مقدمة في أصول البحث العلمي وتحقيق التراث

السيد رزق الطويل

مقدمات

مقدمات مقدمة الطبعة الثانية ... بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة الطبعة الثانية: الحمد لله خلق الإنسان علمه البيان، وهداه إلى أقوم سبيل للبحث ويسر له أسباب الفكر والنظر في ملكوت السموات والأرض وصولا إلى المعرفة وإصابة كبد الحقيقة. وصلاة وسلامًا دائمين على خاتم رسله ومصطفاه، محمد بن عبد الله، الذي أرسله الله بالرسالة الهادية، والمعرفة النقية الصافية، والحكمة البالغة، ففتح الله بنورها الأبصار والبصائر، وأذهب بها الضلالات، ومحا بها الغشاوات، وكانت فتحًا مبينًا للبشرية خطت به نحو التقدم والتحضر، وعمرت به الأرض، وتحضرت به الإنسانية، وسمعت حثيثًا نحو البحث والنظر لتحقق أهدافها التي خلقها الله من أجلها. وبعد: فأقدم لقراء العربية عمومًا، وللعلماء والباحثين على وجه الخصوص هذه الطبعة من السفر القيم: "مقدمة في أصول البحث العلمي وتحقيق التراث" لمؤلفه الأستاذ الدكتور: "السيد رزق الطويل" أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر، والعميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة, وذلك بعد أن اشتد الطلب عليه، وكثرت الاتصالات التي تحث على إعادة طبعه ممن عرفوا أثر الكتاب وفضل مؤلفه، وحاجة المكتبة العربيه إليه. ولا بدع في ذلك, فقد درج المؤلفون في هذا المجال أن يكتبوا عن كيفية البحث وكتابته، أو عن تحقيق النصوص، أما مؤلفنا فقد جعل ذلك سفرًا مستفيضًا جمع فيه شتات الأمرين: البحث العلمي, وتحقيق التراث، كاشفًا عن الرؤية العامة فيهما، مضيفًا تجربته الخاصة في المجال، داعمًا لذلك كله بالأمثلة والتطبيقات. ومما يزيد من قيمة هذا السفر الجليل هذا الباب الذي عقده المؤلف تحت عنوان: التعريف بالمكتبة الإسلامية، والذي عقده في فصلين أولهما: دراسة تاريخية وميدانية للمكتبة الإسلامية وثانيهما: في مصنفات التراث، تناول فيهما نشأة المكتبة الإسلامية في عرض تاريخي موجز وموثق، ثم تحدث عن أشهر المكتبات في العالم الإسلامي قديمًا وحديثًا في داخل البلاد الإسلامية وخارجها، كما تناول فيهما مصنفات التراث

العربي الإسلامي على طريق الإجمال، ثم بسطها في تسعة مباحث هي مكونات الفصل الثاني من هذا الباب الهام جدا للباحثين، عرض فيها دليلًا وافيًا للمعلومات الدقيقة عن كل مرجع تناوله، ابتداء بما ألف من علوم القرآن، ثم الحديث ... إلخ متناولًا كل فروع المعرفة ... مشيرًا إلى أهم المكتبات التي تحوي محفوظات من التراث العربي والإسلامي في أنحاء العالم. ويعتبر هذا الباب بمثابة "بيلوجرافيا" واعية، وهادية إلى التراث، تنير للباحثين طريقهم، وتيسر لهم سبل البحث، وتزويدهم بالمعرفة التي تهديهم إلى ما يشاءون، وإلى ما يطلبون البحث فيه من هذا التراث، تحقيقًا أرادوا، أو فتحًا لمغاليق موضوعات يحرصون على البحث فيها. ويشاء الله تعالى أن تخرج هذه الطبعة للقراء بعد وفاة مؤلفها -يرحمه الله- بست سنوات في خلالها طلبت المكتبات العربية، والجامعات المختلفة هذا الكتاب، فحرصنا على أن نقدمه للقراء ينتفع به كل مريد, متوجها إلى الله أن يجزل الله لمؤلفه عظيم الأجر وجزيل الثواب. ولذا فقد قمت بمراجعة الكتاب مراجعة دقيقة متأنية, مصوبًا ما قد يكون في طبعته الأولى من أخطاء غفلها الطباعون. كما حرصنا أن يخرج الكتاب في ثوب جميل يتناسب مع قيمته العلمية حتى يجتمع للكتاب جودة المظهر مع جودة المضمون والمخبر. وإني لأسأل الله "جلت قدرته" أن يرحم مؤلفه ويجزيه خير الثواب، وأن ينفع به قراء العربية، ويديم النفع به إن شاء الله. وما توفيقي إلا بالله, عليه توكلت وإليه أنيب وهو حسبي ونعم الوكيل, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. القاهرة-سراي القبة في: الأول من صفر 1424هـ الموافق 3 من إبريل 2003م كتبه الأستاذ الدكتور عبد القادر رزق الطويل الأستاذ بجامعة الأزهر ت: 2574916

مقدمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة المؤلف: إن الحمد كله لله، خلق الإنسان في أحسن تقويم وهداه السبيل، وعلمه البيان، وبين الله ما يتقيه، ويسر له أسباب الفكر والنظر في ملكوت السموات والأرض، والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه محمد عليه الصلاة والسلام، حمل للبشرية رسالة الهداية والعلم والحكمة، فتفتحت الأبصار والبصائر، وذهبت الغشاوات، وتمزقت حجب الضلالات، وخطت البشرية خطوات واسعة نحو تحقيق الرسالة المثلى التي من أجلها خلق الله البشر، وأنشأهم من الأرض واستعمرهم فيها. وبعد: فإن البحث العلمي يعد من أسمى ألوان النشاط البشري؛ إذ هو الطريق الأقوم لرقي الإنسان وسموه، وعلى دربه تدرج البشرية في مدارج النماء، وترتقي في سلم الحضارة، والنشاط الإنساني متواصل في المشارق والمغارب تتعاون فيه الجهود من أجل أن يحقق الإنسان حياة أمثل على ظهر الأرض، يعرف فيها حق خالقه ومولاه، وحق بني جنسه عليه، كما يعرف حق الحياة بما عليها: كيف يعيش فيها ويعايشها ويتعامل معها؟ والدين، الدين الحق الذي اصطفاه الله أقوم مناهج الرشد، في ظلاله يستطيع الإنسان أن يكتشف المخبوء من سنن الكون، وقوانين الحياة، ونواميس الوجود، وعند ذاك يتحول إيمانه الصادق بالله إلى قوة خلاقة ومبدعة. وعلوم الحضارة الإسلامية أصدق شاهد ودليل، إذ كانت الأستاذ والمعلم لما أتى بعدها من حضارات، وهي برغم الأفول الجزئي لا تزال تحتفظ بعناصر قوتها وهي قادرة على استرجاعها فتية جذعة إذا تهيأت لها الظروف والأسباب.

ومن أجل ذلك تحمل طلابنا على أن يأخذوا أنفسهم بالبحث والدرس، وكشف المجهول ورفع الأستار عن المخبوء، وبخاصة أنهم أبناء ثقافة ذات عراقة وأصالة، تدفعهم بجانب البحث المتنوع في دروب المعرفة الإنسانية إلى الاهتمام بتراثهم الضخم الذي تنوء به خزائن الكتب في الشرق والغرب، وتنبه له المستشرقون قبل أن يفزع لبعثه وإحيائه بنو جلدته. وقد يكون للمستشرقين فيما ذهبوا إليه أهداف مدخولة، لكنهم سارعوا إلى استغلال الآلة الحديثة للطباعة في بعث هذا الفكر الإنساني، وتحرك الغير من أبناء العرب والإسلام من منتصف القرن التاسع عشر إلى بعث نفائس التراث سواء على مستوى الأفراد أم الحكومات. وبقدر أهمية البحث العلمي تكون أهمية المنهج. وعلى قدر فضيلة إحياء التراث تكون أهمية مراعاة الأصول المتبعة في التحقيق, وتحرير النصوص. واتساع نطاق التعليم الجامعي على أرض العالم العربي كان باعثا على تعدد مجالات البحث، وتوافر قاعاته، كما كان دافعًا إلى جعل التحقيق العلمي للتراث علمًا له أصوله وقواعده، وأعرافه وضوابطه. وظهرت مؤلفات تتحدث عن المنهج، وتقدم للأجيال خبرات نافعة على طريق التحقيق. وفي هذه المؤلفات محاولات لتقنين الخبرات والتجارت لتصبح أصولا مرعية، وقواعد متبعة. وتعددت أهداف هذه المؤلفات، فمنها ما توفر على التحقيق ومناهجه، ومنها ما تحدث عن المكتبة الإسلامية وتطورها وما تحفل به من مصادر في سائر ألوان المعرفة الإسلامية واللسانية والإنسانية والفكرية. ومنها ما توفر على قواعد المنهج.

غير أني أردت أن أقدم لطلاب العلم في جامعة الأزهر وغيرها من الجامعات الإسلامية مرجعًا شاملًا يهديهم على طريق البحث، وقد جمع هذه الشُّعَب كلها في إيجاز بلا إخلال. لقد استفدت ممن كتبوا قبلي ورادوا هذا الطريق، ومزجت ذلك بتجارب شخصية ومعاناة خاصة هي حصيلة الإشراف على رسائل كثيرة لدرجتي الماجستير والدكتوراه، وبحوث طلب مني تقويمها، والحكم لها أو عليها، والتدريس لطلبة الدراسات العليا. إني أكتب عن تحقيق التراث، وأجمع خبرات أعلامه، ولم يسبق لي التحقيق وإن كنت الآن أعيش مع مخطوطة في النحو صغيرة، اسمها "الضوابط الحسان فيما يتقوم به اللسان" لأبي العباس، شهاب الدين أحمد، وذلك حيث لا يفوتني الإسهام في هذا الطريق النبيل. ومع هذا, فقد عشت مشاكل التحقيق وعثراته من خلال من ناقشت رسائلهم في التحقيق، أو من أشرفت عليهم ممن اختار هذا المجال البحثي طريقًا للدرجة العلمية, وقد جاء هذا المصنف والحمد لله في ثلاثة أبواب: الباب الأول: في أصول البحث العلمي وقواعده. وجاءت موضوعات هذا الباب في فصل واحد فقط. وأما الباب الثاني: فقد خصصته للتعريف بالمكتبة الإسلامية. وعرضته في فصلين: أولهما: دراسة تاريخية وميدانية للمكتبة الإسلامية. والآخر: في مصنفات التراث. وفيه تسعة مباحث عرضت فيه أصول المراجع في فروع المعرفة الإسلامية.

وأما الباب الثالث: فقصرته على قضية التراث وتحقيقه. وعرضته في ثلاثة فصول: أولها: عن التراث والجهود المبذولة في نشره. وثانيها: عن المخطوطات ومظانها في مكتبات العالم. وثالثها: في التحقيق وقواعده. أرجو أن أكون -بهذا العمل- قدمت لطلاب العلم معارف تنفعهم وتعينهم في درب البحث والدرس, كما أسأل الله -جل وعلا- أن يتقبل مني هذا العمل بقبول حسن، وأن يرزقني الإخلاص في القصد، والسداد في العمل والصواب في الاجتهاد، وأن يدخر لي المثوبة عنده, إنه سميع الدعاء. ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير. وما توفيقي إلا بالله, عليه توكلت وإليه أنيب, القاهرة-الدقي: 29 من ربيع الأول 1409هـ 9 من نوفمبر 1988م المعتز بالله وحده د/ السيد رزق الطويل أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر وعميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة

الباب الأول: البحث العلمي وأصوله

الباب الأول: البحث العلمي وأصوله دراسة من فصل واحد تتحدث عن أصول البحث العلمي وقواعده قيمة البحث العلمي: ما دام الإنسان يؤدي رسالة الخلافة على الأرض التي أرادها له الله يسعى حثيثًا لكشف المخبوء من قوانين الكون، وأسرار الحياة؛ طلبًا للعلم والمعرفة. وقد أكد الإسلام أن طلب العلم من أشرف المقاصد، وأسمى الغايات التي ينبغي أن يسعى إليها الإنسان، وبخاصة الإنسان المسلم، يقول الله تبارك وتعالى: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الزمر: آية 9] ويقول جل شأنه: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: آية 11] ويقول سبحانه: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: آية 28] كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة" كما قال عليه الصلاة والسلام: "طلب العلم فريضة على كل مسلم". إن البحث العلمي، والسعي وراء اكتساب المعارف من أعظم الوسائل للرقي الفكري والمادي، كما أنه المؤكد للكرامة والفضل اللذين منحهما الله للإنسان من بين مخلوقاته، ولأجل أن يتحقق هذا الهدف سخر الله للإنسان كل ما في الوجود، يسعى في مناكب الأرض، ويسبح في أجواز الفضاء، ويغوص في أعماق البحار، وقد صدق رب العالمين إذ قال وقوله الحق: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ} [الجاثية: آية 13] كما قال: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء: آية 7] . وما دام الإنسان يسعى وراء المعارف يتسع أفقه, وتنمو مداركه، وتتعاظم خبراته، فإذا ظن الإنسان أنه قد وصل إلى درجة كافية من العلم والبحث، فمن هنا يبدأ مرحلة جديدة يتورط فيها في ظلمات الجهالة.

وقد صحت الحكمة القديمة التي تقول: إن المرء ليعلم ما دام يطلب العلم, فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل. وقد جاء في كتاب أدب الدنيا والدين نصيحة عبد الملك بن مروان لبنيه: "تعلموا العلم؛ فإن كنتم سادة فقتم، وإن كنتم وسطًا سدتم، وإن كنتم سوقة عشتم". وقد أثر عن بعض السلف قوله: من أمضى يومه في غير حق قضاه، أو فرض أداه، أو مجلد أثله، أو علم حصله، فقد عقَّ يومه، وظلم نفسه. تعريف البحث العلمي: عرض الباحثون تعريفات شتى للبحث العلمي، وهم في كل تعريف يصدر الواحد منهم عن منظور خاص، وتصور شخصي يصعب معه الشمول، كما نرى بعضهم حدد معنى البحث على أساس ميدانه، فالبحث في العلوم التجريبية له تعريف محدد، والبحث الأدبي له منحى معين، والبحث الديني قد يكون له مفهوم يختلف عنها جميعًا. ومع ذلك أستطيع أن أقول: إن البحث العلمي عمل جاد، موضوعي يرمي إلى الوصول إلى حقيقة معينة، أو تجلية قضية، أو حسم الأمر في مشكلة من مشكلات المعرفة الإنسانية. هذا على سبيل التقريب. لكن الأمر يتحدد تماما إذا جلينا نقطتين. أولاهما: صور البحث ومجالاته. والأخرى: الخُلق العلمي للباحث.

صور البحث ومجالاته: أ- الوصول إلى مجهول: وذلك بأن يتناول الباحث عددًا من المقدمات، والدراسات، والقضايا يضم بعضها إلى بعض في إطار فكري متناسق ليصل إلى أمر مجهول يريد كشفه وإثباته. مثال ذلك: كتابة بحث عن: نظرة الإسلام إلى شركات التأمين. أو كتابة بحث عن: المصالح المرسلة وتوظيفها في معالجة القضايا المستجدة. أو كتابة بحث عن: العنصر الموسيقي في صوتيات اللغة العربية. أو كتابة بحث عن: التوهم في الدرس النحوي, والتصريفي. ب- جمع متفرق: وقد تكون هناك مسائل علمية متفرقة في بطون الكتب, موزعة في مصادر التراث، وتحتاج إلى بحث واستقراء دقيقين ليصل الباحث إلى تصور شامل لما تفرق في صورة قضية واحدة متكاملة الأطراف والعناصر، وهذا لون من البحث وإن لم يأت بجديد لكنه جهد مفيد مثمر، ييسر للأجيال التالية أن تخطو على أساسه خطوات واسعة. وذلك مثل كتابة بحث عن: قضية الخيار في الفقه الإسلامي. أو مثل كتابة بحث عن: أسلوب النفي في النحو العربي. أو مثل كتابة بحث عن: أساليب الاستغراق والشمول في النحو. أو مثل كتابة بحث عن: الخيال في الشعر الجاهلي. جـ- إكمال ناقص: قد تعالج بعض القضايا في عصور سابقة معالجة لا تستوفي عناصر الموضوع نظرًا لأن المراجع، وأدوات البحث لم تكن متوافرة حينذاك، فيأتي باحث معاصر يكتشف عناصر أخرى يكتمل بها الموضوع، وتتوافر له أدوات لم تكن متاحة من قبل,

فيعيد دراسة الموضوع ليستوفي ما كان ناقصًا، وليعرض وجهة نظر جديدة؛ مما يعود بالإثراء على البحث العلمي. وقد بحث أسلافنا الأوائل في قضايا. وأعدنا في عصرنا الحاضر دراستها، فكانت النتيجة أن وجدنا جديدًا ومفيدًا. وقد كتب كثيرون في القديم والحديث بحوثا عن المتنبي, لكن البحث الذي كتبه الشيخ محمود شاكر بما فيه من عمل تحليلي متميز شد انتباه لجنة التحكيم لجائزة الملك فيصل، ومنحت الشيخ الجائزة. د- تفصيل مجمل: قد يكون هذا الأمر في مجال البحث ليس بذي شأن كبير، لكنه على كل حال جهد مفيد ونافع, ويدفع صاحبه إلى الغوص في بطون الكتب لاستخراج المسائل التي يفصل بها ما أجمله غيره. وفي تراثنا شواهد كثيرة لهذا اللون من البحث، وأقرب شاهد لذلك المتون والشروح. والمتون وهي تضم رءوس المسائل, لا تغني -كما نعلم- عن الشروح. وأحيانا يقوم بالشرح صاحب المتن، وأحيانا يقوم بذلك غيره. وأعظم متن في تراثنا حظي بكثرة الشروح هو ألفية ابن مالك في النحو. هـ- تهذيب المطول: وهناك ألوان من البحوث تعمد إلى المطولات, فتستبعد منها ما عسى أن يكون من حشو وفضول, ومعارف يمكن أن يستغنى عنها في تعليم المبتدئين، وتسمى بالتهذيب. وهو لون من البحث شائع في تراثنا، مثل: تهذيب الأغاني، وتهذيب السعد, وتهذيب التوضيح.

وقيمته العلمية أنه كسابقه يمكن أن يستفاد به في مجال التعليم. و التعقيبات والنقائض: هذا لون من البحث يعتمد على التعقيب على بحوث سابقة، أو نقض ما فيها من قضايا، وكشف ما فيها من زيف، أو تخطئة ما ورد فيها من آراء واجتهادات. مثل: تهافت الفلاسفة للغزالي، وتهافت التهافت لابن رشد، والرد على النحاة لابن مضاء القرطبي. ومنها كتاب مناهج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية لابن تيمية. ومن البحوث الحديثة: ما يقال عن الإسلام للأستاذ عباس محمود العقاد. وكتاب الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية، والرد على هانوتو للشيح محمد عبده. ز- وهناك بحوث تتناول بالدراسة أحد أعلام العلماء في أي علم من العلوم, بحيث يدرس الباحث حياته، وبيئته، وثقافته، وشيوخه، وتلاميذه، ونتاجه العلمي، وما له من إضافات فيه، ومنزلته بين نظرائه من أعلام عصره. وأهمية هذا البحث أن الباحث المتوفر على ذلك تتاح له فرصة تتبع نتاج هذا العالم وإبراز ما خفي منه، وكما يمكنه أن يستخرج من كتبه الآراء الجديدة والمفيدة التي تكون عاملا في تطوير هذا العلم الذي برز فيه. وهذا اللون الشائع في عصرنا الحاضر؛ لأنه ميسور للباحثين من أجل الحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه. وقيمة هذا الموضوع تظهر في طبيعة البحث نفسه، وخطة الباحث، وجهده المبذول فيه، وفطنته.

ح- تحقيق النصوص: وهذا مجال اتجه إليه الباحثون في عصرنا الحاضر، ولعلهم وجدوه ميسورًا كسابقه, إذ لا يكلف الواحد منهم سوى البحث عن مخطوط لم ينشر، أو نشر غير محقق فيقوم بتحقيقه، وضبط نصوصه وتحريرها. ولا أريد أن أدخل في أصول التحقيق؛ لأني سأعالجه في باب خاص من هذا الكتاب. والعيب في هذا المجال من مجالات البحث أن كثيرًا ممن يلجون بابه من طلاب العلم يفعلون ذلك بدون خبرة كافية، وتحقيق النصوص بالدرجة الأولى خبرة وفطنة أكثر منه معارف. ولأجل هذا, فإن البحث في تحقيق النصوص تعظم قيمته إذا اقترن به دراسة جادة لمؤلف المخطوط, تكشف عن جهده العلمي وآرائه التي تفرد بها. وهذه المجالات المتعددة تختلف -بلا ريب- من حيث القيمة العلمية، وأعلاها أولها، ويليها الثاني، وكذا بحوث التعقيبات والنقائض. لكن الذي أريد أن أؤكده أن قدرة الباحث, وفطنته، وتمكنه من مادته يجعل لبحثه قيمة عالية، ولو كانت طبيعة البحث من هذا اللون الوصفي الذي لا يتطلب جهدًا كبيرًا, أو إمعانًا في النظر والتحري والتمحيص. عدة الباحث وخلقه العلمي: لا بد لمن يلج ميدان البحث العلمي أن يتوافر فيه عدد من الخصائص والسلوكيات, حتى يخرج بحثه على الصورة المرجوة التي تثري المعرفة الإنسانية، وتضيف إليها الجديد والمفيد: 1- غزارة العلم، وسعة المعرفة، والخبرة الواسعة بالميدان الذي يبحث فيه حتى يمكنه استخراج ما هو محتاج إليه من بطون المراجع, والموسوعات العلمية.

وأن يقرأ كل ما يتصل ببحثه من مؤلفات, قديمها وحديثها. وأن يحس فهم ما يقرأ، ويدرسه دراسة فاحصة متأنية حتى لا يقع في الخطأ أو الوهم. 2- ألا يأخذ ما يقرأ مما انتهى إليه غيره قضية مسلمة لا تقبل المراجعة مهما كانت شخصية هذا الباحث، وليضع في اعتباره هذه الحقيقة: يعرف الرجال بالحق، ولا يعرف الحق بالرجال. 3- الموضوعية، ومعنى هذا أن يكون جهد الباحث منصبًّا على الموضوع الذي يبحث فيه بصرف النظر عمن بحثوا في هذا الموضوع، ويمكن أن يأخذ ما تبين له أنه حق مهما قيل في صاحب هذا الرأي من اتهامات، وأن يرد ما رآه باطلًا، ولو كان صاحبه معظمًا في عيون الناس, فالحكمة ضالة المؤمن ينشدها أنَّى وجدها. فلا أرد رأيا حسنا في القضية للزمخشري -مثلًا- لأنه معتزلي، ولا رأيا وجيها لنافع بن الأزرق؛ لأنه من الخوارج. بل أطلب الحق حيث وجد، وللحق مقاييس معروفة في مقدمتها الموافقة لكتاب الله، والسنة الصحيحة، والعقل الصريح، والواقع المحس. ولا بد من اتزان الأسلوب, فلا يكون إنشائيا مفعما بالمشاعر، متأثرا بالعواطف، يثير الشعور، ولا يقنع العقول. بل لا بد من الأناة والروية والتعقل والحيدة التامة. 4- النزاهة، وتعني البعد عن الهوى والتعصب في عرض الآراء ومناقشتها، والبعد عن التحامل، فيعرض رأي الغير وفكره كما يعرض آراءه الشخصية. 5- الأمانة العلمية، وتتطلب من الباحث الدقة في النقل، وعدم التسامح في لفظ أو عبارة، أو حرف واحد مما ينقل، وذلك إذا كان الأمر في مجال الاستشهاد بنص معين، أما إذا كان المراد مجرد عرض رأي أو فكر علم من الأعلام فلا يلزم النقل النصي, ويشير فقط إلى المصدر الذي عرف منه الباحث هذا الرأي.

6- احترام رأي الآخرين، فليس من حق الباحث أن يهون من رأي غيره، ولكن له أن ينقده بالدليل والبرهان في غير تجريح, ولا اتهام. 7- الاهتمام بتوثيق النقل، بذكر المصادر وافية البيانات. 8- إذا أراد الباحث الترجمة للأعلام الذين يرد ذكرهم في بحثه, فليكن ذلك بإيجاز مفيد، وليكن مقصورًا على غير المشهورين منهم, الذي يحتاج القارئ المتوسط التعرف عليهم. 9- الاهتمام بالفهرسة، ولنا حديث مفصل فيما بعد عن المراجع, والفهارس بعون الله وحده. 10- لا بد للباحث أن يكون متمتعا بالراحة الجسمية، بعيدًا عن التوتر والآلام النفسية, حاضر العقل والبديهة، مهيئًَا للتفكير السليم. مراحل البحث: البحث العلمي يحتاج إلى مراحل محددة لا بد أن يمر بها الباحث ليصل إلى ما يريد من بحثه، وأن يحصل نتائج صحيحة تسهم في بناء معارف صحيحة. وسنتناول بالترتيب المنطقي هذه المراحل. 1- اختيار الموضوع: هذه في تقديري أهم مراحل البحث، وأكثرها جهدًا ومشقة؛ إذ يكون الباحث الذي هو بصدد الاختيار أمام بحر لجي من المعارف والمؤلفات والأفكار التي طرحت في الميدان الذي يبحث فيه، ولا سيما أن تراث أمتنا في كل المعارف عظيم الثراء، وهذا يضاعف من الصعوبة التي يجدها الباحث. والباحث الجاد الصادق يحس بمسئولية أعظم؛ لأنه لا يريد كتابة أي بحث يوصله للدرجة التي يريدها، ولكنه يريد بحثًا يحقق فيه نتائج يذكرها له معاصروه, والباحثون من بعده.

واختيار الموضوع يدل دلالة واضحة على عقل صاحبه، وعلمه، وخبرته بتراث قومه، فهو حصيلة جهد ومثابرة، واطلاع واسع، وخبرة باحتياجات الفن الذي يبحث فيه. وهناك عوامل عدة تسهم في نجاح الموضوع, وتدل على مدى التوفيق في اختياره. ومن ذلك: أ- الصياغة الدقيقة لعنوان الموضوع أو ترجمته. ب- حجم الدراسة فيه كمًّا وكيفًا. جـ- طرافته وجدته. د- صلته بالمطالب الحيوية للمجتمع الذي ينتظر أن تسهم المعرفة في رقيه عقليا وماديا. هـ- صلته بميول الطالب ومعارفه. و مراجع الموضوع ومدى توافرها، ولا نعني كثرتها؛ لأن الكثرة قد تكون مشكلة تدفع الطالب إلى نقول كثيرة تغيب معها شخصيته. على أن الطالب الواعي يستطيع أن يعالج ذلك بمهارة, وحسن تصرف. وقضية التعامل مع المراجع لها حديث آخر. الخطة الأولية للموضوع: عندما يوفق الباحث في اختيار بحثه عليه أن يرسم خطة أولية لمعالجة هذا الموضوع، والخطة الأولية تعني التصور العاجل والسريع للموضوع الذي ينقدح في ذهن الباحث أول الأمر، ويرفد هذه الخطة حصيلة المعارف والاطلاعات التي اكتسبها، والتي هي زاده على طريق بحثه، ولا يعقل أن يبدأ باحث معالجة موضوع معين وهو خالي الذهن تمامًا عن كل معرفة تتصل به.

وسأقدم على سبيل المثال خطة لموضوع ما يهتدي بها أي باحث من أبنائنا طلاب العلم. وسأقدم لهم خطتي الأولى للموضوع الذي حصلت به على درجة الدكتوراه في النحو وهو: الخلاف بين البصريين والكوفيين وأثره في تطور الدراسات النحوية حتى نهاية القرن السادس الهجري. وكان هذا البحث من بابين يسبقهما مقدمة وتمهيد، ويعقبهما خاتمة. أما المقدمة، فذكرت فيها تعريفًا موجزًا بنفسي ودراساتي السابقة، ثم اختياري للموضوع وأسباب هذا الاختيار، وتحدثت عن مراجعي وتعاملي معها والصعوبات، وكيف ذللت مع شكر للمشرف ولمن بذلوا لي مساعدة لإنجاح العمل وإنجازه، كل هذا في اقتصاد، ودون مبالغة أو تزيد. وأما التمهيد، فتحدثت فيه حديثًا موجزًا عن نشأة الدراسة النحوية حتى بداية عصر الخلاف. وأما الباب الأول: فقد تناولت فيه بالدراسة الخلاف بين المدرستين: البصرية والكوفية بالوصف والتحليل، والتاريخ الدقيق، وعرضت ذلك في فصول ثلاثة: الفصل الأول: قصرت الحديث فيه على دراسة تاريخية للخلاف، تحدد ظهوره، وتحلل أسبابه، وتصف بيئته، وتشرح المؤثرات التي حوله، وتذكر أنماطه، كما تبين مظاهره. وفي الفصل الثاني: تناولت مسائل الخلاف بين المدرستين، وجعلت لها هذا التصنيف: أ- مسائل أصولية: مثل القياس, والسماع، والعلة، والعامل. ب- موضوعات نحوية: مثل الضمائر، والمشتقات، والتضمين. جـ- مسائل جزئية: لإحصاء مسائل الخلاف في أشهر كتب النحو, وأوسعها.

وفي الفصل الثالث: تحدثت عن الباحثين في الخلاف من قدماء النحاة, كالأنباري والعكبري ونحوهما. وأما الباب الثاني: فجعلته لتقويم الخلاف, وكشف آثاره. وجعلته في فصول ثلاثة: الفصل الأول: تقويم القدماء والمحدثين للخلاف بين المدرستين. والفصل الثاني: قصرته على محاولتي الشخصية لتقويم الخلاف، وتصورت أسسا معينة أقيم عليها عملية التقويم. والفصل الثالث: كان لتتبع نتائج الخلاف وآثاره في الدراسات النحوية حتى نهاية القرن السادس الهجري, مشيرًا إلى ما ظهر من مدارس متعددة بعد ذلك في بغداد ومصر والأندلس. والخاتمة: كانت لتسجيل النتائج التي أُصلت إليها من البحث. هذه الخطة المبدئية لم تتغير في الممارسة العملية تغيرًا يذكر، لعل ذلك يرجع لأني كنت مستوعبًا لعناصر الموضوع في ذهني ومعايشتي له أول الأمر بالقراءة في كتب الخلاف، لكن هذا غير لازم، بل في أكثر الأحيان تتغير الخطة عند الممارسة ولا عيب في ذلك؛ ولذا درجنا دائما عند تقديم خطتنا لأي بحث أن نقول: والخطة قابلة للتعديل, حسب مقتضيات البحث. أسوق هذا لعل فيه هداية لكل باحث، أو نموذجًا يحذو حذوه الباحثون، والكمال في كتاب الله وحده: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} [النساء: آية 82] .

2- كيف تتم عملية التبويب؟ إن الباحث وهو يضع الخطة الأولى لبحثه وله معرفة عامة به، يلقي نظرة على عنوانه من خلال الأهداف التي يوحي بها، والجهود التي يحتمها، فيجعل هذه الأساسيات أبوابًا. ثم يمسك بكل باب على حدة، ويضع له العنوان المأخوذ من العنوان العام للرسالة، فيلقي عليه نظرة واعية يستخرج بها النقاط التي يلزم الحديث عنها في هذا الباب، فيجعل من هذه النقاط فصولًا. ثم يعمد إلى كل فصل فيتأمل القضايا التي يمكن أن يعالجها فيجعلها مباحث. وهكذا حتى يفرغ من تخطيط الرسالة تخطيطًا أوليًّا، وكما قلنا: إن التعديل في هذا التخطيط وارد حسب مقتضيات البحث. والخطة النموذجية التي قدمتها آنفًا تبين لنا بوضوح كيف يتم التبويب. فإذا طلب منك -مثلًا- أن تكتب عن محمد بن الحسن الشيباني وجهوده الفقهية, فلا بد أن تكون الرسالة من بابين: أولهما: عن محمد بن الحسن. والآخر: عن جهوده الفقهية. ثم تمسك بالباب الأول فتعرضه في عدة فصول: الفصل الأول: حياته ودراسته وشيوخه. الفصل الثاني: علاقته بالإمام أبي حنيفة. الفصل الثالث: علاقته بالدولة الإسلامية في عصره. وأما الباب الثاني: فتعرضه في عدة فصول:

أولها: آراؤه التي انفرد بها، وتأثيره في فقه الإمام أبي حنيفة ومنزلته بين فقهاء عصره. ثانيها: أثر آرائه الفقهية في سياسة الدولة. ثالثها: مؤلفاته, وتقويم هذه المؤلفات. خاتمة: تسجل فيها النتائج. وبالطبع نبدأ البحث بالمقدمة. ويمكن أن نأتي بتمهيد. نتحدث فيها بإيجاز عن الدراسة الفقهية حتى عصر محمد بن الحسن. وهكذا يتم التبويب وعمل الخطة الأولى لأي بحث يريده الباحث. 3- المصادر والمراجع: بادئ الأمر نقول: هل هناك فرق بين المصدر والمرجع؟ بعض العلماء لا يفرق بينهما ويعدهما مترادفين, فسواء أكان الكتاب مصدرًا متوفرًا على هذه المعرفة بعينها أم يرجع إليه في اكتساب شيء منها. وأكثر العلماء يفرق بينهما. فالمصدر: كتاب يعالج موضوعًا بعينه، يتوفر عليه، ويعالجه معالجة شاملة تستقصي جميع جوانبه في تعمق ودرس، بحيث لا يستغني عنه باحث في هذا الموضوع أو دارس. والمرجع: الكتاب الذي يستقى من غيره، فيتناول موضوعًا أو جانبًا من موضوع يذكر ما فيه من مسائل وقضايا. فمن المصادر: الجامع الصحيح للبخاري، وصحيح مسلم في الحديث.

والكتاب لسيبويه في النحو. والكامل للمبرد في الأدب. والمغني لابن قدامة في الفقه الحنبلي. وما أخذ من هذه المصادر فهو مرجع. وذلك مثل الأربعين النووية في الحديث. وعلى أي حال، فهذه أمور اصطلاحية لا مشاحة فيها إذ اختلف في أمرها الباحثون. إن الباحث مطالب بالرجوع إلى كل ما يقع تحت يده مما كتب في مادته من قديم أو حديث، كما أن عليه أن يسعى وراء ما هو بعيد عنه مما يقع في يد غيره، أو في المكتبات العامة، وكذا المخطوطات؛ إذ قد يكون فيها معارف لا توجد في المطبوعات. وكما أن نجاح الباحث متوقف على الحصول على أكبر قدر من مصادره. كذلك نراه متوقفًا على القدرة على الاستفادة من المراجع. أما الأساس الأول، فعلى الطالب مراجعة ما يأتي: 1- فهارس المكتبات الخاصة والعامة. 2- الموسوعات العلمية المتخصصة في العلم الذي يبحث فيه. 3- فهارس المصادر والمراجع التي لها صلة ما ببحثه، عله يجد بعض المسائل المساعدة في البحث، وكذلك الرسائل الجامعية التي كتبت في هذه المادة. 4- المجلات العلمية المعتد بها. 5- قوائم دور النشر والمكتبات؛ لمتابعة كل جديد في فنه، وما صدر من المخطوطات فيه.

6- الرجوع إلى الشخصيات العلمية المبرزة في هذا المجال يستفيد من خبرتهم ويهتدي بإرشاداتهم التي هي حصيلة سنين في ميدان البحث والدرس. وأما الأساس الثاني، فيدور حول أسلوب التعامل مع المراجع. وذلك يتطلب ما يأتي: أ- يجدر بالباحث أن يرتب مراجعه ترتيبًا زمنيًّا؛ ليقف على التطور التاريخي للعلم الذي يبحث فيه، لما يترتب على هذا من وقوف الباحث على أمور هامة في بحثه، كما يكشف له عن تأثير اختلاف البيئة الزمنية في بعض المعارف، ويتيح له فرصة المقارنة بين المتقدم والمتأخر. ب- يبدأ التوثيق بالمراجع المتقدمة تاريخيًّا، ولا ينبغي أن يوثق نقلًا من مرجع متأخر, مع أن هذه المعلومة من مرجع متقدم. ولا يعتمد على توثيق غيره, بل يأخذ من حيث أخذ. جـ- عندما يمسك الباحث بالمرجع يكفيه أن يقرأ فهرس الموضوعات فيه إن كان مفهرسًا، ليقف على الموضوعات التي لها صلة ببحثه، فإذا كان غير مفهرس كان لا مفر له من قراءة المرجع قراءة سريعة حتى إذا وقع على مسألة لها صلة ببحثه قرأها بأناة، واستخرجها في البطاقة المعدة لذلك، ذاكرا الجزء والصفحة، واسم الكتاب والمؤلف، وسنة الطبع، والناشر، ومكان النشر, مثل الكتاب لسيبويه جـ1 ص220 تحقيق عبد السلام هارون, الهيئة العامة للكتاب, القاهرة سنة 1962م. د- ما ينقله بنصه من المرجع يوضع بين علامتي تنصيص، ويذكر في أسفل الصفحة المعارف الستة المتصلة بالمرجع والتي أشرنا إليها، أما إذا نقل الباحث ملخصًا لفكرة وجدت في المصدر أو المرجع، لا يضع هذا الملخص بين علامتي تنصيص، وعليه أن يشير في أسفل الصفحة إلى المرجع قائلًا: انظر كتاب كذا, جزء كذا, صفحة كذا ... إلخ.

هـ- إذا اعترض النص المنقول بعض عبارات لا يعنى الباحث نقلها؛ لأنها بعيدة الصلة عن بحثه, فلا حرج عليه أن يضع مكانها عدة نقاط على هذا النحو " ... ". 4- جمع المادة العلمية: بعد التعامل مع المصادر والمراجع بالصورة التي ذكرناها، يستخرج ما يحتاج إليه من مادة علمية متبعًا إحدى طريقتين: 1- طريقة البطاقات: فيسجل على كل بطاقة النص الذي ينقله ذاكرًا في أسفلها المعلومات الكاملة عن المرجع، وإذا كان ما يريد نقله يستغرق أكثر من بطاقة والمرجع في متناول الباحث يكفي أن يثبت في البطاقة ملخصًا لما يريد نقله، ثم يذكر في أسفلها الصفحات التي تحتوي القضية كاملة, والحجم المناسب للبطاقة غالبًا "10x14سم". ولا بأس أن يكتب النقل في عدة بطاقات إذا كان المرجع غير ميسور, على أن يضم هذه البطاقات بعضها البعض بمشبك أو نحوه. 2- طريقة الملف: بأن يكتب ما يستخرجه من مادة علمية في أوراق كبيرة يضمها ملف معين أو ملفات حسب حجم المادة التي تسنى له جمعها. الدراسة والتصنيف: فإذا فرغ من جمع المادة على إحدى الصورتين السابقتين يبدأ في دراسة ما جمعه دراسة دقيقة واعية, يخلص منها إلى عملية التصنيف. فيعد الباحث صناديق على عدد فصول الكتاب. وفي كل صندوق يضع بطاقات الفصل الخاصة به، ويكتب عليه -مثلًا- الباب الأول -مثلًا- أو يعد ملفات على عدد فصول البحث، يضع في كل ملف الأوراق التي جمعت فيها مادته.

ولي تجربة خاصة في هذا الصدد. أسميها طريقة الكشكول المفهرس. وقد اتبعتها في رسالتي في الدكتوراه. بأن أنقل المادة العلمية لكل فصل في كشكول، وأعطي كل نقل عنوانًا خاصا به، يجعل من السهل ربطه بأي فصل من فصول الرسالة. وفي آخر كل كشكول فهرس لكل ما ورد فيه من موضوعات. فإذا قرأت الكشكول أخذت فكرة كاملة عن مواد هذا الفصل. ويصبح من السهل ربطه بالخطه الأولى التي وضعتها، أو أعدل في الخطة تبعًا لما استجد لي من مواد علمية تتطلب هذا التغيير. على أي طريق من هذه الطرق أسير فيه، تتضح أمامي معالم الموضوع، وفي الوقت نفسه تظهر وجهة نظري، أو تعقيباتي، أو حواري مع آراء الآخرين، فأبادر بذكر إشارة موجزة عند كل موضوع، أو نقل يبدو لي مناقشته، والوقوف عنده حتى لا أنساه عندما أبدأ في المرحلة التالية، وهي أهم المراحل, أعني: مرحلة الكتابة والإخراج.

مرحلة كتابة البحث وإخراجه: هذه المرحلة تأتي بعد أن تتم دراسة الموضوع من خلال المصادر والمراجع, وتكتمل صورته في ذهن الباحث، ثم يبدأ في كتابة بحثه. وحينذاك يصوغ الباحث موضوعه بعبارته وأسلوبه، طبقًا لما هو ماثل في ذهنه، ويعالج قضاياه من خلال تصوره حتى تبدو شخصيته فيما يكتب، وله أن يعرض أفكار غيره بعبارته، ويشير إلى المرجع بقوله: انظر كذا -كما أسلفنا- ولا يذكر كلام غيره بنصه إلا إذا كان المقام يفرض ذلك، ويحتمه الاستشهاد، أو أنه يريد مناقشة هذا النص بحرفه. ولا بد أن يتسم في كتابته بالدقة والأناة والتواضع والبعد عن الإعجاب بالرأي أو الإمعان في تسفيه الآخرين. وأنسب الأساليب للكتابة العلمية أسلوب المساواة، وهو عند البلغاء: أن تكون الألفاظ على قدر المعاني. ويحسن الإيجاز في صياغة القوانين, والقواعد العامة، والتعريفات. ومن آفات الكتابة في البحوث الإطناب في غير مناسبة، والتكرار -أعني: تكرار المعلومة في أكثر من موطن- والإحالة تغنيه عن ذلك. ويراعى ترتيب الأفكار وترابطها، وأن تكون أحكامه مبنية على مقدمات صحيحة توصل إليها. وإذا كان للباحث رأي في مسألة يخالف به من سبقوه من الأعلام، فلا بد أن يقدم البراهين الصحيحة التي أقام عليها رأيه. وعلى الباحث أن يلتزم بعلامات الترقيم؛ لأنها وإن كانت من مبتكرات العصر

الحاضر، وينسب ابتكارها إلى أحمد زكي باشا شيخ العروبة، فإنها تلقي ظلالًا من الوضوح على ما يكتب، وتعين على الفهم، وتزيل كثيرا من الالتباس والوهم. ونشير إليها هنا بإيجاز تتميما للفائدة: . - النقطة، تكتب في نهاية فقرة اكتمل بها معنى. : - النقطتان المتعامدتان، توضع بعد القول، ونحوه. ، - الفاصلة، توضع بين المفردات، والجمل المتعاطفة. ؛ - الفاصلة المنقوطة توضع حيث يكون ما بعدها علة لما قبلها. - - - الشرطتان بينهما فراغ، توضع بينهما الجمل المعترضة. " " - علامات التنصيص، توضع بينها ما نقل عن الغير، وكذا الأحاديث النبوية. () - القوسان، يوضع بينهما العنوان، أو ما نقل من كتاب الله تعالى. ؟ - علامة الاستفهام، توضع حيث يكون الاستفهام بأي أداة من أدواته. ! - علامة التعجب، توضع بعد كلام يترتب عليه ما يدعو للدهشة والعجب. ويمكن تكرارها إذا رأى الباحث أن الموقف يثير قدرًا كبيرًا من العجب. وإذا بدا للباحث أن يترجم للأعلام فليفعل ذلك بإيجاز، وليقصر ذلك على غير المشهورين. وتوثيق النقول قضية هامة يتوقف عليها صلاح البحث وقيمته. فالآيات القرآنية يذكر في الهامش رقم السورة والآية. والأحاديث النبوية لا بد من تخريجها. والشعر ينسب لقائله إن عرف له قائل، وأقوى توثيق للشعر أن يذكر موضعه من ديوان الشاعر، أو في المجموعات الشعرية القديمة مثل المفضليات, والأصمعيات، ومختارات ابن الشجري، والحماسة لأبي تمام، والحماسة للبحتري.

وإن لم يتيسر هذا فيذكر مكانه في أي كتاب من كتب التراث المعتد بها. وفي نسبة أقوال العلماء، أقوى توثيق لها أن تذكر مكان هذا النقل في كتاب من كتب هذا العالم الذي نقلت عنه، أو من كتاب عالم آخر قريب العهد منه، أو مكان هذا الرأي في كتاب عالم يعتد به، وإن كان بعيدًا في الزمن عن صاحب هذا الرأي. ومن هنا تبدو لنا وظيفة الهوامش؛ إذ تخصص فيما يأتي: أ- توضيح كلمة أو عبارة غامضة يقتضي البحث توضيحها. ب- نسبة الشعر لقائله والترجمة له. جـ- نسبة النقول إلى مصادرها. د- الترجمة للأعلام. هـ- تخريج الأحاديث. و تخريج الآيات القرآنية. ز- الإحالة إلى موضوع سابق, أو لاحق. فإذا أكمل الباحث فصلا من فصول بحثه، راجعه مراجعة دقيقة، وقابل النقول بالبطاقات التي تحمل هذه النقول، وراجع الهوامش وأرقامها، كما يراجع المعلومات التي يكتبها عن كل مصدر. ثم ينتقل إلى الفصل الذي يليه, وهكذا حتى يفرغ من البحث. وهنا ملاحظة هامة إذا تصرف الباحث أي تصرف في النص المنقول لا بد أن يشير إلى أن ذلك "بتصرف" بعد ذكر بيانات المرجع المعروفة. وترتيب الفقرات بدءًا وختامًا، يدل على فهم الباحث لبحثه، ودرايته بما يكتب. الفهارس: تعد الفهارس من لوازم البحث الحديث؛ ذلك لأنها تؤدي مهمة جليلة القدر

على طريق البحث العلمي وبناء المعارف الإنسانية؛ إذ إنها توفر للباحثين الذين يستعينون بعمل غيرهم للوصول إلى عمل أكبر، أو إضافة لبنة إلى اللبنات التي أرساها سابقون, توفر عليهم وقتًا كبيرًا وجهدًا أكبر، وتيسر لطالب العلم في كل زمان ما يحتاج إليه من بحث غيره بحهد يسير ووقت وجيز. والأعلام الكبار في تاريخ أمتنا عرفوا الفهرسة إلى حد ما، ووقفوا بها عند حدود الموضوعات والمباحث التي يعالجها الكتاب. وفي العصر الحديث سار علماء أوروبا والمستشرقون منهم شوطًا بعيد المدى في مجال فهرسة البحوث؛ تيسيرًا للعلم على طلابه، فتعددت الفهارس التي صنعوها. وكانت هذه بلا ريب واحدة من حسناتهم القليلة. والفهرسة بهذا المعنى لم تعد مجرد شكل يجمل استيفاؤه، ولكني أقول: إن الإخلال بها، أو عدم استيفائها يحط من قدر العمل وإن كان عظيمًا. ولقد لاحظنا في الآونة الأخيرة أن بعض الباحثين -وحسنًا فعلوا- يقومون بعمل فهارس لكتب التراث الكبيرة، وموسوعاته التي لم تتح الفرصة لطبعها طباعة حديثة لتتفتح مغاليقها أمام الباحث، ويستطيع أن يستخرج الدرر من كنوزها التي حال بينه وبينها عدم الفهرسة. وقد تنوعت مجالات الفهرسة إمعانًا في خدمة طالب العلم، فأصبحت تشمل ما يأتي: أ- فهرس الموضوعات: وهو يقدم تفصيلًا للموضوعات التي تناولها البحث خلال الفصول والأبواب. ب- فهرس المصادر والمراجع: إما مرتبا ترتيبًا هجائيًّا حسب المؤلفين, كما هو متبع عند علماء أوروبا وأمريكا. أو مرتبا ترتيبًا هجائيًّا حسب عنوان الكتاب على أن يبدأ على كل حال بالقرآن الكريم أصدق المراجع بلا مدافع.

