معجم أعلام شعراء المدح النبوي

محمد أحمد درنيقة

[تقديم]

[تقديم] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ. فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [التوبة 128- 129] صدق الله العظيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ تقديم بقلم الدكتور ياسين الأيوبي من نعم الله على المرء، متاع فكري يزدهي به ويسمو على ما حوله من متع الحياة الدنيا وأطايبها البائدة.. وما من نعمة تفوق كتابا يضم بين دفتيه، خلاصة القرائح، وصفوة المعاناة الروحية، يعتصرها سدنة الكلمة، وأهل العرفان، وهم في نشوة العبادة، ومنتهى الشوق للثم العتبات، وارتشاف النفحات المحمدية. والأمتع من ذلك كله، أن تتحقق المتعة في رمضان، شهر العبادة والابتهالات.. شهر البرّ والانعتاق، الذي عدله الله بكل الشهور، بل فضّله على كل الشهور.. وهكذا كان.. فقد رغب إليّ الأخ الدكتور محمد درنيقة، في مطلع هذا العام أن أقرأ كتابه الموسوم: «معجم أعلام شعراء المدح النبوي» ، وأضع أوزان أشعاره وأضبطها ضبطا عروضيا سليما. فلم أتردد بالموافقة، ووعدته إنجازا خلال شهر رمضان. وإذا بي أمام حصيلة نيّرة من عيون الشعر النبوي، جمعها الدكتور درنيقة من حدائق العصور وموائد الشعراء، منذ البردة الكعبية (نسبة إلى كعب

بن زهير) حتى بردة أحمد شوقي، وما تلاها من قصائد مماثلة إلى يومنا هذا، قاطعا بذلك أربعة عشر قرنا ونيّفا، وقرابة خمسمائة شاعر وعالم ومجاهد وكاتب.. وقفوا جميعا بباب الرحمن ملبّين وصاته الأزلية في الصلاة على النبي، والسلام عليه وعلى آله وصحبه.. كلمة «1» صدرت عن العزة الإلهية، تلقاها الإنسان.. فأقبل عليها واستجاب لصاحبها؛ وأضحى الكلام على النبي صلى الله عليه وسلم ضربا من التبرّك والزلفى إلى الملك القدوس الذي أمر عباده المؤمنين بالصلاة عليه والتسليم. كلمة واحدة: «صلّوا» .. وانطلقت الألسن والشفاه تصوغ أجمل الكلام، وتوقّع أعذب الألحان في مختلف المناسبات والمقامات، لتصلي على النبي المختار، وتنشر له أجمل الأشعار. هل الصلاة على الرسول، كالصلاة لله العظيم؟ .. حاشا لله ولرسوله! .. هنا عبادة، وخشوع، وتبتّل، وضراعة، وضمور، وانتهاء ... وهناك التحبّب، والتكريم، والتفاني، والمديح، والتقرب، بكل الصيغ والأساليب.. وليس كالشعر سبيلا لتجسيد هذه الصلاة، وتحقيق مضمونها وتشريف قائلها.. لم يعد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم صفة تحبّبية يسعى إليها الشاعر، والعابد، والمصلّي؛ بل هي فريضة منزّلة يجزى عليها صاحبها أجمل الجزاء وتحسب له في سجلّه الآخروي أضعاف أضعاف ما تجترح يداه من سيئات، ويرتكب من أخطاء. فلا نعجبنّ من هذا الكمّ الهائل من قصائد المدح المحمّدي، يطالعنا عبر الحقب والأجيال. ولا سبيل إلى محاسبة أحد على ما سطّر قلمه، وجوّد لسانه، لأن المدح ههنا، دواء لقائله وصائغه، وبلسم لسامعه وقارئه؛ إن أحسن وأبدع، فله أجران: أجر الصلاة الامتداح، وأجر الإجادة

_ (1) إشارة صريحة إلى الآية 56 من سورة الأحزاب: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً.

والتحسين، وإن اكتفى بالصلاة والامتداح المجرّد، فالأجر مضمون لا ينقص منه مثقال ذرّة. فمن لم يؤت ملكة التصوير الفني الشعري الرفيع.. عمد إلى طاقتي التعبير اللغوي- ومشاعر التبجيل، اللتين نشأ عليهما فمارسهما وأتقنهما بصورة أو بأخرى، سواء بالنظم- وما أكثر الناظمين في هذا الباب- أم بالتقليد والعدوى اللذين يشبّ عليهما الكتاب والعلماء في شتى الحقول.. وإذا نحن أمام قائمتين من المدّاحين: قائمة الشعراء الملهمين، وقائمة الكتّاب الناظمين: كلتاهما مادحة (مصلّية) ، مؤمنة محسنة، تنتزع منا التأييد والإشادة مهما قلّ الكلام وانقبض المعنى. وهو ما استشعرته طوال قراءتي لهذا الشعر النفيس مما كتبه الأخ درنيقة وجمعه، ورتّبه.. فلم يصدمني مدح نبوي واحد من بين المئات والألوف من المدائح التي اشتمل عليها كتابه.. لا لشيء، إلّا لأنها ضمّخت بألطاف رمضان وإشراقاته، وترجيع أنواره المباركة التي تشبه المرتاض في حديقة مترامية الأطراف، فيها من كل الأزهار، والأطيار، والثمار.. كيفما التفتّ لفحك النّور، وشنّفك الغناء، وطابت الثمار.. من غير أن تميّز فيها الكزّ، والناشز، والباهت.. ولو كانت القراءة في غير هذا الشهر، لأمكن تمييز الغثّ من الثمين، والكزّ من الرطيب وإن بنسبة ضئيلة. تلك هي النعمة السّنيّة التي أنعم الله بها عليّ في شهر التوبة والطهارة، نعمت بها على مدى الثلاثين يوما؛ لا ضجر، ولا ضيق، ولا نفور.. لأن قلم الدكتور محمد سلس، بعيد عن تكلف المحبّرين، وتقعّر اللغويين. ونهجه واضح يقتصر على التعريف بالعلم وباثاره.. بسطور لا تضطر معها إلى المراجعة إلّا للاستزادة.. منتهيا إلى زبدة التعريف وهي: المدحة النبوية التي اختصرها الكاتب، واكتفى منها بما يؤكد الصلاة المحمدية، ويسلط ضوآ على معاني الشاعر وطريقته ومنحاه. ولئن فات زميلنا الباحث، الغوص على جماليّات الشعر المدحي،

واستخراج لآلئه النورانية- على غرار ما عرفناه في بعض كتبه، ولا سيما الصوفية- فقد عوض ذلك بالإكثار من الشواهد، وذيّل- لمن يرغب- بكثير من المصادر والمراجع. وقد يؤخذ على الكتاب الكثير من الاختصار في إثبات النماذج المدحية لدى طائفة من الشعراء، والإسهاب لدى طائفة أخرى.. والسبب هو اكتفاء صاحبه باعتماد قواميس التراجم والمؤلّفات، التي تعرّف بالعلم وباثاره ولا تعنى بإيراد الشواهد.. ولو بذل الدكتور درنيقة جهودا إضافية في البحث والتنقيب، لسدّ هذه الثغرة.. وربما أجابنا، بأن كتابه يتناول أعلام المدح النبوي، لا شعرهم وهذا صحيح. ومع ذلك، فسيكون صنيعه أتمّ، وجهده أعظم، لو عزّز التعريف بشيء من الشواهد.. ولكن طبيعة الموضوع الذي ندب محمد درنيقة نفسه له، محفوف بالنقص، والقصور، لأن مدّاحي الرسول صلى الله عليه وسلم لا يحصيهم قلم، ولا يحبسهم لسان، ولا تحتويهم ذاكرة.. كذلك هي المدائح والصلوات الشعرية. ناهيك بأن كاتبنا، عني بالأعلام، لا الأقلام، والنوع لا الكمّ.. فهل يتسع المجال لعمل موسوعي، أكبر وأشمل؟ .. لا أظن ذلك عسيرا على من وقف دراساته كلها تقريبا، على التصوف الإسلامي، وتبيان معالم السنّة النبوية الشريفة.. سدّد الله خطاه.. وأجزل له العطاء وأحسن إليه.. وأثابه.. طرابلس- لبنان. الثاني من شوال سنة 1414 هـ الموافق 14 آذار سنة 1994 م. ياسين الأيوبي

المقدمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ المقدمة لقد بعث الله تعالى الأنبياء والرسل لهداية بني البشر، ولإخراجهم من الظلمات إلى النور ولتزكية نفوسهم، وإرشادهم لما فيه خيرهم في الدنيا والآخرة. ولقد كان هؤلاء المبعوثون على مستوى رفيع من الخلق القويم، لأنه على المرء أن يقتدي بهم في أعمالهم وسلوكهم؛ لذلك فهم أكمل أفراد النوع الإنساني، ولكنهم، في الوقت نفسه، يتفاوتون فيما بينهم في الكمال «فمنهم الكامل والأكمل. ولم يتعين أحد منهم بما تعين به صلى الله عليه وسلم في هذا الوجود من الكمال الذي قطع له بانفراده فيه. شهدت له بذلك أخلاقه وأحواله وأفعاله وبعض أقواله. فهو الإنسان الكامل، والباقون من الأنبياء والأولياء الكمل ملحقون به لحوق الكامل بالأكمل، ومنتسبون إليه انتساب الفاضل إلى الأفضل» «1» . فالرسول صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء والمرسلين، والملائكة المقربين، وجميع عباد الله الصالحين، وكافة الخلق أجمعين، إفرادا وإجمالا؛ أي أنه أفضل من كل فرد منهم على حدته، وأفضل من مجموعهم لو اجتمعوا. و «لا سبيل إلى معرفة فضائله صلى الله عليه وسلم ومزاياه، معرفة تحيط به من كل الوجوه، ولو اجتمع لذلك كل من عداه، إذ لا يعرف حقيقته ولا يحيط بفضائله عليه الصلاة والسلام إلا الله. وما زال مهرة العلماء يغوصون في

_ (1) البيرنادر، التصوف الإسلامي (بيروت 1960) ص 153.

لجج بحورها الزواخر، فيستخرجون منها روائع اللآلي وبدائع الجواهر، فمنهم من نظمها عقودا زيّن بها جيد الزمان، ومنهم من نثرها على بساط البسيطة فاستغنى بها أهل المعرفة والإيمان، ألّفوا فيها الكتب ودونوا الدواوين، ورووا أخبارها عن كل صادق أمين» «1» . وقد تعرض مؤرخو السيرة النبوية لمسألة تفضيله صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء والمرسلين، فأشبعوها بحثا ودراسة، مستندين إلى البراهين الساطعة والحجج الدامغة المأخوذة من القرآن الكريم ومن أحاديث خاتم النبيين. وهذا ما فعله أبو نعيم الأصبهاني في كتابه دلائل النبوة «2» . كما تباروا في رسم صورة واضحة عن خلقه وخلقه، وذكر نسبه، ووصف عبادته، وسرد بعض معجزاته ... لقد اشتهر النبي صلى الله عليه وسلم بحسن أخلاقه، وكمال أدبه، قبل الإسلام وبعده، واتصف منذ بداية حياته بالاستقامة والصدق والأمانة وثقة الجميع به. ثم بعد الرسالة، بقي مثالا للأدب الرفيع وللخلق الكامل. فكان صلى الله عليه وسلم «أحلم الناس، وأعدلهم وأعفهم، وأشجعهم وأسخاهم. وكان يعود المرضى ويشهد الجنائز، ويجيب دعوة المظلوم، ويجالس الفقراء والمساكين، ويؤاكلهم، ولا يحتقرهم لفقرهم وزمانتهم «3» . وكان يصل ذوي القربى، من غير إيثار على من هو أفضل منهم. ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم، ويتألف أهل الشر بالبر إليهم، ولا يجفو على أحد. وكان أشد الناس أمانة وصبرا، وأكثرهم تواضعا وحياء ولينا وبشرا» «4» . وصفه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ض) بقوله: «كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخّاب، ولا فحاش ولا عياب ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهيه، ولا يوئس منه. قد

_ (1) يوسف النبهاني، الأنوار المحمدية من المواهب اللدنية (بيروت 1312 هـ) ص 2- 4. (2) أبو نعيم الأصبهاني، دلائل النبوة (حيدر آباد 1320 هـ) ص 14. (3) أي: عاهاتهم أو تعطل بعض القوى. (4) صبحي محمصاني، الدعائم الخلقية للقوانين الشرعية (بيروت 1979) ص 100.

ترك نفسه من ثلاث: الرياء والإكثار وما لا يعنيه. وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدا ولا يعيبه ولا يطلب عورته، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وإذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير» «1» . «ومناقبه صلى الله عليه وسلم ومحاسنه قد ملأت الوجود شهرة، ولو اجتمع الخلق على أن يحصوها كان وصفهم من بحرها قطرة. وإنه ما يهتدي أحد من خلق الله عزّ وجلّ إلى معرفة ما حوى خلقه الحسن من المحاسن الكريمة، وجميل الأخلاق الكاملة العظيمة، وقد أجمل الله تعالى من وصفه في محكم تنزيله ما لا يتسع الدفاتر لتفصيله فقال في الذكر الحكيم: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم/ 4] «2» . ذلك أن أبرز سمة في شخصيته المتعددة الجوانب أخلاقيته التي لا نظير لها «فلو أنك جمعت كل خلق عظيم في العالم، وكل تصرف أخلاقي سليم تصرّفه في يوم من الأيام إنسان، فإن ما تجده في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم يربو على هذا كله مجتمعا. مع انعدام التصرفات غير الأخلاقية في حياته عليه السلام، مما لا تستطيع معه أن تجد في حياته كلها تصرفا يمكن أن ترى أعظم منه في باب الأخلاق عند غيره صلى الله عليه وسلم» «3» . قال تعالى يثني على أخلاقه صلى الله عليه وسلم: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم/ 4] وليس بعد ذلك ثناء، فإن أعظم ما يمكن أن يتحلى به المرء هو الأخلاق الحسنة. ومع ما قيل في هذه الآية الكريمة من أنها تكريم وتمجيد ومدح وثناء «ومع إيماننا بأنها تتضمن كل المعاني الكريمة التي قيلت والمعاني الشريفة التي ستقال. فقد يتساءل بعض الناس عن هذا «الخلق العظيم» أكان يشارك رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه نبي مكرم؟ أكان يشاركه فيه رسول مجتبى؟ أكان يشاركه فيه ملك مقرب؟ يسعفنا القرآن الكريم بهذا التحديد إسعافا يرضي المتطلع إلى المعرفة،

_ (1) عبد الله اليافعي، مرآة الجنان وعبرة اليقظان (بيروت 1970) 1/ 28- 29؛ محمد البتنوني، الرحلة الحجازية (القاهرة 1329 هـ) ص 267؛ محمد الكاندهلوي، حياة الصحابة (دمشق ط أولى) 1/ 44 و 3/ 128- 129. (2) اليافعي، مرآة الجنان 1/ 19 و 26. (3) سعيد حوى، الرسول صلى الله عليه وسلم (بيروت 1969) 1/ 136.

ويشرح صدور المحبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن القرآن يحسم الأمر حسما، لا يدع فيه مجالا للبس: يقول الله تعالى لرسوله الكريم: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام/ 162] هذه الآية الكريمة تحدد درجة الأخلاق القرآنية التي وصل إليها الرسول: إنها ذروتها وسنامها» «1» . وفي القرآن الكريم آيات كثيرة في شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم وفي ذكر خصائصه الطيبة وخلاله الحميدة ... فالنبي صلى الله عليه وسلم مبشر ونذير، وداع إلى الله بإذنه والسراج المنير وهو رحمة للعالمين، بالمؤمنين رؤوف رحيم ... قال تعالى: وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ [الشرح/ 4] وفيها يقول الإمام الشافعي «إن معنى قول الله تعالى ورفعنا لك ذكرك: لا أذكر إلا ذكرت معي» «2» . ففي كل يوم مليارات الشفاه تتلفظ باسمه صلى الله عليه وسلم، وملايين القلوب تحن إليه، وملايين النفوس تطرب وتهتز لسماع اسمه. وقد فرض الله سبحانه طاعته على العالم فرضا مطلقا لا شرط فيه ولا استثناء قال تعالى: ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر/ 7] » . وقال تعالى: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [آل عمران/ 132] . وقال أيضا: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ [آل عمران/ 32] . قال القاضي عياض في شرح هذه الآيات: «فجعل (الله تعالى) طاعته طاعة رسوله، وقرن طاعته بطاعته، ووعد على ذلك بجزيل الثواب، وأوعد على مخالفته بسوء العقاب. وقال تعالى: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ [النساء/ 80] يعني من أطاع الرسول لكونه رسولا مبلغا إلى الخلق أحكام الله

_ (1) الحافظ الذهبي، السيرة النبوية، تحقيق القدسي (بيروت 1981) ص 319- 320؛ را: محمد رضا، محمد رسول الله (بيروت 1975) ص 400. (2) يوسف النبهاني، الأحاديث الأربعين في فضائل سيد المرسلين (بيروت 1315 هـ) ص 6. (3) را: الأصبهاني، دلائل النبوة، ص 8.

فهو في الحقيقة ما أطاع إلا الله. وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً [النساء/ 80] فإن من أعماه الله عن الرشد، وأضله عن الطريق فإن أحدا من خلق الله لا يقدر على إرشاده. وهذه الآية من أقوى الأدلة على أن الرسول معصوم في جميع الأوامر والنواهي، وفي كل ما يبلغه عن الله؛ لأنه لو أخطأ في شيء منها لم تكن طاعته طاعة لله تعالى. وأيضا وجب أن يكون معصوما في جميع أفعاله؛ لأنه تعالى أمر بمتابعته في قوله تعالى: فَاتَّبِعُونِي [آل عمران/ 31] والمتابعة عبارة عن الإتيان بمثل فعل الغير، فثبت أن الانقياد له في جميع أقواله وأفعاله إلا ما خصه الدليل به طاعة له، وانقياد لحكم الله تعالى. قال تعالى: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ [النساء/ 69] . فهذه الآية عامة في حق جميع المكلفين وهو أن كل من أطاع الله وأطاع الرسول فقد فاز بالدرجات العالية في المراتب الشريفة عنده تعالى» «1» . عن ابن عباس (ض) أنه قال: «ما خلق الله عزّ وجلّ وما ذرأ نفسا أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم، وما سمعت الله عزّ وجلّ أقسم بحياة أحد إلا بحياته فقال: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ [الحجر/ 72] «2» . كذلك لم يصل إلينا أن الله تعالى قد دافع عن نبي، وفنّد مزاعم أعدائه كما فعل مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم: فلما قال المشركون للرسول «إنك لمجنون» أجاب الله تعالى عنه الأعداء قائلا: ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ [القلم/ 1] . وهكذا سنة الأحباب، فإن الحبيب إذا سمع من يسب حبيبه تولى بنفسه جوابه. ولما نعته قومه بالأبتر جاء قول الله: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ [الكوثر/ 3] أي عدوك ومبغضك هو المقطوع الذليل الحقير. ولما قالوا: «إفترى على الله كذبا» . قال تعالى: بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ

_ (1) النبهاني، الأنوار المحمدية، ص 391- 393. (2) ابن منصور، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، تحقيق روحية النحاس (دمشق 1984) 2/ 101، الأصبهاني، دلائل النبوة، ص 12.

بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ [سبأ/ 8] . ولما قالوا: لَسْتَ مُرْسَلًا [الرعد/ 43] أجاب الله تعالى عنه: يس. وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ. إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ [يس/ 1- 3] . ولما قالوا: إِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ [الصافات/ 36] ردّ الله تعالى عليهم: بَلْ جاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ [الصافات/ 37] . ولما قالوا: أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ [الطور/ 30] رد الله تعالى عليهم: وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ [يس/ 69] . ولما حكى الله عنهم قولهم: إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ [الفرقان/ 4] كذبهم الله تعالى بقوله: فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً [الفرقان/ 4] . وقال ردا لقولهم أساطير الأولين: قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [الفرقان/ 6] . ولما قالوا: يلقيه إليه الشيطان قال تعالى: وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ [الشعراء/ 210] . ولما تلا عليهم نبأ الأولين، قال النضر بن الحارث: «لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين» . قال الله تعالى تكذيبا لهم: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء/ 88] . ولما قال الوليد بن المغيرة: «إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر» قال تعالى: كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ [الذاريات/ 52] . ولما قالوا: «محمد قلاه ربه» . رد الله عليهم: ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى [الضحى/ 3] . ولما قالوا: مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ [الفرقان/ 7] قال الله تعالى: وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ [الفرقان/ 20] .

ولما استبعدوا أن يبعث الله رسولا من البشر. قال تعالى: قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولًا [الإسراء/ 95] أي لو كانوا ملائكة لوجب أن يكون رسولهم من الملائكة، لكن لما كان أهل الأرض من البشر وجب أن يكون رسولهم من البشر «1» . وهكذا يستمر المولى عزّ وجلّ في دفاعه عن هذا الرسول الكريم بما لم نعهده عند أي رسول آخر. ومن المعلوم أن الدعوة إلى إطاعته، والمدافعة عنه، ومعرفة بعض شمائله الشريفة تدفع المرء إلى محبته صلى الله عليه وسلم؛ لأن الإنسان مجبول على محبة وتقدير الصفات الجميلة وكل من اتصف بها. فكيف إذا كانت محبته تحقق رضاء الله تعالى وسعادة الدارين. قال تعالى: قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ [التوبة/ 24] . ويكفي هذا الرسول الكريم فخرا أن الله سبحانه قد جعل إتّباع الرسول يستوجب محبته سبحانه للمتبع، وغفران ذنوبه، وبكلمة، تبديله من حال الشقاء إلى السعادة والهناء. قال تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [آل عمران/ 31] . هذه الآية تسمى آية المحبة: «قال بعض السلف: ادعى قوم محبة الله فأنزل الله هذه الآية إشارة إلى دليل المحبة وثمرتها وفائدتها. فدليلها وعلامتها إتباع الرسول، وفائدتها وثمرتها محبة المرسل لكم. فما لم تحصل المتابعة فلا محبة لكم حاصلة، ومحبته لكم منتفية، ويستحيل ثبوت محبتهم لله وثبوت محبة الله لهم بدون المتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم. فدل على أن متابعة الرسول هي حب الله ورسوله وطاعة أمره» «2» .

_ (1) را: النبهاني، الأنوار المحمدية، ص 398- 400. (2) النبهاني، الأنوار المحمدية، ص 393.

ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم منزلة كبرى يتنافس فيها المتنافسون ويسعى إليها العاملون. وهي روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال. وإذا كان المرء يحب من أسدى إليه معروفا، أو أنقذه من تهلكة أو دفع عنه مضرة عارضه؛ فما بالك بمن وقاه من العذاب السرمدي. وإذا كان الإنسان يحب غيره على ما فيه من صورة جميلة، وأخلاق طيبة، فكيف بهذا النبي الكريم الذي جمع محاسن الأخلاق، والذي بفضله منحنا الله تعالى خيري الدنيا والآخرة؛ لذلك وجب أن تكون محبتنا له أوفى من محبتنا لأنفسنا وأهلنا وأموالنا والناس أجمعين. روى البخاري عن أبي هريرة (ض) أنه صلى الله عليه وسلم قال: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين» . وروى البخاري أيضا عن عمر بن الخطاب (ض) أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: «لأنت يا رسول الله أحب إلي من كل شيء إلا نفسي التي بين جنبي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه. فقال عمر: والذي أنزل عليك الكتاب لأنت أحب إليّ من نفسي التي بين جنبي. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم الآن يا عمر. وقد ثبت في الصحيحين من حديث أنس، أن رجلا قال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال ما أعددت لها؟ قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله. قال أنت مع من أحببت. قال أنس (ض) فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم أنت مع من أحببت. وقوله صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحب» «1» . وقال علي بن أبي طالب (ض) : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا» «2» . «ولما أخرج أهل مكة زيد بن الدثنّة من الحرم ليقتلوه. قال له أبو سفيان بن حرب أنشدك بالله يا زيد أتحب أن محمدا الآن عندنا نضرب عنقه، وأنك في أهلك؟ فقال زيد: والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة وإني جالس في أهلي. فقال أبو سفيان: ما رأيت أحدا من الناس يحب أحدا كحب أصحاب محمد

_ (1) النبهاني، الأنوار المحمدية، ص 410 وص 630؛ مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم (بيروت دار الآفاق الجديدة) 8/ 42؛ ابن قيم الجوزية، روضة المحبين (بيروت دار الكتب العلمية) ص 412. (2) م. ع. ص 411- 413.

محمدا» «1» . «وبلغ من محبة أصحابه صلى الله عليه وسلم أن عبد الله بن زيد كان يعمل في بستانه فأتاه ابنه فأخبره بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم أذهب بصري حتى لا أرى بعد حبيبي محمدا أحدا» «2» . روي أن امرأة من الأنصار استشهد زوجها وأبوها وأخوها يوم أحد. فقالت: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: خيرا هو بحمد الله كما تحبين. فقالت: أرونيه حتى أنظر إليه. فلما رأته، قالت: كل مصيبة بعدك جلل (أي صغيرة) «3» . فلا حياة لقلب المؤمن إلا بمحبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن استشعر هذه المحبة قرت عينه بحبيبه، وسكنت نفسه إليه، واطمأن قلبه به، واستأنس بقربه، وتنعم بمحبته. ولمحبة المؤمن للرسول صلى الله عليه وسلم علامات منها: الاقتداء به واستعمال سنته وسلوك طريقته والإهتداء بهديه لقوله تعالى: لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً [الأحزاب/ 21] . الرضا بما شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم، وألايجد المؤمن في نفسه حرجا مما قضى لقوله تعالى: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً [النساء/ 65] فقد سلب المولى عزّ وجلّ صفة الإيمان عن كل من لا يرضى بحكم الرسول صلى الله عليه وسلم ويسلم لهذا الحكم. وهذه القضية تعود إلى قوله تعالى: وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى [النجم/ 3] فالأحكام الصادرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هي أحكام صادرة عن الله تعالى. يؤكد ذلك قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ [الفتح/ 10] .

_ (1) م. ع. ص 411- 413. (2) م. ع. ص 411- 413. (3) را: م. ع. ص 411.

نصر دينه بالقول والفعل، والذود عن شريعته، والتخلق بأخلاقه في الجود والإيثار والحلم والصبر والتواضع ... فمن جاهد نفسه على ذلك وجد حلاوة الإيمان، فاستلذ بالطاعات، وتحمل المصاعب والمشقات في الدين، وآثر ذلك على أعراض الدنيا الزائلة. عدم الإكتراث للمصائب والرزايا، لأن القلب غارق في المحبة التي تنسي صاحبها المصائب. الإكثار من ذكره صلى الله عليه وسلم، لأن من أحب شيئا أكثر من ذكره. تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم عند ذكره وإظهار الخشوع والخضوع والإنكسار مع سماع اسمه، لأن كل من أحب شيئا خضع له. ومما يذكر في هذا السياق أن كثيرا من الصحابة (ص) إذا ذكروا اسم الرسول صلى الله عليه وسلم، بعد وفاته، خشعوا واقشعرت جلودهم وبكوا. كذلك كان كثير من التابعين ومن تبعهم يفعلون ذلك محبة له وشوقا إليه وتهيبا وتوقيرا. شدة الشوق إلى لقائه. وكان هذا حال الصحابة (ض) . فإذا اشتد بهم الشوق ولواعج المحبة قصدوا الرسول صلى الله عليه وسلم واستشفعوا بمشاهدته، وتلذذوا بالجلوس معه والنظر إليه، والتبرك به صلى الله عليه وسلم. حب القرآن الكريم الذي أتى به هدى للناس والذي تخلق به. وإذا أردت أن تعرف مقدار محبة المرء لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فانظر إلى محبة القرآن من قلبه والتذاذه بسماعه: هل هو أعظم من التذاذ أهل الملاهي والطرب. فإذا كان سماع الآلات يولد الوجد والطرب والنشوة دون سماع القرآن فهذا دليل على فراغ القلب من محبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. فمن اتصف بهذه العلامات فهو كامل المحبة لله تعالى ولرسوله؛ ومن خالف بعضها كانت محبته ناقصة «1» . ولئن دعانا المولى عزّ وجلّ إلى محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه سبحانه قدوتنا

_ (1) را: النبهاني، الأنوار المحمدية، ص 414- 421.

في هذا المجال. عن أبي الجوزاء عن ابن عباس قال: «ما خلق الله خلقا أحب إليه من محمد صلى الله عليه وسلم» «1» . وكما خصه سبحانه بمحبته كذلك فضله على كافة المخلوقات في الدنيا والآخرة، وخصه بالشفاعة والمقام المحمود: فهو صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع وأول مشفع، وأول من يؤذن له بالسجود، وأول من ينظر إلى رب العالمين، وأول الخلق إجازة على الصراط بأمته، وأول داخل إلى رب العالمين، وأول الخلق إجازة على الصراط بأمته، وأول داخل إلى الجنة ... وقد خص بالمقام المحمود ولواء الحمد، تحته آدم فمن دونه من الأنبياء. واختصاصه بالسجود لله تعالى أمام العرش، وكلام الله تعالى له: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع؛ ولا كرامة فوق هذا إلا النظر إليه تعالى. وقيامه على يمين العرش الذي يغبطه عليه الأولون الآخرون، وشهادته بين الأنبياء وأممهم ... وهو صلى الله عليه وسلم صاحب الوسيلة التي هي أعلى درجة في الجنة.. إلى غير ذلك مما يزيده الله تعالى به جلالة وتعظيما وتبجيلا وتكريما على رؤوس الأشهاد من الأولين والآخرين والملائكة أجمعين لقوله تعالى: ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ [المائدة/ 54] وقوله أيضا: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً [النساء/ 41] . عن أبي هريرة (ض) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع» «2» . وفي رواية: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد. وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي» «3» . وقال صلى الله عليه وسلم: «لكل نبي دعوة يدعوها فأنا أريد إن شاء الله أن أختبىء دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة» «4» .

_ (1) الذهبي، السيرة النبوية، ص 376. (2) م. ع. ص 376؛ صحيح مسلم 7/ 59. (3) ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر 2/ 105. (4) مالك بن أنس، الموطأ (بيروت 1979) ص 322؛ صحيح مسلم 1/ 131.

وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أنا أول الناس يشفع في الجنة وأنا أكثر الأنبياء تبعا» «1» . وفي الحديث: «إن شفاعتي لمن مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا. وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب (ض) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أشفع لأمتي حتى ينادي ربي فيقول: أرضيت يا محمد؟ فأقول نعم رضيت» «2» . وهذا تفسير آية: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى [الضحى/ 5] . وقال أيضا: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي ... ثم اسألوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو. فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له الشفاعة» «3» . ومما يدل على تمام محبته صلى الله عليه وسلم، وعلى شرفه العظيم، وعلو منزلته كثرة أسمائه وألقابه. وقد ورد بعض هذه الأسماء في القرآن الكريم، وبعضها ورد في الأحاديث الصحيحة، كما ورد بعضها في الكتب السماوية السابقة. أما ما ورد في القرآن فهي: محمد وأحمد والرسول والنبي والشاهد والبشير والنذير والمبشر والمنذر والداعي إلى الله والسراج المنير والرؤوف الرحيم والمصدق والمذكور والمزّمّل والمدّثّر وعبد الله والكريم والحق والمبين والنور وخاتم النبيين والرحمة والنعمة والهادي وطه ويس. وأما ما في الأحاديث فمنها: الماحي (الذي يمحو الله به الكفر) والحاشر (الذي يحشر الناس على قدمه) والعاقب (لأنه عقب غيره من الأنبياء) والمقفّي (ليس بعده نبي) ونبي الرحمة ونبي التوبة ونبي الملاحم ورحمة مهداة والمتوكل والفاتح والخاتم والمصطفى والمختار والأمين ...

_ (1) صحيح مسلم 1/ 130. (2) الكاندهلوي، حياة الصحابة 3/ 468 وص 470. (3) النبهاني، الأحاديث الأربعين، ص 9.

وأما ما في الكتب السالفة فمنها: الضحوك وحمطايا (حامي الحرم من الحرام) وأحيد (الذي يحيد النار عن أمته) وبارقليط أو فيرقليط (روح الحق) «1» . روى الترمذي في الشمائل قوله صلى الله عليه وسلم: «أنا محمد وأنا أحمد وأنا نبي الرحمة ونبي التوبة والمقفّي وأنا الحاشر ونبي الملحمة» «2» . وعن أبي موسى الأشعري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا محمد وأحمد والحاشر والمقفي ونبي التوبة والملحمة» «3» . «ومحمد اسم علم، وهو منقول من صفة من قولهم: رجل محمد، وهو الكثير الخصال المحمودة. والمحمد في لغة العرب: هو الذي يحمد حمدا بعد حمد مرة بعد مرة» «4» . وذكر النووي في تهذيب الأسماء عن ابن عباس (ض) قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسمي في القرآن محمد وفي الإنجيل أحمد وفي التوراة أحيد» «5» . أما ألقابه صلى الله عليه وسلم فهي كثيرة جدا منها: صاحب البراق وصاحب التاج، والمراد به العمامة لأن العمائم تيجان العرب، وصاحب الخاتم والعلامة وصاحب البرهان والحجة وصاحب الحوض المورود والمقام المحمود وصاحب الفضيلة وصاحب الوسيلة وصاحب الدرجة الرفيعة وصاحب الشفاعة وسيد ولد آدم وسيد المرسلين وإمام المتقين وقائد الغرّ المحجلين، وحبيب الله وخليل الله والعروة الوثقى والصراط المستقيم والنجم الثاقب

_ (1) را: سيد الشبلنجي، نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار (بيروت المكتبة الشعبية) ص 25؛ الأصبهاني، دلائل النبوة، ص 12؛ أحمد النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب (القاهرة 1374 هـ/ 1955 م) 16/ 73 و 78. «وفي الإنجيل قال المسيح للحواريين: أنا ذاهب وسيأتيكم الفيرقليط روح الحق الذي لا يتكلم من قبل نفسه إنما هو كما يقال له، وهو يشهد علي به» (أحمد الزيدي، إثبات نبوة النبي (المكتبة العلمية دون تاريخ) ص 166) . (2) الذهبي، السيرة النبوية ص 10. (3) صحيح مسلم 7/ 89- 90. (4) النويري، نهاية الأرب 16/ 75. (5) الشبلنجي، نور الأبصار ص 25.

ورسول رب العالمين والمصطفى والمجتبى والمزكى ... «1» . ومحبة المسلمين للنبي صلى الله عليه وسلم دفعتهم إلى محبة البقاع التي تشرفت بنشأته وترعرعه، ولا سيما المدينة المنورة حيث ضريح أكرم مرسل؛ لذلك نراهم قد أكثروا من وضع الأسماء لها كما فعل أحد الشعراء بقوله [من الرجز] : «خذ جملة يا صاح من أسماء ... مدينة الهادي من الأسواء محمد نبيّنا المشرّف ... الهاشميّ المصطفى البرّ الوفي فطيبة طيّبة وطابه ... وطائب تعرف بالإطابه حبيبة بيت الرسول والحرم ... وحرم الرسول فاحفظ ما انتظم ودار الأيمان ودار السّنّة ... ودار فتح مع دار الهجرة حسنة مختارة مرزوقة ... مؤمنة مسكينة محفوظة مدخل صدق قبة الإسلام ... شافية من جملة الآلام» «2» ومن المعلوم أن قلوب المحبين تتطلع نحو طيبة، وأرواحهم تتشوق لزيارة قبر الرسول الشريف ومسجده المنيف. فقد اتفق المسلمون على أن هذه الزيارة تعتبر من أعظم القربات، وأرجى الطاعات، وهي السبيل إلى الوصول إلى أعلى الدرجات. وكل من اعتقد بغير ذلك فقد خالف الله ورسوله والعلماء الأعلام: «قال القاضي عياض إنها سنة من سنن المسلمين مجمع عليها، وفضيلة مرغّب فيها: فقد روى الدارقطني من حديث ابن عمر (ض) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من زار قبري وجبت له شفاعتي. وروى الطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من جاءني زائرا لا تعمله حاجة إلا زيارتي كان حقا علي أن أكون شفيعا له يوم القيامة» «3» . وعن أنس بن مالك (ض) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من زارني في

_ (1) را: م. ع. ص 25؛ النويري، نهاية الأرب 16/ 73 و 74 وص 79. (2) محمود شكري آلوسي، بلوغ الأرب في أحوال العرب (بغداد 1314 هـ) 1/ 195. (3) ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق 2/ 406؛ تقي الدين السبكي، شفاء السقام في زيارة خير الأنام (بيروت 1979) ص 2؛ الشيباني، تمييز الطيب من الخبيث (بيروت دار الكتاب العربي) ص 167.

المدينة محتسبا كان في جواري وكنت له شفيعا يوم القيامة» «1» . وروى الدارقطني وغيره عن ابن عمر (ض) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حج ولم يزرني فقد جفاني» «2» . وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة» «3» . وعن أبي هريرة (ض) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام» «4» . إلى غير ذلك من الأحاديث التي تبين فضل الزيارة وثواب الصلاة في المسجد النبوي الشريف؛ الأمر الذي يدفع جماهير المؤمنين لزيارة هذه الأماكن المقدسة، والمجاورة فيها تائبين مستغفرين مصلين ومسلّمين: «أخبرنا مالك، أخبرنا عبد الله بن دينار أن ابن عمر (ض) كان إذا أراد سفرا، أو قدم من سفر جاء قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فصلى عليه، ودعا ثم انصرف» «5» . وكان أهل الأندلس من أرق المسلمين شوقا لزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن بعد المزار غزا قلوبهم بأقباس الحنين كما نرى في قول ابن العريف [من البسيط] : «شدّوا المطايا وقد نالوا المنى بمنى ... وكلّهم بأليم الشوق قد باحا سارت ركائبهم تندى روائحها ... طيبا بما طاب ذاك الوفد أشباحا نسيم قبر النبيّ المصطفى لهم ... راح إذا سكروا من أجله فاحا يا راحلين إلى المختار من مضر ... زرتم جسوما وزرنا نحن أرواحا إنّا أقمنا على شوق وعن قدر ... ومن أقام على عذر كمن راحا» «6» قال القاضي عياض: «ولا خلاف أن موضع قبر النبي صلى الله عليه وسلم أفضل بقاع

_ (1) النويري، نهاية الأرب 1/ 322. (2) الشيباني، تمييز الطيب، ص 165. (3) م. ع. ص 144. متفق عليه عن أبي هريرة. (4) م. ع. ص 98. (5) مالك بن أنس، الموطأ، تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف (بيروت 1979) ص 334. (6) أحمد المقري، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، تحقيق إحسان عباس (بيروت 1968) 4/ 331؛ زكي مبارك، التصوف الإسلامي (بيروت دار الجيل) 1/ 209.

الأرض» » . وبذلك شرفت المدينة كما شرف به العرب: «يا من به طيبة طابت حلّى وعلى ... ومن بتشريفه قد شرّف العرب» «2» ومن تمام محبته صلى الله عليه وسلم- كما أسلفنا- الإكثار من ذكره ومن الصلاة عليه؛ لأن المسلمين مأمورون بالصلاة والسلام عليه في كل وقت ومناسبة. قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب/ 56] . وقد رأى المفسرون أن صلاة الله تعالى على نبيه تعني الثناء عليه. وصلاة الملائكة عليه تعني الدعاء وطلب الثناء والتعظيم من الله تعالى لهذا الرسول الكريم. فالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم تعني: «تعظيم النبي في الدنيا بإعلاء ذكره، وإظهار دينه، وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بإجزال مثوبته وتشفيعه في أمته، وإبداء فضيلته بالمقام المحمود» «3» . ويلاحظ أن الآية قد أتت بصيغة المضارع «يصلون» لتدل على أنه سبحانه وتعالى وجميع ملائكته يصلون على نبينا عليه الصلاة والسلام دائما أبدا؛ لأن المضارع يدل على الدوام والاستمرار. أما المراد بقوله تعالى: صَلُّوا عَلَيْهِ أي أدعوا ربكم بالصلاة عليه التي بها يتقرب العبد من مولاه لقوله صلى الله عليه وسلم: «زينوا مجالسكم بالصلاة علي فإن صلاتكم علي نور لكم يوم القيامة» «4» . أخرج أحمد والنسائي عن أبي طلحة الأنصاري (ض) قال: «أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما طيب النفس، يرى في وجهه البشر. قالوا: يا رسول الله أصبحت اليوم طيب النفس يرى في وجهك البشر؟ قال: أجل، أتاني آت من ربي عزّ وجلّ فقال: من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات ورد عليه مثلها» «5» .

_ (1) النويري، نهاية الأرب 1/ 321. (2) المقري، نفح الطيب 1/ 45. (3) النبهاني، الأنوار المحمدية، ص 422. (4) محمد سعيد السباعي، أفضل القربات إلى الله بالصلاة على رسول الله (حمص 1959) ص 7. (5) الكاندهلوي، حياة الصحابة 4/ 64- 65؛ السبكي، طبقات الشافعية (بيروت دار المعرفة) 1/ 82.

وفي رواية: «يا محمد إن ربك يقول: أما يرضيك ألا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشرا، ولا سلم عليك إلا سلمت عليه عشرا؟» «1» . وصلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم لا تعني الشفاعة له؛ لأن مثلنا لا يشفع لمثله. وبما أن الله تعالى قد أمرنا بمكافأة من أسدى إلينا معروفا، فإذا تعذر علينا ذلك كافأناه بالدعاء. فلما علم سبحانه عجزنا عن مكافأة النبي صلى الله عليه وسلم لما أسداه لنا من خير، أمرنا بالصلاة عليه. ومن المتفق عليه أن كل خير نالته الأمة في الدنيا والآخرة إنما نالته على يد النبي صلى الله عليه وسلم. وفائدة الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم ترجع إلى المصلي عليه؛ لأن ذلك يدل على صدق العقيدة وسلامة النية، وإظهار المحبة، والمداومة على الطاعة «2» . «وإن أرجى عمل يدخره العبد لمعاده بعد كلمة التوحيد، محبة النبي صلى الله عليه وسلم، والإكثار من ذكره؛ فإن الصلاة عليه تفرج الكروب، وتكفر الخطايا، وتزكي الأعمال، وتنفي الفقر وضيق العيش، وهي نور لصاحبها في قلبه وفي قبره وحشره وعلى الصراط، وهي من أفضل ذخائر الأعمال. وإن من ثمراتها قضاء الحوائج كما قال القسطلاني في مسالك الحنفاء: إذا صعب عليك المرام فعليك بكثرة الصلاة والسلام على المظلل بالغمام. ومن ثمراتها حسن الخاتمة كما جاء في الباقيات الصالحات للشيخ محمود الكردي حيث قال: واتفقوا على أن كثرة الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم من علامات حسن الخاتمة. يؤيد هذا قوله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الديلمي في مسند الفردوس: من سره أن يلقى الله راضيا فليكثر الصلاة عليّ. وعن أنس بن مالك (ض) عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من صلى عليّ في يوم ألف مرة لم يمت حتى يرى مقعده من

_ (1) إسماعيل المالكي، فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، تحقيق الألباني (بيروت 1977) ص 22. قام رجل فقال: «أجعل نصف دعائي لك؟ قال: إن شئت. قال: أجعل كل دعائي لك؟ قال: إن شئت. قال: أجعل دعائي لك؟ قال: إذا يكفيك الله هم الدنيا وهم الآخرة» (السبكي، طبقات الشافعية 1/ 89) ؛ عبدو عيسى، توقير المصطفى (بيروت دار ابن زيدون) ص 38- 39. (2) النبهاني، الأنوار المحمدية، ص 422.

الجنة» «1» . وقد اختلف علماء الأمة في مواضع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم بوجوبها في القعود آخر الصلاة بين التشهد وسلام التحلل، وبعضهم أوجبها بغير حصر، وبعضهم طالب بالإكثار منها من غير تقييد بعدد، وبعضهم أوجبها كلما ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا رأي غالبية الأمة الذين استدلوا على ذلك بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن البخيل لمن ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ» «2» . وهناك أحاديث تحث على الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في كل مكان وزمان «صلوا عليّ فإن صلاتكم وتسليمكم يبلغني حيثما كنتم» «3» . كذلك هناك أحاديث تحض على الإكثار من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ليلة الجمعة ويومها: «أكثروا الصلاة عليّ في الليلة الزهراء واليوم الأقمر يعني ليلة الجمعة ويومها، فإن صلاتكم تعرض عليّ» «4» . و «أكثروا عليّ من الصلاة في كل يوم جمعة، فإن صلاة أمتي تعرض عليّ في كل يوم جمعة، فمن كان أكثرهم عليّ صلاة كان أقربهم مني منزلة» «5» . وقد تفنن المحبون في تصنيف المجلدات في صيغ الصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم والتي تبين عظيم فضله، وعموم نفعه، وعلو منزلته عند الله تعالى. ومما يذكر أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ض) كان يعلم الناس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم «6» . ويتوالى التشريف من الله تعالى لهذا الرسول الكريم في كل آن وحين، فالواحد منا يفضل صلاة واحدة من المولى عزّ وجلّ على أن تكون أعمال جميع الخلائق في صحيفته؛ فما ظنك فيمن يصلي عليه ربنا سبحانه وجميع

_ (1) السباعي، أفضل القربات، ص 1- 2. (2) المالكي، فضل الصلاة، ص 38؛ السبكي، طبقات الشافعية 1/ 90. (3) الشيباني، تمييز الطيب، ص 97؛ السبكي، طبقات الشافعية 1/ 85. (4) م. ع. ص 29. (5) السبكي، شفاء السقام، ص 49؛ عبدو عيسى، توقير المصطفى، ص 38. (6) را: الكاندهلوي، حياة المصطفى 3/ 674.

ملائكته على الدوام والإستمرار «1» . وكما انصرف قوم إلى وضع صيغ صلوات على الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن قوما آخرين اهتموا بنظم القصائد في مدحه صلى الله عليه وسلم، ذاكرين بعض صفاته وأخلاقه، وشيئا من سيرته وماثره، وهي ما عرفت باسم المدائح النبوية التي تعتبر فنا من فنون الأدب الرفيع؛ لأنها لا تصدر إلا عن قلوب مفعمة بالصدق والإخلاص، والإيمان العميق بصدق الرسالة المحمدية، والخصال الجيدة التي يتحلى بها النبي صلى الله عليه وسلم. ومن المعلوم أن ذكر شمائل الميت يسمى رثاء لكنه في حق الرسول صلى الله عليه وسلم يسمى مدحا، لأنه صلى الله عليه وسلم موصول الحياة، يخاطبه المحبون كما يخاطبون الأحياء، يستثنى من ذلك بعض الشعراء المداحين الذين توفي الرسول صلى الله عليه وسلم في حياتهم، للتمييز بين فترتين من حياة الشاعر، فيقال مثلا: قال حسان يرثي النبي صلى الله عليه وسلم فيعرف من ذلك أن هذه القصيدة نظمت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أما غير ذلك من الشعراء الذين ولدوا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فإن ثناءهم عليه مديح لا رثاء؛ وذلك لأن الرثاء إنما يعني التوجع والتحزن والتفجع ... على حين لا يراد بالمدائح النبوية إلا التقرب إلى الله تعالى بذكر شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وتبيان ما قدمه لدين الله سبحانه. والواقع أن هذه المدائح كانت في ابتداء أمرها تجري على الطرائق الجاهلية، ثم انتهى بها المطاف إلى فن أدبي رفيع عرف باسم فن البديعيات، الذي نشر بين الناس أنواعا من الثقافة الأدبية. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الفن لم يقتصر على البيئات الصوفية وحدها وإنما اهتم به عدد لا بأس به من الشعراء من غير المتصوفة «2» ونخص بالذكر شعراء العصر المملوكي الذين فاقت قصائدهم «البديعية» سائر العصور. وفي عصرنا الحالي كثرت الموسوعات المتخصصة التي تهتم بتراجم أصحاب المهن والوظائف، كالأطباء والمفتين مثلا، أو تقتصر على ذكر أتباع دين من الأديان أو مذهب من المذاهب أو طائفة من الطوائف كطبقات الشافعية وطبقات الحنابلة وطبقات الصوفية ... أو تفرد مصنفات لعلماء اشتهروا بفن من فنون العلم كالمحدثين والمفسرين

_ (1) را: السباعي، أفضل القربات، ص 3. (2) را: زكي مبارك، المدائح النبوية في الأدب العربي (بيروت دون تاريخ) ص 14- 18.

وعلماء الكلام والفلاسفة ... وهناك موسوعات تترجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين كما فعل الزركلي في أعلامه؛ وبعض الموسوعات تهتم بتراجم أصحاب المؤلفات كما فعل كحالة في معجمه، وبعضها يهدف إلى استقصاء المؤلفات والمصنفات والتعريف بها كما فعل حاجي خليفة في كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون. ومع كل هذه الموسوعات الجليلة التي أثرت المكتبة العربية، فإن المجال لا يزال واسعا لإضافة لبنات جديدة إلى هذا البناء العظيم. وشعرنا العربي قد عرف- منذ نشأته الأولى وحتى أيامنا الحاضرة- مئات الدارسين والباحثين الذين بذلوا قصارى جهدهم، وجادوا بعصارة أدمغتهم، ووهبوا الغالي والنفيس في البحث عما في هذا الشعر من ملح ونوادر، ومرقصات مطربات، وأغان وموشحات، وفنون وحكم وبيان وفصاحة لسان ... لكنهم لم يهتموا بالمدائح النبوية، ولم يفردوا لها بحثا مستقلا «1» ، ولم يعنوا بترجمة ناظميها؛ كما لو كانت هذه القصائد غريبة على بيئتنا، لم تعط أصحابها شهرة وصيتا، فكأني بالمؤرخين للشعر وللشعراء يغافلون هذه الناحية ليغيّبوا أشرف وجه من وجوه الشعر العربي، وليطمسوا صفات أشرف البشر؛ لأن كثرة الإغفال والإهمال- في رأيهم- تؤدي إلى النسيان فالضياع. ولكن بفضل الله تعالى ومنّته عني بهذا النوع من الأدب رجال محبون لله تعالى، متيمون بحب رسوله الكريم، تلهج ألسنتهم بالصلاة عند سماع اسم خير الأنام، وتفيض أعينهم بالدموع شوقا لزيارة سيد ولد آدم عليه السلام، مرددين قول القائل [من الرمل] : «لأديمنّ مديح المصطفى ... فعل من في الله قوّى طمعه فعسى أنعم في الدنيا به ... وعسى يحشرني الله معه» «2»

_ (1) يستثنى من ذلك يوسف النبهاني صاحب المجموعة النبهانية التي اهتمت بذكر قصائد نبوية مرتبة على حروف المعجم. والدكتور زكي مبارك الذي أفرد كتيبا درس فيه فن المديح النبوي عند عدة شعراء لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة. (2) المقري، نفح الطيب 1/ 55.

ولئن كانت المدائح النبوية تستحق أن يفرد لها مجلدات خاصة بها، فإن ناظمي هذه المدائح يستأهلون تخصيص مؤلف يضم أعلامهم ومشاهيرهم؛ ولهذا وجدتني أفرد لهؤلاء الشعراء الأخيار مصنفا يجمع الجمهرة العظمى منهم، واضعا بين أيدي محبي الرسول صلى الله عليه وسلم بعض ما أنتجته قرائح شعرائنا المؤمنين، وما جاشت به نفوسهم الزكية مستثنيا منهم الذين مدحوا النبي صلى الله عليه وسلم نثرا في خطبهم أو مقالاتهم؛ ذلك أن حمد الله تعالى والثناء على نبيه، لا تخلو منهما خطبة من الخطب المنبرية، والمنشدين الذين ينشدون القصائد النبوية في الزوايا والمحافل ولا سيما في المناسبات الدينية، الذين وضعوا صيغا للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والشعراء الذين اختصوا بمدح آل بيت النبي بالرغم من ذكرهم لبعض ماثر هذا الرسول العظيم. ونظرا لضخامة المادة اكتفيت بترجمة مختصرة للشاعر المدّاح، والإستشهاد ببعض الأبيات الخالصة في مديح المصطفى؛ لأن القصيدة العربية ذات شكل معين يتدرج من النسيب والتغزل إلى وصف الراحلة فبيت القصيد ... وتجدر الإشارة إلى أن هناك بعض المداحين الذين لم أعثر على شيء من مدائحهم النبوية. وقد رتبت الأعلام وفق حروف المعجم ليسهل على القارىء تناول أي علم يريدة.. وبذلت في هذا المؤلف قصارى جهدي لأوفي الدراسة حقها، فجمعت من الأعلام ما قدر الله تعالى لي أن أجمع؛ لكنني لا أدعي أن كتابي هذا قد بلغ درجة عالية من درجات الكمال، ولا أزعم بأنني قد حققت ما كنت أصبو إليه، أو أني أتيت بالمراد على أحسن حال وأفضل وجه، فهناك صعوبات جمة تواجه كل باحث ودارس تحول دون جعل بحثه تاما كاملا؛ وإلا لما كانت المدونات بحاجة إلى إعادة تنقيح وتصحيح وزيادة وتعديل ... لذلك أتوجه إلى ذوي الانتقاد المنصفين وألتمس منهم أن يقيلوا العثار، وينبهوا إلى خلل المسار، ويقبلوا الأعذار. وحسبي أن أكون السباق في هذا المضمار ولن يخلو الزمن ممن يأتي ويكمل النقص، ويستدرك ما فات. إن الصفحات التالية لا تزيد الرسول الأعظم شرفا وعزا وجلالا

وعظمة؛ بل هي تشرف وتعظم بذكر هذا السند العظيم، الرؤوف الرحيم. ولا يخفى أن محبي الرسول صلى الله عليه وسلم يفتخرون بالإنتساب إليه، ويرتاحون إلى الحديث عنه، وتغمرهم السعادة والحبور عند سماع مدحه، وذكر ماثره وفضله [من الخفيف] : «شنّف السمع من لطيف الكلام ... بامتداح النبيّ سامي المقام» «1» ومما يؤسف له أن مئات الشعراء، ممن يعتبرون فحولا، قد قصروا شعرهم على مدح أسيادهم من الأمراء والملوك والخلفاء، أو اختصوا بالتشبيب بليلى أو بهند أو بعزة ... ولم يخصوا رسولهم، وموصل الخير إليهم ولو بقصيدة من قصائدهم الكثيرة. وقد تكون هذه القصيدة تكفيرا عما اقترفوه من إثم في ذكر مثالب الناس وعيوبهم، وفاتحة خير لهم دنيا وأخرى. ولا يظنن أحد أن الإسلام يحارب الشعر والشعراء؛ فقد أخرج ابن إسحاق عن أبي الحسن- مولى تميم الداري (ض) - قال: «لما نزلت: وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ [الشعراء/ 224] جاء حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك (ض) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يبكون. قالوا: قد علم الله حين أنزل هذه الآية أنا شعراء. فتلا النبي: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ قال: أنتم. وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً قال: أنتم. وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا قال: أنتم» «2» . ومن المعلوم أن من عادة الشعراء المبالغة، وتجاوز قدر الممدوح فوق ما يستحقه، حتى أفضى هذا الأمر ببعضهم إلى الكفر؛ ومن الأمثال الشائعة: من مدحك بما ليس فيك فلا تأمن أن يذمك بما ليس فيك «3» . لكن مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم ليس فيه من تجاوز أو مبالغة، بل تقصير وعجز؛ فقد أجمع المسلمون على أنه لا يجوز إطراء النبي صلى الله عليه وسلم؛ أي مجاوزة

_ (1) يوسف النبهاني، الأحاديث الأربعين في فضائل سيد المرسلين، ص 1. (2) الكاندهلوي، حياة الصحابة 3/ 516. (3) را: النويري، نهاية الأرب 3/ 174.

الحد في مدحه بادعاء الألوهية فليجتنب المادح للنبي صلى الله عليه وسلم هذا الإطراء ويعتقد أنه عبده ورسوله ثم ليقل في مدحه بعد ذلك ما شاء، فإنه لا يعد إطراء في حقه عليه الصلاة والسلام؛ إذ الإطراء مجاوزة الحد. ولا يمكن بلوغ حد كماله صلى الله عليه وسلم فضلا عن مجاوزته. ولا تظن أن أحدا من الخلق يبلغ بمدحه قدره عليه الصلاة والسلام» «1» . ومن المعلوم أنه كلما تقادم الزمن على بطل أو عبقري، مال محبوه وأتباعه إلى جعله شخصية أسطورية، فنراهم يصفونه بأوصاف فيها الكثير من الإسهاب والإطناب؛ لكن في حال الرسول صلى الله عليه وسلم نجد أن معاصريه قد وصفوه بأوصاف أعلى من تلك التي وصفه بها اللاحقون، مما يدل على تمتعه صلى الله عليه وسلم بأجمل الصفات، وأفضل الخصال مما لم ولن يتسنى لأي بشر غيره. وما أحسن قول الشاعر حين أنشد [من الرمل] : «خذ كتابا جمع الفضل وإن ... كان كالنّجم بعينيك صغيرا من مزايا المصطفى شمس الهدى ... أفقه أطلع للناس بدورا وإذا حققتها تلقاه في ... واحد منها على الخلق أميرا قل به ما شئت من مدح ولا ... تخف اللوم ولا تخش النكيرا فجميع المدح من كلّ الورى ... لو أتى في حقّه كان قصورا» «2» وإنني أتوجه بالشكر الجزيل للأخ الزميل الدكتور ياسين الأيوبي الذي قرأ الكتاب وضبط أشعاره وقدّم له، حامدا الله وحده الذي وفقني لكتابة هذا المؤلف في فضائل المصطفى صلى الله عليه وسلم. طرابلس في 12 ربيع الأول 1414 هـ 29 آب 1993 م. محمد درنيقة

_ (1) يوسف النبهاني، المجموعة النبهانية في المدائح النبوية، (بيروت 1320 هـ) 3/ 1. (2) النبهاني، الأحاديث الأربعين، ص 1.

حرف الألف

حرف الألف

1 إبراهيم بن أبي بكر بن عبد الله التلمساني المالكي

1 إبراهيم بن أبي بكر بن عبد الله التلمساني المالكي فقيه، أديب وشاعر. ولد عام 609 هـ/ 1312 م وتوفي 690 هـ/ 1391 م. له منظومات في السير ومدح النبي صلى الله عليه وسلم؛ من ذلك: العشرات على أوزان العرب. ومنها في مولد الرسول صلى الله عليه وسلم. ومنها في الحكم. وله أرجوزة في الفرائض ومقالات في العروض «1» . 2 إبراهيم بن أحمد بن علي الكناني المصري، الخطيب، الشافعي، المتوفى 871 هـ/ 1467 م. له: ديوان خطب- شواهد التحقيق في نظم قصة يوسف الصديق- شرح المنهاج للنووي- غنية المحتاج إلى نظم المنهاج- ديوان المدائح النبوية والمناقب المحمدية «2» . 3 إبراهيم بن سليمان بن محمد الجنيني ولد عام 1040 هـ/ 1631 م وتوفي بدمشق عام 1108 هـ/ 697 م. تلميذ الشيخ خير الدين الرملي. له:

_ (1) عمر رضا كحالة، معجم المؤلفين (بيروت دار إحياء التراث العربي) 1/ 16. (2) إسماعيل البغدادي، هدية العارفين (بيروت 1982) 1/ 21؛ كحالة، معجم 1/ 7.

4 إبراهيم بن سهل الإسرائيلي الإشبيلي

- تتميم فتاوى شيخه- مطالع البدور كل طوالع الحور- نتيجة الفكر فيما يتعلق بأحكام الذكر- طوالع الحور في مدح النبي ونعت آله المبرور «1» . 4 إبراهيم بن سهل الإسرائيلي الإشبيلي كان يهوديا فأسلم وقرأ القرآن، ودخل في خدمة ابن خلاص أمير سبتة بالأندلس. وقد مات غريقا معه عام 649 هـ/ 1251 م عن أربعين سنة. له ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية منها قصيدة عينية مطولة [من الطويل] جاء فيها: «وركب دعتهم نحو طيبة نيّة ... فما وجدت إلا مطيعا وسامعا يسابق وخد العيس ماء شؤونهم ... فيقفون بالشوق المليّ المدامعا إذا انعطفوا أو رجّعوا الذكر خلتهم ... غصونا لدانا أو حماما سواجعا تضيء من التقوى حنايا صدورهم ... وقد لبسوا الليل البهيم مدارعا تكاد مناجاة النبيّ محمد ... تنمّ بهم مسكا على الشمّ ذائعا قلوب عرفن الحقّ فهي قد انطوت ... عليها جنوب ما عرفن المضاجعا سقى دمعهم غرس الأسى في ثرى الجوى ... فأنبت أزهار الشحوب الفواقعا تساقوا لبان الصدق محضا بعزمهم ... وحرّم تفريطي عليّ المراضعا» وفي قصيدة أخرى [من الطويل] : «تركت هوى موسى لحبّ محمد ... ولولا هدى الرحمن ما كنت أهتدي وما عن قلى مني تركت وإنّما ... شريعة موسى عطّلت بمحمد» «2»

_ (1) البغدادي، هدية العارفين 1/ 36؛ كحالة، معجم 1/ 36؛ إسماعيل البغدادي، إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (بيروت 1982) 2/ 88. (2) خليل الصفدي، الوافي بالوفيات (ط. فيسبادن ألمانيا) 6/ 5- 8؛ ابن شاكر الكتبي، فوات الوفيات، تحقيق إحسان عباس (بيروت دار صادر) 1/ 20- 21.

5 إبراهيم بن علي الأحدب

5 إبراهيم بن علي الأحدب ولد بطرابلس عام 1242 هـ/ 1826 م. درس على الشيخ عبد الغني الرافعي مفتي طرابلس فمهر في العلوم الشرعية وفي الأدب. استوطن بيروت حيث درّس وتولى عدة مناصب في المحكمة الشرعية وفي مجلس معارف ولاية بيروت. توفي عام 1308 هـ/ 1891 م. له مصنفات عديدة منها: تفصيل اللؤلؤ والمرجان- فرائد الأطواق في أجياد محاسن الأخلاق- النفح المسكي في شعر البيروتي- أكثر من ثمانين ألف بيت منها منظومتان في المولد النبوي «1» . 6 إبراهيم بن علي الكفعمي ن له سبع المثاني] نسبة إلى كفر عيما، قرية من قرى جبل عامل في جنوب لبنان، حيث ولد عام 840 هـ/ 1436 م وتوفي عام 905 هـ/ 1500 م. إمامي المذهب، مفسر، محدث، فقيه، أديب وشاعر. صنف 49 كتابا ورسالة منها: جنة الأمان الواقية المشتهر باسم المصباح- البلد الأمين والدرع الحصين نهاية الأرب في أمثال العرب- تاريخ وفيات العلماء- حياة الأرواح ومشكاة المصباح- مجموع الغرائب وموضوع الرغائب- ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية منها قصيدة ذكر فيها أسماء سور القرآن الكريم ومدح بها النبي صلى الله عليه وسلم [من الكامل] وهي في أربعين بيتا، اخترنا منها ما يلي: «يا من له السبع المثاني تنزل ... وخواتم البقره عليه تنزل في آل عمران النساء لم تلد ... كنظيره الأجساد ذلك تفعل مولى له الأنعام والأعراف وال ... أنفال والحكم التي لا تجهل بعلاه توبة يونس قبلت كذا ... هود ويوسف رعدهم يتجلجل

_ (1) البغدادي، هدية 1/ 45؛ كحالة، معجم 1/ 61؛ سميح الزين، تاريخ طرابلس (بيروت 1969) ص 459.

7 إبراهيم بن علي بن أحمد البهنسي

يا كهف مريم أنت طه الأنبيا ... والحج ثم المؤمنون الأفضل يا نور يا فرقان يا من مدحه ... نطقت به الشعراء وهو المرسل يس سمّاه الإله بذكره ... وكواكب بسعوده لا تأفل يا ليتني صاد شربت بكأسه ... وعليه في زمر وردت فأنهل وله لدى الحشر العظيم شفاعة ... في أمة بالامتحان تسربلوا مدّثّر يوم القيامة شافع ... ومخلّص الإنسان وهو الموئل يا من نزول المرسلات ببعثه ... يا أيها النّبأ العظيم الأكمل وهو الشفيع إذا المنيرة كوّرت ... والإنفطار من السماء يعجّل والله قد حرس السماء بطارق ... لولادة الأعلى به يتفضل وأزال غاشية العذاب ونوره ... كالفجر إذ أنواره تتهلّل شمس الضحى من وجهه ولصدره ... ألإنشراح وقلبه لا يغافل يا من ليالي القدر بيّنة له ... وعداه بالزلزال منه تزلزلوا بالعاديات أزال قارعة العدا ... وبقوله ألهاكم ما تجهل هو صاحب الإيلاف والدّين الذي ... يسقى غدا من كوثر يتسلسل يا خاتما فلق الصباح كوجهه ... والناس منه مكبّر ومهلّل أبياتها ميقات موسى عدّة ... والكفعميّ بمدحه يتجمّل صلّى عليه الله مع أصحابه ... ما زال طير العندليب يعندل» «1» 7 إبراهيم بن علي بن أحمد البهنسي ولد بالقاهرة عام 761 هـ/ 1360 م. وتوفي بها عام 840 هـ/ 1435 م. ولع بالنظم وبرع فيه. له تخميس للبردة «2» .

_ (1) كحالة، معجم المؤلفين 1/ 65؛ الزركلي، الأعلام (بيروت 1979) 1/ 53؛ إسماعيل البغدادي، هدية العارفين 1/ 24؛ المقري، نفح الطيب 7/ 341- 344. (2) كحالة، معجم المؤلفين 1/ 62.

8 إبراهيم بن محمد بن بهاور الغزي الشهير بابن زقاعة

8 إبراهيم بن محمد بن بهاور الغزي الشهير بابن زقاعة ولد بغزة في أول ربيع الأول 745 هـ/ 1344 م. اشتغل خياطا أولا. سمع من علماء بلده، وسلك الطريقة القادرية، وبرع في الأدب والفلك وعلم الحرف، ومعرفة منافع النبات والأعشاب. كان السلطان برقوق يحرص على حضوره الإحتفال بالمولد النبوي. سكن القاهرة وظل فيها حتى وفاته عام 1816 هـ/ 1414 م ودفن خارج باب النصر. له: كتاب الوجود- لوامع الأنوار في سيرة الأبرار- قصيدة تائية في صفة الأرض وما احتوت عليه وهي 7770 بيتا- عدة قصائد نبوية. جاء في إحداها [من مجزوء الخفيف] : «غصن بان بطيبة ... في حشا الصبّ راسخ من صباي هويته ... أنا الآن شائخ قمر لاح نوره ... فاستضاءت فراسخ عجبا كيف لم يكن ... كاتبا وهو ناسخ ذلّلت حين بعثه ... من قريش شوامخ أسد سيف دينه ... ذابح الشرك شالخ فاتح مطلب الهدى ... وعلى الشّرك صارخ أحمد سيد الورى ... وبه شاد شالخ مثل ما شاد فالغ ... من قديم وفالخ عقد إكسير ودّه ... ليس لي عنه فاسخ يا نخيلات وجده ... إنّ دمعي شمارخ» «1»

_ (1) البغدادي، هدية العارفين 1/ 19؛ كحالة، معجم 1/ 89؛ الزركلي، الأعلام 1/ 64- 65؛ محمد السخاوي، الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (بيروت مكتبة الحياة) 1/ 130- 131.

9 إبراهيم بن محمد بن سعيد الإدريسي الحسني

9 إبراهيم بن محمد بن سعيد الإدريسي الحسني المعروف بالمنوفي الشافعي المتوفى بمكة عام 1187 هـ/ 1773 م. له رسالة في علم الطب وديوان شعر قصره على مدح الرسول صلى الله عليه وسلم سماه «السبع السنابل في مدح سيد الأواخر والأوائل» «1» . 10 إبراهيم بن مصطفى الحلبي فقيه حنفي له اشتغال في الأدب. ولد بحلب وتعلم بها وبالقاهرة، ثم سافر إلى القسطنطينية وظل فيها حتى وفاته عام 1190 هـ/ 1776 م. له: تحفة الأخبار على الدر المختار- شرح جواهر الكلام- الحلة الصافية في علمي العروض والقافية- اللمعة في تحقيق مباحث الوجود والحدوث والقدر وأفعال العباد- نظم السيرة النبوية شعرا في 63 بيتا «2» . 11 إبراهيم بن يحيى بن مهدي المكناسي فقيه فرضي مالكي أندلسي. ولد بمكناس عام 600 هـ/ 1204 م. تفقه بإشبيلية ورحل إلى المغرب فالشام فالعراق. توفي بالفيوم بمصر عام 666 هـ/ 1267 م. من كتبه: أرجوزة في الفرائض تعرف بالتلمسانية- منظومة في السير والمدائح النبوية» .

_ (1) البغدادي، هدية العارفين 1/ 38؛ كحالة، معجم 1/ 94- 95. (2) البغدادي، هدية العارفين 1/ 39؛ كحالة؛ معجم المؤلفين 1/ 112؛ الزركلي، الأعلام 1/ 74. (3) الزركلي، الأعلام 1/ 79.

12 إبراهيم بن يوسف البلبيسي الرفاعي

12 إبراهيم بن يوسف البلبيسي الرفاعي ولد حوالي 795 هـ/ 1392 م بفاقوس من شرقية مصر. قرأ قسما من القرآن الكريم على الشيخ محمد الزعيم، ثم انتقل إلى بلبيس حيث أكمله على الشيخ عرفة العمري، وحفظ كتب الفقه والحديث، وتتلمذ على الشهاب البرديني بالقاهرة، وأخذ الفقه والعربية عن القاياتي. درّس ببلدته بلبيس وحج عدة مرات وزار بيت المقدس. كان صداعا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. توفي عام 862 هـ/ 1458 م. له أرجوزة في المولد النبوي تزيد على أربعمائة بيت. أولها [من الرجز المختلط بالكامل] : «الحمد لله الحميد الصّمد ... منوّر الأكوان بالممجّد محمد خير الورى المكمّل ... أهدي إلينا في ربيع الأول أعلام سعد المصطفى قد نشرت ... في الخافقين تلألأت وتضوّأت فاح الوجود بنشر عرف المصطفى ... لما مشى ما بين زمزم والصّفا من قبل نشأة آدم أنواره ... قد سطّرت في العرش لما اختاره» «1» 13 ابن الجيّان الأندلسي الكاتب (أبو عبد الله) محمد بن محمد بن أحمد الأنصاري، من أهل مرسية. محدّث، راوية، كاتب بليغ رائق الخط كان من أعاجيب الزمان في إفراط القماءة. وقد ورد اسمه ابن الجنان في بعض المصادر. والأرجح ما أثبتناه «2» . له ديوان شعر في مديح المصطفى صلى الله عليه وسلم. توفي سنة 650 هـ/ 1252 م، ومدائح نبوية كثيرة أورد منها المقري عددا كبيرا من المخطوطات الشعرية وقد اخترنا له هذه المقطعات [من المجتث] : «محمد خير هاد ... بحلمه وأناته

_ (1) كحالة، معجم المؤلفين 1/ 129؛ السخاوي، الضوء اللامع 1/ 180- 181. (2) المقري، نفح الطيب 7/ 416 وما بعدها. والأعلام للزركلي 7/ 29.

محمد خير داع ... بالصدق من كلماته محمد خير مبد ... لناسنا معجزاته أكرم به من نبيّ ... همت سما مكرماته وخصّه الله منه ... بالفضل من تكرماته لمّا حباه بأوفى ... صلاته في صلاته» ومنها [من الخفيف] : «بحبيب القلوب معتمد الخل ... ق أبي القاسم النبيّ الشفيع قد تشفّعت من ذنوبي إلى ذي ال ... عزّة الواحد العليّ السميع فاشفع اشفع يا خاتم الرّسل يوم ال ... حشر والمشهد العظيم الفظيع لظلوم لنفسه قد تناهى ... في الخطايا وكلّ فعل شنيع» ومنها [من البسيط] : «يا ربّ إنّ شفيعي من ذنوبي في ... يوم القيامة خير الخلق والنسم محمد خاتم الرسل المبلّغ لل ... دين الحنيفي والإسلام للأمم عليه منّي صلاة كلما سجع ال ... حمام فوق غصون البان والسّلم وبعد ذلك أعداد الجبال ورم ... ل الأرض والطير والحيتان والنّعم» ومنها [من المجتث] : «يا ربّ بلّغ سلامي ... لأحمد ذي الشّفاعه لخاتم الرّسل أعني ... إمام تلك الجماعه لأبهر الخلق مجدا ... يحكي الصباح نصاعه لمن صفات علاه ... تعجز أهل البراعه لمرشد بهداه ... قد فاز عبد أطاعه فزده يا ربّ فخرا ... وزد محبّيه طاعه» «1»

_ (1) المقري، نفح الطيب 7/ 501- 507.

14 أبو إناس الديلي الكناني

14 أبو إناس الديلي الكناني عمه سارية بن زنيم الذي قال فيه الخليفة عمر بن الخطاب (ض) : يا سارية الجبل الجبل. كان أبو إناس شاعرا وهو القائل لرسول الله صلى الله عليه وسلم [من الطويل] : «تعلّم رسول الله أنك قادر ... على كل حاف من تهام ومنجد ومنها قوله: وما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبرّ وأوفى ذمّة من محمد» «1» 15 أبو بكر الصديق (ض) واسمه عبد الله بن أبي قحافة. خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصاحب الماثر الكثيرة والمواقف الحاسمة التي كان لها أبعد الأثر في نصرة الدين. توفي عام 13 هـ/ 634 م وله ثلاث وستون سنة. أخرج سيف والحاكم عن ابن عمر قال: «كان سبب موت أبي بكر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كمد فما زال جسمه يجري حتى مات» . قال يرثي النبي صلى الله عليه وسلم [من المتقارب] «يا عين فابكي ولا تسأمي ... وحقّ البكاء على السيد على خير خندف عند البلا ... ءأمسى يغيب في الملحد فصلّى المليك وليّ العباد ... وربّ البلاد على أحمد فكيف الحياة لفقد الحبيب ... وزين المعاشر في المشهد فليت الممات لنا كلنا ... وكنا جميعا مع المهتدي» وله أيضا [من الكامل] :

_ (1) ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة (القاهرة 1328 هـ) 4/ 11؛ يوسف القرطبي، كتاب الاستيعاب في أسماء الأصحاب (القاهرة 1328 هـ) 4/ 7. والبيت الأخير يروى لعدة شعراء.

16 أبو بكر بن عبد الكريم الحلبي الشافعي

«وارتعت روعة مستهام واله ... والعظم مني واهن مكسور أعتيق ويحك إنّ حبّك قد ثوى ... وبقيت منفردا وأنت حسير يا ليتني من قبل مهلك صاحبي ... غيّبت في جدث عليّ صخور فلتحدثنّ بدائع من بعده ... تعيابهنّ جوانح وصدور» وله أيضا [من الوافر] : «أمين مصطفى بالخير يدعو ... كضوء البدر زايله الظلام» «1» 16 أبو بكر بن عبد الكريم الحلبي الشافعي المتوفى عام 858 هـ/ 1454 م. له عدة مدائح نبوية أشهرها القصيدة الوترية في مدح خير البرية «2» . 17 أبو بكر بن علي بن عبد الله الشهير بابن حجة الحموي ولد بحماه عام 767 هـ/ 1365 م. زار القاهرة واجتمع بعلمائها وشعرائها ثم رجع إلى بلدته حيث ظل فيها حتى وفاته عام 837 هـ/ 1433 م. له عدة مؤلفات أهمها قصيدته البديعية وشرحها الذي سماه «خزانة الأدب» . ولتلك القصيدة وذلك الشرح أهمية عظيمة. أما القصيدة فلجودتها بين البديعيات، وأما الشرح فلجمعه طرائف كثيرة من أدب القرن الثامن الهجري. وتقع البديعية في مائة واثنين وأربعين بيتا، إهتم فيها الناظم بضروب البديع أكثر من اهتمامه بالمدح النبوي لذلك جاءت- في رأي البعض- خالية من النفحات الشعرية؛ وإنما ترجع أهميتها إلى الناحية التعليمية، ومطلعها [من البسيط] :

_ (1) الصفدي، الوافي بالوفيات 1/ 64؛ النويري، نهاية الأرب 18/ 399- 400؛ رضا، رسول الله، ص 355- 356؛ جلال الدين السيوطي، تاريخ الخلفاء، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد (القاهرة 1952) ص 27 وما بعدها. (2) حاجي خليفة، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (بيروت 1982) 2/ 1349.

18 أبو بكر بن محمد بن أبي بكر

«لي في ابتدا مدحكم يا عرب ذي سلم ... براعة تستهلّ الدمع في العلم» وفي مديح الرسول صلى الله عليه وسلم: «ومن غدا قسمه التشبيب في غزل ... حسن التخلص بالمختار من قسمي محمد ابن الذبيحين الأمين أبو ال ... بتول خير نبيّ في اطّرادهم عين الكمال كمال العين رؤيته ... يا عكس طرف من الكفار عنه عمي أبدى البديع له الوصف البديع وفي ... نظم البديع حلا ترديده بفمي» وله قصيدة نبوية أخرى «أمان الخائف» انصرف فيها إلى التعبير عن مشاعره نحو الرسول الكريم. ومطلعها [من الطويل] : «شدت بكم العشّاق لما ترنّموا ... فغنّوا وقد طاب المقام وزمزم» وفيها: «عسى وقفة أو قعدة لابن حجة ... على بابكم يسعى بها وهو محرم فقد جاء يشكو من ذنوب تعاظمت ... وقدرك في يوم الشفاعة أعظم وقد ناله في عنفوان شبابه ... هموم وسيف الهمّ للظّهر يقصم وعارضه قد شاب في زمن الصّبا ... عسى بك من ذا العارض الصعب يسلم فيا وردنا الصّافي طيور قلوبنا ... عليك إذا ما نابها الضّيم حوّم عليك سلام نشره كلّما بدا ... به يتغالى الطّيب والمسك يختم» «1» 18 أبو بكر بن محمد بن أبي بكر الحبيشي الأصل، الحلبي المنشأ والوفاة. بسطامي الطريقة. توفي 930 هـ/ 1523 م. صنف: تسلية النفوس الزكية بوفاة محمد صلى الله عليه وسلم خير البرية- الكواكب الدرية في

_ (1) مبارك، المدائح النبوية، ص 208- 228؛ كحالة، معجم المؤلفين 7/ 133. فروخ، تاريخ الأدب 3/ 839- 843. سلم والعلم: مكانان في الحجاز. براعة: مقدرة. تستهل: تسكب. البديع: الله تعالى. الوصف البديع: الجميل. نظم البديع: نظم الشعر.

19 أبو جدول الجشمي (شاعر إسلامي)

مولد خير البرية- ضوء السراج في أحاديث المعراج «1» . 19 أبو جدول الجشمي (شاعر إسلامي) وكان رئيس قومه. اشترك في معركة حنين ضد المسلمين ووقع أسيرا. وبينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يميز الرجال من النساء وقف أبو جرول بين يديه وأنشد [من البسيط] : «أمنن علينا رسول الله في حرم ... فإنّك المرء نرجوه وننتظر أمنن على نسوة قد كنت ترضعها ... يا أرجح الناس حلما حين يختبر فألبس العفو من قد كنت ترضعه ... من أمهاتك إنّ العفو مشتهر إنّا لنشكر للنّعمى إذا كفرت ... وعندنا بعد هذا اليوم مدّخر يا خير من مرحت كمت الجياد به ... عند الهياج إذا ما استوقد الشّرر إنّا نؤمّل عفوا منك تلبسه ... هذي البرية إذ تعفو وتنتصر فاعف عفا الله عمّا أنت راهبه ... يوم القيامة إذ يهدى لك الظّفر» فذكّره حين نشأ في هوازن، وبفترة رضاعته فيهم فقال عليه الصلاة والسلام: «أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لله ولكم. فقالت الأنصار: وما كان لنا فهو لله ولرسوله. فردت الأنصار ما كان في أيديها من الذراري والأموال» «2» . 20 أبو الحسن بن سعيد الغرناطي الأندلسي حمة للعالمين] من ذرية الصحابي عمار بن ياسر، وصاحب كتاب «المرقص والمطرب» . توفي عام 673 هـ/ 1239 م. له عدة مدائح نبوية. جاء في إحداها [من الكامل] : «لولا رسول الله لم تدر الهدى ... وبه غدا نرجو النجاة ونسعد

_ (1) البغدادي، هدية العارفين 1/ 238. (2) ابن عبد ربه الأندلسي، العقد الفريد، تحقيق أحمد أمين وأحمد الزين والأبياري (القاهرة 1983) 5/ 279- 280.

21 أبو زيد الفازازي الأندلسي احب الدعوة الشاملة]

يا رحمة للعالمين بعثت والدّ ... نيا بجنح الكفر ليل أربد أطلعت صبحا ساطعا فهديت للإ ... يمان إلّا من يحيد ويجحد لم تخش في مولاك لومة لائم ... حتى أقرّ به الكفور الملحد ونصرت دين الله غير محاذر ... ودعوت للآخرى الألى قد أسعدوا ماذا أقول إذا وصفت محمدا ... نفد الكلام ووصفه لا ينفد فعليك يا خير الخلائق كلّها ... مني التحية والسلام السرمد» «1» 21 أبو زيد الفازازي الأندلسي احب الدعوة الشاملة] له ديوان شعر في مديح المصطفى صلى الله عليه وسلم ذكر بعضه المقري التلمساني في كتابه نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب [من الكامل] : «كملت بنعت محمد خير الورى ... غرر القصائد كلّها وحجولها واختصّ دون الأنبياء بدعوة ... وسع العباد عمومها وشمولها فاضت على الثّقلين منه أشعة ... طلعت وما عقب الطلوع أفولها فالإنس تعلم أنه مقصودها ... والجنّ توقن أنّه مأمولها كم آية بالصدق كان ظهورها ... كم آية بالسبق كان نزولها وكفاك هذا الوحي فهو شهادة ... لمحمد لزم العباد قبولها جمع الإله المكرمات لأمة ... هذا النبيّ الهاشميّ رسولها» وفي قصيدة أخرى [من الوافر] : «إذا أمّلت من مولاك قربا ... فجدّد ذكر خير الأنبياء وصلّ عليه أوّل كلّ قول ... وآخره بصبح والمساء فإنّ محمدا أعلى البرايا ... محلا في السيادة والعلاء لواء الحمد في يمنى يديه ... وكلّ الناس من دون اللواء فحدّث عن دلائله ففيها ... شفاء للنّهى من كلّ داء» وينصح طلابه [من مجزوء الكامل] :

_ (1) النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 53- 55.

ينة الانبياء]

ينة الانبياء] «إعمل باثار النب ... يّ فإنها النور المبين واقبل نصيحتها ففي ... ها العزّ والشرف المكين واشدد يمينك بالشّري ... عة إنها السبب المتين خير البريّة أحمد ... والحقّ يصحبه اليقين ذو قوة عند الإل ... هـ مقرّب منه مكين زان النّبيّون الورى ... ومحمد لهم مزين هاد إلى طرق النّجا ... ة مؤيّد فيها أمين والهج بمدح الهاشم ... يّ فإنّه الحصن الحصين ولئن فعلت فلن تفو ... تك بعد ذا دنيا ودين» «1» 22 أبو السرور بن نور الدين الشعراوي مصري الولادة والنشأة والوفاة. كان معاصرا للشهاب المقري. له عدة مدائح نبوية، جاء في إحداها [من الخفيف] : «يا ضياء الوجود يا مظهر النو ... ر اقتباسا من نور ذاتك أسأل يا مجلّي الظلماء من كلّ كرب ... ليس إلّا على سناك المعوّل يا رسول الإله يا من يرجّى ... وينادى عند الكروب ويسأل أنت باب الإله أيّ مريد ... يترجّى دخول بابك يقبل سيّد الرّسل إنني في عناء ... ليس يخفى عليك بل ليس يجهل» «2» 23 أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة، فقد أرضعتهما حليمة السعدية. كان، قبل إسلامه، من أشد الناس إيذاء للمسلمين وللنبي صلى الله عليه وسلم، وقد هجاه، وإلى ذلك أشار حسان بن ثابت بقوله [من الوافر] :

_ (1) المقري، نفح الطيب 7/ 507- 512. (2) النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 403- 404.

«ألا أبلغ أبا سفيان عنّي ... مغلغلة فقد برح الخفاء هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء» ولما كان الرسول صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى فتح مكة لقيه أبو سفيان، فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم عنه، فأشار عليه علي بن أبي طالب (ض) أن يأتيه من قبل وجهه ويقول له ما قال إخوة يوسف، فإنه لا يرضى أن يكون أحد أحسن منه جوابا. وبالفعل فإن أبا سفيان واجه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له: تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ [يوسف/ 91] . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [يوسف/ 92] . وهكذا فقد أسلم أبو سفيان عام الفتح، في السنة الثامنة من الهجرة، وحسن إسلامه حتى أنه ما رفع رأسه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم حياء منه. وخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف وحنين ولما انهزم المسلمون يوم حنين كان أبو سفيان أحد السبعة الذين ثبتوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم حتى رجع إليهم المسلمون، وكانت النصرة لهم. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحبه كثيرا ويقول: «إني لأرجو أن يكون فيه خلف من حمزة بن عبد المطلب» . وشهد له بالجنة. ولما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم بكاه أبو سفيان كثيرا ورثاه فقال [من الوافر] : «أرقت فبات ليلي لا يزول ... وليل أخي المصيبة فيه طول وأسعدني البكاء وذاك فيما ... أصيب المسلمون به قليل لقد عظمت مصيبتنا وجلّت ... عشيّة قيل قد قبض الرسول وأضحت أرضنا مما عراها ... تكاد بنا جوانبها تميل فقدنا الوحي والتنزيل فينا ... يروح به ويغدو جبرئيل وذاك أحقّ ما سالت عليه ... نفوس الناس أو كربت تسيل نبيّ كان يجلو الشّكّ عنّا ... بما يوحى إليه وما يقول ويهدينا فلا نخش ضلالا ... علينا والرسول لنا دليل أفاطم إن جزعت فذاك عذر ... وإن لم تجزعي ذاك السبيل فقبر أبيك سيد كلّ قبر ... وفيه سيد الناس الرسول»

24 أبو طالب

توفي بالمدينة المنورة عام 20 هـ/ 640 م وصلى عليه عمر بن الخطاب (ض) «1» . 24 أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم وكافله ومربيه ومناصره. كان من أبطال بني هاشم ورؤسائهم، ومن الخطباء العقلاء الأباة. «أخرج ابن عساكر عن جلهمة بن عرفطة قال: قدمت مكة وهم في قحط، فقالت قريش: يا أبا طالب أقحط الوادي وأجدب العيال، فهلم فاستسق. فخرج أبو طالب ومعه غلام كأنه شمس تجلت عنها سحابة، وحوله أغيلمة، فأخذه أبو طالب فألصق ظهره بالكعبة ولاذ الغلام بإصبعه وما في السماء قزعة، فأقبل السحاب من هاهنا وهاهنا، وأغدق واغدودق وانفجر له الوادي وأخصب النادي والبادي. وفي ذلك يقول أبو طالب [من الطويل] : «وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل» كان أبو طالب يحمي النبي صلى الله عليه وسلم من عداوة قريش، ويرد أذاها عنه. وقد لقي في ذلك ما يطيق وما لا يطيق، حتى قال للنبي صلى الله عليه وسلم في ساعة من أشد ساعات الحرج «أبق على نفسك يا بني ولا تحملني من الألم ما لا أطيق» . فحزن النبي صلى الله عليه وسلم وحسب أنه سيخذله وقال له، وهو يهم بمفارقته: «والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته» . فلم يبرح النبي صلى الله عليه وسلم غير قليل حتى ناداه عمه وقال له: «إذهب يا بن أخي فقل ما أحببت فو الله لا أسلمك لشيء أبدا» .

_ (1) ابن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق إحسان عباس (بيروت 1977) 6/ 351- 352؛ حوى، الرسول 1/ 136؛ ابن كثير، البداية والنهاية، تحقيق أحمد أبو ملحم ورفاقه (بيروت 1988) 5/ 246- 247؛ النويري، نهاية الأرب 18/ 400- 401؛ القرطبي، الإستيعاب 4/ 83- 85؛ مصطفى محمد الرافعي، عنوان النجابة في معرفة من مات بالمدينة المنورة من الصحابة (مكان الطبع غير مدون 1373 هـ) 73- 74.

توفي أبو طالب في السنة العاشرة من النبوة عن بضع وثمانين سنة. ينسب إليه مجموع صغير سمي «ديوان شيخ الأباطح أبي طالب» فيه من الركاكة ما يبرئه عنه. لكن المؤرخين لسيرته ينسبون إليه بعض الأشعار التي يمتدح فيها النبي صلى الله عليه وسلم [من الطويل] : «إذا اجتمعت يوما قريش لمفخر ... فعبد مناف سرّها وصميمها فإن حصلت أشراف عبد منافها ... ففي هاشم أشرافها وقديمها وإن فخرت يوما فإنّ محمدا ... هو المصطفى من سرّها وكريمها» وفي إعلانه حمايته للنبي صلى الله عليه وسلم وعصمته له من قريش وبطشها، [قوله من الكامل] : «والله لن يصلوا إليك بجمعهم ... حتى أوسّد في التراب دفينا فامض لأمرك ما عليك غضاضة ... أبشر وقرّ بذاك منك عيونا ودعوتني وعلمت أنك ناصحي ... ولقد دعوت وكنت ثمّ أمينا وعرضت دينا قد عرفت بأنه ... من خير أديان البرية دينا لولا الملامة أو حذاري سبّة ... لوجدتني سمحا بذاك مبينا» وله قصيدة لامية تعوذ فيها بحرم مكة وبمكانه منها، وتودد فيها أشراف قومه، وهو على ذلك يخبرهم في شعره أنه لن يتخلى عن النبي صلى الله عليه وسلم ولن يتركه لشيء حتى يهلك دونه، كما أنه يمتدحه فيها. مطلعها [من الطويل] : «ولما رأيت القوم لا ودّ فيهم ... وقد قطعوا كل العرى والوسائل» ومنها في امتداح الرسول صلى الله عليه وسلم: ليم عادل] «لعمري لقد كلفت وجدا بأحمد ... وإخوته دأب المحبّ المواصل فمن مثله في الناس أيّ مؤمّل ... إذا قاسه الحكام عند التفاضل حليم رشيد عادل غير طائش ... يوالي إلها ليس عنه بغافل كريم المساعي ماجد إبن ماجد ... له إرث مجد ثابت غير ناضل وأيّده ربّ العباد بنصره ... وأظهر دينا حقّه غير زائل حدبت بنفسي دونه وحميته ... ودافعت عنه بالذّرى والكلاكل» وهي قصيدة مطولة ينكر أكثرها بعض أهل العلم بالشعر؛ قال ابن

25 أحمد الأبشيهي

سلام: «زاد الناس في قصيدة أبي طالب وطولت بحيث لا يدرى أين منهاها» . وللشيخ علي جابي شرح على هذه القصيدة «1» . 25 أحمد الأبشيهي صاحب كتاب «المستطرف» المتوفى عام 852 هـ/ 1448 م. له مجموعة قصائد نبوية منها قصيدة مطلعها [من الكامل] : كرم الشفعاء] «حثّ الركاب إلى الجناب الأفضل ... ودع التّعلل بالخلائق وارحل» وفيها: «هذا الذي نطق الحصى بيمينه ال ... ميمون تسبيحا فصدّق وانقل هذا الذي عقد اللواء بمجده ال ... سامي وآدم تحته في محفل هذا الذي سمع النّدا من ربّه ... يوم القيامة قد قبلت فأقبل هذا الذي يس من أسمائه ... وكذاك طه بالنداء من العلي يا أكرم الشفعاء يا خير الورى ... يا منتهى الآمال يا نعم الولي حاشا نزيلكم يضام وشأنكم ... حفظ الذّمام وعقدكم لم يحلل» «2»

_ (1) علي الحلبي، السيرة الحلبية (القاهرة بدون تاريخ) 1/ 35؛ ابن كثير، البداية والنهاية 2/ 240 و 3/ 41 و 54- 55؛ أحمد زيني دحلان، السيرة النبوية (القاهرة دون تاريخ) ص 109؛ خورشيد ورفاقه، دائرة المعارف الإسلامية (القاهرة 1933) 1/ 361؛ الذهبي، السيرة النبوية 85- 86؛ عباس محمود العقاد، مطلع النور (القاهرة 1955) ص 175- 176؛ الكاندهلوي، حياة الصحابة 1/ 389- 390؛ حوى الرسول، ص 98؛ ابن هشام، السيرة النبوية، تحقيق السقا ورفاقه (القاهرة دون تاريخ) 1/ 272- 280؛ مصطفى صادق الرافعي، تاريخ آداب العرب (القاهرة 1940) 1/ 385؛ السبكي، شفاء السقام، ص 171؛ سلمان مروة، أحسن الأثر في حياة النبي والأئمة الاثنى عشر (صيدا 1953) ص 68؛ أحمد الشرباصي، فدائيون في تاريخ الإسلام (بيروت 1970) ص 75؛ الآلوسي، بلوغ الأرب 1/ 356- 357؛ أبو الفداء، المختصر في تاريخ البشر (بيروت دار المعرفة) 1/ 120؛ النويري، نهاية الأرب 18/ 240. (2) النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 348- 361.

26 أحمد بن أبي بكر المرعشي

26 أحمد بن أبي بكر المرعشي ولد بمرعش 786 هـ/ 1384 م وتوفي 872 هـ/ 1467 م. اشتهر بالفقه والأدب. صنف: كنوز الفقه- نظم عمدة العقائد للنسفي في أصول الدين- نظم الكنز- تخميس البردة «1» . 27 أحمد بن أحمد بن عثمان الزبيري الخلوتي الأشعري. كان حيا قبل 1201 هـ/ 1786 م. تولى الإفتاء وكان شاعرا. له تشطير البردة، فرغ من نظمه لتسع بقين من ربيع الأول 1201 هـ/ 1786 م «2» . 28 أحمد بن أحمد بن محمد القرشي توفي بمكة المكرمة 15 ذي القعدة عام 856 هـ/ 1452 م ودفن بالمعلاة. أكثر من النظم ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بقصائد عديدة ومنها قوله [من الطويل] : «ألا ليت شعري هل أرى لي عودة ... إلى المصطفى فهو البشير محمد أقبل مثواه وألثم تربه ... وأشكر ربّي عند ذاك وأحمد» «3» 29 أحمد بن إسماعيل بن عبد الله المقرىء كان حيا في القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي. ولد ببغداد

_ (1) كحالة، معجم 1/ 176. (2) كحالة، معجم 1/ 151. (3) السخاوي، الضوء اللامع 1/ 223.

30 أحمد بن إسماعيل النابلسي

وسكن أصفهان. فقيه، مؤرخ، عالم بالعربية، شاعر. من آثاره: عقد الدرر- نظم عوامل الجرجاني- كتاب في التاريخ- منسك في الحج- ديوان في مدح النبي صلى الله عليه وسلم «1» . 30 أحمد بن إسماعيل النابلسي ولد عام 749 هـ/ 1348 م. أتقن علمي الفرائض والعربية ثم قرأ الحديث. درّس في القاهرة ودمشق حيث تولى القضاء. شرع في وضع تفسير كبير. توفي بدمشق عام 815 هـ/ 1412 م ودفن بسفح قاسيون. من مصنفاته: جامع التفسير- شرح الألفية لابن مالك في النحو- الدر المنظوم في سيرة النبي المعصوم «2» . 31 أحمد بن جعفر بن إوريس الكتاني ولد بفاس عام 1293 هـ/ 1876 م وتوفي بها عام 1340 هـ/ 1922 م. له سبعون كتابا ورسالة منها: المنهج المليح في شرح مقفل الصحيح- المنهل الفسيح على بردة المديح- منتهى المنى والسول في شمائل الرسول- الفيوضات الإلهية على الهمزية البوصيرية- أسهل المسالك على ألفية ابن مالك- ديوان شعر في المدائح النبوية «3» .

_ (1) كحالة، معجم 1/ 165- 166. (2) ابن قاضي شهبة الدمشقي، طبقات الشافعية تحقيق عبد العليم خان (بيروت 1987) 2/ 341- 342؛ البغدادي، هدية 1/ 120؛ كحالة، معجم 1/ 164. (3) الزركلي، الأعلام 1/ 108.

32 أحمد بن الحسين بن أحمد بن سير الناس المالكي

32 أحمد بن الحسين بن أحمد بن سير الناس المالكي المعروف بالبهلول. ولد وتوفي بطرابلس الغرب 1113 هـ/ 1701 م. أديب فقيه. له: المقامة النورية- البلاغة والآداب السنية- منظومة درة العقائد- منظومة المعينة في مذهب أبي حنيفة- تخميس العياضية في مدح خير البرية «1» . 33 أحمد الحضراوي المكي الشافعي ولد بالإسكندرية عام 1252 هـ/ 1836 م. اشتهر بالفقه والحديث والتأريخ والتصوف. توفي بمكة المكرمة عام 1327 هـ/ 1909 م. من تصانيفه: تاريخ الأعيان- سراج الأئمة- العقد الثمين في فضائل البلد الأمين- الحصن الأسني والمورد الأهني في شرح أسماء الله الحسنى- قصيدة مطولة: نفحات الرضا والقبول في فضائل زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم، مطلعها [من السريع] : «يا حاديا يحدو لخير الورى ... هيّجت في قلبي من الشوق ناز» وفيها: «وأعزم السير إلى من به ... تمحى الخطايا ويقال العثار المصطفى المختار خير الورى ... وخير من تطوى إليه القفار وخير من تأتي ملوك الورى ... لبابه بالذّلّ والإنكسار صلّى عليه الله ما غرّدت ... حمامة الأيك وغنّى الهزار» «2»

_ (1) كحالة، معجم 1/ 200. (2) النبهاني، المجموعة الببهانية 2/ 241؛ كحالة، معجم 2/ 64.

34 أحمد بن سعيد بن محمد الجريري

34 أحمد بن سعيد بن محمد الجريري ولد بقرية الجرير بالقرب من القيروان بتونس عام 810 هـ/ 1407 م. قرأ القرآن ثم تابع دراسته بالقيروان وتونس حيث تتلمذ لمدة أربع وعشرين سنة على الشيخ أبي القسم بن أحمد البرزالي، كما تتلمذ على عدة شيوخ: ابن عبدوس، عمر بن محمد القلشاني، محمد بن مرزوق وغيرهم. برع في الفقه والعربية والمعاني والبيان والمنطق والفرائض والحساب. حج واستوطن المدينة المنورة حيث تصدر لإقراء الفقه والعربية. توفي بالمدينة عام 849 هـ/ 1445 م. من نظمه في المديح النبوي قصيدة مطلعها [من البسيط] : «يا سيدي يا رسول الله يا سندي ... يا عمدتي يا رجائي منتهى أملي أنت الوجيه الذي ترجى شفاعته ... كن لي شفيعا غدا يا خاتم الرسل» «1» 35 أحمد شاكر الحكواتي الحموي ولد بحماة عام 1121 هـ/ 1709 م. قرأ القرآن ودرس العلوم والفنون، ومال إلى الأدب. طوّف في البلاد الإسلامية: حلب وبغداد والموصل وطرابلس واللاذقية والقدس ومصر ومكة والمدينة ... حيث كان يجتمع بعلمائها ويأخذ عنهم ثم يمتدحهم. ثم قطن دمشق في الصالحية وأحبه الأهالي وأحبهم. وفي أواخر عمره اشتغل بالكيمياء فضيع أوقاته وأتلف ماله وأصبح فقيرا، رث الثياب؛ ومع ذلك فقد لازمه الكثيرون من دمشق وغيرها وأخذوا عنه التصوف وبعض الفنون. توفي عام 1193 هـ/ 1779 م ودفن في مقبرة سفح قاسيون بدمشق. له ديوان شعر في ثلاثة مجلدات: «حانة العشاق وريحانة الأشواق» وهو سبعة أبواب: نظام كلام الحقيقة- مدائح الرسول صلى الله عليه وسلم- مدح الآل والأصحاب

_ (1) السخاوي، الضوء اللامع 1/ 305- 306.

