معجم الشعراء

المرزباني

حرف العين

حرف العين باب ذكر من اسمه عمرو هاشم واسمه عمرو بن عبد مناف واسمه المغيرة بن قصي واسمه زيد ابن كلاب بن مرة بن لؤي بن هاشم. هو جد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكنى أبا نضلة وفيه يقول مطرود بن كعب الخزاعي: عمرو الذي هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف ولما قصد البيت بعض من قصده قال هاشم في رجز له: عذت بما عاذ به إبراهيم عمرو بن قميئة بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة وهو الحصن بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. وقيل هو عمرو بن ذريح بن سعد بن مالك ويكنى أبا كعب وكان في عصر مهلهل بن ربيعة ويقول الشعر وعمر حتى جاوز التسعين وقال: كأني وقد جاوزت تسعين حجة ... خلعت بها عني عذار لجام رمتني بنات الدهر من حيث لا أرى ... فكيف بمن يرمى وليس برام فلو أنها نبل إذاً لاتقيتها ... ولكنني أرمى بغير سهام وتزعم بكر بن وائل أنه أول من قال الشعر وقصد القصيد، وكان امرؤ القيس بن حجر استصحبه لما شخص إلى قيصر يستمده على بني أسد فمات في سفره ذلك فسمته بكر عمراً الضائع وهو صاحب امرئ القيس الذي عني بقوله: بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ... وأيقن أنا لاحقون بقيصراً

فقلت له لا تبك عينك إنما ... نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا وعمرو هو القائل يبكي شبابه وهو أول من بكى عليه: لاتغبط المرء أن يقال له ... أمسى فلان لعمره حكماً إن يمس في خفض عيشه فلقد ... أخنى على الوجه طول ماسلما قد كنت في ميعة أسر بها ... أمنع ضيمي وأهبط العصما يا لهف نفسي على الشباب ولم ... أفقد به إذا فقدته أمماً المرقش الأكبر اسمه عمرو بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة وقيل اسمه عوف بن سعد بن مالك. وقالوا اسمه ربيعة بن سعد بن مالك وكان المرقشان علىعهد مهلهل بن ربيعة وشهدا حرب بكر وتغلب والأكبر القائل: ليس على طول الحياة ندم ... ومن وراء المرء ما يعلم النشر مسك والوجوه دنا ... نير وأطراف الأكف عنم فالدار وحش والرسوم كما ... رقش في ظهر الأديم قلم المرقش الأصغر اسمه عمرو بن حرملة بن سعد بن مالك بن ضبيعة ابن قيس بن ثعلبة وقيل اسمه حرملة بن سعد وقيل اسمه ربيعة بن سفيان ابن سعد بن مالك والمرقش اللأكبر عم المرقش الأصغر والأصغر عم طرفة بن العبد والمرقش الأصغر أشعرهما وأطولهما عمراً وهو القائل: وما قهوة صهباء كالمسك ريحها ... تعل على الناجود طوراً وتقدح بأطيب من فيها إذا جئت طارقاً ... من الليل بل فوها ألذ وأنصح وهو القائل في رواية محمد بن داود: أمن حلم أصبحت تنكث واجماً ... وقد تعتري الأحلام من كان نائماً فمن يلق خيراً يحمد الناس أمره ... ومن يغو لا يعدم على الغي لائماً طرفة اسمه عمرو بن عبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة ابن قيس بن ثعلبة. قال أبو سعيد السكري اسمه عبيد ويقال معبد ولقب بطرفة ببيت قاله. وكنيته أبو إسحاق ويقال أبو سعد قال ابن دريد كنية طرفة أبو عمرو وأمه وردة بنت قتادة بن مشنوء بن عمرو بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة قتله المكعبر بالبحرين بكتاب عمرو بن هند وله بضع وعشرون سنة وقد روي

أنه لم يبلغ العشرين وكان آدم أزرق أو قص أفرع اكشف أزور الصدر متأول الخلق. ويقال إنه أخرج لسانه فإذا هو أسود كأنه لسان ظبي فأخذه بيده ثم أومأ بيده إلى رقبته فقال ويل لهذا مما يحبني عليه هذا فكان هو الذي جنى عليه فقتل وذلك أنه هجا عمرو بن هند وكان ينادمه هو والمتلمس، والمتلمس خال طرفة فكتب لهما كتابين إلى المكعبر يأمره فيهما بقتلهما فأما المتلمس فإنه خرق كتابه ونجا بنفسه ومضى طرفة بالكتاب فقتل وهو القائل في قصيدة له: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استراث الخبر يتمثل بعجز هذا البيت وهي هذه القصيدة وقد روي لغيره: فقل للذي يبقى خلاف الذي مضى ... تزود لأخرى مثلها فكأن قد وله: للفتى عقل يعيش به ... حيث تهدي ساقه قدمه أي له عقل في كل وجه توجه فيه فيما يهوى وينتفع به، وقال ثعلب ان اتجه لجهة صالحة علم أن له عقلاً وإن اتجه لجهة شر علم أنه لا عقل له. وله: فوجدي بسلمى فوق وجد مرقش ... بأسماء إذ لا يستفيق عواذله لعمري لموت لا عقوبة بعده ... لذي البث أشفى من هوى لا يزايله عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن ربيعة بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى ابن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار يكنى أبا الأسود وقيل أبا عمير وهو فارس شاعر مقدم سيد أحد فتاك الجاهلية ولابنه الأسود وهو في بيت تغلب. وأم عمرو لبنى بنت مهلهل بن ربيعة التغلبي، وبلغ خمسين ومائة سنة ورأى من ولده وولد ولده خلفاً كثيراً وكان خطيباً حكيماً وأوصى بنيه عند موته بوصية بليغة حسنة. وقصيدته التي أولها: ألا هبي بصحنك فاصبحينا إحدى مفاخر العرب قام بها خطيباً في فتكه بعمرو بن هند وقتله. وفيها يقول: بأي مشيئة عمرو بن هند ... تطيع بنا الوشاة وتزدربنا فإن قناتنا ياعمرو أعيت ... على الأعداء قبلك أن تلينا وله في رواية ثعلب من أبيات:

لا تلوميني فإني متلف ... كل ما تحوي يمينى وشمالي لست إن أطرفت مالاً فرحاً ... وإذا أتلفته لست أبالي يخلف المال فلا تستسيئسي ... كري المهر على الحي الحلال وابتذالي النفس في يوم الوغى ... وطرادي فوق مهري ونزالي وسموي بخميس جحفل ... نحو أعدائي بحلي وارتحالي جهنام البكري ويقال جهنام واسمه عمرو بن قطن بن المنذر بن عبدان بن حذافة بن حبيب بن ثعلبة بن سعد بن قيس بن ثعلبة وهو الذي هاجى أعشى بني قيس بن ثعلبة وفيه يقول الأعشى: دعوت خليلي مسحلاً ودعوا له ... جهنام جدعاً للهجين المدمم ومسحل شيطان الأعشى فيما يقال. ومن قول جهنام: أمجاع تزعم لو أنني ... لقيت ابن حواء ما ضرني بلى إن يد قبضت خمسها عليك مكاناً من الأمكن عمرو بن حلزة اليشكري أخو الحارث بن حلزة قديم وهو يقول يرثي أخاه: يأمن الأيام مغتر بها ... ما رأينا قط دهراً لا يخون والملمات فيما أعجبها ... للملمات ظهور وبطون هون الأمر تعش في راحة ... قلما هونت الا سيهون ربما قرت عيون بشجى ... مرمض قد سخنت منه عيون لا تكن محتقراً شأن امرئ ... ربما كان من الشأن شؤون عمرو بن الإطنابة وهي أمه وأبوه عامر بن زيد مناة بن عامر بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج وأمه الإطنابة بنت شهاب بن زبان من بني القين بن جسر وكان أشرف الخزرج. وهو شاعر فارس معروف قديم خرجت الخزرج معه وخرجت الأوس وأحلافها مع معاذ بن النعمان

في حرب كانت بين الأوس والخزرج. وقيل لحسان بن ثابت: من أشعر الناس قال: الذي يقول يعني ابن الإطنابة أني من القوم الذين إذا انتدوا ... بدؤوا بحق الله ثم النائل انتدوا: جلسوا في النادي. وهي قصيدة وبعد هذا البيت: المانعين من الخنا جيرانهم ... والحاشدين على طعام النازل والخالطين فقيرهم بغنيهم ... والباذلين عطاءهم للسائل لا يطبعون وهم على أحسابهم ... يشفون بالأحلام داء الجاهل القائلين ولا يعاب خطيبهم ... يوم المقامة بالكلام الفاصل وقال معاوية لقد وضعت رجلي في الركاب يوم صفين وهممت بالفرار فما منعني من ذلك إلا قول ابن الإطنابة: أبت لي عفتي وأبى بلائي ... وأخذي الحمد بالثمن الربيح وإكراهي على المكروه نفسي ... وضربي هامة البطل المشيح وقولي كلما جشأت وجاشت ... مكانك تحمدي أو تستريحي لأدفع عن مآثر صالحات ... وأحمي بعد عن عرض صحيح معقر البارقي قيل اسمه عمرو بن سفيان بن حمار بن الحارث بن أوس وبارق من الأزد. وقيل اسمه سفيان بن أوس بن حمار وهو جاهلي سمي معقراً بقوله في قصيدته المشهورة: لها ناهض في الوكر قد مهدت له ... كما مهدت للبعل حسناء عاقر وفيها يقول: فجئنا إلى جمع كأن زهاءه ... جراد هفا من هبوة متطاير تهيبك الأسفار من خشية الردى ... وكم قد رأينا من رد لا يسافر وخبرها الوراد إن ليس بينها ... وبين قرى نجران والدرب كافر فألقت عصاها واستقر بها النوى ... كما قر عيناً بالإياب المسافر أنشدت هذا البيت عائشة رضي الله عنها لما بلغها موت علي بن أبي طالب رضي الله عنه. عمرو بن الحارث بن مضاض بن عمرو بن غالب الجرهمي أحد المعمرين القدماء وهو القائل لما أجلتهم خزاعة عن الحرم وكانوا ولاة البيت بعد نبت بن اسماعيل بن ابراهيم عليهما الصلاة والسلام: كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر

بلى نحن كنا أهلها فأبادنا ... صروف الليالي والجدود العوائر ويقال إنه مد له في العمر إلى أن أدرك الإسلام وقال: يا أيها الناس سيروا إلى قصركم ... أن تصبحوا ذات يوم لا تسيرونا كنا أناساً كما كنتم فغيركم ... دهر فأنتم كما كنا تصيرونا عمرو بن عدي بن نصر اللخمي وهو عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن مالك بن الحارث بن عمرو بن نمارة بن لخم. قال أبو عبيدة: هذا نسبة أهل اليمن وأما ما يقول علماؤنا فيقولون: نصر بن الساطرون بن أسيطرون ملك الحضر وهو الجرمكقاني من أهل الموصل من رستات باجرمي وعمرو هو أول ملوك الحيرة ملك بعد خاله جذيمة الأبرش وعمرو وهو قاتل الزباء واسمها نائلة بنت عمرو بن ظرب من العماليق وعمرو هو أبو ملوك الحيرة بأسرهم وآخرهم النعمان بن المنذر الذي قتله كسرى وتملك على الحيرة بآسرهم وآخرهم النعمان بن المنذر الذي قتله كسرى وتملك على الحيرة إياس بن قبيصة. وعمرو هو القائل وهو صبي لخاله جذيمة وقد تبدى فأقبل عمرو والصبيان معه من خول جذيمة يجنون الكمأة فيأكل الصبيان خيار ما يجنون ويدفعون إلى جذيمة رذالته وجعل عمرو يدفع إليه ما يجنيه على حاله ولا يأكل منه شيئاً ويقول: هذا جناي وخياره فيه ... إذا كان جان يده إلى فيه وتمثل علي بن أبي طالب رضي الله عنه بهذا البيت عند قسمته ما كان في بيت المال. وعمرو هو القائل في رواية المفضل: صددت الكأس عنا أم عمرو ... وكان الكأس مجراها الميينا وما شر الثلاثة أم عمرو ... بصاحبك الذي لا تصحبينا عمرو بن هند مضرط الحجارة الملك وهند أمه وأبوه المنذر بن امرئ القيس بن النعمان بن امرئ القيس البدن بن عمرو بن امرئ القيس البدن ابن عمرو بن عدي بن نصر اللخمي. هكذا نسبه ابن الكلبي وأبو سعيد السكري. وقال أبو عبيدة والمدائني: هو عمرو بن المنذر بن امرئ القيس ابن عمرو بن عدي بن نصر وأمه كهند بنت الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار الكندي ملك اليمن غلبت على اسم أبيه فنسب إليها وهي عمة امرئ القيس ابن حجر الشاعر وأبوه المنذر بن ماء السماء وهي بنت عوف بن جشم بن

هلال بن ربيعة بن زيد مناة بن الضحيان وهو عامر بن سعد بن الخزرج بن تيم مناة بن النمر بن قاسط وإنما سميت بماء السماء لحسنها، ولقب عمرو بن هند مضرط الحجارة لشدة ملكه وخشونته وقتله عمرو بن كلثوم التغلبي. وعمرو بن هند هو الأكبر وهو محرق وهو القائل عند إيقاعه ببني تميم: أبأنا بحسان فوارس دارم ... فأبررت منهم ألوة لم تقطب تحش لهم ناري كأن رؤوسهم ... قنافذ في إضرامها تتقلب وفت مائة من أهل دارم عنوة ... ووفاهموها البرجمي المخيب عمرو بن أمامة اللخمي وهو عمرو الأصغر وهو أخو عمرو بن هند وأبوهما المنذر بن امرئ القيس وأمه أمامة بنت سلمة بن الحارث الكندي عم امرئ القيس. مات أخوه المنذر بن المنذر بن امرئ القيس وكان ملك الحيرة وملك بعده أخوه عمرو الأكبر بن هند وهي عمة أمامة أم عمرو الأصغر فرد عمرو بن هند إلى أخيه لأبيه وأمه قابوس بن المنذر أمر البادية ولم يرد إلى عمرو بن أمامة شيئاً فقال ابن أمامة: الابن أمك ما بدا ... ولك الخورنق والسدير فلأمنعن منابت ... الضمر إذا منع القصور بكتائب تردى كما ... تردى إلى الجيف النسور إنا بني العلات نق ... ضي دون شاهدنا الأمور ثم خرج مغاضباً لأخيه وقصد اليمن فأطاعته مراد وأقبل بها يقودها نحو العراق حتى إذا سار بها ليالي تلاومت مراد بينها وكرهت المسير معه وثار به المكشوح وهو هبيرة بن يغوث فقتله فلما أحيط به ضاربهم بسيفه حتى قتل وقال: لقد عرفت الموت قبل ذوقه ... إن الجبان حتفه من فوقه كل امرئ مقاتل من طوقه ... كالثور يحمي جلده بروقه تمثل بهذا عامر بن فهيرة الشهيد رحمه الله يوم بئر معونة حين هاجروا إلى المدينة فأجتووها عمرو بن الحارث بن عمرو الملك أبو شرحبيل الكندي قال محمد ابن داود قال يرثي شراحيل بن الحارث المقتول بالكلاب وقتلته تغلب: إن جنبي عن الفراش لناب ... كتجافي الأسر فوق الظراب وهي أبيات تروى لأخيه معدي كرب بن الحارث وهو الصحيح. عمرو بن حني التغلبي فارس جاهلي مذكور. يقول في قتلهم عمرو بن

هند في رواية محمد بن داود: نعاطي الملوك الحق ما قصدوا بنا ... وليس علينا قتلهم بمحرم أنفت لهم من عقل عمرو بن مرثد ... إذا وردوا ماء ورمح ابن هرثم وكنا إذا الجبار صعر خده ... أقمنا له من ميله فتقوم قال يريد: فتقوم أنت. وهذا البيت يروى من قصيدة المتلمس التي أولها: يعيرني أمي رجال ولن ترى ... أخا كرم إلا بأن يتكرما وبعده البيت وآخره: أقمنا من ميله فتقوما. وأبو عبيدة وغيره يروون هذه الأبيات لجابر بن حني التغلبي. عمرو بن مرثد بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة. هو المشهور بكرم الأولاد السادة الفرسان وفيه يقول طرفة بن العبد: فلو شاء ربي كنت قيس بن خالد ... ولو شاء ربي كنت عمرو بن مرثد يريد قيس بن خالد بن ذي الجدين فأصبحت ذا مال كثير وزارني ... بنون كرام سادة لمسود ومن قول عمرو: لعمر أبيك ما مالي بنحل ... ولا طهف يطير به الغبار الطهف طعام يشبه الذرة وقال كيسان هو التبن. ويروى له وقيل هي لجده سعد بن مالك: يا بؤس للحرب التي ... وضعت أراهط فاستراحوا وله يمدح الأحوص بن جعفر بن كلاب العامري واسم الأحوص ربيعة أتاها من الأنباء أن ابن جعفر ... ربيعة لم يخضر خضارة ملبد أجادت به إحدى غني لجعفر ... إذا طرقت إحدى الليالي بمربد ذو الكف الأشل واسمه عمرو بن عبد الله بن حنيف بن ثعلبة بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة يكنى أبا جلان. فارس شاعر جاهلي يقول في فرسه: أمن دعة شهرين عض رباطه ... ونازع أطراف الجلال المزرر فأبشر برب لا تعرى جياده ... وحرب تلظى كالحريق المسعر وله في توعداته بني حنيفة: حنيفة مهلاً تنذرون دماءنا ... على أن تقيلانا قتيلا بني أسد

ونحن مصادير الطعان إذا دعا ... ضبيعة داعيها أسنتها قصد إذا الخيل خامت واقشعرت جلودها ... بسير فيغشاها الأسنة بالقدد سيمنع آخرى الحق منكم فوارس ... إذا فزعوا لم يشددوا حزم البرد ابن زيابة واسمه عمرو بن الحارث بن همام وهو من بني تيم الله بن ثعلبة وقيل اسمه سلمة بن ذهل وهو جاهلي وقيل ابن زبابة والزبابة فأرة من فئران الحرة وله يقول الحارث بن همام: أيا ابن زيابة أن تلقني ... لا تلقني في النعم العازب أي لا تلقني فيها راعيا وتلقني يشتد بي أجرد ... مستقدم البركة كالراكب أجابه بن زيابة: يا لهف زيابة للحارث الص؟ ... ابح فالغانم فالآيب والله لو لاقيته خالياً ... لآب سيفانا مع الغالب أنا ابن زبابة إن تدعني ... آتك والظن على الكاذب وله في رواية ابن الأعرابي: نبئت لأياً عارضاً رمحه ... في سنة يوعد أخواله وتلك منه غير مأمونة ... أن يفعل الشيء إذا قاله إني وأخوالي بني عائش ... كالليث إذ يمنع أشباله إنك يا عمرو وترك الندى ... كعبد إذ قيد أجماله عمرو بن معديكرب بن ربيعة بن عبد الله بن عصم بن عمرو بن زبيد وهو منبه بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبه بن صعب بن سعد العشيرة بن مالك وهو مذحج بن أزد بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وعمرو يكنى أبا ثور وأصيبت عينه يوم اليرموك وهو من فحول الفرسان والشعراء. وروى أبو عمرو بن العلاء أنه قال لا نفضل على عمرو فارساً في العرب. وهو مخضرم أسلم في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ارتد مع مرتدي اليمن وحارب عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم باليمن ثم عاد إلى الإسلام وشهد الفتوح وحسن بلاؤه فيها. وكان معروفاً بالكذب فيما يخبر به من وقائعه مع العرب وهو القائل:

إذا لم تستطع شيئاً فدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيع ويروى أن أبا بكر رضي الله عنه استنشد عمرو بن معدي كرب وقال أنت أول من سألته في الإسلام. ومات عمرو بالفالج في زمن عثمان بن عفان وخرج يريد الري فمات بروذة وجاوز المائة سنة يقال بعشرين ويقال بخمسين. وهو القائل لقيس بن المكشوح المرادي: أريد حياته ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد وتمثل به علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما رأى عبد الرحمن بن ملجم المرادي. وله: أعاذل شكتي بدني ورمحي ... وكل مقلص سلس القياد الشكة السلاح والبدن: الدرع، والمقلس المشمر يعني الفرس أعاذل إنما أفنى شبابي ... ركوبي في الصريخ إلى المنادي ويبقى بعد حلم القوم حلمي ... ويفنى قبل زاد القوم زادي وله: ظللت كأني للرماح دريئة ... أقاتل عن أحساب جرم وفرت وجاشت إلي النفس أول مرة ... فردت إلى مكروهها فاستقرت عمرو بن حممة بن رافع بن الحارث الدوسي من الأزد أحد حكام العرب في الجاهلية وأحد المعمرين يقال إنه عاش ثلاثمائة وتسعين سنة ويقال إنه هو ذو الحلم الذي ضرب به العرب المثل الحارث بن وعلة الذهلي وزعمت أنا لا حلوم لنا ... إن العصا قرعت لذي الحلم وقال الفرزدق: وإن أعف استبقى حلوم مجاشع ... فإن العصا كانت لذي الحلم تقرع وقال آخر: لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا ... وما علم الإنسان إلا ليعلما وعمرو هو القائل: كبرت وطال العمر مني كأنني ... سليم أفاع ليله غير مودع فما القسم أبلاني ولكن تتابعت ... علي سنون من مصيف ومربع ثلاث مئين من السنين كوامل ... وها أنا هذا أرتجي مر أربع فأصبحت بين الفخ في العش ثاوياً ... إذا رام تطياراً يقال له قع أخبر أخبار السنين التي مضت ... ولا بد يوماً أن يطار بمصرعي عمرو بن عبد الجن التنوخي جاهلي قديم خلف على ملك جذيمة الأبرش بعد قتله فنازعه عمرو بن عدي اللخمي وهو ابن أخت جذيمة وعليه ولي الأمر، وفي

ذلك يقول عمرو بن عدي: دعوت ابن عبد الجن للسلم بعدما ... تتابع في غرب السفاه وكلسما فلما ارعوى عن صدنا باغترابه ... مريت هواه مري أخ أو ابن ما فقال ابن عبد الجن: أما ودماء مائرات تخالها ... على قلة العزى أو النسر عندما وما قدس الرهبان في كل هيكل ... أبيل أبيلين عيسى بن مريما عمر بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم التميمي يكنى أربد أخو لبيد بن ربيعة الشاعر لأمه واسم أربد عمرو بن زهير بن جذيمة بن جزء بن خالد بن جعفر. وفد أربد مع عامر بن الطفيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما فأرسل الله على أربد في طريقه صاعقة فأحرقته ورثاه لبيد بقصيدته التي يقول فيها: أخشى على أربد الحتوف ... ولا أخاف نوء السماك والأسد ومات عامر بن الطفيل في طريقه منصرفاً بالغدة وسمي أربد بقوله: قل لقريش تبلغوا رأس حية ... تدلى عليهم من تهامة أربد أبا شريح جاهلي قديم يقول لدختنوس بنت لقيط بن زرارة وقتل أبوها يوم الشعب: يا ليت شعري عنك دختنوس إذا ... أتاها الخبر المرموس أتحلق القرون أم تميس لا ... بل تميس إنها عروس وكان عمرو أبرص وله يقول جرير: هل تعرفون على ثنية أقرن ... أنس الفوارس يوم شل الأسلع الأسلع عمرو بن عمرو وأنس الفوارس هو أنس بن زياد العبسي وهو قاتل عمرو بن عمرو. أشعر الرقبان الأسدي اسمه عمرو بن حارثة بن ناشب بن سلامة بن الحارث بن سعد بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد. وقيل هو من بني سوادة بن الحارث بن سعد بن مالك بن ثعلبة. قتل عمرو بن هند أخاه فسرق ابنين له فذبحهما وقال: إنا كذلك كان عادتنا ... لم نغض من ملك على وتر ونزل برضوان الأسدي فلم يقره فقال أشعر الرقبان: تجانف رضوان عن ضيفه ... ألم تأت رضوان مني النذر وقد علم المعشر الطارقون ... بأنك للضيف جوع وقر

وأنت مليخ كلحم الحوار ... فلا أنت حلو ولا أنت مر إذا ما انتدى القوم لم تأتهم ... كأنك قد ولدتك الحمر ويقول: إذا جلس القوم في ناديهم لم تأتهم لئلا تسأل حاجة ولكن رضوان من لؤمه ... بخيل على كل خير وشر أي يبخل بالخير أن يعطيه ويعجز عن الترة أن يطلبها أي ليس عنده خير ولا شر. أبو المشمرج اليشكري عمرو بن المشمرج جاهلي. لما منعت بنو تميم النعمان بن المنذر الإتاوة فوجه إليهم أخاه الريان بن المنذر وجل من معه من بكر بن وائل فاستاق النعم وسبى الذراري فقال أبو المشمرح: لما رأوا راية النعمان مقبلة ... قالوا ألا ليت أدنى دارنا عدن ياليت أم تميم لم تكن عرفت ... مرأ وكانت كمن أودى به الزمن إن تقتلوهم فأعيار مجدعة ... أو تنعموا فقديماً منكم المنن فأجابه النعمان بقوله: لله بكر غداة الروع لو بهم ... أرمى ذرى حضن زالت لهم حضن إذ لا أرى أحداً في الناس يشبههم ... إلا فوارس خامت عنهم المين الأعلم اسمه عمرو بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة جاهلي قديم. يقول في رواية ابن الأعرابي: أتيت بني عمرو ورهطي فلم أجد ... عليهم إذا اشتد الزمان معولا ومن يفتقر في قومه يحمد الغنى ... وإن كان فيهم ماجد العم مخولا يمنون إن أعطوا ويبخل بعضهم ... ويحسب عجزاً سكته إن تجملا ويزري بعقل المرء قلة ماله ... وإن كان أقوى من رجال وأحيلا فإن الفتى ذا الحزم رام بنفسه ... جواشن هذا الليل كي يتمولا عمرو بن عدي الخصفي لقبه الكيذبان شاعر جاهلي وسمي الكيذبان لأنه لقيه جيش فقالوا من أنت فقال: أنا وأصحابي خرجنا لغارة. قالوا وكم أنتم قال إذا كنا ومثلنا ومثل نصفنا كنا كذا وكذا. فشغلهم بالحساب ومر على وجهه فأملس منهم فسمي الكيذبان. عمرو بن بياضة النجاري جاهلي يقول لعبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف

ولدناك يا شيبة المكرما ... ت ساقي زوار أرض الحرم فأكرم بسيبك بيت الإله ... وأنت بنفسك بيت الكرم عمرو بن الأهتم المنقري واسم الأهتم سنان بن سمي ويقال سمي ابن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم ومقاعس هو الحارث، وعمرو يكنى أبا نعيم وكان سيداً من سادات قومه ووفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم فأسلم ومدح قيس بن عاصم ثم ذمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن من العشر حكماً ومن البيان سحراً، وهو القائل: ذريني فإن البخل يا أم هيثم ... لصالح أخلاق الرجال سروق ذريني فإني ذو فعال تهمني ... نوائب يغشى رزؤها وحقوق ومستنبح بعد الهدو دعوته ... وقد حان من نجم الشتاء خفوق فقلت له أهلاً وسهلاً ومرحباً ... فهذا مبيت صالح وصديق وكل كريم يتقي الذم بالقرى ... وللخير بين الصالحين طريق لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ... ولكن أخلاق الرجال تضيق وله: ألم تر ما بيني وبين ابن عامر ... من الود قد بالت عليه الثعالب فأصبح باقي الود بيني وبينه ... كأن لم يكن والدهر فيه العجائب إذا المرء لم يحببك إلا تكرما ... بدالك من أخلاقه ما يغالب عمرو بن شأس بن أبي بلى واسمه عبيد بن ثعلبة ين وبرة بن مالك ابن الحارث ابن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة ويقال أبو بلى بن ذؤيبة بن مالك بن الحارث. وعمرو يكنى أبا عرار. شاعر كثير الشعر مقدم أسلم في صدر الإسلام وشهد القادسية وهو القائل: إذا نحن أدلجنا وأنت أمامنا ... يكن لمطايانا برياك هاديا أليس يزيد العيش خفة أذرع ... وإن كن حسرى أن تكون أماميا وهو القائل في ابنه عرار وكانت أمه سوداء وكانت امرأة عمرو تؤذيه فقال عمرو: أرادت عراراً بالهوان ومن يرد ... عراراً لعمري بالهوان فقد ظلم وإن عراراً إن يكن غير واضح ... فإن أحب الجون ذا المنكب العمم

والواضح: الأبيض، والجون: الأسود. وكتب الحجاج كتاباً إلى عبد الملك وأنفذه على يد عرار بن عمرو ووجه معه برأس ابن الأشعث فجعل عبد الملك يقرأ الكتاب ويسأل عراراً وهو لا يعرفه عن الخبر فيكون جوابه أبلغ من الكتاب فإذا رفع رأسه فرآه أسود صرف بصره عنه فلما أعجبه كلامه وظرفه أنشد: وإن عراراً إن يكن غير واضح البيت. فقال له عرار فهل تدري من عرار يا أمير المؤمنين. قال: لا والله. قال: أنا والله عرار. ومنها فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى ... مساغاً لنابيه الشجاع لقد أزم سرقه عمرو من المتلمس. ومن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن شأس وهو أسلمي خزاعي وليس بهذا الأسدي الشاعر وهو الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا عمرو بن شأس قد آذيتني. قال قلت: أعوذ بالله أن أوذيك. قال: أنه من آذى علياً فقد آذاني. المستوغر واسمه عمرو بن ربيعة بن كعب بن سعد بن مناة بن تميم. مات في صدر الإسلام ويقال إنه عاش إلى أول أيام معاوية هو أحد المعمرين يقال إنه عاش ثلاثين وثلاثمائة سنة وسمي المستوغر ببيت قاله وهو القائل: ولقد سئمت من الحياة وطولها ... وعمرت من عدد السنين مئينا مائة أتت من بعدها مائتان لي ... وازددت من عدد الشهور سنينا هل ما بقي إلا الذي قد فاتني ... يوم يمر وليلة تحدونا وله: إذا ما المرء صم فلم يناجي ... وأودى سمعه إلا ندايا ولاعب بالعشي بني بنيه ... كفعل الهر يحترش العظايا فذاك الهم ليس له دواء ... سوى الموت المنطق بالمنايا وبين المستوعر وبين مضر بن نزار تسعة آباء وبين عمرو بن قميئة المعمر وبين نزار عشرون أباً. ويروى أن المستوغر مر بعكاظ وعلى ظهره ابن ابنه يحمله فحمل شيخاً هرماً فأعيا من حمله فوضعه بالأرض وقال: عنيتني صغيراً وكبيراً. فقال له رجل. يا عبد الله أتقول هذا لأبيك. فقال: أنا جده. فقال الرجل:

ما رأيت شيخاً أكذب لو كنت المستوغر بن ربيعة ما زدت. فقال: فأنا المستوغر بن ربيعة. عمرو بن أحمر بن العمرد بن تميم بن ربيعة بن حرام بن فراص بن معن الباهلي ويقال هوعمرو بن أحمر بن العمرد بن عامر بن عبد شمس بن عبد بن فراص بن معن بن مالك وعمرو يكنى أبا الخطاب. أدرك الإسلام فأسلم وغزا مغازي الروم وأصيبت إحدى عينيه هناك ونزل الشام وتوفي على عهد عثمان رضي الله عنه بعد أن بلغ سناً عالية وهو صحيح الكلام كثير الغريب. يقول: إن الفتى يقتر بعد الغنى ... ويغتني بعد ما يفتقر والحي كالميت ويبقى التقى ... والعيش فنان فحلو ومر ولن ترى مثلي ذا شيبة ... أعلم ما ينفع مما يضر أي أعلم مني بما ينفع مما يضر، وله: إذا أنت راودت البخيل رددته ... إلى البخل واستمطرت غير مطير متى تطلب المعروف في غير أهله ... تجد مطلب المعروف غير يسير إذا أنت لم تجعل لعرضك جنة ... من الذم سار الذم كل مسير عمرو بن لأي بنب موألة بن عائذ بن ثعلبة بن تيم اللات بن ثعلبة من أشراف بكر بن وائل في الجاهلية وهو فارس مجلز وهو القائل: يا رب من يبغض أزوادنا ... رحن على بغضائه واغتدين لو نبت المرعى على أنفه ... لرحن منه أصلاً قد ونين ونين وأنين من السمن أي أبطلن. وهو القائل في قتل حجر بن الحارث الملك الكندي أبي امرئ القيس بن حجر الشاعر قتلته بنو أسد يخاطب عمرو بن هند اللخمي وأمه هند بنت الحارث الملك الكندي: عمرو بن هند إن مهلكة ... قول السفاه وشدة الغشم وبنا تدورك في بني أسد ... وغم لخالك أكبر الوغم قتلوا ابن أم قطام سيدهم ... حجراً وما برئوا من الأثم فسما امرؤ القيس الهمام له ... في جحفل من وائل صتم لهم فهدم من مساكنهم ... ما كان أرعن آمن الهدم لم تلق حي مثل صبحتهم ... في الناس من قيل ومن هزم عمرو بن ذكوان الحضرمي جاهلي يقول:

أحيا أباه هاشم بن حرملة ... يوم الهباتين ويوم اليعملة والخيل تعدو بالحديد مثقلة ... ورمحه للوالدات مثكلة لا يمنع القتيل أن يخذاله ... لحد ولا يسلب عنه مبذله والقيل لا يقبل إلا أجمله ... سائل بذاك رمحه ومعبله ترى الملوك حوله مغربله المعبل: سهم عريض النصل. عمرو بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة وخزيمة وهو الأحمر جاهلي. يقول في رواية محمد بن داؤد عن رجاله: وإذا تكون كريهة أدعى لها ... وإذا يحاس الحيس يدعى جندب قال وذكر المفضل الضبي أن هذا القول لبعض ولد طيئ وكان يفضل جندباً أحد ولد ولده عليهم ويقدمه في الزاد وغيره على فرسان ولده فقال أحدهم لآخر منهم يسمى عمراً: يا عمر خبرني ولست بكاذب ... وأخوك يصدقك الذي لا يكذب أمن القضية أن إذا استغنيتم ... وأمنتم فأنا البعيد الأجنب وإذا تكون كريهة ... البيت ما بعده. قال المرزباني: وقد رويت هذه الأبيات لهنئ بن أحمر الكناني. عمرو بن كلثوم الكناني من بني عميس بن جذيمة. فارس معروف جاهلي يقول: تركنا هامة الجدلي تزقو ... أمام الجيش تحكي بالنعيق وله: وقد علمت عليا كنانة أننا ... نطاعن في الهيجا مطاعم في المحل وله: جزى الله عني مدلجاً أين أصبحت ... خزاية بؤسي حيث سارت وحلت عمرو بن أهبان بن دثار الفقعسي جاهلي يقول: ألا ينهى عرينة عن ملامي ... قدامة قد عجلتم بالملام ويروى له: على مثل همام تشق جيوبها ... وتعلن بالنوح النساء الفواقد إذا نازع القوم الأحاديث لم يكن ... عيياً ولا عبأً على من يقاعد طويل نجاد السيف يصاع بطنه ... خميصاً وجاديه على الزاد حامد عمرو بن مرثد بن عرفطة بن الطماح الأسدي الفقعسي جاهلي يقول:

أيا راكباً بلغ حبيب بن خالد ... فأسد إلينا ما استطعت وألحم عمرو بن حكيم الأسدي الزهري جاهلي له أرجوزة طويلة أولها: نام طفيل نومة رداحاً ... حتى إذا ما انبطح انبطاحاً عمرو بن مسعود بن عمرو بن مرارة الأسدي الفقعسي جاهلي يقول: أيبغي آل شداد علينا ... وما يرعى لشداد فصيل كصارفة البكاء لشجو أخرى ... وما يبدو لعينيها نطيل عمرو ذو الكلب الهذلي أحد بني لحيان شاعر قديم مغوار يقول: كل امرئ بطوال العيش مكذوب ... وكل من غالب الأيام مغلوب وكل من حج بيت الله من رجل ... مؤد فمدركه الشبان والشيب عمرو بن عبد الرحمن بن الخلق أبو هشام الباهلي الظالمي شاعر مكثر كان على عهد المنصور والمهدي والرشيد. هاجى بشاراً الأعمى فانتصف منه وفيه يقول: بذلة والديك كسبت عزا ... وباللؤم اجترأت على الجواب وهجا روح بن حاتم المهلبي فأسرف عليه ورماه باللواط والإجازة في صباه واللؤم والجبن. حدثني أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة عن دعبل بن علي قال: كان أبو هشام يعبر الجسر على دجلة بمدينة السلام فلقيه عليه أبو نيقة الحسين بن الوراس مولى خزاعة وكان شاعراً فتكلما وعاتبه أبو نيقة على هجائه آل المهلب ثم اتخذا وتلاطما فدفع أبو نيقة أبا هاشم فرمى به إلى دجلة فبادر إليه قوم من الملاحين وأصحاب الزواريق فأخرجوه وتشبث به وكان على أحد الجانبين المسيب بن زهير الضبي وعلى الآخر نصر بن مالك الخزاعي فقال أبو نيقة إرفعونا إلى نصر وقال أبو هشام ارفعونا إلى المسيب ففرق الناس بينهما فقال أبو نيقة: فمن مبلغ علياً خزاعة أنني ... قذفت بعبد الباهليين في الجسر قذفت به كي يغرق العبد عنوة ... فجاش به من لؤمه زبد البحر ومن قول أبي هشام في سعيد بن سلم بن قتيبة الباهلي يمدحه:

ألا قل لساري الليل لا تخش ضلة ... سعيد بن سلم ضوء كل بلاد لنا سيد أربى على كل سيدٍ ... جواد حنا في وجه كل جواد يطول على الرمح الرديني قامة ... ويقصر عنه باع كل نجاد عمرو بن دراك العبدي. قال محمد بن داود عن المرثدي: اسمه عمرو ويقال عمرو الأول أصح وبابه يجيء وفي كتاب محمد بن داود بن الجراح ما نصه عمرو بن دراك بكسر الدال وتخفيف الراء العبدي وقد قالوا اسمه عمر وسماه لي المرثدي عمرو بن دراك بتشديد الراء ومن قوله يهجو اليمن ويتعصب لنزار: لهني إن قطعت حبال قيسٍ ... وحالفت المزون على تميم لأخسر خطة من أبي رغالٍ ... وأجور في الحكومة من سدوم ومن قوله يهجو سليمان بن حبيب بن الهلب: سليمان مالك لا تنتهي ... عن العلج والعلجة الزانية رضيت وأنت تسامي الملوك ... لئيم اللهازم من طاحيه وأشبهت خالك خال الخسار ... ولم تشبه العصبة الماضية عمرو بن معاذ البصري. قال محمد بن سلام كان عمرو بن معاذ شاعراً بصيراً قلت له من أشعر الناس؟ قال أوس بن حجر. قلت ثم من قال أبو ذؤيب. عمرو بن واقد مولى عتبة بن يزيد بن معاوية شامي دمشقي يقول في فتنة أبي الهيذام المري بالشام أيام الرشيد يصف هيذاماً وخريماً ابني أبي الهيذام ومولاه سابقاً ورجلاً من قريش كانوا حماته في تلك الحال: فلم أركا لهيذام في الناس فارساً ... ولا كخريم حلية في الخلائق ولا كأخينا من قريش رأيته ... بعيني ولا مولى رأيت كسابق كأنهم كانوا صقور دجنة ... أتيحت على الخربان من رأس حالق فولت بنو قحطان عنا كأنهم ... هنالك ضأن جلن من صوت باعق عمرو المخلخل مولى ثقيف بصري. هو القائل يهجو عمراً الخاركي الأعور: نظرت في نسبة الكرام فما ... فيها لكم ناقة ولا جمل قوم لئام أعراضهم هدف ... فيها سهام الهجاء تنتضل

لا يستجيبون إن دعوتهم ... إن لم تقل في الدعاء يا سفل أبوهم خالهم وأمهم ... من بعض أولادها بها حبل ولما ولي معاذ بن معاذ القضاء بالبصرة وعزل عنها عمرو بن حبيب العدوي هجا المخلخل معاذاً. أبو الغراف السلمي عمرو بن مرثد شاعر معروف سندي وهو القائل يرد على ربيعة الرقي قوله يمدح يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب ويهجو يزيد بن أسيد السلمي. لشتان ما بين اليزيدين في الندى ... يزيد سليم والأغر بن حاتم وهي أبيات فهجا أبو الغراف ربيعة والمين. عمرو بن عبد الملك الوراق مولى عنزة. قال ابن أبي طاهر: هو عمرو بن المبارك بن عبد الملك العنزي شاعر ماجن رشيدي له شعر كثير في حرب محمد والمأمون وأصله بصري وهو أحد الخلعاء المجان وله مع أبي نواس أخبار ومن قوله: عوجو إلى بيت عمرو ... إلى سماع وخمر وناشجات علينا ... تطاع في كل أمر وبيسرى رخيم ... يزهو بجيد ونحر فذاك بر من يأتي ... إن لم يريدوا ببحر هذا وليس عليكم ... أولى ولا وقت عصر قوموا وليس علينا ... حقاً جنايات غدر وله يقول أبو نواس: بعثت أستهديك قرابة ... فجدت يا عمرو بقبلته وله في رواية الصولي. الحمد لله العلي ... ومن له كل المحامد أيسبني رجل ... عليه من الدعارة ألف شاهد ماذا أقول لمن ... له في كل عضوٍ ألف والد عمرو بن خوي السكسكي أبو خوي من أهل دمشق كان على عهد الرشيد والمأمون وهو من ولد ابن خوي قاتل عمار بن ياسر رضي الله عنه بصفين تقلد عمرو الري ثلاث سنين وهو القائل: هلم اسقنيها لا عدمتك صاحباً ... ودونك صفو الراح إن كنت شارباً إذا أسرت نفس المدام نفوسنا ... جنينا من اللذات منها الأطايبا أيا كوكباً لا يمسك الليل غيره ... بربك لا تخبر علينا الكواكبا ويا ليل لولا أن تشوبك غدرة ... إذا ما تبدلنا بك الدهر صاحباً أبو قابوس الحيري العبادي اسمه عمرو بن سليمان وقيل عمرو بن سليم نصراني

من بني الحارث بن كعب. قال المبرد يقال إنه لبني العباس مثل الأخطل لبني أمية إذا كان لا يمدح سواهم وسوى كبرائهم وأكثر قوله في البرامكة وله مع العتابي مقالات ومناقضات. وهجا أبا العتاهية. وهو القائل في يحيى بن خالد: رأيت يحيى أتم الله نعمته ... عليه يأتي الذي لم يأته أحد ينسى الذي كان من معروفه أبداً ... إلى الرجال ولا ينسى الذي يعد وله في أبي جعفر يحيى: إن أبا الفضل له فضله ... وأين في الناس فتى مثله أصدق أقوالهم قوله ... وخير أفعالهم فعله لا تجتني الذم يداه ولا ... تخطو إلى فاحشة رجله عمرو الأعور الخاركي أزدي بصري أصله من خارك قرية بفارس عليى البحر. ماجن خبيث الشعر كان على عهد المخلخل الوراق، والخاركي هو القائل: إذا لام على المرد ... نصيح زادني حرصاً ولا والله ولا والله ... لا أقطع أو أخصى وله: أن كنت أرجو لك من سلوة ... فطال في حبس الغنى لبثي وعشت كالمغرور من دينه ... يوقف بعد الموت بالبعث أبو طليق الثقفي اسمه عمرو بن محمد. يقول في رواية حماد بن إسحاق: رأيتك تدعوني إذا ما دعوتني ... دعاء يهود مسبتين على نهر على عندمي اللون من شم ريحه ... من الناس يوماً قال ريحته الخمر ولا خير في الحداث إلا ثلاثة ... سوداء مثل الأثافي في القدر فإن كان فيهم رابع كان مسمعاً ... يسلى بأصوات له شجن الصدر عمرو بن مسعدة الكاتب الرسائلي أبو الفضل مولى خالد القسري هكذا قال محمد بن داود. وقال الصولي هو عمرو بن مسعدة بن سعد بن صول بن صول كاتب المأمون وسعد أخو محمد بن صول بن صول وأهدى عمرو إلى المأمون فرساً وكتب إليه: يا إماماً لا يدان ... هـ إذا عد إمام يفضل الناس كما يف ... ضل نقصاناً تمام قد بعثنا بجواد ... مثله ليس يرام فرس يزهى به أل ... حسن سرج ولجام دونه الخيل كما د ... نك في الفضل الأنام وجهه صبح ولك ... سائر الجسم ظلام والذي يصلح لل ... لى على العبد حرام

وله: ومستعذب للهجر والوصل أعذب ... أكاتمه حبي فينأى وأقرب إذا جدت مني بالرضا جاد بالجفا ... ويزعم أني مذنب وهو أذنب تعلمت أبواب الرضا خوف هجره ... وعلمه حبي له كيف يغضب ولي غير وجه قد علمت مكانه ... ولكن بلا قلب إلى أين أذهب وهذان البيتان الأخيران يتنازعان. عمرو بن نصر القصافي التميمي أبو الفيض بصري. مدح جماعة من الخلفاء أولهم الرشيد وبقي إلى أيام المتوكل وقال دعبل: قال القصافي الشعر ستين سنة فلم يعرف له بيت إلا قوله: خوص نواج إذا صاح الحداة بها ... رأيت أرجلها قدام أيديها وله: في دمعه الجاري وإعواله ... ما يخبر السائل عن حاله يقول: فيها: رحلت عنساً دلهاً عامل ... في حال ارقالي وإرقاله حتى تناهيت إلى ماجد ... صب إلى طلعة سؤاله وله إلى بعض إخوانه وقد اقتصد: ولما علاك الشكو كادت نفوسنا ... تلاقي الردى إذ قيل أصبح شاكياً أرقت دماً لو يسكب المزن مثله ... لأصبح وجه الأرض أخضر زاهياً دماً طاهراً لو يطلق الدن شربه ... لكان من الأسقام للناس شافياً عمرو بن أبي بكر العدوي القرشي قاضي دمشق أخو عمر ابن أبي بكر المؤملي الذي يروي عنه الزبير بن بكار. وعمرو هو القائل: برئت من الإسلام إن كان ذا الذي ... أتاك به الواشون عني كما قالوا ولكنهم لما رأوك سريعة ... إلي تواصوا بالنميمة واحتالوا فقد صرت أذناً للوشاة سميعة ... ينالون من عرضي ولو شئت ما نالوا وله مع المأمون في هذه الأبيات خبر مشهور وكان عمرو بن مسعدة يقوم بأمره في أيام المأمون وكان محمد بن يزداد يحمل عليه فقال يمدح عمراً ويغمز على ابن يزداد ولم يكن عمرو وزيراً: لشتان بين المدعين وزارة ... وبين الوزير الحق عمرو بن مسعده

فهمهم في بالناس أن يجبهوهم ... وهم أبي الفضل اصطناع ومحمده فأسكن رب الناس عمراً جنانه ... وأسكنهم ناراً من النار موصده وفي كتاب محمد بن داود بن الجراح في خبر أبيات عمرو بن أبي بكر قال: وبلغني أن المأمون استنشده هذا الشعر فاعترف به له وقال: قلته وأنا حدث. فقال: قاض لا تكون له يمين إلا بالبراءة من الإسلام. وأمر بصرفه عن الحكم بدمشق. عمرو بن زهرة الشيباني جاهلي يقول في تميم: أصبنا عبد شمس يوم قو ... ولم ينفع غداة إذا مناها عمرو بن ثعلبة بن أسعد بن همام بن زهرة الشيباني يقول في رواية ثعلب: تجانف رضوان عن ضيفه ... ألم تأت رضوان عني النذر وحسبك في القوم أن يعلموا ... بأنك فيهم غيي مضر فأنت محلك دون العراق ... تباعد رفدك من أن تضر وأنت مليخ كلحم الحوار ... ولا أنت حلو ولا أنت مر وقد تقدمت هذه الأبيات لغيره. عمرو بن عبد العزى القاري من القارة وهو القائل يحضض بني معيص بن عمرو بن لؤي على بني ليث في مال نوفل بن عمرو في الجاهلية أمعيص بن عمرو بن لؤي ... إسمعوا تسمعون أمراً عجاباً تلكم يعمر وكلب بن عوف ... غلقاً دون حقنا أبوابا غرهم أن حارثاً أفردونا ... وبنو الهون أصبحوا غياباً فدعوناكم فقالوا ضلالاً ... أيجاب الذي ينادي السرابا إن عمراً وإن عبد مناف ... جعلا الحلف بيننا أسباباً عمرو بن جبلة حليف آل حرب بن أمية يقول في أبيات وقد رويت لغيره: وإني من القوم الذين قليلهم ... كثير إذا رفضت عما المتحلف إلى نضد من عبد شمس كأنهم ... هضاب أجا أركانها لم تقصف عمرو بن شقيق بن سلامان بن عبد العزى بن عامرة بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر القرشي كان من فرسان قريش في الجاهلية وشعرائهم

وهو القائل في رواية الزبير: لا يبعدن ربيعة بن مكدم ... وسقى الغوادي قبره بذنوب وهي أبيات تتنازع ورويت لحسان بن ثابت وليغيره. عمرو بن ترنا الهذلي وترنا أمه وهو القائل يجيب عمراً ذا الكلب في رواية السكري: قريبة قد نأت غير سؤال ... وأمست منك بائنة الرحال فلا تتمنني وتمن جلفاً ... قراقرة هجفاً كالخيال فأطعنه بمسنون طرير ... عليه مثل بارقة الهلال عمرو بن الحارث بن أقيش العكلي كان أسر حسينة بنت جابر بن بجير بن شريط العجلي أخت أبجر بن جابر في يوم العذاب في الجاهلية وهو يوم أغارت فيه بنو عبد مناة بن أد بن طابخة على عجل وحنيفة بأرض حو باليمامة وحسينة شاعرة ففاداها أخوها أبجر بمائة من الإبل وخمسة أفراس فسار معها عمرو بن الحارث حتى جوزها أرض بني تميم وقال في ذلك في أبيات: وكانت صفوتي من سبي عجل ... حسينة من كواعب كالظباء وهبناها لأبجر إذ أتاها ... وفينا غيرها منهم نساء فكان ثوابه منا جياداً ... وسوق هنيدة فيها رعاء عمرو بن حذار من بني وائلة بن صعصة يكنى أبا أبي ويدعى ذا العنق وكان شجاعاً وهو الذي قتل بشر بن أبي خازم الأسدي وكان عمرو مع عامر بن الطفيل في يوم الرقم وأغارت بنو عامر على بلاد غطفان فقال لفرسه وأبلى يومئذ بلاءً حسناً: أقدم قديد لا تكن خلوسا ... لأطعنن طعنة قلوساً ذات شاش تزع الخميسا ... من لا يقاتل لا يكن رئيساً فقال عغامر بن الطفيل: وأبو أبي ما منيت بمثله ... يا حبذا هو ممسياً ونهاراً لقي الخميس أبو أبي بارزاً ... ألوائلي وحرم الأدبارا عمرو الذي جعلت سلول وعامر ... يوم الصباح يجببون فزارا عمرو بن شراحيل أخو بني عوف بن مالك بن سعد بن قيس بن ثعلبة أخو أشيم بن شراحيل وقتلت أشيم بنو تميم بعلقمة بن زراة وقال لقيط ابن زرارة: وإن يقتلوا منا كريماً فإننا ... أبأنا به مأوى الصعاليك أشيما

فأجابه عمرو بن شراحيل: ألا أبلغا عني لقيطاً رسالةً ... فما أنت وما ذكرك اليوم أشيماً وأقسم لولا فتية غير محزم ... لألحقك الماضي أخيك علقما رماه بسهم صاف ثم يجشه ... بنجلاء حتى بل لحيته دماً فإن تأتنا نقربك غير معرد ... سناناً كنبراس النهامي لهذما عمرو الأصم أبو مفروق الشيباني وهو عمرو بن قيس بن مسعود بن عامر بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان جاهلي يقول في يوم المقاد وكان على بني تغلب: إن المقاد به قتلى مصرعة ... أودت بها منكم ذهل بن شيبان أبو الطفيل عمرو بن خالد بن محمود بن عمرو بن مرثد الضبعي جاهلي يقول يوم الوقيط وهو يوم لبكر بن وائل على بني تميم: حلت تميم بركها لما التقت ... راياتنا ككواسر العقبان دهموا الوقيط بجحفل جم الوغى ... ورماحنا كنوازع الأشطان وله: إن الفوارس يوم ناعجة النقا ... نعم الفوراس من بني سيار لحقوا على لحق الأياطل كالقنا ... قود تعد لكل يوم غوار عمرو بن مالك بن زيد بن عائش بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. شاعر قديم هو الذي أزال رياسه يشكر بن بكر عن ربيعة وقتل فرخ النسر الذي كان ليشكر اللخمي فانتقلت الرياسة إلى ولد ثعلبة بن عكابة وهو الحصن وقال عمرو في ذلك: ونحن هدمنا عز يشكر بعدما ... مضت حقبة تحمي الرياض وتغشم ونحن وطئنا هامة الفرخ اذ عسا ... على حين لا يغشى ولا يتظلم ونحن سلبنا البكر جمعاً مكوسا ... فأصبح فينا لحمه يتقسم عمرو بن عكب العجلي جاهلي يقول: هل بالديار أبا الهلوان من صمم ... أم هل عليك بآتي الدار من لمم عمرو بن عبد الله بن معاوية بن عبد سعد بن جشم العجلي جاهلي يقول: إذا أخمد النيران من حذر القرى ... رأيت سنا ناري يشب اضطرامها عمرو بن الحارث بن عبد الله بن قيس بن حارثة العجلي أبو هوبر جاهلي يقول: وأبدلته من العجينة إذ شتا ... رغائث هزلي ما ينام جزوعها

كبد الحصاة العجلي اسمه عمرو بن قيس بن صنيعة بن عجل بن لجيم جاهلي يقول: صبرت وبعض الجهل ما يتذكر ... وصبرك عن ليلى أعف وأستر ونبئت أن الحي كلباً وطيئاً ... وغسان أنصاف عليها السنور ونحن أناس ليس فينا خليفة ... من الناس إلا أنت تعطي وتغفر وله: ألا هلك المكسر يال بكر ... وأودى الباع والحسب التليد ألا هلك المكسر فاستراحت ... حوافي الخيل والحي الحريد عمرو بن شجيرة العجلي وشجيرة أمه وكانت سبية وهو عمرو بن عبد الله بن حذافة بن عمرو بن مالك بن ربيعة بن عجل. يقول: ألا هل يأتي هنداً على نأي دارها ... وغربتها أنى ثأرت المكففا قتلنا به من آل مرة فاجعاً ... جعلنا مكان السمط أبيض مرهفاً عمرو بن عبد العزى بن سحيم بن مر بن الدول الحنفي جاهلي يقول: يميناً لا يزال بذات كهف ... وبطن المسحلان صدى ينادي عمرو بن شمر بن عمر بن عبد الله الحنفي جاهلي يقول: ويم حقيق قد غدوت بفتيةٍ ... كمثل الأسود جازراً بسنائنه عمرو بن عصيم الضبعي يقول: ليهنك أن أضحت ركابك بدنا ... وأضحت ركابي بالحني المخيم عوامل فيما يكرم المرء نفسه ... رجاء ثواب لست فيها بمجرم عمرو بن أسوى بن عساس بن ليث بن حداد بن ظالم العبدي من بني وديعة بن لكيز جاهلي يقول: ألا أبلغا عمرو بن قيس رسالةً ... فلا تجزعن من ثائب الحرب واصبر وله: كأن عاليها درج وأسفلها ... برج وسائرها بالسيد منصوب عمرو بن جبير بن سلمة العبدي النكري جاهلي يقول: لعمرك لو لاقيت عمرو بن فرتنا ... لآب به من شاهد السيف غادر عمرو بن حنثر العبدي. وقالوا خنثر بالخاء. أنشد له مؤرج: سائل قمية هل غشيته فرسي ... أم هل كررت عليه ثم ثنيت عمرو بن الذارع الحنفي. كان يوم النشاش على بني نمير. يقول:

أجدا لسعدى السير إذا بنتما بها ... وقولا لسعدى لا نمير بن عامر فقد بدلت ركباً جناباً بأهلها ... وتركبها في السير سير الهواجر إذا نحن شئنا زوجتنا رماحنا ... كما أمكنتنا من بنات المهاجر عمرو بن فرصة بن عازب بن صليع بن قيس بن ذهل بن عامر بن ذبيان ابن كنانة بن يشكر جاهلي. يقول: ونحن جلبنا الخيل من كل شازب ... وشازبة تعطي قليلاً مؤيداً ينبهن أسراب القطا من مبيته ... إذا ما القطا من آخر الليل هجدا القعقاع البكري اسمه عمرو بن ثمامة بن النار جاهلي. وقيل اسمه عمرو بن قيس بن عبادة أحد بني عدي بن جشم من بني يشكر جاهلي سمي القعقاع بقوله: فخر أديم حين غاب صناعه ... وخر خباء تحته يتقعقع وله: ألا أيها القلب الكئيب المفجع ... تجمل بصبر آل مية ودعوا فلا تهلكن إن فارقوك فإنني ... بذي المرفق الزاكي علي مفجع عمرو بن جبلة بن باعث بن صريم الغبري اليشكري جاهلي يقول: فأبلغ بني ماوية الصيد بيهساً ... وقيساً ولا تترك شريحاً ولا عمراً وله في يوم ذي قار يحضض قومه على القتال: يا قوم لا تغرركم هذي الخرق ... ولا وبيص البيض في الشمس برق من لم يقاتل منكم هذا العنق ... فجنبوه الراح واسقوه المرق عمرو بن مالك بن القرار العنزي يقول لحاتم الطائي وكان أسيراً فيهم: أحاتم إنا لا نجيع أسيرنا ... فأنت طليق الجوع إن كان نالكا أحاتم قد جربتنا فوجدتنا ... ليوثاً لدى الهيجاء إنا كذالكا عمرو بن الأحز بن الأخضر بن هلال بن ربيعة بن خطمة بن الحرث ابن جلان من عنزة جاهلي يقول: وأبلغ بني عوف وأبلغ محارباً ... وأبلغ بني جلان ما الحق تسأل وهزان بلغ حيث حلت ديارها ... فما من أخ إلا عليه معول عمرو بن ضبيعة الرقاشي. يقول:

تضيق جفون العين عن عبراتها ... فتسفحها بعد التجلد والصبر وعصة صدر أظهرتها فرفهت ... حرارة حز في الجوانح والصدر ألا ليقل من شاء ما شاء إنما ... يلام الفتى فيما استطاع من الأمر قضى الله حب المالكية فاصطبر ... عليه فعد تجري الأمور على قدر عمرو بن عمارة التيمي من بني تيم اللات بن ثعلبة بن عكابة جاهلي يقول في عثجل بن المأموم بن سيار بن علقمة بن زرارة يوم الوقيط: وصادف عثجل من ذاك مراً ... مع المأموم إذ جدا نفاراً الصامت وقيل الصموت وهو عمرو بن غنم الطائي. سمي بقوله: صمت ولم أكن قدماً عيياً ... ألا إن الغريب هو الصموت ريش لغب وقيل ريش بلغب وهو أخو تأبط شراً واسمه عمرو بن جابر بن سفيان الفهمي من بني فهم بن عمرو بن قيس ولقب ريش لغب بقوله: وما كنت فقعاً نابتاً بقرارة ... ولا ريشاً من ذنابى ولا لغب ويروي: فما ولدت أمي من القوم عاجزاً ولا كنت ريشاً الخ. غامد الأزدي اسمه عمرو بن عبد الله بن كعب بن الحارث سمي غامداً لأنه أصلح ما كان بين قومه وتغمده وقال: تأملت للصلح الثأى من عشيرتي ... فآساني القيل الحضوري غامدا مزلج الزيادي واسمه عمرو بن مخرم بن زياد من بني الحارث بن كعب زلجة قوله: أجد لبانات الهوى لم تخلج ... وساعة ما استودعت وصلا فزلج وصددتم ولو شئتم للاقى سوامكم ... سواماً غداً من عندكم غير مدلج ولكن علمتم أن دون اكتفاله ... دروءاً متى ما تلقه الريح تعنج عمرو بن معمر الهذلي. هو القائل يرثي عبد الله ومصعباً ابني الزبير من أبيات: وكنت امرأ ناصحته غير مؤثر ... عليه ابن مروان ولا متقرباً إليه بما تقذى به عين مصعب ... ولكنني ناصحت في الله مصعباً إلى أن رمته الحارثات بسهمها فلله سهماً ما أسد وأصوبا فإن يك هذا الدهر أودى بمصعب ... وأصبح عبد الله شلواً ملحبا فكل امرئ حاس من الموت جرعة ... وإن حاد عنها جهده وتهيبا

عمرو بن سلمة الأرحبي. قدم مع محمد بن الأشعث على معاوية في الصلح بينه وبين الحسن بن علي عليهما السلام فرآه معاوية جميلاً جهيراً فقال له: من مضر أنت. فقال: إني لمن قوم بنى الله مجدهم ... على كل باد في الأنام وحاضر أبوتنا آباء صدق نمى بهم ... إلى المجد آباء كرام العناصر وأماتنا أكرم بهن عجائزاً ... ورثن العلى عن كابر بعد كابر جناهن كافور ومسك وعنبر ... وليس ابن هند من جناة المغافر عمرو بن هند الهندي. هو القائل يمدح ابن الزبير: ألم تر أولاد الزبير تحالفوا ... على المجد ما صامت قريش وصلت هم منعوا البيت الحرام فأصبحت ... أمية تاهت في البلاد وضلت قريش غياث في السنين وأنتم ... غياث قريش حيث سارت وحلت عمرو بن حجر الكلبي يقول في المرج: ألا من مبلغ قيساً رسولاً ... بأنا قد شفينا واشتفينا غداة المرج نضربكم ببيض ... صوارم في المهزة يلتوينا فلم تحموا هنالك ذماراً ... ولا عطفت كتائبكم علينا فأشبعنا ضباع الأرض منكم ... وأقررنا بقتلكم العيونا عمرو بن سالم الخزاعي حجازي ذكره دعبل. عمرو بن هميل الهذلي حجازي ذكره دعبل أيضاً. عمرو بن سعيد بن كعب بن زهير بن أبي سلمى. ذكره أبو هفان. عمرو بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري. قال مصعب الزبيري عن ابن القداح: عمرو بن عبد الله شاعر وابنه معن بن عمرو شاعر أيضاً وابنه الضحاك بن معن كان شاعراً أيضاً شريفاً مرضياً. عمرو بن حرثان الفهمي، قال محمد بن داود: هو من ولد ذي الأصبع العدواني وفهم وعدوان أخوان وعمرو فارس شاعر ضربه أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد حداً في الشراب فهجاه بأشعار منها: أضاع أمير المؤمنين ثغورنا ... وأطمع فينا المشركين ابن خالد إذا هتف العصفور طار فؤاده ... وليث حديد الناب عند الثرائد ومنها: لعمري لقد ضيعت ثغراً وليته ... أبا جعل أف لفعلك من فعل

فلو كنت حراً يا أمية ماجداً ... رجعت إلى الأعداء في الخيل والرجل ولكن أبى قلب جبان ونية ... تقصر عن فعل الكرام ذوي الفضل فقال عبد الملك بن مروان لأمية بن عبد الله: مالك ولا بن حرثان؟ قال وجب عليه حد فأقمته عليه قال هلا درأته عنه بالشبهة في حديث طويل. عمرو بن القباع بن عوف بن القعقاع بن معبد بن زرارة بن عدس إسلامي يقول: أنا القباع وابن أم الغمر ... إن كنت لا تدري فإني أدري القطامي اسمه في رواية محمد بن سلام عمرو بن شييم. وغيره يقول هو عمير بن شييم وهو أثبت وخبره يجيء إن شاء الله تعالى. عمرو بن حنظلة التميمي بصري. حضر يوم الربذة وهو يوم استؤصل فيه أهل الشام مع حبيش بن دلجة القيني وكان مروان بن الحكم لما بويع له بالشام أنفذه إلى المدينة لمثل ما أنفذ له يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة فلم يصده عن المدينة أحد واستسلموا له وهرب عامل ابن الزبير إلى مكة. فأنفذ عامل بن الزبير على الصرة الحنتف بن السجف في ألف من الأساورة وبني تميم إلى حبيش فلقوه بالربذة فقتلوه وقتلوا جبيشه. وكان الحجاج بن يوسف وأبوه منهم فهربا على بعير يعتقبانه. وصلب حبيش وهو أول مصلوب في الإسلام. فقال عمرو بن حنظلة: فدى لامرئ سوى حبيشاً على العصا ... قدامة قبل الناس من آل أجدار أناخ له شر المطايا مطية ... وكان حبيش قد طغى وتجبرا وقال حبيش للجنود تقدموا ... وظن قتال القوم قنداً وسكراً ولما التقوا ولى الشآمون هرباً ... عزين وأجلوا عن حبيش مقطرا وأفلتنا الحجاج ركضاً ولو به ... لحقنا لغادرنا الجري معفرا عمرو بن سنة الخزاعي. يقول في عبيد الله بن زياد: عبيد الله لا أخشاك إني ... أبى لي منصبي وأبى بياني فلما لك قد حليت بذكر عمرو ... كما حلى اللسان بهندبان عمرو بن يزيد بن هلال بن سعد بن عمرو بن سلامان النخعي كوفي. يقول في إبراهيم بن الأشتر يعاتبه من أبيات: أبلغ لديك أبا النعمان معتبة ... فهل لديك لمن يرجوك معتتب عمرو القنا بن عميرة العنبري من بني تميم أحد رؤوس الخوارج وشعرائهم

وفرسانهم وهم من بني عتبة بن ملادس بن عبء الشمس وسمي عبء الشمس لحسنه وعبؤها حسنها وضوؤها ابن ربيعة بن زيد مناة بن تميم. وعمرو هو القائل: لاخير في الد نيا لمن لم يكن له ... من الله في دار القرار نصيب فحسبي من الدنيا دلاص حصينة ... وأجرد خوار العنان نجيب أجاهد أعدائي إذا ما تتابعوا ... وأدعى باسمي للهدى فأجيب معي كل أواه برى الصوم جسمه ... ففي الوجه منه نهكة وشحوب وله من أبيات يصف فيها الخوارج: القائلين إذا هم بالقنا خرجوا ... من غمرة الموت في حوماتها عودوا عادوا فعادوا كراماً لا تنابلة ... عند اللقاء ولا رعش رعاديد لا قوم أكرم منهم يوم قال لهم ... محرض الموت عن أحسابكم ذودوا عمرو بن الحسن الاباضي الكوفي من الموالي أحد شعراء الخوارج وهو القائل يرثي الاباضية من قصيدة طويلة: في فتية شرطوا نفوسهم ... للمشرفية والقنا السمر متراحمين ذوو يسارهم ... يتعطفون على ذوي الفقر وذوو خصاصتهم كأنهم ... من صدق عفتهم ذوو وفر متجملين لطيب خيمهم ... لا يهلعون لنبوة الدهر فكذاك مثريهم ومقترهم ... أكرم بمقترهم وبالمثري الصلتان العبدي يقال اسمه عمرو وأنا أشك فيه ويقال هو الصلتان بن عمرو اعترض بين جرير والفرزدق فادعى أنهما حكماه فقضى بينهما فشرف الفرزدق على جرير وبني دارم على بني كليب فقال: أنا الصلتاني الذي قد علمتم ... متى ما يحكم فهو بالحكم صادع جرير أشد الشاعرين شكيمة ... ولكن علته الباذخات الفوارع ويرفع من شعر الفرزدق أنه ... ينوء ببيت للخسيسة رافع ألا إنما تحظى كليب بشعرها ... وبالمجد تحظى نهشل والأقارع وله القصيدة التي يوصي فيها ابنه وهي طويلة حسنة كثيرة الأمثال منها:

ألم تر لقمان وصى ابنه ... ووصيت عمراً فنعم الوصي أشاب الصغير وأفنى الكبير ... كر الغداة ومر العشي إذا ليلة هرمت يومها ... أتى بعد ذلك يوم فتي نروح ونغدو لحاجاتنا ... وحاجة من عاش لا تنقضي تموت مع المرء حاجاتنا ... وحاجة من عاش لا تنقضي تموت مع المرء حاجاته ... وتبقى له حاجة ما بقي عمرو بن قرثع التغلبي يكنى أبا السفاح من شعراء خراسان كان خالف إلى امرأة لأمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد أيام تقلده خراسان فضربه أمية فهجاه بقوله: قريش كرام يا أمية سادة ... وأنت بخيل يا أمي مسود تجود لمن تخشى شذاة لسانه ... وغيرك يعطي راعباً ويجود إذا راغب يوماً أتاك حرمته ... وإن خفته فالجود منك عتيد وأنت إذا حرب تسامت فحولها ... حيود هيوب للقاء ندود فطلبه أمية فاستخفى فلما قدم المهلب خراسان بعد أمية آمن عمراً فظهر فقتله مولى لأمية فلم يطلب المهلب بدمه فهجاه عمرو بن عمرو بن قرثع بأبيات منها: فهلا منعت اليوم من قد أجرته ... ولم يمس لحماً بينهم يتمزع أأعطيته الميثاق ثم خذلته ... وكنت لئيماً من خيالك تفزع فلا تذكرن فخراً فلست بأهله ... وجارك ثاو عرشه متضعضع فلو كنت حراً يا مهلب لم تكن ... دليلاً وفي كفيك عضب موقع ولكن أبى قلب أطيرت بناته ... عليك فما تخزى ولا تتقنع تجللت عاراً يا مهلب فالتمس ... لنفسك عذراً والعذور مجدع غدرت أبا السفاح عمرو بن قرثع ... وأسلمته لما بدا الموت يلمع ولو مت دون التغلبي حفيظة ... لقنا كريم جاره ما يروع عمرو بن عمرو بن قرثع التغلبي من شعراء خراسان خبيث اللسان هجاء للأمراء المهلب وابنه يزيد وخالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد. فمن قوله ليزيد بن المهلب. أنت كز اليدين منتخب القل؟ ... ب لئيم الفعال غير نضار أبوك الذي تضاف إليه ... عاجز الرأي زنده غير وار لستما فاعلما إذا القوم نادوا ... لنزال وبارزوا في الغرار بصبورين حين تحتدم الحر ... ب ولا سابقين في المضمار

وقوله: جدك يرعى نعماً حزتها ... فانعم ولا تشق أبا خالد ونم على فرشك مستضعفاً ... لا شهدن يوماً مع الناهد عمرو الأشدق بن سعيد بن العاص بن أحيحة بن سعيد بن العاص ابن أمية بن عبد شمس. روى المدائني عن عوانه أنه سمي الأشدق لأنه صعد المنبر فبالغ في شتم علي رضي الله عنه فأصابته لقوة وقتله عبد الملك بيده لأنه دعا إلى نفسه لما استخلفه عبد الملك على دمشق عند توجهه لقتال مصعب بن الزبير. فعاد إلى دمشق وصالح عمراً ثم غدر به وقتله. وعمرو هو القائل لعبد الملك: يريد ابن مروان أموراً أظنها ... ستحمله مني على مركب صعب وإن ينفذ الأمر الذي كان بيننا ... نحل جميعاً في السهولة والرحب وإن تعطها عبد العزيز ظلامة ... فأولى بها منا ومنكم بنو حرب وهو القائل لمعاوية بن أبي سفيان وكان عرض عليه قضاء دين أبيه: جزتك الرحم عنا يا ابن حرب ... جزاءً يستحق به الثواب عرضت قضاء ما أوصى سعيد به ... من دينه والحرب داب وله: لعمرك إني في العلاء لذو سرى ... وبالليل عن بعض السرى لنؤوم عمرو بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي. يقول لعمته أم موسى بنت عمرو بن سعيد وكانت أخذت درع ابنتها عبدة المذبوحة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية وكانت ذبحت أيام عبد الله بن علي بالشام فقال عمرو يهجو عمته ويرميها بمتطبب نصراني يقال له وهب: يا عبد لا تأسى على بعدها ... فالبعد خير لك من قربها لا بارك الرحمن في عمتي ... ما أبعد الإيمان من قلبها تلك أم موسى بنت عمرو التي ... لم تخش في القسيس من ربها وله فيها: لا بارك الرحمن في عمتي ... وزادها في غيها ضعفه مازوجت من رجل سيد ... يا زيد إلا عجلت حتفه ولا رأينا قط زوجاً لها ... أبلى جديداً عندها حفه وله فيها: ياليتني كنت وهباً كي تطاوعين ... وأنجحت عندها يازيد حاجتنا قس وضئ لطيف الخصر محتلق ... هانت على عمتي في القس سخطتنا عمرو بن عتاب التيمي تيم الرباب أحد بني ربيع إسلامي. قال يرثي أخاه عباد بن عتاب:

كأنه لم يكن ميت ولا حزن ولا ... رزيئة دهر قبل عباد عمرو بن رياح المزني من بني جآوة بن عثمان كان يهجو أبا وجزة السعدي. وعمر وهو القائل: أنا ابن أوس وعثمان الأولى بلغوا ... مع الرسول تمام الألف وانتسبوا وما وفى معهم من غيرهم أحد ... ألفاً وما خذلوا عنهم ولا نكبوا عمرو بن الفرزدق بن العجير السلولي. من قيس عيلان سائر الشعر. وجده العجير شاعر من المحسنين ويكنى أبا الفرزدق. عمر بن رئاب الأسدي الجذمي وهو عم العتير الشاعر الذي وفد على المهدي. ومن قول عمرو بن رئاب: منا بنو لجأ وآل مضرس ... وبنو الشريد وفارس النحام عمرو بن الصدي الغنوي من بني حويرثة. يقول في قتل وكيع بن رفد بن الحارث الكلابي وزياد بن عمرو العقيلي: ونحن قتلنا العامري عنوة ... زياداً وصلنا بعده بوكيع عمرو بن حسان بن هانئ بن مسعود بن قيس بن خالد من بني الحارث بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان. كان صاحب شراب استفرغ شعره في وصف المجالس والندامى. يقول: ألا يا أم عمرو لا تلومي ... إذا اجتمع الندامى والمدام أفي نابين بالهما إساف ... تأوه طلتي ما أن تنام بالهما أي باعهما فشرب بأثمانهما. وطلته زوجته. وله في رواية حماد بن إسحاق وغيره يرويها لعمرو بن الأيهم التغلبي: ما بال قوم أعزبوا حلمهم ... إن قيل يوماً إن عمراً سكور إن أك سكيراً فلا أشرب ال ... وغل ولا يسلم مني البعير الزق ملك لمن كان له ... والملك منه طويل وقصير منه الصبوح الذي يجعلني ... ليث عفرين ومالي كثير عمرو بن أوس بن عصية العبدي أخو أبي الجويرية عيسى بن أوس وعمرو

هو القائل في علي بن عبد الله بن عباس: يا ابن صريح الحسب المهذب ... أنت النجيب للنجيب المنجب ورويت له في العريان بن الهيثم بن الأسود النخعي ومنها: عريان يا طيب يا ابن الطيب. عمرو بن ذكينة الربعي الخارجي من الشراة كتب إلى عمر بن عبد العزيز لما استخلف: قل للمولى على الإسلام مؤتنفاً ... وقد يرى أنه رث القوى واه أزرى به معشر غذوه مأكله ... بنخوة العز والإنزاف والباه أنا شرينا بدين الله أنفسنا ... نبغي بذاك إليه أعظم الجاه ينهى الولاة بحد السيف عن سرفٍ ... كفى بذاك لهم من زاجرٍ ناه فإن قصدت سبيل الحق يا عمرا ... أخاك في الله أمثالي وأشباهي وإن لحقت بقوم كنت واحدهم ... في جور سيرتهم فالحكم لله عمرو بن عامر الحارث بعرف بابن هند من أهل نجران يقول: أرقت للوعة هم سرى ... فبت أراعي النجوم المثولا إذا قلت ولت تداعت لها ... غياطل تؤيسني أن تزولا عمرو بن أبي عمارة الخنيسي الأزدي جاهلي يقول: دعوت فثابت من خنيس عصابة ... إلى الصوت مشى المخفقات الرواقل عمرو بن أشيم الأزدي جاهلي يقول: شاقتك أظعان بكرن بكوراً ... وتجاسرت عن ذي الأصابع زوراً عمرو بن طلة وهي أمه وأبوه معاوية بن عمرو بن مبذول من بني مالك بن النجار الخزرجي كان عمرو بن طلة قائد الخزرج في حربهم مع الأوس ومن قوله ويقال إنه للحارث بن عبد العزى الخزرجي: أصحا أم قد نهى ذكره ... أم قضى من لذةٍ وطره أم تذكرت الشباب وما ذكرك الشباب أو عصره عمرو بن أمرء القيس من بني الحارث بن الخزرج جاهلي. يقول في بني مالك بن العجلان النجاري: يا مال والسيد المعمم قد ... يبطره بعض الرأي السرف نحن بما عندنا وأنت بما ... عندك راض والأمر يختلف

فابد سيماك يعرفوك كما ... يبدون سيماهم فتعترف عمرو بن ثعلبة وقيل عمرو بن رفاعة الواقفي الأوسي جاهلي يقول: أما ترينا وقد خفت مجالسنا ... والموت أمر لهذا الناس مكتوب فقد غنينا وفينا سامر غنج ... وسكان كأتي الليل مرهوب منا الذي هو ما إن طر شاربه ... والعانسون ومنا المرد والشيب عمرو بن سيار بن مرثد السكوني أبو النيل جاهلي. يقول في رواية محمد بن داود: لججنا ولجت هذه في التجنب ... ولط القناع بيننا في التنقب وهذه القصيدة لحجية بن المضرب الكندي في أخيه معدان بن المضرب أنشدتها عائشة لما مات أخوها عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهم. عمرو بن عبد مناة الخزاعي. ويقال هو ابن عبد مناف جاهلي. يقال إنه أول عاشق في العرب وهو القائل في ليلى بنت عيينة الخزاعية: أرى العهد من ليلى حديثاً ونائياً ... هو النأي لا ينأى الحبيب ليالياً هو النائي لا أن تشحط الدار مرة ... ولكن نأي الدهر ألا تلاقيا عمرو المتنكب الخزاعي وهو عمرو بن جابر بن كعب من بني عدي ابن عمرو. شاعر قديم لقب بقوله: تنكبت للحرب العضوض التي أرى ... ألا من يحارب قومه يتنكب هذا في رواية ابن دريد وأبي العباس الأحول. وقال الهيثم بن عدي: ولقيط سمي بذلك لقوله: فإن يخرجوا في الحرب أفرح بخرجهم ... وإن ينكبوا يوماً من الدهر أنكب عمرو بن جعدة بن فهد بن عبد الله الخزاعي يقول: صدفت أميمة لات حين صدوف ... عني وآذن صحبتي بخفوف لما رأيتهم كأن نبالهم ... بالجزع من نقري نجاء خريف وعرفت أن من يثقفوه يتركوا ... للسبع أو يصطاف شر مصيف أيقنت أن لا شيء ينجي منهم ... إلا تفاوت جم كل وظيف عمرو بن الحارث بن عمرو الخزاعي جاهلي: يقول: نحن ولينا البيت بعد جرهم ... لنمنعه من كل باغ وآثم ونقول ما يهدى له لا نمسه ... نخاف عقاب الله عند المحارم عمرو بن مالك النخمي ثم الكعبي من بني رألان جاهلي. يقول:

ومرت تسحب الريطة ... تدعو يا بني كعب ألا من يبصر العار ... ض قد أوفى على الشعب عمرو بن ثعلبة بن غياث بن ملقط بن عمرو بن ثعلبة بن رومان بن جندب بن خارجة الطائي. ويقال عمرو بن ثعلبة بن غياث بن ثعلبة بن رومان بن ملقط بن رومان. يقول: مهما لي الليلة مهما ليه ... أودى بنعلي وسر باليه الخيل قد تجشم أربابها الش؟ ... ق وقد تعتسف الداوية إنك قد يكفيك درء الفتى ... ويغيه أن تركض العالية وله يحض عمرو بن هند على زرارة بن عدس بن عبد الله بن دارم: من مبلغ عمراً بأ ... ن المرء لم يخلق صباره وحوادث الأيام لا ... يبقى لها إلا الحجاره فاقتل زرارة لا أرى ... في القوم أو في من زراره عمرو بن غزية المعنى الطائي يقول: أبلغ بني ثغل بأن دياركم ... قفر إلى الكومين فالصياح لولا بنو عمرو بن سنبس أصبحت ... أنعامكم نفلاً بغير سلاح عمرو بن يسار أو سنان بن قرواش بن مالك بن عمرو الطائي جاهلي يقول: إذاً استطعت يوماً أن تكوني لمحجن ... قبيل رحيل القوم عرس الكروس إذاً تعلقي في رجل أبيض ماجد ... طويل نجاد السيف ليس بأكوس عمرو بن أبجر الطائي البحتري جاهلي يقول: وقالوا قد جنبت فقلت كلا ... وربي ما جنبت ولا انتشيت عمرو بن النبيت الطائي البحتري جاهلي يقول في رواية محمد بن داؤد: إني وإن كان ابن عمي عاتباً ... لمقاذف من دونه وورائه ومعده نصري وإن كان امرأً ... متزحزحاً في أرضه وسمائه عمرو بن أبي صخر بن أبي جرثوم اليهودي أبو حمضة جاهلي يقول: أشط بجيرانك المنزل ... أم أنت لبينهم مثقل وقد عمروا بيننا حقبة ... فصرفهم دهرنا المعضل

مراقيد حين يحب الرقاد ... إن أخصب الناس أو أمحلوا رأيت لها فضلها بارزاً ... على كل مال إذا يعزل عمرو بن قعاس بن عبد يغوث بن محرش بن مالك بن عوف المرادي جاهلي يقول: بنو غطيف أسرتي في الوغى ... هم خير من يعلو متون الرحال سائل بنا حمير يوم الوغى ... إذا استخفوا هدجاً كالرئال عمرو بن عمار الخطيب الطائي. كان شاعراً خطيباً صحب النعمان ابن المنذر ونادمه وكان النعمان أبرش أحمر الشعر فعربد عليه يوماً فقتله فقال في ذلك أبو قردودة الطائي: لقد نهيت ابن عمار وقلت له ... لا تقربن أحمر العينين والشعره إن الملوك متى تنزل بساحتهم ... يوماً تطربك من نيرانهم شرره يا جفنة كازاء الحوض قد هدموا ... ومنطقاً مثل وشي اليمنة الحبره عمرو بن الخثارم البجلي من بني عشيرة جاهلي. يقول في بني أفصى بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار البجليين يمدحهم: ألا من كان مغترباً فإني ... لغربته على أفصى دليل يغنون الغني على غناه ... ويثرو في جوارهم القليل وله: فإن بلاد قومك قد أتيحت ... وحل مكانهم حي شطير عمرو بن شراحيل الهمداني أبو بكر جاهلي قال يؤنب أبا كرز بفراره عنه: تركوا أبا بكر ينادي قائماً ... قطعت دعائمهم تقطع مفصل يا ليتهم كانوا نساءً حيضاً ... كل امرئ منهم يثور بمغزل عمرو بن قيس بن مسعود المرادي جاهلي. قال يرثي امرأته: سعيد قومي على سعدى فبكيها ... فلست محصية كل الذي فيها في مأتم كظباء الروض قد قرحت ... من البكاء على سعدى مآقيها عمرو بن زياد بن نصب بن بداء بن نهد الهمداني المرهبي شاعر جاهلي. عمرو بن أبي الفوارس بن عامر بن سعد بن سمي بن مالك بن نصر بن وهب الله بن شهران بن عفرس وهو ابن ذي الجوشن الخثعمي يقول: تناسيت يا ذا الجوشن الأمر قد خلا ... وأنت تجد اليوم ما أنت ذاكراً

عمرو بن الصعق الخثعمي جاهلي يقول: أأبكيت الجبال بغير شجو ... وهل يبكي من الحزن السلام عمرو بن خالد الهمداني السبعي جاهلي يقول: وما كان في نسر هجف قتلته ... بوادي حراض ما تعد مراد عمرو بن الفضفاض الجهني جاهلي يقول: إنا ثلاثة رهط عنك في شغل ... بياننا مبرز عن حالنا خال حق له أن يلاقي وسط معركة ... في فتية كسيوف الهند أبطال يبغون ما أبتغي ملقى نفوسهم ... منهم عراة من الأموال أمثالي عمرو بن صيفي الجهني من بني خزامة جاهلي يقول: تركت أبا لأم يرشح نسلها ... وأنقذت من طول العناوة معقلاً عمرو بنالحارث بن أبي شمر الجهني جاهلي يقول: تقاربي بهميم لا أبالكلا بد أني ثالغ قذالككل قتال القوم قد بدالك عمرو بن المرادة البلوي أحد بني عوف بن ودم بن هميم بن هنيء البلوي يقول للنخار بن أوس العذري الراوية واستلحق بطناً من بلي بن عوف بن إلحاف بن قضاعة وذكر أنهم من قومه: وقد كنت يا نخار ما تدعيهم ... وتعرض عنهم في السنين العوارق يمنيهم النخار إلحاق نسبة ... بلأي وما النخار فينا بصادق عمرو بن ذي الرحال القيني جاهلي يقول: بكرت علي تلومني وتغضبت ... ومتى تردني بالملامة أصعب بكرت علي فلم تزل مضجاتها ... بغريض غادية وراح أصهب عمرو بن أوس بن أسماء بن رئاب بن معاوية بن بلال بن سلي بن رفاعة بن عذرة بن عدي الجرمي جاهلي يقول:

فأجلت سماء البيت عنها وعنهم ... فريقين مخبور يسر وهارب كأنهم والنقع ينجاب عنهم ... رعيل نعام لفه القطر آئب عمرو بن قدامة العذري من بني عامر جاهلي يقول: يا عمرو من للزاز خصم جائر ... بالغرم إذ خصم الصديق فأضلعا عمرو بن قعيط العذري من بني هند جاهلي يقول: إن كنت باكية من حر مؤذية ... فأبكي الكرام بني عمرو بن شماس من كل أبيض نصل السيف معلقة ... كأنما يهتدي منه بمقباس عمرو بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس الكلبي جاهلي يقول: تركت كعباً قائم ردن ... كأنه من جمال الريف مهشوم يا كعب إنا قديماً أهل سابقة ... فينا السنام وفينا المجد والخيم عمرو بن عروة بن الغداء الكلبي الاجداري يقول: تباغت عدي بينها وتناضلت ... إلي وأهل العلم قاض وحاكم وله: ويدا النجم في السماء سحيراً ... مستقلاً كأنه عنقود وتدلت بنات نعش فعادت ... مثل نعش عليه ثوب جديد وكأن الجوزاء لما استقلت ... وتدلت سرادق ممدود عمرو بن زيد بن المتمني بن عبد الله بن الشجب بن عبدود الكلبي جاهلي يقول: فلو كنت بعض المقرفين وعاجزاً ... لكنت أسيراً في جبال محارب وقفت على عمرو الذناب غدية ... وروحته بالأمس عن ذي تناضب عمرو بن الأسود الكلبي الأجداري جاهلي يقول: وإن يك صادقاً بالتيم ظني ... يشب الحرب ألوية كرام فما أدري وعلي سوف أدري ... أحل مال أهيب أم حرام وأهيب معشر من جذب كلب ... لهم نسب وآلهم قدام عمرو بن عبد ود بن الحارث بن كعب بن الوكاء الكلبي وهو ابن شعاث الأصغر وهي أمه وهو أحد بني تيم اللات بن رفيدة من كلب مخضرم وبقي إلى زمن معاوية بن أبي سفيان وكان هجاءً لقومه. وهو القائل يمدح سعيد بن العاص وأمه من بني عامر بن لؤي ويهجو عبد الله بن خالد بن أسيد وأمه ثقفية: قصرت يا عبد الإله عن العلى ... سيكفيك ما قصرت عنه سعيد

