَ حسن (نرتع ونلعب) مفهوم لَحافِظُونَ كاف، وكذا: غافلون لَخاسِرُونَ حسن، وكذا: لا يشعرون. وقال أبو عمرو في الثاني: تامّ يَبْكُونَ صالح، وكذا: فأكله الذئب صادِقِينَ ¬

_ (¬1) نعم إن لم يعتقد القارئ معناه وإلا لو اعتقد معناه لكفر والعياذ بالله تعالى، وإن خاف على سامع اللبس كان يكون حديث عهد بإسلام أو بسماع قرآن فحينئذ الأفضل له أن يقرأ بما فيه أمن اللبس.

تامّ، أي: فصبري صبر جميل، فصبري مبتدأ وصبر خبره وجميل صفة حذف المبتدأ وجوبا لنيابة المصدر مناب الفعل، إذ جيء به بدلا من اللفظ بفعله عَلى ما تَصِفُونَ كاف دَلْوَهُ حسن هذا غُلامٌ أحسن مما قبله بِضاعَةً كاف بِما يَعْمَلُونَ تامّ مَعْدُودَةٍ حسن، والواو بعده تصلح للعطف وللحال، أي: وقد كانوا فيه من الزاهدين، وهو تام عند أبي عمرو وَلَداً كاف مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ حسن غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده لا يَعْلَمُونَ حسن وَعِلْماً جائز الْمُحْسِنِينَ كاف هَيْتَ لَكَ حسن، ومثله، معاذ الله ومثواي الظَّالِمُونَ كاف، ومثله: وهمت به، وبهذا الوقف يتخلص القارئ من شيء لا يليق بنبيّ معصوم أن يهمّ بامرأة وينفصل من حكم القسم قبله في قوله: ولقد همت ويصير وهم بها مستأنفا إذا الهمّ من السيد يوسف منفي لوجود البرهان، والوقف على برهان ربه، ويبتدئ كذلك، أي: عصمته كذلك، فالهمّ الثاني غير الأول، وقيل الوقف على وهمّ بها، وإن الهمّ الثاني كالأول، أي: ولقد همت به وهمّ بها كذلك، وعلى هذا لولا أن رأى برهان ربه متصل بقوله: لنصرف عنه، أي: أريناه البرهان لنصرف عنه ما همّ به، وحينئذ الوقف على الفحشاء. قيل قعد منها مقعد الرجل من المرأة فتمثل له ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن بِدَمٍ كَذِبٍ صالح بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً حسن فَصَبْرٌ جَمِيلٌ تامّ، أي: فصبر جميل أولى، أو فصبري صبر جميل عَلى ما تَصِفُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ فَأَدْلى دَلْوَهُ مفهوم هذا غُلامٌ حسن. وقال أبو عمرو: كاف بِضاعَةً كاف بِما يَعْمَلُونَ حسن مَعْدُودَةٍ مفهوم مِنَ الزَّاهِدِينَ حسن. وقال أبو عمرو: تام أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً كاف مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ حسن، وكذا: لا يعلمون. وقال أبو عمرو في الأول: كاف وَعِلْماً صالح الْمُحْسِنِينَ كاف، وكذا هيت لك مَثْوايَ جائز الظَّالِمُونَ حسن

يعقوب عليه السلام عاضّا إصبعه يقول يوسف يوسف. وفي الإتقان لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: لولا أن رأى برهان ربه. قال: رأى آية من كتاب الله نهته مثلت له في جدار الحائط، وتقدير الكلام: لولا أن رأى برهان ربه لواقعها، ولا يرد على هذا: وما أبرئ نفسي، لأنه لم يدّع براءة نفسه من كل عيب وإن برئ من هذا العيب، أو قاله في ذلك الوقت هضما لنفسه. والوقف على هذا على الفحشاء لاتصال الكلام بعضه ببعض فلا يقطع. وقد ذكروا في معنى البرهان وهمّ يوسف بها أشياء لا يحسن إسنادها ولا إسناد مثلها إلى الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. والكلام على ذلك يستدعي طولا أضربنا عنه تخفيفا، وفيما ذكر غاية ولله الحمد الْمُخْلَصِينَ كاف لَدَى الْبابِ حسن أَلِيمٌ كاف عَنْ نَفْسِي حسن مِنْ أَهْلِها ليس بوقف، لتعلق التفصيل الذي بعده بما قبله مِنَ الْكاذِبِينَ جائز، ومثله: من الصادقين. وفي الحديث عن ابن عباس «أنه تكلم أربعة وهم صغار: ابن ماشطة ابنة فرعون، وشاهد يوسف، وصاحب جريج، وعيسى ابن مريم» مِنْ كَيْدِكُنَّ جائز عَظِيمٌ تامّ عَنْ هذا حسن، ومثله: لذنبك الْخاطِئِينَ كاف عَنْ نَفْسِهِ جائز حُبًّا حسن مُبِينٍ كاف عَلَيْهِنَّ حسن حاشَ لِلَّهِ حسن: وقرأ أبو عمرو حاشا بالألف وصلا، وغيره بغيرها ما هذا بَشَراً جائز كَرِيمٌ كاف. وقال يحيى بن نصير النحوي: تامّ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ كاف وكذا: برهان ربه ولِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ وهو أكفى منهما الْمُخْلَصِينَ حسن لَدَى الْبابِ كاف أَلِيمٌ حسن، وكذا: عن نفسي مِنَ الْكاذِبِينَ صالح فَكَذَبَتْ جائز مِنَ الصَّادِقِينَ كاف مِنْ كَيْدِكُنَّ جائز عَظِيمٌ تامّ، وكذا: أعرض عن هذا، و: من الخاطئين ضَلالٍ مُبِينٍ حسن عَلَيْهِنَّ كاف عند بعضهم كَرِيمٌ حسن لُمْتُنَّنِي فِيهِ كاف

لُمْتُنَّنِي فِيهِ كاف، ومثله: فاستعصم. وقيل: تامّ مِنَ الصَّاغِرِينَ كاف مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ حسن مِنَ الْجاهِلِينَ كاف فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ جائز عند نافع، لأن الماضي بعده بمعنى الأمر، فكأنه قال: ربّ اصرف عني كيدهنّ وكَيْدَهُنَّ كاف، وكذا: العليم حَتَّى حِينٍ تامّ فَتَيانِ حسن، ومثله: خمرا، فصلا بين القصتين مع اتفاق الجملتين الطَّيْرُ مِنْهُ حسن، ومثله: بتأويله الْمُحْسِنِينَ كاف، وكذا: قبل أن يأتيكما، وكذا: علمني ربي: وقال الأخفش، تامّ كافِرُونَ كاف وَيَعْقُوبَ حسن. وقيل: كاف، للابتداء بالنفي بعده مِنْ شَيْءٍ كاف وَعَلَى النَّاسِ ليس بوقف، لتعلق ما بعده استدراكا وعطفا لا يَشْكُرُونَ تامّ الْقَهَّارُ كاف مِنْ سُلْطانٍ تامّ إِلَّا لِلَّهِ حسن، ومثله: إلا إياه ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وصله أولى لا يَعْلَمُونَ تامّ فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً حسن، للفصل بين الجوابين مع اتفاق الجملتين، ومثله: من رأسه، لأن قوله: قُضِيَ الْأَمْرُ جواب قولهما ما رأينا، وذلك أنهما رجعا عن الرؤيا لما فسرها السيد يوسف عليه الصلاة والسلام قالا كذبنا وما رزينا شيئا، فقال لهما: قضي الأمر الذي فيه تستفتيان تَسْتَفْتِيانِ تامّ، وأفرد الأمر وإن كان أمر هذا غير أمر هذا لتخصيص أحدهما بالخطاب بعد الفراغ منهما بالجواب عِنْدَ رَبِّكَ جائز، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ فَاسْتَعْصَمَ حسن، وقال أبو عمرو: كاف، وقيل: تامّ مِنَ الصَّاغِرِينَ تامّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ صالح مِنَ الْجاهِلِينَ كاف، وكذا: كيدهنّ الْعَلِيمُ حسن حَتَّى حِينٍ تامّ فَتَيانِ صالح الطَّيْرُ مِنْهُ كاف مِنَ الْمُحْسِنِينَ حسن قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُما أحسن، وقال أبو عمرو: كاف مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي حسن. وقال أبو عمرو: كاف كافِرُونَ صالح وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ حسن، وكذا: من شيء، وعلى الناس. وقال أبو عمرو فيهما: كاف لا يَشْكُرُونَ تامّ الْقَهَّارُ حسن مِنْ سُلْطانٍ تامّ إِلَّا إِيَّاهُ حسن لا يَعْلَمُونَ تامّ فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً صالح مِنْ رَأْسِهِ حسن تَسْتَفْتِيانِ تامّ

ومثله: ذكر ربه بِضْعَ سِنِينَ تامّ وَأُخَرَ يابِساتٍ كاف، ومثله: تعبرون، وأضغاث أحلام، وبعالمين فَأَرْسِلُونِ تامّ، باتفاق وَأُخَرَ يابِساتٍ الثاني ليس بوقف لحرف الترجي، وهو في التعلق كلام كي يَعْلَمُونَ كاف دَأَباً جائز، وكذا: تأكلون، وتحصنون، ويغاث الناس، لمن قرأ: وفيه تعصرون بالتاء الفوقية لرجوعه من الغيبة إلى الخطاب، وليس بوقف لمن قرأه بالتحتية وَفِيهِ يَعْصِرُونَ كاف ائْتُونِي بِهِ حسن، ومثله: أيديهنّ عَلِيمٌ تامّ عَنْ نَفْسِهِ حسن، ومثله: من سوء، وكذا: عن نفسه لَمِنَ الصَّادِقِينَ تامّ، عند من جعل قوله: ذلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ من كلام يوسف، وإنما أراد ليعلم العزيز أني لم أخنه بالغيب، وقد كان مجاهد يقول: ذلك ليعلم الله أني لم أخنه بالغيب، وليس بوقف لمن جعل ذلك من كلام العزيز، وتجاوزه أحسن، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. وأما من جعله من كلامها فالوقف على الصادقين حسن. وقال ابن جريج: إن في الكلام تقديما وتأخيرا أي: إن ربي بكيدهنّ عليم ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب، وعلى هذا لا يوقف على الصادقين، وجعل الوقف على قوله: بالغيب كافيا، وقال إن يوسف تكلم بهذا الكلام قبل خروجه من السجن، وخولف في هذا، قالوا: لأنه لو كان كافيا لكسرت أنّ. قلت: وهذا لا يلزم، لأنه ابتدأ وأن الله، أي: بتقدير: اعلموا أن الله الْخائِنِينَ كاف. وقيل: تامّ وَما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عِنْدَ رَبِّكَ صالح بِضْعَ سِنِينَ تامّ وَأُخَرَ يابِساتٍ في الموضعين كاف بِعالِمِينَ حسن فَأَرْسِلُونِ تامّ يَعْلَمُونَ كاف دَأَباً صالح، وكذا: مما تأكلون، و: مما تحصنون يُغاثُ النَّاسُ صالح، لمن قرأ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ بالتاء لرجوعه من الغيبة إلى الخطاب، وليس بوقف لمن قرأه بالياء وَفِيهِ يَعْصِرُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ ائْتُونِي بِهِ صالح أَيْدِيَهُنَّ جائز عَلِيمٌ تامّ عَنْ نَفْسِهِ كاف مِنْ سُوءٍ حسن. وقال أبو عمرو: كاف عَنْ نَفْسِهِ صالح،

أُبَرِّئُ نَفْسِي حسن: فيه حذف، أي: وما أبرئ نفسي عن السوء لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ أحسن، على أن الاستثناء منقطع، أي: ولكن رحمة ربي هي التي تصرف الإساءة، وليس بوقف إن جعل متصلا مستثنى من الضمير المستكنّ في أمارة بالسوء، أي: إلا نفسا رحمها ربي، فيكون أراد بالنفس الجنس، وفيه إيقاع «ما» على من يعقل، والمشهور خلافه رَحِيمٌ تامّ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي حسن، ومثله: أمين خَزائِنِ الْأَرْضِ جائز عَلِيمٌ كاف لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ جائز، لأن قوله: يَتَبَوَّأُ يصلح مستأنفا وحالا، أي: مكنا له متبوّأ منزلا حَيْثُ يَشاءُ كاف، لمن قرأه بالتحتية، وجائز لمن قرأه بالنون مَنْ نَشاءُ جائز الْمُحْسِنِينَ كاف، ومثله: يتقون، وكذا: منكرون، و: من أبيكم، للابتداء بالاستفهام أُوفِي الْكَيْلَ جائز الْمُنْزِلِينَ كاف: للابتداء بالشرط، ومثله: ولا تقربون، ولفاعلون، ويرجعون مِنَّا الْكَيْلُ جائز، ومثله: نكتل لَحافِظُونَ كاف مِنْ قَبْلُ حسن لانتهاء الاستفهام إلى الإخبار، وكذا: حفظا الرَّاحِمِينَ كاف ومثله: ردّت إليهم، لانتهاء جواب لما ما نَبْغِي كاف، وأثبت القرّاء الياء في نبغي وصلا ووقفا. وفي «ما» وجهان: يجوز أن تكون نافية، والتقدير: يا أبانا ما نبغي منك شيئا، وعليها يكون الوقف كافيا، ويجوز أن تكون استفهامية مفعولا مقدّما واجب التقديم، لأن له صدر الكلام، فكأنهم قالوا: أي شيء نبغي ونطلب؟ وقال بعضهم: إن مع نبغي فاء محذوفة، فيصير ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: لمن الصادقين كَيْدَ الْخائِنِينَ تامّ رَحِمَ رَبِّي كاف رَحِيمٌ تامّ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي صالح أَمِينٌ حسن، وكذا: عليم، و: حيث يشاء، وقال أبو عمرو في الأخير: كاف، لمن قرأه بالياء، وصالح لمن قرأه بالنون مَنْ نَشاءُ صالح الْمُحْسِنِينَ حسن يَتَّقُونَ تامّ مُنْكِرُونَ حسن خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ صالح وَلا تَقْرَبُونِ كاف، وكذا: لفاعلون، ويرجعون لَحافِظُونَ حسن مِنْ قَبْلُ صالح الرَّاحِمِينَ حسن، وكذا: ما نبغي، وقال أبو عمرو فيه: كاف رُدَّتْ إِلَيْنا مفهوم

التقدير ما نبغي، فهذه بضاعتنا ردّت إلينا، فلا يحسن الوقف على نبغي، لأن قوله: رُدَّتْ إِلَيْنا توضيح لقولهم ما نبغي، فلا يقطع منه، وفي هذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد كَيْلَ بَعِيرٍ جائز كَيْلٌ يَسِيرٌ كاف مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ ليس بوقف، لأن جواب الحلف لم يأت، لأن يعقوب لما كان غير مختار لإرسال ابنه علق إرساله بأخذ الموثق عليهم، وهو الحلف بالله، إذ به تؤكد العهود، وتشدّد، ولتأتنني جواب الحلف. قال السجاوندي: وقف بعضهم بين قال وبين الله في قوله: قال الله وقفة لطيفة، لأن المعنى قال يعقوب: الله على ما نقول وكيل، غير أن السكتة تفصل بين القول والمقول، فالأحسن أن يفرّق بينهما بقوّة الصوت إشارة إلى أن الله مبتدأ بعد القول، وليس فاعلا بقال كما تقدم في الأنعام في: قال النار، إذ الوقف لا يكون إلا لمعنى مقصود وإلا كان لا معنى له لشدة التعلق وكان النص عليه مع ذلك كالعدم وكان الأولى وصله، ويمكن أن يقال إن له معنى، وهو كون الجملة بعد قال ليست من مقول الله، وليس لفظ الجلالة فاعلا به، بل الفاعل ضمير يعقوب والله مبتدأ ووكيل الخبر، والجملة في محل نصب مقول قول يعقوب إِلَّا أَنْ يُحاطَ بِكُمْ حسن، ومثله: وكيل، ومتفرّقة، ومن شيء، وإلا لله، وعليه توكلت، كلها حسان الْمُتَوَكِّلُونَ كاف، وقال أبو عمرو: تامّ أَبُوهُمْ جائز، لأن جواب لما محذوف تقديره سلموا بإذن الله قَضاها حسن لِما عَلَّمْناهُ ليس بوقف، لتعلق ما بعده به استدراكا وعطفا لا يَعْلَمُونَ كاف أَخاهُ جائز يَعْمَلُونَ كاف فِي رَحْلِ أَخِيهِ جائز، عند نافع لَسارِقُونَ كاف. وقال أبو عمرو: تامّ تَفْقِدُونَ كاف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كَيْلٌ يَسِيرٌ حسن، وكذا: إلا أن يحاط بكم، ووكيل، وقال أبو عمرو: في أن يحاط بكم كاف مِنْ أَبْوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ كاف، وكذا: من شيء إِلَّا لِلَّهِ جائز الْمُتَوَكِّلُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ قَضاها كاف لا يَعْلَمُونَ حسن. وقال أبو عمرو فيهما: كاف رَحْلِ أَخِيهِ مفهوم، عند بعضهم، وليس بجيد

صُواعَ الْمَلِكِ جائز بِهِ زَعِيمٌ كاف، ومثله: سارقين، وكذا: كاذبين جَزاؤُهُ الثاني حسن: والكاف في محل نصب نعت مصدر محذوف، أي: مثل ذلك الجزاء، وهو الاسترقاق نَجْزِي الظَّالِمِينَ كاف أَخِيهِ الثاني: حسن كِدْنا لِيُوسُفَ كاف، للابتداء بالنفي، وكذا: إلا أن يشاء الله، لمن قرأ نرفع بالنون أو بالياء، لكن الأوّل أكفى، لأن من قرأ بالنون انتقل من الغيبة إلى التكلم واستئناف أخبار، ومن قرأ بالياء جعله كلاما واحدا فلا يقطع بعضه من بعض مَنْ نَشاءُ كاف، على القراءتين عَلِيمٌ تامّ، أي: وفوق جميع العلماء عليم، لأنه من العامّ الذي يخصصه الدليل ولا يدخل الباري في عمومه مِنْ قَبْلُ كاف، ومثله: ولم يبدها لهم، وقيل: لا يجوز، لأن ما بعده يفسر الضمير في أسرّها، فهذا بمنزلة الإضمار في أن أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً كاف. قال قتادة: هي الكلمة التي سرّها يوسف في نفسه، أي: أنتم شرّ مكانا في السرقة، لأنكم سرقتم أخاكم وبعتموه بِما تَصِفُونَ كاف فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ حسن: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده داخلا في القول مَتاعَنا عِنْدَهُ ليس بوقف، لتعلق إذا بما قبلها لَظالِمُونَ تامّ نَجِيًّا حسن، يبنى الوقف على: موثقا من الله، والوصل على اختلاف المعربين في ما وخبرها من قوله: ما فرطتم، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لَسارِقُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ ماذا تَفْقِدُونَ كاف صُواعَ الْمَلِكِ صالح بِهِ زَعِيمٌ كاف، وكذا: سارقين، وكاذبين، وجزاؤه، والظالمين، ووعاء أخيه كِدْنا لِيُوسُفَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف يَشاءَ اللَّهُ كاف، لمن قرأ نرفع بالنون، وكذا بالياء، لكن الأول أكفى، لأن من قرأ بالنون انتقل من الغيبة إلى التكلم، ومن قرأ بالياء جعله كلاما واحدا مَنْ نَشاءُ كاف عَلِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ مِنْ قَبْلُ صالح وَلَمْ يُبْدِها لَهُمْ مفهوم شَرٌّ مَكاناً صالح. وقال أبو عمرو: كاف بِما تَصِفُونَ حسن، وكذا: من المحسنين، و: لظالمون. وقال أبو عمرو فيهما: تامّ نَجِيًّا صالح مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ صالح، وقال أبو عمرو: كاف. هذا إن جعلت

وفيها خمسة أوجه: وهي كونها مصدرية مبتدأ والخبر من قبل، أو مصدرية أيضا مبتدأ والخبر في يوسف، أو زائدة مؤكدة، أو مصدرية في محل نصب، أو مصدرية في محل نصب أيضا، فإن جعلت مصدرية في محل رفع مبتدأ والخبر من قبل، أي: وقع من قبل تفريطكم في يوسف كان كافيا، وكذا إن جعلت مصدرية في محل رفع مبتدأ والخبر قوله في يوسف، أي: وتفريطكم كائن أو مستقرّ في يوسف فيتعلق الظرفان وهما من قبل وفي يوسف بالفعل الذي هو فرطتم، أو جعلت زائدة للتوكيد فيتعلق الظرف بالفعل بعدها، أي: ومن قبل فرطتم في يوسف، وليس بوقف إن جعلت ما مصدرية محلها نصب معطوفة على أن أباكم قد أخذ، أي: ألم تعلموا أخذ أبيكم الميثاق وتفريطكم في يوسف، وليس بوقف أيضا إن جعلت مصدرية محلها نصب عطفا على اسم أن، أي: ألم تعلموا أن أباكم وأن تفريطكم من قبل في يوسف، وحينئذ يكون في خبر أن هذه المقدرة وجهان: أحدهما هو من قبل. والثاني: هو في يوسف، وليس بوقف أيضا إن جعلت مصدرية على أن محلها نصب بتعلموا بتقدير: ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله وأنتم تعلمون تفريطكم في يوسف فِي يُوسُفَ كاف، للابتداء بالنفي مع الفاء أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي جائز، لأن الواو تصلح للحال والاستئناف الْحاكِمِينَ تام إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ حسن، ومثله: بما علمنا حافِظِينَ كاف أَقْبَلْنا فِيها حسن، على استئناف ما بعده لَصادِقُونَ كاف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ «ما» فيما بعده صلة أو مصدرية على أن محلها رفع بالابتداء، فإن جعلت مصدرية على أن محلها نصب بتعلموا بتقدير: ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله وأنتم تعلمون تفريطكم، فلا وقف على ذلك فِي يُوسُفَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف خَيْرُ الْحاكِمِينَ تامّ إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ صالح حافِظِينَ كاف وَإِنَّا لَصادِقُونَ أكفى منه أَنْفُسُكُمْ أَمْراً حسن، وكذا فصبر جميل، وقال أبو

أَمْراً حسن فَصَبْرٌ جَمِيلٌ أحسن مما قبله جَمِيعاً حسن الْحَكِيمُ كاف عَلى يُوسُفَ جائز، على انقطاع ما بعده كَظِيمٌ كاف، والوقف على الهالكين، وإلى الله، كافيان ما لا تَعْلَمُونَ أكفى منهما مِنْ رَوْحِ اللَّهِ حسن الْكافِرُونَ تامّ مُزْجاةٍ ليس بوقف، للعطف بالفاء، ومعنى مزجاة مدفوعة يدفعها عنه كل أحد، وألفها منقلبة عن واو عَلَيْنا كاف، ومثله: المتصدّقين، وجاهلون لَأَنْتَ يُوسُفُ حسن قالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذا أَخِي أحسن مما قبله قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا كاف الْمُحْسِنِينَ أكفى منه لَخاطِئِينَ كاف لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ بيان بين به أن قوله: الْيَوْمَ ليس ظرفا لقوله: لا تثريب، وإنما هو متعلق بمحذوف أي: ادعوا، ثم استأنف الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ بشرهم بالمغفرة لما اعترفوا بذنبهم وتابوا فتيب عليهم. وقيل متعلق بقوله: لا تثريب. والوقف على اليوم قاله نافع ويعقوب. ثم ابتدأ يوسف فقال: يغفر الله لكم. فدعا لهم بالمغفرة لما فرط منهم، قال أبو حيان ردّا على الزمخشري قوله: إن اليوم متعلق بقوله: لا تثريب عليكم. أما كون اليوم متعلقا بتثريب فهذا لا يجوز، لأن التثريب مصدر وقد فصل بينه وبين معموله بقوله: عليكم، وعليكم إما أن يكون خبرا أو صفة لتثريب، ولا يجوز الفصل بينهما، لأن معمول المصدر من تمامه وأيضا لو كان اليوم متعلقا بتثريب لم يجز بناؤه وكان يكون من قبل الشبيه بالمضاف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عمرو فيه: كاف بِهِمْ جَمِيعاً صالح الْحَكِيمُ كاف كَظِيمٌ حسن مِنَ الْهالِكِينَ كاف، وكذا: إلى الله ما لا تَعْلَمُونَ أكفى منهما مِنْ رَوْحِ اللَّهِ صالح الْكافِرُونَ كاف، وكذا: وتصدّق علينا الْمُتَصَدِّقِينَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف جاهِلُونَ كاف لَأَنْتَ يُوسُفُ صالح وَهذا أَخِي أصلح منه مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا كاف الْمُحْسِنِينَ حسن وكذا: الخاطئين لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وقف بيان. وقال أبو عمرو: كاف يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وقف بيان أيضا

معربا منوّنا، وبناؤه هنا على قلة، انظر المعنى، ومعنى لا تثريب: لا تعبير، ولا بأس، ولا لوم، ولا أذكركم ذنبكم بعد اليوم. وأصل التثريب الفساد، وهي لغة أهل الحجاز: ومنه قوله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا زنت امرأة أحدكم فليحدّها الحدّ، ولا يثرّبها» أي: لا يعيرها بالزنا. ثم دعا لهم يوسف بالمغفرة وجعلهم في حلّ فقال: يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين. وقد قال صلّى الله عليه وسلّم يوم فتح مكة: «ماذا تظنون؟» قالوا خيرا أخ كريم وابن أخ كريم وقد قدرت فكن خير آخذ، فقال: «وأنا أقول كما قال أخي يوسف لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم» الرَّاحِمِينَ كاف. وقيل: تام يَأْتِ بَصِيراً حسن أَجْمَعِينَ تامّ تُفَنِّدُونِ كاف، ومثله: القديم. قيل: أرادوا بذلك حبه ليوسف فَارْتَدَّ بَصِيراً حسن: والبشير هو أخوه يهوذا، وهو الذي جاء بقميص الدم وأعطاه يعقوب في نظير البشارة كلمات كان يرويها عن أبيه عن جدّه وهنّ: يا لطيفا فوق كل لطيف، اللطف بي في أموري كلها كما أحب، ورضني في دنياي وآخرتي ما لا تَعْلَمُونَ كاف ذُنُوبَنا حسن خاطِئِينَ كاف، وكذا: أستغفر لكم ربي الرَّحِيمُ تامّ آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ جائز، لانتهاء جواب لما آمِنِينَ حسن سُجَّداً جائز، ومثله: من قبل، وحقّا، ومن السجن على استئناف ما بعده، ولم يقل من الجب استعمالا للكرم لئلا يذكر إخوته صنيعهم بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي كاف، للابتداء بأن، ومثله: لما يشاء الْحَكِيمُ تامّ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ كاف، إن نصب فاطرا بنداء ثان أو نصب بأعني مقدّرا، وليس بوقف إن جعل نعتا لما قبله أو بدلا منه وَالْأَرْضِ جائز، ومثله: والآخرة مُسْلِماً ليس بوقف لعطف ما بعده ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الرَّاحِمِينَ تامّ أَجْمَعِينَ حسن أَنْ تُفَنِّدُونِ كاف الْقَدِيمِ حسن، وكذا: ما لا تعلمون خاطِئِينَ كاف أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي صالح الرَّحِيمُ حسن آمِنِينَ كاف رَبِّي حَقًّا حسن، وكذا: إخوتي لِما يَشاءُ كاف الْحَكِيمُ تامّ، وكذا: تأويل الأحاديث بِالصَّالِحِينَ حسن، وكذا: نوحيه إليك يَمْكُرُونَ تامّ

على ما قبله بِالصَّالِحِينَ تامّ نُوحِيهِ إِلَيْكَ حسن، للابتداء بالنفي وَهُمْ يَمْكُرُونَ كاف، وقيل تامّ بِمُؤْمِنِينَ كاف مِنْ أَجْرٍ حسن لِلْعالَمِينَ كاف فِي السَّماواتِ جائز: على قراءة عكرمة، والأرض بالرفع مبتدأ، والخبر جملة يمرّون عليها، وكذا: من قرأ بالنصب على الاشتغال، أي: يطئون الأرض، ويروى عن ابن جريج أنه كان ينصب الأرض بفعل مقدّر، أي: يجوزون الأرض. وهذه القراءة ضعيفة في المعنى، لأن الآيات في السموات وفي الأرض، والضمير في- عليها- للآية فتكون يمرّون حالا منها. وقال أبو البقاء: حالا منها ومن السموات فيكون الحال من شيئين، وهذا لا يجوز لأنهم لا يمرّون في السموات إلا أن يراد يمرّون على آياتهما، فعلى هذه القراءة الوقف على السموات أيضا، وكذا: من نصبها بيمرّون، وليس بوقف لمن جرّها عطفا على ما قبلها يَمُرُّونَ عَلَيْها حسن: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال مُعْرِضُونَ كاف، وقيل: تامّ، وكذا: مشركون، ولا يعشرون أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ حسن، تقدم أنه صلّى الله عليه وسلّم كان يتعمد الوقف على ذلك. ثم يبتدئ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي إن جعل أنا مبتدأ، وعلى بصيرة خبرا، وليس بوقف إن جعل على بصيرة متعلقا بأدعو، وأنا توكيدا للضمير المستكن في أدعو، ومن اتبعني معطوف على ذلك الضمير، والمعنى أدعو أنا إليها، ويدعو إليها من اتبعني على بصيرة. قال ابن مسعود: من كان مستنا فليستنّ بأصحاب نبيه الذين اختارهم الله لصحبته ويتمسك بأخلاقهم، وليس بوقف أيضا إن جعل على بصيرة حالا من ضمير أدعو وأنا فاعلا بالجار والمجرور النائب عن ذلك المحذوف أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي حسن، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بِمُؤْمِنِينَ كاف لِلْعالَمِينَ تامّ وَالْأَرْضِ كاف مُعْرِضُونَ تامّ، وكذا: مشركون، ولا يشعرون إِلَى اللَّهِ حسن، إن جعل أنا مبتدأ وعلى بصيرة خبره، وليس بوقف إن جعل ذلك متعلقا بأدعو وَمَنِ اتَّبَعَنِي

اتفق علماء الرسم على إثبات الياء في اتبعني هنا خاصة كما هو كذلك في جميع المصاحف العثمانية وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ تامّ مِنْ أَهْلِ الْقُرى كاف، ومثله: من قبلهم للابتداء بلام الابتداء، وكذا: واتقوا لمن قرأ تعقلون بالتاء الفوقية تَعْقِلُونَ تامّ نَصْرُنا حسن، لمن قرأ فننجي مخففا، ولا يوقف على نشاء، وليس بوقف لمن قرأ فننجي مشدّدا، ويوقف على نشاء وهو كاف. الضمائر الثلاثة في وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا للرسل ومعنى التشديد في كذبوا أن الرسل تيقنوا أن قومهم قد كذبوهم، والتخفيف أن الرسل توهموا أن نفوسهم قد كذبوهم فيما أخبروهم به من النصر أو العقاب، وأنكرت عائشة رضي الله عنها قراءة التخفيف بهذا التأويل. فإن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم يوعد بشيء أخلف فيه، وعائشة قالت: معاذ الله لم تكن الرسل لتظنّ أن لا نصر لهم في الدنيا، ومعاذ الله أن تنسب إلى شيء من ذلك لتواتر هذه القراءة. وأحسن ما وجهت به هذه القراءة أن الضمير في وَظَنُّوا عائد إلى المرسل إليهم لتقدّمهم، وأن الضمير في أنهم، وكذبوا عائد على الرسل، أي: وظنّ المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوا، أي: كذبهم من أرسلوا إليهم بالوحي وبنصرهم عليهم الْمُجْرِمِينَ كاف، وقيل تامّ لِأُولِي الْأَلْبابِ حسن كُلِّ شَيْءٍ ليس بوقف لأن ما بعده منصوب بالعطف على ما قبله، وقرأ حمران بن أعين وعيسى الكوفي تصديق وتفصيل وهدى ورحمة برفع الأربعة، أي: ولكن هو تصديق، والجمهور بنصب الأربعة، آخر السورة تام، قال ابن عطاء، لا يسمع سورة يوسف محزون إلا استروح. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن مِنَ الْمُشْرِكِينَ تامّ، وكذا: من أهل القرى، و: من قبلهم، وقال أبو عمرو فيهما: كاف اتَّقَوْا صالح أَفَلا تَعْقِلُونَ كاف مَنْ نَشاءُ حسن الْمُجْرِمِينَ تامّ لِأُولِي الْأَلْبابِ حسن، آخر السورة تام.

سورة الرعد

سورة الرعد مكية (¬1) إلا قوله: وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا الآية وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا الآية، وقيل مدنية إلا قوله: وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً الآيتين، وهي أربعون وثلاث آيات في الكوفي، وأربع في المدني، وخمس في البصري، وسبع في الشامي، اختلافهم في خمس آيات لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ لم يعدّها الكوفي قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ عدّها الشامي أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ لم يعدّها الكوفي أُولئِكَ لَهُمْ سُوءُ العذاب عدّها الشامي، مِنْ كُلِّ بابٍ لم يعدّها المدنيان، وكلمها ثمانمائة وخمس وخمسون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف حرف وخمسمائة وستة أحرف، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع موضع واحد، وهو قوله: وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ. المر تقدم الكلام على مثلها. قال أبو روق: هذه الحروف التي في فواتح السور غنائم الله، والوقف عليها تامّ، لأن المراد معنى هذه الحروف، وقيل: هي قسم كأنه قال: والله إن تلك آيات الكتاب، فعلى هذا التقدير لا ـــــــــــــــــــــــــ سورة الرعد مكية إلا قوله: وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا الآية: وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا الآية، وقيل: مدنية إلا قوله: وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً الآيتين. المر تقدم الكلام عليه في سورة البقرة تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ تامّ الْحَقُ ¬

_ (¬1) وهي أربعون وثلاث في الكوفي، وأربع في الحجازي، وخمس في البصري وسبع في الشامي، والخلاف في خمس آيات: لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (5) غير كوفي، وَالنُّورُ (16) غير كوفي، مِنْ كُلِّ بابٍ (23) غير حجازي، سُوءَ الْحِسابِ (21) شامي، الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ (16) شامي. «التلخيص» (298)، «الإتحاف» (269).

يوقف عليها، وقيل أراد بها التوراة والإنجيل والكتب المتقدّمة. قاله النكزاوي آياتُ الْكِتابِ تامّ، إن جعل الذي مبتدأ والحق خبره، وليس بوقف إن جعل والذي في محل جرّ بالعطف على الكتاب، وحينئذ لا وقف على ما قبل الذي، وكذا: إن جرّ الذي بالقسم وجوابه ما قبله، ولا وقف على ما قبل الذي، وكذا: إن جعل الذي صفة للكتاب، قال أبو البقاء: وأدخلت الواو في لفظه كما أدخلت في النازلين والطيبين، يعني: أن الواو تدخل على الوصف كما هو في بيت خرنق بنت هفان في قولها حين مدحت قومها: لا يبعدنّ قومي الذين هم ... سمّ العداة وآفة الجزر والنازلين بكلّ معترك ... والطيبين معاقد الأزر فعطفت الطيبين على النازلين، وهما صفتان لقوم معينين الْحَقُّ كاف، على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هو الحق، وكذا: إن جعل الذي مبتدأ والحق خبرا، وإن جعل المر مبتدأ وتلك آيات خبرا، والذي أنزل عطف عليه جاز الوقف على من ربك. ثم يبتدئ الحق، أي: هو الحق، وكذا: إن جعل الحق مبتدأ، ومن ربك خبره، أو على أن من ربك الحق كلاهما خبر واحد، وليس بوقف إن جرّ الحق على أنه نعت لربك، وبه قرئ شاذا، وعليها لا يوقف على الحق لأنه لا يفصل بين النعت والمنعوت بالوقف فتلخص أن في الحق خمسة أوجه. أحدها: خبر أوّل أو ثان، أو هو وما قبله خبر، أو خبر مبتدأ محذوف، أو صفة للذي إذا جعلناه معطوفا على آيات لا يُؤْمِنُونَ تامّ تَرَوْنَها حسن، على أن: بغير عمد متعلق برفع، أي: رفع السموات بغير عمد ترونها، فالضمير من ترونها يعود على عمد كأنه قال للسماوات عمد ولكن لا ترى. وقال ابن عباس: إنها بعمد ولكن لا ترونها. قال: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف، وهو خبر وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ لا يُؤْمِنُونَ تامّ تَرَوْنَها حسن ثُمَ

وعمدها جبل ق المحيط بالدنيا، وهو من زبرجد أخضر من زبرجد الجنة، والسماء مقبية فوقه كالقبة وخضرتها من خضرته، فيكون ترونها في موضع الصفة لعمد، والتقدير بغير عمد مرئية، وحينئذ فالوقف على السموات كاف، ثم يبتدئ بغير عمد ترونها، أي: ترونها بلا عمد. وقال الكواشي: الضمير في ترونها يعود إلى السموات، أي: ترون السموات قائمة بغير عمد، وهذا أبلغ في الدلالة على القراءة الباهرة. وإذا الوقف على عمد ليبين أحد التأويلين من الآخر. ثم يبتدئ ترونها، أي: ترونها كذلك، فترونها مستأنف فيتعين أن لا عمد لها البتة لأنها سالبة تفيد نفي الموضوع وإن قلنا إن ترونها صفة تعين أن لها عمدا، وحاصله أنهما شيئان. أحدهما: انتفاء العمد والرؤية معا، أي: لا عمد، فلا رؤية سالبة تصدق بنفي الموضوع لأنه قد ينفي الشيء لنفي أصله نحو: لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً أي: انتفى الإلحاف لانتفاء السؤال. الثاني: أن لها عمدا ولكن غير مرئية كما قال ابن عباس: ما يدريك أنها بعمد لا ترى عَلَى الْعَرْشِ جائز، ومثله: والقمر مُسَمًّى حسن الْآياتِ ليس بوقف لحرف الترجي وهو في التعلق كلام كي تُوقِنُونَ تامّ وَأَنْهاراً كاف، ومثله: اثنين يغشى الليل النهار يَتَفَكَّرُونَ تامّ مُتَجاوِراتٌ كاف: إن جعل وجنات مبتدأ وخبره محذوف تقديره وفيها جنات، وليس بوقف إن عطف جنات على قطع، وكذا ليس بوقف إن جرّ جنات عطفا على ما عمل فيه سخّر، أي: وسخر لكم جنات من أعناب، وبها قرأ الحسن البصري، وعليها يكون الوقف على متجاورات كافيا، ويجوز أن يكون مجرورا حملا على كل، أي: ومن كل الثمرات ومن جنات مِنْ أَعْنابٍ كاف، لمن رفع ما بعده بالابتداء ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ صالح وَالْقَمَرَ حسن لِأَجَلٍ مُسَمًّى تامّ، وكذا توقنون وَأَنْهاراً كاف: عند بعضهم اثْنَيْنِ كاف، وكذا: النهار يَتَفَكَّرُونَ تامّ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ كاف: لمن قرأ ما بعده بالرفع بالابتداء وَغَيْرُ صِنْوانٍ صالح

وَغَيْرُ صِنْوانٍ جائز: لمن قرأ تسقى بالتاء الفوقية، ويفضل بالتحتية أو بالنون، أو قرأ يسقى بالتحتية، وتفضل بالنون. فإن قرئا معا بالتحتية، وهي قراءة حمزة والكسائي كان كافيا، وكذا: بماء واحد لمن قرأ: وتفضل بالنون، وكذا: في الأكل يَعْقِلُونَ تامّ جَدِيدٍ كاف كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ جائز، ومثله: في أعناقهم وأَصْحابُ النَّارِ لعطف الجمل مع تكرار أولئك للتفصيل دلالة على عظم الأمر خالِدُونَ تامّ الْمَثُلاتُ كاف: والمثلات العقوبات واحدتها مثلة عَلى ظُلْمِهِمْ كاف: على استئناف ما بعده الْعِقابِ تامّ مِنْ رَبِّهِ حسن إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ كاف: على استئناف ما بعده، وجعل الهادي غير محمد صلّى الله عليه وسلّم، وفسر الهادي بعليّ كرّم الله وجهه لقوله فيه «والله لأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم» وليس بوقف إن جعل الهادي محمّدا صلّى الله عليه وسلّم. والمعنى إنما أنت منذر وهاد، وضعف عطف هاد على منذر لأن فيه تقديم معمول اسم الفاعل عليه لكونه فرعا في العمل عن الفعل والعطف يصير الشيئين كالشيء الواحد فلا يوقف على منذر، وقد وقف ابن كثير على هاد وواق ووال هنا وباق في النحل بإثبات الياء وقفا ووصلا، وحذفها الباقون وصلا ووقفا، ومعنى هاد: أى داع يدعوهم إلى الله تعالى لا بما يطلبون، وفي الحديث «إن وليتموها أبا بكر، فزاهد في الدنيا راغب في الآخرة، وإن وليتموها عمر فقوىّ أمين لا تأخذه في الله لومة لائم، وإن وليتموها عليّا فهاد مهتد» (وما تزداد) تامّ، ومثله: بمقدار، والمتعال وَمَنْ جَهَرَ بِهِ حسن: للفصل بين المتقابلات، ومثله يقال فى: مستخف بالليل وسارب بالنهار، حسنه أبو حاتم وأبو بكر، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بِماءٍ واحِدٍ حسن: إن قرئ تسقى بالتاء، ويفضل بالياء أو بالنون، أو قرئ يسقى بالياء ونفضل بالنون، وإن قرئا معا بالياء فكاف فِي الْأُكُلِ كاف يَعْقِلُونَ تام جَدِيدٍ كاف خالِدُونَ تامّ الْمَثُلاتُ حسن عَلى ظُلْمِهِمْ صالح الْعِقابِ تامّ مِنْ رَبِّهِ حسن إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ كاف قَوْمٍ

والظاهر أنهم حسناه لاستغناء كل جملة عما بعدها لفظا أو ليفرّقا بين علم الله وعلم غيره وأباه غيرهما. وقال كله كلام واحد فلا يفصل بينهما، وانظر ما وجهه وَمِنْ خَلْفِهِ حسن: إذا كانت من بمعنى الباء: أى يحفظونه بأمر الله، وإن علق من أمر الله بمبتدإ محذوف: أى هو من أمر الله كان الوقف على يحفظونه. ثم يبتدئ من أمر الله على أن معنى ذلك الحفظ من أمر الله: أى من قضائه. قال الشاعر: أمام وخلف المرء من لطف ربّه ... كوال تنفي عنه ما هو يحذر وقال الفراء: المعنى فيه على التقديم والتأخير: أى له معقبات من أمر الله من بين يديه ومن خلفه يحفظونه، وعلى هذا لا يوقف على من خلفه مِنْ أَمْرِ اللَّهِ كاف: على الوجوه كلها. فإن قلت كيف يتعلق حرفان متحدان لفظا ومعنى بعامل واحد، وهما من الداخلة على: من بين يديه، ومن الداخلة على: من أمر الله، فالجواب إن من الثانية مغايرة للأولى فى المعنى كما ستعرف اه سمين، والمعقبات ملائكة الليل والنهار لأنهم يتعاقبون، وإنما أنث لكثرة ذلك منهم نحو نسابة وعلامة. وقيل ملك معقب ملائكة معقبة، وجمع الجمع معقبات. قاله الصاغانى فى العباب فى اللغة ما بِأَنْفُسِهِمْ تامّ: للابتداء بالشرط، ومثله: فلا مردّ له مِنْ والٍ كاف الثِّقالَ جائز: لاختلاف الفاعل مع اتفاق اللفظ مِنْ خِيفَتِهِ حسن: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله مَنْ يَشاءُ صالح، ومثله: في الله: لاحتمال الواو الحال والاستئناف الْمِحالِ كاف: على استئناف ما بعده، وهو رأس آية، والمحال بكسر الميم: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ هادٍ تامّ تَزْدادُ حسن، وكذا: بمقدار، والمتعال. قيل وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وليس بشيء بِالنَّهارِ كاف مِنْ أَمْرِ اللَّهِ تامّ بِأَنْفُسِهِمْ كاف، وكذا: فلا مردّ له مِنْ والٍ حسن مِنْ خِيفَتِهِ صالح شَدِيدُ الْمِحالِ حسن لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ تامّ

القوّة والإهلاك وبها قرأ العامة. وقرأ الأعرج والضحاك بفتحها دَعْوَةُ الْحَقِّ تامّ لانتهاء جدال الكفار وجدالهم فى إثبات آلهة مع الله تعالى لِيَبْلُغَ فاهُ جائز وَما هُوَ بِبالِغِهِ تامّ: للابتداء بالنفي فِي ضَلالٍ تام طَوْعاً وَكَرْهاً حسن: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفا على من، أي: ولله ينقاد من في السموات والأرض طوعا وكرها وَالْآصالِ تامّ، ومثله: قل الله وَلا ضَرًّا كاف وَالْبَصِيرُ ليس بوقف لعطف أم على ما قبلها وَالنُّورُ كاف: لأن أم بمعنى ألف الاستفهام وهو أوضح فى التوبيخ على الشرك الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف كُلِّ شَيْءٍ كاف الْقَهَّارُ تامّ على استئناف ما بعده استئناف إخبار منه تعالى بهذين الوصفين: الوحدانية والقهر، وليس بوقف إن جعل- وهو الواحد القهار- داخلا تحت الأمر بقل زَبَداً رابِياً حسن، ومثله: زبد مثله، ومثله: والباطل وجُفاءً جائز: لأن الجملتين وإن اتفقتا، فكلمة إما للتفصيل بين الجمل، وذلك من مقتضيات الوقف، وقد فسر بعضهم الماء بالقرآن والأودية بالقلوب، وإن بعضها احتمل شيئا كثيرا، وبعضها لم يحتمل شيئا، والزبد مثل الكفر. فإنه وإن ظهر وطفا على وجه الماء لم يمكث، والهداية التى تنفع الناس تمكث، وهو تفسير بغير الظاهر فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ حسن، وقيل كاف الْأَمْثالَ تامّ: وهو رأس آية، وهو من وقوف النّبي صلّى الله عليه وسلّم كان يتعمد الوقف عليها، ويبتدئ: للذين استجابوا، ومثله: فى التمام- لربهم الحسنى- وهى الجنة لَافْتَدَوْا بِهِ حسن. قال أبو عمرو: كاف على ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: ببالغه، وفى ضلال وَالْآصالِ حسن، وكذا: قل الله. وقال أبو عمرو فى الأول: تامّ، فى الثانى: كاف وَلا ضَرًّا كاف وَالنُّورُ صالح الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف الْقَهَّارُ حسن زَبَداً رابِياً كاف، وكذا: زبد مثله،، الباطل فِي الْأَرْضِ حسن، وقال أبو عمرو: كاف الْأَمْثالَ تامّ وكذا:

استئناف ما بعده سُوءُ الْحِسابِ جائز جَهَنَّمُ كاف الْمِهادُ تامّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى حسن. وقال أبو عمرو: كاف الْأَلْبابِ تامّ: إن جعل الذين مبتدأ وخبره- أولئك لهم عقبى الدار- وكذلك إن جعل الذين فى محل رفع خبر مبتدإ محذوف تقديره هم الذين، وكاف إن جعل الذين فى محل نصب بتقدير أعنى الذين. وليس بوقف إن جعل الذين نعتا لما قبله، أو بدلا منه، أو عطف بيان الْمِيثاقَ كاف: عند أبي حاتم. ومثله: سوء الحساب. قال شيخ الإسلام: وجاز الوقف عليهما وإن كان ما بعدهما معطوفا على ما قبلهما لطول الكلام. قال الكواشى: وليس هذا العذر بشيء، لأن الكلام وإن طال لا يجوز الوقف فى غير موضع الوقف المنصوص عليه، بل يقف عند ضيق النفس ثم يبتدئ من قبل الموضع الذي وقف عليه على ما جرت عليه عادة أصحاب الوقف، ولا وقف من قوله- والذين صبروا- إلى- عقبى الدّار-، فلا يوقف على: علانية، ولا على السيئة عُقْبَى الدَّارِ كاف. وقيل تامّ: إن جعل جنات مبتدأ. وما بعده الخبر أو خبر مبتدإ محذوف وليس بوقف إن جعل جنات بدلا من عقبى، ومن حيث كونه رأس آية لا يجوز وَذُرِّيَّاتِهِمْ تامّ: عند نافع، والواو فى: والملائكة للاستئناف. قال مقاتل: يدخلون الجنة فى مقدار يوم وليلة من أيام الدنيا ثلاث مرات معهم التحف والهدايا من الله تعالى، ومن كل باب رأس آية فى غير المدنيين ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الحسنى لَافْتَدَوْا بِهِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف جَهَنَّمُ كاف الْمِهادُ تامّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى حسن. وقال أبو عمرو: كاف أُولُوا الْأَلْبابِ تامّ: إن جعل ما بعده مبتدأ وخبره- أولئك لهم عقبى الدار- وليس بوقف إن جعل ذلك نعتا لما قبله وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ كاف، كذا: سوء الحساب، وجاز الوقف عليهما، وإن كان ما بعدهما معطوفا على ما قبلهما لطول الكلام عُقْبَى الدَّارِ حسن، وكذا: ذرياتهم، ومن كل باب. وقال أبو عمرو في الأخير: كاف فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ تامّ لَهُمُ

والكوفي، تقول الملائكة: سلام عليكم بما صبرتم صَبَرْتُمْ جائز فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ تامّ: والمخصوص بالمدح محذوف: أى فنعم عقبى الدار الجنة، أو فنعم عقبى الدار الصبر وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ليس بوقف، لأن قوله- أولئك- خبر- والذين ينقضون-، فلا يفصل بين المبتدإ والخبر بالوقف لَهُمُ اللَّعْنَةُ جائز وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ تامّ وَيَقْدِرُ حسن، ومثله: بالحياة الدنيا، للابتداء بالنفي إِلَّا مَتاعٌ تامّ مِنْ رَبِّهِ كاف، ومثله: من أناب: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره ما بعده أو خبر مبتدإ محذوف تقديره هم الذين، وليس بوقف إن جعل بدلا من الذين قبله، ومن حيث كونه رأس آية يجوز بِذِكْرِ اللَّهِ الأولى كاف: للابتداء بأداة التنبيه الْقُلُوبُ تامّ: إن جعل ما بعده مبتدأ والخبر- طوبى لهم- وليس بوقف إن جعل الذين آمنوا بدلا من الذين قبله، لأن البدل والمبدل منه كالشيء الواحد، فلا يوقف على: بذكر الله، ولا على: طوبى لهم وَحُسْنُ مَآبٍ تامّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كاف: على استئناف ما بعده بِالرَّحْمنِ حسن: وكاف عند أبي حاتم إِلَّا هُوَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف مَتابِ تامّ: إن جعل جواب لو محذوفا، وليس بوقف إن جعل مقدّما، والتقدير: ولو أن قرآنا سيرت به الجبال، أو كذا وكذا لكان هذا القرآن، أو ما آمنوا كما قال الشاعر: فلو أنّها نفس تموت سوية ... ولكنّها نفس تساقط أنفسا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ اللَّعْنَةُ جائز سُوءُ الدَّارِ تامّ وَيَقْدِرُ كاف، وقيل تامّ بِالْحَياةِ الدُّنْيا كاف إِلَّا مَتاعٌ تامّ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ كاف، وكذا: من أناب: عند بعضهم، وليس بجيد، لأن ما بعده نعت له بِذِكْرِ اللَّهِ كاف تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ تام وَحُسْنُ مَآبٍ حسن، وكذا: أوحينا إليك بِالرَّحْمنِ صالح إِلَّا هُوَ حسن. وقال أبو عمرو فى

أي لو أن نفسى تموت في مرة واحدة لاسترحت، أو لهان عليّ، ولكنها تخرج قليلا قليلا فحذف لدلالة الكلام عليه، ومن قال معناه: وهم يكفرون بالرحمن، وإن أجيبوا إلى ما سألوا لشدّة عنادهم فلا يوقف على الرحمن الْمَوْتى كاف ومثله: جميعا، والأول، وكذا الثانى، ولا وقف إلى قوله: وعد الله الْمِيعادَ تامّ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ كاف: للابتداء بالتوبيخ عِقابِ تامّ بِما كَسَبَتْ كاف. وقال الأخفش: تامّ: لأن من استفهامية مبتدأ خبرها محذوف تقديره كمن ليس كذلك من شركائهم التي لا تضرّ ولا تنفع وما بعده مستأنف وجائز لمن جعل قوله- وجعلوا- حالا بإضمار قد شُرَكاءَ جائز، مثله: قل سموهم، وتامّ عند أحمد بن جعفر للاستفهام مِنَ الْقَوْلِ كاف، ومثله: مكرهم لمن قرأ- وصدّوا- ببنائه للفاعل، وليس بوقف لمن قرأه ببنائه للمفعول: أى بضم الصاد لعطفه على: زين، وبها قرأ الكوفيون هنا وفي غافر فى قوله: وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصدّ عن السبيل، وباقي السبعة ببنائهما للفاعل مِنْ هادٍ كاف، ومثله: فى الحياة الدنيا أَشَقُّ حسن. وقال أبو عمرو: كاف: لاتفاق الجملتين مع النفى فى الثانية مِنْ واقٍ تامّ الْمُتَّقُونَ حسن: إن جعل مثل مبتدأ محذوف الخبر: أي فيما نقصّ عليك مثل الجنة، وكذا إن جعل تجري مستأنفا، أو جعل لفظة مثل زائدة فيقال: الجنة التى وعد المتقون كيت وكيت، وليس بوقف إن جعل مبتدأ خبره تجري. قال الفراء: وجعله خبرا خطأ عند البصريين. قال: لأن المثل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الأربعة: كاف وَإِلَيْهِ مَتابِ تامّ الْمَوْتى حسن. وقال أبو عمرو: كاف الْأَمْرُ جَمِيعاً تامّ النَّاسَ جَمِيعاً حسن وَعْدُ اللَّهِ كاف الْمِيعادَ تامّ أَخَذْتُهُمْ صالح عِقابِ تامّ بِما كَسَبَتْ كاف، وكذا: قل سموهم، ومن القول زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ حسن: لمن قرأ وصدّوا ببنائه للفاعل، وليس بوقف لمن قرأه ببنائه للمفعول لزين وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ حسن، وكذا: من هاد. وقال أبو

لا تجري من تحته الأنهار، وإنما هو من صفات المضاف إليه وشبهته أن المثل هنا بمعنى الصفة، وهذا ذكره أبو البقاء، نقل نحوه الزمخشري، ونقل غيره عن الفراء فى الآية تأويلين أحدهما على حذف لفظة أنها. والأصل صفة الجنة أنها تجري، وهذا منه تفسير معنى لا إعراب وكيف يحذف أنها من غير دليل. والثاني أن لفظة مثل زائدة. والأصل الجنة تجري من تحتها الأنهار، وزيادة مثل كثيرة في لسانهم، ومنه: ليس كمثله شيء، فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به، وكذا ليس المتقون وقفا إن جعل تجرى حالا من الضمير فى وعد، أي: وعدها مقدّرا جريان أنهارها، أو جعل تجري تفسيرا للمثل فلا يفصل بين المفسر والمفسر بالوقف كما يؤخذ من عبارة السمين الْأَنْهارُ جائز: ووصله أولى، لأن ما بعده تفسير لما قبله وَظِلُّها تامّ، عند من جعل تجري خبرا لمثل بإضمار إن، أي: إن تجري اتَّقَوْا جائز، والوصل أحسن، لأن الجمع بين الحالتين أدلّ على الانتباه النَّارُ تامّ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ جائز بَعْضَهُ حسن وَلا أُشْرِكَ بِهِ جائز مَآبِ تامّ عَرَبِيًّا حسن مِنَ الْعِلْمِ ليس بوقف، للفصل بين الشرط وجوابه، لأن اللام في ولئن مؤذنة بقسم مقدّر قبلها، ولذلك جاء الجواب «مالك» وَلا واقٍ تامّ وَذُرِّيَّةً كاف: للابتداء بالنفي إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ قال أبو حاتم ويحيى بن نصير النحوي: تم الكلام، ومثله: لكل أجل كتاب وَيُثْبِتُ كاف الْكِتابِ تامّ. قال ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عمرو فيهما: كاف فِي الْحَياةِ الدُّنْيا كاف أَشَقُّ حسن. وقال أبو عمرو: كاف مِنْ واقٍ تامّ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ حسن: إن جعل مبتدأ لخبر محذوف أو عكسه، تقديره: مثل الجنة فيما نقصّ عليك، أو فيما نقصّ عليك مثل الجنّة، أي: صفتها، وليس بوقف إن جعل مبتدأ خبره تجري إلخ الْأَنْهارُ جائز وَظِلُّها تامّ، وكذا: تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ صالح بَعْضَهُ حسن وكذا: مآب، وقال أبو عمرو في الأول: كاف عَرَبِيًّا صالح وَلا واقٍ تامّ وَذُرِّيَّةً حسن. وقال أبو عمرو: كاف إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ تامّ، وكذا:

الضحاك: يمحو الله ما يشاء من ديوان الحفظة ما ليس فيه ثواب ولا عقاب، ويثبت ما فيه ثواب أو عقاب. وسئل الكلبي عن هذه الآية، فقال: يكتب القول كله حتى إذا كان يوم الخميس طرح منه كل شيء ليس فيه ثواب ولا عقاب نحو: أكلت وشربت ودخلت وخرجت وهو صادق. ويثبت ما كان فيه الثواب أو عليه العقاب اه نكزاوي. واتفق علماء الرسم على رسم يمحوا هنا بالواو والألف مرفوع بضمة مقدّرة على الواو المحذوفة لالتقاء الساكنين. فالواو هنا ثابتة خطّا محذوفة لفظا، وقد حذفت لفظا وخطأ في أربعة مواضع استغناء عنها بالضمة ولالتقاء الساكنين هي: ويدع الإنسان، ويمح الله الباطل، و: يوم يدع الداع، و: سندع الزبانية وما ثبت خطّا لا يحذف وقفا. ورسموا أيضا وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ إن وحدها بكلمة وما وحدها كلمة. وجميع ما في كتاب الله من ذكر إما فهو بغير نون كلمة واحدة وَعَلَيْنَا الْحِسابُ تامّ مِنْ أَطْرافِها حسن، ومثله: لحكمه الْحِسابِ تامّ مِنْ قَبْلِهِمْ ليس بوقف لمكان الفاء جَمِيعاً حسن، ومثله: كل نفس عُقْبَى الدَّارِ تامّ لَسْتَ مُرْسَلًا حسن، ومثله: وبينكم، لمن قرأ وَمَنْ عِنْدَهُ بكسر ميم من وكسر الدال وعِلْمُ الْكِتابِ جعلوا من حرف جرّ، وعنده مجرور بها، وهذا الجار خبر مقدّم وعلم مبتدأ مؤخر، وبها قرأ عليّ وأبيّ وابن عباس وعكرمة وابن جبير وعبد الرحمن بن أبي بكر والضحاك وابن أبي إسحاق ومجاهد ورويس، والضمير في عنده لله تعالى، وهي قراءة مروية عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم شاذة فوق العشر، وليس بوقف لمن قرأ وَمَنْ عِنْدَهُ بفتح الميم والدال وعلم بكسر العين فاعل بالظرف أو مبتدأ وما قبله ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كتاب وَيُثْبِتُ حسن، وكذا: أم الكتاب. وقال أبو عمرو في الأول: كاف وَعَلَيْنَا الْحِسابُ تامّ، وكذا: من أطرافها لِحُكْمِهِ جائز سَرِيعُ الْحِسابِ حسن، وكذا:

سورة إبراهيم عليه السلام

الخبر، وهي قراءة العامة، وعليها فالوقف آخر السورة لاتصال الكلام بعضه ببعض ولا يوقف على: بينكم، لأنه تعالى عطف من عنده علم الكتاب في الشهادة على اسمه تعالى. وقرأ الحسن وابن السميفع وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ بمن الجارة وعلم مبني للمفعول، والكتاب نائب الفاعل، وعليها يحسن الوقف على: بينكم، وقرئ علم الكتاب بتشديد علم. قال أبو عبيدة: لو صحت هذه القراءة لما عدوناها إلى غيرها، والضمير في هذه القراءات لله تعالى الْكِتابِ تامّ. سورة إبراهيم عليه السلام مكية (¬1) إلا قوله تعالى: ألم تر إلى الذين بدّلوا نعمت الله كفرا، الآيتين، فمدنيّ وهي إحدى وخمسون آية في البصرى، واثنان في الكوفي، وأربع في المدنيين والمكي، وخمس في الشامي، اختلافهم في سبع آيات: لتخرج الناس من الظلمات إلى النور، أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور، لم يعدّهما الكوفي والبصري وَعادٍ وَثَمُودَ لم يعدّها الكوفي والشامي بِخَلْقٍ جَدِيدٍ عدّها المدني الأوّل، والكوفي والشامي، وَفَرْعُها فِي السَّماءِ لم ـــــــــــــــــــــــــ المكر جميعا، وكل نفس. وقال أبو عمرو: فيهما تام عُقْبَى الدَّارِ تامّ لَسْتَ مُرْسَلًا كاف، آخر السورة: تام. ومن قرأ: ومن عنده أم الكتاب بكسر ميم من وقف على: شهيدا بيني وبينكم، ثم على آخر السورة. سورة إبراهيم عليه السلام مكية إلا قوله: ألم تر إلى الذين بدّلوا، الآيتين، فمدني الر تقدم الكلام عليه ¬

_ (¬1) مكية إلا قوله: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ [28، 29] وهي خمسون وآية في البصري، وآيتان في الكوفي، وأربع في الحجازي، وخمس في الشامي، والخلاف في سبع: النُّورِ فيهما [1، 5] علوي، بِخَلْقٍ جَدِيدٍ [19] مدني، سماوي، اللَّيْلَ وَالنَّهارَ [33] غير بصري. وَفَرْعُها فِي السَّماءِ [24] غير مدني، عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ [42] شامي، وَعادٍ وَثَمُودَ [9] حجازي، بصري. «التلخيص» (301)، «الإتحاف» (271).

يعدّها المدني الأول وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لم يعدّها البصري عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ عدّها الشامي، وكلمها ثمانمائة وإحدى وثلاثون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وأربعمائة وثلاثون حرفا وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع أربعة مواضع: وسخر لكم الشمس والقمر دائبين، إلى أجل قريب، غير الأرض والسموات، سرابيلهم من قطران. الر تقدم الكلام عليه، ولا وقف من أوّلها إلى الحميد، وهو تام لمن قرأ الله بالرفع على الابتداء والخبر الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وليس بوقف لمن قرأه بالجرّ بدلا مما قبله. أو عطف بيان، قرأ نافع وابن عامر برفع الجلالة والباقون بالجرّ وَما فِي الْأَرْضِ تامّ شَدِيدٍ كاف، لمن رفع ما بعده مبتدأ خبره أولئك، أو قطع على الذم، أو نصب بإضمار فعل تقديره أذم، وليس بوقف إن جرّ صفة للكافرين، أو بدلا أو عطف بيان، ومن حيث كونه رأس آية يجوز من جعل الذين يَصُدُّونَ مجرور المحل وقف على: عوجا وابتدأ: أولئك في ضلال بعيد بَعِيدٍ تامّ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ كاف، لأن قوله: فيضل حكم مبتدأ آخر خارج عن تعليل الإرسال. قاله السجاوندي، وقرأ العامة بلسان بزنة كتاب، أي: بلغة قومه، وقرئ بلسن قومه بكسر اللام وسكون السين. قيل هما بمعنى واحد، وقيل: اللسان يطلق على العضو المعروف وعلى اللغة، وأما اللسن فخاص باللغة. ذكره ابن عطية. قال الجلال: كلّ ثلاثي ساكن الوسط يجوز تحريكه. قال شيخ شيوخنا الأجهوري بشروط ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ تامّ: لمن قرأ الله بالرفع، وليس بوقف لمن قرأه بالجرّ، لأنه يدل مما قبله وَما فِي الْأَرْضِ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ شَدِيدٍ تامّ، إن جعل ما بعده مبتدأ، وجائز إن جعل ذلك نعتا للكافرين، وإنما جاز على هذا، لأنه رأس آية، وعليه يوقف عند قوله: ويبغونها عوجا، بخلافه على الأول، لأن قوله: أُولئِكَ فِي ضَلالٍ

ثلاثة صحة عينه وصحة لامه وعدم التضعيف، فإن اعتلت عينه نحو سود، أو لامه نحو عمى، أو كان مضعفا نحو عنّ جمع أعن لم يجز ضم عينه اه، فمن ذكر اللسان قال في جمعه ألسنة كحمار وأحمرة، ومن أنّث قال في جمعه ألسن كذراع وأذرع، وقد لسن بالكسر فهو لسن وألسن، وقوم لسن بضم اللام انظر شرحه على ألفية العراقي، والضمير في قومه يعود على رسول المذكور، وقيل يعود على محمد صلّى الله عليه وسلّم قاله الضحاك وغلط إذ يصير المعنى أن التوراة وغيرها نزلت بلسان العرب ليبين لهم محمد التوراة وغيرها وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ كاف، ولم يفصل بينهما، لأن الجمع بينهما أدلّ على الانتباه الْحَكِيمُ تامّ بِأَيَّامِ اللَّهِ كاف، للابتداء بإن شَكُورٍ أكفى مما قبله إن نصب إذ باذكر مقدّرة فيكون من عطف الجمل، ويحتمل أن يكون عطفا على إذ أنجاكم من آل فرعون سُوءَ الْعَذابِ ليس بوقف، لأن ويذبحون معطوف عليه، وأتى بالواو هنا ولم يأت بها في البقرة لأن العطف بالواو يدلّ على المغايرة، فإنّ سوم سوء العذاب كان بالذبح وبغيره. ولم يأت بها في البقرة لأنه جعل الفعل تفسيرا لقوله يَسُومُونَكُمْ نِساءَكُمْ كاف، على استئناف ما بعده عَظِيمٌ تامّ لَأَزِيدَنَّكُمْ جائز عند نافع لَشَدِيدٌ كاف، جميعا ليس بوقف لأن الفاء مع إنّ جزاء إن تكفروا، فلا يفصل بين الشرط وجزائه حَمِيدٌ كاف، وقيل تام للابتداء بالاستفهام وَثَمُودَ كاف، إن جعل والذين مبتدأ خبره لا يعلمهم، وإن جعل والذين في موضع خفض عطفا على قوم نوح كان الوقف على من بعدهم كافيا لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ تامّ، عند نافع فِي أَفْواهِهِمْ جائز، ومثله: بما أرسلتم به ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ خبر المبتدإ، فلا يفصل بينهما فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ تامّ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ كاف، وكذا: من يشاء الْحَكِيمُ تامّ بِأَيَّامِ اللَّهِ كاف شَكُورٍ حسن نِساءَكُمْ كاف، وكذا: عظيم لَأَزِيدَنَّكُمْ مفهوم لَشَدِيدٌ حسن حَمِيدٌ تامّ، وكذا: وعاد

إِلَيْهِ مُرِيبٍ كاف أَفِي اللَّهِ شَكٌّ ليس بوقف؛ لأن ما بعده نعت لما قبله وَالْأَرْضِ جائز فصلا بين الاستخبار والإخبار على أن ما بعده مستأنف، وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال مما قبله مُسَمًّى حسن، ومثله: مثلنا على استئناف ما بعد، لأن يريدون لا يصلح وصفا لبشر. فالاستفهام مقدّر، أي: أتريدون آباؤُنا حسن بِسُلْطانٍ مُبِينٍ تامّ، وقيل: حسن إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ليس بوقف للاستدراك بعده ولجواز الوقف مدخل لقوم مِنْ عِبادِهِ كاف، للابتداء بالنفي، ومثله: بإذن الله الْمُؤْمِنُونَ كاف سُبُلَنا كاف عَلى ما آذَيْتُمُونا حسن الْمُتَوَكِّلُونَ تامّ فِي مِلَّتِنا جائز الظَّالِمِينَ ليس بوقف مِنْ بَعْدِهِمْ تامّ: عند نافع وأبي حاتم وَعِيدِ كاف وَاسْتَفْتَحُوا حسن: إن لم تبتدأ به، وإلا فلا يحسن الوقف لما فيه من الابتداء بكلمة والواقف عليه جَبَّارٍ عَنِيدٍ كاف، وقيل لا يوقف عليه، لأن جملة: من ورائه جهنم في محل جرّ صفة لجبار جَهَنَّمُ كاف على استئناف ما بعده، وكذا إن عطف على محذوف تقديره يدخلها ويسقى، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله صَدِيدٍ حسن: على استئناف ما بعده، وإلا بأن جعلت جملة: يتجرّعه صفة لما أو حالا من الضمير في يسقى فلا يوقف على صديد وَما هُوَ بِمَيِّتٍ كاف غَلِيظٌ تامّ مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ تامّ: على أن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وثمود: إن جعل ما بعده مبتدأ، فإن جعل معطوفا فليس ذلك وقفا، بل الوقف على: من بعدهم، وهو وقف كاف إِلَّا اللَّهُ كاف إِلَيْهِ مُرِيبٍ حسن مِثْلُنا مفهوم مِنْ عِبادِهِ كاف، وكذا: بإذن الله الْمُؤْمِنُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف عَلى ما آذَيْتُمُونا كاف الْمُتَوَكِّلُونَ تامّ فِي مِلَّتِنا صالح مِنْ بَعْدِهِمْ كاف، وكذا: وخاف وعيد. وقال أبو عمرو: تام وَاسْتَفْتَحُوا حسن، إن لم يبتدأ به، وإلا فليس بحسن لما فيه من الابتداء بكلمة والوقف عليها جَبَّارٍ عَنِيدٍ كاف،

خبر مثل محذوف، أي فيما يتلى عليكم أو يقصّ. قال سيبويه: وقال ابن عطية: مثل مبتدأ وأعمالهم مبتدأ ثان، وكرماد خبر الثاني، والجملة خبر الأول. قال أبو حيان: وهذا عندي أرجح الأقوال. وكذا يوقف على بربهم إن جعلت وأعمالهم جملة مستأنفة على تقدير سؤال، كأنه قيل: كيف مثلهم؟ فقيل أعمالهم كرماد، كما تقول زيد عرضه مصون وماله مبذول، فنفس عرضه مصون هو نفس صفة زيد، وليس بوقف إن جعل خبر مثل: قوله أعمالهم، أو جعل مثل مبتدأ وأعمالهم بدل منه بدل كل من كل فِي يَوْمٍ عاصِفٍ جائز على استئناف ما بعده، وعاصف على تقدير عاصف ريحه، ثم حذف ريحه وجعلت الصفة لليوم مجازا، والمعنى أن الكفار لا ينتفعون بأعمالهم التي عملوها في الدنيا إذا احتاجوا إليها في الآخرة لإشراكهم بالله، وإنها هي كرماد ذهبت به ريح شديدة الهبوب فمزقته في أقطار الأرض لا يقدرون على جمع شيء منه. فكذلك الكفار. قاله الكواشي عَلى شَيْءٍ كاف الْبَعِيدُ تامّ بِالْحَقِّ حسن: للابتداء بالشرط، ومثله: جديد وَما ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ أحسن منهما، لأن به تمام الكلام تَبَعاً حسن، للابتداء بالاستفهام ومِنْ شَيْءٍ، ولَهَدَيْناكُمْ، وأَمْ صَبَرْنا كلها وقوف حسان مِنْ مَحِيصٍ تام، لما فرغ من محاورة الأتباع لرؤسائهم الكفرة ذكر محاورة الشيطان وأتباعه من الإنس، ولا وقف من قوله: وقال الشيطان إلى قوله: من قبل، لأن ذلك كله داخل في القول، لأنها قصة واحدة، وقيل يوقف على: فأخلفتكم، وفاستجبتم لي، ولوموا أنفسكم، وما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: بميت غَلِيظٌ تامّ مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ حسن: إن جعل خبره محذوفا، أي: فيما نقصّ عليك مثل الذين كفروا بربهم أو مثل الذين كفروا بربهم شرّ مثل، وليس بوقف إن جعل خبره أعمالهم إلخ عَلى شَيْءٍ كاف الْبَعِيدُ تامّ بِالْحَقِّ حسن. وقال أبو عمرو: كاف جَدِيدٍ حسن، وكذا: بعزيز مِنْ

أنتم بمصرخيّ، للابتداء بأني، ولا يقال الابتداء بإني كفرت رضا بالكفر، لأنا نقول ذاك إذا كان القارئ يعتقد معنى ذلك، وليس هو شيئا يعتقده الموحد إنما هو حال مقول الشيطان، ومن كره الابتداء بقوله: إني كفرت، يقول نفي الإشراك واجب كالإيمان بالله تعالى، وهو اعتقاد نفي شريك الباري، وذلك هو حقيقة الإيمان. قال الله تعالى: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وما في قوله: بِما أَشْرَكْتُمُونِ يحتمل أن تكون مصدريّة، ومعنى: إِنِّي كَفَرْتُ إني تبرأت اليوم من إشراككم إياي من قبل هذا اليوم في الدنيا، ويحتمل أن تكون موصولة، والعائد محذوف، والتقدير إني كفرت من قبل، أي: حين أبيت السجود لآدم بالذي أشركتمونيه، وهو الله تعالى مِنْ قَبْلُ تامّ عند أبي عمرو، لأنه آخر كلام الشيطان، وحكى الله ما سيقوله في ذلك اليوم لطفا من الله بعباده ليتصوّروا ذلك ويطلبوا من الله تعالى النجاة منه ومن كل فتنة. وهذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد، وطالما قلد بعض القرّاء بعضا ولم يصيبوا حقيقة لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ تامّ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ حسن سَلامٌ تامّ فِي السَّماءِ حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الصفة لشجرة، والكلمة الطيبة هي شهادة أن لا إله إلا الله، وفي الحديث عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن لله عمودا من نور أسفله تحت الأرض السابعة ورأسه تحت العرش، فإذا قال العبد أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله اهتزّ ذلك العمود فيقول الله اسكن، فيقول كيف أسكن ولم تغفر لقائلها» فقال صلّى الله عليه وسلّم: «أكثروا من هزّ العمود» والكلمة الخبيثة هي الشرك، والشجرة الخبيثة هي الحنظلة بِإِذْنِ رَبِّها حسن. لأنه آخر وصف الشجرة ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ شَيْءٍ صالح مِنْ مَحِيصٍ تامّ فَأَخْلَفْتُكُمْ مفهوم، وكذا: ولوموا أنفسكم

يَتَذَكَّرُونَ تامّ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ كاف، للابتداء بالنفي مِنْ قَرارٍ تامّ وَفِي الْآخِرَةِ حسن، ومثله: الظالمين ما يَشاءُ تامّ كُفْراً حسن دارَ الْبَوارِ تامّ عند نافع على أن جهنم منصوب بفعل مضمر، ويكون من باب اشتغال الفعل عن المفعول بضميره، وليس بوقف إن جعلت جهنم بدلا من قوله دار البوار، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه، أو عطف بيان لها، ويصلح أيضا أن يكون يصلونها حالا لقوله: وأحلوا قومهم، أي: أحلوا قومهم صالين جهنم يَصْلَوْنَها كاف، عند أبي حاتم، لأنه جعل جهنم بدلا من دار البوار، فإن جعل مستأنفا كان الوقف على دار البوار كافيا وَبِئْسَ الْقَرارُ تامّ عَنْ سَبِيلِهِ كاف إِلَى النَّارِ تامّ، ومثله: ولا خلال رِزْقاً لَكُمْ حسن، والوقف على بأمره، والأنهار، ودائبين، والنهار كلها وقوف حسان، وإنما حسنت هذه الوقوف مع العطف لتفصيل النعم وتنبيها على الشكر عليها ما سَأَلْتُمُوهُ تامّ، على قراءة كلّ بالإضافة إلى ما، وهي قراءة العامة على أن ما اسم ناقص أو نكرة موصوفة أراد وآتاكم من كلّ ما سألتموه، أي: لو سألتموه، وإن قرأ من كلّ بالتنوين جاز الوقف عليها، لأن معنى ما في هذا الوقف النفي، كأنه قال: وآتاكم من كلّ، يعني ما تقدّم ذكره مما لم تسألوه، وذلك أننا لم نسأل الله شمسا ولا قمرا ولا كثيرا من نعمه، وهي قراءة سلام بن المنذر، فمن أضاف جعل «ما» بمعنى الذين، ومن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مِنْ قَبْلُ حسن. وقال أبو عمرو: تام أَلِيمٌ تامّ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ كاف تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ تامّ، وكذا: يتذكرون، ومن قرار وَفِي الْآخِرَةِ حسن، وقال أبو عمرو: كاف الظَّالِمِينَ صالح ما يَشاءُ تامّ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها كاف، إن جعل بدلا من دار البوار، فإن جعل مستأنفا فالوقف على دار البوار كاف أيضا وَبِئْسَ الْقَرارُ تامّ عَنْ سَبِيلِهِ كاف إِلَى النَّارِ تامّ، وكذا: ولا خلال رِزْقاً لَكُمْ حسن

وقف على كل جعل ما نافية لا تُحْصُوها تامّ عند نافع كَفَّارٌ تامّ آمِناً حسن الْأَصْنامَ تامّ مِنَ النَّاسِ حسن فَإِنَّهُ مِنِّي تامّ عند نافع للابتداء بالشرط فصلا بين النقيضين مع اتحاد الكلام. وقال ابن نصير النحوي: إذا كان خبر إن مختلفين لم أستحسن الوقف على أحدهما حتى آتي بالآخرة، فقوله: فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي لم أستحسن الوقف عليه حتى أقول: وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ رَحِيمٌ كاف الْمُحَرَّمِ حسن، وقيل: ليس بوقف لأن ليقيموا متعلق بأسكنت، وربنا دعاء معترض يَشْكُرُونَ كاف، ومثله: ونعلن، وفي السماء وإسحاق كلها وقوف كافية لَسَمِيعُ الدُّعاءِ أكفى مما قبله للابتداء بالنداء وَمِنْ ذُرِّيَّتِي كذلك للنداء بعده عند أحمد بن جعفر، أي واجعل من ذريتي من يقيم الصلاة رَبَّنا وَتَقَبَّلْ دُعاءِ كاف، ورأس آية، قرأ أبو عمرو وحمزة وورش والبزيّ بإثبات الياء وصلا وحذفها وقفا، والباقون يحذفونها وصلا ووقفا الْحِسابُ تامّ الظَّالِمُونَ حسن، لمن قرأ نؤخرهم بالنون الْأَبْصارُ ليس بوقف، لأن مهطعين مقنعي حالان من المضاف المحذوف، أي: أصحاب الأبصار، أي: تشخص فيه أبصارهم، وقيل مهطعين منصوب بفعل مقدّر، أي: تبصر مهطعين، والإهطاع: الإسراع في المشي مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ جائز، على استئناف النهي طَرْفُهُمْ كاف. وقال أبو حاتم، تامّ، وخولف لأن قوله: وأفئدتهم يصلح أن يكون من صفات أهل المحشر، أي: قلوبهم خالية ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بِأَمْرِهِ كاف، وكذا الأنهار، ودائبين وَالنَّهارَ حسن سَأَلْتُمُوهُ تامّ لا تُحْصُوها كاف كَفَّارٌ تامّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ حسن مِنَ النَّاسِ أحسن منه رَحِيمٌ حسن، وكذا: المحرّم، ويشكرون وَما نُعْلِنُ تامّ، وكذا: ولا في السماء لَسَمِيعُ الدُّعاءِ حسن، وكذا: ومن ذريتي، ودعائي الْحِسابُ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف الظَّالِمُونَ حسن إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ كاف، وليس بشيء وَأَفْئِدَتُهُمْ

عن الكفر، ويحتمل أن يكون صفة الكفرة في الدنيا، أي: قلوبهم خالية من الخير هَواءٌ تامّ الْعَذابُ، وقَرِيبٍ ليسا بوقف لأن قوله: نجب جواب أخرنا وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ كاف مِنْ قَبْلُ جائز، للابتداء بالنفي مِنْ زَوالٍ تامّ، لأن ما بعده خطاب لغيرهم. فإن جعل قوله: وسكنتم معطوفا على أقسمتم وجعل الخطابات لجهة واحدة، فلا يتم الوقف على زوال فَعَلْنا بِهِمْ جائز الْأَمْثالَ كاف مَكْرَهُمْ جائز، ومثله: وعند الله مكرهم الْجِبالُ كاف، ومثله: وعده رسله، وكذا: ذو انتقام، وقيل تام إن جعل العامل في الظرف مضمرا. فإن جعل العامل فيه ذو انتقام، أي: ينتقم يوم تبدّل لم يتمّ الوقف للفصل بين العامل والمعمول وَالسَّماواتُ حسن الْقَهَّارِ كاف، على استئناف ما بعده فِي الْأَصْفادِ جائز، ومثله: من قطران النَّارُ ليس بوقف لاتصال الكلام بما قبلها. وقال أبو حاتم، اللام لام قسم وليست لام كي ما كَسَبَتْ حسن الْحِسابِ تامّ لِلنَّاسِ جائز، على أن ما بعده معطوف على محذوف يدل عليه ما تقدّم تقديره وأعلمنا به لينذروا به أو فعلنا ذلك لينذروا به. أو هذه عظة كافية ليوعظوا ولينذروا به دلّ على المحذوف الواو، والأكثرون على أن الوقف على آخر السور تام. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ هَواءٌ تامّ، وكذا: ونتبع الرسل مِنْ زَوالٍ حسن، وكذا: الأمثال الْجِبالُ كاف، وكذا: رسله ذُو انتِقامٍ كاف، إن جعل ما بعده بدلا من يوم يقوم الحساب، وليس بوقف إن جعل ذلك معمولا له وَالسَّماواتُ حسن الْقَهَّارِ كاف فِي الْأَصْفادِ صالح وُجُوهَهُمُ النَّارُ حسن كَسَبَتْ صالح سَرِيعُ الْحِسابِ

سورة الحجر

سورة الحجر مكية (¬1) تسع وتسعون آية إجماعا، وليس فيها شيء مما يشبه الفواصل، وكلمها ستمائة وأربع وخمسون كلمة، وحروفها ألفان وسبعمائة وأحد وسبعون حرفا. الر تقدم الكلام عليها مُبِينٍ تامّ مُسْلِمِينَ كاف، للأمر بعده الْأَمَلُ جائز: للابتداء بالتهديد لأنه يبتدأ به الكلام لتأكيد الواقع. وقيل ليس بوقف لأن ما بعده جواب لما قبله يَعْلَمُونَ تام، للابتداء بالنفي مَعْلُومٌ كاف وَما يَسْتَأْخِرُونَ تامّ لَمَجْنُونٌ جائز، لأن لو ما بمعنى لولا، والاستفهام له الصدارة، وجواب لو ما في سورة «ن» ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ولا مانع من تعلق آية بآية ليست من السورة، وإنما صح ذلك لأن القرآن كله كسورة واحدة كما صرحوا من أن لِإِيلافِ قُرَيْشٍ متعلق بقوله: فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ الملائكة ليس بوقف لأن ما بعده شرط قد قام ما قبله مقام جوابه مِنَ الصَّادِقِينَ تامّ، لأنه آخر كلام المستهزئين بِالْحَقِّ حسن، للابتداء بالنفي مُنْظَرِينَ تامّ الذِّكْرَ جائز، إن جعل الضمير في له للنبي صلّى الله عليه وسلّم ويتمّ المعنى، وهو قول شاذ لأنه لم ـــــــــــــــــــــــــ حسن. وقال أبو عمرو: تام آخر السورة تام. سورة الحجر مكية الر تقدم الكلام عليه مُبِينٍ تامّ، وكذا: مسلمين، والأمل، ويعلمون، وكتاب معلوم، وما يستأخرون لَمَجْنُونٌ جائز مِنَ الصَّادِقِينَ تامّ إِلَّا بِالْحَقِّ صالح مُنْظَرِينَ تامّ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ كاف عند بعضهم لَحافِظُونَ تامّ شِيَعِ الْأَوَّلِينَ حسن يَسْتَهْزِؤُنَ كاف، ¬

_ (¬1) وهي تسع وتسعون آية، ولا خلاف في عد الآيات.

يتقدّم له ذكر، فيعود الضمير عليه، أي: يحفظ محمدا صلّى الله عليه وسلّم أن يناله سوء، أي: وإنا لمحمد لحافظون له من الشياطين تكفل بحفظه، وقيل تقدم له ذكر في قوله: يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ وفي لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ وإن جعل الضمير في له للقرآن، وهو الذكر، أي: وإنا للقرآن لحافظون له من الشياطين فهو تكفل بحفظه، فلا يعتريه زيادة ولا نقص، ولا تحريف، ولا تبديل، بخلاف غيره من الكتب المتقدمة، فإنه تعالى لم يتكفل بحفظها ولذلك وقع فيها الاختلاف، وعلى هذا فلا يحسن الوقف عليه كحسنه في الوجه الأول، لأن الكلام يكون متصلا لَحافِظُونَ تامّ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ كاف، ومثله: يستهزءون الْمُجْرِمِينَ حسن إن جعل الضمير في نسلكه عائدا على التكذيب المفهوم من قوله: يستهزءون، وليس بوقف إن جعل الضمير في نسلكه للذكر وقوله: لا يؤمنون به تفسير له، فلا يفصل بين المفسر والمفسر بالوقف لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حسن، عند بعضهم لأن ما بعده متصل بما قبله، إذ هو تخويف وتهديد لمشركي قريش في تكذيبهم واستهزائهم سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ كاف يَعْرُجُونَ ليس بوقف لأن قوله: لقالوا جواب لو وإن كان رأس آية أَبْصارُنا جائز مَسْحُورُونَ تامّ لِلنَّاظِرِينَ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفا على ما قبله شَيْطانٍ رَجِيمٍ ليس بوقف للاستثناء بعده ولجواز الوقف مدخل لقوم شِهابٌ مُبِينٌ كاف رَواسِيَ حسن، ومثله: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: في قلوب المجرمين عند بعضهم. ولا يؤمنون به، وسنة الأولين مَسْحُورُونَ تامّ شِهابٌ مُبِينٌ كاف بِرازِقِينَ تامّ خَزائِنُهُ جائز بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ كاف، وكذا: بخازنين، والوارثون، والمستأخرين يَحْشُرُهُمْ جائز عَلِيمٌ تامّ مَسْنُونٍ مفهوم السَّمُومِ حسن ساجِدِينَ كاف، وكذا: مع الساجدين في الموضعين، ومسنون، ويوم الدين، ويوم يبعثون، والمعلوم الْمُخْلَصِينَ حسن، وكذا:

موزون بِرازِقِينَ تامّ خَزائِنُهُ حسن، لاتفاق الجملتين مع الفصل بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ كاف، ومثله: فأسقيناكموه، وقيل جائز: لأن الواو بعده تصلح للابتداء وللحال، وبِخازِنِينَ، ونُحْيِي وَنُمِيتُ، والْوارِثُونَ، والْمُسْتَأْخِرِينَ، يَحْشُرُهُمْ كلها وقف كافية حَكِيمٌ عَلِيمٌ تامّ مَسْنُونٍ جائز السَّمُومِ كاف، ومثله: مسنون وساجدين أَجْمَعُونَ ليس بوقف للاستثناء بعده إِلَّا إِبْلِيسَ جائز السَّاجِدِينَ كاف، ثم ابتدأ، قال: يا إبليس، ومثله: مع الساجدين الثاني إلى قوله: مسنون فَإِنَّكَ رَجِيمٌ جائز الدِّينِ كاف، وكذا: يبعثون مِنَ الْمُنْظَرِينَ ليس بوقف لتعلق إلى بما قبلها الْمَعْلُومِ كاف، وهي النفخة الأولى، وبها تموت الخلق كلهم أَجْمَعِينَ ليس بوقف، وإن كان رأس آية للاستثناء بعده، ولا يفصل بين المستثنى والمستثنى منه الْمُخْلَصِينَ حسن مُسْتَقِيمٌ كاف للابتداء بأن، ومثله: من الغاوين أَجْمَعِينَ كاف، على استئناف ما بعده أَبْوابٍ جائز مَقْسُومٌ تامّ، فصلا بين ما أعدّ لأهل النار، وما أعدّ لأهل الجنة وَعُيُونٍ حسن، لأن التقدير يقال لهم ادخلوها آمِنِينَ كاف، ومثله: متقابلين، وكذا: نصب بِمُخْرَجِينَ تامّ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ليس بوقف (¬1) لأن قوله: وأن عذابي ـــــــــــــــــــــــــ مستقيم مِنَ الْغاوِينَ كاف أَجْمَعِينَ صالح أَبْوابٍ مفهوم مَقْسُومٌ تام آمِنِينَ حسن مُتَقابِلِينَ كاف بِمُخْرَجِينَ تامّ الْأَلِيمُ كاف، وكذا: وجلون، وبغلام عليم، وتبشرون ومن القانطين، والضالون، والمرسلون قَدَّرْنا صالح ¬

_ (¬1) والصحيح أنه يمكن أن يوقف عليها لأن هذه الكلمات وقعت في رأس الآية، ومن المعلوم والمستفيض من سنة سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن الوقوف على رءوس الآي سنة وهي سنة متبعة تناقلها الخلف عن السلف، فينبغي اتباع سنة الرسول صلّى الله عليه وسلّم في الوقف، ولو كانت لا تصلح وقفا لورد في السنة ما ينبهنا إلى ذلك، وطالما لم يرد ما ينبهنا إلى ذلك، فالأمر على عمومه وإطلاقه بأن يقف الإنسان على رأس كل آية.

معطوف على أني الْأَلِيمُ تامّ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ حسن، لأنه لو وصله بما بعده لصار إذ ظرفا لقوله: وَنَبِّئْهُمْ، وذلك غير ممكن فَقالُوا سَلاماً حسن، وهو منقطع من جملة محكية بقالوا: فليس منصوبا به لأن القول لا ينصب المفردات، وإنما ينصب ثلاثة أشياء، الجمل نحو، قال إني عبد الله، والمفرد المراد به لفظه، نحو يقال له إبراهيم، أو قلت زيدا، أي: قلت هذا اللفظ، والمفرد المراد به الجملة، نحو: قلت قصيدة وشعرا، أو اقتطع من جملة كقوله: إذا ذقت فاها قلت طعم مدامة ... معتّقة مما تجيء به التجر أو كان المفرد مصدرا، نحو قلت قولا أو صفة، نحو حقّا أو باطلا، فإنه يتسلط عليه القول. وسليم ينصبون بالقول مطلقا، أي: بلا شرط تقول، قلت عمرا منطلقا، وقل ذا مشفقا ونحو ذلك. وأما غيرهم فلا يجري القول مجرى الظنّ إلا بشروط أن يكون مضارعا مبدوأ بتاء بعد أداة الاستفهام غير مفصول عنها بغير ظرف أو مجرور أو معمول، وذلك نحو أتقول زيدا منطلقا، واغتفر الفصل بالحرف نحو أعندك تقول عمرا مقيما. وبالمجرور نحو أفي الدار تقول زيدا جالسا، وبالمفعول نحو أزيدا تقول منطلقا، فسلاما منصوب بمقدر تقديره، سلمت سلاما من السلامة، أو سلمنا سلاما من التحية، وقيل سلاما نعت لمصدر محذوف تقديره، فقالوا قولا سلاما إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ كاف، ومثله: بغلام عليم، وكذا: الكبر، وتبشرون بِالْحَقِّ جائز الْقانِطِينَ كاف، ومثله الضالون، والمرسلون، مجرمين، ليس بوقف للاستثناء، ولجواز الوقف مدخل لقوم إِلَّا آلَ لُوطٍ حسن إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ ليس بوقف للاستثناء قَدَّرْنا جائز، وقيل ليس بوقف لأن إنها واسمها وخبرها في محل نصب مفعول قدرنا، وإنما كسرت الهمزة ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لَمِنَ الْغابِرِينَ كاف، وكذا: منكرون يَمْتَرُونَ جائز لَصادِقُونَ كاف

من إنها لدخول اللام في خبرها الْغابِرِينَ كاف فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ ليس بوقف لأن قال بعده جواب لما مُنْكَرُونَ كاف يَمْتَرُونَ جائز، ومثله: وأتيناك بالحق وَإِنَّا لَصادِقُونَ كاف بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ جائز، ومثله: واتبع أدبارهم، ومثله: منكم أحد. وهذا مخالف لما في سورة هود لأن ذاك بعده استثناء. وهذا ليس كذلك حَيْثُ تُؤْمَرُونَ حسن، ذلك الأمر ليس بوقف لأن ما بعده، وهو أن دابر بدل من ذلك إذا قلنا الأمر عطف بيان، أو بدل من لفظ الأمر، سواء قلنا إنه بيان أو بدل مما قبله. حذف منه الجار، أي: بأن دابر، وحينئذ ففيه الخلاف المشهور بين الخليل وسيبويه، هل هو في محل نصب أو جرّ مُصْبِحِينَ حسن يَسْتَبْشِرُونَ جائز، ومثله، تفضحون وَلا تُخْزُونِ حسن، ومثله: العالمين فاعِلِينَ تامّ، للابتداء بلام القسم، وعمرك مبتدأ خبره محذوف وجوبا تقديره لعمرك قسمي، والوقف على لعمرك قبيح لأن ما بعده جواب له يَعْمَهُونَ كاف، على استئناف ما بعده مُشْرِقِينَ جائز، أي: كان الهلاك حين أشرقت الشمس فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها جائز، على استئناف ما بعده مِنْ سِجِّيلٍ كاف لِلْمُتَوَسِّمِينَ جائز مُقِيمٍ كاف لِلْمُؤْمِنِينَ تامّ، لتمام القصة لَظالِمِينَ ليس بوقف للعطف بالفاء فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ جائز مُبِينٍ تامّ الْمُرْسَلِينَ جائز، ومثله: معرضين، وكذا: آمنين مُصْبِحِينَ ليس بوقف، لاتصال المعنى يَكْسِبُونَ تامّ، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تُؤْمَرُونَ حسن، وكذا: مصبحين يَسْتَبْشِرُونَ كاف فَلا تَفْضَحُونِ جائز وَلا تُخْزُونِ كاف، وكذا: العالمين فاعِلِينَ تامّ يَعْمَهُونَ كاف، وكذا: من سجيل لِلْمُتَوَسِّمِينَ جائز مُقِيمٍ كاف لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ حسن مُبِينٍ تامّ الْمُرْسَلِينَ مفهوم مُعْرِضِينَ صالح يَكْسِبُونَ تامّ، وكذا: إلا بالحق

لتمام القصة إِلَّا بِالْحَقِّ حسن، ومثله: لآتية الصَّفْحَ الْجَمِيلَ كاف، وهو العفو من غير عتاب الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ تامّ الْعَظِيمَ كاف أَزْواجاً مِنْهُمْ حسن، على استئناف النهي، وليس بوقف إن جعل النهي الثاني معطوفا على النهي الذي قبله وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ أحسن مما قبله لاستئناف الأمر، وإن جعل النهي الثالث معطوفا على الأوّل لم يفصل بينهما بوقف لِلْمُؤْمِنِينَ كاف الْمُبِينُ حسن، إن علقت الكاف بمصدر محذوف تقديره آتيناك سبعا من المثاني إيتاء كما أنزلنا، أو إنزالا كما أنزلنا، أو أنزلنا عليهم العذاب كما أنزلنا، لأن آتيناك بمعنى أنزلنا عليك، أو علقت بمصدر محذوف، العامل فيه مقدّر تقديره متعناهم تمتيعا كما أنزلنا، وليس بوقف إن نصب بالنذير، أي: النذير عذابا كما أنزلنا على المقتسمين وهم قوم صالح، لأنهم قالوا لنبيتنه وأهله، فأقسموا على ذلك الْمُقْتَسِمِينَ ليس بوقف، لأن الذين من نعتهم أو بدل المقتسمين هم عظماء كفار قريش أقسموا على طريق مكة يصدّون عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فمنهم من يقول: الذي جاء به محمد سحر، ومنهم من يقول: أساطير الأوّلين، ومنهم من يقول: هو كهانة، فأنزل الله بهم خزيا وأنزل: وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ أو هم اليهود، فقد جرى على بني قريظة وبني النضير ما جرى، وجعل المتوقع بمنزلة الواقع، وهو من الإعجاز، لأنه إخبار بما سيكون وقد كان عِضِينَ كاف أَجْمَعِينَ ليس بوقف، لأن ما بعده مفعول ثان لقوله: لنسألنهم يَعْمَلُونَ تامّ، وكذا: المشركين، ومثله: المستهزئين، إن جعل الذين مبتدأ خبره، فسوف يعلمون يَعْلَمُونَ تامّ، وليس بوقف إن جعل صفة ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْجَمِيلَ حسن الْعَلِيمُ تامّ، وكذا: العظيم أَزْواجاً مِنْهُمْ صالح، وكذا: ولا تحزن عليهم جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ كاف عِضِينَ حسن، وكذا يعملون، وعن المشركين الْمُسْتَهْزِئِينَ تامّ إن جعل ما بعده مبتدأ خبره، فسوف يعلمون، فإن جعل

سورة النحل

للمستهزئين، ويكون الوقف على إلها آخر، وكذا لا يوقف على المستهزئين إن جعل الذين بدلا من المستهزئين إِلهاً آخَرَ حسن، للابتداء بالتهديد والوعيد على استهزائهم وجعلهم إلها مع الله بِما يَقُولُونَ جائز، ومثله، بحمد ربك مِنَ السَّاجِدِينَ كاف، للابتداء بالأمر وَاعْبُدْ رَبَّكَ ليس بوقف، لاتصال ما بعده بما قبله، لأن العبادة وقتت بالموت، أي: دم على التسبيح والسجود والعبادة حتى يأتيك الموت، آخر السورة: تام. سورة النحل مكية (¬1) إلا قوله: وإن عاقبتم إلى آخرها فمدنيّ. أنزلت حين قتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وهي مائة وثماني وعشرون آية إجماعا، وكلمها ألف وثمانمائة وإحدى وأربعون كلمة، وحروفها سبعة آلاف وسبعمائة وسبعة أحرف، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا منها بإجماع تسعة مواضع، وَما يُعْلِنُونَ الثاني، والأوّل رأس آية بلا خلاف، وَما يَشْعُرُونَ، لهم ما يَشاؤُنَ، الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ، ما يَكْرَهُونَ، أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ، هَلْ يَسْتَوُونَ، وَما عِنْدَ اللَّهِ باقٍ، مَتاعٌ قَلِيلٌ. فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ تامّ، لمن قرأ تشركون بالفوقية، ومن قرأ بالتحتية كان أتمّ. قال أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه: ـــــــــــــــــــــــــ صفة له فليس وقفا، بل الوقف على: إلها آخر فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ تامّ مِنَ السَّاجِدِينَ جائز، آخر السورة: تامّ. سورة النحل مكية إلا قوله: وإن عاقبتم، إلى آخرها فمدني. فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ تامّ عَمَّا يُشْرِكُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف فَاتَّقُونِ تامّ بِالْحَقِّ كاف يُشْرِكُونَ حسن مُبِينٌ صالح، أو كاف ¬

_ (¬1) وهي مكية إلا ثلاثا وَإِنْ عاقَبْتُمْ [126، 127، 128] وهي مائة وعشرون وثمان، ولا خلاف في عد آياتها. «التلخيص» (306).

العرب تقول أتاك الأمر وهو متوقع بعد، ومنه أتى أمر الله، أي: أتى أمر وعده فلا تستعجلون وقوعا يُشْرِكُونَ تامّ مِنْ عِبادِهِ جائز، على أن ما بعده بدل من مقدّر محذوف، أي: يقال لهم، أن أنذروا قومكم. قاله نافع، وليس بوقف إن أبدل أن أنذروا من قوله، بالروح، أو جعلت تفسيرية بمعنى أي فَاتَّقُونِ تامّ بِالْحَقِّ حسن يُشْرِكُونَ كاف، ومثله: مبين، وكذا: والأنعام خلقها. وقيل الوقف على: لكم، فعلى الأول الأنعام منصوبة بخلقها على الاشتغال، وعلى الثاني منصوبة بفعل مقدّر معطوف على الإنسان دِفْءٌ وَمَنافِعُ كاف، عند أبي عمرو، ومثله وَمِنْها تَأْكُلُونَ على استئناف ما بعده، وكذا: تسرحون إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ كاف رَحِيمٌ تامّ، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله، أي: وخلق الخيل لتركبوها وزينة، وهو تامّ. قال التتائي قال مالك: أحسن ما سمعت في الخيل والبغال والحمير أنها لا تؤكل، لأن الله تعالى قال فيها: لتركبوها وزينة. وقال في الأنعام: لتركبوا منها ومنها تأكلون، فذكر الخيل والبغال والحمير للزينة، وذكر الأنعام للركوب والأكل ما لا تَعْلَمُونَ تامّ، عند أبي حاتم ويعقوب قَصْدُ السَّبِيلِ جائز وَمِنْها جائِرٌ حسن، فقصد السبيل طريق الجنة، ومنها جائر طريق النار. وقال قتادة: قصد السبيل حلاله وحرامه وطاعته، ومنها جائر سبيل الشيطان. وقال ابن المبارك وسهل بن عبد الله: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَالْأَنْعامَ خَلَقَها حسن. وقال أبو عمرو: كاف. وقيل الوقف على: لكم، فعلى الأول الوقف على مُبِينٌ صالح، وعلى الثاني كاف دِفْءٌ وَمَنافِعُ صالح وقال أبو عمرو: كاف تَأْكُلُونَ كاف، وكذا: تسرحون بِشِقِّ الْأَنْفُسِ أحسن مما قبله. وقال أبو عمرو: تامّ رَحِيمٌ كاف. وقال أبو عمرو: تامّ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً تامّ ما لا تَعْلَمُونَ حسن، وكذا: ومنها جائر أَجْمَعِينَ تامّ فِيهِ تُسِيمُونَ حسن وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كاف، وكذا: يتفكرون اللَّيْلَ وَالنَّهارَ تامّ، لمن رفع ما بعده

قصد السبيل السنة، ومنها جائر أهل الأهواء والبدع، وقرئ شاذا: ومنكم جائر، وهي مخالفة للسواد أَجْمَعِينَ تامّ ماءً جائز، على أن لكم مستأنفا، وشراب مبتدأ وإن جعل في موضع الصفة متعلقا بمحذوف صفة لما، وشراب مرفوع به فلا وقف فِيهِ تُسِيمُونَ كاف، على قراءة من قرأ تنبت بالنون وهي أعلى من قراءته بالتحتية، وبها قرأ عاصم. وقيل: كاف أيضا على قراءته بالنون أو بالتحتية وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كاف، ومثله: يتفكرون وَالنَّهارَ حسن، لمن رفع ما بعده بالابتداء أو الخبر، وليس بوقف لمن نصبه، وعليه فوقفه على: بأمره، وعلى قراءة حفص وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ برفعهما، فوقفه على: والقمر لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ كاف، إن نصب ما بعده بالإغراء، أي: اتقوا ما ذرأ لكم مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ حسن يَذَّكَّرُونَ كاف تَلْبَسُونَها حسن مَواخِرَ فِيهِ جائز، لأنه في مقام تعداد النعم تَشْكُرُونَ كاف وَسُبُلًا ليس بوقف لحرف الترجي، وهو في التعلق كلام كي تَهْتَدُونَ جائز، لكونه رأس آية وَعَلاماتٍ تامّ، عند الأخفش، قال الكلبي: أراد بالعلامات الطرق بالنهار والنجوم بالليل، وقال السدّي: وبالنجم هم يهتدون، يعني الثريا وبنات نعش والجدى والفرقدان بها يهتدون إلى القبلة والطرق في البرّ والبحر. قال قتادة: إنما خلق الله النجوم لثلاثة أشياء: زينة للسماء، ومعالم للطرق، ورجوما للشيطان، فمن قال غير هذا فقد تكلف ما لا علم له به يَهْتَدُونَ تامّ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بالابتداء والخبر، ومن نصبه لم يقف على ذلك، ومن رفع- والنجوم مسخرات- فقط وقف على والقمر بِأَمْرِهِ كاف يَعْقِلُونَ حسن، إن نصب ما بعده بالإغراء أي، اتقوا ما ذرأ لكم، وكاف إن نصب ذلك عطفا على معمول سخر. وجوّز وإن كان فيه فصل بين المتعاطفين لطول الكلام مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ صالح يَذَّكَّرُونَ تامّ تَلْبَسُونَها صالح مَواخِرَ فِيهِ مفهوم تَشْكُرُونَ كاف وَعَلاماتٍ حسن

كَمَنْ لا يَخْلُقُ حسن، للاستفهام بعده وجيء بمن في الثاني لاعتقاد الكفار أن لها تأثيرا، فعوملت معاملة أولى العلم كقوله: بكيت على سرب القطا إذ مررن بي ... فقلت ومثلي بالبكاء جدير أسرب القطا هل من يعير جناحه ... لعلّي إلي من قد هويت أطير فأوقع على السرب من لما عاملها معاملة العقلاء تَذَكَّرُونَ كاف، ومثله: لا تحصوها رَحِيمٌ تامّ وَما تُعْلِنُونَ كاف، على قراءة عاصم هو وما بعده بالتحتية، وحسن لمن قرأ تعلنون بالفوقية وما بعده بالتحتية لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً جائز وَهُمْ يُخْلَقُونَ كاف، إذا رفعت أموات على أنه خبر مبتدإ محذوف، أي: هم أموات، وليس بوقف إن جعل أموات خبرا ثانيا لقوله: وهم يخلقون، وكذا إن جعل يخلقون وأموات خبرين، وليس يخلقون بوقف أيضا إن جعل والذين مبتدأ وأموات خبرا، والتقدير: والذين هذه صفتهم أموات غير أحياء، لأنها أصنام، ولذلك وصفها بالموت وَما يَشْعُرُونَ ليس بوقف، لأن أيان ظرف منصوب بيشعرون. وقيل منصوب بما بعده، لا بما قبله، لأنه استفهام. وقيل أيان ظرف لقوله: إلهكم إله واحد، يعني: أن الإله واحد يوم القيامة ولم يدّع أحد الإلهية في ذلك اليوم بخلاف الدنيا فإنه قد وجد فيها من ادّعى ذلك، وعلى هذا فقد تمّ الكلام على يشعرون إلا أن هذا القول مخرج لأيان عن موضوعها وهي إما شرط، وإما استفهام إلى محض الظرفية أَيَّانَ يُبْعَثُونَ تامّ، ومثله: إله واحد مُنْكِرَةٌ جائز مُسْتَكْبِرُونَ كاف، ووقف الخليل وسيبويه على لا، وذلك أن لا عندهما ردّ لمن أنكر البعث. وقال أهل الكوفة، جرم مع لا كلمة ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يَهْتَدُونَ تامّ كَمَنْ لا يَخْلُقُ جائز تَذَكَّرُونَ حسن وكذا: لا تحصوها، ورحيم وَما تُعْلِنُونَ كاف، لمن قرأه، وما بعده بالياء أو بالتاء، وحسن لمن قرأه بالتاء

واحدة معناها لا بدّ، وحينئذ لا يوقف على لا وَما يُعْلِنُونَ كاف، ومثله: المستكبرين ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ ليس بوقف، لأن قالوا جواب ماذا، فلا يفصل بينهما بالوقف، وما وذا كلمة واحدة استفهام مفعول بأنزل، ويجوز أن تكون ما وحدها كلمة مبتدأ، وذا بمعنى الذي خبر ما وعائدها في أنزل محذوف، أي: أيّ شيء أنزل ربكم؟ فقيل أنزل أساطير الأولين وَالْأَوَّلِينَ حسن، إن جعلت اللام في ليحملوا لام الأمر الجازمة للمضارع، وليس بوقف إن جعلت لام العاقبة والصيرورة، وهي التي يكون ما بعدها نقيضا لما قبلها، أي: لأن عاقبة قولهم ذلك، لأنهم لم يقولوا: أساطير الأولين ليحملوا، فهو كقوله: ليكون لهم عدوّا وحزنا، وكاملة حال ويَوْمَ الْقِيامَةِ جائز، بتقدير: ويحملون من أوزار الذين يضلونهم بِغَيْرِ عِلْمٍ كاف ما يَزِرُونَ تامّ مِنْ فَوْقِهِمْ جائز، ومثله: لا يشعرون، ويُخْزِيهِمْ وتُشَاقُّونَ فِيهِمْ كلها وقوف جائزة الْكافِرِينَ تامّ، إن جعل الذين مبتدأ خبره، فألقوا السلم، وزيدت الفاء في الخبر، أو جعل خبر مبتدإ محذوف، وكاف إن نصب على الذمّ، وليس بوقف إن جرّ صفة للكافرين أو أبدل مما قبله، أو جعل بيانا له ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ جائز، إن جعل ما بعده مستأنفا، وليس بوقف إن جعل خبر الذين، أو عطف على الذين تتوفاهم مِنْ سُوءٍ تامّ عند الأخفش لانقضاء كلام الكفار، فمن سوء مفعول نعمل زيدت فيه من، أي: ما كنا نعمل سوءا، فردّ الله أو الملائكة عليهم ببلى، أي: كنتم تعملون ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وما بعده بالياء وَهُمْ يُخْلَقُونَ حسن أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ تامّ، وكذا: أيان يبعثون، وإله واحد مُسْتَكْبِرُونَ حسن وَما يُعْلِنُونَ كاف، الْمُسْتَكْبِرِينَ حسن أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ حسن، إن جعلت لام ليحملوا لام الأمر، وجائز: إن جعلت لام كي بمعنى العاقبة يَوْمَ الْقِيامَةِ مفهوم بِغَيْرِ عِلْمٍ حسن. وقال أبو عمرو: كاف ما يَزِرُونَ تامّ مِنْ فَوْقِهِمْ جائز لا يَشْعُرُونَ صالح، وإنما جوّز وإن

السوء. وقيل: الوقف على بلى، والأول أوجه بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ كاف. وقيل: وصله أولى لمكان الفاء بعده خالِدِينَ فِيها كاف، عند أبي حاتم، وعند غيره جائز الْمُتَكَبِّرِينَ تامّ أَنْزَلَ رَبُّكُمْ كاف، لأن قالوا مستأنف خَيْراً تامّ، أي: قالوا أنزل خيرا، فخيرا مفعول أنزل، فإن قلت: لم رفع أساطير ونصب خيرا؟ قلت: فصلا بين جواب المقرّ وجواب الجاحد، يعني: أن المتقين لما سئلوا أطبقوا الجواب على السؤال بينا مكشوفا مفعولا للإنزال فقالوا خيرا، وهؤلاء عدولا بالجواب عن السؤال فقالوا أساطير الأولين، وليس هو من الإنزال في شيء، وليس خيرا بوقف إن جعل ما بعده جملة مندرجة تحت القول مفسرة لقوله: خيرا، وذلك أن الخير هو الوحي الذي أنزل الله فيه أن من أحسن في الدنيا بالطاعة فله حسنة في الدنيا وحسنة في الآخرة، وكذا إن جعل بدلا من قوله: خيرا حَسَنَةٌ كاف، ومثله: خير الْمُتَّقِينَ تامّ، إن رفع جنات خبر مبتدإ محذوف، أي: لهم جنات، أو جعل مبتدأ، ويَدْخُلُونَها في موضع الخبر، وجائز إن رفعت جنات نعتا، أو بدلا مما قبلها لكونه رأس آية، وقول السخاوي وغيره وإن رفعت جنات بنعم لم يوقف على الْمُتَّقِينَ مخالف لما اشترطوه في فاعل نعم من أنه لا يكون إلا معرّفا بأل نحو: نعم الرجل زيد، أو مضافا لما فيه أل نحو: فنعم عقبى الدار، ولنعم دار المتقين كما هنا، أي: غالبا، ومن غير الغالب قوله في الحديث «نعم عبد ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تعلق به ما بعده لأنه رأس آية يُخْزِيهِمْ جائز تُشَاقُّونَ فِيهِمْ صالح الْكافِرِينَ تامّ، إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف، وجائز إن جعل ذلك نعتا له، وإنما جوّز لأنه رأس آية ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ صالح مِنْ سُوءٍ حسن. وأجاز قوم الوقف على بلى، والاختيار الأول واقتصر أبو عمرو على الثاني وقال إنه تامّ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ كاف خالِدِينَ فِيها صالح. وقال أبو عمرو: فيهما تامّ الْمُتَكَبِّرِينَ تامّ أَنْزَلَ رَبُّكُمْ كاف قالُوا خَيْراً تامّ حَسَنَةٌ كاف، وكذا: خير، والمتقين،

الله خالد بن الوليد»، ويجوز كونها فيه الْأَنْهارُ حسن ما يَشاؤُنَ جائز الْمُتَّقِينَ تامّ، إن رفع الذين بالابتداء والخبر يقول طَيِّبِينَ جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متعلقا بما قبله، وطيبين حال من مفعول، تتوفاهم سَلامٌ عَلَيْكُمْ ليس بوقف، لأن ادخلوا مفعول يقولون، أي: تقول خزنة الجنة ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وتَعْمَلُونَ تامّ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كاف، ومثله: من قبلهم، ويَظْلِمُونَ، وما عَمِلُوا كلها وقوف كافية يَسْتَهْزِؤُنَ تامّ وَلا آباؤُنا كاف، ومثله: من شيء، ومن قبلهم، كلها كافية الْمُبِينُ تامّ الطَّاغُوتَ كاف، ومثله: الضلالة الْمُكَذِّبِينَ تام مَنْ يُضِلُّ كاف ومثله: من ناصرين جَهْدَ أَيْمانِهِمْ ليس بوقف، لأن ما بعده جواب القسم كأنه قال: قد حلفوا لا يبعث الله من يموت مَنْ يَمُوتُ كاف، لأنه انقضاء كلام الكفار ثم يبتدئ بلى يبعث الله الرسول ليبين لهم الذي يختلفون فيه ولحديث: «كل نبيّ عبدي ولم يك ينبغي له أن يكذبني». وقال نافع: من يموت بلى، لأن بلى ردّ لكلامهم وتكذيب لقولهم، وما بعدها منصوب بفعل مضمر، أي: وعدكم الله وعدا لا يَعْلَمُونَ جائز الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ ليس بوقف، لعطف ما بعده على ما قبله كاذِبِينَ تامّ كُنْ حسن لمن قرأ، فيكون ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ويدخلونها، ومن تحتها الأنهار، وما يشاءون الْمُتَّقِينَ تامّ، إن رفع ما بعده خبر مبتدأ محذوف، وجائز إن جعل ذلك نعتا له، لأنه رأس آية طَيِّبِينَ صالح، وكذا: سلام عليكم بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ تامّ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ جائز عند بعضهم ولا أستحسنه، لأنه كلام واحد أَمْرُ رَبِّكَ كاف، وكذا: من قبلهم يَظْلِمُونَ حسن ما عَمِلُوا كاف يَسْتَهْزِؤُنَ تامّ وَلا آباؤُنا صالح مِنْ شَيْءٍ كاف، وكذا: من قبلهم الْمُبِينُ تامّ الطَّاغُوتَ كاف، وكذا: الضلالة الْمُكَذِّبِينَ تامّ مَنْ يُضِلُّ كاف مِنْ ناصِرِينَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف مَنْ يَمُوتُ

بالرفع، وليس بوقف لمن نصب فيكون فَيَكُونُ تامّ، على القراءتين حَسَنَةً كاف. قال يحيى بن سلام: الحسنة هي المدينة المشرفة وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ يعني: الجنة نزلت في صهيب وبلال وخباب وعمار بن ياسر عذبهم المشركون بمكة وأخرجوهم من ديارهم، ولحق منهم طائفة الحبشة. ثم بوأهم الله دار الهجرة وجعلهم أنصارا لنبوئنهم في الدنيا حسنة أنزلهم المدينة وأطعمهم الغنيمة. فهذا هو الثواب في الدنيا أَكْبَرُ جائز، وجواب لو محذوف، أي: لو كانوا يعلمون لما اختاروا الدنيا على الآخرة، ولو وصله لصار قوله: ولأجر الآخرة معلقا بشرط أن لو كانوا يعلمون وهو محال. قاله السجاوندي لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ تامّ، إن جعل الذين بعده خبر مبتدإ محذوف، أي: هم الذين، وكاف إن نصب بتقدير أعني، وجائز إن رفع بدلا من الذين قبله، وكذا: لو نصب بدلا من الضمير في لنبوّئنهم يَتَوَكَّلُونَ تامّ إِلَيْهِمْ جائز، ومثله: لا تعلمون إن جعل بالبينات والزبر متعلقا بمحذوف صفة لرجالا لأن إلا لا يستثنى بها شيئان دون عطف أو بدلية، وما ظن غير ذلك معمولا لما قبل إلا قدّر له عامل، أو أنه متعلق بمحذوف جوابا لسؤال مقدّر يدل عليه ما قبله كأنه قيل بم أرسلوا؟ فقيل: أرسلوا بالبينات والزبر، فالبينات متعلق بأرسلنا داخلا تحت حكم الاستثناء مع رجالا، أي: وما أرسلنا إلا رجالا بالبينات، فقد استثنى بإلا شيئان: أحدهما رجالا، والآخر بالبينات، وليس بوقف إن علق بنوحي لأن ما بعد إلا لا يتعلق بما قبلها، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف، ويأتي في بَلى ما مرّ لا يَعْلَمُونَ جائز، وليس بحسن لتعلق ما بعده بما قبله، وإنما جوّز لأنه رأس آية يَخْتَلِفُونَ فِيهِ جائز كاذِبِينَ تامّ كُنْ فَيَكُونُ تقدّم الكلام عليه في سورة البقرة فِي الدُّنْيا حَسَنَةً حسن أَكْبَرُ جائز لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ تامّ، إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف وجائز إن جعل ذلك نعتا للذين هاجروا يَتَوَكَّلُونَ تامّ نُوحِي إِلَيْهِمْ جائز، وكذا:

وكذا: إن علق بقوله: لا تعلمون على أن الشرط في معنى التبكيت والإلزام كقول الأجير: إن كنت عملت لك فأعطني حقي وَالزُّبُرِ كاف ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ صالح يَتَفَكَّرُونَ تام، للابتداء بالاستفهام بعده، ولا وقف من قوله: أَفَأَمِنَ الَّذِينَ إلى رَحِيمٌ، فلا يوقف على قوله: بهم الأرض وتجاوزه أولى، وكذا: لا يشعرون، ومثله: بمعجزين، وكذا: على تخوّف للعطف على كل بأو ورَحِيمٌ تامّ مِنْ شَيْءٍ جائز، ومثله: والشمائل سُجَّداً لِلَّهِ حسن داخِرُونَ تامّ مِنْ دابَّةٍ جائز، والملائكة أرقى مما قبله، أي: وتسجد له الملائكة طوعا لا يَسْتَكْبِرُونَ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال، ومن حيث كونه رأس آية يجوز مِنْ فَوْقِهِمْ جائز ما يُؤْمَرُونَ تامّ، ومثله: إلهين اثنين للابتداء بإنما إِلهٌ واحِدٌ جائز، وكره بعضهم الابتداء بما بعده لأن الرهبة لا تكون إلا من الله تعالى فإذا ابتدأ ب «فإياي» فكأنه أضاف الرهبة إلى نفسه في ظاهر اللفظ، وإن كان معلوما أن الحكاية من الله تعالى كما تقدم في أول البقرة فَارْهَبُونِ كاف وَالْأَرْضِ جائز واصِباً حسن، للابتداء بالاستفهام واصبا، أي: دائما تَتَّقُونَ تامّ فَمِنَ اللَّهِ حسن تَجْئَرُونَ كاف، وثم لترتيب الأخبار مع شدّة اتصال المعنى يُشْرِكُونَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لا تعلمون وَالزُّبُرِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ صالح يَتَفَكَّرُونَ تامّ بِهِمُ الْأَرْضَ جائز لا يَشْعُرُونَ صالح، وكذا: بمعجزين رَحِيمٌ تامّ مِنْ شَيْءٍ صالح، وكذا: والشمائل داخِرُونَ تامّ مِنْ دابَّةٍ مفهوم، وكذا: والملائكة وهو أحسن لا يَسْتَكْبِرُونَ كاف مِنْ فَوْقِهِمْ جائز ما يُؤْمَرُونَ تامّ إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ صالح واحِدٌ مفهوم، ولا أحبه لكراهة الابتداء بما بعده فَارْهَبُونِ حسن وَالْأَرْضِ صالح واصِباً كاف تَتَّقُونَ تامّ، إن

كاف، إن جعلت اللام لام الأمر بمعنى التهديد، وليس بوقف إن جعلت للتعليل، أي: إنما كان غرضهم بشركهم كفران النعمة، وكذا: إن جعلت للصيرورة والمآل، أي: صار أمرهم ليكفروا وهم لم يقصدوا بأفعالهم تلك أن يكفروا، بل آل أمرهم ذلك إلى الكفر بما أنعم عليهم بِما آتَيْناهُمْ حسن فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ كاف، ومثله: مما رزقناهم، وكذا: تفترون سُبْحانَهُ تامّ، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على لله البنات، أي: ويجعلون لهم ما يشتهون، ويصير: ولهم ما يشتهون مفعول ويجعلون، فلا يوقف على سبحانه. قال الفراء: فجعله منصوبا عطفا على البنات يؤدّي إلى تعدّي فعل الضمير المتصل وهو واو، ويجعلون إلى ضميره المتصل، وهو هم في لهم. قال أبو إسحاق: وما قاله الفراء خطأ لأنه لا يجوز تعدّي فعل الضمير المتصل ولا فعل الظاهر إلى ضميرهما المتصل إلا في باب ظنّ وأخواتها من أفعال القلوب، وفي فقد وعدم، فلا يجوز زيد ضربه ولا ضربه زيد، أي: ضرب نفسه ولا ضربتك ولا ضربتني، بل يؤتى بدل الضمير المنصوب بالنفس، فنقول ضربت نفسك وضربت نفسي، ويجوز زيد ظنه قائما وظنه زيد قائما، وزيد فقده وعدمه، وفقده وعدمه زيد، ولا يجوز تعدّي فعل الضمير المتصل إلى ظاهره في باب من الأبواب، فلا يجوز زيد ضربه، أي: ضرب نفسه. وفي قوله إلى ضميرهما المتصل قيدان. أحدهما كونه ضميرا، فلو كان ظاهرا كالنفس لم يمنع، نحو زيد ضرب نفسه وضرب نفسه زيد، والثاني كونه متصلا، فلو كان منفصلا جاز، نحو زيد ما ضرب إلا إياه، وما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جعل ما بعده مستأنفا، وليس بوقف إن جعل ذلك متعلقا بما قبله فَمِنَ اللَّهِ كاف، وكذا: تجأرون، بلى أولى لأنه رأس آية بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ جائز بِما آتَيْناهُمْ كاف فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ مِمَّا رَزَقْناهُمْ كاف تَفْتَرُونَ

ضرب زيد إلا إياه، وعلل هذه المسألة وأدلتها مذكورة في غير هذا الموضوع، انظرها في شرح التسهيل. قاله السمين مع زيادة للإيضاح ما يَشْتَهُونَ كاف، مسودّا ليس بوقف لأن ما بعده من تتمته كَظِيمٌ كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال، ومن حيث كونه رأس آية يجوز ما بُشِّرَ بِهِ جائز فِي التُّرابِ حسن للابتداء بأداة التنبيه، وذكر الضمير في به ويمسكه حملا على لفظ ما وإن كان أريد به الأنثى ما يَحْكُمُونَ تامّ مَثَلُ السَّوْءِ حسن. قال الكواشي: السوء بالفتح، الرداءة والفساد، وبالضم: الضرّ والمكروه، وقيل بالفتح: الصفة، وبالضم: المضرّة والمكروه، ولا تضم السين من قوله: ما كان أبوك امرأ سوء، ولا من ظننتم ظنّ السوء، لأنه ضدّ قولك رجل صدق، وليس للسوء هنا معنى من عذاب أو بلاء فيضمّ، راجعه في سورة براءة إن شئت وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى كاف الْحَكِيمُ تامّ، ولا وقف إلى قوله: مُسَمًّى، فلا يوقف على بظلمهم لأن جواب لو لم يأت، ولا على من دابة للاستدراك بعده إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى صالح وَلا يَسْتَقْدِمُونَ تامّ ما يَكْرَهُونَ كاف، ومثله: الحسنى النَّارَ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله مُفْرَطُونَ تامّ أَعْمالَهُمْ جائز، ومثله: فهو وليهم اليوم عَذابٌ أَلِيمٌ تامّ اخْتَلَفُوا فِيهِ ليس بوقف لأن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن سُبْحانَهُ كاف. وقال أبو عمرو: تام ما يَشْتَهُونَ كاف، وكذا: كظيم، وما بشر به فِي التُّرابِ حسن ما يَحْكُمُونَ تامّ مَثَلُ السَّوْءِ حسن الْأَعْلى مفهوم الْحَكِيمُ تامّ مِنْ دَابَّةٍ مفهوم إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى صالح وَلا يَسْتَقْدِمُونَ تامّ ما يَكْرَهُونَ كاف أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى حسن مُفْرَطُونَ تامّ أَعْمالَهُمْ صالح، وكذا: وليهم اليوم

ما بعده نصب على أنهما مفعول من أجله عطف على ليبين والناصب لهما أنزلنا يُؤْمِنُونَ تامّ ماءً ليس بوقف لمكان الفاء بَعْدَ مَوْتِها حسن يَسْمَعُونَ تامّ لَعِبْرَةً جائز، لمن قرأ نسقيكم بالنون استئنافا لأنه يجوز أن تكون الجملة خبر مبتدإ محذوف، أي: هي، أي: العبرة نسقيكم، ويجوز أن تكون مفسرة للعبرة كأنه قيل كيف العبرة، فقيل نسقيكم من بين فرث ودم لبنا خالصا، لأنه إذا استقرّ علف الدابة في كرشها طبخته، فكان أسفله فرثا، وأوسطه لبنا، وأعلاه دما، سبحانه من عظيم ما أعظم قدرته لِلشَّارِبِينَ تامّ، إن جعل ما بعده مستأنفا متعلقا بتتخذون، وجائز إن جعل معطوفا على مما في بطونه، أي: ونسقيكم مما في بطونه، ونسقيكم من ثمرات النخيل والأعناب، والوقف على هذا على قوله، والأعناب ورِزْقاً حَسَناً كاف يَعْقِلُونَ تامّ بُيُوتاً ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله يَعْرِشُونَ كاف. ومثله: ذللا مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ حسن: يخرج من أفواه النحل، وذلك أن العسل ينزل من السماء فينبت في أماكن فيأتي النحل فيشربه. ثم يأتي الخلايا التي تصنع له والكوى التي تكون في الحيطان، فيلقيه في الشمع المهيأ للعسل في الخلايا، لا كما يتوهمه بعض الناس أن العسل من فضلات الغذاء، وأنه قد استحال في المعدة عسلا، ونزل من السماء عشرة أشياء مع العسل، قاله الكواشي. قال ابن حجر: فعلى أنه يخرج من فم النحل فهو مستثنى من القيء على أنه من دبرها فهو مستثنى من الروث، وقيل من ثقبتين تحت جناحها، فلا استثناء إلا بالنظر إلى أنه كاللبن، وهو من غير المأكول نجس اه. قال السمين: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يَسْمَعُونَ تامّ لِلشَّارِبِينَ كاف، إن جعل ما بعده مستأنفا، وصالح إن جعل معطوفا على ما فِي بُطُونِهِ وتامّ إن جعل معمولا لتتخذون وَرِزْقاً حَسَناً كاف يَعْقِلُونَ تامّ بُيُوتاً جائز وَمِمَّا يَعْرِشُونَ كاف ذُلُلًا حسن مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ حسن، إن أعيد الضمير في فيه على القرآن، وليس بحسن إن أعيد على العسل

نقلوا في العسل التذكير والتأنيث، وجاء القرآن على التذكير في قوله: من عسل مصفى، وكنى بالعسل عن الجماع لمشابهتهما، قال عليه الصلاة والسلام: «لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك» ومُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ حسن إن جعل الضمير في فيه للقرآن، أي: في القرآن من بيان الحلال والحرام والعلوم شفاء للناس، وليس بوقف إن أعيد على العسل المذكور فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ كاف يَتَفَكَّرُونَ تامّ يَتَوَفَّاكُمْ حسن شَيْئاً كاف قَدِيرٌ تامّ فِي الرِّزْقِ كاف: للابتداء بعد بالنفي ولاختلاف الجملتين فَهُمْ فِيهِ سَواءٌ كاف، المالك والمملوك الكلّ مرزوقون. قال بعضهم في الرزق: ولا تقولنّ لي فضل على أحد ... الفضل لله ما للناس أفضال يَجْحَدُونَ كاف، وقيل: تام أَزْواجاً جائز، ومثله: حفدة مِنَ الطَّيِّباتِ كاف، للابتداء بالاستفهام يَكْفُرُونَ كاف، ومثله: ولا يستطيعون، وكذا: الأمثال وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ تامّ، ولا وقف من قوله: ضرب الله إلى قوله: وجهرا، فلا يوقف على لا يقدر ولا على حسنا للعطف في كل سِرًّا وَجَهْراً جائز هَلْ يَسْتَوُونَ حسن، لأنه من تمام القول لا يَعْلَمُونَ كاف رَجُلَيْنِ جائز. أحدهما أبكم وهو أبو جهل، والذي يأمر بالعدل: عمار بن ياسر العنسي بالنون نسبة إلى عنس، وعنس حي من مذحج وكان حليفا لبني مخزوم رهط أبي جهل، وكان أبو جهل يعذبه على الإسلام ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ المذكور في قوله: شراب مختلف ألوانه فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ كاف يَتَفَكَّرُونَ تامّ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ كاف، وكذا: شيئا قَدِيرٌ تامّ فِي الرِّزْقِ صالح فَهُمْ فِيهِ سَواءٌ حسن يَجْحَدُونَ تامّ وَحَفَدَةً جائز مِنَ الطَّيِّباتِ حسن يُؤْمِنُونَ جائز يَكْفُرُونَ كاف، وكذا: ولا يستطيعون، و: لله الأمثال وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ تامّ يَسْتَوُونَ حسن لا يَعْلَمُونَ تامّ رَجُلَيْنِ صالح

ويعذب أمّه سمية وكانت مولاة لأبي جهل فقال لها يوما: إنما آمنت بمحمد لأنك تحبيه لجماله، ثم طعنها بحربة في قبلها فماتت، فهي أول شهيدة في الإسلام، وقيل الكلّ الصنم عبدوه، وهو لا يقدر على شيء فهو كلّ على مولاه يحمله إذا ظعن، ويحوّله من مكان إلى آخر. فقال الله: هل يستوي هذا الصنم الكلّ ومن يأمر بالعدل فهو استفهام، ومعناه التوبيخ فكأنه قال: لا تسوّوا بين الصنم وبين الخالق جل جلاله، وفي الكلام حذف المقابل لقوله: أحدهما أبكم كأنه قيل، والآخر ناطق متصرّف فيما له، وهو خفيف على مولاه، أينما يوجهه يأت بخير، وحذفت الياء من يأت بخير تخفيفا كما حذفت في قوله: يوم يأت لا تكلم نفس، أو حذفت على توهم الجازم، قرأ طلحة وعلقمة، أينما يوجه بهاء واحدة ساكنة للجزم والفعل مبني للمفعول، وقرئ «أينما يوجه» فعلا ماضيا فاعله ضمير الأبكم، انظر السمين عَلى مَوْلاهُ جائز، لأن الجملة بعد صفة أحدهما أَيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ حسن هَلْ يَسْتَوِي هُوَ ليس بوقف لأن ومن معطوف على الضمير المستكن في يستوي وهو توكيد له بِالْعَدْلِ صالح، لأن ما بعده يصلح مستأنفا وحالا مُسْتَقِيمٍ تامّ وَالْأَرْضِ حسن، للابتداء بعد بالنفي أَوْ هُوَ أَقْرَبُ كاف قَدِيرٌ تام شَيْئاً جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله تَشْكُرُونَ تامّ فِي جَوِّ السَّماءِ كاف، للابتداء بالنفي إِلَّا اللَّهُ أكفى منه يُؤْمِنُونَ تامّ سَكَناً جائز إِقامَتِكُمْ حسن، على استئناف ما بعده إِلى حِينٍ كاف ظِلالًا جائز، ومثله: أكنانا الْحَرَّ ليس بوقف لأنه لم يعد الفعل بعده كما أعاده في الذي قبله، وإنما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مَوْلاهُ جائز، وكذا: لا يأت بخير مُسْتَقِيمٍ تامّ وَالْأَرْضِ حسن أَوْ هُوَ أَقْرَبُ كاف قَدِيرٌ تامّ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً جائز تَشْكُرُونَ تام إِلَّا اللَّهُ كاف يُؤْمِنُونَ تامّ سَكَناً جائز، وكذا: إقامتكم إِلى حِينٍ تامّ ظِلالًا

أراد تقيكم الحرّ والبرد، فاجتزئ بذكر الحرّ لأن ما يقي من الحرّ يقي من البرد بَأْسَكُمْ جائز عَلَيْكُمْ ليس بوقف لحرف الترجي بعده، وهو في التعلق كلام كي تُسْلِمُونَ تامّ، للابتداء بالشرط، ومثله: المبين يُنْكِرُونَها جائز. قال السدّى: نعمة الله، يعني نبوّة محمد صلّى الله عليه وسلّم. ثم ينكرونها، وقيل هو قول الشخص لولا فلان لكان كذا، ولولا فلان لما كان كذا، وفي الحديث «إياكم ولو فإنها تفتح عمل الشيطان» الْكافِرُونَ تامّ، ومثله: يستعتبون، وكذا: ينظرون، ولا وقف من قوله: وَإِذا رَأَى إلى قوله: مِنْ دُونِكَ ومِنْ دُونِكَ جائز إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ ليس بوقف، لأن ما بعده خطاب العابدين للمعبودين واجهوا من كانوا يعبدونهم بأنهم كاذبون لَكاذِبُونَ كاف السَّلَمَ جائز يَفْتَرُونَ تام، ومثله: يفسدون إن نصب إذ باذكر مقدرا فيكون من عطف الجمل مفعولا به مِنْ أَنْفُسِهِمْ حسن. وقال نافع: تامّ عَلى هؤُلاءِ حسن تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ ليس بوقف لأن ما بعده منصوب بالعطف على ما قبله لِلْمُسْلِمِينَ تامّ، ورسموا وإيتاي بزيادة ياء بعد الألف كما ترى ذِي الْقُرْبى كاف وَالْبَغْيِ أكفى، وقيل: صالح، لأن ما بعده يصلح مستأنفا وحالا تَذَكَّرُونَ تامّ إِذا عاهَدْتُمْ حسن، ومثله: بعد توكيدها كَفِيلًا كاف، ومثله: تفعلون أَنْكاثاً حسن، لأن الاستفهام بعده مقدّر، أي: تتخذون وقيل: الاستفهام لا يضمر ما لم يأت بعده أم وليس في ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جائز، وكذا: أكنانا بَأْسَكُمْ حسن تُسْلِمُونَ حسن، وكذا: البلاغ المبين ثُمَّ يُنْكِرُونَها جائز الْكافِرُونَ حسن يُسْتَعْتَبُونَ كاف، وكذا: ينظرون مِنْ دُونِكَ صالح لَكاذِبُونَ كاف السَّلَمَ جائز يَفْتَرُونَ تامّ يُفْسِدُونَ حسن، وكذا: على هؤلاء لِلْمُسْلِمِينَ تامّ الْقُرْبى كاف وَالْبَغْيِ تامّ تَذَكَّرُونَ حسن إِذا عاهَدْتُمْ صالح كَفِيلًا كاف، وكذا: تفعلون، وأنكاثا

الآية ذكر أم، وأجاز الأخفش حذفه إذا كان في الكلام دلالة عليه، وإن لم يكن بعده أم، وجعل منه: وتلك نعمة تمنها عليّ دَخَلًا بَيْنَكُمْ ليس بوقف لأن أن موضعها نصب بما قبلها هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ كاف، للابتداء بإنما، ومثله: يبلوكم الله به. وقال نافع: تام تَخْتَلِفُونَ تامّ أُمَّةً واحِدَةً ليس بوقف للاستدراك بعده وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ كاف تَعْمَلُونَ تامّ: على استئناف النهي بعده عن اتخاذ الأيمان على العموم، سواء كانت في مبايعة أو قطع حقوق مالية أم لا دَخَلًا بَيْنَكُمْ ليس بوقف أيضا لأن فنزل منصوب على جواب النهي فلا يفصل منه بَعْدَ ثُبُوتِها ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ جائز عَظِيمٌ تام ثَمَناً قَلِيلًا كاف: للابتداء بإنما تَعْلَمُونَ كاف، ومثله: ينفذ، وكذا: باق على قراءة من قرأ ولنجزينه بالنون لعدوله عن المفرد إلى الجمع لفظا مع أنهما ضميرا من، ومن قرأ بالتحتية فوصله أحسن يَعْمَلُونَ تامّ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ليس بوقف لأن جواب الشرط لم يأت بعد، ومثله: في عدم الوقف: طيبة لعطف ما بعده على جواب الشرط يَعْمَلُونَ تامّ: للابتداء بالشرط الرَّجِيمِ كاف، على استئناف ما بعده عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا جائز يَتَوَكَّلُونَ كاف مُشْرِكُونَ تامّ مَكانَ آيَةٍ ليس بوقف، لأن قالوا جواب إذا فلا يفصل بين الشرط وجوابه وقوله: والله أعلم بما ينزل جملة اعتراضية بين الشرط وجوابه مُفْتَرٍ كاف لا يَعْلَمُونَ تامّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا حسن، إن جعل موضع وهدى رفعا على الاستئناف، وليس بوقف إن جعل موضعه نصبا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ومن أمّة، ويبلوكم الله به تَخْتَلِفُونَ تامّ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ كاف كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ تامّ وكذا: عظيم ثَمَناً قَلِيلًا كاف إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ تامّ باقٍ حسن يَعْمَلُونَ تامّ يَعْمَلُونَ حسن مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ كاف، وكذا: يتوكلون بِهِ مُشْرِكُونَ تامّ مُفْتَرٍ كاف لا يَعْلَمُونَ تامّ لِلْمُسْلِمِينَ أتمّ

لِلْمُسْلِمِينَ تامّ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ تامّ: وجملة لسان الذي مستأنفة. وقيل حال من فاعل يقولون، أي: يقولون ذلك والحالة هذه، أي: علمهم بأعجمية هذا البشر، وآياته عربية هذا القرآن كانت تمنعهم من تلك المقالة. قاله أبو حيان. قال ابن عباس: كان في مكة غلام أعجميّ لبعض قريش: يقال به بلعام، فكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعلمه الإسلام ويوقفه عليه. فقال المشركون إنما يعلمه بلعام النصراني، فنزلت على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم هذه الآية، وقيل: غير ذلك أَعْجَمِيٌّ جائز مُبِينٌ تامّ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ ليس بوقف لأن خبر إن لم يأت بعد، وهو لا يهديهم الله، وقوله: لا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ قيل: كاف على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل ما بعده في موضع الحال أَلِيمٌ تامّ بِآياتِ اللَّهِ جائز الْكاذِبُونَ تامّ، لأن من كفر في محل رفع، وهو شرط محذوف الجواب لدلالة جواب من شرح عليه، والمعنى من كفر بالله فعليهم غضب إلا من أكره، ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب، وإن جعل من بدلا من الذين لا يؤمنون أو من الكاذبون لم يتم الوقف على الكاذبون، ولم يجز الزجاج إلا أن تكون بدلا من الكاذبون، انظر أبا حيان مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ ليس بوقف لتعلق ما بعده به استدراكا وعطفا غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ كاف، على استئناف ما بعده عَظِيمٌ كاف عَلَى الْآخِرَةِ ليس بوقف لعطف وإن على بأنهم لأن موضعها نصب بما قبلها الْكافِرِينَ تامّ أَبْصارِهِمْ جائز الْغافِلُونَ تامّ فِي الْآخِرَةِ جائز إن جعل أنهم متصل بفعل محذوف تقديره لا جرم أنهم يحشرون في الآخرة، وإلا فليس بوقف الْخاسِرُونَ كاف وَصَبَرُوا حسن، وكذا: لغفور رحيم، إن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ منه إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ تام عَرَبِيٌّ مُبِينٌ تامّ لا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ جائز أَلِيمٌ تامّ بِآياتِ اللَّهِ جائز الْكاذِبُونَ تامّ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ جائز عَظِيمٌ كاف الْكافِرِينَ تامّ، وكذا: الغافلون الْخاسِرُونَ كاف لَغَفُورٌ رَحِيمٌ حسن: إن

نصب يوم بفعل مقدر تقديره، اذكر يوم فهو مفعول به، وكذا: يجوز نصبه برحيم، ولا يلزم من ذلك تقييد رحمته تعالى بالظرف، لأنه إذا رحم في هذا اليوم فرحمته في غيره أولى وأحرى. قاله السمين، وحينئذ فلا يوقف على رحيم ما عَمِلَتْ جائز لا يُظْلَمُونَ تامّ: ولا وقف من قوله: وضرب الله إلى يصنعون. فلا يوقف على: مطمئنة، ولا على: من كل مكان، ولا على: بأنعم الله يَصْنَعُونَ كاف فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ جائز ظالِمُونَ تامّ طَيِّباً جائز وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ ليس بوقف، لأن الشرط الذي بعده جوابه الذي قبله تَعْبُدُونَ تامّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ كاف رَحِيمٌ تامّ الْكَذِبَ الثاني حسن، لا الأول، لأن قوله: هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ داخل في حكاية قولهم تفسير للكذب فلا يفصل بين المفسر والمفسر بالوقف، ولا يوقف على حلال، ولا على حرام لأن اللام موضعها نصب بما قبلها إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ليس بوقف، لأن خبر إنّ لم يأت وهو لا يفلحون، وهو تامّ مَتاعٌ قَلِيلٌ حسن، على استئناف ما بعده أَلِيمٌ كاف مِنْ قَبْلُ حسن يَظْلِمُونَ حسن وَأَصْلَحُوا قال السجاوندي: ليس بوقف لتكرار إن مع اتحاد الخبر، وحسنه أبو العلاء الهمداني رَحِيمٌ تامّ حَنِيفاً كاف، وهو حال من إبراهيم مِنَ الْمُشْرِكِينَ كاف، على أن شاكرا حال من الهاء في: اجتباه، لتعلقه به كأنه قال، اختاره في حال ما يشكر نعمه، ومن جعل شاكرا خبر كان كان وقفه على: لأنعمه، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جعل ما بعده منصوبا به، وليس بوقف إن جعل منصوبا بالإغراء، أي: اتقوا يوم تأتي ما عَمِلَتْ جائز لا يُظْلَمُونَ تامّ، وكذا: يصنعون ظالِمُونَ حسن. وقال أبو عمرو فيه، وفي رءوس الآي الآتية: تامّ طَيِّباً جائز تَعْبُدُونَ تامّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ كاف رَحِيمٌ حسن الْكَذِبَ تام، وكذا: يفلحون، وأليم مِنْ قَبْلُ حسن، وكذا: يظلمون رَحِيمٌ تام حَنِيفاً جائز مِنَ الْمُشْرِكِينَ كاف

لتعلقه به، ومن أعرب شاكرا بدلا من: حنيفا، فلا يوقف على شيء من: إن إبراهيم إلى لأنعمه، لاتصال الكلام بعضه ببعض فلا يقطع مُسْتَقِيمٍ كاف وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً حسن قال ابن عباس: هو الثناء الحسن. وروى عنه أنها العافية والعمل الصالح في الدنيا لَمِنَ الصَّالِحِينَ حسن حَنِيفاً جائز مِنَ الْمُشْرِكِينَ تام اخْتَلَفُوا فِيهِ كاف. وقال نافع: تامّ. قال الكلبي: أمرهم موسى بالجمعة وقال تفرّغوا لعبادة الله في كل سبعة أيام يوما واحدا، فاعبدوه يوم الجمعة ولا تعلموا فيه صنعتكم شيئا، واجعلوا ستة أيام لصنعتكم، فأبوا وقالوا لا نريد إلا اليوم الذي فرغ الله فيه من الخلق ولم يخلق الله فيه شيئا، وهو يوم السبت فجعل عليهم وشدّد فيه، وجاءهم عيسى بالجمعة، فقالوا لا نريد أن يكون عيد اليهود بعد عيدنا، فاتخذوا الأحد، فقال تعالى: إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه: يعني في يوم الجمعة، تركوا تعظيم يوم الجمعة الذي فرض الله تعظيمه عليهم واستحلوه واختاره نبينا، فدل ذلك على أنه كان في شريعة إبراهيم التي أمر الله نبيه باتباعها، وبين أن السبت لم يكن في شريعة: إبراهيم عليه الصلاة والسلام يَخْتَلِفُونَ تامّ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ كاف: للابتداء بالأمر، وكذا: بالتي هي أحسن عَنْ سَبِيلِهِ جائز بِالْمُهْتَدِينَ تامّ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ كاف لِلصَّابِرِينَ حسن وَاصْبِرْ جائز وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ حسن وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ كاف مِمَّا يَمْكُرُونَ تامّ، آخر السورة: تام. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لِأَنْعُمِهِ أكفى منه مُسْتَقِيمٍ حسن حَسَنَةً كاف، وكذا الصالحين حَنِيفاً جائز مِنَ الْمُشْرِكِينَ تامّ اخْتَلَفُوا فِيهِ حسن يَخْتَلِفُونَ تامّ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ كاف أَحْسَنُ تامّ عَنْ سَبِيلِهِ صالح بِالْمُهْتَدِينَ تامّ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ كاف لِلصَّابِرِينَ حسن وَاصْبِرْ مفهوم إِلَّا بِاللَّهِ جائز، وكذا: ولا تحزن عليهم مِمَّا يَمْكُرُونَ تامّ، آخر السورة تام.

سورة الإسراء

سورة الإسراء مكية (¬1) إلا قوله: وإن كادوا ليفتنونك، الآيات الثمان، فمدنيّ وهي مائة وإحدى عشرة آية في الكوفي وعشر في عدّ الباقين، اختلافهم في آية واحدة لِلْأَذْقانِ سُجَّداً عدّها الكوفي. وكلمها ألف وخمسمائة وثلاثة وثلاثون كلمة، وحروفها ستة آلاف وأربعمائة وستون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودا بإجماع ستة مواضع: أولى بأس شديد، ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا، إلا أن كذب بها الأوّلون، أو معذبوها عذابا شديدا، ورحمة للمؤمنين، ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصمّا مِنْ آياتِنا كاف الْبَصِيرُ تامّ وَكِيلًا كاف، لمن قرأ تتخذوا بالفوقية وما بعده منصوب أعني، أو بتقدير النداء، أي: يا ذرّية من حملنا، لأنه يصير في الثلاث منقطعا عما قبله، وليس بوقف لمن قرأه بالتحتية ونصب ذرّية مفعولا ثانيا ليتخذوا، وكذا ليس بوقف لمن نصب ذرّيّة بقوله: أن لا تتخذوا، أو رفع ذرّية بدلا من الضمير في يتخذوا على قراءته بالتحتية وكان وقفه على ذلك: مع نوح شَكُوراً تامّ كَبِيراً كاف خِلالَ الدِّيارِ حسن مَفْعُولًا كاف ومثله: نفيرا لِأَنْفُسِكُمْ كاف. وقال يحيى بن ـــــــــــــــــــــــــ سورة الإسراء مكية إلا قوله: وإن كادوا ليفتونك، الآيات الثمان، فمدنيّ. مِنْ آياتِنا كاف الْبَصِيرُ تامّ مِنْ دُونِي وَكِيلًا كاف، إن نصب ما بعده بأعني، وليس بوقف إن نصب بيتخذوا، أو بالبدلية من وكيلا أو بالنداء على قراءة تتخذوا بالتاء الفوقية شَكُوراً تام كَبِيراً كاف خِلالَ الدِّيارِ جائز ¬

_ (¬1) وهي مائة وإحدى عشرة آية في الكوفي، وعشر في الباقي، الخلاف في آية: سُجَّداً [107] كوفي. «التلخيص» (310).