والأولياء والعارفين- الغراميات والغزل والخمريات- مدائح الأعيان من العلماء والفضلاء- الأحاجي والألغاز- الزجل المشعر والملحون وكل غريب من الفنون. من شعره في المديح النبوي [من الخفيف] : لعروة الوثقى وسر الوجود] «أو لست الغياث والعروة الوث ... قى لمستمسك بحبل مصارك فبما قد أوليت من رتب المج ... د كمالا وما علا من مطارك وبمسراك حيث صلّيت بالرس ... ل وأهل السماء في إنتظارك وبما قد حباك ربّك تخصي ... ص كمال لم يرض فيه مشارك وبعلم من قاب قوسين أدني ... ت إليه قربا لدى جيّارك وبكشف الحجاب لمّا تدلّى ... لك وصلي وأنت في أسرارك أنت سرّ الوجود لجة بحر ال ... جود والفضل رشح طامي بحارك ووجود الأكوان والعرش والكر ... سيّ واللوح من سنا أنوارك صلّ ربي عليه والآل والصح ... ب جميعا وأنعم وسلّم وبارك» ولما طلب منه بعض محبيه أن ينظم القصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم أجابهم [من البسيط] : «تحصى النجوم ولا تحصى مدائحه ر العلوم] لولاه ما كان فرض في الهدى وسنن ... ولا لنا لاح من سرّ العلوم علن ماذا أحصّل فيه بالمديح فلن ... وما أقول إذا ما جئت أمدح من جبريل خادمه والذكر مادحه يا رحمة للورى بالنور قد صرمت ... ليل الضلال بها أهل الهدى سلمت بك ابتدت دورة الإرسال واختتمت ... عليك أزكى صلاة كلما ختمت بالمسك عادت بتسليم فوائحه» «1»

_ (1) محمد المرادي، سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر (بغداد دون تاريخ) 1/ 155- 159.

36 أحمد بن شرقاوي الحسيني الخلوتي

36 أحمد بن شرقاوي الحسيني الخلوتي ولد بالدير عام 1250 هـ/ 1834 م. إشتهر بالوعظ والإرشاد. توفي عام 1316 هـ/ 1898 م تاركا عدة تاليف: نصيحة الذاكرين وإرغام المكابرين- المورد الرحماني- الوسيلة الحسنا في نظم أسماء الله الحسنى- شمس التحقيق وعروة أهل التوفيق- تشطير بردة البوصيري «1» . 37 أحمد شوقي ولد في القاهرة عام 1285 هـ/ 1868 م من أب كردي وأم تركية. درس في مدرسة المبتديان ثم في المدرسة التجهيزية. ثم التحق بمدرسة الحقوق ثم بمدرسة الترجمة. وفي عام 1305 هـ/ 1887 م سافر إلى فرنسة لمتابعة دراسته على نفقة الخديوي توفيق بن إسماعيل. وقد اختص بالخديوي عباس حلمي. ولما خلع الخديوي أبعد شوقي عن مصر مدة قضاها في برشلونة. ولما بدأت الحياة النيابية بمصر عين شوقي عضوا في مجلس الشيوخ. بايعه شعراء العربية بإمارة الشعر في حفلة خاصة أقيمت له في القاهرة 1346 هـ/ 1927 م. توفي بالقاهرة عام 1351 هـ/ 1932 م. كان متدينا متسامحا واسع الإطلاع، عالج بالإضافة إلى الغزل، المدح، والمواضيع التاريخية، كما نظم الأمثال ووضع مسرحيات عديدة. ديوانه «الشوقيات» في أربعة أجزاء، فيها العديد من المدائح النبوية. أشهر تلك المدائح: نهج البردة والهمزية النبوية. وقد عارض بهما بردة البوصيري وهمزيته. مطلع همزيته [من الكامل] : «ولد الهدى فالكائنات ضياء ... وفم الزمان تبسّم وثناء»

_ (1) كحالة، معجم 1/ 243.

وفيها: «يا خير من جاء الوجود تحية ... من مرسلين إلى الهدى بك جاؤا بك بشّر الله السماء فزيّنت ... وتضوّعت مسكا بك الغبراء يوم يتيه على الزمان صباحه ... ومساؤه بمحمد وضّاء بك يا ابن عبد الله قامت سمحة ... بالحقّ من حلل الهدى غرّاء بنيت على التوحيد وهي حقيقة ... نادى بها سقراط والقدماء والدّين يسر والخلافة بيعة ... والأمر شورى والحقوق قضاء أنصفت أهل الفقر من أهل الغنى ... فالكلّ في حق الحياة سواء وإذا سخوت بلغت بالجود المدى ... وفعلت ما لا تفعل الأنواء وإذا رحمت فأنت أمّ أو أب ... هذان في الدنيا هما الرحماء يا من له عزّ الشفاعة وحده ... وهو المنزّه ماله شفعاء لي في مديحك يا رسول عرائس ... تيّمن فيك وشاقهنّ جلاء أدعوك عن قومي الضعاف لأزمة ... في مثلها يلقى عليك رجاء» وفي ذكرى المولد النبوي الشريف عام 1329 هـ/ 1911 م نظم شوقي قصيدة مطولة فيها 21 بيتا في الغزل و 78 بيتا في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم. جاء فيها [من مجزوء الوافر] : «نبيّ البرّ والتقوى ... منار الحق معلمه أبرّ الخلق عاطفة ... وأسمحه وأحلمه وأصبره لنائبة ... ومحذور يجشّمه وليّ الأهل والأتبا ... ع والمسكين يطعمه سحاب الجود راحته ... وفي برديه عيلمه زكيّ القلب طهّر من ... هوى وغواية دمه رسول الله لن يشقى ... ببابك من ييمّمه لواء الحشر بين يد ... يك يوم الدين تقدمه شفيعا فيه يوم يلو ... ذ بالشفعاء مجرمه ففي يمناك جنّته ... وفي اليسرى جهنمه ثراك متى أطيف به ... وأنشقه وألثمه ففيه الخلق أعظمه ... وفيه الخلق أو سمه»

أما نهج البردة فمطلعها [من البسيط] : فوة البارى ورحمته] «ريم على القاع بين البان والعلم ... أحلّ سفك دمي في الأشهر الحرم» وفيها: «يا لائمي في هواه والهوى قدر ... لو شقّك الوجد لم تعدل ولم تلم لزمت باب أمير الأنبياء ومن ... يمسك بمفتاح باب الله يغتنم محمد صفوة الباري ورحمته ... وبغية الله من خلق ومن نسم ونودي اقرأ تعالى الله قائلها ... لم تتصل قبل من قيلت له بفم هناك أذّن للرحمن فامتلأت ... أسماع مكة من قدسية النّغم سرت بشائر بالهادي ومولده ... في الشرق والغرب مسرى النور في الظلم أتيت والناس فوضى لا تمرّ بهم ... إلا على صنم قد هام في صنم أسرى بك الله ليلا إذ ملائكه ... والرّسل في المسجد الأقصى على قدم لما خطرت بهم لفّوا بسيدهم ... كالشّهب بالبدر أو كالجند بالعلم صلّى وراءك منهم كلّ ذي خطر ... ومن يفز بحبيب الله يأتمم جبت السماوات أو ما فوقهنّ بهمّ ... على منوّرة درّيّة اللّجم مشيئة الخالق الباري وصنعته ... وقدرة الله فوق الشّك والتهم حتى بلغت سماء لا يطار لها ... على جناح ولا يسعى على قدم وقيل كلّ نبيّ عند رتبته ... ويا محمد هذا العرش فاستلم يا ربّ هبّت شعوب من منيّتها ... واستيقظت أمم من رقدة العدم والطف لأجل رسول العالمين بنا ... ولا تزد قومه خسفا ولا تسم يا ربّ أحسنت بدء المسلمين به ... فتمّم الفضل وامنح حسن مختتم» «1»

_ (1) محمد صبري، الشوقيات المجهولة (بيروت 1979) 1/ 5 و 2/ 116 وص 135- 139؛ كحالة، معجم 1/ 246؛ الزركلي، الأعلام 1/ 136- 137؛ ألبرت الريحاني، الموسوعة العربية (بيروت 1955) ص 454؛ حنا الفاخوري، تاريخ الأدب العربي (بيروت 1953) ص 982- 1985 وص 999؛ محمد المهايني، بردة المديح المباركة، ص 41- 48. محمد جميل الخطيب، كشف القناع المسدول في حكم السماع المقبول (بيروت 1973) ص 220.

38 أحمد بن صالح بن أحمد بن صدقة المعروف بالوراق الخلوتي الحلبي

38 أحمد بن صالح بن أحمد بن صدقة المعروف بالوراق الخلوتي الحلبي ولد عام 1123 هـ/ 1711 م. كان في شبابه يتعاطى صناعة القصب. ومنذ عام 1148 هـ/ 1735 م انتقل إلى باب أموي حلب الشرقي واشتغل ببيع الورق، فعرف منذ ذلك الوقت بالوراق. كان يتردد على أفاضل حلب طلبا للعلم والتحصيل، فأخذ العربية عن الشيخ محمد الحموي، والفقه والعقائد عن الشيخ قاسم النجار، والبديع عن الشيخين قاسم اليكرجي وابن الزمار. وأجازه علّامة بغداد صالح البغدادي، وسمع معظم صحيح البخاري عن المحدث محمد بن الطيب المغربي، وأخذ المصطلح والأدب والمعاني والبيان عن الشيخ علي الميقاتي بأموي حلب. توفي عام 1189 هـ/ 1775 م ودفن في مقبرة جامع البختي تجاه تكية بابا بيرم. له عدة قصائد نبوية. ففي قصيدة نظمها في التوسل. أشرف الخلق وسيد الأواخر والأوائل جاء قوله [من الكامل] : طهر الاكوان من دنس الورى] «ومحاجري ترعى النجوم وربما ... أربت على الطوفان في عبراتها لم يرقها إلا التكمّل من ثرى ... دار يفوح المسك من عتباتها دار الذي وسع البريّة فضله ... وله اليد البيضا على ساداتها أعني به طه الذي بجنابه ... لاذت جميع الخلق في شدّاتها جبلت على الخلق العظيم طباعه ... من ذا يباريه بحسن صفاتها قد طهّر الأكوان من دنس الرّدى ... وأزال ما قد كان من شبهاتها وبه النجاة من الشدائد كلّها ... وخلاص أهل الكرب من كرباتها تالله ما وصلت لعبد نعمة ... إلا وكان هو الممدّ لذاتها مولاي يا ختم الرسالة جد على ... نفس أضرّ الذنب في حالاتها ما لي سواك وأنت أكرم شافع ... في المذنبين مشفّع لنجاتها صلّى عليك الله ما هبّت صبا ... سحرا فهاج الصّبّ من نفحاتها وكذا على الآل الكرام وصحبك ال ... أطهار من كرمت بطيب ذواتها

39 أحمد بن عبد الله البري الحنفي المدني

أبدا على مرّ الجديد مسلما ... لأنال حسن الختم من بركاتها» وفي قصيدة ثانية [من مجزوء الكامل] : طب دائرة النبين] «واجل الكروب بمدح ط ... هـ المصطفى نور البصائر الفاتح البرّ الرؤ ... وف محمد زاكي العناصر والعاقب الماحي الذي ... ضاءت بمبعثه الدياجر ذي المعجزات الباهرا ... ت ومن غدا للغيّ باتر يا قطب دائرة النبيي ... ن الكرام أولي الماثر يا سيد الكونين يا ... من لم يزل للحقّ ناصر يا رحمة الله التي ... قد نالها باد وحاضر مولاي يا كنز العفا ... ة ومن غدا بالعفو آمر عفوا رسول الله عن ... ذنب بان الورّاق حائر إني استجرت بجاهك ال ... أحمى المنيع من المضائر وأنال في الآخرى شفا ... عتك التي تمحو الكبائر فلأنت أكرم شافع ... حيث القلوب لدى الحناجر فاقبل ضراعة عاجز ... حين الشدائد غير صابر صلّى عليك وسلّم ال ... رحمن ما لمحت نواظر» «1» 39 أحمد بن عبد الله البري الحنفي المدني أجله خلقت الجنة والنار] كان حيا بالمدينة المنورة عام 1069 هـ/ 1658 م. اشتهر بالنظم والنثر له في المديح النبوي عدة قصائد، جاء في إحداها [من البسيط] : «محمد أحمد المحمود مشهده ... لقاصد أسهدته طول أسفار خير الوجود الذي لولاه ما خلقت ... جنات عدن وروضات بأنهار رقّي إلى الدوحة العلياء في نسب ... كما ترقّى سماء ذات أنوار فكان كالقاب أو أدنى بحيث سما ... إلى مكان على العليا بمقدار

_ (1) المرادي، سلك الدرر 1/ 113- 116.

40 أحمد بن عبد الله الواعظ المكي

رأى هلال السّما نعلا لأخمصه ... وشمسها هبطت قدرا بأغوار والشهب شعّت وأضواء بها ذهبت ... حتى تحيّر منها كلّ سيّار والوحي أفرغ في قلب له انقلبت ... أصنام كفر بناها جهل كفّار وشاهد النور من حجب الجلال وعن ... ربّ الوجود تلقّى نصّ أسرار رآه معدن حق للحقائق إذ ... رأى سناء له في ذاته سار وغير ذلك من إظهار مكرمة ... له يدلّ عليه صدق آثار صلّى عليه إله العرش ما سجعت ... حمائم فوق أفنان وأشجار» «1» 40 أحمد بن عبد الله الواعظ المكي تلميذ ابن حجر الهيتمي والمتوفى عام 1077 هـ/ 1666 م. له عدة مدائح نبوية جاء في إحداها [من الرجز] : صل مبنى الكون في التعيين والايجاد] «هيهات لم يبرح يروم نظرة ... من حضرة الإسعاف والإسعاد من حضرة المختار طه أصل مب ... نى الكون في التعيين والإيجاد من نور ذي العرش الرفيع كنهه ... تواتر قد جاء بالآحاد فاعجب له ختما نبيا أولا ... قد جاء بالتحقيق في الإسناد الواضح الحقّ الصحيح حسبما ... حرّره أئمة الإرشاد ممهّد الشرع القويم للورى ... مبيّن الميعاد والإيعاد وبعد أن زان جمال وجهه ... وجوده جاء الكمال الهادي فأنت كهف المرتجين في الورى ... وغيرهم من زمر القصّاد وأنت باب الله كلّ من أتى ... من غيره يسام بالإبعاد وأنت مقصودي وأنت موئلي ... وعمدتي في السّهل والشّداد صلّى عليك الله ما تلألأت ... صفاتك البيض على السّواد» «2»

_ (1) علي المدني، سلافة العصر في محاسن (الشعراء بكل مصر (القاهرة 1324 هـ) ص 262- 263. ومعنى (شعّت) في البيت السادس، تفرقت.. (2) النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 76- 81.

41 أحمد بن عبد الحي الحلبي

41 أحمد بن عبد الحي الحلبي أصله من حلب. رحل إلى فاس وتوفي هناك عام 1120 هـ/ 1708 م. صوفي أديب وشاعر. من مؤلفاته: الدر النفيس والنور الأنيس في مناقب مولانا إدريس بن إدريس- كشف اللثام عن نعم الله تعالى ونعم رسوله صلى الله عليه وسلم- السيف الصقيل في الإنتصار لمدح الرب الجليل- الحلل السندسية في مقامات الأحمدية القدسية- ديوان شعر كبير في المدائح النبوية «1» . 42 أحمد بن عبد الخالق الزمزمي الحفظي أديب يماني، شافعي. توفي بعد 1292 هـ/ 1875 م. له شعر فيه عدة مدائح نبوية أهمها تشطير البردة وتصديرها وتعجيزها» . 43 أحمد بن عبد الرحيم الطهطاوي ولد بطهطا بمصر عام 1233 هـ/ 1818 م. تعلم في الأزهر واحترف التعليم، ثم انتقل إلى تحرير جريدة الوقائع المصرية. وظل في هذا المنصب حتى وفاته بالقاهرة عام 1302 هـ/ 1885 م. من مؤلفاته: نهاية القصد والتوسل في فهم قولة الدور والتسلسل في علم الكلام- وسيلة المجيز- رسالة في العروض والقوافي- نظم المقصود في الصرف- ديوان في المدائح النبوية، وقد رتبه على حروف المعجم «3» .

_ (1) كحالة، معجم 1/ 263. (2) الزركلي، الأعلام 1/ 145؛ كحالة، معجم 1/ 263. (3) الزركلي، الأعلام 1/ 149؛ البغدادي، هدية 1/ 190؛ كحالة، معجم 1/ 271.

44 أحمد بن عبد العال الشهير بابن عبد العال

44 أحمد بن عبد العال الشهير بابن عبد العال ولد عام 773 هـ/ 1371 م بسنوفا من المنطقة الغربية بمصر. حضر دروس القاضيين: العماد إسماعيل الباريني والكمال جعفر والشيخ عمر الطريني. كان يتردد إلى القاهرة حيث درس على عدة مشايخ منهم إسحاق بن محمد التميمي الخليلي. توفي أحمد بعد عام 838 هـ/ 1434 م. له ديوان شعر في مديح المصطفى صلى الله عليه وسلم سماه «الجوهر الثمين في مدح سيد المرسلين» «1» . 45 أحمد بن عبد العزيز بن محمد المقدسي مس التقي] روى عنه ابن عساكر، أنه لما سمع البيتين التاليين [من البسيط] : «يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهنّ القاع والأكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم» نظم قصيدة نبوية ضمنها البيتين السابقين [من البسيط] : «أقول والدمع من عينيّ منسجم ... لمّا رأيت جدار القبر يستلم والناس يغشونه باك ومنقطع ... من المهابة أو داع فملتزم فما تمالكت أن ناديت من حرق ... في الصدر كادت لها الأحشاء تضطرم يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهنّ القاع والأكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم وفيه شمس التّقى والدين قد غربت ... من بعد ما أشرقت من نورها الظلم حاشا لوجهك أن يبلى وقد هديت ... في الشرق والغرب من أنواره الأمم لقيت ربّك والإسلام صارمه ... ماض وقد كان بحر الكفر يلتطم فقمت فيه مقام المرسلين إلى ... أن عزّ فهو على الأديان يحتكم

_ (1) السخاوي، الضوء اللامع 1/ 347- 348؛ كحالة، معجم 1/ 274.

46 أحمد بن عبد القوي الربعي الشهير بكمال الدين

لئن رأيناه قبرا إنّ باطنه ... لروضة من رياض الخلد تبتسم طافت به من نواحيه ملائكة ... تغشاه في كلّ يوم ثم تزدحم لو كنت أبصرته حيا لقلت له ... لا تمش إلّا على خدي لك القدم إن مات أحمد فالرحمن خالقه ... حيّ ونعبده ما أورق السّلم» «1» 46 أحمد بن عبد القوي الربعي الشهير بكمال الدين ناظر قوص بمصر ورئيسها في زمنه. بنى قبة على الضريح النبوي. اشتهر بالأدب لا سيما الشعر. توفي عام 686 هـ/ 1287 م. من مدائحه النبوية [من الطويل] : «أنخ، هذه والحمد لله يثرب ... فبشراك قد نلت الذي كنت تطلب فعفّر بهذا التّرب وجهك إنّه ... أحقّ به من كلّ طيب وأطيب وقبّل ربوعا حولها قد تشرّفت ... بمن جاورت والشيء بالشيء يحبب وسكّن فؤادا لم يزل باشتياقه ... إليها على جمر العضا يتقلّب وكفكف دموعا طالما قد سفحتها ... وبرّد جوى نيرانه تتلهّب» «2» 47 أحمد بن عبد اللطيف البربير الحسيني ولد بدمياط بمصر عام 1160 هـ/ 1747 م وبها نشأ. ثم رحل إلى بيروت. توفي بدمشق عام 1228 هـ/ 1813 م. كان أديبا شاعرا وناثرا. له: مقامات البربير- الشرح الجلي على بيتي الموصلي- بديعية- ديوان شعر «3» .

_ (1) السبكي، شفاء السقام، ص 62- 63. (2) المقري، نفح الطيب 1/ 47؛ الكتبي، فوات الوفيات 1/ 88؛ ابن حجر العسقلاني، الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة (بيروت دار الجيل) 1/ 193. (3) كحالة، معجم 1/ 281- 282.

48 أحمد بن عبد المعطي

48 أحمد بن عبد المعطي كان حيا بالبلد الحرام عام 764 هـ/ 1362 م. له عدة قصائد نبوية منها لامية مطلعها [من البسيط] : احب كل المحاسن والكمالات] «كم أقطع العمر في قيل وفي قال ... وكم أزيّن أقوالي وأفعالي» وفيها: «والله مالي سوى جاه الرسول به ... أرجو النجاة غدا من شرّ أهوال فلن أضيع وخير الخلق لي سند ... جعلته عمدتي في كلّ أحوالي فهو الحبيب الذي ما خاب آمله ... بمدحه نلت مقصودي وآمالي محمد خاتم للرّسل أوّلهم ... وهو الشفيع لنا من هول أوجال والله أكّد عهد الأنبياء له ... منهم بنصر وتصديق وإجلال قالوا نعم وأقرّوا طائعين له ... سبحان من خصّهم منه بإفضال الله جمّله والله كمّله ... خلقا وخلقا عظيما أيّ إكمال كلّ المحاسن حاز المصطفى شرفا ... والله قد خصّه بالمنصب العالي» «1» 49 أحمد بن عبد الملك العزازي ولد بقرية عزاز 627 هـ/ 1230 م. شركسي الأصل. كان تاجرا بقيسارية جركس من سواحل الشام. توفي بالقاهرة عام 710 هـ/ 1310 م ودفن بسفح جبل المقطم. له ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية منها واحدة على غرار بانت سعاد، مطلعها [من البسيط] : «دمي بأطلال ذات الخال مطلول ... وجيش صبري مهزوم ومغلول» ومنها: «محمد المصطفى الهادي ومن شهدت ... بصدق دعواه توراة وإنجيل

_ (1) النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 334- 335.

50 أحمد بن عبد الوهاب بن أحمد الخياط

أوفى النبيين برهانا ومعجزة ... وخير من جاءه بالوحي جبريل كانت رسالته للرسل خاتمة ... وللنبوات تتميم وتكميل فضائل لرسول الله واضحة ... وفي الفضائل معلوم ومجهول سلّ الإله به سيفا لملته ... وذلك السيف حتى الحشر مسلول هل يبتغى بالقوافي رفع رتبته ... وفيه لله قرآن وتنزيل أم هل نروم بها تعظيمه وله ... من المهيمن تعظيم وتبجيل» «1» 50 أحمد بن عبد الوهاب بن أحمد الخياط الجرجاوي المالكي. المتوفى عام 1254 هـ/ 1838 م. اشتهر بالشعر من آثاره تشطير البردة «2» . 51 أحمد بن عبية المقدسي ولد عام 831 هـ/ 1427 م بالقدس وتلقى العلوم العقلية والنقلية فيها، ثم ولي قضاءها. رحل إلى دمشق حيث درّس ووعظ بالجامع الأموي. توفي بدمشق عام 1905 هـ/ 1499 م ودفن بمقبرة باب الصغير. له ديوان شعر يحتوي عدة قصائد نبوية منها [من الكامل] : يث الكتائب] «ما مخلصي في الحبّ من شرك الهوى ... إلا بمدح المصطفى المأمون زين الأعارب في القراع وفي القرى ... ليث الكتائب لم يخف لمنون بدر تبدّى في حنين للوغى ... فسبى عداه بصارم وحنين في البأس ما في الناس مثل محمد ... كلا ولا في الحسن والتمكين هو فاتح كالحمد أول سورة ... وجميع أهل القرب كالتأمين» «3»

_ (1) الكتبي، فوات الوفيات 1/ 95- 96؛ الصفدي، الوافي بالوفيات 7/ 148؛ النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 48- 50؛ الزركلي، الأعلام 1/ 164؛ كحالة، معجم 1/ 302. (2) كحالة، معجم 2/ 306. (3) نجم الدين الغزي، الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة (بيروت بدون تاريخ) 1/ 124- 125.

52 أحمد العروسي المغربي

52 أحمد العروسي المغربي المدفون بالزاوية الحمراء من بلاد المغرب الأقصى. له وسيلة المتوسلين وفيه عدة قصائد نبوية منها قصيدة مطلعها [من السريع] : «يا خير خلق الله يا أحمد ... صلّى عليك الملك السّيّد أنت الذي كلمه ربّه ... في مشهد ما فوقه مشهد» وفي قصيدة ثانية [من البسيط] : «قف بالركاب فهذا الرّبع والدار ... لاحت عليك من الأحباب أنوار بشراك بشراك قد لاحت قبابهم ... إنزل فقد نلت ما تهوى وتختار هذا الحبيب الذي أدناه خالقه ... ليلا وقد ضربت للناس أستار هذا الشريف الذي سادت به مضر ... هذا الذي تربه كالمسك معطار بادر وسلّم على أنوار روضته ... العزم سيف فلا تشغلك أعذار صلّى عليه إله العرش ما سجعت ... ورق وما نفحت في الروض أزهار» وفي أخرى قوله [من الطويل] : «أبي القاسم المبعوث للخلق رحمة ... رسول الهدى جالي الصّدا الأطهر الأنقى أجلّ النبيين الكرام مزّية ... وللفضل أرقاهم وأكثرهم سبقا وأعلاهم قدرا وأرفعهم سنّى ... وأوفاهم عهدا وأعذبهم نطقا وأعظمهم جاها وأنداهم يدا ... وأثبتهم جأشا وأعلاهم مرقى وأكملهم عقلا وأكثرهم حبا ... وأحسنهم خلقا وأعظمهم خلقا وأطهر خلق الله ذاتا وعنصرا ... فتبّا لشانيه وسحقا تلا سحقا» «1» 53 أحمد بن علي بن عبد القدوس المعروف بالشناوي أبو المواهب المصري. ولد بمصر عام 975 هـ/ 1567 م وتوفي بالمدينة المنورة 1028 هـ/ 1619 م. له:

_ (1) النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 87 و 212- 213 و 444- 445.

54 أحمد بن علي العسقلاني (ابن حجر)

- الإرشاد إلى سبيل الرشاد- الإقليد الفريد في تجريد التوحيد- السطعات الأحمدية في روايح مدايح الذات المحمدية- ديوان شعر «1» . 54 أحمد بن علي العسقلاني (ابن حجر) مصري المولد والمنشأ والوفاة (773- 852 هـ/ 1372- 1449 م) . حافظ، محدث، مؤرخ، أديب وشاعر. له أكثر من 150 مصنفا في الحديث والتاريخ والأدب والفقه والأصول بالإضافة إلى ديوان شعر. من مصنفاته: أسباب النزول- الإصابة في تمييز الصحابة- أطراف الصحيحين البخاري ومسلم- البداية والنهاية- الإعلام بمن ولي مصر في الإسلام- تخريج الأربعين النووية. في ديوانه عدة قصائد نبوية جاء في إحداها [من الكامل] : حيى التوحيد والايمان] «وذممت من يهوى جفاء محبّه ... وسلكت مدحا في النبيّ حميدا إصدح بمدح المصطفى واصدع به ... قلب الحسود ولا تخف تفنيدا واقصد له واسأل به تعط المنى ... وتعيش مهما عشت فيه سعيدا خير الأنام فمن أوى لجنابه ... لا بدع إن أضحى به مسعودا المجتبى الهادي الذي منهاجه ... حاز الكمال ومهّد التمهيدا بالحق أرسله الإله إلى الورى ... فغدا المطيع لما يقول رشيدا صلّى عليك وسلّم الله الذي ... أحيا بك الإيمان والتوحيدا» وفي أخرى [من الطويل] : «تعوّدت مدحا في النبيّ وإنما ... لكلّ امرىء من دهره ما تعوّدا أبو القاسم المختار من نسل هاشم ... وأزكى الورى نفسا وأصلا ومحتدا نبيّ براه الله أشرف خلقه ... وأسماه إذ سمّاه في الذّكر أحمدا فأكرم به عبدا صفيّا ممدّحا ... وأنعم به مولى وفيّا محمدا» «2»

_ (1) البغدادي، إيضاح المكنون 2/ 14 وص 202؛ كحالة، معجم 2/ 12. (2) النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 57- 59 وص 61؛ كحالة، معجم 1/ 20- 21؛ البغدادي، هدية العارفين 1/ 128- 130.

55 أحمد بن علي بن عمر بن صالح المنيني

55 أحمد بن علي بن عمر بن صالح المنيني ولد في منين بالقرب من دمشق عام 1089 هـ/ 1678 م. أصل أجداده من إحدى قرى طرابلس الشام. نشأ بدمشق وأصبح من مشاهير أدبائها وعلمائها. توفي بدمشق عام 1172 هـ/ 1759 م. له: الفتح الوهبي في شرح تاريخ العتبي- فتح القريب- الإعلام بفضائل الشام- الفرائد السنية في الفوائد النحوية- شعر فيه جودة وفيه عدة مدائح نبوية سماها «النسمات السحرية في مدح خير البرية» وهي تسع وعشرون قصيدة مرتبة على حروف المعجم- مواهب المجيب في نظم ما يختص بالحبيب [من الكامل] : «ذهبت به الأشواق تقتاد الحشا ... وتؤمّ من جدث النبيّ ملاذا ذاك الجناب الأفيح الأحمى الذي ... لاذت به الرّسل الكرام لياذا ذو المعجزات الغرّ والآي التي ... ملكت قلوب أولي النّهى استحواذا ذخر الأنام بيوم حشر مسهم ... فيه البلا والخطب عمّ وآذى ذكر من الرحمن جاء بمدحه ... فمن الذي هذي المراتب حاذى» وفي قصيدة ثانية [من الخفيف] : «لذ بجاه الذي أجار الغزاله ... وله بالبهاء تعنو الغزاله «1» لا ترد غير منهل من حماه ... فأياديه بالنّدى هطّاله لاح بدرا للعالمين منيرا ... وله الله قد أتمّ كماله لاذت الأنبيا به يوم هول ... دهش الناس مذ رأوا أهواله لطفت ذاته فشفّت بنور ... ظلّ يمحو إن قام يمشي ظلاله لمن العيس في الهجير ترامت ... تتفيّا ظلّ العقيق وضاله لك يا خير مرسل تتهادى ... في سراها أعطافها المياله

_ (1) الغزالة الأولى: الظبية- الثانية: الشمس. تعنو: تخضع.

56 أحمد بن علي القلقشنري الشافعي

لمع البرق من ضريحك وهنا ... فغدونا نذري الدموع المذله «1» لبّثتنا عنه خطوب زمان ... لم نجد عن قيودها من إقاله «2» لكن القلب واثق برجاء ... منك يدني إلى المنى آماله» «3» 56 أحمد بن علي القلقشنري الشافعي ولد بقلقشندة قرب القاهرة عام 756 هـ/ 1355 م. نزل القاهرة واشتهر أمره هناك. توفي عام 821 هـ/ 1418 م. من مؤلفاته: صبح الأعشى في قوانين الإنشا 14 مجلدا- نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب- حلية الفضل وزينة الكرم- عدة قصائد نبوية منها لامية على غرار بانت سعاد ومطلعها [من البسيط] : ير خلق الله جميعا] «سيف العيون على العشاق مسلول ... وصارم اللحظ مسنون ومصقول» وفيها: «محمد خير خلق الله قاطبة ... ومن ونت عن معانيه الأقاويل وأعظم الخلق عند الله منزلة ... ومن له في الورى قدر وتبجيل توراة موسى به قد بشّرت ودعت ... وقد أتى بعد بالتبشير إنجيل إني أؤمّل ما أرجو بطلعته ... فوجهه النّيّر المأمون مأمول ماذا أقول وما في زخرف الشعرا ... من بعد ما فصّلت حم تنزيل بيت القصيد وخير الرسل خاتمهم ... ومن له في بديع الحسن تكميل فالأنبيا خلعة أنت الطراز لها ... حقا وأنت لها تاج وإكليل وقد أضاءت بك الأكوان قاطبة ... فنور وجهك في الأكوان قنديل

_ (1) وهنا: نصف الليل. (2) لبثتنا: أخرتنا. (3) النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 90- 91 و 3/ 373- 374؛ البغدادي، هدية العارفين 1/ 175- 176؛ الزركلي، الأعلام 1/ 181؛ المرادي، سلك الدرر 1/ 133؛ البغدادي، إيضاح المكنون 2/ 645؛ عبد الله نوفل تراجم علماء وأدباء الفيحاء (طرالبس 1929) ص 23- 24.

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... أنت المراد وأنت القصد والسّول قصدت جاهك لا أرجو سواه ولي ... في باب عزّك ترديد وتطفيل وليس لي عمل أرجو النجاة به ... والعفو عند رسول الله مأمول ولن يضيق رسول الله جاهك بي ... فإنّه لجميع الخلق مبذول» وله قصيدة نبوية عمد فيها إلى التوراة بسور القرآن الكريم [من البسيط] : فيع الكل يوم المحشر] «عوّذت حبّي بربّ الناس والفلق ... المصطفى المجتبى الممدوح بالخلق إخلاص وجدي له والعذر يقلقني ... تبّت يدا عاذل قد جاء بالملق هذا له كوثر والدين شرعته ... والمصطفى من قريش ديّن وتقي في كلّ عصر ترى آياته كثرت ... أضحى تكاثرها في سائر الأفق وعند قارعة فهو الشفيع لنا ... والعاديات من الأجفان في طلق يا عالي القدر رفقا مسّني ضرر ... فالله قد خلق الإنسان من علق إنّي بغاشية لولاك يا أملي ... أنت الشفيع إلى الأعلى وخير تقي فالجنّ والإنس في خير ببعثته ... هذا ونوح به أنجي من الغرق وفي المعارج معراج الرسول علا ... حقا وفي حاقّة كنز لمخترق والله مرسله في نون بشّره ... والملك خيّره حتى رأى ولقي تبارك الله من بالنور كلّله ... قد أفلح الحجّ لمّا زاره فوقي وعزّ من فضّلت في مدحه سور ... نبيّنا المصطفى الهادي إلى الطرق يا أيها الأنبيا طه ختامكم ... ويا ابن مريم خذ من مسكه العبق لاذوا بكهف لهم سبحان خالقه ... حتى أتى الأمر بعد الخوف والفرق فالركن والحجر حقا قد أضاء له ... وذاك دعوة إبراهيم ذي الخلق والله ربي برعب الرعد ينصره ... مسير شهر بلا سيف ولا درق كلّ النّسا لم تلد مثل الرسول إذا ... فينا وفي آل عمران ولم تطق أعطيت خاتمة من سورة البقرة ... لم يعطها أحد فيما مضى وبقي فأنت فاتحة الأنبا وخاتمهم ... وكلّهم قد أتوا بالودّ والملق والقلقشندي محبّ قال سيرته ... في مدح خير الورى الممدوح بالخلق فاقبل هدية عبد أنت مالكه ... وانظر إليه فإنّ العبد في قلق

57 أحمد بن علي بن محمد الحسني الفاسي

صلّى عليك إله العرش ما طلعت ... ورقا على فنن والورق في الورق» «1» 57 أحمد بن علي بن محمد الحسني الفاسي ولد بمكة عام 754 هـ/ 1353 م. وسمع بها من العز بن جماعة ومن الفقيه خليل المالكي ومن اليافعي. ثم رحل إلى القاهرة وأخذ عن علمائها، فبرع في اللغة والمعاني والبيان والأدب والأحكام. توفي بمكة عام 819 هـ/ 1416 م ودفن بالمعلاة. صنف في مسائل كثيرة مع نظم ونثر. وله مدائح نبوية كثيرة مجموعة في ديوان «2» . 58 أحمد بن عيسى المرشدي قاضي مكة، المتوفى عام 1047 هـ/ 1637 م. من آثاره تخميس همزية أم القرى في مدح خير الورى للصنهاجي «3» . 59 أحمد بن القاسم الإشبيلي (أبو العباس) فقيه، كاتب، أديب، الشهير بابن القصير، له عدة مدائح نبوية، منها تخميس بديع جاء فيه، وهو من [مشطور الكامل] ولم يستخدم المشطور إلّا للرجز: «ألله أكرم أحمدا تكريما فغدا رسولا للعباد كريما

_ (1) ورقاء: حمامة ذات لون رمادي. فنن: غصن. المقري، نفح الطيب 7/ 328- 330؛ الزركلي، الأعلام 1/ 177؛ كحالة، معجم 2/ 317؛ النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 143 146؛ البغدادي، هدية 1/ 122. (2) السخاوي، الضوء اللامع 2/ 35- 36؛ البغدادي، هدية العارفين 1/ 122؛ كحالة، معجم 2/ 20. (3) كحالة، معجم 2/ 39.

60 أحمد بن محمد بن أحمد المقري القرشي

فاشكر غفورا للذنوب رحيما أرضى النبيّ بقوله تعليما ... صلّوا عليه وسلّموا تسليما أعظم به من مرسل قد بشّرا بوجوده البشر السعيد ويسّرا لليسر فهو أجلّ مبعوث يرى بهداه أمته زهت بين الورى ... صلّوا عليه وسلموا تسليما من جاء بالقرآن معجزة له أعيا الورى من بعده أو قبله ألله كرّمه وفضّل فضله وأجلّ منه فرعه وأصله ... صلّوا عليه وسلّموا تسليما يكفيه أن يتلى اسمه ويكرّر مع إسم خالقه إذا ما يذكر هذا الذي بمقاله لا يفجر أبدا ولا لخلافه يتصوّر ... صلّوا عليه وسلّموا تسليما العبد أسرف يا نبيّ الله في الذنب ساه عن تقاه لا هي فاشفع له من مذنب أوّاه يرجو كريما منك جمّ الجاه ... صلوا عليه وسلموا تسليما» «1» 60 أحمد بن محمد بن أحمد المقري القرشي ولد عام 992 هـ/ 1584 م بمدينة تلمسان، ونشأ فيها. تتلمذ على عمه الشيخ سعيد. ثم ارتحل إلى فاس عام 1013 هـ/ 1604 م فكان خطيبها

_ (1) المقري، نفح الطيب 7/ 467- 469.

وقاضيها. وبعد وفاة شيخه محمد الهواري 1022 هـ/ 1613 م تقلد المقري منصب الإفتاء. وبين عام 1027 هـ/ 1617 م و 1041 هـ/ 1631 م كان يتردد بين الحجاز والشام وفلسطين ومصر. توفي بمصر ودفن بمقبرة المجاورين. أهم مؤلفاته: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب- روضة الآس- شرح مقدمة ابن خالدون- أزهار الرياض في أخبار عياض- الدر الثمين في أسماء الهادي الأمين- فتح المتعال في مدح النعال (نعال النبي صلى الله عليه وسلم) . وكان المقري قد وصف رحلته الحجازية وذكر فيها ما كان يضمره من محبة للرسول صلى الله عليه وسلم وشوق للديار المقدسة [من الكامل] : تأخذه في الله لومة لائم] «لا طاب عيشي أو أحلّ بطيبة ... أفق به خير الأنام محمد يا ليتني بلّغت لثم ترابه ... فيزاد سعدا من بنعمى يسعد عيني شكت رمدا وأنت شفاؤها ... من دائها ذاك الثّرى لا الإثمد يا خير خلق الله مهما غبت عن ... عليا مشاهدها فقلبي يشهد لولا رسول الله لم ندر الهدى ... وبه غدا نرجو النجاة ونسعد يا رحمة للعالمين بعثت والدن ... يا بجنح الكفر ليل أربد لم تخش في مولاك لومة لائم ... حتى أقرّ به الكفور الملحد ونصرت دين الله غير محاذر ... ودعوت في الآخرى الألى قد أصعدوا ولقيت من حرب الأعادي شدة ... لو كابدوها ساعة لتبددوا ماذا أقول إذا وصفت محمدا ... نفد الكلام ووصفه لا ينفد فعليك يا خير الخلائق كلّها ... مني التحية والسلام السرمد» وفي قصيدة ثانية [من مجزوء الوافر] : «فأنت دليل من عميت ... عليه مسالك السّبل وإنّك شافع برّ ... وموئلنا من الوهل وإنك خير مبتعث ... وإنّك خاتم الرّسل فيا أزكى الورى شرفا ... وشافيهم من العلل ويا أندى الأنام يدا ... وأكرم ناصر وولي

61 أحمد بن محمد الحملاوي

فأنت ملاذ معتصم ... وأنت عماد متّكل عليك صلاة ربّك ج ... لّ في الغدوات والأصل» وفي ثالثة [من الكامل] : «هذا الرؤوف بجاره ونزيله ... هذا سراج الله في تنزيله هذا الذي لا ريب في تفضيله ... هذا حبيب الله وابن خليله هذا ابن باني البيت أول مسجد» «1» 61 أحمد بن محمد الحملاوي (1273- 1351 هـ/ 1856- 1932 م) . تخرّج بدار العلوم بالقاهرة ثم بالأزهر، وزاول المحاماة الشرعية مدة. وعمل في التدريس حتى عام 1347 هـ/ 1928 م حيث كان أستاذا للغة العربية بدار العلوم. وضع كتبا مدرسية منها: شذا العرف في فن الصرف- زهر الربيع في المعاني والبيان والبديع- مورد الصفا في سيرة المصطفى- ديوان شعر أكثره مدائح نبوية «2» . 62 أحمد بن محمد بن العباس المغربي فقيه كاتب، له عدة قصائد نبوية منها تخميس بديع [من مشطور الكامل] : «ألله زاد المصطفى تعظيما

_ (1) المقري، نفح الطيب، 1/ 48- 54 و 2/ 313- 315؛ خليفة، كشف الظنون 2/ 1234؛ الزركلي، الأعلام 1/ 237؛ كحالة، معجم 2/ 78؛ صديق القنوجي، التاج المكلل من جواهر ماثر الطراز الآخر والأول، تحقيق عبد الحكيم شرف الدين (بمباي 1383 هـ) ص 324- 325. (2) الزركلي، الأعلام 1/ 251؛ كحالة، معجم 1/ 213.

وقضى له التفضيل والتقديما وأنا له شرفا لديه جسيما فهو المتمّم فخره تتميما ... صلوا عليه وسلموا تسليما صلوا على بدر بدا من يثرب فأضاء بالأنوار أقصى المغرب وجلا عن الدنيا دياجي الغيهب فبدا لنا نهج الرشاد قويما ... صلوا عليه وسلموا تسليما صلّوا على من فخره لا ينفد صلوا على من فضله لا يجحد أنّى وكتب الرسل طرّا تشهد تنبي اليهود بفضله والروما ... صلوا عليه وسلموا تسليما صلّوا على من قد حمى عنّا الأذى ومن الغواية والضلالة أنقذا صلوا على من ذكره نعم الغذا وبمدحه نروي القلوب الهيّما ... صلوا عليه وسلموا تسليما» وله تخميس آخر مطلعه [من مشطور الكامل] : «يا أمة الهادي النبيّ المصطفى بالله لو كنا نعامل بالوفا متنا عليه حسرة وتلهّفا حتى نؤدي حقّه المحتوما ... صلوا عليه وسلموا تسليما» «1»

_ (1) المقري، نفح الطيب 7/ 459- 466.

63 أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن الخلوف الحميري

63 أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن الخلوف الحميري ولد بقسنطينة بالجزائر عام 1829 هـ/ 1425 م. ذهب به والده صغيرا إلى مكة المكرمة فجاور هناك مدة، ثم انتقل به إلى بيت المقدس حيث حفظ القرآن الكريم وكتبا جمة في فنون الأدب والفقه؛ ولازم الشيخ أبا القاسم النويري وأخذ عنه مختلف العلوم. ثم سافر إلى القاهرة وأخذ عن العز بن عبد السلام. واستقر أخيرا بالمغرب مع تردده إلى القاهرة واجتماعه بعلمائها المشهورين كالسخاوي صاحب كتاب الضوء اللامع. توفي أحمد بتونس عام 899 هـ/ 1494 م ودفن بتربة سيدي محرز بن خلف. له ديوان شعر خاص بمدح الحضرة النبوية يدل على تعلقه الشديد بالجناب النبوي الشريف «1» . 64 أحمد بن محمد بن علي الدنيسري الشهير بابن العطار ولد بقرية دنيسر قرب ماردين بالجزيرة عام 746 هـ/ 1345 م. نشأ في القاهرة وتوفي بها عام 794 هـ/ 1392 م. من مصنفاته: نزهة الناظر في المثل السائر- لطائف الظرفاء- نظم كثير معظمه في المدائح النبوية: عنوان السعادة في المدائح النبوية- فرائد الإعصار في مدح النبي المختار- الموشحات النبوية «2» . 65 أحمد بن محمد بن علي الشهير بابن الهائم يرجع نسبه إلى العباس بن مرداس السلمي. ولد بالمنصورة بمصر عام

_ (1) عبد الرحمن الجيلالي، تاريخ الجزائر العام (بيروت 1983) 2/ 91- 92؛ السخاوي، الضوء اللامع 2/ 122- 123؛ كحالة، معجم 2/ 118؛ الزركلي، الأعلام 1/ 231. (2) خليفة، كشف الظنون 2/ 1175 وص 1242 وص 1903؛ الزركلي، الأعلام 1/ 255؛ كحالة، معجم المؤلفين 2/ 130.

66 أحمد بن محمد بن علي بن جعفر البغدادي

798 هـ/ 1396 م ودرس فيها أولا ثم في القاهرة حيث أخذ عن علمائها ولا سيما القاضي عيسى الأقفهسي وشمس الدين الجندي وشمس الدين القرشي والزركشي. حج وامتدح النبي صلى الله عليه وسلم بعدة قصائد أنشد بعضها بين يديه صلى الله عليه وسلم. وخمّس البردة. درّس بالمدرسة الشيخونية بالقاهرة. توفي بالمنصورة عام 887 هـ/ 1482 م. له ديوان شعر معظمه في مديح المصطفى صلى الله عليه وسلم من غرر مدائحه [من البسيط] : هف العصاة] «أذكت بروق الحمى من مهجتي لهبا ... فأنشأت مقلتي من جفنها سحبا يا نازلين بقلبي طاب منزلكم ... ويا عريب الحمى حييتم عربا في كلّ يوم أنادي رسم ربعكم ... يا ربع ليلى لقد هيّجت لي الطربا ما للغريب الذي شطّ المزار به ... عن الأحبّة إلا سيّد الغربا كهف العصاة مغيث المستغيث به ... محمد المصطفى أعلا الورى نسبا من أطلع الله من لألاء غرّته ... بدرا وأنزل في أوصافه كتبا به هدى الله أقواما أعزّ بهم ... دينا أذلّ به الأوثان والنصبا يا سيدا قد رقى السبع الطباق إلى ... أن جاوز الرسل والأملاك والحجبا أرجو شفاعتك العظمى إذا زفرت ... لظّى وصالت على أصحابها غضبا يا ربّ صلّ على الهادي وعترته ... وصحبه الأتقياء السادة النّجبا ما لاح وجه صباح من لثام دجّى ... ورنّحت عذبات البان ريح صبا» «1» 66 أحمد بن محمد بن علي بن جعفر البغدادي كان كثير الأموال، حسن الأخلاق، معظما عند الدولة. إمتدح المعتصم خليفة بغداد، ثم قدم دمشق فسكنها، وحظي عند صاحبها الملك الناصر وامتدحه. بنى في دمشق المدرسة السامرية التي دفن فيها عام

_ (1) عمر فروخ، تاريخ الأدب العربي (بيروت 1981) 3/ 874- 876؛ السخاوي، الضوء اللامع 2/ 150- 151؛ كحالة، معجم 2/ 133؛ الزركلي، الأعلام 1/ 231؛ البغدادي، هدية 1/ 134.

67 أحمد بن محمد المبارك

696 هـ/ 1296 م. له شعر منه عدة مدائح نبوية «1» . 67 أحمد بن محمد المبارك كان مفتي المالكية بقسنطينة بالجزائر، وشيخ الطريقة الشاذلية فيها. توفي عام 1270 هـ/ 1854 م. له: كتاب في شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم ومعجزاته- عدة قصائد نبوية عارض فيها مدائح نبوية مشهورة «2» . 68 أحمد بن محمد بن محمد المعروف بابن جزي الكلبي ابن ابن بطوطة. قرأ على والده ولازمه كما قرأ على بعض معاصري أبيه. شارك في عدة فنون من أدب وخط ورواية وشعر وفقه. تولى القضاء في عدة مدن أندلسية. ففي عام 760 هـ/ 1358 م تولى قضاء غرناطة. وفي عام 782 هـ/ 1380 م عين أستاذا وخطيبا للجامع الأعظم بغرناطة. وظل في منصبه حتى وفاته عام 785 هـ/ 1383 م. من آثاره: تقييد في الفقه على كتاب والده المسمى بالقوانين الفقهية- رجز في الفرائض- من بديع نظمه تصديره أعجاز قصيدة أمرىء القيس؛ ومطلعها [من الطويل] : «أقول لعزمي أو لصالح أعمالي ... (ألا عم صباحا أيها الطلل البالي) » ومنها في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم: «ومذ وثقت نفسي بحبّ محمد ... (هصرت بغصن ذي شماريخ ميّال) ألا ليت شعري هل تقول عزائمي ... (لخيلي كرّي كرة بعد إجفال) فأنزل دارا للرسول نزيلها ... (قليل هموم ما يبيت بأوجال)

_ (1) البغدادي، هدية العارفين 1/ 101؛ الزركلي، الأعلام 1/ 221؛ الكتبي، فوات الوفيات 1/ 65- 66؛ عبد القادر بدران، منادمة الأطلال (بيروت 1985) ص 44- 45. (2) الزركلي، الأعلام 1/ 246؛ كحالة، معجم 2/ 146.

69 أحمد بن محمد بن موسى الأندلسي

فطوبى لنفس جاورت خير مرسل ... (بيثرب أدنى دارها نظر عالي) ومن ذكره عند القبول تعطّرت ... (صبا وشمال في منازل قفّال) جوار رسول الله مجد مؤثّل ... (وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي) أبان سبيل الرشد إذ سبل الهدى ... (يقلن لأهل الحلم ضلّا بتضلال) لأحمد خير العالمين انتقيتها ... (وريضت فذلّت صعبة أيّ إذلال) » وإنّ رجائي أن ألاقيه غدا ... (ولست بمقليّ الخلال ولا قالي) فأدرك آمالي وما كلّ آمل ... (بمدرك أطراف الخطوب ولا آلي) » «1» 69 أحمد بن محمد بن موسى الأندلسي المعروف بابن العريف الصنهاجي. ولد عام 481 هـ/ 1088 م وتوفي 536 هـ/ 1142 م بمراكش. كان من كبار الصالحين والأولياء المتورعين. جمع بين الزهد والعبادة، وبين العناية بالقراآت وجمع الروايات والاهتمام بطرقها وحملتها. له: محاسن المجالس- مطالع الأنوار ومنابع الأسرار- نظم فيه عدة مدائح نبوية. جاء في إحداها [من البسيط] : «شدّوا المطيّ وقد نالوا المنى بمنى ... وكلّهم بأليم الشوق قد باحا سارت ركائبهم تندى روائحها ... طيبا بما طاب ذاك الوفد أشباحا نسيم قبر النبيّ المصطفى لهم ... روح إذا شربوا من ذكره راحا يا واصلين إلى المختار من مضر ... زرتم جسوما وزرنا نحن أرواحا إنّا أقمنا على عذر وعن قدر ... ومن أقام على عذر كمن راحا» وفي قصيدة ثانية [من الكامل] : «صلّى الإله على النبيّ الهادي ... ما لاذت الأرواح بالأجساد صلّى على المختار أحمد ربّه ... ما استمسكت نار بطيّ زناد صلّى على خير الأنام محمد ... من خصّه بالنور والإرشاد

_ (1) البغدادي، هدية العارفين 1/ 115؛ المقري، نفح الطيب 5/ 517- 525.

70 أحمد بن محمد بن يوسف المصري

صلّى الإله على رسول خاتم ... ختم النبوّة بالكتاب الهادي صلّى على ماحي الضلال إلهه ... ما غرّدت طير على الأعواد» «1» 70 أحمد بن محمد بن يوسف المصري الشافعي المعروف بابن العجمي المتوفى عام 840 هـ/ 1436 م. له: بلاغ المحدث الراوي وعناية المستمع القاري- ديوان شعر في المدائح النبوية «2» . 71 أحمد بن يحيى بن أبي بكر التلمساني المعروف بأبي حجلة. ولد بتلمسان عام 725 هـ/ 1325 م. حج مع والديه وإخوته، ونزل دمشق ثم مصر. اشتهر بمكارم الأخلاق، ومهر في الأدب لا سيما الشعر. تولى في القاهرة مشيخة الصوفية بجامع صهريج منجك. توفي عام 776 هـ/ 1375 م. له أكثر من ثمانين مصنفا وخمسة دواوين وسبع أراجيز أغلبها في المدائح النبوية» . 72 أحمد بن يحيى بن فضل الله القرشي العمري ولد عام 700 هـ/ 1300 م. مؤرخ، حجة في معرفة الممالك والمسالك وخطوط الأقاليم والبلدان، رائد في الترسل والإنشاء، غزير المعرفة بالتاريخ لا سيما تاريخ ملوك المغول من عهد جنكيز خان إلى عصره. درّس بالقاهرة ودمشق، وبرع في الأصول والفقه والآداب. تولى

_ (1) عمر فروخ، التصوف في الإسلام (بيروت 1981) ص 114- 115؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان 1/ 169؛ البغدادي، هدية 1/ 83؛ الزركلي، الأعلام 1/ 215؛ كحالة، معجم 2/ 164؛ المقري، نفح الطيب 7/ 498- 499؛ الصفدي، الوافي بالوفيات 8/ 133- 134. (2) البغدادي، هدية العارفين 1/ 125. (3) الجيلالي، تاريخ الجزائر العام 2/ 172- 174.

73 أحمد بن يوسف بن محمد الزعيفريني

كتابة السر في القاهرة ثم في دمشق. له: مسالك الأبصار في ممالك الأنصار- الدائرة بين مكة والبلاد- مختصر قلائد العقيان- النبذة الكافية في معرفة الكتابة والقافية- فواصل السمر في فضائل آل عمر- نفحة الروض- دمعة الباكي- صبابة المشتاق في المدائح النبوية في أربع مجلدات [من الكامل] : لطيب بن الطيب] «هذا رسول الله جدّوا نحوه ... تجدوا النوال الجمّ والخلق الأبي هذا رسول الله هذا أحمد ... هذا النّقيّ الجيب هذا مطلبي هذا صباح المهتدي هذا ربي ... ع المجتبي هذا شفيع المذنب هذا المصفّى من سلالة آدم ... الطّيّب ابن الطّيّب ابن الطيب شرفت به آباؤه وأتت به ... أبناؤه والكلّ مثل الكوكب واختاره الله المهيمن ربّه ... وحباه بالقربى وعزّ المنصب آتاه في المعراج فضلا لم يكن ... لسواه من دون البرية قد حبي يا معشر العشّاق هذا أنتم ... وحبيبكم والليل داجي الغيهب قوموا انظروا وتمتّعوا بجماله ... وتأمّلوا فجماله لم يحجب» «1» 73 أحمد بن يوسف بن محمد الزعيفريني ولد بدمشق عام 767 هـ/ 1366 م وتوفي عام 830 هـ/ 1427 م. برع في النظم. له ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية. جاء في إحداها [من الكامل] : «هذا الشفاء من السقام حقيقة ... لا ما روى بقراط أو جاليس سرّ إذا ما الراح سرّت أنفسا ... دارت على الأرواح منه كؤوس شرف به خصّ النبيّ محمد ... دون الورى فمديحه تقديس جدعت أنوف المشركين ونكّست ... بصفاته للملحدين رؤوس وعلا به من قبل آدم رتبة ... حسدا عليها قد هوى إبليس» «2»

_ (1) الصفدي، الوافي بالوفيات 8/ 252- 266؛ ابن قاضي شهبة، طبقات الشافعية 2/ 169- 170؛ البغدادي، هدية 1/ 110؛ الزركلي، الأعلام 1/ 268؛ كحالة، معجم 2/ 204- 205. (2) السخاوي، الضوء اللامع 2/ 250- 251؛ البغدادي، هدية 1/ 123؛ كحالة، معجم 2/ 214.

74 أحمد بن يونس بن سعيد الحميري

74 أحمد بن يونس بن سعيد الحميري ولد بقسنطينة بالجزائر عام 813 هـ/ 1410 م. ونشأ بها فحفظ القرآن وتفقه، وأخذ العربية والمنطق والحديث والطب عن محمد بن محمد بن عيسى وأبي القاسم البرزالي وقاسم الهزميري وابن غلام الله القسنطيني. وفي طريقه إلى الحج أخذ عن البساطي وابن حجر والعز بن عبد السلام وابن الديري. درّس في مكة والمدينة حيث توفي عام 878 هـ/ 1474 م ودفن بالبقيع. له ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية مطلع إحداها [من البسيط] : «يا أعظم الخلق عند الله منزلة ... ومن عليه الثّنا في سائر الكتب» «1» 75 إوريس بن موسى القرطبي برع في العربية والأدب نثرا ونظما. درّس بقرطبة حتى سقوطها بيد الإسبان، ثم انتقل إلى سبته يدرّس ويعظ حتى وفاته عام 647 هـ/ 1249 م. من شعره بديعية مخمّسة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم؛ جاء فيها [من الكامل] : «أهلا بكم يا أهل هذا النادي ... أهل اعتقاد الوعد والميعاد أهدوا الصلاة إلى النبيّ الهادي ... وصلوا السلام له مع الآباد يندى نسيما مذكرا تسنيما وهو أول الشفعاء يوم المحشر ... وسواه بين تقدّم وتأخّر بهت الحضور لهول ذاك المحضر ... والكلّ في الخطب العميم الأكبر قد هيّمت ألبابهم تهييما ذاك المقام الأشهر المحمود ... هو للنبيّ محمد موعود فيه الشفاعة ذخرها موجود ... درك المراد وحوضه المورود فضل الكليم به وإبراهيما

_ (1) الجيلالي، تاريخ الجزاء العام 2/ 276- 277؛ السخاوي، الضوء اللامع 2/ 252- 253؛ كحالة، معجم 2/ 215.

76 أسعد بن محمد بن إسماعيل

صلّى الإله على الذي صلّى عليه ... عشرا بواحدة يزكّيها لديه وأراه في الدارين قرّة ناظريه ... يا قاصدين إلى وصولكم إليه راجين من أرج القبول نسيما» «1» 76 أسعد بن محمد بن إسماعيل شيخ الإسلام المتوفى 1166 هـ/ 1753 م. له تخميس القصيدة الهمزية في المدائح النبوية للبوصيري وشرحها «2» . 77 إسماعيل بن محمد بن عبدوس الدهان كان حيا بنيسابور في عصر ياقوت الحموي. أنفق ماله على الأدب ودرس على إسماعيل بن حماد الجوهري، فبرع في علوم اللغة والنحو والعروض. واختص بالأمير أبي الفضل الميكالي، ومدحه بشعر كثير. ثم مال إلى الزهد والإعراض عن الدنيا وزخرفها وشهرتها. له ديوان شعر كبير فيه عدة مدائح نبوية. جاء في بعضها [من الطويل] : «أيا خير مبعوث إلى خير أمة ... نصحت وبلّغت الرسالة والوحيا فلو كان في الإمكان سعي بمقلتي ... إليك رسول الله أفنيتها سعيا» ولما أزمع الحج وزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم جاشت نفسه بمدحة فيها [من الوافر] : «أتيتك راجلا ووددت أنّي ... ملكت سواد عيني أمتطيه ومالي لا أسير على الماقي ... إلى قبر، رسول الله فيه» «3»

_ (1) المقري، نفح الطيب 7/ 441- 444. (2) كحالة، معجم 2/ 247. (3) ياقوت الحموي، معجم الأدباء، تحقيق أحمد الرفاعي (بيروت ط. أخيرة) 7/ 40- 41.

78 الأسود بن مسعود الثقفي

78 الأسود بن مسعود الثقفي من الصحابة الذين وفدوا إلى رسول صلى الله عليه وسلم، ونظم شعرا في مدحه صلى الله عليه وسلم: [من البسيط] : «أمسيت أعبد ربّي لا شريك له ... ربّ العباد إذا ما حصل اليسر أنت الرسول الذين ترجى فواضله ... عند القحوط إذا ما أخطأ المطر» «1» 79 أصيد بن سلمة السلمي وقع أسيرا بيد المسلمين الذين اقتادوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآه رق له وعرض عليه الإسلام فأسلم. وكان لأصيد أب شيخ كبير فبلغه ذلك فكتب إليه [من الكامل] : «من راكب نحو المدينة سالما ... حتى يبلّغ ما أقول لأصيدا أتركت دين أبيك والشّمّ العلى ... أودوا وتابعت الغداة محمدا» فاستأذن أصيد النبيّ صلى الله عليه وسلم في جوابه فأذن له، فكتب إليه: «إنّ الذي سمك السماء بقدرة ... حتى علا في ملكه وتوحّدا بعث الذي لا مثله فيما مضى ... يدعو لرحمته، النبيّ محمدا ضخم الدسيقة كالغزالة وجهه ... قرنا تأزّر بالمكارم وارتدى فدعا العباد لدينه فتتابعوا ... طوعا وكرها مقبلين على الهدى» فلما قرأ الوالد كتاب ابنه أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم «2» . 80 الأمين العاصمي له عدة مدائح نبوية منها قصيدة جاء فيها [من مجزوء الكامل] :

_ (1) ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة 1/ 46. (2) ابن حجر، الإصابة 1/ 53؛ الصفدي، الوافي بالوفيات 9/ 286- 287.

81 أنس بن زنيم الكناني

كرم الضيف] «قد كان يقري ضيفه ... كرما ويحفظ جاره ويجالس المسكين يؤ ... ثر قربه وجواره الفقر كان رداءه ... والجوع كان شعاره يلقى بغرّة ضاحك ... مستبشرا زوّاره بسط الرداء كرامة ... لكريم قوم زاره ما كان مختالا ولا ... مرحا يجرّ إزاره قد كان يركب بالرّدي ... ف من الخضوع حماره في مهنة هو أو صلا ... ة ليله ونهاره فتراه يحلب شاة من ... زله ويوقد ناره ما زال كهف مهاجري ... هـ ومكرما أنصاره برّا بمحسنهم مقي ... لا للمسيء عثاره يهب الذي تحوي يدا ... هـ لطالب إيثاره زكّى عن الدنيا الدّن ... يّة ربّه مقداره جعل الإله صلاته ... أبدا عليه نثاره» «1» 81 أنس بن زنيم الكناني ذكر ابن إسحاق المغازي، أن عمرا بن سالم الخزاعي خرج في أربعين راكبا يستنصرون رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم، على قريش؛ فأنشده [من الرجز] : «لا همّ إني ناشد محمدا ... عهد أبينا وأبيه الأتلدا» ثم قال: يا رسول الله إن أنس بن زنيم هجاك. فأهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه. فبلغه ذلك فقدم عليه معتذرا، وكلّمه فيه نوفل بن معاوية الديلي الذي قال له: أنت أولى بالعفو، ومن منا لم يؤذك ولم يعادك. وكنا في الجاهلية لا ندري ما نأخذ وما ندع، حتى هدانا الله بك، وأنقذنا من الهلكة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد عفوت عنه. فقال: فداك أبي وأمي.

_ (1) النويري، نهاية الأرب 18/ 264- 265.

82 أيمن بن محمد الغرناطي

وقد أنشد أنس الرسول صلى الله عليه وسلم قصيدة مدحه بها. جاء فيها [من الطويل] : «تعلّم رسول الله أنك قادر ... على كلّ حي من تهام ومنجد تعلم رسول الله أنك مدركي ... وأن وعيدا منك كالأخذ باليد ونبّي رسول الله أني هجوته ... فلا رفعت سوطي إليّ إذا يدي سوى أنني قد قلت يا ويح فتية ... أصيبوا بنحس لا يطاق وأسعد فما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبرّ وأوفى ذمّة من محمد أحثّ على خير وأوسع نائلا ... إذا راح يهتزّ اهتزاز المهنّد وأكسى لبرد الحال قبل احتذائه ... وأعطى برأس السابق المتجرّد» وهذه القصة تروى لسارية بن زنيم الكناني، كما تروى لأسيد بن أبي إياس «1» . 82 أيمن بن محمد الغرناطي ولد بتونس، قدم القاهرة. كان كثير الهجاء والوقيعة. حج وجاور بالمدينة المنورة حوالي عام 1030 هـ/ 1620 م. تاب والتزم أن يمدح النبي صلى الله عليه وسلم حتى الممات فوفى بذلك، وسمى نفسه عاشق النبي صلى الله عليه وسلم. أرسل إليه حاكم تونس يطلب منه العودة إلى بلده، ويرغّبه فيه، فأجاب: «إني لو أعطيت ملك المشرق والمغرب لم أرغب عن جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم» . له عدة قصائد في مديح المصطفى صلى الله عليه وسلم، جاء في إحداها [من الطويل] : «محمد المحمود في كلّ موطن ... أبو القاسم المختار من خير معدن نبيّ إذا أبصرت غرّة وجهه ... تيقّنت أنّ العزّ عزّ المهيمن لك الله من بدر إذا الشمس قابلت ... محيّاه قالت إنّ ذا طالع سني»

_ (1) ابن حجر، الإصابة 1/ 68- 69 و 2/ 2- 3؛ ابن هشام، السيرة 2/ 424- 425؛ ابن كثير، البداية والنهاية 4/ 310؛ الصفدي، الوافي بالوفيات 9/ 417- 418؛ الزركلي، الأعلام 2/ 24.

وقال أيضا يفخر بسيد الكائنات [من الطويل] : «ألا أيّها الباكي على ما يفوته ... من الحظّ في الدنيا جهلت وما تدري على فوت حظ من جوار محمد ... حقيق بأن تبكي إلى آخر العمر ستدري إذا قمنا وقد رفع اللوا ... وأحمد هادينا إلى موقف الحشر من الفائز المغبوط في يوم عرضه ... أجار النبيّ المصطفى أم أخو الوفر؟» وفي أخرى يعلن رغبته الصادقة في المجاورة [من الطويل] : «فررت من الدنيا إلى ساكن الحما ... فرار محبّ عائذ بحبيبه لجأت إلى هذا الجناب وإنّما ... لجأت إلى سامي العماد رحيبه» «1»

_ (1) المقري، نفح الطيب 4/ 341؛ القنوجي، التاج المكلل، ص 365- 366.

حرف الباء

حرف الباء

83 برهان الدين القيراطي الشافعي المتوفى عام 781 هـ/ 1379 م. في عام 764 هـ/ 1362 م نظم قصيدة نبوية مطولة على غرار بانت سعاد ومطلعها [من البسيط] : «جرح الجفون بقذف المدح تعديل ... والحبّ شاهده المجروح مقبول» وفيها: «توجّهي برسول الله ينقذني ... في العرض إن راعني من يومه طول مقام أحمد محمود إذا عظمت ... يوم المعاد على الخلق التهاويل له بأمته في يوم حشر هم ... شغل وكلّ امرىء بالنفس مشغول وفي شفاعته الكبرى غداة غد ... للخلق في الفصل تقريب وتعجيل حتى إذا ما دعا الرحمن قال له ... قل ما تشاء فمسموع ومقبول سل تعط واشفع تشفّع في العباد ... وقل يسمع فكلّ الذي تختار مفعول وبعد أن يذكر العديد من معجزاته وماثره صلى الله عليه وسلم يقول: في الخلق قد رفع الرحمن ذكرك إذ ... مع إسمه اسمك مقرون وموصول بك الرسالة يا خير الورى ختمت ... ونالها منك تكريم وتفضيل» «1»

_ (1) النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 103- 109.

84 بكر بن جبلة بن وائل بن الجلاح الكلبي

84 بكر بن جبلة بن وائل بن الجلاح الكلبي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وأنشده أبياتا امتدحه فيها. ومنها [من الطويل] : «أتيت رسول الله إذا جاء بالهدى ... فأصبحت بعد الحمد لله أوجرا وودّعت لذّات القداح وقد أرى ... بها سددا عمري وللهو أضورا فامنت بالله العليّ مكانه ... وأصبحت للأوثان ما عشت منكرا» «1»

_ (1) الصفدي، الوافي بالوفيات، ج 10، تحقيق جالكين سوبله وعلي عماره (قيسبادن ألمانيا، 1980) ص 202- 203.

حرف التاء

حرف التاء

85 تاج الدين بن أحمد بن إبراهيم المدني المالكي المعروف بابن يعقوب، قاضي مكة وإمام المالكية فيها. اشتهر بالنثر والنظم. توفي بمكة 8 ربيع الأول 1066 هـ/ 1655 م وشيعه أكابر مكة إلى مدفنه بالمعلاة. له: بيان التصديق في العقائد- تطبيق المحو بعد الصحو على قواعد الشريعة والنحو- الفواتح القدسية والفوائح العطرية- ديوان شعر في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم سماه «جواهر التاج في مديح صاحب المعراج» . منه قصيدة نظمها عام 1054 هـ/ 1644 م عام زيارته للمقام الشريف جاء فيها [من البسيط] : يد الخلائق من إنس وجان] «إنّ الذنوب وإن جلّت فإنّ لها ... إيتاء ساحة طه سيّد البشر فشدّ حزم مطايا قصده وأنخ ... ببابه والثم الأعتاب واعتذر وقف تجاه شريف الوجه منه وقل ... أسندت ظهري من وزري إلى وزر ولذ بمن تفد الأملاك محدقة ... به كما تحدق الهالات بالقمر وناد يا نفس هذا البحر منهله ... عذب الورد روى صفوا بلا كدر واستمطري غيث سحب الجود من يده ... واذري المدامع لا تبقي ولا تذري فهو اشفيع المرجّى يوم لا أحد ... سواه يشفع من خوف ومن خطر أسرى به الله ليلا ثم قرّبه ... وأمّ في ليلة الإسراء كلّ سري وشرّف الملأ الأعلى وجاوزه ... يخبّ من خلع التشريف في حبر ساد الخلائق من جن ومن ملك ... والرسل والناس من بدو ومن حضر كم معجزات له جلّت وأعظمها ... ما أفحم البلغاء اللّسن بالحصر

86 تقي الدين شبيب

أغناه عن مدح المدّاح قاطبة ... ما كان من ذاك في الآيات والسّور فيا نبيّ الهدى وافيت مرتجيا ... منك الذي جاء في القرآن والأثر أرجوه منك ومالي غير حبّك قد ... جعلته في معادي خير مدّخر» وله في التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم لضرّ نزل به فشفي منه [من الرمل] : «لذ بطه في جميع النّوب ... وأنخ نجب الرجا واحتسب وادعه إن مسّك الضّرّ الذي ... عجزت عنه الأطبا تطب قائلا يا رحمه الله ويا ... كاشف الغمّ المجلّي الكرب يا رسول الله يا من خصّه ... مجتبيه بزكيّ النّسب أنا يا خير الورى مستشفع ... بك عند الله فاشفع تجب في شفا دائي وأمراضي التي ... أوهنت عظمي وأوهت عصبي لا تخيّب أملي يا سيدي ... لذنوبي ولسوء الأدب فأنا عبد مسيء مذنب ... مستقيل عثرتي فاستجب ولك الحلم الذي تيّاره ... لم تكدّره ذنوب المذنب» «1» 86 تقي الدين شبيب سمع من ابن روزبة. كان أديبا شاعرا وطبيبا كحّالا. توفي عام 695 هـ/ 1295 م. له قصيدة مطولة عارض بها بانت سعاد «2» .

_ (1) علي المدني، سلافة العصر، ص 133 وص 145- 147؛ البغدادي، هدية العارفين 1/ 245. (2) ابن رجب الحنبلي، كتاب الذيل على طبقات الحنابلة (بيروت دار المعرفة) 2/ 332.

حرف الجيم

حرف الجيم

87 الجروو بن المعلّى بن العلاء كان نصرانيا. قدم مع وفد عبد القيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فدعاه إلى الإسلام فأسلم وحسن إسلامه. استشهد عام 21 هـ/ 641 م على ساحل فارس في موضع يقال له عقبة الجارود؛ وكان قبل ذلك يعرف بعقبة الطين. من أشعاره في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم [من الطويل] : «شهدت بأنّ الله حق وسامحت ... بنات فؤادي بالشهادة والنهض فأبلغ رسول الله عنّي رسالة ... بأني حنيف حيث كنت من الأرض وأنت أمين الله في كلّ وحيه ... على الوحي من بين القضيضة والقضّ» «1» 88 جعفر بن إسماعيل بن زين العابدين بن محمد البرزنجي الحسيني. مفتي الشافعية بالمدينة المنورة. توفي بها عام 1317 هـ/ 1899 م. من تصانيفة: - الكوكب الأنوار على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر صلى الله عليه وسلم- تاج الابتهاج على النور الوهاج في الإسراء والمعراج- نزهة الناظرين في مسجد الأولين والآخرين «2» .

_ (1) الصفدي، الوافي بالوفيات، ج 11، تحقيق شكري فيصل (فيسبادن 1981) ص 35- 36. (2) البغدادي، هدية 1/ 256- 257؛ كحالة، معجم 3/ 134- 135.

89 جعفر بن حسن البرزنجي المدني

89 جعفر بن حسن البرزنجي المدني فقيه أديب. ولد بالمدينة المنورة وتولى إفتاء الشافعية فيها. توفي بها عام 187 هـ/ 1764 م. له: مناقب سيد الشهداء حمزة- العرين لإسماء الصحابة البدريين- الفيض اللطيف بإجابة نائب الشرع الشريف- قصة المعراج- نظم مولد النبي صلى الله عليه وسلم «1» . 90 جعفر بن محمد باعلوي البيتي السقافي الحسيني ولد بالمدينة عام 1110 هـ/ 1698 م. رحل إلى تركية واليمن ودخل صنعاء ثلاث مرات. تولى كتابة الشريف ووزارته. توفي بالمدينة عام 1182 هـ/ 1768 م. شاعر، غزير العلم بالأدب والأخبار. له: مواسم الأدب وآثار العجم والعرب، مطبوع في ثلاثة أجزاء- ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية (من الخفيف] : «قد عرفنا قياس كلّ كريم ... وهو مولى الكرام شهم غيور بئس حظّ امرىء تغافل عنه ... حاك فيه القضاء والمقدور كلّ ما في الوجود من كلّ شيء ... فهو فيه الحياة والإكسير غير بدع إذا دعونا إلى الشّ ... دّة جاه النبيّ فهو جدير فتمسّك به فمن أعظم الخس ... ران سهو عن جاهه أو نفور وادعه إن أردت ينكشف الكر ... ب وينجو من ضرّه المضرور يا نبيّ الهدى إليك مددنا ... ساعد الإبتهال وهو قصير غير أن الرجاء منّا عظيم ... فيك أضعافه نوال وفير إنما بابك الكريم صحيح ... لسؤالي مجرّب مشهور» «2»

_ (1) كحالة، معجم المؤلفين 3/ 137. (2) النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 232- 233؛ البغدادي، هدية 1/ 256؛ الزركلي، الأعلام 2/ 129؛ كحالة معجم 3/ 144.

جعفر بن محمد بن عثمان المير غني

جعفر بن محمد بن عثمان المير غني من تصانيفه رياض المديح وجلاء كل ذي ود صحيح كل قلب جريح في ذكر النبي المليح صلى الله عليه وسلم. ألفها عام 1272 هـ/ 1856 م «1» . 92 جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن ولد عام 606 هـ/ 1209 م. سمع من والده ومن عبد العزيز بن منينا وأحمد بن صرما. حدّث بمصر وببغداد. سمع منه عبيد الأسعردي والشرف الميدومي، وأجاز لأبي عبد الله بن أحمد الحراني وسليمان بن حمزة القاضي. استشهد جمال الدين عند دخول التتار بغداد عام 656 هـ/ 1258 م. له ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية. جاء في إحداها [من الكامل] : «فضل النبيين الرسول محمد ... شرفا يزيد وزادهم تعظيما يكفيه أنّ الله جلّ جلاله ... آوى نقال: ألم يجدك يتيما درّ يتيم في الفخار وإنما ... خير اللآلىء ما يكون يتيما ولقد سما الرّسل الكرام فكلّهم ... قد سلّموا لجلاله تسلميا والله قد صلّى عليه كرامة ... صلّوا عليه وسلّموا تسليما» «2» 93 جميل بن مصطفى العظم ولد بالقسطنطينية عام 1287 هـ/ 1870 م. نشأ بدمشق. تولى ببيروت محاسبة المعارف، وأنشأ مجلة البصائر، وانتخب عضوا بالمجمع العلمي العربي. توفي بدمشق 1352 هـ/ 1933 م. من آثاره: تحفة عيد الجلوس الفضي- عقود الجوهر في تراجم من لهم خمسون

_ (1) البغدادي، هدية 1/ 256؛ كحالة، معجم 3/ 148. (2) ابن رجب، كتاب الذيل على طبقات الحنابلة 2/ 261- 262.

94 جهيش بن أويس النخعي

تصنيفا فمائة فأكثر- ترجمة عثمان باشا الغازي- تفريج الشدة في تشطير البردة «1» . 94 جهيش بن أويس النخعي قدم مع أرطاة لمقابلة الرسول صلى الله عليه وسلم فأسلما، وأنشد جهيش بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم [من الطويل] : «ألا يا رسول الله أنت مصدق ... فبوركت مهديا وبوركت هاديا شرعت لنا دين الحنيفة بعدما ... عبدنا كأمثال الحمير طواغيا» فدعا لهما الرسول صلى الله عليه وسلم ولقومهما وقال: اللهم بارك في النخع «2» .

_ (1) كحالة، معجم المؤلفين 3/ 161. (2) ابن حجر، الإصابة 1/ 255.

حرف الحاء

حرف الحاء

[95 حازم بن محمد بن حسن القرطاجني ولد بقرطاجنة بشرقي الأندلس 608 هـ/ 1211 م. تعلم بها وبمرسية، وأخذ عن علماء غرناطة وإشبيلية، ثم انتقل إلى مراكش فتونس حيث اشتهر أمره. توفي هناك عام 684 هـ/ 1285 م. من تلاميذه الحافظ ابن رشيد الفهري والعبدري. له: سراج البلغاء- ديوان شعر فيه قصيدة «المقصورة» مدح بها المستنصر بالله محمدا الحفصي صاحب تونس، ومطلعها [من الرجز] : «لله ما قد هجت يا يوم النوى ... على فؤادي من تباريح الجوى» وقد شرحها الشريف الغرناطي في «رفع الحجب المستورة عن محاسن المقصورة» . كما يضم ديوانه عدة مدائح نبوية منها قصيدة صدّر فيها قصيدة الشاعر الجاهلي امرىء القيس «قفا نبك» وقد أسماها «حديقة الأزهار وحقيقة الإفتخار في مدح النبي المختار» ومطلعها [من الطويل] : «لعينيك قل إن زرت أفضل مرسل ... (قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل) وفيها: «وفي طيبة فانزل ولا تغش منزلا ... (بسقط اللوى بين الدّخول فحومل) نبيّ هدى قد قال للكفر نوره ... (ألا أيها الليل الطويل ألا انجل) تلا سورا ما قولها بمعارض ... (إذا هي نصّته ولا بمعطّل) لقد نزلت في الأرض ملّة هديه ... (نزول اليماني ذي العياب المحمّل)

96 حامد العماوي المفتي

أتت مغربا من مشرق وتعرّضت ... (تعرّض أثناء الوشاح المفصّل) ففازت بلاد الشرق من زينة بها ... (بشقّ وشقّ عندنا لم يحوّل) فصلّى عليه الله ما لاح بارق ... (كلمع اليدين في حبيّ مكلّل) ويخلص: لأمداح خير الخلق قلبي قد صبا ... (وليس فؤاد عن هواها بمنسل) وكن في مديح المصطفى كمدبج ... (يقلّب كفّيه بخيط موصّل) وأمّل به الآخرى ودنياك دع فقد ... (تمتعت من لهو بها غير معجل) أيا سامعي مدح الرسول تنشّقوا ... (نسيم الصّبّا جاءت بريّا القرنفل) وروضة حمد للنبيّ محمد ... (غذاها نمير الماء غير المحلل) » وقد جمع عثمان الكعاك ديوانه، وقد طبعته دار الثقافة بيروت 1964 «1» . 96 حامد العماوي المفتي حامد بن علي بن إبراهيم الدمشقي المعروف بالعمادي، مفتي الحنفية بدمشق وابن مفتيها. ولد بدمشق عام 1103 هـ/ 1692 م. نشأ بها فقرأ القرآن وطلب العلم على جماعة من المشايخ منهم: أبو المواهب مفتي الحنابلة حيث كان يحضر دروسه في الجامع الأموي وفي الياغوشية، ومحمد بن علي الكاملي في الأموي والسنانية، والياس الكردي نزيل دمشق، وعبد الغني النابلسي الذي أخذ عنه دروسا في الفتوحات المكية لابن عربي، ويوسف المصري، وعلي التدمري ... وفي عام 1128 هـ/ 1715 م حج وأخذ عن العديد من مشايخ الحجاز. درّس أولا في الجامع الأموي. وفي عام 1137 هـ/ 1724 م عين مفتيا، وصار يدرّس بالسليمانية بالميدان الأخضر بدمشق. توفي بدمشق عام 1171 م عين مفتيا، وصار يدرّس بالسليمانية بالميدان الأخضر بدمشق. توفي بدمشق عام 1171 هـ/ 1758 م. له مؤلفات كثيرة منها:

_ (1) المقري، نفح الطيب 2/ 322 و 584 و 589 و 5/ 189 و 519- 523؛ الزركلي، الأعلام 2/ 159؛ كحالة، معجم 3/ 177.

97 حرب بن ريطة بن عمرو

- القول الأقوى في تعريف الدعوى- زهر الربيع في مساعدة الشفيع- التفصيل في الفرق بين التفسير والتأويل- مصباح الفلاح في دعاء الاستفتاح- اللمعة في تحريم المتعة- قرة عين الخط الأوفر في ترجمة الشيخ محي الدين الأكبر- تراجم: عمر بن الخطاب (ض) وأبو عبيدة بن الجراح (ض) والشيخ برهان الدين ... وله ديوان شعر بعضه في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم، ففي قصيدة نظمها إبان أدائه لفريضة الحج، وبعد وصفه للأراضي المقدسة قال [من الطويل] : مدوح عند الله تعالى] «معاهد فيها الدين والنور والهدى ... رسول الرّضا حقا تبوّأها مهدا أقام شراع الشرع فوق منارها ... وألبسها من نور هيبته بردا إذا ما عرانا في الملمّات حادث ... لجأنا إليه إذ وجدنا به رفدا فأحمد خير الخلق أفضل كائن ... وأحمد داع للرشاد ومن أهدى وأثنى عليك الله في الذّكر مادحا ... ولم يبق جبريل لنا مدحة تهدى أبى الله أن ألقاك إلا منعّما ... وحبل رجانا بالأماني قد امتدّا إليك التجأنا يا مغيث فكن لنا ... مغيثا إذا ما الهمّ فينا قد اشتدّا عسى لمحة من نور هديك نستقي ... بها كوثرا يوم الزحام غدا وردا وكان هدفه الأسمى محصورا بهذا البيت [من الكامل] : «دأبي مديح محمد نور الهدى ... صلّوا عليه يا كرام وسلّموا» «1» 97 حرب بن ريطة بن عمرو من بني سامة بن لؤي. قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع جماعة من أهله، فلقوه بين الجحفة والمدينة، فمات بعضهم واشتكى بعضهم، فتطيروا من ذلك فرجعوا إلى بلادهم، فقال فيهم حسان بن ثابت شعرا؛ فقال حرب بن ريطة [من الطويل] :

_ (1) المرادي، سلك الدرر 2/ 11- 16؛ البغدادي، هدية 1/ 261؛ الزركلي، الأعلام 2/ 162؛ كحالة، معجم 3/ 180.

98 حسام الدين بن جمال الدين الطريحي المسيلمي

«ألا أبلغا عنّي الرسول محمدا ... رسالة من أمسى بصحبته صبّا حلفت بربّ الراقصات عشية ... خوارج من بطحاء تحسبها سربا لقد بعث الله النبيّ محمدا ... بحق وبرهان الهدى يكشف الكربا» «1» 98 حسام الدين بن جمال الدين الطريحي المسيلمي ولد بالنجف عام 1005 هـ/ 1597 م. برع في الفقه والأصول والتفسير والحديث واللغة والشعر. توفي بالنجف 1094 هـ/ 1684 م. من تصانيفه: شرح الصوفية البهائية- شرح مبادىء الوصول إلى علم الأصول- جامع الشتات في فروق اللغات- تفسير القرآن الكريم الموسوم بالوجيز في تفسير القرآن العزيز- الدرة البهية في مدح خير البرية «2» . 99 حسان بن ثابت أول من بدأ فن الشعر في المديح النبوي. يمني الأصل. ولد بيثرب ونشأ شاعرا يدافع عن قومه الخزرج، ويفاخر بأمجادهم لا سيما ضد جيرانهم الأوس؛ فقد كانت يثرب في الجاهلية ميدانا للنزاع بين القبيلتين. وكان حسان يتكسب بالشعر ويتنقل بين بلاطي الغساسنة والمناذرة مع ميل واضح لبلاط جلّق. ولما ظهر الإسلام وهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى يثرب أسلمت الأوس والخزرج، وكان حسان ممن أسلم، كما أن أمه الفريعة بنت خالد بن حبيش قد أسلمت أيضا. وكان حسان جبانا لم ينصر الدين بسيفه لكنه نصره بلسانه، وهو سلاحه الوحيد، لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أبا سفيان «3» يهجوه قال: «اللهم إنه هجاني وإني لا أقول الشعر فاهجه عني. فقام إليه عبد الله بن رواحة فقال:

_ (1) ابن حجر، الإصابة 1/ 319- 320. (2) كحالة، معجم المؤلفين 3/ 191. (3) هو ابن الحارث بن عبد المطلب ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو غير أبي سفيان والد معاوية.

يا رسول الله إئذن لي فيه. قال: أنت القائل: فثبت الله ما آتاك من حسن. قال: نعم. قال: وإياك فثبت الله. ثم قام إليه كعب بن مالك فقال: يا رسول الله إئذن لي فيه. فقال: أنت القائل: هممت. قال: نعم. قال: لست له. ثم قام حسان بن ثبات فقال: يا رسول الله إئذن لي فيه. وأخرج لسانه فضرب به أرنبة أنفه، وقال: والله يا رسول الله إنه ليخيل لي أني لو وضعته على حجر لفلقه، على شعر لحلقه. فقال: أنت له. إذهب إلى أبي بكر يخبرك بمثالب القوم ثم اهجهم وجبريل معك» فقال حسان يرد على أبي سفيان [من الوافر] : ألا أبلغ أبا سفيان عنّي ... مغلغلة فقد برح الخفاء بأنّ سيوفنا تركتك عبدا ... وعبد الدار سادتها الإماء هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم: جزاؤك على الله الجنة. أتهجوه ولست له بكفء ... فشرّكما لخيركما الفداء هجوت مباركا برّا حنيفا ... أمين الله شيمته الوفاء فمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء فإنّ أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء» والواقع أن قريشا كانت تحرّض شعراءها على هجاء الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد تكوّن هذا الفريق من عبد الله بن الزبعرى وأبي سفيان بن الحرث بن عبد المطلب وعمرو بن العاص وضرار بن الخطاب. فطلب المسلمون من علي ابن أبي طالب (ض) أن يهجو مشركي قريش الذين يهجون الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: إن أذن لي النبي صلى الله عليه وسلم فعلت. فطلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأذن للإمام علي (ض) فقال: إن عليا ليس عنده ما يراد في ذلك منه. ثم قال عليه الصلاة والسلام: «ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم» . لذلك انبرى ثلاثة شعراء من الأنصار: حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة؛ ينافحون عن الرسول صلى الله عليه وسلم ويهجون المشركين. فكان

حسان وكعب يعارضانهم بمثل قولهم في الوقائع والأيام والماثر، ويذكران مثالبهم. أما ابن رواحة فكان يعيّرهم بالكفر وعبادة الأصنام، فكان قوله يومئذ أهون عليهم. وأما قول حسان وكعب فكان أشد القول عليهم. ولكن لما أسلمت قريش كان قول ابن رواحة أشد القول عليهم. وقد قام حسان بالمهمة خير قيام، فكان يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم ويهاجم خصومه. وقد طلب منه النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعلم الأنساب من أبي بكر (ض) حتى يكون هجاؤه لقريش أوجع. وكان عليه الصلاة والسلام يقول له: «قل وروح القدس معك؛ والله لشعرك عليهم أشد من وقع الحسام في غبش الظلام» . وقد أثنى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وقرّبه منه، وقسم له من الغنائم والعطايا، ووهبه جارية اسمها سيرين، وهي أخت مارية القبطية والدة إبراهيم بن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد ولدت سيرين لحسان ابنه عبد الرحمن. وتجدر الإشارة إلى أن حسانا كان جبانا فاكتفى بالشعر ولم يجاهد بسيفه، ولم يشهد غزوة أو يشترك في حرب. توفي عام 54 هـ/ 674 م بعد أن عمّر أكثر من مئة سنة. له ديوان شعر، طبع في عدة أماكن، منذ أواسط القرن التاسع عشر الميلادي. هذا الديوان يشمل معظم الأغراض الشعرية من هجاء ومدح وغزل وفخر ووصف مجالس اللهو والخمر ... وفي ديوانه قصائد عديدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وفي رثائه. كما أن شعره كان تسجيلا حيا لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم وغزواته، وكانت أشعاره خير تفسير وتوضيح لما غمض من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم. وقد مدح حسان الرسول صلى الله عليه وسلم بمعان كثيرة منها الجاهلي القديم، ومنها الإسلامي المستحدث. وقد اتخذ مدحه للرسول عليه السلام صفة الفخر بالمسلمين جميعا وخاصة الأنصار، والرد على المشركين ومهاجاتهم. وكان حسان سلاحا خطيرا في أيدي المسلمين لا يقل عن أسلحتهم الحربية الآخرى، فهو صحيفتهم اليومية وهو لسان دعايتهم. فعندما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وفد تميم يريدون المفاخرة، قام خطيبهم عطارد ابن حاجب فتكلم، ثم قام خطيب الرسول صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس فرد عليه. ثم قام شاعرهم الزبرقان بن بدر يفاخر ببني قومه مبينا شجاعتهم وإقدامهم وفروسيتهم، فانبرى له حسان وأنشد قصية نبوية عينية مطلعها [من البسيط] :

«إنّ الذوائب من فهر وإخوتهم ... قد بيّنوا سنّة للناس تتّبع «1» يرضى بها كلّ من كانت سريرته ... تقوى الإله وبالأمر الذي شرعوا» ومنها: «أعطوا نبيّ الهدى والبرّ طاعتهم ... فما ونى نصرهم عنه وما نزعوا إن قال سيروا أجدّوا السير جهدهم ... أو قال عوجوا علينا ساعة ربعوا أكرم بقوم رسول الله قائدهم ... إذا تفرّقت الأهواء والشّيع فإنّهم أفضل الأحياء كلّهم ... إن جدّ بالناس جدّ القول أو سمعوا» لقد كان شعر حسان في الرسول صلى الله عليه وسلم يمتاز بالصدق والإخلاص؛ فعندما سئلت السيدة عائشة (ض) عن وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان والله كما قال فيه شاعره حسان بن ثابت [من الطويل] : «متى يبد في الدّاجي البهيم جبينه ... يلح مثل مصباح الدّجى المتوقّد فمن كان أومن قد يكون كأحمد ... نظام لحّق أو نكال لملحد» عن الجنيد بن محمد البغدادي الصوفي المشهور أنه قال: «وأصدق بيت قالته العرب قول حسان ابن ثابت حيث يقول [من الطويل] : وما حملت من ناقة فوق رحلها ... أعفّ وأوفى ذمّة من محمد» وبيت آخر لحسان أيضا [من الطويل] : «وما فقد الماضون مثل محمد ... ولا مثله حتى القيامة يفقد» وقيل أن أنصف بيت قالته العرب قول حسان [من الوافر] : «أتهجوه ولست له بكفء ... فشرّكما لخيركما الفداء» وجاء في إحدى مدائحه [من الطويل] : «أغرّ عليه للنّبوة خاتم ... من الله مشهود يلوح ويشهد وضمّ الإله اسم النبيّ إلى اسمه ... إذا قال في الخمس المؤذن أشهد

_ (1) الذوائب: السادة.

وشقّ له من إسمه ليجلّه ... فذو العرش محمود وهذا محمد نبيّ أتانا بعد يأس وفترة ... من الرسل والأوثان في الأرض تعبد فأمسى سراجا مستنيرا وهاديا ... يلوح كما لاح الصّقيل المهنّد وأنذرنا نارا وبشّر جنة ... وعلّمنا الإسلام فالله نحمد» كما ذكر في إحدى مدائحه بيتين أصبحا مجال إيحاء، ومصدر إلهام للشعراء المحبين للذات المحمدية [من الوافر] : «وأحسن منك لم تر قطّ عيني ... وأجمل منك لم تلد النّساء خلقت مبرّأ من كلّ عيب ... كأنّك قد خلقت كما تشاء» وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم رثاه حسان بعدة قصائد تعبر عن صدق مشاعره، وخالص محبته له عليه الصلاة والسلام. ومنها قصيدة تكلم فيها عن المنبر والمصلى والمسجد والوحي، وذكر فيها بكاء الأرض والسماء، وعرض فيها بعض أفعاله صلى الله عليه وسلم، وعبّر فيها عن شوقه إلى لقاء الرسول صلى الله عليه وسلم في الدار الآخرة، وبيّن ما نعم به المسلمون من هداية ورشاد ... وهي قصيدة طويلة اخترنا منها الأبيات التالية [من الطويل] : لعلم والحلم والرحمة الواسعة] «بطيبة رسم للرسول ومعهد ... منير وقد تعفو الرسوم وتهمد ولا تنمحي الآيات من دار حرمة ... بها منبر الهادي الذي كان يصعد عرفت بها رسم الرسول وعهده ... وقبرا به واراه في التّرب ملحد ظللت بها أبكي الرسول فأسعدت ... عيون ومثلاها من الجفن تسعد تذكّر آلاء الرسول- وما أرى ... لها محصيا- نفسي فنفسي تبلّد مفجّعة قد شفّها فقد أحمد ... فظلّت لآلاء الرسول تعدّد أطالت وقوفا تذرف العين جهدها ... على طلل القبر الذي فيه أحمد فبوركت يا قبر الرسول وبوركت ... بلاد ثوى فيها الرشيد المسدّد وبورك لحد منك ضمّن طيّبا ... عليه بناء من صفيح منضّد تهيل عليه التّرب أيد وأعين ... عليه وقد غارت بذلك أسعد لقد غيّبوا حلما وعلما ورحمة ... عشيّة علّوه الثرى لا يوسّد وراحوا بحزن ليس فيهم نبيّهم ... وقد وهنت منهم ظهور وأعضد يبكّون من تبكي السماوات يومه ... ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد

وهل عدلت يوما رزيّة هالك ... رزيّة يوم مات فيه محمد يدلّ على الرحمن من يقتدي به ... وينقذ من هول الخزايا ويرشد إمام لهم يهداهم الحقّ جاهدا ... معلّم صدق إن يطيعوه يسعدوا عفوّ عن الزّلّات يقبل عذرهم ... وإن يحسنوا فالله بالخير أجود عزيز عليه أن يحيدوا عن الهدى ... حريص على أن يستقيموا ويهتدوا عطوف عليهم لا يثنّى جناحه ... إلى كنف يحنو عليهم ويمهد فبينا هم في ذلك النور إذ غدا ... إلى نورهم سهم من الموت مقصد فأصبح محمودا إلى الله راجعا ... يبكّيه جفن المرسلات ويحمد فبكّي رسول الله يا عين عبرة ... ولا أعرفنك الدهر دمعك يجمد وما لك لا تبكين ذا النعمة التي ... على الناس منها سابغ يتغمّد وما فقد الماضون مثل محمد ... ولا مثله حتى القيامة يفقد أعفّ وأوفى ذمّة بعد ذمّة ... وأقرب منه نائلا لا ينكّد وأبذل منه للطريق وتالد ... إذا ضنّ معطاء بما كان يتلد وأكرم حيّا في البيوت إذا انتمى ... وأكرم جدّا أبطحيا يسوّد رباه وليدا فاستتمّ تمامه ... على أكرم الخيرات ربّ ممجّد أقول ولا يلفى لقولي عائب ... من الناس إلّا عازب العقل مبعد وليس هوائي نازعا عن ثنائه ... لعلّي به في جنّة الخلد أخلد مع المصطفى أرجو بذاك جواره ... وفي نيل ذاك اليوم أسعى وأجهد» «وقارىء شعر حسان لا يجد خيرا من هذه القصيدة في رثائه، وفي تعديد صفاته صلى الله عليه وسلم، بل وربما نعتبرها من أحسن ما نظم في الإسلام؛ وذلك لتغلغل الروح الإسلامية فيها، مع احتفاظها بقوة السبك وجزالة التركيب» . ولحسان قصيدة أخرى عبر فيها عما سيحل به بعد فقد الرسول صلى الله عليه وسلم وما سيحل بالأنصار. جاء فيها [من الكامل] : ير من وطىء الحصى] «ما بال عينك لا تنام كأنّما ... كحلت ماقيها بكحل الأرمد جزعا على المهديّ أصبح ثاويا ... يا خير من وطىء الحصى لا تبعد يا ويح أنصار النبيّ ورهطه ... بعد المغيّب في الضّريح الملحد جنبي يقيك التّرب لهفي ليتني ... غيّبت قبلك في بقيع الغرقد

يا بكر آمنة المبارك ذكره ... ولدته محصنة بسعد الأسعد نورا أضاء على البريّة كلّها ... من يهد للنور المبارك يهتدي أأقيم بعدك بالمدينة بينهم ... يا لهف نفسي ليتني لم أولد بأبي وأمي من شهدت وفاته ... في يوم الاثنين النبيّ المهتدي فظللت بعد وفاته متبلّدا ... يا ليتني صبّحت سمّ الأسود أو حلّ أمر الله فينا عاجلا ... في روحة من يومنا أو في غد فتقوم ساعتنا فنلقى سيدا ... محضا مضاربه كريم المحتد يا ربّ فاجمعنا معا ونبيّنا ... في جنّة تفقا عيون الحسّد في جنة الفردوس فاكتبها لنا ... يا ذا الجلال وذا العلا والسّؤدد والله أسمع ما حييت بهالك ... إلّا بكيت على النبيّ محمد» والجدير بالذكر أن بعض الرواة قد وضعوا أشعارا على حسان لا تليق به ولا تجوز عليه «1» .

_ (1) ديوان حسان بن ثابت. تحقيق د. سيد حنفي حسين. الهيئة المصرية العامة- القاهرة 1974. شرح ديوان حسان بن ثابت الأنصاري ضبط الديوان وصححه: عبد الرحمن البرقوقي. دار الأندلس. بيروت 1978. القرطبي، الاستيعاب 1/ 335؛ الأصفهاني، الأغاني 4/ 2- 9؛ كحالة، معجم 3/ 191؛ ابن حجر، الإصابة 1/ 326؛ دائرة المعارف الإسلامية 7/ 376؛ مبارك، المدائح النبوية، ص 29- 44؛ فروخ، تاريخ الأدب 1/ 325 330؛ ابن منظور، مختصر تاريخ 17/ 62؛ اليافعي، مرآة الجنان 1/ 127؛ ابن العماد، شذرات الذهب 1/ 60؛ دار صادر؛ فروخ، التصوف في الإسلام، ص 96؛ الصفدي، الوافي بالوفيات 11/ 350- 358؛ محمد رضا، محمد رسول الله، ص 310- 357؛ ابن كثير، البداية والنهاية 6/ 290؛ الفاخوري، تاريخ الأدب، ص 329؛ النويري، نهاية الأرب 18/ 402؛ ابن هشام، السيرة النبوية 2/ 666- 669؛ الرافعي عنوان النجابة، ص 67- 68؛ ابن عبد ربه، العقد الفريد 5/ 294- 295؛ الريحاني، الموسوعة العربية، ص 294؛ الزركلي، الأعلام 2/ 175- 176؛ الآلوسي، بلوغ الأرب 2/ 132؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان 6/ 351؛ السبكي، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 41؛ أبو نعيم الأصفهاني، حلية الأولياء (بيروت 1980) 10/ 76؛ محمد بن أبي الخطاب، جمهرة أشعار العرب (مصر 1308 هـ) ص 13؛ عبد الحميد المسلوت ورفاقه، الأدب العربي فى ظلال الأمويين-.