جـ- فهرس الشواهد القرآنية. د- فهرس الأحاديث النبوية. هـ- فهرس الشعر. و فهرس الأعلام. ز- فهرس الأماكن والقبائل. ويمكن للباحث حسب طبيعة بحثه أن يزيد فهارس أخرى, أو يختصر من الفهارس المذكورة. مقدمة البحث: قد يتبادر إلى ذهن الباحث أن المقدمة أول ما يكتب في البحث. وفي الحقيقة أن الأولى والأقرب للمنهج الصحيح في البحث أن تكتب بعد الفراغ منه. وذلك لأن المقدمة يتوفر فيها الباحث على الإشارة لاستعداده العلمي, ودراساته التي تؤهله لبحث الموضوع، ثم اختيار الموضوع، وأسباب الاختيار، والعقبات التي اعترضت الباحث, وكيف ذللها؟ والحديث عن هذا كله لا تتضح أبعاده إلا بعد الفراغ من البحث. الفرق بين المقدمة والتمهيد: أما التمهيد: فيتناول فيه الباحث أمورا لها صلة ما ببحثه وإن لم تكن من صلبه، أو ذات علاقة جوهرية به. والمقدمة: حديث عن البحث, والباحث بعيد الصلة عن الناحية العلمية الموضوعية للبحث.

خاتمة البحث: أما خاتمة البحث: فهي مخصصة لذكر النتائج التي انتهى إليها الباحث من بحثه, فهي خلاصة عمله وما انتهت إليه تجربته. والبحث العلمي بمثابة عدة مقدمات متماسكة تنتهي بنتيجة هي: الخاتمة, فيبدأ الباحث التالي من حيث انتهى الباحث الأول. وعلى هذا النحو يكتمل بناء المعارف الإنسانية، ونراها ثرية غنية, توفي ما تحتاج إليه حياة البشر على الأرض. وهنا نخلص إلى المرحلة الأخيرة: الطباعة والتجليد: وعلى الباحث أن يتابع بحثه في طباعته بالمراجعة الدقيقة، وأن يضع في اعتباره أن الطابع ينقل ما أمامه كما يصوره ذهنه وفكره، فهو يتصرف بطريقة آلية تمامًا، ولا ينبغي أن تعتمد على فطنته في استدراك سهو وقعت فيه. والخط الواضح يوفر على الباحث كثيرًا من الجهد والمعاناة. وتجليد الرسالة أو البحث أمر ضروري للحفاظ عليها، وإظهارها بالمظهر اللائق بها، والذي يساير الجهد المبذول في إخراجها. وأحيانًا يضر المظهر الرديء بالواقع الجيد. فماذا على الباحث إذا حرص على سلامة الشكل حرصه على سلامة المضمون؟! ملحظ آخر: أشاهد كثيرًا من الطلاب الذين كلفنا بالحكم على رسائلهم بأن يكتبوا صفحة للإهداء للوالدين أو لأحدهما، أو لزوجه، أو لآخرين. وهذا لا صلة له بأساسيات الإخراج بحال من الأحوال، وهو مجرد نزعة عاطفية للباحث، إن ذكرها بطريقة متزنة قبلت، وإن بالغ نوقش في ذلك، وإن تركها فقد أراح واستراح.

الباب الثاني: التعريف بالمكتبة الإسلامية

الباب الثاني: التعريف بالمكتبة الإسلامية الفصل الأول: دراسة تاريخية وميدانية للمكتبة الإسلامية تمهيد: إذا كان البحث العلمي، أو طلب العلم من أشرف المقاصد -كما بينا في الباب السابق- فإن المكتبة تعدّ من أقوم الطرق, وأهداها في تحصيل المعرفة. وقد عرف الإنسان المكتبة منذ عرف الكتابة، فكان يكتب ما يحصله من معارف، وما تهديه إليه تجربته من الحياة فيما تيسر له من أسباب الكتابة, ووسائلها. وعندما ظهرت الحضارات الإنسانية على ضفاف الأنهار في العالم الشرقي، وجدنا المكتبات لازمة من لوازم الحضارة، فعرفت المكتبات في حضارات الفراعنة في وادي النيل، والبابليين والآشوريين بين النهرين في العراق، وكذلك حضارات الهند وفارس والروم، وكان لها كلها موروثات ثقافية ذات شأن. وكانت مكتبة الإسكندرية من أشهر المكتبات في العالم القديم. وقد عرف العرب الكتابة قبل الإسلام، وكانت لهم كتابات على الأحجار اكتشفت في شمالي الجزيرة وجنوبيها؛ إذ كانت في هذه الأماكن حينذاك حركة تثقيف وكتابة. يذكر صاحب الأغاني: أن عدي بن زيد العبادي لما نما وأيفع طرحه أبوه في الكتاب حتى حذق العربية، ثم دخل ديوان كسرى، وهو أول من كتب بالعربية في هذا الديوان1. ويبدو أنه كانت في الجاهلية كتاتيب يتعلم فيها الصبيان الكتابة والشعر وأيام العرب، ويشرف عليها معلمون ذوو مكانة في قومهم مثل أبي سفيان، وصخر بن حرب، وأبي قيس بن عبد مناف، وعمرو بن زرارة الكاتب2.

_ 1 انظر: الأغاني جـ2 من ص101 إلى 102، وعدي بن زيد توفي سنة 35 ق. هـ. 2 انظر: كتاب المحبر لمحمد بن حبيب ص475 تحت عنوان: أشرف المعلمين طـ الهند سنة 1361 هـ-1942م.

وكان العرب يطلقون على كل رجل يكتب ويجيد الرمي والسباحة لقب "الكامل"1. وجاء الإسلام فأشرق بنوره على جزيرة العرب، فمحا الأمية ونشر الكتابة وظهر الكتاب، وكان هذا الأمر مقصدًا من المقاصد الرئيسية للشريعة الهادية, والدستور الحكيم. وحسبنا من هذا أن الكتاب العزيز نزلت آياته الأولى هادفة إلى هذه الغاية الكريمة، مما يؤكد أن الدعامة الأولى للإسلام هي العلم. يقول تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: آية 1-5] . وأعلن النبي -صلى الله عليه وسلم- أول حرب على الأمية في التاريخ؛ إذ كان يطلب إلى غير القادر من أسرى بدر أن يعلم عشرة من أبناء المسلمين القراءة والكتابة. وكان للنبي -صلى الله عليه وسلم- كتاب كثيرون، فبلغ كتاب الوحي نحو أربعين كاتبًا, في مقدمتهم الخلفاء الأربعة, وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وشرحبيل بن حسنة، وعبد الله بن رواحة، ومعاوية بن أبي سفيان، وخالد وأبان ابنا سعيد بن العاص، كما كان له كتاب للمداينات، والصدقات، والمعاملات، وكتاب للرسائل يكتبون باللغات المختلفة2.

_ 1 انظر: عيون الأخبار لابن قتيبة جـ2 ص168. 2 انظر: مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني جـ1 ص260 وما بعدها، وانظر المصباح المضيء في كتاب النبي الأمي ورسله إلى ملوك الأرض من عرب وعجم لمحمد بن علي الأنصاري "مخطوط بمكتبة الأوقاف بحلب" تحت رقم 270 ص16 وما بعدها، وانظر لمحات في المكتبة لمحمد عجاج الخطيب ص31.

نشأة المكتبة الإسلامية: أول كتاب دون في الإسلام هو كتاب الله تعالى؛ إذ كانت الآيات تنزل فيسارع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى كتابه ليكتبوها على الأحجار، أو العظام، أو سعف النخل، ونهى النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذه المرحلة عن كتابة شيء غير القرآن، إذ جاء في الحديث الصحيح قوله: " ... ومن كتب عني شيئًا غير القرآن فليمحه, وحدثوا عني ولا حرج". وقد أذن فيما بعد لبعض أصحابه بكتابة بعض أحاديثه، فقد كان عند سعد بن عبادة الأنصاري "15هـ" كتاب أو كتب فيها طائفة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اشتهرت صحيفة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "40هـ" التي كان يعلقها في سيفه فيها أسنان الإبل، وأشياء في الجراحات، وحرم المدينة، ولا يقتل مسلم بكافر1. وتم جمع القرآن الكريم في مصحف واحد لأول مرة في عهد أبي بكر -رضي الله عنه- حتى لا يضيع شيء من القرآن بسبب استشهاد كثير من القراء في حروب الردة, ومانعي الزكاة. وجمع للمرة الثانية والأخيرة في عهد الخليفة عثمان رضي الله عنه الذي نسخ من المصحف الشريف عدة نسخ ووزعها على الأمصار الإسلامية لتكون مرجعًا مكتوبًا، ومع كل مصحف قارئ مجيد ليكون مرجعًا منطوقًا2. ومن هنا نستطيع أن نقول: إن الكتاب الأول في المكتبة الإسلامية هو القرآن الكريم، المهيمن على كل كتاب، والحكم على كل مكتوب، والحق الذي لا ريب فيه. وكان هذا الكتاب العزيز مكتبة كاملة في كتاب. ففي رحابه نبتت علوم، ودونت معارف، وقامت بحوث ودراسات.

_ 1 انظر: جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر جـ1 ص72، وانظر السنة قبل التدوين د. محمد عجاج الخطيب ص345. 2 انظر: في علوم القراءات, مدخل ودراسة وتحقيق د. السيد رزق الطويل ص19، 20.

في مقدمتها: علوم السنة التي هي في حقيقتها بيان للكتاب وتطبيق رشيد لتوجيهاته. ثم أخذ العلماء يستنبطون بفقههم الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة، فظهر علم الفقه بميادينه الواسعة، ودراساته المتشعبة. كما تدبر العلماء كتاب الله، فاستنبطوا أصول العقيدة ودونوها مقارنة بأفكار البشر حول الحياة والمصير، وظهر علم العقيدة أو علم الكلام. واجتهد العلماء في تفسير الكتاب العزيز، وبيان مقاصده فظهر علم التفسير. ووجد العلماء أن من اللازم أن يتعرفوا أحوال الرسول الخاتم الذي تلقى الكتاب وعمل به ونفذ الشريعة، وكذلك العلماء الراشدون الذين ساروا سيرته، فظهرت علوم السير والتاريخ. بل إنه في رحاب القرآن الكريم ظهرت ودونت علوم اللسان من نحو وصرف، وفقه لغة وبلاغة، ونتاج أدبي من الشعر والنثر. وتوالى العلماء وكثرت المؤلفات، حتى إننا نعد التراث الإسلامي في هذه العلوم التي ذكرناها، وغيرها من العلوم التجريبية والإنسانية كالطب والفلك والجبر والفيزياء, أعظم تراث عرفه البشر. وأما عن المكتبة الأولى في الإسلام، فكانت في بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يضم صفحات المصحف التي هي مرجع المسلمين في كل أمورهم. وسار بعض الصحابة على هذا الطريق، فاقتنوا صفحات من المصحف، أو كانت لهم مصاحف مثل مصحف عائشة ومصحف ابن مسعود وغيرهما. غير أن هذه المصاحف انتهى أمرها في عهد عثمان رضي الله عنه ليجنب المسلمين أمر الاختلاف في قراءة الكتاب العزيز, وجمعهم على المصحف الإمام1. ونستطيع أن نقول: إن المساجد كانت النواة الأولى للمكتبة الإسلامية؛ إذ كان

_ 1 انظر: كتابنا في علوم القراءات, مدخل ودراسة وتحقيق.

المسجد متعدد الوظائف في مجتمع المسلمين، وبخاصة في مجال العلم والمعرفة، ولم يكن مقصورًا على الجمع والجماعات وأداء العبادات. وأصبح في كل مسجد مكتبة يودع فيها العلماء ما صنفوه من مؤلفات في الفروع المختلفة، فقلما يخلو مسجد جامع من خزانة كتب يرتادها طلاب المعرفة. وكانت المكتبات الخاصة لازمة من لوازم بيوت كبار القوم؛ إذ كانت غالية باهظة التكاليف، وكان الواحد منهم يفخر باقتناء كتاب معين في فرع من فروع العلم، كما يفخر باقتناء درة ثمينة، أو جوهرة فريدة. يذكر المؤرخون: أن الفتح بن خاقان "247هـ" -وكان وزيرًا للمتوكل- تحت يده مكتبة جامعة، والمبشر بن فاتك "480هـ" أحد أعيان أمراء مصر وعلمائها كانت له مكتبة قيمة حوت الكثير من العلوم الرياضية والفلسفية ونحوها، وأما الخليفة الناصر لدين الله "622هـ" فكانت له مكتبة كبيرة جدا، كما أن الخليفة المستعصم بالله "656هـ" كان في داره مكتبة ضخمة ضمت نفائس الكتب في شتى العلوم1. والمدارس الكثيرة التي حفلت بها المدن الإسلامية في الشرق والغرب لم تخل من مكتبات حافلة بالكتب في فروع العلم المختلفة. ولقد أجرى إحصاء في أحياء قرطبة التي تبلغ واحدًا وعشرين حيا أيام ازدهار الخلافة، فوجد أن مائة وسبعين امرأة يجدن الخط الكوفي، يكتبن به المصاحف، وقد كان لعائشة القرطبية "400هـ" خزانة كتب كبيرة، وهي إحدى المشهورات بكتابة المصاحف2. ويذكر المترجمون لأبي عمرو بن العلاء "154هـ" وهو من أئمة القراءات واللغة والغريب, أن مؤلفاته كانت ملء بيت إلى السقف3.

_ 1 انظر: كتب التاريخ والحضارة، وتواريخ المدن الإسلامية، وحضارة العرب للدكتور جوستاف لوبون. 2 انظر: خزائن الكتب العربية في الخاففين, لفيليب دي طرازي جـ3 ص1014-1030. 3 انظر: ترجمته في غاية النهاية لابن الجزري، ومعرفة القراء الكبار للذهبي, وكتابنا في علوم القراءات ص83 وما بعدها.

هذا التراث الزاخر من نتاج عقول المسلمين على امتداد قرون النهضة لم تحل ندرته وارتفاع ثمنه من أن يكون في متناول طلاب العلم؛ لأن أهل الفضل من أعيان القوم لم يضنوا بها على مكتبات المساجد والمدارس ليستفيد منها جمهرة الناس. فالإمام الحافظ أبو حاتم البستي "354هـ" وضع مؤلفاته الكثيرة في دار خاصة في بلدة "بست" وجعلها وقفًا لأهل العلم1. ولا أدل على انتشار المكتبات في العالم الإسلامي على أحسن صورة من قول العلامة ابن خلدون "وطما بحر العمران والحضارة في الدول الإسلامية وفي كل قطر، وعظم الملك ونفقت أسواق العلوم، وانتسخت الكتب، وأجيد كتبها وتجليدها، وملئت بها القصور والخزائن الملوكية بما لا كفاء له"2. والمكتبة الإسلامية وسعت الفكر الإنساني كله، وقد ترجم التراث الإنساني في عصر الدولة العباسية، وبخاصة في عصر المأمون الذي أولع بمنطق اليونان وفلسفتهم, فكان يعطي ابن بختيشوع وزن ما يترجم ذهبًا. ولم تكن المكتبات الإسلامية مجرد حشد من الكتب، وإنما كانت على أبهى نظام وأحسن تنسيق، كما هيئت فيها كل الوسائل لمن يريد الاطلاع من طلبة العلم. يقول المقريزي: إن دار الحكمة بالقاهرة لم تفتح أبوابها للجماهير إلا بعد أن فرشت وزخرفت، وعلقت على جميع أبوابها وممراتها الستور، وأقيم قوام وخدام وفراشون وغيرهم رسموا بخدمتها3. وكان للمكتبة جهاز كامل من العاملين ابتداء من خازن المكتبة، أو المحافظ -وهو رأس المكتبة- إلى المساعدين والموظفين.

_ 1 انظر: ترجمته في تذكرة الحفاظ جـ3 ص125، وفي طبقات السبكي جـ2 ص141. 2 المقدمة لابن خلدون ص420. 3 الخطط: للمقريزي جـ1 ص408.

أشهر المكتبات في تاريخ الإسلام

أشهر المكتبات في تاريخ الإسلام: 1- دار الحكمة أو بيت الحكمة: أسسها الرشيد "149-193هـ" وأمدها ابنه المأمون بكثير من المؤلفات, والمترجمات حتى أصبحت أكبر خزائن الكتب في العصر العباسي، وظلت قائمة حتى استولى التتار على بغداد "656هـ"1. 2- دار العلم: وهي مكتبة الفاطميين بمصر، أنشأها الحاكم بأمر الله، وألحقها بدار الحكمة، وهي جامعة على غرار جامعات بغداد وقرطبة، وحوت دار العلم كتبًا من كل فن، كما ضمت ما يحتاج إليه النساخ من محابر وأقلام وأوراق. بقيت حتى نهاية دولة الفاطميين، وقد اشترى القاضي الفاضل أكثر كتب هذه الخزانة ووقفها بمدرسته الفاضلية بدرب ملوخيا بالقاهرة، فبقيت فيها إلى أن استولت عليها الأيدي فلم يبق منها إلا القليل2. 3- مكتبة قرطبة: كثرت المكتبات في الأندلس حتى بلغت نحو سبعين مكتبة في عصر الخلافة عدا المكتبات الخاصة, لكن أعظمها وأشهرها مكتبة قرطبة. أنشأها الأمويون، وتعهدها الخلفاء تباعًا، وبلغت غاية ازدهارها في عصر المستنصر "350-366هـ"؛ إذ كان له وكلاء في البلاد الإسلامية يزودونه بكل ما ينتجه العلماء المسلمون من مؤلفات. وقد قيل: إنها جمعت أربعمائة ألف مجلد.

_ 1 انظر: صبح الأعشى جـ1 ص466، 467، وضحى الإسلام أحمد أمين جـ2 ص61. 2 انظر: صبح الأعشى جـ1 ص467.

وذكروا أن فهارس دواوين الشعر وحدها بلغت أربعا وأربعين كراسة1. وهناك مكتبات أخرى في أنحاء العالم الإسلامي تلي هذه المكتبات شهرة ومكانة، من أهمها: 1- المكتبة الحيدرية بالنجف بالعراق، وهي قائمة حتى الآن، ولا تفتح للجمهور. وهذه التسمية نسبة إلى حيدرة لقب علي بن أبي طالب، يهتم الشيعة بهذه المكتبة، وأشهر من اهتم بها عضد الدولة البويهي "372هـ"، وهي ملحقة بالمشهد الذي فيه قبر علي -رضي الله عنه- كما تقول الشيعة. 2- مكتبة ابن سوار بالبصرة، أسسها أبو علي بن سوار, أحد رجال عضد الدولة البويهي، وكان فيها دعوة للفكر المعتزلي. 3- مكتبة رامهرمز: أنشأها ابن سوار في مدينة رامهرمز على غرار مكتبته بالبصرة. 4- وهناك مكتبات المدارس، كمكتبة المدرسة النظامية ببغداد، ومكتبة المدرسة الفاضلية بالقاهرة، ومدارس دمشق. ومن أشهرها: دار الحديث النورية، والصلاحية، والعادلية، والظاهرية، وكلها للتعليم العالي.

_ 1 انظر: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب للمقرئ، وانظر تاريخ الإسلام السياسي جـ3 ص329 وما بعدها, حسن إبراهيم حسن.

أشهر المكتبات في العصر الحديث

أشهر المكتبات في العصر الحديث: أولا: في العالم العربي والإسلامي نذكر هنا أشهر المكتبات في البلاد العربية والإسلامية حسب الترتيب الأبجدي: 1- الأردن: دار الكتب الأردنية في عمان, أسست سنة 1938م. 2- تونس: مكتبة الجامع الكبير بالقيروان، هي مكتبة قديمة، وقد عنيت بها الحكومة التونسية منذ سنة 1940، وكذلك مكتبة جامع الزيتونة بتونس، والمكتبة العبدلية، والمكتبة الصادقية، والمكتبة العمومية. 3- الجزائر: المكتبة الأهلية في مدينة الجزائر، ومكتبة الجامع الكبير بها أيضًا، والمكتبة الباديسية في قسطنطينة. 4- سوريا: دار الكتب الظاهرية بدمشق، ودار الكتب الوطنية في حلب. 5- السعودية: مكتبة الحرم المكي بمكة المكرمة، ومكتبة مكة المكرمة في القشاسية التي يقولون عنها: إنها بنيت مكان البيت الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، ومكتبة عارف حكمت، والمكتبة المحمودية بالمدينة المنورة، ودار الكتب الوطنية في الرياض. 6- السودان: المكتبة العامة بأم درمان، وخزائن الكتب التي لا تزال ملحقة بالمساجد.

7- العراق: دار الكتب العمومية في بغداد، والمكتبة العامة في بغداد، ومكتبة الأوقاف كذلك. 8- فلسطين: مكتبة المسجد الأقصى بالقدس، والمكتبة الخالدية بدمشق. 9- الكويت: المكتبة العامة في الكويت العاصمة. 10- لبنان: المكتبة الوطنية في بيروت، ومكتبة الجامع الكبير المنصوري بطرابلس. 11- ليبيا: المكتبة الوطنية بطرابلس. 12- مصر: دار الكتب المصرية أو الهيئة العامة للكتاب. مكتبة الأزهر، وهي أشهر مكتبة في العالم الإسلامي. والمكتبة العامة لبلدية الإسكندرية، وكذا مكتبات المدن التي تعد فروعًا لدار الكتب، وكذا مكتبات الجامعات والمدارس والمعاهد العليا. 13- المملكة المغربية: المكتبة العامة في الرباط، ومكتبة جامع القرويين بمدينة فاس، وخزانة الجامع الكبير في طنجة. 14- اليمن: المكتبة العامة في جامع صنعاء.

15- إيران: مكتبات طهران وأصفهان وتبريز وزنجان وأروبيك. 16- تركيا: مكتبة الجامعة في إستانبول "فيها سبعة عشر ألف مخطوط". والمكتبة العمومية في إستانبول، وفيها خمسة آلاف مخطوط تقريبًا، ومكتبة الفاتح، وهي ملحقة بمسجد إستانبول وفيها ستة آلاف مخطوط، وهناك مكتبات أخرى في مدن أخرى. 17- الهند: 1- المكتبة العامة في بانكيبور، وفهرس كتبها العربية في أربعة وأربعين مجلدًا. 2- مكتبة جامعة كلكتا. 3- مكتبة الجمعية الآسيوية في كلكتا. 4- خزانة المولى فيروز في بومباي. 5- مكتبة حكومة الهند الشرقية في مدراس. ثانيا: في خارج البلاد العربية والإسلامية تشهد كل المدن في العالم غير العربي والإسلامي مكتبات كثيرة غاية في التنسيق والإبداع، وتيسير الاطلاع لطلاب العلم، وفيها أقسام كبيرة للكتاب العربي والإسلامي. وأهمية هذه المكتبات تكمن فيما تحويه من مخطوطات عربية وإسلامية. ومن أجل هذا سنقدم بيانًا لها في الباب الثالث عند الحديث عن المخطوطات العربية وتحقيقها.

الفصل الثاني: من مصنفات التراث "أهم المصادر والمراجع"

الفصل الثاني: من مصنفات التراث "أهم المصادر والمراجع" مدخل ... الفصل الثاني: من مصنفات التراث "أهم المصادر والمراجع" بين يدي هذا الفصل: هذا الفصل بالغ الأهمية؛ إذ أقدم فيه دليلًا هاديًا لأهم ما طبع من تراثنا العظيم، وما استجد على ساحة المعرفة الإسلامية من نتاج أصيل مؤثر. وسأسوق لرواد البحث وطلاب المعرفة أمثلة لأهم المصادر في كل فرع من فروع المعرفة الإسلامية، حتى يجد الباحث في كل فن ما يرجع إليه من أمهات المصادر في هذا الفن، فهو دليل موجز يتخذ منه طالب المعرفة رائدًا أمينًا في دروب التراث, فلا يضل ولا يشقى. كما أن الذي أقدمه في هذا الدليل إنما هو مجرد نماذج، وليس الهدف الحصر والاستقراء، فذلك أمر ما إليه سبيل في تراث عظيم زاخر كتراثنا الإسلامي. وأكثر ما أذكره في هذا البيان من تراث الماضي المجيد، وقد أذكر معه بعض نتاج العصر الحديث إذا كان فيه من القوة والأصالة والابتكار ما يجعله -في مجال الاستفادة- من مصاف التراث، ويكون الرجوع إليه في البحث سائغًا ومقبولًا بل ومطلوبًا, شأن المصادر القديمة. والنتاج الحديث في فروع المعرفة الإسلامية إذا كان فيه معالجة جديدة، أو منهج مبتكر، أو نظرية ذات شأن في إثراء المعرفة، فإن رجوع الباحثين إليه يكون أمرًا محتومًا. وسأحاول أن يكون هذا الدليل وافيًا بحيث يقدم المعلومات الوافية عن كل مرجع يتناوله، والله وحده المستعان.

المبحث الأول: القرآن الكريم وعلومه

المبحث الأول: القرآن الكريم وعلومه أولًا: كتب فهارس ألفاظ القرآن الكريم أ- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم: وضعه الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي. صدر منه عدة طبعات, صدرت الطبعة الأولى 1364هـ. يعين الباحث على معرفة الآية ورقمها، واسم السورة ورقمها ولو كان يعرف من الآية لفظًا واحدًا، كما يجعل تحت يد الباحث كل المواضع التي ورد فيها هذا اللفظ في القرآن الكريم، ولذا لا يستغني عنه أي باحث في أي مجال من مجالات العلم، وبخاصة من يتصدون للتفسير الموضوعي. ب- معجم ألفاظ القرآن الكريم: وضعته لجنة متخصصة من أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة في أجزاء, صدر أولها سنة 1954م وهو الآن كامل في مجلدين كبيرين. يزيد عن المعجم السابق أنه يسوق المعاني التي وردت بها الكلمة في الكتاب العزيز. جـ- تفصيل آيات القرآن الحكيم: وضعه بالفرنسية المستشرق "جول لابوم" ويليه المستدرك، وهو فهرس مواد القرآن الكريم، وضعه "إدوار مونتيه" ونقلهما إلى العربية الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، رتب واضعه موضوعات القرآن الكريم في ثمانية عشر بابا، وجعل تحت كل باب ما ورد فيه من آيات القرآن العظيم, وقد بلغت هذه الفروع "350" ثلاثمائة وخمسين فرعا، ويذكر بجوار كل آية رقمها ورقم السورة في المصحف.

د- الجامع لمواضيع آيات القرآن الكريم: صنعه محمد فارس بركات الدمشقي. طبع في مجلد كبير في المطبعة الهاشمية بدمشق، وصدرت طبعته الأولى عام 1379هـ-1959م. رتب فيه آيات القرآن الكريم ترتيبًا موضوعيًّا؛ إذ حصر الكتاب العزيز في موضوعات ورد إلى كل موضوع ما يمكن أن يندرج تحته من آيات، وذلك مثل "الإلهيات, العبادات, الإيمان" فهو في هذا مثل "لابوم" مع اختلاف في تسمية الموضوعات القرآنية وعددها. وهناك مراجع أخرى في هذا الاتجاه, لكنها لم تخرج في منهجها عما سبق. وذلك مثل: إرشاد الراغبين في الكشف عن آي الكتاب المبين، ترتيب محمد منير الدمشقي و"فيض الرحمن" لفيض الله العلمي, وغيرهما. ثانيًا: غريب القرآن وإعرابه أ- معاني القرآن للفراء, دار الكتب المصرية بالقاهرة, ثلاثة أجزاء، تحقيق محمد علي النجار وآخرين. ب- معاني القرآن للأخفش, طبع وزارة الإرشاد بالعراق. جـ- معاني القرآن وإعرابه, المنسوب للزجاج. د- تفسير غريب القرآن لابن قتيبة, طبع في مصر بتحقيق السيد أحمد صقر سنة 1378هـ-1958م, ويقع في مجلد واحد. وقد رتبه حسب ترتيب المصحف وفسر فيه الألفاظ الغريبة، واستشهد لها ببعض الأحاديث والشعر العربي. هـ- إعراب ثلاثين سورة من القرآن, لابن خالويه. و إملاء ما مَنَّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن,

للإمام محب الدين أبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري "616هـ" طبع في مصر "1347" في جزأين. وله طبعة ثانية بتحقيق محمد عطوة. ز- المفردات في غريب القرآن, لأبي القاسم الحسين محمد، المعروف بالراغب الأصفهاني "502هـ" شرح فيه غريب ألفاظ القرآن الكريم، ورتبها ترتيبًا معجميًّا على حروف الهجاء، وجعل لكل حرف بابا، طبع طبعات كثيرة، كما طبع في مصر سنة 1961م بتحقيق محمد سيد كيلاني. هـ- غريب القرآن للسجستاني. طبع في مصر في مطلع القرن الماضي في كتيب متوسط الحجم. ثالثًا: تفسير القرآن أ- من مصادر التفسير بالمأثور: 1- جامع البيان عن تأويل القرآن، وهو المعروف بتفسير الطبري, للإمام المفسر المؤرخ المحدث, أبي جعفر محمد بن جرير الطبري، نسبة إلى طبرستان "244-310هـ". يعد من أوثق وأقدم ما دون في التفسير بالمأثور، كما أنه أيضا يعد من أهم مصادر التفسير بالمعقول، لما فيه من الاجتهادات الهامة، والاستنتاجات الدقيقة. قال الإمام النووي عن هذا التفسير: "أجمعت الأمة على أنه لم يصنف مثل تفسير الطبري"1. طبع هذا الكتاب في ثلاثين جزءًا من القطع الكبير في أحد عشر مجلدًا، وكانت الطبعة الأولى سنة 1323هـ بالمطبعة الأميرية ببولاق، كما طبع مرتين بشركة مصطفى

_ 1 التفسير والمفسرون جـ1 ص236.

البابي الحلبي، آخرها سنة 1954م, ثم طبع طبعة أخيرة محققة بعناية الشيخ محمود شاكر، وقد خرج هذا الكتاب على صورة جيدة من الإتقان والتحقيق، وقد صدر منه حتى الآن ستة عشر جزءًا. 2- معالم التنزيل. للمحدث الفقيه، المفسر، أبي محمد الحسين بن مسعود بن محمد الفراء، البغوي، الشافعي، المتوفى "سنة 510هـ" وصف ابن تيمية هذا التفسير فقال: "مختصر من الثعلبي، لكنه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة، والآراء المبتدعة"1. 3- تفسير القرآن العظيم، والمعروف بتفسير ابن كثير. للإمام الحافظ المحدث، المفسر، المؤرخ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن عمرو بن كثير، البصري الدمشقي، الشافعي "700-774هـ" وهو من أشهر ما صنف في المأثور، وهو المرجع الثاني في ذلك بعد الطبري، وهو يعرض الآراء والنقول ويرجح بينها، ويذكر ما قيل من إسرائيليات ويشير إليها، ذاعت شهرته بين أهل العلم، وطبع عدة طبعات في أربعة مجلدات من القطع الكبير. وقد اختصره الأستاذ الشيخ أحمد محمد شاكر اختصارًا متقنًا حافظ فيه على مزاياه، واستبقى عبارته في بيان مقاصد الآيات، وحذف الإسرائيليات والأحاديث الضعيفة، وما تكرر من الصحيح. وقد صدر منه خمسة أجزاء، طبعت في دار المعارف بمصر. 4- الكشف والبيان عن تفسير القرآن, لأبي أحمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري "417هـ". وهو تفسير جيد, غير أن فيه كثيرًا من الأحاديث الموضوعة وآراء أهل البدع، وقد

_ 1 انظر: مقدمة التفسير لابن تيمية ص19، والتفسير والمفسرون د. محمد حسين الذهبي جـ1 ص236.

أشار إلى ذلك ابن تيمية في وصفه لتفسير معالم التنزيل؛ إذ ذكر أنه مختصر من تفسير الثعلبي. وقد نقد العلماء تفسير الثعلبي نقدًا مرًّا لاحتوائه على الإسرائيليات والأحاديث الضعيفة دون الإشارة إلى درجتها. 5- المحرر الوجيز، وهو تفسير الإمام العلامة ابن عطية الأندلسي الغرناطي "546هـ". حققت أجزاء كثيرة منه في رسائل علمية بجامعة الأزهر، وأصدر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية منه جزأين، كما صدر هذا التفسير كاملًا بعناية وزارة الأوقاف والشئون الدينية بقطر. 6- الجواهر الحسان في تفسير آي القرآن, لأبي زيد عبد الرحمن بن محمد الثعالبي الجزائري "876هـ". 7- الدر المنثور في التفسير بالمأثور, للحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي "849-911هـ" جمع السيوطي في هذا التفسير ما ورد عن السلف، شأنه في منهجه في التصنيف، فأخرج فيه عن الكتب الستة الصحيحة وأحمد والطبري وغيرهم، ولم يرجح بين المنقول، أو يعقب أو يبين الصحيح من الضعيف. طبع هذا الكتاب في ستة مجلدات كبيرة. ب- من مصادر التفسير بالمعقول: هذه طائفة أخرى من التفاسير قدم فيها المفسرون اجتهاداتهم العقلية، وآراءهم المتعددة في معاني الآيات مستعينين بما تأهلوا به من الإحاطة بعلوم اللسان العربي، وعلوم الكلام والعقيدة، والفقه ونحو ذلك، ولأجل هذا ستجد لكل تفسير من هذه التفاسير منحى معينا حسب الاتجاه الغالب على صاحبه، فهناك منها ما يغلب عليه الطابع النحوي، أو البلاغي، أو الكلامي، أو الفقهي.

1- الكشاف عن حقائق التنزيل، وعيون الأقاويل في وجوه التأويل. للإمام أبي القاسم محمود بن عمر الخوارزمي، الزمخشري، الملقب بجار الله "467-538هـ". اشتهر هذا التفسير بين أهل العلم، أجاد فيه الزمخشري وأفاد، وكشف فيه عن وجود الإعجاز القرآني، وروعة النظم فيه، وسحر بلاغته, واستخراج منه الفرائد الحسان، والنكت البديعة، وأعانه على ذلك إجادته لعلوم العربية، وإحاطته بأشعارها، وقدرته على استخراج أسرارها، كما يذكر ما في الآيات من البيان والبديع. وقد طبع من هذا التفسير عدة طبعات، ويقع في أربعة أجزاء كبيرة، وقد طبع على هامشه عدة كتب، ومنها "الكافي الشافي في استخراج أحاديث الكشاف" لشهاب الدين ابن حجر العسقلاني "852هـ" وذلك سنة 1946م بتحقيق مصطفى حسين أحمد. ويؤخذ على هذا التفسير الاتجاه الاعتزالي الذي ظهر في مواضع كثيرة منه بحكم أن صاحبه من شيوخ المعتزلة، كما أنه كان يختم تفسير السورة بحديث في فضلها، وثواب قارئها، وأكثرها بين ضعيف وموضوع. 2- البحر المحيط للإمام النحوي، المفسر أثير الدين أبي عبد الله محمد بن يوسف بن علي بن حيان الأندلسي، الشهير بأبي حيان "654-745هـ". يعد هذا الكتاب المرجع الأول للوقوف على وجوه إعراب ألفاظ القرآن الكريم، وقد أكثر من الوجوه النحوية، وذكر الخلافات بين النحاة، وأكثر من ذكر وجوه القراءات، وأسباب النزول والناسخ والمنسوخ، وذكر وجوه البلاغة. وهو في حقيقته تفسير جامع ويغلب عليه الناحية النحوية، صدرت الطبعة الأولى منه في ثمانية مجلدات كبيرة سنة 1328هـ مطبعة السعادة, وطبع على هامشه تفسيران موجزان: "النهر الماد من البحر لأبي حيان، والدر اللقيط من البحر المحيط" لتلميذ أبي حيان

الإمام تاج الدين أبي محمد أحمد بن عبد القادر القيسي النحوي "682-749هـ". 3- مفاتيح الغيب للإمام فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن الرازي "544-606هـ". يعد هذا التفسير من أكبر كتب التفسير بالرأي، يكثر من المسائل الكلامية والعلوم الكونية ويعرض أقوال الفلاسفة، ويرد عليها، منتصرًا للأشاعرة، وفي الكتاب استنباطات عقلية جيدة ومفيدة، وأحيانًا يستطرد في بعض المسائل الأصولية والبلاغية. وقد توفي الإمام الرازي قبل أن يتم تفسيره فأتمه بعض تلاميذه سائرًا على منهجه، من غير أن يشير إلى الموضوع الذي وقف عنده الفخر الرازي. طبع هذا التفسير في اثنين وثلاثين جزءًا، وصدر منه عدة طبعات، وحقق إحدى طبعاته الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد 1352هـ. 4- فتح القدير في الجمع بين الرواية والدراية في التفسير. من أحسن التفاسير وأجمعها للرواية والدراية, استفاد من كتب السابقين وأضاف إليها ويذكر القراءات المتعددة وقراءها، ويتعرض للغة والنحو والأخبار. يعد بعض الباحثين هذا التفسير في عداد التفاسير التي صنفها علماء الزيدية، ولكن ليس فيه ما يدل على ذلك، أو ما يخالف مناهج السلف الصالح. طبع هذا الكتاب عدة طبعات بمصر، ويقع في خمسة مجلدات. 5- محاسن التأويل المعروف بتفسير القاسمي. لعلامة الشام الشيخ محمد جمال الدين القاسمي "1283-1332هـ". وهو كتاب قيم جامع، يعد موسوعة في التفسير، تناول فيه كثيرًا من المعارف الإسلامية المتعددة. طبع بمصر في سبعة عشر جزءًا من الحجم المتوسط "1376هـ-1380هـ".

وأشرف على طبعه وتخريج آياته وأحاديثه محمد فؤاد عبد الباقي. 6- هيميان الزاد إلى دار المعاد, للعالم الحجة محمد بن يوسف الوهبي الإباضي الصعبي, وهو تفسير "إباضي" يعرض فيه آراء الإباضية, صدر منه ثلاثة أجزاء, الناشر وزارة الثقافة بسلطنة عمان. وقد سبق نشره منذ مائة عام في زنجبار في حمسة عشر مجلدًا. وقد علقت عليه وزارة الثقافة بالسلطنة، بأن ما فيه يمثل رأي المفسر، وليس تعبيرًا عن رأي سلطنة عمان. وهذه طائفة أخرى من تفسير المعقول لها شأنها وتميزها، واستفادت من المفسرين السابقين: 7- أنوار التنزيل وأسرار التأويل. لقاضي القضاة عبد الله بن محمد بن عمر البيضاوي، الشافعي، المتوفى، سنة 691هـ. طبع عدة مرات بمصر، ويقع في أربعة مجلدات. 8- تفسير النسفي. للإمام عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي، الحنفي المتوفى سنة 701هـ, نسبة إلى نسفا من بلاد ما وراء النهر. وهو تفسير وسيط وفيه فوائد جليلة، وقد أخذ صاحبه من الكشاف واستفاد منه، لكنه كان بعيدًا عن اعتزاله. طبع في أربعة أجزاء متوسطة. 9- لباب التأويل في معاني التنزيل, المعروف بتفسير الخازن. للشيخ علاء الدين بن محمد بن إبراهيم، البغدادي، الشافعي، المعروف بالخازن "678-741هـ".

يعد مختصرًا لمعالم التنزيل للبغوي، وضم إليه بعض ما نقله من تفاسير المتقدمين. يتميز بحذف الأسانيد وتوثيق النقول. طبع الكتاب في سبعة أجزاء متوسطة، وهو متداول مشهور. 10- غرائب القرآن ورغائب الفرقان, تفسير النيسابوري. للإمام الحافظ، المفسر، المقرئ نظام الدين الحسن بن محمد الحسين الخراساني, النيسابوري، المتوفى في القرن الثامن الهجري. هذا التفسير يعد مختصرا للفخر الرازي وتهذيبًا له، كما ضم إليه من تفسير الزمخشري وتفسيرات المتقدمين. يهتم بالاستدراكات على السابقين، ويذكر القراءات وينسبها، ويعنى بالربط بين الآيات، فجاء جامعًا لدور السابقين، خاليًا من الحشو، طبع على هامش تفسير ابن جرير الطبري. 11- تفسير الجلالين. تفسير مختصر، موجز، ضم معارف دقيقة، وذكر القراءات ونسبها لأصحابها. اشترك في هذا التفسير عالمان من القرن التاسع، أولهما: الإمام جلال الدين محمد بن أحمد المحلي الشافعي "791-864هـ" والإمام جلال الدين السيوطي "849-911هـ" بدأ المحلي من أول سورة الكهف إلى سورة الناس وفسر الفاتحة، وفسر السيوطي من أول البقرة إلى آخر سورة الإسراء. وقد توفي الجلال المحلي بعد أن أتم تفسير الفاتحة. 12- السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير, المعروف بتفسير الخطيب الشربيني, للإمام شمس الدين محمد بن محمد الشربيني القاهري، الشافعي الخطيب, المتوفى سنة 977هـ. طبع في أربعة أجزاء كبيرة، وهو مشهور متداول، وطبع على هامشه تفسير البيضاوي.

13- مجموعة تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية, ست سور "الأعلى, الشمس، الليل، العلق، البينة، الكافرون" صححه وعلق عليه وقدم له بالإنجليزية عبد الصمد شرف الدين, بمباي, الهند 1974. 14- تفسير "إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم" تفسير أبي السعود, لمؤلفه أبي السعود محمد بن محمد بن مصطفى، العمادي، الحنفي "893-982هـ". أحد كبار علماء تركيا ومفتيها، يتميز بحسن التعبير وسلامة التفكير، استفاد من علم من سبقوه وأودع تفسيره فوائد علمية شتى. طبع عدة مرات في تسعة أجزاء وخمسة مجلدات. 15- روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني, للعلامة المحقق، شهاب الدين محمد الآلوسي البغدادي مفتي بغداد "1217-1270هـ". وهو من أجل التفاسير وأوسعها، جمع بين المنقول والمعقول، ويعد تفسيره موسوعة علمية شاملة جمع بين اللغة والبلاغة، والفقه وأسرار الكون، وتحقيق النقول والرد على أهل الأهواء. طبع في مصر في ثلاثين جزءًا في المطبعة المنيرية بمصر. تفسيرات عصرية: وهناك تفسيرات عصرية هي أشبه ما تكون بدراسات علمية في رحاب القرآن, فيها شمول وتحقيق مع اعتماد على القديم مثل: 16- تفسير المنار, للسيد رشيد رضا وعرض في الأجزاء الخمسة الأولى آراء الشيخ محمد عبده التي كان يقدمها في دروسه التي فسر فيها القرآن في الرواق العباسي.

وافته المنية عند تفسيره لهذه الآية من سورة يوسف: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} . وأكمل تفسير سورة يوسف الشيخ محمد بهجة البيطار. ومنها تفسيرات هي عبارة عن اجتهادات وخواطر عرض فيه الكاتب تصوره للمنهج الإسلامي من خلال تفسير القرآن، وذلك مثل: 17- في ظلال القرآن, للأستاذ سيد قطب رحمه الله. وهناك تفسيرات اعتمدت في شرح الآية على نظائرها, فهي تفسير للقرآن بالقرآن ومنها: 18- أضواء البيان, للشيخ محمد الأمين الشنقيطي "1393هـ". طبع في عشرة مجلدات. 19- تفسير القرآن بالقرآن, للأستاذ عبد الكريم الخطيب. ومنها تفسيرات موجزة معجمية, تعرض معاني المفردات والمعنى العام بإيجاز, ومنها: 20- التفسير الواضح, للشيخ حجازي 30 جزءًا. 21- تفسير القرآن الكريم, للأستاذ برانق وزميليه 30 جزءًا، ط. دار المعارف. 22- المصحف المفسر, أحمد فريد وجدي. 23- المصحف الميسر, للشيخ عبد الجليل عيسى. وهناك تفسير جمع آراء السابقين من العلماء في موسوعة معاصرة, مثل: 24- التفسير الوسيط, د. سيد طنطاوي مفتي مصر السابق. وهناك تفسيرات معاصرة ذات نسق خاص, مثل:

25- التفسير الحديث, للكاتب الإسلامي المعاصر محمد عزة دروزة. فسر القرآن الكريم حسب أسباب النزول وزمانه, فبدأ بسورة العلق، ثم القلم، ثم المزمل. رابعًا: أحكام القرآن 1- أحكام القرآن. لأبي بكر أحمد بن علي الرازي الحنفي، المشهور بالجصاص "305-370هـ". طبع في ثلاثة أجزاء كبيرة سنة 1347هـ بالمطبعة البهية المصرية وصور أخيرًا في بيروت. 2- أحكام القرآن. لأبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي البيهقي النيسابوري "458هـ". ذكر البيهقي أن الشافعي له كتاب في أحكام القرآن لم يصل إلينا, لكنه جمعه من خلال كتبه وكتب أصحابه أمثال المزني والبويطي وأبي ثور. طبع في مجلدين متوسطين بمصر "1371هـ" بعناية السيد عزت العطار الحسيني. وقد حققه تحقيقًا واسعًا مطولًا الشيخ عبد الغني عبد الخالق رحمه الله. 3- أحكام القرآن. للإمام القاضي أبي بكر محمد بن عبد الله بن محمد المعافري الأندلسي، الإشبيلي، المالكي، المشهور بابن العربي "468-543هـ". طبع الكتاب طبعة جديدة في أربعة أجزاء, بتحقيق علي محمد البجاوي "1376هـ-1957م" بالقاهرة. 4- أحكام القرآن, للماوردي.

حققته وطبعته وزارة الأوقاف بالكويت منذ أربع سنوات تقريبًا. 5- الجامع لأحكام القرآن, المعروف بتفسير القرطبي. للإمام المفسر أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري الأندلسي القرطبي "671هـ". وهذا الكتاب من أجمع كتب التفسير وأشملها, يتميز بغزارة العلم، وسعة الأفق، وإتقان التبويب, وتنسيق المعلومات، ولاهتمامه بإبراز الأحكام الشرعية عددناه في كتب أحكام القرآن، كما أنه مبرأ من غرائب القصص، وضعيف الأخبار، والإسرائيليات. طبع هذا الكتاب في مصر عدة مرات. طبعته دار الكتب طبعة متقنة في عشرين مجلدًا سنة "1935-1950م". وطبعته دار الشعب طبعة ثانية. كما طبع أخيرًا بإشراف الدار القومية للطباعة والنشر. خامسًا: في علوم القرآن ودراسات قرآنية 1- البرهان في علوم القرآن. للإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي "745-794هـ". من أوسع وأجمع ما صنف في علوم الكتاب العزيز، وما يتصل به من بحوث متنوعة. طبع طباعة جيدة في أربعة مجلدات كبيرة بتحقيق الأستاذ محمد أبي الفضل إبراهيم 1376هـ- 1957م مصر. 2- الإتقان في علوم القرآن. للإمام الحافظ أبي بكر جلال الدين عبد الرحمن السيوطي "849-911هـ" وهو كتاب جامع في بابه أيضًا، استفاد من السابقين وأربى عليهم.

طبع عدة مرات في مجلدين كبيرين، منها: طبعة المكتبة التجارية، وعلى هامشه كتاب إعجاز القرآن للباقلاني، وطبع أخيرًا في القاهرة 1985 طبعة جيدة بتحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم، نشر وتوزيع دار التراث. 3- التبيان على بعض المباحث المتعلقة بالقرآن على طريق الإتقان. للعلامة الشيخ طاهر الجزائري رحمه الله "1268-1338هـ". عالج بعض البحوث القرآنية معالجة علمية دقيقة، طبع الكتاب في مجلد متوسط 1334هـ بمطبعة المنار بمصر. 4- مناهل العرفان في علوم القرآن. للشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني، أحد علماء الأزهر المعاصرين, طبع عدة مرات في جزأين متوسطين، الثالثة منها "1372هـ-1973م" بمصر. 5- المدخل لدراسة القرآن الكريم. للدكتور: محمد محمد أبو شهبة. طبع الجزء الأول من الكتاب في مجلد وسط "1377هـ-1958م" م. الأزهر. 6- مباحث في علوم القرآن, للدكتور صبحي الصالح, من علماء لبنان المعاصرين. طبع الكتاب في مجلد كبير, الطبعة الأولى مطبعة جامعة دمشق، وطبع عدة مرات بعد ذلك. وفي أسباب النزول بصفة خاصة نجد هذه المؤلفات: 7- أسباب النزول, للشيخ الإمام أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي1 النيسابوري "468هـ".