نصير النحوي: لا يوقف على أحد المقابلين حتى يأتي بالثاني، وكذا كان يقول في كل معادلين فَلَها حسن أَوَّلَ مَرَّةٍ ليس بوقف، لأن ما بعده موضعه نصب بالفسق على ما قبله تَتْبِيراً كاف أَنْ يَرْحَمَكُمْ أكفى: للابتداء بعده بالشرط وقال الأخفش: تامّ. والمعنى: إن تبتم وانزجرتم عن المعاصي عسى ربكم أن يرحمكم، وإن عدتم إلى المعصية مرّة ثالثة عدنا إلى العقوبة عُدْنا حسن حَصِيراً تامّ هِيَ أَقْوَمُ كاف، لاستئناف ما بعده، ولا وقف من قوله: ويبشر إلى أليما، لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على: كبيرا، لعطف وإن على ما قبلها أَلِيماً تامّ بِالْخَيْرِ حسن: وحذفوا الواو من أربعة أفعال مرفوعة لغير جازم من قوله: ويدع الإنسان، ويمح الله الباطل، ويدع الداع بسورة القمر، وسندع الزبانية اكتفاء بالضمة عن الواو. وقيل: حذفت تنبيها على سرعة وقوع الفعل وسهولته على الفاعل وشدّة قبول المنفعل المتأثر به في الوجود قاله في الإتقان عَجُولًا تامّ آيَتَيْنِ حسن مُبْصِرَةً ليس بوقف، لأن بعده لام العلة وَالْحِسابَ كاف، وانتصب كُلَّ شَيْءٍ بفعل مضمر دلّ عليه ما بعده، كأنه قال: وفصلنا كل شيء فصلناه كقول الشاعر: أصبحت لا أحمل السلاح ولا ... أملك رأس البعير إن نفرا والذئب أخشاه إن مررت به ... وحدي وأخشى الرّياح والمطرا كأنه قال: وأخشى الذئب أخشاه، فهو من باب اشتغال الفعل عن المفعول بضميره، أو نصب على مذهب الكوفيين بالفعل الذي بعده وكذا: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مَفْعُولًا كاف أَكْثَرَ نَفِيراً حسن فَلَها كاف تَتْبِيراً حسن، وكذا: أن يرحمكم وقال أبو عمرو: كاف عُدْنا كاف حَصِيراً تامّ هِيَ أَقْوَمُ جائز أَلِيماً تامّ بِالْخَيْرِ صالح عَجُولًا تامّ آيَتَيْنِ كاف وَالْحِسابَ تامّ

كل شيء فصلناه تفصيلا، والوقف على تَفْصِيلًا كالذي قبله، لأن كل الثانية منصوبة بفعل مقدّر أيضا فِي عُنُقِهِ حسن: لمن قرأ، ويخرج بالتحتية، أي: يخرج الطائر كتابا وهي قراءة أبي جعفر، وكذا على قراءة، ونخرج بالنون مضارع أخرج، وبها قرأ أبو عمرو، وقرأ ابن عامر يَلْقاهُ بضم الياء التحتية وتشديد القاف مضارع لقي بالتشديد، والباقون بالفتح والسكون والتخفيف مضارع لقي مَنْشُوراً كاف كِتابَكَ جائز حَسِيباً تامّ، للابتداء بعد بالشرط لِنَفْسِهِ جائز، والأولى وصله لعطف جملتي الشرط عَلَيْها حسن وِزْرَ أُخْرى كاف، للابتداء بالنفي رَسُولًا تامّ مُتْرَفِيها جائز، لمن قرأ آمرنا بالمدّ والتخفيف، وهي قراءة حسن وقتادة ويعقوب بمعنى كثرنا وكذا من قرأ أَمَرْنا بالقصر والتشديد بمعنى سلطنا من الإمارة، وهي قراءة أبي عثمان النهدي وأبي العالية ومجاهد، وهي شاذة، وليس بوقف لمن قرأ أَمَرْنا بالقصر والتخفيف أي: أمرناهم بالطاعة فخالفوا، وهي قراءة العامة. قال أبو العالية: وأنا أختارها، لأن المعاني الثلاثة: الأمر، والإمارة، والكثرة مجتمعة فيها تَدْمِيراً كاف، ومثله: من بعد نوح بَصِيراً تامّ لِمَنْ نُرِيدُ كاف، ومثله: جهنم، لأن قوله: يَصْلاها يصلح مستأنفا، أي: هو يصلاها، ويصلح حالا من الضمير في له، أي: جعلنا جهنم له حال كونه صاليا. قاله السجاوندي مَدْحُوراً كاف وَهُوَ مُؤْمِنٌ ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد مَشْكُوراً حسن كُلًّا نُمِدُّ جائز عند يعقوب، على أن ما بعده ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تَفْصِيلًا كاف، وكذا: في عنقه مَنْشُوراً حسن حَسِيباً تامّ لِنَفْسِهِ جائز ولا أحبه يَضِلُّ عَلَيْها كاف وِزْرَ أُخْرى حسن رَسُولًا كاف تَدْمِيراً حسن، وكذا: من بعد نوح بَصِيراً تامّ مَدْحُوراً حسن، وكذا: مشكورا كُلًّا نُمِدُّ صالح، وكذا: هؤلاء وهؤلاء، لكن الأول أصلح

مبتدأ، ومِنْ عَطاءِ رَبِّكَ الخبر، وليس بوقف إن جعل هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ بدلا من كُلًّا بدل كل من كل على جهة التفصيل، فمن عطاء ربك موصول بما قبله، والمعنى يرزق المؤمن والكافر من عطاء ربك مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ كاف مَحْظُوراً تامّ عَلى بَعْضٍ حسن تَفْضِيلًا تامّ، ومثله: مخذولا إِلَّا إِيَّاهُ كاف، لأن قوله وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً معه إضمار فعل، تقديره وأحسنوا بالوالدين إحسانا، أو أوصيكم بالوالدين إحسانا، وحذف هذا الفعل لأن المصدر يدل عليه، وليس بوقف إن جعل وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً معطوفا على الأول وداخلا فيما دخل فيه إِحْساناً حسن. وقيل: كاف، ولا يوقف على: الكبر، ولا على: كلاهما، لأن قوله: فلا تقل لهما أفّ، جواب الشرط، لأن إن هي الشرطية زيدت عليها «ما» توكيدا لها، فكأنه قال: إن بلغ أحدهما أو كلاهما الكبر فلا تقل لهما أفّ، وقرأ حمزة والكسائي يبلغانّ، فالألف للتثنية والنون مشددة مكسورة بعد ألف التثنية، فعلى قراءتهما يجوز الوقف على الكبر على جهة الشذوذ، وذلك أن فاعل يبلغنّ متصل به وهي الألف، وقرأ غيرهما يبلغن، فأحدهما فاعل يبلغن، وأو كلاهما عطف على أحدهما أُفٍّ حسن، ومثله: تنهرهما قَوْلًا كَرِيماً كاف مِنَ الرَّحْمَةِ جائز صَغِيراً تامّ نُفُوسِكُمْ جائز صالِحِينَ ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد غَفُوراً تامّ وَابْنَ السَّبِيلِ جائز تَبْذِيراً كاف الشَّياطِينِ جائز. وقيل: كاف كَفُوراً تامّ تَرْجُوها ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد وهو: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ تام. وقال أبو عمرو: كاف مَحْظُوراً تامّ، بل أتم مما قبله عَلى بَعْضٍ حسن. وقال أبو عمرو: كاف تَفْضِيلًا تامّ، وكذا: مخذولا إِلَّا إِيَّاهُ كاف إِحْساناً حسن قَوْلًا كَرِيماً جائز، وكذا: من الرحمة صَغِيراً حسن غَفُوراً أحسن منه تَبْذِيراً كاف الشَّياطِينِ جائز كَفُوراً كاف

فقل لهم قولا ميسورا، وهو تامّ: ولا وقف إلى: محسورا، فلا يوقف على: عنقك ولا على: كل البسط، لأن جواب النهي لم يأت بعد مَحْسُوراً تامّ وَيَقْدِرُ كاف بَصِيراً تام خَشْيَةَ إِمْلاقٍ جائز، ومثله: وإياكم كَبِيراً كاف وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى جائز، وكذا: فاحشة سَبِيلًا كاف إِلَّا بِالْحَقِّ كاف، عند أبي حاتم وتامّ عند العباس بن الفضل سُلْطاناً جائز. وقيل: كاف، على قراءة من قرأ: فلا تسرف، بالتاء الفوقية خطابا للوليّ، أي: فلا تسرف أيها الوليّ فنقتل من لم يقتل، أو في التمثيل بالقاتل، فعلى هذا التقدير لا يوقف على سلطانا، بل على: في القتل، وهو حسن، ومن قرأ بالتحتية فالوقف عنده على: منصورا، وفسره ابن عباس: فلا يسرف وليّ المقتول فيقتص لنفسه من غير أن يذهب إلى وليّ الأمر فيعمل بحمية الجاهلية ويخالف أمر الله. وقال غيره فلا يسرف وليّ المقتول فيقتل غير القاتل، أو يقتل اثنين بواحد، وقرئ: لوليه. ويروى: لوليها، أي: وليّ النفس. قال أبو جعفر: وهذه قراءة على التفسير، فلا يجوز أن يقرأ بها لمخالفتها المصحف الإمام فِي الْقَتْلِ كاف، ومثله: منصورا أَشُدَّهُ حسن، ومثله: بالعهد، على تقدير مضاف، أي: فإن ذا العهد كان مسئولا إن لم يف للمعاهد، وظاهر الآية أن العهد هو المسئول من المعاهد أن يفي به ولا يضيعه مَسْؤُلًا كاف، ومثله: المستقيم تَأْوِيلًا تامّ بِهِ عِلْمٌ كاف مَسْؤُلًا تامّ مَرَحاً حسن طُولًا كاف سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ حسن، على قراءة من قرأ سيئة بالتأنيث والنصب، وجعله خبر كان وينصب مَكْرُوهاً بفعل مقدّر، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مَيْسُوراً حسن، وكذا محسورا وَيَقْدِرُ كاف بَصِيراً تامّ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ صالح، وكذا: وإياكم كَبِيراً حسن وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى جائز سَبِيلًا كاف إِلَّا بِالْحَقِّ حسن سُلْطاناً مفهوم مَنْصُوراً حسن، وكذا: حتى يبلغ أشدّه مَسْؤُلًا كاف، وكذا: المستقيم تَأْوِيلًا تامّ

تقديره: وكان مكروها ففصل بينهما لئلا يتوهم أنه نعت لما قبله، وليس بوقف إن جعل مكروها خبرا ثانيا. وأما من قرأ سيئة بالرفع والتذكير على أنه اسم كان ومكروها الخبر، فالوقف عليه كاف، وبها قرأ ابن عامر والكوفيون، وعليها فلا يوقف على: سيئة، لئلا يبتدأ بمنصوب لا دليل في الكلام على إعرابه، ولا على معناه، فلا فائدة فيه، وأضاف السيئ إلى هاء المذكور إشارة إلى جميع ما تقدم وفيه السيئ والحسن ولم يقل مكروهة، لأن السيئة تؤوّل بتأويل السيئ. ويؤيد هذه القراءة قراءة عبد الله: كل ذلك كان سيئاته مكروها بالجمع مضافا للضمير، راجع السمين مِنَ الْحِكْمَةِ حسن إِلهاً آخَرَ ليس بوقف، لأن جواب النهي لم يأت مَدْحُوراً تامّ إِناثاً جائز عَظِيماً تامّ لِيَذَّكَّرُوا جائز، للابتداء بالنفي نُفُوراً كاف كَما يَقُولُونَ ليس بوقف، لأن قوله: إِذاً لَابْتَغَوْا جواب لو سَبِيلًا حسن، ومثله: كبيرا، على استئناف ما بعده وَمَنْ فِيهِنَّ كاف. قال الحسن: وإن من شيء فيه روح. وقال ابن عباس: وإن من شيء حيّ. وروى موسى بن عبيد عن زيد بن أسلم عن جابر بن عبد الله. قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ألا أخبركم بشيء أمر به نوح ابنه. قال: يا بنيّ آمرك أن تقول سبحان الله وبحمده، فإنها صلاة الخلق وتسبيحهم، وبها يرزقون. قال: وإن من شيء إلا يسبح بحمده» وقال المقداد: إن التراب يسبح ما لم يبتلّ، فإذا ابتلّ ترك التسبيح، وإن الجواهر تسبح ما لم ترفع من مواضعها، فإذا رفعت تركت التسبيح، وإن الورق يسبح ما دام على الشجر، فإذا سقط ترك التسبيح، وإن الماء ما دام جاريا يسبح، فإذا ركد ترك التسبيح، وإن الثوب يسبح ما دام نظيفا، فإذا اتسخ ترك التسبيح، وإن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بِهِ عِلْمٌ صالح مَسْؤُلًا تامّ مَرَحاً صالح طُولًا حسن مَكْرُوهاً صالح مِنَ الْحِكْمَةِ حسن مَدْحُوراً تامّ عَظِيماً أتمّ منه إِلَّا نُفُوراً حسن، وكذا: سبيلا، و: علوّا كبيرا، ومن فيهنّ تَسْبِيحَهُمْ كاف حَلِيماً غَفُوراً حسن مَسْتُوراً كاف وفي

الوحوش إذا صاحت سبحت، فإذا سكتت تركت التسبيح، وإن الطير تسبح ما دامت تصيح. فإذا سكتت تركت التسبيح، وإن الثوب الخلق لينادي في أول النهار: اللهم اغفر لمن أفناني اه النكزاوي. والجمهور على أن التسبيح بلسان المقال والعقل لا يحيله، إذا لم نأخذ الحياة من تصويتها، بل من إخبار الصحابة بذلك، إذ خلق الصوت في محل لا يستلزم خلق الحياة والعقل، وتسبيح الجمادات كالطعام والحصى معناه أن الله تعالى خلق فيه اللفظ الدالّ على التنزيه حقيقة، إذ لو كان بلسان الحال لم يقل ولكن. وقيل بلسان الحال باعتبار دلالته على الصانع، وأنه منزّه عن النقائص وإضافة التسبيح إليه مجاز، لأن اللفظ إنما يضاف حقيقة لمن قام به إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ليس بوقف، لتعلق ما بعده به استدراكا تَسْبِيحَهُمْ كاف غَفُوراً تامّ مَسْتُوراً كاف وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً حسن، وقيل: كاف: للابتداء بالشرط نُفُوراً تام، ومثله: مسحورا فَضَلُّوا جائز سَبِيلًا كاف، ومثله: جديدا على استئناف ما بعده، وجائز إن علق ما بعده بما قبله أَوْ حَدِيداً ليس بوقف لأن أو خلقا منصوب بالوقف على ما قبله فِي صُدُورِكُمْ جائز. قال عبد الله بن عمر: الموت. وقيل: الجبال مَنْ يُعِيدُنا حسن، ومثله: أوّل مرّة، وقيل: كاف لاختلاف الجملتين لأن السين للاستئناف، وقد دخلته الفاء مَتى هُوَ كاف، ومثله: قريبا إن نصب يوم بمقدّر، أي: يعيدكم يوم يدعوكم، وجائز إن جعل ظرفا لقريبا بِحَمْدِهِ حسن إِلَّا قَلِيلًا تام هِيَ أَحْسَنُ حسن، ومثله: ينزغ بينهم مُبِيناً تامّ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ كاف، ومثله: يعذبكم وَكِيلًا تامّ وَالْأَرْضِ حسن، ومثله: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ آذانِهِمْ وَقْراً كاف نُفُوراً تامّ، وكذا: مسحورا سَبِيلًا كاف جَدِيداً حسن فِي صُدُورِكُمْ مفهوم، وكذا: من يعيدنا، و: أوّل مرّة مَتى هُوَ صالح. وقال أبو عمرو: كاف قَرِيباً كاف، وكذا: يوم يدعوكم، ويوم منصوب

على بعض زَبُوراً تامّ وَلا تَحْوِيلًا كاف، ومثله: عذابه مَحْذُوراً تامّ، للابتداء بالشرط شَدِيداً كاف مَسْطُوراً تامّ. قال مقاتل: أما الصالحة فتهلك بالموت. وأما الطالحة فبالعذاب. وقال ابن مسعود: إذا ظهر الزنا والربا في قرية أذن الله في هلاكها، كان ذلك في اللوح المحفوظ مكتوبا. أي: لأن المعصية إذا خفيت لا تتعدى فاعلها. فإذا ظهرت للعامة والخاصة كانت سببا للهلاك بالفقر والوباء والطاعون الْأَوَّلُونَ حسن، وقيل: كاف لأن الواو للاستئناف فَظَلَمُوا بِها جائز تَخْوِيفاً تامّ أَحاطَ بِالنَّاسِ حسن، ومثله: للناس، وكذا: في القرآن، وهي شجرة الزقوم التي قال الله فيها إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ أي: خلقت من النار، وقيل: هي أبو جهل، وقيل هي التي تفرّع منها ناس في الإسلام وهم ظالمون، قد أحدثوا فيه ما لا يجوز فيه، وسئل الإمام أحمد عن شخص منهم هل تلعنه. فقال: هل رأيتني ألعن أحدا وَنُخَوِّفُهُمْ جائز، أي: ونخوّفهم بشجرة الزقوم، فما يزيدهم التخويف إلا طغيانا كبيرا، وكَبِيراً تامّ لِآدَمَ جائز، ومثله: إلا إبليس طِيناً كاف، لاتحاد فاعل فعل قبله وفعل بعده بلا حرف عطف. قاله السجاوندي كَرَّمْتَ عَلَيَّ جائز، للابتداء بلام القسم الْقِيامَةِ ليس بوقف لأن ما بعده قد قام مقام جواب القسم والجزاء إِلَّا قَلِيلًا كاف مَوْفُوراً جائز، أكد الفعل بمصدره لرفع توهم المجاز فيه، ومثله: بصوتك وَعِدْهُمْ حسن، لتناهي المعطوفات وللعدول من الخطاب إلى الغيبة، إذ لو جرى على سنن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بمقدّر، تقديره: يعيدكم يوم يدعوكم إِلَّا قَلِيلًا تامّ هِيَ أَحْسَنُ صالح مُبِيناً تامّ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ كاف يُعَذِّبْكُمْ حسن وَكِيلًا تامّ وَالْأَرْضِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف عَلى بَعْضٍ جائز زَبُوراً حسن، وكذا: تحويلا وَيَخافُونَ عَذابَهُ كاف مَحْذُوراً تامّ شَدِيداً صالح مَسْطُوراً تامّ، وكذا: الأولون فَظَلَمُوا بِها صالح تَخْوِيفاً تامّ

الكلام الأوّل لقال: وما تعدهم بالتاء الفوقية إِلَّا غُرُوراً تامّ سُلْطانٌ كاف وَكِيلًا تامّ مِنْ فَضْلِهِ كاف رَحِيماً تامّ إِلَّا إِيَّاهُ حسن، ومثله: أعرضتم كَفُوراً كاف، وكذا: وكيلا على استئناف ما بعده، وجائز إن عطف على حرف الاستفهام، وجاز لكونه رأس آية بِما كَفَرْتُمْ جائز تَبِيعاً تامّ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ جائز تَفْضِيلًا تامّ. قال ابن عباس: كل شيء يأكل بفيه إلا ابن آدم فإنه يأكل بيديه. وقال الضحاك كرّمه بالنطق والتمييز وفضلناهم عن كثير، المراد جميع ما خلقنا غير طائفة من الملائكة. والعرب قد تضع الأكثر والكثير في موضع الجميع والكل كما قال: يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ والمراد به جميع الشياطين، وقال زيد بن أسلم في قوله: ولقد كرّمنا بني آدم. قالت الملائكة ربنا إنك أعطيت بني آدم ما يأكلون فيها ويتمتعون ولم تعطنا ذلك، فأعطنا في الآخرة فقال: وعزّتي وجلالي: لا أجعل ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له كن فكان بِإِمامِهِمْ كاف، أي بنبيهم، وقيل: بكتابهم الذي أنزل عليهم، وقيل: كل يدعى بإمام زمانهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم، وقيل: بأعمالهم. قال السمين: قال الزمخشري: ومن بدع التفاسير أن الإمام جمع أم. وأن الناس يدعون يوم القيامة بأمّهاتهم دون آبائهم، وأن الحكمة فيه رعاية حق عيسى عليه السلام، وإظهار شرف الحسن والحسين، ولئلا تفتضح أولاد الزنا اه. فتيلا: كاف، ومثله: سبيلا، وكذا: علينا غيره وخليلا وقليلا كلها وقوف كافية نَصِيراً تامّ: لأن إن بمعنى ما، أي: ما كادوا يستفزونك إلا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ إِلَّا غُرُوراً تامّ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ كاف وَكِيلًا تامّ مِنْ فَضْلِهِ كاف رَحِيماً حسن إِلَّا إِيَّاهُ كاف وكذا: أعرضتم، وكفورا وَكِيلًا مفهوم، لا حسن لتعلق ما بعده بما قبله تَبِيعاً تامّ مِنَ الطَّيِّباتِ جائز تَفْضِيلًا تامّ، إن نصب ما بعده بإضمار كاحذر أو اذكر، وكاف إن نصب بتقدير، يعيدكم الذي فطركم، وإنما لم يكن تاما لتعلق ما بعده بما قبله وكان كافيا لبعد ما بين الكلامين بِإِمامِهِمْ جائز فَتِيلًا تامّ، وكذا: سبيلا خَلِيلًا حسن قَلِيلًا صالح

ليخرجوك منها ومِنْها كاف إِلَّا قَلِيلًا كاف، إن نصبت سنة بفعل مقدّر، أي: سنّ الله ذلك سنة من قد أرسلنا قبلك، أو يعذبون كسنة من أرسلنا قبلك، فلما سقطت الكاف عمل الفعل، وجائز إن نصبتها بما قبلها لكونها رأس آية مِنْ رُسُلِنا حسن تَحْوِيلًا تامّ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ حسن، إن نصب ما بعده على الإغراء، أي: الزموا قرآن الفجر أو وعليك قرآن الفجر، كذا قدّره الأخفش وتبعه أبو البقاء، والأصول تأبى هذا لأن أسماء الأفعال لا تعمل مضمرة، والأجود الوقف على وَقُرْآنَ الْفَجْرِ لأنه معطوف على الصلاة، أي: أقم الصلاة وقرآن الفجر، أي: صلاة الفجر مَشْهُوداً كاف، على استئناف ما بعده وقطعه عما قبله نافِلَةً لَكَ حسن، كذا قيل، والأولى وصله لأن قوله، عسى وعد واجب على قوله: فتهجد وعسى كلمة ترجّ للإجابة فتوصل بالدعاء مَحْمُوداً كاف مُخْرَجَ صِدْقٍ حسن، مدخل ومخرج بضم الميم فيهما هنا باتفاق القراء، لكن إن أردت المصدر فتحت ميم مخرج ومدخل، وإن أردت المكان ضممتهما نَصِيراً تامّ الْباطِلُ كاف زَهُوقاً تامّ لِلْمُؤْمِنِينَ حسن خَساراً تامّ وَنَأى بِجانِبِهِ جائز، عند بعضهم، والأولى وصله لعطف جملة الظرف على الجملة قبلها يَؤُساً كاف عَلى شاكِلَتِهِ حسن، أي: على نيته، وقيل: على دينه، وقيل: على طريقته سَبِيلًا تامّ عَنِ الرُّوحِ جائز، للفصل بين السؤال والجواب، وكذا: يقال في نظير ذلك مِنْ أَمْرِ رَبِّي حسن. قيل: لم يبين الله تعالى عن أيّ شيء سألوه من أمر الروح فلم يجبهم. إذ كان في كتبهم إن أجابكم عن الروح فليس بنبيّ، والروح بعض الإنسان ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ نَصِيراً تام مِنْ رُسُلِنا حسن تَحْوِيلًا تامّ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ كاف، ذكره أبو حاتم، والأجود الوقف على: وقرآن الفجر، لأنه معطوف على الصلاة مَشْهُوداً حسن نافِلَةً لَكَ كاف مَحْمُوداً حسن، وكذا: نصيرا الْباطِلُ صالح زَهُوقاً تامّ لِلْمُؤْمِنِينَ كاف خَساراً تامّ يَؤُساً حسن سَبِيلًا تامّ

ومنزلتها فيه الأعضاء التي لا يعيش إلا بها فلم يعرف النبي صلّى الله عليه وسلّم عما ذا سألوه من أمر الروح عن قدمها أو حدوثها أو جوهر أو عرض، أو هي الإنسان الحي أو غيره أو بعضه؟ وقيل: أراد بالروح القرآن فنزلت الآية. قال ابن عباس: أرسلت قريش إلى اليهود يسألونهم في شأن محمد هل هو نبيّ أم لا؟ فقالوا: نجده في التوراة كما وصفتموه. وهذا زمانه ولكن اسألوه عن ثلاث: فإن أخبركم بخصلتين ولم يخبركم بالثالثة، فاعلموا أنه نبيّ فاتبعوه، سلوه عن أصحاب الكهف وذكروا لهم قصتهم. واسألوه عن ذي القرنين. فإنه كان ملكا، وكان من أمره كذا وكذا، واسألوه عن الروح. فإن أخبركم عن الثلاث فلا ندري ما هو. فسألته قريش عنها. فقال: ارجعوا غدا أخبركم ولم يقل إن شاء الله تعالى ففتر عنه الوحي ثلاثة أيام، وقيل: خمسة عشر يوما، ففرحت قريش ووجد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في نفسه فنزل عليه وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ الآية. وهذا تأديب من الله تعالى لنبيه حين سئل ووعدهم أن يجيبهم غدا ولم يستثن إِلَّا قَلِيلًا تامّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ جائز وَكِيلًا جائز، لكونه رأس آية ولجواز الوقف مدخل القوم، أي: ولكن رحمة من ربك غير مذهوب بالقرآن امتنانا من الله ببقائه محفوظا مِنْ رَبِّكَ كاف كَبِيراً تامّ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ليس بوقف لأن ما قبله قد قام مقام جواب لو فكأنه قال: لو كان بعضهم لبعض ظهيرا لا يأتون بمثله، ولا يأتون جواب القسم المحذوف، وقيل: جواب الشرط، واعتذروا عن رفعه بأن الشرط ماض فهو كقوله: وإن أتاه خليل يوم مسغبة ... يقول لا غائب مالي ولا حرم فأجاب الشرط مع تقدّم اللام الموطئة في لئن الداخلة على الشرط، وهو دليل للفراء ومن تبعه، وعلى كلا التقديرين ليس بوقف لفصله بين الشرط ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ مفهوم، وتقدّم نظيره في سورة البقرة إِلَّا قَلِيلًا كاف،

وجوابه ظَهِيراً تامّ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ جائز كُفُوراً كاف يَنْبُوعاً جائز، ومثله: تفجيرا وقبيلا، لأن كلا منهما رأس آية، وجميع الأفعال معطوفة على ما عملت فيه حتى، فكأنه قال: حتى تفجر لنا، أو تكون لك، أو ترقى في السماء وفِي السَّماءِ جائز، للابتداء بالنفي بعد طول القصة نَقْرَؤُهُ تامّ، لتناهي المعطوفات، ولمن قرأ: قل سبحان ربي بالأمر، وكاف لمن قرأ: قال سبحان ربي، لأن ما بعده خبر عن الرسول فهو متصل بذلك بَشَراً رَسُولًا تامّ في الموضعين الْهُدى ليس بوقف لأن فاعل منع لم يأت بعد، وهو أن قالوا، وأن يؤمنوا مفعول ثان لمنع، والتقدير: وما منع الناس من الإيمان وقت مجيء الهدى إياهم إلا قولهم: أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولًا وبَشَراً رَسُولًا، ومَلَكاً رَسُولًا في الموضعين تامّ ومُطْمَئِنِّينَ ليس بوقف لأن ما بعده جواب لو وَبَيْنَكُمْ كاف بَصِيراً تام الْمُهْتَدِ كاف، للابتداء بالشرط، وقرأ نافع وأبو عمرو بإثبات الياء وصلا وحذفها وقفا هنا، وفي الكهف وحذفها الباقون في الحالتين مِنْ دُونِهِ كاف، لأن الواو لا تحتمل الحال والعطف فكانت استئنافا وَصُمًّا حسن مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ أحسن منه، لأن كلما منصوبة بما بعدها، ومعنى خبت: سكن لهبها بعد أن أكلت لحومهم وجلودهم. فإذا بدلوا غيرها عادت كما كانت سَعِيراً كاف وَرُفاتاً ليس بوقف لأن ما بعده بقية القول جَدِيداً تامّ، لتمام القول لا رَيْبَ فِيهِ حسن، لانتهاء الاستفهام ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: إلا رحمة من ربك عَلَيْكَ كَبِيراً تامّ، وكذا: ظهيرا كُفُوراً كاف يَنْبُوعاً جائز، وكذا: تفجيرا وقبيلا، لأن كلا منهما رأس آية، ولطول الكلام كِتاباً نَقْرَؤُهُ تامّ. وقال أبو عمرو: لمن قرأ: قل سبحان ربي بالأمر، وكاف لمن قرأ. «قال سبحان ربي» لأن ما بعده خبر عن الرسول فهو متصل بذلك بَشَراً رَسُولًا* في الموضعين تامّ، وكذا: ملكا رسولا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ كاف بَصِيراً تامّ فَهُوَ الْمُهْتَدِ كاف، وكذا: أولياء من دونه وَصُمًّا صالح سَعِيراً حسن خَلْقاً

إِلَّا كُفُوراً تامّ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ كاف قَتُوراً تام بَيِّناتٍ جائز، ومثله: بني إسرائيل إن نصب إذ باذكر مقدّرا، أي: فاسأل عن قصة بني إسرائيل إذ جاءهم، سلّى نبيه محمدا بما جرى لموسى مع فرعون وقومه، وليس بوقف إن جعل إذ معمولا لآتينا ويكون قوله: فاسأل بني إسرائيل اعتراضا مَسْحُوراً كاف بَصائِرَ حسن. وقال الدينوري: تامّ، أي: أنزلها بصائر، فبصائر حال من مقدر بناء على أن ما بعد إلا لا يكون معمولا لما قبلها، وقيل: ما قبلها يعمل فيما بعدها وإن لم يكن مستثنى ولا مستثنى منه ولا تابعا له لَقَدْ عَلِمْتَ ليس بوقف على القراءتين في علمت، فقد قرأ الجمهور علمت بفتح التاء على خطاب موسى لفرعون وتبكيته في قوله: إنه مسحور، أي: قد علمت أن ما جئت به ليس سحرا، وقرأ الكسائي علمت بضم التاء بإسناد الفعل لضمير موسى، أي: إني متحقق أن ما جئت به هو منزل من عند الله مَثْبُوراً كاف، وجَمِيعاً، والْأَرْضَ ولَفِيفاً كلها وقوف كافية. قال السجاوندي: ما قيل لفيفا بيان وعد الآخرة في المآل وما بعده بيان حقيقة القرآن في الحال بأنه حق وما جاء به حق وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ حسن، للمغايرة بين الحقين، فالأوّل التوحيد، والثاني الوعد والوعيد وَبِالْحَقِّ نَزَلَ تامّ، للابتداء بالنفي وَنَذِيراً كاف، إن نصبت قرآنا بفعل مقدّر فكأنه قال وفرقنا قرآنا فرقناه، وليس بوقف إن نصبته عطفا على ما قبله ويكون من عطف المفردات، أو نصب بفرقناه، أو نصب بأرسلناك، أي: وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا وقرآنا، أي: رحمة لهم عَلى مُكْثٍ جائز، أي: تؤدة وتطاول في المدّة شيئا بعد شيء ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جَدِيداً تامّ لا رَيْبَ فِيهِ مفهوم إِلَّا كُفُوراً تامّ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ كاف قَتُوراً تامّ بَيِّناتٍ صالح مَسْحُوراً حسن بَصائِرَ مفهوم عند بعضهم مَثْبُوراً كاف اسْكُنُوا الْأَرْضَ كاف لَفِيفاً حسن وَبِالْحَقِّ نَزَلَ تام وَنَذِيراً كاف عَلى مُكْثٍ صالح، وقال أبو

سورة الكهف

تَنْزِيلًا تامّ أَوْ لا تُؤْمِنُوا حسن، ومثله: سجدا على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على يخرّون سُبْحانَ رَبِّنا حسن، وإن مخففة من الثقيلة واللام هي الفارقة، والمعنى أن ما وعد به من إرسال محمد صلّى الله عليه وسلّم، وإنزال القرآن عليه قد فعله وأنجزه فإن بمعنى قد لَمَفْعُولًا كاف يَبْكُونَ جائز، وهو حال من الضمير في ويخرّون. فكأنه قال ويخرّون للأذقان باكين خُشُوعاً تامّ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ حسن، ثم يبتدئ أيّا ما تدعوا، وذلك أنّ أيّا منصوبة بتدعوا على المفعول به والمضاف إليه محذوف، أي: أيّ الاسمين وهما لفظ الله والرحمن، وتدعوا مجزوم بها فهي عاملة معمولة تَدْعُوا ليس بوقف لأن ما بعده جواب الشرط الْحُسْنى كاف وَلا تُخافِتْ بِها جائز سَبِيلًا تامّ، على استئناف ما بعده وَلَداً حسن، ومثله: الملك، وكذا: من الذل، آخر السورة تامّ. سورة الكهف مكية (¬1) إلا قوله: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ الآية فمدنيّ، وهي مائة وخمس آيات في ـــــــــــــــــــــــــ عمرو: كاف تَنْزِيلًا تامّ أَوْ لا تُؤْمِنُوا صالح لَمَفْعُولًا كاف خُشُوعاً تامّ الْحُسْنى كاف وَلا تُخافِتْ بِها صالح سَبِيلًا حسن، آخر السورة تامّ. سورة الكهف مكية إلا قوله تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ الآية فمدنيّ، والوقف أولى على عوجا، ويبتدأ ¬

_ (¬1) وهي مائة وخمس في الحجازي، وست في الشامي، وعشر في الكوفي، وإحدى عشرة في البصري، والخلاف في إحدى عشرة آية: زِدْناهُمْ هُدىً [13] غير شامي. هذِهِ أَبَداً [35] غير شامي ومدني أخير. إِلَّا قَلِيلٌ [22] مدني أخير، ذلِكَ غَداً [23] غير مدني أخير بَيْنَهُما زَرْعاً [32] غير مدني، مكي، فَأَتْبَعَ سَبَباً [85]، ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً [89]، ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً [92] عراقي، بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا [103] سماوي،

المدنيين والمكي، وست في الشامي، وعشر في الكوفي، وإحدى عشرة في البصري، اختلافهم في إحدى عشرة آية وَزِدْناهُمْ هُدىً لم يعدّها الشامي ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ عدّها المدني الأخير إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً لم يعدّها المدنيّ وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً لم يعدّها المدني الأول، والمكي، أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً لم يعدها المدنيّ الأخير والشامي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً لم يعدها المدني الأول، والمكي فَأَتْبَعَ سَبَباً. ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً. ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً ثلاثتهن، عدّها الكوفي والبصري عِنْدَها قَوْماً لم يعدّها المدني الأخير والكوفي بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا لم يعدّها المدنيان والمكي. وكلمها ألف وخمسمائة وسبع وسبعون كلمة. وحروفها ستة آلاف وثلاثمائة وستون حرفا، وفيها ما يشبه الفواصل. وليس معدودا بإجماع خمسة مواضع، بأسا شديدا. بسلطان بين، بنيانا، مراء ظاهرا، ولم تظلم منه شيئا عِوَجاً حسن، وهو رأس آية باتفاق. ثم تبتدئ قيما، أي: أنزل قيما، فقيما حال من الهاء، في أنزله المحذوف دل عليه أنزل، بين الوقف على عوجا أن قيما منفصل عن عوجا، وقيل: في الآية تقديم وتأخير كأنه قال: الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا على أن قيما نصب على الحال من الكتاب، وفيه الفصل بين الحال وذيها بقوله: ولم يجعل له عوجا. والأول أولى لأنه رأس آية ويخلص به من كراهة الابتداء بلام كي، يقال في دينه عوج بكسر العين، وفي العصا عوج بفتحها، فالفتح في الأجسام والكسر في المعاني أَبَداً جائز، وسمه شيخ الإسلام بجائز مع أن ما بعده معطوف على ما ـــــــــــــــــــــــــ بقيما، أي: أنزله قيما، وقيل: إنما يوقف على قيما، لأن المعنى أنزل الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا، ورجح الأول بأنه رأس آية، وبأن الوقف على عوجا تخلص به من كراهة ¬

_ بصري عِنْدَها قَوْماً [86] غير كوفي وإسماعيل. «التلخيص» (315)، «فنون الأفنان» (29)، «جمال القراء» (1/ 206)، «الإتحاف» (287)، «الإتقان» (1/ 192).

قبله، لأن هذا من عطف الجمل عند بعضهم وَلَداً تامّ، لأنه قد تمّ قول الكفار وانقضى. ثم استأنف ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ وذلك نفي لما قالوه فهو كالمتعلق به من جهة المعنى وَلا لِآبائِهِمْ حسن، وقيل: تام، لأنه قد تم الردّ عليهم. ثم ابتدأ الإخبار عن مقالتهم مِنْ أَفْواهِهِمْ حسن، وهي مقالتهم اتخذ الله ولدا إِلَّا كَذِباً كاف، وهو رأس آية أَسَفاً تامّ زِينَةً لَها ليس بوقف لأن اللام بعده موضعها نصب بالجعل، وكذا: لنبلوهم، لأن أيهم وإن كان ظاهرها الاستفهام، فهو في المعنى متصلة بما قبلها عَمَلًا كاف، ومثله: جرزا، وقيل: تام لتمام القصة، وأيضا الابتداء بأم، وهي بمعنى ألف الاستفهام التقريري عَجَباً تامّ. قاله العباس بن الفضل: على أن إذ بمعنى اذكر إذ أوى، وخولف في هذا، فقيل: إن إذ هنا متعلقة بما قبلها، فلا يوقف على عجبا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً جائز، فصلا بين الدعوتين رَشَداً كاف، ومثله: عددا على استئناف ما بعده أَمَداً تامّ، أي: الحزبين مبتدأ ومضاف إليه، وأحصى أفعل تفضيل خبر، وأمدا تمييز لأن الأمد هو الغاية، وهو عبارة عن المدّة، وليس هو محصيا بل يحصي، ومثل إعماله في التمييز أيضا أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا وَأَعَزُّ نَفَراً هم أحسن أثاثا ورئيا، وقيل: أحصى فعل ماض وأمدا مفعول بِالْحَقِّ كاف، ومثله: وزدناهم هدى على استئناف ما بعده، وهو رأس آية في غير الشامي عَلى قُلُوبِهِمْ ليس بوقف وَالْأَرْضِ جائز إِلهاً حسن، واللام في لقد للتوكيد، أي: لقد قلنا إذ دعونا من دونه إلها قولا ذا شطط، أي: جور شَطَطاً كاف، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الابتداء بلام كي، والوقفان عليهما صالحان، وإن كان الأول أصلح أَبَداً جائز وَلَداً تامّ، وكذا: ولا لآبائهم مِنْ أَفْواهِهِمْ صالح، و: إلا كذبا أَسَفاً تامّ أَحْسَنُ عَمَلًا كاف، وكذا: جرزا عَجَباً مفهوم مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً جائز رَشَداً كاف سِنِينَ عَدَداً مفهوم أَمَداً تامّ بِالْحَقِّ حسن

على استئناف ما بعده مِنْ دُونِهِ آلِهَةً كاف، للابتداء بلو لا وهي هنا للتحضيض بمعنى هلا يأتون على عبادتهم الأصنام بحجة واضحة، ولا يجوز أن تكون هذه الجملة التحضيضية صفة لآلهة لفساده معنى وصناعة، لأنها جملة طلبية بَيِّنٍ حسن كَذِباً كاف، لأن ذا منصوبة بفعل محذوف تقديره: فقال بعضهم لبعض وقت اعتزالهم إِلَّا اللَّهَ تامّ، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن علق ما بعده بما قبله لأن قوله: فَأْوُوا عند الفراء جواب إذ، لأنها قد تكون للمستقبل كإذا ومثل هذا في الكلام إذا فعلت كذا فانج بنفسك، فلا يحسن الفصل في هذا الكلام دون الفاء، لأن هنا جملا محذوفة دلّ عليها ما تقدم مرتبطة بعضها ببعض، والتقدير: فأووا إلى الكهف، فألقى الله عليهم النوم واستجاب دعاءهم وأرفقهم في الكهف بأشياء مِرفَقاً كاف، قرأ الجمهور بكسر الميم وفتح الفاء، ونافع وابن عامر بالعكس ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ حسن فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ تامّ، لأن ذلك مبتدأ، ومن آيات الله الخبر، أو ذلك خبر مبتدإ محذوف، أي الأمر ذلك، ومن آيات الله حال مِنْ آياتِ اللَّهِ حسن الْمُهْتَدِ كاف، للابتداء بالشرط، ومثله: مرشدا وَهُمْ رُقُودٌ حسن، لأن ما بعده يصلح مستأنفا وحالا، قرأ العامة نُقَلِّبُهُمْ بالنون، وقرئ بالتحتية، أي: الله أو الملك وَذاتَ الشِّمالِ حسن، لأن الجملة بعده تصلح مستأنفة وحالا بِالْوَصِيدِ كاف، والوصيد باب الكهف أو الفناء، وباسط اسم فاعل حكاية حال ماضية ولذا عمل في المفعول لكن يشترط في عمل اسم الفاعل كونه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَزِدْناهُمْ هُدىً صالح، وكذا: والأرض شَطَطاً حسن آلِهَةً كاف بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ حسن كَذِباً كاف. وقال أبو عمرو: فيهما تامّ وَما يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ لا يحسن الوقف عليه لتعلق ما بعده به مِرفَقاً كاف، وكذا: في فجوة منه. وقال أبو عمرو فيهما: تامّ مِنْ آياتِ اللَّهِ تامّ الْمُهْتَدِ كاف، وكذا: مرشدا.

بمعنى الحال أو الاستقبال. ومعنى حكاية الحال الماضية أن تقدّر كأنك موجود في ذلك الزمان، أو تقدر ذلك الزمان كأنه موجود الآن، واسم الفاعل حقيقة في الحال إذا كان محكوما به نحو، زيد تائب، وإذا كان محكوما عليه فلا يكون حقيقة في الحال كما في قوله: والسارق والسارقة فاقطعوا. الزانية والزاني فاجلدوا، فإنه يقتضى على هذا أن الأمر بالقطع أو الجلد لا يتعلق إلا بمن تلبس بالسرقة أو الزنا حال التكلم، أي: حال نزول الآيتين، لا على من تلبس بهما بعد، مع أن الحكم عامّ. قاله ابن عبد السلام. وقال السبكي: اسم الفاعل حقيقة في حال التلبس بالفعل سواء قارن حال التكلم حال التلبس أو تقدمه رُعْباً كاف بَيْنَهُمْ حسن، ومثله: لبثتم، وكذا: أو بعض يوم أَعْلَمُ بِما لَبِثْتُمْ ليس بوقف، ومثله: المدينة، لمكان الفاء فيهما وَلْيَتَلَطَّفْ جائز أَحَداً كاف فِي مِلَّتِهِمْ جائز، للابتداء بالنفي أَبَداً كاف، ولا وقف من قوله: وكذلك أعثرنا عليهم، إلى: بينهم أمرهم، فلا يوقف على: حق، لعطف وإن على ما قبلها، ولا على: لا ريب فيها، لأن إذ ظرف لأعثرنا، فهي ظرف للإعثار عليهم، أي: أعثرنا على الفتية، أو معمولة ليعلموا، والأولى أن تكون مفعولا لمحذوف، أي: اذكر إذ يتنازعون بينهم أمرهم، فيكون من عطف الجمل. تنازعوا في شأن الفتية، فقال المسلمون: نبني عليهم مسجدا، وقال الكفار: نبني عليهم بنيانا على قاعدة ديننا بُنْياناً حسن، وكذا: ربهم أعلم بهم مَسْجِداً تامّ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ جائز، للفصل بين المقالتين رَجْماً بِالْغَيْبِ حسن. وقال الزجاج وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ تامّ، لأنه آخر كلام المتنازعين في حديثهم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ورقود، وذات الشمال، وبالوصيد ورعبا بَيْنَهُمْ صالح، وكذا: لبثتم، وبعض يوم بِكُمْ أَحَداً حسن فِي مِلَّتِهِمْ جائز إِذاً أَبَداً كاف بُنْياناً حسن رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ تامّ مَسْجِداً حسن، وقال أبو عمرو: تامّ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ

قبل ظهورهم عليهم، والواو في وثامنهم قيل: هي واو الثمانية، وهي الواقعة بعد السبعة إيذانا بأنها عدد تامّ، وأن ما بعدها مستأنف، كذا قيل: والصحيح أن الواو للعطف على الجملة السابقة، أي: يقولون هم سبعة وثامنهم كلبهم، ثم أخبروا إخبارا ثانيا أن ثامنهم كلبهم، فهما جملتان وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ كاف قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ جائز، للابتداء بالنفي إِلَّا قَلِيلٌ كاف، ورأس آية في المدني الأخير مِراءً ظاهِراً جائز أَحَداً تامّ، لتوكيد الفعل بعده بالنون وما قبله مطلق. رسموا الشائ بألف بعد الشين كما ترى ذلِكَ غَداً ليس بوقف لوجود الاستثناء بعده إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ تامّ. اعلم أنه لا يصح رجوع الاستثناء لقوله: إني فاعل ذلك غدا، لأن مفعول يشاء إما الفعل وإما الترك، فإن كان الفعل، فالمعنى إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله فعله فلا أفعله ولا يخفى فساده، إذ ما يشاء الله وقوعه وجب وقوعه وإن كان الترك فهو فاسد أيضا من حيث تعلق النهي به، إذ قوله: إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله تركه صحيح لكن تعلق النهي بهذا فاسد، إذ يفيد أن الله نهى عن قول القائل: إني فاعل ذلك إلا أن يشاء الله تركه، مع أنه لا ينهى عن ذلك فتعين أن يرجع الاستثناء للنهي، أي: لا تقولنّ لشيء إني فاعل ذلك غدا في حال من الأحوال إلا في حال كون القول ملتبسا بذكر إلا أن يشاء الله، فهو استثناء مفرغ، وفيه حذف الباء وحذف المضاف. قاله شيخ مشايخنا الأجهوري تغمده الله برحمته ورضوانه إِذا نَسِيتَ حسن رَشَداً كاف تِسْعاً تامّ بِما لَبِثُوا حسن، ومثله: والأرض ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مفهوم بِالْغَيْبِ صالح وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ حسن إِلَّا قَلِيلٌ كاف مِراءً ظاهِراً جائز مِنْهُمْ أَحَداً كاف إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ تام إِذا نَسِيتَ صالح رَشَداً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ وَازْدَادُوا تِسْعاً تامّ، وكذا: لبثوا

وَأَسْمِعْ كاف، للابتداء بالنفي، ومن وليّ فاعل أو مبتدأ، ومِنْ وَلِيٍّ حسن، على قراءة من قرأ وَلا يُشْرِكُ بالتحتية ورفع الكاف مستأنفا لاختلاف الجملتين، وليس بوقف لمن قرأه بالفوقية وجزم الكاف على النهي، وحينئذ فلا يوقف من قوله: أبصر به وأسمع، إلى: أحدا، وأَحَداً تامّ، على القراءتين مِنْ كِتابِ رَبِّكَ جائز، ومثله: لكلماته مُلْتَحَداً كاف وَالْعَشِيِّ ليس بوقف، لأن قوله: يُرِيدُونَ وَجْهَهُ في موضع الحال كأنه قال: واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم يريدون وجهه، أي: يدعون الله في هذه الحالة وَجْهَهُ كاف وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ جائز، لأن ما بعده يصلح حالا، لأن الخطاب للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم أي: لا تصرف عيناك النظر عن عمار وصهيب وسلمان ونحوهم لما قال المشركون: إن ريح جباههم تؤذينا، ويصلح استفهاما محذوفا، أي: أتريد زينة الحياة الدنيا، وقرئ وَلا تَعْدُ بضم الفوقية من أعدى، وقرئ ولا تعد من عدي بالتشديد الْحَياةِ الدُّنْيا حسن، ومثله: عن ذكرنا، وكذا: واتبع هواه فُرُطاً تامّ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ حسن، والحقّ خبر مبتدإ محذوف تقديره: وهذا الحقّ أو الحق مبتدأ، ومن ربكم الخبر، وقرأ أبو السمال قعنب: وقل الحقّ بضم اللام اتباعا لحركة القاف ونصب الحقّ، أي: وقل القول الحق فَلْيَكْفُرْ كاف، وقال السجاوندي: لا يوقف عليه، لأنه أمر تهديد بدلالة إِنَّا أَعْتَدْنا ولو فصل بين الدال والمدلول عليه لصار الأمر مطلقا والأمر المطلق للوجوب فلا يحمل على غيره إلا بدلالة نظير قوله: اعملوا ما شئتم ناراً جائز سُرادِقُها كاف، والسرادق حائط من نار محيط، ولا يوقف على: كالمهل، لأن ما بعده صفة لماء الْوُجُوهَ حسن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَالْأَرْضِ صالح وَأَسْمِعْ كاف مِنْ وَلِيٍّ حسن فِي حُكْمِهِ أَحَداً تامّ مُلْتَحَداً حسن يُرِيدُونَ وَجْهَهُ كاف زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا حسن فُرُطاً تامّ فَلْيَكْفُرْ كاف، وكذا: سرادقها يَشْوِي الْوُجُوهَ حسن بِئْسَ الشَّرابُ

بِئْسَ الشَّرابُ جائز مُرْتَفَقاً تامّ، لتناهي صفة النار، ومثله في التمام مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا إن جعل إنا لا نضيع خبر إنّ الأولى، ونظير هذا قول الشاعر: [البسيط] إنّ الخليفة إنّ الله سربله ... سربال ملك به ترجى الخواتيم فجعل إن الثانية خبر إنّ الأولى، أيّ: إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نضيع أجرهم، أو يجازيهم الله على أعمالهم الحسنة، أو لا نترك أعمالهم تذهب ضياعا، بل نجازيهم عليها، وليس بوقف إن جعل قوله أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ خبر إنّ الأولى، لأنه لا يوقف على اسم إنّ دون خبرها، وجملة إِنَّا لا نُضِيعُ اعتراض بين اسم إن وخبرها وَإِسْتَبْرَقٍ ليس بوقف، لأن ما بعده حال مما قبله وهمزة إستبرق همزة قطع وقرأ ابن محيصن بوصل الهمزة في جميع القرآن اه سمين عَلَى الْأَرائِكِ تامّ نِعْمَ الثَّوابُ كاف مُرْتَفَقاً تامّ، ووسم أبو حاتم السجستاني نِعْمَ الثَّوابُ بالكافي، ومرتفقا بالتمام. قال: ومعناه حسنت الجنة مرتفقا. قال الكواشي: ولو وسم نِعْمَ الثَّوابُ بالجائز ومرتفقا بالتمام لكان فيما أراه أوجه، ولا وقف بعد قوله: ظالم لنفسه إلى منقلبا، فلا يوقف على: أبدا، ولا على قائمة لتعلق الكلام بعضه ببعض من جهة المعنى رَجُلَيْنِ جائز زَرْعاً كاف آتَتْ أُكُلَها جائز شَيْئاً كاف، والوقف على: نهرا، وثمر، ونفرا، ولنفسه، وأبدا، كلها حسان، وضعف قول من كره الابتداء بما يقوله منكر البعث، وهو قوله: وما أظنّ الساعة قائمة، لأنه إخبار وحكاية قول قائلها حكاها الله عنه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ صالح مُرْتَفَقاً تامّ، وكذا: من أحسن عملا، إن جعل: إنا لا نضيع إلخ خبر إن الذين آمنوا، بخلاف ما إذا جعل خبره: أولئك لهم إلخ وجعل: إنا لا نضيع إلخ اعتراضا بين المبتدإ وخبره عَلَى الْأَرائِكِ تامّ نِعْمَ الثَّوابُ كاف مُرْتَفَقاً تامّ رَجُلَيْنِ صالح زَرْعاً كاف، وكذا: منه شيئا، ونهرا، ونفرا،

مُنْقَلَباً حسن خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ليس بوقف، لأن ثم للعطف رَجُلًا كاف، لتمام الاستفهام، ولكن إن تلتها جملة صلح الابتداء بها على بعد، وإذا تلاها مفرد كانت عاطفة فلا يصلح الابتداء بها، وهنا تلتها جملة. وأصل لكنا لكن أنا، نقلت حركة همزة أنا إلى نون لكن وحذفت الهمزة فالتقى مثلان فأدغم. وإعرابها أنا مبتدأ، وهو مبتدأ ثان، وهو ضمير الشأن، والله مبتدأ ثالث، وربي خبر الثالث، والثالث وخبره خبر الثاني، والثاني وخبره خبر الأول، والرابط بين الأول وخبره الياء في ربي أَحَداً كاف ما شاءَ اللَّهُ جائز إِلَّا بِاللَّهِ حسن، لتمام المقول وَوَلَداً جائز وجواب إنّ محذوف تقديره، إن ترني أنا أقلّ منك مالا وولدا تحتقرني لقلة المال مع اتحاد القائل والمقول له، ولا وقف من قوله: فعسى ربي إلى طلبا، فلا يوقف على من جنتك ولا على: من السماء، ولا على: زلقا، للعطف في كلّ واتصال الكلام بعضه ببعض طَلَباً كاف، والوقف على بِثَمَرِهِ، وأَنْفَقَ فِيها، وعُرُوشِها كلها وقوف جائزة بِرَبِّي أَحَداً كاف، ومثله: من دون الله مُنْتَصِراً تامّ، على استئناف الجملة بعده وقطعها عما قبلها بأن تقدّر هنالك بجملة فعلية، والولاية فاعل بالظرف قبلها، أي: استقرّت الولاية لله على رأي الأخفش من حيث أن الظرف رفع الفاعل من غير اعتماد على نفي أو استفهام، ولا يوقف على: من دون الله، ولا على: منتصرا، إن جعل هُنالِكَ من تتمة ما قبله، أي: ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله هنالك والابتداء بقوله: الولاية لله، فتكون جملة من مبتدإ وخبر أي: في تلك الحالة يتبين نصر الله وليه، وقرأ الأخوان الولاية بكسر الواو، وحكي عن أبي عمرو والأصمعي أن كسر الواو لحن، قالا: لأن فعالة إنما تجيء فيما كان صنعة نحو خياطة وتجارة وعطارة وحياكة، أو معنى متقلد نحو ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ولنفسه مُنْقَلَباً حسن سَوَّاكَ رَجُلًا كاف، وكذا: بِرَبِّي أَحَداً وإلا بالله مالًا وَوَلَداً صالح طَلَباً كاف بِرَبِّي أَحَداً تامّ مِنْ دُونِ اللَّهِ كاف

ولاية وقضاية وفعالة بالفتح للأخلاق الحميدة نحو السماحة والفصاحة، وفعالة بالضم لما يطرح من المحتقرات نحو كناسة وغسالة وليس هناك تولي أمور لِلَّهِ الْحَقِّ تامّ، لمن رفعه، وهو أبو عمرو والكسائي، ورفعه من ثلاثة أوجه. أحدها أنه صفة للولاية. الثاني أنه خبر مبتدإ محذوف، أي هو: أي ما أوحيناه إليك الحقّ. الثالث أنه مبتدأ وخبره محذوف، أي: الحقّ ذلك، وحسن لمن جرّه صفة للجلالة، وقرأ زيد بن علي وأبو حيوة، لله الحقّ نصبا على المصدر المؤكد لمضمون الجملة نحو: هذا عبد الله الحقّ لا الباطل ثَواباً ليس بوقف لعطف وَخَيْرٌ على خَيْرٌ الأول عُقْباً تامّ الرِّياحُ كاف مُقْتَدِراً تامّ الْحَياةِ الدُّنْيا كاف، فصلا بين المعجل الفاني والمؤجل الباقي مع اتفاق الجملتين لفظا خَيْرٌ ليس بوقف، لتعلق الظرف بما قبله أَمَلًا تامّ. وفي الحديث «أنه صلّى الله عليه وسلّم خرج على قومه فقال: «خذوا جنتكم»، فقالوا يا رسول الله من عدوّ حضر؟ قال: «بل من النار»، قالوا: وما جنتنا؟ قال: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم، فإنهنّ يأتين يوم القيامة مقدّمات ومجنبات ومعقبات، وهنّ الباقيات الصالحات» بارِزَةً ليس بوقف، لأن التقدير: وقد حشرناهم مِنْهُمْ أَحَداً كاف صَفًّا جائز، ومثله: أوّل مرة. لأن بل قد يبتدأ بها مع أن الكلام متحد مَوْعِداً كاف مِمَّا فِيهِ جائز إِلَّا أَحْصاها كاف، لاستئناف ما بعده حاضِراً كاف أَحَداً تامّ إِلَّا إِبْلِيسَ جائز عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ كاف، للابتداء بالاستفهام بعده مِنْ دُونِي جائز وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ تامّ بَدَلًا كاف وَلا خَلْقَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مُنْتَصِراً تامّ لِلَّهِ الْحَقِّ حسن. وقال أبو عمرو: كاف عُقْباً تامّ الرِّياحُ كاف مُقْتَدِراً تامّ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا حسن. وقال أبو عمرو: كاف أَمَلًا تامّ مِنْهُمْ أَحَداً كاف صَفًّا صالح مَوْعِداً تامّ مِمَّا فِيهِ صالح أَحْصاها كاف. وقال أبو عمرو: تامّ حاضِراً تامّ، وكذا: أحدا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ

أَنْفُسِهِمْ حسن. ومن قرأ وَما كُنْتُ بفتح الفوقية كان أحسن، وبها قرأ الحسن والجحدري وأبو جعفر خطابا للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقرأ العامة بضمها عَضُداً تامّ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ جائز مَوْبِقاً كاف، أي: سجنا. وقال عكرمة: نهر في النار يسيل نارا على حافته حيات مثل البغال الدهم، فإذا ثارت لتأخذهم استغاثوا بالاقتحام في النار منها. وأصل الموبق الهلاك، يقال أوبقه يوبقه إباقا، أي: أهلكه مُواقِعُوها جائز مَصْرِفاً تامّ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ حسن جَدَلًا تامّ، ومثله قبلا وَمُنْذِرِينَ كاف، على استئناف ما بعده الْحَقَّ حسن هُزُواً تامّ يَداهُ كاف وَقْراً تامّ، ومثله: إذن أبدا ذُو الرَّحْمَةِ كاف، عند أبي عمرو لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذابَ تامّ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ حسن مَوْئِلًا كاف لَمَّا ظَلَمُوا حسن مَوْعِداً تامّ حُقُباً كاف حُوتَهُما جائز سَرَباً حسن، ومثله: غداءنا، ونصبا، والحوت، كلها حسان إِلَّا الشَّيْطانُ ليس بوقف، لأن قوله: أَنْ أَذْكُرَهُ بدل من الهاء في أَنْسانِيهُ بدل ظاهر من مضمر أَنْ أَذْكُرَهُ كاف وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ كاف، إن جعل عجبا من كلام موسى، ويقوي هذا خبر: «كان للحوت سربا ولموسى ولفتاه عجبا» فكأنه قال: أعجب لسيره في البحر. قالوا: وكان مشويا مأكولا بعضه، فلذلك كان مضيه وذهابه عجبا، وليس بوقف إن جعل من تتمة كلام يوشع، لأن ذلك كلام واحد عَجَباً كاف، أي: أعجب لذلك عجبا، فعجبا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن لَكُمْ عَدُوٌّ تامّ، وكذا: بدلا، وأنفسهم، وعضدا مَوْبِقاً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ مَصْرِفاً تامّ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ كاف. جَدَلًا تامّ، وكذا: قبلا وَمُنْذِرِينَ كاف هُزُواً تامّ يَداهُ كاف وَقْراً تامّ، وكذا: إذا أبدا ذُو الرَّحْمَةِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف الْعَذابَ تامّ مَوْئِلًا حسن مَوْعِداً تامّ حُقُباً حسن، وكذا: سربا، و: نصبا الْحُوتَ صالح أَنْ أَذْكُرَهُ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ كاف إن جعل عَجَباً من كلام موسى، وليس بوقف إن جعل من تتمة كلام يوشع، لأن ذلك كلام واحد عَجَباً كاف، أي: أعجب لذلك عجبا، أو يفعل فعلا عجبا

منصوب على المصدرية ما كُنَّا نَبْغِ حسن، حذف نافع وأبو عمرو والكسائي الياء وقفا وأثبتوها وصلا، وابن كثير أثبتها في الحالتين، والباقون حذفوها وقفا ووصلا اتباعا للرسم العثماني على لغة هذيل يجتزون بالكسرة عن الياء عَلى آثارِهِما تامّ قَصَصاً جائز، أي: يقصان الأثر قصّا مِنْ لَدُنَّا عِلْماً كاف، ومثله: رشدا مَعِيَ صَبْراً جائز، ومثله: خبرا صابِراً ليس بوقف، لعطف ما بعده على ما قبله أَمْراً كاف مِنْهُ ذِكْراً جائز. ورسموا فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي بياء فَانْطَلَقا أحسن مما قبله، لأن حتى بعد إذا ابتدائية خَرَقَها حسن لِتُغْرِقَ أَهْلَها جائز إِمْراً حسن، ومثله: صبرا بِما نَسِيتُ جائز عُسْراً حسن فَانْطَلَقا أحسن منه فَقَتَلَهُ جائز، وقيل: ليس بوقف لأن قال جواب إذا بِغَيْرِ نَفْسٍ جائز، فصلا بين الاستخبار والإخبار نُكْراً كاف، ومثله: معي صبرا فَلا تُصاحِبْنِي جائز، ومثله: عذرا فَانْطَلَقا أحسن مما قبله فَأَقامَهُ جائز أَجْراً كاف بَيْنِي وَبَيْنِكَ حسن، على استئناف ما بعده صَبْراً تامّ غَصْباً كاف وَكُفْراً جائز رُحْماً كاف صالِحاً جائز. كان ذلك الكنز ذهبا وفضة، ولو سقط الجدار لأخذ، وكان أبوهما صالحا ذكر أنهما حفظا لصلاح أبيهما ولم يذكر منهما صلاحا، وكان بينهما وبين الأب الذي حفظا به سبعة آباء رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ كاف عَنْ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ما كُنَّا نَبْغِ صالح. وقال أبو عمرو: تامّ عَلى آثارِهِما كاف قَصَصاً صالح، أي: يقصان الأرض قصّا مِنْ لَدُنَّا عِلْماً حسن رُشْداً كاف مَعِيَ صَبْراً صالح خُبْراً حسن لَكَ أَمْراً كاف، وكذا: ذكرا، وخرقها، وشيئا إمرا، ومعي صبرا، وعسرا، ولو وقف على: نسيت جاز فَقَتَلَهُ صالح نُكْراً كاف، وكذا: معي صبرا، وعذرا فَأَقامَهُ صالح أَجْراً كاف بَيْنِي وَبَيْنِكَ حسن صَبْراً

أَمْرِي تامّ، ومثله: صبرا لأنه آخر القصة ذِي الْقَرْنَيْنِ جائز مِنْهُ ذِكْراً كاف فِي الْأَرْضِ حسن، ومثله: سببا فَأَتْبَعَ سَبَباً أحسن منه حَمِئَةٍ جائز قَوْماً كاف، ومثله: حسنا، وكذا: نكرا جَزاءً جائز، لمن قرأ بالنصب وهو حمزة والكسائي وحفص، ووقفوا عليها بالألف، وليس بوقف لمن رفع وأضاف الْحُسْنى جائز، وكذا: يسرا سَبَباً كاف سِتْراً جائز. وقد اختلف في الكاف من كذلك، فقيل: في محل نصب، وقيل: في محل رفع. فإن كانت في محل رفع، أي: الأمر كذلك، أي: بلغ مطلع الشمس كما بلغ مغربها، أو كما وجد عند مغربها قوما وحكم فيهم وجد عند مطلعها قوما وحكم فيهم، أو كما أتبع سببا إلى مغرب الشمس كذلك أتبع سببا إلى مطلعها، وكذلك إن كانت الكاف في محل نصب، أي: فعلنا مثل ذلك، فعلى هذه التقديرات التشبيه من تمام الكلام وصار ما بعد الكاف وما قبلها كالكلام الواحد فيبتدئ، وقد أحطنا وإن لم تكن الكاف لا في محل رفع، ولا في محل نصب كان التشبيه مستأنفا منقطع لفظا متصل معنى، فيبتدئ كذلك، أي: علمناهم ليس لهم ما يستترون به، فالستر بكسر السين اسم لما يستتر به. وأما بالفتح فهو مصدر، فكذلك من الكلام الثاني خُبْراً كاف، وكذا: ثم أتبع سببا قَوْماً ليس بوقف لأن الجملة بعده صفة لقوما قَوْلًا كاف، ومثله: في الأرض خَرْجاً ليس بوقف سَدًّا كاف، ومثله: خير على استئناف الأمر فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ ليس بوقف لأن قوله: أجعل مجزوم على جواب الأمر، فكأنه قال: إن تعينوني أجعل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ غَصْباً كاف، وكذا: رجما، وكنزهما، ورحمة من ربك، وعن أمري صَبْراً تامّ مِنْهُ ذِكْراً حسن عِنْدَها قَوْماً كاف، وكذا: حسنا، ونكرا الْحُسْنى صالح يُسْراً مفهوم، وكذا: سببا سِتْراً تامّ، وقيل الوقف على: كذلك خُبْراً صالح سَبَباً صالح، أو مفهوم قَوْلًا كاف. وكذا: سدّا، وخير، و:

بينكم وبينهم ردما ورَدْماً كاف، على استئناف ما بعده، وإن وصلته بآتوني كان الوقف على الحديد أحسن منه، وهي قراءة حمزة. وعلى قراءته يبتدئ آتوني قالَ انْفُخُوا جائز ناراً ليس بوقف لأن قال جواب إذا قِطْراً كاف، ومثله: أن يظهروه، وكذا: نقبا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي حسن، وأباه بعضهم لأن ما بعده أيضا من بقية كلام الإسكندر وهو قوله: فإذا جاء وعد ربي، فلا يقطع عما قبله دَكَّاءَ كاف حَقًّا تامّ، لأنه آخر كلام ذي القرنين فِي بَعْضٍ حسن جَمْعاً كاف، ومثله: عرضا إذا جعلت ما بعده منقطعا عما قبله، وليس بوقف إن جرّ نعتا للكافرين أو بدلا منهم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز عَنْ ذِكْرِي حسن سَمْعاً كاف أَوْلِياءَ تامّ، ومثله نزلا وأعمالا إن جعل ما بعده مبتدأ أو خبر مبتدإ محذوف، أي: هم الذين، أو في موضع نصب بمعنى أعني، وليس بوقف إن جعل تفسير للأخسرين كأنه قال: من هم؟ فقال: هم الذين ضلّ سعيهم، وكذا: إن جعل بدلا صُنْعاً تامّ، إن رفع الذين بالابتداء أو خبر مبتدإ محذوف أو رفع نعتا أو بدلا من الأخسرين، وليس بوقف إن جعل الذين مبتدأ، والخبر أولئك الذين كفروا وَزْناً كاف هُزُواً تامّ نُزُلًا ليس بوقف لأن خالدين منصوب على الحال مما قبله، فلا يفصل بين الحال وذيها بالوقف، ومن حيث كونه رأس آية يجوز خالِدِينَ فِيها حسن حِوَلًا تامّ لِكَلِماتِ رَبِّي الأولى ليس بوقف لأن جواب لو لنفد، ولو الثانية جوابها محذوف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ردما، فإن وصلته بآتوني كان الوقف على الحديد حسنا قالَ انْفُخُوا صالح قِطْراً كاف، وكذا: نقبا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي صالح حَقًّا تامّ فِي بَعْضٍ حسن. وقال أبو عمرو: كاف جَمْعاً كاف سَمْعاً تامّ أَوْلِياءَ حسن نُزُلًا تامّ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا تامّ، إن جعل ما بعده مبتدأ وخبرا، وليس بوقف إن جعل نعتا للأخسرين صُنْعاً تامّ، على التقدير الثاني وَزْناً كاف هُزُواً تام، وكذا:

تقديره لم تنفد الكلمات وهذا هو الأكثر في لسان العرب تأخير جواب لو، وليس هو المتقدّم عليها خلافا للمبرد وأبي زيد النحوي والكوفيين، والوقف على كلمات ربي الثانية حسن لوجهين. أحدهما حذف جواب لو، والثاني أن قوله: ولو جئنا التفات من ضمير الغائب إلى ضمير المتكلم، وذلك من مقتضيات الوقف وعلاماته مَدَداً تامّ ومثله: مثلكم يُوحى إِلَيَّ جائز، على قراءة من قرأ، إنما يوحى إليّ بكسر الهمزة مستأنفا، وليس بوقف لمن فتحها وموضعها رفع، لأنه قد قام مقام الفاعل في يوحى والموحى إليه صلّى الله عليه وسلّم مقصور على استئثار الله تعالى بالوحدانية، وقول أبي حيان: يلزم الزمخشري انحصار الوحي في الوحدانية مردود بأنه حصر مجازي باعتبار المقام إِلهٌ واحِدٌ كاف، للابتداء بالشرط عَمَلًا صالِحاً ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، وإنما وسمه شيخ الإسلام بجائز، إذ عطف الجمل وإن كان في اللفظ منفصلا فهو في المعنى متصل، وجائز لمن قرأ يشرف بالرفع مستأنفا، أي: ليس يشرك، وفي الحديث «من حفظ عشر آيات أو عشرين من أوّل الكهف عصم من فتنة الدجال» وقال: «من قرأ سورة الكهف فهو معصوم ثمانية أيام من كل فتنة. فإن خرج الدجال في تلك الأيام الثمانية عصمه الله من فتنته» نقله الكواشي، وقال الفضيل: ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجل الناس إشراك، والإخلاص الخلاص من هذين. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حولا، ومددا إِلهٌ واحِدٌ كاف عَمَلًا صالِحاً جائز، آخر السورة: تامّ.

سورة مريم عليها السلام

سورة مريم عليها السلام مكية (¬1) وهي تسع وتسعون آية في المدني الأخير والمكي، وثمان في عدّ الباقين، اختلافهم في ثلاث آيات كهيعص عدّها الكوفي فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ عدّها المدنيّ الأخير والمكي فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا لم يعدّها الكوفي. وكلمها تسعمائة واثنتان وستون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وثمانمائة وحرفان، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع أربعة مواضع: شيئا، عتيا، الذين اهتدوا هدى، لتبشر به المتقين. قال الأخفش: كل حرف من هذه الأحرف قائم بنفسه يوقف على كل حرف منها، والصحيح الوقف على آخرها لأنهم كتبوها كالكلمة الواحدة، فلا يوقف على بعضها دون بعض. وقال الشعبي: لله في كلّ كتاب سرّ، وسرّه في القرآن فواتح السور، وقد تقدّم هل هي مبنية أو معربة؟ أقوال، فعلى أنها معربة الوقف عليها تام، لأن المراد معنى هذه الحروف على أن كهيعص خبر مبتدإ محذوف أو مبتدإ حذف خبره أو في محل نصب بإضمار فعل تقديره اتل. وليست بوقف إن جعلت في موضع رفع على الابتداء، وذكر رحمت الخبر، أو جعلت حروفا أقسم الله بها، فلا يوقف عليها حتى يؤتى بجواب القسم إلا أن تجعله محذوفا بعده فيجوز الوقف عليها زَكَرِيَّا كاف، إن علق إذ بمحذوف، وليس بوقف إن جعل العامل فيه ذكر ـــــــــــــــــــــــــ سورة مريم عليها السلام مكية وقيل إلا سجدتها، وقيل إلا: فخلف من بعدهم خلف الآيتين فمدنيّ كهيعص تقدم الكلام عليه في سورة البقرة عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ليس بوقف ¬

_ (¬1) وهي تسع وتسعون في المكي وإسماعيل، وثمان في الباقي، والخلاف في ثلاث آيات: كهيعص [1] كوفي، مَدًّا [79] غير كوفي. فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ [41] مكي ومدني أخير، وانظر: «التلخيص» (322).

أو رحمت، وإنما أضاف الذكر إلى رحمت لأنه من أجلها كان خَفِيًّا كان على استئناف ما بعده وجائز إن جعل ما بعده متعلقا بما قبله، وإنما أخفى دعاءه عن الناس لئلا يلام على طلب الولد بعد ما شاخ وكبر سنه، وكان يومئذ ابن خمس وتسعين سنة شَقِيًّا كاف، ومثله: وليّا على قراءة من قرأ: يرثني ويرث بالرفع على الاستئناف، والأولى الوصل سواء رفعت ما بعده أو جزمت، فالجزم جواب الأمر قبله، ولا يفصل بين الأمر وجوابه، والرفع صفة لقوله: وليّا، أي: وليا وارثا العلم والنبوّة، فلا يفصل بين الصفة وموصوفها مِنْ آلِ يَعْقُوبَ جائز رَضِيًّا كاف اسْمُهُ يَحْيى ليس بوقف، لأن الجملة بعده صفة غلام سَمِيًّا كاف، ومثله: عتيّا، وشيئا، وآية سَوِيًّا تامّ، ووقف بعضهم على ثلاث ليال. ثم قال سويّا، أي: إنك ليس بك خرس ولا علة وَعَشِيًّا كاف بِقُوَّةٍ حسن صَبِيًّا ليس بوقف، لأن وحنانا منصوب عطفا على الحكم، فكأنه قال: وآتيناه حنانا من لدنا، والحنان التعطف، ومنه قول الشاعر: وقالت حنان ما أتى بك هاهنا ... أذو نسب أم أنت بالحيّ عارف وقال أبو عبيد: تحنّن عليّ هداك المليك ... فإنّ لكلّ مقام مقالا وقال: أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشرّ أهون من بعض وإن جعل مصدرا منصوبا بفعل مقدّر نحو: سقيا ورعيا جاز الوقف عليه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لتعلق ما بعده به نِداءً خَفِيًّا كاف، وكذا: شقيّا مِنْ آلِ يَعْقُوبَ صالح رَضِيًّا تامّ سَمِيًّا كاف. وكذا: عتيّا وَلَمْ تَكُ شَيْئاً تامّ آيَةً كاف سَوِيًّا تامّ، وكذا: وعشيّا بِقُوَّةٍ جائز وَزَكاةً كاف، وكذا: تقيّا

وَزَكاةً كاف، ومثله: تقيّا، إن نصب ما بعده بفعل مقدّر، أي: وجعلناه برّا، وليس بوقف إن عطف على تقيّا، وتقيّا خبر لكان عَصِيًّا كاف حَيًّا تامّ، إذا ظرف لما مضى لا يعمل فيه اذكر، لأنه مستقبل، بل التقدير اذكر ما جرى لمريم وقت كذا شَرْقِيًّا جائز حِجاباً حسن بَشَراً سَوِيًّا كاف، ومثله: أعوذ بالرحمن منك، لأن قوله: إن كنت تقيّا، شرط وجوابه محذوف دلّ عليه ما قبله، أي: فإني عائدة منك، أو فلا تتعرّض لي، أو فستتعظ. وقيل: إن تقيّا كان رجلا فاسقا فظنت أنه هو ذلك الرجل، فمن ذلك تعوّذت منه، ويجوز أن تكون للمبالغة، أي: إن كنت تقيّا فإني أعوذ منك، فكيف إذا لم تكن كذلك؟ فعلى هذا لا يجوز الوقف على منك تَقِيًّا كاف. ومثله: زكيّا، وكذا: بغيا عَلَيَّ هَيِّنٌ جائز، إن جعلت اللام للقسم، وهو غير جيد، لأن لام القسم لا تكون إلا مفتوحة، وليس بوقف إن جعلت لام كي معطوفة على تعليل محذوف تقديره لنبين به قدرتنا ولنجعله وهو أوضح. وما قاله أبو حاتم السجستاني، من أن اللام للقسم حذفت منه النون تخفيفا، والتقدير، ولنجعله مردود، لأن اللام المكسورة لا تكون للقسم كما تقدّم في براءة رَحْمَةً مِنَّا كاف مَقْضِيًّا تامّ قَصِيًّا كاف إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ جائز، ومثله: قبل هذا مَنْسِيًّا كاف أَلَّا تَحْزَنِي حسن سَرِيًّا كاف، من قرأ، تساقط بتشديد السين، وهي قراءة الجمهور غير حفص، أصله تتساقط فأدغمت التاء في السين، وكذا: من قرأ تساقط بحذف التاء فعليهما فنصب رطبا على التمييز. وأما من قرأ تساقط بضم التاء وكسر القاف مضارع ساقط أو يساقط بضم الياء وكسر ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عَصِيًّا حسن حَيًّا تامّ شَرْقِيًّا صالح حِجاباً كاف بَشَراً سَوِيًّا تامّ، وكذا: تقيّا، وزكيّا، وبغيّا عَلَيَّ هَيِّنٌ تامّ، وكذا: ورحمة منا مَقْضِيًّا كاف، وكذا: قصيّا، ومنسيّا، وسريّا، ورطبا جنيّا، ولا أراه في الأخير جيدا

القاف فرطبا مفعول به، ومن قرأ يساقط بالتحتية جعله للجذع، ومن قرأ بالفوقية جعله للنخلة جَنِيًّا كاف، وأباه بعضهم لأن ما بعده جواب الأمر، وهو قوله: فكلي وَقَرِّي عَيْناً كاف، للابتداء بالشرط مع الفاء مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جواب الشرط فقولي، وبين هذا الجواب وشرطه جملة محذوفة تقديرها فلما ترينّ من البشر أحدا فسألك الكلام فقولي، وبهذا المقدّر يتخلص من إشكال، وهو أن قولها: فلن أكلم اليوم إنسيّا كلام فيكون تناقضا لأنها كلمت إنسيّا بهذا الكلام إِنْسِيًّا كاف تَحْمِلُهُ حسن، بمعنى حاملة له فَرِيًّا كاف، يا أخت هارون، هارون هذا كان من عباد بني إسرائيل كانت مريم تشبهه في كثرة العبادة، وليس هو هارون أخا موسى بن عمران، فإن بينهما مئينا من السنين، قال ابن عباس: هو عمران بن ماثان جدّ عيسى من قبل أمه. وقال الكلبي: كان هارون أخا مريم من أبيها، وقيل: كان هارون رجلا فاسقا شبهوها به، وقد ذكرت مريم في القرآن وكرّر اسمها في أربعة وثلاثين موضعا: ولم يسمّ في القرآن من النساء غيرها امْرَأَ سَوْءٍ جائز بَغِيًّا كاف، وكذا: فأشارت إليه، ومثله: صبيّا قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ جائز، ومثله: نبيّا أَيْنَ ما كُنْتُ حسن، وقيل: كاف حَيًّا حسن إن نصب برّا بمقدر أو على قراءة من قرأ: وبرّ بوالدتي، وعلى قراءة العامّة وبرّا بالنصب عطفا على مباركا من حيث كونه رأس آية يجوز بِوالِدَتِي حسن شَقِيًّا تامّ، ومثله: حيّا ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ كاف، لمن قرأ قول الحق بالنصب، وهو عاصم وابن عامر على أن قول مصدر مؤكد لمضمون الجملة، أي: هذا الإخبار عن عيسى ابن مريم ثابت صدق فهو من إضافة الموصوف إلى الصفة كقولهم: وعد الصدق، أي: الموعد ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَقَرِّي عَيْناً صالح إِنْسِيًّا كاف تَحْمِلُهُ صالح فَرِيًّا حسن، وكذا: فأشارت إليه، وصبيّا. وقال أبو عمرو في الثاني: كاف، وفي الثالث تامّ أَيْنَ ما كُنْتُ كاف، وكذا: بوالدتي شَقِيًّا حسن، وكذا: حيّا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ كاف إن

الصدق، وكذا كاف إن رفع قول على قراءة من قرأه برفع اللام على أنه خبر مبتدإ محذوف، أي: ذلك قول الحق أو ذلك الكلام قول الحق، أو هو قول الحق يراد به عيسى ابن مريم لا ما تدّعونه عليه، فليس هو بابن لله تعالى كما تزعم النصارى ولا لغير رشدة كما تزعم اليهود، وليس بوقف إن رفع قول بدلا من عيسى، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف يَمْتَرُونَ تام سُبْحانَهُ حسن، والوقف على من ولد، وابتدئ بسبحانه كان الوقف حسنا أيضا كُنْ جائز فَيَكُونُ تامّ، لمن قرأ: وإن الله بكسر الهمزة على الابتداء أو خبر مبتدإ محذوف، أي: والأمر إنّ الله، قاله الكسائي: وليس بوقف لمن قرأ بفتحها عطفا على الصلاة فتكون إن في موضع خفض بإضمار الجار، أي: وأوصاني بالصلاة وبالزكاة، وبأن الله ربي فعلى هذا لا يوقف على فيكون، ولا على ما بين أوّل القصة إلى هنا إلا على سبيل التسامح لطول الكلام، وقياس سيبويه أن هذه الآية تكون من المقدّم والمؤخر فتكون أن منصوبة بقوله: فاعبدوه فكأنه قال فاعبدوا الله لأنه ربي وربكم، أو نصب إن عطفا على قوله: إذا قضى أمرا، أي: وقضى بأن الله ربي وربكم فتكون أن في محل نصب فَاعْبُدُوهُ تام، ومثله: مستقيم مِنْ بَيْنِهِمْ حسن، لأن ما بعده مبتدأ عَظِيمٍ كاف، وقيل: تامّ يَوْمَ يَأْتُونَنا تجاوزه أجود للاستدراك بعده، ولجواز الوقف مدخل لقوم مُبِينٍ كاف إِذْ قُضِيَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ نصب قول الحق، وليس بوقف إن رفع يَمْتَرُونَ تامّ سُبْحانَهُ كاف، ولو وقف على من ولد وابتدأ بسبحانه كان كافيا أيضا كُنْ صالح أو كاف فَيَكُونُ تامّ لمن قرأ: وإنّ الله بكسر الهمزة، وليس بوقف لمن قرأه بفتحها عطفا على بالصلاة أو بتقدير، وقضى بأن الله ربي ردّا على قوله: إذا قضى أمرا، وإن علق بقوله: فاعبدوه أو بما يفسره، أي: فاعبدوه لأنه ربي وربكم حسن الوقف على فيكون فَاعْبُدُوهُ تامّ مُسْتَقِيمٌ حسن، وكذا: من بينهم عَظِيمٍ تام يَوْمَ يَأْتُونَنا كاف

الْأَمْرُ حسن، ومثله: وهم في غفلة، وليسا بوقف إن جعلا حالين من الضمير المستتر في: ضلال مبين، أي: استقرّوا في ضلال مبين على هاتين الحالتين السيئتين، وكذا: إن جعلا حالين من مفعول أنذرهم، أي: أنذرهم على هذه الحالة وما بعدها. وعلى الأول يكون قوله: وأنذرهم اعتراضا لا يُؤْمِنُونَ تامّ وَمَنْ عَلَيْها جائز يُرْجَعُونَ تامّ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ جائز نَبِيًّا كاف، إن علق إذ باذكر مقدّرا، وليس بوقف إن جعل إذ منصوبا بكان أو صدّيقا، أي: كان جامعا لمقام الصدّيقين والأنبياء حين خاطب أباه بتلك المخاطبات عَنْكَ شَيْئاً كاف ما لَمْ يَأْتِكَ حسن سَوِيًّا كاف، ومثله: لا تعبد الشيطان، وكذا: عصيّا، ووليّا. وقال بعضهم: ليس وليّا بوقف، وإنما الوقف عن آلهتي. وقال بعضهم: الوقف على إبراهيم ويجعل النداء متعلقا بأوّل الكلام، أي: يا إبراهيم أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي وعَنْ آلِهَتِي تامّ عند نافع وأحمد بن جعفر. ثم يبتدئ يا إبراهيم على الاستئناف لَأَرْجُمَنَّكَ حسن مَلِيًّا كاف، ومثله: سلام عليك للابتداء بسين الاستقبال، ومثله: ربي، وكذا: بي حفيّا مِنْ دُونِ اللَّهِ حسن وَأَدْعُوا رَبِّي جائز، والوصل أولى، لأن عسى كلمة ترجّ للإجابة فتوصل بالدعاء رَبِّي شَقِيًّا كاف مِنْ دُونِ اللَّهِ الثاني ليس بوقف، لأن وهبنا له جواب فلما وَيَعْقُوبَ حسن، لأن كلا منصوب بجعلنا ولذلك لم يكن معطوفا على ما قبله جَعَلْنا نَبِيًّا كاف مِنْ رَحْمَتِنا حسن عَلِيًّا كاف مُوسى جائز، للابتداء بإن، ومثله: مخلصا نَبِيًّا كاف الْأَيْمَنِ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مُبِينٍ تامّ، وكذا: لا يؤمنون وَمَنْ عَلَيْها جائز يُرْجَعُونَ تامّ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ مفهوم، وكذا: نبيّا وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً تامّ وكذا: سويّا الشَّيْطانَ كاف عَصِيًّا تامّ، وكذا: وليّا، و: بإبراهيم، ومليّا سَلامٌ عَلَيْكَ كاف، وكذا: ربي وحفيّا، وشقيّا، وإسحاق ويعقوب جَعَلْنا نَبِيًّا حسن عَلِيًّا تامّ مُوسى

حسن، ومثله: نجيا نَبِيًّا تامّ إِسْماعِيلَ جائز، ومثله: صادق الوعد نَبِيًّا كاف بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ حسن مَرْضِيًّا تامّ إِدْرِيسَ جائز نَبِيًّا كاف، ومثله: عليا مَعَ نُوحٍ جائز، ومثله: إسرائيل، وإن جعل من ذرية إبراهيم وما بعده مستأنفا على تقدير كونه وما بعده خبر مبتدإ محذوف تقديره قوم موصوفون، إذا تتلى عليهم إلخ كان كافيا، والأصح أن الكل عطف على آدم إلى قوله: اجتبينا وَاجْتَبَيْنا كاف وَبُكِيًّا كاف الشَّهَواتِ جائز: للابتداء بالتهديد غَيًّا جائز، لكونه رأس آية. قال عبد الله بن عمر: والغيّ واد في جهنم يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ الأولى وصله وما بعده إلى بالغيب، فلا يوقف على شيئا، لأن جنات عدن بدل من الجنة، وإن نصب جنات بفعل مقدّر حسن الوقف على شيئا، وكذا: يحسن الوقف عليه على قراءة من قرأ: جنات بالرفع على إضمار مبتدإ محذوف تقديره تلك جنات عدن، وبها قرأ أبو حيوة والحسن وعيسى بن عمر والأعمش: وقرأ العامة بكسر التاء بِالْغَيْبِ حسن مَأْتِيًّا كاف إِلَّا سَلاماً استثناء منقطع، لأن سلام الملائكة ليس من جنس اللغو، فهو من وادي قوله: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مفهوم رَسُولًا نَبِيًّا كاف نَجِيًّا حسن. وقال أبو عمرو، كاف هارُونَ نَبِيًّا تامّ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ مفهوم رَسُولًا نَبِيًّا صالح وَالزَّكاةِ مفهوم مَرْضِيًّا تامّ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ مفهوم صِدِّيقاً نَبِيًّا كاف عَلِيًّا حسن. وقال أبو عمرو: كاف وَاجْتَبَيْنا كاف وَبُكِيًّا حسن. وقال أبو عمرو: تام الشَّهَواتِ صالح يَلْقَوْنَ غَيًّا جائز، لأنه رأس آية ولا أحبه لتعلق ما بعده به، والوقف على وَعَمِلَ صالِحاً أصلح منه، فإن وقف على غيا لم يقف على وعمل صالحا لأن المعنى عليه. لكن من تاب إلخ، فمن مبتدأ خبره فأولئك يدخلون الجنة ولا يفصل بين المبتدأ والخبر الْجَنَّةَ صالح، والأحسن أن لا يوقف عليه ولا على شيئا، لأن جَنَّاتِ عَدْنٍ بدل من الجنة بِالْغَيْبِ كاف، وكذا: مأتيا إِلَّا سَلاماً حسن،

ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم ... بهنّ فلول من قراع الكتائب يعني إن وجد فيهم عيب فهو هذا، وهذا لا يعدّه أحد عيبا، فانتفى عنهم العيب بدليله وَعَشِيًّا كاف تَقِيًّا تامّ رَبِّكَ حسن، ومثله: ما بين ذلك نَسِيًّا تامّ، إن جعل ربّ خبر مبتدإ محذوف، أي: ذلك ربّ: وجائز، إن جعل بدلا من ربك. وجاز وإن تعلق به ذلك، لأنه رأس آية وَما بَيْنَهُما كاف، ومثله: لعبادته سَمِيًّا تامّ أَإِذا ما مِتُّ ليس بوقف، لفصله بين القول والمقول، وهما كشيء واحد حَيًّا تام أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ لا يحسن الوقف عليه، لأن وَلَمْ يَكُ شَيْئاً معطوف على ما قبله وَلَمْ يَكُ شَيْئاً حسن، وقيل: تامّ وَالشَّياطِينَ جائز، ومثله: جثيا مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ ليس بوقف لأن موضع أي: نصب وإن كانت في اللفظ مرفوعة، وسأل سيبويه الخليل بن أحمد عنها فقال: هي مرفوعة على الحكاية بمنزلة قول الأخطل: ولقد أبيت من الفتاة بمنزل ... فأبيت لا حرج ولا محروم كأنه قال: الذي يقال لا هو حرج ولا محروم، وكأنه في الآية قال: من كل شيعة الذي يقال أيهم أشدّ، ومن قرأ أَيُّهُمْ بالنصب لا يسوغ له الوقف على شِيعَةٍ على حالة من الأحوال عِتِيًّا جائز، ومثله: صليا، لأنهما رأسا آية وارِدُها كاف ومَقْضِيًّا جائز جِثِيًّا تامّ، ولا وقف إلى قوله: نديا، فلا يوقف على: بينات، لأن قال جواب إذا، ولا على الذين ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: وعشيّا مَنْ كانَ تَقِيًّا تامّ بِأَمْرِ رَبِّكَ حسن، وكذا: وما بين ذلك نَسِيًّا تامّ، إن جعل، رب السموات خبر مبتدإ محذوف، وجائز إن جعل بدلا من ربك وجاز وإن تعلق به ذلك، لأنه رأس آية وَما بَيْنَهُما كاف، وكذا: لعبادته سَمِيًّا حسن. وقال أبو عمرو: تامّ حَيًّا تامّ، وكذا: شيئا جِثِيًّا صالح، وكذا: عتيا صِلِيًّا تامّ وارِدُها كاف مَقْضِيًّا تامّ جِثِيًّا صالح

آمنوا، لأن ما بعده مقول قال: نَدِيًّا كاف، ومثله: من قرن، وكذا: ورئيا، وكذا: مدّا، وجواب إذا محذوف تقديره: إذا رأوا العذاب أو الساعة آمنوا وَإِمَّا السَّاعَةَ جائز، للابتداء بالتهديد وَأَضْعَفُ جُنْداً تامّ، ومثله: هدى، عند أبي حاتم وكذا: مردّا، وولدا، لأنه آخر كلامهم الْغَيْبَ ليس بوقف، لأن أم معادلة للهمزة في أَطَّلَعَ فلا يفصل بينهما، لأنهما كالشيء الواحد عَهْداً تامّ وكَلَّا أتمّ منه، لأنها للردع والزجر. قاله الخليل وسيبويه. وقال أبو حاتم: هي بمعنى ألا الاستفتاحية، وهذه هي الأولى من لفظ كَلَّا الواقع في القرآن في ثلاثة وثلاثين موضعا في خمس عشرة سورة، وليس في النصف الأول منها شيء. وسئل جعفر بن محمد عن كَلَّا لم لم يقع في النصف الأول منها شيء؟ فقال: لأن معناها الوعيد والتهديد فلم تنزل إلا بمكة، لأن أهلها جبابرة، فهي ميعاد للكفار، وأحسن ما قيل في معنى كلا إنها تنقسم قسمين، أحدهما: أن تكون ردعا وزجرا لما قبلها، أو تكون بمعنى ألا بالتخفيف، فإن كانت للردع والزجر حسن الوقف عليها ويبتدأ بما بعدها، وهذا قول الخليل بن أحمد وإن كانت بمعنى ألا أو حقا فإنه يوقف على ما قبلها ويبتدأ بها، وهذا قول أبي حاتم السجستاني، وإذا تدبرت جميع ما في القرآن من لفظ كَلَّا وجدته على ما قاله الخليل كما تقدم مَدًّا جائز، ولا يوقف على يقول لعطف ما بعده على ما قبله فَرْداً كاف عِزًّا جائز كَلَّا تام، لأنها للردع والزجر كالتي قبلها ضِدًّا تامّ أَزًّا جائز، ومثله: فلا تعجل عليهم عَدًّا كاف، إن نصب يوم بمضمر، أو قطع ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ نَدِيًّا حسن، وكذا: ورئيا مَدًّا صالح جُنْداً تامّ، وكذا: هدى، ومردّا وَوَلَداً جائز عَهْداً تامّ، وأتم منه الوقف على: كلا لأنها زجر وردّ لما قبلها. وقيل: إنها بمعنى حقّا. وإلا لم يحسن الوقف على عَهْداً دون كَلَّا مَدًّا صالح فَرْداً كاف عِزًّا حسن، ويأتي في كلا ما مرّ فيها آنفا ضِدًّا تامّ أَزًّا صالح تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ مفهوم عَدًّا كاف، إن نصب ما بعده بالإغراء،

عما قبله بالإغراء، وجائز إن نصب بنعدّ لهم، وإنما جاز، لأنه رأس آية وَفْداً جائز، وإنما جاز مع العطف، لأن هذا من عطف الجمل عند بعضهم وِرْداً حسن لئلا تشتبه بالجملة بعد التي لنفي شفاعة معبوداتهم، وردّا لقولهم: هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ بالوصف لهم بالجملة عَهْداً جائز. وقيل: تامّ، لأنه لو وصل لا يعطف وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً على اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً، وإن كان اتخذ موحدا على لفظ من، فإن قالوا عائد على معنى من، لأن من يصلح للجمع فيؤدي إذا إلى إثبات الشفعة لمن قال: اتخذ الرحمن ولدا، قاله السجاوندي، وتفيده عبارة أبي حيان، فانظرها إن شئت وَلَداً جائز إِدًّا كاف، ومعنى إِدًّا أي: منكرا يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ جائز، قرأ أبو عمرو وأبو بكر بالياء والنون هنا وفي الشورى، وقرأ نافع وابن كثير والكسائي وحفص عن عاصم بالياء والتاء وتشديد الطاء فيهما، وقرأ حمزة وابن عامر في هذه السورة بالياء والنون، وفي الشورى بالياء والتاء وتشديد الطاء هَدًّا ليس بوقف، لأن أن موضعها نصب بما قبلها، أي: بأن دعوا وَلَداً كاف. وقيل: تامّ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً تامّ. رسموا آتِي الرَّحْمنِ بالياء كما ترى عَبْداً كاف، ومثله: عدّا فَرْداً تامّ، ومثله: ودّا، وكذا: لدّا، أي: شدادا في الخصومة، وهم الكفار مِنْ قَرْنٍ حسن مِنْ أَحَدٍ ليس بوقف، لعطف ما بعده بأو على ما قبله، آخر السورة: تامّ. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وجائز إن نصب بنعدّ، وإنما جاز لأنه رأس آية وِرْداً مفهوم عَهْداً صالح اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً جائز شَيْئاً إِدًّا كاف يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ مفهوم أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً كاف أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً حسن عَبْداً كاف عَدًّا حسن فَرْداً تامّ وُدًّا كاف قَوْماً لُدًّا حسن مِنْ قَرْنٍ صالح، آخر السورة تام.

سورة طه عليه الصلاة والسلام

سورة طه عليه الصلاة والسلام مكية (¬1) مائة وثلاثون واثنتان في البصري، وأربع في المدنيين والمكيّ. وخمس في الكوفي، وأربعون في الشامي، وكلمها ألف وثلاثمائة وإحدى وأربعون كلمة، وحروفها خمسة آلاف ومائتان وحرفان، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع خمسة مواضع: فاعبدني، ولا برأسي، منها جميعا، معيشة ضنكا، لكان لزاما. طه كاف، لمن جعلها اسما أو افتتاحا للسورة، فتكون في موضع نصب بفعل مضمر تقديره: اتل، أو اقرأ، وليس بوقف لمن فسر طه بيا إنسان لاتصاله بما بعده، أو سكن الهاء، بمعنى طإ الأرض بقدميك، فهو فعل أمر والهاء مفعول أو للسكت، أو مبدلة من الهمزة، أي: قلبوا الهمزة هاء فصار طه، وليس طه بوقف إن جعل طه قسما جوابه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ فلا يفصل بين القسم وجوابه، وأما الطاء والهاء حمزة وورش والكسائي. وأمال ـــــــــــــــــــــــــ سورة طه عليه السلام مكية طه تقدم الكلام عليه في سورة البقرة لِمَنْ يَخْشى كاف، وكذا: العلى ¬

_ (¬1) وهي مائة وثلاثون وخمس في الكوفي، وأربع في الحجازي، واثنان في البصري، وأربعون في الشامي، والخلاف في إحدى وعشرين آية: طه [1]، وما غَشِيَهُمْ [78]، وضَلُّوا [92] كوفي، الْحَياةِ الدُّنْيا [131]، ومِنِّي هُدىً [123] غير كوفي، كَثِيراً* فيهما (33، 34] غير بصري، مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ [47]، وأَوْحَيْنا إِلى مُوسى [77]، ووَ لا تَحْزَنَ [40] وفِي أَهْلِ مَدْيَنَ [40] شامي، وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي [41] سماوي، مَحَبَّةً مِنِّي [39] علوي، فُتُوناً [40] بصري، شامي. إِلَيْهِمْ قَوْلًا [89] ووَعْداً حَسَناً [86] إسماعيل، أَلْقَى السَّامِرِيُّ [87] غير إسماعيل، أَسِفاً [86] مدني، مكي، إِلهُ مُوسى [88] مدني، مكي فَنَسِيَ [88] غير مدني، مكي صَفْصَفاً ح 106] سماوي، بصري وانظر: «التلخيص» (ص 326).

أبو عمرو الهاء فقط والباقون بفتحهما لِتَشْقى ليس بوقف، للاستثناء بعده لِمَنْ يَخْشى كاف، إن نصب ما بعده بفعل مقدّر، أي: نزّله تنزيلا، وليس بوقف إن نصب تنزيلا بدل اشتمال من تذكرة أو جعل تنزيلا حالا لا مفعولا له، لأن الشيء لا يعلل بنفسه، إذ يصير التقدير، ما أنزلنا القرآن إلا للتنزيل الْعُلى كاف، ومثله: استوى. ومنهم من يجعل لَهُ ما فِي السَّماواتِ من صلة استوى وفاعل استوى ما الموصولة بعده، أي: استوى الذي له ما في السموات، فعلى هذا يكون الوقف على العرش تامّا، كذا يروى عن ابن عباس وإنه كان يقف على العرش وهو بعيد، إذ يبقى قوله: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ كلاما تامّا، ولا يصح ذلك. انظر السمين الثَّرى تامّ، ومثله: وأخفى إِلَّا هُوَ حسن الْحُسْنى تامّ حَدِيثُ مُوسى ليس بوقف، لأن إذ ظرف منصوب بما قبله، وهو الإتيان، ومن وقف جعل إذ ظرفا منصوبا بمحذوف مقدّما، أي: اذكر إذ، أو بعده، أي: إذا رأى نارا كان كيت وكيت إِذْ رَأى ناراً جائز، ومثله: امكثوا هُدىً كاف نُودِيَ يا مُوسى حسن، لمن قرأ إني بكسر الهمزة، لأن النداء بمعنى القول، وهي تكسر بعده، وليس بوقف لمن فتحها، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو، وموضعها رفع، لأنه قام مقام الفاعل في نودي، وحذف تعظيما نَعْلَيْكَ جائز، للابتداء بإن طُوىً كاف، ومثله: وأنا اخترتك، لمن قرأ: وأنا اخترتك بالتخفيف، فأنا مبتدأ، وليس بوقف على قراءة حمزة وأنا اخترناك بفتح الهمزة، وأنا بالتشديد عطفا على أن بفتح الهمزة لِما يُوحى ليس بوقف، لأن قوله: إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا بيان وتفسير للإبهام في: لما يوحى، فلا يفصل بين المفسر والمفسر ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ اسْتَوى تامّ، وكذا: الثرى، و: أخفى إِلَّا هُوَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف الْحُسْنى تامّ هُدىً كاف. وقال أبو عمرو: تامّ طُوىً حسن. وقال

فَاعْبُدْنِي جائز. وقيل: لا يجوز للعطف لِذِكْرِي تامّ، واستحسن أبو جعفر أن خبر أكاد محذوف تقديره: أكاد أظهرها، أو آتى بها لقربها إلا إن كان أخفى من الأضداد بمعنى الإظهار، فالوقف على أكاد والأكثر على الوصل. وحاصل معنى الآية أنه يحتمل الظهور والستر، فإذا كان معناها الظهور اتصلت بما بعدها في المعنى تقديره: أظهرها لتجزى، وإذا كان معناها الستر تعلقت اللام بما قبلها، أي: هي آتية لتجزى وهو تفصيل حسن بِما تَسْعى كاف، ومثله: فتردى يا مُوسى كاف عَلى غَنَمِي جائز أُخْرى كاف يا مُوسى جائز تَسْعى كاف، سيرتها الأولى، كذلك على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على: خذها، وعليه فلا يوقف على، لا تخف، ولا على: الأولى آيَةً أُخْرى جائز، إن أضمر فعل بعدها، أي: فعلنا ذلك لنريك من آياتنا، فمن آياتنا مفعول لنريك. والثاني الكبرى، أو من آياتنا المفعول الثاني، والكبرى صفة لآياتنا، وهو المختار الْكُبْرى تامّ، لاستئناف الأمر طَغى كاف مِنْ لِسانِي ليس بوقف، لأن قوله: يَفْقَهُوا قَوْلِي جواب قوله: واحلل عقدة يَفْقَهُوا قَوْلِي جائز، ومثله: من أهلي، إن نصب هارون بفعل مقدّر، أي: أخص هارون، وكذا يوقف على أهلي إن جعل أخي مبتدأ واشدد خبره، وليس من أهلي بوقف إن جعل هارون بدلا من وزيرا، ويوقف على أهلي إن جعلت همزة أشدد همزة وصل، وليس أهلي، وكذا: أخي بوقف على قراءة ابن عامر، أشدد بفتح همزة المتكلم وجزم الفعل جوابا للأمر في قوله: واجعلي لي وزيرا، فكأنه قال: اجعل لي وزيرا اشدد ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أبو عمرو: كاف فَاعْبُدْنِي جائز لِذِكْرِي تامّ بِما تَسْعى كاف. وقيل: الوقف على أكاد أخفيها فَتَرْدى تامّ يا مُوسى كاف مَآرِبُ أُخْرى حسن يا مُوسى صالح. وقال أبو عمرو: كاف تَسْعى كاف، وكذا: الأولى الْكُبْرى تامّ طَغى حسن. وقال أبو عمرو: كاف يَفْقَهُوا قَوْلِي صالح

به أزري وأشركه بضم الهمزة وجزم الفعل، لأنه يجزم أشدد جوابا لقوله: واجعل، وأشركه عطف عليه، وعلى قراءته لا يوقف على أَزْرِي لعطف ما بعده على ما قبله، وعلى قراءة غير فالوقف على أَزْرِي حسن، وذلك أنّ وأشركه دعاء ثان، فالوقف فاصل بين الدعوتين، ولا يوقف من قوله: وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً إلى كَثِيراً الثاني، لأن العطف صيرها كالشيء الواحد، وإن جعلت همزة أشدد همزة وصل جاز كَثِيراً الثاني كاف بَصِيراً تامّ سُؤْلَكَ يا مُوسى جائز، عند قوم. ثم لا وقف من قوله: ولقد مننا إلى أليم، فلا يوقف على أُخْرى للتعليل بعده، ولا على: يوحى، لأن أن اقذفيه تفسير ما يوحي، فلا يفصل بين المفسر والمفسر، أو أن مصدرية ومحلها نصب بدل من ما فيما يوحي فِي الْيَمِّ حسن بِالسَّاحِلِ ليس بوقف، لأن قوله: يَأْخُذْهُ جواب الأمر، وهو قوله: فليلقه وَعَدُوٌّ لَهُ جائز مَحَبَّةً مِنِّي ليس بوقف، لعطف ما بعده على ما قبله على قراءة الجمهور، ولتصنع بكسر لام كي ونصب الفعل. ومن قرأ: ولتصنع بسكون اللام والجزم وقف على: عيني، ولو وصله لصار إذا ظرفا لتصنع، وليس بظرف له، ومن قرأ: ولتصنع بفتح التاء والنصب، أي: لتعمل أنت يا موسى بمرأى مني فلا يوقف على: عيني مَنْ يَكْفُلُهُ جائز وَلا تَحْزَنَ كاف، لأنه آخر الكلام ورأس آية فُتُوناً حسن، ومثله: على قدر يا موسى، ولنفسي، وبآياتي، وذكري طَغى جائز أَوْ يَخْشى كاف قَوْلًا لَيِّناً ليس بوقف، لحرف الترجي بعده، وهو في التعلق كلام كي. وقرأ أبو معاذ قَوْلًا لَيِّناً فخفف لين كميّت وميت. قال السدّي: أوحى الله إلى موسى أن يذهب إلى فرعون هو ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أَخِي جائز: إن جعلت همزة اشْدُدْ همزة وصل، وإلا فلا، لأن أشدد حينئذ للمتكلم جوابا للأمر كَثِيراً جائز بَصِيراً تامّ يا مُوسى صالح، وكذا: وعدوّ له، ومن يكفله، ولا تحزن فُتُوناً كاف، وكذا: قدر يا موسى. وقيل: الوقف على قدر فِي ذِكْرِي صالح، وكذا: طغى أَوْ يَخْشى كاف يَطْغى حسن

وهارون، وأن يقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى. فقال له موسى: هل لك أن يردّ الله عليك شبابك ويردّ مناكحك ومشاربك، وإذا متّ دخلت الجنة وتؤمن؟ فكان هذا القول اللين، فركن إليه وقال مكانك حتى يأتي هامان، فلما جاء قال له أتعبد بعد أن كنت تعبد أنا أردّك شابا فخضبه بالسواد، فكأنه أول من خضب، وفي الرواية ليس في القرآن من الله لفظ لعلّ، وعسى إلا وقد كان فلما قال تعالى: لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى تذكر وخشي حيث لم ينفعه بعد أن أدركه الغرق أَوْ أَنْ يَطْغى حسن لا تَخافا جائز، ومثله: وأرى رَسُولا رَبِّكَ ليس بوقف لمكان الفاء وَلا تُعَذِّبْهُمْ حسن، لأن قد لتوكيد الابتداء، ومثله: بآية من ربك الْهُدى كاف، ومثله: وتولى، وكذا: يا موسى وثُمَّ هَدى، والْأُولى، وفِي كِتابٍ كلها وقوف كافية وَلا يَنْسى تامّ، لأنه آخر كلام موسى وما بعده من كلام الله مستأنف، فالذي خبر مبتدإ محذوف أو منصوب بإضمار أمدح، وليس بوقف إن جعل بدلا أو صفة لربي، وعليهما فلا يوقف على: في كتاب سُبُلًا ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله ماءً حسن لأنه آخر كلام موسى على القول الثاني. ثم قال تعالى: فَأَخْرَجْنا بِهِ إلى قوله: أنعامكم شَتَّى كاف، ومثله: أنعامكم لِأُولِي النُّهى تامّ، ومثله: تارَةً أُخْرى، وفَكَذَّبَ وَأَبى، وبِسِحْرِكَ يا مُوسى كلها وقوف تقرب من التام بِسِحْرٍ مِثْلِهِ جائز، ومثله موعدا مَكاناً سُوىً كاف يَوْمُ الزِّينَةِ ليس بوقف، سواء رفع يوم أو نصب لأن قوله، وأن يحشر الناس ضحى موضع أن رفع لمن رفع يوم أو نصب لمن نصبها. وقرئ شاذا، وأن تحشر بتاء ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أَسْمَعُ وَأَرى مفهوم مِنْ رَبِّكَ حسن، وكذا: الهدى، وتولى أحسن يا مُوسى كاف، وكذا: ثم هدى، والأولى مِنَ السَّماءِ ماءً صالح مِنْ نَباتٍ شَتَّى حسن أَنْعامَكُمْ صالح لِأُولِي النُّهى حسن تارَةً أُخْرى تامّ فَكَذَّبَ وَأَبى كاف بِسِحْرٍ مِثْلِهِ صالح، وكذا: موعدا سُوىً كاف،

الخطاب، وأن يحشر بياء الغيبة ونصب الناس في القراءتين والضمير فيهما لفرعون، أي: وأن تحشر يا فرعون أو أن يحشر فرعون الناس ثُمَّ أَتى كاف بِعَذابٍ حسن، لاختلاف الجملتين مَنِ افْتَرى كاف بَيْنَهُمْ جائز النَّجْوى كاف، على قراءة من قرأ: إن هذان لساحران على أن إن حرف جواب كنعم، وهذان مبتدأ ولساحران خبره واللام زائدة: كذا أوّله بعضهم بجعل إن بمعنى نعم، وحكي أن رجلا قال لابن الزبير: لعن الله ناقة حملتني إليك. فقال إن وراكبها، أي: نعم، ولعن راكبها، وفيه دخول اللام على خبر المبتدإ غير المؤكد بإن المكسورة، ومثله: لا يقع إلا ضرورة كقوله: أمّ الحليس لعجوز شهر به ... ترضى من اللّحم بعظم الرّقبه الْمُثْلى كاف، ومثله: صفا، وكذا: من استعلى، وأوّل من ألقى بَلْ أَلْقُوا جائز تَسْعى كاف، ومثله: خيفة موسى لا تَخَفْ جائز الْأَعْلى كاف ما صَنَعُوا حسن، ومثله: كيد ساحر حَيْثُ أَتى كاف، وقرئ كيد سحر بغير ألف وعليها يكون الوقف كافيا سُجَّداً جائز بِرَبِّ هارُونَ وَمُوسى كاف قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ حسن، على استئناف ما بعده عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ جائز، لتضمن اللام والنون معنى القسم. كذا قيل، وفيه نظر لأن الكلام صادر من واحد، فلا وقف إلى وأبقى ولو كان صادرا من اثنين لكان الوقف عليه، وعلى جذوع النخل كذلك فِي جُذُوعِ النَّخْلِ حسن، للابتداء بلام القسم عَذاباً وَأَبْقى كاف وَالَّذِي فَطَرَنا حسن، الواو للقسم، ودليل جوابه ما قبله، وهو لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: ضحى ثُمَّ أَتى حسن، وكذا: بعذاب مَنِ افْتَرى كاف، وكذا: النجوى، وصفا، ومن استعلى، ومن ألقى بَلْ أَلْقُوا صالح تَسْعى كاف، وكذا: خيفة موسى لا تَخَفْ جائز الْأَعْلى كاف ما صَنَعُوا حسن. وكذا كيد ساحر حَيْثُ أَتى جائز، وكذا: هارون وموسى أَنْ آذَنَ لَكُمْ صالح

كما تقول لن أقوم والله، فما قبل القسم قد كفى عن جوابه، والجواب محذوف، أي: وحق الذي فطرنا لا نؤثرك على الحق، والأصح أن الواو للعطف على ما جاءنا، أي: وعلى الذي فطرنا لما لاحت لهم حجة الله في المعجز ما أَنْتَ قاضٍ حسن، ومثله: الحياة الدنيا خَطايانا ليس بوقف، لأن موضع ما نصب بالعطف على خطايانا، أي: ويغفر لنا ما أكرهتنا عليه من السحر، فما اسم ناقص، ومن جعل ما نافية وقف على خطايانا مِنَ السِّحْرِ تامّ وَأَبْقى تامّ، على أن ما بعده من كلام الله، وليس بوقف إن جعل من كلام السحرة مُجْرِماً ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد جَهَنَّمَ جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن كان صفة لها وَلا يَحْيى كاف الدَّرَجاتُ الْعُلى كاف، إن رفعت جنات على الاستئناف خبر مبتدإ محذوف وجائز إن رفعتها بدلا من الدرجات، وإنما جاز الوقف لأنه رأس آية خالِدِينَ فِيها حسن مَنْ تَزَكَّى تامّ يَبَساً كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل صفة لطريقا، بمعنى لا تخاف فيه، وكذا ليس بوقف على قراءة حمزة، لا تخف بالجزم جواب الأمر وهو فاضرب، أي: أن تضرب لهم طريقا في البحر لا تخف دركا. ثم تبتدئ ولا تخشى، فلا نافية، أي: أي وأنت لا تخشى غرقا، وإن جعلته مجزوما بالعطف على لا تخف لم يوقف على دركا، ويجوز جعل لا تخاف جواب الأمر وأثبتوا الألف فيه قياسا على قول الشاعر: ألم يأتيك والأنباء تنمى ... بما لاقت لبون بني زياد ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ مفهوم عَذاباً وَأَبْقى حسن، وكذا: والذي فطرنا، و: ما أنت قاض، وهذه الحياة الدنيا مِنَ السِّحْرِ تامّ، وكذا: خير وأبقى وَلا يَحْيى كاف الدَّرَجاتُ الْعُلى صالح، وإنما جاز ذلك مع أن جنات بدل من الدرجات لأنه رأس آية خالِدِينَ فِيها تامّ وكذا: من تزكى فِي الْبَحْرِ يَبَساً صالح وَلا تَخْشى

وَلا تَخْشى تامّ ما غَشِيَهُمْ كاف وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ جائز وَما هَدى تامّ، للابتداء بالنداء مِنْ عَدُوِّكُمْ جائز، ومثله: الأيمن وَالسَّلْوى كاف وَلا تَطْغَوْا فِيهِ ليس بوقف لأن فيحلّ منصوب بإضمار أن بعد الفاء في جواب النهي غَضَبِي كاف، للابتداء بالشرط فَقَدْ هَوى كاف، ومثله: ثم اهتدى، وكذا: يا موسى عَلى أَثَرِي جائز لِتَرْضى كاف مِنْ بَعْدِكَ جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله السَّامِرِيُّ كاف، ومثله: أسفا، وكذا: وعدا حسنا الْعَهْدُ حسن، لأن أم بمعنى ألف الاستفهام كأنه قال أأردتم أن يحلّ عليكم مَوْعِدِي حسن بِمَلْكِنا ليس بوقف لحرف الاستدراك، وقرئ بتثليث الميم بفتحها وضمها وكسرها تقول: ملك الله كل شيء ملكا بضم الميم، وملك غيره الشيء ملكا وملكا بفتحها وكسرها، وبهما قرئ هنا فَقَذَفْناها جائز، ومثله: السامريّ فَنَسِيَ تامّ، للابتداء بالاستفهام وَلا نَفْعاً كاف، على أن معطوف لا الثانية داخل. وإن جعل في معنى النفي المستأنف حسن الوقف على قولا. والأول أقوى في المعنى لأنه أراد أن ينفي القول مع ترك الضرّ والنفع فُتِنْتُمْ بِهِ حسن وَأَطِيعُوا أَمْرِي كاف عاكِفِينَ ليس بوقف لأن ما بعده علة في زوال ما قبل حتى لأنهم غيوا عبادتهم إلى رجوع موسى ومُوسى كاف أَلَّا تَتَّبِعَنِ جائز، أن هي الناصبة للمضارع ويسبك مصدرا، أي: ما منعك من اتباعي، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ، ومن قرأ: لا تخف بالجزم جواب الأمر، وهو فاضرب لم يقف على يبسا، والتقدير أن تضرب لهم طريقا في البحر لا تخف دركا وأنت لا تخشى غرقا، والوقف في هذه القراءة على تخف دَرَكاً كاف ما غَشِيَهُمْ كاف وَما هَدى تامّ وَالسَّلْوى حسن عَلَيْكُمْ غَضَبِي كاف فَقَدْ هَوى تامّ، وكذا: ثم اهتدى يا مُوسى كاف عَلى أَثَرِي مفهوم لِتَرْضى كاف السَّامِرِيُّ حسن

أي: أيّ شيء منعك، فموضع أن نصب مفعول ثان لمنع ولا زائدة، أي: ما منعك أن تتبعني أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي كاف وَلا بِرَأْسِي جائز، للابتداء بأن قَوْلِي كاف، ومثله: يا سامريّ اسمه موسى بن ظفر من أهل مصر كان من القوم الذين يعبدون البقر، ولما همّ موسى عليه السلام بقتله أوحى الله إليه لا تقتله إنه كان سخيّا، وقيل فيه: إذا المرء لم يخلق سعيدا من الأزل ... فخاب مربيه وخاب المؤمّل فموسى الذي ربّاه جبريل كافر ... وموسى الذي ربّاه فرعون مرسل لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ جائز، ولم يبلغ درجة التمام، لأن ما بعده كالجواب نَفْسِي كاف لا مِساسَ حسن. يعني لا تخالط الناس إلى أن تموت لَنْ تُخْلَفَهُ جائز، ومثله: ظلت عليه عاكفا، لأن اللام التي بعده معها قسم محذوف فكأنه قال والله لنحرّقنه نَسْفاً تامّ إِلَّا هُوَ حسن عِلْماً تامّ ما قَدْ سَبَقَ حسن، ومثله: ذكرا، وكذا وزرا خالِدِينَ فِيهِ كاف، خالدين حال من فاعل يحمل حِمْلًا تامّ، إن نصب يوم بالإغراء وجائز إن نصب بدلا من يوم القيامة، لأنه رأس آية زُرْقاً كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال عَشْراً كاف يَوْماً تامّ نَسْفاً كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل معطوفا على ما قبله أَمْتاً كاف، إن جعل يومئذ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أَسِفاً كاف وَعْداً حَسَناً حسن، وكذا: موعدي بِمَلْكِنا مفهوم، وكذا: فقذفناها فَنَسِيَ تامّ، وكذا: ولا نفعا فُتِنْتُمْ بِهِ حسن وَأَطِيعُوا أَمْرِي كاف، وكذا: موسى تَتَّبِعَنِ جائز أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي حسن، وكذا: قولي يا سامِرِيُّ كاف، وكذا لنفسي لا مِساسَ حسن لَنْ تُخْلَفَهُ صالح نَسْفاً تامّ إِلَّا هُوَ جائز عِلْماً تامّ ما قَدْ سَبَقَ حسن، وكذا ذكرا، ووزرا خالِدِينَ فِيهِ كاف حِمْلًا تامّ، إن نصب ما بعده بالإغراء، وجائز إن

متعلقا بيتبعون، وجائز إن جعل متعلقا بما قبله. قال مجاهد: لا ترى فيها عوجا ولا أمتا، أي: لا ارتفاعا ولا انخفاضا لا عِوَجَ لَهُ جائز: ومثله: للرحمن إِلَّا هَمْساً كاف الشفاعة ليس بوقف؛ لأن ما بعد إلا منصوب بما قبلها، أي: لا تنفع الشفاعة إلا الرجل المأذون له في شفاعته قَوْلًا تامّ وَما خَلْفَهُمْ جائز عِلْماً تامّ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ كاف ظُلْماً تامّ، للابتداء بالشرط وَهُوَ مُؤْمِنٌ ليس بوقف، لأن ما بعده جواب الشرط فلا يفصل بينهما وَلا هَضْماً تامّ، ومثله: ذكرا الْمَلِكُ الْحَقُّ حسن، ومثله: وحيه، وكذا علما، ومثله: عزما إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى كاف وَلِزَوْجِكَ جائز فَتَشْقى كاف، مثله: تعرى لمن قرأ وإنك بكسر الهمزة على الاستئناف وبها قرأ نافع وعاصم وليس بوقف لمن قرأها بالفتح، لأنها محمولة على ما قبلها من اسم إن، أي: إن لك انتفاء الجوع والعري وانتفاء الظمإ والضحى فيها وَلا تَضْحى كاف الشَّيْطانُ جائز، ومثله: لا يبلى فَأَكَلا مِنْها ليس بوقف، لأن ما بعد الفاء أوجبه ما قبلها مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ حسن فَغَوى جائز، ووصله بما بعده أجود وَهَدى تامّ مِنْها جَمِيعاً كاف، على استئناف ما بعده مبتدأ وخبره عدوّ، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع نصب حالا من الضمير في اهبطا، أي: اهبطا في هذه الحالة بعضكم لبعض عدوّ، وعَدُوٌّ كاف، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ نصب بدلا من يوم القيامة لأنه رأس آية إِلَّا عَشْراً كاف إِلَّا يَوْماً تامّ، وكذا: ولا أمتا لا عِوَجَ لَهُ صالح إِلَّا هَمْساً كاف وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا تامّ، وكذا به علما لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ حسن مَنْ حَمَلَ ظُلْماً تامّ، وكذا: ولا هضما، ولهم ذكرا، والملك الحق، ووحيه، وعلما، وعزما إِبْلِيسَ أَبى كاف فَتَشْقى صالح وَلا تَعْرى كاف، لمن قرأ: وإنك بكسر الهمزة وَلا تَضْحى تامّ لا يَبْلى كاف، وكذا: من ورق الجنة فَغَوى صالح، وإن وصل بما بعده فأحسن وَهَدى

ولا وقف من قوله، فأما إلى يشقى، فلا يوقف على هدى ولا على هداي لأن فلا جواب إما وإما هذه كلمتان إن التي للشرط، ودخلت عليها ما وهذه خلاف أما التي للعطف فإنها كلمة واحدة وَلا يَشْقى حسن ضَنْكاً جائز، لمن قرأ ونحشره بالنون ورفع الفعل على الاستئناف، وليس بوقف على قراءة أبان بن ثعلبة في آخرين بسكون الراء بالجزم عطفا على محل جزاء الشرط، وهو الجملة من قوله: فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً فإن محلها الجزم قال في الخلاصة: والفعل من بعد الجزا إن يقترن ... بالفا أو الواو بتثليث قمن وجزم أو نصب لفعل إثر فا ... أو واو فإن بالجملتين اكتنفا وقرئ أيضا بياء الغيبة. قال بعضهم: والمعيشة الضنك أن يسلب العبد القناعة حتى لا يشبع أَعْمى الأول كاف، والثاني ليس بوقف، لأن بعده واو الحال، كأنه قال لم حشرتني أعمى، وقد كانت هذه حالتي بَصِيراً كاف، ومثله تنسى مَنْ أَسْرَفَ ليس بوقف، لأن ما بعده من تمام شرطه بِآياتِ رَبِّهِ كاف، لأن بعده لام الابتداء وَأَبْقى تامّ فِي مَساكِنِهِمْ حسن لِأُولِي النُّهى تامّ مِنْ رَبِّكَ ليس بوقف، لأن جواب لولا لم يأت بعد وهو: لَكانَ لِزاماً ولِزاماً جائز عند بعضهم، أي: وله أجل مسمى، وليس بوقف إن عطف وأجل مسمى على كلمة، أي: ولولا أجل مسمى لكان العذاب لازما لهم، وأصل اللزام الأخذ باليد أو عطف على الضمير عائد على الأخذ العاجل المدلول عليه بالسياق، وقد قام الفصل بالخبر مقام التوكيد، والتقدير، ولولا سبقت كلمة من ربك لكان الأخذ العاجل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن مِنْها جَمِيعاً كاف، وكذا: لبعض عدوّ وَلا يَشْقى حسن وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى كاف، وكذا: بصيرا، وتنسى بِآياتِ رَبِّهِ تامّ، وكذا: أشدّ

وأجل مسمى لازمين لهم كما كانا لازمين لعاد وثمود ولم ينفرد الأجل المسمى دون الأخذ العاجل، انظر السمين وَقَبْلَ غُرُوبِها حسن، ومثله: ترضى أَزْواجاً مِنْهُمْ ليس بوقف إن نصب زهرة بدلا من موضع الموصول أو بدلا من محل به أو نصب على الحال من الهاء في به، ويجوز أن تنصب بفعل مقدر، أي: جعلناهم زهرة أو نصبت على الذمّ أو نصبت على المفعول به، أي: متعناهم زهرة الحياة الدنيا، أي: من زهرة كقوله تعالى: وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ أي: من قومه وقول الراعي: اخترتك الناس إذ رثت خلائقهم أي: من الناس فلما حذف من وصل الفعل فنصب لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ تامّ، ومثله: وأبقى عَلَيْها حسن، ومثله رزقا ونَرْزُقُكَ أحسن منه لِلتَّقْوى تامّ مِنْ رَبِّهِ كاف، ومثله: الأولى بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ ليس بوقف: لأن قوله: لقالوا جواب لو، وكذا: لولا أرسلت إلينا رسولا، ليس بوقف لأن قوله: فنتبع منصوب بإضمار أن بعد الفاء لأنه في تأويل هلا أرسلت إلينا رسولا. وهذا معناه التحضيض والأمر، وهو يكون لمن فوق المخاطب سؤالا وطلبا وَنَخْزى كاف فَتَرَبَّصُوا حسن، لأن ما بعده في تأويل الجواب لما قبله، وهو وعيد من الله تعالى فلا يفصل جوابه عنه لأنه لتأكيد الواقع، والوقف على متربص أحسن، لأن جملة التهديد داخلة في الأمر، آخر السورة: تام. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وأبقى فِي مَساكِنِهِمْ حسن لِأُولِي النُّهى تامّ، وكذا: وأجل مسمى وَقَبْلَ غُرُوبِها كاف تَرْضى حسن لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ تامّ، وكذا: وأبقى لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً صالح نَحْنُ نَرْزُقُكَ تام وكذا: للتوقى مِنْ رَبِّهِ كاف، وكذا: الأولى وَنَخْزى حسن، وكذا: فتربصوا، آخر السورة: تامّ.

سورة الأنبياء عليهم السلام

سورة الأنبياء عليهم السلام مكية بإجماع (¬1) وهي مائة واثنتا عشرة آية، وكلمها ألف ومائة وثمانية وستون كلمة، وحروفها أربعة آلاف وثمانمائة وتسعون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع موضعان: بل أكثرهم لا يعلمون، ولا يشفعون، ولا وقف من أوّل السورة إلى معرضون، فلا يوقف على حسابهم، لأن الجملة بعده في موضع الحال، فكأنه قال: اقترب للناس حسابهم في حال غفلتهم مُعْرِضُونَ كاف، ولا يوقف على استمعوه، لأن قوله: وهم يلعبون جملة في موضع الحال أيضا كأنه قال في حال غفلتهم ولعبهم، ويجوز أن يكون حالا مما عمل فيه استمع، أي: إلا استمعوه لاعبين يَلْعَبُونَ جائز، وإن كان ما بعده منصوبا على الحال من ضمير استمعوه. فهي حال بعد حال، فهي حال متداخلة قُلُوبُهُمْ حسن النَّجْوَى كاف، إن جعل ما بعده مرفوعا خبر مبتدإ محذوف أو مبتدأ وخبره الجملة من قوله: هل هذا إلا بشر مثلكم أو نصب بأعني أو رفع الذين بفعل مقدّر تقديره يقول الذين، وليس بوقف في بقيّة الأوجه، وحاصلها أن في محل الذين الحركات الثلاث، الرفع والنصب والجرّ. فالرفع من ستة أوجه: أحدها: أنه بدل من واو وأسرّوا. أو أنه فاعل والواو علامة جمع دلت على جمع الفاعل أو الذين مبتدأ، وأسرّوا جملة خبرية قدّمت على المبتدإ، ويعزى هذا للكسائي أو الذين مرفوع بفعل مقدّر تقديره يقول الذين، أو أنه خبر مبتدإ محذوف، أي: هم الذين أو مبتدأ وخبره الجملة من قوله: هل هذا إلا بشر مثلكم، والنصب من وجهين: أحدهما الذمّ، والثاني ـــــــــــــــــــــــــ سورة الأنبياء عليهم السلام مكية مُعْرِضُونَ تامّ لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ كاف، وكذا: وأسرّوا النجوى إن جعل ما ¬

_ (¬1) وهي مائة واثنتا عشرة آية في الكوفي، وإحدى عشرة آية في الباقي والخلاف في آية واحدة هي: وَلا يَضُرُّكُمْ [66] كوفي، وانظر: «التلخيص» (332).

إضمار أعني، والجرّ من وجهين أيضا: أحدهما النعت، والثاني البدل من الناس، والتقدير: اقترب للناس الذين ظلموا حسابهم وهم في غفلة، ويعزى هذا للفراء، وفي رفع الذين بفعله وهو أسروا بعد إلا أنه جمع على لغة قليلة كما قال الشاعر: ولكن ديافي أبوه وأمّه ... بحوران يعصرن السليط أقاربه (¬1) أراد يعصر أقاربه السليط فجمع وإنما لم يوقف على ظلموا لأن قوله: هل هذا إلا بشر هو النجوى كقوله: فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم. قال أنتم شرّ مكانا، والكلمة التي أسرّها هي قوله: أنتم شرّ مكانا، وقد علمت ما يخصنا من هذه الأوجه مِثْلُكُمْ كاف، للابتداء بالاستفهام السِّحْرَ ليس بوقف لأن جملة، وأنتم تبصرون في موضع الحال، فكأنه قال وهذه حالتكم تُبْصِرُونَ تامّ وَالْأَرْضِ جائز الْعَلِيمُ كاف أَحْلامٍ جائز، و: مثله: افتراه، و: بل هو شاعر، وذلك أن كل جملة تقوم بنفسها إلا أنها ليست تامة وإنما فصل بينها لاختلافهم في مقالاتهم في نسبة السحر إليه بِآيَةٍ ليس بوقف لأن موضع الكاف جرّ. على النعت لآية الْأَوَّلُونَ كاف، ومثله: أهلكناها للاستفهام بعدها أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ تامّ نُوحِي إِلَيْهِمْ حسن لا تَعْلَمُونَ تام الطَّعامَ كاف، ومثله: خالدين الْوَعْدَ ليس بوقف، لأن بعده تفسير له وهو النجاة والإهلاك وهو الوعد ـــــــــــــــــــــــــ بعده مرفوعا خبر مبتدإ محذوف أو منصوبا بأعني، وليس بوقف إن جعل بدلا من الضمير في أسرّوا مِثْلُكُمْ كاف تُبْصِرُونَ تامّ وَالْأَرْضِ جائز الْعَلِيمُ كاف بَلْ هُوَ شاعِرٌ صالح الْأَوَّلُونَ تامّ أَهْلَكْناها كاف أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ تامّ لا تَعْلَمُونَ حسن لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ كاف، وكذا: خالدين الْمُسْرِفِينَ تامّ فِيهِ ذِكْرُكُمْ جائز أَفَلا تَعْقِلُونَ تامّ آخَرِينَ كاف، وكذا: يركضون، ¬

_ (¬1) قدم الشاعر المفعول به وأخّر الفاعل وهذا جائز.

الْمُسْرِفِينَ تامّ فِيهِ ذِكْرُكُمْ حسن أَفَلا تَعْقِلُونَ تامّ آخَرِينَ كاف بَأْسَنا ليس بوقف، لأن قوله: إذا هم جواب لما يَرْكُضُونَ كاف لا تَرْكُضُوا جائز تُسْئَلُونَ كاف، ومثله: ظالمين خامِدِينَ تامّ، ومثله: لاعبين مِنْ لَدُنَّا تامّ، إن جعلت إن بمعنى ما، أي: ما كنا فاعلين، وليس بوقف إن جعلت إن شرطية وجوابها محذوف لدلالة لو عليه، والتقدير لو كنا فاعلين اتخذناه ولكنا لا نفعل ذلك فاعِلِينَ كاف فَيَدْمَغُهُ ليس بوقف لأن قوله: فإذا هو زاهق تفسير لما يكون من الدمغ وهو مهلك للشرّ، فكذلك الحق يهلك الباطل فَإِذا هُوَ زاهِقٌ حسن مِمَّا تَصِفُونَ تامّ وَالْأَرْضِ حسن، وقيل: كاف على استئناف ما بعده بجعل من مبتدإ خبره لا يستكبرون وليس بوقف إن جعل ذلك معطوفا على ما قبله ويكون الوقف على: ومن عنده، ثم يبتدئ لا يستكبرون عن عبادته وَلا يَسْتَحْسِرُونَ كاف، إن جعل يسبحون مستأنفا. وليس بوقف إن جعل في موضع مسبحين، أي: لا يكلون من التسبيح ولا يسأمون لا يَفْتُرُونَ كاف يُنْشِرُونَ تامّ، نعت لآلهة. ينشرون، أي: يحيون ويخلقون، يقال أنشر الله الموتى: أي أحياهم ونشروا، أي: أحيوا، ومنه قول الشاعر أعشى قيس: لو أسندت ميتا إلى نحرها ... عاش ولم ينقل إلى قابر حتى يقول الناس ممّا رأوا ... يا عجبا للميت الناشر أي: الحي بعد موته لَفَسَدَتا كاف يَصِفُونَ تامّ عَمَّا يَفْعَلُ حسن وَهُمْ يُسْئَلُونَ كاف آلِهَةً حسن ومثله: برهانكم لأن هذا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وتسألون، وظالمين خامِدِينَ تامّ لاعِبِينَ حسن مِنْ لَدُنَّا تام: إن جعلت إن بمعنى ما، وإلا فليس بوقف فاعِلِينَ كاف، وكذا: زاهق تَصِفُونَ حسن وَالْأَرْضِ كاف، إن جعل ما بعده مستأنفا، وليس بوقف إن جعل ذلك عطفا على ما

مبتدأ، والجملة مفعول قل وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي حسن، ومثله: الحق على قراءة من قرأ بالنصب، وهي قراءة العامة مفعولا لقوله: لا يعلمون، أو هو مصدر مؤكد لمضمون الجملة السابقة كما تقول: هذا عبد الله الحق لا الباطل، ومن قرأه بالرفع وهو الحسن على إضمار مبتدإ، أي: هو الحق كما قال الشاعر: وقائلة خولان فانكح فتاتهم ... وأكرومة الحيين خلو كما هيا أي: هذه خولان جاز الوقف على: يعلمون مُعْرِضُونَ تامّ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ ليس بوقف، لأن أنه قد قامت مقام الفاعل في يوحى كأنه قال: إلا يوحى إليه التوحيد وأن لا يعبد غيره فَاعْبُدُونِ كاف، ومثله: سبحانه، وكذا: مكرمون لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ تامّ، عند نافع على استئناف ما بعده يَعْمَلُونَ كاف وَما خَلْفَهُمْ حسن لِمَنِ ارْتَضى أحسن منه مُشْفِقُونَ كاف مِنْ دُونِهِ ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد جَهَنَّمَ حسن الظَّالِمِينَ تامّ فَفَتَقْناهُما حسن. والرتق: الفصل، أي: فصل بينهما بالهواء، وقرأ ابن كثير: ألم ير الذين بغير واو، وعليها فهو أحسن مما قبله حَيٍّ كاف، للاستفهام بعده يُؤْمِنُونَ كاف، على استئناف ما بعده، وإن عطف على ما قبله لم يوقف على قوله: يؤمنون رَواسِيَ ليس بوقف، لأن قوله: أَنْ تَمِيدَ موضعه نصب بالجعل، وقال المبرّد وهو على حذف مضاف تقديره: كراهة أن تميد بهم، فحذف كراهة وأقيم ما بعدها مقامها. وقال آخرون: أراد لئلا تميد بهم، وكذلك: سبلا، ليس ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ قبله يَسْتَحْسِرُونَ كاف لا يَفْتُرُونَ صالح يُنْشِرُونَ تامّ لَفَسَدَتا كاف يَصِفُونَ تامّ عَمَّا يَفْعَلُ كاف، وكذا: يسألون وآلهة، وبرهانكم، وذكر من قبلي، والحق إن قرئ بالنصب، ومن قرأه بالرفع وقف على: لا يعلمون مُعْرِضُونَ تامّ فَاعْبُدُونِ حسن سُبْحانَهُ كاف، وكذا: مكرمون، ويعملون، وخلفهم ارْتَضى صالح مُشْفِقُونَ حسن جَهَنَّمَ كاف نَجْزِي الظَّالِمِينَ تامّ

بوقف، وذلك أن قوله: يهتدون في معنى ليهتدوا، وهذا إذا جعلت لعلّ من صلة جعل الأوّل، وإن جعلت من صلة جعل الثاني كان الوقف على بهم حسنا يَهْتَدُونَ كاف مَحْفُوظاً جائز مُعْرِضُونَ تامّ وَالْقَمَرَ حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت الجملة في محل نصب حالا من الشمس والقمر واستبدّ الحال بهما دون الليل والنهار يَسْبَحُونَ تامّ الْخُلْدَ حسن الْخالِدُونَ تامّ الْمَوْتِ حسن وَالْخَيْرِ جائز، إن نصب فتنة بفعل مقدّر، ليس بمرضي، لأنه يصير المعنى: فتنكم فتنة، وليس بوقف إن نصبت فتنة مفعولا لأجله، أو مصدرا في موضع الحال، أي: قانتين وتجاوزه إلى فتنة أولى، لأن إلى التي بعده من صلة ترجعون وتُرْجَعُونَ تامّ إِلَّا هُزُواً حسن، إن جعل قوله: إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً هو الجواب، وإذا لم يحتج إلى الفاء في الجواب، بخلاف أدوات الشرط فإنها إذا كان الجواب مصدّرا بما النافية فلا بدّ من الفاء نحو: إن تزرنا فلا نسيء إليك، وليس بوقف إن جعل جواب إذا محذوفا تقديره، وإذا رآك الذين كفروا قالوا هذا القول يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ حسن، متعلق بذكر محذوف تقديره بسوء كافِرُونَ تامّ مِنْ عَجَلٍ حسن، العجل بلغة حمير: الطين فَلا تَسْتَعْجِلُونِ كاف، ومثله: صادقين، وكذا ينصرون، وجواب لو محذوف تقديره: لو يعلم الذين كفروا ما ينزل بهم من العذاب يوم القيامة ما استعجلوا به، ولما قالوا: مَتى هذَا الْوَعْدُ بَغْتَةً جائز، لأن ما بعد الفاء تفسير لها. ومثله: فتبهتهم يُنْظَرُونَ تامّ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ ليس بوقف، لأن ما بعده كالجواب لما قبله. ومعنى حاق وجب ونزل بهم العذاب الذي كانوا يستهزءون ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ فَفَتَقْناهُما كاف، وكذا: حيّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ حسن أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ صالح لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ كاف مَحْفُوظاً صالح مُعْرِضُونَ تامّ وَالْقَمَرَ حسن يَسْبَحُونَ تامّ، وكذا: الخالدون ذائِقَةُ الْمَوْتِ كاف فِتْنَةً صالح وَإِلَيْنا تُرْجَعُونَ كاف هُزُواً مفهوم يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ كاف كافِرُونَ تامّ مِنْ

بالرسل من أجل الإيعاد به يَسْتَهْزِؤُنَ تامّ مِنَ الرَّحْمنِ كاف، يقال كلأه الله يكلؤه كلاءة بالكسر: كذا ضبطه الجوهري فهو كالئ ومكلوء قال ابن هرمة: إنّ سلمى والله يكلؤها ... ضنّت بشيء ما كان يرزؤها مُعْرِضُونَ كاف، ومثله: من دوننا، فصلا بين الاستفهام والإخبار وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ كاف، ومثله: العمر، وكذا: من أطرافها الْغالِبُونَ تامّ بِالْوَحْيِ حسن، قرأ ابن عامر ولا تسمع الصم الدعاء بضم التاء الفوقية وكسر الميم من أسمع رباعيّا خطابا للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم ونصب الصمّ مفعولا، والباقون بتحتية مفتوحة من سمع ثلاثيا ورفع الصم فاعلا ما يُنْذَرُونَ كاف مِنْ عَذابِ رَبِّكَ ليس بوقف لأن ما بعده جواب لما قبله ظالِمِينَ تامّ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ جائز شَيْئاً حسن، ومن قرأ مِثْقالَ بالرفع كان أحسن مِنْ خَرْدَلٍ ليس بوقف، لأن أتينا جواب الشرط، قرأ نافع مثقال بالرفع والباقون بنصبها بِها حسن حاسِبِينَ تامّ الْفُرْقانَ حسن وَضِياءً منصوب بفعل مقدّر تقديره: وجعلناه ضياء، والفرقان و: التوراة، وهو الضياء، وليس بوقف إن جعلت الواو عاطفة أو زائدة، وقرأ ابن عباس ضِياءً بغير واو لِلْمُتَّقِينَ كاف، إن رفع الذين خبر مبتدإ محذوف، أي: هم الذين، أو نصب بتقدير أعني، أو أمدح، وليس بوقف إن جعل نعتا أو بدلا بِالْغَيْبِ كاف، على استئناف ما بعده، وليس ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عَجَلٍ كاف، وكذا: تستعجلون صادِقِينَ تامّ يُنْصَرُونَ كاف يُنْظَرُونَ تامّ، وكذا: يستهزءون مِنَ الرَّحْمنِ كاف مُعْرِضُونَ صالح مِنْ دُونِنا كاف، وكذا: يصحبون عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ تامّ مِنْ أَطْرافِها كاف الْغالِبُونَ تامّ، وكذا: أنذركم بالوحي يُنْذَرُونَ كاف ظالِمِينَ تامّ شَيْئاً كاف أَتَيْنا بِها جائز حاسِبِينَ تامّ لِلْمُتَّقِينَ جائز، إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف

بوقف إن جعل جملة في موضع الحال مُشْفِقُونَ تامّ أَنْزَلْناهُ كاف، للاستفهام بعده مُنْكِرُونَ تامّ مِنْ قَبْلُ حسن، إن جعل إِذْ قالَ لِأَبِيهِ منصوبا بعالمين، وليس بوقف إن جعل إذ منصوبا بآتينا أو برشده، والتقدير: ولقد آتينا إبراهيم رشده في الوقف الذي قال فيه لأبيه وقومه ما ذكر، وهو بعيد من المعنى بهذا التقدير، وحينئذ لا يوقف على عالِمِينَ في الوجهين، لأن إذ إن كانت متصلة بالفعل الأوّل فلا يجوز الوقف على ما بعد الناصب دون المنصوب، وكذا إن كانت متصلة بالثاني. انظر السمين عالِمِينَ كاف عاكِفُونَ، وعابِدِينَ، ومُبِينٍ، ومِنَ اللَّاعِبِينَ كلها وقوف كافية فَطَرَهُنَّ حسن. وقيل: تامّ مِنَ الشَّاهِدِينَ كاف، ومثله: مدبرين إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ ليس بوقف، لاتصال حرف الترجي بجعلهم فلا يفصل فكأنه قال: جعلهم لهذا يَرْجِعُونَ كاف مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا جائز، على جعل من استفهامية والجملة من قوله: إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ مستأنفة، وليس بوقف إن جعلت من موصولة بمعنى الذي والجملة من إنه إلخ في محل رفع خبر الموصول، والتقدير: الذي فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين فَتًى يَذْكُرُهُمْ جائز، على استئناف ما بعده إِبْراهِيمُ كاف، ومثله: يشهدون، وكذا: بإبراهيم قالَ بَلْ فَعَلَهُ تامّ، أي: فعله من فعله، أبهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام الفاعل تعريضا للمعنى المقصود الذي أراده فرارا من الوقوع في الكذب، فهو منقطع عما بعده لفظا ومعنى، فهو تامّ، قاله الكسائي، وقوله: كَبِيرُهُمْ هذا جملة من مبتدأ وخبر استئنافية لا تعلق لها بما قبلها، أو هي إخبار بأن هذا الصنم المشار إليه أكبر الأصنام، وهذا صدق محض، بخلاف ما لو جعل كبيرهم فاعلا بفعله فإنه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ إن جعل نعتا له مُشْفِقُونَ حسن مُنْكِرُونَ تام عالِمِينَ صالح عاكِفُونَ كاف وكذا: عابدين، ومبين، ومن اللاعبين فَطَرَهُنَّ صالح مِنَ الشَّاهِدِينَ

يحتاج إلى تأويل ذكروه، وهو حسن، لأنه من المعاريض. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ في المعاريض لمندوحة عن الكذب» ومن جوّز الكذب في إبطال باطل وإحقاق حقّ فهو حسن جائز بالإجماع. فإن قلت: السؤال وقع عن الفاعل لا عن الفعل فإنهم لم يستفهموه عن الكسر بل عن الكاسر لها فلم صدّر في جوابه بالفعل دون الاسم؟ قلت: الجواب مقدّر دلّ عليه السياق، لأنه بل لا تصلح أن يصدر بها الكلام، والتقدير: ما فعلته، بل فعله تلويحا بغيره وحيث كان السؤال مضمر فالأكثر التصريح بالفعل، ومن غير الأكثر قوله: يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ في قراءته بالبناء للمفعول، فرجال في جواب سؤال مقدّر تقديره: من يسبحه؟ فقال يسبحه رجال. قال في الخلاصة: ويرفع الفاعل فعل أضمرا ... كمثل زيد في جواب من قرا وقرئ فعله، أي: فلعله، قال الفراء: فليس فعله فعلا، بل هو التقاء علّ حرف عطف دخل على علّ التي للترجي وحذفت اللام الأولى فصار فعله، أي: فلعله، ثم حذفت اللام الأولى وخففت الثانية، واستدلّ على مذهبه بقراءة ابن السميفع اليماني فعله بتشديد اللام، والحامل له على هذا خفاء صدور هذا الكلام من إبراهيم، وهذا مرغوب عنه. انظر السمين، وهذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد كَبِيرُهُمْ هذا جائز، لأن كبيرهم مبتدأ وهذا خبره أو نعت كبيرهم، أو بدل منه، وقوله: فَسْئَلُوهُمْ دليل الجواب قد قام مقامه مقدّما عليه كأنه قال: إن كانوا ينطقون فسئلوهم. ومعلوم أن الأصنام لا تنطق، وأن النطق عليها مستحيل، فلما علق بهذا المستحيل من الفعل مستحيل أيضا، فإذا علم استحالة النطق عليها علم استحالة الفعل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف، وكذا: مدبرين، ويرجعون، والظالمين، وإبراهيم، ويشهدون، ويا إبراهيم. إِنْ

أيضا يَنْطِقُونَ كاف الظَّالِمُونَ جائز، ومثله: على رءوسهم يَنْطِقُونَ كاف، ما هؤلاء ما حجازية وهؤلاء اسمها وينطقون خبرها، أو هي تميمة لا عمل لها وَلا يَضُرُّكُمْ كاف مِنْ دُونِ اللَّهِ حسن تَعْقِلُونَ كاف وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ ليس بوقف، لأن ما بعده شرط فيما قبله، وما قبله جواب له، فإن جعل قوله: وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ هو الجواب حسن الوقف على: حَرِّقُوهُ، وفاعِلِينَ، وعَلى إِبْراهِيمَ والْأَخْسَرِينَ، ولِلْعالَمِينَ كلها وقوف كافية إِسْحاقَ كاف عند نافع إن نصب نافلة حالا من يعقوب فقط، لأن النافلة مختصة به، لأنها ولد الولد، بخلاف إسحاق فإنه ولد لصلبه، والتقدير: ووهبنا له يعقوب حالة كونه نافلة، ويكون من عطف الجمل، وليس بوقف إن نصب نافلة انتصاب المصدر من معنى العامل، وهو: وهبنا لا من لفظه، فهي كالعاقبة والعافية فيكون شاملا لإسحاق ويعقوب لأنهما زيدا لإبراهيم بعد ابنه إسماعيل، فلا يفصل بينهما، وكذا لا يصح الوقف على إسحاق إن عطف يعقوب على إسحاق عطف مفرد على مفرد من غير إضمار فعل لتعلق ما بعده بما قبله من جهة المعنى، لأنه معطوف على ما قبله صالِحِينَ كاف بِأَمْرِنا جائز فِعْلَ الْخَيْراتِ ليس بوقف، لأن ما بعده عطف على ما قبله الزَّكاةِ حسن عابِدِينَ تامّ لأنه آخر قصة إبراهيم أيضا إن قدّر وآتينا لوطا، وإن عطف لوطا على الضمير المنصوب في نجيناه كان جائزا من حيث كونه رأس ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كانُوا يَنْطِقُونَ كاف. وقيل: يجوز الوقف على: بل فعله: أن فعله من فعله. وقيل على: بل فعله كبيرهم هذا الظَّالِمُونَ صالح يَنْطِقُونَ كاف، وكذا: ولا يضرّكم مِنْ دُونِ اللَّهِ صالح تَعْقِلُونَ كاف، وكذا: فاعلين عَلى إِبْراهِيمَ حسن، وكذا: الأخسرين لِلْعالَمِينَ كاف نافِلَةً حسن، وكذا: صالحين عابِدِينَ تامّ، لأنه آخر قصة إبراهيم حُكْماً وَعِلْماً صالح

آية وَعِلْماً جائز الْخَبائِثَ كاف، ومثله: فاسقين فِي رَحْمَتِنا حسن مِنَ الصَّالِحِينَ تامّ، لأنه آخر القصة، وإن قدّر مع إذ فعل محذوف، أي: واذكر نوحا لتكون كل قصة على حيالها كان زيادة في التمام، وإن عطف على لوطا كان جائزا من حيث كونه رأس آية الْعَظِيمِ كاف بِآياتِنا حسن إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ جائز أَجْمَعِينَ تامّ، إن نصب ما بعده بمقدّر، وجائز إن عطف على لوطا فِي الْحَرْثِ ليس بوقف، لأن قوله: إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ ظرف للحكم غَنَمُ الْقَوْمِ جائز شاهِدِينَ حسن فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ كاف حُكْماً وَعِلْماً جائز، ومثله: الجبال على استئناف ما بعده كأن قائلا قال: كيف سخرهنّ؟ فقال: يسبحن، وليس بوقف إن عطف على الجبال يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ حسن، على القراءتين، النصب عطفا على الجبال، والرفع عطفا على الضمير في: يسبحن فاعِلِينَ كاف لَبُوسٍ لَكُمْ ليس بوقف، لأن ما بعده اللام علة في إيجاب الفعل الذي قبلها، أي: ليكون لبسها وقاية لكم في حربكم وسببا لنجاتكم من عدوّكم مِنْ بَأْسِكُمْ حسن شاكِرُونَ كاف، إن نصب الريح بفعل مضمر، أي: وسخرنا الريح لسليمان، وعلى قراءة عبد الرحمن بن هرمز بالرفع، فالوقف تامّ على: شاكرون بارَكْنا فِيها حسن عالِمِينَ كاف دُونَ ذلِكَ حسن حافِظِينَ تام، لأنه آخر القصة، وأيوب منصوب بفعل مضمر، أي: واذكر أيوب الرَّاحِمِينَ كاف، ومثله: ما به ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْخَبائِثَ كاف، وكذا: فاسقين فِي رَحْمَتِنا صالح مِنَ الصَّالِحِينَ تامّ الْعَظِيمِ كاف بِآياتِنا صالح أَجْمَعِينَ تامّ فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ حسن حُكْماً وَعِلْماً صالح يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ كاف، وكذا: فاعلين شاكِرُونَ حسن بارَكْنا فِيها كاف، وكذا: عالمين دُونَ ذلِكَ صالح حافِظِينَ تامّ الرَّاحِمِينَ كاف وكذا: ما به من ضرّ

من ضرّ لِلْعابِدِينَ تامّ. قال الحسن وقتادة: أحيا الله من مات من أهله وأعطاه مثلهم معهم وَذَا الْكِفْلِ حسن مِنَ الصَّابِرِينَ كاف مِنَ الصَّالِحِينَ تامّ: إن نصب ذا النون بفعل مضمر، أي: واذكر ذا النون مُغاضِباً جائز، ومثله: نقدر عليه. وقيل: ليس بوقف، لأنه يحتاج إلى ما بعده ليبين معناه، وقال الفراء: نقدر، بالتخفيف بمعنى نقدر بالتشديد، أي: لن نقدّر عليه العقوبة كما في قول الشاعر: ولا عائد ذاك الذي قد مضى لنا ... تباركت ما تقدّر يقع فلك الشّكر وقيل: معناه نضيق عليه بسبب مغاضبته ومفارقته لقومه لأجل إبائهم وعليه لا وقف من قوله: فَنادى إلى مِنَ الظَّالِمِينَ فلا يوقف على أنت، ولا على سبحانك، لأنه كله داخل في حكاية النداء مِنَ الظَّالِمِينَ كاف، فاستجبنا له ليس بوقف لاتصال الفجأة بالإجابة مِنَ الْغَمِّ حسن الْمُؤْمِنِينَ تامّ. لأنه آخر القصة إِذْ نادى رَبَّهُ حسن، إذا أضمر القول بعده، أي: قارب رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وليس بوقف إن جعلت الجملة متصلة بالنداء، لأن فيه معنى القول فَرْداً جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت الجملة بعده حالا الْوارِثِينَ كاف، ويجوز فاستجبنا له يَحْيى ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله زَوْجَهُ حسن، ومثله: في الخيرات، وكذا: ورهبا خاشِعِينَ تامّ، لأنه آخر قصة مِنْ رُوحِنا حسن، المراد بفرجها فرج القميص، أي: لم يعلق بثوبها ريبة وفروج القميص أربعة الكمان والأعلى والأسفل لِلْعالَمِينَ تامّ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لِلْعابِدِينَ تامّ وَذَا الْكِفْلِ حسن مِنَ الصَّابِرِينَ كاف مِنَ الصَّالِحِينَ تامّ مِنَ الظَّالِمِينَ كاف، وكذا: من الغمّ الْمُؤْمِنِينَ تامّ الْوارِثِينَ كاف لَهُ زَوْجَهُ حسن خاشِعِينَ تام، وكذا: للعالمين فَاعْبُدُونِ كاف أَمْرَهُمْ

فَاعْبُدُونِ كاف أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ حسن راجِعُونَ تامّ لِسَعْيِهِ جائز كاتِبُونَ تامّ أَهْلَكْناها ليس بوقف، لأن أن منصوبة بما قبلها لا يَرْجِعُونَ تامّ يَنْسِلُونَ حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جواب إذا اقترب الوعد والواو زائدة، وإن جعل جوابها يا ويلنا، ولا وقف من قوله: حَتَّى إِذا فُتِحَتْ إلى ظالِمِينَ وهو كاف. ومن وقف فإذا هي يريد فإذا هي واقعة يعني يوم القيامة، ثم يبتدئ شاخصة أبصار الذين كفروا على أن الفاء في جواب إذا السابقة، وإذا الثانية الفجائية، وهي ضمير القصة مبتدأ أو هي زائدة وأبصار مبتدأ ثان وشاخصة خبره، والجملة خبر عن ضمير القصة حَصَبُ جَهَنَّمَ جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في موضع الحال وارِدُونَ كاف آلِهَةً ليس بوقف، لأن قوله: ما وَرَدُوها جواب لو ما وَرَدُوها حسن خالِدُونَ كاف زَفِيرٌ جائز، على استئناف ما بعده لا يَسْمَعُونَ تامّ الْحُسْنى ليس بوقف، لأن أولئك خبر إن مُبْعَدُونَ كاف حَسِيسَها حسن، لأن بعده مبتدأ خبره خالدون والمبتدأ في حكم الانفصال عما قبله خالِدُونَ كاف الْأَكْبَرُ جائز، قيل: الفزع الأكبر ذبح الموت بين الجنة والنار، وينادى: يا أهل الجنة خلود بلا موت ويا أهل النار خلود بلا موت الْمَلائِكَةُ حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل هذا يومكم معه إضمار قول، أي: قائلين لكم هذا يومكم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بَيْنَهُمْ حسن، وكذا: راجعون لِسَعْيِهِ كاف كاتِبُونَ تامّ لا يَرْجِعُونَ كاف، وكذا: أبصار الذين كفروا إن جعل جواب إذا فتحت قوله: اقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ والواو زائدة أو جعل جوابها محذوفا دلّ عليه فإذا هي شاخصة إلى آخره، وإن جعل جوابها يا ويلنا، أي: قالوا يا ويلنا كان الوقف على كنا ظالمين، والوقف عليه على الوجه الثلاثة كاف لَها وارِدُونَ تامّ ما وَرَدُوها حسن، وكذا: خالدون لا

تُوعَدُونَ كاف، إن نصب يوم بفعل مضمر، وليس بوقف إن نصب بما قبله والتقدير، وتتلقاهم الملائكة يوم نطوى السماء، وحينئذ فلا يوقف على الملائكة، ولا على توعدون لِلْكُتُبِ كاف، والسجل، الصحيفة، وقيل: السجل كاتب كان لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم والأول أولى لتعدد كتابه صلّى الله عليه وسلّم فالكاتب لا يعرف ولا يحمل كتاب الله على ما لا يعرف، وقيل السجل: اسم ملك يطوي السماء كطي الملك لكتاب الصحيفة التي يكتب فيها أعمال العباد فهو مصدر مضاف لفاعله، وقرأ الأخوان وحفص للكتب جمعا، والباقون للكتاب بالإفراد نُعِيدُهُ كاف: إن نصب وعدا بفعل مقدر، وليس بوقف إن نصب بنعيده عَلَيْنا كاف وفاعِلِينَ تامّ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ ليس بوقف، لأن قوله: أن الأرض في موضع نصب بكتبنا الصَّالِحُونَ تامّ، ومثله: عابدين، وكذا للعالمين يُوحى إِلَيَّ ليس بوقف، لأن إنما موضعها رفع، لأنه قد قام مقام الفاعل في يوحى إِلهٌ واحِدٌ حسن، للابتداء بالاستفهام مُسْلِمُونَ كاف عَلى سَواءٍ تامّ، للابتداء بالنفي، لأن إن بمعنى ما، أي: ما أدري، وما في قوله: ما تُوعَدُونَ فاعل بقريب، أي: أيقرب ما توعدون أم يبعد ما تُوعَدُونَ كاف مِنَ الْقَوْلِ جائز ما تَكْتُمُونَ كاف إِلى حِينٍ تامّ بِالْحَقِّ حسن، وقرأ حفص قالَ رَبِّ على الخبر، والباقون قل علي الأمر، لأن قوله: وَرَبُّنَا مبتدأ خارج عن المقول، آخر السورة تامّ. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يَسْمَعُونَ تامّ مُبْعَدُونَ كاف، وكذا: حسيسها خالِدُونَ حسن الْأَكْبَرُ جائز الْمَلائِكَةُ مفهوم تُوعَدُونَ كاف، وكذا: نعيده، ووعدا علينا فاعِلِينَ تامّ، وكذا: الصالحون، وعابدين، وللعالمين إِلهٌ واحِدٌ صالح فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ حسن عَلى سَواءٍ كاف ما تُوعَدُونَ حسن ما تَكْتُمُونَ كاف إِلى حِينٍ تامّ، وكذا: قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وآخر السورة.

سورة الحج

سورة الحج مكية (¬1) إلا قوله: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ الآيتين، وقيل: إلى خَصْمانِ فمدني، وهو سبعون وأربع آيات. وكلمها ألف ومائتان وإحدى وتسعون كلمة. وحروفها خمسة آلاف ومائة وخمسة وسبعون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع ثلاثة مواضع: لهم ثياب من نار، فأمليت للكافرين، في آياتنا معجزين اتَّقُوا رَبَّكُمْ كاف عَظِيمٌ تامّ، إن نصب يوم بفعل مضمر، وليس بوقف إن نصب بما قبله حَمْلَها حسن، ومثله: سكارى الأول، دون الثاني لأن لكن لا بدّ أن تقع بين متنافيين وهما الحالتان. حالة هينة، وهي الذهول، وعذاب الله، وهو ليس بهين شَدِيدٌ تامّ مَرِيدٍ كاف، من تولاه ليس بوقف، لأن قوله: فأنه يضله موضع أن الثانية كموضع الأولى والأولى نائب الفاعل، والثانية عطف عليها السَّعِيرِ تامّ، ولا وقف من قوله: يا أَيُّهَا النَّاسُ إلى لِنُبَيِّنَ لَكُمْ فلا يوقف على من تراب، ولا على غير مخلقة لِنُبَيِّنَ لَكُمْ حسن، لمن قرأ ونقر بالرفع والواو ليست للعطف بل استئنافية وبرفعها قرأ العامة، وليس بوقف ـــــــــــــــــــــــــ سورة الحج مكية إلا قوله: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ الآيتين. وقيل: إلا هذانِ خَصْمانِ فمدنيّ اتَّقُوا رَبَّكُمْ كاف شَيْءٌ عَظِيمٌ أكفى منه شَدِيدٌ تامّ مَرِيدٍ حسن السَّعِيرِ تامّ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ حسن. لمن قرأ وَنُقِرُّ بالرفع، ¬

_ (¬1) مكية إلا ست آيات وهن: هذانِ خَصْمانِ [19] إلى قوله تعالى: صِراطِ الْحَمِيدِ [24]، وهي سبعون وثمان في الكوفي وست في الحجازي وخمس في البصري وأربع في الشامي والخلاف في أربع آيات: الْحَمِيمُ [19]، وَالْجُلُودُ [20] كوفي، وَقَوْمُ لُوطٍ [43] حجازي وكوفي، وَعادٌ وَثَمُودُ [42] غير شامي. وانظر: «الإتقان» (1/ 32)، و «الإتحاف» لابن البنا (313).