فتى أمه من آل حسل كريمة ... وأمك ينميها بوج عبيد عمرو بن عدي بن وائل بن عوف بن ثعلبة الطائي يعرف بابن درماء وهي أمه. ذكره أبو سعيد السكري. عمرو بن مالك النميري يعرف بابن منشا وهي أمه وهو من بني نمير ابن عامر يقول: تركت الضأن يحلبها سمير ... بجنب الضمر عامرة العيال حسبت بني المقشب يا ابن طلق ... بألعس من أحاديث الضلال عمرو بن جنادة الخزاعي جاهلي يقول: فلا والله ما أكسو غلاماً ... ودعا لحيان ثوباً ما حييت عمرو بن عبد الله المرادي: عقرت ولم أعقر بها من هوانها ... علي ولكني رهبت المهالكا وله يرد على الضبي الذي ارتجز يوم الجمل وقد أخذ بخطامه: لم تغضبوا لله ولا للجمل ... كم قاتل منهم لا خير ولا شكل عمرو بن أبي الجبر بن عمرو بن شرحبيل الكندي مخضرم يقول في رواية دعبل: تهددني كأنك ذو رعين ... بأنعم عيشة أو ذو نواس فكم قد كان قبلك من نعيم ... وملك كان في الأقوام راس تبدل بعد ثروته وأضحى ... تنقل من أناس في أناس ورواه غيره لعمرو بن معدي كرب قاله في سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. عمرو بن مالك الجهني مخضرم له شعر. عمرو بن مرة بن عبد يغوث بن مالك بن الحارث بن يشجب الهندي يقول في خبر له مع علي عليه السلام: رهنت يميني عن قضاعة كلها ... فأبت حميداً فيهم غير مغلق عمرو بن معاوية بن المنتفق بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. فارس مشهور كان ينقله الصوائف أيام معاوية وهو الذي فضل الخيل العراب على الهجن والبراذين في المغازي فقال: إني امرؤ للخيل عندي مزية ... على فارس البرذون أو فارس البغل وإني على هول الجنان لنازل ... منازل لم ينزل بها عرب قبلي

وقلده معاوية أرمينية وأذربيجان ثم ولاه الأهواز ثم غضب عليه وأغر به فقال: تهادى قريش في دمشق لطيمتي ... ويترك أصحابي وما ذاك بالعدل فإن يمسك الشيخ الدمشقي ماله ... فلست على الدنيا بمستحكم العقل عمرو بن مبردة العبدي ويقال عمرو بن مبرد وهي أمه وهو أحد بني محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. وهو إسلامي أنشد له عبد الملك بن مروان لما استبق بنوه فسبق مسلمة وكان ابن أمة: نهيتكم أن تحملوا هجناءكم ... على خيلكم يوم الرهان فتدركوا فيفتر كفاه ويسقط سوطه ... وتخدر ساقاه فما يتحرك وهل يستوي البراز هذا ابن حرة ... وهذا ابن أخرى طهرها متشرك وأدركه خالاته فاختزلنه ... ألا إن عرق السوء لا بد مدرك فأجابه مسلمة بشعر يمدح فيه أولاد الإماء. أبو الأسود الدؤلي اسمه في رواية دعبل وعمر بن شبه عمرو بن ظالم ابن سفيان الكناني. وفي رواية أبي عبيدة ومحمد بن سلام وأحمد بن حنبل وابن معين وغيرهم: ظالم بن عمرو بن سفيان. أدرك حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهاجر إلى البصرة على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وقد تقدم خبره. عمرو بن سعيد بن زيد بن عمر بن نفيل العدوي. أبو أحد العشرة رضي الله عنهم. وعمرو هو القائل في رواية إسحاق الموصلي: أمن آل ليلى بالملا متربع ... كما لاح وشم في الذراع مرجع ظللت بروحاء الطريق كأنني ... أخو حية أو صاله تتقطع وأتبع ليلى حيث سارت وخيمت ... وما الناس إلا آلف ومودع أبو قطيفة عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط الأموي يكنى أبا الوليد وأبو قطيفة لقب غلب عليه. يكثر القول في الحنين إلى وطنه بالمدينة لما أخرجه ابن الزبير عنها مع من أخرج من بني أمية ونفاهم إلى الشام فمن ذلك: القصر فالنخل فالجماء بينهما ... أشهى إلى القلب من أبواب جيرون إلى البلاد فما حازت قرائنه ... دور نزحن عن الفحشاء والهون

وقوله: ألا ليت شعري هل تغير بعدنا ... جبوب المصلى أم كعهدي القرائن أحن إلى تلك البلاد صبابة ... كأني أسير في السلاسل راهن بلاد بها أهلي ولهوي ومولدي ... جرت لي طيور السعد فيها الأيامن وما خرجنا رغبة عن بلادن ... ولكنه ما قدر الله كائن وهذان الشعران مما غنى به معبد. وهو القائل لعبد الملك بن مروان وكان تقدم عليه في الأذن عبد الله بن جعفر وخالد بن يزيد بن معاوية: أفي الحق أن ندعي إذا ما فزعتم ... ونقصى إذا ما تأمنون ونحجب ونجعل دوني من يود لو أنكم ... ضرام بكفي قابس يتلهب فهل أنتم داويتم الكلم ظاهراً ... فمن لقروح في الصدور تجوب ويروى فإن أنتم عمرو بن مخلاة الكلبي ويقال هو ابن مخلاة الحمار وبعضهم يقول هو عمرو بن المحلاة ويقال ابن مخلى والأول أثبت. وهو إسلامي جزري. يقول لبني مروان وكان مداحاً لهم: ضربنا لكم عن منبر الملك أهله ... بجيرون إذ لا تستطيعون منبراً وأيام صدق كلها قد علمتم ... نصرنا ويوم المرج نصراً مؤزراً فإن تكفروا نعمى مضت من بلائنا ... وإن تمنحونا بعد لين تجبرا فكم من أمير قبل مروان وابنه ... كشفنا غطاء الغم عنه فأبصرا وله: طعنا زياداً في استه وهو هارب ... وثوراً أصابته السيوف القواطع فلن ينصب القيسي للناس راية ... من الدهر إلا وهو خزيان خاشع عمرو بن حكيم بن معية التيمي من بني ربيعة الجوع إسلامي يقول: خليلي أمسى حب خرقاء عامدي ... وفي القلب منه وقرة وصدوع ولو جاورتنا العام خرقاء لم نبل ... على جدبنا ألا يصوب ربيع وله: هل تعرف الدار من أم وهب ... إذ هي هو خود عجب من العجب تقتل كل ذي زوج وعزب عمرو بن الهذيل الربعي يقول لأبي غسان مالك بن مسمع حين فر أيام العصبية فنزل بأجأ حتى تجلت العصبية:

ذكر من اسمه عمير

ونحن أقمنا أمر بكر بن وائل ... وأنت بثأج لا تمر ولا تحلي وما تستوي أحساب قوم تورثت ... قديماً وأحساب نبتن مع البقل وله: فدى لسيوف من ربيعة بحبحت ... أخاها سجستاناً بحير بن سلهب عمرو بن شيبان بن ظالم من بني حلس بن نفاثة بن الديل بن بكر بن كنانة له أشعار. عمرو بن الأيهم بن أفلت التغلي نصراني جزري كثير الشعر. وقيل اسمه عمير ويقال هو أعشى بني تغلب. ويروى عن الأخطل أنه قيل له وهو يموت: على من تخلف قومك؟ قال: على العميريين. يريد القطامي واسمه عمير بن شييم وعمير بن الأيهم ولعله صغره. ويروى له: ما بال من سفه أحلامه ... إن قيل يوماً إن عمراً سكور فهذا يدل على أن اسمه عمرو إن كان هذا الشعر له. ولابن الأيهم قصيدة طويلة هجا فيها قيساً ومنها: قاتل الله قيس عيلان طراً ... ما لهم دون غارة من حجاب ليس بيني وبين قيس عتاب ... غير طعن الكلى وضرب الرقاب إذ جزينا قشيرهم وهلالا ... وأبرنا قبيلة ابن الح باب فاقتضينا ذنوبنا من عقيل ... وشفينا غليلنا من كلاب ولهم فيهم: لا يجوزن أرضنا مضري ... بخفير ولا بغير خفير اشربا ما اشتهيتما إن قيساً ... من قتيل وهارب وأسير شربة تترك الفقير غنياً ... حسن الظن واثقاً بالحبور عمرو بن الزبير بن العوام. قتله أخوه عبد الله بن الزبير. وعمرو هو القائل في أبي الورد مولى عمرو بن العاص: وليت رجالاً يعجب الناس طولهم ... يكونون عند البأس مثل أبي بالورد وله في رفيقه: ونحن ملأنا السوق من كل صيقل ... معرض بين المنكبين شجاع باب ذكر من اسمه عمير عمير بن عمارة التيمي من بني تيم الله بن ثعلبة بن عكابة يقول في يوم الوقيط وهو يوم كان لبني قيس بن ثعلبة على بني تميم: مددنا غارة ما بين فلج ... وبين لصاف نوطئها الديارا

فما شعروا بنا حتى رأونا ... على الرايات ندرع الغبارا وكم غادرن منهم من قتيل ... وأخر قد شددناه أسارا كذلك الله يجزي من تميم ... ويرزقها المساءة والعثارا عمير بن الصماء الخزاعي. الصماء أمه وهو عمير بن عياض أحد بني مشنوء بن عبد بن حبثر بن عدي بن سلول. وهو القائل في حرب كانت بينهم وبين كنانة في الجاهلية: وإلا تعاجلني المنية أستقد ... مقاد جيادي من عمير ومعبد ولو أدركت خيلي عميراً ومعبداً ... ونعمان ما آبوا بنافلة بعدي لكانوا بأطراف القنا أو تنازعوا ... إلى الحي أعناق المطي المعضد وله: فلما أن تفرق آل ليلى ... جرت بيني وبينهم الظباء جرت سنحا فقلت لها أجيزي ... نوى مشمولة فمتى اللقاء مشمولة مكروهة كما تكره الشمال في الشتاء لبردها. وقد روي هذان البيتان لزهير بن أبي سلمى. عمير الحنفي هو القائل في رواية المدائني رحمه الله ربما تجزع النفوس من الأمر ... له فرجة كحل العقال وهذا البيت يتنازع. ذكر أبو عمرو بن العلاء أنه خرج هارباً مع أبيه من الحجاج وأنه لما صار باليمن سمع قائلاً ينشد: صبر النفس عن كل ملم ... إن في الصبر حيلة المحتال لا تضيقن في الأمور فقد تف ... رج غماؤها بغير احتيال ربما تجزع النفوس من الأم ... ر له فرجة كحل العقال ونعي الحجاج. قال فما أدري بأيهما كنت أشد فرحاً أبموته أم بقوله فرجة. عمير بني قيس بن جذل الطعان الكناني. كان يفخر بالنسئ للشهور الحرم كان إليهم في الجاهلية: لقد علمت معد أن قومي ... كرام الناس إن لهم كراماً فأي الناس لم نسبق بوتر ... وأي الناس لم نعلك لجاماً ألسنا الناسئين على معد ... شهور الحل نجعلها حراماً عمير بن جيدع العجلي. وهي أمه أحد بني خزاعى من بني عجل يقول: تركت أخا البطاح على ثلاث ... يكوس كأنه بكر عقير

وتتبعه بصائر واردات ... كما قدت من الجزر السيور فلا تفخر علي فإن عجلا ... لهم عدد إذا حسبوا كثير ابن عفراء التيمي هو عمير بن سنان بن عرفطة بن وهب بن أنمار ابن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم. كان فارساً شاعراً غزا بلاد رتبيل مع سمرة بن جندب فضرب رتبيل بالسيف فانهزم فقال ابن عفراء: ولولا ضربتي رتبيل فاظت ... أسارى منهم قملوا السبال عمير بن ضابئ بن الحارث البرجمي. وهو وأبوه ممن سكن الكوفة وهما شاعران ذكرهما دعبل. حبس عثمان بن عفان رضي الله عنه ضابئ بن الحارث لهجائه قوماً من الأنصار فمات في الحبس فيروى أن عميراً كان أحد من دخل على عثمان في الدار وطئه برجله. فلما قدم الحجاج الكوفة كان عمير قد أخرج اسمه في بعث المهلب وكان عالي السن ضعيف الجسم فأحضر ابناً له وسأل الحجاج أن يبعثه مكانه. فعرف الحجاج خبر عمير مع عثمان فضرب عنقه. وفيه يقول عبد الله بن الزبير: تجهز فاما أن تزور ابن ضابئ ... عميراً وإما أن تزور المهلبا هما خطتا خسف نجاؤك منهما ... ركوبك حولياً من الثلج أشهبا القطامي واسمه عمير بن شييم بن عمرو بن عباد بن بكر بن عامر ابن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب. ولقب القطامي ببيت قاله. ويكنى أبا سعيد ويقال أبا غنم وقيل اسمه عمرو والأول أثبت. وكان شاعراً فحلا رقيق حواشي الكلام كثير الأمثال في شعره وكان في صدر الإسلام وهو القائل: أمور لو تدبرها حكيم ... إذاً لنهى وهيب ما استطاعا ولكن الأديم إذا تفرى ... بلى وتعينا غلب الصناعا ومعصية الشفيق عليك مما ... يزيد مرة منه استماعا وخير الأمر ما استقبلت منه ... وليس بأن تتبعه اتباعا تراهم يغمزون من استركوا ... ويجتنبون من صدق المصاعا وله: والعيش لا عيش إلا ما تقر به ... عين ولا حال إلا سوف ينتقل والناس من يلق خيراً قائلون له ... ما يشتهي ولأم المخطئ الهبل

ذكر من اسمه عويمر

قد يدرك المتأني بعض حاجته ... وقد يكون مع المستعجل الزلل وله: وهن ينبذن من قول يصبن به ... مواقع الماء من ذي الغلة الصادي عمير بن الأيهم بن أفلت التغلبي النصراني. وقيل اسمه عمرو. وقيل للأخطل وهو يموت: على من تخلف قومك؟ قال: على العميرين. يزيد القطامي عمير بن شييم وعمير بن الأيهم وقد تقدم خبره. عمير بن الحباب بن جعدة بن إياس بن حزابة بن محاربي بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم جزري إسلامي. قتلته بنو تغلب يوم سنجار بالجزيرة. وهو القائل: ما همنا يوم شعيث بالغزل ... يوم انتضيناهن أمثال الشعل إذ خر شعرور بأطراف الأسل عمير بن جعيل التغلبي. يقول في رواية المبرد: إذا ضيقت أمراً ضاق جداً ... وإن هونت ما قد ضاق هانا سأصبر من صديقي إن جفاني ... على كل الأذى إلا الهوانا فإن الحر يأنف في خلاء ... وإن حض الجماعة أن يهانا وله: توثق من إخاء الحر إني ... رأيت العبد في الحالات عبدا يزيد الحر خبيراً كل يوم ... وخير العبد قد يزداد بعدا إذا جريا لغاية مكرمات ... كبا هذا وبرز ذاك شدا أبو البلهاء عمير بن عامر مولى يزيد بن مزيد الشيباني يقول وقد رويت لغيره: نعم الفتى فجعت به إخوانه ... يوم البقيع حوادث الأيام طلق اليدين لمن يحل ب بابه ... عطاف أكناف على الأيتام هش إذا نزل الوفود ببابه ... سهل الحجاب مؤدب الخدام وإذا رأيت صديقه وشقيقه ... لم تدر أيهما ذوو الأرحام باب ذكر من اسمه عويمر أبو قلابة الهذلي اسمه في رواية دعبل عويمر بن عمرو. وقال الزبير ابن بكار اسمه الحارث بن صعصعة بن كعب بن طابخة بن لحيان جاهلي قديم حجازي. وقد ولد

ذكر من اسمه عمارة

النبي صلى الله عليه وسلم من قبل ابنته أيمة ويقال لها قلابة بنت أبي قلابة. وأبو قلابة عم المتنخل الشاعر وقد تقدم خبره. عويمر بن أبي عدي بن ربيعة بن عامر بن عقيل فارس شاعر هرب منه عنترة بن شداد العبسي فأخذ ماله وقال: تركت بني زبيبة غير فخر ... يجبوا الماء ليس لهم بعير أجير الناس قد علمت معد ... ومالي غير سيفي من مجير وإياه عنى المتنكب السلمي بقوله: أعنتر ما صبرت لنا ولكن ... جزعت وما المحافظ كالجزوع باب ذكر من اسمه عمارة عمارة بن صفوان الضبي من بني الحارث بن دلف. شاعر سيد من ساداتهم يقول: أجارتنا من يجتمع يتفرق ... ومن يك رهناً للحوادث يغلق ومن لا يزل يوفي على الحتف نفسه ... صباح مساء يا ابنة الخير يعلق عمارة بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة القرشي جاهلي. وله مع عمرو بن العاص أخبار ومناقضات عند خروجهما إلى اليمن. وعمارة هوالقائل: ولست بشرب أم عمرو إذا انتشوا ... ثياب الندامى بينهم كالغنائم ولكننا يا أم عمرو نديمنا ... بمنزلة الريان ليس بعارم أسرك لما صرع القوم وانتشوا ... أن أخرج منها غانماً غير غارم خلياً كأني لم أكن كنت فيهم ... وليس الخداع من تصافي التنادم وقال لعمرو بن العاص يجيبه عن شعر خاطبه به: كم مثل أمك قد وهبت فلم ... منها أثب سهماً ولا زندا حبلى فإن تؤنث تكن أمة ... لكعاء أو تذكر يكن عبدا وله: وأبيض لا وإن ولا واهن السرى ... صبحت إذا أولى العصافير صرت فقام يجر البرد لو أن نفسه ... بكفيه من طول الحميا لخرت عمارة بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس. نزل الكوفة وقال يرثي عثمان بن عفان رضي الله عنه: ذكرتني أخي ابن عفان فالليل ... لدى ذكره تمام طوال

عصمة الناس في الهنات إذا خيف ... دواهي الأمور والزلزال وثمال الأيتام في الجدب والأزل ... إذا هبت الرياح الشمال الوصول القربى إذا قحط القطر ... قديماً وعزت الأشوال عمارة بن الوليد بن عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف ابن قصي إسلامي مدني يقول: تلك هند تصد للبين صداً ... أدلالاً أم صرم هند أجدا أم تشكى به قروح فؤادي ... أم أرادت قتلي ضراراً وعمدا أيها الناصح الأمين رسولاً ... قل لهند مني إذا جئت هندا قد براه وشفه الوجد حتى ... صار ما به عظاماً وجلدا ما تقربت بالصفاء بلأدنو ... منك إلا نأيت وازددت بعدا عمارة بن عطية. لقيه الأصمعي وأخذ عنه. عمارة بن فراس الحنفي. كان مع نصر بن سيار بخراسان وله في ذكر الفتنة بها قصيدة يقول فيها: أمست ربيعة في مرو وأخوتها ... على عظيم من الأحداث والخطر ياليت شعري بمرو الشاهجان غداً ... أي الأميرين من بكر ومن مضر يصلي بقتل ذريع في مغمضة ... حتى يصير دليلاً غير ذي نفر عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير بن عطية بن الخطفي اليربوعي يكنى أبا عقيل. شاعر فصيح قدم من اليمامة فمدح المأمون ووجوه قواده واتصل بإسحاق بن ابراهيم المصعبي وله فيه مديح كثير واجتمع الناس وكتبوا شعره وبقي إلى أيام الواثق ومدحه وعمي قبل موته، وهو القائل يعاتب قوماً وأنشدها له ابن الأعرابي وكان المبرد يستحسنها: تبحثتم سخطي فغير بحثكم ... نخيلة نفس كان نصحاً ضميرها ولن يلبث التخشين نفساً كريمة ... عريكتها أن يستم مريرها وما النفس إلا نطفة بقرارة ... إذا لم تكدر كان صفواً غديرها وله: عجبت لتغريسي نوى النخل بعدما ... طلعت على السبعين أو كدت أفعل وأدركت ملء الأرض ناساً فأصبحوا ... كأهل الديار قوضوا فتحملوا وما نحن إلا رفقة قد ترحلت ... وأخرى تقضي حاجها ثم ترحل

ذكر من اسمه عدي

وله في خالد بن يزيد: تأبى خلائق خالد وفعاله ... إلا تجنب كل أمر عائب وإذا حضرنا ال باب عند غدائه ... أدن الغداء لنا برغم الحاجب وله فيه: أرى الناس طراً حامدين لخالد ... وما كلهم أفضت إليه صنائعه ولن يتركوا الأقوام أن يحمدوا الفتى ... إذا كرمت أخلاقه وطبائعه فتى أمعنت ضراؤه في عدوه ... وخصت وعمت في الصديق منافعه باب ذكر من اسمه عدي مهلهل بن ربيع التغلبي قيل اسمه امرؤ القيس. وقال محمد بن سلام الجمحي اسمه (عدي) وقد تقدم ذكر نسبه. واحتج من قال إن اسمه عدي بقول الحارث بن عباد ولقي مهلهلاً في بعض الحروب التي كانت بين بكر وتغلب ولم يعرفه ولو عرفه لقتله. فلما عرفه قال: لهف نفسي على عدي ولم أع ... رف إذ أمكنتني اليدان وقيل إن عدياً هذا هو أخو مهلهل وأحسب أنه هو الصحيح إن شاء الله تعالى. عدي بن ربيعة التغلبي أخو مهلهل بن ربيعة. قال سلمة بن عاصم النحوي: عدي بن ربيع هو القائل لما مات أخوه مهلهل قصيدة ذكر فيها من قتل في حروبهم من بكر يقول فيها: ما أرجي في العيش بعد ندامى ... قد أراهم سقوا بكأس حلاق بعد عمرو وعامر وحيي ... وقتيلي وصدوف وابن عناق كل هؤلاء من تغلب. وامرئ القيس ميت ماكرم أو ... دى وخلى على ذات العراقي ما ها هنا صلة. أراد ميت كرم، وامرؤ القيس هو مهلهل بن ربيعة، وذات العراقي الداهية. وكليب عبر الفوارس إذ عس ... ى رماة الأكف بالأنفاق

حية بالطريق أربد لا ين ... فع منه السليم نفث الراقي فارس يضرب الكتيبة بالسي ... ف دركاً كلاعب المخراق إن تحت الأحجار حزماً وجوداً ... وخصيماً ألد ذا مغلاق ألد: شديد الخصومة. مغلاق يغلق على خصمه حجته فلا يهتدي لها. عدي بن زيد بن حمار بن زيد بن أيوب بن مجروف بن عامر بن عصية بن امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم يكنى أبا عمير نصراني عبادي. سكن الحيرة فلان لسانه وسهل منطقة. قال أبو عمرو بن العلاء: عدي بن زيد في الشعراء مثل سهيل في الكواكب يعارضها ولا يجري معها، وكان عدي كاتباً لكسرى هو وأخ له يقال له عمير بن زيد وكان كسرى مكرماً له محباً وكان عدي أنبل أهل الحيرة وأجودهم منزلة ولو أراد أن يملكه كسرى على الحيرة ملكه ولكن كان يحب الصيد واللهو ولم يكن راغباً في ملك العرب. فلما مات المنذر بن المنذر بن النعمان اللخمي خلف اثني عشر ذكراً وكان النعمان بن المنذر منقطعاً إلى عدي فاحتال عدي حتى قلده كسرى من بين إخوته. ثم إن النعمان بعد تمليكه غضب على عدي يوماً فجسه ولج في أمره فجعل عدي يرسل إليه الشعر ويرققه فيأبى أخراجه من حبسه. فلما رأى عمير أخو عدي ذلك كلم كسرى في عدي فكتب كسرى إلى النعمان بعزيمة ليرسلن به إليه. فبعث النعمان إلى عدي سراً فغمه وقتله بعث إلى كسرى أنه قد مات. فلم يزل ابن عدي يبغي للنعمان الغوائل حتى قتله كسرى أبرويز وانقرض ملك اللخميين. فمما راسل به عدي النعمان قوله: لو بغير الماء حلقي شرق ... كنت كالغصان بالماء اعتصاري ينشد هذا البيت فيمن تستغيث به وتلجأ به. وله القصيدة المشهورة يعاتب فيهبا النعمان بن المنذر ومنها: أيها الشامت المعير بالدهر ... أأنت المبرأ الموفور أم لديك العهد الوثيق من الأيام ... بل أنت جاهل مفرور من رأيت المنون عزلن أم من ... ذا عليه من أن يضام خفير أين كسرى كسرى الملوك أبوسا ... سان أم أين قبله سابور وعدد جماعة من الملوك ثم قال: ثم بعد الفلاح والملك والأم ... ة وارتهم هناك القبور

ثم أضحوا كأنهم ورق جف ... فألوت به الصبا والدبور وله في محبسه: فهل من خالد أما هلكنا ... وهل بالموت يا للناس عار وله: قد يدرك المبطئ من حظه ... والخير قد يسبق حرص الحريص وله: عن المرء لا تسألْ وأبصر قرينه ... فإن القرين بالمقارن مقتدي روي عن الحسن البصري أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة نبي ألقيت على لسان شاعر: إن القرين بالمقارن مقتدي. القلمس الأكبر واسمه عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك ابن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر جاهلي قديم. وهو أول من نسأ الشهور في الجاهلية، والقلمس الشريف والنسأة الذين يحلون الأشهر الحرم ويحرمون الحل تتبعهم العرب على ذلك. وفيهم أنزل الله عز وجل (إنما النسيءُ زيادة في الكفر) وقال القلمس يذكر ذلك: لقد علمت عليا كنانة أننا ... إذا الغصن أمسى مورق العود أخضراً أعزهم سرباً وأمنعهم حراً ... وأكرمهم في أول الأصل عنصراً وإنا لأرساهم بمناسك دينهم ... وحزناً لهم حظاً من الحظ أوفرا وإن بنا يستقبل الأمر مقبلاً ... وإن نحن أدبرنا عن الأمر أدبرا وقد قيل: إن القلمس الأول هو حذيفة بن عبد بن فقيم وأنه هو القائل هذه الأبيات والله أعلم. أبو طلق العائذي واسمه عدي بن حنظلة بن نعيم بن زرارة بن عبد العزى بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن سمي بن تيم بن الحارث بن مالك ابن عبيد بن خزيمة بن لؤي بن غالب، وهو عائذة قريش. نسبوا إلى أمهم عائذة بنت الخمس بن قحافة بن خثعم. عدادهم في بني أبي ربيعة بن ذهل ابن شيبان. عدي بن أمية الضبي من بني عبد مناة بن بكر بن سعد بن ضبة جاهلي يقول في فرسه القرن: يا ليت شعري وليت أهلكت إرماً ... هل يجزيني بما أبليته القرن ألفيته دون أهلي ما يسر به ... له حليب وتارات له لبن حتى شتا نابي المتنين مضطمراً ... يشأى الجياد بتقريب له عنن

كأنه وجيادُ الخيل تطلبه ... مطرق الريش في أظفاره حجن طاوٍ رأى أرنباً فانقض يطلبها ... ودونها من أعالي غائط شزن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي وهو جد جبير بن مطعم بن عدي الصحابي. وعدي هو القائل لعبد المطلب بن هاشم في سقايته المعروفة بسقاية عدي: متى يدع مولى من مواليك تلقني ... متى أدع مولى نوفل غير أوجد متى أدع عواماً ويأت ابن أمه ... حزام فمولى نوفل غير مفرد ترى أسداً حولي بحد رماحها ... ويأتوك أفواجاً على غير موعد بنو أمنا في كل يوم كريهة ... ومن نسل شيخ مجده غير مقعد عدي بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف وهو الذي أخرج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض له هبار بن الأسود فرماه بسهم وأفلت وقال: عجبت لهبار وأوباش قومه ... يريدون إخفاري ببنت محمد ولست أبالي ما بقيت ضجيعهم ... إذا اجتمعت يوماً يدي بالمهند عدي بن حاتم الطائي يكنى أبا طريف. وكان نصرانياً. وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وثبت على إسلامه في الردة وأتى بعد ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته فقال أتعرفني يا أمير المؤمنين قال نعم أنت الذي آمن إذ كفروا ووفى إذا غدروا. وكان مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حروبه وكان أعور فقئت عينه يوم الجمل وهو القائل لمعاوية: يحاولني معاوية بن صخر ... وليس إلى التي يبغي سبيل يذكرني أبا حسن علياً ... وحظي في أبي حسن جليل وبلغ عشرين ومائة سنة ووقع بينه وبين المختار بن أبي عبيد لما غلب على الكوفة أمر تشاجرا فيه فهم عدي بالخروج إليه ثم عجز عن ذلك لكبر سنه وضعف جسمه فقال: أصبحت لا أنفع الصديق ولا ... أملك ضراً للشانئ الشرس وإن جرى بي الجواد منطلقاً ... لم تملك الكف رجعة الفرس عدي بن عمرو بن سويد بن ريان الأعرج الطائي المعني وقيل اسمه سويد بن عدي وهو مخضرم يقول: تركت الشعر واستبدلت منه ... إذا داعي صلاة الصبح قاما

كتاب الله ليس له شريك ... وودعت المدامة والمداما وحرمت الخمور وقد أراني ... بها سدكاً وإن كانت حراما اللجلاج واسمه عدي بن علقمة الجسري سمي اللجلاج بقوله: فما أنا باللجلاج إن لم يرقعوا ... ذلاذل أثواب يجرونها رفلا عدي بن وادع والأزدي الشاعر الأعمى. عدي بن عغطيف الكلبي: يا من يرى ظعناً تيمم صرخدا ... يحدو بها حوران فهي ظماء أخبرت بالجولان روضاً ممرعاً ... فكأن حارثة لهن لواء لما احتللن حليمة من جاسم ... طرح العصي وأدرك الأهواء فحللن خير محل حي سوقة ... وأتى لهن من الملوك حباء عدي بن خرشة الخطمي من الأوس يقول: ولست برافع صوتي بسوء ... على الكنات آخر ما حييت وتوقد باليفاع الليل ناري ... تحش ولا يحس لها خبوت عدي بن الرعلاء الغساني والرعلاء أمه وهو القائل: كم تركنا بالعين عين أباغ ... من ملوك وسو قة ألقاء فرقت بينهم وبين نعيم ... ضربة من صفيحة نجلاء ليس من مات فاستراح بميت ... إنما الميت ميت الأحياء إنما الميت من يعيش ذليلاً ... كاسفاً باله قليل الرخاء فأناس يمصصون ثماداً ... وأناس حلوقهم في الماء ربما ضربة بسيف صقيل ... بين بصري وطعنة نجلاء وغموس تضل فيها يد الآ ... سي ويعيا طبيبها بالدواء رفعوا راية الضراب وآلوا ... ليذودن سائر البطحاء فرفعن العقاب للطعن حتى ... جرت الخيل بينهم بالدماء وله: أتى ليحمدني الخليل إذا اجتدى ... مالي ويكرهني ذوو الأضغان واعيش بالنيل القليل وقد أرى ... أن الرموس مصارع الفتيان وتظل تخلجني الهموم كما ترى ... دلو السقاة تمد بالأشطان

ذكر من اسمه عثمان

عدي بن الرقاع العاملي وهو عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع بن عصر بن عذرة بن سعد بن معاوية بن قاسط بن عميرة بن زيد بن الحاف بن قضاعة يكنى أبا داود ويقال أبا دواد كان أبرص وهاجى جرير بن الخطفي واجتمعا عند عبد الملك فأنشده عدي قصيدته التي أولها: عرفوا الديار توهماً فاعتادها. قال جرير: فحسدته على أبيات منها حتى أنشد في صفة الظبية والغزال: تزجى أغن كأن إبرة روقه. قال جرير: فرحمته. فلما قال: قلم أصاب من الدواة مدادها. رحمت نفسي وحالت الرحمة حسداً. وفيها يقول: وقصيدة قد بت أجمع بينها ... حتى أقوم ميلها وسنادها نظر المثقب في كعوب قناته ... حتى يقيم ثقافه منآدها وعلمت حتى ما أسائل عالماً ... عن علم واحدة لكي أزدادها وله: لا يبرح المرء يستقري مضاجعه ... حتى يقيم بأعلاهن مضطجعاً ومما يستحسن من قوله يصف فعل سنابك الحمارين إذا عدوا: يتعاوران من الغبار ملاءةً ... غبراء محكمة هما نسجاها تطوى إذا علوا مكاناً ناشزاً ... وإذا السنابك أسهلت نشراها عدي بن خزاعي بن عوف بن الحارث بن حبيب بن الحارث بن مالك بن حطائط بن جشم بن ثقيف إسلامي. الأعور النبهاني الطائي اسمه عدي بن أوس وقيل اسمه سحمة بن نعيم وهو القائل يهجوا جريراً ويفضل غسان السليطي عليه: أقول لها أمي سليطاً بأرضها ... فبش مناخ النازلين جرير ألست كليبياً وأملك كلبة ... لها عند أطناب البيوت هرير فأجابه جرير: وأعور من نبهان يعوي ودونه ... من الليل بابا ظلمة وستور وأعور من نبهان أما نهاره ... فأعمى وأما ليله فبصير باب ذكر من اسمه عثمان عثمان بن الحويرث بن أسد عبد العزى بن قصي القرشي جاهلي. كان هجاءً لقريش وهو القائل يهجوا الوليد بن المغيرة المخزومي: وإني امرؤ من جذم كعب مقابل ... وأنت ضعيف الجد ألصق ملصق من القوم نذل ليس يعلم علمه ... من الناس إلا العالم المتعمق

ألم تعلم بأن الليث يعدو ... على أقرانه ثبت الجنان تخاف الأسد من سطوات صولى ... وتطرق حين أبدو من مكاني إنك يا ابن شهلة أم رئم ... خفيف القلب مجرور اللسان فكيف ترومني وتريغ شتمي ... بعسب تيوسك الحمر القواني عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عبد الله رضي الله عنه يقول: غنى النفس يغني النفس حتى يكفها ... وإن مسها حتى يضر بها الفقر وما عسرة فاصبر لها إن لقيتها ... بكائنةٍ إلا سيتبعها يسر وكان يقول إذا جاءه الأذان في الصلاة: مرحباً بالقائلين عدلاً ... وبالصلاة مرحباً وأهلاً أبو قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم أسلم يوم الفتح وهو شيخ كبير ومات في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. وهو القائل في رواية دعبل: إذهبي يالهو فاستمعي خبريه بالذي فعلا ... وسليه في ملاطفة كم وصلناه فما وصلا عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو ابن هصيص لؤي بن غالب ويكنى أبا السائب. وهو من المهاجرين الأولين وهو أول من دفن بالبقيع من المهاجرين رضي الله عنه. وكان هاجر إلى أرض الحبشة فبلغ أن أمية بن خلف شتمه فقال عثمان رضي الله عنه: أتيم بن عمرو الذي فار ضغنه ... ومن دونه الشرمان والترك أجمع أأخرجتني من بطن مكة آمناً ... وألحقتني في صرح بيضاء تقدع تريش نبالاً لا يؤاتيك ريشها ... وتبري نبالاً ريشها لك أجمع فكيف إذا نابتك يوماً ملمة ... وأسلمك الأوباش من كنت تجمع عثمان بن بشر بن عبد دهمان بن عبد الله بن همام بن أبان بن يسار ابن مالك بن حطائط بن جشم بن ثقيف. وكان يقال لعثمان فارس السرح وكان قد شد على عمرو بن معدي كرب في الجاهلية فهرب عمرو فقال عثمان: لعمرك لولا الليل قامت مآتم ... حواسر يخمشن الوجوه على عمرو وأفلتنا فوت الأسنة بعدما ... رأى الموت والخطي أقرب من شبر

يحث برجليه سبوحاً كأنها ... عقاب دعاها جنح ليل إلى وكر عثمان بن حنيف الأنصاري كان على البصرة في أول أيام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فلما أقبل أصحاب الجمل إلى البصرة قاتلهم عثمان وهو القائل في رواية الأصمعي: رأيت الحروب فشيبنني ... فلم أر يوماً كيوم الجمل وهي أبيات تروى لغيره. عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس أمه بنت الزبير بن العوام وهو القائل: وإن تلك هند مجدكم وسناءكم ... فإن حواري النبي كريم وإن تلك هند أمكم دون أمنا ... فإن لنا في الأكرمين أروم وله: أبونا أبو سفيان أكرم به أبا ... وجدي الزبير ما أعف وأكرما حواري رسول الله يضرب دونه ... رؤوس الأعادي حاسراً وملأما وخالي ابن أسماء الذي قد علمتم ... يشبه يوم الروع في الحرب ضيغما عثمان بن مسعود الضبي قاول حضين بن المنذر الرقاشي بحضرة قتيبة ابن مسلم بخراسان فغلبه حضين فقال عثمان يخاطب قتيبة: تغري حضيناً وحضين عائله ... تشتم عرضي هبلتك الهابلهة تبغي سقاطي يال قومي باهله ... قبيلة في الأولين واغله فأجابه حضين بأبيات منها: فإن تك قد لاقيت مني شكيمة ... فما يوم عبس من رقاش بواحد عثمان بن رجاء بن جابر بن شداد أحد بني عوف بن سعد من الأبناء لما قتل بجير بن وفاء الصريمي بكير بن وساج أحد بني عوف بن سعد وذلك بخراسان في ولاية المهلب قال عثمان: لقد هاجوا علي بمرو يوماً ... توارت شمسه من غير غيم أحاذر أن تعاجلني المنايا ... ولما أجز بالمثلات قومي ولم أنهلهم ما ينهلوني ... ولم أجعل لهم يوماً كيومي عماساً ضرسوه بكل ليث ... إلى الأعداء ذي درء وضيم وله يحض رجلاً من الأبناء من آل بكير: لعمري لقد أغضيت عيناً على القذى ... وبت بطيناً من رحيق معتق وخيلت ثأراً طل واخترت يومه ... ومن يشرب الصهباء بالوتر يسبق

فلو كنت من عوف بن سعد ذؤابة ... تركت بجيراً في دم مترقرق فقل لبجير نم ولا تخش ثائراً ... لعوف فعوف أهل شاء حبلق فهبوا فلو أمسى بجير كعهدكم ... صحيحاً لغادهم بجأواء فيلق عثمان بن صدقة بن وثاب من شعراء خراسان يقول لمسلم بن عبد الرحمن بن مسلم وكان على طخارستان من قبل نصر بن سيار: خيرني مسلم مراكبه ... فقلت حسبي من مركب حكماً هذا فتى عامر وسيدها ... كفى بمن ساد عامراً كرما يعين الحكم بن نميلة بن مالك النميري. عثمان بن حيان المري. كان أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأبهاري أيام ولايته المدينة ضربه حدين فلما قام يزيد بن عبد الملك أقاد عثمان من ابن حزم. فقال عثمان: نام بنو حزم وما نمت عنهم ... وما ليل موتور كريم بنائم رأيت أبا بكر إذا ما لقيته ... تشد زحامي واصطكاك الأداهم وقال: نحن ضربنا الفاسق ابن حزم ... حدين لم نخلطهما بظلم عثمان بن عمارة بن خريم أخو أبي الهيذام. وكان على سجستان في أيام الرشيد فطولب بخمسة آلاف درهم وحبس فقال: أغثني أمير المؤمنين بنظرة ... تزول بها عني المخافة والأزل ففضلك أرجو لا البراءة إنه ... أبى الله إلا أن يكون لك الفضل وألا أكن أهلاً لما أنت أهله ... فأنت أمير المؤمنين له أهل عثمان بن سالم مولى ابن لوذان حجازي محدث. لما تزوج الفضل بن الربيع امرأة من بني عمرو بن كلاب يقال لها شعثاء منصرفة من الحج فراح بها في قبة قال عثمان بن سالم: نأت شعثاء عنك فما تزور ... ولطت دونها عنك الستور فراحت في القباب الحمر خود ... مبتلة لها وجه نضير وأمست دونها حرس شداد ... وأبواب مظاهرة ودور أتانا البين من شعثاء بغتاً ... وذلك عندنا حدث كبير فقدت المنكحى شعثاء مولى ... وفي أحيائها حسب وخير أمن عوز تزوجها الموالي ... لحاك إلهك العالي القدير

عثمان بن واقد بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب هو القائل يفخر من أبيات: أني إذا افتخر الأقوام وانتسبوا ... يوماً وجدت أبي قد بذهم قدماً ما إن لهم مثل جدي حين أذكره ... من شاء قال ممر الحق أو كتماً جدي وصاحبه فازا بفضلهما ... على البرية لا جاراً ولا ظلماً هما ضجيعا رسول الله ناقلة ... دون البرية مجد عانقا الكرما أبو عمرو عثمان بن عمرو القيني البصري من بني القين بن جسر شاعر كان يجالس أبا عبد الرحمن العتبي ويلازمه فاعتل فلم يعده العتبي فكتب إليه: بأبي أنت إن ذا الفضل محفو ... ظ أقل القليل من هفواته أترى أن عتبة بن أبي سف ... يان وصى بنيه عند وفاته أن يبروا الصحيح ممن أحبوا ... ويعقوا العليل عند شكاته يا ابن من بالعتاب سمي أعتب ... واستكن بالعليل إن لم تآته فحلف العتبي ليأتينه شهراً كل يوم وله معه معاتبات ومقاولات عثمان بن الهيثم الغنوي. أحد القواد كان المعتصم ولاه ديار مضر وكان أبو الأصبغ الحصني المسلمي ينادمه ويعاشره فمرض أبو الأصبغ فلم يعده عثمان فقال أبو الأصبغ يعاتبه من أبيات: يا أبا القاسم قارفت من الذنب عظيماً ... جفوه من غير جرم ليس هذا مستقيماً لا ولا شاورت في ترك العيادات حكيماً ... شغلتك الكأس تسقاها وتسقيها النديما فإجابه عثمان بن الهيثم بقصيدة أولها: يا أبا الأصبغ يا أكرم خلق الله خيما ... أنت أولى من عفا الذنب ولم تفر الأديما وجزى بالعفو والصفح عشيراً وحميماً ... حقك الواجب من أنكره كان لئيماً فلك الإقرار بالذنب وإن كان عظيماً ... ليصح العفو لي منك وتلقاني سليماً فأقبل العذر وكن للود مني مستديماً ... فلقد أوقرني عتبك بثاً وهموماً حاطك الله ولقا ... ك سروراً ونعيماً عثمان بن عمرو الوائلي محدث يقول: الوائلي شاعر لله عبد شاكر وله إلى بعض الأمراء: نفسي فدت نفس الأمير من الردى ... ما للأمير فداه عني غافل

ذكر من اسمه عيسى

إن عن شغل للأمير فإنني ... ما يشغل الإفلاس عني شاغل أعطيك جملة وصف بيتي إنه ... سيان خارج بابه والداخل باب ذكر من اسمه عيسى أبو الجويرية واسمه عيسى بن أوس بن عصية بن عبد القيس. يقول في الجنيد بن عبد الرحمن المري والي خراسان: بيت بناه سنان ثم شيده ... بحيث طنب في أثنائه الكرم الصافحون بأحلام إذا قدروا ... والضاربون إذا ما اعصو صب القتم القتل مينتهم والجود عادتهم ... والحلم والعزم من أخلاقهم شيم وله يرثيه: ذهب الجود والجنيد جميعاً ... فعلى الجود والجنيد السلام أصبحا ثاويين في بطن مرو ... ما تغنت على الغصون الحمام وله: إن التي سلبتك يوم عوارض ... بالدل وهي سليمة لا تسلب منتك ثم لوتك ديناً فادحاً ... وعداتهن إذا وعدن الخلب عيسى بن عاتك الخطي عاتك أمه وهو عيسى بن حدير أحد بني وديعة بن مالك بن تيم اللات بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر ابن وائل أحد شعراء الخوارج. كان إذا أراد الخروج تعلق به بناته فيقيم ثم خرج بعد ذلك. وله أخبار وهو القائل: لقد زاد الحياة إلي حباً ... بناتي إنهن من الضعاف أخاف بأن ينلن الفقر بعدي ... وأن يشربن رنقاً بعد صافي وأن يعرين إن كسي الجواري ... فتنبو العين من غر عجاف فلولاهن قد سومت مهري ... وفي الرحمن للضعفاء كاف وله: أبي الإسلام لا أب لي سواه ... إذا فخروا ببكر أو تميم كلا الحيين ينصر مدعيه ... ليلحقه بذي الحسب الصميم وما حسب ولو كرمت عروق ... ولكن التقي هو الكريم أبو موسى عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ابن عبد المطلب من مشايخ بني هاشم ورؤسائهم وشجعانهم. ولد في ذي الحجة سنة اثنتين

ومائة وتوفي في سنة سبع وستين ومائة وجعل له المنصور العهد بعده ثم طالبه بتقدمة المهدي عليه فقال عيسى يخاطب المنصور: بدت لي أمارات من الغدر شمتها ... أظن رواياها ستمطركم دماً وما يعلم العالي متى هبطانه ... وإن سار في ريح الغرور مسلماً أتهضمني حقاً تراه مؤخراً ... بحكم إلهي حين صرت مقدماً سبقت انتقاض العهد فاصبر لمثله ... بنقضك من عهدي الذي كان أبرما وله من قصيدة طويلة: أينسى بنو العباس ذبي عنهم ... بسيفي ونار الحرب ذاك سعيرها فبحت لهم شرق البلاد وغربها ... فذل معاديها وعز نصيرها ولاحت منار الملك في طرق الهدى ... وقد طال من طول الضلال دثورها تسهلت الدنيا لكم وتيسرت ... بسيف امرئ لولاه دام عسيرها وقد ساورتهم من بني العم عصبة ... كأسد الشرى ما يستفيق زئيرها صليت بنار الحرب آلم لفحها ... ولم يصلها منصورها ونصيرها أقاتل عنهم عصبةً ما أردتها ... بسوءٍ كبيرٍ في العيون صغيرها أقطع أرحاماً علي أعزة ... وأسدي مكيدات لها وأنيرها فلما وضعت الأمر في مستقره ... ولاحت به شمس تلألأ نورها دفعت عن الحق الذي أستحقه ... وسارت بأوساق من الغدر عيرها مبارك العلوي واسمه عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب. شاعر مكثر راوية للشعر والحديث. قال يرثي أهل فخ: فلأ بكين على الحسين ... بعبرةٍ وعلى الحسن وعلى ابن عاتكة الذي ... أثوى هناك فلا كفن كانوا كراماً قتلوا ... لا طائشين ولا جبن وله: آبى فلا أمدح اللئام معا ... ذ الله مدح اللئام لي دنس لكن سأهجوهم وإن رغمت ... مما أقول المناخر الفطس عيسى بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.

نزل دمشق ومات بكرمان وهو القائل: لعمري لئن أمسى بكرمان مضجعي ... غريباً لما ناحت علي النوائح بيثرب تبكيني عيون كثيرة ... حسان مجاري الدمع عني نوازح أبو سعد المخزومي عيسى بن خالد بن الوليد من ولد الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي كان يهاجي دعبل بن علي الخزاعي. ولأبي سعد مديح للمأمون وهو القائل: سلوا الجرادة عني يوم تحملني ... هل فاتني بطل أو خمت عن بطل وما يريد بنو الأعيار من رجل ... بالليل مشتمل بالجمر مكتحل لا يشرب الماء إلا عن قليب دم ... ولا يبيت له جار على وجل وله: وكان أبو تمام يتمنى أن يكون هو قائله: حدق الآجال آجال ... والهوى للمرء قتال والهوى صعب مراكبه ... وركوب الصعب أهوال ليس من شكلي فأشتهه ... دعبل والناس أشكال أملي في التاج ألبسه ... وله في الشعر آمال ليس من يسمو به حسب ... مثل من يسمو به مال وله ويروى لغيره: وإني لصبار على ما ينوبني ... وحسبك أن الله أثنى على الصبر ولست بنظار إلى جانب الغنى ... إذا كانت العلياء في جانب الفقر عيسى بن زينب المراكبي. زينب أمه وهي بنت بشر بن ميمون الذي تنسب إليه الطاقات بباب الشام فيقال طاقات بشر. وهو عيسى بن عبد الله بن اسمعيل صاحب مراكب المنصور وهو مولى لبني أمية بغدادي مأموني. يقول في عمرو بن بانة المغنى وهو عمرو بن محمد بن سليمان بن راشد مولى ثقيف وعمرو ويكنى أبا الفضل وكان عيسى قد أغرى به يهجوه وكان أبرص: أقول وقد مر عمرو بنا ... فسلم تسليمةً خافيه لئن تاه عمرو بفضل الغناء ... لقد فضل الله بالعافية وله فيه ويرميه بالأبنة: يتيه عمرو بما ذى ... يتيه عمرو بن بانه يتيه عمرو بدبر ... غطاؤه الدهر عانه وله في الضحري المضحك ويرميه بالشؤم:

قالوا ضحار عليل ... فقلت ذا لا يكون ما قال ذلك ... إلا مخبل مجنون أيهتدي يا لقوم ... إلى المنون المنون عيسى بن كرامة المعيطي رقي يقول: لا تقعدن ويوسف في مجلس ... إلا وعندك من دم الأخوين ريحانه بدم الشجاج مطيب ... وتحية الندمان لطم العين وله: لا والذي لا إله إلا هو ... ما جار أحبابنا ولا تاهوا عيسى بن جعفر. هو القائل لما حاصر المعتصم هرقلة: ريعت هرقلة لما أن رأت عجباً ... حوائماً ترتمي بالنفط والنار كأن نيراننا في جنب قلعتهم ... مصقلات على أرسان قصار أبو موسى عيسى بن فرخانشاه الكاتب من أهل دير قنى. وزر للمعتز بعد جعفر بن محمود. قال يصف جارية له كاتبة: سريعة جري اللفظ تنظم لؤلؤاً ... وينثر دراً لفظها المترشف زادت لدينا حظوةً يوم أقبلت ... وفي أصبعيها أسمر اللون مرهف أصم سميع ساكن متحرك ... ينال جسيمات العلى وهو أعجف وكتب إلى إبراهيم بن العباس الصولي وأهدى له غلاماً كاتباً: أقبل هدية شاكر ... تجزيه بالنزر الجليلا بدراً يضيء إذا نظرت ... إليه لم يألف أفولا ثقة بعثت به وكن ... ت بحسن موقعه كفيلا لما رأيت لخطه حسناً ... يصيد به العقولا كمنمر الموشى سحب ... ت القيان له ذيولا أو كالرياض بكى الحيا ... فيها فأوسعها همولاً فتضاحكت ضحك الخلي ... لة حين أبصرت الخليلا وتراه للمعنى اللطي ... ف متى أشرت به قبولا لا مستعيداً لك إذ ... تملي عليه ولا ملولا فاستكفه واضمن له ... ألا تريد به بديلا تحمل بفضل مضائه ... وبيانه منك الثقيلا وله يمدح بعض الكتاب من قصيدة: تخضر أقلام الدواة بكفه ... كرماً وتورق من ندى وصواب سحبان نقص عن بحور بيانه ... عجزاً ويغرق منه تحت ع باب وكذاك قس ناطقاً بعكاظه ... يعيا لديه بحجة وجواب

ذكر من اسمه العباس

عيسى بن موسى الطيفوري خرج إلى نيسابور فمدح أبا عبد الله طاهر بن عبد الله بن طاهر أيام تقلده خراسان وأقام على بابه مدة وله يقول: شكا الضر أهل الشرق في الزمن الذي ... سبتهم سيوف الجدب فيه مع العدى فساق إليهم ربنا غيث أرضه ... عماد المعالي ذا اليمينين بالندى فورث عبد الله نصراً وسطوة ... أنارت به الدنيا وقام به الهدى ومن بعده سيف الخلائق طاهر ... تعمم بالمعروف والعدل وارتدى إلى أن دعاه ربنا فأجابه ... عفا الله ذو الإحسان عن ذلك الصدى وأوصى أبا عبد الإله محمداً ... فقام بما وصى جعلنا له الفدى فتى طاهري يستضاء بوجهه ... سبوق إلى الغايات مشترك الجدى باب ذكر من اسمه العباس أبو الفضل العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف رضي الله عنه. من معدودي خطباء قريش وبلغائهم وذوي الفضل منهم. ولد قبل مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين ومات آخر أيام عثمان بن عفان رضي الله عنهما وهو القائل لأخيه أبي طالب: أبي قومنا أن ينصفونا فأنصفت ... قواطع في أيماننا تقطر الدما أبا طالب لا تقبل النصف منهم ... وإن أنصفوا حتى تعق وتظلما وله في يوم حنين وحسن بلائه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا هل أتى عرسي مكري ومقدمي ... بوادي حنين والأسنة شرع نصرنا رسول الله كالبدر تسعة ... وقد فر من قد فر عنه فأقشعوا حنوت إليه حين لا يجنؤ امرؤ ... على بكره والموت في القوم مقنع وله الأبيات التي مدح فيها النبي صلى الله عليه وسلم وأولها: من قبلها طبت في الظلال وفي ... مستودع حيث يخصف الورق العباس بن مرداس بن أبي عامر بن رفاعة بن عبد بن عنبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ابن عيلان بن مضر ويكنى أبا الهيثم ويقال أبو الفضل أحد فرسان الجاهلية وشعرائهم المذكورين ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم ومدحه فأعطاه مع المؤلفة قلوبهم وهو القائل: أشد على الكتيبة لا أبالي ... أحتفي كان فيها أم سواها وله: إذ كانت النجوى بغير أولى النهى ... صغت وأضاعت حق من هو جاهد

ويروى: لغير ذوي التقى. النجوى يعني النظر في الأمور. وصغت مالت وفسدت. وذوي النهى أراد ذوي العقل. فحارب فإن مولاك حارد نصره ... ففي السيف مولى نصره لا يحارد حارد: بعد وامتنع ولم يكن عنده نصر. ولا يحارد لا يخذلك. وله: ترى الرجل النحيف فتزدريه وفي أثوابه رجل مزير ويروى: أسد والمزير بالميم والزاي. قال أبو رياش: هو الحصيف الجلد. وقال غيره: له فضل. وفي رواية أبي تمام: أسد يزير. ويعجبك الطرير فتبتليه ... فيخلف ظنك الرجل الطرير فما عظم الرجال لهم بفخر ... ولكن فخرهم كرم وخير العباس بن ريطة الرعلي. وريطة أمه وهو العباس بن عامر بن حي ابن رعل بن مالك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم جاهلي. وقد روى لابنه أنس بن العباس الرعلي: وأهلكني أن لا يزال يكيدني ... أخو حنق في القوم حران ثاثر وذلك ما أدت إلينا رماحنا ... وكل امرئ يوماً به الجد عاثر وإني أقود الخيل يحمل شكتي ... إلى الحرب جرداء البسالة ضامر أكر إذا ما الخيل كانت كأنها ... قنافذ يتلوها قناً متواتر وله: سال بني أسد وجمعهم ... بالقاع ذي الأثلاث والعذر والحرب بادية نواجذها ... والخيل تعثر في القنا السمر يدعون رعلاً كلما استعرت ... بمزونها بنوافذ شزر عباس بن أنس بن عباس بن مرداس السلمي. هو القائل يرثي عبد الله بن خازم: نفسي الفداء لعبد الله إذ جشأت ... نفس الجبان وضاق الورد والصدر كان المحافظ والحامي حقيقتنا ... إذا الكماة ارجحنوا والقناكسر جالت الخيل تردى في أعنتها ... خرز العيون ولما ترشح العذر حامى وخاض حياض الموت معترماً ... بالسيف يخطر حتى عزه النغر وفر أصحابه عنه وأسلمه ... للشانئين صروف الدهر والقدر فصادف الموت محموداً أخاثقة ... كان غرته في القسطل القمر العباس بن يزيد الكندي وهو من فرسان بنات قين مع بني فزارة وكان

مجاورهم هاجى جرير بن الخطفي ولما قال جرير: إذ غضبت عليك بنو تميم ... حسبت الناس كلهم غضابا قال العباس: ألا رغمت أنوف بني تميم ... فساة التمر إن كانوا غضابا لئن غضب عليك بنو تميم ... لما نكأت بغضبتها ذبابا لو اطلع الغراب على تميم ... وما فيها من السوآت شابا ولجرير عنها جواب بليغ. العباس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان يتهم في دينه وهو الذي كان على مقدمة عمه مسلمة بن عبد الملك يوم العقر وهو القائل لمسلمة: ألا تقنى الحياء أبا سعيد ... وتقصر عن ملاحاتي وعذلي فلولا أن أصلك حين تنمى ... وفرعك كان من فرعي وأصلي وإني إن رميتك هضت عظمي ... ونالتني إذا نالتك نبلي لقد إنكار خوف ... يضم حشاك من شرب وأكل الصفحة 93 كقول المرء عمرو في القوافي ... لقيس حين خالف كل عدل عذيري من خليل من مراد ... أريد حياءه ويريد قتلي وقال لزوجته أم سعيد بنت عثمان بن عفان وطلقها فندم: أسعدة هل إليك لنا سبيل ... وهل حتى القيامة من تلاق بل ولعل ذلك أن يؤاتي ... بموت من حليلك أو فراق فأرجع شامتاً وتقر عيني ... ويشعب صدعنا بعد اشتياق وله من أبيات قالها لما عزم أخوه يزيد بن الوليد على قتل الوليد بن يزيد لا يلقين عليكم من سفاهتكم ... مع الشقاء يديه الأزلم الجذع لا ترتعن ذئاب السوء ملكهم ... إن الذئاب إذا ما أرتعت رتع العباس بن تيحان الخشرمي البولاني الطائي. راجز يتبع القوافي الغريبة في رجزه وهو القائل وغرس نخلاً في أرجوزة: لم تسبخ أي ليست بمالحة؛ الصغى الكريه والشروخ ضخمة. تطلب الماء متى ما ترسخ ... تلاق في أبطحهن الجلوخ منهنن زبد رطب مشدخ ... يقر عين الثعلب المشنخ

أبو الفضل العباس: إني أتيتك والتكذ ... ب غير مأمون فضوحه بقصيدة قد كان شر ... فني بنائلها سنيحه أيام كانت من أبي ... ك تهب بالنفحات ريحه فاعتاقه دهر أذيل ... على محاسنه قبيحه عتبة بن أبي عاصم الحمصي الأعور. هجا بني عبد الكريم الطائي من أهل الشام فعارضه أبو تمام الطائي وهجاه ومدحهم. وعتبة هو القائل للبطين الحمصي وقلت معد إذ عرفت لنا الربى ... وكهلان صنوا نبعة شكران الشكير الورق الصغار تنبت تحت الورق الأول. وأملت من هذا وذاك سفاهة ... تداني أمر ليس بالمتداني فبك عبيداً إذ تخونه الردى ... ولا تبكه من نكبةِ الحدثان ألم بنا صبحاً فصادف معشرا ... فامواله إذ حل سوق طعان ولأبي تمام حبيب بن أوس فيه: بحسب عتبة داء تقد تضمنه ... لو كان في أسدٍ لم يفرس الأسد تدعون على الأعداء مجتهداً ... إلا بأن يجدوا بعض الذي يجدوا باب ذكر من اسمه عتاب عتاب اللقوة العدواني. يقول لأمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد أيام تقلده خراسان: إن الحواض تلقاها مجففة ... غلب الرقاب على المنسوبة النجب تركت أمرك من جبن ومن خور ... وجئتنا جمعاً يا ألأم العرب لما رأيت جبال السغد معرضة ... وليست موسى ونوحاً علوة الذنب وجئت ذيخاً مغذاً ما تكلمنا ... وطرت من سعف البحرين كالجرب أراد هدبة بن أبي فديك الخارجي. أوعد وعيدك إني سوف تعرفني ... تحت الخوافق دون العارض اللجب أقود مستشرقاً عار نواهقه ... يغشى الكتيبة بين العدو والخبب عتاب بن قيس الطائي الكوفي. يقول لبني أسد: تعالوا أفاتيكم أأعيار فقعس ... إلى المجد أدنى أم عشيرة حاتم إلى ذي قضاءٍ من ربيعة فيصل ... وآخر من قيس بن عيلان عالم بني أسد إني أخاف عليكم ... بقاء قديم الجانب المتشائم عتاب بن نهار بن توسعة يقول:

ذكر من اسمه عتبان

قدمت صدر السيف ثم تبعته ... كالفجر مد عموده المنجابا في مظلم الأرجاء يؤنسني به ... سيف وقلب لم يكن وجابا عتاب بن ورقاء محدث. أنشد له الصولي في وصف قلم: لك القلم الذي لم يجر إلا ... أبان لك العدو من الولي إذا استرعفته ألقى سواداً ... على القرطاس أبهى مِ الحلي فيا طوبى لمن أدلى إليه ... بإحسانٍ وويل للمسي شباة سنانه في الخطب أمضى ... وأنفذ من شباة السمهري فذاك سلاح مثلك وهو يفري ... سلاح الفارس البطل الكمي عتاب بن عبد الله بن عنبسة بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس. كوفي كان في أيام المهدي وهو القائل لبعض آل الزبير بن العوام وأحسبه لعبد الله بن مصعب: إن كنت حران من عداوتنا ... ملآن غيظاً لأنفك الرغم فمت كما مات أولوك فقد ... هان على العاصيين أن زعموا عبد مناف أبو أبوتنا ... وعبد شمس وهاشم تؤم بحران جر العوام بينهما ... فالتهماه والموج ملتطم فأجابه الزبيري: أترك بني هاشم وذكرهم ... فإنهم جدعوك فاصطلموا نحن بغيناك فاغتربت إلى ... الشام مهاناً لأنفك الرغم باب ذكر من اسمه عتبان عتبان بن أصيلة ويقال وصيلة الشيباني وأصيلة أمه وهي من بني محلم وأبو شراحيل بن شريك بن عبد الله بن الحصين بن أبي عمرو بن عوف ابن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان. وهو من شراة الجزيرة. يقول من قصيدة: فبلغ أمير المؤمنين رسالة ... وذو النصح لو يرعى إليه قريب بأنك إلا ترض بكر بن وائل ... يكن لك يوم بالعراق عصيب فإن يك منكم كان مروان وابنه ... وعمرو ومنكم هاشم وحبيب فمنا سويد والبطين وقعنب ... ومنا أمير المؤمنين شبيب فوارسنا من يلقهم يلق حتفه ... ومن ينج منهم ينج وهو سليب أراد شبيب بن يزيد الأنصاري وسويد بن سليم بن خالد الشيباني والبطين

ذكر من اسمه عيينة

من بني عمرو بن محلم وقعنب منهم أيضاً. باب ذكر من اسمه عيينة عيينة بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري الكوفي شريف. شاعر وهو القائل وأتى صديقاً له فعضه كلب على بابه في رواية دعبل وعمر بن شبة: لو كنت أحمر خمراً حين جئتكم ... لم ينكر الكلب أني صاحب الدار لكن أتيت وريح المسك تقدمني ... والعنبر الورد مشبوباً على النار فأنكر الكلب ريحي حين خالطني ... وكان يعرف ريح الزفت والقار فأما عمه عيينة بن حصن فيقال اسمه حذيفة وله شعر وقد تقدم خبره. عيينة بن الحكم الخلجي. كان جميلاً أخرجه الحجاج عن البصرة إلى خراسان لقوله: خلت البصرة من أقذائها ... وخلونا بالرعابيب الخزر أبو عيينة بن محمد بن أبي عيينة بن المهلب بن أبي صفرة. قال المغيرة ابن محمد بن المهلب بن المغيرة بن حرب بن محمد بن المهلب بن أبي صفرة وأبو العباس المبرد: كل من كان من آل المهلب أبو عيينة فكنيته أبو المنهال واسمه أبو عيينة. هذا من أطبع الناس وأقربهم مأخذاً في الشعر وأقلهم تكلفاً. وهو القائل: زر وادي القصر نعم القصر والوادي ... في منزل حاضر إن شئت أو باد ترفى به السفن والغلمان واقفة ... والضب والنون والملاح والحادي وهجا ابن عمه خالد بن يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بأهاج مشهورة منها: وإذا تطاولت الرؤو ... س فغط رأسك ثم طأطه وله فيه: خالد لولا أبوه ... كان والكلب سواء لو كما ينقص يزدا ... د إذاً نال السماء إن من كان مسيئاً ... لحقيق أن يساء وله يفضل داؤد بن يزيد بن حاتم بن قبيصة على قبيصة بن روح بن حاتم المهلبيين: أقبيص لست وإن جهدت بمدرك ... سعي ابن عمك في الندى والجود داؤد محمود وأنت مذمم ... عجباً لذاك وأنتما من عود ولرب عودٍ قد يشق لمسجد ... نصف وباقيه لحش يهود والحش أنت له وذاك لمسجد ... شتان موضع مسلح وسجود وله في الغزل: ضيعت عهد فتى لعهدك حافظ ... في حفظه عجب وفي تضييعك

باب ذكر من اسمه عياض

إن تفتنيه وتذهبي بفؤاده ... فبحسن وجهك لا بحسن صنيعك وله: كانت لنا همم تسمو بنا صعداً ... إلى المعالي وجمع المال والصفد فقد رضينا على كيد الزمان لنا ... ألا يكون بنا فقر إلى أحد باب ذكر من اسمه عياض عياض بن حنين الضبي جاهلي يقول: ومنا الذي أدى ابن جفنة رمحه ... إلى الحي مجنوباً بخب ويعنق عياض بن ديهث أحد بني عمرو بن سعد بن زيد مناة. لما غارت بنو مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض على ماله في الجاهلية استنصر الحارث بن ظالم وقال: أصبح جارات بني يربوعجواثماً كالرخم الوقوعيعولن بين حرب وجوع عياض بن كلثوم القشيري. كانت بينهم وبين بني شيبان حرب فقتلت بنو قشير فيها عمران بن مرة بن دب بن مرة بن ذهل بن شيبان فقال عياض: وعمران بن مرة قد تركنا ... نجيع دم للحيته خضاباً سقيناه بأهوى كأس حتف ... تحساها مع العلق اللعابا عياض بن خويلد الهذلي يلقب البريق. حجازي مخضرم وله مع عمر ابن الخطاب رضي الله عنه حديث. وهو القائل: يا رب أدعوك دعاء جاهداً ... أقتل بني الصبعاء إلا واحدا أو فاضرب الرجل فدعه قاعداً ... أعمى إذا قيد يغني القائدا وله: جزتنا بنو دهمان حقن دمائهم ... جزاء سنمار بما كان يفعل فإن تصبروا فالحرب ما قد علمتم ... وإن ترحلوا فإنه شر مرحل فأنت بنو لحيان النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقالوا: يا رسول الله هجينا في الإسلام وزعم أن شر مرحل أن نأتيك. فأعطاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لسانه فتكلم فيه رجال من قريش فوهبه لهم. حبيش بن محارب بن خصفة. شهد القادسية وقال: زوجتها من جند سعد فأصبحت ... تطيف بها ولدان بكر بن وائل إذا شد بالأنساع فوق ضلوعها ... تلقح من طول الأذى وهي حائل

عياض الثمالي. شامي يقول لشر حبيل بن السمط لما بويع معاوية من قصيدة: فإن ابن حرب ناصب لك خدعة ... تكون علينا مثل راغية البكر فإن نال ما نرجو له كان ملكنا ... هنيئاً له والحرب قاصمة الظهر وإن علياً خير من طئ الحصى ... من الهاشميين المداريك للوتر لله في رقاب الناس عهد وذمة ... كعكهد أبي حفص وعهد أبي بكر فبايع ولا ترجع إلى العقب كافراً ... أعيذك بالله العزيز من الكفر عياض بن درة الطائي ودرة أمه وه أحد بني ثعلبة بن سلامان بن ثعل إسلامي. يقول: تعالوا نخبركم بما قدمت لنا ... أوائلنا في المجد عند الحقائق ونحن منعنا من معد نساءكم ... وأنتم حلول بين فيد وناعق وله: وأنت الذنابي يا نهيك بن قعنب ... ونحن إذا طار الجناح قوادمه إذا ما غمزنا من عنانك غمزة ... وهت عضداه واطمأنت شكائمه عياض بن أم سهمة الخزاعي إسلامي يقول: هاجتك أطلال ومنزلة قفر ... خلا منذ أخلى أهلها حجج عشر عياض بن معبد المدني مولى البهزيين. هو القائل يرثي عيسى بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله: ألا أيها الركب الذين مزارهم ... بعيد وممساهم من الأرض نازح ألموا على عيسى إذا ما قفلتم ... فقولوا أبا موسى لعلك رائح ألموا عليه واعقروا من مطيكم ... وجودوا عليه بالدموع السوافح وقولوا له لم يقر بعدك نازل ... فهلا فداك الباخلون الشحائح وقولوا له إن البلاد لفقده ... بكت جزعاً أعلامها والأباطح باب ذكر من اسمه عصام عصام بن مقشعر البصري. هو الذي قتل محمد بن طلحة بن عبيد الله يوم الجمل وكان هو ومحمد بن طلحة مع علي رضي الله عنه ونهى عن قتله وكان كلما حمل عليه رجل يقول نشدتك بحاميم. فينصرف عنه. فيقان إن عصاماً قتله ويقال قاتله كعب بن مدلج الأسدي ويقال الأشتر النخعي ويقال شداد بن معاوية العبسي والأول أثبت وقاتل محمد بن طلحة هو القائل:

ذكر من اسمه عاصم

وأشعث قوام بآيات ربه ... قليل الأذى فيما ترى العين مسلم دلفته بالرمح من تحت بزه ... فخر صريعاً لليدين وللفم شككت إليه بالسنان قميصه ... فأزريته عن ظهر طرف مسوم فذكرني حاميم لما طعنته ... فهلا تلا حاميم قبل التقدم على غير شيء غير أن كنت تابعاً ... علياً ومن لا يتبع الحق يظلم عصام بن عبيد الزماني اليمامي من بني زمان بن مالك بن صعب بن علي بن بكر بن بوائل وكان يناقض يحيى بن أبي حفصة مولى مروان بن الحكم. وعصام هو القائل: أبلغ أبا مسممع عني مغلغلة ... وفي العتاب حياة بين أقوام أدخلت قبلي قوماً لم يكن لهم ... في الحق أن يدخلوا الأبواب قدامي لو عد قبر وقبر كنت أكرمهم ... ميتاً وأبعدهم من منزل الذام وقال عصام ليحيى بن أبي بحفصة لما تزوج يحيى بنت طلبة بن قيس ابن عاصم المنقري: أرى حجراً تغير واقشعرا ... وبدل بعد حلو العيش مراً وبدل بعد ساكنه الموالي ... كفى حجراً بذاك اليوم شراً فأجابه يحيى بأبيات منها: ألا من مبلغ عني عصاما ... بأني سوف أنقض ما أمرا باب ذكر من اسمه عاصم عاصم بن جويرية وهي أمه. وهو عاصم بن قيس بن أبير بن ناشرة ابن زبينة بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم جاهلي كان أشرف رجال في زمانه وأبهه وقد قاد بني مازن غير مرة وهو القائل: قل لبني سعد إذا ما لقيتهم ... دعوا عنوة الوادي لخيل بني عمر وإلا مضيتم مغمد الموت مصلتا ... بأيدي رجال يستجنون بالصبر مصاليت لباسون للحرب بزها ... سراع إلى الداعي إذا ضن بالنصر هم من خبرتم والتجارب كاسمها ... ولاشيء أشفى للحليم من الخبر أبيون لا يستنبح الضيف كلبهم ... طروقاً ولا يعطون شيئاً على قسر فميلوا بني سعد عن الشح إنه ... سلاح أخي العجز المقيم على الوتر عاصم بن عمرو النجري من بني النجار جاهلي شاعر معروف ذكره عمر بن شبة.

عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري رضي الله عنه. بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني لحيان من هذيل يوم الرجيع فقتلوهم فجعل عاصم يقاتل ويقول: ما علتي وأنا جلد بازل ... والقوس فيها وتر عنابل تزل عن صفحتها المعابل ... فترأس القوم ولا تقاتل والموت حق والحياة باطل عاصم بن خليفة بن معقل بن صباح بن طريف بن زيد بن عمرو ابن عامر بن ربيعة بن كعب بن سعد بن ضبة مخضرم بصري يقول: ألا قالت رويحة أخت عمرو ... أشيب ما برأسك أم رداع ومثل حوادث جنبت عنها ... ملمات كنافرة الوقاع وأهل قد رزئتهم وأهل ... تولوا ثم لم تزبر ذراعي عاصم بن الوارث أحد فرسان الجاهلية لقي عامر بن الطفيل منحدراً من تهامة فقال له عاصم: ما اسمك فو الله لأقتلنك أو لتقتلني؟ فقال له عامر: هل لك في خير من ذلك؟ قال: وما هو. قال: فرسي هذه أعطيك إياها قال اربطها إلى السمرة. فأخذها عاصم وقال: أسلمها ابن كبشة إذ رآني ... بكفي الرمح وهو بها ضنين ولولا ذاك دق الصلب منه ... سنان تستجيب له المنون فراح ابن الطفيل بلا جواد ... له في أثرها أبداً حنين عاصم بن عمرو بن الخطاب. يقول لأخيه زيد بن عمر لما شج في حرب بني عدي بن كعب: مضى عجب من أمرنا كان بيننا ... وما نحنن فيه بعد من ذاك أعجب بجر جناة الشر من بعد ألفة ... رجعنا وفينا فرقة وتحزب فيا زيد صبراً حسبة وتعوضاً ... لأجر ففي الأجر المعرض مرغب ولا تأخذن عقلاً من القوم إنني ... أرى الجرح يبقى والمعاقل تذهب كأنك لم تنصب ولم تلق إربة ... إذا أنت أدركت الذي كنت تطلب وكان عاصم ينسب بزوجته أم عمار بنت سفيان الثقفية وله فيها أشعار منها: يا صاحبي ألا لا أم عمار ... بانت وأنت عليها عائب زاري

كأنها يوم حل الحي ذا سلم ... تفاحة بيدي نشوان عطار مثل العنان اليماني لا مبدنة ... ولا قليل عليها لحمها عاري عاصم العنبري دليل الفرزدق لما قدم اليمامة عند هربه من البصرة فضل به عاصم الطريق فقال الفرزدق: وما نحن إن حارت صدور ركابنا ... بأول من غرت دلالة عاصم وكيف يضل العنبري ببلدة ... بها قطعت عنه سيور التمائم فأجابه عاصم: وكيف يضل العنبري ببلدة ... بها ولدته أمه غير نائم وزوراء ناء ماؤها من فلاتها ... كفينا سراها القين والقين نائم سرينا به ليل التمام فصبحت ... به العنس مرواً من جمام الخصارم عاصم بن عبد الله بن بريد الهلالي. تقدم نسب أبيه ومن ولده العباس بن زفر بن عاصم بن عبد الله. ولي عصام خراسان لهشام بن عبد الملك فقدم عليه أسد بن عبد الله القسري فحبسه فقال عصام: تخاصمني بجيلة ثم تقضي ... لأنفسها لبئس الحكم ذاكا إذا ما كان خصمك يا ابن عمرو ... هو القاضي الذي يقضي علاكا وحسبك من بلاء أن تولي ... قضاءً في أمورك من دهاكا وله أيضاً: أضحت بجيلة من فوقي مسلطة ... خطب جليل لعمري شأنه عجب ياليتني مت لم تظفر بجيلة بي ... كذلك الدهر بالإنسان ينقلب عاصم بن محمد المديني المبرسم مولى العمريين وكنيته أبو صالح. وذكر دعبل أنه ابن أبي عاصم الأسلمي وكلاهما قد مدح الحسن بن زيد الحسيني وعمال المدينة للمنصور. وعاصم من ولد رافع مولى عمر بن الخطاب وفي رافع يقول عمر: ألا اخدم الأقوام حتى تخدما ... ركن شريك رافع واسلما ولعاصم المبرسم. وقد رويت لعاصم اللخمي. لله در أبيك أي زمان ... أصبحت فيه بوأي أهل زمان كل يوازنك المودة دائباً ... يعطي ويأخذ منك بالميزان فإذا رأى رجحان حبة خردل ... مالت مودته إلى الرجحان وله يهجو رجلاً: أظن بعض الظن كالأخذ باليد ... وذلك ظن نابني عن محمد

أظن له ربان رب لدينه ... وآخر للأيمان في كل مشهد وما من إلهيه الذي ليمينه ... ولا دينه إلا لخبث بمرصد عاصم بن عمر اللخمي المديني محدث رشيدي. وقوم يذكرون أن عاصم بن عمر اللخمي هو المبرسم وقد اختلط علينا نسبهما فذكرناهما جميعاً. وكان اللخمي يميل إلى سوداء كانت تكون بنواحي المدينة فقال فيها وقد عوتب على حبه لها: وقال أناس لو تبدلت غيرها ... لعلك تسلو إنما الحب كالحب فقلت لهم إذ هان ما بي عليهم ... دعوني فلا والله طبكم طبي هبوني أدرت الطرف أسلو بغيرها ... فمن لي فيها أن يطاوعني قلبي دعوني فإني لست عنها بصابر ... ولا تائب ما عشت منها إلى ربي وله في ابي البختري القاضي في رواية الصولي: فهلا فعلت هداك المليك ... كفعل أخيك أبي البختري بدا حين أثرى بأخوانه ... فأغنى المقل عن المكثر عاصم بن الوليد بن يحيى بن أبي حفصة. يقول لما سار يزيد بن مزيد إلى الوليد بن طريف الشاري: كأنك إذ سار الأغر بن مزيد ... على الجسر في ريح برأس وليد عاصم بن محمد الكاتب. محدث متأخر كان في ناحية ابن أبي البغل وله: سخطت على نفسي لسخطك واحتوت ... علي هموم ضاق عن حملها الصدر وقد ينقم المأمول أمراً يظنه ... ومن دونه للمرتجى عفوه عذر وأنت عمادي مذ ثلاثين حجة ... وقبلة أمالي إذا كلح الدهر وفيها يقول: وصن رفعتي عن مبتغى العيب إن من ... يقسمه هم أخل به الشعر أخذ هذا البيت من قول ابن الرومي: وإن سقطات من كتابي تتابعت ... فلا تلحني فيما جنيت على ذهني ظلمت فإن الحق يظلمك خلتي ... جنى زلتي والظلم شر من اللحن أبو المعتصم عاصم بن محمد الأنطاكي من شعراء الشام شاعر مكثر مطيل يقولك ما كان يوقد في العداة بخلب ... وكذاك زندك لم يكن يصلود ركعت سيوفك في العداة فآذنت ... هاماتها لركوعها بسجود وله: وليل من النقع ارتداه نجومه ... أسنة أطراف الرماح الذوابل

ذكر من اسمه عصم

وبيض بروق المرهفات بروقه ... إذا الخيل جالت تحت ليل القساطل أثار به الأحقاد وهي كوامن ... صهيل الخيول المضمرات الصواهل فغادر بالبيض الصوارم والقنا ... مقاتل تدمي من كمي مقاتل باب ذكر من اسمه عصمة عصمة بن حدرة بن قيس بن عبد الله بن عمرو بن همام بن رباح اليربوعي جاهلي يقول في يوم الصرائم وقتل من بني عبس سبعين رجلاً لأنهم كانوا قتلوا ابن عم له فنذر أن لا يطعم خمراً ولا يأكل لحماً ولا يقرب امرأة ولا يغتسل حتى يقتل به سبعين لاجلاً من عبس، فلما قتلهم قال: الله قد أمكنني من عبس ... ساغ شرابي وشفيتُ نفسي وكنت لا أقرب طهر عرسي ... وكنت لا أشرب فضل الكأس ولا أشد بالوخاف رأسي (الوخاف الخطمي يغسل به الرأس) عصمة بن حيي بن السيد بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة جاهلي قال حين قتل أرقم بن الجون: على أرقم بن الجون تبكي نساؤهم ... فلا رقأت تلك العيون الدوامع عصمة بن عبد الله الأسدي من شعراء خراسان، أوفده نصر بن سيار إلى يوسف بن عمر الثقفي ونصر على خراسان من قبله فأنفذه يوسف إلى هشام بالرصافة فأثنى على نصر ثم عتب على عصمة نصر فقال: أتنسى بالرصافة من بلائي ... بلاءً كان من خير البلاء وقولي للخليفة فيك حتى ... تركتك عنده دون السماء باب ذكر من اسمه عصم أبو حنش عصم بن النعمان بن مالك بن عتاب بن سعد بن زهير من جشم بن بكر. وقيل هو أحد بني ثعلبة بن بكر وهو فارس العصا وهو قاتل شرحبيل الملك بن الحارث بن عمرو المقصور بن حجر آكل المرار الكندي يوم الكلاب وكان بين شرحبيل وبين أخيه سلمة شيء فجعل سلمة في رأس أخيه مائة من الإبل فقتله أبو حنش وبعث برأسه فطرحه بين يدي أخيه فلما نظر إليه سلمة غضب وثار الدم في وجهه وقال: ألا أبلغ أبا حنش رسولاً فما لك لا تجيء إلى الثواب

ذكر من اسمه عوف

تعلم أن خير الناس طرا ... قتيل بين أحجار الكلاب فأجابه أبو حنش: أعاذر أن أجيئك ثم تحبو ... حباء أبيك يوم صنيبعات وكانت غدرة شنعاء سارت ... تقلدها أبوك إلى الممات يعني أن أباه الحارث كان له ابن مسترضع بين حيين من العرب تميم وبكر فمات وقالوا لدغته حية. فأخذ خمسين رجلاً من بني وائل فقتلهم. وأبو حنش هو القائل لما هرب مهلهل بن ربيعة فنزل في جنب حي من مذحج فخطبوا إليه أخته فزوجها منهم على جلود من أدم فقال أبو حنش: أنكحها فقدها الأراقم في ... جنب وكان الحباء من أدم لو بأنانين جاء يخطبها ... خضب ما أنف خاطب بدم ليسوا بأكفائنا الكرام ولا ... يغنون من خلة ولا عدم أبو شبل عصم بن وهب بن أبي إبراهيم واسم أبي إبراهيم عصمة التميمي ثم البرجمي بصري. كان في أيام المأمون وبقي بعده وعمر عمراً طويلاً حتى هتم وامتنع عليه الشعر. وهو القائل: عذيري من جوار الحي ... إذ يرغبن عن وصلي وأين الشيب قد ألب ... سني أبهة الكهل فأعرضن وقد ... كن إذا قيل أو شبل تساعين فرقعن الك ... وى بالأعين النجل وله في السودان وكان مستهتراً بهن: مشبهات الش باب والمسك تفدي ... كن نفسي من نائبات الخطوب كيف يهوى الفتى الأديب وصال ال ... بيض والبيض مشبهات المشيب وله في أيام العجوز: كسع الشتاء بسبعة غبر ... أيام شهلتنا من الشهر فإذا مضت أيام شهلتنا ... صن وصنبر مع الوبر وبآمر وأخيه مؤتمر ... ومعلل وبمطفئ الجمر ذهب الشتاء مولياً هرباً ... وأتتك موقدة من النجر باب ذكر من اسمه عوف عوف بن الاحوص بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة يقول: وسمتنبح يبغي بالمبيت ودونه ... من الليل باباً ظلمة وستورها رفعت له ناري فلما اهتدى بها ... زجرت كلابي أن يهر عقورها

فبات وقد أسرى من الليل عقبة ... بليلة صدق غاب عنها شرورها إقيلت العوراء وليت سمعها ... سواي ولم أسأل بها ما دبيرها العقور على السباع لا على الناس. وقوله: قد أسرى أي وإن كان أسرى عقبة مكروهة. وله في حرب الفجار وكان قيد بن زهير جاره فرآه عوف يدب في فساد أمر بني عامرك إني وقيساً كالمسمن كلبه ... فتخدشه أنيابه وأظافره وله: وأبي حسبي وفاضلتي ومجدي ... وإيثاري المكارم والمساعي وقوم هم أحلوني وحلوا ... من العليا بمرتقب يفاع وكنت إذا منيت بخصم سوء ... دلفت له بداهية وقاع عوف بن دهر بن تيم بن غالب القرشي الشاعر. وهو الذي رد على أبي زمعة بن المطلب قوله: سيكفيني الوليد أبا لبيد ... بكفي بكره عوف بن دهر فقال عوف: ألا يا أيها المهدي إلينا ... رسالته سيرجعها بصغر فلا وأبيك لا تكفي سهيلاً ... بجمع إن جمعت ولا بحشر المرقش الأكبر وقيل اسمه عمرو بن سعد وقيل عوف بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن سعد بن قيس بن ثعلبة وقيل غير ذلك. وقد تقدم خبره. عوف بن عطية بن الخرع التيمي يتم الرباب والخرع اسمه عمرو بن عبس بن وديعة بن عبد الله بن لؤي بن عمرو بن الحارث بن تيم بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر جاهلي شاعر مفلق يقول: جانيك من يجني عليك وقد ... تعدى الصحاح مبارك الجرب وله: نؤم البلاد لحب اللقاء ... ولا نتقي طائراً حيث طار سنيحاً ولا بارحاً إن جرى ... ونرجو هناك بهن اليسارا وله: ولست قومي بعيابة ... وشر العشيرة من عابها أعف وأبذل مالي لها ولا ... أتعلم ألقابها البرك وهو عوف بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة. سمي البرك بقوله يوم قضة وبرك على الثنية: إني أنا البرك أبرك حيث أدرك عوف الكاهن بن عامر بن حسان بن مالك بن حطائط بن جشم بن ثقيف

جاهلي كان كاهناً شاعراً. عوف بن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناة. وعوف بن عبد مناة هو عكل وعكل هو امرأة من حمير حضنته فسمي عكلا بها وهو ابن عبد مناة ابن أد بن طابخة بن الياس بن مضر. وعوف بن وائل قاتل الحارث بن تميم رماه بسهم فقتله وكان شاعراً. عوف بن الغامدي وهي أمه من غامد من الأزد. وهو من عدوان بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر جاهلي يقول: إن دوساً شر عاد وإرم ... رسح أدبار كأعجاز القزم بقع أحساب كأجناح الرخم ... عين فابكي حكماً غير حكم يعني الحكم بن جلا العدواني كانت دوس قتلته غدراً. عوف بن المنتفق العقيلي جاهلي. تذكر بنو عقيل أن عوفاً قتل لقيط ابن زرارة الدارمي يوم شعب جبلة وقال: (ظلت تلوم لما) لها عرسي ... لومي وأنت حليمة أمس من لام بكري وصاحبه فلقد شفيت بشبعة نفسي فقتلته بالشعب أول فارس ... في الشرق قبل ترجل الشمس عوف بن عبد الله بن الأحمر الأزري. شهد مع علي عليه السلام صفين وله قصيدة طويلة رثى فيها الحسين عليه السلام وحض الشيعة على الطلب بدمه وكانت هذه المرثية تخبأ أيام بني أمية إنما خرجت بعد (كذا قال ابن) الكلبي، منها: ونحن سمونا لابن هند بمحفل ... كرجل الدبا يزجي إليه الدواهيا فلما التقينا بني الضرب أينا ... بصفين كان الأضرع المتوانيا ليبك حسيناً كلما ذر شارق ... وعند غسوق الليل منكان باكيا لحا الله قوماً أشخصوهم وعردوا ... فلم ير يوم البأس منهم محاميا ولا موفياً بالعهد إذ حمس الوغا ... ولا زاجراً عنه المضلين ناهيا فيا ليتني إذ كان كنت شهدته ... فضاربت عنه الشانئين الأعاديا ودافعت عنه ما استطعت مجاهداً ... وأعملت سيفي فيهم وسنانيا عويف القوافي الفزاري وهو عوف بن معاوية بن عتيبة بن حصن بن حذيفة

ذكر من اسمه عياش

بن بدر بن عمرو بن جؤية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة بن ذبيان بن بغيث بن ريث بن غطفان. سمي عويف القوافي ببيت قاله. وهو شاعر شريف مدح الوليد وسليمان ابني عبد الملك وعمر بن عبد العزيز وهو القائل ويقال إنه أهجى ما قيل: اللؤم أكرم من وبر ووالده ... واللؤم أكرم من وبر وما ولدا قوم إذا جر جاني قومهم أمنوا ... من لؤم أحسابهم أن يقتلوا قودا وله: ولكل غرة معشر من قومه ... لكع يقصر سعيه فيعجب لولا سواه لجررت أو صاله ... عرج الضباع وصد عنه الذيب كل قرم في عصرنا ذي سماح ... أنت علمته الندى فحكاكا لك ذكر في الناس عذب شهي ... لو تسمعته وجدت مناكا باب ذكر من اسمه عابس عابس بن الحصين الجرمي فر يوم الكلاب وقال من أبيات: نجوت نجاءً ليس فيه وتيرة ... كأني عقاب عند تيماء كاسر خدارية صقعاء لبد ريشها ... من الدجن يوم ذو أهاضب ماطر ولما رأيت الخيل تنزو وراءنا ... علمت بأن اليوم أحمس فاجر يقول لي النهدي هل أنت مردفي ... وكيف رداف الفل أمك غابر باب ذكر من اسمه عياش عياش بن الزبر قان بن بدر التميمي السعدي أمه هنيدة بنت صعصعة عمة الفرزدق. وكان عياش مارداً شديداً حسن العارضة وجيهاً. وهاجى جرير بن الخطفي وله يقول جرير: أعياش قد ذاق القيون مريرتي ... وأوقدت ناري فادن دونك فاصطل فقال عياش: إني إذاً لمقرور. فغلب جرير عليه. عياش الضبي. قطعت يده ورجله وحبس فقال: ألم ترني بالدير دير ابن عامر ... ذلك وزلات الرجال كثير لقد طال ما وطنت نفسي لما ترى ... وقلبك يا ابن الطيلسان يطير كفى حزناً في الصدر أن عوائدي ... حجبن وأني في الحديد أسير كفى حزناً في الصدر أن عوائدي ... حجبن وأني في الحديد أسير إذا ما تشكينا أذاة الذي بنا ... أطاف بنا مثل الغراب مصير