_ 1 للعلامة الواحدي ثلاثة تفسيرات للقرآن: "الوسيط, البسيط, الوجيز" وصدر الجزء الأول من الوسيط من المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

طبع الكتاب في جزء واحد من القطع المتوسط سنة 1379هـ بمصر. 8- لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي. طبع أكثر من مرة, في جزء واحد بمصر. وهذه مجموعة من المصادر القديمة والحديثة حول القرآن الكريم: 9- التبيان في آداب حملة القرآن للإمام الحافظ أبي زكريا يحيى بن شرف الدين النووي "631-676هـ". طبع في مجلد واحد طبعة جيدة صادرة عن دار الفكر. 10- إعجاز القرآن للقاضي أبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني "403هـ". طبع في مجلد واحد بتحقيق السيد أحمد صقر, دار المعارف بمصر. 11- ثلاث رسائل في إعجاز القرآن: الأولى: بيان إعجاز القرآن, لأبي سليمان حمد بن محمد الخطابي "319-388هـ". والثانية: النكت في إعجاز القرآن, لأبي الحسن علي بن عيسى الرماني "296-386هـ". والثالثة: الرسالة الشامية, لأبي بكر عبد القاهر الجرجاني "471هـ". طبعت هذه الرسائل بمجلد واحد بمصر, دار المعارف, بتحقيق محمد خلف الله ومحمد زغلول سلام. 12- تأويل مشكل القرآن, لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة "213-276هـ". طبع في مجلد واحد بتحقيق السيد أحمد صقر, دار إحياء الكتب العربية, القاهرة.

13- متشابه القرآن, للقاضي عبد الجبار بن أحمد المعتزلي "415هـ" طبع في مجلدين بتحقيق د. عدنان زرزور, دار التراث بالقاهرة. 14- الإكليل في المتشابه والتأويل, لشيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية "661-728هـ" طبع بمصر طبعة جيدة في جزء واحد سنة 1947، وله طبعات أخرى. 15- مقدمة في أصول التفسير, لابن تيمية أيضًا, طبع عدة طبعات حقق إحداها د. عدنان زرزور 1971م بلبنان. 16- الجمان في تشبيهات القرآن لأبي القاسم عبد الله محمد "ابن نافيا البغدادي" "410-485هـ" بتحقيق د. عدنان زرزور ومحمد رضوان الدبة في مجلد متوسط, طبع وزارة المعارف بالكويت. 17- التبيان في أقسام القرآن, للحافظ شمس الدين محمد بن أبي بكر "ابن قيم الجوزية" "691-751" طبع في مجلد واحد بمكة سنة 1321هـ. 18- التعريف والإعلام بما أبهم في القرآن من الأعلام, للحافظ عبد الرحمن السهيلي الأندلسي "509-581هـ" طبع في جزء واحد بالقاهرة. 19- ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان, للإمام المجتهد محمد بن إبراهيم الوزير اليمني الصنعاني "775-840هـ" طبع في مصر سنة 1349هـ. 20- دستور الأخلاق في القرآن, د. محمد عبد الله دراز، طبع بالفرنسية وقام بتعريبه د. عبد الصبور شاهين، ود. محمد بدوي, طبع طبعة باللغة العربية 1973م. 21- النبأ العظيم, د. محمد عبد الله دراز, مطبعة السعادة 1960، وطبع طبعة ثانية بالكويت, دار القلم. 22- بلاغة القرآن, لشيخ الأزهر محمد الخضر حسين "1958" طبع الكتاب بتحقيق علي الرضا التونسي 1391هـ-1971م, المطبعة التعاونية بدمشق.

23- القرآن والعلوم العصرية, للشيخ طنطاوي جوهري "1287-1358هـ" من علماء مصر, طبع في رسالة صغيرة, الطبعة الثانية "1371هـ-1951م". 24- الفلسفة القرآنية, عباس محمود العقاد "1889-1964م" دار الهلال بمصر 1962م. 25- الظاهرة القرآنية, لمالك بن نبي, مفكر جزائري معاصر, طبع عدة مرات. 26- التصوير الفني في القرآن, سيد قطب, طبع عدة مرات. 27- مشاهد القيامة في القرآن, سيد قطب, طبع عدة مرات. 28- نظرات في القرآن, محمد الغزالي, الطبعة الأولى 1958 مؤسسة الخانجي. 29- قصص القرآن, محمد أحمد جاد المولى, محمد أبو الفضل إبراهيم, علي محمد البجاوي, السيد شحاتة, طبع في جزء واحد, الطبعة الخامسة سنة 1954 مطبعة الاستقامة, القاهرة. 30- بنو إسرائيل في القرآن, د. السيد رزق الطويل, جزء متوسط ,دار المعارف بمصر 1980، والطبعة الثانية, مكتبة الإرشاد بجدة 1987. 31- القرآن والعلم الحديث, عبد الرازق نوفل 1959م, دار المعارف بمصر. 32- دراسات لأسلوب القرآن الكريم, الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة 11 مجلدًا, مطبعة حسان بالقاهرة, الناشر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومن أبرز الدراسات القرآنية هذا السفر القيم. 33- بصائر دوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز, لمجد الدين الفيروزآبادي صاحب القاموس, طبع في ستة مجلدات, المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة.

سادسًا: في القراءات القرآنية والقراء 1- كتاب السبعة لابن مجاهد "324هـ" د. شوقي ضيف, دار المعارف بالقاهرة. 2- شواذ القراءات لابن خالويه "370هـ" طبع بالقاهرة. 3- الحجة في القراءات السبع, تحقيق د. عبد العال سالم مكرم, دار الشروق. 4- الحجة لأبي علي الفارسي "377" الهيئة القومية للكتاب, د. عبد الفتاح شلبي, صدر منه جزآن وصدرت للكتاب طبعة أخرى في دمشق. 5- الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها, مكي بن أبي طالب القيسي "437هـ" ط. دمشق, تحقيق محيي رمضان. 6- الإبانة عن معاني القراءات, مكي بن أبي طالب, كتاب صغير, تحقيق د. عبد الفتاح شلبي, مكتبة نهضة مصر، وله طبعة أخرى تحقيق محيي رمضان, دار المأمون بدمشق. 7- المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات, تأليف أبي الفتح بن جني 392هـ, نشر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية, القاهرة, مجلدان, محقق. 8- التيسير لأبي عمرو الداني "444هـ" طبع إستانبول 1930م. 9- حجة القراءات للإمام أبي زرعة الدمشقي، المعروف بابن زنجلة, تحقيق سعيد الأفغاني, الطبعة الأولى جامعة بنغازي 1974. 10- الإقناع في القراءات لابن الباذش, ت د. عبد المجيد قطامش, نشر مركز البحث العلمي, جامعة أم القرى, مكة المكرمة. 11- حرز الأماني ووجه التهاني, نظم في القراءات السبع للإمام الشاطبي "548هـ" طبع بالقاهرة عدة طبعات.

12- كنز المعاني شرح حرز الأماني, تأليف محمد بن أحمد الشهير بشعلة "656هـ" طبع بالقاهرة مرات. 13- إبراز المعاني من حرز الأماني, شرح آخر للشاطبية للمقدسي, المشهور بأبي شامة "665هـ" طبع بالقاهرة. 14- سراج القارئ المبتدئ, شرح آخر لابن القاصح على الشاطبية "801هـ" طبع بالقاهرة، وبهامشه غيث النفع في القراءات السبع للشيخ علي النوري الصفاقسي. 15- لطائف الإشارات لفنون القراءات للقسطلاني "923هـ" ت د. عبد الصبور شاهين، والشيخ عامر, المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. 16- طيبة النشر في القراءات العشر, نظم ابن الجزري, طبع في القاهرة. 17- النشر في القراءات العشر, طبع في القاهرة بعناية الشيخ الضباع, مجلدان. 18- غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري ط. الحلبي, القاهرة 1352هـ الطبعة الأولى. 19- إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر, صدرت آخر طبعة في مجلدين بتحقيق د. شعبان إسماعيل, مكتبة الكليات الأزهرية. 20- في علوم القراءات, مدخل ودراسة وتحقيق د. السيد رزق الطويل, الفيصلية بمكة 1405هـ-1985م.

المبحث الثاني: الحديث الشريف وعلومه

المبحث الثاني: الحديث الشريف وعلومه أولا: كتب الحديث وشروحها 1- صحيح البخاري "256هـ" صنف على أبواب الفقه، وهو أصح الكتب الستة, طبع عدة مرات. 2- صحيح مسلم "261هـ" صنف على أبواب الفقه, تحرى جامعه ما صح, طبع مرات، وأحسن طبعاته 1956م بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي في خمسة مجلدات, الخامس منها فهارس, دار إحياء الكتب العربية. 3- سنن أبي داود "سليمان بن الأشعث" 275هـ, صنف على أبواب الفقه، واقتصر على السنن والأحكام فلم يذكر المواعظ والأخبار والفضائل، وأخرج فيه الصحيح والحسن, طبع في مجلدين عدة مرات، وحققه الشيخ محيي الدين في أربعة مجلدات، ثم طبع مع معالم السنن في خمسة مجلدات 1974م بعناية الأستاذ عزت الدعاس. 4- سنن النسائي "303هـ" الحافظ أبو عبد الرحمن بن شعيب النسائي، وقد رتب كتابه على أبواب الفقه، ترك أحاديث الرواة المتروكين بالإجماع، وهو أقل كتب السنن حديثًا ضعيفًا، طبع أكثر من مرة في ثمانية أجزاء، وأجود طباعته "سن النسائي" بالتعليقات السلفية, المطبعة السلفية, لاهور, باكستان 1376هـ، بعناية الأستاذ محمد عطا الله الفوجياني. 5- سنن الترمذي أو الجامع الصحيح للإمام الحافظ أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي "279هـ" صنف على أبواب الفقه، وهو من أجمع كتب الحديث وأغزرها, أخرج في كتابه الصحيح, والحسن, والضعيف، والغريب، والمعلل وكشف عن علته, طبع مرارًا, بدأ الشيخ أحمد شاكر بتحقيقه تحقيقًا ممتازًا، وأنجز منه جزأين

وتوفي، ثم أخرج الثالث محمد فؤاد عبد الباقي ولم يتمه، وأخرجه بعد ذلك الأستاذ عزت الدعاس كاملا في حمص 1387هـ. 6- سنن ابن ماجه, للإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني, ابن ماجه "273هـ" صنفه ابن ماجه على أبواب الفقه، ولم يلتزم بالصحيح ففيه الصحيح والحسن والضعيف، وفيه أحاديث لم تخرج في الصحيحين والسنن، وهذه ميزة جعلت بعض العلماء يضمه للكتب الخمسة1 ليكون السادس، طبع مرارًا، وأجود طبعاته المحققة طبعة دار إحياء الكتب العربية, بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي "1952م"، وجعل له عدة فهارس تسهل الرجوع إليه، وهو في مجلدين. 7- الموطأ للإمام مالك, إمام دار الهجرة ورائد المذهب المشهور. من أجمع الكتب، وأحبها إلى طلاب العلم، قال عنه الشافعي: "ما ظهر على الأرض كتاب بعد كتاب الله أصح من كتاب مالك" وهو من أقدم كتب الحديث، اختلف العلماء في منزلته، ومنهم من قدمه على الصحيحين، ومنهم من جعله بعدهما؛ لأن فيه المرسل والمنقطع، طبع مرارًا، ومن أحسن طبعاته الطبعة التي حققها محمد فؤاد عبد الباقي وهي في مجلدين كبيرين 1951م, دار إحياء الكتب العربية بالقاهرة. وقبل أن نواصل التعريف بأمهات كتب الحديث, نريد أن نسوق بعض الشروح الهامة للكتب الستة السابقة: 8- فتح الباري شرح صحيح البخاري, للحافظ ابن حجر العسقلاني "852هـ" طبع أكثر من مرة في 13 مجلدًا, وطبعه الحلبي في القاهرة في 17 مجلدًا. 9- عمدة القاري لشرح صحيح البخاري, لقاضي القضاة بدر الدين محمود بن أحمد العيني "855هـ" طبع في أحد عشر مجلدًا كبيرًا.

_ 1 اختلف العلماء في سادس الكتب الستة الصحيحة: أهو سنن ابن ماجه أم الموطأ؟ ذهب بعض العلماء ومنهم أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي "507هـ" إلى الأول, وذهب آخرون إلى الثاني.

10- إرشاد الساري شرح صحيح البخاري للقسطلاني "923هـ" طبع في عشرة أجزاء, في ثمانية مجلدات. 11- شرح صحيح مسلم للإمام النووي "676هـ" طبع عدة طبعات ما بين ستة مجلدات وتسعة مجلدات. 12- مختصر سنن أبي داود للحافظ المنذري, ومعه معالم السنن لأبي سليمان الخطابي، ومعه تهذيب ابن القيم بتحقيق الشيخ حامد الفقي, مطبعة السنة المحمدية, القاهرة. 13- عون المعبود على سنن أبي داود, لشرف الحق محمد بن أشرف الصديقي، طبع في الهند في أربعة مجلدات كبيرة أواخر القرن الثالث عشر الهجري. 14- زهر الربى على المجتبى, وهو حاشية للسيوطي على السنن الصغرى للنسائي، والسنن الصغرى مستخلصة من السنن الكبرى مع استبعاد الضعيف. وقد طبعت هذه الحاشية مع حاشية السندي على النسائي, في ثمانية مجلدات كبيرة. 15- عارضة الأحوذي شرح الترمذي, للإمام محمد بن عبد الله بن العربي، المعافري 543هـ, طبع في 13 مجلدًا. 16- تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي, لمحمد بن عبد الرحمن المباركفوري الهندي 1283هـ, طبع في عشرة أجزاء كبيرة, والطبعة الثانية بتحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف بمصر 1383هـ. 17- المصنف للحافظ أبي بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري، الصنعاني، أحد الأعلام الثقات, اتهم بالتشيع ودفع عنه العلماء المحققون هذه التهمة, توفي في شوال سنة 211هـ. رتب كتابه المصنف على أبواب العلم بادئًا بكتاب الطهارة، والكتاب جامع مفيد، وفيه بعض المناكير ضم "21033" حديثًا, طبع في أحد عشر مجلدًا، حققه

وخرج أحاديثه المحدث حبيب الرحمن الأعظمي, بدأت طباعته سنة 1970 وانتهت 1972 ببيروت. وهناك مجلد خاص يتضمن دراسة مفصلة عن الكتاب ومخطوطاته ومنهج صاحبه. 17- المسند للإمام أحمد بن حنبل الشيباني. بلغ ما جمعه الإمام في مسنده نحو ثلاثين ألف حديث أو يزيد. طبع هذا السفر الضخم في ستة مجلدات، وعلى هامشه كنز العمال بمصر 1313هـ، كما طبع في الهند، وتصدى لتحقيقه الشيخ أحمد شاكر، فخرج أحاديثه ورقمها وجعل لها فهارس، ونشرته دار المعارف بمصر "1950"1. وقد رتب المسند على أبواب الفقه، وجعله في سبعة أقسام الشيخ أحمد بن عبد الرحمن البنا الشهير بالساعاتي رحمه الله، وبدأ في طبعه 1353هـ، وصدر منه اثنان وعشرون جزءًا كبيرًا. ثانيا: الجوامع والمختارات 1- شرح السنة للإمام الحافظ شيخ الإسلام الحسين بن مسعود الفراء البغوي "516هـ" جمع فيه ما تفرق في الصحاح والسنن والأسانيد. طبع من الكتاب خمسة أجزاء بتحقيق شعيب الأرناءوط، وزهير الشاويش "1391هـ-1971م" بالمكتب الإسلامي ببيروت. 2- جامع الأصول من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم, للإمام الحافظ مجد الدين أبي السعادات ابن الأثير، الجزري "606هـ" جمع فيه ما في كتب الأصول الستة, وأخرج سنن ابن ماجه وأضاف الموطأ. طبع هذا الكتاب في اثني عشر جزءًًًا عام 1374هـ-1955م بتحقيق الشيخ محمد حامد الفقي.

_ 1 وصل الشيخ شاكر إلى الجزء السادس عشر، الحديث رقم 8782 في مسند أبي هريرة.

وطبع طبعة أخرى عام 1394هـ-1974م بتحقيق عبد القادر الأرناءوط, دمشق. 3- رياض الصالحين, للإمام النووي, طبع عدة طبعات وهو متداول بين طلاب العلم. 4- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي "807هـ". ضم فيه زوائد الإمام أحمد، وزوائد أبي يعلى، وزوائد مسند أبي بكر البزار، وزوائد المعجم الكبير والأوسط والصغير للطبراني, جمع زوائد هؤلاء على الكتب الستة, طبع في عشرة مجلدات متوسطة. طبعته الأولى بالقاهرة بإشراف حسام الدين القدسي، وطبعة مصورة منها في بيروت عام 1967م. 5- جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد للمحدث الأديب محمد بن محمد بن سليمان الفاسي المغربي "1094هـ" جمع فيه مجمع الزوائد للهيثمي وجامع الأصول لابن الأثير، وزيادات سنن ابن ماجه، وزوائد مسند الدارمي، فكأنه جمع أربعة عشر كتابا, طبع الكتاب في مجلدين كبيرين بإشراف السيد عبد الله هاشم اليماني المدني "1381هـ-1961م" بلغت أحاديثه "1031". 6- التاج الجامع للأصول, للشيخ منصور بن علي ناصف من علماء الأزهر المعاصرين, جمع فيه الأصول الخمسة أي: استبعد ابن ماجه وحذف الأسانيد، وجعله في أربعة أقسام, طبع عدة طبعات في خمسة مجلدات، الطبعة الأخيرة منها "1381-1961" دار إحياء الكتب العربية، كما طبع معه شرحه وهو غاية المأمول بشرح التاج الجامع للأصول, وهو بقلم المؤلف أيضًا. 7- المنتخب من السنة, المجلس الأعلى للشئون الإسلامية, القاهرة.

ثالثًا: مصادر أحاديث الأحكام 1- العمدة في الأحكام، للإمام الحافظ تقي الدين أبي محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي، الحنبلي "600هـ" طبع الكتاب في مجلد بتحقيق الشيخ أحمد محمد شاكر بمصر 1373هـ. 2- إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام, للإمام الحافظ تقي الدين ابن دقيق العيد "702هـ" طبع مرارًا وطبع أخيرًا طبعة جيدة في جزأين بتحقيق محمد حامد الفقي, ومراجعة الشيخ أحمد شاكر "1372هـ-1953م" وللعلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني كتاب "العدة" حاشية على إحكام الأحكام, طبع في أربعة مجلدات بتحقيق علي بن محمد الهندي بمصر. 3- المنتقى من أخبار المصطفى, للإمام المحدث أبي البركات مجد الدين عبد السلام "ابن تيمية" الحراني "653هـ" جد ابن تيمية تقي الدين، اختار هذه الأحاديث من البخاري ومسلم، ومسند أحمد ومن السنن الأربعة، وعدد أحاديثه "5029" حديثا, طبع في مجلدين كبيرين بتعليق الشيخ محمد حامد الفقي 1351هـ. 4- بلوغ المرام من أدلة الأحكام, لشيخ الإسلام أحمد بن علي بن حجر العسقلاني 852هـ, طبع في مجلد وسط 1352هـ بتعليق للشيخ محمد حامد الفقي. 5- سبل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام, للإمام محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير الصنعاني "1183هـ" طبع عدة طبعات في أربعة أجزاء. 6- نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار من أحاديث سيد الأخيار, لقاضي قضاة اليمن الإمام محمد بن علي بن محمد الشوكاني "1255هـ" شرح في كتابه هذا المنتقى لأبي البركات ابن تيمية. وهذا الشرح بالغ القيمة، ضم مباحث أصولية، وأحكاما فرعية مستنبطة من

الأدلة الشرعية كما ضم جانبًا من المذاهب الفقهية التي لم يكتب لها الانتشار، طبع هذا الكتاب مرارًا في ثمانية أجزاء. رابعًا: معاجم كتب السنة 1- الجامع الصغير للسيوطي, رتبه على حروف المعجم مراعيًا أول الحديث وما يليه، وجمع فيه من ثلاثين كتابا, طبع أكثر من مرة في مجلدين كبيرين، وهو مشهور, سهل التناول. 2- ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الحديث, للشيخ عبد الغني بن إسماعيل النابلسي الدمشقي "1143هـ" جمع فيه أطراف الكتب السبعة، ورتبه على مسانيد الصحابة, طبع في أربعة أجزاء متوسطة سنة 1934 بعناية جمعية النشر والتأليف بالأزهر بالقاهرة. 3- مفتاح كنوز السنة, وضعه بالإنجليزية د. أ. ي. فنسك, ونقله إلى العربية محمد فؤاد عبد الباقي. هو معجم مفهرس لأحاديث الصحيحين، والموطأ, والسنن الأربعة، وسنن الدارمي، ومسند زيد بن علي، ومسند أبي داود الطيالسي, ومسند أحمد، وطبقات ابن سعد، وسيرة ابن هشام، ومغازي الواقدي، ورتب على الموضوعات, ورتبت الموضوعات على الحروف, طبع طبعة أولى في مجلد كبير بمصر سنة 1934. 4- المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي، جمع ألفاظ الكتب الستة، والموطأ, ومسند أحمد، وسنن الدارمي، رتبت ألفاظ الحديث على حروف المعجم، وهو من أوسع المعاجم وأسهلها، صدر أولا في أوروبا، وصور في لبنان سنة 1970، ويقع في سبعة مجلدات. صنفه جماعة من المستشرقين، وشارك فيه محمد فؤاد عبد الباقي. خامسًا: أهم ما صنف في الأحاديث المشهورة على الألسنة 1- كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة

للإمام الحافظ المؤرخ محمد بن عبد الرحمن السخاوي "902هـ" رتبه على حروف المعجم، كما رتبه على الأبواب, طبع الكتاب في مجلد واحد سنة 1375هـ. 2- كشف الخفا ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس, للمحدث الشيخ إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي "1162هـ" رتبه على حروف الهجاء، وجمع فيه نحو "3281" حديثًا, طبع في مجلدين كبيرين في مؤسسة الرسالة بتعليق أحمد القلاش. سادسًا: أهم ما صنف في الأحاديث الموضوعة والوضاعين والوضاعية 1- تذكر الموضوعات, لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي "507هـ" رتبه على حروف المعجم, يذكر فيه الحديث ومن جرحه من الأئمة, طبع في مصر سنة 1323هـ. 2- الموضوعات لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي, طبع مرات ويقع في أربعة مجلدات. 3- اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي, رتبه على أبواب الفقه والموضوعات, طبع أكثر من مرة في مجلدين. 4- تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة, لأبي الحسن علي بن محمد بن عراق الكناني "963هـ" طبع في مجلدين بمصر سنة 1378هـ. 5- المصنوع في معرفة الحديث الموضوع, للمحدث الشيخ علي القارئ "1014هـ". وهو الموضوعات الصغرى, طبع في جزء متوسط بتحقيق الشيخ عبد الفتاح أبي غدة سنة "1389-1969م" مكتبة الموضوعات بحلب. وله أيضًا الموضوعات الكبرى، واسمه: الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة, طبع سنة 1971م بتحقيق محمد الصباغ, بيروت. 6- الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني, طبع سنة 1380هـ بمصر.

سابعًا: أهم ما صنف في مختلف الحديث, ومشكله، والعلل، والنسخ، وأسباب الورود 1- تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة1 "276هـ". وضعه للرد على أعداء الحديث، ودفع الشبه المثارة ضده. طبع الكتاب في مجلد وسط بمصر سنة 1326هـ. 2- مشكل الآثار للمحدث الفقيه أبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي "321". طبع في أربعة مجلدات سنة 1333هـ بالهند. 3- مشكل الحديث وبيانه, للإمام المحدث أبي بكر محمد بن الحسن "ابن فورك" الأنصاري الأصبهاني "406هـ" طبع في جزء وسط 1362هـ بالهند. 4- كتاب علل الحديث للإمام الحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي "327هـ" رتبه على الأبواب، طبع في مصر في مجلدين سنة 1343هـ. 5- الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار, للإمام الحافظ محمد بن موسى الحازمي الهمذاني "584هـ". هو من أجمع ما صنف في بابه، طبع مرارًا، وأجود طبعاته بتحقيق الشيخ راغب الطباخ الحلبي رحمه الله, حلب 1346هـ. 6- البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث, للمحدث السيد إبراهيم بن محمد بن كمال الدين، المشهور بابن حمزة الحسيني الدمشقي "1120هـ" رتبه على حروف المعجم, طبع في مجلدين كبيرين سنة 1329هـ, حلب. ثامنًا: أشهر ما صنف في غريب الحديث وإعرابه 1- غريب الحديث للإمام أبي سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي البستي, المتوفى سنة 388هـ. طبع في ثلاثة مجلدات بتحقيق عبد الكريم الغرباوي, جامعة أم القرى, مكة المكرمة 1982-1983.

_ 1 أقدم ما ألف في هذا الاتجاه كان بيد الإمام الشافعي "204هـ" وضع كتابه اختلاف الحديث ولم يستوعب فيه الأحاديث المشكلات. وقد طبع كتابه هذا على هامش الجزء السابع من كتاب الأم.

2- الفائق في غريب الحديث للزمخشري "538هـ" طبع في ثلاثة مجلدات بتحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم وعلي محمد البجاوي, القاهرة 1366هـ. 3- النهاية في غريب الحديث والأثر, للإمام مجد الدين بن الأثير الجزري "606هـ" وهو من أجمع وأشهر ما صنف في هذا الباب، وقد أحسن ترتيبه على حروف المعجم، طبع في مصر أكثر من مرة في أربعة مجلدات، وطبع أخيرًا طبعة جيدة محققه بعناية الأستاذين أحمد الزاوي، ومحمود الطناحي 1963م, دار إحياء الكتب العربية بالقاهرة. 4- منال الطالب في شرح طوال الغرائب, لابن الأثير أيضًا. تحقيق د. محمود الطناحي, نشر جامعة أم القرى, مكة المكرمة 1983. 5- كتاب الغريبين: غريبي القرآن والحديث لأبي عبيد الهروي أحمد بن محمد بن محمد 401هـ, تحقيق محمود الطناحي, نشر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية 1970م, صدر منه الجزء الأول فقط حتى آخر كتاب الجيم. 6- إعراب الحديث النبوي, للإمام النحوي أبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري "616هـ" أملاه على طلابه خلال قراءة جامع المسانيد لأبي الفرج بن الجوزي، ويضم 425 حديثًا, طبع طبعة جيدة بتحقيق عبد الله نبهان الذي ضم إليه فهارس علمية, من مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 1977م. تاسعًا: ما صنف في تراجم الرواة وكناهم وألقابهم أولًا: من الصحابة بصفة خاصة 1- الاستيعاب في معرفة الأصحاب, لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر القرطبي "463هـ" رتبه على حروف الهجاء، وسماه بهذا ظنا منه أنه استوعب كل الصحابة، طبع في مصر وفي الهند مرارًا في مجلدين كبيرين، وطبع أخيرًا في أربعة مجلدات بتحقيق علي محمد البجاوي.

2- الاستبصار في نسب الصحابة من الأنصار, للشيخ موفق الدين عبد الله بن قدامة المقدسي "620هـ" طبع في مجلد وسط بتحقيق الأستاذ علي نويهض 1971م, دار الفكر, بيروت. 3- أسد الغابة في معرفة الصحابة, للمؤرخ عز الدين بن الأثير "630" طبع هذا الكتاب في مصر في سبعة مجلدات صادرة من دار الشعب, بتحقيق د. محمد البنا، ود. محمد عاشور 1970م وله طبعة قديمة في خمسة مجلدات. 4- تحديد أسماء الصحابة، للإمام الحافظ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي "748هـ". طبع هذا الكتاب في مجلدين بالهند سنة 1310هـ. 5- الإصابة في تمييز الصحابة, لابن حجر العسقلاني "852هـ" طبع أكثر من مرة في أربعة مجلدات في مصر, والهند. 6- حياة الصحابة, للفقيه الهندي محمد يوسف الكاندهلوي 1384هـ، كتاب قيم طبع عدة مرات في ثلاثة مجلدات 1965، وأربعة مجلدات بتحقيق الشيخ نايف العباس ومحمد علي دولة في دمشق سنة 1970، وطبع طبعة ثالثة جيدة في السعودية. 7- رسالة في المفاضلة بين الصحابة, لابن حزم الأندلسي "456هـ" ذكر فيها أزواج النبي، ثم ذكر أفضل الصحابة بعد الأزواج، ورتبهم على طبقات بادئًا بالبدريين، ثم أهل المشاهد على الترتيب. طبع الكتاب بتحقيق سعيد الأفغاني, الطبعة الثانية 1969م, دار الفكر, بيروت. ثانيا: ما صنف في الرواة عامة 8- تذكر الحفاظ للإمام الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي "748هـ" صنفه على طبقات الرواة، فترجم للصحابة، ثم التابعين، ثم تابعيهم في إحدى وعشرين طبقة من صدر الإسلام حتى الإمام الحافظ جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن المزي "742هـ" ثم ألحق بالتذكرة بعض شيوخه، وعدد الذين ترجم لهم 1176 راويا،

طبع الكتاب في أربعة مجلدات عدة مرات، آخرها سنة 1957م بالهند. وصنف أبو المحاسن محمد بن علي الحسيني الدمشقي "765هـ" تلميذ الحافظ الذهبي "ذيل طبقات الحفاظ" واستدرك الحافظ تقي الدين أبو الفضل محمد بن محمد بن فهد الهاشمي المالكي "781هـ" على الذهبي والحسيني في كتابه "لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ". وللسيوطي ذيل ثالث على طبقات الحفاظ للذهبي. وطبعت الذيول الثلاثة في مجلد واحد كبير بعناية حسام الدين القدسي بدمشق سنة 1347هـ. 9- تهذيب التهذيب, للحافظ ابن حجر العسقلاني "852هـ" رتبه على حروف المعجم، وطبع في اثني عشر مجلدًا بالهند 1327هـ طبعة ثانية في بيروت 1387هـ. وهذا الكتاب عن تلخيص لكتاب "تهذيب الكمال" للحافظ المزي "742هـ" المكون من خمسين جزءا في اثني عشر مجلدًا، وأما كتاب الكمال في أسماء الرجال للحافظ أبي محمد المقدسي فيقع في مجلدين كبيرين. ولخص الحافظ ابن حجر تهذيبه في كتاب سماه "تقريب التهذيب في أسماء الرجال" طبع في مجلدين 1380هـ بالقاهرة. ويتوالى صدور أجزاء طبعة محققة لتهذيب الكمال للمزي بتحقيق د. بشارة عواد, مؤسسة الرسالة. ملحوظة هامة: هناك مراجع أخرى في الرواة نعرضهم في صورة طبقات مثل: الطبقات الكبرى لابن سعد، أو نصنفهم على السنين مثل: "تاريخ الإسلام للذهبي" أو على حروف المعجم مثل: "التاريخ الكبير للبخاري" أو على البلدان مثل: "تاريخ بغداد"، و"تاريخ دمشق" وسنثبت هذه المصادر في قسم التاريخ. 10- من المراجع الحديثة في هذا الباب "أعلام المحدثين للدكتور محمد محمد أبي شهبة" طبعت الطبعة الأولى بمصر 1963م بمطابع دار الكتاب العربي.

عاشرًا: ما صنف في "الكنى والألقاب والأنساب" والمشتبه من أنساب الرواة 1- كتاب الكنى والأسماء, لأبي بشر محمد بن أحمد الدولابي "320هـ". طبع في مجلدين بالهند 1323هـ. 2- الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف من الأسماء والكنى والأنساب, لابن ماكولا البغدادي، وهو الأمير الحافظ أبو نصر علي بن هبة الله "486هـ" يقع في مجلدين. طبع في الهند وتركيا والعراق، ولأبي بكر محمد بن عبد الغني "ابن نقطة" البغدادي "629هـ" ذيل للكتاب، اسمه "إكمال الإكمال" وصنف الشيخ جمال الدين ابن الصابوني "680هـ" تكملة إكمال الإكمال، تحقيق الدكتور مصطفى جواد بالمجمع العلمي العراقي 1957م. 3- المشتبه في أسماء الرجال, للإمام الحافظ الذهبي "748هـ" رتبه الذهبي على حروف المعجم, كانت آخر طبعة له بتحقيق علي محمد البجاوي 1962م بالقاهرة. 4- تبصير المنتبه بتحرير المشتبه, للحافظ ابن حجر العسقلاني، وهو مراجعة وضبط وتوضيح لكتاب الحافظ الذهبي. طبع في أربعة مجلدات كبيرة "1964-1967" تحقيق علي محمد البجاوي, مراجعة محمد علي النجار, الدار المصرية للتأليف والترجمة. 5- كتاب الأنساب, للإمام أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني، المتوفى سنة "562هـ" من أجمع ما كتب في الأنساب. صور في مجلد ضخم 1912هـ, وقد بدأ تحقيقه عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني، أمين مكتبة الحرم المكي, حيث يطبع في الهند، صدر الجزء الأول منه سنة 1962م، والسادس سنة 1966م. حادي عشر: أهم مصادر الجرح والتعديل 1- الضعفاء للإمام البخاري "256هـ" وهو في جزء لطيف, رتبه على حروف

المعجم. طبع الكتاب في الهند ملحقًا ببعض الرسائل "1349هـ" كما طبع مستقلا, وعلى هامشه الضعفاء للنسائي. 2- كتاب الضعفاء والمتروكين, للإمام الحافظ أحمد بن شعيب النسائي "303هـ" رتبه على حروف المعجم, طبع في الهند في جزء واحد. 3- الجرح والتعديل لعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي "327هـ" من أجمع كتب الأوائل في هذا الباب. يقع في أربعة أجزاء كبيرة، طبع في الهند في تسعة مجلدات. 4- ميزان الاعتدال, للحافظ الذهبي "748هـ" رتبه على حروف المعجم، طبع أكثر من مرة، آخر طبعة كانت بتحقيق علي محمد البجاوي 1963 بالقاهرة في أربعة مجلدات متوسطة, ضمت "11053" ترجمة. وللإمام الذهبي كتاب "المغني في الضعفاء" طبع سنة 1971م بتحقيق د. نور الدين عتر في جزأين, دار المعارف بحلب. 5- لسان الميزان, لشيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني، واستدرك فيه ما فات الإمام الذهبي. طبع في ستة أجزاء كبيرة بالهند سنة 1331م. 6- كتاب الرفع والتكميل في الجرح والتعديل, للإمام أبي الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي الهندي "1304هـ" جمع فيه قواعد الجرح والتعديل, ومراتبها. طبع هذا الكتاب في مجلد متوسط تحقيق وتعليق الشيخ عبد الفتاح أبي غدة 1383هـ بحلب. ثاني عشر: أهم المصادر في أصول الحديث "علوم الحديث ومصطلحه" 1- كتاب المحدث الفاصل بين الراوي والواعي, للقاضي الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي "360هـ" من أقدم كتب أصول الحديث. طبع سنة 1971م في مجلد واحد, تحقيق محمد عجاج الخطيب, دار الفكر بيروت.

2- معرفة علوم الحديث, للإمام أبي عبد الله محمد بن عبد الله، الحاكم النيسابوري "405هـ" ذكر فيه خمسين نوعًا من أنواع علوم الحديث, طبع سنة 1937م بمصر تحقيق د. معظم حسين. 3- الكافية في علم الرواية, للحافظ المؤرخ أحمد بن علي "الخطيب البغدادي" طبع في الهند سنة 1357هـ. وللبغدادي كتاب "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" تحقيق د. محمد عجاج الخطيب. 4- الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع, للقاضي الحافظ أبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي "554هـ" طبع بتحقيق السيد أحمد صقر 1970م بمصر, دار التراث, القاهرة. 5- علوم الحديث للإمام أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري المعروف بابن الصلاح "643هـ" وقد اشتهر باسم مقدمة ابن الصلاح, طبع مرارًا وطبع أخيرًا طبعة جيدة سنة 1966م بتحقيق الدكتور العتر. 6- تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي للسيوطي "911هـ" شرح فيه كتاب التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير, للإمام يحيى بن شرف النووي "676هـ". طبع الطبعة الأخيرة في جزأين, تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف 1966م. 7- توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار, للعلامة محمد بن إسماعيل الصنعاني صاحب سبل السلام "1182هـ". طبع في مجلدين بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد 1366هـ بمصر. 8- قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث, للشيخ محمد جمال الدين القاسمي "1332هـ". طبع مرتين, وآخرهما بالقاهرة سنة 1961م. 9- توجيه النظر إلى أصول الأثر للشيخ طاهر الجزائري "1338هـ".

من أجمع الكتب التي صنفت بعد القرن العاشر، طبع في مصر 1329هـ، وطبع أخيرًا في لبنان. 10- قواعد في علوم الحديث, للعلامة المحقق ظفر أحمد العثماني التهانوني من علماء باكستان. طبع عدة طبعات آخرها بتحقيق الشيخ عبد الفتاح أبي غدة سنة 1972م, مكتب المطبوعات الإسلامية بحلب. 11- علوم الحديث ومصطلحه, للدكتور صبحي الصالح. عرض فيه علوم الحديث عرضًا جيدًا جمع بين المنهج الحديث، وحسن التناول، كما استوفى قواعد القدماء. طبع سنة 1959، جامعة دمشق، وطبع عدة مرات في لبنان. 12- أصول الحديث "علومه ومصطلحه" د. محمد عجاج الخطيب, دار الفكر, لبنان 1971م. ثالث عشر: ما صنف في التخريج: أهم ما صنف في تخريج الأحاديث ما يأتي: 1- نصب الراية لأحاديث الهداية، للإمام الحافظ جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي الحنفي "762هـ". خرج فيه الأحاديث الواردة في كتاب "الهداية" وهو من أمهات كتب الفقه الحنبلي, طبع مع حاشيته "بغية الألمعي في تخريج الزيلعي" بعناية إدارة المجلس العملي بدابهيل سورت الهند سنة 1938 في أربعة مجلدات. 2- الدراية في تخريج أحاديث الهداية، للحافظ ابن حجر العسقلاني, لخص فيه كتاب الزيلعي السابق. طبع في دلهي سنة 1299هـ، وطبع طبعة محققة بعناية عبد الله هاشم اليماني المدني في جزأين, القاهرة 1964م. 3- تلخيص الحبير لابن حجر العقسلاني, لخص فيه تخريج الأحاديث التي تضمنها كتاب شرح الوجيز. والوجيز كتاب يعد عمدة في الفقه الشافعي، ألفه أبو حامد الغزالي "505هـ" وشرحه أبو القاسم الرافعي في كتاب سماه "فتح العزيز

على كتاب الوجيز" صدر التلخيص في أربعة أجزاء في مصر بإشراف عبد الله هاشم اليماني. 4- المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار, للحافظ زين الدين عبد الرحيم بن حسين العراقي "806هـ" والكتاب معروف، ولابن حجر استدراك على ما فات العراقي. 5- مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا للسيوطي. خرج فيه أحاديث "الشفاء" للقاضي عياض "544هـ" طبع في جزأين بالهند. وهناك كتب كثيرة في التخريج نكتفي بما ذكرناه منها. رابع عشر: أهم المراجع المصنفة في الدفاع عن السنة 1- الرد على الجهمية "رد الدارمي عثمان بن سعيد "280هـ" على بشر المريسي" طبع في مصر سنة 1358هـ. 2- الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم، للإمام أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الوزير اليماني "755هـ" طبع في مجلدين بمصر. 3- تحقيق معنى السنة وبيان الحاجة إليها، للسيد سليمان الندوي, طبع في جزء صغير بمصر. 4- السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي, د. مصطفى السباعي سنة 1964م طبع في مجلد كبير 1961م بمصر. 5- الأضواء الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة من الزلل والتضليل والمجازفة، للشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني, طبع في مجلد وسط بالمطبعة السلفية بمصر سنة 1378هـ. وهناك رد آخر على كتاب أضواء على السنة للشيح أبي رية، ألفه الشيخ محمد عبد الرزاق، وطبع في المطبعة السلفية بمصر سنة 1379هـ واسمه "ظلمات أبي رية".

6- دفاع عن السنة ورد شبهات المستشرقين والكتاب المعاصرين، للدكتور محمد محمد أبي شهبة, طبعة مجمع البحوث الإسلامية بالإزهر. 7- السنة قبل التدوين, د. محمد عجاج الخطيب، طبع في مصر سنة 1383هـ وفي بيروت, دار الفكر سنة 1391هـ.

المبحث الثالث: السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي والتراجم والطبقات

المبحث الثالث: السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي والتراجم والطبقات أولا: أهم مراجع السيرة النبوية 1- مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم، للواقدي أبي عبد الله بن محمد بن عمر "207هـ". طبع سنة 1948م بمصر في جزء صغير. 2- سيرة النبي صلى الله عليه وسلم, لأبي محمد عبد الملك بن هشام "218هـ" لخص فيه سيرة ابن إسحاق وهذبها، تعدّ من أتقن وأجمع كتب السيرة, طبع الكتاب في أربعة أجزاء كبيرة بتحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد كما طبع طبعة أخرى بتحقيق مصطفى السقا وزميليه. 3- الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد "230هـ"، وقد أخذت السيرة الجزأين الأول والثاني من الطبقات1. 4- الشمائل النبوية والخصائل المصطفوية، للترمذي صاحب السنن, طبع في جزء متوسط, دار الطباعة العامرة بالقاهرة. 5- أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه، للحافظ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصفهاني المعروف بأبي الشيخ "369هـ" طبع في مجلد وسط بتحقيق عبد الله محمد الصديق الغماري "1959م" بالقاهرة. 6- دلائل النبوة، للحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني "430هـ" طبع في مجلد كبير سنة 1950 بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية, حيدر أباد الدكن بالهند. 7- الشفا بتعريف حقوق المصطفى، للقاضي عياض "544هـ" طبع في جزأين

_ 1 وكذلك تاريخ الأمم والملوك للطبري, نرى الجزء الثاني منه خاصا بالسيرة النبوية.

سنة 1290هـ بمطبعة خليل أفندي في الخلافة العثمانية، وطبع بعد ذلك مرات, وطبع في دمشق سنة 1971 طبعة محققة. 8- جوامع السيرة, لابن حزم الأندلسي أبي محمد علي بن أحمد "456هـ" طبع في مجلد مع عدة رسائل بتحقيق الدكتور إحسان عباس، والدكتور ناصر الدين الأسد, دار المعارف, مصر. 9- الروض الأنف شرح السيرة النبوية لابن هشام, للسهيلي "581هـ". طبع في مجلدين كبيرين بمصر سنة 1914م، وطبع طبعة أخرى بتحقيق الشيخ عبد الرحمن الوكيل في عدة مجلدات سنة 1966م. 10- زاد المعاد في هدي خير العباد، لابن قيم الجوزية "752هـ" تناول السيرة وعرض مسائل في الفقه والحديث, طبع في أربعة مجلدات سنة 1951 بتحقيق الشيخ حامد الفقي، وطبع طبعة أخرى في خمسة مجلدات سنة 1979, بتحقيق شعيب وعبد القادر الأرناءوط, مؤسسة الرسالة بيروت. 11- السيرة النبوية لابن كثير "774هـ" طبعت في مصر في أربعة أجزاء سنة 1965, بتحقيق مصطفى عبد الواحد. 12- السيرة الحلبية المسماة: "إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون" للفقيه المؤرخ علي بن إبراهيم الحلبي القاهري "1044هـ" طبع في مجلدين كبيرين سنة 1349 بمصر. 13- نور اليقين في سيرة سيد المرسلين، للشيخ محمد الخضري, أستاذ التاريخ بالجامعة المصرية, طبع طبعات كثيرة آخرها سنة 1374هـ. 14- محمد رسول الله وخاتم النبيين, للشيخ محمد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر. كتاب جامع موجز طبع بإشراف علي الرضا التونسي 1971, المطبعة التعاونية بدمشق.

وهناك كتب كثيرة في السيرة عالجتها بمناهج متعددة مثل: مختصر سيرة الرسول لمحمد بن عبد الوهاب تحقيق الشيخ حامد الفقي، وخلاصة السيرة النبوية لرشيد الرضا، ومنها: حياة محمد، لمحمد حسين هيكل، وعبقرية محمد للعقاد، وفقه السيرة للشيخ محمد الغزالي. ثانيًا: أهم المصادر في التاريخ الإسلامي 1- تاريخ خليفة بن خياط, للمؤرخ المحدث ابن خياط العصفري "240هـ" من أقدم ما وصل إلينا من كتب التاريخ الإسلامي, طبع في مجلدين بتحقيق سهيل ذكار سنة 1968 بدمشق، كما طبع بالنجف سنة 1967 بتحقيق أكرم ضياء العمري. 2- تاريخ الأمم والملوك، للطبري المحدث والمفسر "310هـ" رتبه على السنين, طبع عدة طبعات آخرها طبعة دار المعارف بمصر, بتحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم في نحو عشرة مجلدات، وطبع في بيروت في خمسة عشر جزءًا. 3- كتاب البدء في التاريخ، لمطهر بن طاهر المقدسي "355هـ" طبع في مجلدين سنة 1916م، وصورته مكتبة المثنى ببغداد حديثًا. 4- المقتبس في أخبار بلد الأندلس، لحيان بن خلف القرطبي "469هـ" أرخ للأندلس على نظام السنين. طبع جزء منه يؤرخ للحوادث من "360-364هـ" في مجلد وسط بتحقيق د. عبد الرحمن علي الحجي, دار الثقافة, بيروت سنة 1965. 5- المنتظم في تاريخ الأمم، لابن الجوزي. رتبه على السنين، وطبع في كتاب جامع, طبع بالهند سنة 1359هـ, ويبدو أن له تتمة لم تطبع بعد. 6- المعجب في تلخيص أخبار المغرب، للمؤرخ عبد الواحد المراكشي "621هـ" طبع في مجلد وسط بتحقيق محمد سعيد العريان، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية, القاهرة 1962. 7- الكامل في التاريخ، للإمام المؤرخ عز الدين بن الأثير "630هـ" رتبه على

السنين، ويعد مرجعا هاما في الحروب الصليبية، طبع هذا الكتاب في 12 جزءًا سنة 1374هـ، وطبع بعد ذلك عدة مرات في مصر, وفي غيرها. 8- تاريخ الإسلام وطبقات المشاهير والأعلام، للحافظ الذهبي "748هـ" رتبه على السنين, طبعت الأجزاء الستة الأولى في مصر بإشراف حسام الدين المقدسي حيث وصل لأحداث سنة 150هـ مع تراجم أعلام هذه الفترة، ولا تزال بقية الكتاب مخطوطة. 9- البداية والنهاية، للحافظ ابن كثير "774هـ" رتبه على السنين وترجم للأعلام. طبع مرات، وكانت طبعته السادسة في بيروت 1985 في أربعة عشر جزءًا وسبعة مجلدات. 10- كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر، لأبي زيد ولي الدين عبد الرحمن بن خلدون "808هـ" قدم له بمقدمة طارت شهرتها في الآفاق, وطبعت مستقلة طبعات كثيرة, طبع في بولاق بمصر سنة 1284هـ في سبعة أجزاء، وأفضل طبعات المقدمة الطبعة التي حققها وعلق عليها د. علي عبد الواحد وافي. 11- مروج الذهب ومعادن الجوهر، لأبي الحسن علي المسعودي "346هـ" طبع الكتاب في جزأين سنة 1283. 12- تجارب الأمم وتعاقب الهمم, لابن مسكويه "421هـ" أرخ فيه الدولة العباسة، طبع في ثلاثة أجزاء في القاهرة سنة 1916. 13- تاريخ الأمم والملوك، لناصر الدين بن الفرات المصري "807هـ" طبع منه الأجزاء من 7-9 بتحقيق قسطنطين زريق سنة 1942, بيروت. 14- النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة, لجمال الدين أبي المحاسن يوسف بن تغري بردي "784هـ". يعد كتابه من أجمع المصادر للدولة المملوكية، طبع في سبعة أجزاء سنة 1935 في كاليفورنيا، وطبع بعد ذلك في مصر.

15- الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية، لأبي شامة المقدسي "665هـ" طبع الكتاب في جزأين 1288هـ القاهرة، وهو من أهم المصادر في تاريخ الدولة الأيوبية. 16- حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة، للسيوطي "911هـ" طبع في جزأين سنة 1299هـ في مطبعة الوطن بالقاهرة. 17- البيان المُغْرِب في أخبار المَغْرِب، لأبي عبد الله محمد المراكشي "667هـ" أرخ فيه للمغرب وأفريقية، طبع منه جزآن في ليدن 1849م. 18- نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، لأحمد بن محمد المقرئ التلمساني "1041هـ" من أهم مصادر تاريخ الأندلس، طبع في أربعة أجزاء سنة 1279هـ في بولاق بمصر، وطبع في عشرة أجزاء بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد سنة 1949م مطبعة السعادة، كما طبع بتحقيق وفهرسة د. إحسان عباس. 19- الاستقصا في أخبار المغرب الأقصى، لأحمد بن خالد الناصري. طبع في ثلاثة مجلدات كبيرة سنة 1312هـ, المطبعة البهية, مصر. 20- الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية، لشكيب أرسلان سنة 1366هـ، ذكر الزركلي في الأعلام أنه في عشرة مجلدات، لم يطبع منه سوى ثلاثة أجزاء سنة 1358هـ. 21- فجر الأندلس للدكتور حسين مؤنس, طبع تحت مجلد واحد سنة 1959 بمصر. 22- تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين، ليوسف إشباخ ترجمة الأستاذ محمد عبد الله عنان، طبع في مجلد وسط سنة 1958 مكتبة الخانجي, مصر. 23- محاضرات في تاريخ الأمم الإسلامية، للشيخ محمد الخضري. أرخ بإيجاز للدولتين: الأموية والعباسية, طبع في مجلدين, الطبعة الثانية سنة 1372هـ.

24- تاريخ المسلمين وآثارهم في الأندلس, د. السيد عبد العزيز سالم, طبع سنة 1962 دار المعارف, القاهرة. 25- تاريخ الإسلام السياسي والاجتماعي والثقافي والديني, د. حسن إبراهيم حسن, طبع في أربعة أجزاء, مكتبة النهضة المصرية بالقاهرة. 26- التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية, د. أحمد شلبي, طبع عدة مرات في خمسة أجزاء، القاهرة. 27- تاريخ التمدن الإسلامي، لجورجي زيدان. طبع في خمسة أجزاء في مجلدين, الطبعة الثانية سنة 1967م. 28- الحركة الصليبية, صفحة مشرقة في تاريخ الجهاد العربي د. سعيد عبد الفتاح عاشور، أهم تصنيف معاصر في تحليل وقائع هذه الحروب, طبع سنة 1963م في جزأين كبيرين, مكتبة الأنجلو المصرية, القاهرة. 29- تاريخ الشعوب الإسلامية، للمستشرق كارل بروكلمان. طبع في مجلد كبير, ترجمة نبيه أمين فارس ومنير مينيكي، عدة مرات, الطبعة الرابعة سنة 1965 بيروت. ثالثا: أهم المصادر في التراجم والطبقات وأخبار الأعلام والأنساب 1- الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد كاتب الواقدي "230هـ" طبع طبعة قديمة في ليدن، وطبع في دار الكتب المصرية، وطبع في بيروت في ثمانية أجزاء سنة 1958م. 2- كتاب الطبقات، للإمام المحدث خليفة بن خياط العصفري "240هـ" طبع في مجلد وسط بتحقيق أكرم ضياء العمري سنة 1967 ببغداد. تميز هذا المؤلف بأنه رتب كتابه على ثلاثة أسس: النسب والطبقات والمدن.

3- كتاب المعرفة والتاريخ، لأبي يوسف يعقوب بن سفيان البسوي "277هـ". الكتاب يقع في عدة مجلدات، وصلنا منها ثلاث مخطوطات كبيرة طبعت بتحقيق د. أكرم العمري سنة 1974, مطبعة الإرشاد بالعراق، ترجم فيه للرجال وأرّخ بالسنين. 4- أنساب الأشراف، للبلاذري أحمد بن يحيى "279هـ". نشر الجزء الأول منه في مصر سنة 1959 بإشراف معهد المخطوطات العربية تحقيق د. محمد حميد الله. 5- كتاب الوزراء والكتاب، لأبي عبد الله محمد بن عبدوس الجهشياري "331هـ". نشر قسم منه بتحقيق الأساتذة: مصطفى السقا، وإبراهيم الإبياري، وعبد الحفيظ شلبي سنة 1938 القاهرة. 6- جمهرة أنساب العرب، لابن حزم "456هـ" نشر في مجلد واحد بتحقيق عبد السلام هارون, دار المعارف سنة 1962 بمصر. 7- تاريخ بغداد، للحافظ المؤرخ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي "463هـ" طبع في القاهرة في أربعة عشر جزءا تضم "7831" ترجمة سنة 1931، وصور في بيروت حديثًا، وله ذيول متعددة. 8- تاريخ دمشق، للحافظ المؤرخ أبي القاسم علي بن الحسن بن عساكر الدمشقي "571هـ" يقع في مجلدات مخطوطًا، الموجود منها نحو 37 مجلدًا في قسم المخطوطات بدار الكتب المصرية، ويوجد 18 في دار الكتب الظاهرية بدمشق. طبعت المجلدة الأولى والثانية بتحقيق صلاح المنجد، والعاشرة بتحقيق محمد أحمد دهمان. مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق, اختصره الشيخ عبد القادر بدران بحذف الأسانيد والمكررات، وسمي المختصر "تهذيب تاريخ ابن عساكر" طبع منه سبعة أجزاء في دمشق ابتداء من سنة 1329هـ. وقد عقد مجمع اللغة العربية بدمشق العزم على مواصلة تحقيقه, وإخراجه. 9- وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، لشمس الدين أحمد بن محمد بن خلكان

"681هـ". طبع في ستة مجلدات سنة 1948 بتحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد. 10- سير أعلام النبلاء، للحافظ الذهبي "748هـ" كتبه في ثلاثة عشر مجلدًا، وجعل المجلد الرابع عشر ذيلا له. طبع من الكتاب ثلاثة أجزاء بداية من الجزء الثالث بإشراف معهد المخطوطات العربية ودار المعارف من سنة 1957 إلى سنة 1962 بتحقيق المنجد والإبياري، وأسعد أطلس، وتتصدى الآن مؤسسة الرسالة لإتمام هذا العمل المجيد وقطعت فيه شوطًا، ويشرف عليه الشيخ شعيب الأرناءوط. 11- فوات الوفيات, لابن شاكر الكتبي. 12- الوافي بالوفيات، للأديب المؤرخ صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي "764هـ". طبعت الأجزاء الثلاثة الأولى منه في دمشق بعناية بعض المستشرقين. 13- نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، لأبي العباس أحمد بن علي القلقشندي "821هـ" طبع بتحقيق الإبياري سنة 1959 بالقاهرة. 14- الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، لابن حجر العسقلاني "852هـ" طبع عدة طبعات آخرها في خمسة مجلدات بتحقيق محمد سعيد جاد الحق سنة 1966 دار الكتب الحديثة بمصر. 15- الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، للإمام الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي "902هـ" طبع في اثني عشر جزءا بتحقيق حسام الدين القدسي سنة 1355هـ بمصر. 16- البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، للشوكاني سنة 1250هـ. طبع الكتاب في مجلدين سنة 1348هـ بالقاهرة، وعليه ذيل للحافظ المؤرخ محمد بن محمد بن يحيى "بن زيادة" اليمني.

17- الأعلام، للأستاذ خير الدين الزركلي, عالم معاصر، توفي من سنوات. الطبعة الثانية منه في عشرة مجلدات سنة 1278هـ الموافق سنة 1959م بمصر. وطبع طبعة حديثة في اثني عشر مجلدًا. 18- معجم المؤلفين "تراجم لمصنفي الكتب العربية" للأستاذ عمر رضا كحالة, أحد الكتاب المعاصرين. طبع في خمسة عشر جزءا سنة 1381هـ الموافق سنة 1961م بدمشق. 19- معجم قبائل العرب القديمة والحديثة، للأستاذ عمر رضا كحالة, طبع في ثلاثة مجلدات, الطبعة الثانية سنة 1381هـ بيروت. هذا, وبجانب ما ذكرت من كتب التراجم هناك كتب أخرى للطبقات صنفت على نظام التخصيص. مثل: طبقات الشافعية, طبقات الحنابلة, طبقات الحنفية, طبقات الأطباء, معجم الأدباء. وهي مراجع لها شأنها في التعرف على المزيد من تاريخ أعلام الإسلام.

المبحث الرابع: علوم اللسان العربي

المبحث الرابع: علوم اللسان العربي أولا: المعاجم 1- الصحاح، للجوهري أبي نصر إسماعيل بن حماد "393هـ" من أقدم المعاجم، وهو من المعاجم اللامية. طبع في ستة مجلدات بتحقيق أحمد عبد الغفور العطار 1956م بمصر. 2- لسان العرب، لابن مكرم بن منظور الإفريقي "711هـ" معجم لامي يعد من الموسوعات العلمية، طبع الكتاب في عشرين مجلدًا "1300هـ" وطبع بعدها في لبنان. 3- القاموس المحيط، للفيروزآبادي مجد الدين محمد بن يعقوب "817هـ" وهو معجم لامي طبع في أربعة أجزاء سنة 1954 القاهرة، وشرح المرتضى الزبيدي القاموس في كتابه تاج العروس, وطبع في عشرة أجزاء سنة 1306هـ. 4- أساس البلاغة، للزمخشري صاحب الكشاف، توفر فيه على إبراز دلالات الألفاظ. طبع في القاهرة في مجلدين كبيرين, دار الكتب المصرية سنة 1941، ثم طبع مرارًا في مجلد واحد، وصور في بيروت. 5- المخصص، للشيخ أبي الحسن علي بن إسماعيل النحوي اللغوي الأندلسي، المعروف بابن سيده "458هـ". يعد من معاجم المعاني, طبع في ثمانية عشر مجلدًا سنة 1321هـ بمصر, وزود بفهرس تفصيلي جيد لكتبه وأبوابه، مرتبا على الحروف الهجائية. 6- معجم مقاييس اللغة، لابن فارس "395هـ" طبع في ستة مجلدات سنة 1970, بتحقيق عبد السلام هارن.

وهناك معاجم أخرى كثيرة ذات مناهج متنوعة، مثل: العين للخليل بن أحمد، والتهذيب للأزهري، وكذلك المصباح المنير للفيومي، ومختار الصحاح للرازي. ومن المعاجم الحديثة: المعجم الوسيط, أصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة. ثانيا: فقه اللغة 1- الخصائص، لابن جني أبي الفتح عثمان بن عمرو "392هـ" طبع في ثلاثة مجلدات, تحقيق محمد علي النجار سنة 1956م. 2- الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها، أحمد بن فارس "395هـ" طبع بمصر سنة 1328هـ. 3- فقه اللغة وسر العربية، لأبي منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي "429هـ" طبع بمصر, المكتبة التجارية الكبرى. 4- المزهر في علوم اللغة وأنواعها، للسيوطي "911هـ" من أوسع ما صنف في فقه اللغة. طبع بالمطبعة السلفية بالقاهرة، ثم طبع بعد ذلك مرارًا، ويقع في جزأين، قد حققه جاد المولى ومحمد أبو الفضل إبراهيم والإبياري رحمهم الله, دار التراث. 5- إكمال الأعلام بتثليث الكلام، لابن مالك "672هـ" تحقيق سعد حمدان الغامدي, جامعة أم القرى, مكة سنة 1984م. 6- كتاب الاشتقاق والتعريب، للشيخ عبد القادر المغربي, الطبعة الثانية القاهرة سنة 1974. 7- المباحث اللغوية في العراق, د. مصطفى جواد, لجنة البيان العربي سنة 1955م. 8- الاشتقاق لعبد الله أمين، طبع في مجلد كبير سنة 1956 بالقاهرة.

9- فقه اللغة، د. علي عبد الواحد وافي، من أجمع الكتب الحديثة في بابه, طبع سنة 1940م، وسنة 1950م. 10- مناهج البحث في اللغة، د. تمام حسان, طبع سنة 1955 مطبعة الرسالة بمصر. 11- الأصوات اللغوية، د. إبراهيم أنيس. 12- فقه اللغة وخصائص العربية، للأستاذ محمد المبارك, دراسة تحليلية مقارنة, صدرت طبعته الثانية 1964, دار الفكر بلبنان. 13- دراسات في فقه اللغة، د. صبحي الصالح, طبع مرات آخرها سنة 1968م, دار العلم للملايين. 14- دلالة الألفاظ وتطورها, د. مراد كامل, طبع بالقاهرة سنة 1963م. ثالثا: النحو والصرف، وأصول النحو، وتاريخ النحاة: 1- الكتاب، لسيبويه أبي بشر عمرو بن عثمان بن قنير "188هـ". طبعة بولاق في مجلدين كبيرين، وطبعة أخرى بتحقيق عبد السلام هارون بالهيئة العامة للكتاب سنة 1966م. وهي من خمسة مجلدات، ومزودة بفهارس وللكتاب فهارس أخرى صنعها الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة، مطبعة السعادة1، وطبعة بولاق هي الطبعة الرابعة، وطبعة هارون هي الخامسة.

_ 1 أول من قصد لنشر الكتاب المستشرق الفرنسي "هرتويغ درنبرغ" "1908م" أستاذ اللغة العربية الفصحى بالمدرسة الخاصة باللغات الشرقية بباريس، وصور في مجلدين مع مقدمة بالفرنسية، وقد شرح في المقدمة قصته مع كتاب سيبويه، وكيف هيأه أستاذه "فلايشر" لهذه المهمة الجليلة، ولهذا المستشرق تحقيقات أخرى لبعض الكتب من تراثنا، مثل: ديوان النابغة، والاعتبار لأسامة بن منقذ "انظر معجم المطبوعات العربية لسركيس 899-990" ثم طبع طبعة ثانية في الهند؛ وطبعة ثالثة ترجم فيها للألمانية المستشرق الألماني "جوستاف يان".

وللكتاب شروح كثيرة قاربت الخمسين، وأشهرها وأهمها شرح السيرافي أبي سعيد "368". وللأعلم شرح لكتاب سيبويه، نشر في أسفل طبعة بولاق للكتاب، كما طبع طبعة خاصة بالكويت. 2- التصريف، لأبي عثمان المازني "249هـ". وقد شرحه أبو الفتح عثمان بن جني "392هـ" وطبع هذا الشرح في ثلاثة أجزاء محققة تحقيقًا جيدًا بعناية الأستاذين إبراهيم مصطفى، وعبد الله أمين, بإشراف وزارة المعارف بمصر، والناشر مطبعة الحلبي سنة 1954. 3- المقتضب، لأبي العباس المبرد "285هـ". طبع في أربعة مجلدات كبيرة، طبعة محققة مزودة بالفهارس، للشيخ محمد عبد الخالق عضيمة -رحمه الله- والناشر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وقد زود بمقدمة وافية عن المبرد وآثاره النحوية. 4- المنقوص والممدود، للفراء "207هـ". ومن كتاب التنبيهات على أغاليط الرواة في كتب اللغة والمصنفات، لعلي بن حمزة البصري، المتوفى بصقلية 375هـ، طبع الكتابان في مجلد متوسط, تحقيق عبد العزيز الميمني الراحكوتي, دار المعارف بمصر سنة 1977م. 5- مجالس ثعلب، لأبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب "291هـ". طبع في مجلدين بتحقيق عبد السلام هارون, دار المعارف بمصر سنة 1949. 6- المذكر والمؤنث، لأبي بكر بن الأنباري "328هـ". طبع الجزء الأول منه بتحقيق الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة, المجلس الأعلى للشئون الإسلامية, مصر سنة 1981.

7- الإيضاح، لأبي علي الفارسي "377هـ" وعليه شرح عبد القاهر الجرجاني "471هـ" المعروف بكتاب المقتصد, شرح الإيضاح, تحقيق د. بحر المرجان, نشر وزارة الثقافة العراقية سنة 1982. 8- الأصول، لابن السراج أبي بكر محمد بن السري "316هـ" طبع وحقق. 9- الجُمل، للزجاجي أبي القاسم عبد الرحمن "337هـ"، له شروح كثيرة. طبع وحقق وله شروح كثيرة وبخاصة عند المغاربة. وله أيضًا كتاب الأمالي. 10- طبقات النحويين واللغويين، للزبيدي الأندلسي أبي بكر محمد بن الحسن "379هـ"1. طبع في مجلد متوسط بتحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم، دار المعارف مصر سنة 1973. 11- التبصرة والتذكرة، للصيمري أبي محمد عبد الله بن علي بن إسحاق "من نحاة القرن الرابع". طبع في مجلدين بتحقيق د. أحمد مصطفى علي الدين، جامعة أم القرى مكة المكرمة 1982. 12- تاريخ العلماء النحويين، للقاضي أبي المحاسن المفضل بن محمد التنوخي المعري "442هـ" تحقيق د. عبد الفتاح الحلو, إدارة الثقافة والنشر بجامعة الإمام محمد بن سعود, السعودية سنة 1981م.

_ 1 ومن الكتب المعتمدة في تاريخ النحاة: نزهة الألبا في طبقات الأدبا النحاة، لأبي البركات الأنباري "577هـ". إنباه الرواة على أنباه النحاة, للقفطي "646هـ" وبغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة, للسيوطي "911هـ".

13- المفصل، للزمخشري "528" طبع في جزء متوسط, دار الجيل بيروت, ويليه المفضل في شرح أبيات المفصل للنعماني الحلبي. 14- الإنصاف في مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين، لأبي البركات الأنباري "577". طبع في مجلدين, بتحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد. 15- أسرار العربية، لأبي البركات الأنباري "577" طبع في مجلد واحد, مطبوعات المكتب الإسلامي بدمشق. 16- أمالي ابن الشجري هبة الله, طبع وحقق. 17- التبيين عن مذاهب النحويين البصريين والكوفيين، لأبي البقاء العكبري "616هـ". تحقيق ودراسة د. عبد الرحمن عثيمين, دار المغرب الإسلامي 1986. 18- أمالي السهيلي "581هـ" طبع في جزء متوسط تحقيق د. محمد البنا, سنة 1970 الطبعة الأولى. الفصول الخمسون، لابن معطي زين الدين أبي الحسين يحيى "628هـ". تحقيق ودراسة، د. محمود الطناحي سنة 1977، رسالة ماجستير. 19- الخصائص، لابن جني "392" طبعة محققة في ثلاثة مجلدات, تحقيق محمد علي النجار. 20- شرح المفصل، لموفق الدين علي بن يعيش "643هـ". عشرة أجزاء في مجلد, مطبعة المتنبي القاهرة, عالم الكتب بيروت. 21- الكافية لابن الحاجب في النحو، والشافية في الصرف. وقد شرحهما الرضي، وسنتحدث عنهما فيما بعد.

22- ألفية ابن مالك "672هـ" وهي خلاصة منظومة ذات صيت وشهرة، من ألف بيت. وله الكافية الشافية، منظومة من ثلاثة آلاف بيت. على أن الألفية أخذت شهرة عظيمة وكثر شراحها، وسيظهر ذلك فيما بعد. 23- تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد، لابن مالك، مجلد واحد بتحقيق محمد كامل بركات, الناشر وزارة الثقافة المصرية سنة 1967، وله شروح كثيرة. 24- الممتع في التصريف، لابن عصفور الإشبيلي "669هـ" تحقيق د. فخر الدين قباوي, دار الآفاق الجديدة بيروت, الطبعة الرابعة سنة 1979, جزآن. 25- البسيط في شرح جمل الزجاجي، لابن أبي الربيع الإشبيلي "688هـ" طبع بتحقيق د. عياد الثبيتي من مجلدين، دار المغرب الإسلامي 1986. 26- شرح ابن الناظم لألفية أبيه: ابن مالك، وابن الناظم محمد بن محمد بن مالك "686هـ" طبع طبعة قديمة طهران, إيران, تصحيح محمد سليم اللبابيدي "1312هـ". 27- شرح الكافية، لمحمد بن الرضي "687هـ" وهو شرح كثير الفوائد، ملم بكثير من القواعد، طبع مجلدين، وهناك طبعة محققة بتحقيق الشيخ يوسف عمر, جامعة بنغازي, ليبيا. 28- شرح الشافية للرضي, طبع طبعة جديدة محققة في أربعة مجلدات، وقد جمع في هذا الشرح كل مسائل الصرف, تحقيق الشيخ نور الحسن، ومحيي الدين عبد الحميد والزفزاف سنة 1975م. 29- المقدمة الأجرومية، لأبي عبد الله بن محمد الصنهاجي "723هـ" وهي أوجز كتاب في النحو، ما من دارس للنحو إلا وقد استفاد منها، وسار فيها على مذهب الكوفيين. طبعت طبعات كثيرة لا تحصى، وللشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد شرح جميل لها سماه: التحفة السنية بشرح المقدمة الأجرومية، كما شرحها

الشيخ الكفراوي منذ قرنين من الزمان شرحًا موسعًا صعبًا، وشرحها آخرون قبل ذلك. 30- التذييل والتكميل شرح التسهيل، لأبي حيان محمد أثير الدين بن يوسف الغرناطي "574هـ" وهو من أعظم شروح تسهيل ابن مالك، وقد وعى فوائد ومعارف نحوية جمة، ولا يزال مخطوطًا. 31- ارتشاف الضرب من لسان العرب، لأبي حيان، كتاب عظيم الشأن لا يزال مخطوطًا, وسبق تحقيقه في رسالة دكتوراه في كلية اللغة العربية بالأزهر. 32- شرح ألفية ابن مالك، لأبي إسحاق إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي الشاطبي "790هـ" صاحب الموافقات في أصول الفقه، وشرحه للألفية من أعظم الشروح، استفاد منه النحويون من بعده، توفر على تحقيقه مجموعة من أساتذة جامعة أم القرى، وهو على وشك الصدور بإذن الله تعالى. 33- شفاء العليل في إيضاح التسهيل، لأبي عبد الله محمد بن موسى السلسيلي المصري "770هـ" صدر محققًا في ثلاثة مجلدات بتحقيق د. عبد الله البركاتي, الفيصلية, مكة سنة 1986م. 34- مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، لأبي محمد عبد الله جمال الدين بن يوسف بن هشام الأنصاري المصري. يعد هذا الكتاب من أعظم مؤلفاته، ومن أعظم ما ألف في النحو. طبع طبعات كثيرة من جزأين منها عليها حاشية للشيخ الدسوقي، وأخرى عليها حاشية للشيخ الأمير، وطبعة حديثة مضبوطة ضبطًا متقنًا للشيخ محيي الدين عبد الحميد، وطبعة أخيرة مفهرسة في دمشق راجعها سعيد الأفغاني. 35- أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، لابن هشام, طبع طبعات كثيرة, أجودها الطبعة التي حققها الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، وهي في أربعة مجلدات، وله طبعة أخرى في مجلدين.

36- شذور الذهب في معرفة كلام العرب، لابن هشام، تحقيق الشيخ محيي الدين، وطبع قبل ذلك. 37- قطر الندى وبل الصدى، لابن هشام، تحقيق الشيخ محيي الدين، وطبع قبل ذلك. وقد ألف الكتابين على هيئة متنين موجزين، ثم شرحهما بنفسه في الكتابين السابقين. ومؤلفات ابن هشام من أعظم المؤلفات التعليمية في النحو. 38- الإعراب عن قواعد الإعراب، لابن هشام، تحقيق علي فودة نيل، جامعة الرياض سنة 1981. 39- شرح الألفية، لبهاء الدين بن عقيل "769هـ" طبع مرارًا، وبتحقيق الشيخ محيي الدين في مجلدين. كما شرحه الأستاذ محمد عبد العزيز النجار في مجلدين عام 1966 وسماه: التوضيح والتكميل لشرح ابن عقيل. 40- المساعد على التسهيل، لابن عقيل "769هـ" حققه محمد كامل بركات في أربعة مجلدات, الناشر جامعة أم القرى, مكة المكرمة. 41- الاقتراح في أصول النحو، للسيوطي, طبع عدة مرات وحققه د. أحمد قاسم. 42- همع الهوامع شرح جمع الجوامع، للسيوطي. طبع في مجلدين وهو من أهم المراجع النحوية في سعته وشموله، كما طبع طبعة محققة في الكويت، وصدر في سبعة أجزاء، تحقيق عبد العال سالم مكرم. 43- معاني الحروف، لأبي الحسن الرمائي "384هـ" تحقيق د. عبد الفتاح شلبي, نهضة مصر, القاهرة.

44- مراتب النحويين، لأبي الطيب اللغوي, تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم, دار نهضة مصر, الفجالة القاهرة سنة 1955. 45- شرح الأشموني للألفية "929هـ" من أوسع الشروح وأشملها, حققه الشيخ محيي الدين وضبطه وله عليه شرح مطول في أربعة مجلدات صدر منه مجلدان، وللصبان "1206هـ" حاشية عظيمة على الأشموني, ولها شأن بين دارسي النحو. هذا قليل من كثير من مصادر النحو والصرف، وتاريخهما وأصولهما. ومن المؤلفات الحديثة في النحو: النحو الوافي لعباس حسن، والنحو الواضح لعلي الجارم. ومنها تاريخ النحو وأصوله: في أصول النحو لسعيد الأفغاني، الخلاف بين النحويين. دراسة وتحليل وتقويم، د. السيد رزق الطويل, والمذاهب النحوية في ضوء الدراسات اللغوية, للدكتور مصطفى عبد العزيز. رابعًا: علوم البلاغة 1- مجاز القرآن، لأبي عبيدة "206هـ". 2- الصناعتين، لأبي هلال العسكري "395هـ" طبع عدة طبعات، ومنها طبعة الأستانة "132هـ". 3- دلائل الإعجاز في علوم المعاني، لأبي بكر عبد القاهر الجرجاني إمام عصره في علوم العربية "471هـ". 4- أسرار البلاغة في علم البيان، للجرجاني أيضًا، وأسرار البلاغة بتحقيق "ريتر" سنة 1954، طبع دلائل الإعجاز بالقاهرة سنة 1331هـ وأسرار البلاغة بتحقيق "هـ، ريتر" سنة 1954 بإستانبول، كما حقق الكتابين الشيخ محمد عبده،

وللشيخ محمود شاكر، تحقيق لأسرار البلاغة يعد أروع إخراج لهذا الكتاب. 5- مفتاح العلوم، لأبي يعقوب يوسف السكاكي "626هـ" وهو ثلاثة أقسام، ثالثها لعلوم البلاغة الثلاثة، ويتسم هذا الكتاب بالطابع المنطقي وهو مرجع هام للكاتبين والدارسين للبلاغة، طبع بالقاهرة. 6- التلخيص، لجلال الدين محمد عبد الرحمن القزويني "739هـ" لخص فيه القسم الثالث من مفتاح العلوم، طبع تلخيص المفتاح سنة 1904 بالقاهرة. 7- الإيضاح, للخطيب القزويني صاحب تلخيص المفتاح. وضعه شرحًا لتلخيصه وأضاف عليه من دلائل الإعجاز، وأسرار البلاغة، وكذلك اجتهاداته ورؤيته الشخصية، طبع عدة مرات، كما طبع من بعض شروحه. 8- تهذيب الإيضاح، للأستاذ عز الدين التنوخي سنة 1966م، طبع الكتاب في ثلاثة أجزاء سنة 1950، مطبعة جامعة دمشق. 9- الطراز، للعلوي اليمني، دار الكتب العلمية بيروت. 10- المطول، للسعد التفتازاني. ط. الأستانة سنة 1230هـ. 11- سر الفصاحة، لابن سنان الخفاجي، القاهرة. 12- بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، طبع في أربعة أجزاء طبعته السادسة سنة 1960. 13- المجاز، د. لطفي عبد البديع. 14- البلاغة العربية في دور نشأتها, سيد نوفل, طبع بالقاهرة سنة 1948. 15- الموجز في تاريخ البلاغة, الدكتور مازن المبارك, دار الفكر, بيروت سنة 1968. 16- البلاغة تطور وتاريخ، الدكتور شوقي ضيف, دار المعارف سنة 1965، القاهرة.

17- البلاغة القرآنية, خصائص التراكيب, علم البيان، د. محمد محمد أبو موسى. 18- الحقيقة والمجاز، د. علي العماري، القاهرة. 19- البلاغة الواضحة، علي الجارم. خامسًا: الأدب والنقد أصول الأدب ومصادره الأولى: 1- البيان والتبيين، لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ "255هـ". أفضل طبعاته، تحقيق عبد السلام هارون في أربعة مجلدات، مزودة بالفهارس سنة 1950م1. 2- أدب الكاتب، لابن قتيبة أبي محمد بن عبد الله بن مسلم "276هـ" طبع في مجلد واحد بمصر. 3- ولابن قتيبة عيون الأخبار طبع في أربعة أجزاء، وهو من عيون الأدب ودواوينه. 4- الكامل في اللغة والأدب، للمبرد "285هـ" طبع في جزأين سنة 1951، وأحسن طبعاته الطبعة التي اعتنى بها زكي مبارك، وأحمد شاكر وهي في ثلاثة أجزاء سنة 1936 مطبعة الحلبي، ثم صدر جزء رابع يضم الفهارس التي وضعها محمد سيد الكيلاني سنة 1956. وقد شرح الشيخ سيد المرصفي كتاب الكامل في سبعة أجزاء في كتابه: بغية الآمل من كتاب الكامل.

_ 1 للجاحظ أيضًا كتاب: الحيوان في سبعة أجزاء بتحقيق هارون، وله أيضًا كتاب: البخلاء.

5- العقد الفريد، لابن عبد ربه الأندلسي أبي عمر أحمد بن محمد "327هـ" شامل جامع لفنون أدبية شتى، طبع في سبعة أجزاء بتحقيق أحمد أمين وأحمد الزين وإبراهيم الإبياري ط ثانية سنة 1948 مصر. كما طبع في ثمانية أجزاء بتحقيق سعيد العريان سنة 1953، القاهرة. 6- الأمالي، لأبي علي إسماعيل بن القاسم القالي الأندلسي سنة "356هـ". طبع الكتاب في مجلدين، وطبع ذيله، وكتاب النوادر للقالي، وكتاب التنبيه على أوهام الأمالي لأبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري في مجلد ثالث, الطبعة الثالثة, للمجلدات الثلاثة سنة 1926م. 7- يتيمة الدهر، للثعالبي سنة 439 واسمه: يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر. طبع في أربعة مجلدات بعناية الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، القاهرة سنة 1947م. 8- صبح الأعشى في علوم الإنشا، للشيخ أبي العباس أحمد بن علي القلقشندي سنة "821هـ" وهو من أكبر دواوين الأدب طبع سنة 1913 بمطبعة دار الكتب المصرية في أربعة عشر مجلدًا، وصور ثانية سنة 1965. 9- زهر الآداب، لإبراهيم بن علي الحصري القيرواني 453هـ، صدر في جزأين. 10- العمدة، لابن رشيق القيرواني "456هـ" صدر في مجلد واحد, تحقيق الشيخ محمد محيي الدين القاهرة سنة 1973. 11- نهاية الأرب في فنون الأدب، لشهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري سنة "732هـ" في نحو 30 جزءًا, طبع منها 18 جزءًا. ومن مختارات المجموعات الشعرية: 1- المعلقات السبع، شرحها الزوزني، وشرحها ابن النحاس.

2- ديوان الحماسة، لأبي تمام سنة "231هـ" شرحه علي بن أحمد المرزوقي, وطبع بتحقيق أحمد أمين وعبد السلام هارون سنة 1371هـ مصر، واختصره د. محمد عبد المنعم خفاجي في جزأين سنة 1955م. 3- ديوان الحماسة، للبحتري "284هـ" طبع في مجلد واحد بتحقيق كمال مصطفى سنة 1929 بمصر. 4- الحماسة، لابن الشجري طبع سنة 1345هـ في حيدر آباد بالهند، وطبع محققًا سنة 1970 وزارة الإرشاد بدمشق. 5- الحماسة البصرية، لأبي الحسن علي أبي الفرج البصري، طبع بتحقيق مختار الدين أحمد سنة 1964، حيدر آباد بالهند. 6- الأصمعيات، لأبي سعيد عبد الملك بن الأصمعي "216هـ". طبعت الأصمعيات مع شرح مختصر بتحقيق أحمد محمد شاكر وعبد السلام هارون، دار المعارف سنة 1955م بالقاهرة. 7- المفضليات، للمفضل الضبي1. ومن كتب الأمثال: 1- الأمثال، لأبي عبيد القاسم بن سلام تحقيق د. عبد المجيد قطامش، جامعة أم القرى سنة 1982. 2- الفرائد والقلائد، لأبي منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي "429هـ" طبع في جزء متوسط بمصر.

_ 1 انظر في مجال المجموعات الشعرية مختارات ابن الشجري، مطبعة نهضة مصر بالفجالة، وانظر شروح سقط الزند خمسة مجلدات للأئمة: أبي زكريا المقريزي "502هـ" وابن السيد البطليوسي "521هـ" وأبي الفضل الخوارزي "617هـ" نسخة مصورة من مطبعة دار الكتب سنة 1945، 1962.

3- مجمع الأمثال، للميداني أبي الفضل أحمد بن محمد النيسابوري "518هـ" جمع فيه نحو ستة آلاف مثل, قسمها ثلاثين بابًا، طبع من جزأين بتحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد سنة 1379هـ بمصر, مطبعة السنة المحمدية. 4- المستقصى في أمثال العرب، للزمخشري "538هـ" رتب الأمثال على حروف الهجاء وشرحها، طبع في مجلدين سنة 1962 بالهند. ومن كتب تراجم الأدباء والشعراء: 1- معجم الشعراء, لأبي عبد الله بن عمران المرزباني "284هـ" فيه خمسة آلاف ترجمة مرتبة على حروف الهجاء، ومعظم هذا الكتاب مفقود، وصلتنا قطعة من أواخره من "عمرو" إلى آخر الكتاب، وقد نشرت بتحقيق عبد الستار أحمد فراج سنة 1960 بالقاهرة, وقد ضم أكثر من ألف ترجمة. 2- معجم الأدباء المعروف بإرشاد الأريب إلى معرفة الأديب, لشهاب الدين ياقوت بن عبد الله الحموي "626هـ" رتب على حروف الهجاء، طبع قديمًا في القاهرة في سبعة أجزاء، ثم طبع في عشرين جزءًا بتحقيق د. أحمد فريد الرفاعي "دار المأمون سنة 1938 بمصر". 3- يتيمة الدهر للثعالبي, وقد سبق الحديث عنه. 4- الشعر والشعراء، لابن قتيبة "276هـ" مجلدان بتحقيق الشيخ أحمد شاكر، دار المعارف سنة 1966. 5- طبقات الشعراء، لابن المعتز "296" عبد الستار أحمد فراج، دار المعارف بالقاهرة سنة 1976. 6- طبقات فحول الشعراء، لابن سلام "231هـ" مجلدان, تحقيق الشيخ محمود محمد شاكر, مطبعة المدني القاهرة. 7- المغرب في حلى المغرب, لابن سعيد المغربي، تحقيق شوقي ضيف جزآن، دار المعارف مصر.

وفي الدراسات الأدبية وتاريخ الأدب ومصادره: 1- الأدب الجاهلي، د. طه حسين، دار المعارف. 2- تاريخ الأدب العربي، مصطفى صادق الرافعي. 3- تاريخ الأدب المغربي, المستشرق كارلو نللينو, دار المعارف. 4- الأدب العربي وتاريخه، محمد هاشم عطية، البابي الحلبي سنة 1936. 5- نظرية الأدب، أوستن دارين, ترجمة محيي الدين صبحي, المجلس الأعلى للفنون والآداب. 6- الأدب الأندلسي, موضوعاته وفنونه, د. مصطفى الشكعة. 7- تاريخ الأدب من العصر الجاهلي إلى العصر الحديث، خمسة مجلدات، دار المعارف, القاهرة. 8، 9- الفن ومذاهبه في النثر, الفن ومذاهبه في الشعر, د. شوقي ضيف. 10- في تاريخ الأدب الحديث, عمر الدسوقي, مجلدان دار الفكر سنة 1973. 11- الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر د. محمد محمد حسين سنة 1972. 12- اتجاهات القصة المصرية القصيرة، د. سيد حام النساح, دار المعارف, مصر. 13- الشعر والغناء في المدينة ومكة، د. شوقي ضيف، دار المعارف، مصر. 14- مذاهب الأدب في أوروبا، د. عبد الحكيم حسان, دار المعارف, مصر. 15- الأدب الأندلسي من الفتح إلى سقوط الخلافة د. أحمد هيكل, دار المعارف, مصر.

16- تاريخ الأدب العربي للزيات, طبع خمسا وعشرين طبعة. 17- النقد المنهجي عند العرب، د. محمد مندور، دار نهضة مصر بالفجالة. 18- المدخل إلى النقد الأدبي، د. غنيمي هلال. 19- مع شعراء الأندلس والمتنبي "راميليو غريبه غومث" تعريب د. الطاهر أحمد مكي, دار المعارف, مصر. 20- الموازنة بين أبي تمام والبحتري، للآمدي. 21- الوساطة بين المتنبي وخصومه، لعلي بن عبد العزيز الجرجائي. 22- مصادر الشعر الجاهلي، د. ناصر الدين الأسد, دار المعارف, مصر. 23- دراسة في مصادر الأدب، د. الطاهر أحمد مكي. 24- حديث الأربعاء، للدكتور طه حسين, ثلاثة أجزاء, دار المعارف مصر. 25- نظرة تاريخية في حركة التأليف عند العرب في اللغة والأدب، د. أمجد الطرابلسي. 26- المكتبة العربية، د. عزة حسن، طبع الجزء الأول منه سنة 1970 بدمشق.

المبحث الخامس: العقيدة والفلسفة والفرق والفكر الإسلامي

المبحث الخامس: العقيدة والفلسفة والفرق والفكر الإسلامي 1- الفقه الأكبر، للإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان سنة "150هـ" طبع في قطر بشرح أبي منصور السمرقندي الماتريدي سنة "332هـ". 2- كتاب التوحيد، لابن خزيمة الحافظ أبي بكر محمد بن أبي إسحاق سنة "311هـ" طبع في جزء لطيف بمصر "1937م". 3- الإبانة عن أصول الديانة، لأبي الحسن الأشعري "327هـ" طبع في مصر. وله أيضًا مقالات الإسلاميين, بتحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد. 4- تاريخ أخبار القرامطة, للمؤرخ ثابت بن سنان بن قرة "365هـ" مؤسسة الرسالة بيروت, سنة 1971. 5- الإنصاف فيما يجب اعتقاده, للباقلاني "403هـ" تحقيق محمد زاهد الكوثري سنة 1963. 6- تثبيت دلائل النبوة، للقاضي عبد الجبار الهمذاني سنة "415هـ" طبع في جزأين كبيرين بتحقيق عبد الكريم عثمان, الدار العربية، بيروت سنة 1966. 7- أصول الدين، للإمام أبي منصور عبد القاهر التميمي البغدادي "529هـ" طبع في جزء وسط بإستانبول سنة 1928م. 8- الفصل في الملل والأهواء والنحل، لابن حزم الأندلسي "456هـ" طبع عدة مرات, منها طبعة الخانجي "1321هـ" وبهامشها الملل والنحل للشهرستاني سنة "458هـ".

9- الفَرق بين الفِرق للبغدادي أبي منصور عبد القاهر بن طاهر، مؤلف أصول الدين، طبع في مصر بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد. 10- الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة والجماعة، للإمام البيهقي سنة "458هـ" طبع سنة 1961م. 11- التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين، للإسفراييني للإمام أبي المظفر "471هـ". 12- الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد، للإمام أبي المعالي الجويني، إمام الحرمين سنة "478هـ". طبع بتحقيق د. محمد يوسف موسى، وعلي عبد المنعم سنة 1950م. 13- إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي سنة "505هـ" طبع في أربعة مجلدات وستة عشر جزءا، ومعه تخريج الحافظ العراقي طبع سنة 1357هـ وله كتاب الاقتصاد في الاعتقاد. وله كتاب فضائح الباطنية بتحقيق د. عبد الرحمن بدوي 1964، دار القومية للطباعة والنشر. 14- منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية, لابن تيمية سنة "728هـ" طبع بتحقيق محمد رشاد سالم سنة 1960 بعد الطبعة القديمة، وقد اختصره الحافظ الذهبي سنة "748هـ" في كتابه المنتقى من منهاج الاعتدال، طبع في مجلد كبير بتحقيق محب الدين الخطيب. وله كتاب درء تعارض العقل والنقل، أو موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول في عشرة أجزاء، طبع جامعة الإمام وبتحقيق د. محمد رشاد سالم. ولشيخ الإسلام مصنفات كثيرة في العقيدة مثل: العبودية, والرسالة التدمرية، والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، وقاعدة جليلة في التوسل والوسيلة، ومجموعة الرسائل

والمسائل، والرسالة الحموية الكبرى، والصغرى، وكلها طبعت وحققت. 15- العقيدة النونية، لابن قيم الجوزية سنة "751هـ" في التوحيد وأهله، والرد على الفرق الضالة، شرحها محمد خليل الهراس في مجلدين، وله شفاء العليل في القضاء والقدر والحكمة والتعليل، طبع بمصر، وطبع له أيضًا كتاب "الروح" وله أيضًا كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية لغزو المعطلة والجهمية، طبع بمصر مرات. 16- شرح الطحاوية في العقيدة السلفية، للقاضي علي بن محمد الحنفي سنة "792هـ" شرح فيه العقيدة السلفية التي صنفها الحافظ أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي الحنفي سنة "321هـ" وقد طبع هذا الشرح بمصر بتحقيق الشيخ أحمد محمد شاكر سنة "1373هـ" وخرج أحاديثه الألباني 1392هـ. 17- كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، للشيخ محمد بن عبد الوهاب، وشرحه الشيخ عبد الرحمن بن حسن في كتابه فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، طبع بتحقيق الشيخ محمد حامد الفقي، مطبعة السنة المحمدية، مصر. 18- رسالة التوحيد للشيخ محمد عبده سنة "1323هـ" طبع مرات، والطبعة الحادية عشرة سنة 1365هـ. 19- دلائل التوحيد، للعلامة الشيخ محمد جمال الدين القاسمي سنة "1232هـ" طبع مرات بمصر. 20- تمهيد في تاريخ الفلسفة، للشيخ مصطفى عبد الرازق سنة 1945 مصر. 21- نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام, علي سامي النشار, ثلاثة أجزاء سنة 1969. وله مناهج البحث عن مفكري الإسلام سنة 1947، دار الفكر العربي. 22- الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي، د. محمد البهي سنة 1959م.

23- دعوة الحق، للشيخ عبد الرحمن الوكيل. وله: هذه هي الصوفية, مصرع التصوف, البهائية وليدة التصوف وربيبة الاستعمار. 24- الإباضية في موكب التاريخ، لعلي بن يحيى بن معمر، طبع في مجلد كبير بمصر 1964م مكتبة وهبة مصر. 25- المذاهب الإسلامية، للشيخ محمد أبي زهرة سنة 1394هـ، طبع في مجلدين بمصر. 26- الماسونية عقدة المولد وعار النهاية، محمود ثابت الشاذلي 1986.

المبحث السادس: أصول الفقه وتاريخ التشريع

المبحث السادس: أصول الفقه وتاريخ التشريع 1- الرسالة، للإمام محمد بن إدريس الشافعي "204هـ" طبعت في مجلد كبير بتحقيق الشيخ أحمد شاكر، مصر. 2- كشف الأسرار على أصول البزدوي، لعبد العزيز البخاري "330هـ" طبع في أربعة أجزاء سنة 1307هـ. 3- كتاب المعتمد في أصول الفقه، لأبي الحسين محمد بن علي بن الطيب البصري المعتزلي "436هـ" طبع في جزأين كبيرين سنة 1965 على نفقة المعهد العلمي الفرنسي للدراسات العربية بدمشق، تحقيق محمد حميد الله. 4- الإحكام في أصول الأحكام، لابن حزم، طبع في ثمانية أجزاء في مجلدين, بتحقيق الشيخ أحمد شاكر سنة 1345هـ. 5- المستصفى من علم الأصول للغزالي, طبع بالقاهرة في مجلدين سنة 1356هـ. 6- الإحكام في أصول الأحكام، لعلي بن محمد الآمدي "631هـ" طبع في أربعة أجزاء سنة 1914م. 7- قواعد الأحكام في مصالح الأنام، للعز بن عبد السلام "660هـ" طبع في مجلد بمصر. 8- أصول الفقه، لشيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية "728هـ" طبع في مجلدين في جملة مجموع فتاواه التي بلغت 37 مجلدًا بالفهارس. 9- إعلام الموقعين عن رب العالمين، لابن قيم الجوزية "571هـ" طبع في أربعة أجزاء سنة 1274هـ بمصر.

10- الموافقات في أصول الشريعة، للشاطبي "790" طبع في أربعة مجلدات بمصر. 11- إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول، لمحمد بن علي الشوكاني "1250هـ"، كتاب جامع طبع في مصر سنة 1349هـ في مجلد واحد. 12- تاريخ التشريع الإسلامي، للشيخ محمد الخضري من علماء القرن العشرين، طبع مرارًا، والطبعة الثالثة سنة 1358هـ بمصر. 13- تاريخ التشريع الإسلامي، للشيخ عبد اللطيف السبكي، والشيخ محمد السايس، ومحمد يوسف البربري, الطبعة الثالثة سنة 1946م، الاستقامة القاهرة. 14- أصول الفقه, للشيخ محمد أبي زهرة, طبع سنة 1957هـ. 15- أصول التشريع الإسلامي، للشيخ علي حسب الله سنة 1964م، دار المعارف بمصر. 16- محاضرات في أسباب اختلاف الفقهاء، للشيخ علي الخفيف، طبع في مجلد وسط سنة 1956م. 17- الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان، لشيخ الأزهر محمد الخضر حسين سنة 1956م. 18- مدخل إلى الفقه الإسلامي، د. محمد سلام مدكور، طبع سنة 1964م، القاهرة. 19- النسخ في القرآن الكريم، د. مصطفى زيد، طبع في جزأين. 20- أصول الفقه، الشيخ محمد أبو النور زهير، جزآن، الفيصلية بمكة. 21- ملخص إبطال القياس والاستحسان، لابن حزم، تحقيق سعيد الأفغاني.