لمن قرأ ونقر، وتخرجكم بالنصب فيهما، وبها قرأ عاصم ويعقوب تعليل معطوف على تعليل مُسَمًّى حسن، ومثله: أشدكم، وكذا: من يتوفى إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ ليس بوقف، لأن لام التعليل متصلة بما قبلها شَيْئاً تامّ هامِدَةً حسن، للابتداء بالشرط وَرَبَتْ جائز بَهِيجٍ كاف. ولا وقف من قوله: ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ إلى مَنْ فِي الْقُبُورِ فلا يوقف على الحق، لأن أن الثانية معطوفة على أن الأولى ولا على الموتى، ولا على قدير، ولا على لا ريب فيها للعطف، لأنه صيرها كالشيء الواحد، ومن حيث أن قدير رأس آية يجوز مَنْ فِي الْقُبُورِ تامّ مُنِيرٍ ليس بوقف، لأن قوله: ثاني عطفه حال من الضمير المستكن في يجادل، أي: معرضا، وقيل: لاويا عنقه عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ حسن لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ كاف، ومثله، عذاب الحريق على استئناف ما بعده ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ ليس بوقف، لأن قوله- وأن الله ليس بظلام- موضع أن خبر عطفا على ما فى قوله- بما قدمت يداك- المعنى وبأن الله ليس بظلام، وإن جعلت أن جر في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف: أي والأمر أن الخ حسن الوقف على يداك، ومثله: على قراءة من قرأ في الشاذ، وإن الله بكسر الهمزة على الابتداء لِلْعَبِيدِ تامّ عَلى حَرْفٍ جائز: وفيه الفصل بين المفسر والمفسر، لأن قوله فإن أصابه الخ تفسير للحرف اطْمَأَنَّ بِهِ تامّ: عند نافع عَلى وَجْهِهِ حسن، والآخرة كاف، ومثله المبين على استئناف ما بعده، واختلف في إعراب يدعو الثانية. وحاصله أن فيه وجوها عشرة ذكرها أبو حيان والذى يخصنا منها ثلاثة، وذلك أن يدعو إما أن تجعل مسلطة على الجملة من قوله: لَمَنْ ضَرُّهُ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وليس بوقف لمن قرأه بالنصب أَشُدَّكُمْ حسن شَيْئاً تامّ بَهِيجٍ كاف فِي الْقُبُورِ تامّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ حسن لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ كاف، وكذا: الحريق لِلْعَبِيدِ تامّ حَرْفٍ صالح، وكذا: اطمأنّ به، وعلى وجهه، والوقف عليه أصلحها الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ كاف الْخُسْرانُ الْمُبِينُ حسن وَما لا يَنْفَعُهُ كاف

أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ أولا، فإن جعلت مسلطة عليها، وأن يدعو بمعنى يقول واللام للابتداء، ومن اسم موصول مبتدأ وضرّه مبتدأ ثان، وأقرب خبر الثاني، وخبر من محذوف تقديره يقول للذي ضرّه أقرب من نفعه إلهي كما قال الشاعر: [الكامل] يدعو عنيتر والرّماح كأنها ... أشطان بئر في لبان الأدهم أراد يقول يا عنيتر، فالجملة في محل نصب بيدعو لأنها مسلطة عليها، فلا يوقف على يدعو لتعلق ما بعدها بما قبلها، ولبئس المولى مستأنف، ونسب هذا لأبي عليّ الفارسي وإن لم تجعل يدعو مسلطة على الجملة، وأن يدعو الثانية توكيد ليدعو الأولى ولا معمول لها، وفي تكريرها إيذان بأنه مقيم على الضلال، فكأنه قيل يدعو من دون الله الذي لا يضرّه ولا ينفعه، فتكون الجملة معترضة بين المؤكد والمؤكد، فلا تقتضي مفعولا ثانيا، وعلى هذا يحسن الوقف على يدعو، وقوله: لمن ضرّه مستأنف واللام للابتداء ومن مبتدأ، وضرّه مبتدأ ثان، وأقرب خبر الثاني، والجملة خبر الأوّل أو الخبر محذوف دلّ عليه لبئس المولى، والتقدير لمن ضرّه أقرب من نفعه إلهه، والجملة صلة، ويجوز أن يكون يدعو من متعلق الضلال، وأن ذلك اسم موصول بمعنى الذي عند الكوفيين، إذ يجيزون في أسماء الإشارة كلها أن تكون موصولة، والبصريون لا يكون عندهم من أسماء الإشارة موصول إلا إذا بشرط أن يتقدّم عليها ما أو من الاستفهاميتان فهو مبتدأ والضلال خبره والجملة صلة والموصول وصلته في محل نصب مفعول يدعو، والمعنى يدعو الذي هو الضلال البعيد. وهذا تكلف، إذ لو كان كذلك لانتصب الضلال، وقوله: هو عماد والعماد لا يمنع الإعراب كقوله: تجدوه عند الله هو خيرا فخيرا مفعول ثان لتجدوه، وعلى هذا يوقف على يدعو، والكلام على بقية الوجوه يستدعي طولا إذ لو أراد الإنسان استقصاء الكلام لاستفرغ عمره ولم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْبَعِيدُ حسن، وكذا: أقرب من نفعه، واللام في لمن ضرّه لام اليمين أو زائدة، ومن

يحكم أمره. وهذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف، وفيما ذكر كفاية ولله الحمد وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ تامّ الْأَنْهارُ حسن، وقيل: كاف ما يُرِيدُ تامّ وَالْآخِرَةِ ليس بوقف لأن جواب الشرط لم يأت بعد. وهو فليمدد، وهكذا لا وقف إلى ما يغيظ، فلا يوقف على السماء، ولا على فلينظر لأن الجملة وإن كانت في اللفظ منفصلة فهي في المعنى متصلة ما يَغِيظُ كاف بَيِّناتٍ ليس بوقف لأن موضع أن نصب بما قبلها عطفا على مفعول أنزلناه، أي: وأنزلنا أن الله يهدي أو على حذف حرف الجر، أي: ولأن الله يهدي من يريد أنزلناه، وليس بوقف أيضا إن جعلت أن الله خبر أن الأولى كقول الشاعر: إنّ الخليفة إنّ الله سربله ... سربال ملك به ترجى الخواتيم وإن جعلت أن في محل رفع خبر مبتدإ محذوف تقديره، والأمر أن الله يهدي حسن الوقف على بينات مَنْ يُرِيدُ تامّ، ولا وقف من قوله: إن الذين آمنوا إلى يوم القيامة لاتصال الكلام بعضه ببعض في المعنى، فلا يوقف على والنصارى، ولا على والمجوس، ولا على أشركوا لأن إن الثانية خبر إن الأولى كما تقدم في البيت يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن شَهِيدٌ تامّ، ولا وقف من قوله: ألم تر إلى الدواب فلا يوقف على، والجبال وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ أحسن مما قبله على أن ما بعده مبتدأ وخبره حق أو فاعل لفعل محذوف، أي: وسجد كثير من الناس وأبى كثير فحق عليه العذاب، وليس بوقف إن عطف على ما قبله وجعل داخلا في جملة الساجدين أي: وكثير من الكفار يسجدون، وهم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ في محل نصب، أي: يدعو والله من ضرّه أقرب من نفعه وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ تامّ مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ حسن ما يُرِيدُ تامّ ما يَغِيظُ حسن مَنْ يُرِيدُ تامّ يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن شَهِيدٌ تامّ، وكذا: وكثير من الناس إن جعل ما بعده مبتدأ وخبرا،

اليهود والنصارى، ومع ذلك فالعذاب عليهم الْعَذابُ حسن مِنْ مُكْرِمٍ كاف ما يَشاءُ تامّ فِي رَبِّهِمْ حسن، ومثله: من نار الْحَمِيمُ جائز، لأن يصهر يصلح مستأنفا وحالا ما فِي بُطُونِهِمْ ليس بوقف لأن ما بعده معطوف على ما قبله وَالْجُلُودُ جائز، ورأس آية في الكوفي مِنْ حَدِيدٍ كاف أُعِيدُوا فِيها حسن عَذابَ الْحَرِيقِ تامّ، للابتداء بإن الْأَنْهارُ حسن، ومثله: من ذهب لمن قرأ: ولؤلؤا بالنصب، أي: ويؤتون لؤلؤا، وليس بوقف لمن قرأه بالجرّ عطفا على محل: من ذهب وَلُؤْلُؤاً حسن حَرِيرٌ كاف الْحَمِيدِ تامّ، لأنه آخر القصة الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ حسن، إن رفع سواء مبتدأ وما بعده جملة في محل رفع خبر، وكذا: إن جعل خبرا مقدّما، والعاكف مبتدأ مؤخرا وبالرفع قرأ العامة، وليس بوقف لمن نصب سواء مفعولا ثانيا لجعلناه وهو حفص، أو بالرفع على جعل الجملة مفعولا ثانيا لجعلنا لاتصاله بما قبله فلا يقطع منه وخبر إن الذين كفروا محذوف أي: هلكوا وَالْبادِ تامّ، في الوجوه كلها بِظُلْمٍ ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد أَلِيمٍ تامّ مَكانَ الْبَيْتِ ليس بوقف، لأن ما بعده منصوب بما قبله بناء على أن الخطاب في ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وليس بوقف إن جعل معطوفا عليه حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ حسن، وكذا: من مكرم ما يَشاءُ تامّ فِي رَبِّهِمْ كاف، وكذا: والجلود، ومن حديد، و: أعيدوا فيها عَذابَ الْحَرِيقِ تامّ الْأَنْهارُ كاف، وكذا: من ذهب لمن قرأ: ولؤلؤا بالنصب، أي: ويحلون لؤلؤا، وليس بوقف لمن قرأه بالجر قاله أبو حاتم، وأنا لا أحبّ الوقف عليه بحال. فإن وقف عليه كان جائزا لمن قرأ بالنصب، وقبيحا لمن قرأه بالجر وَلُؤْلُؤاً حسن حَرِيرٌ كاف الْحَمِيدِ تام الَّذِي جعلناه للناس تامّ، إن جعل جعلناه بمعنى نصبناه لاكتفائه بمفعول واحد، وإلا فليس بوقف سواء قرئ بالنصب مفعولا ثانيا وما بعده مرفوع به، أم بالرفع خبرا لما بعده، والجملة مفعول ثان وخبر: إن الذين كفروا محذوف، أي: هلكوا وَالْبادِ حسن أَلِيمٍ تامّ الرُّكَّعِ

قوله: أن لا تشرك بي شيئا لإبراهيم عليه السلام، وعلى أنه خطاب لنبينا عليه الصلاة والسلام يكون الوقف على البيت تامّا شَيْئاً حسن، على استئناف الأمر السُّجُودِ كاف، وقرأ الحسن وابن محيصن آذن بالمدّ والتخفيف بمعنى أعلم، وليس بوقف على أن الخطاب لإبراهيم، وعليه فلا يوقف من قوله: وإذ بوّأنا لإبراهيم إلى عميق، فلا يوقف على شيئا، ولا على السجود لأن العطف يصيرهما كالشيء الواحد، ولا يوقف على الحج لأن يأتوك جواب الأمر عَمِيقٍ جائز، وقيل: لا يجوز لأن ما بعد اللام سبب في إيجاب ما قبلها مَنافِعَ لَهُمْ ليس بوقف، لأن ما بعده معطوف على ما قبله مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ جائز، ومثله: البائس الفقير، وكذا: بالبيت العتيق، وقيل: الوقف على ذلك بجعل ذلك مبتدإ حذف خبره أو خبر مبتدأ محذوف: أي: ذلك لازم لكم أو الأمر ذلك أو الزموا ذلك الأمر الذي وصفناه. ثم تبتدئ: وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وعِنْدَ رَبِّهِ جائز، ومثله: يتلى عليكم، وكذا: الأوثان، وكذا: قول الزور، وفيه الفصل بين الحال وذيها لأن قوله: حنفاء حال من فاعل اجتنبوا، والأولى وصله، ومثله: الوقف على لله، لأن غير مشركين به حال مؤكدة، إذ يلزم من كونهم حنفاء عدم الإشراك غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ تامّ، للابتداء بالشرط مِنَ السَّماءِ ليس بوقف، لأن قوله: فتخطفه الطير بيان لما قبله، ولا يوقف على الطير، لأن أو تهوى عطف على تخطفه سَحِيقٍ جائز، وقيل: الوقف على ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ السُّجُودِ كاف عَمِيقٍ صالح بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ حسن الْبائِسَ الْفَقِيرَ صالح بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ حسن، ذلك، زعم بعضهم أنه وقف بجعله مبتدأ حذف خبره وخبر المبتدإ محذوف، أي: ذلك لازم لكم، أو الأمر ذلك، أو مفعولا لمحذوف، أي: افعلوا ذلك واحفظوا عِنْدَ رَبِّهِ صالح، وكذا: ما يتلى عليكم، وقول الزّور مُشْرِكِينَ بِهِ كاف، وكذا: سحيق، ذلك تقدّم نظيره آنفا فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى

ذلك إشارة إلى اجتناب الرجس والزور شَعائِرَ اللَّهِ ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد الْقُلُوبِ كاف أَجَلٍ مُسَمًّى جائز الْعَتِيقِ تامّ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ حسن إِلهٌ واحِدٌ جائز فَلَهُ أَسْلِمُوا حسن الْمُخْبِتِينَ في محل الذين الحركات الثلاث: الرفع والنصب والجرّ، فالرفع من وجهين، والنصب من وجه، والجرّ من ثلاثة. فإن رفعت الذين خبر مبتدإ محذوف كان الوقف على المخبتين تاما، وكذا: إن رفع مبتدأ والخبر محذوف أو جعل في محل نصب بتقدير أعني، وليس بوقف إن جعل نعتا أو بدلا أو بيانا لما قبله عَلى ما أَصابَهُمْ ليس بوقف لأن قوله: والمقيمي الصلاة عطف على: الصابرين يُنْفِقُونَ تامّ: ورسموا والمقيمي بياء كما ترى- وانتصب والبدن- على الاشتغال فكأنه قال: وجعلنا البدن جعلناها كما قال الشاعر: أصبحت لا أحمل السلاح ولا ... أملك رأس البعير إن نفرا والذئب أخشاه إن مررت به ... وحدي وأخشى الرياح والمطرا مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ حسن، ومثله: لكم فيها خير، ومثله: صواف، وتقرأ صواف على ثلاثة أوجه: صواف بتشديد الفاء، أي: مصطفة لأنها تصف ثم تنحر، وصوافي بالياء جمع صافية، أي: خوالص لله، وبها قرأ الحسن وصوافن بالنون واحدتها صافنة، أي: إن البدن تنحر قائمة وتشدّ واحدة من قوائمها فتبقى قائمة على ثلاثة، وبها قرأ ابن عباس، فعند الحسن يوقف على الياء، وعند ابن عباس يوقف على النون، والباقون يقفون على الفاء مشدّدة جُنُوبُها ليس بوقف، لأن ما بعده الفاء جواب إذا، وكذا: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْقُلُوبِ كاف أَجَلٍ مُسَمًّى جائز الْعَتِيقِ حسن مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ كاف إِلهٌ واحِدٌ جائز فَلَهُ أَسْلِمُوا حسن يُنْفِقُونَ حسن لَكُمْ فِيها خَيْرٌ

فكلوا منها، لأن: وأطعموا القانع والمعترّ معطوف على فكلوا، ومثله: سخرناها لكم، لأن قوله: لعلكم تشركون معناه لتشكروا فإنما وقع التسخير للشكر وَالْمُعْتَرَّ حسن تَشْكُرُونَ تامّ مِنْكُمْ حسن عَلى ما هَداكُمْ جائز الْمُحْسِنِينَ تامّ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا كاف كَفُورٍ تامّ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا حسن لَقَدِيرٌ في محل الذين الحركات الثلاث، الرفع والنصب والجرّ، فالرفع من وجهين، والنصب من وجه، والجر من ثلاثة، فإن رفع خبر بالابتداء والخبر محذوف، أو نصب بتقدير أعني كان تاما، وليس بوقف إن جعل بدلا من الذين الأول أو نعتا للذين يقاتلون، فلا يفصل بين البدل والمبدل منه. ولا بين النعت والمنعوت بالوقف بِغَيْرِ حَقٍّ ليس بوقف لأن قوله: إِلَّا أَنْ يَقُولُوا موضعه جرّ صفة لحق فلا يقطع عنه كأنه قال: ما أخرجوا من ديارهم إلا بقولهم ربنا الله بِبَعْضٍ ليس بوقف، لأن قوله: لهدّمت جواب لو وَصَلَواتٌ جائز. ثم نبتدئ ومساجد بإضمار خبر، أي: ومساجد كذلك أو بإعادة الفعل للتخصيص، أي: لهدمت لأن الله خصّ المساجد بذكر الله، أو لأن الضمير بعد يعود عليها خاصة كما عاد على الصلاة في قوله: واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها، ومن جعل الضمير عائدا على جميعها أراد لهدمت كنائس زمن موسى وصوامع وبيع زمن عيسى، ومساجد زمن نبينا وكان الوقف، كثيرا مَنْ يَنْصُرُهُ حسن عَزِيزٌ تامّ، إن رفع الذين بالابتداء والخبر محذوف أو عكسه وحسن إن جرّ بدلا أو نعتا لما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ صالح، وكذا: صواف وَالْمُعْتَرَّ كاف تَشْكُرُونَ حسن مِنْكُمْ كاف، وكذا: هداكم الْمُحْسِنِينَ تامّ الَّذِينَ آمَنُوا حسن كَفُورٍ تامّ، وكذا: ظلموا، ولقدير إن جعل ما بعده في محل رفع بأنه خبر مبتدإ محذوف، فإن جعل نعتا: للذين يقاتلون كان الوقف على: ظلموا حسنا، وعلى تقدير صالحا رَبُّنَا اللَّهُ حسن كَثِيراً تامّ مَنْ يَنْصُرُهُ حسن عَزِيزٌ تامّ، إن جعل ما بعده مبتدأ لخبر محذوف أو عكسه

قبله الْمُنْكَرِ حسن الْأُمُورِ تامّ وَأَصْحابُ مَدْيَنَ حسن وَكُذِّبَ مُوسى كاف ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ حسن، للابتداء بالتهديد والتوبيخ نَكِيرِ كاف وَهِيَ ظالِمَةٌ جائز عَلى عُرُوشِها ليس بوقف، لأن قوله: وبئر معطلة مجرور عطفا على: من قرية، ولا يوقف على معطلة لأن قوله: وقصر مجرور عطفا على بئر وَقَصْرٍ مَشِيدٍ كاف، وقيل: تامّ يَسْمَعُونَ بِها جائز، وقيل: كاف للابتداء بأن مع الفاء الْأَبْصارُ ليس بوقف، لأن لكن لا بدّ أن تقع بين متباينين وهنا ما بعدها مباين لما قبلها فِي الصُّدُورِ تامّ بِالْعَذابِ جائز وَعْدَهُ حسن مِمَّا تَعُدُّونَ تامّ ثُمَّ أَخَذْتُها حسن الْمَصِيرُ تامّ، ومثله: مبين، وكذا: كريم مُعاجِزِينَ أي: مثبطين، ليس بوقف، وهكذا إلى الجحيم، وهو تام لتناهي خبر الذين وَلا نَبِيٍّ ليس بوقف لأن حرف الاستثناء بعده وهو الذي به يصح معنى الكلام فِي أُمْنِيَّتِهِ حسن ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ كاف، ومثله: حكيم إن علقت اللام بعده بمحذوف، وليس بوقف إن علقت بيحكم وحينئذ لا يوقف: على آياته، ولا على: حكيم، ولا على: مرض لارتباط الكلام بما بعده، لأن قوله: والقاسية مجرور عطفا على: للذين في قلوبهم مرض وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ تامّ بَعِيدٍ جائز: لكونه رأس آية فَيُؤْمِنُوا بِهِ ليس بوقف، لأن قوله: فتخبت ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وحسن إن جعل مجرورا بدلا مما مرّ لطول الكلام وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ حسن عاقِبَةُ الْأُمُورِ تامّ وَأَصْحابُ مَدْيَنَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف وَكُذِّبَ مُوسى كاف، وكذا: ثم أخذتهم، ونكير وَقَصْرٍ مَشِيدٍ تامّ يَسْمَعُونَ بِها صالح فِي الصُّدُورِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف وَعْدَهُ كاف تَعُدُّونَ حسن، وكذا: ثم أخذتها. وقال أبو عمرو في الأوّل: تامّ الْمَصِيرُ تامّ مُبِينٌ كاف، وكذا: كريم أَصْحابُ الْجَحِيمِ تامّ فِي أُمْنِيَّتِهِ مفهوم ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ صالح، وكذا: حكيم وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ تامّ

منصوب عطفا على ما قبله فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ حسن وقال العماني: لا يوقف من قوله: الجحيم إلى فتخبت له قلوبهم، إلا على سبيل التسامح لارتباط الكلام بعضه ببعض وذلك أن اللام في لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ لام كي، وهي متعلقة بما قبلها، واللام في وَلِيَعْلَمَ لام كي أيضا معطوفة على اللام الأولى. والمعنى أن الله قد أحكم آياته وأبطل وسوسة الشيطان بما ألقاه على لسان نبيه ليجعل رجوع النبيّ عما ألقاه الشيطان محنة واختبارا للمنافقين والقاسية قلوبهم، وليعلم المؤمنون أن القرآن حقّ لا يمازجه شيء إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ تامّ، ومثله: عقيم، على استئناف ما بعده يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ حسن، وإن كان ما بعده متصلا بما قبله في المعنى لكونه بيانا للحكم فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ تامّ بِآياتِنا ليس بوقف، لأن ما بعد الفاء خبر لما قبلها، وإنما دخلت الفاء في خبر الذين لما تضمن المبتدأ معنى الشرط كما في قوله: قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ أراد: من فرّ من الموت لقيه كقوله: ومن هاب أسباب المنية يلقها ... ولو رام أن يرقى السّماء بسلّم مُهِينٌ تامّ أَوْ ماتُوا ليس بوقف، لأن ما بعده خبر الذين وإن كان معه قسم محذوف رِزْقاً حَسَناً حسن خَيْرُ الرَّازِقِينَ كاف يَرْضَوْنَهُ حسن حَلِيمٌ تامّ. وقيل: الوقف على ذلك، أي: ذلك لهم ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ ليس بوقف، لأن الذي بعده قد قام مقام جواب الشرط لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ كاف غَفُورٌ تامّ، ولا وقف إلى: بصير، فلا يوقف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ أتمّ منه مُسْتَقِيمٍ أتمّ منهما، فإن وقف على شِقاقٍ بَعِيدٍ جاز، لأنه رأس آية يَوْمٍ عَقِيمٍ حسن يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ كاف، وكذا: في جنات النعيم عَذابٌ مُهِينٌ تامّ رِزْقاً حَسَناً حسن، وكذا: خير الرازقين يَرْضَوْنَهُ كاف لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ حسن، وكذا: لينصرنه الله، وغفور، و:

على: ويولج النهار في الليل، لأن إنّ موضعها جرّ بالعطف على ما قبلها بَصِيرٌ تامّ الْحَقُّ ليس بوقف، وكذا لا يوقف على الباطل، لأن وَأَنَّ اللَّهَ موضعها جرّ بالعطف على ما قبلها الْكَبِيرُ تامّ ماءً حسن، لأن قوله: فَتُصْبِحُ ليس في جواب الاستفهام في قوله: ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرّة لا يتسبب عما دخل عليه الاستفهام، وهي رؤية المطر، وإنما تسبب ذلك عن نزول المطر نفسه، فلو كانت العبارة أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرّة ثم دخل الاستفهام لصحّ النصب انتهى شذور، أو إنّ المستقبل لا يعطف على الماضي وهو: ألم تر، بل فتصبح مستأنفا ولو كان جوابا لكان منصوبا بأن كقول جميل بن معمر العدوي الشاعر صاحب بثينة: ألم تسأل الربع القواء فينطق ... وهل يخبرنك اليوم بيداء سملق برفع ينطق، أي: فهو ينطق مُخْضَرَّةً كاف خَبِيرٌ تامّ وَما فِي الْأَرْضِ حسن الْحَمِيدُ تامّ، وكذا: سخر لكم ما في الأرض، على قراءة عبد الرحمن بن هرمز، والفلك بالرفع والإجماع على خلافها، وليس بوقف على قراءة العامة والفلك بالنصب عطفا على ما قبله بِأَمْرِهِ جائز إِلَّا بِإِذْنِهِ حسن رَحِيمٌ تامّ أَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ في الثلاث جائز، لأن كل جملة من الثلاث مستأنفة، لأن ثم لترتيب الأخبار لا لترتيب الفعل، كقوله: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ فوصل هذه أجود لَكَفُورٌ تامّ هُمْ ناسِكُوهُ جائز ومثله: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ سميع بصير الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ تامّ مُخْضَرَّةً حسن لَطِيفٌ خَبِيرٌ تامّ وَما فِي الْأَرْضِ حسن الْحَمِيدُ تامّ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ جائز إِلَّا بِإِذْنِهِ حسن. وقال أبو عمرو: فيهما تامّ رَحِيمٌ تامّ ثُمَ

في الأمر وَادْعُ إِلى رَبِّكَ كاف مُسْتَقِيمٍ تامّ، ومثله: تعملون، وكذا: تختلفون وَالْأَرْضِ كاف، وكذا: في كتاب يَسِيرٌ تامّ بِهِ سُلْطاناً ليس بوقف، لأن قوله وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ موضعه نصب بالعطف على ما الأولى بِهِ عِلْمٌ حسن مِنْ نَصِيرٍ تامّ بَيِّناتٍ ليس بوقف، لأن ما بعده جواب إذا الْمُنْكَرَ جائز. وقيل: كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة مفسرة لما قبلها عَلَيْهِمْ آياتُنا كاف مِنْ ذلِكُمُ تامّ، إن رفعت النار بالابتداء وما بعدها خبر أو عكسه، أي: هي النار، أو بنصبها بتقدير أعني، وبها قرأ الضحاك، أو نصبت على اشتغال الفعل عن المفعول، وليس بوقف على قراءتها بالجر بدلا من قوله بشرّ، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف كَفَرُوا حسن الْمَصِيرُ تامّ فَاسْتَمِعُوا لَهُ كاف، وليس بوقف إن جعل ما بعده تفسيرا للمثل إلى قوله: يستنقذوه منه وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ حسن لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ تامّ، لأنه آخر المثل، ومثله: المطلوب حَقَّ قَدْرِهِ كاف عَزِيزٌ تامّ وَمِنَ النَّاسِ حسن، ومثله: بصير، وقيل: كاف، لأن ما بعده يصلح مستأنفا وصفة وَما خَلْفَهُمْ حسن الْأُمُورُ تامّ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ حسن وَافْعَلُوا الْخَيْرَ ليس بوقف لأن لعل في التعلق كلام كي تُفْلِحُونَ كاف حَقَّ جِهادِهِ كاف، ومثله: اجتباكم مِنْ حَرَجٍ كاف: إن نصب مِلَّةَ بالإغراء، أي: الزموا ملة أبيكم، وليس بوقف إن نصب بنزع الخافض، أو نصب ملة ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يُحْيِيكُمْ حسن لَكَفُورٌ تام ناسِكُوهُ كاف مُسْتَقِيمٍ تامّ، وكذا تعملون، و: تختلفون وَالْأَرْضِ كاف، وكذا: في كتاب عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ تامّ بِهِ عِلْمٌ كاف مِنْ نَصِيرٍ تامّ الْمُنْكَرَ صالح عَلَيْهِمْ آياتُنا حسن، وكذا: من ذلكم. وقال أبو عمرو فيهما: كاف الَّذِينَ كَفَرُوا صالح الْمَصِيرُ تامّ، وكذا: فاستمعوا له وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ حسن لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ تام، وكذا: المطلوب، وحق قدره، وعزيز وَمِنَ النَّاسِ حسن، وكذا: بصير وَما خَلْفَهُمْ كاف الْأُمُورُ تام وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ حسن، وكذا: تفلحون حَقَّ جِهادِهِ

بدلا من الخير. وقال الفراء: لا يوقف على من حرج، لأن التقدير عنده كملة أبيكم ثم حذفت الكاف، لأن معنى: وما جعل عليكم في الدين من حرج، وسع الله عليكم الدين كملة أبيكم. فلما حذفت الكاف انتصبت ملة، لاتصالها بما قبلها، والقول بأن ملة منصوبة على الإغراء أولى، لأن حذف الكاف لا يوجب النصب. وقد أجمع النحويون أنه إذا قيل زيد كالأسد ثم حذفت الكاف لم يجز النصب، وأيضا فإن قبله: اركعوا واسجدوا، فالظاهر أن يكون هذا على الأمر أن اتبعوا ملة أبيكم إبراهيم، فإلى الأول ذهب ابن عباس ومجاهد قالا: قوله: هو سماكم، أي: الله سماكم المسلمين من قبل، أي: من قبل هذا القرآن في الكتب كلها وفي الذكر وفي هذا القرآن. وقال الحسن هو: أي إبراهيم سماكم المسلمين من قبل يريد في قوله: رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ فإذا هو صلّى الله عليه وسلّم سأل الله لهم هذا الاسم فعلى الأوّل الوقف على: هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا: تام، وعلى الثاني الوقف على: هو سماكم المسلمين من قبل، كاف، وعلى الأول تكون اللام في: لِيَكُونَ الرَّسُولُ متعلقة بمحذوف، وهو المختار من وجهين: أحدهما: أن قوله: رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ الآية، ليس تسمية، وإنما هو دعاء. والثاني ورد الخبر «إن الله سمانا المسلمين» كما روي أنه صلّى الله عليه وسلّم قال: «تداعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله» وليس بوقف، أي: على الأول إن علقت اللام بما قبلها. انظر النكزاوي، وفي كون إبراهيم دعا الله فاستجاب له وسمانا المسلمين ضعف، إذ قوله: وَفِي هذا عطف على: من قبل، وهذا إشارة إلى القرآن فيلزم أن إبراهيم سمانا المسلمين في القرآن، وهو غير واضح، لأن القرآن نزل بعد إبراهيم بمدد، فلذلك ضعف رجوع الضمير إلى إبراهيم، والمختار رجوعه إلى الله تعالى، وبدل له ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف، وكذا: اجتباكم مِنْ حَرَجٍ حسن. وقال أبو عمرو: كاف. وهذا إن نصب مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ بالإغراء، أي: الزموها، فإن نصب بنزع الخافض فليس ذلك

سورة المؤمنون

قراءة أبي: الله سماكم المسلمين بصريح الجلالة، أي: سماكم في الكتب السابقة، وفي هذا القرآن أيضا، وهذا غاية في بيان هذا الوقف، ولله الحمد النَّاسِ كاف، وقيل: تام وَآتُوا الزَّكاةَ جائز، ومثله: هو مولاكم، وقيل: كاف. آخر السورة تامّ. سورة المؤمنون مكية (¬1) مائة آية وثمان عشر آية في الكوفي، وتسع عشرة في عدّ الباقين اختلافهم في آية واحدة وَأَخاهُ هارُونَ لم يعدّها الكوفي، وكلمها ألف وثمانمائة وأربعون كلمة، وحروفها أربعة آلاف وثمانمائة وحرفان، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع موضعان: وفار التنور، ذا عذاب شديد. قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ تامّ، إن جعل الذين مبتدأ خبره: أولئك هم الوارثون، وكذا إن جعل خبر مبتدإ محذوف تقديره: هم الذين، وكذا إن نصب بتقدير أعني، وعلى الأول لا وقف من قوله: خاشعون إلى الوارثون، ومن حيث كونها رءوس آيات يجوز، ولا يؤثر فيها كون كل منها معطوفا، أو نعتا، أو بدلا، لأن الوقف على رءوس الآيات سنة متبعة كما تقدّم الْفِرْدَوْسَ تامّ، إن جعل ما بعده جملة مستقلة من مبتدأ وخبر، وليس ـــــــــــــــــــــــــ بوقف مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ حسن شَهِيداً. عَلَى النَّاسِ كاف وَآتُوا الزَّكاةَ صالح، وكذا: واعتصموا بالله هُوَ مَوْلاكُمْ جائز، آخر السورة تام. سورة المؤمنون مكية قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ تامّ، إن جعل الذين مبتدأ خبره: أولئك هم الوارثون، وإلا فجائز، وعلى الأوّل: فخاشعون، وما بعده من المعطوفات جائز، وعلى الثاني كاف، ولا يؤثر في ذلك كون كل منها معطوفا أو نعتا، لأنه رأس آية الْوارِثُونَ تام، إن جعل ما ¬

_ (¬1) وهي مائة وثمان عشرة في الكوفي، وتسع عشرة في الباقي، والخلاف في آية واحدة هي قوله تعالى: وَأَخاهُ هارُونَ [45] غير كوفي. وانظر التلخيص (339).

بوقف إن جعل في موضع نصب حالا خالِدُونَ تامّ، في الحديث «ما منكم من أحد إلا له منزلان: منزل في الجنة، ومنزل في النار، فإن مات ودخل النار ورث منزله أهل الجنة، وذلك قوله: هم الوارثون» ذكره البغوي بغير سند مِنْ طِينٍ كاف والمراد بالإنسان آدم دون ذرّيّته، لأنه انسل من الطين، وقوله: جعلناه نطفة عائد على ذرّيّته وإن كان لم يذكر لشهرته وليس عائدا على آدم، لأنه لم يخلق من نطفة، بل انسلّ من الطين، أي: استخرج منه. قال أمية بن أبي الصلت: خلق البرية من سلالة منتن ... وإلى السلالة كلّها ستعود فِي قَرارٍ مَكِينٍ جائز، ومثله: لحما، وكذا: آخر الْخالِقِينَ كاف، ومثله: لميتون تُبْعَثُونَ تامّ طَرائِقَ حسن غافِلِينَ كاف فِي الْأَرْضِ حسن لَقادِرُونَ كاف وَأَعْنابٍ جائز، ومثله: كثيرة وَمِنْها تَأْكُلُونَ كاف، على أن قوله: وَشَجَرَةً منصوب بفعل مضمر تقديره، وأنشأنا شجرة، أو أنبتنا شجرة، وليس بوقف إن عطفت شَجَرَةً على: جنات، وحينئذ لا يوقف على: وأعناب، ولا على: كثيرة، ولا على: تأكلون لِلْآكِلِينَ تامّ لَعِبْرَةً حسن، وقيل: كاف على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل ما بعده متعلقا بما قبله فِي بُطُونِها حسن، ومثله: كثيرة تَأْكُلُونَ جائز تُحْمَلُونَ تامّ اعْبُدُوا اللَّهَ حسن، ومثله: من إله غيره، على القراءتين جرّه نعتا لإله على اللفظ ورفعه نعتا له على المحل تَتَّقُونَ كاف. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بعده مبتدأ وخبرا، وليس بوقف إن جعل نعتا له، وعليه فقوله: يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ تامّ، على القول بأن ما بعده مبتدأ، وعلى القول بأنه حال فليس بوقف هُمْ فِيها خالِدُونَ تام مِنْ طِينٍ كاف فِي قَرارٍ مَكِينٍ صالح، وكذا: العظام لحما خَلْقاً آخَرَ كاف، وكذا: أحسن الخالقين، ولميتون تُبْعَثُونَ تام سَبْعَ طَرائِقَ حسن، وكذا: وما كنا عن الخلق غافلين، وفي الأرض. وقال أبو عمرو في الأول: تام، وفي الثاني: كاف لَقادِرُونَ كاف لِلْآكِلِينَ حسن.

ورسموا الملأ هنا بواو وألف بعد اللام كما ترى مِثْلُكُمْ ليس بوقف، لأن قوله يريد صفة بشر، فلا يقطع عنه أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ حسن مَلائِكَةً جائز، للابتداء بالنفي الْأَوَّلِينَ كاف، على استئناف ما بعده بِهِ جِنَّةٌ جائز حَتَّى حِينٍ كاف، ومثله: كذبون وَوَحْيِنا حسن التَّنُّورُ ليس بوقف، لأن قوله: فاسلك جواب فإذا، وليس رأس آية وَأَهْلَكَ وصله أولى، لأن حرف الاستثناء هو الذي به يصح معنى الكلام، فما بعده كالعلة لما قبله، ومنهم من وقف على: زوجين اثنين، ثم قال: وأهلك: أي: وأهلك الله من الهلاك جميع الخلائق- إلا من سبق عليه القول منهم- فما بعد الاستثناء خارج مما قبله: يعني إبليس الْقَوْلُ مِنْهُمْ كاف ظَلَمُوا جائز، لأن أنهم كالتعليل لما قبلها مُغْرَقُونَ كاف، ومثله: من القوم الظالمين، على استئناف ما بعده، وجائز إن عطف على ما قبله خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ كاف لَآياتٍ جائز لَمُبْتَلِينَ كاف، ومثله: قرنا آخرين رَسُولًا مِنْهُمْ ليس بوقف مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ حسن. وقيل: كاف، على استئناف ما بعده تَتَّقُونَ كاف، ولا وقف من قوله: وقال الملأ من قومه إلى مما تشربون، فلا يوقف على: بلقاء الآخرة، لعطف ما بعده على ما قبله، ولا على: وأترفناهم في الحياة الدنيا، لأن قوله: ما هذا مقول الذين كفروا، فلا يفصل بين القول والمقول، ولا على بشر مثلكم، لأن ما بعده صفة بشر، فلا يقطع منه مِمَّا تَشْرَبُونَ كاف، ومثله: لخاسرون وَعِظاماً ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وقال أبو عمرو: تامّ لَعِبْرَةً صالح مِمَّا فِي بُطُونِها كاف كَثِيرَةٌ جائز. وكذا: تأكلون تُحْمَلُونَ تامّ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ جائز أَفَلا تَتَّقُونَ كاف أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ مفهوم فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ صالح، ولا أحبه، وإنما جاز لأنه رأس آية حَتَّى حِينٍ كاف، وكذا: كذبون، ووحينا، ومن كل زوجين اثنين وَأَهْلَكَ أكفى مما قبله على ما مرّ فيه في سورة هود إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ كاف، وكذا: مغرقون الظَّالِمِينَ حسن خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ كاف. وكذا: المبتلين، وقرنا آخرين

ليس بوقف، لأن قوله: إنكم مخرجون، متعلق بما قبله مُخْرَجُونَ جائز. وقيل: لا وقف إلى: بمؤمنين، لأن الكلام مقول الكفار فلا يقطع بعضه عن بعض، وإن هيهات هيهات إنكار واستبعاد للبعث بعد أن ماتوا بقولهم: وما نحن له بمؤمنين، أي: بمصدّقين. وفي هيهات لغات. إحداها: هيهات هيهات بفتح التاء فيهما. الثانية: هيهات هيهات بضم التاء فيهما. الثالثة: هيهات هيهات بكسر التاء فيهما. الرابعة: هيهات هيهات بسكون التاء فيهما. الخامسة: هيهات هيهات بالكسر والتنوين بتقديره نكرة، لأن أسماء الأفعال ما نوّن منها كان نكرة، وما لم ينوّن كان معرفة نحو: صه بالسكون، وصه بالتنوين. السادسة: هيهات هيهات بالرفع والتنوين. السابعة: هيهاتا هيهاتا بالنصب والتنوين تُوعَدُونَ جائز، ومثله: بمبعوثين بِمُؤْمِنِينَ كاف، لأنه آخر كلام الكفار، وليس من قوله، و: قال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا، إلى قوله: وما نحن له بمؤمنين، وقف يختار، لأن ما بينهما حكاية عن قول الكافر، ويجوز الوقف فيما بينهما على رءوس الآي بِما كَذَّبُونِ حسن نادِمِينَ كاف بِالْحَقِّ ليس بوقف لمكان الفاء غُثاءً حسن الظَّالِمِينَ كاف، ومثله: قرونا آخرين وكذا: يستأخرون، وثم لترتيب الأخبار، فيبتدأ بها إذا جاءت في أوّل قصة أخرى كما هنا تَتْرا حسن: لأن كلما يبتدأ بها كَذَّبُوهُ تامّ عن الأخفش بَعْضاً جائز أَحادِيثَ حسن لا يُؤْمِنُونَ تامّ مُبِينٍ ليس بوقف، لأن حرف الجرّ وما بعده موضعه نصب بأرسلنا، فهو متصل به قَوْماً عالِينَ كاف مِثْلِنا جائز عابِدُونَ كاف مِنَ الْمُهْلَكِينَ تامّ يَهْتَدُونَ كاف، على استئناف ما بعده خبر آخر، وجائز إن عطف على ما قبله آيَةً كاف، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ جائز أَفَلا تَتَّقُونَ حسن مِمَّا تَشْرَبُونَ صالح، وكذا: لخاسرون، ومخرجون، ولما توعدون، وبمبعوثين بِمُؤْمِنِينَ حسن، وكذا بما كذبون نادِمِينَ كاف، وكذا: غثاء، و: الظالمين قُرُوناً آخَرِينَ حسن يَسْتَأْخِرُونَ كاف، وكذا:

وإنما قال آية ولم يقل آيتين لأنها قصة واحدة، وهي ولادتها له من غير ذكر وَمَعِينٍ تامّ، للابتداء بياء النداء، بناء على أن ما بعده خطاب لنبينا وحده كقوله: الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ وهو نعيم بن مسعود الأشجعي وحده ليدل بذلك على أن الرسل أمروا بأكل الطيبات، وهو الحلال الذي طيبه الله لآكليه، وليس بوقف لمن قال إنه خطاب لعيسى ابن مريم، واحتج بما روي أن عيسى كان يأكل من غزل أمه، ومن حيث كونه رأس آية يجوز (صالحين) جائز. وقيل: كاف عَلِيمٌ تام: لمن قرأ: وإن هذه بكسر الهمزة عطفا على إني، وهو حمزة والكسائي وعاصم، وليس بوقف لمن قرأ بفتحها عطفا على بما فتكون إنّ في موضع خفض، والتقدير: عليم بأن هذه، وبها قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو، وإن نصبت بإضمار فعل نحو، واعلموا أن فتكون إن في موضع نصب كان الوقف على عليم جائزا أُمَّةً واحِدَةً كاف، على استئناف ما بعده فَاتَّقُونِ كاف زُبُراً حسن فَرِحُونَ أحسن منه حَتَّى حِينٍ كاف، وقد اختلف في «ما» من إنما هل هي مصدرية حرف واحد أو موصولة، فهي حرفان، فعلى أنها مصدرية حرف واحد هو مذهب الكسائي، رواه خلف عنه، وعليه يوقف على بنين لأنه قد حصل بعد فعل الحسان نسبة من مسند ومسند إليه، نحو حسبت إنما ينطلق زيد، وإنما يضرب بكر فينسبك منها ومما بعدها مصدر هو اسم إن والجملة خبر إن، وقيل: لا يوقف على بنين لأن نسارع خبر إن على أن إنما حرفان وما بمعنى الذي بدليل عود الضمير من به إليها وهي اسم إن وصلتها نمدّهم، ومن مال حال من الموصول أو بيان له، ونسارع خبر إن والعائد محذوف، أي: نسارع لهم به أو فيه. قاله ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تترى، وكذبوه، و: أحاديث لا يُؤْمِنُونَ حسن عالِينَ كاف، وكذا: عابدون مِنَ الْمُهْلَكِينَ تامّ يَهْتَدُونَ حسن آيَةً كاف وَمَعِينٍ تامّ صالِحاً جائز عَلِيمٌ تامّ، لمن قرأ وَإِنَّ هذِهِ بكسر الهمزة، وليس بوقف لمن قرأ بفتحها عطفا على ما، فإن نصب بإضمار فعل نحو: واعلموا إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ

أبو إسحاق وهشام بن معاوية عن الضرير كما يقول أبو سعيد، رويت عن الخدري تريد رويت عنه فأظهرت الهاء، فقلت عن الخدري، قال الشاعر: لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... نغّض الموت ذا الغنى والفقيرا أي: لا أرى الموت يسبقه شيء، فأظهر الهاء، وقول من قال إن يحسبون يتعدى لمفعولين، وأن نسارع لهم المفعول الثاني، والتقدير: أيحسبون أن إمدادنا لهم بالمال والبنين مسارعة منها لهم في الخيرات فغلط ومخالفة لقول أبي حاتم إن إن إذا وقعت بعد حسب وأخواتها لم تحتج إلى مفعول ثان. قال تعالى: يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ وهنا قد نابت أن عن المفعولين. فأن كافية عن اسم يحسبون وخبرها فلا يؤتى بمفعول ثان بعد أن، وقرئ إنما بكسر الهمزة على الاستئناف، وعليها فمفعولا حسب محذوفان اقتصارا أو اختصارا، وقرئ يسارع بالتحتية، أي: يسارع الله أو يسارع لهم الذي يمدون به، وقرئ يسارع بالتحتية مبنيا للمفعول، وفي الخيرات نائب الفاعل، والجملة خبر إن، والعائد محذوف، أي: يسارع لهم به، وقرئ نسرع لهم بالنون من أسرع، والحذف اختصارا ما كان لدليل، والحذف اقتصارا ما كان لغير دليل. وهذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد فِي الْخَيْراتِ كاف بَلْ لا يَشْعُرُونَ تامّ، وهو إضراب عن الحسبان المستفهم عنه استفهام تقريع، ولا وقف من قوله: إن الذين هم من خشية ربهم إلى راجعون، لأن أولئك يسارعون خبر، إن الذين هم من خشية ربهم وما بينهما من رءوس الآي جائز لطول الكلام، وبالنفس يضيق عن بلوغ التمام. فلا يوقف على مشفقون، ولا على يؤمنون، ولا على لا يشركون، ولا على راجعون لعطف الأسماء المنصوبة على اسم إن سابِقُونَ تامّ إِلَّا وُسْعَها حسن، ومثله: ينطق بالحق لا يُظْلَمُونَ كاف مِنْ هذا حسن، إن جعل الضمير في: ولهم أعمال ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف الوقف على عَلِيمٌ جائزا فَاتَّقُونِ كاف زُبُراً تامّ فَرِحُونَ كاف حَتَّى حِينٍ حسن فِي الْخَيْراتِ كاف لا

للكفار، وتام إن جعل كناية عن المؤمنين للفصل بين الكفار والمسلمين عامِلُونَ كاف، ومثله: يجأرون لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ حسن، وكذا: لا تنصرون تُتْلى عَلَيْكُمْ حسن تَنْكِصُونَ كاف، إن نصب مستكبرين حالا من فاعل تهجرون، وليس بوقف إن جعل حالا من الضمير في تنكصون، ووقف أبو حاتم على مستكبرين على أن الضمير في به يرجع إلى البيت واستكبارهم به أنهم أحق به من غيرهم وأنهم ولاته ويفتخرون بذلك، وكذا: إن جعل من صلة سامرا لأنهم كانوا يسمرون حول البيت بذكر القرآن والطن فيه ولا يطوفون بالبيت، ومن جعل الضمير في به يرجع إلى القرآن وقف على تنكصون، أي: يجعلون سمرهم وحديثهم في القرآن. ثم يبتدئ مستكبرين به، أي: بالقرآن واستكبارهم به أنهم إذا سمعوه كذبوه وطعنوا فيه تَهْجُرُونَ تام الْأَوَّلِينَ كاف، ومثله: منكرون، وكذا: جنة بِالْحَقِّ حسن كارِهُونَ كاف، وكذا: من فيهن بِذِكْرِهِمْ حسن مُعْرِضُونَ صالح خَرْجاً جائز خَيْرُ الرَّازِقِينَ كاف، ومثله: مستقيم، وكذا: لناكبون، ويعمهون، وما يتضرعون مُبْلِسُونَ تامّ وَالْأَفْئِدَةَ كاف، وكذا: ما تشكرون فِي الْأَرْضِ حسن تُحْشَرُونَ كاف وَيُمِيتُ حسن، ومثله: النهار أَفَلا تَعْقِلُونَ تامّ، الأولون حسن، ومثله لمبعوثون هذا مِنْ قَبْلُ كاف أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ تامّ تَعْلَمُونَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يَشْعُرُونَ تامّ، وكذا: سابقون، وما بينهما من رءوس الآي جائز لطول الكلام، ولكون كل منها رأس آية إِلَّا وُسْعَها كاف لا يُظْلَمُونَ صالح مِنْ هذا حسن، إن جعل ما بعده كناية عن الكافر، وتامّ إن جعل ذلك كناية عن المؤمنين لَها عامِلُونَ حسن يَجْأَرُونَ كاف لا تُنْصَرُونَ حسن مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ كاف تَهْجُرُونَ تامّ الْأَوَّلِينَ صالح، وكذا: منكرون جِنَّةٌ كاف كارِهُونَ حسن وَمَنْ فِيهِنَّ كاف مُعْرِضُونَ صالح الرَّازِقِينَ حسن، وكذا: مستقيم، و: لناكبون، ويعمهون وَما يَتَضَرَّعُونَ كاف مُبْلِسُونَ حسن، وقال أبو

حسن لِلَّهِ أحسن منه، وقال أبو عمرو: كاف تَذَكَّرُونَ كاف الْعَظِيمِ حسن سَيَقُولُونَ لِلَّهِ أحسن منه تَتَّقُونَ كاف تَعْلَمُونَ حسن سَيَقُولُونَ لِلَّهِ أحسن منه تُسْحَرُونَ كاف بِالْحَقِّ جائز لَكاذِبُونَ تامّ مِنْ إِلهٍ جائز، لأنه نفي عام يفيد استغراق الجنس، ولهذا جاء، إذا لذهب كل إله بما خلق عَلى بَعْضٍ كاف، للابتداء بالتنزيه يَصِفُونَ تامّ، لمن قرأ عالم بالرفع، وهو نافع وحمزة والكسائي وأبو بكر على أنه خبر مبتدإ محذوف، أي: هو عالم وجائز لمن قرأه بالجر وهم الباقون يُشْرِكُونَ تامّ ما يُوعَدُونَ ليس بوقف، لأن قوله: فلا تجعلني جواب الشرط، وهو إما لأنها كلمتان إن التي للشرط ودخلت عليها ما وهذه خلاف أما التي للعطف فإنها كلمة واحدة وربّ منادي معترض بين الشرط وجوابه الظَّالِمِينَ تامّ لَقادِرُونَ كاف السَّيِّئَةَ حسن، والمراد بالتي هي أحسن شهادة أن لا إله إلا الله، والسيئة الشرك بِما يَصِفُونَ كاف أَنْ يَحْضُرُونِ تامّ، ومثله كلا لأنها بمعنى الردع والزجر عن طلب الرجوع إلى الدنيا، وفي الحديث «إذا عاين المؤمن الموت قالت له الملائكة: نرجعك فيقول إلى دار الهموم والأحزان، بل قدوما إلى الله تعالى، وأما الكافر فيقول: ارجعون لعلي أعمل صالحا فلا يجاب لما سأل ولا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عمرو: تامّ وَالْأَفْئِدَةَ كاف ما تَشْكُرُونَ حسن، وكذا: تحشرون ويُحْيِي وَيُمِيتُ، والنَّهارِ تامّ أَفَلا تَعْقِلُونَ حسن الْأَوَّلُونَ صالح، وكذا: لمبعوثون هذا مِنْ قَبْلُ كاف أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ تامّ تَعْلَمُونَ كاف لِلَّهِ في الثلاثة صالح. وقال أبو عمرو: كاف تَذَكَّرُونَ تامّ الْعَظِيمِ كاف تَتَّقُونَ تامّ تَعْلَمُونَ كاف تُسْحَرُونَ حسن لَكاذِبُونَ تامّ مِنْ إِلهٍ صالح، وكذا: بما خلق عَلى بَعْضٍ حسن عَمَّا يَصِفُونَ تامّ لمن قرأ: عالم بالرفع، وكاف لمن قرأه بالجرّ يُشْرِكُونَ تامّ ما يُوعَدُونَ حسن الظَّالِمِينَ تامّ لَقادِرُونَ حسن، وكذا: أحسن السيئة وبما يصفون. وقال أبو عمرو: (في

يغاث» هُوَ قائِلُها حسن يُبْعَثُونَ تامّ، ومثله: ولا يتساءلون، والمفلحون وخالدون على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال مما قبله كالِحُونَ تام تُكَذِّبُونَ حسن، ومثله: شقوتنا ضالِّينَ كاف، ومثله: ظالمون، وكذا ولا تكلمون وَارْحَمْنا جائز الرَّاحِمِينَ ليس بوقف لمكان الفاء بعده ذِكْرِي حسن، أي: شغلكم الاستهزاء بعمار وسلمان وبلال لا أن المؤمنين أنسوهم ذكر الله تَضْحَكُونَ كاف، ومثله: بما صبروا لمن كسر همزة إنهم على الاستئناف وهي قراءة الكوفيين إلا عاصما، وليس بوقف لمن فتحها، لأنها متعلقة بما قبلها إذ هي المفعول الثاني لجزيت بتقدير إني جزيتهم اليوم بصبرهم الفوز بالجنة مع الأمن من الأهوال فلا يقطع ذلك الْفائِزُونَ تامّ عَدَدَ سِنِينَ جائز، وقيل: كاف أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ جائز الْعادِّينَ تامّ، ومثله: تعلمون للابتداء بالاستفهام عَبَثاً ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله لا تُرْجَعُونَ تامّ الْمَلِكُ الْحَقُّ حسن، ومثله: إلا هو إن رفع ربّ على الابتداء أو خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن رفع بدلا من هو الْكَرِيمِ تامّ آخَرَ ليس بوقف، لأن ما بعده صفة لها فلا يفصل بينهما بالوقف، وكذا لا يوقف على: لا برهان له به، لأن الفاء في فإنما جواب من عِنْدَ رَبِّهِ كاف الْكافِرُونَ تامّ وَارْحَمْ جائز، آخر السورة تام. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الأولين) كاف أَنْ يَحْضُرُونِ كاف كَلَّا حسن. وقال أبو عمرو: تامّ لأنها بمعنى الردّ لما قبلها، وجوّز بعضهم أنها بمعنى حقا فيوقف على ما قبلها ويبتدأ بها هُوَ قائِلُها حسن يُبْعَثُونَ كاف، وكذا: ولا يتساءلون، والمفلحون، وخالدون كالِحُونَ تامّ تُكَذِّبُونَ حسن ضالِّينَ كاف، وكذا: ظالمون وَلا تُكَلِّمُونِ حسن الرَّاحِمِينَ ليس بوقف لأن ما بعده من تمام الكلام قبله تَضْحَكُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف بِما صَبَرُوا كاف، لمن كسر همزة أنهم، وليس بوقف لمن فتحها الْفائِزُونَ كاف، وكذا: عدد سنين، والعادّين، وقال

سورة النور

سورة النور مدنية (¬1) وهي ستون وآيتان في المدنيين والمكي، وأربع في عدّ الباقين، اختلافهم في آيتين: بالغدوّ والآصال، ويذهب بالأبصار، وهو الثاني لم يعدّهما المدنيان والمكي، وكلهم عدّ القلوب والأبصار، وكلمها ألف وثلاثمائة وست عشرة كلمة، وحروفها خمسة آلاف وستمائة وثمانون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع موضعان، لهم عذاب أليم بعده في الدنيا والآخرة، ولو لم تمسسه نار، يجوز في سورة الرفع والنصب فبالرفع قرأ الأمصار على الابتداء أو خبر مبتدإ محذوف، أي: هذه سورة، وقرأ عيسى بن عمر بالنصب على الاشتغال، أي: أنزلنا سورة أنزلناها أو بتقدير اتل سورة وسوّغ الابتداء بالنكرة الوصف المقدر كأنه قيل سورة معظمة أنزلناها وأَنْزَلْناها جائز، إن كان ما بعده مستأنفا، وأما الوقف على وفرضناها. فإن جعل لعلكم تذكرون متصلا بأنزلنا حسن الوقف عليه، وإن جعل متصلا بفرضناها لا يحسن الوقف عليه مِائَةَ جَلْدَةٍ حسن فِي دِينِ اللَّهِ ليس بوقف، لأن الشرط الذي بعده ما قبله قد قام مقام جوابه، وهو فعل النهي وَالْيَوْمِ الْآخِرِ حسن مِنَ الْمُؤْمِنِينَ كاف أَوْ مُشْرِكَةً جائز، ومثله: أو مشرك عَلَى الْمُؤْمِنِينَ تامّ ثَمانِينَ جَلْدَةً جائز، إن كان القاذف حرّا، وإن كان عبدا أربعين، ولا بدّ أن يكون المقذوف عفيفا من الزنا حتى لو زنى في عمره ـــــــــــــــــــــــــ أبو عمرو في الأول والثالث: تامّ تَعْلَمُونَ حسن لا تُرْجَعُونَ تامّ، وكذا: الكريم عِنْدَ رَبِّهِ كاف الْكافِرُونَ تامّ، وكذا: آخر السورة. سورة النور مدنية وَفَرَضْناها جائز تَذَكَّرُونَ تامّ مِائَةَ جَلْدَةٍ كاف الْآخِرِ ¬

_ (¬1) وهي ستون وآيتان في الحجازي، وأربع في الباقي والخلاف في آيتين: وَالْآصالِ [36]، (الأبصار) [43] غير حجازي. وانظر: «التلخيص» (342).

مرة واحدة وقذفه قاذف فلا حدّ عليه أَبَداً تامّ، إن جعل الاستثناء من قوله: الفاسقون بناء على أن شهادة القاذف لا تقبل وإن تاب، وليس بوقف إن جعل الاستثناء من قوله: ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا بناء على أن شهادة القاذف تقبل إذا تاب وأن بالتوبة يرتفع اسم الفسق عنه، وسواء تاب بعد إقامة الحدّ عليه أو قبله لقوله: إلا الذين تابوا، وحاصله أن الفاسق إما أن يجيء تائبا وأقيم عليه الحدّ وتاب، أو لم يحد ولم يتب، أو تاب ولم يحدّ، أو حدّ ولم يتب، فالأول تقبل شهادته مطلقا لأنه زال عنه اسم القذف وزال ما ترتب عليه من ردّ الشهادة، والثاني والثالث لا تقبل مطلقا، والرابع اختلف فيه مالك والشافعي وأصحاب الرأي، فمالك يقول بقبول شهادته في غير ما حدّ فيه بخصوصه، والشافعي يقول بقبول شهادته، وإن فيما حدّ فيه لأن الحدود عنده كفارات للذنوب، وأصحاب الرأي يقولون لا تقبل شهادة المحدود وإن تاب غَفُورٌ رَحِيمٌ تامّ، على سائر الأوجه إِلَّا أَنْفُسُهُمْ ليس بوقف، لأن قوله: فشهادة أحدهم وما بعده خبر والذين، ومثله في عدم الوقف أربع شهادات بالله لأن إن جواب القسم، فإنها وإن كانت مكسورة فإن الفعل الأول قد عمل في موضعها ورفع أربع ونصبه يستوي الوقف، قرأ العامّة أربع بالنصب على المصدر والعامل فيه شهادة والناصب للمصدر مصدر مثله. وقرأ الأخوان وحفص برفع أربع خبر قوله: فشهادة أو فشهادة خبر مبتدإ محذوف، أي: فالحكم أو الواجب عليه شهادة، أو شهادة فاعل بفعل مقدّر، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن. وقال أبو عمرو: كاف مِنَ الْمُؤْمِنِينَ تامّ أَوْ مُشْرِكٌ كاف عَلَى الْمُؤْمِنِينَ تامّ ثَمانِينَ جَلْدَةً صالح أَبَداً كاف، إن جعل الاستثناء بعده من الفاسقين فقط بناء على أن شهادة القاذف لا تقبل وإن تاب، وليس بوقف إن جعل الاستثناء من قوله: ولا تقبلوا شهادة أبدا، وما بعده بناء على أن شهادة القاذف تقبل إذا تاب الْفاسِقُونَ ليس بوقف على الوجهين رَحِيمٌ تامّ لَمِنَ

أي: فيكفي شهادة الصَّادِقِينَ كاف، لمن قرأ: والخامسة بالرفع على الابتداء والخبر فيما بعد، وجائز لمن نصبها عطفا على أربع شهادات، وبها قرأ حفص عن عاصم لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ ليس بوقف، لأن ما بعده شرط فيما قبله الْكاذِبِينَ كاف، ومثله: لمن الكاذبين، فمن قرأ: والخامسة بالرفع على الابتداء والخبر فيما بعده كان الوقف على الكاذبين كافيا. ومن قرأ: والخامسة بالنصب عطفا على أربع كان جائزا لكونه رأس آية الصَّادِقِينَ تامّ وَرَحْمَتُهُ ليس بوقف، لأن قوله بعد: وإن الله في موضع رفع عطفا على ما قبله، وجواب لولا محذوف تقديره لأهلككم، ونظيره قول امرئ القيس: فلو أنّها نفس تموت سوية ... ولكنّها نفس تساقط أنفسا أراد لو ماتت نفسي في مرة واحدة لاسترحت، ولكنها تخرج قليلا قليلا تَوَّابٌ حَكِيمٌ تامّ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ جائز، وقيل: كاف خَيْرٌ لَكُمْ كاف، ومثله: من الإثم عَظِيمٌ تام: قرأ العامة كبره بكسر الكاف وضمها، قيل الضم في السنّ، والكسر الإثم، يقال في المضموم كبر القوم، أي: أكبرهم سنا أو مكانة. قاله السمين: والمشهور أنه عبد الله بن أبيّ ابن سلول، وسلول أمّ أبيه بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً ليس بوقف لأن قوله: وقالوا عطف على ظن داخل تحت لولا التحضيضية، أي: هلا ظنوا وقالوا، وفي الآية تنبيه ودليل على أن حق المؤمن إذا سمع قالة في حق أخيه أن يبني الأمر فيه على ظنّ حسن، وأن لا يصدق في أخيه قول عائب ولا طاعن إِفْكٌ مُبِينٌ تامّ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الصَّادِقِينَ حسن، إن قرئ: والخامسة بالنصب عطفا على أربع شهادات، لكنه على قراءتها بالرفع أحسن الْكاذِبِينَ كاف لَمِنَ الْكاذِبِينَ حكمه حكم، لمن الصادقين فيما تقرّر إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ حسن. وقال أبو عمرو تامّ تَوَّابٌ حَكِيمٌ تامّ: وجواب لولا محذوف، أي: ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأنه توّاب حكيم

بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ جائز، لأن إذا أجيبت بالفاء فكانت شرطا في ابتداء حكم، فكانت الفاء للاستئناف الْكاذِبُونَ كاف فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ليس بوقف، لأن جواب لولا لم يأت بعد عَظِيمٌ كاف، إن علق إذ باذكر مقدّرا وكان من عطف الجمل، وجائز إن علق بما قبله لكونه رأس آية هَيِّناً جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن علق ما بعده بما قبله، لأن الواو للحال والوصل أولى عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ كاف بِهذا جائز، على استئناف التنزيه، وليس بوقف إن علق ما بعده بما قبله وجعل داخلا في القول تحت لولا التحضيضية، أي: هلا قلتم سبحانك هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ وعَظِيمٌ كاف لِمِثْلِهِ أَبَداً ليس بوقف، لأن ما قبله جواب لما بعده مُؤْمِنِينَ كاف لَكُمُ الْآياتِ جائز حَكِيمٌ تامّ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ليس بوقف لتعلق الظرف فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ حسن لا تَعْلَمُونَ كاف، وجواب لولا محذوف تقديره لعاقبكم، ومن قال إن قوله: ما زكا منكم جواب لولا الأولى، فلا وقف حتى يأتي بجواب الثانية رَحِيمٌ تامّ خُطُواتِ الشَّيْطانِ حسن وَالْمُنْكَرِ تامّ أَبَداً جائز مَنْ يَشاءُ كاف عَلِيمٌ تامّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كاف، ومثله: وليصفحوا للابتداء بأداة التنبيه، وكذا: أن يغفر الله لكم رَحِيمٌ تامّ وَالْآخِرَةِ حسن عَظِيمٌ كاف، إن نصب يوم تشهد بمقدر، وليس بوقف إن نصب بقوله: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لأهلككم شَرًّا لَكُمْ صالح خَيْرٌ لَكُمْ كاف مِنَ الْإِثْمِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف عَظِيمٌ كاف، وكذا: مبين، وبأربعة شهداء الْكاذِبُونَ حسن عَظِيمٌ صالح، وإن تعلق به ما بعده، لأنه رأس آية عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ كاف بُهْتانٌ عَظِيمٌ حسن مُؤْمِنِينَ كاف لَكُمُ الْآياتِ صالح حَكِيمٌ تامّ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ حسن، وكذا: لا تعلمون رَحِيمٌ تامّ خُطُواتِ الشَّيْطانِ صالح وَالْمُنْكَرِ كاف مِنْ أَحَدٍ أَبَداً صالح مَنْ يَشاءُ كاف عَلِيمٌ تامّ

عذاب، وردّ بأنه مصدر قد وصف قبل أخذ متعلقاته، لأن من شرطه أن لا يتبع لأن معموله من تمامه، فلا يجوز إعماله، لأن المصدر واسم الفاعل إذا وصفا فلا يعملان، فلو أعمل وصفه وهو عظيم لجاز، أي: عذاب عظيم قدره يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم يَعْمَلُونَ كاف، على استئناف ما بعده، ويكون العامل في يومئذ قوله: يوفيهم، وإن جعل يومئذ بدلا من قوله: يوم تشهد كان جائزا لكونه رأس آية دِينَهُمُ الْحَقَّ جائز الْمُبِينُ تامّ لِلْخَبِيثِينَ جائز، ومثله: للخبيثات، وكذا: للطيبين، ومثله: للطيبات، على استئناف ما بعده مِمَّا يَقُولُونَ كاف، يعني بذلك عائشة أم المؤمنين، وصفوان رضي الله عنهما كَرِيمٌ تامّ للابتداء بياء النداء عَلى أَهْلِها حسن تَذَكَّرُونَ كاف حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ حسن ومثله: فارجعوا، وكذا: أزكى لكم عَلِيمٌ تامّ مَتاعٌ لَكُمْ كاف وَما تَكْتُمُونَ تامّ فُرُوجَهُمْ جائز أَزْكى لَهُمْ كاف، ومثله: بما يصنعون، على استئناف ما بعده، وجائز إن عطف على ما قبله، ولا يوقف من قوله: قل للمؤمنين إلى يصنعون، لأن العطف يصير الأشياء كالشيء الواحد إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها كاف عَلى جُيُوبِهِنَّ حسن، ولا وقف من قوله: ولا يبدين زينتهنّ إلى قوله: عورات النساء، لأن العطف صير المعطوفات ولو كثرت كالشيء الواحد، ولكن لضيق النفس عن بلوغ آخر المعطوفات وعن تمام الكلام يجوز الوقف على أحدها، ثم يبتدئ به عَلى عَوْراتِ النِّساءِ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حسن وَلْيَصْفَحُوا أحسن منه أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ كاف رَحِيمٌ تامّ عَظِيمٌ كاف، وكذا: يعملون دِينَهُمُ الْحَقَّ جائز الْمُبِينُ تامّ لِلْخَبِيثِينَ صالح لِلْخَبِيثاتِ مفهوم لِلطَّيِّبِينَ صالح لِلطَّيِّباتِ مفهوم مِمَّا يَقُولُونَ صالح كَرِيمٌ تامّ عَلى أَهْلِها صالح تَذَكَّرُونَ كاف، وكذا: يؤذن لكم، وأزكى لكم عَلِيمٌ تامّ مَتاعٌ لَكُمْ كاف وَما تَكْتُمُونَ تامّ

كاف، ومثله: من زينتهنّ. واعلم أن كل ما في كتاب الله تعالى من يا أَيُّهَا* يوقف عليه بالألف إلا في ثلاثة مواضع يوقف عليها بغير ألف: أيه المؤمنون هنا، وأيه الساحر في الزخرف، وأَيُّهَ الثَّقَلانِ في الرحمن، رسمت هذه الثلاثة بغير ألف بعد الهاء اتباعا لمصحف عثمان اكتفاء بالفتحة عن الألف الْمُؤْمِنُونَ ليس بوقف، لأن حرف الترجي لا يبتدأ به، لأنه في التعلق كلام كي تُفْلِحُونَ تامّ، لتناهي المهيات، ومثله: وإمائكم مِنْ فَضْلِهِ حسن واسِعٌ عَلِيمٌ تامّ، ومثله: من فضله، لأن والذين يبتغون مبتدأ خبره الجملة إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً كاف، فصلا بين الأمرين، وهما فكاتبوهم وآتوهم، لأن قوله: فَكاتِبُوهُمْ على الندب، وقوله: وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللَّهِ على الإيجاب، وهو قول الشافعي وليس بوقف على قول من قال إنهما واجبان وكذا على قول من قال: ليس بواجب على السيد أن يكاتب عبده، ولا أن يعطيه شيئا، وإنما يستحب له أن يسقط عنه شيئا من آخر نجومه، وهو قول الإمام مالك، والمراد بقوله: خيرا المال، أو القوّة على الكسب أو الصلاح أو الأمانة، والآية تقتضي عدم الأمر عند انتفاء الخيرية وانتفاء الأمر يصدق بالجواز الَّذِي آتاكُمْ تامّ، إن أردن تحصنا، أي: أو لم يردن، فمفهوم الشرط معطل، لأن الإكراه لا يكون مع الإرادة، فالنهي عن الإكراه مشروط بإرادة التعفف، أما إن كانت مريدة للزنا فلا يتصور الإكراه إِنْ أَرَدْنَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وأَزْكى لَهُمْ حسن، وكذا: يصنعون ما ظَهَرَ مِنْها كاف جُيُوبِهِنَّ حسن عَوْراتِ النِّساءِ كاف مِنْ زِينَتِهِنَّ حسن، وكذا: تفلحون. وقال أبو عمرو: فيهما تامّ وَإِمائِكُمْ كاف، وكذا: من فضله واسِعٌ عَلِيمٌ حسن مِنْ فَضْلِهِ تامّ، وكذا: آتاكم عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا حسن. وقال أبو عمرو: كاف رَحِيمٌ تامّ لِلْمُتَّقِينَ أتمّ منه وَالْأَرْضِ حسن، وكذا: فيها مصباح، وفي زجاجة، وقال أبو

تَحَصُّناً ليس بوقف للام العلة بعده عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا حسن. وقيل: كاف، للابتداء بالشرط غَفُورٌ رَحِيمٌ تامّ، ولا وقف من قوله: ولقد أنزلنا إلى للمتقين، فلا يوقف على: مبينات، ولا على: من قبلكم، للعطف في كليهما لِلْمُتَّقِينَ أتمّ مما قبله وَالْأَرْضِ حسن مِصْباحٌ كاف، ومثله: في زجاجة زَيْتُونَةٍ جائز، ومثله: ولا غربية، وقيل: كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل صفة لشجرة، لأن فيه قطع نعت النكرة، وهو قليل نارٌ حسن، ومثله: على نور، وكذا: من يشاء الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ كاف عَلِيمٌ تامّ، إن علق فِي بُيُوتٍ بيسبح بعد، أي: يسبح رجال في بيوت، ومثله: إن علق بمحذوف، أي: يسبحونه في بيوت، وليس بوقف إن جعل في بيوت حالا للمصباح والزجاجة والكوكب، أي: وهي في بيوت أذن الله في بنائها، وليس عَلِيمٌ بوقف أيضا إن جعل فِي بُيُوتٍ صفة لمشكاة، أي: كمشكاة في بيوت، أو صفة لمصباح، أو صفة لزجاجة أو تعلق بتوقد، وعلى هذه الأقوال كلها لا يوقف على: عليم فِيهَا اسْمُهُ كاف، إن لم تعلق قوله: في بيوت بيسبح، وإلا فليس بوقف، لأن ما بعده صفة بيوت وَالْآصالِ حسن، لمن قرأ يُسَبِّحُ بفتح الموحدة، وبها قرأ ابن عامر وأبو بكر، وليس بوقف لمن كسرها، والفاعل رجال، وعلى قراءة ابن عامر ففيها نائب الفاعل ورجال في جواب سؤال مقدّر فعل بفعل مقدّر كأنه قيل: من المسبح؟ فقيل: يسبحه رجال، وعلى قراءة الباقين يسبح بكسر الموحدة فوقفه على رجال، ولا يوقف على الآصال للفصل بين ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عمرو: في الثلاثة كاف زَيْتُونَةٍ صالح، وكذا ولا غربية تَمْسَسْهُ نارٌ حسن، وكذا: نور على نور، ومن يشاء، وللناس. وقال أبو عمرو: في الأربعة كاف عَلِيمٌ تامّ فِيهَا اسْمُهُ كاف، إن لم يتعلق قوله فِي بُيُوتٍ بيسبح، وإلا فليس بوقف وَالْآصالِ حسن، لمن قرأ: يسبح بفتح الباء، وليس بوقف لمن قرأه بكسرها للفصل

الفعل وفاعله، ثم يبتدئ: لا تلهيهم تجارة، ومن فتح الباء وقف على الآصال، ثم يبتدئ: رجال، وابن عامر قد أخذ القرآن عن عثمان بن عفان قبل أن يظهر اللحن في لسان العرب عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله وَإِيتاءِ الزَّكاةِ جائز: إن جعل يَخافُونَ مستأنفا، وليس بوقف إن جعل نعتا ثانيا لرجال، أو حالا من مفعول: تلهيهم، ويوما مفعول به، لا ظرف على الأظهر، وتتقلب صفة ليوما وَالْأَبْصارُ كاف، إن علقت اللام في لِيَجْزِيَهُمُ بمحذوف تقديره، فعلوا ذلك ليجزيهم أحسن ما عملوا. وقال أبو حاتم السجستاني: أصل ليجزيهم ليجزينهم بفتح اللام وبنون توكيد، فحذفت النون تخفيفا ثم كسرت اللام وأعملت إعمال لام كي لشبهها لها في اللفظ اه، وردّوا على أبي حاتم وأجمع أهل اللسان على أن ما قاله أبو حاتم وقدره في ذلك خطأ لا يصح في لغة ولا قياس، وليست هذه لام قسم. قال أبو جعفر: ورأيت الحسن بن كيسان ينكر مثل هذا على أبي حاتم ويخطئه فيه ويعيب عليه هذا القول، ويذهب إلى أنها لام كي. وحينئذ لا يوقف على: الأبصار، والمعنى يسبحون ويخافون ليجزيهم ثوابهم مِنْ فَضْلِهِ كاف بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ الظَّمْآنُ ماءً حسن، لأن حتى للابتداء إذا كان بعدها إذا إلا قوله: حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ، فإنها لانتهاء الابتداء كما تقدم عن السجاوندي فَوَفَّاهُ حِسابَهُ كاف، والضمير في جاءه وفي لم يجده وفي ووجد وفي عنده وفي فوفاه وفي حسابه الست ترجع ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بين الفاعل وفعله وَإِيتاءِ الزَّكاةِ صالح، إن جعل يَخافُونَ يَوْماً مستأنفا، وجائز إن جعل من تتمة نعت رجال وَالْأَبْصارُ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف، بناء فيهما على أن أصل لِيَجْزِيَهُمُ ليجزينهم بفتح اللام وبنون توكيد فحذفت النون تخفيفا ثم كسرت اللام وأعملت إعمال لام كي لشبهها لها في اللفظ، ومن جعل اللام لام كي لم يقف على: الأبصار مِنْ فَضْلِهِ كاف بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ حسن سَرِيعُ الْحِسابِ كاف، وإن كان بعده حرف العطف،

إلى الظمآن، لأن المراد به الكافر. قاله الزمخشري: وهو حسن سَرِيعُ الْحِسابِ كاف، لمن جعل أو بمعنى الواو كقوله: ولا تطع منهم آثما أو كفورا، أي: وكفورا. والمعنى: وكفرهم كظلمات، وجائز لمن جعله متصلا بما قبله وإن كان بعده حرف العطف لأنه رأس آية يَغْشاهُ مَوْجٌ حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع النعت لما قبله مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ كاف، لمن قرأ ظُلُماتٌ بالرفع منونا على إضمار مبتدإ، أي: هي ظلمات أو ظلمات مبتدأ، والجملة من قوله: بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ خبر، ذكره الحوفي، وفيه نظر، إذ لا مسوغ للابتداء بهذه النكرة، وليس بوقف لمن قرأه بالجرّ بدلا من كَظُلُماتٍ كما رواه ابن القواس وابن فليح، وقرأ البزي: سحاب ظلمات بإضافة سحاب لظلمات جعل الموج المتراكم كالسحاب، وعليها فلا يوقف على: سحاب بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ كاف لَمْ يَكَدْ يَراها تامّ، للابتداء بالشرط، ومثله: فما له من نور صَافَّاتٍ كاف، ومثله: وتسبيحه بِما يَفْعَلُونَ تامّ، إن جعلت الضمائر في عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ عائدة على كلّ، أي: كلّ قد علم هو صلاة نفسه وتسبيحه، وهو أولى لتوافق الضمائر، لأن المعنى: وهو عليم بما يفعلونه، وإظهار المضمر أفخم، وأنشد سيبويه: لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... نغّض الموت ذا الغنى والفقيرا وإن جعل الضمير في عَلِمَ عائدا على الله، وفي صَلاتَهُ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لأنه رأس آية يَغْشاهُ مَوْجٌ صالح، وكذا: من فوقه موج سَحابٌ كاف، وهذا لمن قرأ ظُلُماتٌ بالرفع، ومن قرأه بالجرّ بدلا من: كظلمات لم يقف على شيء منها ومن قرأ سَحابٌ ظُلُماتٌ بالإضافة لم يقف على: ظلمات فَوْقَ بَعْضٍ كاف لَمْ يَكَدْ يَراها تامّ، وكذا: فما له من نور صَافَّاتٍ كاف، وكذا: تسبيحه

وَتَسْبِيحَهُ عائدان على كل أو بالعكس، أي: علم كل صلاة الله وتسبيحه، أي: اللذين أمر الله بهما عباده بأن يفعلا كإضافة الخلق إلى الخالق كان الوقف على: تسبيحه وَالْأَرْضِ حسن الْمَصِيرُ تامّ مِنْ خِلالِهِ حسن عَنْ مَنْ يَشاءُ كاف بِالْأَبْصارِ كاف، ومثله: النهار ولِأُولِي الْأَبْصارِ تامّ مِنْ ماءٍ حسن عَلى بَطْنِهِ جائز، ومثله: على رجلين عَلى أَرْبَعٍ كاف، ومثله: ما يشاء قَدِيرٌ تامّ مُبَيِّناتٍ كاف مُسْتَقِيمٍ تامّ، على استئناف ما بعده وَأَطَعْنا جائز مِنْ بَعْدِ ذلِكَ حسن بِالْمُؤْمِنِينَ تامّ، ومثله معرضون، وكذا: مذعنين، عند أحمد بن موسى وَرَسُولِهِ جائز، وما بعده متصل بما قبله من جهة المعنى. والمعنى أن يحيف الله عليهم ورسوله، ولكن ظلموا أنفسهم ونافقوا، ودلّ على هذا قوله: بل أولئك هم الظالمون والظَّالِمُونَ تامّ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ليس بوقف، لأن أن يقولوا هو اسم كان، وقول المؤمنين خبرها، فلا يفصل بينهما وَأَطَعْنا حسن الْمُفْلِحُونَ تامّ وَيَتَّقْهِ ليس بوقف، لأن ما بعده جواب الشرط فلا يفصل بينهما بالوقف، ومثله في التمام الفائزون لَيَخْرُجُنَّ حسن لا تُقْسِمُوا أحسن منه، ثم تبتدئ طاعة، أي: هي طاعة، أو أمر أمركم طاعة على حذف المبتدإ، أو طاعة مبتدأ ومعروفة صفة والخبر محذوف: أي أمثل وأولى، أو طاعة فاعل بفعل محذوف، أي: ولتكن منكم طاعة، وضعف ذلك بأن الفعل لا يحذف إلا إذا تقدم ما يشعر به ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يَفْعَلُونَ تامّ وَالْأَرْضِ جائز الْمَصِيرُ تامّ مِنْ خِلالِهِ كاف وكذا: عمن يشاء بِالْأَبْصارِ تامّ، وكذا: والنهار، ولأولي الأبصار مِنْ ماءٍ صالح عَلى أَرْبَعٍ كاف، وكذا: ما يشاء. وقال أبو عمرو: فيهما تامّ قَدِيرٌ تامّ مُبَيِّناتٍ كاف، وكذا: مستقيم، ومن بعد ذلك، وبالمؤمنين، ومعرضون، ومذعنين، ورسوله، وقال أبو عمرو: في الثلاثة التي قبل الأخير تامّ الظَّالِمُونَ تامّ سَمِعْنا وَأَطَعْنا كاف الْمُفْلِحُونَ تامّ، وكذا: فائزون، و: لا تقسموا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ كاف بِما تَعْمَلُونَ تامّ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ كاف

كقوله: يُسَبِّحُ لَهُ فِيها في قراءة من قرأه بالبناء للمفعول، وقرأ زيد بنصب طاعة بفعل مضمر، أي: أطيعوا طاعة مَعْرُوفَةٌ كاف بِما تَعْمَلُونَ تامّ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ حسن، وليس بكاف، لأن الذي بعده داخل في الخطاب، وربما غلط في هذا الضعيف في العربية فيتوهم أن: فإن تولوا لغائب وأنه منقطع مما قبله في اللفظ وفي المعنى وليس الأمر كذلك، وعدوله من الخطاب إلى الغيبة موجب للوقف، بل هو على حذف إحدى التاءين، والتقدير فإن تتولوا، فهو خطاب. والدليل على ذلك أن ما بعده: وعليكم ما حملتم، ولو كان لغائب لكان وعليهم ما حملوا، فدلّ هذا على أن الخطاب كله متصل، وبعده أيضا: وإن تطيعوه تهتدوا ما حُمِّلْتُمْ حسن تَهْتَدُوا أحسن مما قبله. وقيل: تام الْمُبِينُ تامّ. ولا وقف من قوله: وعد الله إلى آمنا، فلا يوقف على: من قبلهم، ولا على: ارتضى لهم، لدخول ما بعده في الوعد لعطفه على ما قبله أَمْناً حسن، على استئناف ما بعده كأن قائلا قال: ما بالهم يستحلفون ويؤمنون؟ فقال: يعبدونني، وليس بوقف إن جعل حالا من وعد الله، أي: وعدهم الله ذلك في حال عبادتهم وإخلاصهم، ولا محل ليعبدونني من الإعراب على التقدير الأول وعلى الثاني محله نصب شَيْئاً تامّ، للابتداء بالشرط الْفاسِقُونَ تامّ وَآتُوا الزَّكاةَ جائز تُرْحَمُونَ تامّ مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ حسن النَّارُ أحسن مما قبله الْمَصِيرُ تامّ، ولا وقف من قوله: يا أيها الذين آمنوا إلى صلاة العشاء، فلا يوقف على: ملكت أيمانكم، ولا على: من قبل صلاة الفجر، ولا على: من الظهيرة، للعطف في كل صَلاةِ الْعِشاءِ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ما حُمِّلْتُمْ جائز تَهْتَدُوا حسن الْمُبِينُ تامّ أَمْناً كاف، وكذا: شيئا، وقال أبو عمرو: فيهما تامّ الْفاسِقُونَ تامّ وَآتُوا الزَّكاةَ جائز تُرْحَمُونَ تامّ فِي الْأَرْضِ صالح، وكذا: ومأواهم النار الْمَصِيرُ تامّ صَلاةِ الْعِشاءِ كاف، وإن قرئ ثلاث عورات بالنصب بدلا من ثلاث مرات، لكنه على قراءتها بالرفع أحسن

كاف، لمن رفع ثلاث على الابتداء والخبر لكم: أو خبر مبتدإ محذوف، أي: هذه الخصال ثلاث عورات، أو هي ثلاث عورات لكم، وليس بوقف لمن قرأ ثلاث عورات بالنصب بدلا من ثلاث مرّات، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف عَوْراتٍ لَكُمْ حسن، ومثله: بعدهنّ برفع ما بعده خبر مبتدإ محذوف، أي: هم طوّافون، أي: المماليك والصغار طوّافون عليكم، أي: يدخلون عليكم في المنازل غدوة وعشية إلا في تلك الأوقات، وبعضكم مبتدأ والخبر، على بعض، أو طوّافون مرفوع بيطوفون مضمرة، فعلى هذا يحسن الوقف على قوله: عليكم، وليس بوقف لمن قرأ طوّافين نصبا على الحال، وقرأ ابن أبي عبلة طوّافين أيضا بالنصب على الحال من ضمير عليهم عَلى بَعْضٍ كاف، ومثله: لكم الآيات حَكِيمٌ تامّ مِنْ قَبْلِهِمْ كاف، وكذا: آياته حَكِيمٌ تامّ، ولا وقف من قوله: وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ، إلى قوله: بِزِينَةٍ وبِزِينَةٍ حسن، ومثله: خير لهنّ عَلِيمٌ تامّ، ولا وقف من قوله: ليس على الأعمى حرج، إلى قوله: أو صديقكم، لأن العطف صيرها كالشيء الواحد. وقيل: يوقف على قوله، ولا على المريض حرج، وليس بجيد، والأولى وصله أَوْ صَدِيقِكُمْ حسن، ومثله: أو أشتاتا. وقيل: تامّ، لأن إذا قد أجيبت بالفاء فكانت شرطا في اقتداء حكم فكانت الفاء للاستئناف طَيِّبَةً حسن الْآياتِ ليس بوقف لتعلق حرف الترجي بما قبله، فهو كلام كي تَعْقِلُونَ تامّ حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ حسن، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لَكُمْ تامّ بَعْدَهُنَّ حسن، وكذا: على بعض. وقال أبو عمرو: فيهما كاف لَكُمُ الْآياتِ كاف حَكِيمٌ تامّ مِنْ قَبْلِهِمْ كاف، وكذا آياته حَكِيمٌ تامّ بِزِينَةٍ كاف، وكذا: خير لهنّ عَلِيمٌ تامّ أَوْ صَدِيقِكُمْ حسن أَوْ أَشْتاتاً كاف وكذا: مباركة طيبة تَعْقِلُونَ تامّ، وكذا: حتى يستأذنوه وَرَسُولِهِ كاف لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ جائز لَهُمُ اللَّهَ كاف رَحِيمٌ تامّ،

سورة الفرقان

ومثله، ورسوله، وكذا: لمن شئت منهم وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ أحسن مما قبله غَفُورٌ رَحِيمٌ تامّ، وكذا: بعضا. وقيل: كاف. والمعنى لا تخاطبوا الرسول كما يخاطب بعضكم بعضا، ولكن خاطبوه بالتفخيم والتعظيم والإجلال، أو لا تغضبوه ولا تعصوه فيدعو عليكم فيستجاب له، فلا تجعلوا دعاءه كدعاء غيره، فإن دعاءه مستجاب، وهو تامّ على القولين لِواذاً حسن أَلِيمٌ تامّ وَالْأَرْضِ حسن ومثله: ما أنتم عليهم. وقيل: تامّ، للعدول من الخطاب إلى الغيبة وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ ليس بوقف لعطف قوله: فَيُنَبِّئُهُمْ على ما قبله بِما عَمِلُوا كاف، آخر السورة: تامّ. سورة الفرقان مكية (¬1) إلا قوله: والذين لا يدعون مع الله إلها آخر إلى رحيما فمدنيّ. وهي سبع وسبعون آية ليس فيها اختلاف، وكلمها ثمانمائة واثنتان وسبعون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وسبعمائة وثلاثة وثلاثون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودا باجتماع ستة مواضع: وهم يخلقون، قوم آخرون، أساطير الأولين، التي وعد المتقون، ما يشاءون خالدين، في السماء بروجا. ورءوس آيها على الألف إلا في موضع واحد فإنه ـــــــــــــــــــــــــ وكذا: بعضا لِواذاً كاف أَلِيمٌ تامّ وَالْأَرْضِ صالح، وكذا: ما أنتم عليه بِما عَمِلُوا كاف، وقال أبو عمرو: تامّ. آخر السورة تام. سورة الفرقان مكية إلا قوله: والذين لا يدعون مع الله إلها آخر، إلى رحيما فمدني نَذِيراً تامّ، إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف، وصالح إن جعل ذلك بدلا ¬

_ (¬1) وهي سبع وسبعون آية، ولا خلاف في عد آياتها، وهي مكية إلا قوله تعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ إلى رَحِيماً فمدني.

على اللام وهو قوله: السبيل نَذِيراً تامّ، إن جعل ما بعده (¬1) خبر مبتدإ محذوف تقديره: هو الذي، وكذا إن نصب بتقدير أعني، وجائز إن جعل بدلا أو عطف بيان فِي الْمُلْكِ كاف، على استئناف ما بعده، وإن عطف على ما قبله كان الوقف على تقديرا تاما آلِهَةً ليس بوقف وَهُمْ يُخْلَقُونَ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على آلهة داخلا في نعتها (¬2) وَلا نَفْعاً جائز نُشُوراً تامّ قَوْمٌ آخَرُونَ حسن وَزُوراً أحسن منه، وهو رأس آية أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ ليس بوقف لاتصال الكلام بقوله: اكتتبها وَأَصِيلًا كاف، ومثله: والأرض رَحِيماً تامّ مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ حسن. واتفق علماء الرسم على قطع مال عن هذا، وكذا: مال هؤلاء القوم في النساء، ومال هذا الكتاب في الكهف، وفمال الذين كفروا في المعارج كتبوا هذه الأربعة منفصلة عما بعدها كلمتين، ووجه انفصال هذه الأربعة ما حكاه الكسائي من أن مال أجري مجرى ما بال وما شأن، وأن قوله: مال زيد وما بال ـــــــــــــــــــــــــ من الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ وإنما صلح وإن كان فيه فصل بين البدل والمبدل منه، لأنه رأس آية وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ كاف، إن جعل ما بعده مستأنفا، وإن جعل معطوفا على ما قبله فالوقف على: تقديرا، وهو كاف وَهُمْ يُخْلَقُونَ كاف وَلا نُشُوراً تامّ، وإن وقف على قوله وَلا نَفْعاً كان جائزا قَوْمٌ آخَرُونَ صالح، وكذا: وزورا وَأَصِيلًا تامّ وَالْأَرْضِ كاف رَحِيماً حسن وَيَمْشِي فِي ¬

_ (¬1) أي يقصد قوله تعالى: الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فإما أن يكون خبرا لمبتدإ محذوف، ومفعول وتقدير فعله أعني وعلى هذين الوجهين يكون الوقف تاما، أما إن جعل بدلا أو عطف بيان فهو جائز. (¬2) لا يصح الوقف إن جعل قوله تعالى: وَهُمْ يُخْلَقُونَ معطوفا على قوله تعالى: وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً أي: جعل معطوفا على آلهة لأن المعنى حينئذ لا يكمل لو وقفنا فلزم الوصل حتى يتم المعنى.

زيد بمعنى واحد، وقد صح أن اللام في الأربعة لام جرّ. والأصل أن الرسم سنة متبعة لا يعلل. وقيل: لا يحسن الوقف على الأسواق، لأن ما بعده من تمام الحكاية إلى يأكل منها، فلا يوقف على الأسواق، ولا على نذيرا للعطف بأو يَأْكُلُ مِنْها كاف، لتناهي الحكاية مَسْحُوراً تامّ فَضَلُّوا جائز سَبِيلًا تامّ الْأَنْهارُ جائز، لمن قرأ: ويجعل بالرفع على الاستئناف، وبما قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم وليس بوقف لمن جزمه عطفا على جواب الشرط قُصُوراً كاف، إن جعلت بل متعلقة بما يليها، أي: بل كذبوا بالساعة، فكيف يلتفتون إلى ما قلت: وإن عطفت بل كذبوا على ما حكى من قولهم كان جائزا، والمعنى قد أتوا بأعجب مما قالوا فيك، وهو تكذيبهم بالساعة لأنهم لا يقرون بالمعاد سَعِيراً كاف، على استئناف ما بعده، ومثله: وزفيرا للابتداء بالشرط ثُبُوراً حسن، ومثله: ثبورا واحدا كَثِيراً كاف الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ حسن وَمَصِيراً كاف خالِدِينَ حسن مَسْؤُلًا تامّ، إن نصب يوم بفعل مقدّر مِنْ دُونِ اللَّهِ كاف، لمن قرأ: نحشرهم بالنون والياء التحتية في: فيقول لعدوله من التكلم إلى الغيبة، وليس بوقف لمن قرأهما بالنون وهو ابن عامر، وكذا: من قرأهما بالياء وهو ابن كثير وحفص السَّبِيلَ كاف قالُوا سُبْحانَكَ جائز، للابتداء بالنفي مِنْ أَوْلِياءَ إن قلنا إن لكن لا بدّ أن تقع بين متنافيين فليس بوقف، لأن ولكن هو الذي يصح به معنى الكلام ولجواز الوقف مدخل لقوم، ومن أولياء مفعول على زيادة من لتأكيد النفي حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ جائز، أي: أكثرت عليهم وعلى آبائهم النعم فلم يؤدّوا شكرها، فكان ذلك ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْأَسْواقِ مفهوم يَأْكُلُ مِنْها حسن، وكذا: مسحورا سَبِيلًا تامّ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً كاف، لمن جزم يجعل ولمن رفعه، لكن للثاني أن يقف على الأنهار أيضا سَعِيراً كاف وَزَفِيراً صالح ثُبُوراً حسن ثُبُوراً كَثِيراً تامّ وُعِدَ

سببا للإعراض عن ذكر الله قَوْماً بُوراً كاف بِما تَقُولُونَ جائز، لمن قرأ: يستطيعون بالياء التحتية للعدول من الخطاب إلى الغيبة، وليس بوقف لمن قرأه بتاء الخطاب، والمراد عبادها، وبها قرأ: حفص والباقون بياء الغيبة، والمراد الآلهة التي كانوا يعبدونها من عاقل وغيره، ولذلك غلب العاقل فجيء بواو الضمير وَلا نَصْراً كاف، وقيل: تام، للابتداء بالشرط كَبِيراً تامّ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ليس بوقف، لأن إلا إنهم ليأكلون الطعام تحقيق بعد نفي وكسروا إن بعد إلا لأن في خبرها اللام، وقيل: كسرت لأن الجملة بعد إلا في موضع الحال. قال ابن الأنباري: والتقدير إلا وإنهم، يعني أنها حالية تقدّر معها الواو وبيانا للحالية، والعامّة على كسر همزة إن، وقرأ سعيد بن جبير بفتحها على زيادة اللام فِي الْأَسْواقِ كاف فِتْنَةً حسن أَتَصْبِرُونَ أحسن منه ولا يجمع بينهما، لأن قوله: أتصبرون متعلق بما قبله والتقدير، وجعلنا بعضكم لبعض فتنة لننظر أتصبرون على ما نختبركم به من إغناء قوم وفقر آخرين، وصحة قوم وإسقام غيرهم، أم لا تصبرون بَصِيراً تام: ولا وقف إلى قوله: أو نرى ربنا، فلا يوقف على الملائكة للعطف بأو بعد رَبَّنا حسن، وقيل: تام، للابتداء بلام القسم كَبِيراً تامّ، إن نصب يوما باذكر مقدّرا فيكون من عطف الجمل أو نصب بيعذبون مقدّرا، ولا يجوز أن يعمل فيه نفس بشرى لأنها مصدر، والمصدر لا يعمل فيما قبله لِلْمُجْرِمِينَ ليس بوقف حِجْراً مَحْجُوراً كاف، أي: وتقول ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْمُتَّقُونَ صالح، وكذا مصيرا خالِدِينَ كاف، وكذا: مسئولا مِنْ دُونِ اللَّهِ مفهوم ضَلُّوا السَّبِيلَ كاف، وكذا: قوما بورا، ولا نصرا كَبِيراً تامّ فِي الْأَسْواقِ كاف، وكذا: فتنة، وأ تصبرون، لكن لا أحب الجمع بينهما، وقال أبو عمرو: في أتصبرون تامّ بَصِيراً تامّ رَبَّنا حسن. وقال أبو عمرو: كاف عند أبي حاتم وغيره، وهو عندي تام كَبِيراً تامّ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ كاف، إن نصب يوم باذكر

الملائكة حجرا محجورا، أي: حراما محرّما أن يكون للمجرمين البشري، قال الشاعر: حنّت إلي النخلة القصوى فقلت لها ... حجر حرام إلى تلك الدّهاريس ووقف الحسن وأبو حاتم على: ويقولون حجرا على أن حجرا من قول المجرمين، ومحجورا من قول الله ردّا عليهم. فقال: محجورا عليكم أن تعاذوا بالذال المعجمة، أي: لا عياذ لكم من عذابنا ومما نريد أن نوقعه بكم أو تجاروا كما كنتم في الدنيا فحجر الله عليهم ذلك يوم القيامة. والأول قول ابن عباس، وبه قال الفراء: قاله ابن الأنباري. وقرأ الحسن وأبو رجاء حجرا بضم الحاء والعامة بكسرها وحكى أبو البقاء فيه فتح الحاء، وقرئ بها فهي ثلاث لغات قرئ بها، وقيل: إن ذلك من مقول الكفار قالوه لأنفسهم، قاله قتادة فيما ذكره الماوردي، وقيل: هو من مقول الكفار للملائكة، وهي كلمة استعاذة وكانت معروفة في الجاهلية إذا لقي الرجل من يخافه، قال حجرا محجورا، أي: حراما عليك التعرّض لي، وانتصابه على معنى حجرت عليه أو أحجر الله عليك كما تقول: سقيا ورعيا، فحجرا محجورا من المصادر المنصوبة بأفعال متروك إظهارها وضعت للاستعاذة، يعني: أن المجرمين إذا رأوا الملائكة وهم في النار قالوا: نعوذ بالله منكم أن تتعرّضوا لنا فتقول الملائكة حجرا محجورا أن تعاذوا من شرّ هذا اليوم قاله الحسن انتهى من تفسير القرطبي، وفي السمين: وحجرا من المصادر الملتزم إضمار ناصبه ولا يتصرف فيه، قاله سيبويه. يقول الرجل للرجل تفعل كذا فيقول: حجرا، وهو من حجره إذا منعه، لأن المستعيذ طالب من الله أن يمنع عنه المكروه منعا، ويحجره ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مقدّرا، وليس بوقف إن نصب بقوله لا بشرى حِجْراً مَحْجُوراً كاف. قال ابن عباس: هو من قول الملائكة، أي: يقولون حراما محرما أن يكون للمجرمين البشرى، وقيل: هو من قول المجرمين، وقيل: حجرا تامّ، وهو من قول المجرمين، ومحجورا من قول

حجرا: ومحجورا صفة مؤكدة للمعنى كقولهم: ذيل ذائل وموت مائت، والحجر العقل لأنه يمنع صاحبه عما لا يليق، وهذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف. وما ذكر غاية في بيانه ولله الحمد مَنْثُوراً تامّ، ومثله: مقيلا إن نصب يوم تشقق بمحذوف أو بالظرفية لقوله: الملك، وإن جعل توكيدا ليوم يرون فكافيان تَنْزِيلًا تامّ لِلرَّحْمنِ كاف عَسِيراً تامّ، إن نصب يوم بمحذوف، وجائز إن عطف على يوم تشقق، ويعض مضارع عضّ وزنه فعل بكسر العين، وحكى الكسائي فتحها في الماضي، قاله السمين سَبِيلًا كاف، ومثله: خليلا على استئناف ما بعده، واللام في قوله: لقد جواب قسم محذوف، والمراد بالظالم هنا عقبة ابن أبي معيط، والخليل أمية ابن خلف لعنهما الله ولم يصرّح باسمه لئلا يكون الوعيد خاصا ومقصورا عليه بل هو يتناول من فعل مثل فعلهما، إذ ما من ظالم إلا وله خليل خاص به بَعْدَ إِذْ جاءَنِي تام لأنه آخر كلام الظالم وما بعده من كلام الله تعالى. وهذا إن جعل ما بعده مستأنفا. فإن جعل الكلام متصلا من قوله: يا ليتني اتخذت إلى آخر كلامه، فلا وقف إلى على آخره خَذُولًا تام، ومثله: مهجورا مِنَ الْمُجْرِمِينَ حسن وَنَصِيراً تام جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ كاف، إن جعل التشبيه من تمام الكلام، أي: هلا نزل القرآن على محمد صلّى الله عليه وسلّم جملة واحدة كما أنزلت التوراة على موسى كغيرها من الكتب. قال تعالى: لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ أي: أنزلناه مفرّقا لنثبت به فؤادك، أي: لنقوّي به قلبك، وقيل: لتحفظه لأنه كان أميّا، والأحسن الوقف على جُمْلَةً واحِدَةً ثم تبتدئ بكذلك، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الله تعالى: أي محجورا عليكم أن تعاذوا وتجاروا كما كنتم في الدنيا مَنْثُوراً، ومَقِيلًا تامان: إن نصب وَيَوْمَ تَشَقَّقُ بمحذوف أو بالظرفية لقوله: الملك، وإن جعل توكيدا ليوم يرون الملائكة فكافيان تَنْزِيلًا تامّ، إن لم يجعل وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ظرفا للملك، وإلا فجائز لِلرَّحْمنِ جائز. وقال أبو عمرو كاف عَسِيراً كاف سَبِيلًا صالح، وكذا: خليلا وإنما صلحا للفاصلة ولطول الكلام بَعْدَ إِذْ جاءَنِي تامّ، وكذا: خذولا، ومهجورا مِنَ الْمُجْرِمِينَ حسن، وقال أبو عمرو تامّ وَنَصِيراً

فكذلك على الأوّل من قول المشركين، وعلى الثاني من قول الله لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ جائز تَرْتِيلًا كاف تَفْسِيراً تامّ، لعدم تعلق ما بعده لأنه مبتدأ باتفاق وخبره أولئك، فلا يوقف على جهنم سَبِيلًا تامّ وَزِيراً جائز، والوصل أولى لمكان الفاء بِآياتِنا حسن، لمن قرأ: فدمّرناهم، وهي قراءة العامة فعل ماض معطوف على محذوف، أي: فذهبا فبلغا الرسالة فكذبوهما. قال تعالى: فدمّرناهم، أي: أدّت الرسالة إلى دمارهم، وليس بوقف على قراءة من قرأ: فدمّرنهم بالأمر وتشديد النون لأنه كلام واحد، وهي قراءة علي، وعنه أيضا: فدمر بهم بزيادة باء الجرّ بعد فعل الأمر. ونقل الزمخشري عنه أيضا فدمرتهم بتاء المتكلم، وقرئ فدمرنهم بتخفيف النون، عزاها المرادي لبعضهم، ولم يذكرها السمين تَدْمِيراً كاف، إن نصب قول نوح بفعل مضمر تقديره، وأغرقنا قوم نوح أغرقناهم على الاشتغال، وليس بوقف إن نصب عطفا على الضمير المنصوب في دمرناهم لِلنَّاسِ آيَةً حسن، لأن وأعتدنا مستأنف غير معطوف ولا متصل عَذاباً أَلِيماً كاف، إن نصب ما بعده بفعل مقدر، وليس بوقف إن عطف على الضمير في جعلناهم، وحينئذ لا يوقف على آية، ولا على أليما وَأَصْحابَ الرَّسِّ عند بعضهم كَثِيراً كاف الْأَمْثالَ حسن تَتْبِيراً تامّ مَطَرَ السَّوْءِ جائز يَرَوْنَها حسن نُشُوراً تام إِلَّا هُزُواً حسن، ومثله: رسولا عند أبي حاتم. وقال غيره: لا يحسن، لأن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ كاف، والمعنى كنزول التوراة والإنجيل. ثم يبتدئ لنثبت به فؤادك، أي: أنزلناه متفرّقا لذلك، والأحسن الوقف على جملة واحدة، ويسمى وقف بيان. ثم يبتدئ كذلك، وكذلك على الأول من قول المشركين، وعلى الثاني من قول الله تعالى: فُؤادَكَ صالح تَرْتِيلًا تامّ، وكذا: وأحسن تفسيرا، وسبيلا وَزِيراً صالح بِآياتِنا بيان على قراءة فدمّرناهم، وليس بوقف على قراءة فدمّرنهم بالأمر وتشديد النون تَدْمِيراً كاف، وكذا: للناس آية، أليما، وكثيرا، وله الأمثال تَتْبِيراً تامّ يَرَوْنَها كاف نُشُوراً حسن إِلَّا هُزُواً جائز

الكلام متصل من قوله: وإذا رأوك، وعليه لا يوقف على هزوا، ولا على رسولا لَوْلا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها تامّ، لتناهي مقولهم، وجواب لولا محذوف تقديره لأضلنا مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا تامّ هَواهُ جائز وَكِيلًا كاف، على استئناف ما بعده على أن أم منقطعة تتقدر ببل والهمزة، كأنه قيل بل أنحسب كأن هذه المذمّة أشد من التي تقدمتها حتى خفت بالإضراب عنها إليها، وهو كونهم مسلوبي الأسماع أَوْ يَعْقِلُونَ كاف، للابتداء بالنفي المقدر كَالْأَنْعامِ جائز أَضَلُّ سَبِيلًا تامّ مَدَّ الظِّلَّ كاف، لتناهي الاستفهام ساكِناً جائز، لعدوله من الغيبة إلى التكلم، لأن ذلك من أسباب الوقف دَلِيلًا ليس بوقف لأن ثم لترتيب الفعل يَسِيراً تامّ سُباتاً جائز نُشُوراً تامّ رَحْمَتِهِ كاف، على استئناف ما بعده طَهُوراً ليس بوقف لأن قوله: لنحيي به متعلق بما قبله وَأَناسِيَّ كَثِيراً تامّ لِيَذَّكَّرُوا كاف كُفُوراً تام نَذِيراً كاف الْكافِرِينَ جائز كَبِيراً تامّ الْبَحْرَيْنِ حسن، ومثله: أجاج على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله مَحْجُوراً تامّ وَصِهْراً كاف قَدِيراً تامّ وَلا يَضُرُّهُمْ كاف ظَهِيراً تامّ وَنَذِيراً كاف سَبِيلًا كاف لا يَمُوتُ جائز، للابتداء بالأمر بِحَمْدِهِ حسن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ رَسُولًا كاف، وكذا: صبرنا عليها مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا تامّ عَلَيْهِ وَكِيلًا كاف، وكذا: أو يعقلون أَضَلُّ سَبِيلًا تامّ مَدَّ الظِّلَّ كاف يَسِيراً حسن سُباتاً جائز نُشُوراً حسن رَحْمَتِهِ صالح وَأَناسِيَّ كَثِيراً تامّ لِيَذَّكَّرُوا كاف كُفُوراً حسن نَذِيراً كاف الْكافِرِينَ جائز جِهاداً كَبِيراً حسن أُجاجٌ صالح مَحْجُوراً حسن وَصِهْراً كاف. وقال أبو عمرو فيهما: تامّ قَدِيراً تامّ وَلا يَضُرُّهُمْ كاف، وقال أبو عمرو: تامّ ظَهِيراً تامّ وَنَذِيراً حسن سَبِيلًا تامّ لا يَمُوتُ جائز وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ حسن

خَبِيراً كاف، وقيل: تامّ إن جعل ما بعده مبتدأ، والخبر قوله: الرحمن، وإن جعل الذين خبر مبتدإ محذوف أو نصب بتقدير أعني كان كافيا، وليس بوقف إن جعل الذي في محل جرّ بدلا من الهاء في به، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف عَلَى الْعَرْشِ تامّ، إن رفع الرحمن خبر مبتدإ محذوف أو مبتدأ وما بعده الخبر، وليس بوقف إن رفع بدلا من الضمير في استوى، والوقف على هذا التقدير، على الرحمن كاف خَبِيراً تامّ، والباء في به صلة، وخبيرا مفعول اسأل أو حال من فاعل اسأل، لأن الخبير لا يسأل إلا على جهة التوكيد، وقيل: الباء بمعنى عن. قال علقمة الشاعر: [الطويل] فإن تسألوني بالنساء فإنني ... بصير بأدواء النساء طبيب أي: عن النساء، والضمير في به لله، ولم يحصل من النبي صلّى الله عليه وسلّم شك في الله حتى يسأل عنه، بل هذا كقوله: فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك، قل إن كان للرحمن ولد، من كل شيء معلق على مستحيل، وأما النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «أنا لا أشك ولا أسأل، بل أشهد أنه الحق» قال الشاعر: [الكامل] ألّا سألت القوم يا ابنة مالك ... إن كنت جاهلة بما لم تعلمي أي: هلا سألت القوم عمّا لم تعلمي الرَّحْمنُ حسن لمن قرأ: تأمرنا بالفوقية وهي قراءة العامة، وليس بوقف لمن قرأه بالتحتية، وهي قراءة الأخوان، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ خَبِيراً كاف عَلَى الْعَرْشِ تامّ، إن رفع الرحمن خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن رفع الرحمن بدلا من الضمير في استوى، بل الوقف على الرحمن، وهو كاف وأحسن من الأوّل خَبِيراً كاف وَمَا الرَّحْمنُ حسن لمن قرأ: تأمرنا بالتاء الفوقية، لأنه استئناف قول بعضهم لبعض، وليس بوقف لمن قرأه بالياء التحتية لتعلق ما بعده بما قبله، واختار الأصل أن الوقف عليه على القراءتين حسن، لكن الوقف عليه على الأولى أحسن

أي: أنسجد لما يأمرنا به محمد لتعلق ما بعده بما قبله لِما تَأْمُرُنا جائز، لمن قرأ بالتاء الفوقية وزادهم مستأنف نُفُوراً تامّ بُرُوجاً حسن مُنِيراً كاف خِلْفَةً ليس بوقف، لأن ما بعده تفسير لما قبله، ولا يوقف على المفسر بالفتح دون المفسر بالكسر، ومعنى خلفة أن كل واحد منهما يخلف صاحبه، فمن فاته شيء من الأعمال قضاه في الآخر أَنْ يَذَّكَّرَ ليس بوقف، للعطف بعده بأو شُكُوراً تامّ إن رفع وعباد مبتدأ والخبر أولئك يجزون الغرفة، وكان الوقف على مقاما، وعليه فلا وقف من قوله: وَعِبادُ الرَّحْمنِ إلى حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً إلا لضيق النفس، ومن جعل الخبر محذوفا أو جعل الذين يمشون خبرا وقف على هونا وهو جائز سَلاماً كاف، ومثله: قياما عَذابَ جَهَنَّمَ جائز غَراماً أي: هلاكا كاف، إن لم يجعل ما بعده من تمام كلام القوم، وليس بوقف إن جعل من كلامهم وقَواماً ولا يَزْنُونَ كافيان يَلْقَ أَثاماً حسن، لمن قرأ: يضاعف بالرفع على الاستئناف وهو عاصم. وقرأ ابن عامر يضعف بالرفع على الاستئناف أيضا، وليس بوقف لمن جزمه بدلا من يلق بدل اشتمال بدل فعل من فاعل، لأن تضعيف العذاب هو لقي الآثام. قال الشاعر: [الطويل] متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا ... تجد حطبا جزلا ونارا تأججا مُهاناً جائز، والوصل أولى، لأن إلا لا يبتدأ بها، انظر التفصيل في قوله: إلا أن تتقوا منهم تقاة حَسَناتٍ كاف، ورَحِيماً ومَتاباً ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ نُفُوراً تامّ مُنِيراً حسن، وكذا: شكورا سَلاماً كاف، وكذا: قياما جَهَنَّمَ مفهوم غَراماً حسن. وقال أبو عمرو: كاف وَمُقاماً كاف، وكذا: قواما وَلا يَزْنُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف يَلْقَ أَثاماً حسن، لمن رفع يضاعف لأنه استئناف، وليس بوقف لمن جزمه لأنه بدل من يلق مُهاناً كاف بجعل ما بعده بمعنى لكن حَسَناتٍ كاف رَحِيماً حسن مَتاباً كاف، وكذا:

سورة الشعراء

كافيان الزُّورَ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله كِراماً كاف، ومعنى كراما، أي: معرضين عن أهل اللغو وَعُمْياناً كاف قُرَّةَ أَعْيُنٍ جائز، للابتداء بعد بالجملة الفعلية إِماماً حسن بِما صَبَرُوا جائز، ومثله: وسلاما. وقال أبو عمرو: كاف، وأكفى منه: خالدين فيها لاتصال الحال بذيها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً تامّ لَوْلا دُعاؤُكُمْ كاف، لاختلاف الجملتين فَقَدْ كَذَّبْتُمْ جائز، للابتداء بالتهديد، آخر السورة تام. سورة الشعراء مكية (¬1) إلا قوله: والشعراء يتبعهم الغاوون إلى آخر السورة فمدنيّ، كلمها ألفان ومائتان وسبع وتسعون كلمة، وحروفها خمسة آلاف وخمسمائة واثنان وأربعون حرفا، وآيها مائتان وست أو سبع وعشرون آية. زعم العماني أن الوقف على طسم كاف. ثم قال بعد والحكم في هذه السورة وفي أختيها في الوقف كالخلاف في أول البقرة الْمُبِينِ كاف باخِعٌ نَفْسَكَ ـــــــــــــــــــــــــ كراما، وعميانا قُرَّةَ أَعْيُنٍ جائز إِماماً حسن. وقال أبو عمرو، كاف وَسَلاماً صالح. وقال أبو عمرو: كاف، وأحسن منه: خالدين فيها وَمُقاماً تامّ لَوْلا دُعاؤُكُمْ كاف، آخر السورة تام. سورة الشعراء مكية إلا قوله: والشعراء إلى آخرها فمدني. طسم تقدّم الكلام عليه في سورة البقرة الْمُبِينِ كاف مُؤْمِنِينَ حسن، ¬

_ (¬1) مكية إلا أربعا: وهي وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ إلى آخرها [224 - 227]. وهي مائتان وعشرون وسبع في المدني والسماوي، وست في الباقي. والخلاف في أربع: طسم [1] كوفي، فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ [49] غير كوفي، أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ [92] غير بصري، وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ [10] غير مكي وإسماعيل. وانظر «الإتحاف» لابن البنا (331)، «فنون الأفنان» (297)، «جمال القراء» (1/ 210).

ليس بوقف، لأن أن في موضع نصب بباخع مُؤْمِنِينَ كاف مِنَ السَّماءِ آيَةً ليس بوقف، لأن قوله: فظلت أعناقهم، متعلق بالشرط، ولذلك صار معناه معنى الاستقبال، فكأنه قال: فظلت أعناقهم خاضعين إن أنزلنا عليهم آية، وإنما قال خاضعين ولم يقل خاضعات، لأنه أراد بالأعناق الجماعات. والعرب تقول: أتاني عنق من الناس، أي: جماعة، أو هو على حذف مضاف، أي: فظل أصحاب الأعناق، ثم حذف وبقي الخبر على ما كان عليه قبل حذف المخبر عنه مراعاة للمحذوف، أو أنه لما أضيف إلى العقلاء اكتسب منهم هذا الحكم كما اكتسب التأنيث بالإضافة للمؤنث في قوله: كما شرقت صدر القناة من الدم، إلى آخر ما قاله السمين، وليس خاضعين حالا، لأن الحال إنما يقع بعد تمام الكلام، وقوله: فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها لم يتم إلا بما بعده خاضِعِينَ كاف، وخاضعين خبر ظلّ مُحْدَثٍ ليس بوقف للاستثناء، لأن به يصح معنى الكلام مُعْرِضِينَ كاف فَقَدْ كَذَّبُوا حسن، ثم يبتدئ فسيأتيهم، لأنه تهديد يَسْتَهْزِؤُنَ تامّ إِلَى الْأَرْضِ ليس بوقف كَرِيمٍ كاف لَآيَةً حسن، وكذا مثله فيما يأتي مُؤْمِنِينَ كاف الرَّحِيمُ تامّ، لأن إِذْ نادى معه فعل مضمر كأنه قال: واذكر إذ نادى ربك موسى، فهو من عطف الجمل مقطوع مما قبله مُوسى ليس بوقف، لأن الذي وقع به النداء لم يأت بعد، ومثله الوقف على الظالمين، لأن: قوم فرعون بدل، من القوم الظالمين وبيان لهم. ولما كان القوم الظالمين يوهم الاشتراك أزاله بعطف البيان، لأنه يوهم في المعنى، ولذلك ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: خاضعين مُعْرِضِينَ كاف، وكذا: فقد كذبوا يَسْتَهْزِؤُنَ تامّ كَرِيمٍ حسن إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً هنا وفيما يأتي كاف وكذا مؤمنين وقال أبو عمرو في الثاني: تامّ الرَّحِيمُ تامّ قَوْمَ فِرْعَوْنَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف أَلا يَتَّقُونَ حسن أَنْ يُكَذِّبُونِ حسن، لمن قرأ وَيَضِيقُ صَدْرِي بالرفع، وليس

عبر عن الظالمين بقوم فرعون، ووسموا بالظلم لأنهم ظلموا أنفسهم بالكفر، وقرئ ألا يتقونِ بكسر النون، أي: يتقونني فحذفت النون لاجتماع النونين، وحذفت الياء للاكتفاء عنها بالكسرة قَوْمَ فِرْعَوْنَ حسن، للعدول عن الأمر إلى الاستفهام، وذلك موجب للوقف، ومن قرأ يتقون بالتحتية كان زيادة في الحسن، ومن قرأه بالتاء الفوقية كان كلاما واحدا يُكَذِّبُونِ حسن، لمن قرأ وَيَضِيقُ، ويَنْطَلِقُ بالرفع فيهما على الاستئناف أو عطفا على أَخافُ كأنه قال: إني أخاف تكذيبهم إياي ويضيق منه صدري ولا ينطلق لساني، فالرفع يفيد ثلاث علل: خوف التكذيب، وضيق الصدر. وامتناع انطلاق اللسان، وليس بوقف لمن قرأ بنصب القافين عطفا على: يكذبون لِسانِي حسن، على القراءتين واستئناف ما بعده إِلى هارُونَ جائز أَنْ يَقْتُلُونِ حسن. قال نافع وأبو حاتم: كلا ردّ لقوله: إني أخاف، أي: لا تخف فإنهم لا يقدرون على ذلك، ولا يصلون إليه، ثم يبتدئ: فاذهبا بآياتنا بِآياتِنا حسن مُسْتَمِعُونَ كاف رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ ليس بوقف، لأن ما بعده منصوب بما قبله، أي: أرسلنا بأن أرسل بني إسرائيل لتزول عنهم العبودية، لأن فرعون استعبد بني إسرائيل بَنِي إِسْرائِيلَ كاف سِنِينَ جائز الْكافِرِينَ كاف، ومثله: الضالين لَمَّا خِفْتُكُمْ جائز الْمُرْسَلِينَ كاف، للاستفهام بمحذوف تقديره أو تلك، قاله الأخفش. وقيل: الاستفهام لا يضمر ما لم يأت بعده أم، وليس في الآية ذكر أم كما ترى أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ كاف، ومثله: وما ربّ العالمين، وكذا: موقنين، وتستمعون، والأوّلين، ولمجنون، وتعقلون، ومن المسجونين، وبشيء مبين، والصادقين، كلها وقوف كافية فَأَلْقى ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بوقف لمن قرأه بالنصب عطفا على: يكذبون لِسانِي جائز أَنْ يَقْتُلُونِ حسن كَلَّا تامّ مُسْتَمِعُونَ كاف بَنِي إِسْرائِيلَ حسن، وكذا: من الكافرين مِنَ

عَصاهُ ليس بوقف، لأن ما بعده يفسر ما قبله ثُعْبانٌ مُبِينٌ جائز، فصلا بين المعجزتين، والوصل أولى لتكون الشهادتان مقرونتين لِلنَّاظِرِينَ كاف لَساحِرٌ عَلِيمٌ جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في موضع الصفة لما قبله بِسِحْرِهِ حسن، بجعل فَماذا تَأْمُرُونَ من قول الملإ لفرعون، خاطبوه بالجمع تعظيما على عادة الملوك، والأولى وصله بقول فرعون، أي: فماذا تشيرون، ودليل هذا جوابهم: قالوا أرجه وأخاه. وقال الفراء: قوله يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ هو من كلام الملأ، وقوله: فَماذا تَأْمُرُونَ من كلام فرعون، والتقدير عنده: يريد أن يخرجكم من أرضكم، فقال فرعون فماذا تأمرون؟ وأجاز قلت لجاريتي قومي فإني قائمة، أي: قالت فإني قائمة اه نكزاوي فَماذا تَأْمُرُونَ كاف وَأَخاهُ جائز للابتداء بعده بالأمر حاشِرِينَ ليس بوقف، لأن قوله: يَأْتُوكَ جواب الأمر، ولذلك كان مجزوما. وأصله يأتونك فحذفت النون للجازم، ولا يفصل بين الأمر وجوابه سَحَّارٍ عَلِيمٍ كاف يَوْمٍ مَعْلُومٍ جائز مُجْتَمِعُونَ ليس بوقف، لأن ما بعده لعلّ، وهو في التعلق كلام كي الْغالِبِينَ كاف نَحْنُ الْغالِبِينَ جائز، ومثله: نَعَمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ كاف مُلْقُونَ جائز لَنَحْنُ الْغالِبُونَ كاف، ومثله: يأفكون ساجِدِينَ جائز بِرَبِّ الْعالَمِينَ ليس بوقف، لأن الذي بعده بدل مما قبله أو عطف بيان وَهارُونَ كاف، ومثله: قبل أن آذن لكم، للابتداء بأن مع اتحاد المقول ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الضَّالِّينَ كاف مِنَ الْمُرْسَلِينَ حسن أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ تامّ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ حسن وكذا: موقنين تَسْتَمِعُونَ كاف، وكذا: الأولين، ولمجنون، ويعقلون، ومن المسجونين، وبشيء مبين، ومن الصادقين ثُعْبانٌ مُبِينٌ جائز لِلنَّاظِرِينَ حسن فَماذا تَأْمُرُونَ كاف وَأَخاهُ جائز سَحَّارٍ عَلِيمٍ كاف يَوْمٍ مَعْلُومٍ مفهوم هُمُ الْغالِبِينَ كاف نَحْنُ الْغالِبِينَ صالح لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ

عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ حسن، للابتداء بلام الابتداء والتهديد، وكلاهما يقتضي الابتداء مع أن فيهما الفاء فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ كاف، للابتداء بلام القسم، أي: والله لأقطعنّ أَجْمَعِينَ جائز لا ضَيْرَ حسن مُنْقَلِبُونَ كاف خَطايانا ليس بوقف، لأن أن منصوبة بما قبلها أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ تامّ: لتمام المقول مُتَّبَعُونَ كاف ومثله: حاشرين: للابتداء بإن، على أن التقدير بأنّ هؤلاء قليلون لَغائِظُونَ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله حاذِرُونَ كاف وَمَقامٍ كَرِيمٍ يبني الوقف على كَرِيمٍ على اختلاف المعربين في محل الكاف من كذلك، وفيها ثلاثة أوجه، النصب بفعل مقدّر، أي: أخرجنا آل فرعون من منازلهم كما وعدنا إيراثها بني إسرائيل، والجرّ على أنها وصف لمقام، أي: ومقام كريم مثل ذلك المقام الذي كان لهم، والرفع على أنها خبر مبتدإ محذوف، أي: الأمر كذلك فإن كانت الكاف في محل رفع، أو في محل نصب كان الوقف على: كذلك لأن التشبيه وقع خبرا، وهو تمام الفائدة فلا يقطع، وإن كانت في محل جرّ متصلة بما قبلها كان الوقف على، كذلك أيضا حسنا دون كريم، وفي وجهي النصب والجر تشبيه الشيء بنفسه، لأن المقام الذي كان لهم هو المقام الكريم. قال ابن لهيعة: هو القيوم. والمعنى تركوا جنانهم وعيونهم وكنوزهم ومجالسهم وخرجوا في طلب موسى، والشرط في الوقفين: أعني كريم، وكذلك أن يجعل الضمير الأول وهو الواو في قوله: فَأَتْبَعُوهُمْ لموسى وأصحابه، والضمير الثاني، وهو هم لفرعون وأصحابه، أي: أن موسى وأصحابه تبعوا فرعون وأصحابه حسن الوقف على: كذلك، وليس كريم ولا كذلك بوقف إن جعلت الواو في فأتبعوهم لفرعون وأصحابه، وهم ضمير ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف مُلْقُونَ صالح لَنَحْنُ الْغالِبُونَ حسن يَأْفِكُونَ كاف هارُونَ حسن قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ مفهوم عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ حسن فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ كاف أَجْمَعِينَ صالح لا ضَيْرَ حسن وكذا: منقلبون أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ تامّ

موسى وأصحابه، أي: فتبع فرعون وأصحابه موسى، لأن المعنى خرجوا من جنانهم فتبعوهم لشدة تعلق فأتبعوهم بقوله فأخرجناهم، فلا يفصل بينهما، والمراد بالمقام الكريم مجلس الأمراء. قالوا: كان إذا قعد فرعون على سريره وضع بين يديه ثلاثمائة كرسي من ذهب تجلس عليها الأمراء، والأشراف عليهم أقبية مخوصة بالذهب، قاله الكواشي بَنِي إِسْرائِيلَ ليس بوقف لمكان الفاء مُشْرِقِينَ كاف إِنَّا لَمُدْرَكُونَ لا ينبغي الوقف عليه، لأن ما بعده جواب لما قبله، لأن موسى نفى الإدراك أصلا، لأن الله وعده النصر والخلاص منهم سَيَهْدِينِ كاف بِعَصاكَ الْبَحْرَ جائز الْعَظِيمِ كاف، ومثله: ثم الآخرين أَجْمَعِينَ جائز الْآخَرِينَ حسن. ولما أهلك الله فرعون ومن معه في اليمّ ملك مصر امرأة يقال لها دلوك، ولها فيها آثار عجيبة إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً حسن وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ كاف الرَّحِيمُ تامّ ومثله: إبراهيم، لأنه لو وصله لصار إذ ظرفا لقوله: واتل، وهو محال، لأن إذ ظرف لما مضى لا يعمل فيه اتل، لأنه مستقبل وهو لا يعمل في الماضي، بل هو ظرف لمقدّر، والتقدير: اذكر قصة إبراهيم وما جرى له مع قومه، وليس بوقف إن جعل إذ بدلا من نبأ بدل اشتمال، وهو يئول إلى أن العامل فيه اتْلُ بالتأويل المذكور، قاله السمين مع زيادة للإيضاح ما تَعْبُدُونَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مُتَّبَعُونَ كاف، وكذا: حاشرين، وحذرون وَمَقامٍ كَرِيمٍ حسن، إن كان المعنى في كذلك، أي: كذلك فعلنا بهم وإن كان المعنى فيه، أي: تركوا تلك الجنات والعيون والكنوز كما كانت وخرجوا في طلب موسى عليه الصلاة والسلام، فالوقف على كذلك وهو تامّ. والشرط في الوقفين والوقف الآتي أن يجعل الضمير الأول في فَأَتْبَعُوهُمْ لموسى ومن معه، والثاني فيه لفرعون وقومه، فإن عكس لم يحسن الوقف على شيء منها. بَنِي إِسْرائِيلَ حسن، وكذا: مشرقين، وإنا لمدركون، وقال كلا. وقال أبو عمرو في الأول والثالث تامّ سَيَهْدِينِ تامّ بِعَصاكَ الْبَحْرَ صالح الْعَظِيمِ كاف، وكذا: ثم الآخرين أَجْمَعِينَ

كاف، ومثله: عاكفين وكذا: أو يضرّون، ويفعلون تَعْبُدُونَ الثاني ليس بوقف، لأن أنتم توكيد واو الضمير الْأَقْدَمُونَ كاف رَبَّ الْعالَمِينَ في محل الذي الحركات الثلاث الرفع والنصب والجرّ، فإن رفع بالابتداء وما بعده الخبر كان الوقف على الْعالَمِينَ تاما، وإن رفع الذي خبر مبتدإ محذوف، أو نصب بتقدير أعني كان كافيا، وليس بوقف إن جعل الذي نعتا لما قبله أو بدلا أو عطف بيان، ومن حيث كونه رأس آية يجوز فَهُوَ يَهْدِينِ كاف، ومثله: ويسقين، ويشفين، ويحيين، ويوم الدين بِالصَّالِحِينَ جائز، ومثله: في الآخرين، وجنة النعيم، ومن الضالين بِقَلْبٍ سَلِيمٍ كاف، وقيل: لا يوقف من قوله: الَّذِي خَلَقَنِي إلى قوله: سَلِيمٍ لأن هذه جمل معطوف بعضها على بعض ومتعلق بعضها ببعض وإن جعل كل جملة فيها ذكر الدعاء مسئلة قائمة بنفسها حسن الوقف على آخر كل آية من قوله: رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً إلى قوله: بِقَلْبٍ سَلِيمٍ لِلْمُتَّقِينَ جائز ومثله: للغاوين تَعْبُدُونَ رأس آية، ويوقف عليه بناء على أن الجارّ والمجرور الذي بعده متعلق بمحذوف، أي: هل ينصرونكم من دون الله، أو يكون في الكلام تقديم وتأخير، وإن جعل متعلقا بما قبله لم يوقف عليه مِنْ دُونِ اللَّهِ حسن. ثم تبتدئ هل ينصرونكم لأن الاستفهام من مقتضيات الابتداء أَوْ يَنْتَصِرُونَ تام لتناهي الاستفهام وَالْغاوُونَ ليس بوقف، لأن قوله: وَجُنُودُ إِبْلِيسَ مرفوع عطفا على: الغاوون، وكذا لا يوقف على إبليس، لأن أجمعون توكيد لما قبله أَجْمَعُونَ جائز، ولا وقف من قوله: قالوا وهم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ صالح الْآخَرِينَ حسن مُؤْمِنِينَ كاف الرَّحِيمُ تامّ ما تَعْبُدُونَ كاف، وكذا: عاكفين، ويضرّون ويفعلون، والأقدمون إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ صالح، وإن كان ما بعده نعتا للعالمين، لأنه رأس آية يَهْدِينِ كاف، وكذا: ويسقين، ويشفين، ويحيين، ويوم الدين بِالصَّالِحِينَ صالح، وكذا: في الآخرين، وجنة النعيم، ومن الضالين بِقَلْبٍ سَلِيمٍ كاف لِلْمُتَّقِينَ صالح، وكذا: للغاوين تَعْبُدُونَ

فيها إلى برب العالمين، فلا يوقف على: يختصمون، لأن فيه الفصل بين القول والمقول، لأن قوله: تَاللَّهِ مقولهم، ولا يوقف على: ضلال مبين، لأن قوله: إِذْ نُسَوِّيكُمْ ظرف لما قبله كأنهم قالوا: ما كنا إلا في ضلال مبين، إذ عبدناكم فسوّيناكم برب العالمين الْمُجْرِمُونَ جائز، ومثله: حميم، والنفي هنا يحتمل نفي الصديق من أصله، لأن الشيء قد ينفي لنفي أصله أو نفى صفته، فهو من باب على لاحب لا يهتدى بمناره مِنَ الْمُؤْمِنِينَ حسن، ومثله: لآية مُؤْمِنِينَ كاف الرَّحِيمُ تامّ الْمُرْسَلِينَ كاف، إن علق إذ باذكر مقدّرا، وجائز إن جعل العامل في إذ ما قبله تَتَّقُونَ كاف، ومثله: وأطيعون مِنْ أَجْرٍ جائز رَبِّ الْعالَمِينَ كاف وَأَطِيعُونِ حسن الْأَرْذَلُونَ كاف، وقد أغرب من فسر الأرذلون بالحاكة والحجامين إذ لو كانوا كذلك لكان إيمانهم بنوح مشرّفا لهم، ومعليا لأقدارهم، وإنما هو حكاية عن كفار قومه في تنقيص متبعيه، وكذا فعلت قريش في الرسول صلّى الله عليه وسلّم في شأن عمار وصهيب والضعفاء بِما كانُوا يَعْمَلُونَ جائز ومثله: تشعرون، وكذا: وما أنا بطارد المؤمنين، وكذا: نذير مبين، والمرجومين، وكذبون، والوصل في الأخير أولى للفاء فَتْحاً جائز. ومنهم من قال: ولا وقف من قوله: إِنْ حِسابُهُمْ إلى مِنَ الْمَرْجُومِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ كاف. وقيل: تامّ، لأنه آخر كلام نوح وآخر كلام قومه، وليس في قصة نوح وقف تامّ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله الْباقِينَ كاف لَآيَةً حسن مُؤْمِنِينَ كاف الرَّحِيمُ تامّ الْمُرْسَلِينَ كاف، إن علق إذ باذكر ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ رأس آية، ولا يوقف عليه مِنْ دُونِ اللَّهِ حسن أَوْ يَنْتَصِرُونَ صالح أَجْمَعُونَ كاف بِرَبِّ الْعالَمِينَ صالح، وكذا: حميم مِنَ الْمُؤْمِنِينَ حسن أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ كاف الرَّحِيمُ تامّ الْمُرْسَلِينَ صالح، وكذا: تتقون، وأمين وَأَطِيعُونِ كاف مِنْ أَجْرٍ صالح الْعالَمِينَ كاف وَأَطِيعُونِ حسن

مقدّرا، ويكون من عطف الجمل، وجائز إن علق بما قبله لكونه رأس آية أَلا تَتَّقُونَ كاف أَمِينٌ جائز وَأَطِيعُونِ كاف مِنْ أَجْرٍ حسن الْعالَمِينَ كاف تَعْبَثُونَ وليس بوقف للعطف تَخْلُدُونَ كاف، ومثله: جبارين وَأَطِيعُونِ حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله بِما تَعْلَمُونَ جائز، لأن الجملة الثانية بعده بيان وتفسير للأولى، أو أن قوله: بِأَنْعامٍ بدل من قوله: بما تعلمون، وكلاهما يقتضي عدم الوقف، ومن حيث كونه رأس آية يجوز وَبَنِينَ ليس بوقف، لأن ما بعده مجرور عطفا على ما قبله وَعُيُونٍ حسن عَظِيمٍ أحسن الْواعِظِينَ كاف، ولا كراهة في الابتداء بما بعده كما قاله بعضهم، لأن هذا وما أشبهه غير معتقد للقارئ، وإنما هو حكاية قول قائليها حكاها الله عنهم. قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي: خلق الأوّلين بفتح الخاء المعجمة وإسكان اللام والباقون بضمتين، ومعناهما الاختلاق وهو الكذب الْأَوَّلِينَ كاف، ومثله: بمعذبين. وقيل: لا يوقف في قصة عاد من قوله: كذبت عاد المرسلين إلى بمعذبين، لأنه آخر كلامهم وآخر كلام نبيهم فَأَهْلَكْناهُمْ حسن، ومثله: لآية مُؤْمِنِينَ كاف الرَّحِيمُ تامّ، لأنه آخر قصة الْمُرْسَلِينَ كاف إن علق إذ باذكر مقدّرا، ليس بوقف إن جعل العامل في إذ ما قبله أَلا تَتَّقُونَ كاف أَمِينٌ جائز فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ كاف مِنْ أَجْرٍ حسن الْعالَمِينَ كاف آمِنِينَ جائز، وإن تعلق الجار ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْأَرْذَلُونَ كاف يَعْمَلُونَ صالح، وكذا: يشعرون، والمؤمنين نَذِيرٌ مُبِينٌ كاف، وكذا: من المرجومين، وفتحا، ومن المؤمنين، والمشحون الْباقِينَ حسن مُؤْمِنِينَ كاف الرَّحِيمُ تامّ الْمُرْسَلِينَ صالح، وكذا: تتقون، وأمين وَأَطِيعُونِ كاف مِنْ أَجْرٍ صالح رَبِّ الْعالَمِينَ حسن، وكذا: تخلدون، وجبارين وَأَطِيعُونِ كاف وقال أبو عمرو: تامّ وَعُيُونٍ كاف، وكذا: يوم عظيم، والواعظين والأولين، وبمعذبين فَأَهْلَكْناهُمْ حسن مُؤْمِنِينَ

والمجرور بما قبله لأنه رأس آية هَضِيمٌ جائز أيضا فارِهِينَ كاف، ومثله: وَأَطِيعُونِ الْمُسْرِفِينَ ليس بوقف، لأن الذين بعده نعت للمسرفين وَلا يُصْلِحُونَ كاف، ومثله: من المسحرين، وكذا: مثلنا، ومن الصادقين هذِهِ ناقَةٌ جائز مَعْلُومٍ كاف، ومثله: عظيم نادِمِينَ ليس بوقف الْعَذابُ كاف لَآيَةً حسن وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ كاف الرَّحِيمُ تامّ لأنه آخر قصة الْمُرْسَلِينَ جائز، وفي إذ ما تقدم أَلا تَتَّقُونَ كاف أَمِينٌ جائز وَأَطِيعُونِ كاف مِنْ أَجْرٍ حسن الْعالَمِينَ كاف مِنَ الْعالَمِينَ ليس بوقف للعطف مِنْ أَزْواجِكُمْ حسن: للفصل بين الاستفهام والإخبار عادُونَ كاف، ومثله: من المخرجين، وكذا: من القالين مِمَّا يَعْمَلُونَ جائز، وقيل: كاف، لأنه آخر كلامهم وكلام نبيهم صلّى الله عليه وسلّم أَجْمَعِينَ ليس بوقف للاستثناء بعده الْغابِرِينَ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله الْآخَرِينَ كاف مَطَراً حسن الْمُنْذَرِينَ كاف لَآيَةً حسن مُؤْمِنِينَ كاف الرَّحِيمُ تامّ، لأنه آخر القصة الْمُرْسَلِينَ جائز، وفي إذ ما تقدّم أَلا تَتَّقُونَ كاف أَمِينٌ جائز وَأَطِيعُونِ كاف مِنْ أَجْرٍ حسن الْعالَمِينَ كاف مِنَ الْمُخْسِرِينَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف الرَّحِيمُ تامّ الْمُرْسَلِينَ صالح، وكذا: تتقون، وأمين وَأَطِيعُونِ كاف مِنْ أَجْرٍ صالح الْعالَمِينَ كاف آمِنِينَ جائز هَضِيمٌ صالح فارِهِينَ كاف، وكذا: أطيعون، ولا يصلحون مِنَ الْمُسَحَّرِينَ صالح مِثْلُنا كاف، وكذا: الصادقين، ومعلوم، وعظيم الْعَذابُ حسن مُؤْمِنِينَ كاف الرَّحِيمُ تامّ الْمُرْسَلِينَ صالح، وكذا: تتقون، وأمين وَأَطِيعُونِ كاف مِنْ أَجْرٍ صالح الْعالَمِينَ كاف مِنَ الْعالَمِينَ ليس بوقف مِنْ أَزْواجِكُمْ جائز عادُونَ كاف، وكذا: من المخرجين، ومن القالين مِمَّا يَعْمَلُونَ صالح، وكذا: في الغابرين الْآخَرِينَ كاف، وكذا: مطرا الْمُنْذَرِينَ حسن مُؤْمِنِينَ كاف

جائز، ومثله: المستقيم، وكذا: أشياءهم مُفْسِدِينَ حسن ومثله: والجبلة الأوّلين مِنَ الْمُسَحَّرِينَ جائز مِثْلُنا كاف لَمِنَ الْكاذِبِينَ حسن الصَّادِقِينَ جائز، ومثله: بما تعملون، وقيل: تامّ، لأنه آخر كلامهم وكلام نبيهم صلّى الله عليه وسلّم فَكَذَّبُوهُ ليس بوقف لمفاجأة الفاء بما وقع من أجلهم، روي أنه حبس عنهم الريح سبعا فابتلوا بحرّ عظيم أخذ بأنفاسهم فلا نفعهم ظل ولا ماء فاضطرّوا إلى أن خرجوا إلى البرّية، فأظلتهم سحابة وجدوا لها بردا ونسيما فاجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم نارا فأحرقتهم يَوْمِ الظُّلَّةِ حسن عَظِيمٍ أحسن منه لَآيَةً حسن مُؤْمِنِينَ كاف الرَّحِيمُ تامّ الْعالَمِينَ كاف، لمن قرأ: نزل بالتشديد للزاي ونصب الروح مفعول نزل مبنيا للفاعل، وهو الله تعالى، لأن نزّل المشدّد يقتضي التدريج والتنجيم بحسب المصالح، لأنه نزل إلى سماء الدنيا جملة واحدة ونجمه جبريل بأمر الله تعالى في عشرين سنة مخالفا لقول الكفار، لو كان من عند الله لنزل جملة واحدة، قرأ ابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي نزّل مشددا، ومن قرأ بتخفيف الزاي ورفع الروح، وهي قراءة الباقين كان جائزا، وقرئ نزّل مشددا مبنيا للمفعول والرّوح نائب الفاعل والأمين صفته الْأَمِينُ ليس بوقف، لأن الذي بعده ظرف للتنزيل، وكذا لا يوقف: على قلبك، لأن ما بعده علة في التنزيل، وكذا: لا يوقف على المنذرين، لأن ما بعده في موضع نصب، لأنه منذر بلسانه مُبِينٍ كاف، ومثله: زبر الأوّلين للاستفهام بعده آيَةً ليس بوقف، سواء قرئ يكن بالتحتية أو الفوقية، وسواء قرئ بالرفع أو ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الرَّحِيمُ تامّ الْمُرْسَلِينَ صالح، وكذا: تتقون، وأمين وَأَطِيعُونِ كاف مِنْ أَجْرٍ صالح رَبِّ الْعالَمِينَ حسن مِنَ الْمُخْسِرِينَ مفهوم، وكذا: المستقيم، وأشياءهم مُفْسِدِينَ حسن الْأَوَّلِينَ كاف مِنَ الْمُسَحَّرِينَ صالح لَمِنَ الْكاذِبِينَ مفهوم مِنَ الصَّادِقِينَ كاف، وكذا: بما تعملون يَوْمِ الظُّلَّةِ صالح

بالنصب، ونصبها إما خبر يكن وأن يعلمه اسمها، وكأنه قال أو لم يكن لهم علم علماء بني إسرائيل آية لهم. اتفق علماء الرسم على كتابة علمواء بواو وألف كما ترى بَنِي إِسْرائِيلَ كاف عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ ليس بوقف لشيئين للعطف بالفاء، ولأن جواب لو لم يأت بعد، وهو: ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ ومُؤْمِنِينَ كاف الْمُجْرِمِينَ جائز، ومثله: الأليم، وقيل: لا يجوز، لأن الفعل الذي بعد الفاء منصوب بالعطف على ما عملت فيه حتى، والضمير في سلكناه للشرك أو للكفر أو للتكذيب، والضمير في لا يؤمنون به يعود على النبي صلّى الله عليه وسلّم، أي: كي لا يؤمنوا بمحمد صلّى الله عليه وسلّم، قاله النكزاوي، وكذا لا يوقف على بغتة، لأن الذي بعدها جملة في موضع الحال لا يَشْعُرُونَ جائز مُنْظَرُونَ كاف، وكذا: يستعجلون ولا وقف من قوله: أفرأيت إلى يمتعون، فلا يوقف على سنين للعطف، ولا على يوعدون، لأن قوله: ما أغنى عنهم جملة قامت مقام جواب الشرط في قوله: أفرأيت إن متعناهم يُمَتَّعُونَ كاف إِلَّا لَها مُنْذِرُونَ تامّ، وأتم منه ذكرى، وقد أغرب من قال ليس في سورة الشعراء وقف تامّ إلا قوله: لها منذرون. ثم يبتدئ ذكرى، أي: هي ذكرى أو إنذارنا ذكرى، وإن جعلت ذكرى في موضع نصب بتقدير ينذرهم، العذاب ذكرى، أو هذا القرآن ذكرى، أو تكون ذكرى مفعولا للذكر، أي: ذكرناهم ذكرى كان الوقف على ذكرى كافيا، لأن الذكرى متعلقة بالإنذار إذا كانت منصوبة لفظا ومعنى، وإن كانت مرفوعة تعلقت به معنى فقط ظالِمِينَ كاف، ومثله: يستطيعون لَمَعْزُولُونَ تامّ إِلهاً آخَرَ ليس بوقف، لأن ما بعد ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عَظِيمٍ حسن مُؤْمِنِينَ كاف الرَّحِيمُ تامّ رَبِّ الْعالَمِينَ صالح عَرَبِيٍّ مُبِينٍ حسن الْأَوَّلِينَ تامّ بَنِي إِسْرائِيلَ حسن بِهِ مُؤْمِنِينَ كاف، وكذا: المجرمين الْأَلِيمَ جائز وكذا: لا يشعرون مُنْظَرُونَ كاف

سورة النمل

الفاء جواب للنهي مِنَ الْمُعَذَّبِينَ كاف، للأمر بعده الْأَقْرَبِينَ جائز، وقيل: لا يجوز لعطف ما بعده على ما قبله مِنَ الْمُؤْمِنِينَ كاف، ومثله: تعملون، الرحيم ليس بوقف، لأن الذي بعده نعت له فِي السَّاجِدِينَ كاف الْعَلِيمُ تامّ الشَّياطِينُ حسن أَثِيمٍ جائز وإن كانت الجملة بعده صفة لكونه رأس آية يُلْقُونَ السَّمْعَ أحسن مما قبله كاذِبُونَ أحسن منهما، وقيل: كاف الْغاوُونَ كاف يَهِيمُونَ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، وكذا: ما لا يفعلون للاستثناء مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا حسن، للابتداء بالتهديد، آخر السورة تام. سورة النمل مكية (¬1) ثلاث أو أربع أو خمس وتسعون آية، وكلمها ألف ومائة وتسع وأربعون كلمة، وحروفها أربعة آلاف وسبعمائة وتسعون حرفا. طس تقدم الكلام عليها، ومتى وقفت على طس فلا تقف على ـــــــــــــــــــــــــ يَسْتَعْجِلُونَ حسن يُمَتَّعُونَ كاف مُنْذِرُونَ تامّ، وأتم منه، ذكرى ظالِمِينَ حسن يَسْتَطِيعُونَ كاف، وكذا: لمعزولون مِنَ الْمُعَذَّبِينَ حسن الْأَقْرَبِينَ صالح مِنَ الْمُؤْمِنِينَ كاف مِمَّا تَعْمَلُونَ تامّ فِي السَّاجِدِينَ كاف الْعَلِيمُ تامّ الشَّياطِينُ كاف، وكذا: أثيم السَّمْعَ جائز كاذِبُونَ حسن الْغاوُونَ تامّ، وكذا: من بعد ما ظلموا، وآخر السورة: تام. سورة النمل مكية طس تقدم الكلام عليه، فإن وقف عليه لم تقف على وكتاب مبين، لأن تلك ¬

_ (¬1) وهي ثلاث وتسعون في الكوفي، وأربع في البصري والشامي، وخمس في الباقي، والخالف في آيتين: بَأْسٍ شَدِيدٍ [33] حجازي، قَوارِيرَ [44] غير كوفي، وانظر: «التلخيص» [353].