باب ذكر من اسمه علي

قليل غرار النوم حتى تنوموا ... ويطلع من ضوء الصباح بشير فدخل عليه ابن الطيلسان فقال: أعياش لو وطنت نفسك فاصطبر ... فحظ من بعد الممات سعير رأيت قطيعي الكف تخطو على العصا ... وكفك من عظم اليمين جذير وأحمق قد وطنت نفسك خالياً ... لها وحماقات الرجال كثير فإن وطن الضبي نفساً أليمة ... على الذل ما نفيسي له بوقور عياش بن حنيفة الخثعمي من أهل اليمامة محدث رشيدي. كان هو والسمط بن مروان بن أبي حفصة يتحدثان إلى جارية باليمامة فمرض عياش فلم يعده السمط وكان للجارية ابن يقال له عمر فقال عياش ينسب عمر إلى السمط ويعاتبه في ترك عيادته: فلو غير ميم بعدها راء مسه ... أذى ساعة لم تخله من سؤالكا وحق له منك السؤال وأمه ... أبا عمر قد أصبحت في حبالكا وقال أناس فيه منه مشابه ... فقلت لهم كلا لحفظ أخائكا فقالوا: بلى إنا وجدناه فاعلمن ... على أمه في ظلمة الليل باركا فقال السمط: تعيشت يا عياش من فضل كسبها ... وعدت سميناً بعد طول هزالكا يعاتبين عياش أن لا أعوده ... فأهون به حياً علي وهالكا وأني لأستحيي من الناس كلهم ... ومن خالقي من أن أرى بفنائكا فقال عياش: أتزعم أني قد سمنت بكسبها ... وما كسبها يا سمط غير عطائكا فإن بذلت لي رغبة عنك مالها ... فمت كمداً أو ضن عنها بمالكا فقال السمط: ولما مضى للحمل تسعة أشهر ... وراب الذي في بطنها من حلابكا دعوت إليها القابلات يلينها ... فجاءت بمسطوح القفا في مثالكا فقال عياش: هذا شعر مروان. ولم يجبه. باب ذكر من اسمه علي أمير المؤمنين أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. يروى له شعر كثير، منه قوله في يوم خيبر لما خرج مرحب يقول: قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب

فقال علي: أنا الذي سمتني أمي حيدرة ... كليث غابات كربه المنظرة وله في رواية سعيد بن المسيب: أفاطم هاك السيف غير ذميم ... فلست برعديد ولا بلئيم لعمري لقد جاهدت في نصر أحمد ... ومرضاة رب بالعباد عليم أريد ثواب الله لا شيء غيره ... ورضوانه في جنة ونعيم وله: يا شاهد الله علي فاشهد ... آمنت بالخالق رب أحمد يا رب من ضل فإن مهتدي ... يا رب فاجعل في الجنان مقعدي وروى له يونس النحوي: تلكم قريش تمناني لتقتلين ... فلا وربك ما بروا ولا ظفروا فإن هلكت فرهن ذمتي لهم ... بذات وقبين لا يعفو لها أثر علي بن زيد الفوارس بن حصين بن ضرار الضبي جاهلي. يقول في قتل حسين بن أصرم السيدي: تركت السيد مهملة تناغي ... تناغي الضأن ليس لهن راع علي بن الغدير الغنوي جزري. له شعر كثير وهو القائل في فتنة ابن الزبير: فمن مبلغ قيس بن عيلان مالكا ... من اجتاز منهم أرض نجد وشامها فلا تهلكنكم فتنة كل أهلها ... كحيران في طخياء داج ظلامها وخلوا قريشاً والخصومة بينها ... إذا اختصمت حتى يقوم أمامها فإن قريشاً والإمارة إنها ... لها وعليها برها وأثامها وله: وإذا شئلت الخير فاعلم أنه ... نعم تخص بها من الرحمن شيم تعلق في الرجال وإنما ... شيم الرجال كهيئة الألوان البردخت الضبي واسمه علي بن خالد. أحد بني السيد بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة. هجا جريراً لما نزل على القيار الثوري بقول: ما زلت تلحس أرضاً أو تتبعها ... حتى نزلت على الثوري قيار مأثور أطحل إذ عدت مآثرها ... ولا كليب بن يربوع بأخيار أبلغ جريراً وقياراً وقل لهما ... ألستما تحت خلق الله في النار فبلغت جريراً وأخبر أن اسمه البردخت فقال ما البردخت. قيل الفارغ الذي لا عمل له. فقال: ما كنت لأجعل له عملاًُ ولا شغلاً ولم يجبه وللبردخت يفخر:

وكم في بني سعد بن ضبة من فتى ... عميم ندى الكفين جزل المواهب أولئك آبائي الذين تبرعوا ... بآلائهم واستكرموا في المناصب وله يهجو الكميت بن زيد: ألا أبلغ بني أسدٍ رسولاً ... فما أربى إلى شتم الكميت إن غنى الملوك فنال منهم ... وكان إذا جرى خلف السكيت فسأل الكميت عن اسمه فقيل هو الفارغ بالفارسية. فقال: نتركه بفراغه ولا نشغله. ولم يجبه. علي بن عميرة الجرمي يقول: علي عرصات باللوى بان أهلها ... سلام وأني بعد ريا سلامها وكيف يحيا رسم دارٍ محيلةٍ ... تحمل أهلوها وبادت خيامها دعوني وريا وأعلموا أن هامة ... تهيم بريا سوف يبقى هيامها علي بن وهب الزني. ذكره ابن أبي طاهر. علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم رضي الله عنه. لما قدم المدينة مسرف بن عقبة المري ففعل بالحرة ما فعل من أخذ الناس بالبيعة ليزيد بن معاوية فبايعوا إلا علي بن الحسين وعلي بن عبد الله بن العباس رضوان الله عليهم فأما علي بن الحسين رضي الله عنهما فأعفوه وأما علي بن عبد الله فمنعه الحصين بن نمر السكوني وكانت أم علي كندية. فلما قربه مسرف ليبايع علي أنه عبد ليزيد قال الحصين. لا يبايع ابن أختنا على هذا. فقال مسرف: أخلعت يداً من طاعة. فقال له الحصين: أما في علي بن عبد الله فنعم. فقال علي بن عبد الله: أبي العباس قرم بني قصي ... وأخوالي الكرام بنو وليعه هم ملكوا بني أسد وأوداً ... وقيساً والعمائر من ربيعة هم منعوا ذماري يوم جاءت كتائب مسرف وبنو اللكيعة أراد بي التي لا عز فيها ... فحالت دونه أيدٍ رفيعة وكندة معدن للملك قدماً ... يزين فعالهم عظم الدسيعة. علي بن جعدب الحارث إسلامي لما غارت بنو عقيل على بني الحارث بن كعب وأخذوا إبل جعدب فقال: أمخترمي ريب المنون ولم أسق ... مخاض ابنعيسى في فوارس أو ركب

ابن عيسى رجل من عقيل والركب جمع الإبل. ولما أقد خيلاً بخيل ولم أجل ... بأغباش ليل عرج نهبٍ إلى نهب عرج إبل كثيرة، وأغباش قطع. أظن عقيلاً بالوعيد تروضنني ... فما يثبت الكفل الضعيف على الصعب الكفل الكساء يوضع تحت الرحل على مؤخر البعير. ألم أك قد لا قيتكم يوم سحبل ... فلم ينجكم سهل ولا جبل صعب فأجابه حجيرة بن صبرة العقيلي: علي الهدايا يا علي بن جعدب ... بأصدق مما قلت إن كف لي شرب فإن كنت توفي بالنذور التي بها ... حلفت فأسهل من ذرى الجبل الصعب علي بن حسان البكري يقول: هل الله عافٍ عن ذنوب تسلفت ... أم الله إن لم يعف عنها يعيدها أم الدهر منسى الذي كان بالحمى ... ليالي يعتاد المحبين عيدها وهل آثمن بالله إن قلت ليتني ... لعصماء بالي حلة أو جديدها وكنا إذا دانت بعصماء نية ... رضينا عن الأيام لا نستزيدها من البيض لا تخزى إذا الريح ألصقت ... بها درعها أو زايل الحلي جيدها علي بن معدان الطائي إسلامي يقول: يقولون لا تذكر أخاك ولا ترد ... جزاءً له ما عشت غير الترحم سأبذل مالي كله في جزائه ... ليغني به أولاده بعد معدم علي بن أبي كثير مولى بني أسد وقيل بل مولى بني تيم اللات بن ثعلبة. شاعر مكثر صاحب شراب وفتوة مدح ابن المقفع وغيره؛ واستكتبه أبو بجير الأسدي عند تقلده الأهواز للمنصور وله معه أخبار. وهو القائل: سقاني هذيل من شراب كأنه ... دم الجوف يستاق الحليم إلى الجهل متى يرو منه ذو الثرات فإنه ... يهيج له ذكر القديم من الذحل ومازلت أسقى شربةً بعد شربةٍ ... لعمرك حتى رحت متهم العقل سقاني ثلاثاً بعد سبع وأربع ... فخثرن ما بين الذؤابة والنعل

فرحت أجوب الأرض أركل متنها ... إذا هي مالت بي ليعد لها ركلي ترى عيني الحيطان حولي كأنها ... بدور ولو كلمتني قلت ذو خبل فلا العين تهديني وبالرجل ما بها ... فلأياً بلأي ما دفعت إلى وحل علي بن أديم الكوفي البزاز كان في صدر الدولة العباسية وعشق جارية يقال لها منهلة وله معها حديث وهو القائل: جد الرحيل وحثني صحبي ... قالوا الصباح فطيروا لبي واستقت سوقاً كاد يقتلني ... والنفس مشرفة على نحبي لم يلق عند البين ذو كلفٍ ... يوماً كما لاقيت من كربي لا صبر لي عند الفراق على ... فقد الحبيب ولوعة الحب علي بن الخليل الكوفي مولى يزيد بن مزيد الشيباني ويكنى أبا الحسن أحد شعراء الكوفة وظرفائهم. وهو ومطيع بن إياس ويحيى بن زياد طبقة يتصاحبون على المجون والخلاعة والشراب. وطلب الرشيد علي بن الخليل مع الزنادقة فاشتهر اشتهاراً طويلاً ثم قصده بالرقة وهو شيخ كبير فأنشده قصيدة منها: إني رحلت إليك من فزع ... قد كان شردني ومن لبس إن رابني من حادث فزع ... كان التوكل عنده ترسي فآمنه ووهب له خمسة آلاف درهم. وله: يقولون طال الليل والليل لم يطل ... ولكن من يهوى من الهم يسهر فكم ليلةٍ طالت علي بهجركم ... وأخرى تلاقيها بوصل فتقصر وله: نزه صبوحك عن مقال العذل ... ما العيش إلا في الرحيق السلسل تهدي بقلب المستلين تخيلاً ... وتلين قلب الباذخ المتخيل علي بن رزين الخزاعي. هو أبو دعبل بن علي الشاعر. وعلي هو القائل في رواية ابنه دعبل: قد قلت لما رأيت الموت يطلبني ... يا ليتني درهم في كيس مياح فيا له درهماً طالت سلامته ... لاهالكاً ضيعةً يوماً ولا ضاح علي بن محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب. هرب بعد قتل أبيه وأهله إلى الهند وكتب في خان ببعض بلدانها: انتهيت إلى هذا الموضع بعد أن مشيت حتى انتعلت الدم وقد قلت:

عسى مشرب يصفو فيروى ظمؤه ... أطال صداها المنها المتكدر عسى جابر العظم الكبير بالطفه ... سينظر للعظم الكسير فيجبر عسى صور أمسى لها الجور موفياً ... سيتبعها عدل يجئ فيظهر عسى الله لا تيأس من الله إنه ... يسير عليه ما يعز ويكثر علي بن عبيد الله بن محمد بن عمر بن أبي طالب يقال له الطبيب. لما حبس الرشيد موسى بن جعفر واشتد في طلب الطالبيين قال علي بن عبيد الله: كلما قلنا أتتنا دولة ... أذهبتْ عسراً وجاءت بيسر عطف الخوف علينا والردى ... وصفاء الدهر رهن بكدر صار والله علينا مالنا ... إن هذا لبلاء مستمر نزع الشيطان فيما بيننا ... فأتانا من جهات الخير شر وله يرثي بعض أهله: لي يا أخي أبداً عليك أنين ... وإلى خيالك رنة وحنين ومدامعي مشغولة بك كلها ... وخيال وجهك للضمير يبين ليت المنى عندي ونازح كرمتي ... فاستأثرت بمناي فيك منون علي بن حموة الكسائي أبو الحسن كوفي. نزل بغداد وأدب محمد بن الرشيد وهو إمام أهل الكوفة في النحو والقراءة وأستاذ الفراء والأحمر والكسائي قليل الشعر وله أبيات يصف فيها النحو ويحث على تعلمه مشهورة أولها: إنما النحو قياس يتبع ... وبه في كل أمرٍ ينتفع فإذا ما أبصر النحو الفتى ... مر في المنطق مراً فاتسع وإذا لم يعرف النحو الفتى ... هاب أن ينطق حسناً فانقعمع يقرأ القرآن ما يعلم ما ... صرف الأعراب فيه وصنع فتراه يخفص الرفع وما ... كان من نصب ومن خفض رفع مات هو محمد بن الحسن الفقيه مع الرشيد بناحية الري في خرجته الأولى إلى خراسان. وكتب الكسائي إلى الرشيد وهو يؤدب محمداً بأبيات أولها: ما تقول أمير المؤمنين لمن ... أمسى إليك بحرمة يدلي واستماحه فيها فأمر له بعشرة آلاف درهم وجارية حسناء وخادم وبرذون بسرجه ولجامه. علي بن المبارك الأحمر النحوي غلام الكسائي قليل الشعر ضعيفه. قال إسحاق

الموصلي أنشدني الأحمر لنفسه: ربما سرني صدودك عني ... وطلابيك وامتناعك مني زال ألا أكون مفتاح غيري ... فإذا ما خلوت كنت التمني حسب نفسي أن تعلمي أن قلبي ... لكم وامق ولو بالتظني علي بن حسن بن علي بن عمر بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب. هو القائل لعلي بن عبد الله الجعفري وكان عمر بن فرج الرخجي حمله من المدينة: صبراً أبا حسنٍ فالصبر عادتكم ... إن الكرام على ما نابهم صبر أنتم كرام وأرضى الناس كلهم ... عن الإله بما يجري به القدر وأعلم بأنك محفوظ إلى أجل ... فلن يضرك ما سدى به عمر وله: إن الكرام بني النبي محمد ... خير البرية رائح أو غاد قوم هدى الله العباد بجدهم ... والمؤثرون الضيف بالأزواد كانوا إذا نهل القنا بأكفهم ... سكبوا السيوف أعالي الأعماد ولهم بجنب الطف أكرم موقف ... صبروا على الريب الفظيع العادي حول الحسين مصرعين كأنما ... كانت مناياهم على ميعاد علي بن طاهر بن زيد بن عبد الرحمن بن القاسم بن حسن بن زيد ابن حسن بن علي بن أبي طالب يقول: هل كان يرتحل البراق أبوكم ... أو كان جبريل عليه ينزل أم من يقول الله إذ يختاره ... للوحي نم يا أيها المزمل يبدا المؤذن في الأذان بذكره ... من بعد ذكر الله ثم يهلل علي بن عاصم العنبري من أهل أصبهان. له مع أبي دلف العجلي خبر وهو القائل يمدح عبد الله بن هلال المعروفي: ونشرت من حبر القصائد يمنة ... لاحت أهلتنها على ابن هلال ملك يرى الأملاك خولاً عنده ... من شدة الإعظام والإجلال بحر تدفق حوله لعفاته ... لجج من الأنعام والأفضال وإذا الكماة تخالسوا أرواحهم ... بغرار كل مهند قصال وحسبت غمغمة الفوارس في الوغى ... زأر الأسود تراع بالأغيال صنعت بأرواح الكماة سيوفه ... ما كان يصنع جوده بالمال

علي بن الجهم بن بدر بن مسعود بن أسيد بن أذينة بن كرار بن بكعب ببن مالك بن عتبة بن جابر بن الحارث بن عبد البيت بن الحارث بن سامة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة يكنى أبا الحسن وأصله من خراسان. وخبر ولد سامة بن لؤي مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في بيعه إياهم من مصقلة بن هبيرة وضمانة المال وهربه إلى معاوية بعد اعتاقهم مشهور معروف. ولعلي بن محمد بن العلوي الكوفي في علي بن الجهم أبيات: أسامة منا فأما بنوه ... فأمرهم عندنا مظلم وقد أكثر الشعراء في هجاء علي بن الجهم لانحرافه عن أهل البيت عليهم السلام وهو شاعر مطبوع عذب الألفاظ سهل الكلام مقتدر على الشعر. كان إبراهيم الحربي يصفه ويقرظه ويقال إن إبراهيم هو ابن داية علي ابن الجهم. ومدح علي المعتصم والواثق وجالس المتوكل، ومات سنة تسع وأربعين ومائتين بناحية حلب. خرج متوجهاً للغزو فقتله أعراب من كلب وهو القائل: هي النفس ما حملتها تتحمل ... وللدهر أيام تجور وتعدل وعاقبة الصبر الجميل جميلة ... وأفضل أخلاق الرجال التفضل ولا عار إن زالت عن المرء نعمة ... ولكن عاراً أن يزول التجمل وله: غير الليالي باديات عود ... والمال عارية يفاد وينفد ولكل حال معقب ولربما ... أجلى لك المكروه عما تحمد لا يؤيسنك من تفرج كربة ... خطب رماك به الزمان الأنكد كم من عليل قد تخطاه الردى ... فنجا طبيبه والعود وله: دعيني أمت والشمل لم يتشعب ... ولا تبعدي أفديك بالأم والأب سقى الله ليلاً ضمناً بعد هجعة ... وأدنى فؤاداً من فؤاد معذب فبتنا جميعاً لو تراق زجاجة ... من الراح فيما بيننا لم تسرب أبو الحسن علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم ونسبه يتصل في الفرس إلى أبر سام البزرج فرمذار وكان وزير أزدشير وصاحب أمره. وأسلم يحيى بن أبي منصور على يد المأمون وخص به وهم من فارس. وأبو الحسن أديب شاعر فاضل مفنن في علوم العرب والعجم وكان جواداً ممدحاً ونادم المتوكل وعلت

منزلته عنده ثم لم يزل مع الخلفاء يكرمونه واحداً بعد واحد إلى أيام المعتمد ومات سنة خمس وسبعين ومائتين وله أربع وسبعون سنة ورثاه عبد الله بن المعتز وعبيد الله بن عبد الله بن طاهر وجماعة من الشعراء. وهو أهله وولده وأولادهم في البيت الحظير من الدين والأدب والشعر والفضل ولا أعلم بيتاً اتصل فيه إلى هذه الأنواع الشريفة ما اتصل لهم وفيهم. وأبو الحسن هو القائل في نفسه: علي بن يحيى جامع لمحاسن ... من العلم مشغوف بكسب المحامد فلو قيل هاتوا فيكم اليوم مثله ... لعز عليهم أن يجيئوا بواحد وله: سيعلم دهري إذ تنكر أنني ... صبور على نكرائه غير جازع وإني أسوس النفس في حال عسرها ... سياسة راض بالمعيشة قانع كما كنت في حال اليسار أسوسها ... سياسة عف في الغنى متواضع وأمنعها الورد الذي لا يليق بي ... وإن كنت ظمآناً بعيد الشرائع وله في الطيف وله فيه لحن من خفيف الثقيل: بأبي والله من طرقا ... كابتسام البرق إذ خفقا زادني شوقاً برؤيته ... وحشا قلبي بها حرقاً من لقب هائم كلف ... كلما سكنته قلقا زادني طيف الحبيب فما ... زاد أن أغرى بي الأرقا علي بن صالح. ذكره ثعلب ولم ينسبه وقال أتاه رجل فشكا إليه حاله فقال علي: أعذر فإن الأمور ضيقة ... والضيق يحمي الفتى عن الأدب أرد وجه الفتى بجدته ... لم تبتذله ضراعة الطلب إني إذا اختارني لحاجته ... مثلك أوصلته إلى الأرب من أمكنته صنيعة فأبى ... فلا تهنا بوافر الشرب علي بن عبد الغفار الكاتب الجرجرائي الضرير يكنى أبا الحسن. له قصيدة طويلة يعزي بها إبراهيم بن العباس الصولي عن ابنيه أولها: أمل المرء خلده تضليل ... كيف والموت للحياة سبيل كل حي وإن تراخى له العم ... ر به للمنون يوماً كفيل ومنها يقول: كم رأينا من ثاكل قد تسلى ... بعد أن ود أنه المثكول

قد أبى الموت أن يعمر حياً ... وبقاء الذي يعيش قليل كم عسى الحي أن يعمر والمو ... ت له طالب عليه وكيل علي بن خالد العقيلي الكاتب الأعور. استهداه علي بن الجهم نبيذاً فبعث إليه نبيذ عسل وزبيب وكتب إليه: سللت بحكم النار روح زبيبة ... تخيرتها ممحوضة (حلوة) العجم فلما بدت زوجتها ريق نخلة ... أرق وأقوى في الصفاء من الوهم وأنكحتها بالماء في الدن حقبة ... فكان سروراً طيب الريح والطعم وزفتهما مني إليك زجاجة ... فقد أنزلاها منهما منزل الأم فأنتجهما سيفاً من السكر قاطعاً ... فجرده ثم اضرب به عنث الوهم علي بن أحمد العقالي. أحد شعراء العسكر مدح ابن أبي دواد بعدة مدائح منها قوله: لولاك يا بن أبي دواد لا محى ... عز العشائر أجمعين وزالا وتحلت الأنباط في عرصاتهم ... ولأصبحوا الواطئين نعالا لا زلت مرموق المكارم عالياً ... تبني العلى وتحقق الآمالا ولما قال أبو تمام: تزحزحي عن طريق الحق يا مضر. قال علي بن أحمد يرد عليه: الحمد لله حمداً لا يحيط به ... حمد العباد ويعيا دونه الفكر وله يمدح رجلاً: كم عائذي بأبي معاذ لم يجد ... وزراً سواه ولا سبيل مال ذم الزمان إليه مرتجياً له ... فنجا من الإدبار والإقبال إني الشجاعة والسماحة والتقى ... والينه من دون كل موال علي بن يقطين مولى بني أسد يقول: يا ليت شعري ما يكون جوابي ... أما الرسول فقد مضى بكتابي جاء الرسول ووجهه متهلل ... يقرا السلام علي من أحبابي علي بن الوليد أو الوليد. هو القائل يهجو أبا تمام الطائي: دع الهجاء فإن الله حرمه ... واقصد إلى الحق إن الحق متبع واذكر حبيب بن أوسونا ودعوته ... فإن طياً إذا سبوا به جزعوا أطمعت نفسك في طي لتحويها ... يا بن الخبيثة فاستولى بك الطمع وهي طويلة وكان علي معزى بهجاء أحمد بن يوسف الكاتب. وفيه يقول:

عصت ربها عجل فصكت بيوسف ... فأنهلها عاراً فزيدت بأحمد فتى لا يبيت الدهر إلا وكفه ... على است خصي أو على أير أمرد وله: خود تغار حقاقها وسخابها ... مهما على الأحشاء يقتفلان هذا يغار على محل إزارها ... ويغار ذاك بمشبه الرمان علي بن رزين بن علي بن هارون. وهو ابن أخي دعبل بن علي. وكان علي شاعراً. علي بن العباس بن جورجس الرومي مولى عبيد الله بن عيسى بن جعفر بن المنصور يكنى أبا الحسن وأمه حسنة بنت عبد الله السجري أشعر أهل زمانه بعد البحتري وأكثرهم شعراً وأحسنهم أوصافاً وأبلغهم هجاءً وأوسعهم افتناناً في سائر أجناس الشعر وضروبه وقوافيه يركب من ذلك ما هو صعب متناوله على غيره ويلزم نفسه ما لا يلزمه ويخلط كلامه بألفاظ منطقية يجمل لها المعاني ثم يفصلها بأحسن وصف وأعذب لفظ. وهو في الهجاء مقدم لا يلحقه فيه أحد من أهل عصره غزارة قول وخبث منطق ولا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس ومرؤوس إلا وعاد عليه فهجاه ممن أحسن إليه أم قصر في ثوابه فلذالك قلت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وكانت به علة سوداوية ربما تحركت عليه فغيرت منه. ولد في رجب سنة إحدى وعشرين ومائتين في الجانب الغربي بالعتيقة من الجانب الغربي من مدينة السلام وتوفي في الجانب الشرقي في شارع سوق العطش في جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين ومائتين ودفن في مقابر باب البستان. وكان ملازماً للحسن والقاسم ابني عبد الله بن سليمان في وزارة أبيهما فيقال إن ابن فراس الكاتب احتال عليه بشيء أطعمه إياه بأمر القاسم بن عبيد الله وكان سبب موته لهجائه ابن فراس. وهو القائل: نظرت فأقصدت الفؤاد بسهمها ... ثم انثنت عنه فكاد يهيم الموت إن نظرت وإن هي أعرضت ... وقع السهام ونزعهم أليم وله في وصف السيف وهو نهاية في معناه: يشيعه قلب وراء وصارم ... صقيل بعيد عهده بالصياقل تشيم بروق الموت في صفحاته ... وفي حده مصداق تلك المخايل وقد أكثر الشعراء في ذكر الأوطان ومجتها والشوق إليها فجاء ابن الرومي مع قرب عهده فذكر الوطن وبين بعن العلة التي لها يحب وزاد عليهم

أجمعين وجمع ما فرقوه في أبيات من قصيدة يخاطب بها سليمان بن عبد الله بن طاهر وقد أريد على بيع منزله فقال: ولي وطن آليت ألا أبيعه ... وألا أرى غيري له الدهر مالكاً عهدت به شرخ الشباب ونعمه ... كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا وقد ألفته النفس حتى كأنه ... لها جسد إن غاب غودرت هالكاً وحبب أوطان الرجال إليهم ... مآربُ قضاها الشباب هنالكا إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم ... عهود الصبا فيها فحنوا لذالكا وله في معناه: بلد صحبت به الشبيبة والصبا ... ولبست ثوب العيش وهو جديد فإذا تمثل في الضمير رأيته ... وعليه أغصان الشباب تميد وله وسمعه البحتري فاستجاده: يقتر عيسى على نفسه ... وليس بباق ولا خالد ولو كان يسطيع من بخله ... تنفس من منخر واحد وله من قصيدته الطويلة: لما تؤذن الدنيا به من صروفه ... يكون بكاء الطفل ساعة يولد وإلا فما يبكيه منها وإنها ... لأفسح مما كان فيه وأرغد وله في إبراهيم بن المدبر ورد عليه قصيدة مدحه بها: رددت علي مدحي بعد مطل ... وقد دنست ملبسه الجديدا وقلت أمدح به من شئت غيري ... ومن ذا يقبل المدح الرديدا ولا سيما وقد أعبقت فيه ... مخازيك اللواتي لن تبيدا وهل للحي في أثواب ميت ... لبوس بعدما امتلأت صديدا ابن الطريف السلمي اليمامي اسمه علي بن سليمان أحد شعراء العسكر. قال يرثي علي بن يحيى المنجم: قد زرت قبرك يا علي مسلماً ... ولك الزيارة من أقل الواجب ولو استطعت حملت عنك ترابه ... قد طال ما عني حملت نوائبي ودمي فلو أني علمت بأنه ... يروي ثراك سقاه صوب الصائب لسفكته أسفاً عليك وحسرة ... وجعلت ذاك مكان دمع ساكب فلئن ذهبت بملء قبرك سودداً ... لجميل ما أبقيت ليس بذاهب

وله: يا باذل المعروف قبل سؤاله ... ومن الثناء له خصوصاً مكسب إن التفضل عادة لك عندنا ... وبها إليك جميعنا نتقرب جد لي بوعدك والذي عودتني ... كملاً فما لي عن نوالك مذهب علي بن محمد الورزنيني البصري صاحب الزنج. تروى له أشعار كثيرة في البسالة والفتك. سمعت ابن دريد يذكر أنها أو أكثرها له لأنه كان يقولها وينحلها لغيره وقرئت عليه بحضرتي فاعترف بهاز ومما يروى لعلي لما هرب من الدار التي كان فيها في اليوم الذي قتل فيه: عليك سلام الله يا خير منزل ... خرجنا وخلفناه غير ذميم فإن تكن الأيام أحدثن فرقة ... فمن ذا الذي من ريبهن سليم وله: لهف نفسي على قصور ببغدا ... دوماً قد حوته كل عاص وخمور هناك تشرب جهراً ... ورجال على المعاصي حراص لست يا بن الفواطم الغر إن لم ... أجل الخيل حول تلك العراص علي بن إبراهيم الخزاعي يكنى أبا الحسن. نشأ في بادية خزاعة بالحجاز وقدم العراق فصحب اسمعيل بن بلبل فقدمه على سائر شعراء زمانه ومدح عبيد الله بن سليمان وابنه القاسم ومحمد بن داؤد بن الجراح مديحاً كثيراً. وتوفي في سنة ثلاث وثمانين وقيل سنة خمس وثمانين ومائتين. وهو القائل: لج الفؤاد فليس ينفعه ... عذل ولا النكبات تردعه أوهى معاقد صبره كلف ... لم يوهه يوماً تمنعه بممنع تمتْ محاسنه ... يخفى بها بدراً ويطلعه علي بن حبل العبشمي من شعراء العسكر. هو القائل يرثي لسليمان ابن وهب: كأن الأرض لما قيل أودى ... سليمان بن وهب بي تميد أبا أيوب كنت لنا غياثاً ... وركناً إن عدا دهم شديد فلو قبلت منيته بديلاً ... لأعطينا المنية من تريد لئن عطلت ديوان المعالي ... وأضحت لا يعدلها عديد لقد بقي محاسن خالدات ... تبيد الراسيات ولا تبيد علي بن عاصم الأصبهاني أبو الحسن خال علي بن مهدي الكسروي جبلي متكلف يقول: ضربت إلفي بيدي ... خان يميني جلدي فاقتص لما اغرورقت ... مقلته من كبدي

فلا استقلت بعدها ... سوطي من الأرض يدي علي بن مهدي الأصبهاني الكسروي. أديب راوية من وراة الأخبار وله مع عبد الله بن المعتز ويحيى بن علم المنجم مكاتبات بالأشعار ومجاوبات. وهو القائل يمدح علي بن يحيى: حباك الدهر بالنعما ... ء في تقليب صرفيه ومتعت من العيش ... بخفضيه ولينية أيا من مرتع الأحرا ... ر في معروف كفيه ومن حل من السؤد ... د في أعلى سناميه وحاز المجد مذ كان ... بعميه وخاليه يبيح الحمد ما يحوي ... هـ في تصريف حاليه جواد رونق المعرو ... ف يختال بخديه وفعل الدين والدنيا ... جميعاً حشو برديه كريم مسرح الأحرار في ساحات ربعيه وكتب إليه ابن المعتز يمازحه: أبا حسن ما أنت مهدي فارس ... فرفقاً بنا لست ابن مهدي هاشم وأنت أخ في يوم لهو ولذة ... ولست أخاً عند الأمور العظائم فأجابه علي: أيا سيدي إن ابن مهدي فارس ... فداء ومن يهوى لمهدي هاشم بلوت أخاً في كل أمر تحبه ... ولم تبله عند الأمور العظائم وإنك لو نبهته لملمة ... لأنساك صولات الأسود الضراغم علي بن أحمد بن ربيعة العبادي ثم العقيلي. قدم سر من رأى وكان فصيحاً. وذكر عبد الله أنه لم ير أفصح منه وكان ضريراً. وهو القائل: ألا ليت شعري عن كرام عشيرتي ... إذا تقرب الناعون في كل جانب أتفرح أم تيأس أم لا يروعهم ... تخرم فتيان كرام الضرائب وله: كبرت ورق العظم مني وعقني ... بني وزالت عن فراشي القصائد وأصبحت أعشى أخبط الأرض بالعصا ... يقودني بين البيوت الولائد علي بن عبد المؤمن الألوسي يقول: أطلت لأطلال الرسوم الدوارس ... سؤالاً وهل يرجى جواب الأخارس على أنها قد أعربت بدثورها ... تشكي النوى والمعصفات الروامس وله: أمنن بتفريق ما أنحى علي به ... ريب الزمان شبا الأحزان والكمد فلو تحمل خلق عن أخي ثقة ... بفضل ود لكان السقم في جسدي الله أسأله أجزاك حظك من ... قسم السلامة والإسعاد والرشد

علي بن جور الفارسي الكاتب. من أهل فارس كاتب مترسل وكان ذا علم بالنجوم يدخلها في أشعاره. وهو القائل: أنجم طلعت خمساً فلم تغب ... لم تجر في فلك منها ولا قطب قد أحدث الدهر في تركيبها بدعاً ... ما الدهر في فعلها إلا أبو العجب قسمين نصفين في برجين قد نسبا ... مستطرفين لأهل الفهم والأدب فبرج هذا على تقدير منقلب ... وبرج هذا عليه غير منقلب يغيب هذا فيبدو ذا بصورته ... ويستتم فلا يكتن في الحجب وله: نفسي فداؤك يا ربيعة إن دجا ... خطب وساعده الزمان الوارد أدعوك بالأدب المقرب بيننا ... وأخو الأدب هو الأريب الماجد هذا أخوك قد اصطفاك لحاجة ... ينبيك قصته وأنت الرائد علي بن منصور بن خليل الطبري يقول: من للمحب الغريب النازح الوطن ... أمسى قتيل الجوى والهم والحزن يعد حياً إذا ما عد تسمية ... وفي الحقيقة ميت غير مدفن إن الذي لا أسميه وأكنفه ... خوف الوشاة فدته النفس من سكن لو شاء فرج عني ما بليت به ... فعاد روحي كما قد كان في بدني وله: عرضت عنك تجلداً ولطال ما ... قد كان يعسر في هواك تجلدي لله أنت أما رعيت مودتي ... في غيبتي كلا ولا في مشهدي علي بن محمد الثعلبي المعروف بملاوي لقيه أبو عبد الله الحكيمي وأنشدنا عنه شعره في الياسمين: خيري ورد أتى على طبق ... يا حسن إشراقه على طبقه قد نفض العاشقون ما صنعال ... شوق بألوانهم على ورقه فصفرة اللون ما تفارقه ... وريح عرف الحبيب من عرقه علي بن محمد الهاشمي يعرف بتبغدد يقول: إذا أودعت سرك غير كاف ... أتاك به فلان عن فلان وحفظ السر إن ميزت يوماً ... أشد من التقدم والسنان فما سر الثلاثة بالموقى ... عن النشر القبيح ولا المصان وله: أحمد الله ما امتحنت صديقاً ... لي إلا ندمت عند امتحان

ليت شعري خصصت بالغدر من كل ... صديق أم ذاك علم الزمان المكتفي بالله أبو محمد علي بن أحمد المعتضد بالله. وهو القائل لما شخص إلى الرقة لحرب صاحب الخال: يا من رحلت بجيش الله اطلبه ... أنت القتيل على قرب وإدناء وإن بعدت فأنت العير في رسن ... تهدي إلي كما أهدي لآبائي تذوق ما ذاقه العاصون مذ زمن ... وهذه عادتي في كل أعدائي وله: كيف لي بالوداد ممن هويت ... ليس يشقى وقد لعمري شقيت لست أرضى لعزه مع ملكي ... واقتداري بلى برغمي رضيت علي بن عبد الله الخارج بالشام مع أخيه أحمد بن عبد الله المعروف بصاحب الخال وكانا ينتميان إلى الطالبيين ويشك في نسبهما وكانت الرياسة في أول خروجهما لعلي فقتل بالشام فقام أخوه أحمد مقامه إلى أن أخذ وقتل بمدينة السلام على الدكة في سنة إحدى وتسعين ومائتين وتروى لهما أشعار وأنا أشك في صحتها فمما يروى لعلي بن عبد الله: أنا ابن الفواطم من هاشم ... وخير سلالة ذا العالم وطئت الشآم برغم الأنام ... كوطء الحمام بني آدم ويروى له: تقارنت النجوم وحان أمر ... قران قد دنا منه النذير فمريخ الذبائح مستهل ... قوي ما لو قدته فتور وعيوق الحروب له احمرار ... وسعد الذابحين له بدور فبشر رحبتي طوق بيوم ... من الأيام ليس له نظير ورافقه الضلالة ليس يغني ... إذا ماجئتها باب وسور وبغداد فليس بها اعتياص ... على أمري وليس لها نكير اصبحها فأتركها هشيماً ... وأحوى ما حوته بها القصور علي بن عبد الكريم الدائني. يتشيع ويكثر مدح أهل البيت عليهم السلام. علي بن محمد بن ناصر بن منصور بن بسام العبرتاني الكاتب أبو الحسن وأمه ابنة حمدون بن اسمعيل النديم. وله مع خاله أبي عبد الله أحمد ابن حمدون أخبار وأكثر شعره مقطعات واستفرغ شعره في هجاء أبيه محمد بن نصر وهجاء الخلفاء والوزراء وجلة الناس. وله قصائد رثى فيها أهل البيت وأبان عن مذهبه في

التشيع. ومات بعد سنة الثلاثمائة بسنتين. وهو القائل يمدح النحو ويحض على تعلمه: رأيت لسان المرء وافد عقله ... وعنوانه فانظر بماذا تعنون ولا تعد إصلاح اللسان فإنه ... يخبر عما عنده ويبين ويعجبني زي الفتى وجماله ... فيسقط من عيني ساعة يلحن علي أن للأعراب حداً وربما ... سمعت من الأعراب ما ليس يحسن ولا خير في اللفظ الكريه استماعه ... ولا في قبيح اللحن والقصد أبين وله: واصل خليلك إنما ال ... دنيا مواصلة الخليل ودع العدو فإنه ... سيمل من قال وقيل وأنعم ولا تتعجل الم؟ ... كروه من قبل النزول بادر بما تدري فما ... تدري متى وقت الرحيل وارفض مقالة لاثم إن الملام من الفضول وله في عبيد الله بن سليمان لما مات ابنه الحسن يهجو القاسم ويمدح الحسن: قل لأبي القاسم المرجى ... قابلك الدهر بالعجائب مات لك ابن وكن زيناً ... وعاش ذو النقص والمعائب حياة هذا كموت هذا ... فلست تخلو من المصائب أبو الحسن بن الماشط واسمه علي بن الحسن. أحد مشائخ الكتاب المتصرفين في أعمال السلطان العالمين بأمور الكتابة والخراج. رأيته شيخاً كبيراً بعد العشر وثلاثمائة وجاوز التسعين. وقال: إذا عمر الإنسان تسعين حجة ... فأبلغ بها عمراً وأجدر بها شكراً لأن رسول الله قد قال معلناً ... ألا أن ربي واعد مثله غفراً وله وعزل عن عمل كان عليه وحبس: قالوا حبست فقلت الحجبس لا عجب ... حبس الكرامة لا حبس الجنايات حبس العمالة بعد العزل عادتنا ... ريث التتبع أو رفع الجماعات وله: إذا ضاق صدري بالحديث أفضته ... إلى الأخ والأخوان كي أجد الرشدا فإن كتموه كان حزماً مؤيداً ... وإن أظهروه لم أخن لهم عهداً وقلت اشتركنا في الخطايا بذكره ... فألزمتها نفسي لأن لها المبدا أبو الحسن علي بن العباس النوبختي أحد مشايخ الكتاب وأهل الأدب والمروءة. وروى من أخبار البحتري وابن الرومي بالمشاهدة قطعة حسنة. وتوفي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة بعد سن عالية. وهو القائل لابن عمه أبي سهل اسمعيل

ذكر من اسمه عطية

بن علي النوبختي وشرب دواءً. يا محيي العارفات والكرم ... وقاتل الحادثات والعدم وكيف زلت الدواء أعقبك الل؟ ... هـ شفاءً به من السقم لئن تخطت إليك نائبة ... حطت بقلبي ثقلاً من الألم شربت فيها الدواء مرتجياً ... دفع أذى عن عظامك العظم والدهر لا بد محدث طبعاً ... في صفحتي كل صارم خذم أبو الحسن علي بن هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم. من بيت الأدب ومعدنه ومغاني الشعر وموطنه وهو القائل: إني لأثني النفس عما يريبها ... وأنزل عن دار الهوان بمعزل بهمة نبل لا يرام مكانها ... تحل من العلياء أشرف منزل ولي منطق أن لجلج القول صائب ... بتكشيف إلباس وتطبيق مفصل وله يمدح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه من قصيدة: هل خصلة من سؤدد لم يكن لها ... أبو حسن من بينهم ناهضاً قدماً فما فاتهم منها به سلموا له ... وما شاركوه كان أوفرهم قسماً باب ذكر من اسمه العلاء العلاء بن الحضرمي وهو العلاء بن عبد الله بن ضماد بن سلمى ابن أكبر وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأنشده: حي ذوي الأضغن تسب قلوبهم ... تحية ذي الحسنى فقد يرقع النغل وإن دحسوا بالكره فاعف كريهة ... وإن خنسوا عند الحديث فلا تسل فإن الذي يؤذيك منه سماعه ... وإن الذي قالوا وراءك لم يقل فقال النبي صلى الله عليه وسلم. باب ذكر من اسمه عطية عطية بن جعال بن مجمع الغداني ... من سادة بني غدانة. سأل الفرزدق أن يكف عن بني غدانة ولا يهجوهم فأجابه ثم قال: أبني غدانة إنني حررتكم ... ووهبتكم لعطية بن جعال

لولا عطية لاجتدعت أنوفكم ... من بين ألآم آنف وسبال فقال له عطية: يا أبا فراس سبحان الله ما أسرع ما رجعت في عطيتك وقال الأخطل رجع أخي في عطيته. وعطيه هو القائل: أرى الحق يعروني فأعرف حقه ... وللهدرِ من مال الكريم نصيب وقد يبتلى الأقوام بالفقر والغنى ... وقد تنقص الأموال ثم تثوب ورثاه جرير بقوله: من ذا تعد بنو غدانة للعلى ... والخير بعد عطية بن جعال عطية بن سمرة الليثي أحد شعراء الخوارج وهو من أصحاب نجدة الخارجي يقول: وحسبي من الدنيا دلاص حصينة ... ومغفرها يوماً وصدر قناة وأجرد محبوك السراة مقلص ... شديد أعاليه وعشر شراة فأبلغ منه حاجتي وبصيرتي ... وأشفني نفسي من ولاة طغاة عطية بن الخطفي وهو جد حذيفة بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع التميمي وعطي هو أبو جرير الشاعر وعطية هو القائل يتوعد رجلاً من سليط بن يربوع: تلبث فقد دانيت من أنتَ واثق ... بليانه أو قابل ما تسيرا إذا ماجدعنا منكم أنف مسمع ... أقر ومناه الصعاصع أبكرا جدعنا قطعنا، ومسمع أذن وأنف كل شيء أوله. وقوله: أقر يعني بالذل، والصعاصع يريد هلال بن صعصعة ومن يليه. وأبكر جمع بكر. عطية بن الأسود الكلبي مولى لهم وهو شآم. يقول لثابت بن نعيم الجذامي من أبيات هجا فيها مروان بن محمد: لو تؤذنون إلى الداعي لكان بنا ... يوم الهياج إلى داعيكم أذن يا ثابت بن نعيم دعوةً جزعاً ... هل بعد عامك هذا تطلبُ الأحن أنائم أنت أم مغضٍ ... كلا وأنت على الأحساب مؤتمن فبلغت مروان فأحضره وقال له: أنت القائل: يا ثابت بن نعيم دعوةً جزعاً ... عقت أباها وعقت أمها اليمن

فقال: نعم. قال: أتحريضاً على كل حال ثم قتله. باب ذكر من اسمه عطاء الزفيان الراجز اسمه عطاء بن أسيد ويقال أسيد أحد بني عكوافة بن سعد بن زيد مناة. سمي الزفيان بقوله: والخيل تزفي النعم المقعورا ويروى: المعقورا. وهو إسلامي مدح عبيد الله بن معمر وهو القائل من أرجوزة: إني إذا ما صاحبي استبدا ... بالأمر من دوني واسمغدا استبد بالأمر انفرد به. ومسمغد منتفخ من الغضب وأصله من غدة البعير: أتركه وسط الرجال عبداً ... موطناً على الهوان فردا يرتكب الغي ويخطى الرشدا ... إذا تميم حشدتْ لي حشداً كزاخر البحر إذا ما مدا لم ... يزرأ الأعداء مني رمدا علىعناجيج الخيول جردا أبو عبس الحبشي اسمه عطاء بن عبس محدث بصري فصيح. قال له العباس بن الفرج الرياشي: إن أبا عبس الأسدي قد عمل قصيدة يفضل فيها الإبل على النخل. فقال الحبشي قصيدة يرد عليه أولها: قضيت أبا عبس على النخل للتي ... تطردها البلوى قضية جانف أحين عدلت الناب ينحت جلدها ... لها خدعات من سهام وطائف إلى كل حدباء المرابيع تتقي ... أكف الرقاة بالعذوف الروادف ولا يفقد الراعي إذا نام نومةً ... وإن نام حولاً وقفاً كالوصائف عطاء بن أحمر المديني. أحد ظرفاء المدينة المعدودين يسير الشعر ضعيفه. له قصيدة يذم فيها الجواري القيان أولها:

ذكر من اسمه عطاف

لا تعتبن على القيان ولا ترد ... ود القيان فإنهن تجار باب ذكر من اسمه عطاف المعطاف بن أبي شفقرة الكلبي جاهلي. قال يحضض بني عذرة على محاربة بني فزارة: أعذر بن سعدٍ لا يزال عليكم ... برحوح يوم من فزارة ناحر كلوا عجوة الوادي فإن بلادكم ... ضعيف إذا ما كان يوم قماطر رمى الله في أكبادكم إن نجت لها ... فزارة لم يثأر سويد وعامر ولا تغضبوا مما أقول فإنما ... أنفت لكم مما يقول المعاشر عطاف بن نشة الشيباني. يقال إن نشة أمه وهو القائل لخاله عدي ابن ضب: عدي بن ضب من يكن خاله له ... أخا أمه تدلج بلؤم ركائبه وله: أنا ابن الذي لم يخزني في حياته ... ولم يخزه عند الوفاة بلائيا عطاف بن القاسم الخياط يكنى أبا القاسم. محدث متأخر لقيه الصولي في مجلس المبرد وأنشده لنفسه: لم يجن قلبي عيني علي جنت ... أهدت بلاءً إلي إذ نظرت لم يبلغ الناس في عداوتنا ... ما بلغت مقلتي وما صنعت رمت بطرف فأهلكت بدنا ... لكنها عند هلكه هلكت مثل غريق يجر منجيه أتلف نفساً ونفسه ذهبت وله: صن السر واكتمه واصبر عليهم طيقاً ولا العذر ألا تطيقا وعود لسانك خزن الكلام ... فمن ضيع السر ضل الطريقا فإن قلت تودعه في النقاب ... فإن لك صديق صديقا فأنت لهذا وذاك لذاك ... كماء تسقى العروق العروقا باب ذكر من اسمه عطارد عطارد، بن حاجب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم التميمي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم وأنشده: أتيناك كيما يعلم الناس فضلنا ... إذا اجتمعوا وقت احتضار المواسم وإنا فروع الناس في كل موطنٍ ... وإن ليس في أرض الحجاز كدارم ولحسان عنها جواب، وتروى للأقرع بن حابس. وكان ممن اتبع سجاح ثم قال:

أضحت نبيتنا أنثى نطيف بها ... وأصبحت أنبياء الله ذكرانا فلعنة الله رب الناس كلهم ... على سجاع ومن بالأفيك أغرانا عطارد بن قران أحد بني صدي بن مالك. هجا جريراً عند هجاء جرير للمرار البرجمي فطلبت بنو صدي بن مالك إلى جرير أن يهبه لهم فقال جرير: وهبت عطارداً لبني صدى ... ولولا غيره علك اللجاما وجبس بنجران فقال: لقد هزئت مني بنجران أن رأت ... قيامي في الكبلين أم أبان كأن لم ترى قبلي أسيراً مكبلا ... ولا رجلاً يرمي به الرجوان كأني جواد ضمه القيد بعدما ... جرى سابقاً في حلبةٍ ورهان خليلي ليس الرأي في صدر واحد ... أشيرا على اليوم ما تريان أأركب صعب الأمر إن ذلوله ... بنجران لا يرجى لحين أوان وحبس أيضاً بحجر فقالك يقودني الأخشن الحداد مؤتزرا ... يمشي العرضنة مختالاً بتقييدي إني وأخشن في حجر لمختلفا ... حال وخما ناعم حالاً كمجهود باب ذكر من اسمه العوام العوام بن شوذب ويقال هو العوام بن عبد عمرو الشيباني من بني الحارث بن همام جاهلي يقول لبسطام بن قيس وأسرته بنو يربوع يوم غبيط المروت وفر عن قومه يوم العظالى: وفر أبو الصهباء إذ حمس الوغى ... وألقى بأبدان السلاح وسلما أبو الصهباء كنية بسطام. وحمس اشتد. والوغى شدة الصوت في الحرب. وأيقن أن الخيل إن تلتبس به ... تأم عرسه أو يملأ البيت مأتما ولو أنها عصفورة لحسبتها ... مسومةً تدعو عبيداً وأزنما فررتم فلم تلووا على مرهفيكم ... لو الحارث المقدام يدعى لأقدما فإن يك في يوم الغبيط ملامة ... فيوم العظالي كان أخزى وألوما وأسر يومئذ ابناه يزيد وشنيف فقال: لو كنت في الجيش إذ مال الغبيط بهم ... ما أبت قبل أبي زيق ولم يؤب عز علي ولم أشهد لأنفعه ... مدعى يزيد شنيفاً ثم لم يجب

ذكر من اسمه عقيل

العزام بن عقبة بن كعب بن زهير بن أبي سلمى شاعر معروف يقول: ألا ليت شعري هل تغير بعدنا ... ملاحة عيني أم يحيى وجيدها هل بليت أترابها بعد جدةٍ ... ألا حبذا أخلاقها وجديدها نظرت إليها نظرةً لا يسرني ... بها حمر أنعام البلاد وسودها العوام بن كعب المزني بدوي جار بني كليب. كانت له امرأة يقال لها أم كامل فنشزت عليه فقال: أيا رب استجربت من أم كامل ... بما غدرت والله أنجح طالب يقول خليل: أو تباشر ضرة ... تريها نهاراً طامسات الكواكب رأيتك لما إن بدت منك صفحة ... من الأمر لا يرعين وصلاً لغائب وماتت له امرأة فرثاها بقوله: فقلت لقلبي لا تبك فإنه ... كذاك الليالي طولها وقصيرها فإني لباك ما بقيت وإنه ... لأسوأ عبرات الرجال كثيرها العوام بن المضرب وأخوه السوار بن المضرب بصريان إسلاميان والعوام هو القائل: وصدت بعيني شادنٍ وتبسمت ... بحماء عن غر لهن غروب باب ذكر من اسمه عقيل عقيل بن علفة بن الحارث بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع ابن غيظ بن مرة من غطفان. وأمه عمرة بنت الحارث بن عوف بن أبي حارثة المري وأختها البرصاء بنت الحارث أم شبيب بن البرصاء الشاعر. وعقيل يكنى أبا الوليد وكان شاعراً شريفاً تزوج إليه يزيد بن عبد الملك بن مروان ويحيى بن الحكم أخو مروان وخطب إليه إبراهيم بن هشام بن إسمعيل المخزومي وهو خال هشام بن عبد الملك فأبى أن يزوجه وكان غيوراً جافياً وأراد أن يضرب ابنته بالسيف غيرة عليها فمنعه أخوه فرماه بسهم فانتظم فخذيه فقال عقيل: إن بني ضرجوني بالدم ... شنشنة أعرفها من أخزم من يلق أبطال الرجال يكلم ... ومن يكن ذا أود يقوم قوله: شنشنة أعرفها من أخزم. قاله جد أبي حاتم الطائي وهو حاتم ابن عبد الله بن سعد بن أخزم بن أبي أخزم. وإنما اجتلبه عقيل لما جاء موضعه. وهو القائل: وللدهر أثواب فكن في ثبابه ... كلبسته يوماً أجد وأخلقا

ذكر من اسمه عقيل

وكن أكيس الكيسى إذا كنت فيهم ... وإن كنت في الحمقى فكن أنت أحمقا وله يرثي ابنه: فتى كان أحيا من فتاة حيية ... وأقطع من ذي الشفرتين صقيل فتى كان مولاه يحل بنجوة ... فحل الموالي بعده بمسيل النجوة الموضع المرتفع. أبو الجودي عقيل بن عطية العبشمي. يقول في الفتنة بخراسان: حاز ابن أحوز لوم الناس كلهم ... وغادر المجد بين ال باب والدار مشوه الوجه ما ترجى نوافله ... كأنما ناظراه الجمر بالنار عقيل بن حسان بن قيس بن جبلة بن حصن بن كعب بن عليم الكلبي يعرف بابن الدكوك وهي أمه. باب ذكر من اسمه عقيل عقيل بن عرندس. ذكره عمر بن شبة ولم ينسبه وهو القائل: مدحت بني عمرو وقومي سواهم ... وحسن ثنائي كالجمان على النحر باب ذكر مناسمه عجلان عجلان بن نكرة من بني الرباب جاهلي. سابق رجلاً من قيس عيلان فسبق فرس عجلان فقال: أخطرت مهري في الرهان لجاجة ... ومن اللجاجة ما يضر وينفع فعرفت غرته ولمع جبينه ... قبل الجياد وكف عمرو يلمع عجلان بن لأي الغنوي يقول: عجبت لداعي الحرب والحرب شامذ ... لقوح بأيدينا تحل وترحل الشامذ التي تشول بذنبها لتريك أنها لاقح وليست بلاقح. وأعجبني ولست بعد بعاجب ... سمامة محض والعجاجة تركل وارداؤه كرز بن عمرو بن عامر ... كما خر جذع النخلة المتقطل على أن كرزاً من أذاة وجرأةٍ ... مليء ولكن سطوة الليث أول عجلان بن خليدة الهذلي وهي أمه وهو من بني عامر بن برد أحد بني صاهلة

ذكر من اسمه عانذ

وهو القائل في غارة كانت بينهم وبين بني سليم جمعت لرهط العائذين سرية ... كما جمع المغمور أشفية الصدر المغمور الذي يشتكي صدره به الغمر وهو المفؤود فأوقت فريم صاغها إذا أمرتهم ... بأمرهم وضل في عائذ أمري فإن يشكروا لي يشكروا لي نعمة ... وإن يكفروا فلا أكلفهم شكري فمن لامني فيها فإني فعلتها ... فلم آتها من ذي حنان ولا ستر فذل بها قوم وبيضت أوجها ... تحولن من بعد الكلالة والوتر باب ذكر من اسمه عانذ المثقب العبدي ثم النكري اسمه عائذ بن محصن وقيل اسمه شأس ابن عائذ بن محصن بن ثعلبة بن واثلة بن عدي بن زهر بن منبه بن نكرة وهي القبيلة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى. وسمي المثقب ببيت قاله. وقيل اسمه نهار بن شأس ويكنى أبا ماثلة وهو جاهلي من شعراء البحرين وهو القائل: فأما أن تكون أخي بحق ... فأعرف منك غثي من سميني وإلا فاطرحني واتخذني ... عواً أتقيك وتتقيني فما أدري إذا يممت أرضاً ... أريد الخير أيهما يليني أألخير الذي أنا مبتغيه ... أم الشر الذي هو يبتغيني عائذ بن سلمة الأزدي وقيل هو سلمة بن عائذ الأزدي ملك عمان. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: رأيتك يا خير البرية كلها ... نشرت كتاباً جاء بالحق معلما (وقد تقدم خبره) عائذ بن سعيد شهد صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبلى يومئذ وارتجز فقال: قد علمت أم بني خلدة ... أني للحرب عتيد العدة فضفاضة سابغة ونهده ... وصارم مهند وصعده

أصدق في أهل القسوط الشدة ... كما حمى أشباله ذو اللبدة فقتل في آخر أيام صفين رحمه الله. باب ذكر من اسمه عباءة عباءة بن جعشم وهو عباءة بن يزيد بن جعشم العبسي. يقول: كأن لم يقل يوماً يزيد بن جعشم ... لنار الندى إرفع سناها وأوقد وأذك سنا نار الندى عل ضوءها ... يجيء بمقو أو طريد مشرد فباتت على علياء نار بن جعشم ... تشب لغوري وآخر منجد وبات الندى والجود يصطليانها ... حليفي كريم واجد غير مجحد مجحد البصري. يقول في رواية دعبل: يا ابن المهلب ما ترى ... وأشر برأيك يا عقيل عباءة بن عمر الراتجي المدني. لحق الدولة العباسية ومدح معناً بقوله: مسح القبائل وجهه فبدا كالبدر أو أبهى من البدر فنشا بحمد الله حين نشا ... حسن المروءة نابه الذكر حتى إذا ما طر شاربه ... خضع الملوك لسيد قهر وله يرثي عبد الله بن معاوية الجعفري والحكم بن المطلب المخزومي: أمسى رجال السماح قد هلكوا ... فنحن نبكي بقية الرمم للهاشمي الذي (ثوى) بلوى ... مرو عقيد السماح والحكم هذا بأرض العراق في رجم ... وذاك بالشام في رجم فاشتبه الناس بعد فقدهما ... فذو الغنى منهم كذي العدم باب ذكر من اسمه علباء علباء بن أرقم اليشكري. كان النعمان بن المنذر قد أحمى كبشاً أي جعله حمى فوثب عليه علباء فذبحه فحمل إلى النعمان فلما وقف بين يديه أنشده قصيدة يقول في آخرها: أخون بالجبار حتى كأنما ... قتلت له خالاً كريماً أو ابن عم فإن يد الجبار ليست بصعقة ... ولكن سماء تمطر الوبل والديم

ذكر من اسمه علبة

علباء بن هداج الهجيمي. يقول للطرماح الطائي: نال الطرماح جدات الرواة له ... نيلاً بأمر كجذع النخلة الضاحي ثم الرواة فنالوا مثل عقبته ... عمداً بذنب ابنها أم الطرماح كل الفريقين أخزى أم صاحبه ... خزياً مقيماً عليهم ماله ماح قوله: كجذع النخلة الضاحي أي وحده لا يحل على جنبيه شيء فهو أعظم له إذا كان وحده وسرق معنى هذه الأبيات مما قال جرير في السرندى وقد تقدم. باب ذكر من اسمه علبة علبة بن ماعز الحارثي. وهو أبو جعفر بن علبة المقتول في أيام هشام ابن عبد الملك قتلته بنو عقيل وكان محمد بن هشام الخزومي خال هشام بن عبد الملك زوج بنت علبة أخت جعفر فقال علبة بن ماعز في خبر طويل: لعمرك إني يوم أسلمت جعفراً ... وأصحابه للقوم لما أقاتل كمجتنب هيج المنايا وإنما يهيج المنايا كل حق وباطل فلم يدركوا حصناً من الموت حيصة ... كم العيش باق والمدى متطاول وقال معاذ العقيلي يجيبه: أبا جعفر أسلمت للقوم جعفراً ... وضيفيه في بهو من الأرض واسع أجرت فلم تمنع وكنت كقابض ... على الماء خانته فروج الأصابع باب ذكر من اسمه العدل العدل بن عمرو. أحد بني ميثاء من بني طهية فاخر مالك بن نويرة اليربوعي في الجاهلية إلى الكاهن الباهلي ففضل العدل على مالك. وللعدل يهجو باهلة: إذا الباهلي عنده حنظلة ... له ولد منها فذاك المذرع وله فيهم: إذا الباهلي عنده حنظلة ... له ولد منها فذاك المذرع وله فيهم: يا ربنا فقبحن باهله ... أكثر حي جاهلاً وجاهله سواداء كالسيد سروقاً ماجله ... تشد أعياراً بجنب الساحله العدل بن الحكم بن عمرو بن سليم بن شيبان بن ربيعة بن أبي سود بن مالك بن حنظلة التميمي جاهلي.

ذكر من اسمه عش

باب ذكر من اسمه عش فارس الزحاف وهو عش بن لبيد بن عداء بن امية بن عبد الله بن رزاح بن ربيعة جاهلي قديم. يقول من أبيات: أمسوا بقرح راكدين وأصبحوا ... وببطن مكة فارس الزحاف وأبو كبيشة عند توضح ثاوياً ... فلنعم حشو الدرع والتجفاف العش بن كعب العنبري. يقول لخالد بن صفوان: عليك أبا صفوان إن كنت ناكحاً ... فتاة أناس ذات إتب ومئزر لها كفل راب وبطن معكن ... وأخثم مصل القعب غير منور فتلك التي إن تلتها نلت منية ... ودع عنك أخرى كاللطيم المنفر مجربة قد علمتها نساءها ... أفاعيل تودي بالغلام الحزور وتهزل إن أخطأت أو قلت غير ما ... تريد وإن أحسنت لم تتشكر هي القرن إن صالت وليث خفية ... وإن سكنت حوضاً فذات تدمر باب ذكر من اسمه العرندس العرندس العوذي بن الأزد بصري إسلامي يقول لبني تميم حين أحرقوا عامر بن الحضرمي: لحا الله قوماً شووا جارهم ... بأخدود فيه الغثا والخشب رددنا زياداً إلى داره ... وجار تميم دخان ذهب العرندس الكلابي. وقيل هو أبو العرندس من بني أبي بكر بن كلاب. قال يمدح بني عمرو الغنويين في الحماسة. وأنشدها أبو عبيدة فقال: هذا والله محال كلابي يمدح غنوياً: هينون لينون أيسار ذوو كرم ... سواس مكرمة أبناء أيسار إن يسألوا الخير معطوه وإن شهموا ... كشفت أذمار شر غير أشرار فيهم ومنهم يعد الخير متلدا ... ولا يعد نثا خزي ولا عار لا ينطقون على الفحشاء إن نطقوا ... ولا يمارون إذ ماروا بإكثار من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم ... مثل النجوم التي يسري بها الساري باب ذكر مناسمه عزيز عزيز بن عمير العذري. شاعر إسلامي يقول: تركت لحسان الرباب وذودها ... ولو شئت لم يرجع بشعث إلى وفر

أسماء من العين مجموعة

وفي عبد ود نعمة لي إنها ... بني عبد ود إن هم أحسنوا شكري أبو الأشعث الشيباني اسمه (عزيز) بن الفضل بن فضالة بن مهدي ابن مخراق. محدث معتمدي ضعيف الشعر. كان يراسل أبا الأشعث اللخمي بالأشعار فوجه اللخمي إلى عزيز بقلنسوة وكتب إليه: بنفسي من كنى (بي) وابن عم ... عزيز فإنه حر ابن حره أقل الناس غائلة لخل ... وأكثرهم لأعداء مضره وهي أبيات. فأجابه عزيز بشعر لا فائدة فيه فأوله: جعلت لك الفدا من كل سوء ... متى اعترت السواية المضره بررت ولم تزل مذ قط قدماً ... تجربنا إلى الطف المبره باب أسماء من العين مجموعة العنبر بن عمرو بن تميم (أبو) القبيلة. قال محمد بن سلام: من قديم الشعر الصحيح قول العنبر بن عمرو بن تميم وكان مجاوراً في بهراء فرابه ريب فقال: قد رابني من دلوي اضطرابها ... والنأي في بهراء واغترابها إلا تجيء ملأى تجيء قرابها علاثة بن جلاس بن مخربة النهشلي جاهلي. قتل أباه ابن مية الجرمي فقتله علاثة وقال: ذكرت جلاساً ونعم الفتى ... جلاس إذا أبكأ الحالب تركت ابن مية في مزحف ... ينوء كما ثمل الشارب عرعرة بن عاصية السلمي جاهلي شاعر معروف. عتيك بن قيس بن هيشة بن أمية بن معاوية. جاهلي من أهل المدينة يرثي عمرو بن حممة الدوسي: برغم العلى والمجد والجود والندى ... طواك الردى يا خير حاف وناعل لقد غال صرف الدهر منك مرزاً ... نهوضاً بأعباء الأمور الأثاقل يضم العفاة الطارقين فناؤه ... كما ضم أم الرأس شعب القبائل ويسرودجى الهيجا مضاء عزيمة ... كما كشف الصبح إطراق الغياطل ونستهزم الجيش العرموم باسمه ... وإن كان جراراً كثير الصواهل ويمضي إذا ما النقع مد رواقه ... على الروع وارفضت صدور العوامل عوية ويقال غوية بغين معجمة. وهو عوية بن سلمى بن ربيعة بن زبان

حرف الفاء

بن عامر بن ثعلبة الضبي من بني ثعلبة بن ذؤيب جاهلي. قال يرثي أخاه أبياً: أأبي لا تبعد وليس بخالد ... حي ومن يصب النون بعيد أأبي إن تصبح رهين مودإ ... زلج الجوانب قعره ملحود فلرب عان ... حرف الفاء باب ذكر من اسمه فراس فراس: يشرب رسل أربع كرامثم يبيت الليل لاينام لو كنت قد ساعفت في اللمام ... بمثل خرق كأبي القمقام إذاً لخلال بلا سلام فقالت تجيبه: قد علم القوم بنو طريف ... بجفجف لضرسه حفيف يغصب إن يصغر الرغيف ... ليس له ضيف ولا مضيف فراس الشامي محدث بغدادي ضعيف الشعر يقول: قلت لموسى أكسني ... رداك هذا القصبي فقال لا يلبسه من أحد بعد أبي ... أما رأى البرد ومن يلبسه بعد النبي باب ذكر مناسمه فضالة فضالة بن هند بن عوف بن ثعلبة بن حبال بن نصر بن غاضرة بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد جاهلي قتل شريح بن حصين النميري يوم الرشاء وقال: يا ويح أم نمير بعد فارسها ... إذا الفوارس تحمي عورة الظعن فضالة بن شريك بن سلمان بن خويلد بن سلمة بن عامر الموقد بن نمير بن أسامة بن والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد. وهو كوفي وشعره حجة. وهو القائل لما مات يزيد بن معاوية: وإنك لو شهدت بكاء هند ... ورملة إذ تصكان الخدودا رأمت بكل معولة ثكول ... أباد الدهر واحدها الفقيدا

باب ذكر من اسمه الفضل

رمى الحدثان نسوة آل حرب ... بفقدان سمدن له سمودا فرد شعورهن السود بيضاً ... ورد وجوههن البيض سودا وقد رويت لغيره. وله في ابن الزبير وكان يهجوه: وما لي حين أقطع ذات عرق ... إلى ابن الكاهلية من معاد فضالة بن عبد الله الغنوي رثى قتيبة بن مسلم بقوله: كأن أبا حفص قتيبة لم يسر ... بزحف إلى زحف ولم يلف معلما ولم يغش أطراف الأسنة والقنا ... إذا النكس عن ورد المنية أحجما ولم يصبر النفس الكريمة في الوغى ... إذا كان أصوات الكماة تغمغما ليحمد إن الصبر منه سجية ... إذا الريق لم يبلل من الفزع الفما وما زال مذ شد الإزار بحقوه ... يقود إلى الأعداء جيشاً عرمرما وروداً لحومات المنايا بنفسه ... إذا الجبس هاب المشرفيات أقدما وله يرثيه وقد حمل رأسه ورؤوس إخوته وأهله إلى سليمان بن عبد الملك: أنا لتهدى للملوك رؤوسنا ... وقد علموا أن الملوك بها تغلي فلو كان سعدياً لألقى برأسه ... بمدرجة بين الخنافس والزبل ولكنهم من معشر قد علمتم ... عظام اللهي ليسوا لسعد ولا عكل باب ذكر من اسمه الفضل الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب وسامه عبد العزى بن عبد المطلب وأمه آمنة ابنة العباس بن عبد المطلب وهي لأم ولد سوداء. ولذلك يقول الفضل: وأنا الأخضر من يعرفني ... أخضر الجلدة في بيت العرب من يساجلني يساجل ماجداً ... يملأ الدلو إلى عقد الكرب والفضل يكنى أبا المطلب ويقال أبو عتبة. وهو القائل: وسمينا الأطائب من قريش ... على كرم فلاط بنا وطابا

وأي الخير لم نسبق إليه ... ولم نفتح به للناس بابا وله: مهلاً بني عمنا مهلاً موالينا ... لا تنبشوا بيننا ما كان مدفوناً لا تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم ... وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا الله يعلم أنا لا نحبكم ... ولا نلومكم ألا تحبونا الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. كان شيخ بني هاشم في وقته وسيداً من ساداتهم وشاعر هم وعالمهم. وهو أول من لبس السواد على زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم ورثاه بقصيدة طويلة حسنة، وشعره حجة احتج به سيبوية. قال محمد بن سلام: قلت ليونس: أيا أبا عبد الرحمن أتجيزها. قال: وهو من الإغراء. فقال أجاز ابن أبي إسحاق الفضل بن عبد الرحمن: إياك إياك المراء فإنه ... إلى الشر دعاء وللغي جالب ومنها: ولا تقرب الفحشاء واجتنب الخنا ... ولا تك ممن يشتكيه المصاحب ولا ترهبن الفقر ما عشت في غد ... لكل غد رزق من الله واجب وله: إذا ما كنت متخذاً خليلاً ... فلا تجعل خليلك من تميم بلوت العبد والصرحاء منهم ... فما أدري العبيد من الصميم أبو النجم العجلي اسمه الفضل بن قدامة بن عبيد بن عبيد الله بن عبدة بن الحارث بن إياس بن عوف بن ربيع بن مالك بن ربيعة بن عجل. مقدم عند جماعة من أهل العلم على العجاج. ولم يكن أبو النجم كغيره من الرجاز الذين لم يحسنوا أن يقصدوا لأنه يقصد فيجيد. قال معاوية يوماً لجلسائه: أي أبيات

العرب في الضيافة أحسن وأكثر. قالوا: ليقل أمير المؤمنين فقال: قاتل الله أبا النجم حيث يقول: لقد علمت عرسي قلابة أنني ... طويل سنا ناري بعيد خمودها إذا حل ضيفي بالفلاة فلم أجد ... سوى منبت الأطناب شب وقودها وبقي أبو النجم إلى أيام هشام بن عبد الملك وله معه أخبار وكان الأصمعي يغمز عليه وهو القائل: المرء كالحالم في المنام ... يقول أنا مدرك أمامي في قابل ما فاتني في العام ... والمرء يدنيه من الحمام مر الليالي السود والأيام ... عن الفتى يميح للأسقام كالغرض المنصوب للسهام ... أخطأ رام وأصاب رام الفضل بن عبد الصمد بن الفضل الرقاشي الخطيب. مولى ربيعة أبو العباس. رشيدي بصري وكان يذهب بنفسه مع خموله وهاجى أبا نواس وغيره من الشعراء ومدح البرامكة ورثاهم فأكثر. وهو القائل: سأبكيك بالبيض الرقاق وبالقنا ... فإن بها ما يدرك الطالب الوترا ولسنا كمن يبكي أخاه بعبرة ... يعصرها من ماء مقلته عصرا ونحن أناس ما تفيض دموعنا ... على هالك منا وإن قصم الظهرا وله في شعر يرثي به جعفر بن يحيى: والبيض لولا أنها مأمورة ... ما فل حد مهند بمهند وله فيه: ودونك سيفاً برمكياً مهندا ... أصيب بسيف هاشمي مهند وله فيه وقد رويت لأبي قابوس الحيري والصحيح أنها للرقاشي: أما والله لولا خوف واش ... وعين للخليفة لا تنام لطفنا حول جذعك واستلمنا ... كما للناس بالحجر استلام الفضل بن العباس بن جعفر بن محمد بن الأشعث الخزاعي الكوفي. له أشعار كثيرة وأبوه العباس بن جعفر صاحب الإيغر الذي منعمل كوثى والفلوجة من أعمال الفرات أجراه فيه الرشيد كما أحرى المنصور يقطين ابن موسى في إيغاره

وقاطعه عنه فصار إلى هذا الوقت عملاً مفرداً. وكان قلده خراسان وصير محمد الأمين في حجره واستخلفه بمدينة السلام في وقت خروجه عنها. ومنزل جعفر بن محمد بن الأشعث بباب المحول من الجانب الغربي بإزاء الميل. ولد عبل في العباس مدح كثير. وأما الفضل فولي بلخ وطخارستان وغزا كابل وله فيها أثر حسن وقال في ذلك: إنا على الثغر نحميه ونمنعه ... بنصرة الله والمنصور من نصرا يا أهل كابل هلا عاذ عائذكم ... بالبد يمنع منا من به انتصرا لو كان يرفع ضيماً عنكم لدرا ... عنه القسي التي غادرته كسرا لا يمنع الواردين الورد ما نهلوا ... إلى اللقاء ولكن يمنع الصدرا الفضل بن إسماعيل بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي من أهل قنسرين يقول: أشكو إلى الله ما أصبت به ... من ألم في مفاصل القدم كأنني لم أطأ بها كبداً ... من حاسد سر قلبه ألمي فالحمد لله لا شريك له ... لحمي للأرض بعدها ودمي مامن صحيح إلا ستقلبه ال؟ ... أيام من صحة إلى سقم وله في شاعر مدحه فوصله وكتب إليه: أجنيتنا زهراً بات الضمير له ... حتى الصباح سحاباً ماؤه يكف أعطيت ما ليس يبلى الدهر جدته ... وحزت ما حازه عن كفك التلف الفضل بن الربيع الحاجب مولى المنصور أبو العباس. والربيع يدعي أنه ابن يونس بن محمد بن أبي فروة وقيل يونس بن عبد الله بن أبي فروة وسام أبي فروة كيسان مولى الحارث الحفار مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه. وللربيع مع المنصور في هذا النسب أخبار وهو مدفوع عنه. ولد الفضل سنة ثمان وثلاثين ومائة ومات سنة سبع ومائتين وله سبعون سنة. واستحجبه المنصور لما قلد أباه وزارته ثم وزر للرشيد بعد الرامكة وللأمين بعده وكان فيه كبرة جبرة وشعره قليل جداً وهو القائل: كنت صباً وقلبي اليوم سال ... عن حبيب يسئ في كل حال

لم يكن دائماً على العهد فاستب ... دلت منه موافقاً لوصالي ولإسحاق الموصلي فيه لحن في طريقة الثقيل الأول. وللفضل يفخر يولاء المنصور: إني امرؤ من هاشم ... بفناء معمور النواحي أهل الهدى وذوي التقى ... وبني البسالة والسماح أهل النبوة والخلا ... فة والمحاسن رغم لاحي أهل المعالم والمكا ... رم في المساء وفي الصباح يتألمون من الصدو ... د يصبرون على الجراح ذو الرياستين الفضل بن سهل بن يزدا نفروخ وزير المأمون ولقب ذا الرياستين لأنه دبر أمر السيف والمقلم. وكان أكبر أسباب قتله قوله: إن مأمون هاشم أصله مك ... كة منها آباؤه وجدودهْ غير أنا نحن الذين غذونا ... هـ بماء العلى فأورق عوده من خراسان أتبع الأمر فيهم ... وتوشت للناظرين بروده قد نصرنا المأمون حتى حوى المل؟ ... كَ ففينا طريفه وتليده مثلنا لا يراه ما برق الصب ... حُ وشق الظلام منه عموده وله قبل قتله بمدة وكان ذلك هجيراه: أين نجوت أو نجتْ ركائبي ... من غالبٍ من لفيف غالب وسنة تقطع عقدَ الحاسب ... أنّى لمحفوظ من النوائب الفضل بن هاشم بن حدير البصري يكنى أبا أحمد. خليع سفيه مشتهر بالقول في الأقدار وما جانسها وقصف نفسه شهوتها وهو أول من سمع به ذكر ذلك. وقد قال أبو العبر الهاشمي أيضاً في المعنى ولكن الفضل أسبق وله يقول أبو العبر: وهذا الفضل يحليني ... فقولوا أينا أقدر (وللفضل) : أنا فضل بن هاشم بن حدير ... لم أقل مذ خلقت كلمة خير وقال في الواثق لما أراد أن يطعمه الأقدار التي ذكرها وكان في ناحيته وهو أمير: يا سيدي والذي أؤمله ... يبلغني عنك ما أموت له إن كنت أبدعت في الكلام وفي الش؟ ... عر بقولٍ فلست أفعله الدم والقيح كيف آكله ... والقمل والدود كيف أتفله والله إني أموت إن نظرتْ ... عيني إليه فكيف آكله

الفضل بن محمد بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب. شاعر مقل متوكلي. وكن يشبه بعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم. وهو القائل يخر بجده العباس بن علي رضي الله عنهم: إني لأذكر للعباس موقفه ... بين السيوف وهام القوم تختطف نحمي الحسين ونسقيه على ظمأٍ ... ولا نولي ولا نثني ولا نقف أكرم به سيداً بانت فضيلته ... وما أضاع له كسب العلى خلف أبو علي البصير اسمه الفضل بن جعفر بن الفضل بن يونس الكاتب الأنباري. أصلهم من الأنبار انتقلوا إلى الكوفة فنزلوا في النخع وهم من أبناء فارس وكان أبو علي ضريراً ولقب الصير لذكائه وكان يتشيع وهو أحد الأدباء البلغاء الظرفاء، وكان مترسلاً بليغاً. وله مع أبي العيناء محمد بن مكرم الكاتب أخبار ومداعبات نظماً ونثراً. وقدم سر من رأى في أول خلافة المعتصم ومدحه والخلفاء بعده ورؤساء أهل العسكر، وتوفي بسر من رأى في سنة الفتنة وقيل بعد الصلح لأنه مدح المعتز. وهو القائل: لئن كان يهديني الغلامُ لوجهتي ... ويقتادني في السير إذ أنا راكب لقد يستضيء القوم بي في أمورهم ... ويخبو ضياء العين والرأي ثاقب وله: إذا ما غدت طلابة العلم مالهم ... من العلم إلا ما يخلد في الكتب غدوت بتشمير وجد عليهم ... ومحبرتي أذني ودفترها قلبي وله: لو تخيرت ما هويت ولو مل ... كت أمري عرفتُ وجه الصواب وفي هذه القصيدة يقول في جارية سوداء: لا يثنها استحالة اللون عندي ... إنها صبغة كلونِ الشباب وله: فكن عندما أملت فيك فإنما ... جميعاً لما أوليت من حسن أهل ولا تعتذر بالشغل عنا فإنما ... تناط بك الآمال ما اتصل الشغل وله في المعلى بن أيوب: لعمر أبيك ما نسب المعلى ... إلى كرم وفي الدنيا كريم ولكن البلاد إذا اقشعرت ... وصوح نبتها رعي الهشيم الفضل بن العباس العلوي. لما دخل محمد وعلي ابناً الحسن بن جعفر بن موسى

بن جعفر المدينة في صفر سنة إحدى وتسعين ومائتين فأخر باها وعذبا أهلها قال الفضل بن العباس من أبيات: أخرجت دار هجرة المصطفى البر ... فأبكى خرابها المسلمينا عين فابكي مقام جبريل والقب؟ ... رفبكى والمنبر الميمونا وعلى المسجد الذي أسه التقوى ... خلاءً أضحى من العابدينا وعلى طيبة التي بارك الله ... عليها بخاتم المرسلينا قبح الله معشراً أخربوها ... وأطاعوا مشرداً ملعونا أخربوها برأي أسود عبدٍ ... آبق لا يدين لله دينا فأبى الدهر لا أراك لما نا ... لوه منحرمة النبي حزينا الفضل بن محمد بن أبي محمد اليزيدي أبو العباس. كتب إلى أبي صالح بن يزداد يداعبه وجرت بينهما جفوة: استحي من نفسك في هجري ... وأعرف بنفسي أنت لي قدري واذكر دخولي لك في كل ما ... يجمل أو يقبح من أمري قد مر لي شهر ولم ألقكم ... لا صبر لي أكثر من شهر الفضل بن جعفر العكبري الكاتب. كتب إلى إسماعيل بن جعفر كتاباً لحن فيه فكتب إليه إسماعيل: أتلحن يا أبا العبا ... س في هذا وفي خبره كأنك ما عرفت النح؟ ... وفي تمييز مختبره إذا نكرت بعد العر ... ف كان البصر في أثره ولكن زلة الإنسا ... ن قد تأتي على حذره فأجابه أبو الفضل: أتاني قول منقطع ... عن العرفاء في بصره له الفضل القديم علي ... ى مد الله في عمره يلوم علي تركي الأعرا ... ب في هذا وفي خبره وكيف يلام من قد جا ... ل ذل العز في فكره ويصبح يستبان السه؟ ... وفي اللحظات من نظره باب ذكر من اسمه فضيل فضيل الأعرج الكاتب. رأى لعيسى بن الغافقي غلاماً وضيئاً يخدمه فقال فضيل وقد رويت لغيره: لو كانت الأشياء تجري على ... مقدار ما يستوجب العبد واعتذر الدهرُ إلى أهله ... وانتعش السودد والمجد

ذكر من اسمه قائد

لكن من يخدم مستخدماً ... لمالك طالعه سعد لكنها تجري بأقدارها ... كما يشاء الصمد الفرد يا عجباً من شادن أحور ... مرتب يملكه قرد باب ذكر من اسمه قائد فائد بن حبيب بن الكميت بن ثعلبة بن نوفل بن نضلة بن الأشتر ابن جحوان بن فقعس الأسدي كوفي إسلامي معروف. فائد بن الأقرم البلوي مديني. قال يمدح محمد بن شهاب الزهري: وإذا يقال من الجواد بماله ... قيل الجواد محمد بن شهاب أهل المدائن يعرفون مكانه ... وربيع بادية على الأعراب وله فيه: مهمةٍ أعيا القضاة قضاؤها ... تدع الفقيه يشك شك الجاهل بدع معنية هديت لرتقها ... وضربت محردها بحكم فاصل فنعشت قومك والذين يذمموا ... بك غير مختشع ولا متضائل باب ذكر مناسمه فرعان أبو المنازل السعدي اسمه (فرعان بن الأعرف أحد بني النزال من بني تميم رهط الأحنف بن قيس وهو مخضرم وله مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه حديث في عقوق ابنه منازل به. وقوله فيه: جرت رحم بيني وبين منازل ... سواء كما يستنجز الدين طالبه وما كنت أخشى أن يكون منازل ... عدوي وأدنى شأني أني راهبه حملت على ظهري وقربت صاحبي ... صغيراً إلى أن أمكن الطر شاربه وأطعمته حتى إذا صار شيظما ... يكاد يساوي غارب الفحل غاربه

ذكر من اسمه الفرات

تخون مالي ظالماً ولوى يدي ... لوى يده الله الذي هو غالبه فرعان المنقري شاعر معروف أنشد له المارني وقد احتضر: قد وردت نفسي وما كانت ترد ... وكنت ذا شغب على القرن الألد فقد أتاني اليوم قرن لا يرد باب ذكر من اسمه الفرات فرات بن حيان. كان دليل قريش في الجاهلية وهو ممن هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مدحه فقبل مديحه. وله يقول حسان بن ثابت: فإن نلق في تطوافنا وابتغائنا ... فرات بن حيان يقظ رهن هالك فأجابه فرات ويقال هي لأبي سفيان بن الحارث: أبوك أبو سوء وخالك مثله ... ولست بخير من أبيك وخالكا يصيب وما يدري ويخطي وما درى ... وكيف يكون النوك إلا كذالكا الفرات بن أبي الخنساء الجشمي أحد بني جشم بن عبشمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم. خطب امرأة فأبت عليه وتزوجت أباه فقال الفرات: يا أم علوان هلا كنت قلت لهم ... إذ يقرنونك إني أبغض الشمطا ماخير زوج فتاة لا يداعبها ... وإن تنقط ألا يبصر النقطا ألم ترى شيخكم شابت مفارقه ... واللحم عن عضده قد خل واختلطا ولأبيه جواب عن هذه الأبيات. الفرات السني من شعراء خراسان سأله رجل عن يزيد بن المهلب وقتيبة بن مسلم أيهما أفضل فقال: سأنطق حقاً فيهما إذ سألتني ... وليس أخو حق كحيران جاهل هما البحر للعافين والمبتغي القرى ... وليثا عرين عند وقع المناصل هما يردان الموت لا يرهبانه ... إذا ضج منه كل أشوس باسل حياءً وبذلاً للنفوس وحسبةً ... بكل سريجي وأسمر عاسل

أسماء في الفاء مجموعة

وله يمدح قتيبة بن مسلم: يرى الموت من عادى قتيبة مجهراً ... وليس بوقاف ولا بمواكل ولكنه سمح بنفس كريمة ... بذول لها يوم التفات القنابل حوى الغد حتى شاع في الناس ذكره ... ونال التي أعيت على المتطاول باب ذكر من اسمه الفتح أبو محمد الفتح بن خاقان القائد. أديب ظريف له شعر مليح وهو الغالب على المتوكل والمقتول معه وهو القائل: بني الحب على الجود فلو ... انصف المعشوق فيه لسمج ليس يستملح في وصف الهوى ... عاشق يحسن تأليف الحجج وله: أيها العاشق المعذب صبراً ... فخطايا أخي الهوى مغفورة زفرة في الهوى أحط الذنب ... من غزاةٍ وحجةٍ مبرورة الفتح بن الحجاج يقول في علي بن هشام القائد يمدحه: في كل يوم له فتح يقام به ... على المنابر وتقرا به الكتب باب أسماء في الفاء مجموعة فهو بن مالك بن النضر بن كنانة. لما أقبل حسان بن عبد كلال الحميري ملك حمير في جيش اليمن لينقل حجر الكعبة من مكة إلى اليمن ويجعل حج الناس ببلاده، قاتلته كنانة ومن انضم إليها من مضر وغيرهم، وعليهم فهو بن مالك فهزمت حمير وأسر شرحبيل بن عبد كلال وقتل قيس ابن غالب بن فهر فقال فهر يرثيه: هلا بكيت عليه اليوم معولة ... وكان كالليث نحت الخيسة الحرب وكان نجداً جواد الكف ذا ثقة ... يوم الصبيب وبين المأزق التبرب حامى عن الجار والمولى بنجدته ... وقد يحامي عن المولى أخو الحسب الفظ بن مالك الغساني جاهلي هجا النعمان بن المنذر بقوله: أرى النعمان يدني من أشجاه قوم ... فلم يغضب ولم ينضج كراعاً فليت لنا به ملكاً سواه ... يبخلنا ويعطينا المتاعا فإن الحي من لخم بن عمرو ... لئام الناس كلهم طباعاً إذا أمنوا حسبتهم أسوداً ... وعند الروع تحسبهم ضباعاً

فأراد النعمان قتله أو قطع لسانه ثم وهبه لعمرو بن معدي كرب الزبيدي فقال الفظ: تداركني من مذحج خير مذحج ... وسيف أبي قابوس يستقطر الدما وكنت الذي يثني الختام باسمه ... وكنت إلى دفع المنية سلما فراص بن عتبة الأزدي خطب بنت عم له وكان يهواها فرد عنها وزوجت غيره فقال: تربص بها ريب المنون لعلها ... تطلق يوماً أو يموت حميمها يعني ابن عمها الذي تزوجها. فريص بن ثريان المري. وهو عم ابن ميادة واسمه الرماح بن أبرد ابن ثريان وأم فريص والعوثبان وأبرد سلمى بنت كعب بن زهير بن أبي سلمى. وكان العوثبان وأبرد سلمى بنت كعب بن زهير بن أبي سلمى. وكان العوثبان وفريص شاعرين ويقال إن الشعر أتى ابن ميادة وأعمامه من قبل زهير بن أبي سلمى. فديك بن حنظلة الجرمي. كان ينزل اليمامة وكان يزيد بن الطثرية يتحدث إلى نسائه فتهاجيا وتناقضا. وله يقول فديك: أما والله إن بني قشير ... لجرم في يزيد لظالمونا وليس الظلم أن أباك منا ... وأنك في كتيبة آخرينا أحالفة عليك بنو قشير ... يمين الصبر أم متحرجونا فيروز حصين أشار على يزيد بن المهلب ألا يضع يده في يد الحجاج فلم يقبل منه وصار إلى الحجاج فحبسه وأهله. فقال في ذلك فيروز. وراه الهيثم بن عدي وقد رويت لغيره: أمرتك أمراً حازماً فعصيتني ... فأصبحت مغلول الإمارة نادماً أمرتك بالحجاج إذ أنت قادر ... بنفسك قل اللوم إن كنت لائماً فما أنا بالباكي عليك ص بابة ... ولا أنا بالداعي لترجع سالماً فهد بن بلال بن جرير بن الخطفى اليربوعي محدث يقول:

لعمرك إني يوم فيد لمعتل ... بما ساء أعدائي على كثرة الزجر أمارس عن نفس علي كريمة ... موطنة عند النوائب والصبر ومازلت أعلو القول حتى لو أنني ... أجوب بها في الصخر لاجتاب في الصخر وما زلت مذ كنت ابن عشرين حجة ... أوازي عدوي أو أقوم على ثغر ويوم يود المرء لو عض قبله ... بمر المنايا قد شددت به أزري الفيض بن أبي صالح واسمه شيرويه والفيض يكنى أبا جعفر. وهو وزير المهدي بعد يعقوب بن داؤد وكان شيرويه نصرانياً من أهل البصرة وأسلم. والفيض هو القائل لأبي عبيد الله الوزير يمدحه: مقارب في بعاد ليس صاحبه ... يدري على أي ما في نفسه يقع فالصمت من غير عي في سجيته ... حتى يرى موضعاً للقول يستمع لا يرسل القول إلا في مواضعه ... ولا يخف إذا حل الحبى الجزع وله: لست في العير يوم عير أبي سف ... يان تباً لكم بهِ من عير لا ولا في النفير يوم قريش ... حين جدت وأزمعت في النفير إنما أنت طالع في طريق ال؟ ... مجد تجري بطالع مستدير الفرج بن سعد الطائي. محدث ضعيف الشعر. قال قصيدة طويلة ذكر فيها أنه رأى الجن في منامه وأنهم سألوه عن أشياء من غريب الكلام وأجابهم بتفسير ما سألوه عنه، أولها: طرقتني تحت الظلام قواف ... بعد وهن محبوكة محكمات فرسان العمي محدث متأخر. قال يرد على ابن الرومي قصيدته الجيمية التي رثى فيها يحيى بن عمر العلوي بقصيدة أولها: حييت ربع الصبا والخرد الدعج ... الآنسات ذوات الدل والغنج فقال فيها: وفائل الرأي أبدى الكف صفحته ... وأظهر الرخض ملعون أخى هوج يهجو صفي رسول الله مبتدئاً ... بلفظ سوء ضعيف أسره سمج قد سود الله بعد القلب صورته ... فوجهه مظلم الأمطار كالسبج

حرف القاف

حرف القاف باب ذكر من اسمه قيس النابغة الجعدي اسمه قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيع بن جعدة ابن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. هكذا نسبه أبو عبيدة وابن الكلبي ومحمد بن سلا ولقيط وأكثر أهل العلم. وقال القحذمي: اسمه حيان ابن قيس بن عبد الله بن وحوح بن عدس بن ربيعة بن جعدة. يكنى أبا ليلى وكان شاعراً مفلقاً طويل البقاء في الجاهلية والإسلام وكان أكبر من النابغة الذبياني وبقي بعده بقاءً طويلاً وهو أحد المعمرين يقال إنه عاش من العمر مائتي سنة وقيل أقل من ذلك وكف بصره بعد أن أسلم وحسن إسلامه وبلغ إلى فتنة ابن الزبير ومات بأصفهان. وهو أحد نعات الخيل روي أنه لما أنشد النبي صلى الله عليه وسلم: بلغنا السماء مجدنا وجدودنا ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهراً قال له: أين المظهر يا أبا ليلى؟ فقال الجنة. قال أجل إن شاء الله تعالى. قال ثم أنشدته: فلا خير في حلم إذا لم تكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدرا ولا خير في جهل إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا قال النبي صلى الله عليه وسلم: أجدت لا يفضض الله فاك. قال فيقال إنه بلغ عشرين ومائة سنة لم تسقط له سن. وهو القائل: الحمد لله لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلما وتروى لأمية بن أبي الصلت والصحيح أنها للنابغة وكان في صحابة علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وله مع معاوية أخبار. وهو القائل لعقال بن خويلد العقيلي يحذره أن يصيبه في ظلمه ما أصاب كليب وائل في تعديه: كليب لعمري كان أكثر ناصراً ... وأيسر جرماً منك ضرج بالدم قيس بن الخطيم واسمه ثابت بن عيدي بن عمرو بن سواد بن ظفر وهو كعب بن الخزرج بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن الأوس بن حارثة ابن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن ابن الأزد. وقيس يكنى أبا يزيد وكان مقرون الحاجبين أدعج العينين أحم الشفتين براق الثنايا حسن الصورة. شاعر مجيد فحل ومن الناس من يفضله على حسان شعراً وقال حسان: إنا إذا نافرتنا العرب فأردنا أن نخرج الحبرات من شعرنا أتينا

بشعر قيس بن الخطيم. وقدم قيس على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فعرض عليه الإسلام فقال: إني لأعدم أن الذي تأمرني به خير مما تأمرني به نفسي وفيها بقية من ذاك فأذهب فأستمتع من النساء والخمر وتقدم بلدنا فأتبعك. فقتل قبل أن يتبعه صلى الله عليه وسلم. وهو القائل: متى ما تقتد بالباطل الحق يأبه ... وإن قدت بالحق الرواسي تنقد إذا ما أتيت الأمر من غير بابه ... ضللت وإن تأته من الباب تهتد وله: وإني لدى الحرب العوان موكل ... بتقديم نفس ما أريد بقاءها وله: وكل شديدة نزلت بقوم ... سيأتي بعد شدتها رخاء قيس بن رفاعة الواقفي من بني واقف بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس أدرك الإسلام فأسلم وكان أعور. وهو القائل: أنا النذير لكم مني مجاهرةً ... كيلا يلام على نهي وإنذار وإن عصيتم مقالي اليوم فاعترفوا ... إن سوف تلقون حرباً ظاهر العار لترجعن أحاديثاً وملعبةً ... لهو المقيم ولهو المدلج الساري من كان في نفسه عوجاء يطلبها ... عندي فإني له رهن بأصحار أقيم عوجته إن كان ذا عوج ... كما يقوم قدح النبعة الباري وصاحب الوتر ليس الدهر يدركه ... عندي وإني لدراك بأوتار من يصل ناري بلا ذنب ولا ترة ... يصل بنار كريم غير غدار وله: وأنبئت أخوالي أداروا نقيصتي ... بشعواء فيها ثامل السم منقعاً سأركبها فيكم وأدعي مفرقاً ... وإن شئتم من بعد كنت مجمعاً قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض. كان شريفاً حازماً ذا رأي وكانت عبس تصدر في حروبها عن رأيه وهو صاحب داحس وهي فرسه. راهن حذيفة بن بدر الفزاري فصار آخر أمرهما إلى القتال والحرب. وكان أبوه زهير أبا عشرة وأها عشرة وعم عشرة وقاد غطفان كلها ولم تجتمع على أحد قبله في جاهلية ولا إسلام، وكان قيس أحمر أعسر أيسر بكر بكرين هو القائل في قتل حذيفة بن بدر وبنو عبس تولت قتله: أظن الحلم دل عليّ قومي ... وقد يستجهل الرجل الحليم ومارست الرجال وما رسوني ... فمعوج عليّ ومستقيم ليس قوله: وقد يستجهل الرجل الحليم بمعنى ينسب إلى الجهل وإنما هو بمعنى

يستخرج الجهل من الحليم. يريد أن حلمه جرأ عليه قومه فتوعدهم بقوله وقد يستدعي الجهل من الحليم وله: قتلت بإخوتي سادات قومي ... وهم كانوا الأمان على الزمان فإن أك قد شفيت بذاك قلبي ... فلم أقطع بهم إلا بناتي قيس بن المكشوح بن عبد يغوث المرادي والمكشوح اسمه هبيرة. وكان قيس سيد قومه وهو ابن أخت عمرو بن معدي كرب. ولما ظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمرو بن معدي كرب: يا قيس أنت سيد قومك وقد ذكر أن رجلاً من قريش يقال له محمد ظهر بالحجاز يقول إنه نبي فانطلق بنا إليه حتى نلقاه وبادر فروة بن مسيك لا يغلبك على الأمر، فأبى قيس ذلك وسفه رأيه وعصاه، فلما قدم فروة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلم بعثه على صدقات من أسلم من قومه. وقيس هو القائل لعمرو بن معدي كرب وكانا متباغضين: كلا أبوي من عم وخال ... كما أبنيته للمجد نام ولو لاقيتني لاقيت قرنا ... وودعت الحبائب بالسلام لعلك موعدي ببني زبيد ... وما جمعت من نوكي لئام ابن عنقاء الفزاري وهي أمه واسمه قيس ابن بجرة وقيل عبد قيس ابن بجرة من بني شمخ بن فزارة ثم من بني ناشب. عاش في الجاهلية دهراً وأدرك الإسلام كبيراً وأسلم وله مع عامر بن الطفيل خبر وهو القائل: فأما تريني واحداً باد أهله ... توارثه مل أقربين الأباعد فإن تميماً قبل أن تلبد الحصى ... أقام زماناً وهو في الناس واحد وله يمدح عميلة الفزاري: رآني على ما بي عميلة فاشتكى ... إلى ماله حالي اسر كما جهر أتاني فآساني ولو ضن لم ألم ... على حين لا باد يرجى ولا حضر غلام رماه الله بالحسن يافعاً ... له سيمياء لا تشق على البصر كأن الثريا علقت في جبينه ... وفي جيده الشعري وفي وجهه القمر إذا قيلت الفحشاء أغضى كأنه ... ذليل بلا ذل ولو شاء لانتصر

قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد بن الحارث وهو مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تمميم. ومقاعس هو أبو صريم وعبيد وربيع بنو الحارث وسمي مقاعساً لأن بني سعد لما تحالفوا تقاعس الحارث عن الحلف. ولقب قيس البدغ وهو الواطئ في خرئه. وكان سيداً جواداً ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم فأسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا سيد أهل الوبر. واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم فأسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا سيد أهل الوبر. واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على صدقات قومه وهو ممن حرم الخمر على نفسه في الجاهلية لأنه سكر فعبث بذي محرم له وهو القائل: إني امرء لا يطبى حسبي ... دنس يؤنبه ولا أفن من منقر في بيت مكرمة ... والأصل ينبت حوله الغصن خطباء حين يقول قائلهم ... بيض الوجوه مصاقع لسن لا يفطنون لعيب جارهم ... وهم لحسن حديثه فطن وأوصى عند وفاته بوصية حسنة مشهورة يقول في آخرها: إنما المجد ما بنى والد الص؟ ... ق وأحيا فعاله المولود وكمال المجد الشجاعة والحل ... م إذا زانه عفاف وجود قيس بن ثعلبة القبيلة وثعلبة هو الحصن بن عكابة بن صعب بن علي ابن بكر بن وائل. وقيس هو القائل في رواية أبي تمام الطائي: دعوت بني قيس إلي فشمرت ... خناذيذ من سعد طوال السواعد إذا ما قلوب القوم طارت مخافةً ... من الموت أرسوا بالنفوس المواجد إذا أجمحت حرب بهم جمحوا لها ... ولم يقصروا دون المدى المتباعد قيس بن مسعود بن قيس بن خالد بن عبد الله ذي الجدين بن عمرو ابن الحارث بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان. هو أبو بسطام بن قيس وذو الجدين هو عبد الله بن عمرو في رواية أبي عبيدة وذو الجدين يعنى به ذو الحظين. وقيس شريف فاضل وابنه بسطام أحد فرسان الجاهلية المشهورين. وكان قيس عاملاً لكسرى هرمز بن أبرويز على طف العراقين والأبلة ولجده يقول طرفة بن بالعبد: فلو شاء ربي كنت قيس بن خالد ... ولو شاء ربي كنت عمرو بن مرثد وكان قيس بن مسعود ضمن لكسرى أحداث بكر بن وائل فتعبثت بكر بأصحاب

كسرى فحبسه بإيوان حلوان حتى مات في حبسه. ويقال إن الحارث بن وعلة الذهلي وجماعة معه أغاروا على نواحي السواد فبعث كسرى إلى قيس فقال غررتني من قومك ثم حبسه بساباط وأقبل كسرى على تعبئة الجيوش ليوم ذي قار. فقال قيس ينذر قومه: ألا ليتني أرشو سلاحي وبعلتي ... لأن تعلم الأنباء والعلم وائل فأوصيكم بالله والصلح بينكم ... لينطق معروف ويزجر جاهل وصاة امرئ لو كان فيكم أعانكم ... على الدهر والأيام فيها الغوائل وإياكم والطف لا تقربنه ... ولا الماء إن الماء للقود واصل الطف جوانب العراق. يقول لا تدنوا منه فتقاد إليكم الخيل. أبو جبيل البرجمي قيس بن خفاف. أتى حاتم بن عبد الله الطائي يسأله حمالة فأنشده: حملت دماءً للبراجم جمةً ... فجئتك لما أسلمتني البراجم وقالوا سفاهاً لو حملت دماءنا ... فقلت لهم يكفي الحمالة حاتم متى آته فيها يقل لي مرحباً ... وأهلاً وسهلاً أخطأتك الأشائم فيحملها عني وإن شئت زادني ... زيادة من حلت عليه المكارم يعيش الندى ما عاش في الناس حاتم ... وإنمات كانت للسخاء مآتم فقال حاتم وحمله عنه: أتاني البرجمي أبو جبيل ... لهم في حمالته طويل قيس بن الحدادية الخزاعي والحدادية أمه وهي من بني حداد من كنانة وقوم يجعلونها من حداد محارب، وحداد بالضم من كنامة وحداد بالكسر من محارب، وهو قيس بن عبيد بن أصرم بن ضاطر بن حبشية بن سلول، وهو شاعر قديم كثير الشعر له مع عامر بن الظرب العدواني حديث. وقيس هو القائل: قالت وعيناها تفيضان عبرة ... بنفسي بين لي متى أنت راجع فقلت لها والله يدري مسافر ... إذا أضمرته الأرض ما الله صانع ويروى: فقلت لها والله ما من مسافر ... يحيط بعلم الله ما الله صانع ومنها: ولا يسمعن سري وسرك ثالث ... ألا كل سر جاوز اثنين شائع وله: هل الأدم كالآرام والزهر كالدمى ... معاودتي أيامهن الصوالح

باب ذكر من اسمه قران

زمان سلاحي بينهن شبيبتي ... لها سائق في سيبهن ورامح فأقسمن لا يسقينني قطر مزنة ... لشيبي ولو سالت بهن الأباطح قيس بن العيزارة الهذلي. والعيزارة أمه وهو قيس بن خويلد بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة. أسرته فهم وأخذ تأبط شراً سلاحه ثم أفلت قيس وقال: لعمرك أنسى. روعيت بوم اقتد ... وهل تتركن نفس الأسير الروائع غداة تناجوا ثم قاموا وأجمعوا ... بقتلى سلكي ليس فيها تنازع وقالوا عدو مسرف في دمائكم وهاج لأعراض العشيرة قاطع وقالوا له البلقاء أو ل وهلة ... وأفراسها والله عني يدافع البلقاء ناقة أو حجر. وقد أمرت بي ربتي أم جندب ... لأقتل لا يسمع بذلك سامع سرا ثابت بزي دميماً ولم أكن ... شللت عليه شل مني الأصابع ثابت هو تأبط شراً، سرا نزع عنه سيفه. أعشى بني أسد اسمه قيس بن جبرة بن قيس بن منقذ بن طريف ابن عمرو بن قعين جاهلي. وهو جد عبد الله بن الزبير بن الأشيم بن الأعشى الشاعر الأسدي وكان قيس الأعشى شاعراً مذكوراً معروفاً. قيس بن هلال بن سعد بن حبال بن نصر بن غاضرة بن مالك ابن ثعلبة بن دودان بن أسد وهو فارس ذات الحلال. أغار على إبل النعمان ابن المنذر وقال: إني امرؤ جر لبيتي أمكن ... لم يستطع قتلي ولا إيثاقي عارق أجا الطائي اسمه قيس بن جروة بن سيف بن مالك بن عمرو ابن أمان. باب ذكر من اسمه قران قران الأسدي....سليك بن السلكة وإقدامه وجرأته: لزوار ليلى منكم آل برثن ... على الهول أمضى من سليك المقانب يزورونها ولا أزور نساءهم ... الهف بأولاد الإماء الحواطب وله: جزى الله عنا مرة اليوم ما جزى ... شرار الموالي حين يجزي المواليا إذا ما رأى من عن يميني أكلباً ... عوين عوى مستحلباً عن شماليا

ويسألني أن كيف حالي بعده ... على كل شيء ساءه الدهر حاليا فحالي إني قد حللت ببلدة ... اصبت بها داراً لأهلي وماليا وحالي إني سوف أهدي له الخسا ... وأمشي له المشي الذي قد مشى ليا قران الضبي. قال ثعلب: هو قران بن رؤبة. وقال غيره هو قرانة ابن غوية الضبي، وقيل اسمه قراد بن غوية وأثبتها عندي قرانة بن غوية بن سلمى بن ربيعة بن زبان بن عامر بن ثعلبة الضبي. كان جواداً شاعراً جاهلياً. قال: ألا ليت شعري ما يقول مخارق ... إذا جاوب الهام المصيح هامتي ودليت في زوراء يسفى ترابها ... علي طويلاً في ثراها إقامتي وقالوا ألا لا يبعدن اختياله ... وصولته إذا القروم تسامت اختياله من الخيلاء، والقروم السادات، وتسامت من السمو وهو العلو. وما البعد إلا أن أكون مغيبا ... عن الناس مني نجدتي وقسامتي أيبكي كما لو مات قبلي بكيته ... ويشكر لي بذلي له وكرامتي وكنت له عماً لطيفاً ووالداً ... رؤوفاً وأماً مهدت فأنامت وله: لعمرك ماخشيت على أبي ... متالف بين قو والسلي ولكني خشيت على أبي ... جريرة رمحه في كل حي فتى الفتيان محلول بمر ... وأمار بإرشاد وغي باب ذكر من اسمه قراد قراد بن حنش بن عمرو بن عبد الله بن عبد العزى بن صبيح بن سلامه بن الصارد بن مرة جاهلي من شعراء غطفان المشهورين وهو قليل الشعر جيده. قال أبو عبيدة: كانت غطفان تغير على شعره فتأخذه وتدعيه منهم زهير بن أبي سلمى ادعى الأبيات التي أولها: إن الرزيئة لا رزيئة مثلها ... ما تبتغي غطفان يوم أضلت وهي لقراد بن حنش. وله يمدح شيبان بن عمرو بن جابر الفزاري: إذا بادروه المجد أربى عليهم ... يسجل حتى استفرغ المجد مترعا هم النازلون الثغر قدام قرمهم ... يعدون للأعداء سماً مسلعا

وله فيهم: فوارس كالنيران يحمون نسوة ... عقائل لم تدنس بيض المحاجر ظعائن إن ينسبن ينسبن للذرى ... لبدر بن عمرو أو لعمرو بن جابر تعودن أن يعبأن مسكاً وعنبراً ... ذكياً وما عودن نسج الغرائر قراد بن حنيفة التميمي. من بني مالك بن زيد بن عبد الله بن دارم جاهلي تزوج امرأة طلقها حاجب بن زرارة وقال: طلق حاجب في غير شيء ... حليلته ليخلفه قراد فأصبح زوجها منها بعيداً ... مكان السيف من طرف الغماد فتهدده حاجب وأخوه عمرو وقال قراد: تمنى حاجب وأخوه عمرو ... لقائي بالمغيب ليقتلاني فما أجرمت شيئاً غير أني ... ذكرت حيال مكملة حصان يخوفنيكما عمرو بن قيس ... كأني من طهية أو أبان ولو لم يخش غيركما عدو ... لأصبح آمناً صعب المكان قراد بن أجدع الكلبي. من بني الحذاقية جاهلي يقول للنعمان بن المنذر في خبر له مع رجل من يشكر سب النعمان ويقال قالها ابن قراد بن أجدع: نطق اليشكري منا فأبدى ... فرقاً من مصمم هندواني ثم ثنى بمثله إذ رأى المو ... ت عياناً في لحظة النعمان فتلافته رحمة من مليك ... ذي بهاء وارى الزناد هجان فله الويل كيف ساغ له القو ... ل مجداً أو مازحاً باللسان قراد السدوسي من شعراء البحرين يقول: فمن مبلغ شيبان أن سيوفنا ... حداد وإن عادوا فهن حدائد قراد بن عباد ذكره أبو تمام في حماسته ولم ينسبه. يقول: فآخ لحال السلم من شئت واعلمن ... بأن سوى مولاك في الجور أجنب ومولاك مولاك الذي إن دعوته ... أجابك طوعاً والدماء تصبب فلا تخذل المولى فإن كنت ظالماً ... فإن به تثأى الأمور وترأب

ذكر من اسمه القعقاع

باب ذكر من اسمه القعقاع القعقاع بن درماء الكلبي. ودرماء جدته وهي من بني عقفان بن حارثة بن سليط بن يربوع. وهو القعقاع بن حريث بن الحكم بن ساردة بن محصن بن جابر بن كعب بن عليم بن جناب بن هبل بن كلب بن وبرة. ودرماء هي أم مصن فغلبت على ولده. والقعقاع جاهلي ولد بمرو. وهو القائل يرثي عدي بن جبلة: هد النعاةُ بسحرةٍ ظهري ... فكأنني دنف من الوقر أعدي حمال المئين ومت ... راع الإناءِ وسابئ الخمر ولربّ قوم سوفَ يحبسهم ... مبقاك أمس بمحبس أصر وله: أتعرف منزلاً بين المنقى وبين مجر نائلة القديم نائلة هي الزباء بنت عمرو بن الظرب من العماليق وهي الملكة قاتلة جذيمة الأبرش وقتلها ابن أخت جذيمة وهو عمرو بن عدي اللخمي مالك الحيرة وأبو ملوكها وكانت منازل الزباء وديارها على الفرات. القعقاع بن شبث الثيهودي أحد بني قينقاع جاهلي يقول: إن تسألي جحجبا وإخوتها ... تخبرك أني من خيرهم نسباً ينمى إلى الصيد من رفاعة وال ... أخيار منهم إن حصلوا سببا القعقاع بن ربيعة القشيري وهي أمه وهو شاعر معروف. القعقاع بن خليد بن جزء بن الحارث بن زهير العبسي. كان يصاول عمر ابن هبيرة تصاول الفحلين فعمل عمر من قبل ح بابة جارية يزيد بن المهلب في ولايته العراق وكان منقطعاً إليها فلما ماتت قال القعقاع: هلم فقد ماتت حبابةُ سامني ... بنفسك تغمرك الذرى والكواهلُ أغرك إنكانت حبابة مرةً ... تميحك فانظر كيفما أنتَ فاعل فأقسم لولا أن فيك مغالةً ... وبخلاً وغدراً سودتك القبائل رأيتك ترمي كل يوم وليلة ... مقاتلنا عمداً كأنك جاهل فليتك كنتَ اليوم في الرحم حيضةً ... وليتك لم تعطفْ عليك القوابل وكان القعقاع مع مسلمة بن عبد الملك بالقسطنطينية فكتب إلى الوليد ابن عبد الملك أبياتاً يشكو فيها ما نالهم من الجهد يقول فيها: أكلنا لحوم الخيل رطباً ويابساً ... وأكبادنا من أكلنا الخيل تقرح

ذكر من اسمه قطن

القعقاع بن شور الربعي الذهلي كوفي يقول: إن من يطلبُ القتولَ وإن جر ... تْ له الخيل فارغ مشغول حرة الوجه والمقلة تجلو ... عن ثنايا يلذها التقبيل وفيه يقول بعض الكوفيين: وكنت جليس قعقاع بن شور ... ولا يشقى بقعقاع جليس القعقاع بن توبة العقيلي ثم الخويلدي إسلامي. يقول في مغاورة كانت بينهم وبين بني الحارث بن كعب: لا أصلح الله حالي إن أمرتكم ... بالصلح حين تصيبوا آل شداد حتى يقال لواد كان مسكنكم ... قد كنت قدماً تعمر أيها الوادي القعقاع بن غالب النمري من بني زيد بن واسع أعرابي محدث يقول: فما ضيغم شثن البراثن شدقم ... يغنيه جنان الفلاة وبومها إذا مر نصف الليل صبرهمه ... تقنص أفراد الرجال يضيمها بأمنع مني وسط زيد بن واسع ... عليها ومنها ذائداً من يرومها وله: لقد قال قعقاع وقد شفه الهوى ... بوادي القرى والعين لثق نقابها سقى الله أفيانا على نأي دارها ... إذا نصبت بالمر ملقى قبابها باب ذكر من اسمه قطن قطن بن حارثة العليمي. وفد مع قومه على النبي صلى الله عليه وسلم فأنشده: رأيتك يا خير البرية كلها ... نبت نضاراً في الأرومة من كعب أغر كأن البدر سنة وجهه ... إذاما بدا للناس في حلل العصب أقمت سبيل الحق بعد اعوجاجه ... ورشت اليتامى في السغابة والجدب فروي أن النبي صلى الله عليه وسلم رد عليه خيراً وكتب له كتاباً. قطن بن ربيعة بن أبي سلمى بن منير اليربوعي شاعر إسلامي.

ذكر من اسمه القحيف

باب ذكر من اسمه القحيف القحيف العنبري. ذكره أبو عبيدة وهو بصري. يقول في قتل مسعود ابن عمرو الأزدي وهرب عبيد الله بن زياد عن البصرة: فدى لقوم قتلوا مسعوداً ... واستلبوا يلمعهُ الجديدا واستلأموا ولبسوا الحديدا وله: جاءت عمان دغرى لا صفا ... بكر وجمع الأسد حين التفا القحيف العقيلي وهو ابن حمير بن سليم الندى بن عبد الله بن عوف بن حزن بن خفاجة واسمه معاوية بن عمرو بن عقيل. وهو شاعر مفلق كوفي لحق الدولة العباسية. وله قصيدة قالها في الفتنة عند قتل الوليد بن يزيد أولها: أمن أهل الحجاز هوى نزيع ... ألا سقيا له لو يستطيعُ كأن البين يوم حسرت منه ... دم الحيات أو صبر فظيمعُ وله يرثي يزيد بن الطثرية: ألا تبي سراة بني قشير ... على صنديدها وعلى فتاها أبا المكشوح بعدك من يحامي ... ومن يزجي المطي على وجاها وله من قصيدة ذكر فيها يوم الفلح: ولولا الريح اسمع من بحجر ... صليل البيض تقرع بالذكور باب ذكر من اسمه قتيبة قتيبة بن مسلم بن عمرو بن الحصين بن ربيعة بن خالد بن سيد بن كعب بن قضاعي بن هلال بن عمرو بن سلامان بن ثعلبة بن وائل بن معن بن

ذكر من اسمه القاسم

مالك بن باهلة بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر. الحجاج وتقلد سليمان بن عبد الملك الخلافة قلد يزيد بن المهلب خراسان فخلع قتيبة وكتب إلى سليمان: رمانا سليمان بأمر أظنه ... سيحمله مني على شر مركب رمانا بجبار العراق ومن له ... على كل حمى حد ناب ومخلب فأصبحت للعبد المزوني خالعاً ... وكان أتى قدماً على دين مصعب وكان قتيبة ذا شرف في قومه وتقدم في بلده وكان أديباً عالماً وأهل البصرة يفخرون به وبولده. وهو القائل من أبيات: أبى لي آباء كرام وأول ... أقاموا على ماء الندى فتخوضوا بكل فتى في محضة الحي واضح ... يلوح كما لاح اليماني المفضض قتيبة الحماني لقيه الأصمعي وأخذ عنه. باب ذكر من اسمه القاسم أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف. اسمه القاسم وهو الثبت ويقال لقيط ويقال مهشم. وكان يقال له جرو البطحاء. وكانت عنده زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي أكبر بناته عليه وعليهن الصلاة والسلام. وأبو العاص هو ابن خالة زينب أمه هالة بنت خويلد بن أسد أخت خديجة رضي الله عنها. وهو القائل وخرج إلى الشام فتشوق زينب: ذكرت زينب لما جاوزت إرما ... فقلت سقياً لشخص يسكن الحرما بنت النبي جزاها الله صالحةّ ... وكل بعل سيثنى بالذي علما وتوفي أبو العاص في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة. القاسم بن أمية بن أبي الصلت الثقفي يقول: يا طالب الخيرات عند سراتنا ... أقصد هديت إلى بني دهمان الأكثرين الأطيبين أرومةَ ... أهل الثراء وطيب الأعطان لا ينقرون الأرض عند سؤالهم ... لتلمس العلات بالعيدان بل يبسطون وجوههم فترى لها ... عند السؤال كأحسن الألوان وإذا الحريب أناخ وسط بيوتهم ... رجعوه رب صواهل رقيان فيهم جناحي إن سألت وناصري ... وبهم أقوم ضغن من عاداني

القاسم بن حنبل المري أبو البرج يقول في زفر بن أبي هاشم بن مسعود وراه أبو تمام في الحماسة: أرى الخلان بعد أبي حبيبِ ... بحجر في جنابهم جفاء من البيض الوجوه بني سنان ... لو أنك تستضئ بهم أضاؤوا لهم شمس النهار إذا استقلت ونوْر ما يغيبه العماء هم حلوا من الشرف المعلى ... ومن حسب العشيرة حيث شاؤوا بناة مكارم وأساة كلم ... دماؤهم من الكلب الشفاء فإنا نشكر إن عد بيت ... فطال السمك واتسع الفناء وأما أسه فعلى قديم ... من العادي إن ذكر البناء فلو أن السماء ذنت لمجد ... ومكرمة دنت لهم السماء القاسم بن صبيح القبطي مولى بني عجل. وهو جد أحمد بن يوسف ابن القاسم الكاتب الذي وزر للمأمون. والقاسم يكنى أبا محمد وأصلهم من سواد الكوفة وكان القاسم مع هشام بن عبد الملك ومدحه جماعة من الشعراء الذين كانوا يفدون على هشام منهم أبو النجم ويزيد بن ضبة الثقفي، والقاسم هو القائل: حرق لا تزال تحت الصفاق ... أقرحت بالدموع مني المآقي كلما زين التصبر لي قو ... م من أهل الوداد والإشفاق وألحوا به فرمت اصطباراً ... أخذت لوعة الهوى بالتراقي فيكون الجواب لا تعذلوني ... أي صبر يكون للعشاق وله: ضمير وجد بقلب صب ... ترجم دمع له فشاعا فصار دمعي لسان وجد ... ضيع سري به فذاعا لولا دموعي وفرط حبي ... لم يك سري كذا مضاعا القاسم بن عمر بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب واسمه عمرو بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف ابن ثقيف، ولي اليمن لمروان بن محمد فوثبت الاباضية عليه فأخرجوه فقال: ألا ليتَ شعري هل أدوسن بالقنا ... تبالةَ أو نجرانَ قبل مماتي

وهل أصبحن الحارثين كليهما ... بسم زعاف يقطع اللهوات القاسم بن عبد السلام بن عبد الله بن المجبر بن عبد الرحمن بن عمر ابن الخطاب مدني رشيدي. كان بكار بن عبد الله الزهري أيام تقلده المدينة قد تعبث به فقال القاسم يهجوه ويذكر أن أباه الوردان السندي الحمار ويصف ما كان منه في أمر يحيى بن عبد الله بن حسن: تدعى حواري الرسول تكذبا ... وأنت لوردان الحمير سليل ولولا سعايات بنسل محمد ... لألفى أبوك العبد وهو ذليل ولكنه باع القليل بدنيةٍ ... فظل له وسط الجحيم مقيل فنلتم به مالاً وجاهاً ومنكحا ... وذلك خزي في المعاد طويل القاسم بن سيار الجرجاني الكاتب. كانت بينه وبين الفضل بن سهل حال وكيدة فلما تقلد الفضل لاوزراة لم يلتفت إليه لأنه عرض عليه الشخوص معه إلى خراسان فلم يفعل فكتب إليه القاسم: يا أبا العباس إني ناصح ... لك والنصح لذي الود يسير لا تعدني ليوم صالح ... إن إخوانك في الخير كثير وليوم الشر ما أعددتني ... إن يوم الشر يوم قمطرير هذه السوق التي أملتها ... يا أبا العباس والعمر قصير فوصله وأكرمه وأحسن له. أبو دلف العجلي القائد القاسم بن عيسى بن إدريس بن معقل. شريف شاعر أديب فاضل شجاع جواد. قلده الرشيد وهو حديث السن أعمال الجبل فلم يزل عليها إلى أن توفي سنة خمس وعشرين ومائتين. وهو القائل: في كل يوم أرى بيضاء طالعة ... كأنما نبتت في ناظر البصر لئن قبطعتك بالمقراض عن بصري ... لما قطعتك عن همي وعن فكري وله في جارية: أحبك يا جنان وأنت مني ... مكان الروح من صدر الجنان ولو أني أقول مكان روحي ... خشيت عليك بادرة الزمان لإقدامي إذا ما الخيل كرت ... وهاب شجاعها جر الطعان وله: أمالكتي ردي علي فؤاديا ... ونومي فقد شردته عن وساديا ألا تتقين الله في قتل عاشق ... أمتّ الكرى عنه فأحيا لياليا

القاسم بن يوسف بن القاسم بن صبيح الكاتب القبطي مولى بني عجل ويكنى أبا أحمد وهو أخو أحم بن يوسف الكاتب وزير المأمون. والقاسم شاعر حسن الافتنان في القول وهو أشعر من أخيه أحمد وأكثر شعراً وهو أرثى الناس للبهائم. وله من قصيدة يرثي فيها أخاه: كم خطر الدهر على معشر ... يجر ذيل الشر أو يسحبه يربش قوماً ثم يبريهم ... والعاتب الساخط لا يعتبه نذم دنيانا فقد أفصحت ... بمنطق عريفها تعربه ما تهب اليوم لأبنائها ... من صفة فهي غداً تسلبه وله: إنما الدنيا متاع وإلى الله المجار ... وسبيل كل شيء مر ليل ونهار طروق للمنايا ورواح وابتكار ... خير ما استشعر ذو الرزء عزاء واصطبار القاسم بن طوق بن مالك التغلبي شآم. قال يهجو الفضل بن مروان وقيل إنه هجا بها عبد الله بن طاهر بعد موته: أبا العباس صبراً واعترافاً ... لما يلقى من الظلم الظلوم رزقت سلامة فبطرت فيها ... وكنت تخالها أبداً تدوم لقد ولت بدولتك الليالي ... وأنت ملعن فيها ذميم فبعداً لا انقضاء له وسحقاً ... فغير مصابك الحدث العظيم القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب يكنى أبا محمد حجازي مدني يسكن جبال قدس من أعراض المدينة حسن الشعر جيده. فمن ولده حسين بن الحسن بن القاسم الزيدي صاحب اليمن. والقاسم هو القائل: ونى التهجير والدلج ... وأقصر في الهوى اللجج وطاف بعارضي وضح ... عليه للبلى بهج وعاذلة تعاتبني ... وجنح الليل يعتلج فقلت رويد معتبة ... لكل مهمة فرج أسرك أن أكون ربعت ... حيث الأيم والعرج ذريني خلف قاضية ... تضايق بي وتنفرج إذ أكدى جنى وطن ... فلي في الأرض منعرج وله: عسى مشرب يصفوا فيروي ظميئة ... أطال صداها المنهل المتكدر عسى جابر العظم الكسير بلطفه ... سيرتاح للعظم الكسير فيجبر

عسى صور أمسى بها الجود دافناً ... سيبعثها عدل يقوم ويظهر عسى الله لا تيأس من الله إنه ... يسير عليه ما يعز ويكبر وله: دعيني هديت أنال الغنى ... بيأس الضمير وهجر المنى كفاف امرئ قانع قوته ... ومن يرض بالقوت نال الغنى القاسم بن أحمد الكوفي الكاتب أبو الحسن. كتب إليه عبيد الله بن عبد الله بن طاهر يتشوقه: محبك شاكٍ ولو يستطيع ... أتاك لا عظام حق الصديق فأضحى بقربك مستشفياً ... كذلك قرب الشفيق الشفيق وأطفأت ثائرة الشوق عنه ... كما يطفئ الماء نار الحريق ولكنه وحياة الصديق ... ليس لنهضته بالمطيق فأجابه القاسم: وحق الأمير فحق الأمير ... أعظم لي من جميع الحقوق فما فوق شوقي شوق إليه ... ولا شوق صب عميد مشوق ولو أنني أستطيع الفداء ... لشكوى الأمير الشريف العروق وقيت بنفسي ما يشتكيه ... وكان بذلك عين الحقوق وكتب عبد الله بن المعتز إلى القاسم بن أحمد بعد انقطاع المكاتبة بينهما: بدأتك بالكتاب وأنت لاه ... وحزت عليك فضل الابتداء فصرت الآن أفضل منك وداً ... وكنا قبل ذاك على السواء فأجابه القاسم: بدأت بفضل لم يزل رب مثلها ... فيا مؤثر الحسنى لدى القرب والنائي وما أنا في حبيك إلا مبرز ... وعقدي فيه بالديانة من رائي القاسم بن محمد بن عبد الله النميري أبو الطيب. كان ينادم عبد الله ابن المعتز وكانا يكثران التكاتب بالأشعار فأراد النميري سفراً فكتب إليه عبد الله بن المعتز. صبراً على الهموم والأحزان ... وفرقة الأصحاب والأخوان فإن هذا خلق الزمان فأجابه النميري: يا سيد الكهول والشبان ... إن كنت ذا صبر عن الأخوان فلم تشكى ألم الأحزان ... لكنني كالواله الحيران أشكو افتراقيك إلى الرحمن وللنميري إلى عبد الله بن المعتز

باب أسماء مجموعة في القاف

أتيتك مسروراً فطاب لي الشرب ... ولاقت مناها عندك العين والقلب فجارت علي الكأس حتى هجرتها ... ثلاثة أيام كما أوجب الذنب فأجابه عبد الله: أدام لك الله السرور ودام لي ... بك العيش والنعماء واتصل القرب علام هجرت الكأس إذا جار حكمها ... ولا لهو فيها أن يكون لها الذنب القاسم بن محمد الكرخي أحد الكتاب الأدباء. تقلد الأعمال الجليلة في أيام عبيد الله بن سليمان بن وهب وبعد ذلك وله مع أبي الصفر إبراهيم ابن بلبل أخبار. وكتب القاسم إلى بعض جواريه جواباً عن معاتبة: إني أتوب إليك توبة مذنب ... يخشى العقوبة من مليك منعم إن كنت عاتبةً إليه فأهل أن ... تستعتبي فيما عتبت وتكرمي إن كان أسرف في خلاف هواكم ... فحياؤه يكفيك أن تتكلمي أبو الحسين القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب الكاتب وزير المعتضد بعد أبيه عبيد الله بن سليمان ثم وزر للمكتفي، ومات في سنة تسعين ومائتين وهو القائل في رواية الصولي: كئيب حزين واكف الدمع هامله ... تخونه من آجل البين عاجله جريح صدود اجتماع شفني بعد فرقة ... فجسمي مريض من جوى الصد ناحله ألا أيها القلب الكثير بلابله ... أفق قد عداك النأي ممن تحاوله وكيف يفيق الدهر صب متيم ... علائقه مقطوعة ووصائله وله: يا من ينغص هجرها لذاتي ... ويطول طول صدودها حراتي ومن اغتدت في القلب منها لوعة ... تأتي ووقت زوالها لا يأتي أنت التي ملكت أمري كله ... وغدت بكفك ميتتي وحياتي فإذا غضبت تلفت بعد حياتنا ... وإذا رضيت حييت بعدى وفاتي وله: فديت من أنا منها ... في كل ما أتشهى وأحسن الناس عندي ... شكلاً وقداً وتيها لو أنني رمت صبراً ... عما بقلبي منها لحان يومي وما حا ... ن يوم صبري عنها باب أسماء مجموعة في القاف ثقيف القبيلة واسمه قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن

عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر. وقيل هو قسي بن منبه بن أفصى بن دعمى بن إياد بن نزار بن معد بن عدنان وقالوا هو من بقايا ثمود ونسبه غامض على شرفهم. وثقيف هو القائل في وج وادي الطائف وحفره بيده بالصخر لم يحفره بالحديد: فأرميها بجلمود وترميني بجلمود ... فأحييها وتحييني وكل هالك مود قيل بن عمرو بن الهجيم بن عمرو بن تميم لقبه بليل ويقال بُليل ولقب بذلك بقوله: وذي نسب ناء بعيد وصلته ... وذي رحم بللتها ببلالها قس بن ساعدة الايادي أحد حكام العرب في الجاهلية وزعم كثير من العلماء أنه عمر ستمائة سنة وقد رآه سيد البشر صلى الله عليه وسلم بعكاظ وروى خطبته التي يقول في آخرها: في الذاهبين الأولي ... ن من القرون لنا بصائر لما رأيت موارداً ... للخلق ليس لها مصارد ورأيت قومي نحوها ... يمضي الأكابر والأصاغر لا يرجع الماضي إلي ... ولا من الباقين غابر أيقنت أني لا محالة حيث صار القوم صائر وكان حكيماً خطيباً عاقلاً حليماً له نباهة وفضل. وقد ذكره جماعة من الشعراء في أشعارهم بالحلم والخطابة وضربوا الأمثال به. وقال الأعشى: وأحلم من قس وأجرى من الذي ... بذي الغيل من خفان أصبح حارداً وقال الحطيئة: وأقول من قس وأمضى إذا مضى ... من الرمح إذ مس النفوس نكالها وقال لبيد: وأخلفن قساً ليتني ولعلني ... وأعيا على لقمان حكم التدبر وإنما قال ذلك ليد لقول قس: هل الغيب معطي الأمن عند نزوله ... بحال مسيء في الأمور ومحسن وما قد تولى فهو لا شك فائت ... فهل ينفعني ليتني ولعلي ولقس من أبيات: يا ناعي الموت والأموات في جدث ... عليهم من بقايا بزهم خرق دعهم فإن لهم يوماً يصاح بهم ... كما ينبه من نوماته الصعق قردة بن نفاثة السلولي بن عمرو بن ثوابة بن عبد الله بن منبه بن عمرو بن مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازان. وولد مرة بن صعصعة أمهم سلول فغلبت عليهم. ووفد قردة على النبي صلى الله عليه وسلم وهو القائل:

بان الشباب فلم أحفل به بالا ... وأقبل الشيب والإسلام إقبالا وقد أروي نديمي من مشعشعة ... وقد أقلب أوراكاً وأكفالا والحمد لله إذ لم يأتني أجلي ... حتى لبست من الإسلام سربالا هذا البيت الأخير يروى للبيد بن ربيعة. القمقام بن العباهل بن ذي سحيم بن العزير وهو تبع الثاني أو الثالث ملك حضر موت واليمن وهو القائل: منع البقاء تقلب الشمس ... وطلوعها منحيث لا تمسي تبدو لنا بيضاء واضحة ... وتغيب في صفراء كالورس اليوم تعلم ما يجيء به ... ومضى بفضل قضائه أمس وقد رويت هذه الأبيات لأسقف نجران. قد بن مالك بن حبيب بن ربيع بن أربد بن مالك بن ذؤيبة بن والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد وله يقول النابغة: ولرهط حراب وقد سورة ... في المجد ليس غرابها بمطار وقد هو القائل من أبيات أنشدها الفراء: لعمر أبيك يا سلم بن هند ... لقد لاقيت منك الأقورينا كأن جرادة صفراء طارت ... بأحلام الغواضر أجمعينا القسقاس جاهلي يقول لإياس بن سعد بن عبيد بن الحارث بن سيار: ومازاحم الأقوام عند ملمة ... بكبة جري من صلادمة قرح كأصعر حمال المئين الذي به ... ترى الأمر تم الله في كل منسرح فسمي إياس الأصعر. قرواش بن حوط بن أنس بن صرمة بن زيد بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن ضبة جاهلي قال يخاطب رجلين توعداه: غضا الوعيد فما أكون لموعدي ... قنصاً ولا أكلاً له متحضما ضبعاً مجاهرة وليثا هدنه ... وثعيلبا خمر إذا ما أظلما الخمر كل ما واراك وسترك. لا تسأما لي من دسيس عداوة ... أبداً فليس بمشمي أن تسأما قتب بن حصن من بني شمخ بن فزارة قال في رواية عمر بن شبة يذكر رجلاً ورويت لغيره:

الا أيها الناهي فزارة بعدما ... أجدت لغزو إنما أنت حالم وقد قلت للقوم الذين تروحوا ... على الجرد في أفواههنّ الشكائم قفوا وقفة من يحي لا يخز بعدها ... لتسلم مما بعد ذلك سالم قسام بن رواحة السنبسي يقول: لبئس نصيب القوم من أخويهم ... طراز الحواشي واستراق النواضح الحواشي صغار الإبل يريد بذلك العوض أن تساق صغار إبل القاتل بدلاً من المقتول. وما زال من قتلي رزاح بعالج ... دم ناقع أو جاسد غير ما صح دعا الطير حتى أقبلت من ضرية ... دواعي دم مهراقة غير نازح عسى طيء من طيء بعد هذه ... ستطفئ غلات الكلى والجوانح قيسبة بن كلثوم الكندي يقول: تالله لولا انكسار الرمح قد علموا ... ما وجدوني كليلاً كالذي وجدوا قد يخطم الفحل كسراً بعد عزته ... وقد يرد على مكروهه الأسد القلاخ العنبري بصري مخضرم وعمر في الإسلام عمراً طويلاً. والقلاخ مأخوذ من القلخ وهو رغاء من البعير فيه غلظ وجشة وأحسبه لقباً والله أعلم. وله مع معاوية بن أبي سفيان خبر يذكر فيه أنه ولد قبل مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه رأى أمية بن عبد شمس بعد ما ذهب بصره يقوده عبد أفيحج من أهل صفورية يقال له ذكوان..فقال له معاوية مه ذاك ابنه ذكوان. فتراجعا في ذلك فقال القلاخ: يسائلين معاوية بن هند ... لقيت أبا شلالة عبد شمس فقلت له رأيت أباك شيخاً ... كبيراً ليس مضروباً بطمس يقود به أقيحج عبد سوء ... فقال بل ابنه وكذيل لبسي وبقي إلى أن تزوج يحيى بن أبي حفصة بنت مقاتل بن طلبة بن قيس ابن عاصم ومهرها ثيابا. هم (مجد) تصول به معد ... وليس له إذا عد افتخار حس له يدعو نزاراً ... لعمرك لا تقربه نزار

حرف الكاف

حرف الكاف باب ذكر من اسمه كعب كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر. يقال إنه أول من قال أما بعد. وتروى له قصيدة بشر فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم رواها أبو سلمة بن عبد الرحمن: نهار وليل كل أوب وحادث ... سواء علينا سدفة وسفورها يؤوبان بالأحداث حتى تأوبا ... وبالنعم الضافي علينا ستورها صروف وأنباء تغلب أهلها ... لها عقة ما يستحل مريرها على غفلة يأتي النبي محمد ... فيخبر أخباراً صدوقاً خبيرها ثم قال وايم الله لو كنت فيها ذا سمع وبصر ويد ورجل لتنصبت فيا تنصب الجمل ولأرقلت فيها أر قال الفحل. ثم قال: يا ليتني شاهد فجواء دعوته ... حين العشيرة تبغي الحق خذلانا وبين موت كعب بن لؤي وبين الفيل خمسمائة سنة وعشرون سنة. كعب بن سعد بن عمرو بن عقبة أو علقمة بن عوف بن رفاعة الغنوي. أحد بني سالم بن عبيد بن سعد بن كعب بن جلان بن غنم بن غني ابن أعصر. ويقال له كعب الأمثال لكثرة ما في شعره من الأمثال. ومرثيته التي أولهاك تقول سليمى ما لجسمك شاحباً ... كأنك يحميك الشراب طبيب إحدى مراثي العرب المشهورة يرثي بها أخاه أبا المغوار وفيها: لقد كان أما حلمه فمروح ... علينا وأما جهله فعزيب أخي ما أخي لا فاحش عند بيته ... ولا ورع عند اللقاء هيوي هوالعسل الماذي حلماً ونائلاً ... وليث إذا يلقى العدو غضوب وختمها بقوله: لعمر ما إن البعيد الذي مضى وإن الذي يأتي غداً لقريب وله: اعص العواذل وارم الليل عن عرض ... بذي سبيب يقاسي ليله خببا حتى تمول يوماً ويقال فتى ... لاقى التي تشعب الفتيان فانشعبا هذان البيتان قد غرا خلقاً كثيراً يتمثل بهما الرجل ثم يمضي على وجهه فيقتل ألف قبل أن يتمول واحد؛ وله في رواية أبي عيينة المهلبي: يا رب ما يخشى ولا يضير ... يوماً وقد ضاقت به الصدور

وله في روايته أيضاً: ما لام نفسي مثل نفسي لائم ... ولا سد فقري مثل ما ملكت يدي كعب بن مالك بن أبي بن كعب ويقال كعب بن مالك بن أبي بن كعب بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج. وكعب بن مالك يكنى أبا عبد الله وهو شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات في خلافة علي بن أبي طالب بعد أن كف بصره. وهو أحد السبعين الذين بايعوا بالعقبة رحمهم الله تعالى وشهد المشاهد كلها إلا بدراً. وهو القائل ويقال إنه أفخر بيت قالته العرب: ويبئر بدر إذ يرد وجوههم ... جبريل تحت لوائنا ومحمد وله: ونصل السيوف إذا قصرن بخطونا ... قدماً ونلحقها إذا لم تلحق روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا كعب ما نسي ربك أو ما كان ربك نسياً بيتاً قلته. قال كعب وما هو يا رسول الله. فقال: أنشده يا أبا بكر. فأنشده: زعمت سخينة أن ستغلب ربها ... وليغلبن مغالب الغلاب ويروى: همت سخينة أن تغالب ربها. وله: يا هاشماً إن الإله حباكم ... ما ليس يبلغه اللسان المقصل قوم لأصلهم السيادة كلها ... قدماً وفرعهم النبي المرسل بيض الوجوه ترى بطون أكفهم ... تندى إذا غبر الزمان الممحل كعب بن زهير بن أبي سلمى. قد تقدم نسب أبيه وكعب يكنى أبا عقبة وقيل هو أبو المضرب وكان كعب شاعراً فحلاً مجيداً وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أهدر دمه لأبيات قالها لما هاجر أخوه بجير بن زهير إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهرب. ثم أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً فأنشده في المسجد قصيدته التي أولها: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول. فيقال إنه لما بلغ إلى قوله: إن الرسول لسيف يستضاء به ... مهند من سيوف الله مسلول أشار رسول اله صلى الله عليه وسلم بكمه إلى من حواليه من أصحابه أن يسمعوا وفيها يقول: كل ابن أنثى وإن طالت سلامته ... يوماً على آلة حدباء محمول نبئت إن رسول الله أوعدني ... والعفو عند رسول الله مأمول وأسلم فأمنه النبي صلى الله عليه وسلم ومدحه بقوله: ويروى لأبي دهبل:

تحمله الناقة الأدماء معتجراً ... بالبرد كالبدر جلى ليلة الظلم وفي عطافيه مع أثناء ريطته ... ما يعلم الله من دين ومن كرم كعب بن اِلأشرف الطائي اليهودي. أمه من بني النضير وكان سيداً فيهم ويكنى أبا ليلى. بكى أهل بدر من المشركين وشبب بنساء النبي صلى الله عليه وأصحابه وأزواجه وسلم وبنساء المسلمين. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة ورهطاً معه من الأنصار فقتلوه ليلاً. وهو القائل: رب خال لي لو أبصرته ... سبط المشية آباء أنف لين الجانب في أقربه ... وعلى الأعداء سم كالزعف ولنا بئر رواء عذبه ... من يردها بإناء يغترف ونخيل في تلاع جمة ... تخرج التمر كأمثال الأكف كعب بن حذيفة بن شداد بن معاوية ذي الرجالة بن كعب بن معاوية بن فارس الهزار بن عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة جاهلي وهو جد ليلى الأخيلية بنت عبد الله بن عب بن حذيفة وسميت الأخيلية بقولها ويقال بقول جدها كعب بن حذيفة: نحن الأخايل ما يزال غلامنا ... حتى يدب على العصا مذكوراً تبكي الرماح إذا قطرن أكفاً ... جزعاً ويعلمها الرقاق نحورا والسيف يعلم أننا إخوانه ... حران إذ يلقى العظام تبورا ولنحن أوثق في صدور نسائكم ... منكم إذا بكر الصراخ بكوراً كعب بن أسد بن سعيد القرظي اليهودي من بني قريظة جاهلي له مع قيس بن الخطيم في يوم بعاث مناقضات. وله يقول كعب: لا تعدم الأوس منا في مواطنها ... ناباً لمن نابها في الحرب ميمونا لا نستخف إذا كان الصباح ولا ... تعطي السوابغ إلا أهلها فينا وله: إني زعيم لئن لم يجتنب سخطي ... أن تزهق الساق يوماً نعله زللا في مأقط يبتلى أهل الحفاظ به ... ويحشد الجهد فيه الواني الوكلا وإن أراد اعتراضاً دون ذي حرم ... فلن أحمله إلا الذي احتملا كعب بن الحارث الغطيفي جاهلي. أغار على بني عامر بن صعصعة بالعرقوب فقتل وسبى وقال:

لقد علم الحيان كعب وعامر ... وحيا كلاب جعفر ووجيدها بأنا لدى العرقوب لم نسأم الوغى ... وقد قلقت تحت السروج لبودها تركنا على العرقوب والخيل عكف ... أساود قتلى لم توسد خدودها كذلك ناشينا وصبر نفوسنا ... ونحن إذا كنا بأرض أسودها كعب بن الرواع الأسدي وهي أمه، وهو أحد بني حيي بن مالك. وهو وأخوه مرة بن الرواع من قدماء شعراء بني أسد. وكعب القائل من قصيدة: ذكر ابنة العرجيَّ فهو عميد ... شغفاً شغفت به وأنت وليد ويخالها المرح السفيه تحية ... ونوالها غير الحديث بعيد كعب بن أبي نمير بن عوف بن عامر بن عقيل جاهلي يقول في يوم من أيامهم: وعبد الله طاعن ثم عرى ... لسبرة حد مأثور يماني هدمت به بيوت بني ذؤيب ... فأضحوا مقصرين من الجفان ونحن إذا عطفن بني عقيل ... لنا دعوى مبينة المكان عطفن يعني الخيل إذا كررن بعد الهزيمة. كعب بن الأجدم الكناني جاهلي يقول: فطنته نجلاء مزبدة ... تأتي الأساة بأبتر القصب كعب بن جعيل بن عجرة بن قمير بن ثعلبة بن عوف بن مالك وقيل هو كعب بن جعيل بن قمير بن عجرة بن عوف بن مالك بن بكر بن حبيب ابن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل إسلامي شاعر مفلق في أول الإسلام وهو أقدم من الأخطل والقطامي وقد لحقا به وكانا معه وهو شاعر معاوية بن أبي سفيان وأهل الشام يمدحهم ويرد عنهم ويرثي موتاهم ويذم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وشهد مع معاوية صفين وفخر بذلك في أشعاره وهو القائل: ندمت على شتم العشيرة بعدما ... مضى واستتبت للرواة مذاهبة فأصبحت لا أستطيع رداً لما مضى ... كما لا يرد الدر في الضرع حالبه معاوي أنصف تغلب ابنة وائل ... من الناس أودعها وحياً تضاربه قليل على باب الأمير لبانتي ... إذا رابني باب الأمير وحاجبه الهجف واسمه كعب بن كريم بن معاوية وقيل كريم بن معاوية بن عمرو بن ثعلبة بن وديعة بن مالك بن تيم الله سمَّي الهجف بقوله:

يرجى ابن معطٍ ردها وانتحى لها ... هجفّ جفتْ عنه الموالي فأصعدا كعب بن ذي الحبكة النهدي. سيره الوليد بن عقبة بن أبي معيط أيام تقلده الكوفة إلى دنباوند لأنها أرض سحرة بعد أن عوره وكان اتهم بالسحر فقال كعب في ذلك. لعمري لئنْ اطردتني ما إلى التي ... طمعتَ بها من سقطتي لسبيل رجوت رجوعي يا ابن أروى ورجعتي ... إلى الحق زهراً غال جهلك غول وإن اغترابي في البلاد وجفوتي ... وشتميَ في ذات الإلهِ قليل وإن دعائي كل يوم وليلةٍ عليك بدنباوندكم لطويل كعب بن مدلج الأسدي من بني منقذ بن طريف. يقال هو قاتل محمد بن طلحة بن عبيد الله يوم الجمل. ويقال قاتله شداد بن معاوية العبسي ويقال عصام بن مقشعر البصري وهو أثبت، وقد تقدم خبره. كعب بن عميرة الخارجي. أراد أن يخرج أيام النهروان فحبسه أخوه فقال يرثي أهل النهروان: لقد فاز إخواني فنالوا التي بها ... نجوا من عذابٍ دائم لا يفتر أبى اللهُ إلا أن أعيشَ خلافهم ... وفي الله لي عز وحرز ومنصر ويا رب هَبْ لي ضربةً بمهندٍ ... حسام إذا لاقى الضريبة يهبر فقد طال عيشي في الضلال وأهله ... أخاف التي يخشى التقيُّ ويحذر أخاف صروفَ الدهر إني رأيتها ... تروحُ على هذا الأنام وتبكر وله واشترى فرساً وسلاحاً: هذا عتادي في الحروب وإنني ... لآملُ أن ألقى المنيةَ صابرا وبالله حولي واحتيالي وقوتي ... إذا لقحتُ حرب تشب الحوادرا كعب بن جابر العبدي. شهد مقتل الحسين بن علي عليهما السلام مع عبيد الله بن زياد وقال: سلي تخبري عني وأنتِ ذميمة ... غداةَ حسينٍ والرماح شوارع معي يزني لم يخنه كعوبه ... وأبيضُ مسنبون الغرارين قاطع فجردته في عصبةٍ ليس دينهم ... بديني وإني لابن عفان تابع أشد وأحمي بالسيوف لدى الوغى ... وما كل من يحمي الذمار يقارع كعب بن المخبل القيني حجازي إسلامي أحد المتيمين المشهورين بالعشق يقول:

هيا أم عمرو طال هجري بيوتكم ... وكل محب صد يحسب قاليا بدا لي أني لستُ أملك ما مضى ... ولا صارفاً شيئاً إذا كان جائيا وله: يبين طرفانا الذي في نفوسنا ... إذا استقحمت بالمنطق الشفتان كعب عوذين الهجري إسلامي يقول: ألم تر كعباً كعب عوذين قد قلى ... معايش هذا الدهر غير ثمان فمنهن تقوى الله بالغيب إنها ... رهينة ما تجني يدي ولساني ومنهن جرى جحفلاً لجب الوغى ... إلى جحفل يوماً فيلتقيان ومنهن كرات الفتى واعتلاؤه ... على القرن والخيلان يطعنان ومنهن سيري في الوفود جلالة ... تشبه تحت الرحل قرم هجان ومنهن تجريدي الأوانس كالدمى ... للذاتها من كاعبٍ وعوان ومنهن شربي الراح وهي لذيذة ... من الخمر لم تمزج بماء شنان ومنهن تقويدي الجياد لعانة ... من الوحش في دكداكة ومتان ومنهن جد رافع غير واضع ... وقدموسة لم تتضع لهوان كعب بن معدان الأشقري. والأشاقر حي من الأزد هجاه كعب واستفرغ شعره في مدح المهلب وولده وفيهم يقول: براك الله حين براك بحراً ... وفجر منك أنهاراً غزارا بنوك السابقون إلى المعالي ... إذا ما أعظم الناس الخطارا ويروى أن عبد الملك قال للشعراء ألا قلتم في كما قال كعب في المهلب وولده، وأنشدهم هذين البيتين. ويروى عن المنصور أنه قال لابن هرمة وقال له قد مدحتك بمدحة لم يمدح أحد بمثلها فقال المنصور أنه قال لابن هرمة وقال له قد مدحتك بمدحة لم يمدح أحد بمثلها فقال المنصور: وما عسى أن تقول في بعد قول كعب في المهلب. وأنشد هذين البيتين. ولكعب في المهلب: شفيت صدوراً بالعراقين طالما ... تجاوب فيها النائحات الصوادح مددت الندى والود للناس كلهم ... فهمم شرع فيه صديق وكاشح وله يذم قوماً وتروى لجرير: لم يركبوا الخيل إلا بعدما كبروا ... فهم ثقال على أعجازها عنف

باب ذكر من اسمه الكميت

باب ذكر من اسمه الكميت الكميت بن ثعلبة بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن جحوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد ابن خزيمة جاهلي. والكمت الشعراء الأسديون ثلاثة: الكميت بن معروف شاعر وجده الكميت بن ثعلبة هذا الشاعر والكميت بن زيد الأخير أكثرهم شعراً والكميت الأوسط أشعرهم قريحة ولكهم بنو أب. هكذا قال محم بن سلام وغيره. وقال أبو عبيدة: الكميت بن ثعلبة الفقعسي وفي بني أسد ثلاثة كمت وهو أولهم وهو مخضرم وهو القائل في قصة سالم بن دارة من قصيدة: ألم يأتهم أن الفزاري قد أبى ... وإن ظلموه لم يمل فيضرعا شرى نفسه مجد الحياة بضربة ... ليدحض حرباً أو ليطلع مطلعا خذوا العقل إن أعطاكم العقل قومكم ... وكونوا كمن سيم الهوان وأربعا ولا تكثروا فيها الضجاج فإنه ... محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا وغير أبي عبيدة يروي هذه الأبيات للمكيت بن معروف وهو أولى بالصواب. الكميت بن معروف بن الكميت بن ثعلبة الأسدي يكنى أبا أيوب وهو مخضرم يقول: ألا إن خير الود ود تطوعت ... به النفس لا ود أتى وهو معتب وله: ولا أجعل المعروف حل أليةٍ ... ولا عدة في الناظر المتغيب وأونس من بعض الصديق ملالة الد ... نوفأ ستبطئهم بالتجنب وله في رواية أبي هفان وأحسبها لغيره: إن يحسدوني فإني لا ألومهم ... قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا قدام بي وبهم مالي ومالهم ... ودام أكثرنا غيظاً بما يجد أنا الذي يجدوني في حلوقهم ... لا أرتقي صعداً فيها ولا أرد الكميت بن زيد بن خنيس بن مجالد بن وهيب بن عمرو بن سبيع ابن مالك بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر

باب ذكر من اسمه كثير

وقيل هو الكميت بن زيد بن الأخنس بن مجالد بن ربيعة بن قيس بن الحارث بن عامر بن ذؤيبة بن عمرو بن مالك بن سعد. ويكنى أبا المستهل وكان أحمر ومنزله الكوفة ومذهبه في التشيع ومدح أهل البيت عليهم السلام في ايام بني أمية مشهور. ومن قوله فيهم: فقل لبني أمية حيث حلوا ... وإن خفت المهند القطيعا أجاع الله من أشبعتموه ... وأبع من بجوركم أجيعا ويروى أن أبا جعفر محمد بن علي رضي الله عنه لما أنشده الكميت هذه القصيدة دعا له. وللكميت في هشام وبني مروان: مصيب على الأعواد يوم ركوبها ... لما قال فيا مخطئ حين ينزل كلام النبيين الهداة كلامنا ... وأفعال أهل الجاهلية نفعل وله في رواية اليزيدي: يمشين مشي قطا البطاح تأودا ... قب البطون رواجح الأكفال يرمين بالحدق القلوب فما ترى ... إلا صريع هوى بغير نبال وله في رواية دعبل: لعمري لقوم المرء خير بقية ... عليه وإن عالوا به كل مركب إذا كنت في قوم عدي لست منهم ... فكل ما علفت من خبيث وطيب وإن حد نيل النفس إنك قادر ... على ما حوت أيدي الرجال تجرب باب ذكر من اسمه كثير كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة واسمه الحارث بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب. وأمه عائشة بنت عمرو بن أبي عقرب وأم المطلب أروى بنت عبد المطلب بن هاشم. وقد روى الحديث عن كثير بن كثير وكان يتشيع وهو القائل وسمع عبد الله بن الزبير يتناول أهل البيت عليهم السلام. ويقال إنه قالها لما كتب هشام بن عبد الملك إلى عامله بالمدينة أن يأخذ الناس بسب أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: لعن الله من يسب علياً ... وحسيناً من سوقة وإمام

أتسب المطيبين جدوداً ... والكريمي الأخوال والأعمام طبت بيتاً وطاب بيتك بيتاً ... أهل بيت النبي والإسلام رحمة الله والسلام عليكم ... كلما قام قائم بسلام وله: أهل بيت تتابعة للمنابا ... ما على الدهر بعدهم من عتاب فارقوني وقد علمت يقيناً ... ما لمن ذاق ميتةً من إياب ابن الغريزة النهشلي وهي أمه ويقال جدته واسمه كثير بن عبد الله ابن مالك بن هبيرة بن صخر بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة والغريزة سبية من بني تغلب. وهو مخضرم وبقي إلى أيام الحجاج وهو القائل: نأتك أمامة نأياً طويلاً ... وحملك الحب عبئاً نقيلا ورثى فيها عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال: لعمر أبيك فلا تجزعي ... لقد ذهب الخير إلا قليلاً وقد فني الناسُ في دينهم ... وخل ابن عفان شراً طويلاً فإن الزمان له لذة ... ولا بد لذته أن تزولا وله: أنا النهشلي ابن الغريزة فادعني ... أجبك وإن أنكرت صوتي فاعرف أنا الذي يوفي بذمة جاره ... إذا صارت الدعوى إلى المتلهف وخرج إلى خراسان وقال: دعاني دعوةً والخيل تردى ... فما أدري أبا سمي أم كناني فإن أهلك فلم أك مرثعنا ... من الفتيان في الحرب العوان ولم أدلج لأطرق عرس جاري ... ولم أجعل على قومي لساني ولكني إذا ما هايجوني ... منيع الجار مرتفع المكان أكارم من يكارمني بمالي ... وأرعى ذا الأمانة إن رعاني كثير بن الصلت التميمي ويقال كثير بن أخضر بن علقمة المازني. قال يفخر بعباد بن أخضر المازني لما قتل مرداس بن أدية وأصحابه: منا الذي قتل الشارين قد علموا ... أبا بلال وأهل المصر قد نفروا وكهمساً بعد ما دارت كتائبهم ... مثل الجراد حداه الريح والمطر كثير مولى عبد الله بن مصعب الزبيري يكنى أبا المشمعل ويعرف بأبي المضاء قال يرثي عبد الله بن مصعب من قصيدة:

فأني لعبد الله يرجى لكربة ... وأني لعبد الله للضيم مدفعاً وأقطع عند الحق من حد صارم ... حسام وأحيا من فتاة وأودعا فيا لحتوف الدهر إذ ما أصبنه ... ويا لك مصروعاً ويا لك مصرعا وله: جمعت خصال المجد حتى حويتها ... فليس لمن جاراك في المجد مطمع إذا جاودت يمنى يديه شماله ... أصابك منه نائل لا يمزع باب ذكر من اسمه كثيّر كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر بن عويمر بن مخلد بن سعيدة ابن سبيع بن خثعمة بن سعد بن مليح بن عمرو وهو خزاعة بن ربيعة بن عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وكثير يكنى أبا صخر وهو ابن أبي جمعة وهو كثير عزة وهو الملحي منسوب إلى قبيلته بني مليح وكان شاعر أهل الحجاز في الإسلام لا يقدمون عليه أحداً وكان أبرش قصيراً عليه خيلان في وجهه طويل العنق تعلوه حمرة وكان مزهواً متكبراً وكان يتشيع ويظهر الميل إلى آل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهجا عبد الله بن الزبير لما كان بينه وبين بني هاشم. وتوفي عكرمة مولى ابن عباس وكثير بالمدينة في يوم واحد سنة خمس ومائة في ولاية يزيد بن عبد الملك. وقيل توفي في أول خلافة هشام وقد زاد واحدة أو اثنين على ثمانين سنة. وكان شاعر بني مروان وخاصاً بعبد الملك وكانوا يعظمونه ويكرمونه. وقال خلف الأحمر: كثير أشعر الناس في قوله لعبد الملك: أبوك الذي لما أتى مرج راهط ... وقد ألبوا للشر فيمن تألبا تشنأ للأعداء حتى إذا انتهوا ... إلى أمره طوعاً وكرهاً تحببا وله: إذا قل مالي زاد عرضي كرامة ... علي ولم أتبع دقيق المطامع وله: هنيئاً مريئاً غير داء مخامر ... لعزة من أعراضنا ما استحلت وله: فقلت لها يا عز كل مصيبة ... إذا وطنت يوماً لها النفس ذلت وله: وأدنيتني حتى إذا ما استبيتني ... بقول يحل العصم سهل الأباطح توليت عني حين لا لي حيلة ... وغادرت ما غادرت بين الجوانح وله: ومن لايغمض عينه عن صديقه ... وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب

ذكر من اسمه كلثوم

ومن يتتبع جاهداً كل عثرة ... يجدها ولا يسلم له الدهر صاحب باب ذكر من اسمه كلثوم كلثوم بن أوفى التميمي أحد بني ... بن جرير بن دارم بن مالك ابن حنظلة يعرف بابن قسيمة وهي أمه وبها يعرف. وهو القائل يعاتب أخاه: إذا لم يرج قومك منك خيراً ... تجود به ولا خلقاً رغيبا وكنت عليهم أسداً مدلا ... وعن أعدائهم ورعاً هيوبا وسبهمُ العدو فلم تنكر ... عليه وكنت بعد لهم سبوياً وإن منيتهم خيراً وميراً ... لقومك كنت مخلافاً كذوبا وتشري الشر بينهم فتشري ... جهاراً أو تدب به دبيباً فإن فسدوا رضيت وإن تراضوا ... ظللت لذاك محتزناً كئيباً وإن أطعمت بعضهم طعاماً ... منيت به وكنت له طلوباً فليت الحي قد حفروا بفأس ... قليباً ثم أعمرت القليبا فلم يبكوا عليك ولم ينوحوا ... ولم تكن الفقيد ولا الحبيبا كلثوم بن صعب. ذكره أبو تمام في حماسته ولم ينسبه يقول: دعا داعيا بين فمن كان باكيا ... معي من فراق الحي فليأتنا غدا فليت غداً يوم سواه وما بقى ... من الدهر ليل يحبس الناس سرمدا لتبك غرانيق الش باب فإنني ... إخال غداً من فرقة الحي موعدا كلثوم بن عمرو العتابي التغلبي. من ولد عمرو بن كلثوم الشاعر. والعتابي يكنى ابا عمرو وهو شامي من أهل قنسرين شاعر مجيد مقتدر على قول الشعر وهو كاتب مترسل وله ألفاظ ثبتت ورسائل تدون. ورمي بالزندقة والرفض فطلبه الرشيد فهرب إلى اليمن وقال قصيدته التي منها: فت الممادح إلا أن ألسننا ... مستنطقات بما تخفي الضمائير ماذا عسى مادح يثني عليك وقد ... ناجاك في الوحي تقديس وتطهير فعني به البرامكة والفضل بن يحيى حاجبه وكلم الرشيد حتى أمه فقال للفضل: مازلت في غمرات الموت مطرحا ... يطيق عني وسيع الرأي من حيلي

ذكر من اسمه كنانة

فلم تزل دائباً تسعى بلطفك لي ... حتى اختلست حياتي من يدي أجلي وحظي بعد ذلك عند المأمون ولطفت منزلته منه. وهو القائل للرشيد: إمام له كف تضم بنانها ... عصا الدين ممنوع من البري عودها وعين محيط بالبرية طرفها ... سواء عليها قربها بعيدها وأصمع يقظان يبيت مناجياً ... له في الحشا مستودعات يكيدها وسمع إذا ناداه من قعر كربةٍ ... مناد كفته دعوة لا يعيدها وله: هوني ما عليك واقني حياءً ... لست تبقين لي ولست بباق أينا قدمتْ صروف الليالي ... فالذي أخرتْ سريع اللحاق المشهر وهو كلثوم بن وائل بن سجاح الكلبي. وكان يزيد بن أسيد دعا قضاعة إلى التمضر فقال كلثوم من قصيدة طويلة أولها: من رسول لنا إلى ابن أسيد ... بقوافي قصائد محكمات شاذرات لكل قوة حق ... لقوى باطل الهوى ناقضات مكذبات لمن رودن عليه ... من بني الشانئين والشانئات رمت أمراً من الأمور عظيماً ... متعباً في المرام غير موات وله قصيدة أخرى يقول فيها: ما ولدنا ولادة مضر ... ولا لنا في تمضر أرب وإننا للصميم من يمن ... وغرة الناس حين ننتسب بنا تنال الملوك ما طلبتْ ... وأدركت ثأرها بنا العرب كم فيهم من متوج ملك ... ومن خطيب لسانه ذرب ومن كمي تخاف سورته ... ومن غلام يزينه الأدب باب ذكر من اسمه كنانة كنانة بن أبي الحقيق اليهودي من بني النضير جاهلي يقول: فلو أن قومي أطاعوا الحلي ... م يتعدوا ولم يظلم ولكن قومي أطاعوا الغواة ... حتى يلفظ أهل الدم فأودى السفيه برأي الحليم ... وانتشر الأمر لم يبرم كنانة بن عبد يا ليل بن سالم بن مالك بن حطائط بن جشم بن ثقيف كان يمدح النعمان بن

ذكر من اسمه كناز

المنذر. وفي ثقيف أيضاً كنانة بن عبد يا ليل بن عمرو ابن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف وهو شاعر معروف ذكره ابن سلام وغيره. وأمرهما مشكل لا تفاق الأسماء واختلاف النسب والله أعلم. باب ذكر من اسمه كناز كناز بن نفيع الربعي من ربيعة الكبرى من مالك بن زيد مناة بن تميم وهو ربيعة الجوع. يقول لجرير: غضبت علينا يا ضلال ابن غالب ... فهلا على جديك في ذاك تغضب هما حين سعى المرء مسعاة جده ... أناخا فشداك العقال المؤرب أي هذا العقال المؤرب شد شداً لا يحسن أحد أن يحله. قال أبو عبيدة هما لكناز أو لأخيه ربعي بن نفيع، وقد تقدم ذكرهما. وقال المبرد: شداك هما الفاعلان والعقال المؤرب بدل منهما لتضمن المعنى إياه لأنه إذا شداه فقد شد الحبل. وهذا كقوله عز وجل (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه) لأن المسألة عن العقال كما أن الشد للعقال. المسألة عن العقال كما أن اشد للعقال. كناز بن صريم الجرمي. يقول: أرد الكتيبة مغلولة ... وقد تركت لي أحسابها ولست إذا كنت في جانب ... أذم العشيرة مغتابها ولكن أطاوع ساداتها ... ولا أتعلم ألقابها أي أطيعهم ولا أطلب عثراتهم. باب؟ ذكر من اسمه كلاب كلاب بن حرى العجلي إسلامي. يقول وحبس باليمامة: طربت ولم تطرب بدارين مطربا ... وجولت في الآفاق شرقاً ومغربا ولي حي صدق حال بيني وبينهم ... جلاوزة يدعون ذا العذر مذنبا إذا حرك المفتاح طارت عقولهم ... رجاءً وخوفاً أن جير ويسحبا كفى حزناً ألا أزال أرى فتى ... يجر كبولاً أو كريماً مكتبا كلاب بن رزام بن كلاب الخويلدي أحد بني عقيل إسلامي. باع رجلاً من غطفان فرساً وقال: صنعت فكانت للطفاوى صنعه ... تنجبت مانجبت منذ زمان

ذكر من اسمه كليب

وأمرت إخواني ولو كان فيهم ... أخو ثقة أو ناصح لنهاني فراح بمحبوك السراة كأنه ... إذا صوب الحلاب شاة أران أبو الهيذام كلاب بن حمزة العقيلي. وهو القائل يرثي أبا أحمد يحيى ابن المنجم. ومات سنة ثلاثين ومائتين من قصيدة: لقد عاش يحيى وهو محمود عيشة ... وكان مفيداً واحد العلم والجود فإن كان صرف الدهر حلى كنوزه ... به وافتقدنا منه أنفس مفقود فما زال حكم البيض والسود نافذاً ... بحكم الردى في أنفس البيض والسود فللثكل تزجى حملها كل حامل ... وللموت يغدو والد كل مولود باب ذكر من اسمه كليب كليب بن ربيعة التغلبي وهو كليب وائل الذي يضرب به المثل في العز فيقال أعز من كليب وائل. وإياه عنى النابغة الجعدي بقوله: كليب لعمري كان أكثر ناصراً ... وأيسر جرماً منك ضرج بالدم وهو أخو مهلهل بن ربيعة وهما خالا امرئ القيس بن حجر الكندي. وبسبب قتل كليب كانت حرب البسوس بين بكر وتغلب وقال فيها مهلهل الأشعار. وأصاب كليب فرساً له مع رجل من مزينة في سوق عكاظ فأراد أخذه منه فالتوى عليه وأبى أن يرده فقال كليب: لا آخذه منك إلا عنوة في دار قومك. وترك الفرس في يديه ثم غزاهم فأصابهم وأصاب الفرس وقال: شريت هلاكاً من مزينة عاجزاً ... بطرف بطيء في المضامير أجرب أي هو بطيء إذا ألقي في المضمار. وشريت أي اشتريت. وعرضتهم حيناً لنا جاهلاً بنا ... فهذا أوان منجز الوعد فاهرب أطلت عليهم بالحجار كتائب ... مسومة تدعو زهير بن تغلب كليب بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن جحوان بن فقعس الأسدي جاهلي يقول: فجاءت كميتاً ماخلا ركباتها ... وجاء سواها حالك اللون أسودا

أسماء مجموعة في الكاف

باب أسماء مجموعة في الكاف كلدة بن عبدة بن مرارة بن سواءة بن الحارث بن سعد بن مالك بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد جاهلي يقول: وإن يكن الحمد في باذخ ... من المجد أسلك إليه سبيلا كرب بن أخشن العميري يقول: القارح النهد الطويل الشوى ... والنثرة الحصداء والمنصل والضرب في إثبال ملمومة ... كأنما لأمتها الأعبل خير لمن يطلب كسب الغنى ... من جنة غرس لها مجدل رها سامق جبارها ... واعتم فيها القضيب والسنبل يصف نخلاً واعتم النبت إذا طال وسامق جبارها طويل نخلها. والجبار ... بصفرة وحمرة القضب الرطبة. كريب بن سلمة بن يزيد الجعفي يقول وأقبل من الشام يريد العراق: إذا نحن جاوزنا دمشق ووجهت ... صدور المطايا للعراق المشرق فأحبب بها داراً إليها وأهلها ... إذا نحن جاوزنا بلاد الخورنق كرم بن الحارث بن عبد الله بن أحمر بن يعمر الكناني إسلامي. كامل بن عكرمة يقول: أرى كل عام موعداً غير ناجز ... وخلفاً إذا ما رأس حول تجرما وإن أوعدت شراً أتى قبل وقته ... وإن وعدت خيراً أراث وأعتما

حرف اللام

الكروس بن زيد بن حصن بن مصاد بن معقل بن مالك الطائي، وأحسب أن الكروس لقب. وهو إسلامي كوفي. يقول وحبسه مروان بن الحكم: قضى بيننا مروان أمس قضية ... فما زادنا مروان إلا تنائيا فلو كنت بالأرض الفضاء لعفتها ... ولكن أتت أبوابه من ورائيا وله: فقد كان لي عما أرى متزحزح ... ومتسع مل أرض دونك واسع وهم إذا ما الجبس قصر همه ... طلوع إذا أعيا الرجال المطامع وله: لئن فرحت بي معقل عند شيبتي ... لقد فرحت بي بين أيدي القوابل أهل بها لما استهل بصوته ... حسان الوجوه لينات المفاصل كندة بن هذيم الطائي الكوفي إسلامي يقول: أيا راكباً إما عرضت فبلغن ... بني قبطي كلهم وبني خضف فلا تقطعوا حبل المودة بيننا ... وصدوا وأنتم إن صددتم على النصف أعشى بني عكل واسمه كهمس بن قعنب. يقول لبلال بن جرير بن الخطفي بهجوه: ألما ترى إذ قيل منذو حفيظة ... يحامي عن الأعراض والحسب الجزل حدوت كليباً وارعاً من ورائهم ... إلى النار حتى استوردوا النار من أجلي وقافية مما أقول مضرة ... جواد إلى الأعداء صادقة الوبل حرف اللام باب ذكر من أسماء من اللام ليث بن جثامة بن قيس بن عبد الله بن يعمر الليثي من بني كنانة مخضرم

حرف الميم

شاعر وأبوه شاعر وعمه بلعاء بن قيس شاعر. لمس بن سعد البارقي جاهلي. ذكره عمر بن شبة وقال: قدم مكة فظلمه أبي بن خلف فأخذ له حلف الفضول بحقه فقال: تظلمني مالي بمكة ظالما ... أبي ولا قومي لدي ولا صحبي وناديت قومي نادياً ليجيبني ... وكم دون قومي من فياف ومن سهب شبابي لكم حلق الفضول ظلامتي ... بني خلف والحق يؤخذ بالعضب لبطة بن الفرزدق الشاعر لقيه الأصمعي وأخذ عنه وله شعر. حرف الميم باب ذكر من اسمه مالك مالك بن عميلة بن السباق بن عبد الدار بن قصي القرشي جاهلي. هو القائل يخاطب هشام بن المغيرة المخزومي: لا تنسين أبا الوليد بلاءنا ... وصنيعنا في سالف الأيام ولنا من الأموال عينُ رغائب ... ولنا نصابُ المجد والأحلام إما يكن زمن أحال بأهله ... أم كان حيل بنا فغير لئام مالك بن حريم الهمداني شاعر فحل جاهلي. وهو جد مسروق بن الأجدع يقول: تدارك فضلي الألمعي ولم يكن ... بذي نعمة عندي ولا بخليل فقلت له قولاً فألفيت عنده ... وكنت حريماً أن أصدق قيلي بذلك أوصاني حريم بن مالك ... بأن قليل الذم غير قليل وله: أنبئت والأيام ذات تجارب ... وتبدي لك الأيام ما أنت تعلم

بأن ثراء المال ينفع ربه ... ويثني عليه الحمد وهو مذمم وإن قليل المال للمرء مفسد ... يحزكما حز القطيع والمجرسم أراد السوط، ويروى يخر كما خر. يرى درجات المجد لا يستطيعها ... ويقعد وسط القوم لا يتكلم مالك بن أبي كعب الخزرجي جاهلي يقول: لعمر أبيك لا تقول حليلتي ... ألا فر عني مالكُ بن أبي كعب أقاتل حتى لا أرى لي مقاتلاً ... وأنجو إذا غم الجبان من الكرب علي لجاري ما حييت ذمامة ... وأعلم ما حق الرفيق على الصحب إذا ما منعت المال منكم لثروة ... فلا يهنني مالي ولا يثرلي كسبي مالك بن عجلان الخزرجي جاهلي يقول: بين بني جحجبي وبين بني ... بدر فأنَّى لجاري التلف وهو القائل للربيع بن أبي الحقيق اليهودي من أبيات: إني إمرؤ من بني سالم ... كريم وأن امرؤ من يهود فأجابه الربيع من أبيات أولها: أتسفه قيلة أحلامها ... وحان بقيلة عثر الجدود يعني البخوت أبو حوط ذو الحظائر واسمه مالك بن ربيعة النميري من النمر بن قاسط. لما أغار امرؤ القيس بن المنذر عم النعمان بن المنذر بن المنذر على النمر بن قاسط فسبى سبياً فأتى بهم الحيرة فحظرهم حظائر وهم بإحراقهم فكلمه أبو حوط فيهم وأبو حوط أخو المنذر بن امرئ القيس لأمه فوهبهم له فسمي يومئذ أبا حوط ذا الحظائر فقال أبو حوط: أبيت اللعن إنك خيرُ راع ... ونحن عبادك القن القطين لقد حوت الحظائر من معد ... رجالاً كل شكواهم أنين جنوا حرباً عليك وكل قوم ... وإن عزوا لحربكم طحين ولو أوعدت ذا لبد شتيما ... لضاق عليه من خوف عرين العرين موضع الأسد تكون فيه حلفاء وقصب. الصمة بن الحارث الجشمي ويقال اسم الصمة مالك وهو أبو دريد ابن الصمة الشاعر

ويقال هو عم دريد وكان يقال لمالك وابنه معاوية الصمتان. والصمة من بني جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن وقتلته بنو يربوع فقال قبل قتله وقد أثيب وهو يكيد بنفسه: ألا أبلغ بني ومن يليهم ... فإن بيان ما يبغون عندي ألا أبلغ بني جشم رسولا ... بما فعلت بي الجعراء وحدي اذم العاصيين وإن جاري ... من البيبات لا يوفي بزند قتلتم جاركم استاه نيب ... مرملة بها القطران حرد قوله البيبات يعني الحارث بن بيبة المجاشعي وكان أجاره وهو جد البعيث المجاشعي الشاعر. والحرد جمع أحرد وهو من عيوب الإبل وعير جريراً الفرزدق بذلك في غير موضع من شعره. المتنخل الهذلي واسمه مالك بن عويمر أحد بني لحيان جاهلي. قال يرثي أباه: إذا سسته سست مطواعة ... ومهما وكلت إليه كفاه وله يرثي ابنه أثيلة: ما بال عينك أمست دمعها خضل ... كما وهى سرب الأخرات منبزل تبكي على رجل لم تبل جدته ... خلي عليك فجاجاً بينها خلل لقد عجبت وما بالدهر من عجب ... أني قتلت وأنت الحازم البطل الذهاب العجلي واسمه مالك بن جندل بن سلمة بن مجمع بن عدية ابن أسامة بن ربيعة بن ضبيعة بن عجل. وقيل اسمه جندل بن سلمة بن مجمع بن عدية والأول أثبت، وسمي الذهاب ببيت قاله وقد تقدم خبره في الجيم. الأصم الكلبي واسمه مالك بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة ابن بكر بن قضاعة جاهلي قديم. سمي الأصم بقوله: صم عن الخنا إن قيل يوماً ... وفي غير الخنا ألفى سميعاً فسمي الأصم ولا صمم به. مالك بن جحوان بن الحارث بن نمير بن والبة بن الحارث بن ثعلبة ابن دودان بن أد جاهلي. قال في مقتل بدر بن ثعلبة بن حبال الغاضري حين قتلته بنو عبس: غداة تركنا بالمدفع فاللوى ... عميد بني ذبيان يشرق بالدم مالك بن خياط بن مالك بن أقيش العكلي جاهلي. هو الذي عقد حلف الرباب وكان يهجو بني نمير وفيهم يقول: وكل قوم أطاعوا أمر مرشدهم ... إلا نمير أطاعوا أمر غاويها