100 حسان بن قيس بن عبد الله

100 حسان بن قيس بن عبد الله المعروف بالنابغة الجعدي «أبو ليلى» . كان ينظم الشعر في الجاهلية؛ لكن نبوغه ظهر في الإسلام، لذلك سمي نابغة. وكان أكبر سنا من النابغة الذبياني. لما سمع بالدعوة الإسلامية وفد على الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأسلم وامتدحه. وبعد الفتوحات الإسلامية وانتهاء الفتن، خرج مهاجرا إلى الأمصار المفتتحة، فمات بأصبهان عام 65 هـ/ 684 م بعد أن عمر طويلا. له ديوان شعر في شتى الأغراض الشعرية. ولعلّ أشهر قصائده رائيته التي مدح بها النبي صلى الله عليه وسلم ومطلعها [من الطويل] : «خليليّ عوجا ساعة وتهجّرا ... ونوحا على ما أحدث الدهر أو ذرا» وفيها: «أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى ... ويتلو كتابا كالمجرّة نيّرا ثم يفتخر بقومه. ولما أنشد: بلغنا السماء مجدنا وجدودنا ... وإنّا لنرجو فوق ذلك مظهرا فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: إلى أين يا أبا ليلى؟ فقال: إلى الجنة بك يا رسول الله. فقال نعم إن شاء الله. ثم قال: أنشدني من قولك، فقال النابغة: ولا خير في حلم إذا لم تكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدّرا ولا خير في جهل إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا» فقال عليه السلام: لا فض الله فاك. وهي قصيدة في نحو مئتي بيت. ولمّا أصابه ظلم من أبي موسى الأشعري أنشد [من الوافر] :

_ - والعباسيين (القاهرة 1952) ص 37؛ سيد حنفي حسنين، حسان بن ثابت شاعر الرسول (القاهرة 1963) ص 141 وما بعدها.

101 الحسن بن أبي الحسن صافي

«رأيت البكر بكر بني ثمود ... وأنت أراك بكر الأشعرينا فإن يكن ابن عفّان أمينا ... فلم يبعث بك البرّ الأمينا فيا قبر النبيّ وصاحبيه ... ألا يا غوثنا لو تسمعونا ألا صلّى إلهكم عليكم ... ولا صلّى على الأمراء فينا» «1» وكان النابغة الجعدي من الشعراء الذين أنكروا الخمر والسكر، وهجروا الأزلام، واجتنبوا الأوثان، وأعلنوا تمسكهم بدين النبي إبراهيم عليه السلام. ومن نظمه في الجاهلية قصيدة تبين إقراره بالتوحيد وإيمانه بالبعث والجزاء والجنة والنار ... وفيها هذا البيت: «الحمد لله لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلما «2» 101 الحسن بن أبي الحسن صافي ولد ببغداد عام 489 هـ/ 1095 م. سمع الحديث من الشريف أبي طالب الزينبي، وقرأ الفقه على أحمد، وأصول الفقه على أبي الفتح بن برهان، والخلاف على أسعد الميهني، والنحو على أبي الحسن علي الأستراباذي. ثم درّس بجامع بغداد. سافر إلى بلاد خراسان وكرمان وغزنة. ثم استوطن دمشق حتى وفاته عام 568 هـ/ 1172 م حيث دفن بمقبرة الباب الصغير. ترك الكثير من المصنفات منها: - كتاب الحادي في النحو- كتاب العمد في النحو أيضا- كتاب المقتصد في التصريف- كتاب العروض- الحاكم في الفقه الشافعي- كتاب مختصر في أصول الفقه- مقامات حذا فيها

_ (1) شعر النابغة الجعدي. المكتب الإسلامي بيروت 1964 ص 210 (2) نفسه/ 132. وانظر تعريفا له: ابن حجر، الإصابة 3/ 537- 540؛ الصفدي، الوافي بالوفيات 11/ 359؛ محمد بن أبي الخطاب، جمهرة أشعار العرب ص 14؛ الأصبهاني، الأغاني 4/ 129- 131؛ فروخ، تاريخ الأدب 1/ 342؛ الفاخوري، تاريخ الأدب ص 245- 246؛ الآلوسي، بلوغ الأرب 2/ 134؛ السبكي، طبقات الشافعية 1/ 129؛ علي بن أبي عمران، المرقصات والمطربات (بيروت 1973) ص 26؛ عبد الحميد المسلوت ورفاقه، الأدب العربي في ظلال الأمويين والعباسيين ص 342؛ الخطيب، كشف القناع المسدول، ص 44- 45.

102 حسن بن الحسين بن حيدرة

حذو الحريري- ديوان شعر منه عدة قصائد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم. جاء في إحداها [من البسيط] : اتم الرسل] «يا قاصدا يثرب الفيحاء مرتجيا ... أن يستجير بعليا خاتم الرسل خذ عن أخيك مقالا إن صدعت به ... مدحت في آخر الأعصار والأول قل يا من الفخر موقوف عليه فإن ... تذوكر الفخر لم يصدف ولم يمل صيت إذا طلبت غاياته خرقت ... سبعا طباقا فبذّت كلّ ذي أمل علوت وازددت حتى عاد منتزحا ... جبريل عمّا له قد كان لم يطل وعدت والكبر قد نافى علاك فما ... عدوت شيمة سبط الخلق مبتهل أتتك غرّ قوافي المدح خاضعة ... لديك فاقبل ثناء غير منتحل ثناء من لم يجد وجناء تحمله ... إليك أو صدّ بالإقتار عن جمل» «1» 102 حسن بن الحسين بن حيدرة ينتهي نسبه إلى الإمام علي بن أبي طالب (ض) . ولد بذمار 1170 هـ/ 1757 م. وتوفي 1221 هـ/ 1806 م. مؤرخ وأديب. من مؤلفاته: - مطلع الأقمار ومجمع الأنهار في تراجم المشاهير من علماء ذمار- منظومتان في المديح النبوي «2» . 103 حسن بن عبد الله البخشي ولد بحلب عام 1111 هـ/ 1599 م. أخذ عن والده الفقه والحديث والنحو والتصوف، كما درس على عمه الشيخ إبراهيم البخشي الأدب والعلوم العربية. كذلك درس على العديد من المشايخ المشهورين: محمد الكبيسي الحلبي، عبد الرحمن العاري، حسن السرميني، محمد الطرابلسي

_ (1) ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب (بيروت 1979) 4/ 227؛ ابن الصلاح، طبقات الفقهاء الشافعية، تحقيق محيي الدين نجيب (بيروت 1992) 2/ 737؛ ياقوت الحموي، معجم الأدباء 8/ 122- 125؛ البغدادي، هدية 1/ 279. (2) كحالة، معجم المؤلفين 3/ 218.

104 الحسن بن عبد الرحمن الأنصاري الخضراوي

مفتي حلب، إلياس الكردي نزيل دمشق، عبد الغني النابلسي ... ساح في كثير من البلاد الإسلامية حيث كان يجتمع بمشاهير العلماء. تولى عدة مناصب قضائية بحلب وصيدا. توفي بحلب عام 1190 هـ/ 1776 م. من تاليفه: - تحرير المقال في خلق الأفعال- بهجة الأخيار في شرح حلية المختار- النور الجلي في النسب الشريف النبوي- ديوان شعر: تنقيح الألباب في حل عقود الآداب، وفيه العديد من القصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم [من الكامل] : «أأضام في يوم الجزاء وملجأي ... لحماك فيه سيد الشفعاء كلّ الورى يرجون منك شفاعة ... هي حصنهم في الشّدّة الدّهماء وكذاك ذا البخشيّ يرجو نظرة ... يسمو بها فرحا إلى العلياء ويفوز بالرضوان يوم مابه ... متشرفا من نوركم بضياء» وفي قصيدة أخرى [من البسيط] : فوة الله تعالى في الكونين] «خلاصة القول إني مذنب وجل ... ومن مكابدة الأهواء في نصب لم يبق لي سالف العصيان معذرة ... إلا التجائي لغوث الخلق خير نبي محمد المصطفى الهادي الذي شرفت ... به الخلائق من عجم ومن عرب فيا له رحمة للناس شاملة ... ونعمة للورى قاص ومقترب يا صفوة الله في الكونين يا سندي ... ويا ملاذي إذ ما الهول أحدق بي إليك وجّهت آمالي أطارحها ... نيل المرام وما أرجوه من أرب فكن شفيعي إذا ما الخلق أذهلهم ... يوم الزحام وخوف المكر والغضب صلّى عليك إلهي ما همت سحب ... وما رجوت لكشف الضّرّ والكرب كذا السلام بأبهى صيغة وردت ... يفوق ريّاه نشر المندل الرطب» «1» 104 الحسن بن عبد الرحمن الأنصاري الخضراوي المولود عام 622 هـ/ 1225 م. اشتهر بالأدب والنحو. له: - الإعراب عن أسرار الحركات في لسان الأعراب- المفيد في أوزان الرجز والقصيد-

_ (1) المرادي، سلك الدرر 2/ 26- 29؛ البغدادي، هدية 1/ 301؛ الزركلي، الأعلام 2/ 197؛ كحالة، معجم 3/ 241- 242.

105 الحسن بن محمد بن علي العراقي

منتهى السول في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم «1» . 105 الحسن بن محمد بن علي العراقي أصله من العراق، سكن حلب وتوفي فيها عام 803 هـ/ 1401 م. اشتهر بالشعر. له: - كتاب الدر النفيس من أجناس التجنيس، وهو عبارة عن سبع قصائد مدح بها البرهان بن جماعة- عدة قصائد مدح بها الرسول صلى الله عليه وسلم، مرتبة على حروف المعجم «2» . 106 الحسن بن محمد القرشي القرطبي ولد بالكرك بفلسطين، ونشأ بصفد. تسلم الخطابة بالقلعة وكتابة الإنشاء. توفي بصفد عام 723 هـ/ 1323 م. اشتهر بالخطابة والنحو والمنطق والنظم والنثر. ترك الكثير من المدائح النبوية «3» . 107 الحسن بن محمد بن محمد بن حسن الصفوري البوريني نسبة إلى بورين من قرى نابلس بفلسطين مسقط رأس والده. أما هو فقد ولد بصفورية من بلاد الأردن عام 936 هـ/ 1556 م. انتقل صغيرا مع والده إلى دمشق فنشأ ومات فيها عام 1024 هـ/ 1615 م. كان يجيد الفارسية والتركية بالإضافة إلى العربية. اشتهر بالتأريخ والأدب والحديث والفقه والرياضيات والمنطق. من تصانيفه الغزيرة: - المباحث الدقيقة والرياض الأنيقة- تراجم الأعيان من أبناء الزمان ترجم به أعلام عصره- الرحلة الحلبية

_ (1) كحالة، معجم 3/ 235. (2) عمر فروخ، تاريخ الأدب 3/ 820؛ كحالة، معجم المؤلفين 3/ 283. (3) الصفدي، الوافي بالوفيات، ج 12، تحقيق رمضان عبد التواب (فيسبادن 1979) 256- 262.

108 حسن بن ملك الحموي

- الرحلة الطرابلسية- السبع السيارة- حاشية على أنوار التنزيل في التفسير- ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية منها قصيدة مطلعها [من الطويل] : «ألا إنّما الدنيا كظبي وذا الورى ... كنفّجة والمسك أخلاق أحمد «1» وإلّا كشخص والنبيون عينه ... وإنسان تلك العين ذات محمد» وفي قصيدة أخرى [من البسيط] : «عرّج على طيبة الفيحاء إنّ بها ... من أفحم العرب العرباء منطقه محمد سيد السادات قاطبة ... من ليس ذو مفخر في الدهر يلحقه فكلّ صاحب فضل فهو يفضله ... وكلّ فاعل خير فهو يسبقه هذا الذي زال ليل الشرك حين بدا ... منه جبين عظيم النور مشرقه هذا الذي قد رقى ليل العروج إلى ... ما ليس ذو الفهم في فكر يحقّقه يا سيدي يا رسول الله دعوة من ... أضحى إليك مدى الدنيا تشوّقه إن فاته من جميع الناس علقته ... ففي جميلك موصول تعلّقه» «2» 108 حسن بن ملك الحموي ولد في حماه 14 ربيع الأول 1080 هـ/ 1669 م. نشأ بحلب حيث درس على علمائها، وأخذ عنهم الفنون والعلوم. كما أتقن فنون الأدب على الأديب الشيخ مصطفى الحلفاوي الخطيب بأموي حلب. توفي بحلب عام 1161 هـ/ 1748 م. له شعر رقيق في المديح النبوي [من الطويل] : «ألا يا رسول الله يا أشرف الورى ... ويا من يرجّى للمهمات والبلوى فقد خصّك المولى الكريم بفضله ... فيا حبّذا عنك الأحاديث أن تروى عليك صلاة الله ما غاسق دجى ... وما زال نور البدر في الأفق يستضوى» «3»

_ (1) النفجة: وعاء المسك في الظبي. (2) النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 88 وص 463- 465؛ البغدادي، هدية 1/ 291؛ الزركلي، الأعلام 2/ 219؛ كحالة، معجم 3/ 289. (3) المرادي، سلك الدرر 2/ 34- 35؛ كحالة، معجم 3/ 296؛ الزركلي، الأعلام 2/ 223.

109 الحسن بن منصور بن محمد بن المبارك الإسنائي

109 الحسن بن منصور بن محمد بن المبارك الإسنائي ولد عام 632 هـ/ 1234 م بإسنا. درّس ببلدته أولا ثم في القاهرة. عرضت عليه عدة مناصب لكنه رفضها ليتفرغ للوعظ والإرشاد. توفي عام 706 هـ/ 1306 م. له ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية، جاء في بعضها: «هوا طيبة أهواه من حيث أرّجا ... فعوجا بنا نحو العتيق وعرّجا وسيروا بنا سيرا حثيثا ملازما ... ولا تنيا فالعيس لم تعرف الوجى» «1» 110 حسين بن رشيد الرضوي أديب عراقي. توفي بكربلاء بعد عام 1156 هـ/ 1743 م. له نظم كثير جمعه في ديوان سماه «ذخائر المال في مدح المصطفى والآل» مخطوط بدار الكتب. ومنه بديعية على وزن وقافية البردة وعلى غرار بديعية الصفي الحلي «2» . 111 حسين بن سليم الحسيني الدجاني ولد ببيت دجن بقرب يافا بفلسطين عام 1202 هـ/ 1788 م. ولي الإفتاء بيافا وتوفي حاجا بمكة المكرمة عام 1274 هـ/ 1858 م ودفن بالمعلاة. من تاليفه الكثيرة: - التحرير الفائق في فروع الفقه- الفتاوى الحسينية- الكواكب الدرية في النحو- تحفة المريد، منظومة في العقائد والتصوف- الشافية من الأسقام في أسماء أهل بدر الكرام- ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية أشهرها تخميس قصيدة بانت سعاد «3» .

_ (1) الصفدي، الوافي بالوفيات 12/ 277- 278. (2) الزركلي، الأعلام 2/ 238؛ كحالة، معجم 4/ 7. (3) البغدادي، هدية 1/ 330- 331؛ الزركلي، الأعلام 2/ 239؛ كحالة، معجم 4/ 10.

112 الحسين بن سليمان بن ريان

112 الحسين بن سليمان بن ريان ولد بحلب عام 702 هـ/ 1302 م. سمع البخاري من ابن مشرّف، وست الوزراء بدمشق. قرأ بحلب الحاجبية على الشيخ علم الدين طلحة، كما درس على الشيخ ابن الزملكاني وابن الصايغ والصفدي. تولى عدة مناصب عسكرية في أنحاء الشام. له شعر غزير فيه عدة قصائد مدحية، وكذلك عدة موشحات في مدح النبي صلى الله عليه وسلم «1» . 113 الحسين بن صديق بن الأهدل ولد عام 850 هـ/ 1446 م في بلدة أبيات حسين باليمن، ونشأ فيها وفي نواحيها. درس الفقه والنحو على أبي بكر بن قعيص وأبي القاسم بن عمر بن مطير وغيرهما. ثم حج وجاور ولقي السخاوي (ت 902 هـ/ 1496 م) ودرس عليه. ثم عاد إلى موطنه لإقراء القرآن والتدريس. جمع بين التصوف والفقه والنحو. توفي بعدن عام 903 هـ/ 1497 م. له: - ارتياح الأرواح في ذكر الله الكريم الفتاح- ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية [من الرمل] : «يا رسول الله ما لي عتد ... غير حبّيك ويا نعم العتد يا رسول الله قوّم أودي ... فلكم قوّمت بالدين أود من ليوم الجمع إلّا أحمد ... يوم لا والد يغني أو ولد يا مليح الوجه يا خير الورى ... أنت بعد الله نعم المعتمد ربّ جنّبنا بجاه المصطفى ... كلّ كدّ وبلاء ونكد» «2»

_ (1) الصفدي، الوافي بالوفيات 12/ 369- 370. (2) فروخ، تاريخ الأدب 3/ 895- 896؛ كحالة، معجم 4/ 13.

114 حسين بن علي بن حسن بن شدقم الحسيني

114 حسين بن علي بن حسن بن شدقم الحسيني من أهل القرن الحادي عشر الهجري. عاش فترة طويلة من حياته في الديار الهندية. ثم جاور بالمدينة المنورة. من نظمه في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم [من الطويل] : لمبعوث لإرشاد الخلائق] «أبي القاسم المبعوث من آل هاشم ... نبيا لإرشاد الخلائق بالرّشد دنا فتدلّى من مليك مهيمن ... كما القاب أو أدنى من الواحد الفرد ألا يا رسول الله يا أشرف الورى ... ويا بحر فضل سيبه دائم المدّ لأنت الذي فقت النبيين زلفة ... من الله ربّ العرش مستوجب الحمد يناجيك عبد من عبيدك نازح ... عن الدار والأوطان والأهل والولد ويسأل قربا من حماك فجد له ... بقرب فقرب الدار خير من البعد ليلثم أعتابا لمسجدك الذي ... به الروضة الفيحاء من جنّة الخلد فإنّ له سبعا وعشرين حجّة ... غريبا بأرض الهند يصبو إلى هند إذا الليل واراني أهيم صبابة ... إلى طيبة الغرّاء طيبة النّدّ وأسبل من عينيّ دمعا كأنّه ... عقيق غدا وادي العقيق له خدّي سميراه في ليل غرام وزفرة ... تقطّع أفلاذ الحشاشة كالرّعد عليك سلام الله ما ذرّ شارق ... وما لاح في الخضراء من كوكب يهدي» «1» 115 حسين بن علي بن حسن بن فارس العشاري ولد عام 1150 هـ/ 1737 م ببلدة العشارة على رافد الخابور الذي يصب في نهر الفرات. قرأ القرآن. ثم درس في بغداد على عدة مشايخ في طليعتهم أبو الخير عبد الرحمن السويدي. وبرع في الشعر حيث ترك ديوانا أكثره في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم وفي مدح الصحابة وآل البيت والأولياء والعلماء والملوك والأمراء. وله تاليف عديدة منها: - حاشية على شرح الحضرمية

_ (1) علي المدني، سلافة العصر، ص 254- 255.

116 حسين بن علي بن حسين الليثي الواسطي

لابن حجر- عدة حواش على سائر العلوم تدل على تضلعه في المعقول والمنقول. توفي عام 1194 هـ/ 1780 م. من مدائحه النبوية قصيدة مطلعها [من البسيط] : در أضاءت به الانوار] «قف في المنازل إنّ الدمع مدرار ... وابك الطلول فإنّ القوم قد ساروا» وفيها: «كفاهم شرفا إذ كان سيدهم ... مولى به شرفت ريف وأمصار محمد من له في كلّ مرتبة ... شمّاء رسم وآيات وآثار مصباح فضل لذا تهدى الأنام به ... كأنّه علم في رأسه نار بدر أضاءت به الأكناف وابتهجت ... ففي مسالكها نور وأنوار خلاصة الحقّ قد سارت فوائده ... عماد من لا له كهف وأنصار بحر فما النهر إلا من جداوله ... فاشرب من البحر إن ساءتك أنهار خير النبيين كهف المستجير إذا ... أولو الجهالة في أفعالهم جاروا هو الملاذ لمن وافاه منزعجا ... من حادث فوقه حمل وقنطار لذاك لذت به من حادث نشبت ... في الجلد منه مخاليب وأظفار خلّص- فديتك- جلدي من مخالبه ... واستر عليّ فإنّ الله ستّار وارفع بحقّك هذا الخطب إنّ له ... في القلب نارا وفي جسمي له نار أزكى الصلاة على قبر حللت به ... فكم به حلّ آيات وأسرار ثم السلام على دار حللت بها ... هنيت بالمصطفى المختار يا دار» «1» 116 حسين بن علي بن حسين الليثي الواسطي كان حيا 756 هـ/ 1355. اشتهر بالفقه والتأريخ والشعر. من آثاره: - قوت الأرواح وياقوت الأرباح- نهاية السؤول في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم- روضة الأزهار في الرسائل والأشعار- المقامات الست- القصائد المنظومة في مدح الرسول والأئمة الإثني عشر «2» .

_ (1) المرادي، سلك الدرر 2/ 69- 70؛ البغدادي، هدية 1/ 328؛ الزركلي، الأعلام 2/ 248؛ كحالة، معجم 4/ 28. (2) كحالة، معجم 4/ 29.

117 حسين بن علي بن محمد الوفائي

117 حسين بن علي بن محمد الوفائي شيخ السجادة الوفائية بزاوية الشيخ أبي بكر بن أبي الوفا ظاهر حلب. ولد بحلب عام 1112 هـ/ 1700 م. قرأ القرآن على الشيخ محمد قدره، وأخذ العلوم أصولا وفروعا عن العلّامة يوسف الدمشقي مفتي الديار الحلبية، وعن الشيخ قاسم النجار. وفي عام 1135 هـ/ 1732 م تسلم زاوية الوفائية بحلب. توفي عام 1156 هـ/ 1743 م. له ديوان شعر كله توسل ومدح في النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والأولياء وخصوصا شيخه أبا بكر الوفائي. جاء في إحدى مدائحه [من الخفيف] : حر العطايا] «يا شفيع الورى وبحر العطايا ... وملاذ الضعيف والملهوف ورسولا أتى إلى الخلق طرّا ... رحمة عمّ فيضها بالصنوف ونبيا به هدينا إلى الحقّ (م) ... بهدي من عزمه الموصوف ورؤوفا بالمؤمنين رحيما ... يوم نبلى بكلّ هول مخوف حزت خلقا ونلت خلقا زكيا ... وصفات تليق بالموصوف إنني جئت نحو بابك أبغي ... كشف ضرّ أضرّني بالوقوف أنت أنت الملاذ يا أشرف الرّس ... ل وكنز الشتيت والمضعوف فعليك الصلاة تترى دواما ... ما تحلّت صحائف بالحروف وعلى الآل كلّ حين وآن ... وعلى الصحب معدن المعروف» «1» 118 حسين بن محمد بن مصطفى الجسر ولد بطرابلس الشام عام 1261 هـ/ 1845 م. وفيها نشأ وتعلم. ثم رحل إلى الأزهر حيث جاور خمس سنوات. ثم عاد إلى مدينته فكان رجلها في عصره علما ووجاهة. أنشأ في طرابلس المدرسة الوطنية التي كانت

_ (1) المرادي، سلك الدرر 2/ 58؛ البغدادي، هدية 1/ 325؛ الزركلي، الأعلام 2/ 247؛ كحالة، معجم 4/ 37.

119 حسين بن محمد بن موسى الخالدي النقشبندي

تدرس العلوم الشرعية واللغوية بالإضافة إلى العلوم العصرية واللغة الفرنسية، فكانت أول مدرسة في طرابلس تدرس هذه العلوم مجتمعة. توفي حسين بطرابلس عام 1327 هـ/ 1909 م. له: - الرسالة الحميدية في حقيقة الديانة الإسلامية- الحصون الحميدية في العقائد الإسلامية- نزهة الفكر في ترجمة والده- الكواكب الدرية في الفنون الأدبية- جريدة رياض طرابلس- أكثر من ثلاثة عشر ألف بيت شعر في شتى الأغراض الشعرية. ومنها في المديح النبوي عدة قصائد- مولد النبي صلى الله عليه وسلم «البدر التمام في مولد خير الأنام» نشره عام 1315 هـ/ 1897 م. وهو مؤلف من مئة وخمسين قطعة. جاء في فاتحته [من الكامل] : «حمدا لمن بعث النبيّ رحيما ... بالمؤمنين وزاده تكريما أنشأه من أصل زها تفخيما ... وأنار فيه الكائنات عموما صلّوا عليه وسلّموا تسليما» «1» 119 حسين بن محمد بن موسى الخالدي النقشبندي ولد عام 1151 هـ/ 1731 م بالقدس حيث قرأ القرآن ودرس على الشيخ يونس بن محمد الغزالي الخليلي. برع في الشعر. أنشد المرادي، صاحب سلك الدرر، تعجيز وتصدير قصيدة كعب بن زهير المشهورة (اللامية) . ومن تاليفه البشائر النبوية وغاية الوصول في مدح الرسول. توفي بالقدس عام 1200 هـ/ 1786 م «2» .

_ (1) بهجت والتميمي، ولاية بيروت (بيروت 1917) ص 256؛ حسين الجسر، نزهة الفكر في مناقب الشيخ محمد الجسر (بيروت 1306 هـ) ص 139؛ سميح الزين، تاريخ طرابلس قديما وحديثا ص 473؛ نوفل، تراجم علماء، ص 169؛ الزركلي، الأعلام 2/ 258؛ كحالة، معجم 4/ 58. (2) المرادي، سلك الدرر 2/ 72؛ البغدادي، هدية 1/ 328؛ البغدادي، إيضاح المكنون 2/ 142؛ كحالة، معجم 4/ 60.

120 حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون السلمي المرواسي

120 حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون السلمي المرواسي ولد بفاس عام 1174 هـ/ 1760 م، وفيها نشأ وتوفي عام 1232 هـ/ 1817 م جمع بين التصوف والأدب والفقه والحديث. له: تفسير سورة الفرقان- المقامات الحمدونية- نفحة المسك الداري لقارىء صحيح البخاري- نظم الحكم العطائية- ثلاثة دواوين شعر: أ- منظومة في السيرة على نهج البردة في أربعة آلاف بيت وشرحها في خمسة مجلدات. ب- ديوان شعر أكثره في مدح أمير وقته أبي الربيع سليمان. ج- ديوان مرتب على الحروف أوله تخميس همزية البوصيري «1» . 121 حمزة بن محمد بن هبة الله الأصفوني سمع من الشيخ تقي الدين القشيري بقوص بمصر عام 659 هـ/ 1260 م. ثم تنقّل في عدة وظائف ديوانية أيام المنصور قلاوون. كان يكثر من تلاوة القرآن الكريم وقراءة الحديث: توفي عام 682 هـ/ 1283 م. له ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية [من الكامل] : «ولقد أحنّ إلى العقيق ويثرب ... وقبا وهنّ منازل الورّاد وأحبّهنّ وليس هنّ منازلي ... وأودهنّ وليس هنّ بلادي» «2»

_ (1) الزركلي، الأعلام 2/ 275؛ كحالة، معجم 4/ 76. (2) الصقدي، الوافي بالوفيات، ج 13، تحقيق محمد الحجيري (فيسبادن 1984) ص 180- 182.

122 حميد بن ثور الهلالي

122 حميد بن ثور الهلالي أحد الشعراء المخضرمين، أدرك الجاهلية والإسلام. توفي نحو 30 هـ/ 650 م. جمع له عبد العزيز اليمني ديوان شعر. لما أسلم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأنشده [من الرجز] : «أصبح قلبي من سليمى مقصدا ... إن خطأ منها وإن تعمّدا «1» فحمّل الهمّ كنازا جلعدا ... ترى العليفيّ عليه مؤكدا «2» وبين نسعيه خدبّا ملبدا ... إذا السراب بالفلاة اطّردا «3» ونجد الماء الذي تورّدا ... تورّد السّيد أراد المرصدا «4» حتى أرانا ربّنا محمدا» «5»

_ (1) مقصدا: مقتولا. (2) كنازا: جملا كثير اللحم. جلعدا: الصلب، الشديد. العليفي: الرحل. موكدا: موثق عليه. وروي: كلازا. (3) نسعيه: ما يشد به الرحل. خدبا ملبدا: الجمل الضخم، عليه لبدة من وبر. (4) السيد: الذئب. (5) ديوان حميد بن ثور الهلالي- القاهرة 1371 هـ/ 1951 م ص 77؛ ياقوت الحموي، معجم الأدباء 11/ 8- 9؛ الزركلي، الأعلام 2/ 283.

حرف الخاء

حرف الخاء

123 خليل بن أسعد بن أحمد الصديقي ولد بدمشق عام 1098 هـ/ 1686 م.. درس على جماعة من العلماء والمشايخ منهم: محمد بن إبراهيم الدكدكجي وعبد الغني النابلسي وعبد الجليل الحنبلي وعثمان القطان وعلي الشمعة وعبد الرحمن المجلد.. فمهر بالعلوم والآداب. وبعد وفاة والده رحل إلى استنبول، ثم عاد إلى دمشق ليتولى إفتاء الحنفية فيها عام 1135 هـ/ 1722 م. وأخيرا استقر في استنبول حتى وفاته عام 1172 هـ/ 1759 م. له: أساس البراهين في بيان ضروريات الدين- شعر فيه قصيدة نبوية مطلعها [من مجزوء الرمل] : اسع الصدر] «أي دمع لا يسحّ ... وشج في الحبّ يصحو» ومنها: «منقذ الناس إذا ما ... هالهم في الحشر رشح سيد الكونين من ذك ... راه لي طيب ونفح واسع الصدر إذا ضا ... ق بأهل الأرض فسح وبه الأكدار زالت ... حين مسّ القوم مرح وبه الآفاق ضاءت ... وانجلى للكون جنح وهو غوث وغياث ... وبه السّقم يصحّ وله القدح المعلّى ... ويداه لا تشحّ

124 خليل بن أيبك الصفدي

مدحه فرض ولكن ... ليس يحصى ذاك شرح يا نبيّ الله يا من ... أنت للراجين نجح عجّل البرء لداع ... دمعه بالبين سفح فعليك الله صلّى ... ما غدا للطّرف لمح» «1» 124 خليل بن أيبك الصفدي ولد عام 697 هـ/ 1297 م. أخذ عن الشهاب محمود وابن سيد الناس وابن نباته وأبي حيان. وسمع بمصر من يونس الدبوسي، وبدمشق من المزي. فمهر في الرسم والخط والأدب نظما ونثرا. تقلد عدة مناصب في سورية وفلسطين ومصر. توفي بدمشق عام 764 هـ/ 1362 م. من مصنفاته: توشيح الترشيح- جر الذيل في وصف الخيل- شرح لامية العجم- الوافي بالوفيات وهو أهم كتبه- ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية منها قصيدة على غرار بانت سعاد ومطلعها [من البسيط] : ير مبعوث لامته] «سلوا الدموع فإنّ الصبّ مشغول ... ولا تملّوا ففي إملائها طول» وفيها: «ويا نسيم الصّبا برّد لظى كبدي ... فإنّ ذيلك بالأنداء مبلول واحمل رسايل أشواقي لطيبة لا ... زالت تحثّ لها النّجب المراسيل سلّم على ربعها المحروس إنّ لها ... مجدا له برسول الله تأثيل محمد خير مبعوث لأمته ... في الحشر والنشر تقديم وتفضيل وكان يدعى نبيا حيث آدم لم ... يكن له قبل خلق الطين تشكيل وكم له آية في الناس قد ظهرت ... لسردها جمل فينا وتفصيل كم قد تحنّث يوما في حرى فأتى ... إليه من عند ربّ العرش جبريل وقال قم فأت هذا الخلق تنذرهم ... فعقلهم عن سراج الحقّ معقول فجاءهم بكتاب ليس يدخله ... شكّ على أنه لم يبق تضليل

_ (1) المرادي، سلك الدرر 2/ 83- 88؛ كحالة، معجم 4/ 112.

125 خليل بن ظافر سليمان الطرابلسي

وحي إليه من الله العظيم له ... عليه في كلّ حين منه تنزيل باق على الدهر غضّ في تلاوته ... وما سواه على التكرار مملول يا خاتم الرسل هل لي وقفة بمنى ... تقضى المنى عندها والقصد والسّول وهل أزور ضريحا أنت ساكنه ... تسري إليك بي العيس المراقيل حتى أروّى بلثم التّرب فيك حشا ... هيهات يشفي الظما من حرّها النيل فكن شفيعي فإن تشفع فإني من ... لحدي إلى جنّة الفردوس منقول مالي سوى حبّك المرجوّ من عمل ... أنفقت عمري وهذا فيه محصول عليك صلّى إله الخلق ما نفحت ... ريح الشّمال وروض الحزن مطلول وما حكى فيك ربّ النّظم ممتدحا ... بانت سعاد فقلبي اليوم متبول» وفي قصيدة أخرى [من البسيط] : «محمد ذي المقال الصادق الحسن ال ... مصدوق في القول مقصي كلّ أفّاك فثمّ أندى الورى كفا وأعظمهم ... جاها وأرحبهم صدرا لملقاك وخيرهم لنزيل في حماه وأو ... فاهم ذماما وأملاهم بجدواك واحرّ قلباه من شوقي لرؤيته ... فقد تقادم عهد الشّيّق الشاكي صلّى عليه إله العرش ما قطعت ... كواكب الأفق ليلا برج أفلاك» «1» 125 خليل بن ظافر سليمان الطرابلسي ولد يوم الإثنين 2 رجب عام 1371 هـ/ 1951 م بطرابلس. تلقى دروسه الأولى بمدينته. وعلى أثر رؤيا نبوية، فتح الله سبحانه عليه بالشعر والأدب فبز الأدباء وغلب الشعراء. تتلخص دعوته في الإلتزام بالكتاب والسنة، وخاصة بنهج الشيخين أبي بكر وعمر (ض) اللذين خصهما بمدائح كثيرة. له: إثبات السنة بالقرآن الكريم، إعتمد فيه بإثبات صحيح البخاري بشواهد قرآنية على كل حديث- مسرحية شعرية: المفتي الدجال- الرد على

_ (1) الصفدي، الوافي بالوفيات 1/ 94- 97 و 21/ 89- 91.

المرتد- سبيل الرشد- البصائر- ديوان شعر (هلال جديد) فيه عدة مدائح نبوية- السيل العارض في نقض تائية ابن الفارض في خمسة آلاف بيت- أرجوزة في العقيدة ألف وأربعمائة بيت- قصيدة نبوية من ألف بيت. بداية الأرجوزة المحمدية: «إني سألت الكون عن مسدّده ... وعن إمام أهله وأوحده فدلّني الكون على محمده ... وقال لي: خير الورى في سؤدده» احب الهيبة والمهابة] وقال فيما رواه أهل الصحيح من خبر وقوف النبي صلى الله عليه وسلم على جبل أحد، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم الجبل فضربه النبي صلى الله عليه وسلم برجله وقال: اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان [من الكامل] : «نزلت عليك من الإله مهابة ... فاضت على أحد فمال وأجفلا لو لم تسكّنه برجلك قائلا ... أثبت لأصبح ذائبا متحللا لو كان قلبي تحت نعلك موطئا ... وتدوس رجلك فوقه لتبتّلا فلأنت أرأف من عطوف مرضع ... غمرت بدرّتها وحيدا أعولا ولأنت أجمل يا محمد خلقة ... وأجلّ أخلاقا وأعذب منهلا إنّ النساء وكنّ قبلك حطّة ... أضحين في أنوار شرعك مشعلا أنت الذي جعل النساء شقائقا ... وأزال صنع الوائدات من الفلا وجعلت تحرير العبيد عبادة ... زلفى تنال بها الجنان وتجتلى هذا كتابك في البريّة مشرقا ... يحيي جهولا أو يقوّم أحولا لم يكشف العلماء سرّ حقيقة ... إلّا وجاء بها كتابك أوّلا» وله بيت مشهور من قصيدة نونية [من الكامل] : شغاثة الانبياء به صلوات الله عليه] «وإذا الضرير مشى وراء محمد ... فتحت له في صدره عينان» وفي قصيدة أخرى [من الطويل] : «أراض رسول الله عني فأسعد ... بلى فارض يا خير الورى يا محمد إذا لم أكن أهلا لديك لنظرة ... فأنت الذي للخير أهل ومحتد حنانيك إلّا تسأل الله للفتى ... يظلّ الفتى في ظلمة الجهل يرقد

126 خويلد بن خالد بن محدث"أبو ذؤيب الهذلي"

فأنت إذا استغفرت للعبد ذنبه ... يعود بريئا مثلما الطّفل يولد وأنت رسول الله للناس ملجأ ... إذا الناس في يوم القيامة أرعدوا وكلّ رسول مستغيث لنفسه ... سواك إذا ما النار تحمى وتوقد وإنّك للأعلى لدى الله رتبة ... وأنت على كلّ الخليقة سيّد وأنت الذي في الأرض تدعى محمدا ... وإنك في أهل السماوات أحمد فداك فؤادي أن تشاك بشوكة ... برجلك أو يهدي لغيرك منشد وأنت الذي ما ضلّ خلفك سائر ... ونهجك نبراس إلى الحقّ يرشد وقال لنا الرحمن في الذكر آية ... بعثت رسولا إن تطيعوه تهتدوا» «1» 126 خويلد بن خالد بن محدث «أبو ذؤيب الهذلي» كان مقدما على جميع شعراء هذيل. كان فصيحا، كثير الغريب، متمكنا من الشعر. عاش في الجاهلية وأدرك الإسلام فأسلم. سكن المدينة، وشارك مع أبنائه الخمسة في فتح شمال أفريقيا، لكن أولاده الخمسة قد توفوا بمصر بداء الطاعون، وكانوا ذوي بأس ونجدة. وقد ذكر ذلك في قصيدة مطولة جاء فيها [من الكامل] : «أمن المنون وريبها تتوجع ... والدهر ليس بمعتب من يجزع وإذا المنيّة أنشبت أظفارها ... ألفيت كلّ تميمة لا تنفع والنفس راغبة إذا رغّبتها ... وإذا تردّ إلى قليل تقنع» وتابع أبو ذؤيب زحفه مع المسلمين واستولوا على قرطاجة بتونس، ثم عاد إلى مصر بصحبة عبد الله بن الزبير حيث مات عام 28 هـ/ 649 م. له ديوان شعر فيه مرثية ذكر فيها ما حل به لدى سماعه بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم: «قدمت المدينة ولأهلها ضجيج بالبكاء كضجيج الججيج إذا أهلوا جميعا بالإحرام. وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليل، فاستشعرت حربا، وبت بأطول ليلة لا ينجاب ديجورها ولا يطلع نورها، حتى إذا كان قرب السحر

_ (1) خليل سليمان، هلال جديد (بيروت 1983) ص 120- 121.

أغفيت فهتف بي هاتف يقول [من الكامل] : «خطب أجلّ أناخ بالإسلام ... بين النخيل ومعقد الآطام «1» قبض النبيّ محمد فعيوننا ... تذري الدموع عليه بالتّسجام «2» فوثبت من نومي وعلمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات. ثم ذهب إلى المسجد فوجده خاليا، فتوجه إلى بيت الرسول صلى الله عليه وسلم فوجده صلوات الله وسلامه عليه مسجى وقد خلا به أهله. ثم أتى السقيفة حيث حضر البيعة لأبي بكر (ض) ، ورجع مع القوم ليشهدوا الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم وليحضروا دفنه. ثم أنشد أبو ذؤيب وهو يبكي النبي صلى الله عليه وسلم [من الكامل] : «لما رأيت الناس في عسلاتهم ... ما بين ملحود له ومضرّح فهناك صرت إلى الهموم ومن يبت ... جار المهموم يبيت غير مروّح كسفت لمصرعه النجوم وبدرها ... وتزعزعت اطام بطن الأبطح وتزعزعت أجبال يثرب كلّها ... ونخيلها لحلول خطب مفدح ولقد زجرت الطير قبل وفاته ... بمصابه وزجرت سعد الأذبح» «3»

_ (1) النخيل: اسم عين بالمدينة. الآطام: حصون المدينة. (2) التسجام: غزارة. (3) سعد الأذبح: نجم في السماء. ابن منظورة مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، ج 8، تحقيق مأمون الصاغرجي (دمشق 1984) ص 92- 93؛ الطبري، كتاب الإستيعاب، ص 65- 67؛ حنا الفاخوري، تاريخ الأدب، ص 244؛ فروخ، تاريخ الأدب 1/ 291؛ الأصفهاني، الأغاني 6/ 62- 63؛ الزركلي، الأعلام 2/ 325؛ كحالة، معجم 4/ 131؛ ابن حجر، الإصابة 4/ 65- 67؛ النويري، نهاية الأرب 3/ 247.

حرف الراء

حرف الراء

127 راشد بن عبد الله وكان سادن صنم بني سليم الذي يدعي سواعا. قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما اسمك؟ قال: غاوي بن ظالم. فقال: أنت راشد بن عبد الله. ولما كان فتح مكة قام النبي صلى الله عليه وسلم بتكسير الأصنام في الكعبة؛ وقد شهد راشد هذا الحدث العظيم فأنشد [من الكامل] : «قالت هلمّ إلى الحديث فقلت لا ... يأبى عليك الله والإسلام لو ما شهدت محمدا وقبيله ... بالفتح حين تكسّر الأصنام لرأيت نور الله أضحى ساطعا ... والشرك يغشى وجهه الإظلام» «1» 128 رافع بن عميرة ويقال رافع بن عمر الطائي كان لصا في الجاهلية، ثم أسلم وحسن إسلامه، واشترك في المعارك الإسلامية لا سيما غزوة ذات السلاسل حيث كان دليل المسلمين في المفاوز. توفي 23 هـ/ 643 م. من شعره في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم [من الوافر] : «رعيت الضأن أحميها بكلبي ... من الضّبّ الخفيّ وكلّ ذيب فلمّا أن سمعت الذئب نادى ... يبشّرني بأحمد من قريب سعيت إليه قد شمّرت ثوبي ... على الساقين قاصدة الركيب

_ (1) محمد رضا، رسول الله، ص 321- 322.

129 رمضان حلاوة

فألفيت النبيّ يقول قولا ... صدوقا ليس بالقول الكذوب فبشّرني بدين الحقّ حتى ... تبينت الشريعة للمنيب وأبصرت الضياء يضيء حولي ... أمامي إن سعيت ومن جنوب» «1» 129 رمضان حلاوة كان حيا 1289 هـ/ 1872 م. ناظم وأديب من نظمه: تشطير البردة. وقد فرغ منه عام 1289 هـ/ 1872 م «2» .

_ (1) القرطبي، كتاب الإستيعاب 1/ 297- 498. (2) كحالة، معجم 4/ 171.

حرف الزاي

حرف الزاي

130 الزبرقان بن بدر بن امرىء القيس التميمي والزّبرقان تعني القمر. وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في قومه، وكان أحد سادتهم، فأسلموا في العام التاسع الهجري. وقد أنشد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم قصيدة مفتخرا بقومه ومطلعها [من البسيط] : «نحن الملوك فلا حيّ يفاخرنا ... فينا العلاء وفينا تنصب البيع» ولّاه الرسول صلى الله عليه وسلم صدقات قومه، وأقرّ أبو بكر وعمر رضي الله عنهما على ذلك. ولما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم قال الزبرقان يرثيه [من السريع] : «آليت لا أبكي على هالك ... بعد رسول الله خير الأنام بعد الذي كان لنا هاديا ... من حيرة كانت وبدر الظلام يا مبلغ الأخبار عن ربّه ... فينا ويا محيي ليل التمام وهادي الناس إلى رشدهم ... وشارع الحلّ لهم والحرام أنت الذي استنقذتنا بعد ما ... كنّا على مهواة جرف قيام» «1» 131 زهير بن صرو «أبو جدول» على أثر معركة حنين أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من أموال هوازن وسباياهم

_ (1) الصفدي، الوافي بالوفيات، ج 14، تحقيق ديدرينغ (فيسبادن 1982) ص 173- 174.

132 زهير بن عبد الغني الرافعي

الشيء الكثير، لكن وفدا مسلما من هوازن أتى الرسول صلى الله عليه وسلم يستلطفه ويسترضيه حتى يطلق سراح الأسرى. وكان زهير في هذا الوفد فقال: «يا رسول الله إن ما في الحظائر من السبايا خالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك، فلو أنّا ملحنا (أرضعنا) ابن أبي شمر أو النعمان بن المنذر، ثم أصابنا منهما مثل الذي أصابنا منك رجونا عائدتهما وعطفهما، وأنت خير المكفولين. ثم أنشد [من البسيط] : «أمنن علينا رسول الله في كرم ... فإنّك المرء نرجوه وندّخر أمنن على نسوة قد كنت ترضعها ... إذ فوك يملؤه من محضها درر إن لم تداركهم نعماء تنشرها ... يا أرجح الناس حلما حين يختبر يا خير من مرحت كمت الجياد به ... عند الهياج إذا ما استوقد الشّرر» إلى آخر القصيدة ... فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لله ولكم. فقالت الأنصار: وما كان لنا فهو لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم «1» . 132 زهير بن عبد الغني الرافعي ولد بطرابلس عام 1349 هـ/ 1930 م. تلقى علومه الأولى على يد والده. ثم درس على الشيخ رسلان الحمصي النقشبندي. نال الإجازة في العلوم السياسية والاقتصادية من الجامعة اللبنانية. ومع ذلك فقد اشتهر بالتفسير والأدب نظما ونثرا. له ديوان شعر في المدائح النبوية «ديوان زهير في الإستغاثة والمديح والخير» . جاء في إحدى مدائحه [من الطويل] : بى الزهراء صلوات الله عليهما] «بمدح أبي الزهرا تفيض نسائم ... بحبّك محمود بلغت الأمانيا تغشّاكم الرحمن في فيض نوره ... أنار بكم ليلا وقد كان داجيا فأشرقت الدّنيا بكلّ شعابها ... وأحييتم شعبا من الكفر باليا وجمّعتم شملا وقد كان نائيا ... وأرويتم كلّ القلوب الصواديا

_ (1) ابن كثير، البداية والنهاية 2/ 258- 259 و 4/ 352؛ النويري، نهاية الأرب 17/ 341- 342؛ السبكي، طبقات الشافعية 1/ 128؛ ابن منطور، مختصر تاريخ دمشف لابن عساكر 5/ 171- 172؛ الصفدي، الوافي بالوفيات 14/ 229- 230.

فطوبى لكم زلفى من الله دائما ... فإسمكم قرب اسمه صار باقيا محمد سرّ الله ثم حجابه ... أتيت إلى الدنيا سراجا وهاديا عليكم صلاة كالورود نديّة ... على الآل ما رام الفؤاد المعاليا» وفي قصيدة أخرى [من الطويل] : مائل ضاق الدهر عن وصف كنهما] «تأدّب خليلي عند ذكرك أحمدا ... وصلّ عليه فهو طه المفضّل شمائل ضاق الدهر عن وصف كنهها ... وزهد مدى الآزال يزهو ويصقل عليك ملاك الطهر أرخى وشاحه ... حديثك روح للقلوب وموئل إذا ذكر الإحسان أنت معينه ... فضائلك العظمى تموج وتذهل حيي وما العذراء وهي بخدرها ... أشدّ حياء منكم يا مبجّل شريعتك السمحاء للكون بلسم ... وفي ظلها الأمجاد تسعى وتقبل جليسك لا يشقى مدى الدهر كلّه ... فثغرك لألاء وفيضك منهل كفانا فخارا أن تكون نبيّنا ... وحسبي في الإسلام دين مفضّل» «1»

_ (1) زهير الرافعي، ديوان زهير في الإستغاثة والمديح والخير (طرابلس 1988) ص 9- 10 وص 21.

حرف السين

حرف السين

133 سعد بن محمد بن عبد الله الشهير بابن الريري جد الأسرة الخالدية بفلسطين. ولد عام 768 هـ/ 1367 م ببيت المقدس. حفظ القرآن والعديد من كتب الفقه ومنظوماته، وكتب التفسير. ثم سلك طريق التصوف. تولى قضاء الحنفية بمصر مدة 25 سنة. توفي بمصر القديمة عام 867 هـ/ 1462 م. ودفن بتربة الظاهر خشقدم. له: شرح العقائد المنسوبة للنسفي- الكواكب النيرات في وصول ثواب الطاعات إلى الأموات، إقتفى فيه أثر السروجي- السهام المارقة في كبد الزنادقة- هل تنام الملائكة أم لا؟ - أبيات في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ومنها تخميس بديع سمعه محمد السخاوي منه. ومطلعه [من الكامل] : «ما بال سرّك بالهوى قد لاحا ... وخفيّ أمرك صار منك بواحا ألفرط وجدك من حبيب لاحى ... ثم السقام على المحبّ فباحا ونمى الغرام به فصاح وناحا» «1» 134 سعدي بن عبد القادر العمري المعروف بابن عبد الهاوي ولد بدمشق بعد عام 1080 هـ/ 1669 م. نشأ بها وقرأ العلم على عدد

_ (1) السخاوي، الضوء اللامع 3/ 249- 253؛ الزركلي، الأعلام 3/ 87؛ كحالة، معجم 4/ 213.

من مشايخها منهم عثمان الشمعة وعبد الغني النابلسي ... فبرع في المعاني والنحو والبيان والأدب ونظم الشعر والخط الجميل. تولى مدرسة دار الحديث بدمشق. توفي عام 1147 هـ/ 1734 م ودفن بتربة مرج الدحداح بدمشق. من شعره ما مدح به صاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام [من الطويل] : «تحمّل إذا يمّمت أشرف مرسل ... من المغرم المشتاق أشرف ما يهدى نبيّ به الأكوان من نور ذاته ... تبدّت لكي يبقى له شرف المبدا نبيّ حوى سرّ النبوة واهتدى ... وآدم ما عانى الحياة ولا اعتدّا نبيّ هداه الله من صلب ساجد ... إلى ساجد حتى يكون به الإهدا وقدّس في الأرحام أصداف نوره ... وكيف وقد ضمت به الجمهر الفردا إلى أن تجلّى للوجود وأشرقت ... أسرّته كالشمس والقمر الأهدى وطافت به الأملاك شرقا ومغربا ... بلاغا بأنّ الله قد صدّق الوعدا فلاح عمود الحقّ وانبلج الهدى ... وأقشع ليل الشكّ من بعد ما اشتدّا وقام بنا والحمد لله داعيا ... إلى الحقّ مختارا لنا العيشة الرغدا فلبّته من أقصى الشعوب سرائر ... وناجته أرجاء بألسنة الأصدا وجدّد من نجوى ألست بربّكم ... وقول بلى منّا الوثائق والعهدا» وهي قصيدة مطولة ذكر فيها معجزاته صلى الله عليه وسلم، وتأييد الصحابة الكرام له. وله أيضا [من الطويل] : «سلام على المبعوث من خير عنصر ... إلى أمة عزّت به حين وافاها نبيّ هدى لولا موارد هديه ... لما حمدت أهل الهداية مسعاها عليه صلاة الله ما لاح كوكب ... تصافح ذياك الحمى عند مغداها» وله مؤرخا تجديد الدارة التي في الحجرة النبوية الشريفة المكتوب فيها اسم النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله تعالى عنهما [من الطويل] : «أنا النّيّر السامي على كل فرقد ... لأني في أكناف أكرم سيد ألوح كبدر التمّ حسنا وأجتلي ... ملامح نور الحقّ من غير مشهد محمد المبعوث للخلق رحمة ... وأكرم هاد للأنام ومهتدي

135 سعيد بن محمد بن أحمد السمان

وسيدنا الصدّيق أكرم صاحب ... كذا السيد الفاروق أعظم مرشد فلا برحت سحب الصلاة مع الرضى ... تصافح منهم مرقدا بعد مرقد وعمّت أماني من هداني لبابكم ... شفاعة خير العالمين محمد فيا أشرف الرسل الكرام إغاثة ... لمن لاذ بالأعتاب يا خير منجد وها حاجتي في ضمن بيت مؤرخ ... نما مفردا في حسنه كلّ مفرد بجاهك يرجو العفو يا سيد الورى ... وبالسيدين الزاكيين مجددي» «1» 135 سعيد بن محمد بن أحمد السمان ولد بدمشق عام 1118 هـ/ 1706 م. وبها نشأ فحفظ القرآن على الشيخ ذيب بن المعلى، ودرس على عدة مشايخ: أحمد المنيني وإسماعيل العجلوني ومحمد بن إبراهيم التدمري الطرابلسي، نزيل دمشق، ومحمد الغزي مفتي الشافعية، وعلي كزبر وعلي الداغستاني وسعدي العمري. وأجازه المشايخ: عبد الغني النابلسي وأحمد الغزي ومحمد عقيلة المكي. تفوّق في الأدب نظما ونثرا، وكان حسن الصوت والأداء عارفا بعلم الموسيقى. حج ثلاث مرات، وزار حلب ومصر وطرابلس الشام وبعلبك، وامتدح الرؤساء والأعيان بالقصائد البليغة، وجرى له مع أدباء عصره مطارحات ومراسلات. عرف في شبابه شيئا من التهتك، لكنه عام 1156 هـ/ 1743 م استلم مدرسة في محلة القيمرية حيث كان إمامها وخطيبها، فانتظمت أحواله وحسنت سيرته. توفي بدمشق عام 1172 هـ/ 1759 م ودفن بتربة الشيخ رسلان. من مؤلفاته: الروض النافح فيما ورد على الفتح من المدائح- تراجم شعراء عصره، لم يتمه وانتثر وتبدد ما جمعه من شعره قوله في قصيدة يمدح بها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد استهلها على عادة الشعراء بذكر الأطلال والغزل العفيف [من الطويل] :

_ (1) المرادي، سلك الدرر 2/ 151- 154.

136 سعيد بن محمد بن إسماعيل الجعفري الدمشقي

«كلفت بهم حتى إذا استحكم الهوى ... بحكم الهوى فارقت مأهوله الأهنا فما زلت أبكيه وأندب أهله ... إلى أن شكا نضوى التّباريح والحزنا» وفيها: «إذا استشرفت عيناك كثبان رامة ... وذاك النخيل الغضّ والمنزل الأسنى وساق لك المقدور ما كنت طالبا ... وبرّدت ما أروى الفؤاد وما أضنى وجئت مقاما ضمّ أشرف مرسل ... وأكرم مبعوث له رّبي أدنى ومرّغت خدّ الذّلّ في ذلك الثّرى ... وأذللت دمعا فيضه يخجل المزنا فقل يا عريض الجاه وافاك لائذ ... بعلياك من هيضت قوادمه وهنا» «1» 136 سعيد بن محمد بن إسماعيل الجعفري الدمشقي ولد بدمشق عام 1131 هـ/ 1718 م. حفظ القرآن ودرس على عدة مشايخ منهم: إسماعيل العجلوني، على كزبر، محمد الديري، أحمد النحلاوي ... فبرع في العلم والأدب، واشتهر بالعبادة والتقشف. درّس مدة بالجامع الأموي. توفي في رجب 1183 هـ/ 1769 م ودفن بتربة باب الصغير. من مدائحه النبوية [من البسيط] : وث الورى في التائبات] «إليك بالباب صبّ شقّه الوصب ... يشكو فؤادا من الأهوال يضطرب وليس إلّاك ياغوث الورى سندا ... في النائبات أرى أن نابتي نصب من فيض جودك كلّ يستمد ومن ... علاك كلّ فتى تعلو به الرتب ومن عطاياك تغنى الوافدون ومن ... ريّا سجاياك زاكي الوصف يكتسب أنت الملاذ وهل في الخلق ينجدنا ... سواك يا من إليه ينتهي الطلب مولاي يا سيد الرّسل الكرام ومن ... به الإله على طول المدى يهب أغث أغث فحسام الذنب صال وما ... سوى جنابك خير الخلق لي طلب وها عبيدك يا خير الأنام لدى ... باب الرجا واقف للفيض يرتقب حاشاك يا قبضة النّور التي بسطت ... في الخافقين على الأملاك تنسحب

_ (1) المرادي، سلك الدرر 2/ 141- 143؛ الزركلي، الأعلام 3/ 101؛ البغدادي، هدية 1/ 393.

137 سعيد بن محمد أمين السعسعاني الدمشقي

إن يحرم القاصد الراجي نوالك من ... جدواك فالأصل ذاك منك والنّسب صلّى الإله على علياك تكرمة ... طول المدى أبدا ما سارت النّجب وله [من الخفيف] : «إنّ أولى الأنام في ودّ طه ... من عليه غدا كثير الصلاة وبها للهدى دلائل خير ... يا لها من دلائل الخيرات» «1» 137 سعيد بن محمد أمين السعسعاني الدمشقي أصل أجداده من قرية سعسع من نواحي دمشق. ولد سعيد بدمشق حوالي 1075 هـ/ 1664 م وتلقى علومه فيها. ثم تولى مدرسة القجماسية ودرّس فيها وفي غيرها من مدارس دمشق. اشتهر بالنظم والأدب والفضل. توفي عام 1144 هـ/ 1731 م ودفن بتربة الباب الصغير. من نظمه في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم [من الخفيف] : «كلّ حسن من دون حسنك دون ... أنت للحسن جوهر مكنون يا نبيّ الجمال أوتيت حسنا ... أبدا نوره لديك مبين ظهرت معجزات حسنك حقا ... ولآياته لأنت الأمين لك لانت صمّ القلوب وفاضت ... فيك شوقا من العيون عيون أنا من أمّة الغرام لكلّ ... فيه شأن ولي بذاك شؤون مذهب الحبّ مذهبي وهوديني ... وبه الله في المعاد أدين» وقوله مخمسا [من الطويل] : «أجرني فإني فازع من غوايتي ... وفي تيه آثامي انتهيت لغايتي إلى بابك الأحمى رفعت شكايتي ... رسول الرضا قد أثقلتني جنايتي وليس لعاص غير بابك مهرب أيا رحمة الله المرجّى لمن نحا ... يؤمّ حمى جدواه إلا ومنحا

_ (1) المرادي، سلك الدرر 2/ 133- 136.

138 سلمة بن عياض الأسدي

أغثني أيا غوث الأنام الوحا الوحا ... ألم يرضك الرحمن في سورة الضحى وحاشاك أن ترضى وفينا معذّب» «1» 138 سلمة بن عياض الأسدي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم هو والجارود العبدي، فأخبرهما النبي صلى الله عليه وسلم بما أتيا يسألان عنه قبل أن يذكرا ذلك. فأنشده سلمة [من الطويل] : «رأيتك يا خير البريّة كلّها ... نشرت كتابا جاء بالحقّ معلما شرعت لنا فيه الهدى بعد رجعنا ... عن الحقّ لما أصبح الأمر مظلما» «2» 139 سليم بهجت بن راغب الشهير بتقي الدين الحصني القاضي، الشاعر. نشأ في حجر والده على حب العلم ورجاله، وحضور مجالس الأدب. برع في علوم العربية والعروض، وفاق أقرانه في النظم والنثر. تولى القضاء في جبل العرب، ثم رئاسة محكمة السويداء، ثم قائمقام قضاء السلمية. توفي بدمشق عام 1317 هـ/ 1899 م ودفن بمقبرة الباب الصغير. له مدائح نبوية كثيرة [من الوافر] : «أبا الزهراء يا كنز الفقير ... ويا عوني وكهف المستجير تشفّع بالعبيد فقد تناهت ... بي البلوى فكن خير النصير صلاة الله يا خير البرايا ... مكررة بتسليم عطير عليك وآلك الأمجاد طرّا ... وأصحاب إلى يوم النشور» «3»

_ (1) المرادي، سلك الدرر 2/ 128- 133. (2) ابن حجر، الإصابة 2/ 67. (3) محمد الحافظ ونزار أباظة، تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري (دمشق 1986) 1/ 167- 168.

140 سليمان بن أحمد الكيالي الرفاعي

140 سليمان بن أحمد الكيالي الرفاعي ولد بحمص عام 1263 هـ/ 1847 م. وتوفي 1333 هـ/ 1915 م. صوفي، شاعر، خطاط. من مؤلفاته: الحل والربط في تحسين قواعد الخط- البشارات الأحمدية في سلوك الطريقة الصوفية- نصح الأمة في التعلم والتعليم للأمور المهمة- كتاب الأشعار في جمع نفائس الأشعار- ديوان نفح القبول في مدح طه الرسول صلى الله عليه وسلم «1» . 141 سليمان بن داود الشهير بابن المصري، المتوفى عام 778 هـ/ 1376 م. له: شفعية في مدح خير البرية، وهي قصائد على حروف المعجم «2» . 142 سليمان بن عبد الرحمن بن صالح الرومي أحد رجالات الدولة العثمانية (ت 1151 هـ/ 1737 م) . من تصانيفه: تخميس القصيدة المضرية بالتركية- آصف نامه- ترجمة المثنوي- حلية الأنوار في مدح النبي المختار- مولد النبي صلى الله عليه وسلم وهو منظومة بالتركية- ديوان شعر تركي «3» .

_ (1) كحالة، معجم 4/ 254. (2) حاجي خليفة، كشف الظنون 10562؛ البغدادي، هدية 1/ 401؛ كحالة معجم 4/ 264. (3) البغدادي، هدية 1/ 404؛ كحالة، معجم 4/ 265.

143 سليمان بن عوض بن محمود البرسوي

143 سليمان بن عوض بن محمود البرسوي كان إماما في دائرة السلطان با يزيد العثماني. توفي في حدود 780 هـ/ 1378 م. له مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نظمه بالتركية وسماه «وسيلة النجاة» . وتجدر الإشارة إلى أن سليمان قد شارك الغازي سليمان باشا في الهجوم على كليبولي «1» . 144 سليمان بن موسى بن بهرام السمهدوي ولد بسمهود بمصر عام 658 هـ/ 1259 م. كان جيد الحفظ والفهم. حفظ مسائل الأصول وأدلتها، كما برع في القراآت والنحو والفقه والفرائض. وكان كثير العبادة والتقشف. توفي بسمهود عام 736 هـ/ 1335 م. له نظم في موضوعات شتى ومنها في المديح النبوي [من الوافر] : «أضاء النور وانقشع الظّلام ... بمولد من له الشّرف التّمام ربيع في الشهور له فخار ... عظيم لا يحدّ ولا يرام به كانت ولادة من تسامت ... به الدّنيا وطاب بها المقام نبيّ كان قبل الخلق طرّا ... تقدّم سابقا وهو الختام» «2» 145 سواد بن قارب الأزدي الدوسي كان من أعلم أهل وقته، وأشهرهم في الكهانة والشعر، وأطولهم باعا

_ (1) البغدادي، هدية 1/ 401. (2) خليل الصفدي، الوافي بالوفيات، ج 15، تحقيق راتكه (فيسبادن 1979) ص 436- 437. وانظر: الطالع السعيد الجامع أسماء نجباء الصعيد، لكمال الدين الأدفوي. الدار المصرية للتأليف والنشر. القاهرة 1966/ ص 254- 255.

في جميع المكارم. وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، فإذا بالرسول صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، فأنشده [من الطويل] : ين الاكرمين الاطائب] «أتاني نجيّي بعد هدء ورقدة ... ولم أك فيما قد بلوت بكاذب ثلاث ليال قوله كلّ ليلة ... أتاك رسول من لؤيّ بن غالب فرفّعت أذيال الإزار وشمّرت ... بي الفرس الوجناء حول السبائب فأشهد أنّ الله لا شيء غيره ... وأنك مأمون على كلّ غائب وأنك أدنى المرسلين وسيلة ... إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب فمرنا بما شئت يا خير مرسل ... وإن كان فيما حاك شيب الذّوائب وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة ... سواك بمغن عن سواد بن قارب» توفي سواد بالبصرة عام 15 هـ/ 636 م «1» .

_ (1) الصفدي، الوافي بالوفيات، ج 16؛ تحقيق وداد القاضي (فيسبادن 1982) ص 35- 36؛ ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، ج 10، تحقيق رياض مراد (دمشق 1984) ص 211- 212؛ الزركلي، الأعلام 3/ 144؛ الآلوسي، بلوغ الأرب 2/ 308.

حرف الشين

حرف الشين

146 شاكر بن مصطفى العمري ولد بدمشق في 16 شوال 1140 هـ/ 1727 م. توفي والده وهو صغير السن فنشأ يتيما. قرأ القرآن، وأتقن الخط وبرع في اللغتين: العربية والتركية. من مشايخه: أحمد المنيني، محمد الغزي مفتي الشافعية، محمد العبي، أبو الفتح العجلوني، أحمد التونسي المغربي نزيل دمشق. رحل إلى استنبول وظل فيها سبع سنين للتعمق في بعض العلوم والمعارف؛ وهناك عظمت مكانته فاستلم عدة وظائف: قضاء جبلة، القسمة العسكرية بدمشق، نيابة محكمة الباب بدمشق أيضا. وفي أواخر عمره لازم حلقة الشيخ عمر البغدادي نزيل دمشق وسلك عليه التصوف. توفي في 26 ربيع الثاني 1194 هـ/ 1780 م، ودفن بتربة مرج الدحداح. له نظم رائق. من مدائحه النبوية قصيدة تنوف على مائة وثلاثين بيتا، شطّر فيها قصيدة الشيخ محمد ابن إسرائيل الدمشقي ومطلعها [من الخفيف] : «غنّها باسم من إليه سراها ... كي تراها تطير في مسراها» وقد وصف الديار المقدسة مبينا شدة شوقه لهاتيك الأماكن لا سيما مكة المكرمة والمدينة المنورة، ذاكرا ما تعانيه قوافل الحجاج من مشاق السفر، متوسلا إلى الله تعالى أن يخففها: سمى الخلق طرا] «خفف الله عنكم ثقل السّي ... ر حداة المطيّ في مغناها» ويخلص إلى:

«عند ما تهبطون خير بلاد ... تربها في العيون كحل جلاها قد حوت أفضل البرايا جميعا ... أرضها بالسموّ تعلو سماها بلدة حلّها ضريح كريم ... بحلى الجلال قد حلّاها فيه بدر الدّجى وشمس المعالي ... صفوة الله قبل خلق براها وهو هادي الورى ببعثة حق ... والذي نوره جلا الإشتباها سيد المرسلين أحمد خير النا ... س والمرتجى ليوم عناها الرؤوف الرحيم ذو الحمد أسمى ... الخلق طرّا من كهلها وفتاها أبلغوا ذلك الجناب سلاما ... حين تأتوا الأعتاب منه شفاها» وفي قصيدة أخرى [من الخفيف] : فيع القضاة] «يا نبيا له السنا والسناء ... أنت للخلق نعمة غرّاء يا رسولا إلى العوالم طرّا ... حيث من فضل نورك الإبتداء كن مغيثي يا سيدي ومعيني ... في زمان عنى به الأكداء فلقد أثقل الظهور ذنوب ... طال منها البلاء لي والعناء ليس إلا علاك أرجو مجيرا ... يا شفيع القضاة أنت الرجاء وعليك الإله صلّى دواما ... مع سلام لا يقتفيه انتهاء وعلى الآل والصحابة جمعا ... ما تغنّت حمامة ورقاء» وله [من الكامل] : «يا خير خلق الله يا من فضله ... عمّ البرايا حيث كان لها شفا أنت الذي داوى القلوب برحمة ... من دائها ولها بحق قد شفى أنت الذي نجّى الورى من بعدما ... كانوا لدى زيغ الضّلال على شفا صلّى عليك الله ما تليت لنا ... أوصافك الغرّا وما قرىء الشّفا» «1»

_ (1) المرادي، سلك الدرر 2/ 183- 189.

147 شبيب بن حمدان

147 شبيب بن حمدان ولد بعد 620 هـ/ 1223 م وسمع من ابن روزبة. نزل القاهرة واشتهر بالطب والأدب. توفي بالقاهرة عام 695 هـ/ 1295 م. له ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية منها قصيدة عارض بها بانت سعاد. وقد جاء فيها [من البسيط] : «إلى النبيّ رسول الله إنّ له ... مجدا تسامى فلا عرض ولا طول مجدا كبا الوهم عن إدراك غايته ... وردّ عقل البرايا وهو معقول مطهّر شرّف الله العباد به ... وساد فخرا به الأملاك جبريل طوبى لطيبة بل طوبى لكلّ فتى ... له بطيب ثراها الجعد تقبيل» وفي قصيدة أخرى [من الكامل] : «هذا مقام محمد والمنبر ... فاستجل أنوار الهداية وانظر والثم ثرى ذاك الجناب محفّرا ... في مسك تربته خدودك وافخر واحلل على حرم النبوة واستجر ... بحماه من جور الزمان المنكر فهناك من نور الإله سريرة ... كشفت غطاء الحقّ للمستبصر وجلت دجى ظلم الضّلال فأشرقت ... أفق الهداية بالصباح المسفر نور تجشّم فارتقى متجاوزا ... شرفا على الفلك الأثير الأكبر» «1» 148 شبيب بن علي الأسعد العاملي الوائلي من آل علي الصغير. شيخ مشايخ جبل عامل من عنزة. نشأ شبيب في جبل عامل، وأقام زمنا في استنبول. توفي بصيدا عام 1337 هـ/ 1919 م. له: - العقد المنضد، وهو ديوان شعر- قصيدة بائية في مدح خير البرية «2» .

_ (1) خليل الصفدي، الوافي بالوفيات، ج 16، تحقيق وداد القاضي (فيسبادن 1982) ص 107 109؛ الكتبي، فوات الوفيات 2/ 98- 99. (2) الزركلي، الأعلام 3/ 156.

149 شعبان بن محمد بن داود

149 شعبان بن محمد بن داود موصلي الأصل. ولد بالقاهرة عام 765 هـ/ 1364 م وفيها نشأ. رحل إلى الحجاز واليمن، ونفي إلى الهند بأمر الناصر بن الأشرف، فأقام بها سنين ثم عاد إلى اليمن. توجه بعدها إلى مكة المكرمة فجاور بها ثم دخل الشام. توفي بالقاهرة 828 هـ/ 1425 م. له: - الرد على من تجاوز الحد- شفاء السقام في نوادر الصلاة والسلام- آثار العشرة في تخميس قصيدة البردة حل العقدة شرح قصيدة البردة- المنهل العذب في النبويات- العقد البديع في مدح الشفيع- نزهة الكرام في مدح طيبة والبيت الحرام وهي قصيدة في تسعين بيتا- منائح القرائح في مختار المراثي والمدائح «1» . 150 شعيب بن إسماعيل الكيالي الأولبي ولد بإدلب عام 1116 هـ/ 1704 م. قرأ على مشايخها ثم رحل إلى دمشق وأخذ عن علمائها، ثم انتقل إلى حلب عام 1143 هـ/ 1730 م ودرس على شيخها محمود الأنطاكي. مهر في عدة فنون. وفي عام 1172 هـ/ 1759 م أراد الحج من جهة مصر فأدركته المنية في الطريق. له عدة مؤلفات منها: رسالة في التصوف سماها الدر المنضود في السير إلى الملك المعبود شرح على صلوات ابن مشيش الشاذلي- مختصر في فقه ابن إدريس سماه تدريب الواثق إلى معاملة الخالق- شرح على دالية ابن حجازي ... وله شعر أكثره في مدح الجناب الرفيع صلى الله عليه وسلم. من ذلك قوله مضمنا بيتي حسان بن ثابت [من الوافر] : وث البرايا وملجأها] «أهيل الودّ هل منكم وفاء ... وهل جرحي له منكم براء

_ (1) البغدادي، إيضاح المكنون 2/ 104؛ البغدادي، هدية 1/ 416- 417؛ كحالة، معجم 4/ 300- 301.

سلبتم بالنّوى قلبي ولبّي ... وهل للمرء دونهما بقاء» وفيها: «أيا سكان طيبة إنّ فيكم ... يطيب لي التمدّح والرثاء نأيتم عن عيوني واحتجبتم ... فهلّا كان لي منكم لقاء فبعد الدار عنكم هدّ حيلي ... وشيّبني وما تمّ الصّباء على قلبي تجلّى من حماكم ... حبيب قد تغشّاه البهاء جميل لا يشابهه جمال ... منير لا يقاربه سناء يعير البدر عند التّمّ نورا ... وهل إلّا به ذاك الضياء به الغبراء جاءت ثم قالت ... ومن مثلي فهاتي يا سماء نبيّ هاشميّ أبطحيّ ... قريشيّ يمازجه الزكاء وما إن جئت أمدحه بنظمي ... ولكن فيه للنظم الثناء به الألفاظ تنفد والسجايا ... لعمر أبيك ليس لها انتهاء رسول الله ما مدحي بواف ... وأين المدح منّي والوفاء رقيت من الكمال إلى مقام ... عليّ لا يقاربه علاء وكيف وقد ملكت زمام حسن ... بشطر منه جاء الأنبياء فأحسن منك لم تر قطّ عيني ... وأجمل منك لم تلد النّساء ولدت مبرّأ من كلّ عيب ... كأنّك قد خلقت كما تشاء رسول الله يا غوث البرايا ... وملجأها إذا عمّ البلاء شعيب قد ألمّ به خطوب ... يضيق الصدر عنها والفضاء ضعيف عاجز قلق ذليل ... له جرع الأسى أبدا غذاء له دارك رسول الله غوثا ... إذا ما بالذنوب غدا يجاء عليك الله صلّى كلّ آن ... مع التسليم ما لاحت ذكاء» «1»

_ (1) المرادي، سلك الدرر 2/ 189- 191؛ البغدادي، هدية 1/ 418؛ الزركلي، الأعلام 3/ 166؛ كحالة، معجم 4/ 301.

حرف الصاد

حرف الصاد

151 صادق بن محمد الشهير بالخراط ولد بدمشق وأخذ عن مشايخها، واتصل بالشيخ عبد الغني النابلسي، ولازمه وأخذ عنه وتزوج بابنته. برع في الأدب والأحكام الشرعية، ومعرفة تنميق الصكوك والتوريق بحيث أنه انفرد بوقته في هذا الفن. وكان يتولى نيابة محكمة الباب بدمشق، كما درّس بالمدرسة العمرية. توفي مع عمه وشيخه النابلسي في شهر واحد شعبان 1143 هـ/ 1730 م ودفن بتربة الباب الصغير بدمشق. له شعر غزير بعضه في المدائح النبوية [من الخفيف] : «يا شفيع الأنام يا من يرجّى ... في غد من لهيب نار الجحيم أنت غوث الورى وربّي مغيث ... وأنا قادم بذنب عظيم ووضعت الرجاء ما بين غوث ... ومغيث وراحم ورحيم ويقيني وحسن ظنّي بأني ... لم أخب بين مكرم وكريم فعليك الصلاة منّي دواما ... تتوالى وأشرف التسليم وعلى الآل والصحاب جميعا ... وعلى التابعين بالتعميم ما أفاض العبير زهر الرّوابي ... وحبانا به مهبّ النسيم» «1»

_ (1) المرادي، سلك الدرر 2/ 192 وص 198.

152 صالح بن أحمد بن محمد طه الدوماني

152 صالح بن أحمد بن محمد طه الدوماني ولد عام 1274 هـ/ 1858 م. تولى رئاسة بلدية دومة بسورية، وساهم في تجديد جامعها الكبير. توفي عام 1324 هـ/ 1906 م. من آثاره: - روض البيان ومنتهز الإنسان- منظومة الدراري واللآل لمدح محمد والآل «1» . 153 صرمة بن أبي أنس وفي مرآة الجنان لليافعي «صرمة بن قيس» . أحد بني عدي النجار، من الأنصار. امتدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وذكر معارضة قريش لدعوته، ثم ما كان من نصرة أهل المدينة له. وقد بين مقدار محبة الأنصار له صلى الله عليه وسلم، فقد بذلوا أموالهم وأنفسهم في الدفاع عن دينه، وعادوا الناس كلهم لأجله [من الطويل] : «ثوى في قريش بضع عشرة حجة ... يذكّر لو يلقى صديقا مواتيا ويعرض في أهل المواسم نفسه ... فلم ير من يوفي ولم ير داعيا فلما أتانا أظهر الله دينه ... وأصبح مسرورا بطيبة راضيا وأصبح لا يخشى من الناس واحدا ... بعيدا ولا يخشى من الناس دانيا بذلنا له الأموال في كلّ ملكنا ... وأنفسنا عند الوغى والتاسيا ونعلم أنّ الله لا ربّ غيره ... وأنّ رسول الله للحقّ رائيا نعادي الذي عادى من الناس كلّهم ... جميعا وإن كان الحبيب المصافيا» «2» 154 صفوان بن إدريس التجيبي ولد بالأندلس عام 560 هـ/ 1165 م. أخذ العلوم عن أبيه وعن

_ (1) كحالة، معجم 4/ 320. (2) المسعودي، مروج الذهبي ومعادن الجوهر، تحقيق محمد عبد الحميد (بيروت 1983) 2/ 286- 287؛ ابن هشام، السيرة النبوية 1/ 512؛ اليافعي، مرآة الجنان 1/ 18.

155 صفية بنت عبد المطلب

القاضي ابن إدريس وابن غلبون وأبي الوليد ابن رشد الفيلسوف. برع في الشعر. توفي بمرسية بالأندلس عام 598 هـ/ 1202 م. له عدة مؤلفات: - زاد المسافر ورحلته في أشعار الأندلسيين- العجالة، وهو مجلدان يتضمنان طرفا من نثره ونظمه- ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية، منها [من السريع] : «تحية الله وطيب السلام ... على رسول الله خير الأنام على الذي فتّح باب الهدى ... وقال للناس ادخلوها بسلام بدر الهدى سحب النّدى والجدا ... وما عسى أن يتناهى الكلام «1» تحية تهزأ أنفاسها ... بالمسك لا أرضى بمسك الختام تخصّه منّي ولا تنثني ... عن آله الصّيد السّراة الكرام» «2» ويعبر عن خالص محبته للرسول صلى الله عليه وسلم [من السريع] : «يا قمرا مطلعه أضلعي ... له سواد القلب فيها غسق عندي من حبّك ما لو سرت ... في البحر منه شعلة لاحترق» ويرجو شفاعته [من الطويل] : «يقولون لي لمّا ركبت بطالتي ... ركوب فتى جمّ الغواية معتد أعندك ما ترجو الخلاص به غدا ... فقلت نعم عندي شفاعة أحمد» «3» 155 صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم. وهي أم الزبير، وهي التي قتلت بعمود يهوديا حاول التطاول على نساء المسلمين إبان انشغال النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته بقتال الأعداء. فكانت أول امرأة مسلمة قتلت رجلا من المشركين. توفيت في خلافة عمر

_ (1) الجدا: العطاء. وقوله: «ادخلوها بسلام» هكذا وردت. ويستقيم البيت لو قال: ادخلوا بسلام أو: ادخلوا لسلام. (2) السراة: الأعيان. (3) ياقوت، معجم الأدباء 12/ 10- 14؛ فروخ، تاريخ الأدب 5/ 550- 551؛ الزركلي، الأعلام 3/ 205؛ كحالة، معجم 5/ 19- 20.

ابن الخطاب (ض) عام 20 هـ/ 640 م ولها ثلاث وسبعون سنة. وقد دفنت بالبقيع بفناء دار المغيرة بن شعبة. تنسب إليها عدة قصائد في رثاء النبي صلى الله عليه وسلم [من الخفيف] : لنبى المطهر] «عين جودي بدمعة تسكاب ... للنبيّ المطهّر الأوّاب عين من تندبين بعد نبيّ ... خصّه الله ربّنا بالكتاب فاتح خاتم رؤوف رحيم ... صادق القيل طيّب الأثواب مشفق ناصح شفيق علينا ... رحمة من إلهنا الوهّاب رحمة الله والسلام عليه ... وجزاه المليك حسن الثّواب» ومن شعرها [من الطويل] : ثاء النبى صلى الله عليه وآله وسلم] «ألا يا رسول الله كنت رجاءنا ... وكنت بنا برّا ولم تك جافيا وكان بنا برّا رحيما نبيّنا ... ليبك عليك اليوم من كان باكيا كأنّ على قلبي لفقد محمد ... ومن حبّه من بعد ذاك المكاويا «1» أفاطم صلّى الله ربّ محمد ... على جدث أمسى بيثرب ثاويا أرى حسنا أيتمته وتركته ... يبكّي ويدعو جدّه اليوم نائيا صبرت وبلّغت الرسالة صادقا ... ومتّ صليب الدّين أبلج صافيا «2» فلو أنّ ربّ العرش أبقاك بيننا ... سعدنا ولكن أمره كان ماضيا عليك من الله السلام تحية ... وأدخلت جنات من العدن راضيا» وأنشدت أيضا [من المتقارب] : ثاء الماجد السيد الطييب] «أفاطم بكّي ولا تسألي ... بصبحك ما طلع الكوكب هو المرء يبكى وحقّ البكا ... على الماجد السّيّد الطّيّب فما لي بعدك حتى المما ... ت إلا الجوى الدّاخل المنصب «3»

_ (1) المكاويا: آلة الكوي. (2) أبلج: أوضح وأظهر. (3) الجوى: الحزن. وفي البيت السابق خطأ نحوي. وهكذا ورد. ويصح لو جاء: هو الماجد السيّد الطيّب.

فبكّي الرسول وحقّت له ... شهود المدينة والغيّب وتبكي الأباطح من فقده ... وتبكيه مكّة والأخشب «1» فعيني مالك لا تدمعين ... وحقّ لدمعك يستسكب» «2»

_ (1) الأخشب: جبل مشرف على مكة. (2) النويري، نهاية الأرب 18/ 404- 405؛ الصفدي، الوافي بالوفيات 16/ 326- 327؛ الكاندهلوي، حياة الصحابة 2/ 89 وص 614- 615؛ الزركلي، الأعلام 3/ 206؛ سيد حنفي حسنين، حسان بن ثابت شاعر الرسول ص 36- 37؛ مصطفى محمد الرافعي، عنوان النجابة، ص 160.

حرف الضاد

حرف الضاد

156 ضرار بن الخطاب بن مرواس الفهري كان فارس قريش وشاعرهم بلا منازع؛ حضر معهم المشاهد كلها لا سيما أحد والخندق حيث قاتل أشد قتال، وكان يحرّض المشركين بشعره. ثم أسلم يوم فتح مكة، واستشهد في معركة أجنادين 13 هـ/ 634 م. لما أسلم كان يقول: «الحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام ومنّ علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم» . عند فتح مكة أنشد بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم قصيدة امتدحه فيها، وحضّه على نهي سعد بن عبادة سيد الخزرج الأنصار عن سفك دماء أهل مكة. ومطلعها [من الخفيف] : «يا نبيّ الهدى إليك لجا حيّ (م) ... قريش ولات حين لجاء حين ضاقت عليهم سعة الأر ... ض وعاداهم إله السماء» فلما أتمها نزع الرسول صلى الله عليه وسلم اللواء من سعد وسلمه إلى ابنه قيس. وتجدر الإشارة إلى أن ضرارا ليس بأخ لعمر بن الخطاب (ض) «1» .

_ (1) القرطبي، الاستيعاب في أسماء الأصحاب 2/ 39؛ الصفدي، الوافي بالوفيات 16/ 363- 364؛ ابن حجر، الإصابة 2/ 209- 210؛ الزركلي، الأعلام 3/ 215.

حرف الطاء

حرف الطاء

157 الطفيل بن عمرو بن طريف بن العاص الدوسي شاعر غني، كثير الضيافة، مطاع في قومه. لما قدم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أنشده من شعره، فتلا النبي صلى الله عليه وسلم الإخلاص والمعوذتين فأسلم الطفيل في الحال وقال: «يا رسول الله إن دوسا قد عصت فادع الله عليهم. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: اللهم اهد دوسا» . وقد بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى صنم يدعى ذا الكفين فأحرقه الطفيل وهو يقول: يا ذا الكفين لست من عبادكا، ميلادنا أكبر من ميلادكا، إني حشوت النار في فؤادكا. كما بعثه إلى قومه، فأسلم أبوه وأبو هريرة، ثم أسلم أكثر من خمسة وسبعين رجلا منهم. شهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم فتح مكة. استشهد باليمامة على قول ابن سعد، وباليرموك على قول ابن حبان. لما أسلم الطفيل هددته قريش فأنشد [من الوافر] : «ألا أبلغ لديك بني لؤيّ ... على الشّنان والغضب المردّي بأنّ الله ربّ الناس فرد ... تعالى جدّه عن كلّ ندّ وأنّ محمدا عبد رسول ... دليل هدى وموضح كلّ رشد رأيت له دلائل أنبأتني ... بأنّ سبيله يهدي لقصد وأنّ الله جلّله بهاء ... وأعلى جدّه في كلّ جدّ» «1»

_ (1) الصفدي، الوافي بالوفيات 16/ 460- 461؛ ابن حجر، الإصابة 2/ 225- 226؛ الزركلي، الأعلام 3/ 227.

158 طه بن مهنا الشافعي الجبريني الحلبي

158 طه بن مهنا الشافعي الجبريني الحلبي الشهير بابن مهنا. ولد بحلب عام 1105 هـ/ 1693 م وأخذ عن علماء عصره. ثم رحل إلى الحجاز وسمع صحيح البخاري على عبد الله البصري، ودرس العربية على عيد المصري، ودرس أيضا على تاج الدين القلعي مفتي مكة، وعبد القادر ويونس المصري وأبي الحسن السندي. وعاد إلى حلب وابتدأ التدريس لا سيما في التفسير والحديث والتصوف. وأخذ يتردد بين الحجاز وحلب حتى وفاته في 24 ربيع الأول 1178 هـ/ 1764 م. وقد دفن خارج باب المقام شمال قبة العواميد. من آثاره: - شرح على صحيح البخاري- تراجم أهل بدر الكرام- ديوان شعر منه في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم قصيدة نبوية جاء فيها [من الخفيف] : ن غدا فى شمائل الحسن فردا] «كيف أنسى وفيكم من تسامى ... في سماء السماء فخرا ومجدا خاتم الرّسل سيد الكون طه ... من غدا في شمائل الحسن فردا ذو جبين سما الهلال ووجه ... أخجل البدر بالبها إذ تبدّى في أساريره سنا الشمس تجري ... من سناه اهتدى الذي ضلّ رشدا أهدب الجفن فوق خد أسيل ... أكحل العين بالنفوس مفدّى ومغيث لمن أتى مستجيرا ... من ذنوب فاضت على البحر مدّا ورؤوف بنا وأيضا رحيم ... كم حباني فضلا وللخير أسدى يا رسول الورى سميّك طه ... قد سعى في الهوى مكبّا مجدّا كلما كان يستعد لرشد ... أخّرته القيود عما استعدّا وهو قد حلّ في حماك وحاشا ... أن ينال المنيخ بالباب ردّا وصلاة الإله في كلّ آن ... مع سلام إلى ضريحك يهدى وإلى الآل والصحاب جميعا ... ما سنا كوكب بأفق تبدّى» «1»

_ (1) المرادي، سلك الدرر 2/ 219- 220؛ البغدادي، هدية 1/ 432؛ الزركلي، الأعلام 3/ 232؛ كحالة، معجم 5/ 44.

حرف الظاء

حرف الظاء

159 ظاهر بن علي الزيراني الصفدي الحنفي النقشبندي، نزيل القسطنينية. له أرجوزة «سعادة الدارين في اتباع سيد الكونين» . كان حيا 1215 هـ/ 1800 م «1» .

_ (1) البغدادي، إيضاح المكون 2/ 14؛ كحالة، معجم 5/ 48.

حرف العين

حرف العين

160 عائشة بنت يوسف الباعونية الباعونية نسبة إلى باعون إحدى قرى عجلون في شرقي الأردن. ولدت بدمشق وحفظت القرآن الكريم ولها من العمر ثماني سنوات. ثم تلقت التصوف على الشيخ إسماعيل الخوارزمي ثم على الشيخ يحيى الأرموي. انتقلت إلى القاهرة حيث نالت حظا وافرا من العلوم وأجيزت بالإفتاء والتدريس. زارت حلب وتوفيت بدمشق عام 922 هـ/ 1516 م. من مؤلفاتها: الفتح الحقي من منح التلقي (أقوال صوفية) - الملامح الشريفة والآثار المنيفة (قصائد صوفية) - الإشارات الخفية في المنازل العلية وهي أرجوزة في التصوف- القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع صلى الله عليه وسلم- فتوح المعاني في مدح سيد الخلق- الدر الغائص في بحر المعجزات والخصائص- الفتح المبين في مدح الأمين- ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية منها ميمية مطلعها: «في حسن مطلع أقمار بذي سلم ... أصبحت في زمرة العشّاق كالقلم» وقد شرحها شرحا لطيفا جاء فيه: «فهذه قصيدة صادرة عن ذات قناع، شاهدة بسلامة الطباع، سافرة عن وجوه البديع، سامية بمدح الحبيب الشفيع» . أتمها في رمضان 922 هـ/ 1516 م. وفي هذه القصيدة [من البسيط] : «كم أعقبت راحة باللمس راحته ... وكم محا محنة ريق له بفم

161 عاتكة بنت عبد المطلب

وذكره كاد- لولا سنّة سبقت- ... إذا تكرّر يحيي بالي الرّمم قالوا: هو الغيث قلت الغيث آونة ... يهمي وغيث نداه لا يزال همي طه الذي إن أخف ذنبي ولذت به ... أمنت خوفي ونجّاني من النّقم» «1» 161 عاتكة بنت عبد المطلب عمة الرسول صلى الله عليه وسلم. كانت شاعرة، لها ديوان «الحماسة» وهو أبيات مختارة. قال ابن سعد أسلمت بمكة وهاجرت إلى المدينة. قالت بمناسبة هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة [من الطويل] : لصادق الميمون ذى الحلم والنهى] «عيني جودي بالدموع السواجم ... على المصطفى كالبدر من آل هاشم على المرتضى للبرّ والعدل والتّقى ... وللدين والدنيا مقيم المعالم على الصادق الميمون ذي الحلم والنّهى ... وذي الفضل والدّاعي لخير التراحم» وقالت في رثائه صلى الله عليه وسلم [من الكامل] : «يا عين جودي ما بقيت بعبرة ... سحّا على خير البرية أحمد يا عين فاحتفلي وسحّي واسمحي ... فابكي على نور البلاد محمد أنّى لك الويلات مثل محمد ... في كلّ نائبة تنوب ومشهد فابكي المبارك والموفّق ذا التّقى ... حامي الحقيقة ذا الرشاد المرشد من ذا يفكّ عن المغلّل غلّه ... بعد المغيّب في الضريح الملحد أم من لكلّ مدفّع ذي حاجة ... ومسلسل يشكو الحديد مقيّد أم من لوحي الله ينزل بيننا ... في كلّ ممسى ليلة أو في غد فعليك رحمة ربّنا وسلامه ... يا ذا الفواضل والنّدى والسّؤدد» «2»

_ (1) فروخ، تاريخ الأدب 3/ 926- 929؛ دائرة المعارف الإسلامية 15/ 438؛ الزركلي، الأعلام 3/ 241؛ حاجي خليفة، كشف الظنون 2/ 1234؛ البغدادي، هدية 1/ 436؛ كحالة، معجم 5/ 57؛ محمد كرد علي، خطط الشام (بيروت 1983) 534؛ عبد البديع صفر، شاعرات العرب (بيروت 1967) ص 230؛ بطرس البستاني، دائرة المعارف (ط. طهران) 11/ 469. (2) النويري، نهاية الأرب 18/ 405- 406؛ الأصفهاني، دلائل النبوة، ص 322؛ الزركلي، الأعلام 3/ 242.

162 عامر بن الطفيل بن الحرث الأزدي

162 عامر بن الطفيل بن الحرث الأزدي فارس قومه. ولد ونشأ بنجد. كان ينادي في عكاظ: هل من راجل فنحمله، أو جائع فنطعمه، أو خائف فنؤمنه. كان يحث قومه على البقاء على دين الإسلام خلال أزمة الردة. توفي 11 هـ/ 632 م. له مرثية في النبي صلى الله عليه وسلم جاء فيها [من الخفيف] : «بكت الأرض والسماء على النّو ... ر الذي كان للعباد سراجا من هدينا به إلى سبل الح ... قّ وكنّا لا نعرف المنهاجا» «1» 163 عامر بن واثلة (أبو الطفيل) (3- 100 هـ/ 625- 718 م) . شاعر كنانة وأحد فرسانها، ومن ذوي السيادة فيها. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم تسعة أحاديث. وله أشعار في مناسبات شتى، ومنها في مديح المصطفى صلى الله عليه وسلم [من البسيط] : «إنّ النبيّ هو النور الذي كشفت ... به عمايات باقينا وماضينا ورهطه عصمة في ديننا ولهم ... فضل علينا وحقّ واجب فينا لن يؤتي الله من أخزى ببعضهم ... في الدّين عزا ولا في الأرض تمكينا» «2» 164 العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم ومن أكابر قريش في الجاهلية والإسلام وجدّ الخلفاء العباسيين. قال الرسول صلى الله عليه وسلم في وصفه: «أجود قريش كفا وأوصلها؛ هذا بقية آبائي» . أسلم قبل الهجرة وكتم إسلامه، وأقام بمكة يكتب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أخبار المشركين، ثم هاجر إلى المدينة، وشهد وقعة حنين حيث ثبت عند ما انهزم الناس، وشهد فتح مكة. توفي عام 32 هـ/ 653 م. كان محسنا، سديد

_ (1) ابن حجر، الإصابة 2/ 251. (2) الأصفهاني، الأغاني 13/ 166- 169؛ الزركلي، الأعلام 3/ 255- 256.

165 العباس بن مرداس السلمي

الرأي، واسع العقل، مولعا بإعتاق العبيد، كارها للرق، اشترى سبعين عبدا وأعتقهم. وقد بورك في نسله، فقال رجاء بن الضحاك: إنه في سنة 200 هـ/ 815 م أحصي ولد العباس فبلغوا ثلاثة وثلاثين ألفا. كذا ذكر الجهشياري في كتاب الوزراء. عن خريم بن أوس أنه قدم على الرسول صلى الله عليه وسلم ليسلم على يديه، فسمع العباس بن عبد المطلب يقول: «يا رسول الله إني أريد أن أمتدحك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل لا يفضض الله فاك. فأنشأ يقول [من المنسرح] : «من قبلها طبت في الظّلال وفي ... مستودع حيث يخصف الورق ثم هبطت البلاد لا بشر ... أنت ولا مضغة ولا علق بل نطفة تركب السفين وقد ... ألجم نسرا وأهله الغرق تنقّل من صلب إلى رحم ... إذا مضى عالم بدا طبق حتى احتوى بيتك المهيمن من ... خندف علياء تحتها النطق وأنت لما ولدت أشرقت الأر ... ض وضاءت بنورك الأفق فنحن في ذلك الضياء وفي ال ... نور وسبل الرّشاد تخترق» «1» 165 العباس بن مرداس السلمي كان فارسا شاعرا شديد العارضة والبيان، سيدا في قومه، وهو مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام. كان لوالده صنم اسمه ضماد، فلما حضرته الوفاة أوصاه بعبادة هذا الصنم والعناية به، ففعل العباس ذلك، لكن لما ظهر أمر النبي صلى الله عليه وسلم سار العباس في تسعمائة رجل من قومه ليفد على الرسول صلى الله عليه وسلم، فعلم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد توجه إلى فتح مكة، فلحق به حتى أدركه في منتصف الطريق بين مكة والمدينة فأسلم مع قومه. ثم عاد إلى موقع الصنم ضماد فأحرقه، ورجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنشده [من الطويل] : «لعمرك إني يوم أجعل جاهلا ... ضمادا لربّ العالمين مشاركا

_ (1) ابن كثير، البداية والنهاية 2/ 240- 241 و 5/ 25؛ الصفدي، الوافي 16/ 629- 633؛ الزركلي، الأعلام 3/ 262.

وتركي رسول الله والأوس حوله ... أولئك أنصار له ما أولئكا كتارك سهل الأرض والحزن يبتغي ... ليسلك في وعث الأمور المسالكا فامنت بالله الذي أنا عبده ... وخالفت من أمسى يريد المهالكا ووجّهت وجهي نحو مكة قاصدا ... أبايع نبيّ الأكرمين المباركا نبيّ أتانا بعد عيسى بناطق ... من الحقّ فيه الفصل فيه كذلكا أمين على القرآن أولّ شافع ... وأول مبعوث يجيب الملائكا تلافى عرى الإسلام بعد انتقاضها ... فأحكمها حتى أقام المناسكا عنيتك يا خير البرية كلّها ... توسطت في الفرعين والمجد مالكا وأنت المصفّى من قريش إذا سمت ... على ضمرها تبقي القرون المباركا إذا انتسب الحيّان كعب ومالك ... وجدناك محضا والنساء العواركا» شارك العباس في فتح مكة وفي معركة حنين، وكان يخلد انتصارات المسلمين بقصائده العديدة. نزل بناحية البصرة. توفي نحو 18 هـ/ 639 م. روى عنه ابنه كنانة بن عباس. من مدائحه النبوية [من الطويل] : «رأيتك يا خير البرية كلّها ... نشرت كتابا جاء بالحقّ معلما شرعت لنا فيه الهدى بعد جورنا ... عن الحقّ لما أصبح الحقّ مظلما ونوّرت بالبرهان أمرا مدّنسا ... وأطفأت بالقرآن نارا تضرّ ما فمن مبلغ عنّي النبيّ محمدا ... وكلّ امرىء يجزى بما قد تكلّما أقمت سبيل الحقّ بعد اعوجاجها ... وكان قديما ركنها قد تهدّما تعالى علوّا فوق عرش إلهنا ... وكان مكان الله أعلى وأعظاما» وفي قصيدة أخرى [من الكامل] : «يا خاتم النّباء إنّك مرسل ... بالحقّ كلّ هدى السبيل هداكا إنّ الإله بنى عليك محبة ... في خلقه ومحمدا سمّاكا» وفي ثالثة [من الكامل] : «يا خير من ركب المطيّ ومن مشى ... فوق التراب إذا تعدّ الأنفس» ورابعة مطلعها [الطويل] : «من مبلغ الأقوام أنّ محمدا ... رسول الإله راشد حيث يمما

166 عبد الله بن إبراهيم المحجوب المكي

دعا قومه واستنصر الله وحده ... فأصبح قد وفّى إليه وأنعما» «1» 166 عبد الله بن إبراهيم المحجوب المكي الشهير بعفيف الدين. له السر العجيب في مدح الحبيب «2» . 167 عبد الله بن أحمد بن علي الكوفي الهمداني المعروف بابن الفصيح (702- 745 هـ/ 1302- 1344 م) . من آثاره: قصيدة عقد الحر في مدح النبي صلى الله عليه وسلم- قصيدة عمدة القراء وعدة الإقراء- منظومة في الفرق بين الضاد والظاء في القرآن وشرحها «3» . 168 عبد الله بن أسعد بن علي اليافعي الشافعي اليمني، نزيل الحرمين. ولد عام 698 هـ/ 1298 م. وتوفي بمكة عام 768 هـ/ 1367 م. سلك التصوف على الشيخ علي الطواشي. صوفي، فقيه، شاعر. من تصانيفه الكثيرة: - أطراف التواريخ- الدر النظيم في فضائل القرآن العظيم- روض الرياحين في حكايات الصالحين- الدرر في مدح سيد البشر- مرآة الجنان وعبرة اليقظان- ترياق العشاق في مدح حبيب الخلق والخلاق- الشهد الشفا في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم «4» .

_ (1) ابن خلكان، وفيات الأعيان 1/ 431؛ ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق 6/ 45- 46؛ ابن عبد ربه، العقد الفريد 2/ 92؛ ابن كثير، البداية والنهاية 2/ 317- 318 و 4/ 343؛ الأصفهاني، الأغاني 13/ 66؛ الأصفهاني، دلائل النبوة، ص 34- 35؛ الكاندهلوي، حياة الصحابة 4/ 453- 455؛ ابن هشام، السيرة النبوة، ص 2/ 469؛ فروخ، تاريخ الأدب 1/ 271- 272؛ القرطبي، كتاب الإستيعاب 3/ 101- 103؛ الصفدي، الوافي بالوفيات 16/ 634- 636؛ الزركلي، الأعلام 3/ 267. (2) البغدادي، إيضاح المكنون 2/ 11. (3) كحالة، معجم 6/ 28. (4) البغدادي، هدية 1/ 465- 466؛ كحالة، معجم 6/ 34؛ ابن قاضي شهبة، طبقات الشافعية 2/ 247- 248.