مبين، لأن تلك مبتدأ خبرها هدى، وإن جعل الخبر آيات القرآن كان الوقف على مبين كافيا، وهدى مبتدأ خبره للمؤمنين أو خبر مبتدإ محذوف، أي: هو هدى أو خبر بعد خبر، وحسنا إن نصب بشرى ورحمة على المصدر بفعل مقدّر من لفظهما، أي: يهدي هدى ويبشر بشرى، وليس مبين وقفا إن رفع هدى بدلا من آيات أو خبرا ثانيا أو نصب على الحال من آيات أو من القرآن أو الضمير في مبين، فكأنه قال هاديا ومبشرا لِلْمُؤْمِنِينَ في محل الذين الحركات الثلاث، فتامّ إن رفع خبر مبتدإ محذوف، أي: هم الذين أو نصب على المدح، وليس بوقف إن جرّ نعتا للمؤمنين أو بدلا أو بيانا يُوقِنُونَ تام أَعْمالَهُمْ جائز يَعْمَهُونَ كاف، إن لم يجعل ما بعده خبر إن، وليس بوقف إن جعل خبرا لها أو خبرا بعد خبر سُوءُ الْعَذابِ كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال الْأَخْسَرُونَ حسن، ومثله: عليم إن علق إذ بمضمر، وليس بوقف إن علق بما قبله، أي: عليم وقت قول موسى لأهله عند مسيره من مدين إلى مصر آنَسْتُ ناراً جائز، للابتداء بالسين وهو من مقتضيات الابتداء، ومثله: سوف لأنها للتهديد، فيبتدأ بها الكلام لأنها لتأكيد الواقع تَصْطَلُونَ كاف وَمَنْ حَوْلَها حسن إن كان: وسبحان الله خارجا عن النداء، وليس بوقف إن كان داخلا فيه رَبِّ الْعالَمِينَ حسن الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ كاف وَأَلْقِ عَصاكَ أكفى منه. وقال نافع: تامّ وَلَمْ يُعَقِّبْ تامّ، للابتداء ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مبتدأ خبره هدى، ومن جعل الخبر آيات القرآن وقف على كتاب مبين، وهو كاف، ويكون هدى مبتدأ خبره للمؤمنين وهو جائز، لأنه رأس آية يُوقِنُونَ تامّ، وكذا: يعمهون سُوءُ الْعَذابِ جائز الْأَخْسَرُونَ حسن، وكذا: عليم آنَسْتُ ناراً جائز تَصْطَلُونَ كاف، وكذا: ومن حولها إن لم يكن: وسبحان الله داخلا في النداء، وإلا فليس بوقف رَبِّ الْعالَمِينَ حسن الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ صالح وَأَلْقِ عَصاكَ حسن وَلَمْ يُعَقِّبْ تامّ لا

بالنداء، ومثله: لا تخف، وكذا: المرسلون لمن قرأ: ألا من بفتح الهمزة وتخفيف اللام حرف تنبيه، وهو أبو جعفر كما قال امرؤ القيس: [الطويل] ألا أيّها الليل الطويل ألا انجلي ... بصبح وما الإصباح منك بأمثل فعلى هذه القراءة يحسن الوقف على المرسلون، وليس بوقف لمن قرأ بأداة الاستثناء، لأنها لا يبتدأ بها، وبجواز الابتداء بها مدخل لقوم يجعلون إلا بمعنى لكن، والمعنى لكن من ظلم من غير المرسلين، ويجعلون الاستثناء منقطعا. وهذا مذهب الفراء، والنحويون لا يجوّزون ذلك بَعْدَ سُوءٍ ليس بوقف، لأن جواب من فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ورَحِيمٌ تامّ، للابتداء بعد بالأمر وَقَوْمِهِ كاف فاسِقِينَ تامّ مُبْصِرَةً ليس بوقف، لأن جواب لما لم يأت بعد مُبِينٌ تامّ، على استئناف ما بعده استيقنتها أنفسهم، وليس بوقف على أن في الآية تقديما وتأخيرا، والتقدير، وجحدوا بها ظلما وعلوّا واستيقنتها أنفسهم، والوقف على علوّا كاف الْمُفْسِدِينَ تامّ عِلْماً جائز الْمُؤْمِنِينَ كاف، ولا وقف من قوله: وورث سليمان داود إلى كل شيء، فلا يوقف على داود، ولا على منطق الطير للعطف في كل مِنْ كُلِّ شَيْءٍ كاف الْمُبِينُ تامّ يُوزَعُونَ كاف وادِ النَّمْلِ ليس بوقف، لأن قالت جواب حتى إذا، لأن حتى الداخلة على إذا ابتدائية، وكذا: لا يوقف على مساكنكم، لأن ما بعده جواب الأمر وَجُنُودُهُ تامّ، لأنه آخر كلام النملة. ثم قال تعالى: وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ أي: لا يشعرون أن سليمان يفقه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تَخَفْ كاف، وكذا: المرسلون، إن جعل إلا بمعنى لكن رَحِيمٌ كاف. وقال أبو عمرو: تام وقَوْماً كاف فاسِقِينَ حسن سِحْرٌ مُبِينٌ كاف، وكذا: وعلوّا الْمُفْسِدِينَ تامّ عِلْماً صالح الْمُؤْمِنِينَ حسن مِنْ كُلِّ شَيْءٍ كاف الْمُبِينُ تامّ يُوزَعُونَ كاف، وكذا: لا يشعرون

كلامهم، وأوحى الله إلى سليمان: إنّ الله قد راد في ملكك أنه لا يتكلم أحد إلا حملت الريح كلامه فأخبرتك به: فسمع سليمان كلام النملة من ثلاثة أميال. ثم قال لها لم قلت: ادخلوا مساكنكم أخفت عليهم مني ظلما؟ فقالت لا ولكن خشيت أن يفتنوا بما يرون من ملكك فيشغلهم ذلك عن طاعة ربهم لا يَشْعُرُونَ كاف، ولا وقف من قوله: فتبسم إلى ترضاه، فلا يوقف على وَعَلى والِدَيَّ لأن أن الثانية معطوفة على أن الأولى تَرْضاهُ جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله الصَّالِحِينَ حسن الْهُدْهُدَ جائز مِنَ الْغائِبِينَ كاف، على استئناف ما بعده، واللام في: لأعذبنه جواب قسم محذوف، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلا بما قبله، ورسموا أولا أذبحنه بزيادة ألف بعد لام ألف كما ترى، ولا تعرف زيادتها من جهة اللفظ، بل من جهة المعنى بِسُلْطانٍ مُبِينٍ كاف غَيْرَ بَعِيدٍ جائز بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ حسن بِنَبَإٍ يَقِينٍ تامّ على استئناف ما بعده وإلا كان جائزا لكونه رأس آية مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حسن. وقد أغرب بعضهم وزعم أن الوقف على عرش، ويبتدئ بعظيم وجدتها، وليس بشيء، لأنه جعل العبادة لغير الله عظيمة، وكان قياسه على هذا أن يقول عظيمة وجدتها، إذ المستعظم إنما هو سجودهم لغير الله. وأما عرشها فهو أذلّ وأحقر أن يصفه الله بالعظم، وفيه أيضا قطع نعت النكرة وهو قليل عَظِيمٌ حسن مِنْ دُونِ اللَّهِ جائز لا يَهْتَدُونَ تامّ على قراءة الكسائي ألا بفتح الهمزة وتخفيف اللام، وعلى قراءته بوقف على أعمالهم، وعلى يهتدون، ومن قرأ بتشديد ألا لا يقف على أعمالهم، ولا على يهتدون، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الصَّالِحِينَ حسن الْهُدْهُدَ صالح، وكذا: من الغائبين، والمعنى إن كان من الغائبين بِسُلْطانٍ مُبِينٍ كاف غَيْرَ بَعِيدٍ صالح تُحِطْ بِهِ جائز يَقِينٍ حسن مِنْ كُلِّ شَيْءٍ كاف عَظِيمٌ حسن مِنْ دُونِ اللَّهِ صالح لا يَهْتَدُونَ تامّ، لمن قرأ: ألا يسجدوا بالتخفيف، وجائز لمن قرأ: ألا يسجدوا بإدغام

ولا على إلا، لأن الياء على قراءتها بالتشديد من بنية الكلمة فلا تقطع، وأصل ألا أن لا أدغمت النون في اللام فأن هي الناصبة للفعل وهو يسجدوا وحذف النون علامة النصب. قال أبو حاتم: ولولا أن المراد ما ذكر لقال: ألا يسجدون بإثبات النون كقوله: قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ فإن قلت: ليس في مصحف عثمان ألف بين السين والياء. قلنا حذفت الألف في الكتابة كما حذفت من ابن بين العلمين، ولو وقف على قراءة الكسائي ألا يا، ثم ابتدأ اسجدوا جاز لأن تقديره ألا يا هؤلاء اسجدوا. وكثير ممن يدعى هذا الفنّ يتعمد الوقف على ذلك ويعده وقفا حسنا مختارا، وليس هو كذلك بل هو جائز وليس بمختار، ومن وقف مضطرّا على يا ثم قال اسجدوا على الأمر جاز، والتقدير، ألا يا هؤلاء اسجدوا وحذف المنادى لأن حرف النداء يدل عليه وقد كثر مباشرة بالفعل الأمر، وقد سمع ألا يا ارحمونا ألا يا تصدّقوا علينا، بمعنى ألا يا هؤلاء افعلوا هذا، أي: السجود لله تعالى وَالْأَرْضِ حسن لمن قرأ: ألا بالتشديد وما يعلنون تام إِلَّا هُوَ جائز بتقدير هو رب العرش، وليس بوقف إن رفع بدلا من الجلالة الْعَظِيمِ كاف، ومثله: من الكاذبين ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ ليس بوقف، لأن هذا من مجاز المقدم والمؤخر، فكأنه قال فألقه إليهم فانظر ماذا يرجعون ثم تولّ عنهم يَرْجِعُونَ كاف كِتابٌ كَرِيمٌ حسن، ولا وقف من قوله: إنه من سليمان إلى مسلمين، لاتصال الكلام بعضه ببعض من جهة المعنى على قراءة عكرمة وابن أبي عبلة بفتح أنه من سليمان، وأنه في الموضعين بدل من كتاب بدل اشتمال أو بدل كل من كل كأنه قيل: ألقي إليّ أنه من سليمان، وأنه كذا كذا، أو الفتح على إسقاط حرف الجرّ، قاله ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ النون في لا المزيدة لأن العامل في أن ما قبلها، فلا يحسن القطع عنه، وعلى الأول لو وقف على يا بمعنى ألا يا هؤلاء، ثم ابتدأ باسجدوا جاز وَالْأَرْضِ صالح وما يعلنون تامّ الْعَظِيمِ حسن مِنَ الْكاذِبِينَ كاف يَرْجِعُونَ حسن، وكذا:

الزمخشري، ويجوز أن يراد لأنه من سليمان كأنها عللت كرمه بكونه من سليمان وتصديره باسم الله، وعلى قراءة العامة يجوز الوقف على سليمان على أن ما بعده مستأنف جوابا لسؤال قومها كأنهم قالوا ممن الكتاب وما فيه فأجابتهم بالجوابين، وقرئ تغلوا بغين معجمة من الغلو، وهو مجاوزة الحد، والمعنى لا تمتنعوا من جوابي، فترك الجواب من الغلو والتكبر، ولا يوقف على بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لأن قوله: أن لا تعلوا عليّ متصل بألقى، فموضع أن رفع على البدل مما عمل فيه ألقي وهو كتاب، ويجوز أن يكون موضعها جرّا والتقدير وأنه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ بأن لا تعلوا علىّ مُسْلِمِينَ تامّ فِي أَمْرِي جائز تَشْهَدُونِ كاف وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ جائز ماذا تَأْمُرِينَ كاف. ويجوز في ماذا أن تكون استفهامية مبتدأ، وذا اسم موصول بمعنى الذي خبرها، ويجوز أن تجعل مع ذا بمنزل اسم واحد مفعول تأمرين، أي: أيّ شيء تأمرين به أَذِلَّةً تامّ، لأنه آخر كلام بلقيس ورأس آية أيضا. ثم قال تعالى: وكذلك يفعلون وهو أتم، ثم أخبر الله تعالى عنها أنها قالت: وإني مرسلة إلى سليمان بهدية. فإن كان ملكا قبلها، وإن كان نبيا لم يقبلها الْمُرْسَلُونَ كاف بِمالٍ حسن لانتهاء الاستفهام، ومثله: مما أتاكم لاختلاف الجملتين، أيضا بل ترجح جانب الوقف تَفْرَحُونَ كاف لا قِبَلَ لَهُمْ بِها ليس بوقف، لأن ما بعده بقية كلامه وَهُمْ صاغِرُونَ كاف، ومثله: مسلمين مِنْ مَقامِكَ حسن، للابتداء بإني أَمِينٌ كاف أَمْ أَكْفُرُ تامّ، لانتهاء الاستفهام وللابتداء بالشرط ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كريم إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ كاف مُسْلِمِينَ حسن. وقال أبو عمرو: تام فِي أَمْرِي صالح حَتَّى تَشْهَدُونِ كاف وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ جائز ماذا تَأْمُرِينَ حسن أَذِلَّةً تامّ وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ صالح الْمُرْسَلُونَ كاف تَفْرَحُونَ حسن، وكذا: صاغرون مُسْلِمِينَ كاف مِنْ مَقامِكَ صالح

لِنَفْسِهِ حسن كَرِيمٌ تامّ لا يَهْتَدُونَ كاف عَرْشُكِ حسن كَأَنَّهُ هُوَ أحسن منه مُسْلِمِينَ كاف مِنْ دُونِ اللَّهِ حسن لمن قرأ إنها بكسر الهمزة، وهي قراءة الجماعة، أي: صدّها الله تعالى، أي: حال بينها وبين ما كانت تعبد، أو صدّها سليمان، و «ما» على المعنيين في موضع نصب، وليس بوقف من قرأ أنها بفتح الهمزة، وهي قراءة سعيد بن جبير وعليها فالوقف على مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ تامّ الصَّرْحَ حسن. ورسموا ادْخُلِي بياء يوقف عليها عند الضرورة عَنْ ساقَيْها جائز مِنْ قَوارِيرَ كاف لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ تامّ، لأنه آخر القصة، وما بعده ابتداء آخر أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ جائز يَخْتَصِمُونَ كاف قَبْلَ الْحَسَنَةِ جائز تُرْحَمُونَ كاف وَبِمَنْ مَعَكَ حسن تُفْتَنُونَ تامّ وَلا يُصْلِحُونَ كاف على استئناف ما بعده لَصادِقُونَ كاف وَمَكَرْنا مَكْراً جائز لا يَشْعُرُونَ كاف، ومثله: عاقبة مكرهم، لمن قرأ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ بكسر الهمزة على استئناف، وهي قراءة أهل مكة والمدينة والشام والبصرة، وليس بوقف لمن قرأ بفتحها بدلا من قوله: عاقبة فتكون في محل رفع، وكذلك إن جعلنا إنا في محل رفع خبر مبتدإ محذوف أي: هو إنا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أَمِينٌ حسن طَرْفُكَ كاف أَمْ أَكْفُرُ تامّ لِنَفْسِهِ صالح كَرِيمٌ تام لا يَهْتَدُونَ حسن عَرْشُكِ صالح كَأَنَّهُ هُوَ تامّ وَكُنَّا مُسْلِمِينَ حسن، وكذا: من دون الله كافِرِينَ تام عَنْ ساقَيْها صالح مِنْ قَوارِيرَ كاف رَبِّ الْعالَمِينَ تامّ يَخْتَصِمُونَ كاف قَبْلَ الْحَسَنَةِ صالح تُرْحَمُونَ كاف وَبِمَنْ مَعَكَ صالح تُفْتَنُونَ حسن وَلا يُصْلِحُونَ كاف، وكذا: الصادقون ولا يشعرون عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ حسن، لمن قرأ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ بكسر الهمزة، وليس بوقف لمن قرأه بفتحها، إذ تقديره، لأنا دمّرناهم أَجْمَعِينَ كاف، وكذا: بما ظلموا، ويعلمون يَتَّقُونَ تامّ تُبْصِرُونَ كاف، وكذا: تجهلون، فإن وقف على

دمرناهم، أو جعلت خبر كان فتكون في محل نصب، وبها قرأ الكوفيون عاصم وحمزة والكسائي، وعلى قراءتهم لا يوقف على: مكرا، ولا على: يشعرون، ولا على: مكرهم أَجْمَعِينَ كاف، ومثله: بما ظلموا، وكذا: يعلمون آمَنُوا جائز يَتَّقُونَ تامّ، لأنه آخر القصة، ولوطا منصوب بفعل مضمر كأنه قال: وأرسلنا لوطا، وليس بوقف إن عطف لوطا على صالحا، وحينئذ لا يوقف من أول قصة صالح إلى هذا الموضع، لاتصال الكلام بعضه ببعض وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ كاف مِنْ دُونِ النِّساءِ جائز تَجْهَلُونَ كاف مِنْ قَرْيَتِكُمْ جائز يَتَطَهَّرُونَ كاف، ومثله: من الغابرين، وكذا: مطرا الْمُنْذَرِينَ تامّ، لأنه آخر قصص هذه السورة، ومن قوله: قل الحمد لله إلى صادقين، ليس فيه وقف، لأن جميعه داخل في الاستفهام الأول ومتصل بعضه ببعض من جهة المعنى الَّذِينَ اصْطَفى حسن، ومثله: يشركون، وإن جعل ما بعد يشركون مستأنفا كان كافيا بَهْجَةٍ كاف، ومثله: شجرها، لأن المعنى أعبادة الذي خلق السموات والأرض خير أم عبادة ما لا يضرّ ولا ينفع؟ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ حسن، ومثله: يعدلون، وإن جعل ما بعده مستأنفا غير معطوف على الاستفهام الأول كان كافيا حاجِزاً حسن، ومثله: أءله مع الله، وكذا، لا يعلمون، وكذا: خلفاء الأرض ومثله: أءله مع الله، ويذكرون، ورحمته، وأءله مع الله، ويشركون، وثم يعيده، والأرض، وأءله مع الله، وصادقين، وإلا الله، كلها حسان، ورفع إلا الله على أنه فاعل يعلم ومن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مِنْ دُونِ النِّساءِ فجائز، وكذا: من قريتكم يَتَطَهَّرُونَ كاف مِنَ الْغابِرِينَ حسن مَطَراً كاف الْمُنْذَرِينَ تامّ، وكذا: أصطفى يُشْرِكُونَ كاف، وكذا: ذات بهجة شَجَرَها حسن أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ في الخمس كاف يَعْدِلُونَ حسن حاجِزاً كاف لا يَعْلَمُونَ حسن خُلَفاءَ الْأَرْضِ كاف تَذَكَّرُونَ حسن رَحْمَتِهِ كاف يُشْرِكُونَ حسن ثُمَّ يُعِيدُهُ

مفعول، والغيب بدل من من أو رفع إلا الله بدل من من، أي: لا يعلم الغيب إلا الله على لغة تميم حيث يقولون ما في الدار أحد إلا حمار، يريدون ما فيها إلا حمار كأن أحدا لم يذكر، أي: لا يعلم من يذكر في السموات والأرض. انظر السمين يُبْعَثُونَ تامّ، عند أبي حاتم. والمعنى لا يعلمون متى يخرجون من قبورهم فكيف يعلمون الغيب؟ فِي الْآخِرَةِ حسن، ومثله: في شكّ منها عَمُونَ تامّ لَمُخْرَجُونَ كاف، على استئناف ما بعده، وتكون اللام في لقد جواب قسم محذوف، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلا بما قبله مِنْ قَبْلُ حسن الْأَوَّلِينَ كاف، ومثله: المجرمين، وكذا: يمكرون، وصادقين، وأغرب بعضهم وزعم أن الكلام قد تمّ عند قوله: رَدِفَ ثم يبتدئ، لكم بعض الذي، وفيه نظر تَسْتَعْجِلُونَ كاف، ومثله: لا يشكرون وَما يُعْلِنُونَ تامّ، ومثله: مبين، والتاء في غائبة للمبالغة. وقيل: إنها كالتاء الداخلة على المصادر نحو العاقبة والعافية من أنها أسماء لا صفات فِيهِ يَخْتَلِفُونَ كاف لِلْمُؤْمِنِينَ تامّ بِحُكْمِهِ كاف، ومثله: العليم فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ حسن الْمُبِينِ تامّ الْمَوْتى ليس بوقف لمن قرأ تُسْمِعُ الثانية بالفوقية المضمومة وكسر الميم والضم والنصب، لأن ما بعده معطوف على ما قبله من الخطاب، ومن قرأ يسمع بالتحتية المفتوحة وفتح الميم ورفع الضمّ كان حسنا مُدْبِرِينَ كاف عَنْ ضَلالَتِهِمْ حسن. قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وأبو عمرو بِهادِي الْعُمْيِ بالإضافة. وقرأ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف، وكذا: والأرض صادِقِينَ حسن إِلَّا اللَّهُ كاف، وكذا: يبعثون فِي الْآخِرَةِ صالح مِنْها مفهوم عَمُونَ تامّ لَمُخْرَجُونَ مفهوم الْأَوَّلِينَ تامّ الْمُجْرِمِينَ حسن يَمْكُرُونَ كاف صادِقِينَ حسن، وكذا: تستعجلون ولا يشكرون وَما يُعْلِنُونَ تامّ، وكذا: مبين يَخْتَلِفُونَ حسن لِلْمُؤْمِنِينَ تامّ الْعَلِيمُ حسن الْمُبِينِ تامّ مُدْبِرِينَ حسن عَنْ ضَلالَتِهِمْ صالح حسن تُكَلِّمُهُمْ تامّ: لمن قرأ إن الناس بكسر الهمزة،

حمزة تهدي العمي بالفوقية ونصب العمي، وقرأ عبد الله بن عامر الشامي بِهادِ الْعُمْيِ بتنوين هاد ونصب العمي، وكان النسائي يقف بِهادِي بالياء في النمل والروم، أصله بهادي استثقلت الكسرة على الياء فحذفت فبقيت الياء ساكنة والحرف الذي لقيها ساكن، فأسقطوا الياء لالتقاء الساكنين. وقد اتفق علماء الرسم على حذف الياء من أربعة أحرف مضافة تبعا لخط المصحف الإمام: وإن الله لهاد الذين آمنوا في الحج، و: حتى إذا أتوا على واد النمل، وما أنت بهاد العمي في الروم، وإلا من هو صال الجحيم فى الصافات بِآياتِنا حسن مُسْلِمُونَ تامّ تُكَلِّمُهُمْ كاف: لمن قرأ- إن الناس- بكسر الهمزة على الاستئناف، وقرأ العامة- تكلمهم- بتشديد اللام من الكلام، وقرئ- تكلمهم- بفتح التاء وإسكان الكاف وضم اللام من باب نصر من الكلم: أي الجرح: أن تجرحهم، وبها قرأ ابن عباس وابن جبير ومجاهد وأبو زرعة والجحدري. وروى «إن خروج الدابة حين ينقطع الخير، فلا يؤمر بمعروف ولا ينهى عن منكر ولا منيب ولا نائب». وفى الحديث «إن خروج الدابة وطلوع الشمس من المغرب من أوّل الأشراط» ولم يعين الأول منهما، وظاهر الأحاديث أن طلوع الشمس آخرها، والظاهر أن الدابة واحدة وروي «أنه يخرج في كل بلد دابة مما هو مبثوث نوعها في الأرض وليست واحدة، طولها ستون ذراعا لها قوائم وزغب وريش وجناحان، لا يفوتها هارب، ولا يدركها طالب، معها عصى موسى وخاتم سليمان عليهما الصلاة والسلام، فتختم وجه الكافر بخاتم سليمان فيسودّ وجهه، وتمسح وجه المؤمن فيبيض وجهه» وقرأ الكوفيون عاصم وحمزة والكسائي أن بفتح الهمزة، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وليس بوقف لمن قرأه بفتحها، لأن المعنى عليه تكلمهم بأن الناس لا يُوقِنُونَ تامّ يُوزَعُونَ كاف تَعْمَلُونَ حسن لا يَنْطِقُونَ تامّ مُبْصِراً

لأن تكون منصوبة بما قبلها فلا يوقف على: تكلمهم، لأن المعنى تكلمهم بأن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون. قيل: تخرج من الصفا. وقيل: تخرج من البحر، وهى الجساسة لا يُوقِنُونَ تامّ مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا جائز يُوزَعُونَ كاف وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً جائز: فصلا بين الاستفهامين، لأن أم منقطعة فتقدر ببل، فهو انتقال من الاستفهام الذي يقتضي التوبيخ إلى الاستفهام عن عملهم على جهة التوبيخ، أي: أيّ شيء كنتم تعملون. والمعنى إن كان لكم عمل أو حجة فهاتوهما، وليس لهم عمل ولا حجة فيما عملوه إلا الكفر والتكذيب تَعْمَلُونَ كاف بِما ظَلَمُوا جائز لا يَنْطِقُونَ تامّ مُبْصِراً كاف يُؤْمِنُونَ تامّ: إن نصب يوم بفعل مضمر، وإن عطف على- ويوم تحشر- لا يوقف من يوم الأول إلى يوم الثانى، لاتصال الكلام بعضه ببعض إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ تامّ، ومثله: داخرين السَّحابِ حسن ثم يبتدئ- صنع الله- والعامل فيه مضمر: أى صنع الله ذلك صنعا، ثم أضيف إلى فاعله بعد حذف عامله. وقيل منصوب على الإغراء: أى انظروا صنع الله عليكم، ومن قرأ صُنْعَ اللَّهِ والعامل فيه مضمر، أي: صنع الله ذلك صنعا، ثم أضيف إلى فاعله بعد بعد حذف عامله. وقيل: منصوب على الإغراء، أي: انظروا صنع الله عليكم، ومن قرأ صُنْعَ اللَّهِ بالرفع خبر مبتدإ محذوف تقديره، ذلك صنع الله كان الوقف على السحاب أحسن كُلَّ شَيْءٍ كاف بما يفعلون تامّ خَيْرٌ مِنْها حسن آمِنُونَ كاف. وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على الأول حتى يؤتى بالثاني، والأولى الفصل بين الفريقين ولا يخلط أحدهما مع الآخر فِي النَّارِ حسن، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف، وكذا: يؤمنون إِلَّا مَنْ شاءَ حسن، وكذا: داخرين، ومرّ السحاب كُلَّ شَيْءٍ كاف. وقال أبو عمرو في ذلك كله: تام يفعلون تامّ آمِنُونَ حسن وكذا: في النار. وقال أبو عمرو فيه: كاف تَعْمَلُونَ تامّ كُلُّ شَيْءٍ جائز

سورة القصص

للابتداء بالاستفهام تَعْمَلُونَ تامّ الَّذِي حَرَّمَها حسن. ومثله: كل شيء مِنَ الْمُسْلِمِينَ ليس بوقف، لأن أن بعده موضعها نصب بالعطف على أن الأولى الْقُرْآنَ كاف لِنَفْسِهِ جائز. وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المتعادلين حتى يؤتى بالثاني مِنَ الْمُنْذِرِينَ تامّ الْحَمْدُ لِلَّهِ جائز، لأن الابتداء بالسين من مقتضيات الابتداء فَتَعْرِفُونَها حسن، آخر السورة تامّ. سورة القصص مكية (¬1) إلا قوله: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ الآية، فإنها نزلت بالجحفة وإلا قوله: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ إلى الْجاهِلِينَ فمدنيّ. وهي ثمان وثمانون آية إجماعا، وكلمها ألف وأربعمائة وإحدى وأربعون كلمة، وحروفها خمسة آلاف وثمانمائة حرف، وليس فيها شيء مما يشبه الفواصل. طسم تقدم الكلام عليه الْمُبِينِ كاف، إن جعل تلك مبتدأ ـــــــــــــــــــــــــ الْقُرْآنَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لِنَفْسِهِ مفهوم الْمُنْذِرِينَ حسن، وكذا: فتعرفونها. وقال أبو عمرو فيه كاف، آخر السورة تامّ. سورة القصص مكية إلا قوله تعالى: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ الآية، فنزلت بالجحفة وإلا قوله: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ إلى الْجاهِلِينَ فمدنيّ. طسم تقدم الكلام عليه الْمُبِينِ كاف، إن جعل تلك مبتدأ وآيات الكتاب ¬

_ (¬1) وهي ثمان وثمانون عند الكل، والخلاف في آيتين: طسم [1] كوفي، يَسْقُونَ [23] غير كوفي. وانظر: «التلخيص» [358].

وآياتُ الْكِتابِ خبره، هذا إن وقفت على: طسم، وإلا فالوقف على الْمُبِينِ تامّ بِالْحَقِّ ليس بوقف، لأن اللام بعده من صلة ما قبله يُؤْمِنُونَ تامّ شِيَعاً صالح، لأن ما بعده يصلح مستأنفا وحالا من الضمير في وجعل، أو صفة لشيعا، ويذبح بدلا من محل يستضعف، و: إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ بيان للنبإ نِساءَهُمْ كاف مِنَ الْمُفْسِدِينَ تامّ فِي الْأَرْضِ ليس بوقف، لأن قوله: وَنَجْعَلَهُمْ أئمة منصوب بالنسق على ما عملت فيه أن، وكذا أئمة لعطف ما بعده على ما قبله الْوارِثِينَ جائز وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ حسن على قراءة حمزة والكسائي ويرى فرعون بالياء والإمالة ورفع فرعون وما بعده ثلاثيا مستأنفا، فكأنه قال: ويروى فرعون وهامان وجنودهما، وليس بوقف على قراءة الباقين بالنون المضمومة ونصب فرعون وما بعده: لأن الواو في وَنُرِيَ بمعنى اللام ما كانُوا يَحْذَرُونَ تامّ أَنْ أَرْضِعِيهِ حسن، للابتداء بالشرط فِي الْيَمِّ جائز وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي كاف، للابتداء بإنا، ومثله: من المرسلين، أفصح ما في كتاب الله، وأوحينا إلى أم موسى الآية، لأن فيها أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين وَحَزَناً كاف خاطِئِينَ تامّ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ كاف. وقال الزجاج: تامّ. قال الكواشي: يحمل قول الزجاج إن لم يرد بقوله تام التامّ المعروف عند أهل هذا الفن، بل أراد الصالح، وكأنه يشير إلى استحباب الوقف على: لك، لئلا يوهم أن الوقف على لا جائز. ومما يقوّي هذا أن الزجاج قلما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ خبره، هذا إن وقفت على: طسم، وإلا فالوقف على الْمُبِينِ تام يُؤْمِنُونَ تامّ نِساءَهُمْ كاف مِنَ الْمُفْسِدِينَ حسن الْوارِثِينَ صالح، لأنه رأس آية فِي الْأَرْضِ حسن، لمن قرأ ويرى فرعون بالياء، وغير حسن لمن قرأه بالنون يَحْذَرُونَ تام فِي الْيَمِّ جائز وَلا تَحْزَنِي كاف. وكذا: من المرسلين وَحَزَناً تام خاطِئِينَ حسن قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ صالح لا تَقْتُلُوهُ كاف، وقيل: الوقف على الأوّل تامّ، وعلى الثاني أتمّ لا يَشْعُرُونَ

تعرّض إلى ذلك الوقف والله أعلم بكتابه انتهى. وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: الوقف على لا، لأن امرأة فرعون قالت قرّة عين لي ولك، فقال لها فرعون: أما لك فنعم، وأما لي فلا، ليس هو لي قرّة عين، فكان كما قال. قال الفراء وأبو حاتم وجماعة من أهل الكوفة: إن هذا لحن، ولا وجه لهذا الوقف في العربية، لأنه لو كان كذلك لقال تقتلونه بنون الرفع، إذ لا مقتضى لحذفها، لأن حذفها إنما كان للنهي، فإذا بطل أن يكون نهيا وجب ثبوت النون فلما جاء بغير نون علم أن العامل في الفعل لا، فلا يفصل منه، وهذا القول إقدام من قائله على مثل ابن عباس وهو الإمام المقدّم في الفصاحة والعربية وأشعار العرب وتأويل الكتاب والسنة. قال السدي: قال ابن عباس: لو أن فرعون قال هو قرّة عين لي لكان ذلك إيمانا منه ولهداه الله لموسى كما هدى زوجته، ولكنه أبى فحرم ذلك، ولقول ابن عباس مذهب سائغ في العربية وهو أن يكون تقتلوه معه حرف جازم قد أضمر قبل الفعل، لأن ما قبله يدل عليه، فكأنه قال: قرّة عين لي ولك لا، ثم قال: لا تقتلوه عسى أن ينفعنا وتكون لا الأولى قد دلت على حذف الثانية، وقد جاء إضمار لا في القرآن في قوله: يبين الله لكم أن تضلوا أي: لئلا تضلوا، وقد جاء في الشعر إضمار الجازم كقول أبي طالب يخاطب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: [الوافر] محمد تفدي نفسك كل نفس ... إذا ما خفت من أمر تبالا أراد لتفدي نفسك ومنه: [الوافر] فقلت ادعي وأدعو إنّ أندى ... لصوت أن ينادي داعيان اراد ولأدعو. وقد اتفق علماء الرسم على كتابة قُرَّتُ عَيْنٍ لِي، وامْرَأَتُ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن فارِغاً صالح مِنَ الْمُؤْمِنِينَ حسن قُصِّيهِ مفهوم لا يَشْعُرُونَ

فِرْعَوْنَ بالتاء المجرورة فيهما، وكذا: كل امرأة ذكرت مع زوجها، فهي بالتاء المجرورة كما تقدم، وهذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً حسن لا يَشْعُرُونَ كاف فارِغاً جائز لَتُبْدِي بِهِ ليس بوقف، لارتباط ما بعده به ومفعول تبدي محذوف، أي: لتبدي به القول، أي: لتظهره مِنَ الْمُؤْمِنِينَ كاف قُصِّيهِ حسن لا يَشْعُرُونَ كاف، ولا وقف إلى ناصحون، فلا يوقف على مِنْ قَبْلُ لمكان الفاء وناصِحُونَ كاف، وقوله: هل أدلكم على أهل بيت الآية، يسمى عند أهل البيان الكلام الموجه، لأن أمّه لما قالت هل أدلكم فقالوا لها إنك قد عرفتيه فأخبرينا من هو؟ فقالت ما أردت إلا وهم ناصحون للملك، فتخلصت منهم بهذا التأويل، ونظير هذا لما سئل بعضهم وكان بين أقوام: بعضهم يحبّ عليا دون غيره، وبعضهم أبا بكر، وبعضهم عمر، وبعضهم عثمان، فقيل لهم: أيهم أحبّ إلى رسول الله؟ فقال: من كانت ابنته تحته، ولا وقف من قوله: فرددناه إلى لا يعلمون. فلا يوقف على: تقرّ عينها، لعطف ما بعده على ما قبله، ولا على تحزن كذلك ولا على: حقّ لحرف الاستدراك بعده لأنه يستدرك بها الإثبات بعد النفي والنفي بعد الإثبات لا يَعْلَمُونَ كاف، ومثله: علما، وكذا: المحسنين مِنْ أَهْلِها ليس بوقف لفاء العطف يَقْتَتِلانِ جائز، ومثله: من عدوّه، الأول فَقَضى عَلَيْهِ حسن، ومثله: الشيطان مُبِينٌ كاف فَاغْفِرْ لِي حسن فَغَفَرَ لَهُ أحسن منه الرَّحِيمُ كاف، ومثله: للمجرمين يَتَرَقَّبُ حسن، ومثله: يستصرخه مُبِينٌ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن ناصِحُونَ كاف لا يَعْلَمُونَ حسن وَعِلْماً كاف الْمُحْسِنِينَ حسن فَقَضى عَلَيْهِ كاف الشَّيْطانِ صالح مُبِينٌ حسن فَاغْفِرْ لِي صالح، وكذا: فغفر له الرَّحِيمُ حسن، وكذا: للمجرمين يَسْتَصْرِخُهُ كاف، وكذا: مبين، وبالأمس فِي الْأَرْضِ جائز مِنَ الْمُصْلِحِينَ تامّ مِنَ النَّاصِحِينَ

كاف لَهُما ليس بوقف، لأن قال جواب لما بِالْأَمْسِ حسن فِي الْأَرْضِ جائز مِنَ الْمُصْلِحِينَ تامّ لِيَقْتُلُوكَ حسن. ويجوز فاخرج ولا يجمع بينهما مِنَ النَّاصِحِينَ كاف يَتَرَقَّبُ حسن الظَّالِمِينَ كاف تِلْقاءَ مَدْيَنَ ليس بوقف، لأن جواب لما لم يأت بعد سَواءَ السَّبِيلِ كاف يَسْقُونَ جائز تَذُودانِ كاف لعدم العاطف ما خَطْبُكُما حسن، وكذا: الرعاء، لأن ما بعده منقطع كأنه قال: لم خرجتما تعريضا لموسى في إعانتهما وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ كاف فَسَقى لَهُما ليس بوقف، للعطف بعده، ومثله: إلى الظل، لأن فقال جواب لما فَقِيرٌ تامّ عَلَى اسْتِحْياءٍ كاف، على استئناف ما بعده، وقد أغرب بعضهم ووقف على تمشي. ثم ابتدأ على استحياء، أي: على استحياء قالت، نقله السجاوندي عن بعضهم ولعله جعل قوله على استحياء حالا مقدّمة من قالت، أي: قالت مستحيية لأنها كانت تريد أن تدعوه إلى ضيافتها، وما تدري أيجيبها أم لا، وهو وقف جيد والأجود وصله سَقَيْتَ لَنا حسن عَلَيْهِ الْقَصَصَ ليس بوقف، لأن جواب لما لم يأت بعده لا تَخَفْ جائز الظَّالِمِينَ كاف. ومثله: الأمين ثَمانِيَ حِجَجٍ حسن، ومثله: فمن عندك، وكذا: أشق عليك الصَّالِحِينَ أحسن مما قبله بَيْنِي وَبَيْنَكَ كاف. ثم تبتدئ أيما الأجلين، وما زائدة: والتقدير: أيّ الأجلين، فأيّ شرطية منصوبة بقضيت، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف الظَّالِمِينَ حسن، وكذا: سواء السبيل يَسْقُونَ جائز خَطْبُكُما كاف، وكذا: شيخ كبير مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ حسن. وقال أبو عمرو: تام عَلَى اسْتِحْياءٍ كاف، وكذا: سقيت لنا لا تَخَفْ جائز الظَّالِمِينَ تام، وكذا: الأمين ثَمانِيَ حِجَجٍ كاف، وكذا فمن عندك أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ حسن ومِنَ الصَّالِحِينَ أحسن منه بَيْنِي وَبَيْنَكَ كاف، وكذا: فلا عدوان عليّ وَكِيلٌ حسن، وكذا: تصطلون، وعصاك وَلَمْ يُعَقِّبْ تامّ مِنَ الْآمِنِينَ حسن مِنْ غَيْرِ

وجوابها، فلا عدوان عليّ وعَلَيَّ تامّ، لأنه آخر كلام موسى. ثم قال أبو المرأتين: نعم وَاللَّهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ ووَكِيلٌ تامّ، وقيل: كاف ناراً حسن امْكُثُوا جائز ناراً الثاني ليس بوقف لحرف الترجي بعده، وهو في التعلق كلام كي، وكذلك لا يوقف على من النار لحرف الترجي، لأنه في التعلق كلام كي تَصْطَلُونَ كاف، ولا وقف من قوله: فلما أتاها إلى عصاك، لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على الأيمن، ولا على من الشجرة، ولا على ربّ العالمين لعطف ما بعد الأخير على ما قبله، وأن تفسيرية وكسرت إني لاستئناف المفسر للنداء عَصاكَ حسن، وقيل: كاف وَلَمْ يُعَقِّبْ حسن، ومثله: لا تخف فصلا بين البشارتين وتنبيها على النعمتين مِنَ الْآمِنِينَ حسن، ومثله: من غير سوء، ومن الرهب، وملئه فاسِقِينَ كاف أَنْ يَقْتُلُونِ حسن يُصَدِّقُنِي جائز، على القراءتين، فالجزم على أنه جواب قوله: فأرسله والرفع على أنه صفة قوله: ردءا، وبالرفع قرأ حمزة وعاصم، وعلى قراءتهما يوقف على ردءا، والباقون بالجزم أَنْ يُكَذِّبُونِ كاف بِآياتِنا تامّ، إن علقت بآياتنا بيصلون، وإن علقت بالغالبون كان الوقف على إليكما، ويبتدئ بآياتنا على أن من ليست موصولة أو موصولة واتسع فيه، والمعنى أنتما ومن اتبعكما الغالبون بآياتنا، فبآياتنا داخل في الصلاة تبيينا. وهذا غير سديد، لأن النحاة يمنعون التفريق بين الصلة والموصول، لأن الصلة تمام الاسم، فكأنك قدّمت بعض الاسم وأنت تنوي التأخير. وهذا لا يجوز. قاله الأخفش ومحمد بن جرير، لأن إضافة الغلبة إلى الآيات أولى من إضافة عدم الوصول إليها، لأن المراد بالآيات العصا وصفاتها وقد غلبوا بها السحرة، وإنما يجوز ما قاله لو كان بآياتنا غير داخل في الصلة ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ سُوءٍ كاف، وكذا: من الرهب، ومثله فاسِقِينَ حسن أَنْ يَقْتُلُونِ صالح يُصَدِّقُنِي جائز أَنْ يُكَذِّبُونِ حسن بِآياتِنا تامّ: بناء على تعلقها

وتكون تبيينا. هذا في تقديم الصلة وتفريقها. وأما حذف الموصول وإبقاء صلته عوضا عنه، ودليلا عليه، نحو إن المصدّقين والمصدّقات وأقرضوا الله، أي: والذين أقرضوا الله فهو سائغ كقول الشاعر: [الوافر] فمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء يريد ومن يمدحه. أيضا يجوز الوقف على إليكما ثم يبتدئ بآياتنا إن جعل بآياتنا قسما وجوابه فلا يصلون مقدّما وعليه. وردّ هذا أبو حيان. وقال جواب القسم لا تدخله الفاء وإن جعل جوابه محذوفا، أي: وحق آياتنا لتغلبن جاز، وقيل: متعلقة بنجعل، أي: ونجعل لكما سلطانا بآياتنا. وقيل: متعلقة بيصلون وهو المشهور، وقيل متعلقة بمحذوف، أي: اذهبا بآياتنا. وضعف قول من قال: إن في الآية تقديما وتأخيرا، وإن التقدير ونجعل لكما سلطانا بآياتنا فلا يصلون إليكما، لأن ذلك لا يقع في كتاب الله بتوقيف أو بدليل قطعي، انظر السمين. وهذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد الْغالِبُونَ تامّ، ولا وقف من قوله: فلما جاءهم موسى إلى الأولين، فلا يوقف على بينات، لأن جواب لما لم يأت، ولا على مفتري لعطف ما بعده على ما قبله الْأَوَّلِينَ تامّ على قراءة ابن كثير. قال بغير واو، وجائز على قراءة الباقين بالواو، وهو عطف جملة على جملة عاقِبَةُ الدَّارِ كاف الظَّالِمُونَ تامّ غَيْرِي جائز، ولا يوقف على إله موسى، لأن ما بعده من مقول فرعون أيضا، ووسمه شيخ الإسلام بالكافي، وعليه فلا كراهة للابتداء بما بعده، لأن الوقف على هذا وما أشبهه القارئ غير معتقد لمعناه، وإنها هو حكاية قول قائله: حكاه الله عنه. هذا هو المعتمد كما تقدّم غير مرّة مِنَ الْكاذِبِينَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بيصلون وهو المشهور. وقيل: متعلقة بالغالبون، فالوقف على إليكما الْغالِبُونَ حسن، وكذا: الأولين عاقِبَةُ الدَّارِ كاف الظَّالِمُونَ حسن مِنْ إِلهٍ غَيْرِي مفهوم إِلى إِلهِ مُوسى كاف، ولا أحبه لبشاعة الابتداء بما بعده مِنْ

كاف لا يُرْجَعُونَ جائز فِي الْيَمِّ حسن الظَّالِمِينَ تامّ، على استئناف ما بعده إِلَى النَّارِ حسن لا يُنْصَرُونَ كاف لَعْنَةً جائز، وقيل: لا يجوز، لأن ويوم القيامة نسق على موضع في هذه، فكأنه قال: والحقوا لعنة في الدنيا ولعنة يوم القيامة وَيَوْمَ الْقِيامَةِ حسن. ثم يبتدئ هم من المقبوحين وهو تامّ، ومثله: يتذكرون إِلى مُوسَى الْأَمْرَ جائز مِنَ الشَّاهِدِينَ ليس بوقف لتعلق حرف الاستدراك بما قبله عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ حسن، لاختلاف الجملتين آياتِنا ليس بوقف للعلة المذكورة مُرْسِلِينَ كاف يَتَذَكَّرُونَ تامّ، للابتداء بلو لا، ومثله: من المؤمنين، فلولا الأولى حرف امتناع وأن تصيبهم في موضع المبتدإ، أي: لولا إصابتهم المصيبة، ولولا الثانية للتحضيض وجوابها فنتبع، وجواب لولا الأولى محذوف تقديره ما أرسلناك منذرا لهم مِثْلَ ما أُوتِيَ مُوسى تامّ، وقيل: حسن للاستفهام بعده مِنْ قَبْلُ كاف، لعدم العاطف وللفصل بين الاستفهام والإخبار تَظاهَرا جائز، قرأ الكوفيون سحران، أي هما، أي: القرآن والتوراة أو موسى وهارون، وذلك على المبالغة جعلوهما نفس السحر، أو على حذف مضاف، أي: ذوا سحرين، والباقون ساحران تظاهرا مخففا فعلا ماضيا صفة لساحران، وقرئ تظاهرا بتشديد الظاء فعلا ماضيا أيضا، أصله تتظاهران فأدغم، وحذفت نونه تخفيفا كافِرُونَ تامّ، ومثله: صادقين أَهْواءَهُمْ كاف، ومثله: بغير هدى من الله الظَّالِمِينَ تام. قال قتادة: ولقد وصلنا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْكاذِبِينَ حسن لا يُرْجَعُونَ جائز فِي الْيَمِّ كاف الظَّالِمِينَ حسن إِلَى النَّارِ كاف، وكذا: لا ينصرون، وفي هذه الدنيا لعنة مِنَ الْمَقْبُوحِينَ تامّ، وكذا: يتذكرون مُوسَى الْأَمْرَ جائز مِنَ الشَّاهِدِينَ صالح عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ كاف مُرْسِلِينَ تامّ يَتَذَكَّرُونَ حسن، وكذا: من المؤمنين، ولولا أن تصيبهم مصيبة جوابه محذوف، أي: لم يحتج إلى إرسال الرسل أُوتِيَ مُوسى حسن مِنْ قَبْلُ

لهم القول، أي: خبر من مضى بخبر من يأتي، لأن الذين آتيناهم الكتاب ليس هم الذين قيل فيهم لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ تامّ، لأن الذين آتيناهم مبتدأ، وهم به مبتدأ ثان ويؤمنون خبره. والجملة خبر الأول يُؤْمِنُونَ كاف، ومثله آمنا به مِنْ رَبِّنا جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده داخلا في القول مُسْلِمِينَ كاف بِما صَبَرُوا حسن. قال قتادة: يؤتون أجرهم مرّتين لأنهم آمنوا بكتابهم. ثم آمنوا بمحمد صلّى الله عليه وسلّم السَّيِّئَةَ جائز، على استئناف ما بعده يُنْفِقُونَ كاف أَعْرَضُوا عَنْهُ حسن، ومثله: أعمالكم وكذا: سلام عليكم الْجاهِلِينَ تامّ مَنْ أَحْبَبْتَ وصله أولى مَنْ يَشاءُ كاف بِالْمُهْتَدِينَ تامّ مِنْ أَرْضِنا كاف، للاستفهام بعده مِنْ لَدُنَّا الأولى وصله لا يَعْلَمُونَ تامّ مَعِيشَتَها حسن، ومثله: إلا قليلا الْوارِثِينَ تامّ آياتِنا حسن وَما كُنَّا مُهْلِكِي. اتفق علماء الرسم على إثبات الياء وقفا وحذفها وصلا في حالتي النصب والجرّ والنون محذوفة للإضافة وسقطت الياء من اللفظ لسكونها وسكون اللام وثبتت في الوقف، لأنه لم يجتمع معها ساكن يوجب سقوطها نحو مُعْجِزِي اللَّهِ* وحاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ والْمُقِيمِي الصَّلاةِ والأصل وما كنا مهلكين القرى، ومحلين الصيد، وغير معجزين الله، والمقيمين الصلاة ظالِمُونَ تامّ وَزِينَتُها كاف بين المتضادين وَأَبْقى كاف يعقلون تامّ فَهُوَ لاقِيهِ ليس بوقف، لأن التشبيه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف تَظاهَرا جائز كافِرُونَ حسن، وكذا: صادقين يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ كاف، وكذا: بغير هدى من الله الظَّالِمِينَ تام، وكذا: يتذكرون يُؤْمِنُونَ حسن آمَنَّا بِهِ كاف مِنْ رَبِّنا صالح مُسْلِمِينَ تامّ يُنْفِقُونَ كاف الْجاهِلِينَ تامّ مَنْ أَحْبَبْتَ صالح مَنْ يَشاءُ كاف بِالْمُهْتَدِينَ حسن مِنْ أَرْضِنا كاف لا يَعْلَمُونَ تامّ، وكذا: الوارثين، وآياتنا، وظالمون وَزِينَتُها كاف وَأَبْقى صالح يعقلون تامّ من

بعده تمام الكلام الدُّنْيا جائز مِنَ الْمُحْضَرِينَ كاف، وقيل: تامّ إن نصب يوم بفعل مضمر تَزْعُمُونَ كاف كَما غَوَيْنا حسن تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ أحسن مما قبله لعدم العاطف يَعْبُدُونَ أحسن منهما فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ جائز الْعَذابَ صالح، وجواب لو محذوف تقديره لو اهتدوا ما لقوا ما لقوا، ولو كانوا مؤمنين ما رأوا العذاب في الآخرة يَهْتَدُونَ كاف الْمُرْسَلِينَ كاف، قرأ العامة فعميت عليهم بفتح العين وتخفيف الميم. وقرأ الأخوان وحفص فعميت بضم العين وتشديد الميم لا يَتَساءَلُونَ تامّ، وقرأ طلحة لا يسّاءلون بتشديد السين بإدغام التاء في السين. كقوله: تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ تامّ. ومثله: ويختار، على أن ما التي بعده نافية لنفي اختيار الخلق لا اختيار الحق، أي: ليس لهم أن يختاروا، بل الخيرة لله تعالى في أفعاله، وهو أعلم بوجوه الحكمة فيها ليس لأحد من خلقه أن يختار عليه. قال أبو الحسن الشاذلي: فرّ من مختاراتك كلها إلى الله تعالى، فإن من اختار شيئا لا يدري أيصل إليه أم لا، وإذا وصل إليه فلا يدري أيدوم له ذلك أم لا، وإذا دام إلى آخر عمره فلا يدري أفيه خير أم لا، فالخيرة فيما اختاره الله تعالى. والوقف على ويختار هو مذهب أهل السنة، وترك الوقف عليه مذهب المعتزلة، والطبريّ من أهل السنة منع أن تكون ما نافية قال: لئلا يكون المعنى أنه لم تكن لهم الخيرة فيما مضى وهي لهم فيما يستقبل. وهذا الذي قاله ابن جرير مرويّ عن ابن عباس، وليس بوقف إن جعلت ما موصولة في محل نصب والعائد محذوف، أي: ما كان لهم الخيرة فيه ويكون يختار عاملا فيها، وكذا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْمُحْضَرِينَ حسن تَزْعُمُونَ كاف كَما غَوَيْنا صالح، وكذا: تبرأنا إليك يَعْبُدُونَ حسن وَرَأَوُا الْعَذابَ صالح يَهْتَدُونَ حسن، وجواب لو محذوف، أي: لما رأوا العذاب الْمُرْسَلِينَ كاف، وكذا: لا يتساءلون مِنَ الْمُفْلِحِينَ تامّ، وكذا: ما يشاء ويختار إن جعلت ما التي بعدها نافية، فإن جعلت

إن جعلت مصدرية، أي: يختار اختيارهم الْخِيَرَةُ تامّ، على القولين يُشْرِكُونَ كاف، ومثله: يعلنون لا إِلهَ إِلَّا هُوَ حسن، ومثله: والآخرة وَلَهُ الْحُكْمُ جائز تُرْجَعُونَ تامّ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ليس بوقف في الموضعين، لأن جواب الشرط لم يأت فيهما وهو من، وأعاد الاستفهام للتوكيد كما أعاد أنّ في قوله: أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ بِضِياءٍ كاف، ومثله: تسمعون تَسْكُنُونَ فِيهِ كاف. ومثله: أفلا تبصرون وَالنَّهارَ ليس بوقف لأن ما بعده، وهو: لتسكنوا فيه علة لما قبله وهو الليل. وقوله: ولتبتغوا من فضله علة للنهار تَشْكُرُونَ تامّ. ومثله: تزعمون بُرْهانَكُمْ حسن. ومثله: لله يَفْتَرُونَ تامّ فَبَغى عَلَيْهِمْ حسن. ومثله أولي القوة، إن علق إذ بمقدر ويكون من عطف الجمل، وليس بوقف إن جعل العامل في إذ ما قبله لا تَفْرَحْ حسن الْفَرِحِينَ كاف الدَّارَ الْآخِرَةَ حسن، ومثله: في الدنيا، كذا: كما أحسن الله إليك فِي الْأَرْضِ كاف، ومثله: من المفسدين وكذا: على علم عندي، وقيل: الوقف على علم إن نصب عندي بفعل مقدر، أي: علمته من عندي، قال سعيد بن المسيب: كان موسى يعلم علم الكيمياء فعلم يوشع بن نون ثلثه، وعلم كالب بن يوقنا ثلثه، وعلم قارون ثلثه، فخدعهما قارون حتى أضاف علمهما إلى علمه، وقيل علم عندي، أي: صنعة الذهب والفضة اه نكزاوي وَأَكْثَرُ جَمْعاً كاف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ موصولة، فليس ذلك بوقف ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ تامّ، وكذا: يشركون، وما يعلنون لا إِلهَ إِلَّا هُوَ حسن وَالْآخِرَةِ جائز تُرْجَعُونَ تامّ، وكذا: بضياء، وتسمعون تَسْكُنُونَ فِيهِ كاف أَفَلا تُبْصِرُونَ حسن، وكذا: تشكرون تَزْعُمُونَ تامّ يَفْتَرُونَ أتمّ منه الْفَرِحِينَ حسن فِي الْأَرْضِ كاف، وكذا: المفسدين، وعلى علم عندي وجمعا الْمُجْرِمُونَ تامّ، وكذا: حظ عظيم

الْمُجْرِمُونَ تامّ فِي زِينَتِهِ حسن، لعدم العاطف مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ ليس بوقف، لأن ما بعده من قول الذين يريدون الحياة الدنيا، ولو ابتدأنا به لحكمنا بأنه ذو حظ عظيم، قاله السجاوندي عَظِيمٍ كاف، ومثله: وعمل صالحا، إن كان ما بعده من قول الذين أوتوا العلم، فإن كان من قول الله تعالى كان تاما الصَّابِرُونَ تامّ الْأَرْضَ حسن مِنْ دُونِ اللَّهِ جائز مِنَ المُنْتَصِرِينَ كاف، وقد اختلف في ويكأنّ، فقيل هما كلمتان وذي كلمة وكأن كلمة، وقيل ويك حرف وأنه حرف وقيل: وي اسم فعل مضارع وكأنه حرف، فالأول قول الخليل وسيبويه إنهما كلمتان، ومعناهما ألم تر أن، وقيل: وي مختصرة من ويك، فالكاف ضمير المضاف إليه، ومعناه أعجب لم فعلت كذا، وكان الكسائي يقف على وي، ويبتدئ كأنه، وهذا هو المشهور وهو كالأول، ويشهد له قول الفراء: حدثني شيخ من أهل البصرة قال: سمعت أعرابية تقول لزوجها أين ابنك ويلك؟ فقال لها: ويك أنه وراء البيت، معناه أما ترينه وراء البيت ومعناهما هنا أعجب لعدم فلاح الكفارين وما وقع لقارون، وقيل: الكاف في ويك حرف خطاب وأنه حرف، وأصلها ويلك أنه فحذفت اللام واتصلت الكاف بأن، وردّ بأنه خطاب للجماعة الذين تعجبوا من زيّ قارون وأصحابه، وليس هو خطابا لشخص يستحقّ الويل، لأن المتعجبين لم يكونوا يستحقون الويل لأنهم كانوا مؤمنين، وهم أصحاب موسى عليه الصلاة والسلام، ومنه قول عنترة العبسي: [الكامل] ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها ... قيل الفوارس ويك عنتر أقدم وقيل: وي حرف وكأنه حرف، وكتبت وي متصلة بكاف التشبيه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَعَمِلَ صالِحاً كاف، إن كان من بعده من قول الذين أوتوا العلم. فإن كان من قوله تعالى فالوقف على ذلك تامّ الصَّابِرُونَ تامّ مِنْ دُونِ اللَّهِ صالح مِنْ

لكثرة الاستعمال، فيكون معنى وي التعجب. فإن قيل لم وصلوا الياء بالكاف وجعلا حرفا واحدا وهما حرفان قيل: لما كثر بهما الكلام جعلا حرفا واحدا كما جعلوا يا ابن أم حرفا واحدا في المصحف وهما حرفان، وهما في المصحف وي كأنه حرف واحد، ومعنى وي التنبيه وكأنه كلمة زجر، وحينئذ يسوغ الوقف على وي، والمعنى تنبه وانزجر وارجع عما أنت فيه وَيَقْدِرُ كاف، للابتداء بلو لا لَخَسَفَ بِنا حسن لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ تام وَلا فَساداً حسن لِلْمُتَّقِينَ تامّ خَيْرٌ مِنْها جائز. وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المزدوجين والمعادلين حتى يؤتى بالثاني، والأولى الفصل بينهما ولا يخلطهما يَعْمَلُونَ تامّ إِلى مَعادٍ كاف. قال ابن عباس: أي إلى مكة ظاهرا من غير خوف. وقيل: إلى الجنة، وقيل: إلى الموت مُبِينٍ تامّ مِنْ رَبِّكَ كاف لِلْكافِرِينَ حسن على استئناف ما بعده، وليس النهي موجبا شيئا، ومثله: فلن أكون ظهيرا للمجرمين، ولا تكوننّ من المشركين، وكذا: ولا تدع مع الله إلها آخر لعصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الشرك قبل النبوّة وبعدها إجماعا بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ حسن وَادْعُ إِلى رَبِّكَ جائز مِنَ الْمُشْرِكِينَ كاف على استئناف ما بعده إِلهاً آخَرَ حسن، ولا يوصل بما بعده لأن وصله يوهم أن لا إله إلا هو صفة لإلها آخر، وليس كذلك لا إِلهَ إِلَّا هُوَ تامّ، ومثله: إلا وجهه، والمراد بالوجه الذات، آخر السورة، تامّ. والعامة ببناء ترجعون للمفعول، وعيسى ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ المُنْتَصِرِينَ حسن وَيَقْدِرُ صالح لَخَسَفَ بِنا كاف لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ تامّ وَلا فَساداً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ لِلْمُتَّقِينَ تامّ خَيْرٌ مِنْها صالح يَعْمَلُونَ تامّ، وكذا: إلى معاد، ومبين مِنْ رَبِّكَ كاف لِلْكافِرِينَ حسن إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ تامّ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ جائز مِنَ الْمُشْرِكِينَ حسن إِلهاً آخَرَ كاف لا إِلهَ إِلَّا هُوَ تامّ، وكذا: إلا وجهه. وقال أبو عمرو فيه: كاف، آخر السورة تامّ.

سورة العنكبوت

على بنائه للفاعل سورة العنكبوت مكية (¬1) الم تقدّم الكلام عليه أَنْ يُتْرَكُوا جائز، إن قدرت ما بعده أحسبوا أن يقولوا، وليس بوقف إن قدرت المعنى أن يتركوا لأن يقولوا أو على أن يقولوا، أي: أحسبانهم الترك لأجل تلفظهم بالإيمان، قاله النكزاوي أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا ليس بوقف، لأن وهم لا يفتنون جملة حالية، ولا يتمّ الكلام إلا بها لا يُفْتَنُونَ كاف مِنْ قَبْلِهِمْ كاف، وقيل: تامّ، لأن قوله: ولقد فتنا ماض، وقوله: فليعلمن مستقبل، وفصل بالوقف بينهما لذلك الْكاذِبِينَ كاف، لأن أم حسب في تأويل الاستئناف، أي: أحسب أن يسبقونا، وهو كاف ما يَحْكُمُونَ تامّ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ كاف الْعَلِيمُ تامّ لِنَفْسِهِ كاف الْعالَمِينَ تامّ سَيِّئاتِهِمْ جائز يَعْمَلُونَ تام حُسْناً حسن، ومثله: فلا تطعهما إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ ليس بوقف لمكان الفاء تَعْمَلُونَ تامّ، ومثله: في الصالحين كَعَذابِ اللَّهِ تامّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ كاف، ومثله: العالمين الَّذِينَ آمَنُوا جائز ـــــــــــــــــــــــــ سورة العنكبوت مكية الم تقدّم الكلام عليه لا يُفْتَنُونَ حسن مِنْ قَبْلِهِمْ كاف، وكذا: الكاذبين، وأن يسبقونا ما يَحْكُمُونَ تامّ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ كاف الْعَلِيمُ حسن لِنَفْسِهِ كاف عَنِ الْعالَمِينَ تامّ سَيِّئاتِهِمْ جائز كانُوا يَعْمَلُونَ تامّ حُسْناً كاف، وكذا: تطعهما بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ تامّ، وكذا: في الصالحين كَعَذابِ اللَّهِ صالح مَعَكُمْ حسن فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ كاف الْمُنافِقِينَ تامّ ¬

_ (¬1) وهي تسع وستون، واختلفوا في ثلاث آيات: الم [1] كوفي، لَهُ الدِّينَ [65] بصري، شامي وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ [29] حجازي، وانظر: «التلخيص» (362).

الْمُنافِقِينَ تامّ اتَّبِعُوا سَبِيلَنا ليس بوقف لأن فيه معنى الشرط، وإن كانت اللام في قوله: ولنحمل لام الأمر التي يقتضي الابتداء بها. لأن المعنى إن اتبعتم سبيلنا في إنكار البعث والثواب والعقاب حملنا خطاياكم، فلفظه أمر ومعناه جزاء خَطاياكُمْ حسن مِنْ شَيْءٍ جائز، وهو مفعول حاملين لَكاذِبُونَ كاف مَعَ أَثْقالِهِمْ حسن، فصلا بين الأمرين يَفْتَرُونَ تامّ عاماً جائز، وقيل كاف لحق الحذف المقدر، أي: فلم يؤمنوا فأخذهم الطوفان ظالِمُونَ كاف وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ جائز لِلْعالَمِينَ تامّ، إن نصب إبراهيم بمقدّر، وإن عطف على نوح أو على الهاء في أنجيناه، أي: ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم لم يحسن الوقف على شيء من أول قصته إلى هنا وَاتَّقُوهُ حسن تَعْلَمُونَ تامّ إِفْكاً كاف رِزْقاً جائز وَاشْكُرُوا لَهُ كاف تُرْجَعُونَ تامّ مِنْ قَبْلِكُمْ حسن الْمُبِينُ تام، لمن قرأ يروا بالتحتية لأنه رجع من الخطاب إلى الخبر، وكاف لمن قرأ بالفوقية ثُمَّ يُعِيدُهُ كاف يَسِيرٌ تامّ كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ جائز الْآخِرَةَ كاف قَدِيرٌ كاف، على استئناف ما بعده، لأن ما بعده يصلح وصفا واستئنافا وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ كاف وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ تامّ وَلا فِي السَّماءِ كاف وَلا نَصِيرٍ تامّ مِنْ رَحْمَتِي جائز، إن جعل ما بعده مستأنفا، وليس بوقف إن عطف على ما قبله أَلِيمٌ تامّ أَوْ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ خَطاياكُمْ حسن مِنْ شَيْءٍ مفهوم لَكاذِبُونَ حسن مَعَ أَثْقالِهِمْ كاف يَفْتَرُونَ تامّ ظالِمُونَ كاف السَّفِينَةِ جائز آيَةً لِلْعالَمِينَ تامّ وَاتَّقُوهُ كاف تَعْلَمُونَ حسن إِفْكاً تامّ رِزْقاً صالح وَاشْكُرُوا لَهُ تامّ، وكذا: ترجعون، ومن قبلكم الْبَلاغُ الْمُبِينُ أتمّ من ذلك ثُمَّ يُعِيدُهُ كاف يَسِيرٌ تامّ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ كاف قَدِيرٌ حسن وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ كاف تُقْلَبُونَ حسن وَلا فِي السَّماءِ كاف وَلا نَصِيرٍ تامّ مِنْ رَحْمَتِي جائز أَلِيمٌ حسن أَوْ حَرِّقُوهُ كاف مِنَ

حَرِّقُوهُ كاف، هذا راجع إلى قصة إبراهيم. فإن قيل ما معنى توسط هذه الآيات التي ليست من قصة إبراهيم؟ فالجواب أنها إنما توسطت على معنى التحذير والتذكير، لأنهم كذبوا كما كذب قوم إبراهيم؟ قاله النكزاوي مِنَ النَّارِ كاف، وفي الكلام حذف تقديره فقذفوه في النار، فأنجاه الله من النار ولم يحترق إلا الحبل الذي أوثقوه به لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ تامّ أَوْثاناً كاف، لمن قرأ مودّة بينكم بالرفع وحذف التنوين، والإضافة خبر مبتدإ محذوف، أي: ذلك مودّة بينكم، أو مبتدأ خبره في الحياة الدنيا، وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي، وليس بوقف لمن قرأها بالرفع خبر إن وجعل ما بمعنى الذي، والتقدير إن الذين اتخذتموهم أوثانا مودّة بينكم، وكذا من نصب مودّة مفعولا بالاتخاذ، سواء أضاف أو لم يضف، أي: إنما اتخذتموها مودّة بينكم في الدنيا، وبالنصب قرأ حمزة وحفص وحذف التنوين والإضافة في الْحَياةِ الدُّنْيا كاف على الوجوه كلها مَأْواكُمُ النَّارُ حسن مِنْ ناصِرِينَ تامّ فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ صالح. ومثله: إلى ربي الْحَكِيمُ كاف وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ حسن، ومثله. والكتاب، وكذا: أجره في الدنيا. قال ابن عباس: هو الثناء الحسن، وروى عنه أيضا: أنه العافية والعمل الصالح في الدنيا الصَّالِحِينَ تامّ، لأنه آخر القصة الْفاحِشَةَ صالح لأن الجملة بعده تصلح حالا ومستأنفة مِنَ الْعالَمِينَ كاف فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ حسن مِنَ الصَّادِقِينَ كاف الْمُفْسِدِينَ تامّ بِالْبُشْرى ليس بوقف، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ النَّارِ أكفى منه يُؤْمِنُونَ حسن أَوْثاناً كاف، لمن قرأ مودّة بينكم بالرفع خبر مبتدإ محذوف أو مبتدأ خبره في الحياة الدنيا، وليس بوقف لمن وقرأها بالرفع خبر إنّ، وجعل ما بمعنى الذي أو بالنصب لتعلقها بما قبلها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا كاف، عند أبي حاتم مِنْ ناصِرِينَ كاف فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ صالح إِلى رَبِّي جائز الْحَكِيمُ حسن إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ صالح فِي الدُّنْيا كاف الصَّالِحِينَ حسن مِنْ

لأن قالوا جواب لما هذِهِ الْقَرْيَةِ كاف، للابتداء بإن مع احتمال التعليل ظالِمِينَ كاف إِنَّ فِيها لُوطاً حسن، ومثله: أعلم بمن فيها إِلَّا امْرَأَتَهُ جائز، لأن المستثنى مشبه بالمفعول تقديرا مِنَ الْغابِرِينَ تامّ، على استئناف ما بعده ذَرْعاً جائز، ومثله: ولا تحزن مِنَ الْغابِرِينَ تامّ، ومثله: يفسقون يَعْقِلُونَ تامّ، لأنه آخر قصة، وتمامه إن نصب شعيبا بمقدر، أي: وأرسلنا إلى مدين أخاهم شعيبا، وجائز إن عطف على لوطا، ولا يوقف على شيء من أول قصته إلى هنا مُفْسِدِينَ كاف الرَّجْفَةُ جائز جاثِمِينَ تامّ: إن نصب عادا بمقدّر، أي: وأهلكنا عادا وثمودا مِنْ مَساكِنِهِمْ جائز، ومثله: أعمالهم، وكذا: عن السبيل مُسْتَبْصِرِينَ تامّ إن نصب قارون بمقدّر، أي: وعذبنا قارون وفرعون وهامان، وجائز إن عطف على الهاء من قوله: فأخذتهم الرجفة، وحينئذ لا يوقف على جاثمين وَهامانَ حسن بِالْبَيِّناتِ جائز، ومثله: في الأرض سابِقِينَ كاف، ونصب كلّا بأخذنا بِذَنْبِهِ حسن حاصِباً جائز، ومثله: الصحية، وكذا: الأرض وأَغْرَقْنا حسن، تفصيلا لأنواع العذاب، فالذين أرسل عليهم الحاصب وهي الحجارة قوم لوط. قال تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ والذي خسف به الأرض قارون، والذين أغرقوا قوم نوح يَظْلِمُونَ تامّ، وقف الأخفش على: كمثل العنكبوت وخولف، لأن الجملة بعده تصلح صفة بإضمار التي، ولو جعل التشبيه عاملا والجملة حالا لكان الوصل أولى حتى لا يحتاج إلى الإضمار، ووقف أبو حاتم على اتخذت بيتا، لأنه قصد بالتشبيه نسجها التي تعمله من غزلها فهو في ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْعالَمِينَ كاف، وكذا: في ناديكم المنكر، ومن الصادقين الْمُفْسِدِينَ تامّ ظالِمِينَ كاف، وكذا: إن فيها لوطا بِمَنْ فِيها حسن مِنَ الْغابِرِينَ تامّ ذَرْعاً صالح، وكذا: ولا تحزن مِنَ الْغابِرِينَ حسن، وكذا: يفسقون يَعْقِلُونَ تامّ مُفْسِدِينَ كاف، وكذا: جاثمين، ومستبصرين، وسابقين وبذنبه أَغْرَقْنا حسن

غاية الوهاء والضعف، ولا فائدة فيه، وهي مع ذلك تعتمد عليه وتسكن فيه، ولا نفع لها فيه كعباد الأصنام لا نفع لهم فيها اتَّخَذَتْ بَيْتاً كاف لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ جائز، على أن جواب لو محذوف تقديره لو كانوا يعلمون، وهي الأصنام لما اتخذوها، أي: لما اتخذوا من يضرب له بهذه الأمثال لحقارته يَعْلَمُونَ تامّ، لمن قرأ: تدعون بالفوقية، لأن المعنى قل لهم يا محمد، وكاف على قراءة من قرأ: يدعون بالتحتية، قرأ أبو عمرو وعاصم يدعون بياء الغيبة والباقون بالخطاب مِنْ شَيْءٍ كاف، على استئناف ما بعده الْحَكِيمُ تامّ لِلنَّاسِ كاف الْعالِمُونَ تامّ بِالْحَقِّ كاف لِلْمُؤْمِنِينَ تامّ مِنَ الْكِتابِ حسن وَأَقِمِ الصَّلاةَ أحسن مما قبله وَالْمُنْكَرِ حسن أَكْبَرُ كاف، أي: ولذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه. قاله ابن عباس ما تَصْنَعُونَ تامّ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ليس بوقف للاستثناء بعده ظَلَمُوا مِنْهُمْ كاف وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ حسن، ومثله، وإلهكم واحد وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ كاف إِلَيْكَ الْكِتابَ حسن، لأن فالذين مبتدأ، ويؤمنون به خبر وبِهِ جائز، فصلا بين الفريقين وَمِنْ هؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ كاف، للابتداء بالنفي الْكافِرُونَ تامّ بِيَمِينِكَ قيل: جائز، وليس بحسن، لأن الذي بعده في تأويل الجواب كأنه قال: لو كنت تتلو كتابا أو كتبت بيمينك لارتاب المبطلون والْمُبْطِلُونَ تامّ الْعِلْمَ كاف الظَّالِمُونَ كاف آياتٌ مِنْ رَبِّهِ كاف عِنْدَ اللَّهِ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يَظْلِمُونَ تامّ اتَّخَذَتْ بَيْتاً حسن. وقال أبو عمرو: كاف يَعْلَمُونَ تامّ، وكذا: الحكيم لِلنَّاسِ كاف الْعالِمُونَ تامّ بِالْحَقِّ كاف لِلْمُؤْمِنِينَ تامّ وَأَقِمِ الصَّلاةَ كاف تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ حسن وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ تامّ ما تَصْنَعُونَ أتم منه ظَلَمُوا مِنْهُمْ صالح مُسْلِمُونَ حسن إِلَيْكَ الْكِتابَ كاف، وكذا: من يؤمن به الْكافِرُونَ حسن، وكذا: ولا تخطه بيمينك الْمُبْطِلُونَ كاف، وكذا: العلم الظَّالِمُونَ حسن آياتٌ مِنْ

جائز مُبِينٌ تامّ يُتْلى عَلَيْهِمْ كاف، وتام عند أبي حاتم يُؤْمِنُونَ تامّ شَهِيداً صالح، لأن ما بعده يصلح وصفا واستئنافا وَالْأَرْضِ كاف، لأن والذين مبتدأ خبره أولئك وَكَفَرُوا بِاللَّهِ ليس بوقف، لأن خبر الذين لم يأت الْخاسِرُونَ تام بِالْعَذابِ حسن في الموضعين الْعَذابُ كاف بَغْتَةً جائز لا يَشْعُرُونَ تامّ، على استئناف ما بعده بِالْعَذابِ جائز بِالْكافِرِينَ كاف، إن نصب يوم بمقدّر، وليس بوقف إن نصب بمحيطة، لأن يوم ظرف للإحاطة أَرْجُلِهِمْ كاف، لمن قرأ، ونقول بالنون، وجائز لمن قرأ: ويقول بالياء التحتية، وهو نافع وأهل الكوفة والباقون بالنون تَعْمَلُونَ تامّ، للابتداء بياء النداء واسِعَةٌ حسن فَاعْبُدُونِ تامّ ذائِقَةُ الْمَوْتِ جائز، لمن قرأ: يرجعون بالتحتية، وكاف لمن قرأ بالفوقية مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ليس بوقف، لأن خالدين حال مما قبله خالِدِينَ فِيها حسن الْعامِلِينَ كاف، إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف، أي: هم الذين أو مبتدأ خبره، وعلى ربهم يتوكلون، وكذا إن نصب بإضمار أعني، وليس بوقف إن جرّ نعتا للعاملين أو بدلا منهم أو نعتا يَتَوَكَّلُونَ تامّ، وقيل: كاف، وكذا: رزقها، أي: كم من دابة مفتقرة إلى الغذاء لا تدّخر شيئا لغد، ولا يدّخر من الحيوانات إلا الآدمى، والفأرة، والنملة يَرْزُقُها ليس بوقف، لأن قوله: وإياكم معطوف على ما عمل فيه الرزق، إذ لم يرد أنه يرزق بعض الدواب دون بعض، بل يرزق القويّ والضعيف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ رَبِّهِ كاف مُبِينٌ تامّ، وكذا: يتلى عليهم، ويؤمنون شَهِيداً حسن ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ تامّ، وكذا: الخاسرون بِالْعَذابِ في الموضعين صالح لَجاءَهُمُ الْعَذابُ كاف لا يَشْعُرُونَ تامّ بِالْكافِرِينَ كاف أَرْجُلِهِمْ صالح ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ تامّ، وكذا: فاعبدون، وترجعون خالِدِينَ فِيها حسن. وقال أبو عمرو: كاف الْعامِلِينَ كاف، إن جعل ما بعده خبر مبتدإ

وَإِيَّاكُمْ كاف، على استئناف ما بعده الْعَلِيمُ تامّ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ حسن فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ تامّ وَيَقْدِرُ لَهُ كاف عَلِيمٌ تامّ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ حسن قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ تامّ، لأنه تمام المقول، ومثله: لا يعقلون إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ كاف لَهِيَ الْحَيَوانُ حسن لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ تامّ، أي: لو علموا حقيقة الدارين لما اختاروا اللهو الفاني على الحيوان الباقي، ولو وصل لصار وصف الحيوان معلقا بشرط أن لو علموا ذلك وهو محال. قاله السجاوندي: والحيوان والحياة بمعنى واحد، وقدر أبو البقاء وغيره قبل المبتدإ مضافا، أي: وإن حياة الدار الآخرة، وإنما قدّروا ذلك بتطابق المبتدأ والخبر لَهُ الدِّينَ كاف، ومثله: يشركون لمن جعل لام ليكفروا لام الأمر بمعنى التهديد، وليس بوقف لمن جعلها لام كي بِما آتَيْناهُمْ حسن، لمن سكن لام وليتمتعوا على استئناف الأمر بمعنى التهديد، وبها قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي، وليس بوقف لمن كسرها عطفا على ليكفروا، ويوقف على وليتمعتوا، وبكسرها قرأ نافع وعاصم وابن عامر وأبو عمرو، وهي محتملة، لأن تكون لام الأمر أو لام كي والمعنى لا فائدة لهم في الإشراك إلا الكفر والتمتع وَلِيَتَمَتَّعُوا كاف، على الوجهين، لأن سوف للتهديد، فيبتدأ بها الكلام، لأنها لتأكيد الواقع فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ تامّ، للابتداء بالاستفهام ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ محذوف، وليس بوقف إن جعل ذلك نعتا لهم يَتَوَكَّلُونَ تامّ، وكذا: العليم لَيَقُولُنَّ اللَّهُ كاف يُؤْفَكُونَ تامّ يَقْدِرُ لَهُ كاف عَلِيمٌ تام لَيَقُولُنَّ اللَّهُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف الْحَمْدُ لِلَّهِ كاف لا يَعْقِلُونَ تامّ، وكذا: لهو ولعب يَعْلَمُونَ حسن لَهُ الدِّينَ كاف، وكذا: يشركون إن جعلت لام ليكفروا لام الأمر بمعنى التهديد. فإن جعلت لام كي فليس بوقف بِما آتَيْناهُمْ كاف وقال أبو عمرو: تامّ، وقيل كاف. هذا إن جعلت لام في وليتمتعوا لام الأمر بمعنى التهديد، سواء سكنت تخفيفا أو كسرت على الأصل. فإن جعلت لام كي لم يوقف على آتيناهم لعطف ذلك على ليكفروا ويوقف على وَلِيَتَمَتَّعُوا وهو كاف على

سورة الروم

مِنْ حَوْلِهِمْ كاف يَكْفُرُونَ تامّ لَمَّا جاءَهُ كاف لِلْكافِرِينَ تامّ، لأن والذين مبتدأ خبره جملة القسم المحذوف، وجوابه لَنَهْدِيَنَّهُمْ خلافا لثعلب حيث زعم أن جملة القسم لا تقع خبرا للمبتدإ سُبُلَنا حسن، آخر السورة تامّ. سورة الروم مكية (¬1) كلمها ثمانمائة وتسع عشرة كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وخمسمائة وأربعة وثلاثون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع موضعان: والمسكين، وابن السبيل. وآيها تسع وخمسون، أو ستون آية. الم تقدم الكلام عليها فِي أَدْنَى الْأَرْضِ حسن سَيَغْلِبُونَ ليس بوقف، لأن قوله: فِي بِضْعِ سِنِينَ ظرف لما قبله فِي بِضْعِ سِنِينَ تامّ، عند أبي حاتم وَمِنْ بَعْدُ كاف، عند الأخفش ونافع وأبي حاتم إن لم يجعل ما بعده منصوبا بما قبله بِنَصْرِ اللَّهِ حسن مَنْ يَشاءُ أحسن مما قبله، وهو رأس آية الرَّحِيمُ كاف. وقيل: تامّ، إن نصب ما بعده بفعل مضمر، وليس بوقف إن جعل العامل في المصدر ما قبله، وحينئذ لا يوقف على: من يشاء، ولا على: الرحيم، بل على: وعد الله، ومن قرأ وعد الله في ـــــــــــــــــــــــــ الوجهين فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ تامّ مِنْ حَوْلِهِمْ حسن يَكْفُرُونَ تامّ لَمَّا جاءَهُ حسن لِلْكافِرِينَ تامّ سُبُلَنا حسن، آخر السورة، تامّ. سورة الروم مكية الم تقدم الكلام عليه فِي أَدْنَى الْأَرْضِ كاف فِي بِضْعِ سِنِينَ تامّ ¬

_ (¬1) وهي تسع وخمسون في المكي وإسماعيل، وستون في الباقي، والخلاف في أربع آيات وهن: الم [1] كوفي، غُلِبَتِ الرُّومُ [2] غير مكي، ومدني أخير، الْمُجْرِمُونَ [55] مدني، بِضْعِ سِنِينَ [4] غير مدني كوفي، وانظر: «التلخيص» [365]

الشاذ برفع الدال بمعنى ذلك وَعْدَ اللَّهِ كان الوقف على الرَّحِيمُ تاما لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ ليس وقفا لحرف الاستدراك، وهو استدراك الإثبات بعد النفي أو النفي بعد الإثبات فما بعده متعلق بما قبله لا يَعْلَمُونَ تامّ مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا حسن غافِلُونَ تامّ فِي أَنْفُسِهِمْ جائز لأن الفكرة لا تكون إلا في النفس. وقيل: ليس بوقف، بل هو متصل بقوله: ما خلق الله السموات وَأَجَلٍ مُسَمًّى حسن. وقيل: تامّ لَكافِرُونَ تامّ مِنْ قَبْلِهِمْ حسن وَأَثارُوا الْأَرْضَ. قال يحيى بن نصير النحوي: هو أحسن مما قبله على استئناف ما بعده مِمَّا عَمَرُوها جائز بِالْبَيِّناتِ جائز. وقال ابن نصير: تام يَظْلِمُونَ كاف، وثم لترتيب الأخبار بِآياتِ اللَّهِ حسن يَسْتَهْزِؤُنَ تامّ يُعِيدُهُ كاف، لمن قرأ تُرْجَعُونَ بالفوقية لانتقاله من الغيبة إلى الخطاب، وهي قراءة العامة، وليس بوقف لمن قرأه بالتحتية، وهي قراءة أبي عمرو بن العلاء تُرْجَعُونَ تامّ على القراءتين الْمُجْرِمُونَ كاف شفعواء حسن. ورسموا شفعواء بواو وألف بعد العين كما ترى كافِرِينَ تامّ، ومثله: يتفرّقون يُحْبَرُونَ كاف. وقال ابن نصير: لا يوقف على أحد المتعادلين حتى يؤتى بالثاني، والأولى الفصل بين الفريقين، ولا يخلط أحدهما مع الآخر. ومعنى يحبرون. قال ابن عباس: يكرمون. وقيل: يستمعون الغناء. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَمِنْ بَعْدُ كاف، وكذا: بنصر الله مَنْ يَشاءُ صالح الرَّحِيمُ كاف، وكذا: وعد الله وَعْدَهُ صالح لا يَعْلَمُونَ تامّ مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا صالح غافِلُونَ تامّ، وكذا: في أنفسهم وَأَجَلٍ مُسَمًّى حسن لَكافِرُونَ تامّ مِنْ قَبْلِهِمْ كاف، وكذا: الأرض عَمَرُوها صالح بِالْبَيِّناتِ أصلح منه يَظْلِمُونَ كاف بِآياتِ اللَّهِ صالح يَسْتَهْزِؤُنَ تامّ ثُمَّ يُعِيدُهُ كاف لمن قرأ تُرْجَعُونَ بالتاء، لانتقاله من الغيبة إلى الخطاب، وليس بوقف لمن قرأ بالياء تُرْجَعُونَ كاف. وقال أبو عمرو: تامّ الْمُجْرِمُونَ صالح كافِرِينَ كاف يَتَفَرَّقُونَ حسن يُحْبَرُونَ كاف

وقيل: يتلذذون بكل ما يشتهون. قاله النكزاوي مُحْضَرُونَ تامّ، ووقف بعضهم على: فسبحان الله، ورسمه بالكافي لمن قرأ في الشاذ، حينا تمسون وحينا تصبحون، واستبعده أبو حاتم السجستاني، وأجازه غيره كأنه ينبه على الاعتبار بصنع الله في جميع هذه الأوقات تُصْبِحُونَ حسن، لمن جعل التسبيح دعاء كما فسر ذلك ابن عباس. وفي الحديث: «من قال حين يصبح فَسُبْحانَ اللَّهِ إلى تُخْرَجُونَ أدرك ما فاته في يومه: ومن قالها حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته» وليس بوقف لمن جعله الصلاة أي: فصلوا لله حين تمسون صلاة المغرب وصلاة العشاء، وحين تصبحون صلاة الفجر. ثم قال في التقديم: وعشيا، يعني صلاة العصر، وحين تظهرون، يعني صلاة الظهر حِينَ تُظْهِرُونَ أحسن مما قبله مِنَ الْحَيِّ جائز بَعْدَ مَوْتِها حسن تُخْرَجُونَ تامّ، وكذلك نعت مصدر محذوف، أي: فعلنا مثل ذلك الإخراج تَنْتَشِرُونَ كاف لِتَسْكُنُوا إِلَيْها جائز مَوَدَّةً وَرَحْمَةً كاف يَتَفَكَّرُونَ تامّ، إن جعل كل آية قائمة بنفسها مستقلة من بدء خلق الإنسان إلى حين بعثه من القبر وَأَلْوانِكُمْ كاف لِلْعالِمِينَ تامّ مِنْ فَضْلِهِ كاف يَسْمَعُونَ تامّ وَطَمَعاً حسن بَعْدَ مَوْتِها كاف يَعْقِلُونَ تامّ بِأَمْرِهِ حسن ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً جائز. قال نافع وغيره: هذا وقف يحقّ على العالم علمه. ثم قال تعالى: من الأرض إذا أنتم تخرجون، وعند أهل العربية هذا الوقف قبيح، لأن ما بعد إذا لا يعمل فيما قبلها، وجواب إذا الأولى عند الخليل وسيبويه إذا أنتم، والوقف على ما دون جواب إذا قبيح. لأن إذا الأولى للشرط والثانية للجزاء، وهي تنوب مناب الفاء ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مُحْضَرُونَ تامّ. تُصْبِحُونَ حسن، وكذا: تظهرون مِنَ الْحَيِّ جائز بَعْدَ مَوْتِها حسن تُخْرَجُونَ تامّ، وكذا: تنتشرون، ومودّة ورحمة، ويتفكرون

في جواب الشرط. قال قتادة: دعاكم من السماء فأجبتم من الأرض، أي: بنفخة إسرافيل في الصور للبعث، ألا أيتها الأجساد البالية والعظام النخرة، والعروق المتمزقة، واللحوم المنتنة، قوموا إلى محاسبة رب العزّة تَخْرُجُونَ تامّ وَالْأَرْضِ كاف، على استئناف ما بعده قانِتُونَ تامّ ثُمَّ يُعِيدُهُ حسن أَهْوَنُ عَلَيْهِ تامّ، وأهون ليست للتفضيل بل هي صفة بمعنى هين كقوله: الله أكبر. بمعنى كبير. كما قال الفرزدق: [الكامل] إنّ الذي سمك السماء بنى لنا ... بيتا دعائمه أعزّ وأطول أي: عزيزة طويلة. وقيل: الضمير في عليه يعود على الخلق، أي: والعود أهون على الخلق. وقيل: يعود على المخلوق، أي: والإعادة على المخلوق أهون، أي: إعادته ميتا بعد ما أنشأه، وإعادته على الباري أليق ليوافق الضمير في: وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى ورسموا الأعلا بلام ألف كما ترى وَالْأَرْضِ كاف، على استئناف ما بعده الْحَكِيمُ تامّ مِنْ أَنْفُسِكُمْ حسن كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ أحسن مما قبله يَعْقِلُونَ تامّ بِغَيْرِ عِلْمٍ حسن مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ كاف مِنْ ناصِرِينَ تام حَنِيفاً كاف، لأن فِطْرَتَ منصوب على الإغراء، أي: ألزموا فطرة الله. ورسموا- فطرت الله- بالتاء المجرورة كما ترى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها حسن، ومثله: لخلق الله الدِّينُ الْقَيِّمُ ليس بوقف، لحرف الاستدراك بعده لا يَعْلَمُونَ كاف، إن نصب ما بعده بمقدّر تقديره: كونوا منيبين إليه. والدليل على ذلك قوله بعد: ولا تكونوا من المشركين. وقيل: منيبين قد وقع موقع قوله: أنيبوا، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَأَلْوانِكُمْ حسن لِلْعالِمِينَ تامّ مِنْ فَضْلِهِ حسن يَسْمَعُونَ تامّ بَعْدَ مَوْتِها حسن يَعْقِلُونَ تامّ، وكذا: تخرجون وَالْأَرْضُ كاف قانِتُونَ تامّ، وكذا: وهو أهون عليه، والحكيم مِنْ أَنْفُسِكُمْ صالح كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ حسن يَعْقِلُونَ كاف مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ حسن، وكذا: من ناصرين حَنِيفاً

فانتصب بهذا الفعل الذي قد قام مقامه إلا الله لا يجوز إظهاره، فعلى هذا القول يوقف على يَعْلَمُونَ أيضا، وليس يعلمون وقفا إن نصب منيبين حالا بتقدير: فأقم وجهك منيبين إليه، وذلك أن أقم خطاب للنبي صلى الله عليه وسلّم والمراد به أمته، فكأنه قال: وأقيموا وجوهكم منيبين إليه في هذه الحالة، فعلى هذا القول لا وقف من قوله: فأقم إلى شيعا، ومثله: إن جعل حالا من الناس وأريد بهم المؤمنين وَاتَّقُوهُ جائز، ومثله الصلاة، وكذا: من المشركين. وقيل: لا يجوز، لأن ما بعده بيان لهم، أو بدل من المشركين بإعادة العامل شِيَعاً حسن فَرِحُونَ تامّ، ولا وقف إلى يشركون ويُشْرِكُونَ جائز، لأنه رأس آية بِما آتَيْناهُمْ كاف. ثم خاطب الذين فعلوا هذا بخطاب وعيد وتهديد، فقال فتمتعوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ جائز يُشْرِكُونَ تامّ فَرِحُوا بِها حسن: فصلا بين النقيضين يَقْنَطُونَ تامّ، وَيَقْدِرُ كاف يُؤْمِنُونَ تام وَابْنَ السَّبِيلِ حسن وَجْهَ اللَّهِ جائز الْمُفْلِحُونَ تام عِنْدَ اللَّهِ حسن لأنه رأس آية الْمُضْعِفُونَ تامّ، ولا وقف من قوله: الله الذي خلقكم إلى يحييكم، لأن ثم لترتيب الفعل، لا لترتيب الأخبار ويُحْيِيكُمْ حسن مِنْ شَيْءٍ كاف، وإذا قرئ يُشْرِكُونَ بالتحتية كان تاما يُشْرِكُونَ أتمّ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ كاف، عند أبي حاتم، قال: لأن اللام في لِيُذِيقَهُمْ لام قسم وكانت مفتوحة، فلما حذفت النون للتخفيف كسرت اللام فأشبهت لام كي، وخولف أبو حاتم في هذا، لأن لِيُذِيقَهُمْ متعلق بما قبله، فلا يقطع منه، وما قاله لا يجوز في العربية، لأن لام القسم لا تكون مكسورة قال بعضهم: ولا نعلم أن أحدا من أهل العربية وافق أبا حاتم في هذا القول كما تقدم يَرْجِعُونَ تامّ مِنْ قَبْلُ حسن مُشْرِكِينَ تامّ مِنَ اللَّهِ كاف، عند أبي حاتم إن جعل موضع يومئذ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف النَّاسَ عَلَيْها حسن الْقَيِّمُ صالح لا يَعْلَمُونَ كاف مِنَ الْمُشْرِكِينَ جائز شِيَعاً حسن فَرِحُونَ تامّ يُشْرِكُونَ صالح، لأنه رأس آية لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ تامّ، واللام لام الأمر بمعنى التهديد تَعْلَمُونَ صالح

نصبا، وليس بوقف إن جعل موضعه رفعا على البدل من قوله: يوم لا مردّ له من الله، وإنما فتح وهو في موضع رفع، لأنه أضيف إلى غير متمكن فصار بمنزلة قول النابغة: [الطويل] على حين عاتبت المشيب على الصّبا ... وقلت ألما أصح والشيب وازع وكقول الآخر: [البسيط] لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت ... حمامة في غصون ذات أوقال فنصب غير وهو في موضع رفع، لأن الظرف إذا أضيف لماض فالمختار بناؤه على الفتح كيوم ولدته أمه، وإن أضيف إلى جملة مضارعية كهذا يوم ينفع الصادقين صدقهم، أو اسمية كجئت يوم زيد منطلق فالإعراب أولى يَصَّدَّعُونَ تامّ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ جائز، لعطف جملتي الشرط يَمْهَدُونَ كاف، على مذهب أبي حاتم القائل: إن اللام في ليجزي بمنزلة لام القسم وتقدم ما فيه، والأجود وصله مِنْ فَضْلِهِ كاف الْكافِرِينَ تامّ، ولا وقف من قوله، ومن آياته إلى تشكرون، فلا يوقف على: من رحمته، ولا على: بأمره للام كي فيهما، ولا على: من فضله، لحرف الترجي تَشْكُرُونَ تامّ بِالْبَيِّناتِ جائز مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا حسن وَكانَ حَقًّا جائز، أي: وكان الانتقام منهم حقا، فاسم كان مضمر وحقا خبرها. ثم تبتدئ علينا نصر المؤمنين، فنصر مبتدأ وعلينا خبره، وليس بوقف إن جعل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يُشْرِكُونَ حسن فَرِحُوا بِها جائز يَقْنَطُونَ كاف وَيَقْدِرُ كاف يُؤْمِنُونَ حسن وَابْنَ السَّبِيلِ كاف وَجْهَ اللَّهِ جائز الْمُفْلِحُونَ تامّ عِنْدَ اللَّهِ كاف الْمُضْعِفُونَ تامّ، وكذا: من شيء، ويشركون أَيْدِي النَّاسِ كاف. قال أبو حاتم: ولام لنذيقهم لام القسم وكانت مفتوحة، فلما حذفت النون تخفيفا كسرت اللام تشبيها بلام كي يَرْجِعُونَ تامّ مِنْ قَبْلُ صالح مُشْرِكِينَ حسن مِنَ اللَّهِ كاف يَصَّدَّعُونَ تامّ يَمْهَدُونَ كاف، على

نصر اسم كان وحقا خبرها وعلينا متعلق بحقا، والتقدير، وكان نصر المؤمنين حقا علينا، قال أبو حاتم، وهذا أوجه من الأوّل لوجهين أحدهما: أنه لا يحتاج إلى تقدير محذوف. والثاني من حيث المعنى، وذلك، أي: الوقف على حقا يوجب الانتقام ويوجب نصر المؤمنين، قاله الكواشي نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ تامّ مِنْ خِلالِهِ حسن يَسْتَبْشِرُونَ كاف ومثله: لمبلسين، ولك أن تجعل إن بمعنى ما، واللام بمعنى إلا، أي: ما كانوا من قبل نزول المطر إلا مبلسين، أي: آيسين من نزوله بَعْدَ مَوْتِها حسن الْمَوْتى جائز قَدِيرٌ تامّ فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا ليس بوقف، لأن اللام في ولئن مؤذنة بقسم محذوف وجوابه لظلوا يَكْفُرُونَ تامّ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى حسن، على قراءة ابن كثير ولا يسمع الثانية بالياء المفتوحة وفتح الميم، والصم بالرفع الدعاء، وليس بوقف على قراءة تسمع بالفوقية المضمومة وكسر الميم والصم بالنصب لتعلق ما بعده بما قبله من الخطاب مُدْبِرِينَ كاف عَنْ ضَلالَتِهِمْ حسن، ومثله: بآياتنا مُسْلِمُونَ تامّ مِنْ ضَعْفٍ جائز، ومثله: قوّة، وكذا: وشيبة ما يَشاءُ كاف الْقَدِيرُ تامّ الْمُجْرِمُونَ ليس بوقف لأن الذي بعده جواب القسم، وهو ما لبثوا غَيْرَ ساعَةٍ حسن يُؤْفَكُونَ كاف، ومثله: إلى يوم البعث، لاختلاف الجملتين، والفاء في قوله: فهذا يوم البعث جواب شرط مقدّر يدل عليه الكلام تقديره: إن كنتم شاكين أو منكرين في البعث، فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ ويَوْمِ الْبَعْثِ ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده لا تَعْلَمُونَ كاف مَعْذِرَتُهُمْ جائز يُسْتَعْتَبُونَ تامّ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ كاف بِآيَةٍ ليس بوقف، لأن ما بعده قد قام مقام جواب القسم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مذهب أبي حاتم السابق آنفا مِنْ فَضْلِهِ كاف الْكافِرِينَ تام، وكذا: تشركون مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا حسن نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ تامّ مِنْ خِلالِهِ صالح، وكذا: يستبشرون لَمُبْلِسِينَ كاف بَعْدَ مَوْتِها حسن الْمَوْتى جائز قَدِيرٌ حسن، وكذا: يكفرون، ومدبرين، وعن ضلالتهم مُسْلِمُونَ تامّ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً صالح وَشَيْبَةً تامّ ما يَشاءُ كاف الْقَدِيرُ حسن وكذا: غير ساعة

سورة لقمان

والجزاء مُبْطِلُونَ حسن لا يَعْلَمُونَ كاف حَقٌّ جائز، آخر السورة تامّ. سورة لقمان مكية (¬1) وقيل إلا قوله: ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام الآيتين فمدنيّ وكلمها خمسمائة وثمان وأربعون كلمة وحروفها ألفان ومائة وعشرة أحرف، وليس فيها شيء مما يشبه الفواصل، وآيها ثلاث أو أربع وثلاثون آية. ـــــــــــــــــــــــــ يُؤْفَكُونَ تامّ يَوْمِ الْبَعْثِ كاف، وكذا: لا تعلمون يُسْتَعْتَبُونَ تامّ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ كاف مُبْطِلُونَ حسن، وكذا: لا يعلمون حَقٌّ جائز، آخر السورة تامّ. سورة لقمان عليه السّلام مكية إلا قوله: ولو أنّ ما في الأرض من شجرة أقام الآيتين فمدنيّ. ¬

_ (¬1) وهي مكية إلا آيتين وهما: قوله تعالى: وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ إلى آخرهما [27، 28]، وإلى هذا القول ذهب ابن الجوزي كما في «زاد المسير» (6/ 314)، وهناك من ذهب إلى أن الآيات المدنية في هذه السورة المباركة ثلاث آيات وإلى هذا القول ذهب أبو جعفر النحاس، وأورده عنه السيوطي في «الإتقان» (9، 10) وصحح هناك أثرا أورده النحاس عن ابن عباس وكذلك أورد السيوطي ذلك في «الدر المنثور» (6/ 503)، وأورد ذلك النحاس في كتاب «معاني القرآن» (5/ 277)، وذهب الزجاج أيضا إلى أنها ثلاث آيات، كما في «معاني القرآن وإعرابه» (4/ 193). وممن ذكر القولين ولم يرجح شيئا القرطبي في جامعه (14/ 250) والألوسي في «روح المعاني» (21/ 64 - 56). وذهب ابن كثير رحمه الله تعالى إلى أن المشهور أن السورة كلها مكية كما في تفسيره (3/ 420). وذهب الطاهر بن عاشور إلى كونها كلها مكية، وأنه القول الأشهر، وجمهور المفسرين عليه، وضعف الآثار الواردة في استثناء آيتين أو ثلاث آيات، انظر «التحرير والتنوير» (21/ 137 - 138) والخلاف في عد آياتها في آيتين: الم [1] كوفي، لَهُ الدِّينَ [32] بصري، شامي.

الم تقدّم الكلام عليها الْحَكِيمِ كاف، لمن قرأ وهدى ورحمة بالرفع بتقدير، هو هدى ورحمة، وليس بوقف لمن رفعه خبرا ثانيا، وجعل تلك مبتدأ، وآيات خبرا، وهدى ورحمة خبرا ثانيا، نحو: الرّمان حلو حامض، أي: اجتمع فيه الوصفان، وكذا ليس الْحَكِيمِ بوقف إن نصب هُدىً وَرَحْمَةً على الحال من آيات لِلْمُحْسِنِينَ تامّ: في محل الَّذِينَ يُقِيمُونَ الحركات الثلاث: الرفع، والنصب، والجرّ. فإن رفعت الذين بالابتداء والخبر أولئك كان الوقف على المحسنين تام، وكذا: إن نصب بتقدير أعني أو أمدح، وجائز إن جرّ صفة للمحسنين، أو بدلا منهم، أو بيانا يُوقِنُونَ تامّ، إن جعل أولئك مبتدأ وخبره، من ربهم، وجائز إن جعل خبر الذين مِنْ رَبِّهِمْ جائز الْمُفْلِحُونَ تامّ، باتفاق على جميع الأوجه بِغَيْرِ عِلْمٍ حسن، لمن رفع وَيَتَّخِذَها مستأنفا من غير عطف على الصلة. وليس بوقف لمن نصبها عطفا على: ليضلّ، وبها قرأ الأخوان وحفص، والباقون بالرفع عطف على يشتري، فهو صلة هُزُواً جائز. وقال أبو عمرو: كاف مُهِينٌ تامّ، ولا يوقف على: مستكبرا، ولا على: وقرأ، إن جعل فبشره جواب إذا، وإن جعل وَلَّى مُسْتَكْبِراً جواب إذا كان الوقف على: وقرأ أَلِيمٍ تام جَنَّاتُ النَّعِيمِ ليس بوقف، لأن خالِدِينَ حال مما قبله خالِدِينَ فِيها حسن، إن نصب وَعْدَ بمقدّر أي: وعدهم الله ذلك وعدا. وقيل: لا يوقف عليه، لأن ما قبله عامل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الم تقدّم الكلام عليه الْحَكِيمِ كاف، لمن قرأ وَرَحْمَةً بالرفع، لأنه بتقدير: هو هدى ورحمة، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب لنصبه على الحال مما قبله

فيه في المعنى وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا كاف الْحَكِيمُ تامّ تَرَوْنَها حسن. والعمد هي قدرة الله تعالى. وقال ابن عباس: لها عمد لا ترونها أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ جائز، ومثله: من كل دابة كَرِيمٍ تامّ هذا خَلْقُ اللَّهِ حسن، وليس تاما كأنه قال: هذا الذي وصفناه خلق الله، وبخ بذلك الكافر وأظهر حجته عليهم بذلك مِنْ دُونِهِ كاف مُبِينٍ تامّ الْحِكْمَةَ ليس بوقف، لأن ما بعدها تفسير لها، ولا يفصل بين المفسر والمفسر بالوقف أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ حسن لِنَفْسِهِ أحسن مما قبله حَمِيدٌ تامّ إن قدّر مع إذ فعلا مضمرا بِاللَّهِ كاف، وقد أغرب من وقف: لا تشرك، وجعل بالله قسما، وجوابه إن الشرك وربما يتعمد الوقف عليه بعض المتعنتين، ووجه غرابته أنهم قالوا إن الأقسام في القرآن المحذوفة الفعل لا تكون إلا بالواو، فإذا ذكرت الباء أتى بالفعل. قاله في الإتقان عَظِيمٌ تامّ: والوقف على بوالديه، وعلى وهن، وفي عامين. قال أبو حاتم السجستاني، هذه الثلاثة كافية. قال النعماني، وتبعه شيخ الإسلام أنها ليست بكافية، لأن قوله: أن اشكر لي في موضع نصب بوصينا لِي وَلِوالِدَيْكَ أرقى حسنا من الثلاثة إِلَيَّ الْمَصِيرُ تامّ فَلا تُطِعْهُما كاف، ومثله: معروفا، وكذا: من أناب إليّ تَعْمَلُونَ تامّ أَوْ فِي الْأَرْضِ ليس بوقف، لأن قوله: يأت بها الله جواب الشرط يَأْتِ بِهَا اللَّهُ كاف خَبِيرٌ تامّ، للابتداء بالنداء أَقِمِ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يُوقِنُونَ تامّ مِنْ رَبِّهِمْ كاف الْمُفْلِحُونَ تامّ هُزُواً صالح، وقال أبو عمرو: كاف مُهِينٌ حسن أَلِيمٍ تامّ خالِدِينَ فِيها حسن، وقال أبو عمرو: كاف وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا أكفى منه الْحَكِيمُ تامّ مِنْ كُلِّ دابَّةٍ حسن، وكذا: كريم مِنْ دُونِهِ تام، وكذا: مبين أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ تامّ، وكذا: حميد، وعظيم بِوالِدَيْهِ كاف، وكذا: على وهن، وفي عامين، كذا: قاله أبو حاتم، ولا أراها كافية، لأن أن اشكر منصوب بوصينا

الصَّلاةَ جائز، ومثله: بالمعروف، وكذا: عن المنكر كذا أجاز الوقف على هذه الثلاثة أبو حاتم، وكذا: مثلها من الأوامر والنواهي وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ كاف مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ تامّ خَدَّكَ لِلنَّاسِ حسن مَرَحاً كاف فَخُورٍ تامّ فِي مَشْيِكَ كاف، وكذا: من صوتك لَصَوْتُ الْحَمِيرِ تامّ ظاهِرَةً وَباطِنَةً كاف، وتامّ عند نافع. ظاهرة على اللسان، وهو الإقرار، وباطنة في القلب، وهو التصديق مُنِيرٍ تامّ ما أَنْزَلَ اللَّهُ ليس بوقف، لأن جواب إذ ما بعده، وهو قالوا آباءَنا كاف. وقال أبو حاتم تام، للاستفهام بعده، وجواب لو محذوف تقديره يتبعونه إِلى عَذابِ السَّعِيرِ تامّ الْوُثْقى كاف عاقِبَةُ الْأُمُورِ تامّ كُفْرُهُ كاف، ومثله بما عملوا بِذاتِ الصُّدُورِ تامّ قَلِيلًا جائز غَلِيظٍ تامّ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ حسن قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ كاف، لتمام المقول لا يَعْلَمُونَ تامّ وَالْأَرْضِ كاف الْحَمِيدُ تامّ، أقلام، وقف عليه نافع والأخفش، والأجود وصله على القراءتين، أعني من نصب البحر ومن رفعه، والذي نصبه أبو عمرو عطفا على اسم أن والباقون بالرفع والرفع من وجهين، أحدهما: عطفه على أن وما في حيزها. والثاني: إن البحر مبتدأ ويمده الخبر، والجملة حال والرابط الواو، والنصب من وجهين أيضا. أحدهما: أن يكون معطوفا على ما في قوله: ولو أن ما في الأرض كأنه قال: ولو أن شجر الأرض ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لِي وَلِوالِدَيْكَ حسن إِلَيَّ الْمَصِيرُ تام فَلا تُطِعْهُما كاف، وكذا: معروفا، ومن أناب إليّ تَعْمَلُونَ تامّ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ كاف خَبِيرٌ تامّ عَلى ما أَصابَكَ كاف الْأُمُورِ حسن، وكذا خدّك للناس مَرَحاً كاف، وكذا: فخور، وفي مشيك، ومن صوتك الْحَمِيرِ تامّ وَباطِنَةً تامّ مُنِيرٍ حسن عَلَيْهِ آباءَنا كاف عَذابِ السَّعِيرِ تامّ، وكذا: الوثقى، وعاقبة الأمور كُفْرُهُ حسن، وكذا: بما عملوا بِذاتِ

وأقلامها والبحر يمدّه. والثاني: نصبه بفعل مضمر على الاشتغال كأنه قال: ويمدّ البحر يمدّه من بعده سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ليس بوقف، لأن قوله: ما نفدت جواب لو كَلِماتُ اللَّهِ كاف، عند الجميع حَكِيمٌ تام كَنَفْسٍ واحِدَةٍ كاف بَصِيرٌ تامّ وَالْقَمَرَ كاف إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ليس بوقف، لأن أن منصوبة بما قبلها خَبِيرٌ تامّ، ولا وقف من قوله، ذلك بأن الله إلى قوله: الكبير، فلا يوقف على هو الحق. لأن أنّ ما موضعها جرّ بالعطف على ما عملت فيه الباء ولا على الباطل، لأن وأنّ الله معطوفة على ما قبلها الْكَبِيرُ تامّ مِنْ آياتِهِ كاف شَكُورٍ تامّ لَهُ الدِّينَ كاف، ومثله: مقتصد كَفُورٍ تامّ عَنْ وَلَدِهِ جائز شَيْئاً حسن إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ أحسن مما قبله الْحَياةُ الدُّنْيا حسن، للفصل بين الموعظتين الْغَرُورُ تام عِلْمُ السَّاعَةِ حسن، ومثله: وينزل الغيث وكذا: ما في الأرحام للابتداء بالنفي، ومثله: ماذا تكسب غدا، وكذا: تموت، آخر السورة تامّ. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الصُّدُورِ كاف غَلِيظٍ حسن، وكذا: ليقولنّ الله قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ كاف لا يَعْلَمُونَ تامّ وَالْأَرْضِ كاف الْحَمِيدُ تامّ كَلِماتُ اللَّهِ كاف، وزعم بعضهم أنه يوقف على: من شجرة أقلام، وليس بشيء حَكِيمٌ تامّ واحِدَةٍ كاف بَصِيرٌ تامّ خَبِيرٌ حسن الْكَبِيرُ تامّ مِنْ آياتِهِ كاف شَكُورٍ حسن لَهُ الدِّينَ كاف، وكذا: مقتصد كَفُورٍ تامّ شَيْئاً صالح إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ كاف، وكذا: الحياة الدنيا الْغَرُورُ تامّ عِلْمُ السَّاعَةِ كاف، وكذا: وينزل الغيث، وفي الأرحام، وغدا، وتموت، آخر السورة تام.

سورة السجدة

سورة السجدة مكية (¬1) قال ابن عباس: إلا ثلاث آيات نزلت بالمدينة، في عليّ بن أبي طالب، والوليد بن عقبة بن أبي معيط أخي عثمان لأمه، وكان بينهما كلام. فقال الوليد لعليّ: أنا أبسط منك كلاما، وأحدّ منك سنانا، وأشجع منك جنانا، وأردّ منك للكتيبة، فقال عليّ اسكت: فإنك فاسق، فأنزل الله فيهما أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ إلى آخر الثلاث آيات. كلمها ثلاثمائة وثمانون كلمة، وحروفها ألف وخمسمائة وثمانية وعشرون حرفا، وآيها تسع وعشرون أو ثلاثون آية في المدني الأول كسورة الملك ونوح. الم تامّ، إن جعل تنزيل مبتدأ خبره لا رَيْبَ فِيهِ وكذا: إن جعل الم مبتدأ محذوف الخبر أو خبر مبتدإ محذوف أو قدرت قبله فعلا، وليس الم وقفا إن جعل مبتدأ خبره تنزيل، وكذا: إن جعل الم قسما لا رَيْبَ فِيهِ ليس بوقف الْعالَمِينَ كاف، لأن أم بمعنى همزة الاستفهام، أي: أيقولون افتراه، والوقف على افتراه كاف، فصلا بين ما حكي عنهم وما حكي عن الله تعالى الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ليس بوقف، لأن اللام التي بعده متعلقة بما قبلها، وإن علقت بتنزيل لا يوقف على شيء من أول السورة إلى يهتدون، لاتصال الكلام بعضه ببعض يَهْتَدُونَ تامّ عَلَى الْعَرْشِ حسن وَلا ـــــــــــــــــــــــــ سورة السجدة مكية الم تقدم الكلام عليه تَنْزِيلُ الْكِتابِ يعلم حكمه مما مرّ: ثم أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ كاف، وكذا: من ربك ومن قبلك يَهْتَدُونَ تامّ عَلَى الْعَرْشِ حسن، ¬

_ (¬1) مكية إلا ثلاث آيات، وهن قوله تعالى: أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً إلى آخرهن [18، 19، 20] وهي ثلاثون في غير البصري، وتسع وعشرون في البصري والخلاف في آيتين: الم [1] كوفي، خَلْقٍ جَدِيدٍ [10] علوي.

شَفِيعٍ كاف تَتَذَكَّرُونَ أكفى، على استئناف ما بعده، ووقف الأخفش على يدبر الأمر، وأباه غيره إِلَى الْأَرْضِ جائز مِمَّا تَعُدُّونَ كاف ذلِكَ عالِمُ الْغَيْبِ العامّة على رفع عالم مبتدأ، والعزيز الرحيم خبر إن أو نعتان، أو العزيز مبتدأ والرحيم صفته، والذي أحسن خبره أو العزيز خبر مبتدإ محذوف وَالشَّهادَةِ حسن، إن رفع العزيز خبر مبتدأ محذوف، وليس بوقف إن عطف على ما قبله الرَّحِيمُ كاف، إن جعل ما بعده في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعل في موضع رفع نعتا لما قبله أو جرّ الثلاثة بدلا من الضمير في إليه، وبها قرأ زيد بن عليّ رضي الله عنهما كأنه قال: ثم يعرج الأمر المدبر إليه عالم الغيب، أي: إلى عالم الغيب، قاله السمين خَلَقَهُ كاف، على القراءتين، أي: خلقه، وخلقه قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بسكون اللام والباقون بفتحها فعلا ماضيا، وليس بوقف لمن قرأ: خلقه بسكون اللام والرفع، فعلى هذه القراءة يوقف على كل شيء. ثم يبتدأ خلقه، أي: ذلك خلقه وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ جائز، ومثله: مهين مِنْ رُوحِهِ كاف، ومثله: والأفئدة تَشْكُرُونَ تامّ جَدِيدٍ كاف كافِرُونَ تامّ وُكِّلَ بِكُمْ جائز تُرْجَعُونَ تامّ: قرأ العامة تُرْجَعُونَ ببنائه للمفعول، وقرأ زيد بن عليّ ببنائه للفاعل عِنْدَ رَبِّهِمْ حسن، ثم يبتدأ ربنا أبصرنا، أي: يقولون ربنا مُوقِنُونَ تامّ هُداها ليس بوقف لتعلق ما بعده به استدراكا أَجْمَعِينَ كاف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وقال أبو عمرو: كاف وَلا شَفِيعٍ كاف أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ حسن إِلَى الْأَرْضِ صالح مِمَّا تَعُدُّونَ حسن خَلَقَهُ كاف، وكذا: من روحه، والأفئدة تَشْكُرُونَ حسن جَدِيدٍ كاف كافِرُونَ تامّ. تُرْجَعُونَ حسن عِنْدَ رَبِّهِمْ كاف، ويبتدأ ربنا، أي: يقولون ربنا مُوقِنُونَ كاف هُداها جائز: ولا أحب تعمده أَجْمَعِينَ كاف، وكذا: يومكم هذا إِنَّا

يَوْمِكُمْ هذا كاف نَسِيناكُمْ أكفى مما قبله تَعْمَلُونَ تامّ لا يَسْتَكْبِرُونَ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالا مما قبله، وكان الوقف على المضاجع وَطَمَعاً حسن يُنْفِقُونَ كاف مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جائز، ونصب جزاء على المصدر، أي: يجزون جزاء، وقال الخليل وسيبويه: نصب على أنه مفعول من أجله والمعنى واحد، وإن كان كذلك فما قبله بمنزلة العامل فيه فلا يوقف على ما قبله، قرأ حمزة أخفى فعلا مضارعا مسندا لضمير المتكلم، ولذلك سكنت ياؤه، وقرأ الباقون أخفى فعلا ماضيا مبنيا للمفعول، ولذلك فتحت ياؤه، من قرّة بيان لما أيهم فيه ما يَعْمَلُونَ تامّ فاسِقاً جائز، لانتهاء الاستفهام، روي أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يتعمد الوقف على فاسقا، ثم يبتدئ لا يستوون، وإن كان التمام على لا يستوون. لأنه لما استفهم منكرا بقوله: أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا نفى التسوية. ثم أكد النفي بقوله: لا يَسْتَوُونَ ولا يَسْتَوُونَ قال الهمداني: شبه التّامّ. وقال أبو عمرو: كاف الْمَأْوى جائز يَعْمَلُونَ تامّ النَّارُ جائز، ولا وقف من قوله: كلما أرادوا إلى تكذبون، فلا يوقف على فيها تُكَذِّبُونَ كاف يَرْجِعُونَ تامّ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها كاف مُنْتَقِمُونَ تامّ مِنْ لِقائِهِ حسن لِبَنِي إِسْرائِيلَ أحسن مما قبله لَمَّا صَبَرُوا كاف، على القراءتين، أعني قراءة لما صبروا بكسر اللام وفتحها، فقرأ العامة لما صبروا بفتح اللام وتشديد الميم جوابها متقدم عليها، وهو جعلناه هدى. وقيل: ليس بوقف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ نَسِيناكُمْ أكفى تَعْمَلُونَ حسن، وكذا: لا يستكبرون عَنِ الْمَضاجِعِ كاف، إن جعل يدعون ربهم مستأنفا، وليس بوقف إن جعل حالا وَطَمَعاً كاف يُنْفِقُونَ حسن مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ صالح يَعْمَلُونَ تامّ لا يَسْتَوُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف الْمَأْوى صالح يَعْمَلُونَ كاف النَّارُ صالح تُكَذِّبُونَ حسن يَرْجِعُونَ تامّ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها كاف مُنْتَقِمُونَ تامّ مِنْ لِقائِهِ كاف لِبَنِي إِسْرائِيلَ أكفى منه

سورة الأحزاب

على قراءة الأخوان لما بكسر اللام وتخفيف الميم على أنها لام العلة وما مصدرية، والجار متعلق بالجعل، أي: جعلناهم كذلك لصبرهم وإيقانهم. ومن شدّد لما لا يمكنه العطف لأن يقينهم لا يختص بحال دون حال، والصبر قد يتبدّل بالشكر وهو فيهما موقن. قاله السجاوندي: وهو توجيه حسن يُوقِنُونَ تامّ، ومثله: يختلفون فِي مَساكِنِهِمْ كاف، ومثله: لآيات على استئناف ما بعده يَسْمَعُونَ تامّ وَأَنْفُسُهُمْ كاف يُبْصِرُونَ تامّ صادِقِينَ تامّ إِيمانُهُمْ جائز يُنْظَرُونَ تامّ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ جائز، ومثله: وانتظر، ولا يجمع بينهما، آخر السورة تامّ. سورة الأحزاب مدنية (¬1) وهي سبعون وثلاث آيات، ليس فيها اختلاف، وكلمها ألف ومائتان وثمانون كلمة، وحروفها خمسة آلاف وسبعمائة وست وتسعون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع موضع واحد وهو قوله: إلى أوليائكم معروفا اتَّقِ اللَّهَ جائز وَالْمُنافِقِينَ كاف، ومثله: حكيما، وكذا: من ربك وكذا: خبيرا على القراءتين، أعني قراءة يعملون بالياء التحتية والتاء الفوقية، قرأ أبو عمرو وحده بالياء التحتية بردّه على الكافرين والمنافقين وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ حسن وَكِيلًا تامّ فِي جَوْفِهِ كاف، فصلا بين الحكمين المختلفين أُمَّهاتِكُمْ كاف، ومثله: أبناءكم، وكذا: بأفواهكم، ـــــــــــــــــــــــــ يُوقِنُونَ حسن يَخْتَلِفُونَ تامّ فِي مَساكِنِهِمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف يَسْمَعُونَ تامّ وَأَنْفُسُهُمْ كاف، وكذا: أفلا تبصرون صادِقِينَ حسن يُنْظَرُونَ كاف. آخر السورة تامّ. سورة الأحزاب مدنية اتَّقِ اللَّهَ جائز وَالْمُنافِقِينَ كاف حَكِيماً حسن مِنْ رَبِّكَ كاف ¬

_ (¬1) وهي مدنية بلا خلاف وثلاث وسبعون آية بلا خلاف.

ويَقُولُ الْحَقَّ، والسَّبِيلَ، وعِنْدَ اللَّهِ كلها وقوف كافية فِي الدِّينِ ليس بوقف، لأن قوله: ومواليكم مرفوع عطفا على إخوانكم، أي: قولوا: يا أخانا ويا مولى فلان أَخْطَأْتُمْ بِهِ كاف، إن جعلت «ما» في قوله: ما تعمدت في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف تقديره، ولكن الذي تؤاخذون به هو ما تعمدته قلوبكم، وليس بوقف إن جعلت ما في موضع خفض عطفا على ما الأولى قُلُوبُكُمْ كاف رَحِيماً تامّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ كاف، إنما كان أولى، لأنه يدعوهم إلى النجاة، وأنفسهم تدعوهم إلى الهلاك أُمَّهاتُهُمْ حسن أَوْلى بِبَعْضٍ ليس بوقف، لأن ما بعده متعلق به، وكذا: لا وقف إلى معروفا ومَعْرُوفاً حسن مَسْطُوراً تامّ، إن نصبت إذ بمقدر ويكون من عطف الجمل، أي: واذكر إذ أخذنا أو هو معطوف على محل في الكتاب، فيعمل فيه مسطورا، أي: كان الحكم مسطورا في الكتاب ووقف أخذنا وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ كاف غَلِيظاً جائز، عند أبي حاتم لأن أصل ليسأل ليسألنّ، فلما حذفت النون للتخفيف كسرت اللام، فاللام عنده لام قسم لا لام التعليل، وتقدّم الردّ عليه (¬1) ووصله أولى لئلا يبتدأ بلام كي، أي: ـــــــــــــــــــــــــ خَبِيراً حسن عَلَى اللَّهِ صالح وَكِيلًا تامّ فِي جَوْفِهِ كاف، وكذا: أمّهاتكم، وأبناءكم بِأَفْواهِكُمْ حسن، وكذا: السبيل عِنْدَ اللَّهِ كاف وَمَوالِيكُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف قُلُوبُكُمْ كاف رَحِيماً تامّ مِنْ أَنْفُسِهِمْ كاف أُمَّهاتُهُمْ حسن وَالْمُهاجِرِينَ صالح: والأحسن الوقف عند قوله: مَعْرُوفاً وهو كاف مَسْطُوراً تامّ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ كاف غَلِيظاً ¬

_ (¬1) الراجح أن اللام لام التعليل، وذلك لأن سياقه يقتضي ذلك ويدل عليه، إذ أن معنى الآية. أن الله عزّ وجلّ أرسل المرسلين حتى يكونوا حجة على الناس وناتج ذلك، أن يسأل الله تعالى الناس الذين أرسل إليهم هؤلاء المرسلين فيعلم الصادق والكاذب، بالإضافة إلى أن لام القسم لا بد وأن تأتي مفتوحة ولا تأتي مكسورة بالإضافة إلى أن لا دليل علما بأن أصل يسأل: يسألن، فالسياق يرد ذلك واللغة، وقد رد المؤلف على ذلك فأجاد وأفاد.

أخذنا ميثاقهم ليسأل المؤمنين عن صدقهم، والكافرين عن تكذيبهم عَنْ صِدْقِهِمْ حسن، لأن الماضي لا يعطف على المستقبل أَلِيماً تامّ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ليس بوقف، لأن قوله: إذ جاءتكم موضعه نصب بما قبله لَمْ تَرَوْها كاف، وقيل: تامّ، إن لم تجعل إذ الثانية بدلا من الأولى بَصِيراً تامّ، إن قدر مع إذ فعل مضمر، وليس بوقف إن جعلت إذ بدلا من الأولى، ولا يوقف على شيء من قوله: يا أيها الذين آمنوا إلى الظنونا لارتباط الكلام بعضه ببعض الظُّنُونَا كاف: قرأ أبو عمرو وحمزة، الظنون والرسول، والسبيل بغير ألف في الثلاث وصلا ووقفا، وقرأ ابن كثير والكسائي وعاصم في الوصل بغير ألف، وفي الوقف بالألف، وقرأ نافع وعاصم في رواية حفص وابن عامر بالألف وقفا ووصلا موافقة للرسم لأنهنّ رسمن في المصحف كذلك الْمُؤْمِنُونَ ليس بوقف، لأن هناك ظرف للزلزلة والابتلاء شَدِيداً كاف، إن قدر مع إذ فعل مضمر تقديره: واذكر إذ وليس بوقف إن عطفت إذ على إذ الأولى، وعليه فلا يوقف على شيء من إذ الأولى إلى غُرُوراً لاتصال الكلام بعضه ببعض، والكلام في غرورا كالكلام في شديدا، لأن بعده إذ فَارْجِعُوا حسن، ومثله: إنّ بيوتنا عورة فصلا بين كلام المنافقين وكلام الله تكذيبا لهم وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ كاف، ومثله: إلا فرارا لَآتَوْها حسن، وقيل: ليس بوقف، لأن قوله: وما تلبثوا مع ما قبله جواب لو، أي: لأتوا الحرب مسرعين غير لابثين، قرأ نافع وابن كثير بالقصر والباقون بالمدّ إِلَّا يَسِيراً تامّ الْأَدْبارَ كاف مَسْؤُلًا تام ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جائز، والأحسن تركه لئلا يبتدأ بلام كي، وليس المعنى على القسم عَنْ صِدْقِهِمْ حسن أَلِيماً تامّ لَمْ تَرَوْها كاف، وكذا: بصيرا الظُّنُونَا تامّ شَدِيداً صالح إِلَّا غُرُوراً كاف، وكذا: فارجعوا، وعورة، وقيل الكافي عند قوله: وما هي بعورة إِلَّا فِراراً كاف إِلَّا يَسِيراً حسن، ولا يوقف على قوله: لآتوها لتعلق ما بعده به الْأَدْبارَ كاف مَسْؤُلًا تام،

الْفِرارُ ليس بوقف، لأن قوله: إن فررتم شرط قد قام ما قبله مقام جوابهم. أعلم الله من فرّ أن فراره لا ينجيه من الموت كما لم ينج القوم من الموت فرارهم من ديارهم، ومثل ذلك يقال في قوله: أو القتل، لأن ما بعده قد دخل فيما دخل فيه ما قبله، لأن وإذ عطف على ما قبله، ومن استحسن الوقف عليه رأى أن ما بعده مستأنف، وأن جواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه، أي: إن فررتم من الموت أو القتل لا ينفعكم الفرار لأن مجيء الأجل لا بدّ منه إِلَّا قَلِيلًا كاف، ومثله: رحمة وَلا نَصِيراً تامّ هَلُمَّ إِلَيْنا جائز إِلَّا قَلِيلًا كاف، إن نصبت أشحة على الذم بفعل مضمر تقديره، أعني أشحة كقول نابغة بني ذبيان: [الطويل] لعمري وما عمري عليّ بهين ... لقد نطقت بطلا على الأقارع أقارع عوف لا أحاول غيرها ... وجوه قرود تبتغي من تخادع أي: اذكر وجوه قرود أو أعني وجوه قرود، وكذا: من جعل أشحة حالا من الضمير في يأتون، وإن جعل حالا من المعوّقين، أي: قد يعلم الله المعوّقين في حال ما يشحون على فقراء المؤمنين بالصدقة أو حالا من القائلين، أي: والقائلين لإخوانهم هلمّ إلينا في هذه الحالة، فعلى هذين الوجهين لا يجوز الوقف على قليلا، وقياس فعيل في الصفة المضعفة العين واللام أفعلاء، نحو: خليل وأخلاء، وصديق وأصدقاء، فكان القياس أشحاء، لكنه مسموع أيضا أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ كاف يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال مِنَ الْمَوْتِ كاف حِدادٍ حسن، إن جعل أَشِحَّةً ذمّا لا حالا من فاعل سَلَقُوكُمْ عَلَى الْخَيْرِ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: أو القتل، وإلا قليلا بِكُمْ رَحْمَةً حسن وَلا نَصِيراً تامّ إِلَّا قَلِيلًا جائز أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ كاف مِنَ الْمَوْتِ صالح أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ حسن

حسن لَمْ يُؤْمِنُوا أحسن مما قبله على استئناف ما بعده أَعْمالَهُمْ جائز يَسِيراً كاف، ومثله: لم يذهبوا، للابتداء بالشرط فِي الْأَعْرابِ جائز، وليس بوقف إن جعل يَسْئَلُونَ حالا مما قبله، فكأنه قال: بادون في الأعراب سائلين عن أخبار من قدم من المدينة فرقا وجبنا عَنْ أَنْبائِكُمْ حسن إِلَّا قَلِيلًا تامّ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ليس بوقف، لأن لمن كان بدل من الكاف في لكم، وكذا: لا يوقف على: واليوم الآخر، لعطف ما بعده على ما قبله كَثِيراً تامّ، للابتداء بأوّل قصة الأحزاب الْأَحْزابَ ليس بوقف، لأن قالوا جواب لما، وهكذا لا وقف إلى ورسوله الثاني، فلا يوقف على ورسوله الأوّل للعطف وَرَسُولُهُ الثاني كاف على استئناف ما بعده، ومثله: وتسليما مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ ليس بوقف، لأن ما بعده صفة لما قبله، فلا تقطع الصفة عن موصوفها عَلَيْهِ حسن ومثله: من ينتظر: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت الواو للحال، أي: والحال أنهم غير مبدّلين تبديلا وتَبْدِيلًا كاف، إن جعلت اللام في لِيَجْزِيَ للقسم على قول أبي حاتم، وليس بوقف على قول غيره، لأنه لا يبتدأ بلام العلة بِصِدْقِهِمْ ليس بوقف لعطف ما بعده عليه أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ كاف رَحِيماً تامّ، ومثله: خيرا عند عليّ بن سليمان الأخفش الْقِتالَ كاف عَزِيزاً تامّ، إن لم يعطف ما بعده على ما قبله الرُّعْبَ حسن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أَعْمالَهُمْ مفهوم عَلَى اللَّهِ يَسِيراً حسن لَمْ يَذْهَبُوا كاف فِي الْأَعْرابِ صالح عَنْ أَنْبائِكُمْ أصلح إِلَّا قَلِيلًا تامّ كَثِيراً كاف. وقال أبو عمرو: تامّ وَرَسُولُهُ جائز وَتَسْلِيماً حسن. وقال أبو عمرو: كاف تَبْدِيلًا كاف بِصِدْقِهِمْ مفهوم أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ كاف رَحِيماً حسن لَمْ يَنالُوا خَيْراً كاف، وكذا: القتال، وعزيزا الرُّعْبَ صالح وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً كاف، وكذا: لم تطئوها قَدِيراً تامّ جَمِيلًا كاف

ومثله: وتأسرون فريقا وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها أحسن مما قبله قَدِيراً تامّ فَتَعالَيْنَ جائز، على قراءة أُمَتِّعْكُنَّ بالرفع استئنافا، أي: أنا أمتعكنّ، وليس بوقف إن جعل جوابا جَمِيلًا كاف، وكان يحيى بن نصير لا يفصل بين المعادلين بالوقف، فلا يوقف على الأول حتى يأتي بالثاني، والمشهور الفصل بينهما ولا يخلطهما أَجْراً عَظِيماً تامّ مُبَيِّنَةٍ ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد ضِعْفَيْنِ كاف، ومثله: يسرا مَرَّتَيْنِ ليس بوقف، لأن قوله: وَأَعْتَدْنا معطوف على: نؤتها كَرِيماً تامّ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ كاف، وقال عليّ بن سليمان الأخفش تامّ فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ حسن عند العباس بن الفضل مَعْرُوفاً كاف، ومثله: الأولى، وكذا: ورسوله أَهْلَ الْبَيْتِ ليس بوقف، لأن قوله: وَيُطَهِّرَكُمْ منصوب بالعطف على: ليذهب تَطْهِيراً تامّ. قال ابن حبيب: قد غلط كثير من الناس في معنى هذه الآية، والمعنى غير ما ذهبوا إليه، وإنما أراد تعالى بقوله: ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، أي: يبرئكم من دعوى الجاهلية والافتخار بها والانتساب إليها، لا أن هناك عينا نجسة يطهركم منها. قالت أم سلمة كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عندي فنزلت هذه الآية، فأخذ رسول الله كساء ودعا بفاطمة والحسن والحسين فلفه عليهم وقال هؤلاء أهل بيتي طهرهم الله تطهيرا، قالت أم سلمة وأنا منهم؟ قال: نعم، قال الأبوصيري في الهمزية متوسلا بأهل البيت: [المديد] وبأمّ السبطين زوج عليّ ... وبنيها ومن حوته العباء وَالْحِكْمَةِ كاف خَبِيراً تامّ، ولا وقف من قوله: إن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عَظِيماً تامّ ضِعْفَيْنِ صالح يَسِيراً حسن كَرِيماً تامّ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ كاف، وكذا: في قلبه مرض قَوْلًا مَعْرُوفاً صالح، وكذا: الأولى وَرَسُولَهُ كاف، وكذا: تطهيرا والحكمة خَبِيراً تامّ، وكذا: عظيما، والخيرة من أمرهم مُبِيناً

المسلمين إلى عظيما وعَظِيماً تامّ مِنْ أَمْرِهِمْ كاف مُبِيناً تام وَاتَّقِ اللَّهَ حسن: فصلا بين الكلامين، لأن قوله: وَاتَّقِ اللَّهَ من كلام النبيّ صلى الله عليه وسلّم لزيد بن حارثة، وقوله: وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ من كلام الله للنبي صلّى الله عليه وسلّم مُبْدِيهِ جائز، ومثله: وتخشى الناس أَنْ تَخْشاهُ حسن زَوَّجْناكَها ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله، كأنه قال: زوجناك امرأة زيد لئلا يقع في قلوب الناس أن نساء أدعيائهم إذا طلقوهم لا يجوز تزويجهنّ لمن تبنى، فنفى عنه هذا الحرج مرّتين مرّة بخصوصه تشريفا له صلى الله عليه وسلّم ومرة بالاندراج في العموم مِنْهُنَّ وَطَراً الثاني كاف مَفْعُولًا تامّ فَرَضَ اللَّهُ لَهُ كاف، إن نصب سنة بفعل مقدّر، أي: سنّ الله ذلك سنة، أو احفظوا سنة الله، وليس بوقف إن نصبتها بفرض مِنْ قَبْلُ كاف مَقْدُوراً تامّ الَّذِينَ في محله الحركات الثلاث، الرفع، والنصب، والجرّ، فتامّ إن جعل في محل رفع على المدح أو خبر مبتدإ محذوف، أو مبتدإ أو نصب بتقدير أعني، وليس هو ولا من قبل يوقف إن جرّ نعتا للذين خلوا، أو بدلا منهم، ومن أعرب الَّذِينَ مبتدأ والخبر وَلا يَخْشَوْنَ وجعل الواو مقحمة، والتقدير: الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه، ولا يخشون أحدا كان تامّا إِلَّا اللَّهَ كاف حَسِيباً تامّ مِنْ رِجالِكُمْ ليس بوقف، لأن قوله وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ معطوف على: أبا أحد وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ كاف عَلِيماً تامّ وَأَصِيلًا كاف وَمَلائِكَتُهُ ليس ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن، وكذا: أن تخشاه مِنْهُنَّ وَطَراً كاف مَفْعُولًا تامّ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف مِنْ قَبْلُ كاف مَقْدُوراً تامّ، إن جعل محل ما بعده رفعا على المدح أو خبر مبتدأ محذوف أو نصبا على المدح، وليس هو ولا من قبل بوقف إن جعل محل ذلك جرا نعتا للذين خلوا إِلَّا اللَّهَ كاف حَسِيباً تامّ، وكذا: خاتم النبيين، وعليما وَأَصِيلًا حسن، وكذا: رحيما سَلامٌ كاف

بوقف، لتعلق اللام في لِيُخْرِجَكُمْ بما قبلها، وهو يُصَلِّي إِلَى النُّورِ كاف رَحِيماً تامّ سَلامٌ كاف كَرِيماً تامّ وَنَذِيراً ليس بوقف للعطف بِإِذْنِهِ جائز، إن نصب ما بعده بتقدير وآتيناه سراجا، وليس بوقف إن نصب عطفا على ما قبله، وجوّز الزمخشري عطفه على مفعول أَرْسَلْناكَ وفيه نظر لأن السراج هو القرآن، ولا يوصف بالإرسال، بل بالإنزال إلا أن يحمل على المعنى كقوله: علفتها تبنا وماء باردا اه سمين مُنِيراً كاف، ومثله: كبيرا وَدَعْ أَذاهُمْ جائز وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ كاف وَكِيلًا تامّ تَعْتَدُّونَها جائز جَمِيلًا تامّ هاجَرْنَ مَعَكَ حسن، لأن وامرأة منصوب بمقدّر، أي: ويحل لك امرأة، وليس بوقف إن عطف على مفعول أحللنا، أي: وأحللنا لك امرأة موصوفة بهذين الشرطين، وهما: إن وهبت، إن أراد النبيّ، ظاهر القصة يدل على عدم اشتراط تقدم الشرط الثاني على الأول وذلك أن إرادته عليه الصلاة والسلام للنكاح إنما هو مرتب على هبة المرأة نفسها له كما هو الواقع في القصة لما وهبت أراد نكاحها، ولم يرو أنه أراد نكاحها فوهبت، فالشرط الثاني مقدّم معنى مؤخر لفظا أَنْ يَسْتَنْكِحَها جائز إن نصب خالِصَةً بمصدر مقدر أي: هبة خالصة، أو رفع خالصة على الاستئناف وبها قرئ، وليس بوقف إن نصبت خالصة حالا من فاعل وهبت، أو حالا من امرأة، لأنها وصفت مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ كاف. وقال العماني: تامّ، وفيه بعد، لأن قوله: لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ متعلق بأوّل الآية، أو بخالصة، والتقدير: أنا أحللنا لك أزواجك وما ملكت يمينك وواهبة نفسها، لكيلا يكون عليك، وذلك خالص لك، اللهم إلا أن تجعل لكيلا منقطعة عما قبلها لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ كاف. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كَرِيماً تامّ مُنِيراً كاف، وكذا: كبيرا، وعلى الله وَكِيلًا تامّ، وكذا: جميلا أَنْ يَسْتَنْكِحَها صالح مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ تامّ عَلَيْكَ حَرَجٌ كاف،

ورسموا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ الأولى مقطوعة. لكي وحدها، ولا وحدها، والثانية هذه موصولة كلمة واحدة كما ترى رَحِيماً تامّ مِنْهُنَّ جائز، ومثله: من تشاء، لأن من شرطية في محل نصب بابتغيت غير معطوفة على: من تشاء، وقوله: فَلا جُناحَ عَلَيْكَ جواب من جُناحَ عَلَيْكَ كاف أَعْيُنُهُنَّ حسن، ومثله: كلهنّ، وهو مرفوع توكيدا لفاعل يرضين، واغتفر الفصل بين المؤكّد والمؤكّد لأنه يجوز الفصل بين التوابع، وبها قرأ العامة، وقرأ أبو إلياس كُلُّهُنَّ بالنصب توكيدا لمفعول آتيتهنّ وهو الهاء قُلُوبِكُمْ كاف حَلِيماً تامّ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ ليس بوقف، لأن قوله: وَلا أَنْ تَبَدَّلَ معطوف على النساء، ولا زائدة، كأنه قال: لا تحلّ لك النساء من بعد ولا تبديل أزواج بهنّ إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ كاف رَقِيباً تامّ ناظِرِينَ إِناهُ ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده لِحَدِيثٍ حسن فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ كاف، فصلا بين مجموع الوصفين: أعني صفة الخلق وصفة الحق مِنَ الْحَقِّ تامّ للابتداء بالشرط حِجابٍ حسن وَقُلُوبِهِنَّ كاف، ومثله: من بعده أبدا عَظِيماً تامّ، ومثله عليما، ولا وقف من قوله: لا جناح عليهنّ إلى وما ملكت أيمانهنّ، وهو حسن وَاتَّقِينَ اللَّهَ كاف شَهِيداً تامّ عَلَى النَّبِيِّ كاف تَسْلِيماً تامّ وَالْآخِرَةِ جائز مُهِيناً تامّ، ومثله: مبينا على استئناف ما بعده، وجائز إن عطف على ما قبله مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ حسن، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وقال أبو عمرو: تام رَحِيماً تامّ فَلا جُناحَ عَلَيْكَ كاف، كلهن حسن. قال أبو عمرو: كاف ما فِي قُلُوبِكُمْ كاف حَلِيماً تامّ يَمِينُكَ كاف رَقِيباً تامّ إِناهُ صالح لِحَدِيثٍ كاف، وكذا: منكم ومن الحق، وحجاب، وقلوبهنّ، ومن بعده أبدا عَظِيماً حسن عَلِيماً تامّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ كاف شَهِيداً تامّ عَلَى النَّبِيِّ حسن تَسْلِيماً تامّ وَالْآخِرَةِ جائز مُهِيناً تامّ، وكذا: مبينا مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ كاف، وكذا: يؤذين رَحِيماً تامّ مَلْعُونِينَ كاف

ومثله: فلا يؤذين رَحِيماً تامّ، ولا وقف من قوله: لئن لم ينته إلى تقتيلا، فلا يوقف على قلوبهم مرض، للعطف، ولا على: لنغرينك بهم، ولا عليك قليلا، لأن مَلْعُونِينَ حال من الضمير في يجاورونك، فكأنه قال: ثم لا يجاورونك إلا في حال ما قد لعنوا، ومن نصب ملعونين على الذمّ كان الوقف على قَلِيلًا تاما. ونظيره هذا قول الفرزدق: [الكامل] كم عمة لك يا جرير وخالة ... فدعاء قد حلبت عليّ عشاري شقّارة نقد الفصيل برجلها ... فطارة لقوادم الأكواري فنصب شقارة وفطارة، ولا يجوز نصب ملعونين بثقفوا، لأن ما بعد حرف الجزاء لا يعمل فيما قبله، فلا يجوز ملعونا أينما أخذ زيد يضرب تَقْتِيلًا تامّ، لمن نصب سنة بفعل مقدّر، وجائز لمن نصبها بأخذوا مِنْ قَبْلُ كاف تَبْدِيلًا تامّ عَنِ السَّاعَةِ جائز عِنْدَ اللَّهِ كاف قَرِيباً تامّ سَعِيراً ليس بوقف، لأن خالِدِينَ حال من الضمير في لهم أَبَداً كاف. ومثله: نصيرا، وإن نصب يوم بمضمر، وليس بوقف إن جعل العامل فيه ما قبله، أي: ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا في ذلك اليوم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز الرَّسُولَا كاف، ومثله: السبيل مِنَ الْعَذابِ حسن كثيرا تامّ مِمَّا قالُوا حسن وَجِيهاً تامّ سَدِيداً ليس بوقف، لأن قوله: يُصْلِحْ جواب الأمر ذُنُوبَكُمْ كاف، للابتداء بالشرط عَظِيماً تامّ وَأَشْفَقْنَ مِنْها ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تَقْتِيلًا تامّ مِنْ قَبْلُ كاف تَبْدِيلًا تامّ عِنْدَ اللَّهِ حسن قَرِيباً تامّ فِيها أَبَداً كاف وَلا نَصِيراً صالح الرَّسُولَا كاف السَّبِيلَا حسن كثيرا تامّ مِمَّا قالُوا جائز وَجِيهاً تامّ ذُنُوبَكُمْ حسن عَظِيماً تامّ وَأَشْفَقْنَ مِنْها كاف جَهُولًا تامّ. قاله أبو حاتم، وأظنه جعل لام لِيُعَذِّبَ

سورة سبأ

حسن، ومثله: الإنسان جَهُولًا تامّ، عند أبي حاتم، لأنه جعل اللام في لِيُعَذِّبَ لام القسم، وخولف في ذلك، وتقدم الردّ عليه، والصحيح أنه ليس بوقف، وأن اللام لام الصيرورة والمآل، لأنه لم يحمل الأمانة لأن يعذب، لكنه حملها فآل الأمر إلى أن يعذب من نافق وأشرك ويتوب على من آمن، وكذا ليس بوقف لمن جعل اللام لام كي متعلقة بما قبلها وقرأ الأعمش وَيَتُوبَ بالرفع جعل العلة قاصرة على فعل الحامل للأمانة، ثم استأنف ويتوب، وهذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد وَالْمُؤْمِناتِ كاف. آخر السورة تامّ. سورة سبأ مكية (¬1) إلا قوله: ويرى الذين أوتوا العلم، فمدنيّ. وكلمها ثمانمائة وثمانون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وخمسمائة واثنا عشر حرفا، وآيها أربع أو خمس وخمسون آية. الْحَمْدُ لِلَّهِ حسن، إن جعل الذي في محل رفع على إضمار مبتدأ أو في موضع نصب بتقدير أعني، وليس بوقف إن جرّ نعتا لما قبله أو بدلا منه، وحكى سيبويه الحمد لله أهل الحمد برفع اللام ونصبها وَما فِي الْأَرْضِ ـــــــــــــــــــــــــ اللَّهُ لام القسم وَالْمُؤْمِناتِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف، آخر السورة تام. سورة سبأ مكية إلا قوله: ويرى الذين أوتوا العلم الآية، فمدني. وَما فِي الْأَرْضِ حسن فِي الْآخِرَةِ حسن الْخَبِيرُ حسن وَما يَعْرُجُ فِيها حسن الْغَفُورُ تامّ السَّاعَةُ جائز قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ كاف، ¬

_ (¬1) وهي خمس وخمسون في الشامي، وأربع في الباقي والخلاف في آية: عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ [15] شامي.

حسن، ومثله: في الآخرة الْخَبِيرُ كاف فِيها حسن الْغَفُورُ تامّ السَّاعَةُ جائز بَلى ليس بوقف على المعتمد لاتصالها بالقسم، ووقف نافع وحده على: بلى، وابتدأ: وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ ولَتَأْتِيَنَّكُمْ تامّ، لمن قرأ عالم بالرفع خبر مبتدإ محذوف أو مبتدأ والخبر لا يعزب، وبالرفع قرأ نافع وابن عامر والوقف على: لتأتينكم، ويرفعان عالم على القطع والاستئناف، وليس بوقف لمن قرأه بالجرّ نعتا لربي أو بدلا منه، وبها قرأ حمزة والكسائي وابن كثير وأبو عمرو وعاصم، وقرأ الأخوان علام الغيب بالخفض نعتا لما قبله، وعلى هذا لا يوقف على: لتأتينكم الْغَيْبِ كاف، على القراءتين، لأن ما بعده يصلح استئنافا وحالا، أي: يعلم الغيب غير عازب وَلا أَكْبَرُ حسن عند بعضهم، سواء رفع عطفا على مثقال أو جرّ عطفا على ذرّة، وأصغر وأكبر لا ينصرفان للوصف ووزن الفعل، والاستثناء منقطع، لأنه لو جعل متصلا بالكلام الأول فسد المعنى، لأن الاستثناء من النفي إثبات، وإذا كان كذلك وجب أن لا يعزب عن الله مثقال ذرّة وأصغر وأكبر منهما إلا في الحالة التي استثناها، وهي: إلا في كتاب مبين، وهذا فاسد، والصحيح أن الابتداء بإلا بتقدير الواو نحو وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً، فإلا بمعنى الواو، إذ لا يجوز للمؤمن قتل المؤمن عمدا ولا خطأ، وقرأ الكسائي يعزِب بكسر الزاي هنا وفي يونس، والباقون بضمها، وهما لغتان في مضارع عزب، ويقال للغائب عن أهله عازب، وفي الحديث «من قرأ القرآن في أربعين يوما فقد عزب» أي: بعد عهده بالختمة، أي: أبطأ في تلاوته. والمعنى وما يبعد أو ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لمن قرأ عالم الغيب بالرفع خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف لمن قرأ بالجر نعتا لربي أو بدلا منه، وإنما يقف على بَلى وهو كاف عالِمِ الْغَيْبِ كاف، على القراءتين فِي كِتابٍ مُبِينٍ تامّ ولام ليجزي لام القسم كما مرّ في نظيره وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كاف كَرِيمٌ تامّ، وكذا: أليم، ولا يوقف على قوله: هو الحقّ، لأن قوله:

ما يخفى وما يغيب عن ربك، ومن مثقال فاعل، ومن زائدة فيه ومثقال اسم لا فِي كِتابٍ مُبِينٍ تامّ، واللام في لِيَجْزِيَ لام القسم، أي: ليجزين، وليس بوقف لمن جعلها متعلقة بقوله: لتأتينكم، أي: لتأتينكم ليجزي، وعليه فلا يوقف على لَتَأْتِيَنَّكُمْ سواء قرئ عالم بالرفع أو بالخفض وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كاف، لأن أولئك مبتدأ كَرِيمٌ تامّ، ومثله: أليم: سواء قرئ بالرفع نعتا لعذاب وهي قراءة ابن كثير وحفص، أو بالجرّ، وهي قراءة الباقين نعت لرجز هُوَ الْحَقَّ حسن، على استئناف ما بعده لأن جميع القراء يقرءون وَيَهْدِي بإسكان الياء، فلو كان معطوفا على لِيَجْزِيَ لكانت الياء مفتوحة، وليس بوقف إن جعل ويهدي معمول ويرى، وكأنه قال: ويرى الذين أوتوا العلم القرآن حقا وهاديا الْحَمِيدِ تامّ كُلَّ مُمَزَّقٍ كاف، على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل ما بعده داخلا فيما قبله، لأن إنكم في تأويل المفتوحة، وإنما كسرت لدخول اللام في خبرها، وإلا فهي مفعول ثان لينبئكم جَدِيدٍ كاف، للاستفهام بعده جِنَّةٌ تامّ، لانقضاء كلام الكفار للمسلمين على سبيل الاستهزاء والسخرية، والمعنى ليس الرسول عليه الصلاة والسلام كما نسبتم، بل أنتم في عذاب النار أو في عذاب الدنيا بما تكابدونه من إبطال الشرع وهو يحق، وإطفاء نور الله، وهو يتم الْبَعِيدِ تامّ وَالْأَرْضِ كاف، للابتداء بالشرط، ومثله: من السماء مُنِيبٍ تامّ، على القراءتين قرأ حمزة والكسائي يشاء ويخسف ويسقط الثلاث بالياء التحتية والباقون بالنون مِنَّا فَضْلًا كاف، ومثله: والطير على قراءة من قرأ: والطير بالرفع، وهي قراءة الأعمش والسلمي عطفا على لفظ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ويهدي معمول يرى كأنه قال: ويرى الذين أتوا العلم القرآن حقا وهاديا الْحَمِيدِ تامّ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ صالح أَمْ بِهِ جِنَّةٌ كاف الْبَعِيدِ تامّ وَالْأَرْضِ كاف، وكذا: من السماء مُنِيبٍ تامّ مِنَّا فَضْلًا كاف يا جِبالُ بمعنى قلنا: يا جبال وَالطَّيْرَ كاف، وكذا: في السرد، وبصير وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ صالح

جبال، أو على الضمير في أوّبي كأنه قال: أوّبي أنت معه والطير. وأما من قرأ بالنصب وهي قراءة الأمصار، فالنصب من ثلاثة أوجه أحدها أن يكون عطفا على فضلا كأنه قال: آتينا داود منا فضلا والطير، أي: وسخرنا له الطير، فعلى هذا لا يوقف على فضلا. الثاني أن يكون معطوفا على موضع يا جبال، فحينئذ يوقف على فضلا كما قال الشاعر: [الوافر] ألا يا زيد والضحاك سيرا ... فقد جاوزتما حمر الطّريق والثالث أن ينتصب على أنه مفعول معه كأنه قال: يا جبال أوّبي مع الطير، فعلى هذين الوجهين يوقف على فضلا الْحَدِيدَ جائز، إن علقت أن اعمل، وليس بوقف إن علقت بألنّا فِي السَّرْدِ حسن، ومثله: صالحا بَصِيرٌ تامّ، سواء نصبت الريح بتقدير وسخرنا لسليمان الريح، أو رفعت بجعله مبتدأ ولسليمان الخبر الرِّيحَ حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال وَرَواحُها شَهْرٌ حسن الْقِطْرِ تامّ، لمن رفع من يعمل على الابتداء، أي: فيما أعطيناه من الجنّ من يعمل، وليس بوقف لمن نصبه عطفا على الريح، أي: وسخرنا له من الجنّ من يعمل بِإِذْنِ رَبِّهِ حسن السَّعِيرِ كاف كَالْجَوابِ ليس بوقف، لأن قوله: وقدور مجرور عطفا على وجفان، وابن كثير يقف عليها بالياء ويصل بها، والجوابي جمع جابية، وهي الحياض التي يجمع فيها الماء راسِياتٍ تامّ آلَ داوُدَ حسن، عند أبي حاتم على أن شكرا نصب بالمصدرية لا من معمول اعملوا كأنه قيل: اشكروا شكرا يا آل داود، ولذلك نصب يا آل داود وليس بوقف في أربعة أوجه إن نصب على أنه مفعول به أو ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَرَواحُها شَهْرٌ جائز عَيْنَ الْقِطْرِ تامّ بِإِذْنِ رَبِّهِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف السَّعِيرِ كاف راسِياتٍ تامّ آلَ داوُدَ حسن، إن نصب شكرا بالمصدرية، أي: واشكروا شكرا لا بالحالية شُكْراً تام الشَّكُورُ حسن. وقال أبو

مفعول لأجله أو مصدر واقع موقع الحال، أي: شاكرين، أو على أنه صفة لمصدر اعملوا، أي: اعملوا عملا شكرا، أي: ذا شاكر شُكْراً كاف، على التأويلات كلها الشَّكُورُ كاف مِنْسَأَتَهُ حسن، وهي العصا كانت من شجرة نبتت في مصلاه: فقال ما أنت؟ فقالت أنا الخروبة نبتّ لخراب ملكك فاتخذ منها عصا تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ ليس بوقف، لأن قوله: أن لو كانوا بدل من الجنّ، لأن الإنس كانت تقول: إن الجن يعلمون الغيب، فلما مات سليمان مكث على عصاه حولا والجنّ تعمل فلما خرّ ظهر أمر الجنّ للإنس أنه لو كانت الجنّ تعلم الغيب، أي: موت سليمان ما لبثوا، أي: الجنّ في العذاب حولا الْمُهِينِ تامّ آيَةٌ حسن، لمن رفع جنتان على سؤال سائل كأنه قيل ما الآية. فقال الآية جنتان وليس بوقف إن جعل جنتان بدلا من آية وَشِمالٍ حسن وَاشْكُرُوا لَهُ تامّ، لأن قوله: بلدة مرفوع خبر مبتدإ محذوف، أي: تلك بلدة طيبة وطَيِّبَةٌ جائز غَفُورٌ تامّ سَيْلَ الْعَرِمِ حسن. قال وهب بن منبه: بعث الله إليهم ثلاثة عشر نبيا فكذبوهم، فأرسل الله عليهم سيل العرم، والعرم: الوادي، وقيل: السيل العظيم، وقيل: المطر الشديد مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ كاف، ومثله: بما كفروا، وكذا: الكفور قُرىً ظاهِرَةً جائز فِيهَا السَّيْرَ تامّ، لأنه انتهاء الكلام آمِنِينَ كاف، بَيْنَ أَسْفارِنا جائز، ومثله: ظلموا أنفسهم، وكذا: أحاديث كُلَّ مُمَزَّقٍ كاف شَكُورٍ تامّ ظَنَّهُ جائز مِنَ الْمُؤْمِنِينَ كاف، ومثله: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عمرو: تامّ مِنْسَأَتَهُ كاف الْمُهِينِ تامّ آيَةٌ صالح، إن لم يجعل جنات بدلا منها وَشِمالٍ صالح وَاشْكُرُوا لَهُ تامّ غَفُورٌ كاف، وكذا: سيل العرم، و: سدر قليل بِما كَفَرُوا حسن، وكذا: إلا الكفور فِيهَا السَّيْرَ كاف آمِنِينَ صالح مُمَزَّقٍ كاف شَكُورٍ حسن، وكذا: من المؤمنين فِي شَكٍّ كاف حَفِيظٌ تامّ مِنْ دُونِ اللَّهِ صالح مِنْ شِرْكٍ مفهوم مِنْ ظَهِيرٍ كاف

في شك حَفِيظٌ تامّ مِنْ دُونِ اللَّهِ جائز، لأن ما بعده يصلح حالا واستئنافا، ومعناه ادعوا الذين زعمتم أنهم ينصرونكم ليكشف عنكم ما حلّ بكم والتجئوا إليهم مِنْ شِرْكٍ حسن مِنْ ظَهِيرٍ تامّ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ تامّ، على القراءتين، قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي بضم همزة أذن مجهولا أقاموا له مقام الفاعل، والباقون بفتح الهمزة، والفاعل الله، أي: إلا لمن أذن الله له أن يشفع لغيره أو إلا لمن أذن الله لغيره أن يشفع فيه قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ ليس بوقف، لأن مقول قالوا الحق، وجمع الضمير في قالوا تعظيما لله تعالى، أي: أيّ شيء قال ربكم في الشفاعة فيقول الملائكة قال الحق، أي: قال القول الحق، فالحق منصوب بفعل محذوف دلّ عليه، قال والْحَقَّ كاف الْكَبِيرُ تامّ وَالْأَرْضِ جائز قُلِ اللَّهُ حسن، إن لم يوقف على والأرض مُبِينٍ كاف، ومثله: عما تعملون، وكذا: بالحق على استئناف ما بعده الْعَلِيمُ تامّ شُرَكاءَ كَلَّا تامّ، عند أبي حاتم والخليل، لأن المعنى كلا لا شريك لي ولا تروني ولا تقدرون على ذلك، فلما أفحموا عن الإتيان بجواب وتبين عجزهم زجرهم عن كفرهم فقال لا يَعْلَمُونَ كاف، ومثله: صادقين ولا يستقدمون كاف بَيْنَ يَدَيْهِ حسن، وجواب لو محذوف تقديره لرأيت أمرا عظيما إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ كاف، ومثله: لكنا مؤمنين، وكذا مجرمين. وأندادا، والعذاب فِي أَعْناقِ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ تامّ، وكذا: الكبير وَالْأَرْضِ جائز قُلِ اللَّهُ حسن، إن لم يوقف على والأرض مُبِينٍ حسن، وكذا: عما تعملون، والعليم كَلَّا تامّ، وكذا: الحكيم لا يَعْلَمُونَ كاف صادِقِينَ حسن ولا يستقدمون تامّ بَيْنَ يَدَيْهِ حسن إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ كاف لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ كاف مُجْرِمِينَ حسن، وكذا: أندادا لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ كاف يَعْمَلُونَ تامّ كافِرُونَ حسن بِمُعَذَّبِينَ تامّ وَيَقْدِرُ جائز، عند بعضهم، ولا أحبه لا يَعْلَمُونَ تامّ،

الَّذِينَ كَفَرُوا حسن يَعْمَلُونَ تام مُتْرَفُوها ليس بوقف لاتصال المقول بما قبله كافِرُونَ تامّ وَأَوْلاداً جائز، ولا كراهة في الابتداء بما بعده، لأنه حكاية عن كلام الكفار، والقارئ غير معتقد معنى ذلك بِمُعَذَّبِينَ تامّ وَيَقْدِرُ ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله استدراكا وعطفا لا يَعْلَمُونَ كاف زُلْفى ليس بوقف، لأنه لا يبتدأ بأداة الاستثناء وَعَمِلَ صالِحاً حسن، لأن أولئك مبتدأ مع الفاء آمِنُونَ كاف مُحْضَرُونَ تامّ وَيَقْدِرُ لَهُ كاف وتامّ، عند أبي حاتم للابتداء بالنفي، ومثله: فهو يخلفه الرَّازِقِينَ كاف، إن نصب ويوم بفعل مقدّر كانُوا يَعْبُدُونَ كاف، وأكفى منه الجنّ، وتامّ عند أبي حاتم مُؤْمِنُونَ تامّ وَلا ضَرًّا كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلا بما قبله تُكَذِّبُونَ كاف آباؤُكُمْ جائز، ومثله: إلا إفك مفترى سِحْرٌ مُبِينٌ تامّ يَدْرُسُونَها كاف، ومثله: من نذير مِنْ قَبْلِهِمْ ليس بوقف، لأن الجملة بعده حال ما آتَيْناهُمْ جائز فَكَذَّبُوا رُسُلِي كاف، لاستئناف التوبيخ نَكِيرِ تامّ بِواحِدَةٍ تامّ، عند نافع، أي: بكلمة واحدة بجعل أن تقوموا في محل خبر مبتدإ محذوف، أي: هي أن تقوموا، وليس بوقف إن جعل أن تقوموا تفسيرا لقوله: بواحدة، وتكون أن في موضع جرّ بدلا من قوله: بواحدة، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا تامّ، أي: هل كان محمد صلى الله عليه وسلّم ساحرا أو كاذبا أو مجنونا. ثم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: آمنون ومحضرون، ومن عباده ويقدر له يُخْلِفُهُ صالح الرَّازِقِينَ حسن، وكذا: كانوا يعبدون بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ تامّ مُؤْمِنُونَ كاف وَلا ضَرًّا مفهوم تُكَذِّبُونَ حسن: إفك مفترى سِحْرٌ مُبِينٌ تامّ يَدْرُسُونَها كاف، وكذا: من نذير، ورسلي نَكِيرِ تام، وكذا: ثم تتفكروا، ومن جنة، وشديد فَهُوَ لَكُمْ حسن عَلَى اللَّهِ صالح شَهِيدٌ حسن، وكذا: الغيوب قُلْ جاءَ

قال الله ما بصاحبكم من جنة مِنْ جِنَّةٍ تامّ، لاستئناف النفي، ومن جنة فاعل بالجار لاعتماده شَدِيدٍ كاف فَهُوَ لَكُمْ حسن، ومثله: على الله شَهِيدٌ كاف، ومثله: بالحق إن رفع علام الغيوب على الاستئناف، أي: هو علام أو نصب على المدح، وليس بوقف إن رفع نعتا على موضع اسم إن، وقد ردّ الناس هذا المذهب، أعني جواز الرفع عطفا على محل اسم إن مطلقا، أعني قبل الخبر وبعده، وفي المسألة أربعة مذاهب، مذهب المحققين المنع مطلقا، ومذهب التفصيل قبل الخبر يمتنع وبعده يجوز، ومذهب الفراء إن خفي إعراب الاسم جاز لزوال الكراهة اللفظية، وسمع إنك وزيد ذاهبان، وليس بِالْحَقِّ وقفا إن جعل علام بدلا من الضمير في يقذف أو جعل خبرا ثانيا أو بدلا من الموضع في قوله: إن ربي الْغُيُوبِ كاف، ومثله: الحق، وما يعيد تام، عَلى نَفْسِي جائز رَبِّي كاف، على استئناف ما بعده سَمِيعٌ قَرِيبٌ تامّ فَلا فَوْتَ كاف وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ الأولى وصله، لأن: وقالوا آمنا به عطف على وأخذوا آمَنَّا بِهِ جائز، على استئناف الاستفهام بَعِيدٍ كاف، ومثله: بعيد، والتناوش مبتدأ وأني خبره، أي: كيف لهم التناوش، أي: الرجوع إلى الدنيا وأنشدوا: [الطويل] تمنّى أن يئوب إلى منى ... وليس إلى تناوشها سبيل وقرئ التناؤش بهمزة بدلها ما يَشْتَهُونَ ليس بوقف، لأن الكاف متصلة بما قبلها مِنْ قَبْلُ كاف، آخر السورة تامّ. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْحَقُّ كاف وَما يُعِيدُ حسن عَلى نَفْسِي جائز إِلَيَّ رَبِّي كاف سَمِيعٌ قَرِيبٌ تامّ فَلا فَوْتَ كاف مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ حسن، وكذا: من مكان بعيد، في الموضعين مِنْ قَبْلُ كاف، آخر السورة تامّ.