قبيلة ردها باللؤم أولهم ... رد الرحا بيد الطحان هاديها لا يهتدي لسبيل الخير مصلحها ... ولا يضل سبيل الغي ساريها الظاعنون على عمياء إن ظعنوا ... والقائلون لمن دار يحليها ذو الرقيبة القشيري واسمه مالك بن عامر بن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. أسر حاجب بن زرارة بن عدس يوم جبلة. وأم ذي الرقيبة أسيدة حقها سبية وفيها يقول جرير: ردوا أسيدة في جلباب أمكم عصباً فأمسى لها درع وجلباب وقال فيها أيضاً: وما نحن أعطينا أسيدة حكمها ... لعانٍ أعضتْ في الحديد سلاسله مالك بن حمار بن حزن بن خشين بن لأي بن شمخ بن فزارة جاهلي يقول يوم جبلة وقتل معاوية بن الصموت الكلابي وحرملة الكلابي ورجلين معهما من قيس كبة من بجيلة: ولقد صددت عن الغنيمة حرملا ... وبغيته لدداً وخيلي تطرد أقبلته صدر الأغر وصارما ... ذكراً فخر على اليدين الأبعد وابن الصموت تركت حين لقيته ... في صدر مارنةٍ يقوم ويقعد يعدو ببزي سابح ذو ميعةٍ ... نهد المناكب ذو تليلٍ أقود مالك بن نويرة بن جمرة بن شداد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع التميمي. يكنى أبا حنظلة ويلقب الجفول وهو شاعر شريف أحد فرسان بن يربوع بن حنظلة ورجالهم المعدودين في الجاهلية وكان من أرداف الملوك. وكان النبي صلى الله عليه وسلم استعمله على صدقات قومه فلما بلغه وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسك الصدقة وفرقها في قومه وجفل إبل الصدقة فسمي الجفول بذلك فقال: فقلت خذوا أموالكم غير خائفٍ ... ولا ناظرٍ فيما يجيء من الغد فإن قام بالأمر المخوف قائم ... أطعنا وقلنا الدين دين محمد فقتله ضرار بن الأسور الأسدي بأمر خالد بن الوليد بالبطاح صبراً وخلف

على زوجته وكانت جميلة. وقدم أخوه متمم بن نويرة على أبي بكر الصديق رضي الله عنه فأنشده مراثي أخيه مالك وناشده في دمه وفي سبيهم فرد أبو بكر السبي إليه وأغلظ أبو بكر. ورثاه متمم بشعره المشهور فمن ذلك قصيدته المبرزة التي أولها: لعمري وما دهري بتأبين هالك ... ولا جزعاً مما أصاب فأوجعا التأبين: مدح الميت والثناء عليه. ولمالك شعر جيد كثير منه قوله يرثي عتيبة بن الحارث بن شهاب وقتلته بنو أسد: فخرت بنو أسد بمقتلِ واحد ... صَدقتْ بنو أسدٍ عتيبة أفضل تجحوا بمقتله ولا توني به ... مثنى سراتهم الذين تقتل مالك بن عوف بن سعد بن ربيعة بن يربوع بن وائلة بن دهمان بن نصر بن معاوية. رئيس هوازن يوم حنين. قال دعبل له أشعار كثيرة جياد مدح فيها النبي صلى الله عليه وسلم وغيره. وهو القائل: ما إنْ رأيتُ ولا سمعت بواحد ... في النّاس كلهم كمثل محمد أوفى وأعطى للجزيل لمجتد ... ومتى يشأ يخبرك عما في غد وإذا الكتيبة جردتْ أنيابها ... بالسمهري وضرب كل مهند فكأنه ليث على أشباله ... وسط الأباءة خادر في مرص وله في يوم حنين يقول لفرسه: أقدم محاج أنه يوم نكر ... مثلي على مثلك يحمى وبكر ويطعن النجلاء تعوي وتهر مالك بن عمرو النضيري جاهلي يقول: أنبئت حياً وعوفاً ينذرون دمي ... وذاك من قلة الأحلام والخرق مهلاً وعيدي مهلاً لا أبا لكم ... إن الوعيدّ سلاح العاجز الحمق كيلا ينالكم كيدي ومقدرتي ... فقد يحاذرُ مني زلة الغلق مالك بن عامر الأشعري أحد المعمرين يقول: عمرتُ حتى مللتُ الحياةَ ... ومات لداتي من الأشعر أتتْ لي مئون فأفنيتها ... فصرتُ أحلم للمعمر لبستُ شبابي فأفنيته ... وصرتُ إلى غاية المكبر وأصبحتُ في أمةٍ واحداً ... أحولُ كالجملِ الأصور

وذكر فيها ما شاهد من أيام الجاهلية وفتوح الإسلام ومبايعته النبي صلى الله عليه وسلم وحضوره صفين مع علي عليه السلام وختمها بقوله: كأن الفتى لم يعشْ ليلةً إذا ... صار رمساً على صوأر وطولُ بقاء الفتى فتنة ... فأطولْ لعمرك أو أقصر مالك بن عمير السلمي ثم الناصري. له مع النبي صلى الله عليه وسلم حديث وهو القائل: ومن يبتدع ماليس من سوس نفسه ... يدعه ويغلبه على النفس خيمها مالك بن الدخشم الأنصاري. أسر سهيل بن عمرو العامري يوم بدر وقال: أسرت سهيلاً فلن أبتغي ... أسيراً به من جميع الأمم وخندف تعلم أن الفتى ... سهيلاً فتاها إذا تظلم ضربت بذي الشفر حتى انثنى ... وأكرهت سيفي على ذي السقم مالك بن الحارث الهذلي أحد بني كاهل مخضرم. مالك بن ربيعة الغامدي يقول: ولنعم حشو الدرع يوم لقتيه ... سعد ونعم فنى الندي المنتدى طاعنته والموت يلحظ دائباً ... مهجَ النفوسِ متى يقال له رد فأزالني عنه الشليل وفارس ... يحنو عليه وفارس لم يشهد مالك الأشتر بن الحارث بن عبد يغوث بن سلمة بن ربيعة بن جذيمة ابن سعد بن مالك بن النخع. ضربه رجل من إياد يوم اليرموك على رأسه فسالت الجراحة قيحاً إلى عينه فشتر به. وكان الأشتر مع علي رضي الله عنه في حروبه وقلده مصر ومات في طريقه. وهو القائل وهو من شريف الإيمان: بقيت وفرى وانحرفت عن العلى ... ولقيت أضيافي بوجه عبوس إن لم أشن على ابن هند غارةً ... لم تخل يوماً من نهاب نفوس خيلاً كأمثال السعالي شزبا ... تعدو ببيض في الكريهة شوس حمي الحدي عليهم فكأنهم ... لمعان برق أو شعاع شموس جواب واسمه مالك بن كعب بن عوف بن عبد بن أبي بكر بن كلاب. سمي جواباً لقوله للبيد بن ربيعة الجعفري: لا تسقني بيديك إن لم تأتني ... رقص المطية إنني جواب

مالك المزموم ويقال مويلك ربعي ذهلي من شعراء البحرين يقول: أمرر على الجدث الذي حلت به ... أم العلاء فنادها لو تسمع أني حللت وكنت جد فروقة ... بلداً يمر به الشجاع فيفزع صلى الإله عليك من مفقودةٍ ... إذا لا يلائمك المكان البلقع وله: طيروني من البلاد وقالوا ... مالك النصف من بني حكام ناق سيزي قد جد حقاً بنا السير ... وكوني جوالةً في الزمام مالك بن امرئ القيس الكلبي يقول: ألا أبلغ أبا بكر رسولاً ... وأبلغها بني ناج بن سعد بأي جريرة أسلمتموني ... إلى أعدائكم يكدون وكدي كأني إذ ولدت انجاب عني ... سواد الأرض بالبيداء وحدي مالك بن عبد الله النخعي يقول: أراد أبو العريان حسبي وأهلنا ... بأبين أقصى الأرض ممسى ومصبحاً وإني لمما أن يناخ مطيتي ... على الحاجة اللوناء حتى تسرحا اللوناء ها هنا الصعبة المطلب. ينجح وإما أمر بأس مبين ... سلوت به حاجات نفسي فأسمحا مالك بن قراضة الأسدي أحد بني طريف وقراضة أمه وهو القائل: رأت إبلاً قد أذهب الحبس نيها ... وأن مواليها بنو ذي الحناظل وقد جلب الراعي بجر لقاحه ... وأنعامكم محبولة بالجنادل مالك بن حطان بن عود بن عاصم بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة التميمي يعرف بابن الجرمية وهي أمه وهو القائل: فلو شهدتني من عبيدٍ عصابة ... حماة لخاضوا الموت حين أنازل فما ذنبنا أنا لقينا قبيلةْ ... إذا اتكلت أقرانها لا تواكل يساقوننا كأساً من الموت مرةً ... وعرد عنا المقرفون الحناكل فما بين من هاب المنية منكم ... ولا بيننا إلا ليال قلائل ابن العقدية الجشمي وهو مالك بن الجلاح بن صامت بن سدوس ابن إنسان بن عتواره أحد بني جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن. كان مسلماً

خياراً شهد صفين مع علي عليه السلام وقاتل أهل الشام قتالاً شديداً فطعنه بشر بن عصمة المري فصرعه فقال مالك: ألا أبلغوا بشر بن عصمة أنني ... شغلت وألهاني الذين أمارس فصادف مني غرة فأصبتها ... كذلك والأبطال ماض وجالس مالك بن الريب بن حوط بن قرط بن حسل بن ربيعة بن كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم. كان ظريفاً أديباً فاتكاً. هرب من الحجاج لأنه هجاه وأصاب الطريق مدة ثم نسك فآمنه بشر بن مروان وخرج إلى خراسان فغزا مع سعيد بن العاص ومات بها. وهو القائل في علته: لعمري لئن غالت خراسان هامتي ... لقد كنت عن بابي خراسان نائياً يقولون لا تبعدوهم يدفنونني ... وأين مكان البعد إلا مكانيا وبالرمل مني نسوة لو شهدنني ... بكين وفدين الطبيب المداويا ولما أحس بالموت قال يذكر ابنته شهلة: تسائل شهلة قفالها ... وتسأل عن مالكِ ما فعل ثوى مالك ببلاد العدو ... تسفي عليه رياح الشمل لذلك شهلة جهرتني ... وقد حال دون الإياب الأجل مالك بن جعدة التغلبي. هجا المختار بن أبي عبيد فرد على الطرماح. ومالك هو القائل: فإنك يوم تأتيني حريباً ... تحل علي يومئذ نذور تحل على مفرهة سناد ... على أخفافها علق يمور لأمك ويلة وعليك أخرى ... فر شاة تنيل ولا بعير مالك بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري يكنى أبا الحسن وأمه أم ولد تسمى صفية وشعره كثير. وكان هو وأبوه من أشراف أهل الكوفة وكان الحجاج متزوجاً بهند بنت أسماء أخت مالك وللحجاج معها أخبار. وكان غزلاً ظريفاً تقلد خوارزم. وهو القائل: وحديث ألذه هو مما ... يشتهي السامعون يوزن وزنا منطق صائب وتلحن أحيا ... نا وخير الحديث ما كان لحنا

أردا ما تلحن به إليه أي ما أومأت به وردت عن الإيضاح به لئلا يعلمه غيرهما وهو من قول الله تعالى (ولتعرفنهم في لحن القول) وكان أخوه عيينة بن أسماء يهوى جارية لأخته وكان مالك أوجد بها منه ولم يعلم عيينة وشكا عيينة وجده بها إلى مالك فقال مالك: أعيين هلا إذ كلفت بها ... كنت استغنت بفارغ العقل أأتيت ترجو الغوث من رجل ... والمستغاث إليه في شغل وله: إن لي عند كل نفحة بستا ... ن من الجل أو من الياسمينا نظرة والتفاتة لك أرجو ... أن تكوني حللت فيما يلينا مالك بن الشرعبي السكوني كوفي، ذكره دعبل وقال هو كثير الشعر. مالك بن أبي حبال الأسدي من فرسان الكوفة، وخرج على الحجاج في بعض السواد فأسره الحجاج وقتله وكان يقال إنه حصور عنين لا يقرب النساء فتزوج امرأة فأقامت عنده حيناً لا يكشف لهاعن ثوب فنشزت عليه ففارقها فتزوجت ابن عم له فرآها يوماً فسدد الرمح نحوها وهو يقول: أي حليليك وجدت خيراً ... ألعظيم خصية وأيرا أم الذي يلقى الكماةَ سيرا فقالت: الذي يلقى الكماة سيرا. فقال لها: أما والله لو قلت سوى ذلك لوضعت الرمح بين ثدييك. مالك بن عميرة بن زرارة الجرشي من شعراء خراسان ويعرف بابن موركة وهي أمه. وهو القائل يهجو سويد بن هوبر: فأما سويد ان طلبتَ نواله ... فعند الثريا لا ينال يد الدهر وأبدت لي الأيام أن ابن هوبر ... كذئب الغضا يرمي المجاور بالهتر يدب إذا ما الليل جاء ابن هوبر ... إلى جارة الأدنى بقاصمة الظهر وله يهجو عمرو بن يزيد بن خالد النهدي: أتشتمني نهد وما خلت أنها ... تريش ولا تبري ففيم التكلم وما خلت نهداص يعرفون بنجدة ... ولا كان في نهد رئيس معمم مالك بن أحمد بن سليمان بن أبي حفصة وأنشده مالك لنفسه قصيدة منها:

وإني لأخشى أن أموت وأحمد ... صغير فيجفى أحمد ويضيع وإني لأرجو جعفراً إن جعفراً ... لصالح أخلاق الكرام تبوع وقال لمروان: كيف ترى هذا الشعر يا مروان. قال: هذا من أشعار الصبيان فقال مالك يهجوه: ثوى اللؤم في عجلان يوماً وليلة ... وفي دار مروان ثوى آخر الدهر ولما أتى مروان ألقى رحاله ... وقال: رضينا بالمقام إلى الحشر وليس لمروان على العرس غيرة ... ولكن مرواناً يغار على القدر فضج مروان منها وسأله أن يكف. وقد رويت هذه الأبيات لغير مالك. مالك بن أعين الجهني حجازي. قال يرثي جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنهم وتوفي في سنة ثمان وأربعين ومائتين: فيا ليتني ثم ياليتني ... شهدتُ وإن كنت لم أشهد فأسيت في بثه جعفراً ... وساهمت في لطف العود ومن قبل نفسك قلت الفداء ... وكف المنية بالمرصد عشية يدفن فيه الندى ... وغرة زهر بني أحمد وله في أي جعفر الباقر محمد بن علي رضوان الله عليهما: إذا طلب الناس علم القرا ... ن كانت قريش عليه عيالا وإن قيل أين ابن بنت النبي ... نلت بذلك فرعاً طوالا نجوم تهلل للمدلجين ... جبال تورث علماً جبالا باب ذكر من اسمه المنذر المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك ابن النجار الخزرجي وهو جد حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام الشاعر المعروف. قال دعبل والمبرد أعرق الناس كانوا في الشعر آل حسان فإنهم يعدون ستة في نسق كلهم شاعر سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت ابن المنذر بن حرام. المنذر الملك بن ماء السماء وهي أمه وأبوه امرؤ القيس بن النعمان بن المنذر بن امرئ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر اللخمي وولده الملوك الأكابر عمرو الأكبر والمنذر وقابوس أمهم هند بنت الحارث الكندي طلقها المنذر وتزوج بنت أختها أمامة فأولدها عمراً الأصغر بن المنذر وقال: كبرت وأدركها بنات أخل لها ... وأزلن إمتها بركض معجل

الأمة النعمة. فلما مات المنذر ملك ابنه الأكبر عمرو بن هند وهو مضرط الحجارة. المنذر بن رومانس الكلبي وهي امه وهو المنذر بن وبرة وهو أخو النعمان بن المنذر لأمه وأمهما رومانس. والمنذر مخضرم يقول في فتح الحيرة: ما فلاحي بعد الألى ملكوا الحي ... رة ما إن أرى لهم من باق ولهم كان كل من ضرب العي ... ر بنجد إلى تخوم العراق سنة سنها أبوهم فأمسوا ... ما أفادوا منها شبام عناق يقول: كل من اصطاد صيداً فهو ملك أيديهم. والشبام خيط يربط به في طرفه عيدان مثل اللجام ويشد من وراء قرنيها لئلا ترضع. المنذر بن حسان بن الطرامة الكلبي. والطرامة أمة حضنته فغلبت عليه، وقد تقدم نسب أبيه. والمنذر هو القائل: وبادية الجواعر من نمير ... تنادي وهي كاشفة النقاب مسلبة تنادي يال قيس ... وقيس بئس فتيان الضراب قتلنا منهم ألفين صبراً ... وألفاً بالتلاع وبالروابي المنذر بن الطفيل الربعي المرثدي كوفي يقول: كفيت بني عجل وسعد بن مالك ... من الدهر يوماً كاسف الوجه أقتما وقالوا تقدم أنت كنت تحفنا ... فلم أر يوم الصلح إلا تقدما المنذر بن صخر الأسدي كوفي يقول: إذا المجلس العبدي يوماً تقابلوا ... رأى كلهم وجهاً لئيماً يقابله وإن سيل أي الناس ألأم والداً ... اشار إلى العبدي من أنت سائله إذا قتل العبدي لم يترواه ... بريئاً ولمعرف من الخوف قائله المنذر بن مصعب بن شداد بن المنذر بن الحارث بن وعلة الذهلي الرقاشي بصري. شخص إلى خراسان وأقام بها أيام نصر بن سيار. وهو القائل: أبلغ ربيعة في مرو وإخوتهم ... فليغضبوا قبل ألا ينفع الغضب ما بالكم تنصبون الحرب بينكم ... حرباً يحرق في حافاتها الحطب وله يذكر صبر القاسم الشيباني في حرب كانت بخراسان من قصيدة طويلة: ما قاتل القوم منكم غير صاحبنا ... في عصبة قاتلوا صبراص فما قهروا هم قاتلوا عند باب الحصن ما وهنوا ... حتى أتاهم عتاب الله فانتهروا

ذكر من اسمه المغيرة

المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد بن حزام ابن خويلد بن أسد بن عبد العزى وهو أبو إبراهيم بن المنذر الحزامي الراوية. وفد المنذر على المهدي وعرض عليه قضاء المدينة فأبى عليه. وهو القائل يتقرب إلى أهله: من مبلغ عبد المجيد ودونه ... مسيرة شهر أو تزيد على شهر وعمران والرهط الذين تركتهم ... بطيبة في الفرع المهذب من فهر ذكرتكم فاعتادني الشوق والأسى ... وضاق بما أضمرت من ذكر كم صدري وله: موت تخون إخواني فشتتهم ... فأصبحوا فرقاً هاماً وأرماسا ألفيتني ذاهلاً اني رزئتهم ... بيض الوجوه ذوي عز وأناس فلن تقر بعيش بعدهم أبداً ... عيني وقد شربوا بالموت أنفاساً باب ذكر من اسمه المغيرة أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. واسم أبي سفيان المغيرة وأمه سمية وأم أبيه سمراء وكانتا سبيتين. وهاجاه حسان ابن ثابت قبل أن يسلم أبو سفيان. وأسلم يوم الفتح وحسن إسلامه وأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأنشده: لعمرك إني يوم أحمل راية ... لتغلب خيل اللات خيل محمد لكا لمدلج الحيران أظلم ليله ... فهذا أواني حين أهدي وأهتدي هداني هاد غير نفسي وقادني ... إلى الله من طردت كل مطرد فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أنت طردتني. فقال: أستغفر الله يا رسول الله. وتوفي أبو سفيان سنة عشرين وصلى عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. المغيرة بن شعبة الثقفي. فقئت عينه يوم القادسية وكانت له قبل ذلك نكتة في عينه. وجرت بينه وبين معاوية مراجعة فقال المغيرة: إن الذي يرجو سقاطك والذي ... سمك السماء مكانها لمصلل أجعلت ما ألقى إليك خديعة ... حاشى الإله وترك ظنك أجمل وله: إنما موضع سر المرء إن ... باح بالسر أخوه المنتصح فإذا بحت بسر فإلى ... ناصح يكتمه أو لا تبح وهو صاحب معاوية في سائر حروبه ومواطنه وهو أول من أشار عليه بولاية العهد ليزيد ابنه وأول من أجهد نفسه في ذلك بالكوفة عند تقلده إياها لمعاوية، وفضائله في هذه المعاني كثيرة.

المغيرة بن الأخنس بن شريق واسم الأخنس أبي بن عمرو بن وهب ابن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن ثقيف. قتل يوم الدار مع عثمان رضي الله عنهما وهو الذي يقول: لا عهد لي بغار مثل السيل ... لا ينتهي غباوها حتى الليل المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. كان مع الحسين بن علي عليهما السلام فأصابه مرض في الطريق فعزم عليه الحسين عليه السلام أن يرجع فرجع. فلما بلغه قتله قال يرثيه: أحزنني الدهر وأبكاني ... والدهر ذو صرف وألوان أفردني من تسعة قتلوا ... باللطف أضحوا رهن أكفان وستة ليس لهم مشبه ... بني عقيل خير فرسان والمرء عون وأخيه مضى ... كلاهما هيج أحزاني من كان مسروراً بما نالنا ... وشامتاً يوماً فمل آن المغيرة بن حبناء التميمي وحبناء أمه واسمها ليلى وهو المغيرة بن عمرو بن ربيعة بن أسيد بن عبد عوف بن عامر بن ربيعة وهو ربيعة الوسطي بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ويكنى أبا عيسى. وكان أبرص وهو شاعر المهلب أنفد شعره في مدحه ومدح بنيه وذكر حربهم للأزارقة وفيهم يقول: إن المهالب قوم إن مدحتهم ... كانوا الأكارم آباءً وأجدادا إن العرانين تلقاها محسدة ... ولن ترى للئام الناس حساداً وله: إذا المرء أولاك الهوان فأوله ... هواناً وإن كانت قريباً أوازره فإن أنت لم تقدر على أن تهينه ... فذره إلى اليوم الذي أنت قادره إذا أنت عاديت امرأً فاظفرن به ... على عثرة إن أمكنتك عواثره وقارب إذا ما لم تجد حيلة له ... وصمم إذا أيقنت أنك عاقره الأقيشر واسمه المغيرة بن عبد الله بن الأسود بن وهب من بني ناعج ابن عمرو

باب ذكر من اسمه مرداس

بن أسد، وقيل هو من بني معرض بن عمرو بن أسد ويكنى أبا معرض وهو أحد مجان الكوفة وشعرائهم وهجا عبد الملك ورثى مصعب بن الزبير. وهو القائل: يا أيها السائل عما مضى ... من ريب هذا الزمن الذاهب باب ذكر من اسمه مرداس مرداس تميم بخراسان وكانت تميم قتلت ابنه محمد بن عبد الله: ومن عجب الأيام والدهر أصبحت ... تميم وقيس بالرماح تشاجر وكنا يداً حتى سعى الدهر بيننا ... فصرفنا والدهر فيه الدوائر يفرق ألافاً ويترك عالة ... أناساً لهم وفر من المال دائر هم بدؤونا بالقبطيعة وارتضوا ... له خطة لا يرتضيها المعاشر فما كان ظلماً قتلنا القوم إذ بغوا ... وضاقت عليهم في البلاد المصادر مرداس بن حذام الأسدي إسلامي. قال لابن عم له من بني كاهل وسقاه خمراً حلب عليها لبناً: سقيت عقالاً بالثوية شربة ... فمالت بلب الكاهلي عقال فقلت اصطحبها يا عقال فإنما ... هي الخمر خيلنا لها بخيال وله في رواية دعبل وتروى لغيره: رب ندمان كريم خيمه ... ماجد الجدين من فرع مضر قد سقيت الكأس حتى هزها ... ومشت فيه سمادير السكر يقرن الظهر مع العصر كما ... تقرن الحقة بالحق الذكر باب ذكر من اسمه معقل معقل بن عامر بن مجمع بن موألة الأسدي؛ ومعقل هو أخو الحضرمي وهو فارس الدهماء، مر يوم جبلة على أبي الحسحاس بن وهب الغنوي وهوصريع فاحتمله إلى رحلة فآواه حتى برأ ثم كساه وأداه إلى أهله، وقال: يديت على ابن حسحاس بن وهب ... بأسفل ذي الحداة يد الكريم يديت: اتخذت عنده يداً. قصرت له من الدهماء لما ... شهدت وغاب عن دار الحميم أو سيه بأن الجرح يشوى ... وأنك فوق عجلزة جموم

ذكر من اسمه مسلم

ولو أني أشاء لكنت منه ... مكان الفرقدين من النجوم ذكرت تعلة الفتيان يوماً ... والحاق الملامة بالمليم وله في يوم شعب جبلة: نحن بنو مجمع بن موألة ... نحن حماة الناس يوم جبلة بكل عضب صارم ومعبله ... وهيكل نهد معاً وهيكله معقل بن عامر بن نمير بن أسامة بن والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان نبن أسد جاهلي. وعامر لقبه الموقد وكان رئيس بني أسد في بعض حروبهم فأوقد لهم ناراً فسمي الموقد. معقل بن وهب بن نمرة بن حديج بن حبيب بن زيد بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن ضبة بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر. جاهلي يقول: إنا منعنا حمانا أن يحل به ... والشر والعود أحمت ظهره مضر تأبى الرباب وأسياف بهم غشم ... وفي البلاد وفي الآفاق معتصر معقل بن خويلد الهذلي مخضرم. كان سيد قومه فخالل خالد بن زهير الهذلي وهو ابن أخت أبي ذؤيب الهذلي امرأة وابنتها في الجاهلية فقال معقل: أتاني ولم أشعر به أن خالداً ... يعطف أبكاراً على أمهاتها يعطف طولاها سناماً وحاركاً ... ومثلك أعنت طلبها عن بناتها فأجابه خالد بأبيات يحذره فيها من نفسه منها: ولا تبعث الأفعى تداور رأسها ... ودعها إذا ما غيبتها سفاتها فبلغ ذلك أبا ذؤيب فقال يصلح بينهما: لا تذكرن أختنا إن أختنا ... يعز علينا هونها وشكاتها فأطفىء ولا توقد ولا تك محضاً ... لنار الأعادي أن يطير شذاتها المحضأ العود الذي تنفخ به النار لتلتهب. وشذاتها جمرها. فإنك إن تقبل فإنك سالم ... وإن تفعل الأخرى تصبك أذاتها باب ذكر من اسمه مسلم مسلم ومروا سفاهاً من وزير محمد ... تباً لمن يهزأ من الفاروق

إني على رغم العداة لقائل ... كانا بدين الصادق المصدوق مسلم بن الوليد الأنصاري مولى آل أسعد بن زرارة الخزرجي يكنى أبا الوليد ويلقب صريع الغواني. وهو شاعر مفلق مستخرج للطيف المعاني بحلو الألفاظ وهو أول من طلب البديع وأكثر منه وتبعه الشعراء فيه ومدح الرشيد ورؤساء دولته ثم اتصل بذي الرياستين الفضل بن سهل فولاه بريد جرجان وبها مات. وهو القائل في داؤد بن زيد: يجود بالنفس إذ ضن الجواد بها ... والجود بالنفس أقصى غاية الجود وله: أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه ... فطيب تراب القبر دل على القبر وله: موف على مهج في يوم ذي رهج ... كأنه أجل يسعى إلى أمل ينال بالرفق ما يعيا الرجال به ... كالموت مستعجلاً يأتي على مهل يكسو السيوف نفوس الناكثين به ... ويجعل الهام تيجان القنا الذبل وله: حسبي بما أدت الأيام تجربة ... سعى علي بكأسيها الجديدان دلت على عيبها الدنيا وصدقها ... ما استرجع الدهر مما كان أعطاني وله: تعز فقد مات الهوى وانقضى الجهل ... ورد عليك الحلم ما قدم العذل وله في يزيد بن مزيد الشيباني: سل الخليفة سيفاً من بني مطر ... يمضي فيخترق الأجساد والهاما كالدهر لا ينثني عما يهم به ... قد أوسع الناس إنعاماً وإرغاما وله في المأمون: والله لولا يعقدوا لك عهدها ... أعيا البرية أن تصيب سواكا يغدو عدوك خائفاً فإذا رأى ... أن قد قدرت على العقاب رجاكا وله يهجو دعبلاً من أعيان أشعار المحدثين في الهجاء: أما الهجاء فدق عرضك دونه ... والمدح عنك كما علمت جليل فاذهب فأنت طليق عرضك إنه ... عرض عززت به وأنت ذليل باب ذكر من اسمه مسلمة مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي ويقال إن اسمه عروة وقد تقدم خبره، وهو القائل وكتب بها إلى الوليد بن عبد الملك من القسطنطينية: أرقت وصحراء الطوانة بيننا ... لبرق تلالا نحو غمرة يلمح

ذكر من اسمه منصور

أزاول امراً لم يكن ليطيقه ... من القوم إلا اللوذعي الصمحمح مسلمة بن مهزم بن خالد بن مهزم بن الفزر العبدي أبو القاسم. وهو خال أبي هفان المهزمي، ومسلمة شاعر أديب مدح طاهر بن الحسين ويقول: عج بنا نجن بطرف ال؟ ... عين تفاح الخدود ونصل من خطنا من ... وجهه طول الصدود ونطف ليلة سعدي ... ن بعذراء النهود ليلة يعذر فيها ... كل واش وحسود وله: لا شيء أحسن في الدنيا وساكنها ... من وامق قد خلا فرداً بموموق كذاك ليس بها اشجى لذي نظر ... من عاشق خاضع قدام معشوق نفسي الفداء لظبي بات يسعدني ... ليلاً على قبض أرواح الأباريق مسلمة بن سلم كاتب خزيمة بن خازم، يقول: إن من لديك جميعاً ... من معرة الشعراء وله في الورد وروي لغيره: زائر يهدي إلينا ... نفسه في كل عام حسن الوجه زكي الر ... يح لفق للمدام باب ذكر من اسمه منصور منصور بن المسجاح وقيل ابن مسحاج بن سباع الضبي جاهلي يقول: ثأرت ركاب العير منهم بهجمة ... صفايا ولا بقيا لمن هو ثائر من الصهب أثناء وجدعاً كأنها ... عذارى عليها شارة ومعاصر فإن نلق من سعد هنات فإننا ... نكاثر أقواماً بها ونفاخر الثائر: الذي لا يبقي على شيء حتى يدرك ثأره. ومعاصر التي قد حاضت واحدتها معصر. وسعد بن زيد مناة. يقول إذا جاءت الأمور العظيمة ذهبت هذه الدقائق. وله: ومختبط قد جاء منصور بن إسماعيل التميمي المصري الفقيه الضرير: يا معرضاً بهواه ... لما رآني ضريرا كم ذا رأيت بصيراً ... أعمى وأعمى بصيرا وله في ابنه: يا من له من تميم ... عم نبيل وخال إن لم يكن لك تقوى ... ولم يكن لك مال فاجلس فأنت ذليل ... بحيث تلقى النعال وكان الناشي هجاه فأجابه منصور: إن ذكر السياق أصلحك الله ... وذكر المبيت في اللحد وحدي حمياني عند الحديث ما الود ... اع لم تشتغل بذمي وحمدي

ذكر من اسمه منظور

فاهجني فما لك عندي ... أبداً غير ما لغيرك عندي باب ذكر من اسمه منظور منظور بن زبان بن سيار الفزاري وقد تقدم نسب أبيه، ومنظور مخضرم تزوج امرأة أبيه مليكة بنت خارجة بن سنان بن أبي حارثة ففرق بينهما عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: لا لا أبالي اليوم ما صنع الدهر ... إذا منعت مني مليكة والخمر وما منهما إلا شديد فراقه ... شراب الندامى والمخدرة البكر وله يمدح قوماً: لعمرو أبيك والأيام عوج ... لنعم الطالبون بنو عميد هم منوا الغداة بغير من ... ولكن عادة السعي الحميد منظور بن مرثد بن فروة الفقعسي وقيل هو منظور بن فروة بن مرثد بن نضلة بن الأشتر بن جحوان بن فقعس بن طريف إسلامي يقول: يعزي المعزي ثم ميضي لشأنه ... ويترك في صدر الدخيل المجمجما وله: لعمرك أبيك والأيام عوج ... لنعم الطالبون بنو عميد هم منوا الغداة بغير من ... ولكن عادة السعي الحميد منظور بن مرثد بن فروة الفقعسي وقيل هو منظور بن فروة بن مرثد بن نضلة بن الأشتر بن حجوان بن فقعس بن طريف إسلامي يقول: يعزي المعزي ثم يمضي لشأنه ... ويترك في صدر الدخيل المجمجما وله: وما زادنا الواشون أيام شافع ... بكم وتراخي الدار غير جنون متى تذكري عندي وإن قيل قد صحا ... تهج عبرة ذكراك ذات شجون وله: إذا أنت أكثرت المجاهل كدرت ... عليك من الأخلاق ما كان صافيا فلا تك حفاراً بظلفك إنما ... تصيب سهام الغي من كان راميا وله: إني إذا ما القرن بي تحمسا ... ولم أجد غير القيام محبسا ألفيتني ذا مرة عمرسا ... مبين السيما لمن تلبسا صعب القياد لم يكن مرعسا وله: إني على ما كان من تخددي ... وحدثان الدهر ماضي المبرد عند المحاماة وطيب المشهد ... في تالد المجد كريم المحتد أذب عني بلسانٍ مذود ... وأصلي الثابت غير الأتلد إلى بناء الحسب المردد منظور بن سحيم الفقعسي الكوفي إسلامي. يقول في الحماسة: لست بهاج في القرى أهل منزل ... على زادهم أبكي وأبكي البواكيا

ذكر من اسمه مسعود

فأما كرام موسرون أتيتهم ... فحسبي من ذو عندهم ما كفانيا وأما كرام معسرون عذرتهم ... وإما لئام فأدركت حيائيا وعرضي أبقى ما ادخرت ذخيرة ... وبطني أطويه كطي ردائيا باب ذكر من اسمه مطرود مطرود بن كعب الخزاعي. لجأ إلى عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف لجناية كانت منه فحماه وأحسن إليه فأكثر مدحه أهله. وهو القائل يرثي بني عبد مناف وابنه المغيرة: إن المغيرات وأبناءهم ... هم خير أحيا وأموات هم سادة الناس إذا حصلوا ... ونسل سادات لسادات وله ورويت لغيره: يا أيها الرجل المحول رحله ... هلا حللت بآل عبد مناف هبلتك أمك لو حللت لديهم ... نجوك من جوع ومن أقراف وإذا معد حصلت أنسابها ... فهم لعمري من مها الأصداف عمرو العلا هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف مطرود بن عرفطة جاهلي. ذكره البير بن بكار ولم ينسبه. يقول: إن سلولاً عراك الموت عادتها ... لولا سلول لمستنا أبابيلا الضاربون إذا خفت نعامتهم ... والقائلون إذا لم تحسن القيلا والضامنون لمولاهم غرامته ... لا زال واديهم بالغيث مطلولا باب ذكر من اسمه مسعود مسعود بن معتب بن مالك الثقفي جاهلي. وابنه عروة بن مسعود الذي دعا قومه إلى الإسلام فقتلوه، ومسعود هو القائل لولده في أمواله وخاف أن تبتاع قريش منهم ما ورثوا منه: لا أعرضا قرشياً يشتري عجلي ... يا ابني أمية من زرع وحجران وابنا يسيعة لا أخشى ضياعهما ... على موالي من سود وحمران (هؤلاء أولاده)

باب ذكر من اسمه موسى

مسعود بن معتب التجيبي مخضرم يقول في أيام الردة ويقال قالها شريل بن الأغفل: ومتى أدع في تجيب يجبني ... أسد غيل ودارعون كثير وهم الموت لا يغازون حياً ... حيث كانوا هناك إلا أبيروا مسعود بن عقبة من عدي الرباب وهو أخو ذي الرمة. يقول: إذا المرء أغنى عنك جفوة فاجتنب ... معرة آس أنت عنه بمعزل وله في رواية ابن الأعرابي قالها لما مات أخواه ذو الرمة غيلان وأوفى: تعزيت عن أوفى بغيلان بعده ... عزاءً وجفن العين ملان مترع ولم تنسني أو في المصيبات بعده ... ولكن نكأ القرح بالقرح أوجع وغيره يروي هذين البيتين لهشام أخي ذي الرمة. ولمسعود: إني وإن منتني الكروب ... يتلو حياتي أجل قريب أهلك أو يضمني قليب ... زلخ المقام مشنأ مهيب ثم يثيب الله ما يثيب ... عقوبة أو تعفو الذنوب مسعود بن سارية الحكمي إسلامي. مسعود بن علية الكوفي إسلامي. قال دعبل كان شاعراً محسناً. مسعود بن المختلس الشيباني إسلامي. استمنح علقمة بن شمر بن مسهر ناقة من إبله فأبى أن يمنحه إياها فقال: أعلقم يا ابن المسهرين حرمتني ... علالة ناب مستعاد ضريبها تضللتها أو نلتها من عمالة ... إلى صرمة كانت قليلاً غريبها قوله: تضللتها أي أخذتها ضالة وقوله غريبها أي لا تعطي منها أحداً شيئاً فغريبها في الناس قليل. وقوله يا ابن المسهرين كانت أمه من بني مسهر الشيباني. باب ذكر من اسمه موسى موسى بن جابر بن أرقم بن سلمة بن عبيد الحنفي اليمامي نصراني جاهلي يلقب أزيرق اليمامة ويعرف بابن ليلى وهي أمه وهو شاعر كثر الشعر. يقول: ما أبالي ألئيم سبني ... أوعوى ذئب بقارات الجبل القارات جمع قارة وهي جبيل صغير أسود. وله: وإنا لو قافون بالثغرة التي ... يخاف رداها والنفوس تطلع

وإنا لنعطي المشرفيةَ حقها ... فتقطع في أيماننا وتقطعُ وله: لبستُ شبيبتي ماذم خلقي ... وما شمت العدو ولا هفوت وما أدع السفارة بين قومي ... ولا أمشي بغشم إن مشيت وما للملك في الدنيا بقاء ... وكيف بقاء ملكٍ فيه موت وله: ولما نأت عني العشيرة كلها ... أنخنا فحالفنا السيوف على الدهر فما أسلمتنا عند يوم كريهة ... ولا نحن أغضينا الجفونَ على وتر موسى الشهوات وهو موسى بن يسار مولى بني تيم قريش. وقيل هو مولى بني سهم بن عمرو بن هصيص وقيل مولى بني عدي بن كعب والثبت هو الأول وسمي شهوات بقوله ليزيد بن معاوية: يا مضيع الصلاة للشهوات. وقد نسب هذا البيت إلى غيره. وقيل سمي شهوات لتشهيه على عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الطعام فلقب به؛ وكان من شعراء المدينة وظرفائهم وهو القائل: ليس فيما بدا لنا منك عيب ... عابه الناسُ غير أنك فأني أنت خيرُ المتاع لو كنت تبقى ... غير أن لا بقاءَ للإنسان وله في حمزة بن عبيد الله بن الزبير: حمزة المبتاع بالمال الثنا ... ويرى في بيعه أن قد غبن وهو إن أعطى عطاءً فاضلاً ... ذا إخاء لم يكدره بمن أبو الشعر الضبي اسمه موسى بن سحيم. لما ولي مسلمة بن عبد الملك يعلى بن عامر أصبهان والجبال وثب عليه بسطام بن الشحاج الأزدي وحصره قال أبو الشعر: أمسلم لم يبلغك أن ابن عامر ... حمى الشق من حيٍ على من تسطما أمسلم قد آساك يعلى بنفسه ... أمسلم واشكر واجز بالسعي مسلماً وكان يهاجي الطرماح. وله يهجو الأقيشر الأسدي: يا أيها المبتغير حشاً لحاجته ... وجهُ الأقيشر حش غير ممنوع موسى بن عبد الله بن خازم السلمي. يقول لما قتل أخوه محمد في ولاية أبيه خراسان:

ذكرت أخي والخلو مما أصابني ... يغط ولا يدري بما في الجوانح دعته المنايا فاستجاب دعاءها ... وأرغم أنفي للعدو المكاشح فلو ناله المقدارُ في يوم عارةٍ ... صبرت ولم أجزع لنوح النوائح ولكن أسبابَ المنايا صرعنه ... كريماً محياه عريض المنازح بكف امرئ كز قصير نجاده ... خبيب ثناه عرضة للفضائح وله فيه من أبيات: فتى كان أحيا من فتاةٍ حيية ... وفي الروع أمضى من ضبارية ورد موسى بن حكيم العبشمي. يقول: دعاني عوف دعوةً فأجبته ... ومن ذا الذي يدعى لنائبة بعدي فلو بي بد أتم قبل من قد دعوتمُ ... لفرجت عنكم كل نائبةٍ تعدي إذا المرء ذو البلوى وذو الضغن أجحفتْ ... به نكبة حلت رزيئته حقدي موسى بن داود بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم. استصحب أبا دلامة إلى الحج فقال أبو دلامة: إنني أعوذ بداودٍ وحفرته ... من أن أكلف حجاً يا ابن داود والله ما في من أجر فتطلبه ... ولا الثناء على ديني بمحمود فأجابه موسى: ما فيك حمد ولا أجر نريدهما ... باد لعرف ولا عرف بموعود ولا طلبنا التي بالظن تقصدها ... أبا دلامة لكن عادة الجود وقد رويا لأخيه محمد بن داود. موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب يكنى أبا الحسن أمه وأم إخوته محمد وإبراهيم وإدريس الأكبر هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي وولدت هند موسى ولها ستون سنة، وكان آدم وأخذه المنصور بعد اختفائه بالبصرة فضربه يقال ألف سوط ويقال دونها ثم أطلقه. وله وهو في حبس المنصور: إذا أنا لم أقبل من الدهر كل ما ... تكرهت منه طال عتبي على الدهر وهي أبيات تخلط بأبيات لأبي العتاهية. ولموسى: تولت بهجة الدنيا ... فكل جديدها خلق وخان الناس كلهم ... فما أدري بمن أثق رأيت معالم الخيرا ... ت سدت دونها الطرق فلا حسب ولا نسب ... ولا دين ولا خلق

وله وقد رويت لأخيه محمد: منخرق الخفين يشكو الوجا ... تنكبه أطراف مرو حداد شرده الخوف وأزرى به ... كذاك من يكره حر الجلاد قد كان في الموت له راحة ... والموت حتم في رقاب العباد الهادي أبو محمد موسى بن محمد المهدي أبي عبد الله بن عبد الله المنصور أبي جعفر بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس. كان من رجالات بني هاشم ودعا الرشيد إلى تقديم ابنه جعفر بن الهادي عليه في العهد فأبى عليه فقال الهادي: نصحت لهارون فرد نصيحتي ... وكل امرئ لا يقبل النصح نادم وأدعوه للأمر المؤلف بيننا ... فيبعد عنه وهو في ذاك ظالم ولولا انتظاري منه يوماً إلى غد ... لعاد إلى ما قلته وهو راغم وله لما قتل صاحب فخ: سلى همومي وأطفا نار موجدتي ... عون الإله على الأعداء بالظفر في كل يوم لنا من أهلنا حسد ... لأن ملكنا وصرنا سادة البشر لن يدفعوا بصغير الأمر أكبره ... وهل يقاس ضياء الشمس بالقمر أبو المغيث موسى بن إبراهيم الرافقي. لأبي تمام فيه مدح كثير عند تقلده بعض أعمال الشام. وقصده محمد بن حسان العمي ومدحه فوعده بثواب فتأخر عنه فكتب إليه محمد: وعدت بالمطل وعداً رف مورقه ... حتى لقد جف منه الماء في العود سقيا للطفك ما أحلى مخارجه ... لولا عقارب في أثنائه سود فأجابه أبو المغيث: لا تعجلن على لومي فقد سبقت ... مني إليك بما تهوى المواعيد فإن صبرت أتاك النجح عن كثب ... وكان طالعه سعد ومسعود وفي الكريم أناة ربما اتصلت ... إن لم يعامل بصبر ايبس العود موسى بن محمد السلمي أبو عمران بصري مسجدي متوكلي، يقول: قعد الشيب بي عن اللذات ... ورماني بجفوة القينات فإذا رمت ستره بخضاب ... فضحته طلائع الناصلات ما رأيت الخضاب إلا سراباً ... غر في لمعه بأرض فلات فإذا ما دعا إلى الكأس داع ... قلت ما للكبير والشربات

لست بعد الشباب ألتذ بالعي؟ ... ش فدعني وغصة العبرات إن فقد الشباب أنزلني بع ... دك دار الهموم والحسرات ورماني بأسهم الشيب دهر ... قارعتني أيامه عن حياتي وله: أتلزمني ذنباً وأنت جلبته ... ولكنني أخشاك أن أتكلما ولولا اتقائي أن تميتك دعوتي ... دعوت على ما كان اخفى وأظلما موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان الكاتب أبو مزاحم، كان راوية مأموناً على ما رواه من الآثار والأخبار، مولده في سنة ثمان وأربعين ومائتين وتوفي في سنة خمس وعشرين وثلثمائة وكان مذهبه مذهب الحشوية، وحب معاوية بن أبي سفيان قد غلب عليه حتى قال فيه أشعاراً كثيرة فدونها العامة وكتب على خاتمه: دن بالسنن موسى تعن. وهو القائل: الشعر لي أدب أسلو بحكمته ... وما سبيلي فيه المادح الهاجي ولست ما صانني المولى ووفقني ... إلى هجاء ولا مدح بمحتاج وله: لعزة العلم يسعى الطالبون له ... إليه والعلم لا يسعى إلى أحد وكل من لا يصون العلم يظلمه ... ومن يصنه بعدل يهد للرشد باب ذكر من اسمه معاذ الأقرع القشيري اسمه الأشيم بن معاذ بن سنان بن عبد الله بن حزن ابن سلمة بن قشير، وقيل اسمه معاذ بن كليب بن حزن بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عقيل، كان يناقض جعفر بن علبة الحارثي اللص وكانا في أيام هشام بن عبد الملك واستعدت بنو عقيل على جعفر لدماء كانوا يطلبونه بها فأخذ جعفر وقتل صبراً، وجعفر يكنى أبا عارم وهو القائل لما هموا بقتله: إذا ما أتيت الحارثيات فانعني ... لهن وخبرهن أن لا تلاقيا وقود قلوصي بينهم فإنها ... ستضحك مسروراً وتبكي بواكيا فأجابه معاذ الأعشى وخاطب فيها أباه: أبا جعفر سلب بنجران واحتسب ... أبا عارم والمنفسات العواليا وقدت قلوصاً أتلف السيف ربها ... بغير دم في القوم إلا تماريا إذا ذكرته معصر حارثية ... ترى دمع عينيها على الخد جاريا

وقال أيضاً: أبا جعفر أسلمت للقوم جعفرا ... وخلي في بهو من الأرض واسع معاذ بن كليب العقيلي من بني نمير. يقال إنه مجنون بني عامر وإنه صاحب ليلى، وقد تقدم ذكر الخلاف في ذلك. ويقال معاذ هو الملوح وهو أبو قيس المجنون صاحب ليلى. ومعاذ هو القائل في ليلى التي تزوجت في ثقيف: وقد أصبحتُ ليلى وكانت حبيبة ... تقطع إلا في ثقيف وصالها وكان مع الركب الذين غدوا بها ... سحابة صيف زعزعتها شمالها وله: شفى الله من ليلى فأصبح حبها ... بلا حمد ليلى زايلتني حبائله سوى أن روعات يصبنَ فؤاده ... إذا ذكرت ليلى وداء يطاوله معاذ بن مسلم الهراء الكوفي النحوي. كان يبيع الهروى وكان الكميت بن زيد الأسدي صديقه وكانا يتشيعان فنهى معاذ الكميت أن يأتي خالد بن عبد الله القسري فخالفه وصار إلى خالد فحبسه وعزم على قتله فقال معاذ: نصحتك والنصيحة إن تعدت ... هوى المنصوح عز لها القبول فخالفت الذي لك فيه حظ ... فغالت دون ما أملت غول وعاد خلاف ما تهوى خلاف ... له عرض من البلوى وطول وله قصيدة يقول فيها: وما زلتُ في طمع راجياً ... أؤمل كبشهمُ أن يحينا وأرقب من هاشم قائماً ... تقر به أعين المؤمنينا أبوها رسول مليك السماء نذير من النذر الأولينا معاذ الأزرق العبدي العصري محدث. يقول: كم من عقيلة معشر محجوبة ... من دونها متظاهر الحجاب قد أنكحتناها الرماح ولم نكن ... إلا بهن لها من الخطاب معاذ بن عبيد الله التيمي من ... ولد عبيد الله بن معمر القرشي. يقول: يا خليلي ألما واسألا ... وابغياني بابن عم بدلا فلقد أملت فيه أملاً ... ليتَ شعري فيّ ماذا أملا دائباً يحرضني من نفسه ... قاطعاً رحماً وكرشاً وصلا

ذكر من اسمه مرة

قال رب الناس صلها قال لا ... وكذا لو قال لا (قد) قال لا باب ذكر من اسمه مرة مرة بن ذهل بن شيبان قديم. قتل ابنه جساس بن مرة كليب وائل وقال لأبيه: تأهب عنك أهبة ذي امتناع ... فإن الأمر جل عن التلاحي وهي أبيات فقال أبوه مرة يجيبه، ويقال إنهما مصنوعان: إن يك قد جنيت علي حرباً ... فلا وكل ولا رث السلاح سألبس ثوبها أو أدن عني ... بها ثوب المذلة والفضاح مرة بن الرواع الأسدي أحد بني حيي بن مالك والرواع أمه وهي من بني سليم بن عامر. وهو جاهلي قديم كثير الشعر يقال إنه كان في عصر امرئ القيس بن حجر وإن امرأ القيس كان يعلم قبانه أشعار بن الرواع. وهو القائل: أشاقك من فكيهتك ادلاج ... وبت الحبل وانقطع الخلاج وهي طويلة. وله: إن الخليط أجدوا البيت وادلجوا ... وهم كذلك في آثارهم لجج مرة بن خليف الفهمي جاهلي قديم. كانت الإجازة بالحج للناس منعرفة إلى ولد الغوث بن مرة بن أد بن طابخة وكان يقال لهم صوفة وكانت إذا حانت الإجازة قالت العرب أجيزي صوفة. فقال مرة يذكر ذلك: إذا ما أجازت صوفة النقب من منى ... ولاح قتار فوقه سفع الدم رأيت الإياب عاجلاً وتبعثت ... علينا دواع للر باب وكلثم مرة بن عائذ الريابي يقول: صبحنا بالصعاب حلول بكر ... صبوحاً ليس من عذب الشراب صبحناهم ذكوراً مقربات ... توقص بالكهول وبالشباب بكل مقلص كالسيد نهد ... مجنبة إلى بزل الركاب مرة بن واقع الفزاري أحد بني عبد مناف بن عقيل بن هلال بن سمير بن مازن بن فزارة مخضرم. كان يهاجي سالم بن دارة. ومرة هو القائل في امرأة من بني بدر كانت عنده فطلقها وبهذا السبب وقع بينه وبين سالم بن دارة ما وقع: لو أن بنت الأكرم البدري ... رأت شحوبي ورأت نديي

ذكر من اسمه المفضل

وهن خوص شبه القسي ... يلفها لف حصى الأتي أروع سقاء على الطوي مرة بن عمرو الخزاعي إسلامي. يقول ف رواية دعبل: ذهب الرال الأكرمون ذوو الحجى ... والمنكرون لكل أمر منكر وبقيت في خلق يزين بعضهم ... بعضاً ليدفع معور عن معور مرة بن محكان السعدي من بني عبيد أحد اللصوص. هجا الفرزدق وهو القائل: يا ربة البيت قومي غير صاغرة ... ضمي إليك رحال القوم والقربا ماذا ترين أندنيهم لأرحلنا ... في جانب البيت أم نبني لهم قببا في ليلة من جمادى ذات أندية ... لا يبصر الكلب من ظلمائها الطنب لا ينبح الكلب فيها غير واحدة ... حتى يلف على خيشومه الذنيا أنا ابن محكان اخوالي بنو مطر ... أنمى إليهم وكانوا معشراً نجبا باب ذكر من اسمه المفضل المفضل بن قدامة الكوفي، يقول في بيعة ابن الزبير في رواية دعبل: دعا ابن مطيع للبياع فجئته ... إلى بيعة قلبي لها غير عارف فناولني خشناء حين لمستها ... بكفي ليست من أكف الخلائف معودة حمل الهوادي لقومها ... وليس أخوها بالشجاع المسايف وهذه الأبيات لفضالة بن شريك الأسدي وحضر بيعة ابن الزبير بالكوفة لما استعمل عليها بعد الله بن مطيع. المفضل بن دلهم بن المجشر أحد بني قيس بن ثعلبة يعرف بابن أمامة وهي أمه وهي بنت وبرة بن عبادة بن زيد شاعر معروف. المفضل بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي؛ يقول بعد وقعة العقر في رواية دعبل:

أرى الشمس ينفي الهم عني طلوعها ... ويأوي إلي الهم حين تغيب هل الموت إن جدنا بسفك دمائنا ... مطهرنا من عثرة وذنوب وما هي إلا وسنة تورث السنا ... لعقبك ما حنت روائم نيب وما خير عيش بعد فقد محمد ... وفقد يزيد والحرون حبيب وله: ولا خير في طعن الصناديد بالقنا ... ولا في طعان الخيل بعد يزيد المفضل المازني من شعراء خراسان، ذكره المدائني ولم ينسبه لما أوقع الكرماني الفتنة بخراسان في أيام نصر بن سيار قال المفضل: ليصبحن جديعاً في مركبه ... كأساً تحسيه من ذئفانها جرعا المفضل بن خالد السلمي من شعراء خراسان ذكره المدائني أيضاً يقول في الفتنة: قد قلت للأزد قولاً ما ألوت به ... نصحاً لهم وأعدت القول لو نفعا يا معشر الأزد إني قد نصحت لكم ... فلا تطيعوا جديعاً أي ما صنعا فما تناهوا ولا زادتهم عظتي ... إلا لجاجاً وقالوا الهجر والقذعا يا معشر الأزد مهلاً قد أظلكمُ ... ما لا يطاق له دفع إذا وقعا أبو طالب المفضل بن سلمة بن عاصم النحوي صاحب الفراء. وأبو طالب عالم بالنحو أديب توفي سنة 230 كتب إلى يحيى بن علي المنجم يهنئه بالنيروز من أبيات: يا ابن الجحاجحة الغر الميامين ... ومن يزين به فعل الدهاقين ومن تجود على العلات راحته ... بنائل من عطاء غير ممنون أسلم لنا كل نيروز يمتعنا ... فيك الإلة بإعزاز وتمكين وله إلى عبد الله بن المعتز مكاتبات بالأشعار. باب ذكر من اسمه المؤمل المؤمل بن أميل المحاريي أحد بني جسر بن محارب. وكان يقال له البارد وهو كوفي مدح المهدي في أيام أبيه وله مع المنصور خبر مشهور. وشهر بقصيدته التي أولها: شف المؤمل يوم الحيرة النظر ... ليت المؤمل لم يخلق له بصر فيقال إنه لما قال هذا عمي فرأى في منامه إنساناً فقال: هذا ما تمنيت في شعرك وفيها يقول:

ذكر من اسمه المسيب

إذا مرضنا أتيناكم نعودكم ... وتذنبون فنأتيكم فنعتذر شكوت ما بي إلى هند فما اكترثت ... ما قبلها أحديد أنت أم حجر لا تحسبيني غنياً عن مودتكم ... فلي إليك وإن أيسرت مفتقر وله وفيه لحن لمعاذ بن الطبيب أحسن فيه: أبهار قد هيجت لي أوجاعا ... وتركتني عبداً لكم مطواعا لحديثك الحسن الذي لو كلمت ... وحش الفلات به لجئن سراعا والله لو علم البهار بأنها ... أضحت سميته لطال ذراعاً وفيها يقول: إن تبصري شيباً تغشى مفرقي ... فلقد أعاطي الحية اللساعا أو ما ترين السيف يغشى لونه ... صدأ ويوجد صارماً قطاعا المؤمل بن جميل بن يحيى بن أبي حفصة أبو الخطاب. كان شاعراً غزلاً ويلقب قتيل الهوى وكان منقطعاً إلى جعفر بن سليمان ثم قدم العراق فكان مع عبد الله بن مالك. وهو القائل: فلن من ذا فقلت هذا اليمامي ... قتيل الهوى أبو الخطاب قلن بالله أنت ذاك يقيناً ... لا تقل قول مازح لعاب إن تكن أنت هو فأنت منانا ... خالياً كنت أو مع الأصحاب المؤمل بن طالون الشاعر الحجازي المعروف بالرازي. يقال إنه مولى سكينة بنت الحسين بن علي وقد جر ولاءه حكيم بن حزام لأن سكينة أمهم وكانت تحت عبد الله بن عمار بن حكيم بن حزام فولدت له عثمان وحكيماً ورسحة بني عبد الله فورثوها لم يرثها معهم أحد. والمؤمل محدث رشيدي مدني يقول: بدر قريش والذي ... برز في المحافل ذو تدرإ أو مدره ... في كل أمر نازل وذو لقاء صادق ... وذو قضاء عادل والناس في واد به ... مختلطي القبائل من راغب وراهب ... ونازل وراحل ومنصف لا يتقي ... في الله عذل العاذل وراجح لا يمتري ... درته بالباطل ليس بحب خادع ... ولا بغر غافل نعم الفتى لخائف ... ونعم هو لآمل وعم مسعار هو ... ليوم ذي البلابل باب ذكر من اسمه المسيب المسيب بن عليسة الشيباني وهي أمه أخويه حرملة وعبد المسيح ابني علسة وقد تقدم نسبه. والمسيب جاهلي يقول:

لقد أعملت راحلتي ورحلي ... إلى الديان خير فتى يمان فلم أر مثله من أهل كعب ... ولا ولد الضباب ولا قنان وخير الناس قد علمت معد ... لضيف ولجار أو لعان وله: لنا الرأس والخيشوم والأنف والذرى ... إذا بذخت تحت الشئون الشقائق المسب بن الرفل الزهيري من ولد زهير بن جناب جاهلي يقول: وأبرهة الذي كان اصطفانا ... وسوسنا زناج الملك عال وقاسم نصف أسرته زهيراً ... ولم يك دونه في الأمر وال وأمره على حيي معد ... وأمره على الحي المعالي على ابني وائل لهما مهيناً ... يردهما على رغم السبال المسيب بن نهار أخو بني بهثة من بني ضبيعة يلقب المجدع. يقول لقيس بن قرد المعروف بالخنزير التيمي: ألم ترني جدعت عبساً ولم يكن ... بأول عبد جدعته القصائد فأجابه ابن قرد: لقد جدعت أم المسيب أنفه ... ببظر لها مثل الخضيلة وارد المسيب بن نجبة بن ربيعة بن رباح بن عوف بن هلال بن شمخ بن فزارة. من قدماء التابعين وكبارهم وهو من أصحاب علي عليه السلام. يقول: لست كمن خان ابن عفان مثلهم ... ولا مثل من يعطي العهود ويغدر ولكن تبغى جنة اتقى بها ... لعل دنوبي عند ربي تغفر شهدت رسول الله بالجو قائماً ... يبشر بالجنات والنار ينذر المسب بن حباشة بن حبيش بن بلال بن سعد بن حبال بن نصر بن غاضرة بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد شاعر إسلامي. فأما: المسيب بن علس فاسمه زهير وقد تقدم خبره. باب ذكر من اسمه المثلم المثلم بن رياح المري جاهلي. وله يقول سنان بن أبي حارثة وأجار عليه: من مبلغ عني المثلم آية ... وسهلاً فقد نفرتم الوحش أجمعا

ذكر من اسمه المنخل

هم إخوتي دنيا فر تقربنهم ... أبا خشرج وافصح لجنبك مضجعا فأجابه المثلم: من مبلغ عني سناناً رسالة ... وشجنة أن قوماً خذا الحق أودعا سأكفيك جنبي وضعه ووسادة ... وأقبل إن لم تعطنا الحق أشجعا تصيح الردينيات فينا وفيكم ... صياح بنات الماء أصبحن جوعا خلطنا البيوت بالبيوت فأصبحوا ... بني عمنا من يرمهم يرمنا معا وله: بكر العواذل بالسواد يلمنني ... جهلاً يقلن ألا ترى ما تصنع أفنيت مالك في السفاه وإنما ... أمر السفاهة ما أمرنك أجمع إني مقسم ما ملكت فجاعل ... أجراً لآخرة ودنيا تنفع المثلم بن عامر الضبي. وهو فارس سحيم جاهلي يقول في فرسه: إن الرحمن حظى عن سحيم ... وفارسه رماح بني تميم المثلم بنعمرو التنوخي. يقول: أني أبي الله أن أموت ... وفي صدري هم كأنه جبل لا تحسبني محجلاً سبط ال؟ ... ساقين أبكي أن يظلع الجمل إني امرء من توخ ناصره ... محتمل في الحروب ما احتملوا المثلم بن حذافة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عريج بن عدي بن كعب مخضرم، كان أجار رجلاً يقال له أوس من النمر بن قاسط فقتل أوس رجلاً من بني جمح فطلبه أبي بن خلف فمنعه المثلم وقال: من ذا يبدد بين الناس معذرتي ... إن رد جاري أبي وهو مقتول تنازع الطير بالبطحاء حشوته ... يقال من جار هذا غاله غول وقلت أسلم أوساً لامرئ أبداً ... حتى أرد وثغر النحر مبلول أو أبلغ العذر في أوس فتعذرني ... فيه الرجال إذا ما بشر باب ذكر من اسمه المنخل المنخل اليشكري. يقول في قصيدته المشهورة: يا رب يوم للمنخ؟ ... ل قدلها فيه قصير ولقد شربت من المدا ... مة بالصغير وبالكبير فإذا انتشيت فإنني ... رب الخورنق والسدير وإذا صحوت فإنني ... رب الشويهة والبعير المنخل بن سبيع العنبري يقول:

ذكر من اسمه المعذل

ألا قد أرى والله أن لست منكم ... وأن لستم مني وإن كنتم أهلي وأني ثوى قد أحم انطلاقه ... يحييه من محياه وهو على رحل فإن أنا يوماً غيبتي غيابتي ... فسيروا كسيري في العشيرة أو فعلي باب ذكر من اسمه المعذل المعذل البكري أحد بني قيس بن ثعلبة إسلامي. مدح النهاس بن ربيعة العتكي لأنه كفل به وكان المعذل أخذ بجرم فأطلقه النهاس فقال المعذل: جزى الله فتيان العتيك وإن نأت ... بي الدار عنهم خير ما كان جازيا متاعهم فوضى فضى في ديارهم ... ولا يحسنون الشر إلا تناديا هم خلطوني بالنفوس وأكرموا الصحابة ... لما حم ما كان آتيا كأن دنانيراً على قسماتهم ... إذا الموت للأبطال كان تحاسيا وقدم على المهلب بخراسان فقال لمن حضره يا معشر الأزد هذا الذي يقول وأنشد هذه الأبيات فجمعوا له خمسين وصيفاً وأعطاه المهلب مثلها. المعذل بن غيلان بن الحكم بن أعين العبدي من عبد القيس من عمرو وكان أديباً شاعراً وكان له من الولد أحد عشر ابناً وكلهم أديب شاعر. وهو من أهل الكوفة قدم البصرة مع عيسى بن جعفر بن المنصور وأقام بها هو وولده. وكان قصراً يلبس ثياباً واسعة وفيه يقول الشاعر: معذل في كمه نصفه ... ونصفه الآخر في خفه وصار يوماً إلى باب عيسى ليركب معه ولم يخرج بعد فقام يصلي وكان إذا صلى لا يقطع صلاته فخرج عيسى فصاح به فلم يجبه فغضب عليه فكتب إليه المعذل: قد قلت إذ هتف الأمير ... يا أيها القمر المنير حرم الكلام فلم أجب ... وأجاب دعوتك الضمير لو أن نفسي مثل عيني ... إذ دعوت ولا أحير لباك كل جوارحي ... بأناملي ولها السرور شوقاً إلى متشوق ... ولكدت من فرح أطير وكان سعيد بن مسعدة الأخفش يؤدب ولده وجرت بينهما مكاتبات بالأشعار. وله

ذكر من اسمه مطرف

في جعفر بن سليمان مدائح. وهو القائل: إلى الله أشكو لا إلى الناس أنني ... أرى صالح الأعمال لا أستطيعها أرى خلة في إخوة وقرابة ... وذي رحم ما كنت ممن يضيعها باب ذكر من اسمه مطرف مطرف بن عبد الله بن الشخير أحد بني وقدان بن الحريش بن كعب ابن ربيعة بن عامر صعصعة. قالت امرأة من بني قشير: عضت بنو وقدان أير أبيهم ... وعمرو بن وقدان الذي بالمناقب فرد عليها مطرف فقال: ألم تجدي مفاخرة لفضل ... سوى ذكر الأيور لك الأليل فإذ أعضضتنا سفهاً فعضى ... بأير أبيك أبيض ذي حجول وكان أبوها أبرص. مطرف الهجيمي يعرف بأبي الأنواح وكان رأس بني نمير بخراسان أيام نصر بن سيار وكان نصر يراجعه الأشعار وله يقول: صنيع مطرف ما دام رأساً ... سريع في بوار بني تميم وله يقول أبو الأنواح: ألا أبلغ أبا ليث رسولاً ... علانية وليس من السرار أإن أدنيت أو أعطيت قصرا ... ووافقت المغيث في فزار ظللت على من أشر تنزى ... ستعلم في الكريهة من تجاري فذر أهل الحروب فلست منهم ... وراجع صفق كفك في التجار فتلك تجارة إن قلت فيها ... صدقت حديثها ليست بعار باب ذكر من اسمه مصرف مصرف بن الأعلم بن خويلد بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة فارس شاعر جاهلي. له أشعار في يوم فيف الريح ويوم النخيل وهو القائل: رحلت أميمة للفراق فأصبحت ... بعد الصفاء رحيلها متقطع وتبدلت بدلاً سواك وليتها ... تدنو وقرب ذوي المودة ينفع لا تيأسن فقد يشت ذوي الهوى ... حدثان صرف الدهر ثمت يرجع وفيها يقول: وأعف عن قذف العشيرة بالخنا ... وأصد ذا الضغن الألد فيضرع

ذكر من اسمه مضرس

ويقل مالي قد علمت فلا أرى ... للدهر حين يعضني أتخشع وتصيبهن به قوارع جمة ... فتزل عن عودي وما أتضعضع فأدم وصالك للصديق ولا تضع ... سر الأمين وكن كذلك تصنع مصرف بن الحارث وابنه الحارث بن مصرف شاعران لقيهما الأصمعي وأخذ عنهما ولم ينسبهما. باب ذكر من اسمه مضرس مضرس بن ربعي بن لقيط بن خالد بن نضلة بن الأشتر بن جحوان ابن فقعس بن طريف بن عمرو بن قعين الأسدي. له خبر مع الفرزدق وهو القائل: وعاذلة تخشى الردى أن يصيبني ... تروح وتغدو بالملامة والقسم تقول هلكنا إن هلكت وإنما ... على الله أرزاق العباد كما زعم فإني أحب الخلد لو أستطيعه ... وكالخلد عندي أن أموت ولم أذم وله: إذا قيلت العواراء وليت سمعها ... سواي ولم أسأل بها ما دبيرها وله: ولا تيأسن من صالح أن تناله ... وإن كان نهباً بين أيد تبادره وله: وليس يزين الرحل قطع ونمرق ... ولكن يزين الرحل من هو راكبه كأن الفتى لم يحي يوماً إذا جرى ... على قبره هابي التراب وحاصبه مضرس بن رومي يقول لأزد عمان: إذا الحرب شالت لا قحاً وتحدمت ... رأيت وجوه الأزد فيها تهلل حياءً وحفظاً واصطباراً وإنهم ... لها خلقوا والصبر للموت أجمل هم يمنعون الجار من كل حادث ... ويمشون مشي الأسد حين تبسل ترى جارهم فيها منيعاً مكما ... على كل ما حال يحب ويوصل إذا سيم جار القوم ذلا فجارهم ... عزيز حماة في عماية يعقل باب ذكر من اسمه مغلس مغلس بن لقيط السعدي. كان له ثلاثة إخوة فمات أحدهم وكان به باراً فأظهر الأخوان عداوته فقال: أبقت لي الأيام بعدك مدركاً ... ومرة والدنيا كريه عتابها فريقين كالذئبين يبتدارنني ... وشر صحابات الرجال ذئابها

ذكر من اسمه معاوية

إذ رأيا لي غرة أغريا بها ... أعادي والأعداء تعوي كلابها وإن رأياني قد نجوت تلمسا ... لرجلي مغواة هياماً ترابها وأعرضت أستبقيهما ثم لا أرى ... حلومهما إلا وشيكاً ذهابها فقد جعلت نفسي تطيب لضغمة ... أعضهما ما يقرع العظم نابها مغلس بن لقيط بن حبيب بن خالد بن نضلة بن الأشتر بن جحوان جاهلي يقول في رواية أبي عيينة المهلبي وغيره يرويها لغيره: ولا تهلكن النفس كرباً وحسرة ... على الشيء سداه لغيرك قادره فإنك لا تعطي أمرأً حظ غيره ... ولا تمنع الشق الذي الغيث ماطره وله: عوى نابح من أرضه فعوت له ... كلاب وأخرى مستخف حلومها إذا هن لم يولغن من ذي قرابة ... دماً هلست أبدانها ولحومها مدرك أو مغلس بن حصن الفقعسي إسلامي. يقول في الحماسة وتروى لغيره: تشبه عبس هاشماً إن تسربلت ... سرابيل خز أنكرتها جلودها يريد الوليد بن عبد الملك لأنهم كانوا أخواله. فسادة عبس في الحديث نساؤها ... وقادة عبس في القديم عبيدها يريد أم سليمان والوليد ابني عبد الملك. ويريد بقوله: عبيدها عنترة بن شداد. باب ذكر من اسمه معاوية معوذ الحكماء العامري واسمه معاوية بن مالك بن جعفر بن كلاب. وهو عم لبيد بن ربيعة الشاعر وسمي معوذ الحكماء ببيت قاله: هو القائل: تفاخرني بكثرتها قربط ... فيا لك والد الحجل الصقور بغاث الطير أكثرها فراخاً ... وأم الباز مقلات نزور فإن أك في عدادكمُ قليلاً ... فإني في عدوكمُ كثير وله: وكنت إذا العظيمة أفظعتهم ... نهضت ولا أدب لها دبابا إذا نزل الغمام بدار قوم ... رعيناه وإن كانوا غضابا ذو العينين الكندي واسمه معاوية بن مالك بن الحرث بن بداء بن الحرث. أحد فرسان الجاهلية أغار على صرح من بني نهد فقال بعض النهديين:

ترامت بذي العينين والموت فاغر ... نفانف أفجاج وأرجاء مهبل فأجابه ذو العينين بقصيدة طويلة منها: لعمرو أبيك القين يابن غزير ... لقد كنت عن هذا المقال بمعزل فإن تك آجال توافي كتابها ... لحمة وقت للنفوس مؤجل فإنا رجال قد عرفتم بلاءنا ... وسورتنات في الحرب لم تتبدل معاوية بن الحارث بن تميم من بني تميم بن مر بن أد يلقب الشقر ويقال شقرة لقب بذلك لقوله وكان عوف بن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناة قتل الحارث بن تميم فقتل معاوية بن الحارث عوفاً بأبيه وقال: وقد أحمل الرمح الأصم كعوبه ... به من دماء القوم كالشقرات فسموا الشقرات وهم أهل بيت من بني نهشل بن دارم يقال لهم شقرة والشقرات شقائق النعمان واحدتها شقرة ويقال سميت الشقائق لأعلام حمر كانت للنعمان. معاوية بن حذيفة بن بدر الفزاري يلقب عريب ابط الشمال وكان مشوهاً سمي بقول شتيم بن خويلد الفزاري لعط سار في حلف كان بينهم: أعنت عدياً على شأوها ... توالي فريقاً وتبقي فريقاً أطعت عريب إبط الشمال ... ينحى بحد المواسي الحلوقا زحرت بها ليلة كلها ... فجئت بها مؤيداً حنفقيقا معاوية بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمر والفزاري يلقب مقتلاً سمي بذلك لقوله: لقد علم الأضياف أني منزل ... لهم مألف إذ باب غيري مغلق وأن كلابي لا يهر عقورها ... إذا طارق من آخر الليل يطرق إذا استنجوا دلت وإن جاء بصبصت ... إليهم وإن هرت من القتل تفرق معاوية بن مالك السلمي جاهلي. يقول يوم جبلة وقتل دثار بن وهب: لما رأيت نساء قومي حسراً ... وترت إلي النفس غير مزاح أقدمت حتى لم أجد متقدماً ... وعلمت أن اليوم يوم فضاح إني ثأرت أخي فلم أسبق به ... وشفيت نفسي من بني الطماح معاوية بن أوس بن خلف بن بجاد بن كليب بن يربوع بن حنظلة التميمي

وهو ابن أبي حارثة المري لأمه. وهو القائل من قصيدة: وجمع يعضلُ منه الفضاء ... شهدت على صمم صلدم وخيل شهدت على معول ... تبادر مثل القطا الأوم فلما تداعوا لأقرانهم ... دعيت إلى الفارس المعلم فرويت منه شارعيةً ... وأبت إلى القوم لم أكلم نخالجُ أنفسنا بيننا ... بكل حديدِ الشبا لهذم معاوية بن عمرو بن الحرث بن الشريد واسمه عمرو بن رياح بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم أخو الخنساء. معاوية بن جليميد بن عبادة بن البكاء العامري وهو فارس حجناء جاهلي. الصمة الأصغر الجشمي واسمه معاوية بن الصمة الأكبر واسمه مالك ابن الحرث. وهو أبو دريد بن الصمة في أكثر الروايات عن أبي عبيدة. وقيل معاوية أخو دريد وقيل بل هو أبوه ومالك عمه. وقال المفضل: الصمة الأصغر معاوية بن الحرث بن بكر بن علقمة بن جداعة بن غزية بن جشم ابن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر. وكان معاوية وأبوه مالك يقال لهما الصمتان. هكذا روى سعدان عن أبي عبدة. وروى ابن دريد عن أبي حاتم عن أبي عبيدة أن الصمتان مالك وأخوه وكان مالك أنبه من أخيه وأذكر من أخيه أبي دريد بن الصمة في العرب. ورويت لهما جميعاً أشعار يختلط بعضها بعضاً ومالك اكثر شعراً من أخيه. معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب. قال يعاتب قوماً من قريش: إذا أنا أعطيت القليل شكرتم ... وإن أنا أعطيتُ الكثيرَ فلا شكر إذا العذر لم يقبل ولم ينفع الأسى ... وضاقتْ قلوب منكم حشوها الغمر فكيف أداوي داءكم ودواؤكم ... يزيدكمُ داءً لقد عظمَ الأمر سأحرمكمْ حتى تذلّ صعابكم ... وأبلغ شئٍ في صلاحكم الفقر وله وكتب إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام جواباً عما كتب به إليه مع جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنهما: أتاني أمر فيه للنفس غمة ... وفيه اجتداع للأنوف أصيل

مصاب أمير المؤمنين وهدة ... تكاد لها صم الجبال تزول فأما التي فيها الهوادة بيننا ... فليس إليهما ما حييت سبيل سأنعي أبا عمرو وبكل مهند ... وبيض لها في الدارعين صليل معاوية بن حوط الفزاري. هاجر إلى الشام هو وولده فهلكوا بها، وهو القائل: طاح خلاج الأمر ثم صرمته ... وللأمر من بعد الخلاج صريم سأنزلُ ما بين السميط وقادم ... إلى أبرق الصلعاء وهو ذميم معاوية بن قرة السعدي..يقول في رواية المبرد: أرغ بالأمور إذا رمتها ... فلا تعرضن كل أبوابها فإن العداة متى يعلموا ... بها يحفروا تحت أعقابها معاوية بن عبد الله بن جعفر بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب. ولد سنة خمس وأربعين وعبد الله بن جعفر عند معاوية بن أبي سفيان بالشام فسأله معاوية أن يسميه باسمه ودفع إليه خمسمائة ألف درهم وقال: اشتر لسمي ضيغة وكان معاوية بن عبد الله صديقاً ليزيد بن معاوية ومدحه بأبيات منها: إذامذق الأخوان بالغيب ودهم ... فسيد إخوان الصفاء يزيد وله يرثي أباه عبد الله: عين بكى على ابن جعفر القر ... م أبي جعفر إمام الكرام من إليه يثرب جائلة العجز ... تبتغير لديه دار مقام فعليك السلام أنا فقدنا ... بك شمس الضحى وبدر الظلام معاوية بن صعصعة بن معاوية بن عبادة بن نزال بن مرة بن عبيد التميمي وأبوه صعصعة هو عم الأحنف بن قيس، وكان معاوية على البحرين فعزله الحجاج وأغرمه أربعين ألفاً فحبس بها فخذله أصحابه فقال: أما من تميم دافع لعظيمة ... ولا صابر عند الحفاظ مواس ولو كنت من حيي ربيعة شرفتْ ... دعائم بيتي منهمُ وأساسي وله يهجو إياس بن قتادة بن أوفى التميمي يرد عليه أبياتاً قالها في جملة من قتل في فتنة عبيد الله بن زياد لما انصرف عن البصرة: لقد ضاع أمر يا إياس وليته ... وخطة حزم كنت أنت تديرها سعيت فجللت الأداني خزية ... تسب بها أحياؤها وقبورها وللمجد حومات نلقاك دونها ... بهالك مقطوع عليها جبورها

باب ذكر من اسمه مروان

أبو عبيدة يروي هذه الأبيات لصعصة بن معاوية، وقال أبوعبيدة: معاوية بن صعصعة هو عم الأحنف بن قيس وهو القائل: بذي وهج يصطلي كينه ... يكاد يمزق جلد الذكر معاوية بن عمرو بن معاوية العقيلي من ولد المنتفق بن عامر بن عقيل. كان أبوه مع معاوية بن أبي سفيان، ومعاوية بن عمرو وهو القائل: بني بني معاوية بن عمرو ... وكان أبوكم براً وفيا فأوصاكم بضيفٍ أو بجار ... يجاوركم فقيراً أو غنياً فإن القرب لا يدعون شيئاً ... إذا برزوا بأمرهم نجيا أبو عبيد الله الأشعري وزير المهدي اسمه معاوية بن عبيد الله بن يسار مولى عبد الله بن عضاه الأشعري من أهل طبرية من بلاد الأردن يقول في آخر أيامه: لله دهر أضعنا فيه أنفسنا ... بالجهل لو أنه بعد النهى عادا أفسدت ديني بأصلاحي خلافتهم ... وكان إصلاحها للدين إفساداً ما قربوا أحداً إلا وبيتهم ... أن يعقبوا قربه بالغدر إبعاداً أبو القاسم الأعمى اسمه معاوية بن سفيان. وهو شاعر راوية بغدادي أحد غلمان الكسائي. كان معلم أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الكاتب ونديمه ثم اتصل بالحسن بن سهل يؤدب أولاده. فعتب عليه في شيء فقال يهجوه: لا تحمدن حسناً في الجود إن مطرت ... كفاه غزراً ولا تذممه إن رزما فليس يمنع إبقاءً على نشب ... ولا يجود لفضل الحمد مغتنما لكنها خطرات من وساوسه ... يعطي ويمنع لا بخلاً ولا كرما وله في رواية الصولي: أتدري من تلوم على المدام ... فتى فيها أصم عن الكلام فتى لا يعرف النشوات إلا ... بكأسات وطاسات وجام باب ذكر من اسمه مروان مروان بن سراقة بن قتادة بن عمرو بن الأحوص العامري جاهلي. يقول

في تحاكم علقمة بن علاثة وعامر بن الطفيل في منافرتهما إلى أبي سفيان ابن حرب فلم يقل فيهما شيئاً فأتيا أبا جهل بن هشام فأبى أن يقضي بينهما فقال مروان في ذلك: يال قريش بينوا الكلاما ... إنا رضينا منكم أحكاما فبينوا إذ كنتم حكاما. مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس. يقول: وهل نحن إلا مثل من كان قبلنا ... نموت كما ماتوا ونحيا كما حيوا وينقص منا كل يوم وليلةٍ ... ولا بد أن نلقى من الأمر ما لقوا نؤمل أن نبقى وأين بقاؤنا ... فهلا الألى كانوا مضوا قبلنا بقوا فنواوهم يرجون مثل رجائنا ... ونحن سنفنى مثل ما أنهم فنوا وننزل داراً أصبحوا ينزلونها ... ونبلى على ريب الزمان كما بلوا وله يخاطب معاوية بن أبي سفيان وقد أجلس عبد الله بن الزبير معه على سريره: لله درك من رئيس قبيلةٍ ... يضع الكبير ولا يربي الأصغرا وله يخاطب الفرزدق لما شخص إلى سعيد بن العاص بالمدينة في خبر مشهور: قل للفرزدق والسفاهة كاسمها ... إن كنت تارك ما أمرتك فاجلس ودع المدينة إنهامرهوبة ... واقصد لمكة أو لبيت المقدس مروان بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة واسمه يزيد مولى مروان ابن الحكم. وأصلهم يهود من موالي السموأل بن عادياء وهو يدعون انهم موالي عثمان بن عفان وإنما أعتق مروان بن الحكم أبا حفصة يوم الدار. ويقال إن عثمان اشتراه غلاماً من سبي اصطخر ووهبه لمروان بن الحكم، ومروان بن أبي حفصة يكنى أبا السمط وكان يلقب ذلك ببيت قاله. وكن شيخاً متدانياً يستبشع منظره ومنازل أهله باليمامة وهو شاعر مفلق مدح معن ابن زائدة في أيام المنصور ووفد على المهدي وولديه ومدحهم وكان ذا منزلة منهم يجزلون عطاءه ويقدمونه على سائر الشعراء. ولد سنة خمس ومائة في شهر ربيع الأول وهي السنة التي مات فيها هشام. وفد على الوليد بن يزيد وهو حدث مع عمومته وهلك في أيام الرشيد سنة اثنتين وثمانين ومائة في ربيع الأول ودفن ببغداد في مقابر نصر بن مالك الخزاعي وهي معروفة بالمالكية ويقال إنه جاز الثمانين، ومذهبه في العدول على أهل البيت مشهور متعارف، هو القائل في معن بن زائدة: هم القوم إن قالوا أصابوا وإن دعوا ... أجابوا وإن أعطو أطابوا وأجزلوا

وما يستطيع الفاعلون فعالهم ... وإن أحسنوا في النائبات وأجملوا وخص بالمدح معناً فقال: تشابه يوماه علينا فأشلا ... فما نحن ندري أي يوميه أفضل أيوم نداه الغمر أم يوم بأسه ... وما منهما إلا أغر محجل وله فيه: معن بن زائدة الذي زيدت به ... شرفاً على شرف بنو شيبان جبل تلوذ به نزار كلها ... صعب الذرى متمتع الأركان إن عد أيام الفعال فإنما ... يوماه يوم ندى ويم طعان كلتا يديك أبا الوليد مع الندى ... خلقت لقائم منصل وعنان وله فيه: مسحت ربيعة وجه معن سابقاً ... لما جرى وجرى ذوو الأحساب خلى الطريق له الجياد قواصراً ... من دون غايته وهن كواب وله يرثيه: هو الجبل الذي كانت نزار ... تهد من العدو به الجبالا كأن الشمس يوم أصيب معن ... من الأظلام ملبسة جلالا وكان الناس كلهم لمعن إلى ... أن زار حفرته عيالا وله: له خلائق بيض لا يغيرها ... صرف الزمان كما لا يصدأ الذهب أبو الشمقمق سامه مروان بن محمد يكنى أبا محمد وأبو الشمقمق لقب والشمقمق الطويل. وهو مولى بني أمية من بخارية عبيد الله بن زياد وكان عظيم الأنف أهرت الشدقين منكر المنظر وكان غير الشعر على إكثاره فيه هجاء كثير من ... من شعراء زمانه منهم بشار بن برد وأبو العتاهية ومروان بن أبي حفصة وأبو نواس وبكر بن النطاح وأبو حنش خضير بن قيس وهجا يحيى بن خالد البرمكي ومدح الرخجي وجماعة من، أسباب السلطان وقواده بألفاظ أكثرها ضعيف وربما ندر له البيت. ومن قوله وهو من أخبث ما قيل في الهجاء: أنتم خشار وليس خزكخيش ... تزوجوا في قريش إن كنتم من قريش وله: إذا حججت بمال أصله دنس ... فما حججت ولكن حجت العير لا يقبل الله إلا كل طيبة ... ما كل من حج بيت الله مبرور وله: ميا من يؤمل معبداً من بين أهل زمانه ... لو أن في أستك درهماً لاستله بلسانه أبو عباد النميري اسمه مروان بن بشر بصري. كان يصحب المتكلمين

والشعراء بالبصرة في أيامي الرشيد وله مع أبي نواس أخبار. وهو القائل: رأيت صدوداً وانقباض مودة ... ونكراً من أحلامكم حدثت بعدي لعمر أبي الواشي لقد قدحت له ... علينا نمير غير كابية الزند ألا لو يطيع القلب أو يصفح الهوى ... لنا عنك جازيناك بالهجر والصد مروان بن سعيد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة. بصري من غلمان الخليل ومن الحذاق بالنحو وهو الذي ألزم الكسائي في حلقة يونس حجة قاطعة وكان يهاجي ابن عمه عبد الله بن محمد أبي عيينة وله معه مناقضات منها قول مروان: لما أتته قوافينا مثقفة ... تساقطت حسرات نفسه أسفاً لا يكفلن جوابي في مناقضة ... فلست مني وإن أحسنت منتصفا وقد ملأت بشعري قلبه رعباً ... فاشتعر الذل بعد الكبر والتحفا فقال عبد الله يرد عليه: إنا إلى الله يا مروان يا ابن أخي ... كم بين حاليك مستوراً ومنكشفاً أقمت مني على نفس مفجعة ... فلم تصب وسطاً منه ولا طرفا لقد تأملت هل ... مني بها أو من أخي خلفا ولمروان: فلا يغرنك ... ابن يحيى بها تنهى وتنتخل يريد قواعد. بن يحيى بن خالد. فاكنت دعيا إلي إذا اضطرار. لو كنت تبعثه شيئاً يشاكله ... لكنت أشعر من يحفى وينتعل لكن ما زل اللسان به ... وليس من إحسانه زلل فأجابه عبد الله بقوله: مرت بنا إبل تهوى إلى هجر ... بالتمر خسران ما تهوى به إبل مروان بن صرد أخو بكر بن صرد الشاعر. وكان في جملة يزيد بن مزيد الشيباني ومروان القائل ليزيد: أما أبوك فأندى العالمين ندى ... وكان عمك معن سيد العرب عيدانكم خير عيدان وأطيبها ... عيدان نبع وليس النبع كالغرب إن السنان ونصل السيف لو نطقا ... لأخبرا عنك يوم البأس بالعجب وأنتمُ سادة أوليتمُ حسبا ... وإننا قالة للشعر والخطب

ذكر من اسمه معن

مروان بن محمد السروجي من بني أمية من أهل سروج بديار مضر كان شيعياً وهو القائل: يا بني هاشم بن عبد مناف ... إنني منكم بكل مكان أنتم صفوة الإله وفيكم ... جعفر ذو الجناح والطيران وعلي وحمزة أسد الله ... وبنت النبي والحسنان فلئن كنت من أمية إني ... لبريء منها إلى الرحمن مروان بن أبي الجنوب واسمه يحيى بن مروان بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة يكنى أبا السمط ويلقب غبار العسكر ببيت قاله ويعرف بمروان الأصفر. وسلك سبيل جده في الطعن على آل علي بن أبي طالب مع قلة حظه من جيد الشعر وحسنت حاله عند المتوكل وخص به ونادمه وقلده اليمامة والبحرين وطريق مكة وكان يجسره ويخلع عليه ويكرمه. وقال أبو هفان: كان مروان بن أبي الجنوب من المرزوقين بالشعر مع تخلفه فيه. أعطاه المتوكل مائتي ألف دينار من ورق وذهب وكسوة. وقد مدح المأمون والمعتصم والواثق وأخذ جوائزهم وهو القائل: إن المشيب رداء الحلم والأدب ... كما الش باب رداء اللهو واللعب شيب الرجال لهم زين ومكرمة ... وشبت لكن أقول الويل من كسبي تعجبتْ أن رأت شيبي فقلت لها ... لا تعجبي من يطل من عمره يشب وله: والرأي كالسيف ينبو إن ضربت به ... في غمده وإذا جردته قطعاً وله في المتوكل: وكأنما سيقت غداة وليتها ... للمسلمين بما وليت غنائم تخشى الإله فلا تنام عناية ... بالمسلمين وكلهم بك نائم لو كان ليس لهاشم فيما مضى ... سلف سواك لقدمت بك هاشم باب ذكر من اسمه معن معن بن أبي أوس المزني بن نصر بن زياد بن أسعد بن سحيم بن عدي بن ثعلبة بن ذؤيب بن سعد بن عداء بن عثمان بن عمرو بن اد بن طابخة وأم عثمان بن عمرو ومزينة بنت كلب بن وبرة غلبت عليهم فنسبوا إليها. معن رضيع عبد الله بن الزبير وكان مصاحباً له وكف في آخر عمره؛ وهو القائل: فوالله ما أدري وإني لأوجل ... على أينا تغدو المنية أول

ستقطع في الدنيا إذا ما قطعتني ... يمينك فانظر أي كف تبدل إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته ... على طرف الهجران إن كنت تعقل ويركب حد السيف من أن تضيمه ... إذا لم يكن عن شفرة السيف معدل إذا انصرفت نفسي عن الشيء لم تكد ... إليه بوجه آخرَ الدهر تقبل وله في رواية الزبير: لسنا وإن كرمت أوائلنا ... يوماً على الأحساب نتكل نبني كما كانت أوائلنا ... تبنى ونفعل مثل ما فعلوا معن بن عمرو بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري شاعر. روى ذلك مصعب الزبيري عن ابن القداح قال: وأبوه عمرو بن عبد الله بن كعب شاعر وابنه الضحاك بن معن كان شاعراً شريفاً مرضياً. المزعفر المري واسمه معن بن حذيفة بن الأشيم بن عبد الله بن حمزة ابن مرة بن عود شاعر إسلامي. معن بن مضرس الفزاري يقول لعبد الرحمن بن عبد الله القشيري وكان عبد الرحمن بن عبد الله على خراج خراسان في ايام عمر بن عبد العزيز: إذا سئلت قيس من الغمر فيهم ... وسيدهم قالوا هو السيد الغمر إذا ما ابن عبد الله أصبح ثاوياً ... فلا ولدت أنثى ولا أنجبت بكر ولا انهل ماء من صبير سحابة ... ولا أمطرت أرض بها نابت قصر إذا مت مات الجود وانقطع الندى ... وويل لقيس يوم يضمنك القبر معن بن زائدة بن عبد الله بن زائدة بن مطر بن شريك بن عمرو الشيباني ومطر أخو الحوفزان بن شريك ومعن يكنى أبا الوليد وهم كوفيون وأصلهم من هيت. وكان معن جواداً ممدحاً سرياً شاعراً وكان يتهم في دينه، وهو من قواد بني أمية ثم خص بالمنصور وقلده اليمن ثم استحضره وأنقذه إلى الخوارج بسجستان فقتل هناك وهو القائل: وعاذلة تجنى في الملام ... لتحسبني من القوم الطغام دعيني أنهب الأموال حتى ... أعف الأكرمين عن اللئام وله إني حسدت فزاد الله في حسدي ... لا عاش من عاش يوماً غير محمود ما يحسد المرء إلا من فضائله ... بالعلم والحلم أو بالبأس والجود

باب ذكر من اسمه ميمون

وله يرثي صديقاً له: تولى الكريم أبو صاعد ... وكل المفاخر من فخره يعيد اللقاء على قربه ... غريب وإن كان في مصره معن بن أبي عاصية السلمي. ويقال اسمه يعقوب بن أبي عاصية الأجدع السلمي مديني شاعر. له في معن بن زائدة مديح مشهور وكان ناصبياً ملعوناً هجا عبد الله بن حسن بن حسن. وعمر بن شبة سماه يعقوب وقال الزبير اسمه معن. وهو القائل عند قدومه العراق: تطاول ليلي بالعراق ولم يكن ... علي بأكناف الحجاز يطول فهل لي إلى أرض الحجاز ومن به ... بعاقبة قبل الممات سبيل إذا لم يكن بيني وبينك مرسل ... فريح الصبا مني إليك رسول باب ذكر من اسمه ميمون الأعشى الكبير أبو بصير ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة وهو حصن بن عكابة بن صعب ابن علي بن بكر بن وائل ويلقب الصناجة وأمه بنت علس أخت المسيب بن علي من بني خماعة ثم من بني ضبيعة بن ربيعة بن نزار ولد الأعشى بقرية باليمامة يقال لها منفوحة وفيها داره وبها قبره. ويقال إنه كان نصرانياً وهو أول من سأل بشعره ووفد إلى مكة يريد النبي صلى الله عليه وسلم ومدحه بقصيدته التي ألولها: ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا ... وبت كما بات السليم مسهدا يقول فيها: أجدك لم تسمع وصاة محمد ... نبي الإله حين أوصى وأشهدا إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى ولاقيت بعد الموت من قد تزودا ندمت على ألا تكون كمثله ... وأنك لم ترصد بما كان أرصدا فلقيه أبو سفيان بن حرب فجمع له مائة من الإبل ورده فلما صار بقام منفوحة رمى به بعيره فقتله. وهو القائل: استأثر الله بالوفاء وبال ... عدل وولى الملامة الرجلا وله: عودت كندة عادة فاصبر لها ... اغفر لجاهلها ورو سجالها يريد أجزل عطيتها، السجال (جمع سجل وهي) الدلو بمائها ولا تكون سجلاً إلا وفيها ماء وكذلك الذنوب. وله: قد يترك الدهر في خلقاء راسية ... وهياً وينزل منها الأعصم الصدعا

وكان شيء إلى شيء ففرقه ... دهر يعود على تفريق ما جمعا خلقاء صخرة ثابتة، والأعصم الذي في يده بياض، والصدع الفتي منها. أبو نفيس بن يعلى بن منبه يقال اسمه ميمون ويقال يحيى وخبره قد تقدم. ميمون الخضري المحاربي حجازي. لقيه الزبير بن بكار وروى عنه أنه. باب ذكر من اسمه مصعب مصعب بن عمرو السلولي. وهو قاتل ابن الدمينة وفيه يقول من أبيات وكان ابن الدمينة يكنى أبا السرى: لقيت أبا السرى وقد تكالا ... له حنق العداوة في فؤادي مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام أبو عبد الله الراوية. توفي سنة ست وثلاثين ومائتين وهو شاعر راوية. قال في الرشيد وهو حديث السن ودخل عليه مع أبيه. كأنك جئت محتكماً عليهم ... تخير في الأبوة ما تشاء أخذت عليهم النسب المصفى ... وجوداً ما يضعفه الدلاء وله في الحسن بن سهل من قصيدة: لن ينبذ الكلم المثنى عليك به ... ما فيك من حسن أو تنفد الكلم وله ينهى عن الجدال في الدين: أأقعد بعد ما رجفت عظامي ... وصار الموت أقرب ما يليني أجادل كل معترض خصم ... واجعل دينه غرضاً لديني وكان الحق ليس به خفاء ... أعز كعزة الفلق المبين وما عرض لنا منهاج جهم ... بمنهاج ابن آمنة الأمين

ذكر من اسمه منقذ

مصعب بن الحسين البصري الوراق يعرف بمصعب الماجن يكنى أبا الحسن متوكلي، اسنفرغ شعره في وصف الغلمان وهو القائل: لو يحل الهوى بجسم من الصخ ... ر على أن فيه قلب حديد فعل الحب والهوى فيه ما يف ... عل سود اللحى ببيض الخدود وله: أدين بدين الشيخ يحيى بن أكثر ... وإني لمن يهوى الزنا لمجانب ومثل قضيب البان في زي شاطر ... إذا ما بدا للعين والعقل غارب وقال وقد عض الزنار بحلقه ... مقال امرئ أعيت عليه المذاهب كريم إصابته من الدهر نوبة ... برأي كريم لم تصبه النوائب مصعب المسوس البغدادي متأخر يقول من أبيات: لذي نخوة قد براني هواه ... ويزداد في القلب إن هبت عزا فمازلت بالمكر حتى اطمأن ... وقد كان من قبل ذاك اشمأزا وأقبلت بالكأس اغتاله ... وكنت لأمثاله مستفزا باب ذكر من اسمه منقذ منقذ بن أهبان الأسدي شاعر جاهلي يقول: بنفسي من تركت ولم أودع ... بجنب إراب وانطلقوا سراعا الجميح واسمه منقذ بن الطماح بن قيس بن طريف بن عمرو بن قعين الأسدي أحد فرسان الجاهلية يوم جبلة وبه قتل. وهو القائل من قصيدة: سائل معداً من الفوارس لا ... أوفوا بجيرانهم ولا غنموا وله: أمست أمامة صمى لا تكلمنا ... مجنونة أم أحست أهل خروب أهل خروب أهلها أفسدوها. مرت براكب ملهوز فقال لها ... ضرى الجميح ومسيه بتعذيب اللهز: ميسم يوسم به البعير على لحييه. منقذ بن عبد الله القريعي من شعراء خراسان. قال دعبل له أشعار كثيرة جياد. وهو القائل في فتنة نصر بن سيار يفخر: سائل ربيعة والأحياء من يمن ... عين حربنا إنهم قوم بنا خبر

ترى فوارس سعد غير ناكلة ... بيض الوجوه إذا ما اسودت الصور فازوا بحظوتها عفواً وأحرزها ... منهم بها ليل والأخطار تبتدر وكل أيامنا غر مشهرة ... إذا تذوكرت الأيام والغرر رأت ربيعة والأحياء من يمن ... أن يقهرونا فهم بالله ما قهروا منقذ بن عبد الرحمن بن زياد الهلالي بصري خليع ماجن متهم في دينه يرمى بالزندقة. كان في صدر الدولة العباسية وهو القائل: الدهر لاءم بين فرقتنا ... وكذاك فرق بيننا الدهر كنت الضنين بما أصيب به ... وسلوت حين تفاقم الأمر ولخير حظك في المصيبة أن ... يلقاك عند نزولها الصبر وله: ما أرى الفضل والتكرم إلا ... كفك النفس عن طلاب الفضول وبلاء حمل الأيادي وإن تسمع ... مناً تؤتى به من المنيل وله يعاتب رجلاً: علام أرى من مرور الغيو ... ث حولي وأحرم أمطارها وقد كنت عودتني عادة ... تتبعت النفس آثارها باب ذكر من اسمه مسهر مسهر بن عمرو الضبي أخو بني ذهل جاهلي. يقول لظالم بن غضبان ابن شهم أحد بني السيد: كأنما الظالم الديان متكئاً ... على أسرته يسقي الكوانينا لأصبحهن ظالماً حرباً رباعية ... فاقعد لها ودعن عنك الأظانينا إن تك يا ظالم الديان في مدر ... فإننا معشر لا نبتني الطينا إنا وجدنا أبانا لا عقار له ... إلا القداح إذا قطنا وشاتينا مقاس العائذي ويقال الغامدي واسمه مسهر بن النعمان بن عمرو بن ربيعة بن تيم بن الحرث بن مالك بن عبيد بن خزيمة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك القرشي. وعدادهم في بني أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان حلفاء لهم. وهم عائذة قريش نسبوا إلى أمهم عائذة بنت الخمس بن قحافة بن خثعم. وقيل اسمه مسهر بن

ذكر من اسمه محرز

عمرو بن عثمان بن ربيعة بن عائذة. وقال ابن دريد اسمه يعرم بن عمرو أخو بني عوف بن خزيمة بن لؤي الذي في بني محلم والأول أثبت. وسمي مقاساً ببيت قاله وهو مخضرم. يقول: ونحن بنو حرب غذتنا بثديها ... وقد شمطت اصداغها وقرونها فيا ويلها منا ويا ويلنا بها ... لها الويل منا كيف كنا ندينها إذا الحرب شابتها شهادة معشر ... ففينا فتو بالرماح يزينها وله: لكل أناس سمل ترتقي به ... وليس إلينا في السلاليم مطلع وينفر منا كل وينتمي ... إلى وحشنا وحش البلاد فيرتع وهجا فيها بكر بن وائل فقال: ترى الشيخ منهم يمتري الأير باسته ... كما يمتري الثدي الصبي المجوع باب ذكر من اسمه محرز محرز بن المكعبر الضبي من ولد بكر بن ربيعة بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن ضبة بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر. قال يرد على عبد الله بن عنمة مرثيته بسطام بن قيس: ألا أبلغ بني شيبان عني ... وقد يهديك ذو الحلم الأصيل بأن الخير موردكم مياها ... يخالط شربها كلأ وبيل ألم نطلقكم فكفرتمونا ... وليس لنعمة المكفور حول وله: فدى لقومي ما جمعت من نشب ... إذ ساقت الحرب أقواماً لأقوام وله: كأن دنانيراً على قسماتهم ... وإن قد شف الوجوه لقاء القسمات بكسر السين مجاري الدمع.