المبحث السابع: الفقه ومذاهبه

المبحث السابع: الفقه ومذاهبه أ- من مصادر الفقه الحنفي: 1- المبسوط، لشمس الأئمة أبي بكر محمد بن أحمد بن سهل السرخسي "482هـ" طبع في ثلاثين جزءًا سنة 1324هـ مطبعة السعادة، القاهرة, وهو شرح لكتاب "الكافي" للحاكم أبي الفضل محمد بن محمد المروزي "334هـ" واستوعب فيه أبواب الفقه على مذهب أبي حنيفة وعرض المذاهب الأخرى، وناقش الأدلة، وأحيانا يجمع بينها، وهو من أكبر المراجع في الفقه الحنفي والفقه المقارن، وألف السرخسي أكثر كتابه من صدره وهو سجين في خراسان. 2- تحفة الفقهاء, لعلاء الدين السمرقندي "540هـ" طبع في ثلاثة أجزاء تحقيق د. محمد زكي عبد البر سنة 1958 دمشق، وطبع طبعة ثانية في أربعة مجلدات، وخرج أحاديثه محمد المنتصر الكناني ود. وهبة الزحيلي بدمشق. 3- بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع، لعلاء الدين أبي بكر بن مسعود بن أحمد الكاشاني، أو الكاساني -بالسين المهملة- "587هـ" كان يلقب بملك العلماء, وهذا الكتاب شرح لتحفة السمرقندي، طبع في سبعة أجزاء كبيرة بالقاهرة سنة 1327هـ. 4- الهداية شرح بداية المبتدي، لعلي المرغيناني في مصر في أربعة أجزاء سنة 1355هـ، وقد شرح الهداية الإمام الكمال بن الهمام "861هـ" في كتابه فتح القدير, وتوفي قبل تمام الشرح فأكمله شمس الدين قاضي زادة في كتابه نتائج الأفكار. طبع الجميع في المكتبة التجارية بالقاهرة في ثمانية أجزاء: ستة لابن الهمام، وجزأين لقاضي زادة. 5- رد المختار على الدر المختار على متن تنوير الأبصار، لابن عابدين محمد

أمين بن عمر "1252هـ" إمام الحنفية في عصره، اشتهر بحاشية ابن عابدين، وطبع في خمسة أجزاء كبيرة بمصر 1326هـ، وتوفي قبل أن يتمه فأتمه ابنه علاء الدين "1306هـ" في مجلدين، وسمى التكملة "قرة عيون الأخبار لتكملة رد المحتار" طبعت التكملة سنة 1326هـ. ب- من مصادر الفقه المالكي: 1- المدونة الكبرى، للإمام مالك بن أنس الأصبحي "93-179هـ" رواية الإمام عبد السلام بن سعيد التنوخي الملقب بسحنون الذي انتهت إليه رئاسة العلم في المغرب "240هـ" عن الإمام عبد الرحمن بن القاسم عن مالك، طبع في ثمانية مجلدات كبيرة "1323هـ" مطبعة السعادة بالقاهرة. وللمدونة شروح عدة، منها: الطراز للشيخ سند المصري، ووضع لها المقدمات قاضي الجماعة بقرطبة "520هـ". 2- بداية المجتهد ونهاية المقتصد، لمحمد بن أحمد بن رشد الحفيد القرطبي "595هـ" حفيد ابن رشد قاضي الجماعة، مؤلف مقدمات المدونة، طبع في جزأين سنة 1971 بمصر. 3- القوانين الفقهية، لمحمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي، طبع في جزء لطيف بتونس سنة 1344هـ وطبع طبعة أخيرة جيدة في لبنان. 4- مواهب الجليل لشرح مختصر خليل، لمحمد بن محمد المغربي الشهير بالخطاب "954هـ" شرح في هذا الكتاب مختصر العلامة خليل بن إسحاق بن موسى "767هـ" طبع في ستة أجزاء سنة 1328 بمصر. 5- الشرح الكبير على مختصر خليل منح القدير، لأحمد بن محمد بن أحمد العدوي الشهير بالدردير "1201هـ" طبع في أربعة أجزاء كبيرة "1309هـ" وللشيخ عرفة الدسوقي "1320هـ" حاشية كبيرة على الشرح الكبير للدردير كما طبع

معه تقريرات العلامة الشيخ محمد عليش في أربعة أجزاء كبيرة، دار إحياء الكتب العربية بمصر. جـ- الفقه الشافعي: 1- الأم، للإمام محمد بن إدريس الشافعي "204هـ" طبع في المطبعة الأميرية ببولاق القاهرة سنة 1321هـ في سبعة مجلدات، ضم جميع أبواب الفقه، يبدأ بآية أو حديث يعد أصلًا في الموضوع, ثم يورد الأحكام المتعلقة به. 2- المهذب، لأبي إسحاق بن علي الشيرازي "476هـ" طبع في جزأين عدة مرات, الطبعة الثانية سنة 1959. 3- المجموع شرح المهذب، للإمام يحيى بن شرف النووي "676هـ" توفي قبل أن يتمه، وصل إلى باب الربا، وطبع في تسعة مجلدات كبيرة، وقد حاول بعض الناس إتمامه، فشرح الشيخ علي بن عبد الكافي السبكي الأجزاء: 10، 11، 12، وتابع الشيخ نجيب المطيعي الشرح من 13-17، وشرح محمد حسين العقبي الجزء 18، وطبع الكتاب كله في مطبعة الإمام، ونشرته أيضًا مكتبة الإرشاد في جدة في طبعة أخرى جيدة. وللنووي كتاب منهاج الطالبين وعمدة المفتين, طبع بمصر سنة 1338هـ وشرحه كثير من العلماء، ومن أشهر شروحه تحفة المحتاج بشرح المنهاج، لأحمد بن حجر الهيثمي طبع في ثمانية أجزاء بمصر. 4- الأشباه والنظائر للسيوطي، طبع مرارًا بمكة ومصر. د- الفقه الحنبلي: 1- المغني لابن قدامة المقدسي "620هـ" شرح فيه مختصر أبي القاسم عمر بن الحسين الخرقي "334هـ" وهو موسوعة في فقه المذاهب الأربعة، طبع عدة مرات في تسعة مجلدات، وبعضها في عشرة مجلدات.

2- الشرح الكبير على متن المقنع، لشمس الدين عبد الرحمن بن قدامة المقدسي "682هـ" طبع في 12 جزءًا سنة 1348هـ، ومعه المغني لابن قدامة موفق الدين عبد الله بن أحمد، المشار إليه سابقًا. 3- الفتاوى الكبرى، لشيخ الإسلام ابن تيمية "727هـ" يقع في 37 مجلدا منها نحو خمسة عشر مجلدا في الموضوعات الفقهية. 4- الفروع، لمحمد بن مفلح المقدسي "762هـ" طبع سنة 1339هـ بمصر. 5- كشف القناع على متن الإقناع، للشيخ منصور البهوتي "1051هـ". هـ- من فقه الشيعة الإمامية: 1- الكافي لمحمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني "329هـ" طبع في طهران سنة 1381هـ, وصدر منه سبعة أجزاء. 2- جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام، لمحمد حسن بن محمد باقر النجفي 1322هـ. طبع في ستة أجزاء سنة 1323هـ. و الشيعة الزيدية: 1- المجموع الفقهي، للإمام زيد بن علي زين العابدين "122هـ". طبع في القاهرة أكثر من مرة، ومن أوسع شروحه, الروض النضير شرح مجموع الفقه الكبير، للقاضي الفقيه شرف الدين الحسين بن أحمد السياغي "1221هـ" ولم يتمه، ويقع في أربعة مجلدات، وأتمه بالمجلد الخامس السيد النقي العباس بن أحمد الحسني، وطبع كاملًا الطبعة الثانية بدمشق سنة 1968م. 2- البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار، لأحمد بن يحيى بن المرتضى "840هـ" إمام عصره.

طبع أخيرًا في ستة مجلدات, مؤسسة الرسالة, بيروت. ز- من فقه الظاهرية: المحلى لابن حزم الظاهري أبي محمد علي بن أحمد، عالم الأندلس. طبع الكتاب في أحد عشر جزءًا في المطبعة المنيرية سنة 1352هـ بالقاهرة, والكتاب موسوعة فقهية شاملة تعبر عن وجهة نظر أهل الظاهر، وهو فيه حادّ العبارة, ولأهمية الكتاب توفر بعض الأساتذة على عمل فهرسة شاملة له تعين على الاستفادة منه، طبعت في مجلدين سنة 1966م بدمشق باسم: "معجم المحلى في الفقه الظاهري". ح- من مصادر فقه الإباضية: 1- المصنف، للعلامة أبي بكر أحمد عبد الله بن موسى الكندي "557هـ". طبع طباعة جيدة في اثنين وأربعين جزءًا، والأخير منها فهارس والناشر وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان. 2- شرح النيل وشفاء العليل، للشيخ محمد بن يوسف أطفيش "1332هـ" طبع الكتاب في عشرة مجلدات كبيرة سنة 1343هـ, المطبعة السلفية بالقاهرة. ط- مصدر فقهي لكل مذاهب الفقه الإسلامي: الدليل إلى مواطن البحث عن الألفاظ والمصطلحات والموضوعات الفقهية, وهو مجلد كبير يرشد إلى مواضع الألفاظ والمصطلحات الفقهية في خمسة من كتب الفقه المعتمدة في المذاهب الأربعة والفقه المقارن، وهي: الهداية للمرغيناني في الفقه الحنفي, وكتاب الوجيز للغزالي في الفقه الشافعي، وكتاب المقنع لابن قدامة في الفقه الحنبلي، وكتاب بداية المجتهد لابن رشد في الفقه المقارن، وللتوسع في الفقه المالكي، وكتاب المحلى لابن حزم في الفقه الظاهري. وقد استخرجت هذه المصطلحات من بعض أبواب المعاملات بمعرفة

د. زكي عبد البر بتكليف من لجنة موسوعة الفقة الإسلامي بجامعة دمشق, كما عهد إلى الأستاذ محمد هشام برهان باستخراجها من بقية المعاملات والعبادات على النظام الذي اتبعه الدكتور عبد البر. وقد طبع هذا الدليل بمطابع جامعة دمشق "1331هـ-1971م".

المبحث الثامن: حضارة الإسلام

المبحث الثامن: حضارة الإسلام من أهم المصادر في هذا الاتجاه: 1- كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، للمقريزي أحمد بن علي "845هـ" من أجمع ما صنف في آثار مصر والقاهرة يذكر فيه مستشفياتها، ومدارسها، ومساجدها غير الأسواق والحارات، والميادين. طبع في أربعة مجلدات كبيرة سنة 1326هـ. 2- وللمقريزي كتاب النقود الإسلامية القديمة، طبع في جزء واحد سنة 1298هـ بالأستانة. تحدث عن النقود وتطورها حتى العصر الذي عاش فيه. وله أيضا كتاب الأوزان والأكيال الشرعية، طبع في جزء صغير سنة 1800. 3- الدارس في تاريخ المدارس، للمحدث مؤرخ دمشق عبد القادر محمد بن عمر النعيمي "927هـ" طبع بتحقيق جعفر الحسيني في مجلدين كبيرين في سلسلة مطبوعات المجمع العلمي بدمشق سنة 1951. 4- خطط الشام، للباحث الكبير محمد عبد الرازق كرد علي "1372هـ" من أشمل المصنفات في خطط بلاد الشام, وتاريخها، ومنشآتها. طبع في ستة أجزاء سنة 1925، المطبعة الحديثة بدمشق. 5- الإسلام والحضارة العربية، للأستاذ كرد علي، تناول فيه جميع مظاهر الحضارة الإسلامية ثم وصف حال المغرب في عصر ازدهار الإسلام, طبع أكثر من مرة في مجلدين, الطبعة الثانية سنة 1959 القاهرة. 6- حضارة العرب. د. جوستاف لوبون، تناول فيه مظاهر الحضارة العربية وفضلها على أوروبا، طبع عدة مرات في مجلد كبير, ترجمة عادل زعيتر, الطبعة الثالثة سنة 1956 القاهرة.

7- خزائن الكتب العربية في الخافقين, تصنيف الفيكانت فيليب دي طرازي, ثلاثة مجلدات. تحدث فيه عن العلوم في الجاهلية والإسلام, والمكتبات العامة والخاصة، وأشهر دور الكتب، ونفائس المخطوطات, وأشهر النساخين والخطاطين. طبع سنة 1948 في بيروت، وألحق به جزء رابع وضعته اللجنة التي كرمت المؤلف بمناسبة اعتزاله العمل في دار الكتب الوطنية ببيروت. 8- العلوم عند العرب، لقدري طوقان, طبع الكتاب سنة 1960، مكتبة مصر القاهرة. 9- تاريخ الفكر العربي إلى أيام ابن خلدون, عمر فروخ, دراسة واعية شاملة لحركة الفكر العربي. طبع في مجلد كبير سنة 1962، في بيروت. 10- العلم عند العرب وأثره في تطور العلم العالمي، بقلم: ألدوميلي الإيطالي، ترجمه إلى العربية د. عبد الحليم النجار، ود. محمد يوسف، وطبع في مجلد كبير سنة 1972 بإشراف الإدارة الثقافية لجامعة الدول العربية. 11- فضل العرب على أوروبا، للمفكرة الألمانية د. سجريد هونكه، ذكرت آثار العرب في الحياة الأوروبية، حققه وعلق عليه د. فؤاد حسنين علي، طبع سنة 1964 بمصر. 12- النظم الإسلامية، للدكتورين: حسن إبراهيم حسن، وعلي إبراهيم حسن، تناول المؤلفان النظام السياسي والمالي والإداري والقضائي في الدولة الإسلامية من عهد النبوة إلى عهد العثمانيين، الطبعة الثالثة سنة 1962 مكتبة نهضة مصر. 13- الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري، للأستاذ آدم متز أستاذ اللغات الشرقية في جامعة بازل بسويسرا، ترجمه إلى العربية د. محمد عبد الهادي أبو ريدة، وطبع في جزأين، الطبعة الثالثة سنة 1957 لجنة التأليف والترجمة والنشر. 14- الآثار الأندلسية الباقية في إسبانيا والبرتغال, دراسة تاريخية أثرية, محمد

عبد الله عنان, طبع في مطبعة مصر, القاهرة سنة 1956. 15- مقدمات ومباحث في حضارة العرب والإسلام، للأستاذ عمر كحالة، طبع سنة 1974 بدمشق. 16- فجر الإسلام, ضحى الإسلام للأستاذ أحمد أمين، دراسة شاملة. 17- حضارة العرب في الأندلس، عبد الرحمن البرقوقي.

المبحث التاسع: دراسات إسلامية عامة في مجالات متنوعة

المبحث التاسع: دراسات إسلامية عامة في مجالات متنوعة وسنسوق أهم المصادر في هذه الميادين: أ- مشكلات العالم الإسلامي المعاصر: 1- حاضر العالم الإسلامي, لوثروب ستودارد الأمريكي, تعريب عجاج نويهض، وفيه فصول وتعليقات للأمير شكيب أرسلان, طبع في أربعة أجزاء, الطبعة الثالثة القاهرة سنة 1352هـ. وطبع طبعة ثالثة, دار الفكر, بيروت. 2- الغارة على العالم الإسلامي، تأليف "أ. ل. شاتليه" شرح فيه التبشير ووسائله وأهدافه في العالم الإسلامي، طبع في المطبعة السلفية بالقاهرة سنة 1350هـ. 3- الاستعمار الفرنسي في إفريقيا السوداء, للرئيس فيليب فونداس, رئيس المكتب الخامس الفرنسي, صدر في باريس سنة 1951, ترجم ونشر في دمشق, دار الفكر الإسلامي. 4- مشاكل العالم العربي, للكاتب الإسلامي محمد عزة دروزة, طبع في مجلد وسط سنة 1952. وله كتاب القضية الفلسطينية، طبع في مجلدين سنة 1959 في صيدا. وله مأساة فلسطين، طبع في دمشق سنة 1959. وله أيضًا: حول الحركة العربية الحديثة، طبع في ستة أجزاء سنة 1952, في صيدا بلبنان. 5- كفاح المسلمين في تحرير الهند, لعبد المنعم النمر, مكتبة وهبة القاهرة سنة 1956.

6- البيانات، لأبي الأعلى المودودي، نشر دار العروبة للدعوة الإسلامية. 7- مواطن الشعوب الإسلامية في إفريقيا، سلسلة بقلم الأستاذ محمود شاكر أصدرها سنة 1964. 8- مواطن الشعوب الإسلامية في آسيا، للأستاذ محمود شاكر, الطبعة الأولى سنة 1970. وله أيضًا: العالم الإسلامي ومحاولة السيطرة عليه، طبع للمرة الأولى سنة 1967. ب- موسوعات في علوم شتى: 1- إحياء علوم الدين، للغزالي, أربعة مجلدات, خرج أحاديثه الحافظ العراقي. 2- الفتاوى الكبرى، لابن تيمية، 37 مجلدًا بالفهارس. 3- الفتاوى الصادرة عن دار الإفتاء المصرية، صدر منها ثلاثة عشر مجلدًا. 4- حجة الله البالغة، للشيخ أحمد بن عبد الرحيم ولي الله الدهلوي "1176هـ". تناول معارف إسلامية عدة في العقيدة والشريعة والأخلاق، طبع عدة مرات بمصر، ثم طبع طبعة جيدة بتحقيق الشيح سيد سابق، دار الكتب الحديثة. جـ- في النظم الإسلامية والسياسة الشرعية: 1- الإمامة والسياسة المنسوب لابن قتيبة، طبع في جزأين بالقاهرة سنة 1960م. 2- كتاب الولاة والقضاة لأبي عمر محمد بن يوسف الكندي "350هـ" طبع بتصحيح "رفن كست" سنة 1908 ومعه ذيول لأحمد بن عبد الرحمن بن رد الذي أتم الكتاب حتى سنة 424هـ. 3- رسل الملوك ومن يصلح للرسالة والسفارة، لأبي علي الحسين بن الفراء توفي أول القرن الخامس، طبع بتحقيق د. صلاح الدين المنجد 1947 بعنوان: "فصول في الدبلوماسية: الرسل والسفراء....".

4- الأحكام السلطانية والولايات الدينية، لأبي الحسن علي بن محمد الماوردي "450هـ". يعد من أجمع الكتب في بابه, طبع سنة 1960 مطبعة البابي الحلبي بالقاهرة. وله كتاب "أدب الوزير" المعروف بقوانين الوزارة وسياسة الملوك طبع سنة 1929 بالقاهرة. 5- الأحكام السلطانية، للقاضي أبي يعلى محمد بن الحسين الفراء الحنبلي "458هـ" طبع بمصر. 6- نهاية الرتبة في طلب الحسبة، لعبد الرحمن بن نصر الشيرازي "589هـ" طبع بإشراف محمد مصطفى زيادة سنة 1946 بالقاهرة. 7- كتاب قوانين الدواوين، لأبي المكارم شرف الدين أسعد بن الخطير "ابن مماتى" المصري 606هـ, طبع سنة 1229هـ بالقاهرة. 8- السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية، لابن تيمية "728هـ" طبع عدة طبعات أهمها سنة 1951 بتحقيق د. علي سامي النشار، وأحمد زكي عطية. وله أيضًا: كتاب الحسبة في الإسلام، طبع سنة 1967 بتقديم الأستاذ محمد مبارك. 9- الطرق الحكمية في السياسة الشرعية، لابن القيم "751هـ" طبع سنة 1317, وطبع مرات بعد ذلك. وله كتاب "أحكام أهل الذمة" طبع في جزأين بتحقيق د. صبحي الصالح سنة 1961، مطبعة جامعة دمشق. 10- معيد النعم ومبيد النقم، للقاضي تاج الدين السبكي "771هـ" من أجمع ما صنف في نظام الدولة وسياستها، طبع في جزء وسط بتحقيق محمد علي النجار، وأبي زيد شلبي، ومحمود أبي العيون "1948" بالقاهرة.

11- المال والحكم في الإسلام، عبد القادر عودة "سنة 1954هـ" دار الكتاب العربي بالقاهرة سنة 1951. 12- الخلافة أو الإمامة العظمى، لمحمد رشيد رضا "1354هـ" طبع في مصر. 13- نظام الحكم في الإسلام د. محمد يوسف موسى، طبع سنة 1962 بالقاهرة. د- في الاقتصاد والمال: 1- كتاب الخراج، للقاضي أبي يوسف "192هـ" المطبعة السلفية، القاهرة سنة 1352هـ. 2- كتاب الخراج, ليحيى بن آدم القرشي "203هـ" طبع بالقاهرة سنة 1417هـ. 3- كتاب الأموال، لأبي عبيد القاسم بن سلام "224هـ" تحقيق الشيخ حامد الفقي سنة 1934 القاهرة. 4- الإسلام والتنمية الاقتصادية, جاك أوستوري, تعريب د. نبيل صبحي الطويل. صنف في باريس سنة 1960، ونشر بالعربية بدمشق، دار الفكر. هـ- في التريبة والتعليم: 1- آداب المعلمين، للفقيه محمد بن عبد السلام "المشهور بابن سحنون" سنة 256هـ. طبع بتقديم حسن حسني عبد الوهاب, أحد وزراء تونس سنة 1350هـ. 2- رسالة أحوال المعلمين وأحكام المعلمين والمتعلمين، لأبي الحسن علي بن محمد القابسي القيرواني "403هـ" طبعت هذه الرسالة مع كتاب "التعليم في رأي القابسي" للأستاذ أحمد فؤاد الأهواني سنة 1945، القاهرة.

3- تعليم المتعلم طريق التعلم، للإمام برهان الدين الزرنوجي، القرن السابع الهجري, طبع سنة 1292هـ بالأستانة، ثم طبع بتصحيح عبد العزيز صقر سنة 1931، المطبعة الرحمانية بالقاهرة. 4- تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم، لابن جماعة "733هـ" طبع في حيدر أباد الدكن سنة 1934، بتصحيح محمد هاشم. 5- تربية الأولاد في الإسلام, الشيخ عبد الله علوان, طبع في جزأين في بيروت، طبع سنة 1978 في جزأين، طبعة ثانية. و دراسات عامة مختلفة الوجوه: 1- ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟ لأبي الحسن الندوي، الطبعة الثالثة سنة 1959، دار القلم بالكويت. وله كتاب الصراع بين الفكرة الإسلامية والغربية, طبع سنة 1965, دار الندوة. 2- الإسلام ومشكلات الحضارة، سيد قطب. 3- ما يقال عن الإسلام، عباس العقاد سنة 1964م. وله: حقائق الإسلام وأباطيل خصومه، طبع طبعة ثالثة. 4- المرأة بين الفقه والقانون، طبع عدة طبعات. 5- الإسلام ومشكلات الحضارة، سيد قطب سنة 1962 بالقاهرة. 6- الرسالة الخالدة، لعبد الرحمن عزام, دار الكتاب العربي بمصر, طبعة ثانية. 7- حقوق الإنسان في الإسلام، د. علي عبد الواحد، طبع في جزء وسط, الطبعة الرابعة سنة 1967، نهضة مصر بالفجالة. 8- الإسلام دعوة الحق، د. السيد رزق الطويل.

ز- معاجم البلدان: 1- معجم البلدان, لياقوت الحموي البغدادي "626هـ" رتب ترتيبًا أبجديًّا, طبع في ثمانية مجلدات سنة 1323هـ بمصر، طبع معه ذيله في جزأين باسم "معجم العمران في المستدرك على معاجم البلدان" طبع في خمسة مجلدات كبيرة. 2- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، للشيخ الوزير أبي عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي، طبع سنة 1945 في أربعة أجزاء بتحقيق الأستاذ مصطفى السقا. 3- بلاد العرب، للحسن بن عبد الله الأصفهاني، طبع بالرياض بتحقيق حمد الجاسر، والدكتور صالح العلي سنة 1968. 4- صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار، للمؤرخ النسابة الشيخ محمد بن بلهيد النجدي سنة 1958 بالرياض.

مراجع المراجع: هذه بعض المصادر الهامة التي تعد مفاتيح للتراث، وتدلك على مواقعه: 1- الفهرست لابن النديم "388هـ" طبع الكتاب عدة مرات في مصر وبيروت. 2- كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، لمصطفى بن عبد الله الشهير بحاجي الخليفة "1067هـ" طبع في مجلدين كبيرين سنة 1941م بإستانبول، وصور حديثًا في لبنان. وطبع إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون, لإسماعيل باشا الباباني البغدادي في مجلد ضخم سنة 1945م. ولإسماعيل باشا أيضًا: هداية العارفين, أسماء المؤلفين، وآثار المصنفين، طبع في إستانبول سنة 1901م. ومن مراجع المراجع: كتب الطبقات على اختلاف صنوفها "أدباء، فقهاء، نحاة، مفسرين، أطباء" وكذلك كتب المشيخات مثل: مشيخة ابن الواراشي، وهي تناول تفصيلي لشيوخ علم من الأعلام, أو إحصاء لمنابع ثقافته وتكوينه العلمي. ومن مراجع المراجع التي ألفت حديثًا: 1- معجم المطبوعات العربية والمعربة، ليوسف إليان سركيس "1276-1351هـ" تتبع فيه المطبوعات في الشرق والغرب، وترجم لمؤلفيها، ورتبه على أسماء المؤلفين حسب حروف الهجاء وألحق به عدة ملاحق وفهرسًا هجائيًّا، وطبع في مجلدين كبيرين. 2- معجم المؤلفين, للأستاذ عمر رضا كحالة, 15 مجلدًا سنة 1961 بدمشق. 3- تاريخ الأدب العربي لبروكلمان، كتاب جامع لما صنف في مختلف علوم الإسلام، يذكر العلم، وأشهر العلماء فيه ومؤلفاتهم, ويبين مكان المخطوط، وتاريخ طبع المطبوع ومكانه وطبعاته.

عرب منه ثلاثة أجزاء ترجمها المرحوم الدكتور عبد الحليم النجار سنة 1961 بمصر. 4- تاريخ التراث العربي, مجموعات المخطوطات العربية في مكتبات العالم، لفؤاد سزكين, نقله إلى العربية محمود فهمي حجازي وآخرون. طبعته جامعة الإمام محمد بن سعود بالسعودية سنة 1982، وصدر منه عشرة أجزاء. 5- ومن أجمع وأشمل ما صنف في هذا الصدد: فهارس دور الكتب، وفهارس دور النشر، وفهارس المخطوطات في العالم. وهي أدلة مفيدة للباحث، ترشد بيسر إلى مواقع ما يرجوه من مصادر ومراجع لبحثه، ومن ذلك مثلا: فهارس المكتبة العربية في الخافقين, يوسف أسعد داغر, بيروت سنة 1947. فهارس دار الكتب المصرية، فهارس مكتبة الجامع الأزهر. المخطوطات العربية في دور الكتب الأمريكية, كوركيس عواد, طبع العراق. فهرس مكتبة أكاديمية العلوم في جمهورية أوزبكستان السوفيتية، طبع طشقند سنة 1957. كل هذه الأعداد من المصادر والمراجع في شتى العلوم والتي أثبتها هنا، هي قليل من كثير حفل به هذا التراث الزاخر لأمتنا العربية المسلمة، فهو مجرد مفاتيح للباحث يلج بها دروب العلم والمعرفة. وعندما يبدأ الباحث في بحثه في أي مجال كان, مستعينًا بأمهات المصارد ستتفتح أمامه الأبواب لمصادر أخرى حتى يبلغ البحث نهايته.

الباب الثالث: التراث وتحقيقه ونشره

الباب الثالث: التراث وتحقيقه ونشره الفصل الأول: التراث والجهود المبذولة في نشره معنى التراث: التراث في اللغة: مأخوذ من ورث، فالتاء مبدلة من واو هي فاء الكلمة, والورث أو الإرث بمعنى: البقاء، والوارث بمعنى: الباقي، والميراث أو التراث سمي بذلك لأنه يبقى بعد ذهاب صاحبه, والورثة لأنهم يبقون بعد مورثهم قال تعالى: {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا} . ومن هنا يطلق التراث أو الميراث على كل ما يخلفه الإنسان من مال أو علم أو نحوهما. وفي الحديث: "العلماء ورثة الأنبياء". لكنني ألمح في لفظ "التراث" إيحاء خاصا إلى ما خلفه الأدباء من علوم ومعارف ومصنفات، حتى صارت في تقديري علمًا بالغلبة على النتاج الفكري لأسلافنا الذين سبقونا بالبحث والدرس، وارتياد دروب التصنيف. ولأمتنا نتاج غزير في شتى دروب المعارف الإنسانية، كما أنه متنوع في طريقة عرضه بين الإيجاز والتوسع، كما تختلف طرق عرضه، فهو يعرف المتون والشروح، والحواشي، والتقريرات وهو يعنى متابعة المعارف، والتعقيب عليها بالحوار حتى تنجلي أفكاره. والمطبوع من هذا التراث أقل من المخطوط، ومخطوطاتنا تزدحم بها مكتبات العالم في الشرق والغرب. وبداية الكلام عن التراث نشأ عند ظهور المطبعة، واكتشاف آلات الطباعة التي يسرت الكتاب وجعلته في متناول الجمهرة من المثقفين، وكان من قبل ذلك مقصورًا على أهل اليسار الذين يملكون ثمن الكتاب، ويعدون اقتناءه في بيوتهم زينة للبيت، كأية قطعة يعتزون بها من قطع الأثاث. فمنذ ظهور المطبعة تحدث المثقفون عن المطبوع والمخطوط، وصارت كلمة التراث أكثر إطلاقًا على المخطوط منه بخاصة.

وإذا أخذنا اصطلاح علماء الآثار في أن الأثر لا يعد أثرًا إلا إذا مضى عليه مائة عام على الأقل، فإن المخطوط لا يعد من التراث إلا إذا كان مدونًا قبل ظهور الطباعة الحديثة، وعند ذلك يدخل في دائرة التراث المطلوب تحقيقه. بداية نشر التراث: بدأ نشر التراث مع بداية آلات الطباعة بصورتها الأولى. وكانت طريقة النشر عبارة عن مجرد طباعة النص المخطوط دون اهتمام بمقابلة النسخ المتعددة إن وجدت، ولا يصححها، ولا الفهرسة لها. وكانت بداية العمل لنشر التراث العربي والإسلامي على يد المستشرقين. وأول كتاب عربي طبع هو كتاب: "صلاة السواعي: الصلوات الليلية والنهارية" وهو كتاب ديني مسيحي، وكان ذلك بمدينة "فأنو" بإيطاليا سنة 920هـ الموافقة لسنة 1514م، ولم تكن المطبعة ظهرت في بلاد العرب بعد. كما ظهرت في مدينة البندقية بإيطاليا أول طبعة للنص العربي للقرآن الكريم سنة 1530. وطبع في روما سنة 1000 من الهجرة، 1952م كتاب الكافية في علم النحو للفقيه المالكي عثمان بن عمر، المعروف بابن الحاجب "646هـ" كما طبع في العام نفسه كتاب نزهة المشتاق في ذكر الأمصار والأقطار والبلدان والجزر والمدن والآفاق، لمؤلف غير معروف، وهذا الكتاب مختصر لكتاب: نزهة المشتاق في اختراق الآفاق للصقلي "560هـ". وأشهر ما نشر من التراث -بجانب ما سبق- بالصورة الأولى للطباعة ما يأتي: 1- النجاة لابن سيناء "428هـ" نشر في روما 1001هـ-1593م. 2- التصريف لإبراهيم بن عبد الوهاب الزنجاني "655هـ" نشر في روما 1019هـ-1610م.

3- المختصر في أخبار البشر لأبي الفدا "732هـ" طبع بتصحيح آرلر، صدر في خمسة أجزاء في "لهاي" 1023هـ-1789م. 4- الأوزان والأكيال الشرعية لتقي الدين المقريزي، نشر في روستك 1212هـ-1800م. دور المستشرقين في نشر التراث: قام المستشرقون بدور بارز في نشر التراث العربي، وكانت لهم اهتمامات كبيرة بجمع المخطوطات ودراستها، ثم نشرها، وامتلأت مكتبات أوروبا بما جمعوه1, من تراث العرب ومخطوطاتهم التي بلغت مئات الألوف. وقد نشروا من ذخائر تراث العرب الشيء الكثير، وتميز بالتحقيق، وتحرير النص والفهرسة. ومما نشره المستشرقون خلال القرن التاسع عشر: 1- شرح ديوان المفضليات، لأبي بكر الأنباري "328هـ" نشرته المطبعة الكاثوليكية بإكسفورد 1223هـ-1808م بتحقيق جاريس لايل. 2- المنتخب من تاريخ حلب، وهو منتخب من "زبدة الحلب في تاريخ حلب" لابن العديم, نشره فريتاغ سنة 1234هـ-1819م. 3- شرح ديوان الحماسة للتبريزي "502هـ" نشر في برن سنة 1828م بتحقيق فريتاغ.

_ 1 ذهب عدد كبير من المستشرقين، وأقاموا في الشرق سنوات, واشتروا عددًا كبيرًا من المخطوطات منهم: ألو بيس شبرنجر "1813هـ-1893م" الذي مكث في الهند نحو 12 عامًا يعمل في المكتبات، والثقافة العامة، ولما عاد نهائيا إلى أوروبا عام 1856 أحضر معه مجموعة من الكتب بلغت نحو 200 مجلد، منها: ألف ومائة مجلد مخطوط عربي آلت ملكيتها بعد ذلك بقليل إلى مكتبة برلين. "انظر: الدراسات العربية والإسلامية في الجامعة الألمانية ص22، 23".

4- تقويم البلدان، لأبي الفداء "732هـ" نشر بباريس 1256هـ-1840م بتحقيق ماك جوكين دي سلان. 5- عجائب المخلوقات, للقزويني "682هـ" نشر في كوتنكن 1265هـ-1849م بتحقيق فستفلد. 6- الكامل في اللغة والأدب، للمبرد "286هـ" نشر في لندن 1860 و. رايت. 7- نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، للشريف الإدريسي الصقلي "560هـ" نشر في ليدن 1866 تحقيق روزي. 8- معجم البلدان، لياقوت الحموي "626هـ" نشر في لايبزك سنة 1868 بتحقيق فستفلد. 9- الفهرست، لابن النديم "438هـ" نشر في لايبزك سنة 1871 بتحقيق فلوجل. 10- كتاب سيبويه، نشر في باريس 1881-1885م هرتويغ ورنبرغ. 11- الأخبار الطوال للدينوري "282هـ" نشر في لندن 1888 بتحقيق فلاديمير وكراتشكوفسكي. 12- صفة جزيرة العرب للهمداني "360هـ" نشر في ليدن عام 1891 بتحقيق دافيد هزيخ ميللر. 13- المرصع لابن الأثير "606هـ" نشر عام 1896 بتحقيق س. ف سيبولدفيمار. 14- رسائل أبي العلاء المعري، نشر في أكسفورد 1898 بتحقيق د. س. مرجليوت.

أشهر المحققين من المستشرقين: 1- المستشرق الفرنسي كوسين دي برسنال "ت1835" نشر المعلقات السبع, ومقامات الحريري. 2- المستشرق الفرنسي سلفستر دي ساس "ت1838" نشر ألفية ابن مالك. 3- المستشرق الألماني جوستاف فلوجل "ت1870" نشر كشف الظنون والفهرست، كما نشر طبقات الحنفية لقطلوبغا. 4- المستشرق الألماني فليشر "ت1888" نشر تفسير البيضاوي, والمفصل للزمخشري. 5- المستشرق الألماني فستفلد "ت1890" نشر طبقات الحفاظ للذهبي، وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم لابن هشام، ووفيات الأعيان لابن خلكان، ومعجم البلدن لياقوت الحموي. 6- المستشرق الإسباني بسكواك دي جاينجوس "ت1897" نشر تاريخ فتح الأندلس لابن القوطية.

بداية نشر التراث في العالم العربي: ظهر التفكير في نشر التراث العربي مسايرًا لظهور المطبعة على الأرض العربية, هذه الآلة التي استحدثها الإنسان1. فأثرت تأثيرًا عميقًا في تاريخ الفكر والحضارة، بل تعدّ نقطة تحول في هذا المضمار. وكانت أول مدينة في الشرق عرفت الطباعة هي الأستانة، طبعت فيها التوراة سنة 1551، وترجمت للعربية بحروف عبرية2، وكانت أشهر المطابع فيها: مطبعة الجوائب لصاحبها العلامة أحمد فارس الشدياق، وكان يصدر عنها صحيفة الجوائب وبعض الكتب القيمة، وفيها من مؤلفات الشدياق: الجاسوس على القاموس، والساق على الساق فيما هو الفارياق3. وظهرت الطباعة في لبنان منذ عام 1610م ثم تطورت واتسعت، وكان أشهر مطابعها: المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين، وقد تجردت إلى حد ما عن الصبغة المسيحية، ونشرت جانبًا من أمهات كتب الأدب مثل: نوادر أبي زيد، وفقه اللغة للثعالبي، وديوان الأخطل، وكذلك مطبعة المعارف للبستاني سنة 1867، وصدر عنها بعض كتب الأدب والتراث. وفي العراق أول مطبعة ظهرت فيه كانت سنة 1830، وظهرت بصورة واضحة سنة 1856 بعد أن أسس الرهبان مطبعة كاملة بالموصل. وأنشئت أول مطبعة بفلسطين سنة 1830، وفي اليمن سنة 1788, وفي الحجاز سنة 1882، وفي عمان بالأردن سنة "1822"4.

_ 1 اخترع آلة الطباعة يوحنا جوتنبرج الألماني "1379-1468م" انظر تاريخ الطباعة, خليل صابات, دار المعارف 1966. 2 التراث العربي, عبد السلام هارون ص44. 3 توفي الشدياق عام 1304-1887م, انظر الأعلام للزركلي 1/ 193. 4 الموسوعة العربية الميسرة ص1152 مؤسسة فرنكلين, القاهرة سنة 1959 بإشراف محمد شفيق غربال، وانظر: المستشرقون لنجيب العقيقي، دار المعارف بمصر سنة 1981.

وبإلقاء نظرة متأملة على الظروف التي أحاطت بظهور الطباعة في العالم العربي نجد أن أكثرها يحمل صبغة تبشيرية مسيحية، وقد تقدم بعض المطبوعات النافعة من التراث ذرا للرماد في العيون. لكن حركة نشر التراث كانت زاخرة في مصر، دخلت المطبعة فيها مع الغزو الفرنسي وسميت المطبعة الأهلية، وكانت في الإسكندرية لخدمة أهداف الحملة، ثم نقلت إلى القاهرة، وانتهت بانتهاء الحملة أي: إن عملها من 1798-1801، ولم يصدر عنها مطبوعات ذات شأن يذكر. وفي سنة 1819م أو 1821م أسس محمد علي المطبعة الأهلية على أنقاض مطبعة نابليون، ثم نقلت إلى شاطئ النيل عند بولاق، وعرفت بالمطبعة الأميرية أو مطبعة بولاق. وكانت مطبعة بولاق ثورة ثقافية وحضارية وقفزة هائلة في تاريخ نشر التراث، وأخرجت إلى النور أروع ما دبجته أقلام الأوائل في شتى المعارف والعلوم. ونظرة إلى هذا النص من كتاب معجم المطبوعات العربية والمعربة، لمؤلفه يوسف إلياس سركيس, نرى مدى النهضة التي عاشها التراث العربي في ظلال مطبعة بولاق يقول: عد ما طبع من الكتب في مطبعة بولاق من 19 مايو 1872م "1289هـ" إلى آخر ربيع الأول "1295هـ" فبلغت عدد النسخ "361815" نسخة وكان قد صدر له قبل ذلك 242057 نسخة فيكون الإجمالي 603872 حتى سنة 1295هـ1. وهذا الرقم المشار إليه يعني عدد النسخ، لا أعداد الكتب؛ لأن هذه المطبعة قدمت فيما قدمت الكتب الموسوعية التي تضم عشرات المجلدات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: لسان العرب لابن منظور, صبح الأعشى للقلقشندي, القاموس المحيط

_ 1 انظر ص33 من المعجم المذكور.

للفيروزآبادي, وتفسير الطبري, وفتح الباري شرح صحيح البخاري, والأغاني لأبي الفرج الأصفهاني, والكتاب لسيبويه, والأم للشافعي, والصحاح للجوهري, وشرح مقامات الحريري لأبي العباس الشريشي, وشرح الحماسة للتبريزي, ووفيات الأعيان لابن خلكان, ومنهاج السنة النبوية لابن تيمية. كما عنيت بجانب هذه الكتب التراثية بطبع الكتب المترجمة في أنواع العلوم, كالطب والهندسة والرياضيات والكيمياء والعلوم العسكرية. إن دور مطبعة بولاق في نشر التراث بالغ التأثير سواء ما نشر منه على نفقة هذه المؤسسة العريقة كالكتب التي أشرنا إليها, أو طبع منها على نفقة أهل الخير والغيرة والفضل, وذلك مثل: خزانة الأدب للبغدادي، إذ جاء في ختمها بقلم مصححها الشيخ محمد قاسم ما يفيد أنها طبعت بمطبعة بولاق على نفقة عدد من أفاضل الناس حينذاك، وقد ذكروا بأسمائهم وأنصبتهم1. وكان عمل هذه المطبعة العتيدة ذا طابع قومي, يهدف إلى إحياء التراث المجيد ونشره؛ ولذا تتوخى الأصول القيمة ونشرها بصرف النظر عن تكاليفها مما جعلها بعيدة عن الطابع التجاري الذي يستهدف الربح قبل كل شيء. وكأن عمل هذه المطبعة في هذه الفترة -أعني أواخر القرن التاسع عشر ومطالع العشرين- بمثابة الرد غير المباشر على نعب الغربان التي طرحت على الساحة أفكارًا تدمر بها لغة الكتاب العزيز، وتتهمها بالتعقيد، فكان ظهور هذه الموسوعات بمثابة التكذيب العملي لهؤلاء الأفاكين. وأمر آخر لا ينبغي أن نغفله وهو: وقوف الأزهر بتاريخه العريق ورجاله الأفذاذ وراء هذه المؤسسة تصحيحًا وضبطًا ومقابلة ومراجعة. وكان المصححون في مطبعة بولاق لهم شهرة ذائعة، وكانوا أهل علم وثقافة بجانب الدراية بالمخطوطات، وأنواع الخطوط، ومنهم:

_ 1 انظر: خزانة الأدب جـ4 ص499 الأميرية.

1- الشيخ نصر الهوريني المتوفى سنة 1291هـ درس في الأزهر الشريف، وذهب إلى فرنسا إمامًا لإحدى البعثات، ثم تولى رئاسة التصحيح بالمطبعة الأميرية "بولاق" ومن مؤلفاته: المطالع النصرية للمطابع المصرية سنة 1275هـ1. 2- الشيخ محمد عبد الرحمن، المعروف بقطة العدوي، عالم نحوي "1281هـ" ومن مؤلفاته: فتح الجليل بشرح شواهد ابن عقيل، ونسخ بعض الكتب بخطه، وهي محفوظة بدار الكتب المصرية2. 3- الشيخ رفاعة الطهطاوي 1290هـ، من أركان النهضة العلمية في مصر، ومؤسس مدرسة الألسن، وجريدة الوقائع المصرية3. 4- إبراهيم عبد الغفار الدسوقي 1300هـ. 5- محمد الهراوي 1257. 6- محمد بن عمر بن سليمان التونسي 1274. 7- محمد بيومي 1268. ومن هؤلاء من كان متميزًا في تصحيح الكتب العلمية في الطب والهندسة والكيمياء4. وظلت مطبعة بولاق تؤدي رسالتها على أكمل وجه نحو قرن من الزمان، ولم تخمد جذوتها إلا في فترات قليلة، وهي قائمة حتى الآن في مقرها الجديد على شاطئ النيل عند إمبابة تتوفر على طبع النشرات الحكومية، والوقائع المصرية، والقوانين الصادرة، ومطبوعات مجمع اللغة العربية وبعض الهيئات والمؤسسات الحكومية.

_ 1 انظر: الأعلام للزركلي جـ8 ص29. 2 الأعلام 6/ 198. 3 الأعلام 3/ 29. 4 انظر: الأعلام جـ1، 6 في ترجمة هؤلاء.

المطابع الأهلية: لم تقم مطبعة بولاق وحدها على الساحة, على قوامة نشر التراث وتحقيقه، وإنما رافقتها على الطريق بعض المطابع الأهلية، وأقدم مطبعة أهلية أنشئت بعد بولاق بنحو أربعين سنة وهي مطبعة الوطن أنشئت سنة 1861، وكانت تسمى المطبعة الأهلية القبطية، وأصدرت من كتب التراث: أدب الكاتب لابن قتيبة. ومطبعة وادي النيل أسسها عبد الله أبو السعود أفندي، طبع فيها صحيفة وادي النيل، وبعض كتب التراث، ومما طبع فيها: الوسيلة الأدبية للشيخ حسين المرصفي. ومنها: مطبعة جمعية المعارف، واسمها: المطبعة الوهبية أسسها محمد عارف باشا، وقد طبعت خمسة أجزاء من تاج العروس، كما طبعت الصحاح للجوهري، وأسد الغابة لابن الأثير، والمزهر للسيوطي، والتعريفات للجرجاني، وشفاء العليل فيما في كلام العرب من الدخيل للسيوطي "وهو من الكتب التي صححها الشيخ نصر الهوريني" وخلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر. وكان وراء هذا المجهود الكبير لهذه المطبعة جمعية المعارف التي تضم نخبة من فضلاء القوم, أسسوا هذه المطبعة لهذا الهدف النبيل. ومنها: المطبعة الخيرية بالجمالية، وقد أسسها عمر حسين الخشاب، ومحمد عبد الواحد الطوبي، ومما نشرته: تاج العروس شرح القاموس للزبيدي، وقد طبع كاملًا في عشرة أجزاء "1306-1037هـ" وكذلك النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير سنة 1318هـ, وبأسفله: الدر النثير تلخيص نهاية ابن الأثير للسيوطي, وبهامشه مفردات القرآن للراغب الأصفهاني، وكذلك كتاب الكامل للمبرد "1308هـ". ومنها: المطبعة الأزهرية المصرية، وقد أخرجت الكامل في التاريخ لعز الدين بن الأثير، وبهامشه عجائب الآثار للجبرتي 1301هـ. أذكر ما أذكره من هذه المطابع على سبيل المثال لا الحصر.

كما لا أنسى أن أذكر هنا: مطبعة السعادة بميدان باب الخلق, وقد أخرجت من كتب التراث: البحر المحيط لأبي حيان 1329هـ على نفقة مولاي عبد الحفيظ سلطان المغرب الأقصى، وأكثر الكتب التي حققها الشيخ محيي الدين، ولا تزال قائمة للآن. ومنها: مطبعة مصطفى محمد صاحب المكتبة التجارية بأول شارع محمد علي، ومطبعة محمد علي صبيح، ومطبعة الحلبي1, التي قامت على أنقاض المطبعة الميمنية بالكحكيين، وانقسمت إلى مطبعتين: مطبعة مصطفى البابي الحلبي، ودار إحياء الكتب العربية، مطبعة عيسى البابي الحلبي، وكذلك مطبعة السنة المحمدية التي أنشأها2 الشيخ محمد حامد الفقي، رحمه الله.

_ 1 مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي، د. محمود الطناحي ص51. 2 انظر: التراث العربي لعبد السلام هارون، ومعجم المطبوعات العربية.

مراحل نشر التراث في مصر: إن حركة نشر التراث وإحياءه لم تسر على وتيرة واحدة من حيث الإخراج، والعناية بالنص وتحريره وتحقيقه، بل إنها عبرت عدة مراحل، ونقطة التحول فيها هو ما أشرت إليه من أسلوب النشر وطريقة إخراج الكتاب المراد نشره. وقد ارتضت في طريقة عرض مراحل النشر ما ذهب إليه الأخ الفاضل، العلامة المحقق د. محمود الطناحي الذي سعدت بزمالته في قسم الدراسات العليا بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، أستاذين ومشرفين على رسائل الطلاب والطالبات ومناقشين أيضًا, فإنه قد ذكر لنشر التراث بمصر أربع مراحل1: المرحلة الأولى: مرحلة المطبعة الأميرية ببولاق والمطابع الأهلية. وكان عملها مجرد نشر للتراث، وإن تميزت بصحة النص وضبط العبارة، لكنها لم تعول على ذكر المخطوط ووصفه وتاريخه ومميزاته، كما لم تعن بالفهارس التي تفتح مغاليق الكتاب وتكشف مجاهله، اللهم إلا فهرسًا موجزًا للموضوعات. كما لاحظنا في هذه المرحلة نشر أكثر من كتاب في كتاب واحد، وأحيانًا يصل الأمر إلى خمسة كتب2. والمصحح للنص في هذه المرحلة ما كان يشير إلى نفسه إلا بعبارات في آخر الكتاب غاية في التواضع الذي يرفع من قدر العالم، مع أن الجهد المبذول فيه يفوق ما يؤديه كثير من أدعياء التحقيق في عصرنا الحاضر الذين يكتبون أسماءهم على الكتاب بحروف بارزة بينما أسماء المصنفين بحروف صغيرة لا تكاد ترى.

_ 1 انظر: مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي. 2 على سبيل المثال: شرح سعد الدين التفتازاني على تلخيص المفتاح، طبع معه مواهب الفتاح في شرح التلخيص، وعروس الأفراح في شرح التلخيص، والإيضاح للخطيب القزويني، وحاشية الدسوقي على شرح السعد.