سورة الملائكة

سورة الملائكة مكية (¬1) كلمها سبعمائة وسبع وتسعون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف ومائة وثلاثون حرفا، وآيها خمس أو ست وأربعون آية، ولا وقف من أوّلها إلى ورباع وَرُباعَ كاف، عند أبي حاتم. وقال نافع: تامّ على استئناف ما بعده يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ كاف قَدِيرٌ تامّ فَلا مُمْسِكَ لَها حسن، ومثله. من بعد الْحَكِيمُ تامّ، للابتداء بياء النداء نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ كاف، للابتداء بالاستفهام، ومثله: والأرض لا إِلهَ إِلَّا هُوَ جائز تُؤْفَكُونَ تامّ مِنْ قَبْلِكَ حسن الْأُمُورُ تامّ حَقٌّ حسن، ومثله: الحياة الدنيا للفصل بين الموعظتين الْغَرُورُ كاف عَدُوًّا حسن السَّعِيرِ تامّ، إن جعل الذين مبتدأ خبره عذاب شديد، وليس بوقف إن جعل في موضع رفع بدلا من الواو في: ليكونوا، وكذا إن جعل في موضع نصب نعتا لحزبه أو في موضع جرّ نعتا لأصحاب السعير شَدِيدٌ تامّ، ومثله: كثير. قال قتادة: أجر ـــــــــــــــــــــــــ سورة فاطر مكية وَرُباعَ كاف، ومثله: ما يشاء قَدِيرٌ تامّ مُمْسِكَ لَها صالح، وكذا: من بعده الْحَكِيمُ تامّ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ كاف والْأَرْضِ حسن لا إِلهَ إِلَّا هُوَ جائز تُؤْفَكُونَ تامّ مِنْ قَبْلِكَ كاف الْأُمُورُ تامّ، وكذا: الغرور عَدُوًّا حسن أَصْحابِ السَّعِيرِ تامّ، إن جعل الَّذِينَ كَفَرُوا مبتدأ وخبره: عذاب شديد، وليس بوقف إن جعل ذلك بدلا مما قبله، بل الوقف على: كفروا، وهو جائز شَدِيدٌ تامّ، ¬

_ (¬1) وهي سورة فاطر، وسميت بذلك لذكر خلق الملائكة في مفتتحها، وهي أربعون وست في الشامي وإسماعيل، وخمس في الباقي والخلاف في سبع آيات: عَذابٌ شَدِيدٌ [7] بصري، وشامي، جَدِيدٍ [16] غير بصري، وَالْبَصِيرُ [19] غير بصري وَلَا النُّورُ [20] غير بصري، أَنْ تَزُولا [41] بصري، تَبْدِيلًا [43] بصري، شامي، ومدني أخير مَنْ فِي الْقُبُورِ [22] غير شامي، وانظر: «التلخيص» (377).

كبيرا الجنة فَرَآهُ حَسَناً حسن، إن قدّر جواب الاستفهام كمن هداه الله بقرينة ويهدي، ولمن قدر الجواب ذهبت نفسك عليه حسرة بقرينة فلا تذهب نفسك، ويكون قوله: فلا تذهب نفسك دليل الجواب، فلا يوقف على حَسَناً حسن يأتي بقوله: فلا تذهب نفسك. وقال الحسين بن الفضل: في الآية تقديم وتأخير، وتقديره: أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فلا تذهب، وعلى هذا فالوصل أولى للتعقيب فإنه يؤذن بالسلب، أي: لا تتحسر على من يضلّ فإنه يضله، والأوّل أولى حَسَراتٍ كاف بِما يَصْنَعُونَ تامّ بَعْدَ مَوْتِها كاف النُّشُورُ تامّ، والكاف في محل رفع، أي: مثل إخراج النبات يخرجون من قبورهم الْعِزَّةَ تام، من شرط جوابه مقدّر، ويختلف تقديره باختلاف التفسير. قيل: من كان يريد العزة بعبادة الأوثان فيكون تقديره فليطلبها، ومن كان يريد العزة بالطريق القويم، فيكون تقديره فليطلبها، ومن كان يريد علم العزة فيكون تقديره فلينسب ذلك إلى الله، ودلّ على ذلك كله قوله: فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً وجَمِيعاً كاف، ومثله: الكلم الطيب يَرْفَعُهُ تامّ، إن كان الرافع للعمل الصالح الله تعالى، وإن كان الرافع للعمل الصالح الكلم الطيب، وأراد أن الكلم الطيب يرفعه العمل الصالح، فلا يحسن الوقف على الطيب في الوجهين، وليس الطيب يوقف إن عطف وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ على الكلم الطيب، ومفهوم الصالح أن الكلم لا يقبل لعدم مقارنته للعمل الصالح إذ في الحديث «لا يقبل الله قولا إلا بعمل، ولا عملا إلا بنية، ولا قولا ولا عملا ولا نية إلا بإصابة السنة» شَدِيدٌ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: كبير فَرَآهُ حَسَناً جائز وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ كاف، إن قدّر جواب الاستفهام كمن هداه الله بقرينة ويهدي، وإن قدّر ذهبت نفسك بقرينة، فلا تذهب نفسك فجائز حَسَراتٍ كاف بِما يَصْنَعُونَ تامّ بَعْدَ مَوْتِها كاف النُّشُورُ تامّ، وكذا: العزة جميعا الطَّيِّبُ تامّ، عند بعضهم. وقيل: الصالح هو التامّ يَرْفَعُهُ تامّ اتفاقا شَدِيدٌ حسن يَبُورُ تامّ أَزْواجاً حسن، وكذا: إلا بعلمه فِي

كاف يَبُورُ تامّ أَزْواجاً حسن، ومثله: بعلمه إِلَّا فِي كِتابٍ تامّ، عند أبي حاتم، وحسن عند غيره يَسِيرٌ تامّ الْبَحْرانِ جائز، وليس حسنا، لأن ما بعده تفسير لهما، لأن الجملتين مع ما حذف حال من البحرين أي: وما يستوي البحران مقولا لهما: هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وأُجاجٌ حسن تَلْبَسُونَها جائز مَواخِرَ ليس بوقف، لأن اللام من قوله لِتَبْتَغُوا متعلقة بمواخر، فلا يفصل بينهما تَشْكُرُونَ تام: على استئناف ما بعده فِي اللَّيْلِ جائز وَالْقَمَرَ حسن: لأن كل مستأنف مبتدأ لِأَجَلٍ مُسَمًّى كاف، وكذا: له الملك، ومثله: من قطمير، للابتداء بالشرط دُعاءَكُمْ حسن، ومثله: ما استجابوا لكم، وكذا: بشرككم مِثْلُ خَبِيرٍ تام: للابتداء بياء النداء إِلَى اللَّهِ كاف، فصلا بين وصف الخلق ووصف الحق الْحَمِيدُ كاف، ومثله: جديد بِعَزِيزٍ تامّ وِزْرَ أُخْرى كاف، لاستئناف الشرط، ولا يوقف على: منه شيء ذا قُرْبى كاف، وفي كان ضمير هو اسمها، وإنما أراد ولو كان المدعوّ ذا قربى وَأَقامُوا الصَّلاةَ كاف، ومثله: لنفسه الْمَصِيرُ تامّ وَالْبَصِيرُ جائز، وهما المؤمن والكافر، ومثله: ولا النور. وقيل: لا وقف من قوله: وما يستوي الأعمى إلى الحرور وبه يتم المعطوف والمعطوف عليه الْحَرُورُ كاف وَلَا الْأَمْواتُ حسن، ومثله: من يشاء، وتامّ عند أبي حاتم للعدول عن الإثبات إلى النفي الْقُبُورِ كاف إِلَّا نَذِيرٌ تامّ، ومثله: ونذيرا، وكذا: نذير ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كِتابٍ كاف يَسِيرٌ حسن الْبَحْرانِ صالح أُجاجٌ كاف تَلْبَسُونَها صالح تَشْكُرُونَ كاف، وكذا: في الليل وَالْقَمَرَ حسن لِأَجَلٍ مُسَمًّى كاف، وكذا: له الملك مِنْ قِطْمِيرٍ صالح دُعاءَكُمْ صالح بِشِرْكِكُمْ حسن مِثْلُ خَبِيرٍ تامّ إِلَى اللَّهِ كاف الْحَمِيدُ حسن، وكذا: جديد، وبعزيز وِزْرَ أُخْرى كاف ذا قُرْبى تامّ وَأَقامُوا الصَّلاةَ حسن لِنَفْسِهِ كاف الْمَصِيرُ تامّ وَالْبَصِيرُ مفهوم، وكذا: ولا النور وَلَا الْحَرُورُ تامّ، وكذا: ولا الأموات مَنْ يَشاءُ صالح مَنْ فِي الْقُبُورِ كاف، وكذا: إلا نذير بَشِيراً

مِنْ قَبْلِهِمْ جيء، لأن جاءتهم يصلح حالا واستئنافا الْمُنِيرِ كاف، على استئناف ما بعده الَّذِينَ كَفَرُوا جائز، لاستئناف التوبيخ نَكِيرِ تامّ أَلْوانُها الأول حسن، وألوانها الثاني ليس بوقف، لأن قوله: وَغَرابِيبُ سُودٌ معطوف على بيض وَغَرابِيبُ سُودٌ كاف، إن رفع مختلف بالابتداء وما قبله خبره، وليس بوقف إن عطف على مختلفا الأوّل كَذلِكَ جائز، إن كان لتشبيه تمام الكلام قبله. والمعنى أن فيما خلقنا من الناس والدوابّ والأنعام مختلفا مثل اختلاف الثمرات والجبال، وهذا توجيه حسن الْعُلَماءُ كاف. ورسموا العلمواء بواو وألف بعد الميم كما ترى غَفُورٌ تامّ وَعَلانِيَةً ليس بوقف، لأن خبر إن لم يأت وهو جملة يرجون لَنْ تَبُورَ كاف، إن جعلت لام لِيُوَفِّيَهُمْ لام القسم كما يقول أبو حاتم، وليس بوقف إن علقت بلن تبور، أي: تجارة غير هالكة تنفق في طاعة الله ليوفيهم مِنْ فَضْلِهِ كاف شَكُورٌ تامّ لِما بَيْنَ يَدَيْهِ كاف بَصِيرٌ تامّ، للفصل بين الجملتين تعريضا للاعتبار مِنْ عِبادِنا حسن، ومثله: ظالم لنفسه، إن فسر الظالم بالكافر كما رواه عمرو بن دينار عن ابن عباس. وجائز إن فسر بالعاصي وهو المشهور مُقْتَصِدٌ جائز، للفصل بين الأوصاف روى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ هذه الآية عند رسول الله فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «سابقنا سابق، ومقتصدنا ناج، وظالمنا مغفور له»، وفي الجامع «السابق والمقتصد يدخلان الجنة بغير حساب والظالم لنفسه يحاسب يسيرا ثم يدخل الجنة» ك ص عن أبي الدرداء بِإِذْنِ اللَّهِ كاف الْكَبِيرُ كاف، وليس بتامّ، لأن جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها تفسير ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَنَذِيراً تام، وكذا: فيها نذير الْمُنِيرِ صالح، وكذا الذين كفروا نَكِيرِ تامّ أَلْوانُها صالح سُودٌ كاف أَلْوانُهُ كَذلِكَ تامّ، وكذا: العلماء، وغفور، ولن تبور، بجعل لام لِيُوَفِّيَهُمْ لام القسم كما مرّ في نظيره مِنْ فَضْلِهِ كاف

للفضل الكبير كأنه قال: هو جنات عدن فلا يفصل بينهما واغتفر الفصل من حيث كونه رأس آية، وكاف أيضا لمن رفع جنات مبتدأ والجملة خبر، ومثله أيضا لمن رفع جنات خبر مبتدإ محذوف، أي: ذلك جنات عدن، وكذا لو جعل جنات خبرا ثانيا لاسم الإشارة، وليس بوقف إن أعرب بدلا من الفضل الكبير، وليس بوقف أيضا على قراءة عاصم الجحدري جَنَّاتُ عَدْنٍ بكسر التاء بدلا من قوله بالخيرات وعلى قراءته، فلا يوقف على: بإذن الله، ولا على: الكبير، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف ولؤلؤ كاف، لمن قرأه بالجرّ عطفا على: من ذهب، وبها قرأ ابن كثير وأهل مكة وحمزة والكسائي وابن عامر وأبو عمرو، وقرأ نافع وعاصم ولؤلؤا بالنصب على محل من أساور كأنه قال: يحلون أساور من ذهب ولؤلؤا، فعلى قراءتهما يوقف عليه بالألف حَرِيرٌ تامّ الْحَزَنَ كاف شَكُورٌ تامّ، في محل الَّذِي الحركات الثلاث، فإن جعل في محل رفع خبر مبتدإ محذوف، أي: هو الذي أو جعل في محل نصب بتقدير أعني كان كافيا فيهما، وليس بوقف في أربعة أوجه: إن جعل الذي في محل خفض نعتا لاسم الله في قوله: الحمد لله، أو جعل في محل نصب نعتا لاسم إن في قوله: إن ربنا لغفور شكور، أو في محل رفع بدلا من غفور، أو بدلا من الضمير في: شكور مِنْ فَضْلِهِ جائز. وقال الأخفش: لا وقف من قوله: الحمد لله إلى لغوب ولُغُوبٌ تامّ جَهَنَّمَ كاف، على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل ما بعده خبرا ثانيا أو حالا مِنْ عَذابِها كاف كُلَّ كَفُورٍ تامّ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ شَكُورٌ تامّ بَيْنَ يَدَيْهِ كاف، وكذا: بصير، ومن عبادنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ جائز، وكذا: ومنهم مقتصد، وبإذن الله الْفَضْلُ الْكَبِيرُ حسن وَلُؤْلُؤاً كاف فِيها حَرِيرٌ تامّ الْحَزَنَ صالح مِنْ فَضْلِهِ جائز فِيها لُغُوبٌ تامّ، وكذا: من عذابها، وكل كفور غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ حسن، وفي الأصل تامّ وفيه نظر النَّذِيرُ كاف فَذُوقُوا تامّ، وكذا: من نصير وَالْأَرْضِ كاف الصُّدُورِ تامّ

يَصْطَرِخُونَ فِيها جائز عند نافع على استئناف ما بعده، أي: يقولون ربنا، وخولف في هذا، لأن المعنى يصطرخون يقولون، فيحتاج إلى ما بعده وكذا إن أضمرت القول، لأن ما قبله دلّ عليه كُنَّا نَعْمَلُ تامّ النَّذِيرُ كاف، على استئناف ما بعده فَذُوقُوا تامّ، ومثله من نصير وَالْأَرْضِ حسن الصُّدُورِ تامّ فِي الْأَرْضِ حسن، ومثله فعليه كفره، وكذا: إلا مقتا خَساراً كاف. وقيل: تامّ، لأنه آخر قصة مِنْ دُونِ اللَّهِ حسن، لتناهي الاستفهام فِي السَّماواتِ جائز، لأن أم بمعنى ألف الاستفهام بَيِّنَةٍ مِنْهُ تامّ، عند نافع إِلَّا غُرُوراً تامّ أَنْ تَزُولا كاف وكذا ما بعده غَفُوراً تامّ مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ حسن، وكذا: نفورا: إن نصب اسْتِكْباراً على المصدر بفعل مضمر كأنه قال: يستكبرون استكبارا، وليس بوقف إن نصب استكبارا على أنه مفعول من أجله أو جعل حالا، فيكون متعلقا بنفورا. أو بدلا من نفورا وَمَكْرَ السَّيِّئِ الأول حسن، والسيئ الثاني ليس بوقف، لأن ما بعده حرف الاستثناء إِلَّا بِأَهْلِهِ كاف، ومثله: الأوّلين لتناهي الاستفهام تَبْدِيلًا حسن تَحْوِيلًا تامّ. واتفق علماء الرسم على كتابة سُنَّتَ الثلاث بالتاء المجرورة مِنْ قَبْلِهِمْ حسن، ومثله: قوّة وَلا فِي الْأَرْضِ كاف قَدِيراً تامّ مِنْ دَابَّةٍ ليس بوقف، لتعلق ما بعده بما قبله استدراكا إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى حسن أَجَلُهُمْ ليس بوقف، لأن قوله فإن الله جواب إذا، آخر السورة تام. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ فِي الْأَرْضِ صالح فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ كاف وكذا: إِلَّا مَقْتاً إِلَّا خَساراً قيل: كاف، والأجود أنه تامّ، لأنه آخر قصة بَيِّنَةٍ مِنْهُ كاف إِلَّا غُرُوراً تامّ أَنْ تَزُولا كاف. وكذا: من بعده غَفُوراً تامّ مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ كاف، وكذا: إلا نفورا وَمَكْرَ السَّيِّئِ تامّ إِلَّا بِأَهْلِهِ كاف، وكذا: الأولين، وتبديلا، وتحويلا، وقوّة، وفي الأرض قَدِيراً حسن مِنْ دَابَّةٍ كاف، ولا أحبّ أن يبتدأ بقوله: ولكن في شيء من القرآن إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى كاف، آخر السورة تامّ.

سورة يس

سورة يس مكية (¬1) قيل: إلا قوله: وإذا قيل لهم اتقوا الآية، فمدنيّ. كلمها سبعمائة وسبع وعشرون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وعشرون حرفا، وآيها اثنتان، أو ثلاث وثمانون آية، وليس فيها شيء مما يشبه الفواصل. يس حسن: إن جعل يس افتتاح السورة أو اسما لها، وليس بوقف إن فسر يس بيا رجل، أو يا إنسان، لأن قوله: إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ قد دخل في الخطاب كأنه قال: يا محمد والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين فيكون كالكلام الواحد فلا يوقف على: الحكيم، لأن قوله: وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ قسم وجوابه إنك، فلا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل خبرا ثانيا لإن، وكذا إن جعل موضع الجار والمجرور نصبا مفعولا ثانيا لمعنى الفعل في المرسلين، لأن تقديره: إنك لمن الذين أرسلوا على صراط مستقيم، فيكون قوله: عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ داخلا في الصلة، وكذا إن قدّر إنك لمن المرسلين لتنذر قوما، فيدخل قوله: لِتُنْذِرَ في الصلة أيضا، فعلى هذه الأوجه لا يوقف على: المرسلين، ولا على: مستقيم ومُسْتَقِيمٍ تامّ، لم قرأ تَنْزِيلَ بالرفع خبر ـــــــــــــــــــــــــ سورة يس مكية وقيل: إلا قوله: وإذا قيل لهم اتقوا الآية، فمدنية، أو مكية. وتقدم الكلام على يس وواو والقرآن للقسم لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ كاف، إن جعل ما بعد استئنافا، فإن جعل خبرا ثانيا لأن فليس بوقف مُسْتَقِيمٍ تام: لمن قرأ تَنْزِيلَ بالرفع على أنه خبر مبتدإ محذوف أو بالنصب على المصدرية، وليس بوقف ¬

_ (¬1) وهي مكية بلا خلاف، وقيل: إلا قوله تعالى: وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ولكنه مرجوح، وهي ثمانون وثلاث في الكوفي، واثنان في الباقي. والخلاف في آية: يس [1] كوفي وانظر: «التلخيص» (379).

مبتدإ محذوف، أي: هو تنزيل، لأن القرآن قد جرى ذكره، وبالرفع قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر، والباقون بالنصب، وكذا من قرأ تنزيل بالنصب على المصدرية بفعل مضمر، أي: نزله تنزيل العزيز أو نصب على المدح، وهو في المعنى كالرفع، وليس بوقف إن جرّ تنزيل نعتا للقرآن أو بدلا منه، وبها قرأ أبو جعفر الرَّحِيمِ ليس بوقف، لتعلق لام كي بما قبلها قَوْماً جائز، إن جعلت ما نافية، أي: لم تنذر قوما ما أنذر آباؤهم لأن قريشا لم يبعث إليهم نبيّ قبل محمد صلّى الله عليه وسلّم، وليس بوقف إن جعلت اسم موصول، والتقدير: لتنذر قوما الذي أنذر آباؤهم، أي: بالشيء الذي أنذر به آباؤهم غافِلُونَ كاف عَلى أَكْثَرِهِمْ جائز فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ كاف أَغْلالًا جائز، أي: منعوا من التصرّف في الخير، لأن ثم أغلالا إِلَى الْأَذْقانِ جائز مُقْمَحُونَ كاف، أي: يغضون بصرهم بعد رفعها وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا ليس بوقف فَأَغْشَيْناهُمْ جائز لا يُبْصِرُونَ تامّ، قرأ العامة أغشيناهم بالغين المعجمة، أي: غطينا أبصارهم، وقرئ بالعين المهملة، وهو ضعف البصر، يقال غشى بصره وأغشيته أنا لا يُؤْمِنُونَ كاف بِالْغَيْبِ جائز كَرِيمٍ تامّ ما قَدَّمُوا ليس بوقف، لأن قوله: وآثارهم معطوف على ما فكأنه قال نكتب الشيء الذي قدّموه وآثارهم، قيل: نزلت في قوم كانت منازلهم بعيدة عن مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فكانت تلحقهم المشقة إذا أرادوا الصلاة مع النبيّ صلى الله عليه وسلّم فأرادوا أن يتقرّبوا من مسجده، فأنزل الله: إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدّموا وآثارهم، والوقف على آثارهم كاف، لأن كل منصوب بمقدّر، أي: أحصينا كل شيء أحصيناه مُبِينٍ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ إن جر بدلا من القرآن، ولا يوقف على: الرحيم، لأن ما بعده لام كي، وهي متعلقة بما قبلها غافِلُونَ حسن، وكذا: لا يؤمنون مُقْمَحُونَ كاف، وكذا: لا يبصرون لا يُؤْمِنُونَ حسن بِالْغَيْبِ جائز كَرِيمٍ تامّ وَآثارَهُمْ كاف مُبِينٍ تامّ

تامّ مَثَلًا ليس بوقف، لأن أصحاب القرية حال محل مثل الذي هو بيان مثل الذي في الآية، فلا يفصل بينهما، أي: ومثل لهم مثلا مثل، فمثل الثاني بيان للأوّل، والأول مفعول به الْقَرْيَةِ جائز، إن علق إذ بمقدّر الْمُرْسَلُونَ الأول ليس بوقف، لأن إذ بدل من إذ الأولى، وإن علق بعامل مضمر جاز الوقف عليه إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ تامّ بَشَرٌ مِثْلُنا ليس بوقف، ومثله: من شيء، لأن ما بعدهما من مقول الكفار إِلَّا تَكْذِبُونَ كاف، ومثله: لمرسلون الْمُبِينُ تامّ تَطَيَّرْنا بِكُمْ حسن، للابتداء بلام القسم لنرجمنكم ليس بوقف، لأن ما بعده معطوف عليه أَلِيمٌ كاف طائِرُكُمْ مَعَكُمْ حسن، لمن قرأ: أئن ذكرتم على الاستفهام التوبيخي، لأن له صدر الكلام، سواء قرئ بهمزة محققة أو مسهلة فكان شعبة ونافع وأبو عمرو يقرءون آن ذكرتم بهمزة واحدة ممدودة، وقرأ عاصم ويحيى وحمزة والكسائي إن ذكرتم فعلى هذين القراءتين يحسن الوقف على طائركم معكم، لأن الاستفهام داخل على شرط جوابه محذوف تقديره آن ذكرتم بهمزة ممدودة تطيرتم وأن الناصبة، أي: أتطيرتم لأن ذكرتم وليس بوقف على قراءة ذرّ بن حبيش أأن ذكرتم بهمزتين مفتوحتين، والتقدير ألأن ذكرتم، واختلف سيبويه ويونس إذا اجتمع شرط واستفهام أيهما يجاب؟ فمذهب سيبويه ويونس إذا اجتمع شرط واستفهام أيهما يجاب؟ فمذهب سيبويه إلى إجابة الاستفهام ويونس إلى إجابة الشرط، فالتقدير عند سيبويه آن ذكرتم تتطيرون، وعند يونس تتطيروا مجزوم، فالجواب على القولين محذوف، وهذا الوقف حقيق بأن يخص بتأليف. وهذا غاية في بيانه لمن تدبر، ولله الحمد مُسْرِفُونَ تامّ يَسْعى ليس بوقف، ومثله: المرسلين، لأن اتبعوا الثانية بدل من اتبعوا الأولى، وهو كلام واحد صادر من واحد مُهْتَدُونَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ حسن، وكذا: إلا تكذبون لَمُرْسَلُونَ كاف الْمُبِينُ حسن تَطَيَّرْنا بِكُمْ مفهوم أَلِيمٌ حسن أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ كاف مُسْرِفُونَ تامّ الْمُرْسَلِينَ صالح مُهْتَدُونَ حسن تُرْجَعُونَ كاف

كاف، ورسموا أقصا هنا، وفي القصص بألف كما ترى فَطَرَنِي جائز تُرْجَعُونَ كاف آلِهَةً ليس بوقف، لأن جملة إن يردن الرحمن في محل نصب صفة لآلهة، ورسموا إن يردن بغير ياء بعد النون، وليست الياء من الكلمة، وعلامة الجزم سكون الدال وَلا يُنْقِذُونِ جائز، ولا كراهة في الابتداء بما بعده، لأن القارئ يقرأ ما أنزل الله باعتقاد صحيح وضمير صالح «وإنما الأعمال بالنيات» ومن فسدت نيته واعتقد معنى ذلك فهو كافر إجماعا، ومن حكى ذلك عن قائله فلا جناح عليه كما تقدّم مُبِينٍ حسن، ومثله: فاسمعون قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ أحسن مما قبله، ورسموا ادخل الجنة بلام واحدة من غير ياء كما ترى يَعْلَمُونَ ليس بوقف، لأن الباء متعلقة بما قبلها، وكذا: ربي، لأن قوله: وجعلني معطوف على وغفر لي الْمُكْرَمِينَ كاف مِنَ السَّماءِ جائز مُنْزِلِينَ كاف على استئناف ما بعده خامِدُونَ تامّ، ومثله: على العباد، لأنه تمام الكلام يَسْتَهْزِؤُنَ كاف مِنَ الْقُرُونِ ليس بوقف، لأن أنهم منصوب بما قبله لا يَرْجِعُونَ كاف مُحْضَرُونَ تامّ يَأْكُلُونَ كاف، على استئناف ما بعده، وجائز إن عطف على ما قبله وَأَعْنابٍ جائز، إن جعل ليأكلوا متعلقا بفجّرنا، وليس بوقف إن جعل ليأكلوا متعلقا بجعلنا مِنْ ثَمَرِهِ حسن، إن جعلت ما نافية، وليس بوقف إن جعلت اسم موصول بمعنى الذي في محل جرّ عطفا على ثمره كأنه قال ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم فعلى هذا يكون قد أثبت لأيديهم عملا أَيْدِيهِمْ حسن، على الوجهين يَشْكُرُونَ تامّ، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مُبِينٍ حسن، وكذا: فاسمعون ادْخُلِ الْجَنَّةَ صالح الْمُكْرَمِينَ حسن مُنْزِلِينَ صالح خامِدُونَ تامّ، وكذا: يا حسرة على العباد، ويستهزءون، ولا يرجعون، ومحضرون يَأْكُلُونَ كاف، وكذا: وأعناب لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ حسن، إن جعلت ما في: وما عملت أيديهم للنفي، وليس بوقف إن جعلت بمعنى الذي، وقرئ عملته أو قدّر الضمير أَيْدِيهِمْ كاف على الوجهين يَشْكُرُونَ تامّ، وكذا: لا

ومثله: لا يعلمون اللَّيْلُ جائز، على تقدير إنا نسلخ، وليس بوقف إن جعل حالا مُظْلِمُونَ كاف، إن رفعت والشمس بالابتداء وما بعدها الخبر، وليس بوقف إن جعلت والشمس معطوفة على والليل لِمُسْتَقَرٍّ لَها كاف، وقرئ لا مستقر بلا النافية، وقرئ لا مستقرّ لها بلا العاملة عمل ليس، فمستقرّ اسمها ولها في محل نصب خبرها كقوله: تعزّ فلا شيء على الأرض باقيا ... ولا وزر مما قضى الله واقيا والمعنى أنها لا مستقرّ لها في الدنيا بل هي دائمة الجريان الْعَلِيمِ تامّ، لمن قرأ: والقمر بالرفع على الابتداء والخبر، وبالرفع قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو والباقون بنصبه بتقدير قدّرنا القمر، وليس بوقف لمن قرأه بالرفع عطفا على ما قبله، أي: وآية لهم القمر قدرناه ومَنازِلَ ليس بوقف، لأن حتى متعلقة بما قبلها وهي غاية كأنه قال: قدّرناه منازل إلى أن عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ والْقَدِيمِ كاف، ومثله: سابق النهار يَسْبَحُونَ تامّ الْمَشْحُونِ جائز ما يَرْكَبُونَ كاف، قيل: السفن، وقيل: الإبل وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ ليس بوقف، لأن بعده حرف الاستثناء إِلى حِينٍ كاف، ومثله: ترحمون على أن جواب إذا محذوف تقديره وإذا قيل: لهم هذا أعرضوا ويدل عليه ما بعده، وهو ما تأتيهم من آية، وليس بوقف إن جعل قوله: إلا كانوا عنها معرضين جواب وإذا قيل لهم اتقوا، وجواب وما تأتيهم من آية إذ كل واحد منهما يطلب جوابا. فإذا جعلت إلا كانوا عنها معرضين جواب إذا فقد جعلت إلا كانوا جواب شيئين وشيء واحد لا يكون جوابا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يعلمون، ومظلمون لِمُسْتَقَرٍّ لَها كاف الْعَلِيمِ تامّ، لمن قرأ: والقمر بالرفع على الابتداء والخبر أو بالنصب تقديره قدّرنا القمر، وليس بوقف لمن قرأه بالرفع عطفا على ما قبله بتقدير، وآية لهم القمر الْقَدِيمِ حسن، وكذا سابق النهار يَسْبَحُونَ تامّ الْمَشْحُونِ صالح يَرْكَبُونَ كاف إِلى حِينٍ حسن لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ كاف مُعْرِضِينَ حسن مُبِينٍ كاف، وكذا: صادقين يَخِصِّمُونَ رأس آية، وليس

لشيئين على المشهور مُعْرِضِينَ كاف مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ليس بوقف لأن قال الذين كفروا جواب إذا أَطْعَمَهُ ليس بوقف، لأن ما بعده من تمام الحكاية، لأن البخلاء من الكفار قالوا: أفقره الله ونطعمه نحن أحق بذلك، فحينئذ لا وقف من قوله: وإذا قيل لهم اتقوا إلى مبين إجماعا، لأن التصريح بالوصفين من الكفر والإيمان دليل على أن المقول لهم كفار، والقائل لهم المؤمنون، وأن كل وصف حامل صاحبه على ما صدر منه مُبِينٍ تامّ، ومثله صادقين يَخِصِّمُونَ رأس آية، وليس بوقف إن جعل متصلا بما قبله، وإن جعل مستأنفا كان كافيا يَرْجِعُونَ تام يَنْسِلُونَ كاف مِنْ مَرْقَدِنا تامّ، عند الأكثر، وقيل: الوقف على هذا إن جعل في محل جرّ صفة لمرقدنا أو بدلا منه، وعليهما يكون الوقف على هذا وقوله: ما وعد الرحمن خبر مبتدإ محذوف، أي: بعثكم ما وعد الرحمن، فما في محل رفع خبر بعثكم، أو ما وعد الرحمن وصدق المرسلون حق عليكم، فهذا من كلام الملائكة أو من كلام المؤمنين جوابا لقول الكفار مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا ويؤيد هذا ما في شرح الصدور للسيوطي عن مجاهد قال: للكفار هجعة يجدون فيها طعم النوم قبل يوم القيامة. فإذا صيح بأهل القبور يقول الكافر: يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا، فيقول المؤمن إلى جنبه: هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون الْمُرْسَلُونَ كاف، ومثله: محضرون شَيْئاً جائز تَعْمَلُونَ تامّ فاكِهُونَ جائز: إن جعل هم مبتدأ ومتكئون خبرا لهم، والتقدير هم وأزواجهم في ظلال متكئون على الأرائك، فقوله: على الأرائك متعلق به، لا أنه خبر مقدّم، ومتكئون مبتدأ مؤخر، إذ لا معنى له، وإن جعل متكئون خبر مبتدإ محذوف حسن الوقف على الأرائك، وليس فاكهون بوقف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بوقف يَرْجِعُونَ كاف، وكذا: ينسلون مِنْ مَرْقَدِنا تامّ: وقيل: الوقف على هذا يجعله بدلا من مرقدنا، وجعل ما وعد الرحمن خبر مبتدإ محذوف الْمُرْسَلُونَ حسن مُحْضَرُونَ كاف تَعْمَلُونَ تامّ فاكِهُونَ حسن، وكذا: متكئون ما

إن جعل هم توكيدا للضمير في فاكهون وأزواجهم معطوفا على الضمير في فاكهون مُتَّكِؤُنَ حسن، ومثله: فاكهة ما يَدَّعُونَ تامّ: إن جعل ما بعده مستأنفا خبر مبتدإ محذوف، أي: وذلك سلام، وليس بوقف إن جعل بدلا من «ما» في قوله: ما يدعون، أي: ولهم ما يدّعون، ولهم فيها سلام كذلك، وإذا كان بدلا كان خصوصا، والظاهر أنه عموم في كل ما يدّعونه، وإذا كان عموما لم يكن بدلا منه، وإن نصب قولا على المصدر بفعل مقدر جاز الوقف على سلام، أي: قالوا قولا أو يسمعون قولا من ربّ، وليس بوقف إن جعل قولا منصوبا بما قبله بتقدير: ولهم ما يدّعون قولا من ربّ عدة من الله. وحاصله أن في رفع سلام ستة أوجه. أحدها: أنه خبر «ما» في قوله: ولهم ما يدّعون، أي: سلام خالص، أو بدل من ما أو صفة لها أو خبر مبتدإ محذوف، أي: هو سلام أو مبتدأ خبره الناصب لقولا، أي: سلام يقال لهم قولا أو مبتدأ خبره من ربّ، وقولا مصدر مؤكد لمضمون الجملة معترض بين المبتدإ والخبر، وقرئ سلاما قولا بنصبهما وبرفعهما مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ تامّ، للخروج من قصة إلى قصة الْمُجْرِمُونَ كاف الشَّيْطانَ جائز، للابتداء بأن مُبِينٌ ليس بوقف، لأن قوله: وأن اعبدوني معطوف على أن لا تعبدوا، وإن جعلت أن مفسرة فيهما، فسرت العهد بنهي وأمر أو مصدرية، أي: ألم أعهد إليكم في عدم عبادة الشيطان وفي عبادتي مُسْتَقِيمٌ كاف كَثِيراً جائز تَعْقِلُونَ كاف وتُوعَدُونَ، وتَكْفُرُونَ، ويَكْسِبُونَ، ويُبْصِرُونَ كلها وقوف كافية عَلى مَكانَتِهِمْ جائز وَلا يَرْجِعُونَ تامّ فِي الْخَلْقِ حسن يَعْقِلُونَ تامّ، للابتداء بالنفي، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يَدَّعُونَ تامّ، وقيل: كاف، وقال أبو حاتم: الوقف التامّ عند سلام بجعله بدلا من ما، وكل من القولين حسن مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ تامّ، وكذا: المجرمون وَأَنِ اعْبُدُونِي حسن، وكذا: مستقيم كَثِيراً صالح تَعْقِلُونَ حسن تُوعَدُونَ كاف، وكذا: تكفرون، ويكسبون، ويبصرون وَلا يَرْجِعُونَ حسن فِي الْخَلْقِ

ورسم بعضهم له بالحسن غير حسن وَما يَنْبَغِي لَهُ حسن، وقيل: تامّ مُبِينٌ ليس بوقف، لأن ما بعده لام كي، ولا يوقف على حيّا، لأن قوله: ويحق معطوف على لينذر الْكافِرِينَ تامّ أَنْعاماً حسن مالِكُونَ كاف وَذَلَّلْناها لَهُمْ جائز، ومثله: ركوبهم، ويأكلون، ومشارب يَشْكُرُونَ تامّ مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً ليس بوقف لتعلق حرف الترجي بما قبله يُنْصَرُونَ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متعلقا بما قبله، ومن حيث كونه رأس آية يجوز نَصْرَهُمْ حسن مُحْضَرُونَ كاف قَوْلُهُمْ تام، عند الفراء وأبي حاتم لانتهاء كلام الكفار، لئلا يصير: إنا نعلم مقول الكفار الذي يحزن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، والقراءة المتواترة كسر همزة إنا نعلم، وقول بعضهم من فتحها بطلت صلاته ويكفر فيه شيء، إذ يجوز أن يكون الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم مرادا به غيره كقوله: فلا تكوننّ ظهيرا للكافرين، ولا تدع مع الله إلها آخر ولا تكوننّ من المشركين، ولا بدّ من التفصيل في التفكير إن اعتقد أن محمدا صلّى الله عليه وسلّم يحزن لعلم الله بسرّ هؤلاء وعلانيتهم. فهذا كفر لا كلام فيه، وقد يكون فتحها على تقدير حذف لام التعليل أو يكون، إنا نعلم بدلا من قولهم، أي: ولا يحزنك أنا نعلم. وهذا يقتضي أنه قد نهي عن حزنه عن علم الله بسرّهم وعلانيتهم، وليس هذا بكفر أيضا تأمّل وَما يُعْلِنُونَ تامّ مُبِينٌ كاف وَنَسِيَ خَلْقَهُ حسن رَمِيمٌ كاف، ومثله: أوّل مرّة، وكذا: عليم، على استئناف ما بعده خبر مبتدإ محذوف تقديره: هو الذي، أو في موضع نصب بتقدير أعني، وليس بوقف إن جعل الذي في موضع رفع بدلا من قوله: الذي أنشأها ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ صالح يَعْقِلُونَ حسن وَما يَنْبَغِي لَهُ تامّ، وكذا: الكافرين مالِكُونَ كاف وَذَلَّلْناها لَهُمْ جائز يَأْكُلُونَ حسن وَمَشارِبُ كاف ويَشْكُرُونَ حسن يُنْصَرُونَ صالح مُحْضَرُونَ كاف قَوْلُهُمْ تامّ، وكذا: يعلنون مُبِينٌ

سورة والصافات

أوّل مرّة، أو بيانا له، وعليه فلا يوقف على: أول مرة، ولا على: عليم ناراً ليس بوقف لمكان الفاء تُوقِدُونَ تامّ، للابتداء بالاستفهام بعده، ومثله في التمام مِثْلَهُمْ عند أبي حاتم، لانتهاء الاستفهام، ووقف جمع على بَلى ولكل منهما موجب ومقتض، فموجبه عند أبي حاتم تناهي الاستفهام، وموجب الثاني وهو أجود تقدّم النفي، وهو: أوليس، لأن ليس نفي ودخل عليها الاستفهام صيرها إيجابا، وما بعدها لا تعلق له بها فصار الوقف عليها له مقتضيات، وعدم الوقف عليها له مقتض واحد، وماله مقتضيات أجود مما له مقتض واحد، وهذا بخلاف ما في البقرة ما بعد بلى له تعلق بها، لأن ما بعدها من تتمة الجواب، فلا يوقف على بلى في الموضعين فيها كما مرّ التنبيه عليه بأشبع من هذا الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ كاف كُنْ حسن، لمن قرأ فَيَكُونُ بالرفع خبر مبتدإ محذوف، أي: فهو يكون، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب عطفا على: يقول فَيَكُونُ كاف، على القراءتين كُلِّ شَيْءٍ جائز تُرْجَعُونَ تامّ القراءة ترجعون بالفوقية مجهولا، وقرئ بفتحها. سورة والصافات مكية (¬1) كلمها ثمانمائة وستون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وثمانمائة وستة وعشرون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع موضعان: ـــــــــــــــــــــــــ حسن رَمِيمٌ كاف تُوقِدُونَ تامّ، وكذا: أن يخلق مثلهم بلى الْعَلِيمُ حسن كُنْ فَيَكُونُ تقدّم في سورة البقرة كُلِّ شَيْءٍ جائز، آخر السورة تامّ. سورة والصافات مكيّة إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ تامّ، وقال أبو عمرو: كاف ¬

_ (¬1) وهي مكية، وهي مائة وثمانون وآية في البصري، واثنان في الباقي والخلاف في آية: وَما كانُوا يَعْبُدُونَ [22] غير بصري انظر: «التلخيص» (383).

دحورا، وعلى: إسحاق، ولا وقف من أوّلها إلى الواحد، فلا يوقف على: صفا، ولا على: زجرا، ولا على: ذكرا، لأن قوله وَالصَّافَّاتِ قسم وجوابه إِنَّ إِلهَكُمْ فلا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف لَواحِدٌ تامّ، إن رفع رب خبر مبتدأ محذوف، أي: هو ربّ، وكذا إن رفع خبرا ثانيا، أو نصب بإضمار أعني وليس بوقف إن نصب نعتا لقوله: إلهكم، أو رفع بدلا من قوله: لَواحِدٌ وكان الوقف على الْمَشارِقِ دون ما بينهما، لأن وَرَبُّ الْمَشارِقِ معطوف على ما قبله الْمَشارِقِ تام الْكَواكِبِ كاف، إن نصب وَحِفْظاً بمضمر من لفظه، أي: وحفظناها حفظا، وليس بوقف إن عطف على: زينا، فهو معطوف على المعنى دون اللفظ، لأن معنى زينا جعلنا الكواكب زينة وحفظا مارِدٍ كاف الْأَعْلى تامّ: لعدم تعلق ما بعده بما قبله، لأنه لا يجوز أن يكون صفة لشيطان، إذ يصير التقدير: من كل شيطان مارد غير سامع، وهو فاسد. ورسموا الأعلا بلام ألف كما ترى، لا بالياء مِنْ كُلِّ جانِبٍ حسن، وهو رأس آية ودُحُوراً أحسن وإن كان هو ليس رأس آية، وهو منصوب بفعل مقدّر، أي: يدحرون دحورا، ويقال دحرته، إذا طردته، ومنه قول أمية بن أبي الصلت: وبإذنه سجدوا لآدم كلّهم ... إلا لعينا خاطئا مدحورا وقال أبو جعفر: نصب دحورا على القطع بعيد، لأن العامل في قوله: دُحُوراً ما قبله، أو معناه: فأتبعه شهاب ثاقب واصِبٌ ليس بوقف، لأن ما بعده حرف الاستثناء، والواصب الدائم، ومنه قول الشاعر: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْمَشارِقِ تامّ الْكَواكِبِ كاف، وكذا: ما رد، و: من كل جانب. وقال قوم: إنّ الوقف على دُحُوراً أحسن وإن كان مِنْ كُلِّ جانِبٍ آخر آية، وهو حسن شِهابٌ ثاقِبٌ حسن أَمْ مَنْ خَلَقْنا كاف لازِبٍ تامّ يَسْتَسْخِرُونَ

لله سلمى حبّها واصب ... وأنت لا بكر ولا خاطب ومثله في عدم الوقف الوقف على الخطفة، لأن ما بعد الفاء جواب لما قبله ثاقِبٌ تامّ، لأنه تمام القصة أَمْ مَنْ خَلَقْنا كاف. ورسموا أَمْ مَنْ مقطوعة، أم وحدها ومن وحدها كما ترى لازِبٍ كاف، وتامّ عند أبي حاتم ومثله: ويسخرون، وكذا: يذكرون يَسْتَسْخِرُونَ جائز، ومثله: مبين لَمَبْعُوثُونَ ليس بوقف، لعطف ما بعده على ما قبله. والمعنى أو تبعث آباؤنا أيضا استبعادا الْأَوَّلُونَ كاف، ومثله: داخرون، ولا يوقف على: نعم إن جعل ما بعده جملة حالية، أي: تبعثون وأنتم صاغرون، وإن جعل مستأنفا حسن الوقف عليها يَنْظُرُونَ كاف، واختلف في: يا ويلنا هل هو من كلام الكفار خاطب بعضهم بعضا، وعليه وقف أبو حاتم وجعل ما بعده من كلام الله أو الملائكة، وبعضهم جعل هذا يَوْمُ الدِّينِ من كلام الكفار فوقف عليه، وقوله: هذا يَوْمُ الْفَصْلِ من كلام الله. وقيل: الجميع من كلام الكفار تُكَذِّبُونَ حسن وَأَزْواجَهُمْ ليس بوقف، لأن قوله: وَما كانُوا يَعْبُدُونَ موضعه نصب بالعطف على: وأزواجهم أي: أصنامهم، ولا يوقف على: يعبدون، لتعلق ما بعده به، ولا على: من دون الله، لأن المراد بالأمر ما بعد الفاء، وذلك أنه تعالى أمر الملائكة أن يلقوا الكفار وأصنامهم في النار الْجَحِيمِ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متعلقا بما قبله وكان الوقف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ صالح، وكذا: مبين الْأَوَّلُونَ كاف وكذا: داخرون، ولا يوقف على: قل نعم، وإن زعمه بعضهم، لأن المعنى تبعثون وأنتم صاغرون يَنْظُرُونَ كاف وَقالُوا يا وَيْلَنا تامّ، إن جعل هذا يَوْمُ الدِّينِ من كلام الملائكة للكفار، وإن جعل من كلام الكفار فالوقف التامّ على: يوم الدين، وهذا يوم الفصل إلى آخره من كلام الملائكة

على مسئولون ومَسْؤُلُونَ كاف، على استئناف ما بعده، لأن المسئول عنه قوله: ما لكم لا تناصرون، وهو كاف أيضا مُسْتَسْلِمُونَ حسن، ومثله: يتساءلون. وقيل: لا يوقف عليه، لأن ما بعده تفسير للسؤال الْيَمِينِ جائز مُؤْمِنِينَ حسن، ومثله: من سلطان طاغِينَ كاف قَوْلُ رَبِّنا حسن، للابتداء بإن لمجيئها بعد القول، ومثله: لذائقون، على استئناف ما بعده غاوِينَ جائز مُشْتَرِكُونَ كاف، على استئناف ما بعده بِالْمُجْرِمِينَ كاف، ومثله: يستكبرون إن جعل ويقولون مستأنفا، وليس بوقف إن عطف على: يستكبرون مَجْنُونٍ كاف، ومثله: المرسلين، وقرأ عبد الله وصدق بتخفيف الدال، المرسلون بالرفع فاعل به الْعَذابِ الْأَلِيمِ جائز تَعْمَلُونَ من حيث كونه رأس آية يجوز الْمُخْلَصِينَ صالح، لأن قوله: أولئك بيان لحال المخلصين مَعْلُومٌ كاف، إن جعل فواكه خبر مبتدإ محذوف، أي: هي فواكه، أو ذلك الرزق فواكه، وليس بوقف إن جعل فواكه بدلا من قوله: رزق، أو بيانا له، والوقف على: فواكه، ثم يبتدئ: وهم مكرمون وهكذا إلى: متقابلين، فلا يوقف على: مكرمون، لأن الظرف بعده متعلق به، ولا على: في جنات النعيم، لتعلق ما بعده به، قرأ العامة مُكْرَمُونَ بإسكان الكاف وتخفيف الراء، وقرئ في الشاذ بفتح الكاف وتشديد الراء مُتَقابِلِينَ كاف، على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تُكَذِّبُونَ حسن الْجَحِيمِ كاف، وكذا: وقفوهم، ومسئولون، ولا يجمع بينهما لا تَناصَرُونَ كاف أيضا مُسْتَسْلِمُونَ حسن يَتَساءَلُونَ كاف الْيَمِينِ جائز، وكذا: مؤمنين طاغِينَ كاف غاوِينَ صالح مُشْتَرِكُونَ كاف بِالْمُجْرِمِينَ حسن يَسْتَكْبِرُونَ صالح مَجْنُونٍ حسن الْمُرْسَلِينَ كاف الْأَلِيمِ صالح تَعْمَلُونَ كاف، بجعل إلا بمعنى لكن وخبرها: أولئك لهم رزق معلوم، وهو كاف، وعلى هذا لا يوقف على: المخلصين، فإن بقيت إلا على بابها لم

حالا مِنْ مَعِينٍ ليس بوقف، لأن قوله بَيْضاءَ من نعت الكأس، وهي مؤنثة لِلشَّارِبِينَ حسن، على استئناف النفي بعده لا فِيها غَوْلٌ جائز يُنْزَفُونَ كاف عِينٌ ليس بوقف، لأن قوله: كَأَنَّهُنَّ من نعت العين كأنه قال: عين مثل بيض مكنون، ومكنون، أي: مصون، وهو كاف يَتَساءَلُونَ جائز، ولا يحسن، لأن ما بعده تفسير للسؤال ولا وقف من قوله: قال قائل إلى لمدينون، لاتصال الكلام بعضه ببعض لَمَدِينُونَ كاف مُطَّلِعُونَ جائز الْجَحِيمِ كاف، ومثله، لتردين، وكذا، من المحضرين، للابتداء بالاستئناف، لأن له صدر الكلام بِمَيِّتِينَ ليس بوقف، لأن قوله: إِلَّا مَوْتَتَنَا منصوب على الاستثناء بِمُعَذَّبِينَ كاف الْعَظِيمُ تامّ، ومثله: العاملون الزَّقُّومِ حسن لِلظَّالِمِينَ كاف، ومثله: الجحيم، وكذا: الشياطين الْبُطُونَ جائز، ومثله: من حميم لاإلى الجحيم كاف. ورسموا لا إلى بألف بعد لام ألف، لأنهم يرسمون ما لا يتلفظ به ضالِّينَ جائز يُهْرَعُونَ كاف أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ حسن، ومثله: منذرين الأول، والمنذرين الثاني ليس بوقف لاستثناء بعده الْمُخْلَصِينَ تامّ الْمُجِيبُونَ كاف، ومثله: العظيم، وكذا: الباقين فِي الْآخِرِينَ تامّ. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يوقف على: تعملون، بل على المخلصين، وهو كاف فَواكِهُ كاف النَّعِيمِ صالح مُتَقابِلِينَ أصلح منه لِلشَّارِبِينَ كاف، وكذا: ينزفون، ومكنون، ويتساءلون، ولمدينون، والجحيم لَتُرْدِينِ جائز مِنَ الْمُحْضَرِينَ صالح بِمُعَذَّبِينَ كاف الْعَظِيمُ تامّ، وكذا: العاملون الزَّقُّومِ حسن، وكذا: الظالمين الْجَحِيمِ كاف، وكذا: الشياطين الْبُطُونَ صالح لا إلى الجحيم تامّ يُهْرَعُونَ حسن أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ أحسن منه الْمُخْلَصِينَ تامّ الْمُجِيبُونَ كاف، وكذا: العظيم، والباقين فِي الْآخِرِينَ تامّ، وكذا: في

وقال الكسائي: ليس بتام، لأن التقدير عنده: وتركنا عليه في الآخرين هذا السلام وهذا الثناء. قاله النكزاوي، وهو توجيه حسن فِي الْعالَمِينَ، والْمُحْسِنِينَ رسمهما العماني بالتامّ وفيه نظر، لأن ما بعد كل واحد منهما يغلب على الظن أنه تعليل لما قبله ولعود الضمير في قوله: إنه من عبادنا المؤمنين، والأجود ما أشار إليه شيخ الإسلام من أنهما كافيان، ومثلهما المؤمنين الْآخَرِينَ تامّ، لأنه آخر القصة لَإِبْراهِيمَ ليس بوقف، لأن قوله: إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ ظرف لما قبله، ومثله في عدم الوقف: بقلب سليم، لأن الذي بعده ظرف لما قبله، وإن نصبت إذ بفعل مقدّر كان كافيا تَعْبُدُونَ كاف، للابتداء بالاستئناف بعده تُرِيدُونَ جائز، وقيل: لا وقف من قوله: وأن من شيعته لإبراهيم إلى برب العالمين، لتعلق الكلام بعضه ببعض من جهة المعنى بِرَبِّ الْعالَمِينَ تامّ فِي النُّجُومِ حسن، على استئناف ما بعده، ويكون النظر في النجوم حيلة لأن ينصرفوا عنه سَقِيمٌ جائز، وقول إبراهيم إني سقيم تعريض، لأنه لم يلمّ بشيء من الكذب، لأن من كان الموت منوطا بعنقه فهو سقيم مُدْبِرِينَ كاف تَأْكُلُونَ جائز، ومثله: تنطقون، وكذا: ضربا باليمين يَزِفُّونَ كاف تَنْحِتُونَ حسن وَما تَعْمَلُونَ كاف فِي الْجَحِيمِ جائز، ومثله: الأسفلين سَيَهْدِينِ حسن، ومثله: من الصالحين، ومثله: حليم، وماذا ترى ما تُؤْمَرُ جائز، على استئناف ما بعده مِنَ الصَّابِرِينَ تامّ الرُّؤْيا تامّ عند أبي حاتم وجواب فلما قوله: وَنادَيْناهُ بجعل الواو زائدة. وقيل: جوابها محذوف وقدّره بعضهم بعد الرؤيا، والواو ليست زائدة، أي: كان ما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ العالمين، والمحسنين الْمُؤْمِنِينَ كاف الْآخَرِينَ تامّ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ جائز تَعْبُدُونَ كاف تُرِيدُونَ صالح الْعالَمِينَ كاف، وكذا: مدبرين ضَرْباً بِالْيَمِينِ صالح يَزِفُّونَ حسن تَعْمَلُونَ كاف، وكذا: الأسفلين سَيَهْدِينِ حسن، وكذا: من الصالحين، وحليم ماذا تَرى كاف مِنَ الصَّابِرِينَ حسن قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا تامّ، وجواب فَلَمَّا أَسْلَما وَنادَيْناهُ بجعل الواو صلة: وقيل:

كان مما ينطق به الحال والوصف مما يدرك كنهه. وقيل: تقديره: فلما أسلما أسلما. وقيل: جوابها وتله بجعل الواو زائدة، وعليه يحسن الوقف على الجبين. وقيل: نادته الملائكة من الجبل أو كان من الأمر ما كان، أو قبلنا منه، أو همّ بذبحه عند أهل السنة، لا أنه أمرّ السكين كما تقوله المعتزلة. قيل: لما قال إبراهيم لولده إسماعيل: إني أرى في المنام أني أذبحك، فقال: يا أبت هذا جزاء من نام عن حبيبه، ولو لم تنم ما أمرت بذلك. وقيل: لو كان في النوم خير لكان في الجنة الْمُحْسِنِينَ تامّ البلواء المبين كاف. ورسموا البلواء بواو وألف كما ترى بِذِبْحٍ عَظِيمٍ كاف، وصف بعظيم، لأنه متقبل، لأنه هو الذي قرّبه هابيل بن آدم حين أهبط من الجنة. وقيل: وصف بعظيم لأنه فداء عبد عظيم فِي الْآخِرِينَ تامّ عَلى إِبْراهِيمَ جائز الْمُحْسِنِينَ حسن، ومثله: المؤمنين، وقيل: تامّ، لأنه آخر قصة الذبيح مِنَ الصَّالِحِينَ حسن وَعَلى إِسْحاقَ تامّ، وليس رأس آية مُبِينٌ تامّ. والوقف على: هارون، والعظيم، والغالبين، والمستبين، والمستقيم. وفي الآخرين، وهارون، والمحسنين كلها وقوف كافية الْمُؤْمِنِينَ تامّ، لأنه آخر قصتهما عليهما الصلاة والسلام لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ كاف، إن علق إذ بمحذوف، وجائز إن علق بما قبله أَلا تَتَّقُونَ كاف الْخالِقِينَ تامّ، لمن قرأ: الله بالرفع خبر مبتدإ محذوف، أي: هو الله، أو الله مبتدأ وربكم خبره، وعلى القراءتين لا يوقف على ربكم، لأن قوله: وربّ آبائكم معطوف على ما قبله، وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم بنصب الثلاثة على ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ محذوف، وعليه فالوقف على الرؤيا أيضا، وعلى الجبين حسن نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ تامّ الْمُبِينُ كاف. وكذا: بذبح عظيم فِي الْآخِرِينَ تامّ، وكذا: إبراهيم الْمُحْسِنِينَ حسن، وكذا: المؤمنين، ومن الصالحين وَعَلى إِسْحاقَ تامّ وكذا: مبين وَهارُونَ كاف، وكذا: العظيم، والغالبين، والمستبين، والمستقيم فِي الْآخِرِينَ تامّ، وكذا: وهارون، والمحسنين، والمؤمنين لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ صالح أَ لا تَتَّقُونَ كاف

المدح أو البدل من أحسن أو البيان، وليس بوقف لمن نصب الله والباقون بالرفع، وروي عن حمزة أنه كان إذا وصل نصب وإذا وقف رفع، وهو حسن جدّا، وفيه جمع بين الروايتين الْأَوَّلِينَ كاف على القراءتين لَمُحْضَرُونَ ليس بوقف لحرف الاستثناء الْمُخْلَصِينَ كاف الْآخِرِينَ تامّ لأنه آخر قصة إِلْ ياسِينَ كاف، وهو بهمزة مكسورة، واللام موصولة بياسين جمع المنسوبين إلى إلياس معه، قرأ نافع وابن عامر آل ياسين بقطع اللام وبالمدّ في آل وفتح الهمزة وكسر اللام كذا: في الإمام آل منفصلة عن ياسين، فيكون ياسين نبيّا سلم الله على آله لأجله فيكون ياسين، وإلياس اسمين لهذا النبيّ الكريم، أو أراد بآل ياسين أصحاب نبينا، أو أراد بياسين السورة التي تتلوها. وهذه الإرادة ضعيفة، لأن الكلام في قصة إلياس، وفي بعض المصاحف سلام على إدريس، وعلى إدراسين والباقون بغير مدّ وإسكان اللام وكسر الهمزة جعلوه اسما واحدا لنبي مخصوص، فيكون السلام على هذه القراءة على من اسمه إلياس، أصله إلياسي كأشعري استثقل تضعيفها فحذفت إحدى ياءي النسب، فلما جمع جمع سلامة التقى ساكنان إحدى الياءين وياء الجمع، فحذفت أولهما لالتقاء الساكنين فصار إلياسين، ومثله: الأشعريون الْمُحْسِنِينَ كاف الْمُؤْمِنِينَ تامّ، لأنه آخر قصة إلياس لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ كاف، إن علق إذ بمحذوف، وجائز إن علق بما قبله أَجْمَعِينَ ليس بوقف للاستثناء بعده في الغابرين، جائز الْآخَرِينَ تامّ، على استئناف ما بعده مُصْبِحِينَ جائز، ورأس آية وله تعلق بما بعده من جهة المعنى، لأنه معطوف على المعنى، أي: تمرّون عليهم في الصبح وبالليل، والوقف على ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ تامّ، لمن قرأ: الله ربكم بالرفع أو بالنصب على المدح، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب بدلا من أحسن الْأَوَّلِينَ حسن الْمُخْلَصِينَ كاف فِي الْآخِرِينَ تامّ، وكذا: إلياسين، والمحسنين الْمُؤْمِنِينَ صالح، وكذا: المرسلين

وبالليل تامّ، وعلى أفلا تعقلون أتمّ، لأن آخر القصة لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ كاف، إن نصب إذ بمقدّر وإلا فلا يجوز الْمَشْحُونِ جائز الْمُدْحَضِينَ كاف ومثله: مليم، وكذا: يبعثون، وسقيم، ويقطين، وأو يزيدون كلها وقوف تامة إِلى حِينٍ تامّ، لأنه آخر قصة يونس عليه السلام، زعم بعضهم أن قوله: فاستفتهم عطف على قوله: فاستفتهم أهم أشدّ خلقا أول السورة. قال وإن تباعد ما بينهما. أمر الله نبيه صلّى الله عليه وسلّم باستفتاء قريش عن وجه إنكارهم البعث أوّلا. ثم ساق الكلام موصولا بعضه ببعض. ثم أمره ثانيا باستفتائهم عن جعلهم الملائكة بنات الله، ولا شك أن حكم المعطوف أن يكون داخلا فيما دخل عليه المعطوف عليه، وعلى هذا فلا يكون بين: فاستفتهم الأولى والثانية وقف لئلا يفصل بين المعطوف والمعطوف عليه، والعطف يصير الأشياء كالشيء الواحد، والمعتمد ما صرّح به أرباب هذا الشأن أن بين فاستفتهم الأولى والثانية وقوفا تامة وكافية وحسنة على ما نراها إذا اعتبرتها الْبَنُونَ حسن، إن جعلت أم منقطعة بمعنى بل، وليس بوقف إن عطفت على ما قبلها شاهِدُونَ كاف وَلَدَ اللَّهُ جائز، لأنه آخر كلامهم وما بعده من مقول الله لَكاذِبُونَ حسن، لمن قرأ: أصطفى بقطع الهمزة مستفهما على سبيل الإنكار، والدليل على ذلك مجيء أم بعدها في قوله: أم لكم سلطان مبين، والأصل أاصطفى، وليس بوقف لمن قرأ بوصل الهمزة من غير تقدير همزة الاستفهام يكون أصطفى داخلا في القول، فكأنه قال ألا أنهم من غير تقدير همزة الاستفهام يكون أصطفى داخلا في القول: فكأنه قال ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله، ويقولون أصطفى البنات على البنين، فاصطفى بدل من ولد الله، وهي مروية عن ورش وهي ضعيفة، فلا يوقف على لكاذبون، لأنه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْآخَرِينَ تامّ، وكذا: وبالليل، وتعقلون الْمُرْسَلِينَ صالح الْمُدْحَضِينَ كاف، وكذا: مليم، ويبعثون، وسقيم، ويقطين، ويزيدون، وإلى حين وَهُمْ شاهِدُونَ حسن، وكذا: لكاذبون، لمن قرأ بقطع همزة أصطفى، وليس بوقف لمن قرأ بوصلها

محكي من قولهم عَلَى الْبَنِينَ تامّ تَحْكُمُونَ كاف، على استئناف ما بعده تَذَكَّرُونَ جائز، ومثله: مبين صادِقِينَ كاف، ومثله: نسبا لَمُحْضَرُونَ كاف عَمَّا يَصِفُونَ ليس بوقف للاستثناء بعده الْمُخْلَصِينَ تامّ بِفاتِنِينَ ليس بوقف للاستثناء الْجَحِيمِ تامّ، عند الأخفش وأبي حاتم مَعْلُومٌ كاف، ومثله المسبحون، وكذا: عباد الله المخلصين فَكَفَرُوا بِهِ حسن للابتداء بالتهديد يَعْلَمُونَ تامّ الْمُرْسَلِينَ جائز، لأن ما بعده تفسير للكلمة الْمَنْصُورُونَ كاف، على استئناف ما بعده الْغالِبُونَ كاف حَتَّى حِينٍ جائز يُبْصِرُونَ كاف، ومثله: يستعجلون، وكذا: صباح المنذرين حَتَّى حِينٍ جائز يُبْصِرُونَ تامّ سُبْحانَ رَبِّكَ ليس بوقف، لأن ما بعده بدل منه يَصِفُونَ كاف، ومثله: المرسلين للابتداء بالحمد الذي يبتدئ به الكلام وبه يختم، آخر السورة، تامّ. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بإضمار القول، أي: يقولون أصطفى عَلَى الْبَنِينَ تامّ تَحْكُمُونَ كاف تَذَكَّرُونَ صالح، لأنه رأس آية مُبِينٌ مفهوم صادِقِينَ حسن نَسَباً كاف لَمُحْضَرُونَ حسن الْمُخْلَصِينَ كاف صالِ الْجَحِيمِ تامّ مَعْلُومٌ كاف، وكذا: الصافون، والمسبحون، والمخلصين يَعْلَمُونَ تامّ الْمُرْسَلِينَ حسن الْمَنْصُورُونَ كاف الْغالِبُونَ حسن حَتَّى حِينٍ مفهوم يُبْصِرُونَ حسن يَسْتَعْجِلُونَ كاف الْمُنْذَرِينَ حسن حَتَّى حِينٍ مفهوم يُبْصِرُونَ تامّ يَصِفُونَ كاف، وكذا: على المرسلين، آخر السورة، تامّ.

سورة ص

سورة ص مكية (¬1) كلمها سبعمائة وثنتان وثلاثون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وتسع وستون حرفا، وآيها خمس أو ست أو ثمان وثمانون آية، تقدّم الكلام على الحروف أوائل السور. ص الواو بعدها للقسم والقسم لا بدّ له من جواب. فإذا عرف الجواب عرف أين الوقف، وللعلماء في جوابه سبعة أوجه. قيل: جوابه ص كما يقال حقّا والله كذا، فعلى هذا الوقف على قوله: ذِي الذِّكْرِ كاف، وليس بوقف إن جعل جوابه إن ذلك لحقّ، ومثله: في عدم الوقف إن جعل جوابه، إن كلّ إلا كذب الرسل، ومثله: أيضا في عدم الوقف إن جعل جوابه: بل الذين كفروا في عزة وشقاق، والوقف على هذا على شقاق تامّ، وقيل: جوابه محذوف والتقدير والقرآن ذي الذكر ما لأمر كما زعمه هؤلاء الكفار، والوقف على هذا أيضا على شقاق، وقيل: جوابه كم أهلكنا والتقدير لكم أهلكنا، فلما طال الكلام حذفت اللام، والوقف على هذا أيضا من قرن، وقيل: جوابه إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ سئل ابن عباس عن ص ـــــــــــــــــــــــــ سورة ص مكية وتقدّم الكلام على ص والواو بعدها للقسم ذِي الذِّكْرِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف. هذا إن جعل جواب القسم ص وأخذت ص من إحدى صفات الله تعالى وتقديره، والقرآن ذي الذكر إنه لصادق، وإن جعل ص قسما أيضا، فجوابهما بل الذين كفروا، أو: كم أهلكنا وتقديرهما بص وبالقرآن ذي الذكر إن الذين كفروا، أو كم ¬

_ (¬1) وهي ثمان وثمانون في الكوفي، وخمس في البصري، وست في الباقي والخلاف في ثلاث آيات هي: ذِي الذِّكْرِ [1] كوفي، وَغَوَّاصٍ [37] غير بصري. وَالْحَقَّ أَقُولُ [82] كوفي وانظر: «جمال القراء» (1/ 214).

فقال كان بحرا بمكة، وكان عليه عرش الرحمن، إذ لا ليل ولا نهار، وفي خبر: أنّ موضع الكعبة كان غشاء على الماء قبل خلق الله السماء والأرض، وقال سعيد بن جبير بحر يحيي الله به الموتى بين النفختين، وقرأ الحسن صاد بكسر الدال من المصاداة، وهي المعارضة، يقال صاديت فلانا، وهو أمر من ذلك، أي: عارض القرآن بقلبك وقالبك فاعمل بأوامره وانته بنواهيه، وقرأ عيسى بن عمر صاد بفتح الدال لاجتماع الساكنين حركها بأخف الحركات، وقيل: صاد محمد قلوب الخلق واستمالها حتى آمنوا به فَنادَوْا جائز مَناصٍ حسن مُنْذِرٌ مِنْهُمْ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفا على ما قبله كَذَّابٌ كاف، على استئناف الاستفهام، وليس بوقف إن جعل متعلقا بما قبله متصلا به واحِداً حسن عُجابٌ كاف مِنْهُمْ حسن، إن جعلت أن بمعنى أي: فكأنه قال: أي امشوا وهو تفسير لما قبله متصل به من جهة المعنى. وهذا قول سيبويه، وليس بوقف إن جعل موضع إن نصبا بانطلق وعليه فلا يوقف على منهم عَلى آلِهَتِكُمْ كاف يُرادُ جائز، لأنه رأس آية وما بعده من تمام الحكاية الْآخِرَةِ حسن اخْتِلاقٌ جائز، وإنما جاز هنا، وعلى يراد وإن لم تتم الحكاية، لأنه آخر آية ولطول الكلام مِنْ بَيْنِنا حسن، للفصل بين كلام الكفار وكلام الله، ومثله في الحسن من ذكرى عَذابِ كاف، لأن أم منقطعة مما قبلها، ومعناها معنى بل كأنه قال بل أعندهم خزائن الْوَهَّابِ كاف إن جعلت أم منقطعة بمعنى ألف الاستفهام كالأولى وليس بوقف إن جعلت عاطفة وَما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أهلكنا، وعلى كل من الجوابين لا يوقف على ذي الذكر، بل على وشقاق في الأوّل وهو حسن، وعلى: مناص في الثاني، وهو كاف مُنْذِرٌ مِنْهُمْ كاف، ولا يوقف على كذاب، لأن ما بعده من تمامه عُجابٌ حسن يُرادُ صالح، وإن كان ما بعده من تمام الحكاية، لأنه رأس آية، وكذا: اختلاق مِنْ بَيْنِنا حسن عَذابِ كاف فِي

بَيْنَهُما جائز، لتناهي الاستفهام فِي الْأَسْبابِ كاف مِنَ الْأَحْزابِ تامّ، ذو الأوتاد ليس بوقف، لأن وثمود معطوف على فرعون الْأَيْكَةِ حسن، إن جعل أولئك مبتدأ، وليس بوقف إن جعل نعتا الْأَحْزابُ تامّ، للابتداء بعد بالنفي، وكذا عقاب واحِدَةً حسن مِنْ فَواقٍ كاف، فواق بفتح الفاء وضمها، الزمان الذي ما بين رفع يدك عن ضرع الناقة وردها، وقيل: هو ما بين الحلبتين. والمعنى زمن يسير يستريحون فيه من العذاب، قرأ الأخوان: فواق بضم الفاء والباقون بفتحها الْحِسابِ كاف عَلى ما يَقُولُونَ تامّ عند أبي حاتم ذَا الْأَيْدِ حسن إِنَّهُ أَوَّابٌ تامّ وَالْإِشْراقِ كاف، ولو وصل بما بعد لم يحسن، لأن معنى والطير محشورة، أي: مجموعة، ولو أوقع تحشر موقع محشورة لم يحسن أيضا، لأن تحشر يدلّ على الحشر شيئا فشيئا ومحشورة يدلّ على الحشر دفعة واحدة، وذلك أبلغ في القدرة مَحْشُورَةً كاف، لأن الذي بعده مبتدأ أَوَّابٌ كاف الْخِطابِ تامّ، نبأ الخصم ليس بوقف، ومثله في عدم الوقف المحراب، لأن الذي بعده ظرف في محل نصب بمحذوف تقديره وهل أتاك نبأ تحاكم الخصم إذ تسوّروا، فالعامل في إذ تحاكم لما فيه من معنى الفعل، وإذ في قوله: إِذْ دَخَلُوا بدل من إذ الأولى فلا يوقف على نبأ الخصم، ولا على المحراب فَفَزِعَ مِنْهُمْ حسن ولا تَخَفْ أحسن منه: ولا يجمع بينهما عَلى بَعْضٍ حسن، ومثله ولا تشطط الصِّراطِ كاف إِنَّ هذا أَخِي جائز، عند ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْأَسْبابِ حسن مِنَ الْأَحْزابِ تامّ ذُو الْأَوْتادِ صالح أُولئِكَ الْأَحْزابُ حسن، وكذا: عقاب فَواقٍ كاف الْحِسابِ حسن اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ تامّ ذَا الْأَيْدِ مفهوم إِنَّهُ أَوَّابٌ تامّ وَالْإِشْراقِ كاف مَحْشُورَةً حسن أَوَّابٌ كاف الْخِطابِ تامّ فَفَزِعَ مِنْهُمْ كاف لا تَخَفْ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ، ويبتدئ خصمان بمعنى نحن خصمان الصِّراطِ حسن إِنَّ هذا

بعضهم، فاسم الإشارة اسم إن وأخي خبرها، ثم تبتدئ له تسع وتسعون نعجة، وليس بوقف إن جعل هذا اسم إن وأخي بدلا منه والخبر قوله: تسع وتسعون نعجة مجموع الجملة والوقف على نعجة، وهذا أولى وأحسن منهما نعجة واحدة ونعجة كناية عن المرأة، وهي أم سليمان عليه السلام امرأة أوريا قبل أن ينكحها داود عليه السلام أَكْفِلْنِيها كاف فِي الْخِطابِ أكفى، لأنه آخر قول الملك إِلى نِعاجِهِ حسن عَلى بَعْضٍ ليس بوقف للاستثناء الصَّالِحاتِ كاف وَقَلِيلٌ ما هُمْ تامّ، فقليل خبر مقدم وما زائدة وهم مبتدأ مؤخر، أي: وهم قليل، ويجوز أن تكون ما مبتدأ وما بعدها خبرا، والجملة خبر قليل. قرأ العامة فتناه بالتشديد، وقرأ قتادة بتخفيف النون، أي: حملاه على الفتنة، وهي تروى عن أبي عمرو جعل الفعل للملكين وقراءة العامة الفعل لله وَأَنابَ كاف، ومثله: فغفرنا له ذلك، أي: ذلك الذنب فيجوز في ذلك الرفع والنصب فالرفع على الابتداء والخبر محذوف، أي: ذلك أمره، أنشد سيبويه: وذاك إنّي على ضيفي لذو حدب ... أحنو عليه كما يحني على الجار بكسر إن بعد ذاك كما في قوله: وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا ولذلك ابتدأت بذلك ووصلته بما بعده، وهذا أي: جعل ذلك منقطعا مما قبله وجعله مبتدأ يحوج إلى أن يضمر لذلك مرجع وما لا يحوج أولى وجعله في محل نصب من الكلام الأولى أولى، لأن فاء السببية ما بعدها مسبب عما قبلها، وقد ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أَخِي صالح عند بعضهم، وكذا: له تسع وتسعون نعجة، وأصلح من ذلك، ولي نعجة واحدة فِي الْخِطابِ كاف إِلى نِعاجِهِ حسن وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ تامّ وَقَلِيلٌ ما هُمْ أتمّ منه وَأَنابَ كاف، وكذا: فغفرنا له ذلك، والأخير أكفاها ومحلّ ذلك على الثاني منها نصب، أي: فعلنا ذلك أو رفع، أي: الأمر ذلك أو ذلك

يكون سابقا عليها نحو أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا ويكون المعنى غفرنا له ذلك الذنب وَحُسْنَ مَآبٍ تام، على الوجهين فِي الْأَرْضِ ليس بوقف لمكان الفاء بِالْحَقِّ جائز الْهَوى ليس بوقف، لأن قوله: فَيُضِلَّكَ منصوب، لأنه جواب النهي عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ الأول تامّ: عند نافع للابتداء بإن، والثاني ليس بوقف، لأن ما بعده خبر إن الْحِسابِ تامّ باطِلًا حسن، ومثله: الذين كفروا للابتداء بالتهديد، وكذا من النار، لأن أم بمعنى ألف الاستفهام والوقف على الفجار، وأولوا الألباب، ولداود سليمان، ونعم العبد، وإنه أوّاب إن نصب إذ بمضمر محذوف يعمل فيها غير أواب، وتقديره اذكر إذ عرض عليه بالعشيّ كلها حسان، وليس أواب بوقف إن علق إذ بما قبله، ومثله في عدم الوقف الجياد للعطف، وكذا عن ذكر ربي، لأن حتى متصلة بما قبلها فهي غاية لقوله: أحببت، أي: آثرت حبّ الخيل على الصلاة إلى أن توارت الشمس بالحجاب، ويجوز أن تكون للابتداء، أي: حتى إذا تواترت بالحجاب قال ردّوها عليّ بِالْحِجابِ كاف عَلَيَّ جائز لأن جواب فطفق محذوف كأنه قال: فردّوها فطفق يمسح مسحا، لأن خبر هذه الأفعال لا يكون إلا مضارعا في الأمر العام وَالْأَعْناقِ كاف. قال ابن عباس مسحه بالسوق والأعناق لم يكن بالسيف بل بيديه تكريما لها. قاله أبو حيان وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ جائز ثُمَّ أَنابَ كاف، ومثله: من بعدي للابتداء بإن وكذا: الوهاب حَيْثُ أَصابَ ليس بوقف، لأن والشياطين معطوف على الريح، ومثله: في عدم الوقف غوّاص، لأن وآخرين منصوب بالعطف على كل بناء فِي الْأَصْفادِ كاف عَطاؤُنا جائز بِغَيْرِ حِسابٍ حسن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أمره وَحُسْنَ مَآبٍ تامّ، وكذا: عن سبيل الله، ويوم الحساب باطِلًا كاف، وكذا: الذين كفروا، ومن النار، وكالفجار، وأولوا الألباب، ولداود سليمان، وبالحجاب وَالْأَعْناقِ تامّ ثُمَّ أَنابَ كاف، وكذا: الوهاب فِي الْأَصْفادِ حسن، وكذا: بغير حساب مَآبٍ تامّ عَبْدَنا أَيُّوبَ

مَآبٍ تامّ عَبْدَنا أَيُّوبَ جائز، إن نصب إذ بمقدر، وليس بوقف إن جعل بدل اشتمال وَعَذابٍ كاف، ومثله: برجلك، لأن هذا مبتدأ وَشَرابٌ حسن لِأُولِي الْأَلْبابِ كاف وَلا تَحْنَثْ تامّ صابِراً حسن، ومثله: نعم العبد إِنَّهُ أَوَّابٌ تامّ، ومثله: والأبصار ذِكْرَى الدَّارِ كاف الْأَخْيارِ تامّ وَذَا الْكِفْلِ كاف، وتامّ عند أبي حاتم، والتنوين في كل عوض من محذوف تقديره وكلهم الْأَخْيارِ كاف، ومثله: هذا ذكر: لما فرغ من ذكر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ذكر نوعا آخر، وهو ذكر الجنة وأهلها. فقال هذا ذكر، وفصل به بين ما قبله وما بعده إيذانا بأن القصة قد تمت وأخذ في أخرى. وهذا عند علماء البديع يسمى تخلصا، وهو الخروج من غرض إلى غرض آخر مناسب للأوّل، ويقرب منه الاقتضاب وهو الخروج من غرض إلى آخر لا يناسب الأول نحو هذا، وإن للطاغين. فهذا مبتدأ والخبر محذوف والواو بعده للاستئناف، ثم يبتدئ، وإن للطاغين. ويجوز أن يكون هذا مفعولا بفعل مقدّر والواو بعده للعطف لَحُسْنَ مَآبٍ رأس آية، ولا يوقف عليه، لأن ما بعده بدل منه، أي: من حسن مآب كأنه قال: وإن للمتقين جنات عدن، ومثله: في عدم الوقف الأبواب، لأن متكئين حال مما قبله، وإن نصب متكئين بعامل مقدّر، أي: يتنعمون متكئين فهو حسن، لأن الاتكاء لا يكون في حال فتح الأبواب مُتَّكِئِينَ فِيها كاف، على استئناف ما بعده وَشَرابٍ حسن، ومثله: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ صالح وَعَذابٍ حسن وَشَرابٌ كاف، وكذا: لأولي الألباب وَلا تَحْنَثْ تامّ صابِراً كاف إِنَّهُ أَوَّابٌ تامّ، وكذا: أولى الأيدي والأبصار ذِكْرَى الدَّارِ حسن الْأَخْيارِ تامّ وَذَا الْكِفْلِ كاف، وكذا: هذا ذكر لَحُسْنَ مَآبٍ رأس آية ولا يوقف عليه، لأن ما بعده بدل منه، ولا على الأبواب، لأن ما بعده حال مما قبله وَشَرابٍ حسن، وكذا: أتراب، وليوم الحساب لَرِزْقُنا كاف مِنْ نَفادٍ تامّ،

أتراب، وكذا: الحساب ما لَهُ مِنْ نَفادٍ تامّ، وقيل: الوقف على هذا بإضمار شيء، أي: هذا الذي وصفنا لمن آمن واتقى، وهكذا الحكم في قوله: فبئس المهاد. هذا أي: الذي ذكرنا لمن كفر وطغى. ثم يبتدئ فليذوقوه. وإن جعل فليذوقوه خبرا لهذا أو نصب بفعل يفسره فليذوقوه، أي: فليذوقوا هذا، فليذوقوه حسن الوقف على فليذوقوه ويكون قوله: حميم وغساق مرفوعين خبر مبتدإ محذوف، أي: هو حميم وغساق، ومن رفع هذا بالابتداء وجعل حميم وغساق خبرا لم يقف على فليذوقوه بل على غساق أَزْواجٌ حسن، ومثله: معكم لا مَرْحَباً بِهِمْ جائز صالُوا النَّارِ كاف لا مَرْحَباً بِكُمْ جائز قَدَّمْتُمُوهُ لَنا حسن الْقَرارُ كاف مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا ليس بوقف، لأن قوله: فزده جواب الشرط فِي النَّارِ كاف، ومثله: الأشرار لمن قرأ: أتخذناهم بقطع همزة الاستفهام، وبها قرأ نافع وابن كثير وعاصم وابن عامر وأم مردودة على الاستفهام، وليس بوقف لمن وصل وحذف الاستفهام، لأن اتخذناهم حينئذ صفة لرجالا، وهي قراءة أبي عمرو وحمزة والكسائي لأنه كله كلام واحد متصل بعضه ببعض، وقوله: أم زاغت مردود على ما لنا لا نرى رجالا اتخذناهم سخريا أزاغت عنهم أبصارنا وهم فيها، فنفوا أولا ما يدل على كونهم ليسوا معهم. ثم جوّزوا أن يكونوا معهم ولكن أبصارهم لم ترهم، فأم منقطعة في الأول متصلة في الثاني الْأَبْصارُ تامّ، على الوجهين إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ ليس بوقف، لأن قوله: تخاصم بدل من الضمير في لحق، وكذا إن جعل خبرا ثانيا، وإن جعل تخاصم خبر مبتدإ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ويجوز الوقف على هذا، ومحله في الوقف عليه والابتداء به نصب بمقدّر كخذ أو رفع مبتدإ أو خبرا لمحذوف لَشَرَّ مَآبٍ كاف، ومنهم من قال الوقف على جهنم، وهو صالح فَبِئْسَ الْمِهادُ كاف، وكذا: فليذوقوه إن جعل خبرا لهذا أو نصب هذا بفعل يفسره فليذوقوه ويكون حميم خبر مبتدإ محذوف. فإن رفع هذا مبتدأ خبره حميم، فالوقف

محذوف كان الوقف عليه تاما أَهْلِ النَّارِ تامّ مُنْذِرٌ جائز وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ ليس بوقف، لأن قوله: الواحد القهار نعتان لله، فلا يفصل بين النعت والمنعوت، وإن جعل الواحد مبتدأ والقهار نعتا له، وربّ السموات خبرا له حسن الوقف على إلا الله وَما بَيْنَهُمَا حسن، إن رفع ما بعده خبر مبتدإ محذوف، أي: هو العزيز، وليس بوقف إن جعلا نعتين لما قبلهما الْغَفَّارُ تامّ نَبَأٌ عَظِيمٌ جائز مُعْرِضُونَ جائز بِالْمَلَإِ الْأَعْلى ليس بوقف، لأن ما بعده ظرف لما قبله يَخْتَصِمُونَ كاف، لأن إن بمعنى ما فكأنه قال: ما يُوحى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ومُبِينٌ حسن، إن نصب إذ بمقدّر، وليس بوقف إن جعلت إذ بدلا من إذ يختصمون، وحينئذ لا يوقف على شيء من قوله: إذ يختصمون إلى هذا الموضع مِنْ طِينٍ جائز، ومثله: ساجدين أَجْمَعُونَ ليس بوقف للاستثناء إِلَّا إِبْلِيسَ جائز، لأن المعرّف لا يوصف بالجملة الْكافِرِينَ كاف، ومثله: بيديّ للابتداء بالاستفهام، فالهمزة في أستكبرت للتوبيخ دخلت على همزة الوصل فحذفتها، فلذلك يبتدأ بها مفتوحة الْعالِينَ كاف مِنْهُ جائز، علل للخيرية بقوله: لأنك خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ومِنْ طِينٍ كاف رَجِيمٌ جائز ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ على غَسَّاقٌ وهو كاف أَزْواجٌ تامّ مَعَكُمْ كاف لا مَرْحَباً بِهِمْ صالح صالُوا النَّارِ حسن لا مَرْحَباً بِكُمْ صالح قَدَّمْتُمُوهُ لَنا كاف، وكذا: القرار، وفي النار، ومن الأشرار لمن قرأ: اتخذناهم بقطع الهمزة على الاستفهام، لأنه استئناف تقديرا، ومن قرأ بوصلها لم يقف على الأشرار، لأن اتخذناهم حينئذ نعت لقوله: رجالا وبالجملة المعادلة لأم محذوفة، والتقدير مفقودون أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ تامّ، على الوجهين تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ تامّ أَنَا مُنْذِرٌ جائز الْغَفَّارُ تامّ نَبَأٌ عَظِيمٌ جائز مُعْرِضُونَ حسن يَخْتَصِمُونَ كاف مُبِينٌ حسن ساجِدِينَ كاف إِلَّا إِبْلِيسَ صالح مِنَ الْكافِرِينَ كاف، وكذا: بيديّ، ومن العالين، ومن طين، و: يوم الدين، و: يوم يبعثون، والمعلوم، والمخلصين فَالْحَقُّ كاف، لمن قرأه بالرفع

يَوْمِ الدِّينِ كاف، ومثله: يبعثون وكذا الوقت المعلوم، والمخلصين فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ قرئ بنصبهما ورفعهما ورفع الأول ونصب الثاني. فأما من نصبهما فنصب الأوّل بأقول، والثاني بالعطف عليه، والوقف على هذا على أقول، وبذلك قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي وابن عامر. وأما من رفعهما فرفع الأول خبر مبتدإ محذوف، أي: فأنا الحق ورفع الثاني بالعطف عليه، وأقول صفة، وحذفت الهاء من الصفة كما قال جرير: أبحت حمى تهامة بعد نجد ... وما شيء حميت بمستباح أراد حميته، وقرأ ابن عباس ومجاهد والأعمش برفعهما، وقرأ الحسن بجرّهما، فجرّ الأوّل بواو القسم المقدّرة أي: فو الحق والحقّ عطف عليه. وأقول معترض بين القسم وجوابه، وأجمعين توكيد للضمير في منك، وعليها لا يوقف على الحقّ، لأن لأملأن جواب القسم. وأما رفع الأول ونصب الثاني فرفع الأول إما خبر مبتدإ محذوف أو مبتدإ خبره محذوف، أي: مني الحقّ، أو فالحقّ أنا، أو مبتدأ خبره لأملأن. قاله ابن عطية. قال أبو حيان: وهذا ليس بشيء، لأن لأملأن جواب القسم، وهي قراءة عاصم وحمزة: وعليها يوقف على الحقّ الأول ونصب الثاني بأقوال، وليس الحق الأول بوقف لمن نصبه بأقول أَجْمَعِينَ كاف، ومثله: المتكلفين لِلْعالَمِينَ جائز، آخر السورة، تامّ. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بتقديره فأنا الحقّ، أو فالحقّ مني، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب بأقول أَجْمَعِينَ تامّ مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ كاف لِلْعالَمِينَ جائز، آخر السورة، تامّ.

سورة الزمر

سورة الزمر مكية (¬1) إلا قوله: قل يا عبادي الذين أسرفوا، الآية فمدنيّ، نزلت في وحشي قاتل حمزة بن عبد المطلب. كلمها ألف ومائة واثنتان وسبعون كلمة وحروفها أربعة آلاف وسبعمائة وثمانية أحرف، وآيها اثنتان أو ثلاث أو خمس وسبعون آية تَنْزِيلُ الْكِتابِ جائز، إن جعل تَنْزِيلُ خبر مبتدإ محذوف ولم يجعل ما بعده صفة له، وليس بوقف إن جعل تَنْزِيلُ مبتدأ خبره، من الله العزيز الحكيم، والوقف على الْحَكِيمِ تامّ، على الوجهين بِالْحَقِّ حسن لَهُ الدِّينَ حسن. وقيل: تامّ، وهو رأس آية الْخالِصُ تامّ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ حسن، إن جعل خبر والذين محذوفا، أي: يقولون ما نعبدهم، وكذا إن جعل الخبر إن الله يحكم، وليس بوقف إن جعل: ما نعبدهم قام مقام الخبر زُلْفى كاف ـــــــــــــــــــــــــ سورة الزمر مكية إلا قوله: قل يا عبادي الذين أسرفوا، الآية فمدنيّ. تَنْزِيلُ الْكِتابِ خبر مبتدإ محذوف، فيجوز الوقف عليه، أو مبتدأ خبره، من الله العزيز الحكيم، فالوقف على: الحكيم، وهو تامّ على الوجهين بِالْحَقِّ جائز لَهُ الدِّينَ حسن الْخالِصُ تامّ، وكذا: زلفى، وقال أبو عمرو فيه: كاف. وقيل: تامّ ¬

_ (¬1) وهي مكية، إلا ثلاث آيات وهي: قوله تعالى: قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا إلى آخرهن [53، 54، 55] وهي سبعون وخمس في الكوفي، وثلاث في الشامي، واثنتان في الباقي، والخلاف في سبع آيات: يَخْتَلِفُونَ [3] غير كوفي، لَهُ دِينِي [14] كوفي، هادٍ [36] كوفي، فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ [39] كوفي، لَهُ الدِّينَ [11] سماوي فَبَشِّرْ عِبادِ [17] غير مدني ومكي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ [20] مدني، مكي وانظر: «جمال القراء» (1/ 217).

يَخْتَلِفُونَ تامّ، ومثله: كفار ما يَشاءُ حسن سُبْحانَهُ جائز، سواء ابتدأ به أم وصله بما قبله الْقَهَّارُ تامّ بِالْحَقِّ حسن عَلَى النَّهارِ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفا على ما قبله عَلَى اللَّيْلِ حسن، ومثله: والقمر، وكذا: مسمى. وقيل: كاف الْغَفَّارُ تامّ زَوْجَها حسن أَزْواجٍ كاف، وتامّ عند أبي حاتم على استثناء ما بعده ثَلاثٍ حسن، ومثله: الملك إِلَّا هُوَ جائز تُصْرَفُونَ تامّ، للابتداء بالشرط عَنْكُمْ حسن، ومثله: الكفر يَرْضَهُ لَكُمْ كاف وِزْرَ أُخْرى حسن مَرْجِعُكُمْ ليس بوقف لمكان الفاء تَعْمَلُونَ كاف بِذاتِ الصُّدُورِ تامّ مُنِيباً إِلَيْهِ جائز ومنيبا حال من فاعل دعا مِنْ قَبْلُ حسن عَنْ سَبِيلِهِ تامّ قَلِيلًا حسن مِنْ أَصْحابِ النَّارِ كاف. وقرئ أَمَّنْ بتشديد الميم وتخفيفها فوق من شدّدها على: رحمة ربه، وبها قرأ أبو عمرو وعاصم والكسائي وابن عامر. ومن خفف الميم، وهو ابن كثير ونافع وحمزة فأم عندهم متصلة ومعادلها محذوف تقديره الكافر خير أم الذي هو قانت؟ وكان الوقف على رَحْمَةَ رَبِّهِ أيضا. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يَخْتَلِفُونَ تامّ، وكذا: كفار ما يَشاءُ حسن، وإن وقف على: سبحانه جاز، سواء أبدا به أو وصله بما قبله الْقَهَّارُ تامّ بِالْحَقِّ كاف عَلَى النَّهارِ صالح، وكذا: على الليل وَالْقَمَرَ حسن وكذا: لأجل مسمى، والغفار زَوْجَها كاف ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ تامّ، وكذا: في ظلمات ثلاث لَهُ الْمُلْكُ حسن إِلَّا هُوَ جائز تُصْرَفُونَ تامّ عَنْكُمْ كاف الْكُفْرَ حسن يَرْضَهُ لَكُمْ أحسن منه، وقال أبو عمرو: كاف، وكذا: وزر أخرى تَعْمَلُونَ كاف بِذاتِ الصُّدُورِ تامّ مِنْ قَبْلُ كاف عَنْ سَبِيلِهِ تامّ، وكذا: أصحاب النار، إن علق أَمَّنْ بما قبل قل بأن تقدّر عن سبيله أهذا خير أمّن هو قانت رَحْمَةَ رَبِّهِ تامّ لا

ورسموا أَمَّنْ بميم واحدة كما ترى رَحْمَةَ رَبِّهِ كاف، على القراءتين الْأَلْبابِ تامّ اتَّقُوا رَبَّكُمْ حسن، ومثله: حسنة واسِعَةٌ كاف بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ لَهُ الدِّينَ جائز الْمُسْلِمِينَ كاف، ومثله: عظيم قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ ليس بوقف، لأن مُخْلِصاً منصوب على الحال من الضمير في أعبد لَهُ دِينِي جائز مِنْ دُونِهِ كاف يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن الْمُبِينُ كاف وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ حسن، ومثله: عباده فَاتَّقُونِ تامّ لَهُمُ الْبُشْرى حسن عِبادِ تامّ، إن جعل الذين مبتدأ والخبر أولئك الذين هداهم الله، وهو رأس آية، وليس بوقف إن جعل الذين في موضع نصب نعتا لعبادي، أو بدلا منهم، أو بيانا لهم وكان الوقف على فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ كافيا، وقرأ السوسي عبادي بتحريك الياء وصلا وبإسكانها وقفا، والباقون بغير ياء وصلا ووقفا هَداهُمُ اللَّهُ جائز الْأَلْبابِ تامّ كَلِمَةُ الْعَذابِ حسن، والخبر محذوف، والمعنى أفمن حقّ عليه كلمة العذاب كمن وجبت له الجنة، فالآية على هذا جملتان، ثم يبتدئ أفأنت تنقذ من في النار، أي: أتستطيع أن تنقذ هذا الذي وجبت له النار؟ وليس بوقف إن جعل الخبر أفأنت تنقذ، وعلى هذا فالوصل أولى، وإنما أعاد الاستفهام للتوكيد كما أعاد أنّ في قوله: أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون. انتهى أبو العلاء الهمداني مَنْ فِي النَّارِ كاف، ومثله الأنهار، وهو رأس آية وتام عند أبي حاتم إن نصب وَعْدَ اللَّهِ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يَعْلَمُونَ كاف أُولُوا الْأَلْبابِ تامّ اتَّقُوا رَبَّكُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف حَسَنَةٌ كاف واسِعَةٌ تامّ، وكذا: بغير حساب، وأول المسلمين يَوْمٍ عَظِيمٍ حسن لَهُ دِينِي صالح مِنْ دُونِهِ حسن، وكذا: يوم القيامة، والمبين وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ كاف، وكذا: عباده فَاتَّقُونِ تامّ، وكذا: لهم البشرى فَبَشِّرْ عِبادِ تامّ، إن جعل ما بعده مبتدأ، وليس بوقف إن جعل نعتا لعبادي، وعليه يوقف على

بفعل مقدّر، وليس بوقف إن نصب بما قبله، وغلط أبو جعفر أبا حاتم في هذا وإن كان رأس آية الْمِيعادَ تامّ فِي الْأَرْضِ جائز، ومثله: ألوانه، وكذا: مصفرا حُطاماً كاف لِأُولِي الْأَلْبابِ تامّ مِنْ رَبِّهِ كاف، بإضمار أي: أفمن شرح الله صدره للإسلام كمن طبع على قبله، أو كمن لم يشرح الله صدره، أو ليس المنشرح صدره بتوحيد الله كالقاسي قلبه، فمن مبتدأ وخبرها محذوف، وليس بوقف إن جعل فَوَيْلٌ دليلا على جواب أفمن: أي كمن قسا قلبه فهو في ظلمة وعمي بدليل قوله: فويل للقاسية مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ حسن مُبِينٍ تامّ مَثانِيَ حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في موضع الصفة لكتابا يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل معطوفا على ما قبله إِلى ذِكْرِ اللَّهِ حسن، ومثله: هدى الله، وكذا: من يشاء مِنْ هادٍ تامّ يَوْمَ الْقِيامَةِ كاف، لحذف جواب الاستفهام، وهو كمن لا يتقي، أو كمن هو آمن من العذاب، أو كمن يأتي آمنا يوم القيامة تَكْسِبُونَ كاف لا يَشْعُرُونَ حسن فِي الْحَياةِ الدُّنْيا كاف، للابتداء بلام الابتداء يَعْلَمُونَ تامّ يَتَذَكَّرُونَ جائز، إن نصب قرآنا بإضمار فعل أي: أعني أو أمدح، وليس بوقف إن نصب حالا من القرآن يَتَّقُونَ كاف لِرَجُلٍ جائز مَثَلًا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ دون الأول، لئلا يفصل بين المبتدإ وخبره هَداهُمُ اللَّهُ جائز أُولُوا الْأَلْبابِ تامّ كَلِمَةُ الْعَذابِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف مَنْ فِي النَّارِ كاف، وكذا: الأنهار الْمِيعادَ تامّ حُطاماً كاف لِأُولِي الْأَلْبابِ تامّ مِنْ رَبِّهِ كاف، إن لم يجعل فَوَيْلٌ إلخ دليلا على جواب، أفمن، وهو كمن طبع على قلبه، وإلا فلا يحسن الوقف عليه مُبِينٍ تامّ مَثانِيَ حسن إِلى ذِكْرِ اللَّهِ كاف مَنْ يَشاءُ حسن مِنْ هادٍ تامّ يَوْمَ الْقِيامَةِ كاف تَكْسِبُونَ تامّ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا كاف يَعْلَمُونَ تامّ يَتَذَكَّرُونَ صالح

كاف، وتامّ عند أبي حاتم. هذا مثل ضربه الله للكافر الذي يعبد آلهة شتى وللمؤمن الذي لا يعبد إلا الله الْحَمْدُ لِلَّهِ حسن، للابتداء بحرف الإضراب لا يَعْلَمُونَ تامّ مَيِّتُونَ جائز تَخْتَصِمُونَ تامّ إِذْ جاءَهُ حسن، للابتداء بالاستفهام لِلْكافِرِينَ تام وَصَدَّقَ بِهِ ليس بوقف، وذلك أن خبر والذي لم يأت، وهو أولئك الْمُتَّقُونَ تامّ عِنْدَ رَبِّهِمْ حسن، مثله: المحسنين، لكونه رأس آية وإن علقت اللام بمحذوف كان تامّا، أي: ذلك ليكفر أو يكرمهم الله ليكفر، لأن المشيئة لأهل الجنة غير مقيدة ولا متناهية، وليس بوقف إن علقت اللام بما يشاءون، لأن تكفير الأسوإ والجزاء على قدر الإحسان منتهى ما يشاءون. قاله السجاوندي الَّذِي عَمِلُوا ليس بوقف لأن ما بعده معطوف على ما قبله متصل به يَعْمَلُونَ تامّ، للابتداء بالاستفهام بِكافٍ عَبْدَهُ حسن، على القراءتين، أعني بالجمع والإفراد، والمراد بالعبد النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولكن لما كان المراد النبي أتباعه جمع، أولئك هم المتقون مِنْ دُونِهِ تامّ، عند نافع للابتداء بالشرط، ومثله: من هاد مِنْ مُضِلٍّ حسن ذِي انْتِقامٍ تامّ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ كاف مِنْ دُونِ اللَّهِ ليس بوقف، لأن الذي بعده شرط قد قام ما قبله مقام جوابه، وكذا لا يوقف على: ضرّه، لعطف ما بعده على ما قبله بأو، لأن العطف بأو يصير الشيئين كالشيء الواحد رَحْمَتِهِ تامّ حَسْبِيَ اللَّهُ حسن الْمُتَوَكِّلُونَ تامّ مَكانَتِكُمْ أحسن إِنِّي عامِلٌ حسن منه، للابتداء بالتهديد مع الفاء تَعْلَمُونَ ليس بوقف، لأن جملة الاستفهام مفعول تعلمون، ومثله في ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يَتَّقُونَ تامّ لِرَجُلٍ صالح مَثَلًا تامّ لا يَعْلَمُونَ كاف مَيِّتُونَ صالح تَخْتَصِمُونَ حسن، وكذا: إذ جاءه لِلْكافِرِينَ تامّ الْمُتَّقُونَ حسن عِنْدَ رَبِّهِمْ كاف، وكذا: جزاء المحسنين يَعْمَلُونَ تامّ مِنْ دُونِهِ حسن مِنْ هادٍ صالح مِنْ مُضِلٍّ حسن ذِي انْتِقامٍ تامّ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ كاف رَحْمَتِهِ تامّ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ جائز الْمُتَوَكِّلُونَ تامّ، وكذا: مقيم بِالْحَقِّ صالح

عدم الوقف، يخزيه، لعطف ما بعده على ما قبله مُقِيمٌ تامّ بِالْحَقِّ جائز، ومثله: فلنفسه، وكذا: فعليها. وقال يحيى بن نصير النحوي، لا يوقف على أحد المقابلين حتى يؤتى بالثاني، والأولى الفعل بين الفريقين بالوقف ولا يخلطهما بِوَكِيلٍ تامّ حِينَ مَوْتِها ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، أي: ويتوفى الأنفس التي لم تمت في منامها وفِي مَنامِها كاف، على القراءتين، أعني قضي مبنيّا للفاعل ونصب الموت والفاعل مستتر في قضى، وقرأ حمزة والكسائي قضى مبنيّا للمفعول، والموت نائب الفاعل، والباقون بفتح القاف والضاد وألف بعدها ونصب الموت مُسَمًّى كاف يَتَفَكَّرُونَ أكفى شُفَعاءَ جائز. وقيل: حسن لتناهي الاستفهام يَعْقِلُونَ تامّ جَمِيعاً كاف وَالْأَرْضِ جائز، ومثله: ترجعون بِالْآخِرَةِ جائز، للفصل بين تنافي الجملتين معنى مع اتفاقهما نظما، ولا يوقف على: وحده، ولا على: من دونه، لأن جواب إذ الأولى لم يأت، وهو قوله: إذ هم يستبشرون وَيَسْتَبْشِرُونَ تامّ وَالْأَرْضِ ليس بوقف، لأن علم صفة فاطر وَالشَّهادَةِ حسن بَيْنَ عِبادِكَ ليس بوقف، لأن ما بعده ظرف للحكم يَخْتَلِفُونَ تامّ وَمِثْلَهُ مَعَهُ ليس بوقف، لأن جواب لو لم يأت بعد يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن يَحْتَسِبُونَ كاف ما كَسَبُوا حسن يَسْتَهْزِؤُنَ تامّ، على استئناف ما بعده، ومن قال هذه الآية صفة للكافر المتقدّم ذكره فلا يوقف من قوله: وَإِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ إلى هنا إلا على سبيل التسامح لطول الكلام، ولا شك أن أرباب هذا الفنّ صرّحوا أن بين ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عَلَيْها جائز بِوَكِيلٍ تامّ فِي مَنامِها كاف، وكذا: إلى أجل مسمى يَتَفَكَّرُونَ صالح يَعْقِلُونَ تامّ جَمِيعاً كاف تُرْجَعُونَ حسن يَسْتَبْشِرُونَ تامّ، وكذا: يختلفون يَوْمَ الْقِيامَةِ كاف، وكذا: يحتسبون، ويستهزءون لا يَعْلَمُونَ حسن يَكْسِبُونَ كاف ما كَسَبُوا أكفى منه

قوله: وإذا ذكر الله وحده وبين قوله: فإذا مسّ الإنسان وقوفا تامة وكافية، والأول أصح. ولا وقف من قوله: فإذا مسّ الإنسان إلى علم، فلا يوقف على: نعمة منا؛ لأن قال جواب إذا الثانية عَلى عِلْمٍ كاف للابتداء بحرف الإضراب، ولا يوقف على: فتنة، لأن لكن حرف يستدرك به الإثبات بعد النفي والنفي بعد الإثبات، فلا يبتدأ به لا يَعْلَمُونَ كاف، ومثله: يكسبون، وكسبوا الأولى والثانية: تام فيهما بِمُعْجِزِينَ تامّ وَيَقْدِرُ كاف يُؤْمِنُونَ تامّ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ كاف، ومثله: جميعا الرَّحِيمُ تامّ وَأَسْلِمُوا لَهُ ليس بوقف، لأن الظرف الذي بعده متعلق به الْعَذابُ حسن لا تُنْصَرُونَ كاف، ولا وقف من قوله: واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم إلى المحسنين، لاتصال الكلام وتعلقه ببعضه إن كان في نفسه طول يبلغ به إلى ذلك، وإلا وقف على رءوس الآي، ثم يعود من أول الكلام ليكون الكلام متصلا بعضه ببعض، فلا يوقف على: من ربكم، لتعلق الظرف بما قبله ولا عليك بغتة للعطف، ولا على: تشعرون، لأن إن منصوبة بما قبلها، ولا على: جنب الله، للعطف، ولا على: الساخرين، لأن أو تقول معطوف على ما عملت فيه أن الأولى، ولا على هداني، لأن قوله لكنت جواب لو، ولا على المتقين لأن تقول الثانية معطوفة على الأولى وجواب لو أن لي كرة محذوف تقديره لنجوت الْمُحْسِنِينَ كاف، ولا يوقف على بلى لأنها لم تسبق بنفي ملفوظ به ولا بشيء من مقتضيات الوقف ولا من موجباته بل هي هنا جواب لنفي مقدر كأن الكافر قال لم يتبين لي الأمر في الدنيا ولا هداني فردّ الله عليه حسرته وقوله بقوله: بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي فَكَذَّبْتَ بِها وَاسْتَكْبَرْتَ فصارت بلى هي وما بعدها جوابا لما قبلها فلا يوقف عليها، لأن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بِمُعْجِزِينَ تامّ وَيَقْدِرُ كاف يُؤْمِنُونَ تامّ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ كاف جَمِيعاً صالح الرَّحِيمُ كاف، وكذا: لا تنصرون الْمُحْسِنِينَ كاف، وما

النفي مقدر فهي معه جواب لما جرى قبل. قرأ العامة جاءتك بفتح الكاف وكذبت واستكبرت وكنت بفتح التاء في الجميع خطابا للكافر دون النفس. وقرأ الجحدري وأبو حيوة الشامي وابن يعمر والشافعي عن ابن كثير، وروتها أم سلمة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم وبها قرأ أبو بكر الصدّيق وابنته عائشة بكسر الكاف والتاء خطابا للنفس الْكافِرِينَ تامّ مُسْوَدَّةٌ كاف لِلْمُتَكَبِّرِينَ تام، على استئناف ما بعده بِمَفازَتِهِمْ حسن، على القراءتين بالجمع والإفراد، ومثله: لا يمسهم السوء يَحْزَنُونَ تامّ كُلِّ شَيْءٍ كاف، للفصل بين الوصفين تعظيما مع اتفاق الجملتين وَكِيلٌ كاف، ومثله: والأرض وقال بعضهم: الذين كفروا متصل بقوله: وينجي الله، وما بين الآيتين معترض، أي: وينجي الله المؤمنين، والكافرون مخصوصون بالخسار، فعلى هذا لا وقف بين الآيتين إلا على سبيل التسامح والأوّل أجود بِآياتِ اللَّهِ ليس بوقف، لأن خبر والذين لم يأت بعد الْخاسِرُونَ تامّ أَعْبُدُ قرئ برفعه ونصبه فرفعه على حذف أن ورفع الفعل، وذلك سائغ لأنها لما حذفت بطل عملها ونصبه لأنها مختصة دون سائر الموصولات بأنها تحذف ويبقى عملها قال في الخلاصة: وشذّ حذف أن ونصب في سوى ... ما مرّ فاقبل منه ما عدل روى وشاهده قول الشاعر: ألا أيهذا الزّاجري أحضر الوغي ... وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي وتقديره هنا أن أعبد، وقوله: أفغير منصوب بأعبد وأعبد معمول لتأمروني بإضمار أن الْجاهِلُونَ كاف مِنْ قَبْلِكَ جائز، للابتداء بلام القسم والموحي محذوف، أي: أوحى ما أوحى مع احتمال أن الموحي جملة ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بينهما من الآيات لا يوقف عليه لغير المضطرّ لتعلق ما بعده بها، ولو قيل بالجواز لكونها آيات، ولطول الكلام لم يبعد الْكافِرِينَ حسن مُسْوَدَّةٌ كاف لِلْمُتَكَبِّرِينَ

لئن وعليه فليس بوقف، لأن معمول أوحى لم يأت، ومثله في عدم الوقف عملك، لأن ما بعده مع الذي قبله جواب قسم، وقرئ لنحبطن بنون العظمة وعملك مفعول به مِنَ الْخاسِرِينَ كاف بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ حسن مِنَ الشَّاكِرِينَ تامّ حَقَّ قَدْرِهِ تامّ: على استئناف ما بعده، وقرأ الحسن وأبو حيوة قدروا بتشديد الدال حقّ قدره بفتح الدال يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن، لمن رفع مطويات خبر والسموات، والعامة على رفع مطويات خبرا وبيمينه متعلق بمطويات أو حال من الضمير في مطويات أو خبر ثان، وليس بوقف لمن عطف والسموات على والأرض ومطويات بالنصب على الحال من السموات بِيَمِينِهِ تامّ، للابتداء بالتنزيه ومثله يشركون مَنْ شاءَ اللَّهُ حسن يَنْظُرُونَ كاف بِنُورِ رَبِّها حسن، ومثله: بالحق لا يُظْلَمُونَ كاف، ومثله: ما عملت بِما يَفْعَلُونَ تامّ زُمَراً حسن، ومثله: أبوابها لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا كاف، ومثله: على الكافرين خالِدِينَ فِيها حسن، على استئناف ما بعده الْمُتَكَبِّرِينَ تامّ، ووقف بعضهم على جهنم وابتدأ زمر بالرفع وبها قرئ بتقدير منهم زمر وزُمَراً جائز، ومثله: وفتحت أبوابها، وهو جواب حتى إذا، وقيل: الجواب محذوف تقديره سروا بذلك، وسمى بعضهم هذه الواو واو الثمانية قال لأن أبواب الجنة ثمانية. قال بعض أهل العربية: الواو مقحمة والعرب تقحم مع حتى إذا كما هنا ومع لما كما تقدم في قوله: وتله للجبين وناديناه، معناه ناديناه والواو لا تقحم إلا مع هذين، وقيل: الجواب وقال لهم خزنتها والواو مقحمة أيضا خالِدِينَ تامّ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ، وكذا: يحزنون، ووكيل، والأرض، والخاسرون، والجاهلون مِنَ الْخاسِرِينَ حسن مِنَ الشَّاكِرِينَ تامّ حَقَّ قَدْرِهِ صالح مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ تامّ، وكذا: يشركون مَنْ شاءَ اللَّهُ صالح يَنْظُرُونَ حسن، وكذا: لا يظلمون بِما يَفْعَلُونَ كاف زُمَراً صالح يَوْمِكُمْ

سورة المؤمن

حَيْثُ نَشاءُ كاف، على استئناف ما بعده الْعامِلِينَ كاف، ومثله: حول العرش على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن علق ما بعده بما قبله بِحَمْدِ رَبِّهِمْ تامّ، لأن الماضي لا يعطف على المستقبل، ومثله في التمام بالحق على استئناف ما بعده، آخر السورة، تامّ. سورة المؤمن مكية (¬1) إلا قوله: إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا الآيتين فمدني، كلمها: ألف ومائة وتسع وتسعون كلمة، وحروفها أربعة آلاف وسبعمائة وستون حرفا، وآيها ثمانون وإحدى أو ثلاث أو خمس أو ست وثمانون آية حم بسكون الميم كسائر الحروف المقطعة، وهي قراءة العامة. وقرأ الزهري برفع الميم خبر مبتدإ محذوف أو مبتدأ والخبر ما بعدها، ومنعت من الصرف للعلمية والتأنيث أو العلمية وشبه العجمة، وذلك؛ أنه ليس في الأوزان العربية فاعيل، بخلاف الأعجمية ففيها قابيل وهابيل، وفي الحديث: «لكل شيء لباب، ولباب القرآن الحواميم» وفيه ـــــــــــــــــــــــــ هذا كاف الْكافِرِينَ حسن الْمُتَكَبِّرِينَ تامّ خالِدِينَ حسن وكذا: العالمين بِحَمْدِ رَبِّهِمْ تامّ، وكذا بالحقّ، آخر السورة، تامّ. سورة المؤمن مكية إلا قوله تعالى: إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا الآيتين، فمدنيّ. ¬

_ (¬1) وهي سورة غافر، وسميت بالمؤمن، لذكر مؤمن آل فرعون فيها وقصته، وهي ثمانون، وخمس في الكوفي، وست في الشامي، وأربع في الحجازي، واثنان في البصري، والخلاف في تسع آيات: حم [1] كوفي، كاظِمِينَ [18] غير كوفي، بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ [53] غير بصري ومدني أخير يُسْحَبُونَ [71] سماوي ومدني أخير الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ [58] شامي ومدني أخير يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ [72] مدني، مكي يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ [16] شامي، التَّلاقِ [15] غير شامي، تُشْرِكُونَ [73] سماوي. وانظر: «التلخيص» (393).

عن ابن مسعود مرفوعا: «من أراد أن يرتع في رياض مونقة من الجنة فليقرأ الحواميم» ومونقة بصيغة اسم المفعول من التأنيق، وهو شدة الحسن والنضارة، ورأى رجل من أهل الخير في النوم سبع جوار حسان، فقال لمن أنتنّ، فقلن نحن لمن قرأنا نحن الحواميم تَنْزِيلُ الْكِتابِ كاف، إن جعل خبر حم، أي: هذه الأحرف تنزيل الكتاب، وكذا: إن جعل تنزيل خبر مبتدإ محذوف، ولم يجعل ما بعده فيهما صفة، وليس بوقف إن جعل مبتدأ خبره الجارّ بعده الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ جائز، العقاب ليس بوقف، لأن ما بعده صفة ذِي الطَّوْلِ حسن، ومثله: إلا هو الْمَصِيرُ تامّ كَفَرُوا حسن، أي: ما يجادل في إبطال آيات الله إلا الذين كفروا فِي الْبِلادِ كاف قَوْمُ نُوحٍ ليس بوقف، لأن قوله: والأحزاب معطوف على: قوم مِنْ بَعْدِهِمْ كاف عن أبي حاتم لِيَأْخُذُوهُ حسن، أي: ليقتلوه بِالْباطِلِ ليس بوقف، لأن بعده لام كي الْحَقَّ ليس بوقف لمكان الفاء فَأَخَذْتُهُمْ حسن، لاستئناف التوبيخ عِقابِ كاف أَصْحابُ النَّارِ تامّ، لا يليق وصله بما بعده لأنه لو وصله به لصار الذين يحملون العرش صفة لأصحاب النار، وذلك خطأ ظاهر، فينبغي أن يسكت سكتة لطيفة بِحَمْدِ رَبِّهِمْ جائز، ومثله: ويؤمنون به لِلَّذِينَ آمَنُوا كاف، ومثله: وعلما، وكذا: الجحيم على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفا على ما قبله، وحينئذ لا يوقف على: ذرّياتهم، ولا على: الحكيم، بل على السيئات وَالسَّيِّئاتِ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تقدم الكلام على حم في سورة البقرة تَنْزِيلُ الْكِتابِ كاف، إن جعل خبرا لحم، أي: هذه الأحرف تنزيل الكتاب أو جعل خبرا لمبتدإ محذوف ولم يجعل ما بعده فيهما صفة له وإلا فليس بوقف الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ صالح، وإن تعلق ما بعده لأنه رأس آية، وكذا: شديد العقاب ذِي الطَّوْلِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لا إِلهَ إِلَّا هُوَ حسن الْمَصِيرُ تام، وكذا: في البلاد مِنْ بَعْدِهِمْ كاف، وكذا: ليأخذوه

تامّ، للابتداء بالشرط فَقَدْ رَحِمْتَهُ كاف لتناهي الشرط بجوابه الْعَظِيمُ تامّ ومثله: فتكفرون فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا حسن، مِنْ سَبِيلٍ كاف، ومثله: كفرتم للابتداء بالشرط تُؤْمِنُوا حسن الْكَبِيرِ تامّ رِزْقاً كاف مَنْ يُنِيبُ تامّ، ومثله الكافرون على استئناف ما بعده ذُو الْعَرْشِ تامّ إن جعل ذو العرش خبرا لرفيع، وكذا: إن رفع ذو العرش خبر مبتدإ محذوف، وأن رفيع خبر مبتدإ محذوف كان الوقف على الدرجات، وليس العرش يوقف إن جعل بدلا من رفيع التَّلاقِ ليس بوقف، لأن قوله يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ بدل من يوم التلاق بدل كل من كل. وقد اتفق علماء الرسم على كتابة: يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ، وفي الذاريات: يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ كلمتين يوم وحدها وهم وحدها لأن الضمير في هم مرفوع بالابتداء في الموضعين، وما بعده فيهما الخبر، والقرّاء مجمعون على أن التلاق بغير ياء إلا ابن كثير فإنه يقف عليه بالياء، ومثله: والله، ويصل بالتنوين، والاختيار ما عليه عامة القرّاء، لأن التنوين قد حذف الياء بارِزُونَ كاف مِنْهُمْ شَيْءٌ حسن، ومثله لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ عند أبي حاتم الْقَهَّارِ تامّ بِما كَسَبَتْ جائز لا ظُلْمَ الْيَوْمَ حسن وقيل كاف الْحِسابِ تامّ يَوْمَ الْآزِفَةِ ليس بوقف لأن قوله: إِذِ الْقُلُوبُ بدل من يوم الآزفة، أو من الهاء في أنذرهم، أو مفعول به اتساعا، فموضع إذ نصب بما قبله، والآزفة، القريبة، قال كعب بن زهير: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ فَأَخَذْتُهُمْ جائز عِقابِ حسن أَصْحابُ النَّارِ تام لِلَّذِينَ آمَنُوا كاف، وكذا: الجحيم ذُرِّيَّاتِهِمْ جائز الْحَكِيمُ كاف، وكذا: وقهم السيئات و: فقد رحمته الْعَظِيمُ تام، وكذا: فتكفرون مِنْ سَبِيلٍ كاف، وكذا: به تؤمنوا الْكَبِيرِ حسن، وكذا: رزقا مَنْ يُنِيبُ كاف الْكافِرُونَ تام، وكذا: ذو العرش إن جعل خبرا لرفيع الدرجات، فإن جعل بدلا منه لم يوقف عليه، بل على بارزون، وهو حسن مِنْهُمْ شَيْءٌ كاف، وكذا: لمن الملك اليوم لله الواحد القهار، تام بِما كَسَبَتْ صالح لا ظُلْمَ الْيَوْمَ حسن سَرِيعُ الْحِسابِ تامّ، وكذا:

بان الشباب وهذا الشيب قد أزفا ... ولا أرى الشباب بائن خلفا ومثله في عدم الوقف: الحناجر، لأن كاظمين منصوب على الحال مما قبله، وهو رأس آية يُطاعُ كاف، قرئ ولا شفيع بالرفع والجرّ، فالرفع عطف على موضع من حميم ومن زائدة للتوكيد، والجرّ عطف على لفظ حميم، وقوله: وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ من باب على لا حب لا يهتدي بمناره أي: لا شفيع فلا طاعة أو ثم شفيع، ولكن لا يطاع خائِنَةَ الْأَعْيُنِ ليس بوقف، لأن ما بعده معطوف على ما قبله الصُّدُورُ تامّ بِالْحَقِّ كاف، ومثله: لا يقضون بشيء على القراءتين في يدعون. قرأ نافع وهشام بالتاء الفوقية والباقون بالتحتية الْبَصِيرُ تامّ مِنْ قَبْلِهِمْ كاف وَآثاراً فِي الْأَرْضِ جائز بِذُنُوبِهِمْ حسن مِنَ اللَّهِ كاف، ومثله: فأخذهم الله شَدِيدُ الْعِقابِ تامّ، ولا وقف من قوله: ولقد أرسلنا موسى إلى كذاب لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على مبين لأن الذي بعده متصل به، ولا على قارون لمكان الفاء كَذَّابٌ كاف مِنْ عِنْدِنا ليس بوقف، لأن ما بعده جواب لما نِساءَهُمْ حسن إِلَّا فِي ضَلالٍ كاف وَلْيَدْعُ رَبَّهُ حسن دِينَكُمْ ليس بوقف، لأن يظهر منصوب بالعطف على ما قبله الْفَسادَ كاف وَرَبِّكُمْ ليس بوقف، لأن ما بعده متعلق بما قبله الْحِسابِ كاف. وقد اختلف في قوله من آل فرعون بماذا يتعلق، فمن قال ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاظمين، ويطاع، والصدور بِالْحَقِّ كاف لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ تامّ، وكذا: البصير مِنْ قَبْلِهِمْ كاف، وكذا: بذنوبهم مِنْ واقٍ حسن فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ كاف الْعِقابِ تامّ كَذَّابٌ كاف نِساءَهُمْ تام، وكذا: في ضلال، والفساد، والحساب. وقال رجل مؤمن. قال أبو حاتم: هو وقف لمن قال إنه لم يكن من آل فرعون لكنه كتم إيمانه منهم، ومن قال كان منهم وقف على فرعون وهو على التقدير وقف بيان لا كاف ولا تامّ، أي: بين قوله من آل فرعون بماذا يتعلق، فعلى الأول يتعلق بيكتم إيمانه،

يتعلق بيكتم. قال إن الرجل لم يكن من آل فرعون وكان وقفه على مؤمن، ومن قال يتعلق برجل مؤمن: أي رجل مؤمن من آل فرعون كان نعتا له وكان الوقف على فرعون، وعلى كلا القولين ففيه الفصل بين القول ومقوله، والوقف الحسن الذي لا غبار عليه مِنْ رَبِّكُمْ لانتهاء الحكاية والابتداء بالشرط، وفي الحديث «الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل يس، ومؤمن آل فرعون، وعليّ بن أبي طالب» رضي الله عنهم فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ حسن، ومثله: يعدكم كَذَّابٌ كاف ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ حسن، ومثله: إن جاءنا، وكذا: إلا ما أرى الرَّشادِ تامّ الْأَحْزابِ ليس بوقف، لأن قوله مثل منصوب على البدل من مثل الأول، ومثله: في عدم الوقف عاد وثمود للعطف مِنْ بَعْدِهِمْ كاف، ومثله: للعباد التَّنادِ ليس بوقف، لأن قوله: يوم تولون مدبرين منصوب على البدل مما قبله ومدبرين حال مما قبله، وقرأ ابن عباس التنادّ بتشديد الدال مصدر تنادّ القوم، أي: ندّ بعضهم من بعض، من ندّ البعير إذا هرب ونفر، وابن كثير يقف عليها بالياء. قال الضحاك: إذا كان يوم القيامة يكشف للكفار عن جهنم فيندّون كما يند البعير. قال أمية بن أبي الصلت: وبثّ الخلق فيها إذ دحاها ... فهم سكّانها حتّى التنادي مِنْ عاصِمٍ تامّ، للابتداء بالشرط، ومثله: من هاد، وجميع القراء ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وعلى الثاني يتعلق برجل مؤمن لأنه نعت له اه. ولا أحب الوقف عليهما لما فيه من الفصل بين القول ومقوله، لأن المقول لم يأت بعد، وهو: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله مِنْ رَبِّكُمْ صالح الَّذِي يَعِدُكُمْ حسن، وكذا: كذاب، و: إن جاءنا الرَّشادِ تامّ مِنْ بَعْدِهِمْ كاف، وكذا: للعباد، وقال أبو عمرو كأبي حاتم في الأول: تامّ مِنْ عاصِمٍ تامّ، وكذا: من هاد جاءَكُمْ بِهِ صالح مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كاف مُرْتابٌ صالح بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ كاف، ومحلهما إذا نصب

يقفون من هاد بغير ياء إلا ابن كثير فإنه يقف عليه بالياء بِالْبَيِّناتِ حسن، ومثله: مما جاءكم به، وكذا رسولا في محلّ الَّذِينَ الرفع والنصب فمرتاب: تام، إن جعل الذين مبتدأ خبره كبر مقتا، أي: كبر جدالهم مقتا، ولا يوقف على أتاهم، بل على الذين آمنوا ومثله في الوقف على: مرتاب إن جعل الذين في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف، أي: هم الذين، وكاف إن نصب، أي: الذين بتقدير أعني، وليس مرتاب بوقف إن جعل الذين في محل رفع نعتا لما قبله أو بدلا من من أو مسرف، وكان الوقف على أتاهم ثم يبتدئ كبر مقتا وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا حسن، في الوجهين جَبَّارٍ تامّ الْأَسْبابَ ليس بوقف، لأن ما بعده بدل منه السَّماواتِ حسن لمن قرأ فأطلع بالرفع عطفا على أبلغ، وليس بوقف لمن قرأ فاطلع بالنصب على جواب الترجي تشبيها للترجي بالتمني، وهو مذهب كوفي، والبصريون يأبون ذلك ويقولون منصوب على جواب الأمر بعد الفاء، لأن الترجي لا يكون إلا في الممكن وبلوغ أسباب السموات غير ممكن، لكن فرعون أبرز ما لا يمكن في صورة الممكن تمويها على سامعيه إِلهِ مُوسى جائز كاذِباً حسن، ومثله: سوء عمله، لمن قرأ وصد بفتح الصاد فصلا بين الفعلين، أعني زين ببنائه للمفعول، وصدّ ببنائه للفاعل، وليس بوقف لمن قرأ وَصُدَّ بضم الصاد ببنائه للمفعول كزين لعطفه عليه، ووسمه شيخ الإسلام بالحسن لمن قرأه بفتح الصاد أيضا عَنِ السَّبِيلِ كاف فِي تَبابٍ تامّ الرَّشادِ كاف، وقرأ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الذين بدلا من من، أو رفع بدلا من: مسرف، فإن جعل مبتدأ خبره كبر كان الوقف على مُرْتابٌ تاما، ولا يوقف على: أتاهم، المتأخر الخبر عنه وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا تامّ، وكذا: متكبر جبار كاذِباً حسن سُوءُ عَمَلِهِ صالح، لمن قرأ وَصُدَّ بضم الصاد، وحسن لمن قرأه بفتحها عَنِ السَّبِيلِ حسن فِي تَبابٍ تامّ الرَّشادِ كاف، وكذا: متاع دارُ الْقَرارِ تام إِلَّا مِثْلَها كاف يَدْخُلُونَ

ابن كثير اتبعوني بإثبات الياء وقفا ووصلا مَتاعٌ حسن فصلا بين تنافي الدارين دارُ الْقَرارِ تامّ إِلَّا مِثْلَها كاف. وقيل: جائز وَهُوَ مُؤْمِنٌ ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حسن، على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل حالا بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ إِلَى النَّارِ كاف، ومثله: ما ليس لي به علم الْغَفَّارِ كاف، ومثله: أصحاب النار، ولا يوقف على: إليه ولا على: في الآخرة، لأن قوله: وَأَنَّ مَرَدَّنا معطوف على إنما، ولا على: إلى الله، لأن أن الثانية معطوفة على أن الأولى ما أَقُولُ لَكُمْ كاف، ومثله: إلى الله، وكذا: بالعباد ما مَكَرُوا حسن سُوءُ الْعَذابِ كاف وقال أبو عمرو: تامّ إن جعل النَّارُ مبتدأ أو خبر مبتدإ محذوف كأن قائلا قال: ما سوء العذاب؟ فقيل: هي النار وليس بوقف إن جعل بدلا من سوء وَعَشِيًّا تامّ، إن نصب ويوم بفعل مضمر، أي: ونقول يوم تقوم الساعة، وعلى هذا الإضمار لا يوقف على السَّاعَةُ إلا إن اضطر، وإذا ابتدئ أدخلوا ضمت الهمزة من باب دخل يدخل، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وأبي بكر عن عاصم، ويكون قوله: آلَ فِرْعَوْنَ منصوبا على النداء كأنه قال: ادخلوا يا آل فرعون، وقرأ نافع وحفص وحمزة والكسائي أدخلوا بقطع الهمزة أمرا من أدخل يدخل، وعلى هذه القراءة يبتدأ أدخلوا بالفتح، وينتصب آل بالإدخال مفعولا أوّل وأشد المفعول الثاني الْعَذابِ كاف، لأن إذ معها فعل فِي النَّارِ جائز، ومثله: كنا لكم تبعا مِنَ النَّارِ كاف، ومثله حكم بين العباد، وكذا: العذاب بِالْبَيِّناتِ جائز قالُوا بَلى كاف قالُوا فَادْعُوا تامّ، ومثله: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْجَنَّةَ جائز بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ إِلَى النَّارِ كاف الْغَفَّارِ حسن أَصْحابُ النَّارِ كاف، وكذا: ما أقول لكم، وإلى الله وبالعباد ما مَكَرُوا جائز سُوءُ الْعَذابِ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ، إن جعل النَّارُ مبتدأ، وليس بوقف إن جعل بدلا منه وَعَشِيًّا تامّ أَشَدَّ الْعَذابِ كاف فِي النَّارِ مفهوم مِنَ النَّارِ كاف، وكذا: بين العباد، ومن العذاب قالُوا بَلى كاف قالُوا فَادْعُوا

في ضلال فِي الْحَياةِ الدُّنْيا كاف، إن نصب يوم بأعني مقدّرا، وليس بوقف إن نصب بالعطف على ما قبله، ولا يوقف على: الأشهاد، لأن ما بعده منصوب بدلا من يوم قبله، أو بيانا له مَعْذِرَتُهُمْ حسن، ومثله: اللعنة سُوءُ الدَّارِ تامّ الْهُدى جائز بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ حسن، إن رفع هُدىً على الابتداء، وليس بوقف إن نصب حالا مما قبله كأنه قال هاديا وتذكرة لأولى الألباب والْأَلْبابِ تامّ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ جائز، ومثله: لذنبك وذنبك مصدر مضاف لمفعوله، أي: لذنب أمتك في حقك، لأنه لا يسوغ لنا أن نضيف إليه عليه الصلاة والسلام ذنبا لعصمته وَالْإِبْكارِ تامّ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ ليس بوقف هنا اتفاقا، لأن خبر إن لم يأت، وهو إن في صدورهم بِبالِغِيهِ حسن، ومثله: فاستعذ بالله. وقيل: كاف الْبَصِيرُ تامّ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ ليس بوقف، لتعلق ما بعده به استدراكا، لأن لكن لا بدّ أن تقع بين متنافيين، ولا يصح الكلام إلا بها لا يَعْلَمُونَ تامّ وَلَا الْمُسِيءُ كاف، لأن قليلا منصوب بيتذكرون وما زائدة كأنه قال: يتذكرون قليلا يتذكرون تامّ لا رَيْبَ فِيها الأولى وصله، لتعلق ما بعده به استدراكا لا يُؤْمِنُونَ تامّ، ومثله: أستجب لكم، عند أبي حاتم داخِرِينَ تامّ، أي: صاغرين مُبْصِراً كاف عَلَى النَّاسِ الأولى وصله لا يَشْكُرُونَ تامّ كُلِّ شَيْءٍ حسن. وقيل: تامّ، لأنه لو ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ، وكذا: ضلال فِي الْحَياةِ الدُّنْيا قيل: كاف، وقيل: تامّ مَعْذِرَتُهُمْ حسن. وقال أبو عمرو فيهما: كاف سُوءُ الدَّارِ تامّ لِأُولِي الْأَلْبابِ حسن وَالْإِبْكارِ تامّ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ ليس بوقف هنا، لأن خبر إن لم يأت وهو: إن في صدورهم إلا كبر بِبالِغِيهِ حسن. وقال أبو عمرو كأبي حاتم: تامّ الْبَصِيرُ تامّ، وكذا: لا يعلمون وَلَا الْمُسِيءُ كاف، وكذا يتذكرون، وقال أبو عمرو فيه: تام لا يُؤْمِنُونَ تامّ أَسْتَجِبْ لَكُمْ كاف داخِرِينَ تامّ مُبْصِراً كاف لا

وصله لصارت جملة لا إِلهَ إِلَّا هُوَ صفة لشيء، وهذا خطأ ظاهر لا إِلهَ إِلَّا هُوَ حسن تُؤْفَكُونَ أحسن منهما يَجْحَدُونَ تامّ مِنَ الطَّيِّباتِ حسن، ومثله: ربكم رَبُّ الْعالَمِينَ تامّ إِلَّا هُوَ حسن، ومثله: له الدين الْعالَمِينَ تامّ مِنْ رَبِّي جائز لِرَبِّ الْعالَمِينَ تامّ، ولا وقف من قوله: هو الذي إلى شيوخا لأن ثم في المواضع الخمس للعطف، فلا يوقف على: من تراب، ولا على: من نطفة، ولا على: من علقة، ولا على: طفلا، ولا على: أشدكم شُيُوخاً حسن. وقيل: كاف مِنْ قَبْلُ جائز تَعْقِلُونَ كاف وَيُمِيتُ حسن، لأن إذا أجيبت بالفاء فكانت بمعنى الشرط كُنْ حسن، إن رفع فيكون خبر مبتدإ محذوف تقديره، فهو يكون، أو فإنه يكون وفَيَكُونُ تامّ، على القراءتين أَنَّى يُصْرَفُونَ تامّ، إن جعلت الذين في محل رفع على الابتداء وإلى هذا ذهب جماعة من المفسرين، لأنهم جعلوا الذين يجادلون في آيات الله القدرية، وليس يصرفون بوقف إن جعل الَّذِينَ كَذَّبُوا بدلا من: الذين يجادلون، وإن جعل الَّذِينَ كَذَّبُوا في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف، أو في موضع نصب بتقدير أعني كان كافيا رُسُلَنا حسن، وقيل: كاف، على استئناف التهديد يَعْلَمُونَ ليس بوقف، لأن فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ تهديد للمكذبين، فينبغي أن يتصل بهم، لأن إذ منصوبة بقوله: فسوف يعلمون، فهي متصرّفة، وجوّزوا في إذا أن تكون بمعنى إذا، لأن العامل فيها محقق الاستقبال، وهو: فسوف يعلمون، وغالب المعربين يقولون إذ منصوبة باذكر مقدّرة، ولا تكون حينئذ إلا مفعول به لاستحالة عمل المستقبل في الزمن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يَشْكُرُونَ تامّ تُؤْفَكُونَ حسن يَجْحَدُونَ تامّ مِنَ الطَّيِّباتِ حسن فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ تامّ لَهُ الدِّينَ حسن لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ تامّ، وكذا: لربّ العالمين شُيُوخاً كاف، وكذا: تعقلون كُنْ صالح فَيَكُونُ تامّ، وتقدم

الماضي وَالسَّلاسِلُ تامّ، لمن رفع السلاسل بالعطف على الأغلال، ثم يبتدئ يسحبون، أي: هم يسحبون، وهي قراءة العامة، وكذا يوقف على السَّلاسِلُ على قراءة ابن عباس، والسلاسل بالجرّ. قال ابن الأنباري: والأغلال مرفوعة لفظا مجرورة محلا، إذ التقدير: إذ أعناقهم في الأغلال وفي السلاسل، لكن ضعف تقدير حرف الجرّ وإعماله، وقد جاء في أشعار العرب وكلامهم، وقرأ ابن عباس بنصب السلاسل، ويسحبون بفتح الياء مبنيّا للفاعل، فتكون السلاسل مفعولا مقدّما، وعليها فالوقف على: في أعناقهم، لأن السلاسل تسحب على إسناد الفعل للفاعل، فكأنه قال: ويسحبون بالسلاسل، وهو أشد عليهم، إلا أنه لما حذف الباء وصل الفعل إليه فنصبه، فعلى هذا لا يوقف على السلاسل، ولا على يسحبون، لأن ما بعده ظرف للسحب، وهذا غاية في بيان هذا الوقف، ولله الحمد يُسْجَرُونَ جائز، لأنه آخر آية، أي: يصيرون وقودا للنار مِنْ دُونِ اللَّهِ حسن، ومثله: ضلوا عنا، وكذا: من قبل شيئا. وقيل: تامّ، لأنه انقضاء كلامهم الْكافِرِينَ كاف، ومثله: تمرحون خالِدِينَ فِيها حسن الْمُتَكَبِّرِينَ تامّ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ حسن أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ ليس بوقف لمكان الفاء يُرْجَعُونَ تامّ مِنْ قَبْلِكَ حسن، ومثله: نقصص عليك بِإِذْنِ اللَّهِ كاف الْمُبْطِلُونَ تامّ تَأْكُلُونَ كاف، ومثله: تحملون آياتِهِ حسن تُنْكِرُونَ تامّ، للابتداء بالاستفهام، فأيّ منصوبة بتنكرون مِنْ قَبْلِهِمْ حسن، ومثله: وآثارا في الأرض يَكْسِبُونَ كاف مِنَ الْعِلْمِ حسن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الكلام عليه أَنَّى يُصْرَفُونَ صالح، وكذا: رسلنا وَالسَّلاسِلُ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف، وقيل: تامّ، ويبتدئ: بيسحبون بمعنى: وهم يسحبون يُسْجَرُونَ جائز مِنْ دُونِ اللَّهِ كاف، وكذا: من قبل شيئا، والكافرين، وتمرحون، والمتكبرين يُرْجَعُونَ تامّ نَقْصُصْ عَلَيْكَ حسن بِإِذْنِ اللَّهِ كاف الْمُبْطِلُونَ تامّ تَأْكُلُونَ كاف، وكذا: تحملون تُنْكِرُونَ تامّ مِنْ قَبْلِهِمْ كاف، وكذا:

سورة فصلت

يَسْتَهْزِؤُنَ كاف بِاللَّهِ وَحْدَهُ جائز مُشْرِكِينَ كاف بَأْسَنا تامّ، عند أبي حاتم، على أن سنة منصوبة بفعل مقدّر، أي: سن الله ذلك سنة، فلما حذف الفعل أضيف المصدر إلى الفاعل فِي عِبادِهِ تامّ، عند أبي حاتم أيضا، وآخر السورة: تامّ، وفيه ردّ على من يقول إن حم قسم وجوابه ما قبله، وإن تقديره، وخسر هنالك الكافرون والله، لأنه يلزم عليه أنه لا يجوز الوقف على آخرها، فلا يلتفت إلى قوله: لأنا لا نعلم أحدا من الأئمة الذين أخذ عنهم تأويل القرآن أخذ به، وهو جائز عربية. سورة فصلت مكية (¬1) كلمها سبعمائة وست وتسعون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وثلاثمائة وخمسون حرفا، وآيها اثنتان أو ثلاث أو أربع وخمسون آية. تَنْزِيلٌ خبر حم على القول بأنها اسم للسورة أو خبر مبتدإ محذوف، أي: هذا تنزيل، أو مبتدأ خبره كتاب فصلت، أو كتاب خبر ثان، أو بدل من تنزيل، أو فاعل بالمصدر وهو تنزيل، أي: نزل كتاب. قاله أبو البقاء، وفصلت آياته صفة كتاب مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حسن، إن جعل ـــــــــــــــــــــــــ يكسبون، و: من العلم، ويستهزءون بِاللَّهِ وَحْدَهُ جائز مُشْرِكِينَ كاف بَأْسَنا تامّ وكذا: في عباده، وآخر السورة. سورة فصلت مكية وتقدم الكلام على حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حسن، إن جعل خبرا لحم أو خبرا لمبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعل مبتدأ خبره كتاب فصلت آياته، وقول ¬

_ (¬1) وهي سورة فصلت وسميت بالسجدة لذكر السجدة التي فيها، وهي خمسون وأربع في الكوفي، وثلاث في الحجازي، واثنان في البصري والشامي والخلاف في آيتين هما: حم [1] كوفي، وعادٍ وَثَمُودَ [13] حجازي، كوفي، وانظر: «التلخيص» (397).

تنزيل مبتدأ خبره من الرحمن الرحيم، أو جعل خبر: حم، أو خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعل تنزيل مبتدأ خبره، كتاب فصلت، وكذا إن جعل كتاب بدلا من تنزيل فُصِّلَتْ آياتُهُ جائز، إن نصب قرآنا بمحذوف، أي: بينت آياته قرآنا، أو نصب قرآنا على المدح بفعل مقدّر، أي: بينت آياته قرآنا عربيا، وليس بوقف إن جعل حالا من فصلت، أي: فصلت آياته في حال عربيته عَرَبِيًّا ليس بوقف لأن قوله: لِقَوْمٍ متصل بفصلت كأنه قال: فصلنا آياته للعالمين، ومثله في عدم الوقف، لقوم يعلمون، لأن بشيرا ونذيرا نعتان لقرآنا، لأن القرآن يبشر المؤمنين بالجنة وينذر الكافرين بالنار، أو هما حالان من كتاب، أو من آياته أو من الضمير في قرآنا، لأنه بمعنى مقروء وَنَذِيراً حسن لا يَسْمَعُونَ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل معطوفا على ما قبله تَدْعُونا إِلَيْهِ حسن، ومثله: وقر، وكذا: حجاب عامِلُونَ كاف، وقيل: تامّ مِثْلُكُمْ حسن، على استئناف ما بعده يُوحى إِلَيَّ ليس بوقف، لأن إنما قد عمل فيها يوحى إِلهٌ واحِدٌ حسن وَاسْتَغْفِرُوهُ تامّ، عند نافع لِلْمُشْرِكِينَ ليس بوقف، لأن قوله: الذين تابع له لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ حسن كافِرُونَ تامّ، للفصل بين صفة الكافرين، والمؤمنين وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ليس بوقف، لأن خبر إن لم يأت بعد، وهو لهم أجر، والوقف على مَمْنُونٍ تامّ، أي: غير مقطوع، وقيل: الذي لا حساب عليه أَنْداداً كاف، ومثله: ربّ العالمين ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الأصل إن الوقف على الرحيم حسن، إن جعل تنزيل مبتدأ خبره من الرحمن الرحيم: صحيح إن وجد مسوّغ للابتداء تنزيل آياتُهُ جائز، إن جعل ما بعده حالا من محذوف تقديره بينت آياته قرآنا، وإن جعل حالا من فصلت، فليس بوقف وَنَذِيراً كاف لا يَسْمَعُونَ حسن عامِلُونَ تامّ، وكذا: واستغفروه، وكافرون، وغير ممنون أَنْداداً كاف، وكذا: ربّ العالمين، وللسائلين، ولمن قرأ: سواء بالرفع أن يقف على

سَواءً لِلسَّائِلِينَ قرئ، سواء بالحركات الثالث، فمن قرأ: سواء بالرفع وهو أبو جعفر خبر مبتدإ محذوف، أي: هي سواء لا تزيد ولا تنقص، أو مبتدأ وخبره للسائلين وقف على أيام، وكذا: من قرأه بالنصب بفعل مقدّر، أي: استوت سواء وهي قراءة العامة، وليس بوقف لمن قرأه بالجر نعتا لأيام والتقدير في أربعة أيام مستويات لِلسَّائِلِينَ كاف وَهِيَ دُخانٌ حسن، ومثله: أو كرها طائِعِينَ كاف فِي يَوْمَيْنِ جائز أَمْرَها كاف، ومثله: بمصابيح إن نصب وحفظا بفعل محذوف، أي: وحفظناها حفظا ويلزم عليه الابتداء بكلمة والوقف عليها، وقيل: الوقف على حفظا، أي: جعلنا النجوم زينة وحفظا الْعَلِيمِ كاف وَثَمُودَ حسن، لأن إذ متعلقة بمحذوف، أي: اذكر إذ، ولا يصح تعلقه بأنذرتكم، ومن خلفهم ليس بوقف، لأن أن مخففة من الثقيلة والتقدير بأنه لا تعبدوا إلا الله وإِلَّا اللَّهَ حسن كافِرُونَ كاف قُوَّةً حسن مِنْهُمْ قُوَّةً جائز يَجْحَدُونَ تامّ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا كاف، ومثله: أخرى لا يُنْصَرُونَ تام فَهَدَيْناهُمْ جائز، ومثله: على الهدى يَكْسِبُونَ كاف آمَنُوا جائز يَتَّقُونَ تامّ، ويوم منصوب بمقدّر إِلَى النَّارِ ليس بوقف يُوزَعُونَ كاف، أي: يحبس أوّلهم لآخرهم ليتلاحقوا. وهذا يدل على كثرتهم، وأنهم لا اختيار لهم في أنفسهم، نسأل الله السلامة والنجاة من كلّ شدّة ومحنة يَعْمَلُونَ كاف عَلَيْنا حسن، وكذا: كل شيء، وقيل: تام على أن ما بعده من كلام الجلود، والمراد الجوارح أَوَّلَ مَرَّةٍ كاف، وكذا: ترجعون، ولا وقف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أربعة أيام، ويبتدئ، سواء بمعنى هو سواء طائِعِينَ كاف، وكذا: أمرها، وبمصابيح، وحفظا، والعليم، وإلا الله كافِرُونَ حسن، وكذا: منا قوّة مِنْهُمْ قُوَّةً صالح يَجْحَدُونَ كاف، وكذا: الدنيا لا يُنْصَرُونَ تامّ يَكْسِبُونَ كاف يَتَّقُونَ تامّ يُوزَعُونَ كاف، وكذا: يعملون عَلَيْنا صالح تُرْجَعُونَ

من قوله: وما كنتم إلى تعملون لاتصال الكلام بعضه ببعض، والوقف على أَرْداكُمْ جائز، إن جعل ذلكم مبتدأ خبره أرداكم، وكذا إن جعل ظنكم وأرداكم خبرين لذلكم، وكذا إن جعل ظنكم خبرا من ذلكم وأرداكم بدلا، والمعنى ظنكم هو الذي أرداكم وأدخلكم النار مِنَ الْخاسِرِينَ كاف مَثْوىً لَهُمْ حسن لعطف جملتي الشرط مِنَ الْمُعْتَبِينَ كاف وَما خَلْفَهُمْ حسن، ومثله: والإنس للابتداء بأن خاسِرِينَ تام تَغْلِبُونَ كاف، ومثله: يعملون النَّارُ حسن، إن رفعت النار نعتا أو بدلا من جزاء، وإن رفعتها خبر مبتدإ محذوف وقفت على أعداء الله. ثم تبتدئ النار لهم فيها دارُ الْخُلْدِ حسن، إن نصبت جزاء بمقدّر، وليس بوقف إن نصب بما قبله يَجْحَدُونَ تام وَالْإِنْسِ ليس بوقف، لأن قوله: نجعلهما جواب الأمر، ومثله: في عدم الوقف تحت أقدامنا، لأن ما بعده منصوب بما قبله مِنَ الْأَسْفَلِينَ تامّ ثُمَّ اسْتَقامُوا ليس بوقف، لأن خبر إن لم يأت بعد وَلا تَحْزَنُوا حسن تُوعَدُونَ كاف وَفِي الْآخِرَةِ حسن، ومثله أنفسكم ما تَدَّعُونَ حسن، إن نصب نزلا بمقدر والتقدير أصبتم نزلا أو وجدتم نزلا، وليس بوقف إن نصب حالا مما قبله كأنه قال: ولكم ما تمنون في هذه الحالة، أو ولكم فيها الذي تدّعونه حال كونه معدّا على أنه حال من الموصول أو من عائده أو حال من فاعل تدعون، وقول ابن عطية إن نزلا نصب على المصدر المحفوظ خلافه، لأن مصدر نزل نزولا لا نزلا، لأن النزل ما يعد للنزيل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف، وكذا: تعملون، ومن الخاسرين، ولا يوقف على: أرداكم، وإن زعمه بعضهم مِنَ الْمُعْتَبِينَ صالح، وكذا وما خلفهم، والإنس خاسِرِينَ تامّ تَغْلِبُونَ كاف، وكذا: يعملون أَعْداءِ اللَّهِ النَّارُ حسن. وزعم بعضهم أن الوقف على أعداء الله يَجْحَدُونَ تامّ، وكذا: من الأسفلين، وتوعدون وَفِي الْآخِرَةِ صالح

وهو الضيف رَحِيمٍ تامّ، ومثله: من المسلمين وَلَا السَّيِّئَةُ حسن، وقيل: كاف هِيَ أَحْسَنُ جائز حَمِيمٌ كاف صَبَرُوا جائز، وليس بوقف إن أعيد الضمير في يلقاها إلى دفع السيئة بالحسنة، أو إلى البشرى عَظِيمٍ تامّ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ كاف الْعَلِيمُ تامّ وَالْقَمَرُ حسن، ومثله: ولا للقمر الَّذِي خَلَقَهُنَّ ليس بوقف، لأن حرف الشرط الذي بعده جوابه ما قبله تَعْبُدُونَ كاف وَالنَّهارِ حسن لا يَسْأَمُونَ تامّ خاشِعَةً حسن وَرَبَتْ كاف، ومثله: لمحيي الموتى قَدِيرٌ تامّ ومثله: لا يخفون علينا، ورسموا أمّ من بميمين مقطوعتين كما ترى يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن، ومثله: ما شئتم بَصِيرٌ تامّ، على استئناف ما بعده، وغير تامّ إن جعل ما بعده بدلا من: إن الذين يلحدون. لأنهم لكفرهم طعنوا فيه وحرّفوا تأويله، فلا وقف فيما بينهما إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ كاف، عند من جعل خبر إن محذوفا تقديره لهم عذاب شديد، وليس بوقف إن جعل خبر إن أولئك ينادون عَزِيزٌ جائز، وإن كان لا يأتيه الباطل من تمام صفة النكرة، لأنه رأس آية وَلا مِنْ خَلْفِهِ كاف حَمِيدٍ تامّ مِنْ قَبْلِكَ كاف أَلِيمٍ تامّ فُصِّلَتْ آياتُهُ كاف، لمن قرأ أأعجمي بهمزتين، محققتين، وهو أبو بكر وحمزة والكسائي، وقرأ هشام ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تَدَّعُونَ ليس بوقف لكن يرخص فيه لأنه رأس آية رَحِيمٍ تامّ، وكذا: من المسلمين، ولا السيئة، و: حميم، وعظيم فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ كاف الْعَلِيمُ تامّ وَالْقَمَرُ كاف، وكذا: تعبدون لا يَسْأَمُونَ تامّ وَرَبَتْ كاف الْمَوْتى صالح قَدِيرٌ تامّ وكذا: لا يخفون علينا، ويوم القيامة ما شِئْتُمْ حسن بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ تامّ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ كاف، والخبر محذوف، أي: يعذبون عَزِيزٌ صالح وَلا مِنْ خَلْفِهِ كاف حَمِيدٍ تامّ، وكذا: من قبلك، وأليم فُصِّلَتْ آياتُهُ كاف، لمن قرأ: أأعجمي بالاستفهام الإنكاري، لأنه خبر مبتدإ

بهمزة واحدة إخبارا، والباقون بهمزة ومدّة، معناه أكتاب أعجميّ ورسول عربي على وجه الإنكار لذلك، وليس بوقف لمن قرأ بهمزة واحدة بالقصر خبرا. لأنه بدل من آياته. والمعنى على قراءته بالخبر لقالوا هلا فصلت آياته، فكان منه عربيّ تعرفه العرب، وأعجميّ تعرفه العجم، وهو مرفوع خبر مبتدإ محذوف، أي: هو أعجميّ، أو مبتدأ والخبر محذوف، أي: أعجميّ وعربيّ يستويان، أو فاعل فعل محذوف، أي: أيستوي أعجميّ وعربيّ. وهذا ضعيف إذ لا يحذف الفعل إلا في مواضع وَعَرَبِيٌّ تامّ على القراءتين، ومثله: وشفاء وَقْرٌ حسن، ومثله: عمى، وقيل: كاف على استئناف ما بعده، ومن جعل خبر إن أولئك ينادون لم يوقف على شيء من قوله: بصير إلى بعيد لاتصال الكلام بعضه ببعض من جهة المعنى بَعِيدٍ تام، ومثله: اختلف فيه لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ جائز، وكاف، على استئناف ما بعده مُرِيبٍ تامّ فَلِنَفْسِهِ جائز. وقال ابن نصير النحوي، لا يوقف على أحد المعادلين حتى يؤتى بالثاني، والأصح الفصل بينهما، ولا يخلط أحدهما مع الآخر فَعَلَيْها كاف لِلْعَبِيدِ تامّ السَّاعَةِ حسن، وتامّ عند أبي حاتم إِلَّا بِعِلْمِهِ تامّ، عند نافع على القراءتين، أعني ثمرات بالجمع، وبها قرأ نافع وابن عامر وحفص، والباقون ثمرة بالإفراد أَيْنَ شُرَكائِي ليس بوقف، لأن قالوا: عامل يوم، ومثله: في عدم الوقف آذناك، لأن ما بعده في موضع نصب به، وجوّز أبو حاتم الوقف على آذناك، وعلى ظنوا، والابتداء بالنفي بعدهما على سبيل الاستئناف ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ كاف، ومنا خبر مقدّم، ومن شهيد مبتدأ مؤخر، أو شهيد فاعل بالجار قبله لاعتماده على ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ محذوف، وليس بوقف لمن قرأه بالخبر لأنه بدل من آياته وَعَرَبِيٌّ تامّ، وكذا: وشفاء عَمًى حسن بَعِيدٍ تامّ، وكذا: فاختلف فيه لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ صالح مُرِيبٍ تامّ، وكذا: فعليها، وللبعيد، والساعة. وقال أبو عمرو: كأبي حاتم في السَّاعَةِ كاف إِلَّا بِعِلْمِهِ كاف مِنْ شَهِيدٍ حسن مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا تامّ. قال

النفي وَظَنُّوا تامّ. قاله أبو حاتم السجستاني: والأجود الوقف على من قبل والابتداء بقوله: وظنوا مِنْ مَحِيصٍ تام مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ حسن، وكاف عند أبي حاتم، وهو مصدر مضاف لمفعوله وفاعله محذوف، أي: هو قَنُوطٌ كاف هذا لِي ليس بوقف، لكراهية الابتداء بما لا يقوله المسلم، وهو وما أظن الساعة قائمة، وتقدّم أن هذا ومثله: لا كراهة فيه، ونقل عن جماعة كراهته وليس كما ظنوا، لأن الوقف على جميع ذلك القارئ غير معتقد لمعناه، وإنما ذلك حكاية عن قول قائله، حكاه الله عمن قاله ووعيد ألحقه الله بقائله، والوصل والوقف في المعتقد سواء كما تقدّم عن النكزاوي لَلْحُسْنى كاف، للابتداء بالوعيد غَلِيظٍ تامّ بِجانِبِهِ جائز. وقال ابن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المعادلين حتى يؤتى بالثاني، والأصح التفريق بينهما عَرِيضٍ تامّ. ثم كفرتم به ليس بوقف، لأن قوله: من أضلّ في موضع المفعول الثاني ل أرأيتم بَعِيدٍ تامّ، للابتداء بالسين فِي الْآفاقِ ليس بوقف، لأن ما بعده معطوف على ما قبله، ومثله: في عدم الوقف، وفي أنفسهم لأن الذي بعده قد عمل فيه ما قبله أَنَّهُ الْحَقُّ تامّ، للابتداء بالاستفهام، ومثله في التمام شهيد، وكذا: من لقاء ربهم، آخر السورة، تامّ. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ له أبو حاتم: والمعنى وظنوه حقّا، والأحسن الوقف على مِنْ قَبْلُ والابتداء بقوله: وظنوا بمعنى علموا مِنْ مَحِيصٍ تامّ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ مفهوم، وقال أبو عمرو كأبي حاتم: كاف قَنُوطٌ كاف، وكذا: للحسنى غَلِيظٍ تام، وكذا: عريض، وبعيد والحق، وشهيد، ومن لقاء ربهم، وآخر السورة.