ذكر من اسمه مدرك

محرز بن نجدة الخفاجي يقول: إذا القوم ساموني التي لا أريدها ... إلى خلق لي يمنع الضيم أشوس أبي وإن أعطيت في الحق خصلة ... منوع رضا القوم المعادين أليس الأليس الذي لا يقوم له شيء من شجاعته والجمع ليس مثل أبيض وبيض. قريب بعيد يعلم الناس أنني ... إذا ما رموا بي جارة القوم مردس المردس الحجر الذي يرمى به. يريد أنه كالحجر في الصلابة. محرز بن شريك بن ذي الكلاع الحميري. ذكر الصولي بأنه هو القائل للأبيات التي أولها: فإن الذي بيني وبين بني أبي وبين بني عمي لمختلف جداً وهي للمقنع الكندي والله أعلم. باب ذكر من اسمه مدرك مدرك الضبي من بني السيد شاعر معروف كان يهجو جريراً ويعين الفرزدق عليه وفيه يقول: بني السيد لا يمحو ترمومدرك ... ندوب القوافي جلودكم الخضر مدرك بن حصن حجازي. أنشد له إسحاق الموصلي في محمد بن هشام: عش ما استطعت وإن دببت على العصا ... ما دام والي أمرك ابن هشام ملك الأعنة والأسنة وانتهت ... حكم الأمور إليه وهو غلام مدرك بن يزيد مولى بني مرة أخذه صاحب شرط الحجاج شارباً فقال له يا عدو الله أي شراب شربت فقال: شربت من الصهباء صرفاً فما الذي ... تريد إلى من ليس يعرف بالجهل فتى نال لذات الكرام ولم ينل ... نديماً بسوء عند جد ولا هزل فخلى عنه. مدرك بن واصل بن حنظلة بن أوس بن حصن الطائي أبو الجنيبة أعرابي محدث رشيدي. يقول: وإني لا ستحيي بدنياي أن أرى ... أورث عاراً والعظام رميم ترى صلحاء الناس يتخذونني ... أخاً ولساني للئام شتوم وله يرثي زوجته: من مبلغ أم الجنيب رسالة ... وإن أصبحت بالرمس بين الصفائح

فإني لراع حفظ غيبك ما بكت ... على شعب الدوم الحمام النوائح فكم عبرة أرسلتها بعد عبرة ... وكم غصة أبتعتها لا أبارع على أثر إخوان نأوا طرحتهم ... نوى غربة بعد الجوار المطارع مدرك بن غزوان الجعفري. أعرابي حبس بنيسابور مع من حبس من الأعراب أيام المتوكل فقال يخاطب طاهر بن عبد الله بن طاهر من قصيدة: حمى طاهر شرق البلاد بيمنه ... وشعث النواصي لا تجف لبودها ينيخ بها أرض العدو ويبتني ... مآثر مجد كان قدماً يشيدها ولو وزنت صم الجبال بحلمه ... لخفت وإن كانت ثقيلاً ركودها سأخبر منى مدحة عربية ... لذيذ بأفواه الرواة نشيدها وله فيه: بطاهر صار شرق الأرض مفتخراً ... به يكشف عنها غيطل القثم نور البلاد وزين الناس كلهم ... كالبدر أسفر يجلو داجي الظلم باب ذكر من اسمه معدان معدان بن جواس الكندي السكوني. له حلف في ربيعة، مخضرم نزل الكوفة وكان نصرانياً فأسلم في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقام الزبير بن العوام رضي الله عنه بأمره فمدحه وهو القائل: ورثت أبا حوط حجية شعره ... وأورثني شعر السكون المضرب أبو حوط هو حجية بن المضرب الكندي فخر بهما. وله: لئن كان ما بلغت عني ملامتي ... صديقي وشلت من يدي الأنامل وكفنت وحدي منذراً في ردائه ... وصادف حوطاً من أعادي قاتل ويروى: ولا ذقت طعم الوصل ممن أحبه ... وأودى ببكري من أعادي قاتل منذر وحوط ابناه. وله: تداركت أخوالي من الموت بعدما ... تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم ويروى تشاؤا. تشاء ما بينهم أي تباعد ومنشم امرأة من خزاعة كانت تبيع الحنوط للموتى. معدان بن عبيد بن عدي بن عبد الله بن خيبري بن أفلت الطائي المعني يقول وقيل هي للقوال ولعل معدان كان يقال له القوال: قولا لهذا المرء ذو جاء ساعياً ... هلم فإن المشرفي الفرائض

ذكر من اسمه المختار

أظنك دون المال ذو جئت تبتغي ... ستلقاك بيض للنفوس قوابض وله يهجو قوماً: عجبت لعبدان هجوني سفاهة ... إن اصطبحوا من شائهم وتقيلوا الصبوح بالغداة يريد من اللبن والقيل نصف النهار. فآما الذي يحصيهمُ فمكثر ... وأما الذي يطريهمُ فمقلل معدان بن أوس الطائي. كان أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان عاملاً على طيء وأسد من قبل عبد الواحد بن سليمان وهو على المدينة أيام مروان بن محمد فجمع أمية جمعاً ليوقع بطيء فلقيه معدان في جماعة من طيء فهزمه وقال معدان: قالوا أغر بالناس تعطك طيء ... إذ وطئتها الخيل واجتيح مالها ودون الذي منوا أمية غبية ... من الضرب لا يحلى لحين طلالها دعوا بنزار واعتزينا لطيئٍ ... أسود الغضا إقدامها ونزالها ويروى: دعوا لنزار واعتزينا لطيئٍ ... هنالك زلت في نزار نعالها باب ذكر من اسمه المختار المختار بن أبي عبيد الثقفي. يقول: تسربلت من همدان درعاً حصينة ... ترد العوالي بالأنوف الرواغم هم نصروا آل الرسول محمد ... وقد أجحفت بالناس إحدى العظائم وفواحين أعطوا عهدهم لنبيهم ... وكفوا عن الإسلام سيف المظالم همُ أطفؤوا إذ جاهدوا نار فتنة ... وهم تابعوا من هاشم خير قائم وله: قد علمت بيضاء حسناء الطلل ... واضحة الخدين عجزاء الكفل أني غداة الروع مقدام بطل مختار بن كعب العوفي. يقول للمهلب: دوخ الصغد بالكتائب حتى ... ترك الصغد بالعراء قعودا باب ذكر من اسمه المرار المرار الفقعسي وهو المرار بن سعيد بن حبيب بن خالد بن نضلة بن الأشتر بن حجوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قعين. إسلامي كثير الشعر. يقول: إذا افتقر المرار لم ير فقره ... وإن أيسر المرار أيسر صاحبه له: وجدت الرحيل شفاء الهموم ... وصرم الخلاج ووشك القضاء

ذكر من اسمه المتوكل

وإتوارك الهمّ لم تمضه ... إذا ضافك الهمّ داء عياء وله: لها أسهم لا قاصرات عن الحشا ... ولا شاخصات عن فؤادي طوالع ولي أسهم رسل الشباب ثلاثة ... وسهم طموح بعد ما شبت رابع لئن كان عذري في مشيبي ضيقاً ... علي فعذري في الشبيبةِ واقع المرار الحنظلي من بني العدوية وهو المرار بن منقذ بن عبد بن عمرو ابن صدي بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. وهو الذي سعى بجرير إلى سليمان بن عبد الملك ونبهه على قوله للوليد يشير عليه بخلع سليمان واستخلاف ابنه عبد العزيز. سعى بجرير إلى سليمان بن عبد الملك ونبهه على قوله للوليد يشير عليه بخلع سليمان واستخلاف ابنه عبد العزيز. إذا قيلَ أي الناسِ خير قبيلة ... أشارتْ إلى عبد العزيز الأصابعُ فهاج الهجاء بينه وبين جرير وهو الذي يقول فيه جرير: وما أنت يا مرارُيا زبد استها ... بأول من يشقى بنا ويحين والمرار هو القائل ورويت لأخيه: مخدمونَ كرام في منازلهم ... هم في الرجال إذا صاحبتهم خدم وما أصاحبُ من قوم فأذكرهمْ ... إلا يزيدهمُ حباً إلي همُ وله: يوم ارتمت قلبي بأسهم لحظها ... أم الوليد في نساء غلس من بعد ما لبست ملياً حسنها ... وكأن ثوبَ جمالها لم يلبس بيضاء مطعمة الملاحةِ مثلها ... لهوُ الجليس وغرة المتفرس باب ذكر من اسمه المرار مرار بن سلامة العجلي. يقول في يوم ذي قار وقتل يزيد المكسر بن حنظلة بن ثعلبة بن سيار العجلي الأضجم الفزاري فقال مرار: كسونا الأضجم الضبي لما ... أتانا حد مصقول رقي وقرت ضبة الجعراء لما ... أجدبهن إتعاب الوسيق أسرنا فهم تسعين كهلاً ... نقودهم على وضع الطريق وجالو كالنعام فأسلمونا ... إلى خيل مسومة دفوق الوسيق: ما يطرد من النعم باب ذكر من اسمه المتوكل المتوكل الليثي هو ابن عبد الله بن نهشل بن وهب بن عمرو بن لقيط

ابن يعمر بن عوف بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، والمتوكل يكنى أبا جهمة وكان على عهد معاوية ونزل الكوفة. وهو القائل: لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم قد يكثر النكث المقصر همه ... ويقل مال المرء وهو كريم وله في رواية أبي تمام وأظنها تروى لغيره: لسنا وإن كرمتُ أوائلنا ... يوماً على الأحساب نتكل نبني كما كانت أوائلنا ... تبني ونفعل مثل ما فعلوا وله في رواية الصولي ويروى لغيره: الشعر لب المرء يعرضه ... والقول مثل مواقع النبل منعا المقصر عن رميته ... ونواقر يذهبن بالخصل يقال نقر السهم فهو ناقر إذ أصاب. ذو الأهدام الجعفري واسمه المتوكل بن عياض بن حكم بن طفيل ابن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيع بن عامر بن صعصعة. وقيل اسم ذي الأهدام نفيع وقيل نافع بن سوادة الضبابي. وهو القائل للفرزدق يهجوه: إن الخيانة والفواحش والخنا ... تحتف فيه نهشل ومجاشع واللؤم عن بني فقيم شاهد ... لا لؤمهم خافٍ ولا هو نازع خاف يعني ظاهراً والمعنى مستخف وهذا من الأضداد. وتقول ضبة يوم جاء نفيرها ... نبأ اللئيم وكان من الراضع وفيه يقول الفرزدق: ونبئت ذا الأهدام يعوي ودونه ... من الشام زراعاتها وقصورها باب ذكر من اسمه مسعدة مسعدة بن البختري بن مغراء بن المغيرة بن أبي صفرة بصري. يقول: قولا لنائل ما تقضين في رجل ... يهوى هواك وما جنبته اجتنبا يمسي معي جسدي والقلب عندكمُ ... ومن يعيش إذا ما قلبه ذهبا وبدرتها أبصرتها العين في رجب ... وما تضمنت منها فاحذروا رجبا أبو الجليد الفزاري المنظوري المدني اسمه مسعدة ابنه ابن أبي الجليد نحوي أهل المدينة اسمه عبيد بن مسعدة. وكان أبو الجليد أعرابياً بدوياً علامة وكان

ذكر من اسمه ميسرة

الضحاك بن عثمان يروي عنه، وأبو الجليد هو القائل ورأى جارية سوداء عظيمة الجسم: إن لا يصبني أجلي فاخترم ... أشتر من مالي صناعاً كالصنم عريضة المعطس خشناء القدم ... تكون أم ولد وتختدم إذا ابنها جاء بشر لم يلم ... يقتل الناس ولا يوفي الذمم باب ذكر من اسمه ميسرة ميسرة أبو علقمة البارقي، لما قال كثير بن عبد الرحمن أبياته التي أنشدها بالكوفة نسب فيها خواعة. باب ذكر من اسمه محمد تشتو بمكة نعمة ... ومصيفها بالطائف أكرم بتلك مواقفاً ... وبزينب من واقف ابن المولى المدني واسمه محمد بن عبد الله بن مسلم مولى بني عمرو ابن عوف من الأنصار ويكنى أبا عبد الله. وهو شاعر عفيف أنشد عبد الملك ابن مروان لنفسه وهو متنكب قوسه: وأبكي ولا ليلى بكت من صبابة ... لباك ولا ليلى لذي الود تبذل وأخنع بالعتبى إذا كنت مذنباً ... وإن أذنبت كنت الذي أتنصل فقال له عبد الملك: من ليلى هذه لئن كانت حرة لزوجتكها ولئن كانت مملوكة لا شتريتها لك بالغة ما بلغت. فقال: كلا يا أمير المؤمين ما كنت لأصعر بوجه حر في حرمته ولا في أمته ووالله ما ليلى إلا قوسي هذه سميتها ليلى فأنا أنسب بها. وأسن حتى لحق الدولة العباسية ومدح جعفر بن سليمان وقثم بن العباس ويزيد بن حاتم بن قبيصة. وقال في يزيد بن حاتم: وإذا تباع كريمة أو تشترى ... فسواك بائعها وأنت المشتري وإذا تخيل من سحابك لامع ... سبقت مخائله يد المستمطر وإذا صنعت صنيعةً أممتها ... بيدين ليس نداهما بمكدر وله فيه: يا واحد العرب الذي ... أمسى وليس له نظير لو كان مثلك آخر ... ما دار في الدنيا فقير وله: وبالناس عاش الناس قدماً ولم يزل ... من الناس مرغوب إليه وراغب

وما يستوي الصابي ومن ترك الصبا ... وإن الصبا للعيش لولا العواقب محمد بن بشير الخارجي المدني. وهو من بني خارجة بطن من عدوان ابن عمرو بن قيس عيلان بن مضر وليس من الخوارج وله حلف في أشجع ويكنى أبا سليمان وكان ينزل الروجاء. وهو القائل: نعم الفتى فجعتْ به إخوانه ... يوم البقيع حوادث الأيام سهل الفناء إذا حللت ببابه ... طلق اليدين مؤدب الخدام وإذا رايت شقيقه وصديقه ... لم تدر أيهما ذوو الأرحام وله في رواية إسحاق الموصلي: يا أيها المتمني أن تكون فتى ... مثل ابن زيد لقد خلى لك السبلا أعداد نظائر أخلاق عددن له ... هل سب من أحد إذ سب أو بخلا محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي. كان عاملاً للحجاج على السند وفتحها فلما وليها حبيب بن المهلب قدم على مقدمته عاملاً من السكاسك ورجلاً من عك فأخذا محمد بن القاسم فحبساه فقال: أتنسى بنو مروان سمعي وطاعتي ... وإني على ما فاتني لصبور فتحت لهم ما بين سابور بالقنا ... إلى الهند منهم زاحف ومغير فتحت لهم ما بين جرجان بالقنا ... إلى الصين ألقى مرة وأغير وما وطئت خيل السكاسك عسكري ... ولا كان من عك علي أمير ويروى: وما كنت للعبد المزوني تابعاً ... فيا لك جداً بالكرام عثور ولو كنت أزمعت الفراق لقربت ... إلي أناس للوغى وذكور فبلغ سليمان بن عبد الملك شعره فأطلقه بعد أن حبس بواسط. وله يقول زياد الأعجم أو غيره: قاد الجيوش لخمس عشرة حجةً ... ولداته عن ذاك في أشغال قعدت بهم أهواءهم وسمت به ... همم الملوك وسورة الأبطال وقال له آخر وهو حموة بن بيض الحنفي: إن المنايا أصبحت مختالة ... بمحمد بن القاسم بن محمد قاد الجيوش لسبع عشرة حجة ... يا قرب سورة سودد عن مولد وكان محمد بن القاسم من رجال الدهر فضرب عنقه معاوية بن يزيد ابن المهلب ويقال

إن صالح بن عبد الرحمن عذبه فمات في العذاب. حميد بن أبي شحاذ الضبي واسمه محمد وهو إسلامي. أنشد له المفضل: إذا أنت أعطيت الغنى ثم لم تجد ... بفضل الغنى ألفيت مالك حامد وقل غناءً عنك مال جمعته ... إذا كان ميراثاً وواراك لاحد إذا الحلم لم يغلب لك الجهل لم تزل ... عليك بروق جمة ورواعد إذ أنت لم تعرك بجنبك بعض ما ... يريب من الأدنى رماك الأباعد إذا العزم لم يفرح لك الشك لم تزل ... جنيباً كما استتلى الجنيبة قائد وله: ويل أم لذات الشباب معيشة ... مع الكثر يعطاه الفتى المتلف اليد وقد يقصر القل الفتى دون همه ... وقد كان لولا القل طلاع أنجد محمد بن خالد بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط. يتهم في دينه وهو القائل يرثي عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى: هل في الخلود إلى القيامة مطمع ... أم للمنون عن ابن آدم مدفع هيهات ما للنفس من متأخر ... عن وقتها لو أن علماً ينفع أين الملوك وعيشهم فيما مضى ... وزمانهم فيه وما قد جمعوا ذهبوا ونحن على طريقة من مضى ... منهم فمفجوع به ومفجع عثر الزمان بنا فأوهى عظمنا ... إن الزمان بما كرهنا مولع ابن شهاب الزهري اسمه محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله الأصغر بن شهاب بن عبد الله بن الحرث بن زهرة بن كلاب المدني. توفي سنة أربع وعشرين ومائة. وهو القائل لعبد الله بن عبد الملك بن مروان: أقول لعبد الله لما لقيته ... يسير بأعلى الرقتين مشرقاً تبغ خبايا الأرض وراج مليكنا ... لعلك يوماً أن تجاب وترزقا لعل الذي أعطى العزير بقدره ... وذا خشب أعطى وقد كان دودقا الدودق الحراب. سيؤتيك مالاً واسعاً ذا مثابة ... إذا ما مياه الأرض غارت تدفقاً بنو يسار النساب ثلاثة إسماعيل وسليمان ومحمد مدنيون أصلهم من العجم من سبى الكوفة وهم موالي كنانة. يقول أحدهم: أتيه على جن البلاد وإنسها ... ولو لم أجد خلقاً لتهت على نفسي

محمد بن إسماعيل بن يسار. قال أبو هفان: محمد بن إسماعيل بن يسار شاعر. وأبوه إسماعيل شاعر وجده يسار شاعر وابنه عبيد الله بن محمد ابن إسماعيل بن يسار شاعر. قال دعبل: ابن اسماعيل بن يسار هو القائل ولم يسمه: راح الشقي على ربع يسائله ... ورحت أسأل عن خمارة البلد تبكي على طلل الماضين من أسد ... فكت أمك قل لي من بنو أسد ومن تميم ومن عكل ومن يمن ... ليس الأعاريب عند الله من أحد محمد بن عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان بن حرب. أم أبيه عثمان بنت الزبير بن العوام وكان هواه وهوى ابنه مع عبد الله بن الزبير على بني أمية فجفاه ابن الزبير فقال وتروى لأبيه وهو الثبت عندي: بأي بلاء أو بأية نعمة ... أحب بني العوام دون بني حرب وكنت إذاً كالسالك الليل مظلما ... وتارك معروف مذاهبه نحب كبائع ذود موطنات صحائح ... بعارية الأصلاب مستنة جرب محمد بن عروة بن الزبير بن العوام حجازي. يقول في مجاح مال كان لعروة بالحجاز: لعن الله بطن لقف مسيلا ... ومجاحاً لا أحب مجاحا لقيت ناقتي به وبلقف ... بلداً مجدباً وأرضاً شحاحا محمد بن عرادة بن حنظلة النميري من بني ربيع بن الحرث. وكان عرادة راوية الفرزدق وهجاه جرير. وابنه محمد هو القائل لابنه السموأل: ما للسموأل أبدى الله عورته ... خلى أباه لغبر البيد وأدلجا مجع خبيث يعاطي الكلب طعمته ... وإن رأى غفلةً من جاره ولجا محمد بن عيسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي القرشي. يقول: في رواية الزبير بن بكار: لا تعجل على أحد بظلم ... فإن الظلم مرتعه وخيم ولا تفحش وإنملئت غيظاً ... على أحد فإن الفحش لوم ولا تقطع أخاً لك عنذ ذنب ... فإن الذنب يغفره الكريم ولكن داو عوداه برقع ... كما قد يرقع الخلق القديم ولا تجزع لريب الدهر واصبر ... فإن الصبر في العقبى سليم فما جزع بمغن عنك شيئاً ... ولا ما ذاب ترجعه الهموم

وله: إجعل قرينك من رضيت فعاله ... واحذر مقارنة القرين الشائن كم من قرين شائن لقرينه ... ومهجر منه لكل محاسن وله: لا تلم المرء على فعله ... وأنت منسوب إلى مثله من ذم شيئاً وأتى مثله ... فإنما يزري على عقله محمد بن عبد الله بن عمر بن عثمان بن عفان. يقال لمحمد الديباج ومات في حبس المنصور لكونه في جملة بني حسن بن حسن ولما جاءت الخوارج إلى المدينة لحق محمد بعبد الله بن محمد وهو خليفة وخرج معه ابن عمه المغيرة بن حاتم بن عنبسة بن عثمان بن عفان فقال محمد: ذكر المغيرة أهله فتذكرت ... نفسي لغربة منزل ومقام أهل الحجاز فقد بقيت مرنحاً ... أدري الدموع بعبرة وسجام وقال محمد للمغيرة ويكنى أبا مريم: أبا مريم لولا حسين تطالعت ... عليك سهام من أخ غير نابل فرج أبا عبد المليك فإنه ... أخو العرف ما هبت رياح الشمائل أبا مريم لولا جوار الندى ... لأصبحت موتوراً كثير السلاسل محمد بن معاذ بن عبيد الله بن معمر التيمي المدني. قال يرثي من أصيب من أهله بقديد: وكأن المنون تطلب مني ... ذحل وتر فما تريد براحي بعد رزء أصبته بقديد ... هد ركني وهاض مني جناحي لخيار الجميع قومي بني عث ... مان كانوا ذخيرتي وسلاحي ولخصم ألد يشغب بالظل ... م إذا أكثر الخصوم التلاحي فهمُ بعد سؤدد وبيان ... وفعال عند الندى وارتياح أقبر بالمحل تسفى عليها ... بدقاق التراب هوج الرياح وله يرثيهم: فإني وإن كانت قديد بغيضة ... بما صادفت تلك النفوس حمامها لداع بسقياها على نأي دارها ... وما ذاك في الا ليسقاه هامها محمد بن خالد بن الزبير بن العوام مدني، قال يرثي قوماً من أهله قتلوا بقديد: ولقد أبقت الحوادث في قل ... بك شغلاً على عقابيل شغل ببني خالد فزالوا كراما ... من بني ناشئ أديب وكهل

كافحوا الموت في اللقاء وكانوا ... أهل بأس وسابقات ووصل وله فيهم: ما أبصر الناظرون من سلف ... مثل البهاليل من بني أسد كانوا لمن بات خائفاً عضدا ... لا يبعدوا من حمى ولا عضد كانوا سماماً لمن يحاربهم ... قدماً ومأوى لكل مضطهد ذو الشامة بن أبي قطيفة المعيطي واسم ذي الشامة محمد بن عمرو ابن الوليد بن عقبة بن أبي معيط. ولاه عبد الملك الكوفة وهو القائل يرثي مسلمة بن عبد الملك: ضاق صدري فما يحن جواكا ... عي عن أن يجنه ما لدهاكا كل ميت قد اضطلعت عليه ال؟ ... حزن ثم افتفرت منه الهلاكا قبل ميت أو قبل قبر على الحا ... نوت لم أستطع عليه اتراكا زائن للقبور فيها كما كن؟ ... ت تزين السلطان والأملاكا وقد رثى عبد الله بن مروان وابنه الأصبغ. أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام المخزومي. قال قبحه الله يخاطب الحسن الأثرم بن الحسن بن علي بن أبي طالب في خبر له مع عبد الملك بن مروان: وجدنا بني مروان أمكر غاية ... وآل أبي سفيان أكرم أولا فسائل علي صفين من ثل عرشه ... وسائل حسيناً يوم مات بكر بلا محمد بن بشر بن معاوية بن عبد الله بن ثور بن عبادة بن البكابن عامر العامري وفد جده معاوية على النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له ومسح رأسه وأعطاه أعنزاً فقال محمد: وابي الذي مسح النبي برأسه ... ودعا له بالخير والبركات أبو البهار محمد بن القاسم الثقفي البصري إسلامي. كان يشرب على البهار ويعجب به حتى قال فيه: اسقياني على البهار فإني لأرى كل ... ما اشتهيت البهار فلقب أبا البهار محمد بن علقة التيمي تيم عدي إسلامي. يقول: قد لقيت كلباً بعيد الحر ... يوماً على كلب طويل الشر طعناً كأفواه المزاد الثر محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى الشيباني مولى لهم وهو شاعر وأبوه شاعر

وجده شاعر. روى ذلك أبو هفان وقال ابنه عبد الله بن محمد شاعر. محمد بن الحصين الهباري يقول: ثكلتين التي تؤمل إدرا ... ك العلى بي وعاجلتني المنون إن تولي بظلمنا عبد عمرو ... ثم لم يلفظ السيوف الجفون ابن رهيمة واسمه محمد بن عبد الله مولى عثمان بن عفان ورهيمة أمه وهو حجازي أدرك الدولة العباسية وهو القائل: الآن أبصرت الهدى ... وعلا المشيب مفارقي أبصرت رأس غوايتي ... ومنحت قصد طرائقي تفتر عن متلألئ ... مصب لقلبك شائق كالأقحوان مراءة ... مذاقة للذائق وله: لهفي عليك أميرتي ... لو كان ينفعني التهافي وتركتني وكأنما ... قلبي يوجأ بالأثافي أبو بكر العرزمي محمد بن عبيد الله من اليمن من حضر موت كوفي أدرك أول الدولة العباسية. وجل شعره آداب وأمثال وهو القائل: أرى عاجزاً يدعى جليداً لغشمه ... ولو كلف التقوى لكلت مضاربه وعفاً يسمى عاجزاً لعفافه ... ولولا التقى ما أعجزته مذاهبه وليس بعجز أخطأ الغنى ... ولا باحتيال أدرك المال كاسبه وله: إن يحسدوني فإني غير لائمهم ... قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا فدام لي ولهم ما بي وما بهم ... ومات أكثرنا غيظاً بما يجد محمد بن عبيد بن عوف الأزدي. أدرك الدولة العباسية وكان شاعراً فصيحاً. يقول: وإني لأستبقي إذا العسر مسني ... بشاشة وجهي حين تبلى المنافع مخافة ان أقلى إذا جئت سائلاً ... وترجعني نحو الرجاء المطامع فأسمع مناً يوم أشرف منعماً ... وكل مصادي نعمة متواضع وله: يقولون ثمر ما استطعت وإنما ... لوارثه ما ثمر المال كاسبه فكله وأطعمه وخالسه وارثاً ... شحيحاً ودهراً تعتريك نوائبه محمد بن الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيع بن الحرث بن عبد المطلب بن هاشم. حبسه المنصور مع إخوته بسبب خروج أخيهم يعقوب ابن الفضل مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن. وهو القائل: فإن ترجع الأيام بيني وبينها ... بذي الأثل صيفاً مثل صيفي ومربع

أشد بأعناق النوى بعد هذه ... مرائر إن جاد ابنها لم تقطع محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب. ظهر بالمدينة بعد حبس المنصور لأبيه وأهل بيته فقتله عيسى بن موسى سنة خمس وأربعين ومائة وله ثلاث وخمسون سنة. وله يرثي إبراهيم بن محمد الجعفري: لا أرى في الناس شخصاً واحداً ... مثل ميت مات في دار الجمل يشتري الحمد ربيحاً والعلى ... وإذا ما حمل الثقل حمل موت إبراهيم أمسى هدني ... وأشاب الرأس مني فاشتعل وله في رواية عمر بن شبة.. محمد بن بشير الرياشي: أبصر لرجلك قبل الخطو موضعها ... فمن علا زلقاً عن غرة زلجا زلا يغرنك صفو أنت شاربه ... فربما صار بالتكدير ممتزجا وله: ويل لمن لم يرحم الله ... ومن تكون النار مثواه من طال في الدنيا به عمره ... وعاش فالموت قصاراه كأنه قد قيل في مجلس ... قد كنت آتيه وأغشاه صار البشيري إلى ربه ... يرحمنا الله وإياه وله: مضى أمسك الماضي شهيداً معدلاً ... وأصبحت في يوم عليك شهيد فإن تلك بالأمس اقترفت إساءة ... فثن بإحسان وأنت حميد ولا ترج فعل الصالحات إلى غد ... لعل غداً يأتي وأنت قصيد محمد بن أمية بن أبي أمية شاعر غزل ما موني يقول: هويت فلم يبل الهوى وبليت ... وكاسبت كل ذل حين هويت وقد كنت أهزا بالمحبين مرة ... فقد حل بي ما كنت منه هزيت كتمت الهوى حتى تشكت نحولها ... عظامي بإفصاح وهن سكوت تذب المنى عني المنايا ولو خلا ... ثقيل المنى من مهجتي لطفيت وأضمر في قلبي العتاب فإن بدت ... وساعفني قرب اللقاء نسيت وله: لله ذو كمد يكابد في الهوى ... طمع الحريض وعفة المتحرج

يأبى الحياء إذاً لنفسك خالياً ... من أن ما أخاف وأرتجي وله: وإني لأرجو منك يوماً يسرني ... كما ساءني يوم وإني لآمن أؤمل عطف الدهر بعد انصرافه ... فيا أملي في الدهر هل أنت كائن محمد بن أبي محمد اليزيدي واسمه يحيى بن المبارك العدوي. ومحمد يكنى أبا عبد الله وكان لاصقاً بالمأمون وأجل أنسه بالحضرة وخراسان وكانت مرتبته أن يدخل إليه مع الفجر ويصلي معه ويدرس عليه المأمون ثلاثين آية وكان لا يزال يعادله في أسفاره ويفضي إليه بأسراره. وهو كثير الشعر مفنن الآداب من أهل بيت علم وأدب، وسنة وسن الرشيد واحدة وقد مدح الرشيد مدحاً كثيراً وهو القائل: أتظعن والذي تهوى مقيم ... لعمرك إن ذا خطر عظيم إذا ما كنت للحدثان عوناً عليك وللفراق فمن تلوم وله: تقاضاك دهرك ما أسلفا ... وكدر عيشك بعد الصفا فلا تنكرن فإن الزمان ... رهين بتشتيت ما ألفا يجور على المرء في حكمه ... ولكنه ربما أنصفا وله: يا بعيداً مزاره حل بين الجوانح ... نازح الدار ذكره ليس عني بنازح أبو الأصبغ محمد بن يزيد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم يعرف بالحصني. كان ينزل حصن مسلمة بديار مضر فنسب إليه. وهو شاعر محسن مكثر مدح المأمون وهجا عبد الله بن طاهر وعارضه في قصيدته التي أولها: مدمن الأغضاء موصول ... ومديم العتب مملول وفخر فيها بأشياء منها قتل ابنه للأمين فأجابه المسلمي بقصيدة ألولها: لا يرعك القال ولا قيل ... كل ما بلغت تجميل فقال فيها: أيها النازي ببطنته ... ما على طيك تحصيل قاتل المخلوع مقتول ... ودم القاتل مطلول لا ينجيه مذاهبه ... نهر بوشنج ولا النيل يا أخي المخلوع ظلت يدا ... لم يكن في باعها طول أي مجدلك نعرفه ... أو نسيب لكل بهلول وكان محمد بن عبد الملك بن صالح الهاشمي يناقض أبا الأصبغ فقال المسلمي قصيدة يفخر فيها: وذكر فيها خلفاء بني أخمية ووجوههم. فقال محمد بن عبد الملك قصيدة أولها: بانوا فبان العيش إذ بانوا ... وأبدت المكنون أجفان

أبو عبد الرحمن العتبي محمد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس. بصري علامة راوية للأخبار والآداب وكان حسن الصورة جميل الأخلاق وبلغ سناً عالية وكان حسن الخضاب ويلبس الطيالس الزرق ولقب الشقراق للون خضابه وشدة حمرة وجهه وتلون طيالسته. وكان عمرو بن عتبة يغمز في نسبه. وتتابعت على العتبي مصائب بالذكور من ولده في الطاعون الكائن بالبصرة سنة تسع وعشرين ومائتين وقبل ذلك فمات منهم ستة فراثاهم بمراث كثيرة منها قوله: كل لساني عن وصف ما أجد ... وذقت ثكلاً ما ذاقه أحد ما عالج الحزن والحرارة في ... الأحشاء من لم يمت له ولد وله فيهم: وكنت أبا ستة كالبدور ... فقد فقؤوا أعين الحاسدينا فمروا على حادثات الزمان ... كمر الدراهم بالناقدينا وحسبك من حادث بامرئ ... يرى حاسديه له راحمينا وله: رأين الغواني الشيب لاح بعارضي ... فأعرضن عني بالخدود النواضر وكن متى أبصرنني أو سمعن بي ... سعين فرقعن الكوى بالمحاجر وله وهو من الأبيات السائرة والأمثال النادرة: قالت عهدتك مجنوناً فقلت لها ... إن الشباب جنون برؤه الكبر محمد بن وهيب الحميري البصري أبو جعفر. مدح المأمون والمعتصم وهو شاعر مطبوع مكثر وهو القائل: نراع لذكر الموت ساعة ذكره ... وتعترض الدنيا فنلهو ونلعب بقين كأن الشك أغلب أمره ... عليه وعرفان إلى الجهل ينسب وقد ذمت الدنيا إلي نعيمها ... وخاطبني إعجامها وهومعرب ولكنني منها خلقت لغيرها ... وما كنت منه فهو شيء مجب ويروى: ونحن بنو الدنيا خلقنا لغيرها وما كنت الخ. وله: ألا ربما كان التصبر دلةَ ... وأدنى إلى الحال التي هي أسمج أيا ربما ضاق الفضاء بأهله ... وأمكن من بين الأسنة مخرج وله في المأمون: وبدا الصباح كأن غرته ... وجه الخليفة حين يمتدح نشرت بك الدنيا محاسنها ... وتزينت بصفائك المدح

وقال ابن وهيب: أنا ابن قولي: ما لمن تمت محاسنه ... أن يعادي طرف من رمقا لك أن تبدي لنا حسناَ ... ولنا أن نعمل الحدقا محمد بن علي الصيني راوية العتابي. شاعر طاهر بن الحسين وابنه عبد الله وهو القائل في طاهر: ويومك تحت ظلال السيوف ... أقر الخلافة في دارها كأنك مطلع في القلوب ... إذا ما تناجت بأسرارها وكرات طرفك مرتدة ... إليك بغامض أخبارها وراحتيك الردى والندى ... وكلتاهما طوع ممتارها واقضية الله محتومة ... وأنت منفذ أقدارها وله: ملا مضت دونه الليالي ... وأحدثت بعده أمور واعتنت باليأس منه صبراً ... فاعتدل الحزن والسرور فلست أرجو ولست أخشى ... ما أحدثت بعده الدهور فليجهد الدهر في ضراري ... فما يرى بعده يضير محمد البجلي الكوفي مأموني يقول: إني متى هدت صروف الردى ... أمضت حسامياً على قتله قريته بين يدي حادث ... ما تشبع الأيام من أكله وله: وله مواهب كلها نسبت ... يوماً إليه زانها النسب ومن المواهب ما يكدره ... ويشينه قدر الذي يجب وكان البجلي هجاءَ للحسن بن رجاء بن أبي الضحاك. ومن قوله له: ما زلت تركب كل شيء قائم ... حتى اجترأت على ركوب المنبر محمد بن جميل الكاتب التميمي الكوفي مولى بني تميم. يقول لحميد ابن عبد الحميد الطوسي: لئن أنا لم أبلغ بجاهك حاجةً ... ولم يك لي فيما وليت نصيب وأنت أمير الأرض من حيث أطلعت ... لك الشمس قرنيها وحيث تغيب أبا غانم إني اذاً لبروضة ... لغيري يصفو رعيها ويطيب محمد بن سعد الكاتب التميمي عربي بغدادي يقول: سأشكر عمراً إن تراخت منيتي ... أيادي لم تمنن وإن هي جلت

فتى غير محجوب الغنى عن صديقه ... ولا مظهر الشكوى إذا النعل زلت رأى خلة من حيث يخفى مكانها ... فكانت قذى عينيه حتى تجلت أبو شهاب محمد بن مهرويه البصري. وقيل اسمه عبد الله بن مهرويه رثى أبا نواس وقد تقدم خبره. محمد بن الحارث التميمي البصري. من عبد شمس بن زيد مناة بن تميم مأموني يقول: كأن طرف المحب حين يرى ... حبيبه خنجر على كبده قد يكره الشيء وهو ينفعه ... ويطرف المرء عينه بيده وله: ويخال ما ضربوا بهن جداولا ... ويخال ما طعنوا به أشطانا وله: كأن شهري ربيع يوم ضحكته ... ويوم عبسته أيام تشرين أبو مسلم الخلق اسمه محمد بن صباح. فلج في آخر عمره وكان الجماز صديقه وعشيره. وكان أبو مسلم مملقاً وله في ذلك: عجبت لحملي المفتاح إمسائي وإصباحي ... وما ساوى الذي في منزلي قيمة مفتاحي ولأبي هاشم العتبي في أبي مسلم يلومه على تركه ملازمة حلقته من أبيات: يا من هواه خلاف كنيته ... والدين منه مشاكل اللقب خلق تقضب عنه جدته ... بل لم يكن في عدة القشب فأجابه أبو مسلم: حي الصيانة ميت الطرب ... لباك إذ ناداك من كثب لو شئت خفت الله في صفتي ... بل لا أقول نطقت بالكذب تركي لها عن غير مقلية ... مني لفائدةٍ ولا أرب لكنني أخشى بها رشاً ... لحظاته تدعو إلى العطب محمد بن عبد العزيز الغزي يكنى أبا جعفر. هجا ابناً للعباس بن محمد الهاشمس وكان سميناً ضخماً ومعه أخ له مثل البندقة فشكاه العباس إلى المأمون فأمر بصلبه على خشبة عند الحبس يوماً إلى الليل فصلب فلما أنزل عنها دعا بحمال ليحمله فقيل له ما هذا. فقال: أول خملان حملني عليه أمير المؤمنين ألا أضيعه. وحمله فباعه وأسلى به دراهم فاشترى منها زبيباً وعنباً لصبيانه. فرفع خبره إلى المأمون فضحك وأمر له بخمسة آلاف درهم. ثم اتخذه إسحاق بن إبراهيم بعد ذلك مؤدباً لولده. والشعر الذي هجا به ابن العباس بن محمد قوله: كنت عند الجسر محتبياً ... حين ولى الليل والغلس

إذا أتاني راكب عجل ... قد علاه البهر والنفس قال هل جازتك قنبلة ... حولها الأجساد والحرس قلت مرت بي قلنسوة ... فوق سرج تحتها فرس حولها شونيزة معها ... دنفخ في ظهره قعس أبو غسان محمد بن يحيى بن علي الكاتب المدني الراوية مأموني. روى عنه عمر بن شبة وهو القائل لعبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن: لطيت بأجبال الحجاز كأنها ... لك اليوم أم ترضع الدر أو أب وأنت ترى أن الألى لست دونهم ... ببغداد قد نالوا الثراء وأتربوا وأنت امرؤ ضخم الحمالة ما جد ... عليك قبول والمكشف أطيب فأجابه عبد الله بأبيات منها: لحاني أبو غسان في ضعف همتي ... وإني لا أغشى الملوك فأترب وإني بأدنى العيش والرزق قانع ... وإني أسباب الغنى أتجنب فلم أر هذا الرزق عن حيلة الفتى ... ولكنه كاللحم حين يؤرب حظوظ وأقسام تقسم بينهم ... فكلهم من قسمة الله منصب الأمين أبو عبد الله محمد بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس. قال في كوثر خادمه: ما يريد الناس من صب ... بمن يهوى كئيب كوثر ديني ودنيا ... ي وسقمي وطبيبي أعجز الناس الذي يل؟ ... حي محباً في حبيب وله في طاهر: زعم العبد طاهر ... أنني اليوم غادر كذب العبد وهو عن سبل الرشد جائر نقض العهد والذي ينقض العهد كافر مظهر سوء فعله ... معلن لا يساير وعليه تدور بالبغي منه الدوائر أبو أيوب محمد بن هارون الرشيد. أمه أم ولد يقال لها خلوب. له خبر مع المأمون وهو القائل: وشادن حملني حبه ... منثقل الصبوة ما لا أطيق لحاظ عينيه بها مأخذ الذي ... يريده من قلب حب رفيق

إني عليه من ضنى جفنه ... ومرض اللحظ لصب شفيق يفيق أهل السقم من سقمهم ... وعينه من سقمها لاتفيق أبو عيسى بن هارون اسمه أحمد ويقال محمد وقد تقدم خبره. أبو عبد الله محمد بن يزداد بن سويد الكاتب المروزي وزير المأمون. حسن البلاغة كثير الأدب مشهور بقول الشعر. له في المأمون مرثية معروفة. وكان سليمان بن وهب يكتب بين يديه وكان خاصاً به ثم اتصل به أن سليمان سعى عليه فاطرحه ولمحمد فيه أشعار. ومن قول محمد بن يزداد: المرء مثل هلال عند مطلعه ... يبدو ضئيلاً ضعيفاً ثم يتسق يزداد حتى إذا ما تم أعقبه ... كر الجديدين نقصاناً فيمحق وله: فلا تأمنن الدهر حراً ظلمته ... فما ليل حر إن ظلمت بنائم وسمع قول الشاعر: إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة ... فإن فساد الرأي إن يترددا فأضاف إليه: وإن كنت ذا راي فأنفذه عاجلاً ... فإن فساد العزم أن يتفندا وله في جارية كان يهواها ويقول فيها الأشعار: يا من بها أرضى من الناس كلهم ... وإن كنت أشكو تيهها وازورارها لو أن الأماني خيرت فتخيرت ... على الحسن إنساناً لكنت اختيارها أبو الحسن محمد بن عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب شاعر مشهور أديب. كان ينزل قنسرين من أرض الشام وله مع المأمون خبر وبقي إلى أيام المتوكل وجرت بينه وبين أبي تمام الطائي والبحتري مخاطبات. وهو القائل يرد على أبي الأصبغ الحصني فخره من قصيدة: أنا ابن آل الله من هاشم ... وحيث نمى خير وإحسان من نبعة منانبى الهدى ... مورقة والفرع فينان بحيث خلقي الريح محسورة ... والثقلان الإنس والجان أئمة زهر نجوم الهدى ... بيض على الأيام غران وله في وصف قلم: وأبيض طاوي الكشح أخرس ناطق ... له دملان في بطون المهارى

إذا استمطرته الكف جادَ سحابهُ ... بلا صوت إرعادٍ ولا ضوء بارق كأن اللآلي والزبرجد نظمه ... ونور الأقاحي في بطون الحدائق كأنَ عليه من دجى الليل حلةً ... إذا ما استهلتْ مزنة بالصواعق إذ ما امتطى غر القوافي رأيتها ... مجللةً تمضي أمام السوابق وله في تشبيه شيئين بشيئين في بيت واحد: ترى الهام فيها والسيوف كأنها ... فراخ القطا صبت عليها الأجادل المعتصم بالله أبو إسحاق محمد بن هارون الرشيد بن محمد المنصور يقول: قرب النحام وأعجل يا غلام ... واطرح السرج عليه واللجام أعلم ألا تراك أني خائض ... لجةَ الموتِ فمن شاء أقام وله: لم يزلْ بابك حتى ... صار للعالم عبره ركب الفيل فمن ير ... كب فيلاً فهو شهره محمد بن عبد الملك بن أبان بن أبي حمرة الزيات يكنى أبا جعفر. أصله من أهل قرية دسكرة جبل من النهروان الأسفل وكان أبوه من وجوه تجار الكرخ ببغداد ومياسيرهم، وكان محمد أديباً شاعراً ولم يكن له حظ في الكتابة وكان إليه في أيام المعتصم تفقد الدار والأشراف على المطبخ فقلده المعتصم الوزارة بعد أحمد بن عمار فبقي متقلدها إلى آخر أيامه وأقره الواثق عليها مدة أيامه. فلما تقلد المتوكل أقره نحواً من أربعين يوماً ثم نكبه وقتله وذلك سنة ثلاث وثلاثين ومائتين. وهو القائل: نحنُ بنو الغر المحجلينا ... الأعجميين المتوجينا لنا الفروسيةُ ما بقينا ... بها خلقنا وبها سمينا وله: فقد اختلس الطعن ... ة بين الرأي والوهم كجيب الثاكل الوال؟ ... هـ أو حاشية الهدم وأغشى القوم بالقوم ... وأغشى الدهم بالدهم وأحميهم وإن غبت ... حموا أنفسهم باسمي وله: تمكنت من قتلي فأزمعت قتلها ... على غير عمد منك والروح تذهب كعصفورةٍ في كف طفل يسومها ... ورود حياض الموت والطفل يلعب وله: وعائب عابني بشيبي ... لم يعد لما ألم وقته فقلت إذ عابني بشيبي ... يا عائب الشيب لا بلغته

محمد بن حماد كاتب راشد أبو عيسى. قال للحسن بن وهب وكان الحسن يهوى جاريته بنات المغنية: أبا علي أضعت الراي في رجل بدأته منعماً بالطول والمنن حتى إذا ما اقتضى بالشكر عادته أسلمته لعوادي الدهر والمحن وديعة لي عند الدهر خاس بها ... فلست منتصفاً فيها من الزمن محمد بن معروف بالغدادي. كان حسن الوجه حسن الإنشاد وهاجى ابن أبي حيكم فأفحمه فاستعدى عليه ابن بي حكيم محمد بن إسحاق بن إبراهيم المصعبي وهو شاعره فحبس محمداً مدة من ولاية أبيه إسحاق وولايته وولاية عبد الله بن إسحاق في سجن الجرام وذكل نحو من ثماني سنين فناله في السجن ضر شديد فعاهد الله ألا ينطق بشيء من الشعر فأخرجه محمد بن عبد الله بن طاهر. قال علي بن العباس الرومي: رأيت ابن معروف وقد شاخ وعاد إلى قول الشعر. وجرت بين محمد والحسن بن وهب مكاتبات بالأشعار كثيرة وكانا يتنادمان ويتآنسان فلما حبس الواثق سليمان بن وهب واحتبس معه أخوه الحسن حتى أدى المال. وكان ابن معروف ملازماً لهما فتأخر عنهما يوماً فكتب إلى الحسن: وقيتك كل مكروه بنفسي ... وبالأدنين من أهلي وجنسي أتأذن في التخلف عنك يومي ... على أن ليس غيرك لي بأنس فأجابه الحسن: أقم لا زلت تصبح في سرور ... وفي نعم مواصلة وتمسي فما لي راحة في كل خل ... أراه اليوم محبوساً بحبسي محمد بن الحسن بن شعيب الكاتب المدائني معتصمي صاحب مقطعات يقول: فتى كغرار السيف لاقى منية ... وأيدي المنايا جمة الخلجان فمات وأبقى من تراث عطائه ... كما أبقت الأنواء للحيوان وله في غلام التحي: قد صنع الشعر بالخدود كما تصنع هوج الرياح بالدمن كم عطف الشعر بالسواد على ... خد مليح ومنظر حسن محمد بن مخلد بن قيراط الكاتب المدائني معتصمي. كان من أحذق الناس بإخراج المعنى وهو القائل:

تخطى النفوس على العيا ... ن وقد تصيب على المظنة كم من مضيق بالفضا ... ء ومخرج تحت الأسنة ومثله لابن وهب: ويا ربما ضاق الفضاء بأهله ... وأمكن من بين الأسنة مخرج أبو نهشل محمد بن حميد وأبو نصر محمد وأبو عبد الله محمد بنو حميد بن عبد الحميد الطائي الطوسي القائد وهم شعراء أدباء ولأبي نهشل في نوح بن عمرو بن حوي يعاتبه: عدلت عن الرحاب إلى المضيق ... وزرت البيت من غير الطريق تجود بفضل عفوك للأقاصي ... وتمنعه من الخل الشفيق تقدم سوء ظنك لي وتنسى ... محافظتي على تلك الحقوق أما والراقصات بذات عرق ... ورب الركن والبيت العتيق لقد أطلعت لي تهماً أراها ... ستحملني على مضض العقوق وله: مجامر آل حميد السيوف ... وطيبهم صدأ المغفر تخالهم الأسد في غابة ... لدى كل حادثة تنكر ولمحمد بن حميد المقتول: فتى يتقي أن يخدش الذم عرضه ... ولا يتقي حد السيوف البواتر يكون إلى المعروف أول سابق ... وليس إذا فر الورى بمبادر أبو حشيشة الطنبوري اسمه محمد بن علي بن أمية بن أبي أمية الكاتب وكنيته أبو حشيشة لقب وصفه مخارق للمأمون وهو بدمشق فخرج إليه وهو حدث وغناه ولم يزل يغني واحداً بعد واحد إلى خلاقة المستعين وأحسبه تجاوز ذلك ومدح المتوكل فمن بعده. وله في المستعين وله فيه صنعة: إن الإمام المستعين بربه ... غيث يعم الأرض بالبركات وله في ابن يزداد من أبيات: وأخص منك وقد عرفت محبتي ... بالصد والإعراض والهجران وإذا شكوتك لم أجد لي مسعداً ... ورميت فيما قلت بالبهتان محمد بن القاسم الدمشقي أبو العباس. لما قدم أبو دلف بغداد بعد أيام

المعتصم أنشده محمد بن القاسم: تحدر ماء الجود من صلب آدم ... فأنبته الرحمن في صلب قاسم أمير ترى صولاته في بدوره ... معادلة صولاته في الملاحم وله: يا بياض المشيب سودت وحهي ... عند بيض الوجوه سود القرون فلعمري لأفجئنك جهدي ... عن عياني وعن عيان العيون ولعمري لأمنعنك أن تض؟ ... حك في راس عابس محزون بخضاب فيه ابيضاض لوجهي ... وسواد لوجهك الملعون محمد بن سلامة بن أبي زرعة الدمشقي الكناني. شاعر محسن وهو وديك الجن شاعرا الشام. قال ابن أبي طاهر: اسمه المعلى والأول أثبت وهو القائل لأبي الجهم في سيف الكاتب: ولكن أبو الجهم إن جئته ... لهيفاً حجبت عن الحاجب وإني جئته راغباً مادحاً ... رجعت بجائزة الخائب وليس بذي موعد صادق ... ويبخل بالوعد والكاتب وله: إن التواني عنك أخر إذنها ... وأظنها ستعود لا تستأذن وأخالها تأبى وتأنف أن ترى ... مستنفراً جأشي وجأشك ساكن لا يؤنسك أن تراني ضاحكاً ... كم ضحكة فيها عبوس كامن وله: أدنيت من قبل السؤال وبعده ... أقصيت هل يرضى بذا من يفهم وإذا رأيت من الكريم غضاضة ... فإليه من إخلافه أتظلم أبو محلم الراوية التميمي السعدي اسمه محمد بن هاشم إعرابي كان أحفظ الناس للعلم وأذكاهم فيه. وكان يهاجي أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الكاتب وأباه. ومن قوله في إبراهيم: تصيخ لكسى حين تسمع ذكره ... بصماء عن ذكر النبي صدوف وتعرق في إطراء كسرى ورهطه ... وما أنت من أعلاجهم بشريف وله في عفي أبي البهلول: وفي خبز يجرره عفي ... نذيرة خسف أرض أو قيامه وقد نبئت أن به حلاقاً ... وما خفت الحلاق على اليمامة

وله: أني أجل ثرى حللت به ... من أن أرى بسراه نكتئباً ما غاض دمعي عند نازلة ... إلا جعلتك للبكا سببا فإذا ذكرتك سامحتك به ... مني الجفون ففاض وانسكبا وقد رويت لمعقل بن عيسى أخي أبي دلف وقد تقدم. محمد بن الحسن بن مصعب. نسبه إسحاق بن إبراهيم المصعبي أحد الأدباء العلماء بالألحان. نشأ بخراسان ثم قدم العراق وكان إسحاق بن إبراهيم يكرمه من بين أهله ويعظمه ولإسحاق بن إبراهيم الموصلي معه أخبار في أمر الغناء. ومحمد بن الحسن هو القائل: أعرضت عند وداعنا لفراقكم ... وصددت ساعتة لا يكون صدود يا ليت شعري هل حفظت على النوى ... عهدي وعهد أخي الحفاظ شديد محمد بن حماد بن شبابة بغدادي. يقول لسهل بن صاعد: أجارتنا بان الفراق فأ بشري ... فما العيش إلا أن يبين خليط أعاتبه في عرضه ليصونه ... ولا علم لي أن الأمير لقيط محمد بن علي بن رزين الواسطي معتصمي. يقول الشعر وهو القائل لحسن بن وهب وقد افتصد: أراق الفصد خير دم ... دم الأذهان والفهم وما أهدى الحذار إلى ... دواة الملك والقلم لقد أضحى الطبيب غدا ... ة فصدك طيب النسم وراح وفي حديدته ... دم المعروف والكرم محمد بن حازم الباهلي أبو جعفر مولى باهلة. يقول المقطعات فيحسن وهو القائل: يا راقد الليل مسروراً بأوله ... إن الحوادث قد يطرقن أسحارا وكان هجاءً لمحمد بن حميد الطوسي وعاتبه يحيى بن أكثر على اختصاره الشعر فقال: ابي لي أن أطول الشعر قصدي ... إلى المعنى وعلمي بالصواب وإيجازي بمختصر قريب ... حذفته للفضول مع الجواب فأبعثهن أربعة وستاً ... مثقفة بألفاظ عذاب خوالد ما حدا ليل نهاراً ... وما حسن الصبا بأخي التصابي وهو إذا وسمت بهن قوماً ... كأطواق الحمائم في الرقاب وهن إذا أقمت مسافرات ... تهاداها الرواة مع الركاب وله: لئن كنت محتاجاً إلى الحلم إنني ... إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج ولي فرس بالحلم للحلم ملجم ... ولي فرس بالجهل للجهل مسرج

فمن رام تقويمي فإني مقوم ... ومن رام تعويجي فإني معوج محمد بن مهدي العكبري أبو جعفر. كان خبيث اللسان هجاءً للكتاب. يقول للحسن بن وهب: وسائلة عن الحسن بن وهب ... وعما فيه من حسب وخير فقلت هو المهذب غير أني ... أراه كثير إسبال الستور وأكثر ما يغنيه فتاة ... رشيق حين يخلو بالسرور فلولا الريح أسمع أهل حجر ... صليل البيض تقرع بالذكور هذا البيت لمهلهل بن ربيعة. وله: هديتي تقصر عن همتي ... وهمتي تقصر عن حالي وخالص الورد ومحض الثنا ... أحسن ما يهديه أمثالي محمد بن إدريس الطائي. يقول في أبي عبد الله الحسين بن طاهر بن الحسين وبلغه أنه وجد علة: ما برء جسمك إلا علة العدم ... ولا اعتلالك إلا علة الكرم بنا ولا بك خطب الدهر إن ندى ... بنان كفك فينا عصمة الهمم أبشر فلله في جسم الفتى أرب ... ما أمكن الله منه جمرة الألم يجلوك للعفو من سخط الذنوب كما ... تجلى لحرب شباة الصارم الخذم وله: ليث إذا أبكى شبا أسيافه ... أضحكن مفرق رأس كل عتيد وكأنما آراؤه تحت الوغى ... وشبا القنا استيقت من التأييد وإذا دجت حرب أضاء لوجهه ... صبح من التوفيق والتسديد محمد بن إسماعيل المدني أبو علي معتصمي. كان يصحب غلاماً يقال له باذنجانة فقال نصيب بن وهب المدني: كلف مغرم بباذنجانة ... قد ثنى صبوة إليه عنانه كل يوم له هوى مستفاد ... هو منه في ذلة واستكانه أو ما في المشيب الصلع الفا ... حش شغل عن الصبا مجانه فأجابه محمد: لا تلمين فإن باذنجانه ... بذ في الحسن عندنا أقرانه حسن الشكل مدعم القد حلو ... يتثنى تثني الخيزرانه لو يراه الذي يفند فيه ... لم يعب مغرماً به وأعانه إن يك أصلع علاه مشيب ... فاراه الرشاد حتى استبانه إن تحت الكساء ظرف فتى ... ذو اختيال وجهه فينانه

قد سقاه الهوى بكأس التصابي ... فجرى جامحاً يجر عنانه وله يعاتب نصيب بن وهب: عذيري من أخ كنت ... على الناس به أفخر زكت أغصانه غذ طا ... ب منه الأصل والعنصر فتى كان كصفو الما ... ء للأخوان لا يكدر قليلاًثم أبدى مل ... لة فرحت لا أشعر جفاني بعد أن كان ... خليلي والذي أوثر فأضحى معرضاً يطوي ... من الحب الذي أنشر وإذا زرت مشتاقاً ... فربع دارس مقفر وفي الصمت عن الأخبا ... ر إخبار لمن فكر وأجابه نصيب عنها بأبيات. الجماز واسمه محمد بن عمرو بن حماد بن عطاء بن يسار. وقيل ابن ياسر مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وقيل هو محمد بن عبد الله بن عمرو بن حماد يكنى أبا عبد الله. وسلم بن عمرو الخاسر الشاعر عم الجماز وقيل هو ابن خالة سلم وهو بصري صاحب مقطعات ولم يكن له إطالة وكان ماجناً خبيث اللسان وكان يقول أنه أكبر سناً من أبي نواس. وأدخل على المتوكل فأنشده: ليس لي ذنب إلى الشيعة إلا خلتين ... حب عثمان بن عفان وحب العمرين وكان يرمى بالنصب وهاجى عبد الصمد بن المعذل. وللجاحظ فيه: نسب الجماز مقصور إليه منتهاه ... يتحامى من أبي الجماز عنه كاتباه ليس يدري من أبو الجماز إلا من رآه فأجابه الجماز: يا فتى نفسه إلى الكفر تائقه ... لك في الفضل والتزهد والنسك سابقه فدع الكفر جانباً يا دعي الزنادقه السدري أبو نبقة محمد بن هشام بن أبي خميضة مولى لبني عوال فاشترى المتوكل ولاءه بثلاثين ألف درهم وكان يصحب الجماز وعبد الصمد بن المعذل والجاحظ وأدباء البصرة، ذكر عبد الله بن شبيب إنه كان مع السدري فصار إلى باب رجل من وجوه أهل البصرة فأبطأ إذانه قليلاً فقال السدري: سأترك هذا الباب ما دام إذنه ... على ما أرى حتى يخف قليلا إذا لم أجد يوماً إلى الإذن سلما ... وجدت إلى ترك المجيء سبيلاً وله: لعمركما يا صاحبي لئن بدت ... لنا ظلم في دور آل زياد لقد أظلمت أحسابهم قبل ما ترى ... على الناس واسودت بكل بلاد

الأخيطل وهو محمد بن عبد الله بن شعب مولى بني مخزوم ويكنى أبا بكر من أهل الهواز. قدم بغداد ومدح محمد بن عبد الله بن طاهر وهو ظريف مليح الشعر يسلك طريق أبي تمام ويحذو حذوه وكان يهاجي الحمدوني وهو القائل: أسمعت إذن رجائي نعمة النعم ... فأرعني أذناً أرحبك في كلمي ريحان شعر إذا ما الفكر أمطرها ... فهماً تروى لها لب الفتى الفهم فما اقتراب الهوى من عاشق دنف ... ألذ من ماء شعر جال في كرم وله في وصف مصلوب: كأنه عاشق قد مد صفحته ... يوم الفراق إلى توديع مرتحل أو قائم من نعاس فيه لوثته ... مواصل لتمطيه من الكسل وله في الشقائق: هذي الشقائق قد أبصرت حمرتها ... مع السواد على أعناقها الذبل كأنها دمعة قد غسلت كحلاً ... جاءت بها وقفة في وجنتي خجل أبو عبد الرحمن العطوي محمد بن عبد الرحمن بن أبي عطية مولى كنانة بصري شاعر وهو أحد المتكلمين الحذاق يذهب إلى مذهب حسين الخباز وولاؤه لبين ليث بن أبي بكر بن عبد مناة بن كنانة وهو متوكلي، ومن قوله: وأحاديث في خلال الأغاني ... كابتسام الرياض غب القطار وله: فوحق البيان يعضده البر ... هان في مأقط ألد الخصام ما رأينا سوى الحبيبة شيئاً ... جمع الحسن كله في نظام هي تجري مجرى الأصالة في الرأ ... ي ومجرى الأرواح في الأجسام وله: لم أحاكم صروف دهري في الأق؟ ... داح حتى فقدت أهل السماح أحمد الله صارت الخمر تأسو ... دون إخواني الثقات جراحي محمد بن أبي العتاهية ولقبه عتاهية ويكنى أبا عبد الله وأمه هاشمة بنت عمرو اليمامي مولى كان لمعن بن زائدة. وكان محمد ناسكاً شاعراً وهو القائل: قد أفلح الساكت الصموت ... كلام راعي الكلام قوت ما كل نطق له جواب ... جواب ما يكره السكوت يا عجباً لا مرئ ظلوم ... مستيقن أنه يموت وله: لربما غوفص ذو عزة ... أصح ما كان ولم يسقم يا واضع الميت في قبره ... خاطبك القبر فلم تفهم

محمد بن الفضل الجرجرائي أبو جعفر الكاتب. كان يكتب للفضل ابن مروان ثم وزر للمتوكل وهو شيخ ظريف حسن الأدب عالم بالغناء توفي سنة خمسين ومائتين وقد نيف على الثمانين. وله مع إسحاق الموصلي أخبار ومكاتبات. ومنها قوله وقد اعتذر إليه من تقصير كان منه في لقائه: خل أتى ذنباً إليّ وإنني ... لشريكه في الذنب إن لم أغفر فمحا بإحسان إساءة فعله ... وأزال بالمعروف قبح المنكر وله يقول لبعض كتابه: تعجل إذا ما كان أمن وغبطة ... وأبط إذا ما استعرض الخوف والهرج ولا تيأسن من فرجة أن تنالها ... لعل الذي ترجوه من حيث لا ترجو وله يقول لنجاح بن سلمة: إن من الإخوان من وده ... على ديمومة تلمع يخاله الظمآن ماءً ولا ... ماء به من ظمأ ينقع وأنت منهم غير شك فما ... ترجع عن غي ولا تقلع محمد بن غياث الكاتب. له رسائل حسان وكان يألف أحمد بن الخصيب قبل وزارته فلما وزر أحمد أحسن إليه فامتدحه بشعر منه: هذا الوزير أبو العباس قد نجمت ... به المكارم واستعلت به الرتب سموه أحمد فالإسلام يحمده ... والدهر كاسم أبيه ممرع خصب فلا فضائل إلا منه أولها ... ولا مواهب إلا دون ما يهب وله في شجاع بن القاسم كاتب أو تامش لما قتل: فقد الخير حين ولى شجاع ... وأزيلت بفقده الأطماع قيل أودى بقتله العي والجه؟ ... ل مقال تمجه الأسماع ولخير عندي من العاقل المو ... رد ما ظن جاهل يفاع وله في جعفر بن محمود لما صرف عن وزارة المعتز: في غير أمن الله يا جعفر ... زلت فزال الخوف والمنكر بلغت أمراً لست أهلاً له ... باعك عما دونه يقصر كنت كثوب زانه طيه ... حيناً فأبدى عيبه المنشر ما ينفع المنظر من جاهل ... بأمره ليس له مخبر ومدح في هذه الأبيات عيسى بن فرخانشاه لأنه وزر بعد جعفر للمعتز.