169 عبد الله بن رواحة

169 عبد الله بن رواحة ينتهي نسبه إلى الشاعر الجاهلي المشهور امرىء القيس. أسلم وشهد بيعة العقبة الثانية، وكان أحد النقباء الإثنى عشر. عمل على نشر الإسلام في المدينة قبل الهجرة، فأصبح عظيم القدر، أثيرا عند النبي صلى الله عليه وسلم. ولقد زاد في مكانته أنه كان يخط بيده فاتخذه الرسول كاتبا. وكانت له مقدرة عسكرية عظيمة، وشهد كل المعارك مع النبي صلى الله عليه وسلم ما عدا بدر الصغرى لأن الرسول صلى الله عليه وسلم استخلفه مكانه على المدينة. في هذه المعارك كان ابن رواحة أول خارج إلى القتال وآخر قافل عنه. وكان من الذين يردون الأذى عن الرسول صلى الله عليه وسلم في كل المعارك التي خاضها. ولما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم سرية إلى مؤتة القريبة من البلقاء في جمادى الأولى عام 8 هـ/ أيلول عام 629 م. أمّر مولاه زيد بن حارثة على ثلاثة آلاف فارس. وقال إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس. فإن اصيب جعفر فعبد الله بن رواحة. ولما تقابل الفريقان ورأى المسلمون كثرة أعدائهم، تشاوروا فيما بينهم هل يكتبون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يخبرونه بعدد العدو ليمدهم بالرجال أو يأمرهم بأمر؛ لكن ابن رواحة شجعهم على المضي في القتال قائلا: «إن التي تكرهون للتي خرجتم لها، إياها تطلبون الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا كثرة ولا قوة، وإنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظهور وإما شهادة» . فقالوا: لقد صدق ابن رواحة. وسرعان ما امتدت عدوى النخوة من الشاعر الشجاع إلى الجيش كله. وعند ما استشهد حاملا الراية الواحد بعد الآخر وصلت الراية إلى عبد الله ابن رواحة الذي قاتل على فرسه أولا ثم نزل عنها وقاتل قتال الأبطال حتى استشهد. وفي المدينة أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بما حدث في ساحة القتال قبل عودة الجيش، ونادى في الناس الصلاة جامعة. ثم صعد المنبر وعيناه تذرفان وأخبرهم باستشهاد قواد الجيش بما فيهم ابن رواحة الذي اثبت قدميه حتى قتل شهيدا. لقد كان ابن رواحة مشهورا بمحبته وطاعته للرسول صلى الله عليه وسلم؛ يروى أنه

كان مرة في طريقه إلى المسجد لصلاة الجمعة، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اجلسوا فجلس ابن رواحة مكانه خارج المسجد حتى فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من الخطبة. فلما بلغ النبي ما فعله ابن رواحة قال له: «زادك الله حرصا على طواعية الله وطواعية رسوله» . وقد كان ابن رواحة شاعرا يرد على المشركين هجاءهم لرسول الله وتهجمهم على الإسلام. فكان يعيّرهم بالكفر وبعبادة الأوثان، لذلك كان قوله أهون عليهم من قول حسان بن ثابت، فلما أسلموا وفقهوا الإسلام كان قوله شديدا عليهم. كما كان يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم وله فيه أماديح كثيرة، عدّه بها المتقدمون من كبار شعراء الإسلام. إلا أن ما وصل إلينا من شعره قليل لا يكاد يعطي فكرة واضحة عن مناحيه الفنية. وله عدة قصائد يعنّف فيها قريشا ويبين محبته ومحبة قومه الأنصار للرسول صلى الله عليه وسلم [من الطويل] : «عصيتم رسول الله أفّ لدينكم ... وأمركم السّيء الذي كان غاويا فإنّي وإن عنّفتموني لقائل ... فدى لرسول الله أهلي وماليا أطعناه لم نعدله فينا بغيره ... شهابا لنا في ظلمة الليل هاديا» ومن نظمه عند حفر الخندق حول المدينة المنورة لمقاومة الأحزاب [من الرجز] : «والله لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدّقنا ولا صلّينا فأنزلن سكينة علينا ... وثبّت الأقدام إن لاقينا إنّ الذين قد بغوا علينا ... إذا أرادوا فتنة أبينا» ويذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يردد هذه الأبيات عند نقل التراب من الخندق. ومن شعره أيضا في النبي صلى الله عليه وسلم [من الطويل] : «وفينا رسول الله يتلو كتابه ... إذا انشقّ معروف من الفجر ساطع

يبيت يجافي جنبه عن فراشه ... إذا استثقلت بالمشركين المضاجع أتى بالهدى بعد العمى فقلوبنا ... به موقنات أنّ ما قال واقع» ولما تهيأ ابن رواحة للخروج إلى مؤته ودّع النبي صلى الله عليه وسلم وقال [من البسيط] : «إنّي تفرّست فيك الخير أعرفه ... والله يعلم أن ما خانني البصر أنت النبيّ ومن يحرم شفاعته ... يوم الحساب لقد أودى به القدر فثبّت الله ما آتاك من حسن ... تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا» ولما شيّع الرسول صلى الله عليه وسلم المجاهدين إلى مؤته قال ابن رواحة [من الكامل] : «خلف السلام على امرىء ودّعته ... في النّخل خير مشيّع وخليل» وقيل من أحسن ما أنشد ابن رواحة في النبي صلى الله عليه وسلم [من البسيط] : «لو لم تكن فيه آيات مبينة ... لكان منظره ينبيك بالخبر» لقد كان ينافح عن الرسول صلى الله عليه وسلم ويدافع عن الإسلام بلسانه وسيفه، ويكفيه فخرا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال عنه: «رحم الله أخي عبد الله بن رواحة كان أينما أدركته الصلاة أناخ» «1» .

_ (1) تاريخ مدينة دمشق، لابن عساكر. تحقيق: د. شكري فيصل- سكينة الشهابي، مطاع الطرابيشي، مجمع اللغة العربية، دمشق 1982، 303- 358؛ الصفدي، الوافي بالوفيات 17/ 168- 170؛ ابن عبد ربه، العقد الفريد 5/ 278؛ ابن كثير، البداية والنهاية 4/ 241 255؛ الأصفهاني، حلية الأولياء 1/ 120؛ الكاندهلوي، حياة الصحابة 1/ 687- 693؛ النويري، نهاية الأرب 3/ 227 و 17/ 38؛ ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق 1/ 152؛ محمد حسنين هيكل، حياة محمد (القاهرة 1358 هـ) ص 394؛ الزركلي، الأعلام 4/ 86؛ ابن هشام، السيرة النبوية 2/ 618؛ جميل سلطان، عبد الله بن رواحة (دمشق 1973) ص 5 وما بعدها؛ الأصفهاني، دلائل النبوة، ص 187 وما بعدها؛ رضا، محمد رسول الله، ص 296- 298؛ مروة، أحسن الأثر، ص 169؛ عبد الرحمن عزام، بطل الأبطال، (القاهرة 1954) ص 54؛ اليافعي، مرآة الجنان 1/ 14- 15؛ الحافظ الذهبي، السيرة.

170 عبد الله بن الزبعرى بن قيس

170 عبد الله بن الزبعرى بن قيس أحد شعراء قريش المعدودين. كان يهجو المسلمين ويحرّض عليهم كفار قريش. وكان من أشد الناس على الرسول صلى الله عليه وسلم بلسانه ونفسه. فقبل هجرته صلى الله عليه وسلم إلى يثرب كان يدخل الكعبة ليصلي. فلما دخل ذات يوم ليصلي كعادته قال أبو جهل: «من يقوم إلى هذا الرجل فيفسد عليه صلاته. فقام ابن الزبعري فأخذ فرثا ودما فلطخ به وجه النبي صلى الله عليه وسلم، وانفتل النبي عليه السلام من صلاته وقصد إلى عمه أبي طالب، فسأله عمه: من فعل هذا بك؟ قال: عبد الله بن الزبعرى. فقام أبو طالب ووضع سيفه على عاتقه ومشى معه حتى أتى القوم فلما رأوه قد أقبل جعلوا ينضهون. فقال أبو طالب: والله لئن قام رجل لجللته بسيفي، فقعدوا حتى دنا منهم وأخذ فرثا ودما فلطخ به وجوههم ولحاهم وانصرف وهو يغلظ لهم القول. وبعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كان ابن الزبعرى يهاجي حسان بن ثابت وكعب بن مالك شاعري النبي صلى الله عليه وسلم. ولما فتح المسلمون مكة، فرّ ابن الزبعرى إلى نجران فهجاه حسان ببيت واحد، فلما بلغه ذلك قدم على النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم واعتذر إلى الرسول عليه السلام فقبل عذره. وقد حسن إسلامه فقام بنصرة الدين والذب عنه كما شهد كل الغزوات والفتوحات حتى وفاته في خلافة عمر بن الخطاب (ض) عام 15 هـ/ 636 م. شعره في المديح والهجاء وبعض الحكمة. من قوله بعد إسلامه [من الخفيف] : «يا رسول الله إنّ لساني ... راتق ما فتقت إذ أنا بور «1»

_ النبوية، ص 206؛ الريحاني، الموسوعة العربية، ص 743؛ ابن العماد، شذرات الذهب 1/ 12؛ فروخ، تاريخ الأدب 1/ 261- 262؛ الرافعي، عنوان النجابة، ص 108؛ الخطيب، كشف القناع، ص 246. (1) ارتق: مصلح. هكذا ورد في الأصول. وفي الصدر خلل عروضي فهو من بحر المديد، وباقي الأبيات على الخفيف.

إذ أجاري الشيطان في سنن الغ ... يّ أنا في ذا خاسر مثبور «1» إنّ ما جئتنا به حقّ وصدق ... ساطع نوره مضيء منير جئتنا باليقين والصدق والبرّ ... وفي الصدق واليقين السرور أذهب الله ضلة الجهل عنا ... وأتانا الرخاء والميسور» وفي قصيدة أخرى يبين ندمه وأسفه على ما بدر منه [من الكامل] : «سرت الهموم بمنزل السهم ... إذ كنّ بين الجلد والعظم ندما على ما كان من زلل ... إذ كنت في فنن من الإثم حيران يعمه في ضلالته ... مستوردا الشرائع الظلم فاليوم آمن بعد قسوته ... عظمي وآمن بعده لحمي بمحمد وبما يجيء به ... من سنة البرهان والحكم» وأخذت قصائد مدحه للنبي صلى الله عليه وسلم تتوارد ليفسخ بها ما قد مضى من شعره إبان كفره [من الكامل] : ليه سمة المليك نور أغر مختوم] «منع الرقاد بلابل وهموم ... والليل معتلج الرواق بهيم «2» مما أتاني أنّ أحمد لا مني ... فيه فبتّ كأنني محموم يا خير من حملت على أوصالها ... عيرانة سرح اليدين غشوم «3» إني لمعتذر إليك من الذي ... أسديت إذ أنا في الضلال مقيم فاليوم آمن بالنبيّ محمد ... قلبي ومخطىء هذه محروم مضت العداوة وانقضت أسبابها ... وأتت أواصر بيننا وحلوم فاغفر فدى لك والديّ كلاهما ... وارحم فإنك راحم مرحوم وعليك من سمة المليك علامة ... نور أغرّ وخاتم مختوم أعطاك بعد محبة برهانه ... شرفا وبرهان الإله عظيم ولقد شهدت بأنّ دينك صادق ... حقّ وأنك في المعاد جسيم

_ (1) مثبور: هالك. (2) بلابل: وساوس. معتلج: مضطرب. بهيم: لا ضوء فيه. (3) عيرانة: راحلة. غشوم: لا يثنيها عن مرادها شيء.

171 عبد الله بن عبد الله بن سلامة الأوكاوي

والله يشهد أنّ أحمد مصطفى ... مستقبل في الصالحين كريم» «1» 171 عبد الله بن عبد الله بن سلامة الأوكاوي ويعرف بالمؤذن. ولد بقرية أدكو قرب رشيد بمصر عام 1104 هـ/ 1692 م. تعلم وتوفي بالقاهرة عام 1184 هـ/ 1770 م. له عدة دواوين: 1- بضاعة الأريب من شعر الغريب. 2- ديوان رتبه على حروف المعجم. 3- الدر المنتظم بالشعر الملتزم وهو 29 قصيدة على حروف الهجاء في المدائح النبوية، التزم خلو كل قصيدة من حرف من حروف المعجم. بالإضافة إلى: تخميس بانت سعاد- القصيدة اللزدية في مدح خير البرية- الفوايح الجنانية في المدائح الرضوانية «2» . 172 عبد الله بن عجرو السلمي المعروف بابن غنيمة ذكره المرزباني في معجم الشعراء، وأنشد له ما قاله يوم فتح مكة [من الطويل] : «نصرنا رسول الله من غضب له ... بألف كميّ لا تعدّ حواسره وكنّا له دون الجنود بطانة ... يشاورنا في أمره ونشاوره دعانا فسمّانا الشّعار مقدما ... وكنا له عونا على من ينافره

_ (1) ابن حجر، الإصابة 2/ 308؛ القرطبي، كتاب الإستيعاب 2/ 309- 311؛ ابن هشام، السيرة 2/ 419؛ النويري، نهاية الأرب 17/ 311- 312؛ ابن كثير، البداية والنهاية 4/ 308؛ الأصفهاني، الأغاني 14/ 11؛ الصفدي، الوافي 17/ 170؛ فروخ، تاريخ الأدب 1/ 268؛ الزركلي، الأعلام 4/ 87؛ العقاد، مطلع النور، ص 177. (2) الزركلي، الأعلام 4/ 99؛ البغدادي، هدية 1/ 484؛ كحالة، معجم 6/ 79.

173 عبد الله بن علي بن طاهر الحسني

جزى الله خيرا من نبيّ محمدا ... وأيّده بالنّصر والله ناصره» «1» 173 عبد الله بن علي بن طاهر الحسني السجلماسي المتوفى عام 1044 هـ/ 1634 م. له: حاشية على المرادي- الدر الأزهر- منظومة في مصطلح الحديث- عقيدتان: صغرى وكبرى- ديوان شعر في الأمداح النبوية «2» . 174 عبد الله بن عمران بن موسى البكري المغربي كان رجلا صالحا متواضعا، مقصود الزيارة. له نظم حسن. كما اشتهر بالعبادة والزهادة. توفي عام 713 هـ/ 1313 م بالمدينة المنورة ودفن بالبقيع. له مدائح نبوية منها قصيدة مطلعها [من الكامل] : «دار الحبيب أحقّ أن تهواها ... وتحنّ من طرب إلى ذكراها» ويقول فيها: «ماذا يقول المادحون لمن له ... قال الإله كفى بذلك جاها إنّ الذين يبايعونك إنّما ... فيما يقول يبايعون الله» «3» 175 عبد الله بن كوجك محمود الرومي القاضي المتوفى عام 1042 هـ/ 1632 م. له تخميس قصيدة البردة «4» . 176 عبد الله بن لسان الدين بن الخطيب تولى القيادة والكتابة بالأندلس يوم كان والده مدبر الدولة. قرأ عبد الله

_ (1) ابن حجر، الإصابة 2/ 344- 345. (2) كحالة، معجم 6/ 88- 89. (3) ابن حجر، الدرر الكامنة 2/ 280. (4) البغدادي، هدية العارفين 1/ 475.

177 عبد الله بن محمد حجازي

على قاضي الجماعة الخطيب أبي القاسم الحسني والخطيب أبي سعيد فرج ابن لب التغلبي. من مدائحه النبوية بمناسبة عيد المولد 764 هـ/ 1362 م قصيدة مطلعها [من التقارب] : «بحقّ الهوى يا حداة الحمول ... قفوها قليلا بتلك الطلول» مام الهدى المجتبى المصطفى] وبعد وصفه نشوة الركب السائرين إلى ديار المصطى صلى الله عليه وسلم يقول: يؤمون بالعيس أمّ القرى ... وقبر النبيّ الشفيع الرسول ديار بها الوحي وحي السّما ... تنزّل أكرم به من نزول بها أشرق الدين كالشمس نورا ... وآن من الشرك وقت الأفول فيا حادي العيس يطوي الفلا ... بوخد القلاص ونصّ الذميل نشدتك بالبان بان الحمى ... وبالمورد العذب والسلسبيل نشدتك بالبان بان الحمى ... وبالمورد العذب والسلسبيل إذا ما حللت لدى طيبة ... وجئت محلّ الرضى والقبول وقبرا ثوى فيه خير الورى ... وبشرى الكليم وفخر الخليل فأبلغ تحية صبّ مشوق ... عدته عوادي الزمان الخذول وقل يا رسول الهدى والشفيع ... إذا ضاق صدر أب عن سليل عليك الصلاة وطيب السلام ... يحيّيك عند الضّحى والأصيل نبيّ كريم رؤوف رحيم ... بنصّ الكتاب وحكم العقول إمام الهدى المجتبى المصطفى ... بأزكى شهيد وأهدى دليل به أظهر الله دين الهدى ... وعلّم كيف سواء السبيل وقام بأعباء دين الإله ... أتمّ القيام بفعل وقيل فأكرم بليلة ميلاده ... على كلّ وقت وعصر وجيل لك الله من ليلة فضلها ... يجرّ على النجم فضل الذيول» «1» 177 عبد الله بن محمد حجازي ابن قضيب البان الحلبي. ولد بحلب وتولى نقابة الأشراف فيها. أقام

_ (1) المقري، نفح الطيب 7/ 289- 292.

178 عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي

بالقسطنطينية خمس سنوات. ثم حج وعاد إلى حلب. توفي عام 1096 هـ/ 1689 م. له: حل العقال- نظم الأشباه في فقه الحنفية- ذيل كتاب الريحانة، لم يكمله- نفائح الأزهار في كشف الأسرار- ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية. جاء في إحداها [من الكامل] : «أعني به طه الأمين المصطفى ... سرّ الوجود خلاصة الموجود قد ضاءت الدنيا به لمّا بدا ... في حرّ يوم مشرق صيهود «1» قد كان يدعى بالنبيّ ولم يكن ... خلق وآدم ليس بالموجود بشرى لنا من أمة مغبوطة ... أبدا بهذا السّيّد المحمود فهو النبيّ المستغاث المرتجى ... مأوى الضعيف وملجأ المطرود أهل البسيطة تستظلّ بظله ... من حرّ يوم كاسف صيخود «2» وبه يغاث المرسلون وكيف لا ... والكلّ تحت لوائه المعقود يا طالبا وجه النجاح وسالكا ... جدد الفلاح ومنهج التسديد «3» يمّم حماه ولا تحد عن بابه ... فهناك تبلغ غاية المقصود» «4» 178 عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي (1092- 1171 هـ/ 1681- 1758 م) . فقيه مصري، له نظم. تولى مشيخة الأزهر. من كتبه: شرح الصدر في غزوة بدر- نزهة الأبصار في رقايق الأشعار- عنوان البيان، نصائح وحكم- الإتحاف بحب الأشراف- ديوان شعر سماه

_ (1) صيهود: شديد الحر. (2) كاسف: عظيم الهول. صيخود: شديد الحر. (3) جدد: طرق. (4) النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 81- 85؛ البغدادي، هدية 1/ 478؛ الزركلي، الأعلام 4/ 129؛ كحالة، معجم 6/ 115.

179 عبد الله بن يحيى الشقراطيسي

«منائح الألطاف في مدائح الأشراف» . جاء في إحدى مدائحه النبوية [من الكامل] : «وإذا وصلت إلى معاهد طيبة ... وبدا لعينك نور تلك الأربع «1» فادخل لذي الجاه الرفيع وكن على ... حذر وسل بتأدب وتضرّع واغنم سويعات هناك سعيدة ... ما بين منبره وأفضل مضجع واستقبل القبر الشريف وناده ... يا من يؤمّل للكروب إذا دعي يا من له الجاه العريض ومن به ... يبرا السقيم من السقام المفظع واذكر هناك تشوّقي وتشوّفي ... وتلهّفي وتولّعي وتوجّعي «2» واسأل أهيل الحيّ عن قلبي فمذ ... فارقت طيبة لم أجد قلبي معي تلك الديار فأين يوجد مثلها ... طيبا وأيّ علا لها لم يرجع حيث النبوة والرسالة والهدى ... ولوامع الفضل الأعزّ الأمنع سرّ الوجود وقطب دائرة الشهو ... د وذو اللّوا المعقود يوم المفزع «3» أزكى الورى وأجلّ من وطىء الثّرى ... قدرا وأكرم شافع ومشفّع» «4» 179 عبد الله بن يحيى الشقراطيسي نسبة إلى قلعة قديمة كانت بالقرب من قفصة في تونس تسمى شقراطس. ولد في توزر جنوبي تونس. تلقى العلم على والده ثم على مشايخ المنطقة. في عام 429 هـ/ 1037 م رحل إلى المشرق فحج وزار المدينة المنورة. وخلال مروره بمصر صادف نزول الصليبيين في هذا القطر فاشترك مع المصريين في مقاتلتهم، وأبلى البلاء الحسن. ثم عاد إلى توزر

_ (1) معاهد: منازل. والأربع: مفردها الربع: المنزل. (2) تشوف: تطلع. تلهف: تحسر. (3) يوم المفزع: يوم القيامة. (4) النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 365- 368؛ البغدادي، هدية 1/ 483؛ الزركلي، الأعلام 4/ 130؛ كحالة، معجم 6/ 124.

فأفتى فيها ودرّس. وكانت وفاته في ثامن ربيع الأول عام 466 هـ/ 11/ 11/ 1073 م. برع في النثر والشعر، واشتهر ببديعية، قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، عرفت بلامية الشقراطيسي، تبلغ نحو 133 بيتا؛ أورد فيها شيئا من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم وبعض معجزاته وغزواته، وذكر فيها شيئا ممن صفاته. وقد اهتم بهذه القصيدة كثير من الشعراء، فشطروها أو خمسوها أو شرحوها أو انتقدوا ما فيها من أوجه البلاغة والصناعة اللفظية. جاء فيها [من البسيط] : كرم من يمشى على قدم] «الحمد لله منّا باعث الرسل ... هدى بأحمد منّا أحمد السّبل خير البرية من بدو ومن حضر ... وأكرم الخلق من حاف ومنتعل توراة موسى أتت عنه فصدّقها ... إنجيل عيسى بحقّ غير مفتعل ضاءت بمولده الآفاق واتصلت ... بشرى الهواتف في الإشراق والطّفل خرّت لمبعثه الأوثان وانبعثت ... ثواقب الشّهب ترمي الجنّ بالشّعل دعوت للخلق عام المحل مبتهلا ... أفديك في الخلق من داع ومبتهل صعّدت كفّيك إذ كفّ الغمام فما ... صوّبت إلا بصوب الواكف الهطل أعجزت بالوحي أرباب البلاغة في ... عصر البيان فضلّت أوجه الحيل أرحت بالسيف ظهر الأرض من نفر ... أزحت بالصدق منهم كاذب العلل ويوم مكة إذ أشرفت في أمم ... يضيق منها فجاج الوعث والسهل عاذوا بظلّ كريم العفو ذي لطف ... مبارك الوجه بالتوفيق مشتمل فجدت عفوا بفضل العفو منك ولم ... تلمم ولا بأليم اللوم والعذل وأصبح الدين قد حفّت جوانبه ... بعزّة النصر واستولى على الملل يا صفوة الخلق قد أصفيت فيك صفا ... صفو الوداد بلا شوب ولا دخل ألست أكرم من يمشي على قدم ... من البرية فوق السهل والجبل وأزلف الخلق عند الله منزلة ... إذ قيل في مشهد الأشهاد والرّسل قم يا محمد فاشفع في العباد وقل ... تسمع وسل تعط واشفع عائدا وسل» «1»

_ (1) فروخ، تاريخ الأدب 4/ 610- 614؛ الزركلي، الأعلام 4/ 114- 115؛ النويري، نهاية الأرب 18/ 347- 359.

180 عبد الباقي بن سليمان العمري الفاروقي

180 عبد الباقي بن سليمان العمري الفاروقي يعود نسبه إلى الخليفة عمر بن الخطاب (ض) . ولد بالموصل عام 1204 هـ/ 1790 م. شغل عدة مناصب حكومية في دولة الأتراك العثمانيين في الموصل وبغداد وغيرهما من مدن العراق. وقد استطاع ببعد نظره، وسلامة تفكيره أن يخمد فتنة النجف الأشرف. توفي ببغداد عام 1278 هـ/ 1861 م. له: نزهة الدهر في تراجم فضلاء العصر- الباقيات الصالحات- ديوان «أهلة الأفكار في معاني الابتكار» - ديوان آخر «الترياق الفاروقي» . أغلب شعره في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وفي مدح ورثاء أهل البيت. من مدائحه تخميس لهمزية البوصيري، وهي نظم لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ولأهم الحوادث التي صادفته، ولأشهر غزواته وسراياه جاء فيها [من الخفيف] : «لعلى الرّسل عن علاك انطواء ... وأولوا العزم تحت شأوك جاؤا ولمرقاك دانت الأصفياء ... كيف ترقى رقيّك الأنبياء يا سماء ما طاولتها سماء مثل ما رامت الأوائل رمنا ... من يضاهيك في العلى ما وجدنا كلّ حزب منهم بذاك ومنّا ... إنما مثّلوا صفاتك للنّا س كما مثّل النجوم الماء جئت للخلق رحمة يا رحيم ... فحبا الناس منك فضل عميم كيف يخشى وجدان فقد عديم ... وبدا للوجود منك كريم من كريم آباؤه كرماء نجم مجد بدا بطالع سعد ... فاستوى الليل والنهار بوقد هل علمتم ما ليلة القدر عندي ... ليلة المولد الذي كان للدي ن سرور بيومه وازدهاء حيث جبريل في السماوات مجّد ... يعلن البشر في ولادة أحمد

181 عبد البر بن عبد القادر الفيومي

سمعت امه ابشري بمحمد ... وتوالت بشرى الهواتف أن قد ولد المصطفى وحقّ الهناء هو أرجى الرّسل الكرام وأرجح ... بل وأسمى كلّ الأنام وأسمخ كلّ أم بمثله ليس تّسنح ... من لحوّاء أنّها حملت أح مد أو أنّها به نفساء نثر أخلاقه زها منه نظم ... في نحور الدهور والكل عصم بعض ما صحّ عندنا منه علم ... رحمة كلّه وحزم وعزم ووقار وعصمة وحياء يا رسولا قد جاء بالحقّ هادي ... لسبيل الهدى وطرق الرّشاد جئت أرجوك مستجيرا أنادي ... ألأمان الأمان إنّ فؤادي من ذنوب أتيتهنّ هواء لم أجد لي مستمسكا أتقرّب ... لإلهي به سواك مقرّب فلهذا وفيك لي ألف مأرب ... قد تمسّكت من ودادك بالحب ل الذي استمسكت به الشّفعاء» «1» 181 عبد البر بن عبد القادر الفيومي من أهل الفيوم بمصر. تعلم في القاهرة، ورحل إلى مكة والشام، ومكث في دمشق نحو سنتين. ثم قصد تركية حيث تولى عدة مناصب. توفي بالقسطنطينية عام 1071 هـ/ 1661 م. له: منتزه العيون والألباب- اللطائف المنيفة في فضائل الحرمين- حسن الصنيع في علم البديع- بديعية في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم على حرف النون

_ (1) عبد الباقي العمري، الترياق الفاروقي (بغداد 1964) ص ج- وو ص 7- 55؛ البغدادي، هدية 1/ 497؛ الزركلي، الأعلام 3/ 271؛ كحالة، معجم 5/ 71. وانظر ديوان البوصيري تحقيق محمد سعيد كيلاني- القاهرة 1375 هـ/ 1975 م.

182 عبد الحليم شلبي الشهير باللوجي الدمشقي

وشرحها- بلوغ الأرب والسول بالتشرف بذكر نسب الرسول صلى الله عليه وسلم «1» . 182 عبد الحليم شلبي الشهير باللوجي الدمشقي ولد بدمشق عام 1160 هـ/ 1748 م وتوفي عام 1223 هـ/ 1808 م. له ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية. جاء في إحداها [من الخفيف] : «أنت غوث الأنام في كلّ خطب ... قد دهاهم ويوم يكشف ساق يا أجلّ الرسل الكرام ومن أر ... سله رحمة لنا الخلّاق فجلا غيهب الضلال بنور ال ... هدي حتى استنارت الآفاق وأضاءت معالم الدين من شم ... س هداه وعمّنا الإشراق يا نبيا رقى وخصّ بمعرا ... ج السماوات إذ أتاه البراق سيد العالمين أكرم خلق الل ... هـ طرّا ما استثني الإطلاق من تناهت إليه كلّ المعالي ... وعليه للفخر مدّ رواق أنت باب الرّضا وكنز النّدى من ... أمّه ما لسعيه إخفاق» «2» 183 عبد الحميد بن حسن ووه البيرامي (1228- 1304 هـ/ 1813- 1886 م) . عالم أديب عارف باللغة العربية والتركية والفارسية. وله فيها كلها أشعار. من آثاره منظومة الحميدية في قصة خير البرية «3» . 184 عبد الحميد بن عبد الغني الرافعي (بلبل سورية) ولد بطرابلس 5 شعبان 1275 هـ/ 1859 م. نشأ في حجر والده مفتي طرابلس، وتلقى دروسه الأولى في المدرسة الرشدية بطرابلس. ثم لازم

_ (1) البغدادي، هدية 1/ 498؛ الزركلي، الأعلام 3/ 273؛ كحالة، معجم 5/ 77. (2) النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 91؛ كحالة، معجم 5/ 95. (3) كحالة، معجم 5/ 100.

دروس الشيخ حسين الجسر عالم طرابلس آنذاك. كما درس علوم البلاغة على الشيخ محمود نشابة الطرابلسي. ثم درس في الأزهر مدة خمس سنوات، إنتقل بعدها إلى استنبول حيث تخرج في مدرسة الحقوق العثمانية. وبعد تخرجه تقلد عدة مناصب حكومية. مستنطق طرابلس- قائمقام في الناصرة بفلسطين. وفي نيسان 1348 هـ/ 1929 م أقيمت لعبد الحميد بطرابلس حفلة تكريمية اشتركت فيها الحكومة اللبنانية ومنحته وسام الإستحقاق اللبناني. وقد شارك في هذه الحفلة كثير من الشعراء والأدباء في الوطن العربي وفي المهجر، بما ألقوه بأنفسهم أو بما بعثوا به من خطب وقصائد وكلمات ورسائل تشيد بالشاعر، وتبين مدى تمكنه من ناصية العربية، وعظيم تحسسه لتطلعات وآمال أمته. وقد جمعت هذه الخطب والكلمات في كتاب «ذكرى يوبيل بلبل سورية» . توفي عبد الحميد بطرابلس عام 1351 هـ/ 1932 م. له عدة دواوين، منها: المنهل الأصفي في خواطر المنفى- الأفلاذ الزبر جدية في مدح العترة الصيادية- الفرائد الرافعية في مدائح الحضرة الرفاعية- بالإضافة إلى أشعار في مناسبات عدة وفي أغراض الشعر المختلفة ومنها عدة قصائد في المديح النبوي [من الكامل] : «أنا في جوارك يا رسول الله ... يابن العواتك يا عريض الجاه فأغث عبيدا قد رماه الدهر في ... تيه اغتراب ليس بالمتناهي وجاء فيها: يه الرحمن] عطفا أبا الزهراء إنّ خواطري ... بك قد علقن وعن سواك سواهي أنت الكريم وما عداك فكلّ ذي ... كرم بفضل في الورى متباهي وخضمّ جودك كلّ بحر دونه ... أو هل لجودك في الوجود مضاهي يا آية الرحمن كم لك في الورى ... آيات هدي كالنجوم زواهي تاه الوجود بها وذلّ لعزّها ... كلّ امرىء مستكبر تيّاه وخبت مصابيح الهداة جميعها ... في العالمين ولم يدم إلّا هي

185 عبد الحميد بن محمد علي قدس بن عبد القادر الخطيب

ولكم لذاتك من جليل خصائص ... جلّت عن الأنظار والأشباه لا عاش قلب لا يروح ويغتدي ... مغرى بحبّك يا حبيب الله خاب الألى عشقوا سواك وما خلوا ... من لائم أو ناقم أو ناهي» «1» 185 عبد الحميد بن محمد علي قدس بن عبد القادر الخطيب (1280- 1335 هـ/ 1863- 1917 م) . كان مدرسا بالحرم المكي. له: إرشاد المهتدي شرح به رسالة لوالده اسمها كفاية المبتدي، في التوحيد الأنوار السنية في شرح الدرر البهية لأبي بكر ابن محمد شطا في فقه الشافعية- دفع الشدة في تشطير البردة- الذخائر القدسية في زيارة خير البرية- طالع السعد الرفيع، شرح لبعض المدائح النبوية «2» . 186 عبد الرحمن بن أحمد الأديب المعروف بابن مسك السخاوي. ولد عام 1025 هـ/ 1616 م وتوفي 1123 هـ/ 1711 م. من تصانيفه الكثيرة: الأجوبة المستنبطة على الأسئلة الملتقطة- حزب الترغيب في فضل الصلاة على الحبيب- الدر النفيس في الجمع بين التسديس والتخميس في قصيدة البردة- ديوان شعر- غالي الإسناد من عالي الإسعاد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم «3» .

_ (1) عبد الحميد الرافعي، ديوان عبد الحميد (بغداد 1974) ص 7- 2 وص 49- 50؛ مطبعة اللواء، يوبيل بلبل سورية (طرابلس 1930) ص 54- 55؛ الزركلي، الأعلام 3/ 287؛ كحالة، معجم 5/ 101- 102. (2) الزركلي، الأعلام 3/ 288- 289؛ كحالة، معجم 5/ 105. (3) البغدادي، هدية العارفي 1/ 552؛ كحالة، معجم 5/ 119.

187 عبد الرحمن بن أحمد بن علي الحميدي

187 عبد الرحمن بن أحمد بن علي الحميدي كان شيخ أهل الوراقة بالقاهرة (ت 1005 هـ/ 1596 م) . له: تمليح البديع بمدح الشفيع، وشرحه المسمى منح السميع- ديوان «الدر المنظم في المدائح النبوية» «1» . 188 عبد الرحمن بن تاج العارفين المناوي القاهري المولود عام 952 هـ/ 1545 م. شاعر. له ديوان شعر فيه ثلاث قصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم والتشوق إلى أرض الحجاز «2» . 189 عبد الرحمن بن العباس العراقي الحسيني فاضل مغربي، من المالكية (ت 1314 هـ/ 1896 م) له: منظومة في آداب الدعاء وشروطه- منظومة في التوحيد- منظومة في شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم- همزية عارض بها البوصيري «3» . 190 عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن أبي حميدة المتوفى بعد عام 1000 هـ/ 1592 م. له الحدائق في شرف سيد الخلائق، في الشمائل النبوية «4» .

_ (1) البغدادي، هدية 1/ 547؛ الزركلي، الأعلام 3/ 296- 297؛ كحالة، معجم 5/ 120. (2) كحالة، معجم 5/ 131. (3) الزركلي، الأعلام 3/ 309؛ كحالة، معجم 5/ 142. (4) الزركلي، الأعلام 3/ 313.

191 عبد الرحمن بن عبد الوهاب المعروف بابن بنت الأعز

191 عبد الرحمن بن عبد الوهاب المعروف بابن بنت الأعز سمع من الرشيد العطار، وتفقّه على والده وعلى العز بن عبد السلام فقيه مصر. برع عبد الرحمن في الفقه والشعر والمناظرة. ولي الوزارة مع القضاء بالقاهرة، ثم استعفى من الوزارة. كان ناظر الخزانة السلطانية. وقد درّس بالصالحية وبقبة الشافعي. وتولى الخطابة بالجامع الأزهر، كما تولى مشيخة الشيوخ بخانقاه سعيد السعداء الذي كان يضم عددا كبيرا من الصوفية. توفي عبد الرحمن عام 695 هـ/ 1295 م. له ديوان شعر كبير فيه عدة مدائح نبوية مطلع إحداها [من الكامل] : «الناس بين مرجّز ومقصّد ... ومطوّل في مدحه ومجوّد ومخبّر عمّن روى ومعبّر ... عما رآه من العلى والسّؤدد» ومنها: «ما في قوى الأذهان حصر صفاتك ال ... عليا وما لك من كريم المحتد وتفاوت المدّاح فيك بقدر ما ... بصروا به من نورك المتوقّد هل جاء قبلك مرسل بخوارق ... إلا وجئت بمثله أو أزيد صلوات ربّك والسلام عليك ما ... حيّيت من متوجّه متعبّد وجرى بذكرك لفظه في وقفة ... لخطابة أو جلسة لتشهّد» «1» 192 عبد الرحمن بن علي بن صالح الملاوي الفاسي المتوفى عام 807 هـ/ 1405 م. من آثاره: شرح ألفية ابن مالك- البسط والتعريف في التصريف- نظم المعرب والألفاظ

_ (1) خليل الصفدي، الوافي الوفيات، ج 18، تحقيق أيمن سيد (فيسبادن 1988) ص 179- 182.

193 عبد الرحمن بن عوف

- عمدة البيان في معرفة فرائض الأعيان- المقصورة في مدحه صلى الله عليه وسلم «1» . 193 عبد الرحمن بن عوف ولد بعد الفيل بعشر سنوات. أسلم على يد أبي بكر الصديق. صاحب الرسول صلى الله عليه وسلم، وأحد العشرة الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة. هاجر إلى الحبشة أولا ثم هاجر إلى المدينة المنورة، وشهد بدرا وغيرها من الغزوات والحروب، وشهد استسلام القدس صلحا للخليفة عمر بن الخطاب الذي جعله مع خمسة آخرين من الصحابة أصحاب الشورى، وحصر الخلافة فيهم من بعده. أعتق عبد الرحمن في يوم واحد ثلاثين عبدا، وتصدق يوما بقافلة فيها مئة راحلة. ولما حضرته الوفاة أوصى بألف فرس وبخمسين ألف دينار في سبيل الله. توفي عام 32 هـ/ 652 م. حدّث عن الرسول صلى الله عليه وسلم. ولما أسلم أنشد [من الطويل] : «أجبت منادي الله لمّا سمعته ... ينادي إلى الدين الحنيف المكرّم فقلت له بالبعد لبيك داعيا ... إليك متابي بل إليك تيمّمي ألا إنّ خير الناس في الأرض كلّهم ... نبيّ جلا عنا شكوك التّرجّم نبيّ أتى والناس في أعجمية ... وفي سدف من ظلمة الكفر معتم فأقشع بالنور المضيء ظلامة ... وساعده في أمره كلّ مسلم وخالفه الأشقون من كلّ فرقة ... فسحقا لهم في قعر مهوى جهنّم» «2» 194 عبد الرحمن بن كمال الدين أبي بكر (جلال الدين الأسيوطي) المصري الشافعي. ولد عام 809 هـ/ 1406 م وتوفي عام 911 هـ/

_ (1) كحالة، معجم 5/ 156. (2) ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر 14/ 347؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، ج 18، تحقيق أيمن سيد (فيسبادن 1988) ص 210- 213؛ الزركلي، الأعلام 3/ 321.

195 عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل القلقشندي

1505 م. أعلم أهل زمانه في الحديث وفنونه رجالا وغريبا ومتنا وسندا واستنباطا للأحكام. صنّف الكثير من الكتب منها: الإتقان في علوم القرآن- الأشباه والنظائر في الفقه- الإلماع في الإتباع الإنتصار بالواحد القهار- بشرى الكئيب بلقاء الحبيب- بلوغ المأمول في خدمة الرسول صلى الله عليه وسلم- تاريخ الخلفاء- تأييد الحقيقة العلية وتشييد الطريقة الشاذلية- نظم البديع في مدح الشفيع، - وقد عارض به بديعية ابن حجة التي أولها: «من العقيق ومن تذكار ذي سلم ... براعة العين في استهلالها بدم» وله شرح عليه يسمى الجمع والتفريق- شرح قصة الإسراء- المرقاة العلية في شرح الأسماء النبوية وله عشرات المصنفات والمؤلفات التي تربو على الخمسمائة «1» . 195 عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل القلقشندي المعروف بالزين القلقشندي. ولد عام 782 هـ/ 1380 م. نشأ وتعلم بالقدس، وشغف بالحديث فسافر في طلبه إلى دمشق ونابلس ومصر وغيرها من الحواضر الإسلامية. برع بالحديث والتفسير، واشتغل بالإفتاء، وصار مفتي بيت المقدس. توفي بالقدس عام 826 هـ/ 1423 م. له: تعليق على البخاري- تفسير الفاتحة- شعر فيه عدة قصائد نبوية منها واحدة عارض بها بانت سعاد ومطلعها: «سيف الجفون على العشاق مسلول» «2» .

_ (1) راجع العدد الخاص من مجلة «التراث العربي» المعدّ عن السيوطي عدد 51 نيسان 1993 اتحاد الكتاب العرب بدمشق؛ خليفة؛ كشف الظنون 2/ 1961؛ البغدادي، هدية 1/ 534- 544؛ عبد الحي الكتاني، فهرس الفهارس، تحقيق إحسان عباس (بيروت 1982) 2/ 1010- 1022؛ عبد الحفيظ فرغلي القرني: الحافظ جلال الدين السيوطي. سلسلة أعلام العرب. رقم 137 القاهرة 1990. (2) البغدادي، هدية 1/ 530؛ الزركلي، الأعلام 3/ 330؛ كحالة، معجم 5/ 171.

196 عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن التريمي

196 عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن التريمي اليمني المتوفى عام 1112 هـ/ 1700 م. له: فائدة السلول إلى ملك الملوك- النظم والنثر في آداب الخلوة والذكر- النفحة العيدروسية- ديوان «غرر الفوائد اللؤلؤية ودرر المدائح النبوية» «1» . 197 عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الحسني العلوي السجلماسي. ولد بمكناسة الزيتون 1290 هـ/ 1873 م ونشأ بها. استكمل دراسته في جامعة القرويين بفاس. ثم تولى نقابة الأشراف بمكناس وزرهون. زار مصر في طريقه إلى الحج ثم استقر في الدار البيضاء بدير المدرسة الحربية. توفي ودفن بمسقط رأسه عام 1365 هـ/ 1946 م. له: - إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس في خمسة مجلدات- الدرر الفاخرة لماثر الملوك العلويين بفاس الزاهرة- ديوان شعر أكثره مدائح نبوية «2» . 198 عبد الرحمن بن محمد بن علي الشهير بالبهلول ولد بدمشق، ودرس على علمائها ومشايخها، وفي طليعتهم الشيخ عبد الغني النابلسي. برع البهلول بالأدب، نظما ونثرا، وبالتاريخ. أدى فريضة الحج ماشيا ذهابا وإيابا. توفي بدمشق عام 1163 هـ/ 1750 م ودفن بتربة الباب الصغير. له ديوان شعر فيه قصيدة مدح بها أستاذه النابلسي، وعدة قصائد مدح بها الحضرة المحمدية. جاء في إحداها [من الطويل] :

_ (1) البغدادي، إيضاح المكنون 2/ 145؛ البغدادي، هدية العارفين 1/ 551. (2) كحالة، معجم 5/ 176- 177.

199 عبد الرحمن بن يخلفتين الشهير بالفازازي

جل الخلق مرحمة] «ألا يا أجلّ الخلق مرحمة ويا ... أتمّ الورى حسنا وأعظمهم صله ويا من عليه الحقّ بالحقّ أنزل ال ... كتاب ومن فيض الكمالات أنهله ويا من تلوذ الكائنات بجاهه ... لكشف ملمات وإيضاح مشكله «1» أقلني مما فيه أمسيت واهنا ... ونفسي بقيد الكرب أمست مكبّله «2» وعجّل بكشف الضّرّ عمّن لك التجا ... لأنّ الضّنى قد هاض ظهري وأثقله «3» فإنّك عند الجود يا خير مرسل ... لأسرع من ريح الصّبا وهي مرسله «4» عليك أفاض الله أسنى تحية ... وأزكى صلاة بالسلام مكمّله» «5» 199 عبد الرحمن بن يخلفتين الشهير بالفازازي ولد في قرطبة بعيد 550 هـ/ 1155 م. سكن تلمسان بالجزائر. سمع من عدة مشايخ منهم: الحافظ عبد الرحمن السهيلي، والحافظ يزيد بن عبد الرحمن، وجابر بن أحمد القرشي، وعبد الله التجيبي. برع في عدد من فنون العلم كالفقه والتاريخ وعلم الكلام. شغل عدة مناصب لولاة الموحدين. توفي بمراكش عام 627 هـ/ 1230 م. كان أديبا ناثرا وشاعرا، يغلب على شعره مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ومسحة من الزهد والتصوف والحكمة. من مؤلفاته: ديوان المسائل المتقبلة- سفينة السعادة لأهل الضعف والنجادة (مجموع قصائد) - القصائد العشرينيات في النصائح الدينية والحكم الزهدية- القصائد العشرينيات في المدائح النبوية، وهي قصائد تتألف كل قصيدة من عشرين بيتا. وهذه القصائد شائعة ومحببة إلى مسلمي غربي إفريقيا.

_ (1) ملمات: نوازل. مشكله: أشكل الأمر التبس. (2) واهنا: ضعيفا. (3) الضنى: المرض. هاض: كسر. (4) مرسلة: مطلقة. (5) المرادي، سلك الدرر 2/ 315- 316؛ النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 373؛ كحالة، معجم 5/ 185.

200 عبد الرحيم بن إبراهيم الشهير بابن البارزي الحموي

جاء في إحداها [من الكامل] : «كملت بنعت محمد خير الورى ... غرر القصائد كلّها وحجولها واختصّ دون الأنبياء بدعوة ... وسع العباد عمومها وشمولها فاضت على الثّقلين منه أشعّة ... طلعت وما عقب الطلوع أفولها «1» فالإنس تعلم أنه مقصودها ... والجنّ توقن أنه مأمولها» وفي قصيدة أخرى [من الطويل] : «أتى والورى أسرى فكان غياثهم ... بنور سماء ينقلوه «2» عن الإسرا وعفّى رسوم الكافرين وأهلها ... فلا قيصر من بعد ذاك ولا كسرى «3» تقدّم كلّ العالمين إلى مدى ... تظلّ به الأوهام ظالعة حسرى «4» فسبحان من أسرى إليه بعبده ... وبورك في السّاري وبورك في المسرى» «5» 200 عبد الرحيم بن إبراهيم الشهير بابن البارزي الحموي ولد بحماه عام 608 هـ/ 1211 م. درس على الشيخ موسى بن عبد القادر. تولى القضاء في حماه بعد أبيه، ولم يتناول على وظيفته أي مرتب. توفي في تبوك وهو في طريقه إلى الحج عام 683 هـ/ 1285 م. فحمل إلى المدينة ودفن فيها. جمع بين الفقه والأصول وعلم الكلام وبين الفنون الأدبية. له: - المجتبى في أحاديث المصطفى- أرجوزة إسمها «مداولة الأيام ومماثلة الأحكام» فيها حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وتاريخ دول الإسلام في المشرق والمغرب، وتاريخ الدول غير الإسلامية قبل الإسلام وبعده. من أشعاره في التغزل بأرض الحجاز، مسقط رأس النبي صلى الله عليه وسلم ومثوى رفاقه [من الطويل] :

_ (1) الثقلين: الإنس والجن. أفولها: غيابها. (2) هكذا في الأصل. والصحيح: ينقلون. (3) عفى: محا. (4) ظالعة: يعرج في مشيه. (5) فروخ، تاريخ الأدب 5/ 655- 657؛ الصفدي، الوافي بالوفيات 18/ 302- 303؛ الزركلي، الأعلام 3/ 342؛ كحالة، معجم 5/ 199.

201 عبد الرحيم بن أبي اللطف

«إذا شمت من تلقاء أرضكم برقا ... فلا أضلعي تهدا ولا عبرتي ترقا «1» سميريّ من سعد خذا نحو أرضهم ... يمينا ولا تستبعدا نحو الطّرقا وعوجا على أفق توشّح شيحه ... بطيب الشّذا المسكيّ أكرم به أفقا فإنّ به المغنى الذي نزلوا به ... ومن ذكره يشفى الفؤاد ويسترقى «2» وقولا: محبّ حلّ بالشام جسمه ... ومنه فؤاد بالحجاز غدا ملقى وكان يمنّي النفس بالقرب فاغتدى ... بلا أمل إذ لا يؤمّل أن يبقى عليكم سلام الله أمّا ودادكم ... فباق وأما البعد عنكم فما أبقى» «3» 201 عبد الرحيم بن أبي اللطف ولد بالقدس عام 1037 هـ/ 1628 م. درس بمدينته ثم بمصر ثم باستنبول على عدة مشايخ منهم: حسن الشرنبلاوي، أحمد الشويري، ياسين الحمصي، أحمد الخفاجي، أبو السعود الشعراني، يوسف الخليلي، عبد الكريم الحموي، محمد البلباني الدمشقي، زين العابدين الصديقي المصري. برع في العلوم العقلية والنقلية ولا سيما في الفقه والتفسير. درّس بجامع السليمانية باستنبول. ثم عيّن مفتيا للحنفية بالقدس ومدرسا للمدرسة العثمانية. وظل في هذا المنصب زهاء ثلاثين سنة. وكان عبد الرحيم قد حج وسلك طريق التصوف على الشيخ أحمد القشاشي. توفي بأدرنه بتركيا في صفر عام 1104 هـ/ 1692 م ودفن على قارعة الطرق. له تلاميذ كثيرون منهم الأتراك والمصريون والشاميون والفلسطينيون. كما ترك عدة مؤلفات منها: الفتاوى الرحيمية- شرح على منح الغفار- شرح الكنز للعيني- الفوائد الرحيمية على بعض كتب السادة الحنفية- رسالة في الاشتقاق- ديوان

_ (1) شمت: نظرت. عبرتي: دمعتي. ترقا: تجف. (2) المغنى: المسكن. يسترقى: يطلب له رقية. (3) فروخ، تاريخ الأدب 3/ 650- 651؛ ابن قاضي شهبة، طبقات الشافعية 2/ 34- 35؛ الزركلي، الأعلام 3/ 343؛ كحالة، معجم 5/ 201.

شعر رقيق جمعه ولده محمد. في هذا الديوان عدة قصائد نبوية. مطلع إحداها [من الطويل] : «أبرق بدا من نحو طيبة لامع ... ففاضت على تلك العهود مدامع» وجاء فيها: ى وجهه نور النبوة ساطع] «نبيّ له الخلق العظيم سجيّة ... وفي وجهه نور النبوة ساطع تبارك من أبدى نبيا وآدم ... بطينته المجدول فيه الودائع وأظهره منها نتيجة جدلها ... رسولا لدعواه الأنام تسارع أتيت رسول الله شمس هداية ... لها في قلوب المؤمنين مطالع وأعربت عن علم الغيوب بأمره ... فأنت خيار الخلق للسّرّ جامع جليل إمام المرسلين وخاتم ... وهل أنت إلا في زها العزّ يانع فيا خير خلق الله أنت ملاذنا ... إذا ضاق أمر أورمتنا المواجع فجاهك أضحى للعصاة وقاية ... لها في قبول المذنبين مواقع» وله أيضا [من الكامل] : ذب المليح ثناوه يحيى الحشا] «من منّة المولى عليّ أصوغ ... نظما وفي خير البرية يفرغ السول والمأمول في نيل المنى ... وإلى الجنان به نفوز ونبلغ عذب المديح ثناؤه يحيي الحشا ... كالغيث يحيى الأرض بل هو أسبغ إن ضاق ذرعك فالوسيلة جاهه ... والخير من تلك السعادة يبزغ هذا النبيّ الهاشميّ محمد ... يوم اللّقا سبل النجاة يبلّغ بمقامه المحمود خصّ مشفّعا ... جمع الخلائق بالشفاعة يسبغ ما نال هذا قبله أحد ولا ... من بعده أضحى لذاك مسوّغ فتباهت الأزمان والعليا به ... والعيش مذ جاء الكريم يرغرغ كم جاء بشرى الأنبياء لقومهم ... بالخاتم المختار أن قد يبزغ ومحا الظلام ظهوره وبفجره ... يعلو الهدى فوق الضّلال ويدمغ يا سيد الرّسل الكرام ومن به ... غوث الورى أنت الكريم المسبغ أنت الشفيع بباب جاهك صبّحت ... منا القلوب بثقلها تتمرّغ

202 عبد الرحيم بن أحمد بن علي البرعي

واستوثقت بالحبّ من زمن الصبا ... وازداد ما عن بابه تتروغ» «1» 202 عبد الرحيم بن أحمد بن علي البرعي ينسب إلى برع بتهامة اليمن. توفي حوالي 803 هـ/ 1400 م بين المدينة وميناء ينبع الحجازي على البحر الأحمر. له ديوان شعر مشهور لأن أغلبه في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم «2» وله [من الكامل] : «ضربت سعاد خيامها بفؤادي ... من قبل سفك دمي بسفح الوادي بعثت إليّ من الحجاز خيالها ... شتّان بين بلادها وبلادي بلد سمت أوطانه وتشرّفت ... بمحمد قمر الكمال الهادي قمر محا دين الضلالة بالهدى ... وأذلّ أهل البغي والإلحاد وفي تشوقه إلى نجد والحجاز يقول [من البسيط] : حمد سيد السادات من مضر] «قل للمطيّ اللواتي طال مسراها ... من بعد تقبيل يمناها ويسراها ما ضرّها يوم جدّ البين لو وقفت ... نقصّ في الحيّ شكوانا وشكواها لو حمّلت بعض ما حمّلت من حرق ... ما استعذبت ماءها الصّافي ومرعاها لكنّها علمت شوقي فأوجدها ... شوق إلى الشام أبكاني وأبكاها ما هبّ من جبلي نجد نسيم صبا ... للغور إلا وأشجاني وأشجاها ولا سرى البارق المكّيّ مبتسما ... إلّا وأسهرني وهنا وأسهاها تبادرت من ربى نيابتي برع ... كأنّ صوت رسول الله ناداها» وله لامية نبوية مطلعها [من البسيط] : «هم الأحبّة إن جاروا وإن عدلوا ... فليس لي معدل عنهم وإن عدلوا» وفيها:

_ (1) المرادي، سلك الدرر 3/ 2- 5؛ البغدادي، هدية العارفين 1/ 564؛ كحالة، معجم 5/ 211. (2) «شرح ديوان البرعي» للعارف بالله سيدي عبد الرحيم البرعي. القاهرة- طبعة ثانية- 1378 هـ/ 1958 م.

203 عبد الرحيم الشعراني المصري الشافعي

«حيث النّبوّة مضروب سرادقها ... وطالع النّور في الآفاق يشتعل وحيث من شرّف الله الوجود به ... فاستغرق الفضل فرد ماله مثل محمد سيّد السادات من مضر ... سرّ السيادة شمس ماله طفل يا خير من دفنت في التّرب أعظمه ... فطاب من طيبهنّ السهل والجبل نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه الهدى والنّدى والعلم والعمل أنت الحبيب الذي ترجى شفاعته ... عند الصراط إذا ما ضاقت الحيل» «1» 203 عبد الرحيم الشعراني المصري الشافعي المتوفى عام 1048 هـ/ 1638 م. تتلمذ على عم والده الشيخ عبد الوهاب الشعراني. نزل القسطنطينية حيث كان يدرس في المدرسة الأحمدية. له: - إيقاظ الوسنان- ديوان شعر فيه بعض القصائد النبوية [من السريع] : «يا سيّد الرّسل ومن جوده ... لكلّ خلق الله مسترسل «2» أنت الذي خصّك ربّي بما ... لم يحصه المزبر والمقول «3» فأنت باب الله أيّ امرىء ... أتاه من غيرك لا يدخل» «4» 204 عبد السلام بن أحمد بن غانم أصله من نابلس. نزل دمشق ووعظ بها، فأعجب الناس بكلامه. توفي بالقاهرة عام 678 هـ/ 1279 م. له: - كتاب تفليس إبليس- الأطيار والأزهار حل الرموز في فتح الكنوز- الفتوح الغيبية في الأسرار القلبية- ديوان شعر

_ (1) النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 233- 234؛ البغدادي، هدية 1/ 559؛ الزركلي، الأعلام 3/ 343؛ كحالة، معجم 5/ 302؛ فروخ، تاريخ الأدب 3/ 821- 822؛ فروخ، التصوف في الإسلام، ص 121- 123. (2) مسترسل: متتابع. (3) المزبر: القلم. المقول: اللسان. (4) النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 372؛ البغدادي، هدية 1/ 563؛ كحالة، معجم 5/ 207- 208.

205 عبد العزيز بن سرايا (صفي الدين الحلي)

يضم بعض القصائد النبوية [من البسيط] : «يا بسمة الريح بثّي أطيب الخبر ... وعلّلينا بريا نشرك العطر وحدّثي عن ربا وادي العقيق وعن ... أهل الفريق فكم في ذاك من غرر فإنني بعد إيناسي بقربهم ... قد صرت أقنع بعد العين بالأثر وإن أتيت ثنيّات الوداع قفي ... واقري التحية عنّي سيد البشر وبلّغي أنّ عيشي دون رؤيته ... لا يستلذّ ولا يصفو من الكدر لو أستطيع انقيادا جئت معتمدا ... على جفوني على رأسي على بصري طوبى لأينق ركب حثّها سحرا ... حادي الرحيل يفدّ البيد بالسفر تمدّ أعناقها والسير يقلقها ... شوقا إلى طلعة المختار من مضر» «1» 205 عبد العزيز بن سرايا (صفي الدين الحلي) شاعر عربي ولد في 5 ربيع الثاني 677 هـ/ 26 آب 1278 م في الحلة على الفرات. كان يمدح الأرتقيين بماردين. رحل إلى بلاط الملك الناصر بالقاهرة لكنه سرعان ما رجع إلى ماردين. اتصل بملكي حماه الأيوبيّين: المؤيّد وابنه الأفضل ونظم فيهما قصائد كثيرة ما بين مدح ورثاء هي من عيون شعره. توفي ببغداد عام 750 هـ/ 1349 م. له: - صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء- الخدمة الجليلة- الأغلاطي، معجم للأغراط اللغوية- ديوان «درر النحور» وهو عبارة عن 29 قصيدة في مدح مجد الملك الأرتقي. وكل قصيدة تتألف من 29 بيتا كل بيت يبدأ وينتهي بحرف من حروف الأبجدية. وله أيضا عدة مدائح نبوية أهمها الكافية البديعية. ولما كان في المدينة المنورة جاشت نفسه بقصيدة رائية مطلعها [من الطويل] : ر الله عز وجل] «كفى البدر حسنا أن يقال نظيرها ... فيزهى ولكنّا بذاك نضيرها» «2»

_ (1) الصفدي، الوافي بالوفيات 18/ 414- 416. (2) نظيرها: مثيلها. يزهى: يعجب. نضيرها: نضرّها.

وهي مئة بيت. فيها: «إلى خير مبعوث إلى خير أمة ... إلى خير معبود دعاها بشيرها ومن بشّر الله الأنام بأنّه ... مبشّرها عن إذنه ونذيرها محمد خير المرسلين بأسرها ... وأوّلها في الفضل وهو أخيرها عليك سلام الله يا خير مرسل ... إلى أمة لولاه دام غرورها عليك سلام الله يا خير شافع ... إذا النار ضمّ الكافرين حصيرها تشرّفت الأقوام لما تتابعت ... إليك خطاها واستمرّ مريرها «1» وفاخرت الأفواه نور عيوننا ... بتربك لمّا قبّلته ثغورها فضائل رامتها الرؤوس فقصّرت ... ألم تر للتقصير جزّت شعورها ولو وفّت الوفّاد قدرك حقّه ... لكان على الأحداق منها مسيرها لأنك سرّ الله والآية التي ... تجلّت فجلّى ظلمة الشّكّ نورها» وله قصيدة نبوية أخرى جاء فيها [من البسيط] : «محمد المصطفى الهادي الذي اعتصمت ... به الورى فهداهم أوضح الطّرق ومن له أخذ الله العهود على ... كلّ النبيين من باد وملتحق «2» علا له مدح الله العليّ بها ... فقال إنّك في كلّ على خلق «3» وخصّك الله بالفضل الذي شهدت ... كم ذا لعمرك في الفرقان من طرق «4» يا خاتم الرسل بعثا وهو أوّلهم ... فضلا وفائزهم بالسّبق والسّبق «5» صلّى عليك إله العرش ما طلعت ... شمس النهار ولاحت أنجم الغسق» «6»

_ (1) مريرها: الحبل المفتول. (2) العهود: المواثيق. باد: باديء. ملتحق: اللاحق. (3) قال تعالى: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [سورة القلم/ الآية 4] . (4) لعمرك: لحياتك. قال تعالى: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ [سورة الحجر/ الآية 72] . (5) السّبق: التقدم. السّبق: الخطر. (6) النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 180- 185 وص 419- 421؛ الصفدي، الوافي بالوفيات 18/ 481- 512؛ الكتبي، فوات الوفيات 2/ 335؛ دائرة المعارف الإسلامية 8/ 58؛ البغدادي، هدية 1/ 582؛ الزركلي، الأعلام 4/ 17- 18؛ كحالة، معجم 4/ 247؛-.

206 عبد العزيز بن عبد العزيز اللمطي المكناسي

206 عبد العزيز بن عبد العزيز اللمطي المكناسي المتوفى نحو 880 هـ/ نحو 1457 م. نحوي من فقهاء المالكية؛ نسبته إلى لمط من قبائل البربر بأقصى المغرب العربي. نزل المدينة المنورة. له: - ألفية في النحو- تقاييد على مختصر خليل في الفقه- قرة الأبصار في سيرة المشفع المختار. وهي أرجوزة موجودة بالمكتبة العربية بدمشق «1» . 207 عبد العزيز بن علي الغرناطي له عدة قصائد نبوية منها قصيدة مطلعها [من الكامل] : «القلب يعشق والمدامع تنطق ... برح الخفاء فكلّ عضو منطق» «2» وفيها: ر الوجود وغيثه المتدفق] «يا سائلي عن بعض كنه صفاته ... كلّ اللسان وكلّ عنه المنطق «3» بالذوق لا بالعلم يدرك علمنا ... سرّ بمكنون الكتاب مصدّق وبما أتى عن خير من وطىء الثّرى ... سرّ الوجود وغيثه المتدفق خير الورى وابن الذبيحين الذي ... أنواره في هديها تتألق رفعت له الحجب التي لم ترتفع ... إلّا إليه فكلّ ستر يخرق إنسان عين الكون مبلغ سرّه ... قطب الكمال وغيثه المتدفق من جاء بالآيات يسطع نورها ... والذكر فهو عن الهوى لا ينطق «4» فعليك يا أسنى الوجود تحيّة ... من طيب نفحتها البسيطة تعبق» «5»

_ - دار صادر، ديوان صفي الدين الحلي (بيروت 1962) 73/ 79 وص 83- 86. وياسين الأيوبي: صفي الدين الحلّي، دار الكتاب اللبناني- بيروت 1971. (1) الزركلي، الأعلام 4/ 21؛ كحالة، معجم 5/ 250. (2) برح: زال. (3) كنه: حقيقة. كل: عجز. (4) الذكر: القرآن الكريم. (5) نفحتها: رائحتها الطيبة. البسيطة: الأرض. النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 449- 452.

208 عبد العزيز بن علي المكي الزمزمي

208 عبد العزيز بن علي المكي الزمزمي ولد عام 900 هـ/ 1495 م. برع في الفقه والحديث والشعر. توفي عام 963 هـ/ 1556 م. له: - الفتاوى الزمزمية- الفتح المبين بفيض الجود على حديث فيض الوجود في شيبتني هود- الفتح المبين في مدح شفيع المذنبين «1» . 209 عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن المعروف بابن الرفاء ولد بدمشق عام 686 هـ/ 1190 م. تلقى العلم عن والده وعن ابن كليب وعبد الله الحربي وآخرين. درّس بدمشق وحماه وبعلبك ومصر. توفي عام 662 هـ/ 1263 م. له ديوان شعر «لزوم ما لا يلزم» في مجلد كبير يضم عدة مدائح نبوية منها قصيدة جاء فيها [من مخّلع البسيط] : «ويلاه من غمضي المشرّد ... فيك ومن دمعي المردّد يا كامل الحسن ليس يطفي ... ناري سوى ريقك المبرّد رفقا بولهان مستهام ... أقامه جدّه وأقعد ليس له منزل بأرض ... عنك ولا في السماء مصعّد قيّدته في الهوى فتمّم ... واكتب على قيده: مخلّد ومنها: فمن رأى ذلك الوشاح ال ... صائم صلّى على محمّد خير نبّي نبيه قدر ... عودي إلى المدح فيه أحمد ومرسل حمده شعاري ... لأنه في المعاد أعود أبان نقص الجميع عنه ... لمّا غدا في الكمال غرّد

_ (1) خليفة، كشف الظنون 2/ 1234؛ البغدادي، هدية 1/ 584؛ كحالة، معجم 5/ 254.

210 عبد العزيز بن محمد الفشتالي

أشرف من في النهار ناجى ... وخير من في الدّجى تهجّد» «1» 210 عبد العزيز بن محمد الفشتالي نسبة إلى فشتالة، قبيلة بالشمال الغربي لفاس من صنهاجة. ولد عام 956 هـ/ 1549 م. قرأ بفاس ومراكش. برع في النظم والنثر حتى أنه كان يقارن بالأديب الأندلسي لسان الدين بن الخطيب على قول أحمد المقري في عرف الطيب. كان كاتب المنصور ملك المغرب وأحد شعراء الريحانة والسلافة. وكان كثير الإحسان، كسا الروضة النبوية بالحرير الأحمر بخيط الذهب، وكان يتقشف في ملبسه ويشارك في الغزو. توفي عام 1030 هـ/ 1621 م. له: - مدح الجيش- ترتيب ديوان المتنبي على حروف المعجم- مناهل الصفاء في أخبار الشرفاء. من أشعاره في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم [من الطويل] : هـ معجزات أخرست كل جاحد] «محمد خير العالمين بأسرها ... وسيّد أهل الأرض من إنس او جان ومن بشّرت في بعثه قبل كونه ... نوامس كهّان وأحبار رهبان وحكمة هذا الكون لولاه ما سمت ... سماء ولا غاضت طوافح طوفان له معجزات أخرست كلّ جاحد ... وسلّت على المرتاب صارم برهان نبيّ الهدى من أطلع الحقّ أنجما ... محا نورها أسداف أفك وبهتان أيا خير أهل الأرض بيتا ومحتدا ... وأكرم كلّ الخلق عجم وعربان فمن للقوافي أن تحيط بوصفكم ... ولو ساجلت سبقا مدائح حسّان إليك بعثناها أمانيّ أجدبت ... لتسقى بمزن من أياديك هتّان أجرني إذا أبدى الحساب جرائمي ... وأثقلت الأوزار كفّة ميزاني فأنت الذي لولا وسائل عزّه ... لما فتحت أبواب عفو وغفران عليك سلام الله ما هبّت الصّبا ... وماست على كثبانها ملد أغصان» «2»

_ (1) الصفدي، الوافي بالوفيات 18/ 456- 554. (2) علي المدني، سلافة العصر، ص 585- 586؛ المقري، نفح الطيب 5/ 22- 29؛ البغدادي، هدية 1/ 584؛ الزركلي، الأعلام 4/ 26؛ كحالة، معجم 5/ 260.

211 عبد الغني بن أحمد الرافعي

211 عبد الغني بن أحمد الرافعي ولد بطرابلس عام 1232 هـ/ 1816 م. ودرس على والده وعلى عدة مشايخ منهم: نجيب الزعبي، مصطفى الحفار، إعراببي الزيلعي، إسماعيل الحافظ، رشيد الميقاتي. كما درس على مشاهير مشايخ سورية والحجاز: عبد الرحمن الكزبري، عبد الله الحلبي، محمد الكتبي مفتي مكة. تولى عبد الغني إفتاء طرابلس. توفي عام 1308 هـ/ 1890 م. له عدة مصنفات منها: - كتاب الفتاوى- تعليقات على حاشية ابن عابدين في الفقه- شرح على بديعية الصفي الحلي- ترصيع الجواهر المكية في تزكية الأخلاق المرضية- ديوان شعر فيه العدد من المدائح النبوية. لما حج وزار المدينة جاشت نفسه بقصائد نبوية جاء في إحداها [من الوافر] : «أتيتك زائرا ووددت أنّي ... جعلت سواد عيني أمتطيه ومالي لا أسير على الماقي ... إلى قبر رسول الله فيه» وفي أخرى [من الخفيف] : «أحمد المصطفى الحبيب المرجّى ... رحمة العالمين خير رسول فعليه الصلاة دوما من (م) ... الله وأزكى السلام والتبجيل وعلى الآل والصحابة طرّا ... بصباح تتلى ووقت الأصيل» وفي قصيدة نبوية مطولة جاء قوله [من الخفيف] : خر البرايا وغياث الانام] «النبيّ النبيل ذخر البرايا ... وغياث الأنام يوم القيامه خاتم الرسل بهجة الكون طه ... معدن الفضل والنّدى والشهامه وممد الوجود بالنور حتى ... أشرق الكون بهجة ووسامه يا ترى بعد ما تناهى التّنائي ... يبصر الطّرف قبره ومقامه وأرى بالحمى سقته دموعي ... ورعى الله دائما أيامه وأنادي عند الضريح بذلّ ... كن شفيعي عن هول يوم القيامه

212 عبد الغني بن إسماعيل النابلسي

يا عياذي وعمدتي وملاذي ... ونصيري إذا اشتكيت ظلامه يا سراج الهدى المنير ويا من ... قد محا الشّرك إذ أزال ظلامه لي بالجود منك آمال راج ... ضاق عنها سوى حماك ضخامه ووهت أبحر القريض لديها ... فاكتفينا بالفضل خوف السامه ربّي صلّى عليك في كلّ حين ... وحبا آلك الكرام سلامه ما تغنّى حادي الركائب ليلا ... هاتفا باسمكم فزاد هيامه أو عبيد الغنيّ شاقته وجدا ... لفتات الأرام من سفح رامه» «1» 212 عبد الغني بن إسماعيل النابلسي ولد بدمشق في 5 ذي الحجة 1050 هـ/ 1641 م. قرأ القرآن وطلب العلم. توفي والده عام 1062 هـ/ 1651 م فنشأ عبد الغني يتيما؛ لكنه أكبّ على تحصيل العلوم، فقرأ الفقه وأصوله على الشيخ أحمد القلعي الحنفي، والنحو والمعاني والبيان والصرف على الشيخ محمود الكردي نزيل دمشق، والحديث ومصطلحه على الشيخ عبد الباقي الحنبلي، والتفسير على الشيخ محمد المحاسني. وحضر دروس النجم الغزي. كما تتلمذ على عدة مشايخ دمشقيين: الأسطواني والفتال والصفوري. وسلك الطريقة القادرية على الشيخ عبد الرزاق الحموي الكيلاني، والنقشبندية على الشيخ سعيد البلخي. ثم تصدر للوعظ والإرشاد والتدريس والتسليك بالجامع الأموي بدمشق. وقام برحلات عديدة إلى استنبول والبقاع وجبل لبنان وطرابلس وفلسطين ومصر، ثم عاد ليستقر في دمشق حتى وفاته 24 شعبان 1143 هـ/ 1731 م. كان النابلسي شغل الناس في مصر والشام والحجاز والعراق؛ لعلو شأنه في مجال التصوف والأدب والتصنيف والرحلات وتربية ألوف المريدين.

_ (1) عبد الغني الرافعي، ترصيع الجواهر المكية (القاهرة 1301 هـ) ص 18؛ عبد الغني الرافعي، مجموعة قصائد مخطوط (طرابلس دون تاريخ) ص 31- 32؛ محمد كامل الرافعي، تاريخ الأسرة الرافعية، مخطوط (طرابلس دون تاريخ) ص 15- 32؛ عمر تدمري، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (بيروت 1984) 14/ 46- 50؛ كحالة، معجم 5/ 270.

اشتهر بكثرة مصنفاته وتاليفه وبغزارة نظمه. من مؤلفاته: - تعطير الأنام في تعبير المنام- الظل الممدود في معنى وحدة الوجود- تحقيق الانتصار في اتفاق الأشعري والماتريدي على الاختيار- زهرة الحديقة في ترجمة رجال الطريقة- كشف السر الغامض شرح ديوان ابن الفارض- جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص للشيخ محيي الدين بن عربي- ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأحاديث- بواطن القرآن ومواطن العرفان وهي خمسة آلاف بيت- كنز الحق المبين في أحاديث سيد المرسلين- شعر فيه ديوانان في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم: «مليح البديع في مديح الشفيع» و «نسيمات الأسحار في مدح النبي المختار» . وأهم الآثار الباقية من أدب النابلسي هو المجموع الضخم الذي يحوي ما نظمه في المواجيد الذوقية، والمدائح النبوية، والأحاجي الشعرية، والغزليات. وقد سمى مدائحه النبوية «نفحة القبول في مدحة الرسول» . ومنه لامية على غرار بانت سعاد ومطلعها [من البسيط] : «هل في البروق عن الأحباب تعليل ... لا والذي ما له في الحكم تعليل» «1» وفيها: بدة الكون ونور الوجود] «يا سيّد الرّسل يا زاكي الفخار ومن ... له على أنبياء الله تفضيل يا من ببعثته بان الصواب لنا ... وزال كفر به عنّا وتضليل يا زبدة الكون يا نور الوجود ويا ... شمس الهدى بك للأتباع تكميل يا من به قد عرفنا الله حيث مضى ... عنّا بهديك تشبيه وتعطيل طه الذي عندما قد جاءنا بطلت ... بشرعة الحقّ هاتيك الأباطيل وهو النبيّ الذي ما مثله أحد ... له من الله إكرام وتبجيل صلاة ربّي عليه دائما أبدا ... مع السلام الذي لي فيه تطويل» «2»

_ (1) التعليل الأولى: التلهي. التعليل الثانية: السبب. (2) المرادي، سلك الدرر 3/ 30- 37؛ البغدادي، إيضاح المكنون 2/ 553 وص 644 و 5/ 271؛ مبارك، التصوف الإسلامي 1/ 185- 187؛ يوسف النبهاني، أفضل الصلوات على سيد السادات (بيروت المطبعة الأدبية 1309 هـ) ص 159- 160؛ محمد كرد علي، خطط-.

213 عبد الفتاح بن محمد بدر الدين الزعبي

213 عبد الفتاح بن محمد بدر الدين الزعبي ولد بطرابلس عام 1256 هـ/ 1840 م. تلقى العلم بمدينته على مشاهير مشايخها فبرع في الفقه والأدب. استلم زاوية أجداده القادرية، كما تسلم الخطابة والتدريس والإمامة في الجامع المنصوري الكبير. تولى منصب نقابة أشراف مدينة طرابلس. توفي بطرابلس عام 1354 هـ/ 1935 م. من مؤلفاته: أنساب عائلات طرابلس، وهو مخطوط- المواعظ الحميدية، طبع ببيروت 1319 هـ/ 1901 م- مجموعة مباركة- ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية ومنها منظومة بالأسماء الشريفة النبوية جاء فيها [من الكامل] : بى الرحمة العظمى] «هو أحمد الأوصاف حامد ربّه ... والسّيّد المحمود في أعلى الرّتب يا أفضل الرسل الذي هو حاشر ... يا عاقبا منك المعارف تكتسب طه وياسين الذي هو طاهر ... ومطهّر في العالمين من الرّيب وهو الرسول كذا النبيّ وإنه ... لرسول رحمة ذي الجلال المنتدب أنت النبيّ الكامل الإكليل وال ... مدّثّر المزمّل المولي الأرب هذا كليم الله خاتم الانبيا ... هو خاتم الرّسل الكرام المنتخب هذا نبيّ الرحمة العظمى الذي ... في توبة العاصين جاء وبالقرب هذا بشير للمطيع مبشّر ... هذا نذير منذر لمن ارتكب هذا لنا نور سراج ثم مص ... باح هدى مهدى منير ما احتجب وهو الغياث ونعمة الله على ... كلّ الأنام هديّة من خير رب وهو المشفّع والشفيع لمن عصى ... هو صالح هو مصلح خلل الشّغب هو سيد للمرسلين وخيرهم ... وإمام كلّ المتقين المنتخب هو فاضل ومفضّل هو فاتح ... وكذاك مفتاح لأبواب القرب مفتاح رحمة ربّه مفتاح ج ... نّته فسبحان الذي فضلا وهب وهو الرؤوف بنا الرحيم وأذن خي ... ر سامع عند الرّجا ممّن طلب

_ - الشام 4/ 59؛ كحالة، معجم 5/ 271؛ الزركلي، الأعلام 4/ 32- 33؛ النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 163- 165؛ الكتاني، فهرس الفهارس 2/ 756- 758.

214 عبد القادر بن توفيق الشلبي

علم الهدى هو كاشف الكرب التي ... عظمت بنا وقعا ورافع الرّتب» » 214 عبد القادر بن توفيق الشلبي ولد بطرابلس عام 1295 هـ/ 1878 م. ونشأ فيها حيث درس على مشايخها المشهورين. وفي عام 1317 هـ/ 1899 م انتقل إلى المدينة المنورة حيث اشتغل بالتدريس، وانتهت إليه رئاسة الأحناف فيها. ثم عين رئيسا لجماعة التنقيب عن الآثار في أواخر زمن الأتراك. ثم عين معتمدا للمعارف بعد رحيلهم. توفي بالمدينة عام 1369 هـ/ 1950 م ودفن في البقيع. له: - الإجازات الفاخرة- ديوان شعر- قصائد في المديح النبوي «2» . 215 عبد القادر سعيد الرافعي ولد بطرابلس، وتعلم فيها أولا ثم درس في مصر. عاد إلى مدينته ليدرّس ويعظ ويرشد. توفي بطرابلس 1230 هـ/ 1815 م. له عدة قصائد نبوية منها: نيل المراد في تشطير بانت سعاد. ومطلعها: [من البسيط] : «بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... والنوم والسّهد مقطوع وموصول «3» والجسم بعد سعاد مدنف وصب «4» ... متيّم إثرها لم يفد مكبول» وفيها: «أنبئت أنّ رسول الله أوعدني ... لكنّ إيعاده بالصفح موصول «5»

_ (1) محمد الحسيني، فريدة الأصول (طرابلس 1311 هـ) ص 47؛ عبد الفتاح الزعبي، منظومة أسماء النبي العدناني (طرابلس دون تاريخ) ص 7- 11. (2) الزركلي، الأعلام 4/ 38؛ كحالة، معجم 5/ 285. (3) بانت البين: الفراق. (4) وصب، من وصب: وجع وجدا. (5) إيعاده: وعيده.

وهو الأمين الذي يرجى الأمان به ... والعفو عند رسول الله مأمول مهلا هداك الذي أعطاك نافلة ال ... تفضيل حقّا كما وافاك تنزيل حباك ربّ السما من خير معجزة ال ... قرآن فيها مواعيظ وتفصيل إنّ الرسول لسيف يستضاء به ... من ظلمة الدهر إن غال الحمى غول في فتية من قريش قال قائلهم ... هذا محمدكم بالنّصر مشمول» وله قصيدة أخرى مسماة بالزهر النضير في مدح البشير النذير. وهي مؤلفة من عشرين بيتا تقرأ على ألوف الأوجه؛ ذلك أن كل بيت منها على حدته يستخرج منه عشرون بيتا؛ إذا ضممت الثاني للأول يخرج منهما أربعمائة بيت مع تكرار بعض الشطرات واختلاف الأبحر. وإذا ضممت الثالث لهما يحصل ضعف ذلك وهو ثمانماية. وهكذا إلى آخر القصيدة. وقد جاء فيها [من البسيط] : «نبيّنا أحمد أفضاله عمم ... خير الورى من أتى للعرب والعجم شمس الهدى نوره ليل الضلال جلا ... بدر سما فضله في سائر الأمم بحر النّدى ورده للقاصدين حلا ... مروى الظّما كفّه كالمورد الشيم رسولنا ذو كتاب كلّه حكم ... بلا مرا طبق ما في اللوح والقلم شفيعنا غوث من زلّت له قدم ... كما ترى يوم عضّ الكفّ من ندم» وأما صورة بعض ما استخرج من البيت الأول فهي: «نبيّنا أحمد أفضاله عمم ... خير الورى من أتى للعرب والعجم نبيّنا من أتى للعرب والعجم ... خير الورى أحمد أفضاله عمم خير الورى أحمد أفضاله عمم ... نبيّنا من أتى للعرب والعجم نبيّنا أحمد أفضاله عمم ... نبيّنا من أتى للعرب والعجم خير الورى أحمد أفضاله عمم ... خير الورى من أتى للعرب والعجم» «1»

_ (1) عبد القادر سعيد الرافعي، نيل المراد في تشطير بانت سعاد (مصر 1315 هـ) ص 2- 13؛ الزركلي، الأعلام 4/ 40.

216 عبد القادر بن عبد القادر الأدهمي الحسيني

216 عبد القادر بن عبد القادر الأدهمي الحسيني الأدهمي نسبة إلى الزاهد إبراهيم بن أدهم، الحسيني نسبة إلى الحسين (ض) سبط الرسول صلى الله عليه وسلم. ولد بطرابلس وتلقى علومه على عدة مشايخ منهم: محمود عبد الدائم نشابة وعبد الرزاق الرافعي. ونال الإجازة في الطريقة الشاذلية من الشيخ محمد القاوقجي الطرابلسي. رحل الأدهمي إلى المدينة المنورة حيث تسلم خدمة الحجرة النبوية. توفي عام 1325 هـ/ 1907 م. له: - إرشاد المريد للمنهج السديد- تذكرة أولي البصائر- هداية الناسك- وسيلة النجاة والإسعاد- تعطير الوجود بمدح صاحب المقام المحمود- ترجمان الضمير بمدح البشير النذير- الدر النظيم بمدح النبي الكريم- ديوان مورد الصفا ومصدر الوفا بمدح النبي المصطفى- تبييت البردة وهي قصيدة نظمها عن طريق المساجلة أي تذييل كل بيت من الأصل ببيت آخر مع حسن الإرتباط والمماثلة. ولم يسبقه أحد إلى هذا الباب [من البسيط] : عدن الاحكام والحكم] «طه الرسول هو المرسول للأمم ... غيث مغيث أتانا كاشف الغمم هو الملاذ الذي ترجى إغاثته ... لدى خطوب الزمان النّوب الدّهم هو العظيم على الله العظيم وفي ال ... ذكر العظيم له التخصيص بالعظم وفي هداه لنهج الحقّ أرشدنا ... والله ميّزنا فيه على الأمم وقد سما الرسل في خلق وفي خلق ... ولم يساووه في مجد ولا شمم مولاه كمّله ذاتا وجمّله ... بالخلق والخلق والأفعال والشّيم أم كيف تحصي عليه الخلق طيب سنا ... من بعد تشريفه في مدح ربّهم عزّت مكانته جلّت مهابته ... عمّت عنايته الوثقى لمعتصم غرّ مناقبه شمّ مراتبه ... قد لان جانبه في الفعل والكلم جوامع الكلم الغرّاء خصّ بها ... وقد غدا معدن الإحكام والحكم نبيّنا المصطفى الهادي الأمين ومن ... ساد الخلائق من عرب ومن عجم وينهي قصيدته على عادة بعض الشعراء في التأريخ وفق حساب الجمّل:

217 عبد القادر بن محمد بن عبد الله الضميري

وما مديحي له البشرى مؤرّخه ... بنيل ما رمت من قصد ومن نعم» «1» (92) (681) (284) (256) 313 هـ/ 1895 م 217 عبد القادر بن محمد بن عبد الله الضميري الدمشقي الحنبلي، من أحياء القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي. من آثاره: - الدرة المضيئة- قصيدة الزهر في الآكام في مدح النبي عليه السلام «2» . 218 عبد الكريم بن ضرغام الصرصري الطرائفي المتوفى عام 852 هـ/ 1448 م. له عدة دواوين منها: - نفح الطيب في مدح الشفيع الحبيب؛ وقد جمعه محمد بن عبد اللطيف الرافعي الطرابلسي- أبكار الأفكار في مدح النبي المختار صلى الله عليه وسلم وهي عشرينيات أي عدة قصائد نبوية، كل منها مؤلفة من عشرين بيتا. جاء في إحداها [من الطويل] : از بالمحبوب في حضرة القدس] «سرى ليلة المعراج والليل عاكف ... من المسجد الأقصى إلى لعرش والكرسي «3» سبيل الهدى هادي العباد من الرّدى ... فطوبى لمن يهدى من الجنّ والإنس سما في سماء القرب أعلى مكانة ... وقد فاز بالمحبوب في حضرة القدس سحاب يسيح الجود من جود كفّه ... وهذا صحيح ليس بالوهم والحدس «4» سخيّ وفيّ حاز كلّ فضيلة ... دلائله تتلى وتقرأ في الدّرس

_ (1) عبد القادر الأدهمي، تبييت البردة (الإسكندرية 1313 هـ) ص 3- 20؛ عبد القادر الأدهمي، إرشاد المريد للمنهج السديد (طرابلس 1301 هـ) ص 4؛ الزركلي، الأعلام 4/ 39؛ كحالة، معجم 5/ 284. (2) كحالة، معجم 5/ 300. (3) عاكف: مقيم. (4) الجود: المطر الغزير. الحدس: التخمين.

219 عبد الكريم بن محمد الحسيني

سفين نجاة في المعاد لكلّ من ... على ودّه المألوف يضحي كما يمسي سليل خليل الله أشهد أنّه ... نبيّ بدا بالنّور أبهى من الشمس سلوت امتداحي غيره حرمة له ... وحبّا وأرجو أن يكون به أنسي سعدت به في كلّ حال وإنني ... به لسعيد في الحياة وفي الرّمس «1» سلام عليه كلما سطّرت له ... مدائح بالأقلام في ساحة الطّرس» «2» 219 عبد الكريم بن محمد الحسيني الشهير بابن حمزة. ولد عام 1051 هـ/ 1641 م. درّس بالمدرسة القيمرية البرانية بدمشق. تولى نقابة الأشراف بدمشق. توفي عام 1118 هـ/ 1706 م. له موشح وديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية [من الكامل] : «بشرى لنا من أمة مرضيّة ... طابت مزاياها بأكرم مرسل شرفت به في العالمين لذاك خو ... طبنا بكنتم في الكتاب المنزل «3» هذا هو الشرف الرفيع مناره ... طوبى لنا بجناب أو فى مأمل خير الأنام ورحمة العّلام من ... كان الختام وجاء بالدين الجلي ما علمنا بعظيم زاخر فضله ... إلّا كرشح نداوة الزّقّ الملي صلّى الإله على شريف جنابه ... وحباه من تسليمه بالأفضل وعلى ذويه الآل من سادوا الورى ... وعلى صحابته ذوي القدر العلي» «4» 220 عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الفكون القسنطيني ولد بقسنطينة بالجزائر. تولى إمارة ركب الجزائر في الحج. ولما

_ (1) الرمس: القبر. (2) الطرس: الصحيفة. النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 265- 267؛ البغدادي، هدية 1/ 611؛ الزركلي، الأعلام 4/ 52؛ كحالة، معجم 5/ 316. (3) قال تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [سورة آل عمران/ الآية 110] . (4) النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 372- 373؛ كحالة، معجم 6/ 4.

221 عبد الكريم بن محمد عويضة الطرابلسي

تقدمت به السن انقبض عن الناس، وترك الاشتغال بالعلوم. وكان يردد «قرأتها لله وتركتها لله» . توفي ببلدته عام 1073 هـ/ 1663 م. من كتبه: - شرح نظم المكودي في الصرف- شرح شواهد الشريف على الأجرومية- كتاب في حرادث فقراء الوقت- رسالة في تحريم الدخان- ديوان مرتب على حروف المعجم في المدائح النبوية «1» . 221 عبد الكريم بن محمد عويضة الطرابلسي ولد بطرابلس عام 1283 هـ/ 1865 م. درس أولا على عدة مشايخ طرابلسيين منهم: عبد الدائم نشابة، حسين الجسر، محمد الميقاتي. ثم تابع تحصيله العلمي في الأزهر على مشاهير مشايخه وفي طليعتهم الشيخ عبد القادر الرافعي مفتي الديار المصرية. وسلك الطريقة الشاذلية على الشيخ علي الجربي. ولما رجع إلى طرابلس أخذ يدرّس في مساجدها وفي مدارسها، وتنويها بفضله وجهوده في بث العلم والمعرفة وفي تربية الأجيال منحه رئيس الجمهورية اللبنانية الشيخ بشارة الخوري وسام الأرز. ترك الشيخ عبد الكريم عدة آثار أدبية وصوفية منها: - مقدمة في الأدب الروحي- مجلة أسبوعية «روضة الأدب» - ديوان شعر يشمل مختلف الأغراض الشعرية وفي طليعة هذه الفنون المديح النبوي الذي أفرد له جزآ مهما من ديوانه. وله تخميس لتوسلية الشيخ أمين الجندي، وقد سماها «نوال الشفا في مديح المصطفى» . جاء فيها [من الطويل] : «إذا ما عدت دهم الكروب العواضل ... عليّ وعادتني صروف النّوازل وعزّ نصيري في الخطوب الغوائل ... توسّلت بالمختار أرجى الوسائل نبيّ لمثلي خير كاف وكافل هو المرتجى في كلّ دهماء جلّت ... وعزّت لها الأنصار منا وقلّت هو المنّة الكبرى بنصّ الأدلة ... هو الرحمة العظمى هو النعمة التي

_ (1) الزركلي، الأعلام 4/ 56؛ كحالة، معجم 6/ 3- 4.

222 عبد اللطيف بن أحمد الفوي

غدا شكرها فرضا على كلّ عاقل لقد كان نورا قبل آدم زاهرا ... فمنه اكتسى هذا الوجود مظاهرا هو الأول المنعوت في الذكر آخرا ... هو المصطفى المقصود بالذات ظاهرا من الخلق فانظر هل ترى من مماثل حباه نعوت المجد بارىء خلقه ... وأرسله بالبيّنات لخلقه فيا لرسول قد زكا طيب عرقه ... شمائله تنبيك عن حسن خلقه فقل ما تشا في وصف تلك الشمائل خلال رسول الله بالحمد فصّلت ... وفي نعتها جاءت فواصل فصّلت «1» هو البرّ من فيه المثاني ترتّلت ... ولكنه بحر البحور توصّلت لأفضاله بالمدح كلّ الأفاضل بأوصافه قل ما تشاء من الثّنا ... ورصّع عقود الدّرّ زاهية السّنا وكن بمعاني مدحه متفنّنا ... فقلت لهم هل بعد مدحة ربّنا وخدمة جبريل مجال لقائل» «2» 222 عبد اللطيف بن أحمد الفوي ولد بالقاهرة عام 740 هـ/ 1339 م. وتوفي بحلب عام 801 هـ/ 1399 م. اشتهر بعلم الفرائض. له: - نظم عدة مسائل للحاوي- تخميس البردة «3» . 223 عبد اللطيف بن علي بن إبراهيم (ابن الخطيب) نزيل المدينة المنورة. توفي في حدود 932 هـ/ 1526 م. له: - لوامع

_ (1) فصلت: سورة فصلت. (2) صبحي الصالح، نثر اللآلي (طرابلس 1956) ص 7 وما بعدها، عبد الكريم عويضة، نوال الشفا في مديح المصطفى (طرابلس 1368 هـ) ص 2- 5. (3) كحالة، معجم 6/ 7- 8.

224 عبد اللطيف بن نصر الله الطويلي

الدرر بما ليس سواك من الأثر- تخميس أم القرى في مدح خير الورى «1» . 224 عبد اللطيف بن نصر الله الطويلي ولد بالطويلة من الغربية بشاطىء النيل عام 801 هـ/ 1399 م. انتقل إلى القاهرة. توفي بها عام 878 هـ/ 1473 م. له تخميس قصيدة البردة «2» . 225 عبد المجيد بن علي بن أحمد الحسني الإدريسي الشهير بالزيادي، المتوفى عام 163 هـ/ 1649 م. عالم، أديب، شاعر، مشارك في اللغة والطب والتصوف. من آثاره: - مؤلف في العروض قصيدة نيل الأرب في التشوق إلى أفضل العرب- قصيدة نيل المنى وبلوغ السول بالتعلق بجناب الرسول عليه صلوات لا تحول «3» . 226 عبد المحسن بن حمود التنوخي ولد بحلب عام 570 هـ/ 1174 م. برع في الأدب نظما ونثرا. كان كاتبا ووزيرا لعز الدين أيبك، صاحب صرخد. توفي التنوخي بدمشق عام 643 هـ/ 1245 م. له: - مفتاح الأفراح في امتداح الراح- الأخبار والنوادر- رسالة الأنوار- ديوان ترسل- ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية منها واحدة مطولة عارض فيها بانت سعاد ومطلعها [من البسيط] : والنبي فمن والاه منتصر] «صبّ عليل وما بالربع تعليل ... فليس إلّا على الإعوال تعويل» «4»

_ (1) كحالة، معجم 6/ 13. (2) كحالة، معجم 6/ 15. (3) كحالة، معجم 6/ 169. (4) عليل: مريض. الربع: المنزل. تعليل: شغله ولهاه. الإعوال: رفع الصوت. تعويل: إستعانة.

227 عبد المحمود بن إبراهيم بن محمد الحنبلي الجيلي

ومنها: «حتى إذا بلغت قبر النبيّ فلا ... رحل على ظهرها من بعد محمول وكيف يبلغ بي هذا المقام خطى ... ويغتدي وهو للتّرحال مرحول يا طيب طبت بقبر فيك ساكنه ... له على كلّ خلق الله تفضيل قبر به النّور لا تخبو أشعّته ... رائي سناه من الأنوار مذهول قبر له حلّ بيتا حلّ فيه رضا ... من الإله وتكريم وتبجيل فيه النبيّ الذي لولا نبوّته ... لما اقتفى الرّشد قبل اليوم هابيل فيه النبيّ الذي لولا شفاعته ... ما فكّ من ربقة العصيان مغلول هو النبيّ فمن والاه منتصر ... على عداه ومن عاداه مخذول لقد هدانا إلى دين له شهدت ... بالحقّ والصّدق توراة وإنجيل وجاءنا بكلام لا يبدّله ... خلق وهل لكلام الله تبديل فيه بيان وأمثال ومرحمة ... وحكمة ومواعيظ وتفصيل كلامه الصدق لا ريب يخالطه ... لأنه عن إله العرش منقول إليك جئت رسول الله من بلد ... ناء تخبّ بي القود المراسيل «1» وليس لي غير تسليمي عليك وتق ... بيل الضريح الذي يحويك تأميل» «2» 227 عبد المحمود بن إبراهيم بن محمد الحنبلي الجيلي سكن بغداد وفيها توفي. له ديوان لآلي الناظم في مدح الرسول الخاتم. وأوله: «الحمد لله الذي مدح رسوله في الكتاب ... وقد نظمت تسعا وعشرين قصيدة على حروف المعجم، في كل قصيدة واحد وثلاثون بيتا، يبتدأ بحرف وبه يختم بحسب الإمكان» «3» .

_ (1) تخب: تسرع. القود المراسيل: النوق السريعة. (2) النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 36- 43؛ البغدادي، هدية 1/ 621؛ الزركلي، الأعلام 4/ 151؛ كحالة، معجم 6/ 172. (3) خليفة، كشف الظنون 2/ 1535؛ البغدادي، هدية 1/ 622.

228 عبد المطلب بن هاشم

228 عبد المطلب بن هاشم جدّ النبي صلى الله عليه وسلم. ويدعى شيبة الحمد لكثرة حمد الناس له، لأنه كان ملجأ قريش في الأمور العصيبة والنوائب. وقد خلص مكة من غارة الحبشة فأحبه قومه، ورفعوا من شأنه فكانت له السقاية والرفادة. في آخر عمره رفض عبادة الأصنام، ووحد الله تعالى، كما حرّم الخمر والزنا، وأن لا يطوف بالكعبة عريان. توفي عام 579 م. له عدة أبيات في الإشادة بالمصطفى صلى الله عليه وسلم: لما ولد الرسول صلى الله عليه وسلم حمله جده عبد المطلب، وأدخله الكعبة، وجعل يدعو الله تعالى ويشكر ما أعطاه [من الرجز] : «الحمد لله الذي أعطاني ... هذا الغلام الطيّب الأردان قد ساد في المهد على الغلمان ... أعيذه بالبيت ذي الأركان حتى أراه بالغ البنيان ... أعيذه من شرّ ذي شنان من حاسد مضطرب العنان» ولما كان الرسول صلى الله عليه وسلم ابن خمس سنين قدمت به مرضعته- حليمة السعدية- إلى أمه، فالتمسته فلم تجده بين الناس، فأتت جده عبد المطلب وأخبرته بما حصل، ففتش عنه في شوارع مكة فلم يجده، عند ذلك سارع إلى الكعبة، يدعو الله أن يرده وأنشد [من الرجز] : «يا ربّ ردّ ولدي محمّدا ... أردده ربي واصطنع عندي يدا أنت الذي جعلته لي عضدا ... لا يبعد الدهر به فيبعدا أنت الذي سمّيته محمدا» «1»

_ (1) النويري، نهاية الأرب 16/ 71؛ ابن هشام، السيرة النبوية 1/ 160- 167؛ الآلوسي، بلوغ الأرب 1/ 355- 356؛ دحلان، السيرة النبوية، ص 67؛ التبنوني، الرحلة الحجازية، ص 265.

229 عبد الملك السلمي

229 عبد الملك السلمي الشهير بابن حبيب. ولد في البيرة بالأندلس عام 174 هـ/ 790 م. درس في بلدته أولا ثم في قرطبة. زار مصر وأخذ عن علمائها، ثم عاد إلى الأندلس. توفي بقرطبة عام 238 هـ/ 853 م. جمع بين علم الفقه والحديث وبين التاريخ والأدب. له تصانيف كثيرة منها: كتاب الواضحة في الفقه- حروب الإسلام- طبقات الفقهاء والتابعين مكارم الأخلاق- وصف الفردوس- مصابيح الهدى- تفسير موطأ مالك. لما أدى السلمي فريضة الحج خصّ الرسول صلى الله عليه وسلم بعدة قصائد جاء في إحداها [من الكامل] : «لله درّ عصابة صاحبتها ... نحو المدينة تقطع الفلوات ومهامه قد جبتها ومفاوز ... ما زلت أذكرها بطول حياتي حتى أتينا القبر قبر محمد ... خصّ الإله محمدا بصلاة خير البرية والنبيّ المصطفى ... هادي الورى لطرائق الجنّات لما وقفت بقربه لسلامه ... جادت دموعي واكف العبرات لا زلت زوّارا لقبر نبينا ... ومدينة زهراء بالبركات صلّى الإله على النبيّ المصطفى ... هادي البريّة كاشف الكربات» «1» 230 عبد الهادي بن عبد الله بن علي الحسني السجلماسي. من أهل المغرب. درس بفاس وغيرها من حواضر المغرب. توفي بمكة المكرمة عام 1056 هـ/ 1646 م. محدث، أصولي، ناظم. له: - فلك السعادة في فضل الجهاد والشهادة- منظومة لامية في مصطلح الحديث وشرحها- معارضة بانت سعاد «2» .

_ (1) المقري، نفح الطيب 1/ 46 و 2/ 5- 7؛ البغدادي، هدية 1/ 624؛ الزركلي، الأعلام 4/ 157. (2) الزركلي، الأعلام 4/ 173؛ كحالة، معجم 6/ 204.

231 عبد الواحد بن منصور الشهير بابن المنير

231 عبد الواحد بن منصور الشهير بابن المنير ولد عام 651 هـ/ 1253 م. درس على يد عمّه الشيخ ناصر الدين. وسمع من سراج الدين ابن فارس. كما سمع من نجم الدين عبد العزيز بن سلطان الربعي الموطأ والأربعين المسلسلات وذلك عام 671 هـ/ 1272 م. حدّث وناب في الحكم. توفي ودفن بالإسكندرية عام 733 هـ/ 1333 م. له: - تفسير في عشرة مجلدات- ديوان مدائح نبوية. إستهل بعضها بالأبيات التالية [من الوافر] : «يموت المرء عضوا بعد عضو ... وتذهب بعد ذاك الروح جمله فلا تفرح بطول العمر يوما ... إذا هو مرّ في لهو وغفله فتب لله والنفس اطّرحها ... تفز واحمل على الشيطان حمله» «1» 232 عبد الوهاب بن أحمد بن محمد الشهير بابن عربشاه ولد عام 813 هـ/ 1411 م بجاج طرخان من دشت قبجان. ثم تحول إلى حلب فدمشق. قرأ القرآن وحفظ الحديث ودرس العربية والفقه. توفي عام 901 هـ/ 1494 م. كان بارعا في الشعر حيث عالج فيه موضوعات شتى كالفقه والمسائل الخلافية وعلم التعبير والعروض. من مؤلفاته الغزيرة: - روضة الرائض في علم الفرائض، أرجوزة وشرحها- نفح الصبر في تعبير الأحلام، منظومة في نحو 4000 بيت- دلائل الإنصاف في نظم مسائل الخلاف أكثر من 25 ألف بيت- مرشد الناسك- كشف الكروب في ذكر بعض الصالحين- تضرع الذليل لربه المولى الجليل- أشرف الأنساب نسب أفضل الأنبياء- ديوان شعر في المديح النبوي «شفاء الكليم بمدح النبي الكريم» .

_ (1) ابن كثير، البداية والنهاية 14/ 171؛ البغدادي، هدية 1/ 635؛ الزركلي، الأعلام 4/ 177؛ كحالة، معجم 6/ 214؛ ابن حجر، الدرر الكامنة 2/ 422- 423.