سورة الشورى

سورة الشورى مكية (¬1) كلمها ثمانمائة وست وستون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وخمسمائة وثمانية وثمانون حرفا، وآيها خمسون أو إحدى أو ثلاث آيات، ورسموا حم مقطوعة عن عسق ولم يقطعوا كهيعص لأن الحواميم سور متعددة، فجرت مجرى نظائرها، أو لأن حم مبتدأ وعسق خبر، فهما كلمتان وكهيعص كلمة واحدة، وتقدم الكلام على الوقوف ومعاني الحروف. حم عسق تامّ، على أن التشبيه بعد مبتدأ، أي: مثل ذلك الوحي، أو مثل الكتاب يوحى إليك وإلى الذين من قبلك من الرسل، ووقف بعضهم على كذلك. ثم ابتدأ يوحي بكسر الحاء، أي: يوحي الله إيحاء مثل الإيحاء السابق الذي كفر به هؤلاء، ويوحي مبني للفاعل والجلالة فاعل، وقرأ ابن كثير يوحى بفتح الحاء بالبناء للمفعول، ونائب الفاعل ضمير يعود على كذلك لأنه مبتدأ، أي: مثل ذلك الإيحاء يوحي هو إليك، فمثل مبتدأ، ويوحي هو إليك خبره أو النائب إليك بإضمار فعل، أي: يوحيه الله إليك. وهذا مثل قوله: يسبح له فيها بالغدوّ والآصال بفتح الباء مِنْ قَبْلِكَ حسن، على قراءة ابن كثير، وليس بوقف على قراءة يوحى مبنيّا للفاعل، لأن فاعل يوحي لم يأت ـــــــــــــــــــــــــ سورة الشورى مكية إلا قوله: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً، الآيات الأربع فمدني. وتقدم الكلام على حم عسق وإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ كاف، لمن قرأ: نوحي إليك بالنون وكسر الحاء أو بالياء وفتح الحاء، وليس بوقف لمن قرأه بالياء وكسر ¬

_ (¬1) وهي خمسون وثلاث في الكوفي، وخمسون في الباقي والخلاف في ثلاث آيات: حم [1] كوفي، عسق [2] كوفي، كَالْأَعْلامِ [32] كوفي، وانظر: «التلخيص» (399).

وهو الله، ولا يفصل بين الفعل وفاعله بالوقف ثم يبتدئ الله العزيز الحكيم، ويقف على من قبلك أيضا من قرأ: نوحي بالنون ويرتفع ما بعده على الابتداء، والعزيز الحكيم خبران أو صفتان والخبر الظرف الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ تامّ، على القراءتين وَما فِي الْأَرْضِ حسن الْعَظِيمُ تامّ مِنْ فَوْقِهِنَّ كاف، وتامّ عند أبي حاتم على استئناف ما بعده لِمَنْ فِي الْأَرْضِ كاف الرَّحِيمُ تامّ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ حسن بِوَكِيلٍ كاف، ولا وقف من قوله: وكذلك أوحينا إليك إلى لا ريب فيه، فلا يوقف على عربيّا، لأن بعده لام العلة، ولا على من حولها للعطف لا رَيْبَ فِيهِ حسن فِي السَّعِيرِ تامّ. ولا يوقف على واحدة، لأن بعده حرف الاستدراك فِي رَحْمَتِهِ كاف، ومثله: ولا نصير أَوْلِياءَ حسن، ومثله: الوليّ، وكذا: الموتى قَدِيرٌ تامّ مِنْ شَيْءٍ ليس بوقف لمكان الفاء إِلَى اللَّهِ حسن، ومثله: ذلكم الله ربي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ جائز، لأن توكلت ماض، وأنيب مستقبل والفصل بينهما من مقتضيات العطف في المفردات، وفي عطف الجمل لا يعتبر ذلك أُنِيبُ تامّ، إن رفع ما بعده بالابتداء، وإن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف كان كافيا، وكذا: إن نصب على المدح بتقدير أعني، أو على المنادى المضاف، وليس بوقف إن رفع نعتا لربي أو خبر ذلكم أو جرّ بدلا من الهاء في إليه أو جرّ صفة لله ويكون من قوله: ذلكم الله ربي إلى أنيب اعتراضا بين الصفة والموصوف يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ كاف، ومثله: شيء ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الحاء للفصل بين الفعل والفاعل، وعلى الأول يبتدئ الله بمعنى هو الله، أو يوحيه الله الْحَكِيمُ تامّ، على القراءتين، وكذا: العظيم مِنْ فَوْقِهِنَّ كاف، وكذا: لمن في الأرض الرَّحِيمُ تامّ بِوَكِيلٍ حسن لا رَيْبَ فِيهِ كاف فِي السَّعِيرِ تامّ، وكذا: في رحمته وَلا نَصِيرٍ كاف قَدِيرٌ تامّ إِلَى اللَّهِ كاف، وكذا: ذلكم الله ربي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ جائز أُنِيبُ تامّ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ حسن شَيْءٌ

الْبَصِيرُ تامّ وَالْأَرْضِ كاف، على استئناف ما بعده وَيَقْدِرُ كاف عَلِيمٌ تامّ نُوحاً ليس بوقف، لأن قوله: والذي أوحينا إليك موضعه نصب بالعطف على ما، وكذا: لا يوقف على إليك، لأن قوله: وما وصينا به عطف على ما قبله، ولا على عيسى، لأن قوله: أن أقيموا الدين بدل مما قبله، وإن جعل في موضع رفع مبتدأ كان الوقف على عيسى كافيا وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ تامّ، عند نافع ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ تامّ مَنْ يَشاءُ حسن مَنْ يُنِيبُ تامّ بَغْياً بَيْنَهُمْ كاف، ومثله: لقضي بينهم مِنْهُ مُرِيبٍ تامّ فَادْعُ جائز كَما أُمِرْتَ حسن، ومثله: أهواءهم، وكذا: من كتاب بَيْنَكُمُ تامّ اللَّهُ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ حسن، ومثله: ولكم أعمالكم، وكذا: وبينكم يَجْمَعُ بَيْنَنا جائز الْمَصِيرُ تامّ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ ليس بوقف، لأن قوله: والذين يحاجون مبتدأ، وحجتهم مبتدأ ثان وداحضة خبر الثاني، والثاني وخبره خبر عن الأول، وأعرب مكي حجتهم بدلا من الموصول بدل اشتمال، وعلى كل فالوقف على عند ربهم وعِنْدَ رَبِّهِمْ حسن، ومثله: وعليهم غضب شَدِيدٌ تامّ وَالْمِيزانَ حسن قَرِيبٌ كاف، على استئناف ما بعده لا يُؤْمِنُونَ بِها حسن مُشْفِقُونَ مِنْها ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله أَنَّهَا الْحَقُّ حسن بَعِيدٍ تامّ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ حسن، سواء جعل قوله: يرزق صفة لقوله: الله لطيف أو جعل خبرا بعد خبر. فإن جعلته صفة كانتا جملتين متفقتين، وإن جعلت ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مفهوم الْبَصِيرُ تامّ وَالْأَرْضِ كاف، وكذا: ويقدر عَلِيمٌ تامّ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ حسن ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ تامّ مَنْ يَشاءُ مفهوم مَنْ يُنِيبُ تامّ بَغْياً بَيْنَهُمْ كاف، وكذا: لقضي بينهم مِنْهُ مُرِيبٍ تامّ أَهْواءَهُمْ كاف لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ تامّ وَرَبُّكُمْ حسن أَعْمالُكُمْ كاف، وكذا: بيننا وبينكم الْمَصِيرُ تامّ، وكذا: شديد، وبالحق، والميزان قَرِيبٌ حسن، وكذا: الذين لا يؤمنون بها

يرزق خبرا بعد خبر كانتا مختلفتين وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ تامّ. للابتداء بالشرط نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ حسن. وقال ابن نصير النحوي: لا يوقف عليه حتى يؤتى بمعادله، والأصح التفرقة بينهما بالوقف نُؤْتِهِ مِنْها جائز، وقيل: لا يجوز لأن الذي بعده قد دخل في الجواب مِنْ نَصِيبٍ كاف، وقيل: تامّ ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ كاف، ومثله: لقضي بينهم. وقال أبو حاتم تامّ لمن قرأ: وأن الظالمين بفتح الهمزة، وهو عبد الرحمن ابن هرمز الأعرج بتقدير واعلموا أن الظالمين أَلِيمٌ كاف واقِعٌ بِهِمْ تامّ، وهو أي: الإشفاق أو العذاب، وهو تامّ إن جعل ما بعده مبتدأ، وليس بوقف إن جعل ما بعده منصوبا بالعطف على ما قبله الْجَنَّاتِ كاف، ومثله: عند ربهم، وكذا: الكبير الصَّالِحاتِ تامّ، عند نافع فِي الْقُرْبى كاف، وتام عند أبي حاتم فِيها حُسْناً كاف شَكُورٌ تامّ كَذِباً حسن، للابتداء بالشرط عَلى قَلْبِكَ تامّ، لأن قوله: ويمح الله الباطل مرفوع مستأنف غير داخل في جزاء الشرط لأنه تعالى يمحو الباطل مطلقا، وسقطت الواو من يمح لفظا لالتقاء الساكنين في الدرج وخطا حملا للخط على اللفظ كما كتبوا سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ ولا ينبغي الوقف على يمح، لأننا إن وقفنا عليه بالأصل، وهو الواو خالفنا خط المصحف الإمام، وإن وقفنا عليه بغيرها موافقة للرسم العثماني خالفنا الأصل وتأويله ويمح الله الشرك ويحق الحق بما أنزل به على ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أَنَّهَا الْحَقُّ تامّ، وكذا: لفي ضلال بعيد، والقوي العزيز فِي حَرْثِهِ كاف نُؤْتِهِ مِنْها مفهوم مِنْ نَصِيبٍ كاف، وكذا: به الله، ولقضي بينهم، وأليم واقِعٌ بِهِمْ تامّ رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ كاف، وكذا: عند ربهم الْكَبِيرُ حسن الصَّالِحاتِ كاف فِي الْقُرْبى تامّ حُسْناً كاف، وكذا: شكور كَذِباً كاف عَلى قَلْبِكَ تامّ بِكَلِماتِهِ كاف بِذاتِ الصُّدُورِ تامّ ما تَفْعَلُونَ

لسان نبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم وقيل: موضع يمح جزم عطفا على يختم، وليس كذلك لفساد المعنى، لأن الله قد محا الباطل بإبطاله إياه بقوله: ليحق الحق ويبطل الباطل، والأصح ارتفاعه لرفع ما بعده، وهو ويحق الحق بكلماته وبِكَلِماتِهِ كاف بِذاتِ الصُّدُورِ تامّ عَنْ عِبادِهِ جائز، ومثله: عن السيئات تَفْعَلُونَ تامّ، إن جعل الذين في موضع رفع فاعل يستجيب، وإن جعل في موضع نصب مفعول يستجيب والفاعل مضمر يعود على الله كان جائزا. قال النخعي: ويستجيب الذين آمنوا يشفعهم في إخوانهم وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جائز مِنْ فَضْلِهِ كاف شَدِيدٌ تامّ فِي الْأَرْضِ ليس بوقف للاستدراك بعده ما يَشاءُ كاف بَصِيرٌ تامّ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا جائز رَحْمَتَهُ كاف الْحَمِيدُ تامّ وَالْأَرْضِ ليس بوقف، لأن قوله: وما بث فيهما موضعه رفع بالعطف على ما قبله مِنْ دابَّةٍ كاف قَدِيرٌ تامّ عَنْ كَثِيرٍ كاف، وكذا: في الأرض وَلا نَصِيرٍ تامّ، وكان أبو عمرو ونافع يقفان على الجوار بغير ياء ويصلان بياء كَالْأَعْلامِ كاف، للابتداء بالشرط عَلى ظَهْرِهِ كاف شَكُورٍ ليس بوقف، لأن قوله أو يوبقهن مجزوم بالعطف على يسكن، ولكونه رأس آية يجوز وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ تامّ، لمن قرأ ويعلم بالرفع وبها قرأ نافع وابن عامر على الاستئناف، وليس بوقف لمن نصبه أو جزمه فنصبه بإضمار أن كأنه قال وأن يعلم الذين، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن مِنْ فَضْلِهِ تامّ، وكذا: شديد ما يَشاءُ كاف بَصِيرٌ تامّ، وكذا: الحميد مِنْ دابَّةٍ كاف قَدِيرٌ تامّ، وكذا: عن كثير فِي الْأَرْضِ كاف وَلا نَصِيرٍ تام كَالْأَعْلامِ كاف عَلى ظَهْرِهِ صالح، وكذا شكور وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ تامّ، لمن قرأ ويعلم بالرفع والنصب، وليس بوقف لمن جزمه. مِنْ مَحِيصٍ تام الدُّنْيا حسن يَتَوَكَّلُونَ كاف، وكذا: هم يغفرون وينفقون يَنْتَصِرُونَ تامّ

وجزمه عطفا على أو يوبقهنّ وهما كلام واحد مِنْ مَحِيصٍ تامّ الدُّنْيا حسن، ومثله: وأبقى يَتَوَكَّلُونَ كاف، إن جعل ما بعده مستأنفا، وإن عطف على الذين آمنوا كان جائزا وَالْفَواحِشَ حسن هُمْ يَغْفِرُونَ كاف، على استئناف ما بعده. ورسموا غضبوا كلمة وحدها وهم كلمة وحدها كما ترى وموضع هم رفع، لأنه مؤكد للضمير المرفوع في غضبوا يُنْفِقُونَ كاف يَنْتَصِرُونَ تامّ مِثْلُها كاف. وقال الأخفش: تامّ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ كاف الظَّالِمِينَ تامّ، بعد ظلمه ليس بوقف، لأن خبر المبتدأ وهو من لم يأت بعده مِنْ سَبِيلٍ حسن بِغَيْرِ الْحَقِّ كاف أَلِيمٌ تامّ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ تامّ مِنْ بَعْدِهِ حسن مِنْ سَبِيلٍ حسن. واختلف في قوله من الذلّ بماذا يتعلق فإن علق بخاشعين كأنك قلت من الذلّ خاشعين كان الوقف على من الذلّ، وإن علقته بينظرون كأنك قلت من الذلّ ينظرون كان الوقف على خاشعين، ثم تبتدئ من الذلّ ينظرون مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ تامّ يَوْمَ الْقِيامَةِ كاف، سواء علقت يوم القيامة بخسروا ويكون المؤمنون قد قالوا ذلك في الدنيا أو يقال ويكون معناه يقول المؤمنون هذا القول يوم القيامة إذا رأوا الكفار في تلك الحالة مُقِيمٍ تامّ مِنْ دُونِ اللَّهِ كاف مِنْ سَبِيلٍ تامّ مِنَ اللَّهِ كاف، ومثله: يومئذ، وكذا من نكير حَفِيظاً ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مِثْلُها كاف، وكذا: فأجره على الله الظَّالِمِينَ تام مِنْ سَبِيلٍ حسن بِغَيْرِ الْحَقِّ كاف أَلِيمٌ تامّ، وكذا: لمن عزم الأمور، ومن بعده مِنْ سَبِيلٍ حسن خاشِعِينَ قيل: وقف، وقيل: الوقف على من الذلّ بناء على الخلاف في قوله: من الذلّ بماذا يتعلق، فقيل: يتعلق بينظرون فالوقف على خاشعين، وقيل: يتعلق بخاشعين فالوقف على من الذلّ، وهو على التقديرين كاف مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ تامّ يَوْمَ الْقِيامَةِ كاف مُقِيمٍ تامّ مِنْ دُونِ اللَّهِ كاف مِنْ سَبِيلٍ حسن مِنَ اللَّهِ كاف وكذا: من نكير حَفِيظاً

حسن إِلَّا الْبَلاغُ تامّ فَرِحَ بِها كاف، وقال ابن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المعادلين حتى يؤتى بالثاني والأولى الفصل بالوقف بينهما بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ليس بوقف لمكان الفاء كَفُورٌ تامّ الْأَرْضِ حسن يَخْلُقُ ما يَشاءُ أحسن مما قبله الذُّكُورَ ليس بوقف للعطف بأو وَإِناثاً جائز، لأن ما بعده يصلح عطفا ومستأنفا، أي: وهو يجعل بدلالة تكرار المشيئة عَقِيماً كاف قَدِيرٌ تامّ حِجابٍ حسن، لمن قرأ أَوْ يُرْسِلَ بالرفع على الاستئناف وبها قرأ نافع، وليس بوقف لمن قرأ بنصبه، لأن ما بعد أو معطوف على ما قبلها، وقيل: أو يرسل فيوحى معطوفان على وحيا، أي: إلا موحيا أو مرسلا فيكون من عطف المصدر الصريح على المصدر المسبوك كما قال: للبس عباءة وتقرّ عيني ... أحبّ إليّ من لبس الشفوف لكن نصّ سيبويه أن أن والفعل لا يقعان حالا. وإنما يقع المصدر الصريح، تقول جاء زيد ضحكا، ولا تقول جاء زيد أن يضحك، ولا يجوز عطفه على يكلمه لفساد المعنى إذ يصير التقدير وما كان لبشر أن يرسل رسولا، ويلزم عليه نفي الرسل ما يَشاءُ كاف حَكِيمٌ تامّ مِنْ أَمْرِنا كاف، عند نافع للابتداء بالنفي وَلَا الْإِيمانُ ليس بوقف، لأن لكن يستدرك بها الإثبات بعد النفي، والنفي بعد الإثبات فهي لا بدّ أن تقع بين متنافيين، ولا يصح الكلام إلا بها كما تقدم، ما كنت تدري ما الكتاب، فما الأولى نافية، والثانية استفهامية معلقة للدارية فهي في محلّ نصب لسدّها مسد مفعولين، والجملة المنفية بأسرها في محل نصب على الحال من الكاف في إليك كذا في السمين جَعَلْناهُ نُوراً جائز مِنْ عِبادِنا كاف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جائز إِلَّا الْبَلاغُ تامّ فَرِحَ بِها كاف كَفُورٌ تامّ ما يَشاءُ كاف، وكذا: عقيما قَدِيرٌ تامّ ما يَشاءُ كاف حَكِيمٌ تامّ مِنْ أَمْرِنا كاف، وكذا:

سورة الزخرف

مُسْتَقِيمٍ ليس بوقف، لأن الذي بعده بدل من صراط الأول قبله وَما فِي الْأَرْضِ كاف، آخر السورة تام. سورة الزخرف مكية (¬1) إلا قوله: وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا الآية، فمدني: كلمها ثمانمائة وثلاث وثلاثون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وأربعمائة حرف، وآيها ثمان أو تسع وثمانون آية. وَالْكِتابِ الْمُبِينِ حسن، إن جعل جواب القسم محذوفا تقديره لقد أوضحت لكم الدليل وبينت لكم السبيل أو حم الأمر، أي: قضي وقدر، ومنه قول الأعشى: فاصبري نفس إنما حمّ حقّ ... ليس للصدع في الزّجاج اتفاق وقيل: إن حم إشارة إلى اسمين من أسمائه تعالى كل حرف من اسم من باب الاكتفاء، والاكتفاء ببعض الكلمة معهود في العربية، وليس بوقف إن جعل جوابه إِنَّا جَعَلْناهُ سواء جعل القسم والكتاب وحده أو مع حم والأول يلزم منه محذور وهو الجمع بين قسمين على مقسم واحد ـــــــــــــــــــــــــ من عبادنا وَما فِي الْأَرْضِ تامّ، وكذا، آخر السورة. سورة الزخرف مكية وقيل: إلا وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا الآية فمدني. وتقدم الكلام على حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ حسن، إن جعل جواب القسم حم بمعنى حم الأمر، والمعنى والكتاب المبين لقد حم الأمر، أي: قضي، وليس بوقف إن جعل جواب القسم: إنا جعلناه قرآنا عربيا، أي: سواء جعل القسم والكتاب وحده أم مع حم ¬

_ (¬1) وهي ثمان وثمانون في الشامي، وتسع في الباقي والخلاف في آيتين: حم [1] كوفي، مَهِينٌ [52] حجازي، بصري، وانظر: «التلخيص» (401).

وهم يكرهون ذلك، وإن جعل حم خبر مبتدإ محذوف ثم تبتدئ مقسما بقوله: والكتاب المبين حسن الوقف على: حم، وسلمت من ذلك المحذور تَعْقِلُونَ تامّ، إن كان ما بعده خارجا عن القسم، فإن جعل ما بعده وما قبله جواب المقسم به لم يكن تامّا، بل جائزا لكونه رأس آية حَكِيمٌ كاف صَفْحاً ليس بوقف على القراءتين، أعني فتح همزة أن وكسرها، فمن فتحها فموضعها نصب بقوله أفنضرب كأنه قال أفنضرب لهذا، ولا يوقف على الناصب دون المنصوب، ومن كسرها جعل إن شرطا وما قبلها جوابا لها مُسْرِفِينَ تامّ فِي الْأَوَّلِينَ جائز يَسْتَهْزِؤُنَ كاف بَطْشاً جائز مَثَلُ الْأَوَّلِينَ تامّ وَالْأَرْضَ ليس بوقف، لأن جوابي الشرط والقسم لم يأتيا الْعَلِيمُ تامّ، لأنه آخر حكاية الله عن كلام المشركين، وما بعده من كلام الله خطابا لنبيه والمراد غيره تَهْتَدُونَ كاف بِقَدَرٍ ليس بوقف، لأن ما بعده تفسير ولا يوقف على المفسر دون المفسر مَيْتاً جائز تُخْرَجُونَ كاف، ولا وقف من قوله: والذي خلق الأزواج إلى لمنقلبون، لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على تركبون، لأن بعده لام العلة، وهي لا يبتدأ بها ولا على: ظهوره، لأن قوله: ثُمَّ تَذْكُرُوا منصوب معطوفا على: لتستووا، ولا على إذا استويتم عليه، لعطف ما بعده على ما قبله، ولا على: مقرنين، إن جعل ما بعده داخلا في القول الأول، وإن جعل مستأنفا كان حسنا، لأنه ليس من نعت المركوب لَمُنْقَلِبُونَ تامّ جُزْءاً كاف، أي: بنات مُبِينٌ كاف، لأن أم بمعنى ألف الاستفهام الإنكاري بِالْبَنِينَ كاف، ومثله: كظيم، وكذا: مبين إِناثاً حسن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تَعْقِلُونَ تامّ، وكذا: حكيم، ومسرفين فِي الْأَوَّلِينَ حسن يَسْتَهْزِؤُنَ كاف، مَثَلُ الْأَوَّلِينَ تامّ، وكذا: العليم، ويبتدئ، الذي جعل لكم: بمعنى هو الذي جعل لكم تَهْتَدُونَ كاف، وكذا: تخرجون لَمُنْقَلِبُونَ تامّ جُزْءاً حسن

أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ أحسن مما قبله ويُسْئَلُونَ كاف على استئناف ما بعده، وإلا لا يوقف على: إناثا، ولا على: خلقهم، ولا على: يسألون ما عَبَدْناهُمْ تامّ، فصلا بين كلام الكفار وكلامه تعالى: ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ ومِنْ عِلْمٍ حسن إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ كاف، ومثله: من قبله وكذا: مستمسكون، ومهتدون، إن جعل موضع الكاف فعلا مضمرا مُتْرَفُوها ليس بوقف، لأن ما بعده مقول قال مُقْتَدُونَ تامّ، على قراءة من قرأ قل على الأمر؛ وأما من قرأ قال على الخبر وجعله متصلا بما قبله مسندا إلى نذير في قوله في: قرية من نذير، فلا يوقف على: مقتدون، والضمير في قال أو في قل للرسول عليه الصلاة والسلام، أي: قل لهم يا محمد أتتبعون آباءكم ولو جئتكم بدين أهدى من الذين الذي عليه آباءكم، وقرأ أبو جعفر: جئناكم آباءَكُمْ حسن كافِرُونَ جائز، مثله: منهم الْمُكَذِّبِينَ كاف تَعْبُدُونَ جائز سَيَهْدِينِ كاف، ومثله: يرجعون، وكذا: مبين وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ ليس بوقف، لأن جواب لما لم يأت بعد سِحْرٌ جائز كافِرُونَ كاف. ومثله: عظيم رَحْمَتَ رَبِّكَ تامّ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا حسن دَرَجاتٍ ليس بوقف للام العلة سُخْرِيًّا تامّ، عند أبي حاتم، ومثله: مما يجمعون أُمَّةً واحِدَةً ليس بوقف، لأن جواب لولا لم يأت، وهو لجعلنا، ومثله في عدم الوقف: من فضة، ويظهرون، وأبوابا، ويتكئون، لأن العطف صيرها كالشيء الواحد، والتامّ وزخرفا، ومثله: الحياة الدنيا، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مُبِينٌ صالح بِالْبَنِينَ حسن، وكذا: كظيم، وغير مبين إِناثاً كاف، وكذا: أشهدوا خلقهم، ويسألون ما عَبَدْناهُمْ تامّ مِنْ عِلْمٍ كاف، وكذا: يخرصون، ومستمسكون مُهْتَدُونَ حسن مُقْتَدُونَ تامّ آباءَكُمْ كاف كافِرُونَ صالح الْمُكَذِّبِينَ تامّ مِمَّا تَعْبُدُونَ جائز، إن جعل إلا بمعنى لكن، والاختيار أن لا يوقف عليه، لأن ذلك بمعنى لا إله إلا الله سَيَهْدِينِ كاف، وكذا: يرجعون وَرَسُولٌ مُبِينٌ حسن، وكذا: كافرون، وعظيم رَحْمَتَ رَبِّكَ تامّ، وكذا: سخريّا

وكذا: للمتقين فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ كاف، ومثله: مهتدون الْمَشْرِقَيْنِ حسن، على القراءتين، أعني جاءنا بالإفراد وجاءانا بالتثنية، فالذي قرأ بالإفراد أبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم، وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم جاءانا بالتثنية يعني الكافر وشيطانه الْقَرِينُ تامّ إِذْ ظَلَمْتُمْ جائز: لمن كسر همزة أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ وهو ابن ذكوان على الاستئناف وفاعل ينفعكم ضمير دلّ عليه قوله: يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ وهو التبرّي، والتقدير: ولن ينفعكم اليوم تبرّى بعضكم من بعض، وليس بوقف لمن قرأ أَنَّكُمْ بفتح الهمزة، لأنه فاعل ينفعكم فلا يفصل منه، وقيل: فاعل ينفعكم الإشراك، أي: ولن ينفعكم إشراككم في العذاب بالتأسي كما ينفع الاشتراك في مصائب الدنيا فيتأسى المصاب بمثله، ومنه قول الخنساء: ولولا كثرة الباكين حولي ... على موتاهم لقتلت نفسي وما يبكون مثل أخي ولكن ... أعزّي النفس عنهم بالتّأسّي وفاعل ينفعكم التمني، أي: لن ينفعكم تمنيكم، أو لن ينفعكم اجتماعكم، أو ظلمكم، أو جحدكم مُشْتَرِكُونَ كاف، ومثله: مبين مُنْتَقِمُونَ جائز، لكونه رأس آية، لأن قوله: أَوْ نُرِيَنَّكَ عطف على قوله: فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ مُقْتَدِرُونَ كاف، ومثله: إليك، للابتداء بأنه، ومثله: مستقيم، وكذا: ولقومك للابتداء بالتهديد مع أن المعنى، وسوف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مِمَّا يَجْمَعُونَ حسن وَزُخْرُفاً تامّ، وكذا: الحياة الدنيا وللمتقين، وله قرين مُهْتَدُونَ كاف الْقَرِينُ تامّ مُشْتَرِكُونَ حسن، وكذا: مبين مُنْتَقِمُونَ مفهوم مُقْتَدِرُونَ حسن، وكذا: مستقيم وَلِقَوْمِكَ تامّ، وكذا: تسألون مِنْ رُسُلِنا حسن يُعْبَدُونَ تامّ رَبِّ الْعالَمِينَ كاف يَضْحَكُونَ حسن

تسألون عن ذلك الذكر وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ تامّ مِنْ رُسُلِنا حسن. وقيل: لا يحسن، لأن ما بعده داخل في السؤال، فكأنه قال: قل لأتباع الرسل أجاءتهم الرسل بعبادة غير الله، فإنهم يخبرونك أن ذلك لم يقع ولم يمكن أن يأتوا به قبلك، ثم ابتدأ على سبيل الإنكار أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ؟ أي: ما جعلنا ذلك يُعْبَدُونَ تامّ رَبِّ الْعالَمِينَ كاف فَلَمَّا جاءَهُمْ بِآياتِنا ليس بوقف، لأن ما بعده جواب لما يَضْحَكُونَ حسن مِنْ أُخْتِها كاف، ومثله: يرجعون عِنْدَكَ حسن، وخطئ من جعل الباء في بِما عَهِدَ للقسم، لأنها إذا ذكرت أتي بالفعل معها، بخلاف الواو فيحذف الفعل معها لَمُهْتَدُونَ كاف يَنْكُثُونَ تامّ فِي قَوْمِهِ كاف تَحْتِي حسن. قال الفراء: في «أم» وجهان. أحدهما: أنها استفهامية. والثاني أنها عاطفة على قوله: أليس لي ملك مصر، فعلى أنها عاطفة لا يوقف على: تبصرون والوقف على «أم» والمعنى أفلا تبصرون أم تبصرون، وعلى أنها استفهامية الوقف على: تبصرون، ثم يبتدئ: أم أنا خير، فأم جواب الاستفهام، وهو أفلا والمعادل محذوف، ومنه: دعاني إليها القلب أنّي لأمرها ... سميع فما أدري أرشد طلّابها أي: أم غيّ، وسميت معادلة لأنها تعادل الهمزة في إفادة الاستفهام، وقيل: الوقف على: تُبْصِرُونَ بجعل أم زائدة، والتقدير: أفلا تبصرون أنا خير من هذا الذي هو مهين، وخص ابن عصفور زيادتها بالشعر، وعلى ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها تامّ، وكذا: لعلهم يرجعون لَمُهْتَدُونَ حسن يَنْكُثُونَ تامّ فِي قَوْمِهِ كاف مِنْ تَحْتِي صالح أَفَلا تُبْصِرُونَ تامّ عند بعضهم أي: أم أنتم بصراء، وقيل: الوقف على تبصرون بجعل أم زائدة أو منقطعة بمعنى بل وَلا يَكادُ يُبِينُ كاف، وكذا: مقترنين، وفأطاعوه، وفاسقين لِلْآخِرِينَ تامّ يَصِدُّونَ حسن أَمْ هُوَ تامّ، وقال أبو عمرو: كاف إِلَّا

زيادتها حمل أبو زيد النحوي هذه الآية ووافقه على ذلك أبو بكر بن طاهر من المتأخرين، والصحيح أنها غير زائدة، فلا ينبغي أن تحمل الآية عليها، إذ قد يمكن حملها على ما هو أحسن من ذلك بأن تجعل منقطعة وقد ذكر الجوهري زيادتها في صحاحه، وأنشد: يا ليت شعري ولا منجي من الهرم ... أم هل على العيش بعد الشيب من ندم التقدير: ليت شعري هل على العيش بعد الشيب من ندم. وقيل: لا يوقف عليهما لأن أم سبيلها أن تسوّى بين الأول والثاني فبعض الكلام متعلق ببعض، ومن أراد إشباع الكلام على هذا فعليه بالسمين، وهذا الوقف جدير بأن يخصّ بتأليف وما ذكر غاية في بيانه ولله الحمد وَلا يَكادُ يُبِينُ كاف، ومثله: مقترنين وكذا: فأطاعوه، وكذا: فاسقين انْتَقَمْنا مِنْهُمْ حسن أَجْمَعِينَ جائز لِلْآخِرِينَ تامّ يَصِدُّونَ كاف أَمْ هُوَ تامّ، للابتداء بالنفي إِلَّا جَدَلًا كاف، ومثله: خصمون عَلَيْهِ حسن إِسْرائِيلَ تامّ، ورأس آية يَخْلُفُونَ كاف، ومثله: فلا تمترنّ بها عند أبي حاتم. وقال غيره: الوقف على وَاتَّبِعُونِ بغير ياء عند أكثر القرّاء ووقف ابن كثير عليها بالياء، وأبو عمرو وابن كثير يصلان بالياء مُسْتَقِيمٌ كاف، ومثله: الشيطان مُبِينٌ تامّ تَخْتَلِفُونَ فِيهِ جائز وَأَطِيعُونِ كاف، ومثله: فاعبدوه مُسْتَقِيمٌ تامّ مِنْ بَيْنِهِمْ حسن أَلِيمٍ كاف. وقيل: تامّ على استئناف ما بعده لا يَشْعُرُونَ تامّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جَدَلًا كاف خَصِمُونَ حسن إِسْرائِيلَ تامّ، وكذا: يخلفون فَلا تَمْتَرُنَّ بِها كاف عند بعضهم، وقيل: الوقف على واتبعون مُسْتَقِيمٌ كاف الشَّيْطانُ صالح مُبِينٌ تامّ، وكذا: وأطيعون فَاعْبُدُوهُ كاف مُسْتَقِيمٌ حسن مِنْ بَيْنِهِمْ كاف أَلِيمٍ حسن لا يَشْعُرُونَ تامّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ حسن تَحْزَنُونَ تامّ، إن جعل ما بعده مبتدأ خبره، ادخلوا الجنة، أي: يقال لهم ادخلوا

كاف يا عِبادِ قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم بلا ياء وصلا ووقفا، وقرأ أبو عمرو ونافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم يا عبادي بالياء في الوصل إلا أبا بكر عن عاصم فإنه كان يفتحها ويقف بالياء الْيَوْمَ جائز تَحْزَنُونَ تامّ، إن جعل الذين مبتدأ وخبره ادخلوا الجنة، أي: يقال لهم ادخلوا الجنة، وإن جعل أنتم توكيدا للضمير في ادخلوا فلا يوقف على الجنة، وإن جعل الذين في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف بتقديرهم الذين أو في موضع نصب بتقدير أعني، أو جعل مستأنفا كان الوقف على تَحْزَنُونَ كافيا، وإن جعل الذين نعتا لعبادي أو بدلا متصلا بما قبله على تأويل: يا عبادي الذين آمنوا لا خوف عليكم اليوم كان الوقف على مسلمين تُحْبَرُونَ حسن، إن جعل ما بعده خبرا ثانيا، وجائز إن جعل ما بعده حالا من الضمير فيه وَأَكْوابٍ حسن، ومثله: تلذ الأعين خالِدُونَ كاف، والباء في بما كنتم باء العوض والمقابلة، وليست للسببية خلافا للمعتزلة. وفي حديث: «لن يدخل أحدكم الجنة بعمله» للسببية، والفرق بينهما أن المعطي بعوض قد يعطي مجانا، وأما المسبب فلا يوجد بدون السبب، فلا تعارض بين الآية والحديث بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ كاف كَثِيرَةٌ حسن تَأْكُلُونَ تامّ، لتناهي وصف أهل الجنة وانتقاله لوصف أهل النار خالِدُونَ كاف عَنْهُمْ حسن مُبْلِسُونَ كاف الظَّالِمِينَ تامّ رَبُّكَ جائز ماكِثُونَ تامّ، عند أبي حاتم. قال الأعمش: أنبئت أن بين دعائهم وإجابته ألف عام بِالْحَقِّ الأولى وصله كارِهُونَ تامّ أَمْراً جائز مُبْرِمُونَ كاف، إن جعلت أم الثانية ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الجنة، وليس بوقف إن جعل نعتا لعبادي، فيكون الوقف على مسلمين تُحْبَرُونَ حسن، وكذا: وأكواب وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ كاف خالِدُونَ حسن، وكذا: تعملون تَأْكُلُونَ تامّ خالِدُونَ كاف مُبْلِسُونَ تامّ، وكذا: الظالمين لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ جائز ماكِثُونَ تامّ كارِهُونَ صالح، وكذا: مبرمون، ونجواهم بَلى

كالأولى، وإن جعلت معطوفة على الأولى لم يحسن الوقف على شيء قبلها وَنَجْواهُمْ بَلى كاف، عند أبي حاتم، وقيل: الوقف على نجواهم يَكْتُبُونَ تامّ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ تام، إن جعلت إن بمعنى ما وهو قول ابن عباس، أي: ما كان للرحمن ولد، وإن جعلت شرطية كان الوقف على العابدين، والمعنى إن كنتم تزعمون أن للرحمن ولدا فأنا أول من بعد الله وأعترف أنه إله العابدين تامّ: على الوجهين سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ليس بوقف، لأن ما بعده نعت لما قبله عَمَّا يَصِفُونَ كاف، ومثله: يوعدون، وكذا: وفي الأرض إله الْعَلِيمُ تامّ وَما بَيْنَهُما كاف عِلْمُ السَّاعَةِ حسن وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ كاف الشَّفاعَةَ ليس بوقف، ومثله: في عدم الوقف بالحق، لأن العلم شرط في الشهادة يَعْلَمُونَ تامّ، لَيَقُولُنَّ اللَّهُ كاف يُؤْفَكُونَ تامّ، إن نصب وَقِيلِهِ على المصدر، أي: قال قيله أو نصب على محل الساعة كأنه قيل: أن يعلم الساعة ويعلم قيله أو عطف على سرهم ونجواهم، أي: لا نعلم سرهم ولا قبله، وعلى هذا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف، قاله أبو حاتم، والأحسن الوقف على نجواهم يَكْتُبُونَ تامّ قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ قال بعضهم: تامّ، بجعل إن بمعنى ما. وقال بعضهم: هذا وجه، والأكثر على أن المعنى: إن كنتم تزعمون أن للرحمن ولدا، فأنا أول من عبد الله تعالى واعترف أنه إله، فالوقف التامّ إنما هو على قوله: فأنا أوّل العابدين عَمَّا يَصِفُونَ كاف يُوعَدُونَ حسن وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ كاف الْعَلِيمُ حسن وَما بَيْنَهُما كاف عِلْمُ السَّاعَةِ صالح وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ حسن يَعْلَمُونَ تامّ، وكذا: يؤفكون، إن نصب، وقيله على المصدرية أو رفع مبتدأ، فإن نصب مفعولا على تقدير أنا لا نسمع سرهم ونجواهم، ونسمع قيل: أو على تقدير وعنده علم الساعة، ويعلم قيله، أو جرّ على تقدير وعنده علم الساعة وعلم قيله، فليس ذلك وقفا تامّا بل جائز لطول الكلام، وكلّ ذلك آت في نجواهم وما بعده بتقدير نصب قيله بنسمع، وفي الساعة وما بعدها بالتقديرين الأخيرين، فالوقف على هذه المذكورات عند انتفاء التقييد

سورة الدخان

القول لا يوقف على شيء قبله من قوله: أم يحسبون إلى هذا الموضع، أو عطف على مفعول يكتبون المحذوف، أي: يكتبون ذلك ويكتبون قيله، أو عطف على مفعول يعلمون المحذوف، أي: يعلمون ذلك ويعلمون قيله، أو نصب على حذف حرف القسم وجوابه إن هؤلاء كقوله: فذاك أمانة الله الثريد ففي هذه الست يحسن الوقف على يؤفكون والذي قرأ بنصبه ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي وابن عامر، وقرأ الأعرج وقتادة، وقيله على الابتداء، وعليها يحسن الوقف على يؤفكون وليس بوقف إن جر عطفا على الساعة، أي: وعنده علم الساعة وعلم قيله، وكذا: إن عطف على محل بالحق، أي: شهد بالحق وبقيله، فافهم هذه الثمانية تنفعك لا يُؤْمِنُونَ كاف فَاصْفَحْ عَنْهُمْ جائز وَقُلْ سَلامٌ كاف، للابتداء بالتهديد، ومن قرأ، يعلمون بالتحتية لا يكون التهديد داخلا في القول، وبها قرأ ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وابن عامر، ومن قرأه بالفوقية كان أرقى في الوقف على سلام لئلا تدخل جملة التهديد في الأمر بقل، آخر السورة تام. سورة الدخان مكية (¬1) ـــــــــــــــــــــــــ بما ذكر جائز، لطول الكلام أيضا لا يُؤْمِنُونَ حسن، وكذا: وقل سلام، آخر السورة تام. سورة الدخان مكية وقيل: إلا قوله إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ الآية فمدني. ¬

_ (¬1) وهي خمسون وست في العلوي، وسبع في البصري، وتسع في الكوفي، والخلاف في أربع آيات هي: حم [1] كوفي، لَيَقُولُونَ [34] كوفي، الزَّقُّومِ [43] غير مكي ومدني أخير فِي الْبُطُونِ [45] عراقي، مكي، مدني أخير وانظر: «جمال القراء» (1/ 216)، «فنون الأفنان» (307)، «الإتحاف» (388).

قيل إلا قوله: إنا كاشفوا العذاب قليلا الآية، فمدني. كلمها ثلاثمائة وست وأربعون كلمة، وحروفها ألف وأربعمائة وأحد وأربعون حرفا، وآيها ست أو سبع أو تسع وخمسون آية. حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ حسن، إن جعل جواب القسم حم مقدّما، وليس بوقف إن جعل جوابه، إنا أنزلناه، وإن جعل والكتاب المبين قسما كان الوقف على، في ليلة مباركة تامّا، وإن جعل في ليلة مباركة صفة للكتاب، والقسم حم كان الجواب والوقف إنا كنا منذرين، ومنع بعضهم أن تكون حم قسما، لأن الهاء راجعة إلى الكتاب، وكأنه أقسم على نفس المقسم عليه، وفسر الشيء بنفسه، والأكثر على أن القسم واقع عليه كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ كاف، إن نصب أمرا بفعل مقدّر، أو نصب على المصدر بتأويل العامل فيه إلى معناه، أي: أمرنا أمرا بسبب الإنزال، أو نصب على الاختصاص، وليس المراد الاختصاص الاصطلاحي فإنه لا يكون نكرة أعني بهذا أمرا خاصا، وليس بوقف إن نصب بيفرق، أو نصب على معنى يفرق، أي: فرقا الذي هو مصدر يفرق، لأنه إذا حكم بشيء وكتبه فقد أمر به، أو نصب على الحال من كل المضافة والمسوّغ عام، لأن كل من صيغ العموم أو حالا من أمر فهو خاص لوصفه بحكيم، وفيه مجيء الحال من المضاف إليه في غير المواضع المذكورة. او نصب حالا من الضمير في حكيم، أو نصب على أنه مفعول منذرين، والمفعول الأوّل محذوف، أي: منذرين الناس أمرا، أو نصب من ضمير الفاعل في أنزلناه، أو من ضمير المفعول وهو الهاء في أنزلناه، أي: آمرين به أمرا أو ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وقد علم حكم حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ مما مرّ في الصورة السابقة إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ تام، إن جعل جوابا للقسم، وإن جعل صفة للكتاب، فالوقف التامّ على منذرين فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ كاف، وكذا: رحمة من ربك السَّمِيعُ الْعَلِيمُ تامّ، لمن قرأ ربّ السموات بالرفع على غير البدلية من السميع، وليس بوقف

مأمورا به، أو نصب على أنه مفعول له والعامل فيه أنزلناه، وحينئذ لا يحسن الوقف على شيء من قوله: إنا أنزلنا إلى هذا الموضع مِنْ عِنْدِنا حسن، ومثله: إنا كنا مرسلين إن نصب رحمة بفعل مقدّر، وليس بوقف إن نصب رحمة من حيث ينتصب أمرا من الحال والمفعول له، ولم يحسن الوقف من قوله: إنا أنزلناه إلى هذا الموضع، سمى الله تعالى إرسال الرسل رحمة، أي: رحمة لمن أطاعهم. وقال سعيد بن جبير: اللفظ عام للمؤمن والكافر، فالمؤمن قد سعد به والكافر بتأخير العذاب عنه، وعلى هذا لا يوقف على مرسلين رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ كاف الْعَلِيمُ تامّ، لمن قرأ: رب بالرفع مبتدأ، والخبر لا إله إلا هو، أو رفع خبر مبتدإ محذوف، أي: هو ربّ، وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر، وليس بوقف لمن جرّه بدلا من ربك، وحينئذ لا يوقف على من ربك، ولا على العليم، وهي قراءة أهل الكوفة عاصم وحمزة والكسائي مُوقِنِينَ تامّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ حسن، إن جعل ما بعده خبرا ثانيا، وليس بوقف إن جعل حالا كأنك قلت: محييا ومميتا يُحْيِي وَيُمِيتُ أحسن مما قبله على استثناء ما بعده الْأَوَّلِينَ كاف، ومثله: يلعبون ووقف بعضهم على فارتقب بِدُخانٍ مُبِينٍ جائز، لأنه رأس آية، وإن كان ما بعده نعتا يَغْشَى النَّاسَ حسن أَلِيمٌ كاف، ومثله: العذاب، وكذا: مؤمنون على استئناف ما بعده، ثم قال تعالى: أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى حسن، ومثله: مبين على استئناف ما بعده مَجْنُونٌ كاف قَلِيلًا حسن عائِدُونَ أحسن، مما قبله إن نصب يوم بفعل مقدّر، ولا يجوز أن ينصب بعائدون ولا بمنتقمون، لأن ما بعد «إن» لا يعمل في شيء مما قبله، ولو وصله لصار يوم نبطش ظرفا لعودهم إلى الكفر، إذ يوم بدر، أو يوم القيامة العود إلى ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لمن قرأه بالرفع عليها أو الجر بدلا من ربك مُوقِنِينَ تامّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ حسن، وأحسن منه يحيى ويميت الْأَوَّلِينَ كاف وكذا: يلعبون بِدُخانٍ مُبِينٍ صالح يَغْشَى النَّاسَ أصلح منه عَذابٌ أَلِيمٌ كاف مُؤْمِنُونَ حسن، وكذا:

الكفر فيهما غير ممكن مُنْتَقِمُونَ تامّ قَوْمَ فِرْعَوْنَ حسن كَرِيمٌ جائز، لأنه رأس آية، وإن كان ما قبل أن قد عمل فيها كأنه قال: بأن أدّوا إليّ عباد الله. فأن مفسرة وعباد منصوب بأدّوا، فلا يجوز الوقف على إليّ، وقيل: عباد منصوب بالنداء كأنه قال: أن أدوا إليّ يا عباد الله، فإذا الوقف على عباد الله حسن أَمِينٌ جائز، إن جعلت أن بمعنى، أي: لا تعلوا، وإلا فلا يجوز العطف عَلَى اللَّهِ جائز، ومثله: مبين، وقيل: ليس بوقف، لأن ما بعده داخل في السؤال أَنْ تَرْجُمُونِ جائز فَاعْتَزِلُونِ تامّ. قال ابن عرفة المالكي: أي فدعوني، لا عليّ ولا لي مُجْرِمُونَ تامّ، لأنه قد انقضى السؤال، وفي الكلام حذف والتقدير: فأجيب، فقيل له إن كان الأمر هكذا، فأسر بعبادي ليلا ولَيْلًا حسن مُتَّبَعُونَ كاف رَهْواً حسن مُغْرَقُونَ كاف، ولا وقف من قوله: كم تركوا إلى فاكهين، فلا يوقف على زروع، ولا على كريم، لأن العطف يصير الأشياء كلها كالشيء الواحد فاكِهِينَ في محل الكاف من كذلك الحركات الثلاث الرفع والنصب والجرّ، فالرفع على أنها خبر مبتدإ محذوف، أي: الأمر كذلك، أو في محل نصب، أي: أخرجنا آل فرعون من منازلهم كما وعدنا إيراثها قوما آخرين، أو في محل جرّ صفة لمقام، أي: مقام كريم مثل ذلك المقام الذي كان لهم. فإن كانت الكاف في محل رفع كان الوقف على فاكهين تامّا لعدم تعلق ما بعده بما قبله، والتشبيه أوّل الكلام، وإن كانت في محل نصب أو جرّ كانت متصلة بما قبلها من جهة المعنى فقط، فيوقف على كذلك، ويبتدئ بها لتعلق ما بعدها بما قبلها وكان الوقف على كذلك كافيا دون كريم وفاكهين والتشبيه من ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مجنون، وعائدون يَوْمَ نَبْطِشُ أي: واذكر يوم نبطش مُنْتَقِمُونَ تامّ أَمِينٌ جائز، وكذا: بسلطان مبين وترجمون فَاعْتَزِلُونِ تامّ مُجْرِمُونَ صالح مُتَّبَعُونَ مفهوم مُغْرَقُونَ تامّ فاكِهِينَ كاف، وقيل: بل كذلك، ووقع في

تمام الكلام. ثم يبتدئ بكذلك أو بقوله: وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ وآخَرِينَ جائز مُنْظَرِينَ حسن الْمُهِينِ ليس بوقف، لأن بعده حرف جرّ بدل من من الأولى مِنْ فِرْعَوْنَ كاف مِنَ الْمُسْرِفِينَ كاف عَلَى الْعالَمِينَ جائز بَلؤُا مُبِينٌ كاف، ورسموا بلواء بواو وألف كما ترى بِمُنْشَرِينَ أحسن مما قبله صادِقِينَ كاف وكذا: أم قوم تبع عند أبي حاتم على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على قوم تبع أَهْلَكْناهُمْ كاف، لتناهي الاستفهام مُجْرِمِينَ تام لاعِبِينَ كاف إِلَّا بِالْحَقِّ ليس بوقف للاستدراك بعده لا يَعْلَمُونَ كاف أَجْمَعِينَ جائز، إن نصب يوم بفعل مقدّر، وليس بوقف إن أبدل: يوم لا يغني من يوم الفصل شَيْئاً حسن يُنْصَرُونَ ليس بوقف لحرف الاستثناء مَنْ رَحِمَ اللَّهُ كاف الرَّحِيمُ تام، ولا وقف من قوله: إن شجرت إلى كالمهل، فلا يوقف على الزقوم، لأن خبر إن لم يأت، ولا على الأثيم لأن ما بعده كاف التشبيه، ورسموا شجرت بالتاء المجرورة كما ترى كَالْمُهْلِ حسن، لمن قرأ: تغلي بالتاء الفوقية، وليس بوقف لمن قرأ، يغلي بالياء التحتية، لأنه جعل الغليان للمهل كالمهل، وفيه نظر، لأن المهل إنما ذكر للتشبيه في الذنوب لا في الغليان، وإنما يغلي ما شبه به، والمعنى أن ما يأكله أهل النار يتحرّك في أجوافهم من شدّة حرارته وتوقده فِي الْبُطُونِ ليس بوقف، لأن بعده كاف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الأصل بدل فاكهين كريم، وهو سهو قَوْماً آخَرِينَ صالح مُنْظَرِينَ حسن مِنْ فِرْعَوْنَ كاف مِنَ الْمُسْرِفِينَ حسن عَلَى الْعالَمِينَ جائز بَلؤُا مُبِينٌ حسن، وكذا: صادقين أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف، هذا إن جعل ما بعده مستأنفا، فإن جعل معطوفا على قوم تبع فليس ذلك بوقف أَهْلَكْناهُمْ كاف مُجْرِمِينَ تامّ، وكذا: لاعبين، ولا يعلمون أَجْمَعِينَ رأس آية، وليس بوقف، لأن يَوْمَ لا يُغْنِي بدل من يوم الفصل مَنْ رَحِمَ اللَّهُ كاف الرَّحِيمُ تامّ كَالْمُهْلِ جائز، لمن قرأ تغلي بالتاء، أي: الشجرة، وليس بوقف لمن قرأه بالياء

التشبيه الْحَمِيمِ كاف الْجَحِيمِ ليس بوقف، لأن ثم حرف عطف الْحَمِيمِ كاف، ومثله: ذق لمن كسر همزة إنك على الابتداء، وليس بوقف لمن فتحها. والمعنى ذق وبال هذا القول وجزاءه لأنك كان يقال لك العزيز الكريم، وهو قول خزنة النار لأبي جهل على الاستهزاء، فعلى هذا يوقف على الحميم. ثم يبتدئ ذق وهي قراءة الكسائي الْكَرِيمُ كاف تَمْتَرُونَ تامّ، لانتقاله من صفة أهل النار إلى صفة أهل الجنة، ولا يوقف من قوله: إن المتقين إلى متقابلين، فلا يوقف على أمين لتعلق الظرف، ولا على وعيون إن جعل ما بعده حالا وإن جعل يلبسون خبرا ثانيا حسن الوقف عليه مُتَقابِلِينَ كاف، على أن الكاف في كذلك في محل رفع، أي: الأمر كذلك، وقيل: الوقف على كذلك، أي: كذلك نفعل بالمتقين، أو كذلك حكم الله لأهل الجنة فالتشبيه من تمام الكلام بِحُورٍ عِينٍ كاف آمِنِينَ جائز، وقيل: لا يجوز لأن ما بعده صفة لهم، لأن الأمن إنما يتمّ بأن لا يذوقوا الموت إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى حسن، على أن الاستثناء متصل، أي: لا يذوقون فيها الموت بعد الموتة الأولى في الدنيا وبعد توضع موضع إلا في مواضع لنقرّب المعنى، وبعض الناس يقف على الموت. قال لأنه كلام مفيد وما بعده استثناء ليس من الأول، قاله النكزاوي عَذابَ الْجَحِيمِ جائز، إن نصب فضلا لفعل مقدّر، أي: تفضلنا بذلك تفضلا، وليس بوقف إن نصب على أنه مفعول من أجله، والعامل فيه يدعون أو ووقاهم فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ كاف الْعَظِيمُ تامّ يَتَذَكَّرُونَ كاف، آخر السورة، تامّ. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْحَمِيمِ كاف. وكذا: ذق لمن قرأ إنك بالكسر، وليس بوقف لمن قرأه بالفتح، أي: ذق لأنك الْكَرِيمُ حسن تَمْتَرُونَ تامّ مُتَقابِلِينَ حسن، وقيل: الوقف على كذلك بِحُورٍ عِينٍ صالح آمِنِينَ كاف الْأُولى جائز، وكذا: عذاب الجحيم مِنْ رَبِّكَ تامّ الْعَظِيمُ كاف يَتَذَكَّرُونَ صالح آخر السورة تام.

سورة الجاثية

سورة الجاثية مكية (¬1) إلا قوله: قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا الآية فمدني، كلمها أربعمائة وثمان وثمانون كلمة، وحروفها ألفان ومائة وأحد وتسعون حرفا، وآيها ست أو سبع وثلاثون آية. حم تَنْزِيلُ الْكِتابِ حسن، إن جعل تنزيل مرفوعا بالابتداء كان الوقف على حم تامّا، وكاف إن جعل خبر مبتدإ محذوف الْحَكِيمِ كاف، ومثله: للمؤمنين لمن رفع آيات بالابتداء، وبها قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر وما قبلها خبر، وليس بوقف لمن قرأ آيات بكسر التاء، وقوله: وما يبثّ عطف على خلق المضاف إلى كم واستقبح عطفه على الكاف، لأن الضمير المتصل المجرور لا يعطف عليه إلا بإعادة حرف الجر؛ لا نقول: مررت بك وزيد حتى تقول مررت بك وبزيد، والأصح أن في السموات العطف على معمولي عاملين مختلفين، العاملان إن وفي، والمعمولان السموات وآيات، فعطف وتصريف على السموات، وعطف آيات الثانية على الآيات فيمن نصب آيات، وفي ذلك دليل على جوازه، والأصح عدم جوازه يُوقِنُونَ كاف، لمن قرأ: وتصريف الرياح آيات بالرفع خبر مبتدإ محذوف، أي: ما ذكر آيات للعقلاء، ومن قرأ بالنصب على الآيات فيهما لم يحسن الوقف على الآيتين ـــــــــــــــــــــــــ سورة الجاثية مكية إلا قوله: قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا الآية، فمدني. وقد علم حكم حم تَنْزِيلُ الْكِتابِ مما مرّ في سورة المؤمن الْحَكِيمِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لِلْمُؤْمِنِينَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وكذا: لمن قرأ من دابة آيات بالرفع، وكذا: يوقنون إن قرئ آيات الأخيرة بالرفع، ومن قرأ بالكسر فيهما ¬

_ (¬1) وهي سبع وثلاثون في الكوفي، وست في الباقي الخلاف في آية حم [1] كوفي.

لتعلق ما بعدهما بالعامل السابق، وهو أن وهي قراءة حمزة والكسائي، ولا يوقف على بَعْدَ مَوْتِها ولا على الرياح يَعْقِلُونَ تامّ بِالْحَقِّ حسن يُؤْمِنُونَ تامّ، ومثله: أثيم إن جعل يسمع مستأنفا، وليس بوقف إن جعل صفة لما قبله والتقدير سامع كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها جائز أَلِيمٍ كاف، على استئناف ما بعده هُزُواً حسن مُهِينٌ كاف، على استئناف ما بعده جَهَنَّمُ جائز شَيْئاً ليس بوقف، لأن وَلا مَا اتَّخَذُوا مرفوع عطفا على ما الأولى أَوْلِياءَ كاف، ومثله: عظيم هذا هُدىً حسن، لأن والذين مبتدأ بِآياتِ رَبِّهِمْ ليس بوقف، لأن خبر الذين لم يأت بعد أَلِيمٌ تامّ، ولا وقف من قوله: الله الذي إلى تشكرون، فلا يوقف على بأمره، ولا على من فضله للعطف فيهما تَشْكُرُونَ كاف، ومثله: جميعا منه، وقرئ منه بكسر الميم وتشديد النون ونصب التاء مصدر منّ يمنّ منة، وهي قراءة ابن عباس وابن عمير، أي: من الله عليكم منة. وأغرب بعضهم ووقف على وَسَخَّرَ لَكُمْ وجعل ما في السموات مبتدأ وما في الأرض عطفا عليه وجميعا منه الخبر، وجوّز الوقف أيضا على السموات، وجعل وما في الأرض مبتدأ وجميعا منه الخبر يَتَفَكَّرُونَ تامّ، ومثله: يكسبون فَلِنَفْسِهِ كاف. وقال ابن نصير: لا يوقف على أحد المعادلين حتى يأتي بالثاني، والأولى التفريق بينهما بالوقف فَعَلَيْها كاف تُرْجَعُونَ تامّ وَالنُّبُوَّةَ جائز، ومثله: من الطيبات الْعالَمِينَ كاف مِنَ الْأَمْرِ حسن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لم يكن الوقف على الآيتين حسنا لتعلق ما بعدهما بالعامل السابق، وهو أنّ يَعْقِلُونَ تامّ يُؤْمِنُونَ كاف لَمْ يَسْمَعْها صالح أَلِيمٍ كاف هُزُواً أكفى منه مُهِينٌ حسن أَوْلِياءَ كاف، وكذا: عظيم هُدىً حسن أَلِيمٌ تامّ تَشْكُرُونَ حسن جَمِيعاً مِنْهُ كاف يَتَفَكَّرُونَ تامّ، وكذا: يكسبون، وترجعون عَلَى الْعالَمِينَ جائز بَغْياً بَيْنَهُمْ تامّ يَخْتَلِفُونَ كاف

الْعِلْمُ ليس بوقف، لأن قوله: بغيا بينهم، معناه اختلافهم للبغي فهو مفعول له بَغْياً بَيْنَهُمْ كاف يَوْمَ الْقِيامَةِ ليس بوقف، لأن ما بعده ظرف للحكم يَخْتَلِفُونَ تامّ فَاتَّبِعْها جائز لا يَعْلَمُونَ كاف شَيْئاً حسن، ومثله: أولياء بعض الْمُتَّقِينَ تامّ بَصائِرُ لِلنَّاسِ ليس بوقف، لأن ما بعده عطف عليه يُوقِنُونَ تامّ، ومثله: وعملوا الصالحات، لمن قرأ: سواء بالرفع خبر مبتدإ أو مبتدأ وما بعده خبر وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر وأبي بكر عن عاصم، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب وهي قراءة حمزة والكسائي وحفص عن عاصم على أنه مفعول ثان لنجعلهم، أي: لا نجعلهم مستوين في المحيا والممات، وقراء الأمصار متفقون على رفع مماتهم ورويت عن غيرهم بفتح التاء، والمعنى أن محيا المؤمنين ومماتهم سواء عند الله في الكرامة ومحيا المجترحين ومماتهم سواء في الإهانة، فلفّ الكلام اتكالا على ذهن السامع وفهمه، ويجوز أن يعود على المجترحين فقط، أخبر أن حالهم في الزمانين سواء اه سمين وَمَماتُهُمْ حسن في القراءتين ما يَحْكُمُونَ تامّ، ومثله: بالحق عند أبي حاتم لأنه يجعل لام ولتجزي لام قسم، وتقدم الردّ عليه لا يُظْلَمُونَ تامّ، ولا وقف من قوله: أفرأيت إلى من بعد الله، فلا يوقف على هواه، ولا على قلبه، ولا على غشاوة للعطف في كل مِنْ بَعْدِ اللَّهِ كاف، لأن الفائدة في قوله: فمن يهديه من بعد الله تَذَكَّرُونَ أكفى منه نَمُوتُ وَنَحْيا جائز إِلَّا الدَّهْرُ تامّ مِنْ عِلْمٍ جائز إِلَّا يَظُنُّونَ كاف، ومثله: صادقين لا رَيْبَ فِيهِ الأولى تجاوزه لا يَعْلَمُونَ تامّ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لا يَعْلَمُونَ حسن، وكذا: شيئا، وأولياء بعض الْمُتَّقِينَ تام يُوقِنُونَ حسن، وكذا: وعملوا الصالحات، لمن قرأ سواء بالرفع، ومحياهم ومماتهم ساءَ ما يَحْكُمُونَ تامّ، وكذا: بالحقّ عند أبي حاتم بجعل لام لتجزى لام قسم كما مرّ نظيره لا يُظْلَمُونَ تامّ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ كاف تَذَكَّرُونَ حسن إِلَّا الدَّهْرُ تامّ إِلَّا يَظُنُّونَ حسن، وكذا صادقين لا رَيْبَ فِيهِ كاف لا يَعْلَمُونَ تامّ وَالْأَرْضِ كاف

وَالْأَرْضِ حسن الْمُبْطِلُونَ كاف جاثِيَةً حسن لمن رفع كل الثانية على الابتداء وتدعى خبرها وهي قراءة العامة، وليس بوقف لمن نصبها بدلا من كل الأولى بدل نكرة موصوفة من مثلها، وهي قراءة يعقوب إِلى كِتابِهَا حسن، على القراءتين تَعْمَلُونَ كاف بِالْحَقِّ حسن تَعْمَلُونَ تامّ فِي رَحْمَتِهِ كاف الْمُبِينُ تامّ، ومثله: مجرمين إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ليس بوقف سواء نصبت الساعة أو رفعتها، فحمزة قرأ بنصبها عطفا على وعد الله، والباقون فعلها على الابتداء وما بعدها من الجملة المنفية خبرها، ومثله: في عدم الوقف لا ريب فيها، لأن جواب إذا لم يأت بعد مَا السَّاعَةُ جائز إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا حسن، ولا كراهة في الابتداء بقول الكفار، لأن القارئ غير معتقد معنى ذلك، وإنما هو حكاية حكاها الله عمن قاله من منكري البعث كما تقدم غير مرة بِمُسْتَيْقِنِينَ كاف ما عَمِلُوا جائز على استئناف ما بعده يَسْتَهْزِؤُنَ كاف هذا حسن وَمَأْواكُمُ النَّارُ أحسن مما قبله مِنْ ناصِرِينَ كاف هُزُواً ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله الْحَياةُ الدُّنْيا حسن، وتام عند أبي حاتم لا يُخْرَجُونَ مِنْها حسن يُسْتَعْتَبُونَ تامّ، أي: وإن طلبوا الرضا فلا يجابون رَبِّ الْعالَمِينَ كاف، قرأ العامة رب الثلاثة بالجرّ تبعا للجلالة بيانا أو بدلا أو نعتا، وقرأ ابن محيصن برفع الثلاثة على المدح بإضمار هو وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كاف، آخر السورة تام. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: المبطلون جاثِيَةً حسن، لمن رفع كلّ الثانية على الابتداء، وليس بوقف لمن نصبه إِلى كِتابِهَا حسن وكذا: كنتم تعملون، وبالحقّ، وتعملون فِي رَحْمَتِهِ كاف الْمُبِينُ حسن، وكذا: مجرمين بِمُسْتَيْقِنِينَ تامّ ما عَمِلُوا جائز يَسْتَهْزِؤُنَ كاف، وكذا: ومأواكم النار مِنْ ناصِرِينَ حسن الْحَياةُ الدُّنْيا تامّ يُسْتَعْتَبُونَ حسن رَبِّ الْعالَمِينَ كاف، آخر السورة تام.

سورة الأحقاف

سورة الأحقاف مكية (¬1) إلا قوله: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وإلا قوله: فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ الآية، وإلا قوله: ووصينا الإنسان، الثلاث آيات فمدنيات، وكلمها ستمائة وأربع وأربعون كلمة، وحروفها ألفان وستمائة حرف. الْحَكِيمِ تامّ: إن لم يجعل ما بعده جوابا لما قبله مُسَمًّى تامّ، عند أبي حاتم مُعْرِضُونَ كاف مِنَ الْأَرْضِ حسن، إن كان الاستفهام الذي بعده منقطعا، أي: ألهم شرك في السموات، وليس بوقف إن كان متصلا فِي السَّماواتِ حسن، ولا وقف من قوله: ائتوني بكتاب إلى صادقين، فلا يوقف على من قبل هذا للعطف بأو، ولا على من علم، لأن ما بعده شرط فيما قبله صادِقِينَ تامّ الْقِيامَةِ جائز، وتام عند نافع على استئناف ما بعده وإن جعل متصلا بما قبله وداخلا في صلة من كان جائزا غافِلُونَ كاف كانُوا لَهُمْ أَعْداءً جائز كافِرِينَ كاف، ولا وقف من قوله: وإذا تتلى عليهم إلى مبين، فلا يوقف على بينات، ولا على لما جاءهم، لأن الذي بعده حكاية ومقول قال مُبِينٌ كاف، لأن أم بمعنى ألف الاستفهام الإنكاري ـــــــــــــــــــــــــ سورة الأحقاف مكية إلا قوله: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الآية. وإلا قوله: فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ الآية، وإلا قوله وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ الثلاث آيات، فمدنيات وقد علم حكم حم تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ مما مرّ في السورة السابقة مُسَمًّى تام، وكذا: معرضون فِي السَّماواتِ كاف صادِقِينَ تامّ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ صالح غافِلُونَ كاف، وكذلك، كافرين، وسحر مبين، وأم ¬

_ (¬1) وهي خمس وثلاثون في الكوفي، وأربع في الباقي، والخلاف في آية: حم [1] كوفي، وانظر: «التلخيص» (408).

افْتَراهُ جائز شَيْئاً كاف فِيهِ أكفى مما قبله وَبَيْنَكُمْ كاف، ومثله: الرحيم على استئناف ما بعده مِنَ الرُّسُلِ حسن وَلا بِكُمْ أحسن مما قبله على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل متصلا بما قبله وداخلا في القول المأمور به إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ جائز مُبِينٌ تامّ وَكَفَرْتُمْ بِهِ جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفا على ما قبله، لأن المطلوب من الكلام لم يأت بعد عَلى مِثْلِهِ جائز، إن جعل جواب الشرط محذوفا بعده وهو ألستم ظالمين، وإن جعل بعد قوله: واستكبرتم لا يوقف على مثله وَاسْتَكْبَرْتُمْ كاف الظَّالِمِينَ تامّ إِلَيْهِ كاف، لأن ما بعده من قول الله وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ ليس بوقف، لأن ما بعده الفاء يفسر ما عمل في إذ والعامل فيها محذوف تقديره، وإذ لم يهتدوا به ظهر عنادهم أو أجرى الظرف غير الشرطي مجرى الظرف الشرطي، ودخول الفاء بعد الظرف لا يدل على الشرط، لأن سيبويه يجري الظروف المبهمة مجرى الشروط بجامع عدم التحقق فتدخل الفاء في جوابها ويمتنع أن يعمل في إذ فسيقولون لحيلولة الفاء قَدِيمٌ كاف وَرَحْمَةً حسن، ولا وقف من قوله: ومن قبله كتاب موسى إلى ظلموا، لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على مصدّق وإن تعمده بعض الناس، لأن قوله: لسانا حال من ضمير مصدّق، والعامل في الحال مصدّق، أي: مصدّق في حال عربيته أو مفعول مصدّق، أي: مصدّق ذا لسان عربي، وزعم أن الوقف عليه حق، وفيما قاله نظر، ولا يوقف على عربيّا، لأن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يقولون افتراه، ولا يحسن الجمع بين الأخيرين، لكنه جائز مِنَ اللَّهِ شَيْئاً كاف بِما تُفِيضُونَ فِيهِ تامّ، وكذا: الرحيم وَلا بِكُمْ صالح، وكذا: إلى مُبِينٌ تامّ وَاسْتَكْبَرْتُمْ كاف الظَّالِمِينَ تامّ ما سَبَقُونا إِلَيْهِ كاف قَدِيمٌ كاف، وكذا: رحمة لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا كاف لمن جعل ما بعده مرفوعا بالابتداء وخبره للمحسنين، وليس بوقف لمن جعله معطوفا على الكتاب أو نصبه بتقدير ويبشر المحسنين

اللام في لينذر التي بعده قد عمل في موضعها ما قبلها لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا كاف، إن رفعت وبشرى على الابتداء والخبر للمحسنين، وليس بوقف إن عطف على كتاب أو نصب عطفا على إماما، أو جعل وبشرى في موضع نصب عطفا على لينذر، أي: وبشرهم بشرى لِلْمُحْسِنِينَ تام ثُمَّ اسْتَقامُوا ليس وقف، لأن خبر إن لم يأت بعد، وهو: فلا خوف عليهم يَحْزَنُونَ تام، على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل أولئك خبر إن أو خبرا بعد خبر، ومن حيث كونه رأس آية يجوز خالِدِينَ فِيها جائز، لأن جزاء منصوب بمقدّر، أي: يجزون جزاء يَعْمَلُونَ تامّ حسنا حسن، ومثله: كرها الثاني، وبعض العوام يتعمد الوقف على وحمله، ولا وجه له، والأولى وصله بما بعده، وهو مبتدأ خبره ثلاثون شهرا وشَهْراً كاف، ولا وقف من قوله: حتى إذا بلغ إلى ذرّيتي، فلا يوقف على أشدّه، للعطف، ولا على: ستة، لأن الذي بعدها جواب إذا، ولا على: والذي، لأن أن موضعها نصب، ولا على: ترضاه للعطف فِي ذُرِّيَّتِي جائز، للابتداء بإني، ومثله: تبت إليك الْمُسْلِمِينَ كاف، على استئناف ما بعده فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ تامّ، عند أبي حاتم. وقيل: ليس بتام ولا كاف، لأن وَعْدَ الصِّدْقِ منصوب على المصدرية كانُوا يُوعَدُونَ تامّ، ولا وقف من قوله، والذي قال لوالديه أف إلى آخر كلام العاق، وهو أساطير الأوّلين لارتباط الكلام بعضه ببعض فلا يوقف على يستغيثان الله، ولا على: آمن، ولا على: وعد الله حقّ. وزعم بعضهم أن الوقف على يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ قائلا ليفرق بين استغاثتهما الله عليه ودعائهما، وهو قوله: ويلك آمن، وزعم أيضا أن الوقف على: آمن، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ تامّ وكذا: يحزنون خالِدِينَ فِيها صالح يَعْمَلُونَ تامّ وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً كاف، وكذا: ثلاثون شهرا فِي ذُرِّيَّتِي صالح مِنَ الْمُسْلِمِينَ حسن فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ تامّ، وكذا: يوعدون يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ صالح، وكذا:

وعلى: إن وعد الله حقّ، وفيه نظر، لوجود الفاء بعده في قوله: فيقول الْأَوَّلِينَ تامّ، على استئناف ما بعده وجائز إن جعل أولئك خبر الذي مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ كاف خاسِرِينَ تامّ عَمِلُوا جائز على أن لام كي متعلقة بفعل بعدها لا يُظْلَمُونَ تامّ، إن نصب يوم بمقدّر، أي: يقال لهم أذهبتم في يوم عرضهم وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها جائز، للابتداء بالتهديد تَفْسُقُونَ تامّ أَخا عادٍ ليس بوقف، لأن إذ بدل اشتمال إِلَّا اللَّهَ جائز عَظِيمٍ تامّ عَنْ آلِهَتِنا حسن الصَّادِقِينَ كاف عِنْدَ اللَّهِ حسن ما أُرْسِلْتُ بِهِ الأولى وصله تَجْهَلُونَ كاف أَوْدِيَتِهِمْ ليس بوقف، لأن قالوا جواب لما مُمْطِرُنا كاف، وقد وقع السؤال عمن يتعمد الوقف على قوله: بل هو من قوله: فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو، فأجيب: اعلموا يا طلاب اليقين، سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين، أن هذا الفنّ لا يقال بحسب الظن والتخمين، بل بالممارسة وعلم اليقين إن هذا وقف قبيح، إذ ليس له معنى صحيح، لأن فيه الفصل بين المبتدإ الذي هو هو والخبر الذي هو «ما» مع صلته، ولا يفصل بين المبتدإ والخبر بالوقف، لأن الخبر محط الفائدة. والمعنى أنهم لما وعدوا بالعذاب وبينه تعالى لهم بقوله: عارض، وهو السحاب، وذلك أنه خرجت عليهم سحابة سوداء وكان حبس عنهم المطر مدة طويلة، فلما رأوا تلك السحابة استبشروا وقالوا هذا عارض ممطرنا، فردّ الله عليهم بقوله: بل هو ما استعجلتم به، يعني من العذاب كما في الخازن وغيره. وقيل: الرادّ هو سيدنا هود عليه السلام كما في البيضاوي. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ آمن لكن الأحسن وصله بما بعده الْأَوَّلِينَ تامّ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ كاف خاسِرِينَ تامّ مِمَّا عَمِلُوا جائز لا يُظْلَمُونَ تامّ، وكذا: تفسقون إِلَّا اللَّهَ صالح عَظِيمٍ تامّ الصَّادِقِينَ حسن تَجْهَلُونَ كاف، وكذا: ممطرنا، وما استعجلتم به، ويبتدئ ريح بمعنى هي ريح، فإن أعرب ريح بدلا من ما، لم يوقف على

والإضراب من مقتضيات الوقف. ثم بين الله تعالى ماهية العذاب بقوله: ريح فيها عذاب أليم، بمعنى هي ريح، وليس بوقف إن أعرب ريح بدلا من ما أو من هو أَلِيمٌ كاف، ويبتدئ تدمر بمعنى هي تدمر، وكذا إن جعلت تدمر خبرا ثانيا، وليس بوقف إن جعلت الجملة صفة لريح، وكأنك قلت: مدمّرة كل شيء بِأَمْرِ رَبِّها حسن، على استئناف ما بعده إِلَّا مَساكِنُهُمْ كاف الْمُجْرِمِينَ تامّ ولقد مكناهم فيما إن، هي ثلاثة أحرف: في حرف، وما حرف، وإن حرف، وفي إن ثلاثة أوجه، قيل: شرطية وجوابها محذوف، والتقدير: مكنا عادا في الذي إن مكناكم فيه طغيتم. وقيل: زائدة. وقيل: نافية بمعنى إنا مكناهم في الذي ما مكناكم فيه من القوة. قال الصفار: وعلى القول بأن كليهما للنفي فالثاني تأكيد مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ حسن، إن لم يجعل وَجَعَلْنا معطوفا على مكنا وَأَفْئِدَةً جائز مِنْ شَيْءٍ ليس بوقف، لأن الذي بعده ظرف لما قبلها، لأن إذ معمولة أعني، وقد جرت مجرى التعليل كقولك ضربته إذا أساء، أي: ضربته وقت إساءته بِآياتِ اللَّهِ كاف يَسْتَهْزِؤُنَ تام مِنَ الْقُرى جائز يَرْجِعُونَ تامّ آلِهَةً حسن، ومثله: بل ضلوا عنهم، لعطف الجملتين المختلفتين، ولا يوقف على إِفْكُهُمْ بكسر الهمزة وضم الكاف. وروي عن ابن عباس أفكهم بفتح الهمزة والفاء وضم الكاف، على أنه مصدر لأفك، وقرأ عكرمة أفكهم بثلاث فتحات فعلا ماضيا، أي: صرفهم يَفْتَرُونَ تامّ الْقُرْآنَ كاف، ومثله: أنصتوا مُنْذِرِينَ كاف مِنْ بَعْدِ مُوسى ليس ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ به أَلِيمٌ كاف، ويبتدئ تدمّر بمعنى هي تدمر، وإن جعلته نعتا لريح لم يحسن الوقف على أليم إِلَّا مَساكِنُهُمْ كاف الْمُجْرِمِينَ تامّ وَأَفْئِدَتُهُمْ صالح بِآياتِ اللَّهِ كاف يَسْتَهْزِؤُنَ كاف، وكذا: يرجعون يَفْتَرُونَ تام أَنْصِتُوا كاف مُنْذِرِينَ حسن

بوقف، ومثله في عدم الوقف مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ إن جعل ما بعده منصوبا على الصفة كأنه قال هاديا إلى الحقّ ومثله في عدم الوقف إلى الحق إن جعل يهدي خبرا ثانيا مُسْتَقِيمٍ كاف مِنْ ذُنُوبِكُمْ ليس بوقف لعطف ما بعده على جواب الأمر أَلِيمٍ تامّ، للابتداء بالشرط فِي الْأَرْضِ حسن أَوْلِياءُ كاف مُبِينٍ تامّ الْمَوْتى حسن قَدِيرٌ تامّ عَلَى النَّارِ جائز، أي: يقال لهم: أليس هذا بالحق وبِالْحَقِّ حسن، والأحسن الوقف على: قالوا بلى وربنا، وهو تامّ عند نافع تَكْفُرُونَ تامّ مِنَ الرُّسُلِ جائز وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ جائز، ولا يوقف على: ما يوعدون، لأن خبر كان قوله: لم يلبثوا مِنْ نَهارٍ كاف، ويبتدئ بَلاغٌ خبر مبتدإ محذوف أي: هذا القرآن بلاغ للناس، وقيل: بلاغ مبتدأ خبره لَهُمْ الواقع بعد قوله: وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ أي: لهم بلاغ. والوقف على قوله: تستعجل، ثم تبتدئ: لهم بلاغ. وقال أبو جعفر وهذا لا أعرفه ولا أدري كيف تفسيره، وهو عندي غير جائز. وقال غيره: لا وجه له، لأن المعنى: ولا تستعجل للمشركين بالعذاب، والتامّ عند أحمد بن موسى ولا تستعجل لهم، وقرأ عيسى بن عمر بلاغا بالنصب بتقدير (إلا ساعة بلاغا) قال الكسائي: المعنى فعلناه بلاغا. وقال بعضهم: نصب على المصدر، أي: بلغ بلاغا، فمن نصبه بما قبله لم يوقف على: من نهار، ومن نصبه بإضمار فعل وقف عليه. وقرئ بلاغ بالجرّ بدلا من نهار، فعلى هذا الوقف على: بلاغ، وكذلك على قراءة من قرأ بلغ على الأمر، أي: بلغ ما أنزل إليك من ربك ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مُسْتَقِيمٍ كاف أَلِيمٍ تامّ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ كاف مُبِينٍ تامّ يُحْيِيَ الْمَوْتى حسن، وقيل: يجوز الوقف على بلى قَدِيرٌ تامّ بِالْحَقِّ كاف، قاله أبو حاتم، والأحسن أن يوقف عنه قوله: قالوا بلى وربنا تَكْفُرُونَ تامّ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ جائز مِنْ نَهارٍ حسن، ويبتدئ بلاغ، أي: هذا بلاغ، آخر السورة تام.

سورة القتال

الْفاسِقُونَ تامّ. سورة القتال مدنية (¬1) إلا قوله: وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ الآية فمكيّ. كلمها خمسمائة وتسع وثلاثون كلمة، وحروفها ألفان وثلاثمائة وتسع وأربعون حرفا، وآيها ثمان أو تسع وثلاثون آية أَعْمالَهُمْ تام، للفصل بين وصف الكفار ووصف المؤمنين وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ليس بوقف، لأن خبر والذين آمنوا لم يأت، وهو: كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وسَيِّئاتِهِمْ حسن وَأَصْلَحَ بالَهُمْ أحسن مما قبله مِنْ رَبِّهِمْ كاف، وكذا: أمثالهم فَضَرْبَ الرِّقابِ حسن، ومثله: الوثاق، وقيل: لا يحسن لأن قوله: حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها متعلق بقوله: فضرب، فكأنه قال: فاضربوا الرقاب حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها وأَوْزارَها كاف، وقيل: الوقف على ذلك، لأنه تبيين وإيضاح لما قبله من قوله: فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ووقع الإثخان وتمكنتم من أخذ من لم يقتل فشدوا وثاقه، فإما أن تمنوا عليه بالإطلاق، وإما أن تفدوه فداء، فالوقف على ذلك يبين هذا، أي: الأمر ذلك كما فعلنا وقلنا فهو خبر ـــــــــــــــــــــــــ سورة القتال مدنية إلا قوله: وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ الآية فمكيّ أو مدنيّ. أَعْمالَهُمْ تامّ، وكذا: وأصلح بالهم مِنْ رَبِّهِمْ كاف لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ تامّ فَضَرْبَ الرِّقابِ صالح فَشُدُّوا الْوَثاقَ حسن أَوْزارَها تامّ، وكذا: ببعض ¬

_ (¬1) وهي سورة القتال الصغرى، أو سورة «محمد» صلّى الله عليه وسلّم، وهي مدنية إلا قوله تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ فمكي، وهي ثلاثون وثمان في الكوفي، وتسع في العلوي، وأربعون في البصري. والخلاف في آيتين: أَوْزارَها [4] غير كوفي، لِلشَّارِبِينَ [15] بصري، وانظر: «التلخيص» (411).

مبتدإ محذوف أو مبتدأ محذوف الخبر، أي: ذلك كذلك فلا يقطع عن خبره واتصاله بما قبله أوضح. قاله السجاوندي، ثم تبتدئ ولو شاء الله بِبَعْضٍ حسن، ومثله: فلن يضل أعمالهم، وكذا: ويصلح بالهم عَرَّفَها لَهُمْ كاف يَنْصُرْكُمْ ليس بوقف، لأن ما بعده مجزوم معطوف على ما قبله أَقْدامَكُمْ تامّ، لأن ما بعده مبتدأ، وليس بوقف إن عطف على معنى ما قبله فَتَعْساً لَهُمْ ليس بوقف وإن زعمه بعضهم، لأن ما بعده معطوف على الفعل الذي فسره فتعسا لهم وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ كاف، ومثله: فأحبط أعمالهم مِنْ قَبْلِهِمْ جائز دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ كاف، للابتداء بالتهديد أَمْثالُها تامّ، ومثله: لا مولى لهم، وكذا: الأنهار، وكذا: مثوى لهم أَخْرَجَتْكَ جائز، وأرقى منه: أهلكناهم، لأنه صفة للقرية، ولا يجمع بينهما فَلا ناصِرَ لَهُمْ تامّ، ومثله: واتبعوا أهواءهم وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كاف، إن جعل التقدير ومما نقص عليك، أو يقص عليك مثل الجنة فمثل خبر مبتدإ محذوف أو مبتدأ والخبر محذوف تقديره مثل الجنة فيما نقص عليك، أو يقصّ عليك وليس بوقف إن جعل مثل مبتدأ خبره فيها أنهار أو ما تسمعون من صفة الجنة، لأنه يصير تفسيرا يغني عنه ما قبله، ولا وقف من قوله: فيها أنهار إلى مصفى، لعطف كل منهما على ما قبله، والعطف يصير الأشياء ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ صالح، وكذا: ويصلح بالهم عَرَّفَها لَهُمْ تامّ وكذا: أقدامكم وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ حسن فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ تامّ مِنْ قَبْلِهِمْ صالح دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ كاف أَمْثالُها تامّ، وكذا: لا مولى لهم، و: أفلم يسيروا في الأرض، ومن تحتها الأنهار، ومثوى لهم أَخْرَجَتْكَ جائز، وكذا: أهلكناهم، وهو أصلح، ولا يجمع بينهما فَلا ناصِرَ لَهُمْ تامّ، وكذا: أهواءهم وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كاف، لمن جعل التقدير وفيما نقصّ عليكم مثل الجنة، وليس بوقف لمن جعل خبر مثل

كالشيء الواحد، ويجوز الوقف على كل منها نظرا لتفصيل أنواع النعم مع العطف، والتفصيل المذكور من مقتضيات الوقف مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى حسن. مثله: من ربهم، لحذف مبتدأ تعلقت به كاف التشبيه مستفهم به، والتقدير: أفمن هذه حالته كمن هو خالد في النار أَمْعاءَهُمْ كاف، جمع معي، وهو المصران، ومثله: إليك، وكذا: آنفا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ تامّ تَقْواهُمْ كاف فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ جائز، لمن قرأ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بكسر همزة إن، وليس بوقف على قراءة العامّة بفتحها، لأن موضعها نصب على البدل من الساعة بَغْتَةً جائز، لتناهي الاستفهام أَشْراطُها كاف، لتناهي الإخبار ذِكْراهُمْ تامّ، أي: أنى لهم ذكراهم إذ جاءتهم الساعة لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ ليس بوقف، لعطف ما بعده على ما قبله وَالْمُؤْمِناتِ كاف وَمَثْواكُمْ تامّ لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ كاف، للابتداء بالشرط، ولا يوقف على: محكمة، ولا على: القتال، لأن جواب إذا لم يأت بعد وهو رأيت الذين مِنَ الْمَوْتِ حسن، لانقضاء جواب إذا فَأَوْلى لَهُمْ تامّ، إن جعل أولى مبتدأ خبره لهم، أي: الهلاك لهم، وكذا إن جعل خبر مبتدإ محذوف، أي: الهلاك أولى لهم فأولى من الولي، وهو القرب. والمعنى وليهم الهلاك وقاربهم. وقيل: الوقف على فأولى، ثم تبتدئ لهم تهديد ووعيد بجعل أولى بمعنى ويل متصل بما قبله. رواه الكلبي عن ابن عباس، ثم قال الذين آمنوا منهم: طاعة وقول معروف، فصار قوله فأولى وعيدا، ثم استأنف بقوله لهم طاعة وقول معروف، وليس أولى لهم بوقف إن جعل أولى مبتدأ وطاعة خبرا. وقال أبو حاتم السجستاني: الوقف على فأولى لهم طاعة وقول معروف، ومعناه طاعة ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الجنة فيها أنهار مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى حسن أَمْعاءَهُمْ تامّ قالَ آنِفاً كاف أَهْواءَهُمْ تامّ تَقْواهُمْ حسن أَشْراطُها كاف ذِكْراهُمْ تامّ، وكذا: والمؤمنات، ومثواكم سُورَةٌ كاف فَأَوْلى لَهُمْ تامّ، وكذا: وقول معروف وخيرا

المنافقين لله وللرسول وكلام حسن له خير لهم من المخالفة وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ حسن، في الوجوه كلها فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ جائز على أن جواب إذا محذوف، أي: فإذا عزم الأمر كذبوا وخالفوا، وليس بوقف إن جعل جواب إذا فلو صدقوا لَكانَ خَيْراً لَهُمْ كاف. ومثله: أرحامكم أَبْصارَهُمْ تامّ للابتداء بالاستفهام، ومثله: أقفالها الْهُدَى ليس بوقف، لأن خبر إن لم يأت بعد، وهو قوله: الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وسَوَّلَ لَهُمْ حسن، ومثله: أملى لهم في جميع الوجوه كلها في أملى: أعنى سواء قرئ أملى بضم الهمزة وإسكان الياء، أو قرئ أَمْلى بفتحها، أي: سواء جعل الإملاء من الله أم من الشيطان، فتقديره على ضم الهمزة وأملى أنا لهم، وتقديره على فتحها والله أملي لهم، وليس بوقف إن جعل الإملاء والتسويل من الشيطان، فلا يوقف على: سوّل لهم، لعطف وأملى عليه، قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وحمزة والكسائي وابن عامر: وأملى لهم، وقرأ أبو عمرو: وأملى لهم، بضم الهمزة وفتح الياء على أنه فعل ما لم يسم فاعله، وهو منقطع مما قبله، وذلك أنه أراد وأملى الله لهم، أي: لا يعاجلهم بالعقوبة فِي بَعْضِ الْأَمْرِ حسن إِسْرارَهُمْ كاف، ومثله: وأدبارهم. وقال نافع: توفتهم الملائكة، أي: فكيف يفعلون إذا توفتهم الملائكة، ثم يبتدئ يضربون، أي: هم يضربون فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ تامّ أَضْغانَهُمْ كاف، ومثله: بسيماهم، وكذا: في لحن القول أَعْمالَكُمْ تامّ وَالصَّابِرِينَ جائز على قراءة يعقوب من العشرة ونبلو أخباركم بالنون وإسكان الواو مستأنف مرفوع بضمة مقدّرة على الواو منع من ظهورها الثقل. وليس بوقف إن عطف على: ولنبلونكم، وكان ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لهم أَرْحامَكُمْ كاف أَبْصارَهُمْ تام، وكذا: أقفالها، وسوّل لهم وَأَمْلى لَهُمْ حسن، سواء جعل الإملاء من الله أم من الشيطان. لكن على الثاني لا يوقف على سوّل لهم فِي بَعْضِ الْأَمْرِ كاف، وكذا: إسرارهم وأدبارهم أَعْمالَهُمْ تامّ أَضْغانَهُمْ كاف، وكذا: بسيماهم، وفي لحن القول، وأعمالكم أَخْبارَكُمْ تامّ،

سورة الفتح

الوقف التام أَخْبارَكُمْ للابتداء بإن الْهُدى ليس بوقف، لأن خبر إنّ لم يأت وهو لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وشَيْئاً حسن أَعْمالَهُمْ تامّ، للابتداء بياء النداء وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ جائز أَعْمالَكُمْ حسن، ومثله: فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ جائز، لأن وَأَنْتُمُ يصلح مبتدأ وحالا، وجعله حالا أولى الْأَعْلَوْنَ جائز مَعَكُمْ حسن وقال أبو حاتم، تامّ أَعْمالَكُمْ تامّ وَلَهْوٌ كاف، للابتداء بالشرط أُجُورَكُمْ حسن، ومثله: أموالكم تَبْخَلُوا ليس بوقف، لعطف ما بعده على ما قبله أَضْغانَكُمْ حسن فِي سَبِيلِ اللَّهِ جائز مَنْ يَبْخَلُ حسن، للابتداء بالشرط وَمَنْ يَبْخَلْ الثاني ليس بوقف، لأنه شرط لم يأت جوابه عَنْ نَفْسِهِ تامّ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ حسن وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ تامّ، للابتداء بالشرط قَوْماً غَيْرَكُمْ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، آخر السورة تام. سورة الفتح مدنية (¬1) كلمها خمسمائة وستون كلمة، وحروفها ألفان وأربعمائة وثمان وثمانون حرفا. مُبِيناً تامّ، عند أبي حاتم بجعل لام ليغفر لام القسم (¬2) قال أبو جعفر: ـــــــــــــــــــــــــ وكذا: أعمالهم، وأعمالكم لَهُمْ كاف الْأَعْلَوْنَ صالح مَعَكُمْ حسن. وقال أبو حاتم: تامّ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ تامّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ كاف، وكذا: أموالكم أَضْغانَكُمْ حسن، وكذا: من يبخل، وعن نفسه الْفُقَراءُ تامّ، وكذا آخر السورة. سورة الفتح مدنية مُبِيناً تامّ، عند أبي حاتم بجعل لام ليغفر لام القسم كما مرّ نظيره. وقال غيره ¬

_ (¬1) وهي تسع وعشرون ومدنية بالاتفاق. (¬2) هذا القول الذي قاله أبو حاتم ظاهر البطلان، فاللام ليست للقسم قطعا، ينافي ذلك السياق، واللغة، وإنما اللام لام كي أو لام التعليل: التي تذكر لبيان السبب، فالله عز وجل قد فتح على

ورأيت الحسن بن كيسان ينكر مثل هذا على أبي حاتم ويخطئه فيه ويعب عليه هذا القول ويذهب إلى أنها لام كي، فلا يوقف على: مبينا، لأن الله أراد أن يجمع لنبيه صلّى الله عليه وسلّم الفتح في الدنيا والمغفرة في الآخرة، فلما انضم إلى المغفرة شيء حازت حسن معنى كي. قاله ثعلب. قال عطاء الخراساني: ليغفر لك الله ما تقدم يعني من ذنب أبويك آدم وحواء ببركتك وما تأخر من ذنوب أمتك بدعوتك، فالإضافة في ذنبك من إضافة المصدر لمفعوله، أي: ذنب أمتك، لأنه لا يسوغ لنا أن نضيف إليه عليه الصلاة والسلام ذنبا. وروي أنه عليه الصلاة والسلام لما قرأ على أصحابه لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ قالوا: هنيئا لك يا رسول الله، فما لنا؟ فنزل لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ الآية، ولما قرأ: ويتم نعمته عليك، قالوا: هنيئا لك يا رسول الله فما لنا؟ فنزلت: وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ولما قرأ: وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً أنزل الله في حق الأمة: وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً، ولما قرأ: وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً أنزل الله وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ» ذكره القشيري. فائدة نفيسة: قال المسعودي: من قرأ سورة الفتح في أول ليلة من رمضان في صلاة التطوّع حفظه الله ذلك العام عَزِيزاً تامّ، عند الأخفش وهو رأس ثلاث آيات من أولها متعلقة بالفتح فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ليس بوقف، لأن ـــــــــــــــــــــــــ إنها لام كي فلا يوقف على مبينا عَزِيزاً تامّ، وكذا: مع إيمانهم ¬

_ سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم في الدنيا ويخبره صلّى الله عليه وسلّم بالفتح في الآخرة أيضا، ولما انضم إلى المغفرة إتمام النعمة حازت حسن معنى كي، وقال البعض بأن غفران الذنوب ليس مقصودا به الرسول صلّى الله عليه وسلّم في هذه الآية، إذ أن النبي صلّى الله عليه وسلّم لا يخطئ من الأصل، حتى تكتب عليه ذنوب ومع ذلك فقد غفر الله جل وعلا ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وعلى هذا فالمقصود هو الأمة، ويكون ذلك من قبيل إضافة المصدر لمفعوله.

اللام بعده لام كي مَعَ إِيمانِهِمْ حسن، ومثله: والأرض حَكِيماً تامّ، عند أبي حاتم، ولا يوقف على خالدين فيها لعطف ما بعده على ما قبله سَيِّئاتِهِمْ كاف عَظِيماً ليس بوقف، لأن ما بعده منصوب عطفا على ما قبله، ومثله في عدم الوقف والمشركات، لأن الذي بعده نعت لما قبله ظَنَّ السَّوْءِ بفتح السين والإضافة، قال في الصحاح: وشاعت الإضافة إلى الفتوح كرجل سوء ولا يقال سوء بالضمّ، وفيه إضافة الاسم الجامد، وقوله: ولا يقال يردّ بالقراءة المتواترة عليهم دائرة السوء، لكن فرق بين إضافة المصدر وغيره انظر ابن حجر على الشمائل ظَنَّ السَّوْءِ حسن، ومثله: دائرة السوء، وكذا ولعنهم جَهَنَّمَ كاف مَصِيراً تامّ وَالْأَرْضِ كاف حَكِيماً تامّ، ومثله: ونذيرا عند أبي حاتم لانتقاله من مخاطبة الرسول إلى مخاطبة المرسل إليهم، وذلك من مقتضيات الوقف، وليس بوقف عند غيره، لأن بعده لام كي فلا يوقف من قوله: إنا أرسلناك إلى وأصيلا، لأن الضمائر كلها لله فلا يفصل بينها بالوقف ووقف أبو حاتم السجستاني على ونذيرا، وعلى ويوقروه فرقا بين ما هو صفة لله وبين ما هو صفة للنبي صلّى الله عليه وسلّم، ووسمه بالتام وقال: لأن التعزير والتوقير للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم والتسبيح لا يكون إلا لله تعالى. وقرأ ابن عباس ويعززوه بزاءين من العزة، وخولف في ذلك، لأن قوله: ويسبحوه موضعه نصب عطفا على ويوقروه، وكان الأصل ويسبحونه فحذف النون علامة النصب فكيف يتم الوقف على ما قبله مع وجود العطف على هذه الصفة والهاء في يسبحوه تعود على الله تعالى، والهاء في ويوقروه تعود على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فالكلام واحد متصل بعضه ببعض والكناية مختلفة كما ترى وَأَصِيلًا تام، والأصيل العشيّ، ومنه قول النابغة: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حَكِيماً تامّ، عند أبي حاتم ظَنَّ السَّوْءِ صالح، وكذا: دائرة السوء جَهَنَّمَ كاف مَصِيراً تامّ وَالْأَرْضِ كاف حَكِيماً تامّ وَتُوَقِّرُوهُ كاف وَأَصِيلًا

وقفت فيها أصيلا لا كي أسائلها ... أعيت جوابا وما بالربع من أحد إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ جائز، على استئناف ما بعده فَوْقَ أَيْدِيهِمْ كاف، للابتداء بالشرط مع الفاء على نفسه أكفى مما قبله، وعند ابن نصير لا يوقف عليه حتى يأتي بالثاني، والأولى الفصل بين الفريقين عَظِيماً تام، من الأعراب ليس بوقف للفصل بين القول والمقول فَاسْتَغْفِرْ لَنا كاف فِي قُلُوبِهِمْ حسن نَفْعاً كاف، وكذا خبيرا أَبَداً حسن، ومثله: في قلوبكم، وكذا ظن السوء بُوراً تامّ، ومثله: سعيرا وَالْأَرْضِ جائز وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ كاف رَحِيماً تامّ لِتَأْخُذُوها ليس بوقف، لأن المحكي لم يأت بعد ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ حسن كَلامَ اللَّهِ أحسن مما قبله لَنْ تَتَّبِعُونا حسن مِنْ قَبْلُ كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في معنى الجواب لما قبله بَلْ تَحْسُدُونَنا كاف، لأن بل الثانية لردّ مقولهم والأولى من جملة القول إِلَّا قَلِيلًا تامّ مِنَ الْأَعْرابِ ليس بوقف للفصل بين القول والمقول أَوْ يُسْلِمُونَ كاف، للابتداء بالشرط مع الفاء أَجْراً حَسَناً حسن، وعند ابن نصير لا يوقف عليه مِنْ قَبْلُ ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد أَلِيماً تامّ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ كاف، ومثله: الأنهار أَلِيماً تامّ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ليس بوقف، لأن قوله: إذ يبايعونك أراد وقت يبايعونك فهو ظرف لما قبله وهذه بيعة الرضوان واستحالة عمل المستقبل في الزمن الماضي معلومة تَحْتَ الشَّجَرَةِ حسن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ كاف عَلى نَفْسِهِ أكفى منه عَظِيماً تامّ لَنا كاف فِي قُلُوبِهِمْ حسن نَفْعاً كاف خَبِيراً حسن بُوراً تامّ، وكذا: سعيرا مَنْ يَشاءُ كاف رَحِيماً تامّ نَتَّبِعْكُمْ حسن، وكذا: كلام الله، وتتبعونا مِنْ قَبْلُ كاف، وكذا: تحسدوننا إِلَّا قَلِيلًا تامّ أَوْ يُسْلِمُونَ كاف حَسَناً جائز أَلِيماً تامّ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ حسن الْأَنْهارُ كاف

عَلَيْهِمْ جائز قَرِيباً حسن، إن نصب ما بعده بفعل مقدر، وليس بوقف إن نصب بالعطف على فتحا، أي: أثابهم فتحا وأثابهم مغانم، أي: جعله ثوابا لهم يَأْخُذُونَها كاف حَكِيماً تامّ تَأْخُذُونَها جائز عَنْكُمْ تامّ، عند أبي حاتم، وليس بوقف عند غيره مُسْتَقِيماً حسن، وقيل: ليس بوقف، لأن وأخرى معطوفة على ومغانم أي: ومغانم أخرى قَدْ أَحاطَ اللَّهُ بِها كاف، ومثله: قديرا الْأَدْبارَ جائز وَلا نَصِيراً تامّ، إن نصب سنة الله بفعل مقدر، أي: سن الله سنة فلما حذف الفعل أضيف المصدر لفاعله، وليس بوقف إن نصب بما قبلها مِنْ قَبْلُ كاف تَبْدِيلًا كاف، ومثله: من بعد أن أظفركم عليهم بَصِيراً تامّ، ولا يوقف على المسجد الحرام، لأن قوله: والهدي معطوف على الكاف في صدوركم مَحِلَّهُ تامّ، ولا وقف من قوله ولولا رجال إلى بغير علم، وجواب لولا محذوف تقديره لأذن لكم في القتال أو ما كفّ أيديكم عنهم وحذف جواب لولا لدلالة الكلام عليه وما تعلق به لولا الأولى غير ما تعلق به الثانية، فالمعنى في الأولى، ولولا وطء، أي: قتل قوم مؤمنين، والمعنى في الثانية لو تميزوا من الكفار، وهذا معنى مغاير للأول قاله أبو حيان وقيل: تعلقهما واحد، وجواب ولولا رجال مؤمنين وجواب قوله: لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا، وجاز ذلك لمرجعهما إلى معنى واحد، وعلى هذا فلا يوقف على قوله: لم تعلموهم، لأن قوله: أن تطؤهم موضعه نصب أو رفع، لأنه بدل اشتمال من الضمير المنصوب في تعلموهم أو من رجال كقول الشاعر: ولولا رجال من رزام أعزّة ... وآل سبيع أو أسوءك علقما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أَلِيماً تامّ يَأْخُذُونَها كاف حَكِيماً حسن النَّاسِ عَنْكُمْ تامّ، عند أبي حاتم مُسْتَقِيماً كاف، وكذا: قد أحاط الله بها قَدِيراً حسن، وكذا: ولا نصيرا مِنْ قَبْلُ كاف تَبْدِيلًا حسن عَلَيْهِمْ كاف بَصِيراً تامّ، وكذا: محله،

فكأنه قال لولا إساءتي لك علقما فنصب أسوءك على إضمار أن وعطف به على الاسم الذي بعد لولا، وكذا لا يوقف على قوله: أن تطؤهم، لأن ما بعده منصوب معطوف على ما قبله، ومثله في عدم الوقف بغير علم، لأن بعده لام كي مَنْ يَشاءُ جائز، إن جعل جواب الثانية لو الثانية لعذبنا، وليس بوقف إن جعل جوابا لولا الأولى والثانية أَلِيماً جائز، وليس بوقف إن جعل لعذبنا متصلا بقوله إذ جعل الذين كفروا الْحَمِيَّةَ ليس بوقف، لأن حمية بدل من الأولى الْجاهِلِيَّةِ جائز، وكذا: وعلى المؤمنين، وكذا كلمة التقوى وَأَهْلَها كاف عَلِيماً تامّ، وبالحق وآمنين، ومقصرين، وقوف جائزة، وآمنين حال من فاعل لتدخلنّ، وكذا محلقين، ومقصرين، ويجوز أن يكون محلقين حالا من آمنين فتكون متداخلة لا تَخافُونَ حسن ما لَمْ تَعْلَمُوا ليس بوقف لمكان الفاء فَتْحاً قَرِيباً تامّ، وهذا الفتح فتح خيبر لا فتح مكة كُلِّهِ حسن شَهِيداً تامّ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ حسن، إن جعل محمد مبتدأ ورسول الله خبره، وليس بوقف إن جعل رسول الله نعتا لمحمد أو بدلا، ومثله في عدم الوقف إن جعل: والذين معه معطوفا على محمد والخبر أشداء والوقف حينئذ على الكفار ويوقف على الكافر أيضا إن جعل: والذين معه مبتدأ خبره أشدّاء، ومثله في حسن الوقف رحماء إن جعل خبر مبتدإ محذوف أو مبتدأ خبره تراهم، وليس الْكُفَّارِ بوقف إن جعل رحماء من نعت أشداء، وكان وقفه بينهم سُجَّداً حسن، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وبغير علم عند أبي حاتم مَنْ يَشاءُ كاف عَذاباً أَلِيماً حسن وَأَهْلَها تامّ وكذا: عليما لا تَخافُونَ صالح قَرِيباً تامّ كُلِّهِ صالح شَهِيداً تامّ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ حسن، إن جعل محمد مبتدأ ورسول الله خبره، وليس بوقف إن جعل رسول الله نعتا لمحمد، لأن قوله: والذين معه حينئذ معطوف على محمد، فلا يحسن الوقف قبل ذكر المعطوف رُحَماءُ بَيْنَهُمْ حسن، وكذا: ورضوانا، ومن أثر

سورة الحجرات

على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل يبتغون في موضع الحال وَرِضْواناً حسن، ومثله: من أثر السجود ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ تامّ، أي: مثلهم في التوراة أنهم أشداء على الكفار رحماء بينهم إلخ، وقيل: الوقف على الإنجيل، وإن المثلين لشيء واحد. قال محمد بن جرير: لو كان الشيء واحد لكان وكزرع بالواو والقول الأول أوضح، وأيضا لو كانا لشيء واحد لبقي قوله: كزرع منفردا محتاجا إلى إضمار، أي: هم كزرع وما لا يحتاج إلى إضمار أولى شَطْأَهُ ليس بوقف لمكان الفاء فَآزَرَهُ حسن، ومثله: على سوقه على استثناء ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالا الزُّرَّاعَ ليس بوقف، لأن بعده لام كي الْكُفَّارِ حسن، ومثله: الصالحات، آخر السورة تام. سورة الحجرات مدنية (¬1) ثماني عشرة آية، وكلمها ثلاثمائة وثلاث وأربعون كلمة، وحروفها ألف وأربعمائة وست وسبعون حرفا وَرَسُولِهِ حسن وَاتَّقُوا اللَّهَ أحسن ـــــــــــــــــــــــــ السجود. لكن كلّ منهما أصلح مما قبله. مثلهم، أي: صفتهم فِي التَّوْراةِ تامّ والمعنى مثلهم في التوراة أنهم أشداء على الكفار إلخ، وكذا: بهم الكفار، والمعنى ومثلهم في الإنجيل أنهم كزرع أخرج شطأه فآزره إلخ. وقيل: الوقف على في الإنجيل لا على التوراة، ولك أن تقول يوقف على كل منهما. والمعنى على هذين القولين. ومثلهم في التوراة والإنجيل أنهم أشدّاء على الكفار إلخ، وعليهما يبتدأ بكزرع، أي: هم كزرع إلخ، آخر السورة تامّ. سورة الحجرات مدنية وَرَسُولِهِ كاف، ولك الوقف على واتقوا الله عَلِيمٌ تامّ، وكذا: لا تشعرون ¬

_ (¬1) وهي ثماني عشرة آية ومدنية بالاتفاق.

منه عَلِيمٌ تامّ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ (¬1) ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، ومثله في عدم الوقف لِبَعْضٍ لأن قوله: أن تحبط أعمالكم موضعه نصب مفعول له، أي: لخشية حبوطها لا تَشْعُرُونَ تامّ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ليس بوقف، لأن خبر إنّ لم يأت بعد لِلتَّقْوى كاف عَظِيمٌ تامّ لا يَعْقِلُونَ كاف حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ ليس بوقف، لأن جواب لو لم يأت بعد وهو لكان خيرا لهم، وهو كاف رَحِيمٌ تامّ، دلّ بقوله غفور أنهم لم ينافقوا وإنما استعملوا سوء الأدب في ندائهم بالنبي أخرج إلينا فَتَبَيَّنُوا ليس بوقف، لأن قوله: أن تصيبوا موضعه نصب بما قبله، ومثله في عدم الوقف بِجَهالَةٍ لأن فتصبحوا موضعه نصب بالعطف على أن تصيبوا نادِمِينَ حسن، لو يطيعكم معناه لو أطاعكم، لأن لو تصرف المستقبل إلى المضيّ، وذلك أن الوليد بن عقبة بن أبي معيط لما كذب على بني المصطلق حين بعثه النبي صلّى الله عليه وسلّم إليهم ليقبض الزكاة فخاف ورجع وقال: ارتدّوا فهمّ النبي صلّى الله عليه وسلّم بغزوهم، فنزل الوحي، والمعنى واعلموا أن فيكم رسول الله ينزل عليه الوحي ويعرف بالغيوب فاحذروا الكذب لَعَنِتُّمْ وصله أولى لأداة الاستدراك بعده فِي قُلُوبِكُمْ حسن وَالْعِصْيانَ كاف الرَّاشِدُونَ حسن، إن نصب فضلا بفعل مقدّر تقديره فعل الله بكم هذا فضلا ونعمة، وليس بوقف إن نصب فضلا مفعولا من أجله، والعامل فيه حبب، وعليه فلا يوقف على شيء من حبب إلى هذا الموضع، وربما جاز مع اختلاف الفاعل، لأن فاعل الرشد غير فاعل الفضل، أجاب الزمخشري بأن ـــــــــــــــــــــــــ لِلتَّقْوى كاف عَظِيمٌ تامّ لا يَعْقِلُونَ كاف، وكذا: خيرا لهم رَحِيمٌ تامّ نادِمِينَ حسن لَعَنِتُّمْ صالح وَالْعِصْيانَ كاف وكذا: ونعمة حَكِيمٌ ¬

_ (¬1) لا يصح الوقف لتعلق المعنى الذي بعدها بما قبلها إذ أن المعنى لا يتم إلا بوصل الجملة التي بعد قوله تعالى: صَوْتِ النَّبِيِّ، وكذلك لِبَعْضٍ لا يصلح الوقف عليها لتعلق المعنى وعدم اكتماله ولأن العلة من هذا النهي لم تأت بعد، أو عقوبة من يرتكب هذا الفعل لم ترد بعد، فيلزم من ذلك إكمال الآية حتى يكتمل المعنى.

الرشد لما وقع عبارة عن التحبب وهو مسند إلى أسمائه صار الرشد كأنه فعله، انظر السمين وَنِعْمَةً كاف حَكِيمٌ تامّ بَيْنَهُما كاف، ومثله: إلى أمر الله بِالْعَدْلِ حسن وَأَقْسِطُوا أحسن مما قبله الْمُقْسِطِينَ تامّ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ كاف تُرْحَمُونَ تامّ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ ليس بوقف، لأن قوله: ولا نساء مرفوع بالعطف على قوم كأنه قال: ولا يسخر نساء من نساء، وهو من باب عطف المفردات خَيْراً مِنْهُنَّ حسن، ومثله: أنفسكم، وكذا: بالألقاب بَعْدَ الْإِيمانِ كاف، عند أبي حاتم للابتداء بالشرط الظَّالِمُونَ تامّ مِنَ الظَّنِّ حسن إِثْمٌ أحسن مما قبله وَلا تَجَسَّسُوا كاف بَعْضاً تامّ، على استئناف الاستفهام، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلا بما قبله ومتعلقا به فَكَرِهْتُمُوهُ حسن وَاتَّقُوا اللَّهَ كاف رَحِيمٌ تامّ وَأُنْثى جائز لِتَعارَفُوا كاف، ومثله: أتقاكم خَبِيرٌ تامّ آمَنَّا حسن أَسْلَمْنا أحسن مما قبله فِي قُلُوبِكُمْ كاف، عند أبي حاتم للابتداء بالشرط، ومثله: شيئا رَحِيمٌ تامّ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا حسن فِي سَبِيلِ اللَّهِ جائز الصَّادِقُونَ تامّ، إن جعل الذين خبر المؤمنون. فإن جعل نعتا لما يوقف على شيء إلى الصادقون، لأن أولئك يكون خبر المؤمنون بِدِينِكُمْ حسن وَما فِي الْأَرْضِ كاف عَلِيمٌ تامّ، على استئناف ما بعده، وجائز إن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تام بَيْنَهُما كاف إِلى أَمْرِ اللَّهِ صالح بِالْعَدْلِ كاف، ولك الوقف على وأقسطوا الْمُقْسِطِينَ تامّ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ كاف تُرْحَمُونَ تامّ مِنْهُنَّ كاف بِالْأَلْقابِ حسن، وكذا: بعد الإيمان الظَّالِمُونَ تام مِنَ الظَّنِّ صالح إِثْمٌ كاف، وكذا: تجسسوا بَعْضاً تامّ فَكَرِهْتُمُوهُ كاف وَاتَّقُوا اللَّهَ صالح رَحِيمٌ تامّ، وكذا: لتعارفوا أَتْقاكُمْ حسن خَبِيرٌ تامّ فِي قُلُوبِكُمْ كاف وكذا: من أعمالكم شيئا رَحِيمٌ تامّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ صالح الصَّادِقُونَ تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف عَلِيمٌ تامّ أَنْ أَسْلَمُوا كاف، وكذا: إسلامكم

سورة ق

جعل متصلا بما قبله أَنْ أَسْلَمُوا كاف، ومثله: إسلامكم لِلْإِيمانِ ليس بوقف، لأن الشرط الذي بعده جوابه ما قبله صادِقِينَ تامّ وَالْأَرْضِ كاف، آخر السورة تامّ. سورة ق مكية (¬1) إلا قوله: ولقد خلقنا السموات والأرض الآية فمدني، آيها خمس وأربعون آية اتفاقا، وكلمها ثلاثمائة وثلاث وسبعون كلمة، وحروفها ألف وأربعمائة وسبعون حرفا. وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (¬2) حسن، إن جعل جواب القسم ق أو محذوفا، أي: والله لتبعثن، وليس بوقف إن جعل ق قسما والقرآن قسما آخر، وفي جوابهما خلاف، فقيل: قد علمنا، أو هو ما يبدّل، أو هو ما يلفظ، أو هو إنّ في ذلك لذكرى، أو هو بل عجبوا بمعنى لقد عجبوا، سواء جعل القسم والقرآن ـــــــــــــــــــــــــ صادِقِينَ تامّ وَالْأَرْضِ كاف، آخر السورة تامّ. سورة ق مكية إلا قوله: وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ الآية، فمدني. وقد علم حكم ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ حسن، إن جعل جواب القسم ق أو محذوفا، أي: لتبعثن، وليس بوقف إن جعل جواب القسم: بل عجبوا بمعنى لقد عجبوا سواء ¬

_ (¬1) وهي أربعون وخمس ومكية بالاتفاق، إلا قوله تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ [38] فمدني. (¬2) وقف حسن: إن كانت جملة وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ جواب القسم، وأما إذا كان هو قسما مستقلا بذاته فليس بوقف حينئذ لأن المعنى لا يتم إلا بعد ذكر جواب القسم، والذي يظهر أنه حتى لو جعلنا وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ قسما مستقلا بذاته فلا مانع من الوقف عليها وذلك اتباعا لسنة سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، فالاتباع أولى.

وحده أو مع ق عَجِيبٌ جائز، إن لم يجعل ما بعده جواب القسم. وكذا: يقال في كل وقف، فلا يوقف بين القسم وجوابه وَكُنَّا تُراباً حسن، إن لم يجعل جواب القسم بعده بَعِيدٌ تامّ حَفِيظٌ كاف مَرِيجٍ تامّ، على أن جواب القسم فيها قبله وَزَيَّنَّاها حسن مِنْ فُرُوجٍ تامّ، على أن جواب القسم فيما تقدم، وإن نصب والأرض بفعل مقدّر، أي: ومددنا الأرض مددناها رَواسِيَ حسن، ومثله: بهيج إن نصب تبصرة بفعل مضمر، أي: فعلنا ذلك تبصرة، وليس بوقف إن نصب على الحال، أو على أنها مفعول مُنِيبٍ تامّ، ولا وقف من قوله: ونزلنا من السماء ماء إلى رزقا للعباد، لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على مباركا، ولا على الحصيد للعطف فيهما باسِقاتٍ جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متعلقا بما قبله، ولا يوقف على نضيد على أن رزقا مفعول له رِزْقاً لِلْعِبادِ حسن، ومثله: ميتا كَذلِكَ الْخُرُوجُ تامّ، عند أبي حاتم، والكاف في محل رفع مبتدأ، أي: كذلك الخروج من الأرض أحياء بعد الموت، ولا وقف من قوله: كذبت إلى وقوم تبع وتُبَّعٍ كاف فَحَقَّ وَعِيدِ تامّ بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ كاف مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ تامّ نَفْسُهُ حسن مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ جائز، لأن إذ معها فعل مضمر قد عمل فيها، وليس بوقف إن جعل العامل في إذ أقرب، أي: ونحن أقرب إليه بعلمنا مما يوسوس به نفسه من حبل الوريد، والوريد عرق كبير في العنق يقال إنهما وريدان يلتقيان بصفحتي العنق قَعِيدٌ كاف. قال الكسائي: المعنى عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد. ثم حذف الأول لدلالة ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جعل القسم والقرآن وحده أم مع ق وَكُنَّا تُراباً كاف بَعِيدٌ تام حَفِيظٌ كاف، وكذا: مريج، ومن فروج، ومنيب، ورزقا للعباد، وبلدة ميتا كَذلِكَ الْخُرُوجُ تامّ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كاف، وكذا: فحقّ وعيد، وبالخلق الأول مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ تامّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ صالح قَعِيدٌ حسن، وكذا: عتيد

الثاني عليه، وقال: قعيد يؤدّي عن الاثنين والجمع. قال أبو أمامة: قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «كاتب الحسنات عن يمين الرجل، وكاتب السيئات على يسار الرجل، وكاتب الحسنات أمين على كاتب السيئات، فإذا عمل حسنة كتبها صاحب اليمين عشرا، وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال دعه سبع ساعات لعله يسبح أو يستغفر» قال مجاهد: يكتبان عليه كل شيء حتى أنينه في مرضه، وقال عكرمة: لا يكتبان عليه إلا ما يؤزر أو يؤجر عَتِيدٌ تامّ بِالْحَقِّ حسن تَحِيدُ كاف فِي الصُّورِ جائز الْوَعِيدِ كاف، ومثله: وشهيد وكذا: حديد. العامة على فتح التاء في كنت، والكاف فيه وفي غطائك وبصرك حملا على لفظ كل من التذكير، والجحدري كنت بكسر التاء مخطابة للنفس، وهو وطلحة عنك غطاءك فبصرك بالكسر مراعاة للنفس أيضا. وقال صالح بن كيسان مخاطبة للكافر، وقيل: مخاطبة للبرّ والفاجر، وعليه فالوقف على حديد تامّ ما لَدَيَّ عَتِيدٌ حسن عَنِيدٍ جائز، لكونه رأس آية مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ ليس بوقف، لأن ما بعده صفته فلا يقطع عنهما مُرِيبٍ في محل الذي الحركات الثلاث، الرفع، والنصب، والجرّ، فتامّ إن جعل مبتدأ وقوله: فَأَلْقِياهُ الخبر، وكذلك إن جعل خبر مبتدإ محذوف، أي: هو الذي، وكاف إن نصب بفعل مقدر وليس بوقف إن جرّ بدلا من كفار فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ كاف ما أَطْغَيْتُهُ الأولى وصله فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ تامّ بِالْوَعِيدِ حسن لَدَيَّ حسن، للابتداء بالنفي لِلْعَبِيدِ تامّ، إن جعل العامل في يوم مضمرا، وليس بوقف إن جعل العامل فيه ظلام كأنه قال: وما أنا بظلام للعبيد يوم نقول لجهنم، أو نفخ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تَحِيدُ كاف الْوَعِيدِ حسن وَشَهِيدٌ كاف حَدِيدٌ حسن لَدَيَّ عَتِيدٌ كاف كَفَّارٍ عَنِيدٍ جائز فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ تامّ وكذا: بعيد بِالْوَعِيدِ حسن لِلْعَبِيدِ تامّ، وكذا: من مزيد غَيْرَ بَعِيدٍ كاف حَفِيظٍ

كأنه قال: ونفخ في الصور يوم نقول، واستبعد للفصل بين العامل والمعمول بجمل كثيرة، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي وابن عامر نقول بالنون، وقرأ نافع وأبو بكر عن عاصم يوم يقول بالياء التحتية، والوقف فيهما واحد هَلِ امْتَلَأْتِ حسن مِنْ مَزِيدٍ كاف، ومثله: غير بعيد حَفِيظٍ تامّ، إن جعلت من مبتدإ خبرها قول مضمر ناصب لقوله، ادخلوها، أي: من خشي الرحمن يقال لهم ادخلوها، وحذف القول جائز، وكذا إن جعل من خشي منادى حذف منه حرف النداء، أي: يا من خشي الرحمن ادخلوها، أو جعلت من شرطية وجوابها محذوف، أي: فيقال لهم وحمل أوّلا على اللفظ فأفرد، وفي الثاني على المعنى فجمع، وإن جعلت من في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف أو نصب بفعل مقدر كان كافيا وليس بوقف إن جعلت من خشي نعتا أو بدلا بِالْغَيْبِ ليس بوقف، لعطف ما بعده على ما قبله مُنِيبٍ حسن ادْخُلُوها بِسَلامٍ كاف الْخُلُودِ تامّ فِيها كاف مَزِيدٌ تامّ مِنْ قَرْنٍ جائز بَطْشاً حسن، لمن قرأ فَنَقَّبُوا بتخفيف القاف، أي: دخلوا البلاد من أنقابها وبحثوا، ومثله في الحسن قراءة ابن عباس وغيره فَنَقَّبُوا بكسر القاف المشدّدة على الأمر خطابا لأهل مكة، أي: فسيحوا في البلاد وابحثوا، وليس بوقف لمن قرأ بتشديد القاف المفتوحة وهي قراءة الأمصار فِي الْبِلادِ حسن، للابتداء بالاستفهام مِنْ مَحِيصٍ كاف شَهِيدٌ تامّ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ حسن مِنْ لُغُوبٍ كاف، أي: إعياء عَلى ما يَقُولُونَ حسن الْغُرُوبِ كاف وَأَدْبارَ السُّجُودِ تام، على ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ، إن جعل مَنْ خَشِيَ مبتدأ خبره: ادخلوها، وليس بوقف إن جعل مَنْ خَشِيَ بدلا مما قبله ادْخُلُوها بِسَلامٍ تامّ الْخُلُودِ حسن ما يَشاؤُنَ فِيها كاف وَلَدَيْنا مَزِيدٌ تامّ، وكذا: من محيص، وشهيد مِنْ لُغُوبٍ كاف

القراءتين، قرأ الحرميان وحمزة بكسر الهمزة مصدرا، والباقون بفتحها جمع دبر، أي: وقت إدبارها، أو المراد بإدبار السجود الركعتان بعد المغرب وإدبار النجوم ركعتا الفجر، وقف ابن كثير على المنادى بالياء التحتية والباقون بحذفها اتباعا للرسم العثماني، ونافع وأبو عمرو يصلان بالياء، والباقون يقفون، ويصلون بغير ياء، وباقي السبعة بحذفها وصلا ووقفا، والمنادى هو إسرافيل عليه السلام على صخرة بيت المقدس، وهو المكان القريب، وهي وسط الأرض وأقرب إلى السماء بثمانية عشر ميلا، وقيل: باثني عشر ميلا، وفي الحديث: «إن ملكا ينادي في السماء أيتها الأجساد الهامدة، والعظام البالية، والرميم الذاهبة، هلمي إلى الحشر للوقوف بين يدي الله تعالى»، وقرأ نافع وابن كثير وحمزة وإدبار بكسر الهمزة، والباقون بفتحها جمع دبر ودبر، وأدبر تولى ومضى، ومنه صاروا كأمس الدابر وهو آخر النهار، ووقف بعضهم على: واستمع، قيل: يسمعون من تحت أقدامهم. وقيل: من تحت شعورهم مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ حسن، إن نصب يوم بفعل مضمر، وليس بوقف إن تعلق يوم الثاني بالظرف قبله بِالْحَقِّ حسن الْخُرُوجِ كاف، ومثله: ونميت، وكذا: المصير إن علق الظرف بمضمر، وليس بوقف إن جعل العامل فيه ما قبله بل الوقف على: سراعا يَسِيرٌ تامّ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ كاف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ السُّجُودِ تامّ وكذا: يوم الخروج الْمَصِيرُ كاف سِراعاً صالح يَسِيرٌ تامّ بِما يَقُولُونَ كاف بِجَبَّارٍ تامّ، وكذا: آخر السورة.

سورة والذاريات

بِجَبَّارٍ تامّ، ومثله آخر السورة تامّ. سورة والذاريات مكية (¬1) ستون آية، ولا وقف من أوّلها إلى: إنما توعدون لصادق (¬2)، والواو في وَالذَّارِياتِ للقسم، وما بعدها للعطف وجواب القسم، إنما توعدون لصادق، وهو تامّ، وحكي عن سيبويه أنه سأل الخليل بن أحمد: لم لم تكن الواو التي بعد واو القسم كواو القسم؟ فأجابه بقوله: لو كانت قسما كانت لكل واحدة من الواوات جواب، فلذلك صارت هذه الأشياء قسما في أوائل السور وإن طال النسق، فلو قلت: والله لا أكلم زيدا غدا، ولا أرافقه، ولا أشاركه، ولا أبيعه من غير إعادة لفظ الجلالة ثم فعلت جميع ذلك فكفارة واحدة بالفعل الأول، ولا شيء عليك فيما بعده، لأن المعطوف على القسم من غير إعادة لفظ الجلالة غير قسم، وشرط التمام في لَصادِقٌ أن يجعل ما بعده مستقبلا، وليس بوقف إن عطف على ما قبله وداخلا في الجواب ومن تتمته، لأن شأن القسم إذا ابتدئ به لا بدّ أن يكون له جواب. وأما لو توسط نحو ضرب والله زيد، أو تأخر نحو ضرب زيد عمرا والله فلا يحتاج إلى جواب لَواقِعٌ تامّ إن جعل ما بعده مستأنفا قسما ثانيا فيكون قد أقسم بالذاريات فالحاملات فالجاريات فالمقسمات، فجعل مجموعها قسما واحدا، ـــــــــــــــــــــــــ سورة والذاريات مكية قوله: وَالذَّارِياتِ والمعطوفات عليها أقسام، وجوابها: إنما توعدون لصادق، والوقف عليه تام: إن جعل ما بعده مستقلا، وليسا بوقف إن جعل معطوفا عليه من تتمة الجواب، وهو الأجود لَواقِعٌ تامّ، وكذا: من أفك يَوْمُ الدِّينِ كاف، وكذا: ¬

_ (¬1) وهي ستون آية ومكية بالاتفاق. (¬2) كما أسلفنا الأولى اتباعا للسنة أن يوقف على رءوس الآي والاتباع أولى من الابتداع.

وفصل أبو حيان حيث قال: والذي يظهر أن المقسم به شيئان، فإن جاء العطف بالواو أشعر بالتغاير، وإن جاء بالفاء دل على أنها لموصوف واحد كقوله: والعاديات ضبحا، فالموريات قدحا، فالمغيرات صبحا، فهي راجعة إلى العاديات، وهي الخيل، انظره في المرسلات، وليس بوقف إن جعل ما بعده داخلا في جواب القسم، والقسم الثاني في قوله: والسماء ذات الحبك، وجوابه: إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ ومُخْتَلِفٍ ليس بوقف إن جعل يُؤْفَكُ في موضع جرّ صفة لقول، وإن جعل مستأنفا حسن الوقف على: مختلف مَنْ أُفِكَ تامّ، على الوجهين ساهُونَ ليس بوقف، لأن يَسْئَلُونَ صفة الذين، وأيان يوم الدين مبتدأ وخبر. إن قيل: هما ظرفان، فكيف يقع أحد الظرفين في الآخر؟ أجيب بأنه على حذف مضاف، أي: أيان وقوع يوم الدين، قاله السمين يَوْمُ الدِّينِ كاف، لأن يوم مبتدأ، وهم خبره. وقيل: ليس بوقف لأن يوم في موضع رفع إلا أنه مبنيّ على الفتح، وهو بدل من قوله: يوم الدين، وقرأ ابن أبي عبلة يَوْمَ هُمْ (¬1) بالرفع، ويؤيد بالقول بالبدلية. ورسموا يَوْمَ هُمْ (¬2) كلمتين: يوم وحدها كلمة، وهم وحدها كلمة، فهما كلمتان كما ترى يُفْتَنُونَ كاف فِتْنَتَكُمْ حسن، لأن هذا مبتدأ، والذي خبره، أي: هذا العذاب تَسْتَعْجِلُونَ تامّ، للابتداء بإن وَعُيُونٍ ليس بوقف، لأن آخِذِينَ حال من الضمير في وَعُيُونٍ، ـــــــــــــــــــــــــ يفتنون، و: ذوقوا فتنتكم تَسْتَعْجِلُونَ تامّ رَبُّهُمْ كاف، وكذا: محسنين ¬

_ (¬1) وهي قراءة شاذة، ولا تصح الصلاة ولا القراءة بها لمخالفتها للمتواتر السند. (¬2) قال العلماء: يستحب للقارئ أن يبين عند قراءته الفرق بين يومهم ويَوْمَ هُمْ وذلك في النطق ذلك إلا بالتلقي عن المشايخ، لأن كيفيتها من الكيفيات التي لا تعلم إلا بالمشافهة.

ولو قرئ (آخذون) بالرفع لساغ عربية، وذلك أن الظرف قد قام مقام الاستقرار والرفع على أنه خبر إن، ويكون الظرف ملغى. كقوله: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ. قاله العبادي ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ كاف، ومثله: محسنين، وكذا: ما يهجعون. قيل: ما مصدرية. وقيل: نافية، فعلى أنها مصدرية فالوقف على: يهجعون. قيل: وفي الثاني على: قليلا، والتقدير على أنها مصدرية كان هجوعهم من الليل قليلا، وعلى أنها نافية كان عددهم قليلا ما يهجعون، أي: لا ينامون من الليل. قال يعقوب الحضرمي: اختلف في تفسيرها فقيل كانوا قليلا، أي: كان عددهم يسيرا، ثم ابتدأ فقال: من الليل ما يهجعون، وهذا فاسد، لأن الآية إنما تدلّ على قلة نومهم، لا على قلة عددهم. وقال السمين: نفي هجوعهم لا يظهر من حيث المعنى ولا من حيث الصناعة. أما الأول فلا بد أن يهجعوا ولا يتصوّر نفي هجوعهم. وأما الصناعة فلأن ما في حيز النفي لا يتقدم عليه، لأن «ما» لا يعمل ما بعدها فيما قبلها عند البصريين، تقول زيدا لم أضرب ولا تقول زيدا ما ضربت، هذا إن جعلتها نافية وإن جعلتها مصدرية صار التقدير، كان هجوعهم من الليل قليلا، ولا فائدة فيه، لأن غيرهم من سائر الناس بهذه المثابة يَسْتَغْفِرُونَ كاف، ومثله: والمحروم، وكذا: للموقنين وَفِي أَنْفُسِكُمْ أكفى منه تُبْصِرُونَ كاف، ومثله: توعدون، وقرأ ابن محيص وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ اسم فاعل، والله سبحانه وتعالى متعال عن الجهة، ولا يوقف على: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ قيل: ما مصدرية، أي: كان هجوعهم من الليل قليلا. وقيل: نافية، أي: كان عددهم قليلا ما يهجعون، أي: لا ينامون من الليل، فالوقف في الأول على: ما يهجعون، وفي الثاني على: قليلا، ثم على: ما يهجعون، وهما صالحان، والأحسن الوقف على: يستغفرون وَالْمَحْرُومِ كاف، وكذا: للموقنين، والأحسن، وفي أنفسكم تُبْصِرُونَ كاف تُوعَدُونَ حسن

رزقكم، لأن قوله وَما تُوعَدُونَ موضعه رفع بالعطف كأنه قال: وفي السماء رزقكم وموعدكم والموعود به الجنة: لأنها فوق السماء السابعة، أو هو الموت، والرزق المطر. وقيل: وَما تُوعَدُونَ مستأنف خبره، فو ربّ السماء والأرض، وقوله: إِنَّهُ لَحَقٌّ جواب القسم، وعليه فالوقف على: رزقكم تُوعَدُونَ كاف فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ ليس بوقف على قراءة من قرأ مثل بالرفع، لأن مثل نعت لحقّ كأنه قال حقّ مثل نطقكم، وبهذه القراءة قرأ حمزة والكسائي، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص مِثْلَ ما بنصب مثل على الحال من الضمير في لحقّ. أو حال من نفس حقّ، أو هي حركة بناء لما أضيف إلى مبنيّ بني كما بنيت غير في قوله: لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت ... حمامة في غصون ذات أو قال تَنْطِقُونَ تامّ الْمُكْرَمِينَ جائز، إن نصب إذ بمقدّر، وليس بوقف إن نصب بحديث بتقدير. هل أتاك حديثهم الواقع في وقت دخلوهم عليه، ولا يجوز نصبه بأتاك، لاختلاف الزمانين، وقرأ العامة الْمُكْرَمِينَ بالتخفيف، وعكرمة بالتشديد ونصب سلاما بتقدير فعل، أي: سلمنا سلاما، أو هو نعت لمصدر محذوف، أي: فقالوا قولا سلاما. لا بالقول، لأنه لا ينصب إلا ثلاثة أشياء الجمل نحو، قال إني عبد الله، والمفرد المراد به لفظه نحو: يقال له إبراهيم، والمفرد المراد به الجملة نحو: قلت قصيدة وشعرا، ورفع سلام بتقدير: عليكم سلام فَقالُوا سَلاماً حسن، ومثله: قال سلام، ثم تبتدئ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ أي: أنتم قوم منكرون، وهو كاف، ومثله: سمين على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله فَقَرَّبَهُ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تَنْطِقُونَ تامّ فَقالُوا سَلاماً حسن، وكذا: قال سلام. وقال أبو عمرو فيهما: كاف مُنْكَرُونَ كاف، أي: أنتم قوم منكرون أَلا تَأْكُلُونَ كاف، وكذا: لا

إِلَيْهِمْ حسن، ومثله: تأكلون خِيفَةً جائز، ومثله: لا تخف بِغُلامٍ عَلِيمٍ كاف فَصَكَّتْ وَجْهَها جائز عَقِيمٌ كاف، ومثله: قال ربك، وتامّ عند أبي حاتم الْعَلِيمُ تامّ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ كاف، ولا وقف من قوله: قالوا إنا أرسلنا إلى للمسرفين، فلا يوقف على: مجرمين، لأن ما بعده لام كي، ولا على: من طين، لأن مُسَوَّمَةً من نعت حِجارَةً كأنه قال: حجارة مسوّمة، أي: معلمة عليها اسم صاحبها، ومن حيث كونه رأس آية يجوز لِلْمُسْرِفِينَ كاف، على استئناف ما بعده مِنَ الْمُؤْمِنِينَ جائز، مع العطف بالفاء واتصال المعنى، وإنما جاز مع ذلك لكونه رأس آية مِنَ الْمُسْلِمِينَ كاف الْأَلِيمَ تامّ، لتناهي القصة مُبِينٍ جائز، ومثله: أو مجنون مُلِيمٌ تامّ، على استئناف ما بعده الْعَقِيمَ جائز كَالرَّمِيمِ كاف حِينٍ جائز يَنْظُرُونَ كاف، ومثله: منتصرين لمن قرأ وَقَوْمَ نُوحٍ بالنصب بفعل مضمر، أي: وأهلكنا قوم نوح، وليس بوقف إن عطف على مفعول، فأخذناه، أو عطف على مفعول، فنبذناهم، أو عطف على مفعول، فأخذتهم الصاعقة، أو جرّ عطفا على محل، وفي ثمود، ومن حيث كونه رأس آية يجوز، أقر الأخوان وأبو عمرو وقوم نوح بجرّ الميم عطفا على ثمود، فعلى قراءتهم لا يوقف على: حين، ولا على: ينظرون، ولا على: منتصرين، لأن الكلام متصل فلا يقطع بعضه عن بعض، والباقون بالنصب مِنْ قَبْلُ جائز فاسِقِينَ تامّ بأييد جائز. ورسموا بأييد بياءين بعد الألف كما ترى ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تخف، و: بغلام عليم وعقيم قالَ رَبُّكِ تامّ الْعَلِيمُ حسن الْمُرْسَلُونَ كاف مِنْ طِينٍ جائز لِلْمُسْرِفِينَ كاف، وكذا: من المسلمين الْأَلِيمَ حسن أَوْ مَجْنُونٌ صالح مُلِيمٌ كاف، وكذا: كالرميم يَنْظُرُونَ صالح مُنْتَصِرِينَ كاف فاسِقِينَ حسن لَمُوسِعُونَ صالح فَرَشْناها جائز الْماهِدُونَ كاف،

تَذَكَّرُونَ كاف، ومثله: إلى الله، وكذا: مبين، وكذا: إلها آخر، وكذا: مبين الثاني كَذلِكَ أكفى، فالكاف في محل رفع، أي: الأمر كذلك، فالتشبيه من تمام الكلام، فالكاف خبر مبتدإ محذوف، أو في محل نصب، أي: مثل تكذيب قومك إياك مثل تكذيب الأمم السابقة لأنبيائهم، ولا يجوز نصب الكاف بأتى، لأنها ليست متصلة بشيء بعدها، لأن ما إذا كانت نافية لم يعمل ما بعدها في شيء قبلها ولو أتى موضع ما بلم لجاز أن تنصب الكاف بأتى، لأن المعنى يسوغ عليه، والتقدير، كذبت قريش تكذيبا مثل تكذيب الأمم السابقة رسلهم أَوْ مَجْنُونٌ حسن أَتَواصَوْا بِهِ أحسن مما قبله طاغُونَ تامّ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ جائز بِمَلُومٍ كاف، على استئناف ما بعده، فإن جعل داخلا فيما أمر به الرسول، لأنه أمر بالتولي والتذكير كان الوقف التام على: المؤمنين إِلَّا لِيَعْبُدُونِ حسن، أي: من أردت منهم العبادة فلا ينافي أن بعضهم لم يعبده، ولو خلقهم لإرادة العبادة منهم لكانوا عن آخرهم كذلك، لأنه لا يقع في ملكه ما لا يريد، ولو خلقهم للعبادة لما عصوه طرفة عين، وبعضهم جعل اللام للصيرورة والمآل، وهي أن يكون ما بعدها نقيضا لما قبلها مِنْ رِزْقٍ جائز أَنْ يُطْعِمُونِ تامّ، للابتداء بإنّ هُوَ الرَّزَّاقُ حسن، إن جعل ما بعده مستأنفا، وليس بوقف إن جعل صفة الْمَتِينُ تامّ، نعت لذو، وللرزاق، أو نعت لاسم إن على المحل، وهو مذهب الفراء، أو خبر بعد خبر أو خبر مبتدإ محذوف، وعلى كل تقدير فهو تأكيد، لأن ذو القوة يفيد فائدته أَصْحابِهِمْ جائز فَلا يَسْتَعْجِلُونِ كاف، آخر السورة تامّ. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: تذكرون مُبِينٌ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ إِلهاً آخَرَ كاف مُبِينٌ حسن، وكذا: كذلك، أي: الأمر كذلك أَوْ مَجْنُونٌ حسن، وقياس ما مرّ صالح أَتَواصَوْا بِهِ كاف، وكذا: طاغون الْمُؤْمِنِينَ تامّ لِيَعْبُدُونِ حسن، وكذا: يطعمون الْمَتِينُ كاف، وكذا: يستعجلون، آخر السورة تامّ.

سورة والطور

سورة والطور مكية (¬1) ثمان أو تسع وأربعون آية، كلمها ثلاثمائة واثنتا عشرة كلمة، وحروفها ألف وخمسمائة حرف لَواقِعٌ حسن ما لَهُ مِنْ دافِعٍ أحسن مما قبله، إن نصب يوم بمقدر، وليس بوقف إن نصب بقوله: لواقع سَيْراً حسن، على استئناف ما بعده، أراد إن عذاب ربك لواقع يوم تمور السماء مورا، وأكد الفعل بمصدره لرفع توهم المجاز في الفعل بفعله لِلْمُكَذِّبِينَ حسن، إن نصب الَّذِينَ بفعل مقدّر، وليس بوقف إن نصب بدلا، أو نعتا يَلْعَبُونَ كاف، وقيل: لا يوقف عليه، لأن يوم بدل من يومئذ، فلا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف دَعًّا أكفى مما قبله، ومعناه دفعا بعنف تُكَذِّبُونَ كاف أَفَسِحْرٌ هذا حسن، إن جعلت أم في تأويل، بل على الانقطاع، وإن جعلت متصلة لم يوقف على ما قبلها لا تُبْصِرُونَ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل متصلا بما قبله وكان الوقف على: اصلوها سَواءٌ عَلَيْكُمْ كاف تَعْمَلُونَ تام، ولا وقف من قوله: إن المتقين إلى بما آتاهم ربهم، فلا يوقف على نعيم، لأن فاكهين حال مما قبله بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ جائز عَذابَ الْجَحِيمِ كاف، ومثله: تعملون إن نصب متكئين بمضمر، ـــــــــــــــــــــــــ سورة والطور مكية لَواقِعٌ حسن، لأنه جواب الأقسام المذكورة، وأحسن منه الوقف على: ما له من دافع إن نصب يوم تمور بمقدر كاذكر سَيْراً حسن يَلْعَبُونَ كاف، وأكفى منه إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا تُكَذِّبُونَ حسن، وكذا: لا تبصرون سَواءٌ عَلَيْكُمْ كاف تَعْمَلُونَ تامّ رَبُّهُمْ صالح عَذابَ الْجَحِيمِ ¬

_ (¬1) وهي مكية بالاتفاق، وهي أربعون وتسع في السماوي، وثمان في البصري، وسبع في الحجازي، والخلاف في آيتين: وَالطُّورِ [1] سماوي، بصري، دَعًّا [13] سماوي. وانظر: «الإتحاف» (400).

وليس بوقف إن جعل حالا مما قبله مَصْفُوفَةٍ حسن عِينٍ تامّ، في محل الذين الحركات الثلاث، الرفع والنصب والجر، فالرفع على أنه مبتدأ، وجملة ألحقنا بهم خبر، وكاف إن نصب بمقدّر، أي: وأكرمنا الذين آمنوا، وليس بوقف إن عطف على الضمير في وزوّجناهم، أي: وزوّجنا الذين آمنوا، ومثله: في عدم الوقف على عين إن جرّ عطفا على حور عين، أي: قرناهم بالحور العين وبالذين آمنوا وأتبعناهم عطف على آمنوا، وبإيمان متعلق بقوله: وأتبعناهم، وأغرب من وقف على بإيمان، لأن والذين مبتدأ وخبره ألحقنا بهم، فإذا وقف على بإيمان كان الكلام ناقصا، لأنه لم يأت بخبر المبتدإ، فإن قال قائل إن جعل قوله: والذين آمنوا في موضع نصب عطفا على الضمير في زوّجناهم، قيل: له ذلك خطأ لأنه يصير المعنى: وزوّجنا الذين آمنوا وأتبعناهم ذرياتهم بإيمان والتأويل على غير ذلك ألحقنا بهم ذرياتهم حسن مِنْ شَيْءٍ تامّ، ومثله: رهين، وكذا: مما يشتهون على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالا بمعنى متنازعين وَلا تَأْثِيمٌ كاف، ومثله: مكنون، وكذا: يتساءلون مُشْفِقِينَ جائز، ومثله: علينا السَّمُومِ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلا وداخلا في القول نَدْعُوهُ تام، لمن قرأ: إنه بكسر الهمزة، وهي قراءة أهل مكة وعاصم وحمزة وأبي عمرو وابن عامر، وليس بوقف لمن قرأه بفتحها وهو نافع والكسائي، لأن إنه موضعه نصب متعلق بما قبله، والمعنى لأنه الرَّحِيمُ تامّ على القراءتين وأتمّ مما قبله فَذَكِّرْ جائز، للابتداء بنفي ما كانوا يقولون فيه وَلا مَجْنُونٍ كاف، للابتداء بالاستفهام. قال ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف، وكذا: تعملون، ومصفوفة، و: بحور عين بهم ذرّياتهم صالح مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ تامّ، وكذا: بما كسب رهين وَلا تَأْثِيمٌ كاف مَكْنُونٌ حسن مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ تامّ، لمن قرأ: إنه بكسر الهمزة. وليس بوقف لمن قرأه

الخليل: جميع ما في هذه السورة من ذكر أم فاستفهام وليست حروف عطف، وذلك خمسة عشر حرفا الْمَنُونِ كاف، ومثله: من المتربصين. وبهذا، وطاغون، وتقوّله، ولا يؤمنون، وصادقين، ومن غير شيء، أي: أم خلقوا من غير شيء حيّ كالجماد، فلا يؤمرون، ولا ينهون كالجماد، والخالقون، والأرض، ولا يوقنون، والمسيطرون كلها وقوف كافية يَسْتَمِعُونَ فِيهِ حسن، لتناهي الاستفهام مُبِينٍ كاف، للابتداء بالاستفهام الإنكاري، والتقدير بل ألهم إله وليست للإضراب المحض، لأنه يلزم عليه المحال، وهو نسبة البنات له تعالى، تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا الْبَنُونَ كاف أَجْراً جائز مُثْقَلُونَ كاف، ومثله: يكتبون كَيْداً جائز الْمَكِيدُونَ كاف غَيْرُ اللَّهِ حسن يُشْرِكُونَ كاف ساقِطاً ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد وهو يقولوا مَرْكُومٌ تامّ، ولا يوقف على يوم من يومهم، لأن هم في هذا الموضع ضمير متصل مجرور بالإضافة لم يقطع من يوم بخلاف ما تقدم في قوله: يوم هم بارزون في غافر، ويوم هم على النار يفتنون في الذاريات، فإنهما كتبا فيهما كلمتين: يوم كلمة، وهم كلمة كما تقدم يُصْعَقُونَ كاف، إن نصب الظرف بمقدر، وليس بوقف إن جعل بدلا مما قبله شَيْئاً جائز يُنْصَرُونَ تامّ دُونَ ذلِكَ الأولى وصله لا يَعْلَمُونَ كاف بِأَعْيُنِنا حسن، على استئناف الأمر، وليس بوقف إن عطف على ما قبله حِينَ تَقُومُ جائز وَإِدْبارَ النُّجُومِ تامّ، قرأ العامة بكسر الهمزة مصدر بخلاف التي ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بفتحها الرَّحِيمُ تامّ فَذَكِّرْ حسن وقيل تامّ وقيل كاف وَلا مَجْنُونٍ كاف، وكذا: ريب المنون. والمتربصين، وطاغون، وتقوّله، ولا يؤمنون صادِقِينَ صالح وَالْأَرْضَ كاف، وكذا: لا يوقنون، والمسيطرون فِيهِ صالح، وكذا: مبين، والبنون، ومثقلون، ويكتبون، والمكيدون أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَيْرُ

سورة والنجم

في ق فإنه قرئ بالكسر والفتح معا كما تقدم. سورة والنجم مكية (¬1) إلا قوله: عند سدرة المنتهى فمدنيّ، كلمها ثلاثمائة وستون كلمة، وحروفها ألف وأربعمائة وخمسة أحرف، وآيها إحدى أو اثنتان وستون آية. وَالنَّجْمِ إِذا هَوى قسم وجوابه ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وقال الأخفش وغيره: الوقف وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى لأن وما ينطق عن الهوى داخل في القسم وواقع عليه، وهو كاف إن جعل ما بعده مستأنفا، وليس بوقف إن جعل إن هو بدلا من قوله: ما ضلّ صاحبكم، وجاز البدل، لأن إن بمعنى ما فكأن القسم واقع عليه أيضا، وعلى هذا فلا وقف من أول السورة إلى هذا الموضع، والتقدير والنجم إذا هوى ما هو إلا وحي يوحى، ويصير إن هو إلا وحي يوحى داخلا في القسم، وهو المختار عند أبي حاتم يُوحى كاف شَدِيدُ الْقُوى ليس بوقف، لأن ما بعده من نعته ذُو ـــــــــــــــــــــــــ اللَّهِ حسن يُشْرِكُونَ كاف، وكذا: مركوم يُصْعَقُونَ جائز يُنْصَرُونَ حسن، وكذا: لا يعلمون بِأَعْيُنِنا كاف حِينَ تَقُومُ صالح، آخر السورة، تام. سورة والنجم مكية إلا قوله: عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى فمدني. وَالنَّجْمِ إِذا هَوى قسم، وجوابه ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى وهو كاف، إن جعل ما بعده مستأنفا، ولا يوقف عليه إن جعل ذلك بدلا مما ¬

_ (¬1) وهي مكية بالاتفاق وهي ستون وآيتان في الكوفي، وآية في الباقي، والخلاف في ثلاث آيات هي: مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً [28] كوفي، عَنْ مَنْ تَوَلَّى [29] شامي، إِلَّا الْحَياةَ الدُّنْيا [29] شامي، وانظر: «التلخيص» (421).