المرحلة الثانية: الناشرون أصحاب المبدأ والرسالة. وهم طائفة من الرجال الأعلام تصدوا لصناعة النشر، وأقاموا مطابع، وهم من أهل العلم والمعرفة وأصحاب رأي وفكر، يدفعهم إلى النشر إيمان وعقيدة قبل الكسب والربح. نذكر منهم: 1- الأستاذ محمد أمين بن عبد العزيز الخانجي: ولد في حلب سنة 1382هـ الموافق 1865م, اشتغل في صغره بنسخ المخطوطات فتعلق بها وتجول في البلدان باحثًا عنها، ثم جاء إلى القاهرة، وأنشأ مكتبة الخانجي، توفي سنة 1358 الموافق 1939م ولا تزال مكتبته قائمة للآن يشرف عليها حفيده محمد أمين بن محمد نجيب بن محمد أمين الخانجي. ذكر الأستاذ خير الدين الزركلي في الأعلام: أن الخانجي نشر نحو 378 كتابًا ورسالة1. ومنها على سبيل المثال: تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، ومعجم البلدان لياقوت الحموي مع ذيله المسمى: منجم العمران في المستدرك على معجم البلدان، وحلية الأولياء، وطبقات الأصفياء، لأبي نعيم الأصفهاني، وغاية النهاية المعروف بطبقات القراء لابن الجزري. وللخانجي دور بارز في نشر كتب ابن تيمية، وقد نوه به الشيخ محمد حامد الفقي -رحمه الله- في مقدمته لكتاب اقتضاء الصراط المستقيم. 2- محب الدين الخطيب: ولد في دمشق 1303هـ-1886م وتعلم بها، وواصل تعليمه بالأستانة،

_ 1 انظر: الأعلام 6/ 44.

امتلأت حياته بالجهاد والنضال، وألقى عصاه بالقاهرة سنة 1920م واشتغل بالصحافة، فكان محررًا بالأهرام وأصدر مجلة الزهراء، ومجلة الفتح، وتولى تحرير مجلة الأزهر نحو ست سنين، وأسس المطبعة السلفية بالقاهرة في العام الذي حل فيه، وكانت خزانة كتبه تضم نحو عشرين ألف مجلد مطبوع، وأكثرها من النوادر, توفي سنة "1389-1969"1. خدمت مكتبته التيار السلفي، وأصدرت نتائج أعلامه. حضرت مجلسا له مع الشيخ محمد نصيف سنة 1959 في إحدى زياراته للقاهرة، وقدم الشيخ نصيف مخطوطة كتابه: الخطوط العريضة لدعوى الشيعة الإمامية. نذكر من إصداراته الواسعة: فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بمقدمة للشيخ عبد العزيز بن باز، وتعد هذه الطبعة الثانية بعد طبعة بولاق. ومنها: الأدب المفرد للبخاري، وأدب الكاتب لابن قتيبة، والعواصم من القواصم لأبي بكر بن العربي2. 3- محمد منير الدمشقي: ثالث هؤلاء الثلاثة الذين يجمعهم الانتساب لأرض الشام، درس في الأزهر وأصبح من أعلام السلفية، وأنشأ المطبعة المنيرية سنة 1337هـ، وتمتاز طبعاته بالأناقة وجودة الورق والإخراج, له فضل ظاهر في نشر الموسوعات, ومنها: عمدة القاري في شرح صحيح البخاري لبدر الدين العيني، والمحلى لابن حزم، والمجموع في شرح المهذب للنووي، وشرح المفصل لابن يعيش، والكامل في التاريخ لعز الدين بن الأثير، وروح المعاني للآلوسي، ونيل الأوطار للشوكاني، وبدائع الفوائد لابن قيم الجوزية.

_ 1 الأعلام 5/ 282. 2 تولى أمر المطبعة السلفية بعده ابنه قصي الذي سار على درب أبيه في النشر، وله كمثله في العلم، وتوفي عام 1988م ونسأل الله أن ييسر لهذه الدار من يتولى بإخلاص أمرها.

توفي بالقاهرة سنة 1376هـ-1948م1. وبموته توقفت مكتبته، وتوقفت مطبعته، ولم تجد من يخلفه في جهاده. 4- حسام الدين المقدسي: رابع هؤلاء الناشرين الشوام الذين حملوا لواء النشر بنباهة واقتدار في هذه المرحلة، ولد بدمشق سنة 1302هـ-1903م، وتلقى تعليمه بها وحصل على درجة الليسانس سنة 1927م منها. كانت له مكتبة صغيرة بحي باب الخلق بالقاهرة أخرج منها عدة من نفائس التراث, منها: شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لابن العماد الحنبلي ثمانية أجزاء، 1350هـ، والضوء اللامع لأهل القرن التاسع، لشمس الدين السخاوي, 12جزءا، واللباب في تهذيب الأنساب، لعز الدين ابن الأثير، ثلاثة أجزاء، والفروق اللغوية، لأبي هلال العسكري، ومنجد المقرئين، لابن الجزري. ومما يميز هذه المجموعة من الشوام في هذه المرحلة التي توفروا فيها على نشر التراث في رحاب الكنانة، صلاتهم برجال الفكر والأدب في مصر, وبخاصة من كان له منهم عناية بالمخطوطات مثل: أحمد تيمور باشا، وأحمد زكي باشا "شيخ العروبة" كما كانت لهم صلة بمن استوطنوا مصر من العلماء الأعلام أمثال: الشيخ محمد الخضر حسين التونسي، والشيخ إبراهيم أطفيش الجزائري، والشيخ مصطفى صبري التركي، ومن المستشرقين: جويدي ونللينو الإيطاليان، وماسينيون الفرنسي، وبراجستراسر الألماني، وجولد تسيهر المجري. وكان للشيخ حسام صلة خاصة بأديب مصر مصطفى صادق الرافعي، وبالزركلي صاحب الأعلام، توفي الشيخ حسام سنة 1978 بالقاهرة2.

_ 1 الأعلام 7/ 310. 2 انظر الأخبار التاريخية في السيرة الزكية، لمحمد زكي مجاهد، القاهرة 1396، 1976م ص86، وانظر مدخل إلى تاريخ نشر التراث، د. محمود الطناحي ص65-69.

5- الشيخ محمد حامد الفقي: رائد دعاة السلفية في مصر، وصاحب الصوت المسموع والجريء في الإعلان عنها في وقت عز فيه الجهر بكلمة حق في هذا الصدد، أسس جمعية أنصار السنة، وأصدر مجلة الهدي النبوي، وأسس مطبعة السنة المحمدية التي توفرت على نشر كتب السنة والسلف وبخاصة تراث ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، ومن إصداراته: جامع الأصول من أحاديث الرسول لابن الجزري مجد الدين, 12 مجلدًا، ومختصر سنن أبي داود وعليه معالم السنن للخطابي, سبعة أجزاء، وزاد المعاد من هدي خير العباد, أربعة أجزاء، ومختصر الفتاوى المصرية لابن تيمية، واشترك معه في تحقيقه الشيخ عبد المجيد سليم شيخ الأزهر، وكتاب الأموال لأبي عبيد القاسم بن سلام، ونظرية العقد لابن تيمية، ولا تزال المطبعة قائمة يرعاها حفيداه محمد السرور وعبد الرحمن ابنا محمد الطيب، وقد نقلاها في مبنى بضاحية مصر الجديدة، توفي رحمه الله سنة 1959م. رأيته عن كثب، واستمعت إليه وكنت إذ ذاك طالبًا بالأزهر، بالقسم الثانوي ثم بكلية اللغة العربية، وكنت أرى في مجلسه شيوخًا أجلاء مثل: الشيخ عبد المجيد سليم، والشيخ محمود شلتوت، والشيخ أحد شاكر، والشيخ أحمد حسين شقيق د. طه حسين. 6- الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد: علم من أعلام نشر التراث الذين توفروا عليه منذ مطلع حياته العلمية، بلغت منشوراته من التراث نحو خمسين كتابًا، كان رحمه الله عالمًا متنوع المعارف، متمكنا من اللسان العربي، كان عميدًا لكلية اللغة العربية جامعة الأزهر عندما كنت طالبًا بها، وهو الذي امتحنني شفهيًّا في السنة التمهيدية الأولى للدراسات العليا، كان شخصية متميزة، مهيبة، كما اختير عضوًا في مجمع اللغة العربية.

بدأ اهتمامه بنشر التراث مبكرًا، ومن أوائل إصداراته: شرح مقامات بديع الزمان الهمذاني 1342هـ وهو في الرابعة والعشرين من عمره. ومن إصداراته: أكثر كتب ابن هشام في النحو "قطر الندى, شذور الذهب, أوضح المسالك, مغني اللبيب" وكذلك شرح ابن عقيل للألفية, شرح الشافية مع زميليه وهو من أجود التحقيقات, معاهد التنصيص في شرح شواهد التلخيص للعباسي, مجمع الأمثال للميداني, العمدة لابن رشيق, وفيات الأعيان لابن خلكان, السيرة النبوية لابن هشام, تاريخ الخلفاء للسيوطي ... إلخ. توفي رحمه الله سنة 1393هـ-1983م. أهم ملامح النشر في هذه المرحلة: يتميز النشر في هذه المرحلة على يد هؤلاء الأعلام بما يأتي: 1- العناية بالتصحيح، وإخراج النص بصورة دقيقة يغلب على الظن أنها نص المؤلف. 2- الأمانة العلمية البالغة. 3- التخلص من الشكل الطباعي الأول الذي يضم الكتاب فيه عدة كتب، منها ما هو على الهامش ومنها ما هو في ذيل الصفحة. 4- بدأ الاهتمام بذكر المخطوطات ووصفها وإثبات صور لبعض صفحات المخطوط والإشارة للنسخ الأخرى عند أكثر هؤلاء الناشرين. 5- تميز هؤلاء الناشرون بهمة عالية وثابتة، إذ أقدموا على طبع موسوعات لم تقم بها من قبل إلا مطبعة بولاق. 6- يؤخذ على هذه المرحلة أن الناشرين في كثير من الأحيان لا يذكرون إلا فهرسًا عامًّا للموضوعات، وفي أحيان قليلة يضعون فهارس شاملة نافعة1.

_ 1 صنع الشيخ محيي الدين لوفيات الأعيان فهارس نافعة، وكذلك في تحقيقه لكتاب جواهر الألفاظ لقدامة بن جعفر، نشر الخانجي.

7- قد يعتمدون كثيرًا على مخطوط واحد، وهذا المخطوط قد يكون به سقط أو خروم. 8- منهم من كان يبدأ نشر كتاب موسوعي، ولا يتمه لضيق ذات اليد، أو معاجلة المنية1. 3- دار الكتب في ميدان النشر: يمثل بروز دار الكتب بدورها المؤثر والعميق في ميدان النشر مرحلة هامة في تاريخ نشر التراث على المستويين: المصري، والعربي. ذلك أن عملية نشر التراث قد بلغت في هذه المرحلة درجة عالية من الإجادة والإتقان، كما أن هذه الدار العريقة ضمت مجموعة من خيار المحققين الذين يجمعون بين العلم والفطنة والخبرة الواسعة بالمخطوطات، كما تكون بها القسم الأدبي الذي كان يعد مدرسة للتحقيق، وكان على رأسه الأستاذ أحمد زكي العدوي -رحمه الله- والمجموعة الطيبة التي معه تضم الشيخ محمد الخضر حسين الذي أصبح شيخًا للأزهر فيما بعد، والعالم الجزائري الشيخ إبراهيم أطفيش، والشاعر الضرير أحمد الزين، والشيخ عبد الرحمن محمود، والشاعر أحمد نسيم، والأستاذ محمد عبد الجواد الأصمعي، والشيخ أحمد عبد العليم البردوني. ولعل باعث هذه الحركة شيخ العروبة أحمد زكي باشا الذي كان على رأس هذه الدار ومبتكر علامات الترقيم، وصاحب الخبرة بالمخطوطات والتراث، والذي حول التحقيق إلى علم بعد أن وصل محققو الدار بمناهج المستشرقين في التحقيق، وكانت له مكتبة خاصة تضم عشرة آلاف مجلد، وكانت تسمى المكتبة الزكية، ورمز لها بالحرف

_ 1 وذلك كما فعل الشيخ محب الدين الخطيب في طبع الثلث الأول من خزانة الأدب للبغدادي وتوقف، وكما فعل الشيخ حسام القدسي, إذ طبع الأجزاء الخمسة الأولى من تاريخ الإسلام، للحافظ الذهبي ثم توقف.

"ز" في فهارس دار الكتب. يقول عنه شكيب أرسلان: "كان يقظة في إغفاءة الشرق، وهبة في غفلة العالم الإسلامي، وحياة وسط ذلك المحيط الهامد". توفي عام 1353هـ-1934م. ومن تحقيقاته: كتابا "الأصنام"، و"أنساب الخيل" لابن الكلبي، مطبعة بولاق سنة 1914، وكتاب التاج للجاحظ، ويقال: إن هذه الكتب أول كتب صدرت بكلمة "تحقيق فلان" كما حقق "نكت الهميان في نكت العميان" لصلاح الدين الصفدي، ونشره عام 1329هـ-1911م1. ومن إصدارات القسم الأدبي بدار الكتب: نهاية الأرب للنويري "ثمانية عشر جزءا، وله بقية" وأخرجته الهيئة المصرية للكتاب "هي تطوير لدار الكتب" إلى الجزء الرابع والعشرين. كما أصدرت الأغاني إلى الجزء "16" وأكملته الهيئة إلى نهايته أي: الجزء "24" وذلك بتحقيق الأستاذ محمد أبي الفضل إبراهيم، وباقتراح وتضحية وبذل من الأستاذ السيد راتب النفاخ2. كما أخرجت دار الكتب تفسير القرطبي "20 جزءا" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي حتى الجزء الثاني عشر، وأتمته الهيئة إلى الجزء الثامن عشر أي: نهايته. وكذلك شروح سقط الزند "خمسة أجزاء" والطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز، ليحيى بن حمزة العلوي "ثلاثة أجزاء" وأساس البلاغة للزمخشري "جزآن" والمعرب للجواليقي، ومعجم ألفاظ القرآن الكريم، كما أصدرت طبعات محققة لدواوين الشعراء: مهيار الديلمي، وزهير، وابنه كعب،

_ 1 انظر: أحمد زكي شيخ العروبة، سلسلة أعلام العرب، والتراث العربي ص53، 54 عبد السلام هارون، والأعلام للزركلي 1/ 127، 6/ 114، ومقدمة الأغاني ص59. 2 انظر التراث العربي ص54.

وحميد بن ثور، وديوان الهذليين، وتمر الأيام على هذا القسم وتنتابه بين الحين والحين ظروف ضعف وقوة، ونأمل أن يسترد نهضته الأولى1. المرحلة الرابعة: رجال برزوا في ميدان التحقيق وأبلوا فيه بلاءً حسنًا، وأحسنوا إخراج تراث أمتهم آية في الإبداع والإتقان، واتباع أهدى وسائل التحقيق مع خبرة بالمخطوطات، وعلم غزير بمعارف الأمة, حتى إن النص المحقق يخرج من بين أيديهم سليمًا من كل سوء لا يخالجك شك في أنه نص مؤلفه. كل هذه أمانة وتواضع، من شأنه أن يرفع من شأن العلم، ويسمو بقدر هؤلاء الرجال. 1- الشيخ أحمد محمد شاكر: وهو نجل الشيخ محمد شاكر وكيل الأزهر، ورائد من رواد إصلاحه، وكان من أهل العلم والخبرة بالحديث وعلومه، والتراث وفنونه، واشتغل بجانب ذلك بالقضاء الشرعي، فكان حازمًا صارمًا لا تلين له قناة، استوعب علم المستشرقين النافع في قضية تحقيق التراث، رأيته كثيرًا يتردد على الشيخ محمد حامد الفقي، وهما فرسا رهان، ووقعت بينهما مساجلة على صفحات مجلة الهدي النبوي التي أشرف برئاسة تحريرها الآن، ثم غضب من الشيخ الفقي لأنه حجب إحدى مقالاته حول ابن تيمية، إذ فيها ردود صارمة عليه، فأخرج في بضعة أيام كتيبا قدمه للناس شرح فيه ما بينه وبين الشيخ حامد, رحم الله الجميع. لقد كان أحد المشرفين على تحقيق التراث في دار المعارف.

_ 1 صدر عن هذا القسم أيضًا: إنباه الرواة للقفطي، ومعاني القرآن للفراء, والخصائص لابن جني، وديوان ابن الرومي في ستة مجلدات بتحقيق د. حسين نصار، والمعارف لابن قتيبة، والمذكر والمؤنث للمبرد، تحقيق د. رمضان عبد التواب، ومقدمة ابن الصلاح, تحقيق بنت الشاطئ.

وأصدر عن طريقها أجزاء كثيرة من المسند للإمام أحمد، كما اشترك مع الأستاذ عبد السلام هارون في تحقيق إصلاح المنطق لابن السكيت. وأروع أعمال الشيخ: إخراجه كتاب الرسالة للإمام الشافعي 1358هـ-1939م, على صورة رائعة متقنة من الضبط، وتحقيق النقل، وتحرير المسائل والفهرسة الواسعة الشاملة، حتى إنه استجد فهرسًا للمسائل اللغوية في رسالة الشافعي، ثقة منه بلغته, إذ إنه مع من يرون الاستشهاد بكلام الشافعي مع أنه بعد عصر الاستشهاد. هذا قليل من كثير, رحم الله الشيخ وأجزل مثوبته. 2- الأستاذ عبد السلام هارون: من أساتذة دار العلوم الذين يشار إليهم بالبنان، وعضو مجمع اللغة العربية، وواحد من أعلام المحققين الذين لهم فيه قدم صدق، عرف التحقيق في صورته المثلى، وكتب في أصوله أول كتاب في بابه، وهو: "تحقيق النصوص ونشرها". حقق مكتبة الجاحظ "البيان والتبيين, الحيوان، ورسائل الجاحظ, أربعة مجلدات". كما حقق معجم مقاييس اللغة لابن فارس، ومجالس ثعلب، وهو أول كتاب في سلسلة ذخائر العرب التي أصدرتها دار المعارف، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم، والكتاب لسيبويه، وخزانة الأدب للبغدادي "أحد عشر جزءًا". كما أصدر نوادر المخطوطات ثمانية أجزاء في مجلدين، تضم 22 كتابًا ورسالة، وغير ذلك كثير, رحمه الله رحمة واسعة. 3- الأستاذ السيد أحمد صقر: في قمة المتقنين للتحقيق، وبخاصة في ميدان الحديث الشريف.

بدأ الاشتغال بالتحقيق وهو طالب بالأزهر، فأخرج ديوان علقمة بن عبدة سنة 1935م. وهو من بيت علم؛ إذ كان والده أستاذًا بكلية أصول الدين، له ملكات متعددة, وإمكانات عدة، وقدرة متميزة في تذوق التراث، وسبر أغوار المخطوطات، وكشف الزيف والدخيل. أخرج آثار ابن قتيبة، كما حقق إعجاز القرآن للباقلاني، ونال به جائزة مجمع اللغة العربية، كما حقق الهوامل والشوامل "وهو أسئلة من أبي حيان التوحيدي وإجابتها لابن مسكويه" بالاشتراك مع الأستاذ أحمد أمين. غير أن الشيخ أحمد صقر كان قد طوى الآن خزائنه على ما عنده من بعض النوادر لاقتحام مجال التحقيق كثير من الأدعياء1. 4- الأستاذ محمود محمد شاكر: شقيق الشيخ أحمد شاكر ونجل وكيل الأزهر الشيخ محمد شاكر، والذي كان قبلًا شيخا لعلماء الإسكندرية، ومؤسسا لمعهدها. ولد في العاشر من المحرم 1327هـ, أول فبراير 1909م2. حصل على شهادة البكالوريا، والتحق بكلية الآداب، ولم يتم فيها دراسته لخلافه مع الدكتور طه حسين، وهاجر إلى الحجاز، ثم عاد إلى القاهرة ليكتب في الصحف والمجلات، وتعرف على أعلام عصره، وحضر وهو طالب بالثانوي دروس الشيخ سيد المرصفي في جامع برقوق، وقرأ عليه كتاب الكامل للمبرد في بيته. واشتغل بتحقيق التراث, فأبدع وكشف عن علم غزير، يعرف الدقائق والشوارد، وذاكرته تحوي الفرائد، وكتبه في مكتبته حافلة بتعليقاته النافعة، سمعت هذا من

_ 1 المكتبة الخاصة للأستاذ السيد صقر -كما علمنا- تضم قدرًا عظيمًا من نوادر المصاحف الشريفة، والمخطوطات، والمصورات، والمطبوعات القديمة. 2 انظر: مدخل إلى تاريخ نشر التراث ص104 د. محمود الطناحي.

خلصائه وأصفيائه الذين أثق في رواياتهم، وأذكر منهم الشيخ أحمد بن مانع، ود. محمود الطناحي. من درر التراث التي أخرجها: طبقات فحول الشعراء لابن سلام، وتفسير الطبري، وصدر منه ستة عشر جزءًا، وتهذيب الآثار للحافظ ابن حجر، وجمهرة نسب قريش للزبير بن بكار. وإن أروع ما نحسه في حياة هذا العالم تلاميذه في التحقيق الذين تخرجوا على يديه، ونالوا الدرجات العلمية بما مهد لهم من أسباب التحقيق الجاد. وقد كلل جهاده وجهوده بأن مُنح جائزة الملك فيصل في الآداب سنة 1985م عن كتابه: المتنبي, نفع الله تعالى به.

هيئات توفرت على نشر التراث بمصر وخارجها: أولًا: في مصر هيئات متعددة على أرض مصر تضافرت جهودها من أجل نشر تراث هذه الأمة؛ ليؤدي دوره في إعادة أمجادها، واسترجاع مكانتها العلمية، وهذه الهيئات منها ما هو رسمي، ومنها ما هو شعبي، وقد أشرت فيما مضى إلى دار التراث ثم الهيئة العامة للكتاب، وما اضطلعت به من دور رائع في تحقيق التراث ونشره، ونضيف لذلك: 1- جامعة القاهرة "جامعة فؤاد الأول سابقًا": ومن منشوراتها: الذخيرة في علم الطب، لثابت بن قرة، تحقيق جورجي صبحي سنة 1928. ونقد النثر، لقدامة بن جعفر، تحقيق د/ طه حسين، والأستاذ عبد الحميد العبادي. والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، لابن بسام "ثلاثة أجزاء" 1945م بإشراف د. طه حسين، والمستشرق ليفي بروفنسال، وقام بالتحقيق بعض شباب الجامعة إذ ذاك: محمد عبده عزام، وعبد العزيز الأهواني، وخليل عساكر، وعبد القادر القط، وبخاطره الشافعي، وكتاب الأصل لمحمد بن الحسن الشيباني بتحقيق شفيق شحاتة سنة 1954م. وقد التزموا في طريقة تحقيقهم منهج المستشرقين في تحرير النص وضبطه, وفروق النسخ، والفهارس فحسب1. 2- لجنة التأليف والترجمة والنشر: تأسست سنة 1914، تولى رئاستها فترة طويلة الأستاذ أحمد أمين، ومن

_ 1 انظر: مدخل إلى تاريخ نشر التراث د. محمود الطناحي ص123.

أعضائها: صبري أبو علم، ود. محمد عوض محمد، والأستاذ عبد الحميد العبادي، والأستاذ أمين مرسي قنديل، والأستاذ محمد بدران مترجم الموسوعة الكبيرة: "قصة الحضارة، لول ديورانت"1. ومن منشوراتها: السلوك لمعرفة دول الملوك، للمقريزي بتحقيق د. مصطفى زيادة, والإمتاع والمؤانسة، لأبي حيان التوحيدي، بتحقيق أحمد أمين وأحمد الزين، والعقد الفريد لابن عبد ربه، بتحقيق أحمد أمين وأحمد الزين وإبراهيم الإبياري والجزء السابع منه فهارس صنعها الأستاذان: محمد فؤاد عبد الباقي، ومحمد رشاد عبد المطلب. ومن إصداراتها: سمط اللآلئ لأبي عبيد البكري، تحقيق العلامة عبد العزيز الميمني الراجكوتي. 3- دار المعارف: ومن إصداراتها: مجموعة ذخائر العرب التي صدرت بإشراف: الشيخ أحمد شاكر، ومحمود شاكر، وحلمي عيسى، وطه حسين، وعبد السلام هارون. 4- معهد إحياء المخطوطات العربية: أنشئ سنة 1946م تابعًا للجامعة العربية، يمثل واحدًا من أنشطة اللجنة الثقافية بها، وكان على رأس هذه اللجنة د. طه حسين، كما كان يشرف عليها الأستاذ أحمد أمين، قام بتصوير المخطوطات وجمعها من مظانها. ومن إصداراته: لمحمد بن الحسن الشيباني كتاب السير الكبير، ومختار الأغاني لابن منظور، وكتب أخرى, ونشاطه الآن متوقف. 5- المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: أنشئ سنة 1980م تابعًا لوزارة الأوقاف، وأصدر طائفة كبيرة من كتب التراث.

_ 1 انظر التراث العربي ص59، والأعلام 1/ 101.

ومن أهم إصداراته: المقتضب للمبرد، والقراءات الشاذة لابن جني. 6- مجمع اللغة العربية: أنشئ سنة 1934م في عهد الملك فؤاد الأول. ومن إصداراته: عجالة المبتدي وفضالة المنتهي في الأنساب، لأبي بكر محمد بن موسى الحازمي، والأمثال للسرقسطي، والقلب والإبدال لابن السكيت. ويقوم الآن "وقت تأليف هذا الكتاب" بطبع كتاب غريب الحديث، لأبي عبيد القاسم بن سلام، والذي طبعته دائرة المعارف العثمانية بحيدر أباد بالهند سنة 1965م. 7- المجلس الأعلى للفنون والآداب: أعاد نشر بعض إصدارات دار الكتب المصرية, مثل: ديوان الهذليين، وشروح سقط الزند. ثانيًا: في خارج مصر: 1- في الأستانة، تركيا. مما نشر فيها: شرح كافية ابن الحاجب للرضي سنة 1275هـ. وطبعة جيدة لصحيح مسلم في ثمانية أجزاء سنة 1334هـ. 2- في بيروت. وتقوم أكثر جهود النشر فيها على تصوير إصدارات الآخرين، لكن هذا لا يمنع من وجود جهود طيبة في النشر، وبخاصة دار الفكر، ودار الثقافة بتوجيه د. إحسان عباس. 3- نشر التراث في العراق، وزارة الإرشاد العراقية. 4- نشر التراث في سوريا، منه الحكومي ممثلا في جامعة دمشق ووزارة الثقافة، ومنه الأهلي مثل المكتب الإسلامي بدمشق، ودار الرسالة.

5- نشر التراث في المملكة العربية السعودية ممثلا في مراكز إحياء التراث بالجامعة السعودية. 6- نشر التراث في الكويت، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية وجامعة الكويت ودور النشر الخاصة. 7- نشر التراث في قطر، وفيها نهضة واسعة لإحياء التراث تابعة للدولة بإشراف الشيخ عبد الله الأنصاري. 8- نشر التراث في المغرب العربي، وزارة الأوقاف ومؤسسات أهلية. 9- دائرة المعارف العثمانية بحيدر أباد الدكن, الهند. 10- كل هذه الدول -على اختلاف بيئاتها- ضمت مراكز متعددة لتحقيق التراث -كما أشرنا- وقد قدمت في هذا المجال الشيء الكثير حسب الإمكانات المتاحة لكل منها، وإن هذه المواطن شهدت نهضات متعددة في إصدارات للتراث، في كل فروع المعرفة الإسلامية، ورأينا دررًا فريدة أخرجت بسعر التكلفة، ووزع كثير منها هدايا لطلاب العلم1. 11- كذلك كان للمستشرقين جهود بارزة في نشر التراث وتحقيقه, أشرنا فيما مضى إلى جانب كبير منها.

_ 1 انظر: دليل المصادر في الفصل الثاني من الباب الأول من هذا الكتاب، وفيه إشارات إلى مواطن صدورها تؤكد ما ذكرته لك هنا من إسهامات الدول العربية وجامعاتها في تحقيق التراث.

الفصل الثاني: المخطوطات ومظانها في مكتبات العالم

الفصل الثاني: المخطوطات ومظانها في مكتبات العالم تمهيد: عرفنا فيما مضى أن المخطوط الذي يعتد به، ويمكن أن يدخل في دائرة التراث هو ما دون قبل دخول الطباعة الحديثة في العالم العربي بمائة عام على الأقل، قياسًا على الاصطلاح الأثري. وكانت المخطوطات من أبرز ظواهر الحضارة الإسلامية، وذلك أن المخطوط برغم ارتفاع ثمنه، والجهود الكثيرة المبذولة في نسخه تجده متوفرًا في خزانات الأمراء وذوي الشأن، حتى إن الكتاب الواحد تجد منه نسخًا كثيرة، وهذا الأمر لا يتوفر مثله للكتاب المخطوط في أوروبا وأمريكا. وكان اقتناء المخطوطات على امتداد التاريخ الإسلامي وفي عصور ازدهاره يعد رغبة يتنافس القوم فيها كما يتنافسون على اقتناء النفيس من الدرر والجواهر، وكل معدن كريم. وفي عصر الغفلة التي سادت هذه الأمة، وهجعت العيون البصيرة، ونامت النواظير عن الثعالب المتربصة، وجدنا أعدادًا من المستشرقين يجوسون خلال الديار يحملون كل ثمين من هذا التراث, إما بأجر زهيد منتهزين غفلة من هو تحت يده، أو خلسة وابتزازًا. وقد أشرت في غير هذا الموضع إلى ما جمعه المستشرقون الذين استوطنوا الشرق فترة, وأنهم حملوا معهم مئات بل آلافا من هذه المخطوطات أودعوها دور الكتب في عواصمهم الأوروبية. ولا تكاد تجد تراثا من العلم يزاحم خزائن العالم مثل تراث العرب والمسلمين. ومهمتنا في هذا الفصل أن نقدم أمرين: أولهما: التعريف بمظان المخطوطات في العالم.

والآخر: الإشارة إلى فهارس المخطوطات والمؤلفات التي وضعت لحصرها. على أني أريد أن أنبه إلى قضية هامة: أن المخطوطات -برغم الاصطلاح الذي وضعته لها- لا تزال قائمة في عصرنا ممثلة في الرسائل العلمية لدرجتي التخصص "الماجستير" والعالمية "الدكتوراه" وهي حبيسة مكتبات الجامعات في العالم العربي، ولا يتاح النشر إلا للقليل منها؛ إذ يتيسر لأصحابها سبيل أو آخر للنشر، حتى الرسائل التي يوصى بطبعها لا يرى النور منها إلا النزر اليسير، وهذا يعني احتباس جهود مضنية كان يمكن أن يستفيد بها عدد كبير من الباحثين. ومما يذكر ويشكر لوزارة الأوقاف العراقية أنها في خطتها الراشدة في نشر التراث؛ إذ بلغ ما أصدرته نحو اثنين وخمسين كتابا نجد فيها رسائل علمية للطلبة العراقيين نالوا بها درجات علمية من جامعات مصر وغيرها. طريقة معرفة أماكن المخطوطات: معرفة أماكن المخطوطات في غاية الأهمية بالنسبة لمن يريد تحقيق نص من نصوص التراث، ولأجل هذا كان لا بد من تقديم هذه المعلومات في هذا الفصل قبل أن نتناول مناهج التحقيق والخطوات التي تتبع فيه. ومن أجل البحث عن نسخ مخطوط من المخطوطات نتبع ما يأتي: 1- نرجع إلى فهارس المخطوطات العربية. 2- نرجع إلى ما تيسر من فهارس المكتبات العامة والخاصة، وكلما كان البحث شاملًا كان أدنى إلى الدقة، كما يمكن مراسلة المكتبات العلمية، وأصحاب المكتبات الخاصة لسؤالهم عن نسخ المخطوط. 3- الرجوع إلى أهل الخبرة في التحقيق, وفي العلم بالمخطوطات وأماكنها. الفهارس العامة للمخطوطات: هذه بعض الموسوعات التي نعدها فهارس عامة لمخطوطاتنا، وهي ثمرة من ثمار

جهود المستشرقين في خدمة التراث العربي والإسلامي، ثم شاركهم في هذه الخطة بعض ذوي النباهة من أبناء أمتنا، ومنها: 1- تاريخ الأدب العربي، لمؤلفه المستشرق الألماني كارل بروكلمان "1868-1956". صدر الجزء الأساسي منه في مجلدين عامي 1898، و1902 ثم أضاف المجلدات الثلاثة الكبيرة أعوام: 1937، و1938، و1942. قسم كتابه تقسيمًا زمنيًّا يعبر عن وجهة نظره في التطور التاريخي للأدب العربي، وهو: 1- الأدب القومي العربي "ويمتد إلى العصر الأموي". 2- الأدب الإسلامي، ويمتد إلى 1258م أي: سقوط الدولة العباسية تقريبًا. 3- تدهور الأدب الإسلامي, من حكم المغول إلى استيلاء العثمانيين على مصر سنة 1517م، ومن ذلك التاريخ حتى الحملة الفرنسية. 4- الأدب العربي الحديث. ويعقب على هذا بمجلد من ستمائة صفحة, يضم سجلًا للمؤلفين وعناوين الكتب. نقل هذا العمل إلى العربية باهتمام الثقافة بجامعة الدول العربية, فترجم الدكتور عبد الحليم النجار الأجزاء 1، 2، 3 وترجم د. رمضان عبد التواب، ود. يعقوب بكر الأجزاء 4، 5، 6 ثم توقفت الترجمة حتى الآن. وقد يتصور الإنسان من أول وهلة أن هذه الموسوعة كتاب في تاريخ الأدب، والحقيقة أنها سجل للمصنفات العربية المخطوط منها والمطبوع, وكذلك العلوم الإسلامية.

2- الذريعة في تصانيف الشيعة، لمؤلفه أغا بزرك "بزرخ" المدعو محمد محسن الطهراني 1293-1389. مؤلف من ستين مجلدًا مخطوطًا، طبع منه ثلاثة وعشرون جزءا. وهو عمل ببلوجرافي رائع لكل ما للشيعة من مصنفات. 3- تاريخ آداب اللغة العربية, جورجي زيدان 1861-1914. 4- تاريخ التراث العربي، فؤاد سزكين. وتولت جامعة الإمام محمد بن سعود ترجمته إلى العربية, وصدر منه عشرة أجزاء. 5- فهارس المكتبة العربية في الخافقين، يوسف أسعد داغر. وفي هذا المصنف وصف لبعض المخطوطات النادرة في العالم العربي. 6- الفهرس الإسلامي وذيله, ج. د. بيرش. يضم بحوثا ومقالات عن التراث الإسلامي والمخطوطات, نشرت في الفترة من 1906-1955م وقدم فيه عناوين 7200 كتاب. 7- المخطوطات العربية في العالم، فهرس لفهارسها باللغة الفرنسية أ. ج وهاوسمان، ليدن 1967. دليل إلى المكتبات التي بها مخطوطات: ولكي نتعرف على المكتبات العامة في العالم العربي والعالم الخارجي والتي بها مخطوطات عربية, نرجع إلى ما يأتي: 1- خزائن الكتب العربية في الخافقين, فيليب دي طرازي, بيروت سنة 1948. 2- فهارس المكتبات العربية في الخافقين, أسعد داغر, بيروت سنة 1947.

3- دليل دور المكتبات، ومراكز التوثيق، والمعاهد البيليوجرافية في الدول العربية, أحمد بدر, القاهرة سنة 1965. 4- دليل مكتبات القاهرة, جمعية مكتبات القاهرة, القاهرة سنة 1950. 5- خزائن الكتب في دمشق وضواحيها, حبيب الزيات, القاهرة سنة 1902. 6- نوادر المخطوطات العربية وأماكن وجودها, أحمد تيمور, نشر د. صلاح المنجد, بيروت 1980. 7- المخطوطات العربية في العالم, مراكزها, فهارسها, د. صلاح الدين المنجد. 8- المستشرقون, نجيب العقيقي, القاهرة 1980. ويمكن أن يستعان في ذلك أيضًا بكتابي: تاريخ الأدب العربي, كارل بروكلمان, وتاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين. أسماء بعض المكتبات التي تهتم باقتناء المخطوطات: الأردن: دار الكتب الأردنية, مكتبة الجامعة الأردنية "عمان". البحرين: دار مخطوطات البحرين, اليمامة. تونس: المكتبة الوطنية, المكتبة الأحمدية, مكتبة جامع الزيتونة, تونس, مكتبة الجامع الكبير, القيروان. الجزائر: مكتبة جامعة الجزائر, المكتبة الأهلية, مكتبة الجامع الكبير, مكتبة المتحف "الجزائر" المكتبة العربية بجامع الباي "بون" مكتبة البلدية "قسطنطينة". السودان: المكتبة العامة "أم درمان" مكتبة جامعة الخرطوم "الخرطوم". سوريا: دار الكتب الظاهرية, مكتبة جامعة دمشق, مكتبة متحف دمشق "دمشق" دار الكتب الوطنية، دار مكتبات الأوقاف الإسلامية "حلب".

العراق: المكتبة الوطنية, مكتبة جامعة بغداد, مكتبة الأوقاف العامة, مكتبة المتحف العراقي "بغداد". السعودية: مكتبة الحرم المكي "مكة" ومكتبة جامعة أم القرى، ومكتبة مركز البحث العلمي بالجامعة "مكة" ومكتبة عارف حكمت "المدينة المنورة" ودار الكتب الوطنية "الرياض". فلسطين: مكتبة المسجد الأقصى، المكتبة الخالدية "القدس". قطر: دار الكتب القطرية "الدوحة". الكويت: المكتبة العامة, مكتبة الأوقاف العامة, مكتبة جامعة الكويت "الكويت". لبنان: المكتبة الوطنية، مكتبة الجامعة الأمريكية "بيروت" مكتبة الجامع الكبير "صيدا, طرابلس". ليبيا: المكتبة الوطنية "طرابلس" المكتبة العامة "بنغازي" مكتبة جامعة بنغازي. مصر: مكتبة الأزهر, دار الكتب المصرية, معهد المخطوطات العربية, مكتبة جامعة القاهرة, مكتبة جامعة عين شمس "القاهرة" مكتبة جامعة الإسكندرية, مكتبة بلدية "الإسكندرية" كذلك مكتبات المحافظات، فكل محافظة فيها مكتبة عامة، ولا تخلو من بعض المخطوطات. المغرب: الخزانة الملكية، الخزانة العامة "الرباط" مكتبة جامعة الرباط، مكتبة الجامع الكبير "طنجة" مكتبة المتحف "طنجة" مكتبة جامعة القرويين, مكتبة جامع القرويين, مكتبة جامعة محمد الخامس "فاس". اليمن: مكتبة الجامع الكبير, خزانة وزرا "صنعاء" المكتبة السلطانية "مكتبة الشعب" "الملا" مكتبة الأحقاف "اليمن الجنوبية".

ثانيًا: في البلاد الإسلامية أفغانستان: مكتبة كلية الآداب, مكتبة المتحف "كتبخانة موزيم" مكتبة وزارة المطبوعات والإرشاد "كتبخانه وزارتى مطبوعات وإرشاد" مكتبة وزارة المعارف "كتبخانه وزارتى معارف" وهذه المكتبات في العاصمة "كابل". أندونيسيا: مكتبة متحف باتافيا "باتافيا". إيران: مكتبة جامعة طهران "كتابخانه دانشكاه تهران" مكتبة كلية الآداب "كتابخانه دانشكده أدبيات" مكتبة متحف إيران القديم "كتابخانه موزه إيران باستان". مكتبة سبهسالار "كتابخانه مدرسة عالى سبهسالا" المكتبة الوطنية "كتبخانه ملى". وكل هذه المكتبات في العاصمة طهران. وهناك: المكتبة الرضوية "كتابخانه أستان قدس" في مدينة شهد. ومكتبة أصفهان "كتابخانه أصفهان" أصفهان. ومكتبة آية الله المرعشي النجفي العامة "كتابخانه آية الله مرعشي نجفي" في مدينة "قم". باكستان: مكتبة جامعة البنجاب "لاهور" مكتبة دار العلوم الإسلامية "بشاور". تركيا: مكتبة رئاسة الشئون الدينية, مكتبة كليات الإلهيات, مكتبة المعارف, مكتبة كلية اللغة والتاريخ والجغرافيا "وكل هذه المكتبات في العاصمة أنقرة". مكتبة أياصوفيا, مكتبة الفاتح, مكتبة بايزيد العمومية، مكتبة إسكودار, مكتبة طوب قبوسراي, مكتبة نور عثمانية, مكتبة متحف الآثار، مكتبة عاطف أفندي، مكتبة راغب باشا، مكتبة ملث، مكتبة كوبريلي محمد باشا، مكتبة متحف البلدية، مكتبة المتحف العسكري، مكتبة محمد عاصم بك، مكتبة مرصد قنديلي، مكتبة جامعة إستانبول، مكتبة السليمانية العمومية.

وكل هذه المكتبات في مدينة إستانبول وحدها. وتوجد مكتبات متفرقة في مدن مختلفة، مثل: مكتبة زينل زاده "آق حصار" مكتبة آق شهر "آق شهر" مكتبة آق صفى "آق صفى" مكتبة أماسيا "أماسيا"، مكتبة تحسين أغا "أرحب"، مكتبة خليل حامد، مكتبة سامي قرة أغاج "إسبرطة" المكتبة الشعبية "إرفا". الهند: في بومباي: مكتبة جامعة بومباي، ومكتبة المسجد الجامع. وفي لكهنو: مكتبة دار العلوم، ومكتبة سلطان المدارس. وفي حيدر أباد: مكتبة أصفية، والمكتبة السعيدية العامة، ومكتبة الجامعة العثمانية، والمكتبة الملوكية. وفي رامبور: مكتبة ولاة رامبور، ومكتبة رضا العامة. وفي دوبند: مكتبة دار العلوم. وفي كلكتا: مكتبة الجمعية الآسيوية. وفي مدراس: مكتبة حكومة الهند الشرقية. وفي باتنا: المكتبة العمومية الشرقية. وفي بوهار: مكتبة بوهار. وفي موريتانيا: المكتبة الوطنية، نواكشوط. وفي نيجيريا: مكتبة متحف جوس, كارونا. ثالثًا: في أوروبا وأمريكا أسبانيا: في الأسكوريال: مكتبة الأسكوريال، وفي مدريد: المكتبة الوطنية ومكتبة غونتا.

وفي غرناطة: مكتبة جامعة غرناطة، وفي ليون: مكتبة كاتدرائية ليون. ألمانيا: في برلين: مكتبة برلين الأهلية، وفي بون: مكتبة جامعة بون، وفي ليبزج: مكتبة جامعة ليبزج. وفي جوتا: مكتبة جوتا، والمكتبة الدوقية، وفي إرلانجن: مكتبة جامعة إرلانجن، وفي توبنجن: مكتبة جامعة توبنجن، وفي ميونخ: المكتبة الوطنية، وفي هامبورج: المكتبة البلدية. إنجلترا: في لندن: مكتبة المتحف البريطاني، ومكتبة الجمعية الملكية الآسيوية، ومكتبة الدراسات الشرقية والإفريقية، ومكتبة المكتب الهندي، ومكتبة جامعة لندن. وفي كمبردج: مكتبة جامعة كمبردج، وفي أكسفورد: مكتبة بودلي، وفي مانجستر: مكتبة رايلاند. إيطاليا: في روما: مكتبة الفاتيكان، ومكتبة روما الأهلية، وفي تورينو: المكتبة الوطنية. وفي بالرمو: المكتبة الوطنية، وفي فلورنسا: المكتبة الوطنية، وفي ميلانو: مكتبة إمبروزيانا. البرتغال: في لشبونة: المكتبة الأهلية، ومكتبة أكاديمية العلوم. بلجيكا: مكتبة جامعة لوفن، لوفن. بلغاريا: دار الكتب الوطنية، صوفيا. بولندا: مكتبة جامعة برسلاو، برسلاو. تشيكوسلوفاكيا: المكتبة الأهلية, براغ, ومكتبة جامعة براتيسلافا, براتيسلافا. الدانمارك: في كوبنهاجن: مكتبة هافينا الملكية، ومكتبة جامعة كوبنهاجن. روسيا: في موسكو: مكتبة أكاديمية العلوم، معهد الشعوب الآسيوية، وفي

قازان: مكتبة جامعتها، وفي طشقند: مكتبة أكاديمية العلوم، وفي ليننغراد: مكتبة المتحف الآسيوي، ومكتبة جامعة بطرسبرج. وفي السويد: في أوبسالا: مكتبة جامعة أوبسالا، وفي أستوكهولم: المكتبة الملكية. وفي سويسرا: في جنيف: مكتبة مدينة جنيف، وفي زيورخ: المكتبة المركزية. فرنسا: في باريس: المكتبة الوطنية، ومكتبة الجمعية الآسيوية، وفي مرسيليا: المكتبة البلدية. فنلندا: في هلسنكي: مكتبة جامعة هلسنكي. النمسا: في فينا: المكتبة الأهلية، ومكتبة الأكاديمية الشرقية. هولندا: في أمستردام: المكتبة الملكية، وفي ليدن: مكتبة جامعة ليدن، ومكتبة بريل. وفي الولايات المتحدة الأمريكية: في واشنطن: مكتبة الكونجرس، وفي نيويورك: مكتبة جامعتها، والمكتبة العامة، ومكتبة جامعة كولومبيا، وفي نيوهاتن: مكتبة جامعة ييل، ومكتبة الجمعية الأمريكية الشرقية، وفي شيكاغو: مكتبة المعهد الشرقي، وفي فيلادلفيا: مكتبة فيلادلفيا، ومكتبة جامعة بنسلفانيا، وفي برنستون: مكتبة جامعتها، وفي آن آربون: مكتبة جامعة ميتشجن، وفي كمبردج: مكتبة جامعة هارفارد1.

_ 1 هذا البيان اعتمدنا فيه على مراجع عدة، وفهارس متنوعة، وعلى رأس هذه المصادر، فهارس المكتبة العربية في الخافقين لأسعد داغر، وتاريخ الأدب العربي لبروكلمان، وتاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين.

فهارس المخطوطات: أولًا: في البلاد العربية مصر: 1- فهارس الكتب المحفوظة "بدار الكتب" الكتبخانة الخديوية, القاهرة 1305-1311= 1888-1893. 2- فهرست المخطوطات "بدار الكتب" الكتبخانة التي اقتنتها من 1936-1955, عمل فؤاد سيد 1961. 3- فهرس الخزانة التيمورية, القاهرة 1948-1950. 4- فهرس المخطوطات المصورة من الدول الأخرى, القاهرة 1948-1960. 5- فهرس المكتبة الأزهرية 1365-1371هـ= 1946-1950. 6- قائمة ببليوجرافية للمخطوطات التي تم تصويرها في مكتبة الأزهر وأروقته، القاهرة 1964. 7- فهرس مخطوطات دار الكتب المتعلقة بالطب والصيدلة, سامي خلف, محمد البشير الشندي 54, 1955. 9- فهرس مخطوطات المسجد الأحمدي بطنطا, علي سامي النشار, وعبده الراجحي، وجلال أبو الفتوح, الإسكندرية 1951. 10- فهارس مكتبة فاروق بالإسكندرية, محمد البشير شندي سنة 1951. 11- فهرس الكتب والمخطوطات المحفوظة في خزانة الأمير إبراهيم حلمي, بمكتبة الجامعة المصرية 1933م. 12- الفهارس القديمة للكتبخانة المصرية "1290هـ" وذيل هذا الفهرست 1292هـ.