233 عبد الوهاب بن علي السبكي

جاء في إحدى مدائحه [من الكامل] : «ولقد شكوت إلى طبيبي علّتي ... مما اقترفت من الذنوب الجانية وصف الطبيب شراب مدح المصطفى ... فهو الشّفا فاشرب هنيئا عافيه» «1» 233 عبد الوهاب بن علي السبكي ولد بالقاهرة 727 هـ/ 1327 م. درس بمصر أولا ثم في دمشق، ولازم الحافظ الذهبي (المتوفى 748 هـ/ 1347 م) . درّس بالقاهرة ودمشق. توفي عام 771 هـ/ 1370 م ودفن بسفح قاسيون. اشتهر بالتأريخ والأدب نظما ونثرا. من تصانيفه: شرح مختصر ابن الحاجب- طبقات الفقهاء الشافعية الكبرى- عدة قصائد نبوية منها: تائية في معجزات المصطفى صلى الله عليه وسلم وأرجوزة شفاء السقام في زيارة خير الأنام، جاء فيها [من الرجز] : «فصلّ كلّ لحظة عليه ... تمحق خطاياك على يديه وأنت يا مهموم إن أردتا ... أنّك تكفى ما أهمّ بتّا فاجعل له دعاءك الجميعا ... وثق بما قلت وكن مطيعا» وفي قصيدة أخرى [من الكامل] : «ونبيّنا خير الخلائق أحمد ... ذو الجاه عند الله ذي السلطان وله الشفاعة والوسيلة وال ... فضيلة واللواء وكوثر الظمان فاسأل إلهك بالنبيّ محمد ... متوسلا تظفر بكلّ أمان لا خلق أفضل منه لا بشر ولا ... ملك ولا كون من الأكوان ما العرش ما الكرسيّ ما هذي السما ... عند النبيّ المصطفى العدنان

_ (1) السخاوي، الضوء اللامع 5/ 97- 98؛ خليفة، كشف الظنون 2/ 1056؛ البغدادي، هدية العارفين 1/ 640؛ الزركلي، الأعلام 4/ 180؛ كحالة، معجم 6/ 219- 220.

234 عبد الوهاب الموصلي الشافعي

والرسل بعد محمد درجاتهم ... ثم الملائك عابدو الرحمن» «1» 234 عبد الوهاب الموصلي الشافعي ولد بالموصل عام 1129 هـ/ 1716 م. درس بمدينته فبرع في الخطابة والفصاحة والبلاغة ومعرفة أحوال الناس. تولى إمامة زاوية النبي جرجيس بالموصل. توفي عام 1173 هـ/ 1759 م. له شعر لطيف منه قوله مادحا للنبي صلى الله عليه وسلم [من الطويل] : «بطيبة طابت نفسنا من سقامها ... وهل مثلها في سائر الأكوان يوجد فما تربها إلّا شفاء قلوبنا ... وكيف لا نشفى وفيها محمّد نبيّ بشير شافع لعصاتنا ... نصوح أمين شاهد ومجاهد رسول له الخلق العظيم سجيّة ... به جاءت الآيات وهو المؤيّد رسول رقى السبع الطّباق بنعله ... وخاطبه المولى العظيم الممجد رسول أتانا بالهدى بعد غيّنا ... ويشفع فينا يوم حشر ويسجد فيا فوز قوم يحمدون جنابه ... ينادونه يا غوثنا أنت أحمد عليك صلاة الله ما هبّت الصّبا ... وما صاح قمريّ الحمام المغرّد» «2» 235 عتيق بن أحمد الغساني من شعراء غرناطة بالأندلس. له عدة مدائح نبوية. جاء في إحداها [من الكامل] : طيبة طابت نفسنا من سقامها] «واجعل شفيعك إن قصدت عناية ... قبرا تقدّس تربه وتشرّفا قبرا تضمّن نور هدي واضح ... لم يحتجب عن مبصريه ولا اختفى قبرا حوى النّور المبين فنوره ... يهدى به دار السلام من اقتفى قبرا علا بالهاشميّ محمد ... أبهى الأنام سنا وأوفى من وفى

_ (1) السبكي، طبقات الشافعية 1/ 93- 94 و 2/ 264؛ ابن قاضي شهبة، طبقات الشافعية 2/ 257- 258؛ كحالة، معجم 6/ 225- 226. (2) المرادي، سلك الدرر 3/ 146.

236 عثمان بن عبد الله بن فتحي بن عليوي المولوي

خير الورى علم التّقى شمس الهدى ... المنتقى والمجتبى والمصطفى سلّم عليه وخصّه بتحية ... واقرأ عليه من السّلام مصفّفا وأعد حديث مشوق قلب عنده ... من لم يذب شوقا له ما أنصفا» » 236 عثمان بن عبد الله بن فتحي بن عليوي المولوي المنسوب إلى بيت الطحان. ولد بالموصل عام 1271 هـ/ 1854 م. كف بصره صغيرا فانتقل إلى بغداد فدمشق والقسطنطينية ومصر. ثم حج وعاد إلى بغداد. توفي فيها عام 1341 هـ/ 1923 م. كان يجيد القراآت العشر، ماهرا في الموسيقى والشعر. أصدر في مصر مجلة سماها المعارف. له مواقف وطنية مشهودة. من مؤلفاته: المراثي الموصلية- الأبكار الحسان في مدح سيد الأكوان- الهدية الشامية على القصيدة اللامية في مدح خير البرية (لامية البوصيري) - منظومة بديع النظام على سجع الحمام في مدح خير الأنام- منظومة سعادة الدارين في مدح سيد الكونين «2» . 237 العربي بن أحمد بن علي الحسني اليوسفي البلقيني. نقيب الأشراف العلويين بالمغرب والمتوفى عام 1271 هـ/ 1855 م. له ديوان شعر كله في المديح النبوي والوعظ «3» . 238 عسكلان بن عواكن الحميري أحد المعمرين. كان ممن بشر برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. أدرك البعثة وأسلم. اجتمع بعبد الرحمن بن عوف وقال له: «ألا أبشرك ببشارة وهي

_ (1) النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 386. (2) الزركلي، الأعلام 4/ 209؛ كحالة، معجم 6/ 260. (3) كحالة، معجم 6/ 276.

239 عطية بن يحيى المحاربي

خير لك من التجارة. قلت: بلى. قال: إن الله قد بعث في الشهر الأول من قومك نبيا ارتضاه صفيا، وأنزل عليه كتابا وفيا، ينهى عن الأصنام ويدعو إلى الإسلام، يأمر بالحق ويفعله، وينهى عن الباطل ويبطله، وهو من بني هاشم وإن قومك لأخواله. يا عبد الرحمن وآزره وصدقه واحمل إليه هذه الأبيات [من مخلع البسيط] : «أشهد بالله ذي المعالي ... وفالق الليل والصباح إنك في الشّرف من قريش ... وابن المفدّى من الذباح أرسلت تدعو إلى يقين ... ترشد للحقّ والفلاح هدّ كرور السنين ركني ... عن مكر السير والرّواح أشهد بالله ربّ موسى ... أنك أرسلت بالبطاح فكن شفيعي إلى مليك ... يدعو البرايا إلى الصّلاح» قال عبد الرحمن: «فقدمت فلقيت أبا بكر فأخبرته الخبر. فقال: هذا محمد بن عبد الله بعثه الله إلى خلقه رسولا فأته، فأتيته وهو في بيت خديجة فأخبرته. فقال: أما إن أخا حمير من خواص المؤمنين، وربّ مؤمن بي ولم يرني، وصدق بي وما شهدني، أولئك إخواني حقا» «1» . 239 عطية بن يحيى المحاربي اشتهر بالفقه والخطابة والأدب نظما ونثرا. وكان من تلامذة لسان الدين ابن الخطيب. مولده بوادي آش عام 709 هـ/ 1309 م. درس فيها وفي غرناطة. ثم تولى الخطابة والإمامة عام 739 هـ/ 1337 م بمسقط رأسه. كما تولى القضاء بها وبأعمالها ابتداء من عام 743 هـ/ 1342 م. ومنذ 756 هـ/ 1355 م انتقل إلى غرناطة حيث أصبح كاتب السلطان. من نظمه في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم عدة قصائد منها قصيدة مطلعها [من الطويل] : ظيم المزايا ماله من مماثل] ألّا أيّها الليل البطيء الكواكب ... متى ينجلي صبح بليل المارب»

_ (1) ابن حجر، الإصابة 3/ 105- 106.

240 علاء الدين الدمشقي المعروف بابن أيبك

وفيها: «إليك رسول الله شوقي مجدّدا ... فيا ليتني يمّمت صدر الركائب حبيبي شفيعي منتهى غايتي التي ... أرجّي ومن يرجوه ليس بخائب محمد المختار والحاشر الذي ... بأحمد حاز المجد من كلّ جانب رؤوف رحيم خصّنا الله باسمه ... وأعظم بماح في الثناء وعاقب رسول كريم رفع الله قدره ... وأعلى له قدرا رفيع الجوانب وشرّفه أصلا وفرعا ومحتدا ... يزاحم آفاق السما بالكواكب سراج الهدى ذو الجاه والمجد والعلا ... وخير الورى الهادي الكريم المناسب هو المصطفى المختار من آل هاشم ... وذو الحسب العدّ الرفيع المناصب هو المصطفى المختار من آل هاشم ... وذو الحسب العدّ الرفيع المناصب إمام النبيين الكرام وإنه ... لكالبدر فيهم بين تلك المواكب بشير نذير مفضل متطوّل ... سراج منير بزّ نور الكواكب عظيم المزايا ماله من مماثل ... كريم السّجايا ماله من مناسب جليل جميل الخلق والخلق ماله ... نظير ووصف الله حجّة غالب له معجزات مالها من معارض ... وآيات صدق مالها من مغالب لقد شرّف الله الوجود بمرسل ... له في مقام الرّسل أعلى المراتب وشرّف شهرا فيه مولده الذي ... جلا نوره الأسنى دياجي الغياهب فشهر ربيع في الشهور مقدّم ... فلا غرو أنّ الفخر ضربة لازب إلهي مالي بعد رحماك مطلب ... أراه بعين الرّشد أسنى المطالب سوى زورة القبر الشريف وإنّه ... لموهبة فاقت جميع المواهب عليه سلام الله ما لاح كوكب ... وما رافق الأظعان حادي الركائب» «1» 240 علاء الدين الدمشقي المعروف بابن أيبك من أهل القرن الثامن الهجري. له قصيدة نبوية مطولة سماها «شمس المطالع في مدح القمر الطالع» . ومطلعها [من البسيط] : «مصون دمعي على الخدّين مبذول ... وفيكم أنا معذور ومعذول»

_ (1) المقري، نفح الطيب 7/ 282- 287.

241 علاء الدين بن علي بن يوسف كباره

وفيها: «أنتم كرام وكلّ العاشقين لهم ... على مكارمكم في الحبّ تطفيل وكلّ حسن قبيح عند حسنكم ... يا من جمالهم للكون تجميل فلو نأى شخصكم عنّا بغيبتكم ... ففي جوانحنا منكم تماثيل «1» كرّر أحاديثه لا تخش من ملل ... فما حديث رسول الله مملول نحا رؤوس الفدا بالسيف منصلتا ... فسيفه فاعل والهام مفعول «2» إن تعشقوه فموتوا في محبّته ... أو تمدحوه فمهما شئتم قولوا يا أشرف الخلق عند الله منزلة ... ومن على قلبه بالوحي تنزيل صلّى عليك الذي أعلاك مرتبة ... ما زيّن الذكر ترتيب وترتيل» «3» 241 علاء الدين بن علي بن يوسف كباره ولد بطرابلس عام 1239 هـ/ 1920 م تلقى علومه الأولى على يد والده. ثم درس على عدة مشايخ طرابلسيين منهم: عبد الكريم عويضة، صلاح أبو علي المصري، إبراهيم السندروسي. برع في الأدب نثرا ونظما. كما أوتي صوتا حسنا، فهو ينظم القصائد النبوية وينشدها في المحافل والمنتدبات. له ديوان شعر قصره على الاستغاثات والمناجاة والتوسلات الإلهية والمدائح النبوية، بالإضافة إلى بعض القصائد الوعظية والحكمية. جاء في إحدىء مدائحه [من الكامل] : «يا راحلين إلى النبيّ زيارة ... صلّوا عليه وسلّموا تسليما فالشوق هيّج مهجتي للقائه ... والعجز حطّم قوتي تحطيما لمّا وصلتم نحو طيبة هام بي ... حبّ النبيّ محمد تكريما إني على أمل وحسن رعاية ... في أن أراه ولا يردّ حميما

_ (1) جوانحنا: ضلوعنا. تماثيل: صور. (2) نحا: قصد. منصلتا: مسلولا. الهام: الرؤوس. (3) النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 120- 123.

242 علي بن أبي طالب (ض) أمير المؤمنين

رؤيا حضور أو بحلم صادق ... فهو الكريم وبي أراه رحيما» وفي أخرى [من الكامل] : «زر قبر أحمد إن أردت كمالا ... واهنأ بقرب ليس فيه ملالا فالعيش في ظلّ الحبيب لذاذة ... وجمال عيشي من لدنه تعالى إنّ الحبيب محمدا زين الورى ... أعطاه ذو الإكرام منه كمالا قد فاق كلّ الأنبياء بسمته ... وغدا علاه للأنام مثالا» وفي أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم وصفاته الكريمة أنشد [من الكامل] : يم الرسول رفيعة علوية] «شيم الرسول رفيعة علويّه ... ما مثلها بين الأنام مزيّه لم ينبعث قبلا رسول مثله ... في قوة روحية مرضيّه أو في علوم ضمّنتها حكمة ... وبلاغة ومكارم خلقيّه لم يستطع أسمى بيان حصرها ... في نسخها أو خطبة لفظيّه فإذا رأيت جماله وجلاله ... غمرتك رحمة ربّك القدسيّه ويقول ربي أحيني في زمرة ... مسكينة عند الجزاء سويّه فالعين تدمع خشية من ربّه ... وله من الرحمن خير هديّه ويقوم نصف الليل أو ما دونه ... متعبّدا ربا بطهر طويّه حتى شكت قدما الرسول تورّما ... هيهات تغفو عينه النّبويّه متحملا فرط العذاب بدعوة ... والروح منه بالعلاء نديّه جمع الجموع على عدالة حكمه ... وتوحّدت في الله كلّ قضيّه» «1» 242 علي بن أبي طالب (ض) أمير المؤمنين رابع الخلفاء الراشدين ولد بمكة. ربي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم. إغتاله عبد الرحمن بن ملجم الخارجي في 17 رمضان عام 40 هـ/ 661 م. جمعت أقواله وخطبه ورسائله في كتاب سمي «نهج البلاغة» ولأكثر الباحثين شك في نسبته كله إليه، وكذلك بالنسبة لديوانه.

_ (1) علاء الدين كبارة، الديوان، مخطوط (طرابلس دون تاريخ) ص 4- 25.

243 علي بن أحمد بن علي بن لبال

لما آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين الصحابة وترك عليا، قال له لم ذلك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إنما أخرتك لنفسي أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة. فبكى علي (ض) وقال [من الطويل] : «أقيك بنفسي أيها المصطفى الذي ... هدانا به الرحمن من غمة الجهل وأفديك حوبائي وما قدر مهجتي ... لمن أنتمي فيه إلى الفرع والأصل ومن ضمّني مذ كنت طفلا ويافعا ... وأنعشني بالعلّ منه وبالنهل ومن جدّه جدّي ومن عمه أبي ... ومن نجله نجلي ومن بنته أهلي لك الفضل إني ما حييت لشاكر ... لإتمام ما أوليت يا خاتم الرسل» ولما انتصر الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض المعارك أنشد الإمام علي (ض) [من الطويل] : «ألم تر أنّ الله أبلى رسوله ... بلاء عزيز ذي اقتدار وذي فضل بما أنزل الكفار دار مذلّة ... فألفوا أسارى من هوان ومن ذلّ فأمسى رسول الله قد عزّ نصره ... وكان رسول الله أرسل بالعدل» وقال يرثيه صلى الله عليه وسلم [من الطويل] : «أمن بعد تكفين النبيّ ودفنه ... بأثوابه آسى على هالك ثوى رزئنا رسول الله فيك فلن نرى ... بذاك عديلا ما حيينا من الردى وكنت لنا كالحصن من دون أهله ... له معقل حرز حريز من العدى وكنا بمرآكم نرى النور والهدى ... صباحا مساء راح فينا أو اغتدى لقد غشيتنا ظلمة بعد فقدكم ... نهارا وقد زادت على ظلمة الدّجى فيا خير من ضمّ الجوانح والحشا ... ويا خير ميت ضمّه التّرب والثّرى» «1» 243 علي بن أحمد بن علي بن لبّال ولد في شريش شذونة بجنوب الأندلس، عام 508 هـ/ 1114 م. إشتهر

_ (1) علي بن أبي طالب، ديوان أمير المؤمنين، تحقيق عبد العزيز كرم (دمشق 1960) ص 7 وما بعدها؛ الصفدي، الوافي بالوفيات 21/ 269- 282؛ الزركلي، الأعلام 4/ 295- 296؛ كحالة، معجم 7/ 112.

244 علي بن أحمد الفاسي الشهير بالشامي

بالصلاح والورع والزهد. كما اشتهر بالحديث والفقه والأدب نثرا وشعرا. روى عن جماعة من العلماء منهم: ابن العربي وشريح وأبو بكر بن طاهر وأبو الحجاج الأندي. أجبره أهالي شريش على تولى منصب القضاء. توفي عام 583 هـ/ 1187 م. له: - شرح على مقامات الحريري- ديوان شعر معظمه في المديح النبوي وفي الحجاز وفي عدد من الأغراض الوجدانية «1» . 244 علي بن أحمد الفاسي الشهير بالشامي كان حيا 1027 هـ/ 1617 م. له عدة قصائد نبوية منها فائية مطلعها [من الطويل] : «دعوا شفة المشتاق من سقمها تشفى ... وترشف من آثار قرب الهدى رشفا» «2» وفيها: «فممن قال بدر التّمّ أو طلعة الضّحى ... أو الأرض يحكيها فما أنصف الوصفا فما الشمس إلّا من محاسن ضوئها اس ... تنارت ولولاها للازمت الكسفا وما البدر إلّا من مشارق نورها اس ... تمدّ ولولاها لما فارق الخسفا نبيّ به نلنا المنى وتواكفت ... علينا من الرحمن سحب الرّضا وكفا «3» تعالى عن العلياء حتى أنار من ... علاه العلا والغور والنّجد والخيفا «4» هداه هدى الهادين منه إلى الهدى ... وحبّه أهدى الوارد المورد الأصفى» «5» 245 علي بن أحمد بن محمد بن حمدون الحميري أصله من ملقة بالأندلس. رحل إلى المشرق. كان حيا عام 667 هـ/

_ (1) فروخ، تاريخ الأدب 5/ 475- 476؛ المقري، نفح الطيب 3/ 442 و 4/ 231- 234؛ الزركلي، الأعلام 4/ 256؛ كحالة، معجم 7/ 21. (2) الرشف: المص. (3) تواكفت وكفا: وكفت السحب: قطرت. (4) الغور: المكان المنخفض. النجد: المرتفع. الخيفا: الناحية. (5) النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 397- 399.

246 علي بن أحمد المدني الشهير بابن معصوم

1268 م. له عدة قصائد نبوية. جاء في إحداها [من الطويل] : جل العالمين مكانة] «وفارقت من غرب البلاد مواطنا ... فسقّى ربى غرب البلاد سحاب فبالقلب من نار التشوق حرقة ... وبالعين من فيض الدموع عباب وأخشى سهام الموت تفجأ غفلة ... وما سار بي نحو الرسول ركاب وقلبي معمور بحبّ محمد ... فما لي في غير الحجاز طلاب فجسمي في مصر وروحي بطيبة ... فللرّوح عن جسمي هناك مناب وأرجو ثوابا بامتداحي محمدا ... وما كلّ مثن في الزّمان يثاب» ثم يذكر بعض معجزاته ويخلص إلى: «فلم تلهه دنياه عن خوف ربه ... ولا شغلته عن رضاه كعاب محمد المختار أعلى الورى ندى ... وأكرم مبعوث أتاه كتاب أتحسب أن تحصى بعدّ صفاته ... وهيهات ما يحصي علاه حساب ثناء رسول الله خير ذخيرة ... وقد ذلّ جبّار وخيف عقاب وقد نصب الميزان والله حاكم ... وذلّت لأحكام الإله رقاب فكلّ ثناء واجب لصفاته ... فما مدح مخلوق سواه صواب إليك رسول الله أنهي مدائحي ... وإنّ رجائي راحة وثواب فأنت أجلّ العالمين مكانة ... وأكرم مدفون حواه تراب» «1» 246 علي بن أحمد المدني الشهير بابن معصوم شيرازي الأصل. ولد بمكة عام 1052 هـ/ 1642 م. أقام مدة بالهند وتوفي بشيراز عام 1119 هـ/ 1707 م. عالم بالأدب والشعر والتراجم. من كتبه: سلافة العصر في محاسن أهل العصر في تراجم الرجال- شرح القاموس للفيروز آبادي- الحدائق الندية في شرح الصمدية- رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين في الأدعية- أنوار الربيع، شرح بديعية له-

_ (1) المقري، نفح الطيب 2/ 609- 611.

247 علي بن أيبك بن عبد الله النقصاوي

تخميس البردة- ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية منها قصيدة مطلعها [من السريع] : «يا عين هذا العلم الأكبر ... هذا النبيّ الأكرم الأطهر» وفيها: «محمد طه شفيع الورى ... شفاعة عظمى بها بشروا في موقف كلّ النبيين في ... دهيائه للنفس تستصغر «1» يا سيد الرسل سلام على ... وجهك وهو الكوكب الأنور يا صفوة الحقّ سلام على ... مثواك وهو الأقدس الأزهر «2» يا هادي الخلق سلام على ... سوحك وهي الموطن الأفخر» وفي قصيدة ثانية جاء قوله [من البسيط] : «أكرم به من مثال زانه شرف ... من أشرف الرسل خير الخلق كلهم محمد أحمد المحمود من شرفت ... بوطي نعليه أرض القدس والحرم فالثمه لثم محبّ لم يفز بلقا ... حبيبه فرأى الآثار للقدم وعفّر الخدّ فيه واكتحل نظرا ... به فرؤيته تشفي من الألم واحمله تظفر بما ترجوه من أمل ... واحفظه تحفظ من الأسواء واللمم وكم نجا حاملوه الحافظون له ... من سوء خطب ملم فادح عمم» «3» 247 علي بن أيبك بن عبد الله النقصاوي ولد بدمشق عام 728 هـ/ 1328 م. برع في الشعر. مدح الأكابر وطارح الأدباء وله مدائح نبوية منها قصيدة على وزن بانت سعاد. توفي عام 801 هـ/ 1399 م. له تاريخ لحوادث زمانه «4» .

_ (1) الدهياء: الداهية العظيمة. (2) المثوى: المنزل. الأزهر: الأنور. (3) علي المدني، سلافة العصر، ص 591؛ النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 238- 239؛ البغدادي، هدية 1/ 763؛ الزركلي، الأعلام 4/ 258- 259؛ كحالة، معجم 7/ 28. (4) السخاوي، الضوء اللامع 5/ 194- 195؛ كحالة، معجم 7/ 42.

248 علي بن الجياب الأنصاري الأندلسي

248 علي بن الجياب الأنصاري الأندلسي ولد عام 673 هـ/ 1274 م. أحد مشايخ لسان الدين بن الخطيب. كان كاتبا. توفي عام 749 هـ/ 1348 م. له: روح الشجر وروح الشعر- ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية منها لامية مطلعها [من الطويل] : ير الورى ذاتا وخلقا ومحتدا] «ألا عدّ عن وصف الديار المواثل ... ودهر قضى لم تحظ فيه بطائل» «1» وفيها: «هو المصطفى المختار ذو الشّيم التي ... تنزّهن أن يلغى لها من معادل «2» عظيم العطايا والمزايا محبب ... إلى كلّ قلب حافظ للوسائل رؤوف رحيم خصّ باسم إلهه ... رسول كريم خاتم للرسائل بشير نذير صادق الوعد مرشد ... سراج منير ماله من مماثل وصول لأرحام منيل لنائل ... حمول لعبء الدهر عن كلّ عائل شفيع رفيع طاب حيا وميّتا ... ثمال اليتامى في السنين المواحل «3» وخير الورى ذاتا وخلقا ومحتدا ... وأجمعهم حقا لشتّى الفضائل «4» له خلق جاء الكتاب بمدحه ... فهل بعد هذا من مقال لقائل فمن ذا الذي يحصي كريم صفاته ... وهنّ بحار مالها من سواحل» «5» 249 علي بن حسن المدني الشهير بالبرزنجي ولد بالمدينة المنورة عام 133 هـ/ 1720 م. درس على أخيه جعفر

_ (1) المواثل: رسم الدار الذي ذهب أثره. طائل: الفضل والغنى. (2) تنزهن: تباعدن. يلغى: يوجد. (3) ثمال: غياث. المواحل: المجدبات وهو مأخوذ من قول علي (ر ض) في مدح النبي صلى الله عليه وسلم وأبيض يستسقى الغمام به ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل (المعجم الوسيط: [ثمل] ) . (4) محتدا: أصلا. (5) البغدادي، هدية 1/ 719؛ النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 217.

250 علي بن الحسين بن علي الموصلي

وعلى المشايخ: عطا وأحمد الأشبولي ومحمد بن الطيب ومحمد العجيمي ومحمد البناني المغربي ومحمد الفاسي. كان معتزلا للناس، ملازما للخلوة. توفي بالمدينة بعد عام 1195 هـ/ 1780 م. من آثاره ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية، وفيه أيضا نظم مولد النبي صلى الله عليه وسلم لأخيه جعفر البرزنجي. وله تخميس بديع في مدح النبي صلى الله عليه وسلم [من الطويل] : «أيا كوثر العرفان يا خير مرسل ... ويا مورد الظمان والعارف الولي وساقي حميّا الحبّ من حضرة العلي ... أأظما وأنت العذب في كلّ منهل وأظلم في الدنيا وأنت نصيري حبيب بك الرحمن في الحجر أقسما ... وخصّك بالتصريف في الأرض والسّما أغثني إذا ما الضيم بالسهم قد رمى ... وعار على راعي الحمى وهو في الحمى إذا ضاع في البيدا عقال بعير» «1» 250 علي بن الحسين بن علي الموصلي شاعر أديب من أهل الموصل. أقام مدة في حلب، وسكن دمشق، وتوفي بها عام 789 هـ/ 1387 م. له ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية، منها بديعية شرحها في كتاب سماه «التوصل بالبديع إلى التوسل بالشفيع» . ومنها قصيدة على غرار بانت سعاد ومطلعها [من البسيط] : «هل يبرىء الصّبّ قبل الموت تقبيل ... فقلبه بكؤوس الشوق معلول» وفيها: «محمد المصطفى الهادي البشير ومن ... لمدحه في كتاب الله ترتيل موسى وعيسى به قد بشّرا فقضت ... بشاهد القول توراة وإنجيل يا أكرم الخلق يا أعلى الأنام ويا ... خير البرية يا من قربه السّول كن لي شفيعا إذا ما قمت في خجل ... وقيل إنك منسوب ومسؤول

_ (1) المرادي، سلك الدرر 3/ 213؛ البغدادي، هدية 1/ 770؛ كحالة، معجم 7/ 61.

251 علي بن سالم بن عبد الناصر الغزي

أنت الشفيع بتقدير الإله لنا ... وكلّ ما قدّر الرحمن مفعول» وأنشد في الحرم النبوي عام 738 هـ/ 1337 م. قصيدة نبوية مطولة، مطلعها [من الطويل] : «دعاها تواصل سيرها بسراها ... ولا تر دعاها فالغرام دعاها» وفيها: «إليك رسول الله سعي عصابة ... تعدّ خطاها فيك محو خطاها أتت وقراها موقر بذنوبها ... فأحسن كعادات الكرام قراها وليس لها عند الإله وسيلة ... سواك إذا ما النار شبّ لظاها» «1» 251 علي بن سالم بن عبد الناصر الغزي الشافعي المتوفى عام 747 هـ/ 1346 م. درّس بالقدس. من آثاره: تخميس البردة «2» . 252 علي بن سليم بن ربيعة الأذرعي ولد عام 657 هـ/ 1259 م. اشتهر بالفقه والنظم. حكم بطرابلس وعجلون ودمشق. توفي بالرملة عام 732 هـ/ 1331 م. من آثاره: - نظم التنبيه للشيرازي في فروع الفقه الشافعي- تخميس الوترية في مدح خير البرية لابن رشيد البغدادي «3» .

_ (1) النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 117- 119؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، ج 21، تحقيق محمد الحجيري (قيسبادن 1988) ص 52- 56؛ البغدادي، هدية 1/ 725؛ الزركلي، الأعلام 4/ 280؛ كحالة، معجم 7/ 75. (2) كحالة، معجم 7/ 98. (3) كحالة، معجم 7/ 101.

253 علي بن سليمان البجمعوي

253 علي بن سليمان البجمعوي المغربي المالكي الشاذلي. نزيل مصر. فقيه، محدث، مؤرخ، مفسر، شاعر. ولد بدمنات بالمغرب عام 1235 هـ/ 1819 م وتوفي بمراكش 1306 هـ/ 1888 م. له: - تفسير القرآن الكريم- النصيحة التامة للخليقة العامة- روح التوشيح على الجامع الصحيح للبخاري- وشي الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج- نور مصباح الزجاجة على سنن ابن ماجة- ديوان شعر في المدائح النبوية «1» . 254 علي بن عبد الله النميري الفاسي المعروف بالشّشتري لأنه ولد بششتر في جنوبي الأندلس. توفي قرب دمياط بمصر عام 668 هـ/ 1269 م. كان شاعرا صوفيا. له موشحات وأزجال وقصائد نبوية. وله «المقاليد الوجودية في أسرار الصوفية» وله ديوان شعر مطبوع «2» . 255 علي بن عبد الواحد بن محمد الأنصاري السجلماسي من سلالة سعد بن عبادة الخزرجي. فقيه مالكي، ولد بتافلات بالمغرب، ونشأ بسجلماسة، وأقام بمصر مدة. ثم استقر بفاس. وعين مفتيا بالجبل الأخضر. توفي بالجزائر عام 1057 هـ/ 1647 م. كان بارعا في التفسير والفقه والحديث والأصول والطب والتاريخ والمنطق والأدب؛ لذلك جاءت مصنفاته غزيرة ومتنوعة. منها: - المنح الإحسانية في الأجوبة التلمسانية- اليواقيت الثمينة، منظومة في فقه المالكية- التقييد الجليل على مختصر خليل- مسالك الأصول في

_ (1) البغدادي، هدية 1/ 776؛ كحالة، معجم 7/ 103. (2) فروخ، التصوف في الإسلام، ص 119/ الأعلام 4/ 305.

256 علي بن محمد بن الحسن الشهير بابن العليف

الوصول- تفسير القرآن الكريم- الدرة المنيفة وهي أرجوزة في السيرة النبوية تتألف من 828 بيتا- جامعة الأسرار، وقد نظم بها قواعد الإسلام الخمس «1» . 256 علي بن محمد بن الحسن الشهير بابن العليف ولد باليمن عام 780 هـ/ 1378 م. قدم مع أبيه إلى مكة فقطنها وامتدح أهلها وأمراءها. ثم طوّف في العالم الإسلامي. توفي بالهند عام 847 هـ/ 1443 م. له ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية. جاء في إحداها [من البسيط] : «هذا النبيّ الذي في طيبة وقبا ... له النبوّة تاج والقرآن قبا» » 257 علي بن محمد التميمي الهمداني المصري كان حيا بمدينة ينبع بالحجاز عام 739 هـ/ 1338 م. له قصيدة نبوية عارض فيها بانت سعاد. مطلعها [من البسيط] : «سلمى سلمت ففيك الصّبّ مقتول ... والغدر منك شبيه العذر مقبول» وفيها: «المصطفى المجتبى الهادي الذي كم ... لت منه الصفات وما في الحقّ تعطيل خير البرية من عرب ومن عجم ... وأشرف الخلق ما في ذاك تأويل وحسبه شرفا وصف الإله له ... فكم لحسناه في التنزيل ترتيل آياته كالضّحى إذ لا خفاء بها ... لا تزدري الشمس إلّا أعين حول» «3» وينهي قصيدته: «إن النبيّ لفي حزم وفي كرم ... غوث وغيث ومأمول ومسؤول» «4»

_ (1) البغدادي، هدية 1/ 756- 757؛ الزركلي، الأعلام 4/ 309- 310؛ كحالة معجم 7/ 143. (2) السخاوي، الضوء اللامع 5/ 298- 299؛ البغدادي، هدية 1/ 732 وفي البيت خلل عروضي ظاهر. (3) تزدري: تعيب. (4) حزم: جودة الرأي. غوث: الإغاثة غيث: مطر. النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 76- 79.

258 علي بن محمد السكندري المصري الشاذلي

258 علي بن محمد السكندري المصري الشاذلي الشهير بعلي وفا. ولد بالقاهرة عام 759 هـ/ 1357 م. وتوفي بالمدينة المنورة عام 807 هـ/ 1404 م. له: - المسامع الربانية- الوصايا في التصوف الباعث على الإخلاص في أحوال الخواص في التصوف- ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية. جاء في إحداها [من الكامل] : «سكن الفؤاد فعش هنيئا يا جسد ... هذا النعيم هو المقيم إلى الأبد أصبحت في كنف الحبيب ومن يكن ... جار الكريم فعيشه العيش الرّغد قطب النّهى غوث العوالم كلّها ... أعلى عليّ ساد أحمد من حمد عين الوفا معنى الصّفا سرّ النّدى ... نور الهدى روح النّهى جسد الرّشد» «1» 259 علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي المصري الشافعي. ولد عام 558 هـ/ 1163 م. سمع من السلفي وغيره؛ ولازم الشاطبي وأخذ عنه القراآت. برع في مختلف العلوم الشرعية والأدبية حتى أصبح شيخ القراء والنحاة والفقهاء في زمانه في دمشق. توفي بدمشق عام 643 هـ/ 1245 م ودفن بقاسيون. تتلمذ على يديه خلق كثير. من تصانيفه الغزيرة: تفسير القرآن إلى سورة الكهف- ذات الأصول في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ذات الأصول والقبول في مفاخر الرسول صلى الله عليه وسلم- ذات الدرر في معجزات سيد البشر- «سفر العادة وسفير الإفادة» وهو كتاب شرح فيه معاني الأمثلة ومباينها المشكلة. حققه محمد أحمد الوالي ونشره مجمع اللغة العربية بدمشق 1983- شكوى الإشتياق إلى النبي الطاهر الأخلاق- القصائد السبعة في المدائح النبوية «2» .

_ (1) النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 55- 56؛ البغدادي، هدية 1/ 727. (2) الصفدي، فوات الوفيات، ج 22، تحقيق رمزي بعلبكي (قيسبادن 1983) ص 64- 66؛-.

260 علي بن محمد العمراني الخوارزمي

260 علي بن محمد العمراني الخوارزمي المتوفى حوالى 560 هـ/ نحو 1165 م. قرأ الأدب على محمود بن عمر الزمخشري، وسمع الحديث من عمر الترجماني. أصبح من شيوخ المعتزلة، وكانت له منزلة رفيعة عند السلطان سنجر ابن ملكشاه. في آخر عمره اهتم بنشر العلوم والمعارف وإفادة الطلاب والراغبين في العلم؛ مع صلاح وزهادة وحسن اعتقاد. له: - تفسير القرآن- اشتقاق الأسماء- المواضع والبلدان- شماريخ الدرر في تفسير الآي والسور- ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية منها قصيدة عارض بها قصيدة كعب بن زهير «بانت سعاد» ومطلعها [من البسيط] : «أضاء برق وسجف الليل مسدول ... كما يهزّ اليماني وهو مصقول «1» فهاج وجدي بسعدى وهي نائية ... عنّي وقلبي بالأشواق متبول» «2» وفيها: «هدى إلى دين إبراهيم أمّته ... وكلّهم بعقال الشّرك معقول وكلّ أصحابه أهوى وأمنحهم ... ودّي ومبغضهم في الدين مدخول» «3» 261 علي بن محمد بن سالم الطنطاوي كان حيا 1304 هـ/ 1887 م. له نظم الطريقة العروسية، وديوان شعر في المديح النبوي «نور الصفا في مولد ومعراج المصطفى» . وفيه قصيدة

_ - ابن قاضي شهبة، طبقات الشافعية 1/ 447- 448؛ ابن الصلاح، طبقات الفقهاء الشافعية 2/ 815؛ البغدادي، هدية 1/ 708- 709. (1) سجف: ستار. اليماني: السيف. (2) متبول: مقطوع. (3) ياقوت الحموي، معجم البلدان 15/ 61- 64؛ الزركلي، الأعلام 4/ 330؛ كحالة، معجم 7/ 215.

262 علي بن محمد فتحا السوسي السملالي

نبوية التزم فيها بتكرار اسم النبي صلى الله عليه وسلم في نهاية كل بيت حتى ينال قارئها الخيرات والحسنات كما جاء في الحديث: «من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشرا» . ومنها [من الوافر] : بى ماله في الخلق ثان] «إلهي قد خلقت لنا محمد ... لك الحمد الجميل على محمد وأشهد أنّك المولى إلهي ... وأنّ رسولك الهادي محمد وقد أرسلته للخلق نورا ... وأنزلت الكتاب على محمد له الحسنى من الأسماء تزهو ... وأفضل ما نسميه محمد نبيّ قد أتى للرّسل ختما ... وفي القرآن قلت وما محمد نبيّ ما له في الخلق ثان ... على هام العلا يعلو محمد وإذ فضّلته فضلا عظيما ... بتكريم فصلّ على محمد برزت مكملا فردا مصونا ... عليك الله يثني يا محمد عليك الله صلّى كلّ وقت ... وسلّم ما تلا عبد محمد خلقت مبرأ من كلّ عيب ... كما ترضى لنفسك يا محمد ومثلك ما رأت أبدا عيوني ... ومن نال الكمال سوى محمد نبيّ قيم برّ رحيم ... حبيب الله إكليل محمد إذا افتخرت كبار الحيّ يوما ... فأفضلهم وأشرفهم محمد نبيّ ما له في الناس شبه ... وهل أحد يكون كما محمد وهل أحد عليه الله صلّى ... كما صلّى الإله على محمد وهل أمر الإله بأن نصلّي ... على أحد يكون سوى محمد» «1» 262 علي بن محمد فتحا السوسي السملالي المتوفى 1311 هـ/ 1893 م. عالم، أديب، مشارك في عدة علوم. من مؤلفاته: - شرح الألفية لابن مالك في النحو- قصيدة في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم «2» .

_ (1) علي سالم الطنطاوي، نور الصفا في مولد ومعراج المصطفى (طرابلس 1345 هـ) ص 2 وما بعدها، البغدادي، هدية العارفين 1/ 777؛ كحالة، معجم 7/ 199. (2) كحالة، معجم 7/ 201.

263 علي بن محمد بن محمد العسقلاني

263 علي بن محمد بن محمد العسقلاني والد ابن حجر المشهور. ولد في حدود عام 720 هـ/ 1320 م. سمع من ابن سيد الناس. برع في الفقه واللغة والأدب. كان يكثر من الحج والمجاورة. توفي عام 777 هـ/ 1375 م. له عدة دواوين شعرية منها ديوان الحرم وهو مدائح نبوية «1» . 264 علي بن محمد المرادي أصل أجداده من بخارى. ولد علي بدمشق عام 1132 هـ/ 1720 م. قرأ القرآن الكريم على الشيخ علي المصري الحافظ المقرىء نزيل دمشق. وطلب العلم على مشاهير علمائها: محمد الديري، محمد الغزي، أحمد المنيني، علي الطاغستاني، عبد الغني النابلسي، موسى المحاسني ... تولى رتبة قضاء القدس ثم إفتاء الحنفية بدمشق. ودرّس بالمدرسة السليمانية. توفي بدمشق عام 1184 هـ/ 1771 م ودفن بالمدرسة المرادية بسوق ساروجا. من مؤلفاته: - شرح على صلوات والده- القول البيّن الرجيح- ديوان شعر كبير بعضه في المدائح النبوية. مطلع إحداها [من الكامل] : «في روضة لعب النسيم ببانها ... وبدت حمائمها تهيم وتطرب» وفيها: «ولطالما الحادي يسوق بعيسه ... ليلا وبدر الأفق كان يغيب ويحثّ بدنا للوصول لروضة ... من نورها السامي أضاءت يثرب بلد بها خير الخلائق طيب ... سمع الصلاة لمن له يتقرّب ويردّ في حال السلام لوارد ... والله يعلم ما بذلك يحجب وله مقام قد علا عن غيره ... في موقف قد عزّ فيه المطلب»

_ (1) البغدادي، هدية 1/ 725؛ كحالة، معجم 7/ 229.

265 علي بن محمد بن مليك الحموي

وفي قصيدة نبوية أخرى [من الكامل] : «شبه السراة إذا الليالي أظلمت ... أهدوا بنور للنبيّ محمد من طيبة الغرّاء مصباح الهدى ... أكرم به من حالل وموسّد بحر الهداية والعناية والتّقى ... وشفيعنا عند التزاحم في غد» وعند ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام نظم قصيدة نبوية طويلة [من الكامل] جاء فيها: ضعت لهيبتك العوالم كلها] «قبّلت كفّك في المنام تكرّما ... يا من علا فوق السماء وقد سما فالله خصّك من عناية فضله ... بعظيم خلق جلّ من قد عظّما وبسورة الإسراء أسرى عبده ... من مكة البطحا لقدس يمّما نادى لموسى إختلع نعليك في ... وادي المقدّس يا كليم فكلما أنت الذي في الأنبياء جميعهم ... كنت الإمام وما برحت مقدّما ولقد عرجت على البراق مصاحبا ... لأمينه يا خير من وطىء السّما حتى وصلت إلى العلا في همة ... ولقاب قوسين الدنو مكرّما للسّدرة العظمى تجرّر أذيلا ... فيها الفخار وقد حظيت تكلّما» ومنها: «خضعت لهيبتك العوالم كلّها ... لمّا الإله عظيم خلقك أعلما فالله خصّك في فضائل عدة ... عن وصفها عجز البليغ وأفحما من ذا يروم ثنا علاك بمدحه ... والله قد أثنى عليك وعظّما فالشهب لا تحصى كذاك علاك لا ... يحصى وقدرك يا نبيّ تعظّما» «1» 265 علي بن محمد بن مليك الحموي ولد بحماه عام 840 هـ/ 1436 م. أخذ الأدب عن عثمان بن العبد التنوخي، وأخذ النحو والعروض عن بهاء الدين بن سالم. ثم قدم دمشق

_ (1) المرادي، سلك الدرر 3/ 219- 223؛ البغدادي، هدية 1/ 769؛ الزركلي، الأعلام 5/ 16.

للعمل؛ لكنه سرعان ما انصرف إلى دروس الشيخ برهان الدين بن عوف وأخذ عنه فقه الحنفية؛ وصارت له فيه يد طولى. كما برع في اللغة من نحو وعروض وصرف وشعر. توفي بدمشق عام 916 هـ/ 1512 م ودفن بمقبرة باب الفراديس. له: - النفحات الأدبية من الرياض الحموية- ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية منها لامية على غرار بانت سعاد ومطلعها [من البسيط] : «رأى العقيق فأجرى دمعه لولو ... متيّم دمه بالهجر مطلول» «1» وفيها: نك الشفاعة أرجو فى المعاد غدا] «يا صاح دعني من ذكرى الحبيب ومن ... بانت سعاد فقلبي اليوم متبول وليس في ربّة الخلخال لي أرب ... وخاتم الأنبياء القصد والسّول محمد بن الذبيحين الشفيع لنا ... هذا حديث صحيح عنه منقول طه وياسين كهف الأنبياء ومن ... عليه قد أنزلت حم تنزيل خير النبيين في فضل وفي كرم ... وما سواه فمرجوح ومفضول ماضي العزائم والأبطال في قلق ... مهنّد من سيوف الله مسلول وبالهدى رحمة للعالمين أتى ... مبشّرا ولكلّ منه تنويل وجاء للناس بالقرآن فانتسخت ... بما به جاء توراة وإنجيل «2» ولم يزل ذلك الحقّ المبين به ... يعلو وتسفل هاتيك الأباطيل حتى علت راية الإسلام وانتصبت ... في الحال وانتسخت تلك الأقاويل منك الشفاعة أرجو في المعاد غدا ... في يوم لا نافع قال ولا قيل لأنّ لي فيك يا كنز الرّجا أملا ... وأنت يا مطلب الراجين مأمول فلو أصير ترابا في هواك فلا ... أسلو لأنّي على الأشواق مجبول» وقصيدة أخرى مطلعها [من الخفيف] : «هل لصبّ قد غيّر السقم حاله ... زورة منكم على كلّ حاله»

_ (1) مطلول: المهدور الذي لم يؤخذ بثأره. (2) فانتسخت: تبدلت أحكامها.

266 علي بن محمد بن يوسف الخزرجي الساعدي

وفيها: «خاتم الأنبياء والرّسل حقا ... من أتى بالهدى وأدّى الرساله لا تقسه بالبحر يوم نوال ... يعجز البحر أن يضاهي نواله وإذا ما شكا له الفقر راج ... قال لا فقر يختشى وأنا له يا إمام الهدى وما من عليه ... من طراز الوقار أبهى جلاله كن شفيعي مما جنيت قديما ... زمن اللهو والصّبا والجهاله فعليك الصلاة في كلّ وقت ... وزمان مضى وفي كلّ حاله وعلى آلك الكرام وصحب ... قد سموا بالوفا وصدق المقاله ما حدا في العراق بالركب حاد ... ولنحو الحجاز شدّ رحاله» «1» 266 علي بن محمد بن يوسف الخزرجي الساعدي مولده ببيغة بالأندلس. تلا القرآن الكريم بالأندلس على الشيخ أبي الوليد هشام بن واقف المقرىء، وسمع بها من أبي زيد الفازازي. ثم ارتحل عن الأندلس. وسمع بمكة من شهاب الدين السهروردي صاحب كتاب «عوارف المعارف» ، وأخذ عن الشيخ أبي القاسم بن عيسى في الإسكندرية. لا يعرف له نظم في أحد من العالمين إلا في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم. له ترجمة في رحلة ابن رشيد- القسم الثالث من مخطوطة الأسكوريال الورقة 8. توفي بالإسكندرية 686 هـ/ 1287 م «2» . 267 علي بن مصطفى الدباغ المعروف بالميقاتي ولد بحلب عام 1104 هـ/ 1693 م. درس أولا على مشاهير مشايخ حلب: أحمد الشراباتي، سليمان النحوي. ثم ارتحل إلى دمشق ودرس على

_ (1) الغزي، الكواكب السائرة 1/ 261- 262؛ ابن العماد، شذرات الذهب 8/ 80- 81؛ البغدادي، هدية 1/ 741؛ النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 159- 161؛ الزركلي، الأعلام 5/ 11. (2) المقري، نفح الطيب 2/ 195؛ الصفدي، الوافي بالوفيات 22/ 157.

مشايخها: عبد الغني النابلسي، محمد الغزي، عبد الله البصري، محمد المشرفي المغربي، أبو المواهب الحنبلي ... وكانت له معرفة واسعة بالأنساب والرجال والتاريخ، وكان موقتا بجامع بني أمية بحلب. توفي في 4 ربيع الأول 1174 هـ/ 1760 م. له: - شرح على البخاري- حاشية على شرح دلائل الخيرات- ديوان شعر بعضه في المدائح النبوية [من الطويل] : «لرؤية وجه المصطفى النور كلّه ... على حسب استعداد رائيه نورها هي الشمس تعطي الشيء ظلا بمثله ... وإن قلّت الجدوى فمنّا قصورها» وله تضمين الحديث «الراحمون يرحمهم الرحمن» [من الراجز] : «أول ما أسمعنا أهل الأثر ... مسلسل الرحمة عن خير البشر للراحمين يرحم الرحمن إر ... حموا لمن في الأرض تحظوا بالبشر إنّ الجزا يرحمكم من في السما ... وحسبنا رحمته من الظفر» وله تضمين الحديث: «المرء مع من أحب» [من السريع] : «من شرف الحبّ وتخصيصه ... أن يلحق الأدنى بعالي الرتب لذا جعلت الحبّ للمصطفى ... وشاهدي: ألمرء مع من أحب» وله [من السريع] : «في رؤية المختار من خلقه ... كما يرى قدامه في الشهود اختلفت آراء من قبلنا ... والحقّ بالعين بهذي الحدود ولا عجيب أن يرى بعضه ... من هو عند الكلّ عين الوجود» وله في نعل المصطفى صلى الله عليه وسلم [من البسيط] : «لنعل طه من التشريف مرتبة ... تهدى إلى حاملي تمثاله نعما فاجعل على الرأس تمثالا لصورته ... وقبّل النّعل إن لم تلثم القدما» «1»

_ (1) المرادي، سلك الدرر 3/ 232- 234؛ البغدادي، هدية 1/ 768؛ كحالة، معجم 7/ 242.

268 عمر بن أحمد الأدلبي المعروف بالعنز الأدلبي

268 عمر بن أحمد الأدلبي المعروف بالعنز الأدلبي أصله من إدلب. نزل حمص وكان ماهرا بالأدب والعلم والطب. توفي بحمص عام 1175 هـ/ 1761 م. له ديوان شعر بعضه في المدائح النبوية [من البسيط] : «محمد من رقى السبع الطباق وقد ... أتى بشرع قويم شمسه اتّضحت عمّت مكارمه العافين فانتهلوا ... من بحر فيض عطاياه التي رشحت أبو المفاخر عمّ الجود وابن عطا ... حمد النوال أخو التّقوى التي اصطلحت غيث النّدى مقصد المدّاح نعم فتى ... رقى العلا ذو أياد للنوال دحت له السيادة حقا والكمال معا ... والفضل والحلم والنفس التي صلحت من أمّ ناديه يرجوه لمعضلة ... ينل من الخير من حاجاته اجترحت كهف ملاذ غياث ملجأ سند ... أفكاره من علوم الغيب قد طفحت آياته وسجاياه وخلقته ... عن وصفها كلّت الأفكار مذ شرحت» «1» 269 عمر بن حسين الشهير باللبقي ولد بحلب عام 1116 هـ/ 1704 م. قرأ على عبد الوهاب العداس وعبد السلام الحريري ومحمد بن إبراهيم الطرابلسي نزيل حلب ومفتيها. سافر إلى استنبول ثم عاد إلى حلب وتولى نيابة القضاء في محاكمها الأربع. وله رحلات أخرى إلى طرابلس الشام وإلى الموصل وإلى القدس ودمشق. توفي بحلب في ربيع الأول عام 1189 هـ/ 1775 م. له ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية جاء في إحداها [من مجزوء الكامل] : «يا من علا متن البراق ... ورقى واتحف بالتّلاق قد صحّ سار بجسمه ... وسما إلى السّبع الطّباق

_ (1) المرادي، سلك الدرر 3/ 195- 196؛ كحالة، معجم 7/ 272- 273؛ البغدادي، هدية 1/ 799.

270 عمر بن عبد العزيز الفيومي

سهّل أمور معاشنا ... فالصبر مرّ في المذاق واجبر كسير قلوبنا ... فضلا فقد ضاق الخناق ثم الصلاة على الذي ... لما أتانا الوقت راق ومحا بنور جماله ... ظلم الضلالة والشّقاق» وفي أخرى [من الطويل] : «إذا كانت الأعراب تخفر ذمّة ... وتحمي أناسا مال عنها نصيرها وتسمح عن ذنب ولو أوجب القلا ... وتصفح عمّن أمّها يستجيرها فكيف ومن في كفّه سبّح الحصا ... شفيع ذوي الآثام وهو بشيرها فحاشا عريض الجاه في موقف الجزا ... يخيب بنى الآمال وهو غفيرها» وله في نعل النبي صلى الله عليه وسلم [من المجتث] : «لنعل خير البرايا ... على الرؤوس ارتفاع بحمله الرأس يبرا ... إن اعتراه الصّداع» «1» 270 عمر بن عبد العزيز الفيومي المتوفي بدمشق عام 917 هـ/ 1511 م. شاعر، مشارك في أنواع من العلوم. من آثاره: - ديوان شعر- تخميس بردة المديح «2» . 271 عمر بن علي المعروف بابن الفارض والفارض هو الذي يكتب الفروض للنساء على الرجال. أصل أجداده من مدينة حماه التي تركها والده علي ورحل إلى مصر حيث أقبل على العلم حتى توصل إلى رتبة قاضي القضاة؛ لكنه رفض المنصب واعتزل الناس، منصرفا إلى العبادة في الجامع الأزهر. وفي مصر ولد عمر عام 576 هـ/

_ (1) المرادي، سلك الدرر 3/ 173- 175. (2) كحالة، معجم 7/ 291.

1181 م. ونشأ في كنف والده في عفاف وصيانة وزهد. تفقّه على المذهب الشافعي، وأخذ الحديث عن الحافظ ابن عساكر. ثم مال إلى التصوف فاعتزل الناس، وانفرد في جبل المقطم بوادي المستضعفين للعبادة والتأمل والتجرد. وبعد وفاة والده قصد مكة المكرمة وأقام فيها مجاورا نحوا من خمس عشرة سنة نضجت خلالها شاعريته، وكملت مواهبه الروحية. ولما عاد إلى مصر احتفل به الأهالي احتفالا عظيما حتى قيل إن الملك الكامل الأيوبي نفسه كان ينزل لزيارته بقاعة الخطابة في الجامع الأزهر حيث كان يؤمه الأئمة والخاص والعام لينهلوا من علمه ويغرفوا من فيض محبته للذات الإلهية وللرسول الأعظم. وتجدر الإشارة إلى أن ابن الفارض قد غلب عليه لقب سلطان العاشقين والمحبين. توفي بالقاهرة في جمادى الأولى عام 632 هـ/ 1235 م ودفن في سفح جبل المقطم. له ديوان شعر لطيف، بأسلوب رائق؛ لذلك يعتبر من أشهر الدواوين بالرغم من صغره. وأهم ما في هذا الديوان القصيدة الخمرية والتائية الكبرى «نظم السلوك» التي ضمنها تجاربه الروحية، والتي اعتنى بشرحها العشرات من الأدباء والمفكرين. ويضم هذا الديوان عدة مدائح نبوية جاء في إحداها [من الكامل] : ماله أجمل من الجمال اليوسفى] «دع عنك تعنيفي وذق طعم الهوى ... فإذا عشقت فبعد ذلك عنّف برح الخفاء بحبّ من لو، في الدّجى ... سفر اللّثام، لقلت: يا بدر اختف «1» وإن اكتفى غيري بطيف خياله ... فأنا الذي بوصاله لا أكتفي وقفا عليه محبتي ولمحنتي ... بأقلّ من تلفي به لا أشتفي وهواه وهو أليّتي وكفى به ... قسما أكاد أجلّه كالمصحف «2» لو قال تيها: قف على جمر الغضا ... لوقفت ممتثلا ولم أتوقّف «3» أو كان من يرضى بخدّي موطئا ... لوضعته أرضا ولم استنكف لا تنكروا شغفي بما يرضى وإن ... هو بالوصال عليّ لم يتعطّف

_ (1) سفر اللثام: كشف القناع. (2) أليتي: قسمي. (3) الغضا: نوع من الشجر.

لو أسمعوا يعقوب ذكر ملاحة ... في وجهه نسي الجمال اليوسفي أولو رآه عائدا أيوب في ... سنة الكرى قدما من البلوى شفي كملت محاسنه فلو أهدى السّنا ... للبدر عند تمامه لم يخسف ولقد صرفت لحبّه كلّي على ... يد حسنه فحمدت حسن تصرّفي فالعين تهوى صورة الحسن التي ... روحي بها تصبو إلى معنى خفي أسعد أخيّ وغنّني بحديثه ... وانثر على سمعي حلاه وشنّف لأرى بعين السمع شاهد حسنه ... معنى فأتحفني بذاك وشرّف وعلى تفنّن واصفيه بحسنه ... يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف» ويعتبر ابن الفارض أن البيت الأخير قد فتح الله عليه بمعناه، الأمر الذي لم يفتح عليه بمثله خلال كل أشعاره؛ لذلك فرح ابن الفارض بهذا البيت فرحا شديدا وقال: لم يمدح صلى الله عليه وسلم بمثله. يقول البوريني في شرحه لديوان ابن الفارض عند هذا البيت «وقد بلغني ممّن أثق به أن الشيخ قال: لو لم يكن لي بمدح الرسول صلى الله عليه وسلم سوى هذا البيت لكفى. فدل ذلك على أنه قصد به مدحه صلى الله عليه وسلم. وكذلك يدل على أن له قصائد وأشعارا غير هذا البيت في مدحه صلى الله عليه وسلم» . وفي قصيدة نبوية أخرى يبين فيها تقصيره وتقصير المداحين [من الطويل] : «أرى كلّ مدح في النبيّ مقصّرا ... وإن بالغ المثني عليه وأكثرا إذا الله أثنى بالذي هو أهله ... عليه فما مقدار ما يمدح الورى» وكان كثيرا ما يرى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه، ويردد القول [من مجزوء الرجز] : «من ذا الذي ما ساء قط ... ومن له الحسنى فقط محمد الهادي الذي ... عليه جبريل هبط» ولئن استغاث الله تعالى فإنه يتوسل إلى ذلك بالرسول صلى الله عليه وسلم [من الطويل] : «فيا ربّ بالخلّ الحبيب نبيّنا ... رسولك وهو السيد المتواضع

272 عمر العيطة

أنلنا مع الأحباب رؤيتك التي ... إليها قلوب الأولياء تسارع» «1» 272 عمر العيطة له ديوان شعر بعضه في المديح النبوي ذكر شيئا منه الشيخ محمد ملص في كتابه المطبوع بدمشق «التحفة المرضية في مديح خير البرية» [من البسيط] : «لي في ابتدا مدح طه الطاهر الشّيم ... براعة أذهب استهلالها ألمي عريض جاه إذا ناداه مبتهل ... يغيثه ويراه خير معتصم كلّ النبيين من أنوار طلعته ... ونوره منه بدء الخلق في القدم محمد روح كلّ الكائنات ومن ... في مدحه أنزلت من ذي العلى نعم صفت له الرسل والأملاك قد وقفت ... معظّمين له في دعوة الكرم به الدلائل جاءت جلّ منزلها ... إقرأ أخا الحبّ آي النجم وافتهم فحبّه شأن أهل الدين قاطبة ... ومدحه قوت أهل الحقّ كلّهم روح السرائر للأرواح وجهتها ... نور به مظهر الأشياء من عدم لأنّ أحمد للأرواح قبلتها ... ترى له كلّ آن مظهر الكرم صلّى عليه إله العرش ما تليت ... آيات مدح له في النور والظّلم» وله أيضا تشطير لأبيات عبد الله بن رواحة [من البسيط] : «روحي فداء لمن أخلاقه شهدت ... بأنّ غيرته تكفي من الغير ويكنف الجار من جور يحيق به ... بأنّه خير مولود من البشر

_ (1) فوزي عطوي، ديوان ابن الفارض (بيروت 1969) ص 13 وما بعدها؛ البغدادي، هدية 1/ 786؛ فروخ، تاريخ الأدب 3/ 520- 523؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان 3/ 454- 456؛ ملص، التحفة المرضية 4/ 26- 27؛ الريحاني، الموسوعة العربية ص 13- 14؛ كحالة، معجم 7/ 301؛ القنوجي، التاج المكلل، ص 313- 314؛ الجيلالي، تاريخ الجزائر العام 2/ 173؛ ابن الملقن، طبقات الأولياء، تحقيق شريبة (بيروت 1986) ص 465؛ الفاخوري، تاريخ الأدب العربي، ص 711- 712؛ الزركلي، الأعلام 5/ 55- 56؛ ابن العماد، شذرات الذهب 5/ 149- 153.

273 عمر بن عبد الغني الرافعي

عمّت فضائله كلّ العباد كما ... بغارة الحقّ قد أردى أولي الغير لو لم يكن فيه آيات مبيّنة ... كانت مبرّته تغني عن الأثر» «1» 273 عمر بن عبد الغني الرافعي طرابلسي الأصل. ولد عام 1299 هـ/ 1881 م بمدينة صنعاء باليمن حيث كان والده رئيسا لمحكمة الإستئناف. تلقى علومه الأولى بطرابلس ثم درس في بيروت واستنبول والقاهرة. برع في الأدب، وتولى عدة مناصب حكومية لا سيما في مجال القضاء؛ بالإضافة إلى تدريس اللغة العربية وآدابها في الكليات بدمشق وبيروت. توفي بطرابلس عام 1381 هـ/ 1961 م. له: - أساليب العرب في الشعر والرسائل والخطب- الغضبة المضرية في القضية العربية- ديوان شعر يزيد على اثني عشر ألف بيت في مدح الرسول الأعظم، وهو الديوان المسمى «مناجاة الحبيب» . لقد قصر الرافعي شعره على مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، تعبيرا عن خالص محبته لهذا الرسول الكريم، داعيا الجميع إلى الفناء في محبته عليه السلام؛ لأن من صحة المحبة إقتفاء أثر المحبوب واللوذ به، وطلب شفاعته. وسبب اندفاع الرافعي نحو هذا اللون من الأدب يعود إلى الأزمة النفسية التي عصفت به والتي أعجزت الأطباء؛ لكنه خرج منها زاهدا، شغوفا بحب الرسول صلى الله عليه وسلم، معتبرا أن مدحه دليل الإيمان، وعنوان اليقين، وأثر من آثار السعادة، وسبيل من سبل الهداية، وسبب لغفران الذنوب؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم باب الله تعالى وصاحب الشفاعة، ولأن في رضاه رضاء الله وفي طاعته طاعة لله سبحانه [من الطويل] : «محمد باب الله قف بي ببابه ... نلوذ بمن لاذ الورى بجنابه هو الرحمة العظمى فهل ممسك لها ... وقد عمّت النّعمى بفيض سحابه وآية فتح الله للناس رحمة ... محمد مصداق لها في كتابه

_ (1) محمد ملص، التحفة المرضية في مديح خير البرية (دمشق دون تاريخ) ص 23- 29.

274 عمر بن محمد اليافي

فيا سعد أسعدني بطيب حديثه ... ويا ربّ زدني من لذيذ خطابه تمثّل في الرؤيا لروحي مبشّرا ... بشائر أطويها لنشر جوابه وإن جادني لطفا برفع حجابه ... وقفت وقوف العارفين ببابه» وفي قصيدة أخرى [من الكامل] : «يمّم حمى طه وقف بتأدّب ... فالخير كلّ الخير في باب النبي ودع السّوى في حبّه متأدبا ... فسعادة الدارين للمتأدب فالغير يحجب عنك نور جماله ... وجماله عن أهله لم يحجب للناس فيما يعشقون مذاهب ... شتّى ولكن حبّ طه مذهبي يا سيد الكونين يا علم الهدى ... يا صاحب القبر الشريف بيثرب يا خير خلق الله أكرم شافع ... ومشفّع إشفع بعبد مذنب» وفي مولد الرسول صلى الله عليه وسلم جاشت نفسه بقصيدة نبوية جاء فيها [من البسيط] : «ميلاد خير البرايا خير ميلاد ... به الهدى قد تجلّى بالنبيّ الهادي هادي الأنام ومصباح الأنام ومن ... هو المرجّى لورّاد وقصّاد إن طاب إنشاد شعر في المديح فقد ... وقفت في مدحه شعري وإنشادي أو كان في حبّه قلب يطير له ... شوقا فقد طرت قلبا مذ حدا الحادي حقيقة المرء حيث القلب متّجه ... فلا عدمت اتجاهي نحو أسيادي وحسبه حرم حفّت به أمم ... في يوم ميلاد طه خير ميلاد من كان ذا قلب يعيش به ... فليدّخره بحبّ المصطفى الهادي» «1» 274 عمر بن محمد اليافي عمر بن محمد بن محمد، أبو الوفاء، الدمياطي، اليافي، الغزي الحنفي، الخلوتيّ طريقة، البكري مشربا، الحسيني نسبا، وقد ينسب إلى

_ (1) عبد الكريم عويضة، مقدمة في الأدب الروحي (طرابلس 1371 هـ) ص 7- 8؛ عمر الرافعي، ديوان مناجاة الحبيب (صيداء 1365 هـ) ص 9- 29 وص 213.

الفاروق عمر الخليفة الراشدي (رض) . ولد الشاعر في مدينة يافا سنة 1173 هـ/ 1759 م، تعلّم القرآن وتفقه فيه وهو دون العاشرة. من أساتذته: الشيخ علي الخالدي، والشيخ نور الدين الرشيدي، والشيخ شمس الدين محمد مهيار، وهم من كبار أئمة المذهب الحنفي، والشيخ أبو التقي عبد القادر الطرابلسي. وأكثر من أثر فيه شيخ المتصوفة في زمانه أبو المعارف قطب الدين السيد مصطفى بن كمال الدين البكري الصدّيقي وكان ينعته بالأستاذ الكبير، ذو الكرامات والمكاشفات والتاليف المفيدة والتصانيف الكثيرة في التصوف. توفي الشاعر أثر مرض شديد سنة 1233 هـ/ 1818 م ودفن بتربة مرج الدحداح في دمشق. من آثاره ديوان شعري كبير، جمعها حفيد الشاعر الشيخ عبد الكريم بن الشيخ محمد أبي النصر اليافي الخلوتي.. وله آثار أخرى كناية عن شروح ورسائل ومخاطبات في التصوف. وله قصائد كثيرة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، إحداها قصيدة نظمها عقب زيارة المقام المحمدي، مؤلفة من ثمانية وعشرين بيتا [على الخفيف] : وهي خالية من الوقوف على الطلل أو ذكر الحبيبة ... ومنها: هزّنا الشوق للمقام السّنيّ ... يا نبيّا قد ساد كل نبيّ فاتجهنا إلى الحمى بانكسار ... وشددنا إليه متن المطيّ وحططنا الرحال في باب عزّ ... ورمينا الأثقال في خير فيّ ثم يعرّج على ذاته ليشرح لنا حقيقة النور المحمدي الذي أشرق في ذاته وما تجلى له من فيض شعوري عارم: هو باب الآمال بل منتهى القص ... د وأشهى المنى لقلب الشجيّ وهو مثوى عفو الإله تعالى ... أصل نور الوجود طه الصفيّ قبضة النور مستمدّ البرايا ... من قديم في العالم الأصليّ وهو لوح الأسرار والقلم الأع ... لى وعرش للمشهد العينيّ نقطة الكون درّة الصّون روح ... الحقّ قدما في البرزخ الكليّ من تدلّى لقاب قوسين قربا ... وتحلّى بالمورد العنديّ

275 عمر بن المظفر بن عمر المصري الشهير بابن الوردي

ويختم قصيدته متسائلا أمام حضرة النبي صلى الله عليه وسلم هل سينال من زيارته لمقامه صلى الله عليه وسلم شيئا أم يعود خائبا كما جاء؟ وهو تساؤل العارف المتيقّن من جمال الثواب وجليل المكافأة والعطاء: ما جوابي إذا رجعت وقالوا: ... ما الذي نلت من جناب النبيّ أفترضى الرجوع لي مثلما جئ ... تك صفر اليدين يا ذا الصفيّ؟ «1» 275 عمر بن المظفر بن عمر المصري الشهير بابن الوردي فقيه حلب ومؤرخها وأديبها. تفقه على الشيخ شرف الدين البارزي. توفي بحلب عام 749 هـ/ 1348 م. له مصنفات نظما ونثرا. منها: البهجة الوردية في نظم الحاوي من فروع الشافعية في خمسة آلاف بيت- تتمة المختصر في الذيل على تاريخ أبي الفداء- التحفة الوردية في نظم اللمعة لأبي حيان- منطق الطير في إرادة الخير في التصوف- ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية منها قصيدة ضمنها إعجاز قصيدة أبي العلاء المعري [من البسيط] : «منازل كسيت بالمصطفى شرفا ... بأفضل الخلق من بدو ومن حضر رقى وجبريل في المعراج خادمه ... وقائل بلسان الحال للمضري (ما سرت إلّا وطيف منك يصحبني ... سرى أمامي وتأويبا على أثري) «2» حسّنت نظم كلام قد مدحت به ... (ومنزلا بك معمورا من الخفر) «3» ضمّنت مدح رسول الله مبتهجا ... (والطير تعجب مني كيف لم أطر) يا سيدا زجرت نار الخليل به ... (إذ تعرف العرب زجر الشّاء والعكر) «4»

_ (1) مرجعنا الرئيس في هذا العلم هو كتاب: د. عمر موسى باشا: «قطب العصر: عمر اليافي» . اتحاد الكتاب العرب بدمشق سنة 1413 هـ/ 1993. (2) سرى: سير الليل. تأويبا: سير النهار. (3) الخفر: الحياء. (4) زجر: منع ونهى. الشاء: الغنم. العكر: جمع عكرة وهي قطعة من الإبل.

276 عمرو بن عبد الله بن عثمان (أبو عزة)

كم راقبت أمم منك القدوم كما ... (يراقبون إياب العيد من سفر) سل تعط واشفع تشفّع ما ترده يكن ... لو شئت (لا نتقل الأضحى إلى صفر) فكن شفيعي وذخري في المعاد إذا ... أقبلت من حفرتي إقبال مفتقر عليك من صلوات الله أفضلها ... ما لاح برق وناح الورق في السّحر» «1» 276 عمرو بن عبد الله بن عثمان (أبو عزة) المتوفى 3 هـ/ 625 م. أسر في معركة بدر فاستعطف قلب الرسول صلى الله عليه وسلم ليطلق سراحه فقال: «يا رسول الله، لقد عرفت مالي من مال، وإني لذو حاجة وذو عيال، فامنن علي» . فمنّ عليه وأخذ عليه ألا يظاهر عليه أحدا. فقال أبو عزة في ذلك [من الطويل] : «من مبلغ عني الرسول محمدا ... بأنّك حقّ والمليك حميد وأنت امرؤ تدعو إلى الحقّ والهدى ... عليك من الله العظيم شهيد وأنت امرؤ بوّئت فينا مباءة ... لها درجات سهلة وصعود «2» فإنّك من حاربته لمحارب ... شقيّ ومن سالمته لسعيد» «3» 277 عمرو بن معدى كرب لما سمع بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم قدم إلى المدينة مع عشرة من بني قومه فأسلموا وآمنوا بدعوته صلى الله عليه وسلم وذلك عام 9 هـ/ 630 م. بعثه الخليفة أبو بكر إلى الشام فشهد اليرموك وذهبت فيها إحدى عينيه. وبعثه أمير المؤمنين عمر إلى العراق فشهد القادسية حيث أبلى البلاء الحسن؛ ذلك أن خيل المسلمين كانت تنفر من فيلة الفرس، بينما خيل الفرس لا تنفر لاعتيادها رؤية الفيلة،

_ (1) الورق: الحمام ذات اللون الرمادي. النبهاني، المجموعة 2/ 192- 199؛ كحالة، معجم 8/ 3؛ البغدادي، هدية 1/ 789؛ ابن قاضي، طبقات الشافعية 2/ 197- 198. (2) بوئت فينا مباءة: نزلت فينا منزلة. (3) ابن هشام، السيرة النبوية 1/ 660؛ الزركلي، الأعلام 5/ 80.

278 عيسى بن حجاج السعدي القاهري الحنبلي

فدنا عمرو من الفيل وضرب خطمه فقطعه فنفر ونفرت الفيلة، ففر الفرس أمام المسلمين الذين تبعوهم حتى هزموهم. توفي عمرو على مقربة من الري. من شعره في مدح النبي صلى الله عليه وسلم [من الخفيف] : يد العالمين طرا] «إنني بالنبيّ موقنة نفسي ... وإن لم أر النبيّ عيانا سيّد العالمين طرّا وأدنا ... هم إلى الله حين بان مكانا جاءنا بالنّاموس من لدن الله ... وكان الأمين فيه المعانا حكمة بعد حكمة وضياء ... فاهتدينا بنورها من عمانا وركبنا السبيل حين ركبن ... اه جديدا بكرهنا ورضانا وعبدنا الإله حقا وكنا ... للجهالات نعبد الأوثانا وائتلفنا به وكنا عدوّا ... فرجعنا به معا إخوانا فعليه السلام منّا ... حيث كنّا من البلاد وكانا إن نكن لم نر النبيّ فإنّا ... قد تبعنا سبيله إيمانا لو رأيت النبيّ ما لمت نفسي ... فيه بالعون حين كان استعانا يوم أحد ولا غداة حنين ... يوم ساقت هوازن غطفانا ويرى أنّ في زبيد صلاحا ... وضرابا من دونه وطعانا وتراني من دونه لا أبالي ... فيه وقع السيوف والمرّانا لوقيت النبيّ بالنفس مني ... ولعانقت دونه الأقرانا ويصلّي عليّ حيّا شهيدا ... أو أروّى من النّجيع السّنانا» «1» 278 عيسى بن حجاج السعدي القاهري الحنبلي المعروف بعويس العالية. كان ماهرا بالشطرنج، كما كان بارعا في النحو واللغة. توفي بالقاهرة 807 هـ/ 1404 م. له ديوان شعر يضم عدة

_ (1) شعر عمرو بن معدي كرب جمعه ونسقه: مطاع طرابيشي. مجمع اللغة العربية بدمشق 1405 هـ/ 1985. ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، ج 19، تحقيق إبراهيم صالح (دمشق 1988) ص 204 وص 306؛ ابن كثير، البداية والنهاية 5/ 65؛ الكاندهلوي، حياة الصحابة 2/ 48- 49؛ الزركلي، الأعلام 5/ 86.

قصائد نبوية. مطلع إحداها [من البسيط] : «سل ما حوى القلب في سلمى من العبر ... فكلما خطرت أمسى على خطر» وله بديعية نبوية «1» .

_ (1) ابن العماد، شذرات الذهب 7/ 73؛ البغدادي، هدية 1/ 810؛ الزركلي، الأعلام 5/ 102؛ كحالة، معجم 8/ 22.

حرف الغين

حرف الغين

279 غالي بن المختار فال الشنقيطي من المشتغلين بالأدب والسيرة النبوية، من أهل شنقيط (موريتانيا) . توفي نحو عام 1243 هـ/ 1827 م. له: - كتاب في علم الصرف- وسيلة الخليل إلى بعوث صاحب الإكليل في السيرة- نظم أسماء النبي صلى الله عليه وسلم- نظم أسماء أمهات المؤمنين وأنسابهن «1» .

_ (1) الزركلي، الأعلام 5/ 115؛ كحالة، معجم 8/ 37.

حرف الفاء

حرف الفاء

280 فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وسلم سيدة نساء هذه الأمة، وزوج الإمام علي بن أبي طالب (ض) ، ووالدة الحسن والحسين سيدي شباب الجنة. إحدى الفصيحات العاقلات. توفيت عام 11 هـ/ 632 م وهي بنت ثمان وعشرين سنة، ودفنت بالبقيع ليلا؛ وكانت وفاتها بعد وفاة والدها الرسول صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر أو ستة أشهر على الأغلب. وقفت رضي الله تعالى عنها على قبر أبيها صلى الله عليه وسلم وبكت ثم أخذت قبضة من تراب القبر فجعلتها على عينيها ووجهها ثم أنشدت [من الكامل] : «ماذا على من شمّ تربة أحمد ... ألايشمّ مدى الزمان غواليا «1» صبّت عليّ مصائب لو أنّها ... صبّت على الأيام عدن لياليا» وأردفت [من البسيط] : «إنا فقدناك فقد الأرض وابلها ... وغاب مذ غبت عنّا الوحي والكتب فليت قبلك كان الموت صادفنا ... لمّا نعيت وحالت دونك الكثب» وقالت ترثيه [من الكامل] : ن يبكيه شرق البلاد وغربها] «إغبرّ آفاق السماء وكوّرت ... شمس النهار وأظلم العصران

_ (1) غواليا: طيب.

281 فتح الله بن عبد الله المعروف بابن النحاس الحلبي

فالأرض من بعد النبيّ كئيبة ... أسفا عليه كثيرة الأحزان فليبكه شرق البلاد وغربها ... ولتبكه مضر وكلّ يماني وليبكه الطود المعظّم جوّه ... والبيت ذو الأستار والأركان يا خاتم الرسل المبارك صنوه ... صلّى عليك منزّل القرآن» «1» 281 فتح الله بن عبد الله المعروف بابن النحاس الحلبي شاعر من أهل حلب. لبس زي الدراويش وقام برحلة طويلة فزار دمشق والقاهرة والحجاز واستقر في المدينة المنورة حيث توفي عام 1052 هـ/ 1642 م. له ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية. مطلع إحداها [من مجزوء الكامل] : «يا من لمن يدعوه سامع ... وإليه أمر الخلق راجع» وفيها: «خير الخلائق نائلا ... وتقى وأكرمهم طبائع خير النبيين الذي ... نسخت شريعته الشرائع الصادق المبعوث بالآ ... يات والكلم الجوامع يا ربّ بالنور الذي ... ضاءت بطلعته المطالع الرحمة العظمى إذا انذ ... هلت برضّعها المراضع فارحم تعثّر دمع عصيا ... ني إذا جرت المدامع وامسح بعفوك ثقل أوزا ... ري وخذ بيدي وسارع بحياة صفوتك الذي ... لك ساجد في القبر راكع

_ (1) عباس محمود العقاد، فاطمة الزهراء والفاطميون (بيروت 1962) ص 48- 49؛ ابن عبد ربه، العقد الفريد 3/ 238؛ الشبلنجي، نور الأبصار، ص 46- 47؛ الزركلي، الأعلام 5/ 132؛ الكاندهلوي، حياة الصحابة 2/ 594؛ هيكل، حياة محمد، ص 484؛ النويري، نهاية الأرب 1/ 324؛ الأصفهاني، حلية الأولياء 2/ 40- 43؛ الرافعي، عنوان النجابة، ص 145- 149.

282 فتح الدين بن أبي الفتح ابن سيد الناس

أفديه قبرا لم يزل ... نور النبوة منه ساطع» «1» 282 فتح الدين بن أبي الفتح ابن سيد الناس الأندلسي الإشبيلي ثم المصري. ولد في العشر الأول من ذي الحجة عام 671 هـ/ 1272 م. سمع الكثير وأجاز له جماعة من المشايخ. دخل دمشق عام 690 هـ/ 1291 م وسمع من علمائها. برع في علوم شتى كالحديث والفقه والنحو والسير والتواريخ. تسلم مشيخة الحديث بالظاهرية بمصر. وخطب بجامع الخندق، ولم يكن في مصر مثله في حفظ الأسانيد والمتون والعلل والملح والأشعار والحكايات. توفي يوم السبت 11 شعبان 734 هـ/ 1333 م. ودفن عند ابن أبي حمزة. له: السيرة النبوية في مجلدين- العقيدة السلفية الموضوعة على الآي والأخبار والآثار- ديوان شعري فيه مدائح نبوية عديدة «2» . 283 فتح بن موسى بن حماد الأموي ولد بالجزيرة الخضراء بالأندلس عام 588 هـ/ 1192 م. تفقّه بدمشق ودرّس بالنظامية ببغداد، وفوّض إليه أمر ديوان الإنشاء، وولي قضاء أسيوط بمصر حيث توفي عام 663 هـ/ 1265 م. من تصانيفه: نظم المفصل للزمخشري في النحو- منظومة في العروض- نظم الإشارات لابن سينا- نظم السيرة النبوية لابن هشام وسماه «الوصول إلى السول في نظم سيرة الرسول» «3» .

_ (1) البغدادي، هدية 1/ 815؛ النبهاني، المجموعة 2/ 363- 365؛ الزركلي، الأعلام 5/ 135؛ كحالة، معجم 8/ 52. (2) ابن كثير، البداية والنهاية 14/ 178. (3) كحالة، معجم 8/ 50.

284 فرج بن أحمد بن أبي بكر المنفلوطي

284 فرج بن أحمد بن أبي بكر المنفلوطي كان حيا عام 899 هـ/ 1494 م. اشتهر بالأدب والنظم. له تخميس البردة «1» . 285 فرج بن لب الغرناطي ولد عام 701 هـ/ 1301 م. قرأ على أبي علي القيجاطي وتفقه عليه في كثير من العلوم ولازمه حتى وفاته. كما أخذ عن أبي جعفر بن الزيات وابن أبي العاصي وابن جابر الوادي آشي وغيرهم. أصبح من أكابر علماء المالكية بالمغرب. تولى إفتاء غرناطة والخطابة والتدريس في جامعها الأعظم. توفي بغرناطة عام 782 هـ/ 1380 م. تتلمذ على يديه الكثيرون منهم: الشاطبي والحفار وابن جزي والوزير ابن الخطيب وابن زمرك ... له تاليف كثيرة: - شرح جمل الزجاجي- شرح تصريف التسهيل- ينبوع عين الثرة في تفريع مسألة الإمامة بالأجرة- فتاوى كثيرة- ديوان شعر في أغراض شتى منه عدة قصائد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم. جاء في إحدى مدائحه [من المتقارب] : لوسيلة والمرتجى] «إذا القلب ثار أثار ادكارا ... لقلبي فأذكى عليه أوارا أحنّ اشتياقا لريح سرت ... وأبدي هياما لبرق أنارا حنينا وشوقا إلى معلم ... حوى شرفا خالدا لا يجارى به أسكن الله أسمى الورى ... نبيا كريما وصحبا خيارا هو المصطفى المنتقى المجتبى ... أرى معجزات وآيا كبارا يحقّ علينا ركوب البحار ... وجوب القفار إليه ابتدارا وفيها: فيا فوز من فاز في طيبة ... بلثم المغاني جدارا جدارا

_ (1) كحالة، معجم 8/ 57.

وألصق خدا على تربها ... وأكمل حجّا بها واعتمارا وأهدى السلام لخير الأنام ... على حين وافى عليه مزارا فيا هادي الخلق دار نعيم ... تناهت جمالا وطابت قرارا لأنت الوسيلة والمرتجى ... ليوم يرى الناس فيه سكارى وما هم بسكارى ولكنهم ... دهتهم دواه فهاموا حيارى فصلّى الإله، رسول الهدى ... عليك وأبقى هداك منارا وقدّس ربي ثرى روضة ... يعمّ الجهات سناها انتشارا أعير شذا المسك منها الثّرى ... بل المسك منه شذاه استعارا هنيئا لمن بهداك اهتدى ... ومغناك وافى وإياك زارا» «1»

_ (1) المقري، نفح الطيب 5/ 509- 511؛ البغدادي، هدية 1/ 816؛ كحالة، معجم 8/ 58.

حرف القاف

حرف القاف

286 قاسم بن محمد البكرجي ولد بحلب عام 1094 هـ/ 1683 م. ودرس فيها على علمائها، فتفوق بالحديث والفقه والفرائض واللغة والفصاحة والبلاغة والبديع ونظم الشعر. توفي عام 1169 هـ/ 1756 م. من آثاره: شرح على الخزرجية- شرح على الهمزية للبوصيري- بديعية استدرك فيها أشياء على من قبله- نظم الزحافات والعلل الشعرية وشرحها- المطلع البدري على بديعية البكري- حلية البديع في مدح النبي الشفيع. من شعره في مدح النبي صلى الله عليه وسلم قصيدة مطلعها [من الطويل] : «أأحبابنا بالخيف لا ذقتم صدّا ... ولا كان صبّ عن محبّتكم صدّا» «1» وفيها: أهيل الحمى تالله ما اشتقت للحمى ... أيجمل بي أن أنشد الحجر الصّلدا ولكنّ سكان الحمى ونزيله ... هم ملكوا قلبي فصرت لهم عبدا أحنّ إليهم كلما حنّ عاشق ... إلى إلفه وازداد أهل الوفا ودّا هو المصطفى من خير أولاد آدم ... وأشرفهم قدرا وأرفعهم مجدا وأطيبهم نفسا وأعلاهم يدا ... وأثبتهم قلبا وأكثرهم زهدا وأعرقهم أصلا وفرعا ونسبة ... وأكرمهم طبعا وأصدقهم وعدا

_ (1) الخيف: موضع في الحجاز.

287 قرة بن هبيرة

نبيّ أتى الذكر الحكيم بمدحه ... فأنّى يفي بالمدح من قد أتى بعدا وقد شرفت من وطء أقدامه الثّرى ... فكانت لنا ظهرا وكانت لنا مهدا وإن رامت المداح تعداد فضله ... وأوصافه لم يستطيعوا لها عدّا» ويتوسل بجنابه الشريف [من الطويل] : «قصدتك يا سؤلي ومن جاء قاصدا ... لباب كريم لا يخاف به ردّا عليك صلاة الله ثم سلامه ... إذا ما شدا شاد وتال تلا وردا كذا الآل والأصحاب ما انهلّ وابل ... وما اخضرّت الأشجار أو فتّحت وردا» «1» 287 قرة بن هبيرة وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعه وأسلم، فكساه النبي صلى الله عليه وسلم بردين، وحمله على فرس، واستعمله على قومه. فقال قرة يذكر ذلك ويصف ناقته في قصيدة طويلة فقال [من الطويل] : «حباها رسول الله إذ نزلت به ... وأمكنها من نائل غير مفند فما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبرّ وأوفى ذمّة من محمّد وأكسى لبرد الحال قبل ابتذله ... وأعطى لرأس السابح المتجرّد» «2» 288 قطن بن حارثة العليمي وفد مع قومه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم على يديه وأنشده من قوله [من الطويل] : «رأيتك يا خير البرية كلّها ... نبتّ نضارا في الأرومة من كعب أغرّ كأنّ البدر سنة وجهه ... إذا ما بدا للناس في حلل النصب

_ (1) المرادي، سلك الدرر 4/ 10- 11؛ البغدادي، هدية 1/ 834؛ الزركلي، الأعلام 5/ 183؛ كحالة، معجم 8/ 117. (2) المسلوت، الأدب العربي، ص 342؛ أبو الخطاب، جمهرة أشعار العرب، ص 15.

289 قيس بن طريف

أقمت سبيل الحقّ بعد اعوجاجها ... وربّيت اليتامى في السّقاية والجدب» «1» 289 قيس بن طريف مدح النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر [من الطويل] : «نبيّ تلاقيه من الله رحمة ... فلا تسألوه أمر غيب مرجّم فقد كان في بدر لعمري عبرة ... لكم يا قريش والقليب الململم رسول من الرحمن يتلو كتابه ... وشرعته والحقّ لم يتلعثم» «2»

_ (1) ابن حجر، الإصابة 3/ 238. وهكذا ورد العجز في الأصل، وفيه خلل عروضي واضح.. (2) ابن حجر، الإصابة 3/ 252.

حرف الكاف

حرف الكاف

290 كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني لما قام النبي صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الإسلام، كان كعب قد بلغ من الشعر والشهرة حظا مرموقا. فلما أسلم أخوه بجير وبّخه واستحثه على الرجوع عن دين لم يعهده آباؤه [من الطويل] : «ألا أبلغا عنّي بجيرا رسالة ... على أيّ شيء ريب غيرك دلّكا على خلق لم تلف أمّا ولا أبا ... عليه ولم تدرك عليه أخا لكا سقاك أبو بكر بكأس روية ... فأنهلك المأمون منها وعلّكا» وقد هجا كعب النبي صلى الله عليه وسلم والإسلام وشبب بنساء المسلمين، فأهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه، وقال: من لقي كعبا فليقتله. لكن أخاه بجيرا أرسل إليه يخبره بالأمر وبأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قتل كعب بن الأشرف لأنه شبب ببعض النساء المسلمات، وكتب له هذه الأبيات [من الطويل] : «من مبلغ كعبا فهل لك في التي ... تلوم عليها باطلا وهي أحزم إلى الله لا العزّى ولا اللّات وحده ... فتنجو إذا كان النجاة وتسلم لدى يوم لا ينجو وليس بمفلت ... من النّاس إلا طاهر القلب مسلم فدين زهير وهو لا شيء دينه ... ودين أبي سلمى عليّ محرّم» فلما بلغ الكتاب كعبا ضاقت عليه الأرض بما رحبت، وخاف خوفا شديدا، وقال الناس: هو مقتول. فكتب إليه أخوه بجير بأنه ما من أحد يأتي الرسول صلى الله عليه وسلم مسلما تائبا إلا قبله وأسقط ما كان قبل ذلك. فأسلم كعب،

ونظم قصيدته المشهورة بانت سعاد، وقدم المدينة متخفيا حتى أناخ بباب المسجد. ولنتركه يذكر ما حصل: قال: فعرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفة، فتخطيت حتى جلست إليه فأسلمت. ثم قلت الأمان يا رسول الله أنا كعب ابن زهير. قال: أنت الذي تقول، والتفت إلى أبي بكر فقال: كيف قال؟ فذكر الأبيات الثلاثة. فلما قال: فأنهلك المأمور قلت يا رسول الله ما هكذا قلت وإنما قلت المأمون. قال: مأمون والله. ثم أنشده كعب القصيدة اللامية التي مطلعها [من البسيط] : «بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيّم إثرها لم يفد مكبول «1» وما سعاد غداة البين إذ رحلوا ... إلا أغنّ غضيض الطّرف مكحول» «2» وهي قصيدة تقع في ثمانية وخمسين بيتا من الشعر المحكم الرصين الذي يظهر فيه أثر الجاهلية واضحا جليا، وهي من البحر البسيط: وتقسم القصيدة إلى ثلاثة أقسام: 1- توطئة غزلية على عادة الشعراء الأقدمين (1- 12) . 2- وصف الناقة التي تبلغ بالشاعر إلى محبوبه (13- 33) . 3- اعتذار من الرسول صلى الله عليه وسلم ومدح له وللمهاجرين (34- 58) . وفي القسم الأخير يتوسل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ويتذلل إليه ويصف جزعه. أما المدح فهو يشبه الرسول صلى الله عليه وسلم بالأسد، وقد ذكر هيبته وهداه. ومما جاء فيها: «وقال كلّ خليل كنت آمله ... لا ألهينّك إني عنك مشغول فقلت خلّوا سبيلي لا أبا لكم ... فكل ما قدّر الرحمن مفعول كلّ ابن أنثى وإن طالت سلامته ... يوما على آلة حدباء محمول «3»

_ (1) بانت: فارقت. متبول: غلبه الحب. متيم: ذ لله الحب. مكبول: مقيد. (2) البين: الفراق. أغن: في صوته غنة. (3) آلة: النعش. حدباء: معوجة.

أنبئت أنّ رسول الله أوعدني ... والعفو عند رسول الله مأمول مهلا هداك الذي أعطاك نافلة ... القرآن فيها مواعيظ وتفصيل لا تأخذنّي بأقوال الوشاة ولم ... أذنب وإن كثرت فيّ الأقاويل لقد أقوم مقاما لو يقوم به ... أرى وأسمع ما لو يسمع الفيل لظلّ يرعد إلا أن يكون له ... من النبيّ بإذن الله تنويل إنّ الرسول لنور يستضاء به ... وصارم من سيوف الله مسلول في عصبة من قريش قال قائلهم ... ببطن مكّة لما أسلموا زولوا «1» زالوا فما زال أنكاس ولا كشف ... عند اللقاء ولا ميل معازيل «2» شمّ العرانين أبطال لبوسهم ... من نسج داود في الهيجا سرابيل لا يفرحون إذا نالت رماحهم ... قوما وليسوا مجازيعا إذا نيلوا «3» يمشون مشي الجمال الزّهر يعصمهم ... ضرب إذا عرّد السود التنابيل «4» لا يقع الطّعن إلّا في نحورهم ... وما لهم عن حياض الموت تهليل» «5» فلما انتهى منها كساه النبي صلى الله عليه وسلم بردة له. وهذه البردة اشتراها معاوية بن أبي سفيان من أولاد كعب، وظل خلفاء بني أمية يتوارثونها ليلبسوها في الأعياد. وهناك من رأى بأن هذه البردة انتقلت إلى العباسيين فالفاطميين في القاهرة فالعثمانيين الذين احتفظوا بها بين الآثار النبوية في مسجد أبي أيوب الأنصاري. ولذلك يطلق على هذه القصيدة اسم «البردة» . ولقد اهتم الشعراء بهذه القصيدة اهتماما بالغا، واعتبروها من أجلّ ما قيل في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم «6» فشطروها كما فعل الشيخ عبد القادر سعيد الرافعي الطرابلسي:

_ (1) زولوا: انتقلوا إلى المدينة. (2) الأنكاس: الضعفاء. كشف: لا ترس معهم. (3) مجازيعا: مجزاع: كثير الجزع. نيلوا: أصيبوا. (4) يعصمهم: يمنعهم. السود التنابيل: الجمال السود القصار. (5) تهليل: تأخر. (6) تجدر الإشارة إلى أن كعبا كان قد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم بأسلوب جاهلي صرف، فلم يشر إلى فرض من فروض الدين الإسلامي، ولم ينبه إلى آية من القرآن الكريم، وما ذلك إلا لأنه كان يجهل حقيقة الإسلام يوم نظم قصيدته.

«بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... والنوم والسّهد مقطوع وموصول والجسم بعد سعاد مدنف وصب ... متيّم إثرها لم يفد مكبول» وخمسّوها كما فعل شعبان بن محمد بن داود المصري المتوفى 827 هـ/ 1423 م: «قل للعواذل مهما شئتمو قولوا ... فليس لي بعد من أهواه معقول ناديت يوم النّوى والدمع مسبول بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيّم إثرها لم يفد مكبول» وعارضوها كما فعل ابن سيد الناس اليعمري: «قلبي بكم يا أهيل الحيّ مأهول ... وحبله بأماني الوصل موصول» وشرحها عدد كبير من الأدباء: ابن هشام النحوي (ت 761 هـ/ 1359 م) وعلى شرحه حاشية لعبد القادر بن عمر البغدادي المتوفى 1093 هـ/ 1682 م. عبد اللطيف بن يوسف البغدادي (ت 629 هـ/ 1231 م) إبراهيم الأميوطي اللخمي (ت 790 هـ/ 1388 م) . جلال الدين السيوطي (ت 911 هـ/ 1505 م) . محمد بن يعقوب الفيروز آبادي (ت 817 هـ/ 1414 م) الذي صنف «زاد المعاد في وزن بانت سعاد» . ثم شرحه في مجلد. يحيى التبريزي (ت 502 هـ/ 1108 م) . المولى خير الدين (883 هـ/ 1478 م) وهو معلم السلطان محمد الفاتح. أحمد بن حجر الهيثمي. الباجوري (ت 1277 هـ/ 1860 م) ... وقد طبعت مرارا في الشرق وفي أوروبة: ليدن 1161 هـ/ 1748 م. هال 1249 هـ/ 1833 م. ليبسيك 1288 هـ/ 1871 م. برلين 1308 هـ/ 1890 م. باريس وقسنطينة 1322 هـ/ 1904 م. بيروت 1350 هـ/ 1931 م. كما ترجمت إلى لغات كثيرة منها: اللاتينية، الألمانية، الإنكليزية، الإيطالية، الفرنسية حيث عني بها المستشرق رينيه باسيه. ولكعب قصيدة نبوية أخرى جاء فيها: «تجري به الناقة الأدماء معتجرا ... بالبرد كالبدر جلّى ليلة الظّلم

291 كعب بن مالك

وفي عطافيه أو أثناء بردته ... ما يعلم الله من دين ومن كرم» توفي كعب عام 24 هـ/ 1662 م «1» . 291 كعب بن مالك ولد في يثرب. وكان في الخامسة والعشرين لما شهد بيعة العقبة مع قومه الأنصار، فدخل في الإسلام. آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين الزبير بن العوام. وكان صلى الله عليه وسلم يطلب منه أن ينشده بعض ما قاله في الدفاع عن دين الإسلام، وتأديب المشركين فيستجيب كعب وينشد؛ فيقول له الرسول صلى الله عليه وسلم مستزيدا: إيه. فيعود كعب إلى الإنشاد. ثم يقول له: «لهذا أشدّ عليهم من مواقع النبل» . وقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم أحد شعرائه الذين ينافحون عن أعراض المسلمين؛ فكان يجاهد بلسانه وسنانه. يصف كعب حال قومه الأنصار مع الرسول صلى الله عليه وسلم [من الكامل] : «ويعيننا الله العزيز بقوة ... منه وصدق الصبر ساعة نلتقي ونطيع أمر نبيّنا ونجيبه ... وإذا دعا لكريهة لم نسبق ومتى ينادي للشدائد نأتها ... ومتى نرى الحومات فيها نعنق

_ (1) ابن حجر، الإصابة 3/ 295- 296؛ ابن كثير، البداية والنهاية 4/ 361؛ الطبري، الاستيعاب 3/ 298؛ رضا، محمد رسول الله، ص 316؛ فروخ، تاريخ الأدب 1/ 282- 283؛ السيوطي، تاريخ الخلفاء، ص 19؛ الزركلي، الأعلام 5/ 226؛ كحالة، معجم 8/ 144؛ ابن هشام، السيرة النبوية 2/ 501؛ السبكي، طبقات الشافعية 1/ 122؛ المسلوت، الأدب العربي، ص 100؛ ابن عبد ربه، العقد الفريد 5/ 288؛ الآلوسي، بلوغ الأرب 2/ 130؛ مروة، أحسن الأثر، ص 188؛ الأصفهاني، الأغاني 15/ 149؛ النويري، نهاية الأرب 16/ 429- 437؛ فروخ، التصوف في الإسلام، ص 97؛ أبو الخطاب، جمهرة أشعار العرب، ص 148- 151؛ أحمد عطية الله، القاموس الإسلامي (القاهرة 1963) 1/ 298؛ دائرة المعارف الإسلامية 3/ 528؛ ابن حجر، الدرر الكامنة 3/ 486؛ الفاخوري، تاريخ الأدب، ص 229- 232؛ حاجي خليفة، كشف الظنون 2/ 1329- 1330؛ مبارك، المدائح النبوية، ص 21- 28. ديوان كعب بن زهير. دار الكتب العلمية. بيروت. ط. أولى 1407 هـ/ 1987 م.

من يتّبع قول النبيّ فإنه ... فينا مطاع الأمر حقّ مصدّق فبذاك ينصرنا ويظهر عزّنا ... ويصيبنا من نيل ذاك بمرفق إنّ الذين يكذّبون محمدا ... كفروا وضلّوا عن طريق المتّقي» شهد كعب معظم الغزوات مع الرسول صلى الله عليه وسلم. ففي معركة أحد طلب أبو سفيان بن حرب من الأنصار أن يخلوا بين قريش وبين المهاجرين، أي القرشيين المسلمين، على ألاتتعرض قريش للأنصار، أي مسلمي المدينة. وكاد الأمر يؤدي إلى فتنة حتى نهض كعب يحرّض الأنصار ويذكرهم بالمواثيق والعهود التي قطعوها للنبي صلى الله عليه وسلم. ثم بعث بقصيدة إلى أبي سفيان يبين له تعلق الأنصار بالنبي صلى الله عليه وسلم وتفانيهم في الذبّ عنه. ومطلعها [من الطويل] : «أبلغ أبا سفيان أن قد أضالنا ... بأحمد نور من هدى الله ساطع «1» فلا ترغبن في حربنا أن تكيدنا ... وألّب وجمّع كلّ ما أنت جامع ودونك فاعلم أنّ نقض عهودنا ... أباه الملامنّا الذين تبايعوا» «2» وفي هذه المعركة أصيب كعب بأحد عشر جرحا بجسمه، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتدت المعركة وأشيع أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قتل، فكان كعب أول من شاهد الرسول صلى الله عليه وسلم حيا، فأخذ يصيح يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكنه في غزوة تبوك تخلف عن اللحاق بالرسول صلى الله عليه وسلم فقاطعه جمهور المسلمين مدة خمسين يوما حتى قبل الله تعالى توبته. وفيما عدا ذلك كان يجاهد بالكلمة والمال والروح والنفس حتى وفاته عام 50 هـ/ 670 م بالمدينة المنورة وله سبع وسبعون سنة. له ديوان شعر فيه العديد من المدائح النبوية. منها قصيدة مطولة يرد فيها على هبيرة بن أبي وهب المخزومي، مطلعها [من الطويل] : «ألا هل أتى غسان عنّا ودونهم ... من الأرض خرق سيره متنعنع»

_ (1) أضا لنا: أضاء لنا. (2) الملا: الملأ.