مِرَّةٍ كاف، لأنه نعت شديد القوى ثم نبتدئ كذا عند بعضهم، فضمير استوى لجبريل، وهو لمحمد صلّى الله عليه وسلّم، وقيل بالعكس. وهذا الوجه الثانى أنما يتمشى مع قول الكوفيين، لأن فيه العطف على الضمير المرفوع المتصل من غير تأكيد بالمنفصل، والمعنى أن جبريل استوى مع محمد بالأفق الأعلى وهو ضعيف، وعليه لا يوقف على فاستوى، ويجوز إن جعل وهو مبتدأ وبالأفق خبر الْأَعْلى كاف فَتَدَلَّى جائز أَوْ أَدْنى حسن ما أَوْحى كاف، ومثله: ما أرى، وكذا: ما يرى نَزْلَةً أُخْرى ليس بوقف، لأن قوله: عند سدرة المنتهى ظرف للرؤية، ومثله: في عدم الوقف المأوى، لأن إذ يغشى ظرف لما قبله ما يَغْشى كاف، ومثله: وما طغى: الْكُبْرى تامّ الْعُزَّى ليس بوقف، لأن- ومنوة- منصوب بالعطف على العزى، ورسموا منوة بالواو كما ترى الْأُخْرى حسن، وقيل تامّ: للابتداء بالاستفهام الإنكارى الْأُنْثى كاف، ومثله: ضيزى، وقيل تامّ: قرأ ابن كثير ضئزى بهمزة ساكنة، والباقون بياء مكانها، ومعنى ضئزة جائرة، فقراءة العامة من ضاز الرجل الشيء يضوزه بغير همز ضوزا إذا فعله على غير استقامة، ويقال ضأزه يضأزه بالهمزة: نقصه ظلما وجورا، وأنشد الأخفش على لغة الهمز: فإن تنأ عنّا ننقصك وإن تغب ... فسهمك مضئوز وأنفك راغم وَآباؤُكُمْ حسن، ومثله: من سلطان وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ تامّ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ضلّ صاحبكم، بل على يُوحى وهو كاف ذُو مِرَّةٍ كاف، ولا يوقف على: شديد القوى لأن ما بعده نعت له فَاسْتَوى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى صالح ما أَوْحى حسن. وقال أبو عمرو فيهما: كاف ما رَأى حسن ما يَرى كاف ما يَغْشى صالح وَما طَغى كاف الْكُبْرى حسن وَلَهُ الْأُنْثى صالح ضِيزى كاف، وكذا:

الْهُدى كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلا بقوله: وما تهوى الأنفس: أى أبل للإنسان ما تمنى: أى ليست الأشياء بالتمنى بل الأمر لله تعالى ما تَمَنَّى كاف وَالْأُولى تامّ، ومثله: ويرضى تَسْمِيَةَ الْأُنْثى كاف مِنْ عِلْمٍ جائز إِلَّا الظَّنَّ حسن، ومثله: من الحق شيئا الْحَياةَ الدُّنْيا كاف، ومثله: من العلم بِمَنِ اهْتَدى تامّ وَما فِي الْأَرْضِ تامّ: عند أبي حاتم على أن اللام متعلقة بمحذوف تقديره- فهو يضل من يشاء ويهدى من يشاء ليجزى الذين أساءوا بما عملوا- وقال السمين: اللام للصيرورة: أى عاقبة أمرهم جميعا للجزاء بما عملوا بِالْحُسْنَى ليس بوقف، لأن ما بعده بدل مما قبله إِلَّا اللَّمَمَ كاف: على أن الاستثناء منقطع، لأنه لم يدخل تحت ما قبله وهو صغار الذنوب. وقيل متصل، لأن ما بعده متصل بما قبله والمعنى عند المفسرين إن ربك واسع المغفرة لمن أتى اللمم واسِعُ الْمَغْفِرَةِ تامّ: ولا يوقف على بكم، ولا على من الأرض أُمَّهاتِكُمْ حسن أَنْفُسَكُمْ أحسن مما قبله بِمَنِ اتَّقى تامّ وَأَكْدى كاف، ومثله: فهو يرى، ولا يوقف هنا، لأن أم فى قوله: أم لم ينبأ هي أم المعاقبة لألف الاستفهام كأنه قال: أيعلم الغيب أم لم يخبر بما في صحف موسى: أى أسفار التوراة اه. كواشي بِما فِي صُحُفِ مُوسى جائز عند نافع. وقال الأخفش وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى كاف: على استئناف سؤال كأن قائلا قال وما فى صحفهما. فأجيب- ألا تزر وازرة وزر أخرى- وجائز إن جعل ما بعده بدلا من ما في قوله: بما في صحف، وكذا: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ من سلطان وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ تامّ ما تَمَنَّى كاف وَالْأُولى تامّ، وكذا: ويرضى تَسْمِيَةَ الْأُنْثى كاف مِنْ عِلْمٍ صالح إِلَّا الظَّنَّ حسن، وكذا: من الحق شيئا الْحَياةَ الدُّنْيا كاف مِنَ الْعِلْمِ تامّ، وكذا: بمن اهتدى وَما فِي الْأَرْضِ تامّ، عند

لا وقف إن جعل ما بعده في محل نصب والعامل فيه ينبأ، فعلى هذين التقديرين لا يوقف على، وفى: قرأ العامة وفى بتشديد الفاء، وقرأ سعيد بن جبير وغيره وفي بتخفيفها. وخص هذين النبيين، وقيل لأن ما بين نوح وإبراهيم كانوا يأخذون الرجل بابنه وأبيه وعمه وخاله، وأوّل من خالفهم إبراهيم عليه السّلام، ومن شريعة إبراهيم إلى شريعة موسى عليه السّلام كانوا لا يأخذون الرجل بجريرة غيره، ولا يوقف على شىء من أواخر الآيات اختيارا من وفى إلى ما غشى، وذلك في ثلاثة عشر موضعا لاتصال الآيات وعطف بعضها على بعض، فلا يوقف على أخرى، ولا على ما سعى، ولا على يرى، ولا على الأوفى، ولا على المنتهى، وإن جعلت كل موضع فيه أن معه مبتدأ محذوفا حسن الوقف على أواخر الآيات إلى قوله: وقوم نوح من قبل، فهو معطوف على ألا تزر وازرة، وقيل يوقف على رأس كل آية، وإن كان البعض معطوفا على البعض، لأن الوقف على رءوس الآيات سنة، وإن كان ما بعده له تعلق بما قبله، فيوقف على: وقوم نوح من قبل، وعلى وأطغى لمن رفع والمؤتفكة أو نصبها بأهوى وأَهْوى ليس بوقف لمكان الفاء ما غَشَّى حسن: للابتداء بالاستفهام تَتَمارى تامّ: عند أبى حاتم، ومثله: من النذر الأولى، وكذا: الآزفة على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالا: أي أزفت الآزفة غير مكشوفة كاشِفَةٌ كاف سامِدُونَ تامّ: أى لا هون، وقيل الحزين، والسمود بلغة حمير الغناء، يقول الرجل للمرأة اسمدى لنا: أي غنى لنا، ونزل جبريل يوما وعند الرسول رجل يبكى. فقال له من هذا الرجل؟ فقال فلان. فقال جبريل إنا نزن أعمال بني آدم كلها إلا البكاء، فإن الله يطفئ بالدمعة بحورا من نار جهنم، آخر السورة: تامّ. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أبى حاتم إِلَّا اللَّمَمَ كاف واسِعُ الْمَغْفِرَةِ تامّ، وكذا: بمن اتقى وَأَكْدى كاف فَغَشَّاها ما غَشَّى حسن: ولا يوقف على شيء مما بينهما من الآيات بلا ضرورة، لكن

سورة القمر

سورة القمر مكية (¬1) خمس وخمسون آية، وكلمها ثلاثمائة واثنتان وأربعون كلمة، وحروفها ألف وأربعمائة وثلاثة وعشرون حرفا. الْقَمَرُ كاف، للابتداء بالشرط، ومثله: مستمرّ، وكذا: أهواءهم مُسْتَقِرٌّ تامّ مُزْدَجَرٌ كاف، إن رفعت حكمة بتقدير هي، وليس بوقف إن رفعتها بدلا من قوله: ما فيه، أو نصبتها حالا ما وهي موصولة أو موصوفة وتخصصت بالصفة فنصب عنها الحال، وقرئ مدّجر بالإدغام بالِغَةٌ كاف عند أبي حاتم. وقال نافع: تامّ فَما تُغْنِ النُّذُرُ أكفى مما قبله فَتَوَلَّ عَنْهُمْ تامّ، عند أبي حاتم، ولا يجوز وصله، لأنه لو وصل بما بعده صار يوم يدع ظرفا للتولي عنهم، وليس كذلك بل هو ظرف يخرجون، والمعنى عندهم على التقديم والتأخير، أي: يخرجون من الأجداث، يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ فإذا كان كذلك فالتامّ فتولّ عنهم، لأن الظرف إذا تعلق بشيء قبله لم يوقف على ما قبله، فلا يوقف على شيء نكر، وكذا: لا يوقف على أبصارهم، لأن خاشعا أو خشعا منصوب على الحال من الضمير في يخرجون، أي: يخرجون خشعا أبصارهم يوم يدع الداع، وكذا: منتشر، لأن قوله: مهطعين منصوب على الحال من فاعل يخرجون فهي حال متداخلة إِلَى ـــــــــــــــــــــــــ قيل إنه يوقف على- وقوم نوح من قبل- وإنه كاف، وعلى: وأطغى، وإنه تامّ عند من رفع والمؤتفكة تَتَمارى تامّ، وكذا: من النذر الأولى، وكاشفة، وسامدون، وآخر السورة. سورة القمر مكية وَانْشَقَّ الْقَمَرُ كاف، وكذا: مستمر أَهْواءَهُمْ تامّ، وكذا: مستقر مُزْدَجَرٌ حسن. وقال أبو عمرو كاف. هذا إن رفعت حكمة بأنها خبر مبتدإ محذوف. فإن رفعت ¬

_ (¬1) وهي خمس وخمسون آية، ومكية بالاتفاق.

الدَّاعِ تامّ، عند نافع يَوْمٌ عَسِرٌ تامّ وَازْدُجِرَ كاف، ومثله: فانتصر، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلا بما قبله مُنْهَمِرٍ جائز، ومثله: عيونا قَدْ قُدِرَ كاف، على استئناف ما بعده، وكذا: ودسر، على استئناف تجري، وليس بوقف إن جعل في موضع نصب أو جر بِأَعْيُنِنا جائز، لأن جزاء يصلح مفعولا للجزاء أو مصدر المحذوف، أي: جوزوا جزاء كُفِرَ كاف، ومثله آية، وكذا: مدّكر وَنُذُرِ تامّ، ومثله: مدّكر، وكذا: ونذر مُسْتَمِرٍّ ليس بوقف، لأن تنزع صفة للريح، ومثله: في عدم الوقف الناس مُنْقَعِرٍ تامّ، ومثله: ونذر، وكذا: مدّكر بِالنُّذُرِ جائز، ومثله: نتبعه ولا كراهة ولا بشاعة بالابتداء بما بعده لأن القارئ غير معتقد معنى ذلك، وإنما هو حكاية قول قائلها حكاها الله عنهم، وليس بوقف إن علق إذا بنتبعه، أي: إنا إذا نتبعه فنحن في ضلال وسعر وَسُعُرٍ كاف، على استئناف الاستفهام، ومثله، أشر الْأَشِرُ تامّ فِتْنَةً لَهُمْ حسن. وقيل: كاف، على استئناف ما بعده وَاصْطَبِرْ كاف، ومثله: قسمة بينهم لأن كل مبتدأ مُحْتَضَرٌ كاف فَعَقَرَ حسن وَنُذُرِ تامّ، ومثله: المحتظر، وكذا: فهل من مدّكر بِالنُّذُرِ جائز، ومثله: إلا آل لوط، لأن الجملة لا تصلح صفة للمعرفة ولا عامل يجعلها حالا. قاله السجاوندي: نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ تامّ عند نافع إن نصب نعمة بفعل مضمر، وليس بوقف إن نصب بمعنى ما قبله على المصدر أو على ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بدلا من ما لم يكن ذلك وقفا حِكْمَةٌ بالِغَةٌ كاف عند أبي حاتم، والأحسن الوقف على: فما تغني النذر فَتَوَلَّ عَنْهُمْ تامّ، ويوم يدع الداع، منصوب بيخرجون مُنْتَشِرٌ صالح إِلَى الدَّاعِ كاف يَوْمٌ عَسِرٌ تامّ وَازْدُجِرَ كاف فَانْتَصِرْ صالح، وكذا: منهمر، وقد قدر، ودسر وكُفِرَ كاف، وكذا: مدّكر وَنُذُرِ حسن مِنْ مُدَّكِرٍ تامّ عند أبي حاتم وَنُذُرِ حسن مُنْقَعِرٍ كاف وَنُذُرِ حسن مِنْ مُدَّكِرٍ تامّ

المفعول من أجله مَنْ شَكَرَ تامّ بِالنُّذُرِ كاف، ومثله: فطمسنا أعينهم وَنُذُرِ تامّ، ومثله: مستقر، وكذا: ونذر، وكذا: من مدّكر النُّذُرُ كاف، على استئناف ما بعده كُلِّها جائز، على استئناف ما بعده مُقْتَدِرٍ تامّ، لأنه انتقل من قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسّلام. ثم استأنف فقال: يا أهل مكة أكفاركم خير من أولئكم وأُولئِكُمْ حسن فِي الزُّبُرِ كاف مُنْتَصِرٌ تامّ الدُّبُرَ كاف بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ أكفى منه وَأَمَرُّ تامّ، للابتداء بإن وَسُعُرٍ كاف، إن نصب يوم بذوقوا على التقديم والتأخير، أي: يقال لهم ذوقوا مسّ سقر يوم يسحبون، وليس يوم ظرف إضلالهم. فإن جعل الظرف متعلقا بما قبله ومتصلا به لم يوقف على سعر بِقَدَرٍ تامّ، ونصب كل على الاشتغال والنصب أولى لدلالته على عموم الخلق والرفع لا يدل على عمومه. قال أهل الزيغ إن ثم مخلوقات لغير الله تعالى فرفع كلّ يوهم ما لا يجوز، وذلك أنه إذا رفع كلّ كان مبتدأ وخلقناه صفة لكل أو لشيء وبقدر خبر، وحينئذ يكون له مفهوم لا يخفى على متأمّله، لأن خلقناه صفة. وهي قيد، فيفيد أنه إذا انتفى فيلزم أن يكون الشيء الذي ليس مخلوقا لله لا بقدر، راجع السمين بِالْبَصَرِ تامّ، ومثله: من مدّكر، وكذا: في الزبر وفعلوه صفة، والصفة لا تعمل في الموصوف، ومن ثم لم يجز تسليط العامل على ما قبله إذ لو صح لكان تقديره فعلوا كل شيء في الزبر، وهو باطل، فرفع كُلُّ واجب على الابتداء، وجملة فعلوه في موضع رفع صفة لكل، وفي موضع جرّ صفة لشيء، وفي الزبر خبر كل. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بِالنُّذُرِ صالح نَتَّبِعُهُ وقف عند بعضهم، ولا أحبه لبشاعة الابتداء بما بعده ضَلالٍ وَسُعُرٍ كاف كَذَّابٌ أَشِرٌ حسن الْأَشِرُ تامّ وَاصْطَبِرْ كاف، وكذا: قسمة بينهم، ومحتضر، وفعقر وَنُذُرِ حسن الْمُحْتَظِرِ تامّ، وكذا: من مدّكر بِالنُّذُرِ كاف، وكذا: من عندنا مَنْ شَكَرَ حسن، وكذا: بالنذر وَنُذُرِ تامّ، وكذا: من مدّكر النُّذُرُ كاف مُقْتَدِرٍ حسن مُنْتَصِرٌ تامّ الدُّبُرَ كاف أَدْهى وَأَمَرُّ

سورة الرحمن

والمعنى وكل شيء مفعول ثابت في الزبر، أي: في الكتب، وكذا: مستطر وَنَهَرٍ جائز، وقيل: لا يجوز، لأن ما بعده ظرف لما قبله، لأن الجار بدل من الأول، آخر السورة تامّ. سورة الرحمن مكية (¬1) قيل إلا قوله: يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فمدني. وكلمها ثلاثمائة وإحدى وخمسون كلمة، وحروفها ألف وستمائة وأحد وثلاثون حرفا، وآيها ست أو سبع أو ثمان وسبعون آية. عَلَّمَ الْقُرْآنَ كاف، لأن الرحمن مبتدأ وعلم القرآن خبره الْبَيانَ تامّ بِحُسْبانٍ كاف يَسْجُدانِ تامّ رَفَعَها جائز، كذا قيل وَوَضَعَ الْمِيزانَ ليس بوقف، لمن جعل معنى أن معنى أي، وجعل لا ناهية كأنه قال، أي: لا تطغوا في الميزان. وزعم بعض أن من جعل لا ناهية لا يقف على الميزان. قال: لأن الأمر يعطف به على النهى وهذا القول غير جائز، لأن فعل النهى مجزوم وفعل الأمر مبنى إذا لم يكن معه لام الأمر. قاله العبادي ـــــــــــــــــــــــــ تامّ وَسُعُرٍ كاف مَسَّ سَقَرَ حسن بِقَدَرٍ تامّ، وكذا: بالبصر، ومن مدّكر، وفي الزبر، ومستطر وَنَهَرٍ كاف، آخر السورة تامّ. سورة الرحمن مكية وقيل إلا قوله: يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فمدني. عَلَّمَ الْقُرْآنَ كاف الْبَيانَ تامّ بِحُسْبانٍ كاف يَسْجُدانِ حسن، ¬

_ (¬1) وهي مكية بالاتفاق وقيل إلا قوله تعالى: يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فمدني. وهي سبعون وثمان في السماوي، وست في البصري، وسبع في الحجازي: الخلاف في خمس آيات: الرَّحْمنُ [1] سماوي، الْإِنْسانَ الأول [3] عده كلهم إلا أهل المدينة، شُواظٌ مِنْ نارٍ [35] حجازي، بِهَا الْمُجْرِمُونَ [43] غير بصري، لِلْأَنامِ [10] غير مكي. انظر: «التلخيص» (424).

أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ كاف وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ تامّ لِلْأَنامِ كاف، على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل حالا من الأرض أي: كائنة فيها، أي: مفكهة بما فيها للأنام الْأَكْمامِ كان. والأكمام جمع كم بالكسر، والكم وعاء الثمرة، وهو كان لمن قرأ والحب، والعصف والريحان بالنصب، وهي قراءة ابن عامر وأهل الشام، لأن والحبّ ينتصب بفعل مقدّر كأنه قال: وخلق فيها الحبّ ذا العصف والريحان، والعصف التبن، وليس الأكمام بوقف لمن قرأ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ بالرفع، وكان وقفه على: والريحان، وهو تامّ، سواء قرئ بالرفع، أو بالنصب، أو بالجرّ تُكَذِّبانِ تامّ، ومثله في جميع ما يأتي، وكذا يقال فيما قبله إلا ما استثنى يأتي التنبيه عليه كَالْفَخَّارِ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله إلا أن يجعل من عطف الجمل فيكفي الوقف على ما قبله، وكذا: من نار تُكَذِّبانِ تامّ، إن رفع ربّ على الابتداء، وكاف إن رفع بإضمار مبتدأ، وليس بوقف إن رفع بدلا من الضمير في خلق، ومثله في عدم الوقف إن جرّ بدلا أو بيانا من ربكما، وبها قرأ ابن أبي عبلة، فلا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف، لأنهما كالشيء الواحد الْمَغْرِبَيْنِ كاف تُكَذِّبانِ تامّ يَلْتَقِيانِ كاف، ومثله: لا يبغيان، وكذا: تكذبان، والمرجان تُكَذِّبانِ تامّ كَالْأَعْلامِ كاف، ومثله: تكذبان وفانٍ الأولى وصله. حكى عن الشعبي أنه قال: إذا قرأت: كل من عليها فان، فلا تقف حتى تقول: ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام. قاله عيسى بن عمر، لأن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: في الميزان، والميزان. وقال أبو عمرو في الأول: كاف، وفي الثاني تامّ لِلْأَنامِ صالح وَالرَّيْحانُ كاف تُكَذِّبانِ تامّ. وقال أبو عمرو: وكذا ما في السورة من ذلك، وخالف الأصل في ذلك كما ستراه كَالْفَخَّارِ كاف، وكذا: من نار تُكَذِّبانِ تامّ الْمَغْرِبَيْنِ كاف تُكَذِّبانِ تامّ يَلْتَقِيانِ كاف، وكذا: لا يبغيان، وتكذبان، والمرجان تُكَذِّبانِ تامّ، وكذا: كالأعلام، وتكذبان، والإكرام، وتكذبان. وقيل: والإكرام

تمام الكلام في الإخبار عن بقاء الحقّ سبحانه وتعالى بعد فناء خلقه. فإن قيل: أيّ نعمة في قوله: كل يوم هو في شأن،؟ قيل الانتقال من دار الهموم إلى دار السرور مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ تامّ عند أبي حاتم، ثم يبتدئ: كل يوم هو في شأن. وقال الأخفش: التامّ على شأن. وقال يعقوب: التامّ كل يوم، ثم يبتدئ هو في شأن. قال أبو جعفر: أما قوله يعقوب فهو مخالف لقول الذين شاهدوا التنزيل، لأن ابن عباس قال: «خلق الله لوحا محفوظا ينظر فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة»، فهذا يدل على أن التامّ، كل يوم هو في شأن، غير أن قول يعقوب قد روى نحوه عن أبي نهيك قال يسأله من في السموات والأرض كل يوم وربنا في شأن. وأما قول الأخفش: إن التامّ على شأن فصحيح على قراءة من قرأ سَنَفْرُغُ بالنون والراء مضمومة، وبها قرأ الأخوان، أو على ما قرئ شاذا سيفرغ بضم الياء وفتح الراء. وأما من قرأ سيفرغ بفتح الياء وضمّ الراء، وهي قراءة الباقين والراء مضمومة في القراءتين، فالوقف على: الثقلان، ونصب كل على الظرفية، والعامل فيها العامل في شأن، أو هو مستقرّ المحذوف، وفي الحديث «من شأنه أن يغفر ذنبا ويكشف كربا، ويرفع قوما، ويضع آخرين». ورسموا أَيُّهَ بغير ألف بعد الهاء كما ترى تُكَذِّبانِ تامّ، ومثله: فانفذوا بِسُلْطانٍ كاف، ومثله: تكذبان مِنْ نارٍ ليس بوقف على القراءتين، قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونحاس بالجرّ عطفا على: نار، والباقون بالرفع عطفا على: شواظ فَلا تَنْتَصِرانِ تامّ، ومثله: تكذبان كَالدِّهانِ كاف. وقيل: لا يوقف عليه ولا على تكذبان بعده، لأن قوله: فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ جواب قوله: فإذا انشقت، فلا يفصل بين ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف، وعليه جرى الأصل مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ حسن فِي شَأْنٍ كاف تُكَذِّبانِ تامّ الثَّقَلانِ كاف تُكَذِّبانِ تامّ، وكذا: فانفذوا بِسُلْطانٍ كاف، وكذا: تكذبان فَلا تَنْتَصِرانِ تامّ، وكذا: تكذبان كَالدِّهانِ كاف، وكذا:

الشرط وجوابه بالوقف تُكَذِّبانِ كاف، ومثله: ولا جانّ تُكَذِّبانِ تامّ وَالْأَقْدامِ كاف تُكَذِّبانِ تامّ آنٍ كاف تُكَذِّبانِ تامّ جَنَّتانِ لا يوقف عليه ولا على: تكذبان، لأن قوله ذَواتا أَفْنانٍ من صفة جنتان، فلا يفصل بين الصفة والموصوف، وكاف إن جعلتا خبر مبتدإ محذوف، أي: هما ذواتا. ورسموا: ذَواتا بألف بعد التاء كما ترى، لأن المثنى المرفوع يكتب بالألف تُكَذِّبانِ كاف، ومثله: تجريان وتكذبان، وزوجان، ولا يوقف على تكذبان إن جعل مُتَّكِئِينَ حالا من قوله: ولمن خاف مقام ربه جنتان، فكأنه قال: ولمن خاف مقام ربه جنتان، ثم وصفهما في حال اتكائهما، وإن نصب متكئين بفعل مقدّر، أي: أعني أو اذكر كان كافيا، وقول من قال: كل ما في هذه السورة من قوله فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ* تامّ، وكذا ما قبله فليس بشيء، والتحقيق خلافه. والحكمة في تكرارها في أحد وثلاثين موضعا أن الله عدّد في هذه السورة نعماءه وذكر خلقه آلاءه، ثم أتبع كل خلة وصفها ونعمة ذكرها بذكر آلائه، وجعلها فاصلة بين كل نعمتين لينبههم على النعم ويقرّرهم بها، فهي باعتبار بمعنى آخر غير الأول، وهو أوجه. وقال الحسن: التكرار للتأكيد وطردا للغفلة اه نكزاوي مِنْ إِسْتَبْرَقٍ جائز، عند بعضهم وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ مبتدأ وخبر، وقرئ وجنى بكسر الجيم دانٍ كاف، ومثله: تكذبان، ولا وقف من قوله: فيهنّ قاصرات إلى والمرجان، فلا يوقف على قوله: ولا جانّ، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تكذبان، ولا جان تُكَذِّبانِ تامّ وَالْأَقْدامِ كاف تُكَذِّبانِ تامّ حَمِيمٍ آنٍ كاف تُكَذِّبانِ تامّ جَنَّتانِ كاف، وكذا: تكذبان لكن الأحسن أن تصله بما بعده، لأن قوله: ذَواتا أَفْنانٍ من صفة الجنتين أَفْنانٍ كاف، وكذا: تكذبان، وتجريان، وتكذبان، وزوجان، وتكذبان، ومن إستبرق، ودان، وتكذبان، وجانّ، وتكذبان، والأحسن أن تصله بما بعده، لأن قوله: كأنهنّ الياقوت من صفة قاصِراتُ الطَّرْفِ الْمَرْجانُ كاف

سورة الواقعة

ولا على: تكذبان، لأن قوله: كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ من صفة قاصرات الطرف وَالْمَرْجانُ كاف تُكَذِّبانِ تامّ للاستفهام بعده إِلَّا الْإِحْسانُ كاف تُكَذِّبانِ تامّ نَضَّاخَتانِ كاف تُكَذِّبانِ تامّ وَرُمَّانٌ في فِي الْخِيامِ كاف. وقيل: لا يوقف عليه حتى يصله بقوله: لم يطمثهنّ وَلا جَانٌّ كاف تُكَذِّبانِ تامّ، إن نصب مُتَّكِئِينَ على الاختصاص، وليس بوقف إن نصب حالا أو نعتا لمتكئين الأول، وعليه فلا وقف على شيء من متكئين الأول إلى هذا الموضع، لاتصال الكلام بعضه ببعض وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ تامّ، ومثله: تكذبان آخر السورة تامّ. سورة الواقعة مكية (¬1) إلا قوله: أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ الآية، وقوله: ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ* الآية فمدنيتان. ـــــــــــــــــــــــــ تُكَذِّبانِ تامّ الْإِحْسانِ كاف تُكَذِّبانِ تامّ جَنَّتانِ كاف، وكذا: تكذبان، والأحسن أن تصله بما بعده، لأن قوله مُدْهامَّتانِ من صفة الجنتين تُكَذِّبانِ كاف، وكذا: نضاختان، وتكذبان، ورمان، وتكذبان، وحسان، وتكذبان، ولا جانّ، وتكذبان، وعبقريّ حسان، وتكذبان، آخر السورة تامّ. سورة الواقعة مكية إلا قوله: أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ الآية، وقوله: ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ* الآية فمدنيتان. ¬

_ (¬1) وهي تسعون وست في الكوفي، وسبع في البصري، وتسع في العلوي، والخلاف في أربع عشرة آية: الْمَيْمَنَةِ [8]، والْمَشْئَمَةِ [9]، والشِّمالِ [41] المواضع الأولى: غير كوفي. مَوْضُونَةٍ [15] حجازي، كوفي، وَأَبارِيقَ [18] مكي وإسماعيل، وَحُورٌ عِينٌ [22] مدني، كوفي، وَلا تَأْثِيماً [25] غير مدني، مكي. وَأَصْحابُ الْيَمِينِ [27] غير كوفي وإسماعيل، إِنْشاءً [35] غير بصري. وَالْآخِرِينَ [49] غير شامي وإسماعيل. لَمَجْمُوعُونَ [50] شامي وإسماعيل. فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ [89] شامي، حَمِيمٍ [93] غير مكي، كانُوا يَقُولُونَ [47] مكي. وانظر: «التلخيص» (427).

كلمها ثلاثمائة وثمان وسبعون كلمة، وحروفها ألف وسبعمائة وثلاثة أحرف، وآيها ست أو سبع أو تسع وتسعون آية، ولا وقف من أوّل السورة إلى: كاذبة، فلا يوقف على: الواقعة، لأن جواب إذا لم يأت بعد، وكاذبة مصدر كذب كقوله: لا تسمع فيها لاغية، أي: لغوا، والعامل في إذا الفعل بعدها، والتقدير: إذا وقعت لا يكذب وقعها كاذِبَةٌ تامّ، لمن قرأ ما بعده بالرفع خبر مبتدإ محذوف، ولم تعلق إذا رجت ب وَقَعَتِ وإلا بأن علق إذا رجت بوقعت كان المعنى وقت وقوع الواقعة خافضة رافعة، هو وقت رجّ الأرض، فلا يوقف على كاذبة، وكذا إذا أعربت إذا الثانية بدلا من الأولى، وليس بوقف أيضا لمن قرأ خافضة رافعة بالنصب على الحال من الواقعة، أي: خافضة لقوم بأفعالهم السيئة إلى النار، ورافعة لقوم بأفعالهم الحسنة إلى الجنة، ومثله في عدم الوقف أيضا إذا أعربت إذا الأولى مبتدأ وإذا الثانية خبرها في قراءة من نصب خافضة رافعة، أي: إذا وقعت الواقعة خافضة رافعة في هذه الحالة ليس لوقعتها كاذبة، وكاف لمن نصب خافضة رافعة على المدح بفعل مقدّر كما تقول جاءني عبد الله العاقل وأنت تمدحه وكلمني زيد الفاسق تذمه، ولا يوقف على: رجا، ولا على: بسا، ولا على: منبثا، لأن العطف صيرها كالشيء الواحد رافِعَةٌ جائز، على القراءتين، أعني رفع خافضة رافعة ونصبهما، وإذا الأولى شرطية وجوابها الجملة المصدرة بليس أو جوابها محذوف تقديره، إذا وقعت الواقعة كان كيت وكيت ثَلاثَةً حسن. وقيل: كاف، ثم فسر الثلاثة فقال: فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة كأنه يعظم أمرهم في الخير. وأجاز أبو حاتم تبعا لأهل الكوفة أن تكون ما صلة فكأنه قال فأصحاب الميمنة أصحاب الميمنة كما قال والسابقون السابقون ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاذِبَةٌ تامّ، إن قرئ ما بعده بالرفع خبر مبتدإ محذوف ولم يعلق إِذا رُجَّتِ بوقعت، بل بخافضة، وإلا فليس بوقف أَزْواجاً ثَلاثَةً كاف، وكذا: ما أصحاب

وذلك غلط بين، لأنه كلام لا فائدة فيه لأنه قد علم أن أصحاب الميمنة هم أصحاب الميمنة وهم ضد أصحاب المشأمة، كذا قاله بعض أهل الكوفة، وهو في العربية جائز صحيح إذ التقدير فأصحاب الميمنة في دار الدنيا بالأعمال الصالحة هم أصحاب اليمين في القيامة، أو المراد بأصحاب الميمنة من يعطون كتبهم بأيمانهم أصحاب الميمنة أي: هم المقدّمون المقرّبون، وكذلك وأصحاب المشأمة الذين يعطون كتبهم بشمائلهم هم المؤخرون المبعدون، هذا هو الصحيح عند أهل البصرة فأصحاب مبتدأ وما مبتدأ ثان وأصحاب الميمنة خبر عن ما وما وما بعدها خبر عن أصحاب، والرابط إعادة المبتدإ بلفظه، وأكثر ما يكون ذلك في موضع التهويل والتعظيم ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ كاف، ومثله: ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون، الثاني منهما خبر عن الأول، وهو جواب عن سؤال مقدّر، وهو كيف أجزتم السابقون السابقون ولم تجيزوا فأصحاب الميمنة أصحاب الميمنة، فالجواب أن الفرق بينهما بمعنى أنه لو قيل أصحاب اليمين أصحاب اليمين لم تكن فيه فائدة، فالحسن أن يجعل الثاني منهما خبرا عن الأول، وليس بوقف إن جعل الثاني منهما نعتا للأوّل، وأولئك المقرّبون خبرا وكان الوقف عند جنات النعيم هو الكافي وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ ليس بوقف، لأن قوله: عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ ظرف لما قبله، وإن جعل على سرر متصلا بمتكئين ونصب متكئين بفعل مضمر حسن الوقف على: من الآخرين، والأوّل هو المختار مُتَقابِلِينَ حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالا، ولا وقف من قوله: يطوف إلى يشتهون فلا يوقف على: مخلدون، لتعلق الباء، ولا على: أباريق، ولا على: من معين، لأن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الميمنة، وما أصحاب المشأمة والسابقون الثاني منهما خبر للأول بمعنى السابقون إلى طاعة الله سابقون إلى رحمته، أو تأكيد له، والخبر أولئك المقرّبون، فعلى الأولى الوقف على: السابقون ثم المقرّبون، وهما كافيان، وعلى الثاني الوقف على: المقرّبون وهو كاف فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ تامّ مُتَقابِلِينَ كاف يَشْتَهُونَ حسن، ثم

ما بعده صفة له ولا على: ينزفون، ولا على: يتخيرون، لعطف ما بعده على ما قبله مِمَّا يَشْتَهُونَ حسن، لمن قرأ: وحور عين بالرفع، أي: وعندهم حور أو ولهم حور عين، وهي قراءة ابن كثير ونافع وعاصم وأبي عمرو وابن عامر، لأن الحور العين لا يطاف بهنّ، ومثله في الحسن الوقف: على يشتهون على قراءة أبيّ بن كعب وحورا عينا بالنصب بمعنى ويزوّجون حورا عينا، وليس يشتهون وقفا لمن قرأ وحور بالجرّ عطفا على: بأكواب وأباريق، وقد أنكر بعض أهل النحو هذا وقال كيف يطاف بالحور العين، قلنا ذلك جائز عربية، لأن العرب تتبع اللفظ في الإعراب وإن كان الثاني مخالفا للأول معنى كقوله تعالى: وامسحوا برءوسكم وأرجلكم عند من قرأ بالجرّ، لأن الأرجل غير داخلة في المسح، وهو مع ذلك معطوف على برءوسكم في اللفظ كقول الشاعر: [الوافر] إذا ما الغانيات برزن يوما ... وزجّجن الحواجب والعيونا فأتبع العيون للحواجب، وهو في التقدير: وكحلن العيون، وكذلك لا يقال يطاف بالحور، غير أنه حسن عطفه على ما عمل فيه يطاف وإن كان مخالفا في المعنى، ولا يوقف على عين، لأن قوله: كأمثال من نعت عين، والكاف زائدة كأنه قال: وحور عين أمثال اللؤلؤ المكنون الْمَكْنُونِ جائز لأن جزاء يصلح مفعولا له، أي: للجزاء ويصلح مصدرا أي: جوزوا جزاء، أو جزيناهم جزاء، وليس بوقف إن نصب بما قبله يَعْمَلُونَ كاف، في الوجوه كلها، ولا يوقف على: تأثيما لحرف الاستثناء سَلاماً سَلاماً كاف، ومثله: ما أصحاب اليمين، ولا وقف من قوله: في سدر إلى مرفوعة فلا يوقف على: مخضود، ولا على منضود، ولا على: ممدود، ولا على: مسكوب، ولا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يبتدئ وَحُورٌ عِينٌ بالرفع بتقدير وعندهم، ومن قرأ بالجر بتقدير في جنات النعيم وفي: حور عين لم يقف على: يشتهون يَعْمَلُونَ كاف سَلاماً سَلاماً تامّ ما

على: ممنوعة، لأن العطف صيرها كالكلمة الواحدة مَرْفُوعَةٍ تامّ، ولا وقف من قوله إنا أنشأناهنّ إلى قوله لأصحاب اليمن، فلا يوقف على إنشاء لمكان الفاء، ولا على: أبكارا، ولا على: أترابا، لأنها أوصاف الحور العين لِأَصْحابِ الْيَمِينِ تامّ، ومثله: وثلة من الآخرين ما أَصْحابُ الشِّمالِ حسن. وقيل: لا يوقف من قوله: في سموم إلى قوله: ولا كريم، لأن قوله: في سموم ظرف لما قبله وخبر له، فلا يوقف على ما قبله، ولا يوقف على من يحموم لعطف ما بعده على ما قبله وَلا كَرِيمٍ حسن مُتْرَفِينَ كاف، ومثله: العظيم، ولا يوقف على مبعوثون، لأن أو آباؤنا معطوف على الضمير في مبعوثون، والذي جوّز العطف عليه الفصل بهمزة الاستفهام والمعنى أتبعث أيضا آباؤنا على زيادة الاستبعاد، يعنون أن آباءهم أقدم فبعثهم أبعد وأبطل. قاله الزمخشري. قال أبو حيان: وما قاله الزمخشري لا يجوز، لأن عطفه على الضمير لا يراه نحوي، لأن همزة الاستفهام لا تدخل إلا على الجمل لا على المفرد، لأنه إذا عطف على المفرد كان الفعل عاملا في المفرد بواسطة حرف العطف وهمزة الاستفهام لا يعمل ما قبلها فيما بعدها، فقوله: أو آباؤنا مبتدأ خبره محذوف تقديره مبعوثون، قرأ ابن عامر وقالون: أو آباؤنا بواو ساكنة قبلها همزة مفتوحة، والباقون بواو مفتوحة قبلها همزة جعلوها واو عطف دخلت عليها همزة الاستفهام إنكارا للبعث بعد الموت الْأَوَّلُونَ كاف لَمَجْمُوعُونَ ليس بوقف، وإن كان رأس آية. وقال يعقوب: تامّ، وغلطه أبو جعفر، وهو أن حرف الجرّ لا بدّ وأن يتعلق بشيء وتعلقه هنا بما قبله. ثم قال تعالى إلى ميقات، أي: يجمعهم لميقات يوم معلوم مَعْلُومٍ كاف، ولا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أَصْحابُ الْيَمِينِ كاف مَرْفُوعَةٍ تامّ، وكذا لأصحاب اليمين، ومن الآخرين ما أَصْحابُ الشِّمالِ كاف وَلا كَرِيمٍ حسن مُتْرَفِينَ كاف الْعَظِيمِ صالح الْأَوَّلُونَ تامّ لَمَجْمُوعُونَ ليس بوقف، وإن كان رأس آية يَوْمٍ مَعْلُومٍ

وقف من قوله: ثم إنكم أيها الضالون إلى شرب الهيم، فلا يوقف على المكذبون، لأن خبره لم يأت بعد، ولا على زقوم، لأن قوله: فمالئون مرفوع بالعطف على لآكلون، ولا على البطون، ولا على من الحميم لمكان الفاء فيهما شُرْبَ الْهِيمِ كاف يَوْمَ الدِّينِ تامّ نَحْنُ خَلَقْناكُمْ جائز تُصَدِّقُونَ تامّ، متعلق التصديق محذوف، أي: فلولا تصدّقون بخلقنا ما تُمْنُونَ جائز لتناهي الاستفهام وللابتداء باستفهام آخر الْخالِقُونَ كاف بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ حسن وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ليس بوقف لتعلق الجار، ورسموا فِي ما في كلمة وحدها وما كلمة وحدها فِي ما لا تَعْلَمُونَ كاف، ومثله: النشأة الأولى تَذَكَّرُونَ تامّ ما تَحْرُثُونَ حسن، للابتداء بالاستفهام الزَّارِعُونَ كاف، ولا يوقف على حطاما لمكان الفاء تَفَكَّهُونَ كاف، ومثله: لمغرمون مَحْرُومُونَ تامّ تَشْرَبُونَ جائز مِنَ الْمُزْنِ ليس بوقف للعطف الْمُنْزِلُونَ كاف أُجاجاً جائز تَشْكُرُونَ تامّ تُورُونَ جائز، وهو من أوريت الزند، أي: قدحته فاستخرجت ناره شَجَرَتَها ليس بوقف للعطف الْمُنْشِؤُنَ تامّ لِلْمُقْوِينَ كاف الْعَظِيمِ تامّ النُّجُومِ ليس بوقف، ومثله: لو تعلمون عظيم، لأن جواب القسم لم يأت. وهو قوله: إنه لقرآن، ومثله: في عدم الوقف كريم لتعلق حرف الجرّ، ومثله: في عدم الوقف أيضا مكنون، لأن الجملة بعده صفة لقرآن أو لكتاب الْمُطَهَّرُونَ كاف، إن رفع تنزيل على أنه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف شُرْبَ الْهِيمِ حسن يَوْمَ الدِّينِ تامّ، وكذا: تصدّقون، والخالقون لا تَعْلَمُونَ حسن الْأُولى كاف تَذَكَّرُونَ تامّ الزَّارِعُونَ حسن مَحْرُومُونَ تامّ الْمُنْزِلُونَ حسن تَشْكُرُونَ تامّ، وكذا: المنشئون لِلْمُقْوِينَ كاف الْعَظِيمِ حسن لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ليس بوقف، لأن القسم وقع على ما بعده الْمُطَهَّرُونَ كاف مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ حسن تُكَذِّبُونَ كاف،

سورة الحديد

خبر مبتدإ محذوف، أي: هو أو مبتدأ خبره الجار بعده، وليس بوقف إن جعل نعتا لكتاب الْعالَمِينَ تامّ مُدْهِنُونَ ليس بوقف، لعطف ما بعده على ما قبله تُكَذِّبُونَ كاف، ولا وقف من قوله: فلولا إذا بلغت الحلقوم إلى صادقين، لأن قوله: ترجعونها جواب لولا الأولى والثانية توكيد للأولى، فكأنه قال إذا بلغت الروح إلى هذا الموضع وأنتم مشاهدون لهذا الميت، فردّوها إن كنتم صادقين في قيلكم، إنا غير محاسبين، ولا وقف على قوله: من المقرّبين نَعِيمٍ كاف، ورسموا جنت بالتاء المجرورة كما ترى، ومثله: في الكفاية من أصحاب اليمين الثاني، ولا يوقف على الضالين، ولا على حميم وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ كاف، ومثله: حق اليقين، آخر السورة تامّ. سورة الحديد مكية أو مدنية (¬1) كلمها خمسمائة وأربع وأربعون كلمة، وعلى قراءة نافع وابن عامر: ثلاثة وأربعون كلمة، وحروفها ألفان وأربعمائة وست واربعون حرفا، وآيها ثمان أو تسع وعشرون آية. وَالْأَرْضِ حسن الْحَكِيمُ تامّ وَالْأَرْضِ حسن، إن جعل يحيى ويميت مستأنفا خبر مبتدإ محذوف وليس بوقف إن جعل حالا من ـــــــــــــــــــــــــ وكذا: لا تبصرون صادِقِينَ حسن وَجَنَّةُ نَعِيمٍ كاف، وكذا: من أصحاب اليمين وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ تامّ حَقُّ الْيَقِينِ كاف، آخر السورة تام. سورة الحديد مكية أو مدنية الْحَكِيمُ تامّ، وكذا: قدير، وعليم، وعلى العرش وَما يَعْرُجُ فِيها كاف، ¬

_ (¬1) وهي عشرون وتسع في العراقي، وثمان في الباقي، والخلاف في آيتين: الْعَذابُ [13] كوفي، والْإِنْجِيلَ [27] بصري، وانظر: «التلخيص» (429).

المجرور في له والجار عاملا فيه، أي: له ملك السموات والأرض محييا ومميتا، ومعنى يحيي أي: يحيي النطف بعد أن كانت أمواتا، ثم يميتها بعد أن أحياها يُحْيِي وَيُمِيتُ كاف، ومثله: قدير، والباطن، وعليم، والعرش، على استئناف ما بعده وَما يَعْرُجُ فِيها حسن أَيْنَ ما كُنْتُمْ أحسن مما قبله بَصِيرٌ تامّ وَالْأَرْضِ حسن وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ كاف، على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل حالا. ومعنى يولج ينقص الليل ويزيد في النهار حتى يصير النهار خمس عشرة ساعة ويصير الليل تسع ساعات، ويولوج النهار في الليل، وكذلك يفعل بالنهار حتى يصير تسع ساعات فِي اللَّيْلِ كاف بِذاتِ الصُّدُورِ تامّ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ كاف، ومثله: فيه. وقال نافع: تامّ كَبِيرٌ تامّ بِاللَّهِ ليس بوقف، لأن الواو في وَالرَّسُولُ للحال، لا للعطف فهو مبتدأ في موضع الحال من تؤمنون لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ جائز مُؤْمِنِينَ تامّ إِلَى النُّورِ حسن رَحِيمٌ كاف فِي سَبِيلِ اللَّهِ ليس بوقف، لأن الواو في وَلِلَّهِ واو الحال وَالْأَرْضِ حسن وَقاتَلَ كاف، ومثله: وقاتلوا، وكذا: الحسنى خَبِيرٌ تامّ حَسَناً حسن، لمن قرأ: فيضاعفه بالرفع، أي: فهو يضاعفه، وهو أبو عمرو ونافع وابن كثير وحمزة والكسائي، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب على جواب الاستفهام، وبه قرأ عاصم وابن عامر كقولك: أتقوم فأحدثك بالنصب، أي: أيكون منك قيام فحديث مني كَرِيمٌ كاف، إن جعل العامل في يوم مضمرا. وليس بوقف إن جعل متصلا بما قبله، أي: ولهم أجر كريم في ذلك اليوم، ولا يوقف على ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: أينما كنتم بَصِيرٌ تامّ وَالْأَرْضِ كاف الْأُمُورُ حسن بِذاتِ الصُّدُورِ تامّ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ كاف، وكذا: مستخلفين فيه كَبِيرٌ حسن مُؤْمِنِينَ تامّ، وكذا: إلى النور رَحِيمٌ حسن، وكذا: والأرض وَقاتَلَ تامّ، وكذا: وقاتلوا، والحسنى وخبير، وكل من الأخيرين أتمّ مما قبله وَبِأَيْمانِهِمْ كاف

المؤمنات، لأن المعنى في يسعى وبأيمانهم خالِدِينَ فِيها جائز الْعَظِيمُ كاف، إن نصب الظرف بعده بفعل مضمر، وليس بوقف إن نصب بدلا من الظرف قبله، ومثله في عدم الوقف إن نصب بالفوز ونصبه به لا يجوز، لأنه مصدر قد وصف قبل أخذ متعلقاته، فلا يجوز إعماله لأن من شرطه أن لا يتبع قبل العمل لأن معمول المصدر من تمامه ويلزم عليه الفصل بأجنبي، ومثله: اسم الفاعل، فلو أعمل وصفه وهو العظيم لجاز، أي: الفوز الذي عظم قدره يوم يقول المنافقون والمنافقات والشرط في عمله النصب للمفعول به لا في عمله في الظرف والجار والمجرور لأن الجوامد قد تعمل فيه مع عمل المتعلق مِنْ نُورِكُمْ جائز فَالْتَمِسُوا نُوراً حسن، وقيل: بسور، وفيه نظر، لأنه نكرة وما بعده صفتها. وقال نافع: باب، وفيه نظر أيضا، لأن ما بعده متعلق به، وقيل: يجوز وما بعده من صفة السور لا من صفة الباب، وقال ابن نصير النحوي الْعَذابُ كاف أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ جائز، ومثله: أنفسكم بَلى ليس بوقف، وإن وجد مقتضى الوقف وهو تقدّم الاستفهام على بلى لتكون جوابا له إلا أن الفعل المضمر بعدها قد أبرز، فصارت هي مع ما بعدها جوابا لما قبلها كما يأتي نظيره في قوله: أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللَّهِ جائز الْغَرُورُ كاف وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا حسن هِيَ مَوْلاكُمْ أحسن منه الْمَصِيرُ تام لِذِكْرِ اللَّهِ ليس بوقف، لأن ما بعده عطف ما قبله وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ جائز، إن كانت لا ناهية، وإن كانت عاطفة كان متصلا، فلا يقع عما قبله فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في موضع الحال ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ خالِدِينَ فِيها صالح الْعَظِيمُ كاف، وكذا: فالتمسوا نورا مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ كاف مَعَكُمْ صالح الْغَرُورُ كاف مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا حسن هِيَ مَوْلاكُمْ كاف الْمَصِيرُ تامّ، وكذا: فاسقون، وتعقلون، كَرِيمٌ حسن الصِّدِّيقُونَ تامّ،

فاسِقُونَ تامّ بَعْدَ مَوْتِها حسن تَعْقِلُونَ تامّ كَرِيمٌ كاف، والذين مبتدأ، وأولئك مبتدأ ثان، وهم مبتدأ ثالث، والصدّيقون خبر عن هم، وهو مع خبره خبر الثاني، والثاني وخبره خبر الأول، ويجوز أن يكون هم فصلا، وأولئك وخبره خبر الأول، والشهداء عطف على ما قبله وَالشُّهَداءُ تامّ، لأنه أخبر عن الذين آمنوا أنهم صديقون شهداء، وإن جعل قوله، والشهداء مبتدأ خبره عند ربهم أولهم كان الوقف على الصدّيقون تاما وَنُورُهُمْ تامّ. لانتقاله من وصف الشهداء إلى وصف أهل النار الْجَحِيمِ تامّ، ولا وقف من قوله: اعلموا إلى حطاما لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على بينكم، ولا على الأولاد، ولا على كمثل غيث، ولا على نباته، ولا على مصفرا، لأن العطف صيرها كالشيء الواحد حُطاماً حسن عَذابٌ شَدِيدٌ ليس بوقف، لأن ما بعده عطف على ما قبله وَرِضْوانٌ تامّ، ومثله: متاع الغرور بضم الغين المعجمة: الباطل، وما تقدم بفتحها: الشيطان كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ ليس بوقف، لأن أعدّت من صفة الجنة فلا يقطع بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ كاف، ومثله: من يشاء الْعَظِيمِ تامّ أَنْ نَبْرَأَها كاف يَسِيرٌ ليس بوقف لتعلق اللام بما قبلها، أي: جعلنا هذا الشيء يسيرا لكي لا تأسوا. فإذا علم العبد ذلك سلم الأمر لله تعالى، فلا يحزن على ما فات، وإن علقت اللام بمحذوف، أي: ذلك لكي لا جاز الوقف على: يسير والابتداء بقوله: لكي لا بِما آتاكُمْ كاف فَخُورٍ تامّ، إن رفع الذين بالابتداء وما بعده الخبر، وإن رفع خبر مبتدإ محذوف أو نصب بتقدير أعني كان كافيا، وليس بوقف إن جعل بدلا من كل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: ونورهم، والجحيم حُطاماً حسن وَرِضْوانٌ تامّ، وكذا: الغرور وَرُسُلِهِ كاف، وكذا: من يشاء الْعَظِيمِ تامّ أَنْ نَبْرَأَها كاف، وليس بجيد حتى تأتي بقوله: لكيلا تأسوا بِما آتاكُمْ حسن كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ كاف إن

مختال، وكذا: لو جعل صفة له بِالْبُخْلِ حسن الْحَمِيدُ تامّ بِالْبَيِّناتِ جائز بِالْقِسْطِ حسن بَأْسٌ شَدِيدٌ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ تامّ، عند نافع إن علق ما بعده بفعل مقدّر، وليس بوقف إن عطف على ليقوم بِالْغَيْبِ كاف عَزِيزٌ تامّ وَالْكِتابَ جائز، ومثله: مهتد فاسِقُونَ تامّ بِرُسُلِنا جائز، ومثله: بعيسى ابن مريم، وكذا: وآتيناه الإنجيل وَرَحْمَةً تامّ، ويبتدئ، ورهبانية ابتدعوها، أي: وابتدعوا رهبانية ابتدعوها، فهو من باب اشتغال الفعل عن المفعول بضميره، فالرهبانية لم تكتب عليهم، وإنما ابتدعوها ليتقرّبوا بها إلى الله تعالى ومن عطفها على ما قبلها وقف على رضوان الله، والرهبانية التي ابتدعوها هي رقص النساء واتخاذ الصوامع ما كتبناها عليهم ولا أمرناهم بها، فرهبانية منصوبة بابتدعوها لا بجعلنا، وجعل ابتدعوها صفة، أي: وجعلنا في قلوبهم رأفة ورحمة ورهبانية مبتدعة رِضْوانِ اللَّهِ جائز، ومثله: حق رعياتها مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ كاف فاسِقُونَ تامّ، ولا وقف من قوله: يا أيها الذين آمنوا إلى قوله: ويغفر لكم، فلا يوقف على برسوله، ولا على من رحمته، ولا على تمشون به لعطفها على وآمنوا برسوله وَيَغْفِرْ لَكُمْ كاف غَفُورٌ رَحِيمٌ ليس بوقف، لأن قوله: لئلا يعلم متصل بيؤتكم، أي: أعطاكم نصيبين من رحمته وغفر لكم، لأن يعلم أهل الكتاب أنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله، فعلى هذا لا يوقف على يغفر لكم بِيَدِ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جعل ما بعده مبتدأ لخبر محذوف، ولا يوقف عليه إن جعل صفة له بِالْبُخْلِ حسن الْحَمِيدُ تامّ بِالْقِسْطِ كاف، وكذا: ورسله بالغيب عَزِيزٌ تامّ فاسِقُونَ كاف، وكذا: الإنجيل رَأْفَةً وَرَحْمَةً تامّ ورِضْوانِ اللَّهِ صالح مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ

سورة المجادلة

اللَّهِ جائز مَنْ يَشاءُ كاف، آخر السورة، تام. سورة المجادلة مدنية (¬1) وهذه السورة وثمان آيات من الحشر، ليس فيها آية إلا وفيها اسم الله تعالى مرّة أو مرتين، ولا نظير لها في القرآن، وهي نصف القرآن بالنسبة لعدد سوره، لأنها ابتداء ثمان وخمسين سورة، كلمها أربعمائة وثلاث وسبعون كلمة، وحروفها ألف وسبعمائة واثنان وسبعون حرفا، وآيها إحدى أو اثنتان وعشرون آية. فِي زَوْجِها ليس بوقف، لأن وتشتكي عطف على تجادلك، فهي صلة أو هي في موضع نصب على الحال، أي: تجادلك شاكية حالها إلى الله تعالى، وهو أولى، وحسن على أن تشتكي مبتدأ لا عطف على تجادلك تَحاوُرَكُما كاف بَصِيرٌ تامّ، ومثله: هنّ أمّهاتهم الذين مبتدأ خبره ما هنّ أمّهاتهن، وما هي الحجازية التي ترفع الاسم وتنصب الخبر، فهنّ اسمها وأمّهاتهم خبرها، ومثله: ما هذا بشرا، وكذا: فما منكم من أحد عنه حاجزين، على قراءة العامة أمّهاتهم بالنصب، وقرئ أمهاتهم بالرفع على لغة تميم، وقرأ ابن مسعود بأمهاتهم بزيادة الباء وهي لا تزاد إلا إذا كانت عاملة، فلا تزاد في لغة تميم قال ابن خالويه: ليس في كلام العرب لفظ جمع لغات ما النافية إلا حرف واحد في القرآن جمع اللغات الثلاث غيرها وَلَدْنَهُمْ ـــــــــــــــــــــــــ كاف فاسِقُونَ تامّ وَيَغْفِرْ لَكُمْ كاف، وكذا: من يشاء، آخر السورة، تام. سورة المجادلة مدنية تَحاوُرَكُما كاف، وكذا: بصير، وما هنّ أمّهاتهم، وهو خبر الذين يظاهرون ¬

_ (¬1) وهي عشرون وآية في المكي وإسماعيل، وآيتان في الباقي والخلاف في آية: فِي الْأَذَلِّينَ [20] غير مكي وإسماعيل، وانظر: «التلخيص» (431).

كاف، ومثله: وزورا غَفُورٌ تامّ، لأن والذين مبتدأ، وقوله: فتحرير مبتدأ ثان وخبره مقدّر، أي: فعليهم أو فاعل بفعل مقدر، أي: فيلزمهم تحرير أو خبر مبتدإ محذوف، أي: فالواجب عليهم تحرير، وعلى التقادير الثلاثة، فالجملة خبر المبتدإ ودخلت الفاء لما تضمنه المبتدأ من معنى الشرط أَنْ يَتَمَاسَّا كاف، ومثله: توعظون به، وكذا خبير، ومثله: أن يتماسا، ومسكينا، ورسوله كلها وقوف كافية وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ أكفى مما قبله أَلِيمٌ تامّ، لانتهاء القصة التي أنزلها الله تعالى في شأن خولة بنت ثعلبة مِنْ قَبْلِهِمْ تامّ، عند نافع بَيِّناتٍ كاف، ومثله: مهين إن نصب يوم بفعل مقدر، وكذا: إن جعل العامل فيه يبعثهم العامل في ضمير الكافرين، أو جعل جوابا لمن سأل متى يكون عذاب هؤلاء، فقيل له يوم يبعثهم لا إن نصب بمهين أو ب لِلْكافِرِينَ أي: يهينهم ويذلهم يوم يبعثهم، أو لهم عذاب يهانون به يوم يبعثهم، لأنه يصير ظرفا لما قبله وحسن لكونه رأس آية جَمِيعاً ليس بوقف لمكان الفاء وَنَسُوهُ كاف شَهِيدٌ تامّ فِي الْأَرْضِ حسن، ولا وقف من قوله: ما يكون من نجوى إلى قوله: أينما كانوا، فلا يوقف على رابعهم، ولا على سادسهم، ولا على أكثر، لأن هذه الجمل بعد إلا في موضع نصب على الحال، أي: ما يوجد شيء من هذه الأشياء إلا في حال من هذه الأحوال، فالاستثناء مفرغ من الأحوال العامة أَيْنَ ما كانُوا كاف، لأن ثم لترتيب الأخبار، ومثله: يوم القيامة عَلِيمٌ تامّ لِما نُهُوا عَنْهُ جائز ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَلَدْنَهُمْ كاف، وكذا: وزورا غَفُورٌ حسن أَنْ يَتَمَاسَّا كاف، وكذا: توعظون به، وخبير، وأن يتماسا، ومسكينا ورسله حسن، وكذا: وتلك حدود الله، والأول أحسن، والأولى أن لا يجمع بينهما أَلِيمٌ تامّ مِنْ قَبْلِهِمْ كاف، وكذا: آياتٍ بَيِّناتٍ وهو أكفى مُهِينٌ صالح وَنَسُوهُ كاف شَهِيدٌ تامّ وَما فِي الْأَرْضِ حسن أَيْنَ ما كانُوا كاف، وكذا: يوم القيامة شَيْءٍ عَلِيمٌ

ومعصيت الرسول حسن، ورسموا معصيت في الموضعين بالتاء المجرورة كما ترى بِهِ اللَّهُ ليس بوقف، لأن: ويقولون حال أو عطف وكلاهما يقتضي عدم الوقف بِما نَقُولُ كاف، ومثله: يصلونها الْمَصِيرُ تامّ ومعصيت الرسول جائز بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى كاف تُحْشَرُونَ تامّ آمَنُوا جائز إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كاف الْمُؤْمِنُونَ تامّ يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ كاف، ولا يوقف على فانشزوا، لأن الذي بعده جواب له، ولا يوقف على: منكم، لأن والذين أوتوا العلم عطف على الذين آمنوا دَرَجاتٍ كاف خَبِيرٌ تامّ صَدَقَةً حسن، ومثله: وأطهر رَحِيمٌ تامّ صَدَقاتٍ كاف، لتناهي الاستفهام وَتابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ليس بوقف، لأن جواب إذا لم يأت على أن إذ بمعنى إذا أو بمعنى إن الشرطية وهو قريب مما قبله، كذا في السمين وَرَسُولَهُ كاف بِما تَعْمَلُونَ تامّ وَلا مِنْهُمْ ليس بوقف، لأن ما بعده حال، أي: والحال هم يحلفون والعامل معنى الفعل في الجارّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ كاف، على استئناف ما بعده شَدِيداً كاف، ومثله: يعملون عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ جائز مُهِينٌ كاف شَيْئاً حسن أَصْحابُ النَّارِ جائز خالِدُونَ كاف إن جعل العامل في يوم مضمرا. وجائز إن جعل ظرفا لما قبله جَمِيعاً ليس بوقف لمكان الفاء كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ حسن عَلى شَيْءٍ كاف، للابتداء بأداة التنبيه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ ومعصيت الرسول كاف، وكذا: بما نقول، ويصلونها الْمَصِيرُ تامّ بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى كاف تُحْشَرُونَ حسن بِإِذْنِ اللَّهِ كاف الْمُؤْمِنُونَ تامّ يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ كاف، وكذا: درجات خَبِيرٌ تامّ صَدَقَةً صالح، وكذا: وأطهر رَحِيمٌ كاف، وكذا: صدقات، ورسوله بِما تَعْمَلُونَ تامّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ حسن شَدِيداً كاف، وكذا: يعملون مُهِينٌ حسن، وكذا: شيئا أَصْحابُ النَّارِ صالح خالِدُونَ حسن، وكذا: على شيء الْكاذِبُونَ تامّ ذِكْرَ اللَّهِ

الْكاذِبُونَ تامّ ذِكْرَ اللَّهِ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلا بما قبله الشَّيْطانُ كاف، والشرط فيه ما تقدم الْخاسِرُونَ تامّ، ومثله: في الأذلين، وكتب أجرى مجرى القسم، فأجيب بما يجاب به، وليس لَأَغْلِبَنَّ جواب قسم مقدّر كما قيل أَنَا وَرُسُلِي كاف عَزِيزٌ تامّ، ولا وقف من قوله: لا تجد قوما إلى قوله أو عشيرتهم لأن العطف بأو صير ذلك كالشيء الواحد، فلا يوقف على واليوم الآخر، لأن يُوادُّونَ مفعول ثان لتجد أو صفة لقوما، ولا على: ورسوله، لأن الواو في ولو كانوا للحال وهكذا إلى قوله: أو عشيرتهم لاتصال الكلام بعضه ببعض أَوْ عَشِيرَتَهُمْ حسن، نزلت هذه الآية في أبي عبيدة عامر بن الجرّاح لما قتله أباه حين تعرّض له يوم بدر فأعرض عنه فلازمه، فلما أكثر عليه قتله وفي أبي بكر الصديق دعا أباه إلى البراز يوم بدر، وفي مصعب بن عمير قتل أخاه يوم أحد، وفي عمر بن الخطاب قتل خاله العاصي بن هشام يوم بدر، وفي عليّ وحمزة قتلا الوليد وشيبة يوم بدر، بدأ أوّلا بالآباء، لأن الواجب على الأولاد طاعتهم فنهاهم عن توادّهم. ثم ثنى بالأبناء، ثم ثلث بالأخوان، ثم ربع بالعشرية. والمعنى لا توادّوا الكفار ولو كانوا آباءكم كأبي عبيدة عامر بن الجراح وأبي بكر الصديق، أو إخوانكم كمصعب بن عمير أو عشيرتكم كعمر وعليّ وحمزة كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ حسن، ومثله: وأيدهم بروح منه، للعدول عن الماضي إلى المستقبل، وهو من مقتضيات الوقف، قرأ العامة كَتَبَ مبنيا للفاعل، وقرأ أبو حيوة الشامي وعاصم في رواية المفضل كَتَبَ مبنيا للمفعول والإيمان نائب الفاعل خالِدِينَ فِيها حسن، ومثله: ورضوا عنه حِزْبُ اللَّهِ كاف، آخر السورة تامّ. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف، وكذا: الشيطان الْخاسِرُونَ تامّ، وكذا في الأذلين وَرُسُلِي كاف

سورة الحشر

سورة الحشر مدنية (¬1) عشرون وأربع آيات اتفاقا ليس فيها اختلاف، وكلمها أربعمائة وخمس وأربعون كلمة، وحروفها ألف وتسعمائة وثلاث وسبعون حرفا. وَما فِي الْأَرْضِ حسن الْحَكِيمُ تامّ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ حسن، ومثله: أن يخرجوا (¬2)، وكذا: من الله (¬3) لَمْ يَحْتَسِبُوا تامّ، عند نافع على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالا وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ جائز أُولِي الْأَبْصارِ تامّ، عند الأخفش فِي الدُّنْيا حسن عَذابُ النَّارِ أحسن مما قبله وَرَسُولَهُ حسن، للابتداء بالشرط الْعِقابِ تامّ عَلى أُصُولِها ليس بوقف، لأن جواب ما الشرطية قوله: فبإذن الله، وما منصوبة بقطعتم، ومن لينة بيان لما الْفاسِقِينَ تامّ وَلا رِكابٍ الأولى وصله مَنْ يَشاءُ كاف قَدِيرٌ تامّ. وقيل: ليس بتام (¬4)، لأنه إنما أتى بالواو في الأولى دون الثانية لأن ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى هذه الجملة بيان للجملة الأولى، فهي ـــــــــــــــــــــــــ عَزِيزٌ حسن، وكذا: عشيرتهم، ورضوا عنه حِزْبُ اللَّهِ كاف، آخر السورة تامّ. سورة الحشر مدنية الْحَكِيمُ تامّ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ كاف، وكذا: أن يخرجوا، ومن الله لَمْ يَحْتَسِبُوا صالح الرُّعْبَ كاف الْأَبْصارِ حسن فِي الدُّنْيا كاف، وكذا: عذاب النار وَرَسُولَهُ حسن الْعِقابِ تامّ، وكذا: الفاسقين ¬

_ (¬1) وهي عشرون وأربع ومدنية باتفاق. (¬2) أي كذلك يحسن الوقف على قوله تعالى أَنْ يَخْرُجُوا. (¬3) أي يحسن الوقوف على مِنَ اللَّهِ. (¬4) قد يكون ليس بتام إن كانت هذه الجملة الثانية بيان للجملة الأولى وأما إذا لم تكن كذلك فيجوز الوقف عليها حينئذ.

غير أجنبية عنها، فعلى هذا لا يتم الوقف على: قدير، قاله الكواشي، ولا وقف من قوله: ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى إلى قوله بين الأغنياء منكم، على أن الآية الأولى خاصة في بني النضير وحكمها مخالف ولم يحبس من هذه رسول الله لنفسه شيئا، بل أمضاها لغيره، وهذه الآية عامة. ورسموا كَيْ لا هنا كلمتين كي كلمة، ولا كلمة فَخُذُوهُ جائز فَانْتَهُوا حسن وَاتَّقُوا اللَّهَ أحسن مما قبله الْعِقابِ تامّ، وينبغي هنا سكتة لطيفة، ولا يوصل بما بعده خشية توهم أن شدة العقاب للفقراء، وليس كذلك، بل قوله للفقراء خبر مبتدإ محذوف، أي: والفيء المذكور للفقراء، أو بتقدير فعل، أي: ما ذكرنا من الفيء يصرف للفقراء وإن جعل قوله للفقراء، بدلا من قوله وَلِذِي الْقُرْبى كما قال الزمخشري لا يوقف من قوله: وما آتاكم الرسول فخذوه إلى قوله وينصرون الله ورسوله، فلا يوقف على: فخذوه، ولا على: فانتهوا، ولا على: واتقوا الله، ولا على: العقاب، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف وإن جعل قوله: لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ والآيات الثلاث بعده متصلا بعضها ببعض لم يوقف على ما بينها إلا على سبيل التسمح، لأنه قال في حق المهاجرين: للفقراء المهاجرين، وفي حقّ الأنصار: والذين تبوّءوا الدار والإيمان. وقال في التابعين: والذين جاءوا من بعدهم وَرَسُولَهُ حسن الصَّادِقُونَ كاف، على استئناف ما بعده مرفوع بالابتداء والخبر يحبون، وجائز إن عطف على ما قبله مِمَّا أُوتُوا ليس بوقف لأن ما بعده عطف على ما قبله خَصاصَةٌ تامّ، للابتداء بالشرط، ومثله: المفلحون إن جعل ما بعده مبتدأ وخبره يقولون، وإن جعل وَالَّذِينَ جاؤُ معطوفا على المهاجرين ويقولون حال أخبر الله عنهم بأنهم لإيمانهم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مَنْ يَشاءُ كاف قَدِيرٌ تامّ مِنْكُمْ حسن فَانْتَهُوا كاف الْعِقابِ تام الصَّادِقُونَ صالح: لأنه رأس آية خَصاصَةٌ تامّ، وكذا: المفلحون

ومحبة أسلافهم ندبوا بالدعاء للأوّلين والثناء عليهم، فما بعد يقولون إلى قوله الذين آمنون من مقولهم، فلا يوقف على شيء قبله لِلَّذِينَ آمَنُوا كاف، ويجوز الوقف على: ربنا، ولا يجمع بينهما رَحِيمٌ تامّ أَبَداً جائز لَنَنْصُرَنَّكُمْ كاف، ومثله لكاذبون لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ جائز، ومثله: لا ينصرونهم، وكذا: الأدبار لا يُنْصَرُونَ تامّ مِنَ اللَّهِ حسن لا يَفْقَهُونَ كاف، وكذا: جدار، ومثله: شديد، وقلوبهم شتى، ولا يعقلون، وقوف كافية، والشرط في الأخير إن جعل كمثل خبر مبتدإ محذوف، أي: مثلهم كمثل، ويعقلون جائز إن جعل ما بعد الكاف متعلقا بيعقلون مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيباً جائز، ومثله: وبال أمرهم أَلِيمٌ كاف، إن جعل كمثل معه مبتدإ محذوف، أي: مثلهم كمثل الشيطان اكْفُرْ حسن، ومثله: منك رَبَّ الْعالَمِينَ كاف خالِدَيْنِ فِيها حسن الظَّالِمِينَ تام. ورسموا جزاؤا بواو وألف كما ترى ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ كاف، أصل غد غدو إلا أن القرآن جاء بحذف الواو وحذفت لامه اعتباطا، وجعل الإعراب على عينه، أو يقال تحركت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفا ثم حذفت لالتقاء الساكنين، وهما الألف والتنوين فصار غد وَاتَّقُوا اللَّهَ أكفى مما قبله، بِما تَعْمَلُونَ تامّ أَنْفُسَهُمْ كاف الْفاسِقُونَ تامّ، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لِلَّذِينَ آمَنُوا كاف رَحِيمٌ تامّ لَنَنْصُرَنَّكُمْ كاف، وكذا: لكاذبون لا يَنْصُرُونَهُمْ صالح لا يُنْصَرُونَ كاف، وكذا: من الله لا يَفْقَهُونَ حسن أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ كاف، وكذا: شديد، وشتى، ولا يعقلون، وأمرهم، وأليم، ورب العالمين، وخالدين فيها الظَّالِمِينَ تامّ وَاتَّقُوا اللَّهَ كاف بِما تَعْمَلُونَ حسن أَنْفُسَهُمْ كاف الْفاسِقُونَ تامّ، وكذا: أصحاب الجنة، والفائزون مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ كاف

سورة الممتحنة

ومثله: أصحاب الجنة الأول، وكذا: الفائزون مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ كاف يَتَفَكَّرُونَ تامّ إِلَّا هُوَ جائز لأن عالم يصلح بدلا من الضمير المرفوع أو خبر ضمير آخر محذوف، أي: هو عالم وَالشَّهادَةِ كاف وكذا: الرحيم، ومثله: المتكبر يُشْرِكُونَ تامّ، والوقف على الْمُصَوِّرُ بكسر الواو وضم الراء، وهو خبر جائز. وقرأ عليّ بن أبي طالب الْمُصَوِّرُ بفتح الواو والراء، كأنه قال: الذي برأ المصور، وعلى هذه القراءة يحرم الوقف على المصوّر، بل يتعين الوصل ليظهر النصب في الراء، وإلا توهم كونه تعالى مصوّرا، وذلك محال، وترك ما يوهم واجب، وهو من القطع كأنه قيل أمدح المصوّر كقولهم: الحمد لله أهل الحمد بنصب أهل، أو هو منصوب بالبارئ، أي: برأ المصور يعني آدم وبنيه، والعامّة على كسر الواو ورفع الراء، لأنه صفة أو خبر لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى حسن، ومثله: والأرض، آخر السورة تامّ. سورة الممتحنة (¬1) بكسر الحاء: أي المختبرة مدنية ثلاث عشرة آية اتفاقا، ليس فيها اختلاف، وكلمها ثلاثمائة وثمان وأربعون كلمة وحروفها ألف وخمسمائة وعشرة أحرف. أَوْلِياءَ تامّ، عند يحيى بن نصير النحوي على استئناف ما بعده. ـــــــــــــــــــــــــ يَتَفَكَّرُونَ تامّ، وكذا: الرحيم الْمُتَكَبِّرُ حسن يُشْرِكُونَ تامّ، وكذا: الحسن، وآخر السورة. سورة الممتحنة مدنية أَوْلِياءَ صالح بِالْمَوَدَّةِ لم يذكره الأصل. وقال غيره: تامّ، وفيه نظر ¬

_ (¬1) وهي ثلاث عشرة آية ومدنية باتفاق، والممتحنة بالفتح أي المختبرة وهي اسم مفعول، وبالكسر على أنها اسم فاعل، والأفضل أن تنطق بالفتح تيمنا؛ لأن الرسول صلّى الله عليه وسلّم كان ينطق بالفتح تيمنا، كالمجادلة أيضا ففيها الفتح والكسر.

وليس بوقف إن جعل تُلْقُونَ نعت أولياء أو مفعولا ثانيا ل تَتَّخِذُوا أو حالا من فاعل تتخذوا: أي: لا تتخذوا ملقين المودّة، وكذا إن جعل تلقون تفسيرا لاتخاذهم أولياء، لأن تفسير الشيء لا حق به ومتمم له. قال الزمخشري: فإن قلت. إذا جعلت تُلْقُونَ صفة لأولياء فقد جرى على غير من هو له، فأين الضمير البارز وهو قولك تلقون إليهم أنتم؟ قلت: ذاك إنما اشترطوه في الأسماء دون الأفعال وتلقون فعل: أي واعترض أبو حيان كون تلقون صفة أو حالا بأنهما قيدان وهم قد نهوا عن اتخاذهم أولياء مطلقا. قال تعالى: لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، والقيد بالحال والوصف يوهم جواز اتخاذهم أولياء إذا انتفى القيدان. قال تلميذه السمين ولا يلزم ما قال، لأنه معلوم من القواعد الشرعية، فلا مفهوم لهما البتة، وعلى أن تلقون مستأنف لا وقف من: تلقون إلى تسرّون إليهم بالمودّة لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على بِالْمَوَدَّةِ الأولى، لأن وقد كفروا جملة حالية وذوا الحال الضمير في تلقون، أي: توادّونهم وهذه حالتهم، ولا على: من الحقّ، ولا على: الرسول، ولا على: وإياكم، لأنه معطوف على الرسول، أي: يخرجون الرسول ويخرجونكم، وأيضا قوله أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ مفعول يخرجون، ومنهم من جعل إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً شرطا جوابه ما قبله كأنه قال: يا أيها الذين آمنوا إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي فلا تتخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ حسن وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَإِيَّاكُمْ تامّ، عند الجميع، وقيل: وقف بيان، وقيل: حسن، ولا أحب شيئا من ذلك، لأن ما بعده متعلق به وَما أَعْلَنْتُمْ تامّ، وقال أبو عمرو: كاف سَواءَ السَّبِيلِ كاف، وكذا: بالسوء لَوْ تَكْفُرُونَ تامّ، وكذا: أولادكم عند أبي حاتم، والأولى فيه أنه وقف بيان يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ تامّ، هذا إن علق يوم القيامة بيفصل، فإن

أَعْلَنْتُمْ تامّ، للابتداء بالشرط سَواءَ السَّبِيلِ كاف، ومثله: وألسنتهم بالسوء، على استئناف ما بعده لَوْ تَكْفُرُونَ تامّ، ومثله: ولا أولادكم إن جعل يوم القيامة ظرفا للفصل، وليس بوقف إن علق بتنفعكم، وحينئذ لا يوقف على بينكم، بل على يوم القيامة، إذ يصير ظرفا لما قبله فكأنه قال: لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم في هذا اليوم بَصِيرٌ تامّ، ولا وقف من قوله: قد كانت لكم إلى قوله لاستغفرن لك، وذلك أن قوله: قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم إلا قوله لأبيه في معنى تأسوا بإبراهيم إلا قوله لأبيه، على أن الاستثناء متصل وهو مستثنى من قوله: قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه، والمعنى إلا قول إبراهيم لأبيه: لأستغفرنّ لك، فليس لكم في هذه أسوة، لأن استغفار المؤمنين للكافرين كفعل إبراهيم غير جائز أنزل الله في ذلك: وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدوّ لله تبرّأ منه، ومن جعله منقطعا وقف على قوله وحده. قال أبو حيان: والظاهر أنه مستثنى من مضاف لإبراهيم، فالقول ليس مندرجا تحته، لكنه مندرج تحت مقالات إبراهيم، انظره إن شئت مِنْ شَيْءٍ كاف، على الوجهين أَنَبْنا حسن الْمَصِيرُ تام كَفَرُوا حسن، ومثله: ربنا الْحَكِيمُ تامّ، وبعضهم جعل قوله: ربنا عليك توكلنا إلى الحكيم متصلا، فلا يوقف على: حسنة، لأن قوله: لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ بدل من ضمير الخطاب، وهو لكم بدل بعض من كل وَالْيَوْمَ الْآخِرَ كاف، للابتداء ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ علق بتنفعكم لم يوقف على: أولادكم، ولا بينكم، بل على: يوم القيامة، وهو صالح، ثم على: بصير، وهو تامّ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ الْمَصِيرُ تامّ، وكذا: الحكيم وَالْيَوْمَ الْآخِرَ حسن الْحَمِيدُ تامّ مَوَدَّةً صالح رَحِيمٌ تامّ إِلَيْهِمْ كاف الْمُقْسِطِينَ حسن أَنْ تَوَلَّوْهُمْ كاف

بالشرط الْحَمِيدُ تامّ مَوَدَّةً حسن قَدِيرٌ أحسن مما قبله رَحِيمٌ تامّ أَنْ تَبَرُّوهُمْ ليس بوقف، لعطف ما بعده على ما قبله وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ كاف الْمُقْسِطِينَ تامّ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ كاف، فأن تولوهم وأن تبروهم بدلان مما قبلهما، فلا يوقف على ما قبلهما الظَّالِمُونَ تامّ، ومثله: فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ أتم مما قبله: قال ابن نصير: أكره أن أقف على النون المشدّدة إِلَى الْكُفَّارِ كاف، ومثله: لهنّ، وكذا: ما أنفقوا، وكذا: أجورهنّ بِعِصَمِ الْكَوافِرِ جائز ما أَنْفَقُوا كاف، ومثله: يحكم بينكم حَكِيمٌ تامّ مِثْلَ ما أَنْفَقُوا حسن مُؤْمِنُونَ تامّ ولا وقف من قوله: يا أيها النبيّ إلى قوله فبايعهنّ فلا يوقف على: شيئا، ولا على: أولادهنّ، ولا على: وأرجلهنّ، ولا على: معروف، لأن جواب إذا قوله فبايعهنّ وفَبايِعْهُنَّ جائز وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ كاف رَحِيمٌ تامّ عَلَيْهِمْ جائز، آخر السورة تامّ. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الظَّالِمُونَ تامّ وكذا: فامتحنوهنّ إِلَى الْكُفَّارِ حسن يَحِلُّونَ لَهُنَّ كاف. وكذا: ما أنفقوا، وأجورهنّ، وما أنفقوا، و: يحكم بينكم حَكِيمٌ تامّ ما أَنْفَقُوا كاف بِهِ مُؤْمِنُونَ تامّ فَبايِعْهُنَّ صالح لَهُنَّ اللَّهَ كاف رَحِيمٌ تامّ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ صالح، آخر السورة: تامّ.

سورة الصف

سورة الصف مكية، أو مدنية (¬1) أربع عشرة آية إجماعا، ليس فيها اختلاف، وكلمها مائتان وإحدى وعشرون كلمة وحروفها تسعمائة وستة وعشرون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع موضع واحد، وهو قوله: وفتح قريب. وَما فِي الْأَرْضِ حسن الْحَكِيمُ تامّ وفي قوله لم ثلاث لغات: لم، ولمه بالهاء، ولم بإسكان الميم ما لا تَفْعَلُونَ الأول كاف عِنْدَ اللَّهِ حسن، إن جعل موضع أن رفعا خبر مبتدإ محذوف تقديره، هو أن تقولوا، وليس بوقف إن جعل مبتدأ وما قبله خبرا له، أي: قولكم ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله، أو بتقدير مبتدإ، أي: هو أن تقولوا، ومثله في عدم الوقف جعل أن تقولوا بدلا من ضمير كبر، أي: كبر هو، أي: القول مقتا عند الله ما لا تَفْعَلُونَ الثاني تامّ صَفًّا ليس بوقف، لأن قوله كَأَنَّهُمْ تشبيه فيما قبله مَرْصُوصٌ تامّ، إن نصب إذ بمقدر أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ كاف، ومثله: قلوبهم الْفاسِقِينَ تامّ، إن علق إذ بمقدر إِلَيْكُمْ الثاني ليس بوقف، لأن مصدّقا حال مما قبله مِنْ بَعْدِي جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف (¬2) إن جعل جملة اسْمُهُ أَحْمَدُ في موضع جرّ صفة رسول أو في موضع نصب حالا من فاعل يأتي اسْمُهُ ـــــــــــــــــــــــــ سورة الصف مكية، أو مدنية الْحَكِيمُ تامّ ما لا تَفْعَلُونَ الأول كاف ما لا تَفْعَلُونَ الثاني تامّ، وكذا: مرصوص رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ كاف، وكذا: قلوبهم الْفاسِقِينَ تامّ اسْمُهُ ¬

_ (¬1) المختار أن السورة مدنية، وقد رجح السيوطي ذلك وانظر الاتقان (1/ 33)، وهي أربع عشرة آية بالاتفاق. (¬2) هو وقف جائز إن كان على استئناف ما بعده، وأما إن جعل جملة اسمه أحمد، في موضع جر صفة رسول، أو في موضع نصب حالا من فاعل يأتي.

أَحْمَدُ كاف بِالْبَيِّناتِ ليس بوقف، لأن الذي بعده جواب فلما مُبِينٌ تامّ إِلَى الْإِسْلامِ كاف، ومثله: الظالمين، على استئناف ما بعده بِأَفْواهِهِمْ حسن مُتِمُّ نُورِهِ ليس بوقف على القراءتين، قرأ الأخوان وحفص وابن كثير بإضافة متمّ لنوره، والباقون بتنوينه ونصب نوره، وجملة والله متمّ حالية من فاعل يريدون أو يطفئوا، وقوله: ولو كره حال من هذه الحال، وجواب لو ما قبله قد قام مقامه، أي: الله أتمّ دينه وأظهره على سائر الأديان كلها، وكذا: يقال في قوله: ولو كره المشركون الْكافِرُونَ تامّ وَدِينِ الْحَقِّ ليس بوقف، لأن بعده لام كي، ومثله: في عدم الوقف كله، لأن قوله: ولو كره قد قام ما قبله مقام جوابه الْمُشْرِكُونَ تامّ أَلِيمٍ كاف، إن جعل تؤمنون خبر مبتدإ محذوف، أي: تلك التجارة هي تؤمنون، فالخبر نفس المبتدإ، فلا يحتاج لرابط، وكذا: إن جعل تؤمنون بمعنى آمنوا بمعنى الأمر، لأن بعده يغفر مجزوم على جواب الأمر، ونظير ذلك قول العرب، اتقى الله امرؤ فعل خيرا يثب عليه، معناه ليتق الله فانجزم قوله يثب على تقدير هذا الأمر، فكذلك انجزم يغفر على تقدير آمنوا وجاهدوا، وليس أليم بوقف إن جعل تؤمنون بمعنى أن تؤمنوا، فهو منصوب المحل تفسيرا للتجارة، فلما حذف أن ارتفع الفعل كقوله: ألا أيها الزاجري أحضر الوغى الأصل أن أحضر فكأنه قال: هل أدلكم على تجارة منجية إيمان وجهاد، وهو معنى حسن لولا ما فيه من التأويل، قاله المبرد، وعليه فلا يوقف من قوله: تؤمنون إلى قوله: في جنات عدن، لأن يغفر مجزوم على جواب الأمر، فلا يفصل بين الأمر وجوابه بالوقف، وقال الفراء: هو مجزوم على جواب الاستفهام، وهو قوله: هل أدلكم، واختلف الناس في تصحيح هذا القول. فبعضهم غلطه، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أَحْمَدُ كاف مُبِينٌ تامّ الْإِسْلامِ كاف الظَّالِمِينَ حسن الْكافِرُونَ تامّ، وكذا: المشركون أَلِيمٍ كاف وَأَنْفُسِكُمْ حسن، عند بعضهم

سورة الجمعة

قال الزجاج: ليسوا إذا دلهم على ما ينفعهم يغفر لهم، إنما يغفر لهم إذا آمنوا وجاهدوا، يعني أنه ليس مرتبا على مجرّد الاستفهام ولا مجرد الدلالة، ويجوز أن الفراء نظر إلى المعنى، لأنه قال: هل أدلكم على تجارة. ثم فسر التجارة بقوله: تؤمنون، فكان الاستفهام إنما وقع على نفس المفسر كأنه قال: هل تؤمنون وتجاهدون يغفر لكم تَعْلَمُونَ كاف، إن أضمر شرط أي: إن تؤمنوا يغفر لكم ذنوبكم فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ كاف، ومثله: العظيم تُحِبُّونَها حسن، إن رفع نصر خبر مبتدإ محذوف، أي: هي نصر، وليس بوقف إن جعل بدلا من أخرى وَفَتْحٌ قَرِيبٌ تامّ، وأتمّ منه وبشر المؤمنين، ولا يوقف على لله، ولا على الحواريين إِلَى اللَّهِ حسن أَنْصارَ اللَّهِ كاف، وقال نافع: تامّ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ كاف، آخر السورة تامّ. سورة الجمعة مدنية (¬1) إحدى عشرة آية، كلمها مائة وخمس وسبعون كلمة، وحروفها سبعمائة وثمان وأربعون حرفا. وَما فِي الْأَرْضِ كاف، إن رفع ما بعده على إضمار مبتدإ محذوف، أي: هو الملك، وبها قرأ أبو وائل والخليل وشقيق بن سلمة (¬2)، وليس بوقف ـــــــــــــــــــــــــ الْعَظِيمُ كاف وَفَتْحٌ قَرِيبٌ تامّ، وأتمّ منه، وبشر المؤمنين مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ كاف، وكذا: أنصار الله، وقوله: وكفرت طائفة، آخر السورة تامّ. سورة الجمعة مدنية الْحَكِيمِ حسن رَسُولًا مِنْهُمْ صالح، وكذا: مبين لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ¬

_ (¬1) مدنية وهي إحدى عشرة آية باتفاق. (¬2) قراءة أبو وائل والخليل وشقيق قراءة شاذة لا تصح ولا تصح بها الصلاة، وإن كانت نحويا جائزة، على أساس أنها خبر لمبتدإ محذوف تقديره هو، ولكن الأولى قراءة العشرة وهي المتواترة

على قراءة العامة بالجرّ في الأربعة على النعت لما قبله الْحَكِيمِ حسن رَسُولًا مِنْهُمْ جائز، ومثله: والحكمة إن جعلت إن في قوله: وإن كانوا مخففة من الثقيلة أو نافية، واللام بمعنى إلا أي ما كانوا إلا في ضلال مبين من عبادة الأوثان وغيرها مُبِينٍ جائز، لأنه رأس آية، ولولا ذلك لما جاز، لأن قوله: وآخرين مجرور عطفا على الأميين، أو هو منصوب عطفا على الهاء في: ويعلمهم، أي: ويعلم آخرين، والمراد بالآخرين العجم لما صح «أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لما نزلت سورة الجمعة قرأها إلى قوله: وآخرين، قال رجل من هؤلاء يا رسول الله؟ فوضع يده على سلمان. ثم قال لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من أبناء فارس حتى يتناولوه» أو هم التابعون، أو هم جميع من دخل في الإسلام بعد النبي صلّى الله عليه وسلّم، قاله الكواشي لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ كاف، ومثله: الحكيم، وكذا: من يشاء الْعَظِيمِ تامّ أَسْفاراً كاف، ومثله: بآيات الله الظَّالِمِينَ تامّ مِنْ دُونِ النَّاسِ ليس بوقف، لأن قوله: فتمنوا الموت جواب الشرط، وهو قوله: إن زعمتم صادِقِينَ كاف، على استئناف ما بعده أَيْدِيهِمْ كاف بِالظَّالِمِينَ تامّ، ووقف بعضهم على منه وجعل فإنه استئنافا بعد الخبر الأول، ويعضد هذا ما قرئ: إنه ملاقيكم وهو وجيه، ولكن وصله أوجه مُلاقِيكُمْ جائز وَالشَّهادَةِ ليس بوقف لمكان الفاء تَعْمَلُونَ تامّ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ليس بوقف، لأن الذي بعده جواب إذا، ومثله: في عدم الوقف إلى ذكر الله للعطف وَذَرُوا الْبَيْعَ كاف، ومثله: ـــــــــــــــــــــــــ كاف الْحَكِيمُ حسن مَنْ يَشاءُ كاف الْعَظِيمِ تامّ أَسْفاراً كاف، وكذا: بآيات الله الظَّالِمِينَ تامّ صادِقِينَ كاف، وكذا: أيديهم بِالظَّالِمِينَ تامّ ¬

_ وهي بالجر على الاتباع بالتبعية وهذا الأولى والأحسن، ولا يقصد الشيخ بقوله قراءة العامة الانتقاص منهم، ولكنه يقصد الغالبية.

سورة المنافقين

تعملون فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ جائز، ومثله: من فضل الله تُفْلِحُونَ تامّ قائِماً حسن، وقال محمد بن عيسى: تامّ. قال مقاتل والحسن «أصاب المدينة جوع وغلاء، فقدم دحية بن خليفة الكلبي بتجارة وزيت من الشام، وكان إذا قدم قدم بكل ما يحتاج إليه من البرّ وغيره فضرب الطبل ليؤذن الناس بقدومه والنبي صلّى الله عليه وسلّم يخطب يوم الجمعة فخرجوا إليه ولم يبق مع النبي صلّى الله عليه وسلّم في المسجد إلا اثنا عشر رجلا وامرأة، منهم أبو بكر الصدّيق وعمر. فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم كم بقي في المسجد، فقالوا اثنا عشر رجلا وامرأة. فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «لولا هؤلاء القوم لسوّمت عليهم الحجارة من السماء» وفي لفظ: «والذي نفس محمد بيده لو تتابعتم حتى لم يبق منكم أحد لسال بكم الوادي نارا» وَمِنَ التِّجارَةِ كاف، آخر السورة، تام. سورة المنافقين مدنية (¬1) إحدى عشرة آية اتفاقا، كلمها مائة وثمانون كلمة، وحروفها تسعمائة وستة وسبعون حرفا، وقد استخرج عمر النبي صلّى الله عليه وسلّم ثلاثا وستين سنة من قوله (¬2): ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها، فإنها رأس ثلاث وستين سورة، وأعتق ـــــــــــــــــــــــــ مُلاقِيكُمْ صالح تَعْمَلُونَ تامّ وَذَرُوا الْبَيْعَ كاف، وكذا: تعلمون، وتفلحون، وتركوك قائما، ومن التجارة، آخر السورة، تام. سورة المنافقين مدنية إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ كاف، وكذا: لرسوله لَكاذِبُونَ حسن عَنْ سَبِيلِ ¬

_ (¬1) وهي إحدى عشرة آية ومدنية اتفاقا. (¬2) لا دليل على ذلك البتة، وهذا استخدام لآيات الله عز وجل بغير دليل، وقول على الله بلا علم، وأين كان الصحابة رضوان الله عليهم من هذا المعنى؛ فلا يخفى ما في هذا الاستنباط من بعد، نعم لا مانع من أن يكون هناك بعض المعاني اللطيفة المستنبطة، ولكن لا يكون فيها افتئات على غيب الله عز وجل ويكون لها ما يعضدها ويشهد لها.

ثلاثا وستين رقبة، ونحر بيده الشريفة ثلاثا وستين بدنة في حجة الوداع. إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ كاف، ولا يجوز وصله، لأنه لو وصله لصار قوله: والله يعلم إنك، من مقول المنافقين، وليس الأمر بذلك بل هو ردّ لكلامهم أن رسول الله غير رسول، فكذبهم الله بقوله: والله يعلم إنك لرسوله، والوقف على رسوله تامّ عند نافع لَكاذِبُونَ تامّ عند أبي عبيدة إن جعل اتخذوا أيمانهم خبرا مستأنفا، وليس بوقف إن جعل جواب إذا وهو بعيد، وتام إن جعل جوابها، قالوا أو جعل محذوفا. وقالوا حالا، أي: إذا جاءوك قائلين كيت وكيت فلا تقبل منهم عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ حسن يَعْمَلُونَ كاف ثُمَّ كَفَرُوا جائز لا يَفْقَهُونَ كاف أَجْسامُهُمْ جائز، ومثله تسع لقولهم: إن جعل موضع الكاف رفعا، أي: هم خشب، أو هي جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب، ومثله في الجواز مسندة كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ حسن. قال يحيى بن سلام: وصفهم الله بالجبن عن القتال بحيث لو نادى مناد في العسكر، أو انفلتت دابة، أو أنشدت ضالة، أو نثرت حثالة، لظنوا أنهم المرادون لما في قلوبهم من الرعب فَاحْذَرْهُمْ حسن أَنَّى يُؤْفَكُونَ كاف رَسُولُ اللَّهِ ليس بوقف، لأن الذي بعده جواب إذا رُؤُسَهُمْ جائز مُسْتَكْبِرُونَ كاف لَهُمْ حسن، لمن قرأ ءآستغفرت بهمزة ممدودة ثم ألف، وبها قرأ يزيد بن القعقاع، وليس بوقف لن قرأه بهمزة مفتوحة من غير مدّ، وهي قراءة العامة لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ كاف الْفاسِقِينَ تامّ حَتَّى يَنْفَضُّوا كاف، والأرض تجاوزه أولى لا يَفْقَهُونَ كاف الْأَذَلَّ تامّ لا يَعْلَمُونَ تامّ، لأنه آخر قصة عبد الله ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ اللَّهِ كاف يَعْمَلُونَ حسن، وكذا: لا يفقهون خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ صالح كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ تامّ فَاحْذَرْهُمْ كاف، وكذا: يؤفكون مُسْتَكْبِرُونَ حسن، لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ كاف الْفاسِقِينَ تامّ، وكذا: ينفضوا لا يَفْقَهُونَ حسن

سورة التغابن

ابن أبيّ ابن سلول رأس المنافقين فهي قصة واحدة عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ كاف الْخاسِرُونَ تامّ على استئناف ما بعده أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ ليس بوقف، ومثله: في عدم الوقف إلى أجل قريب، لأن قوله: فأصدّق منصوب على جواب التمني، وهو لولا أخرتني، لأن معناه السؤال والدعاء فكأنه قال: أخرني إلى أجل قريب فأصدّق وأكون، وبها قرأ أبو عمرو عطفا على لفظ فأصدّق، وقرأ الجمهور وأكن بالجزم عطفا على موضع الفاء كأنه قيل إن أخرتني أصدّق وأكن، هذا مذهب أبي على الفارسي، وحكى سيبويه عن شيخه الخليل غير هذا، وهو أنه جزم وأكن على توهم الشرط كما هو في مصحف عثمان أكن بغير واو ولا موضع هنا، لأن الشرط ليس بظاهر، وإنما يعطف على الموضع حيث يظهر الشرط، والفرق بين العطف على الموضع والعطف على التوهم أن العامل في العطف على الموضع موجود دون مؤثره، والعامل في العطف على التوهم مفقود وأثره موجود، مثال الأول. هذا ضارب زيد وعمرا. فهذا من العطف على الموضع، فالعامل وهو ضارب موجود وأثره وهو النصب مفقود، ومثال الثاني ما هنا. فإن العامل للجزم مفقود وأثره موجود، انظر أبا حيان الصَّالِحِينَ تامّ أَجَلُها كاف، آخر السورة، تامّ. سورة التغابن مكية أو مدنية (¬1) إلا ثلاث آيات من آخرها، نزلت في عوف بن مالك الأشجعي، وذلك ـــــــــــــــــــــــــ الْأَذَلَّ تامّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ كاف لا يَعْلَمُونَ تامّ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ كاف الْخاسِرُونَ حسن، وكذا: من الصالحين أَجَلُها كاف، آخر السورة تامّ. سورة التغابن مكية أو مدنية وَما فِي الْأَرْضِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وقيل: تامّ ¬

_ (¬1) وهي مكية إلا ثلاثا: وهي يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ إلى آخرها [14، 15، 16] وهي ثماني عشرة آية.

أنه أراد الغزو مع النبي صلّى الله عليه وسلّم فاجتمع أهله وولده وثبطوه وشكوا إليه فراقه فرق ولم يغز، فأنزل الله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ إلى آخرها، وهي ثمان عشرة آية، وكلمها مائتان وإحدى وأربعون كلمة وحروفها ألف وسبعون حرفا. وَما فِي الْأَرْضِ حسن وَلَهُ الْحَمْدُ كاف قَدِيرٌ تامّ مُؤْمِنٌ كاف بَصِيرٌ تامّ بِالْحَقِّ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ كاف، ومثله: المصير وَالْأَرْضِ جائز وَما تُعْلِنُونَ كاف بِذاتِ الصُّدُورِ تامّ مِنْ قَبْلُ جائز وَبالَ أَمْرِهِمْ كاف، على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلا بما قبله أَلِيمٌ تامّ يَهْدُونَنا حسن وَتَوَلَّوْا أحسن منه وَاسْتَغْنَى اللَّهُ أحسن منهما حَمِيدٌ تامّ أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلا بما قبله، وتقدّم أنه متى اتصلت بلى بشرط، نحو بلى من كسب، بلى من أسلم، بلى إن تصبوا، وكذا: إن اتصلت بقسم نحو ما هنا، قل بلى وربي قالوا: بلى وربنا لم يوقف عليها، لأنها إثبات للنفي السابق عليها لَتُبْعَثُنَّ جائز، ومثله: بما عملتم يَسِيرٌ تامّ أَنْزَلْنا كاف خَبِيرٌ كاف، إن نصب يوم بمقدّر وقيل: ليس بوقف، لأن قوله: يوم يجمعكم ظرف لما قبله، فلا يوقف من زعم الذين كفروا إلى قوله: ليوم الجمع، إذا المعنى وربي لتبعثنّ يوم يجمعكم في هذا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَلَهُ الْحَمْدُ كاف قَدِيرٌ تامّ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ كاف بَصِيرٌ تامّ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ كاف، وقال أبو عمرو: تامّ الْمَصِيرُ حسن وَما تُعْلِنُونَ كاف بِذاتِ الصُّدُورِ تامّ أَلِيمٌ حسن يَهْدُونَنا كاف، وكذا: قوله: وتولوا، وقوله: واستغنى الله حَمِيدٌ تامّ أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا كاف لَتُبْعَثُنَّ صالح بِما عَمِلْتُمْ مفهوم يَسِيرٌ كاف، وكذا: أنزلنا، وخبير يَوْمُ التَّغابُنِ تام أَبَداً

اليوم فيجازيكم على حسب أعمالكم يَوْمُ التَّغابُنِ تامّ، عند نافع، وسمى يوم القيامة يوم التغابن، لأنه يغبن فيه أهل الجنة أهل النار، ويغبن فيه من كثرت طاعته من كثرت معاصيه أَبَداً كاف الْعَظِيمُ تامّ بِآياتِنا ليس بوقف، لأن خبر، والذين لم يأت بعد خالِدِينَ فِيها كاف الْمَصِيرُ تامّ بِإِذْنِ اللَّهِ حسن، وتام عند أبي حاتم قَلْبَهُ كاف عَلِيمٌ تامّ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ كاف، للابتداء بالشرط الْمُبِينُ تامّ إِلَّا هُوَ حسن الْمُؤْمِنُونَ تامّ، ومثله: فاحذروهم، وكذا: غفور رحيم فِتْنَةٌ كاف عَظِيمٌ تامّ، روى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقي حذيفة بن اليمان يوما، فقال له عمر كيف أصبحت يا حذيفة. فقال أصبحت أحب الفتنة، وأكره الحق وأقول ما ليس بمخلوق، وأصلي بغير وضوء، وأشهد بما لم أر، ولي في الأرض ما ليس لله في السماء فغضب عمر، فمضى حذيفة وتركه، فأقبل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فرأى أثر الغضب في وجه عمر، فقال له عليّ ما يغضبك يا أمير المؤمنين، فقصّ عليه ما جرى له مع حذيفة، فقال عليّ صدق حذيفة أليس أنه قال أحب الفتنة أصبح يحب المال والولد، قال تعالى: إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ويكره الموت وهو حق، ويقرأ القرآن وهو ليس بمخلوق، ويصلي على النبي صلّى الله عليه وسلّم على غير وضوء، ويشهد أن لا إله إلا الله وهو لم يره، وله في الأرض زوجة وبنون، وليس لله تعالى زوجة ولا بنون مَا اسْتَطَعْتُمْ حسن لِأَنْفُسِكُمْ تامّ، للابتداء بالشرط، ومثله: المفلحون وَيَغْفِرْ لَكُمْ كاف حَلِيمٌ تامّ، إن جعل عالم مبتدأ، وقوله: العزيز خبره، وكاف إن جعل خبر مبتدإ محذوف، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف الْعَظِيمُ تامّ خالِدِينَ فِيها كاف الْمَصِيرُ تامّ، وكذا: بإذن الله قَلْبَهُ كاف عَلِيمٌ حسن الرَّسُولَ كاف الْمُبِينُ تامّ إِلَّا هُوَ كاف الْمُؤْمِنُونَ تامّ فَاحْذَرُوهُمْ حسن رَحِيمٌ تامّ فِتْنَةٌ كاف عَظِيمٌ حسن لِأَنْفُسِكُمْ تامّ، وكذا: المفلحون وَيَغْفِرْ لَكُمْ كاف شَكُورٌ حَلِيمٌ

سورة الطلاق

وكذا إن نصب بأعني، وليس بوقف إن جعل نعتا لما قبله أو بدلا منه أو خبرا بعد خبر، آخر السورة تامّ. سورة الطلاق مدنية (¬1) إحدى عشرة آية، كلمها مائتان وتسع وأربعون كلمة، وحروفها ألف ومائة وستون حرفا. لِعِدَّتِهِنَّ حسن وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ أحسن مما قبله رَبَّكُمْ حسن مِنْ بُيُوتِهِنَّ حسن، إن كانت الفاحشة أن تعمل المرأة ما يوجب عليها الحدّ فتخرج له حتى يقام عليها الحدّ، وإن كان الخروج هو الفاحشة فلا يجوز الوقف مُبَيِّنَةٍ أحسن منه حُدُودُ اللَّهِ الأول تام، للابتداء بالشرط، ولا يوقف على حدود الله الثاني، لأن جواب الشرط لم يأت بعد ظَلَمَ نَفْسَهُ حسن أَمْراً كاف، ومثله: بمعروف الثاني مِنْكُمْ كاف، ومثله: لله، وكذا: واليوم الآخر لا يَحْتَسِبُ حسن فَهُوَ حَسْبُهُ كاف، ومثله: أمره لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً تامّ، ومثله: لم يحضن، أي: فعدة الجميع ثلاثة أشهر، فحكم الثاني كحكم الأول فالواو شرّكت في المعنى بينهما، ولولا هي لما دلّ نظم الكلام على اشتراكهما في المعنى، والمراد ـــــــــــــــــــــــــ حسن، آخر السورة تامّ. سورة الطلاق مدنية لِعِدَّتِهِنَّ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، والأحسن الوقف على: وأحصوا العدّة رَبَّكُمْ حسن، والأحسن الوقف على: بفاحشة مبينة وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ¬

_ (¬1) وهي مدنية، وهي إحدى عشرة آية في البصري، واثنتا عشرة في الباقي، والخلاف في ثلاث آيات: مَخْرَجاً [2] مكي، كوفي وإسماعيل. الْأَلْبابِ [10] مدني، الْيَوْمِ الْآخِرِ [2] شامي، وانظر: «التلخيص» (439).

بالارتياب جهل عدّتهنّ، أي: إن جهلتم عدّتهنّ فهي ثلاثة أشهر، وليس المراد بالارتياب الشك في كونهنّ حاملات أم لا، وقيل إن ارتبتم، أي: تيقنتم فهو من الأضداد حَمْلَهُنَّ تامّ، ومثله: يسرا وكذا: أنزله إليكم، للابتداء بالشرط أَجْراً كاف مِنْ وُجْدِكُمْ جائز، على استئناف النهي، وهو الطاقة والغنى عَلَيْهِنَّ حسن، ومثله: حملهنّ أُجُورَهُنَّ جائز بِمَعْرُوفٍ حسن لَهُ أُخْرى تامّ، على استئناف الأمر واللام لام الأمر مِنْ سَعَتِهِ تامّ، للابتداء بالشرط مِمَّا آتاهُ اللَّهُ حسن، ومثله: ما آتاها يُسْراً كاف نُكْراً حسن، ومثله: وبال أمرها خُسْراً كاف، على استئناف ما بعده، والوبال في كلام العرب الثقل وفي الحديث «أيما مال زكى رفع الله وبلته» ومنه قول الشاعر: [الوافر] محمد تفد نفسك كلّ نفس ... إذا ما خفت من أمر وبالا شَدِيداً كاف، على استئناف ما بعده الْأَلْبابِ حسن، قاله بعضهم، وقال نافع: الوقف على: الذين آمنوا، وهو أليق، لأنه يجعل الذين آمنوا متصلا بأولى الألباب، ثم يبتدئ. قد أنزل الله إليكم ذكرا، وهو تامّ، إن نصب رسولا بالإغراء، أي: عليكم رسولا، أي: اتبعوا رسولا، وكذا إن نصب بنحو أرسل رسولا، أو بعث رسولا، لأنّ الرسول لم يكن منزلا، وليس بوقف إن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ، وكذا: فقد ظلم نفسه، وأمرا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ كاف، وكذا: لله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ تامّ يَحْتَسِبُ حسن، وكذا: فهو حسبه أَمْرِهِ كاف قَدْراً تامّ، وكذا: واللائي لم يحضن، أي: كذلك، ولا يبعد جواز الوقف على فعدّتهنّ ثلاثة أشهر أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ كاف، وكذا: يسرا أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ تامّ أَجْراً حسن لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ كاف، وكذا: حملهن أُجُورَهُنَّ صالح بِمَعْرُوفٍ كاف لَهُ أُخْرى تامّ مِنْ سَعَتِهِ حسن، وكذاك مما آتاه الله إِلَّا ما آتاها تامّ، وكذا: يسرا، ونكرا وَبالَ أَمْرِها صالح خُسْراً حسن شَدِيداً كاف

سورة التحريم

إن نصب رسولا بذكرا، أي: أنزل عليكم أن تذكروا رسولا، أو على أنه بدل منه أو صفة، ومعناه ذا رسول فحذف ذا وأقيم رسولا مقامه نحو: واسأل القرية، فعلى هذه التقديرات لا يوقف على ذكرا، ولا على: مبينات، لأنه لا يبتدأ بلام العلة إِلَى النُّورِ تامّ، ولا يوقف على الأنهار، لأن خالدين حال من جنات، ولا يوقف على: خالدين وأَبَداً حسن لَهُ رِزْقاً تامّ مِثْلَهُنَّ كاف، إن علق لتعلموا بقوله: يتنزل أو بمحذوف، وليس بوقف إن علق بخلق، ولا يوقف على: بينهنّ، ولا على: قدير، آخر السورة تامّ. سورة التحريم مدنية (¬1) اثنتا عشرة آية إجماعا، كلمها مائتان وسبع وأربعون كلمة، وحروفها ألف ومائة وستون حرفا كحروف سورة الطلاق. ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تامّ، عند محمد بن عيسى، وليس الأمر كما قال، لأن تبتغي في موضع الحال قد عمل فيه ما قبله أَزْواجِكَ كاف رَحِيمٌ تامّ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ حسن مَوْلاكُمْ أحسن مما قبله الْحَكِيمُ كاف حَدِيثاً جائز، على القراءتين في عرّف بتشديد الراء ـــــــــــــــــــــــــ الَّذِينَ آمَنُوا تامّ. وقال أبو عمرو: كاف. وقيل: تامّ ذِكْراً تامّ، إن نصب رسولا بالإغراء، أي: عليكم رسولا، أو بنحو أرسل رسولا، وإن نصب بذكرا، أو على أنه بدل منه بجعله بمعنى الرسالة، أو على أنه مفعول معه لأنزل لم يكن ذلك وقفا إِلَى النُّورِ تامّ، وكذا: رزقا مِثْلَهُنَّ كاف، آخر السورة تامّ. سورة التحريم مدنية أَزْواجِكَ كاف رَحِيمٌ تامّ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ حسن، عند بعضهم، والأحسن الوقف على: مولاكم، وهو قول أبي حاتم الْحَكِيمُ كاف، وكذا: عن ¬

_ (¬1) مدنية باتفاق وآياتها اثنتا عشرة آية إجماعا.

وبتخفيفها، وقرأ الكسائي بالتخفيف، والباقون بالتشديد وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ حسن، ومثله: من أنبأك هذا الْخَبِيرُ تامّ قُلُوبُكُما حسن هُوَ مَوْلاهُ كاف، عند يعقوب، وقال نافع: تامّ، لأنه انقضاء نعتهنّ، وما بعده مستأنف، يريد أن مولى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم هو الله تعالى كقوله: نعم المولى ونعم النصير، ثم قال تعالى وجبريل على الابتداء والخبر ظهير: قاله أبو العلاء الهمداني، والأكثر على أن الوقف على: وصالح المؤمنين، ثم يبتدئ والملائكة ظَهِيرٌ كاف، ولا وقف من قوله: عسى ربه إلى قوله: وأبكارا، فلا يوقف على: منكنّ، لأن مسلمات وما بعدها صفة لقوله أزواجا وأبكارا معطوف على: ثيبات وهذا تقسيم للأزواج، وقيل: الواو في وأبكارا واو الثمانية، والصحيح أنها للعطف، ويجوز الوقف على: وأهليكم، وعلى: نارا، وفي ذلك نظر، لأن قُوا يتعدّى لمفعولين: الأول أنفسكم، والثاني نارا، فأهليكم عطف على: أنفسكم. ومعنى وقايتهم حملهم على الطاعة، فيكون ذلك وقاية بينهنّ وبين النار، لأن ربّ المنزل راع ومسئول عن رعيته وَالْحِجارَةُ حسن، ومثله: شداد. وقيل في قوله: عليها تسعة عشر، هؤلاء الرؤساء ما بين منكبي أحدهم مسيرة سنة، وقوّته أن يضرب بالمقمعة فيدفع بتلك الضربة سبعين ألفا فيهوون في النار، لكل واحد تسعة عشر يدا، أصابعها بعدد من في النار ما أَمَرَهُمْ جائز، وانتصب ما أمرهم على البدل، أي: لا يعصون أمره ما يُؤْمَرُونَ تامّ الْيَوْمَ جائز. وقال نافع: تامّ تَعْمَلُونَ تامّ نَصُوحاً كاف، على استئناف ما بعده. وقيل: لا يجوز، لأن قوله: عَسى في موضع الجواب لتوبوا الْأَنْهارُ جائز. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بعض الْخَبِيرُ حسن قُلُوبُكُما صالح وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ كاف ظَهِيرٌ تامّ، وكذا: وأبكارا وَالْحِجارَةُ كاف ما أَمَرَهُمْ مفهوم ما يُؤْمَرُونَ تامّ لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ صالح تَعْمَلُونَ تامّ نَصُوحاً كاف الْأَنْهارُ صالح

وقيل: لا يجوز، لأن قوله يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ ظرف لما قبله: والمعنى: ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار في هذا اليوم يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ قيل: تامّ، على أن قوله: وَالَّذِينَ آمَنُوا في موضع رفع على الابتداء والخبر قوله: نورهم يسعى، ويكون النور للمؤمنين خاصة وقيل: الوقف على يوم لا يخزي الله النبيّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ تامّ. قال يحيى بن نصير النحوي: تمّ الكلام هنا، ويكون قوله: وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ معطوفا على النبيّ، أو مبتدأ والخبر محذوف، والمعنى يوم لا يخزي الله النبيّ والذين آمنوا معه لا يخزون، فعلى هذا يكون نورهم مستأنفا، وهذا أوجه من الأول وإن جعل والذين آمنوا معه مبتدأ والخبر نورهم يسعى، فلا يوقف على معه وَبِأَيْمانِهِمْ حسن وَاغْفِرْ لَنا كاف قَدِيرٌ تامّ وَالْمُنافِقِينَ جائز، ومثله: واغلظ عليهم جَهَنَّمُ كاف، عند أبي حاتم الْمَصِيرُ تامّ وَامْرَأَتَ لُوطٍ حسن، لأن الجملة لا تكون صفة للمعرفة، وليس بوقف إن جعلت الجملة مفسرة، لضرب المثل، ومثله في الحسن فَخانَتاهُما على استئناف ما بعده الدَّاخِلِينَ تامّ امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ ليس بوقف، لتعلق إذ بما قبلها الظَّالِمِينَ كاف، إن نصب وَمَرْيَمَ بفعل مقدّر، فهي مفعول به وهو من عطف الجمل، وعطف الجمل من مقتضيات الوقف، وجائز إن عطف ومريم على امرأة فرعون، لأنه رأس آية، ولا يوقف على: أحصنت فرجها، لمكان الفاء مِنْ رُوحِنا جائز وَكُتُبِهِ حسن، على القراءتين، قرأ أبو عمرو وحفص بالجمع، والباقون بالإفراد، لأنه مصدر يدل على القليل والكثير بلفظه. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَبِأَيْمانِهِمْ كاف، وكذا. واغفر لنا قَدِيرٌ تامّ جَهَنَّمُ كاف الْمَصِيرُ تامّ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كاف مَعَ الدَّاخِلِينَ حسن الظَّالِمِينَ كاف، إن نصب وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ بإضمار اذكر، وجائز إن عطف على: امرأت فرعون، لأنه عطف جملة

سورة الملك

واتفق علماء الرسم على كتابه: امرأت نوح، وامرأت لوط، و: امرأت فرعون، وكذا كل امرأة ذكرت مع زوجها فهي بالتاء المجرورة، آخر السورة، تامّ. سورة الملك مكية (¬1) ثلاثون آية، وكلمها ثلاثمائة وخمس وثلاثون كلمة، وحروفها ألف وثلاثمائة وثلاثة عشر حرفا. بِيَدِهِ الْمُلْكُ حسن قَدِيرٌ تامّ، إن جعل ما بعده مبتدأ، وكاف إن جعل خبر مبتدإ محذوف أو نصب بتقدير أعني، وليس بوقف إن جعل نعتا أو بدلا، ولا يوقف على: ليبلوكم، لأن الفاء فيما بعده أَحْسَنُ عَمَلًا حسن الْغَفُورُ كاف، إن جعل ما بعده في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف، أي: هو الذي، أو نصب بتقدير أعني، وليس بوقف إن جعل نعتا لما قبله أو بدلا منه طِباقاً كاف، ومثله: من تفاوت على القراءتين. قرأ الأخوان من تفوّت بتشديد الواو دون الألف، والباقون بتخفيفها وبالألف، وهما بمعنى واحد، ومن تفاوت مفعول ترى، ومن زائدة، والمعنى ما ترى يا ابن آدم فيما خلق الرحمن من تناقض ولا اعوجاج ولا خلل بوجه ما مِنْ فُطُورٍ جائز كَرَّتَيْنِ ليس بوقف، لأن ما بعده جواب الأمر وَهُوَ ـــــــــــــــــــــــــ على جملة، آخر السورة، تامّ. سورة الملك مكية قَدِيرٌ كاف، إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعل نعتا للذي بيده الملك، وكذا الحكم في: الغفور طِباقاً كاف، وكذا: من تفاوت وَهُوَ حَسِيرٌ تام لِلشَّياطِينِ كاف السَّعِيرِ تام، لمن قرأ عذاب جهنم بالرفع، وإن ¬

_ (¬1) وهي مكية باتفاق، وهي ثلاثون وآية في المكي والمدني الأخير، وثلاثون في الباقي والخلاف في آية جاءَنا نَذِيرٌ [9] مكي وإسماعيل.

حَسِيرٌ تامّ بِمَصابِيحَ جائز لِلشَّياطِينِ حسن السَّعِيرِ تامّ لمن قرأ عذاب جهنم بالرفع، وليس بوقف على قراءة الأعرج عذاب جهنم بالنصب عطفا على عذاب السعير جَهَنَّمَ كاف الْمَصِيرُ تامّ ومثله: من الغيظ، عند أبي حاتم أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ كاف، لأن قالوا وما بعده جواب الاستفهام واعتراف بمجيء النذير لهم، وفيه دليل على جواز الجمع بين حرف الجواب ونفس الجملة المجاب بها، إذ لو قالوا بلى لفهم المعنى، ولكنهم أظهروه تحسرا وزيادة في غمهم على تفريطهم في قبول النذير، ونذير الثاني عدّه المدني الأخير رأس آية، فعلى قوله تكون السورة إحدى وثلاثين آية مِنْ شَيْءٍ جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل إِنْ أَنْتُمْ مفعول قلنا أو مفعول قول الخزنة المحذوف، أي: قالت الخزنة إن أنتم، أو هو من قول الكفار للرسل الذين جاءوا نذرا لهم أنكروا أن الله أنزل شيئا كَبِيرٍ كاف أَوْ نَعْقِلُ ليس بوقف، لأن جواب لو ما بعده فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ كاف فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ حسن لِأَصْحابِ السَّعِيرِ تامّ بِالْغَيْبِ ليس بوقف، لأن خبر إنّ لم يأت بعد كَبِيرٌ تامّ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ كاف الصُّدُورِ تامّ مَنْ خَلَقَ حسن، لتناهي الاستفهام الْخَبِيرُ تامّ ذَلُولًا جائز فِي مَناكِبِها ليس بوقف، لعطف ما بعده على ما قبله مِنْ رِزْقِهِ كاف النُّشُورُ تامّ، قرأ قنبل النُّشُورُ، وأَمِنْتُمْ بواو مفتوحة بدل من همزةء أمنتم في الوصل خاصة بِكُمُ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ قرئ بالنصب فجائز جَهَنَّمَ كاف، وكذا: المصير، ومن الغيظ، ونذير. وقيل الوقف على: بلى وهو جائز كَبِيرٍ كاف، وكذا: السعير، و: فاعترفوا بذنبهم لِأَصْحابِ السَّعِيرِ تام كَبِيرٌ كاف أَوِ اجْهَرُوا بِهِ صالح بِذاتِ الصُّدُورِ حسن الْخَبِيرُ تام مِنْ رِزْقِهِ كاف النُّشُورُ حسن حاصِباً كاف كَيْفَ نَذِيرِ تام، وكذا: نكير، ويقبضن، و: إلا الرحمن بَصِيرٌ كاف، وكذا: من دون

الْأَرْضَ جائز، أي: يجعل الأرض مخسوفة بكم إن عصيتم تَمُورُ رأس آية، وليس بوقف، وقوله: أن يرسل، وأن يخسف بدلان من من في السماء بدل اشتمال، أي: أمنتم خسفه وإرساله. قاله أبو البقاء، أو هو على حذف من أي أمنتم من الخسف والإرسال والأول أظهر، ومعنى تمور تتحرك عند الخسف بهم حاصِباً كاف، للابتداء بالتهديد كَيْفَ نَذِيرِ تامّ، ومثله: كيف كان نكير، وكذا: ويقبضن، عند أبي حاتم ونافع، والوقف على: الرحمن، وبصير، ومن دون الرحمن، وفي غرور، كلها وقوف كافية، لأن أم في الأخير تصلح استفهاما مستأنفا وتصلح جوابا للأولى إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ حسن، ومثله: ونفور. وقيل: كاف أَهْدى ليس بوقف، لأن قوله أَمَّنْ يَمْشِي معطوف على من الأولى كأنه قال: أأحد يمشي مكبا على وجهه أهدى أم أحد يمشي سويا معتدلا يبصر الطريق وهو المؤمن، إذ لا يوقف على المعادل دون معادله، لأن أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا معادل أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا مُسْتَقِيمٍ تامّ وَالْأَفْئِدَةَ كاف، وانتصب قليلا على أنه صفة لمصدر محذوف تَشْكُرُونَ تامّ فِي الْأَرْضِ حسن تُحْشَرُونَ تامّ صادِقِينَ كاف عِنْدَ اللَّهِ حسن مُبِينٌ كاف الَّذِينَ كَفَرُوا جائز تَدَّعُونَ تامّ أَوْ رَحِمَنا ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت، وهو: فمن يجير، فلا يفصل بين الشرط وجوابه بالوقف أَلِيمٍ كاف قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ حسن آمَنَّا بِهِ أحسن منه تَوَكَّلْنا كاف، للابتداء بالتهديد مُبِينٍ تامّ غَوْراً حسن، كذا رسمه شيخ الإسلام بالحسن، ولعله من حيث إن العامل قد أخذ معموليه، وذلك يقتضي الوقف، وأما من حيث أن الشرط لم يأت جوابه، فذلك يقتضي عدم الوقف، والثاني أظهر ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الرحمن، وغرور، وإن أمسك رزقه وَنُفُورٍ حسن، وكذا: مستقيم وَالْأَفْئِدَةَ كاف ما تَشْكُرُونَ حسن تُحْشَرُونَ كاف صادِقِينَ حسن، وكذا: نذير

سورة القلم

والله أعلم بكتابه، ومعنى غَوْراً غائرا، وصف الماء بالمصدر كما يقال درهم ضرب، وماء سكب، ومن اسم استفهام مبتدأ في محل رفع، ويأتيكم في محل رفع خبر، وجواب من الاستفهامية مقدّر تقديره الله ربّ العالمين، وكذا يقدّر بعد قوله: أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى، وكذا بعد قوله: أليس الله بأحكم الحاكمين، فيستحب أن يقول بلى فيها. وينبغي الفصل بالوقف بين الاستفهام وجوابه، ولا تبطل الصلاة بذلك، وانظر لو قال ذلك عند سماع ذلك من غير الإمام، آخر السورة، تامّ، كل شيء في القرآن من ذكر معين فهو الماء الجاري إلا هذا الحرف، فإن الله عنى به ماء زمزم. سورة القلم مكية (¬1) اثنان وخمسون آية إجماعا، وكلمها ثلاثمائة كلمة، وحروفها ألف ومائتان وستة وخمسون حرفا. وَما يَسْطُرُونَ ليس بوقف، لأن جواب القسم لم يأت، وهو: ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وبِمَجْنُونٍ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل من تمام الجواب. والكلام في غَيْرَ مَمْنُونٍ كالكلام فيما قبله، أي: إن جعل ما بعده مستأنفا كان كافيا، وإن جعل القسم واقعا على ما بعده لم يحسن خُلُقٍ عَظِيمٍ تامّ وَيُبْصِرُونَ تامّ، عند أبي عثمان ـــــــــــــــــــــــــ مبين، تدعون، و: أليم تَوَكَّلْنا كاف فِي ضَلالٍ مُبِينٍ حسن، آخر السورة تام. سورة ن والقلم مكية وتقدم الكلام على نون. وقيل: هو الحوت الذي دحيت عليه الأرضون، وقيل الدواة ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ جواب الأقسام، وهو وقف كاف إن جعل ما بعده مستأنفا، وليس بوقف إن جعل من تمام الجواب، وكذا الحكم في غير ممنون لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ كاف، وقال أبو عمرو كأبي حاتم، تام بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ تام بِالْمُهْتَدِينَ ¬

_ (¬1) وهي مكية واثنان وخمسون إجماعا.

المازني، على أن الباء في بِأَيِّكُمُ زائدة كأنه قال: أيكم المفتون، أي: المجنون، وإلى هذا ذهب قتادة وأبو عبيدة معمر بن المثنى من أنها تزاد في المبتدأ، وهو ضعيف وإنما زيادتها في بحسبك درهم فقط، وقيل: الباء بمعنى في، أي: فستبصر ويبصرون في أيّ الفريقين الجنون أبالفرقة التي أنت فيها أم بفرقة الكفار، والمفتون المجنون الذي فتنه الشيطان بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ تامّ. ورسموا بأييكم بياءين تحتيتين كما ترى عَنْ سَبِيلِهِ جائز بِالْمُهْتَدِينَ كاف الْمُكَذِّبِينَ حسن، على استئناف ما بعده فَيُدْهِنُونَ كاف، على استئناف النهي، فإن عطف على النهي الذي قبله لم يوقف على: المكذبين، ولا على: فيدهنون. قيل لو مصدرية بمعنى أن، أي: ودوا إدهانك، وإنما لم ينصب الفعل لأنه جعل خبر مبتدإ محذوف، أي: فهم يدهنون، وفي بعض المصاحف، فيدهنوا، وقيل: نصب على التوهم كأنه توهم أنه نطق بأن، فنصب الفعل على هذا التوهم، وهذا على القول بمصدرية لو. وقيل: نصب على جواب التمني المفهوم من وَدُّوا وجواب لو محذوف تقديره ودّوا إدهانك، فحذف لدلالة لو وما بعدها عليه، وتقدير الجواب لسروا بذلك. قال زهير بن أبي سلمى: [الطويل] وفي الصّلح إدهان وفي العفو دربة ... وفي الصّدق منجاة من الشرّ فاصدق ولا وقف من قوله: ولا تطع إلى زنيم، لما فيه من قطع الصفات عن الموصوف، وفيه الاقتداء بالمجرور وزَنِيمٍ كاف لمن قرأ أَنْ كانَ ذا مالٍ بهمزتين محققتين على الاستفهام التوبيخي، لأن الاستفهام له صدر الكلام، والتقدير: ألأن كان ذا مال وبنين يفعل هذا، وبها قرأ حمزة وعاصم وقرأ ابن عامر آن كان ذا مال بهمزة واحدة بعدها مدّة، وليس بوقف لمن قرأ: أن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف فَيُدْهِنُونَ حسن مَهِينٍ جائز زَنِيمٍ كاف، لمن قرأ أَنْ كانَ ذا مالٍ على الاستفهام التوبيخي، أو على الخبر وعلقه بقال بعده، أو بجحد محذوفا،

كان بالقصر خبرا، أي: لأن كان، وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وعاصم في رواية حفص، وكذا: الكسائي عن أبي بكر عن عاصم، وحاصله أنك إن علقت أن كان بما قبله لم تقف على زنيم، وإن علقته بما بعده وقفت على زنيم أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ كاف، على القراءتين عَلَى الْخُرْطُومِ تامّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ جائز، إن علق الظرف بمحذوف، وليس بوقف إن علق ببلونا قبله، ولا يوقف على مصبحين لاتساق ما بعده على ما قبله وَلا يَسْتَثْنُونَ تامّ نائِمُونَ جائز، ومثله: كالصريم، ولا يوقف على مصبحين، لأن أن موضعها نصب بقوله، فتنادوا على أنها مصدرية، أي: تنادوا بهذا الكلام، وكذا: إن جعلت مفسرة، لأنه تقدّمها ما هو بمعنى القول، أي: اغدوا صارمين صارِمِينَ كاف، وجواب إن كنتم محذوف، أي: فاغدوا صارمين، أي: قاطعين يَتَخافَتُونَ ليس بوقف لتعلق أن بما قبلها مِسْكِينٌ كاف قادِرِينَ حسن لَضَالُّونَ كاف، على قول قتادة أن الكلام عنده منقطع عما بعده، لأنهم لما رأوا الزرع قد احترق. قالوا إنا لضالون الطريق ليست بجنتنا مَحْرُومُونَ كاف، ومثله: تسبحون، أي: تقولون إن شاء الله سُبْحانَ رَبِّنا حسن ظالِمِينَ كاف يَتَلاوَمُونَ جائز طاغِينَ حسن خَيْراً مِنْها أحسن مما قبله راغِبُونَ تامّ، لأنه آخر القصة، وأتمّ منه كذلك العذاب، وهو قول نافع وأبي حاتم، والظاهر أن أصحاب الجنة كانوا مؤمنين أصابوا معصية وتابوا، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وليس بوقف لمن قرأه على الخبر بقوله: ولا تطع، أو بما يدل عليه، وتقديره يعتدي ويطغى لأن كان ذا مال وبنين أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ كاف عَلَى الْخُرْطُومِ تام وَلا يَسْتَثْنُونَ كاف كَالصَّرِيمِ صالح صارِمِينَ كاف، وكذا: مسكين، ومحرومون، وتسبحون، وظالمين يَتَلاوَمُونَ صالح، وكذا: طاغين راغِبُونَ حسن، وأحسن منه، كذلك العذاب يَعْلَمُونَ تام، وكذا: جنات النعيم ما لَكُمْ جائز كَيْفَ تَحْكُمُونَ كاف، وكذا: تخيرون، ولما تحكمون، وأجاز

والإشارة بكذلك إلى العذاب الذي نزل بالجنة، أي: كذلك العذاب الذي نزل بقريش بغتة، فالتشبيه تمام الكلام ثم تبتدئ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ وأَكْبَرُ حسن، وجواب لو محذوف: أي: لو كانوا يعلمون لما اختاروا الأدنى، ولو وصله لصار قوله: ولعذاب الآخرة أكبر معلقا بشرط أن لو كانوا يعلمون وهو محال، إذ عذاب الآخرة أشقّ مطلقا علموا أم لا يَعْلَمُونَ تامّ النَّعِيمِ كاف كَالْمُجْرِمِينَ جائز، وأحسن منه مالكم، أي: أيّ شيء لكم فيما تزعمون وهو استفهام توبيخ وإنكار عليهم. ثم تبتدئ كَيْفَ تَحْكُمُونَ كاف، ثم بكتهم. فقال أم لكم كتاب وهو استفهام ثالث على سبيل الإنكار عليهم أيضا تَدْرُسُونَ ليس بوقف، لأن إن في معنى أن المفتوحة وهي من صلة ما قبلها، وإنما كسرت لدخول اللام في خبرها والعامة على كسر إن معمولة لتدرسون، أي: تدرسون في الكتاب أن لكم ما تختارونه، فلما دخلت اللام كسرت الهمزة لَما تَخَيَّرُونَ جواب الاستفهام، وقرأ الأعرج أن لكم بالاستفهام يَوْمِ الْقِيامَةِ ليس بوقف، لأن إن جواب الأيمان، والمعنى أم لكم أيمان بأن لكم، وإنما كسرت أن لدخول اللام في خبرها لَما تَحْكُمُونَ كاف، ومثله: زعيم على استئناف ما بعده، ويبتدئ: أم لهم شركاء بمعنى ألهم شركاء صادِقِينَ جائز، إن نصب يوم بمحذوف، أي: يوم يكشف يكون كيت وكيت من الأمور الشاقة، وقيل: لا يجوز لأن ما بعده ظرف لما قبله كأنه قال: فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين في هذا اليوم فَلا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بعضهم الوقف على تدرسون زَعِيمٌ صالح ويبتدئ بأم لهم شركاء، بمعنى ألهم شركاء، وكذا: صادقين فَلا يَسْتَطِيعُونَ كاف، إن نصب خاشعة بفعل مقدّر تقديره تراهم خاشعة، وليس بوقف إن نصب حالا من مرفوع يدعون تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ كاف، وكذا: وهم سالمون، والحديث لا يَعْلَمُونَ جائز، وكذا: وأملي لهم مَتِينٌ صالح، وكذا: مثقلون يَكْتُبُونَ حسن مَكْظُومٌ كاف مِنَ الصَّالِحِينَ

يَسْتَطِيعُونَ كاف إن نصب خاشعة بفعل مقدّر تقديره تراهم خاشعة، وليس بوقف إن نصب حالا من الضمير في يدعون كأنه قال: فلا يستطيعون السجود في حال ما أبصارهم خاشعة ذِلَّةٌ جائز وَهُمْ سالِمُونَ تامّ. قال ابن جبير: كانوا يسمعون الأذان فلا يجيبون وكان كعب الأحبار يحلف أن هذه الآية نزلت في الذين يتخلفون عن الجماعات بِهذَا الْحَدِيثِ كاف لا يَعْلَمُونَ جائز وَأُمْلِي لَهُمْ أكفى مما قبله مَتِينٌ كاف، ومثله: مثقلون يَكْتُبُونَ تامّ الْحُوتِ جائز، لأن العامل في إذ المحذوف المضاف، أي: كحال أو قصة صاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم مَكْظُومٌ كاف مِنْ رَبِّهِ ليس بوقف، لأن جواب لولا هو ما بعدها وهو لنبذ مَذْمُومٌ حسن، على استئناف ما بعده الصَّالِحِينَ تامّ، للابتداء بالشرط لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ جائز لَمَجْنُونٌ كاف، ولا يجوز وصله، لأنه لو وصل لصار ما بعده من مقول الذين كفروا، وليس الأمر كذلك، بل هو إخبار من الله تعالى أن القرآن ذكر وموعظة للإنس والجنّ، فكيف ينسبون إلى الجنة من جاء به، آخر السورة، تام. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن، وكذا: لمجنون. وقال أبو عمرو: في الأول تام، وفي الثاني كاف، آخر السورة، تام.

سورة الحاقة

سورة الحاقة مكية (¬1) اثنان وخمسون آية، كلمها مائتان وست وخمسون كلمة، وحروفها ألف وأربعمائة وثمانون حرفا. الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ كاف، ومثله: ما الحاقة، وكذا: وعاد بالقارعة بِالطَّاغِيَةِ جائز عاتِيَةٍ حسن حُسُوماً كاف صَرْعى ليس بوقف، لأن بعده كاف التشبيه وهو صفة الصرعى كأنه قال: فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى مثل أعجاز نَخْلٍ خاوِيَةٍ وخاوِيَةٍ حسن، وقيل: تامّ على استئناف ما بعده مِنْ باقِيَةٍ تامّ بِالْخاطِئَةِ جائز رَسُولَ رَبِّهِمْ ليس بوقف لمكان الفاء رابِيَةً تامّ فِي الْجارِيَةِ ليس بوقف لتعلق اللام واعِيَةٌ تامّ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، ومثله في عدم الوقف الوقف على دكة واحدة، لأن قوله: فيومئذ جواب إذا الْواقِعَةُ كاف، ومثله: واهية عَلى أَرْجائِها جائز ثَمانِيَةٌ كاف، على استئناف ما بعده، لأن يومئذ ليس بدلا من الأوّل لاختلاف عاملهما وليس بوقف إن أبدل مما قبله، لأن تعرضون جواب. فإذا نفخ، وقيل: جوابها وقعت الواقعة، وتعرضون مستأنف خافِيَةٌ تامّ فَيَقُولُ هاؤُمُ حسن، ثم تبتدئ: اقرءوا كتابيه، ومعنى هاؤم تناولوا كِتابِيَهْ كاف، ومثله: ـــــــــــــــــــــــــ سورة الحاقة مكية الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ كاف وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ تام بِالْقارِعَةِ كاف بِالطَّاغِيَةِ جائز عاتِيَةٍ حسن حُسُوماً كاف باقِيَةٍ تام رابِيَةً حسن ¬

_ (¬1) وهي خمسون وآيتان في الحجازي والكوفي، وآية في البصري والشامس. والخلاف في آيتين: الْحَاقَّةُ [1] كوفي، بِشِمالِهِ [25] حجازي، وانظر: «التلخيص» (444).

حسابيه، وكذا: عالية ودانية فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ تامّ بِشِمالِهِ ليس بوقف، لأن جواب أما ما بعده كِتابِيَهْ جائز ما حِسابِيَهْ كاف الْقاضِيَةَ حسن، ومثله: ماليه سُلْطانِيَهْ كاف، ولا وقف من قوله: خذوه إلى فاسلكوه لاتساق الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على فعلوه، ولا على صلوه، ولا على ذراعا، قيل جميع أهل النار في تلك السلسلة، وقال كعب الأحبار، لو جمع حديد الدنيا ما عدل حلقة منها سبعون ذراعا بذراع الملك فَاسْلُكُوهُ كاف ولا يوقف على العظيم لعطف ما بعده على ما قبله الْمِسْكِينِ كاف، ولا يوقف على قوله: فليس له اليوم إلى الخاطئون، فلا يوقف على حميم لعطف ما بعده على ما قبله، ولا على غسلين، لأن ما بعده صفة له، فلا يفصل بين الصفة والموصوف بالوقف الْخاطِؤُنَ كاف، ووصله أولى، ووقف بعضهم على فلا ردّا لكلام المشركين، ثم يبتدئ أقسم ووصله أولى وإن كان له معنى، ولا يوقف على وما لا تبصرون، لأن جواب القسم لم يأت بعد، وهو قوله: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وكَرِيمٍ كاف، ومثله: بقول شاعر، وكذا: ما تؤمنون، ومثله بقول كاهن، وكذا: ما تذكرون، وانتصب قليلا فيهما بفعل مضمر، أي: أيمانكم وتذكركم معدومان أو انتصب قليلا على أنه صفة لمصدر محذوف أو لزمان لمحذوف، أي: تؤمنون إيمانا قليلا أو زمانا قليلا، وكذا: يقال في قليلا ما تذكرون، وما يحتمل أن تكون نافية فينتفي إيمانهم بالكلية، ويحتمل أن تكون مصدرية فيتصف بالقلة، قرأ ابن كثير وابن عامر يؤمنون ويذكرون بالتحتية، والباقون بالفوقية الْعالَمِينَ تامّ الْأَقاوِيلِ ليس بوقف، لأن جواب لو لم يأت، وهو لأخذنا، ومثله: في عدم الوقف باليمين لاتساقه على ما قبله الْوَتِينَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ واعِيَةٌ تام الْواقِعَةُ مفهوم، وكذا: على أرجائها خافِيَةٌ تامّ كِتابِيَهْ صالح حِسابِيَهْ مفهوم دانِيَةٌ حسن الْخالِيَةِ تام سُلْطانِيَهْ كاف،

سورة المعارج

حسن، والوتين، نياط القلب إذا انقطع لم يعش صاحبه حاجِزِينَ كاف، ومثله: للمتقين مُكَذِّبِينَ جائز، وقيل: لا يجوز، لأن المعنى وإن التكذيب يوم القيامة لحسرة وندامة عَلَى الْكافِرِينَ وهو كاف، على الوجهين، ومثله: الحقّ اليقين، آخر السورة: تامّ. سورة المعارج مكية (¬1) أربع وأربعون آية، وكلمها مائتان وسبع عشرة كلمة، وحروفها ثمانمائة وأحد وستون حرفا. واقِعٍ لِلْكافِرينَ حسن، وقيل الوقف بعذاب واقع، وهو رأس آية، ثم قال: للكافرين ليس له دافع، أي: ليس له دافع من الكافرين في الآخرة، ويجوز أن يجعل للكافرين جوابا بعد سؤال كأنه قال: قل يا محمد لهذا السائل يقع العذاب للكافرين، أي: بعذاب كائن للكافرين، أو هو للكافرين فقوله: للكافرين صفة لعذاب. وقال الأخفش: الوقف الجيد ذي المعارج، وقوله: تعرج الملائكة مستأنف، وقيل: لا يوقف من أوّل السورة إلى ألف سنة وهو، تامّ، ومثله: جميلا، وكذا: قريبا إن نصب يوم بمقدّر، أي: احذروا يوم تكون السماء كالمهل، وليس بوقف إن أبدل من ضمير نراه إذا كان عائدا على يوم القيامة كَالْعِهْنِ حسن، ومثله: جميعا وما بعده استئناف كلام. قرأ ـــــــــــــــــــــــــ وكذا: فاسلكوه، والمسكين الْخاطِؤُنَ حسن، وكذا: كريم شاعِرٍ كاف، وكذا: تؤمنون، وكاهن، وتذكرون مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ حسن، وكذا: حاجزين لِلْمُتَّقِينَ كاف، وكذا: مكذبين، والكافرين لَحَقُّ الْيَقِينِ حسن، آخر السورة تامّ. سورة المعارج مكية لِلْكافِرينَ صالح الْمَعارِجِ حسن خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ تامّ، وكذا: جميلا، ¬

_ (¬1) وهي مكية، وهي أربعون وأربع غير شامي، وثلاث في الشامي والخلاف في آية أَلْفَ سَنَةٍ [4] غير شامي.

العامة يسأل مبنيا للفاعل، وقرأ أبو جعفر وغيره: مبنيا للمفعول يُبَصَّرُونَهُمْ حسن ثُمَّ يُنْجِيهِ كَلَّا حسن، عند الأخفش والفراء وأبي حاتم السجستاني، وكلا بمعنى لا فكأنه قال: لا ينجيه أحد من عذاب الله. ثم ابتدأ إِنَّها لَظى ولَظى كاف، لمن رفع نزاعة خبر مبتدإ محذوف، أي: هي نزاعة، وكذا: من نصبها بتقدير أعني أو نصبها على الاختصاص وليس بوقف لمن رفعها على أنها خبر لظى. وجعل الهاء في إنها للقصة كأنه قال: كلا إن القصة لظى نزاعة للشوى، ومثل ذلك من جعل نزاعة بدلا من لظى أو جعلها خبرا ثانيا لإنّ، وقرأ حفص نزاعة بالنصب حالا من الضمير المستكن في لظى، لأنها وإن كانت علما فلا تتحمل الضمير فهي جارية مجرى المشتقات كالحاث والعباس لِلشَّوى حسن، على استئناف ما بعده، والشوى الأطراف، اليدان والرجلان وجلدة الرأس، وكل شيء لا يكون مقتلا فَأَوْعى تامّ، ولا وقف من قوله: إن الإنسان إلى دائمون، فلا يوقف على هلوعا، لأن ما بعده تفسير له، لأن الإنسان لما كان الجزع والمنع متمكنين فيه جعل كأنه خلق مجبولا عليهما، ولا يوقف على منوعا للاستثناء، ولا على المصلين لأن ما بعده من صفتهم دائِمُونَ كاف، ومثله: والمحروم، وكذا: بيوم الدين مُشْفِقُونَ حسن، ومثله: غير مأمون، ولا يوقف على حافِظُونَ للاستثناء غَيْرُ مَلُومِينَ حسن، والوقف على العادون، وراعون، وقائمون، ويحافظون كلها وقوف حسان فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ تامّ. وتقدم أن رسم، فمال هؤلاء القوم في النساء ومال هذا الكتاب في الكهف ومال هذا الرسول في الفرقان، وفمال الذين كفروا هنا كلمتان، ما كلمة، ول كلمة وقف أبو عمرو على ما والكسائي بخلاف عنه، والباقون ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وقريبا، و: يبصرونهم، وينجيه، وكلا، لكن لا يجمع بين الأخيرين، والوقف على الأخير أولى من ينجيه لَظى كاف، لمن رفع نزاعة أو نصبها بأعني، وليس بوقف على نصبها حالا فَأَوْعى تامّ دائِمُونَ كاف، وكذا: والمحروم وبِيَوْمِ الدِّينِ مُشْفِقُونَ حسن،

سورة نوح عليه السلام

على اللام. وقال ابن الجزري: اختار الوقف على مال كل القراء، فمن وقف على ما ابتدأ بما بعدها، ومن وقف على اللام ابتدأ بما بعدها، واتفقوا على كتابة اللام منفصلة وتقدم ما يغني عن إعادته، وإنما أعدته للإيضاح عِزِينَ كاف جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلَّا تامّ، عند نافع ردّا لما قبلها، ويجوز الوقف على نعيم والابتداء بما بعدها على معنى إلا مِمَّا يَعْلَمُونَ كاف لَقادِرُونَ ليس بوقف لتعلق الجار خَيْراً مِنْهُمْ ليس بوقف، لأن الواو للحال بِمَسْبُوقِينَ كاف يُوعَدُونَ جائز، لأن يوم بدل من يومهم يُوفِضُونَ كاف، إن نصب خاشعة بترهقهم، وليس بوقف إن نصب على الحال ذِلَّةٌ تامّ، على قراءة الجمهور ذلة منونا ذلِكَ الْيَوْمُ برفع الميم مبتدأ وخبر، وليس بوقف على قراءة يعقوب بإضافة ذلة إلى ذلك وجرّ الميم، لأنه صفة لذلك والذي نعت لليوم، آخر السورة، تامّ. سورة نوح عليه السلام مكية (¬1) ثلاثون آية، كلمها مائتان وأربع وعشرون كلمة، وحروفها تسعمائة وعشرون حرفا. أَلِيمٌ كاف مُبِينٌ حسن، إن جعلت أن تفسيرية بمعنى أي: ـــــــــــــــــــــــــ وكذا: غير مأمون، وغير ملومين العادُونَ كاف، وكذا: رادعون، وقائمون، ويحافظون مُكْرَمُونَ تامّ عِزِينَ حسن جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلَّا تامّ، وقيل كلا بمعنى حقا، وقيل: بمعنى إلا فالوقف فيهما على جنة نعيم مِمَّا يَعْلَمُونَ حسن، وكذا: بمسبوقين يُوعَدُونَ صالح، وكذا: يوفضون تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ تامّ، وكذا: آخر السورة. سورة نوح عليه السلام مكية أَلِيمٌ كاف إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى حسن، وكذا: تعلمون ¬

_ (¬1) وهي ثمان وعشرون في الكوفي وتسع في البصري والشامي، وثلاثون في الباقي، والخلاف في أربع: سُواعاً [23] فَأُدْخِلُوا ناراً [25] غير كوفي وَنَسْراً [23] كوفي وإسماعيل، كَثِيراً [24] مدني، مكي، وانظر: «التلخيص» (446).

اعبدوا الله، وليس بوقف إن جعلت مصدرية، أي: أرسلناه بأن قلنا له أنذر، أي: أرسلناه بالأمر بالإنذار وَاتَّقُوهُ جائز، ولا يوقف على وأطيعون، لأن يغفر بعده مجزوم، لأنه جواب الأمر مُسَمًّى كاف لا يُؤَخَّرُ جائز، لأن لو جوابها محذوف تقديره لو كنتم تعلمون لبادرتم إلى طاعته وتقواه تَعْلَمُونَ حسن، ومثله: ونهارا إِلَّا فِراراً كاف، ومثله: استكبارا جِهاراً جائز إِسْراراً ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، ومثله: في عدم الوقف غفارا، وكذا مدرارا، وبنين لعطفهما على الجواب أَنْهاراً كاف، للابتداء بالاستفهام وَقاراً جائز، على استئناف ما بعده أَطْواراً تام طِباقاً حسن، ومثله: نورا، وكذا: سراجا، ومثله: نباتا إِخْراجاً تام بِساطاً ليس بوقف لتعلق اللام فِجاجاً تامّ عَصَوْنِي جائز إِلَّا خَساراً حسن كُبَّاراً كاف: على استئناف ما بعده وليس بوقف إن عطف على ما قبله آلِهَتَكُمْ جائز وَنَسْراً تامّ، عند الأخفش ونافع، لأن ما بعده ليس معطوفا على المقول كَثِيراً حسن، ومثله: إلا ضلالا ناراً جائز على القراءتين، قرئ خطئاتهم جمع تصحيح مجرور بالكسرة الظاهرة. وقرأ أبو عمرو خطاياهم جمع تكسير مجرور بالكسرة المقدرة على الألف وهو بدل من ما أَنْصاراً حسن، ومثله ديارا كَفَّاراً أحسن مما قبله، لأن الله أخبر نوحا أنهم لا يلدون مؤمنا، كان الرجل منهم ينطلق إلى نوح بابنه فيقول له احذر هذا. فإن أبي حذرنيه فيموت الكبير وينشأ الصغير على ذلك. قاله النكزاوي وَالْمُؤْمِناتِ تامّ، ومثله: آخر السورة. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ فِراراً كاف، وكذا: استكبارا جِهاراً صالح، وكذا: أنهارا أَطْواراً تامّ سِراجاً حسن إِخْراجاً تامّ، وكذا: فجاجا كُبَّاراً كاف وَنَسْراً تامّ، وكذا: كثيرا، وضلالا، وأنصارا دَيَّاراً حسن كَفَّاراً أحسن منه وَالْمُؤْمِناتِ تامّ، وكذا: آخر السورة.

سورة الجن

سورة الجن مكية (¬1) عشرون وثمان آيات إجماعا، وكلمها مائتان وخمس وثمانون كلمة، وحروفها سبعمائة وتسعة وخمسون حرفا. يبنى الوقف والوصل في هذه السورة على قراءة إن بالفتح والكسر، فمن فتح عطفها على الهاء من قوله: آمنا به وهو ضعيف عند أهل البصرة، لأن الظاهر لا يعطف على المضمر المجرور، ولا يتم الوقف لمن فتح أن ومن أضمر معها فعلا ساغ للابتداء بها سواء كانت مفتوحة أو مكسورة. قال الهمداني: وقد يجوز أن يكون معطوفا على موضع الباء والهاء، وذلك أن فَآمَنَّا بِهِ في تقدير: فصدّقناه. أو صدّقنا أنه، وإن شئت عطفته على: أوحي إليّ أنه، ومن كسرها عطفها على قوله: فقالوا إنا سمعنا، فالمضمر مع المفتوحة آمنا به وأوحي إليّ ومع المكسورة فعلى القول، وعدّتها اثنتا عشرة، وقد قرأ ابن كثير وأبو عمرو جميع ما في هذه السورة بالكسر إلا أربعة مواضع، وهي: أنه استمع، وأن لو استقاموا على الطريقة، وأن المساجد لله، وأنه لما قام عبد الله يدعوه، ردّا إلى أوحي، وقرأ نافع وأبو بكر عن عاصم مثل قراءة ابن كثير وأبي عمرو إلا موضعا واحدا، وهو: وأنه لما قام عبد الله يدعوه، فإنهما كسرا هذا الحرف وفتحا الثلاثة فَآمَنَّا بِهِ كاف، ومثله: بربنا أحدا، لمن قرأ وإنه بالكسر، وليس بوقف فيهما لمن قرأه بالفتح بمعنى: قل أوحي إليّ أنه استمع، وأنه تعالى جدّ ربنا إلى آخرها. وملخصه ما كان بمعنى القول كسر، وما كان ـــــــــــــــــــــــــ سورة الجن مكية فَآمَنَّا بِهِ كاف، وكذا: أحدا. هذا لمن قرأ إنه بالكسر، فإن قرأه بالفتح ¬

_ (¬1) وهي ثمان وعشرون إلا أن ابن الجوزي وابن البنا ذكرا أن عدد آياتها عند البزي سبع وعشرون آية، وانظر فنون الأفنان (317)، والإتحاف (425)، واختلفوا في آيتين: «من الله أحد» مكي مُلْتَحَداً [22] غير مكي.

بمعنى الوحي فتح، والمراد بقوله جَدُّ رَبِّنا عظمته وجلاله، ومنه: جدّ الرجل عظم، وفي الحديث «كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدّ فينا» أي: عظم قدره في أعيننا، والمراد قدرة ربنا أو فعله أو نعماؤه أو ملكه وَلا وَلَداً كاف، وشططا، وكذبا، ورهقا، وأحدا، وشهبا، ورصدا، ورشدا، وقددا، وهربا، ورهقا، ورشدا كلها وقوف كافية وحَطَباً جائز غَدَقاً ليس بوقف لتعلق اللام لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ تامّ، للابتداء بالشرط، ومثله: صعدا، على قراءة من قرأ وإنه بكسر الهمزة، وليس بوقف لمن فتحها عطفا على ما قبلها، أي: فلا تدعوا مع الله أحدا، لأن المساجد لله أَحَداً كاف، لمن قرأ إنه بالكسر، وليس بوقف لمن عطفه على: وأن المساجد لِبَداً حسن أَدْعُوا رَبِّي ليس بوقف، لاتساق ما بعده أَحَداً كاف، ومثله: رشدا مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ ليس بوقف، لاتساق ما بعده مُلْتَحَداً ليس بوقف للاستثناء وَرِسالاتِهِ تامّ، للابتداء بالشرط، ومثله: أبدا، إن علقت حتى بمحذوف أو جعلت حرف ابتداء يصلح أن يجيء بعدها المبتدأ والخبر، ومع ذلك فيها معنى الغاية، فهي متعلقة بقوله: لبدا، أي: يكونون متظاهرين، حتى إذا رأوا العذاب فسيعلمون عند حلوله مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً وعَدَداً كاف، ومثله: أمدا، إن رفع عالِمُ الْغَيْبِ خبر مبتدإ محذوف، أي: هو عالم، وليس بوقف إن جعل نعتا لربي، أو بدلا منه، ولا يوقف على: من رسول للاستثناء، ومنهم من جعل إلا بمعنى الواو، وأن التقدير فلا يظهر على غيبه أحدا ومن ارتضى من رسول فإنه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بمعنى: قل أوحي إليّ أنه استمع، وأنه تعالى، لم يقف عليهما، وكذا: الحكم في بقية الآيات التي بعدها، وإما، أو وإنه، أو وإنهم مما يكسر ويفتح، وعدّتها اثنتا عشرة وَلا وَلَداً كاف، وكذا: شططا، وكذبا، ورهقا، وأحدا، وشهبا، ورصدا، ورشدا، وقددا، وهربا، ورهقا، ورشدا حَطَباً صالح لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ تامّ، وكذا: صعدا مَعَ اللَّهِ أَحَداً كاف لِبَداً حسن، وكذا: أحدا وَرِسالاتِهِ تامّ، وكذا: فيها أبدا، وأقل

سورة المزمل

يسلك. قاله الهمداني، وهو يفيد نفي اطلاع الرسل على غيبه، لأن غيبه مفرد مضاف، فيعم كل فرد فرد من المخلوقات، إذ الغيوب كلها لم يطلع عليها أحد من خلقه، وهو مخالف للآية، ومفاد الآية على أنه متصل فلا يظهر على غيبه المخصوص أحدا إلا من ارتضى من رسول، وقد ارتضى نبينا صلّى الله عليه وسلّم وأطلعه على بعض من غيبه، لأن من الدليل على صدق الرسالة إخبار الرسل بالغيب. وأما البقية من الرسل والأنبياء والأولياء، فلا يظهرهم على ذلك المخصوص، بل على غيره وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً ليس بوقف، لتعلق اللام رِسالاتِ رَبِّهِمْ جائز، ومثله: بما لديهم، آخر السورة: تامّ. سورة المزمل مكية (¬1) قيل إلا قوله: إن ربك يعلم أنك تقوم إلى آخرها فمدنيّ. كلمها مائة وتسع وتسعون كلمة، وحروفها ثمانمائة وثمان وثلاثون حرفا، وآيها عشرون آية. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ تامّ، ومثله: ترتيلا، وكذا: ثقيلا، على استئناف ما بعده قِيلًا كاف، وقيل: تامّ طَوِيلًا كاف على استئناف ما بعده، ـــــــــــــــــــــــــ عددا وأمدا، ولا يوقف على: من رسول، آخر السورة: تامّ. سورة المزمل عليه الصلاة والسلام مكية وقيل إلا قوله: إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ إلى آخرها فمدني. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ تامّ، نقله أبو عمرو عن نافع. ثم قال: وهو صالح تَرْتِيلًا ¬

_ (¬1) مكية إلا قوله تعالى: إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ إلى آخرها [20]، وهي ثماني عشرة عند إسماعيل، وتسع عشرة في البصري، وعشرون في الباقي، والخلاف في ثلاث آيات: الْمُزَّمِّلُ [1] مدني، سماوي، شِيباً [17] غير مكي، وإسماعيل، إِلَيْكُمْ رَسُولًا [15] مكي، وانظر: «فنون الأفنان» (318)، «جمال القراء» (1/ 223)، «الإتحاف» (426).