13- فهرس مكتبة مختار بك بالقاهرة سنة 1936م. 14- فهارس المخطوطات القبطية والعربية, الموجودة بالمتحف القبطي والبطريركية، القاهرة سنة 1942م. تونس: 15- فهرس مخطوطات المكتبة الأحمدية بتونس "خزانة جامع الزيتونة" عبد الحفيظ منصور، بيروت سنة 1969م. 16- فهرس المخطوطات والمطبوعات, ب. رو. تونس 1900م. 17- فهرس المخطوطات, إصدار دار الكتاب الوطنية بتونس 1977م. الجزائر: 18- فهرس مخطوطات مكتبة متحف الجزائر، فانيان, باريس سنة 1893م. 19- فهرس مخطوطات مكتبة الجامع الكبير بالجزائر، محمد بن شنب سنة 1909م. 20- فهرس المخطوطات العربية بالمكتبة الرئيسية بمدرسة تلمسان كور، الجزائر 1907م. المغرب: 21- المخطوطات العربية بالرباط، ليفي بروفنسال 1921م. 22- خزانة القزويني ونوادرها، معهد المخطوطات العربية، القاهرة 1959م. 23- فهرس المخطوطات العربية المحفوظة في الخزانة العامة برباط الفتح، المغرب الأقصى، عبد الله الرجراجي 1958م. 24- المخطوطات العربية بمكتبتي فاس "القزويني وسيف" باسية، الجزائر 1883م.

لبنان: 25- فهرس المخطوطات في لبنان, نصر الله, بيروت 1958-1961م. 26- مخطوطات الخزانة المعلوفية "خزانة إسكندر عيسى معلوف" بيروت 1926م. 27- فهرس مخطوطات المكتبة الشرقية لجامعة القديس يوسف عبده خليفة اليسوعي, بيروت 1951-1964م. 28- فهرس مخطوطات دار الكتب الوطنية، بيروت 1965. 29- فهرس المخطوطات العربية في مكتبة فروج سلاطيان, صلاح الدين المنجد, بيروت 1965. فلسطين: 30- الفهارس التحليلية لمخطوطات طور سيناء العربية, عزيز سوريال ترجمة جوزيف نسيم, الإسكندرية 1970. 31- برنامج المكتبة الخالدية العمومية، محمد بن محمود الحبال، القدس 1318= 1900م. 32- فهرس المخطوطات العربية بدير الروم الأرثوذكس، كويكوليدس، القدس 1901. 33- مخطوطات البحر الميت. سوريا: 34-47: ثلاثة عشر فهرسا لدار الكتب الظاهرية بدمشق أنشئت تباعًا: أولها: فهرس التاريخ وملحقاته الجزء الأول من عمل د. يوسف العش سنة 1947, وآخرها: الجزء الأول من علوم التصوف، عمل محمد رياض المالح، دمشق 1987م.

48- فهرس المخطوطات المصورة في مكتبة معهد التراث العلمي العربي, جامعة حلب 1401هـ- 1980م. العراق: 49- فهرس مخطوطات مكتبة الأوقاف العامة في الموصل، سالم عبد الرزاق أحمد 1979م. 50- فهرس المخطوطات العربية في مكتبة الأوقاف ببغداد، عبد الله الجبوري. 51- فهرس مخطوطات المجمع العلمي العراقي، بغداد. 52- فهرس عناوين المخطوطات في مكتبة الدراسات العليا بكلية الآداب جامعة بغداد 1979م. 53- فهرس المخطوطات المصورة بكلية الآداب، جامعة بغداد سنة 1977م. 54- الكشاف عن مخطوطات خزائن كتب الأوقاف، محمد أسعد أطلس، بغداد سنة 1372= 1953م. 55- المستدرك على الكشاف السابق، عبد الله الجبوري، بغداد سنة 1965م. 56- فهرس المخطوطات المهداة إلى المكتبة السابقة من حسن الأنكرلي, بغداد، عبد الله الجبوري، النجف 1967م. 57- مكتبة الأوقاف العامة، تاريخها، نوادر مخطوطاتها، عبد الله الجبوري, بغداد سنة 1969م. 58- فهرس المخطوطات العربية في خزانة قاسم محمد الرجب, بغداد, كوركيس عواد سنة 1965م. 59- فهرس مخطوطات الشيخ محمد الرشتي، المهداة إلى مكتبة الإمام الحكيم العامة، النجف الأشرف, السيد أحمد الحسيني سنة 1931م.

60- فهرس مخطوطات خزانة الروضة الحيدرية في النجف، السيد أحمد الحسيني. 61- مخطوطات المكتبة المركزية في الموصل، سعيد الديوهجي 1967. 62- فهرس مخطوطات مكتبة الحكيم العامة، النجف، محمد مهدي نجف 1389هـ- 1969م. 63- فهرس المخطوطات المصورة في مكتبة الإمام الحكيم العامة، محمد مهدي نجف سنة 1979م. 64- مخطوطات المكتبة العباسية بالبصرة، علي الخاقاني، بغداد سنة 1961. 65- فهرس المخطوطات العربية المصورة في العراق من قبل اليونسكو، مصطفى مرتضى الموسوي. 66, 70- المخطوطات العربية في مكتبة المتحف العراقي، خمسة أجزاء في: التاريخ والأدب والطب والصيدلة، عمل كوركيس عواد من سنة 1957-1959، والموسيقى والغناء، واللغويات، من عمل أسامة ناصر النقشبندي1. 71- فهرس مخطوطات خزانة يعقوب سركيس، المهداة لجامعة الحكمة ببغداد، عمل كوركيس عواد سنة 1966. 72- الآثار الخطية في المكتبات القادرية في جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني، بغداد، د. عماد عبد السلام. 73- مخطوطات الموصل، داود الحلبي، بغداد 1927. 74- مختارات من معرض مخطوطات الموصل 1979. المملكة العربية السعودية: 75، 78: فهارس مخطوطات جامعة الرياض، وجامعة الإمام محمد بن سعود

_ 1 صدر فهرس الموسيقى والغناء سنة 1979، وفهرس اللغويات سنة 1969.

الإسلامية بالرياض أيضًا، وفهرس مخطوطات المكتبة المركزية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، من عمل حسن أبي صالح الناغي، وفهرس المصورات الميكروفيلم بمركز البحث العلمي وإحياء التراث، جامعة أم القرى، مكة1. 79- نفائس المخطوطات في دور كتب المدينة، عمل حسين الكسم 1928م. 80- مخطوطات المدينة المنورة، عمل يحيى الساعاتي، وعبد العزيز الفر, وعبد الله سالم القحطاني 1393هـ. 81- المنتخب من مخطوطات المدينة المنورة, عمر رضا كحالة، دمشق 1973م. 82- فهرس وصفي للمجموعة التاريخية للمخطوطات العلمية في مكتبة عارف حكمت، د. عباس طاشكندي. البحرين: 83- فهرس مخطوطات البحرين، بيروت 1977م. اليمن: 84- فهرس الخزانة المتوكلية بالجامع المقدس بصنعاء. 85- فهرس مخطوطات المكتبة الغربية بالجامع الكبير بصنعاء، أحمد محمد عيسوي، ومحمد سعيد المالح. 86- قائمة بالمخطوطات العربية المصورة بالميكروفيلم من الجمهورية العربية اليمنية، القاهرة، دار الكتب سنة 1967. المخطوطات العربية في العالم: تزخر مكتبات العالم شرقه, وغربه بالمخطوطات العربية، وقد ذكرت فيما مضى مكتبات العالم، أو بعبارة أدق: أشهرها، والتي تحوي نفائس المخطوطات.

_ 1 كل جامعة لها فهرس أو فهارس لمخطوطاتها، وتطلب من مظانها في الجامعة.

فمن بلاد العالم الإسلامي: أفغانستان، وأندونيسيا، وإيران، وباكستان، وموريتانيا، ونيجيريا، والهند، وتركيا. وفي العالم الغربي: أسبانيا، وفرنسا، وفنلندا، والنمسا، وروسيا، وإيطاليا، وإنجلترا، وأيرلندا، وألمانيا. وترى في المكتبات المتعددة في هذه البلدان والتي أشرنا إليها آنفًا، فهارس متقنة صنعت لهذه المخطوطات تيسر على الباحث سبل الحصول عليها، وقد توفر على إعداد هذه الفهارس أعلام من العرب وغيرهم. ولا أريد أن أشغل هذه الصفحات بذكر هذه الفهارس، وحسبي أن أدل الباحث على عدد من المراجع الهامة تدله على فهارس هذه المخطوطات في مكتبات العالم عدا الدول العربية التي ذكرت فهارس المخطوطات فيها، ومن هذه المراجع: 1- فهارس المكتبة العربية في الخافقين, لأسعد داغر، بيروت سنة 1947. 2- تاريخ الأدب العربي, بروكلمان. 3- تاريخ التراث العربي، فؤاد سزكين. 4- دليل المراجع العربية والمعربة، عبد الجبار عبد الرحمن، البصرة سنة 1970. 5- المصادر العربية والمعربة، د. محمد ماهر حمادة، مؤسسة الرسالة سنة 1972. 6- قواعد فهرسة المخطوطات العربية، د. صلاح الدين المنجد، بيروت 1976. 7- دليل المراجع العربية، عبد الكريم الأمين، بغداد 1970. 8- المخطوطات العربية في العالم، مراكزها وفهارسها، د. صلاح الدين المنجد.

الفصل الثالث: تحقيق التراث

الفصل الثالث: تحقيق التراث ... معنى التحقيق: الحق: هو الأمر الثابت والواجب, حققت الأمر: إذا بحثت عن وجه الحق فيه وصرت منه على يقين. والمحقق: هو من يتحرى الحق فيما يقول وما يعمل, ويقال: تحقق عنده الخبر أي: صح، وحققت قوله وظنه تحقيقا أي: صدقت, وكلام محقق أي: رصين1. معنى هذا أن لفظ التحقيق يدور حول الصحة والثبات واليقين والبعد عن الزيف. وكلمة التحقيق في تراثنا لها معنى يختلف عن معناها الاصطلاحي المعاصر، إذ هي تعني عملا علميا يتناول المسألة بالبحث ويتحرى وجوه الخلاف، ويحدد محل النزاع، ويخرج برأي في المسألة يقرب من الصواب ويبعد عما في الآراء المتناقضة من أوهام؛ ولذلك نرى في كتب التراث هذه العبارة: ويرى المحققون كذا، أو: وذلك عند المحققين. وأما كلمة "التحقيق" هذا المصطلح المعاصر، والسائد في هذه الأيام فتذكر مقرونة إما بلفظ "النصوص" أو المخطوطات، أو التراث؛ فيقال: تحقيق النصوص، أو تحقيق المخطوطات، أو تحقيق التراث. وبإضافتها لهذه الألفاظ يتحدد المفهوم الحديث لها. مع ملاحظة أن المفهوم الحديث للفظ "النص" وهو: صيغة الكلام الأصلية التي وردت من المؤلف2, يختلف عن معناه المعجمي، نقول: نصصت الحديث أنصه: إذا أظهرته3 وجاء في مجالس ثعلب: وقال أبو العباس: نصه أي: ظهره، وكل مظهر فهو منصوص، وأصله من نصه: أقعده على المنصة4.

_ 1 انظر الصحاح للجوهري جـ4 باب القاف, فصل الحاء. 2 انظر: المعجم الوسيط, المجمع اللغوي بالقاهرة. 3 جمهرة اللغة, لابن دريد "مادة: نص". 4 مجالس ثعلب جـ1 ص10.

ولعل المعنى الحديث يرجع بسبب إلى المعنى القديم؛ لأن الظهور والوضوح والالتزام سمة للنص بمفهومه المعاصر الذي يعني تحديد كلام معين على الصورة التي صدرت من قائله. ولا يوجد اختلاف واضح بين الألفاظ الثلاثة التي تضاف لكلمة تحقيق؛ لأن التراث مخطوط باليد، وهو لا يعدو كونه مجموعة من النصوص. على ضوء هذا نستطيع أن نقول: إن تحقيق النصوص أو المخطوطات يعني اتباع وسائل معينة للوصول بالنص المخطوط إلى الصورة التي يغلب على الظن أنها كلام المؤلف الذي نسب إليه هذا النص. يقول الأستاذ عبد السلام هارون في تعريف الكتاب المحقق بأنه: الذي صح عنوانه، واسم مؤلفه، ونسبة الكتاب إليه، وكان متنه أقرب ما يكون إلى الصورة التي تركها مؤلفه1. هل العرب عرفوا تحقيق النصوص قديما بالمعنى الذي عرفت به حديثًا؟: أستطيع أن أقول: إن أسلافنا الأوائل عرفوا التحقيق بمعناه المعاصر أو على صورة قريبة منه. فهم عرفوا "الضبط" بمعنى عملية تقويم نص الكتاب والتأكد من صحته. نقول كما جاء في المعجم الوسيط: ضبط الكتاب ونحوه: أصلح خلله وشكله، وضبط الكتاب بمعنى: تقويمه وتصويبه، مأخوذ من الضبط والرواية الشفوية. وعرفوا "التحرير" وهو مرادف للفظ الضبط؛ إذ يريدون به تأكيد الكتابة والتأكد من صحتها أيضًا، وهو تحرير الكتاب من العناصر الزائفة والدخيلة التي حشرت بمرور الزمن. وأما المقابلة فهي مقابلة نسخ الكتاب المختلفة بعضها على بعض, من أجل ضبط النص وتصحيحه.

_ 1 انظر: تحقيق النصوص ونشرها ط2 ص29 عبد السلام هارون.

ومما يدل على أن هذه الأعمال الثلاثة التي تعد من جوهر عملية التحقيق عرف بها أسلافنا الأوائل, هذه الأحداث التي أسوقها فيما يلي: جاء في جذوة المقتبس: أمرنا الحكم المستنصر بالله -رحمه الله- بمقابلة كتاب العين للخليل بن أحمد مع أبي علي إسماعيل بن القاسم البغدادي، وأحضر من الكتاب نسخا كثيرة، في جملتها نسخة القاضي منذر بن سعيد التي رواها بمصر عن ابن ولاد، فمر لنا صور من الكتاب بالمقابلة1. ويقول الأستاذ علي النجدي ناصف في كتابه سيبويه إمام النحاة: كان للقدماء عناية ملحوظة بضبط النصوص، والمحافظة على صحتها، وكانوا يروون أخبارها بالسند حتى يرفعوها إلى أصحابها على نحو ما كانوا يصنعون بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانوا ينسبون نسخ الكتاب التي يكتبونها فرعا إلى أصل حتى يبلغوا بها أوائلها التي تحدرت منها، وكانوا يقرءونها معارضة على الأصول التي ينقلون عنها2. إن هذه الأحداث تعني أن العرب عرفوا التحقيق قبل الأوروبيين بزمن مديد، لكنه لم يكن عندهم علم يدرس على أيدي الشيوخ أو المدارس ومراكز البحث، وإنما كان أسلوبا يهدف إلى الحفاظ على النص، وتيسير أسباب سلامته3. غير أن المحققين المعاصرين زادوا أشياء هي أدنى إلى الصنعة، لكنها خبرات عرفوها ممن سبقوهم مثل: علامات الترقيم، والتبويب الجيد، والفهارس المتعددة التي تيسر البحث للأجيال المقبلة.

_ 1 جذوة المقتبس ص51. 2 سيبويه إمام النحاة ص154 وما بعدها. 3 جاء في أول النسخة الخطية لكتاب سيبويه المحفوظة في دار الكتب برقم 140 عن تحقيق نسبتها وموادها: "قال أبو عبد الله محمد بن يحيى: قرأت على ابن ولاد، وهو ينظر في كتاب أبيه، وسمعته يقرأ على أبي جعفر أحمد بن محمد, أبو جعفر عن الزجاج عن المبرد، ورواه المبرد عن المازني عن الأخفش عن سيبويه".

مراحل التحقيق: في الفصل الأول من هذا الباب تحدثنا عن التراث والجهود في نشره، كما أشرنا إلى المراحل التي مرت بها حركة النشر، وأنها انتهت إلى صورتها المثلى فيما سمي بالتحقيق. ومن هنا أستطيع أن أحيل القارئ إلى ما كتبته عن مراحل نشر التراث؛ إذ هي في حقيقتها تصور المراحل التاريخية لتحقيق التراث. وكانت البداية -كما ذكرنا- مجرد طباعة للمخطوطات بآلة الطباعة في صورتها الأولى التي اكتشفت بها؛ من غير اهتمام بمقابلة النسخ، ولا التصحيح، ولا الفهرسة لها. ثم جاءت مطبعة بولاق فكانت مطبوعاتها خطوة هامة على طريق التحقيق، وكان فيها مصححون على درجة عالية من الكفاءة والخبرة، فكانت المطبوعات تخرج من أيديهم غاية في الصحة والإتقان، بالرغم من أنهم أحيانا كانوا يطبعون أكثر من كتاب في مطبوع واحد، لكنهم لم يأخذوا بوسائل التحقيق ومناهجه العلمية التي عرفت بعد. وفي المرحلة التالية التي ظهر فيها أعلام الناشرين ونابهوهم, رأيناهم قد خطوا خطوات واسعة نحو التحقيق بمعناه الصحيح من حيث ذكر المخطوطات وأوصافها، وإثبات صور لبعض صفحاتها وإن لم يتم ذلك على الوجة الأكمل. وبرغم هذا طبعت أمهات الكتب وكثير من الموسوعات العلمية، وتخلصت الكتب من شكلها التقليدي, وهو جمع أكثر من كتاب في مطبوع واحد. ثم انتهينا إلى الصورة الكاملة للتحقيق العلمي، تراعى فيها أصوله ومناهجه وظهر فيها محققون مبرزون، كما ظهرت هيئات تتوفر على التحقيق، وتضع له قواعده وتقوم بتعليمه لأجيال العلماء، لتظل عملية نشر التراث قائمة، ومسيرته مستمدة وصلا لحاضرنا بماضينا المجيد.

ومن هذه الهيئات: دار الكتب المصرية، والقسم الأدبي بها، ومعهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية، ومراكز تحقيق التراث الملحقة ببعض الجامعات في العالم العربي، بجانب دور النشر البارزة التي كان يهيمن عليها علماء، وكانوا يعدون نشر التراث وتحقيقه رسالة لا وسيلة للكسب. أضف إلى هذا وذاك بعض الشخصيات العلمية التي عرفت بالتحقيق العلمي, حتى إن الواحد منهم كان يعد مدرسة في هذا الصدد، له تلاميذه ومريدوه الذين تمرسوا على يديه المهمة الصعبة. وكان للاتصال بالمستشرقين -ولهم سابقة في هذا المجال وسبق إليه- دور هام في نشر التحقيق، ومناهجه، والوسائل العلمية التي ينبغي أن تتبع حتى يخرج النص على صورة سليمة قويمة1. شروط المحقق: الباحث الذي يريد التصدي لتحقيق مخطوط عربي ينبغي أن يكون ملما بالخبرات العلمية والعملية التالية: وأولها: المعرفة باللغة العربية بكل مستوياتها: صوتية وصرفية ونحوية، مع الخبرة بأساليبها وخصائص التعبير فيها، ولغات القبائل، والغريب. وكذلك معرفة بالخطوط العربية، والمراحل التاريخية لتطور الخط العربي، وما يتميز به كل نوع من أنواع الخطوط، فالخط المشرقي يختلف في بعض الأمور عن الخط المغربي؛ إذ إن الأخير تتشابه فيه الفاء مع القاف في أن الإعجام بنقطة واحدة توضع فوق الحرف في القاف وتحت الحرف في الفاء. وبجانب ذلك لا بد أن يكون على دراية جيدة بالببليوجرافيا العربية، وفهارس وقوائم الكتب العربية، المطبوع منها والمخطوط.

_ 1 ارجع إلى الفصل الخاص بمراحل نشر التراث من هذا الكتاب.

وقد قدمت في الفصول السابقة إلماما كافيا بهذه الأمور. ثم المعرفة بأصول التحقيق وقواعده وأصول نشر الكتب. هذه شروط عامة. وهناك شروط خاصة تختلف باختلاف الكتاب الذي يتصدى الباحث لتحقيقه. فإذا كان المخطوط في النحو، فلا بد أن يكون ملما بقواعد هذا العلم واصطلاحاته ومدارسه وتاريخه ونشأته وأعلامه المشهورين فيه وبالمكتبة النحوية المطبوعة, والمخطوطة. وبجانب ذلك علوم اللغة الأخرى وآدابها، وكذا العلوم الأخرى التي تربطها بالنحو صلة ما، كالمنطق، والفلسفة، وعلم الكلام، وعلم أصول الفقه. وكذلك إذا كان البحث بصدد تحقيق كتاب فقهي, فإنه يطالب بالإلمام بأحكام الفقه ومدارسه وأصوله، وأساليب الفقهاء، وتاريخ الفقه، ونشأة الاجتهاد، وكذلك المنطق الذي هو آلة العلماء، ثم الخبرة الكافية بالمصنفات الفقهية، المخطوط منها والمطبوع. وقل مثل ذلك في مخطوط في العقيدة. أو في التفسير وعلوم القرآن. أو في الحديث الشريف وعلومه. وهذا كله بجانب صفات خُلُقية لازمة للباحث كالأمانة في النقل، والحيدة في الحكم، والنزاهة في النقد. وأن يتوخى الإجادة والإتقان حتى يخرج النص المحقق على أحسن وجه, وأكمل صورة.

أصول التحقيق وقواعده: أصبح التحقيق في المرحلة الراهنة عملا علميا يستند إلى أصول وقواعد منهجية يلزم اتباعها, حتى يخرج النص في صورة يغلب على الظن كما قلنا: إنها أقرب صورة لما كتبه المصنف. ولأن التحقيق في الفترة الأخيرة دخل في دائرة البحوث الجامعية، وأصبحت أعمال التحقيق مؤهلة لصاحبها للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه، رأيناه قد أخذ بعدًا، لم يكن مطروحا لدى كبار المحققين من العرب والمستشرقين، وذلك بأن يتحول التحقيق إلى دراسة للنص، وثوثيق النقول وتحقيق الخلاف، والترجمة للأعلام, ونحو ذلك. وهذا البعد -كما أشرت سابقًا- كان معروفا عند أسلافنا، ومن كان يتصدى منهم لذلك كانوا يعرفون بالمحققين؛ إذ يحسمون الرأي في المسائل الخلافية باجتهاد وسط أقرب إلى الاعتدال. لكن الالتزام بقواعد التحقيق النصي يصبح هو المسئولية الأولى، وسنبسطها هنا بإذن الله وحده. خطوات التحقيق: عندما يتخير الباحث كتابا من كتب التراث يتصدى لتحقيقه يكون مطالبا بالتزام الخطوات التالية حتى يخرح عمله على الصورة اللائقة، ويكون جهده في الوقت نفسه مثمرًا ومفيدًا: الخطوات الأولى: أن يطمئن إلى أن هذا المخطوط لم يسبق تحقيقه في مكان ما، وقد يكون سبق نشره، ولكنه مجرد نشر بدون تحقيق، مثل هذا لا بأس من تحقيقه؛ لأن النشر في بداية الأمر -كما عرفنا- كان مجرد طباعة فحسب، لكن بالتحقيق ستكون الفائدة أكبر وأعظم، وانتفاع الباحثين به أكثر.

وهذا الأمر يتطلب من الباحث مراسلة المؤسسات المعنية بالتحقيق, والآن صدرت مجلة عن معهد المخطوطات التابع للجامعة العربية، وفيها إشارات لأعمال التحقيق التي تقع في ساحة العالم العربي وجامعاته، بجانب مجلات كثيرة لها هذا الاهتمام. وهناك جمعية إحياء التراث بالكويت ولها مراكز للمخطوطات, وتتصدى لمثل هذا الأمور1. الخطوات الثانية: جمع أكبر قدر متاح من نسخ المخطوطة المراد تحقيقها. ويمكن الحصول عليها بمتابعة فهارس المخطوطات التي أثبتنا أكثرها في الفصل السابق؛ لتكون بين يدي الباحث، بالإضافة إلى المجلات والدوريات المعنية بالتراث عربية وأجنبية، نذكر منها ما يلي: 1- مجلة اللغة العربية، بالقاهرة. 2- مجلة المجمع العربي، بدمشق. 3- مجلة المجمع العربي العراقي، ببغداد. 4- مجلة التراث العربي، بدمشق. 5- مجلة اللسان العربي، بالرباط. 6- مجلة معهد المخطوطات العربية، بالقاهرة "الكويت الآن". 7- مجلة "اليونسكو للمكتبات، بالقاهرة". 8- مجلة "مجمع اللغة العربية، بعمان".

_ 1 عنوانها: مركز المخطوطات والتراث، جمعية إحياء التراث الإسلامي ص. ب 5585 الصفاة، الكويت, الرمز البريدي 13056.

9- مجلة "عالم الكتب, بالرياض". 10- النشرة البيلوجرافية اللبنانية, دار الكتب الوطنية, بيروت. 11- البيلوجرافيا الجزائرية, المكتبة الوطنية, الجزائر. 12- إعلامات بيلوجرافية, دار الكتب الوطنية, تونس. ومن الدوريات الأجنبية المعنية بشئون المخطوطات العربية: 1- المجلة الآسيوية الفرنسية, ورمزها: JAF. 2- مجلة الإسلاميات "إسلاميكا" ورمزها: ISIGA. Journal Asia Tique Franciais Islamica. Ed A. Fischer et E. Leipzig. 1927 3- مجلة الدراسات الإسلامية, ورمزها: REI Revue des Etudes IsIamiques. 4- مجلة عالم الإسلام، ورمزها: RMM. Revue Du Monde Musulman وهناك دوريات كثيرة بالعربية واللغات الأوروبية غير ما ذكرت. وارجع إلى: الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الألمانية, رودي بارت, ترجمة الدكتور مصطفى ماهر, القاهرة، وكذلك مثال: ما أسهم به المستشرقون الأسبان في الدراسات الأندلسية الإسلامية، د. محسن جمال الدين, مجلة المورد, بغداد مجلد 9 عدد 4 سنة 1401هـ -1981م, والمستشرقون للأستاذ نجيب العقيقي، واقرأ كذلك بروكلمان في تاريخ الأدب العربي، واقرأ تاريخ التراث لفؤاد سزكين.

المرحلة الثالثة: اعتماد النسخة الأصل قد يكشف البحث عن نسخ أخرى للمخطوط أنه ليس له إلا نسخة واحدة فريدة، وعند ذاك لا مفر من الاعتماد واعتبارها أصلًا. وقد حققت كتب كثيرة اعتمادًا على نسخة واحدة, ومن ذلك: 1- كتاب شرح أبيات سيبويه، لأبي جعفر النحاس "358هـ". ولا توجد له إلا مخطوطة واحدة محفوظة بمكتبة أحمد الثالث بطوب قبو في إستانبول تحت رقم 2635. وقد اعتمد هذه النسخة المحققان: د. زهير غازي زاهد في طبعته الأولى سنة 1974 النجف بالعراق، والأستاذ أحمد خطاب في طبعته الأولى سنة 1974، مطابع المكتبة العربية في حلب. 2- التوطئة لأبي علي الشلوبين "645هـ" وليس لهذا الكتاب إلا نسخة وحيدة محفوظة في دار الكتب المصرية تحت رقم "668هـ" نحو تيمور، وقد اعتمدها د. يوسف أحمد المطوع، وحقق هذا الكتاب وصدرت طبعته الأولى سنة 1973م. 3- كتاب منال الطالب شرح طوال الغرائب، لأبي السعادات مجد الدين بن الأثير المتوفى سنة 606هـ، لا توجد له إلا نسخة وحيدة احتفظت بها الخزانة العامة بمدينة الرباط، بالمغرب تحت رقم 182 أوقاف، وقد اعتمد الدكتور محمود الطناحي هذه النسخة في تحقيق الكتاب، وصدر في مجلد واحد عن مركز البحث العلمي وتحقيق التراث، بجامعة أم القرى، مكة المكرمة 1984. تعدد النسخ: أما إذا تعددت النسخ، وتفاوتت درجاتها من حيث الزمن وجودة الخط، وشخصية الناسخ ونحو ذلك، فإنه يلزمنا أن نعمل مفاضلة نستخرج على أساسها نسخة نعدها أصلا، نقابل عليه النسخ الأخرى وتذكر وجوه الاختلاف بينها.

وتقوم المفاضلة على الأسس التالية، أو قل: على هذا الترتيب من حيث الأهمية: 1- النسخة المكتوبة بخط المؤلف. 2- النسخة التي أملاها المصنف على طلابه. 3- نسخة قرأها المؤلف بنفسه، وكتب بخط يده عليها ما يثبت قراءته لها. 4- نسخة قرئت على المؤلف, وأثبت عليها ما يفيد سماعه لها. 5- نسخة منقولة عن نسخة المؤلف، أو قوبلت على نسخة المؤلف. 6- نسخة كتبت في عصر المؤلف، وأثبتت عليها سماعات من العلماء. 7- نسخة كتبت في عصر المؤلف وليس عليها سماعات. 8- نسخة كتبت بعد عصر المؤلف وليس عليها سماعات. وهناك اعتبارات أخرى تجعل بعض النسخ أولى من بعض في الثقة كصحة المتن، ودقة الكاتب, وقلة الإسقاط1. وإذا كان بين أيدينا نسختان: نسخة قديمة كثيرة التصحيفات، والتحريفات, والنقصان، وأخرى حديثة لكنها صحيحة, فالأولى الاعتماد على الحديثة الصحيحة؛ لأن سلامة النسخة الحديثة يكون راجعًا إلى كونها مكتوبة بخط ناسخ محقق، له دراية فأصلح الخطأ وقومه أثناء عملية النسخ، وقد تكون النسخة الحديثة منقولة عن نسخة أخرى قديمة صحيحة، وتسرب إليها التلف. أيا ما كان الأمر، فإن هذا المنهج الذي ذكرناه في الموازنة بين النسخ المتعددة أفضل بكثير من المنهج الذي ذكره برجستراسر في المفاضلة بين النسخ؛ إذ جعله قائمًا على الأسس التالية: 1- النسخ الكاملة أفضل من النسخ الناقصة. 2- الواضحة أحسن من غير الواضحة.

_ 1 تحقيق النصوص ونشرها ص35، عبد السلام هارون ط. الثانية 1385-1965م.

3- القديمة أفضل من الحديثة. 4- النسخ التي قوبلت بغيرها أحسن من التي لم تقابل1. ذلك لأن هذه الأسس عامة وينقصها التحديد الدقيق لتتم على أساسها المفاضلة، وقد ذكر برجستراسر في محاضراته التي ألقاها على طلبة كلية الآداب، وهي تعد في طليعة ما كتب عن قضية تحقيق النصوص، أن هناك كتبا حققت، ولم تلتزم هذه القواعد، ومنها: 1- كتاب اللمع في التصوف، لأبي نصر عبد الله بن علي بن محمد بن يحيى السراج الطوسي، الصوفي، المتوفى سنة 378 والذي نشره رينولد نيكلسون سنة 1914 في ليدن، وله مخطوطتان كتبت أقدمهما سنة 548هـ، وكتبت الأخيرة منهما سنة 638هـ والقديمة فيها نقص يصل إلى نحو ثلث الكتاب, والموجود منها غير مرتب ترتيبًا واضحًا، فبنى الناشر طبعته على النسخة الحديثة، ولم يستعمل القديمة إلا في بعض المقابلات لتصحيح النص. وخروج الناشر هنا عن القاعدة صحيح, لما ذكرناه سابقًا؛ لأن قدم النسخة في حد ذاته ليس مسوغا كافيا. 2- عيون الأنباء في طبقات الأطباء، لموفق الدين أبي العباس أحمد بن القاسم بن أبي أصيبعة بن خليفة السعدي الخزرجي، نشره المستشرق أوجست موللر، كتبت نسخته القديمة سنة 712هـ، أي: بعد وفاة المؤلف بأقل من نصف قرن، وأخطاؤها كثيرة، وأحسن منها نسخة أخرى أحدث منها بثلاثة قرون أي: إنها كتبت سنة 1017هـ، لكنها وإن كانت فاسدة في بعض أجزائها إلا أنه يبدو أنها نسخت من أصل قديم جيد؛ لأن أخطاءها قليلة2.

_ 1 أصول نقد النصوص ونشر الكتب، د. برجستراسر، إعداد الدكتور محمد حمدي البكري سنة 1969، القاهرة ص14. 2 المرجع السابق ص14، 15.

ومن هنا كان الناشر على صواب في عدوله عن القديمة. وإذا تعددت النسخ وهي غير مؤرخة، فعلى الباحث أن يجد في البحث عن القرائن والشواهد والأمارات التي تميز واحدة من الأخرى تأتي بين السطور أو على الهوامش كاسم الناسخ، وعصر النسخ، ونوع الخط وطريقة الكتابة، والورق والحبر المستعملين في عملية النسخ، فإذا لم توجد أمارة ما اعتمدت جميع النسخ. المرحلة الرابعة: توثيق نسبة المخطوطة: وهذه قضية بالغة الأهمية أن يتعرف المحقق مؤلف الكتاب الذي يريد تحقيقه، إذا لم يكن مكتوبًا على الصفحة الأولى للمخطوط. ويمكن محاولة ذلك بقراءة جيدة للنص المخطوط، فقد يعثر القارئ على اسم المؤلف، أو على عصره، أو يذكر أثناء الصفحات اسم أحد شيوخه، وقد يعرض آراء منسوبة إلى المؤلف المجهول، وهذه الآراء معروفة لدى جمهرة العلماء صاحبها وقائلها. وفي أغلب الظن سيعثر الباحث على أمارات، أو إشارات تدل على مؤلف بعينه يغلب على الظن نسبة المخطوط إليه، أو على الأقل تضييق دائرة الظنون. وإذا لم نصل إلى القطع يمكن أن ينشر النص المخطوط وتيسر قراءته للناس، ويذكر المحقق جهوده التي بذلها وما انتهى إليه الأمر بشأنها. وإذا ذكر للمخطوط مصنف معين فلا يعفينا هذا من توثيق ما كتب. وذلك بإحدى الوسائل الآتية: أ- قراءة النص لعل الباحث يجد فيه ما يؤكد خطأ النسبة المثبتة على الصفحة الأولى، أو ما يشير إلى علم آخر هو أولى بنسبة المخطوط إليه. ب- فهارس المؤلفين والكتب. جـ- كتب التراجم والطبقات.

د- فهارس المكتبات العامة والخاصة، بما فيها من مخطوط ومطبوع. وهذه بعض الشواهد لما توصلت إليه اجتهادات الباحثين من نتائج هامة في قضية التوثيق: 1- كتاب تنبيه الملوك والمكايد، منسوب للجاحظ "255هـ" ومخطوطته بدار الكتب المصرية رقم 2345 أدب, درس نصه الأستاذ عبد السلام هارون فوجد بين سطوره ما ينفي هذه النسبة تمامًا؛ إذ وجد من بين أبوابه: نكت مكايد كافور الإخشيدي، ومكيدة توزون بالمتقي بالله، وكافور الإخشيدي كان يعيش في الفترة بين سنتي 192-257هـ، والمتقي كان يعيش في الفترة بين سنتي 297-357هـ أي: بعد وفاة الجاحظ بنحو أربعين سنة. كما أن أسلوب المقدمة يتعارض تمامًا مع ما عرف من خصائص لأسلوب الجاحظ1. 2- إعراب القرآن المنسوب للزجاج "311هـ" المنشور في سلسلة تراثنا سنة 1963 بتحقيق إبراهيم الإبياري غلب على ظن محققه أنه من تأليف مكي بن أبي طالب القيرواني سنة 437هـ، ولكن لو تدبرنا نص الكتاب نجد أنه ذكر الرأي النحوي القائل بأن اسم الفعل قسم رابع للكلمة، والنحويون ينسبون هذا الرأي لأبي جعفر أحمد بن صابر الذي عاش في القرن السابع, مما يشير إلى أن مؤلف الكتاب معاصر لابن صابر أو متأخر عنه. 3- شرح ديوان المتنبي، نسب إلى أبي البقاء العكبري، المتوفى 616هـ وطبع أربع طبعات, منها: طبعة بولاق سنة 1287هـ وآخرها طبعة الحلبي سنة 1391هـ، بتحقيق مصطفى السقا، وإبراهيم الإبياري، وعبد الحفيظ شلبي.

_ 1 انظر: تحقيق النصوص ونشرها، عبد السلام هارون ص43.

وقد انتهى الأستاذ مصطفى جواد إلى أنه من تأليف: عفيف الدين علي بن عدلان الموصلي المتوفى سنة 666. وهذه النتيجة ثمرة لقراءة متأنية لمضمون الكتاب، فاكتشف هذه القرائن: أ- البكري كان ضريرًا، وترجم له الصفدي في "نكت الهميان" ثم تجد في مقدمة الكتاب أن مؤلفه قرأ الديوان على الشيخ مكي بن ريان الموصلي. ب- يذكر الشارح أثناء الشرح أنه انحدر من الموصل مارا بسامرا، ورأى موضع الغيبة المعروف عند الشيعة الإمامية. جـ- ذكر أنه نقل بخطه فوائد من كتاب الأمالي لابن الشجري. هذه الشواهد لا تنطبق على عالم ضرير، فقد بصره وهو شاب ولم يترك بغداد إلا إلى مواضع قريبة منها، وإنما هذه الأوصاف تنطبق على رجل آخر، هو سمي العكبري، وانتهت حياته في منتصف القرن السابع، وهذه الأوصاف تنطبق عليه، وهو الذي ورد اسمه أثناء الشرح1. والمطلع على فهارس المكتبات العامة والخاصة يجد أن مؤلفيها كشفوا عن خطأ النسبة لبعض الكتب إلى مؤلفين غير مؤلفيها، أو اختلاف في نسبتها إلى أكثر من مؤلف. ومن ذلك ما جاء في الفهرست لابن النديم؛ إذ قال عن الفتح بن خاقان: وله من الكتب كتاب البستان, منسوب إليه، والذي ألفه رجل يعرف بمحمد بن عبد ربه، ويلقب برأس البغل. المرحلة الخامسة: ضبط عنوان الكتاب، واسم المؤلف قد يذكر للمخطوط العنوان الذي وصفه له مؤلفه على الصفحة الأولى، أو ذكره في مقدمة كتابه، أو أشار إليه في خاتمة الكتاب، أو أثنائه.

_ 1 انظر: مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق جـ1، 2 مجلد 22 ص27-30.

وقد يأتي المخطوط بلا عنوان، وذلك يرجع لضياع الورقة الأولى، أو يكون هناك خرق في موضع العنوان بفعل الأرضة, أو بتلاعب النساخ والتجار لحاجة في نفوسهم، أو يكون العنوان مطموسًا بسبب الرطوبة. وهناك وضع ثابت بأن يأتي المخطوط وقد تغير عنوانه إما للجهل بعنوانه، أو تزييف العنوان لأهداف شخصية، أو تجارية، أو بسبب اجتهاد خاطئ. في الحالتين الأخيرتين يمكن التعرف على العنوان الصحيح للكتاب بما يأتي: 1- القراءة المتأنية للكتاب. 2- الرجوع إلى فهارس الكتب للوقوف على العنوان، وذلك بذكر موضوع الكتاب، أو مؤلف الكتاب. وسنسوق شاهدًا واحدًا على الخلط في عناوين الكتب المخطوطة، وكيف كشف البحث عن الزيف والتلفيق الذي يحدث في بعض عناوين الكتب: كتاب الروضة الندية في شواهد علوم العربية، منسوب لابن هشام الأنصاري، والكتاب مخطوط ومحفوظ في مكتبة برلين برقم 6752. وكثير من الباحثين ذكروا هذا المؤلف بين مؤلفات ابن هشام، ومنهم فايز فارس في مقدمة كتاب اللمع لابن جني، على أساس أن الكتاب شرح لشواهد "اللمع" كما ذكر ذلك أيضًا الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد في مقدمة كتاب أوضح المسالك، كما قال ذلك أيضًا د. عبد العال سالم مكرم في مقدمة كتابه: المدرسة النحوية في مصر والشام، والدكتور أحمد محمود الهرميك أشار إلى ذلك في مقدمة كتاب الجامع الصغير لابن هشام. والحقيقة التي هدى إليها البحث: أن الكتاب المسمى الروضة الندية هو بعينه كتاب الاقتراح في أصول النحو للسيوطي، وقد كشف هذا التلاعب وأثبته، ومن أحضر صورة

الكتاب من مكتبة برلين، وطابقها مع كتاب الاقتراح تأكدت له النتيجة1. وهناك شاهد آخر على اختلاف العناوين وتعددها: كتاب شرح الأبيات المشكلة الإعراب من الشعر, لأبي علي الفارسي النحوي "377هـ". محقق الكتاب د. علي جابر المنصوري, ذكر في المقدمة ما يلي: "ولقد جاء اسم هذا الكتاب بأشكال مختلفة، سواء على ظهر المخطوطة أو في المصنفات الأخرى، فقد ذكر باسم: أبيات الإعراب, كتاب الشعر, الشعر العضدي, شرح الأبيات المشكلة الإعراب من الشعر. ويبدو لي أن الاسم الأخير هو الاسم الكامل للكتاب، وقد آثرنا هذه التسمية لأنها وردت في كتاب "الحجة" أولا، ولأنها أقرب إلى واقع المضمون فيها ثانيًا"2. وتبقى بعد ذلك مهمة المحقق في أن يتخير الاسم الملائم لمضمون الكتاب، أو لقرائن أخرى تدل عليه. وأما أسماء المؤلفين, فيقع فيها الخطأ نتيجة التشابه بين الأسماء, منها اسم الأب مع الابن، وأحيانا مع الجد، أو يقع التشابه في الكنى والألقاب، فهناك -مثلا- الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي "175هـ" وهناك الخليل بن أحمد أبو عبد الله المتوفى سنة 279هـ، ومن هنا نسب الدكتور رمضان عبد التواب إلى الأول كتاب معاني الحروف سنة 1969م، ثم جاء الدكتور رمضان ششن في كتابه نوادر المخطوطات العربية في مكتبات تركيا 1/ 459، ونص على أن هذا الكتاب وكذلك كتاب جمل الإعراب للثاني "379هـ".

_ 1 انظر: تحقيق التراث د. عبد الهادي الفضلي، كلية الآداب، جامعة الملك عبد العزيز، السعودية ص141 وما بعدها. 2 مجلة المورد العراقي، مجلد 9 سنة 1400هـ ص317.

وكذلك تعددت في كتب التراث اسم ابن تيمية: الابن والأب والجد، وكذلك الإبياري: أبو البركات أو أبو بكر، ومن هنا فمن واجب المحقق أن يرجع إلى كتب الفهارس، والتراجم، والكتب التي عنيت بالمؤتلف والمختلف، والمتشابه, ونحو ذلك، وفي تراثنا منها كثير، وذلك ليضبط الاسم ضبطا صحيحًا قويمًا. المرحلة السادسة: المقابلة بين النسخ: عندما ينتهي المحقق إلى نسخة يعدها أصلًا، ويرمز إليها برمز معين، وليكن هذا الرمز هو الحرف "أ" أو "ص" أو "صل" ثم يأتي إلى النسخ الأخرى، ويجعل لكل منها رمزًا يعينها بأن يرمز إليها بحرف من حروف الهجاء أو برمز يشير إلى ناسخها، أو المدينة الموجودة فيها, أو المكتبة التي تحتويها. فالباحث أو المحقق ينسخ نسخة الأصل على أوراق مناسبة، ينسخ نحو نصف الصفحة ويترك النصف الأسفل لإثبات ما تسفر عنه المقابلة بين النسخ مما يأتي: 1- الزيادة والنقصان. 2- بياض أو خروم. 3- أخطاء, أو تصحيف، أو تحريف. والمحقق إزاء هذه الأمور المشار إليها مطالب بأمرين: أولهما: إثبات الفروق بين النسخ. وهذه هي المرحلة الأولى في التحقيق، وتعرف بالتحقيق الابتدائي1. جاء في معجم المصطلحات العربية: التحقيق الابتدائي، مصطلح يطلق على

_ 1 كانت هذه المرحلة في وقت من الأوقات يكتفى بها في نشر التراث، وقد أشرنا لذلك في مراحل النشر. وأذكر أني اشتركت مع العلامة محمد نصيف في مقابلة نسخ الحموية الصغرى لابن تيمية سنة 1961، وأثبتنا ذلك في الصفحة الأخيرة منها، بعبارة: روجع مقابلة ... رحم الله الشيخ نصيفا لقاء ما قدم من خدمة لتراث هذه الأمة.

المرحلة الأولى في تحقيق النصوص القديمة من جمع النسخ للمؤلف المخطوط، ومعرفة تاريخها، ومقابلتها بعضها ببعض، وذكر كل الاختلافات بينها، واختيار الأقرب منها للصواب حتى يكون أساسًا للتحقيق النهائي1. والآخر: تقويم النص بالتصويب والتكملة والتعليق. تقويم النص: لا نكتفي بإثبات الفروق بين النسخ، ولكننا نقوم معوجها، ونعالج خطأها. ويمكن تعريف تقويم النص بأنه: تحرير النص في شكل يجعله أقرب ما يكون إلى الصورة التي كتبها مؤلف الكتاب. والفساد الذي يطرأ على النص في شكل صورة من الصور السابقة يرجع إلى سهو المؤلف, أو من غفلة الناسخ، أو جهله، أو تعمده لغاية "ما" أو بسبب من الإهمال ومؤثرات الجو الطبيعية. ومظاهر الفساد التي تحتاج إلى تقويم تتمثل في: 1- التصحيف. 2- التحريف. 3- الخطأ. ويمكن كشف هذا الفساد بالقراءة المتأنية للنص والخبرة بأسلوب المؤلف، وكذا مراجعة كتبه الأخرى إن تيسرت، أو مراجعة الكتب المؤلفة في المادة موضوع المخطوط. ولتقويم هذه المظاهر الثلاثة طريقتان: الأولى: أن نبقي في النص الكلمة التي وقع فيها التصحيف أو التحريف أو

_ 1 انظر: معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب ص52 بيروت سنة 1979، مجدي وهبة وكامل المهندس.

الخطأ، ثم يوضع عليها رقم، ويذكر الصواب في الهامش، مع التعليل أو بدونه, مع الإشارة إلى نوع الخطأ. والأخرى: أن يذكر التصويب في صلب المخطوط، ثم نذكر في الهامش الكلمة على حالتها الأولى مع الإشارة إلى ما حدث فيها، وهذه الطريقة أولى وأجدى. أما إذا كشفت المقابلة عن خروم أو بياض، فلنا أن نشير إلى أن هذا بياض أو خروم في الأصل، أو نأتي بعبارة تنسجم مع السياق توضع بين معقوفين، وتشير في الهامش إلى أنه من تأليف المحقق، ومكانها بياض في الأصل1. وإذا كشفت عن زيادة كلمة أو عبارة أو سطر في نسخة وعدم وجودها في نسخة أخرى، فإن كانت الزيادة في نسخة الأصل فقط، أو في الأصل وبعض النسخ الأخرى، تثبت الزيادة ويوضع لها رقم, ويشار في الهامش إلى أنها موجودة في كذا وغير موجودة في كذا. وإن كانت الزيادة في غير نسخة الأصل والسياق يتطلبها، توضع مع الأصل بين قوسين، ويشار في الهامش إلى النسخة التي فيها الزيادة، أما إذا كان السياق لا يقتضيها فيوضع رقم في الأصل على الموضع الذي كان ينبغي أن توضع فيه، وتثبت الزيادة في الهامش ويشار للنسخة التي وجدت بها. وهذا التقويم الخاص بعملية الزيادة والنقصان داخل في مرحلة التحقيق الابتدائي. أما تقويم الفساد بمظاهره الثلاثة فيدخل في مرحلة التحقيق النهائي التي هي إلى العلم والخبرة والفطنة أقرب منها إلى الصنعة.

_ 1 هذا إذا لم نجد في النسخ الأخرى عبارة تسد هذا البياض, أو مكان الخرم.

أمور يكتمل بها التحقيق: 1- التخريج. 2- التعليق. 3- التشكيل. 4- الترقيم. 5- التهميش. 6- الفهارس "التكشيف". 1- التخريج: مصدر خرّج, ويراد به: إرجاع النصوص المنقولة إلى مصادرها الرئيسية التي استمدها منها المؤلف. وعرفه بعض المعاصرين بأنه: "تحديد مواطن النقول في النص، وتصحيحها، وضبطها وإكمالها ونسبة ما لم ينسب منها إلى مصادره, وأصحابه"1. وأصل هذا المصطلح: أنه يستخدم في علوم الحديث، ثم توسع في استخدامه فأصبح يستعمل فيما يأتي: 1- الآيات القرآنية. 2- القراءات القرآنية. 3- الأحاديث النبوية. 4- الأقوال المأثورة. 5- الخطب والوصايا والأمثال. 6- الشعر والرجز. 7- الآراء والأقوال. 8- العبارات والجمل التي لها تميز خاص.