ومنها: «وفينا رسول الله نتبع أمره ... إذا قال فينا القول لا نتطلّع تدلّى عليه الروح من عند ربه ... ينزّل من جوّ السماء ويرفع نشاوره فيما نريد وقصرنا ... إذا ما اشتهى أنّا نطيع ونسمع «1» وقال رسول الله لما بدوا لنا ... ذروا عنكم هول المنيّات واطمعوا وكونوا كمن يشري الحياة تقرّبا ... إلى ملك يحيا لديه ويرجع ولكن خذوا أسيافكم وتوكّلوا ... على الله إنّ الأمر لله أجمع» وفي قصيدة ثانية [من الطويل] : «عجبت لأمر الله والله قادر ... على ما أراد ليس لله قاهر وفينا رسول الله والأوس حوله ... له معقل منهم عزيز وناصر شهدنا بأنّ الله لا ربّ غيره ... وأنّ رسول الله بالحقّ ظاهر» وفي ثالثة [من الوافر] : «نذير صادق أدّى كتابا ... وآيات مبينة تنير فقالوا ما أتيت بأمر صدق ... وأنت بمنكر منّا جدير فقال بلى لقد أدّيت حقّا ... يصدّقني به الفهم الخبير فمن يتبعه يهد لكلّ رشد ... ومن يكفر به يجز الكفور فلما أشربوا غدرا وكفرا ... وحاد بهم عن الحقّ النفور أرى الله النبيّ برأي صدق ... وكان الله يحكم لا يجور فأيّده وسلّطه عليهم ... وكان نصيره نعم النصير» «2»

_ (1) قصرنا: غايتنا. (2) أحمد الشرباصي، فدائيون في تاريخ الإسلام ص 151- 163؛ ابن هشام، السيرة النبوية 2/ 14 و 199؛ الأصفهاني، الأغاني 15/ 27؛ فروخ، تاريخ الأدب 1/ 323؛ ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق 21/ 189- 193؛ الرافعي، عنوان النجابة، ص 103- 104؛ الزركلي، الأعلام 5/ 228.

292 كليب بن أسد الحضرمي

292 كليب بن أسد الحضرمي من شعراء حضرموت، من أهل برهوت فيها. أدرك الإسلام ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم يحمل هدية من أمه وهي كسوة من نسيج يديها. وقد أنشده قصيدة جاء فيها [من البسيط] : «أنت النبيّ الذي كنّا نخبّره ... وبشّرتنا به الأحبار والرّسل من وشي برهوت تهوي بي عذافرة ... إليك يا خير من يحفى وينتعل شهرين أعملها نصا على وجل ... أرجو بذاك ثواب الله يا رجل» فمسح النبي صلى الله عليه وسلم بيده وجه كليب تطيبا لنفسه فكان ذلك من مفاخر ذرية كليب. توفي في بلده نحو 43 هـ/ نحو 663 م «1» .

_ (1) ابن حجر، الإصابة 3/ 306؛ الزركلي، الأعلام 5/ 232.

حرف اللام

حرف اللام

293 لبيد بن ربيعة بن مالك من الشعراء المخضرمين، أدرك الجاهلية والإسلام، ويعتبر من الفرسان الشجعان. قدم على الرسول صلى الله عليه وسلم في وفد بني كلاب؛ فأسلم وهاجر ونزل الكوفة أيام عمر بن الخطاب (ض) . توفي بها آخر خلافة معاوية عن مائة وخمس وأربعين سنة، منها تسعون سنة في الجاهلية، وبقيتها في الإسلام. قال في إسلامه [من البسيط] : «الحمد لله إذ لم يأتني أجلي ... حتى لبست من الإسلام سربالا» وأنشد أمام النبي صلى الله عليه وسلم [من الطويل] : «أتيناك يا خير البرية كلّها ... لترحمنا مما لقينا من الأزل أتيناك والعذراء تدمى لبانها ... وقد ذهلت أمّ الصبيّ عن الطفل فإن تدع بالسّقيا وبالعفو ترسل (م) ... السماء لنا والأمر يبقى على الأصل» ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد «ألا كل شيء ما خلا الله باطل» . ولبيد أحد شعراء النبي صلى الله عليه وسلم، يدافع عنه ويهاجم أعداءه ويمتدحه «1» .

_ (1) أبو عمران، المرقصات والمطربات، ص 26؛ الأصفهاني، الأغاني 14/ 93 و 97؛ كحالة، معجم 8/ 152؛ البغدادي، هدية 1/ 839؛ ابن حجر، الإصابة 3/ 326- 327؛ الطبري، الاستيعاب 3/ 324- 325.

حرف الميم

حرف الميم

294 مازن بن العضوب العماني كان مازن يسدن صنما يقال له «باچر» بقرية سمايل من عمان. وكان بنو الصامت وبنو حطامة ومهرة يعظمون هذا الصنم. وفي أحد الأيام قدم على مازن رجل من الحجاز وأخبره بظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ودعوته إلى الدين الإسلامي، فشرح الله تعالى صدره للإسلام، فأقبل على الصنم يكسره، وركب راحلته حتى قدم على النبي صلى الله عليه وسلم معلنا إسلامه، ومنشدا بين يديه [من البسيط] : «كسّرت باچر أجذاذا وكان لنا ... ربّا نطيف به ضلّا بتضلال «1» فالهاشميّ هدانا من ضلالتنا ... ولم يكن دينه منّي على بال يا راكبا بلّغن عمرا وإخوتها ... أنّي لمن قال ربّي باچر قالي» وقصد (بعمر) بني الصامت.. ثم قال: «يا رسول الله إني امرؤ مولع بالطرب وبالهلوك من النساء، وشرب الخمر، وألحّت علينا السنون فأذهبن الأموال، وأهزلت السراري، وليس لي ولد، فادع الله أن يذهب عني ما أجدو يأتينا بالحيا، ويهب لي ولدا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم أبدله بالطرب قراءة القرآن، وبالحرام الحلال، وبالإثم والعهر عفة، وآته بالحيا وهب له ولدا» . وقد تحققت كل هذه

_ (1) أجذاذا: قطعا.

295 مالك بن عبد الرحمن بن علي المصمودي

الأمور، فأخصبت عمان، وتزوج مازن بأربع حرائر، وحفظ شطرا من القرآن، ووهب الله له حيان بن مازن. وقد أشار إلى ذلك شعرا [من الطويل] : «إليك رسول الله خبّت مطيّتي ... تجوب الفيافي من عمان إلى العرج «1» لتشفع لي يا خير من وطىء الحصى ... فيغفر لي ربّي فأرجع بالفلج «2» إلى معشر خالفت في الله دينهم ... فلا رأيهم رأيي ولا شرحهم شرحي «3» وكنت امرآ بالخمر والعهر مولعا ... شبابي حتى آذن الجسم بالنّهج «4» فبّدلني بالخمر خوفا وخشية ... وبالعهر إحصانا وحصّن لي فرجي فأصبحت همّي في الجهاد ونيّتي ... فلله ما صومي ولله ما حجّي» وقد أقطعه الرسول صلى الله عليه وسلم أرض عمان؛ فلما رجع إلى قومه شتموه وهجوه، لأنه ترك ديانتهم. فرحل عنهم وهجرهم، لكن وفدا مهما منهم أتاه واسترضاه، وطلبوا منه العودة فامتثل لأمرهم. وسرعان ما هداهم الله إلى الإسلام فأسلموا جميعا «5» . 295 مالك بن عبد الرحمن بن علي المصمودي المعروف بابن المرحل السبتي. نسبة إلى سبتة. ولد بمالقة بالأندلس عام 604 هـ/ 1207 م. اشتهر بالأدب والنظم واللغة. توفي عام 699 هـ/ 1300 م. له: الرمي بالحصى والضرب بالعصا- القصائد العشرينيات المحمديات وشرحها- القصيدة الوترية في مدح خير البرية- الوسيلة الكبرى المرجو

_ (1) خبّت: ضرب من سير الإبل. (2) الفلج: الفوز. (3) الشرج: الطريق. (4) النهج: البلى. (5) ابن كثير، البداية والنهاية 1/ 312- 313؛ ابن حجر، الإصابة 3/ 336؛ النويري، نهاية الأرب 16/ 166- 167؛ الأصفهاني، دلائل النبوة، ص 33؛ الزركلي، الأعلام 5/ 255.

نفعها في الآخرى. من غرر قصائده النبوية قصيدة رتبها على حروف المعجم بأن يبدأ بحرف ويكون هذا الحرف رويا. ومنها [من الكامل] : وافى النظم عنه تضيق] «باء: بدا في أفق مكة كوكبا ثم اعتلى فجلا سناه الغيهبا حتى أنار الدهر منه وأخصبا إذ كان فيض الخير منه عميما ... صلّوا عليه وسلّموا تسليما جيم: جلا بسراجه الوهّاج ما جنّ من ليل الظلام الداجي وسقى القلوب بمائه الثّجّاج فأصارها بعد الغموم غميما ... صلوا عليه وسلموا تسليما دال: دعا فأجاب كلّ سعيد وأتى بوعد صادق ووعيد حتى أقرّ الناس بالتوحيد وتجنّبوا الإشراك والتجسيما ... صلوا عليه وسلموا تسليما شين: شمائله الكريمة تعطش من كان من سكر المحبة يرعش لكن أضاع الحمر فيما يوحش فغدت ندامته عليه نديما ... صلوا عليه وسلموا تسليما عين: عزيز ذكره مرفوع في الأنبياء وقوله مسموع مشروح صدر حبّه مشروع من لا يدين بذاك كان ذميما ... صلوا عليه وسلموا تسليما قاف: قوافي النظم عنه تضيق

296 مالك بن عوف

أيطيقه الإنسان ليس يطيق فالخلق في التّقصير عنه خليق ولو انهم ملأوا الفضاء رقوما ... صلوا عليه وسلموا تسليما ياء: يحيّيه ويسقيه الحيا ربّ العباد مجازيا وموفّيا ومشرّفا ومسلّما ومصلّيا يا مسلمين ورثتم التّسليما ... صلوا عليه وسلموا تسليما» «1» 296 مالك بن عوف كان قائد المشركين يوم حنين. فلما انهزم المشركون فرّ مالك إلى الطائف. وكان شاعرا رفيع القدر في قومه، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لو أتاني مسلما لرددت عليه أهله وماله» . فبلغه ذلك، فلحق به فأسلم، فوفى الرسول صلى الله عليه وسلم بوعده، فأعطاه أهله وماله وأعطاه مائة من الإبل، كالمؤلفة قلوبهم. فقال مالك يخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم من قصيدة [من الكامل] : «ما إن رأيت ولا سمعت بواحد ... في الناس كلّهم كمثل محمد أوفى فأعطى للجزيل لمجتدي ... ومتى تشأ يخبرك عمّا في غد وإذا الكتيبة عرّدت أبناؤها ... بالسّمهريّ وضرب كلّ مهنّد فكأنّه ليث على أشباله ... وسط الهباءة خادر في مرصد» «2» وقد رأسه النبي صلى الله عليه وسلم على هوازن. شهد مالك معركة القادسية وفتح دمشق حيث نزل بدار نصر «3» .

_ (1) المقري، نفح الطيب 4/ 145 و 7/ 453- 459؛ البغدادي، هدية 2/ 1؛ كحالة، معجم 8/ 169. (2) الهباءة: الغبار. خادر: متحير. (3) ابن كثير، البداية والنهاية 4/ 360؛ ابن حجر، الإصابة 3/ 352؛ ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، ج 24، تحقيق إبراهيم صالح (دمشق 1989) ص 61- 62؛ الزركلي، الأعلام 5/ 264.

297 مالك بن نمط الهمداني

297 مالك بن نمط الهمداني قدم مع وفد همدان للاجتماع بالرسول صلى الله عليه وسلم بعد عودته من تبوك، فارتجز مالك بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم عام 9 هـ/ 630 م [من الرجز] : «إليك جاوزت سواد الريف ... في هبوات الصيف والخريف مخطمات بخطام الليف» فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم الوفد إلى طلبهم، وأمّر عليهم مالك بن نمط، واستعمله على من أسلم من قومه، وأمره بقتال ثقيف، فكان لا يخرج لهم سرج إلا أغار عليه. من مدائحه في الرسول صلى الله عليه وسلم [من الطويل] : «ذكرت رسول الله في فحمة الدّجى ... ونحن بأعلى رحرحان وصلدد حلفت بربّ الراقصات إلى منىّ ... صوادر بالركبان من هضب قردد بأنّ رسول الله فينا مصدّق ... رسول أتى من عند ذي العرش مهتد وما حملت من ناقة فوق رحلها ... أشدّ على أعدائه من محمد وأعطى إذا ما طالب العرف جاءه ... وأمضى بحدّ المشرفي المهنّد» «1» 298 محمد بن إبراهيم بن صالح الدمشقي ولد بدمشق عام 1111 هـ/ 1699 م. أتقن اللغتين التركية والعربية، وله فيهما نظم وإنشاء. توفي بدمشق أول شعبان 1171 هـ/ 1757 م ودفن بتربة الباب الصغير. من شعره في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم: لم نهتد إلى وزنه، ولعله من عروض الترك؟ «يا أكرم من مشى على الغبراء ... يا أفضل من رقى إلى الخضراء أرجوك لدفع كلّ شر عنّي ... بالقاسم بالطّيّب بالزّهراء»

_ (1) ابن حجر، الإصابة 3/ 356؛ النويري، نهاية الأرب، ج 18، حاشية ص 12؛ الزركلي، الأعلام 5/ 267.

299 محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن العمادي

وله أيضا [من البسيط] : «أيا نبيّ النبيين الكرام ومن ... لولاه ما كان دين الله قد عرفا لو لم تكن تثمر الدّنيا وضرّتها ... إلّا وجودك يا خير الورى لكفى» «1» 299 محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن العمادي ولد بدمشق عام 1075 هـ/ 1664 م. نشأ في حجر أخيه علي العمادي المفتي. قرأ القرآن ثم اشتغل بطلب العلم، فأخذ الحديث عن أبي المواهب الحنبلي، والفقه والنحو والمعاني والبيان عن إبراهيم الفتال وعثمان القطان ونجم الدين الفرضي وعبد الله العجلوني. ونال عدة إجازات من مشاهير مشايخ العصر: يحيى الشاوي المغربي، إسماعيل الحائك المفتي، علاء الدين الحصكفي المفتي، محمد بن سليمان المغربي ... فبرع في الفنون والعلوم. تولى التدريس بالسليمانية بالميدان الأخضر بعد وفاة أخيه، ثم تولى إفتاء الحنفية بدمشق عام 1121 هـ/ 1709 م. توفي بدمشق عام 1135 هـ/ 1723 م ودفن بتربة الباب الصغير. له نظم رائق؛ ومنه قوله من قصيدة نبوية مطلعها [من الكامل] : ن جاء بالفرقان نورا ساطعا] «يا بارقا من نحو رامة أبرقا ... حيّ العوالي واللّوى والأبرقا» «2» ومنها: «يا رائدا للخير يقصد طيبة ... متشوقا في سيره متأنّقا يمّم حمى هذا الشفيع المرتجى ... وأسأل أنامله الغمام المغدقا «3» وأقرا السلام مع الصلاة على الذي ... جبريل كان خديمه لمّا رقى هذي الغيوث الهاطلات بجودها ... ما كلّ غيث في الورى متدفّقا من أخجل الكرماء لما جاءهم ... متحديا بمفاخر لن تسبقا يا سيد الرسل الكرام ومن غدا ... لجنابه السّامي نشدّ الأينقا

_ (1) المرادي، سلك الدرر 4/ 23- 24. (2) الأبرقا: مكان فيه حجارة وطين. (3) المغدقا: السائل.

300 محمد بن إبراهيم بن محمد

يا ناصر الضعفاء نظرة رحمة ... لمعذب مضنى الفؤاد تشوّقا أنت الملاذ إذا الذنوب تراكمت ... والغوث أنت إذا رجانا أخفقا من لي بلثم تراب ذيّاك الحمى ... أو لا أكون لعرفه متنشّقا مثوى حبيب قد ثوى في مهجتي ... ومقام ذي الشرف الرفيع المنتقى هو غيثنا وغياثنا بل غوثنا ... من كلّ خطب في القيامة أحدقا من جاء بالفرقان نورا ساطعا ... وغدا الوجود بهديه متألّقا يا هاديا وافى بأوضح منهج ... لولاك ما عرف السبيل إلى التّقى يا ملجأ المسكين عند كروبه ... يا منجيا من هول ذنب أقلقا يا من به طابت معالم طيبة ... وتمسّكت منه بطيب أعبقا أنت الذي ما زلت ترب نبوّة ... من منذ كوّنك الإله وخلّقا العبد من خوف الجناية مشفق ... وبذيل جاهك يا شفيع تعلّقا صلّى عليك الله ما ركب سرى ... نحو الحجاز قاصدا أرض النّقا» «1» وله من قصيدة أخرى [من الطويل] : «نبيّ حبيب الله فينا مشفع ... له الرتبة العلياء والنسب الغرّا تسامت على هام السماك بمجدها ... فتاهت على الجوزاء وارتفعت قدرا أروم امتداحه بكفء فأزدري ... له من بنات الفكر مجلوّة بكرا وما مدح المدّاح تحصر فضله ... وقطر الغوادي من يطيق لها حصرا ولو أنّ ألفا ينظمون مديحه ... لما بلغوا من قدر أفضاله العشرا وناهيك من قد جاءنا في مديحه ... من الله آيات مدى دهرنا تقرا وصلّ إلهي مع سلام على الذي ... أنال الورى فخرا يفوق على الشّعرى مدى الدهر ما غنّى على الدوح ساجع ... وما أسبل المشتاق من دمعه القطرا» «2» 300 محمد بن إبراهيم بن محمد المعروف بابن الشهيد. ولد بالرملة بفلسطين عام 728 هـ/ 1328 م.

_ (1) النقا: موضع في المدينة المنورة. (2) المرادي، سلك الدرر 4/ 17- 23؛ الزركلي، الأعلام 5/ 304؛ كحالة، معجم 8/ 206.

301 محمد بن أبي بكر الوتري البغدادي

اشتهر في دمشق بالتفسير والأدب. له نظم ونثر. تولى ديوان الإنشاء وولاية مشيخة الشيوخ. ثم حصلت له محنة اختفى بسببها مدة نظم فيها السيرة النبوية لابن سيد الناس في بضعة عشر ألف بيت وسماها «الفتح القريب في سيرة الحبيب» . توفي ابن الشهيد بظاهر القاهرة عام 793 هـ/ 1391 م «1» . 301 محمد بن أبي بكر الوتري البغدادي واعظ شافعي من شعراء بغداد، وبها وفاته عام 662 هـ/ 1264 م. له: الزيارات المحمدية- بستان العارفين- الوتريات في مدح أفضل الكائنات وتسمى: القصائد الوترية في مدح خير البرية. وهي 29 قصيدة مرتبة قوافيها على حروف المعجم. منها قصيدة مطولة على غرار بانت سعاد مطلعها [من الطويل] : «لمن بالعلا فوق السماء حلول ... يناجي بليل، والأنام غفول» وفيها: «لسيّد سادات النبيين أحمد ... لقد كان في نور الحجاب نزول لكلّ رسول منزل ومكانة ... ولكنّ ما مثل الحبيب رسول لحضرة قدس الله أحمد قد دنا ... وناداه فيها بالهناء جليل لك الجاه والمجد المرفّع عندنا ... تدلّل علينا ما علاك قليل لئن كان إبراهيم أضحى خليلنا ... فأنت حبيب عندنا وخليل لربّ الورى رسل على الناس قد علوا ... وأحمد يعلو فوقهم ويطول» وفي قصيدة ثانية [من الطويل] : «دوائي إذا ما الدّاء حلّ بمهجتي ... مديح رسول بالشفاعة يفرد درأت بمدحي في نحور عداته ... وساعدني مجد وفضل وسؤدد دعائم عرش الله تشتاق قربه ... وأحمد في كلّ السماوات يحمد

_ (1) ابن قاضي شهبة، طبقات الشافعية 2/ 312- 313؛ الزركلي، الأعلام 2995؛ كحالة، معجم 8/ 218- 219.

302 محمد بن أحمد بن أبي بكر الزبيري

دنا فتدلّى لم يزغ منه ناظر ... محب ومحبوب حميد وأحمد» وفي ثالثة [من الطويل] : «ذروني وأخذي في مديح محمد ... فقد لذّ لي في مدح أحمد مأخذ» «1» 302 محمد بن أحمد بن أبي بكر الزبيري ولد بزبيد عام 772 هـ/ 1370 م. حفظ القرآن الكريم، وقرأ كثيرا من أمهات كتب الحديث والتفسير وجملة من المختصرات، وكتب العارفين، فكان فقيها عالما. اشتغل بالتدريس مدة ثم أعرض عن ذلك وتزهّد ولبس الخشن من الثياب، وداوم الصيام، وأقبل على القيام والتلاوة، ولزم الصلاة بمسجد الأشاعرة الشهير بزبيد، وامتدح الرسول صلى الله عليه وسلم بعدة قصائد. توفي عام 873 هـ/ 1468 م. له إيضاح الفتاوى في النكت المتعلقة بالحاوي في ثلاث مجلدات- نظم على طريقة الفقهاء «2» . 303 محمد بن أحمد بن عبد الله القلقشندي الشافعي الشهير بابن أبي غدة وبالنجم القلقشندي. ولد بالقاهرة عام 797 هـ/ 1395 م. وتوفي غريقا بالنيل عام 876 هـ/ 1471 م. من آثاره تخميس البردة «3» . 304 محمد بن أحمد بن عبد الله المعروف بماميه الرومي ولد باستنبول عام 930 هـ/ 1524 م. نشأ بدمشق. تولى الترجمة في بعض المحاكم. توفي بدمشق عام 988 هـ/ 1580 م. اشتهر بالموشحات

_ (1) النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 50 و 89 و 3/ 270- 271؛ الزركلي، الأعلام 7/ 29؛ كحالة، معجم 9/ 114. (2) السخاوي، الضوء اللامع 6/ 297- 298؛ كحالة، معجم 8/ 239. (3) كحالة، معجم 8/ 278.

305 محمد بن أحمد بن عبد الواحد القليبي

والأزجال. له: - ديوان شعر سماه «روضة المشتاق وبهجة العشاق» - تخميس البردة «1» . 305 محمد بن أحمد بن عبد الواحد القليبي اشتهر بالنظم. حج عام 809 هـ/ 1406 م وألقى قصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم بالحجرة الشريفة جاء فيها [من البسيط] : «يا خيرة الله من كلّ الأنام ومن ... له على الرّسل والأملاك مقدار روحي الفداء لأرض قد ثويت بها ... بطيب مثواك طاب الكون والدار إنّي ظلوم لنفسي في اتّباع هوى ... وقد تعاظمني ذنب وأوزار» «2» 306 محمد بن أحمد بن علي الهواري الأندلسي الشهير بابن جابر الأعمى. ولد عام 698 هـ/ 1299 م. قرأ القرآن والنحو على محمد بن يعيش، والفقه على محمد بن سعيد الرندي، والحديث على أبي عبد الله الزواوي. ثم رحل إلى الديار المصرية بصحبة أبي جعفر أحمد بن يوسف الغرناطي، فكان ابن جابر ينظم والغرناطي يكتب. ثم حجّا ورجعا إلى الشام فأقاما بدمشق أولا ثم بحلب ثم بالبيرة قرب حلب حيث توفي ابن جابر عام 780 هـ/ 1378 م. له: - شرح ألفية ابن مالك- ديوان شعر في مدح النبي صلى الله عليه وسلم «نفائس الملح وعرائس المدح» - بديعية مشهورة «بديعية العميان في أسماء سور القرآن» وهي قصيدة مطولة ذكر فيها أسماء سور القرآن الكريم مع مدح النبي صلى الله عليه وسلم ومطلعها [من البسيط] : «في كلّ فاتحة للقول معتبرة ... حقّ الثناء على المبعوث بالبقرة» ومن غرر قصائده النبوية قصيدة مطولة عارض فيها بانت سعاد ومطلعها

_ (1) الزركلي، الأعلام 6/ 7؛ كحالة، معجم 8/ 280. (2) السخاوي، الضوء اللامع 6/ 330.

[من البسيط] : «بانت سعاد فعقد الصبر محلول ... والدمع في صفحات الخدّ مبذول» وفيها: «لي الأمان وحاشا أن أخيب ولي ... قلب على حبّ خير الخلق مجبول هادي البرية من بعد الضلال ومن ... له على الرّسل تخصيص وتفضيل له الشفاعة حيث الرّسل جاثية ... وكلّ شخص لهول الحشر مخبول وجاءت الخلق أفواجا ليلتمسوا ... لهم شفيعا وما في الأمر تمهيل وحيث جاؤا رسولا قال لست لها ... فليس لي عن مقام الخوف تحويل حتى إذا ما أتوا عيسى يقول لهم ... أمر الشفاعة للمختار موكول حتى إذا سألوا المختار قال لهم ... أنا لذاك ولي بالأمر تكفيل هناك يدعى به سل تعط وادع تجب ... واشفع تشفّع فوعد الله مفعول» وله: حلة السرى في مدح خير الورى على قافية الميم، وهي بديعية على طريقة الصفي الحلي، وقد شرحها صاحبه أبو جعفر. وجاء قوله في قصيدة نبوية ثانية [من الطويل] : «هم عدلوا نحو المدينة فاعدل ... ولا تك عن ذاك الضريح بمعزل «1» ودع عنك سعدى والنّزول بربعها ... وإن شئت إسعادا بطيبة فانزل وسلّم على ذاك الضريح فإنّه ... ضريح به قد حلّ أكرم مرسل ويمّم جناب الهاشميّ ولذ به ... ولا تبك من ذكرى حبيب ومنزل هناك الجناب الرحب والمنعم الذي ... شفاعته للخلق أكرم موئل «2» نبيّ هدى مولى شفيع مشفّع ... رؤوف رحيم سله ما شئت يبذل بشير نذير سيد الخلق كلّهم ... مكين مطاع ذو ثناء مكمّل «3» أبو القاسم الهادي الأمين محمد ... وأحمد والقتّال كلّ مضلّل »

_ (1) عدلوا: مالوا. (2) موئل: مرجع. (3) المكين: الثابت الوقور.

307 محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين العزفي

وفي ثالثة [من الرجز] : «إن تحسب الرّسل سماء قد بدت ... فإنّه في أفقها نجم هدى وإن يكونوا أنجما في فلك ... فإنّه من بينهم بدر بدا واسطة السلك إذا ما نظموا ... وملجأ القوم إذا الخطب عدا كالبحر بل كالبدر جودا وسنا ... فحبّذا من اجتدى أو اقتدى أحسن أخلاقا من الروض إذا ... ما اختال في برد الصّبا أو ارتدى تفديه نفسي من شفيع للورى ... وقلّت النفس له مني فدا» «1» 307 محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين العزفي ولد عام 607 هـ/ 1211 م. لما شبّ ولي الأمارة بسبته بالمغرب العربي. ثم ملك طنجة وأصيلا القريبة منها. توفي بسبته عام 677 هـ/ 1279 م. دامت دولته ثلاثين سنة وشهرين و 16 يوما. كان فقيها فاضلا. له نظم «الدر المنظم في مولد النبي المعظم» «2» . 308 محمد بن أحمد بن محمد القرشي الأموي ولد في أبيورد بخراسان. مهر بالشعر والتأريخ. توفي بأصفهان عام 507 هـ/ 1113 م. له: - تاريخ أبيورد- تعلة المشتاق إلى ساكني العراق- المختلف والمؤتلف في الأنساب- أنساب العرب- الدرة الثمينة- طبقات العلماء في كل فن- ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية منها لامية مطولة عارض فيها بانت سعاد ومطلعها [من البسيط] : «خاض الدّجى ورواق الليل مسدول ... برق كما اهتزّ ماضي الحدّ مصقول»

_ (1) المقري، نفح الطيب 1/ 38 و 2/ 664 و 7/ 305- 324؛ الصفدي، الوافي بالوفيات 2/ 157- 158؛ البغدادي هدية العارفين 2/ 170؛ النبهاني، المجموعة 3/ 89- 94 و 351؛ كحالة، معجم 8/ 294؛ ابن حجر، الدرر الكامنة 3/ 339- 340. (2) الزركلي، الأعلام 5/ 323؛ كحالة، معجم 9/ 4.

309 محمد بن أحمد بن محمد المحلي المصري (جلال الدين)

وفيها: «تحكي شمائله في طيبها زهرا ... يفوح والروض مرهوم ومشمول «1» هو الذي نعش الله العباد به ... ضخم الدّسيعة متبوع ومسؤول «2» أتى بملّة إبراهيم والده ... قرم على كرم الأخلاق مجبول «3» يا خاتم الرّسل إن لم تخش بادرتي ... على أعاديك غالتني إذن غول «4» والنّصر باليد مني واللسان معا ... ومن لوى عنك جيدا فهو مخذول فمر وقل أتّبع ما أنت تنهجه ... فالأمر ممتثل والقول مقبول» «5» 309 محمد بن أحمد بن محمد المحلي المصري (جلال الدين) ولد بالقاهرة عام 791 هـ/ 1389 م. وبها نشأ وتعلم فمهر بالفقه والتفسير والنحو والمنطق وعلم الكلام. توفي عام 864 هـ/ 1459 م. له: - مختصر التنبيه للشيرازي- شرح جمع الجوامع للسبكي- شرح الشمسية في المنطق- الجهر بالبسملة- تفسير القرآن إلى سورة الإسراء؛ وقد أكمله جلال الدين السيوطي وقد سمي هذا التفسير «تفسير الجلالين» - كنز الذخائر- كنز الراغبين- الأنوار المضية في مدح خير البرية «6» . 310 محمد بن أحمد بن ناصر الباعوني مولده ووفاته بدمشق (776- 870 هـ/ 1374- 1466 م) كان يخطب

_ (1) مرهوم: الرهمة: المطر الضعيف الدائم. مشمول: هبت عليه ريح الشمال. (2) الدسيعة: العطية الجزيلة. (3) قرم: سيد. (4) بادرة: بديهة. غالتني: أهلكتني. غول: هلكة. (5) الصفدي، الوافي بالوفيات 2/ 91؛ النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 30- 32؛ الزركلي، الأعلام 5/ 316؛ كحالة، معجم 8/ 314. (6) البغدادي، هدية العارفين 2/ 202؛ كحالة، معجم 8/ 311- 312.

311 محمد بن أسعد بن أحمد بن مصطفى العظم

بمسجد القصب وبجامع دمشق. له: ينابيع الأحزان- تحفة الظرفاء- تخميس قصيدة ابن زريق- أرجوزة في تاريخ الخلفاء والسلاطين الذين تولوا مصر إلى عهد الأشرف برسباي- منحة اللبيب، أرجوزة نظم بها السيرة النبوية لمغلطاي- ديوان شعر فيه قصيدة لامية على غرار بانت سعاد. مطلعها [من البسيط] : «نومي بماء قراح السهد مغسول ... فكيف يحصل لي من طيفكم سول» «1» وفيها: «خير النبيين عين الرسل من بهرت ... آياته وبه للدين تسهيل أبناؤه الغرّ تحلو لي مواردها ... كأنّها منهل بالراح معلول «2» يا أشرف الخلق في أرض وفي فلك ... يا من معانده في النار مغلول يا من إذا نزلت بالخلق حادثة ... فما لهم غيره في الناس مسؤول يا من إذا اشتدّ أمر عند نازلة ... فبابه لزوال الخطب منزول يا من مكارمه للكون قد ملئت ... يا من نداه لمن يرجوه مبذول يا ربّ بالمصطفى جد لي بنيل منّى ... من المتاب عسى أن يحصل السول فإنّه عند مولانا وسيلتنا ... لنا به في خطوب الدهر توسيل» «3» 311 محمد بن أسعد بن أحمد بن مصطفى العظم ولد في معزة النعمان بسورية عام 1232 هـ/ 1817 م. نشأ بحماه حيث درس الأدب والفقه الشافعي، وتولى بعض المناصب، وعين حاكما للعمرانية. توفي بحماه عام 1297 هـ/ 1880 م. له: - البديع في علم البديع، رسالة ضمنها بديعية من نظمه في 159 بيتا إحتوت على 157 نوعا

_ (1) قراح: الماء النقي. طيف: خيال. (2) الغر: الحسان. منهل: سقاه أولى. الراح: الخمر. معلول: سقاه ثانية. (3) النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 154- 158؛ الزركلي، الأعلام 5/ 334؛ كحالة، معجم 9/ 24.

312 محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز الفرغلي

من البديع- ديوان شعر سماه الفرائد النظمية والقلائد العظمية- مولد نبوي سماه البرود المولوية «1» . 312 محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز الفرغلي توفي بعد عام 1341 هـ/ بعد 1922 م. كان رئيس التحريرات العربية بوزارة الخارجية المصرية. له: - نظم اللآلي الغرر في سلك العقود والدرر- حسن السبك في شرح قفا نبك- العقد النفيس بتشطير وتخميس ديوان سلطان العاشقين «عمر بن الفارض» - روضة الصفا بمديح المصطفى «2» . 313 محمد أمين بن إبراهيم عز الدين الطرابلسي المتوفى حوالي 1390 هـ/ 1970 م. قاضي ومدرّس وشاعر ومصنف: له مولد نبوي [من الخبب] : بي الرحمة] «جاء رسول الله محمد ... جاء حبيب الله المفرد جاء نبيّ الرحمة أحمد ... جاء زعيم الحوض وزمزم صلى الله عليه وسلم أهلا بالمحمود الخلق ... أهلا بالممدوح الخلق أهلا بالعلويّ النّطق ... أهلا بالوضّاء المبسم كان كريم النفس حليما ... كان رؤوف القلب رحيما أوتي خلقا كان عظيما ... في تنزيل الله مترجم صلى الله عليه وسلم أللهمّ به نتوسّل ... فهو لديك أعزّ مبجّل أن تمحو الأوزار وتقبل ... ما نرجو منه أن نغنم صلى الله عليه وسلم»

_ (1) الزركلي، الأعلام 6/ 33؛ كحالة، معجم 9/ 47. (2) الزركلي، الأعلام 6/ 39.

314 محمد أمين بن خير الله العمري

وفي قصيدة أخرى [من الكامل] : «ربّاك ربّك واجتباك حبيبا ... ولقد أقامك للقلوب طبيبا سله بحقّك أن يكون مجيبا ... سؤلي شهود مقامك النبويّ من لي بلثم ترابك المسكيّ تجّار مدحك لا محالة تربح ... يا سعد من يمسي عليه ويصبح يا ليت كلّي ألسن لك مدّح ... دوما وإن أك لا أعدّ بشيّ من لي بلثم ترابك المسكيّ ما كنت قطّ لحظّ نفسك ساخطا ... بل لانتصار الدين كنت مرابطا تدني المطيع وكنت تدعو القاسطا ... لصلاحه الدنويّ والدينيّ من لي بلثم ترابك المسكيّ» «1» 314 محمد أمين بن خير الله العمري المعروف بالخطيب الموصلي. ولد عام 1151 هـ/ 1738 م. كان أديبا فاضلا يدرّس بالمدرسة العمرية. توفي عام 1206 هـ/ 1791 م. له 35 مصنفا منها: الكشف والبيان عن مشائخ الزمان- ديوان شعر مرتب على الحروف ديوان المدائح النبوية- تخميس قصيدة البردة- تخميس الهمزية في مدح خير البرية «2» . 315 محمد بدر الدين ابن الدماميني الإسكندري المتوفى عام 828 هـ/ 1424 م. له ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية

_ (1) محمد أمين عز الدين، الأمان في مولد سيد ولد عدنان (طرابلس دون تاريخ) ص 6- 15. (2) عمر ترمري، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي، القسم 3 مج 4/ رقم الترجمة 999. [ (3) البغدادي، هدية العارفين 2/ 349؛ كحالة، معجم 9/ 72.]

316 محمد البكري المصري

منها قصيدة مطولة مطلعها [من الطويل] : «لقد ذقت منكم في الزمان الذي مرّا ... حلاوة عيش لم أذق بعدها مرّا» وفيها: «ومهما ترد حسن التّخلّص فامتدح ... أجلّ البرايا تقتن المجد والفخرا نبيّ كساه ربّه خلع الرّضا ... وحسبك في تشريفه منصب الإسرا دنا فتدلّى قاب قوسين إذ سرى ... فحاز من العلياء سهما علا قدرا ونال فخارا لم ينله مقرّب ... وشاهد من آيات خالقه الكبرى» «1» 316 محمد البكري المصري المتوفى عام 992 هـ/ 1584 م. له ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية. جاء في إحداها [من الطويل] : «وكيف وقد سارت بأفضل مرسل ... وأكرم مبعوث بدين محمد صفيّ إله العرش من كلّ خلقه ... وخيرته الهادي لأشرف مقصد ومن أرسل الرحمن للخلق رحمة ... ونورا به كلّ البرية تهتدي عليه صلاة الله ثم سلامه ... يدومان ما غنّى الحمام بأملد» «2» وفي ثانية [من الرمل] : «عذ بمفتاح الكمال المفرد ... خاتم الرسل وهادي الرّشد أفضل الخلق النبيّ المجتبى ... ذي المعالي والصفيّ الأمجد سيّد الناس إمام الأنبيا ... واسع الفضل عظيم المدد رحمة الله الحبيب المصطفى ... إنّه السّرّ وروح الأبد» ولما حج وزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم جاشت نفسه بقصيدة نبوية مطولة مطلعها [من الطويل] :

_ (1) النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 213- 215. (2) املد: غصن.

317 محمد بن بهادر بن عبد الله

«ولما أتينا قبر أحمد لاح من ... سناه ضياء أخجل الشمس والبدرا» «1» 317 محمد بن بهادر بن عبد الله ولد عام 729 هـ/ 1329 م. وتوفي بالقاهرة عام 791 هـ/ 1389 م. من آثاره: - نظم السيرة النبوية في عدة مجلدات وقد سماها «الفتح القريب في سيرة الحبيب» - شرح النظم «2» . 318 محمد جابر بن عبد الحسين الربعي أديب، ناقد، شاعر وخطيب (1222- 1312 هـ/ 1807- 1894 م) . من آثاره: - مختصر عدة الداعي لابن فهد في الأدعية- درر اللآلىء وهي تخميس القصيدة الهائية الأزرية في مدح النبي وآله لكاظم الأزري- ديوان شعر سماه «سلوة الغريب وأهبة الغريب» «3» . 319 محمد جمال الدين آل ملص الجيلاني تلميذ الشيخ بدر الدين الحسني محدّث دمشق. وقد انتدبه شيخه للإرشاد والتنوير في بلاد الشرق الأقصى؛ لأنه كان يتمتع بالعلم والحجة الوافية، والأجوبة الشافية، والهمة العالية ... فامتثل الجيلاني لأوامر شيخه، وبدأت رحلته الطويلة في مطلع عام 1348 هـ/ 1929 م. فزار العراق والكويت والبحرين والهند والصين وسنغافورة والملايو واليابان ... وتمكن من نشر دعوة الإسلام بين سكان تلك الربوع، كما توصل إلى تنوير أذهان مسلمي تلك الديار، وتوجيههم لورود مناهل العلم والدين الصحيح. له: - منهاج اليقين في رحلة الشرق الأقصى لخدمة الدين- ديوان شعر فيه عدة

_ (1) النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 72- 73 و 236- 237. (2) كحالة، معجم 9/ 121. (3) كحالة، معجم 9/ 145.

مدائح نبوية. جاء في إحداها [من الكامل] : «يا صفوة الله المكين مكانه ... يا خير مؤتمن وخير نصيح أقرضت فيك الله صدق محبّتي ... أيكون تجري فيك غير ربيح حاشا وكلا أن تخيب رسائلي ... أو أن أرى مسعاي غير نجيح مدحتك آيات الكتاب فما عسى ... يثني على علياك نظم مديحي وإذا كتاب الله أثنى مفصحا ... كان القصور قصار كلّ فصيح» وله أيضا [من الكامل] : «وجه الحبيب إذا تبدّى طالعا ... ينسيك حسن محاسن القمرين تزّيّن الدنيا بطلعة أحمد ... والبضعة الزهراء والحسنين محبوبنا ما في البريّة مثله ... قد عمّ نور هداه في الكونين والرحمة المهداة طه المصطفى ... الله أرسله إلى الثّقلين» وله أيضا [مجزوء الرمل] : «النبيّ بحر المكارم ... ذو المقامات العليّة من له كلّ الفضائل ... المصطفى خير البريّة» وله أشعار زجلية قريبة من العامية: «يا ليالي الأنس عودي ... بالسرور منك جودي بمولد نور الوجود ... بدر الكمالات السّنيّة قام داعي الحقّ فينا ... أحمد المختار نبينا مذ أتى بالخير إلينا ... فزنا بعطاياه الفيضيّة بالله يا خير العباد ... يا راحة للقلب الصادي صلني أيا قصدي ومرادي ... واسمح لصبّ بالعطيّه» «1»

_ (1) محمد جمال الدين آل ملص الجيلاني، التحفة المرضية في مديح خير البرية 3/ 47 و 4/ 11- 12؛ محمد جمال الدين آل ملص الجيلاني، منهاج اليقين في رحلة الشرق الأقصى لخدمة الدين (دمشق 1367 هـ) ص 4- 8.

320 محمد جميل الخطيب النقشبندي

320 محمد جميل الخطيب النقشبندي شيخ الطريقة النقشبندية في منطقة الجزيرة بسورية. كان حيا 1384 هـ/ 1964 م. كان بارعا بالنثر والنظم. من أشهر مؤلفاته كتاب كشف القناع المسدول في حكم السماع المقبول، المطبوع ببيروت عام 1393 هـ/ 1973 م. هذا الكتاب يضم عدة مدائح نبوية. له قصيدة عن وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، كان يرسل نسخة منها إلى كل أصحابه الذين أصيبوا بفقد عزيز على قلوبهم. ومطلعها [من الكامل المختلّ] : طعت رياح الطيب عند وفاته] «يا طيبة طابت وطاب شداها ... بحبيب مولى حيّ حماها» وفيها: «يا بقعة ضمّت لذات محمد ... فضلت على الأرضين حين دحاها وعلى السماوات العليّة كلّها ... من فضله ربّ السماء بناها يا اخوتي يا مسلمين تذكّروا ... لحياة أحمد ضاء شمس سناها لما دنت منه الوفاة وجاءه ... جبريل يسأل حالة يرضاها دخل الرسول على الحبيب وقال له ... يا خير خلق الله في عقباها «1» الله أرسلني إليك وأن أطع ... في شأن نفسك حالة تهواها فإذا أمرت بقبضها يا مصطفى ... أقبض وإلا فانتفى جدواها وهناك بشّره الأمين بقوله ... الله مشتاق لنفسك طاها «2» نادى رسول الله ملك الموت في ... ما قد أمرت امض فما لسواها سطعت رياح الطيب عند وفاته ... ما مثلها طيب يفوح شذاها صلّت ملائكة السماء أولا ... وعليه أفواجا تطع مولاها «3» وتزيّنت لقدوم روح المجتبى ... جنات عدن تبتغي لقياها

_ (1) الرسول: هنا ملك الموت. (2) الأمين: هنا جبريل عليه السلام. (3) البيت مختلّ ولم نهتد إلى ضبطه.

321 محمد الحامد

يا مسلمين مصيبة حلّت بنا ... كلّ المصاب يهون في ذكراها فإذا أصيب مصيبة منكم أحد ... فمصيبة المختار زاد عناها صلّى عليه الله ربّي دائما ... ما دامت الدنيا ودام سماها» وله توسلية بالرسول صلى الله عليه وسلم جاء فيها [من الوافر] : نت مبراء من كل عيب] «رسول الله ضاق بي الفضاء ... وجلّ الخطب وانقطع الرجاء وجاهك يا رسول الله جاه ... رفيع ما لرفعته انتهاء وظنّي فيك يا طه جميل ... ومنك الجود يعهد والسخاء رجوتك يا ابن آمنة لأني ... محبّ والمحبّ له رجاء فكم لك يا رسول الله فضل ... تضيق الأرض عنه والسماء فكن لي شافعا في يوم حشر ... إذا ما اشتدّ بالناس البلاء وحقّق يا رسول الله ظنّي ... فجودك ليس فيه إمتراء وها أنا بالذنوب ظلمت نفسي ... وجئتك والكريم له وفاء قرأنا في الضّحى ولسوف يعطي ... فسرّ قلوبنا هذا العطاء وحاشا يا رسول الله ترضى ... وفينا من يعذّب أو يساء رسول الله فضلك ليس يحصى ... وليس لقدرك السامي فناء وأنت مبرّأ من كلّ عيب ... كأنّك قد خلقت كما تشاء وأجمل منك لم ترقطّ عيني ... وأكمل منك لم تلد النساء عليك صلاة ربي ما توالت ... نجوم أو تلا صبحا مساء» «1» 321 محمد الحامد ولد بحماه عام 1328 هـ/ 1910 م. توفي والده خلال الحرب العالمية الأولى، ثم توفيت والدته فنشأ محمد يتيما فقيرا، ومع ذلك فقد أكبّ على العلم والتحصيل، وما إلى العلوم الشرعية. ثم انتقل إلى حلب ليكمل فيها دروسه الشرعية وذلك في المدرسة الخسروية. ثم التحق بالجامع الأزهر بالقاهرة. ومال إلى التصوف فسلك الطريقة النقشبندية على الشيخ أبي النصر

_ (1) محمد جميل الخطيب، كشف القناع المسدول في حكم السماع المقبول ص 191- 220.

322 محمد بن الحسن الخريجي المضري

خلف الجندي. قام الشيخ محمد بمهام الوعظ والتدريس في مساجد حماه ومدارسها حتى وفاته 18 صفر 1389 هـ/ 5 أيار 1969 م. إشتهر بمحبته للرسول الأعظم، فكان يأمر تلاميذه ومريديه بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في كل يوم ألف مرة على الأقل. وله في مدح النبي صلى الله عليه وسلم قصائد كثيرة، عبّر فيها عن تعلقه الشديد بالجناب المحمدي، ولكن ضاع معظمها. من مدائحه النبوية [من الخفيف] : «يا حبيب الرحمن يا صفوة الخل ... ق ويا منيتي وراحة روحي يا وليّي وسيدي وإمامي ... أنت لي خير مشفق ونصيح لا أبي ولا أخي ولا صدر أمي ... لا ولا ذو الإخاء خدن الروح بلغوا شأوك العليّ ببرّ ... أو وفاء أو في الحنان الصحيح حبّ هذا النبيّ سرّ انقيادي ... وأخو الحبّ ما به من جموح» وفي عام 1357 هـ/ 1938 م نظم قصيدة مطولة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ومطلعها [من الطويل] : «بأعتاب طه لي مثال متيّم ... يلوذ لدى الأعتاب بالذّلّ معلم» «1» 322 محمد بن الحسن الخريجي المضري الملقب بالمنتجب العاني. ولد على الأغلب في عانة على الفرات الأعلى. ونشأ فيها وفي بغداد. ثم انتقل إلى حلب ثم إلى جبال اللاذقية حيث تلقى العقيدة الباطنية عن الشيخ حسين بن حمدان الخصيبي (ت 358 هـ (969 م) زعيم طائفة العلويين. توفي العاني على الأغلب في عانة عام 400 هـ/ 1010 م تاركا إثنتي عشرة قصيدة طويلة تعد ألفي بيت في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وآل البيت وفي الفخر والرثاء والخمر والغزل. ويغلب التصوف على فنون شعره. ومن قصيدة «مذهب الحق» نقتطف ما يلي. ومطلعها [من الطويل] : علاقة حبّ في الهوى تتغلّب ... وزفرة وجد في الحشا تتلهّب

_ (1) عبد الحميد طهماز، محمد الحامد (دمشق 1971) ص 12 وما بعدها.

323 محمد بن الحسن القلعي

وفيها: «وما لي إلّا آل أحمد شيعة ... وما لي، إلّا مذهب الحقّ، مذهب ورحنا سكارى في الهوى ونفوسنا ... حضور تناجي والجوارح غيّب وها نحن شتّى في البلاد فمشرق ... لبعض أهالينا وللبعض مغرب» «1» 323 محمد بن الحسن القلعي نشأ في الجزائر وقرأ على جملة من علمائها كأبي عبد الله بن منداس، ثم انتقل إلى بجاية فاجتهد في تحصيل العلم والأدب بها، وتخرج على أساتذتها: أبو الحسن الحرالي، أبو الحسن ابن أبي نصر، أبو بكر بن محرز ... برع في التفسير والحديث والأدب. توفي ببجاية 673 هـ/ 1274 م. من تلاميذه المشهورين أحمد الغبريني. وله ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية [من الطويل] : «ولا عجب أن فارق الجسم قلبه ... فحيث ثوى المحبوب يثوي المتيّم وما ضرّهم لو ودّعوا يوم أو دعوا ... فؤادي بتذكار الصّبابة يضرم عساهم كما أبدوا صدودا وجفوة ... يعودون للوصل الذي كنت أعلم وإنّي لأدعو الله دعوة مذنب ... عسى أنظر البيت العتيق وألثم فيا طول شوقي للنبيّ وصحبه ... ويا شدّ ما يلقى الفؤاد ويكتم» «2» 324 محمد بن حسن بن علي بن عثمان النواجي نسبته إلى نواج من غربية مصر. ولد بالقاهرة عام 788 هـ/ 1386 م. رحل إلى الحجاز حاجا، وطاف بعض البلدان. توفي بالقاهرة عام 859 هـ/ 1455 م. اشتهر بالأدب والنقد. من آثاره الكثيرة: - حلبة الكميت- نزهة الألباب- روضة المجالسة- تأهيل الغريب- الشفا في بديع الإكتفا في مديح المصطفى- ديوان شعر- المطالع البهية في المدائح النبوية.

_ (1) فروخ، تاريخ الأدب 3/ 82- 83؛ الزركلي، الأعلام 6/ 82- 83؛ كحالة، معجم 9/ 223. فن المنتجب العاني وعرفانه، د. أسعد أحمد علي. دار الرائد العربي- بيروت ط 19802. (2) الجيلالي، تاريخ الجزائر 2/ 91- 92.

له لامية على غرار بانت سعاد مطلعها [من البسيط] : «قلب على الحبّ والأشواق مجبول ... هيهات ينفع فيه القال والقيل» وفيها: «يا سيدي يا رسول الله خذ بيدي ... منهم فقد كثرت منهم أباطيل في بعض أوصاف خير الخلق قد قصرت ... باعي وإن كان نظمي فيه تطويل ولم أعارض بقولي من تقدّمني ... منهم وإن عذبت مني الأقاويل كعب له في مديح المصطفى قدم ... سبّاقة وبخير الخلق تفضيل وروضة ابن زهير طاب مغرسها ... فزهرها بندى كفيّه مطلول «1» وإن نسجت على منوال بردته ... طراز مدح له بالدّرّ تكليل فإن كان مفتاحا لباب هدى ... لنا به في ديار الخلد تأهيل إن لم أفز بقبول في متابعتي ... بانت سعاد فقلبي اليوم متبول» وفي عام 840 هـ/ 1436 م نظم قصيدة نبوية مطولة جاء فيها [من الطويل] : «محمد الهادي الشفيع ومن له ... شابيب فضل بعضها ليس يحصر نبيّ كريم شافع ومشفّع ... رؤوف رحيم طاهر ومطهّر» ويختمها: «أجدت مديحي في معاني صفاتكم ... فطال ومع هذا على الطول يقصر وإن أطنب المدّاح فيك وأوجزوا ... فكلّ بليغ عن علاك مقصّر وماذا يقول المادحون ومدحكم ... قديما به جاء الكتاب المسطّر عليك صلاة الله ما فاه ناطق ... بذكرك أو صلّى امرؤ حين تذكر» وفي عام 842 هـ/ 1438 م نظم قصيدة نبوية جاء فيها [من الوافر] : «محمد الشفيع غدا إمام ال ... هدى ربّ النّدى البرّ الجواد حبيب صفوة الرحمن فينا ... وهادينا إلى سبل الرّشاد

_ (1) مطلول: عليه الطل وهو المطر الخفيف.

325 محمد بن حسن وادي الصيادي (أبو الهدى)

أتى والشرك قد دهمت وجالت ... أداهمه بأقطار البلاد «1» فحلّ عرى الضّلال وشقّ جيب الظّ ... لام وهدّ أركان الفساد «2» ألا يا سيد الشّفعاء يا من ... عليه معوّلا وجب اعتمادي عليك صلاة ربّك مع سلام ... تخصّك في نمو وازدياد» «3» 325 محمد بن حسن وادي الصيادي (أبو الهدى) من أشهر علماء الدين في عصره. ولد في خان شيخون بالقرب من حلب 1266 هـ/ 1849 م. قرأ القرآن وأتقن علم التجويد والقراآت. ثم تلقى العلوم الدينية من فقه وتفسير وحديث. وبرع في الأدب والتاريخ والتصوف. تولى نقابة أشراف حلب. ثم قلده السلطان عبد الحميد مشيخة المشايخ، وحظي عنده بالقبول، وكان من كبار ثقاته. وكانت لأبي الهدى الكلمة العليا عند السلطان في نصب القضاة والمفتين وذلك زهاء ثلاثين سنة. ولما خلع السلطان عبد الحميد نفي أبو الهدى إلى جزيرة الأمراء في رينكيبو حيث توفي عام 1328 هـ/ 1909 م. ترك أبو الهدى الكثير من المؤلفات بالإضافة إلى أربعة دواوين من الشعر منها إثنان في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم: - الفيض المحمدي والمدد الأحمدي- مرآة الشهود في مدح سلطان الوجود صلى الله عليه وسلم. جاء في إحدى مدائحه [من الطويل] : اهت الافكار فى طول سره] «هو البحر في برّ السرائر موجه ... محيط طوى في النقطة البرّ والبحرا تركنا صنوف الحادثات لأجله ... ورحنا حيارى ما قدرنا له قدرا هو القبضة الأولى هو النور في العمى ... هو الفخر في الدنيا هو الذّخر للآخرى

_ (1) دهمت: غشيت. أداهمه جمع: الأدهم. كناية عن: الأسود. (2) جيب: ما يفتح على الصدر. (3) حاجي خليفة، كشف الظنون 2/ 1052؛ البغدادي، إيضاح المكنون 2/ 497؛ البغدادي، هدية العارفين 2/ 200- 201؛ النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 63- 67 و 3/ 146- 152 وص 221- 224؛ كحالة، معجم 9/ 203.

هو الرحمة العظمى هو الغوث للورى ... مترجم رجم الغيب في ليلة الإسرا نظام المعالي روح كلّ حقيقة ... إمام النبيين العظام أبو الزّهرا تولّاه مولاه الكريم بلطفه ... وجلببه العزّ المؤيّد والنّصرا لقد تاهت الأفكار في طول سرّه ... وباهت به الخضراء في مجدها الغبرا به هام أهلّ الله عن كلّ حادث ... فما أبصروا في الكون زيدا ولا عمرا أقام منار العدل والحقّ والهدى ... وأيّد فرقان الحقيقة والأمرا يغيث ضعاف الناس من أقويائهم ... ويرحم أصناف المساكين والأسرى ويعطي بلا منّ وينصف شاكيا ... ويسعف ملهوفا وقد يقبل العذرا أتى بصنوف العلم والحلم والتّقى ... وكان لفرط الفضل أحيا من العذرا وقول كريم في جوامعه جلت ... يد الوحي والتوفيق من نظمه الدّرّا أجلّ النبيين الكرام مكانة ... وأوسعهم صدرا وأرفعهم قدرا متى ما ذكرناه بأرض كأننا ... نرشّ على أجزاء ذرّاتها العطرا» وفي ثانية [من الكامل] : «روح الوجود نظام مجمل كونه ... معناه والمقصود منه محمد نور الإفاضة للحوادث كلّها ... فيه تعيّن لونها والمشهد والكلّ في قمم النهاية شاخص ... لجماله وله يقرّ ويشهد فالكون طمس في العمى وضياؤه ... شمس الرسالة نور عيني أحمد» ويدعو إلى التمسك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وإلى سماع مدائحه [من الخفيف] : «وتمسّك بهدي طه النبيّ الص ... ادق الوعد والحبيب الأمين روّح القلب تارة بسماع ... من كلام زين كدرّ ثمين راح فيه الحادي يرتّل مدح ال ... مصطفى صاحب الهدى واليقين» وله موشح جاء فيه [من مجزوء الرمل] : «يا إمام الأنبياء ... يا ملاذ الأولياء داوني وارحم خضوعي ... إنني عزّ دوائي

326 محمد بن الحسين بن محمد الحسيني النجفي

يا غياث اللائذين ... يا دليل الأصفياء» «1» 326 محمد بن الحسين بن محمد الحسيني النجفي المتوفى بالنجف عام 1180 هـ/ 1766 م. عالم أديب شاعر. له الآيات الباهرات في مدائح النبي والأئمة «2» . 327 محمد بن حمودة بن أحمد بن عثمان جعيط ولد بتونس عام 1268 هـ/ 1852 م. قرأ مختلف العلوم واختص بالفقه المالكي. تولى إفتاء تونس عام 1331 هـ/ 1912 م وظل في منصبه حتى وفاته عام 1337 هـ/ 1918 م. من كتبه: - حاشية على التنقيح، فقه في مجلدين- تراجم علماء تونس- ديوان شعر معظمه مدائح نبوية «3» . 328 محمد حميدة بن عبد المجيد النيربي ولد بباب النيرب، من أحياء حلب، عام 1252 هـ/ 1836 م. المعروف بالشيخ الأصم. توفي بكفر تخاريم من أعمال حلب عام 1321 هـ/ 1903 م. له ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية منها تخميس البردة «4» .

_ (1) محمد أبو الهدى الصيادي، ديوان الروض البسيم (استنبول 1322 هـ) ص 23- 24؛ محمد أبو الهدى الصيادي، ديوان روضة العرفان (مكان الطبع غير معروف، 1322 هـ) ص 48؛ محمد أبو الهدى الصيادي، سمير الغرباء (دمشق دون تاريخ) ص 126- 128؛ الصيادي، نوابغ الحكم (القاهرة 1326 هـ) ص 22؛ يوسف الحكيم، سورية والعهد العثماني (بيروت 1966) ص 57- 58؛ محمد مهدي الرواس، معراج القلوب (دمشق 1389 هـ) ص 621؛ الزركلي، الأعلام 6/ 94؛ كحالة، معجم 9/ 226. (2) كحالة، معجم 9/ 258. (3) الزركلي، الأعلام 6/ 110؛ كحالة، معجم 9/ 273. (4) الزركلي، الأعلام 6/ 111؛ كحالة، معجم 9/ 274.

329 محمد الخالص بن عنقاء الحسيني المكي اليمني

329 محمد الخالص بن عنقاء الحسيني المكي اليمني مؤرخ، مشارك في بعض العلوم. توفي عام 1053 هـ/ 1643 م. له: - الألواح في مستقر الأرواح- النشر الوردي في ملك بني عثمان والمهدي، في التاريخ- ديوان: فرائد الدرر المنظم في التطفل على حضرة المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ أوله: «سبحان من منح حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم» جمع فيها مدائحه النبوية على ترتيب الحروف، في كل حرف ثلاثة عشر بيتا «1» . 330 محمد بن خليل بن إبراهيم القاوقجي الشهير بالمشيشي. ولد بطرابلس الشام عام 1224 هـ/ 1809 م وتلقى مبادىء العلوم فيها. ثم رحل إلى مصر عام 1239 هـ/ 1823 م حيث تفقه ودرس في الأزهر مدة 27 سنة. ثم عاد إلى بلده ليمارس الوعظ والإرشاد والتدريس والتسليك. توفي حاجا بمكة عام 1305 هـ/ 1888 م. كان مسند أهل الشام في عصره، وعلى أسانيده اليوم المدار في غالب بلاد مصر والشام والحجاز. له نحو مئة كتاب منها: ربيع الجنان في تفسير القرآن- معدن اللآلي في الأسانيد العوالي، وهو ثبت ذكر فيه مشايخه- رفع الأستار المسدلة في الأحاديث المسلسلة- اللؤلؤ المرصوع في الأحاديث الموضوعة- البهجة القدسية في الأنساب النبوية- الكنز الأفخر لمن أراد أن يصل إلى الغني الأكبر- نظم أسماء الله الحسنى- معراجان- أربعة موالد نبوية أشهرها: مولد البشير النذير السراج المنير- ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية: جاء في إحداها [من الطويل] : «فأنت رسول الله أعظم كائن ... وأنت لكلّ الخلق بالحقّ مرسل

_ (1) حاجي خليفة، كشف الظنون 2/ 1243؛ كحالة، معجم 9/ 278.

331 محمد بن خليل بن أبي بكر المعروف بابن القباقبي

عليك مدار الخلق إذ أنت قطبه ... وأنت منار الحقّ تعلو وتعدل فؤادك بيت الله دار علومه ... وباب عليه منه للحقّ يدخل ينابيع علم الله منه تفجّرت ... ففي كلّ حيّ منه لله منهل» وفي ثانية [من السريع] : «وأنت باب الله أيّ امرىء ... أتاه من غيرك لا يدخل» «1» 331 محمد بن خليل بن أبي بكر المعروف بابن القباقبي ولد بحلب عام 777 هـ/ 1375 م. درس فيها أولا. ثم رحل إلى القاهرة. استوطن غزة. ثم انتقل إلى بيت المقدس حيث توفي عام 849 هـ/ 1445 م. محدث، مقرىء، ناظم وناثر. له: - منظومة مجمع السرور في مذاهب القراء الأربعة عشر وشرحها المسمى إيضاح الرموز ومفتاح الكنوز- الزاهر المختار من ربيع الأبرار- بديعية عارض بها الصفي الحلي- تخميس البردة «2» . 332 محمد خليل الخطيب أحد علماء الأزهر. كان حيا بطنطا حوالي 1390 هـ/ 1970 م. له: ثلاثة دواوين في مدح سيد المرسلين: 1- رباعيات الخطيب. 2- روضات الخطيب. 3- بشرى العاشقين ببلوغ سيد المرسلين.

_ (1) محمد القاوقجي، مولد البشير النذير (مصر 1316 هـ) ص 3؛ محمد القاوقجي، الذهب الإبريز على المعجم الوجيز (بيروت 1316 هـ) ص 5؛ عبد القادر الأدهمي، ترجمة قطب الواصلين (بيروت 1306 هـ) ص 52؛ الكتاني، فهرس الفهارس 1/ 105- 106؛ البغدادي، هدية 2/ 387- 388؛ الزركلي، الأعلام 6/ 118؛ كحالة، معجم 8/ 212 و 9/ 287. (2) البغدادي، هدية 2/ 196؛ الزركلي، الأعلام 6/ 117؛ كحالة، معجم 9/ 288.

جاء في إحدى مدائحه [من البسيط] : «الحمد لله ذي الإحسان والكرم ... والملك والمنّ بالإيجاد والنّعم سبحانه فطر الأكوان كلّها ... وبثّ فيها من الأسرار والحكم وصيّر المصطفى تاج الأنام ومص ... باح الظلام وربّ الجود والهمم أمدّه، وبه مدّ الوجود، وقد ... أبان تشريفه للناس بالقسم أثنى عليه بأسنى الخلق خالقه ... فأيّ قدر لمدح الخلق كلّهم؟ باب القبول ومفتاح الوصول وتن ... وير العقول وهاد سائر الأمم سبحانه رحمة للخلق أرسله ... وهاديا وشفيعا يوم مزدحم» وفي أخرى [من الخفيف] : «غال في مدحك المقدّس غال ... لا ترى من يقول أنت مغالي كيف تغلو إذا مدحت نبيا ... خصّه الله بالمكان الغالي أكمل الخلق سامي الخلق برّا ... طاهر الأصل فاقد الأمثال صفوة الله بهجة الكون يمن ... عبقريّ الأعمال والأقوال أنت حبّ الإله بدء وجود ... أنت سرّ لمابه من مجالي» وفي ثالثة [من الكامل] : لمبشر والنذير والرحمة] «ونعتّ بالخلق العظيم بذكره ... وبعمرك الغالي تألّى الهاد «1» وبعثت تكملة المكارم كلّها ... وطهارة للأرض من إفساد أنت الرؤوف بنا وأنت رحيمنا ... وسراجنا قمر العلاء الباد أنت المبشّر والنّذير ورحمة ... للعالمين وأنت نور هاد إنّ الذين يبايعونك إنّما ... قد بايعوا المولى بلا ترداد ما من كتاب منزل إلّا به ... بشرى الوجود بأحمد الحمّاد والله ليس بمؤمن من لم يكن ... يهواك فوق النفس والأولاد ويكون ما يهواه تابع شرعة ... لك سنّها الربّ الكريم الهادي» «2»

_ (1) تألى: أقسم. (2) محمد خليل الخطيب، روضات الخطيب في مدح الحبيب صلى الله عليه وسلم (طنطادون تاريخ) ص 2 و 22- 23 و 40- 44.

333 محمد بن خليل الرومي

333 محمد بن خليل الرومي المعروف بمكي زاده. ولد بمكة عام 1116 هـ/ 1704 م. اشتهر بالتفسير والنظم. توفي عام 1212 هـ/ 1797 م. من تصانيفه: حاشية على أنوار التنزيل للبيضاوي في التفسير- مرشد الوارثين- شرح أحوال الأربعين في الفرائض- تخميس قصيدة البردة «1» . 334 محمد خليل صادق الطرابلسي ولد بطرابلس عام 1282 هـ/ 1865 م. تلقى علومه الأولى بمسقط رأسه، ثم رحل إلى الأزهر لمتابعة التحصيل. من شيوخه: محمود نشابة، درويش التدمري، عبد الرزاق الرافعي، محمد القاوقجي، عبد القادر الخطيب. برع في الفقه والأدب. درّس بالمدرسة الشمسية بطرابلس، وتسلم الإمامة والخطابة والتدريس بجامع محمود السنجق بطرابلس أيضا. توفي فيها عام 1333 هـ/ 1915 م. له عدة تاليف منها: ديوان شعر- مناداة الخليل في مناجاة الجليل- منح البر على حزب البر للشاذلي- ورد الأسرار في ورد الأذكار- كنز الصلات في صيغ الصلوات- حسن المبنى في أسماء الله الحسنى- نظم القلائد في نظم القصائد- منحة الخليل في مدحة الجليل: وهي قصيدة طويلة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن خصائصها أن كل شطر فيها يبدأ باسم الرسول الكريم. ومطلعه [من البسيط] : «محمد حامد المحمود من قدم ... محمد أحمد الساري على قدم محمد حمدت في الخلق سيرته ... محمد حسن في الخلق والشّيم» وله قصيدة أخرى في مديح المصطفى صلى الله عليه وسلم ومطلعها [من الطويل] :

_ (1) كحالة، معجم 9/ 289.

335 محمد بن داود بن محمد البازلي الحموي

«بباب رسول الله إنّي واقع ... وأمري له في رفع شكواي واقع» «1» 335 محمد بن داود بن محمد البازلي الحموي الكردي. ولد بجزيرة ابن عمر عام 845 هـ/ 1441 م. تعلم بأذربيجان. توفي بحماه عام 925 هـ/ 1519 م. من مؤلفاته: - بديع البديع في مدح الشفيع عارض بها بديعية الحلي- غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام- تقدمة العاجل لذخيرة الآجل- التحفة المرضية في المسائل الشامية- مناقب أبي الحسن الأشعري «2» . 336 محمد رائف الرومي قاضي يكيشهر المتوفى بها عام 1240 هـ/ 1825 م. له: - نظم الفرائض- تخميس قصيدة البردة «3» . 337 محمد رحمة الله الأيوبي ولد بدمشق عام 1081 هـ/ 1670 م. نشأ بها ودرس على مشاهير علمائها، منهم: والده رحمة الله، وقريبه عبد الغني النابلسي وإسماعيل الحائك المفتي وإسماعيل بن عبد الباقي اليازجي وأبو المواهب الحنبلي ومحمد الكاملي وغيرهم. برع في النظم والنثر والتدريس. قام بعدة رحلات إلى القسطنطينية. توفي هناك عام 1150 هـ/ 1737 م. من مدائحه النبوية [من الوافر] : «إمام الرسل مدحك لي يروق ... وجاه علا جنابك لا يضيق

_ (1) خليل صادق، منحة الخليل في مدحة الجليل (بيروت 1308 هـ) ص 4- 12؛ كحالة، معجم 4/ 120. (2) البغدادي، هدية 2/ 288؛ كحالة، معجم 9/ 298. (3) البغدادي، هدية 2/ 360؛ كحالة، معجم 9/ 303.

338 محمد رشيد بن عبد اللطيف بن عبد القادر الرافعي

لأنت المقصد الأسنى حقيق ... نعم لولاك ما ذكر العقيق ولا جابت له الفلوات نوق لكم أوضحت من سرّ مصون ... وصنت من المهالك أي صون لئن أسعفت من دهري بعون ... نعم أسعى إليك على جفوني تدانى الحيّ أم بعد الطريق بلغت مكارما كانت مزايا ... بها كلّ الأنام غدت لجايا إليك من النّوى أبدي شكايا ... إذا كانت تحنّ إلى المطايا فماذا يفعل الصّبّ المشوق وله [من الكامل] : «يا مجتبى بدا وأشرف خاتم ... يا من بعثت متمما لمكارم يا من أتانا بالهدى من راحم ... يا مصطفى من قبل نشأة آدم والكون لم تفتح له أغلاق أعذر قصور اللفظ عنك تكرّما ... يا أشرف الثقلين بل يا أعظاما من رام يحصي لي ثناءك أفحما ... أيروم مخلوق ثناءك بعدما أثنى على أخلاقك الخلاق» «1» 338 محمد رشيد بن عبد اللطيف بن عبد القادر الرافعي الفاروقي الطرابلسي. كان حيا 1312 هـ/ 1894 م. من آثاره: الكواكب الدرية في المناقب القادرية، طبع بطرابلس عام 1312 هـ/ 1894 م- ترجمة عبد القادر الرافعي- مدحة التحفة الحميدية في منحة الآثار المحميدية، في المديح النبوي «2» .

_ (1) المرادي، سلك الدرر 4/ 48- 49. (2) كحالة، معجم 9/ 310.

339 محمد رضا بن إبراهيم بن محمود العطار

339 محمد رضا بن إبراهيم بن محمود العطار ولد بدمشق عام 1290 هـ/ 1873 م. نشأ بها، وتقلّد عددا من المناصب لا سيما في القضاءين المدني والشرعي. قاوم الاتحاديين الأتراك وناهض سياستهم؛ لذلك اضطر للاختفاء مدة في البادية. ثم نفي إلى الأناضول حتى نهاية الحكم العثماني. توفي بدمشق عام 1372 هـ/ 1953 م. من آثاره: ديوانان من الشعر: أحدهما في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم والآخر في موضوعات مختلفة- كتاب عن البدو وطباعهم وقصصهم وحياة المترجم بينهم- رسالة في القانون- رسالة في بعض المسائل الفقهية «1» . 340 محمد بن رضوان السيوطي الحسيني الشهير بابن الصلاحي. ولد بأسيوط عام 1140 هـ/ 1727 م. وتوفي 1180 هـ/ 1766 م. له: - إنسان المقلتين بشرح حزب أبي العينين الدسوقي الدرة البحرية والقلادة النحرية في مدح خير البرية «2» . 341 محمد بن زين بن محمد النحراري ولد بالنحرارية من الغربية بمصر. تعلم بأبيار حيث حفظ القرآن الكريم ثم نزل القاهرة حيث درس على عدة مشايخ: الفخر البلبيسي إمام الأزهر، العز القليوبي، الشمس الغرامي، الكمال الدميري وغيرهم. توفي عام 845 هـ/ 1441 م عن نحو تسعين عاما. له: - شرح ألفية ابن مالك نظما- قصة سيدنا يوسف عليه السلام نظما في ألف بيت- ديوان شعر كبير في المديح النبوي «3» .

_ (1) كحالة، معجم 9/ 313. (2) البغدادي، هدية العارفين 2/ 335؛ كحالة، معجم 9/ 318. (3) السخاوي، الضوء اللامع 7/ 246- 247؛ الزركلي، الأعلام 6/ 133؛ كحالة، معجم 10/ 14.

342 محمد السبكي

342 محمد السبكي كان حيا عام 1275 هـ/ 1859 م. من آثاره القصيدة المدنية في مدح مهدي الأمة الأمية، في معجزاته صلى الله عليه وسلم، إبتدأها في السويس بمصر وختمها بجدة بالحجاز عام 1275 هـ/ 1859 م «1» . 343 محمد سعيد بن أحمد بن محمد الحضراوي أصله من الإسكندرية. ولد بمكة المكرمة وبها نشأ وتوفي عام 1326 هـ/ 1908 م. مؤرخ، ناظم، من آثاره: - تاريخ جدة- تاريخ الطائف- نزهة المحدثين في بيان اتصال السند إلى المؤلفين- الخطط الملكية- ألفية في السيرة النبوية «2» . 344 محمد بن سعيد البوصيري مغربي الأصل. كان أحد أبويه من أبو صير، والآخر من دلاص، من قرى بني سويف بمصر، فركبت له منهما نسبة وقيل الدلاصيري؛ لكنه اشتهر بالبوصيري. ولد بدلاص أول شوال 608 هـ/ 1212 م. ثم انتقل إلى بوصير ونسب إليها. برع بالخط والإنشاء والنظم. أخذ التصوف على الطريقة الشاذلية عن الشيخ أبي العباس المرسي الشاذلي (ت 686 هـ/ 1287 م) . تولى مديرية الشرقية. توفي بالإسكندرية عام 697 هـ/ 1297 م. وقد امتاز شعره، في المراحل الأولى، بالشكوى من سوء حاله، وضيق ذات يده، وبالتذمر من الموظفين في عصره، الذين كانوا يسرقون الغلال ليلبسوا الحرير وليشربوا الخمور. فكان شعره يصف الحالة الاجتماعية بمصر في عصره. على أن سبب شهرة البوصيري هي قصيدة البردة التي تعتبر أهم القصائد بين

_ (1) كحالة، معجم 10/ 18. (2) الزركلي، الأعلام 6/ 142؛ كحالة، معجم 10/ 27.

المدائح النبوية، إذ أنها أصبحت مصدر الوحي لكثير من القصائد التي أنشئت بعد البوصيري في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم. وعن سبب وضعه لهذه القصيدة قال: «كنت قد نظمت قصائد في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ما كان اقترحه عليّ الصاحب زين الدين يعقوب بن الزبير. ثم اتفق بعد ذلك أن صاحبني فالج أبطل نصفي، ففكرت في عمل قصيدتي هذه فعملتها، واستشفعت بها إلى الله تعالى أن يعافيني، وكررت إنشادها وبكيت، ودعوت وتوسلت. ونمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم (في المنام) فمسح على وجهي بيده المباركة، وألقى عليّ بردة، فانتبهت ووجدت فيّ نهضة، فقمت وخرجت من بيتي» . تقع البردة في اثنين وستين ومائة بيت. ومطلعها [من البسيط] : «أمن تذكّر جيران بذي سلم ... مزجت دمعا جرى من مقلة بدم أم هبّت الريح من تلقاء كاظمة ... وأومض البرق في الظلماء من إضم لولا الهوى لم ترق دمعا على طلل ... ولا أرقت لذكر البان والعلم يا لائمي في الهوى العذريّ معذرة ... منّي إليك ولو أنصفت لم تلم» والبردة عدة أقسام: القسم الأول في الغزل وشكوى الغرام. القسم الثاني في التحذير من هوى النفس. القسم الثالث في مدح النبي صلى الله عليه وسلم. القسم الرابع في مولده عليه السلام. القسم الخامس في معجزاته صلى الله عليه وسلم. القسم السادس في سر القرآن. القسم السابع في إسرائه ومعراجه صلى الله عليه وسلم. القسم الثامن في جهاده عليه السلام. القسم التاسع في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. القسم العاشر المناجاة وعرض الحاجات. 12 بيتا في المطلع، 16 في ذكر النفس وهواها، 30 في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، 19 في مولده، 10 في يمن دعائه، 17 في مدح القرآن، 13 في ذكر معراجه، 22 في جهاده، 14 في الاستغفار، 9 في المناجاة. نقتطف منها الأبيات التالية: «محمد سيد الكونين والثقلي ... ن والفريقين من عرب ومن عجم نبيّنا الآمر النّاهي فلا أحد ... أبرّ في قول لا منه ولا نعم هو الحبيب الذي ترجى شفاعته ... لكلّ هول من الأهوال مقتحم

دعا إلى الله فالمستمسكون به ... مستمسكون بحبل غير منفصم فاق النبيين في خلق وفي خلق ... ولم يدانوه في علم ولا كرم وكلّهم من رسول الله ملتمس ... غرفا من البحر أو رشفا من الدّيم وواقفون لديه عند حدّهم ... ومن نقطة العلم أو من شكلة الحكم فهو الذي تمّ معناه وصورته ... ثمّ اصطفاه حبيبا بارىء النّسم منزّه عن شريك في محاسنه ... فجوهر الحسن فيه غير منقسم دع ما ادّعته النّصارى في نبيّهم ... واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم وانسب إلى ذاته ما شئت من سرف ... وانسب إلى قدره ما شئت من عظم إنّ فضل رسول الله ليس له ... حدّ فيعرب عنه ناطق بفم ؟؟ ميا الورى فهم معناه فليس يرى ... للقرب والبعد فيه غير منفحم كالشّمس تظهر للعينين من بعد ... صغيرة وتكلّ الطّرف من أمم وكيف يدرك في الدنيا حقيقته ... قوم نيام تسلّوا عنه بالحلم فمبلغ العلم فيه أنّه بشر ... وأنّه خير خلق الله كلّهم لا طيب يعدل تربا ضمّ أعظمه ... طوبى لمنتشق منه وملتثم سريت من حرم ليلا إلى حرم ... كما سرى البدر في داج من الظّلم وبتّ ترقى إلى أن نلت منزلة ... من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم وقدّمتك جميع الأنبياء بها ... والرّسل تقديم مخدوم على خدم وأنت تخترق السبع الطّباق بهم ... في موكب كنت فيه صاحب العلم بشرى لنا معشر الإسلام إنّ لنا ... من العناية ركنا غير منهدم لما دعا الله داعينا لطاعته ... بأكرم الرّسل كنّا أكرم الأمم ومن تكن برسول الله نصرته ... إن تلقه الأسد في آجامها تجم أحلّ أمته في حرز ملّته ... كالليث حلّ مع الأشبال في أجم» ويختمها بالتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومناجاة المولى عز وجل وطلب غفرانه له ولجميع المسلمين. «خدمته بمديح أستقيل به ... ذنوب عمر مضى في الشّعر والخدم فإنّ لي ذمّة منه بتسميتي ... محمدا وهو أوفى الخلق بالذّمم حاشاه أن يحرم الرّاجي مكارمه ... أو يرجع الجار منه غير محترم

يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العمم يا ربّ بالمصطفى بلّغ مقاصدنا ... واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم واغفر إلهي لكلّ المسلمين بما ... يتلوه في المسجد الأقصى وفي الحرم بجاه من بيته في طيبة حرم ... وإسمه قسم من أعظم القسم» ويمكن إرجاع أثر البردة أو بردة المديح أو الكواكب الدرية في مدح خير البرية إلى خمس نواح: 1- أثرها في الجماهير الشعبية، وهو أثر واضح المعالم؛ فجمهور المسلمين في شتى الأقطار، لم يحافظوا قصيدة مطولة كما حفظت البردة. فكان معظمهم يرددها صباح مساء، ويقرأها في الموالد والمناسبات الدينية؛ فقد اعتبروا أن هذا العمل من وسائل التقرب إلى الله تعالى وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن أدلة ذيوعها ما نراه من تعدد طبعاتها. وفي دار الكتب المصرية نسخ من البردة محلاة بالذهب، كما يصنع المتفننون بنسخ المصحف الشريف. 2- أثرها في التأليف، ويظهر ذلك جليا في كثرة شراحها الذين يعدون بالعشرات.. 3- أثرها في الدرس، فقد كان العلماء الأزهريون يتدارسونها مع تلاميذهم. 4- أثرها في الشعر والشعراء، وقد كان عظيما، فهناك المئات الذين ضمنوها، وشطروها، وخمسوها، وسبعوها، وعشروها، وعارضوها. 5- أثرها في البديعيات حيث قام بعض الشعراء بابتكار فن جديد هو «البديعيات» وذلك أن تكون القصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن كل بيت من أبياتها يشير إلى فن من فنون البديع. وقد أكثر الخواص والعوام من التبرك والاستشفاء بها، ووضعت لها التخميسات والتسبيعات، وعارضها (نسج على منوالها) كثير من الشعراء في مختلف العصور، ووضعت لها الشروح والحواشي. ومن أشهر الذين شرحوها: علي البسطامي، محمد بن محمد الغزي، محمد شيخ زاده، القاضي بحر الهاروني، محمد بن يعقوب الفناري، علي اليزدي، ابن

الصائغ، حسين الخوارزمي، ابن هشام النحوي، خالد الأزهري، محمد بن أحمد المحلي الشافعي، خضر العطوفي، طاهر بن حسن المعروف بابن حبيب الحلبي، محمد مرزوق التلمساني، أحمد بن مصطفى، جلال الدين الخجندي، أبو شامد المقدسي، أحمد الأزدي القصار، يحيى بن منصور الحسني، أحمد الشيرازي، محمد الكردي السهراني، على القاري، أحمد القسطلاني، زكريا الأنصاري، أحمد بن حجر الهيثمي المكي، أبو الفضل المالكي، عثمان العرياني، محمد الجوجري. وشرحها بالتركية البلالي وسعد الله الخلوتي، وبالفارسية غضنفر بن جعفر الحسيني. ومن أشهر الذين خمسوها: سليمان بن علي القرماني، محمد بن صافي، أحمد المرعشي، عبد الله كجوك، يوسف الجذامي، يحيى بن زكريا المفتي، أسعد بن سعد الدين المفتي، محمد بن خليل الحلبي القباقبي، يوسف القدسي الشافعي، محمد بن بهادر الزركشي، عبيد الله بن محمد، شعبان القرشي، ناصر الدين بن عبد الصمد الفيومي، أحمد بن محمد الحجازي، محمد القلقشندي، أسعد محمد بن إسماعيل شيخ الإسلام. وترجمها إلى الألمانية المستشرق رولفس عام 1241 هـ/ 1825 م، وإلى الإنجليزية ردهاوس عام 1322 هـ/ 1894 م، كما ترجمت إلى اللغة التترية، وطبعت بقازان الروسية عام 1266 هـ/ 1849 م، وترجمها إلى الفرنسية مع شرحها المستشرق دي ساسي عام 1238 هـ/ 1822 م. كما ترجمها المستشرق الفرنسي باسية. وتعتبر ترجمة البردة إلى اللغة اللاتينية التي نشرها المستشرق أوري في ليدن عام 1175 هـ/ 1761 م أولى الترجمات إلى اللغات الأوروبية. وبالإضافة إلى البردة للبوصيري عدة قصائد نبوية منها: 1- الهمزية في المدائح النبوية المسماة «أم القرى» وهي 458 بيتا ومطلعها [من الخفيف] : «كيف ترقى رقيك الأنبياء ... يا سماء ما طاولتها سماء»

وفيها: «لم يساووك في علاك وقد حا ... ل سنا منك دونهم وسناء إنّما مثّلوا صفاتك للنا ... س كما مثّل النجوم الماء أنت مصباح كلّ فضل فما تص ... در إلّا عن ضوئك الأضواء ما مضت فترة من الرّسل إلّا ... بشّرت قومها بك الأنبياء تتباهى بك العصور وتسمو ... بك علياء بعدها علياء» وقد شرحت هذه القصيدة وطبعت عدة مرات وعارضها العديد من الشعراء في جميع العصور. 2- ذخر المعاد في معارضة بانت سعاد. وهو في هذه القصيدة يقلد كعب ابن زهير. وهي تتألف من 206 أبيات أولها [من البسيط] : «إلى متى أنت بالّلّذات مشغول ... وأنت عن كلّ ما قدمت مسؤول» وفيها: «والمصطفى خير خلق الله كلهم ... له على الرّسل ترجيح وتفضيل محمد حجة الله التي ظهرت ... بسنّة مالها في الخلق تحويل من كمّل الله معناه وصورته ... فلم يفته على الحالين تكميل» 3- القصيدة المضرية في الصلاة على خير البرية «1» .

_ (1) ديوان البوصيري، تحقيق محمد سيد كيلاني. القاهرة 1395 هـ/ 1975 م. الشبلنجي، نور الأبصار، ص 17؛ الريحاني، الموسوعة، ص 200؛ شريف قاضي البخاري، التحفة العزيزية (استنبول 1293 هـ) ص 2 وما بعدها؛ الكتبي، فوات الوفيات 3/ 362- 369؛ الزركلي، الأعلام 6/ 139؛ كحالة، معجم 10/ 28؛ مبارك، المدائح النبوية، ص 171- 207؛ مبارك التصوف الإسلامي 1/ 200- 206؛ محمد البوصيري، بردة المديح (القاهرة دون تاريخ) ص 7- 31؛ فروخ، التصوف في الإسلام، ص 119- 121؛ فروخ، تاريخ الأدب 3/ 673- 677؛ الفاخوري، تاريخ الأدب، ص 873؛ دائرة المعارف الإسلامية 3/ 528- 529 و 4/ 329؛ الصفدي، الوافي 3/ 105- 113؛ ابن العماد، شذرات الذهب 5/ 432؛ أحمد عطية، القاموس الإسلامي 1/ 298 و 393؛ النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 9: خليفة، كشف الظنون 2/ 1331- 1336؛ محمد رشيد رضا، الوحي المحمدي (بيروت 1979) ص 135.

345 محمد بن سعيد بن علي اليماني العدني

345 محمد بن سعيد بن علي اليماني العدني ولد بعدن عام 776 هـ/ 1374 م. درس في مسقط رأسه وفي زبيد على عدة مشايخ منهم: القاضي أبو بكر الحبيشي، علي الأقعش الزبيدي، أبو بكر بن علي اليافعي، علي الشافعي وغيرهم. مهر في الفقه وتصدّر للتدريس والإفتاء. تولى قضاء عدن نحو أربعين سنة. توفي بعدن عام 842 هـ/ 1438 م. له: الدر النظيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم- مفتاح الحاوي المبين الرقم الجمالي في شرح اللآلي- ديوان شعر فيه العديد من المدائح النبوية. جاء في إحداها [من الكامل] : «مالي سوى جاه النبيّ محمد ... جاه به أحمى وأبلغ مقصدي فلكم به زال العنا عني وقد ... أعدمت في ظنّ العذول المعتدي ولكم به نلت المنى من كلّ ما ... أبغيه من نيل العلى والسودد يا عين كفّي الدمع لا تذرينه ... من ذا الأوان واحبسي بل إجمدي يا نفس لا تأسي أسى وتأسفا ... فلنعم وصف الصابر المتجلد يا قلب لا تجزع وكن خير امرىء ... أضحى يرجّى غارة من أحمد فعسى توافيك الغوائر ممسيا ... ولعلّ تأتيك البشائر في غد» «1» 346 محمد سعيد بن محمد صفر المدني ولد بمكة المكرمة عام 114 هـ/ 1702 م. برع في الفقه والحديث والنظم. درّس بالحرم المكي. توفي عام 1192 هـ/ 1178 م. من آثاره: - تفضيل شرف العلم على شرف النسب- منظومة الهدى في اتباع النبي المقتدى- الأربعة أنهار في مدح النبي المختار صلى الله عليه وسلم «2» .

_ (1) السخاوي، الضوء اللامع 7/ 250- 252؛ الغوائر: من الغارة. (2) كحالة، معجم 10/ 37.

347 محمد سليم بن أنيس القصابي

347 محمد سليم بن أنيس القصابي أصل أجداده من الموصل. ولد بدمشق عام 1269 هـ/ 1853 م. وبها نشأ وتعلم وتوفي عام 1331 هـ/ 1853 م. له ديوانا شعر: أ- نشأة الصبا. ب- سحر البيان. وله أيضا بديعية نبوية مطلعها [من البسيط] : «لولا نسيم الصّبا من حيّ ذي سلم ... ما كان قلبي صبا للبان والعلم» وقد شرحها بكتاب سماه «جهد المستطيع في أنواع البديع» «1» . 348 محمد بن سليمان بن أحمد الشهير بابن الفقيه. ولد بدمياط عام 770 هـ/ 1369 م. وتوفي بها عام 842 هـ/ 1439 م. من آثاره نظم المولد النبوي «2» . 349 محمد بن سليمان بن علي بن العفيف التلمساني الدمشقي المشهور بالشاب الظريف. ولد بالقاهرة عام 661 هـ/ 1263 م. كان والده صوفيا بخانقاه سعيد السعداء. تولى محمد عمالة الخزانة بدمشق حيث توفي شابا عام 688 هـ/ 1289 م. له ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية. جاء في إحداها [من الطويل] : المعجزات البينات مخصص] «وقالوا غدا نأتي ديار محمد ... فقلت لهم هذا الذي عنه أفحص أنيخوا فما بال الرّكوب وإنما ... على الرأس نمشي أو على العين نشخص أليس الذي نرجو شفاعته غدا ... وباشفع تشفّع وادع تسمع يخصّص

_ (1) الزركلي، الأعلام 6/ 148؛ كحالة، معجم 10/ 45. (2) كحالة، معجم 10/ 48.

350 محمد بن سوار بن إسرائيل بن الخضر الشيباني

نبيّ له آيات صدق تبيّنت ... فكلّ حسود عندها يتنغّص «1» نبيّ بأملاك السماء مؤيد ... وبالمعجزات البيّنات مخصص حليم كريم للعفاة كأنّه ... من الحلم والجود الجزيل مشخّص «2» فيا خاتم الرّسل الكرام ومن به ... لنا من مهولات الذّنوب تخلّص «3» أغثنا أجرنا من ذنوب تعاظمت ... فأنت شفيع للورى ومخلّص إذا صحّ قرب منك يا خير مرسل ... على أيّ شيء بعد ذلك أحرص» «4» وفي قصيدة أخرى [من البسيط] : «زين النبيين عين الرّسل خاتمهم ... في البعث أولهم في رتبة الشّرف لو لم يكن نوره في ظهر آدم لم ... يشمله ما كان من عفو ومن لطف» «5» 350 محمد بن سوار بن إسرائيل بن الخضر الشيباني ولد بدمشق عام 603 هـ/ 1207 م. درس على الشيخ علي الحريري، ولبس خرقة التصوف من شهاب الدين السهروردي ودخل الخلوة. اشتهر بالنظم فمدح الأمراء والأعيان. توفي بدمشق عام 677 هـ/ 1278 م ودفن بمقبرة الشيخ رسلان. له ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية، منها قصيدة مطلعها [من مجزوء الخفيف] : «غنّها باسم من إليه سراها» «6»

_ (1) يتنغص: يتكدر. (2) العفاة طلاب الرزق. مشخص: مصور. (3) مهولات: هاله الأمر: أفزعه. (4) أحرص: اجتهد في الطلب. (5) الشاب الظريف: ديوان الشاب الظريف- مكتبة النهضة العربية- عالم الكتب تحقيق: شاكر هادي شكر. بغداد 1967. الكتبي، فوات الوفيات 4/ 372- 382؛ الصفدي الوافي 3/ 129- 136؛ النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 284- 285 وص 381؛ كحالة، معجم 10/ 53. (6) الصفدي، الوافي بالوفيات، ج 3، تحقيق ديدرينغ (فيسبادن 1974) 143- 144؛ كحالة، معجم 10/ 58- 59.

351 محمد الشراف الأندلسي

351 محمد الشرّاف الأندلسي له عدة قصائد نبوية منها لامية مطولة، مطلعها [من السريع] : «دوام حال من قضايا المحال ... واللطف موجود على كلّ حال» وفيها: «خير الورى من باد او حاضر ... أكرمهم من حاف او ذي انتعال «1» فاديهم من نكبات الرّدى ... هاديهم من هلكات الضّلال من خصّه الله بخصل المدى ... في كلّ ما عمّ الهدى من خصال» «2» 352 محمد صالح الصوفي (1242- 1342 هـ/ 1827- 1924 م) . قاض من أهل اللاذقية على الساحل السوري. قرأ على علماء مصر، وبرع في اللغة والأدب والفلك. تولى القضاء في اللاذقية وفي مدن أخرى. له أرجوزة في قصة المولد النبوي وكتب أخرى «3» . 353 محمد صالح الفرفور الدمشقي له ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية. جاء في إحداها بمناسبة ذكرى المولد النبوي [من البسيط] : خر الكائنات وسيدها] «أحيانا حبّك يا مختار أحيانا ... وأصبح الحفل من ذكراك نشوانا حرّرت بالدين أعناقا قد انسجنت ... تحت الخنوع وتحت الذّلّ أزمانا ما غرّك المال والدنيا مزخرفة ... ولا فتنت بجاه عزّ أوهانا

_ (1) باد: ساكن البادية. (2) النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 336- 338. خصل المدى: السبق. (3) الزركلي، الأعلام 6/ 165.

354 محمد الصالحي الهلالي الدمشقي

بل هيمنت روحك العظمى مرفرفة ... فأعنقوا لك أرواحا وأبدانا «1» أتيتهم بكتاب الله معجزة ... أخجلت قسّا وسحبانا وحسّانا ذاك البيان الذي تبقى عجائبه ... رغم الأنوف وإن شانوه بهتانا لا تعذلوني إذا ما الحبّ يتّمني ... فالوجد أضرم في الأحشاء نيرانا ماذا أقول لفخر الكائنات ومن ... حباه مولاه قرآنا وتبيانا ما أنت بالكون ربّا لا ولا بشرا ... بل أنت فوق جميع الخلق إيمانا بدأت في مدحه والنفس في خجل ... مما جنت أرتجي عفوا وغفرانا جعلت بابي رسول الله ملتمسا ... أرجو الشفاعة إكراما وإحسانا يا ليت شعري وهل يحظى بروضتكم ... عبد غدا في المديح اليوم حسّانا وهل يمرّغ خدّا تحت أرجلكم ... ويسكب الدمع فوق التّرب هتّانا «2» عليك منّي صلاة كلّما طلعت ... شمس وغرّدت الأطيار ألحانا» «3» 354 محمد الصالحي الهلالي الدمشقي المتوفى عام 1012 هـ/ 1603 م. له ديوان «صدح الحمام في مدح خير الأنام» ومنه قصيدة نبوية مطولة، مطلعها [من البسيط] : «يا ثاني الغصن من قد له خطر ... ومفرد الحسن ها قلبي على خطر» «4» وفيها: «خير الأنام وأزكاهم وأكملهم ... وأفضل الناس من باد ومحتضر شمس الوجود ومن جلّى ببعثته ... أحلاك جهل فقيد النور منكدر روح العوالم لولا عينه وجدت ... لأصبح الكون جسما دارس الأثر ذو المعجزات التي كالشمس بادية ... لذي البصيرة إشراقا وذي البصر صلّى عليك إله العرش ما ابتدرت ... دموع صبّ إلى مغناك كالدّرر»

_ (1) فأعنقوا إليك: مالوا إليك. (2) هتانا: منصبا. (3) محمد صالح الفرفور، مختارات من شعره (دمشق دون تاريخ) ص 3- 8. (4) خطر: خطر في مشيته: حرّك يديه. خطر: الإشراف على الهلاك.

355 محمد بن طاهر السماوي

وفي قصيدة أخرى [من الخفيف] : «سيد الرسل والأنام جميعا ... مظهر الدين بالحسام الجراز «1» كلّ مجد حقيقة في علاه ... وسواه يرى له كالمجاز أفحم اللسن مذ أتى بكتاب ... محكم في نهاية الإعجاز يا أجلّ الأنام قدرا وعلما ... وكريما وفى بوعد نجاز» «2» 355 محمد بن طاهر السماوي ولد بالسماوة على الفرات، شرقي الكوفة عام 1293 هـ/ 1876 م. تعلم بالنجف، وأقام مدة ببغداد ثم رجع إلى النجف حيث عين قاضيا شرعيا. أنقطع في كهولته إلى المدائح النبوية ومدح آل البيت لا سيما الحسين (ض) وعلي السجاد (ض) . توفي محمد بالنجف عام 1370 هـ/ 1950 م بعد قضاء فترة طويلة كعضو في المجمع العلمي العراقي. له: - الطليعة في شعراء الشيعة، ويقع في ثلاثة مجلدات- إبصار العين في أحوال أنصار الحسين- شجرة الرياض في مدح النبي الفياض- ثمرة الشجرة في مدح العترة المطهرة «3» . 356 محمد بن عبد الله الاسكيشهري الرومي الشهير بعين أكبر. سكن مدينة بروسة وتوفي بها عام 1135 هـ/ 1722 م. له: - الفوائد الزمردية في شرح تسبيع الكواكب الدرية في مدح خير البرية لشيخه نيازي المصري- نظم شمائل النبي صلى الله عليه وسلم باللغة التركية «4» .

_ (1) الجراز: القاطع. (2) خليفة، كشف الظنون 2/ 1076؛ النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 242- 256؛ كحالة، معجم 10/ 89 و 12/ 74؛ الزركلي، الأعلام 7/ 123؛ البغدادي، هدية 2/ 265. نجاز: منجز، أي وعده لا يخلف ولا يتاخر. (3) الزركلي، الأعلام 6/ 173- 174؛ كحالة، معجم 10/ 97. (4) البغدادي، هدية العارفين 2/ 317.

357 محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني

357 محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني الشهير بلسان الدين بن الخطيب الغرناطي. ولد عام 713 هـ/ 1313 م بغرناطة، وبها نشأ. استوزره سلطانها يوسف بن إسماعيل ثم الغني بالله. ثم استقر بفاس بالمغرب؛ لكن تلميذه ابن زمرك غدر به، واتهمه بالزندقة وسلوك مذهب الفلاسفة، فأدخل السجن حيث ظل فيه حتى وفاته عام 776 هـ/ 1374 م. له: - الإحاطة فيما تيسر من تاريخ غرناطة- ألفية في ألف بيت في أصول الفقه- استنزال اللطف- الدرة الفاخرة- الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية- الكتيبة الكامنة في أدباء المئة الثامنة في الأندلس- مقامات العشاق- سد الذريعة في تفضيل الشريعة- تعليقات في المنطق- تلخيصه للعديد من كتب ابن رشد- تلخيصه لكتب الإمام فخر الدين الرازي شرح البردة- ديوان شعر كبير فيه عدة قصائد نبوية نظمت في مناسبات المولد النبوي الشريف؛ وفيها قصيدة مطولة خاطب بها سلطان المغرب ليلة ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم عام 762 هـ/ 1360 م. ومطلعها [من الكامل] : «أسرفن في هجري وفي تعذيبي ... وأطلن موقف عبرتي ونحيبي» وفيها بعد ذكر بعض معجزاته صلى الله عليه وسلم: «يا سيد الرّسل الكرام ضراعة ... تقضي منى نفسي وتذهب حوبي عاقت ذنوبي عن جنابك والمنى ... فيها تعلّلني بكلّ كذوب هب لي شفاعتك التي أرجو بها ... صفحا جميلا عن قبيح ذنوبي إنّ النجاة وإن أتيحت لامرىء ... فبفضل جاهك ليس بالتّسبيب إني دعوتك واثقا بإجابتي ... يا خير مدعوّ وخير مجيب قصّرت في مدحي فإن يك طيّبا ... فبما لذكرك من أريج الطّيب ماذا عسى يبغي المطيل وقد حوى ... في مدحك القرآن كلّ مطيب» ومدحة أخرى نظمها في مصر ومطلعها [من الكامل] : على الكرام ندى وأبسطهم يدا] «بعد المزار ولوعة الأشواق ... حكما بفيض مدامع الآفاق»

358 محمد بن عبد الله بن محمد الجزائري

وفيها: «يا ساريا والليل ساج عاكف ... يفري الفلا بنجائب ونياق عرّج على مثوى النبيّ محمد ... خير البرية ذي المقام الراقي ورسول ربّ العالمين ومن له ... حفظ العهود وصحّة الميثاق الظاهر الآيات قام دليلها ... والطاهر الأخلاق والأعراق بدر الهدى وهو الذي آياته ... وجبينه كالشمس في الإشراق الشافع المقبول من عمّ الورى ... بالجود والإرفاد والإرفاق الصادق المأمون أكرم مرسل ... سارت رسالته إلى الآفاق أعلى الكرام ندى وأبسطهم يدا ... قبضت عنان المجد باستحقاق وأشدّ خلق الله إقداما إذا ... حمي الوطيس وشمّرت عن ساق أمضاهم والخيل تعثر في الوغى ... وتجول سبحا في الدّم المهراق من صيّر الأديان دينا واحدا ... من بعد إشراك مضى ونفاق وأحلّنا من حرمة الإسلام في ... ظلّ ظليل وارف الأوراق حبّي إليك وسيلتي وذخيرتي ... إنّي من الأعمال ذو إملاق قسما بطيب تراب طيبة إنّه ... مسك الأنوف وإثمد الأحداق وعليك يا خير الأنام تحية ... تحيي النفوس بنشرها الفتّاق» «1» 358 محمد بن عبد الله بن محمد الجزائري المعروف بالمغربي. المتوفى عام 707 هـ/ 1307 م. له: - المورد العذب المعين في مولد سيد الخلق أجمعين- نظم الدرر في مدح سيد البشر صلى الله عليه وسلم. جاء في إحدى مدائحه [من الكامل] : «كملت بنعت محمد خير الورى ... غرر القصائد كلّها وحجولها «2»

_ (1) المقري، نفح الطيب 6/ 180- 183 و 227- 229 و 354- 363؛ البغدادي، هدية 2/ 167- 168؛ الزركلي، الأعلام 6/ 235؛ كحالة، معجم 10/ 216. (2) غرر: بياض في جبهة الفرس. حجول: بياض في قوائم الفرس.