محمد بن أبان الكاتب يكنى أبا جعفر من أهل دير قني. أديب حسن البلاغة كان يكتب لنصربن منصور بن بسام ثم اتهم بالزندقة فحبس في سجن بغداد ثم أطلق. وكان يكثر في شعره الافتخار بالعجم وله قصيدة يصف فيها سر من رأى. وهو القائل وقد روى لمحمد بن حازم والصحيح أنه لابن أبان روى ذلك محمد بن داود: إذا أنا لم أصبر على الذنب من أخ ... وكنت أجاريه فأين التفاضل إذا ما دهاني مفصل فقطعته ... بقيت ومالي للنهوض مفاصل ولكن أداويه فإن صح سرني ... وإن هو أعيا كان منه تحامل محمد بن أبي الحارث الكوفي. ذكر دعبل أن له أشعاراً كثيرة حساناً ملاحاً وكان لبعض إخوانه جارية مغنية فباعها وأخذ بثمنها برذونا فقال محمد: قينة كانت تغني ... مسخت برذون أدهم عجت بالساباط يوماً ... فإذا القينة تلجم محمد بن صالح بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن ابن علي ابن أبي طالب يكنى أبا عبد الله. حمله المتوكل من البادية بالحجاز في أطلق فأقام بسر من رأى ثم رجع إلى الحجاز. وكان راوية أديباً شاعراً. وهو القائل: رموني وإياها بشنعاءهم بها ... أحق أدال منهم فعجلا بأمر تركناه وحق محمد ... عياناً فأما عفة أو تجملا وله: ألم تر ما أم الحميد تنكرت ... لنا فأطاعت كل باغ وحاسد وأبدت لنا بعد الصافء عداوة ... بأهلي ونفسي من عدو محاسد وتوعدني أم الحميد بهجرها ... إلى الله أشكو خوف تلك المواعد وله: أما وأبي الدهر الذي جار إنني ... على ما بدا من مثله لصليب معي حسبي لم أرز منه رزية ... ولم تبد لي يوم الحفاظ عيوب محمد بن عبد الله بن حسن بن إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب. يقولك من قصيدة: ولقد توسط في الأرومة منزلي ... وسطاً فصار موازناً للكوكب ثكلتك أمك هل رأيت كمعشر ... في الحرب عند وقودها المتلهب نلنا المكارم ما بقين ومالها ... عنا إذا ذكر الندى من مذهب

ولقد نكبت فلا جزوع خاشع ... منها واى مهذب لم ينكب ولقد سررت فلا فخور حاسد ... باغ بها متباعد بالأقرب محمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن عبد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب. قال عمر بن شبة: له شعر. محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن الحسين بن عبد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب يكنى أبا إسماعيل. شاعر يكثر الافتخار بآبائه رضوان الله عليهم وكان في أيام المتوكل وبقي بعده دهراً. وهو القائل: إني كريم من أكارم سادة ... أكفهم تندى بجزل المواهب هم خير من يحفى وأفضل ناعل ... وذروة هضب العرف غالب هم المن والسلوى لدان بوده ... وكالسم في حلق العدو المجانب وله: بعثت إليها ناظري بتحية ... فأبدت لي الإعراض بالنظر الشزر فلما رأيت النفس أوفت على الردى ... فزعت إلى صبر فأسلمني صبري وله: وجدي ببدر كان أول قاحم ... يطير بحد السيف هام المقحم وأول من صلى ووحد ربه ... وأفضل زوار الحطيم وزمزم وصاحب يوم الدوح إذا قام أحمد ... فنادى برفع الصوت لا بتهمهم جعلتك مني يا علي بمنزل كهارون من موسى النجيب المكلم فصلى عليه الله ما ذر شارق ... وأوفت حجور البيت اركب محرم محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب أبو طالب الجعفري شارع مقل يسكن الكوفة. فلما جرى بين الطالبيين والعباسيين بالكوفة ماجرى وطلب الطالبيون قال أبو طالب: بني عمنا لا تذمرونا سفاهة ... فينهض في عصيانكم من تأخرا وإن ترفعوا عنا يد الظلم تجتنوا ... لطاعنكم منا نصيباً موفراً وإن تركبونا بالمذلة تبعثوا ... ليوثاً ترى ورد المنية أغدرا وله: قد ساسنا الأهل عسفاً ... وسامنا الدهر خسفاً وسار عدل أناس ... جوراً علينا وحيفا والله لولا انتظاري ... برءًا لدائي أشفى ورقبتي وعد وقت ... تكون بالنجح أوفى لسقت جيشاً إليهم ... ألفاً وألفاً وألفا حتى تدور عليهم ... رحى البلية عطفاً

محمد بن علي بن إبراهيم بن صالح بن علي بن العباس بن عبد المطلب أبو بكر الحماحمي. نزل حلب ولقب الحماحمي لأنه مر به إنسان يبيع الحماحم وصاح به يا حماحمي فلقب بذلك وهو متوكلي. يقول: كم موقف لي بباب الجسر أذكره ... بل لست أنسى أينس نفسه أحد نزهت عيني في حسن الوجوه به ... حتى أصاب بعيني عيني الحسد وله: أراك تقل في عيني وقلبي ... كأنك من بني الحسن بن سهل وله يهجو رجلاً: ما ذكرناك إلا كان متصلاً ... بفعل أمك إمصاص وأعضاض وله: أشكو هواك وأنت تعلم أنني ... من بعد ما كذبت قولي صادق يا من تجاهل وقد علمك الهوى ... أنباك سقمي أنني لك عاشق محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين أبو العباس. أديب شاعر عظيم الخطر في نفسه وعند سلطانه وكان أعرج وقدم من خراسان بعد موت إسحاق بن إبراهيم المصعبي وابنه في سنة تسع وثلاثين ومائتين فقلده المتوكل أعمال إسحاق في الشرطين ببغداد وسر من رأى فلم يزل عليها إلى أن توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين ومائتين فقلد أخوه عبيد الله مكانه. ومحمد هو القائل: وأعجب ما في الدمع عصيان وقته ... وطاعته إن مات من تتفقد إذا قلت أسعد لم يغثني وإن أقل ... له كف عني نم والقوم شهد وله في الأترج: جسم لحبي قميصه ذهب ... ركب فيه بديع تركيب فيه لمن سمه وأبصره ... لون محب وريح محبوب وله: وإذا همت الجفون بتغمي؟ ... ض فإني بذكرها ذو ولوع ولها إن خفقت طيف خيال ... يعتريني من دون كل ضجيع ولقد رمت كتم ذاك فنمت ... فاستعار الحشا علي دموعي وركب إلى الحسن بن وهب ببيت لبعض الأعراب يسأله أن يخبره والبيت: ليت الديار التي تبقى لتحزننا ... كانت تبين إذا ما أهلها بانوا فقال محمد: ينأون عنا ولا تنأى مودتهم ... فالقلب رهن لديهم حيثما كانوا

(محمد) بن خالد بن يزيد بن مزيد بن زائدة الشيباني القائد متوكلي. يقول: ألم ترني والسيف خدني ومالنا ... رضاع سوى در المنية بالثكل فإني وإياه شقيقان لم تزل ... لنا وقعة في غير عكل وفي عكل محمد بن أحمد بن سلم بن مدحور العبدي القائد متوكلي. يقول: والسيف والرمح دون الخلق قد شهدا ... أني شجاع وما داناني الأسد إذا شددت على قوم هزمتهمُ ... ببأس ذكرى فلا يبقى لهم مدد محمد بن بعيث بن حلبس الربعي من ولد هنب بن أفصى بن دعمى ابن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. خرج على المتوكل في أول أيامه بنواحي أذربيحان فأخذه وحبسه فهرب من الحبس وعاد إلى ما كان عليه وجمع جمعاً وقال: كم قد قضيت أموراً كان أهملها ... غيري وقد أخذ الإفلاس بالكظم لا تعذلني فيما ليس ينفعني ... إليك عني جرى المقدار بالقلم سأتلف المال في عسر وفي يسر ... إن الجواد الذي يعطي على العدم فأنفذ إليه المتوكل بغا الشرابي ففض جمعه وأخذه وجاء به المتوكل ففرش له نطعاً وجاء السيافون فلوحوا فقال له المتوكل: يا محمد ما دعاك إلى ما صنعت؟ قال: الشقو يا أمير المؤمنين وأنت الحبل الممدود بين الله تعالى والناس وإن لي بك لظنين اسبقهما إلى قلبي أولاهما بك وهو الغفو ثم قال: أبى اليأس إلا أنك اليوم قاتلي ... إمام الهدى والصفح أولى وأجمل تضاءل ذنبي عند عفوك قلة ... فمن بعفو منك فالعفو أفضل فإنك خير السابقين إلى العلى ... وإنك بي خير الفعالين تفعل فعفا عنه وحبسه فمات في حبسه. محمد بن أبي حليم المخزومي مولى لهم يكنى أبا الحسن. وهو من أهل مكة نزل بغداد واتصل بمحمد بن إسحاق بن إبراهيم المصعبي وكتب إليه عند شربه الدواء: تنوق في هدية كل قوم ... إليك غداة شربك للدواء فلما أن هممت به مدلاً ... لموضع حرمتي بك والإخاء رأيت كثير ما يهدى قليلاً ... لعبدك فاقتصرت على الدعاء وله: تتمناه كل عين على البعد ... ويشقى بقربه من يراه

أهيف لو يقال للحسن يا حسن ... تخير مستوطناً ما عداه فإذا ما بدا لعينك قلت البدر ... يجلو دجى البلاد سناه محمد بن إدريس بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة يكنى أبا جعفر بارد الشعر ضعيف القول. أنشدني له علي بن هارون عن عمه يحيى بن علي قصيدة طويلة مدح فيها المتوكل لم أجد فيها بيتاً واحداً مما يليق أن يدون. محمد بن أحمد بن أبي مرة أبو عمارة المكي يلقب بشمروخ متوكلي أكثر شعره في الغزل وهو القائل: هذا كتاب فتى طالت بليته ... يقول يا مشتكى مني وأحزاني هل تعلمين وراء الحب منزلة ... تدني إليك فإن الحب أقصاني وله: جسمي معي غير أن الروح عندكم ... فالجسم في غربة والروح في وطن فليعجب الناس مني ن لي بدناً ... لا روح فيه ولي روح بلا بدن وله: يا من بدائع حسن صورته ... تثني إليك أعنة الحدق لي مثل ما للناس كلهم ... نظر وتسليم على الطرق لكنهم سعدوا بأمنهمُ ... وشقيت حين أراك بالفرق سلموا من البلوى ولي كبد ... حرى ودمعة هائم ملق ماني الموسوس اسمه محمد بن القاسم يكنى أبا الحسن من أهل مصر نزل بغداد. وله مقطعات تستملح وهو متوكلي. يقول: ومترف عقد النعيم لسانه ... فكلامه وحي وإيماء وكأنما نهكت قوى أجفانه ... بالراح أو شيبت بإغفاء لو صافح الماء القراح بكفه ... لجرت أنامله كجري الماء يرنو إلى نعم بنية مسعف ... ولسانه رنق على لألاء وله: دعا طرفه طرفي فأقبل مسرعاً ... وأثر في خديه فاقتص من قلبي شكوت إليه ما لقيت من الهوى ... فقال على رسل فمت فما ذنبي محمد بن يحيى الأسدي متوكلي يقول: ليت الكرى عاود العينين بائنة ... لعل طيفاً لها في النوم يلقاني أوليت إن نسيم الريح يبلغها ... عني مضاعف أسقامي وأحزاني

له: وآمن لصروف الدهر قلت له ... وأجهل الناس بالأيام آمنها لا تغفلن ورحى الأيام دائرة ... فكم ترى غافلاً دقت طواحنها بارق الكريزي المكي وسامه محمد بن عبد الجبار ويكنى أبا بكر شاعر مكة في أيام المتوكل وكان يتعصب على أبي تمام الطائي. كبة الكاتب واسمه محمد بن هارون بن مخلد وهو أخو ميمون بن هارون الراوية متوكلي. يقول في رواية أبي هفان وقد يروى الطائي. كبة الكاتب واسمه محمد بن هارون بن مخلد وهو أخو ميمون بن هارون الراوية متوكلي. يقول في رواية أبي هفان وقد يروى لغيره: كأني بإخواني على حافتي قبري ... يهيلونها فوقي وأعينهم تجري عفا الله عني يوم أصبح ثاوياً ... أزار فلا أدري وأخفى فلا أدري وكتب إلى بعض إخوانه وقد حبس: يعز علينا أن نزورك في الحبس ... ولو نستطع نفديك بالمال والنفس فقد نابك الأسر الطويل وعطلت ... مجالس كانت منك تأوي إلى أنس لئن سترتك الجدر عنا لربما ... رأينا جلابيب السحاب على الشمس محمد بن أبي الوليد الكلابي واسم أبي الوليد يزيد. كان حجة في اللغة احتج به الفراء وابن الأعرابي في شواهدهما وكان شاعر أوانه محمد يقول في المتوكل من قصيدة أولها: أودى الشباب فلا عين ولا أثر وارتد باليأس عن أهوائه النظر وطالما كانت اللذات حاجته ... والمصبيات التي حجابها الستر كل مضى فانقضى ألا تذكره ... كما تحمل أهل الدار فانشمروا إن الأمانة فضل الله مكنه ... في الأرض يأمر بالتقوى ويأتمر هم أناس أبوهم كلما نسبوا ... عم النبي الذي استسقى به المطر وجعفر لقريش كلها غرر ... ومأمنا وأمينا تلكم الغرر هو الخليفة لم يذهب به كبر ... كل الذهاب ولم يقعد به صغر محمد بن عروس الكاتب الشيرازي. كتب إلى عبد الله بن محمد بن يزداد يعاتبه من أبيات رواها أبو طالب الكاتب: أتجفو وتستخفي وأنت أديب ... قضاء لعمري فاعلمن عجيب وليس عجيباً في زمان عجائب ... تناصف أهل الود فيه غريب

أمستجهل عوفيت أم متجاهل ... كلاذين من ثوب لبست سليب وصلنا على ما قد علمت وإننا ... نقاسي خطوباً قبلهن خطوب فأمهلت لم ترسل رسولاً مسلماً ... ليعرف حالاً والمحل قريب وحولك خلق من عبيد وغيرهم ... وكل ملب إن دعوت مجيب فأعتب ولا تستعتبن ذا أخوة ... فليس بمعذور بذاك لبيب فأجابه ابن يزداد: إذا ما ابن يزداد انطوى عنك وده ... أضبت عليه بالعزاء جيوب أعيرتني ذنباً وأذنبت مثله ... قضاء لعمري فاعلمن عجيب على أنني أستغفر الله تائباً ... وأنت مصر لا أراك تتوب وإن امرأً يعطيك مجهود وده ... ويعتب من تقصيره لمصيب فلا يبعدنك الله واحد عصره ... فإنك في هذا الزمان غريب محمد بن محمد بن عروس أبو علي الكاتب. كتب إلى أبي أحمد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر يعاتبه: أيهاذا المتجني ... فيم إطراقك عني كلما زدتك عتبي ... زدتين خيفة ظن صرت أحتال لك العت؟ ... بى وإن ألزمتني سوء التظمي ولمحمد: ولقد تأملت الحيا ... ة بعيد فقدان التصابي فإذا المصيبة بالحياة ... هي المصيبة بالشباب محمد بن أحمد بن واصل المروذي أبو بكر. يقول في المعلى بن أيوب من قصيدة: بحر شكري لك غمر ... لم تكدره الدلاء فبما شمت فرعني ... أنت للهم جلاء أنت لليل إذا جل ... لني ليلي ضياء قمر بدر ونور ... وتمام وامتلاء وإذا لاح نهار ... أنت شمسي والبهاء يا معلى يا بن أيو ... ب فما هذا الجفاء أبسوء الغيب يرعى ... إفك وافتراء وله فيه: دموع درر تجري ... على الخدين والنحر لما ضيعت من عمري ... وما أسلفت من دهري فلا والله لا أغشاك ... ما عشت إلى الحشر ولا والله لا ألقا ... ك أو ألحد في قبري محمد بن الدورقي مولى خزاعة. أعتق أباه عبد الله بن مالك. ووفد محمد إلى يحيى بن عبد الله وهو والي أصبهان فلم يحسن إليه وكان هناك رجل من ولد هرثمة فوهب له مالاً فقال: تنقلت كي أطلب المرحمة ... وارفع عن نفسي المغرمة

وقد كنتُ مولى بني مالكٍ ... فأصبحتُ مولى بني هرثمة ثم هجا يحيى فقال: قد رأيناك والياً ... فرأينا ابن زانية لك انف مطاول ... مثل زرنوق داليه وله يرثي هاشم ين عبد الله بن مالك: مضى من هاشم مالا يعودُ ... وولى والزمانُ به حميدُ قد أخلقت المعالي المال منه ... ولكن عنده كرم جديد محمد بن نوفل التيمي العامري الكوفي من ولد الحارث بن تيم. له قصيدة طويلة يطعن فيها على يحيى بن عمر العلوي عند ظهوره بالكوفة أولها: عجبتُ ليحيى الطالبيّ وحينه ... وتغريره بالنفس عند فسا العمر يقول فيها: تمنى بنو بيض الرماد سفاهةً ... أماني كانت منهم منوضعَ النشر إزالة ملك قدر اللهُ أنه ... على ولدِ العباس وقف يد الدهر ووالله لا تنف بالرغم منكمُ ... حكومتهم فينا تجوز إلى الحشر رضينا بملك المستعين وهديه ... على رغم آناف الروافض والصعر محمد بن أحمد بن رشيد مولى المهدي أمير المؤمنين. يقول المقطعات المضمنات في الغزل فمن ذلك: مريضة كر الطوف مجدولة الحشا ... بعيدة مهوى القرط يشبهها البدر لها نظر يسبي القلوب بحسنه ... هو السحر في الأوهام أو دونه السحر أقول إذا ما اشتدّ شوقيَ والتظى ... بقلبي من هجران قاتلتي جمر عسى فرج يأتي به اللهُ إنه ... له كل يوم في خليقته أمر ومنها: قريح الجفن مستبق الدموع ... طويل الليل ممتنع الهجوع أليف صبابةٍ وقرين شوق ... حليف السقم والداء الوجيع أقول وقد أبان الهمّ صبري ... وأظهر باطناً تحت الضلوع أنستُ بذكركم عند انفرادي ... كما أنس الوحيدُ إلى الجميع أبو الأشعث المروزي محمد بن الأشعث. كان منقطعاً إلى آل طاهر. وهو القائل يمدح محمد بن إسحاق بن إبراهيم المصعبي من قصيدة أولها: نوم العذال عن سهره ... وغنوا بالنفع عن ضرره ورمى الهجران مقلته ... بسهام الحب عن وتره فحشاه يلتظي لهبا ... ليس يطفي لفح مستعره تيمته مقلتا رشأ ... حل عقد النحر في نظره

لو رآه عاذلي سفها ... فر من عذل إلى عذره وحياة ابن الأمير وما ... عظم الرحمنُ من خطره شيد المجد الأمين له ... وهو يبنيه على أثره لست أخشى الريب من زمن ... أبداً ما مد من عمره لأديمن الرحال له ... ما دعا طير على شجره وله يرثي أخاه: مات من قد كنت آمله ... ومضى من كنت أدخر ما أبالي بعد مصرعه ... أي نفس خانها العمر ما لعيني منجداً أبداً ... دون أن تلقى العمى عذر أو ذوت من بعد نضرتها ... ومحاها الترب والمدر أم تحاماه بهيبته ... أن يرى منه به أثر محمد بن المغيرة العتكي. يقول في مرثية كلب رواها أبو هفان: أقفرت منك يا كليب الديار ... وبكى فقدك العيون الحوار أبو العنبس محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أبي العنبس أحد الأدباء الملحاء. كان خبيث اللسان هاجى أكثر شعراء زمانه وله كتب ملاح. ونادم المتوكل وله مع البحتري خبر مشهور. وهو القائل يهجو إبراهيم بن المدبر: اسل الذي عطف الموا ... كب بالأعنة نحو بابك وأذل موقفي العزي ... ز على وقوفي في رحابك وأراك نفسك مالكاً ... ما لم يكن لك في حسابك ألا يطيل تجرعي ... غصص المنية من حجابك وله في مدح الحسن بن مخلد: زارني بدر على غصن ... قابلاً وصلي يقبلني خلته لما أتى حلماً ... وهو روحي رد في بدني إن لي عن مثله شغلاً ... بمقال الشعر في الحسن وأبيه مخلد فبه ... قد لبسنا أسبع المنن محمد بن أبي ثمامة العبدي. شاعر وابنه أبو يزيد شاعر. ومحمد هو القائل في رجل من العجم هاجاه: هات لساناً فاهجنا ... غير لسان العرب فاخر فإن الفخر لا ... يصلح إلى لي وبي

يا عجباً من نابه ... في نسب مؤتشب كأنما فاخري ... بمثل جدي وأبي وأبو يزيد هو القائل. وقد روى لأبيه محمد رحمهما الله تعالى: ابن عم إني أهوى خليلاً ... سوا على دنو أو بعاد جحدت إذاً موالاتي عليا ... وقلت فإنني مولى زياد محمد بن إسحاق الطرسوسي متوكلي ماجن خبيث يكثر القول في مدح شوال وذم رمضان فمن ذلك: نهار الصيام حلول الشقاء ... وليل التراويح ليل البلاء تمارض تحل لك الطيبات ... وبعض التمارض كل الشفاء وإن كان لا بد من صومه ... فأكثر الطعام بعيد العشاء وإنكنت لا تستحل المدام ... فغادي الصيام بخبز وماء ولا بأس بالشرب نصف النهار ... إذا كنت في ثفةٍ بالخفاء يظن في الصوم أهل السفاه ... ومن دون صومي بلوغ السهاء أبو نعامة محمد ويقال أحمد بن الدقيقي الكوفي وكنيته أبو جعفر. وكان خبيث اللسان استفرغ شعره في هجاء أهل العسكر يرميهم بالأبنة، وله القصيدة التي سماها السنية مزدوجة ذكر فيها جميع رؤساء الدولة في أيام المتوكل من أهل سر من رأى وبغداد بالرفض فضربه مفلح غلام موسى بن بغا بالسياط حتى مات في سنة ستين ومائتين. وهو القائل: إذا وضع الراعي إلى الأرض صدره ... يحق على المعزى بأن تتبددا وله في ابي عبد الله بن حمدون: بسرج ابن حمدون والميثرة ... تبقع باب استه المقدره فقدامه رجل صائم ... ومن خلفه امرأة مفطرة فقد خلطا عملاً صالحاً ... رسيا فنرجو له المغفرة وله في بشرى بن هارون النصراني: وكاتب من أهل الإنجيل ... صاحب تبريق وتهويل ليس له عيب سوى أنه ... ينشر طومار السراويل دندن الكاتب واسمه محمد بن علي أبو علي. يكثر هجاء الكتاب قال في محمد

بن عبد الملك الزيات لما أوقع به المتوكل: أمل تر أن الله أيد دينه وأوقع بالزيات لما تجبرا وكم قائل والدمع يسبق قوله ... به لا بظبي بالصريمة أعفرا عليك سلام لم توفره نية ... كذلك شيء قد تولى فأدبرا وله في عبيد الله بن يحيى: رأيت عبيد الله قام بدولة ... فأ نشرت الموتى وسرت وبدرتْ وجاء كيوم البعث من عند ربه ... وكانت قبوراً هامدات فنشرتُ قمنهم علي بن الحسين وجعفر ... ويحيى بن يعقوب فوارس كرت وإن ابن يزداد لأحول حول ... ولكنه يقرا إذا الشمس كورتْ فقل لعبيد الله أحييت دولتي ... مكاسير زمني عطلت فتحيرتْ وأنت إذا ميزت أبلد منهم ... فصوتكم حي المنازل أقفرتْ محمد بن مكرم الكاتب. له مع أبي العيناء وأبي علي البصير أخبار مشهورة. وهو القائل لأحمد بن إسرائيل عند تقلده وزارة المعتز يشكو لصوصاً دخلوا عليه وأخذوا ماله: يا أبا جعفر اسمع ... قول محروب حريب عجب الناس وفي جو ... رزمان لعجيب من لصوص تركوني ... بين أهلي كالغريب تركوني بعد خصب ال؟ ... حال في عيش جديب فأغث لهفاً أيا ذا ... الجود والباع الرحيب بجميل النظر المج؟ ... دي على كل أديب فلم يحظ منه بطائل فقال يهجوه: قل لابن إسرائيل يا أحمد ... عمرك في العالم ما ينفد إن زماناص أنت مستوزر ... فيه زمان عسر أنكد يا لبد الدهر ويا جوجه ... أنت كنوح عمره سرمد يذمك الناس جميعاً فما ... يلقاك منهم أحد يحمد طرف الذي استكفاك أمر الورى ... بعد اختبار عامر أرمد فلما قتل أحمد قال ابن مكرم يرثيه عين بكى على ابن إسرائيل ... لا تملي من البكا والعويل واجزعي وارفضي التبصر عنه ... إنه في الزمان غير جميل فجع الملك بالجليل أبي جع ... فر المرتجى لكل جليل بأبي أنت بل بنفسي أفدي ... ك سليباً مجرراص من قتيل لعن الله صالح بن وصيف ... في صباح مجدداً وأصيل

خالف الفعل ما تسمى به الجب ... ث فمال الإسلام كل مميل محمد بن إبراهيم الجرجاني. يقول لما افتصد الحسن بن زيد العلوي صاحب طبرستان فوجه إليه بهدايا وكتب إليه: قد رأينا البهار يضحك للور ... د فعفنا سوانح الأيام ورأينا مجالساً عطرات ... هيئت عندنا لفصد الإمام إنما غيب الطبيب شبا المب؟ ... ضع عندي في مهجة الإسلام سرت الأرض حين صب عليها ... دم خير الورى وأعلى الأنام محمد بن الفضل الكاتب المعروف بالبعوة. كان يعاشر أبا هفان ومحمد بن مكرم واليعقوبي وأبا علي البصير وأبا العيناء وهؤلاء شياطين العسكر في الظرف والمجون وكان البعوة من أمجنهم وأخبثهم. فأقام عنده البصير وأبو العيناء أياماً فلما انصرفا قال: أنا في أطيب عيش ... مذ فقدت الأعميين كنت لا آكل حتى ... خرجا إلا بدين فأنا اليوم كأني عالم الفلوجبين وله في سديف غلام ابن مكرم: أحبك ما حييت وما حييتا ... برغمك إن كرهت وإن هويتا وأصبر إن جفوت ولا أبالي ... غضبت من المحبة أو رضيتا وأسعى في الذي تهواه جهدي ... فلن لي مت قبلك كيف شيتا محمد بن يزيد الخزرجي الشاعر الأعور. لقيه علي بن مهدي الكسروي وأخذ عنه. وهو القائل يذكر حجاماً: يا ابن من يكتب في الأع؟ ... ناق من غير دواة لم يكن فيها كلام ... غير خط الألفات محمد بن يزيد البشري الأموي أبو جعفر من ولد بشر بن مروان بن الحكم جزري من أهل ميافارقين. قدم سر من رأى فأقام بها دهراً واتصل بعيسى بن فرخانشاه وله في المتوكل مراث. وهو القائل لعيسى: أترضى لي أن أرضى ... بتقصيرك في بري وقد أخلقت من ود ... ك ما أخلقت من عمري لعل الله أن يصن ... ع لي من يحث لا تدري فألقاك بلا شكر ... وتلقاني بلا عذر وله يعاتبه في حاجبه: يا أبا موسى وأنت فتى ... ماجد محض صرائبه كن على منهاج معرفته ... إن وجه المرء حاجبه فبه تبدو محاسنه وبه ... تبدو معائبه وأرى بالباب معترضاً ... سفلة يزور جانبه ليس كشحاناً فأشتهر ... إنما الكشحان صاحبه

اليعقوبي محمد بن عبد الله بن يعقوب بن داود بن طهمان مولى بني سليم يكنى أبا عبد الله وجده يعقوب بن داود وزير المهدي. كان اليعقوبي صديق سعيد بن حميد فوصله بالحسن بن مخلد. وهو خليع ماجن وكان يصف نفسه با لتطفيل والجوع والفقر والابنة وهو القائل: وزع المشيب شراستي وعرامي ... ومرى الجفون بمسبل سجام صبغت ما صبغ الزمان فلم يدم ... صبغي ودامت صبغة الأيام وله: متى بقيت نعمة لذي نعمة لم تزل ... هل بقيت حالة على أحد لم تحل ألا انا لأيدي الردى وأيدي المنايا نفل وله: أمن بعدما أفنيت سبعين حجةً ... ولم تؤنسوا رشدي أنهنه بالزجر ومن لم تزعه الحادثات بصرفها ... فلا ترج منه رشدة آخر الدهر وله: إلى كم لا تتوب من الخطايا ... وقدماً جاك بالموت المشيب المنتصر بالله محمد بن جعفر المتوكل بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد يكنى أبا جعفر. مات سنة ثمان وأربعين ومائتين. يقول: متى ترفع الأيام من قد وضعته ... وينقاد لي دهر علي جموح أعلل نفسي بالرجاء وإنني ... لأغدو على ما ساءني وأروح وله: الذل يأباه الفتى الحر ... ما لكريم معه صبر لم يعلم الناس الذي نالني ... فليس لي عندهم عذر كان إلى الأمر في ظاهر ... وليس لي في باطن أمر المعتز بالله محمد بن جعفر المتوكل ويقال اسمه الزبير ويكنى أبا عبد الله. قتل سنة خمس وخمسين ومائتين. يقول لما بويع بالخلاقة: تفردني الرحمن بالعز والتقى ... فأصبحت فوق العالمين أميرا وله في يونس بن بغا: شوال شهر السرور والشكر ... والصوم شهر العناق والنظر قد كنت للشرب عاشقاً سحراً ... فاليوم تأويلتي من السحر من كان فيما يحب معتذراً ... فلست في يونس بمعتذر

المهتدي بالله أبو عبد الله محمد بن هارون الواثق بن محمد المعتصم. قتل في سنة ست وخمسين ومائتين. وهو القائل: الله في كل الأمور حسبي ... يعلم إعلاني وما في قلبي وله: أما والذي أعلى السماء بقدره ... ومازال قدماً فوق عرش قد استوى لئن تم لي التدبير فيما أريده ... لتفتقدون الترك طراً فلا ترى أبو الفتح محمد بن الفتح بن خاقان صاحب المتوكل. فتى أديب يقول: وغريرة شغل الكمال بصنعها ... عيش الهوى ومنية العشاق شغلت بتنفيض الدموع شمالها ... ويمينها مشغولة بعناق الربهمي اليمامي أبو علي محمد بن جعفر بن نمير بن عبد العزيز بن ربهم الحنفي ثم العامري من بني الأسلع. راوية أديب بلغ سناً عالية وبقي إلى آخر أيام المعتمد ومدح أوتامش لما قام ببيعة المستعين ثم هجا المستعين عند انحداره إلى بغداد وحجبه علي بن يحيى، كتب إليه: لا يشبه الحر الكريم نجاره ... ذا اللب غير بشاشة الحجاب وبباب دارك من إذا ما جئته ... جعل التبرم والعبوس جوابي أوصيته بالإذن لي فكأنما ... أوصيته متعمداً بحجابي ثم حجبه غلام علي بن يحيى بعد ذلك فكتب إليه: صار العتاب يزيدني بعدا ... ويزيد من عاتبته صدا وإذا شكوت إليه حاجبه ... أغراه ذاك فزادني ردا أبو عمرو العمراواني الراوية واسمه محمد بن أحمد بن سلمان. هو القائل لعبيد الله بن يحيى بن خاقان في رواية محمد بن داود بن الجراح وغيره يرويهما للزبير بن بكار: ما أنت بالسبب الضعيف وإنما ... نجح الأمور بقوة الأسباب فاليوم حاجتنا إليك وإنما ... يدعى الطبيب لساعة الأوصاب محمد بن عمرو بن سعيد الحربي أبو جعفر بغدادي ضعيف الشعر. كان يهاجي التمار والمسلمي وغيرهما. وهو القائل في جرادة الكاتب وقد يرويان لأبي الصقر اسمعيل بن بلبل والصحيح أنهما للحربي: أتيتك مشتاقاً وجئت مسلماً ... عليك وإني باحتجابك عالم فأخبرني البواب أنك نائم ... وأنت إذا استيقظت أيضاً لنائم

محمد بن ابي عمران من أهل أصبهان. يقول: سأترك هذا الباب ما دام إذنه ... على ما أرى حتى يلين قليلاً إذا لم أجد يوماً إلى الإذن سلما ... وجدت إلى ترك المزار سبيلا أبو العيناء محمد بن القاسم بن خلاد اليمامي مولى بني هاشم يكنى أبا عبد الله وأبو العيناء لقب له وكان ضريراً ذا لسان وعارضة ورواية واسعة. وله مع المتوكل أخبار وتوفي بالبصرة سنة اثنتين وثمانين ومائتين بعد سن عالية وهو قليل الشعر جداً، من ذلك ما رواه الصولي له عن المبرد: لعمري لئن كانت نواكم تباعدت ... لما قربيناً منكم الدار أطول فإن تنأبي الدار منكم لمبلغ ... إلينا وإن كان التبصر أجمل مثقال الواسطي اسمه محمد بن داود فيما رواه لمثقال من أشعار ابن الرومي التي ليست في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها غير ابن الرومي. وكان مثقال يهاجي ابن الخبازة الضرير المعبر فمما يروى من صحيح قول مثقال: يا ابن التي لم تزل تجاري ... في الغي شيطانها اللعينا حتى إذا يومها أتاها ... أوصت بنيها خذوا بنينا بأن إذا مت فاجعلوني ... ذريرة للمخيبينا أبو منصور الباخرزي اسمه محمد بن إبراهيم من أهل خراسان. نزل بغداد وكان يتشيع وعمي في آخر عمره وكان يهاجي مثقالاً الواسطي. والباخرزي هو القائل: صبت عليّ مصائب لو أنها ... صبتْ على الأيام صرن لياليا وله: إن دهر السرور أقصر من يو ... م ويوم الفراق دهر طويل وله: في بيت مثقال يكو ... ن ذوو الزناء وذو اللواط يعلونه وعجوزه؟ ... ويرى بذاك أخا اغتباط محمد بن منظور القرشي من قزوين. يقول في آل عبد العزيز المذحجيين وكانوا ينزلون الري وقزوين: بنو عبد العزيز إذ1 أرادوا ... سماحاً لم تلق بهم سماح لهم عن كل مكرمة حجاب ... فقد تركوا المكارم واستراحوا

فقتله موسى بن عبد العزيز. محمد بن الحسن الحرون أبو عبد الله عمي له أبو العباس المبرد بيتاً فاستخرجه وكتب إليه: قل لمن رأيه عفاف ودين ... وسماح ونجدة وحياء والذي ساد في العلوم فما يب؟ ... لغه ذو الكساء والفراء قد أتان البيت المترجم بالطي ... ر وفيه النسور والعنقاء فحلونا به وقد دارت الأص؟ ... وات في مجلس وطاب الطلاء فظفرنا به ووفقنا الل؟ ... ؟ هـ الذي باسمه تقوم السماء وهو بيت لشاعر من بني مخ؟ ... زوم أضنت فؤاده أسماء حبذا أنت يا بغوم وأسما ... ء وعيش يضمنا وخلاء محمد بن أبي الوصي الكاتب البغدادي مولى العباسة بنت المهدي يقول: تكلم ليس يرجعك الكلام ... ولا يمحو محاسنك السلام أبا بشر وإن أصبحت عبداً ... وليس كلام مملوك حرام محمد بن علي الجواليقي الكوفي. يتشيع قال يرثي الحسين بن علي: أمن رسوم المنازل الدرس ... وسجع ورق سجعوا في الغلس هتكت سجف العزاء عن طرب ... مثاقل معتادة إلى أنس وفهيا يقول: إبك حسنياً ليوم مصرعه ... باللطف بين الكتائب الخرس تعدو عليه بسيف والده ... أيد طوال لمعشر نكس تالله ما إن رأيت مثلهمُ ... في يوم ضنك قماطر عبس أحر صبراً على البلاء وقد ... ضيقت الحرب مجرع النفس أضحى بنات النبي إذ قتلوا ... في مأتم والسباع في عرس محمد بن أبي بدر السلمي. نزل الجبل، يقول في زهير بن هلال من قصيدة مخمسة أولها: الحمد لله على السراء والحمد لله على الضراء رزاق أهل الأرض والسماء ما أحسن البر على البلاء ... والشكر لله على الرخاء ثم الباء خمسة أبيات إلى آخر الحروف. محمد بن يزيد بن عبد الأكبر أبو العباس الأزدي النحوي المعروف بالمبرد. ذكر أنه دخل إلى المتوكل فقال له: يا بصري رأيت أحسن وجهاً مني. قال فقلت لا ولا أسمح راحة ثم تجاسرت فقلت:

جهرت بحلفةٍ لا أتقيها ... لشك في اليمين ولا ارتياب بأنك أحسن الخلفاء وجهاً ... وأسمح راحتين ولا أحابي وأن مطيعك الأعلى جدوداً ... ومن عاصاك يهوى في تباب فقال لي: أحسنت وأجملت في حسن طبعك وبديهتك. توفي المبرد في سنة خمس وثمانين ومائتين. وله في العلاء بن صاعد: للعلاء بن صاعد في وصف وثناء مجاوز المقدار باذل مدحه ضنين بما يم؟ ... لك من درهم ومن دينار زرته مكرهاً وما كنت من قب؟ ... ل لمل العلاء بالزوار فحصلنا على ثناء ومدح ... وركوب بالليل في طيار وله: ولو رفع الله عنا البلا ... ء لم ندر ماخطر العافيه محمد بن الجهم بن هارون السمري صاحب الفراء. روى كتابه في معاني القرآن وهو أحد الثقات من رواة المسند. وهو القائل يمدح الفراء ويصف مذهبه في النحو: أكثر النحو يزعم الفراء ... من وجوه تأويلهن الجزاء وهي أبيات يقول فيها: نحوه أحسن النحو فما فت؟ ... هـ معيب ولا به إزراء ليس من صنعة الضعائف لكن ... فيه فقه وحمة وضياء وبيان تصغي القلوب إليه ... تجتبيه الملوك والحكماء حجة توضح الصواب وما قا ... ل سواه فباطل وخطاء ليس من زاد والصواب وما قا ... ل سواه فباطل وخطاء ليس من زاد والصواب كمن قا ... ل بجهل والجهل داء عياء وكأني أراه يملي علينا ... وله واجب علينا الدعاء كيف نومي على الفراش ولما ... تشمل ال؟ غارة شعراء تذهل الشيخ عن بينه وتبدي ... عن خدام العقيلة العذراء محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن سعيد بن سلم بن قتيبة بن مسلم أبو أمامة الباهلي البصري وأمه سعدى بنت عمرو بن سعيد بن سلم بن قتيبة وأهله مشهورون بالبصرة لهم بها رياسة، وهو شاعر مقل كان أزرق العين وكان يعاشر أبا شارعة العبسي وله معه أخبار. وله يقول أبو أمامة: فكبدي لإخواني معد ومنزلي ... لهم مألف متا وحد الله مسلم أرى ذاك حتماً ما حييت وإنه على مسعر حتى الممات محرم

مسعر اسم كان أبو شارعة يسمى به. فلا تطمعن في الكأس نفسك إنما ... نصيبك منها النصب لو كنت تعلم وعول على الاخوان وابتغ عفرهم ... بما كان واسترحم لعلك ترحم لأبي شراعة جواب عنها. ولأبي أمامة: وقالت وحق الله لو أن نفسه ... على الكف من وجد علي تسيل لأرفده شلت يدي إن رفدته ... بشيء وقد خيرت حيث يميل محمد بن دكين المتكلم. له مع أبي هفان أخبار ورثى المعتز لما قتل وله أشعار يحض فيها على القول بالكعدل والتوحيد. وهو القائل: أيها القادم ما أعددت من ... حجة عند الذي يسألكا لك ما قدمته من صالح ... والذي خلفته ليس لكا وله من قصيدة: من يغن بالله يجد روح الغنى ... والله يوقي من ما يشاء ما يشا وخير ما يدخر المرء التقى ... وخير أثواب الفتى ثوب الحجا ما أقبح الصبوة من بعد النهى ... إن المشيب قد طوى ثوب الفتا فبادر الموت ودع عنك الهوى ... فإنه عما قليل قد أتى قد قيل فيما قد مضى قول جرى ... عند الصباح يحمد القوم السرى وتلفظ العين علالات الكرى ... أين ذوو المال وأرباب القرى من عمر الدنيا ومن شاد البنا ... أضحوا جميعاً تحت أطباق الثرى لا أثر منهم ولا عين ترى ... إن أخا اللب تناهى وانتهى ليسا سواء من أطاع واتقى ... ومن على الله بجهل افترى سبحان من لا يترك الخلق سدى محمد بن أبي عون البلخي. مات سنة ثمان وسبعين ومائتين. يقول لما انهزم الصفار عند قصده العراق من قصيدة ذكر فيها أمر هذه الوقعة: لله ما يومنا يوم الشعانين ... فض الإله به جيش الملاعين وطار بالناكث الصفار منشمر ... طاوي الضمير خفيف كالسراحين لولا الفرا للاقته منيته ... بكف أروع ميمون لميمون ذاك الموفق سقاهم منيتهم ... وألصق الجدع منهم بالعرانين فالحمد لله شكراً لا كفاء له ... لقد حباه بإعزاز وتمكين

محمد بن عيسى البطائن التميمي. يتشيع له قصيدة مخمسة طويلة يمدح فيها أهل البيت عليهم السلام أولها: لمن منزل أقوت معالم رسمه ... فصار كدرس الخط في متن عنوان محمد بن علي الشطرنجي. كان في ناحية ابن المدبر فعتب عليه فقال يهجوه لانتمائه إلى ضبة: قد أحدث القوم دنيا ... وجدد القوم نسبه وكان أمراً ضعيفاً ... فضببوه بضبه محمد بن علي بن عثمان الماسح أحد الكتاب. لما قلد عبيد الله بن سليمان عند تقلده الوزارة إبراهيم بن المدبر ديوان الضياع ببغداد وذكل في سنة ثمان وتسعين ومائتين فنقص إبراهيم كتاب الدواوين من أرزاقهم وتوفي إبراهيم في عقب ذلك فقال محمد الماسح: إن قولي مقال ذي إشفاق ... منذر من لقاء يوم التلاقي من يرى نقص كاتب من عطاء ... ذاب ما ذاقه أبو إسحاق منعوه الحياة إذ منع الرز ... ق كذا كل مانع الأرزاق محمد بن غالب الأصبهاني الكاتب يكنى أبا عبد الله. رسائلي بليغ اتصل بعبيد الله بن سليمان وتقرب إلى ابنه سليمان بالنصب وله في ذلك أشعار وهو القائل: ثمر المعروف شكر ... ويد الأنعام ذخر وبقاء الذكر في الأح؟ ... ياء للأموات عمر وله في عبيد الله بن يحيى: أبا حسن شكر الإله هو الذخر ... إذا أنفذ المال الحوادث والدهر فسل بأمور الدهر مني ابن حنكة ... تعاقبه من دهره الحلو والمر رعانا شريحيه لياناً وشدة ... فلم يطغه يسر ولم يوهه عسر تفردت في قسم المعالي بأسهم ... بها بليان عند المفاخرة الفخر الخليغ الأصغر الرقي اسمه محمد بن أمد من ولد عبيد الله بن قيس الرقيات. مات بعد سنة ثمانين ومائتين أو فيها. وهو القائل وقطعت الأعراب عليه الطريق بنواحي حران فدخل على ابن الأغر السلمي بالدهناء فأنشده ارتجالاً: أنا شاكر أنا ذاكر أنا ناشر ... أنا جائع أنا راجل أنا عاري هي ستة وأنا الضمين لنصفها ... فكن الضمين لنصفها بعيار أحمل وأطعم واكس ثم لك الوفا ... عند اختيار محاسن الأخبار فالعار في مدحي لغيرك فاكفني ... بالجود منك تعرضي للعار وله: أبا الفضل عنا من مناقب هاشم ... وما شاده في السالف المتقادم أرى ألف بأن لا يقوم لهادم ... بكف بنان خلفه ألف هادم محمد بن أحمد المعروف بابن الحاجب. كان صديقاً لابن الرومي فسأله

ابن الحاجب زيارته مع إخوانه في يوم ذكره لهم فصاروا إليه فلم يجدوه فقال ابن الرومي يعاتبه فيه أولها: نجاك يا ابن الحاجب الحاجب ... وليس ينجو مني الهارب فلما مات ابن الرومي أظهر ابن الحاجب قصيدة ذكر أنه أجاب بها ابن الرومي أوليها: يا صاحباً أعضل في كيده ... كفيت خيراً أيها الصاحب فهمت أبياتك تلك التي ... أثقبت فيها كيدك الثاقب بيت وبيت عقرب تتقي ... وأري نحل في اللها ذائب جرحتني فيها وداويتني ... فأنت أنت الصادع الثاعب اليوسفي وهو محمد بن عبيد الله بن أحمد بن يوسف الكاتب. شاعر كاتب مترسل. قال في ابن منادة يهجوه من أبيات: تكسبت بعد الفقر ما لم تمنه ... ولا دونه فيما مضى كنت تأمل ونفسك تلك النفس أيام فقرها ... وأنت بها ما عشت في الناس خامل أبو عبد الله محمد بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس ابن علي بن أبي طالب. شاعر راوية عالم يروي كثيراُ من أخبار أهله وبني عمه ولقي جماعة من شيوخنا وحدثونا عنه. وتوفي سنة سبع وثمانين ومائتين وهو القائل يعاتب رجلاً: لو كنت من أمري على ثقة ... لصبرت حتى يبتدي أمري لكن نوائبه تحركني ... فاذكر رقيت نوائب الدهر إجعل لحاجتنا وإن كثرت ... أشغالكم حظاً من الذكر والمرء لا يخلو على عقب ال؟ ... أيام من ذم ومن سكر محمد بن زاهر يقول: يا من هواي له هوى مستقبل ... أبداً وآخره بدئ أول إنطال ليل أخي اكتئاب ساهر ... فهواك من سهري وليل أطول ولقد ملأت بحسن طرفك مقلتي ... وتركتني وبصيرتي تتمثل وإذا قصدت إلى سواك بنظرةٍ ... ألفيت شخصك دونه يتخيل وله: أفنيت فيك معاني الأقوال ... وعصيت فيك مقالة العذال حلمي بطيفك ين يغلبني الكرى ... وخيال وجهك إن سهرت خيالي محمد بن موسى القاساني أبو عبد الله وهو أخو أبي الغمرة هارون بن موسى من شعراء الجبل له أشعار يصف فيها جبنه وفراره من وقائع حضرها. وله قصيدة طويلة يرثي فيها إزاره أولها:

أيها السائل عن أم؟ ... ري بفحص واختبار والذي أصبح من طو ... ل وجدي وانكساري يقول فيها: وقليل لإزاري ... ما أقاسي وأداري فلقد كان من الدن؟ ... يا جمالي وإدخاري ولقد كان من الما ... ل اغتنامي ونجباري كانزيني كانمجدي ... كان عزي وفخاري كان حلمي وجلالي ... وبهائي ووقاري كان حسني وجمالي ... كان بأسي واهتصاري كان عند الخير زين ... كان عند الشر ثاري كان غيظاً لحسود ... وعدو ذي ازورار وسروراً لصديقي ... في هواي وانتظاري وهي سبعون بيتاً محمد بن مهران الدقاق المصري من شعراء مصر يقول مثل شعر أبي العبر شعراً صالحاً فمنه قوله: صدع البين فؤادي ... ونفى عني رقادي وأراه سالكاً في ... غير أسباب الرشاد فإلى ذي العرش أشكو ... صبر جسمي واجتهادي وحبيباً غاب عني ... كان صباً بودادي محمد بن سليمان الحرمي. كان في خدمة محمد بن طاهر بن عبد الله ابن طاهر فلما زال أمره على يد يعقوب الصفار قال محمد بن سليمان: من كان يدري أن مثل محمد ... يغتاله خطب الزمان الأنكد فهو الفتى لولاه ما افترع الندى ... عذر المكارم والنهى والسؤدد قل للخلافة فلتمت إن لم يمت ... يعقوب ميتة حائر متلدد محمد بن يحيى العلاف اليعسوبي يقول: قتل مثلي هكذا لا يحل ... طل ثأري من لثأر يطل لي قلب موجع وجفون ... قرحات دمعها مستهل دب في جسمي البلى فكأني ... ينفث السم بأعضائي صل أنحلت جسمي عيون شباها ... دائم الحد وليست تكل وله: فاتل الله الهوى فلقد ... ذقت طعم المر من ثمره قد سقاني ورده كدراً ... وحماني بعد من كدره يا معير الروض زهرته ... فابتسام الروض من زهره كم دم أذهبته هدراً ... طل لم توقف على هدره محمد بن سعيد العامري الدمشقي يقول: لما اعتنقنا للوداع وأعربت ... عبراتنا عنا بدمع ناطق قربن بين محاجر ومحاجر ... وجمعن بين بنفسج وشقائق وأنا الفداء لطيه أحداقنا ... بوصوله من وجهها بحدائق

محمد بن عاصم الطائي. يقول من قصيدة يمدح فيها قوماً: إذا غاب غابت يوم مشهد؟ ... تحمل عند ما يحمل شاهد ليوث الوغى أيام مضطرم الوغى ... غيوث الورى أيام تكدي الفوائد أشد الورى فيما يقوب تأسياً ... إذا ناتب الناس الخطوب الشدائد محمد بن الفرج الرفاء أبو العباس يقول: عليه من خلغ التجميش سابغة ... فكل قلب به حران يلتهف مازلت من هجره أسقي كؤوس أسى ... صرفاً ويغلى عليها الوجد والأسف وإن شكوت إليه أنني دنف ... يقول لي دام ما تشكوه يا دنف محمد بن نصر المصري الكاتب. كان من كتاب ابن جدار فلما نكب ابن جدار صار محمد إلى بغداد ثم انحدر إلى البصرة أول ما فتحت. ومات سنة ثمانين ومائتين. يقول: جعلوا لي إلى هواكم طريقاً ... ثم سدوا علي باب الرجوع منعوا وصلهم لكي أتسلى ... فأبى ذاك ما تجن ضلوعي له: وعلمتني كيف الهوى فعرفته ... ولم أكن فيما قبل علمت ما الصبر فلي نفس يعلو ودمع كأنما ... على العين فيه عند ذكركم نذر محمد بن الربيع بن أحمد الكاتب أبو بكر يقول: وأبى الظعائن لو عطفن على الصبي ... يشفين غلة حائم حران متخضع للبين إلا أنه ... يخفي الهوى وتبينه العينان أبرزن يوم نأين أقمار الدجى ... وهززن أغصاناً على كثبان لك والداي وأسرتي حتام لا ... يودي القتيل ولا يفك العاني وله يقول جحظة: يا ربيعي زارني بعدك البد ... ر وقد كان جافياً لا يزور محمد بن الحجاج القرشي. يقول: كما أغريت لي الطمعا ... فعدني لا يمت جزعا هوى حلت عواقبه ... وكان بداره ولعا وله: إن لم أكن مت بداء الهوى ... فإنني منه على شفر وليس للعاشق من خطة ... موجودة خير من الصبر محمد بن أحمد أبو عبد الله اليشكري. قال يمدح عبد الله بن محمد بن نوح لما أوقع بالديلم: قرت بفتحك أعين الأمصار ... فنسيمه كالمسك في الأقطار وتأزر الإسلام منه شقة ... شقت شقاق الكفر في الكفار

لما نزلت على الديالم أيقنت ... أعجارها بتقاصر الأعمار وتجرعوا بك أكؤساً من وقعة ... ممزوجة من لذعها ببوار لما الاح بسيفه لاح الهدى ... عنه بصوت النافع الضرار الحق أبلج والسيوف عوار ... فحذار من أسد العرين حذار ملك يجل عن الشبيه وإنه ... لهو الفرند الفذ في الأحرار محمد بن عبد السلام البغدادي. له قصيدة مزاوجة طويلة يصف فيها الأخوان. وهو القائل في رواية الصولي: واسوءتي لامرئ بشيبته ... في عنفوان وماؤها خضل وهو مقيم بدار مضيعة ... يقعده في عرامها الفشل راض بقوت المعاش مقتنع ... على تراث الآباء بتكل لا حفظ الله ذاك من رجل ... ولا رعاه ما أطت الإبل كلا ورى حتى يكون فتى ... قد نهلته الأسفار والرحل تسمو به همة تغادره ... وطرفه بالسهاد مكتحل مصمم يطلب الرياسة أو ... يضرب فتكاً بفعله المثل محمد بن إبراهيم بن عتبا الفقيه مولى المهدي يكنى أبا بكر ويلقب مكيكة. له مع إبراهيم بن المدبر وأبي العيناء خبر مستملح. وقد هجاه أبو نعامة في جملة من ذكره في القصيدة السنية. وهو القائل لعبد الله بن المعتز أيام مقامه بسر من رأى: لا تله عن مصطنعي فتغبن ... واشترني فإني عبد مثمن كل امرئ قيمته ما يحسن وله: كنت خلا لك مأمو ... ناً على دنيا ودين بعتني سمحاً بقول ... جاء من غير أمين ليت شعري عنك لم حم؟ ... لت شكا في يقين ما ترى ما يكشف الخب؟ ... رة من غيب الظنون وله: وله مواهب كلما نسبت ... نسباً إليه زانها النسب ومن المواهب ما يكدره ... ويشيفه قدر الذي يهب محمد بن أبي ربيع الصوري يقول: إذ ضافني هم فبت مؤرقاً ... كأن الحشا تكوى بنار من الأسى

تذكرتُ بيتاً لا مرئ القيس سائراً أصاب عينَ الصواب مقرطسا فلو أنها نفس تموت سويةً ... ولكنها نفس تساقط أنفاسا وله: حبيب تحملت إذلاله ... ولم أحمل الضيم إلا له عصيت العواذل في حبه ... وخان فطاوع عذاله لئن فاز بالصبر قلب امرئ فطوبى لقلبي طوبى له محمد بن أبي المغيرة أحد شعراء العسرك سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كانتا لدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربه ماء. فقال: جاء الحديثً بأن الأرض أجمعها ... وما حوتْ لا تساوي عند باريها بعوضةً أو جناحاً من مطائرها ... لم يسقَ منها ولو فاضتْ مآقيها من يكفر الواحد؟ َ الجبار نعمته ... مجاجةً من أحاح ربه فيها لكنه هانت الدنيا عليه فلم ... يمنعك إن ملكت كفاك ما فيها وهي قصيدة ذكر فيها المتوكل بعد وفاته. محمد بن سعد العامري الدمشقي من شعراء دمشق كان يظهر التشيع فاغتاله قوم منأهل دمشق فقتلوه لرفض بلغهم عنه ولقوله في قصيدة طويلة سب فيها أبا بكر وعمر رضي الله عنهما أولها: لقد غشيتُ أدهراً وأدهرا ... سكران لا آلفُ إلا السكرا ولا أرى المعروفَ إلا المنكرا فإن يكن سري قد تسفرا عني وعاد الصفو عني كدرا ... وصرت زهماً جنفاً مكسرا وحاد مني ناظري وشبكرا ... فطال ما كنت عضيضاً أحورا وطالما كنتُ فتى حزورا ... مزعفراً معطراً معنبرا أسحب برداً وأجرّ مثزرا ... إذا مشيت للصبى التبخترا ثم ضممتُ الكف إلا الخنصرا ... وقد حملتُ للمجونِ خنجرا وصلت الكاعب تلحى المعصرا ... وهي تراني كمثل ما ترى سقياً لذالك ما ألذ منظرا ... بدلتُ بالنوم الطويل السهرا ومت ولا موتاً ولكن كبرا ... ومن وقار المرء أن يوقرا لزاجرٍ من المشيب زجرا ... أن يألف العرف ويأبى المنكرا محمد بن حبيب الضبي أبو الحسين. كان يظهر القول بالإمامة وهو القائل في محمد بن

زيد العلوي: إن ابن زيد كل يوم زائد ... علا علواً لا يسامته أحد لو صال بالطود إذاً لذله ... أوزجر البحر إذاً صار زبد وله من قصيدة طويلة: وصى محمد حقاً عليّ ... وقتال الجبابرة القرومد وخازن علمه وأبو بنيه ... ووارثه على رغم المليم شفاعته لمن والاه حتم ... إذا فر الحميم من الحميم ومن يعلق بحبل الله فيه ... فقد أخذ الأمان من الجحيم محمد بن أحمد أبو نصر العسقلاني الكناني يقول: تركتني رحمةً أبكي ويبكي لي ... تراك أفكرت يوم القرق في حالي أذاب فقدك أوصالي فلو خرجت ... نفسي لما علمت بالنفس أوصالي قد جاء بعدك عذالي فما برحوا ... حتى بكى لي مع الباكين عذالي وله: كل شيء يبلى وحبك باق ... علم اللهُ علم ما أنا لاق كنت يوم الفراق جلداً وإلا ... فلماذا بكيت يوم الفراق ليت أني يوم العناق أتاني ... أجل ضمني بضم العناق ليس أمر العشاق أمراً بديعاً ... كم مضى هكذا من العشاق محمد بن سعد بن ضمضم بن الصلت بن المثنى بن المحلق أبو مهدي الكلابي. هو شاعر وأبو أبيه ضمضم شاعر ومحمد شاعر فصيح أعرابي مدح محمد بن عبد الله بن طاهر ورثاه بعد وفاته وبقي إلى قبيل الثمانين والمائتين. وهو القائل: إن القطوف إذا ما مد غايته ... يوم الرهان الجياد القرح انبهرا ليس الذي حلب الأيام أشطره ... كمثل من كان من تجريبها غمرا وله من قصيدة: حيا الإله تحيات مضاعفة ... عصر الشباب وعهد البدن الخرد أمزمان قلت لعذالي وقد عذلوا ... يوم الطريقة بين الرمل والجرد يا عاذلي اتركا لومي فإنكما ... لا تملكان هوى غي ولا رشد محمد بن سعيد البلخي أبو بكر الضرير يقول: أفدي بأمي وأبي ... من لا تبالي غضبي ووجهها كان إلى ... كل سقام سبب لهفي على فائتة ... لم أقض منها أربي غابت ولكن ذكرها ... عني لما يغب تلك إذا ما نزحت ... عن بلد لم يطب وله: نأى عني لنأيكم الرقاد ... وحالفني التذكر والسهاد

علام صددت يا تفديك نفسي ... ولج بك التجنب والبعاد ولو لم أحي نفسي بالأماني ... وبالتعليل لانصدع الفؤاد محمد بن سعيد السلمي الصوفي أبو بكر من شعراء مصر. كان يمازح المريمي والمعوج ويقاولهما وله: أما آن تغدو إلى الراح وأن تصبو ... وأن تجلو صدا السمع بما يستعذب القلب محمد الواو. قال الصولي: كان أحمد بن قرة البغدادي يهاجي محمداً المعروف بالواو فقال فيه من أبيات: أتهدر دائباً وأحز عرضاً ... وما يغني مع الحز الهدير ألم تر أن شعري سار عني ... وشعرك حول بيتك يستدير محمد بن سعيد المصري المعروف بالناجم. كان في ناحية وهب بن إسماعيل بن عياش الكاتب وأكثر مدحه فيه وفي أهله. وهو القائل يهنئ بعضهم با لنوروز: إسلم على الدهر ماضيه وغابره ... فقد جرى لك فيه يمن طائره يوم جديد يظل الدهر يدخره ... لمن يرى الجود من أبقى ذخائره أماترى الفضل يستدعي برقته ... حث الكؤوس ويبغي عهد تاجره فضل يسر بنو الدنيا بطلعته ... وتضحك الأرض حسناً عن أزاهره كأنه واصل بعد القلى شبكاً ... وكان بالأمس أمس حد هاجره وله فيهم: تراوحنا وتغدو لابن وهب ... مواهب من نداه كالغوادي ويشرق حين يدجو وجه خطب ... كأن الأرض منه في حداد خلائق لو حكاها الغيث يوماً ... لعم بقطره قطر البلاد محمد بن سعيد الآزدي من شعراء مصر. يقول في الخيشي: إذا الخيشي أنشد ... مدح قوم وجود أتاك قر شديد ... من دونه الماء يجمد وله في المطرب الشاعر المصري: أيها المطرب الذي ... شعره ينسني الطرب لك والله لحية ... ليس تحكي لحى العرب محمد بن ورقاء بن صلة الشيباني أبو جعفر القائد. يقول: شيبان قومي وليس الناس مثلهمُ ... لو ألقموا ما تضئ الشمس لا لتقموا لو يقسم المجد أرباعاً لكان لنا ... ثلاثة وبربع تجتزى الأمم ثلاثة صافيات قد جمعن لنا ... ونحن في الربع بين الناس نستهم محمد بن إبراهيم المصري يعرف بابن الخراساني. كان مليحاً كثير النادرة وله مع الحسين الجمل المصري مداعبات وهو القائل فيه وقد اعتبل وضعف:

بكيت وما خلتني باكياً ... على رسم دار ولا في طلل ولكن بكائي لمن حادث ... تورط فيه حسين الجمل تحكم في جسمه داؤه ... وخانته أعضاؤه فانخزل فمن للقيادة من بعده ... لقد كان ما رابها يشتغل ومن للواط ومن للزنا ... وما حرم الله لا ما أحل محمد بن أبي هاشم المصري أبو بكر أحد شيوخ مصر وملحائها وهو القائل في زوجته: ما لي بأسماء قوه ... طلاقها لي مروه من بعد ستين عاماً ... صارت تعاطي الفتوه وأفسدتها عجوز ... بمصر يا مشنوه كأنما شفتاها ... مباعر محشوه محمد بن عثمان يعرف بالجعد يقول: لقد عذلتني فيك نفسي فلمتها ... وأملتها منك الرضا ووعدتها وقلت فتى لم يجن ذنباً لأنه ... بهاء ولي نافذ الأمر فانتهى وما زالت الأيام تحدث فرقةً ... ووهلاً كلا هذين يجري لمنتى فلما رأيت الدهر قد بان بالهوى ... رقادك أسباب النوى فتبعتها غضضت كما فض الكريم على قذى ... وألزمت نفسي اليأس منك وصنتها محمد بن علي القنبري الهمذاني من ولد قنبر مولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه منزله بهمذان. مدح عبيد الله بن يحيى بن خاقان في أيام المعتز ثم قدم بغداد في أيام المكتفي وكان يتشيع ومدح جماعة من أهل بغداد. ومن قوله في عبيد الله: آل الوزير عبيد الله مقصدها ... أعني ابن يحيى حياة الدين والكرم إذا رميت برحلي في ذاره فلا ... نلت المنى منه إن لم تشرقي بدم وليس ذاك لجرم منك أعلمه ... ولا لجهل بما أسديت من نعم لكنه فعل الشماخ بناقته ... لدى عرابة إذ أدته للأطم محمد بن مخلد الكاتب المعروف بلؤلؤ. يقول ليحيى بن علم المنجم يداعبه: جعلت فداك من خلَّ ودود ... على عشقي له دون الأنام أتأذن في المصير إليك فيما ... أبادلك العشية من قيام وإن أحببت أن تبدو فإني ... به سمح عليك بلا احتشام وإن أحببت أن أصفو فإني ... صفوح عنه حفظاً للذمام بنفسي أنت من خل ظريف ... أخي أدب ألوف للكرام

فأجابه يحيى من أبيات: دع التغييب عما تشتهيه ... بما لا تشتهيه من كلام محمد بن عمران الحلبي أبو العباس. أديب متكلم ينتحل في الإجبار مذهب حسين النجار ويناضل عنه ويقول شعراً ضعيفاً. وللبحتري فيه هجاء وهو ممن شهد على أبي سهل النوبختي لما احتال عليه أحمد بن أبي عوف وحبسه في أيام القاسم بن عبيد الله فقال فيه أبو سهل يخاطب يحيى بن علي المنجم وكان الحلبي يصحبه: إن كنت أصبحت ذا علم وذا شرف ... فبئس ما اخترته من عشرة الحلبي محارف حرفة تعدي معاشره ... والشؤم أعدى إذا استشرى من الجرب فخله عنك واهرب من معرته ... فما لصاحبه منجى سوى الهرب وفيه يقول يحيى بن علي: وفي الحلبي كل أس ومتعة ... ونعم أخو الإخوان عند الحقائق ولكنه ممن يجور ربه ... وينحله مذموم فعل الخلائق وما تأمن الحيران منه شهادة ... عليهم بعظمي ليس فيها بصادق وينشدك الشعر الغثيث لنفسه ... فيحلف فيه إنه غير سارق محمد بن جعفر النحوي أبو جعفر يعرف ببرمة أنشدنا عنه أبو بكر أحمد بن كامل القاضي فمن ذلك: أما ترى الروض قد لاحت زخارفه ... ونشرت في رباه الريط والحلل وجاده هاطل سحتْ مدامعه ... في وشيه فزهاه المسبل الهطل واعتم بالأرجوان النبت منه فما ... يبدو لنا منه إلا مونق خضل والنرجس الغض يرنو من محاجره ... إلى الورى مقل تحيا به المقل تبر حواه لجين فوق أعمدة ... من الزبرجد فيها الزهر مكتهل فعج بنا نصطبح يا صاح صافيةً ... صهباء في كأسها من لمعها شعل محمد بن الحسن بن دريد أبو بكر الأزدي شيخنا رضي الله عنه. ولد بالبصرة ونشأ بعمان وكان أهله من رؤساء أهلها وذوي اليسار منهم ثم تنقل في جزائر البحر وفارس ثم ورد مدينة السلام بعد أن أسن فأقام بها إلى أن توفي في سنة إحدى وعشرين وثلثمائة، وكان رأس أهل العلم والمتقدم في الحفظ للغة والأنساب وأشعار العرب وهو غزير الشعر كثير الرواية سمح الأخلاق وكانت له نجدة في شبابه وشجاعة وسخاء وسماحة. وهو القائل يرثي عمه الحسين بن دريد:

نجم العلى بعدك منقض ... وركنه الأوثق منهض يا واحداً لم تبق لي واحداً ... يرجى به الإبرام والنقض أديل بطن الأرض من ظهرها ... يوم حوت جثمانه الأرض ولى الردى يوم تولى به ... ووجهه أزهر مبيض وله: لو كنت أعلم أن لحظك موبقي ... لحذرت من عينيك مالم أحذر لا تحسبي دمعي تحدر إنما ... روحي جرت من دمعي المتحدر خبري خذيه عن الضنى وعن البكا ... ليس اللسان وإن تلفت بمخبر وله يرثي عبد الله بن عمارة: بنفسي ثرى ضاجعت في بيته البلى ... لقد ضم منك الغيث والليث والبدرا فلو أن حياً كان قبراً لميت ... لصيرت أحشائي لأعظمه قبرا ولو أن عمري كان طوع منيتي ... وساعدني المقدور قاسمتك العمرا وقال أبو الحسين علي بن أحمد: ولد أبو بكر بن دريد بالبصرة في سنة ثلاث وعشرين مائتين، ومات عن ثمان وتسعين سنة. محمد بن محمد الشنوفي يكنى أبا الحسين. وجدت له قصيدة مدح فيها أبي أبا علي عمران بن موسى رحمه الله تعالى وهي عندي من أجود شعره يقول فيهاك إلى المرزبان ابن الهمام أخي الندى ... حليف السدى عمران والعرف صاحبه سليل ذرى العلياء موسى فجوده ... كبحر أتى العافين تجري مثاعبه غزير الحجا يزهي به كل ذي حجا ... كما فخرت بالمرزبان مرازبه تقيل من موسى وآبائه الندى ... وبالسلف الأمجاد جلت ضرائبه فتى للحياء الجم خدن واللندى ... عقيد وفي الآداب تعلو مراتبه أغر كأن الجود غيث بكفه ... أنامله للمعتفين سحائبه فلا يعدمني منك موطن نعمة ... فعندك أوطار الندى وملاعبه وصلني بجيش من نداك مكردس ... مكارمك الغر الحسان مواكبه وهو القائل: وقائلة لما غزا الشيب مفرقي ... وأرعد في ليل الشباب وأبرقا بربك لم يحزنك تغيير لمةٍ ... بساحتها حل القتير فاشرقا كسا لمتي ثوب الثغام فراعني ... وأعطش غضاً كان ريان مونقا

على كبدي مني السلام فإنني ... أرى الحزن فيه قد أناخ فأحرقا محمد بن نصر بن منصور الكاتب يكنى أبا بكر ويعرف بالزحوفي لأنه كان يتعاطى علم العروض والزحاف فيه فغلب عليه. توفي حوالى الثلثمائة. يقول: شوق العيون إلى ما قد تسر به ... وشق عيني لما ينشو به الحزن وقائل منذكم تحيا بلا كبد ... فقلت مذغاب عني وجهك الحسن آلى الزمان علينا أن يفرقنا ... فما احتيالي فيما أقسم الزمن محمد بن أحمد أبو الحسن العلوي الأصبهاني المعروف بابن طباطبا. شيخ من شيوخ الأدب وله كتب الفها في الأشعار والآداب وكان ينزل أصبهان. وهو قريب الموت وأكثر شعره في الغزل والآداب وهو القائل: لا وأنسي وفرحتي بكتاب ... أتى منه في عيد أضحى وفطر ما دجا ليل وحشتي قط إلا ... كنت لي فيه طالعاً مثل بدر بحديث يقيم للأنس سوقاً ... وابتسام يكف لوعة صدري وله يصف القلم: وله حسام باتر في كفه ... يمضي لنقض الأمر وتوكيده ومترجم عما يجن ضميره ... يجري بحكمته لدى تسويده فلم يدور بكفه فكأنه ... فلك يدور بنحسه وسعوده محمد بن وزير الغساني مقتدري. أهدى إلى رجل خاتماً وكتب إليه: وذي عنق لم تطل ... عليه ولم تقصر وثنتين قد خصرا ... على قدر الخنصر وقد زاد في ضمره ... على الفرس المضمر فأسفله فضة ... وأعلاه من جوهر بعثت به معسراً ... إلى ملك موسر ولا غرو أن يهدي ... المقل إلى المكثر محمد بن عبيد الله بن أبي سلالة المخزومي الكوفي أبو الحسن ضعيف الشعر وأخوه حمزة أشعر منه. ومحمد هو القائل: خذالي بحقي ولا تصدفا ... عن الحق يا أيها القاضيان ولا تعدواه إلى غيره ... فإني رأيتكما تنصفان إذا الحق وافق يوماً هوى ... بدا لكم الزبد بالبرسيان محمد بن أحمد الوراق الجرجاني أبو الحسن. كان يتشيع وله أشعار يمدح فيها الطالبين وهو القائل يرثي ليلى بن النعمان بنيسابور في سنة ثمان وثلثمائة فقتله

أصحاب نصر بن أحمد وأنفذ رأسه إلى الحضرة ورأيته في سنة تسع وثلثمائة له قصيدة أولها: ألا خل عينيك اللجوجين تدمعا ... لمؤلم خطب قد ألم فأوجعا وليس عجيباً أن يدوم بكاهما ... وأن يمتري دمعيهما الوجد أجمعا يقول فيها: ولما نعاه الناعيان تبادرت ... عليه عيون الطالبين همعا لقد غال منه الدهر ليث حفيظة ... وغيثاً إذا ما اغبرت الأرض ممرعا بكته سيوف الهند لما فقدنه ... وآضت جياد الخيل حسرى وظلعا وكان قديماً يرتع البيض في العلى ... فأصبح للبيض المباتر مرتعا وما زال فراجاً لكل عظيمة ... يظل لها قلب الكمي مروعا فلم ير إلا في المعالي مشمرا ... ولم يلف إلا في المعالي موضعا أصيب به آل الرسول فأصبحوا ... خضوعاً وأمسى شعبهم متصدعا لقد عاش محموداً كريماً فعاله ... ومات شهيداً يوم ولى فودعا فقد ثلم الدهر العلاء بموته ... وأوهن ركن المجد حتى تضعضعا فلا حملت بعد ليلى عقيلة ... ولا أرضعت أم يد الدهر مرضعا محمد بن أبي الأزهر واسمه مزيد يكنى أبا بكر أحد الأدباء الشعراء وكان يستملي لأبي العباس المبرد وأنشدني لنفسه: لا تبع لذة يوم لغد ... وبع الغي بتعجيل الرشد إنها إن أخرت عن وقتها ... باختداع النفس منها لم تعد فاشتغل بها عن شغلها ... لا تفكر في حميم وولد أو ما خبرت عما قيل في ... مثل باق على مر الأبد إنما دنياي نفسي فإذا ... تلفت نفسي فلا عاش أحد المفجع البصري أبو عبد الله محمد بن أحمد الكاتب لقب المفجع ببيت قاله. وهو شاعر مكثر عالم أديب صاحب كتاب الترجمان وغيره توفي في سنة قبل الثلاثين وثلثمائة. وهو القائل في أبي الحسن محمد بن عبد الوهاب الزينبي الهاشمي يمدحه: للزينبي على جلالة قدره ... خلق لطعم الماء غير مزند وشهامة تقص الليوث إذا سطا ... وندى يغرق كل بحر مزبد يحتل بيتاً في ذؤابة هاسم طالت دعائمه محل الفرقد

حر يروح المستميح ويغتدي ... بمواهب منه تروح وتغتدي بضياء سنته المكارم تقتدي ... وبجود راحته السحائب تهتدي مقدار ما بيني وما بين الغنى ... مقدار ما بيني وبين المربد الراضي بالله أبن العباس محمد بن جعفر المقتدر بالله بن أحمد المعتضد بالله بن طلحة الموفق بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور. أكثر الخلفاء شعراً وأوسعهم افتتاناً. مات سنة سبع وعشرين وثلثمائة وهو القائل يفخر: لو أن ذا حسب نال السماء به ... نلنا السماء بلا كد ولا تعب منا الرسول نبي الله ليس له ... شبه يقاس به في العجم والعرب فإن صدقتم فأعلى الخلق نحن وإن ... ملتم عن الصدق أعنقتم إلى الكذب وله: لما أسا دهري وأعتب بعدما ... تجرعت كأس الموت من نكباته وكل على وديك كر صروفه ... أقامك عذراً لاغتفار أساته ربحت ولم أرجع بصفقة خائب ... وحظي موفور بنجح عداته وله: قد أفصحت بالوتر الأعجم ... وأفهمت من كان لم يفهم جارية تخلف من نطقها ... مخاطباً بنطق لا من فم حست من العود مجاري الهوى ... جس الأطباء مجاري الدم محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس بن محمد بن صول أبو بكر شيخنا رحمه الله تعالى. نادم المكتفي بالله فكان واسع الرواية حسن الحفظ للآداب والافتنان فهيا حاذقاً بتصنيف الكتب ووضع الأشياء منها مواضعها وله أبوة حسنة، كان جده صول وأهله ملوك جرجان ثم رأس اولاده بعده في الكتابة وتقلد الأعمال الجليلة السلطانية وتوفي أبو بكر بالبصرة سنة ست وثلاثين وثلثمائة وشعره كثير فمنه: كان وعدي أول الشه؟ ... ر بما هان مولد فمضى غير ليال ... عاد فيها البدر أرمد ناحل الجسم له نو ... ر عن الأفق مقيد شبها نصف سوار ... من نضار يتوقد قد جلاه الفجر للنا ... ظر في ثوب مورد وكأن الزهر من أن؟ ... جمه در مبدد طالما مزق يوماً من ثياب الليل أسود وأنشد لنفسه: وإذا دنت سبعون من متأمل ... أغضى فلم ير في اللذاذة مركضا وجفاه نوم كان يألف جفنه ... قدماً وأضحى للحتوف معرضا وأنشدني لنفسه أيضاً: يا بابنا والدهر في نقضه ... واقفاً يسرع في ركضه

أسماء من الميم مجموعة

يلهو وأيدي الموت أخاذة ... من طوله طوراً ومن عرضه أما ترى الرأس ومسودة ... طوع على الكر لمبيضه باب أسماء من الميم مجموعة أعصر واسمه منبه بن سعد بن قيس عيلان بن مضر. هو أبو القبائل باهلة وغني والطفاوة يقول: قالت عميرة ما لرأسك بعدما ... فقد الشباب أتى بلون منكر أعمير إن أباك شيب رأسه ... كر الليالي واختلاف الأعصر فبهذا البيت سمي أعصر وقوم يقولون يعصر وليس بشيء. متمم بن نويرة بن حمزة بن شداد بن عتيد بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم يكنى أبا نهشل ويقال أبا تميم ويقال أبا إبراهيم وكان أعور وأدرك الإسلام وأسلم فحسن إسلامه. واستفرغ شعره في مراثي أخيه مالك بن نويرة الجفول وكان خالد بن الوليد قتله في قتال أهل الردة باليمامة. ومتمم هو القائفل من قصيدته التي هي إحدى المراثي المعدودات: وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا فلما تفرقنا كأني ومالكاً ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا وتمثلت بهما عائشة لما وقفت على قبر أخيها عبد الرحمن ودفن بمكة وكان عمر بن الخطاب يقول لمتمم: لوددت أنك رثيت أخي زيداً بمثل ما رثيت به أخاك. وهو القائل: وكل فتى في الناس بعد ابن أمه ... كساقطة إحدى يديه من الخبل وبعض الرجال نخلة لا جنى لها ... ولا حمل إلا أن تعد من النخل وتمثل بهما عمر بن عبد العزيز لما مات إخوته وكانوا ثمانية. ويروى أن عمر بن الخطاب قال للحظيئة: هل رأيت أو سمعت بأبكى من هذا. فقالك لا والله ما بكرى بكاءه عربي قط ولا يبكيه. غلفاء بن الحارث وسامه معدي كرب بن الحارث بن عمر المقصور ابن حجر آكل المرار الملك الكندي، وغلفاء هو عم امرئ القيس بن حجر الشاعر. واقتتل شرحبيل بن الحارث وأخوه سلمة بن الحارث يوم الكلاب فجعل سلمة في رأس أخيه مائة من الإبل فقتل أبو حنش التغلبي شرحبيل فقال غلفاء يرثيه:

إن جنبي عن الفراش لناب ... كتجافي الأسر فوق الظراب السرر: داء يأخذ البعير في كركرته فتسيل ماءً فإذا برك على موضع خشن تجافى عنه لشدة الوجع. والظراب: الجبال الصغار الواحد منها ظرب. من حديث نمى إليّ فما ير ... قأ دمعي وما أسيغ شرابي مرة كالذعاف أكتمها النا ... س على حر ملة كالشهاب من شرحبيل إذ تعاوره الأر ... ماح من بعد لذة وشباب يا بان أمي ولو شهدتك والخيل ... تعادي إليك عدو الذئاب لضربت الكماة حولك حتى ... تبلغ الرحب أو تبز ثيابي ويروى: لشددت من ورائك حتى. يا ابن أمي لو شهدتك إذ تد ... عو تميماً وأنت غير مجاب فارس يضرب الكتيبة بالسيف ... على نحره كنضح الملاب مقيس بن صبابة الكناني. أمه صبابة بنت مقيس بن قيس بن عدي ابن سهم بن عمرو بن هصيص وأبوه حزن بن سيار بن عبد الله بن عبيد بن كلب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وعداده في قريش في بني سهم وكان مع أخواله بني سهم ورأى منهم بعض ما يكره فخرج عنهم وقال: ودعت سهماً غير راجع رحلها ... أبداً وإن أفقت بكل أفق هذا قول أبي سعيد السكري. وقال هشام بن الكلبي: هو مقيس بن صبابة بن حزن بن يسار. أسلم ثم أرتد فأهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه فقته نميلة بن عبد الله رجل من قومه يوم فتح مكة. وهو القائل: رأيت الخمر طيبة وفيها ... خصال كلها دنس ذميم فلا والله أشربها حياتي ... طوال الدهر ما طلع النجوم ساتركها وأترك ما سواها ... من اللذات ما أرسى يسوم وله: أبلغ قريشاً بني فهر مغلغلة ... إن الضغائن ينفي ريقها اللحم

أقول والموت يغشاهم سمادره ... لا تأمنن بني بكر إذا ظلموا موهب بن رباح الأشعري حليف بين زهرة. بلغ حسان بن ثابت أنه سبه فقال حسان: قد كنت أغضب أن أسب فسبني ... عبد المقامة موهب بن رباح سميتني بعد المقامة كاذباً ... وأنا السميدع والكمي سلاحي وأنا امرؤ في الأشعرين مقابل ... وينو لؤي أسرتي وجناحي وهي طويلة، ولحسان جواب عنها. المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب. لما قدم المدينة لينطلق بعبد المطلب بن هاشم وهو صبي إلى مكة قال: عرفت شيبة والنجار قد حفلت ... أبناؤها حوله بالنبل تنتضل وقال لامرأة تدعى عميرة: لا تحسبي شيم الفتيان واحدة ... بكل رحل إذ ما ترحل الناقة إني إذا ما يشين المرء شيمته ... ألفيتني جلدتي بيضاء براقة وخير ما يفعل الفتيان أفعله ... والخير إن يتبعن المرء أعراقه أوفى واسمه مقرن بن مطر بن ناشرة من بني مازن بن عمرو بن تميم جاهلي. وهو أحد الرجليين المشهورين بالسعي كانوا لا يجارون عدواً وهو أوفى بن مطر وسليك بن السلكة التميمي والمنتشر بن وهب الباهلي. كان الرجل منهم إذا جاع يعدو خلف الظبي فيأخذه وكانوا أيضاً أهدى من القطا. وأوفس القائل وازدرته امرأته: تقول المالكية أم قيس ... رأيت مقرناً دون المغيب يعني نفسه أي دون ما بلغني بالغيب عنه. رأيتك دون ما قالوا وإني ... فلاح المرء من بعد المشيب وما يدريك ما حسبي إذا ما ... وجوه القوم كانت كالصبيب وله: وإني بحمد الله لا ثوب فاجر ... لبست ولا من غدرة أتقنع

المشمرج بن عمرو الحميري جاهلي قديم. يقول وقد روي لغيره: وقريش هي التي تسكن البحر ... بها سميت قريش قريشا تأكل الغث والسمين ولا تترك ... فيه لذي جناحين ريشا هكذا في البلاد حي قريش ... يأكلون البلاد أكلاً كشيشا ولهم آخر الزمان نبي ... يكثر القتل فيهبم والخموشا تملأ الأرض خيله ورجال ... يحسرون المطي سيراً كميشا المسجاح ويقال المسحاج بن سبع بن خالد بن الحارث بن قيس بن نصر بن عائذة بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة جاهلي: قتل ابن الصلت العبسي وقال: نبئت أن أبا عميرة لا مني ... هبلت عليك فإنني لم أفند وله: لقد طوفت في الآفاق حتى ... بلغت وقد أنى لي لو أبيد وأفناني وما يفنى بهار ... وليل كلما يمضي يعود ومفقود عزيز الفقد تأتي ... منيته ومأمول وليد مجمع بن هلال بن مالك بن خالد بن هلال بن الحارث بن هلال بن تيم الله بن ثعلبة جاهلي. يقول: إن أمس شيخاً قد كبرت فطالما ... عمرت ولكن لا أرى العمر ينفع مضت مائة من مولدي فنسيته ... وخمس تباع بعد ذاك وأربع وخيل كأسراب القطا قد وزعتها ... لها سبل فيها المنية تلمع شهدت وغنم قد حويت ولذة ... أتيت وماذا العيش إلا التمتع المعرور التيمي تيم الرباب أحد بني التيم جاهلي. يقول لكلدة بن الحارث التيمي: فداء خالتي وفدى صديقي ... وأهلي كلهم لأبي قعين فأنت حبوتني بعنان طرف ... شديد الأسر ذي بذل وصون

كأني بين خافيتي عقاب ... تريد حمامة في يوم غين معروف بن أبي هند الأعور الضبي أخو بني عبد مناة بن بكر بن سعد بن ضبة جاهلي. يقول: لا خير في أعور يأتي الفزع ... إذا استقل جود الشيخ يفع مركز بن حفص بن الأخيف بن علقمة بن عبد الحارث بن منقذ بن عمرو بن معيض ين عامر بن لؤي جاهلي. مر بقبر ربيعة بن مكدم فلم يعقر به واعتذر فقال: نفرت قلوصي من حجارة حرة ... بنيت على طلق اليدين وهوب وهي أبيات تتنازع وقد تقدم خبرها في غير موضع. وكان عامر بن الملوح قتل رجلاً من بين عامر فقتله مكرز وقال في شعر له: ولما رأيت إنما هو عامر ... تذكرت أشلاء الحبيب الملحب أسر المسلمون يوم بدر سهيل بن عامر فقدم مكرز ففداه وقال: فديت بأذواد كرام سنا فتى ... ينال الصميم غرمهخا لا المواليا وقلت سهيل خيرنا فاذهبوا به ... لأبنائه حتى يدير الأمانيا أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف يقال اسمه القاسم ويقال لقيط ويقال مهشم وقد تقدم خبره. مطير بن الأشيم بن الأعشى واسمه قيس بن بجرة بن قيس بن منقذ ابن طريق بن عمرو بن قعين الأسدي كان شاعراً شريفاً وهو عم عبد الله بن الزبير الأسدي الشاعر. ومطير هو القائل يرثي علقمة بن وهب بن الأعشى ابن بجرة: أتاني النعي فكذبته ... لصدق الحديث وما أكذب مسلية بن هزان الحداني. قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفتح وأنشده: حلفت برب الراقصات الى منى ... طوالع من القصيمة بالركب بأن نبي الله فينا محمد ... له الرأس والقدموس من سلفي كعب أتانا ببرهان من الله قابس ... أضاء به الرحمن مظلمة الكرب أعز به الأنصار لما تقارنت ... صدور العوالي في التناوش والضرب مسروق بن حجر بن سعيد الكندي مخضرم. يقول في رواية دعبل: ألا من مبلغ عني شعيباً ... أكل الدهر عزكم جديد المجذر بن زياد البلوي حليف الأنصار. بارزه أبو البختري يوم بدر فقال المجذر: أنا الذي أزعم أصلي من بلي ... ألا ترى مجذراً يفري فري

أطعن بالحربة حتى تنثني ... وأعضب القرب بعضب مشرفي بشر بيتم إن لقيت البختري ... أو بشرن بمثلها مني بني فقتل الله أبا البختري يوم بدر بيده وقتل المجذر يوم أحد رضي الله عنه. مفروق بن عمرو بن قيس بن مسعود بن عامر بن عمرو بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان. لما قتل كسرى النعمان بن المنذر أغارت العرب على السواد فقال مفروق وكان أحد من أغار: أنزى بأنباط السواد وساقه ... إلي وأودى رجلتي وفوارسي المجذام التميمي أخو بني عبد شمس جاهلي. يقول لما أغارت تيم على هدية كسرى التي اهدى إليه هوذة بن علي بن الحنفي من اليمن: وهن عصبن هوذة يوم حجر ... فظل ينازع المسد المغارا وبسبب ذلك كان يوم الصفقة وذلك أن كسرى أنفذ إلى تميم جيشاً. المتنكث ويقال له المتنكب السلمي جاهلي. له مع عنترة بن شداد حديث وهو القائل يذكر يوم النخيل وقتل دهر الجعفي: ومنا أبو حرب ومنا مصرف ... ومنا عقال إذ وردنا إلى دهر يسوق الصفايا من خيار نسائنا ... ونحن غيارى كالمسدمة الزهر الصفايا ما يصطفيه قائد الجيش لنفسه والمسدمة الفحول المشدودة الأفواه الممنوعة من الضراب. وله يمدح بني خفاجة بن عقيل: فسقى الإله بني خفاجة ... ماء السماء بطيب الخمر أبداً ولا زالت نفوسهم ... محبوءة بحبائه الدهر هم يطعنون الخيل مقبلة ... حتى يصد مجده النفر المضرب بن هوذة العقيلي من بني معاوية بن جفاجة شاعر فارس قال يوم القرن: وجرثومة لا يدخل الذل وسطها ... قريبة أنساب كثير عديدها مامة الأيادي هو أبو كعب بن مامة الجواد الذي ضربت يه العرب مثلاً في الجود وكان من جوده أنه خرج في نفر فنفد ماؤهم فاقتسموا الماء فنظر إلى كعب رجل من النمر بن قاسط فلما رآه ينظر إليه آثره بمائة فرحل القوم ولا قوة لكعب على الرحيل فقيل له: يا كعب هذا الماء أمامك ترد عن قليل. فلم يقدر على النهوض

فارتحل القوم ومات كعب عطشاً فقال أبوه مامة يرثيه في رواية محمد بن حبيب عن ابن الأعرابي: أوفى على الماء كعب ثم قيل له ... رد كعب إنك وراد فما وردا ما كان من سوقة أسقى على ظمأٍ ... خمراً بماء إذ ناجودها بردا من ابن مامة كعب ثم عي به ... ذوالحوادث إلا حرة وقدا مخرم بن حزن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيع بن كعب ابن الحارث بن كعب جاهلي يعرف بأمه فكهة بن بكر بن وائل. وهو القائل في وقعة أقعوها ببني سليم وعامر: تركنامن نساء بني سليم ... أيامى تبتغي عقب النكاح لقد علمت هوازان أن قومي ... غداة الروع صادقة الصباح وله: خيل قد لبستهم بخيل ... تخوض الموت في يوم عصيب ملأنا الأرض من قتلى نمير ... برغم كان منا في القلوب تركنا فيهم العقبان ثجلا ... وقوفاً بين أضلاع الجنوب معتق بن حوراء الزبيدي وحوراء أمه وهو من بني بد بن بضعة ثم من بني مازن بن ربيعة بن منبه بن صعب بن سعد العشيرة وهم من بني عبشمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم. يقول: وإن القرى حق وليس بنائل ... إذا لم يصادف عفوه المتكلف مجاعة بن مرارة الحنفي اليمايم يقول: تعذرت لما لم تجد لك علة ... معاوي إن الاعتذار من البخل ولا سيما إن كان من غير عسرة ... ولا بغضة كانت علي ولا دخل معية بن الحمام أخو الحصين بن الحمام المري جاهلي. قال يرثي أخاه الحصين: نعيت حبا الأضياف في كل شتة ... ومدره حرب إذ تخاف الزلازل ومن لا ينادي بالهضيمة جاره ... إذا أسلم الجار الألف المواكل فمن وبمن يستدفع الضيم بعده ... وقد صممت فينا الخطوب النوازل المأمور بن تبراء الحارثي هو أبو كبشة وكان رئيس بني الحارث بن كعب في الجاهلية دهراً. قال يذكر أن بين عنس بم نبني الحارث بن كعب وكانوا معهم في بلادهم تحملوا إلى بلاد قيس يخاطب رواحة بن زنباع بن رواحة بن منظور العنسي رواحة عن تنسى أباك فإنه ... يحل بقاعاً في بني الحارث الصيد أزنباع إن كنتم نأيتم عن أصلكم ... فغن بني بدر كذلكم حيد

قال هذا لأن زنباع بن رواحة قال: أنا الشيخ زنباع من وارث ... إذا مات كعب أبو الحارث إذا مت كان له مورثي ... وإن مات كنتُ من الوارث مناهص بن خالد بن المشمرج بن يزيد بن مالك بن خفاجة العامري. هزئت منه امرأة يقال لها طريفة فقال: لقد فخرت طريفة يال قوم ... علي ببعلها فخراً عضالا تقولُ هو الغلامُ وأنتَ شيخ ... قديم السن قد صبغَ السبالا فكم يا حر من حدثٍ أراه ... قصيرّ الباع ما يزنُ الرجالا وأشمط يمنح العافون منه ... سجالاً ثم معتمداً سجالا مليح بن طريف الأسدي من بني أعيا يقول:؟ أصبحتُ بعد مغلس ومضرس غرضاً بصردحة لمن راماني فلأرمينهمُ برغم أنوفهم ... أبداً على عوز من الفتيتان ويروى: فلأرمينهم على عود العدى ... يوماً على عدي من الفتيان ما للألى فرحوا بقتل مغلس ... ومضرس لا جمعوا بمكان ملحة الجرمي من طيء. قال يصف غيثاً: يباري الرياحَ الحضرمياتِ مزنه ... بمنهمر الأرواق ذي قزع رفض يغادر محض الماء ذو هو محضه ... على إثره إن كان للمرء من محض يروي العروق الهامدات من الثرى ... من العرفج النجدي ذوباد والحمض وله يمدح رجلاً: فتى عزلت عنه الفواحش كلها ... فلم تختلطْ منه بلحم ولا دم إذا ما رمى أصحابه بجبينه ... سرى ليلة الظلماء لم يتهكم

مشمت بن عبدة يقول: وما أنا بالساعي إلى أم عاصم ... لأضربها إني إذن لجهول لك البيت إلا فينة تحبسينها ... إذا حان من ضيف علي نزول الفينة: المرة بعد المرة. يقول لك البيت فاحكمي فيه إلا ساعة ينزل الضيف فإنه ينبغي أن تؤثريه على نفسك وعيالك. وما أنا بالمقتات ما في وعائها ... لأعلمه إني إذن لسؤول مرار بن مياس الطائي يقول: هويتك حتى كاد يقتلني الهوى ... وزرتك حتى لامني كل صاحب وحتى رأى مني أدانيك رقة ... عليهم ولولا أنت مالان جانبي بأهلي ظباء من ربيعة عامر ... عذاب الثنايا مشرقات الحقائب المقداد بن جساس الزبيري من بني أسد. تزوج امرأة من بني فقعس فأساؤوا جواره ففارقهم وقال: بني فقعس لا صلح بيني وبينكم ... يد الدهر إلا أن تجدوا القوافيا قوله أن تجدوا القوافيا تهكم وهزء. قوافي قد جدعن أشراف فقعس ... ولكنهم لا يحلفون المخازيا ضللتم طريق الرشد أن تهتدوا له ... وما زال هاديكم إلى الغي هادياً فلم أرزوج الفقعسية مفلحاً ... ولا نسب ابن الفقعسية زاكيا مليل بن الدهقانة التغلبي: ألا ليس الرزيةُ فقد مال ... ولا شاة تموتُ ولا بعير ولكن الرزية فقدُ قرم ... يموت لموته بشر كثير مبشر بن الهذيل الفزاري. قال بعتذر من قصر قامته: إن لا يكن عظمي طويلاً فإنني ... له بالخصال الصالحات وصول إذا كنت في القوم الطوال فطلهم ... بعارفة حتى يقال طويل ولا خير في حسن الجسوم وطولها ... إذا لم يزن حسن الجسوم عقول وكم قد رأينا من فروع طويلة ... تموتُ إذا لم تحيهن أصول المستمر التميمي وأحسب أن اسمه هذا لقب وهو القائل: مضى هانئ لا يبعد اللهُ هانئاً ... حميداً وخلاني ومن لا أعاتبه أعاذل إن الرزء مهلك هانئ ... بوجرة لم يرجع وآبت ركائبه

وما بي حب الأرض لو لم يكن بها ... عليّ عزيز لا يكذب نادبه النصب واسمه مذعور بن السليل بن ديسق. سمي النصب بقوله: إني سيغنيني جفاء عشيرتي ... نجائب ترعاها لنا القين أو كلب معقربة الأنساء مشاطة الكلي ... معودة الإيجاف سيرتها النصب المرناق الطائي وأحسبه لقباً. يقول: إن أجز علقمة بن سيف سعيه ... لا أجزه ببلاء يوم واحد لأحبني حب الصبي ورمين ... رم الهدى إلى الغني الواجد رمني: أصلح شاني، والهدى: المرأة تهدى إلى زوجها. وأثابين يوم الصراخ بهجمةٍ ... مائة تشت على عصيّ الذائد الهجمة: مائة من الإبل. تشت: تتفرق على راعيها لكثرتها، وأثابني أعطاني. مشعث العامري وأحسبه لقباً يقول: تمتع يا مشعث إن شيئاً ... سبقت به الوفاة هو المتاع وجاءت جيأل وبنو أبيها ... أحم المأقيين به خماع فظلا ينبشان الترب عني ... وما أنا ويب غيرك والسباع المخضع القيسي من عبد القيس وأحسبه لقباً. يقول: إذا هي لم تمنع برسل لحومها ... من السيف لاقتْ حده وهو قاطع تدافع عن أحسابنا بلحومها ... وألبانها إن الكريم مدافع ومن يبتدع خلقاً سوى خلق نفسه ... يدعه وترجعه إلي الرواجع مصقلة بن هبيرة الشيباني. له مع أمير المؤمنين علي خبر ابتياعه بني سامة بن لؤي وفراره إلى معاوية. وهو القائل بسبب كان بينه وبين المغيرة بن شعبة: أيضربني معاوية بن حرب ... ويشهرني لأعور من ثقيف وينسى مفارقتي علياً ... على الإسلام والدين الحنيف المنتجع بن زيد المرادي بصري حمل حمالتين فسأل عبد الله بن زياد فلم يعطه شيئاً وحمل عنه سلم بن زياد الحمالتين ووصله بعشرة آلاف درهم فقال يمدحه: تنال المكارم سلم وهو متئد ... لما جرى وجرتْ في حلبة مضر جزل العطاء رحيب الباع فضله ... عند التفاخر ما يأتي وما يذر ضن الأمير عبيد الله عن صفدي ... وجاء سلم ولا من ولا كدر

منير بن صخر بن يعمر الراسي أحد الخوارج. هرب من عبيد الله بن زياد واستجار أخواله من بني قيس بن ثعلبة فلم يستروه خوفاً من ابن زياد فأتى رجلاً من بني عقيل فأجاره وستره فقال منير يهجو أخواله ويمدح العقيلي من قصيدة: وجدت بني قيس لئاماً أذلة ... كثير خناهم ضحكة في المحافل وجدتهم لما أتيت بلادهم ... ضعافاً قواهم نهزة للقبائل وجار عقيل لا يخاف هضيمة ... فحل نجاة عن يد المتناول ظلوماً ولا تلقى مجاور بيتهم ... يد الدهر مظلوماً مقراً بباطل ترى جارهم فيهم كريماً وضيفهم ... منيعاً حماه آمناً للغوائل مهدي بن الملوح الجعدي من بني جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر ابن صعصعة قيل هو مجنون بني عامر وقيل كان في عامر جماعة مجانين هو أحدهم وقد تقدم ذكر الخلاف في ذلك. ومهدي هو القائل: كأن على أنيابها الخمر شابها ... بماء الندى من آخر الليل غابق وما ذقته إلا بعيني تفهما ... كما شيم في أعلى السحابة بارق وماذا عسى الواشون أن يتحدثوا ... سوى أن يقولوا أنني لك عاشق أجل صدق الواشون أنت حبيبة ... إلي وإن لم تصف منك الخلائق ذو العنق الجذامي واسمه الملوح بن أبي عامر شامي، قال يرثي مصعب بن عبد الرحمن وكان مع ابن الزبير فأصابه سهم فقتله: لله عيناً من رأى مثل مصعب ... أعف وأقضى بالكتاب وأفهما وقالوا أصابت مصعباً بعض نبلهم ... فعز علينا ما أصاب وعزما وله: وقالوا أتهدينا فقلت لهم نعم ... ولا أعرف الأعلام إلا توهما وأقبلتهم ريحاً بليلة وهمة ... ونفح شمال تترك الوجه أقتما معنق بن سلامة السدوسي جزري يقول: ليت الحرائر بالعراق شهدننا ... ورأيننا بالسفح ذي الآجال فنكحن أهل الباع منا والندى ... والضاربين جماجم الأبطال الميدان بن صخر بن الكميت بن ثعلبة بن نوفل بن نضلة بن الأشتر ابن جحوان بن فقعس الأسدي شاعر إسلامي.