_ 1 انظر: د. حسين محفوظ، عالم الكتب, مجلد 1 ص650.

ومما يضاعف من قيمة التخريج أن أكثر كتب التراث أو كلها لا تهتم بذكر أكثر من النقول منسوبة إلى مصادرها, اعتمادًا على أن ذلك في عصرهم كان في حكم المعارف الميسورة أو البدهيات. 2- التعليق: التعليق: مصدر علّق, وفي المعجم الوسيط: علق على كلام غيره: تعقبه بنقد, أو بيان، أو تكميل، أو تصحيح، أو استنباط. ويضيف صاحب معجم مصطلحات الأدب واللغة إلى ذلك: أنه يشمل التفسير الطويل أو القصير ما ورد في النص منسوبًا إلى مؤلف النص, أو إلى غيره1. التعليق إذًا مصطلح من مصطلحات تحقيق التراث، ومن الأمور الهامة التي يكتمل بها هذا العمل العملي، وهو يرادف ما كان معروفا من قديم باسم: الحاشية، وهو خواطر علمية وأفكار تتصل بالنص المؤلف يثبتها على حاشية الكتاب مؤلفه، أو عالم آخر درس هذا الكتاب واهتم به، وأهم الأمور التي تتطلب التعليق عليها: 1- الكلمات الغريبة. 2- المصطلحات العلمية غير المشهورة. 3- الأعلام وبخاصة المغمورة منها وغير المشهورة. 4- المواضع الغامضة أو المشتبهة. 5- ما يذكر المؤلف من إشارات تاريخية, أو أدبية، أو دينية إذا كانت غير مشهورة. 6- إكمال ما ينبغي إكماله من عبارات الكتاب. 7- الإشارة إلى المواضع التي يحيل إليها المؤلف في كتابه.

_ 1 انظر ص63، 64.

3- التنقيط والتشكيل: التنقيط، والمراد به: النقط المزيل للإعجام، والكلمات المنقوطة تسمى معجمة، أي: أزيلت عجمتها التي كانت عليها عندما كانت مبهمة أي: بدون نقط. بعض كتب التراث لا يهتم بالنقط كما ينبغي، فيصبح من مهمة المحقق أن يحافظ على النقط ويلاحظ ما أهمله صاحب المخطوط. يذكر الدكتور عبد الهادي الفضلي: أن كتاب الناسخ والمنسوخ للعتائقي، والذي قام بتحقيقه متعمدًا على نسختين, كانت إحداهما مهملة التنقيط إهمالا يكاد يكون تاما1. وأما التشكيل فيراد به حركات الإعراب، أو البناء، أو حركات البنية، وهو هام في الآيات القرآنية والكلمات الغريبة والأعلام المشتبهة من أسماء الناس والأماكن ونحوها، وكذلك في مواضع يمكن أن يصعب فيها الفهم في حالة عدم التشكيل. 4- علامات الترقيم: مضى فيها حديث مفصل في الباب الأول من هذا المصنف، وهو الخاص بأصول البحث العلمي. 5- التهميش: هو مصدر الفعل "همّش" وهمّش الكتاب: علق هامشه، والهامش: حاشية الكتاب، والكلمة مولدة كما جاء في القاموس المحيط مادة "همش". والكلمة تستعمل الآن في كل شيء بعيد عن جوهر الشيء وحقيقته, أو ليس أساسيا فيه. ويتم هذا العمل بوضع رقم على المكان الذي يراد التعليق عليه أو تخريجه، وتكتب المعلومة في الهامش إزاء هذا الرقم نفسه.

_ 1 انظر: تحقيق التراث ص190.

وهناك طريقتان للتهميش: الأولى: أن توضع لكل صفحة هوامشها الخاصة بها أسفلها، وهي الأكثر شيوعًا. والأخرى: أن تؤخر الهوامش وتوضع في ملحق آخر الكتاب. ويذهب آخرون إلى طريقة وسط وهي: وضع هوامش المقابلات أسفل الصفحات، أما هوامش التعليق والتخريج فتوضع في ملحق آخر الكتاب. طرق التهميش: 1- بالنسبة للآيات القرآنية: يذكر رقم السورة ثم رقم الآية هكذا: 9/ 157 أو اسم السورة ورقم الآية مثل: سورة النساء آية: 92، أو رمز السورة ورقمها، ورمز الآية ثم رقمها: س: 3 آ: 35. وقد يبدأ بالآية ثم السورة مثل: آية 46 سورة الأعراف. تهميش تخريج النقول غير الآيات القرآنية: إذا كان الغرض من التهميش ذكر مصدر لم يذكر من قبل يتم على الوضع التالي: اسم الكتاب، فاصلة، اسم المؤلف ولقبه، اسم المحقق أو المترجم, فاصلة، مكان الطبع: نقطتان، الناشر، وتاريخ النشر ومكانه بين قوسين، رقم الطبعة، نوع الطبعة, بين خطين صغيرين, رقم الجزء فرقم الصفحة، مثال ذلك: الكشف عن القراءات السبع وعللها لمكي بن أبي طالب تحقيق محيي الدين رمضان بيروت، مؤسسة الرسالة سنة 1981م، ط 20 جـ2 ص225. وإذا كان للكتاب أكثر من مؤلف أو من محقق يذكر الأول ثم يقال: وزميله أو زملاؤه. وفي حالة تكرار ذكر المرجع يكفي اسم المرجع والجزء والصفحة، مثل: وفيات الأعيان جـ3 ص95.

وإذا كان له أكثر من طبعة لا بد من ذكر الطبعة التي رجع إليها، وإذا كان له أكثر من تحقيق أو محقق يذكر المحقق الذي أخذت من تحقيقه. وإذا لم يذكر رقم الطبعة لأن الكتاب طبع عدة مرات عن طريق جهات مختلفة, يذكر محل وتاريخ الطبع واسم المحقق أو الناشر. وإذا كان المرجع من كتب الأحاديث التي اعتمد لها رموز معينة, يمكن أن تعتمد على الرمز في التهميش، وفي فهرس المراجع يذكر المرجع كاملًا ومعه رمزه. وفي الباب الخاص بأصول البحث العلمي قدمنا فكرة موجزة عن التهميش. 6- الفهارس: الفهرسة أو التكشيف هو عمل الكشافات والفهارس. والفهرس -كما جاء في القاموس المحيط- الكتاب الذي تجمع فيه الكتب، وهو معرب "فهرست"1. وفي المعجم الوسيط شرح لعبارة فهرس كتاب أي: جعل له فهرسًا، ثم يعرف الفهرس بأنه: الكتاب الذي تجمع فيه أسماء الكتب مرتبة بنظام معين، وملحق يوضع في أول الكتاب أو آخره يذكر فيه ما اشتمل عليه الكتاب من الموضوعات والأعلام والفصول والأبواب, مرتبة بنظام معين، معرب فهرست الفارسية2. وتضبط هذه الكلمة بكسر الفاء وسكون الهاء وكسر الراء, وقد دخلت العربية في زمن مبكر؛ إذ ورد استعمالها في العصر العباسي كالفهرست لابن النديم 385هـ, والفهرست لأبي جعفر الطوسي 460هـ. ويقابلها بالعربية كلمة "ثبت" وقد استخدمت بمعنى فهرس في زمن مبكر جدا.

_ 1 انظر: مادة فهرس, فصل الراء باب السين. 2 انظر: مادة فهر, فهرس.

يقول ابن النديم في الفهرست في ترجمة النضر بن شميل "203هـ": وله من الكتب "كتاب الصفات" وهو كتاب كبير ويحتوي على عدة كتب، ومنه أخذ أبو عبيد القاسم بن سلام كتابه "غريب المصنف". قرأت بخط أبي الحسن بن الكوفي "ثبت كتاب الصفات" على ما قد ذكرته1. وقد استخدمت حديثا كلمة "كشاف" بمعنى "ثبت" أو "فهرس" وهي لم تدخل بعد المعاجم العربية، وإن دخلت في المصطلحات المكتبية مرادفة للكلمة الإنجليزية "Indox". ومما يستعمل أيضًا بمعنى "ثبت" أو "فهرس" كلمة "محتوى" أو "محتويات" وهو استخدام محدث أيضًا2. واستخدمت كلمة "مسرد" -بكسر الميم وسكون السين وفتح الراء- بمعنى ثبت أو فهرس، وإن كان هذا الاستخدام لم تشر إليه المعاجم المعاصرة، ولعله مأخوذ من سرد الحديث وتواليه، فأشبه توالي الموضوعات في الفهرس. نخلص من هذا إلى أن الفهرس له استخدامان: 1- الكتاب الذي يجمع أسماء الكتب، مثل: الفهرست لابن النديم، وفهارس المكتبات. 2- القائمة التي تفهرس موضوعات الكتاب ومحتوياته. وفهرس موضوعات الكتاب, له صورتان: أ- عرض مجمل لعناوين الأبواب والفصول ونحوها, وهذا فهرس إجمالي. ب- عرض شامل للموضوعات الجزئية التي تندرج تحت الأبواب والفصول، وهذا فهرس تحليلي.

_ 1 انظر: ص77 من الفهرست لابن النديم. 2 انظر: معجم المصطلحات العربية ص170، ص187.

أما موضوع الفهرس من البحث، فذاك مجرد اصطلاح وعرف. فالباحثون الإنجليز يضعون فهارسهم في أول الكتاب. والباحثون الفرنسيون يضعون الفهرس آخر الكتاب. وأما الكتب العربية، فأحيانا تضع الفهارس أول الكتاب, وأحيانًا في آخره1. ولأهمية الفهرسة اتسعت آمادها وصورها زيادة في تيسير الفائدة للباحثين، فأصبحت تتناول أشياء كثيرة2. وعلى سبيل المثال: وضع الدكتور صبحي الصالح محقق كتاب نهج البلاغة، اختيار الشريف الرضي, عشرين فهرسًا للكتاب "بيروت 1967ط1" ووضع الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة "القاهرة 1388هـ" أربعة عشر فهرسًا لكتاب المقتضب للمبرد الذي قام بتحقيقه. ووضع الدكتور محيي الدين رمضان لكتاب الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها اثني عشر فهرسًا هي: مقدمة التحقيق, موضوعات الكتاب, الآيات, الأخبار والآثار, أسباب النزول والتفسير, مسائل الإعراب والاشتقاق, الشعر, اختيار مكي, الأعلام, الأقوام والأماكن ونحوها, مصادر المؤلف, مصادر التحقيق ومراجعه. وضع المحققان د. مازن المبارك والأستاذ محمد علي حمد الله عشرة فهارس لمغني اللبيب لابن هشام "بيروت 1959 ط5" وهي: الآيات، والأحاديث، والأمثال والأقوال المأثورة، والشعر، والأعلام، والقبائل، والأماكن، والكتب المذكورة في المغني، والمراجع، وأبواب المغني.

_ 1 المرجع السابق. 2 انظر ما كتبناه عن الفهرس في الباب الأول من هذا الكتاب.

في نهاية التحقيق: عندما يصل الباحث إلى نهاية التحقيق, يجد نفسه مطالبًا بأمرين: أولهما: مقدمة التحقيق. والآخر: الخاتمة. ثم ثبت المصادر والمراجع في آخر الفهارس. المقدمة: برغم اسمها، وأنها أول ما يقدم من شيء أخذًا من مقدمة الجيش، لكنها آخر ما يكتبه الباحث؛ نظرًا لأن المعلومات المطلوب تناولها لا يستطيع المحقق تحصيلها إلا بعد الفراغ من عملية التحقيق. وقد سبق لنا حديث عن المقدمة عند حديثنا عن قواعد البحث العلمي, لكن مقدمة التحقيق تختلف عن مقدمة أي بحث من البحوث التي يتصدى لها أهل العلم. وقد عرف بعض الباحثين المقدمة بأنها: "فصل يعقد في أول الكتاب, يمهد لمضمونه"1. وتنطق بتشديد الدال مفتوحة، أو مكسورة، والتزم ثعلب فتح الدال. ومقدمة المحقق ينبغي أن تشمل النقاط التالية: 1- تعريف عام بالكتاب المخطوط. 2- مقارنة بالمؤلفات المشتركة معه في موضعه، سابقة ولاحقة لإبراز أهميته. 3- التعريف بالمؤلف وذكر مصادر ترجمته. 4- تقديم بيان وصفي للمخطوط من حيث عدد الصفحات، ومقاس الصفحة

_ 1 المعجم الأدبي "كلمة مقدمة" جبور عبد النور "بيروت 1979" ط1.

وعدد الأسطر في الصفحة، وعدد كلمات السطر، ونوع الخط، ونوع الحبر ولونه, ونوع الورق. 5- اسم الناسخ إن وجد، والتعريف به، وبتاريخ النسخ، وذكر القراءات والسماعات والتملكات وما إليها إن وجدت. 6- وصف النقوص والتغيرات والزيادات والإضافات والاختلافات بين النسخ. 7- ذكر طريقة التحقيق والتعليق التي يسير عليها المحقق، وكذا الصعوبات التي مرت به. 8- ذكر أمور يرى المحقق فائدة من ذكرها, في مجال التحقيق. 9- تتبع المقدمة بذكر صور لبعض صفحات المخطوط. وأما الخاتمة التي ينهي بها تحقيقه للمخطوط, فتتضمن بعض النتائج التي حصل عليها من خلال معايشته لعمليات التحقيق، وكذا بعض النتائج العلمية التي انتهى إليها من خلال دراسته للكتاب الذي حققه.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع: سبق لنا حديث عن المصادر والمراجع ونحن نتحدث عن قواعد البحث العلمي, ونعيد القول مرة أخرى هنا؛ لنؤكد أهمية ذكر المصادر والمراجع في تحقيق التراث. والمصادر والمراجع في عملية التحقيق لها صور ثلاث: أ- أولاها: نسخ المخطوطة التي يقوم الباحث بتحقيقها؛ إذ هي من المصادر الضرورية. ب- ثانيتها: المصادر التي اعتمد عليها المؤلف نفسه ورجع إليها في تصنيفه لا بد أن يعمل فهرسًا لمراجع المؤلف, ومصادره. جـ- ثالثتها: المصادر والمراجع التي اعتمد عليها المحقق في إنجاز التحقيق على الوجه الأكمل. وإضافة إلى الكلام السابق عن المصادر والمراجع، وما قيل من الفروق بينهما أو أنهما مترادفان، نذكر أن المتمسكين بالتفريق يصنعون قائمتين لفهرس المراجع والمصادر, للمصادر قائمة وللمراجع الأخرى، والذين يقولون بالترادف يصنعون قائمة واحدة. هو إذًا اصطلاح ولا مشاحة في الاصطلاح. تنظيم المراجع: أما تنظيم المراجع, فيمكن أن نعمد إلى طريقة من الطرق التالية: 1- البدء باسم الكتاب حسب الترتيب الهجائي، أو حسب تاريخ النشر. 2- البدء باسم المؤلف وفق الترتيب الهجائي، أو وفق تاريخ الوفاة. 3- البدء بلقب المؤلف حسب الترتيب الهجائي, أو تاريخ الوفاة. كما يراعى في تنسيق المراجع: البدء بالمطبوعات، ثم بالمخطوطات، ثم بالدوريات، ثم بالمراجع الأجنبية إن وجدت. كما نلاحظ وضع القرآن الكريم في صدر المراجع ما دام مرجعًا للباحث, ولا ينبغي وضعه حسب الترتيب الهجائي.

مصطلحات في تحقيق التراث وملاحظات: على طريق تحقيق التراث نجد عدة مصطلحات مطروحة يجدر بنا أن نجلي مفاهيمها للباحث المبتدئ، ونذكر بها من هو بسبب ودربة على البحث، كما أن هناك ملاحظات نرى من المفيد التنبيه إليها. وسنتناولها فيما يلي: إجازة المخطوط: الإجازة هنا: يقصد بها توثيق نسبة المخطوط إلى مؤلفه, إذ إن المخطوطة بعد اختبارها بالسماع أو الإقرار تعد سليمة ومطابقة لتصنيف المؤلف معنى ومبنى. وهي مأخوذة من إجازة الرواية التي تعني الإذن برواية الحديث لثقة المجيز في علم المجاز وأمانته. وإجازة المخطوط من المصنف تعد من أعلى درجات التوثيق. وأحيانًا يكتب على المخطوطة إجازة لها, وإجازة لروايتها لثقة المصنف في الراوي. ومن أمثلة الإجازات: ما كتب على ورقة العنوان من المجلد الحادي عشر من كتاب "تاريخ الإسلام وطبقات مشاهير الأعلام" للذهبي "748هـ" من نسخة بخط المؤلف، وقد سجل عليها قراءة الصفدي "735هـ" على المؤلف وإجازته برواية الكتاب1. والإجازة تعتمد على أمرين هما: الإقراء والسماع. أما الإقراء: فهو أن يقرأ الكتاب على المؤلف أو غيره دون أن يكون معهما

_ 1 انظر: صورة النص في كتاب تحقيق النصوص ونشرها ط2 ص105.

مستمع أو مستمعون, وأما السماع: فهو أن تكون القراءة للكتاب بمحضر آخرين يستمعون للقراءة, عدا القارئ والمقروء عليه. وللسماع صور عدة منها: أن يكتب المصنف بخطه أن طالبًا سمع عليه كتابه، أو يقر طالب بسماع كتاب على مصنفه، أو يخبر بسماع الكتاب على شيخ غير مصنفه1. ومن أمثلة هذه السماعات: ما كتب على مخطوطة "الموجز في النحو" لابن السراج "316هـ". ذكر المحققان للنسخة وهما: د. مصطفى الشويمي وأ. بن سالم "مرجي": عثر عليها سنة 1958 بمدينة تمغروت جنوب المغرب. يقول كاتب المخطوط في نهايتها: إنه اكتتبها سنة 354هـ من نسخة مقروءة على أبي علي الفارسي -تلميد المؤلف- وعارضها بنسخة بغدادية أملاها المؤلف على تلاميذه مجلسا مجلسا, ابتداء من سنة 304هـ2. أما فائدة الإجازة, وما يتبعها من سماعات وإقراء، فذلك مثال من أمثلة التثبت العلمي كما أنها وثائق لثقافات العلماء الماضين وما سمعوه، وما قرءوه من كتب، وهي دليل على صحة الكتاب وقدمه وتاريخه، كما أنها وسيلة لمعرفة مراكز العلم في البلاد الإسلامية وحركة تنقل الأفراد بينها، وأخيرًا تعد مصدرًا للتراجم الإسلامية3. علامات الترقيم: من المصطلحات الهامة المعول عليها في التحقيق، ولها ضوابط سبق الحديث عنها في الباب الأول من هذا المصنف.

_ 1 إجازات السماع في المخطوطات القديمة، مجلة معهد المخطوطات العربية مجلد 1 جـ2 ص234. 2 انظر: الموجز لابن السراج ص17. 3 إجازات السماع في المخطوطات القديمة ص240، 241.

الاختصارات: لا يستغني المحقق عن استخدام رموز تعفيه عن كلمات وعبارات، وذلك مثل: إلخ= إلى آخره. ا. هـ= انتهى. رض= رضي الله عنه. ح= حينئذ. ثنا= حدثنا. م= مفرد. ج= جمع. ش= شرح أو شارح. ص= أصل أو مصنف. م= تاريخ ميلادي. هـ= تاريخ هجري. ص= صفحة. س= سطر. صح= صحح. جـ= جزء، وأحيانا جواب. س= سؤال. مج= مجلد. على أن الاختصارات مجرد اصطلاحات عرفية لمن شاء، ومن الناس من يتوسع فيها ولا يوافق على بعضها، ومن ذلك استخدام ص أو صلعم بدلا من: صلى الله عليه وسلم. أو: ع بدلا من عليه السلام، أو رض بدلا من رضي الله عنه. وهناك من مصادر التراث ما يصطفي مؤلفوها رموزًا خاصة للاختصار، وذلك ما ذكره الفيروزآبادي في القاموس المحيط: وما فيه من رمز فخمسة أحرف ... فميم لمعروف، وعين لموضع وجيم لجمع ثم هاء لقرية ... وللبلد الدال التي أهملت فع المسودة: هي الصورة الأولى لتدوين المصنف، وتعرف بكثرة ما يشيع فيها من اضطراب وخلط ومحو، وكشط واستدراكات وحواشٍ، وقد يدرك المحقق أن هذا المخطوط على مسودته ولم يتم تبييضه، وذلك من خلال كتابة الفهارس. ومن ذلك ما كتبه ابن النديم في الفهرست من أن ابن دريد صنع كتاب أدب

الكاتب على مثال كتاب ابن قتيبة، ولم يجروه من المسودة1. وكذلك جاء في بغية الوعاة للسيوطي: أن لابن هشام الأنصاري من المؤلفات سرح التسهيل, وهو مسودة2. الخطأ: هو تغيير في الكلمة أو الجملة يأتي مخالفًا لقواعد النحو أو الصرف، أو الضوابط المعجمية, أو الرسم الإملائي، وما إلى ذلك. ومثل هذا يطالب المحقق بإصلاحه وفق القواعد على نحو ما ذكرنا في تقويم النص. التصحيف: التصحيف لغة: الخطأ في الصحيفة، ويعني اللغويون بذلك الخطأ في قراءتها، ومن هنا سمي من يخطئ في قراءة الصحيفة صحفيا3. ثم توسع في استخدام اللفظ فصار يشمل الخطأ في الكتابة أيضًا، ولا سيما في استعمالات المعنيين بالتراث وتحقيقه. جاء في المعجم الوسيط: صحف الكلمة: كتبها أو قرأها على غير صحتها؛ لاشتباه الحروف4. وعلى هذا الأساس وضع له صاحب معجم مصطلحات الأدب هذا التعريف: الكلمة المصحفة هي الكلمة الموضوعة خطأ نتيجة لإهمال الناسخ أو الطابع، أو جهل كل منهما.

_ 1 انظر: الفهرست ص92. 2 انظر: جـ2 ص69. 3 انظر: القاموس المحيط, مادة صحف. 4 مادة: صحف.

ومن العلماء من لا يفرق بين التصحيف والتحريف, ويعدونهما مترادفين. وهناك من يفرق بينهما، ومنهم العلامة ابن حجر في "شرح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر ص22" قال: "فإن كانت المخالفة بتغيير حرف أو حروف مع بقاء صورة الخط في السياق، فإن كان ذلك بالنسبة للنقط فالمصحف، وإن كان بالنسبة إلى الشكل فالمحرف". ويعني ابن حجر بالشكل هنا: هيئة الحرف لا حركاته. وقد شاع التصحيف عند القدماء، وكثر في المصنفات، ووقع فيه كثير من أفاضل العلماء في اللغة والحديث, حتى قال الإمام أحمد: ومن يعرى من الخطأ والتصحيف1؟!! هذا, وقد وقع التصحيف في الكلمات المعجمية، كما وقع في أسماء الأعلام, ولكثرته اهتم العلماء وصنفوا فيه كتبًا. فمما ألف في تصحيفات الكلمات: 1- كتاب التنبيه على حدوث التصحيف لحمزة بن الحسن الأصفهاني 360هـ. 2- كتاب التصحيف للحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري 382هـ. 3- كتاب التصحيف والتحريف لعثمان بن سعيد اليلطي 600هـ. 4- كتاب التطريف في التصحيف للسيوطي، كما خصص النوع الثالث والأربعين من كتابه المزهر لذلك. ومما ألف في تصحيفات الأعلام: 1- المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء وكناهم وألقابهم وأنسابهم للآمدي الحسن بن بشر 370هـ.

_ 1 المزهر جـ2 ص253.

2- المتفق والمفترق، للخطيب البغدادي أحمد بن علي 463هـ. 3- المشتبه بالرجال: أسمائهم وأنسابهم، للذهبي محمد بن أحمد 748هـ. 4- ضبط الأعلام، أحمد تيمور، 1348هـ. أمثلة للتصحيفات: 1- الآية الكريمة: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا} [القصص: 8] قرئت كلمة حزنًا تصحيفا: حربا. 2- قال الزبيدي: حدثني قاضي القضاة منذر بن سعيد، قال: أتيت أبا جعفر النحاس فألفيته يملي في أخبار الشعراء شعر قيس بن معاذ المجنون, حيث يقول: خليلي هل بالشام عين حزينة ... تبكي على نجد لعلي أعينها قد أسلمها الباكون إلا حمامة ... مطوقة باتت وبات قرينها فلما بلغ هذا الموضع قلت: باتا يفعلان ماذا, أعزك الله؟ فقال لي: وكيف تقول أنت يا أندلسي؟ قلت: بات وبان قرينها1. 3- روى الأصمعي بيت الحطيئة: وغدرتني وزعمت أنـ ... ـك لاتني في الصيف تامر فقال أبو عمر: إذا صحفتم فصحفوا مثل تصحيفه, وإنما هو: وغدرتني وزعمت أنـ ... ـك لابن في الصيف تامر2 4- ومن التصحيفات الطريفة: ما روي أن سليمان بن عبد الملك كتب إلى عامله بالمدينة: أحص المخنثين قبلك، فوقعت من قلم الكاتب نقطة على الحاء فجعلتها خاء، فوصل الكتاب والي المدينة وقرأه كاتبه، فقال له الأمير: لعله أحص المخنثين، فقال:

_ 1 المزهر جـ2 ص367. 2 الزهر جـ2 ص64، 65.

يا أيها الأمير, إن على الحاء نقطة مثل سهيل، فأمر الأمير بإحضارهم, فتهارب أكثرهم ووقع أقلهم1. ومن أمثلة التصحيفات: 1- إخراج, إحراج. 2- أبواب, أثواب. 3- جنان, حنان. 4- حاد, جاد. 5- حنايا, خبايا. 6- خبيث, حثيث. 7- صانع, ضائع. 8- سديد, شديد. 9- غالي, عالي. 10- صر, ضر. 11- بشر, نشر. 12- جنائب, خبائث. 13- باب, ناب, تاب. 14- تمر, نمر, ثمر. 15- فصم, قصم, قضم. 16- موازنة, مواربة. 17- قتيل, قبيل, فتيل. 18- نبي بين أنبياء, نبي بين أبيناء. التحريف: الذين يفرقون بين التصحيف والتحريف يرون أن التحريف هو التغيير في الحرف, بأن يوضع حرف مكان آخر قريب الشبه به. ومن أمثلة التحريف: 1- جاء في جمهرة اللغة مادة: أن، وأن يقال: أن الرجل الماء: إذا صبه، وفي بعض كلام الأوائل: أن ماء وأغله أي: صب، وقال ابن الكلبي: إنما هو أز ماء وزعم أن "أن" تصحيف.

_ 1 التنبيه على حدوث التصحيف للأصفهاني ص10.

وهاك بعض الكلمات التي وقع فيها تحريف: ضاع, ضاء. قتال, قتاد. حيف, صيف. دانية، رانية. حريق, غريق. صب, حب. وجوم, رجوم. قريب, غريب. تعدد الإخراج: من الملاحظات على ما ورثناه من مخطوطات التراث, أن منها ما أخرجه مؤلفه وكتبه عدة مرات. في كتاب التنبيه والإشراف للمسعودي 346هـ، جاء في آخره: وكان سلف لنا قبل تقرير هذه النسخة نسخه على الشطر منها في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، ثم زدنا فيها ما رأينا زيادته وكمال الفائدة به، فالمعول من هذا الكتاب على هذه النسخة دون المتقدمة1. وذكر ابن النديم في ترجمة محمد بن جابر البتاني أن "له من الكتب كتاب الزيج, وهو نسختان أولى وثانية، والثانية أجود من الأولى". ومن هنا ينبغي للمحقق أن يطلع على إخراجات الكتاب, إذا كان له أكثر من إخراج. التصفيح: من عادة الأقدمين ألا يرقموا الصفحات, ويستبدلوا بذلك عملية التصفيح, وذلك بأن يثبت الكاتب في آخر الصفحة "في هامشها" أول كلمة في الصفحة التالية، أو يثبت آخر كلمة في الصفحة السابقة في أول الصفحة التالية، وذلك ليمكن تسلسل صفحات الكتاب في غيرما حاجة إلى الترقيم2.

_ 1 أصول تحقيق النصوص ص7. 2 انظر: خزائن الكتب العربية, للداغر 36.

سلبيات على طريق التحقيق: على نحو ما فصلنا في الفصول السابقة توفر على نشر التراث مؤسسات عدة، قديمة وحديثة، حكومية وشعبية على امتداد العالم الإسلامي, بل والعالم الغربي الذي شارك في هذا المجال من خلال المستشرقين دعمًا للتراث الإنساني أو لأهداف أخرى يعلمها الله، ونعلم بعضًا منها. ولأجل هذا لست في حاجة إلى إعادة لأمر وضحته؛ وذلك لأن مراحل نشر التراث التي بسطت جوانبها تكشف عن المراحل التي مر بها التحقيق العلمي للتراث, حتى وصل إلى الصورة التي هو عليها الآن. وجهود القائمين على نشر التراث لا تحتاج إلى دليل, أو برهان. لكن هذه الأعمال العظيمة لا تخلو من شوائب نحب أن ننبه إليها حتى لا يقع المعاصرون في شيء مما وقع فيه سابقوهم. 1- الازدواجية: في مقدمة هذه السلبيات: الازدواجية في مجال نشر التراث، فقد نجد مخطوطًا واحدًا نشرته عدة جهات، بعضها مجرد نشر خالٍ من أصول التحقيق العلمي، وبعضها محقق تحقيقًا واحدًا. ومن هنا نأسى على الجهد الضائع، والمال المهدر؛ إذ لو كان هناك تنسيق صادق أمين لوفرنا هذا الجهد لإحياء مخطوط حبيس على رفوف المكتبات هنا وهناك، بل إن بعض الجهات القائمة على هذا الأمر عندها مخطوطات محققة ومعدة, ويعوزها المال لإخراجه. بل إننا بكل أسف نجد هذه الازدواجية في الرسائل الجامعية, وفي مجال التحقيق

العلمي مما يؤكد ضرورة وجود لون من التلاقي, والتنسيق بين الجامعات الإسلامية توفيرًا للجهد، ولكي نسير في هذا المضمار خطوات إلى الأمام. ولعل رابطة الجامعات الإسلامية، ومقرها الرباط, تنهض بهذا العبء الهام، وأرى أنها بقيادتها مؤهلة لذلك. قد تسد الدوريات الصادرة عن بعض مؤسسات التحقيق جزءًا من هذه الثغرة, لكن حاجتنا إلى تنسيق كامل لا تزال قائمة. 2- ما التراث الذي نحييه؟: الإجابة عن هذا السؤال تكشف عن خلل واضح في هذا الصدد, إنه مما لا ريب فيه أن تراثنا لحق به قدر لا بأس به من الزيف والدخيل الذي يعصف بما فيه من قيم فاضلة، ومبادئ سامية، وهذا الأمر يفرض علينا أن نتخير ما نخرجه للناس وما ننشره فيهم، منه ما هو كفيل باستمرار المسيرة على الدرب الصحيح، وما سوى ذلك مما لحقه الزيف فهو قطعة شاهدة على جزء من التاريخ، فليظل مكانه مقصورًا على أهل البحث والدرس القادرين على أن يميزوا الخبيث من الطيب. وإننا لنعجب للمستشرق آرثر جفري لم يجد أمامه كتابًا ينشره من تراثنا إلا كتاب المصاحف للسجستاني، وهو كتاب فيه ما فيه مما يزلزل إيمان المؤمنين بالكتاب العزيز. إن اختيار هذا المخطوط بصفة عامة إنما يريد الطعن في ديننا وتراثنا من خلال التظاهر بالحرص على نشر تراث المسلمين. وإذا حدث هذا من المستشرق جفري، فهو أمر غير جديد على هؤلاء. لكن عندما نرى الأزهر الشريف ومجمع البحوث يتصدى لنشر الجامع الكبير للسيوطي، وفيه الكثير من الموضوع والضعيف، فذلك أمر غير مستساغ، أو أن يسهم في فترة من الفترات في نشر كتاب الأخلاق المتبولية للشعراني، وفيه من الزيف ما لا يطاق ولا يحتمل، فهذا دليل على وجود خلل في خطة إحياء التراث.

وكذلك نرى وزارة الثقافة المصرية تسهم مشكورة في إحياء التراث، ثم تطالعنا بالفتوحات المكية لابن عربي، وفيه نظريته الملحدة في وحدة الوجود، فهذا أمر يتطلب وقفة من الغيرة على التراث. لا بد أن نفكر أولا: ما التراث الذي ينبغي لنا إحياؤه؟ 3- أدعياء التحقيق: إن التحقيق العلمي عمل مجيد، وجهد مشكور متى التزم المحقق الدرب الصحيح، وراعى الأصول، والتزم بالقواعد، وبذل الجهد من أجل إخراج النص صحيحًا مستقيمًا، وثقت نقوله, وخرجت فيه الآيات والأحاديث، وضبط الغريب. أما أن يخرج النص كثير التصحيفات والتحريفات، والأخطاء، تفسر الكلمة الواضحة وتترك الغامضة والغريبة، تضبط الكلمات البينة وتترك المشتبهة، فذلك لون من العبث لا يمكن أن نسميه تحقيقًا. وبكل أسف نجد هؤلاء يكتبون أسماءهم بحروف بارزة على الغلاف "تحقيق فلان" والمؤلف القديم الذي بذل العرق والجهد، وأكد الفكرة يكتب اسمه بحروف صغيرة تحت العنوان!! إنه لون من العدوان على جهود الآخرين. 4- احتجاز المخطوطات النفيسة: بعض ذي الكفاءة من أهل التحقيق يحتجزون مخطوطات نفيسة ذات قيمة, على أساس أنهم سيقومون بتحقيقها، ثم يدركهم الملال فلا تخرج ولا يتركون الفرصة لسواهم. وأحيانًا تتصدى بعض مؤسسات التحقيق لإخراج مخطوط معين فتخرج منه جزءًا أو جزأين، ثم تقصر بها النفقة فتعجز عن إخراج بقية الأجزاء. 5- خروج بعض المطبوعات باسم التحقيق: وهو مجرد نشر لا تتوافر فيه أصول التحقيق, مما يعد جناية على هذا العمل العلمي.

من توصيات لجنة تحقيق التراث المنعقدة في بغداد: عقدت هذه اللجنة في بغداد في المدة من "6-15 رجب 1400هـ, 20-29 مايو 1980" بإشراف معهد المخطوطات العربية، التابع للمنظمة العربية للثقافة والعلوم, وبالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام بالجمهورية العراقية. وقد شارك في الندوة التي عقدتها اللجنة, عدد من الأعلام من خبراء التراث، وأصحاب الدراية بالتحقيق، نذكر منهم: د. شكري فيصل, عضو المجمع السوري، والأستاذ محمد بهجة الأثري، عضو المجمع العراقي، والدكتور فؤاد سزكين أستاذ بجامعة فرانكفورت بألمانيا الغربية، والدكتور أحمد سليم سعيدان عميد كلية العلوم، القدس، وعضو مجمع اللغة العربية الأردني. وبعد مناقشة البحوث المقدمة, انتهت اللجنة إلى إرساء القواعد التالية: 1- أن يكون تحقيق التراث في أيد أمينة قادرة عليه، فلا يقحم نفسه فيه من لم تكتمل أدواته اللغوية والعلمية والفنية. 2- أن يبنى التحقيق على مناهج منظمة, وأولويات مرتبة. 3- أن تخضع أعمال حديثي العهد بالتحقيق للتدقيق والمراجعة, على أن يتحمل الأستاذ المراجع التبعة في ذلك كاملة. 4- أن تصرف عناية خاصة للتراث العلمي؛ استجابة للحاجة الحضارية الراهنة، وتحقيقًا للتوازن بين التراثين: العلمي والأدبي. 5- أن تنشأ في العواصم العربية فروع لمعهد المخطوطات, يودع في كل فرع منها نسخ من الرقوق المصورة المحفوظة في مقر المعهد.

6- أقرت اللجنة أن تكون للتحقيق ثلاثة مقاصد, وأن تراعى هذه المقاصد في وضع المنهج والتوصيات: الأول: تقديم النص صحيحًا مطابقًا للأصول العلمية. الثاني: توثيق النص نسبة ومادة. الثالث: توضيح النص وضبطه. في ضوء هذه المنطلقات والقواعد اتخذت اللجنة سلسلة من التوصيات وهي: اختيار المخطوط, معرفة النسخ وجمعها, دراسة النسخ وتعرف مراتبها في الصحة, ضبط النص, التعليق على النص, المقدمة, الفهارس, الطباعة والنشر. ومن توصياتهم في مجال اختيار المخطوط: تقديم الأهم على المهم، والأصول على الفروع، وما لم ينشر على ما نشر، والتسامح في تجديد نشر المطبوعات التي لم تراع القواعد العلمية في تحقيقها، واختيار طوائف من المخطوطات يرى المختصون ترشيحها للتحقيق، والاهتمام بتحقيق التراث العلمي. وفي مجال معرفة النسخ, أوصت اللجنة معهد المخطوطات بعمل فهرس موحد شامل لما دون في فهارس المخطوطات العامة والخاصة، وعلى المعهد أن يتعرف مكان المخطوطات القيمة التي لم تصل إليها يده بعد، ووضع فهارس تفصيلية للمخطوطات تنشر على المؤسسات التراثية في العالم العربي. وفي الفهارس أوصت بفهرسة كل ما يمكن فهرسته من العمل المحقق. وأوصت في فهرسة الأعلام بأن نبدأ بالأسماء المبدوءة بألفاظ: ابن، ثم ابنة، ثم أبو، ثم أم، ثم بنت، ولا يذكر هنا الصفحات إذا كانت الأسماء معروفة, وإنما يحال على الاسم في موضعه من توالي الحروف الهجائية، فالعلم: أبو اليمن الكندي يذكر في "أبو اليمن" ويذكر اسمه إلى جانبه زيد بن الحسن، ويحال عليه وتذكر أرقام الصفحات في حرف الزاي.

ثم تبدأ فهرسة الأسماء على ترتيب حروف الجهاء، بدءًا بالهمزة الممدودة مثل: آدم ونحوه، ثم ما يكون بعد ذلك: الهمزة والباء. والألفاظ التي تداخلها الهمزة يراعى في موضعها الحرف الذي توضع عليه الهمزة. وفيما عدا ذلك من الأمور التي ذكرتها سابقًا في قواعد التحقيق, أرى أن ما أوصت به اللجنة لا يزيد عما ذكرته فيها من قواعد وأصول. {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وكان الفراغ من تصنيف هذا المؤلف -ولله الحمد والمنة- في تمام الساعة العاشرة من مساء الاثنين، السابع والعشرين من ربيع الأول 1409هـ, الموافق السابع من نوفمبر 1988م, الدقي. المعتز بالله وحده د. السيد رزق الطويل

مصادر البحث ومراجعه

مصادر البحث ومراجعه: في إعداد هذا المصنف استعنا بكثير من المصادر والمرجع في شتى المجالات التي تعرض لها هذا الكتاب، بجانب خبرات متعددة، مكتسبة على طريق البحث والدرس، والإشراف على الباحثين والدارسين من طلاب الدراسات العليا. وأثبت هنا بعض المصادر والمراجع, مرتبة حسب الحروف الهجائية لعناوينها التي وضعها لها مؤلفوها. وفي المقدمة أثبت المصدر الأول والأوثق, وهو: القرآن الكريم. ثم كتب السنة. وبعد ذلك تأتي المصادر الأخرى: 1- أحمد زكي شيخ العروبة، سلسلة أعلام العرب، القاهرة. 2- الأخبار التاريخية في السيرة الزكية, محمد زكي مجاهد, القاهرة سنة 1396. 3- الأعلام, لخير الدين الزركلي, بيروت، دار العلم للملايين ط4. 4- الأغاني, للأصفهاني ط. وزارة الثقافة، القاهرة. 5- أصول نقد النصوص ونشر الكتب، برجستراسر، إعداد محمد حمدي البكري، القاهرة سنة 1969م. 6- تاريخ الأدب العربي, بروكلمان، ترجمة د. عبد الحليم النجار، د. رمضان عبد التواب، د. السيد يعقوب بكر، القاهرة. 7- تاريخ التراث, لفؤاد سزكين، ترجمة الدكتور "فهمي أبو الفضل" القاهرة سنة 1971. 8- تحقيق النصوص ونشرها، عبد السلام هارون. 9- تحقيق التراث د. عبد الهادي الفضلي، مكتبة المعلم، جدة. 10- التفسير والمفسرون د. محمد حسين الذهبي.

11- التنبيه على حدوث التصحيف، لأبي حمزة الأصفهاني ت. محمد سعد أطلس، دمشق سنة 1968. 12- جامع بيان العلم وفضله، لابن عبد البر. 13- خزائن الكتب العربية في الخافقين، لفيليب دي طرازي. 14- خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، للبغدادي. ت عبد السلام هارون، القاهرة. 15- الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الألمانية، روري بارت، ترجمة د. مصطفى ماهر، القاهرة. 16- دليل المراجع العربية، عبد الكريم الأمين، بغداد سنة 1970. 17- السنة قبل التدوين, د. محمد عجاج الخطيب. 18- سيبويه إمام النحاة, د. علي النجدي ناصف. 19- صبح الأعشى في علوم الإنشا, للقلقشندي, وزارة الثقافة، مصر سنة 1961. 20- الصحاح للجوهري، ت. أحمد عبد الغفور العطار. 21- عيون الأخبار, لابن قتيبة، وزارة الثقافة، القاهرة. 22- الفهرست، لابن النديم. 23- فهارس المكتبات العربية في الخافقين، يوسف أسعد داغر، بيروت سنة 1947م. 24- في علوم القراءات، مدخل ودراسة وتحقيق د. السيد رزق الطويل، الفيصلية، مكة سنة 1985. 25- القاموس المحيط، للفيروزآبادي. 26- قواعد فهرسة المخطوطات العربية, د. صلاح المنجد, بيروت سنة 1976. 27- كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون, لمصطفى بن عبد الله، الشهير بحاجي خليفة، إستانبول سنة 1951.

28- مجالس ثعلب، ت. عبد السلام هارون، ذخائر العرب، دار المعارف. 29- المخطوطات العربية في العالم العربي، د. صلاح المنجد. 30- المحبر، لمحمد بن حبيب. ط1 الهند سنة 1361هـ. 31- المزهر في اللغة، للسيوطي. 32- المصادر العربية والمعربة، د. محمد ماهر حمادة، مؤسسة الرسالة سنة 1972. 33- المستشرقون، نجيب العقيفي, دار المعارف، مصر سنة 1981. 34- المعجم الأدبي, جبور عبد النور ط1, بيروت سنة 1979. 35- معجم المؤلفين, للأستاذ عمر رضا كحالة. 36- معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب, مجدي وهبة وكامل المهندس, بيروت سنة 1979. 37- معجم المطبوعات العربية والمعربة, يوسف إليان سركيس. 38- المعجم الوسيط, مجمع اللغة العربية بالقاهرة. 39- الموسوعة العربية الميسرة, مؤسسة فرنكلين, القاهرة سنة 1959, إشراق شفيق غربال. 40- نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب, للمقرئ. 41- هدية العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنفين, طهران سنة 1967 ط 3. ومن الدوريات والنشرات: مجلة المورد, بغداد. عالم الكتب, الرياض. مجلة مجمع اللغة العربية, القاهرة. أسس تحقيق التراث ومناهجه "توصيات اللجنة المختصة التي عقدت في بغداد, مايو سنة 1980".

فهرس تحليلي لموضوعات هذا الكتاب

فهرس تحليلي لموضوعات هذا الكتاب: الموضوع الصفحة مقدمة الطبعة الثانية 3 مقدمة المؤلف 5 الباب الأول: البحث العلمي وأصوله قيمة البحث العلمي 11 تعريف البحث العلمي 12 صور البحث ومجالاته 13 عدة الباحث وخلقه العلمي 16 مراحل البحث 18 اختيار الموضوع 18 الخطة الأولية للموضوع 19 المصادر والمراجع 23 مرحلة كتابة البحث وإخراجه 28 الفهارس 31 مقدمة البحث 32 الباب الثاني: التعريف بالمكتبة الإسلامية الفصل الأول: دراسة تاريخية وميدانية للمكتبة الإسلامية تمهيد 37 نشأة المكتبة الإسلامية 39 أشهر المكتبات في تاريخ الإسلام 43 أشهر المكتبات في العصر الحديث 45 أولًا: في العالم العربي والإسلامي 45 ثانيًا: في خارج البلاد العربية والإسلامية 47 الفصل الثاني: مصنفات التراث, أهم المصادر والمراجع بين يدي هذا الفصل 51 المبحث الأول: القرآن الكريم وعلومه 52 المبحث الثاني: الحديث وعلومه 71 المبحث الثالث: السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي وكتب الطبقات 89 المبحث الرابع: علوم اللسان العربي 98 المبحث الخامس: العقيدة والفلسفة والفرق والفكر الإسلامي 115 المبحث السادس: أصول الفقه وتاريخ التشريع 119 المبحث السابع: الفقه ومذاهبه 121 المبحث الثامن: الحضارة الإسلامية 127 المبحث التاسع: دراسات إسلامية عامة في مجالات متنوعة 130 مراجع المراجع 136 الباب الثالث: التراث وتحقيقه ونشره الفصل الأول: التراث والجهود المبذولة في نشره معنى التراث 141 بداية نشر التراث في العالم الخارجي 142 بداية نشر التراث في العالم العربي 146

الموضوع الصفحة المطابع الأهلية 150 مراحل نشر التراث في مصر 152 المرحلة الأولى 152 المرحلة الثانية، خصائصها 153 المرحلة الثالثة، خصائصها 157 المرحلة الرابعة، خصائصها 160 هيئات توفرت على نشر التراث 164 أولا: في مصر 164 ثانيا: خارج مصر 166 الفصل الثاني: المخطوطات ومظانها في مكتبات العالم تمهيد 171 طريقة معرفة أماكن المخطوطات 171 الفهارس العامة للمخطوطات 173 دليل إلى المكتبات التي بها مخطوطات 174 أسماء بعض المكتبات التي تهتم باقتناء المخطوطات 175 أولا: في البلاد العربية 175 ثانيا: في البلاد الإسلامية 177 ثالثًا: في أوروبا وأمريكا 178 فهارس المخطوطات 181 أولا: في البلاد العربية 181 ثانيا: المخطوطات العربية في العالم 186 الفصل الثالث: تحقيق التراث معنى التحقيق، وأصله التاريخي 191 مراحل التحقيق 194 شروط المحقق 195 أصول التحقيق وقواعده 197 خطوات التحقيق 197 الخطوة الأولى: مخطوط لم يسبق تحقيقه 198 الخطوة الثانية: جمع النسخ المتاحة 200 المرحلة الثالثة: اعتماد النسخة الأصل 203 المرحلة الرابعة: توثيق نسبة المخطوطة 205 المرحلة الخامسة: ضبط عنوان الكتاب واسم المؤلف 208 المرحلة السادسة: المقابلة بين النسخ تقويم النص 209 أمور يكتمل بها التحقيق 211 التخريج 211 التعليق 212 التنقيط والتشكيل 213 التهميش وطرقه 214 الفهارس 215 نهاية التحقيق 215 المقدمة والخاتمة 218 المصادر والمراجع 220 مصطلحات في تحقيق التراث 221 إجازة المخطوط 221 علامات الترقيم والاختصارات 223 المسودة 223 الخطأ 224

الموضوع الصفحة التصحيف 224 التحريف 227 تعدد الإخراج 228 التصفيح 228 سلبيات على طريق التحقيق 229 1- الازدواجية 229 2- التراث الذي نحييه 230 3- أدعياء التحقيق 231 4- سلبيات أخرى 231 من توصيات لجنة تحقيق التراث 232 مصادر البحث ومراجعه 235 الفهرس التحليلي للموضوعات 237

§1/1