359 محمد بن عبد الله الطرابلسي

واختصّ دون الأنبياء بدعوة ... وسع العباد عمومها وشمولها فاضت على الثّقلين منه أشعة ... طلعت وما عقب الطّلوع أفولها» «1» وجاء في أخرى [من مجزوء الكامل] : وجاء في أخرى [من مجزوء الكامل] : «لولا النبيّ محمد ... هلك الورى في سوء حاله أعلى الورى قدرا وأكر ... مهم وأظهرهم دلاله ختم الإله به النّبوّ ... ة والفتوّة والرّسالة واختصّه دون البر ... يّة بالمكانة والجلالة» «2» 359 محمد بن عبد الله الطرابلسي أبو النصر، الأديب الحنفي، المتوفى قريبا من المدينة المنورة عام 1218 هـ/ 1803 م. له: - بشائر النصر بصحب بدر- تخميس وشرح قصيدة البردة للبوصيري- شرح قصيدة بانت سعاد «3» . 360 محمد بن عبد الله بن ظهيرة المخزومي القرشي ولد عام 751 هـ/ 1350 م بمكة المكرمة. وبها نشأ ودرس على جماعة من العلماء منهم: خليل المالكي والتقي الحرازي ومحمد الحضرمي والعز بن جماعة والموفق الحنبلي واليافعي ... ثم رحل إلى مصر فسمع من أبي الفرج ابن القاري والحراوي. ورحل أيضا إلى دمشق وبعلبك وغيرهما من المدن الإسلامية وأخذ عن علمائها. ثم تصدّر في الحجاز لنشر العلم حتى لقب بعالم الحجاز. اشتهر بالعبادة والأوراد. وقد استفاد منه السخاوي في علم الحديث. توفي بمكة عام 817 هـ/ 1414 م ودفن بالمعلاة. له: -

_ (1) الثقلين: الإنس والجن. أفول: غروب. (2) البغدادي، هدية العارفين 2/ 141؛ البغدادي، إيضاح المكنون 2/ 658؛ النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 273- 274؛ كحالة، معجم 10/ 237- 238. (3) البغدادي، هدية 2/ 355؛ كحالة، معجم 10/ 220- 221.

361 محمد بن عبد الجبار بن ميمون بن هارون المسعودي

فتاوى ابن ظهيرة- الجامع اللطيف في فضل مكة وأهلها وبناء البيت الشريف لامية في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، نظمها بمكة عام 781 هـ/ 1379 م ومطلعها [من البسيط] : «قلب المحبّ عن العذّال مشغول ... فليس ينفع فيه القال والقيل» وفيها: «الله أعطاه ما لم يعطه أحدا ... وكم له منه تكريم وتفضيل فهو الشفيع لخلق الله كلهم ... في موقف عظمت فيه التهاويل «1» والخلق قد ألجموا في يومهم عرقا ... والوالد البرّ عن أبناه مذهول «2» والمرسلون يقولون اذهبوا فلنا ... عذر وكلّ امرىء بالنفس مشغول عليكم بإمام الرسل خاتمهم ... محمد فعليه اليوم تعويل فيهرعون له وهو المعدّ لها ... وقد بدا منه ترحيب وتأهيل «3» يا سيد الرّسل يا أزكى الورى نسبا ... ومن فضائله لم يحصها جيل عليك أزكى صلاة الله دائمة ... ما دام في الأرض تسبيح وتهليل والآل والصّحب والأزواج كلهم ... والحمد لله هذا الحمد تكميل» «4» 361 محمد بن عبد الجبار بن ميمون بن هارون المسعودي المتوفى عام 950 هـ/ 1543 م. من آثاره منظومات في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، في مجلد كبير «5» .

_ (1) البغدادي، هدية 2/ 355؛ كحالة، معجم 10/ 220- 221. (2) التهاويل: الأهوال. (3) مذهول: غافل. (4) يهرعون: يسرعون. المعد المهيء. (5) السخاوي، الضوء اللامع 8/ 92- 95؛ ابن قاضي شهبه، طبقات الشافعية 2/ 383- 385؛ كحالة، معجم 10/ 221؛ الزركلي، الأعلام 6/ 239؛ النبهاني، المجموعة 3/ 139- 142.

362 محمد بن عبد الرحمن السخاوي

362 محمد بن عبد الرحمن السخاوي ولد بالقاهرة عام 831 هـ/ 1427 م. فقيه، مقرىء، محدث، مؤرخ، مشارك في علوم الفرائض والحساب والتفسير وأصول الفقه. توفي بالمدينة المنورة عام 902 هـ/ 1497 م. من تصانيفه الكثيرة: - الأصل الأصيل- القناعة فيما تحسن إليه الحاجة من إشراط الساعة- المقاصد الحسنة- الضوء اللامع لأهل القرن التاسع- المنهل البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع «1» . 363 محمد بن عبد الرحمن الأزهري ولد بقرية بو علاوة من إقليم قشطولة بالجزائر عام 1126 هـ/ 1714 م. أخذ عن علماء بلدته ولا سيما عن ابن أعراب الذي شجعه على زيارة المشرق العربي، فقام الشيخ محمد بأداء فريضة الحج ثم نزل القاهرة، مجاورا بالأزهر برواق المغاربة، فأخذ هناك عن جملة من العلماء: الحفناوي، الصعيدي، الدريرومي ... وكان ينحو في دراسته وفي طلبه للعلم منحى الصوفية، فكان متقشفا في معيشته، متنسكا زاهدا. نال الإجازة في الطريقة الخلوتية وما لبث أن أصبح شيخها، فعرفت طريقته بالرحمانية الخلوتية. ساح في أقطار المشرق الإسلامي، ثم ارتحل إلى وطنه الجزائر حيث نشر طريقته الصوفية التي لقيت قبولا عظيما من جماهير الأمة حتى أن بعض المؤرخين قد أحصوا عام 1314 هـ/ 1897 م أكثر من 177 زاوية بلغ عدد أتباعها أكثر من 156 ألفا. توفي الشيخ محمد بالجزائر عام 1208 هـ/ 1794 م. له: - شرح على رسالة في آداب طريق الصوفية للشيخ عبد الله الرفاوي الأزهري- قصيدة مطولة في الحنين إلى المدينة المنورة وزيارة ساكنها عليه الصلاة والسلام ومدحه وعنوانها: «تحريك الساكن وتهييج

_ (1) كحالة، معجم 10/ 126.

364 محمد بن عبد الرحمن بن علي الزمردي المعروف بابن الصائغ

الشوق الكامن في زيارة طيبة ومن بها ساكن» . ومطلعها [من الطويل] : «دعاني الهوى والشوق أقلق ما بيا ... وحادي الركاب حنّ بالعيش غاديا» ومنها: «ويأبى رسول الله يسلم جاره ... ومن زاره أو كان بالقصد آتيا إليك رسول الله ولّيت وجهتي ... وباسمك أدعو مصبحا ومماسيا وباسمك حلّي وارتحالي وغيبتي ... وفي سفري أو حاضري وباديا فلا تسلمني في الفلاة فإنني ... إليك رسول الله جئت الفيافيا وخضت البحار والمهامه قاطعا ... تخوم الحجاز والجبال الرواسيا وهان عليّ في رضاك ولذّ لي ... بنفسي ومالي كل ما كنت لاقيا عبيد ضعيف آسرته ذنوبه ... عسى ولعل أن يفك رهانيا» له أيضا عدة رسائل يتداولها أتباع طريقته «1» . 364 محمد بن عبد الرحمن بن علي الزمردي المعروف بابن الصائغ ولد بمصر عام 708 هـ/ 1308 م. تولى قضاء العسكر وإفتاء دار العدل، ودرّس بالجامع الطولوني بالقاهرة. اجتمع به الصفدي صاحب كتاب الوافي بالوفيات، وحثّه على النظم الذي مهر فيه. توفي ابن الصائغ عام 776 هـ/ 1375 م. من كتبه: التذكرة في النحو في عدة مجلدات- المباني في المعاني- المنهج القويم في فوائد تتعلق بالقرآن العظيم- المرقاة في إعراب لا إله إلا الله- الثمر الجني في الأدب- الرقم على البردة. ومطلعها [من البسيط] : ن تشرفت الرسول اكرم به] «دع قلبه فهو مشغوف ومشغول ... ودمعه فهو مطلوب ومطلول» «2»

_ (1) خليفة، كشف الظنون 2/ 1884؛ كحالة، معجم 10/ 150. (2) الجيلالي، تاريخ الجزائر 4/ 47- 50.

365 محمد بن عبد العزيز بن عبد الملك بن شعبان الوراق

وجاء فيها: «محمد سيد السادات من خضعت ... له أسود منه أحجم الفيل غاياته سبقت رآياته خفقت ... آياته نطقت عنها الأناجيل أتى وللشّرّ أذيال فقصّرها ... وجاء بالخير بحرا فيه تذييل فأطفأ الشّرك حتى ماله شرر ... وأظهر الشّرع حتى ليس تضليل ما زال يجهد في إظهار شرعته ... والرأي سيف على الأعداء مسلول حتى بدت شرعة الإسلام شمس ضحى ... تمحو دجى الشّرك إذ عمّت أباطيل لقد تشرّفت الرسل الكرام به ... ونالهم منه تمجيد وتبجيل من كان واعد خير فهو فاعله ... والوعد عند رسول الله مفعول يا من يؤمّل مجبولا على كرم ... هذا على كلّ ما أمّلت مجبول يمّم حماه ففيه للنزول حمّى ... وفيه مع ذاك ترحيب وتأهيل» «1» 365 محمد بن عبد العزيز بن عبد الملك بن شعبان الوراق شاعر أندلسي الأصل، قرطبي، من أهل الإسكندرية. المتوفى عام 757 هـ/ 1356 م. له: - بستان العارفين في معرفة الدنيا والدين- تخميس القصيدة الوترية في مدح خير البرية التي نظمها محمد بن محمد البغدادي المتوفى 662 هـ/ 1225 م «2» . 366 محمد بن عبد القادر بن عمر السنجاري الشيرازي الأصل. ولد بواسط بالعراق عام 757 هـ/ 1356 م. رحل إلى الحجاز وأخذ ينتقل بين مكة والمدينة. توفي بمكة عام 838 هـ/

_ (1) مطلول: مراق. (2) النبهاني، المجموعة 3/ 113- 115؛ الصفدي، الوافي 3/ 244- 245؛ الزركلي، الأعلام 6/ 192- 193؛ كحالة، معجم 10/ 144.

367 محمد بن عبد القادر الواسطي

1435 م. اشتهر بالفقه والأدب والنظم. من آثاره: - شرح المنهاج الأصلي- تخميس البردة وبانت سعاد، وسماه تنفيس الشدة «1» . 367 محمد بن عبد القادر الواسطي المتوفى عام 838 هـ/ 1434 م. له: - تكملة حرز الأماني للشاطبي- تخميس قصيدة البردة للبوصيري- تيسير الشدة وبلوغ المراد في تخميس قصيدة بانت سعاد «2» . 368 محمد بن عبد الكريم بن محمد المعروف بالفكوك الطرابلسي أديب شاعر، صرفي. توفي عام 1073 هـ/ 1663 م. من آثاره: - شرح أرجوزة المكودي في التصريف- مجرد الإسناد في غرر إخوان الدخان ديوان شعر في المدائح النبوية «3» . 369 محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي ولد بتلمسان ونشأ بها. حفظ القرآن الكريم وأخذ عن الشيخ عبد الرحمن الثعالبي وعن يحيى بن يدير. دخل بلاد السودان الغربي ودرّس فيها. توفي بعد عام 940 هـ/ 1533 م. له عدة مؤلفات وديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية منها ميمية على وزن البردة ورويها «4» .

_ (1) الزركلي، الأعلام 2086؛ كحالة، معجم 10/ 175. (2) كحالة، معجم 0/ 182. (3) البغدادي، هدية 2/ 189- 190. (4) كحالة، معجم 10/ 191؛ البغدادي، هدية 2/ 289.

370 محمد بن عثمان بن أيوب بن داود اللؤلؤي

370 محمد بن عثمان بن أيوب بن داود اللؤلؤي دمشقي المولد والوفاة (784- 867 هـ/ 1382- 1463 م) . اشتهر بالوعظ. كانت له مشاركة في العلوم وخبرة عظيمة بالكتب حيث كان يبيعها في حانوت بباب البريد. له: - حادي القلوب الطاهرة إلى الدار الآخرة- زهر الربيع في المعراج- لوامع البروق في فضل البر وذم العقوق- الدر النضيد في فضل الذكر وكلمة التوحيد- الدر المنظم في المولد النبوي «1» . 371 محمد بن عثمان بن محمد الميرغني المحجوب الحنفي الحسيني. أول من اشتهر من الأسرة الميرغنية بمصر والسودان. ولد بالطائف في الحجاز عام 1208 هـ/ 1793 م. وتعلم بمكة المكرمة، وسلك طريق التصوف. ثم انتقل إلى مصر فالسودان حيث استقر في الخاتمية جنوبي كسلا. توفي بالطائف عام 1268 هـ/ 1852 م. من تصانيفه الكثيرة: - تاج التفاسير لكلام الملك الكبير، مجلدان- شرح البيقونية في مصطلح الحديث- الأنوار المتراكمة- ديوان مجموع الغرائب- غنية الصوفية- مصباح الأسرار في الكلام على مشكاة الأنوار في سيرة النبي المختار- ديوان النفحات المدنية في المدائح المصطفوية «2» . 372 محمد بن العربي بن محمد بن العربي الدلائي ولد بالرباط بالمغرب. انتقل في أواخر عمره إلى الدار البيضاء فبنى فيها زاوية وتوفي بها عام 1285 هـ/ 1869 م. وكان قد جمع بين النظم والتصوف. له: - النور اللامع البراق في ترجمة الشيخ الحراق- فتح الأنوار في بيان ما يعين على مدح النبي المختار؛ بيّن فيه صنعة المديح بذكر الطبوع

_ (1) الجيلالي، تاريخ الجزائر 3/ 71- 75. (2) الزركلي، الأعلام 6/ 261- 262؛ كحالة، معجم 10/ 281.

373 محمد العربي بن محمد المهدي الجزائري

والألحان الشعرية، والأناشيد والنغمات العروضية- ديوان شعر أغلبه في المدائح النبوية «1» . 373 محمد العربي بن محمد المهدي الجزائري الشهير بابن علي. كان حيا عام 1164 هـ/ 1751 م. له ديوان شعر يشتمل على قصائد بليغة في المدائح النبوية «2» . 374 محمد العربي بن يوسف الفهري الفاسي ولد بحومة العيون بفاس عام 988 هـ/ 1580 م. كان ينعت بشيخ الإسلام. فرّ من فاس على إثر فتنة واستقر بتطوان حيث توفي عام 1052 هـ/ 1642 م. له: - أرجوزة في نظم ألقاب الحديث- منظومة 646 بيتا سماها «مراصد المعتمد في مقاصد المعتقد» - منظومة في الزكاة- عقد الدرر، نظم به نخبة الفكر في مصطلح الحديث لابن حجر- قصائد ومقطعات في المدائح النبوية «3» . 375 محمد بن عفيف الدين الإيجي الحسني الصفوي الزينبي. كان- معاصرا للمقري صاحب كتاب «نفح الطيب» . له في مديح النبي صلى الله عليه وسلم تسديس بديع، رتّبه على حروف المعجم، والتزم الحرف أول الأشطار وآخرها [من الكامل] : «دلّ الأنام على الإله محمد ... دامت سعادة من بأحمد يسعد دار له مأوى المحامد تحمد ... دان الوجود به ومن هو أحمد داوم على باب له تخييما ... صلّوا عليه وسلّموا تسليما

_ (1) الزركلي، الأعلام 6/ 262؛ كحالة، معجم 10/ 286. (2) الزركلي، الأعلام 6/ 265؛ كحالة، معجم 10/ 288- 289. (3) البغدادي، هدية العارفين 2/ 328؛ كحالة، معجم 10/ 289.

376 محمد علي بن أمين العاملي الحوماني

ذكر الحبيب أحقّ ما يتأخذ ... ذخرا ليوم بالنّواصي يؤخذ ذاك الشفيع لمن به يتعوّذ ... ذاك الذي بجنابه يستنقذ ذلّوا له ولبابه تغنيما ... صلّوا عليه وسلموا تسليما سبق الأنام بفضله هو أنفس ... ساد الجميع بسؤدد يترأس سبحان من أسرى به يتأنّس ... سرّ الحبيب بسرّه يتقدس سمع الكلام من الإله كليما ... صلّوا عليه وسلّموا تسليما كتب الإله ثناءه ما يدرك ... كتب اسمه قرب اسمه يتبرك كلّ الكمال له به يستدرك ... كنه الكمالات التي لا تدرك كيف كفى درّ الثناء يتيما ... صلّوا عليه وسلّموا تسليما» «1» ولا تخلو قصائده من التكلف على حد قول صاحب: نفح الطيب. 376 محمد علي بن أمين العاملي الحوماني ولد في قرية حاروف بجبل عامل بلبنان عام 1316 هـ/ 1898 م. تعلم في النبطية، وتفقّه في النجف بالعراق. ثم عاد إلى بلدته النبطية ليدرّس العربية. قاوم الاستعمار الفرنسي وأحيل إلى المجلس التأديبي ففر إلى شرقي الأردن حيث درّس في إربد. توفي ببيروت عام 1383 هـ/ 1964 م ودفن بمسقط رأسه حاروف. وكان قد قام برحلات عديدة إلى أميركا، وأقام مدة بالقاهرة. له: - في ظلال الوحي- ديوان الحوماني- نقد السائس والمسوس، شعر- النخيل، شعر- دين وتمدين، القنابل، الماسي: قصص- أنت أنت، مدائح نبوية «2» . 377 محمد بن علي بن عباس الهيثمي ولد عام 770 هـ/ 1368 م بمحلة أبي الهيثم بالقاهرة. وقرأ بها القرآن

_ (1) الزركلي، الأعلام 6/ 264- 265؛ كحالة، معجم 10/ 290. (2) المقري، نفح الطيب 7/ 470- 475.

378 محمد بن علي بن عبد الواحد ابن الزملكاني

على أبيه الذي كان شاعرا، ثم درس على القاضيين: العز عبد العزيز بن سليم والعماد الباريني. مهر بالنظم ولا سيما في مدح النبي صلى الله عليه وسلم. من قصائده النبوية قصيدة طويلة مطلعها [من الكامل] : «رقّ النسيم وهبّ في الأسحار ... وهمى الغمام بوابل الأمطار واهتزّت الأغصان تيها بالصّبا ... وتراقصت طربا على الأشجار» «1» 378 محمد بن علي بن عبد الواحد ابن الزملكاني نسبة إلى قرية زملكا بغوطة دمشق. ولد بدمشق عام 667 هـ/ 1268 م. سمع من ابن علان والفخر علي وابن الواسطي وابن القواس. وتفقه على الشيخ تقي الدين. وقرأ العلوم على ابن مالك وابن الزكي والأيكي وصفي الدين الهندي. فنشأ متضلعا بالعربية، فصيحا، متشرعا، بصيرا بالمذهب الشافعي وأصوله. وأفتى وله نيف وعشرون سنة. وكان يضرب المثل بذكائه. درّس بالشامية البرانية وبالظاهرية وبالرواحية بدمشق. توفي عام 727 هـ/ 1326 م. من مؤلفاته: رسالة في الرد على الشيخ تقي الدين ابن تيمية في مسألة الطلاق- رسالة في مسألة الزيارة (زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم) - شرح فصوص الحكم لابن عربي- كتاب في أصول الفقه- عجالة الراكب- ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية: من نظمه قصيدة يذكر فيها الكعبة المعظمة، ويمدح النبي صلى الله عليه وسلم ومطلعها [من البسيط] : «أهواك يا ربّة الأستار أهواك ... وإن تباعد عن مغناي مغناك» وفيها: «محمد خير خلق الله كلّهم ... وفاتح الخير ماحي كلّ إشراك

_ (1) السخاوي، الضوء اللامع 8/ 186.

379 محمد بن علي بن محمد الطائي الحاتمي (ابن عربي)

سما بأخمصه فوق السماء فكم ... أوطا أسافلها من علو أفلاك ونال مرتبة ما نالها أحد ... من أنبياء ذوي فضل وأملاك يا صاحب الجاه عند الله خالقه ... ما ردّ جاهك إلّا كلّ أفّاك أنت الوجيه على رغم العدا أبدا ... أنت الشفيع لفتّاك ونسّاك يا أفضل الرسل يا مولى الأنام ويا ... خير الخلائق من إنس وأملاك ها قد قصدتك أشكو بعض ما صنعت ... بي الذنوب وهذا ملجأ الشاكي فاستغفر الله لي واسأله عصمته ... فيما بقي وغنى من غير إمساك عليك من ربّك الله الصلاة كما ... منّا عليك السلام الطيّب الزاكي» «1» 379 محمد بن علي بن محمد الطائي الحاتمي (ابن عربي) محيي الدين بن عربي، الحكيم الصوفي، المتكلم الفقيه، المفسر، الأديب الشاعر؛ الذي شغلت شخصيته الشرق والغرب على السواء. ولد ابن عربي بمرسية بالأندلس عام 560 هـ/ 1164 م. درس بالأندلس أولا ثم بالعراق والحجاز والشام حيث استوطن دمشق حتى وفاته عام 638 هـ/ 1240 م. وقد دفن بقاسيون. من تصانيفه الكثيرة: - الفتوحات المكية- فصوص الحكم- إصطلاحات الصوفية- شرح أسماء الله الحسنى- التدبيرات الإلهية- ترجمان الأشواق- إشارات القرآن في عالم الإنسان- تفسير القرآن إلى سورة مريم- الإسرا إلى مقام الإسرا- الاحتفال فيما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من سنى الأحوال- عدة مدائح نبوية مبثوثة في كتبه. جاء في إحداها [من السريع] : «يا حبّذا المسجد من مسجد ... وحبّذا الروضة من مشهد وحبّذا طيبة من بلدة ... فيها ضريح المصطفى أحمد صلّى عليه الله من سيّد ... لولاه لم نفلح ولم نهتد

_ (1) الكتبي، فوات الوفيات 4/ 7- 10؛ الصفدي، الوافي 4/ 214- 219؛ كحالة، معجم 11/ 25؛ النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 485- 487.

قد قرن الله به ذكره ... في كلّ يوم فاعتبر ترشد «1» عشر خفيّات وعشر إذا ... أعلنّ بالتأذين في المسجد فهذه عشرون مقرونة ... بأفضل الذكر إلى الموعد» «2» وفي قصيدة أخرى [من الطويل] : «ألا بأبي من كان ملكا وسيدا ... وآدم بين الماء والطين واقف «3» فذاك الرسول الأبطحيّ محمد ... له في العلا مجد تليد وطارف «4» أتى بزمان السعد في آخر المدى ... كانت له في كلّ عصر مواقف «5» أتى لانكسار الدهر يجر صدعه ... فأثنت عليه ألسن وعوارف «6» إذا رام أمرا لا يكون خلافه ... وليس لذاك الأمر في الكون صارف» وفي قصيدة ثالثة [من المتقارب] : «تخيّرك الله من آدم ... فلا زلت منحدرا ترتقي» «7»

_ (1) لا يذكر اسم الله تعالى وإلا ويذكر اسم نبيه صلى الله عليه وسلم. (2) عشرون: خمس مرات يذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم في الأذان، وخمس في الإقامة، ومثلهما إجابة السامعين. (3) لحديث: «كنت نبيا وآدم بين الماء والطين» (الشيباني، تمييز الطيب من الخبيث، ص 126) . (4) الأبطحي: نسبة إلى أبطح مكة. تليد: موروث. طارف: مستحدث. (5) المدى: الغاية. (6) الصدع: الشق. العوارف: العطايا. (7) الفتوحات المكية (1/ 13 مجلدا) تحقيق د. عثمان يحيى مراجعة د. إبراهيم مدكور. الهيئة المصرية العامة 1985- 1990. النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 24- 25 و 374 و 473؛ الكتبي، فوات الوفيات 3/ 435- 440؛ الصفدي، الوافي بالوفيات 4/ 173- 178؛ الكتاني، فهرس الفهارس 1/ 316- 317؛ البغدادي، هدية 2/ 114- 121؛ كحالة، معجم 11/ 40؛ فروخ، التصوف في الإسلام، ص 163- 168؛ آسين بلاثيوس، ابن عربي ترجمة عبد الرحمن بدوي (بيروت، دار القلم، دون تاريخ) ص 5 وما بعدها؛ عبد العزيز سيد الأهل، محيي الدين بن عربي (بيروت 1970) ص 4 وما بعدها.

380 محمد علي بن محمد علان البكري الصديقي

380 محمد علي بن محمد علان البكري الصديقي ولد بمكة عام 996 هـ/ 1588 م. وتوفي بها عام 1057 هـ/ 1647 م. له مصنفات كثيرة منها: - إتحاف أهل الإسلام والإيمان ببيان أن المصطفى صلى الله عليه وسلم لا يخلو عنه زمان- خاتم الفتوة في خاتم النبوة- روضة الصفا في آداب زيارة المصطفى- شمس الآفاق فيما للمصطفى صلى الله عليه وسلم من كرم الأخلاق- مثير شوق الأنام إلى حج بيت الله الحرام- الفتحية في الطريقة المحمدية- مورد الصفا في مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم- النفحات الأحدية تصدير وتعجيز الكواكب الدرية للبوصيري- النفحات العنبرية في مدح خير البرية «1» . 381 محمد بن علي بن مصطفى الجمالي ولد بحلب عام 1108 هـ/ 1696 م. ونشأ بها، وأخذ العلم عن علمائها: سليمان النحوي، حسب الله، محمد الطرابلسي نزيل حلب، يوسف الحسيني الدمشقي مفتي حلب. برع في الفقه والنظم والإنشاء. توفي أواخر رمضان عام 1173 هـ/ 1759 م. له ديوان شعر معظمه في المديح النبوي. من شعره قوله في عقد حليته عليه الصلاة والسلام [من الخفيف] : جود الناس وأصدقهم] «حبّذا طيب طيبة الفيحاء ... مهبط الوحي مستقرّ الرّضاء بلدة أينعت خمائل نور ... ثم أضحت مخضلّة الأرجاء شرفت بالنبيّ طه التّهامي ... أكرم الخلق أشرف الأنبياء كمّل الله خلقه وحباه ... حلية توّجت بكلّ بهاء كان فخما مفّخما يتلالا ... وجهه بالضيا كبدر السماء أزهر اللون أدعج العين أقنى ... الأنف رحب الجبين ذي اللألاء أشنب الثغر أخرق السنّ وضّا ... ح المحيّا ذا لحية كثّاء

_ (1) البغدادي، إيضاح المكنون 2/ 665؛ البغدادي، هدية 2/ 283- 284؛ كحالة، معجم 11/ 54- 55.

قوله الفصل لا فضول ولا تق ... صير طلق اللسان عذب الأداء محرزا من جوامع الكلم الغ ... رّ فنون البلاغة الغرّاء خافض الطرف دائم الفكر جمّ الش ... كر والذكر صادق الأنباء أجود الناس أصدق الناس اسمى ال ... ناس قدرا من خصّ بالعلياء» وفي قصيدة أخرى [من الطويل] : بى به كل النبيين بشرت] «بعلياك يا شمس النبيين والرّسل ... غدت سائر الأملاك والرّسل تستعلي ملكت زمام المجد ختما ومبدأ ... وحزت مقام الحمد في موقف الفضل وتوّجت تاج العلم والزهد والتّقى ... وصدق الوقار والنصح والبرّ والعدل وكم لك حقا معجزات خوارق ... أضاءت لنا كالشمس في أفقها المجلي ولدت كريما من كرام منقّلا ... بأطهر أصلاب مصانا عن الدّخل وصفت مجيدا رافع الرأس حامدا ... لربّك مختونا وسربلت بالفضل فأنعم بميلاد النبيّ الذي به ... لنا شرف سامي الذّرى وارف الظّلّ نبيّ كريم منذر ومبشّر ... رؤوف رحيم معجز القول والفعل نبيّ به كلّ النبيين بشّرت ... وأخبرت الأحبار عن خاتم الرّسل نبيّ رأى في العرش آدم اسمه ... فناجى به فازدان بالفصح والفضل نبيّ عليه قد أظلّت غمامة ... وقد صين منه الظّلّ عن موطىء الرّجل نبيّ رقى السبع الطّباق وقد دنا ... إلى أن غدا كالقاب للقوس في الوصل نبيّ بكفّيه لقد سبّح الحصى ... كذلك تسبيح الطعام لدى الأكل» وينصح المقبلين على وصف الحسان والتغني بجمالهن [من مجزوء الكامل] : «يا صاح دع وصف الحسا ... ن وعدّ عن أطلال سلمى واجل الكروب بمدح ط ... هـ المصطفى لتنال غنما السيد الأميّ من ... عمّ الملا فضلا وعلما تاج الكرام المرسلي ... ين وقدره أسنى وأسمى وسع البريّة رحمة ... وندى وإحسانا وحلما والبدر شقّ له وأر ... وى الجيش من كفّيه بالما

382 محمد بن علي بن وهب المنفلوطي القوصي

ودعا بأشجار الفلا ... فأتت تشقّ الأرض دحما» «1» 382 محمد بن علي بن وهب المنفلوطي القوصي المعروف كأبيه وجده بابن دقيق العيد. أصل أبيه من منفلوط بمصر. ولد صاحب الترجمة بناحية ينبع على البحر الأحمر عام 625 هـ/ 1227 م. نشأ بقوص بمصر حيث درس على أبي الحسن ابن المقير وعلى ابن الرواج. ثم رحل إلى دمشق فسمع عن أحمد بن عبد الدائم والزين خالد والرشيد العطار وابن عبد السلام. جمع محمد بين العلم والدين والزهد والتفسير والحديث والنحو واللغة. درّس في بلدته قوص وتولى قضاءها. وفي عام 695 هـ/ 1296 م تولى منصب قاضي القضاة بالديار المصرية. وبقي فيه حتى وافاه الأجل عام 702 هـ/ 1302 م. من أشهر تلامذته ابن سيد الناس، مدرّس الحديث في المدرسة الظاهرية ومساجد القاهرة. ترك القوصي مصنفات عديدة منها: - الإلمام في أحاديث الأحكام- الإقتراح في علوم الحديث- شرح الأربعين حديثا- تحفة اللبيب في شرح التقريب- ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية. جاء في إحداها [من الخفيف] : «شرف المصطفى رفيع عماده ... ليس يحصى بكثرة تعداده لاح للمهتدين منه سراج ... بيد الله قدحه وزناده بعثه بعث كلّ خير وميلا ... د الهدى والتّقى لنا ميلاده فالمعالي لذاته وعلوم الغي ... ب لذّاته ومنها مداده وله في صفاته ومزايا ... هـ كمال تشجى به حسّاده بهرت كلّ من رآها كمالا ... وأقرّت بفضلها أضداده كثرت معجزات أحمد حتى ... صار خرق العادات فيها اعتياده وبه قد تدارك الله أهل ال ... أرض لمّا طغى عليها عباده فأتاهم نور مبين ودين ... واضح حقّه جليّ سداده»

_ (1) المرادي، سلك الدرر 4/ 71- 73.

وفي قصيدة أخرى [من الكامل] : «يا سائرا نحو الحجاز مشمرا ... اجهد فديتك في المسير وفي السّرى وإذا سهرت الليل في طلب العلى ... فحذار ثم حذار من خدع الكرى فالقصد حيث النّور يشرق ساطعا ... والطرف حيث ترى الثّرى متعطّرا قف بالمنازل والمناهل من لدن ... وادي قباء إلى حمى أمّ القرى وتوخّ آثار النبيّ فضع بها ... متشرّفا خدّيك في عفر البرى ولقد أقول إذا الكواكب أشرقت ... وترفّعت في منتهى شرف الذّرى لا تفخرن زهر فإنّ محمدا ... أعلى على منها وأشرف جوهرا لله ما فيه من الشرف الذي ... أعيا على حسّابه أن يحصرا نلنا به ما قد رأينا من على ... مع ما نؤمّل في القيامة أن نرى شوقي لقرب جنابه وصحابه ... شوق يجلّ يسيره أن يذكرا» وله تخميس بديع [من الطويل] : «لقد شرّف الدنيا قدوم محمد ... وأبقى لها أنوار حقّ مؤيد يزين به وراثه كلّ مشهد ... فهو بين هاد للأنام ومهتد ومثبت أصل في الهدى ومفرّع أقام لنا شرع الهدى ومناره ... وألبسنا ثوب التّقى وشعاره وجنّبنا جور العمى وعثاره ... سقى الله عهد الهاشميّ وداره سحابا من الرضوان ليس بمقلع» «1»

_ (1) كمال الدين الأدفوي، الطالع السعيد الجامع أسماء نجباء الصعيد. النبهاني، المجموعة 2/ 25- 26 وص 139؛ السبكي، طبقات الشافعية الكبرى 6/ 7- 8؛ الزركلي، الأعلام 6/ 283؛ ابن حجر، الدرر الكامنة 4/ 91- 96؛ كحالة، معجم 11/ 70؛ الكتبي، فوات الوفيات 3/ 442- 450؛ الصفدي، الوافي بالوفيات 4/ 193- 209؛ ابن قاضي شهبة، طبقات الشافعية 2/ 84- 86؛ فروخ، تاريخ الأدب 3/ 695- 696. علي صافي حسن: ابن دقيق العيد: حياته وديوانه. دار المعارف بمصر 1960.

383 محمد بن علي بن يحيى الغرناطي

383 محمد بن علي بن يحيى الغرناطي المعروف بالشامي. ولد بغرناطة عام 671 هـ/ 1272 م. سمع من أبي محمد بن هارون وغيره. وقرأ بالسبع على أبي جعفر بن الزبير وعلى الفخر التوزري. ثم حج وأقام بالحرمين مدة كان خلالها يدرّس ويحدّث. اشتهر بالأدب والفقه ولا سيما على مذهبي مالك والشافعي. كما اشتهر بعلم الفلك. توفي بالمدينة في شهر صفر عام 715 هـ/ 1315 م. له: - الاستدراك على التعريف- الإعلام فيما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام- تفسير القرآن- شعر جيد معظمه في المدائح النبوية. من نظمه قصيدة نبوية تزيد على ألفي بيت مطلعها [من الكامل] : «أأخاف من ذنب وأنت شفيعي ... وأخاف من جدب وأنت ربيعي» «1» 384 محمد بن عمر بن عبد الوهاب الحلبي العرضي مولده ووفاته بحلب (993- 1071 هـ/ 1585- 1660 م) مفتي الشافعية بحلب وابن مفتيها وشيخ الطريقة القادرية فيها. له اشتغال بالتاريخ والأدب، وله نظم حسن. من كتبه: - معادن الذهب في الأعيان المشرّفة بهم حلب، تراجم- طريق الهدى، تصوف- حاشية على أنوار التنزيل للبيضاوي شرح ألفية ابن مالك- رسالة في فسخ الطلاق- الطراز البديع في مدح الشفيع «2» . 385 محمد بن فتح الله البيلوني الحلبي والبيلون نوع من الطين كان يستعمل في الحمام. أديب شاعر من

_ (1) ابن حجر، الدرر الكامنة 4/ 96- 97؛ حاجي خليفة، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون 2/ 1344؛ البغدادي، هدية العارفين 2/ 143؛ كحالة، معجم 11/ 71. (2) البغدادي، هدية 2/ 288- 289؛ الزركلي، الأعلام 6/ 317.

القضاة. مولده ووفاته بحلب (977- 1042 هـ/ 1569- 1633 م) . من آثاره: - خلاصة ما يحصل عليه الساعون في أدوية دفع الوباء والطاعون- مختصر رحلة ابن بطوطة- الشرح النافعي على عقيدة الإمام الشافعي- ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية. جاء في إحداها [من مخلع البسيط] : طب دائرة الوجود] «يا من لكلّ الكمال حازا ... وفي العلى بالسّبق فازا يا قطب هذا الوجود يا من ... قد حاز في الرّتبة امتيازا «1» حقيقة الكون عنك كانت ... والحقّ لا يشبه المجازا «2» يا خيرة الخلق إنّ شوقي ... إليك صيّرته مجازا «3» قد قارفتني الذنوب جهرا ... ولا أرى منها احترازا «4» وفي التمادي ضاع عمري ... لم أرع حلا ولا جوازا «5» حتى بذكراك هاج وجدي ... فاهتزّني حبّك اهتزازا «6» من حلب سار بي غرامي ... حتى ترامى بي الحجازا «7» حقّق لي السّؤل منك إنّي ... أرجو لذلّي منك اعتزازا أنت المرجّى لكلّ قصد ... وبعض جدواك لا يوازى «8» حاشاك من أن تضيق جاها ... يا خير من بالجميل جازى صلّى عليك الإله ربّي ... ما أمّ راج فضلا ففازا» «9»

_ (1) الامتياز: الاختصاص. (2) المجاز: ضد الحقيقة. (3) مجاز: محل الاجتياز والمرور. (4) قارفتني: خالطتني. الإحتراز: التوقي. (5) التمادي: الاستمرار. (6) هاج: ثار. (7) الغرام: الولوع. ترامى: أسرع. (8) الجدوى: العطية. يوازي: يماثل. (9) أمّ: قصد. النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 256- 257؛ الزركلي، الأعلام 6/ 327؛ كحالة، معجم 11/ 117 وكان في الأبيات خلل عروضي صوّبنا عددا منها ولم نهتد إلى تصويب العدد الآخر.

386 محمد بن فرج السبتي المغربي

386 محمد بن فرج السبتي المغربي المتوفى حوالي 497 هـ/ 1104 م. له عدة مدائح نبوية. جاء في إحداها [من الطويل] : «أبو القاسم الأسمى الذي وطىء السّما ... فنودي من فيها ألا خلفه صلّوا فيا مرسلا ما في النبيين مثله ... رسول وهل للشمس من جنسها مثل أنرت ظلام الجهل فالقلب نيّر ... محا العلم منه أحرفا خطّها الجهل محمد يا غوثي وغيثي كلّما ... تجهّمت الأيام أو أجحف المحل «1» محمد يا عزّي وحرزي كلّما ... تفاقمت الأهوال أو أطرق الذّلّ «2» أكرّر في أحوالي اسمك إنّه ... لكالشّهد ما كررته في فمي يحلو» «3» 387 محمد فرغلي الأنصاري الطهطاوي كان حيا قبل عام 1316 هـ/ 1898 م. من آثاره: - ديوان شعر سماه روضة الصفا بمدح المصطفى صلى الله عليه وسلم- العقد النفيس بتشطير وتخميس ديوان سلطان العاشقين «عمر بن الفارض» «4» . 388 محمد كاظم بن محمد صادق بن محمد رضا الأصفهاني كان حيا عام 1230 هـ/ 1815 م. له: - الأرجوزة القاسمية في المنطق- منظومة زبدة البيان في علوم البلاغة (المعاني والبيان والعروض) - أرجوزة زهر

_ (1) المحل: الجدب. (2) الحرز: محل الحفظ. تفاقمت: اشتدت. أطرق: أتى ليلا. (3) النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 387- 388. (4) كحالة، معجم 11/ 125.

389 محمد بن المبارك بن سالم بن أبي الغنائم

الرياض- أرجوزة السبع المثاني في مدح النبي صلى الله عليه وسلم وآله- أرجوزة شمس المدايح «1» . 389 محمد بن المبارك بن سالم بن أبي الغنائم الشهير بابن الأعمى. ولد بدمشق عام 610 هـ/ 1213 م. سمع الحديث وبرع في الأدب نثرا وشعرا. توفي بدمشق عام 985 هـ/ 1577 م. له: - المقامة البحرية- ديوان شعر سماه «روضة المشتاق وبهجة العشاق» وفيه عدة قصائد يمتدح بها النبي صلى الله عليه وسلم، عدد كل قصيدة اثنان وعشرون بيتا «2» . 390 محمد بن محمد بن أحمد الأنصاري الشهير بابن الجيان. من أهل مرسية بالأندلس. كان محدثا راوية، ضابطا، كاتبا بليغا، شاعرا بارعا، ديّنا فاضلا. اشتغل بالكتابة عند بعض أمراء الأندلس. وبعد أن وقعت بلده بيد الإسبان خرج ابن الجيان إلى أريولا؛ ثم استدعاه إلى سبته الرئيس أبو علي بن خلاص (ت 646 هـ/ 1248 م) وأكرم وفادته. ثم انتقل إلى بجاية حيث توفي عام 650 هـ/ 1252 م. له نظم في الزهد وفي مدح النبي صلى الله عليه وسلم. كما خص قسما من نثره في شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم وفي فضله. ومن نثره أيضا رسائل خاطب فيها الرسول صلى الله عليه وسلم متوددا إليه، متشوقا إلى لثم ثراه، طالبا شفاعته ومرافقته يوم القيامة. ومن بديع نظمه مخمسات في مدح سرّ الوجود صلى الله عليه وسلم [من الكامل] : «الله زاد محمدا تكريما ... وحباه فضلا من لدنه عظيما واختصّه في المرسلين كريما ... ذا رأفة بالمؤمنين رحيما صلوا عليه وسلموا تسليما شمس الهداية بدرها الملتاح

_ (1) كحالة، معجم 11/ 157. (2) ابن كثير، البداية والنهاية 13/ 353؛ كحالة، معجم 11/ 169.

قطب الجلالة نورها الوضّاح غيث السماحة للندى يرتاح يروي بكوثره الظّماء الهيما ... صلوا عليه وسلموا تسليما تاج النبوة خاتم الأنباء صفو الصريح خلاصة العلياء نجل الذبيح سلالة العلماء بشرى المسيح دعاء إبراهيما ... صلوا عليه وسلموا تسليما أوصاف سيدنا النبيّ الهادي ما نالها أحد من الأمجاد الرّسل في هدي وفي إرشاد قد سلموا لنبيّنا تسليما ... صلوا عليه وسلموا تسليما أو ليس هادينا إلى سبل الهدى أو ليس منقذنا من اشراك الرّدى أو ليس أكرم من تعمّم وارتدى أو لم يكن أزكى البريّة خيما ... صلوا عليه وسلموا تسليما» «1» وله قصيدة نبوية زينها بدعوة المؤمنين إلى الإكثار من الصلاة والسلام على خير الأنام صلى الله عليه وسلم [من الكامل] : «صلّوا على الزّاكي الكريم محمد ... ما مثله في المرسلين كريما ذاك الذي حاز المكارم فاغتدت ... قد نظّمت في سلكه تنظيما كم آية نطقت تصدّق أحمدا ... حتى الجماد أجابه تكليما جلّت مناقب خاتم الرسل الذي ... بالنور ختّم والهدى تختيما وسمت به فوق السماء مراتب ... بمقام صدق عزّ فيه مقيما

_ (1) خيما: سجية.

391 محمد بن محمد الشهير بابن نباته المصري

فله لواء الحمد غير مدافع ... وله الشفاعة إذ يكون كليما نرجوه في يوم الحساب وإنّما ... نرجو لموقفه العظيم عظيما يا أيّها الراجون منه شفاعة ... صلّوا عليه وسلّموا تسليما» «1» 391 محمد بن محمد الشهير بابن نباته المصري جمال الدين الفارقي. ولد بزقاق القناديل بالقاهرة في ربيع الأول 676 هـ/ 1277 م، من أسرة عريقة في العلم والأدب. سمع الحديث والسيرة النبوية على عدة علماء منهم: غازي الحلاوي، الأبرقوهي، التقي عبيد، بهاء الدين بن النحاس، عبد الرحيم بن الدميري، جده شرف الدين بن نباته وغيرهم. نشأ في مصر وتعاطى الآداب فمهر في النظم والنثر والكتابة. في عام 716 هـ/ 1316 م رحل إلى الشام، وظل فيها خمسين سنة يتردد بين دمشق وحماه وحلب يمدح رؤساءها ولا سيما الملك المؤيد صاحب حماه. وقد نازع صفي الدين الحلي زعامة الشعر في عصره. وكان ابن نباته كثير العيال فقير الحال. وفي أواخر عمره عين في الديوان. وكان سلطان مصر الناصر حسن قد استدعاه عام 761 هـ/ 1359 م. توفي ابن نباته في شهر صفر 768 هـ/ 1366 م بالبيمارستان المنصوري، ودفن خارج باب النصر بتربة الصوفية بالقاهرة. له: - ديوان شعر في مدح الملك المؤيد، مطبوع في بيروت 1304 هـ/ 1886 م- سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون، وفيه تراجم لأهم شعراء الجاهلية وصدر الإسلام- مطلع الفوائد- الفاضل من إنشاء الفاضل- المختار من شعر ابن الرومي- زهر المنثور- سلوك دول الملوك- سجع المطوق- ديوان شعر يضم قصائد طوالا في المديح والرثاء والخمر والغزل ووصف الطبيعة. وله في المدائح النبوية خمس قصائد، يغلب عليها فنون البديع التي كانت سائدة خلال القرن الثامن الهجري. 1- القصيدة الأولى همزية تقع في تسعة وستين بيتا منها ستة عشر في النسيب ومطلعها [من الوافر] :

_ (1) المقري، نفح الطيب 7/ 432- 441؛ الزركلي، الأعلام 7/ 29.

«شجون نحوها العشّاق فاؤا ... وصبّ ماله في الصّبر راء» وفيها: «وأين الشمس منه سنا ولولا ... سناه لما ألمّ بها سناء لمبعثه على العادين نار ... وللهادين نور يستضاء سهام دعا له وسهام رأي ... لها في كلّ معركة مضاء درى ذو الجيش ما صنعت ظباه ... وما يدريه ما صنع الدّعاء ولولاه لما حجّت وعجّت ... وفود البيت ضاق بها الفضاء فإن يتلى له في الحجّ حمد ... فقدما قد تلته الأنبياء فقل للملحدين تنقلوها ... جحيما إننا منكم براء وإنّ أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء عليك من الملائك كلّ وقت ... صلاة في الجنان لها أداء» 2- القصيدة الرائية، وتقع في تسعين بيتا منها سبعة وثلاثون في النسيب. وهي خير ما قاله في ديوانه: فهي تمتاز بوضوح المعاني، وقوة السبك؛ مما دفع بمعاصريه إلى تلقفها والإعجاب بها. وقد جاء فيها [من الطويل] : «نبيّ أتمّ الله صورة فخره ... وآدم في فخّاره يتصوّر تحزّم جبريل لخدمة وحيه ... وأقبل عيسى بالبشارة يجهر فمن ذا يضاهيه وجبريل خادم ... لمقدمه العالي وعيسى مبشّر هو البحر فيّاض الموارد للورى ... ولكنّه العذب الذي لا يكدّر تهاوى لمأتاه النجوم كأنها ... تشافه بالخدّ الثرى وتعفّر تنقّل نورا بين أصلاب سادة ... فلله منه في سما الفضل نيّر به أيّد الطّهر الخليليّ فانتحت ... يداه على الأصنام تغزو وتكسر ومن أجله جيء الذبيحان بالفدى ... وصين دم بين الدماء مطهّر وردّت جيوش الفيل عن دار قومه ... فلله نصل قبل ما سلّ ينصر عليك صلاة الله في كلّ منزل ... تعبّر عن سرّ الجنان وتعبر» 3- القصيدة العينية وتقع في ثمانية وثمانين بيتا، منها ستة وعشرون في النسيب ومطلعها [من الكامل] :

«بانت سعاد فليت يوم رحيلها ... فسح اللقا فلثمت كعب مودّعي» ومنها: «يا سيد الخلق الذي مدحته من ... آي الكتاب فواصل لم تقطع ماذا عسى المدح الطّهور يدير من ... كأس الثّنا بعد الكتاب المترع بعد الحواميم التي بثنائها ... هبطت إليك من المحلّ الأرفع «1» إن كنت حسّانا بمدحك نائبا ... فسناك أرشده وقال لي اتبع» 4- القصيدة اللامية وتقع في تسعة وسبعين بيتا، منها خمسة وعشرون في النسيب. وهي قصيدة معارضة لقصيدة بانت سعاد. وقد اقتبس من لامية كعب شطرات كثيرة. وأبياته في المديح هنا تكرر المعاني الواردة في قصائده الآخرى [من البسيط] : «محمد المجتبى معنى جبلّته ... وما لآدم طين بعد مجبول والمجتلى تاج علياه الرفيع وما ... للبدر تاج ولا للنّجم إكليل ذو المعجزات التي ما اسطاع أبرهة ... يغزو منازلها كلّا ولا الفيل ما زال في الخلق ذا جاه وذا خدم ... لكنّ خادمه المشهور جبريل فاض الزلال المهنّى من أصابعه ... نعم الأصابع من كفّيه والنّيل وبورك الزّاد إذ مسّته راحته ... فحبّذا مشرب منها ومأكول وحاز سهم المعالي حين كان له ... من قاب قوسين تنويه وتنويل» «2» 5- القصيدة الميمية، وهي أقصر مدائحه وأضعفها، ولم يأت فيها بمعنى طريف بل ردد المعاني السابقة [من الكامل] :

_ (1) الحواميم: سور قرآنية تبدأ بحرف الحاء. والشطر الثاني من قصيدة ابن سينا في النفس. (2) قاب قوسي: مسافة قريبة جدا. تنويه: ثناء. تنويل: تلبية لرغبة.

392 محمد بن محمد الأندلسي

«بمقامك المرفوع يخفض ذنبنا ... المنصوب إنّ رجاءنا المجزوم» «1» 392 محمد بن محمد الأندلسي الشهير بابن سيد الناس. ولد بالقاهرة عام 671 هـ/ 1273 م. أخذ عن والده وعن ابن دقيق العيد. تفقه على المذهب الشافعي. برع في الحديث والفقه والنحو وعلم السير والتأريخ. توفي بالقاهرة عام 734 هـ/ 1334 م. ودفن في القرافة عند ابن أبي حمزة. له: - المقامات العلية في الكرامات الجلية- عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير- بشرى اللبيب بذكر الحبيب وهو قصائد عديدة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم. ومنه قصيدة نبوية طويلة عارض فيها قصيدة كعب بن زهير سماها «عدة الميعاد في عروض بانت سعاد» ومطلعها من البسيط] . والوسيلة لم يخلق سواك لها] «قلبي بكم يا أهيل الحيّ مأهول ... وحبله بأماني الوصل موصول» «2» وفيها: «يا أيّها السيد الهادي الذي شرفت ... بما حوت منه أنصار مقاويل «3» طالوا بنصرك يا خير الأنام فهم ... بيض غطاريف لا سود تنابيل «4» يا رحمة الله عمّت كلّ ذي بشر ... من الأنام فتعجيل وتأجيل يا من به أقسم الرحمن فهي له ... فخر منيف وتشريف وتجميل يا أوّل الناس عودا للمعاد ومن ... تنشقّ عنه الثّرى والناس ما زيلوا «5» يا ذا الوسيلة لم يخلق سواك لها ... وحبّذا بك للعاصين توسيل «6» يا من لشرح ألم نشرح وما رفعت ... من ذكره كم له فخر وتبجيل قد أوضحت والضّحى آيات رفعته ... بسوف تعطى فترضى وهو مسؤول

_ (1) جمال الدين بن نباته، ديوان ابن نباته المصري (بيروت، دار إحياء التراث العربي، دون تاريخ) 1- 3 و 180- 183 و 290- 293؛ مبارك، المدائح النبوية، ص 231- 242؛ مبارك، التصوف في الإسلام 1/ 200؛ فروخ، تاريخ الأدب 3/ 795- 797؛ الصفدي، الوافي بالوفيات 1/ 311 وما بعدها؛ ابن حجر، الدرر الكامنة 4/ 216- 218؛ الزركلي، الأعلام 7/ 38؛ كحالة، معجم 11/ 273- 274؛ الفاخوري، تاريخ الأدب، ص 874- 875. د. عمر موسى باشار. ابن نباتة المصري: أمير شعراء المشرق. دار المعارف بمصر ط 2/ 1972. (2) مأهول: المعمور بأهله. (3) مقاويل: فصحاء. (4) طالوا: فاقوا. تنابيل: قصار. غطاريف: أسياد. (5) زيلوا: نشروا من الأرض. (6) توسيل: توسل.

393 محمد بن محمد بن بكر العطار الجزائري

وليس يرضى ومن أتباعه أحد ... في النار ثاو وفي الأصفاد مغلول «1» وقدره إذ ينادى للشفاعة قم ... فما لغيرك لا قال ولا قيل سل تعط واشفع تشفّع يا محمد في ... يوم المعاد فقل والقول مقبول ما بعد طه وقد جاءت بمدحته ... لشاعر في مباني المجد تأثيل «2» ولا كياسين يتلى المدح من بشر ... هذا ثناء من الرحمن منقول والله صلّى عليه والملائكة ال ... كرام والناس جيل بعده جيل» «3» 393 محمد بن محمد بن بكر العطار الجزائري كان حيا بالجزائر 696 هـ/ 1296 م. له ديوانان: - عنوان السعادة في مديح النبي صلى الله عليه وسلم- درر الدرر في مديح خير البشر. ي فضله كل الشهادة تنتهى] جاء قوله في تسديس بديع مرتب على حروف المعجم [من الكامل] : «صلّوا على المسك الفتيق الأطيب ... صلّوا على الورد المعين الأعذب صلّوا على نور ثوى في يثرب ... صلّوا عليه بمشرق وبمغرب ما زال في الرّسل الكرام كريما ... صلّوا عليه وسلّموا تسليما صلّوا على من قدره لا يدرك ... صلّوا على من باسمه يتبرّك صلّوا على من حبّه لا يترك ... صلّوا على من للهدى يتحرّك وبه تجلّى ظاعنا ومقيما ... صلّوا عليه وسلّموا تسليما صلّوا على الهادي النبيّ الأنزه ... بدر التمام وروضة المتنزه في فضله كلّ الشهادة تنتهي ... أبدا بلثم ثراه فخر الأوجه في حبّه أضحى الغرام غريما ... صلّوا عليه وسلّموا تسليما

_ (1) توسيل: توسل. (2) ثاو: مقيم. (3) تأثيل: تأصيل.

394 محمد بن محمد بن حسن جان الرومي

صلّوا على نور بطيبة قد ثوى ... فعلا وفاض على البسيطة واحتوى صلّوا عليه فليس ينطق عن هوى ... صلّوا عليه فهو ينجي من هوى في موقف يذر السليم سليما ... صلوا عليه وسلموا تسليما» وله تسديس آخر لم يرتبه على حروف المعجم، لكنه جعل روي الشطرين الأخيرين حرف اللام. ومطلعه [من الكامل] : «نور النبيّ المصطفى المختار ... أربت محاسنه على الأنوار مرآه يخجل بهجة الأقمار ... نور ينجّي من عذاب النّار قد زان ذاك النور إسماعيلا ... صلوا عليه وسلموا تسليما» وله قصيدة في مديح المصطفى صلى الله عليه وسلم بيّن فيها بعض صفاته عليه السلام [من الكامل] : «ساد الأنام المصطفى بكماله ... فإليه أجناس السيادة تنسب الشمس يغرب نورها وضياؤها ... أبدا ونور المصطفى لا يغرب الله أرسله إلينا رحمة ... فبجاهه عنّا الرضا لا يحجب بمحمد فزنا بإدراك المنى ... فالوقت طاب لنا وطاب المشرب خير الورى محبوبنا ونبيّنا ... حزنا به الجاه الذي لا يسلب روض النفوس محمد ونعيمها ... وبه يفضّض حليها ويذهّب شرف تقادم قبل آدم عهده ... للنور أطناب عليه تطنّب منّا عليه مدى الزمان تحية ... يثني عليها المندليّ ويطنب» ولما حج ووصل إلى المدينة المنورة جاشت نفسه بقصيدة نبوية مطولة مطلعها [من الطويل] : «ولما بدت أعلام طيبة قصّرت ... من الشوق ما قد طوّلته السباسب» «1» 394 محمد بن محمد بن حسن جان الرومي المعروف بخواجة زاده والملقب بأسعد. المتوفى عام 1034 هـ/

_ (1) خليفة، كشف الظنون 2/ 1859؛ البغدادي، هدية 2/ 149؛ ابن قاضي شهبة، طبقات الشافعية 2/ 147- 148؛ الصفدي، الوافي بالوفيات 1/ 62- 63 و 289 وما بعدها؛ النبهاني، المجموعة 3/ 60- 74؛ كحالة، معجم 11/ 269؛ الكتبي، فوات الوفيات 3/ 287- 292.

395 محمد بن محمد بن الحسين الحلبي

1625 م. من آثاره تخميس قصيدة البردة «1» . 395 محمد بن محمد بن الحسين الحلبي ولد بحلب عام 700 هـ/ 1300 م. سمع من القاضي بدر الدين بن جماعة وغيره. سلك الطريقة الشاذلية على الشيخ شهاب الدين ابن الميلق. درّس الأطفال. ثم انقطع في منزله سنين. توفي في ذي القعدة عام 787 هـ/ 1385 م. له شعر وسط فيه مدائح نبوية. منه قصيدة أولها [من الطويل] : «ألا هل لمشتاق إلى أرض طيبة ... وصول لما يهواه من ذلك الحمى وهل ناظري قبل الممات يرى الذي ... تحجّب في ثوب الفخار معظّما» وله [من الكامل] : «والله لو عشنا بكم دهرا لما ... فاء الوصال بساعة التوديع يا نازحين عن الديار وحبّهم ... قد حلّ بين حشاشتي وضلوعي رفقا فقلبي فيه نيران بدت ... أسفا ولم تطفأ بفيض دموعي» «2» 396 محمد بن محمد بن عبد المنعم السعدي المعروف بابن البارنباري. من كبار كتّاب الإنشاء. تنقّل بين القاهرة وطرابلس ودمشق والقدس حيث توفي عام 756 هـ/ 1355 م. له: - ديوان سماه «الفتح الرفيع في مدح الشفيع» . وكانت له مساجلات شعرية مع خليل الصفدي صاحب كتاب الوافي بالوفيات «3» .

_ (1) كحالة، معجم 11/ 206. (2) ابن حجر، الدرر الكامنية 4/ 175- 176. (3) الصفدي، الوافي بالوفيات 1/ 249- 256؛ الزركلي، الأعلام 7/ 36- 37.

397 محمد بن محمد بن عبد الكريم

397 محمد بن محمد بن عبد الكريم المعروف بابن الموصلي. ولد ببعلبك عام 699 هـ/ 1300 م. أقام بها وبدمشق وحماه، ودرس على عدة مشايخ منهم: عبد الرحمن بن علي، محمد الأعرج، قطب الدين اليونيني، محمد الحنبلي، يوسف المزي، يوسف العزازي الطرابلسي وغيرهم. توفي بطرابلس الشام عام 774 هـ/ 1372 م. من تصانيفه: - غاية الإحسان في تفسير قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ [النحل 90]- بهجة المجالس ورونق المجالس- لوامع الأنوار نظم مطالع الأنوار لابن قرقول- نظم المنهاج للنووي- الدر المنتظم في نظم أسرار الكلم- نظم فقه اللغة للثعالبي- عدة قصائد نبوية، منها قصيدة أنشدها بدمشق عام 748 هـ/ 1347 م ومطلعها [من البسيط] : كم لأحمد خير الخلق من شيم] «جوانحي لسواكم قطّ ما جنحت ... فما لها جرحت من غير ما اجترحت» وفيها: «رأت قباب الذي في كفّه نطقت ... صمّ الحصى وعيون الماء قد سرحت الهاشميّ الذي لو نفسه وزنت ... بالأنبياء وأملاك السّما رجحت أنوار غرّته لو أنّها لمحت ... لوح الدّجى إذ سجى مسودّه لمحت وإن بدا مطرقا للرأس من خفر ... تخال عذراء من فرط الحيا اتشحت يداه بالدّرّ تجدي وهو مبتسم ... والسحب تبكي وتجدي الدرّ إن سمحت وكم لأحمد خير الخلق من شيم ... كشامة لمحت في وجنة ملحت عدل وحلم وإغضاء ومرحمة ... وعفّة وغنى نفس به منحت وعزمة كالمنايا للعدى حطمت ... وهمّة للدنايا قطّ ما طمحت ما قدر مدحي سجاياه وقد حمدت ... لدى الزّبور وفي القرآن قد مدحت والله أقسم في الذكر الحكيم لنا ... بالعاديات التي من خيله ضبحت «1»

_ (1) القاديات: الخيل. ضبحت: تنفست عند عدوها.

398 محمد بن محمد بن علي بن أبي بكر

وبالمغيرات صبحا من مراكبه ... الموريات شرار النار قد قدحت «1» صلّى عليه إله العرش ما عذبت ... أمداحه لمحبيّه وما ملحت ثمّ الصلاة على الأصحاب كلهم ... والآل أعداد قطر السحب إذ سفحت» «2» 398 محمد بن محمد بن علي بن أبي بكر ولد بدمشق عام 838 هـ/ 1434 م. قدم مع أبيه إلى القاهرة حيث درس على استاذ محمد السخاوي، وشارك في نسخ صحيح البخاري وغيره من الكتب. ثم عاد إلى دمشق فسمع على الشهاب بن زيد ومحمد بن حامد الصفدي، وخطب بالمدرسة الثابتية. وفي عام 894 هـ/ 1488 م، حج وجاور. له ديوان شعر بأغراض شتى، منه عدة قصائد نبوية، جاء في إحداها [من الرمل] : «كلّ قلب ذاب يا نشر الصّبا ... عاش بعد الموت فيهم وصبا ونسيم القرب نادى منشدا ... إن تكن من حيّهم يا مرحبا عرب لي أرب في حبّهم ... إنني أمضي وأقضي الأربا إن أمت في حبّهم وجدا بهم ... يرقص الكون لموتي طربا سادة سيّدهم لا غرو أن ... جمع السّؤدد فهو المجتبى أشرف الخلق إلى الله به ... وصل القوم وكان السّببا يا رسول الله يا من مدحه ... أعجز العجم وأعيا العربا غث خطيبا لك في حان الوفا ... بشراب الأنس ينشي الخطبا» «3» 399 محمد بن محمد بن علي بن محمد البلبيسي الشهير بابن العماد وهو لقب جد والده. ولد محمد ببلبيس عام 825 هـ/ 1422 م. درس على فقيه بلده البرهان الفاقوسي، فحفظ القرآن

_ (1) الموريات: من الوري أي إيقاد النار. المغيرات: من الإغارة: مباغتة العدو. (2) الصفدي، الوافي بالوفيات 1/ 262- 268؛ كحالة، معجم 11/ 235- 236. (3) السخاوي، الضوء اللامع 9/ 245.

400 محمد بن محمد بن علي المصري

والعمدة والتبريزي والجرجانية. ثم درس في القاهرة على عدة مشايخ: الغمري وابن رسلان والزواوي والمنوفي والحلاوي. جاور بالديار المقدسة. كان كثير الصوم والتهجد والإشتغال بوظائف العبادة والرغبة في الإنفراد. وكان يتكسب بالنساخة. توفي بالقاهرة عام 887 هـ/ 1482 م. له: - مختصر تفسير البيضاوي- عدة قصائد نبوية «1» . 400 محمد بن محمد بن علي المصري الشافعي، المعروف بابن القطان، المتوفى عام 885 هـ/ 1480 م. له: رفيق الطريق وطريق الرفيق في الفقه- منارة المنازل وزهارة المغازل- عرف النهر وعزف الزهر في الأدب- سباق المرتاح وسياق الممتاح في المدائح النبوية «2» . 401 محمد بن محمد بن علي المعروف بالدجوي ولد عام 829 هـ/ 1425 م بالقاهرة، ونشأ بها، فحفظ القرآن والحاوي وألفية النحو على عدة مشايخ منهم: العلم البلقيني والمناوي وابن أصيل والعيني، كما أخذ الفقه عن الشمس ابن العماد. كان يؤثر العزلة. عام 884 هـ/ 1479 م حج ونظم قصيدة نبوية مطلعها [من الطويل] : «صلاة وتسليم من الملك البرّ ... على المصطفى المبعوث للناس بالبرّ» ومنها: «فقير وضيف جئت أبغي تكرما ... فجد وتفضّل واغن يا ذا الغنى فقري» توفي الدجوي عام 891 هـ/ 1486 م «3» .

_ (1) السخاوي، الضوء اللامع 9/ 162- 163؛ الزركلي، الأعلام 7/ 50؛ كحالة، معجم 11/ 251. (2) البغدادي، إيضاح المكنون 2/ 2؛ البغدادي، هدية 2/ 211؛ كحالة، معجم 11/ 252. (3) السخاوي، الضوء اللامع 9/ 146.

402 محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزي

402 محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزي العامري الدمشقي الشافعي، شيخ الإسلام. ولد بدمشق عام 977 هـ/ 1570 م صام رمضان وهو ابن ست سنوات، وكان مهتما بتلاوة القرآن الكريم وبطلب العلم. أخذ عن علماء دمشق: عثمان اليماني، يحيى العماري، عمر بن سلطان مفتي الحنفية، شهاب الدين العيثاوي، محمد محب الدين القاضي الحنفي. كما أجازه العديد من العلماء الذين مروا بدمشق كالشيخ محمد بن محمد بن حسن السعودي قاضي قضاة حلب أولا ثم المدينة المنورة، وشمس الدين الرملي المصري وزين العابدين البكري. توفي محمد بدمشق عام 1061 هـ/ 1651 م ودفن بمقبرة الشيخ أرسلان. اشتهر باسم محدّث الشام ومسندها. من مؤلفاته الكثيرة: الكواكب السائرة في تراجم أعيان المائة العاشرة- لطف السمر وقطف الثمر من تراجم أعيان الطبقة الأولى من القرن الحادي عشر- عقد الشواهد- حسن التنبه لما ورد في التشبه- النجوم الزواهر- له شعر منه عدة مدائح نبوية، جاء في إحداها [من السريع] : «لئن تقضّى زمن أنت فيه ... فإنّ آثارك تكفي النّبيه من تبع الآثار منك اهتدى ... ومن أباها فهو في أيّ تيه صلّى عليك الله يا سيدي ... مسلّما ما فاه بالنّطق فيه» «1» 403 محمد بن محمد بن يوسف المنزلي المعروف بسبط سويدان. من أهل منزلة حسون بمصر. ولد عام 780 هـ/ 1378 م. زار القاهرة مرارا، وولي نظر الناصرية بدمياط؛ ثم قضاء

_ (1) محمد المحبي، المختار من كتاب: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، السفر الثاني، تحقيق ليلى الصباغ (دمشق 1983) ص 187- 222؛ الزركلي، الأعلام 7/ 63؛ كحالة، معجم 11/ 288- 289.

404 محمد بن محمود بن برهان الدين الحميدي الحسيني

المنزلة. توفي بدمشق عام 852 هـ/ 1448 م. من نظمه: - كنز الوفا في مديح المصطفى ومختصره جواهر الكنز المدخر في مدح خير البشر، وكلها من البحر الطويل- جهة المحتاج في نظم فرائض المنهاج «1» . 404 محمد بن محمود بن برهان الدين الحميدي الحسيني ولد بتركيا عام 960 هـ/ 1553 م. أصبح من أعيان الروم إيلي. تولى نقابة الأشراف بالقسطنطينية. توفي عام 1044 هـ/ 1634 م. له: - مناقب الأولياء- تخميس قصيدة البردة «2» . 405 محمد بن مصطفى بن زكريا بن خواجا الدوركي تركي الأصل. ولد عام 631 هـ/ 1233 م بدورك من بلاد الروم بالقرب من حلب. اشتغل بالعلم والأدب، وأتقن التركية والفارسية والعربية إفرادا وتركيبا. تولى الحسبة بغزة، وأدّب الملك الناصر، وأخذ عنه أبو حيان. توفي محمد عام 713 هـ/ 1313 م. له عدة مؤلفات منها: - الإغراب في الإعراب- نظم القدوري في الفقه- قصيدة في قواعد لسان الترك- ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية؛ جاء في إحداها [من الكامل] : «قيل اتخذ مدح النبيّ محمد ... فينا شعارك إنّ شعرك ريّق وعلى بنانك لليراعة بهجة ... وعلى بيانك للبراعة رونق يا قطب دائرة الوجود بأسره ... لولاك لم يكن الوجود المطلق مذ كنت أولّه وكنت أخيره ... في الخافقين لواء مجدك يخفق كنت النبيّ وآدم في طينه ... ما كان يعلم أيّ خلق يخلق

_ (1) البغدادي، هدية العارفين 2/ 197؛ الزركلي، الأعلام 7/ 47؛ كحالة، معجم 11/ 312- 313. (2) كحالة، معجم 11/ 315.

406 محمد بن مصطفى بن كمال الدين البكري الصديقي

فأتيت واسطة لعقد نبوّة ... منها أنار عقيقها والأبرق» «1» 406 محمد بن مصطفى بن كمال الدين البكري الصديقي الخلوتي النقشبندي. ولد ببيت المقدس عام 1143 هـ/ 1731 م. وتوفي بغزة عام 1196 هـ/ 1782 م. أديب من فقهاء الحنفية بفلسطين. له: - خلاصة تحقيق الظنون في الشروح والمتون، جرّد فيه كشف الظنون من المكررات، واستدرك عليه زيادات- الروض الرائض في علم الفرائض- تشنيف السمع في تفضيل البصر على السمع- المنح الإلهية في مدح خير البرية- بديعية نبوية وشرحها- ديوان شعر «نبراس الأفكار» «2» . 407 محمد معروف بن مصطفى النودهي البرزنجي الشهرزوري القادري. ولد بقرية نودى من قرى السليمانية بالعراق عام 1166 هـ/ 1753 م. وتوفي بها عام 1254 هـ/ 1838 م. له تصانيف كثيرة، منها: - الفرائد في العقائد- فتح الموفق في علم المنطق- القطر العارض في علم الفرائض- وسيلة الوصول إلى علم الأصول- السراج الوهاج في مديح صاحب المعراج- تخميس البردة- أوثق العرى في الصلاة والسلام على خير الورى- تخميس همزية البوصيري- راحة الأرواح في الصلاة المشتملة على خصائص حبيب الملك الفتاح- عقد الجوهر في الصلاة والسلام على الشفيع المشفع في يوم المحشر- روض الزهر في مناقب آل سيد البشر- تخميس قصيدة بانت سعاد «3» .

_ (1) ابن حجر، الدرر الكامنة 4/ 259- 260؛ الصفدي، الوافي بالوفيات 15/ 31- 32؛ الزركلي، الأعلام 7/ 99؛ كحالة، معجم 12/ 30. (2) البغدادي، إيضاح المكنون 2/ 575؛ البغدادي، هدية 2/ 343؛ الزركلي، الأعلام 7/ 100؛ كحالة، معجم 12/ 32. (3) البغدادي، إيضاح المكنون 2/ 9؛ البغدادي، هدية 2/ 369؛ كحالة، معجم 12/ 41؛ الزركلي، الأعلام 7/ 105.

408 محمد مهدي بن علي الرفاعي المعروف بالرواس

408 محمد مهدي بن علي الرفاعي المعروف بالرواس ولد في بلدة سوق الشيوخ من أعمال البصرة عام 1220 هـ/ 1805 م. أخذ العلم عن والده. ثم هاجر إلى الحجاز حيث أخذ عن علماء الحرمين الشريفين (مكة والمدينة) . ثم دخل الجامع الأزهر بمصر وتلقى العلوم الشرعية عن مشايخه المشهورين، وذلك مدة ثلاث عشرة سنة. بعد ذلك طوّف في العالم الإسلامي لنشر الدين وتوعية المسلمين. توفي ببغداد عام 1287 هـ/ 1870 م. ترك الرواس عددا كبيرا من المؤلفات، عالج فيها مختلف الموضوعات الشرعية والصوفية: من الحب الإلهي إلى محبة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المقامات والأحوال، إلى محاربة الشطح والدعوى، إلى وضع الأسس السليمة لتقويم الإنحرافات التي ظهرت في التصوف. وأهم مؤلفاته: بوارق الحقائق- رفرف العناية- نور الفتوح- طي السجل- فصل الخطاب- مراحل السالكين- الدرة البيضاء ... بالإضافة إلى أكثر من مئة ألف بيت من الشعر موزعة على عدة دواوين منها: - مشكاة اليقين ومحجة المتقين- المجموعة النادرة لأبناء الآخرة- معراج القلوب إلى حضرات علام الغيوب- المحيط الهادي. تضم هذه الدواوين عشرات الآلاف من الأبيات في مديح المصطفى صلى الله عليه وسلم. جاء في إحداها [من الكامل] : وح الوجود منار كل حقيقة] «وانهج على أثر النبيين الألى ... فهم ينابيع الهدى العقلاء وأقام دولتهم وأكمل شأنهم ... طه الذي ضاءت به الظلماء أحيى قلوب المؤمنين بنوره ... فانجاب عنها ساتر وغشاء عمّت هدايته وضاءت شمسه ... فلها إلى يوم القيام ضياء أخذت مزمزمة على منهاجه ... آل وصحب سادة حنفاء هاموا بذكر الله جلّ جلاله ... وقلوب أصحاب الجحود هواء قوم إمامهم الرسول المصطفى ... من تستظلّ بظلّه الشّفعاء روح الوجود منار كلّ حقيقة ... سامي الجناب اللمعة البيضاء المنتقى من لبّ عنصر هاشم ... إبنا سمت بفخاره الآباء هو نورهم في كنز نشأة كونهم ... والطين لم يعجن لهم والماء

وافى بدين قيّم ذلّت به ... ضمن العقول بطبعها العوجاء وبدت لنا من برج طالع بدره ... رغم العماة محجّة سمحاء شهد العدى طوعا بعزّة أمره ... والفضل ما شهدت به الأعداء نسخ الشرائع كلّها بشريعة ... خضعت لحكمة نصّها الحكماء وأتى بتوحيد فنزّه ربّه ... وهو المنزّه ما له شركاء خذ إثر سرّ الكائنات محمد ... من شرّفت بجنابه الأسماء» وفي قصيدة أخرى [من الخفيف] : «وخذ المصطفى إماما كريما ... جاء للهدي بالطريق الوضاح عمّنا بالهدى فرحنا بنور ... أبديّ على الصراط الصراح قد حسونا راح المحبة فيه ... خلّ للجاحدين شرب الرّاح جاء والكون في ظلام بهيم ... فبدا نوره بكلّ النواحي الحبيب العظيم معنى التدلّي ... والتجلّي وكنز كلّ سماح هو روحي وروح معنى فتوحي ... واختتامي وفي الشؤون افتتاحي» وعن منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم بالنسبة لسائر الأنبياء والمرسلين يقول [من الكامل] : «بمحمد شمس الرسالة تلمع ... وبه براهين النبوة تسطع وإليه زهر الأنبياء وإن علت ... في كلّ أمر في القيامة ترجع كشفوا الحروف بنوره في طيّهم ... هو شمسهم هو قطبهم والمطلع هو سرّ أمر الله في أكوانه ... يصل الحبال كما يشاء ويقطع» وفي ثانية [من الطويل] : «وأنت صدر المرسلين جميعهم ... وفي مجلس الإجلال ذو رتبة الصّدر فأنت لهم روح بمعراج سرّهم ... وأنت لهم عزم لدى الحثّ بالسير لئن سبقوا في نسقة الخلق بعثة ... فأنت سبقت الكلّ في عالم الأمر» ويعلن خالص محبته للرسول صلى الله عليه وسلم [من الرجز] : مين اعلم الله سر أمره] «حبّ النبيّ الهاشميّ ديني ... صلّى عليه واهب اليقين فضاء في سريرتي غرامه ... وقام من قبل عجين طيني

409 محمد بن موسى بن علاء الدين العسيلي

فنظرة من رمش طرف عينه ... لا شكّ تكفيني لدى تكفيني ونفحة من سرّ طور قلبه ... من بعد موت نشأتي تحييني وحال فقري يترقّى للغنى ... بفلذة من درّه الثمين باب إلهيّ تساوى ضمنه ... بين المليك الشهم والمسكين أمين علم الله سرّ أمره ... أنعم بذاك السيد الأمين جرى لأجل الله بحر دمعه ... يموج بالأنين والحنين عشقته معتقدا بأنه ... غدا يلاقيني لدى تلقيني له التجأت مخلصا وإنني ... ملتجىء للجبل المكين وإنّ فنّي في الوجود حبّه ... إن شغل الأقوام بالفنون يا سيدا قد لألأت أنواره ... مشرقة في البلد الأمين» وفي أخرى ينصح المؤمنين [من الطويل] : «إذا كنت في باب النبيّ فلا تخف ... وإن عارضتك الجنّ يا خلّ والإنس وإن كنت مبسوط الفؤاد بحبّه ... فوقتك في كلّ الشؤون به أنس تقرّب لأقوام يدينون ودّه ... وباعد أناسا قد تخبّطهم مسّ فإنّ محبّ الحقّ يأوي لأهله ... بلا ريبة والجنس يعرفه الجنس» «1» 409 محمد بن موسى بن علاء الدين العسيلي من أهل القدس المتوفى 1031 هـ/ 1622 م. له: - تعليق على الجلالين في التفسير- النظم القريب في خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم «2» .

_ (1) محمد مهدي الرواسي، ديوان مشكاة اليقين وحجة المتقين (دمشق 1963) ص 11- 13 وص 93؛ محمد مهدي الرواس، نور الفتوح، تحقيق عبد الكريم عبد الباسط (دمشق 1388 هـ) ص 13 وص 57- 58، عبد الحكيم عبد الباسط، لسان الحب النابع من القلب (دمشق 1398 هـ) 2/ 17؛ عبد الحكيم عبد الباسط، حرم الآل (دمشق 1388 هـ) ص 109 111؛ البغدادي، هدية العارفين 1/ 97 و 2/ 379؛ خليفة، كشف الظنون 1/ 477؛ الزركلي، الأعلام 7/ 113- 114؛ كحالة، معجم 9/ 121 و 12/ 59. (2) الزركلي، الأعلام 7/ 119؛ كحالة، معجم 12/ 65.

410 محمد نسيب بن حسين الحسيني

410 محمد نسيب بن حسين الحسيني المعروف بابن حمزة. من فقهاء الحنفية بدمشق (1201- 1265 هـ/ 1786- 1849 م) . له: - شرح لكتاب الكافي في العروض والقوافي- بديعية ضمنّها قصة المولد النبوي- ديوان سماه «قريضة الفكر» فيه عدة مدائح نبوية «1» . 411 محمد وفا الشاذلي المتوفى عام 760 هـ/ 1358 م. له عدة قصائد نبوية منها قصيدة طويلة مطلعها [من الطويل] : «عليك صريح الحقّ بالحقّ ينزل ... وعنك صحيح القول يروى وينقل» وفيها: «فأنت رسول الله أعظم كائن ... وأنت لكلّ الخلق بالحقّ مرسل جمعت شتات الفضل من كلّ فاضل ... ونلت منالا لا ينال فيؤمل عليك مدار الخلق إذ أنت قطبهم ... وأنت منار الحقّ تعلو وتعدل فأنت حبيب الله سيّد خلقه ... بجاهك حقّا للإجابة يسأل فؤادك بيت الله دار مقامه ... وباب عليه منه للحقّ يدخل نظمت نثار الأنبياء فتاجهم ... لديك بأنواع الكمال مكلّل سراج منير أنت في كلّ كامل ... فكلّك في كلّ كمال مكمّل حبيبي شفيعي أنت لله شافعي ... بمقدارك السامي له أتوسّل عليك صلاة الله منه تواصلت ... صلاة اتّصال عنك لا تتنصّل عليك صلاة الله ما ضلّ مدبر ... وأقبل توفيقا على الله مقبل» «2»

_ (1) الزركلي، الأعلام 7/ 123. (2) النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 330- 333.

412 محمد بن يحيى الباهلي البجائي

412 محمد بن يحيى الباهلي البجائي المتوفى عام 743 هـ/ 1342 م. من آثاره: - شرح الأسماء الحسنى- تقاييد في أنواع من العلوم- قصيدة فوائد الجواهر في معجزات سيد الأوائل والأواخر «1» . 413 محمد بن يحيى الغساني البرجي أصله من مدينة برجة بشرقي الأندلس. ولد عام 710 هـ/ 1310 م. نشأ ودرس بغرناطة؛ ثم انتقل إلى فاس وتولى الكتابة للسلطان أبي عنان أمير المسلمين في شمال إفريقيا. وكان صاحب الإنشاء والسر في دولته. ثم ارتحل إلى الحجاز وجاور بالمدينة المنورة. ثم عاد إلى فاس حيث تولى قضاء الجماعة. ثم تنقل بين بجاية وتلمسان. توفي عام 786 هـ/ 1384 م. إشتهر بالشعر والخط والكتابة وصناعة الآلات العلمية. له عدة مدائح نبوية منها قصيدة نظمها بمناسبة المولد النبوي ومطلعها [من البسيط] : «أصغى إلى الوجد لما جدّ عاتبه ... صبّ له شغل عمّن يعاتبه» وبعد وصف تشوقه للديار المقدسة يقول: حامد المصطفى لا تنتهى أبدا] «معاهد شرّفت بالمصطفى فلها ... من فضله شرف تعلو مراتبه محمد المجتبى الهادي الشفيع إلى ... ربّ العباد أمين الوحي عاقبه أوفى الورى ذمما أمساهم همما ... أعلاهم كرما جلّت مناقبه هو المكمّل في خلق وفي خلق ... زكت حلاه كما طابت مناسبه جاءت تبشّرنا الرّسل الكرام به ... كالصبح تبدو تباشيرا كواكبه تطابق الكون في البشرى بمولده ... وطبّق الأرض أعلاما تجاوبه له مقام الرضى المحمود شاهده ... في موقف الحشر إذ نابت نوائبه

_ (1) كحالة، معجم 12/ 100.

414 محمد بن يعقوب الفيروز آبادي الشيرازي

والرّسل تحت لواء الحمد يقدمها ... محمد أحمد السامي مراتبه له الشفاعات مقبولا وسائلها ... إذا دهى الأمر واشتدت مصاعبه والحوض يروي الصّدى من عذب مورده ... لا يشتكي غلّة الظمان شاربه محامد المصطفى لا ينتهي أبدا ... تعدادها هل يعدّ القطر حاسبه فضل تكفّل بالدارين يوسعها ... نعمى ورحمى فلا فضل يناسبه حسبي التوسّل منها بالذي سمحت ... به القوافي وجلّتها غرائبه ثمّ الصلاة على خير البرية ما ... سارت إليه بمشتاق ركائبه» «1» 414 محمد بن يعقوب الفيروز آبادي الشيرازي ولد بكازرون من أعمال شيراز، عام 729 هـ/ 1329 م. أخذ اللغة والأدب عن والده. ثم انتقل إلى العراق، وجال في مصر والشام ودخل بلاد الروم والهند. ورحل إلى زبيد عام 796 هـ/ 1393 م فأكرمه ملكها، وذاع صيته في الآفاق حتى كان مرجع عصره في اللغة والحديث والتفسير. تولى قضاء زبيد. وظل في منصبه حتى وفاته عام 817 هـ/ 1415 م. له مصنفات كثيرة منها: - القاموس المحيط وهو أشهر كتبه- تنوير المقياس في تفسير ابن عباس- تفسير فاتحة الكتاب- نزهة الأذهان في تاريخ أصبهان- الأحاديث الضعيفة- سفر السعادة في الحديث والسيرة النبوية- شرح قصيدة بانت سعاد في مجلدين- شوارق الأسرار العلية في شرح مشارق الأنوار النبوية- منية السول في دعوات الرسول صلى الله عليه وسلم- مهيج الغرام إلى البلد الحرام- الصلاة والبشر في الصلاة على خير البشر- النفحة العنبرية في مولد خير البرية- تحفة الراغبين في شرح قصيدة البردة- زاد المعاد في وزن بانت سعاد، ومطلعها [من البسيط] : «هل حبل عزّة بعد البين موصول ... أو بارق الوصل بين البين مأمول» «2»

_ (1) المقري، نفح الطيب 6/ 68- 73؛ الزركلي، الأعلام 7/ 139. (2) البين: الفراق.

415 محمد بن يعقوب بن يحيى المغربي

وفيها: «هذا الرسول الذي كانت نبوّته ... وطين آدم في الفردوس مجبول هذا الذي نال عند الله منزلة ... ما نالها ليلة المعراج جبريل هذا الذي هو محمود الخصال وفي ... كلتا يديه لواء الحمد محمول هذا الذي ماله في حلمه شبه ... هذا الذي قطرة من نيله نيل «1» والأنبياء بدور وهو أكملهم ... والكلّ تيجان حسن وهو إكليل ومنها: فيه محمد الهادي البشير ومن ... له على كلّ خلق الله تفضيل روح الزمان ومفتاح الأمان فلا ... نخاف وهو لنا في الحشر مأمول من جلّ قدرا فلا خلق يماثله ... ولا لصورته في الحسن تمثيل «2» خير الخلائق من عرب ومن عجم ... وصفوة الله من بالخير مجبول» وتجدر الإشارة إلى أنه قد تخرّج على يديه عدد كبير من العلماء والمصنفين، وفي طليعتهم: الصفدي وابن عقيل وابن هشام «3» . 415 محمد بن يعقوب بن يحيى المغربي رحل إلى بلاد العجم. ثم استقر قاضيا في المدينة المنورة حيث توفي حوالي 830 هـ/ 1427 م. له: - مصنف في الفقه- مقدمة في المنطق- تخميس البردة «4» .

_ (1) النيل: العطاء. النيل: النهر المشهور. (2) تمثيل: تشبيه. (3) ابن قاضي شهبة، طبقات الشافعية 2/ 391- 395؛ حاجي خليفة، كشف الظنون 2/ 1969؛ الكتاني، فهرس الفهارس 2/ 907- 908؛ البغدادي، هدية العارفين 2/ 180- 181؛ النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 125- 128؛ الزركلي، الأعلام 7/ 146- 147؛ كحالة، معجم 12/ 118. (4) كحالة، معجم 2/ 119- 120.

416 محمد بن يوسف الشهير بابن زفرك

416 محمد بن يوسف الشهير بابن زفرك ولد عام 733 هـ/ 1333 م في ربض البيازين من غرناطة بالأندلس، وفيها نشأ. قرأ العربية على أبي عبد الله بن الفخار أولا ثم على القاضي محمد بن أحمد الحسني، وقرأ الفقه على المفتي أبي سعيد بن لب، وأخذ عن الفقيه المحدّث أبي عبد الله بن مرزوق كثيرا من الرواية. وأخذ الأصول الفقهية عن الشيخ منصور الزواوي. كما أخذ بعض الفنون العقلية بمدينة فاس عن العالم أبي عبد الله العلوني التلمساني. ولعل أشهر مشايخه، بلا منازع، العالم لسان الدين بن الخطيب الذي ورث مركزه ومرتبته، فقد كتب للسلطان أبي الحسين التونسي ثم لصاحب الأندلس. برع ابن زمرك بالعربية والبيان والأدب والأخبار والتفسير. كما سلك مسلك التصوف. قتل بداره عام 793 هـ/ 1390 م. له نظم ونثر كثير بالإضافة إلى موشحات مشهورة فيها الكثير من المدائح النبوية: ففي عام 767 هـ/ 1365 م وبمناسبة عيد المولد النبوي، نظم قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم مطلعها [من الكامل] : اج الرسالة ختمها وقوامها] «زار الخيال بأيمن الزوراء ... فجلا سناه غياهب الظلماء» وفيها: «يا ليت شعري هل أرى أطوي إلى ... قبر الرسول صحائف البيداء فتطيب في تلك الربوع مدائحي ... ويطول في ذاك المقام ثوائي حيث النبوة نورها متألق ... كالشمس تزهى في سنا وسناء حيث الرسالة في ثنيّة قدسها ... رفعت لهدي الخلق خير لواء حيث الضريح ضريح أكرم مرسل ... فخر الوجود وشافع الشفعاء المصطفى والمرتضى والمجتبى ... والمنتقى من عنصر العلياء خير البرية مجتباها ذخرها ... ظلّ الإله الوارف الأفياء تاج الرسالة ختمها وقوامها ... وعمادها السامي على النّظراء لولاه للأفلاك ما لاحت بها ... شهب تنير دياجي الظلماء

ذو المعجزات الغرّ والآي الألى ... أكبرن عن عدّ وعن إحصاء قد بشّر الرسل الكرام ببعثه ... وتقدّم الكهّان بالأنباء أكرم بها بشرى على قدم سرت ... في الكون كالأرواح في الأعضاء أمسى بها الإسلام يشرق نوره ... والكفر أصبح فاحم الأرجاء هو آية الله التي أنوارها ... تجلو ظلام الشّكّ أيّ جلاء والشمس لا تخفى مزيّة فضلها ... إلّا على ذي المقلة العمياء يا مصطفى والكون لم تعلق به ... من بعد أيدي الخلق والإنشاء يا مظهر الحقّ الجليّ ومطلع ال ... نور السنيّ الساطع الأضواء يا ملجأ الخلق المشفّع فيهم ... يا رحمة الأموات والأحياء يا آسي المرضى ومنتجع الرضى ... ومواسي الأيتام والضعفاء أشكو إليك وأنت خير مؤمّل ... داء الذنوب وفي يديك دوائي إني مددت يدي إليك تضرّعا ... حاشا وكلّا أن يخيب رجائي إن كنت لم أخلص إليك فإنما ... خلصت إليك محبّتي وندائي» وكان قبل هذا التاريخ بعامين أي في عام 765 هـ/ 1363 م وبمناسبة عيد المولد أيضا قد نظم قصيدة نبوية أنشدها أمام سلطان الأندلس، ومطلعها [من الطويل] : لوذ بشفاعته عيسى وموسى بن عمران] «لعلّ الصّبّا إن صافحت روض نعمان ... تؤدّي أمان القلب عن ظبية البان» وفيها: «إليك رسول الله دعوة نازح ... خفوق الحشا رهن المطامع هيمان وسيلتي العظمى شفاعتك التي ... يلوذ بها عيسى وموسى بن عمران فأنت حبيب الله خاتم رسله ... وأكرم مخصوص بزلفى ورضوان وحسبك أن سمّاك أسماءه العلا ... وذاك كمال لا يشاب بنقصان وأنت لهذا الكون علة كونه ... ولولاك ما امتاز الوجود بأكوان خلاصة صفو المجد من آل هاشم ... ونكتة سرّ الفخر من آل عدنان وسيد هذا الخلق من نسل آدم ... وأكرم مبعوث إلى الإنس والجان وكم آية أطلعت في أفق الهدى ... يبين صباح الرّشد منها ليقظان وأكرم بايات تحدّيتنا بها ... ولا مثل آيات لمحكم فرقان

417 محمد بن يوسف بن الحسن الزرندي

وماذا عسى يثني البليغ وقد أتى ... ثناؤك في وحي كريم وقرآن فصلّى عليك الله ما انسكب الحيا ... وما سجعت ورقاء في غصن البان» وفي ثالثة [من البسيط] : «ثم الصلاة صلاة الله دائمة ... على الذي باسمه في الذكر سمّاه المجتبى وزناد النور ما قدحت ... ولا ذكا من نسيم الروض مسراه والمصطفى وكمام الكون ما فتقت ... عن زهر زهر يروق العين مرآه يا فاتح الرّسل أو يا ختمها شرفا ... والله قدّس في الحالين معناه لم أدّخر غير حبّ فيك أرفعه ... وسيلة لكريم يوم ألقاه صلّى عليك إله أنت صفوته ... ما طيّبات بلذيذ الذكر أفواه» وله موشح مدح فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم. جاء فيه [من السريع] : «هل يحمل الزاد لدار الكريم ... والمصطفى الهادي شفيع مطاع فجاهه ذخر الفقير العديم ... وحبّه زادي ونعم المتاع والله سمّاه الرؤوف الرحيم ... فجاره المكفول ما إن يضاع عسى شفيع الناس يوم الحساب ... وملجأ الخلق لرفع الكروب يلحقني منه قبول مجاب ... يشفع لي في موبقات الذنوب يا مصطفى والخلق رهن العدم ... والكون لم يفتق كمام الوجود مزية أعطيتها في القدم ... بها على كلّ نبيّ تسود مولدك المرقوم لمّا نجم ... أنجز للأمة وعد السعود» «1» 417 محمد بن يوسف بن الحسن الزرندي ولد عام 693 هـ/ 1294 م. اشتهر بالحديث والإسناد والفقه والأدب، حدّث بحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة. ثم قدم شيراز فدرّس ونشر الحديث،

_ (1) المقري، نفح الطيب 5/ 48- 172 و 7/ 145- 281؛ الزركلي، الأعلام 7/ 154؛ كحالة، معجم 12/ 135؛ ابن حجر، الدرر الكامنة 4/ 312. د. أحمد الحمصي، ابن زمرك الغرناطي، مؤسسة الرسالة بيروت؟

418 محمد بن يوسف بن علي"أبو حيان" الغرناطي

وولي بها القضاء. توفي بشيراز عام 747 هـ/ 1346 م. من آثاره: - بغية المرتاح إلى طلب الأرباح- مولد النبي صلى الله عليه وسلم- نظم درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين «1» - معارج الوصول إلى معرفة آل الرسول «2» . 418 محمد بن يوسف بن علي «أبو حيان» الغرناطي من كبار العلماء بالعربية والتفسير والحديث والتراجم واللغات. ولد في إحدى جهات غرناطة 654 هـ/ 1256 م. درس العلوم الشرعية لا سيما الحديث بالأندلس وإفريقيا والإسكندرية والقاهرة والحجاز من نحو أربعمائة وخمسين شيخا. تولى تدريس التفسير بالمنصورية بالقاهرة، والإقراء بجامع الأقمر. توفي بالقاهرة عام 745 هـ/ 1344 م ودفن بمقبرة الصوفية. له مؤلفات كثيرة منها: - البحر المحيط في تفسير القرآن- تحفة الأريب في غريب القرآن- مجاني العصر في تراجم رجال عصره- إرتشاف الضرب من لسان العرب- ديوان شعر مرتب على الحروف فيه عدة مدائح نبوية، منها واحدة عارض بها قصيدة كعب، سماها «المورد العذب في معارضة قصيدة كعب» ، ومطلعها [من البسيط] : «لا تعذلاه فما ذو الحبّ معذول ... العقل مختبل والقلب متبول» وفيها: «لما قضينا من الغرّاء منسكنا ... ثرنا وكلّ بنار الشوق مشعول «3» إلى الرسول نزجّي كلّ يعملة ... أجلّ من نحوه تزجى المراسيل «4» من أنزلت فيه آيات مطهّرة ... وبشّرت فيه توراة وإنجيل

_ (1) المرتضى: علي بن أبي طالب (ض) . البتول: فاطمة الزهراء (ض) بنت الرسول صلى الله عليه وسلم. السبطان: الحسن والحسين (ض) . (2) كحالة، معجم 12/ 124. (3) الغراء: مكة المكرمة. (4) اليعملة: الناقة النجيبة. المراسيل: النياق السهلة السير.

419 محمود سامي بن حسن حسني البارودي

وسطّرت في علاه كلّ خالدة ... لها من الذكر تجويد وترتيل وعطّرت من شذاه كلّ ناحية ... كأنّما المسك في الأرجاء محلول لقد تسامى وجبريل مصاحبه ... إلى مقام تراخى عنه جبريل أوحى إليه الذي أوحاه عن كثب ... فالقلب واع بسرّ لله مشغول هذي المفاخر لا تحظى الملوك بها ... الملك منقطع والوحي موصول» «1» 419 محمود سامي بن حسن حسني البارودي أصل أجداده من الجراكسة. ولد بالقاهرة عام 1255 هـ/ 1839 م. وفيها تعلم. ثم دخل المدرسة الحربية. إنتقل بعد ذلك إلى استنبول حيث أتقن الفارسية والتركية. ولما أتم دراسته عاد إلى مصر. وكان من قواد الحملتين المصريتين لمساعدة تركيا: الأولى في ثورة كريت، والثانية في الحرب الروسية. وبلغ رتبة لواء. ثم اختير ناظرا للمعارف والأوقاف فرئيسا لمجلس النظار. ولما اندلعت ثورة عرابي باشا، شارك البارودي إخوانه الضباط بهذه الإنتفاضة؛ لكن الإنجليز قبضوا عليه وسجنوه، وحكموا بإعدامه، ثم أبدل الحكم بالنفي إلى جزيرة سيلان حيث أقام سبعة عشر عاما تعلم خلالها الإنجليزية وكفّ بصره. ولما عفي عنه عاد إلى مصر. توفي بالقاهرة 1322 هـ/ 1904 م. من آثاره: - مختارات البارودي في أربعة أجزاء ديوان شعر في جزءين- كشف الغمة في مدح سيد الأمة «2» . 420 محمود بن سلمان بن فهر بن محمود الحلبي ولد بحلب عام 644 هـ/ 1246 م. أخذ الفقه والأدب عن مشاهير علماء حلب والشام: الرضى بن البرهان، يحيى بن عبد الرحمن الحنبلي،

_ (1) الصفدي، الوافي بالوفيات 5/ 267- 283؛ الكتبي، فوات الوفيات 4/ 71- 79؛ ابن قاضي شهبة، طبقات الشافعية 2/ 220- 222؛ النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 52- 59؛ الزركلي، الأعلام 7/ 152؛ كحالة، معجم 12/ 130. (2) كحالة، معجم 12/ 165.

جمال الدين بن مالك، ابن الظهير، ابن المنجا وغيرهم. كتب الإنشاء أولا بدمشق، ثم نقله ابن السلموس إلى مصر، ثم أعيد إلى دمشق للمركز نفسه، وظل فيه حتى وفاته عام 725 هـ/ 1325 م. كان شيخ صناعة الإنشاء في عصره، وكان محبا لأهل الخير، مواظبا على التلاوة والأدعية والنوافل. له: كتاب حسن التوسل في صناعة الترسل- مقامات العشاق- منازل الأحباب ومنارة الألباب- ثلاثة مجلدات من الشعر، منها ديوان بالمدائح النبوية سماه «أهنى المنائح في أسنى المدائح» وعدد أبياته ألفا بيت وثلثمائة وخمسة وستون بيتا. منه [الطويل] : «عريب سبوا نومي ولم تدر مقلتي ... كما سلبوا قلبي ولم تشعر الأعضا وطلّقت نومي والجفون حوامل ... فمن أجل ذا في الخدّ أبقت لها فرضا» وله قصيدة نبوية مطولة مطلعها [من الكامل] : ن له شفاعة واللوا والحوض] «هذا اللقاء وما شفيت غليلا ... كيف احتيالي إن عزمت رحيلا» وفيها: «أصبحت في الحرم الشريف بحيث لا ... أحتاج فيه إلى الرسول رسولا أثني عليه بما أطيق مقصّرا ... وأبثّ أشواقي إليه مطيلا طوبى لمن أضحى بطيبة داره ... لا يضمر الإزماع والتحويلا «1» يلقى الحبيب متى أراد ولا يرى ... إلا مقاما بالهدى مأهولا يا سيدا لولا هداه وشرعه ... لم نعرف التّحريم، والتّحليلا لولاك ما قطعت بنا عرض الفلا ... عيس تبارينا ضنى ونحولا فاقبل ضراعتنا إليك وكن لنا ... يوم القيامة بالنجّاة كفيلا فالله قد أعطاك من لطف بنا ... جاها عريضا في المعاد طويلا فلك الشفاعة واللّوا والحوض إذ ... كلّ غدا عن قومه مشغولا يا سيدا لو رمت حصر صفاته ... ألفيت صارم منطقي مفلولا «2»

_ (1) الإزماع: الرحيل. (2) مفلولا بالفاء: السيف المنثلم.

421 محمود الشقفة

قسما لو أنّ البحر كان يمدّني ... لم استطع لأقلّها تحصيلا ماذا به يحصي صفاتك واصف ... والله نزّل ذكرها تنزيلا الأمر أعظم أن يحاط بوصفه ... من رام عدّ القطر كان جهولا» وهي قصيدة نظمها في المدينة المنورة وأنشدها أمام الحجرة الشريفة «1» . 421 محمود الشقفة ولد بحماه عام 1317 هـ/ 1899 م. درس العلوم الشرعية أولا؛ ثم أقبل على الرياضات والمجاهدات، فاشتهر بالورع والزهد والتصوف. سلك الطريقة الرفاعية على مفتي حماه الشيخ محمد سعيد النعسان، أحد خلفاء أبي الهدى الصيادي، كما نال إجازة عامة في الحديث من محدث الشام وعالمها الشيخ محمد بدر الدين الحسيني. استلم محمود الروضة الهدائية «الزاوية الرفاعية بحماه» فظل فيها يعلّم ويربّي حتى استشهاده يوم الجمعة في العاشر من رمضان 1399 هـ/ 13 آب 1979 م. ترك عدة مؤلفات منها: - تربية المريد ليكون من خيرة العبيد- بردة الفتح والوصول بمدح سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم- المدائح النبوية والتوسلات الأحمدية- العروة الوثقى. جاء في إحدى قصائده النبوية [من البسيط] : «روحي الفداء لمن أخلاقه نطقت ... في مدحها الكتب والمسطور في القلم وله، [من الكامل] : هذا المديح وذا الثناء لأحمد ... من ربّه فاطرب له وترنّم وقل السّلام عليك يا خير الورى ... أغناك ربّك عن مديح العالم وحباك ما ترضى بسورة والضّحى ... أكرم بوعد مبرم ومعظّم

_ (1) الصفدي، الوافي بالوفيات 1/ 60؛ ابن حجر، الدرر الكامنة 4/ 324- 326؛ البغدادي، هدية العارفين 2/ 407؛ النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 275- 287؛ الزركلي، الأعلام 7/ 172؛ كحالة، معجم 12/ 167- 168.