المليح بن الحكم الهذلي أحد بني قرد بن معاوية شاعر إسلامي. منفعة بن مالك الضبي من بين مبذول أحد الخوارج يقول: كفاني من الدنيا دلاص حصينة ... وأجرد خوار العنان نجيب أقاتل عن دين عليه وأتقي ... عدوي وأدعى للندى فأجيب ولا خير في الدنيا لمن لم يكن له ... من الله في دار القرار نصيب المنهال الشيباني الخارجي بصري يقول: إني لأروع في الهيجاء مختلف ... كالليث مسكنه الطرفاء والأسل وكم تركت بعين الجر من بطل ... يمشي العرضنة فيه الرمح معتدل الجر: موضع. المكاء بن هميم الربعي الكوفي إسلامي يقول: إني امرؤ من بني شيبان قد علمت ... هذا القبائل أمي منهم وأبي إني إذا ما شربت الخمر ينكرني ... قومي وتعرف مني آية الغضب المحل بن كعب النهشلي. لما عاقر بنو المجشر النهشلي جناب بن شريك المجاشعي وبلغ ذلك الفرزدق وهو بالبصرة قال قصيدة فخر فيها على بني نهشل أولها: بني نهشل أبقوا عليكم ولم تروا ... سوابق حام للذمار مشهر فقال المحل يرد عليه: فدى للغلام النهشلي الذي انبرى ... عراقبها ضرباً بسيف المجشر وقد سرني ألا تعد مجاشع ... من المجد إلا عقر ناب بصوأر صوأر: ماء لكلب وهو الموضع الذي عاقر فيه غالب بن صعصعة أبو الفرزدق سحيم بن وثيل الرياحي: وأنتم قيون تصقلون سيوفنا ... ونقضي بها في كل يوم مذكر فوارس كرارون في حومة الوغى ... إذا خرجت ذات العريس المخدر المعترض التميمي أو ابن المعترض. لما هجا جرير بني الهجيم بقوله: إن الهجيم قبيلة ملعونة ... ثط اللحى متشابهو الألوان لو يسمعون بأكلة أو شربة ... بعمان أضحى جمعهم بعمان قال أبو عبيدة فأجابه المعترض أو ابن المعترض بقصيدة ليست بجيدة ولم يذكر منها شيئاً. منجور بن غيلان بن خرشة الضبي هاجى جريراً روي ذلك عن يونس. البلتع العنبري واسمه المستنير بن عمرو ويقال المستنير بن سبرة وقيل المستنير بن شكل وقيل المستنير بن أبي بلتعة. هجا جريراً بقوله: وأمثل ما يغني عطية أنه ... سميع برعي الجحشتين بصير

وله فيه: تمسح يربوع سبالاً لئيمة ... بها من منى العبد رطب ويابس وهجاه جرير ورماه بخالته برزة أم عمر بن لجأ فقال: باع أباه المستنير وأمه ... بأشخاب عنز بئس ريح المبايع تعرضت حيناً دون برزة وابنها ... ألؤم من لؤم يا دعي البلاتع وله فيه: ذاق الفرزدق والأخيطل طعمها ... والبارقي ذاق منها البلتع وكان البلتع دليل الفرزدق وله يقول الفرزدق من أبيات: فلما تنازعنا الحديث وأجهشت ... إلي غضون العنبري الجراضم فأجابه البلتع: لقد ذل من يحمي الفرزدق عرضه ... كما ذلت القردان عند المناسم علام دعتني المستنير وعلقت ... علي حذار الموت رقش التمائم إذا أنا لم أجز المودة أهلها ... وأرمي بذودي كل أشوس ظالم يغني ابن ذي الكيرين قين مجاشع ... بشتمي ودوني بطن ذات الصرائم مسرد بن اللعين الشاعر. لقيه الأصمعي وأخذ عنه. مخارش الأعمى مولى زياد الفقيمي بصري ذكره دعبل بن علي. ميجاش بن نعيم البرجمي. هاجى جريراً ولجرير فيه هجاء منه: إني لأعلم يا ميجاش أنكمُ ... أولاد أحمر من أنباط حوران ومنه: لو كان غيرك يا ميجاش يشتمنا ... يا دودة الحش يا ضل بن ضلال الموج بن الزمان بن قيس بن معدي كرب التغلبي وهو ابن أخت القطامي الشاعر وهو جزري أعمى. قال في بني جشم بن بكر بن حبيب التغلبيين. ألهى بني جشم عن كل مكرمة ... قصيدة قالها عمرو بن كلثوم يفاخرون بها مذ كان أولهم ... يا للرجال لفخر غير مسؤوم إن القديم إذا ما ضاع آخره ... كساعد فله الأيام محطوم ويروى: إن الحديث إذا ما ضاع أوله. وله ويروى لغيره:

هل عرفت الديار يا ابن أنيس ... دارساً آيها كخط الزبور إشربا ما شربتما إن قيساً ... من قتيل وهارب وأسير لا يجوزن أرضنا مضري ... بخفير ولا بغير خفير المستهل بن الكميت بن زيد الشاعر الأسدي الكوفي. وفد على أبي العباس السفاح بالأنبار فأخذه الطائف بها فحبسه فكتب إلى أبي العباس: إذا خفنا في زمان عدوكم ... وخفنا كم ان البلاء لراكد فأمر بتخليته وأحسن جائزته. ووفد بعد ذلك على المنصور وله معه حديث. وهو القائل: يعدون لي مالاً فهم يحسدونني ... وذو المال قد يغرى به كل معدم ولو حسبوا مالي طريفي وتالدي ... وقرضي وفرضي لم يكن نصف درهم المخيش بن أرطاة الأعرجي الراجي وكنيته أبو ثمال وأبو ثمال شامي لما هربت بنو هاشم من الشراة ومن مروان بن محمد فصاروا إلى أبي سلمة الداعية بالكوفة فقال المخيس: إن على مروان منكم نذراً ... أن يترك الكوفة قاعاً صفرا كأنما لم تك كانت مصرا ... قد طمر المعروف فيهم طمرا في بيت ذا شهراً وهذا شهرا ... في كل بئر ذات غور قبرا ثم بقي حتى مدح السفاح والمنصور وهو أول شاعر مدح بني العباس في خلافتهم فقال: أهلاً وسهلاً بخيار الناس ... بخاتم أهل الندى والباس بدلت الوحشة بالإيناس ... وعلى الفرع على الآساس تداولوها يا بني العباس ... تداول الأكف بالامراس فقال نعم إن شاء الله تعالى. وأمر له بمائتي دينار

مطيع بن إياس الكناني من بني ليث بن بكر وقيل هو من بني الديل ابن بكر، والديل والليث أخوان ومطيع يكنى أبا سلم وهو من ظرفاء أهل الكوفة ومجانهم وكان جميل الصورة حسن الوجه وكان في صحابة المنصور ثم انقطع إلى ابنه جعفر بن أبي جعفر وهو يتهم بالزندقة والأبنة وهو القائل: أسعداني يا نخلتي حلوان ... أبكيا لي من ريب هذا الزمان واعلما أن تقيما ان نحساً ... سوف يأتيكما فتفترقان وله: إذ ليلها ألوان ووجهها ... فنان وخالها فريد ليس له جيران قد جدلت ... فجاءت كأنها عنان وله يرثي يحيى بن زياد: قد ظفر الحزن بالسرور وقد ... أديل مكروهنا من الفرح يا خير من يحسن البكاء له ال؟ ... يوم ومن كان أمس للمدح مسور بن عبد الملك اليربوعي حجازي منصوري. يقول: يا رب حييت على نأيه ... وغربة الدار أخي مصعبا قد قلت لما جد سير به ... الله جار لك ان تغضبا ليس بنكس خامل ذكره ... بل يحمل الثقل إذا أتعبا أنت الذي يدعو له قومه ... لله والبر بأن تصحبا محرر بن جعفر مولى أبي هريرة حجازي منصوري. قال يرثي عبد العزيز بن محمد من ولد عبد الرحمن بن عوف الزهري: لا نوم فارق قلبي التهماما ... إن الرزية ما رزئنا العاما لو رد ذو شفق حمام منية ... لرددت عن عبد العزيز حماما فلأ بكينك ما دعت قمرية ... تدعو على فنن الغصون حماما وله يرثي عبد الله بن عبد العزيز الزهري: أقول لناعيه وقد هاب نعيه ... بأمر جليل هد منه المعاشر نعيت أبا يحيى منيت بطعنة ... لها علق تحت الحمالة مأثر أبو عطاء السندي أسمه أفلح وقيل مرزوق مولى عمر بن سماك بن حصين الأسدي. كان أسود دميماً قصيراً وهو كوفي محسن أدرك الدولة العباسية وله في المهدي قصيدة أولها: دعاك الشوق والأدب ... ومات بقلبك الطرب ومثلك عن طلاب الله؟ ... وإن فكرت منقلب ألا تنهاك واضحة ... تلوح كأنها العطب

حرف الهاء

مشرف الشاعر المصري كان على عهد المهدي ومدح علي بن سليمان ابن علي وغيره وشعره مشهور. مكين العذري. أدرك المهدي شيخاً كبيراً، قال الأصمعي رأيته في موكب المهدي على بغل له وجمته كأنها قبطية قد صبغها وصفرها فدخل في الفرجة بينه وبين الجند فصاحوا به فقال المهدي دعوه من أنت، قال أنا مكين العذري وأنا الذي أقول: فمتى تخرج العرو ... س فقد طال حبسها قد دنا الصبح أو بدا ... وهي لم يقص لبسها قال وكان مكين والخضري وظفيل الكناني على ساقة الشعر. مكي بن سوادة البرجمي البصري. قال يصف بلاغة خالد بن صفوان: عليم بتلقين الكلام ملقن ... ذكور لما سداه أو ل أولا يبذ خطيب القوم في كل مشهد ... وإن كان سحبان الخطيب ودغفلا ترى خطباء القوم يوم ارتحاله ... كأنهم الكروان أبصرن أجدلا حرف الهاء باب ذكر من اسمه الهذيل الهيذيل بن أم عفاش الأجداري من كلب. وهو القائل: من الشامة القصوى أخذنا فأصبحت ... تلقف أيديها بذات السلاسل الهذيل بن زفر بن الحارث الكلابي يقول لعاصم بن عبد الله بن بريد الهلالي وكان عاصم على خراسان لهشام: ما فخر فخار علينا وإنما ... نشأنا وأمانا معاً أمتان

ذكر من اسمه هلال

أبي كان خيراً من أبيك وأفضلت ... عليك كثيراً جرأتي وبناني الهذيل الأشجعي وهو هذيل بن عبد الله بن سالم وقيل سليم بن هلال بن الحراق بن زبينة بن عصم بن زبينة بن هلال أحد شعراء الكوفة ومجانها. هجا قضاة الكوفة عبد الملك بن عمير والشعبي وابن أبي ليلى. وهو القائل: إن الصنيعة لا تكون صنيعة ... حتى تصيب بها طريق المصنع فإذا صنعت صنيعة فاعمد بها ... لله أو لذوي القرابة أودع وله: ولم أر ذا عسر يدوم ولا أرى ... مكان الغنى إلا قريباً من الفقر فإن يك عاراً ما أتيت فربما ... أتى المرء ما يخشاه من حيث لا يدري وهو القائل للشعبي أيام قضائه الأبيات التي أولها: فتن الشعبي لما رفع الطرف إليها باب ذكر من اسمه هلال هلال بن رزين أخو بني ثور بن عبد مناة بن أد جاهلي. يقول في وقعة كانت لبني عبد مناة وكلب على حمير: تحابت حمير لما التقينا ... وكان لهم بها يوم عسير أجادت وبل مدجنة فدرت ... عليهم صوب سارية درور فولوا تحت قطقطها سراعاً ... تكبهم المهندة الذكور هلال بن نضلة الربعي الذهلي جزري. مات بنصيبين في الطاعون. وهو القائل: صبحت واسترجعت من بعد صدمة ... لها وجعت كبدي ومست فؤاديا صبرت فكان الصبر أدنى إلى الفتى ... على حزة قد يعلم الله ما هيا هلال بن صنعاء التميمي من بني امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم إسلامي من أهل اليمامة يقول: لا يستوي إن كنت لا بد عازماً ... كريم إذا ادنيته ولئيم إذا ما غدا مني غريم بحقه ... تأوبني يرجو الفضاء غريم فإني لموف لامرئ السوء حقه ... ومستنسئ من حق كل كريم باب ذكر من اسمه هوذة هوذة البصري. هو هوذة بن الحارث بن عجرة بن عبد الله بن يقظة من بني سليم. يعرف هوذة بابن الحمامة وهي أمه. حضر العطاء في أيام عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فدعي قبله أناس من قومه فقال: لقد دار هذا الأمر في غير أهله ... فأبصر أمين الله كيف تذود أيدعى خثيم والشريد أمامنا ... ويدعى رباح قبلنا وطرود

ذكر من اسمه هدبة

فإن كن هذا في الكتاب فهم إذاً ... ملوك بنو حر ونحن عبيد فدعا به عمر رضي الله عنه فأعطاه. هوذة بن جرول التميمي شاعر. قتلته كلب. باب ذكر من اسمه هدبة هدبة بن الخشرم بن كرز بن أبي حية بن الكاهن وهو سلمة بن أسحم بن عامر بن ثعلبة بن قرة بن خنبش بن عمرو بن ثعلبة بن عبد الله بن ذبيان بن الحارث بن سعد وهو هذيم بن مسعد بن الحارث بن سعد وهو أخو عذرة بن سعد. وهدبة يكنى أبا سليمان وهو شاعر مفلق كثير الأمثال في شعره وهو قاتل ابن عمه زيادة بن زيد العذري في أيام معاوية فحبسه سعيد بن العاص وهو على المدينة خمس سنين أو ستاً إلى أن بلغ المسور بن زيادة وكان صغيراً فقتله بأبيه. فمن قوله في الحبس: عسى الكرب الذي أمسيت فيه ... يكون وراءه فرج قريب فيأمن خائف ويفك عان ... ويأتي أهله النائي الغريب وله: ولست بمفرح إذا الدهر سرني ... ولا جازع من صرفه المتقلب ولست بباغي الشر والشر تاركي ... ولكن متى أحمل على الشر أركب هدبة بن مصعب الأسدي البرثني يقول: ألا أيها القلب الذي طار طيرة ... كأنك من هجر الصديق بديع ألم تر أن النفس تلتاع لوعة ... لأول هجر الإلف ثم تريع باب ذكر من اسمه هارون هارون بن سعد العجلي. كان رأس الزيدية وخرج معه إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب وهو شيخ كبير فولاه القتال بواسط وهو القائل: ألم تر أن الرافضين تمزقوا ... وكلهم في جعفر قال منكراً فطائفة قالوا إمام ومنهم ... طوائف سموه النبي المطهرا فإن كان يرضى ما يقولون جعفر ... فإني إلى ربي أفارق جعفرا برئت إلى الرحمن من كل رافض ... بصير بباب الكفر في الدين أعورا إذا كف أهل الحق عن بدعة مضى ... عليها وإن يمضي إلى الحق قصرا هارون بن حماد الواسطي. كان في أيام المهدي وهو القائل: أحب نعم علي ولي وبيني ... وأبغض لا وأبغض قول ليس وآبائي إلى مضر تناهي ... وأجدادي بنو بر بن قيس

وإن تهدد الأعداء عندي ... لثفرة نعجة وثبت لتيس هارون أبو جعفر الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس. لما أوقع بالبرامكة قال: لو أن جعفر هاب أسباب الردى ... لنجا بمهجته طمر ملجم ولكان من حذر المنون بحيث لا ... يرجوا اللحاق به العقاب القثعم لكنه لما تقارب وقته ... لم يدفع الحدثان عنه منجم فليبطل العلماء علم نجومهم ... بعد ابن يحيى البرمكي ليعلموا وله بعد ندمه على تقديم الأمين في العهد على المأمون في رواية ابن النطاح: لقد بان وجه الرأي لي غير أنني ... غلبت على الأمر الذي كان أحزما فكيف يرد الدر في الضرع بعدما ... توزع حتى صار نهباً مقسما أخاف التواء الأمر بعد استوائه ... وأن ينقض الحبل الذي كان أبرما هارون الواثق بالله بن جعفر بن محمد المعتصم بن الرشيد يقول: تنح عن القبيح ولا ترده ... ومن أوليته حسنا فزده سيكفي من عدوك كل كيد ... إذا كاد العدو ولم تكده وله: لي حبيب قد طال شوقي إليه ... لا أسميه من حذاري عليه لم تكن عينه لتجحد قتلي ... ودمي شاهد على مقلتيه وله: قالت إذا الليل دجا فأتنا ... فجئتها حين دجا الليل خفي وطء الرجل من حارص ... ولو درى حل بي الويل هارون بن عبد الله الزهري أبو يحيى المدني المحدث. لقيه عمر بن شبة وأخذ عنه وهو القائل: ولما رأيت البيت منها فجاءة ... وأيسر للمكروه أن يتوقعا نظرت إليها نظرة فرأيتها ... وقد أبرزت من جانب الخدر إصبعا هارون بن جعفر بن إبراهيم بن جعفر بن محمد بن علي بن عبد الله ابن جعفر بن أبي طالب يلقب عضر فظ لبيت قيل فيه. وهو شاعر متوكلي مكثر الرد على الزبير بن بكار هجاءه لال أبي طالب وهو القائل: بوعدت همتي وقرب مالي ... ففعالي مقصر عن مقالي لو أعاد السمح مني وفير ... لزكت لي مروءتي وفعالي

ما اكتسى الناس مثل ثوب اقتناع ... وهو من بين ما اكتسوا سربالي ولقد تعلم الحوادث أني ... ذو اصطبار على صروف الليالي أبو الغمر الطمري كاتب الحسن بن زيد العلوي واسمه هارون بن موسى ويقال هارون بن محمد. وهو القائل يرثي الحسن بن زيد من قصيدة وسألت عنه فقيل بات لما به ... قلت الندى لا شك بات لما به وكأنما ضن الزمان على الورى ... ببقائه أو هابه فبدا به وله يعذر من هربه عن جيش أنفذه معه الحسن للقاء بعض أعدائه: هانت علي سبال العار والعذل ... فلست آنف من حيني ومن فشلي إني بخلت بنفس لا يجاد بها ... ولست بالمال يفديها أخا بخل متى رأيت شجاعاً مات بالأجل ... أونال من لذة الدنيا مدى الأمل كأن آجال شجعان الورى جعلت ... في أنفس البيض والخطية الذبل هارون بن محمد البالسي. يقول لسليمان بن وهب وهو وزير والمهدي من قصيدة تظلم من حيف لحقه ببلده: زيد في قدرك العلي علواً ... يا ابن وهب من كاتب ووزير أنت عين الأمام والقرم موسى ... بك تفتر عابسات الأمور أسفر الشرق منك والغرب عن صف؟ ... ومن العدل فاق ضوء البدور أنشر الناس عيشكم بعد ما كا ... نوا رفاتاً من قبل يوم النشور شرد الجور عدلكم فسرحنا ... منكم بين روضة وغدير هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم أبو عبد الله أديب قليل الشعر من أهل بيت الدين والفضل والأدب. ولد في سنة إحدى وخمسين ومائتين وتوفي سنة تسع وثمانين ومائتين وجرت بينه وبين أبي حمد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر مكاتبات بالأشعار وهو القائل: سقى الله أياماً لنا ولياليا ... مضين فما يرجى لهن رجوع إذ العيش صاف والأحبة جيرة ... جميع وإذ كل الزمان ربيع وإذ أنا أما للعواذل في الصبا ... فعاص وأما للهوى فمطيع وله: إنعم بأيام الصبا ... قبل أيام المشيب وله في معناه: أنعم بأيام الصبا ... واخلع عذارك في التصابي أعط الشباب نصيبه ... ما دمت تعذر بالشباب وله في ابنه أبي الحسن علي بن هارون رحمه الله:

أرى في ابني مشابه من علي ... ومن يحيى وذاك به خليق فإن يشبههما خلقاً وخلقا ... فقد تسري إلى الشبه العروق باب؟ ذكر من اسمه همام الفرزدق واسمه همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة يكنى أبا فراس وإنما سمي الفرزدق لأنه شبه وجهه وكان مدوراً جهيماً بالخبزة وهي الفرزدقة. وبيته من أشرف بيوت بني تميم ومن شرفه أنه ليس بينه وبين معد بن عدنان أب مجهول؛ وكان غالب أبوه جواداً شريفاً ووفد جده صعصعة بن ناجية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلم وهو الذي منع الوئيد في الجاهلية فلم يترك أحداً من بني تميم يئد بنتاً له إلا فداها منه وكان ناجية أبو صعصعة ذا رأي وكان من رجال بني تميم في الجاهلية وكان سفيان بن مجاشع سيداً وأتى الشام فسمع راهباً يذكر أنه يكون في العرب نبي اسمه محمد صلى الله عليه وسلم فسمى ابنه محمد طمعاً في ذلك، وغالب أبو الفرزدق يكنى أبا الأخطل وقبره بكاظمة وهو قريب من البصرة ولم يطف بقبره خائف إلا أمن ولا مستجير إلا أجير ووفد غالب على علي بن أبي طالب ومعه ابنه الفرزدق فال له من أنت؟ قال: أنا غالب بن صعصعة المجاشعي. قال: ذو الإبل الكثيرة؟ قال: نعم. قال: فما فعلت إبلك؟ قال أذهبتها النوائب وزعزعتها الحقوق. قال: ذلك خير سبلها. ثم قال له: يا أبا الأخطل من هذا الفتى؟ قال: ابني الفرزدق وهو شاعر. قال: علمه القرآن فإنه خير له من الشعر. فكان ذلك في نفس الفرزدق حتى قيد نفسه وآلى ألا يحل قيده حتى يحفظ القرآن. وأم الفرزدق لبنة بنت قرظة الضبية وأخوه الأخطل وأخته جعثن هما أخواه لأبيه وأمه والأخطل أسن من الفرزدق وكان من وجوه قومه وأم أبيه ليلى بنت حابس أخت الأقرح بن حابس التميمي. وصح أنه قال الشعر أربعاً وسبعين سنة لأن أباه جاء به إلى علي وقال إن ابني هذا شاعر في سنة ست وثلاثين، وتوفي الفرزدق سنة عشر ومائة في أول خلافة هشام بن عبد الملك هو وجرير والحسن وابن شبرمة في ستة أشهر. وقد روي أنه وجريراً ماتا في سنة أربع عشرة ومائة وأن الفرزدق قارب المائة، وروى الرياشي عن سعيد بن عامر ان الفرزدق بلغ ثلاثين ومائة

ذكر من اسمه هند

سنة والاول اثبت وروى عن الفرزدق أنه قال خضت في الهجاء في أيام عثمان. وكان الفرزدق سيداً جواداً فاضلاً وجيهاً عند الخلفاء والأمراء هاشمي الرأي في أيام بني أمية يمدح إحياءهم ويؤبن موتاهم ويهجو بني أمية وأمراءهم هجا معاوية ابن أبي سفيان وزياد بن أبيه وهشام بن عبد الملك والحجاج بن يوسف وابن هبيرة وخالد القسري وغيرهم، واختلف فيه وفي جرير أيهما أشعر، وأكثر أهل العلم يقدمونه على جرير وقد فضله جرير على نفسه في الشعر، وله في جرير: ليس الكرام بنا حليك أباهم ... حتى ترد إلى عطية تعتل وقال جرير: ما قال لي الفرزدق بيتاً إلا وقد أكبيته أي قلبته إلا هذا البيت فإني ما أدري كيف أقول فيه، ويروى أن بني كليب قالوا لم نهج بشعر قط أشد علينا من قول الفرزدق: أليت كليبياً أذا سيم سوأة ... أقر كإقرار الحليلة للبعل وله فيه: فهل ضربة الرومي جاعلة لكم ... أباً من كليب أو أباً مثل دارم وهو القائل: إن الذي سمك السماء بنى لنا ... بيتاً دعائمه أعز وأطول بيتاً زرارة محتب بفنائه ... ومجاشع وأبو الفوارس نهشل وله: ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا ... وإن نحن أومانا إلى الناس وقفوا وله: والشيب ينهض في الش باب كأنه ... ليل يصيح بجانبيه نهار وله: تصرم مني ود بكر بن وائل ... وما خلت دهري ودهم يتصرم قوارص تأتين ويحتقرونها ... وقد يملأ القطر الإناء فيفعم وله: ترجي ربيع أن تجيئ صغارها ... بخير وقد أعيا ربيعاً كبارها باب ذكر من اسمه هند هند بن خالد بن صخر بن الشريد السلمي جاهلي. لما رثى يزيد بن الصعق الكلابي مالك بن خالد بن صخر بن الشريد بقوله: أنازلة غدواً فراس بفخرها ... عكاظ ولما توفها الصاع شرعا قال هند: ألا أبلغ لديك بني كلاب ... وشاعرها وفي الأقوال غور ألم تر أننا لبين فراس ... سمونا تحتنا الوقح الذكور وكل طمرة مرطى إذا ما ... تحدر عن مغابنها العصير فأشبعنا ضباع الفيف منهم ... وطيراً لا تغب ولا تطير هند بن خالد أبو جرو من بني جشم بن معاوية إسلامي. وقع بين قومه

ذكر من اسمه هردان

وبين بني مدلج شر فقتل بينهم قتيل كان هند يتحدث إلى امرأة منهم يقال لها منيعة وينسب بها في شعره فتغيب عنها وقال في شعر طويل: أحقاً أتاني عن منيعة أنها ... تجاوب ربات العيون الدوامع شأى قومها قومي بنجد وشاقها ... تلألؤ برق آخر الليل لامع جلت وجه ريم أو صبير غمامة ... منيعة أو قرن من الشمس لامع باب ذكر من اسمه الهيردان الهيردان بن خطار بن حفص بن مجدع بن وابس بن عمير بن عبد شمس بن سعد، كان لصاً فهرب إلى المهلب بخراسان وقال: وما للهيرادان ولا علي ... لفتق السيف إذ رهقا نصير سوى شريانه حطمت بكل ... لها في كف نازعها خطير إذا طرحت وراء القوم سهم ... مضى صرداً وأتبعه البصير الصرد: الذي يخرج من الرمية ينفذ إلى الجانب الأخر. وعلي الذي ذكره هو صاحب له وكان لصاً أيضاً فنفرت ناقة الهيردان عند باب المهلب فقال: لحاك الله يا شر المطايا ... أمن باب المهلب تنفرينا فلولا أنني رجل طريد ... لكنت على ثلاث تعتبينا الهيردان بن اللعين المنقري واللعين اسمه منازل بن ربيعة. نزل الهيردان برجل من الصلحاء اسمه ثبيت فأطعمه تمراً وأسقاه لبناً وقام يصلي فقال الهيردان: لخبز يا ثبيت عليه لحم ... أحب إلي من صوبت الأذان تبيت تدهور القرآن حولي ... كأني عند رأسك عقربان باب ذكر من اسمه هردان هردان العليمي شامي دمشقي. وهو دليل يزيد بن المهلب إلى العراق حين هرب من سجن عمر بن عبد العزيز فأخطأ به الطريق فضربه فقال هردان: وسواء ظني بالأخلة أنني ... وجدت يزيد دون ما كان يزعم فظن رويداً بالصديق ولا تكن ... بماعنده مستيقناً سوف تعلم وقال أيضاً: وقوم هم كانوا الملوك هديتهم ... بظلماء لم يبصر بها ضوء كوكب ولا قمر إلا ضئيلاً كأنه ... سوار حشاه صانع السور مذهب

أسماء من الهاء مجموعة

ألا جعل اللهُ الأخلةَ كلهم ... فداءً على ما كان لابنِ المهلب باب أسماء من الهاء مجموعة هجرس بن كليب بن ربيعة التغلبي وأبوه كليب وائل الذي ضربت به العرب المثل في العز فتقول: أعز من كليب وائل. وبسبب قتله كانت حرب البسوس بين بني بكر وتغلب أربعين سنة وقتله جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان وكانت حليلة بنت مرة أخت جساس تحت كليب فقتل أخوها زوجها وهي حبلى بهجرس فتحملت إلى قومها فولدته بينهم فلما شب قال: أصاب أبي خالي وما أنا بالذي ... أمثل أمري بين خالي ووالدي وأوردت جساسَ بنَ مرة غصةً ... إذا ما اعترتني حرها غير بارد في أبيات ثم قال: يا للرجال لقلب ما له آس ... كيف العزاءُ وثأري عند جساس ثم قتله فقال: ألم ترني ثأرتُ أبي كليباً ... وقد يرجى المرشحُ للذحول غسلت العار عن جشم بن بكرٍ ... بجساسِ بن مرةَ ذي التبول جدعتُ بقتله بكراً وأهل ... لعمر الله للجدع الأصيل الهيبان الفهمي جاهلي يقول: كما ضرب اليعسوب إن عاف باقر ... وما ذنبه إن عافت الماء باقر اليعسوب: رئيس كل قبيل وكل نوع. قال ذلك لأن العرب في الجاهلية كانت إذا امتنعت البقر من ورد الماء ضربوا الثور حتى يرد فترد بوروده. هزلة بن معتب بن أحب بن الغوث بن عتريف بن سعد بن عوف ابن كعب بن جلان بن غنم بن عدي بن أعصر. وهزلة فارس خرقة جاهلي يقول: أبلغ نصيحة أن راعى أهلها ... سقط العشاء به على سرحان هنيء بن أحمر الكناني. يقول في رواية عيينة بن المهلب: يا ضمر خبرني ولست بفاعلِ ... وأخوك نافعك الذي لا يكذب هل في القضية أن إذ استغنيتمُ ... وأمنتمُ فأنا البعيد الأجنب وإذا الشدائد بالشدائد مرة ... أشجتكم فأنا المحب الأقرب

وإذا تكون كريهة أدعى لها ... وإذا يحاس الحيس يدعى جندب وقد رويت هذه الأبيات لغيره وقد تقدم ذكرها والثبت أنها لهنيء. الهدم بن امرئ القيس بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد من أهل المدينة وهو أبو كلثوم بن الهدم الذي نزل عليه النبي صلى الله عليه وسلم والهدم جاهلي. قال يرثي عمرو بن حممة الدوسي: لقد ضمت الأثراء منك مرزاُ ... عظيم رماد الناس مشترك القدر حليماً إذا ما الحلم كان حزامة ... وقوراً إذا كان الوقوف على الجمر إذا قلت لم تترك مقالاً لقائل ... وإن صلت كنت الليث يحمي حمى الأجر ليبكك من كانت حبائك عزة ... فأصبح لما بنت يغضي على الصغر الهبل بن عامر بن بكر بن عامر الأكبر بن أوس الكلبي شاعر معروف جاهلي. يقول في كلمة طويلة: عشية تكبو الخيل في قصد القنا ... وتنزع من لباتها ترعف الدما إذا كظهن الطعن من كل جانب ... كظمن فما يشكون إلا تحمحما بمعترك ضنك المكر كأنما ... يساقى به الأبطال صاباً وعلقما وله: وزوجة مغيار وصلت بوجرة ... عجرت عليها لمتي بردائيا لعمري لقد لاقت مراد وخثعم ... بصوران منا إذ لقونا الدواهيا هبار بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى القرشي. قال يهجو تويت بن حبيب: تويت ألم تعلم وعلمك ضائر ... بأنك عبد للئام خدين وأنك إذ ترجو صلاحي ورجعتي ... إليك لساهي القلب جدعنين أترجو مساماتي بأتياسك التي ... جعلت أراها دون كل قرين فدع عنك مسعاة الكرام وأقبلن ... على شاكر وعائر ورهين هريم بن جواس التميمي أحد بني عامر بن عبيد ثم من بني كعب ابن سعد بن زيد مناة بن تميم. يقول للأغلب العجلي ووافقه بسوق عكاظ: قبحت من سالفة ومن قفا ... عبداً إذا ما رسب القوم طفا فما ضفا عديدكم ولا صفا ... كما شرار البقل أطراف السفا فقال له الأغلب: من أنت ويلك؟ فقال: أنا غلام من بني مقاعس ... الشازري الخيل بطعن يابس الضاربين قلل الفوارس فتركه الأغلب وانصرف.

الهملع بن أعفر التميمي من بني عمرو بن الهجيم مخضرم نزل البصرة وخطب إليه الزبير بن العوام رضي الله عنه فرده وقال: وإني لسمح البيع إن صفقت لها ... يميني وأضحت للحواري زينب هميان بن قحافة السعدي الراجز يقول: أنعت قرماً بالهرير عاججا ... عبل الشواة سئماً عفا ضجا يسن أنياباً له لوامجا ... أوسعت من أشداقه المضارجا يظل يكوي بينها مفاججا ... والبكرات اللقح الفواسجا الهدار بن بشير جزري يقول: يشد لسان المرء في القوم أن يرى ... مكان الأكف خلفه ونصيرا ويقطع صوت المرء قلة وطئه ... وإن كان ذا محمية ونكيرا الهذلول يقال الذهلول بن كعب العنبري يقول: ألست أرد القرن يركب ردعه ... وفيه سنان ذو غرارين يابس وأحتمل الأوق الثقيل وأمتري ... خلوف المنايا حين فر المغامس وأقري الهموم الطارقات حزامة ... إذا كثرت للطارقات الوساوس الهرماس بن زياد الباهلي. أحد بني سهم بن عمرو رهط أبي أمامة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان له ابن عم يقال له حبيب بن وائل وقد وسع عليه المال. فذكره أبو سحمة الباهلي أحد بني صحب في أرجوزة أولها: إني وأن كان حبيب أوسعا ... ولم أزد على الكفاف قنعا آكل ما آكل حتى أشبعا ... وأشرب البارد حتى أنقعا فقال الهرماز يرد عليه: كن كحبيب ثم عبه أودعا ... وابق على ظلعك إن تلعلعا إنك لن تعدم منه أربعا ... وأربعاً من ذاك أمراً سفعا هزيرة بن قطاب السلمي يقول: لقد رعتموني يوم ذي قار روعة ... بأخبار سوء دونهم مشيبي نعيتم بني قيس بن عيلان غدوة ... وفارسها شعونة لحبيب

الهزهاز البكري أحد بين عبد الله بن جحدر من بني قيس بن ثعلبة هجا الفرزدق بقوله: لقد ولدت أم الفرزدق جثة ... عن الخير منقوص وفي الشر زائد فقال الفرزدق: تهزهز هزهاز على فعل أمه ... وليس لهزهاز على ذاك حاسد فصار بنو جحدر إلى الفرزدق بهزهاز مكتوفاً فوهبه لهم وأمسك. هزيمة بن كعب. ضربه المهلب حداً في الخمر فقال رواه إسحاق الموصلي: يساقه حد الكأس حتى إذا انتشى ... يزيد رمى جاراته بالعظائم ويشربها حتى يخر مجدلا ... ويقطب في وجه الصديق المنادم الهفوان العقيلي أحد بني المنتفق وأحد اللصوص. وهو القائل يخاطب صاحبين: ملساً بذور الحدسي ملسا ... من بكرة حتى كأن الشمسا ملسا: أي تملسناها. والحدسي منسوب إلى بني حدس بن أراش اللخمي. بالأفق الغوري يكسى الورسا ... نومت عنهم غلاماً جبسا أي فعلا ذلك من اصفرار الشمس إلى غدوة. وغلاماً جبسا: نؤوم كسلان. حتى تغطى فروة وحلسا ... لا توقدا ناراً وبسابسا ولا توقدا ناراً لتختبزا فتبطئا ويعرف موضعهما واقتصرا على الإبساس وهو الحلب في قصعة. أي اشربا قدر ما تشربان. ولا تمساعسا ... واتخذاها للعدو ترسا مجالساً غيا وطعبا دعسا هوبر التغلبي إسلامي يقول: الملك إن لم يقم بالحق سائسه ... عما قليل لأهل الملك ضرار لا بارك الله في الدنيا إذا انصرفت ... لذاتها كان عقبى أهلها النار هبة الله بن إبراهيم بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور يكنى أبا القاسم. كان أسود اللون وجالس الخلفاء وكان عالماً بالغناء قليل الشعر. وتوفي سنة خمس وتسعين ومائتين وهو القائل لأبيه وفيه لحن: أصابك الظبي إذ رماكا ... وعن ظباء النقا حواكا فلو منيت لم تجزه ... ولو تمنى لما عداكا يا ظالماً نفسه بظلمي ... لا تبك مما جنت يداكا أنت الذي إن كفرت حبي ... صرفت قلبي إلى سواكا

حرف الياء

باب اللام والألف لأم بن سلمة أبو الحكم جاهلي. يقول من قصيدة: إن الذي توحي إلي كأنما ... ترمي به فنداً من الأفناد الفند قطعة من الجبل. ليقر قلبي بالوعيد فقد ترى ... ألا أبالي كثرة الإيعاد لا أنت مالك غيتي فتحلني ... ضرراً ولست بمالك إرشادي وقد رويت هذه القصيدة للربيع بن أبي الحقيق اليهودي. لاحق جد أبان بن عبد الحميد بن لاحق الشاعر. قال أبو هفان: حمدان بن أبان بن عبد الحميد بن لاحق كل هؤلاء شعراء. حرف الياء باب ذكر من اسمه يزيد يزيد بن فسحم الخزرجي وفسحم أمه وهي من بلقين بن جسر وهو يزيد بن الحارث بن قيس بن مالك بن أحمر بن حارثة بن مالك الأغر بن امرئ القيس أحد بني الحارث بن الخزرج بن حارثة. جاهلي يقول: إذا جئتنا ألفيت حول بيوتنا ... مجالس تنفي الجهل عنا وسؤددا نحامي على مجد الأغر بما لنا ... ونبذل حزرات النفوس لنحمدا الأغر جده. ابن الخضراء الأشهل واسمه يزيد بن كعب بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن الأوس كان يهاجي نهبك بن إساف. ويزيد هو القائل: تبدلت لما أخرجتني عشيرتي ... بخيبر فتيان الوطيح الأكارما وبالدار لما أخربوها وهلهلت ... نخيلاً وداراً ربة بسلالما ونخلاً تدب العين تحت أصوله ... كحرة ليلى معرضات لطائما يزيد بن حمار السكوني حليف بني شيبان. كان له بلاء ورأي يوم ذي قار فقال يمدح بني شيبان: إني حمدت بني شيبان إذ خمدت ... نيران قومي وفيهم شبت النار ومن تكرمهم في الناس أنهم ... لا يشعر الجار فيهم أنه جار حتى يكون عزيزاً في نفوسهم ... وأن يبين جميعاً وهو مختار

كأنه صدع في رأس شاهقة ... ودونه لعتاق الطير أوكار يزيد بن مالك بن خفاجة العقيلي جاهلي يقول: لقد وجد الطلاب للخيل مكمحا ... ببطني المسيل حين لاقى ابن مالك أسلب عضباً والسلاح ونثرة ... وأترك سلمى في مداد السنابك سنابك الخيل. يقول أسلب هذا وأترك سلمى حتى تصرعها الخيل. يزيد بن مخرم بن حزن بن زياد الحارثي من بني الحارث بن كعب يعرف بابن فكهة وهي جدته أم أبيه وقد تقدم خبر أبيه. ويزيد جاهلي كثير الشعر يقول لمالك بن حريم الهمداني يرد عليه قوله: ألا أبلغ بني همدان عني ... رسالة ماجد واري الزناد بأن شويعراً منكم أتاني ... له قول يقال بلا سداد يسامي معشراً كثروا وعزوا ... وغارات كمرسلة الجراد فلست بقائل هجراً ولكن ... ستعلم أي مرادة ترادي متى ما تلقني تعلم بأني ... شديد الأسر طلاع النجاد وله: ألم تعلموا علماً يقيناً بأنني ... أخو ثقة يشقى به من يحاربه وقد أبقت الأيام مني بقية ... كخير حسام لم تخنه مضاربه وكم من كمي قد تركت مجدلاً ... تنوح وتبكي معولات قرائبه وكم من أسير قد فككت وعائل ... جبرت وقد أعيتْ عليه مذاهبه يزيد بن الصعق الكلابي واسم الصعق عمرو بن خويلد بن نفيل بن عمرو بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وقيل إن الصعق هو خويلد ابن نفيل والصعق لقب. وذلك أنه أصابته صاعقة وهو الذي أسر رؤبة بن رومانس أخا النعمان بن المنذر لأمه. وهو القائل لبني أسيد بن عمرو بن تميم: إذا ما مات ميت من تميم ... فسرك أن تعيش فجئ بزاد بخبز أو بلحم أو بتمر ... أو الشيء الملفف في البجاد تراه ينقب البطحاء حولاً ... ليأكل رأس لقمان بن عاد وله فيهم: ألا أبلغ لديك بني تميم ... باية ما يحبون الطعاما ولأوس بن علفاء عنها جواب. وليزيد يرثي مالك بن خالد بن صخر ابن الشريد: وأبلغ سليماً أن مقتل مالك ... أذل سهول الأرض والحرث أجمعا

أذل صريح الحي مصرع جنبه ... وأنف الموالي أصبح اليوم أجدعا وأضحتْ بلاد كان يمنع سربها ... خلاءً لمن أجرى إليها وأوضعا فلله عيناً من رأى مثل مالك ... قتيلاً بحزن أو قتيلاً بأجزعا المعجب وهو يزيد بن عبد الله بن سفيان الضبي. كان يقال له المنصف. جاهلي يقول: حلفت لتركبن وأنت عجلى ... على ما خيلت وعث القصيم وله: كأني والكميت أجر رمحي ... بأكثبة القصيم على دوار كأن جماجم الأبطال منا ... ومنهم بيننا فلق المحار الممزق العبدي اسمه شأس بن نهار بن الأسود وقيل اسمه يزيد بن نهار بن الأسود وقيل يزيد بن حذاق وقد تقدم خبره. يزيد بن خذاق العبدي جاهلي يقول: وغسلوني وما غسلت من نقل ... وأدرجوني كأني طي مخراق وله: ذريني أسير في البلاد لعلني ... أفيد غنى فيه لذي الحق يحمل فإن نحن لم نملك دفاعاً لحادث ... تلم به الأيام فالموت أجمل أليس كبيراً أن تلم ملمة ... وليس علينا في الحقوق معول وله: لن تجمعوا ودي ومتعبتي ... أو يجمع السيفان في غمد يزيد بن قهرة التميمي فارس كعب بن عمرو بن تميم وقهرة أمه في رواية السكري وهو جاهلي. يوقل في يوم المروت: منيح إذا جد الجزاء معبة ... إذا لم يجد إلا الأمير المعاصيا إذا أعرضت زور كأن متونها ... من القارة الحمراء تكسي الحواشيا هبنقة القيسي المحمق وهو ذو الودعات واسمه يزيد بن ثروان من بني قيس بن ثعلبة. وقد قيل إن إسمه نافع بن ثروان وليس بشيء. وهو الذي تضرب به العرب المثل في الحمق. وهو القائل في رواية أبي المنهال المهلبي: إذا كنت في دار يهينك أهلها ... ولم تك مكبولاً بها فتحولا وإن كنت ذا مال قليل فلا تكن ... ألوفاً لعقر البيت حتى تمولا وإياه عنى الفرزدق يخاطب جريراً وزوج ابنته من الأبلق الأسدي: فلو كان ذا الودع ابن ثروان لا لتوت ... بها كفه عنها يزيد الهبنقا

يزيد بن صحار بن عامر بن ربيعة جاهلي. قال يمدح بني مخزوم: وإن بني مغيرة من قريش ... هم الرأس المقدم والسنام وبعضهم يضيف هذا البيت إلى أبيات الحارث بن أسد الأصغر التي أولها: فأصبح بطن مكة مقشعراً ... كأن الأرض ليس بها هشام يزيد المكسر بن حنظلة بن ثعلبة بن سيار العجلي. يقول في يوم ذي قار: من فر منكم فر عن حريمه ... وجاره وفر عن نديمه أنا ابن سيار على شكيمه ... إن الشراك قد من أديمه وكلهم يجري على قديمه ... ما قارح الهجمة أو صحيحه ذو الرقيبة المري وهو المقشعر وهو الأشعر وهو أبو ضمرة يزيد بن سنان بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان. وكان إذا حضر حرباً اقشعر وهو جاهلي. حالف بني سهم وخصيلة بن مرة على بني يربوع بن مرة بن غطفان فسموا المحاش. فقال له النابغة الذبياني: جمع محاشك يا يزيد فإنني ... أعددت يربوعاً لكم وتميما ولحقت بالنسب الذي عيرتني ... وتركت نصرك يا يزيد ذميما فأجابه يزيد: لو كنت هياباً أو ابن لئيمة ... لأعطيت ما ترضى به سخط الخصم ولكن تمطت بي حصان نجيبة ... جميل المحيا من نساء بني غنم وأم يزيد بنت كثير بن زمعة من بني غنم بن دودان بن أسد. مزرد بن ضرار الغطفاني اسمه يزيد وهو أخو الشماخ بن ضرار ولقب مزرداً ببيت قاله ويكنى أبا ضرار وقيل أبو الحسن وهو أسن من الشماخ وله أشعار وشهرة وكان هجاءً خبيث اللسان. حلف لا ينزل به ضيف إلا هجاه ولا يتنكب بيته إلا هجاه، وأدرك الإسلام فأسلم وقال من قصيدة أولها: صحا القلب عن سلمى ومل العواذل ... وما كاد لأياً حب سلمى يزايل ومنها: وقد علموا في سالف الدهر أنني ... معن إذا جد الجراء ونابل معن: ذاهب في كل وجه؛ نابل حاذق؛ والجراء: الجري. زعيم لمن قاذفته بأوابد ... يغني بها الساري وتحدى الرواحل زعيم: كفيل. والأوابد: الغرائب. أراد أنه يهجوهم بهجاء يبقى ويحفظه الناس

باب ذكر من اسمه يحيى

ويحدون به ويغني به الساري وهو السائر ليلاً. ومن نرمه منها ببيت يلح به ... كشامة وجه ليس للشام غاسل يقول تكون كالشامة في الوجه لا تغسل بالماء. كذاك جزائي في الهدى فإن أقل ... فلا البحر منزوح ولا الصوت صاحل يقول كذاك جزائي في المهادة فليس. بحري بمنزح ولا صوتي بح والصحل مثل البحوحة في الحلق. باب ذكر من اسمه يحيى أبو وهب يحيى بن ذي الشامة واسمه محمد بن عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط. يقول وقد رويت لغيره: برد الليل والنهار أبا وه؟ ... ب وهبت عليك ريح برود وأتاك الشتاء يسعى وماعن؟ ... دك إلا الأخلاص والتوحيد وثياب لبستها أول الصي؟ ... يف إلى أن علاك برد شديد ولقدماً أفيد ثم أبيد ال؟ ... مال إني امرؤ مفيد مبيد لم تزل تلك عادة الله عندي ... والفتى آلف بما يستعيد وله: جاء الشتاء وليس عندي درهم ... وبمثل هذا قد يخص المسلم وتأهب الناس الجباب لبرده ... كأنني بفناء مكة محرم يحيى بن نعيم العدواني من ولد عوف بن بكر بن يشكر بن عدمان كان قاضي خراسان. يقول: أبى الأقوام إلا بغض قيس ... قديماً أبغض الناس المهيبا أبو عمران الضرير اسمه يحيى بن سعيد مولى لآل طلحة بن عبيد الله التيمي وهو كوفي يقول: إذا أنا لم أثن بخير جازيا ... ولم أذمم الرجس البخيل المذمما ففيم عرفت الخير والشر باسمه ... وشق لي السمع المسامع والفما وله ويروى لغيره: لا تهلكن النفس لوماً وحسرة ... على الشيء سداه لغيرك قادره ولا تيئسن من صالح أن تناله ... وإن كان شيئاً بين أيد تبادره فإنك لا تعطي امراً حظ غيره ... ولا تمنع الشق الذي الغيث ناصره يحيى بن زياد بن عبد الله بن عبد الله بن عبد المدان وهو عمرو بن الديان وهو يزيد بن قطعن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب ابن الحارث بن كعب. وزياد

بن عبيد الله خال أبي العباس السفاح وقلده المدينة في خلافته. ويحيى يكنى أبا الفضل وكان شاعراً أديباً ظريفاً ماجناً خليعاً ومنزله الكوفة وكان صديق مطيع بن إياس وحماد عجرد ورمي بالزندقة. وهو القائل: ولما رأيت الشيب حل بياضه ... بمفرق رأسي قلت للشيب مرحبا ولو خلت أني لو كففت تحيتي ... تنكب عني رمت أن يتنكبا ولكن إذا ما حل كره تسامحت ... له النفس يوماً كان للحزن أذهبا وله: والمرء تلقاه مضياعاً لفرصته ... حتى إذا فات أمر عاتب القدرا وله: نعى ناعيا عمرو بليل فأسمعا ... فراعا فؤاداً كان قدماً مروعا دفعنا بك الأيام حتى إذا أتت ... تريدك لم نسطع لها عنك مدفعاً يحيى بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم. يقول في رواية ابن عائشة: ولئن هلكت لتبكينك أمة ... ذاقوا المعيشة بعد طول صغار من كل مجتهد برى أوصاله ... صوم النهار وسجدة الأسحار يحيى بن زياد بن أبي جرادة البرجمي الشاعر. يقول لعيسى بن موسى الهاشمي وسقى شربة لما طالبه المنصور بتقديم المهدي عليه في البيعة: أفلت من شربة الطبيب كما ... أفلت ظبي الصريم من قتره من قانص يقنص الحياة إذا ... ركب منهم الحتوف في وتره دافع عنه المليك قدرته ... صولة ليث يزيد في خمره أبو محمد اليزيدي يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي سمي اليزيدي لصحبته يزيد بن منصور خال المهدي وهو مولى عدي الرباب بن زيد مناة وهو غلام أبي عمرو بن العلاء في النحو واللغة والغريب والقراءة وكان فصيحاً نحوياً شاعراً وجعل الرشيد المأمون في حجره وكانت له في أيام الرشيد والبرامكة أشعار كثيرة وأحرقها قبل موته وأخذ على ولده ألا يخرجوا له غير المواعظ. وتوفي سنة اثنتين ومائتين وفيها قتل ذو الرياستين الفضل بن سهل. وأبو محمد هو القائل: من يلم الدهر ألا فالدهر غير معتبه ... أو تيعجب لصروف الدهر أو تقلبه

بكل ذي أعجوبة جازاك من معتجبه ... مضى بذاك مثل من ير يوماً يربه ليس الفتس كل الفتى إلا الفتى في أدبه ... وبعض أخلاق الفتى أولى به من نسبه وآفة الرأي الهوى والحزم في تجنبه ... وأظنن بكل كاذب ماشئت بعد كذبه وله يهجو الأصمعي من أبيات: ابن لي دعي بن ي أصمع ... متى كنت في الأسرة الفاضله ومن أنت هل أنت إلا امرؤ ... إذا صح أصلك من بأهله يحيى بن بلال العبدي أبو محمد البحراني كوفي نزل همذان. وهو شاعر محسن يتشيع وله في الرشيد مدائح حسنة وهو القائل: وللموت خير من حياة زهيدة ... وللمنع خير من عطاء مكدر فعش مثرياً أومكدياً من عطية ... تمنى وإلا فاسأل الله واصبر وله: لعمري لئن جارت أمية واعتدت ... لأول من سن الضلالة أجود وأنشد يحيى عبد الله بن عبد الله بن عباس بنهر أبي فطرس وله فيه خبر. أما الدعاة إلى الجنان فهاشم ... وبنو أمية من دعاة النار أميّ مالك من قرار فالحقي ... بالجن صاغرة بأرض بوار فلئن رحلت لترحلن دميمة ... وإذا أقمت بذلة وصغار يحيى بن خالد بن برمك وزير الرشيد. يقول في رواية ميمون بن هارون ويروى لغيره: الليل شيب والنهار كلاهما ... رأسي بكثرة ما تدور رحاهما يتناهبان نفوسنا ودماءنا ... ولحومنا جهراً ونحن نراهما الشيب إحدى الميتتين تقدمت ... أولاهما وتأخرت أخراهما وفعل ابنه الفضل شيئاً اشتهر عنه فأنكره عليه يحيى وكتب إليه وتروى لغيره أيضاً: ادأب نهاراً في طلاب العلى ... واصبر على فقد لقاء الحبيب حتى إذا الليل أتى مقبلا ... واستترت عنك عيون الرقيب فقابل الليل بما تشتهي ... فإنما الليل نهار الأريب ولذة الأحمق مكشوفة ... يسعى بها كل عدو مريب يحيى بن محمد بن مروان بن عبد الله بن أبي سليط الأنصاري حجازي رشيدي يقول: أنت المنقى والمصفى في النسب ... وأنت أنقى الناس عرضاً من وكب

ظننتكم مسكاً وأنتم من ذهب ... وأنجم البطحاء في ماضي الحقب والغيث في قحط الزمان واللزب ... جنبت قريش لكم خرت القطب توشطاً في العز منها والحسب يحيى بن الزبير بن عمرو بن الزبير بن العوام. مدني رشيدي يقول: قد قلت حين تولوا مسرعين به ... نحو البقيع إلا الله من رجم لو يعلم الميت ما يلقى المصاب به ... علمت أني ذو حظ من الألم أن تمس رهن ضريح تحت بلقعة ... فقد تكون لنا حرزاً من العدم يحيى بن مسكين بن أيوب بن مخارق المدني. كان داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس يتقلد مكة والمدينة فأقام بمكة فكتب إليه يحيى: ألا قل لداود ذي المكرما ... ت والعدل في بلد المصطفى مكة ليست بدار المقام ... فيها مهاجر من قد مضى أبو الجنوب يحيى بن مروان بن سليمان بن أبي حفصة. قال أبو هفان: أبو الجنوب اسمه أبو عبد الله. وهو خطأ. وفد أبو الجنوب مع أبيه على موسى الهادي فمدحه ورثى المهدي. وهو القائل يمدح شراحيل بن معن ابن زائدة: ما يجهل الناس من أمر فقد علموا ... أن ابن معن شراحيلا فتى العرب أعطى أبوك أبي قدماً وموله ... فأعطني مثل ما أعطى أبوك أبي ما كان يقدم من أرض يكون بها ... غلا أتانا بأوقار من الذهب وله يهجو رجلاً: وما رأى معن بالزنيق إذا انتشى ... ولا قبل شرب الراح وهو جريح يحيى بن سعيد الأنباري. يقول في جعفر بن خالد البرمكي: ياابن البرامكة المبرز سبقهم ... عند الطعان وعند حر المصدق وابن المرازب والأكاسرة الألى ... فاقوا بفضل سماحة وتخلق كرماً وعزاً غالباً ومهابة ... الفارجين لكل هم مقلق والمغلقين لما أرادوا ستره ... والقاتحين لك سد مغلق يحيى بن نعيم الثقفي. له مع أبي العتاهية أخبار وكأن يهجو يحيى بن أكثم كثراً. فمن قوله فيه أرجوزة أولها: أرقه برح الهوى وسدمه ... رمله الحب فبات يألمه

طوراً يعانيه وطوراً يسأمه ... مثل حريق في الحشا يضرمه يقول فيها: أصبح هذا الدين رثاً رممه ... أوطنه الجور ويحيى معلمه مذ ولي الحكم أبيح حرمه ... واضطربت أركانه ودعمه يا ليت يحيى لم يلده أكثمه ... ولم تطأ أرض العراق قدمه ملعونة أخلاقه وشيمه ... لا خلفه عف ولا مقدمه أي دواة لم يلقها قلمه ... وأي خشف لم يبت يستطعمه يحيى بن أحمد اللوكسي من أهل رحبة ابن طوق. كان في ناحية محمد ابن البعيث الخارج على التموكل بنواحي أذربيجان ومدحه مدحاً كثيراً فمنه قصيدة أولها: لا زال محسوداً على أفعاله ... وحسوده في الناس غير محسد شطراه بين معاقب أو غافر ... أو عائد متفضل أو مبتدي شفعاً ووتراً كل ذاك فعاله ... كالدهر إلا أنه لا يعتدي فالناس تحت لوائه من راغب ... أو راهب أو رائح أو مغتدي وله فيه متى ألق من آل البعيث محمدا ... أحل رياضاً للعلى بمحمد وتضحك أم البشر عني بنيله ... فأرجع محسوداً بنيل محسد يحيى بن صبح التنوخي أبو زكريا، قال يفخر: وإلى قضاعة أنتمي وهم ... عطنى الممنع والقنا أجمى فإذا فزعت وجدت خيالهم ... تحت الكماة تعض باللجم ووجدت فتياناً إذا ندبوا ... يوم الوغى يعدوا من الصمم وإذا الضيوف بدارهم نزلوا ... فجعوا رعاء الإبل والغنم من كان ذا ذخر فإنهم ... ذخري ومستهدي ومعتصمي نفسي ومالي دونهم ويدي ... ومهندي ومثقفي ودمي وله يمدح: وإذا بجحت به بجحت بسيد ... ترك الطريق إلى الندى مأهولاً وإذا اعتصمت به اعتصمت بمن إذا ... لقي الكتائب ردهن فلولا يحيى بن عمر العلوي. خرج أخوه أحمد بن عمر إلى الكوفة فكتب إليه يحيى: أيا سيداً قد رماني البعا ... د منه بأمر فظيع عجاب فلما تمادى زمان الفراق ... وطالت بنا مدة الاغتراب أقمت الكتاب مقام اللسا ... ن مني فاسمع لقول الكتاب

كأني أناجيك إن جاءني ... ورود البشير برجع الجواب محمود بن مروان بن أبي الجنوب بن مروان بن سليمان بن أبي حفصة واسم محمود يحيى سماه المتوكل محموداً لغمزه على الطالبيين ويكنى أبا مروان. جالس المتوكل واطرحه المنتصر والمستعين فلزم المعتز وخص به فقلده اليمامة والبحرين. وهو القائل: لي حيلة فيمن ينم ... وليس في الكذاب حيلة من كان يكذب ما ير ... يد فحيلتي فيه قليلة وله في المعتز: أعاد إلينا الفضل أيام جعفر ... وأحيا لنا بالعدل والجود جعفرا إمام له في كل قلب محبة ... كوالده قولاً وفعلاً ومنظرا ظفرت بحق طالما قد ظلمته ... ومن كان يبغي ذاك أمسى مظفرا يحيى بن أبي الخصيب الكوفي. ماجن كان في أيام المعتضد. له قصيدة طويلة ذكر فيها خلوته بامرأة لقيها في الطريق بالكوفة أولها: أبا حسن ان لي قصة ... ولولا أعاجيبها لم تطل أبو الغوث يحيى بن أبي عبادة البحتري الشاعر. تقدم نسب أبيه. قدم بغداد قبل الثلاثمائة وسمع منه وجوه أهلها وعلمائها أشعار أبيه وبقي بعد ذلك. وهو القائل يمدح أبا العباس بن بسطام: ملك تقوم له الملوك إذا احتبى ... وتخر للأذقان عند قيامه برقت مخايل جوده وتخرقت ... بالنيل للعافين غر غمامه لله أي بلاغة وبراعة ... ومكائد تحتل في أقلامه أدهى وأخفى موضعاً لمكيدة ... من أن ترى الأبصار وقع سهامه أعطى فقلنا الغيث في إرهامه ... وسطا فقلنا الليث في إقدامه والنيل يرجسه على مرتاده ... والضيم يغلبه على مستامه نفسي فداؤك من حميد رعية ... نجمت نجوم العدل في أيامه أبو أحمد يحيى بن علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم. شاعر مطبوع راجز مقصد أشعر أهل زمانه وأحسنهم أدباً وأكثرهما افتناناً في علوم العرب والعجم. وجالس الموفق والمعتمد وخص به وبالمكتفي بعده وهو من شجرة الأدب الناضرة وأنجمه الزاهرة فاضل الآباء والأجداد منتخب الأهل والأولاد ولا نعلم أنه اتصل في بيت من بيوت الأدب من التمسك بالدين والمناضلة عنه والافتنان

باب ذكر من اسمه يعقوب

في الآداب والمثابرة عليها ما اتصل فيهم قديمهم ومحدثهم. ولد أبو أحمد في سنة إحدى وأربعين ومائتين وتوفي رحمه الله في سنة ثلاثمائة. وقال أبو هفان: أشعر أبناء النعمة إلى سنة ست وخمسين ومائتين أربعة نفر أولهم أبو أحمد يحيى بن علي وله في هذه السنة بضع عشرة سنة. وأبو أحمد هو القائل يفخر: نروي السيوف دماً إذا شكت الصدا ... يوم الوغى بأساً وصدق ضراب فتمج إن خفضت على أقدامنا ... وتمج إن رفعت على الأعقاب وله: إذ خاض في الشعر نقاده ... فعندي من سره المعدن وإني لأحسن تأليفه ... وأسهل فيه إذا أحزنوا فألقي إذا قلته ما يشح ... على مثله الشاعر المحسن وأسقط أجود مما لدي ... رواة القريض وقد دونوا وله: رب شعر نقدته مثل ما ين؟ ... قد رأس الصيارف الدينارا لو تأتى لقالة الشعر ما أس؟ ... قط منه حلوا به الأشعارا ثم أرسلته لكانت معاني؟ ... هـ وألفاظه معاً أبكارا وأجل الكلام ما يستعير الن؟ ... اس منه ولم يكن مستعار باب ذكر من اسمه يعقوب يعقوب بن داود مولى بني سليم وزير المهدي. كان عبد الله بن مالك على شرطة المهدي فتزوج فاطمة بنت محمد بن حمزة الخزاعي وكانت بسن أبيه فقال له يعقوب: تزوجت عجوز الحي ... تبغي عندها الغبطه فلم تفلح ولم تنجح ... وكانت أعظم السقطه فطلقها لحاك الله ... لا تعزل عن الشرطة يعقوب بن أبي عامية التسلمي الأجدع المديني. سماه عمر بن شبة. وقال الزبير: اسمه معن وكان إباضياً لعيناً استعمله زياد بن عبد الله الحارثي لما كان على المدينة للمنصور على ينبع فحبس بعض أولياء عبد الله بن حسن فشهر عبد الله فهجاه وقبح. وهو القائل لمعن بن زائدة:

إن زال معن بني شريك لم يزل ... يوماً إلى بلد بعير مسافر نذراً علي إن لقيتك سالماً ... أن تستمر بها شفار الجازر ولمعن فيهما خبر. فروخ الطلحي المدني ويقال فروخ الزنا واسمه يعقوب بن إسماعيل ابن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله. قدم بغداد ومدح المهدي بقصيدة منها: يا خير من حطت الرفاق به ... وخير جد لخير معترق ما زالت بالعفو للذنوب وإطلاق ... لعان بجرمه فلق حتى تمنى البراء أنهم ... عندك أمسوا في القيد والحلق وله: ما تأمري بمتيم صب ... يهيد كثير بلابل القلب يدعو باسمك عند عثرته ... متفدياً بالأم والأب وترى له ذنباً علاقتكم ... فيعدكم كفارة الذنب قد كنت يا سمعي ويا بصري ... من حبكم مستغفراً ربي أبو المعافى المزني اسمه يعقوب بن إسماعيل بن رافع مولى مزينة وقيل اسمه محمد والأول أصح. كان في صحابة العباس بن محمد الهاشمي هو وابنه أبو البداح وكانا شاعرين. وأبو المعافي هو القائل يمدح رجلاً من قريش: فلم تحو الرياسة من بعيد ... ولم ترث السماحة من كلال وما قصرت يداك عن المعالي ... ولا طاشت سهامك في نضال فأين لنا نظيرك من قريش ... تجير كما تجير من الليالي وأين لنا نظيرك من قريش ... لقد بعدت يمين من شمال وله يصف السودان: أحب النساء الصفر من أجل تكتم ... ومن حبها أحببت من كان أسودا فجئني بمثل المسك أطيب نكهة ... وجئني بمثل الليل أطيب مرقدا يعقوب بن الربيع الحاجب مولى المنصور. وقيل هو الربيع بن يونس ابن محمد بن أبي فروة. واسمه كيسان مولى الحارث الحفار مولى عثمان بن عفان. وكان يعقوب ظريفاً شاعراً جميلاً يقال إن الرشيد كان يميل إليه في أيام أبيه. وهو شاعر محسن غير مطيل أنفد شعره في مراثي جاريته ملك وطلبها سبع سنين يبذل فيها ماله وجاهه حتى ملكها فأقامت عنده ستة أشهر ثم ماتت. فرثاها فأحسن فمن ذلك قوله: رأيت ثياب الناس في كل مأتم ... إذا احتفلوا زرق الثياب وسودها

وإني على ملك لبستُ ملاءةً ... من الحزنِ ما يبلى الزمانُ جديدها وله: بليتُ ملك في التراب فأبلا ... ني بلاها وذكر ملك جديد ينقصُ الوجدُ كلما قدما العه؟ ... دُ ووجدي في كل يوم يزيد وله: يا ملك إن كنتِ تحت الأرض باليةً ... فإنني فوقها بالٍ من الحزن يا ملك لم تجدي مس البلى ولقد ... وجدت مس البلى والضر في البدن وله في رواية هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم: يقطع قلبي بالصدود تجنياً ... ويزعم أني مذنب وهو مذنب كعصفورةٍ في كل طفل يذيقها ... أفانينَ طعم الموت والطفل يلعب يعقوب بن إسحاق المخزومي من ولد عبد الرحمن بن أبي ربيعة بن المغيرة. مدني رشيدي. قال يرثي رجلاً: إنْ ينسك الأخوان والأهل ... أو ينس منك الشخص والفعل فلقد غنيت وأنت أكمل أه؟ ... ل الأرض مالك فيهم مثل متصرفاً للحمد محتملاً ... للقل فعلك فاضل جزل وله: من لحمل العظيم والدفع والنف؟ ... ع ومن للقريب وللبعيد بعد ذي المجد والفعال أبى بك؟ ... ر وذي العرف والفقيد الحميد كان للجار واليتامى وللسف؟ ... ر وللمجتدى وللمجهور يا لها من مصيبة ليس ما قد ... كان منها براجع مردود يعقوب بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب. قليل الشعر فارس شجاع. كان قد هم بالخروج على المأمون وواطأ نصر بن شبيب وغيره من رؤوس الجزيرة والشام على أن يبايعوا له بالخلافة فمات قبل ذلك بعد أن هجا الرشيد والمأمون. وهو القائل: لئن ساعد المقدار حزمي ونجدتي ... لأبعثه جيشاً إليك عرمرما سحائب يغشى الطرف من لمعانها ... تصوبكم سماً وتحلبكم دما إلى أن يقر الحق في مستقره ... ويذهب جور منكم قد تحكما وله من قصيدة طويلة: لقد زال هذا الأمر من مستقره ... وألف فيه بين حق وباطل ودارت رحى الإسلام في غير قطبها ... وطالت يد الباغي بها المتطاول

فلا لوم في حث الكتائب نحوه ... كرجل جراد في الضحى متواصل تطيف بميمون النقيبة رابط ... على الهول جأشاً فائض الخير عادل تضئ سيوف العدل فيها وتنتحي ... على كل رواغ عن الحق مائل يعقوب بن إبراهيم بن عيسى بن أبي جعفر المنصور ويعرف بأبي الأسباط. لما قال محمد بن عبد الملك الزيات قصيدته التي أغرى فيها بإبراهيم ابن المهدي في أيام المأمون عند رضى المأمون عنه وعدد فيها ما كان منه عند دعائه إلى نفسه وأولها: ألم تر أن الشيء للشيء علة ... يكون له كالنار تقدح بالزند قال أبو الأسباط يجيبه ويمدح إبراهيم بقصيدة طويلة أولها: ألا من لطب شفه قدم الوجد ... يحن إلى هند وما هو من هند يقول فيها: إليك أمير اللمؤمنين تطلعتْ ... نصائح مأمون الهدى مرسن جلد يشوب لك الزيات حقاً بباطل ... مكائده والكيد من مثله يردي يريك ضلال الرأي في صورة الردى ... بتمثيله الأمثال جوراً عن القصد لتسطو بالأدنى وتستبقي العدى ... ذوي النسب النائي المصر على الحقد يعقوب بن إسحاق بن صليبا الكاتب من أهل العسكر. كان في ناحية عبيد الله بن يحيى بن خاقان وكان يكاتب علي بن يحيى المنجم بالأشعار. ومن قوله ليحيى: خليل لنا كامل رأيه ... كثر المحاسن جم الأدبْ تجنى وأظهر من عتبه ... علينا خلافاً لما قد يجب وشاب المديح بغير المديح ... ويوعد إيعاد من قد غضب أستوجب ذم إخوانه ... أخ جيد الرأي إذ لم يصب وأتقى عليهم كأتقائه ... على نفسه من مخوف السبب فإن كان ذلك ذنباً فلا ... متاب ولا معتب من عتب فأجابه أبو أحمد يحيى بن علي عن أبيه: أيا ابن صليبا بحق الصليب ... أجد مقالك لي أم لعب لعمرك لولا ذمام الندام ... وأنك تصغر عن أن تسب وإن الليوث تعاف الكلاب ... ولا سيما الكلب منها الكلب وإيثاري العفو عن قدرة ... غدا ابن صليبا إذاً قد صلب ولا عيب فيه سوى أنه ... إذا ما ذكرنا أباه غضب

ذكر من اسمه يوسف

يعقوب بن إبراهيم بن برادق الأعمى الشاعر. لقي أبا تمام الطائي وروى عنه حديثاً. يعقوب بن إسحاق الكندي المتحقق بعلوم الأوائل. يقول المقطعات ويضمنها أبياتاً لغيره وهو القائل وكتب بها إلى بعض إخوانه يهنئه بخروج شهر رمضان وإقبال شوال: هناك أب الحسين خروج شهر ... يفرق صومه اللذات جدا فلا زالت كؤوسك معملات ... تشكي منك أتعاباً وكدا تغني كلما يلقاك كأس ... ألا يا دير حنظلة المفدى تخطاك الحوادث ثانيات ... وتلقى من طوال العيش سعدا يعقوب بن يزيد التمار أبو يوسف من شعراء العسكر. كان متصلاً بالمنتصر ومات في آخر أيام المعتمد. قال لأبي أحمد الموفق في أيام الفتنة يحرضه على أهل بغداد: أبا أحمد نفسي فداؤك رجهم ... فليس أخو الغارات إلا المصمم بكل حسام كا لعقيقة صارم ... إذا قدّ لم يعلقْ بصفحته الدم وله: كنت أشكو إلى خيالك في النو ... م اشتياقي فقد منعت الخيالا أنت علمتني الصدود فلو عد ... ت بوصل أعاد منك الوصالا يا جحوداً لما يقاسيه قلبي ... شاهدي عبرة تفيض انهمالا ما أذاب الفؤاد إلا احتراق ... واشتياق يزيد قلبي اشتعالا يعقوب الأعرج أبو يوسف القصير يقول: لا تلم الصب على ما به ... وأكفف الدمع بتسكابه كأنه اللؤلؤ في سلكه ... منحدر من كف ثقابه قد هتك الخدين سلساله ... شوقاً إلى رؤية أح بابه يرعى نجوم الليل من زفرة يحقرها ألأم أو صابه وله: عني إليك فقد رأيت بمفرقي ... يا أم عمرو للمنون بريدا عني إليك فقد رأيتك خلتي ... أظهرت أن لاح المشيب صدودا ذهب الشباب وغصنه الغض الذي ... كنا به نسبي الحسان الغيدا أيام أسحب للصبا أذياله ... وأروح منه صائداً ومصيدا باب ذكر من اسمه يوسف يوسف بن يعقوب بن موسى بن عبد الرحمن بن الحصين بن مخلد التيمي القرشي.

كان يسكن عسفان بين مكة والمدينة إسلامي. قال يرثي قوماً من أهله: كم لي على عسفان من رجم ... وصدى تفيض العين من ذكره فأظل محروباً بمهلكه ... مقلولياً أبكي علاى حفره كذب الصفاء الحي بميته ... إذ لم يمت أسفاً على أثره وله: كأني غداة البين من لاعج الهوى ... بأسمر مسنون الشباة طعين فيا عائداتي إذ أردتن سلوتي ... وسيان نفسي وانقطاع شجوني فامسكن عني بالعشي حمائما ... لهن على سوق العضاة رنين أو اخفين لمع البرق من نحو أرضها ... إذا لاح في داجي الرواق هتون أو اشققن عن قلبي فأخرجن حبها ... فقلبي لها مستودع وأمين أو اقصرن عن هذا فإن انصرافه ... إلى مدة لا بد أن ستكون يوسف بن عبد العزيز بن الماجشون الفقيه المدني يقولك نعلل بالدنيا ونعرف غبها ... ويمنعنا حرص النفوس الشحائح وأحزنني ألا أزال موكلا ... بتأميل أمر لست فيه برابح فيا باكياً شجواً على الدين والتقى ... فبك بمر فض من الدمع سافح وللعلم والإسلام والحلم والنهى ... فهج عبرة جادت بها في الجوانح أصابهم ريب المنون فأصبحوا ... تراباً وهاماً تحت صم الصفائح وعريت الأحساب والدين بعدهم ... فصارت كمهجور من الأرض نازح يوسف بن الصيقل الشاعر الواسطي. له مع الهادي خبر. يقول فيه: لا تلمني أن أجزعا ... سيدي قد تمنعا وبدت منه جفوة ... بعد ما كان أطمعا وإبلائي إن كان ما ... بيننا قد تقطعا إن موسى بفضله ... جمع الفضل أجمعا فمنادي السماح بال؟ ... جود منه قد أسمعا وله: لا ذنب لي يا سيدي ... إن كان قلبك قد تقلب هان الذي ألقى علي؟ ... ك أنا أموت وأنت تلعب وله: ما أساء في فعاله ... من أساء ثم اعتبا وله: يا مستحل ظلمي ... أما تخاف ربك عاقبتني برئياً ... وقد غفرت ذنبك مالي إليك ذنب ... بلى ذكرت حبك يوسف بن لقوة الكاتب الكوفي. كان الفضل بن سهل يفضله في الكتبة

أسماء مجموعة في الياء

ويصفه. وله القصيدة الحرفية الطويلة التي أولها: أحمد الله ذا الجلال كثيراً ... وإليه ما عشت ألجي الأمورا يصف فيها اختلاف حاله وحرفته ويقول في آخرها: إن صرف الزمان ضعضع ركني ... ما أرى لي من الزمان مجيرا ليس ذنبي إلى الزمان سوى أن؟ ... ني أحببت شبراً وشبيرا وعلياً أباهما أفضل الأم؟ ... مة بعد النبي سبقاً وخيراً فعلى حبهم أموت وأحيا ... وعلى هديهم ألا قي النشورا وله في الغيبة: يستأكل العاشق حتى إذا ... ما أخذ الفقر بأنفاسه ولت بفقر وقرون الفتى ... تهتز بالكشح على رأسه يوسف بن القاسم بن صبيح الكاتب مولى بني عجل. منازلهم سواد الكوفة يكنى أبا القاسم وهو أبو أحمد بن يوسف وزير المؤمون وكان يوسف يكتب لعبد الله بن علي عم المنصور وله فيه أشعار وكان يكاتبه بها. وهم من أهل بيت شعر وأدب وبلاغة. ويوسف هو القائل: هجرتك لما لم أجد فيك سلية ... وصادفت منك الحب غير قريب وما كنت أدري أن مثلك ينثني ... على جنب خوان الصديق مريب فراق أخ يعطي المودة حقها ... أضر وأبلى من فراق حبيب باب أسماء مجموعة في الياء ذو رعين أحد ملوك اليمن اسمه يريم بن زيد بن سهل بن عمرو بن الغوث بن قطن بن عريب وهو القائل: أيا من يشتري سهراً بنوم ... سعيد من يبيت قرير عين فإن تلك حمير غدرت وخانت ... فمعذرة الإله لذي رعين يميل بن دهناء الربعي وهي أمه. وهو القائل في خالد بن عبد الله بن أسيد حين أجاره مالك بن مسمع: وخالداً قد أجرنا بعدما خطرت ... أيدي الرجال بحبل غير خوان إنا إذا ما قريش خاف خائفها ... سالوا الجوار فكنا خير جيران يعيش الكلبي شاعر شامي إسلامي يقول: ما سرني أن أمي من بني أسد ... وأن لي كل يوم ألف دينار

وأن تحتي عشراً من نسائهم ... وإن ربي نجاني من النار يموت بن المزرع بن يموت البصري من عبد القيس يكنى أبا بكر. قدم بغداد سنة أحدى وثلثمائة وهو شيخ كبير وهو أحد الرواة. لقي الزيادي والمازني ودماذاً وغيرهم وروى عنهم، وهو ابن أخت الجاحظ. وخرج إلى مصر ومدح بها ذكاء وهو يليها بقصيدة أولها: تؤرقني بعد العشاء هموم ... كأني لما بين الضلوع سقيم أبيت لها ذا لوعة وصبابة ... وفي كبدي من حرها لهموم أبكي شباباً قد مضى هل يعود لي ... وهل عيش حي في الحياة يدوم وقال لابنه مهلهل: مهلهل أحشائي عليك تقطع ... وأقرع أجفاني أخوك مزرع إلى الله أشكو ما تجن جوانحي ... وما فيكما من غصة أتجرع فلولا كما ما إن سلكت تنائفا ... ولولا كما قد كان في القوم مقنع فإن ذرفتْ عيناي وجداً عليكما ... ففي دون ما ألقاه مبكى ومجزع أخاف حماماً يا مهلهل باعثاً ... وطير المنايا حائمات ووقع اليسع بن أيوب مولى حكيم بن حزام. قال يمدح عمر بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز العمري وكان قد ولي المدينة للرشيد. يا ابن عبد العزيز يا عمر الخي؟ ... ر يا ابن المهذب الفاروق أنت لي عصمة وحرز أبا حف؟ ... ص ومنجى من كل هم وضيق ومجير من الزمان إذا ما ... راب دهر واعتل كل صديق ما أبالي إذا بقيت أبا حف؟ ... ص على من مضى سبيل الطريق

ذكر من غلبت كنيته على اسمه

باب ذكر من غلبت كنيته على اسمه من الشعراء المجهولين والأعراب المغمورين ممن لم يقع إلينا اسمه. وقد أثبت أخبارهم وأشعارهم في الكتاب المفيد فاقتصرت في هذا الموضع على ذكر كناهم وقائلهم. وسقتهم على حروف الهجاء وبالله أستعين وهو حسبي ونعم الوكيل: الألف أبو أراكة الهذلي. أبو أثيلة الهذلي. أبو أسماء بن الضريبة النصري. أبو أنس بن صرمة الخزرجي. أبو أسامة الجشمي. أبو أثاية القرظي اليهودي. أبو الأبرش الشاعر. أبو الأشعث القيسي. أبو الأعفل السكوني. أبو الأسد مولى خالد القسري. أبو أسد الشيباني. أبو الأسد التغلبي. أبو أحمد الشيباني المصري. الباء أبو بكر بن عبد الرحمن الزهري، أبو برسيس التميمي، أبو البرند الذهلي السكري، أبو بكر بن حنظلة الغنوي، أبو البهاء الأسدي، أبو بكر ابن إبراهيم الحضرمي، أبو البيداء الرياحي، أبو بشر العبدي، أبو بشر السعدي، أبو بكر السمري البصري، أبو بلال السعدي. التاء أبو التؤام العجلي. الثاء أبو ثهلان السعدي، أبو ثور الهجيمي، أبو ثمامة الضبي، أبو ثبيت الغساني. أبو ثمامة الكلبي، أبو ثابت الأنصاري، أبو ثمامة العبدي، أبو ثمامة الخطيب. الجيم أبو جندب الهذلي، أبو جلدة اليشكري، أبو جسير الذهلي، أبو الجبر الكندي. أبو جراب الأموي، أبو جبيلة النهشلي؛ أبو جنة الأسدي، أبو جنة الأعيوي الأسدي، أبو الجرباء الغنوي، أبو الجعد السدوسي، أبو الجعد الطائي، أبو الجواس الحارثي، أبو جياش النعامي، أبو الجثاث الأسدي، أبو الجراح العقيلي، أبو الجراح الغنوي، أبو جفنة الغساني،

الحاء

أبو جفنة المساحقي، أبو جعفر الطائي محدث مأموني. الحاء أبو حبال الكلابي، أبو حليل العبسي، أبو حرة بياع الملاء، أبو حكيم المزني، أبو الحديد العبدي، أبو الحجاج الجهني أبوالحيقطان، أبو الحجناء الأسدي، أبو حفص التيمي القرشي، أبو الحبال مولى سليمان بن علي، أبو الحدرجان، أبو حيان التيمي، أبو حيان الدارمي، أبو حزرة المصري، أبو حرب الهلالي، أبو الحارث النوفلي. الخاء أبو خزر السعدي أبو خوط النميري أبو الخشناء الليثي أبو خيرة أبو الخضير الباهلي، أبو الخشخاش الثعلبي، أبو خالد التنوخي، أبو خالد الغنوي، أبو الخيعهفي. الدال أبو الدحداح الأنصار، أبو الدرداء العنبري، أبو دهلب التميمي، أبو الدكناء الكلابي، أبو الدهماء الأعرابي، أبو الدهماء العنبري، أبو الدثار الأعرابي، أبو دليجة الأعرابي، أبو الدفاع، أبو دحيم العوفي. الذال أبو الذيال اليهودي، أبو ذكوان مولى بني هاشم، أبو الذوائب مولى بني قيس بن ثعلبة، أبو الذلفاء، أبو ذؤيب النميري. الراء أبو رهم الهمداني، أبو رهم الأشعري أخو الحيري، أبو الرميح الأشجعي، أبو رومي البكري؛ أبو رمح الخزاعي، أبو ربيعة المصطلقي، أبو الرملاء، أبو راسب البجلي؛ أبو رياط، أبو الرديني العكلي، أبو راشد الضبي. الزاي أبو الزهر القشيري، أبو زيد الأسلمي؛ أبو الزعراء الحميري؛ أبو زهرة المصري. السين أبو السمحاء العجاري عبسي. أبو سهلة الضمري؛ أبو سلمة الكلابي، أبو سلمة الأسلمي؛ أبو السفاح العنبري؛ أبو السفاح الزبيدي؛ أبو سمحة الباهلي؛ أبو السمح الطائي؛ أبو السمح الطائي محدث؛ أبو سمراء البصري أبو السائب

الصاد

الأوسي إسلامي، أبو سهلة القضاعي، أبو سنان المخزومي، أبو سعيد مولى قائد، أبو سعيد العنبري؛ أبو سحبل، أبو السنابل المديني مولى المهدي أبو السمال الأسدي كوفي محدث رشيدي؛ أبو سود التميمي. أبو سخبر؛ أبو سلهب الفارسي، أبو سعد الأصبهاني. الشين أبو شملة الأزدي، أبو شهم العذري؛ أبو شأس التميمي؛ أبو شبيل العامري، أبو شيخ السلمي، أبو شبث الفزاري؛ أبو الشدائد الفزاري، أبو الشجاع العكلي؛ أبو شجاع السلامي؛ أبو شأس الطبري. الصاد أبو صحار السعدي سعد بن بكر. أبو الصقعب المري، أبو صرمة الأنصاري، أبو صفوان الأحوزي، أبو الصميم العجلي؛ أبو صعترة البولاني. أبو صالح الأسلمي، أبو صالح بن أبي عاصم الأسلمي، أبو الصباح الأعرابي، أبو صفوان الأسدي، أبو الصلت مولى بني سليم، أبو الصلت النميري، أبو صالح السلمي، أبو صالح الكيمائي أبو صالح الطائي، أبو الصخر المعطي، أبو الصمحمح؛ أبو صاعد الرقي. الضاد أبو الأضراس الثقفي ويقال ابن. أبو الضلع السندي، أبو الضحاك النميري. الطاء أبو الطهر الحضرمي. أبو طراد البكري. أبو الطروق الضنبي. أبو طليحة الأسدي أبو طيبة العكلي. الظاء أبو ظيان العامري. العين أبو العيال الهذلي، أبو العطاف الربعي، أبو عيش الأزدي، أبو العاص ابن أمية بن عبد شمس؛ أبو العريان المخزومي. أبو العريان الطائي. أبو عقيل الثقفي، أبو عمرو الثقفي، أبو عامر الأسلمي؛ أبو عامر الفهمي. أبو عفك. أبو عبيدة بن عبد الله بن أمية. أبو العطاف التميمي، أبو العميثل بن الحارث إسلامي؛ أبو العرب بن أخت جرير القرشي. أبو العنبر بن أبي نخيلة ويقال هو أبو العبير،

الغين

أبو عبد الملك المازني أبو العرندس الكلابي؛ أبو العرندس العوذي؛ أبو عدي النمري؛ أبو عزة النميري، أبو عبد الله الجدلي؛ أبو العرس العبدي؛ أبو علاقة التيمي الربعي. أبو عون التيمي الربعي، أبو العرس الطائي؛ أبو عامر الطائي. أبو العيران الطائي. أبو الأعراب الأسلمي. أبو العذافر الكندي؛ أبو العلاج الكلبي؛ أبو عثمان الشعباني، أبو العبد، أبو العملس، أبو العراقب المزني، أبو علقمة العدوي؛ أبو العاضي، أبو عراعر أبو العسعاس المكي؛ أبو العلباء الأسدي؛ أبو عبد الرحمن الأعمى؛ أبو علي الأموي؛ أبو العتريف الغنوي؛ أبو العجاج، أبو عمرة الشاعر؛ أبو العجل الماجن؛ أبو عمرو الكسروي. أبو العشنزر البصري، أبو العواذل البصري؛ أبو عبس الأسدي؛ أبو عبد الله السلمي؛ أبو العقار السدوسي، أبو علي المسلمي، أبو العباس الأعرج، أبو عباد المكي، أبو عبد الرحمن المخزومي؛ أبو عمران الكلابي، أبو عيسى العكبري، أبو علي المحمودي البصري. الغين أبو الغطمش الضبي، أبو الغطريف الأسدي؛ أبو الغول الطهوي، أبو الغول العكلي، أبو الغدير الفزاري، أبو غزالة الحنفي؛ أبو الغطمش الحنفي، أبو الغزيل، أبو غيث بن عطارد؛ أبو الغمر الهلالي؛ أبو الغراف المصري. الفاء أبو فدفد التميمي، أبو فقعس أحسبه الأسدي؛ أبو الفيض العجلي، أبو الفياض الأزدي، أبو الفضة، أبو الفضل المؤدب. القاف أبو قيس السدوسي، أبو قرذودة الطائي، أبو قيس الكندي؛ أبو القمقام الأسدي، أبو القرين الفزاري. أبو قم القيسي؛ أبو القرثع اليهودي، أبو قردودة الأعرابي. أبو القوافي الأسدي؛ أبو القعاع. الكاف أبو كنانة السلمي؛ أبو الكنود الخزاعي؛ أبو كلبة البكري؛ أبو كليب الجهني؛ أبو كثير الأعرابي، أبو كريب؛ أبو الكركي.

اللام

اللام أبو اللحام التغلبي، أبو لبيد العكبري، أبو ليلى المجاشعي؛ أبو اللفائق الكوفي؛ أبو ليلى الغنوي. الميم أبو المورق الهذلي؛ أبو مليص البجلي، أبو مسافع الأشعري، أبو مهلهل الصدائي، أبو المفوف مولى بني أمية. أبو المنهال الديلي، أبو مضاء الفقعسي. أبو معروف التيمي. أبو المثنى السليطي. أبو مخزوم النهشلي. أبو المشيع المازني، أبو المنهم مولى بني تميم. أبو المثلم الهذلي. أبو مليح الهذلي. أبو المطلى السلمي. أبو المهند الفزاري. أبو مليكة الثعلبي. أبو المهزم القيسمي. أبو مالك الغنوي. أبو مالك الخزاعي. أبو مالك الأعرج. أبو المجشر الضبي. أبو المقدم الضبي. أبو مسمار العكلي. أبو مريم العجلي. أبو محجر اليشكري. أبو المنهال الشيباني. أبو مطرف الأسلمي. أبو مسعود الغساني. أبو مياس المرادي إسلامي. أبو مياس الأعرابي. أبو موسى البصري. أبو موسى الملفوف. أبو مسلم المؤدب محدث، أبو مهدية الأعرابي. أبو المضرحي الأعرابي. أبو المستهل. أبو منيب الكلبي. أبو المفلفل التنوخي. أبو المطرف العكلي. أبو معاذ أخو أبي نواس. أبو ميمون البكائي المدني. أبو ميمون الرقي. أبو المنهم البغدادي. أبو معدان المصري. أبو محب الربعي. أبو مقاتل الضرير. أبو مالك الناقد البصري. أبو مالك الرسعني. أبو المغلس الشيباني، أبو محمد الفارسي. النون أبو نصير البكائي. أبو جران الثعلبي. أبو نذير البجلي. أبو نملة السلمي. أبو النشناش النهشلي، أبو نعامة مولى بني سعد، أبو النحام المزني، أبو نقيس، أبو ناشرة الأسدي، أبو ناظرة السدوسي، أبو نصر العجلي. الواو أبو وهب العبسي، أبو وهب الأسلمي، أبو وهب الناشجي، أبو وائل الحنفي، أبو الوليد الكلابي، أبو وسناء القرشي، أبو واثلة السدوسي، أبو ورقاء الأبرص.

الهاء

الهاء أبو هرمة القرشي، أبو هرمز الفزاري، أبو الهذيل العبدي، أبو الهذيل الكلاعي، أبو الهذيل الكرماني، أبو هريرة العجلي. أبو الهيثمي القيسي. أبو هشام البجلي؛ أبو همهمة الأعرابي؛ أبو الهصمصم؛ أبو هاشم العنبي. أبو الهميسع اليماني. الياء أبو ياسر النضيري اليهودي، أبو يزيد الرازي؛ أبو يحيى الباهلي؛ أبو يوسف الدقاق الضرير؛ أبو يعقوب الفراديسي المصري؛ أبو اليقظان المصري.

§1/1