وحسن إن عطف ما بعده على ما قبله تَبْتِيلًا تامّ، لمن قرأ رَبُّ بالرفع خبر مبتدإ محذوف، أو رفعه بالابتداء، والخبر جملة: لا إله إلا هو، وبها قرأ أبو عمرو وعبد الله بن كثير ونافع وحفص عن عاصم وليس بوقف لمن جرّه على البدل، من ربك، ومثله في عدم الوقف من جرّه بقسم مضمر كقولك: الله لأفعلنّ، وجوابه لا إله إلا هو، ونسب هذا لابن عباس. قال أبو حيان: ولا يصح هذا عن ابن عباس، لأن فيه إضمار الجارّ ولا يجيزه البصريون إلا مع لفظ الجلالة: ومن قرأه بالجر وهو حمزة والكسائي وابن عامر وأبو بكر عن عاصم فلا يقف على: تبتيلا لا إِلهَ إِلَّا هُوَ حسن وَكِيلًا كاف، وكذا: جميلا، ومثله: قليلا أَلِيماً جائز، إن نصب يوم بمقدّر مفعولا به، وكان من عطف الجمل، وليس بوقف إن جعل ظرفا لقوله: إن لدينا أنكالا، والمعنى إن لدينا أنكالا في هذا اليوم وَالْجِبالُ الأول حسن مَهِيلًا تامّ رَسُولًا الثاني حسن. على استئناف ما بعده وَبِيلًا كاف إِنْ كَفَرْتُمْ قال نافع: تامّ، وغلطه في ذلك جماعة منهم أبو حاتم وجعلوا يوما منصوبا بتتقون نصب المفعول به على المجاز على حذف مضاف، أي: واتقوا عذاب الله يوما، واختاره أبو علي النحوي، أو التقدير فكيف تتقون يوما الذي من شدّته كذا وكذا، وليس ظرفا، لأن الكفر لا يكون يوم القيامة، أي: كيف تتقون أنفسكم عذاب يوم يجعل الولدان شيبا. وقال الأخفش: الوقف كفرتم وجعل يوما منصوبا على الظرف وجعل الفعل لله تعالى، والتقدير يجعل الله الولدان شيئا في يوم، وهذا ليس بمختار، والأصح أن الضمير في يجعل اليوم، ولا يجوز نصبه على الظرف، لأنهم لا يكفرون ذلك اليوم، بل يؤمنون لا محالة ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف ثَقِيلًا حسن. وقال أبو عمرو تامّ قِيلًا كاف، وكذا: طويلا تَبْتِيلًا تامّ، لمن قرأ رَبُّ بالرفع، وليس بوقف لمن قرأه بالجرّ بدلا من رَبِّكَ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ كاف وَكِيلًا أكفى منه جَمِيلًا كاف، وكذا: قليلا أَلِيماً مفهوم

إذا عاينوا تلك الأهوال، لأن اليوم هو الذي من شدّة هوله يصير الولدان شيبا ويصير الكهل كالسكران، قال أمية بن أبي الصلت: [الخفيف] كلّ عيش وإن تطاول دهرا ... صائر مرة إلى أن يزولا ليتني كنت قبل ما قد بدا لي ... في قلال الجبال أرعى الوعولا إنّ يوم الحساب يوم عظيم ... شاب فيه الصغير يوما ثقيلا وقيل: الوقف تتقون، والابتداء بقوله يوما بتقدير، احذروا يوما يجعل الولدان شيبا. وقيل: الوقف شِيباً على أن في الآية تقديما وتأخيرا. والمعنى فكيف تتقون يوما يجعل الولدان شيبا إن كفرتم في الدنيا، والأجود أن لا يوقف عليه، لأن ما بعده صفة يوما. وقال أبو حاتم: الوقف السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ أي بذلك اليوم، وقرأ العامة بتنوين يوما، والجملة بعده نعت له، والعائد محذوف، أي: يجعل الولدان فيه، وقرأ زيد بن عليّ يوم يجعل بإضافة الظرف للجملة، والفاعل ضمير البارئ، وشيبا مفعول ثان ليجعل، والأصل فيه أن الهموم إذا تفاقمت أسرعت الشيب. قال الشاعر: لعبن بنا شيبا وشيبننا مردا قال إسماعيل بن خالد: سمعت خيثمة يقول في قوله: يوما يجعل الولدان شيبا. قال يؤمر آدم عليه السلام فيقال له قم فابعث بعث النار من ذرّيتك من كل ألف تسعمائة وتسعون فمن ثم يشيب المولود، فنسأل الله النجاة من عذابه وغضبه، وهذا غاية في بيان هذا الوقف، ولله الحمد مُنْفَطِرٌ بِهِ تامّ، أي: بذلك اليوم، أو فيه ومثله مفعولا تَذْكِرَةٌ كاف، على استئناف ما بعده سَبِيلًا تامّ مَعَكَ كاف وَالنَّهارَ حسن، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مَهِيلًا تامّ وَبِيلًا حسن مُنْفَطِرٌ بِهِ تامّ، وكذا: مفعولا تَذْكِرَةٌ جائز سَبِيلًا تامّ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ كاف فَتابَ عَلَيْكُمْ جائز مِنَ الْقُرْآنِ

سورة المدثر

ومثله: فتاب عليكم فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ أحسن مما قبله مَرْضى ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله مِنْ فَضْلِ اللَّهِ حسن، للفصل بين الجملتين، لأن الضاربين في الأرض للتجارة غير المجاهدين في سبيل الله ما تَيَسَّرَ مِنْهُ كاف وَآتُوا الزَّكاةَ جائز حَسَناً كاف، ومثله: أجرا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ حسن، آخر السورة: تامّ. سورة المدثر مكية (¬1) ست وخمسون آية، كلمها مائتان وخمسون كلمة، وحروفها ألف وعشرة أحرف. فَأَنْذِرْ كاف، ثم كل آية بعدها كذلك إلى: فاصبر، وهو التامّ فِي النَّاقُورِ ليس بوقف، لأن جواب إذا لم يأت بعد غَيْرُ يَسِيرٍ تامّ، ولا وقف من قوله: ذرني إلى شهودا، فلا يوقف على: وحيدا لعطف ما بعده على ما قبله، ولا على: ممدودا، لأن وَبَنِينَ منصوب عطفا على: مالا شُهُوداً حسن تَمْهِيداً كاف، وقوله: ثم يطمع ليس بعطف، بل هو تعجب وإنكار كقوله في سورة الأنعام ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ـــــــــــــــــــــــــ كاف، وكذا: في سبيل الله ما تَيَسَّرَ مِنْهُ تامّ حَسَناً كاف، قاله أبو حاتم، وهو عندي أتمّ مما قبله أَجْراً كاف وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ جائز، آخر السورة، تامّ. سورة المدثر عليه الصلاة والسلام مكية قُمْ فَأَنْذِرْ كاف، وكذا: فكبر، وفطهر، وفاهجر، وتستكثر، وفاصبر غَيْرُ يَسِيرٍ تامّ أَنْ أَزِيدَ كَلَّا تامّ، وأجازوا الوقف على: أن أزيد، ويبتدئ بكلا ¬

_ (¬1) آياتها خمسون وست في العراقي والمدني والمكي في رواية البزي، وفي رواية أخرى كمن بقي، وهم شامي وإسماعيل الخلاف في آيتين: يَتَساءَلُونَ [40] غير إسماعيل، عَنِ الْمُجْرِمِينَ [41] غير مكي، شامي.

أَنْ أَزِيدَ كَلَّا تامّ، عند الأكثر عَنِيداً كاف صَعُوداً أكفى مما قبله وَقَدَّرَ حسن، ومثله: كيف قدّر، وكذا: كيف قدّر الثاني، ومثله: ثم نظر وبسر. واستكبر، ويؤثر كلها وقوف حسان إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ تامّ، لأنه آخر ما ذكره الله عن الوليد سَقَرَ تامّ، عند أبي حاتم وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ كاف وَلا تَذَرُ كاف، ويبتدئ لوّاحة بمعنى هي لواحة، وليس بوقف لمن قرأ لوّاحة بالنصب حالا من سقر، أو من ضمير لا تبقي، أو من ضمير لا تذر لِلْبَشَرِ كاف، ومثله: تسعة عشر إِلَّا مَلائِكَةً حسن لِلَّذِينَ كَفَرُوا ليس بوقف، لأن بعده لام كي، وهكذا لا يوقف على: شيء إلى مثلا، فلا يوقف على: إيمانا، ولا على: والمؤمنون مَثَلًا كاف، والتشبيه أوّل الكلام، لأن الكاف في محل نصب نعت لمصدر محذوف، أي: مثل ذلك المذكور من الإضلال والهدى وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ كاف إِلَّا هُوَ تامّ، ومثله: للبشر، ووقف الخليل وتلميذه سيبويه على كَلَّا على معنى ليس الأمر كما ظنوا، والأجود الابتداء بها على معنى ألا بالتخفيف حرف تنبيه، فلا يوقف عليها، لأن وَالْقَمَرِ متعلق بما قبله من التنبيه إِذا أَسْفَرَ ليس بوقف، لأن جواب القسم لم يأت، وقوله: لَإِحْدَى الْكُبَرِ جواب القسم الأول، والقسم لا يكون له جوابان إلا على جهة الاشتراك، وليس في الكلام واو عطف، والضمير في إِنَّها الظاهر أنه للنار. وقيل: لقيام الساعة. وقيل هو ضمير القصة، قرأ نافع وحفص وحمزة أَدْبَرَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بجعلها بمعنى إلا عَنِيداً كاف، وكذا: صعودا. وقول البشر وسقر، ولا تذر، ويبتدئ لَوَّاحَةٌ بمعنى هي لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ جائز تِسْعَةَ عَشَرَ كاف، وكذا: إلا ملائكة ومثلا، ويهدي من يشاء إِلَّا هُوَ تامّ، وكذا: للبشر كَلَّا بمعنى إلا، فالوقف عليها هنا ليس بحسن وإن جوّزه بعضهم أَوْ يَتَأَخَّرَ حسن إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ تامّ، ويبتدئ، في جنات، أي: هم في جنات فِي سَقَرَ كاف، وكذا: أتانا

بإسكان الدال وبهمزة مفتوحة قبل الدال بمعنى المضيّ ودبر وأدبر: تولى ومضى، ومنه صاروا كأمس الدابر، والباقون بغير ألف قبل الدال الْكُبَرِ كاف، إن نصب نَذِيراً بفعل مقدّر، أو نصب على القطع، أو نصب على المصدر على معنى الإنذار كالنكير بمعنى الإنكار، وليس بوقف إن نصب حالا من سقر أو تبقى، أو من الضمير في: وما يعلم جنود ربك إلا هو، أو هو مفعول من أجله، أو من بعض الضمائر التي تقدمت، وإن جعل من ضمير قم فلا يوقف على شيء منه نَذِيراً لِلْبَشَرِ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن أبدل من قوله: لِلْبَشَرِ بإعادة الجار أَوْ يَتَأَخَّرَ حسن رَهِينَةٌ الأولى وصله بما بعده أَصْحابَ الْيَمِينِ تامّ ورأس آية أيضا، ثم تبتدئ في جنات، أي: هم في جنات، فالاستثناء متصل إذ المراد بهم المسلمون المخلصون. أو منقطع، والمراد بهم الأطفال أو الملائكة عَنِ الْمُجْرِمِينَ حسن فِي سَقَرَ أحسن مما قبله، ولا وقف من قوله: قالوا لم نك من المصلين إلى اليقين، فلا يوقف: على المصلين، ولا على: المسكين، ولا على: الخائضين، ولا على: بيوم الدين، لأن العطف صيرها كالشيء الواحد الْيَقِينُ كاف، ومثله: الشافعين مُعْرِضِينَ ليس بوقف، لتعلق التشبيه بما قبله، ومثله في عدم الوقف مستنفرة، لأن الجملة بعده صفة لما قبلها مِنْ قَسْوَرَةٍ كاف ومثله: منشرة. وقيل: كَلَّا على أنها للردع على معنى أن الكفار لا يعطون الصحف التي أرادوها ثم استأنف، بل لا يخافون الآخرة، وإن جعلت كلا بمعنى ألا التي للتنبيه حسن الابتداء بها الْآخِرَةَ كاف، ومثله: تذكرة، وكذا ذكره، وكذلك: إلا أن يشاء الله، آخر السورة: تامّ. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ اليقين، والشافعين، ومن قسورة مُنَشَّرَةً تامّ، والأحسن الوقف على: كلا الْآخِرَةَ كاف تَذْكِرَةٌ صالح فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ حسن إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ كاف، آخر السورة: تامّ.

سورة القيامة

سورة القيامة مكية (¬1) أربعون آية، وكلمها مائة وخمس وستون كلمة، وحروفها ستمائة واثنان وخمسون حرفا. اختلف في لا فقيل زائدة تمهيدا للنفي وتنبيها من أول الأمر على أن المقسم به نفي، وإنما جاز أن تلغى في أوائل السور، لأن القرآن كله كالسورة الواحدة، ويؤيد زيادتها قراءة قنبل والبزي لا أُقْسِمُ بحذف الألف جوابا لقسم مقدّر، أي: والله لا أقسم والفعل للحال، ولذلك لم تأت نون التوكيد وهذا مذهب الكوفيين، وأما البصريون فلا يجيزون أن يقع فعل الحال جوابا للقسم، وجوّز بعضهم حذف النون من القسم وإن كان بمعنى الاستقبال، ووقع القسم بين نفيين تأكيدا للانتفاء، ولذلك حكموا بزيادة لا في مثل ذلك في قوله: فلا وربك لا يؤمنون، أراد بناء الكلام على النفي من أول وهلة فصدّر الجملة بأداة النفي غير قاصد لنفي القسم، بل مؤكدا لنفي المقسم عليه، ومن ذلك فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ وَما لا تُبْصِرُونَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ، وتأمل لا أقسم بيوم القيامة، كيف اقترن القسم بأداة النفي لما تضمن نفي صحة حسبان الإنسان أن الله لا يجمع عظامه، ومنه فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ هو أيضا متضمن لنفي ما قاله الكفار إنه كذاب وساحر ومجنون، ولم تجئ في القرآن إلا مع صريح فعل القسم بغير الله نحو: لا أقسم بهذا البلد، لا أقسم بيوم القيامة، لا أقسم بمواقع النجوم، قصدا ـــــــــــــــــــــــــ سورة القيامة مكية لا صلة، وقيل: ردّ لكلام في السورة المتقدمة كأنهم أنكروا البعث فقيل لا، وقوله: أُقْسِمُ قسم وجوابه محذوف تقديره: لتبعثنّ ولتحاسبنّ بقرينة قوله: ¬

_ (¬1) أربعون في الكوفي، وتسع وثلاثون في الباقي والخلاف في آية لِتَعْجَلَ بِهِ [16] كوفي.

لتأكيد القسم وتعظيم المقسم به ولم يسمع زيادة لا مع القسم بالله إذا كان الجواب مثبتا، فدلّ ذلك على أن زيادتها لتوطئة القسم: وقيل نافية لكلام تقدّم عن الكفار من إنكار البعث فقيل لهم لا، ليس الأمر كما زعمتم، فعلى هذا يحسن الوقف على لا، وليس بوقف لمن جعلها زائدة، وقيل: إنها لام الابتداء وليست لام القسم، ولم يقع خلاف في قوله هنا ولا أقسم الثانية أنه بألف بعد لا لأنها لم ترسم إلا كذا بخلاف الأولى، وكذلك: لا أقسم بهذا البلد لم يختلف فيه أنه بألف بعد لا وجواب القسم محذوف تقديره، لتبعثنّ، دلّ عليه: أيحسب الإنسان. وقيل: الجواب أيحسب. وقيل: هو بلى قادرين، وهذه الأقوال شاذة منكرة لا تصح عن قائلها، لخروجها عن لسان العرب، والكلام على ضعفها يستدعي طولا، وذكرتها للتنبيه على ضعفها، والمعتمد الأول. انظر السمين ففيه العجب العجاب، وأشبعت القول لهذا الوقف، وهو جدير بأن يخص بتأليف وهذا غاية في بيانه ولله الحمد اللَّوَّامَةِ كاف ومثله: عظامه بجعل بلى متعلقة بما بعدها. وقال أبو عمرو: الوقف على بلى كاف. والمعنى بل نجمعها قادرين، وقادرين حال من ضمير نجمعها، وقدّره غيره بلى نقدر قادرين فحذف الفعل كما قال الفرزدق: [الطويل] ألم ترني عاهدت ربّي أنّني ... لبين رتاج قائم ومقام عليّ حلفة لا أشتم الدهر مسلما ... ولا خارجا من في زور كلام أراد ولا يخرج خارجا، وقيل: خارجا منصوب على موضع لا أشتم كأنه قال: لا شاتما ولا خارجا، ومن ذلك قول الشاعر: بات يعشيها بعضب باتر ... يقصد في أسوقها وجائز ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه، فالوقف على: اللَّوَّامَةِ كاف عِظامَهُ بَلى

أراد بيقصد قاصد وجائز بَنانَهُ كاف، ومثله: أمامه يَوْمُ الْقِيامَةِ تامّ، ولا وقف من قوله: فإذا برق البصر إلى أين المفرّ، فلا يوقف على البصر، ولا على القمر، لأن جواب إذا لم يأت بعد أَيْنَ الْمَفَرُّ كاف، وقيل: كلا زجر عن طلب الفرار. وقال نافع وجماعة الوقف، لا وزر، أي: لا ملجأ ولا مهرب الْمُسْتَقَرُّ كاف، ومثله: وأخر، وكذا: معاذيره، ولتعجل به، وقرآنه، وفاتبع قرآنه. وثم لترتيب الأخبار كلها وقوف كافية لاتحاد الكلام بَيانَهُ تامّ، ولا يوقف على كلا هذه، لأنها ليست بمعنى الردع والزجر بل هي بمعنى ألا التي للتنبيه فيبتدأ بها الْآخِرَةَ تامّ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ حسن باسِرَةٌ جائز فاقِرَةٌ تامّ، ولا وقف من قوله: كلا إذا بلغت إلى المساق لعطف كل واحد على ما قبله، فلا يوقف على التراقي، ولا على من راق، ولا على الفراق الْمَساقُ كاف، ولا يوقف على صلى للاستدراك بعده وَتَوَلَّى جائز، ومثله يتمطى فَأَوْلى الثانية كاف، ومثله: سدى والسدى المهمل، أي: أيحسب الإنسان أنا لا نأمره ولا ننهاه ومنه قول الشاعر: [الكامل] لو أرسلوا سعدا إلى الماء سدى ... من غير دلو أو رشا لا يستقى ولا وقف من قوله: ألم يك إلى والأنثى لاتساق الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على تمنى، لأن ثم هنا لترتيب الفعل فليس بوقف، سواء قرئ تمنى بالفوقية أو بالتحتية، لكن من قرأ بالتحتية أخرجه على المنى، ومن قرأ بالفوقية ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف وقيل تامّ، والمعنى بلى نجمعها، ويجوز الوقف على عظامه بجعل بلى متعلقا بما بعده بَنانَهُ كاف يَوْمُ الْقِيامَةِ تامّ أَيْنَ الْمَفَرُّ كاف، ويجوز الوقف على كلا لا وَزَرَ حسن الْمُسْتَقَرُّ تامّ وَأَخَّرَ كاف مَعاذِيرَهُ حسن لِتَعْجَلَ بِهِ تامّ جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ كاف بَيانَهُ تامّ، ولا وقف على كلا هنا، لأنها ليست بمعنى الردع بل بمعنى إلا الْآخِرَةَ تامّ ناظِرَةٌ حسن فاقِرَةٌ تامّ، كلا لا يجوز الوقف عليها هنا بحال الْمَساقُ كاف فَأَوْلى

سورة الإنسان

أخرجه على النطفة، قرأ حفص يمنى بالتحتية والباقون بالفوقية، ولا يوقف على فسوّى لكان الفاء وَالْأُنْثى كاف، للابتداء بالاستفهام، آخر السورة تام. سورة الإنسان مكية أو مدنية (¬1) إحدى وثلاثون آية إجماعا، وكلمها مائتان واثنتان وأربعون كلمة، وحروفها ألف وأربعة وخمسون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا إجماعا خمسة مواضع، السبيل، ومسكينا، ويتيما، ومخلدون، ورأيت نعيما. مَذْكُوراً كاف أَمْشاجٍ حسن، عند بعضهم، ونبتليه جواب بعد سؤال سائل قال كيف كان خلق الإنسان؟ فقال نبتليه، أي: نختبره فجعلناه سميعا بصيرا. وقال جمع أمشاج نبتليه. وقال آخرون الوقف على آخر الآية على التقديم والتأخير، أي: فجعلناه سميعا بصيرا لنبتليه وهو الكافي والأمشاج الأخلاط، واحدها مشج بفتحتين أو مشج كعدل وأعدال أو مشيج كشريف وأشراف، قاله ابن الأعرابي: قال الزمخشري: ومشجه ومزجه بمعنى، والمعنى من نطفة امتزج فيها الماءان. قاله السمين: وقيل عروق النطفة، وقيل: ألوانها، وقيل: ماء الرجل وماء المرأة، وهما لونان، فماء الرجل أبيض ثخين، وماء المرأة أصفر رقيق، وأيهما علا ماؤه كان الشبه له. قال أبو حاتم: الوقف التام نبتليه. وبه يتم المعنى، ولأنه في موضع الحال من فاعل خلقنا، ـــــــــــــــــــــــــ تامّ، وكذا: سدى وَالْأُنْثى وآخر السورة. سورة الإنسان مكية أو مدنية مَذْكُوراً كاف نَبْتَلِيهِ تامّ، عند بعضهم بَصِيراً حسن كَفُوراً ¬

_ (¬1) مكية وقيل إنها مدنية، وقيل: مكية إلا آية واحدة وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً انظر: الإتقان (1/ 34)، وهي إحدى وثلاثون آية باتفاق.

أي: خلقناه حال كوننا مبتلين له أو من الإنسان. وقال الفراء: ليس بتامّ، لأن المعنى على التقديم والتأخير، أي: فجعلناه سميعا بصيرا لنبتليه في الدنيا بالتكليف، وغلط في هذا، لأن الآية ليس فيها لام ولا المعنى على ما قاله، وقد يبتلى ويختبر وهو صحيح وإن لم يكن سميعا بصيرا، وردّ عليه بعين ما علل به، لأن من شرط التام أن لا يتعلق بما بعده وتتم الفائدة بما دونه. فإذا جعل على التقديم والتأخير فكيف يتم الوقف على نبتليه، وأبى بعضهم هذا الوقف، وجعل موضع نبتليه نصبا حالا، أي: خلقناه مبتلين له، أي: مريدين ابتلاءه كقولك: مررت برجل معه صقر صائدا به غدا، أي: قاصدا به الصيد غدا. قال أبو عثمان: أمشاج نبتليه ابتلى الله الخلق بتسعة أمشاج، ثلاث مفتنات، وثلاث كافرات، وثلاث مؤمنات، فالمفتنات سمعه وبصره ولسانه، والكافرات نفسه وهواه وشيطانه، والمؤمنات عقله وروحه وملكته. فإذا أيد الله العبد بالمعونة سلط العقل على القلب فملكه، وأسرت النفس الهوى فلا يجد إلى الجراءة سبيلا، فجانست النفس الروح وجانس الهوى العقل وصارت كلمة الله هي العليا، وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة سَمِيعاً بَصِيراً حسن كَفُوراً تامّ، ومثله: وسعيرا، ولا يوقف على كافورا، لأن عينا منصوب بدلا من كافورا، أي: وماء عين أو بدلا من محل من كأس أو مفعول يشربون أو حالا من الضمير في مزاجها، وإن نصب على الاختصاص جاز الوقف على كافورا عِبادُ اللَّهِ جائز تَفْجِيراً حسن بِالنَّذْرِ جائز وَيَخافُونَ يَوْماً ليس بوقف ونصب على أنه مفعول به فليس هو بمعنى في مُسْتَطِيراً حسن عَلى حُبِّهِ ليس بوقف، لأن ما بعده مفعول ثان ليطعمون فلا يقطع منه وهو مصدر مضاف للمفعول، أي: على حب الطعام ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ، وكذا: سعيرا تَفْجِيراً حسن مُسْتَطِيراً صالح، وكذا: ولا شكورا قَمْطَرِيراً تامّ وَسُرُوراً صالح، وكذا: على الأرائك، وتذليلا وهو أصلحها كانت قواريرا، كاف، وكذا: تقديرا، وسلسبيلا، والعامة تقف على: وإذا رأيت ثم، وليس

فهو حال من الطعام أو من الفاعل وَأَسِيراً حسن، ومثله: لوجه الله، وكذا: ولا شكورا، لأن الكلام متحد في صفة الأبرار قَمْطَرِيراً تامّ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ حسن، ومثله: وسرورا، ولا يوقف على حريرا، لأن متكئين حال من مفعول جزاهم، ولا يجوز أن يكون صفة لجنة عند البصريين، لأنه كان يلزم بروز الضمير. فيقال متكئين هم فيها لجريان الصفة على غير من هي له خلافا للزمخشري حيث جوّز أن يكون متكئين، ولا يرون، ودانية كلها صفات لجنة، ولا يجوز أن يكون حالا من فاعل صبروا، لأن الصبر كان في الدنيا واتكاؤهم إنما هو في الآخرة. قاله مكي: انظر السمين عَلَى الْأَرائِكِ حسن، على استئناف ما بعده، ولا يوقف على زمهريرا، لأن ودانية منصوب بالعطف على جنة كأنه قال: جزاؤهم جنة ودانية عليهم ظلالها، أي: وشجرة دانية عليهم ظلالها، وانظر قول السمين: ودانية عطف على محل لا يرون مع أنه لا يعطف إلا على محل الحرف الزائد، وما هنا ليس كذلك تَذْلِيلًا جائز، ومثله: كانت قواريرا، كاف، أي: إن أهل الجنة قدّروا الأواني في أنفسهم على أشكال مخصوصة فجاءت كما قدروها تكرمة لهم جعلها السقاة على قدر ريّ شاربيها زَنْجَبِيلًا ليس بوقف، لأن عينا بدل من زنجبيلا، فلا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف، وإن نصبت عينا على الاختصاص جاز سَلْسَبِيلًا كاف، وأغرب بعضهم ووقف على وإذا رأيت ثم فكأنه حذف الجواب تعظيما لوصف ما رأى. المعنى: وإذا رأيت الجنة رأيت ما لا تدركه العيون ولا يبلغه علم أحد كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر» وما أراده ليس بشيء، لأن ثم ظرف لا ينصرف فلا يقع فاعلا ولا مفعولا وغلط من أعربه مفعولا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بشيء، لأن الجواب بعده كَبِيراً صالح وَإِسْتَبْرَقٌ كاف مِنْ فِضَّةٍ صالح طَهُوراً كاف مَشْكُوراً تام تَنْزِيلًا حسن، وكذا: كفورا وَأَصِيلًا تامّ

لرأيت. لأنه لا مفعول لها لا ظاهرا ولا مقدّرا خلافا للأخفش والفراء ليكون أشيع لكل مرئي، وزعم الفراء أن تقديره إذا رأيت ما ثم، وهذا غير جائز عند البصريين، لأن ثم صلة لما، ولا يجوز حذف الموصول وترك الصلة بل تقديره إذا وجدت الرؤية في الجنة رأيت نعيما وكَبِيراً جائز، لمن قرأ عالِيَهُمْ بإسكان الياء مبتدأ خبره ثياب وهو حمزة ونافع والباقون بنصبها ظرفا أو حالا من الضمير في يطوف عليهم أو في حسبتهم، أي: يطوف عليهم ولدان مخلدون عاليا للمطوف عليهم ثياب أو حسبتهم لؤلؤا عاليهم ثياب ومحلها نصب حال، أو جرّ، فمن رفعه عطفه على ثياب، ومن جرّه عطفه على سندس وهمزة إستبرق همزة قطع مِنْ فِضَّةٍ حسن، على استئناف ما بعده طَهُوراً كاف جَزاءً جائز مَشْكُوراً تامّ تَنْزِيلًا كاف لِحُكْمِ رَبِّكَ جائز أَوْ كَفُوراً حسن وَأَصِيلًا كاف فَاسْجُدْ لَهُ جائز وليس بوقف لمن قرأ: عاليهم بالنصب على الحال مما قبله وَإِسْتَبْرَقٌ كاف: على القراءتين أعني برفعه طَوِيلًا كاف الْعاجِلَةَ حسن ثَقِيلًا كاف أَسْرَهُمْ حسن، ومعناه خلقهم تَبْدِيلًا تامّ تَذْكِرَةٌ حسن، للابتداء بالشرط مع الفاء سَبِيلًا كاف إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ حسن، على استئناف ما بعده حَكِيماً كاف، وقيل: تامّ، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل متصلا بما قبله فِي رَحْمَتِهِ كاف وَالظَّالِمِينَ منصوب بمقدّر، أي: وعذب الظالمين، ولا يجوز أن يكون معطوفا على من، أي: يدخل من يشاء في رحمته، ويدخل الظالمين، أو وعذب الظالمين أعدّ لهم، وتامّ على قراءة الحسن، والظالمون بالرفع، آخر السورة، تامّ. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ طَوِيلًا تامّ، وكذا: ثقيلا أَسْرَهُمْ كاف تَبْدِيلًا تامّ تَذْكِرَةٌ صالح سَبِيلًا حسن حَكِيماً كاف فِي رَحْمَتِهِ تامّ، وكذا، آخر السورة.

سورة والمرسلات

سورة والمرسلات مكية (¬1) خمسون آية باتفاق، كلمها مائة وإحدى وثمانون كلمة، وحروفها ثمانمائة وستة وعشرون حرفا، ولا وقف من أولها إلى قوله: لواقع لاتصال الجواب بالقسم، فلا يوقف على عرفا، ولا على عصفا ولا على نشرا، ولا على فرقا، ولا نذرا. لَواقِعٌ تامّ، ولا وقف من قوله: فإذا النجوم طمست إلى أجلت إن جعل مع قوله: ليوم الفصل فعل محذوف تقديره أجلت ليوم الفصل فتكون اللام الأولى التي في قوله: لأي يوم صلة للفعل الظاهر والثانية صلة للفعل المضمر، وإن جعلت اللام الثانية في يوم الفصل تأكيدا للام الأولى، لأيّ يوم لم يحسن الوقف على أجلت. وهذا على كون جواب إذا محذوفا تقديره: فإذا طمست النجوم وقع ما توعدون، وإن جعل جوابها ويل يومئذ لم يحسن الوقف إلى قوله: للمكذبين. قاله مكي، وغلط لأنه لو كان الجواب لزمته الفاء لكونه جملة اسمية لِيَوْمِ الْفَصْلِ تامّ، ومثله: ما يوم الفصل، وكذا: للمكذبين، ومثله: فيما يأتي في هذه السورة بعد كل جملة وعيد للمكذبين بالويل في الآخرة كرّر في عشرة مواضع، وليس تكرارها تأكيدا بل اتبع كل قصة ويل يوم للمكذبين كأنه ذكر في كل موضع شيئا. ثم قال: ويل لهذا ـــــــــــــــــــــــــ سورة والمرسلات مكية لَواقِعٌ تامّ، وهو آخر جواب الأقسام لِيَوْمِ الْفَصْلِ تامّ، وكذا: ما يوم الفصل، وللمكذبين هنا وفيما يأتي منه في هذه السورة الْأَوَّلِينَ كاف الْآخِرِينَ صالح. وقال أبو عمرو: كاف، وهو أحسن بِالْمُجْرِمِينَ حسن. وقال أبو عمرو: تام فَقَدَرْنا كاف الْقادِرُونَ حسن، وكذا: فراتا، وبه تكذبون مِنَ ¬

_ (¬1) وهي خمسون آية ومكية باتفاق.

المذكور قبله وكرّر ليكون نصا فيما يليه وظاهرا في غيره، وليس التكرار إطنابا لما قبله نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ كاف، على قراءة من قرأ: ثم نتبعهم بالرفع على الاستئناف، وليس بوقف لمن قرأه بسكون العين عطفا على نهلك، ومن قدر حذف الضمة تخفيفا كما في يأمركم جاز له الوقف على الأولين الْآخِرِينَ كاف بِالْمُجْرِمِينَ تامّ، ولا وقف من قوله: ألم نخلقكم إلى قوله: فقدرنا، فلا يوقف على مهين، ولا على مكين، ولا على معلوم فَقَدَرْنا كاف الْقادِرُونَ تامّ، ولا يوقف على كفاتا، لأن أحياء وأمواتا منصوبان بكفاتا وَأَمْواتاً حسن فُراتاً تامّ تُكَذِّبُونَ حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلا بما قبله مِنَ اللَّهَبِ كاف كَالْقَصْرِ ليس بوقف لتعلق التشبيه بما قبله صُفْرٌ كاف فَيَعْتَذِرُونَ كاف، وهو عطف على ولا يؤذن لهم، أي: لا يؤذن ولا يعتذرون، وليس بوقف إن جعل جوابا للنفي، إذ لو كان جوابا له لقال: فيعتذرون فَكِيدُونِ كاف وَعُيُونٍ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله مِمَّا يَشْتَهُونَ كاف، لأن بعده إضمار القول، أي: يقال لهم كلوا واشربوا. ومثله: تعملون الْمُحْسِنِينَ تامّ قَلِيلًا قيل: جائز مُجْرِمُونَ كاف، ومثله: لا يركعون، آخر السورة: تامّ. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ اللَّهَبِ كاف صُفْرٌ تامّ فَيَعْتَذِرُونَ حسن، وكذا: فكيدون يَشْتَهُونَ كاف، وكذا: تعملون الْمُحْسِنِينَ حسن، وكذا: مجرمون، ولا يركعون، آخر السورة: تامّ.

سورة النبإ

سورة النبإ مكية (¬1) إحدى وأربعون آية في البصري، وأربعون آية في عدّ الباقين، واختلافهم في عذابا قريبا، عدّها البصري، كلماتها مائة وثلاث وسبعون كلمة، وحروفها سبعمائة وسبعون حرفا. عَمَّ يَتَساءَلُونَ حسن عند بعضهم، ثم قال تعالى: عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ قوله: عن النبأ العظيم مفعول يتساءلون، وعمّ متعلق بيتساءلون، فالاستفهام للتعجب. وهذا كقوله: لمن الملك اليوم. ثم ردّ على نفسه فقال: لله الواحد القهار فهو كشيء يبهم. ثم يفسر، ففي هذا الوجه جعل عن الأولى صفة للفعل الظاهر، والثانية صفة لفعل مضمر، والتقدير، عن أيّ شيء يتساءلون أعن النبأ العظيم؟ فمن هذا الوجه حسن الوقف على يتساءلون. ثم يبتدئ عن النبأ العظيم، وقيل الاستفهام لا يكاد يضمر إذا لم يأت بعده أم، وليس في الآية ذكر أم كما ترى، وليس بوقف إن جعلت عن الثانية توكيدا للأولى وترجمة وبيانا لعمّ، وكان وقفه مختلفون، وهو الكافي في الوجهين، ووقف أبو حاتم على كلا وجعلها ردّا للنفي في اختلافهم في النبأ، وهل هو إنكارهم البعث بعد الموت أو إنكارهم القرآن؟ قال يحيى بن نصير النحوي، كلا ردّ، أي: لا اختلاف قال بعض أهل التفسير صار الناس فيه رجلين مصدّقا ومكذبا، وأما الموت فأقرّوا به كلهم لمعاينتهم إياه وأما القرآن. فقال الفراء: عن ـــــــــــــــــــــــــ سورة النبأ مكية عَمَّ يَتَساءَلُونَ كاف، ثم قال تعالى: عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ وهو شبيه بقوله: ¬

_ (¬1) مكية باتفاق، وهي أربعون آية في البصري، وأربعون في الباقي، وذكر ابن الجوزي أنها إحدى وأربعون آية في عد المكي والبصري، وكذلك قال ابن البنا، وانظر «فنون الأفنان» (319)، الإتحاف (431)، «جمال القراء» (1/ 224)، «الفرائد الحسان» (70).

النبأ العظيم، يعني القرآن الذي هم فيه مختلفون بين مصدّق ومكذب فذلك اختلافهم، فعلى هذا صح الوقف على كلا، أي: لا اختلاف فيه، والمشهور أن الكلام تمّ على مختلفون، ولا يوقف على كلا في الموضعين، لأنهما بمعنى ألا التي بمعنى التنبيه، فيبتدئ بهما، والثاني توكيد في الوعيد والمعنى ألا سيعلمون. ثم ألا سيعلمون ما يحلّ بهم، يعني بهم أهل مكة، وهو وعيد وتهديد منه تعالى لهم سَيَعْلَمُونَ الثاني تامّ، والوقف على أوتادا، وأزواجا، وسباتا، ومعاشا، وشدادا، ووهاجا، كلها وقوف حسان ثَجَّاجاً ليس بوقف، لأن بعده لام العلة. ومعنى ثجاجا، أي: مثجوجا أي: مصبوبا، ومنه الحديث «أفضل الحج العج والثج» فالعج رفع الصوت بالتلبية، والثج نحر الهدى، ولا يوقف على: نباتا، لعطف ما بعده على ما قبله أَلْفافاً تامّ مِيقاتاً ليس بوقف، لأن يوم بدل من يوم الفصل أو عطف بيان وإن نصب بأعني مقدّرا جاز، وقرئ في الصور بفتح الواو أَفْواجاً حسن، ومثله: أبوابا، وكذا: سراجا مَآباً ليس بوقف، لأن لابِثِينَ حال من الضمير المستتر في الطاغين، وهي حال مقدّرة أَحْقاباً كاف، وأحقابا جمع حق كقفل وأقفال. وقيل مثلث الحاء، أي: دهورا لا انقطاع لها. وقيل: الحقب ثمانون عاما. قال أبو جعفر: سمعت عليّ بن سليمان يقول: سألنا أبو العباس محمد بن يزيد عن قوله: لابثين فيها أحقابا، ما هذا التحديد وهم لا يخرجون من النار أبدا؟ وله منذ سألنا ثلاثون سنة، وأنا أنظر في الكتب فما صحّ جواب فيها إلا أن يكون هذا للموحدين الذين يدخلون النار بذنوبهم ثم يخرجون منها. نقله النكزاوي وَلا شَراباً تجاوزه أولى غَسَّاقاً حسن، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لمن الملك اليوم. ثم ردّ على نفسه فقال: لله الواحد القهار مُخْتَلِفُونَ حسن كَلَّا لا يوقف هنا عليه ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ تامّ، وقال أبو عمرو: كاف أَوْتاداً جائز، وكذا: سباتا، ومعاشا وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً تامّ، وكذا: سرابا

إن نصب جزاء بفعل مقدّر، وليس بوقف إن جعل صفة لما قبله وِفاقاً كاف، ومثله: حسابا كِذَّاباً تامّ. اتفق جميع القرّاء على قراءة كذابا بكسر الكاف وتشديد الذال، ولم يقرأ أحد من السبعة ولا من العشرة بتخفيف الذال في هذا الموضع أَحْصَيْناهُ كِتاباً جائز فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً في الحديث عن النبي صلّى الله عليه وسلّم «هذه الآية أشدّ ما في القرآن على أهل النار» إِلَّا عَذاباً تامّ. اتفق علماء الرسم العثماني على حذف الألف التي بين الذال والباء من كِذَّاباً الثانية دون الأولى، كذا في مصحف الإمام، ولا وقف من قوله: إلى للمتقين إلى قوله دهاقا، فلا يوقف على: مفازا، لأن حدائق بدل من مفازا بدل اشتمال أو بدل كلّ من كل، ولا يوقف على: وأعنابا، لأن ما بعده معطوف عليه، ولا يوقف على: أترابا دِهاقاً كاف، والدهاق المملوءة. قال عليّ كرّم الله وجهه: [الرجز] دونكها مترعة دهاقا ... كأس ذعاف ملئت ذعاقا والذعاق السم القاتل وَلا كِذَّاباً جائز على القراءتين، قرأ العامة كِذَّاباً بتشديد الذال، وقرأ الكسائي بالتخفيف، وقرأ عمر بن عبد العزيز كذابا بضم الكاف وتشديد الذال جمع كاذب، لأن من أمثلة جمع الكثرة فعالا في وصف صحيح اللام على فاعل نحو صائم وصوّام وقائم وقوّام، يقال رجل كذاب مبالغا في الكذب عَطاءً حِساباً حسن، يبنى الوقف على حِساباً على اختلاف القراء في ربّ، فقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أَحْقاباً كاف، وأجاز قوم الوقف على ولا شرابا، ويبتدئ إلا حميما بمعنى لكن حميما ولا أستحسنه وِفاقاً كاف، وكذا: حسابا كِذَّاباً تامّ، وكذا: عذابا دِهاقاً كاف حِساباً حسن، وكذا: وما بينهما. وقال أبو عمرو فيهما: كاف،

برفع ربّ والرحمن، وقرأ ابن عامر وعاصم بخفضهما، وقرأ الأخوان بخفض الأول ورفع الثاني، فرفعهما خبر مبتدإ محذوف، أو ربّ مبتدأ والرحمن خبره ولا يَمْلِكُونَ خبر ثان، أو مستأنف أو ربّ مبتدأ والرحمن نعت، ولا يملكون خبر رب، أو ربّ مبتدأ والرحمن مبتدأ ثان، ولا يملكون خبره والجملة خبر الأول، وحصل الربط بتكرير المبتدإ بمعناه وأما جرّهما فعلى البدل أو البيان، فمن قرأ برفعهما فإن رفع الأول بالابتداء والرحمن خبره كان الوقف على الرحمن كافيا، وإن رفع الرحمن نعتا لرب أو بيانا كان الوقف على الرحمن كذلك، ولا يوقف على: وما بينهما، ومن قرأ بخفض الأول ورفع الثاني لا يوقف على: حسابا، بل على: وما بينهما، وإن رفع الرحمن بالابتداء وما بعده الخبر كان الوقف على وما بينهما تاما، وإن رفع الرحمن خبر مبتدإ محذوف كان كافيا، ومن قرأ بخفضهما وقف على: الرحمن، ولا يوقف على: حسابا، لأنهما بدلان من ربك أو بيان له، وهذا غاية في بيان هذا الوقف، ولله الحمد خِطاباً كاف، إن علقت يوم بقوله: لا يتكلمون، ومن أذن بدل من واو لا يتكلمون صَواباً كاف، ويجوز الوقف على صَفًّا من وصل يَوْمَ يَقُومُ بما قبله، والمعنى لا يقدر أحد أن يخاطب أحدا في شأن الشفاعة خوفا وإجلالا إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ جائز مَآباً كاف قَرِيباً جائز، ورأس آية عند البصري، ولم يعدها الكوفى آية، فمن عدّها آية جعل يوم منصوبا بمقدر ومن لم يعدّها جعل يوم ظرف العذاب يَداهُ حسن عند أبي حاتم على استئناف ما بعده وخولف، لأن قوله: ويقول معطوف على ينظر، ولا تدغم تاء كنت في تاء ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وهذا لمن رفع رب خبرا لمبتدإ محذوف، ورفع الرحمن مبتدأ. أما من جرّهما فلا يقف قبلهما لأنهما بدلان من ربك، ومن رفع الرحمن بدلا من ربّ السموات لم يقف على وما بينهما خِطاباً كاف صَواباً تامّ، وكذا: مآبا، ولا أنكر على من وقف على

سورة والنازعات

ترابا، لأن الفاعل لا يحذف، والإدغام يشبه الحذف تُراباً تامّ. سورة والنازعات مكية (¬1) ست وأربعون آية في الكوفي، وكلمها مائة وتسع وتسعون كلمة، وحروفها سبعمائة وثلاثة وخمسون حرفا. ولا وقف من أولها إلى: أمرا، وهو تامّ إن جعل جواب القسم محذوفا تقديره: لتبعثن، أو لتحشرن فحذف هذا الجواب، لأن قوله: يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فيه دلالة على أنهم أنكروا البعث والحشر فحذف، لأن ما يدل على الشيء يقوم مقامه. قال الرضي: وإذا تكررت الواو بعد القسم نحو: والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى، فذهب سيبويه والخليل أن المتكرّرة واو العطف. وقال بعضهم: هي واو القسم، والأولى أصح، وتقدم أن سيبويه سأل شيخه الخليل بن أحمد. لم لم تكن الواو المتكررة بعد واو القسم كواو القسم؟ وتقدم الجواب عنه في: والذاريات فالقسم واحد والمقسم به متعدّد، والقسم هو الطالب للجواب، لا المقسم به، فيكون جوابا واحدا، والقاعدة أن ما عطف بالفاء هو من وصف المقسم به قبل الفاء، وما عطف بالواو هو مغاير لما قبلها ومشعر بالتغاير، وهو موضوعه في لسان العرب والمقسم بها هنا محذوفات أقيمت صفاتها مقامها، فقيل النازعات ملائكة تنزع نفوس بني آدم. وقيل: الناشطات ملائكة، وكذا قيل والسائحات ملائكة تتصرّف في الآفاق بأمر الله تعالى تجيء وتذهب، ونشطا، وسبحا، وسبقا كلها مصادر، ـــــــــــــــــــــــــ اليوم الحقّ قَرِيباً صالح. آخر السورة: تامّ. سورة والنازعات مكية وجواب الأقسام المذكورة محذوف تقديره: وهذه الأشياء لتبعثن يوم ترجف ¬

_ (¬1) وتسمى أيضا سورة الساهرة، وهي أربعون وست في الكوفي، وخمس في الباقي، والخلاف في آيتين: وَلِأَنْعامِكُمْ [33] حجازي، كوفي، فَأَمَّا مَنْ طَغى [37] غير حجازي.

وقيل: الجواب ليس محذوفا، بل هو تتبعها، أو هو هل أتاك، أو هو إن في ذلك لعبرة، وهذا قبيح، لأن الكلام قد طال بين القسم والجواب. وقال السجستاني: يجوز أن يكون هذا من التقديم والتأخير كأنه قال: فإذا هم بالساهرة والنازعات غرقا، وهذا خطأ لأن الفاء لا يفتتح بها الكلام كقول الشاعر: [الطويل] وإنّي متى أشرف على الجانب الذي ... به أنت من بين الجوانب ناظر أراد وإني ناظر متى أشرف، وكقول الآخر: يا أقرع بن حابس يا أقرع ... إنّك إن يصرع أخوك تصرع أراد إنك تصرع إن يصرع أخوك، وهذا الذي قاله أبو حاتم في الآية خطأ من وجهين. أحدهما ما تقدم. والثاني: أن أوّل السورة واو القسم، وسبيل القسم أنه إذا ابتدئ به لا بدّ وأن يكون له جواب خاشِعَةٌ حسن: على استئناف ما بعده، ولا يوقف على: الحافرة، لأن لَمَرْدُودُونَ دليل العامل في إذا وأرادوا الحياة التي ماتوا بعدها نَخِرَةً حسن على القراءتين، قرأ الأخوان وأبو بكر ناخرة بألف بعد النون، والباقون نَخِرَةً بدونها، وهي المصوّنة، ولا يوقف على: خاسرة لأن ما بعده جوابه ما قبله، أي: إن ردّنا إلى الحافرة كانت ردّتنا خاسرة بِالسَّاهِرَةِ حسن، وهي التي لم توطأ. وقيل: وجه الأرض حَدِيثُ مُوسى تامّ، لأنه لو وصله بما بعده لصار إذ ظرفا لإتيان الحديث وهو محال، بل هو مفعول بفعل محذوف، أي: اذكر إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً وطُوىً كاف، على استئناف ما بعده، وليس ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الراجفة تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ كاف خاشِعَةٌ صالح. وقال أبو عمرو: تامّ خاسِرَةٌ تامّ، وكذا: بالساهرة طُوىً كاف، فَتَخْشى صالح وَالْأُولى تامّ، وما ذكرنا أنه تامّ من هذه الوقوف إنما يأتي على أن جواب الأقسام محذوف. أما إذا جعل جوابها

بوقف إن جعل ما بعده في حكم البدل مما قبله، أو جعل قوله: اذْهَبْ مفعول ناداه طَغى جائز أَنْ تَزَكَّى ليس بوقف للعطف فَتَخْشى كاف، على استئناف ما بعده فَحَشَرَ جائز: عند بعضهم. قال السخاوي: وهو من وقوف النبي صلّى الله عليه وسلّم. ومعنى حشر، أي: جمع السحرة وأرباب دولته الْأَعْلى ليس بوقف لمكان الفاء وَالْأُولى تامّ، على أن جواب القسم محذوف وإن جعل جوابه: إن في ذلك لعبرة لا يوقف على شيء من أول السورة إلى هذا الموضع، لأنه لا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف، وتقدّم ما فيه لِمَنْ يَخْشى تامّ، ومثله: أم السماء، كأنه قال: أأنتم أشد خلقا أم التي بناها؟ فالمسئول يجيب: السماء أشد خلقا، وقيل: بناها صلة للسماء، أي: التي بناها، فعلى هذا لا يوقف على: بناها، لأن المسئول عنه إنما هو عن أنتم والسماء، لا عن أشدّ، وجملة بناها ليست صفة للسماء، لأن الجملة لا تكون صفة للمعرفة، ثم فسر كيفية البناء فقال: رفع سمكها فسوّاها. وقيل: الوقف على بناها فَسَوَّاها جائز ضُحاها كاف. ثم استأنف قصة الأرض دَحاها جائز، لأن قوله: أَخْرَجَ حال بإضمار قد، ومثله: ومرعاها، إن نصب الجبال بفعل مقدّر، أي: وأرسى الجبال أرساها وأَرْساها كاف، إن نصب متاعا بعامل مقدّر، أي: متعكم متاعا، وليس بوقف إن نصب على الحال مما قبله أو مفعولا له وَلِأَنْعامِكُمْ تامّ الْكُبْرى ليس بوقف إن جعل جواب فإذا قوله: فأما من طغى، وجائز إن جعل جوابها محذوفا، أي: فإذا جاءت الطامّة الكبرى يرون ما يرون ويوم مفعول بفعل محذوف والوصل أولى: على أن يوم ظرف جاءت. قال أبو البقاء: العامل فيها جوابها، وهو معنى قوله: يوم يتذكر الإنسان: ولا يوقف على: سعى، للعطف لِمَنْ يَرى تامّ وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا ليس بوقف، لأن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ إن في ذلك إلخ، فكاف لِمَنْ يَخْشى تامّ، وكذا: أم السماء، وقيل: يوقف على بناها أيضا، وعليه لا أحب الجمع بينهما ضُحاها كاف دَحاها جائز

سورة عبس

ما بعده جواب: فأما الْمَأْوى الأولى: كاف فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى تامّ مُرْساها جائز، على استئناف ما بعده، وهو: «فيم» خبر مقدّم «وأنت» مبتدأ مؤخر. وقيل: الوقف على قوله: فيم، وهو خبر مبتدإ محذوف، أي: فيما هذا السؤال الذي يسألونه ثم تبتدئ بقوله: أنت من ذكراها أي: إرسالك وأنت خاتم الأنبياء وآخر الرسل المبعوث في نسم الساعة ذكر من ذكراها وعلامة من علاماتها فكفاهم بذلك دليلا على دنوّها ومشارفتها ووجوب الاستعداد لها، ولا معنى لسؤالهم عنها. قاله الزمخشري. انظر السمين، أي: لست في شيء من علمها، أي: لا تعلمها، فهو سؤال تعجب من كثرة ذكرهم لها وسؤالهم عنها مُنْتَهاها كاف مَنْ يَخْشاها جائز، قرأ العامة مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها بإضافة الصفة لمعمولها تخفيفا، فمن في محل جرّ بالإضافة، وعلى القراءة بالتنوين، فمن في محل نصب مفعولا، وقرأ عمر بن عبد العزيز بالتنوين، خصّ الإنذار للخاشعين وإن كان منذرا للخلق أجمعين، لأنهم هم المنتفعون به، آخر السورة: تامّ. سورة عبس مكية (¬1) أربعون آية في الشامي، كلمها مائة وثلاث وثلاثون كلمة، وحروفها خمسمائة وثلاثون حرفا. ـــــــــــــــــــــــــ وَلِأَنْعامِكُمْ حسن لِمَنْ يَرى تامّ الْمَأْوى الأولى: كاف، والثانية: تامّ مِنْ ذِكْراها صالح مُنْتَهاها أصلح منه مَنْ يَخْشاها مفهوم. آخر السورة: تامّ. سورة عبس مكية الْأَعْمى حسن الذِّكْرى أحسن منه تَصَدَّى حسن، وكذا: يزّكى ¬

_ (¬1) وهي أربعون في الشامي، وآية في البصري، وآيتان في الباقي والخلاف في ثلاث آيات: وَلِأَنْعامِكُمْ [32] حجازي، كوفي، الصَّاخَّةُ [33] غير شامي، إِلى طَعامِهِ تركها المدني الأخير، وانظر: «جمال القراء» (1/ 189).

وَتَوَلَّى ليس بوقف، لتعلق أن يتولى على مختار البصريين في الأعمال، وبعبس على مختار أهل الكوفة، والمختار مذهب البصريين لعدم الإضمار في الثاني. والتقدير: لأن جاءه الأعمى، وقرئ شاذا آأن جاءه الأعمى بهمزتين بينهما ألف، فعلى هذا يوقف على: تولى، ثم يبتدئ بما بعده مستفهما منكرا تقديره: الآن جاءه الْأَعْمى كاف، ومثله: تصدّى، وكذا: يزكى، وهو أحسن مما قبله، ولا يوقف على: يسعى، ولا على: يخشى، لأن الفاء في فأنت في جواب أما تَلَهَّى تامّ، عند أبي حاتم وعند أبي عمرو كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ كاف، والضمير في إنها للموعظة ذَكَرَهُ كاف مُكَرَّمَةٍ ليس بوقف، لأن ما بعده صفة تذكرة، وقوله: فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ جملة معترضة بين الصفة وموصوفها بَرَرَةٍ تامّ ما أَكْفَرَهُ كاف، ما اسم تعجب مبتدأ، أو اسم ناقص، أي: ما الذي أكفره، والوقف فصل بين الاستفهام والخبر، أي: من أيّ شيء خلقه إن جعل استفهاما على معنى التقرير على حقارة ما خلق منه كان الوقف على خلقه كافيا، وإن جعل ما بعده بيانا وتنبيها على حقارة ما خلق منه، فليس بوقف إلى قوله: أنشره وأَنْشَرَهُ تامّ، لتناهي البيان والتفسير ما أَمَرَهُ كاف. وقيل: تامّ، ومثله: إلى طعامه، لمن قرأ أَنَّا صَبَبْنَا بكسر الهمزة استئنافا وليس بوقف لمن قرأها بالفتح تفسيرا لحدوث الطعام كيف يكون، وبها قرأ الكوفيون، أو بجعل أنا مع ما اتصل بها في موضع جرّ بدلا من طعامه، كأنه قال: فلينظر ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تَلَهَّى تامّ تَذْكِرَةٌ كاف، وأجاز بعضهم الوقف على كلا. وقال أبو عمرو: الوقف عليها تامّ، أي: لا تعرض عنه فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ كاف بَرَرَةٍ تامّ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ كاف أَنْشَرَهُ تامّ ما أَمَرَهُ كاف إِلى طَعامِهِ حسن، لمن قرأ إنا بالكسر استئنافا، أو بالفتح لجعله خبرا لمبتدإ محذوف، وليس بوقف لمن قرأه بالكسر بجعله تفسيرا بالنظر إلى الطعام أو بالفتح بتقدير إلى طعامه وإلى أنا صببنا، أو بجعله

سورة التكوير

الإنسان إلى أنا صببنا الماء صبا، فإن جعل في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره هو أنا صببنا كان الوقف على رءوس الآيات بعده وهو: حبا وقضبا، وغلبا، وأبا، كلها وقوف كافية، وقدّر لكل آية من قوله: وَعِنَباً فعل مضمر ينصب ما بعده وَلِأَنْعامِكُمْ كاف الصَّاخَّةُ جائز، إن قدّر عامل إذا بعدها، أي: فإذا جاءت الصاخة يكون ما يكون واشتغل كل إنسان بنفسه أو نصبت بمحذوف، والأوجه أن يكون ظرفا لجاءت وَبَنِيهِ تامّ بشرط أن لا يجعل لكل جواب إذا شَأْنٌ يُغْنِيهِ تامّ، من الإغناء بمعنى يكفيه، وقرأ ابن محيصن يعنيه بفتح الياء والعين المهملة من قولهم: عناني الأمر، أي: قصدني مُسْفِرَةٌ ليس بوقف، لأن ما بعده صفة لوجوه مُسْتَبْشِرَةٌ تامّ، وليس وقفا إن جعل قوله: وُجُوهٌ وجوه الثانية معطوفة على وُجُوهٌ الأولى قَتَرَةٌ كاف، والفرق بين القترة والغبرة أن القترة بالقاف، ما ارتفع من الغبار فلحق بالسماء، والغبرة بالغين المعجمة، ما كان أسفل في الأرض اه النكزاوي، آخر السورة: تام. سورة التكوير مكية (¬1) تسع وعشرون آية، وكلمها مائة وأربع كلمات، وحروفها خمسمائة وثلاث وثلاثون حرفا. الوقف التامّ عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ وقال بعضهم الوقف على ـــــــــــــــــــــــــ بدلا من طعامه وَلِأَنْعامِكُمْ تامّ، وكذا: وبنيه، وشأن يغنيه مُسْتَبْشِرَةٌ حسن، وكذا: قترة، وقال أبو عمرو فيهما: تامّ، آخر السورة: تامّ. سورة التكوير مكية عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ تامّ، والوقف على ما قبله من رءوس الآي جائز. ¬

_ (¬1) عشرون وتسع ومكية بالاتفاق.

رأس كل آية حسن لا بأس به لضرورة انقطاع النفس، إلى بلوغ الوقف. فإذا علم أن نفسه لا يبلغ ذلك جاز له الوقف دونه. ثم يبتدئ به، وجواب إذا الشمس عَلِمَتْ نَفْسٌ، وما بعده معطوف عليه يحتاج من الجواب إلى مثل ما يحتاج إليه الأول فيقدر لكل آية جواب، فكأنه قال: إذا وقعت هذه الأشياء علمت نفس ما أحضرت. سجرت، وقتلت بالتشديد والتخفيف فيهما، فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وسجرت بتخفيف الجيم، والباقون بالتشديد، وقرأ أبو جعفر قتلت بتشديد التاء على التكثير، وقرأ ابن عباس سألت مبنيا للفاعل قتلت بضم التاء الأخيرة التي للمتكلم حكاية كلامها، ولو حكى ما خوطبت به حين سئلت لقيل: قتلت بكسر التاء الأخيرة، وقرأ العامة قتلت بتاء التأنيث الساكنة، وقرأ الأخوان وابن كثير وأبو عمرو سعرت بالتشديد والباقون بالتخفيف قال ابن عباس: من أوّل السورة إلى: وإذا الجنة أزلفت اثنتا عشرة خصلة، ست في الدنيا وست في الآخرة ولا وقف من قوله: فلا أقسم بالخنس إلى قوله: أمين على أن جواب القسم: إنه لقول رسول، ومن قال إنه: وما صاحبكم بمجنون لم يقف على شيء قبله إلى قوله: بمجنون، فلا يوقف على الخنس، ولا على تنفس، ولا على كريم، لأن ما بعده نعته، ولا على أمين، لأن جواب القسم على القول الثاني لم يأت بِمَجْنُونٍ تامّ، والمعنى أقسم بهذه الأشياء أن القرآن نزل به جبريل وما صاحبكم بمجنون على ما زعمتم الْمُبِينِ كاف، ومثله: بظنين على القراءتين، قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي بالظاء المشالة، والباقون بالضاد رَجِيمٍ جائز تَذْهَبُونَ تامّ، ورأس آية لِلْعالَمِينَ ليس بوقف، لأن قوله: لمن شاء بدل بعض من قوله: للعالمين بإعادة حرف الجرّ. فإن من شاء أن يستقيم بعض العالمين أن يستقيم مفعول شاء، أي: لمن شاء ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وقال أبو عمرو: كاف ثَمَّ أَمِينٍ تامّ بِمَجْنُونٍ كاف الْمُبِينِ صالح، وكذا:

سورة الانفطار

الاستقامة، ويجوز أن يكون لمن شاء خبرا مقدّما، ومفعول شاء محذوف، وأن يستقيم مبتدأ، آخر السورة، تامّ. سورة الانفطار مكية (¬1) عشر آيات، وكلمها ثمانون كلمة، وحروفها ثلاثمائة وسبعة وعشرون حرفا، ولا وقف من أوّلها إلى قوله: وأخرت، فلا يوقف على انفطرت، ولا على انتثرت، ولا على فجرت، والوقف التام علمت نفس ما قدّمت وأخرت، لأنه جواب إذا ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ليس بوقف، لأن الذي بعده نعت له أو بدل منه، ويجوز القطع إلى الرفع أو إلى النصب، وقرأ ابن جبير والأعمش ما أغرّك فيحتمل أن تكون ما استفهامية أو تعجبية، ولا وقف من قوله: الذي خلقك إلى قوله: ركبك، وجوّز بعضهم الوقف على فسوّاك لمن خفف فعدلك، أي: قوّمك، وقيل: عدلك عن الكفر إلى الإيمان، قرأ الكوفيون فعدلك مخففا والباقون مثقلا رَكَّبَكَ تامّ، وقف يحيى بن نصير النحوي على كلا يريد ليس كما غررت به، وخولف إذ لا مقتضى للوقوف عليها بِالدِّينِ كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة حالية والواو واو الحال. أي: تكذبون بيوم الجزاء. والكاتبون الحفظة يضبطون أعمالكم لأن تجازوا عليها، ولا يوقف على: لحافظين، لأن كراما صفة حافظين، ولا يوقف على كاتبين، لأن يعلمون حال من ضمير كاتبين ما ـــــــــــــــــــــــــ بضنين شَيْطانٍ رَجِيمٍ جائز تَذْهَبُونَ تامّ، وكذا: أن يستقيم وآخر السورة. سورة الانفطار مكية ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ تامّ، وكذا: ركبك، واختار بعضهم الوقف على فسوّاك، وبعضهم على فعدلك ما تَفْعَلُونَ تامّ بِغائِبِينَ كاف ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ ¬

_ (¬1) وهي تسع عشرة آية ومكية بالاتفاق.

سورة الرحيق

تَفْعَلُونَ تامّ، للابتداء بإنّ لَفِي نَعِيمٍ جائز، ومثله: لفي جحيم إن جعل يصلونها مستأنفا، وليس بوقف إن جعل حالا يَوْمَ الدِّينِ حسن بِغائِبِينَ كاف ما يَوْمُ الدِّينِ الأول ليس بوقف لعطف ما بعده عليه ما يَوْمُ الدِّينِ الثاني تامّ، لمن قرأ يوم لا تملك بالرفع على أن خبر مبتدإ محذوف، أو هو بدل من يوم الدين الأول، وعليه فلا وقف، وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو: وقرأ نافع وعاصم وحمزة والكسائي وابن عامر بالنصب بفعل مضمر، أي: أعني، أو بني يوم مع ما بعده على الفتح كخمسة عشر، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب ظرفا لما دلّ عليه الدين، ولعل المانع للعلامة السمين من جعل يوم بدلا من يوم الدّين اختلافهما، لأن يوم الصلى غير يوم الجزاء. وقال الكواشي: فتح يوم لإضافته إلى غير متمكن وهو في محل رفع شَيْئاً حسن: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال، آخر السورة: تام. سورة الرحيق مكية أو مدنية (¬1) ست وثلاثون آية إجماعا، كلمها مائة وتسع وتسعون كلمة، وحروفها سبعمائة وثلاثون حرفا. يَسْتَوْفُونَ حسن، للفصل بين تناقض الحالين للاعتبار، والوصل ـــــــــــــــــــــــــ الدِّينِ تامّ، لمن قرأ يوم لا تملك بالرفع، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب ظرفا لِنَفْسٍ شَيْئاً حسن. آخر السورة: تام. سورة المطففين مكية أو مدنية يُخْسِرُونَ تامّ، وكذا: لربّ العالمين كَلَّا قال أبو حاتم: بمعنى إلا، وكذا: ¬

_ (¬1) وهي سورة المطففين وسميت بذلك؛ لذكرها جزاء من يطفف في الكيل في مفتتحها وسميت بالرحيق لذكرها سقيا المؤمنين وهو الرحيق، وهي ست وثلاثون آية بالاتفاق، وفي كونها مكية أو مدنية خلاف.

أولى يُخْسِرُونَ تامّ، وهو جواب إذا ومفعولا يخسرون محذوفان، أي: يخسرون الناس متاعهم، قال السدي: قدم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم المدينة، وبها رجل يكنى أبا جهينة له مكيالان يأخذ بالأوفى ويعطي بالأنقص، فنزلت والضمير في كالوهم أو وزنوهم منصوب يرجع إلى الناس يقال: كلته وكلت له ووزنته ووزنت له كالوهم كلمة واحدة، وكذلك أو وزنوهم، والمعنى كالوا لهم أو وزنوا لهم، فحذفت اللام ووقع الفعل على هم فصارا حرفا واحدا وليس بعد الواو ألف، فلا يوقف على كالوا دون هم، وكذلك يقال في وزنوهم إنه كلمة واحدة. لأن المكنى به المنصوب مع ناصبه حرف واحد، لأنهم أسقطوا الألف من كالوا ووزنوا، فدلّ ذلك على أنهما حرف واحد، ولو كانا حرفين لكتبوا فيهما الألف بل رسما بغير ألف فاصلة، ولا وقف من قوله: ألا يظنّ إلى العالمين، فلا يوقف على مبعوثون لتعلق اللام، ولا على عظيم إن جعل يوم في موضع جرّ بدلا من يوم عظيم، وإن نصب بفعل مقدّر حسن الوقف على عظيم، وكذا: إن رفع على المحل خبر مبتدإ محذوف ونصب يوم لإضافته للفعل، وإن كان مضارعا كما هو رأي الكوفيين لِرَبِّ الْعالَمِينَ تامّ، عند أبي حاتم: وكلا عنده بمعنى ألا التي للتنبيه يبتدأ بها الكلام. وقال أبو عمرو: يوقف عليها ردّا وزجرا لما كانوا عليه من التطفيف لَفِي سِجِّينٍ الأوّل كاف ما سِجِّينٌ جائز: لكونه رأس آية على أن كتاب بدل من سجين، وكاف إن جعل خبر مبتدإ محذوف وهو مشكل، لأن كتاب ليس هو المكان، وقيل التقدير هو محل كتاب. ثم حذف المضاف مَرْقُومٌ الأول تامّ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ كاف: إن رفع الذين أو نصب على الذمّ، وليس بوقف إن جرّ نعتا أو بدلا أو بيانا بِيَوْمِ الدِّينِ كاف أَثِيمٍ حسن الْأَوَّلِينَ تامّ، عند أبي حاتم، ومثله: يكسبون ولا مقتضى يوجب الوقف على كلا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جميع ما يأتي منها في هذه السورة فلا يوقف عليها. وقال أبو عمرو: يجوز أن تكون بمعنى ردّ ما قبلها فيوقف عليها لَفِي سِجِّينٍ صالح مَرْقُومٌ تامّ بِيَوْمِ الدِّينِ

لَمَحْجُوبُونَ جائز. ومثله: الجحيم تُكَذِّبُونَ تامّ لَفِي عِلِّيِّينَ كاف ما عِلِّيُّونَ جائز مَرْقُومٌ الثاني ليس بوقف، لأن الجملة بعده صفته. ومعنى مرقوم مكتوب قال أبو العباس: [الطويل] سأرقم في الماء القراح إليكم ... على بعدكم إن كان للماء راقم الْمُقَرَّبُونَ تامّ، للابتداء بإنّ لَفِي نَعِيمٍ ليس بوقف يَنْظُرُونَ كاف، إن جعل ينظرون حالا، وكذا إن جعل عَلَى الْأَرائِكِ متعلقا بينظرون. وأما إن جعل على الأرائك متعلقا بقوله لَفِي نَعِيمٍ كان الوقف على الأرائك حسنا ولم يحسن على نعيم نَضْرَةَ النَّعِيمِ كاف، ومثله: مختوم على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل متصلا بما قبله خِتامُهُ مِسْكٌ كاف، قرأ الكسائي خاتمه بفتح التاء بعد الألف، والباقون بتقديم التاء على الألف الْمُتَنافِسُونَ كاف مِنْ تَسْنِيمٍ ليس بوقف، لأن عَيْناً حال مِنْ تَسْنِيمٍ أو مفعول ثان ليسقون الْمُقَرَّبُونَ تامّ يَضْحَكُونَ تامّ يَتَغامَزُونَ حسن، ومثله: فاكهين على القراءتين قرأ حفص فكهين بغير ألف بعد الفاء. والباقون بها لَضالُّونَ تامّ، لأنه آخر كلام الكفار، والذي بعده من كلام الله تعالى حافِظِينَ تامّ يَضْحَكُونَ جائز، إن جعل يَنْظُرُونَ حالا من الضمير في يضحكون، أي: يضحكون ناظرين إليهم وإلى ما هم فيه من العذاب، لأن لأهل الجنة كوى ينظرون منها إلى أهل النار، وليس بوقف إن جعل على الأرائك ظرفا ليضحكون، ولك أن تقف على الأرائك وتجعل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن الْأَوَّلِينَ تامّ، وكذا: يكسبون لَمَحْجُوبُونَ مفهوم بِهِ تُكَذِّبُونَ تامّ لَفِي عِلِّيِّينَ كاف ما عِلِّيُّونَ صالح الْمُقَرَّبُونَ تامّ يَنْظُرُونَ كاف، وكذا: نضرة النعيم مَخْتُومٍ صالح خِتامُهُ مِسْكٌ حسن الْمُتَنافِسُونَ كاف الْمُقَرَّبُونَ تامّ عَلَيْهِمْ حافِظِينَ كاف يَضْحَكُونَ صالح، ولك أن تقف على

سورة الانشقاق

يضحكون عاملا فيها، والتقدير يضحكون على الأرائك، ثم يبتدئ: ينظرون ويَنْظُرُونَ حسن، للابتداء بالاستفهام، آخر السورة: تام. سورة الانشقاق مكية (¬1) عشرون وثلاث آيات في البصري والشامي، وخمس في عدّ الباقين، وكلمها مائة وسبع كلمات، وحروفها أربعمائة وثلاثون حرفا. وفي إذا احتمالا. أحدهما: أنها شرطية. والثاني: أنها ظرفية، فقيل: شرطية. وجوابها: وأذنت، والواو صلة. وقيل الجواب: فملاقيه، أو أنه يا أيها الإنسان، أو أنه مقدّر تقديره بعثتم. وقيل: تقديره لا في كل إنسان كدحه. وقيل: فأما من أوتي كتابه بيمينه، وعليه فالوقف: سعيرا. وقيل: مقدر بعدها، أي: إذا كانت هذه الكوائن يظهر أمر عظيم. وقيل: هو ما صرح به في سورتي التكوير والانفطار من قوله: علمت نفس. قاله الزمخشري، وهو حسن، وعلى الاحتمال الثاني، فهي منصوبة مفعولا بها بإضمار اذكر. وقيل: مبتدأ وخبرها إذا الثانية والواو زائدة. والتقدير وقت انشقاق السماء وقت مدّ الأرض، أي: يقع الأمران معا في وقت واحد، قاله الأخفش، والعامل في إذا إذا كانت ظرفا عند الجمهور جوابا إما ملفوظا به أو مقدّرا ورفعت السماء بفعل مقدّر على الاشتغال وإضمار الفعل واجب عند البصريين، لأنهم لا يجيزون أن يلي ـــــــــــــــــــــــــ الأرائك، كذا قيل، وفيه تعسف، والأولى أن تقف على ينظرون، آخر السورة: تامّ. سورة الانشقاق مكية قيل جواب إذا، وأذنت والواو صلة، وقيل: جوابها محذوف وعليهما ¬

_ (¬1) وهي عشرون وخمس في الحجازي والكوفي، وثلاث في الشامي والبصري، والخلاف في آيتين: بِيَمِينِهِ [7] حجازي، كوفي، وَراءَ ظَهْرِهِ [10] حجازي، كوفي.

إذا غير الفعل ويتأوّلون ما أوهم خلاف ذلك اه سمين مع زيادة للإيضاح، وقوله: وجوابها وأذنت، والواو زائدة زيادتها مردودة، لأن العرب لا تقحم الواو إلا مع حتى إذا، كقوله: حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها، ومع لما كقوله: فلما أسلما وتله للجبين وناديناه، معناه ناديناه، فلا تقحم الواو إلا مع هذين فقط كما نبهنا عليه في سورة الزمر. ومعنى وأذنت، أي: استمعت وانقادت، وفي الحديث «ما أذن الله لشيء كإذنه لنبيّ يتغنى بالقرآن» قوله: ما أذن بكسر الذال المعجمة، وقوله: كإذنه بفتح الذال. قاله الهروي: معناه ما استمع والله لا يشغله سمع عن سمع. قال الشاعر: [البسيط] صمّ إذا سمعوا خيرا ذكرت به ... وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا وإن يروا سبة طاروا بها فرحا ... منّي وما سمعوا من صالح دفنوا وَحُقَّتْ الأولى تام، على أن جواب إذا: وحقت، والواو زائدة وَتَخَلَّتْ حسن، إن كانت الواو في وَأَلْقَتْ زائدة، والتقدير: وإذا الأرض مدّت ألقت ما فيها وتخلت، وليس بوقف إن لم تجعل زائدة، ولا يوقف عليك مدّت، لأن الجواب بعد وَحُقَّتْ الثانية تامّ، إن لم يجعل الجواب فَمُلاقِيهِ و (ملاقيه) تامّ، إن لم يجعل الجواب، فأما من أوتي كتابه بيمينه، ولا يوقف على: يسيرا، لعطف ما بعده على ما قبله مَسْرُوراً كاف، ولا يوقف على: ثبورا، لعطف ما بعده عليه سَعِيراً كاف، على استئناف ما بعده مَسْرُوراً كاف بَلى حسن، وتامّ عند نافع، لأن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَحُقَّتْ تامّ، وقيل: في الآية تقديم وتأخير تقديره: يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه، إذا السماء انشقت، كأنه قال: تلقون جزاء أعمالكم إذا السماء انشقت، يعني: يوم القيامة، وعليه اقتصر الأصل فَمُلاقِيهِ تامّ مَسْرُوراً كاف. وكذا: سعيرا، ومسرورا بَلى حسن، ويجوز الابتداء به بَصِيراً تامّ، وكذا: عن

سورة البروج

النفي في قوله: لَنْ يَحُورَ من مقتضيات الوقف عليها ومعنى لَنْ يَحُورَ لن يرجع إلى الله تعالى. وقيل: الوقف لن يحور، ويستأنف: بلى إن ربه كان به بصيرا وبصيرا تامّ، ولا يوقف على شيء من قوله: فلا أقسم إلى قوله عن طبق، والوقف على طَبَقٍ كاف لا يُؤْمِنُونَ ليس بوقف، لأن الاستفهام الإنكاري واقع على الجملتين فلا يفصل بينهما بالوقف لا يَسْجُدُونَ كاف، ومثله: يكذبون، وكذا: يوعون. قال في التقريب: وعى العلم يعيه وعيا: حفظه بِما يُوعُونَ كاف، على استئناف ما بعده، ومعنى يوعون، أي: بما يضمرون في قولهم من التكذيب أَلِيمٍ تجاوزه، ووصله بما بعده أولى سواء كان الاستثناء متصلا أو منقطعا الصَّالِحاتِ حسن، وما بعده مستأنف، آخر السورة: تامّ. سورة البروج مكية (¬1) اثنان وعشرون آية إجماعا، وكلمها مائة وتسع كلمات، وحروفها أربعمائة وثلاثون حرفا كحروف الانشقاق. وَمَشْهُودٍ تامّ، على أن جواب القسم محذوف شُهُودٌ تامّ، على أن جواب القسم قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ وحذفت اللام من الجواب، أي: لقد قتل بناء على أنه خبر لا دعاء. وقيل هو: إن الذين فتنوا، فالوقف على: الحريق. قال أبو جعفر. وأصح الأجوبة في جواب القسم: إن بطش ربك ـــــــــــــــــــــــــ طبق لا يَسْجُدُونَ كاف، وكذا: يكذبون بِما يُوعُونَ صالح أَلِيمٍ كاف، يجعل إلا بمعنى لكن، آخر السورة: تام. سورة البروج مكية شُهُودٌ تامّ، إن جعل جواب القسم: قتل أصحاب الأخدود، وجائز لطول ¬

_ (¬1) وهي عشرون وآيتان ومكية إجماعا.

لشديد. واختلف في الشاهد والمشهود. فقيل: الشاهد أعضاء بني آدم. والمشهود ابن آدم. دليله: يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون. وقال الحسن: الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم القيامة. وقال ابن المسيب: الشاهد يوم التروية والمشهود يوم عرفة. وقيل: الشاهد يوم الاثنين، والمشهود يوم الجمعة، وفيهما نحو من خمسة وعشرين قولا ليس هذا محل ذكرها قُعُودٌ كاف، ومثله: شهود الْحَمِيدِ ليس بوقف وَالْأَرْضِ كاف شَهِيدٌ تامّ عَذابُ جَهَنَّمَ حسن الْحَرِيقِ تام الْأَنْهارُ حسن الْكَبِيرُ تامّ، على استئناف ما بعده، فإن جعل ما بعده جواب القسم لم يوقف على شيء من أوّل السورة إلا هذا الموضع لاتساق الكلام، فإن ضاق نفس القارئ عاد من أوّل الكلام ليكون الكلام متصلا بعضه ببعض لَشَدِيدٌ تامّ وَيُعِيدُ كاف الْوَدُودُ حسن، إن جعل ذُو خبر مبتدإ محذوف وليس بوقف إن جعل ذُو صفة لما قبله ذُو الْعَرْشِ حسن، لمن قرأ الْمَجِيدُ بالرفع على الابتداء، وليس بوقف إن جعل نعتا لما قبله الْمَجِيدُ كاف، بالجرّ نعت للعرش، أو لربك في قوله: إن بطش ربك، وهي قراءة الأخوين، والباقون بالرفع خبر بعد خبر، أو نعت لذو لِما يُرِيدُ تامّ، للابتداء بالاستفهام الْجُنُودِ حسن، إن نصب فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ بفعل مضمر، وليس بوقف إن جرّ بدلا من الجنود فِي تَكْذِيبٍ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال مُحِيطٌ كاف مَجِيدٌ ليس بوقف، لأن ما بعده صفته مَحْفُوظٍ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الكلام إن جعل جواب القسم إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ كما قيل به وَالْأَرْضِ كاف شَهِيدٌ تامّ، وكذا: الحريق الْأَنْهارُ كاف الْكَبِيرُ تامّ، وما ذكرنا من هذه الوقوف إنما يأتي على القول الأول. أما على الثاني فكاف لَشَدِيدٌ تامّ وَيُعِيدُ صالح الْمَجِيدُ كاف لِما

سورة الطارق

تامّ، على القراءتين، أعني الرفع والجرّ، قرأ نافع مَحْفُوظٍ بالرفع نعت لقرآن والباقون بالجرّ نعت للوح. سورة الطارق مكية (¬1) ست عشرة آية في المدني، وسبع عشرة في عدّ الباقين اختلافهم في إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً لم يعدّها المدني، كلمها إحدى وستون كلمة، وحروفها مائتان وتسع وثلاثون حرفا. ولا وقف من أوّلها إلى: حافظ، فلا يوقف على الطَّارِقِ* في الموضعين، ومثله: في عدم الوقف: النجم الثاقب لأن جواب القسم لم يأت، وهو: إن كل نفس. وقيل: ممّ خلق، سمي النجم، وهو الجدي طارقا، لأنه يطرق، أي: يطمع ليلا، ومنه قول هند بنت عتبة: [الرجز] نحن بنات طارق ... نمشي على النمارق يعني إن أبانا نجم في شرفه وعلوّه، وقيل: جواب القسم إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ وما بينهما اعتراض، والوقف على خُلِقَ الأوّل، تامّ إن جعل خُلِقَ الثاني مستأنفا، وليس وقفا إن جعل تفسيرا للأول، إذ لا يفصل بين المفسر والمفسر بالوقف لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ تامّ، ومثله: ممّ خلق، وكذا: والترائب، إن لم يجعل إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ جواب القسم لَقادِرٌ كاف، إن ـــــــــــــــــــــــــ يُرِيدُ تامّ فِي تَكْذِيبٍ صالح مُحِيطٌ كاف، آخر السورة: تامّ. سورة الطارق مكية لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ تامّ، وهو جواب القسم مِمَّ خُلِقَ تامّ، وكذا: الترائب لَقادِرٌ كاف، إن أريد برجعه رجعه إلى الإحليل، أو إلى الصلب، وليس بوقف إن ¬

_ (¬1) وهي ست عشرة في المدني، وسبع عشرة في الباقي والخلاف في آية إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً [15] غير مدني وانظر: «التلخيص» (466).

سورة الأعلى عز وجل

نصب يوم بقوله: ولا ناصر، وليس بوقف إن نصب بقادر، والضمير في رَجْعِهِ راجع للإنسان، أي: على بعثه بعد موته. أو راجع للمنيّ، أي: رجعه إلى الإحليل، أو إلى الصلب، لكن رجوعه للإنسان أولى، وجعل يَوْمَ معمولا لقوله: لقادر. يظهر في ذلك تخصيص القدرة بذلك اليوم وحده. قاله أبو البقاء. قال ابن عطية بعد أن حكى أوجها عن النحاة: وكل هذه الفرق فرّت من أن يكون العامل في يوم لقادر، ثم قال: وإذا تؤمل المعنى وما يقتضيه فصيح كلام العرب جاز أن يكون العامل في يوم: لقادر، لأنه إذا قدر على ذلك في هذا اليوم كان في غيره أقدر بطريق الأولى، ولا يصح أن يكون العامل في يوم رجعه، لأنه قد فصل بين المصدر ومعموله بأجنبي، وهو: لقادر، وبعضهم يغتفره في الظرف السَّرائِرُ كاف وَلا ناصِرٍ تامّ، ولا يوقف على: الرجع، ولا على: الصدع فَصْلٌ حسن بِالْهَزْلِ أحسن مما قبله كَيْداً الثاني جائز، للابتداء بالأمر مع الفاء، آخر السورة تامّ. سورة الأعلى عز وجل مكية (¬1) تسع عشرة آية إجماعا، كلمها اثنتان وسبعون كلمة، وحروفها مائتان وأحد وسبعون حرفا. الأعلا كاف، ورسموا الأعلا (¬2) هنا بلام ألف كما ترى، ـــــــــــــــــــــــــ أريد به بعثه ونشره يوم القيامة، لأن تُبْلَى السَّرائِرُ حينئذ ظرف، لرجعه السَّرائِرُ كاف وَلا ناصِرٍ تامّ، وكذا: بالهزل، وآخر السورة. سورة الأعلى مكية أَحْوى تامّ إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ حسن وَما يَخْفى كاف، وكذا: لليسرى ¬

_ (¬1) وهي مكية إجماعا وتسع عشرة آية إجماعا. (¬2) هذا خلاف ما في أيدينا، إذ أن رسم مصاحفنا على الياء، ولا أدري ما مقصوده هنا فليحرر.

سورة الغاشية

ويجوز في الْأَعْلَى الجرّ صفة لربك، والنصب صفة لاسم، ولا وقف من قوله: الذي خلق فسوى، إلى: أحوى، لاتصال الكلام بعضه ببعض أَحْوى تامّ، ومعنى أحوى أسود، وأحوى حال من المرعى، ولا يوقف على: فلا تنسى، للاستثناء إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ كاف، وإن جعل إِلَّا ما شاءَ مستثنى من غثاء أحوى، فلا يوقف على: أحوى وَما يَخْفى تامّ لِلْيُسْرى كاف، ويجوز فَذَكِّرْ، ولا يجمع بينهما، وإن بمعنى قد، ثم يبتدئ: إن نفعت الذكرى، أي: قد نفعت الذكرى، ذكره ابن خالويه، وهو غريب، وليس بوقف إن جعل شرطا الذِّكْرى كاف، ومثله: من يخشى الْكُبْرى جائز، لأن ثم لترتيب الأخبار وَلا يَحْيى تامّ مَنْ تَزَكَّى جائز فَصَلَّى تامّ الدُّنْيا كاف وَأَبْقى تامّ الْأُولى ليس بوقف، لأن قوله: صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى بدل من الصُّحُفِ الْأُولى آخر السورة تام. سورة الغاشية مكية (¬1) ست وعشرون آية إجماعا، كلمها اثنتان وتسعون كلمة، وحروفها ثلاثمائة وأحد وتسعون حرفا. الْغاشِيَةِ تامّ ناصِبَةٌ جائز، ومثله: حامية آنِيَةٍ كاف مِنْ ضَرِيعٍ جائز مِنْ جُوعٍ تامّ، ومن بعده على حذف العاطف، أي: ووجوه، ـــــــــــــــــــــــــ الذِّكْرى حسن وَلا يَحْيى تامّ فَصَلَّى كاف الدُّنْيا صالح خَيْرٌ وَأَبْقى أصلح منه، آخر السورة تام. سورة الغاشية مكية حَدِيثُ الْغاشِيَةِ تامّ عَيْنٍ آنِيَةٍ جائز، وكذا: من ضريع مِنْ جُوعٍ تامّ ¬

_ (¬1) مكية بالإجماع وآياتها ست وعشرون.

لأن الذي تقدم: وجوه يومئذ خاشعة، وهذا الثاني معطوف عليه، وحذف لدلالة الكلام عليه ولا يوقف على: ناعمة، لتعلق اللام، ومثله: في عدم الوقف، راضية لأنه لا يبتدأ بحرف الجرّ عالِيَةٍ جائز لاغِيَةً كاف، على القراءتين، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو لا يسمع بالياء التحتية المضمومة مبنيا للمفعول لاغية بالرفع نائب الفاعل، قرأ نافع كذلك إلا أنه بالتاء الفوقية، والباقون بفتح التاء الفوقية ونصب لاغِيَةً. جارِيَةٌ كاف، ولا يوقف على: مرفوعة، لأن ما بعده معطوف على ما قبله، وهكذا إلى: مبثوثة مَبْثُوثَةٌ تامّ، لتناهي صفة الأواني والفرش، والوقوف على: خلقت، ورفعت، ونصبت، وسطحت، كلها وقوف كافية للتفصيل بين أسباب الاعتبار، وقرأ العامة الأربعة مبنيات للمفعول والتاء ساكنة للتأنيث، وقرئ خلقت وما بعده بتاء المتكلم مبنيات للفاعل، ويجوز فَذَكِّرْ لمكان الفاء، والوصل أولى مُذَكِّرٌ حسن بِمُصَيْطِرٍ تجاوزه أولى، وعلى قراءة ابن عباس إِلَّا مَنْ تَوَلَّى بفتح الهمزة وتخفيف اللام يوقف على: بمسيطر إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ ليس بوقف لمكان الفاء الْعَذابَ الْأَكْبَرَ تامّ إِيابَهُمْ ليس بوقف، لأن ثم لترتيب الفعل، آخر السورة تامّ. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عالِيَةٍ جائز، وكذا: لاغية مَبْثُوثَةٌ تامّ، وكذا: سطحت. وقال أبو عمرو فيه: كاف، وقيل: تامّ بِمُصَيْطِرٍ كاف، وإلا بمعنى لكن الْعَذابَ الْأَكْبَرَ تامّ، وكذا آخر السورة.

سورة والفجر

سورة والفجر مكية أو مدنية (¬1) إِذا يَسْرِ كاف، عند نافع، على أن جواب القسم محذوف، تقديره: لتعثنّ أو لتعذبن، يدل على ذلك قوله: فصب عليهم ربك سوط عذاب. وقال أبو حاتم: لذي حجر. وقال الأخفش: جواب القسم: إن ربك لبالمرصاد، وهو التامّ بِعادٍ إِرَمَ وقف عند نافع. قال الكسائي: جيد، يقال عاد الذين هم بإرم. وقال السدّي: إرم قبيلة من عاد كانت تدعى إرم ذات العماد، يعني أصحاب خيام لا يقيمون بِعادٍ إِرَمَ ليس بوقف، لأن ما بعده نعت له، قرأ العامة بعاد مصروفا. إرم بكسر الهمزة وفتح الراء الميم: اسم قبيلة، وقرأ الحسن بعاد غير مصروف مضافا إلى إرم جعله اسم بلدة على حذف مضاف، أي: أهل إرم. وقال الصاغاني في العذاب، في اللغة من لم يضف جعل إرم اسمه ولم يصرف، لأنه جعل عاد اسم أبيهم وإرم اسم القبيلة وجعله بدلا منه، ومن أضاف ولم يصرف جعله اسم أمهم أو اسم بلدة اه الْبِلادِ ليس بوقف، لأن وثمود عطف على عاد، وهكذا إلى قوله: سوط عذاب، والوقف الذي لا خلاف فيه: لبالمرصاد. ولا يوقف على: عاد، ولا على: فرعون ذي الأوتاد، ولا على: طغوا في البلاد، ولا على: فأكثروا فيها الفساد، لأن العطف يصير الأشياء كالشيء الواحد إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ تامّ ـــــــــــــــــــــــــ سورة والفجر مكية، أو مدنية لِذِي حِجْرٍ تامّ، قاله أبو حاتم وغيره إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ تامّ، وهو جواب القسم، فمن وقف على لذي حجر، فقد فصل بين القسم وجوابه، ولعلهم أجازوه لطول ¬

_ (¬1) وهي تسع وعشرون في البصري، وثلاثون في السماوي، وثلاثون وآيتان في الباقي، والخلاف في أربع آيات: وَنَعَّمَهُ [15] حجازي، ورِزْقَهُ [16] حجازي. بِجَهَنَّمَ [23] علوي، فِي عِبادِي [29] كوفي.

أَكْرَمَنِ كاف، وهو بغير ياء وكان ابن كثير يقف عليه بالياء، ومثله: أهانن. وقال أبو عمرو: كلا في الموضعين: تامّ، لأنها بمعنى لا. وقال غيره: لا يوقف عليها في الموضعين، لأنه لا مقتضى للوقف عليها الْيَتِيمَ جائز، ومثله: المسكين، وكذا: أكلا لما، وقرئ تُكْرِمُونَ بالتاء الفوقية والياء التحتية، وكذا المعاطيف عليه، قرأ أبو عمرو يكرمون والثلاثة بعده بالياء التحتية، والباقون بالتاء الفوقية في الجميع خطابا للإنسان المراد به الجنس، وهو تكرمون، ولا تحاضون، وتأكلون وتحبون جَمًّا تامّ دَكًّا الثاني حسن، ومثله: صفا الثاني، ولا وقف من قوله: وجيء يومئذ، إلى: الذكرى، فلا يوقف على بجهنم، لأن يومئذ بعده بدل من إذ قبله الذِّكْرى حسن لِحَياتِي كاف أَحَدٌ الثاني، تامّ، على القراءتين، قرأ الكسائي: لا يعذب ولا يوثق مبنيين للمفعول، والباقون ببنائهما للفاعل، أي: لا يعذب أحد تعذيبا مثل تعذيب الله الكافر، ولا يوثق أحد إيثاقا مثل إيثاق الله إياه بالسلاسل والأغلال مَرْضِيَّةً حسن، ومثله: في عبادي، آخر السورة تامّ. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الكلام، لكن كان يكفي أن يقال وقف صالح أو نحوه لا تامّ، وقد تقف العوام على لعاد إرم، وليس بحسن، لأن ما بعده نعت له أَكْرَمَنِ مفهوم أَهانَنِ حسن. وقال أبو عمرو فيهما: كاف، وقيل: تامّ كَلَّا حسن، وهو أحسن من الوقف على أهانن، وقال أبو عمرو: كلا في الموضعين، تامّ، لأنها بمعنى لا، وخالف في الثانية. فقال لا يوقف عليها هنا جَمًّا تامّ قَدَّمْتُ لِحَياتِي كاف وَثاقَهُ أَحَدٌ تامّ، وكذا: آخر السورة.

سورة البلد

سورة البلد مكية (¬1) لا وقف من أولها إلى: لقد خلقنا الإنسان، وهو جواب القسم فِي كَبَدٍ تامّ، للابتداء بالاستفهام، ومثله: في التمام عَلَيْهِ أَحَدٌ لأنه لو وصل لصار يقول وصفا للإنسان، والمراد به آدم وجميع ولده لُبَداً كاف، للابتداء بالاستفهام، قرأ العامة لبدا بضم اللام وفتح الباء، وشدّد أبو جعفر الباء ومجاهد وغيره بضمتين أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ تامّ النَّجْدَيْنِ جائز، للابتداء بالنفي مع الفاء، والمعنى لم يقتحم والْعَقَبَةَ كاف، ومثله ما العقبة، ثم فسر اقتحام العقبة. فقال فك رقبة أو إطعام، ولا وقف من قوله: فَكُّ رَقَبَةٍ إلى مَتْرَبَةٍ وهو جائز، ولا يرتقي إلى الحسن، وقد رسمه أبو حاتم وأبو بكر وغيرها بالتمام. وفيه نظر لأنه كله كلام واحد، لأن فك الرقبة وإطعام اليتامى والمساكين لا تنفع إلا مع الإيمان بالله ولوجود حرف العطف بعده، وقيل: إن ثم بمعنى الواو، وجيء بثم لبعد ما بين العتق والصدقة في الفضيلة وبين الإيمان بالله، لأنهما لا ينفعان إلا بوجود الإيمان، ولا يوقف على مسغبة، لأن يتيما نصب بإطعام، وفيه دليل على إعمال المصدر منوّنا. قال الشاعر: [الوافر] ـــــــــــــــــــــــــ سورة البلد مكية وما مرّ في لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ يأتي هنا، وجواب القسم لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ وهو تامّ. قال في الأصل لا خلاف فيه. وقال أبو عمرو: كاف وقيل تامّ لُبَداً حسن، وقال أبو عمرو: كاف أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ تامّ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ كاف، وكذا ما العقبة ذا مَتْرَبَةٍ ليس بحسن لأن الكفارة إنما تنفع مع الإيمان بالله تعالى لكن قال أبو عمرو: إنه تامّ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ تامّ أَصْحابُ ¬

_ (¬1) مكية وعشرون آية إجماعا.

سورة والشمس

بضرب بالسيوف رءوس قوم ... أزلنا هامهنّ عن المقيل ولا على مقربة للعطف بأو بِالْمَرْحَمَةِ كاف، لأن أولئك مبتدأ وأصحاب خبره الْمَيْمَنَةِ تامّ، لأن والذين بعده مبتدأ خبره هم أصحاب المشأمة وهو جائز لأن الجار بعده متعلق بما بعده، ونار مبتدأ مؤخر، وعليهم خبر مقدّم ومؤصدة صفة. سورة والشمس مكية (¬1) لا وقف من أوّلها إلى: قد أفلح جواب القسم لاتساق الكلام واتصال الجواب بالقسم، والتمام دساها، وحذفت اللام من قد لطول المعاطيف على المقسم به الأول، وقيل الجواب محذوف تقديره، قد سعد من عمل بالطاعة، وشقي من عمل بالمعاصي، وقيل: ليدمدمنّ الله عليهم، أي: على أهل مكة لتكذيبهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كما دمدم على ثمود لتكذيبهم نبيّ الله صالحا عليه السلام، وقيل: لتبعثنّ، وعلى أنه محذوف يحسن الوقف على رأس كل آية. أَشْقاها، وسُقْياها، وفَسَوَّاها وقف لمن قرأ: ولا يخاف بالواو، وليس بوقف لمن قرأ: فلا يخاف بالفاء وهو نافع وابن عامر، والباقون بالواو، ورسمت في مصاحف أهل المدينة والشام بالفاء، وفي غيرها بالواو. فقد قرأ كل بما يوافق رسم مصحفه، آخر السورة: تامّ. ـــــــــــــــــــــــــ الْمَشْأَمَةِ جائز، آخر السورة تامّ. سورة والشمس مكية قَدْ أَفْلَحَ إلى قوله: مَنْ دَسَّاها جواب القسم وهو تام أَشْقاها كاف، وكذا: فسواها. وقال أبو عمرو: إنهما تامان، آخر السورة: تامّ. ¬

_ (¬1) ست عشرة في المدني وخمس في الباقي والخلاف في آية فَعَقَرُوها [14] مدني، وانظر: «المقنع» (108).

سورة والليل

سورة والليل مكية (¬1) لا وقف من أوّلها إلى: إن سعيكم لشتى، وهو جواب القسم، وهو تام: قال الرضى: وإذا تكرّرت الواو بعد واو القسم كما هنا، فمذهب سيبويه والخليل أن المتكرّرة واو العطف. وقال بعضهم: هي واو القسم والأوّل أجود وذلك أنها لو كانت للقسم لكانت بدلا من الباء، ولم تفد العطف وربط المقسم به. الثاني وما بعده بالأول بل يكون التقدير أقسم بالليل أقسم بالنهار أقسم بما خلق الذكر والأنثى، فهذه الثلاثة كل واحد منها لا بدّ له من جواب فيطلب ثلاثة أجوبة. فإن قلنا حذف جوابان استغناء بما بقي فالحذف خلاف الأصل، وإن جعلنا الواحد جوابا للمجموع فهو خلاف الأصل أيضا، فلم يبق إلا أن نقول القسم شيء واحد والمقسم به ثلاثة، والقسم هو الطالب للجواب لا المقسم به، فيكون جوابا واحدا فكأنه قال: أقسم بالليل والنهار وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتى. قاله الشنواني: وإنما حذف مفعول أعطى ومفعول اتقى، لأن الغرض ذكر هذه الأحداث دون متعلقاتها، والمعنى أعطى حق الله واتقى الله لِلْيُسْرى كاف، ومثله: للعسرى، وكذا: تردّى للابتداء بإن لَلْهُدى جائز وَالْأُولى كاف تَلَظَّى جائز، لأن ما بعده يصلح استئنافا وصفة وَتَوَلَّى تامّ، ولا يوقف على الأتقى، لأن ما بعده صفة والصفة والموصوف كالشيء الواحد يَتَزَكَّى حسن، ومثله: ـــــــــــــــــــــــــ سورة والليل مكية وجواب القسم: إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى وهو تامّ لِلْيُسْرى كاف، وكذا: للعسرى، وقال أبو عمرو في الثاني: تامّ، وقيل: كاف إِذا تَرَدَّى تامّ وَالْأُولى كاف. وقال أبو عمرو: تامّ تَلَظَّى جائز وَتَوَلَّى ¬

_ (¬1) مكية بالإجماع وهي عشرون وآية

سورة والضحى

تجزي وتجاوزه أولى الأعلا تامّ، ورسموا الأعلا (¬1) بلام ألف كما ترى، آخر السورة تام. سورة والضحى مكية ولا وقف من أوّلها إلى: قلى، فلا يوقف على سجى، لأن ما بعده جواب القسم، ولا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف. قَلى حسن مِنَ الْأُولى كاف، للابتداء بولسوف فَتَرْضى تامّ. قال الأخفش: لأن القسم وقع على أربعة أشياء اثنين منفيين، وهما توديعه وقلاه، واثنين مثبتين مؤكدين وهما كون الآخرة خيرا له من الدنيا، وأنه سوف يعطيه ما يرضيه فَآوى جائز، ومثله فهدى لتعداد النعم فَأَغْنى كاف تَقْهَرْ جائز، ومثله: فلا تنهر، آخر السورة: تامّ. سورة الانشراح مكية ثمان آيات، ولا وقف من أوّلها إلى ذكرك، فلا يوقف على صدرك، لأن ما بعده معطوف على ما قبله وداخل معه في اتساق الكلام الواقع عليه ـــــــــــــــــــــــــ تامّ، وكذا: الأعلى، وآخر السورة. سورة والضحى مكية وجواب القسم ما ودّعك ربك وما قلى، وهو حسن مِنَ الْأُولى صالح فَتَرْضى تامّ فَأَغْنى كاف. وقال أبو عمرو: في الجميع تامّ تَقْهَرْ جائز، وكذا: تنهر، آخر السورة: تامّ. سورة الانشراح مكية لَكَ ذِكْرَكَ تامّ، وكذا: إنّ مع العسر يسرا، وآخر السورة. ¬

_ (¬1) الذي بين أيدينا هو الرسم بالياء، ولا أدري ما مقصوده، والذي يزيد الأمر حيرة قوله: «رسموا» أي: يقصد الجميع مع أننا لم نقف على ذلك، والعلم عند الله تعالى، فليحرر.

سورة والتين

بالاستفهام، ومن وقف على صدرك لم يعرف إن لم تجعل المستقبل ماضيا، وهل يوقف على يسرا الأول أو الثاني، فمن قال على الأول. قال لا يوقف على شيء من أول السورة إلى يسرا الأول لوجود الفاء يعني في الدنيا ثم قال: إن مع العسر يسرا، يعني في الآخرة لقوله في الحديث: «لن يغلب عسر يسرين» والمراد باليسرين الفتوحات التي حصلت في حياته صلّى الله عليه وسلّم والثاني ما تيسر بعده زمن الخلفاء، ويؤيده ما في مصحف ابن مسعود من عدم التكرار والثاني مستأنف، وعليه فهما يسران، والعسر منكر، فالثاني هو الأول واليسر الثاني غير الأول، ومن قال الوقف على يسرا الثاني. قال لأن إذا في جوابها الفاء فتضمنت معنى الشرط، ومن قال الوقف على ذكرك. ثم آخر السورة، فمعناه التقديم والتأخير كأنه قال: فإذا فرغت فانصب. فإن مع العسر يسرا، انظر أبا العلاء الهمداني. سورة والتين مكية أو مدنية ولا وقف من أولها إلى: تقويم، فلا يوقف على الأمين، لأن لقد خلقنا جواب القسم، فلا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف تَقْوِيمٍ قال أبو حاتم: كاف، إن أراد بالإنسان جميع الناس، وإن أراد به النبيّ صلّى الله عليه وسلّم و: ثم رددناه، يعني أبا جهل كان الوقف على تقويم أكفى لا محالة سافِلِينَ جائز إن عني بالإنسان الكافر، وأسفل سافلين الدرك من النار، وليس بوقف إن جعل أسفل سافلين في معنى أرذل العمر، والسافلون الهرمى والزمنى، لأن المؤمن إذا ردّ إلى أرذل العمر كتب له مثل ما كان يعمل في صحته وقوّته مَمْنُونٍ تامّ، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ سورة والتين مكية أو مدنية وجواب القسم: لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم، وهو: كاف، قاله أبو حاتم، وليس بجيد للفصل بين المستثنى والمستثنى منه، وإنما أجازه أبو حاتم لطول الكلام غَيْرُ مَمْنُونٍ تامّ. قاله أبو حاتم. وقال أبو عمرو فيه: كاف بِالدِّينِ تامّ،

سورة العلق

لانتقاله من الغيبة إلى الخطاب، ومثله: في التمام بالدين للابتداء بالاستفهام، وكذا: آخر السورة. سورة العلق مكية (¬1) الَّذِي خَلَقَ كاف، إن جعل خلق الثاني مستأنفا، وليس بوقف إن جعل تفسيرا لخلق الأوّل لكونه مبهما مِنْ عَلَقٍ تامّ. والمراد بالإنسان الأول الجنس، وبالثاني آدم عليه السلام، والثالث أبو جهل قبحه الله الْأَكْرَمُ وصله أولى، لأن ما بعده صفته كأنه قال: وهو الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ وبِالْقَلَمِ كاف ما لَمْ يَعْلَمْ تامّ، ولا يوقف على كلا إذ لم يتقدّم عليها هنا ما يزجر عنه لأنها بمعنى حقا فيبتدأ بها، ومن جعلها قسما لا يوقف عليها، لأن ما بعدها جواب لها. قاله ابن الأنباري. ورد عليه بأن أن لا تكسر بعد حقا. ولا بعد ما هو بمعناها. قاله العبادي: قال الخليل وسيبويه يوقف عليها لَيَطْغى ليس بوقف، لأن إن موضعها نصب بما قبلها اسْتَغْنى تامّ، للابتداء بإن، ومثله: الرجعى للابتداء بالاستفهام إِذا صَلَّى كاف الْهُدى ليس بوقف للعطف بعده بأو بِالتَّقْوى كاف وَتَوَلَّى ليس بوقف، لأن ما بعده في معنى الجواب لما قبله. قاله العبدي: يَرى ـــــــــــــــــــــــــ وكذا: آخر السورة. سورة العلق مكية الَّذِي خَلَقَ تامّ، وكذا: من علق عَلَّمَ بِالْقَلَمِ كاف ما لَمْ يَعْلَمْ تامّ اسْتَغْنى حسن. وقال أبو عمرو: تامّ الرُّجْعى تامّ إِذا صَلَّى كاف، وكذا: بالتقوى بِأَنَّ اللَّهَ يَرى تامّ بِالنَّاصِيَةِ كاف. قاله أبو حاتم: ولا استحسنه وإن ¬

_ (¬1) وهي ثمان عشرة في الشامي، وتسع عشرة في العراقي وعشرون في الحجازي، الخلاف في آيتين: لَمْ يَنْتَهِ [15] حجازي، الَّذِي يَنْهى [9] غير شامي.

سورة القدر

تامّ، بالناصية ليس بوقف، لأن ناصية الثاني بدل من الناصية الأولى بدل نكرة من معرفة وساغ ذلك لأنها وصفت، والبصريون لا يشترطون ذلك خاطِئَةٍ كاف، ومثله: ناديه، وكذا: الزبانية لا تُطِعْهُ حسن، آخر السورة تامّ. سورة القدر مكية أو مدنية (¬1) فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ كاف ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ تامّ شَهْرٍ كاف، ومثله: من كل أمر، والمعنى تنزل الملائكة بكل أمر يكون في تلك السنة، وما قيل عن ابن عباس من أن الوقف سلام، ويبتدئ هي على أنها خبر مبتدإ محذوف، والإشارة بذلك إلى أنها ليلة السابع والعشرين، لأن لفظة هي سابعة وعشرون من كلم هذه السورة، وكأنه قال: ليلة القدر الموافقة في العدد لفظة هي من كلم هذه السورة ولا ينبغي أن يعتقد صحته لأنه ألغاز وتغيير لنظم أفصح الكلام. وارتفع سلام خبرا مقدّما، وهي مبتدأ مؤخر أو سلام مبتدأ، وهي فاعل به عند الأخفش، لأنه لا يشترط الاعتماد في عمل الوصف وبعضهم يجعل الكلام تمّ على بإذن ربهم ويعلق من كل أمر بما بعده، ومنهم من قال الوقف عند من أجاز تعداد الأخبار سلام هي، أي: من كل أمر هي سلام حتى مطلع الفجر، أي: تمتدّ إلى طلوع الفجر. ـــــــــــــــــــــــــ كان جائزا لما فيه من الفصل بين البدل والمبدل منه خاطِئَةٍ كاف الزَّبانِيَةَ تام، وكذا: آخر السورة. سورة القدر مكية أو مدنية فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ كاف ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ تامّ. وقال أبو عمرو كأبي حاتم: كاف مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ حسن. وقال أبو عمرو: كاف مِنْ كُلِّ أَمْرٍ كاف، آخر السورة تامّ. ¬

_ (¬1) وهي ست في المكي والشامي وخمس في الباقي، وهي مكية على الراجح، قال السيوطي «فيها قولان»، والأكثر أنها مكية، «الإتقان» (1/ 36)، والخلاف فيها في آية لَيْلَةُ الْقَدْرِ الثالث: مكي، شامي.

سورة البينة

سورة البينة مدنية أو مكية (¬1) ولا وقف من أوّلها إلى: البينة لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على الكتاب، ولا على المشركين لأن منفكين منصوب خبر يكن، ولا على منفكين، لأن ما بعده متصل به الْبَيِّنَةُ كاف، إن رفع رسول خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن رفع بدلا من البينة. إما بدل اشتمال أو بدل كل من كل على سبيل المبالغة، جعل الرسول نفس البينة، أو على حذف مضاف، أي: بينة رسول مُطَهَّرَةً جائز قَيِّمَةٌ تامّ، ومثله: البينة، ولا وقف من قوله: وما أمروا إلى الزكاة، فلا يوقف على له الدين، ولا على حنفاء، لأن قوله: ويقيموا الصلاة موضعه نصب بالعطف على ليعبدوا وحذف النون علامة للنصب فكأنه قال: إلا ليعبدوا وليقيموا الزَّكاةَ حسن الْقَيِّمَةِ تامّ. ولا يوقف على جهنم، لأن خالدين حال من الضمير المستكنّ في الخبر، وخبر إن قوله: في نار جهنم فِيها حسن. وليس بوقف إن جعل أولئك خبرا ثانيا: عند من أجاز تعداد الخبر أو نعتا، لأن النعت والمنعوت كالشيء الواحد، وحينئذ يكون حكم على الكفار بأمرين: بالخلود في النار وأنهم شرّ ـــــــــــــــــــــــــ سورة لم يكن مكية أو مدنية تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ كاف، إن رفع ما بعده خبرا لمبتدإ محذوف، وليس بوقف إن رفع بدلا من البينة كُتُبٌ قَيِّمَةٌ تامّ، وكذا: جاءتهم البينة وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ جائز دِينُ الْقَيِّمَةِ تامّ، وكذا: شرّ البرية، وخير البرية وقال أبو عمرو فيهما: كاف ¬

_ (¬1) وتسمى أيضا سورة القيمة، وهي تسع في البصري وثمان في الباقي، وهي مدنية على ما رجحه الحافظ ابن كثير كما في تفسيره (4/ 474)، ونقل السيوطي عن ابن الفرس أن الأشهر أنها مكية وانظر الإتقان (1/ 36)، والخلاف في آية: مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [5] بصري وشامي، وانظر «جمال القرء» (1/ 228)، «فنون الأفنان» (324)، «الإتحاف» (442).

سورة الزلزلة

البرية وشَرُّ الْبَرِيَّةِ تامّ، ولا يوقف على: وعملوا الصالحات، لأن الجملة بعده خبر إنّ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ تامّ جَنَّاتُ عَدْنٍ حسن، إن لم تجعل تجري خبرا ثانيا وإلا فلا وقف، ومثله: في عدم الوقف إن جعل نعتا، ولا يوقف على الأنهار، لأن خالدين حال مما قبله أَبَداً حسن، ومثله: ورضوا عنه. وقال أبو عمرو: تامّ، آخر السورة: تامّ. سورة الزلزلة مدنية أو مكية (¬1) ولا وقف من أولها إلى: أوحى لها لاتصال الكلام بعضه ببعض فلا يوقف على زلزالها للعطف، ولا على أثقالها، ولا على ما لها، لأن قوله يومئذ تحدّث أخبارها جواب إذا، فلا يفصل بينهما بالوقف، أي: إذا كانت هذه الأشياء حدّثت الأرض بأخبارها، أي: شهدت بالأعمال التي عملت عليها، وإن جعل العامل في إذا مقدّرا خرجت عن الظرفية والشرط وصارت مفعولا به، ولا يوقف على أخبارها، لأن ما بعده متعلق بما قبلها، أي: تحدّث بأخبارها بوحي الله إليها أَوْحى لَها كاف، إن نصب ما بعده بمقدّر، وليس بوقف إن جعل بدلا مما قبلها أَعْمالَهُمْ كاف، للابتداء بالشرط مع الفاء، ومثله: خيرا يره، وكذا شرا يره. ـــــــــــــــــــــــــ خالِدِينَ فِيها أَبَداً صالح وَرَضُوا عَنْهُ كاف، وقال أبو عمرو كأبي حاتم: تام، آخر السورة: تام. سورة الزلزلة مدنية أو مكية أَوْحى لَها تامّ أَعْمالَهُمْ كاف، وكذا: خيرا يره، آخر السورة تام. ¬

_ (¬1) وهي مدنية على الراجح، كما رجحه السيوطي في الإتقان (1/ 36)، وهي ثمان في المدني والكوفي، وتسع في الباقي والخلاف في آية أَشْتاتاً [6] غير مدني، كوفي وانظر: «التلخيص» (477).

سورة والعاديات

سورة والعاديات مكية أو مدنية ولا وقف من أوّلها إلى: لكنود لاتصال الجواب بالقسم فلا يوقف على ضبحا، ولا على قدحا ولا على صبحا ولا على نقعا، ولا على جمعا، لأن القسم قد وقع على جميع ذلك، فلا يقطع بعضه من بعض لَكَنُودٌ حسن، على استئناف ما بعده، والمراد بالإنسان: الكافر والمنافق، والكنود الكفور، يقال كند أباه إذا كفره، قال الشاعر: [الكامل] أحدث لها تحدث وصالك إنّها ... كند لوصل الزائر المعتاد وأنشد أيضا: [الطويل] كنود لنعماء الرجال ومن يكن ... كنودا لنعماء الرجال يبعّد لَشَهِيدٌ حسن، سواء عاد الضمير على الله أو على الإنسان لَشَدِيدٌ حسن. قال الفراء: أصل نظم الآية أن يقال وإنه لشديد الحب للخير فلما قدّم الحبّ قال لشديد وحذف من آخره ذكر الحبّ، لأنه قد جرى ذكره ولرءوس الآي كقوله: وفي يوم عاصف، والعصوف للريح لا لليوم كأنه قال في يوم عاصف الريح ما فِي الصُّدُورِ تامّ. وقال الكواشي: ولم أر أحدا من الأثبات ذكر هنا وقفا وأرى الوقف هنا حسنا وهو كما قال للابتداء بأن ومفعول يعلم محذوف وهو العامل في الظرف، أي: أفلا يعلم ما له إذا بعثر. أو أنه ما دلّ عليه خبر إنّ، أي: إذا بعثر جوزوا، آخر السورة: تامّ. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ سورة والعاديات مكية أو مدنية وجواب القسم إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ وهو حسن إن لم يجعل ما بعده من تتمته بل مستأنفا، وعلى هذا لَشَهِيدٌ حسن، وكذا: لشديد، وإن جعل من تتمته، فالأولان كافيان، والثالث حسن ما فِي الصُّدُورِ تامّ، وكذا: آخر السورة.

سورة القارعة

حكى أن الحجاج بن يوسف الثقفي قرأ على المنبر بحضرة الناس فجرى على لسانه أن ربهم بفتح الهمزة فقال خبير وأسقط اللام ثم استدرك عليه من جهة العربية أن أنّ في تأويل أن المفتوحة، وإنما كسرت لدخول اللام في خبرها فزعم أن من العرب من يفتح أن مع وجود اللام في خبرها بجعل اللام ملغاة وأنشد: [الطويل] وأعلم علما ليس بالظنّ أنّه ... إذ ذلّ مولى المرء فهو ذليل وأنّ لسان المرء ما لم تكن به ... حصاة على عوراته لدليل ففتح أن، وفي خبرها اللام لإيقاع العلم عليها، ويجوز أن يكون قد ابتدأ في البيت الثاني وأضمر لام تعليل قبل إن فقال خبير وأسقط اللام عمدا وهذا إن صح كفر، ولا يقال إنها قراءة ثابتة كما نقل عن أبي السمال العدوي، فإن كان ناقلا لها فلا يكفر، لأن الأمة أجمعت على أن من زاد حرفا في القرآن أو نقصه عمدا فهو كافر اه الثعالبي. سورة القارعة مكية (¬1) مَا الْقارِعَةُ حسن وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ كاف، إن نصب يوم بفعل مقدّر، أي: تقع القارعة في هذا اليوم أو تكون القارعة أو تقرعهم يوم يكون، فخرج بذلك عن الظرفية وصار مفعولا به: وقال أبو عمرو كأبي حاتم تامّ لتمام المبتدإ والخبر ولتمام المبالغة في التعظيم بالمعظم، ويجوز المبثوث ـــــــــــــــــــــــــ سورة القارعة مكية وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ كاف. وقال أبو عمرو كأبي حاتم: تام كَالْعِهْنِ ¬

_ (¬1) وهي مكية باتفاق وهي إحدى عشرة آية في الكوفي، وعشر في الحجازي، وثمان في البصري والشامي، والخلاف في ثلاث آيات: الْقارِعَةُ [1] كوفي، مَوازِينُهُ [6] حجازي، كوفي، مَوازِينُهُ [8] حجازي، كوفي. وانظر: «التلخيص» (478).

سورة التكاثر

لتفصيل أسباب الخوف وإلا فهو معطوف الْمَنْفُوشِ كاف راضِيَةٍ تامّ هاوِيَةٌ كاف، ومثله: ماهية، آخر السورة: تامّ. سورة التكاثر مكية (¬1) ولا وقف من أولها إلى: المقابر، فلا يوقف على التكاثر، لأن ما بعده غاية لما قبله الْمَقابِرَ كاف، ولا يوقف على كلا لأنها صلة لما بعدها بمعنى حقا سوف تعلمون ما أنتم عليه من التكاثر بالأموال والأولاد، فالخطاب الأول للكفار، والثاني للمؤمنين وفصل بين الأول والثاني بالوقف وإلا فالثاني داخل مع الأول لاتساقه عليه وكررت للتغليظ والتخويف ووعيد بعد وعيد، وجاء بثم إيذانا بأن تكريره أبلغ من الأول في التهويل تَعْلَمُونَ الثاني كاف، ثم كرر الثالثة لتحقيق العلم فقال كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ وهو أكفى مما قبله وجواب لو محذوف تقديره: ما ألهاكم التكاثر، وجعل الحسن البصري كلا الثالثة قسما وابتدأ بها، وقيل الوقف لو تعلمون ثم يبتدئ علم اليقين على القسم وانتصب لما حذفت الواو وجوابه لترونّ، أي: والله لترون الجحيم كقول امرئ القيس: [الطويل] فقالت يمين الله ما لك حيلة ... وما إن أرى عنك الغواية تنجلي وقيل: لا يجوز أن يكون لترونّ جوابا لأنه محقق الوقوع بل الجواب محذوف تقديره: لو تعلمون علما يقينا ما ألهاكم التكاثر فحذف الجواب ـــــــــــــــــــــــــ الْمَنْفُوشِ كاف راضِيَةٍ صالح، وكذا: هاوية ما هِيَهْ كاف. آخر السورة: تام. سورة التكاثر مكية الْمَقابِرَ تامّ، ويبتدئ بكلا بمعنى إلا على التهديد والوعيد ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ ¬

_ (¬1) قال السيوطي: الأشهر أنها مكية، ويدل لكونها مدنية- وهو المختار-، وسرد أدلة قوية على ذلك فراجعها في «الإتقان» (1/ 37).

سورة والعصر

للعلم بتقدّمه، قرأ العامة لترون مبنيا للفاعل، وقرأ ابن عامر والكسائي لترون بضم التاء الفوقية رباعيا متعديا لاثنين، الأول الواو والثاني الجحيم، ولا يوقف على الجحيم للعطف عَيْنَ الْيَقِينِ جائز لاختلاف المسئول عنه، وقيل: لا يجوز للعطف، آخر السورة: تامّ. سورة والعصر مكية أو مدنية (¬1) لَفِي خُسْرٍ جائز، عند بعضهم على أن المراد بالإنسان الجنس، ومثله في الجواز الصالحات، وقيل لا يجوز لأن التواصي بالحق والصبر قد دخل تحت الأعمال الصالحة، فلا وقف فيها دون آخرها. سورة الهمزة مكية أو مدنية لُمَزَةٍ حسن، إن رفع ما بعده خبر مبتدإ محذوف، أي: هو الذي جمع، أو نصب على الذمّ، وليس بوقف إن جعل بدل معرفة من نكرة، قرأ الأخوان وابن عامر جمع بتشديد الميم، والباقون بتخفيفها وَعَدَّدَهُ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالا من فاعل جمع أَخْلَدَهُ كَلَّا تامّ، لأن كلا هنا حرف ردع وزجر عن حسبانه الفاسد فهي بمعنى ـــــــــــــــــــــــــ تَعْلَمُونَ كاف، وكذا: علم اليقين عِلْمَ الْيَقِينِ صالح، آخر السورة: تامّ. سورة والعصر مكية أو مدنية ولا وقف فيها دون آخرها للاستثناء. سورة الهمزة مكية أو مدنية أَخْلَدَهُ تامّ، ويكون كلا بمعنى إلا، ويجوز الوقف على كلا بمعنى النفي فِي ¬

_ (¬1) وهي ثلاث واختلفوا في آيتين، وَالْعَصْرِ [1] غير المدني الأخير، بِالْحَقِّ [3] مدني أخير.

سورتا الفيل وقريش

النفي، أي: لا يخلده ماله فِي الْحُطَمَةِ كاف مَا الْحُطَمَةُ أكفى مما قبله، ويبتدئ نار الله بتقدير هي نار الله والوقف على الموقدة قبيح، لأن ما بعده صفة والصفة والموصوف كالشيء الواحد الْأَفْئِدَةِ صالح مُؤْصَدَةٌ ليس بوقف، لأن ما بعده صفة لنار الله، قرأ الأخوان وأبو بكر عمد بضمتين، آخر السورة تام. سورة الفيل مكية (¬1) بِأَصْحابِ الْفِيلِ جائز فصلا بين الاستفهامين فِي تَضْلِيلٍ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، ومثله: في عدم الوقف أبابيل، لأن الجملة بعده صفة، وهكذا إلى آخر السورة والإجماع على أنها سورتان وأن اللام في لإيلاف في معنى التعجب، والتقدير: اعجب يا محمد لنعم الله على قريش لإيلافهم رحلة الشتاء والصيف، ولذلك فصل بين السورتين بالبسملة، وقيل: لا وقف في سورة الفيل ولا في آخرها بل هي متصلة بقوله: لإيلاف قريش، وأن اللام متعلقة ب تَرَ كَيْفَ أو بقوله: فجعلهم، والمعنى أهلكنا أصحاب الفيل لتبقى قريش وتألف رحلتيها، وذلك أنه كانت لهم رحلتان، رحلة في الشتاء إلى اليمن، ورحلة في الصيف إلى الشام، فجعل الله هذا منة ـــــــــــــــــــــــــ الْحُطَمَةِ كاف وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ أكفى منه، ويبتدئ: نار الله بتقدير هي نار الله عَلَى الْأَفْئِدَةِ صالح، آخر السورة: تام. سورة الفيل مكية بِأَصْحابِ الْفِيلِ صالح، وكذا: أبابيل، والأول أصلح، آخر السورة: تام، إن ¬

_ (¬1) لم يفصل المؤلف سورة قريش أو الصَّيْفِ عن سورة الفيل، مع أنه صرح أن الإجماع على أنهما سورتان منفصلتان وسورة قريش خمس آيات في الحجازي وأربع في الباقي، والخلاف في آية: [من جوع] [4] حجازي، وانظر: «التلخيص» (482).

سورة الماعون

على قريش لأن يشكروه عليها، فعلى هذا لا يجوز الوقف على مأكول، وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ السورتين متصلتين في ركعة من المغرب، وعن جماعة من التابعين أيضا وَالصَّيْفِ كاف، إن لم تتعلق لام لإيلاف بقوله: فليعبدوا على معنى التأخير: أي فيعبدوا ربّ هذا البيت لإيلاف قريش، فعلى هذا لا يكون في هذه السورة وقف لاتصال الكلام بعضه ببعض، ولا يوقف على البيت، ولا على: من جوع لقطع الصفة عن موصوفها في الأول وللعطف في الثاني، وآخر السورة: تامّ. سورة الماعون مكية أو مدنية (¬1) وقيل نصفها كذا ونصفها كذا بِالدِّينِ حسن، لتناهي الاستفهام، ـــــــــــــــــــــــــ علقت لام: لإيلاف قريش بقوله فيها: فليعبدوا، أي: ليجعلوا عبادتهم شكرا لهذه النعمة، أو بمحذوف، أي: اعجبوا لإيلاف قريش رحلة الشتاء والصيف وتركهم عبادة ربّ هذا البيت، وليس بوقف إن علقت بسورة الفيل. إما بقوله: فعل ربك، أو بقوله: ألم يجعل كيدهم في تضليل، أو بقوله: فجعلهم كعصف، وعليه يحمل قول أبي حاتم: ليس في آخر سورة الفيل وقف. والإجماع على أنهما سورتان قد يبعد هذا القول، بل قال أبو عمرو: إن القول به خطأ بين، إذ يلزم عليه أن يكون لإيلاف قريش بعض آيات سورة الفيل. سورة قريش مكية أو مدنية وقد عرفت أن لام لإيلاف قريش بماذا تتعلق. وَالصَّيْفِ كاف إن لم تتعلق اللام بقوله: فليعبدوا، آخر السورة: تامّ. سورة الدين مكية أو مدنية أو نصفها كذا ونصفها كذا طَعامِ الْمِسْكِينِ تامّ ساهُونَ كاف، إن لم ¬

_ (¬1) وهي مكية أو مدنية على قولين، وهي سبع في العراقي، وست في الباقي، والخلاف في آية يُراؤُنَ [6] عراقي وانظر: «الإتقان» (1/ 37)، و «التلخيص» (483).

سورة الكوثر

وعلى أن جواب الاستفهام مقدّر تقديره إن لم تبصره وتعرفه فهو ذلك، ومن وصل فللفاء والأول أقعد، ولا يوقف على اليتيم، والدع الدفع ومنه فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ أي: يدفعه عن حقه، ومنه قوله صلّى الله عليه وسلّم: «إنكم مدعوون يوم القيامة مقدمة أفواهكم بالفدام» وفي القاموس: والفدامة والفدام بكسر الفاء، شيء تشدّه العجم والمجوس على أفواهها عند السقي، وقرئ يدعّ اليتيم بفتح الدال وتخفيف العين، أي: يتركه ويهمله، وقرئ ولا يحاض من المحاضة، أي: لا يحض نفسه الْمِسْكِينِ تامّ، والوقف على المصلين قبيح. فإنه يوهم غير ما أراده الله تعالى، وهو أن الوعيد الشديد بالويل للفريقين الطائع والعاصي والحال أنه لطائفة موصوفة مذكورين بعده، ومثله في القبح لا تقربوا الصلاة فإنه يوهم إباحة ترك الصلاة بالكلية، وتقدّم ما يغني عن إعادة ذلك صدر الكتاب ساهُونَ في محل الذين الحركات الثلاث، الرفع والنصب والجرّ، فكاف إن جعل في محل رفع خبر مبتدإ محذوف، وكذا: إن نصب بتقدير أعني أو أذم، وليس بوقف إن جعل نعتا أو بدلا أو بيانا، آخر السورة تام. سورة الكوثر مكية أو مدنية الْكَوْثَرَ لم ينصّ عليه أحد وله حيثيتان، فمن حيث الابتداء بالفاء ليس بوقف، لأن الفاء السببية في مقام لام العلة، ولو كان بدل الفاء واو لحسن الابتداء بما بعده، وذكر بعضهم الوقف على نظيره، لأنهم يشترطون لصحة الوقف صحته على نظيره كما في قوله: وَيَقُولُونَ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ هنا الوقف، لأن الأمر يبتدأ بالفاء، ومثله: الوقف على الغيب لله، لأن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يجعل ما بعده صفة لما قبله، آخر السورة: تامّ. سورة الكوثر مكية أو مدنية وَانْحَرْ جائز. وقال أبو عمرو: تامّ، آخرها تامّ.

سورة الكافرون

جواب الأمر منقطع لفظا متصل معنى ولا بعد لأن يرسم هنا بالجواز لكونه رأس آية، وفيه أيضا التفات من التكلم إلى الغيبة وذلك من مقتضيات الابتداء، ومن هذه الحيثية يجوز الوقف على الكوثر والابتداء بما بعده ولو مع الفاء، يقال: أعطيت وأنطيت، وقرأ الحسن وغيره «إنا أنطيناك الكوثر» وَانْحَرْ جائز. وقال أبو عمرو: تامّ للابتداء بأنّ، آخرها تامّ. سورة الكافرون مكية أو مدنية (¬1) ما تَعْبُدُونَ جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل توكيدا ما أَعْبُدُ* في الموضعين، كاف آخر السورة تام. سورة النصر مكية ليس فيها وقف تامّ، لأن قوله: فسبح جواب إذا والعامل في إِذا إذا كانت ظرفا جوابها، ولا تكون إلا في الأمر المحقق وقوعه، ولذلك لم تجزم إلا في الشعر لمخالفتها أدوات الشرط. وإذا تجرّدت عن الشرطية فلا جواب لها، وهل الناصب لها فعل الشرط أو فعل الجواب قولان: أشهرهما الثاني، وقيل الأول، قاله الزمخشري والحوفي، وردّ عليهما أبو حيان، وقال ما بعد فاء الجواب لا يعمل فيما قبلها وَاسْتَغْفِرْهُ كاف، آخر السورة: تام. ـــــــــــــــــــــــــ سورة الكافرون مكية أو مدنية ما أَعْبُدُ في الموضعين كاف، آخرها: تامّ. سورة النصر مكية وَاسْتَغْفِرْهُ كاف، آخرها: تامّ. ¬

_ (¬1) جاء في الإتحاف أنها «مكية وقيل إنها مدنية» وذكر الألوسي أنها مكية عند الجمهور، انظر «الإتحاف» لابن البنا (444)، و «روح المعاني» (3/ 319).

سورة تبت

سورة تبت مكية ولا وقف من أوّلها إلى وتبّ ولَهَبٍ قرئ بفتح الهاء وسكونها، ولم يقرأ ناراً ذاتَ لَهَبٍ إلا بالفتح فقط لمراعاة الفاصلة وَتَبَّ كاف، ومثله: وما كسب للابتداء بالتهديد، وكذا: وامرأته لمن رفعها عطفا على الضمير في سيصلى، أي: سيصلى هو وامرأته، وعلى هذا لا يوقف على ذات لهب، لأن الكلام قد انتهى إلى: وامرأته فيكون الوقف عليها حسنا، وحسن ذلك الفصل بينهما وقام مقام التوكيد فجاز عطف الصريح على الضمير المرفوع بلا توكيد، وعلى هذا تكون حمالة خبر مبتدإ محذوف تقديره هي حمالة، أو نصبها على الذم، وبها قرأ عاصم، وليس بوقف إن جعل وامرأته مبتدأ وحمالة خبرا أو رفع حمالة بدلا من امرأته، وكان الوقف على قوله: ذات لهب كافيا، وكذا: الحطب إن جعل ما بعده مبتدأ وخبرا، وقرئ شاذا ومريئته مصغرا، آخر السورة تامّ. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ سورة تبت مكية وَتَبَّ تامّ، وكذا: وما كسب وَامْرَأَتُهُ كاف، لمن رفعها بالعطف على الضمير في: سيصلى، ورفع حمالة الحطب خبرا لمبتدإ محذوف أو نصبها بأعني مقدرا، وليست بوقف لمن رفعها مبتدأ خبره حمالة الحطب أو رفع حمالة بدلا من امرأته بل الوقف على ذاتَ لَهَبٍ وهو كاف، آخر السورة تامّ.

سورة الإخلاص

سورة الإخلاص مكية (¬1) أربع آيات. قال الأخفش وغيره: لا وقف فيها دون آخرها، لأن الله أمر نبيه أن يقرأها كلها فهي جواب ومقصود الجواب والوقف على رأس كل آية حسن قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حسن، عند أبي عمرو. قال: العرب لا تصل: قل هو الله أحد بقوله: الله الصمد وكان لا يستحب الوصل، وذلك أن ضمير هو مبتدأ أوّل، والله مبتدأ ثان، وأحد خبر الثاني، والجملة خبر الضمير، أو هو مبتدأ، وهو اسم مبهم، فجعل الله بيانا وتفسيرا وترجمة عنه، وأحد خبر المبتدإ، أو هو مبتدأ والله خبره، وأحد بدل من الخبر، والتقدير هو أحد، أو هو مبتدأ والله بدل منه، وأحد رفع على الخبر، والتقدير الله أحد، أو هو مبتدأ، والاسمان بعده خبران له، أو هو مبتدأ والله خبره، وأحد خبر مبتدإ محذوف، أي: هو أحد. وقيل: هو عبارة عن الأمر والشأن والقصة، والله مبتدأ وأحد خبر، وهذا يقتضي الفصل. وقيل: الوصل أولى، واستحبه جمع، ومن وصل نوّن أحد، ووجه الوصل أن جملة قوله: اللَّهُ الصَّمَدُ بدل من الجملة الأولى في تتمة البيان، ومقصود الجواب فهما كالشيء الواحد الصَّمَدُ كاف، على استئناف ما بعده، ومثله: لم يلد ولم يولد، كذا وسمه بعضهم بالكافي، ولعله لكونه من عطف الجمل، وإلا فقوله: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ معطوف على ما قبله، آخرها: تامّ. ـــــــــــــــــــــــــ سورة الإخلاص هي واثنتان بعدها مكيات أو مدنيات اللَّهُ أَحَدٌ حسن. وقال أبو عمرو: كاف الصَّمَدُ كاف، وكذا: لم يولد، آخرها: تامّ ¬

_ (¬1) مدنية على الراجح كما قال السيوطي في «الإتقان» (1/ 37)، وهي خمس في المكي والشامي، وأربع في الباقي، والخلاف في آية: لَمْ يَلِدْ [3] مكي، شامي.

سورتا الفلق والناس

سورتا الفلق والناس (¬1) ليس فيهما وقف دون آخرهما، وإن وقفت على رأس كل آية فحسن لما روي عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه كان يقف على رأس كل آية منهما، وسبب نزول السورتين أنه كان غلام من اليهود يخدم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلم يزل به اليهود حتى أخذ مشاطة رأس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأسنان مشطه فأعطاه لليهود فسحروا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والذي تولى ذلك لبيد بن الأعصم اليهودي ثم دسها في بئر بني زريق يقال لها ذروان فمرض رسول الله وانتثر شعر رأس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فكان يرى أنه يأتي النساء وما يأتيهنّ، ويخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، فبينما هو نائم ذات ليلة أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال أحدهما لصاحبه ما بال الرجل؟ قال طبّ، قال وما طب؟ قال سحر، وروي ما وجع الرجل؟ فقال مطبوب، فقال ومن سحره قال لبيد بن الأعصم، قال فيما ذا؟ قال في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر. جف الطلعة: وعاؤها، قال وأين هو؟ قال في ذروان تحت راعوفة البئر: والراعوفة صخرة تترك في أسفل ـــــــــــــــــــــــــ سورة الفلق ليس فيها وقف كاف ولا تامّ، إلا آخرها فتامّ. سورة الناس الْخَنَّاسِ كاف، لمن رفع ما بعده خبرا لمبتدإ محذوف، أو نصبه على الذمّ بتقدير أعني، وليس بوقف لمن جرّه نعتا لما قبله، آخر السورة: تامّ، قاله أبو عمر، ولم يزد الأصل في سورتي الفلق والناس على قوله، وليس في الفلق والناس وقف حسن يعتمد، الله تعالى أعلم. تمّ بحمد الله وعونه وحسن توفيقه. ¬

_ (¬1) سورة الناس وهي مدنية باتفاق وهي سبع في المكي والشامي وست في الباقي، والخلاف في آية مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ [4] مكي، شامي.

البئر إذا احتفرت، فإذا أرادوا تنقية البئر جلس عليها المنتقي ويقال له أرعوفة، فانتبه النبي صلّى الله عليه وسلّم وقال يا عائشة أما شعرت أن الله أخبرني بدائي، ثم بعث عليا والزبير وعمارا وثوبان، فأخرجوا الجفّ وإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان مشطه وإذا وتر معقد فيه إحدى عشرة عقدة، وروي أنها كانت مغروزة بالإبر» اه كواشي، وقد كان صلّى الله عليه وسلّم إذا أوى إلى فراشه جمع كفيه ونفث فيهما، وقرأ: قل هو الله أحد والمعوذتين، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ برأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاثا. ومن قرأ المعوذتين قبل طلوع الشمس وقبل غروبها تولى عنه الشيطان وله نباح كنباح الكلب، وفي الحديث «أنه كان صلّى الله عليه وسلّم قال لعثمان بن عفان: عليك بالمعوذتين فما تعوّذ بأفضل منهما» وقال: «التمائم والرقى والتولة شرك، يكفيك أن تقرأ المعوّذتين» والتولة بكسر التاء وفتحها ما يشبه السحر. اللهم كما وفقتنا لجمعه تفضل علينا بستر هفواتنا، واجعل لنا به في الدنيا ذكرا جميلا، وفي الآخرة أجرا جزيلا. اللهم لا تؤاخذنا بما كان منا من تأويل على غير ما أنزلته، أو فهم على غير وجه ترضاه. اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، وشفاء صدورنا، وذهاب همومنا وغمومنا، واجعله أنيسا لنا في قبورنا، ودليلنا إليك وإلى جناتك جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والمرسلين، اللهم ذكرنا منه ما نسينا، وعلمنا منه ما جهلنا، واستعملنا في تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على النحو الذي يرضيك عنا، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أنهاه جامعه العبد الفقير، القائم على قدمي العجز والتقصير، أحمد ابن الشيخ عبد الكريم ابن الشيخ محمد ابن الشيخ عبد الكريم، ولكل واحد من هؤلاء الثلاثة حكاية فقد شاهدت من الوالد رحمة الله عليه أنه مرة قصد زيارة الإمام الشافعي، ثم ذهب لزيارة الليث فوضع حرامه فوق الحنفية وتوضأ وتركه فوق الحنفية نسيانا ودخل وزار الأستاذ قبل العشاء فلم يتذكر الحرام

حتى عاد لزيارة الشافعي بمدّة تزيد على ثلاثين درجة بعد العشاء، فجلس تجاه سيدي يحيى الشبيه، وقال لي يا ولدي لا أذهب من هذا المكان إلا بحرامي، فذهبت إلى الحنفية فوجدت الحرام فوق الحنفية ورجل واقف على قبقاب يحرسه، فأخذته والوالد واقف تجاه الأستاذ سيدي يحيى الشبيه نفعنا الله ببركاته. وحكي عن الجدّ الشيخ محمد أنه كان مؤذنا بالشافعي وكان متزوجا بثلاث زوجات: واحدة في الشافعي وواحدة في طولون، وواحدة في زاوية البقلي في المنوفية، وكان يقرأ في كل يوم ختمة كاملة وهو يشتغل في الحياكة، ويقرئ أولاد صنجق في القاعة، ولم يذهب إلى بيت الصنجق ولا مرّة. وحكي عن الجدّ الأعلى، أي: الشيخ عبد الكريم أنه حج سنة مع شيخه وأستاذه سيدي أحمد بن عثمان الشرنوبي صاحب الكرامات الظاهرة من جملة الفقراء فتاه الجدّ عن طريق الحج ثلاث ليال لم يدر أين يتوجه، فسار في الجبال ثم وجد جملا صغيرا عريانا باركا. فركبه فقام بسرعة كالطير إلى أن جاء لمقدم الحج وبرك، فضربه ضربا شديدا ليقوم فلم يتحرّك فتركه، فلما قدم على الأستاذ قال لتلامذته: سلموا على أخيكم الشيخ عبد الكريم الذي علقته ألف، وأرى جماعته أثر الضرب على أضلاعه، سامح الله الجميع، وغفر لهم من فيض جوده العميم، وأسكن الله الجميع بحبوحة جنات النعيم، إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير. وإنما ذكرت هؤلاء الثلاثة تحدّثا بنعمة الله مولى الموالي، واقتداء بقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه «تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم». والحمد لله وحده وصلّى الله على سيدنا محمد النبيّ الأميّ، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما كثيرا دائما إلى يوم الدين.

فائدة تتعلق بمعاني ألفاظ القرآن على حروف المعجم مختصرة من تأليف الشيخ إسماعيل النيسابوري تغمده الله برحمته آمين الم* ألف الله، ولام جبريل، وميم محمد صلّى الله عليه وسلّم إِذْ* تكون بمعنى قد كقوله: وَإِذْ قالَ رَبُّكَ*، وتكون بمعنى إذا كقوله: وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا، وتكون بمعنى حين كقوله: إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا، أُمَّةً* تكون بمعنى العصبة كقوله، وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ، وتكون بمعنى الملة كقوله: كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً، كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، وتكون بمعنى السنين كقوله في هود: إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ، وتكون بمعنى الجماعة كقوله: أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ، وتكون بمعنى الإمام كقوله: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ، وبمعنى السّنة كقوله: إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ*. امْرَأَتُ عِمْرانَ اسمها حنة، وامرأة سعد بن ربيعة اسمها خولة. قال تعالى: وإن امرأة خافت من بعلها. وقيل هي امرأة رافع بن خديج، وامرأة إبراهيم عليه السلام واسمها سارة، وامرأة العزيز واسمها زليخا، وبلقيس، وبنتا شعيب واسمهما صفوراء وصفيراء، وامرأة فرعون واسمها آسية بنت مزاحم، والمرأة التي أرادت تزويج النبي صلّى الله عليه وسلّم: وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبيّ، واسمها، ميمونة وامرأة نوح عليه السلام واسمها باعلة، وامرأة لوط عليه السلام واسمها واهلة، والحادية عشرة امرأة أبي لهب واسمها جميلة، ولم تذكر امرأة في القرآن باسمها إلا مريم

في أربعة وثلاثين موضعا، يهب لمن يشاء إناثا، وهو لوط: وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ، وهو إبراهيم: أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً، وهو محمد صلّى الله عليه وسلّم: وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً، وهو يحيى بن زكريا عليه السلام الْبِرُّ* يكون بمعنى الاتباع كقوله: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ، ويكون بمعنى الطاعة كقوله: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ، ويكون بمعنى الجنة كقوله: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ الْبَيْتَ* يطلق على الكعبة، ويطلق على بيت إبراهيم كقوله: رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، ويطلق على بيت محمد صلّى الله عليه وسلّم كقوله: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ، ويطلق على سفينة نوح كقوله: وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً، ويطلق على البيت المعمور (البعل) الزوج كقوله: وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ، ويطلق على الصنم كقوله: أَتَدْعُونَ بَعْلًا، وهو صنم طوله ثلاثون ذراعا، له أربعة أوجه: وجه أمام، ووجه خلف، ووجه يمين، ووجه شمال. قال عكرمة: ظهر الفساد في البرّ والبحر، في البرّ القرى البرّية: يعني المبنية في البرّ، والبحر التي على سواحل البحر (التوفي) يطلق على النوم كقوله: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ، ويطلق على الإماتة كقوله: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ* الثَّوابِ* يطلق ويراد به الفتح والغنيمة كقوله: فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ، وقوله: وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً، ويطلق على الزيادة كقوله: فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ: يعني فزادكم غما على غمكم، ويطلق على العقوبة كقوله: قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ، يعني عقوبة (الجدال) يطلق ويراد به الشك كقوله: وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ، أي: لا شك في فريضة الحج، ويطلق على المراء كقوله: قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا، ويطلق على المخاصمة كقوله: وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ. ويقال لما ألقى موسى عصاه صار جانا في الابتداء ثم صار ثعبانا في الانتهاء. ويقال: كان حية لموسى، وثعبانا لفرعون، وجانا للسحرة الْحَمْدُ* يطلق

على الشكر، وعلى الثناء، وعلى المدح، وعلى الأمر، كقوله: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ، وعلى القول كقوله: وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا الْحَقُّ* يطلق على الصدق، ويطلق على محمد صلّى الله عليه وسلّم كقوله: وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ، وعلى الكعبة، وعلى المال، وعلى العمل كقوله: وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ، وعلى الإسلام. قال تعالى: وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ، وعلى جبريل كقوله: لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ، ويطلق على شهادة أن لا إله إلا الله كقوله: لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ، وقوله: إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ، وعلى التوحيد كقوله: وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ، وعلى العدل كقوله: وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ، وعلى القرآن كقوله: قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ، وقوله: وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ قالُوا هذا سِحْرٌ، ويطلق على القسم كقوله: فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ. الْحِكْمَةَ* تطلق على النبوّة، وعلى القرآن كقوله: ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ. واختلف في تفسير: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ، فقال ابن عباس: النبوّة. وقال مقاتل: تفسير القرآن. وقال مجاهد: إصابة القول والفعل. ويقال الخط الحسن. ويقال الفقه. وقال الحسن الورع. ويقال الخشية لله. ويقال السنة والجماعة. ويقال إلهام الصواب (الحسن) يطلق على الصدق، كقوله: أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً، وعلى الحلال كقوله: وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً، ويطلق على الجنة كقوله: أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً، ويطلق على الحق كقوله: أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً الْحَسَنَةُ* قيل الفتح والغنيمة. وقيل التوحيد كقوله: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها*. وقيل: المطر. وقيل: الصواب. وقيل: العافية. وقيل: القول اللين. وقيل: الثناء، لقوله: وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً. وقيل: الطاعة. وقيل المرأة الصالحة. وقيل: الحور العين. وفسر ابن عباس: رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً: شهادة، وفي الآخرة حسنة الجنة وقال سهل بن عبد الله: في الدنيا السنة

والجماعة وفي الآخرة النعيم والجنة (الحبر) أي: العالم، ويطلق على الإكرام كقوله: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ، قال ابن عباس: تكرمون بالتحف، وقال يحيى بن بكير: تلذذون بالسماع الْخَيْرُ* يطلق على الأفضل، كقوله: وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلًا، ويطلق على الأشرف، كقوله: أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ، ويطلق على الإسلام، ويطلق على المال كقوله: إِنْ تَرَكَ خَيْراً وكقوله: فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً، ويطلق على الإيمان كقوله: وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ. وقال تعالى: لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً ويطلق على النعمة. قال تعالى: وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ ويطلق على الأجر. قال تعالى: وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ ويطلق على الطعام. قال رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ويطلق على الظفر كقوله: وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً ويطلق على الخيل. قال تعالى: إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي ويطلق على المال الكثير كقوله: إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ (السؤال) يكون للاستفهام نحو: يَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ*، يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ، ويكون للحاجة، ويكون للنعت نحو: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ، ويكون للامتحان نحو: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ. السَّكِينَةَ* الطمأنينة نحو، فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ، وتكون للثبات كقوله: أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ. قال عليّ كرّم الله وجهه: السكينة ريح هفافة لها رأسان ووجه، ويقال ريح خجوج لها رأسان، ويقال هي شيء له رأس وجناحان وذنب، ويقال شيء ميت له رأس كرأس الهرّة. فإذا أراد بنو إسرائيل الحرب فزعوا إليه. فإن صرخ علموا بالظفر. وقال السدي: طست من ذهب أتي به من الجنة تغسل فيه قلوب الأنبياء، ويقال روح إذا اختلف بنو إسرائيل في شيء عمدوا إليه فأخبرهم بشأن ما اختلفوا فيه. وقال عطاء: آيات الله تسكن إليها قلوب بني

إسرائيل، وقيل: التابوت والسكينة شيء واحد (السيد) الحليم، ويطلق على الزوج والرئيس السَّيِّئَةُ* لها إطلاقات: تطلق على القتل والهزيمة وعلى الشرك كقوله: وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها وعلى القحط والشدّة كقوله: وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ، وعلى الضر كقوله: وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ، وعلى القول القبيح كقوله: وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ*، وقوله: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (الشاهد) يطلق على مشركي العرب كقوله: شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ. وعلى جبريل كقوله: وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ يعني جبريل، وقيل القرآن، وقيل صورة محمد، وقيل: لسانه، وقيل: ابن عم زليخا، وقيل أخوها. قال تعالى: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها وقيل محمد صلّى الله عليه وسلّم وقيل هو عبد الله ابن سلام كقوله: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ الشَّجَرَةَ* التي نهى آدم عنها السنبلة، وقيل البر، وقيل: الكرم، وقيل: التين، وقيل: إنه نهى عن أكل شجرة بعينها ونهاه عن جنسها فهو لم يأكل من الشجرة المعينة، وقيل: إنما أكل من جنسها، قال تعالى: وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ أي: نسي تلك الشجرة الشِّرْكَ يطلق على الشرك بالله كقوله: لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً، وعلى الرياء كقوله: فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (الشفاء) هو الشفاء بعينه، وقيل البيان، وقيل الدواء كقوله: فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ، وقيل العافية نحو، وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ. الصِّراطَ* يطلق على الدين، اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ، وعلى الطريق كقوله، وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ. الصَّلاةُ*. الصلوات الخمس، وتطلق على العبادة وعلى الخضوع، وقيل الدعاء كقوله: وَصَلَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ وصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وعلى القراءة قال تعالى: وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها قال الحسن: لا تصلها رياء ولا تدعها حياء. وتطلق على الإسلام. قال تعالى:

فلا صدّق ولا صلى الضَّلالَةُ* تطلق على الخذلان، وعلى الخطأ: فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ*، وعلى الكفر كقوله: إِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ وعلى النسيان كقوله: أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما، وتطلق على المحبة كقوله: قالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ، ووَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى، أي: وجدك خامل الذكر فرفع لك ذكرك، أو وجدك جاهلا بتبليغ الرسالة فهداك الله، أو وجدك بين قول ضلال فهداهم بك، أو وجدك ضالا عن الطريق فهداك إليها، وذلك في وقت الصبا (الطهارة) من الأدناس كقوله: وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ، وتطلق على النجاة كقوله: وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا، وتطلق على الإخلاص كقوله: وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ، وقيل: ثيابك فاغسل أو فقصر، وقيل: وقلبك فأصلح، وقيل: خلقك فحسن، وقيل: الطهارة من الشرك (الظلم) الكفر، ويطلق على المعصية من غير شرك، وعلى العسر والضيق والشدّة، ويطلق على الفقر، ويطلق على ضيق مكة كقوله: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً، وقيل: بعد ضيق مكة يسر المدينة، أو بعد ضيق الدنيا يسر الآخرة، أو بعد ضيق القبر يسر الآخرة الْغَيْبُ* هو الله تعالى: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ، وعلى السرّ، وعلى الفرج، وعلى المطر، وعلى القحط والجدب كقوله: وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ. قال الكلبي: الغيب هنا الموت، وقيل: الجوع، وقيل: دفع المضرّة وجلب المنفعة، وقيل الولد من بطن الأم فِتْنَةٌ* تكون بمعنى البلية كقوله: إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ، وتكون بمعنى الشرك كقوله: وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ، وتكون بمعنى الكبر كقوله: ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ، وتكون بمعنى الاختبار كقوله: إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ، وتكون بمعنى الجنون كقوله: بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ. فَضْلُ* المنة كقوله: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ*، ويطلق على التجاوز وعلى الحلف وعلى الإسلام كقوله: قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ، وعلى القرآن كقوله: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ، وعلى الطاعة كقوله: وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي

فَضْلٍ فَضْلَهُ، الفضل الأخير الدرجات، ويكون الجنة كقوله: وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيراً. فَزَعٍ الخوف. وقيل: هو ذبح الموت بين الجنة والنار ونداء جبريل بين الجنة والنار: حياة بلا موت الْقَرْيَةَ* أريحا كقوله: وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ، ونينوى كقوله: وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ، ومكة كقوله: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً وأنطاكية، فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها، وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحابَ الْقَرْيَةِ، والخامسة مدينة قوم لوط: إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً، والسادسة بلد من البلدان كقوله: وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها (القنوت) الإقرار كقوله: كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ*، ويطلق على الخشوع كقوله: وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ، أي: خاشعين الْقُرْآنُ* يطلق على ستة أوجه. أحدها: القرآن بعينه. الثاني يطلق على كتاب من الكتب كقوله: ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا. الثالث آية الكرسي كقوله: وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ، ويقال إن القرآن هنا فاتحة الكتاب، ومعناه على هذا القرآن، وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي، ومع ذلك فإنه قرآن عظيم. الرابع صلاة الفجر كقوله: وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً، الخامس على التوحيد كقوله: الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ. السادس: القراءة كقوله: إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ. ما* على عشرة أوجه تكون مصدرية نحو: ما عَنِتُّمْ*، ونحو: بِما غَفَرَ لِي رَبِّي، وتكون للاستفهام، نحو: يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ*، يُبَيِّنْ لَنا ما لَوْنُها، وتكون للتعجب كقوله: فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ، ونحو: قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ، وأصحاب الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ، وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ، وتكون شرطية نحو: ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها، وتكون كافة نحو: قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ* وتكون للنفي نحو: وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ، وما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ، وتكون مهيئة إِذْ* وحَيْثُ* للجزم نحو: [الطويل]

وإنّك إذ ما تأت ما أنت آمر ... به تلف من إياه تأمر آتيا وحيث نحو: [السريع] حيثما تستقم يقدر لك اللّ ... هـ نجاحا في غابر الأزمان وتكون بمعنى الوقت نحو: ما دُمْتُ فِيهِمْ، وتكون صلة نحو: فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ، فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ* وتكون موصولة بمعنى الذي الْمَعْرُوفِ* أربعة عشر وجها. حسن العشرة من النفقة والكسوة. الثاني بمهر جديد كقوله: إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ. الثالث من غير إسراف ولا تقتير كقوله: وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ. الرابع الكلام الحسن: فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ. الخامس هدية الرجل لامرأته عند الطلاق كقوله: مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ. السادس: اتباع محمد صلّى الله عليه وسلّم. السابع: قدر ما يحتاج إليه كقوله: وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ. الثامن: القرض، كقوله: بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ. التاسع: الصلوات والوصية بلا ريبة. العاشر العدل كقوله: فَأَوْلى لَهُمْ طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ النَّارُ* ستة: نار جهنم، ونار الدنيا، ونار الزند، ونار الشجر: الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً، ونار الحرام نحو: ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ. والسادسة: النور كقوله: في قصة موسى عليه السلام: إِذْ رَأى ناراً والنُّورُ* أقسام: يطلق على الإيمان كقوله: يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ*. والثاني القرآن كقوله: فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا. والثالث محمد صلّى الله عليه وسلّم: قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ. والرابع: النهار كقوله: وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ. والخامس: الهدى كقوله: وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ. والسادس: التوراة كقوله: قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ. والسابع: الإسلام كقوله: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ. الثامن: النور، وهو الله سبحانه وتعالى. قال الله تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ

وَالْأَرْضِ. التاسع: المغفرة، العاشر: العدل، وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها. الحادي عشر: الضياء كقوله: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً. النَّجْمُ* له إطلاقات، يطلق على النجوم بعينها، وعلى الفرقدين، وعلى النباتات التي لا ساق لها. قال تعالى: وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ. الْهُدى * له إطلاقات: يطلق على التوفيق، وعلى الصواب، وعلى الإيمان، وعلى التثبيت، وعلى الإسلام، قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ والدعوة: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، والتوحيد والسنة: إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ، وعلى التوبة كقوله: إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ، وعلى القرآن: وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى *. (الوحي) وحي من السماء، وهو الأصل، ووحي إلهام نحو: وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي، وأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ، وعلى الكتابة كقوله: فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا، ووحي أمر كقوله: يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً، وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ (الواو) تكون للاستئناف وللابتداء، وللعطف، وللقسم، وللصرف نحو: وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ، وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ، وللحال، ومقحمة نحو: وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ، ويقال لها واو السرّ، فقالوا لها سرّ بين الله وخليله فأراد أن لا يطلع عليه أحدا فأشار إليه بالواو فقال: وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ، وتكون للنعت، أي: تدخل في الصفات نحو: مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ، وواو الضمير نحو: وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ، أي: قاتل ومعه جموع كثيرة، ومنقلبة عن همزة نحو: وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ، بهمزة وبغير همزة، وتكون للعموم نحو: التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ، إلى: وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وللتحقيق نحو: وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ، أي: حقق الله هذا العدد من غيره بالواو، وللتمييز نحو: ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً، وواو الثمانية نحو: وَفُتِحَتْ أَبْوابُها، وواو الجمع نحو: يُؤْمِنُونَ* ويُقِيمُونَ*، وواو توجب التفريق نحو: وَسَبْعَةٍ إِذا

رَجَعْتُمْ، وواو توجب الترتيب نحو: فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ الآية، وواو توجب الجمع نحو: إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ، وواو المفعول نحو: وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً. تدخل هذه الواو علامة لرجوعها إلى ما بعدها دون ما قبلها. وتكون الواو بمعنى أو نحو: مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ*، معناه أو ثلاث أو رباع، وتكون بمعنى حتى كقوله في الفتح: تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ معناه: حتى يسلموا، وواو بمعنى الفاء نحو: سَمِعْنا وَأَطَعْنا*، وواو بمعنى مع كقوله: مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، معناه مع أنك أرحم الراحمين، وتكون بمعنى اللام كقوله: وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما، وواو البناء ألحق بناء الثلاث ببناء الرباعي بهذه الواو، وبالياء من الواو نحو: وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا أصله بغويا (واليد) تكون صفة من صفات الذات، نحو: خَلَقْتُ بِيَدَيَّ، وتكون للنصرة نحو: يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ، وتكون للجارحة كقوله: أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها إلخ، وتكون بمعنى القهر والذلّ نحو: حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ، وتكون بمعنى القوّة نحو: وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ. تمت الفائدة بحمد الله تعالى وعونه، وحسن توفيقه، وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله الطيبين وأصحابه الأكرمين وسلّم آمين.

§1/1