422 محمود بن علي بن محمد الدقوقي البغدادي

صلّى عليك الله ما فلك جرى ... وفق الأوامر في نظام محكم» ويعبّر عن خالص محبته للرسول صلى الله عليه وسلم واتّباعه له للوصول إلى الفتوح [من البسيط] : «طهّر فؤادك من كلّ الشؤون وقم ... مستمطرا رحمة الباري بلا كسل ولذ بطه وكرّر مدحه أبدا ... يوافك الفتح والتوفيق بالعجل فهو الأمان لأهل الأرض ما فزعوا ... وهو المليك إذا ما قيس بالرّسل وهو الوسيلة إن عزّت وسائلنا ... وهو الملاذ إذا عذنا من الوجل وإنّه الباب للفتّاح طارقه ... ما خاب والله لكن فاز بالأمل منزّه عن مثيل في الورى أبدا ... ونوره فيهم سار من الأزل عليه صلّى إله العرش خالقنا ... ما قيل فضلا أغثنا سيد الرّسل» ويحث مريديه على الإكثار من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وعلى مصاحبة من اشتهر بحبه له [من البسيط] : «كرّر على مسمعي ذكر الحبيب وزد ... فذكره الشّهد بالتكرار يزدان يلذّ لي ذكره مهما تكرره ... فإنّ ذكراه لي روح وريحان لا أعمر الله ربعا لا يقام به ... لحبّ خير الورى في الناس ميزان فإنّهم قوم سوء سوف يفجؤهم ... خسف ومسخ وقذف ثم نيران إيّاك تصحبهم أو تنزلنّ بهم ... فإنّ عمي الدّنا في الحشر عميان واصحب محبا لخير الخلق تلزمه ... فذاك والله في الدارين سلطان» «1» 422 محمود بن علي بن محمد الدقوقي البغدادي ولد عام 663 هـ/ 1264 م. درس على والده وعلى عبد الصمد بن أبي الجيش، وابن وضاح وابن الساعي، وعبد الله بلدجي وعبد الرحيم بن الزجاج. وأجاز له جماعة من علماء الشام والعراق. كان قارىء الحديث بدار المستنصرية ببغداد. تولى بعدها المشيخة فكان تلاميذه يعدون بالألوف.

_ (1) محمود الشقفة، المدائح النبوية (دمشق دون تاريخ) ص 8- 30.

423 محمود بن عمر بن محمد الخوارزمي الزمخشري

كما برع في النظم والنثر. توفي عام 733 هـ/ 1332 م، ودفن بمقبرة الإمام أحمد بن حنبل. له عدة مصنفات منها: الكواكب الدرية في المناقب العلوية- مطالع الأنوار في الأخبار والآثار الخالية عن السند والتكرار. وله شعر كثير منه عدة قصائد نبوية، مطلع إحداها [من الكامل] : «جاهد بنفسك في الفضائل تغنم ... وخض المهالك في المحبة تسلم» «1» 423 محمود بن عمر بن محمد الخوارزمي الزمخشري ولد في زمخشر، من قرى خوارزم، عام 467 هـ/ 1075 م. سافر إلى مكة وجاور بها. ثم تنقّل بين البلدان الإسلامية. وأخيرا استوطن الجرجانية، من قرى خوارزم، حيث توفي عام 538 هـ/ 1144 م. له: - الكشاف في تفسير القرآن وهو أشهر كتبه- ربيع الأبرار ونصوص الأخيار- مقامات الزمخشري وشرحها بقلمه- أساس البلاغة- المفصل- مقدمة في الأدب- نوابغ الكلم- ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية، منها قصيدة عارض فيها بانت سعاد، ومطلعها [من البسيط] : «أضاء لي باللّوى والقلب متبول ... نجديّ برق بنار الحبّ موصول» وفيها: «محمد إن تصف أدنى خصائصه ... فيا لها قصّة في شرحها طول هو الذي وعد الرحمن ناصره ... نصرا عزيزا ووعد الله مفعول وناصر الحقّ منصور وخاذله ... مدفّع عن جوار الله مخذول يا خاتم الرّسل إنّ الطّول منك على ... راجي الشفاعة يوم الحشر مأمول» «2» وفي أخرى [من الكامل] :

_ (1) ابن رجب الحنبلي، كتاب الذيل على طبقات الحنابلة 2/ 421- 423. (2) الطّول: المنّ.

424 محمود محفوظ الدمشقي

«يهوي إلى قبر النبيّ محمد ... خببا كما رفّ الظليم النّافر «1» لله ميت بالمدينة قبره ... قصر مشيد والقصور مقابر لله ميت كلّ حيّ لم يكن ... بهداه حيّا فهو عظم ناخر» «2» 424 محمود محفوظ الدمشقي كان حيا قبل 1305 هـ/ 1888 م. درس في الأزهر بالقاهرة. من مؤلفاته: - نظم مولد النبي صلى الله عليه وسلم- شرح البلبل المليح في النحو- فتح الميسر في الصلاة على النبي المبشر «3» . 425 مسلمة بن هاران ويقال ابن حدان الحداني. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة ومدحه بشعر منه [من الطويل] : «حلفت بربّ الراقصات إلى منى ... طوالع من بين القصيمة بالرّكب بأنّ رسول الله فينا محمدا ... له الرأس والقاموس من سلفي كعب أتانا ببرهان من الله قابس ... أضاء به الرحمن من ظلمة الكرب أعزّ به الأنصار لما تقارنت ... صدور العوالي في الجنادس والضّرب» «4» 426 مصطفى بن إبراهيم بن حسن العلواني ولد بحماه عام 1108 هـ/ 1696 م. نشأ في حجر والده، وقرأ عليه،

_ (1) الظليم: ذكر النعام. خببا: سرعة السير. (2) الناخر: المتفتت. النبهاني، المجموعة النبهانية 2/ 135 و 3/ 33- 35؛ الزركلي، الأعلام 7/ 178؛ كحالة، معجم 12/ 186. د. أحمد محمد الحوفي، الزمخشري. دار الفكر العربي القاهرة 1966. (3) كحالة، معجم 12/ 192. (4) ابن حجر، الإصابة 3/ 419.

وبه تخرّج في اللغة والأدب وتلاوة القرآن. ثم انتقل إلى دمشق وأخذ عن علمائها: إسماعيل العجلوني وعبد الغني النابلسي وعبد الله البصروي ومحمد العجلوني وعبد السلام الكاملي. رحل إلى تركية عدة مرات. برع في النثر والنظم وأجازه عدة مشايخ منهم محمد خليل المرادي، صاحب كتاب سلك الدرر. كان يميل إلى العزلة وعدم مخالطة الناس. في أواخر عمره لزم حجرة بمدرسة الوزير إسماعيل باشا الكائنة بسوق الخياطين حيث كان يتردد إليه الطلبة للقراءة عليه والأخذ عنه. كما درّس بالمدرسة المزبورة. توفي 6 صفر 1193 هـ/ 1779 م. من آثاره ديوان شعر معظمه في التوسل بأسماء الله الحسنى وبالنبي صلى الله عليه وسلم [من الخفيف] : امل ما مثله أحد] «أشرف الأنبياء يا نقطة الكو ... ن ومبنى هذا الوجود العجيب يا رسولا آياته قد أذابت ... من ظلام الأهواء كلّ مريب يا عزيزا على الإله وفي فص ... ل القضا المستبدّ بالتقريب أنت باب الإله من يأت من أع ... تابه نال غاية المرغوب أنت أنت الملاذ إن أفظع الكر ... ب ومدّت للفتك أيدي الخطوب أنت ملجا المؤمّلين فكم من ... ك أنيخ الرجا بواد عشيب أنت ذخر الضعيف إن يخشى عند ال ... بعث والحشر هول يوم عصيب يا شفيعا هناك إذ يوقع الأنف ... س في المزعجات كرب الذنوب فأغثني وكن مجيري فإنّي ... منك للبرّ صرت أي رقيب وعليك الصلاة يا خاتم الرّس ... ل وأعلى معظّم وحبيب ما توالى من مصطفى بن أويس ... لك مدح مع سحّ دمع سكوب يرتجي منك فيه إبلاغ حاج ... هي فيما يرضيك ذات ضروب» ولما خرجت قافلة الحجاج ميممة شطر طيبة جاشت نفسه بقصيدة مطولة، جاء فيها [من المديد] : «بامتداحي من ببعثته ... لجميع الأنبيا فضلا شرّف الله الوجود به ... وكذا الأملاك والرّسلا رحمة عمّ الوجود فما ... أحد عنه تراه خلا قد أبان الحقّ مبعثه ... حيث ظلّ الشرك عنه جلا

427 مصطفى بن إسماعيل الإزميري

كامل ما مثله أحد ... كلّ وصف فيه قد كملا ليس يحصي الناس كلّهم ... ما عليه خلقه اشتملا إن يقس بالرسل أجمعهم ... فهو حقا خيرهم رجلا وهم نوّابه ولهم ... نظر منه لقد شملا ونبيا كان حين بدا ... آدم في الطّين منجدلا نوره الرحمن أوجده ... قبل خلق للسوى أزلا وهو باب الله أيّ فتى ... من سواه جاء ما دخلا يا نبيا جاء يرشدنا ... للهدى إذ أوضح السّبلا يا رسولا مدحه أبدا ... هو أولى ما به اشتغلا قد مددت الكفّ ملتمسا ... منك معروفا ومبتهلا يا كريما لم يردّ لمن ... سأل الإحسان قطّ بلا يا منيلا برّه أبدا ... لمن استجدى ومن سألا» «1» 427 مصطفى بن إسماعيل الإزميري الملقب بسلامي، المتوفى بالقسطنطينية عام 1228 هـ/ 1813 م. له منظومة في مولد النبي صلى الله عليه وسلم «2» . 428 مصطفى بن عبد الوهاب بن سعيد الصلاحي المتوفى في حدود 1228 هـ/ 1813 م. له نخبة البديع في مدح الشفيع «3» .

_ (1) المرادي، سلك الدرر 4/ 142- 145؛ الزركلي، الأعلام 7/ 228؛ كحالة، معجم 12/ 236. (2) كحالة، معجم 12/ 242. (3) البغدادي، إيضاح المكنون 2/ 630؛ البغدادي، هدية العارفين 2/ 456؛ كحالة، معجم 12/ 264.

429 مصطفى بن قاسم الطرابلسي

429 مصطفى بن قاسم الطرابلسي ولد بطرابلس الشام عام 987 هـ/ 1579 م ونشأ بها. تأدب على الشيخ عبد النافع الحموي مفتي الحنفية، والشيخ محمد الحق الشافعي، والشيخ عبد الخالق المصري وغيرهم. وفي عام 1014 هـ/ 1605 م. رحل إلى دمشق، فدرس على علمائها، ودرّس في مدارسها. ثم ارتحل إلى مصر وأخذ عن علمائها المشهورين: نور الدين الزيادي، أحمد الغنيمي، سالم التستري، أبو بكر الشنواني، إبراهيم اللقاني. ثم سافر إلى استنبول وأخذ عن علمائها أيضا. وأخيرا جاور في المدينة حيث كان يدرّس في المسجد النبوي توفي بالمدينة عام 1080 هـ/ 1669 م. من مؤلفاته: - نزهة الأبصار- هتك الأستار في وصف العذار- شرح تائية ابن حبيب الصفدي- الدر الملتقط من بحر الصفا في مناقب سيدي أبي الأسعاد بن وفا- تخميس تائية ابن الفارض «المنح الوفائية في شرح التائية» . من مدائحه النبوية [من الكامل] : «يا من به كلّ الشدائد تفرج ... وبذكره كلّ العوالم تلهج وعليه أملاك السماء تنزّلت ... وبمدحه لله حقّا تعرج وإليه ينهي كلّ راج سؤله ... والسائلون على حماه عرّجوا يا قطب دائرة الوجود بأسره ... يا من لعلياه البرايا قد لجوا يا سيد السادات يا غوث الورى ... يا من به ليل الحوادث أبلج قد جئتكم أرجو الوفاء تكرّما ... لكنني للعفو فيه أحوج وحططت أحمال الرجاء لديكم ... فعساكم أن تنعموا وتفرّجوا» «1» 430 مصطفى بن محمد الألبستاني المعروف بابن يمليخا القاضي، المتوفى 1294 هـ/ 1877 م. له: -

_ (1) المدني، سلافة العصر، ص 286- 288؛ كحالة، معجم 12/ 268.

431 مصطفى بن محمد بن يوسف الصفوي القلعاوي

ألفية في الأصول في ألف بيت- تخميس قصيدة الهمزية- ديوان شعر تركي- شرح وتخميس قصيدة المضرية- المقالات الحسان على قصيدة حسان- المنظومة العلية في الأخبار النبوية «1» . 431 مصطفى بن محمد بن يوسف الصفوي القلعاوي مؤرخ مصري، من فقهاء الشافعية. ولد عام 1158 هـ/ 1745 م. كان سكنه بقلعة الجبل، وإليها نسبته، يأتي منها كل يوم إلى الأزهر للإقراء والإفادة. ثم نزل إلى داخل القاهرة، وتوفي بها عام 1230 هـ/ 1815 م. له: صفوة الزمان فيمن تولى على مصر من أمير وسلطان- مشاهد الصفا في المدفونين بمصر من آل المصطفى- منظومة في آداب البحث وشرحها- ديوان شعر سماه «إتحاف الناظرين في مدح سيد المرسلين» «2» . 432 مصطفى بن محيي الدين بن مصطفى نجا مولده ووفاته ببيروت (1269- 1350 هـ/ 1853- 1932) . درس على يوسف الأسير وإبراهيم الأحدب الطرابلسي وقاسم الكستي. ترأس لجنة ثمرة الإحسان وجمعية المقاصد الخيرية. ومن عام 1327 هـ/ 1909 م حتى وفاته مفتي بيروت. له: - إرشاد المريد- نصيحة الإيمان في التربية والتعليم كشف الأسرار في التصوف- أرجوزة في التربية والتعليم- تفسير جزء عمّ- ثلاثة موالد- ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية. جاء في إحداها [من مجزوء الكامل] : «بلبل الإقبال غرّد ... وبشير السعد قال ظهر الهادي محمد ... شمس أفلاك الكمال فزها الكون وأشرق ... بمصابيح النجاة

_ (1) البغدادي، هدية العارفين 2/ 460؛ كحالة، معجم 12/ 275- 276. (2) البغدادي، هدية 2/ 455؛ الزركلي، الأعلام 7/ 241- 242؛ كحالة، معجم 12/ 285.

433 مصطفى بن هاشم الأصيل

والهدى لمّا تحقق ... زال ديجور الضلال وعلى الدّنيا تجلّى ... كوكب الشرع المنير وبه الدّهر تحلّى ... واكتسى ثوب الجمال وبمجلاه ربيع ... كان للأعياد عيد جاءنا فيه شفيع ... مرسل من ذي الجلال صلوات الله تهدى ... لك يا نور الوجود» «1» 433 مصطفى بن هاشم الأصيل (1216- 1279 هـ/ 1801- 1862 م) من آثاره: - نظم المعراج- نظم مولد النبي صلى الله عليه وسلم «2» . 434 مصطفى وهيب بن إبراهيم البارودي أصل أسرته من مصر. ولد بطرابلس عام 1290 هـ/ 1874 م. حفظ القرآن الكريم. ثم درس على عدة مشايخ طرابلسيين منهم: حسين الجسر، محمد الحسيني، محمد شميسه. برع في الفقه والحديث والأدب نظما ونثرا. توفي بطرابلس عام 1362 هـ/ 1943 م. له: - الفوز الأبدي في الهدى المحمدي- الحرز العظيم لما اشتبه من القرآن الكريم- إعلام وبيان في كمال الإسلام والإيمان- خلاصة البهجة في سيرة صادق اللهجة- ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية [من الوافر] : «بجاه المصطفى خير البرايا ... وآل ذكرهم أبدا حميد» [ومن الخفيف] : «بالنبيّ الشفيع غوث البرايا ... من غدا الجاني به مستجيرا»

_ (1) ملص، التحفة المرضية 4/ 13- 14؛ الزركلي، الأعلام 7/ 246؛ كحالة، معجم 12/ 287. (2) كحالة، معجم 12/ 289.

435 مكي بن محمد سعيد الجوخي

[ومن الرمل] : «أنا من خدّام آل المصطفى ... ذاك تاج الأنبيا فخر الخليل» [ومن الكامل] : «قالت أتسلوني فقلت لها نعم ... أسلو بحبّ الله ثم محمد» وله عدة تخميسات. مطلع أحدها [من الكامل] : «برق لزوّار المدينة أو مضا ... من قبة الغوث الشفيع المرتضى ملجا العوالم عند تصريف القضا ... أنا في جوارك يا ابن آمنة الرّضى يا طيّبا من طيّب من طيّب» ومطلع الثاني [من البسيط] : «محمد نعمة المولى ورحمته ... وخير أمّة رسل الله أمّته فقل لديه إذا وافتك حجرته ... يا خير من عبقت بالقاع تربته فطاب بالطيب منها القاع والأكم» «1» 435 مكي بن محمد سعيد الجوخي أصل أجداده من حلب. ولد بدمشق وقرأ القرآن على حسين البيتماني. ثم درس على مشايخ حلب ودمشق: محمد الغزي، طه الجبريني، محمد المواهبي. وفي عام 1180 هـ/ 1766 م حج ودرس على علماء الحرمين. برع في الأدب وفنونه. توفي بدمشق عام 1192 هـ/ 1778 م ودفن بتربة الباب الصغير. له: - مختصر شرح الأذكار للنووي- مختصر شرح الصدور- ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية. جاء في إحداها [من الخفيف] :

_ (1) مصطفى وهيب الباوردي، مختارات من شعره، مخطوط (طرابلس دون تاريخ) ص 13- 76؛ مصطفى وهيب البارودي، الفوز الأبدي في الهدى المحمدي (بيروت 1343 هـ) ص 8، كحالة، معجم 12/ 290.

436 ميمون بن قيس بن جندل الشهير بالأعشى

«يا نبيّ الهدى وخير البرايا ... من حباه الإله بالإسراء يا ضياء الوجود يا رحمة اللّ ... هـ التي ترتجى لكشف البلاء يا مغيث الملهوف يا من بعليا ... هـ التجأنا في البؤس والضّرّاء أنت شمس العلوم بحر العطايا ... منبع الفضل سيد الأنبياء أنت مصباح كلّ جود وتهدي ... كلّ سار إلى الطريق السّواء لك أشكو من ضعف حالي إنّي ... أرتجي لمحة تزيل عنائي كن ملاذي في النائبات مغيثي ... من صروف الزمان والبلواء فعليك الصلاة بعد سلام ... مع آل وصحبك النجباء ما تعنّت حمائم الروض صبحا ... أو سرى البرق في دجى الظلماء» وفي قصيدة نبوية أخرى [من الرمل] : «ويح قلبي من غزال شردا ... من جفاه كم أرى عيش ردى بعت روحي في هواه رغبة ... ذبت من شوقي عليه كمدا كيف أسلو وهواه قاتلي ... وجفوني شابهت قطر النّدى ومنها: ثم عرّج نحو وادي طيبة ... لحمى طه التّهامي أحمدا إنّ لي قلبا لدى أطلاله ... شبحا في حلل الوجد ارتدى سيد الأكوان ذو المجد ومن ... نرتجي منه لنا فيض النّدى يا رسول الله يا غوث الورى ... يا سراجا للعلاء والهدى أدرك ادرك مستهاما دنفا ... لك شوقا ليس يحصى عددا قد وردنا نرتجي فيض الرّضا ... ومن الجدوى طلبنا المددا فعليك الله صلّى دائما ... ما حدا الحادي وما الطير شدا» «1» 436 ميمون بن قيس بن جندل الشهير بالأعشى من شعراء الجاهلية، وأحد أصحاب المعلقات. عمّر طويلا. توفي

_ (1) المرادي، سلك الدرر 4/ 131- 132؛ الزركلي، الأعلام 7/ 286؛ كحالة، معجم 13/ 4.

بقرية منفوحة (7 هـ/ 629 م) . له ديوان شعر يتضمن سائر الفنون الشعرية وفيه قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم نظمها ليتقرب منه ويسلم على يديه. ومطلعها [من الطويل] : «ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا ... وعادك ما عاد السّليم المسهّدا «1» وما ذاك من عشق النساء وإنما ... تناسيت قبل اليوم خلّة مهددا «2» ولكن أرى الدهر الذي هو خائن ... إذا أصلحت كفّاه عاد فأفسدا كهولا وشبانا فقدت وثروة ... فلله هذا الدهر كيف تردّدا وفيها يقول لناقته: فاليت لا أرثي لها من كلالة ... ولا من حفى حتى تزور محمدا «3» نبيّ يرى ما لا ترون وذكره ... أغار لعمري في البلاد وأنجدا «4» له صدقات ما تغبّ ونائل ... وليس عطاء اليوم مانعه غدا متى ما تناخي عند باب ابن هاشم ... تراحي وتلقي من فواضله ندى «5» أجدّك لم تسمع وصاة محمد ... نبيّ الإله حيث أوصى وأشهدا إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى ... ولاقيت بعد الموت من قد تزوّدا ندمت على ألاتكون كمثله ... وأنك لم ترصد لما كان أرصدا» «6»

_ (1) السليم هو الملدوغ: سمي سليما تفاؤلا بأن يسلم. المسهد الذي لا يستطيع النوم. (2) مهددا: من أسماء النساء. الخلة: المودة والحب. (3) كلالة: تعب. آليت: أقسمت. (4) أغار سار في منخفض من الأرض. أنجدا: ما ارتفع من الأرض. (5) هذا البيت غير موجود في ديوانه. (6) ابن كثير، البداية والنهاية 3/ 99- 100؛ كحالة، معجم 13/ 65؛ مبارك، المدائح النبوية، ص 19؛ أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني (بيروت 1970) 8/ 77- 85؛ النويري، نهاية الأرب 18/ 68- 70؛ ابن هشام، السيرة 1/ 387. ديوان الأعشى الكبير شرح وتعليق د. محمد محمد حسين. مؤسسة الرسالة بيروت ط 7 1983.

حرف النون

حرف النون

437 نديم بن حسين الجسر الطرابلسي ولد بطرابلس عام 1315 هـ/ 1897 م في أسرة مصرية الأصل، من أشراف مدينة دمياط. درس على والده أولا ثم درس في حمص وبيروت. ولما مهر في مختلف العلوم، تقلد عدة مناصب قضائية وإدارية. وقد انتخب نائبا عن مدينة طرابلس، ثم مفتيا حتى وفاته عام 1400 هـ/ 1980 م. له مصنفات كثيرة منها: - فلسفة الحرية في الإسلام- الإسلام في العالم المعاصر- قصة الإيمان- غريب القرآن ومتشابهاته- شبابنا بين الإيمان والتدين- ركائز التفكير الإسلامي- كيف نحب محمدا رسول الله- ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية [من الكامل] : «يا حاملا طيب المديح إليه ... متذللا والعجز في عينيه خجلا يواريك الزحام بورده ... وتهافت الشعراء بين يديه اسكب طيوبك مثلهم في بابه ... لتطيب من قبل الوصول إليه وأرق دموعك مثلهم في موطىء ... وضع النبيّ بأرضه نعليه ماذا يقول القائلون بمدحه ... من بعد ما صلّى الإله عليه» وفي قصيدة ثانية [من المديد] : «يا رسول الله خذ بيدي ... فلقد ضاقت بي السّبل أعضل الدّاء فليس يرى ... للشّفا منه لنا أمل مذنب في باب رحمتكم ... يرتجي العفو ويبتهل ماله في غيركم أمل ... ما له من دونكم عول

438 نديم بن عبد الفتاح بن عبد الغني الدافعي الفاروقي

إن يكن قصّر بي عملي ... عن مدى ما يبلغ العمل فبذلّي أرتجي صلة ... وبإيماني بكم أصل» ويذكر أنه لم يستنجد بالرسول صلى الله عليه وسلم في حال ضيق إلّا وفرّج الله عنه، لذلك فهو ينصح المؤمنين الذين أصابهم الهم والغم أن يتوجهوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من باب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم [من الكامل] : «لذ بالنبيّ إذا عرتك ملمة ... واقصد إذا ضاقت عليك رحابه واجعل إليه من الصلاة وسيلة ... إنّ الصلاة عليه تفتح بابه لم أدع في الضّرّاء قطّ محمدا ... لعظيمة إلا سمعت جوابه» وفي أخرى [من الوافر] : «ألوذ إلى رحابك في الدّواهي ... فليس سواك يعرف ما دواها وما شفّعت بالبؤساء إلّا ... لتبلغ رحمة المولى مداها بربّك يا رسول الله جد لي ... بعطف يستجاب به ندائي بمدح نعالكم قضّيت عمري ... رضيّ البال مقبول الدّعاء فما أدري بأيّ الذنب أمسى ... ندائي لا يجاب ولا بكائي» «1» 438 نديم بن عبد الفتاح بن عبد الغني الدافعي الفاروقي نسبة إلى أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب (ض) . ولد بطرابلس لبنان عام 1319 هـ/ 1901 م. تلقى علومه الأولى على يد علمائها ومشايخها المشهورين ولا سيما من أبناء الأسرة الرافعية. ثم انتقل إلى مصر لمتابعة التحصيل العلمي، فتخرج في مدرسة المعلمين العالية عام 1339 هـ/ 1920 م. رحل إلى أمريكا للإطلاع والمعرفة. ثم عاد ليطوف في البلاد العربية. شغل عدة وظائف حكومية في الأقطار العربية، وبخاصة في مجال التربية والتعليم؛ كما اشتغل بالصحافة والتجارة. مهر في الأدب نظما ونثرا.

_ (1) نديم الجسر، الديوان، مخطوط (طرابلس دون تاريخ) ص 7، 21، 47، 51.

توفي عام 1411 هـ/ 1991 م. له: - جواهر الحكم في المفاخرة بين السيف والقلم- ديوان النديم، طبع بالقاهرة 1961 م- ديوان ثان «النفحات» طبع بطرابلس لبنان 1980. تضم أشعاره العديد من المدائح النبوية. جاء في إحداها [من البسيط] : «هذي القصائد من وحيي وإلهامي ... وذي القلائد من لحني وأنغامي رفعتها لرسول الله سيّدنا ... محمد رمز إجلالي وإعظامي هل يستطيع نشيدي أن يوفّيه ... مدحا يؤكد إيماني وإسلامي؟ فإنني عاجز عن سرد سيرته ... محاسن كالدراري أصلها سامي محمد خير خلق الله قاطبة ... قضى على الكفر في أعقاب أصنام محمد رحمة للنّاس صادقة ... من أجله الكون في يمن وإنعام محمد صاحب الفرقان آيته ... بلاغة عظّمتها غرّ أحكام محمد صاحب الإسراء من عمرت ... أفضاله الكثر أرض القدس والشام صلّى عليك إلهي دائما أبدا ... ما غرّد الطير صدّاحا بأنغام وما شدا زهر روض في مرابعنا ... وفتّح الورد عن عطر بأكمام وما أقام تقيّ طول ليلته ... وصام في رمضان كلّ صوّام وما تعبّد في المحراب معتمر ... وحجّ مرتديا أثواب إحرام» في عام 1376 هـ/ 1956 م أدى الرافعي فريضة الحج وزار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وجاشت عاطفته بعدة قصائد. جاء في إحداها [من الخفيف] : «يا رسول الهدى فداؤك روحي ... رحمة في فؤاد صبّ جريح آمن القلب بالحبيب رسولا ... جاء يدعو الورى كدعوة نوح ظهرت منه معجزات جسام ... ذكّرتنا بمعجزات المسيح صغت فيه قلائد المدح درّا ... يا ترى هل أفيه حقّ المديح؟ ونظمت القصائد الغرّ شعرا ... بمعاني التلميح والتصريح أنا في مسجد الرسول نديم ... هائم في فضاء ملك فسيح أسرتني مكارم منك تشفي ... من فؤادي معذبات القروح» وجاء قوله في أخرى [من الطويل] :

«سلام على الهادي الرسول المعظّم ... سلام محبّ بالحبيب متيّم تغلغل حبّ المصطفى في حشاشتي ... وفي مهجتي في اللحم والعظم والدم تعلّق قلبي في هواه من الصبا ... نسيت به عشقي لسلمى ومريم أحنّ إلى أرض بطيبة علّني ... أقبّل فيها موطن القدس بالفم نبيّ الهدى بحر سواحله النّدى ... ورحمة هذا الكون من عهد آدم شفيع الورى كن لي على الدهر ناصرا ... فقد ذقت من أهواله كأس علقم سلام على الهادي سلام معطّر ... يهبّ شذاه نفح مسك مختّم سلام محبّ هائم متعطش ... للثم ثرى ترب زكيّ مكرّم» «1»

_ (1) نديم الرافعي، ديوان النديم (القاهرة 1961) ص 18- 19 وص 49؛ نديم الرافعي، النفحات (طرابلس 1980) ص 24- 26.

حرف الهاء

حرف الهاء

439 هند بنت أثاثة بن عباد أخت مسطح. شاعرة قرشية. أسلمت بعد بدر. ولما أصيب المسلمون في معركة أحد، اعتلت هند بنت عتبة، قبل إسلامها، على صخرة وأنشدت [من الرجز] : «نحن جزيناكم بيوم بدر ... والحرب بعد الحرب ذات سعر» فأجابتها هند بنت أثاثة، صاحبة الترجمة، برجز أوله: «خزيت في بدر وبعد بدر» ومنه: «صبحك الله غداة الفجر ... بالها شميين الطّوال الزّهر بكلّ قطّاع حسام يفري ... حمزة ليثي وعليّ صقري» تزوجت أبا جندب وولدت له ابنته ريطة. ولما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم رثته بقولها [من الوافر] : فاطم فاصبرى] «أشاب ذوائبي وأذاب ركني ... بكاؤك فاطم الميت الفقيدا «1» فأعطيت العطاء فلم تكدّر ... وأخدمت الولائد والعبيدا «2» وكنت ملاذنا في كلّ لزب ... إذا هبّت شامية برودا «3»

_ (1) ذوائب: شعر الناصية. الركن: الجانب الأقوى. (2) الولائد: الجواري. (3) لزب: شدة.

وإنّك خير من ركب المطايا ... وأكرمهم إذا نسبوا جدودا رسول الله فارقنا وكنّا ... نرجّي أن يكون لنا خلودا أفاطم فاصبري فلقد أصابت ... رزيّتك التّهائم والنّجودا وأهل البرّ والأبحار طرّا ... فلم تخطىء مصيبته وحيدا وكان الخير يصبح في ذراه ... سعيد الجدّ قد ولد السّعودا» «1»

_ (1) النويري، نهاية الأرب 18/ 406؛ الزركلي، الأعلام 8/ 96.

حرف الياء

حرف الياء

440 يحيى بن خالدون أخو قاضي القضاة عبد الرحمن بن خالدون، صاحب التاريخ. كان حيا 778 هـ/ 1376 م. إشتهر بالفقه والنظم. له ديوان فيه عدة قصائد نبوية، منها قصيدة نظمها بمناسبة المولد النبوي الشريف ومطلعها [من الخفيف] : «ما على الصّبّ في الهوى من جناح ... أن يرى حلف عبرة وافتضاح» وفيها: «لم أقدّم وسيلة فيه إلّا ... حبّ خير الورى الشفيع الماحي سيد العالمين دنيا وأخرى ... أشرف الخلق في العلا والسّماح سيد الكون من سماء وأرض ... سرّه بين غاية وافتتاح زهرة الغيب مظهر الوحي معنى ال ... نّور كنه المشكاة والمصباح آية المكرمات قطب المعالي ... مصطفى الله من قريش البطاح أول الأنبياء تخصيص زلفى ... آخر المرسلين بعث نجاح صفوة الخلق أرفع الرّسل قدرا ... وسراج الهدى وشمس الفلاح من لميلاده بمكة ضاءت ... من قرى قيصر جميع الضواحي وخبت نار فارس وتداعت ... من مشيد الإيوان كلّ النواحي من رقى في السّماء سبعا طباقا ... ورأى آي ربّه في اتّضاح ودنا منه قاب قوسين قربا ... ظافرا في العلا بكلّ اقتراح من هدى الخلق بين حمر وسود ... وجلا ليل غيّهم بالصّباح من يجير الورى غدا يوم يجزى ... كلّ عاص وطائع باجتراح من إلى حوضه وظلّ لواه ... يلجأ الناس بين ظام وضاحي

441 يحيى بن زكريا بن بيرام

أحمد المجتبى حبيبا وأنّى ... فوق عزّ الحبيب مرمى طماح؟ في أناجيله المسيح تلاه ... باسمه والكليم في الألواح ولكم حجّة وبرهان صدق ... في سماع أتى بها والتماح إنّ في النجم والنبات لآيا ... بهرت، والجماد والأرواح معجزات فتن المدارك وصفا ... وحسابا كالزّهر أو كالصباح يا رواة القريض والشعر عجزا ... ما عسى تدركون بالأمداح إنما حسبنا الصلاة عليه ... وهي للفوز آية استفتاح» «1» 441 يحيى بن زكريا بن بيرام تركي الأصل، مستعرب. ولد باستنبول عام 999 هـ/ 1591 م، ونشأ فيها. ثم تولى عدة مناصب دينية في الشام ومصر وتركية حتى أصبح شيخ الإسلام ومفتي الديار الرومية في عصره. توفي في الرومللي عام 1053 هـ/ 1643 م له: - فتاوى يحيى- شرح الفرائض لمحسن القيصري- ديوان شعر أشهر قصيدة فيه تخميس البردة «2» . 442 يحيى بن شمس الدين ابن الإمام المهدي أحمد بن يحيى الحسني العلوي الإمام المتوكل على الله. من أئمة الزيدية في اليمن، ومن فقهائهم وشعرائهم. ولد عام 877 هـ/ 1473 م. بويع بالإمامة في جبال صنعاء، وذلك بعد وفاة أبيه عام 943 هـ/ 1536 م، عظم أمره وأطاعته قبائل كثيرة. توفي بظفير حجة عام 965 هـ/ 1558 م. له: - الرسالة الصادعة- الأثمار في فقه الزيدية- القصص الحق في مدح خير الخلق، وهو قصيدة مطولة- قصب السبق في تخميس القصص الحق «3» .

_ (1) المقري، نفح الطيب 6/ 510- 512. (2) الزركلي، الأعلام 8/ 145؛ كحالة، معجم 13/ 197. (3) الزركلي، الأعلام 8/ 150؛ كحالة، معجم 13/ 203.

443 يحيى بن محمد بن سعيد المعروف بالقباني

443 يحيى بن محمد بن سعيد المعروف بالقباني مولده ومنشأه ووفاته بالقاهرة (827- 900 هـ/ 1424- 1495 م) له: بشرى الأنام في السيرة النبوية- الإبتهاج على المنهاج- أصول قراءة أبي عمرو- فتح المنعم على مسلم- بغية السول في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم- الكواكب المضية في مدح خير البرية «1» . 444 يحيى بن موسى بن محمد العساسي ولد بمدينة عساس بمصر عام 780 هـ/ 1378 م. وتوفي عام 842 هـ/ 1438 م. من آثاره نظم الخصائص النبوية «2» . 445 يحيى بن يوسف الأنصاري الصرصري الحنبلي الضرير البغدادي. والصرصري نسبة إلى قرية صرصر على فرسخين من بغداد. ولد عام 588 هـ/ 1192 م. درس على الشيخ علي بن إدريس تلميذ الشيخ عبد القادر الجيلاني مؤسس الطريقة القادرية. كان الصرصري سريع الخاطر، حاد الذكاء، ينظم على البديهة وبسرعة وببلاغة وفصاحة، حتى لقب بسيد الشعراء. لما دخل التتار بغداد طلبه ابن هولاكو فأبى، وأعد في داره حجارة، فحين دخل عليه التتار رماهم بتلك الحجارة فهشم بعضهم. ثم لما وصلوا إليه قتل أحدهم بعكازه، وتمكنوا أخيرا من قتله فمات شهيدا عام 656 هـ/ 1258 م. من نظمه: - الكافي الذي ألفه موفق الدين بن قدامة- مختصر الخرقي. أما مدائحه في رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقال إنها تبلغ عشرين مجلدا؛ منها:

_ (1) البغدادي، إيضاح المكنون 2/ 392؛ الزركلي، الأعلام 8/ 168؛ كحالة، معجم 13/ 224. (2) كحالة، معجم 13/ 234.

- الروضة الناضرة في أخلاق المصطفى الباهرة- المنتقى من مدائح الرسول صلى الله عليه وسلم- القصائد في المدائح النبوية. قصائده تدل على اطلاعه وقدرته وتمكنه من اللغة العربية، كان في عصره يشبه حسانا شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم. جاء في إحدى مدائحه [من الطويل] : حمد بيده مفاتيح الكنوز كلها] «محمد المبعوث للناس رحمة ... يشيّد ما أوهى الضلال ويصلح لئن سبّحت صمّ الجبال مجيبة ... لداود أو لان الحديد المصفّح فإنّ الصخور الصّمّ لانت بكفّه ... وإنّ الحصا في كفّه لتسبّح وإن كان موسى أنبع الماء بالعصا ... فمن كفّه قد أصبح الماء يطفح وإن كانت الريح الرّخاء مطيعة ... سليمان لا تألو تروح وتسرح فإنّ الصّبا كانت لنصر نبيّنا ... برعب على شهر به الخصم يكلح «1» وإن أوتي الملك العظيم وسخّرت ... له الجنّ تشفي ما رضيه وتلدح «2» فإنّ مفاتيح الكنوز بأسرها ... أتته فردّ الزاهد المترجّح وإن كان إبراهيم أعطي خلّة ... وموسى بتكليم على الطّور يمنح فهذا حبيب بل خليل مكلّم ... وخصّص بالرّؤيا وبالحقّ أشرح وخصّص بالحوض العظيم وباللوا ... ويشفع للعاصين والنار تلفح وبالمقعد الأعلى المقرّب عنده ... عطاء ببشراه أقرّ وأفرح وبالرّتبة العليا الأسيلة دونها ... مراتب أرباب المواهب تلمح «3» وفي جنّة الفردوس أوّل داخل ... له سائر الأبواب بالخير تفتح» وفي قصيدة ثانية [من الكامل] : «يا خاتم الرسل الكرام وفاتح ال ... خيرات يا متواضعا شمّاخا يا من به الإسلام أصبح ظاهرا ... وبقهره الكفر المشقشق داخا يا من رست وسمت قواعد دينه ... وبه هوى أسّ الضّلال وساخا يا خير من شدّ المطيّ لقصده ... حادي المطيّ وفي هواه أناخا

_ (1) يكلح: يعبس. (2) تلدح: تضرب باليد. (3) الأسيلة: الناعمة.

عطفا على عبد تعلق حبّكم ... طفلا وفي صدق المحبة شاخا» وفي ثالثة [من الكامل] : «أزكى البرية عنصرا وأعزّهم ... بيتا وأولى بالفخار وأجمع وأمدّ كفّا بالنّدى وأتمّهم ... حلما وأصدق في المقال وأسرع وأشدّهم بأسا إذا التظت الوغى ... والسمهرية بالأسنّة تشرع جمعت له غرّ المناقب فهي كال ... عقد النّظيم لديه لا تتوزّع هو صفوة الرحمن وهو حبيبه ... وله المقامات التي لا تدفع حلّاه من أنواره وكساه من ... أسنى المواهب حلّة لا تنزع وجلاه في ملكوته وأباحه ... ما كان يطلبه سواه فيمنع يا خير من برأ المهيمن وارتضى ... لبلاغ حجّته التي لا تقطع سل جبر أمّتك الكسيرة إنّه ... لم يبق في قوس التجلّد منزع» وله لامية على غرار بانت سعاد، مطلعها [من البسيط] : «ركب الحجاز ومنك الخير مأمول ... هل عندك اليوم للمشتاق تنويل» وفيها: «إنّ الرسول لنور ليس يدركه ... نقص المحاق ولا يخفيه تأفيل «1» يا سيد الناس في الدنيا وسيدهم ... يوم القيامة منك الخير مأمول حبّرت فيك قصيدا حسن مدحك في ... رؤوس أبياتها الحسنى أكاليل نظمتها وزن من قد قال مبتدئا ... بانت سعاد فقلبي اليوم متبول» وقد أخذ الصرصري الحديثين النبويين الشريفين: «البخيل لمن ذكرت عنده فلم يصلّ علي» و «من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا» نظمها شعرا [من الكامل] : «من لم يصلّ عليه إن ذكر اسمه ... فهو البخيل وزده وصف جبان وإذا الفتى صلّى عليه مرة ... من سائر الأقطار والبلدان

_ (1) المحاق: آخر الشهر القمري. والتأفيل: الغياب.

446 يوسف بن إسماعيل النبهاني

صلّى عليه الله عشرا فليزد ... عبد ولا يجنح إلى نقصان» وله [من الطويل] : «قليل لمدح المصطفى الخطّ بالذهب ... على ورق من خطّ أحسن من كتب وأن تنهض الأشراف عند سماعه ... قياما صفوفا وجثيا على الرّكب» «ألم تر أنّا لا يصحّ أذاننا ... ولا فرضنا إن لم نكرّره فيهما» من أشهر تلاميذه: الحافظ الدمياطي الذي ذكره في معجمه، سليمان بن حمزة، أحمد بن علي الجزري وزينب بنت الكمال «1» . 446 يوسف بن إسماعيل النبهاني الملقب ببوصيري عصره. (1265- 1350 هـ/ 1849- 1932 م) . نسبته إلى بني نبهان من عرب البادية بفلسطين، استوطنوا قرية إجزم التابعة لحيفا في شمال فلسطين. وفي هذه القرية ولد يوسف ونشأ وتوفي. بعد أن تعلم بالأزهر واستنبول، وتنقل في أعمال القضاء، وعين رئيسا لمحكمة الحقوق البيروتية. له كتب كثيرة منها: معجم الشيوخ- جامع كرامات الأولياء- المجموعة النبهانية في المدائح النبوية- وسائل الوصول إلى شمائل الرسول- أفضل الصلوات على سيد السادات- السابقات الجياد في مدح سيد العباد- الأنوار المحمدية- الشرف المؤبد لآل محمد صلى الله عليه وسلم- الفضائل المحمدية- النظم البديع في مولد الشفيع، مطبوع ببيروت عام 1312 هـ/ 1894 م بالمطبعة الأدبية؛ وقد نظمه

_ (1) ابن كثير، البداية والنهاية 6/ 290- 304 و 13/ 224؛ فروخ، تاريخ الأدب 3/ 584؛ القنوجي، التاج المكلل، ص 247؛ النبهاني، المجموعة النبهانية 3/ 29؛ ابن العماد، شذرات الذهب 3/ 166؛ السبكي، طبقات الشافعية 1/ 93؛ الكتبي، فوات الوفيات 4/ 298- 305؛ ابن رجب، كتاب الذيل 2/ 262- 263؛ البغدادي، هدية 2/ 523؛ الزركلي، الأعلام 8/ 177؛ كحالة، معجم 13/ 236- 237. د. مخيمر صالح، المدائح النبوية بين الصرصري والبوصيري، دار ومكتبة الهلال. بيروت- الدار العربية. عمان- ط أولى 1986.

بمناسبة عيد المولد النبوي، جاء فيه [من الرجز] : اق الورى فى حسب ونسب] «واعلم بأنّ من أحبّ أحمدا ... لا بدّ أن يهوى اسمه مردّدا لذاك أهل العلم سنّوا المولدا ... من بعده فكان أمرا رشدا كم عمّر الله به الدّيارا ... ويسّر السرور واليسارا إذ بذلوا الدّرهم والدينارا ... وذكروا الرحمن والمختارا سيدنا محمد خير نبي ... فاق الورى في حسب ونسب هو ابن عبد الله نجل النّجب ... جاء له من قبله في العرب فحملت بخير خلق الله ... حبيبه خليله الأوّاه من خصّه الله بأعلى جاه ... فامتاز بالفضل على الأشباه يا ربّنا بجاهه لديكا ... إنّا توسلنا به إليكا معتمدين ربّنا عليكا ... وطالبين الخير من يديكا» وله قصيدة نبوية مطولة على غرار بانت سعاد سماها «سعادة المعاد في موازنة بانت سعاد» مطلعها [من البسيط] : ن نوره خلق الله تعالى الورى] «هواي طيبة لا بيضاء عطبول ... ومنيتي عينها الزرقاء لا النيل» «1» وفيها: «عليك بالصدق في حبّ الحبيب فما ... لغيره لك تحصيل وتوصيل محمد خير خلق الله أفضلهم ... لديه سيّان مفضال ومفضول أصل النبيين قدما وهو خاتمهم ... فمنه للكلّ إجمال وتجميل حقيقة الفضل عنه لا مجاز لها ... أمّا سواه فتشبيه وتمثيل كلّ الفضائل منه فضّلت فله ... على البريّة بالتفصيل تفضيل فكلّ ذرّات كلّ الخلق شاهدة ... ألاإله سوى الرحمن مقبول وأنّ أحمد خير الرسل رحمته ... للعالمين ففيها الكلّ مشمول من نوره خلق الله الورى فسرى ... لآدم وبعبد الله موصول لا يعلم الناس في الدنيا حقيقته ... فالعقل عنها بحبل العجز معقول

_ (1) هواي: محبوبي. عطبول: المرأة الفتية الجميلة.

وفي القيامة تبدو شمس رتبته ... كأنّها فوق هام الخلق إكليل يجرّ في الحشر ذيلا من سيادته ... بفضله كلّ خلق الله مشمول حيث الشفاعة لا ترضى سواه ولا ... يقوى لخطبتها الغرّ البهاليل «1» قد أحجم الرسل حتى قال قائلهم ... في ظلّ أحمد يا كلّ الورى قيلوا «2» يرى هنالك مشغولا بأمته ... والكلّ بالنفس عن كلّ مشاغيل مقامه ثمّ محمود وفي يده ... فوق الجميع لواء الحمد محمول هذا هو الجود ضيف الله خصّ به ... محمد ولكلّ الخلق تطفيل ويبين قصور الشعراء في مديحه صلى الله عليه وسلم [من البسيط] : خاضوا بمدحك هذا البحر ما بلغوا ... كعبا فعادوا لهم بالعجز تخجيل لكن لكعبك يا خير الأنام على ... رؤوسنا ثابت فضل وتفضيل عليك أزكى صلاة الله وهي لنا ... مسك الختام بها للخير تكميل» وفي قصيدة أخرى جاء قوله [من الكامل] : جل الرسل قدرا وأعلاهم مجدا] «أقبل على مدح النبيّ مفخمّا ... ومنصّصا ومخصّصا ومعمّما ومبجّلا ومفضّلا ومعظما ... ومحيّا ومصلّيا ومسلّما الله قد صلّى عليه وسلّما هو سيّد الرسل الكرام محمد ... أولاهم بعلا المحامد أحمد وأجلّهم قدرا وأمجد أسعد ... ولقد علاهم فاتحا ومتمّما الله قد صلّى عليه وسلّما لا خلق أفضل منه عند الخالق ... في العالمين مخالف وموافق من حاضر من سابق من لاحق ... ما ثمّ إلا الله أعلى أعظاما الله قد صلّى عليه وسلّما خير الورى نسبا وأفضل عنصرا ... أذكاهم خبرا وأطيب مخبرا أسماهم خطبا وأرفع منبرا ... يوم الفخار إذا الحسود تكلما

_ (1) الغر البهاليل: هنا الرسل. (2) قيلوا: من القيلولة.

447 يوسف بن حسين الحلبي

الله قد صلّى عليه وسلّما» وله تخميس طويل. جاء فيه [من الخفيف] : «سيد الرسل قدره معلوم ... أين منه المسيح أين الكليم أين نوح وأين إبراهيم ... كلّهم عن مقامه مفطوم فعليه الصلاة والتسليم أين جبريل أين إسرافيل ... أين ميكال أين عزرائيل فعليهم طرّا له التفضيل ... وبمعراجه دليل قويم فعليه الصلاة والتسليم أين كلّ العوالم العلويّه ... أين كلّ العوالم السفليه أين كلّ الورى بكلّ مزيّه ... إنّما فوقه العليّ العظيم فعليه الصلاة والتسليم» «1» 447 يوسف بن حسين الحلبي ولد بدمشق عام 1073 هـ/ 1663 م ونشأ بها وقرأ على جماعة من علمائها: أحمد الصفدي إمام جامع درويش باشا وعبد القادر العمري وأبو المواهب الحنبلي وإبراهيم الفتال وعبد الرحيم الكابلي وعبد الغني النابلسي ... ثم رحل إلى تركية وحلب حيث درس على الشيخ موسى الرامحداني وعلى زين الدين أمين الفتوى، فبرع بالفقه والأدب نظما ونثرا، واشتهر بالحديث والإسناد. تولى إفتاء حلب ونقابة الأشراف فيها ودرّس بالحجازية والأسدية، وتخرّج بصحبته الكثيرون. توفي بحلب عام 1153 هـ/ 1740 م.

_ (1) النبهاني، الأنوار المحمدية، ص 3؛ النبهاني، الأحاديث الأربعين، ص 7- 16؛ يوسف النبهاني، النظم البديع في مولد الشفيع (بيروت 1312 هـ) ص 3- 27؛ النبهاني، أفضل الصلوات، ص 241- 242؛ الكتاني، فهرس الفهارس 1/ 12؛ البغدادي، إيضاح المكنون 2/ 1؛ الزركلي، الأعلام 8/ 218؛ كحالة، معجم 13/ 275- 276.

448 يوسف بن عبد الله العمري

له: - ثبت ترجم فيه لجماعة- كفاية الراوي والسامع- شرح القصيدة الدمياطية في أسماء الله الحسنى- ديوان شعر حوى مختلف الأغراض الشعرية. وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم بعدة قصائد. مطلع إحداها [من الخفيف] : «جاء فصل الربيع والصيف داني ... حيث بتنا من الجفا في أمان» وفيها: «يا شفيع الأنام كن لي شفيعا ... يوم نصب الصراط والميزان إنني أشتكي إليك ذنوبا ... مثقلات وحملها قد دهاني من لمثلي عاص كثير الخطايا ... زاده الفقر عاجز متواني فعليك الصلاة في كلّ وقت ... مع سلام يفوق عرف الجنان» «1» 448 يوسف بن عبد الله العمري من أهل الموصل المتوفى عام 1240 هـ/ 1825 م. له نظم واشتغال بالحديث. من مؤلفاته: - مختصر شرح ابن حجر الهيثمي على الأربعين النووية- المنظومة الدرية في مدح سيد البرية «2» . 449 يوسف بن عبد الرحمن القرشي ابن الجوزي ولد سابع عشر ذي القعدة سنة 508 هـ/ 1185 م ببغداد. سمع من أبيه ومن يحيى بن بوش وذاكر بن كامل وابن كليب وأبي الحسن بن محمد بن يعيش وعبد الله بن محمد بن عبد السلام. وقرأ القرآن بالروايات العشر على ابن الباقلاني بواسط. ولبس خرقة التصوف من الشيخ ضياء الدين عبد الوهاب بن سكينة. كان يفتي ويدرّس بباب بدر. أخذ عنه علماء بغداد ودمشق ومصر، وأجاز الكثيرين. وكان الخليفة المستنصر يحضر دروسه.

_ (1) المرادي، سلك الدرر 4/ 261- 263؛ الزركلي، الأعلام 8/ 228؛ كحالة، معجم 13/ 293. (2) الزركلي، الأعلام 8/ 241؛ كحالة، معجم 13/ 314.

450 يوسف بن علي بن محمد الفارسكوري

أنشأ ببغداد بمحلة الحربية دار قرآن ومدفنا، وبمحلة الحلبة أنشأ مدرسة لم يتم بناؤها. كما بنى بدمشق مدرسة ووقف عليها وقوفا كثيرة. استشهد عام 656 هـ/ 1258 م عند دخول هولاكو بغداد وقتله الخليفة المستعصم مع أغلب أولاده وأعيانه ومعظم أهالي بغداد ومنهم ثلاثة أولاد ليوسف. له عدة تصانيف منها: - معادن الإبريز في تفسير الكتاب العزيز- المذهب الأحمد في مذهب أحمد- الإيضاح في الجدل- ديوان شعر أغلبه في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم. جاء في إحداها [من الكامل] : «فضل النبيين الرسول محمد ... شرفا يزيد وزادهم تعظيما يكفيه أنّ الله جلّ جلاله ... آوى فقال: ألم يجدك يتيما درّ يتيم في الفخار وإنما ... خير اللآلىء أن يكون يتيما ولقد سما الرّسل الكرام فكلّهم ... قد سلّموا لجلاله تسليما والله قد صلّى عليه كرامة ... صلّوا عليه وسلّموا تسليما» وله قصيدة ثانية طويلة مطلعها [من الرجز] : «قد زلزلت أرض الهوى زلزالها ... وقال سلطان الغرام مالها» «1» 450 يوسف بن علي بن محمد الفارسكوري ولد بالقاهرة عام 790 هـ/ 1388 م. درس بها وبفارسكور على الشيخ محمد السكندري الحريري. اشتهر بالنظم. له ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية «2» . 451 يوسف بن عمر بن عبد الله الذوق ولد بطرابلس الشام عام 1125 هـ/ 1713 م. نشأ في عفة وديانة،

_ (1) ابن رجب، كتاب الذيل على طبقات الحنابلة 2/ 258- 261؛ القنوجي، التاج المكلل، ص 235- 247؛ الزركلي، الأعلام 8/ 236؛ كحالة، معجم 13/ 207- 208. (2) السخاوي، الضوء اللامع 10/ 325.

452 يوسف بن محمد بن عبد الرحمن الباعوني

وطلب العلم فأخذه عن مشاهير علماء مدينته: محمد التدمري وعبد الحق المغربي وعلي الإسكندري وعبد الله الخليلي. ثم رحل إلى الأزهر حيث أخذ عن جملة من شيوخه. ثم ذهب إلى تركية وبقي هناك فترة ليعود بعدها إلى مدينته. لم يطلب منصبا ولا رتبة. له شعر كثير أغلبه في التصوف، وفي مدح رجالاته مؤسسي الطرق، وفيه قسم كبير في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم. جاء في إحدى قصائده النبوية [من الكامل] : اته حقيقة الجمال ولاجمال غيرها] «لمحت لنا من نورها لمحاتها ... فتضوّعت من نورها نفحاتها ذات الجمال ولا جمال لغيرها ... إذ تجتلى مذ تنجلي مرآتها في غيهب الأكوان لمّا أن بدت ... فوق المنصّة أسفرت وحداتها ولها تضاءلت الفهوم وكيف تد ... ري شأوها أو شأنها لمحاتها فالعرش والكرسيّ والقلم الذي ... يجري على لوح الوجود هباتها فوسائط الكونين والثقلين مذ ... وجدوا لديهم كلهم بركاتها وكذلك الرّسل الكرام جميعهم ... نوّابها وكلامهم كلماتها فهم وإن كانوا لها آباء فهم ... أبناؤها وبحارهم قطراتها من لي بنفحة طيبها في طيّها ... لفتى كسته لينها عذباتها أو رشفة من ثغره يحيي بها ... من أرض ذلّة ما جنيت مواتها كيما يفوز بذوقها متعطش ... أو ينعش المضنى بها نسماتها فصلاة مولانا عليها دائما ... وكذا علينا من عطاه صلاتها» «1» 452 يوسف بن محمد بن عبد الرحمن الباعوني المتوفى عام 880 هـ/ 1475 م. له: - تنفيس الشدة في تخميس البردة الجوهر الثمين في مدح الصادق الأمين- الدر النفيس في شرحي البردة مع التخميس «2» .

_ (1) المرادي، سلك الدرر 4/ 250- 252. (2) البغدادي، هدية العارفين 2/ 562.

453 يوسف بن موسى الجذامي المغربي

453 يوسف بن موسى الجذامي المغربي من أهل رندة، صوفي مغربي توفي في حدود 767 هـ/ 1365 م. له: - تخميس قصيدة البردة- حقائق بركات المنام في مرأى المصطفى صلى الله عليه وسلم خير الأنام- قبول الرأي السديد في تخميس الوتريات النبوية لابن رشيد- ملاذ المستعين في بعض خصائص سيد المرسلين- النفحات الرندية واللمحات الزندية، مجموعة أشعار- ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية «1» . 454 يونس بن عبد الوهاب العيثاوي ولد بدمشق عام 898 هـ/ 1492 م. قرأ على عدة مشايخ منهم: تقي الدين البلاطنسي، وتقي الدين بن قاضي عجلون، والمفتي كمال الدين بن حمزة، وعلي المقدسي. تولى الخطابة بجامع الجديد خارج باب الفراديس. توفي عام 976 هـ/ 1569 م ودفن في مرج الدحداح. له عدة شروح منها: - شرح العناية- توضيح التصحيح- شرح تصحيح المنهاج المسمى بالمغني- تصحيح الغاية- ديوان خطب وأشعار [من الطويل] : «ملاذي غياثي عمدتي ووسيلتي ... معيني مغيثي سيد الخلق أحمد شفيعي مجيري ملجأي وذخيرتي ... حبيبي بشيري خير خلق محمّد» «2»

_ (1) الزركلي، الأعلام 8/ 254؛ كحالة، معجم 13/ 337. (2) الغزي، الكواكب السائرة 3/ 22- 223؛ الزركلي، الأعلام 8/ 262؛ كحالة، معجم 13/ 349- 350.

الختام لقد كان للمدائح النبوية الأثر البليغ في الأدب، حيث أصبح مدح الرسول صلى الله عليه وسلم «فنا صرفا تقيّد به ضروب الزخرف باسم البديعيات» «1» . ومن الضروري أن تطلع الأمة على نماذج منها، وأن تبث مختارات منها بين ثنايا كتب ناشئتنا ليقفوا على بعض شمائل وفضائل وصفات وأخلاق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم؛ فلقد أختصّ صلوات الله عليه بصفات حميدة، وخلال مجيدة، وأحوال سنية، وأخلاق عظيمة مرضية لم تجتمع لأحد من العالمين؛ فقد تحقق بالحلم والصبر والوفاء والتواضع والشجاعة والثبات وحسن العشرة وخفض الجناح ولين الجانب والبعد عن الغلظة والفظاظة ... إلى غير ذلك من الخصائص الطيبة التي لا يمكن حصرها «2» . لذلك فإن هذا المؤلّف، مهما كثرت صفحاته، فإنه لن يتسع لذكر هذه الشمائل والفضائل، التي تتضاءل أمامها كل الأوصاف الحميدة التي ألصقت ببني البشر قاطبة، كقول الشاعر [من الكامل] : «وعلى تفنّن واصفيه بحسنه ... يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف» ومهما صنّف العلماء في تعداد صفاته، وإحصاء شمائله؛ فإن المرء لا يستطيع الوصول إلا إلى النذر اليسير منها: «فلقد أفاضوا في تحقيق أوصافه صلى الله عليه وسلم، ونقلوا الكثير الطيب من هذه الأوصاف الكريمة في كل باب من محاسن الأخلاق، فتأمل أنت هذه الصفات، واعتبر بعضها ببعض في جملتها

_ (1) مبارك، التصوف الإسلامي 1/ 209. (2) را: الزيدي، إثبات نبوة النبي، ص 171- 176.

وتفصيلها؛ فإنك متوسم منها أروع ما عسى أن تدل عليه دلائل الحكمة، وسمة الفضيلة، وشدة النفس، وبعد الهمة، ونفاذ العزيمة، وإحكام خطة الرأي، وإحراز جانب الخلق الإنساني الكريم» «1» . ولقد عجز الواصفون عن وصف هذه الفضائل، واعترف المادحون بالتقصير عن بلوغ اليسير منها، كقول الشاعر [من الكامل] : «وإذا أردت لك الثناء فما الذي ... - والله قد أثنى عليك- أقول» «2» والملاحظ أن معظم الذين مدحوا الرسول صلى الله عليه وسلم قد مهدوا لذلك بالغزل العفيف، كما كان يفعل شعراء العصر الجاهلي في مدائحهم للملوك والأمراء. والله سبحانه وتعالى هيأ ويهيىء لهذا الرسول الكريم من يمتدحه، وينافح عنه، ويرد كيد أعدائه، ويذكر ماثره، في كل عصر ومصر. وقد جعل سبحانه هذا العمل من أعظم القربات إليه عز وجل. فمن أراد أن يحيا حياة طيبة، ويفوز فوزا عظيما في الدنيا والآخرة، عليه بمحبة الرسول الأعظم، واتباع تعاليمه، واتخاذه قدوة لقوله تعالى: لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [سورة الأحزاب، الآية 21] . «أخرج الطبراني عن عائشة (ض) قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنك لأحبّ إليّ من نفسي، وإنك لأحبّ إليّ من ولدي. وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك. وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وأني إذا دخلت الجنة خشيت ألاأراك. فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم شيئا حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً [سورة النساء، الآية 69] «3» .

_ (1) الرافعي، تارخ آداب العرب 2/ 306. (2) النويري، نهاية الأرب 16/ 2. (3) الكاندهلوي، حياة الصحابة 2/ 566- 567.

«وإن طهارة قلوب المؤمنين، وغسلها من الصدأ هي الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم. وهذا سرّ أمره تعالى لنا بالصلاة عليه، ليطهر القلب الذي هو محل الإخلاص، إذ لا خلاص من بقاء العلل، وزوال النقم إلا بذكر هذا الحبيب الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم. وإن الإكثار من الصلاة عليه تثمر تمكين محبته من القلب، وتمكين محبته تثمر شدة الإعتناء به والإقتداء بسنته، والإهتداء بطريقته الموصلة إلى شمول رحمته» «1» . قال ابن بطال: «إنّ من استكمل الإيمان علم أن حق النبي صلى الله عليه وسلم آكد عليه من حق أبيه وأمه والناس أجمعين؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قد استنقذنا الله به من النار، وهدانا من الضلال. فحقيقة الإيمان لا تتم إلا بذلك، ولا يصح الإيمان إلا بتحقيق إعلاء قدر النبي صلى الله عليه وسلم ومنزلته على كل والد وولد ومحسن ومفضل، كقوله [من البسيط] : «ألا يا محبّ المصطفى زد صبابة ... وضمّح لسان الذكر منك بطيبه ولا تعبأن بالمبطلين فإنّما ... علامة حبّ الله حبّ حبيبه» «2» . «فمحبته صلى الله عليه وسلم هي المنزلة التي يتنافس فيها المتنافسون، وإليها يشخص العاملون، وعليها تفانى المحبون. فهي قوت القلوب، وغذاء الأرواح، وقرة العيون. وهي التي تحمل أثقال السائرين إلى بلد لم يكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، وتوصلهم إلى منازل لم يكونوا بدونها أبدا واصليها. تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة، إذ لهم من محبوبهم أوفر نصيب، والمرء مع من أحب» «3» . ومداحوا المصطفى صلى الله عليه وسلم، في كل عصر ومصر، إنما عبروا بمدائحهم عن خالص محبتهم، وصدق توجههم؛ فلم يكونوا يسعون إلى عرض من أعراض الدنيا الفانية؛ فلو كانت غايتهم تحصيل المال والجاه والصيت لوجهوا جهودهم لمدح الأمراء والوجهاء والأغنياء ذوي البذل والعطاء. فهؤلاء المداحون نأوا بشعرهم عن التكسب، كما نأوا به عن

_ (1) السباعي، أفضل القربات، ص 15. (2) المقري، نفح الطيب 5/ 455. (3) السباعي، أفضل القربات، ص 16.

الفحش في القول، والبذاءة في اللسان، والسباب والشتائم ... إلى غير ذلك من الأمور التي تحط من قيمة الشعر، وتجعل أصحابه من المذمومين الذين وصفهم جلا وعلا: وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً [سورة الشعراء، الآيات 224- 227] . ولله در الشاعر حيث يقول [من الوافر] : «ولا تكتب بكفّك غير شيء ... يسرّك في القيامة أن تراه» «1» وبعد فإن الله سبحانه وتعالى قد جعل هذه الأمة، بفضل الرسول الأعظم، خير أمة أخرجت للناس: تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله. وقد جعله الله تعالى خير شافع ومشفّع لذنوب أمته، في يوم يقول فيه كل امرىء يا رب نفسي: «ومن يتوسّل بالنبيّ محمد ... شفيع البرايا السيد السند الأسنى فذاك جدير أن يكفّر ذنبه ... ويمنح نيل القصد والختم بالحسنى» «2» فنشهد أنك يا حبيبنا، يا حبيب الله، قد أديت الأمانة، ونصحت الأمة، وعدلت بين الناس، ورفعت من شأن المسلمين حتى جعلتهم شهداء على الناس أجمعين، وكنت أنت الشهيد عليهم [من البسيط] : «يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهنّ القاع والأكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم» «3»

_ (1) ياقوت، معجم الأدباء 15/ 195. (2) المقري، نفح الطيب 1/ 121. (3) ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق 2/ 408.

المصادر والمراجع 1- القرآن الكريم. 2- آسين بلاثيوس، ابن عربي، ترجمة عبد الرحمن بدوي (بيروت دار القلم) . 3- ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة (القاهرة 1328 هـ) . 4- ابن حجر العسقلاني، الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة (بيروت دار الجيل) . 5- ابن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق إحسان عباس (بيروت 1977) . 6- ابن رجب الحنبلي، كتاب الذيل على طبقات الحنابلة (بيروت دار المعرفة) . 7- ابن شاكر الكتبي، فوات الوفيات، تحقيق إحسان عباس (بيروت دار صادر) . 8- ابن الصلاح، طبقات الشافعية، تحقيق بخيت (بيروت 1992) . 9- ابن عبد ربه، العقد الفريد، تحقيق أحمد أمين ورفاقه (القاهرة 1983) . 10- ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب (بيروت 1979) . 11- ابن قاضي شهبة الدمشقي، طبقات الشافعية، تحقيق عبد العليم خان (بيروت 1987) . 12- ابن قيم الجوزية، روضة المحبين (بيروت دار الكتب العلمية) .

13- ابن كثير، البداية والنهاية، تحقيق أحمد أبو ملحم ورفاقه (بيروت 1988) . 14- ابن الملقن، طبقات الأولياء، تحقيق شريبة (بيروت 1986) . 15- ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، تحقيق روحية النحاس (دمشق 1984) . 16- ابن هشام، السيرة النبوية، تحقيق السقا ورفاقه (القاهرة دون تاريخ) . 17- أبو الفداء، المختصر في تاريخ البشر (بيروت دار المعرفة) . 18- أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني (بيروت 1970) . 19- أبو نعيم الأصبهاني، حلية الأولياء (بيروت 1980) . 20- أبو نعيم الأصبهاني، دلائل النبوة (حيدر آباد 1320 هـ) . 21- البرت الريحاني، الموسوعة العربية (بيروت 1955) . 22- البير نادر، التصوف الإسلامي (بيروت 1960) . 23- أحمد الزيدي، إثبات نبوة النبي (المكتبة العلمية دون تاريخ) . 24- أحمد زيني دحلان، السيرة النبوية (القاهرة دون تاريخ) . 25- أحمد الشرباصي، فدائيون في تاريخ الإسلام (بيروت 1970) . 26- أحمد المقري، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، تحقيق إحسان عباس (بيروت 1968) . 27- أحمد النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب (القاهرة دون تاريخ) . 28- أسعد علي، فن المنتجب العاني وعرفانه (بيروت 1980) . 29- إسماعيل البغدادي، إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (بيروت 1982) . 30- إسماعيل البغدادي، هدية العارفين (بيروت 1982) . 31- إسماعيل المالكي، فضل الصلاة على النبي، تحقيق الألباني (بيروت 1977) .

32- بطرس البستاني، دائرة المعارف (ط. طهران) . 33- بهجت والتميمي، ولاية بيروت (بيروت 1917) . 34- تقي الدين السبكي، شفاء السقام في زيارة خير الأنام (بيروت 1979) . 35- تقي الدين السبكي، طبقات الشافعية (بيروت دار المعرفة) . 36- جلال الدين السيوطي، تاريخ الخلفاء، تحقيق عبد الحميد (القاهرة 1952) . 37- جمال الدين نباته، ديوان ابن نباته المصري (بيروت، دار إحياء التراث العربي، دون تاريخ) . 38- جميل سلطان، عبد الله بن رواحة (دمشق 1973) . 39- حاجي خليفة، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (بيروت 1982) . 40- الحافظ الذهبي، السيرة النبوية، تحقيق القدسي (بيروت 1981) . 41- حسين الجسر، نزهة الفكر في مناقب الشيخ محمد الجسر (بيروت 1306 هـ) . 42- حنا الفاخوري، تاريخ الأدب العربي (بيروت 1953) . 43- خليل سليمان، هلال جديد (بيروت 1983) . 44- خليل صادق، منحة الخليل في مدحة الجليل (بيروت 1308 هـ) . 45- خليل الصفدي، الوافي بالوفيات (ط. قيسبادن ألمانيا) . 46- خورشيد ورفاقه، دائرة المعارف الإسلامية (القاهرة 1933) . 47- خير الدين الزركلي، الأعلام (1979) . 48- دار صادر، ديوان حسان بن ثابت الأنصاري (بيروت دون تاريخ) . 49- دار صادر، ديوان صفي الدين الحلي (بيروت 1962) . 50- زكي مبارك، التصوف الإسلامي (بيروت دار الجيل) .

51- زكي مبارك، المدائح النبوية في الأدب العربي (بيروت دون تاريخ) . 52- زهير الرافعي، ديوان زهير في الإستغاثة والمديح والخير (طرابلس 1988) . 53- سعيد حوى، الرسول صلى الله عليه وسلم (بيروت 1969) . 54- سلمان مروة، أحسن الأثر في حياة النبي والأئمة الإثني عشر (صيدا 1953) . 55- سميح الزين، تاريخ طرابلس (بيروت 1969) . 56- سيد حنفي حسنين، حسان بن ثابت شاعر الرسول (القاهرة 1963) . 57- سيد الشبلنجي، نور الأبصار في مناقب آل النبي المختار (بيروت المكتبة الشعبية) . 58- الشاب الظريف، ديوان الشاب الظريف، تحقيق شاكر شكر (بغداد 1967) . 59- شريف قاضي البخاري، التحفة العزيزية (استنبول 1293 هـ) . 60- الشيباني، تمييز الطيب من الخبيث (بيروت دار الكتاب العربي) . 61- صبحي الصالح، نثر اللآلىء (طرابلس 1956) . 62- صبحي المحمصاني، الدعائم الخلقية للقوانين الشرعية (بيروت 1979) . 63- صديق القنوجي، التاج المكلل من جواهر ماثر الطراز الآخر والأول، تحقيق عبد الحكيم شرف الدين (بمباي 1383 هـ) . 64- عباس محمود العقاد، فاطمة الزهراء والفاطميون (بيروت 1962) . 65- عباس محمود العقاد، مطلع النور (القاهرة 1955) . 66- عبد الله نوفل، تراجم علماء وأدباء الفيحاء (طرابلس 1929) . 67- عبد الله اليافعي، مرآة الجنان وعبرة اليقظان (بيروت 1970) . 68- عبد الباقي العمري، الترياق الفاروقي (بغداد 1964) . 69- عبد البديع صقر، شاعرات العرب (بيروت 1967) .

70- عبد الحفيظ فرغلي القرني، الحافظ جلال الدين السيوطي، سلسلة أعلام العرب (القاهرة 1990) . 71- عبد الحكيم عبد الباسط، حرم الآل (دمشق 1388 هـ) . 72- عبد الحميد الرافعي، ديوان عبد الحميد (بغداد 1974) . 73- عبد الحميد طهماز، محمد الحامد (دمشق 1971) . 74- عبد الحميد المسلوت ورفاقه، الأدب العربي في ظلال الأمويين والعباسيين (القاهرة 1952) . 75- عبد الحي الكتاني، فهرس الفهارس، تحقيق إحسان عباس (بيروت 1982) . 76- عبد الرحمن الجيلالي، تاريخ الجزائر العام (بيروت 1983) . 77- عبد الرحمن عزام، بطل الأبطال (القاهرة 1954) . 78- عبد الرحيم البرعي، شرح ديوان البرعي (القاهرة 1958) . 79- عبد العزيز سيد الأهل، محيي الدين بن عربي (بيروت 1970) . 80- عبد الغني الرافعي، ترصيع الجواهر المكية (القاهرة 1301 هـ) . 81- عبد الغني الرافعي، مجموعة قصائد، مخطوط (طرابلس دون تاريخ) . 82- عبد الفتاح الزعبي، منظومة أسماء النبي العدناني (طرابلس دون تاريخ) . 83- عبد القادر الأدهمي، ترجمة قطب الواصلين (بيروت 1306 هـ) . 84- عبد القادر الأدهمي، تبييت البردة (الإسكندرية 1313 هـ) . 85- عبد القادر الأدهمي، إرشاد المريد للمنهج السديد (طرابلس 1301 هـ) . 86- عبد القادر بدران، منادمة الأطلال (بيروت 1985) . 87- عبد القادر سعيد الرافعي، نيل المراد في تشطير بانت سعاد (مصر 1315 هـ) .

88- عبد الكريم عويضة، مقدمة في الأدب الروحي (طرابلس 137 هـ) . 89- عبد الكريم عويضة، نوال الشفا في مديح المصطفى (طرابلس 1368 هـ) . 90- عبدو عيسى، توقير المصطفى (بيروت دار ابن زيدون) . 91- علاء الدين كبارة، الديوان، مخطوط (طرابلس دون تاريخ) . 92- علي بن أبي عمران، المرقصات والمطربات (بيروت 1973) . 93- علي بن أبي طالب، ديوان أمير المؤمنين، تحقيق عبد العزيز كرم (دمشق 1960) . 94- علي الحلبي، السيرة الحلبية (القاهرة دون تاريخ) . 95- علي سالم الطنطاوي، نور الصفا في مولد ومعراج المصطفى (طرابلس 1345 هـ) . 96- علي صافي حسن، ابن دقيق العيد، حياته وديوانه (دار المعارف بمصر 1960) . 97- علي المدني، سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر (القاهرة 1324 هـ) . 98- عمر تدمري، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (بيروت 1984) . 99- عمر الرافعي، ديوان مناجاة الحبيب (صيدا 1365 هـ) . 100- عمر رضا كحالة، معجم المؤلفين (بيروت دار إحياء التراث العربي) . 101- عمر فروخ، تاريخ الأدب العربي (بيروت 1981) . 102- عمر فروخ، التصوف في الإسلام (بيروت 1981) . 103- عمر موسى باشا، قطب العصر عمر اليافي (دمشق 1993) . 104- فوزي عطوي، ديوان ابن الفارض (بيروت 1969) . 105- مالك بن أنس، الموطأ (بيروت 1979) .

106- محمد أبو الهدى الصيادي، ديوان الروض البسيم (استنبول 1322 هـ) . 107- محمد أبو الهدى الصيادي، ديوان روضة العرفان (مكان الطبع غير مدون 1322 هـ) . 108- محمد أبو الهدى الصيادي، سمير الغرباء (دمشق دون تاريخ) . 109- محمد أبو الهدى الصيادي، نوابغ الحكم (القاهرة 1326 هـ) . 110- محمد بن أبي الخطاب، جمهرة أشعار العرب (مصر 1308 هـ) . 111- محمد أمين عز الدين، الأمان في مولد سيد ولد عدنان (طرابلس دون تاريخ) . 112- محمد البتنوني، الرحلة الحجازية (القاهرة 1329 هـ) . 113- محمد البوصيري، بردة المديح (القاهرة دون تاريخ) . 114- محمد جمال الدين آل ملص، منهاج اليقين في رحلة الشرق الأقصى لخدمة الدين (دمشق 1367 هـ) . 115- محمد جميل الخطيب، كشف القناع المسدول في حكم السماع المقبول (بيروت 1973) . 116- محمد الحافظ ونزار أباظة، تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري (دمشق 1986) . 117- محمد حسين هيكل، حياة محمد (القاهرة 1358 هـ) . 118- محمد الحسيني، فريدة الأصول (طرابلس 1311 هـ) . 119- محمد خليل الخطيب، روضات الخطيب في مدح الحبيب صلى الله عليه وسلم (طنطا دون تاريخ) . 120- محمد رشيد رضا، الوحي المحمدي (بيروت 1979) . 121- محمد رضا، محمد رسول الله (بيروت 1975) . 122- محمد السخاوي، الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (بيروت مكتبة الحياة) .

123- محمد سعيد السباعي، أفضل القربات إلى الله بالصلاة على رسول الله (حمص 1959) . 124- محمد صالح الفرفور، مختارات من شعره (دمشق دون تاريخ) . 125- محمد صبري، الشوقيات المجهولة (بيروت 1979) . 126- محمد القاوقجي، مولد البشير النذير (مصر 1316 هـ) . 127- محمد القاوقجي، الذهب الإبريز على المعجم الوجيز (بيروت 1316 هـ) . 128- محمد كامل الرافعي، تاريخ الأسرة الرافعية، مخطوط (طرابلس دون تاريخ) . 129- محمد الكاندهلوي، حياة الصحابة (دمشق. ط. أولى) . 130- محمد كرد علي، خطط الشام (بيروت 1983) . 131- محمد المحبي، خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، السفر الثاني، تحقيق ليلى الصباغ (دمشق 1983) . 132- محمد محمد حسين، ديوان الأعشى الكبير (بيروت 1983) . 133- محمد المرادي، سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر (بغداد دون تاريخ) . 134- محمد ملص، التحفة المرضية في مديح خير البرية (دمشق دون تاريخ) . 135- محمد مهدي الرواس، معراج القلوب (دمشق 1389 هـ) . 136- محمد مهدي الرواس، ديوان مشكاة اليقين ومحجة المتقين (دمشق 1963) . 137- محمد مهدي الرواس، نور الفتوح، تحقيق عبد الحكيم عبد الباسط (دمشق 1388 هـ) . 138- محمود الشقفة، المدائح النبوية (دمشق دون تاريخ) . 139- محمود شكري الآلوسي، بلوغ الأرب في أحوال العرب (بغداد 1314 هـ) .

140- محيي الدين بن عربي، الفتوحات المكية، تحقيق عثمان يحيى (القاهرة 1985- 1990) . 141- مخيمر صالح، المدائح النبوية بين الصرصري والبوصيري (ط. أولى 1986) . 142- المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق عبد الحميد (بيروت 1983) . 143- مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم (بيروت دار الآفاق الجديدة) . 144- مصطفى صادق الرافعي، تاريخ آداب العرب (القاهرة 1940) . 145- مصطفى محمد الرافعي، عنوان النجابة في معرفة من مات بالمدينة المنورة من الصحابة (مكان الطبع غير مدون 1373 هـ) . 146- مصطفى وهيب البارودي، الفوز الأبدي في الهدي المحمدي (بيروت 1343 هـ) . 147- مصطفى وهيب البارودي، مختارات من شعره، مخطوط (طرابلس دون تاريخ) . 148- مطبعة اللواء، يوبيل بلبل سورية (طرابلس 1930) . 149- نجم الدين الغزي، الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة (بيروت دون تاريخ) . 150- نديم الجسر، الديوان، مخطوط (طرابلس دون تاريخ) . 151- نديم الرافعي، ديوان النديم (القاهرة 1961) . 152- ياسين الأيوبي، صفي الدين الحلي، دار الكتاب اللبناني، (بيروت 1971) . 153- ياقوت الحموي، معجم الأدباء، تحقيق أحمد الرفاعي (بيروت ط. أخيرة) . 154- يوسف الحكيم، سورية والعهد العثماني (بيروت 1966) . 155- يوسف القرطبي، كتاب الإستيعاب في أسماء الأصحاب (القاهرة 1328 هـ) .

156- يوسف النبهاني، الأنوار المحمدية من المواهب اللدنية (بيروت 1321 هـ) . 157- يوسف النبهاني، الأحاديث الأربعين في فضائل سيد المرسلين (بيروت 1315 هـ) . 158- يوسف النبهاني، المجموعة النبهانية في المدائح النبوية (بيروت 1320 هـ) . 159- يوسف النبهاني، أفضل الصلوات على سيد السادات (بيروت المطبعة الأدبية 1309 هـ) . 160- يوسف النبهاني، النظم البديع في مولد الشفيع (بيروت 1312 هـ) .

فهرس الأعلام الرقم/ الاسم/ الصفحة 1/ إبراهيم التلمساني/ 39 2/ إبراهيم الكناني/ 39 3/ إبراهيم الجنيني/ 39 4/ إبراهيم الإسرائيلي/ 40 5/ إبراهيم الأحدب/ 41 6/ إبراهيم الكفعمي/ 41 7/ إبراهيم البهنسي/ 42 8/ إبراهيم بن زقاعة/ 43 9/ إبراهيم الإدريسي/ 44 10/ إبراهيم الحلبي/ 44 11/ إبراهيم المكناسي/ 44 12/ إبراهيم الرفاعي 45 13/ ابن الجيّان الأندلسي/ 45 14/ أبو إناس الكناني/ 47 15/ أبو بكر الصديق (رض) / 47 16/ أبو بكر الحلبي/ 48 17/ أبو بكر الحموي/ 48 الرقم/ الاسم/ الصفحة 18/ أبو بكر بن محمد/ 49 19/ أبو جرول الجشمي/ 50 20/ أبو الحسن الغرناطي/ 50 21/ أبو زيد الفازازي/ 51 22/ أبو السرور الشعراوي/ 52 23/ أبو سفيان بن الحارث/ 52 24/ أبو طالب/ 54 25/ أحمد الأبشيهي/ 56 26/ أحمد المرعشي/ 57 27/ أحمد الزبيري/ 57 28/ أحمد القرشي/ 57 29/ أحمد المقرىء/ 57 30/ أحمد النابلسي/ 58 31/ أحمد الكتاني/ 58 32/ أحمد المالكي/ 59 33/ أحمد الحضراوي/ 59 34/ أحمد الجريري/ 60

الرقم/ الاسم/ الصفحة 35/ أحمد الحكواتي/ 60 36/ أحمد شرقاوي/ 62 37/ أحمد شوقي/ 62 38/ أحمد الوراق/ 65 39/ أحمد البري/ 66 40/ أحمد الواعظ/ 67 41/ أحمد الحلبي/ 68 42/ أحمد الزمزمي/ 68 43/ أحمد الطهطاوي/ 68 44/ أحمد بن عبد العال/ 69 45/ أحمد المقدسي/ 69 46/ أحمد الربعي/ 70 47/ أحمد البربير/ 70 48/ أحمد عبد المعطي/ 71 49/ أحمد العزازي/ 71 50/ أحمد الخياط/ 72 51/ أحمد بن عبية المقدسي/ 72 52/ أحمد العروسي/ 73 53/ أحمد الشناوي/ 73 54/ أحمد العسقلاني/ 74 55/ أحمد المنيني/ 75 56/ أحمد القلقشندي/ 76 57/ أحمد الفاسي/ 78 الرقم/ الاسم/ الصفحة 58/ أحمد المرشدي/ 78 59/ أحمد الإشبيلي/ 78 60/ أحمد المقري القرشي/ 79 61/ أحمد الحملاوي/ 81 62/ أحمد المغربي/ 81 63/ أحمد الحميري/ 83 64/ أحمد بن العطار/ 83 65/ أحمد بن الهائم/ 83 66/ أحمد البغدادي/ 84 67/ أحمد المبارك/ 85 68/ أحمد بن جزي الكلبي/ 85 69/ أحمد الأندلسي/ 86 70/ أحمد المصري/ 87 71/ أحمد التلمساني/ 87 72/ أحمد العمري/ 87 73/ أحمد الزعيفريني/ 88 74/ أحمد بن سعيد الحميري/ 89 75/ إدريس القرطبي/ 89 76/ أسعد إسماعيل 90 77/ إسماعيل الدهان/ 90 78/ الأسود الثقفي/ 91 79/ أصيد السلمي/ 91 80/ الأمين العاصمي/ 91

الرقم/ الاسم/ الصفحة 81/ أنس الكناني/ 92 82/ أيمن الغرناطي/ 93 83/ برهان القيراطي/ 97 84/ بكر الكلبي/ 98 85/ تاج الدين المكي/ 101 86/ تقي الدين شبيب/ 102 87/ الجارود بن المعلى 105 88/ جعفر البرزنجي/ 105 89/ جعفر المدني/ 106 90/ جعفر السقافي/ 106 91/ جعفر الميرغني/ 107 92/ جمال الدين عبد الرحمن/ 107 93/ جميل العظم/ 107 94/ جهيش النخعي/ 108 95/ حازم القرطاجني/ 111 96/ حامد العمادي/ 112 97/ حرب بن ريطة/ 113 98/ حسام الدين المسيلمي/ 114 99/ حسان بن ثابت/ 114 100/ حسان بن قيس/ 121 101/ الحسن صافي/ 122 102/ حسن حيدرة/ 123 103/ حسن البخشي/ 123 الرقم/ الاسم/ الصفحة 104/ الحسن الخضراوي/ 124 105/ الحسن العراقي/ 125 106/ الحسن القرطبي/ 125 107/ الحسن البوريني/ 125 108/ حسن الحموي/ 126 109/ الحسن الاسنائي/ 127 110/ حسين الرضوي/ 127 111/ حسين الدجاني/ 127 112/ الحسين بن ريان/ 128 113/ الحسين الأهدل/ 128 114/ حسين بن شدقم/ 129 115/ حسين العشاري/ 129 116/ حسين الليثي/ 130 117/ حسين الوفائي/ 131 118/ حسين الجسر/ 131 119/ حسين النقشبندي/ 132 120/ حمدون المرداسي/ 133 121/ حمزة الأصفوني/ 133 122/ حميد الهلالي/ 134 123/ خليل الصديقي/ 137 124/ خليل الصفدي/ 138 125/ خليل سليمان/ 139 126/ خويلد «أبو ذؤيب الهذلي» 141

الرقم/ الاسم/ الصفحة 127/ راشد عبد الله/ 145 128/ رافع الطائي/ 145 129/ رمضان حلاوة/ 146 130/ الزبرقان التميمي/ 149 131/ زهير بن صرد/ 149 132/ زهير الرافعي/ 150 133/ سعد بن الديري/ 155 134/ سعدي بن عبد الهادي/ 155 135/ سعيد السمان/ 157 136/ سعيد الدمشقي/ 158 137/ سعيد السعسعاني/ 159 138/ سلمة الأسدي/ 160 139/ سليم الحصني/ 160 140/ سليمان الرفاعي/ 161 141/ سليمان بن داود/ 161 142/ سليمان الرومي/ 161 143/ سليمان البرسوي/ 162 144/ سليمان السمهودي/ 162 145/ سواد الأزدي الدوسي/ 162 146/ شاكر العمري/ 167 147/ شبيب بن حمدان/ 169 148/ شبيب العاملي/ 169 149/ شعبان بن داود/ 170 الرقم/ الاسم/ الصفحة 150/ شعيب الأدلبي/ 170 151/ صادق الخراط/ 175 152/ صالح الدوماني/ 176 153/ صرمة بن أبي أنس/ 176 154/ صفوان التجيبي/ 176 155/ صفية بنت عبد المطلب/ 177 156/ ضرار الفهري/ 183 157/ الطفيل الدوسي/ 187 158/ طه الجبريني/ 188 159/ ظاهر الصفدي/ 191 160/ عائشة الباعونية/ 195 161/ عاتكة بنت عبد المطلب/ 196 162/ عامر الأزدي/ 197 163/ عامر بن واثلة/ 197 164/ العباس بن عبد المطلب/ 197 165/ العباس السلمي/ 198 166/ عبد الله المحجوب/ 200 167/ عبد الله الهمداني/ 200 168/ عبد الله اليافعي/ 200 169/ عبد الله بن رواحة/ 201 170/ عبد الله الزبعري/ 204 171/ عبد الله الأدكاوي/ 206 172/ عبد الله بن غنيمة/ 206

الرقم/ الاسم/ الصفحة 173/ عبد الله الحسني/ 207 174/ عبد الله البكري/ 207 175/ عبد الله الرومي/ 207 176/ عبد الله الخطيب/ 207 177/ عبد الله حجازي/ 208 178/ عبد الله الشبراوي/ 209 179/ عبد الله الشقراطيسي/ 210 180/ عبد الباقي الفاروقي/ 212 181/ عبد البر الفيومي/ 213 182/ عبد الحليم اللوجي/ 214 183/ عبد الحميد البيرامي/ 214 184/ عبد الحميد الرافعي/ 214 185/ عبد الحميد الخطيب/ 216 186/ عبد الرحمن الأديب/ 216 187/ عبد الرحمن الحميدي/ 217 188/ عبد الرحمن المناوي/ 217 189/ عبد الرحمن العراقي/ 217 190/ عبد الرحمن بن أبي حميدة/ 217 191/ عبد الرحمن بن عبد الوهاب/ 218 192/ عبد الرحمن المكودي/ 218 193/ عبد الرحمن بن عوف/ 219 الرقم/ الاسم/ الصفحة 194/ عبد الرحمن بن كمال الدين 219 195/ عبد الرحمن القلقشندي/ 220 196/ عبد الرحمن التريمي/ 221 197/ عبد الرحمن الحسني/ 221 198/ عبد الرحمن البهلول/ 221 199/ عبد الرحمن الفازازي/ 222 200/ عبد الرحيم الحموي/ 223 201/ عبد الرحيم بن أبي اللطف/ 224 202/ عبد الرحيم البرعي/ 226 203/ عبد الرحيم الشعراني/ 227 204/ عبد السلام غانم/ 227 205/ عبد العزيز بن سرايا (صفي الدين الحلي) 228 206/ عبد العزيز المكناسي/ 230 207/ عبد العزيز الغرناطي/ 230 208/ عبد العزيز الزمزمي/ 231 209/ عبد العزيز بن الرفاء/ 231 210/ عبد العزيز الفشتالي/ 232 211/ عبد الغني الرافعي/ 233 212/ عبد الغني النابلسي/ 234 213/ عبد الفتاح الزعبي/ 236 214/ عبد القادر الشلبي/ 237 215/ عبد القادر الرافعي/ 237

الرقم/ الاسم/ الصفحة 216/ عبد القادر الحسيني/ 239 217/ عبد القادر الضميري/ 240 218/ عبد الكريم الصرصري/ 240 219/ عبد الكريم الحسيني/ 241 220/ عبد الكريم القسنطيني/ 241 221/ عبد الكريم عويضة/ 242 222/ عبد اللطيف الفوي/ 243 223/ عبد اللطيف بن الخطيب/ 243 224/ عبد اللطيف الطويلي/ 244 225/ عبد المجيد الإدريسي/ 244 226/ عبد المحسن التنوخي/ 244 227/ عبد المحمود الحنبلي/ 245 228/ عبد المطلب بن هاشم/ 246 229/ عبد الملك السلمي/ 247 230/ عبد الهادي الحسني/ 247 231/ عبد الواحد بن المنير/ 248 232/ عبد الوهاب بن عربشاه/ 248 233/ عبد الوهاب السبكي/ 249 234/ عبد الوهاب الموصلي/ 250 235/ عتيق الغساني/ 250 236/ عثمان المولوي/ 251 237/ العربي الحسني/ 251 238/ عسكلان الحميري/ 251 الرقم/ الاسم/ الصفحة 239/ عطية المحاربي/ 252 240/ علاء الدين الدمشقي/ 253 241/ علاء الدين كبارة/ 254 242/ علي بن أبي طالب (رض) 255 243/ علي بن لبال/ 256 244/ علي الشامي/ 257 245/ علي الحميري/ 257 246/ علي بن معصوم/ 258 247/ علي النقصاوي/ 259 248/ علي الأندلسي/ 260 249/ علي البرزنجي/ 260 250/ علي الموصلي/ 261 251/ علي الغزي/ 262 252/ علي الأذرعي/ 262 253/ علي البجمعوي/ 263 254/ علي النميري/ 263 255/ علي السجلماسي/ 263 256/ علي بن العليف/ 264 257/ علي المصري/ 264 258/ علي الشاذلي/ 265 259/ علي السخاوي/ 265 260/ علي الخوارزمي/ 266 261/ علي الطنطاوي/ 266

الرقم/ الاسم/ الصفحة 262/ علي السملالي/ 267 263/ علي العسقلاني/ 268 264/ علي المرادي/ 268 265/ علي الحموي/ 269 266/ علي الساعدي/ 271 267/ علي الميقاتي/ 271 268/ عمر الأدلبي/ 273 269/ عمر اللبقي/ 273 270/ عمر الفيومي/ 274 271/ عمر بن الفارض/ 274 272/ عمر العيطة/ 277 273/ عمر الرافعي/ 278 274/ عمر اليافي/ 279 275/ عمر بن الوردي/ 281 276/ عمرو (أبو عزة) / 282 277/ عمرو بن معديكرب/ 282 278/ عيسى الحنبلي/ 283 279/ غالي الشنقيطي/ 287 280/ فاطمة الزهراء (رض) 291 281/ فتح الله الحلبي/ 292 282/ فتح الدين بن سيد الناس/ 293 283/ فتح الأموي/ 293 284/ فرج المنفلوطي/ 294 الرقم/ الاسم/ الصفحة 285/ فرج الغرناطي/ 294 286/ قاسم البكرجي/ 299 287/ قرة بن هبيرة/ 300 288/ قطن العليمي/ 300 289/ قيس بن طريف/ 301 290/ كعب بن زهير 305 291/ كعب بن مالك/ 308 292/ كليب الحضرمي/ 312 293/ لبيد بن ربيعة/ 315 294/ مازن العماني/ 319 295/ مالك المصمودي/ 320 296/ مالك بن عوف/ 322 297/ مالك الهمداني/ 323 298/ محمد بن إبراهيم الدمشقي/ 323 299/ محمد العمادي/ 324 300/ محمد بن الشهيد/ 325 301/ محمد الوتري/ 326 302/ محمد الزبيدي/ 327 303/ محمد القلقشندي/ 327 304/ محمد الرومي/ 327 305/ محمد القليبي/ 328 306/ محمد الهواري الأندلسي/ 328

الرقم/ الاسم/ الصفحة 307/ محمد العزفي/ 330 308/ محمد القرشي الأموي/ 330 309/ محمد المحلي/ 331 310/ محمد الباعوني/ 331 311/ محمد العظم/ 332 312/ محمد الفرغلي/ 333 313 محمد أمين عز الدين 333 314/ محمد أمين العمري/ 334 315/ محمد الإسكندري/ 334 316/ محمد البكري المصري/ 335 317/ محمد عبد الله/ 336 318/ محمد جابر الربعي/ 336 319/ محمد جمال الدين الجيلاني/ 336 320/ محمد الخطيب النقشبندي/ 338 321/ محمد الحامد/ 339 322/ محمد المنتجب العاني/ 340 323/ محمد القلعي/ 341 324/ محمد النواجي/ 341 325/ محمد الصيادي أبو الهدى/ 343 326/ محمد الحسيني النجفي/ 345 327/ محمد جعيط/ 345 الرقم/ الاسم/ الصفحة 328/ محمد النيربي/ 345 329/ محمد الحسيني اليمني/ 346 330/ محمد القاوقجي/ 346 331/ محمد القباقبي/ 347 332/ محمد خليل الخطيب/ 347 333/ محمد الرومي/ 349 334/ محمد صادق 349 335/ محمد البازلي/ 350 336/ محمد رائف/ 350 337/ محمد الأيوبي/ 350 338/ محمد الرافعي/ 351 339/ محمد العطار/ 352 340/ محمد السيوطي/ 352 341/ محمد النحراري/ 352 342/ محمد السبكي/ 353 343/ محمد الحضراوي/ 353 344/ محمد البوصيري/ 353 345/ محمد العدني/ 359 346/ محمد المدني/ 359 347/ محمد القصابي/ 360 348/ محمد أحمد/ 360 349/ محمد التلمساني/ 360 350/ محمد الشيباني/ 361

الرقم/ الاسم/ الصفحة 351/ محمد الشراف/ 362 352/ محمد الصوفي/ 362 353/ محمد الفرفور/ 362 354/ محمد الهلالي/ 363 355/ محمد السماوي/ 364 356/ محمد الأسكيشهري/ 364 357/ محمد السلماني/ 365 358/ محمد/ الجزائري/ 366 359/ محمد الطرابلسي/ 367 360/ محمد بن ظهيرة القرشي/ 367 361/ محمد المسعودي/ 368 362/ محمد السخاوي/ 369 363/ محمد الأزهري/ 369 364/ محمد بن الصائغ/ 370 365/ محمد الوراق/ 371 366/ محمد السنجاري/ 371 367/ محمد الواسطي/ 372 368/ محمد الفكوك الطرابلسي/ 372 369/ محمد المغيلي/ 372 370/ محمد اللؤلؤي/ 373 371/ محمد الميرغني المحجوب/ 373 الرقم/ الاسم/ الصفحة 372/ محمد الدلائي/ 373 373/ محمد الجزائري/ 374 374/ محمد الفاسي/ 374 375/ محمد الأيجي/ 374 376/ محمد العاملي/ 375 377/ محمد الهيثمي/ 375 378/ محمد الزملكاني/ 376 379/ محمد الحاتمي/ 377 380/ محمد البكري/ 379 381/ محمد الجمالي/ 379 382/ محمد المنفلوطي/ 381 383/ محمد الغرناطي/ 383 384/ محمد العرضي/ 383 385/ محمد البيلوني/ 383 386/ محمد المغربي/ 385 387/ محمد الطهطاوي/ 385 388/ محمد الأصفهاني/ 385 389/ محمد بن الأعمى/ 386 390/ محمد الأنصاري/ 386 391/ محمد بن نباتة/ 388 392/ محمد الأندلسي/ 391 393/ محمد العطار الجزائري/ 392 394/ محد جان الرومي/ 393

الرقم/ الاسم/ الصفحة 395/ محمد الحلبي/ 394 396/ محمد السعدي/ 394 397/ محمد بن الموصلي/ 395 398/ محمد بن أبي بكر/ 396 399/ محمد البلبيسي/ 396 400/ محمد بن علي المصري/ 397 401/ محمد الدجوي/ 397 402/ محمد الغزي/ 398 403/ محمد المنزلي/ 398 404/ محمد الحميدي/ 399 405/ محمد الدوركي/ 399 406/ محمد البكري الصديقي/ 400 407/ محمد النودهي البرزنجي/ 400 408/ محمد الرواس/ 401 409/ محمد العسيلي/ 403 410/ محمد نسيب الحسيني/ 404 411/ محمد وفا الشاذلي/ 404 412/ محمد البجائي/ 405 413/ محمد البرجي/ 405 414/ محمد الفيروز آبادي/ 406 415/ محمد بن يعقوب المغربي/ 407 416/ محمد بن زمرك/ 408 417/ محمد الزرندي/ 410 الرقم/ الاسم/ الصفحة 418/ محمد بن يوسف الغرناطي/ 411 419/ محمود البارودي/ 412 420/ محمد الحلبي/ 412 421/ محمود الشقفة/ 414 422/ محمود البغدادي/ 415 423/ محمود الزمخشري/ 416 424/ محمود الدمشقي/ 416 425/ مسلمة بن هارون/ 417 427/ مصطفى الإزميري/ 419 428/ مصطفى الصلاحي/ 419 429/ مصطفى الطرابلسي/ 420 430/ مصطفى الألبستاني/ 420 431/ مصطفى القلعاوي/ 421 432/ مصطفى نجا/ 421 433/ مصطفى الأصيل/ 422 434/ مصطفى/ البارودي/ 422 435/ مكي الجوخي/ 423 436/ ميمون الأعشى/ 424 437/ نديم الجسر/ 429 438/ نديم الرافعي/ 430 439/ هند بنت أثاثة/ 435

الرقم/ الاسم/ الصفحة 440/ يحيى بن خالدون/ 439 441/ يحيى بيرام/ 440 442/ يحيى العلوي/ 440 443/ يحيى القباني/ 441 444/ يحيى العساسي/ 441 445/ يحيى الصرصري/ 441 446/ يوسف النبهاني/ 444 الرقم/ الاسم/ الصفحة 447/ يوسف الحلبي/ 447 448/ يوسف العمري/ 448 449/ يوسف بن الجوزي/ 448 450/ يوسف الفارسكوري/ 449 451/ يوسف الذوق/ 449 452/ يوسف الباعوني/ 450 453/ يوسف المغربي/ 452 454/ يونس العيثاوي/ 451

§1/1